تلك أقوال الأئمة – رضي الله عنهم – في الأمر التمسك بالسنة والنهي عن مخالفتها، ومع ذلك فقد تعصب بعض الناس للأئمة وخاصة للإمام أبي حنيفة، وخصوصاً الكوثري الذي لقب بـ"مجنون أبي حنيفة"، ومنهم حتى قاربوا به منازل النبيين والمرسلين، فزعموا أن التوراة بشرت به، فقد روى المكي عن عبد الكريم بن مسفر أنه قال: "سمعت جماعة من أهل العلم يقولون: مكتوب في التوراة صفة كعب الأحبار والنعمان بن ثابت ومقاتل بن سليمان" [6] ومن ذلك زعم بعضهم أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – ذكره باسمه وبين أنه سراج أمته، ومن زعم ذلك أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: "سيكون في أمتي رجل أسمه النعمان وكنيته أبو حنيفة هو سراج أمتي هو سراج أمتي هو سراج أمتي" [7] واستدل بعض الحنفية به على فضل أبي حنيفة، قال الخطيب: "هو حديث موضوع تفرد بروايته البَوْرقي وقد شرحنا فيما تقدم." يشير إلى ما ذكره في ترجمة محمد بن سعيد البَوْرقي [8]، ثم قال: هذا البَوْرقي قد وضع المناكير على الثقات ما لا يحصى وأفحشها روايته عن بعض مشايخه، عن الفضل بن موسى السناني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ثم ذكر الحديث وقال على أثره هكذا حدث به في بلاد خراسان، ثم حدث به بالعراق وزاد فيه أنه قال: "سيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة إبليس"، قال الخطيب بعده: "ما كان أجرأ هذا الرجل على الكذب كأنه لم يسمع حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" نعوذ بالله من غلبة الهوى ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى." [9]
كما أن بعضهم نعتوه بالصفات والمناقب ما عدوا به رتبته وتجاوزوا معه درجته، ومن ذلك قول الحصكفي: "أن أبا حنيفة النعمان من أعظم معجزات المصطفى بعد القرآن وحسبك من مناقبه اشتهار مذهبه، ما قال قولاً إلا أخذ به إمام من الأئمة الأعلام، قد جعل اللهُ الحكم لأصحابه وأتباعه من زمنه إلى هذه الأيام إلى أن يحكم بمذهبه عيسى – عليه السلام –" [10] وهذا القول تَقَوُّلٌ وغلو ظاهر وتنقص لنبي الله عيسى – عليه السلام – إذ كيف يظن بنبي أن يتبع عالماً مجتهداً؟! وقد رد ذلك قول ابن عابدين في حاشيته ونقل قول السيوطي في رد ذلك وفيه: " ... ما يقال إنه يحكم أي عيسى - عليه السلام – بمذهب من المذاهب الأربعة باطل لا أصل له. وكيف يظن بنبي أنه يقلد مجتهداً مع أن المجتهد من آحاد هذه الأمة لا يجوز له التقليد، إنما يحكم بالاجتهاد ... " [11] كما زعم الحصكفي أن سهل بن عبد الله التستري قال: "لو كان في أمتي موسى وعيسى مثل أبي حنيفة لما تهودوا ولما تنصروا." [12] ولهذا القول رد، فقد كانت في الحنفية أبو حنيفة نفسه، ومع ذلك فإن من الحنفية من أعتزل وتشيع وتجهم وانحرفوا عن الإسلام، فلو تهودوا أو تنصروا لكان خيراً لهم من أن يتجهموا أو يعتزلوا أو يتشيّعوا. والأحرى أن هذا كذب على سهل، وهو قول باطل في نفسه فقد عبد بنو إسرائيل عجلاً وهارون نبي الله بينهم، وكذلك كفر من كفر منهم وعيسى – عليه السلام – بين أظهرهم كما قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ} [آل عمران:52] ومن ذلك قول الحصكفي: "وعنه – عليه السلام -: إن سائر الأنبياء يفتخرون بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني" [13] وهذا لا شك كذب محض لا يجوز ذكره فضلاً عن اعتقاده.
مكانة أبو حنيفة العلمية:
فإنه ليس بالغريب أن يفترى على الإمام أبو حنيفة – رحمه الله تعالى – الكذب وذلك لمكانة علمية رفيعة، فقد أخذ من العلوم الشرعية نصيباً وافراً فنبغ في العلوم الشرعية، ولقد كانت له قدرة على الإفتاء والتدريس وحل المشكلات الدقيقة التي تعرض عليه. وكان له مع ذلك معرفة في علم الكلام والجدل؛ إذ كانت معرفته تلك مرتبطة بنشأته بالكوفة؛ حيث كانت موطناً لأهل الأهواء والملل والنِّحل المختلفة، والفرق المتباينة، وإذا كان المجتمع على هذه الشاكلة كثر فيه الجدل والمناظرات حول العقائد. لذلك أنشغل إمام السلفية أبو حنيفة – رحمه الله – في بداية طلبه للعلم بعلم الكلام حتى برع فيه ونبغ، وبلغ فيه مبلغاً يشار إليه بالبيان، وكان به يجادل وعنه يناضل، وكان يرتحل إلى البصرة لمناقشة أصحاب الخصومات، وهذا ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/404)
يدله قوله: "كنت رجلاً أعطيت جدلاً في الكلام، فمضى دهر فيه أتردد، وبه أخاصم وعنه أناضل، وكان أصحاب الخصومات والجدل أكثرهم بالبصرة، فدخلت البصرة نيفاً وعشرين مرة ... " [14] وقال قبيصة بن عقبة: "كان الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – في أول أمره يجادل أهل الأهواء، حتى صار رأساً في ذلك منظوراً إليه، ثم ترك الجدل ورجع إلى الفقه والسنَّة وصار إماماً" [15] وهناك ممن ينتسب إلى الحنفية كالماتريدية يقول بأن إمام السلفية أبو حنيفة لم يترك الكلام تركاً كلياً بعد أن فضح المتكلمين وأظهر عوراتهم، وهذا الكلام فيه تخليط لأن الإمام أبا حنيفة ترك علم الكلام تركاً كلياً وصرح بذلك مبيناً سبب الترك، حيث قال: "رأيت المشتغلين بالكلام قاسية قلوبهم، غليظة أفئدتهم، لا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة والسلف الصالح، ولو كان خيراً لاشتغل به السلف الصالحون." [16] وهذا القول يرد زعم من زعِم إن الماتريدية ليست إلا استمراراً لمدرسة الإمام الأعظم، من غير أن يكون بينهما إلا فرق بسيط، ولا يعتد به. [17] فكيف يقال إن الماتريدية ليس إلا استمراراً لمدرسة الإمام أبي حنيفة والماتريدية خالفت أبا حنيفة في نفي كثير من الصفات الإلهية، والقول بكلام النفسي، وفي مسمى الإيمان، وفي مصادر الاستدلال في الاعتقاد؟!
لم ينبغ الإمام في الكلام والجدال فحسب، فحين أراد الله بالإمام خيراً ترك علم الكلام والجدال، حتى أصبح إمام الفقه في عصره، ساعده على ذلك ما فطره الله عليه من الذكاء والفطنة والسجايا الحسنة كالصبر والحلم، وهذه الأمور كلها ساعدت على نبوغه؛ ففاق أقرانه والكثير من أهل عصره في هذا العلم، فكان الناس عيالاً عليه، كما قال الإمام الشافعي: "من أراد أن يعرف الفقه؛ فليلزم أبا حنيفة وأصحابه؛ فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه." [18] وقال عبد الله بن المبارك: "أبو حنيفة أفقه الناس" [19] وقال حفص بن غياث: "كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشَّعر" [20] وقد صدق حفص بن غياث، فمن المسائل الفقهية الدقيقة التي عرضت على أبي حنيفة، ما ذكره الصالحي عن وكيع قال: "كنا عند أبي حنيفة فأتته امرأة فقالت: مات أخي وخلف ستمائة دينار، فأعطوني منها ديناراً واحداً، قال: ومن قسم فريضتكم؟ قالت: داود الطائي. قال: هو حقك أليس خلَّف أخوك بنتين؟ قالت: بلى، قال: وأُمَّاً؟ قالت: بلى، قال: وزوجة؟ قالت: بلى، قال: واثني عشر أخاً وأختاً واحدة؟ قالت: بلى، قال: فإن للبنات الثلثين أربعمائة، وللأم السدس مائة، وللمرأة الثمن خمسة وسبعين، ويبقى خمسة وعشرون؛ للإخوة أربعة وعشرون لكل أخٍ ديناران، ولكِ دينار." [21] لذلك قال الذهبي في فقه أبي حنيفة: "الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه – ثم أستشهد بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيءٌ +إذا احتاج النهار إلى دليل [22]
سلفية أبو حنيفة:
أن من أهل البدع من انتسبوا إلى الإمام أبي حنيفة النعمان – رضي الله عنه - كالماتريدية وغيرهم، ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل الباطل، وهذا فرية بلا مرية، ومن شك في ذلك، فليطالع "الفقه الأكبر" و"الفقه الأبسط " و" العقيدة الطحاوية" و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران، وإن ليس كل من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - يعدُّ موافقاً له في أصول الدين وفروعه، بل هناك من كبار المبتدعة من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، فبالمقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إنَّهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل الاعتقاد. فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج الإمام أبي حنيفة في الاعتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع، وإنه ليس من منهج الإمام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل، وكذلك لا يوجد في كلام الإمام تفويض مطلق، بل الذي في كلام أبي حنيفة تفويضٌ مقيَّدٌ بنفي العلم بالكيفيَّة فقط لا المعنى، فقد أثبت الإمام جميع الصفات: ذاتيَّة كانت أو فعليَّةً بدون تأويلٍ، أو تحريفٍ، وظلَّ ملتزماً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن يُؤوِّل اليد بالقدرة أو النعمة، والرضا بالثواب، والغضب بالعقاب. فهم يُأولون صفات الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/405)
تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية، والحق أن يثبت صفات الله بلا كيف ولا تعطيل، وهذا هو الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل. فعقيدة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رضوان الله عليهم - اعتقاد واحدٌ في أصول الدين. وقد جمعت نصوص الأئمة الأربعة الواضحة في بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب الاعتقاد. إن عقيدة الإمام أبو حنيفة النعمان - رضي الله عنه - في توحيد الأسماء والصفات، واضحة جلية غير قابلة للتأويل، وبيان ذلك:
1) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولك يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [23]
2) قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [24]
3) قال البزدوي: العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة - رضي الله عنه - في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [25]
4) قال الإمام أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [26]
5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [27]
6) قال الملاَّ علىُّ القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…": اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [28]
7) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [29]
8) قال الإمام أبو حنيفة: وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه. [30]
9) قال الألوسي الحنفيُّ: أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني .. [31]
10) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ... [32]
11) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا ... [33]
12) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين. [34]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/406)
13) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته الذاتية والفعلية: أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [35]
14) قال الإمام أبو حنيفة: ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق. [36]
15) قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [37]
16) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد: 4] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه. [38]
17) قال الإمام أبو حنيفة: والقرآن غير مخلوق. [39]
18) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [40]
19) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة. [41]
انتشار مذهب أبو حنيفة وانحراف بعض المنتسبين إليه:
فكلام هؤلاء الأئمة في تقدير فقه الإمام أبي حنيفة ليس فيه مبالغة؛ فأثر فقه الإمام واضح على تلاميذه، وعلى من جاء بعدهم، فالمنتسبون إلى مذهبه في زماننا هذا جمع غفير من أمة الإسلام. وممَّا ساعد على انتشار مذهبه أن قيض اللهُ لأبي حنيفة تلامذة نشروا المذهب، تأليفاً وتدريساً وإفتاءً. ثم إن منهم من تولى القضاء، فصار سبباً في شيوع مذهب أبي حنيفة في القرون الأولى. ولقد انتسب إلى مذهب أبي حنيفة في القديم والحديث أناس كثيرون، منهم من وافقه في الأصول والفروع، ومنهم من وافقه في الفروع فحسب، وهم في الأصول على طريقة المتكلمين وهذا أمر اعترف به أحد علماء الحنفية فقد قال اللكنوي الحنفي ما نصَّه: "وتوضيحه أن الحنفية عبارة عن فرقة تقلِّد الإمام أبا حنيفة في المسائل الفرعية ... سواء وافقته في أصول العقائد أم خالفته، فإن وافقته يقال لها (الحنفية الكاملة) وإن لم توافقه يقال لها (الحنفية) مع قيدٍ، يوضِّح مسلكه في العقائد الكلاميَّة، فكم من حنفي حنفيٌّ فرعاً مرجئٌ أو زيديٌ أصلاً وبالجملة فالحنفية لها فروع باعتبار اختلاف العقيدة فمنهم الشيعة ومنهم المعتزلة ومنهم المرجئة ... " [42]
ثم بيَّن النسبة بين الحنفية وبين أهل السنَّة فيذكر: أن النسبة بين الحنفية – بمعنى المتابعين له أصلاً وفرعاً – وبين أهل السنَّة عموماً وخصوصاً مطلقاً، فكل حنفي بهذا المعنى من أهل السنة ولا عكس لأنَّه قد يكون من أهل السنَّة ولم يكن حنفياً كأهل السنة من المالكية والشافعيَّة وغيرهم. فأهل السنَّة وبين الحنفية – التابعة للإمام أبي حنيفة في الفروع بدون اشتراط موافقة العقيدة – عموم وخصوص من وجهٍ، فمادة الافتراق من يكون حنفياً ولا يكون من أهل السنَّة وليس حنفياً أصلاً كأهل السنة من الشافعيَّة ونحوهم فهاتان المادَّتان مادَّتا الافتراق، أما مادَّة الاجتماع فمن يكون حنفياً فرعاً وأصلاً فهو من أهل السنة أيضاً.
والنسبة بين أهل السنة وبين الحنفية الناقصة – التابعة للإمام أبي حنيفة في الفروع فقط مع اختلاف في العقيدة – نسبة تباين كلِّي كالحنفية المرجئة والحنفية المعتزلة ونحوهم ليسوا من أهل السنَّة. [43] ولقد ذكر العلامة عبد الحي اللكنوي في كلامه هذا خمس فرق تنتسب للحنفيَّة وهي:
أولاً: الحنفية الكاملة (السلفية).
ثانياً: الحنفية من الشيعة (الرافضة).
ثالثاً: الحنفية من الزيديَّة.
رابعاً: الحنفية من المعتزلة.
خامساً: الحنفية من المرجئة.
وقد أضاف الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس [44]:
سادساً: الحنفية من الجهمية.
سابعاً: الحنفية من الاتحادية.
وبيان ذلك:
أولاً: الحنفية الكاملة [السلفية]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/407)
ويعني بها اللكنوي من وافق الإمام أبا حنيفة في الفروع وأصول العقيدة وهذه أسماء طائفة ممَّن انتسب إلى أبي حنيفة ممن وافقه في الاعتقاد سواء من تلامذته أو ممَّن جاء بعده وانتسب إلى مذهبه في الفروع. ونكتفي بذكر الموافقين لأبي حنيفة في الاعتقاد إلى القرن الرابع الهجري إذ في هذا القرن وبعده ظهر التقليد لأبي منصور الماتريدي وأبي حسن الأشعري في الأصول ثم استحكمت أطنابه فيما بعد ذلك إذ مشى غالب الحنفية على عقيدة أبي منصور الماتريدي وذلك لانتشار على الكلام في نواحي بلاد المسلمين في تلك الحقبة الزمنية وتغلب المتكلمين وتصدرهم في أماكن حسَّاسة كالمدارس والقضاء والإفتاء والخطابة فزاحمت العقيدة الكلاميَّة الماتريدية العقيدة السلفية التي عليها الإمام أبو حنيفة حتى أزالتها فلا يعرف حنفي إلا وهو ماتريدي في الاعتقاد. هذا في الجملة وإلا فإنه يوجد فئات من الحنفية سلكت ما قرَّره الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة كابن أبي العز الحنفي شارح عقيدة الإمام الطحاوي. ومن هؤلاء الحنفية الكاملة (السلفية):
1) زفر بن الهديل المتوفى سنة 158هـ:
هو زفر بن الهذيل بن قيس الكوفي, من تميم وأصله من أصبهان. أبو الهذيل. فقيه كبير من أصحاب أبي حنيفة, وأحد الذين دونوا الكتب. أقام بالبصرة وتولى قضائها وتوفي فيها. كان في أول أمره من أصحاب الحديث, ثم غلب عليه الرأي (القياس) فكان أقيس أصحاب أبي حنيفة. كانوا يقولون: إن أبا يوسف أتبعهم للحديث, ومحمد بن الحسن الشيباني أكثرهم تفريعا, وزفر بن الهذيل أقيسهم. وكان زفر يقول: "نحن نأخذ بالرأي ما دام لا يوجد أثر, فإذا جاء الأثر تركنا الرأي." [45] وقد امتحن بالقضاء فأبى فعوقب بهدم داره أكثر من مرة. [46]
2) إبراهيم بن طهمان المتوفى سنة 163هـ[47]:
كان شديداً على الجهمية [48] حتى إنه أخَّر رحلته إلى الحجِّ للرَّد على الجهمية [49] وألَّف في الرَّد عليهم كتاباً بعنوان "سنن ابن طهمان" المطبوع باسم مشيخة ابن طهمان وهو أول كتاب وصل إلينا في الرد على الجهمية [50]، وذكره اللالكائي فيما أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن [51]، ورُمِيَ بالإرجاء وذكر ابن حجر أنَّه رجع عنه. [52]
3) القاسم بن معن المسعودي المتوفى سنة 175هـ[53]:
روى له أصحاب السنن، وثَّقه أحمد وأبو حاتم وقال عنه أبو داود: "كان ثقةً يذهب إلى شيءٍ من الإرجاء" [54] وقال عنه ياقوت: "كان فقيهاً على رأي أبي حنيفة ولقيه ... وكان عالماً بالحديث والفقه والشِّعر والنسب وأيَّام الناس" [55]
4) يعقوب بن إبراهيم القاضي (أبو يوسف) المتوفى سنة 182هـ:
هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، الكوفي البغدادي. أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وتلميذه، وأول من صنف الكتب على مذهبه وأملى المسائل ونشرها وبث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض. اشتغل برواية الحديث، وروى عن أئمة المحدثين وتفقه أولا بابن أبي ليلى ثم انتقل إلى أبي حنيفة. رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، وناظره في مسائل كان يقول فيها بمذهب أهل العراق فرجع عنها لقول مالك، ثم رجع إلى العراق بأفكار أهل الحجاز فمزجها بمذهب العراقيين، ورجع في كثير من المسائل إلى رأي مالك، فهو أول من قرب بين المذهبين. تولى القضاء سنة 166 هـ في عهد الخليفة المهدي واستمر في القضاء أيام الهادي والرشيد، وجعله الرشيد قاضيا للقضاة في جميع مملكته، وأصبحت تسمية القضاة راجعة إليه من خراسان إلى أفريقية وهو أول من كان له هذا المنصب الخطير، وقيل في سبب ذلك أن الرشيد قال لزوجته زبيدة: أنت طالق ثلاثا إن بت الليلة في مملكتي، ثم ندم الرشيد وأراد مخرجا، فاستفتى أبا يوسف، فقال: تبيت في بعض المساجد فإن المساجد لله، فولاه قضاء القضاة. هو أول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان يحضر مجلس قضائه العلماء على طبقاتهم. كان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب. مكث في القضاء من بعده ابنه يوسف وكان نائبه على الجانب الشرقي من بغداد. مات وهو في منصب القضاء، وله من العمر 69 عاماً. من آثاره كتاب الخراج وقد ألفه للرشيد، وكتاب النوادر، وأدب القاضي، والأمالي في الفقه، والرد على مالك بن أنس، وغير ذلك، وقد اندثر جل كتبه. [56] وقد قرَّر الطحاوي عقيدة أبي يوسف وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن، أبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/408)
جعفر في الرِّسالة التي كتبها في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة على مذهب فقهاء الملَّة أبي حنيفة وصاحبيه، ومن جملة ما قرَّره اعتقادهم في الإيمان أنه إقرار باللسان وتصديق بالجنان [57] غير أن ابن حبان ذكر أنه يباين صاحبيه في الإيمان. [58] وذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن وروى اللالكائي عن أبي يوسف: "من قال القرآن مخلوق فحرام كلامه وفرض مباينته" [59] وذكره اللالكائي فيمن منع الصلاة خلف القدرية. [60] وقال: "لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري". [61]
5) يحيى بن زكريا بن أبي زائدة المتوفى سنة 183هـ[62]:
روى له الجماعة، وذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن [63]، وأقرَّ قول مالك فيمن قال القرآن مخلوق بأنَّه كافرٌ زنديقٌ [64].
6) محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189هـ:
هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء. أبو عبد الله وأبو الحسن. أصله من قرية حرستا من غوطة دمشق. قدم أبوه من تلك القرية إلى واسط فولد فيها ابنه محمد ونشأ بالكوفة فسمع من أبي حنيفة وأخذ عنه طريقته ولم يجالسه كثيرا لوفاة أبي حنيفة وهو حدث، فأتم الطريقة على أبي يوسف، وغلب عليه مذهب عرف به، وكان هو المرجع لأهل الرأي في حياة أبي يوسف فنشأت بينهما وحشة استمرت زمنا حتى توفي أبو يوسف رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، وأخذه عن مالك كبح جماحه عن التغالي في الرأي، فأدخل بسبب ذلك تعديلا كبيرا على أهل الرأي. اتصل بالشافعي لما كان بالعراق وناظره في مسائل كثيرة، ذكرها الشافعي في كتابه "الأم" وغيرها من كتب الشافعي. انتقل إلى بغداد فولاه الرشيد قضاء الرقة ثم اعتزل القضاء ووقف نفسه على تعليم الفقه، وقد قيل إن علاقته ساءت مع الرشيد بسبب فتواه في مسألة أمان الطالبي، فتعرض لغضب الرشيد وفتشت كتبه خوفا من أن يكون فيها شيء مما يحض الطالبيين على الخروج، وما هي إلا فترة حتى صلح الحال بينه وبين الرشيد وخرج معه إلى الري ومعه الكسائي أيضا، فماتا في يوم واحد ودفنا هناك، وقال الرشيد في موتهما: لقد دفنت اللغة والفقه جميعا. عن محمد بن الحسن أخذ العلماء مذهب أبي حنيفة، فإن الحنفية ليس في أيديهم إلا كتبه وهي مستندهم في مذهب أبي حنيفة، وهي على قسمين: كتب رويت عنه واشتهرت حتى اطمأنت إليها نفوسهم تعرف بكتب "ظاهر الرواية" وهي كتاب: الجامع الصغير وهو كتاب في الفروع مجرد عن الأدلة والجدل، وكتاب "الجامع الكبير" وهو أطول من الصغير، وله كتاب ثالث هو كتاب "المبسوط" ويعرف عند الحنفية بالأصل وهو أطول كتاب أملاه شمس الأئمة السرخسي. وهو أهم كتاب عند الحنفية القدماء، وله كتاب "السير الكبير" وكتاب "السير الصغير" وتشتمل على أحكام الجهاد وشريعة الحرب وكتاب "الرد على أهل المدينة" وله كتاب "الآثار" الذي يحتج به الحنفية، والقسم الثالث من كتبه لم تشتهر عنه وهي الكتب التي تعرف عند الحنفية بالنوادر، وهي في درجة ثانية من الاعتماد عندهم، والقسم الأول من كتب محمد بن الحسن الشيباني هي أساس مذهب الحنفية وهي التي اشتغل بها علماؤهم وعليها عولوا شرحاً وتعليقاً. [65] قرَّر عقيدة محمد بن الحسن وأبي حنيفة وأبي يوسف، أبو جعفر الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة، وذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن [66] وكان لا يرى الصلاة خلف من قال القرآن مخلوق [67]، ويأمر من صلَّى خلف من يقول: القرآن مخلوق، بالإِعادة. [68] وروى اللالكائي عن محمد بن الحسن أنه ذكر اتفاق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في صفة الرب عزَّ وجلَّ.
7) حفص بن غياث القاضي المتوفى سنة 194هـ[69]:
روى له جماعة، وذكره البخاري في علماء الأمصار الذين يقولون: إن القرآن كلام الله [70]، وكذا اللالكائي ذكره فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن [71]، فمن قال: القرآن مخلوق فهم عنده جهميَّة لا يناكحون ولا تجوز شهادتهم [72]، روى عنه البخاري حديث الصوت في صحيحه. [73]
8) أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني المتوفى بعد سنة 200هـ[74]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/409)
روى اللالكائي عن القاسم بن أبي رجاء قال: "كنت عند أبي سليمان الجوزجاني وجاءه رجل فقال: مسألة بلوى فإنَّ رجلين البارحة حلف أحدهما فقال: امرأتي طالق ثلاثاً البتَّة إن كان القرآن مخلوقاً، وقال الآخر: امرأتي طالق ثلاثاً إن لم يكن القرآن مخلوقاً. فقال: إن الذي حلف إنَّ امرأته طالق إن لم يكن القرآن مخلوقاً قد بانت منه امرأته." [75] وروى اللالكائي عن محمد بن عبد الله الظاهراني قال: "سمعت الجوزجاني – يعني موسى بن سليمان – وسأله رجل عن مسألةٍ فأفتى ثم قال له: إنَّ المريسي يقول بخلاف هذا. فقال الجوزجاني لمن حضره: سبحان الله، أعجب من هذا سألني عن مسألةٍ فأجبته، ثم حكى لي عن كافرٍ" [76].
9) معلَّى بن منصور الرازي المتوفى سنة 211هـ[77]:
روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه ووثَّقه ابن معين قال الذهبي في الكاشف: "قال العجلي: هو ثقةٌ نبيلٌ صاحب سنَّة طلبوه غير مرَّةٍ للقضاء فأبى وكان من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمد" [78] وذكره اللالكائي فيمن كفَّر القائل بخلق القرآن. [79]
10) شدَّاد بن حكيم القاضي البلخي المتوفى سنة 212هـ[80]:
ذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن. [81]
11) عبد الله بن داود الخريبي المتوفى سنة 213هـ[82]:
روى له جماعة غير مسلم، وكان شديداً على الجهميَّة، فقد نقل عنه البخاري قوله: "لو كان لي على المثنَّى الأنماطي سبيلٌ لنزعت لسانه من قفاه وكان جهمياً." [83]
12) هاشم بن عبيد الله الرازي المتوفى سنة 221هـ[84]:
من تلاميذ محمد بن الحسن وكان ليِّناً في الرواية قال عبد الرحمن بن حاتم: "وجدت في كتابٍ عند أبي ممَّا وضعه هاشم في الردِّ على الجهميَّة قال هاشم: وكان فيما سألتم في كتابكم عن أهل الجنَّة أنَّهم يرون ربَّهم. قال هاشم: ورد علينا في تفسير القرآن ومحكم الحديث أن الله جلَّ ثناؤه يُرى في الآخرة ثم ذكر الروايات في تفسير القرآن والأخبار عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -." [85] ونقل اللالكائي عن هاشم قوله: "الجهميَّة من زعم أن القرآن مخلوق" [86] وحبس بتهمة التجهم حتى تاب [87]. وقال عن بشر المريسي: "المريسي عندنا خليفة جهم بن صفوان الضَّال وهو وليٌّ عهده ومثله عندنا مثل بلعم بن باعورا الذي قال الله فيه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف:175] " [88]
13) الليث بن مساور البلخي المتوفى سنة 226هـ[89]:
ذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائلين بخلق القرآن [90] وكان قاضياً ببلخٍ ولمَّا ورد كتاب الخلافة بوجوب القول بخلق القرآن قال: الله أكبر ظهر الكفر ... كل من يقول بخلق القرآن فهو كافر ثمَّ رمى عمامته على الأرض وخلع نفسه من القضاء" [91].
14) إبراهيم بن يوسف الباهلي البلخي الماكياني المتوفى سنة 239هـ[92]:
قال عنه ابن حبان: "كان ظاهر مذهبه الإرجاء واعتقاده في الباطن السنَّة سمعت أحمد بن محمد بن الفضل يقول سمعت محمد بن داود الفوعي يقول: حلفت ألاَّ أكتب إلاَّ ممَّن يقول الإيمان قولٌ وعملٌ فأتيت إبراهيم بن يوسف – يعني الباهلي – فأخبرته فقال: اكتب عني فإني أقول الإيمان قول وعمل" [93] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت محمد بن الصديق يقول: "سمعته – يعني إبراهيم بن يوسف – يقول القرآن كلام الله ومن قال: مخلوق فهو كافر بانت منه امرأته ولا يصلَّى خلفه ولا يصلَّى عليه إذا مات ومن وقف فهو جهمي" [94].
15) يحيى بن أكثم التميمي القاضي المتوفى سنة 243هـ[95]:
روى عن محمد بن الحسن وسمع منه وروى عنه البخاري في غير الجامع والترمذي وذكره اللالكائي فيمن كفَّر القائلين بخلق القرآن [96] وكان يقول: القرآن كلام الله فمن قال مخلوق يستتاب فإن تاب وإلاَّ ضُربت عنقه" [97]. وقال عنه الإمام أحمد: "ما عرفناه ببدعة" [98]. وقال عنه الخطيب: "كان يحيى سليماً من البدعة ينتحل مذهب أهل السنَّة" [99].
16) محمد بن أحمد بن حفص الزرقان المتوفى سنة 264هـ[100]:
له كتاب "الأهواء والرد على اللفظية" وكان مرافقاً للبخاري في الطلب [101].
17) الحكم بن معبد الخزاعي المتوفى سنة 295هـ[102]:
مؤلف كتاب السنة [103]. قال عنه أبو نعيم: "على مذهب الكوفيين صاحب أدبٍ وغريبٍ" [104].
18) مقاتل بن فضل البلخي [105]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/410)
ذكره اللالكائي فيمن أجمعوا على تكفير القائل بخلق القرآن [106].
19) أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي المتوفى سنة 321هـ[107]:
هو أحمد بن محمد بن سلمة أو (سلامة) بن مسلمة بن عبد الملك الأزدي الطحاوي. أبو جعفر. فقيه إليه انتهت رياسة الحنفية في مصر. ولد في قرية طحا من صعيد مصر وإليها نسبته. تتلمذ على خاله إسماعيل بن يحيى المزني المتوفى سنة 264هـ وكان إمام الشافعية في عصره, فتلقى عنه ابن أخته المذهب الشافعي, ثم انتقل إلى المذهب الحنفي وصار حنفياً وكان مجتهداً في الفروع. من تصانيفه: شرح معاني الآثار, أحكام القرآن, المختصر في الفقه. الاختلاف بين الفقهاء. مناقب أبي حنيفة, [108] وغير ذلك من الكتب. وأيضاً هو صاحب كتاب بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة على مذهب فقهاء الملَّة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، وما يعتقدون من أصول الدين. توفي عن 82 عاماً.
ولا شكَّ أنه أثبت من غيره في تقرير عقيدة الإمام أبي حنيفة وذلك للآتي:
1 - الطحاوي عند أهل العلم ثقة ثبت قال عنه الذهبي: "الإمام العلاَّمة الحافظ الكبير محدِّث الديار المصرية وفقيهها" [109]. وقال عنه أبو سعيد بن يونس: "كان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً لم يخلف مثله" [110].
2 - إن جمهور العلماء تلقوا عقيدة الطحاوي بالقبول. قال السبكي الشافعي: "جمهور المذاهب الأربعة على الحق، يقرون عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول" [111]. وقال الناصري الحنفي: "إن كتاب العقائد الذي رواه أبو جعفر الطحاوي عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد هو الذي اعتمد عليه أهل السنَّة والجماعة سلفهم وخلفهم" [112]. وقال أبو المعين النسفي: "إن أبا جعفر الطحاوي ممن احتوى على علوم سلف الأئمة على العموم، وعلى علوم أبي حنيفة وأصحابه على الخصوص. قال في كتابه الذي افتتحه في العقائد: صح عندي مذهب فقهاء الملَّة أبي حنيفة النعمان بن ثابت وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين" [113]
3 - إن ما قرره الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة يوافق في الجملة ما قرره أبو حنيفة في الكتب المنسوبة إليه، ثم إنه كذلك موافق لعقيدة سائر أئمة السنَّة باستثناء مسألة الإيمان. بخلاف ما قرره الماتريدي، فقد دخلت عليه الفلسفة والكلام، ومن ثم دخلت عليه عقائد بدعية فلسفية، فالإمام الطحاوي محدِّث ثقة ثبت فيما يقرر وينقل احتوى على علوم أبي حنيفة وأصحابه، ولم تدخل عليه المذاهب الكلامية.
ثانياً: الحنفية من الشيعة [الرافضة]:
قد ذكر أبو مظفر الإسفراييني أن من أهل الرأي من تلبس بشيءٍ من مقالات الروافض والقدرية، وإذا خاف سيوف السنة نسب ما هو فيه إلى أبي حنيفة تستُّراً به وكذا العلاَّمة اللكنوي، وقد ذكر أن من فرق الحنفية الشيعة، ومن الحنفية الذين تلبسوا بعقيدة الشيعة الباطنية ابن سينا، أبو عليّ الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخي، والمعروف بالرئيس المتوفى سنة 428هـ فقد قال عنه ابن صلاح: "كان شيطاناً من شياطين الإِنس" [114]. ومع هذا هو عند بعض كتّاب التراجم من الحنفية ولي من أولياء الله تعالى، صاحب كرامات مشهورة [115]. ويقول السيد حسن الصدر الرافضي: " أبو علي ابن سينا، شيخ الحكمة في المشائين، حاله في الفضل أشهر من أن يذكر، وقد أطال القاضي المرعشي في طبقاته الفارسية في الاستدلال على أمامية الشيخ الرئيس، ولم أتحقق ذلك، نعم هو ولد على فطرة التشيع، كان أبوه شيعياً إسماعيلياً ... " [116].
فالشيعة والخوارج فرقتان متقابلتان [117] في آرائهما في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – فالخوارج تكفره وتتبرأ منه، والشيعة تنصره وتؤيده وتفضله على عثمان – رضي الله عنه - بل أن منهم من يفضله على أبي بكر وعمر – رضي الله عنهم أجمعين – فردوا الشيعة على بدعة الخوارج ببدعةٍ أخرى لا تقل فساداً عنها ألا وهي عصمة عليّ بن أبي طالب، وأفضليته على أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم -، وأنه الإمام بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع قولهم بفسوق أبي بكر وعمر وعثمان وبكفرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/411)
فمن يقول بهذه البدعة فهو كاذب مفتر، قد أزرى بالمهاجرين والأنصار، وعقابه الجلد حداً على فريته وكذبه. وكما قال خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلاَّ جلدته حد المفتري" [118] وكان يقول: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" [119] وسأل محمد بن الحنيفة أباه علياً فقال: "أيُّ الناس خير بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثمَّ أنت؟ قال: ما أنا إلاَّ رجل من المسلمين." [120] ولا ريب أنَّ خير الصحابة هم أهل بدر، وخيرُ أهل بدر هم العشرة، وخير العشرة الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ – رضي الله عنهم أجمعين -. وهذا هو ما عليه جمهور أهل السنَّة، قال ابن عمر: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان – رضي الله عنهم –" [121] وفي رواية أخرى قال: "كنا في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم." [122]
وهذا هو ما عليه الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – حيث قال: "وأفضل الناس بعد النبيين – عليهم السلام الصلاة والسلام – أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب الفاروق ثم عثمان بن عفان ذو النورين ثم عليّ بن أبي طالب المرتضى – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -. عابدين ثابتين على الحق ومع الحق نتولاهم جميعاً" [123] وقرَّر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "ونثبت الخلافة بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أولاً لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه -؛ تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، ثم لعثمان بن عفان – رضي الله عنه -، ثم لعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون." [124]
وكان بالكوفة من رؤساء الشيعة محمد بن عليّ بن نعمان بن أبي طريفة البلجي الكوفي، والذي لقبه أبو حنيفة بشيطان طاق نسب لسوق طاق المحامل بالكوفة [125]. وإليه تنسب الشيطانيَّة من فرق الشيعة، جمع بين بدعة التشيع في الإمامة والقول إنَّ الله لا يعلم الشر قبل أن يكون. وكان يروي حديث رد الشمس لعلي فهو حديث منكر مضطرب، فلفظه هو: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ – رضي الله عنه – فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فرد عليه الشمس قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت" [126] فلذلك كان بين شيطان طاق وأبي حنيفة مناظرات عديدة في فضائل عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -، أحدها في أمر حديث رد الشمس، وقد أورد تلك المناظرة ابن تيمية في مناهج السنَّة [127] وفيها: "أن أبا حنيفة لقي محمد بن نعمان فقال أبو حنيفة: عمن رُوِّيت حديث رد الشمس؟ فقال: عن غير الذي رويت عنه يا سارية الجبل" قال ابن تيمية على إثرها: "هذا يدل على أن أئمة أهل العلم لم يكونوا يصدقون بهذا الحديث، فإنه لم يروه إمام من أئمة المسلمين. وهذا أبو حنيفة أحد الأئمة المشاهير، وهو لا يتهم علياً فإنَّه من أهل الكوفة دار الشيعة، وقد لقي من الشِّيعة وسمع من فضائل عليّ ما شاء الله، وهو يحبه ويتولاه ومع هذا أنكر هذا الحديث على محمد بن النعمان، وأبو حنيفة أعلم وأفقه من الطحاوي وأمثاله ولم يجبه النعمان بجواب صحيح إلى أن قال: فأبو حنيفة لا ينكر أن يكون لعمر وعليٍّ وغيرهما كرامات، بل أنكر هذا الحديث للدلائل الكثيرة على كذبه ومخالفته للشرع والعقل" [128].
وتناظر كذلك بمن هو أحق بالخلافة والأرشد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – فأجاب الإمام أبو حنيفة بما حيره فأسكته حيث قال له: "نحن نقول كان الحق للصديق، فسلم عليّ – رضي الله عنهما – الحق له فكان من أشد الناس، وأنتم قلتم: كان الحق لعليّ فأخذه الصديق بقوة فكان الصديق أشد الناس حيث أخذ منه حقه بقوته بلا تسليم" [129]، فلأجل كذب وتمويه طائفةٍ من الشيعة رد الإمام أبو حنيفة شهاداتهم فلا يجيزها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/412)
جاء في كتاب الكفاية عن عمر بن إبراهيم قال: "سمعت ابن مبارك يقول: سأل أبو عصمة الإمام أبا حنيفة بمن تأمرني أن أسمع الأثر؟ قال: من كلِّ عدل في هواه إلاَّ الشيعة فإن أصل عقيدتهم تضليل أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - ... " [130]
وفي هذا المعنى يذكر ابن تيمية [131] أنَّ أبا حنيفة ردَّ شهادة من عرف بالكذب كالخطابية، هذا هو موقف الإمام من الشِّيعة وبدعتهم.
ثالثاُ: الحنفية من الزيدية:
هم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة – رضي الله عنها – ولا يرونها في غيرهم، إلاَّ أنهم جوَّزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل، لذا صححوا إمامة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه -. وكان زيد بن عليّ لا يتبرأ من الشيخين، فلما سمعت شيعة الكوفة هذه المقالة رفضوه فسميت رافضة [132]. وقد تتلمذ زيد بن عليّ هذا على واصل بن عطاء الغزَّال إمام المعتزلة، وحكى المقبلي [133] عن بعض الأشعرية أن الزيدية مقلدون للمعتزلة في الأصول، والحنفية في الفروع. ولكن علق على ذلك بقوله: "فليس موافقتهم للحنفية غالبة، بل ذلك في بعض أئمتهم" [134]. لكن ذكر الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي الحنفي: "أن الزيدية في الفروع على مذهب أبي حنيفة وفي الأصول على مذهب المعتزلة" [135]. أما الكوثري فقد ذكر أن مذهب زيد بن عليّ متفق في معظمه مع مذهب أبي حنيفة لاتحاد مصدر المذهبين [136].
فتأثر الزيدية بالإمام أبو حنيفة، ذلك لأن الإمام كان يرى في أول أمره جواز الخروج مع زيد بن عليّ أي الخروج بالسيف على السلطان الجائر، فقد قال الجصاص: "وكان مذهبه – رحمه الله – مشهوراً في قتال الظلمة وأئمة الجور، لذلك قال الأوزاعي: احتملنا أبا حنيفة على كل شيء حتَّى جاءنا بالسيف – بعني قتال الظلمة – فلم نحتمل، ثم قال: وقضيته في أمر يزيد بن عليّ مشهورة في حمله المال إليه، وفتيا الناس سراً في وجوب نصرته والقتال معه، وكذلك أمره مع محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن ... " [137] فقد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة وأخوه بالبصرة فأيَّدهم بعض العلماء والقُراء، ومنهم أبو حنيفة. قال ابن العماد: "خرج مع إبراهيم كثير من العلماء منهم هشيم وأبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس وعياد بن العوام ويزيد بن هارون وأبو حنيفة كان يجاهر بأمره ويحث الناس على الخروج معه كما كان مالك يحث الناس على الخروج مع أخيه محمد" [138] ويؤيد ما حكاه الجصاص وابن العماد ما أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة بسندٍ صحيحٍ عن أبي يوسف قال: "كان أبو حنيفة يرى السيف" [139]. وروي كذلك بسند صحيح عن إبراهيم بن شماس قال: "قال رجلٌ لابن المبارك ونحن عنده إن أبا حنيفة كان مرجئاً يرى السيف فلم ينكر عليه ذلك ابن المبارك" [140].
ولكن، قد أستقر آخر الأمر عند الإمام أبو حنيفة على عدم الخروج. دلَّ على هذا ما قرره واختاره الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزَّ وجلَّ فريضةً، ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعو لهم يالصَّلاح والمعافاة" [141]. وما ذكره الطحاوي هو ما حكاه ابن الهمام عن أبي حنيفة في المسايرة وأقرَّه الشارحان، ابن أبي الشريف وابن قطلوبغا وكذا ذكره البزدوي. قال ابن همام: "وإذا قلَّد عدلاً، ثم جار وفسق لم ينعزل، ويستحق العزل إن لم يستلزم فتنة، ويجب أن يدعى له ولا يجب الخروج عليه كذا عن أبي حنيفة وكلمتهم قاطبة" [142]. وقال البزدوي: "الإمام إذا جار أو فسق لا ينعزل عند أصحاب أبي حنيفة بأجمعهم وهو المذهب المرتضيُّ" [143]. وقد اقر الإمام أبو حنيفة نفسه بهذا، فقد سأله أبو مطيع البلخي قائلاً له: " ما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتَّبعه على ذلك ناس فيخرج على الجماعة، هل ترى ذلك؟ قال: لا. قلت: ولم؟ وقد أمر الله تعالى ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا فريضة واجبة. فقال: وهو كذلك، لكن ما يفسدون من ذلك يكون أكثر مما يصلحون من سفك الدماء واستحلال المحارم وانتهاب الأموال، وقد قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/413)
بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات:9] قال أبو مطيع: فنقاتل الفئة الباغية بالسيف؟ قال: نعم تأمر وتنهى فإن قبل وإلاَّ قاتلته فتكون مع الفئة العادلة وإن كان الإمام جائراً، ثم قال له بعد ذلك: وكن مع الفئة العادلة والسلطان الجائرِ ولا تكن مع أهل البغي" [144] وهذا يدل على إن الأمر استقر عند الإمام على عدم الخروج.
رابعاً: الحنفية من المعتزلة:
إن إمام المعتزلة هو واصل بن عطاء بن حذيفة الغزال من موالي بني ضبة أو بني مخزوم. لقب بالغزال ولم يكن غزالا لتردده على سوق الغزالين. سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصري مع صاحبه عمرو بن عبيد. إن الاعتزال كمذهب عقائدي نشأ حين افترق الناس إلى الخوارج وشيعة, وتساءل الناس عن مصير الذين خاضوا في الفتن, وفيها قتلت نفوس بغير حق, مما يعتبر من الذنوب الكبائر. وهنا طرحت مسألة مرتكب الكبيرة, فقال لخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - إن مرتكب الكبيرة كافر يجب قتله وهو مخلد في النار, وسئل الحسن البصري عن ذلك, فقال: إنه مؤمن ولكنه فاسق, فخالفه تلميذه واصل بن عطاء ومعه عمرو بن عبيد فقالا: إن مرتكب الكبيرة فاسق, ولكنه في منزلة بين المنزلتين, فهو غير مؤمن إيماناً مطلقاً, ولا هو كافر مطلقاً, ويكون كافراً ومخلداً في النار إذا مات ولم يتب توبة نصوحاً. وهنا أعتزل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد مجلس أستاذهما الحسن البصري وسمي أتباعهما المعتزلة. كان هذا بداية اتجاه فكري, وسمو بالعقلانيين, أحرار الفكر الذين يقولون بأن للعقل الولاية الأولى في الحكم على الأشياء. وبذلك يكون لمفكري الإسلام قصب السبق إلى هذا الاتجاه الفكري. أقام المعتزلة مذهبهم على خمس أصول هي: أولاً؛ التوحيد: وهو لب مذهبهم, فهم يرون أن الله واحد أحد ليس كمثله شيء, وأنه ليس بجسم ولا شبح ولا صورة ولا شخص, ولا هو جوهر ولا عرض, وهو عندهم منزه عن المشابهة والمماثلة مع المخلوقات والمحدثات. وقالوا: لو كان لله صفة كالعلم والإرادة والسمع والبصر, مستقلة عن ذاته, لاقتضى أن تكون تلك الصفة قديمة, والإقرار بقدمها يقتضي الإقرار بوجود قديمين, وبذلك يكون لله شريك في القدم, وهذا شرك ينافي التوحيد. وعلى ذلك بنوا قولهم بنفي الصفات عن الله وبخلق القرآن – تعالى الله عما يقول الظالمون -. ثانياً؛ حرية الاختيار: وعندهم أن الأصل في الإنسان أنه حر في اختيار أفعاله, وهو الذي يفعلها ويحاسب عليها, فيثاب إن كانت خيرا ويعاقب إن كانت شرا. فهو مسئول عن أفعاله. وعندهم أن الإنسان قادر على خلق أفعاله بقدرة أودعها الله فيه, وجعله يميز بها الخير عن الشر. ومن أجل ذلك سمي مذهبهم بمذهب القدرية نسبة إلى قدرة الإنسان على صنع أعماله, وفي ذلك خالفوا الجبرية الذين قالوا إن الله هو الذي يخلق أفعال الإنسان, وإن الإنسان مجبر عليها ولا خيرة له فيها. وحجة المعتزلة في مذهبهم أن الله تعالى لو كان هو الذي يخلق أفعال الشر, فيكون ظالماً إذا حاسب الإنسان عليها والله تعالى منزه عن الجور. وقد تلقوا هذا الأساس عن معبد الجهني وغيلان الدمشقي القدريين. ثالثاً؛ الوعد والوعيد: وهو يعني أن من أطاع الله تعالى دخل الجنة, ومن عصاه دخل النار, وهذا وعد الله للمطيعين ووعيده للعاصين. من هذا الأصل قالوا: لا يغني عن المرء إيمانه إذا لم يفعل الخير ويصدق العمل الصالح هذا الإيمان. رابعاً؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ومن هذا الأصل انطلقوا في الدفاع عن الإسلام والذود عنه أمام سيل الزندقة الذي اندفع في أول العصر العباسي. خامساً؛ المنزلة بين المنزلتين: ويعني الحكم على مرتكبي الذنوب الكبيرة بالخلود في النار إذا ماتوا دون توبة نصوح, وتسميتهم فسقة وجعلهم في مرتبة أدنى من المؤمنين وأعلى من الكفار, وهذا ما عنوه بقولهم إنهم في منزلة بين المنزلتين. [145] والمعتزلة كانوا في بدايتهم أصحاب فكر جدلي منطقي متحمس وثقافة واسعة ناقدة استخدموها في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وفي مواجهة خصوم الإسلام خصوصاً من أصحاب الأديان المنسوخة وبعض أصحاب الثقافات الدينية الوثنية الذين دخلوا بتراثهم إلى الإسلام وأردوا نشره بين المسلمين، فكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/414)
للمعتزلة في البداية، جهد مشكور ودور محمود ونجاح مشهود في هذا المضمار. ولأن الخصم في الطرف المقابل يرفض القبول بالنقل عن نصوص الإسلام كحجة عليه والمعتزلة يرفضون نصوص عقيدته أو ثقافته كحجة عليهم أو على الإسلام، كان لابد من لجوء الطرفين إلى الأدلة العقلية المحضة في المجادلة والحجاج وكان النصر في الغالب حليف المعتزلة على خصومهم من أصحاب الأديان المنسوخة والنحل الوثنية. لكن طول الجدل والحجاج بالأدلة العقلية أدى بالمعتزلة كما قلنا آنفاً إلى حالة من العدوى المزمنة وإلى نوع من الشطط والإفراط والإغراق في استخدام تلك الفرضيات والنظريات والبراهين العقلية، وأتجه بهم إلى الركون المطلق على العقل فقط ورفض - أو على الأقل - استبعاد النقل من نصوص القرآن والسنة في مسائل العقيدة، وإلى تطرف وتعصب ممقوت وإلى تقديس للعقل وإعجاب بالنفس واستعلاء على الغير فاعتسفوا وتنطعوا كثيرا وبشكل أدى بهم إلى انحرافات خطرة كان من أبرزها رفض الأدلة النقلية من نصوص المصادر الإسلامية في مسائل العقيدة بل ومخالفتها في كثير من الأحيان من النقيض إلى النقيض وإلى الاستقواء بالحكام الذين ذهبوا مذهبهم لفرض معتقداتهم كما حصل في قضية خلق القرآن في عهد المأمون العباسي وغيرها من أصولهم الخمسة، حين فرضوها على العلماء والعامة بسوط السلطان وقهر القوة وإرهاب الدولة.
وفد تسرب الاعتزال إلى الحنفية شيئاً فشيئاً حتى دخل الاعتزال إلى أسرة الإمام أبي حنيفة فقد كان حفيد الإمام من دعاة الفتنة بخلق القرآن [146]. ومن هؤلاء الحنفية المعتزلة [147]:
1) إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
2) بشر المريسي، جهمي معطل خالف المعتزلة في أفعال العباد ووافق السلف لذا هجرته المعتزلة. [148]
3) محمد بن شجاع البلخي، تلميذ المريسي. [149]
4) أحمد بن ابن أبي داود بن جرير الحنفي المعتزلي، قاضي المأمون. [150]
5) محمد بن أبي الليث الأصم الحنفي المعتزلي، قاضي مصر وأحد رؤوس الفتنة في تعذيب أهل السنَّة. [151]
6) أبو هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي الحنفي المعتزلي إمام الهاشمية من فرق المعتزلة. [152]
7) أحمد بن عمر الخَصَّاف، قال عنه اللكنوي: " كان فرضياً عارفاً بمذهب أبي حنيفة" [153].
8) عبد الله بن احمد البلخي أبو قاسم الكعبي الحنفي إمام الكعيبة من المعتزلة بغداد. [154]
9) محمد بن عليّ البصري أبو الحسين الحنفي المعتزلي صاحب كتاب "المعتمد في الأصول". [155]
10) أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الجبائي الحنفي، إمام المعتزلة في وقته وشيخ أبي الحسن الأشعري. [156]
11) أحمد بن الحسين أبو سعيد البردعي القاضي الحنفي، رأس المعتزلة وشيخ أبي الحسن عبيد الله الكرخي. [157]
12) الحسين بن عليّ البصري المعتزلي الحنفي، قال عنه الصيمري: "لم يبلغ أحد مبلغه في العلمين أعني الفقه والكلام". [158]
13) أبو الفتح عثمان بن جني الحنفي المعتزلي. [159]
14) إسماعيل بن عليّ بن الحسين الحنفي المعتزلي أبو سعيد السمان. [160]
15) عبد الجبار بن أحمد بن الخليل بن عبد الله الهمداني المعتزلي الحنفي. [161]
16) محمود بن عمر الزمخشري، قال عنه اللكنوي: "كان إمام عصره بلا مدافع نحوياً ذكياً فقيهاً مناظراً متكلماً أديباً شاعراً مفسراً من أكابر الحنفية، حنفي المذهب معتزلي المعتقد." [162]
17) مختار بن محمد أبو رجاء نجم الدين الزاهدي الغزميني، قال عنه اللكنوي: "كان من كبار الأئمة وأعيان الفقهاء عالماً ... له اليد الباسطة في الخلاف والمذهب والباع الطويل في الكلام والمناظرة ... صرح ابن وهبان وغيره أنه معتزلي الاعتقاد حنفي الفروع." [163]
وغيرهم من أئمة الإعتزال. قال المعلمي: "وهل كانت المحنة في زمن المأمون والمعتصم والواثق إلاَّ على يدي أصحابكم – يعني الحنفية المعتزلة – ينسبون أقوالهم إلى صاحبكم – يعني أبا حنيفة – إلى أن قال: كانت المحنة على يدي أصحابكم، واستمرت خلافةَ المأمون، وخلافةَ المعتصم، وخلافةَ الواثق، وكانت قوة الدولة كلها تحت إشارتهم، فسعوا في نشر مذهبهم في الاعتقاد وفي الفقه في جميع الأقطار، وعمدوا إلى من يخالفهم في الفقه بأنواع الأذى ولذلك تعمدوا أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر عالم الشام وارث فقه الأوزاعي والإمام أحمد بن حنبل حامل راية فقه الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/415)
وأبا يعقوب البويطي خليفة الشافعي وابن الحكم وغيره." [164]
وكان من أشد الناس تعذيباً للمخالفين وتحمساً للقول بخلق القرآن، أحمد بن أبي داود قاضي القضاة ومحمد بن أبي الليث قاضي مصر في أيام المعتصم والواثق. قال ابن قديد: "ورد كتاب المعتصم على هارون بن عبد الله – قاضي مصر – بحمل الفقهاء في المحنة فاستغنى هارون من ذلك فكتب ابن أبي داود إلى محمد بن أبي الليث يأمره بالقيام في المحنة وذلك قبل ولايته القضاء وكان رأساً في القيام بذلك فحمل نعيم بن حماد والبويطي وخشنام المحدث في جمعٍ كثيرٍ سواهم." [165] وقال عليّ بن عمرو بن خالد: "لما استخلف الواثق ورد كتابه على محمد بن أبي الليث بامتحان الناس أجمع، فلم يبقَ أحد من فقيه ولا محدث ولا مؤذن ولا معلم حتى أُخذ بالمحنة، فهرب كثير من الناس، وملئت السجون ممن أنكر المحنة، وأمر ابن أبي الليث بالاكتتاب على المساجد "لا إله إلا الله رب القرآن المخلوق" فكتب بذلك على المساجد فسطاط مصر، ومنع الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي من الجلوس في المساجد، وأمرهم ألاَّ يقربوه." [166]
واستمرت المحنة حتى تولى الخلافة المتوكل؛ فأظهر الله السنَّة وفرج عن الناس [167]. قال الذهبي: "وفي سنة 234هـ أظهر المتوكل السنَّة، وزجر عن القول بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار واستقدم المحدثين إلى سمراء وأجزل صلاتهم ورووا أحاديث الرؤية والصفات." [168] وقال ابن الجوزي: "وفي سنة 407هـ استتاب القادر بالله أمير المؤمنين فقهاء المعتزلة الحنفية فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذ خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتَّعظ بن أمثالهم." [169]
الإمام أبو حنيفة ثاقب البصيرة، وقد علم بشر المعتزلة ولعنهم، فقد لعن الإمام أبو حنيفة عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء إمام الإعتزال؛ فقد روى الهروي عن محمد بن الحسن قال: "قال أبو حنيفة: لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام." [170] وقال الإمام أبو حنيفة عن المعتزلة: "لم يكن في طبقات أهل الأهواء أحد أجدل من المعتزلة؛ لأن ظاهر كلامهم مموه تقلبه القلوب." [171] وأنكر عليهم إبطالهم للصفات حيث قال: "ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته لأن فيه أبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال، ولكن يده صفته بلا كيف." [172] ورد عليهم قولهم: إن القرآن مخلوق؛ حيث قال: "وكلام الله تعالى غير مخلوق." [173] وقرر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه؛ حيث قال: "وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية." [174]
أما الصاحبان فأبو يوسف كان يرمي المعتزلة بالزندقة [175]، وأما محمد بن الحسن فيوصي من صلَّى خلف المعتزلي بإعادة صلاته [176] ويرى أن المعتزلي لا تجوز الصلاة عليه [177]. وبالجملة فكتاب الإمام أبو حنيفة "الفقه الأكبر" رد على الجهمية والمعتزلة فيما أنكروا من أسماء الله تعالى وصفاته، فقد ضمنه جملة من الصفات الإلهية التي وردت في الكتاب والسنَّة الصحيحة.
خامساً: الحنفية من المرجئة:
المرجئة والخوارج فرقتان متقابلتان في الإيمان، فالخوارج تعد كل كبيراً كفراً سواء كفر نعمة أو كفر شرك، فجاءت المرجئة فأعلنت أن الإيمان هو المعرفة [178] فقط. وهؤلاء معروفون بمرجئة الجهمية، وبعضهم قالوا: "إن الإيمان هو إقرار باللسان [179]، وهم مرجئة الكرامية، وبعضهم زعموا أن الإيمان: هو تصديق فقط [180]. وذهب جمهورهم [181] إلى أن الإقرار شرط لإجراء الأحكام الدنيوية وهؤلاء معروفون بمرجئة الماتريدية. وقال بعضهم: إن الإيمان هو التصديق والإقرار [182]. وهؤلاء معروفون بمرجئة الفقهاء. وسموا مرجئة لأنهم أخروا العمل عن الإيمان."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/416)
ولم يكن في زمن الإمام أبي حنيفة إلا مرجئة الكرامية ومرجئة الفقهاء، فكان الإمام أبو حنيفة يرد على من يقول: إن الإيمان هو المعرفة، وأن أهل القبلة لا يدخلون النار مهما اقترفوا من المعاصي، وزعموا أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة [183]: "ونقول: إن المؤمن لا تضره الذنوب، لا نقول: إنه لا يدخل النار ... ولا نقول إن حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة كقول المرجئة." [184]
مع هذا فأبو حنيفة عنده شيء من الإرجاء الخفيف، وهو من مرجئة الفقهاء، غير أنه بريء من بقية أنواع الإرجاء. ولقد تبرأ الإمام أبو حنيفة ممن نسب إليه الإرجاء؛ فقال في رسالته إلى البتي: "وأما ما ذكرت من اسم المرجئة فما ذنب قوم تكلموا بعدل، وسماهم أهل البدع بهذا الاسم، ولكنهم أهل عدل وأهل السنَّة وإنما هذا اسم سماهم به أهل الشنآن." [185] وإنما قال ذلك بناء على مفهوم الإرجاء عنده، وهو مذهب غلاة المرجئة الذين يجعلون الإيمان: هو المعرفة؛ فلا يضر معه ذنب. والمسائل الخلافية بين مرجئة الفقهاء وبين بقية أهل السنَّة يرجع إلى خلاف لفظي في بعض المسائل المتنازع فيها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنه لم يكفر أحد، من السلف من مرجئة الفقهاء، بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا بدع العقائد، فإن كثيراً من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنَّة هو الصواب." [186] ويقول: "ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنَّة في هذه المسألة هو نزاع لفظي، وإلاَّ فالقائلون بأن الإيمان قول من فقهاء – كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم – متفقون مع جميع علماء السنَّة أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد وإن قالوا: إن إيمانهم كما كإيمان جبريل، فهم يقولون: إن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب كما تقوله الجماعة. ويقولون أيضاً: إن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقوله الجماعة." [187]
فإن بين مرجئة الفقهاء، ومنهم الإمام أبو حنيفة، وبين بقية أئمة السنَّة قدراً مشتركاً وقدراً مفترقاً. فأما القدر المشترك فهو:
1) أن الإيمان مركب وليس بسيطاً، كما عليه غلاة المرجئة من الكرَّامية والماتريدية.
2) أن مرتكب الكبيرة لا يكفر ولا يُنْفى عنه مسمى الإيمان ولا يخلد في النار بل هو مؤمن فاسق.
3) أن الإقرار يزول وقت الإكراه، دون التصديق. [188]
4) أن الاستثناء في الإيمان لا يجوز لأجل الشك.
وأما القدر المفترق فيه:
1) الإيمان عند أبي حنيفة التصديق بالجنان والإقرار باللسان فقط، وأما بقية الأئمة فهو هذان الأمران والعمل بالأركان.
2) أن الأعمال خارجة عن مسمى الإيمان عند أبي حنيفة داخلة فيه عند بقية الأئمة.
3) أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص عند أبي حنيفة ويزيد وينقص عند بقية أئمة السنَّة.
4) لا يجوز الاستثناء في الإيمان عند أبي حنيفة مطلقاً، ويجوز في حال دون حال عند أئمة السنَّة.
لذلك ذهب الغزالي [189] والذهبي [190] وابن أبي العز، إلى القول بأن الخلاف هو خلاف صوري. وفي ذلك يقول ابن أبي العز: "الاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنَّة صوري فإن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب أو جزء من الإيمان مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه نزاع لفظي، لا يترتب عليه فساد اعتقاد." [191] فليس المقصود النزاع اللفظي الذي لا يترتب عليه خلاف في المعنى، فيكون من قبيل اختلاف التنوع، بل مقصوده أنه نزاع يتعلق بالأسماء وهي من الألفاظ، يدل عليه قول ابن تيمية: " بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا بدع العقائد، فإن كثيراً من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنَّة هو الصواب". [192]
ومن الحنفية الذين تلبسوا بعقيدة المرجئة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/417)
1) بشر بن غياث المريسي المتوفى سنة 228هـ وإليه تنسب المريسية وقد عدَّها بعض كتاب المقالات [193] من فرق المرجئة. قال عنه الإسفراييني: "منهم المريسية أصحاب بشر المريسي ومرجئة بغداد من أتباعه، وكان يتكلم بالفقه على مذهب أبي يوسف القاضي ولكنه خالفه بقوله إن القرآن مخلوق وكان مهجوراً من الفريقين وهو الذي ناظر الشافعي – رضي الله عنه – في أيامه فلما عرف الشافعي أنه يوافق أهل السنَّة في مسألةٍ والقدرية في مسألةٍ قال له: نصفك مؤمن ونصفك الآخر كافر. وكان يقول: الإيمان هو تصديق بالقلب واللسان كما قاله ابن الراوندي. هذه المرجئة المحضة الذين يتبرأون عن القول بالجبر والقدر." [194]
2) محمد بن كرام الجستاني المتوفى سنة 255هـ وإليه تنسب فرق الكرامية وقد عدها بعض كتاب المقالات من المرجئة [195]، فمحمد بن كرام جمع مع بدعة الإرجاء بدعة التجسيم وقد زعم أن الله تعالى له جسم له حد ونهاية [196]. قال عنه الذهبي: "المبتدع شيخ الكرامية، كان زاهداً عابداً ربانياً بعيد الصيت كثير الأصحاب ... كان يقول: الإيمان هو نطق باللسان بالتوحيد مجرداً عن عقد قلب وعمل جوارح. وقال خلق من الأتباع له: إن الباري جسم لا كالأجسام ... وكان الكرامية كثيرين بخرسان ولمهم تصانيف ثم قلوا وتلاشوا نعوذ بالله من الأهواء" [197].
3) محمد بن محمد بن محمود أبو منصور, والمعروف بالماتريدي, نسبة إلى ماتريد محلة بسمرقند فيما وراء النهر. والمتوفى سنة 333هـ، فهو من أئمة علم الكلام, أقام نظرياته في العقائد على المأثور عن أبي حنيفة النعمان, فهو يثبت أدلة الشرع بالأدلة العقلية والمنطقية والبراهين التي لا مجال للشك فيها, وهو يجعل للعقل سلطاناً ولكن تحت ظل النقل, فهم يفسرون النصوص على مقتضى حكم العقل, والماتريديون أقرب إلى المعتزلة منهم إلى الأشاعرة. فمباحث الإيمان من الأمور التي اعتركت الآراء حولها قديماً وحديثاً، والماتريدية لم موقف من الإيمان وافقوا في بعض نواحيه الإمام أبا حنيفة – رحمه الله – وخالفوه في بعضها. اتَّفقت الماتريدية مع أبي حنيفة في أربعة أمور، وهي: إخراج العمل عن مسمى الإيمان وأن الإيمان هو التصديق [198]، عدم زيادة الإيمان ونقصانه [199]، تحريم الاستثناء [200]، عدم تكفير صاحب كبيرة [201]. أما ما خالفت الماتريدية الإمام أبو حنيفة في مفهوم الإيمان، إن مفهوم الإيمان عند الإمام أبي حنيفة مركب من أمرين التصديق بالقلب، والإقرار باللِّسان. فالإقرار باللسان شطر من الإيمان وداخلٌ فيه. أما الماتريديُّ وجمهور أتباعه – لأن بعض الماتريدية ذهبوا إلأى أن الإيمان هو التصديق والإقرار -[202] فقد جعلوا الإقرار باللسان خارجاً عن حقيقة الإيمان، فالإيمان عندهم هو التصديق [203]، غير أنَّهم جعلوا الإقرار شرطاً لإجراء الأحكام الدنيوية فقط [204]. وهذا النَّوع من الإرجاء الغالي.
سادساً: الحنفية من الجهمية:
إن مذهب الجهمية يقوم على أساسين: الأول؛ نفي الصفات عن الله تعالى, والثاني؛ القول بخلق القرآن, فالله تعالى عندهم ليس له صفة غير ذاته, لأن قيام صفات الله تعالى تجعله شبيهاً بمخلوقاته. ولما كان الكلام من صفات الإنسان المخلوق فلا يمكن أن يكون الله متكلماً, لأن من اتصف بصفة الكلام وجب أن تكون له آلة الكلام فيكون مشابها للحوادث, ومحال على الله تعالى مشابهة الحوادث, لأنه قديم أزلي, وهو وحده الخالق ولا يمكن أن يشبه مخلوقاته, وعلى هذا الأساس قالوا بأن القرآن مخلوق, ولو كان قديما لكان شريكا لله في القدم, والله وحده هو الأزلي المختص بالقدم, وأن ما سواه, مهما كانت قدسيته, لا يعلو إلى مرتبة القدم, وكل شيء ما عداه محدث. ونفي الصفات عن الله تعالى تعطيل لها, لذلك يدعى مذهبهم باسم "التعطيل" ويدعون باسم "المعطلة". ويترتب على رأيهم أن الله وحده هو القادر والخالق, ولا يصح للمخلوقات أن تتصف بهاتين الصفتين, وإذا انتفت هاتان الصفتان عن المخلوقات, فلا يمكن أن يكونوا مختارين ولا قادرين على خلق أفعالهم, بل يكونون مجبورين عليها. وهذا هو أساس القول بالجبر الذي اعتمده المعتزلة. ولما كان الله تعالى هو الأزلي الدائم, فإن كل ما عداه فان زائل, وعلى ذلك فإن الجنة والنار في رأيهم تفنيان, لأن ثبات البقاء الدائم لنعيم الآخرة وعذابها فيه مشاركة لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/418)
في اتصافه وحده بصفة البقاء والأزلية ويريد الجهم بقوله بالجبر إثبات التوحيد المطلق لله, وأنه هو الواحد لا يشترك معه في خلقه أحد. فقد أجمع أئمة أهل السنَّة والجماعة على تكفير الجهمية، ومع ذلك ثبت أن من الحنفية من تلبس بمقالات الجهمية، منهم:
1) بشر بن غياث المريسي المعتزلي الجهمي المرجئئ. [205]
2) محمد بن شجاع البلخي المعتزلي الجهمي، المتوفى سنة 266هـ، تلميذ المريسي، قال عنه المزي: "كان أحد الجهمية". وقال عنه ابن كثير: "كان أحد عباد الجهمية." وقال عنه الذهبي: "كان يقول: عند أحمد بن حنبل كتب زنادقة." وجاء من غير وجهٍ أنه كان ينال من أحمد وأصحابه ويقول إيش قام به أحمد؟ وكان يقول: أصحاب أحمد يحتاجون أن يذبحوا. وكان يقول إنما أقول كلام الله كما أقول سماء الله وأرض الله. وأوصى وصية كان فيها: "لا يعطى من ثلثي إلاَّ من قال القرآن مخلوق." وكان ينال من الإمام الشافعي ويقول: "من الشافعي؟ إنما كان يصحب بربر المغني." ورجع عن مقالاته هذه لما احتضر. [206] ولقد ادعى هذا الجهمي أن الزنادقة قد وضعوا اثني عشر ألفاً من الحديث وروَّجوها على رواة الحديث. فتحدَّاه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي بوضع عشرة أحاديث فضلاً عن اثني عشر ألف حديث. [207]
3) أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي المتوفى سنة 199هـ، فقد قال عنه الإمام أحمد: "لا ينبغي أن يروى عنه حكوا عنه أنه يقول الجنة والنار خلقتا فستفنيان وهذا كلام الجهم" [208].
4) محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، قد وهاجم الكوثري في مصر علماء عصره بدافع التعصب لمذهبه الحنفي ولآراء أبي حنيفة، واشتهر عنه ذلك التعصب حتى لقب بـ"مجنون أبي حنيفة" [209]. وذكر المعلمي أن الكوثري- بتعصبه هذا - أساء جداً حتى إلى الإمام أبي حنيفة - رحمه الله ورضي عنه -. ومع تعصب الكوثري لمذهبه ومغالاته فقد كان فيه انحراف في المعتقد وعدول عن منهج السلف، وانحياز إلى مذهب الجعد والجهم، وميول إلى الاعتزال [210].
سابعاً: الحنفية من الحلولية الاتحادية:
هم من يقولوا أن البارئ يحلّ في الأشخاص، وأنه جائزٌ أن يحلَّ في إنسان وسبع، وغير ذلك من الأشخاص، وأصحاب هذه المقالة إذا رأوا شيئاً يستحسنونه، قالوا: لا ندري لعل الله حالٌّ فيه، ومالوا إلى اطّراح الشرائع، وزعموا أن الإنسان ليس عليه فرض، ولا يلزمه عبادة إذا وصل إلى معبودة. [211] فمن الحنفية من اعتنق هذا المهب، وهم:
1) علي بن محمد بن علي، المعروف بالشريف الجرجاني، والمتوفى سنة 816هـ. [212]
2) الفناوي بدر الدين ملا حسن الشبلي (جلي) ابن محمد شاه الرومي، والمتوفى سنة 886هـ. [212]
3) نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي، والمتوفى سنة 898هـ. [213]
4) لطف الله بن حسن التوقاني الرومي، المقتول 900هـ، فقد ألف كتاباً سماه "سبع الشداد". وأوله: "حمداً لك يا من هو الموجود في كل مكان". [214] وهذا حلول صريح.
5) إسماعيل صفي بن مصطفى الجلوتي الإسلامبولي مؤلف روح البيان، على الطريقة الجلوتية الصوفية على غلوه في وحدة الوجود. [215]
6) بدر الدين محمد بن محمد بن خليل القاهري، أبو اليسر، والغرس لقب جده خليل. من فقهاء الحنفية. حج وجاور وألقى دوسا بمكة. كان غاية في الذكاء، يجيد اللعب بالشطرنج. كان يقول بوحدة الوجود التي يقول بها الحلاج وابن عربي وابن الفارض وحزبهم. [216] كان مع جلالته وإمامته في العلوم من الاتحادية قال البقاعي: " ... فصار من رؤوس الاتحادية التابعين للحلاج وابن العربي وابن الفارض." [217]
7) محمد بن يوسف بن علي بن محمد الحسيني. أبو الفتح صدر الدين الدهلوي، والمتوفى سنة 825هـ. زاهد من العلماء، اتحادي خرافي باطني. [218]
8) محمد شجاع بن معز الدين اليحيوي الهندي الاتحادي ومن أعيان القرن الثالث عشر. [219]
الخاتمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/419)
والرَزِيَّةُ كل الرزية أن من تلبس بشيء من هذه البدع فإنه ينسب ذلك إلى أبي حنيفة وهو بريء منها. فقد أنتسب إليه الحنفية من المعتزلية بعضاً من عقائدها [220]، وكذا المرجئة إرجاءً مطلقاً؛ ومن ذلك قول الشهرستاني: "ومن العجب أن غسان كان يحكي عن أبي حنيفة – رحمه الله – مثل مذهبه في الإيمان ويعده من المرجئة ولعله كذب كذلك عليه" [221]. وهذا والله لمسبة. وقد حقق أهل العلم أن انتسابهم إلى الإمام أبي حنيفة – رحمه الله تعالى – منكر من القول وزور.
قال ابن أبي العز – رحمه الله: "ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك – يعني علو الله تعالى على خلقه واستواءه على عرشه – ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة فقد انتسب إليه طوائف معتزلة وغيرهم مخالفون له في كثير من اعتقاده. وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد – رضي الله عنهم – من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم، وقصة أبي يوسف في استتابة بشر المريسي لما أنكر أن يكون الله عزَّ وجلَّ فوق العرض، مشهورة." [222]
وقال شيخ الإسلام: "وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها ولاسيما وقد تلبس ببعض المقالات الأصولية وخلط هذا بهذا، فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيئاً من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك، ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد. وكذلك الحنفي يخلط بمذهب أبي حنيفة شيئاً من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة." [223]
وقال أبو مظفر الإسفراييني: "قد نبغ من أحداث أهل الرأي من تلبس بشيء من مقالات القدرية والروافض مقلداً فيها، وإذا خاف سيوف أهل السنَّة نسب ما هو فيه من عقائده الخبيثة إلى أبي حنيفة تستراً به فلا يغرنك ما ادعوا من نسبتها إليه فإن أبا حنيفة بريءٌ منهم ومما نسبوه إليه." [224]
وقال شيخ الإسلام: "فما من إمامٍ إلاَّ وقد انتسب إليه أقوام وهو منهم بريء. فقد انتسب إلى مالك أناسٌ، مالك بريء منهم، وانتسب إلى الشافعي أُناس، هو منهم بريٌ، وانتسب إلى أبي حنيفة أناس هو بريْ منهم." [225]
وبعد هذا نصل إلى نتيجة واقعية وهي أن الحنفية تلبس كثير منهم بعقائد فرق شتىـ وجعلت كل فرقة تنسب عقيدتها إلى الإمام أبي حنيفة بخاصة وأهل السنَّة عامة، وكان بين هذه الفرق قدر مشترك من البدع كالتعطيل للصفات، والتحريف لنصوصها تحت ستار التنزيه، والتأويل، والقول بالإرجاء. وكان بين هذه الفرق احتكاك لرابطة عقائدية فيما بينها في الجملة، ولاعتناقها المذهب الحنفي، فصار هذا كله سبباً مهماً في اضمحلال العقيدة الحنفية التي قررها الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنَّة والجماعة وصارت العقيدة الماتريدية تمثل عقيدة جمهور الحنفية منذ عهد بعيد إلى العصر الحاضر، وأبو حنيفة بريء من الماتريدية براءة الذئب من دم يوسف.
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل، نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى أن يقسم لنا من خشيته ما يحول بيننا وبين معاصيه ومن طاعته ما يبلغنا به جنته وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يغنينا بجلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه وأن يتقبل توبتنا ويغسل حوبتنا إنه سميع مجيب وصلى وسلم على النبي الأمي محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
أعدّه وجمعه أخوكم/ أبو إبراهيم الرئيسي الحنفي (23 من ربيع الثاني 1423هـ)
المصادر والمراجع:
[1] إيقاظ الهمم ص62.
[2] الانتقاء لابن عبد البر ص145.
[3] إيقاظ الهمم ص72.
[4] مناقب الشافعي ج1 ص472؛ والرواية الأخرى لأبي نعيم في الحلية ج9 ص107.
[5] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ج3 ص430.
[6] إيقاظ الهمم ص113.
[7] مناقب أبي حنيفة للمكي ص20.
[8] تاريخ بغداد ج5 ص309.
[9] تاريخ بغداد ج5 ص310.
[10] الدر المختار ص1 ص55 - 56.
[11] رد المحتار ج1 ص57.
[12] الدر المختار ج1 ص53.
[13] الدر المختار ج1 ص52.
[14] مناقب أبي حنيفة للمكي ص54.
[15] عقود الجمان ص161.
[16] مناقب أبي حنيفة للمكي ص53.
[17] الإمام الأعظم أبو حنيفة المتكلم، لعناية الله إبلاغ الأفغاني ص96.
[18] تاريخ بغداد ج13 ص346.
[19] سير أعلام النبلاء ج6 ص403.
[20] سير أعلام النبلاء ج6 ص403.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/420)
[21] عقود الجمان ص261.
[22] سير أعلام النبلاء ج6 ص403.
[23] الفقه الأبسط ص56.
[24] الفقه الأكبر ص302.
[25] أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8.
[26] شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368.
[27] عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60.
[28] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251.
[29] الفقه الأكبر ص302.
[30] الفقه الأبسط ص56، وسكت عليه محقق الكتاب الكوثري.
[31] روح المعاني ج6 ص156.
[32] الفقه الأكبر ص301.
[33] الفقه الأكبر ص302.
[34] الفقه الأبسط ص56.
[35] الفقه الأكبر ص301.
[36] الفقه الأكبر ص301.
[37] الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301.
[38] الأسماء والصفات ص429.
[39] الفقه الأكبر ص301.
[40] الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10.
[41] شرح الوصية ص10.
[42] الرفع والتكميل ص385 بتصرف، وأقره محقق الكتاب ص387.
[43] الرفع والتكميل ص387 بتصرف.
[44] أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ص611 - 635 بتصرف.
[45] الفوائد البهية ص76.
[46] الأعلام ج3 ص78. شذرات الذهب ج1 ص243. العبر ج1 ص229. وفيات الأعيان ج2 ص317. الدكتور مصطفى الشكعة, الإمام الأعظم أبو حنيفة ص232. بتصرف.
[47] تاريخ بغداد ج6 ص107.
[48] الطبقات السنية ج1 ص198.
[49] تاريخ بغداد ج6 ص107.
[50] انظر مقدمة محقق كتاب مشيخة ابن طهمان ص4606.
[51] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص306.
[52] تهذيب التهذيب ج1 ص131.
[53] الفوائد البهية ص145.
[54] الفوائد البهية ص145.
[55] معجم الأدباء ج17 ص6.
[56] تاريخ بغداد ج4 ص242. ابن خلكان ج6 ص378. شذرات الذهب ج1 ص298. البداية والنهاية ج10 ص180. تذكرة الحفاظ ج1 ص292. بتصرف.
[57] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص42.
[58] الثقات ج7 ص645.
[59] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص277.
[60] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص270.
[61] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج3 ص730.
[62] الفوائد البهية ص224.
[63] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص277.
[64] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص249، 250.
[65] الأعلام ج6 ص309. وفيات الأعيان ج4 ص184. تاريخ بغداد ج2 ص172. العبر ج1 ص2 30. شذرات الذهب ج1 ص321. بتصرف.
[66] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص277.
[67] مختصر العلو ص113.
[68] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص271.
[69] الفوائد البهية ص68.
[70] خلق أفعال العباد ص68 - 69.
[71] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص270.
[72] خلق أفعال العباد ص28.
[73] فتح الباري ج13 ص453؛ ولفظه قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله: يا آدم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريَّتك بعثاً إلى النار".
[74] الفوائد البهية ص216.
[75] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص271.
[76] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج3 ص384.
[77] الفوائد البهية ص215.
[78] الفوائد البهية ص215.
[79] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص288.
[80] الجرح والتعديل ج4 ص331.
[81] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص308.
[82] فقه أهل العراق ص63.
[83] خلق أفعال العباد ص23.
[84] الفوائد البهية ص31.
[85] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص506.
[86] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص271.
[87] درء تعارض العقل والنقل ج6 ص265.
[88] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص384.
[89] مشايخ بلخ من الحنفية ج1 ص164.
[90] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص308.
[91] مشايخ بلخ من الحنفية ج1 ص125، 164.
[92] الفوائد البهية ص11 - 12.
[93] الثقات ج8 ص76.
[94] الطبقات السنية ج1 ص255.
[95] تاريخ بغداد ج14 ص191.
[96] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص291.
[97] تاريخ بغداد ج14 ص198.
[98] تاريخ بغداد ج14 ص198.
[99] تاريخ بغداد ج14 ص198.
[100] الفوائد البهية ص19.
[101] الفوائد البهية ص19.
[102] الطبقات السنية ج3 ص180.
[103] الطبقات السنية ج3 ص180.
[104] تاريخ أصبهان ج1 ص298.
[105] مشايخ بلخ من الحنفية ج1 ص131.
[106] شرح أصول اعتقاد أهل السنَّة ج2 ص308.
[107] سير أعلام النبلاء ج15 ص27.
[108] وفيات الأعيان ج1 ص71. البداية والنهاية ج11 ص174. لسان الميزان ج1 ص274. شذرات الذهب ج2 ص288. الأعلام ج1 ص197.
[109] سير أعلام النبلاء ج15 ص27.
[110] سير أعلام النبلاء ج15 ص29.
[111] كتاب معيد النعم ومبيد النقم ص62.
[112] النور اللامع ص69/أ.
[113] النور اللامع ص2/ب.
[114] فتاوى ابن صلاح ج1 ص209.
[115] تبديد الظلام ص137.
[116] الشيعة وفنون الإسلام ص74.
[117] مناهج السنة ج6 ص231.
[118] النبوات ص132.
[119] كتاب النبوات ص132، قال ابن تيمية: "قد تواتر هذا عن عليّ بن أبي طالب".
[120] أخرجه البخاري: كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذاً خليلاً" ج7 ص20 ح4629؛ من طريق أبي يعلى عن محمد بن الحنيفة.
[121] أخرجه البخاري: كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر الصديق بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ج7 ص16 ح3655؛ من طريق نافع عن ابن عمر.
[122] أخرجه البخاري: كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان ج7 ص53 ح3697؛ من طريق نافع ع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/421)
ـ[حسيني]ــــــــ[19 - 02 - 10, 12:05 م]ـ
أخي وراق لبنان
بحث براءة الحنفيّة من الفرق البدعية يبدوا فيه نقص من اخره
و من المألف؟
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[26 - 02 - 10, 08:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا النقل
ولتتم الفائدة منه هلا وافيتمونا ببقية الهوامش
فالهوامش تنتهي عند [122] وهي في البحث [225]!!!
إذ أن مراجع هذا البحث تهمني جداً
بارك الله فيكم
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[26 - 02 - 10, 08:45 م]ـ
أخي الحبيب حسيني لعل اسم المؤلف ذكر في آخر البحث وهو: أحمد الرئيسي البلوشي الحنفي أبو إبراهيم
ولعلك تقصد بالنقص ما في الهوامش نعم للأسف الهوامش غير كاملة والمصدر:
http://arabic.islamicweb.com/Sunni/hanafi_creed.htm
أختي الباحثة جزاك الله خيرا وسأحاول إيجاد باقي الهوامش إن شاء الله
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[26 - 02 - 10, 09:50 م]ـ
وصدر الشريعة هل المقصود به:
- صدر الشريعة الأكبر: أحمد بن عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي.
- صدر الشريعة الأصغر: عبيد الله بن مسعود بن محمود المحبوبي.
قصدت صدر الشريعة الأصغر
...
جزاكم الله خيراً
أسأل الله ألا يحرمكم أجر الدلالة على الخير، فالرابط مفيد حقاً
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[01 - 03 - 10, 03:02 ص]ـ
عقيدة أبي حنيفة وأصحابه، من أوثق المصادر المباشرة:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا شعَيب بن حَربٍ , قَالَ: سَمِعت سفيَانَ الثَّورِيَّ , يَقول: مَا أحِبّ أَن أوَافِقَهم عَلَى الحَقِّ قلت لأَبِي رَحِمَه اللَّه يَعنِي أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَم , رَجلٌ استتِيبَ فِي الإِسلاَمِ مَرَّتَينِ يَعنِي أَبَا حَنِيفَةَ , قلت لأَبِي رَحِمَه الله: كَأَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ المستَتِيب؟ قَالَ: نَعَم.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سَمِعت أَبِي رَحِمَه اللَّه , يَقول: أَظنّ أَنَّه استتِيبَ فِي هَذِهِ الآيَةِ {سبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفونَ} قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هَذَا مَخلوقٌ , فَقَالوا لَه: هَذَا كفرٌ فَاستَتَابوه. "السنة لعبد الله بن أحمد" 1/ 192.
- قال أبو زرعة الرازي: كان أَبو حنيفة جَهمِيًّا، وكان محمد بن الحسن جَهمِيًّا، وكان أَبو يوسف جَهمِيًّا بين التجهم. "سؤالات البرذعي لأبي زرعة" (494).
- وقال البرذعي: شهدت أبا زرعَة ذكر إسماعيل بن هود الواسطي فأساء الثناء عليه جدا وقال: حضرته يحدث عن مسألة أحسب ذكر انه حفظ فيها عن التابعين او عن من فوقهم فسئل إسماعيل عنها فقال: حَدَّثنا الجوزجاني، عَن أبي يوسف، عَن أبي حنيفة منها بكذا وكذا، قال أبو زرعَة: فوبخته وأسمعته وقمت عنه، كلام هذا معناه ذكره.
ورأى أبو زرعَة في كتابي حديثا، عَن أبي حاتم عن شيخ له عن أيوب بن سويد، عَن أبي حنيفة، حديثا مسندًا، وأبو حاتم جالسٌ إلى جنبه، فقال لي: مَن يعاتَب على هذا، أَنت أَو أَبو حاتم؟ قلت: أَنا، قال: لم؟ قلت: لأَني جبرته على قراءته، وكان يأبَى، فقرأه عليَّ بعد جهد، فقال لي قولاً غليظًا أنسيته، في كتابي ذلك الوقت، فقلت له: إن إبراهيم بن أَورمة كان يعنى بإسناد أبي حنيفة، فقال أبو زرعَة: إنا لله وإنا إليه راجعون، عظمت مصيبتنا في إبراهيم، يعيى به لأي معنًى يصدقه، لا تباعه، لإتقانه؟!.
ثم ذكر كلامًا غليظًا في إبراهيم، لم أخرجه هاهنا.
ثم قال: رَحِم الله أَحمد بن حَنبل، بلغني أَنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلى بن منصور كان يحتاج إليها، وكان المعلى أشبه القوم بأهل العلم وذلك أنه كان طلابة للعلم ورحل وعني به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث ولم يسمع منه حرفا.
وأما علي بن المديني وأبو خيثمة وعامة أصحابنا سمعوا منه وأي شيء يشبه المعلى من أبي حنيفة المعلى صدوق وأبو حنيفة يوصل الأحاديث أو كلمة قالها أبو زرعَة هذا معناها.
ثم قال لي أبو زرعَة: حدث عن موسى بن أبي عائشة عن عَبد الله بن شداد عن جابر عن النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّمَ فزاد في الحديث عن جابر، يَعني حديث القراءة خلف الإمام- ويقول: القرآن مخلوق ويرد على رسول الله صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّمَ ويستهزىء بالآثار ويدعو إلى البدع والضلالات ثم يعنى بحديثه ما يفعل هذا إلا غبي جاهل أو نحو ما قال: وجعل يحرد على إبراهيم ويذكر أحاديث من رواية ابي حنيفة لا أصل لها فذكر من ذلك حديث علقمة بن مرثد، عَن ابن بريدة عن أبيه الدال على الخير كفاعله وأنكر عليه حديثا آخر يرويه عن علقمة بن مرثد، عَن ابن بريدة حديث عمَر جاء جبريل إلى النبي صَلَّى الله عَليهِ وَسلَّمَ فقال: ما الإيمان قال أبو زرعَة: فجعل هو وأبو سنان الإيمان شرائع الإيمان وذكر أحاديث قد أوهم فيها وأنكرها من رواياته ثم قال لي من قال القرآن مخلوق فهو كافر - فيعنى بما اسند الكفار- أي قوم هؤلاء. "سؤالات البرذعي لأبي زرعة" (955 و956).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/422)
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[02 - 03 - 10, 09:08 م]ـ
كيف كانت هذه المسائل الكلامية قريبة جدا إلى عهد النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم؟
وهل كانت ترجمة كتب اليونان في عصر الصحابة؟ وإلا كيف ضل المسلمون في هذه الامور؟ غريب جد ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 03 - 10, 03:18 ص]ـ
الحمد لله وحده،
الشيخ أحمد شاكر لم يكن متذهبا، وأثر عنه قوله: لو كنت مقلدا لقلدت الشافعى.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[05 - 03 - 10, 05:07 م]ـ
ما الفرق بين أبي حنيفة والماتردية؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 03 - 10, 05:56 م]ـ
أبو حنيفة كان فى الجملة على مذهب السلف فى الاعتقاد، وأما الماتريدية فهم يشبهون الأشاعرة فى الاعتقاد وإن اختلفوا فى طريقة الاستدلال، وهو مذهب أغلب متأخرى الحنفية.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[05 - 03 - 10, 10:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي!
اما نقطة نقطة هل يمكن أن تكتبوا فيما خالفوا وما اختلقوا؟
وهذا مهم جدا لنا فمن عنده دلو فليدلي
لأن عندنا يروجون الماتريدية تحت شعار الأحناف ونحتاج ان نري أن ثم فرقا بينهما
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:27 م]ـ
تسجيل متابعة
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:28 م]ـ
بارك الله بكم
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:28 م]ـ
بارك الله بكم ودمتم بحفظ الله
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:32 م]ـ
بارك الله بكم أيها الإخوة
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[09 - 03 - 10, 10:33 م]ـ
بارك الله بك
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[10 - 03 - 10, 05:48 ص]ـ
وسأحاول إيجاد باقي الهوامش إن شاء الله
للتذكير مأجورين ...
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[10 - 03 - 10, 10:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي!
اما نقطة نقطة هل يمكن أن تكتبوا فيما خالفوا وما اختلقوا؟
وهذا مهم جدا لنا فمن عنده دلو فليدلي
لأن عندنا يروجون الماتريدية تحت شعار الأحناف ونحتاج ان نري أن ثم فرقا بينهما
أخي الحبيب من أهم المسائل هي مسألة التفويض في الصفات التي يعد الماتريدي من أوائل المتكلمين بها التي هي من أشنع الأقوال وخلافهم في كون النبي صلى الله عليه وسلم علم معناها أم لم يعلم معناها رغم أن من أصول الأحناف أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة وخاصة في الأمور الموهمة والألفاظ التي توهم عدة ألفاظ وعلى زعم الماتريدية أن آيات الصفات موهمة للتشبيه فكيف ساغ تأخير بيانها عداك عن تركه أصلاً!!!!!!!
وكذا في مسائل خير الآحاد والعقيدة ومن أهم المسائل مسألة العلو وأن الله في السماء التي يقول بها أبو حنيفة ولن أقول نقلها شيخ الإسلام ولا الذهبي ولكن نقلها البيهقي في الأسماء والصفات ولعل ما في الرابط بعض المسائل التي يأباها الماتردية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=205430
وهذا ما كتبت على عجالة ولعلي أجمع لك بعض الأمور أخي في الله في القريب العاجل إن شاء الله
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[10 - 03 - 10, 10:17 م]ـ
للتذكير مأجورين ...
أختي بحثت في كل المصادر التي كتب فيها الموضوع فلم أجد باقي الحواشي وأنا أبحث عن شيء يوصلني للشيخ العماني إن شاء الله حتى أتصل به وأطلب منه ذلك
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:29 م]ـ
أختي بحثت في كل المصادر التي كتب فيها الموضوع فلم أجد باقي الحواشي وأنا أبحث عن شيء يوصلني للشيخ العماني إن شاء الله حتى أتصل به وأطلب منه ذلك
بارك الله فيكم، وجزاكم خيراً
.... في الانتظار
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
الجامعة الإسلامية في مدينة قازان استولى عليها أهل المذهب الرديء يقولون نحن في الفقه احناف وفي العقيدة ماتردية وفي الطريقة نقشبندية والمشيخة كذلك يستترون بالتحنف ولكن يدخلون أباطلهم
و نحن ضعفاء ما عندنا من يقدر يقاومهم من ناحية علمية لأنا على الأسف لم ندرس مذهبنا الحنفي بالعمق
فبارك الله فيك أخي الوراق
عندكم في لبنان أخواننا وطلابنا متخرجين من معهدنا يواصلون الدراسة في جامعة الجنان
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[15 - 03 - 10, 09:38 م]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيراً
.... في الانتظار
الحمد لله وصلت للكاتب جزاه الله خيرا وزودني بها وها هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/423)
[121] أخرجه البخاري: كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر الصديق بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ج7 ص16 ح3655؛ من طريق نافع عن ابن عمر.
[122] أخرجه البخاري: كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان ج7 ص53 ح3697؛ من طريق نافع عن ابن عمر.
[123] الفقه الأكبر ص303.
[124] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص57.
[125] لسان الميزان ج5 ص300 - 301.
[126] أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ج2 ص8؛ والجوزقاني في الأباطيل والمناكير ج1 ص158؛ وابن الجوزي في الموضوعات ج1 ص355 - 356؛ جميعهم من طريق فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قال الجوزقاني على أثره: "حديث منكر مضطرب".
[127] مناهج السنَّة ج8 ص197، وأوردها ابن حجر في لسان الميزان ج5 ص301.
[128] مناهج السنة ج8 ص197 - 198.
[129] مناقب أبي حنيفة للكردي ص180.
[130] الكفاية ص302.
[131] مناهج السنَّة ج1 ص62.
[132] مقالات الإسلاميين ص65.
[133] العلم الشامخ ص13.
[134] العلم الشامخ ص13.
[135] تائية أهل السنَّة ص16 ط: حسين حلمي بإستنبول تركيا.
[136] مقالات الكوثري ص123.
[137] أحكام القرآن ج1 ص70.
[138] شذرات الذهب ج1 ص214.
[139] السنَّة ج1 ص182.
[140] السنَّة ج1 ص181 - 182.
[141] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص48.
[142] المسايرة ص291 مع شرحها لابن أبي شريف وقاسم بن قطلوبغا.
[143] أصول الدين للبزدوي ص190.
[144] الفقه الأبسط ص44 - 48.
[145] الأعلام ج9 ص121. وفيات الأعيان ج6 ص7. مروج الذهب ج2 ص298. التبصير في الدين ص64 - 66. الملل والنحل ج1 ص46, 49. البيان والتبيين ج1 ص15, 50. النجوم الزاهرة ج1 ص313. بتصرف.
[146] لسان الميزان ج1 ص399.
[147] تأنيب الخطيب ص11.
[148] الفرق بين الفرق ص205.
[149] الفوائد البهية ص171.
[150] تاريخ بغداد ج4 ص141.
[151] تاريخ ولاة مصر وقضاتها للكندي ص340 - 341.
[152] تاريخ بغداد ج11 ص55.
[153] الفوائد البهية ص29.
[154] طبقات الحنفية ج2 ص296، ج4 ص300.
[155] طبقات الحنفية ج3 ص261.
[156] الرفع والتكميل ص385 وأقره المحقق أبو غُدة.
[157] طبقات الحنفية ج1 ص163.
[158] طبقات الحنفية ج4 ص63، ج2 ص22.
[159] الخصائص لابن جني ص5 - 39.
[160] طبقات الحنفية ج1 ص424.
[161] الرفع والتكميل ص385.
[162] طبقات الفقهاء ص97.
[163] الرفع والتكميل ص385.
[164] التنكيل ج1 ص259 - 261.
[165] الولاة والقضاة ص447.
[166] الولاة وكتاب القضاء ص451.
[167] سير أعلام النبلاء ج11 ص265.
[168] سير أعلام النبلاء ج12 ص34.
[169] المنتظم ج7 ص287.
[170] ذم الكلام (ق-196/ب)
[171] مناقب أبي حنيفة للمكي ص126.
[172] الفقه الأكبر ص302.
[173] الفقه الأكبر ص302.
[174] العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص24.
[175] الفرق بين الفرق ص156.
[176] الفرق بين الفرق ص156.
[177] أصول الدين للبغدادي ص342.
[178] مقالات الأشعري ص132، 279 تحقيق ريتر.
[179] مقالات الأشعري ص141 تحقيق ريتر.
[180] شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص119.
[181] شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص120.
[182] مقالات الأشعري ص132 - 141 تحقيق ريتر.
[183] الفرق بين الفرق ص202.
[184] الفقه الأكبر ص304.
[185] رسالت أبي حنيفة للبتي ص38.
[186] كتاب الإيمان ص337 ط: المكتب الإسلامي.
[187] مجموع الفتاوى ج7 ص297.
[188] تفسير النسفي ج2 ص228.
[189] روح المعاني ج9 ص167.
[190] سير أعلام النبلاء ج5 ص33.
[191] شرح العقيدة الطحاوية ص362 ط: دار البيان.
[192] مجموع الفتاوى ج7 ص297.
[193] مقالات الأشعري ص140.
[194] التبصير في الدين ص61.
[195] الفرق بين الفرق ص25.
[196] الفرق بين الفرق ص217.
[197] سير أعلام النبلاء ج11 ص523 - 524 بتصرف.
[198] كتاب التوحيد للماتريدي ص332، 373، 377.
[199] شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص123 - 128.
[200] كتاب التوحيد للماتريدي ص388 - 392.
[201] كتاب التوحيد للماتريدي ص333 - 334.
[202] شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص120.
[203] شرح المقاصد ج5 ص176.
[204] شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص121.
[205] رد الدارمي على بشر المريسي.
[206] الميزان ج3 ص577 - 579، والمشتبه ص89، وتهذيب التهذيب ج9 ص220 - 221، وتبصير المنتبه ج1 ص168، تاريخ بغداد ج5 ص351، والكشف الحثيث ص379. بتصرف.
[207] رد الدارمي على بشر المريسي ص150 - 151.
[208] الميزان ج1 ص574.
[209] المقابلة ص142.
[210] وذكره المعلمي في طليعته ص9.
[211] مقالات الإسلاميين ص14.
[212] صرح بأن هؤلاء أهل وحدة الوجود وأباع ابن عربي المحقق ولي الدين في حاشيته على حاشية العصام على شرح التفتازاني على العقائد النسفية ص2.
[213] الجامي يشهد عليه كتابه "الردة الفاخرة".
[214] كشف الظنون ج2 ص976.
[215] مقالات الكوثري ص483.
[216] الضوء اللامع ج6 ص220.
[217] الضوء اللامع ج6 ص220 - 221.
[218] نزهة الخواطر ج3 ص160.
[219] نزهة الخواطر ج6 ص315.
[220] إنكار العلو والاستواء والرؤية ص13.
[221] الملل والنحل ج1 ص141.
[222] شرح العقيدة الطحاوية ص302 ط: دار البيان.
[223] منهاج السنَّة ج5 ص261.
[224] التبصير في الدين ص114 تحقيق الكوثري.
[225] مجموع الفتاوى ج3 ص185.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/424)
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[22 - 03 - 10, 03:08 م]ـ
الحمد لله وصلت للكاتب جزاه الله خيرا وزودني بها وها هي:
.
بارك الله فيكم وجزاكم عني خيراً
وعذراً على تأخر الرد؛ فعطل الملتقى منعني من الاطلاع على مشاركتكم، ولم أرها إلا الساعة!
جزاكم الله خير الجزاء وأتمه وأوفاه وأجزله، وجعلكم من أهل الفردوس الأعلى
دمتم على طاعة الله
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 12:49 ص]ـ
اللكنوي من اتباع السلف في المعتقد حنفي المذهب
ايضا ابو الوفاء و شمس الدين الافغانيان
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 04:34 م]ـ
مفتي روسيا توفي سنة 1936 كان على عقيدة السلف اسمه رضاء الدين بن فخر الدين
يقول: كان لا بد ان نفهم وأن نقول بلا خوف من أحد لرضا الله أن كتب العقيدة التي تُدرس في العالم الإسلامي تحت اسم منهج أهل السنة والجماعة هي أقرب إلى مهنج أهل الكلام أي منهج الأشاعرة والماتردية وأن المواضيع التي فيها هي أقرب إلى كونها اساسا لرد المعتزلة من أن تكون موافقة للقرآن والسنة ...
ـ[أبو عبد الرحمن محمد البكوش]ــــــــ[26 - 03 - 10, 10:39 م]ـ
أخي الكاتب بارك الله فيك على ما كتبت وأنبه إلى ان الألباني رحمه الله تعالى ليس حنفيا فهذا خلط كبير وإنما هو لا مذهبي ويرى نفسه مقتدرا على الاجتهاد ويستطيع الاستنباط من الكتاب والسنة وهذا رأيه هو شخصيا رحمه الله تعالى راجع تسجيلات فتاوى العقبة الصوتية الشريط العشرون.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
كان في الملتقى موضوع اعترافات اشعرية
فهلا احد الاخوة يفتح موضوع اعترافات ماتردية
وينقل الاخوة عن ائمتهم ما اعترفوا به من اصول سنية
ـ[ابوفارس الانصاري]ــــــــ[17 - 04 - 10, 11:09 م]ـ
بارك الله في الجميع على مرورهم الكريم وعلى نفحاتهم المباركات(57/425)
من أول من صرح بلفظة (بذاته) في الاستواء على العرش؟!
ـ[الباحث]ــــــــ[21 - 09 - 09, 05:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عقيدة أهل السنة والجماعة في الاستواء أنه استوى على العرش (بذاته) وأن علمه في كل مكان، وأن لله العلو الذاتي مع علو القهر وعلو المكانة.
ولكن:
من أول من صرح من أهل السنة والجماعة بلفظة (بذاته) في الاستواء على العرش؟!
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:23 م]ـ
في سير أعلام النبلاء، في ترجمة الحافظ عبد الجليل كوتاه:
((قال السمعاني: لما وردت أصبهان كان ما يخرج من داره إلا لحاجة مهمة، كان شيخه إسماعيل الحافظ هجره، ومنعه من حضور مجلسه لمسألة جرت في النزول، وكان كوتاه يقول: النزول بالذات، فأنكر إسماعيل هذا، وأمره بالرجوع عنه، فما فعل)).
و لا أدري أهو أول من قالها أم غيره
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:37 م]ـ
و في العقيدة القيروانية لإبن أبي زيد القيرواني:
((وأنه فوق عرشه المجيد بذاته)).
ـ[الباحث]ــــــــ[22 - 09 - 09, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا مهدي.
ولكن مشاركتك الأولى تتحدث عن صفة النزول، وأنا أريد صفة الاستواء، وجزاك الله خير الجزاء على مشاركتك الثانية.
نفع الله بك، وأنتظر مشاركات باقي الأخوة بارك الله فيهم.
هل يوجد من قال بأن الله مستو على العرش (بذاته) قبل ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله؟!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 - 09 - 09, 04:51 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الباحث ..
وليتك - وفّقك الله - تذكر الأثر المترتّب على معرفةِ أوّل من سبق إلى هذا الإطلاق؛ لنستفيد من ذلك؛ فلم تظهر لي من خلال التأمّل فائدةٌ لمعرفة أوَّل من أطلقها؛ لأمرين:
الأول: أنّ الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة، كما نقله: السجزي، والطلمنكي، وشيخ الإسلام، وابن القيّم في آخرين.
الثاني: أنّ البحث عن أوائل من أطلق العبارات يكون غالباً؛ لأمرين: العلم المجرّد، أو إذا حمل اللفظُ إشكالاً وينبغي تأمله ومناقشته. فإن كان متقرّراً مجمعاً عليه؛ فحكاية أوّل قائل به لا يقوّي القول؛ للإجماع عليه أصلاً.
هذا ما ظهر لي، وأرجو منك أخي الباحث إفادتي، فمنك أستفيد.
هل يوجد من قال بأن الله مستو على العرش (بذاته) قبل ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله؟!
نعم، وُجِدَ من قال ذلك قبلَه بزمن إذ القيرواني قد توفي (386)، ومنهم:
* نعيم بن حماد (ت: 228) .. نقله ابن عبدالبر في التمهيد [لكن في النزول]
** قال شيخ الإسلام في درء التعارض (6/ 267): (وأيضا فعبد الله بن سعيد بن كُلاَّب، والحارث المحاسبي، وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن بن مهدي الطبري، وعامة قدماء الأشعرية يقولون إن الله بذاته فوق العرش ويردون على النفاة غاية الرد وكلامهم في ذلك كثير مذكور في غير هذا الموضع) وأربعتهم قبل أبي زيد.
... المزني (ت: 264) في شرح السنة حيث قال ص 79: (عالٍ على عرشه ... ،) [في بعض النسخ: بذاته].
**** عثمان بن سعيد الدارمي في ردّه على بشر بلفظ: (بنفسه).
***** الإمام الطبري المفسّر (نقله ابن القيّم).
****** أبو الحسن الأشعري.
وفي ذيل (القاعدة المراكشية) لشيخ الإسلام، التي حققها دغش العجمي بحثٌ له حول عبارتي: بائنٌ، وبذاته. ط. دار ابن حزم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:07 ص]ـ
كان الامام الشمس الذهبي رحمة الله عليه شديد الانكار على من يذكر هذه اللفظة.واليك بعض كلامه منقولا من كتابيه العلو و سير اعلام النبلاء:
ـ قال الإمام أبو زكريا يحيى بن عمار السجستاني الواعظ في رسالته لا نقول كما قالت الجهمية إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج بكل شيء ولا نعلم أين هو بل نقول هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء وعلمه وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء
وذلك معنى قوله وهو معكم أينما كنتم فهذا الذي قلناه هو كما قال الله وقاله رسوله.
قلت قولك بذاته هذا من كيسك ولها محمل حسن ولا حاجة إليها فإن الذي يأول استوى يقول أي قهر بذاته وإستولى بذاته بلا معين ولا مؤازر
وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام
ـ وقال الحافظ الحجة أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجزي في كتاب الإبانة الذي ألفه في السنة أئمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه بغضب ويرضى ويتكلم بماشاء.
قلت هو الذي نقله عنهم مشهور محفوظ سوى كلمة بذاته فإنها من كيسه نسبها إليهم بالمعنى ليفرق بين العرش وبين ما عداه من الأمكنة
ـ ومسألة النزول فالايمان به واجب، وترك الخوض في لوازمه أولى، وهو سبيل السلف، فما قال هذا: نزوله بذاته، إلا إرغاما لمن تأوله، وقال: نزوله إلى السماء بالعلم فقط.
نعوذ بالله من المراء في الدين.
وكذا قوله: (وجاء ربك) ونحوه، فنقول: جاء، وينزل، وننهى عن القول: ينزل بذاته، كما لا نقول: ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/426)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:09 ص]ـ
واليك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136840
ـ[أنس العثمان]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:08 ص]ـ
الذهبي لا يعتمد عليه في هذا الباب
بل ذكر الشيخ ابن باز كلام شديد فيه
بسبب كلامه في العلو
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:19 ص]ـ
الذهبي لا يعتمد عليه في هذا الباب
بل ذكر الشيخ ابن باز كلام شديد فيه
بسبب كلامه في العلو
ليتك تذكر كلام ابن باز في الامام الذهبي أو تحيل عليه.
ـ[أنس العثمان]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:00 م]ـ
في شرحه للقواعد الأربع
وأشار الى شيئ من هذا
في الدمعة البازية
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 08:32 م]ـ
ليتك تذكر كلام ابن باز في الامام الذهبي أو تحيل عليه.
للتأييد
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 04 - 10, 04:39 م]ـ
الأول: أنّ الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة، كما نقله: السجزي، والطلمنكي، وشيخ الإسلام، وابن القيّم في آخرين.
الأخ الفاضل (خليل الفائدة) سلَّمكَ المولى:
وثِّق ما نقلتَه عن هؤلاء الأئمة المذكورين بنقله بحروفه، وإلا .. !!
أما قول الأخ أنس - غفر الله له -: " إن الذهبي لا يعتمد عليه في هذا الباب " .. فكلمةٌ (كبيرة) لا يقولها إلا من لا يعرف (الذهبي) .. أو من لا يعرف (هذا الباب)!!
وليت من سمعَ شرح القواعد الأربع أن ينقلَ لنا كلام الشيخ ابن باز المومى إليه.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 - 04 - 10, 05:33 م]ـ
الأخ الفاضل (خليل الفائدة) سلَّمكَ المولى:
وثِّق ما نقلتَه عن هؤلاء الأئمة المذكورين بنقله بحروفه، وإلا .. !!
انظر رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت.
وانظر نقل ابن تيمية لأبي عمر الطلمنكي في المجموع (3/ 219 - 260) (5/ 189).
وانظر كلام ابن تيمية في (5/ 394) ..
والآن ماذا بعد: (إلا) في كلامك؟!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[19 - 04 - 10, 10:13 م]ـ
الأخ الفاضل (خليل الفائدة) سلَّمكَ المولى:
وثِّق ما نقلتَه عن هؤلاء الأئمة المذكورين بنقله بحروفه، وإلا .. !!.
الأخ الكريم الألمعي (أبا الحسنات الدمشقي) ..
قد كفاني الفاضل أبو إبراهيم الحائلي - وفقه الله - مؤونة تهديدك، ولم أكن أظنك لم تقف عليها، وأنت صاحب النقاشات مع الأشاعرة!
دمتَ موفَّقاً.
وجزيتَ خيراً أبا إبراهيم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 10, 03:59 م]ـ
الأخ العزيز (أبا إبراهيم الحائلي) حفظك الله ونفع بك: حمداً لله على سلامتك، فقد افتقدتك منذ مدة، ولك عندي ود محفوظ لم يعكر صفوه ذاك النقاش!!
أما ما أحلتني إليه، فأنا الآن بعيد عن مجموع الفتاوى، وبعيد عن رسالة السجزي.
وقد كان مطلبي نقل الكلام بـ (حروفه) .. أما ما أتيتني به فليس كذلك!
- طلبت مني أن (انظر) رسالة السجزي، وقد قرأتها كاملة ولا أذكر أن السجزي حكى إجماع السلف على (عدم استنكارِ أحدٍ منهم لهذه اللفظة .. واتفاقهم على إثباتها)!!
- وطلبت مني أن أنظر في إحدى وأربعين صفحة من المجلد الثالث من أجل كلمة واحدة!!
فليتك أخي الفاضل ما دمت قد تكلفت الجواب (مشكوراً مأجوراً - إن شاء الله -)، أن تأتي به كما طلبه صاحب السؤال:
(وثِّق ما نقلتَه عن هؤلاء الأئمة المذكورين بنقله بحروفه ... )!!
وإلا .. فلستُ ملزماً بامتثالِ أمرك بـ (النظر)!!
أخي خليل - هداك الله السبيل -:
الذي يتكلم معك طويلب علم صغير، قليل الباع، قاصر الاطلاع .. فلا تلازم بين كونه صاحب " النقاشات مع الأشاعرة! "، وخفاء الكثير الكثير من الأمور عليه!!
لكن؛
أحب منك أن تجيب (أنت بنفسك) عن سؤالي ..
أجب عنه كما طلبتُه!
(رجاءً) (!)
وإن أردت التفصيل فأنت مطالب بـ:
1 - نقل حروف الطلمنكي في أن السلف: " أجمعوا على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة " (!!)
2 - نقل حروف السجزي في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا ... " (!!)
3 - نقل حروف ابن تيمية في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
4 - نقل حروف ابن القيم في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
وبعدها نعرف ما بعد (إلا .. )!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/427)
وللتذكير - فقط - فإن البحث هنا في إلإجماع على إثبات هذه اللفظة: " استوى على العرش (بذاته) " التي سأل عنها السائل، لا في إجماع السلف على إثبات معناها ..
فهما مقامان مختلفان ..
وبحثان مستقلان ..
ولا أظنك غافلاً عن هذا.
والله المستعان (!!)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 04:41 م]ـ
1 - قال شيخ الإسلام: ((وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو الطلمنكي الْإِمَامُ فِي كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ " الْوُصُولُ إلَى مَعْرِفَةِ الْأُصُولِ ": أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ اسْتَوَى بِذَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَافِظُ الْكُوفَةِ فِي طَبَقَةِ الْبُخَارِيِّ وَنَحْوِهِ ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ السجستاني الْإِمَامُ فِي رِسَالَتِهِ الْمَشْهُورَةِ فِي السُّنَّةِ الَّتِي كَتَبَهَا إلَى مَلِكِ بِلَادِهِ.وَكَذَلِكَ ذَكَرَ أَبُو نَصْرٍ السجزي الْحَافِظُ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " لَهُ. قَالَ: وَأَئِمَّتُنَا كَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَابْنِ عُيَيْنَة وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ؛ وَأَنَّ عِلْمَهُ بِكُلِّ مَكَانٍ وَكَذَلِكَ ذَكَرَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيُّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الطَّرْقِيُّ وَالشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ الجيلي وَمَنْ لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إلَّا اللَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَشُيُوخِهِ.)). [5/ 189]
2 - وقال الشيخ: ((وَاَلَّذِينَ يُثْبِتُونَ تَقْرِيبَهُ الْعِبَادَ إلَى ذَاتِهِ هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ لِلسَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ الْكُلَّابِيَة؛ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ قُرْبَ الْعِبَادِ إلَى ذَاتِهِ وَكَذَلِكَ يُثْبِتُونَ اسْتِوَاءَهُ عَلَى الْعَرْشِ بِذَاتِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَيَقُولُونَ: الِاسْتِوَاءُ فِعْلٌ فَعَلَهُ فِي الْعَرْشِ فَصَارَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ. وَهَذَا أَيْضًا قَوْلُ ابْنِ عَقِيلٍ وَابْنِ الزَّاغُونِي وَطَوَائِفَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد وَغَيْرِهِمْ)). [5/ 466].
3 - عبارة ابن باز في ((الدمعة البازية)): ((الذهبي متوسط في السنة)).وسياقها: ليس بالمحقق التام ..
تنبيه: ما تقدم للفائدة وليس للتحرير ..
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 04 - 10, 04:44 م]ـ
الموضوع أكبر من هذه اللفظة ...
المبتدعة يريدون التشويش في هذا الموضوع ليس إلا
بكلام الإمام الذهبي
وكذلك لفظة "حقيقة" مثل استوى الله على عرشه استواء حقيقيا ...
أو نقول: نثبت صفة اليد لله على الحقيقة (وهي ضد المجاز)
فبائن أو على الحقيقة أو سواهما هما للتوضيح والرد على الجهمية والمفوضة
والسؤال لمن ينكر هذه اللفظة نقول له:
هل الله مستو على عرشه بذاته أم بعلمه أم قدرته أم .... إلخ
وهل الله ينزل للسماء الدنيا بذاته أم بعلمه أم بقدرته وهكذا ....
فإذا علم المقصود فلا ضير من إيرادها للتوضيح أو عدم إيرادها
لكن إذا حصل لبس فلا بد من التوضيح.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:01 م]ـ
الشيخ المفيد أبا فهر السلفي - زادك الله علماً -:
ما نقلته زادني وثوقاً بما ظننته من مدخل أو سبب (غلط) الأخ خليل!
لكنني لن (أحسم) و (أجزم) إلا بعد أن يتفضل بتتميم ما بدأناه
أما قول العلامة ابن باز عليه شآبيب الرحمة: الذهبي متوسط في السنة .. فهو في واد وقول الأخ الذي قال ما قال في واد ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:05 م]ـ
الموضوع أكبر من هذه اللفظة ...
المبتدعة يريدون التشويش في هذا الموضوع ليس إلا
بكلام الإمام الذهبي
لا تقلق أخي الفاضل ..
فمن يشوش بمثل هذه اللفظة (مسكين) أو: (مغفل)!!
والموضوع - أيضاً - أكبر من (تشويشه)!!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[20 - 04 - 10, 07:28 م]ـ
الأخ الفاضل أبا الحسنات:
لازلتَ موفَّقاً، مسدَّداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/428)
لم أكن أحبُّ لك أن تقترفَ عُجْمةً علميَّةً في هذا الموطن، وأنتَ عندي ذو عقلٍ وافرٍ، وفطنةٍ بائنة.
فتطالب بمثلِ النصوصِ التي تلي كلامي هذا ..
أخي خليل - هداك الله السبيل -:
وإن أردت التفصيل فأنت مطالب بـ:
1 - نقل حروف الطلمنكي في أن السلف: " أجمعوا على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة " (!!)
2 - نقل حروف السجزي في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا ... " (!!)
3 - نقل حروف ابن تيمية في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
4 - نقل حروف ابن القيم في أن السلف: " " أجمعوا على عدم ... بل اتفقوا .. " (!!)
فإن السلف إذا اتفقوا على إثباتٍ لفظٍ = اتفقوا قطعاً على عدمِ استنكاره، وهذا لا يحتاجُ لحُجَّةٍ أصلاً .. فكيف يتفقون على إثباتِ لفظٍ، ثم نقول: لا نعلم؛ هل أجمعوا على عدم استنكاره أو لا .. ؟!!
ثم إن قولي:
الأول: أنّ الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها؛ ردّاً على الجهميّة، كما نقله: السجزي، والطلمنكي، وشيخ الإسلام، وابن القيّم في آخرين.
أقصدُ أنهم نقلوا الاتفاقَ على أنه (بذاتِهِ)، ولم أردْ أنهم قالوا بالحرفِ: (لم يستنكر أحدٌ من السلف هذه اللفظة ... ) وعدمُ استنكارهم إجماعٌ ضمنيٌّ لإجماعهم على إثبات اللفظ.
وللتذكير - فقط - فإن البحث هنا في إلإجماع على إثبات هذه اللفظة: " استوى على العرش (بذاته) " التي سأل عنها السائل، لا في إجماع السلف على إثبات معناها ..
فهما مقامان مختلفان ..
وبحثان مستقلان ..
ولا أظنك غافلاً عن هذا.
والله المستعان (!!)
قد عُلِمَ - رعاك الله - أن المقصودَ اللفظةُ عينُها، وما ذكرناه من نقولٍ هو للفظةِ لا للمعنى.
الشيخ المفيد أبا فهر السلفي - زادك الله علماً -:
ما نقلته زادني وثوقاً بما ظننته من مدخل أو سبب (غلط) الأخ خليل!
لكنني لن (أحسم) و (أجزم) إلا بعد أن يتفضل بتتميم ما بدأناه
.
بيِّن الغلطَ أبا الحسنات = أكنْ لك شاكراً.
ولو فهمتَ كلامي جيِّداً؛ لعلمتَ المراد.
* فاتفاقهم لإثبات اللفظ الذي نقله السجزي هو قوله في (الردِّ ص 125):
(وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش).
* ونقل عنه شيخ الإسلام (المراكشية ص 75)؛ فقال: (ذَكَرَ أَبُو نَصْرٍ السجزي الْحَافِظُ فِي كِتَابِ " الْإِبَانَةِ " لَهُ. قَالَ: وَأَئِمَّتُنَا كَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَابْنِ عُيَيْنَة وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ؛ وَأَنَّ عِلْمَهُ بِكُلِّ مَكَانٍ).
* وقال أبو عمر الطلمنكي في (الوصول [مفقود]): (إنَّ أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه). المراكشية (75)
* وأما شيخ الإسلام؛ فكلامه أشهر من أن يُنقلَ في ذلك؛ تأصيلاً، وتقريراً، ونقلاً، وردّاً على المخالفين، ومنها قوله عن علماء المالكية المتقدمين في المراكشية (ص 64): ( ... حتى إن علماءَهم حكوا إجماعَ أهل السنَّة والجماعةِ على أنَّ الله بذاته فوقَ عرشهِ)
* وقال ابن القيّم - كما في مختصر الصواعق (2/ 134) -: (الوجه الرابع عشر: أن الجهمية لما قالوا عن الاستواء مجازٌ = صرَّحَ أهل السنَّةِ بأنه مستوٍ بذاته على عرشهِ .... ).
هذا ما طلبتَ أخي الفاضل أبا الحسنات ..
أتراهم بعد ذلك ينقلونَ الاتفاقَ؛ ثم يستنكرون ما اتفقوا عليه؟!
محالٌ .. !
وأشكركَ آخراً على أدبكَ، وحسن حوارك.
محبُّك / خليل.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 09:33 م]ـ
يا اخوتاه. السائل لا ينكر الاتفاق على جواز تقييد الاستواء بلفظة "الذات" متى دعت الى ذلك حاجة،ولكنه يسأل عن أول من صرح بهده اللفظة،فالذي ينبغي ان يكون جوابا هو ان يقال:
إن السلف كانوا يطلقون القول في اثبات العلو لله عزوجل ولا يقيدونه،فلما حدثت بدعة التجهم بما فيها من نفي العلو والفوقية اضطر "بعض" السلف الى توكيد" المعنى" الصحيح الذي كانوا يعتقدونه فذكروا هذه اللفظة مناقضة لنفاة العلو ليس الا.وشيخ الاسلام نفسه يذكر أن "بعض السلف " قد عاب اطلاق هذه اللفظة وانكرها خوفا من أن تقع العامة في التجسيم الذي هو شر من التعطيل.والذي ينبغي أن يجزم به هو أن الائمة الاربعة والسفيانين والاوزاعي و الحمادين وابن المبارك وكذا من هو فوقهم لم تجر هذه اللفظة في وصف الاستواء على السنتهم، ومن نسب اليهم شيئا من ذلك فإنما أراد المعنى لا المبنى.
والقول العدل في هذه المسألة ــ وهو الذي عليه المحققون ـ هو ان يطلق القول باثبات الاستواء على الوجه الذي فهمه السلف من ان الله مستو على عرشه عال عليه مباين لخلقه ـ والعرش بعض خلقه ـ نؤمن بذلك ولا نكيفه كما اننا لا نعطله.فإذا جادل في ذلك مجادل وعاند معاند كان لنا ان نؤكد هذا المعنى بذكر لفظ الذات مع حرصنا على نفي كل توهم لمعنى الجسمية من الاذهان والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/429)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[21 - 04 - 10, 03:44 ص]ـ
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد نقلاً عن السهيلي اللغوي: "وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس ولا سيما المتكلمين، القول فيها أنها في معنى النفس والحقيقة. ويقولون: ذات البارئ هي نفسه، ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته. ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام في قصة إبراهيم: "ثلاث كذبات كلهن في ذات الله" وقول خبيب: "وذلك في ذات الإله" قال: وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا، ولو كان كذلك لجاز أن يقال عند ذات الله واحذر ذات الله، كما قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} 118، وذلك غير مسموع، ولا يقال إلا بحرف "في" الجارة وحرف "في" للوعاء، وهو معنى مستحيل على نفس البارئ تعالى، إذا قلت: جاهدت في الله تعالى وأحببتك في الله تعالى محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة، لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء. وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته، فيكون الحرف على بابه كأنك قلت: هذا محبوب في الأعمال التي في مرضاة الله وطاعته، وأما أن تدع اللفظ على ظاهره فمحال.
وإذا ثبت هذا فقوله في ذات الله أو في ذات الإله إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله، فذات وصف للديانة، وكذلك هي في الأصل، موضوعها نعت لمؤنث. ألا ترى فيها تاء التأنيث وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تشرف بالإضافة إلى الله تعالى عز وجل، لا عن نفسه سبحانه، وهذا هو المفهوم من كلام العرب، ألا ترى إلى قول النابغة:
يجلهم ذات الإله ودينهم
فقد بان غلط من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيف إليه"اهـ كلام السهيلي.
وقال الحافظ ابن القيم معلقاً على هذا الكلام ومستحسناً: "وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء".
وأصل هذه اللفظة هو تأنيث "ذو" بمعنى صاحب، فذات كذا صاحبة كذا في الأصل. ولهذا لا يقال ذات الشيء إلا لما له صفات ونعوت تضاف إليه فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت، ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن "هان" وغيره على الأصوليين قولهم "الذات"، وقالوا: لا مدخل للألف واللام هنا كما لا يقال "الذو" في "ذو" وهذا إنكار صحيح، والاعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء وحقيقته وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوها باللام وجردوها، ومن هنا غلطهم السهيلي. فإن الاستعمال، والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي، فإن العرب لا تكاد تقول رأيت الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب ومن جهته. وهذا كجنب الشيء. إذا قالوا: هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته لا يريدون غير هذا البتة. فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظن من ظن أن هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام: "ثلاث كذبات في ذات الله" وقول خبيب رضي الله عنه: "وذلك في ذات الإله"، فغلط واستحق التغليط، بل الذات هنا كالجنب في قوله تعالى: يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال هاهنا: فرطت في نفس الله وحقيقته. ويحسن أن يقال: فرطت في ذات الله كما يقال: فعل كذا في ذات الله، وقتل في ذات الله، وصبر في ذات الله، فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصراهـ
الاجماع الذي حكي عن السلف هل هو على اطلاق اللفظ ام على معنى اللفظ.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:07 م]ـ
الأخ (خليل الفائدة) - جمَّلك الله بـ (الأناة) وزيَّنك بالحلم -:
التعجُّل يفوت التحصُّل، ولم أكن أحب لك أن تتعجل في إصدار (الأحكام)!!
وإنني أرجو أن تقف معي على ما أردتُ إيصاله لك بنفسك ..
تأمل معي هاتين العبارتين:
الأولى: أجمع السلف على أن الإسلام شامل لجميع شؤون الحياة.
الثانية: أجمع السلف على إطلاق لفظة: " الإسلام شامل لجميع شؤون الحياة ".
ألا تبصر معي الفرق بين هاتين العبارتين؟!
الفرق بينهما واضح لكل ذي عينين:
فالأولى: عبارة صحيحة صادقة ... إذ هي تثبت الإجماع على اعتقاد مستقر في نفوس الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المسلمين، نعلمه من حالهم علماً ضرورياً!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/430)
أما العبارة الثانية: فهي فاسدة كاذبة بلا شك، إذ كل من يعلم أساليب الكلام، يعلم أن هذه العبارة عبارة مصوغة بأسلوب عصري، يستحيل أن يتفوه أحد من السلف بها، فضلاً عن كون إثباتها عنهم: مُحالاً!!
أرجو أن يكون قد اتضح الفرق!!
والآن .. لننظر في هاتين العبارتين:
الأولى: أجمع السلف على أن الله مستو على العرش بذاته.
[أو: (وَأَئِمَّتُنَا كَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَابْنِ عُيَيْنَة وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ؛ وَأَنَّ عِلْمَهُ بِكُلِّ مَكَانٍ).
أو: (إنَّ أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه).
أو: ( ... حتى إن علماءَهم حكوا إجماعَ أهل السنَّة والجماعةِ على أنَّ الله بذاته فوقَ عرشهِ)].
الثانية: أجمع السلف على إطلاق لفظة: " الله مستو على العرش بذاته ".
[أو: (الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباتها)]
هل بينهما فرق؟!!
إن كان قد اتضح الفرق بين تينك العبارتين .. فقد اتضح الفرق بين هاتين!!
والآن:
الدعوى التي ادعيتَها - مجيباً بها سؤال الأخ -: هل هي في إثبات العبارة الأولى أم الثانية؟!
والنقول التي نقلتَها: هل هي في إثبات العبارة الأولى أم الثانية؟!
إن كنت أبصرت معي الفرق .. وتجلى لك: فستقول:
الدعوى التي ادعيتُها في إثبات العبارة الثانية!!
والنقول التي نقلتها في إثبات العبارة الأولى!!
فدعواي في (واد) .. والنقول التي نقلتُها في (واد)!
وإن كنت مصراً على قولك: " ما ذكرناه من نقولٍ هو للفظةِ لا للمعنى ".
فأقول لك: لو أعدت النظر في (دعواك) وفي (نقولك)، وقارنت بينهما مقارنة (سريعة)، سيزول إصرارك ..
وأزيدك:
دعواك التي ادعيتها فسادها كفساد دعوى من ادعى إن السلف أجمعوا على إطلاق لفظة: " الإسلام شامل لجميع شؤون الحياة ": تحمل دليل فسادها معها!!
فإذا نظرنا في عبارة:
" الله مستو على العرش بذاته "
علمنا قطعاً أن أحداً من السلف لم يتفوه بها!
ولا قالها!!
ولا خرجت من (فِيه)!!
لم؟!
لأن استعمال لفظ ((ذاته)) في هذا المعنى استعمال محدث، ولهذه الكلمة عند الفصحاء معنى آخر غير المعنى الذي يستعمله فيها المتكلمون!!
فأنى يكون صحابي أو تابعي أو تابع تابعي قد قالها!!
وقد كفاني الأخ أبو سعد الجزائري مؤونة تقرير ذلك ..
وأزيد أن الشيخ اللغوي محمد سالم ولد عدود رحمة الله عليه قرر ذلك بقوله - في مقدمة نظم مختصر خليل -:
يقال نفسه كما قال: (كتب = ربكم) .. الآية، أما من نسب
ذاتاً له فقد عنى التي له = ملته شرعته سبيله
كمثل ما قال خبيب إذ صلب = وقال نابغة ذبيان الذرب
لأنها تأنيث ذي الملتزم = فيه الإضافة لغير العلم
من ظاهر، قال ابن مالك وقد = ذكر ما يلزم ذو في ذا الصدد
ذو ذات انثاه ذوات الجمع = وجريان الأصل يجري الفرعُ
أرجو أن يكون قد اتضح المراد ..
وبالله التوفيق وعليه الاعتماد
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:27 م]ـ
الأخ الحبيب (محمد براء):
لا مزيدَ عندي لما قلتُ سلفاً .. أسأل الله أن يمنَّ عليَّ بمزيدِ فَهْمٍ وتؤدة ..
ولعلِّي لا أعودُ لهذا الموضوعِ؛ لجلائه عندي، وهبها حيدةً؛ فلا ضيرَ ..
موفَّقاً دُمْتَ أبا الحسنات.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:28 م]ـ
الأخ المكرم أبا العلياء: أنالك الله الرفعة والعلاء:
وشيخ الاسلام نفسه يذكر أن "بعض السلف " قد عاب اطلاق هذه اللفظة وانكرها خوفا من أن تقع العامة في التجسيم الذي هو شر من التعطيل
إن ثبت ما تقول فهو مفيد جداً في بحثنا هنا ..
فليتك توثقه!!
والذي ينبغي أن يجزم به هو أن الائمة الاربعة والسفيانين والاوزاعي و الحمادين وابن المبارك وكذا من هو فوقهم لم تجر هذه اللفظة في وصف الاستواء على السنتهم، ومن نسب اليهم شيئا من ذلك فإنما أراد المعنى لا المبنى
- أحسنت -
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 09:21 ص]ـ
كل هذا التهويل والإلزام منك أخي محمد، لم يزدني بشيء مما وقع في نفسي سابقًا.
وحتى لا تفسد المودة التي بيننا، أقول - بعد تأمل طويل-:
معلوم أن الأخ خليل في معرض كلامه عن السلف هو في إثبات الاستواء لله، لا في إثبات السلف للفظ الذات كإثباتهم النفس الواردة في قوله تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة).
فكما أن الشارع لم يأذن في إثبات هذه الألفاظ له فلم يأذن في نفيها عنه.
ونقض ابن تيمية لكلام المتكلمين في فهمهم للفظ الذات هو في إلزامهم التجسيم في إثبات الذات كما جعلوه في التحيز والجسم والجوهر، فكما جعلو ذلك تشبيهًا وتجسيمًا أراد إثبات ذلك في لفظ الذات على حسب فهمهم للوازم التجسيم.
واستخدام لفظ الذات -في نقض كلام المتكلمين- بأن الصفة زائدة على الذات .. الخ ينسف كل هذا التهويل منك، وهو شيء لم ينقل عن السلف!
حصيلةُ تهويلك هذا كله: أنه لفظي لا يلزم السلف إنكار إطلاقه كما عبّر عنه الأخ خليل، ولا أثر لتهويلك في معنى الجملتين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/431)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[22 - 04 - 10, 06:24 م]ـ
يقول الشيخ عبد العزيز ال عبد اللطيف في تعليقاته على الاعتقاد القادري/
ومع هذه المزايا - يقصد مزايا الاعتقاد القادري- الا ان بعض الائمة تعقب هذا الاعتقاد. فقد ساق الحافظ الذهبي مآخذ لطيفة لبعض عبارات الاعتقاد.
فقد حكى الذهبي هذه العبارات " كان ربنا عزوجل وحده لا شيء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش لا لحاجة إليه، فاستوى عليه استواء استقرار كيف شاء وأراد، لا استقرار راحة كما يستريح الخلق "
ثم اعقبها بقوله - قلت - ليته حذف "استواء استقرار "وما بعده. فان ذلك لا فائدة فيه بوجه. والباري منزه عن الراحة والتعب-
الى ان قال - لا يوصف الا بما وصف به نفسه او وصفه نبيه صلى الله عليه وسلم. فهي صفة حقيقة لا صفة مجاز -
وقال "وكان أيضًا يسعه السكوت عن صفة حقيقة. فإننا إذا أثبتنا نعوت الباري. وقلنا: تمر كما جاءت، فقد آمنا بانها صفات، فإذا قلنا بعد ذلك، صفة حقيقة وليست بمجاز، كان هذا كلاما ركيكا نبطيًا مغلثًا للنفوس فليهدر، مع أن هذه العبارة وردت عن جماعة، ومقصودهم بها أن هذه الصفات تمر ولا يتعرض لها بتحريف ولا تأويل كما يتعرض لمجاز الكلام. والله اعلم.
وقد أغنى الله تعالى عن العبارات المبتدعة، فإن النصوص في الصفات واضحة، ولو كانت الصفات ترد الى المجاز لبطل أن تكون صفات لله، وإنما الصفة تابعة للموصوف فهو موصوف حقيقة لا مجازًا، وصفاته ليست مجازًا، فإن كان لا مثل له ولا نظير لزم أن يكون لا مثل لها - انتهى كلام الذهبي.
ويمكن أن يستدرك على تعقيب الإمام الذهبي، فيقال: إن قوله "ليته حذف استواء
استقرار" محل نظر، فإن عددًا كثيرًا من أهل العلم قالوا: إن معنى استوى على العرش:
استقر
وقال الحافظ ابن عبدالبر: - الاستواء الاستقرار في العلو، بهذا خاطبنا الله عز وجل-
ولا محذور في تفسير الاستواء بالاستقرار، فإن ذلك لا يوهم نقصًا ولا تمثيلا، بل هذا
المعنى على الوجه اللائق بالله تعالى.
لاسيما وأن تلك العبارة - التي تمنى الذهبي حذفها - قد نقلها أئمة كبار كابن تيمية في كتابه "الدرء" وابن القيم في كتابه "الصواعق المرسلة. وقررا ذلك دون تعقيب.
واما مقالة الذهبي - وكان ايضا يسعه السكوت عن - صفة حقيقية - فاننا اذا اثبتنا نعوت الباري ...... الخ-
فإن الإمام الذهبي لا ينازع ههنا في إمرار نصوص الصفات كما جاءت، بل إنه نفى المجاز في صفات الله تعالى، لكنه يقرر الاقتصار على إثبات الصفات، وأن تمر كما جاءت، ولا حاجة أن يزاد على ذلك فيقال:انها صفة حقيقية؛ لأن ذلك كلام ركيك .....
فهذا التعقيب أقرب ما يكون في اللفظ وصياغة العبارة، خاصًة وأن الذهبي في"تذكرة الحفاظ " قد ساق الجملة نفسها – التي تعّقبها ههنا- ثم قررها قائلا: - نعم لو كانت صفاته مجازًا لتحتم تأويلها، ولقيل: معنى البصر كذا، معنى السمع كذا، ومعنى ا لحياة كذا، ولفسرت بغير السابق إلى الأفهام، فلما كان مذهب السلف إمرارها بلا تأويل، علم انها غير محمولة على المجاز، وانها حق بين-
والمتأمل في تعقيب الإمام الذهبي ههنا، يجد أن ذلك يتفق مع موقفه من الألفاظ التي لم ينص عليها الدليل.
فالذهبي مثلا أورد شعرًا لابن الزاغوني قائلا:
عال على العرش الرفيع بذاته * * * سبحانه عن قول غاوٍ ملحد.
ثم قال الذهبي - "قد ذكرنا أن لفظة "بذاته" لا حاجة إليها، وهي تشغب النفوس،
وتركها أولى".
ويقول – في موضع آخر -: - نقول ينزل، وننهى عن القول ينزل بذاته، كما لا نقول ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة. والله اعلم -
ولما أورد الذهبي مقالة بعض السلف في مسألة إثبات الحد لله تعالى، قال: - الصواب الكف عن اطلاق ذلك، اذ لم يات فيه نص ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفًا من أن يدخل القلب شيءٌ من البدعة، اللهم احفظ علينا ايماننا -
فنلحظ أن الذهبي يقتصر على ما نص عليه الدليل بلفظه، وأنه لا حاجة إلى الزيادة
على ذلك بتفصيل أو بيان.
والذي عليه المحققون خلاف ما اختاره الذهبي، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية
بقوله: - والمقصود أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، بخلاف الألفاظ المأثورة، والالفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان
مأثورًا حصلت به الألفة، وما كان معروفًا حصلت به المعرفة .. فإذا لم يكن اللفظ منقولا ولا معناه معقو ًلا ظهر الجفاء والأهواء. انتهى
فقرر شيخ الإسلام أن مسلك الأئمة الكبار هو منع إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة دون الألفاظِ المأثورة، والألفاظِ التي بينت معانيها، فلا محذور في الألفاظ التي بينت معانيها الصحيحة، واللائقة با لله عز وجل، كما هو في تفسير الاستواء بالاستقرار، أو تقرير أن صفات الله حقيقة لا مجازًا، أو أن الله تعالى موصوف بعلو الذات، وأنه ينزل بذاته، لاسيما إذا كان هذا البيان في مقام الرد على المنحرفين في باب الصفات، كمن ينكر استواء استقرار، أو يزعم أن صفات الله مجازية، أو ينكر علو الذات، أو يتأول النزول بنزول رحمته أو ملك. فلا محذور في الإخبار عن الله تعالى بألفاظ ذات معان صحيحة، خاصة وأن الذهبي قد أورد في كتابه "العلو" آثارًا كثيرة عن السلف في إثبات أن الله تعالى "بائن من خلقه " دون أن يتعقب ذلك.
مع أن عبا رة "بائن من خلقه " نظير العبارات السابقة من جهة عدم النص على لفظها
في الكتاب والسنة.
وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل كلام الله ثم يسكت.
فقال –رحمه الله –: ولم يسكت لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا لأي شيء لا يتكلمون. -
فالإمام أحمد غّلظ على الواقفة، وجعلهم جهمية؛ لانهم لم يقولوا إن القرآن كلام الله غير مخلوق، ففي هذه العبارة: "غير مخلوق " توضيح وبيان ورد على من زعم أنه
مخلوق، أو شك في القطع أنه غير مخلوق.
انتهى المقصود.
نقلته بطوله للفائدة فمعذرة ايها الاحبة الكرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/432)
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 04 - 10, 07:25 م]ـ
الأخ أبا إبراهيم الحائلي (النبيل) – رزقك الله القصد في القول والعمل بلا تهوين ولا (تهويل) -:
قلتَ:
- " معلوم أن الأخ خليل في معرض كلامه عن السلف (هو) في إثبات الاستواء لله "
كلام (الأخ خليل) في إثبات الاستواء!!
جميل (؟!):
- " لا في إثبات السلف للفظ الذات "
يعني عندنا مسألتان:
- إثبات الاستواء لله عند السلف (!!)
- وإثبات لفظ الذات عند السلف (!!)
والأخ خليل بحثه في الأول لا في الثاني (!!)
أقول:
هذا ما حصلته يا صاحبي النبيل بعد التأمل الطويل (؟!!)
أظن أن كل من قرأ (الموضوع) من القراء الأفاضل – بدون تأمل طويل - يعلم أنه:
ليس في إثبات (الاستواء) لله عند السلف!!
ولا في إثبات لفظ (الذات) عند السلف!!
والله .. إنني و (الأخ خليل):
نثبت – ونعلم أن السلف أثبتوا - الاستواء لله تعالى:
من غير تعطيل ..
ولا تمثيل ..
ولا تأويل ..
ولو هول أصحاب (التهويل) ..
وجاؤوا بالقال والقيل!!
و (بحثنا) - أبعد الله عنك الفهم العليل -:
في قول الأخ خليل: ((الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباته))
وهذه اللفظة التي أشار إليها الأخ الجليل خليل هل اللفظة المذكورة في سؤال السائل:
((من أول من صرح من أهل السنة والجماعة بلفظة (بذاته) في الاستواء على العرش؟!))
أو - باختصار -:
هل أجمع السلف على إطلاق لفظة: " الله مستو على العرش بذاته "؟
ثم قلتَ:
- " لا في إثبات السلف للفظ الذات كإثباتهم النفس الواردة في قوله تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة) "
وأقول:
صدقني - أيها الجليل -:
البحث ليس هو في إثبات لفظ الذات!!
ولا في إثبات لفظ النفس!!
بدون (تهويل) ولا تقليل!!
ثم قلتَ:
- " فكما أن الشارع لم يأذن في إثبات (هذه) الألفاظ له فلم يأذن في نفيها عنه"
إذاً:
الشارع لم يأذن بإثبات لفظ (الذات) ولم يأذن بنفيه!!
الإثبات ممنوع والنفي ممنوع!!
.. مع أن البحث ليس في (هذه) الألفاظ أصلاً ..
لكنني أقول – لتتحرى في عباراتك -:
الذي أعقله أن الشارع إما أن يأذن بإثبات الشيء!!
أو لا يأذن بإثباته!!
أو: إما أن يأذن بنفيه، أو لا يأذن بنفيه!!
أما أن لا يأذن بإثباته ولا يأذن بنفيه
فنفيه ممنوع وإثباته ممنوع!!
فهذه نسبة رفع النقيضين للشرع ..
وهو عند أهل العقول ارتكاب لمحال عظيم (جليل)!!
ثم قلتَ:
" ونقض ابن تيمية لكلام المتكلمين في فهمهم للفظ الذات: هو في إلزامهم التجسيم في إثبات الذات كما جعلوه في التحيز والجسم والجوهر، فكما جعلو ذلك تشبيهًا وتجسيمًا أراد إثبات ذلك في لفظ الذات على حسب فهمهم للوازم التجسيم "
أقول:
جميلٌ .. جميل
أعرف أنك (تعرف) التدمرية!!
لكن لا علاقة لهذا البحث بمسألة: " الإجماع منقولٌ على عدم استنكارِ أحدٍ من السلف لهذه اللفظة، بل اتفقوا على إثباته "!!
فلا تشتتنا يا حبيبي النبيل!
وتخرج بنا عن السبيل!
والمسألة لا تحتاج لتطويل!
قلتَ:
" واستخدام لفظ الذات -في نقض كلام المتكلمين- بأن الصفة زائدة على الذات (( .. الخ)) ينسف كل هذا التهويل منك، وهو شيء لم ينقل عن السلف!! "
أقول:
ينسف كل هذا التهويل منِّي (!!)
يعني إذا قلنا: الصفة زائدة عن الذات .. نكون بذلك قد نسفنا ((التهويل))!!
لا أدري – حقيقة - ما هو ((التهويل)) ((المنسوف)) هذا!!
ولا كيف نسفه قول القائل: " الصفة زائدة على الذات [ .. الخ (!!)] "!
ثم قلتَ:
- " (حصيلةُ) (!!) (تهويلك) (!!!) هذا ((كله)): أنـ (ـه) لفظي لا يلزم السلف إنكار إطلاقـ (ـه) كما عبّر عنـ (ـه) الأخ خليل "
لا أدري (!!) كيف يكون للـ (تهويل) حصيلة وهو منسوف .. قد (نسفتَه) قبل قليل!!
عندنا ثلاث هاءات في هذه الجملة:
1 - ما هو مرجع الهاء الأولى؟
هل تعود على تهويلي (!!)
فيكون:
حصيلةُ (تهويلك) (!!!) هذا ((كله)): أنـ (تهويلك) لفظي
تهويلي لفظي؟!
وكيف يكون (تهويلي) لفظياً؟!
ولماذا لا يكون (تهويلاً) معنوياً - مثلاً -؟!
2 - الهاء الثانية: " لا يلزم السلف إنكار إطلاقـ (ـه) "
ولا أجد مرجعاً لها إلا ((تهويلي))!!
فيكون:
" لا يلزم السلف إنكار إطلاقـ (تهويلك) "
(يا سلام)!! على هذه (الدقة) والبراعة في تركيب الألفاظ!!
3 - الهاء الثالثة: " كما عبّر عنـ (ـه) الأخ خليل "
ما هو مرجع الهاء؟؟!
لا أريد أن أتكلف الجواب!!
لأنني حقيقة لا أستطيع!!
ثم قلتَ:
" ولا أثر لتهويلك في معنى الجملتين"
أقول:
صدقني أنني لا أعرف ما هو ((تهويلي))!!
وكيف يكون له أثر - أو لا يكون – في: ((معنى الجملتين))!!
حبيبي أبا إبراهيم:
همسة في أذنك:
(السؤال) عن محل الإشكال بـ (فهم) و (تفيهم) خير بكثير من (الاعتراض) بدون ((تفهيم)) .. وربما بدون (فهم)!!
والله الهادي إلى سواء السبيل!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/433)
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[22 - 04 - 10, 11:52 م]ـ
وقال العلامة صديق حسن خان رحمه الله، وهو يورد الشبهة وينتصر لها (5): ومن ظن أن نصوص الصفات لا يُعقل معناها، ولا يدري ما أراد الله تعالى ورسوله منها، وظاهرها تشبيه وتمثيل، واعتقاد ظاهرها كفر وضلال، وإنما هي ألفظ لا معاني لها وإن لها تأويلاً وتوجيهاً لا يعلمه إلا الله، وأنها بمنزلة [الم و كهيعص]، وظن أن هذه طريقة السلف، ولم يكونوا يعرفون حقيقة قوله تعالى: {وَالأرضٌ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامَةِ} (6)، وقوله تعالى: {الرَحْمن على العَرْش استوى} (7) و نحو ذلك، فهذا الظان من أهل الناس بعقيدة السلف، وأضلهم عن الهدى، وقد تضمن هذا الظن استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة، وكبار الذين كانوا أعلم الأمة علماً وأفقهم فهماً، وأحسنهم عملاً ن وأتبعهم سنناً، ولازم هذا الظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه وهو خطاء عظيم وجسارة قبيحة، نعوذ بالله منه 0
وجاء في كتاب (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (1)، عن من قوله تعالى: {ثُم استوى عَلى العرش} (2): يدل على أنه تعالى مستوٍ على عرشه عال ٍ على جميع خلقه 0
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 04 - 10, 02:40 م]ـ
عبارة السلف في مثل هذا الموضع على ما أظن: (استوى على عرشه بعظمة نفسه)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[26 - 04 - 10, 05:44 م]ـ
يقول الشيخ يوسف الغفيص في شرحه على الطحاوية /
ان لفظ الذات لم يستعمل في الكتاب والسنة. و اصل الذات هو في اسماء الاشارة. وتعلم ان اسماء الاشارة الاصل فيها انها تستعمل مضافة فتقول ذا علم وذا سمع وذا بصر.
فلفظ الذات هو في الاصل لفظ حادث ولكنه استعمل في كلام طائفة من اهل العلم على مقصد صحيح.
الشريط الرابع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - 05 - 10, 05:24 م]ـ
عبارة السلف في مثل هذا الموضع على ما أظن: (استوى على عرشه بعظمة نفسه)
وبعضهم قال: (بكماله) مثل قول الدارقطني في الرد على الجهمية: (وهو بكماله فوق العرش، بائن من خلقه) بعد قوله: (ومع كل أحد من فوق العرش بعلمه). وقال: (وهو بنفسه على العرش بكماله كما وصف).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - 05 - 10, 06:19 م]ـ
وقال أبو جعفر بن أبي شيبة رحمه الله في كتابه "العرش": «فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصا من خلقه بائنا منهم، علمه في خلقه لا يخرجون من علمه.» (18)
(18) العرش وما رُوي فيه لأبي جعفر بن أبي شيبة (ص291 - 292)
http://as-salaf.com/article.php?aid=31&lang=ar
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:48 م]ـ
كان الامام الشمس الذهبي رحمة الله عليه شديد الانكار على من يذكر هذه اللفظة.واليك بعض كلامه منقولا من كتابيه العلو و سير اعلام النبلاء:
الحافظ الذهبي رحمه الله أنكر لفظة بذاته لسبب مع اقراره بأن له معنًا صحيح
وقد نبه على سبب انكاره لاستخدام هذا الفظ، وذلك في قوله:
((قلت: قولك "بذاته" هذا من كيسك، ولها محمل حسن ولا حاجة إليها فإن الذي يأول استوى يقول أي قهر بذاته وإستولى بذاته بلا معين ولا مؤازر))
فسبب انكاره ليس لأنه لا يعتقد بأن الله عز وجل على العرش بذاته، ولكن بعض اهل البدع من المؤولة في ذلك الزمن أو في زمنٍ قبله كانوا يستخدمون هذا اللفظ في تأويلهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:54 م]ـ
وبعضهم قال: (بكماله) مثل قول الدارقطني في الرد على الجهمية: (وهو بكماله فوق العرش، بائن من خلقه) بعد قوله: (ومع كل أحد من فوق العرش بعلمه). وقال: (وهو بنفسه على العرش بكماله كما وصف).
هل تقصد الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله؟
ـ[ابو نوح]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:58 م]ـ
قال عبد الله بن رواحة يمجد ربه سبحانه وتعالى:
شهدت بأن وعد الله حق ********** و أن النار مثوى الكافرين
و أن العرش فوق الماء طاف******** و فوق العرش رب العالمينا
و تحمله ملائكة كرام *********** ملائكة الإله مسومينا
روى هذا الشعر ابن عبد البر في الاستيعاب , و قال: رويناه من وجوه صحاح (العقيدة في الله للأشقر)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 10:35 م]ـ
الحافظ الذهبي رحمه الله أنكر لفظة بذاته لسبب مع اقراره بأن له معنًا (معنى) صحيح (صحيحا)
وقد نبه على سبب انكاره لاستخدام هذا الفظ (اللفظ)، وذلك في قوله:
((قلت: قولك "بذاته" هذا من كيسك، ولها محمل حسن ولا حاجة إليها فإن الذي يأول (يؤول) استوى يقول أي قهر بذاته وإستولى بذاته بلا معين ولا مؤازر))
فسبب انكاره ليس لأنه لا يعتقد بأن الله عز وجل على العرش بذاته، ولكن بعض اهل البدع من المؤولة في ذلك الزمن أو في زمنٍ قبله كانوا يستخدمون هذا اللفظ في تأويلهم.
حنانيك يا أمة الله. ومن ذا زعم ان الامام الذهبي لا يقول بعلو البارئ على عرشه بالمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى؟ أليس هو مؤلف كتاب العلو؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/434)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 10, 01:25 ص]ـ
حنانيك يا أمة الله. ومن ذا زعم ان الامام الذهبي لا يقول بعلو البارئ على عرشه بالمعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى؟ أليس هو مؤلف كتاب العلو؟
إذا ما المشكلة في استخدام هذا اللفظ؟ ولماذا ذكرت انكار الإمام الذهبي رحمه الله في استخدام هذا اللفظ؟
أرجو التوضيح
أحسن الله إليكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 05 - 10, 01:46 ص]ـ
عبارة السلف في مثل هذا الموضع على ما أظن: (استوى على عرشه بعظمة نفسه)
هذا كلام الجهمية.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 02:26 ص]ـ
إذا ما المشكلة في استخدام هذا اللفظ؟ ولماذا ذكرت انكار الإمام الذهبي رحمه الله في استخدام هذا اللفظ؟
أرجو التوضيح
أحسن الله إليكم
لأن الامام الذهبي ــ مؤلف كتاب العلو ــ يرى أنه لا ينبغي ان نصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وألا "نتفاصح"على الله ولا على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنأتي بألفاظ محدثة ومن ذكرها من السلف فإنه لم يذكرها ابتداء و إنما ذكرها معارضة ومناقضة لقول أهل التعطيل والتأويل العليل ممن نفى علو الله تعالى على عرشه ومباينته لمخلوقاته.وأخشى ما أخشاه أن تقولي إن من لم يصرح بإثبات لفظ الذات فهو معطل مبطل!!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 10, 11:02 ص]ـ
وأخشى ما أخشاه أن تقولي إن من لم يصرح بإثبات لفظ الذات فهو معطل مبطل!!
بل أرى أن التصريح به لا يكون إلا لحاجة، يعني في معرض الرد أو عند التوضيح وبيان المعنى.
ولكن هل يُنكر على من استخدمه لغير حاجة؟ وإذا كان الجواب بـ"نعم"، فلماذا؟
الأمثلة التي ذكرها الإمام الذهبي رحمه الله (اقصد استخدام بعض أهل البدع لها في تأويلهم) لا يظهر أنه يحصل في هذا الزمن ولا أذكر أني قرأته في كتب السلف عند ذكرهم لأقوال أهل البدع
فربما كان ذلك من بعض أهل البدع في زمن الحافظ الذهبي رحمه الله فأنكر استخدامه
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 01:26 م]ـ
بل أرى أن التصريح به لا يكون إلا لحاجة، يعني في معرض الرد أو عند التوضيح وبيان المعنى.
أصبت و أحسنت.
ولكن هل يُنكر على من استخدمه لغير حاجة؟ وإذا كان الجواب بـ"نعم"، فلماذا؟
الأمثلة التي ذكرها الإمام الذهبي رحمه الله (اقصد استخدام بعض أهل البدع لها في تأويلهم) لا يظهر أنه يحصل في هذا الزمن ولا أذكر أني قرأته في كتب السلف عند ذكرهم لأقوال أهل البدع فربما كان ذلك من بعض أهل البدع في زمن الحافظ الذهبي رحمه الله فأنكر استخدامه
إن كنت تقرين بأنه لا ينبغي التصريح بهذا اللفظ الا للحاجة لدفع اللجاجة، فلم تريدين استعماله لغير حاجة؟ ألا يسعنا ما وسع خير القرون؟ ورحم الله الذهبي حيث يقول: (فنقول: جاء، وينزل، وننهى عن القول: ينزل بذاته، كما لا نقول: ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة،)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 10, 01:52 م]ـ
إن كنت تقرين بأنه لا ينبغي التصريح بهذا اللفظ الا للحاجة لدفع اللجاجة، فلم تريدين استعماله لغير حاجة؟ ألا يسعنا ما وسع خير القرون؟ ورحم الله الذهبي حيث يقول: (فنقول: جاء، وينزل، وننهى عن القول: ينزل بذاته، كما لا نقول: ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة،)
لم أقصد نفسي فأنا لا استخدمه إلا لحاجة، أما عند تقرير مسائل العقيدة فلا استخدمه فالمعنى واضح.
ولكن قصدت الآخرين، يعني إذا رأينا أحد إخواننا يستخدمه وليس هناك حاجة فهل نُنكر عليه أم لا؟
في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي ولم يطّلع على أقوال أهل البدع، لأنه سيفهم النص والكلام على ظاهرها، فلا حاجة لاستخدام لفظ بـ"ذاته"، واستخدام اللفظ مع وضوح معنى الكلام بدونه قد يؤذي عند بعض العوام إلى التخيل واعتقاد التشبيه، والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 05:18 م]ـ
هذا كلام الجهمية.
سبحان الله. . هذا بهتان مبين! اتق الله يا أخي واستغفره.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 05:26 م]ـ
عند الحاجة، قل: (ينزل هو سبحانه).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 05 - 10, 05:54 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/435)
في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي
قصدت "أمام عوام الناس"
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:40 م]ـ
هل تقصد الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله؟
نعم. جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[13 - 05 - 10, 08:18 م]ـ
أصبت و أحسنت.
إن كنت تقرين بأنه لا ينبغي التصريح بهذا اللفظ الا للحاجة لدفع اللجاجة، فلم تريدين استعماله لغير حاجة؟ ألا يسعنا ما وسع خير القرون؟ ورحم الله الذهبي حيث يقول: (فنقول: جاء، وينزل، وننهى عن القول: ينزل بذاته، كما لا نقول: ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة،)
لم أقصد نفسي فأنا لا استخدمه إلا لحاجة، أما عند تقرير مسائل العقيدة فلا استخدمه فالمعنى واضح.
ولكن قصدت الآخرين، يعني إذا رأينا أحد إخواننا يستخدمه وليس هناك حاجة فهل نُنكر عليه أم لا؟
في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي ولم يطّلع على أقوال أهل البدع، لأنه سيفهم النص والكلام على ظاهرها، فلا حاجة لاستخدام لفظ بـ"ذاته"، واستخدام اللفظ مع وضوح معنى الكلام بدونه قد يؤذي عند بعض العوام إلى التخيل واعتقاد التشبيه، والله أعلم
الذهبي رحمه الله تعالى ينكر قول بذاته ويامر بالقول كما جاء في النص ولا يُزاد
ومثله ابن عبدالبر رحمه الله تعالى فقد ذكر في التمهيد
اقوال السلف في النزول فذكر
قول: ينزل الله تعالى
وقول: ينزل بذاته
وقول: ينزل اي رحمته
وذكر لكل قول من قال به ثم تعقب قول ينزل بذاته
فقال:
(قال وقال نعيم ينزل بذاته وهو على كرسيه
قال أبو عمر (ابن عبدالبر):
ليس هذا بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله وتعالى عن ذلك وما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فلا نتعدى ذلك إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
قلت: وقوله لان ذلك تكييف مشكل لان القول بلفظ بذاته تاكيد بارادة الحقيقة
لا التكييف ولعل ابن عبدالبر رحمه الله تعالى لما كان مذهبه نفي الجسم عن الله تعالى فهم من هذا العبارة الحركة والزوال والانتقال فقال انها تكييف
او انه رحمه الله تعالى اراد كما قال في التمهيد:
(ولكنا نقول استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له عرش ولا نقول له سرير ومعناهما واحد ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن)
وهذا قد يرده قوله لانه تكييف
واما قول الذهبي رحمه الله تعالى فليس انكاره من هذا الباب وانما انكاره لاجل الزيادة على النصوص وهو انكار صحيح لو ما قال الناس
ولهذا انكر الامام احمد رحمه الله تعالى على من قال لا اقول القران غير مخلوق ولا اقول مخلوق ولكن اقول القران كلام الله واسكت
قال الامام بمعناه: ما يمنعه ان يقول غير مخلوق لو ان الناس سكتوا لكان يسعه ان يسكت ولكن لما قال الناس ما قالوا لم يسعه السكوت
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
(اسماعيل التميمي يقدح بأدنى شيء ينكره من مواضع النزاع كما هجر عبدالجليل اللحافظ كوتاه على قوله (ينزل بذاته) وهو في الحقيقة يوافقه على اعتقاده لكن انكر اطلاق اللفظ لعدم الاثر به) ذيل طبقات الحنابلة 3/ 28
قلت: وهذا الذي ينبغي ان يُقال
ولا يُقال هما قولان بل من قال من السلف ينزل كمن قال ينزل بذاته لان المعنى المراد هو ان النزول حقيقة لا مجاز
ويُقال الخلاف في اطلاق اللفظ وليس في المعنى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/436)
قال ابن عبدالبر: (وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" عندهم مثل قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف:143] ومثل قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22] "كلهم يقول ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف لا يقولون كيف يجيء وكيف يتجلى وكيف ينزل ولا من أين جاء ولا من أين تجلى ولا من أين ينزل لأنه ليس كشيء من خلقه وتعالى عن الأشياء ولا شريك له وفي قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} دلالة واضحة أنه لم يكن قبل ذلك متجليا للجبل وفي ذلك ما يفسر معنى حديث التنزيل ومن أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} فلينظر في تفسير بقي بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق)
قلت: قوله: (دلالة واضحة أنه لم يكن قبل ذلك متجليا للجبل)
فيه: ان ابن عبدالبر يُخالف المؤولة والمفوضة باثبات الصفات على الحقيقة وانها معلومة المعنى وكذلك يُخالفهم باثبات الصفات الاختيارية.
وقال في موضع آخر: (
ولكنا نقول استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له عرش ولا نقول له سرير ومعناهما واحد ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن وقد قال الله عز وجل {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22] وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا انتقالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلة ولو اعتبرت ذلك بقولهم جاءت فلانا قيامته وجاءه الموت وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو موجود نازل به ولا مجيء لبان لك وبالله العصمة والتوفيق فإن قال إنه لا يكون مستويا على مكان إلا مقرونا بالتكييف قيل قد يكون الاستواء واجبا والتكييف مرتفع وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء ولو لزم هذا لزم التكييف في الأزل لأنه لا يكون كائن في لا مكان إلا مقرونا بالتكييف وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفية على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه)
قلت: قوله: (ليس بجسم ولا جوهر) نفي الجسم والجوهر عن الله تعالى ليس عليه دليل من الكتاب ولا من السنة
وانما عمدة من نفى هو الفهم لبعض الادلة التي هي عند التحقيق ليس فيها دليل على ذلك ومما جعل بعض الائمة يفهمها بهذا الفهم هو ما اصله بعضهم في نفي الصفات واقام حجته على سبع مقدمات ونتيجتها ان كل حادث محدث ومن هذه المقدمات اثبات الجواهر الفردة ثم اثبات ان الاجسام متشابه ثم القول ان الله ليس بجسم
وهذا الاصل من العلماء من قال بصحة مقدماته وحرم اتخاذه طريقا للعلم كالاشعري والخطابي وغيرهما ومن العلماء من انكر هذه الطريقة وبين فسادها وان حقيقتها انكار الصانع كالامام احمد وابن المبارك ان لم اهم
ويكفي في نقضها هو ان العلم الحديث بين بطلان الجوهر الفرد وهو الذي لا يقبل الانقسام
وبهذا نعلم بطلان القول باثبات الجسم لله تعالى او نفيه وان الحق هو التوقف في اللفظ والتفصيل في المعنى المراد.
وقوله: (فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلة ولو اعتبرت ذلك بقولهم جاءت فلانا قيامته وجاءه الموت وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو موجود نازل به ولا مجيء لبان لك وبالله العصمة والتوفيق)
يدل على القول بان المعاني معلومة مع الجهل بالكيفية
وهذا مثل قول ابن القيم رحمه الله تعالى عندما قال كلمة راس اذا اضفتها الى الوادي اختلفت كيفيتها عن كيفيتها اذا اضفتها الى الجبل
وهكذا
والله الموفق
يتبع ان شاء الله تعالى
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 08:24 م]ـ
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/437)
في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي ولم يطّلع على أقوال أهل البدع، لأنه سيفهم النص والكلام على ظاهرها، فلا حاجة لاستخدام لفظ بـ"ذاته"، واستخدام اللفظ مع وضوح معنى الكلام بدونه قد يؤذي عند بعض العوام إلى التخيل واعتقاد التشبيه، والله أعلم
أحسنت. بارك الله فيك.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:10 م]ـ
عبارة السلف في مثل هذا الموضع على ما أظن: (استوى على عرشه بعظمة نفسه)
ظنك لا يغني من الحق شيئا
فأثبت من قال هذا من السلف. مع أنك عممت هنا فقلت (((عبارة السلف)))
فأي سلف تقصد؟
فقد روى أبو داود في " مسائله " أنه قيل ليزيد بن هارون: من الجهمية؟، فقال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي).
وروى ابن أبي حاتم في " الرد على الجهمية " ونقله عنه الذهبي في " العلو " عن حماد بن زيد أنه قال: (إنما يحاولوا أن يقولوا ليس في السماء شيء!!).
وروى الذهبي في " العلو " عن القعنبي أنه قال: (من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي).
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه " العرش ": (وأجمع الخلق جميعاً أنهم إذا دعوا الله جميعاً: رفعوا أيديهم إلى السماء، فلو كان الله عز وجل في الأرض السفلى ما كانوا يرفعون أيديهم إلى السماء وهو معهم في الأرض، ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه بذاته ثم خلق الأرض والسماوت وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه، بائناً منهم علمه في خلقه، لا يخرجون من علمه .. ).
سبحان الله. . هذا بهتان مبين! اتق الله يا أخي واستغفره
البهتان هو نسبتك للسلف ما لم يقولوه بظنك!
هل استغفر الله من قول سلفنا الصالح
بل أنت استغفر الله والزم سبيل السلف تفلح
وتأمل ما ذكره شيخ الاسلام في رده على الجهمية في قولهم في المعية ((معنا بعظمة نفسه)) وقارن بينه وبين ما زعمته قول السلف في الاستواء
قال رحمه الله في المجلد الخامس من الفتاوى:
(((ويقال للجهمي: إن الله إذا كان معنا بعظمة نفسه هل يغفر الله لكم فيما بينه وبين خلقه؟ فإن قال نعم فقد زعم أن: الله تعالى مباين خلقه، وإن خلقه دونه. وإن قال: لا. كفر. قال: وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أنه في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل له: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا عن نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقاويل:
واحد منها: إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه، قد كفر، حين زعم أنه خلق الجن والإنس والشياطين في نفسه.
وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه، ثم دخل فيهم، كان هذا أيضا كفرًا، حين زعم أنه دخل في مكان رجس وقذر رديء.
وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع، وهو قول أهل السنة.
فقد بين الإمام أحمد ما هو معلوم بالعقل الصريح والفطرة البديهية؛ من أنه لا بد أن يكون خلق الخلق داخلًا في نفسه أو خارجًا عنه، وأنه إذا كان خارجًا عن نفسه فإما أن يكون حل فيه بعد ذلك، أو لم يزل مباينًا، فذكر الأقسام الثلاثة.
وقال أيضا في أثناء كلامه: فلما ظهرت الحجة على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه في كل شيء من غير أن يكون مماسًا للشيء ولا مباينًا له، فقلنا: إذا كان غير مباين أليس هو مماسًا؟ قال: لا. قلنا: فكيف يكون في شيء غير مماس له ولا مباين؟ فلم يحسن الجواب. فقال: بلا كيف. فخدع الجهال بهذه الكلمة ومَوَّه عليهم)))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:19 م]ـ
وتأمل ما ذكره شيخ الاسلام في رده على الجهمية في قولهم في المعية ((معنا بعظمة نفسه)) وقارن بينه وبين ما زعمته قول السلف في الاستواء
قال رحمه الله في المجلد الخامس من الفتاوى:
(((ويقال للجهمي: إن الله إذا كان معنا بعظمة نفسه
لو تأملت أنت هذا النقل= لرحمت نفسك ورحمتَ أخاك من أذاك ..
فالجهمية إنما تزعم أن الله معنا بذاته -تعالى الله عن قولهم- والإمام أحمد-والكلام هنا له- يرد عليهم، فتأمل كيف عبر عن قولهم: ((إن الله معنا بذاته)) بقوله: ((معنا بعظمة نفسه)) مما يدل على أنه يعبر عن لفظ الذات باللفظ المذكور ..
وهذا يوافق ما ظنه الأخ الفاضل نضال مشهود وإن كانت عبارته تحتاج لتحرير من جهة الحكاية العامة عن السلف ومن جهة إيهام أن السلف تكلموا بهذا اللفظ (عظمة نفسه) في سياق الكلام عن الاستواء ونحوه ..
وإن كان الذي ظهر لي أنه يريد مطلق التعبير عن الذات بقطع النظر عن السياق المعين هاهنا ..
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 10:48 م]ـ
قال إمام الصوفية في وقته، الإمام العارف أبو عبد اللّه عمرو بن عثمان المكي رحمه اللّه تعالى: ( ... فهو تعالى القائل: أنا الله، لا الشجرة، الجائي هو، لا أمره. المستوي على عرشه بعظمته وجلاله دون كل مكان ... )
نقله عنه ابن القيم في اجتماع الجيوش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/438)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 12:29 ص]ـ
ولقد صرح الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه الغنية بالإستواء الذاتي
فقد قال في الصفحة 56 - 57
وهو منزه عن مشابهة خلقه ولا يخلو من علمه مكان ولا يجوز وصفه انه في كل مكان بل يقال: إنه في السماء على العرش كما قال جل ثناؤه (الرحمن على العرش استوى) وقوله (ثم استوى على العرش الرحمن) وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) والنبي صلى الله عليه وسلم حكم بإسلام الأمة لما قال لها "أين الله؟ فأشارت إلى السماء " وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (لما خلق الله الخلق كتب كتابا على نفسه وهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي) وفي لفظ آخر (لما قضى الله سبحانه الخلق كتب على نفسه في كتاب هو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي)
وينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210789
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:04 ص]ـ
تذكرة:
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْداللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ، أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ، وَإِنَّ أَبْغَضَ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ، أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اتَّقِ اللَّهَ، فَيَقُولَ: عَلَيْكَ نَفْسَكَ.
فغفر الله لي ولك، وجعلنا من المتقين. . آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:15 ص]ـ
وإن كان الذي ظهر لي أنه يريد مطلق التعبير عن الذات بقطع النظر عن السياق المعين هاهنا .. [/ CENTER]
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
توسم موفق، ومعذرة على الإيهام.
فالمراد أن بعض السلف ورد عنهم مثل هذه الألفاظ:
(عظم الرب) (بعظمة نفسه) (بكماله) (بنفسه)
للتعبير عن مصطلح (الذات).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 12:07 م]ـ
لم يكن ثم إيهام عندي، فظاهر لفظك الذي بدا لي هو عين مراد المتكلم، وإنما يظهر من لفظك لغيري شيء غير الذي أردته؛لقصور في بحثه وتفقهه في كلامك، وإن كان ثم عيب في صياغتك أدى لظهور غير مرادك (لبعض الناس) فإنما يكشف العيب بطلب أنباء المتكلم أو سؤاله لا بالعجلة لفهم مراده من مجرد ظاهر ليس هو مطابق لباطن مراد المتكلم ..
:)
:)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 01:11 م]ـ
يقول الشيخ يوسف الغفيص في شرحه على الطحاوية وهو يتكلم على زيادة
لفظ - حقيقة - بعد القول ان الله مستو على عرشه -
ومن حيث الأصل لا ينبغي أن يستعمل هذا التقييد لسببين: السبب الأول: أن الأصل في الكلام الشرعي وكلام الأئمة عدم التقييد. السبب الثاني: أن استعمال لفظ الحقيقة، يكون فيه إقرار بتقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، والمشهور في تعريف الحقيقة أنها لفظ مستعمل فيما وضع له، والمجاز لفظ مستعمل في غير ما وضع له؛ وهذا التقسيم عليه إشكالات كثيرة منها: أنهم يقولون إن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له، والمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، فأثبتوا معنيين: الوضع والاستعمال. والاستعمال هو استعمال العرب، وعليه فيكون الوضع سابقاً للاستعمال، وهنا يأتي السؤال: من هم الذين وضعوا اللغة؟ ولهذا قال شيخ الإسلام ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) رحمه الله في رده لهذه المسألة: (إن التعريف فيه تعذر من جهة العلم؛ فإنه يستلزم العلم بالوضع والعلم بالاستعمال، أما العلم بالاستعمال فإنه ممكن؛ لأنه استعمال العرب، وأما الوضع فإنه متقدم عليه ليس بمتحصل العلم)، قال: (وعن هذا تكلم من تكلم من المعتزلة في أصل وضع اللغة ومبدئها). ومن فقه الأئمة رحمهم الله أنه قد يُستعمل من الكلام في أبواب أصول الدين ما يكون مقتضى استعماله هو قول المخالفين، ولهذا لما ناظر الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) أئمة الجهمية، كان من سؤال الإمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/439)
أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) لأحد أعيانهم أن قال له: قولكم بأن القرآن مخلوق، هذا من الدين أو ليس من الدين؟ فقال الجهمي: إنه من الدين. قال: أهذا الدين علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000001&spid=1119) و عمر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000002&spid=1119) و عثمان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000003&spid=1119) و علي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000004&spid=1119) أو لم يعرفوه؟ فقال الجهمي: بل عرفوه. فقال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : أين في كلام الرسول وأصحابه أن القرآن مخلوق؟ فانقطع. ولما كان مجلسٍ آخر، استعمل الجهمي نفس الحجة، فقال للإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : القرآن ليس مخلوقاً، أهذا من الدين؟ فقال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : نعم. فقال الجهمي: أعرفه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000001&spid=1119) و عمر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000002&spid=1119) و عثمان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000003&spid=1119) و علي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000004&spid=1119) أو لم يعرفوه؟ قال أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : بل عرفوه. فقال للإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : أين في كلام الرسول وأصحابه أن القرآن ليس مخلوقاً؟ قال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : اسكتوا نسكت، أي: أن أئمة السنة قالوا: القرآن ليس مخلوقاً، من باب النفي لباطل طرأ على الدين، ولو لم تقل الجهمية: إن القرآن مخلوق، لكان تعبير الأئمة: إن القرآن كلام الله، ولا يحتاجون أن يقولوا: ليس بمخلوق، لأن ما كان كلاماً لله فإنه بالضرورة ليس مخلوقاً، لأن كلامه صفة من صفاته، ولهذا لا يوجد في كلام الأئمة أن يقولوا: سمع الله ليس مخلوقاً، أو علم الله ليس مخلوقاً، لأنه لم يقل أحد بخلقه. والقاعدة العقلية الشرعية: أن الباطل إذا طرأ يجب نفيه، ولهذا لما أشرك من أشرك، وزعم من زعم أن لله ولداً، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif مَا اتَّخَذَ الله مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ المؤمنون:91]. انتهى كلامه حفظه الله.
يتبين من هذه الفائدة العزيزة النفيسة للشيخ ان تاكيد الكلام وتقييده في مثل هذه المواطن قد يفهم منه الاقرار بوجود المجاز في القران وفي نصوص الصفات والله تعالى اعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 01:30 م]ـ
بل هو إقرار باستعمال اللفظ وإمكان إرادة أكثر من معنى؛فقيدوا لتعيين المعنى المراد، أما أن أحد المعاني حقيقة تفهم بمجردها والآخر مجاز فلا دليل في التقييد عليه، بل نفس التقييد يدل على أنهم لم يقولوا بهذا وإلا لاكتفوا بأن المعنى الحقيقي سيتبادر من غير احتياج لقيد.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 01:43 م]ـ
قد يدل اللفظ على أكثر من معنى ويطلق و يراد به حقيقة تلك المعاني كلها وإنما يدل على ذلك سياق الكلام.ألا ترى أن لفظ الاستواء يصح ان يجيء حقيقة في الدلالة على معاني الارتفاع و الاستعلاء و الاقبال والاستقامة و الاستيلاء وكل ذلك بحسب مراد المتكلم.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:38 م]ـ
هل لفظ - استوى على العرش - يمكن ان يراد ويفهم منه غير معنى العلو والارتفاع على العرش لنحتاج الى تقييد وتعيين المعنى المراد.
ام ان الاستواء المعدى ب - على - نص في العلو والارتفاع.
فتركيب اللفظ وسياقه في قوله تعالى - استوى على العرش - يمنع ان يراد به غير العلو والارتفاع على العرش فما فائدة التقييد عند من لا يرى الجاز في نصوص الصفات.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:47 م]ـ
اخي ابا فهر كلامك يكون صحيح لو كنا نتكلم عن لفظ الاستواء مجرد عن التركيب والسياق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/440)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 02:56 م]ـ
اخي ابافهر - فقيدوا لتعيين المعنى المراد -
بعد اذنك اخي الكريم اود منك زيادة توضيح وبيان لهذا الكلام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك ..
وهل منع التركيب والسياق محرفة اللفظ عن تحريفهم؟؟
التقييد هاهنا لا صلة له بإثبات المجاز وإنما صلته بصلاحية اللفظ للاستعمال لأكثر من معنى،هذه الصلاحية-ولو توهماً- هي التي يتعلق بها المحرفة ولم يُغنهم عنها سياق ولا غيره ..
فالتقييد من السلف هو إمعان في تأكيد المعنى المراد ولو كان السياق يدل عليه؛لما كان السياق لم ينفع أولئك المحرفة فأصروا على تحريفهم متعلقين بالمعنى غير المراد للفظ.
وهذا التأكيد طريق عربية مشهورة ..
ومثلها في القرآن: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:39 م]ـ
اخي الكريم لفظة - مستو على العرش حقيقة -
الحقيقة هنا يقابلها لفظ - غير حقيقة - اي مجاز.
فالذي زاد حقيقة يقصد نفي المجاز في هذا اللفظ.
لانك اذا اتفقت معهم ان لفظ الاستواء مجرد قد يقصد به غير معنى العلو. وانه يستعمل حقيقة في جميع معانيه.
لم تكن لك حجة عليهم الا من سياق الكلام وتركيبه.
لانك اذا قلت استوى على العرش حقيقة. قالوا نعم حقيقة. لكن ما هي الحقيقة هنا. فتحتاج الى السياق.
وكذلك - لفظ الاستواء يطلق حقيقة على عدة معان اطلاقا حقيقيا والسياق هو الذي يعين المراد -
فقول بعض السلف في قوله تعالى - استوى على العرش - حقيقة. يرجع الى اللفظ بسياقه لا يرجع الى اللفظ مجرد عن السياق.
يتبين لك من هذا ان اطلاق لفظ الحقيقة لم يكن لتعيين معنى من معان الاستواء. وانما كان ردا على من يقول ان الاستواء هنا مجاز يقصد به كذا وكذا. والله اعلم
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:52 م]ـ
فحقيقته في هذا الموضع العلو والارتفاع.
اما اهل الكلام فقالوا استعمل هنا مجازا اريد به الاستيلاء وغير ذلك.
فلفظ الحقيقة زيد لنفي ما ادعاه اهل الكلام من مجاز. يعني زيد مقابلة لما ادعاه اهل الكلام والله اعلم.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[14 - 05 - 10, 04:07 م]ـ
يقول الشيخ يوسف الغفيص في شرحه على الطحاوية وهو يتكلم على زيادة
لفظ - حقيقة - بعد القول ان الله مستو على عرشه -
ومن حيث الأصل لا ينبغي أن يستعمل هذا التقييد لسببين: السبب الأول: أن الأصل في الكلام الشرعي وكلام الأئمة عدم التقييد. السبب الثاني: أن استعمال لفظ الحقيقة، يكون فيه إقرار بتقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، والمشهور في تعريف الحقيقة أنها لفظ مستعمل فيما وضع له، والمجاز لفظ مستعمل في غير ما وضع له؛ وهذا التقسيم عليه إشكالات كثيرة منها: أنهم يقولون إن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له، والمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، فأثبتوا معنيين: الوضع والاستعمال. والاستعمال هو استعمال العرب، وعليه فيكون الوضع سابقاً للاستعمال، وهنا يأتي السؤال: من هم الذين وضعوا اللغة؟ ولهذا قال شيخ الإسلام ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) رحمه الله في رده لهذه المسألة: (إن التعريف فيه تعذر من جهة العلم؛ فإنه يستلزم العلم بالوضع والعلم بالاستعمال، أما العلم بالاستعمال فإنه ممكن؛ لأنه استعمال العرب، وأما الوضع فإنه متقدم عليه ليس بمتحصل العلم)، قال: (وعن هذا تكلم من تكلم من المعتزلة في أصل وضع اللغة ومبدئها). ومن فقه الأئمة رحمهم الله أنه قد يُستعمل من الكلام في أبواب أصول الدين ما يكون مقتضى استعماله هو قول المخالفين، ولهذا لما ناظر الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) أئمة الجهمية، كان من سؤال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) لأحد أعيانهم أن قال له: قولكم بأن القرآن مخلوق، هذا من الدين أو ليس من الدين؟ فقال الجهمي: إنه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/441)
الدين. قال: أهذا الدين علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000001&spid=1119) و عمر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000002&spid=1119) و عثمان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000003&spid=1119) و علي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000004&spid=1119) أو لم يعرفوه؟ فقال الجهمي: بل عرفوه. فقال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : أين في كلام الرسول وأصحابه أن القرآن مخلوق؟ فانقطع. ولما كان مجلسٍ آخر، استعمل الجهمي نفس الحجة، فقال للإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : القرآن ليس مخلوقاً، أهذا من الدين؟ فقال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : نعم. فقال الجهمي: أعرفه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000001&spid=1119) و عمر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000002&spid=1119) و عثمان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000003&spid=1119) و علي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000004&spid=1119) أو لم يعرفوه؟ قال أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : بل عرفوه. فقال للإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : أين في كلام الرسول وأصحابه أن القرآن ليس مخلوقاً؟ قال الإمام أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) : اسكتوا نسكت، أي: أن أئمة السنة قالوا: القرآن ليس مخلوقاً، من باب النفي لباطل طرأ على الدين، ولو لم تقل الجهمية: إن القرآن مخلوق، لكان تعبير الأئمة: إن القرآن كلام الله، ولا يحتاجون أن يقولوا: ليس بمخلوق، لأن ما كان كلاماً لله فإنه بالضرورة ليس مخلوقاً، لأن كلامه صفة من صفاته، ولهذا لا يوجد في كلام الأئمة أن يقولوا: سمع الله ليس مخلوقاً، أو علم الله ليس مخلوقاً، لأنه لم يقل أحد بخلقه. والقاعدة العقلية الشرعية: أن الباطل إذا طرأ يجب نفيه، ولهذا لما أشرك من أشرك، وزعم من زعم أن لله ولداً، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif مَا اتَّخَذَ الله مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ المؤمنون:91]. انتهى كلامه حفظه الله.
يتبين من هذه الفائدة العزيزة النفيسة للشيخ ان تاكيد الكلام وتقييده في مثل هذه المواطن قد يفهم منه الاقرار بوجود المجاز في القران وفي نصوص الصفات والله تعالى اعلم.
بارك الله فيك اخي
وجزاك عنَّا خيرا
استعمال بعض الالفاظ في مقام الرد لا يعني ذلك اقرارها في تقرير العقيدة
وانما المراد من استعمالها ليفهم المخالف مرادك وهذا معلوم من منهج شيخ الاسلام
وابن القيم
قال قريبا من هذا الشيخ ناصر العقل حفظه الله تعالى
والله الموفق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 04:57 م]ـ
بارك الله فيك أبا سعد ..
لم أظن أنك تتكلم عن لفظ حقيقة وإنما ظننت أنك تتكلم عن استعمال السلف للفظة بذاته ونحوها من العبارات التأكيدية ..
أما لفظة حقيقة فلا أعلم أن أحداً من السلف قبل طبقة أبي عبد الله البصري المعتزلي قد استعملها.
ولو كان عندك نص صحيح عن واحد من السلف قبل أبي عبد الله البصري استعمل لفظة الحقيقة هذه = فأرجو أن تتحفني به ..
أما بعد أن ابتدعها البصري، فربما استعملها بعض متأخري أهل السنة ممن يثبت المجاز، أوربما استعملها بعض أهل العلم مخاطبة لهم باصطلاحهم كما شرح أبو ريا ولا يفهم من ذلك إثباتهم المجاز وإنما هذا غفلة عن مرادهم وتقعيدهم قد سقط في هوتها المطعني وأمثاله من الأشاعرة حتى اتهموا شيخ الإسلام بالتناقض ..
وهذا الطريق –أي مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم-طريق مخوف غير مرضي عندي إلا أنه لا يجوز أن يظلم أهل العلم ويحملوا من المقالات مالم يقولوه غفلة عن مذهبهم في الرأي والنظر والكلام
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 05 - 10, 01:19 م]ـ
لم يكن ثم إيهام عندي، فظاهر لفظك الذي بدا لي هو عين مراد المتكلم، وإنما يظهر من لفظك لغيري شيء غير الذي أردته؛لقصور في بحثه وتفقهه في كلامك، وإن كان ثم عيب في صياغتك أدى لظهور غير مرادك (لبعض الناس) فإنما يكشف العيب بطلب أنباء المتكلم أو سؤاله لا بالعجلة لفهم مراده من مجرد ظاهر ليس هو مطابق لباطن مراد المتكلم ..
:)
:)
أضحك الله سنك شيخنا الفاضل.
إذا كان هذا هكذا فليكن كلامي على ظاهره لدى الشيخ أبي فهر حتى تأتي دلالة مني أو ممن هو أعلم بمرادي مني Question بأنه على غيره:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/442)
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 01:21 م]ـ
متابع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 01:42 م]ـ
إذا كان هذا هكذا فليكن كلامي على ظاهره لدى الشيخ أبي فهر حتى تأتي دلالة مني أو ممن هو أعلم بمرادي مني http://1.1.1.4/bmi/www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon5.gif بأنه على غيره:)
ليس أحد يكون أعلم بمرادك منك ..
أما الممكن: فهو أن يوجد من هو أعلم بمرادك مني أنا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك ..
1 - اين قال النووي هذا الكلام؟
2 - هل تقصد بالذات لفظ الذات؟ إن كان كذلك فالنووي وغيره يتكلمون بها.
3 - أم تقصد بها أحكام الذات الإلهية ومالها من أسماء وصفات؟ إن كان كذلك فالنوي وغيره والسلف من قبلهم يتكلمون في ذلك.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:31 م]ـ
يقول الشيخ علوي السقاف في كتابه في الصفات/
.... اوردت ما ليس بصفة لله عز وجل ويصح الاخبار عن الله به كلفظة شيء وذات وشخص ونحوها لثبوتها بالدليل. وللتمييز بينها وبين الصفة ...... انتهى المقصود
فلما ذهبت للفصل الذي خصصه بلفظة الذات. وجدته يذكر حديث ابراهيم في الكذبات الثلاث.
وكذلك بيت خبيب الانصاري.
فهل يصح الاستدلال بهذا على اطلاق لفظة الذات قاصدا بذلك حقيقة الشيء ونفسه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - 05 - 10, 12:48 م]ـ
قال الحارث المحاسبي (243 هـ) في [فهم القرآن ومعانيه]: «وأما قوله ?عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [طه: 5] ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ? [الأنعام: 18] و?أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ? [الملك: 16]» وذكر عددًا من الآيات، ثم قال: «فهذا يوجب أنه فوق العرش، فوق الأشياء، منزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات أن ذاته بنفسه فوق عباده.»
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - 05 - 10, 03:53 م]ـ
وقال حنبل: قلت لأبي عبد الله: ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أو بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أتقن الحديث على ما روي بلا كيف ولا حدَّ، إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب، فقال الله عز وجل: فلا تضربوا لله الأمثال. ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هارب.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 02:45 ص]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في القواعد المثلى ما نصه:
* اعلم أيها القارئ الكريم أنه صدر مني كتابة لبعض الطلبة، تتضمن ما قلته في بعض المجالس في معية الله تعالى لخلقه، وذكرت فيها:
أن عقيدتنا: أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به، وتقتضي إحاطته بكل شيء علما وقدرةً وسمعا وبصرًا وسلطانا وتدبيرًا، وأنه سبحانه منزه أن يكون مختلطا بالخلق أو حالاً في أمكنتهم، بل هو العلي بذاته وصفاته، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها، وأنه مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله، وأن ذلك لا ينافي معيته، لأنه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وأردت بقولي (ذاتية) توكيد حقيقة معيته تبارك تعالى.
وما أردت أنه مع خلقه سبحانه في الأرض، كيف؟، وقد قلت في نفس هذه الكتابة كما ترى: أنه سبحانه منزه أن يكون مختلطا بالخلق أو حالاً في أمكنتهم، وأنه العلي بذاته وصفاته، وأن علوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها. وقلت فيها أيضا ما نصه بالحرف الواحد:
"ونرى أن من زعم أن الله بذاته في كل مكان فهو كافر أو ضال إن اعتقده، وكاذب إن نسبه إلى غيره من سلف الأمة أو أئمتها"اهـ.
ص -64 - ... ولا يمكن لعاقل عرف الله وقدره حق قدره أن يقول: إن الله مع خلقه في الأرض. ومازلت ولا أزال أنكر هذا القول في كل مجلس من مجالسي، جرى فيه ذكره. وأسأل الله تعالى أن يثبتني وإخواني المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
هذا، وقد كتبت بعد ذلك مقالاً نشر في مجلة (الدعوة) التي تصدر في الرياض، نشر يوم الاثنين الرابع من شهر محرم، سنة 1404 ه أربع وأربعمائة وألف، برقم: 911، قررت فيه ما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى: من أن معية الله تعالى لخلقه حق على حقيقتها، وأن ذلك لا يقتضي الحلول والاختلاط بالخلق، فضلاً عن أن يستلزمه. ورأيت من الواجب استبعاد كلمة (ذاتية)، وبينت أوجه الجمع بين علو الله تعالى وحقيقة المعية.
واعلم أن كل كلمة تستلزم كون الله تعالى في الأرض، أو اختلاطه بمخلوقاته، أو نفي علوه، أو نفي استوائه على عرشه، أو غير ذلك مما لا يليق به تعالى؛ فإنها كلمة باطلة، يجب إنكارها على قائلها كائنا من كان، وبأي لفظ كانت.
وكل كلام يوهم ولو عند بعض الناس ما لا يليق بالله تعالى فإن الواجب تجنبه، لئلا يظن بالله تعالى ظن السوء، لكن ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسولهصلى الله عليه وسلم فالواجب إثباته، وبيان بطلان وهم من توهم فيه ما لا يليق بالله عز وجل.
انتهى منه بنصِّه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/443)
ـ[أبومحمد العبدي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هذه مشاركتي الأولى في هذا المنتدى المبارك وأحببت أن أدلو بدلوي مع طلبة العلم ومحبيه مقتصراً في التنبيه على ما ذكره الأخ أبو سعد الجزائري في مشاركته:
---------------------------------------
يقول الشيخ علوي السقاف في كتابه في الصفات/
.... اوردت ما ليس بصفة لله عز وجل ويصح الاخبار عن الله به كلفظة شيء وذات وشخص ونحوها لثبوتها بالدليل. وللتمييز بينها وبين الصفة ...... انتهى المقصود
فلما ذهبت للفصل الذي خصصه بلفظة الذات. وجدته يذكر حديث ابراهيم في الكذبات الثلاث.
وكذلك بيت خبيب الانصاري.
فهل يصح الاستدلال بهذا على اطلاق لفظة الذات قاصدا بذلك حقيقة الشيء ونفسه.
قائلاً فرق بين الذات المعنية بالبحث هاهنا وبين ما ورد في حديث الكذبات الثلاث إذ المراد بها في الحديث وكذا في قول خباب رضي الله عنه: وذلك في ذات الإله وإن يشأ ...... = سبيل الله ودينه وقد أحسن العلامة محمد سالم الشنقيطي في نظمه الذي تقدم نقله من بعض الأخوة:
يقال نفسه كما قال (كتب ربكم .. ) الآية أما من نسب
ذاتاً له فقد عنى التي له ملته شرعته سبيله
كمثل ما قال خبيب إذ صلب ......................
يوضح هذا ويجليه أن الله عز في علاه لايكون شيء من أفعال عباده في ذاته العلية إجماعاً ومن ثم يكون المعنى دين الله وسبيله فهي أفعال قام بها العباد قصدوا بها مرضاة الله و اتباع شرعه وسبيله ويمكن أن تتضح بقوله تعالى ((أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله)) فالجنب هاهنا من هذا الباب وقد أخطأ الإمام أبو عمر الطلمنكي وتبعه صديق حسن خان القنوجي فأثبتا الجنب صفة لله.
وأما الذات المعنية بالبحث هاهنا فتختلف عما تقدم إذ المراد منها وبها عند من أطلقها من أهل السنة إثبات حقيقة استواء الله على عرشه وأنه حقيقة لا مجاز رداً على من نفى الاستواء؛ فهي وصف- ولا أقول صفة - وتوضيح من بعض أهل السنة مناكفة لأهل الابتداع ونصرة لأهل السنة والاتباع.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:17 ص]ـ
.
زيادة "بذاته" عندالحديث عن علو الله واستوائه على العرش ( http://www.as-salaf.com/article.php?aid=93&lang=ar)
.
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 03:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأشعري -رحمه الله تعالى- في باب ذكر الاستواء على العرش:-
((نزولاً يليق بذاته من غير حركة وانتقال، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا))
سبحان الله.(57/444)
أي اللفظين يقال؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:26 م]ـ
هل يقال: (إن الله يقول) أو يقال: (إن الله قال)؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:46 م]ـ
من باب المدراسة:
أن كلا اللفظين يجوز.
يجوز أن نقول: (إن الله يقول) باعتبار أنَّ كلام الله من الحق الذي يقوله الله تعالى (والله يقول الحق) سورة الأحزاب.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 10:32 م]ـ
كلا اللفظين صحَّت به الأحاديث
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 12:04 ص]ـ
كلا اللفظين يجوز، دليل ذلك ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى:
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [آل عمران55].
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) [المائدة12].
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة110].
(قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة 115].
(وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) [المائدة 116].
(قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة 119].
(قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) [يوسف 66].
(وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ) [النحل 51].
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) [الفتح 15].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/445)
(مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) [الأحزاب 4].
ما ورد في صحيح البخاري:
(22) ـ حدَّثنا إسماعيلُ قال: حدَّثَني مالكٌ عن عمرِو بنِ يحيى المازنِيِّ عنْ أَبيهِ عنْ أَبي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضيَ اللّهُ عنهُ عنِ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «يَدْخُلُ أَهلُ الْجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهلُ النَّارِ النَّارَ، ثمَّ يقولُ اللّهُ تعالى أَخْرِجوا مَنْ كانَ في قَلبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ، فَيُخْرَجونَ منها قدِ اسْوَدّوا فيُلْقَوْنَ في نهرِ الحَيا ـ أو الحَياةِ، شَكَّ مالكٌ ـ فيَنبتُون كما تَنْبُتُ الْحِبَّةُ في جانِبِ السَّيْلِ، ألم ترَ أَنَّها تَخْرُجُ صَفْراءَ مُلْتَوِيَةً؟»
قال وُهَيبٌ: حدَّثنا عَمْرٌو «الحياةِ». وقال «خَرْدَلٍ مِنْ خَيْر».
(103) ـ حدَّثنا سَعيدُ بنُ أبي مَرْيمَ قال: أخبرَنا نافعُ بنُ عُمرَ قال: حدَّثني ابنُ أبي مُلَيكةَ أنَّ عائشةَ زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم: كانتْ لاتَسمَعُ شيئاً لاتَعرِفُهُ إلاّ راجَعَتْ فيه حتى تَعرِفَهُ، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» قالتْ عائشةُ فقلتُ: أوَليسَ يَقولُ اللهُ تعالى: (فسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً) (الانشقاق: 8) قالت: فقال: «إنَّما ذلك العَرضُ، ولكنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ يَهلِكْ».
ـ (باب: الماءِ الذي يُغْسَلُ به شَعَرُ الإِنسانِ):
" وكان عَطاءٌ لا يَرى به بأْساً: أن يُتَّخذَ منها الخُيوطُ والحبالُ. وسُؤْر الكلابِ ومَمَرِّها في المسجدِ. وقال الزُّهْريُّ: إِذا وَلَغَ في إِناءٍ ليس له وَضوءٌ غيرهُ يتوَضَّأُ به. وقال سُفيانُ: هذا الفِقهُ بعَينهِ، يقول اللّهُ تعالى: (فلم تَجِدوا ماءً فتَيمَّموا) (المائدة: 6) وهذا ماءٌ. وفي النَّفْسِ منهُ شيءٌ، يَتَوضَّأُ به ويَتيَمَّمُ ".
(2699) ـ وقال إسماعيلُ: أَخبرنِي عبد العزيز بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَبِي سلَمَةَ، عن إسحاق بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَة، لا أَعْلَمُهُ إِلاَّ عن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنُهُ قالَ: لمَّا نزلتْ: (لَنْ تَنَالُوا البِرِّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحبُّونَ). جاءَ أَبو طلحة إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلّم فَقَالَ: يا رسُولَ اللهِ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى في كِتابِهِ: (لن تَنَالُوا البِرِّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). وَإنَّ أَحَبَّ امْوَالِي إلَيَّ بِيْرَحاءُ ـ قالَ: وكانت حديقةً، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم يدخلُهَا ويَسْتَظِلُّ بها، وَيَشْرَبُ مِنْ مائِها ـ فَهيَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وَإلى رسُولِهِ صلى الله عليه وسلّم، أَرْجُو بِرَّهُ وَذُخْرَهُ، فضعَها أَيْ رَسُولِ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «بَخْ يَا أَبَا طَلْحَةَ، ذلِكَ مالٌ رَابِحٌ، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ، وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فاجعلهُ في الأَقْرَبِينَ». فتصدَّقَ بِهِ أَبُو طلحةَ على ذوي رحمهِ، قالَ: وَكانَ مِنْهُم أُبِيَّ وَحَسَّانُ، قالَ: وباعَ حسَّانُ منهُ مِنْ مُعَاوِيةَ، فَقِيل لَهُ: تَبِيعُ صَدَقَةَ أَبِي طَلْحَةَ؟ فَقالَ: أَلاَ أَبِيعَ صاعاً مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ. قالَ: وَكانَتْ تِلْكَ الحَديقَةُ في مَوْضِعِ قصرِ بَني حُدَيْلَةَ الذي بَنَاهُ مُعَاوِيةُ.
(3283) ـ حدّثنا إِسحاقُ بنُ نَصرٍ حدَّثَنا أبو أُسامةَ عنِ الأعمشِ حدَّثَنا أبو صالحٍ عن أبي سعيد الخُدريِّ رضيَ اللهُ عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم قال: «يقولُ اللهُ تعالى: يا آدمُ. فيقول: لَبَّيكَ وسَعدَيك، والخيرُ في يدَيك. فيقول: أخرجْ بعثَ النار. قال: وما بعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألفٍ تِسعَمائةٍ وتسعةً وتسعين. فعِندَهُ يَشيبُ الصغير، وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حمل حَمَلها، وترَى الناسَ سُكارى وما هم بسُكارى ولكنَّ عذابَ اللهِ شديد. قالوا: يا رسولَ اللهِ وأيُّنا ذلكَ الواحد؟ قال: أبِشروا فإِنَّ منكم رجلاً ومن يأجوجَ ومأجوجَ ألفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/446)
ثم قال: والذي نفسي بيدهِ إِني أرجو أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنة. فكَّبرنا فقال: أرجو أن تكونوا ثلُثَ أهلِ الجنة. فكبَّرْنا فقال: أرجو أن تكونوا نِصفَ أهلِ الجنة. فكبَّرْنا فقال: ما أنتم في الناس إِلا كالشَّعرةِ السوداء في جلدِ ثورٍ أبيضَ أو كشعرةٍ بيضاء في جلدِ ثورٍ أسودَ».
(4532) ـ حدَّثنا الحسن بن عبد العزيز حدَّثنا عبدُ الله بن يحيى حدَّثنا حَيْوة عن بكرِ بن عمرو عن بُكَير عن نافع «عنِ ابن عمرَ رضي الله عنهما أن رجلاً جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمعُ ما ذكر الله في كتابه (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) (الحجرات: 9) إلى آخر الآية، فما يَمنعك أن لا تُقاتلَ كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي أُغْتَرُّ بهذه الآية ولا أُقاتل أحبُّ إليَّ من أن أغْتَرَّ بهذه الآية التي يقول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً) (النساء: 93) إلى آخرها. قال: فإِنَّ الله يقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ) (الأنفال: 39) قال ابنُ عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذ كان الإسلامُ قليلاً، فكان الرجلُ يُفتَنُ في دِينه: إما يَقتلونه، وإما يوثقونه، حتى كثرَ الإسلامُ فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في عليّ وعثمان؟ قال ابنُ عمر: ما قولي في عليّ وعثمان؟ أما عثمان فكان اللَّه قد عفا عنه، فكَرِهتم أن يَعفوَ عنه، وأما عليّ فابن عم رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم وخَتَنه ـ وأشار بيدِه ـ وهذه ابنُتُه أو بنته حيث ترون».
(4623) ـ حدَّثَنا عمرُ بن حفصٍ حدَّثَنا أبي حدَّثَنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «يَقولُ اللَّهُ عزَّوجلَّ يومَ القيامة: يا آدم، فيقول: لَبّيك ربَّنا وَسَعدَيك. فيُنادَى بصوتٍ: إنَّ اللَّهَ يأمُرُك أن تُخرِجَ من ذرِّيتكَ بَعثاً إلى النار. قال: يا ربِّ وما بَعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألفٍ ـ أُراهُ قال ـ تِسعَمِائةٍ وتسعةً وتِسعين. فحينئذٍ تَضعُ الحاملُ حَملَها، ويَشيبُ الوليدُ، وتَرى الناسَ سُكارَى وما هم بسكارى ولكنَّ عذابَ الله شديد. فشقَّ ذلك على الناس حتى تغَّيرَت وجُوهُهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: من يأجوجَ ومأجوجَ تسعمائة وتسعةَ وتسعين، ومنكم واحد. ثم أنتم في الناس كالَّشعرةِ السوداء في جَنبِ الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا رُبعَ أهلِ الجنةِ، فكبَّرنا. ثم قال: ثُلثَ أهلِ الجنة، فكبَّرنا. ثمَّ قال: شطرَ أهل الجنة، فكبَّرنا». قال أبو أُسامةَ عنِ الأعمش «ترَى الناسَ سُكارى وما هم بسًكارى». قال: «من كل ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين». وقال جرير وعيسى بن يونسَ وأبو معاوية: «سَكرَى وما هم بسَكرى».
(4662) ـ حدَّثني إسحاقُ بن نصرٍ حدَّثَنا أبو أُسامةَ عنِ الأعمشِ حدَّثَنا أبو صالح عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم «يقولُ اللَّهُ تعالى: أعدَدتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أُذُنٌ سمعت ولا خَطَرَ على قلبِ بشر، ذُخراً من بَلْهِ ما أُطلِعْتُم عليه. ثم قرأ (فلا تَعلمُ نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قُرَّةِ أعينٍ، جَزاءً بما كانوا يعلمون).
ما ورد في صحيح مسلم:
(403) ـ حدّثنا عُبَيْدُ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مَهْدِيَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ. فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/447)
(405) ـ حدّثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ نَاساً قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِ: يَا رَسُولَ اللّهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قَالُوا: لاَ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لاَ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ. يَجْمَعُ الله النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئاً فَلْيَتَّبِعْهُ. فَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ. وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ. وَيَتَّبِعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَ الطَّوَاغِيتَ. وَتَبْقَى هذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا. فَيَأْتِيهِمُ الله، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فِي صُورَةٍ غيرِ صورتِهِ التي يَعْرِفُونَ. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِالله مِنْكَ. هذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا. فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأْتِيهِمُ الله تَعَالَى فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ. فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتَّبِعُونَهُ. وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ. فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ. وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الرُّسُلُ. وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ! سَلِّمْ، سَلِّمْ. وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ. هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟» قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: «فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلاَّ الله. تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ. فَمِنْهُمُ الْمُومن يَقِيَ بِعَمَلِهِ. وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى. حَتَّى إِذَا فَرَغَ الله مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، مِمَّنْ أَرَادَ الله تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لاَ إِلهَ إِلاَّ الله. فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ. يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ. تَأْكُلُ النَّارُ مِنِ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ. حَرَّمَ الله عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ. فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتَحَشُوا. فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ. فَيَنْبُتُونَ مِنْهُ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ. ثُمَّ يَفْرُغُ الله تَعَالَى مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ. وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ. وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: أَيْ! رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ. فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا. فَيَدْعُو الله مَا شَاءَ الله أَنْ يَدْعُوَهُ. ثُمَّ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ! فَيَقُولُ: لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ الله. فَيَصْرِفُ الله وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ. فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَسْكُتَ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ الله لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لاَ تَسْأَلُنِي غَيْرَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ. وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! وَيَدْعُو الله حَتَّى يَقُولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ: لاَ. وَعِزَّتِكَ فَيُعطِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/448)
رَبَّهُ مَا شَاءَ الله مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ. فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ. فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَالسُّرُورِ. فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ الله أَنْ يَسْكُتَ. ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عَهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ. وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ! مَا أَغْدَرَكَ! فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! لاَ أَكُونُ أَشْقى خَلْقِكَ. فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو الله حَتَّى يَضْحَكَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ. فَإِذَا ضَحِكَ الله مِنْهُ، قَالَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ الله لَهُ: تَمَنَّهْ. فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنَّى. حَتَّى إِنَّ الله لَيُذَكِّرُهُ مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ. قَالَ الله تَعَالَى: ذلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ.
(485) ـ حدّثنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا آدَمُ! فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ! وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ! قَالَ يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. قَالَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيدٌ} قَالَ فَاشْتَدَّ ذلِكَ عَلَيْهِمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَيُّنَا ذلِكَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا. فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفاً. وَمِنْكُمْ رَجُلٌ» قَالَ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَمِدْنَا الله وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَحَمِدْنَا الله وَكَبَّرْنَا. ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ. إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ».
(6756) ـ حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ. قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي. وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي. إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي. وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ. وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً. وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
(6784) ـ حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ. وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ، فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرُ. وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْراً، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعاً. وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً. وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئاً، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً».
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. بِهَذَا الْحَدِيثِ.
(7032) ـ حدّثنا عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارَ عَذَاباً: لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ أحْسَبُهُ قَالَ وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ. فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ».
(7083) ـ حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ أَبُو كُرَيْبٍ. قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. ذُخْراً. بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمُ اللّهُ عَلَيهِ».
ثُمَّ قَرَأَ: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً، اكتفيت بما ورد في الصحيحين لبلوغ المقصود منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/449)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 01:50 ص]ـ
لا أظن إشكال الأخ السائل في قولنا (قال الله) إنما هو في اللفظة الأولى وهي قولنا (يقول الله).
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 02:24 ص]ـ
الأحاديث التي ذكرناها تدل على قولنا (يقول الله).
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 08:31 م]ـ
لا أظن إشكال الأخ السائل في قولنا (قال الله) إنما هو في اللفظة الأولى وهي قولنا (يقول الله).
هو كذلك يا ابا ابراهيم. والأمثلة التي ذكرت هي بمعزل عن لب الموضوع.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 08:52 م]ـ
هو كذلك يا ابا ابراهيم. والأمثلة التي ذكرت هي بمعزل عن لب الموضوع.
جزاكم الله كل خير، أردنا الفائدة، والحمد لله.
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(57/450)
طلب مساعدة وتوجيه في محاورة ثلاثة من الشباب الجزائريين
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[23 - 09 - 09, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ ـ حفظك الله ورعاك وجعل الجنّة مثواك ـ آمين
تقبل الله منّا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات.
يسّرني أن أتوجه إلى فضيلتكم الموقّرة لتدلني عن العضو في المنتدى الذي يكون أهلا في مساعدتي في محاورة ثلاثة من الشباب الجزائريين الذين تأثروا بعقيدة القاديانية الضالة، والذين هم الآن على وشك الارتداد عن دين الإٍسلام والالتحاق بالقاديانية.
بشيء من التفصيل أقول لكم:
لقد اكتشفتُ من خلال منتدى جزائري " منتديات الجلفة " شباب تأثروا ببعض عقائد القاديانية المرتدة وأخطرها عدم انقطاع النبوة، إلى جانب موت عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وعدم النسخ في القرآن.
وأنا الآن أحاور أحدهم على البريد الخاص ـ وقريبا على الدردشة ـ، وقد صرح لي بأن له علاقة مباشرة وهو في اتّصال دائما مع هاني طاهر ـ كبير المراجع القاديانيين من العرب ـ. لكنه قال لي بأنه ما زال لم يؤمن بعد بنبوءة الغلام القادياني، لذا فالأمل ما زال قائما في رجوعهم للحقّ وإلى دينهم ردّ جميل بالحجة الدامغة والبرهان الساطع، وذلك قبل أن يضلهم المدعي هاني طاهر ويخرجوا من دين الله.
في انتظار ردّكم الذي أرجوا أن يكون على بريدي الخاص، لأن صندوق رسائلي في المنتدى معطل، وكل المحاولات التي قمتم بها لأصلاح الأمر لم يكتب لها النجاح.
أخوكم أبو جابر الجزائري الذي يحبكم في الله
ـ[سمير زمال]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:00 م]ـ
لمن وجه السؤال(57/451)
التحذير والتنديد علي جريدة جامعة قاريونس
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع: التحذير والتنديد والنفير مما جاء في جريدة جامعة قاريونس من الكذب والتزوير
جاء في جريدة جامعة قاريونس في عددها الصادر 416: يوم 10/ 9/2009 ميلادي
مقالة بعنوان انها فاطمة الزهراء. رضي الله عنها وارضاه
ترجم صاحب المقالة لاامنا فاطمة الزهراء عليها السلام ورضوان الله عليها
ترجم لها من كتب الشيعة الرافضة. وقال قال المحدث القمي .... وقال ابو بصير .......
واتي بطامة كبري وقال فيها. قال الطبري في دلائل الامامة هجم عمر بن الخطاب ومعه ثلاثمئة رجل علي بيتها ........................
والله عندما قرات هذه المقالة تفاجئت من اين اتت هذه اليد الخبيثة لتسطر هذا الكذب والتزوير علي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعا العلم ان ليبيا لايوجد فيها حتي شيعي واحد والحمد لله ليبيا ليس فيها نصاري ولاشيعة ولايهود بل كلهم مسلمين ويوجد فئه بسيطة جدا من الاباضية في الجبل الغربي .... ومع العلم كاتب المقالة لم يكتب اسمه
وهذه الجريدة تصدر عن جامعة قاريونس في بنغازي في ليبيا
وهذا الامر لا يسكت عليه وسوف نقوم برفع قضية علي هذه الجريدة التي تكذب وتطعن باكبر الرموز الاسلامية ونشر مذهب اهل الرفض والضلال ....
ـ[ابوعاصم اليماني]ــــــــ[23 - 09 - 09, 11:17 م]ـ
لاباس اخي الكريم اذا كان الامر كما ذكرت بارك الله فيك فعليكم توثيق الامر والذهاب به الى السلطات المختصة لتقوم بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وجزاكم الله خيرا وثبتكم
ـ[ابو عبدالعظيم الصالحي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:50 م]ـ
اعانكم الله يا اخي هذا اكيد انه دكتور شيعي في الجامعة كتب هذه المقاله المسمومة
والمكذوبة.
استعينو با الله وحذرو منهم
ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[06 - 12 - 09, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا على غيرتكم
كان المقال سيمر دون ان يعرف بذلك احد ويمت المقال ويذهب في طي النسيان
ولكن انتم تروجون له بهذه الطريقة
هذا ظني لان كثيرا من القضايا لا احد يسمع عنها لولا الذين يسارعون في التنديد مما يجعل الفضوليون ينبشون فتنتشر الفكرة وتكون النتائج عكسية
تحياتي(57/452)
كتاب أثر المنطق الأرسطي على الإلهيات عند المسلمين في رأي الإمام ابن تيمية للدكتور علي إمام
ـ[محمود إمام]ــــــــ[24 - 09 - 09, 11:56 ص]ـ
أثر المنطق الأرسطي على الإلهيات عند المسلمين في رأي الإمام ابن تيمية
أخي الدكتور علي إمام عبيد
الدار الإسلامية للطباعة والنشر، بالمنصورة - مصر
الطبعة الأولى، سنة 1430هـ - 2009م
يقول المؤلف: فالإمام ابن تيمية أدرك عمق التأثير الذى يحدثه تطبيق قواعد المنطق على مباحث الإلهيات، بجانب إدراكه للخلل الذى يعترى هذه القواعد فى ذاتها، ولذلك فقد جاء نقده للمنطق شاملاً لكلا هذين الجانبين دون اقتصار على أحدهما.
وقد حظى الجانب الذى يتعلق بنقد الإمام ابن تيمية للمنطق فى ذاته بعناية الباحثين، وقامت العديد من الدراسات باستيعابه واستقصائه. أما الجانب الذى يتعلق بنقد الإمام ابن تيمية للمنطق، من حيث تأثيره وانعكاسه على البحوث المتعلقة بالإلهيات، فلم ينل عناية الباحثين، بحيث يتم تناوله فى دراسة منهجية تعالج أبعاده: بالتحليل، والتأصيل، والمقارنة، والنقد. لكن كانت هناك إشارات محدودة تنبئ عن أهميته.
ثم يقول المؤلف: إن دراسة هذا الجانب من جوانب نقد الإمام ابن تيمية للمنطق الأرسطي أو اليوناني، والذى يتعلق ببيان أثره السلبي على البحوث المتعلقة بالإلهيات، سوف يتيح تقديم رؤية أوسع وأشمل، بالنسبة لفهم الموقف النقدى ككل للإمام ابن تيمية من هذا المنطق، وهى رؤية لا أدعي بها التقليل من شأن البحوث السابقة، التى اقتصرت على دراسة الجانب المتعلق بنقد المنطق فى ذاته، وإنما هى رؤية أدعي أنها جديدة ومختلفة: فى عرضها لقضايا المنطق، ونقد الإمام ابن تيمية لها. وهى رؤية يرجع الفضل فيها إلي طبيعة الموضوع نفسه، الذى تناول بعداً آخر فى نقد الإمام ابن تيمية للمنطق، إضافة إلي البعد الذى تناولنه الدراسات السابقة.
حمل من هنا
http://www.archive.org/download/IbnTymiaAndHisCriticiseForLogic/030.pdf
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:59 ص]ـ
الرابط لا يعمل فهل من حل وجزى الله أبناء الإمام خيرا
ـ[طارق ابراهيم]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:06 ص]ـ
الرابط لا يعمل فهل من حل وجزى الله أبناء الإمام خيرا
الرابط يعمل أخى الكريم ..(57/453)
ماء مدين: شربه بنية كذا، والرجاء بذلك كذا!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:54 م]ـ
قدم (داعية!) برنامجا ذهب فيه إلى " مدين "، حيث ذهب إلى ماء قال إنه ماء مدين الذي ورده موسى عليه السلام ..
(1) ما مدى ثبوت أنه ماء مدين؟
(2) وهل يُعد التصوير في مثل هذه الأماكن من تتبع آثار الأنبياء؟
ثم نزل إلى الماء، واغترف منه غرفة فشربها، ثم قال: (أنا شربت هذا الماء، بنية نصرة ضعيف، وبنية حب سيدنا موسى، وبنية إن ربنا يغرس في قلب الواحد أن يعيش للغلابة ..... لعل ربنا يجمعنا بشوية الماء دول، رفقاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، رفقاء سيدنا موسى، في الفردوس الأعلى في الجنة).
(3) ما حكم شرب ماء بنية كذا؟ أليس هذا لزمزم دن غيره؟
(4) وهل هذا تبرك بالماء: (لعل ربنا يجمعنا بشوية الماء ... في الفردوس الأعلى ... )؟
(5) ما حكم التبرك بآثار الأنبياء غير محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[العدوي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:32 م]ـ
أخي الكريم: وفقه الله تعالى
إن هذا الرجل الذي تخبرنا عنه يهرف بما لا يعرف، وهو داعية ضلال قد انكشف أمره وبان.
وأما تتبع آثار الأنبياء وما يقوم به ويدعيه هذا المخبول فهو ذريعة إلى الشرك ولا شك، ثم ما الفائدة التي تعود علينا شرعا من معرفتنا أن أحد الأنبياء صلوات الله عليهم قد مر في مكان ما، أو حتى دفن في مكان ما.
ولو تأمل هذا المخبول قول النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم: "اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
لعلم أن الحديث يتناول بمفهومه النهي عن التبرك بآثار الأنبياء والصالحين بحد عام، فإن الداعي أصلا لاتخاذ اليهود والنصارى هو التبرك بآثارهم، ثم تطور الأمر إلى عبادتهم، وعلى هذا فالعلة واحدة، وهذا ضلال أعاذنا الله تعالى منه.
وأما تبركه بماء بئر مدين كما يزعم فهو ضلال يضاف إليه ضلالاته وترهاته، فلا يجوز التبرك إلا بما شرع لنا التبرك به، وما عدا ذلك فبدعة محدثة، وتقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بلا علم.
والله تعالى أعلى وأعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:45 م]ـ
للفائدة
روى البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجْرِ قَالَ لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ثُمَّ قَنَّعَ رَأْسَهُ وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَجَازَ الْوَادِيَ
وهذه فتوى مفيدة أيضا
ما حكم من شد الرحال لزيارة مدائن صالح لغرِض استلهام العبر؟؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ظاهر القرآن يدعو إلى السير في الأرض والتأمل في أماكن المعذبين، حيث تحدث سبحانه في كتابه العزيز عنها في أكثر من آية .. ومن جملتها قوله جل وعلا: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [فاطر:44].
وقوله سبحانه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا [محمد:10].
إلا أنه على الإنسان في حالة ذهابه إلى هذه الأماكن ألا يدخلها مسروراً ولا فرحاً، كما يفعل بعض من يذهبوا لتلك الأماكن بقصد النزهة والترفيه، وإنما عليه أن يأتيها للاعتبار بما حل بأصحابها من العذاب لمخالفتهم أمر الله عز وجل لينصرف عنها سريعاً مظهرا الحزن والبكاء، لما ثبت في البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم.
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث الحث على المراقبة والزجر عن السكن في ديار المعذبين والإسراع عند المرور بها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
وفي المصدر ذاته
والواجب تجاه الأمكنة التي نزل فيها العذاب:
- عدم دخول هذه الأمكنة إلا مع البكاء والخشية، أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا على هؤلاء القوم -أصحاب الحجر- إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
- الاتعاظ والتفكر والاعتبار بما جرى لهم والحذر من سلوك سبيلهم، وقد بوب الإمام النووي في الأذكار على الحديث السابق، باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك.
- عدم الشرب والعجن من آبارها، فعن ابن عمر قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم، فأمرهم بإهراق القدور, وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة. رواه أحمد.
- الإسراع في المرور بأمكنتهم إذا اضطر الإنسان إلى المرور بها مع تغطية الرأس: كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/454)
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 09:30 ص]ـ
الأخ / العدوي
جزاك الله خيرا على المشاركة.
الأخ / أبا القاسم المصري
جزيت خيرا على النقل المفيد.
وفي انتظار المشاركات من الإخوة طلبة العلم ..
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[27 - 09 - 09, 09:48 ص]ـ
أخي الفاضل: العدوي
هلّا اسميت لنا من هو هذا .. داعية الضلال؟ حتى نحذره!!
ـ[العدوي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:25 م]ـ
الكلام أخي الكريم من أوله على المدعو: عمرو خالد
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:09 م]ـ
أسأل الله أن يهديه وأن يعصمه من فتنة الشيطان والله أعلم بما يستحق هذا الرجل من النعيم أو العذاب فيارب إن كان هذا الرجل يحبك ويحب نبيك ويريد اتباع السنة فيسر هذا عليه وإن كان غير ذلك فاصرفه عن المسلمين واصرفهم عنه
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:29 م]ـ
الكلام أخي الكريم من أوله على المدعو: عمرو خالد
اسأل الله لنا وله ولكل مسلم الإستقامة على هدي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
لعل من يعرف هذا الرجل من قريب مناصحته وتبيين خطئه ..(57/455)
الشنقيطي بعد فراره من ملتقى أهل الحديث من مناظرة يعود مرة أخرى .............
ـ[محمد الأدهسي الشنقيطي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:05 م]ـ
محمد المختارالشنقيطي بعد فراره من ملتقى أهل الحديث من مناظرة حول كتاب (الخلافاتالسياسية بين الصحابة) مع الأخ الفاضل الشيخ / سليمان الخراشي والأخ الفاضل الشيخ عبدالله الشنقيطي (الرابط: ـ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64591 ـ)
هاهو يطل علينا برأسه من جديد مهاجما تيارا مليئا بالعلماء والدعاة والمصلحين وإن وجد في بعض أفراده انحرفا في العقيدة أو المنهج أو السلوك لا يعني ذالك أن الجميع كذالك فحري بالشنقيطي أن لا يعمم وألا يقع في أعراض الصحابة و ألا وألا ......... وحري بالشنقيطي أن يتذكر الشاعر! حين قال: إن العالم الإسلامي اليوم يقع ضحية لنوعين من السلفية هما "السلفية الملكية" و"السلفية الفوضوية" وأن يتذكر قول الشاعر1:
مهما يكن في نهجهم منالجنَفْففيهمُ بعدُ موطأ الكَنَفْ
وفيهم العبّادُ من كلحنيفْ مقدّمٌ في الشرع بالفتحالمَنيفْ
دمُوعهم على الخدود جاريهْوهم قيامٌ عند كلساريهْ
وكم هدَوْا لشرْعة الإسلاممن كان في الأنصاب والأزلام
هُمُ كَفَوْا في الفرض كل علَمِأصبحَ فرضُه بيانَالثلمِ
وأنكروا مناكرا أوْراها مَشيخَةٌ قد وَقَفُواوراها
وانْظُرْ إلى فوائدٍ ملموسهْكانت قُبيل عهدهممرْموسهْ
قد أصّلوا النهج بقولٍ فصْلِوقطعوا مدعيا للوصْل
ولكن نسأل الله للشنقيطي الرجوع والإنابة وان يرزقه الهدى والتقى وإليكم أيها الأحبة شذرات من مقاله: يقول: محمد بن مختار الشنقيطي إن العالم الإسلامي اليوم يقع ضحية لنوعين من السلفية هما "السلفية الملكية" و"السلفية الفوضوية" حيث تركز الأولى على دعم الأنظمة السياسية الحاكمة تحت شعارات الوحدة والتحذير من الفتنة، بينما تتجه "السلفية الفوضوية" إلى "خروج شامل يستهدف السلطة والمجتمع معا وكذا النظام الدولي دون أن تملك رؤية تغيرية بديلة للواقع الذي تثور عليه وأردف الشنقيطي "حتى السلفية الفوضوية التي ثارت على الأنظمة وعلى المجتمعات تجدها تسوغ الاستبداد السياسي في خطابها تسويغا كبيرا، وتخلط بين الجانب القانوني والجانب الأخلاقي من الشريعة خلطا عظيما، وتسعى إلى بناء أنظمة شمولية تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة الناس العامة والخاصة". وأضاف الشنقيطي لقد آن الأوان لهذه الجماعات أن تتقي الله في شعوبها، و تسير على بصيرة فيما تطمح إليه من تغيير لقراءة نص المقابلة يمكنكم الذهاب إلى هذا الرابط
[/ URL]
ملاحظة المقابلة المنشورة ليست للإمام العلامة الشيخ الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي الذي سكن في المدينة النبوية وعاش فيها ويدرس في المسجد النبوي الشريف حاليا وإنما هي للمفكر محمد المحتار الشنقيطي الذي درس في الولايات المتحدة وسكن فيها وعاش فيها فترة من الزمن
وقد رد عليه الأخ الفاضل باب أحمد ولد محمد ولد أدي وفي رده عليه شبه بين في الأسلوب والطريقة والشكل والمضمون برد ابن عمهالعلامة المحدث الفقيه الأصولي السلفي الدكتور: محمد ولد أحمد ولد سيد أحمد المعروفبمحمدالشاعر الشنقيطي ولا غرابه ابن عمه وشيخه راجع الرابط في الأسفل
وحينما قرأت رد باب أحمد تذكرت قول بن عمه الشاعر
فكلما دبّ لشركقاصدُ هبّ له في الأفْق نجمٌ راصدُ
وإليكم شذرات من رد باب أحمد ولد محمد ولد أدي والذي هو بعنوان
محمد بن المختار الشنقيطي .. من المخاض إلى الفوضوية
جاء فيه ولكن يا للهول ... ويا للصدمة ... ويا للمفاجأة .... مالي ألاقي هشيما وجدبا ... هشيما من الأفكار ... وجدبا من الذوق الرفيع والخلق القويم ... إذ لاح أمام ناظري عنوان يتصدر الصفحة بالخط العريض "الشنقيطي: لا مستقبل لـ"السلفية الفوضوية"" ... أعدت القراءة مرة تلو الاخرى ... فقد أكون واهما ... أو خانني بصري ... اتهمت نفسي في البدء سعيا لبراءة "إخواني"!.
واصلت القراءة ... ومع كل فقرة تزداد الصدمة ... ويثقل وقع المفاجأة ... فأنا فعلا أمام إساءة وتحامل خارج السياق توقيتا ومضمونا ... مقابلة لا تتواءم وظرفيها الزماني (ثاني أيام العيد) والمكاني (موقع الأخبار أنفو) ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/456)
فالعيد السعيد بإطلالته الجميلة فرصة للتسامح والتصافي بين المسلمين عامة، وحملة هم الاسلام خاصة، فما بال العيد أضحى مناسبة للتحامل واللمز والغمز ظلما وعدوانا، وبطريقة فجة تفتقد الذوق وتخلو من أدب النصح.
كما أن المسلمين تخرجوا لتوهم من مدرسة الصيام بما تكسبه من تقوى وتورثه من خشية، فكان من غير المتوقع أن تكون "صدقة فطر الشنقيطي" و"عيديته" استطالة في أعراض خيرة الامة وحملة مشعل الهداية بهذا الاسلوب، ويكون "أهل الأخبار" من يقدمها، فهلا كسوا ألفاظها بقليل من المجاملة لتكون أدعى للقبول، طعمة لفقراء الأفكار من "الملكيين" و"الفوضويين"، وطهرة للعلامة الدكتور وجبرا "لصيامه في بيئة غير ملكية ولا فوضوية".
لقد زاد من وقع المقابلة كون الموقع واجهة إعلامية لتيار إسلامي معروف وبالتالي لن تفهم إلا في إطار كونها ركوبا لموجة الهجوم على كل ما هو إسلامي باسم
الارهاب والتطرف ومحاولة لتحقيق أهداف حركية ضيقة بطريقة غير شريفة، مع السقوط في فخ نصبه المحافظون الجدد، بل لا خفاء ولا سر في طلبهم جهارا نهارا بأن يكون هذا التيار حربا على إخوانه يقوم بدور الوكالة القذرة، وقد ثمنوا جهوده الفكرية في هذا الصدد، رغم استقلالهم للجهود العسكرية في العراق وأفغانستان مثلا.
ويتابع الأستاذ /باب أحمد قائلا والمطلع على الانتاج العلمي والفكري والسيرة الذاتية للشنقيطي يدرك دون كبير عناء فداحة تقديمه مرشدا ومشددا لما تركت أفكاره من أثر سيء وأثارت من شبهات، وعهدي به قريب وهو غير حاصل على شهادة الدكتوراه، ولو أني أضفت حرف الدال لاسمي لأني طالب دكتوراه لكنت مدلسا متشبعا بما لم أعطه.
أما صدور مثل هذا الكلام من الشنقيطي فلم يفاجئني لجملة أسباب منها أنه كاتب خارج الاقواس, لم يرض عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد رضي الله عنهم، فكيف يرضى عن من تبعهم بإحسان، ويعتبره خصومه على الأقل ذا نزعة رافضية اعتزالية، وقد طردته جامعة الايمان اليمنية التي يقوم عليها فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله، بعدما اكتشفت جزء من انحرافاته الفكرية وجرأته على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية رضي الله عنه الذي يصفه بقوله: "على أن دور معاوية أكبر من مجرد الخروج على الجماعة ومنازعة الأمر أهله، فهو الذي أرسى نظام الملك بديلا عن دولة الخلافة، فسن في الإسلامي تلك السنة السيئة، وفتح بها أبوابا من المظلم التي لم تتوقف، ومن الدماء التي لم تجف منذ أربعة عشر قرنا، وأخرج بناء السلطة من إطار مبادئ الشرع: كالشورى والبيعة والعدل .. إلى منطق القوة وقانون الغاب، وهو أمر لا يزال المسلون يعيشون مساوئه إلى اليوم، فسواء تأولنا لمعاوية في مواقفه خلال الفتنة أم لم نتأول، فإن سلوكه السياسي اللاحق ليس مما يمكن التأول له .... فقد كانت الفتنة التي قادها معاوية هدما لأركان الخلافة الراشدة، لكن ما فعله معاوية بعد الفتنة من توريث السلطة لابنه بالترغيب والترهيب كان أسوأ أثرا، لأنه إرساء لبناء جديد منحرف على أنقاض تلك الخلافة وسد لأبواب استردادها، فليتكلف المتكلفون ما شاءوا في تأويلهم لما حدث أثناء الفتنة، لكنهم لن يجدوا ما يتأولونه لما حدث بعد ذلك، إذا كانوا حقا ممن يجعل قدسية المبادئ فوق مكانة
إن مضمون كلام الشنقيطي قديم لا يحمل جديدا غير عباراته الفجة ... فقد درج على إطلاق فقاعات با لونية كبرى ... لكنها خواء ... لا تلبث أن تنفجر في الهواء ... فمشروعه "ترميم الذاكرة" لم ينجح في ترميم حتى ذاكرته هو، ومشروعه "الفقه السياسي" يحمل كل شيء إلا الفقه والسياسة، تكفي إطلالة عجلى على موقعه الالكتروني لإدراك ذلك، فالشنقيطي إذن عملاق رجلاه من طين ... يحمل مشاريع كبرى لفظا خواء فكرا ومنهجا، قوامها مقالات صحفية من هنا وهناك لا يربطها زمام أو خطام، يحسنها من أتقن فن القص واللصق، هذه حقيقته ... إنه مجرد كاتب صحفي ومتحدث إعلامي ما في ذلك من شك، أما اعتلاء منابر ترشيد صحوتنا الغراء فما هو له بأهل.
من المخاض إلى الفوضوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/457)
أذكر أني حين نشر الشنقيطي في مجلة العصر 2001 مقاله الشهير بعنوان "مخاض الفكر السلفي" هممت بالتعليق على بعض أفكاره فمنعني إخوة من "الملكيين" و"الفوضويين" حرصا منهم على عدم إشغال الساحة بالردود والردود المضادة وحفظا للصف الاسلامي مما يشوش على لحمته؟!!! .... فأي الفريقين أحق بالفوضوية .... ما لكم كيف تحكمون؟ ...
فالشنقيطي منذ مخاضه العسير منذ قرابة العقد حتى فوضويته الحالية هو هو ما تغير ولا تبدل ... ولا تاب ولا أناب ... رغم نصح الناصحين ... لذا فإن تقديمه اليوم بهذه الطريقة خطيئة تستوجب التوبة والاعتذار لمن أحرق ثيابَهم كيرُه ... أو وجدوا منه ريحا خبيثة.
لقد كانت المقابلة كذلك مسيئة لقطاع عريض من فقهاء ومحدثي وأوصوليي ملة الاسلام ممن يمكن اعتبارهم سلفية علمية، واتهام صريح لهم بالعمالة للحكومات، وهي إساءة بالغة فيها ظلم وإجحاف، فغالب هؤلاء من العلماء الربانيين حراس الشريعة، وليسوا بالضرورة ضمن تيار حركي، حالهم نفس حال فقهائنا التقليديين ممن لم يقحمهم الكاتب ولم يطلب منهم ما ليس بالإمكان ....
أما التحامل فيبدو جليا في كون الكاتب يدرك قبل غيره استحالة حشر كل الاتجاهات السلفية في من عناهم "بالملكيين والفوضويين"، فلماذا التجاهل مثلا لاتجاه السلفية
الإصلاحية.
وأخيرا أخي القارئ العزيز
لقد ركزت في هذه العجالة على كشف عوار الفكرة العامة للمقابلة، والتي عليها تدور، فهو ما سمح به الوقت، ودواعي كتابة السطور ما يلي:
1ـ واجب النصح والترشيد للكاتب
2 ـ أن الأمة تواجه هجمة شرسة من أعدائها الخارجيين وهي في أمس الحاجة إلى من يحنُو عليها حُنُو المرضعات على الفطيم ... لا من يذكي أسباب الفرقة وعوامل الشقاق.
3 ــ موضوع آخر يشغل بالي منذ بعض الوقت ... يحتاج جهد كل رجل رشيد ... أستحيي أحيانا من مجرد التفكير فيه ... والآن أبوح به مطأطئا رأسي ... فأقول: إن لم تتداركنا رحمة من الله ثم يقظة من أولي الأحلام والنهى واستمر الاحتراب بين التيارات الاسلامية على هذا النحو فإنهم عما قريب سينشغلون بأنفسهم عن غيرهم كليا وهو ما يسهم فيه أمثال الشنقيطي ... وليست أحداث غزة عنا ببعيد ... فاللهم سلم سلم.
يا رحمة الله حلي في منازلنا ... وجاورينا فدتك النفس من جار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
1ـ راجع ترجمة الشاعر [ URL]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179618 (http://alakhbar.info/8414-0--FAB--0-FCC0F-F5FC0-F0-FCC-F5C-5C.html)
ـ[محمد السقار]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:21 ص]ـ
ملاحظة المقابلة المنشورة ليست للإمام العلامة الشيخ الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي الذي سكن في المدينة النبوية وعاش فيها ويدرس في المسجد النبوي الشريف حاليا وإنما هي للمفكر محمد المحتار الشنقيطي الذي درس في الولايات المتحدة وسكن فيها وعاش فيها فترة من الزمن
بوركت .. !
ـ[يوسف الفلسطيني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
يا حبذا التوضيح بين أسماء الشناقطة لأن الأسماء تتداخل بين عالم و متعالم
جزيتم خيرا
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:06 ص]ـ
اخي بارك الله فيك
ارجو ان توضح الاسماء
لاني فوجئت عندما قرات الاسم؟؟
بارك الله فيك
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:08 ص]ـ
أنا أيضاً دهشت عندما قرأت الاسم ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
وهدى الله صاحب (الخلافات .. ) ..
وليته يستغل وجوده في أمريكا لنشر الإسلام .. بدلاً من مهاجمة السلفية بين فينة وأخرى .. !
ومن تواضع .. ارتفع.
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:04 ص]ـ
وانا دهشت وما صدقت
حتى من رد الاخ محمد المختار الشنقيطي نفسه فاسلوبه مختلف عن العلامة محمد المختار الشنقيطي الاخر
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:10 ص]ـ
تعجيت في بداية قراتي للموضوع، هل الشيخ محمد الشنقيطي هو المعني أم لا؟!!
لأن القنوات الإسلامية السلفية تبث له محاضرات ودروس، فقلت في نفسي كيف تسمح له بالظهور على شاشاتها وهو بهذا الفكر الضال المنحرف، لكن بفضل الله لم يكن هو؛ بتوضيح الأخوة ... فجزااااااكم المولى الخير كله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:37 م]ـ
أرجوا التوضيح أخي الحبيب لأن الشيخ محمد الشنقيطي كما اسلف الأخوة
يظهر على القنوات السلفيه ويلقي فيها محاضرات فإن كان بهذا الفكر الضال
والمنحرف فكيف تسمح له؟؟؟
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:45 م]ـ
الأولى أن يقال الكاتب أو المحلل / محمد المختار الشنقيطي، حتى يقع التمييز
والحقيقة هو محلل سياسي في قناة الجزيرة (أعني موقعهم على الشبكة العنكبوتية)
له فهم خاطئ حول الحركات الإسلامية المعاصرة ... من حيث منهجيتها ومرجعيتها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/458)
ـ[ابو عبدالعظيم الصالحي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:56 م]ـ
اللهم اهديه
ـ[أبو حازم أحمد الأثرى]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:17 ص]ـ
ارجو من المشرف الكريم تغيير اسم الموضوع
ـ[علي سعيد الغامدي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:54 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأدهسي الشنقيطي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1120310#post1120310)
ملاحظة المقابلة المنشورة ليست للإمام العلامة الشيخ الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي الذي سكن في المدينة النبوية وعاش فيها ويدرس في المسجد النبوي الشريف حاليا وإنما هي للمفكر محمد المحتار الشنقيطي الذي درس في الولايات المتحدة وسكن فيها وعاش فيها فترة من الزمن
بوركت .. !(57/459)
إشكالان في شروط التوبة النصوح
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:33 م]ـ
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله:
التوبة النصوح: هي التوبة الصادقة. وحاصلها أن يأتي بأركانها الثلاثة على الوجه الصحيح، بأن يقلع عن الذنب إن كان ملتبسا به، ويندم على ما صدر منه من مخالفة أمر ربه جل وعلا، وينوي نية جازمة ألا يعود إلى معصية الله أبدا.
اعلم أنه لا خلاف بين أهل العلم في أنه لا تصح توبة من ذنب إلا بالندم على فعل الذنب، والإقلاع عنه، إن كان ملتبسا به كما قدمنا أنهما من أركان التوبة،
وكل واحد منهما فيه إشكال معروف، وإيضاحه في الأول الذي هو الندم، أن الندم ليس فعلا، وإنما هو انفعال، ولا خلاف بين أهل العلم في أن الله لا يكلف أحدا إلا بفعل يقع باختيار المكلف، ولا يكلف أحدا بشىء إلا شيئا هو في طاقته؛ كما قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
وإذا علمت ذلك، فاعلم أن الندم انفعال ليس داخلا تحت قدرة العبد، فليس بفعل أصلا، وليس في وسع المكلف فعله، والتكليف لا يقع بغير الفعل، ولا بما لا يطاق، كما بينا.
والجواب عن هذا الإشكال: هو أن المراد بالتكليف بالندم التكليف بأسبابه التي يوجد بها، وهي في طوق المكلف، فلو راجع صاحب المعصية نفسه مراجعة صحيحة، ولم يحابها في معصية الله لعلم أن لذة المعاصي كلذة الشراب الحلو الذي فيه السم القاتل، والشراب الذي فيه السم القاتل لا يستلذه عاقل لما يتبع لذته من عظيم الضرر وحلاوة المعاصي فيها ما هو أشد من السم القاتل، وهو ما تستلزمه معصية الله جل وعلا من سخطه على العاصي، وتعذيبه له أشد العذاب، وعقابه على المعاصي قد يأتيه في الدنيا فيهلكه، وينغص عليه لذة الحياة، ولا شك أن من جعل أسباب الندم على المعصية وسيلة إلى الندم، أنه يتوصل إلى حصول الندم على المعصية، بسبب استعماله الأسباب التي يحصل بها.
فالحاصل أنه مكلف بالأسباب المستوجبة للندم، وأنه إن استعملها حصل له الندم، وبهذا الاعتبار كان مكلفا بالندم، مع أنه انفعال لا فعل. ومن أمثلة استعمال الأسباب المؤدية إلى الندم على المعصية، قول الشاعر وهو الحسين بن مطير:
فلا تقرب الأمر الحرام فإنه ... حلاوته تفنى ويبقى مريرها
ونقل عن سفيان الثوري رحمه الله أنه كان كثيرا ما يتمثل بقول الشاعر:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
وأما الإشكال الذي في الإقلاع عن الذنب، فحاصله أن من تاب من الذنب الذي هو متلبس به، مع بقاء فساد ذلك الذنب، أي: أثره السيىء هل تكون توبته صحيحة، نظرا إلى أنه فعل في توبته كل ما يستطيعه، وإن كان الإقلاع عن الذنب لم يتحقق للعجز عن إزالة فساده في ذلك الوقت، أو لا تكون توبته صحيحة؛ لأن الإقلاع عن الذنب الذي هو ركن التوبة لم يتحقق.
ومن أمثلة هذا، من كان على بدعة من البدع السيئة المخالفة للشرع المستوجبة للعذاب إذا بث بدعته، وانتشرت في أقطار الدنيا، ثم تاب من ارتكاب تلك البدعة، فندم على ذلك ونوى ألا يعود إليه أبدا، مع أن إقلاعه عن بدعته لا قدرة له عليه، لانتشارها في أقطار الدنيا؛ ولأن من سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووز من عمل بها إلى يوم القيامة، ففساد بدعته باق.
ومن أمثلته: من غصب أرضا، ثم سكن في وسطها، ثم تاب من ذلك الغصب نادما عليه، ناويا ألا يعود إليه، وخرج من الأرض المغصوبة بسرعة، وسلك أقرب طريق للخروج منها، فهل تكون توبته صحيحة، في وقت سيره في الأرض المغصوبة قبل خروجه منها؛ لأنه فعل في توبته كل ما يقدر عليه، أو لا تكون صحيحة؛ لأن إقلاعه عن الغصب، لم يتم ما دام موجودا في الأرض المغصوبة، ولو كان يسير فيها، ليخرج منها.
ومن أمثلته: من رمى مسلما بسهم، ثم تاب فندم على ذلك، ونوى ألا يعود قبل إصابة السهم للإنسان الذي رماه به بأن حصلت التوبة والسهم في الهواء في طريقة إلى المرمى، هل تكون توبته صحيحة؛ لأنه فعل ما يقدر عليه، أو لا تكون صحيحة؛ لأن إقلاعه عن الذنب لم يتحقق وقت التوبة، لأن سهمه في طريقه إلى إصابة مسلم، فجمهور أهل الأصول على أن توبته في كل الأمثلة صحيحة؛ لأن التوبة واجبة عليه، وقد فعل من هذا الواجب كل ما يقدر عليه، وما لا قدرة له عليه معذور فيه؛ لقوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، إلى آخر الأدلة التي قدمناها قريبا.
وقال أبو هاشم، وهو من أكابر المعتزلة كابنه أبي علي الجبائي: إن التائب الخارج من الأرض المغصوبة آت بحرام، لأن ما أتى به من الخروج تصرف في ملك الغير بغير إذن، كالمكث، والتوبة إنما تحقق عند انتهائه إذ لا إقلاع إلا حينئذ، والإقلاع ترك المنهي عنه، فالخروج عنده قبيح؛ لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه، وهو مناف للإقلاع، فهو منهي عنه، مع أن الخروج المذكور مأمور به عنده أيضا، لأنه انفصال عن المكث في الأرض المغصوبة، وهذا بناه على أصله الفاسد، وهو القبح العقلي، لكنه أخل بأصل له آخر، وهو منع التكليف بالمحال فإنه قال: إن خرج عصى، وإن مكث عصى، فقد حرم عليه الضدين كليهما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/460)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[12 - 08 - 10, 04:16 م]ـ
ما شاء الله تعالى .... مشاركة حلت الكثير من التساؤلات
جزاكم الله خيراً ...
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[12 - 08 - 10, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:41 ص]ـ
وأنتم فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم أيها الأحبة!(57/461)
قبور ومشاهد مكذوبة (4): قبر حواء في مدينة جُدة (ومقال نادر للشيخ إسماعيل الأنصاري)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة للحلقات السابقة من هذه السلسلة التي ابتدأها أخي الشيخ عبدالله زقيل – جزاه الله خيرًا -، هنا:
http://saaid.net/Doat/Zugail/270.htm
ثم تبعته بحلقتين عن: " مشهد رأس الحسين بمصر "، و " قبر زينب بمصر ":
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/13.htm
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/26.htm
فهذه الحلقة الرابعة عن القبر المزعوم لأم البشر حواء – رحمها الله - في مدينة جُدة بالمملكة العربية السعودية. والذي يظهر – والله أعلم - أن سبب اخترع هذا القبر الأسطوري، أن مخترعه رأى في بعض التواريخ؛ كتاريخ الطبري (1/ 79 – 80): أن الله عز وجل " أهبط آدم بالهند، وحواء بجُدة "؛ فناسب عنده أنها ماتت بها، فليُخترع لها قبر! وقد أحسن الطبري – رحمه الله - عندما أتبع الأقوال في الأرض التي أُهبط إليها – آدم وحواء - بقوله: " وهذا مما لا يُوصل إلى علم صحته إلا بخبر يجيء مجيء الحجة، ولا يُعلم خبرٌ في ذلك ورد كذلك، غير ما ورد من خبر هبوط آدم بأرض الهند، فإن ذلك مما لا يدفع صحته علماءُ الإسلام وأهل التوراة والإنجيل، والحجة قد ثبتت بأخبار بعض هؤلاء ". وذكر الهمداني في " صفة جزيرة العرب " (ص 223) أن حواء توجهت من جدة إلى عرفة، فتعارفت هي وأبو البشر عندها؛ فسميت عرفة.
وبعد اختراع القبر، جاء دور التعظيم له من الصوفية والجهلة، فبنيت عليه القبة، وتوارث هذا اللاحق عن السابق. قال ابن جبير في " رحلته " (ص 47) متحدثًا عن جُدة: " وبها موضع فيه قبّة مشيَّدة عتيقة، يُذكر أنه كان منزل حواء أم البشر، صلى الله عليها، عند توجهها إلى مكة، فبني ذلك المبنى عليه، تشهيرًا لبركته وفضله، والله أعلم بذلك ". وذكره ابن المجاور في رحلته " تاريخ المستبصر " (ص 43).
وقد علّق الفاسي في " شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام " (1/ 141 – 142) على قول ابن جبير السابق: " ولعل هذا الموضع هو الموضع الذي يُقال له: قبر حواء، وهو مكان مشهور بجدة، أن لا مانع من أن تكون نزلت فيه، ودُفنت فيه، والله أعلم، وأستبعد أن يكون قبر حواء بالموضع المشار إليه، لأن ابن جبير لم يذكره، وماذاك إلا لخفايته عليه، فهو فيما بعد رحلته من الزمن أخفى، والله أعلم ".
وعلّق الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري في كتابه " تاريخ مدينة جُدة " (ص 9 - 10) على ابن المجاور بقوله: " لاحظنا أن المؤلف عني بإثبات أمرين: أحدهما: القبر المزعوم أنه لحواء أم البشر، والمؤلف يعتقد أنه حقيقي "، وقال (ص 38): " ويلاحظ أن ابن المجاور ضعّف الرواية القائلة بتسمية جُدة باسم أم البشر حواء، حيث ساقها بصيغة قيل، والحقيقة أنها رواية أسطورية محضة، فقد نفاها الثقات نفيًا باتًا، ولا يُعقل أن يظل قبر أم البشر معروفًا حتى اليوم! وابن المجاور نفسه وقع من هذه الرواية في تناقض لم يشعر به، فهو ضبط اسم البلدة بضم الجيم، ثم أورد أنها سُميت بهذا الاسم المضموم الجيم؛ لدفن أم البشر بها! أي جَدة البشر – بفتح الجيم -، فهذا تناقض واضح، يدل على سقوط الرواية الأسطورية ".
وقال (ص 39): " يجب أن نُلاحظ أن كلاً من الهمداني وابن جبير، نفيا ضمنًا أن تكون القبة على قبر حواء، وإنما أوردا أن الموضع كان منزلاً لها فقط تسكنه في حياتها، وهو أمر يُخالف رواية الزاعمين أنه موضع قبرها على كل حال ".
قلت: وتعرض الأستاذ محمد لبيب البتنوني في " الرحلة الحجازية " لهذه المسألة، فقال – بعد أن وصف القبر المزعوم – (ص 78 – 81): " وهناك مر بخاطري أن هذا المكان ربما كان لقضاعة فيه قبل الإسلام هيكل لحواء أم البشر، يعبدونها فيه، كما كانت هذيل تعبد سواع بن شيث بن آدم، وهذيل كما لا يخفى في جنوب وشمال مكة .. وكانت مساكن قضاعة فيما بينهم .. وعليه؛ فلا يبعد أن قبر حواء، كان من الهياكل المقدسة في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، ومحا أثر الشرك من هذه البلاد، ودالت به دولة الوثنية، وهُدمت هياكلها التي كان من ضمنها بالطبع هذا الهيكل، بقي أثره في نفوس القوم، برًا بحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/462)
الأمومة، وأقاموا له قبة، لا ندري متى كان تشييدها؛ لتكون مزارًا للناس .. ".
ثم أخبر أن الشريف عون الرفيق – أحد حكام مكة قبل الدولة السعودية – أراد هدم القبة، فـ " قام في وجهه قناصل الدول – أي الغربية -، وحالوا بينه وبينها؛ بدعوى أنها ليست أم المسلمين وحدهم "!! ونقلها عنه أمين الريحاني في كتابه " ملوك العرب " (ص 59)
قلت: ما أراد فعله الشريف عون كان تأثرًا منه – رحمه الله – بنصائح الشيخ السلفي أحمد بن عيسى - رحمه الله -. قال الشيخ عبدالله البسام عند ترجمته للشيخ أحمد بن عيسى: " لم يقتصر نشاط المترجَم على دعوة الأفراد، حتى اتصل بأمير مكة الشريف عون الرفيق، وكلمه بخصوص هدم القباب والمباني التي على القبور والمزارات، وشرح له أن هذا مخالف للإسلام، وأنه غلو وتعظيم للأموات يُسبب فتنة الأحياء وبث الاعتقادات الفاسدة فيهم، فما كان من الشريف عون إلا أن أمر بهدم القباب التي على القبور، عدا قبة القبر المنسوب إلى خديجة - رضي الله عنها-، والقبر المنسوب إلى حواء في جدة، فأبقاهما خشية من الفتنة، وصار المترجَم بسبب علمه وعقله ونصحه مقرباً من الشريف عون، يُجله ويقدره ويعرف له فضله وحقه ". " علماء نجد خلال ثمانية قرون " (1/ 440).
وما لم يستطعه الشريف عون، استطاعه الملك عبدالعزيز، ورجاله الموحدين – ولله الحمد -. قال الأستاذ محمد علي مغربي في كتابه " أعلام الحجاز " (3/ 138): " أدركت قبر السيدة حواء أم البشر بمدينة جدة في أوائل الأربعينات من القرن الهجري الماضي، تتوسطه قبة عظيمة، ومن أمام القبة وخلفها ممر طويل، ويدخل الناس والحجاج خاصة لزيارة أمنا حواء في الحجرة التي تعلوها هذه القبة، وقد زُينت هذه الحجرة بالستائر، وأُطلق فيها البخور، ويتولى أحد المشايخ، وكان في ذلك العهد من بيت القاضي بجدة، إدخال الحجاج، وتلقينهم الدعاء للزيارة، ويتقاضى الشيخ المذكور من الزائرين النقود التي يدفعونها مكافأة له! وحينما استولت الحكومة السعودية على الحجاز، ودخل الملك عبد العزيز مدينة جدة سنة 1344هـ، كان من أوائل الأعمال التي قامت بها الدولة السعودية هدم ما يُسمى قبة حواء، وقفل الزوايا المنسوبة إلى الطرق الصوفية، وإبطال البدع التي كانت سائدة في ذلك الزمان، والتي كان يتقرب بها الناس ـ كما يظنون ـ إلى الله تعالى ".
وقال (3/ 184 – 185) - بعد أن ذكر بعض القبور بجدة -: " كان السذج من الناس يزورون هذه القبور التي ذكرها الحضراوي، والتي كانت منتشرة بمدن الحجاز كلها، وينذرون لها النذور، وهذه كلها من البدع الضالة المضلة التي دخلت على المسلمين، واستغل القائمون على هذه القبور سذاجة الناس وغفلتهم، وجهلهم بالدين الصحيح؛ فأقاموا القباب على هذه القبور، واستولوا على ما يَرِدُ لها من أموال النذور، وكل هذا ليس من الدين الصحيح في شيء، بل هو مدعاة للانحدار إلى هاوية الشرك والعياذ بالله تعالى، فالله تعالى هو الضار وهو النافع، والدعاء يجب أن يكون له وحده تعالى دون وسيط أو شريك، وقد أزيلت هذه القبور وما عليها من القباب، وانتهت تلك البدع الضالة المضلة، حينما قامت الحكومة السعودية - بعد انضمام الحجاز إليها - بإزالة تلك القبور والقباب، فسلمت للناس عقائدهم من الشوائب والانحرافات ".
رحم الله الأستاذ المغربي عن هذا الكلام الناصح، ورحم الله الملك عبدالعزيز، والعلماء والرجال الموحدين الذين عاونوه على القضاء على هذه البدع والخرافات والشركيات، التي صرفت المسلمين عن تحقيق التوحيد لرب العالمين.
ختامًا: لقد أحسن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي، عندما طالب بتغيير اسم مقبرة "أمنا حواء" بجُدة؛ بسبب ترسيخها للوهم السابق. وأعانه الله على القيام بذلك، رغم ثورة بقايا المتصوفة عليه - هداهم الله -.
مقال الشيخ
إسماعيل الأنصاري،
تعليقًا على كتاب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري – رحمهما الله - " تاريخ مدينة جُدة "،
نشره الأستاذ عبدالقدوس ضمن ملاحق كتابه، (ص 665 – 667)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/463)
" أرخ الأستاذ البحاثة عبدالقدوس الأنصاري مدينة جُدة بتاريخ قيم، استوفى فيه النواحي التي تهم القارئ، كما تجنب طريقة من يرى من المؤرخين حصر مهمة التاريخ في مجرد أداء ما وصل إلى المؤرخ كما وصل، دون نقد وتمحيص، ولذلك نرى عبدالقدوس الأنصاري يتعقب في هذا التاريخ كل ما يتنافى من كتابات من قبله مع الوضع اللغوي أو العقل أو الشرع أو التاريخ الصحيح، ولذلك ففي الكتاب شواهد كثيرة منها ما يلي:
1 - ذكر في ص38 ضمن الأقوال في ضبط جيم – جُدة – ضبطها بالكسر .. وتعقب ذلك بأن المعاجم اللغوية والتاريخية العربية أجمعت كلها على القول بضم الجيم، مع معرفة أصحابها وإيرادهم لصيغة جِدة المكسورة الجيم، والمقصود بها لغوياً الطريقة .. وقد وجدنا فيما وقفنا عليه من كتب "غريب الحديث" مثل ما نقله مؤرخ جُدة عن المعاجم اللغوية، ففي النهاية لابن الأثير، وتلخيصها: " الدر النثير" للسيوطي ما نصه: "الجُد بالضم شاطئ النهر والجُدة أيضاً، وبه سميت جُدة التي عند مكة ".
2 - ذكر في ص38 تعليل من علل تسمية جُدة بضم الجيم بأنها مدفن جَدة البشر حواء عليها السلام، واستبعد ذلك من ناحية الوضع اللغوي بأن ضم الجيم لا يتلاءم مع هذا التعليل، ومن الناحية الأخرى صرح بإبطال كون قبر حواء بجُدة، وهذا الموقف هو الذي سلكه كثير من العلماء منهم الشهاب الخفاجي في " شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل"، قال في الكلام على اسم "جُدة": العامة تفتح الجيم وتزعم أنه سمي بها؛ لأن حواء مدفونة بها، ولا أصل له كما صرحوا به، واستبعد الفاسي في " شفاء الغرام " ج1 ص88 كون قبر حواء بالموضع الذي يُدَّعَى أنه هو فيه بجُدة، قال: " وأستبعد أن يكون قبر حواء بالموضع المشار إليه؛ لأن ابن جبير لم يذكره، وما ذاك إلا لخفائه عليه، فهو فيما بعد رحلته من الزمن أخفى، والله أعلم ".
ومما يُشكك في دفن حواء بجُدة: ما ذكره ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية" ص98 قال: " ويُقال أن نوحاً عليه السلام لما كان زمن الطوفان حمله هو – أي آدم - وحواء في تابوت فدفنهما ببيت المقدس، حكى ذلك ابن جرير ".
وفي تاريخ ابن جرير الطبري ج1 ص109 ما نصه: وذُكر أن حواء عاشت بعده ـ أي بعد آدم عليه السلام ـ سنة، ثم ماتت رحمها الله، فدُفنت مع زوجها في الغار ـ يعني غار أبي قبيس ـ، وأنهما لم يزالا مدفونَين في ذلك المكان حتى كان الطوفان، فاستخرجهما نوح وجعلهما في تابوت، ثم حملهما معه في السفينة، فلما غاضت الأرض الماء ردهما إلى مكانهما الذي كانا فيه قبل ذلك".
ونقل الفاسي في " شفاء الغرام" من خط الذهبي في الجزء الذي ألفه في تاريخ مدة آدم وبنيه ج1 ص272 ما لفظه: " وخَلَفَه أي ـ آدم عليه السلام ـ بعده شيث ابنه، وأُنزلت عليه خمسون صحيفة، وعاش تسعمائة سنة، ودُفن مع أبويه في غار أبي قبيس".
وهذا الغار الذي ذكروا دَفن آدم وحواء فيه عليهما السلام، قال العلامة محمد جار الله بن ظهيرة القرشي المكي في كتابه: " الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف": إنه " لا يُعرف الآن".
3 - ذكر مؤرخ جُدة ص383 تعليل ابن المجاور ما ذكره من مضاعفة أجر الصلاة والصدقة في جُدة بوجود قبر حواء فيها .. وقد تعقب مؤرخ جُدة ذلك بالتشكيك في تلك الدعوى، وفي ذلك التعليل، فقال: " إذا كان أجر الصلاة والصدقة يُضاعف في جُدة، فلعل ذلك يعود إلى أنها دار رباط المسلمين، وثغر من ثغور الإسلام الأولى، وباب الحرمين الشريفين، للرباط فيها أجر كبير بالنسبة للرباط ذاته عامة، وبالنسبة للرباط بها من أجل حماية الحرمين الشريفين من تسرب عدوان أي أجنبي، ولا يمكن أن يُعزى ذلك إلى وجود قبرٍ مزعوم لحواء فيها! ".
وكاتب هذه السطور مع مؤرخ جُدة في تشكيكه في تلك الدعوى، وفي رده ذلك التعليل، ولا يُستبعد أن يكون مستند تلك الدعوى من قبيل الروايات التي توضع في فضائل البلدان، وتوسع المؤرخون في نقلها توسعاً انتقده كثير من العلماء؛ منهم الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة". قال: " قد توسع المؤرخون في ذكر الأحاديث الباطلة في فضائل البلدان، ولاسيما بلدانهم، فإنهم يتساهلون في ذلك غاية التساهل، ويذكرون الموضوع، ولا ينبهون عليه، كما فعل الديبع في تاريخه الذي سماه "قرة العيون بأخبار اليمن الميمون"، وتاريخه الآخر الذي سماه "بغية المستفيد بأخبار مدينة زَبيد"، مع كونه من أهل الحديث، وممن لا يخفى عليه بطلان ذلك، فليحذر المتدين من اعتقاد شيء منها أو روايته، فإن الكذب في هذا قد كثر وجاوز الحد. وسببه ما جُبلت عليه القلوب من حب الأوطان والشغف بالمنشأ" اهـ.
قلت: ومن هذا القبيل مما ورد في فضل جُدة: ما رواه ابن حبان عن علي مرفوعاً: " أربعة أبواب من أبواب الجنة مفتَّحة في الدنيا؛ أولها الإسكندرية وعسقلان وقزوين، وفضل جُدة على هؤلاء كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت"، وفي سند هذا الحديث الموضوع، عبدالملك بن هارون الكذاب .. قال الذهبي في الميزان: "السند إليه مظلم فما أدري من افتعله" اهـ.
وأما تعليل مؤرخ جُدة ذلك على فرض ثبوته بما علله به، فيقرب من قول ابن جُريج: " إني لأرجو أن يكون فضل مربط جُدة على سائر المرابط؛ كفضل مكة على سائر البلدان" رواه الفاكهي.
هذا ما أردنا أن نُمثل به، وهو قليلٌ من كثير مما في "تاريخ مدينة جُدة" من تحقيقات، تيقنا بالإطلاع عليها أن مؤرخ جُدة " عبدالقدوس الأنصاري" لم يحذُ حذوَ من يعتمد من المؤرخين على كل ما نُقِلَ، ولو كان جارياً مجرى الخرافات، وأنه قام بواجب التاريخ حق القيام، واللهَ أسأل أن ينفع بهذا الكتاب، إنه قريب مجيب ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/464)
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:36 م]ـ
وقبر آمنة عجل به و هي كما تعلم آمة أخرى متأخرة جداً
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:01 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المقال النفيس. فلطالما كنتُ أبحث عن معلومات حول هذا القبر المزعوم. ولكني كنت أرجع خالي الوفاض, حتى رأيت هذا الموضوع القيم.
بارك الله فيك وسددك.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم، فأهل جدة يسألون عن هذا كثيراً.
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:43 ص]ـ
ختامًا: لقد أحسن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي، عندما طالب بتغيير اسم مقبرة "أمنا حواء" بجُدة؛ بسبب ترسيخها للوهم السابق. وأعانه الله على القيام بذلك، رغم ثورة بقايا المتصوفة عليه - هداهم الله -.
أولاً: أشكر الشيخ: أحمد الغامدي على جهوده الكبيرة في منطقة مكة المكرمة
وأهتمامة بشعيرة من شعائر هذا الدين العظيم [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
مناسبة: قبل أيام من رمضان جاءني قريب من أهل الرياض لكن زوجته من أهل جدة ..
قال لي أما علمت عن قبر أمنا حواء؟ قلت: أين هو، قال: في جُدة .. فضحكت وقلت:
من قال لك هذا؟ قال: كل الناس تعلم أن قبر أمنا حواء في جُدة .. قلت هذه خرافة ولم
يقل بها أحد، ودعك من الخرافات ..
قلت في نفسي (الحين صوفي قبوري مخترعها وناشر إشاعه عنها) بسبب أسم المقبرة ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:39 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك، فمثل هذه الخرافات لا بد أن توأد قبل أن تستفحل وإلا لظهرت البدع والشركيات ..(57/465)
برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر! ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:02 م]ـ
برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر! ..
توطئة:
أعلم أن هذا المبحث سيثير ضغائن الأحبة عليّ, بل قد يفقدني صداقات وصفاء قلوب! ..
ولكني أشهد الله أني وضعته راجياً ما عنده , صابراً على ما سيأتيني من نقد وتجريح وتسفيه ..
كما أنني ما رقمت فيه القلم , ولا حركت الساكن , حسداً أو تعييراً كما يفعل بعض نقّاد العصر! , إنما إنكاراً للمُنْكَر المعلَن (1) , وتشهيراً له, وطعناً فيه, وتحذيراً منه ..
وهذه النظرة بمثابة نصيحة أسديها لمن وقعوا في حبائل هذه المهازل من الشعراء المسلمين الذي نراهم على خير, والله من وراء القصد.
أولاً: تعريفٌ مختصرٌ ببرنامج (أمير الشعراء):
هو برنامج تقيمه الهيئة العامة في (أبو ظبي) مسابقةً في ميدان الشعر العربي الفصيح, ومباراة بين الشعراء من مختلف دول العالم العربي, ورواد شعره من غير جنسه.
ويكون على مراحل تبدأ بتصفية الشعراء المتقدمين للمسابقة إلى خمسة وثلاثين وشاعراً وشاعرة, مع تفاوت في العدد بين الذكور والإناث.
وتبدأ المنافسة بين الشعراء بعد التصفية في (مسرح شاطئ الراحة) بـ (أبو ظبي) , وتستمر إلى أن يبقى خمسة شعراء, يُعطى الفائز الأول "مليون ريال" , والثاني "خمسمائة ألف" , وهكذا دواليك.
وقد بدأ البرنامج قبل ثلاثة أعوام من الآن, وانتهى الموسم الثالث هذا العام (1430هـ) قبل شهر رمضان المبارك.
يقدّم الشاعر في كل مرحلةٍ يصلُ إليها قصيدة, وتحظى بنقد خمسة من "كبار نقاد العالم العربي" ثم يتم تقييمه, حيث تكون نصف الدرجة من لجنة التقييم, ونصفها من نتيجة التصويت الجمهوريّ له؛ فإن حصل على درجة تفوق أقرانه الذين شاركوه في تلك الحلقة, تأهل للمرحلة التي تليها.
وأما عن أهدافهم التي رسموها فهي:
1ـ النهوض بشعر العربية الفصحى، والارتقاء به وبشعرائه، وتثبيته على واجهة الأدب العربي، والترويج له في الأوساط العربية.
2 ـ إحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه كرسالة محبة وبشير سلام.
3ـ استقطاب أكبر عدد ممكن من شعراء العربية الفصحى مشكّلين محكاً ثقافياً فاعلاً على أرض أبوظبي عاصمة الثقافة العربية.
4 ـ اكتشاف المواهب العربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مسبقاً، وتقديمها بشكل لائق عبر شاشة قناة أبوظبي.
5 ـ التعرف عن قرب على طموحات وهموم وشجون الكتّاب العرب، بعد أن أصبحت المادة الأدبية الفصيحة متوشحة بمعاناة العصر، وإعادة إنعاش الجانب المشرق من القصيدة الفصحى لمواجهة جميع التيارات الفكرية غير الفاعلة.
6 ـ تغيير خارطة الأدب العربي بعد مشكلات الإعلام الحديث، وإعادة ترتيب أوراق الساحة الشعرية الفصحى بما يضمن لها رجالاً قادرين على حمل راية الفكر العربي الأصيل
8 ـ إثراء المكتبة الثقافية العربية بكتب وإصدارات خاصة بالشعر الفصيح بعد أن تقلص عددها طبقا للإحصائيات والأرقام، ما جعلنا نتراجع كثيرا في قائمة التصنيف عن ركب الأدب الغربي والعالمي، ونضمن بهذه الإصدارات عودة الشأن الثقافي العربي إلى واجهة الآداب العالمية الأخرى. (2).
وفي النظرة الفكرية ستتبين صورة البرنامج أكثر لمن لم يعرفه.
ثانياً: النظرة الفكرية:
حسبنا أن نعرف في بداية هذه النظرة أن هذا البرنامج, هو قرين "شاعر المليون" الذي كتبت فيه المقالات, لإظهار خطله, وبيان زيغه, ومغالطاته الشعرية والشرعية (3) , ولكن "أمير الشعراء" يتزيا بالزيّ العربيّ الفصيح, ويبثّ سمومه عن طريق القالب اللغوي المحافظ عليه!
فإليكم الملاحظات التي وقفت عليها ..
أولاً: طليعة الملاحظات التي تذكر أن هذا البرنامج قد انطلق من نَفَسِ القوميّة العربيّة, بدافع الغيرة على اللغة العربية, وشعرها, و ((قد أصبحت [القومية العربية] في عصرنا مشكلة؛ مشكلة في العقيدة: لُبِّسَ بها الحقُ بالباطل, ومشكلة في العلم: شُبِّه بها للناس حتى ظُنّ الجهل علماً, والعلم جهلاً)) (4) , ولا داعي لسرد ما يتعلق بفكرة القومية العربية, ففي المصدر السابق غنيةٌ, ولكني سأذكر ثلاثة من أهداف النصارى حين نشرت الفكرة قبل سنين متطاولة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/466)
- تقوية النصارى وتمكينهم من السيطرة على المسلمين, وتمكين النصرانية من الظهور, حيث أنهم إذا قطعوا العرب عن صلة الأخوة الإسلامية, وروجوا لهم فكرة القومية العربية؛ فإن النصارى من العرب, والمسلمين من العرب, يتساوون في العروبة, وإذا اتفقوا على القومية على أساسها فإنه لا يبقى فارق بينهم في الحقوق والامتيازات, بل إن النصارى يمتازون بقوة دولهم المنتصرة الأوربية على دولة الخلافة العثمانية, وهذا هو الذي استقرّ في نفوسهم كامناً وقصدوا إليه.
- ومن الأهداف التي تذكر قديماً: نفوذ دول الصليب الاستعماريّة في البلاد العربيّة.
- كما أن أعظم هدف لهم قديماً وحديثاً: مناقضة الإسلام نفسه بفكرة العروبة, حتى يغتر العرب بعبادة قوميتهم عن عبادة الله بالإسلام له وحده, فإذا فعلوا ذلك ينعدم الفرق بين عبادة مخلوق ومخلوق, بل الأقوى أحقّ! (5).
وما أشبه الليلة بالبارحة!
إنه ينبغى لنا أن ندرك جيداً أن أغلب التجاوزات التي نذكرها لاحقاً هي جريرة القومية العربية, ونتيجة تطبيقها, والتظاهر بها.
ثانياً: المجاهرة الجريئة بأفكار الحداثة, بل بصفاقة ووقاحة, مع تصفيق لها من قِبَل الأغرار السُّذّج, من تعدٍ ظاهر في النصوص, وعبث بالمقدسات الإسلامية, والأشدّ من ذلك أنهم ينتسبون للإسلام, حيث يأتي أحد الشعراء يذكرُ قصيدته على الملأ, يذكر فيها صديقاً له قائلاً:
إِنِّي لأجْزِمُ أَنَّنَا:: نصفان كلهُمَا أَنَا
لا خَلْقَ نَقْرِنُنا بِهِ:: لِنَقولَ نُشْبِهُ غَيْرَنا
إنْ لَمْ نَكُنْ أحْلى الخَلا:: ئِقِ كُلّها .. فَكَأَنّنا
واللّهُ كُنْتُ أَظُنُّهُ:: لا شَيْءَ يَخْلِقُ بَعْدَنا
فَلنا الشّمالُ مَعَ اليَميـ:: ـنِ وَما تَباعَدَ أوْ دَنا
وَلَقَدْ بَلَغْنَا مَبْلَغَاً:: لاَ فَوْقَ إِلاَّ تَحْتَنَا
نعوذ بالله مما قال! ..
حيث أنه بلغ درجة العصمة مع صديقه المزعوم, وصار فريداً من جنسه ونوعه, فلم يوجد أحد على الإطلاق من الخلائق يقارن بهما!
كما أنه تمنى على الله الأماني, فظنّ أن الله لن يخلقَ أحداً بعدهما!
ولهم كل ما حوى الكون من شمال ويمين وقريب وبعيد!
كما أنه بلغ مبلغاً عالياً لا شيء إلا تحته!
اللهم سترك ..
هذا كلّه, وتجد المصفق والمبتهج والضاحك والفَرِحْ!
ويأتي شاعرٌ آخر, ليقرر مذهب (وحدة الوجود) , وينال إعجاب النقاد بالإجماع, فيقول:
البرق من ريبتي .. والرعد من حنقي
والنّسْم من هدْأتي .. والريح من قلقي!
وكلّ من قتلوا في الأرض من غضبي
وكلّ من ولدوا في الدهر من شبقي
والبحر أطْلَقْتُهُ في كل ناحيةٍ
وقلت للريح أنّى شئت فانطلقِي
وإذ تبدّى مخوف الموج من كثبٍ
رغّبتُ بالدُّر من أرهبت بالفَرَقِ
والليل مذ غمر الدنيا تملّقني
خوفاً على سرّي المكنون من أَلَقِي
والطيف في غفوتي والنجم في سهري
والبدر مكتملاً بعض من الملَقِ
ولا يطلّ الضحى ما دمت في سِنَةٍ
ولا يطول الدجى ما لم يطل أرقي
والشمس لو أبطأت في أفقها كسلاً
لجرّها نحوه من شعرها أفقي!
إن ادعاء التصرف في بعض هذه الأمور تعدٍ واضح, وكذب على الله!.
وكما كان ابن عربي يرى أن جميع مظاهر الوجود تدلّ على ذلك التجلي من الألوهية! ..
ومن المبالغات الممقوتة, قول إحدى الشاعرات عن أبيها:
أنت الهدى .. تُوِّجت يا ملك الهدى!
سحر البيان على ضفافك سلّما
ولا يخفى على ذي عينين, فضلاً عن صاحب قلبٍ يَقِظٍ أن مثل هذه المبالغات, التي وجد شيءٌ منها في الشطر الأول في البيت السابق, لا يحقّ أن يوصف بها إلا معصوم! وإن أطلقت على غيره فالإطلاق ظلمٌ, وكذب مقيت! ..
ثالثاً: الدعوة إلى ترك ألفاظ القرآن الكريم, ونبذها, والخروج عليها إلى عالم بعيد في اللغة!
حيث أن بعض الشعراء, بل كثيراً منهم استخدم المضامين الدينية, والقوالب التي تستقى من معين القرآن الكريم, وكتاب الله المعجر ببلاغته وفصاحته, بل وأبدع في ذلك الاستخدام؛ ومع هذا التوجه المحمود يأتي أحد النقاد (العلمانيين) ليقول ما معناه: ينبغي أن تخترقوا هذه الألفاظ التقليدية, وتخرجوا إلى أفق بعيد, وتحطموا كلّ هذه الأمور!.
ولعمري؛ إن كفّار الجاهلية لم يقولوا هذا في بلاغة القرآن الكريم المعجزة, ولم يتجرؤوا لهذا الحدّ المخزي, ولم يصلوا لهذه الدرجة السافلة ..
رابعاً: الدعوة إلى نظرة النصوص الحُبلى بالتأويلات! ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/467)
وهي صورة من تلك النظرية البنائية النقدية, التي تعرضنا لها سابقاً في هذا البحث, عندما تكلمنا عن الحداثة!
كما ينبغي لنا أن نعلم أن صاحب كتاب: النظرة البنائية في النقد, وهو د. صلاح فضل, أحد النقاد الخمسة المشاركين في برنامج "أمير الشعراء".
خامساً: نشر ثقافة التقريب بين الأديان والفرق السلفية السنية بغيرها!
فجاء كثيراً في كلام النقاد ما مضمونه: أن هذه المسابقة تجمع بين الفصائل المتناحرة في فلسطين, والعراق .... والتقريب بين الفرق المتباعدة في دول العرب تحت راية واحدة, وهذه الدعوة وإن تغلفت بزخرف من القول؛ إلا أنها في حقيقتها دعوة إلى محاربة دين الله! ..
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عنها: ((هي أكبر مكيدة عُرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين, اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة: بغض الإسلام والمسلمين, وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة, وهي كاذبة خادعة, ذات مصير مروع مخوف!)).
ثم يقول الشيخ رحمه الله: ((فهي في حكم الإسلام: دعوة بدعيّة, ضالّة كفريّة, خطة مأثم لهم, ودعوة لهم إلى ردّة شاملة عن الإسلام؛ لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد, وتنتهك حرمة الرسل والرسالات, وتبطل صدق القرآن, ونسخه لجميع ما قبله من الكتب .... إلخ)).
إلى أن قال: ((وليعلم كلّ مسلمٍ عن حقيقة هذه الدعوة: أنها فلسفية النزعة, سياسية النشأة, إلحادية الغاية, تبرز في لباس جديد لأخذ ثأرهم من المسلمين, عقيدة وأرضاً وملكاً)).
ثم يأتي رحمه الله لتوضيح أهدافها في نقاط, هاكها مجملة:
• التشويش والبلبلة على الإسلام والمسلمين, وشحنهم بسيل الشبهات والشهوات.
• قصر المدّ الإسلاميّ واحتوائه.
• الإتيان على الإسلام من قواعده لنزع الإيمان من قلوب المسلمين ووَأْدِه.
• حلّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي وإبداله بأخوة الفرق الضالة, من اليهود والنصارى والمشركين.
• كفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود, ومن كفرهم الله, وكفرهم رسوله.
• إبطال أحكام الإسلام المفروضة أمام الكافرين.
• كفّ المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله, ومنه الجهاد بالقلم واللسان.
• هدم قاعدة الإسلام وأصله: ((الولاء والبراء)) , و ((الحبّ في الله والبغض فيه)) , وترتقي هذه النظرية إلى موالاة الكفار والفسقة.
• صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان, وتفسيخ العالم الإسلام من ديانته.
• بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم, على العالم بأسره, والإسلامي منه خاصّة (6).
سادساً: نشر ثقافة الاحتواء للعدوّ المحتلّ ..
فحين قال أحد الشعراء عن العراق وأهله:
جاء المغول يجرّون الحديد لنا
والقوم ما لوَّحُوا حتّى بسكّين!
قال له "الأستاذ الناقد":
((دعني أقف معك وقفة مضمونية أكثر منها شكلية:
والقوم ما لوحّوا حتى بسكّين!
نعم .. التلويح بالسلام , خير من التلويح بالسلاح! ..
ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله, فالعصريّ له لغة جديدة, شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء!))
وليته لم يقلها! فقد أتى بما تأت الأوائل, وتكلف ما ليس له فيه ناقة ولا جملْ, وطرح عباراته المظلمة بلا خطام ولا زمام!
وسأبين خطأ هذه الأسطر القليلة, وعورتها المهتوكة ..
- ((ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله)) .. هذه كلمة باطلةٌ من أساسها, فالشرع المطهّر, وديننا الحنيف, يأمرنا, بل ويفرض القتال ويعينه في حالة هجوم العدوّ على أرض أحدنا, ويكون الجهاد جهاد دفعٍ لا يحتاج راية, ومن تولّى فقد ارتكب كبيرة من السبع الموبقات وهي: التولّي يوم الزحف!.
- ((شجاعته شجاعة احتواء)) .. عفواً! كيف تحتوي عدوّك؟ .. بل وترخي له العنان, ما دام أنه قد احتل أرضك؟! ..
- ((فالعصريّ له لغة جديدة))! .. حتى لو خالفت الدين؟! .. عندهم: نعم.
- ((شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء))! .. وهذه من أكبر الطوام التي لا يرضا عاقل! .. يوصم المضطهدين, والمنكوبين, والذين قوتلوا, حينما دافعوا عن أنفسهم أنهم هم المعتدون! ..
فبالله عليكم, بعد هذه الأغلوطات الغبيّة, والسخف الواضح, نؤمن بلغة العصر الجديدة التي يدعو إليها هذا "الناقد الكبير"! .. اللهم. لا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/468)
ولتعلموا أن هذه الثقافة بهذه العبارات وتلك الدعاوى هي مظهر من مظاهر الدعوى الغربية السافرة, يقول الدكتور, باسم خفاجي, عن تقرير راند: ((يوصي التقرير بالتزام سياسة الاحتواء في التعامل مع التيار الإسلاميّ, مع إقامة مؤسسات بديلة, واستخدام القطاع الخاص, ومؤسسات المجتمع المدني في كلّ من الغرب والعالم الإسلاميّ لدعم المشروع الأمريكي الاستراتيجي لإنشاء شبكات مسلمة معتدلة بديلة عن التيار الإسلامي! .. )) (7).
سابعاً: الدعوة للسفور, وهتك الحجاب, والاختلاط!
حين يظهرون بكل وقاحة وقلة أدب, وبتبجحٍ على الشاشات مناظر المساء الكاسيات العاريات الفاسقات. في قاعتهم الكبيرة, بصورهم التي لا تحلّ رؤيتها, ويجلسن بجانب الرجال المخنثين, نشراً للرذيلة, وفتنة للشباب المسلم, ناهيك عن العري الواضح, وتعمد (مخرج البرنامج) الآثم إظهار صورهن في جنبات القاعة وأروقتها بين الفينة والأخرى! .. والله لا يقرّ هذا قلبٌ يخشى الله!. بل لا يقرّ هذا حياءٌ ولا أدب يتجمهرون له.
ومن البديهيات أن تشارك النساء عندهم في هذه المسابقة بإلقاء أشعارهم أمام الملأ, ويصفق الدهماء لهنّ وترتجّ القاعة, وهنّ يأتين في كامل زينتهنّ سافراتٍ عن وجوههن, وخادشاتٍ لحيائهن! , بل إن بعضهن من أرض الجزيرة الطاهرة, ممن تنسب لآل البيت! ..
وقد كان البرنامج في سنتيه الماضيتين أخف من العام هذا, ولم تظهر الصور إلا قليلاً, أما الآن فصار ضغثاً على إبّالة, وزيد الطين بلّة, والمرض علّة.
ثامناً: إحياء الليالي بالغناء والمجون, واستقطاب المغنين العرب من شتى الأماكن, ليبرزوا قيمة (الطرب الأصيل) –على حد زعمهم! -
وحشو الفواصل في البرنامج للمشاهدين عن طريق التلفاز بالمقاطع الموسيقية والغنائية!.
تاسعاً: الاستهانة بمصطلح (اللعن)! وإطلاقه بكلّ جرأة, والهزل والعبث به ..
وقد ظهر هذا في أكثر من موطن, منها يوم ألقى أحد الشعراء قصيدة أعجب بها الدكتور الناقد, فقال له وهو يضحك ((لعنة الله عليك! .. )) ..
ثم في لقاء آخر يقول أحدهم ساخراً: ((يبدوا أن لعنة الدكتور ..... قد أصابتك)) ويضحك الجميع, ويصفق الجمهور! ..
ثم يأتي ثالثهم ليقول في لقاء ثالث لأحد الشعراء: ((أما أنا فلا أقول لك: لعنة الله عليك؛ لأنها تكون للعصاة والفاسقين, ولا أقول لك: رحمة الله عليك؛ لأنها تكون للموتى والمفقودين, ولكني أقول: رضي الله عنك؛ لأنك من الشعراء المفلقين! .. )) ..
أرأيتم أيها القراء؟؟ .. أرأيتم الجرأة الغريبة؟! .. بل والمغالطات التي تصدر من كبار نقاد العالم العربي؟! .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ..
عاشراً: التعامل الصريح الظاهر "بالقمار" من بعض الشعراء المشاركين!.
وذلك أن البرنامج يعتمد على تصويت الجمهور, والرسالة في التصويت قيمتها (5 دراهم إماراتية) فيأتي هذا الشاعر ويصوّت لنفسه, وقد بلغني من خبر الثقات أن بعض الشعراء صوّت لنفسه بعشرين ألف ريال! .. وما خفي كان أعظم,,
وهذا الفعل فيه دناءة وسفه, وأكل لأموال الناس بالباطل, وارتكاب للميسر الذي حرمه الله ..
.
.
هذه الملاحظات التي وقفت عليها مجملة, ولا أدعي أن ذكرتها كلّها, بل هي صورة لما هو موجود في البرنامج وحاصل فيه ..
وإني لأذكر إخوتي خطر هذا البرنامج, الذي حصل على نسبة كبيرة متابعة من العالم العربي, حتى إن الغرب فرحوا به, وابتهجوا لأجله, حيث جاء في خبر من أخبار موقعهم: ((نشرت صحيفة (الواشنطن بوست) في عددها الصادر اليوم الأربعاء خبراً عن الحلقة النهائية من برنامج أمير الشعراء, والتي تقام يوم غدٍ الخميس على مسرح شاطىء الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي, وذكرت الصحيفة في خبرها أن برنامج أمير الشعراء يحظى بمتابعة كبيرة في العالم العربي في نسخته الثانية التي يتنافس على نيل لقبها ستة شعراء من خمس دول عربية هي السعودية ومصر والأردن والجزائر وموريتانيا, مشيرة في الوقت نفسه إلى آلية البرنامج التي تعتمد على تقييم لجنة التحكيم وتصويت المشاهدين من خلال هواتفهم ,, ويأتي نشر هذا الخبر في الصحيفة الأمريكية الشهيرة كدلالة واضحة على أهمية هذا البرنامج عربياً ووصوله إلى أعلى المستويات الإعلامية العالمية))! ..
أخيراً:
أوجّه النداء لإخواني من الشعراء المبدعين الملتزمين, احذروا من المخططات الغربية, ولا تكونوا تبعاً لها, وعامل تحريك فيها وأنتم لا تشعرون!.
ثم إني أدعو العلماء والإسلاميين لاحتواء الشباب, وبذل المال والجهد في إقامة نوادٍ أدبية إسلامية, تكون بديلة عن وقوعهم في مثل هذه الترهات ومتابعتها ..
ثم لتعلموا أن هذه الجهود الغربية التي تظهر بوجوه عربية وغير عربية, هي سبب كبير في انحراف شباب الأمة وصدّهم عن دين الله, ومنعهم من الاستقامة على طريقه! ..
وعليه؛ فلا تجوز المشاركة في مثل هذه البرامج, ولا التصويت فيها, ولا السعي لها مطلقاً, سدّاً للذريعة, وإنكاراً للمنكر, وإقامة لشرع الله ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبو الليث الشيراني
مكة المكرمة
حرر في: 5/ 10/1430هـ
الحواشي:
(1) يقول ابن تيمية رحمه الله: ((لا يجوز إعلان البدع والمنكرات, فإذا أُعلنت: وجب إنكارها علانيّة, وعقوبة معلنها علانية)) [مجموع الفتاوى, 28/ 217, 215, 205].
(2) انظر: موقع أمير الشعراء, على الشبكة.
(3) انظر: شاعر المليون .. أخطاء شرعيّة, ومغالطة شعريّة, للشيخ: ذياب بن سعد الغامدي.
(4) فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام, للشيخ: صالح العبود, ص8.
وأصل هذا الكتاب رسالة قدمت للماجستير, ناقشها عمالقة الفكر الإسلامي في العصر الحديث, وهم: الأستاذ: محمد قطب, والأستاذ: محمد محمد حسين, والشيخ: محمد الغزالي, بتاريخ 5/ 5/1389هـ.
(5) المصدر السابق, ص179 - 187.
(6) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان, ش. بكر أبو زيد, ص35 - 46.
(7) استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام – قراءة في تقرير راند 2007, د. باسم خفاجي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/469)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:56 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيراً
ونفع بك
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 09 - 09, 07:58 م]ـ
بوركتم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[25 - 09 - 09, 08:58 م]ـ
الشيخ سليمان الخراشي ,
بارك الله فيكم , وشكر الله مسعاكم , وجزيتم الخير على تواصلكم.
الشيخ إحسان العتيبي ,
بارك الله فيكم , ومن الغنيمة أن يردّ أمثالكم على موضوعي , لا عدمناكم.
الأخ الفاضل صخر ,
وفيكم بورك.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[26 - 09 - 09, 02:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[26 - 09 - 09, 05:47 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[حيدره]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:28 ص]ـ
جزاك الله خير .. ونفع الله بك
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 02:03 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
أبو حاتم المهاجر.
أبو الأشبال السكندري.
حيدرة.
جزاكم الله خيراً على المرور , وبارك فيكم ووفقكم.
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك ..
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:12 ص]ـ
بارك الله في جهودك
ـ[وحيد بن عبد الغفور الشيراني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 01:16 م]ـ
بارك الله فيك أبا الليث
ووفقت ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:58 ص]ـ
الأخ: سعد العجمي ,
وجزيت خيراً على مرورك.
العم الفاضل: وحيد الشيراني ,
منكم نستفيد , فجزيتم خيراً.
ابن أخيكم.
ـ[أبو محمد الوهبي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 09:19 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيك
وقد أجدت في عرضك بما يثلج الصدر ويشرح النفس
قبل الله منك عملك وشكر سعيك وجعل ما بذلت في موازين حسناتك وذخراً لك يوم تلقاه
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:43 ص]ـ
أبو محمد الوهبي ,
جزاكم الله خيراً على مروركم , وبارك فيكم.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:28 م]ـ
يا أخي الكريم هذا فقط القليل اليسير مما شاهدته في هذا البرنامج أما برامج دولنا العربية (الإسلامية) بين قوسين فحدث ولا حرج
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ووالله أقولها دائما ولا أخاف لومة لائم كما علمنا رسول الله -إنما كل هذا من حكامنا - أصلحهم الله
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:02 م]ـ
أحسنت بارك الله فيكم.
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:34 م]ـ
لا فُضَّ فوك
و لا أفلح شانئوك
و و الله لقد كانوا يجول في صدري أشباه ذلك
يل و لدي أكثر مما رأيتَ
و البرنامج أعتبره مخططا لإفساد المسلمين و عقيدتهم بجميع أنواع الطرق و الوسائل، و يساعدهم هؤلاء ال (المهيصون)، تصفيق، و صياح، و أفضل برنامج، و عكاظ الشعر، و عبارات رنانة طنانة، هي أفرغ من دلالتها!!!!!!!!
أخي المبارك المكرم
سدد الله خطاك و بارك فيك و في علمك
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[ابو زينب البغدادي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:35 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو أسامة السودي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:35 م]ـ
أخي أبو الليث:
أشكرك على إظهارك لبعض الإنحرافات الموجودة في هذا البرنامج
ثم إني أدعو العلماء والإسلاميين لاحتواء الشباب, وبذل المال والجهد في إقامة نوادٍ أدبية إسلامية, تكون بديلة عن وقوعهم في مثل هذه الترهات ومتابعتها ..
.
.. وأنا أدعوا بقوة لإنشاء مثل هذه المحاضن الأدبية الإسلامية،
لأنه - وللأسف - من يحمل راية الأدب والشعر في واقعنا الحالي ينتمي - أغلبه - لتيارات فكرية ضالة .. أو لتيارات إلحادية ..
بارك الله فيك أخي ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:07 ص]ـ
ربيع المغربي ,
أصلح الله الأحوال , وجزيتم خيراً على المرور ...
ويجب على أمثالنا الإنكار والنصح بما نقدر عليه , ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
أبو مريم العراقي ,
وفيكم بورك.
جزاكم الله خيراً على مروركم.
أبو بكر بن عابد ,
أسعد الله أيامك , وجعلك للحق ناصراً , وللنكر ناهياً ..
وجزيت خيراً.
أبو زينب البغدادي ,
وفيكم بورك.
حياك الله وبياك.
أبو أسامة السودي ,
أهلاً بالأخ الغالي ..
وكلنا يدعو عسى الله أن يسخر لشبابنا من يوجههم ويحتضنهم في ظلّ هذه الفتن المهلكة.
لا عدمناك ناصحاً ومؤازراً.
وسلامي لأخويك.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:30 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الكريم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:21 م]ـ
محمد بن إدريس ,
وجزيتم خيراً على مروركم , وتشريفكم.
لا عدمناكم.
ـ[أبو خالد إياد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخى أبوالليث الشيراني
موضوع نافع إن شاء الله , وبحكم إهتمامى وكتابتى للشعر ,رأيت تلك القصائد التى تحوى كثير من المغالطات والكلمات التى لا تجوز وأستغرب مرورها على العامة وكنت أرجو أن يكون هكذا برنامج فى إطار إسلامى فحينها كان أنفع وأبقى.
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/470)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:48 ص]ـ
أخي الحبيب ابا الليث زادك الله علما وحلما ونفع بك وغفر لك
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:34 م]ـ
أبو خالد إياد ,
أبو مسلم الفلسطيني ,
بارك الله فيكم , ووفقكم , وغفر لي ولكم.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:42 م]ـ
كثير من الناس تظن أن هذه البرامج تخدم الشعر فقط.
بارك الله فيك على توضيح خطورة هذا البرنامج(57/471)
أول من قال بتقسيم علامات الساعة لكبرى وضغرى
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:10 ص]ـ
من أول من قال بتقسيم علامات الساعة لكبرى وضغرى؟
أرجو الإفادة(57/472)
كلام في القدر. للمدارسة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:54 م]ـ
قال بعض اهل العلم: (العاصي قد قضى عليه بالمعصية شاء أم أبى وكذا المطيع فالذي يرفع محمداـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى أعلى عليين من غير وسيلة سبقت منه قبل وجوده،ويضع أبا جهل في أسفل سافلين من غير جناية سبقت منه قبل وجوده، جدير بأن يخاف منه لصفة جلاله فإن من أطاع الله أطاع بأن سلط عليه إرادة الطاعة وآتاه القدر وبعد خلق الإرادة الجازمة والقدرة التامة يصير الفعل ضروريا، والذي عصى عصى لأنه سلط عليه إرادة قوية جازمة وآتاه الأسباب والقدرة فكان الفعل بعد الإرادة والقدرة ضروريا، فليت شعرى ما الذي أوجب إكرام هذا وتخصيصه بتسليط إرادة الطاعات عليه،وما الذي أوجب إهانة الآخر وإبعاده بتسليط دواعي المعصية عليه؟ وكيف يحال ذلك على العبد؟ وإذا كانت الحوالة ترجع إلى القضاء الأزلي من غير جناية ولا وسيلة، فالخوف ممن يقضى بما يشاء ويحكم بما يريد حزم عند كل عاقل ووراء هذا المعنى سر القدر لا يجوز إفشاؤه)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:06 م]ـ
تصحيح: .... وآتاه القدرة ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:17 م]ـ
كلام أبو حامد الغزالي في الاحياء و هو المنقول هنا فيه خلط و هو شبيه بقول الجبرية أن العبد مجبر على ما كتب عليه.
:
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله جعله مخيرا فالرسول عليه الصلاة و السلام مقامه مرفوع من قبل خلقه في علم الله و ابو جهل في أسفل السافلين قبل خلقه في علم الله و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلال و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
فالله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
لو نظر أحد في المرآة فرآى جرحا في وجهه فهل المرآة من جرحته أو أن المرآة أرته ما هو عليه فقط؟
ما كتبه الله على عبده هو من كسب أفعال العبد و الله سبحانه و تعالى عليم خبير يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ فقد خلق الله عباده على الفطرة ثم اغتالتهم الشياطين قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) 172 الأعراف
قال الله تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ) [الأنعام: 148]
و هذا احتجاج باطل فالله شاء لهم حرية الاختيار فأختاروا الضلال على الهدى فاختيارهم بمشيئة الله عز و جل و هو كسب اعمالهم و هذا الاختيار في علم الله، مكتوب مسطور قبل خلقهم و الله الموفق إلى الصواب
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:12 م]ـ
=عبد الكريم بن عبد الرحمن;1121172] كلام أبو حامد الغزالي في الاحياء و هو المنقول هنا فيه خلط و هو شبيه بقول الجبرية أن العبد مجبر على ما كتب عليه.
:
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله جعله مخيرا
يقول ابو العلياء:يا عبد الكريم. أخبرني عن هذا " الكسب" أهو من خلق العبد أم من خلق الله تعالى؟
و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلال
يقول ابوالعلياء:هكذا!! ما ثم إلا "الاختيار"؟ فأين الاصطفاء و الاجتباء؟ وعهدي بك تطالب غيرك بالدليل، فمن أين وقع اليك خبر هذا التخيير؟
و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
يقول ابو العلياء: ما زلت اسألك يا عبدالكريم عن حقيقة هذا "الكسب"
[ QUOTE][
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/473)
فالله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
/ QUOTE]
يقول ابو العلياء: هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:30 م]ـ
عجبت من ردك اخي الكريم و كأني اناقش من لا علم له بالقدر و خلق افعال العباد و هل ما كتبته يحتاج تفسيرا؟:
السؤال:
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله جعله مخيرا يقول ابو العلياء:يا عبد الكريم. أخبرني عن هذا " الكسب" أهو من خلق العبد أم من خلق الله تعالى؟
الجواب:
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله جعله مخيرا فالرسول عليه الصلاة و السلام مقامه مرفوع من قبل خلقه في علم الله و ابو جهل في أسفل السافلين قبل خلقه في علم الله و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلال و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
السؤال:
اقتباس:
و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلال
يقول ابوالعلياء:هكذا!! ما ثم إلا "الاختيار"؟ فأين الاصطفاء و الاجتباء؟ وعهدي بك تطالب غيرك بالدليل، فمن أين وقع اليك خبر هذا التخيير؟
الجواب:
الاصطفاء بالرسالة فلماذا الخلط!!!! و هل تطرقت للاصطفاء في كلامي أم أنك تريد تصفية بعض الحسابات من نقاشات سابقة؟ ما هكذا تورد الابل يا أخي
و هل يجب ان اشرح لك الاختيار و عقيدة اهل السنة فيه ان كنت تجادل في مثل هذا فلا حاجة لي بنقاشك انما تعلم عقيدة السلف اولا ثم ناقش كلام ابي حامد
السؤال
اقتباس:
و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
يقول ابو العلياء: ما زلت اسألك يا عبدالكريم عن حقيقة هذا "الكسب"
الجواب
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30]،
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ.
الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم، وأعطاهم القدرة على الأفعال. فالأفعال أفعالهم تنسب إليهم، والعبد هو المصلي والصائم، وهو البَّر وهو الفاجر. فالأفعال أفعال العبد، والله تعالى خالق العبد بذاته وصفاته وأفعاله، وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ.
راجع عقيدة اهل السلف فلا اجادل من يسأل مثل هذه الاسئلة لأنه أقل ما يقال فيه أنه يسأل في ما هو معلوم عند من لديه اقل اطلاع في مسائل القدر فإن سألت مثل هذه الاسئلة فما لك ان تناقش في مثل هذه الامور حتى تتعلم
السؤال
[ QUOTE][
فالله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
/ QUOTE]
يقول ابو العلياء: هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه.
الجواب
قولك قول القدرية عينه و ان كانت العبارة التي كتبتها من كلام شيخ الاسلام في ذرء تعارض العقل و النقل!!!!!
و كأني بك تقول كما قال الكفار في قوله تعالى: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون (148) قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين (149) قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون (150)).
قال الشيخ عبد المحسن عباد: ويقول أهل السنة: إن أفعال العباد خلق الله وكسب من العباد؛ لأنها تقع بمشيئتهم وإرادتهم التابعة لمشيئة الله وإرادته، كما قال الله عز وجل: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ [التكوير:28]، فأثبت للعبد مشيئة، ثم أخبر بأن مشيئته لا تكون مستقلة عن مشيئة الله، بل هي تابعة لها، وما يوجد من العبد بمشيئته وإرادته فإنه يكون بمشيئة الله وإرادته؛ لأنه لا يمكن أن يشاء العبد شيئاً ويقع والله تعالى لم يشأ وقوعه، وقد عرفنا أن الكلمتين اللتين تشتملان على بيان عقيدة المسلمين وعقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر هما: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وقد جاء في بعض الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (والخير كله بيديك، والشر ليس إليك)، فليس معنى ذلك أن الشر ليس بمشيئة الله وإرادته وخلقه وإيجاده، بل كل شيء بمشيئة الله تعالى وإرادته وخلقه وإرادته، سواء أكان خيراً أم شراً، ولكن المقصود من ذلك أنه لا يخلق شراً خالياً من حكمة وفائدة، بل كل ما يخلقه الله من الشرور فإن من ورائه حكمة عظيمة. فليس المراد أن هذه الأفعال ليست من الله، أو أنها خارجة عن مشيئة الله، وأن العباد هم الذين يوجدونها، ولم يقدرها الله تعالى، بل الله خالق كل شيء، كما قال الله عز وجل: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الزمر:62]، فيدخل في ذلك كل شيء مخلوق، وكذلك قول الله عز وجل: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96]، أي: خلقكم وخلق أعمالكم. فهو خالق الذوات، وخالق الصفات، وخالق الأفعال، أي أنه خالق العباد وخالق أفعالهم. اهـ
و هل يجب ان اشرح لك معنى التخيير!!!
عليك باعادة النظر في كتب العقيدة هذه نصيحة لي لك فالظاهر جهلك بمثل هذه الامور و هذا خطير جدا و الله المستعان
و لماذا كل هذا التحامل هل هي تصفية حسابات قديمة!!!!!!! انه لغل في قلوب بعضهم يدفعهم بعدم الانصاف و التعدي و الله المستعان
ليس لي حاجة في نقاش أمثالك و السلام على من اتبع الهدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/474)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:52 م]ـ
تخيير الانسان!!!
و هل غفلت عن قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}.
و قوله تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]
قال سماحة الشيخ ابن الباز رحمه الله: الإنسان مخير؛ لأن الله أعطاه مشيئة، وأعطاه إرادة، فهو يعلم ويعمل، وله اختيار، وله مشيئة، وله إرادة، يأتي الخير عن بصيرة، وعن علم وعن إرادة، وهكذا الشر؛ كما قال تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]. وقال سبحانه: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [(67) سورة الأنفال]. فجعل لهم إرادة، وجعل لهم مشيئة. وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [(30) سورة النور]. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [(53) سورة النور]. فجعل لهم عمل، وجعل لهم صنع، وجعل لهم فعل، فهم يفعلون الشر والخير، ولهم الاختيار، يختار المعصية ويفعلها، ويختار الطاعة ويفعلها، له إرادة وله اختيار. كذلك يختار هذا الطعام يأكل منه، وهذا الطعام لا يريده، يريد هذه السلعة أن يشتريها، والأخرى لا يريدها. يستأجر هذه الدار والأخرى لا يستأجرها ولا يريدها، يزور فلان والآخر لا يزوره بمشيئته واختياره. ولكن هذه المشيئة وهذا الاختيار وهذه الإرادة وهذه الأعمال كله بقدر، فهو مسير من هذه الحيثية، وأنه بمشيئته واختياره وأعماله لا يخرج عن قدر الله، بل هو بقدر الله: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)؛ كما قاله النبي ء صلى الله عليه وسلم ء، ويقول الله ء عز وجل ء: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [(49) سورة القمر]. فالإنسان في تصرفاته مخير، له مشيئة، وله اختيار، وله إرادة، ولهذا استحق العقاب على المعصية، واستحق الثواب على الطاعة؛ لأنه فعل ذلك عن مشيئة، وعن إرادة، وعن قدرة. واستحق الثناء على الطاعة، والذم على المعصية، ولكنه بهذا لا يخرج عن قدر الله، هو مسير من هذه الحيثية؛ كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [(22) سورة يونس]. وقال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا [(22) سورة الحديد]. وقال سبحانه: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [(49) سورة القمر]. وقال: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [(29) سورة التكوير]. وكل شيء لا يقع من العبد إلا بقدر الله الماضي الذي سبق به علمه. وثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو عن النبي ء صلى الله عليه وسلم ء أنه قال: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء). وقال ء صلى الله عليه وسلمء: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس) رواه مسلم في الصحيح. كله بقدر، فأنت مخيّر ومسير جميعاً، مخير؛ لأن لك إرادة، ومشيئة، وعمل باختيارك، تفعل هذا وهذا، تفعل الطاعة باختيار، تصلي باختيار، تصوم باختيار، تفعل المعصية منك باختيار من الغيبة والنميمة أو الزنا أو شرب المسكر كله باختيار عن فعل وإرادة، تبر والديك باختيار وتعقهما كذلك، فأنت مأجور على البر، مستحق العقاب على العقوق، وهكذا تثاب على الطاعات، وتستحق العقاب على المعاصي. وهكذا تأكل وتشرب، وتذهب وتجيء، وتسافر وتقيم، كله باختيار، فهذا معنى كونك مخير، ومسير يعني أنك لا تخرج عن قدر الله، هو الذي يسيرك ء سبحانه وتعالى ء، له الحكمة البالغة، فكل شيء لا يخرج عن قدر الله: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ [(29) سورة التكوير]. كما تقدم. وبالله التوفيق. جزاكم الله خيراً.
اهـ
و لو تأملت قوله تعالى: قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) و قوله تعالى: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور (7)) الزمر , لم تقل مقالتك "هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه "
من اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
قال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29]
و قال {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/475)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:34 م]ـ
فالله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فهذان الجوابان اللذان ذكرهما هذان الامامان في عصر تابع التابعين من أحسن الأجوبة. أما الزبيدي فقال ما تقدم، وذلك لأن الجبر في اللغة إلزام الإسنان بغير رضاه، كما يقول الفقهاء هل تجبر المرأة على النكاح أم لا؟ وإذا عضلها الولي ماذا تصنع؟ فقال: الله أعظم من أن يجبر أو يعضل، لأن الله قادر على أن يجعل العبد مختاراً راضياً لما يفعله مبغضاً تاركاً لما يتركه، فلا جبر على أفعاله الاختيارية، ولا عضل عما يتركه لكراهته أو عدم إرادته. وروي عن سفيان الثوري أنه أنكر (جبر) وقال: الله سبحانه جبل العباد، وقال الراوي عنه: وأظنه أراد قوله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس (بل جبلت عليهما) فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله، يعني: الحلم والأناة. وقال المروذي للإمام أحمد: إن رجلا يقول: إن الله جبر العباد.فقال: لا نقول هكذا، وأنكر هذا، وقال: (يضل الله من يشاء).اهـ درء تعارض العقل و النقل ص 76 ج1
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 04:36 م]ـ
و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
قال العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية:
قوله: (أفعالنا مخلوقة لله)، أفعالنا: يعني ما نفعله من طاعة أو معصية، سواء كانت باليد أو الرجل أو العين أو الأنف أو الإذن كلها مخلوقة لله، وذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن أفعالنا من صفاتنا، ونحن مخلوقون لله، وخالق الأصل خالق للصفة، فإذا كان الإنسان مخلوقاً لله فإن صفاته أيضاً مخلوقة، فأفعالنا صفات لنا، وخالق الذات خالق للصفة، ولهذا صح أن نقول: إن أفعالنا مخلوقة لله، وهذا وجه.
الوجه الثاني: أن فعل الإنسان ناتج عن أمرين عن إرادة، وقدرة:
أما القدرة: فالله تعالى هو الذي خلقها، ولا إشكال في ذلك، ولو شاء الله عز وجل لسلب الإنسان القدرة وصار عاجزاً عن الفعل.
والإرادة: كذلك، فإن الله هو الذي خلقها، لأنه هو الذي يودع في القلب هذه الإرادة، وما أكثر ما يرد الإنسان شيئاً وفي آخر لحظة يتجه إلى غيره.
فأحياناً تمشي على أنك ذاهب إلى صديق لك لتزوره، وفي أثناء الطريق ترجع وتترك الزيارة، وتقول: أذهب له غداً، أو بعد غد، وقد سئل أعرابي بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الهمم، وهذا الجواب من الأعرابي على فطرته، ونقض العزائم: يعني أن الإنسان يعزم على الشيء عزماً أكيداً، لا يداخله أدنى إشكال، ثم يتراجع بدون أي سبب، وكذلك صرف الهمم، فقد يهم الإنسان بالشيء ويبدأ بالفعل والمباشرة له ثم ينصرف.
ولهذا قال الأعرابي أنه بذلك عرف الله؛ لأن نقض العزائم وصرف الهمم ليس له سبب معلوم يضاف إليه، إذاً فلابد أن يكون السبب إلهياً.
إذاً فأفعالنا مخلوقة لله ودليل ذلك أمران:
الأمر الأول: أن أفعالنا صفات لنا وخالق الذات خالق للصفات.
ثانياً: أن أفعالنا ناتجة عن إرادة جازمة وعن قدرة، والذي خلق الإرادة وخلق القدرة فينا هو الله عز وجل، وخالق السبب التام وهو الإرادة والقدرة، خالق للمسبب، وهو الفعل الناتج عن الإرادة والقدرة.
الوجه الثالث: أن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء) (الرعد: الآية 16)، وهذا العموم يشمل أفعال العباد؛ لأن أفعال العباد من الشيء.
ثم قال رحمه الله (لكنها كسب لنا يا لاهي) هذا الاستدراك معناه: أن أفعال العباد مخلوقة لله، لكنها ليست كسباً له، بل هي كسب للعباد. وكسب لنا: أي أن ثوابها وعقابها لنا، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا) (فصلت: الآية 46) فالأفعال مخلوقة لله، لكنها بالنسبة للثواب والعقاب كسب لنا، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة: الآية 286) وإذا كانت كسباً لنا فإنها تضاف إلينا حقيقة مباشرة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/476)
وتضاف إلى الله خلقاً وتقديراً، فهي مضافة لنا مباشرة وكسباً، وهي مضافة لله خلقاً وتقديراً، فلما انفكت الجهة أمكن الاجتماع، وإلا فقد يقول قائل: أليس من التناقض أن نضيف أفعال العباد إلى الله وإلى أنفسهم؟ فإننا إن أضفناها إلى الله لزم ألا نضيفها إلى العباد وإن أضفناها إلى المخلوقين لزم ألا نضيفها إلى الله.
وقد ذهب إلى هذين الاحتمالين طائفتان:
فالجبرية قالوا: نضيفها إلى الله، وإذا أضفناها إلى الله لا يمكن أن نضيفها إلى العباد.
والقدرية قالوا: نضيفها إلى العباد وإذا أضفناها إلى العباد لا يمكن أن نضيفها إلى الله، ولهذا جعلوا فعل العبد منفصلاً عن الله عز وجل، لا يشاؤه ولا يخلقه، والجبرية بالعكس جعلوا فعل العبد منفصلاً عن العبد فهو مجبور عليه.
ووجه الشبهة عندهم أنهم يقولون: لا يمكن أن نضيف فعلاً واحداً إلى فاعلين، فلا يمكن أن نضيف الفعل إلى الله وإلى الإنسان، لأنه فعل واحد لا يصدر من فاعلين.
والجواب عن تلك الشبهة أن نقول: إن إضافة الفعل هنا مختلفة؛ ففعلنا مضاف إلى الله تقديرا وخلقا، ومضاف إلينا فعلا وكسبا.
فنحن الذين باشرنا الفعل فإذا صلينا فليس الله هو المصلي، وإذا صُمنا فليس الله هو الصائم، وإذا تصدقنا فليس الله هو المتصدق،بل الصائم والمصلي والمتصدق نحن، فنحن المباشرون، ونحن الذين لنا ثمرة هذا العمل من ثواب أو عقاب، أما الله فإنه عز وجل مقدر وخالق فقط، فلما انفكت الجهة صحت النسبة إلى الله والى الإنسان.
فإذا قال قائل: ما الدليل على أن أفعالنا مخلوقة لله؟ قلنا: الأدلة في هذا كثيرة، قال الله تعالى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة: الآية 253) فقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) يدل على أن اقتتالهم بمشيئة الله، ثم قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) إذاً ففعلهم منسوب إلى الله خلقا كما أنه منسوب إلى الله تعالى إرادة وتقديرا.
وقال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) (الأنعام: الآية 112) فأضاف فعلهم إلى الله، وأنه واقع بمشيئته، وأما إضافته إلى العبد فهو كثير جدا، كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:277) فقوله: آمنوا وعملوا الصالحات، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، أضاف الفعل في ذلك كله إليهم.
وقوله تعالى: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة: الآية 286)، وقال تعالى: (وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَت) (النحل: الآية 111) فأضاف الله تعالى الأفعال والكسب إلى الفاعل المكتسب، وجعل ذلك بمشيئته وتقديره في قوله: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) وفي قوله: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) وغير ذلك من الآيات.
فصح الآن أن أفعالنا منسوبة إلى الله خلقاً وتقديراً، والينا فعلاً وكسباً، ولهذا قال: (لكنها كسب لنا يا لاهي)؛ يا لاهي، أي يا غافل، كأنه يشير رحمه الله إلى أنه يجب التفطن هنا والتنبه لئلا نقع في فخ المعتزلة أو فخ الجبرية؛ لأن المسالة خطيرة.
ولما قيل لجبرية: إذا كان الله تعالى يجبر العبد والفعل فعل الله، فكيف يثاب العبد ويعاقب؟ فقالوا: إن الله يفعل ما يشاء؛ قد يثيب من لا يستحق الثواب، ويعاقب من لا يستحق العقاب، فقيل لهم: لو عاقب من لا يستحق العقاب لكان هذا ظلماً قالوا: ليس هذا بظلم، إنما الظلم: تصرف الغير في غير ملكه، وإذا تصرف إله في ملكه فليس بظلم؛ لو عاقب إنساناً يصلي ليلاً ونهاراً، ويقوم الليل، ويصوم النهار، ويتصدق بالمال، فعاقبه حتى خلده في نار جهنم، قالوا: إن هذا ليس بظلم؛ لأن الظلم أن يتصرف المتصرف في غير ملكه، والكل ملك الله، فلا يسال عما يفعل وهم يسألون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/477)
والحقيقة أن هذا ظلم بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طه:112)، وقال الله عز وجل: (قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) (قّ:28) (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (قّ:29) إذ كيف يجوز أن يأمر الله شخصاً أن يفعل ثم بعدما يفعل يعاقبه؟ وهذا لو جرى من مخلوق مع مخلوق لعد ذلك ظلماً، فكيف إذا كان مع الخالق عز وجل الذي هو ارحم الراحمين واعدل الحاكمين؟ إذا هذا ظلم.
والمعتزلة أقرب من الجبرية من وجه من جهة المعقول، حيث قالوا: إن الإنسان يفعل ما يشاء؛ يروح ويغدو، ويجلس ويقوم، ولا يشعر أن أحداً يجبره، والجزاء على عمله مطابق تماماً، وهم من هذه الناحية أقرب من الجبرية لكن الجبرية من ناحية تقدير الله أقرب من هؤلاء.
أما أهل السنة والحمد لله فقد اخذوا بهذا وهذا، وقالوا: هي تضاف إلى الله خلقاً وتقديراً، وإلينا مباشرة وكسباً. اهـ
فالله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
قال العثيمين في نفس الشرح:
ومعنى ذلك أن كل: ما يفعله العباد من الطاعة وضدها فهو مراد لله، أي واقع بإرادته الكونية، ثم إن كان طاعة فهو واقع بإرادته الكونية والشرعية، وإن كان غير طاعة فهو واقع بالإرادة الكونية دون الشرعية، فكل ما يفعله العباد فهو مراد لله، ودليل ذلك السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة: الآية 253)، فدل هذا على أن قتالهم كان بمشيئة الله، وبإرادته أيضاً.
وأما العقل: فإننا نقول: إن فعل العبد فعل لمخلوق وهو مخلوق، فإذا كان مخلوقاً فهل خلق بإرادة الله أم خلق بغير إرادة منه؟ الجواب: بإرادة من الله، فما دام مخلوقاً فإن الله لا يجبر أحد على شيء، فلا يكون هذا الفعل إلا بإرادة الله عز وجل، وهذا دليل عقلي.
وقد اختلف الناس في هذه المسالة:
فالجبرية قالوا: بإرادة الله المجبرة؛ التي تجبر الإنسان على أن يفعل.
والقدرية قالوا: ليس بإرادة الله إطلاقاً، والإنسان مستقل بعمله.
وأهل السنة؛ قالوا: إنه بإرادة الله غر المجبرة؛ لأن الإنسان يفعل الفعل باختياره وليس مجبراً عليه، ولا فرق في هذا بين الطاعة والمعصية، فالطاعة التي تقع من العبد بإرادة الله، والمعصية التي تقع من العبد بإرادة الله. لأن اقتتال الكفار والمؤمنين ء الذي سبق أن بينا أنه بمقتضى الآية الكريمة واقع بإرادة الله ء فيه شيء حلال بل واجب، وفيه شيء حرام؛ فقتال المؤمنين للكفار هذا واجب، وقتال الكفار للمؤمنين هذا حرام، ومع ذلك أخبر الله عز وجل بأن ذلك وقع بمشيئته، قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا) (البقرة: الآية 253) إذاً فالله مريد للمعصية كما أنه مريد للطاعة.
فإن قال قائل كيف يكون الله مريداً للمعصية؟ أليست المعصية شراً؟! فالجواب: بلى هو شر، لكن الله تعالى قد يريد هذا الشر لمصلحة عظيمة، وبكونه لمصلحة ينتفي عنه أن يكون شراً محضاً، فالشر المحض ليس إلى الله، ولا يمكن أن يريده الله، لكن هذه المعصية هي بنفسها شر، لكن بما تودي إليه تكون خيراً فليست شراً محضاً؛ لأن المعصية فساد، والله لا يحب الفساد، ولا يريد الفساد المحض، فمن الخير في المعاصي:
أولاً: أن الله تعالى يقدرها يتبين بذلك فضل الطاعة؛ لأنه لولا تقدير المعصية لما عرف فضل الطاعة؛ فإذا حصلت المعصية وحصل من نتائجها ما يحصل من العقوبات العامة والخاصة والظاهرة والباطنة، عرف بذلك قدر الطاعة، وأن الطاعة خير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/478)
ثانياً: يعرف بها تمام قدرة الله وحكمته، حيث أراد الطاعة التي فيها الخير، وأراد المعصية؛ فإن هذا من الحكم التي يتبين بها قدرة الله عز وجل على الجمع بين النقيضين بين الطاعة والمعصية.
ثالثاً: قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ لولا المعصية لما كان هناك منكر يحتاج إلى النهي عنه، ولم يعرف المعروف حتى يؤمر به.
رابعاً: إقامة الجهاد، فإذا كانت المعصية كفراً فإن المسلمين يجب عليهم مجاهدة الكفار حتى تكون كلمة الله هي العليا، إما بإسلامهم وإما بإخضاعهم لأحكام الإسلام وبذل الجزية.
خامساً: أن المعصية يكون فيها أحياناً خير للعاصي، وذلك أنه ينتبه إذا رأى آثارها، فيقلع عن المعصية، ويزداد عملاً صالحاً، ويكون عبد المعصية خيراً منه قبلها.
إذاً فالمعاصي مرادة لله عز وجل من أجل ما يترتب عليها من المصالح، لا لذاتها، لأن ذاتها شر، لكن الله يريدها لأنه يترتب عليها خير كثير، كما لو أراد الأب الحنون أن يكوي ابنه من مرض ألم به، فالكي شر، لكن لما يترتب عليه من المصالح يكون مراداً للأب، ولهذا لو أراد أحد أن يكوي ابنه بدون سبب لمنعه بقدر ما يستطيع.
وكان بعض المعتزلة يقول: إن الله يريد الطاعة لأنها خير، ولا يريد المعصية لأنها شر، والله تعالى لا يحب الشر ولا يحب الفساد، فقال معتزلي ذات يوم عند رجل من أهل السنة: (سبحان من تنزه عن الفحشاء) وهذا الكلام طيب لأن الله لا يفعل الفحشاء، وحاشاه، ولكن هذه الكلمة إذا سمعها العامي فإنه يظن أن قائلها قد قدس ربه ونزهه عما لا يليق، ولكن هذه الكلمة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب، فالله عز وجل تنزه عن الأمر بالفحشاء: (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) (الأعراف: الآية 28) ولم يقل: قل إن الله لا يقدر الفحشاء، وفرق بين الأمر بالفحشاء وبين تقدير الفحشاء. المهم أنه لما قال: ((سبحان من تنزه عن الفحشاء))، قال له السني: ((سبحان من لا يكون في ملكه إلا ما يشاء)).
ولا يخفى أن الكلمة الثانية هي الأصح؛ لأن العاصي مملوك لله، ومعصيته داخلة في ملك الله، فلا يمكن أن تكون معصية في ملكه ولم يشأها الله، فإن قلنا: بذلك فقد حكمنا بأنه يكون في ملك الله ما لا يشاء.
فقال له المعتزلي: ((أرأيت إن منعني الهدى، وقضى علي بالردى، أحسن إلى أم أساء؟)) وقوله: إن منعني الهدى؛ يعني جعلني كافراً، وهو بقوله هذا يريد أن يلزم السني، حيث إنه كان يرى أنه لو قال: إن الكفر بإرادة الله فقد أساء إليه، والله عز وجل لا يسيء إلى أحد.
فقال له السني: ((إن منعك ما أنت عليه فقد أساء، وإن منعك فضله فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)).وهذا جواب سديد، فالهداية فضل من الله؛ وإن منعك فإنه لم يمنع حقاً واجباً عليه لك، فقطع المعتزلي وبهت وعجز عن الجواب، وهذا هو الحق، فكل ما في الكون من طاعة أو ضدها فهو مراد لله.
وقول المؤلف: (أو ضدها) يعني المعصية، فالمعصية مرادة لله، لكنها مرادة لله تعالى قدراً لا شرعاً،وأما الطاعة فمرادة شرعا وقدرا إذا وقعت من العبد.
فمثلاً إذا قام رجل فتوضأ وصلى، فإن هذا الوضوء وهذه الصلاة مرادة لله شرعاً وقدراً؛ أما كونها مرادة شرعاً فلأنها محبوبة إلى الله، وأما كونها مرادة قدراً فلأنها وقعت.
ومثال آخر: إذا سرق رجل فهذه معصية، وهي مرادة لله لكنها مرادة قدراً لا شرعاً.
ومن ثم نقول: إن إرادة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين:
الأول: إرادة شرعية: وهي التي تكون بمعنى المحبة، فكل شيء محبوب إلى الله فهو مراد له شرعاً، والإرادة الشرعية قد يقع فيها المراد وقد لا يقع، فالله سبحانه وتعالى يريد الصلاة شرعاً،لكن قد يصلي الإنسان وقد لا يصلي، مع أن الله قد أراد الصلاة شرعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/479)
الثاني: إرادة كونية: وهي التي تكون بمعنى المشيئة، فكل شيء واقع فهو مراد له كونا، لأنه لم يقع إلا بمشيئته، والإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، فإذا أراد الله تعالى شيئاً كوناً وجب، قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82) كما أن الإرادة الكونية لا تختص بما يحبه الله، بل تكون فيما يحبه الله وفي غير ما يحبه، حتى زنا الزاني فإن الله تعالى أراده كوناً، فكل شيء واقع فإننا نعلم أنه قد تعلقت به الإرادة الكونية.
إذاً فالفرق بينهما أن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة،يعني تختص بما يحبه الله ولا يلزم فيها وقوع المراد؛ والإرادة الكونية على العكس؛ يلزم فيها وقوع المراد، ولا تختص بما يحبه الله، بل تكون فيما يحبه وفيما يكرهه.
ولنضرب لهذا أمثلة:
" أولاً: إيمان أبي بكر رضي الله عنه من الإرادة الشرعية والكونية، وذلك لأنه تم بإرادة الله سبحانه وتعالى، فكونه وقع وتم فقد أراده الله إرادة كونية،وكونه محبوباً إلى الله فقد أراده إرادة شرعية.
وأما كفر أبي لهب فهو مراد بالإرادة الكونية لأنه واقع، ووقوعه يدل على أنه مراد كوناً، وهو ليس مراد شرعاً؛ لأنه غير محبوب لله، فكل شيء يقع في الكون وهو غير محبوب إلى الله فهو مراد كوناً لا شرعاً.
وعلى ذلك فإيمان أبي لهب مراد شرعاً وغير مراد كوناً؛ لأن الله سبحانه وتعالى أراد من أبي لهب أن يؤمن، وتلك إرادة شرعية، لكنه لم يرد ذلك كوناً؛ لأنه لو أراد كوناً أن يؤمن لآمن.
أما كفر أبي سفيان ففيه تفصيل؛ فكفر أبي سفيان حال كفره مراد كوناً لا شرعاً، وكفره بعد إسلامه غير مراد لا شرعاً ولا كوناً.
ثانياً: قوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (الأنعام: الآية 125) فهاتان الإرادتان كونيتان، لأن من يشأ الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام؛ وليس المعنى: من يحب الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام؛ لأن الله يحب أن يهدي كل أحد، ويلزم من هذا أن يشرح صدر كل أحد، إذاً الإرادة في الآية كونية في الجملة الأولى والثانية.
ثالثاً: قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (النساء: الآية 26) هذه إرادة شرعية كونية لأن الله يحبها ووقعت؛ شرعية لأن الله يحب البيان، وكونية لأنها وقعت، والبيان كوني شرعي، وهداية سنن الذين من قبلنا شرعية لأن من الناس من لم يهتد.
رابعاً: قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (النساء: الآية 27) هذه إرادة شرعية، لأن الله يحب أن يتوب على الجميع، لكن هذا شيء يرجع إلى مشيئته، فهي شرعية لأنها لو كانت كونية لتاب الله على كل الناس.
خامساً: قول هود: (إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) (هود: الآية 34) هذه إرادة كونية، لأن الله سبحانه وتعالى لا يحب الإغواء.
إذاً الإرادة الكونية شاملة لما يحبه الله وما لا يحبه، ثم لابد فيها من وقوع المراد، أما الإرادة الشرعية فهي بخلاف ذلك، فهي تختص بما يحبه الله، ولا يلزم منها وقوع المراد.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (من طاعة أو ضدها مراد)، وهنا يرد إشكال حيث قد يقول قائل: إذا قلتم إن الله يريد المعاصي بالإرادة الكونية ولكنه يكرهها بالإرادة الشرعية. فكيف يكون في ملكه ما يكرهه؟ وهل الله مجبر؟
فالجواب: إن الله ليس بمجبر ولا شك، وكذلك لا يكون في ملكه ما يكرهه كراهة مطلقة، لكن يكون في ملكه ما يكرهه كراهة إضافية؛ فيكرهه من وجه ويحبه من وجه آخر، فالمعاصي مكروهة لله لا شك، كما قال الله تعالى: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) (الإسراء:38) لكنه قد يريدها كوناً مع كراهته لها شرعاً لحكمة بالغة، فإن وجود المعاصي في بني آدم له حكمة عظيمة، منها ما ذكرناه سابقا؛ فإن المعاصي يتبين بها فضل الطاعات، وهناك فوائد ذكرناها أيضاً، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، والصبر، وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/480)
فصار الجواب على هذا أن نقول: إن الله تعالى يريد المعاصي مع كراهته لها لحكمة بالغة،كما أن الإنسان يأخذ بإبنه الذي هو من أحب الناس إليه ويكويه بالنار وهو يكره أن يكويه لأنها تؤلمه، لكن يفعل ذلك لما يترتب عليه من المصالح.
قال المؤلف: (مراد لربنا)، وأتى بقوله (لربنا) لأن من مقتضى ربوبيته أن يكون كل شيء مراداً له.
وقوله: (من غير ما اضطرار منه لنا) ((ما)) زائدة لتوكيد النفي، يعني: من غير أن يضطرنا نحن إلى ما نفعله. ويريد بذلك الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، فالمؤلف رحمه الله يقول: إنه يريد منا ذلك لكن لم يضطرنا إلى هذا، فنحن نفعل الطاعات باختيارنا، ولا نشعر بأن أحداً يجبرنا عليها، ونفعل المعاصي كذلك باختيارنا، ولا نشعر أن أحداً يجبرنا عليها.
والدليل على أن فعل الإنسان صادر عن إرادة منه ء سمعي وواقعي:
أما الدليل السمعي: فالآيات في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة) (آل عمران: الآية 152) وقوله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ) (البقرة: الآية 272) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) والأدلة أكثر من أن تحصر بأن فعل العبد صادر باختياره، لكن هذا الاختيار تابع لمشيئة الله، لقوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) (الإنسان: الآية 30).
أما الدليل الواقعي: فإن كل إنسان يفعل الأفعال وهو لا يشعر أن أحداً يجبره عليها، فيحضر إلى الدرس باختياره، ويغيب عن الدرس باختياره، ولهذا إذا وقع الفعل من غير اختيار لم ينسب إلى العبد، بل يرفع عنه إثمه،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق).
ولم ينسب الله عز وجل تقلب أصحاب الكهف إلى أنفسهم بل نسبه إليه، فقال: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) (الكهف: الآية 18) ولم يقل يتقلبون، لأنه ليس منهم إرادة، فالنائم لا إرادة له، ولهذا لا يقع طلاقه لو طلق؛ فلو فرضنا أن أحداً كلم زوجته في النوم، وقال: يا فلانة، أنت طالق ثلاثاً بتاتاً، ثم أصبح فإن طلاقه لا يقع؛ لأن النائم لا ينسب فعله إليه، لأنه وقع بغير إرادة.
وهذه قاعدة مطردة؛فلو طلق السكران ء وهو لا يعي ما يقول ء فإن طلاقه لا يقع،ولو طلق الغضبان غضباً شديداً لا يملك نفسه فإن طلاقه لا يقع؛ لأنه بغير إرادة. فإذا كان الشيء بغير إرادة فلا حكم له شرعاً، فتبين بهذا أن وقوع الشيء بإرادة منا ثابت بالقرآن والواقع.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (فافهم ولا تماري)، لا تمار: أي لا تجادل؛ لأن المراء بغير حق، من أجل أن ينتصر الإنسان، هذا مراء محرم؛ لأنه يجادل بالباطل ليدحض به الحق، أما الذي يماري لثبات الحق فإن ذلك من الجدال المأمور به. اهـ
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:25 م]ـ
أيهذا النافض مذرويه المالئ كبرا عطفيه. إنا لم نبتدءك بالكلام،ولا نصبنا بيننا وبينك الخصام،والكلام الذي سقناه قد علونا له ـ لو تأملته ـ برسم "المدارسة" لا المناظرة والمغالبة. وحينئذ فليتك أغنيتنا عن قراءة ما زبرت يمينك من "لوافح الكلم"بدلا من "لواقح الفهم".واعتذر سلفا للقراء من "الاختيارات" التي "انتقيتها" من "نضح "هذا الرجل، وناقل الكفر ما كفر:
قال المدعو (عبدالكريم بن عبدالرحمن):
أم أنك تريد تصفية بعض الحسابات من نقاشات سابقة
قال ابو العلياء: وأي "نقاشات" كانت بيني وبينك؟ إنما هي مرة واحدة ـ فيما أذكر ـ فأعرضت عن "نضحك" و لسان حالي يقول:
وإذا الجهول طمت به غلواؤه 0000فاجعل له الحلم الرصين لجاما
أم تراك لم تفهم مغزى سكوتي عن جوابك يومها؟ عليك باعادة النظر في كتب العقيدة هذه نصيحة لي لك فالظاهر جهلك بمثل هذه الامور و هذا خطير جدا و الله المستعان
ومن أنا حتى "أعيد النظر" في كتب العقيدة؟ أنا أقل شأنا من ذلك. أم أنك تريد معنى آخر فخانتك العبارة كما خانتك في قولك " هذه نصيحة لي لك " ولك أن تعتبر تعليقي هذا تنكيتا لا تبكيتا.
و لماذا كل هذا التحامل هل هي تصفية حسابات قديمة!!!!!!! انه لغل في قلوب بعضهم يدفعهم بعدم الانصاف و التعدي و الله المستعان .... ليس لي حاجة في نقاش أمثالك و السلام على من اتبع الهدى
والله ليس بيني وبينك الا ما أسلفت ذكره. فإن كنت تعلم شيئا"شينا" آخر فاذكره ودع القراء يحكمون. وهذا تعليقي السابق على "مناقشتك" منشور فهل علمتم ـ رحمكم الله ـ أنني تحاملت فيه و تعديت عليه؟
[ QUOTE][ و كأني بك تقول كما قال الكفار في قوله تعالى .......
/ QUOTE]
ليس لنا مثل السوء ـ والله حسيبك ـ
وأما المدارسة فإن تكلم فيها متكلم بحلم وعلم تكلمنا معه،وأما من كان على شاكلتك من أهل "النسخ واللصق" ونكد الخلق، فترك مدارستهم غنم،والاشتغال بقراءة ما "منتسخوه وسلخوه" غرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/481)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:41 م]ـ
لم ارك سطرت تحت كلام ابي حامد بالاحمر و تجاهلت كلام ابي حامد الغزالي و قعدت تعلق على كلامي!!!
بل هذه تكفي:
الله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
يقول ابو العلياء: هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه. اهـ
هذه وحدها فيها من تحريف الكلام و المصائب ما لابد ان تتوب منه
قلت "فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل."
فاما انك موافق أن من كفر كفر بمشيئة الله و ذلك قول اهل السنة قال العثيمين "فكل ما يفعله العباد فهو مراد لله" و هنا تعليقك كاذب "،فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه"!!! فهل قلت ان الله يوافق الناس على الكفر و العياذ بالله و اما انك تقول ان من كفر كفر بغير مشيئة الله و هذه مصيبة لا ارجو ان تقع فيها
فسبحان الله من يترك الموضوع الاصلي و يناقش اجوبة من جاء يتذاكر معه و يا ليته ناقش ما فيه اشكال يناقش ما هو معلوم عند الجميع
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله جعله مخيرايقول ابو العلياء:يا عبد الكريم. أخبرني عن هذا " الكسب" أهو من خلق العبد أم من خلق الله تعالى هـ
أوتسأل أخاك هل كسب العبد من خلق العبد او من خلق الله!!!!
اما انك تعلم ان مذهب السنة ان كسب العبد خلق الله اذن فسؤالك امتحان و هذه مصيبة و اما انك لا تعلم انه كذلك و هذه اعظم
و في جميع الاحوال هل نحتاج في موضوع ابي حامد الغزالي أن نسأل هل كسب العبد من خلق الله ام لا؟ هل سياق الموضوع في مثل ذلك؟ هل تظن ان من في المنتدى ليسوا على عقيدة اهل السنة؟ الم تعجبك هذه الجملة: و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
هل احتاج ان اذكرك بقول اهل السنة: و لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
اما انك غفلت عن هذه فهذه مصيبة او انك تعرفها و عندها ما فائدة السؤال ان لم تكن نيتك سيئة!!!!
و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلاليقول ابوالعلياء:هكذا!! ما ثم إلا "الاختيار"؟ فأين الاصطفاء و الاجتباء؟ وعهدي بك تطالب غيرك بالدليل، فمن أين وقع اليك خبر هذا التخيير؟
اما انك تعلم ان الانسان مخير و في هذه الحالة ما فائدة هذا السؤال؟ و اما انك لا تعلم و هذه مصيبة
في جميع الاحوال كل كلامك مصائب في مصائب و لا وجه لحمله على خير فالكلام ظاهر و خروجك عن الموضوع ظاهر و تصفية الحسابات ظاهرة من قولك "وعهدي بك تطالب غيرك بالدليل، فمن أين وقع اليك خبر هذا التخيير"
فيالها من مصيبة عندما يخرج النقاش من الموضوع الاصلي إلى امتحان الاشخاص و اتحداك أن تفسر لي ما سألته بوجه يقبل التفسير غير ما ذكرت و الله المستعان
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:02 ص]ـ
فكلامي ظاهر واضح بالادلة و لم تجد نقدا له غير التهكم و التنطع ببعض الألفاظ اللغوية فبئس الكلام هو.
من كان على شاكلتك لا ينفع معه النقاش أصلا لأن الباحث عن الحق يناقش في صلب الموضوع و لا ينتظر كلام اخيه ليحاول البحث فيه عن أخطاء و يكفي مشاركاتك في هذا الموضوع التي لا نرى فيها دليلا يذكر و لا شرحا يؤثر فيا ليتك لما سألت جئت بما تراه صوابا بأدلته لا مجرد تلوين الاجابة بالاحمر الأسئلة بالاحمر و كأنه اكتشاف عظيم و هي من كلام السلف لم ازد و لم انقص عليها و قد نقلت ما يشفي العليل و ما يروي الغليل من كلام العلماء فلم ارك الا معرضا عن كلام ابي حامد الاشعري و هو اولى بالتسطير و التنظير فلو كان فعلا غرضك مذاكرة كلامه ما الذي دعاك لمجانبته و السؤال عن كلامي و كأني جئت بشيئ عجيب أو كلام غريب و يا ليتك نقدت الكلام مبينا الصواب فيه و الخطأ حسب فهمك فربما كنا خرجنا بفائدة لكن غاية فعلك هو التلوين بالاحمر فكان لون كتابتك كلون فعلك و كان جزائي جزاء سينيمار!!!، حسبي الله و نعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/482)
الوكيل فقد افسدتم على الناس الاستفادة و الاعراض عن أمثالكم أولى و السلام على من اتبع الهدى
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:33 ص]ـ
و ليعلم الجميع المنهج القويم ها هو كلامي و مصدره من الكتاب حتى يتبين الرشد من الغي:
فالقدر المذكور هنا هو علم الله المسبق بما سيفعله العبد أما فعل العبد فهو كسب يده لأن الله
جعله مخيرا يقول ابو العلياء:يا عبد الكريم. أخبرني عن هذا " الكسب" أهو من خلق العبد أم من خلق الله تعالى؟
عبد الكريم: لم ازد عن قوله تعالى:
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة: الآية 286)
فهل زدت على لفظ القرآن أو لفظ السلف و هل يعقل ان الاخ لا يعرف معنى الكسب فإما أنه لا يعرفه و هنا أتساءل من لا يعرف ذلك لماذا يناقش كلام الأشاعرة فالأولى به دراسة العقيدة
و اما انه يعلم ذلك فلماذا السؤال؟ هل هو امتحان هل الموضوع يتطلب ذلك و هل يفهم احد في هذا المنتدى من كلامي ان الكسب خلق العبد!!!!
كيف ذلك و قد عقبت في كلامي بقولي: لا شك أن كلا الفعلين مخلوق لكنه كسب أيدي البشر.
هذا كلام العثيمين "أن أفعال العباد مخلوقة لله، لكنها ليست كسباً له، بل هي كسب للعباد. وكسب لنا"
فأشهدوا على ذلك
و قد اعطى الله سبحانه و تعالى لكليهما الاختيار فأختار الرسول عليه الصلاة و السلام طريق الاستقامة و اختار ابو جهل طريق الضلال يقول ابوالعلياء:هكذا!! ما ثم إلا "الاختيار"؟ فأين الاصطفاء و الاجتباء؟ وعهدي بك تطالب غيرك بالدليل، فمن أين وقع اليك خبر هذا التخيير؟
لم ازد على قوله تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]
فهل يحتاج امر التخيير بيانا حتى يسأل الاخ هذا السؤال و يطلب الدليل فإما أنه يعلم ذلك فلما السؤال اذن و الموضوع موضوع كلام ابي حامد الغزالي و اما انه لا يعلم ذلك فمن لا يعلم ذلك يتعلم العقيدة اولا قبل دراسة كلام الاشاعرة فأشهدوا على ذلك
هذا كلام العثيمين "وعلى ذلك فإيمان أبي لهب مراد شرعاً وغير مراد كوناً؛ لأن الله سبحانه وتعالى أراد من أبي لهب أن يؤمن، وتلك إرادة شرعية، لكنه لم يرد ذلك كوناً؛ لأنه لو أراد كوناً أن يؤمن لآمن" هل زدت على كلامه شيئا!!
الله سبحانه و تعالى قادر على أن يعطي العبد حرية الاختيار فيحب ما يختاره و يكره ما يدعه و هنا مشيئة الله عز و جل فمن اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.
يقول ابو العلياء: هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه.
لم ازد على قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل، 16)
و قوله تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]
فهل في كلامي ان الله يوافق العبد على الكفر هل يحتاج كلامي تفصيلا و هو واضح فهي مسألة معلومة عند الجميع
فلماذا الكذب بقوله ظاهره هل ظاهر الكلام ما قاله الاخ!!!! هذا بهتان فأشهدوا
كلام العثيمين: "فالمعصية مرادة لله، لكنها مرادة لله تعالى قدراً لا شرعاً،وأما الطاعة فمرادة شرعا وقدرا إذا وقعت من العبد."
و لما كل هذه التسطيرات بالأحمر اسفل كلامي هل هو مشكل لهذه الدرجة حتى أنسى الاخ كلام ابا حامد الغزالي في الجبر ليلتفت إلى كلامي و يسأل عنه و يا ليت جئت بمصطلحات مبهمة او كلام غير مفهوم بل هو كلام واضح العبارة و الله المستعان
فأشهدوا على أفعاله و أفعال أمثاله ممن افسدوا علينا المنتديات اشارك في المواضيع بحسن نية فأتفاجأ بتعليقات كهذه لا مكان لها في صلب الموضوع نسأل الله الهداية لأمثالهم و الله الموفق إلى الصواب(57/483)
نسب السنة والشيعة في العراق بين افتراءات الإنكليز واليهود
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:15 م]ـ
نسب السنة والشيعة في العراق بين افتراءات الإنكليز واليهود
عبد العزيز بن صالح المحمود - خاص بالراصد
تمهيد:
مع احتلال العراق في عام 2003م برزت قضية خطيرة، أصبحت تلعب دورا كبيرا في مستقبل البلاد والعباد ألا وهي قضية تركيبة العراق السكانية، والزعم بأن السنة، بعربهم وكردهم وتركمانهم، لا يشكلون سوى 38 % من سكان العراق، وأن نسبة العرب السنة هي 19% فقط. هذه القضية لم تكن وليدة الاحتلال ولكنها طُبقت عمليا بعد الاحتلال، وبان أثرها الفعلي بتشكيل مجلس الحكم من 25 مقعداً، فأُعطي العرب السنة خُمس المقاعد، واستمرت العملية السياسية على هذا المنوال.
وللإحاطة بهذه القضية فإنه لابد من الرجوع إلى أوليات القضية وتاريخها؟ وهل هذه حقيقة أم لا؟ وليست هذه المقالة هي الوحيدة التي فندت هذا الزعم فقد سبق للدكتور طه الدليمي أن كتب منذ سنوات كتابه (الحقيقة) ليبطل هذا الزعم، وكتب د. سليمان الظفيري أيضاً حول هذه القضية.
الإنكليز وراء هذه الفرية:
أصل هذه القضية يعود إلى احتلال الإنكليز للعراق سنة 1917م وبداية تكوين الدولة العراقية بعد أن كان العراق تابعا للدولة العثمانية كولاية، فقد برزت إحصائيات إنكليزية معتمدة على التقديرات وليس الإحصاء الحقيقي، وهذه التقديرات قام بها القناصل البريطانيون في العراق بعد سنة 1900 ثم 1908 قبل الاحتلال ومن ثم نُشرت بعد الاحتلال في سنة 1918م، وتوصلت إلى أن نسبة الشيعة هي 53 % (1]) و 55 % ([2]) أما السنة العرب فهم (19%) والسنة الأكراد (18%)، وتطور الأمر عند الإنكليز في سنة 1932م فزيدت نسبة الشيعة إلى (56 %)
ولم تكن هذه التقديرات ميدانية بل هي تقديرات من خلف المكاتب!! وليس لها مستند إحصائي حقيقي، وهذا ما ذكره د. أحمد سوسة قائلا: "كانت قد أجريت ثلاث عمليات إحصاء لنفوس العراق بين سنة 1920 و1947 وهي عمليات سني 1920 و1927 و1934، إلا أن هذه الإحصاءات كانت مجرد تخمينات، وأن أول تسجيل قانوني هو تسجيل الذي أجري في 19/ 10/1947 على أن يجري بعد ذلك مرة كل عشر سنوات" ([3]).
وتذهب العديد من المصادر خلاف ما ذهب إليه الإنكليز من نسبة الشيعة في العراق حين كان تحت حكم الخلافة العثمانية، فقد جاء في كتاب (شيعة العراق) لليهودي إسحاق نقاش القول: "لم يقدر حجم التشيع تقديراً كاملاً خارج العراق قبل أواخر القرن التاسع عشر. وفي غياب التقديرات السكانية المفصلة التي تميز بين السنة والشيعة، ظل بعض المسؤولين العثمانيين يعتبرون الشيعة أقلية لا تزيد عن 40% من السكان. وكما يمكن استخلاصه من النتائج التي توصل إليها سليم درنجيل (( Deringil في الأرشيفات العثمانية فإنّ الإشارات المتكررة إلى انتشار المذهب الشيعي في العراق وردت أساساً خلال السنوات الأخيرة من تسعينات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين" ([4]).
وللمؤرخ والرحالة البحريني العلامة الشيخ محمد بن الشيخ خليفة النبهاني كتاب مشهور اسمه (التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية)، وقد فرغ من تأليفه في عام (1332هـ). وهذا العام يتزامن مع عام (1913م)، فيكون في تأريخه مقارباً لتأريخ التقدير البريطاني السابق. قال العلامة النبهاني في هذا الكتاب:
"نفوس العراق من حيث المجموع يناهز الثلاثة ملايين؛ لأنه يوجد في العراق:
000 1200 سني المذهب
000 1000 من أبناء الشيعة
000 87 مسيحيون
000 78 يهود
000 14 خليط من الصابئة واليزيدية
000 2379 يكون المجموع
وبعض المؤرخين يلحقون بالعراق قسماً من العشائر الذين يمتارون من العراق فيضيفون إلى ذلك العدد مقداراً يجعل الكل يقارب الثلاثة ملايين) ([5]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/484)
هذه الأمور توضح بجلاء أن الإنكليز أوجدوا هذه الفرية من عندهم، بما يتوافق مع سياستهم المعروفة "فرق تسد" التي اتبعها الغرب بصورة عامة وبريطانيا بصورة خاصة، والقائمة عمليا على إيجاد المشاكل في البلاد التي تستعمرها، والتي قد تستمر إلى أكثر من مائة سنة بعد خروجها من البلاد؛ ومثال ذلك قضية فلسطين التي جعلها الإنكليز في وعد بلفور وطنا قوميا لليهود، وقضية الأحواز التي منحت إلى إيران، وما يتعلق بنسبة السنة والشيعة في العراق، وقطع لواء الأسكندرونة من سوريا، ومنحه إلى تركيا، و إبراز فكرة القوميات في البلاد الإسلامية؛ كالقومية العربية ([6])، والقومية الكردية، والقومية الطورانية، والتشجيع لبروز صراع قومي مع الدول التي يقطنها الأكراد، وقضايا كثيرة نعيشها اليوم مثل البوليساريو، والأمازيغ في المغرب العربي، ومشكلة دارفور في السودان، ومشكلة الأقليات الشيعية في البلاد العربية والإسلامية، ولا ننسى ما فعل في لبنان من نسج تركيبة معقدة مسيحية إسلامية ودرزية وسنية وشيعية والتي تسمى (اللبننة)، إضافة لمشاكل ترسيم الحدود بين الدول، كل هذه هي قنابل موقوتة تثار في أي لحظة.
هذا المخطط القديم وضع خلال عهد الخلافة العثمانية يوم أن قرر الغرب استخدام سلاح إثارة قضايا الاقليات وإشعال الفتن بين أهل الذمة والمسلمين لتفكيك الخلافة، فأسست الجمعيات السرية التي رعتها أوربا.
وقد كشف الصحافي البريطاني المعروف ديفيد هيرست في كتابه (البندقية وغصن الزيتون) ([7]) عن بدء تنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري القديم الهادف إلى تحويل سوريا والعراق ولبنان إلى دويلات طائفية وعرقية لتبرير وجود الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين وقال نقلا عن صحيفة كيفونيم اليهودية الصهيونية – القدس (فبراير 1982م) ما يلي: "أما على الجبهة الشرقية فثمة كل الاحتمالات والاحداث التي تجسد رغبتنا على الجبهة الغربية والتي تحدث عيانا أمامنا اليوم، إن انحلال لبنان وتجزئته إلى خمس مناطق ذات حكومات محلية هو السابقة النموذجية لكافة العالم العربي، ثم يأتي دور تفكيك سوريا وبعدها العراق إلى أقاليم عرقية ودينية بما يتسق مع المثال اللبناني هذا هو الهدف الرئيسي لـ (اسرائيل) في المدى الطويل على الجبهة الشرقية، إن عملية إضعاف هذه الدول عسكريا ـ القائمة حاليا ـ تمثل هدفاً قصير المدى، ولسوف تنقسم سوريا إلى عدة دويلات على أساس خطوط بينها العرقية والطائفية؛ ونتيجة لذلك لسوف تقوم دولة علوية كما سيكون في إقليم حلب دويلة سنية، وبينهما دويلة أخرى معادية للدولة الشمالية، أما الدروز – بمن فيهم دروز الجولان- وهي المحاولة الحالية فيجب أن ينشئوا دولة لهم في حوران وشمال الأردن، ثم إن العراق الغني بالنفط، هو بالتأكيد المرشح لما يأتلف مع أهداف اسرائيل؛ ففيه كل أنواع المواجهات الداخلية العربية، مما يساعدنا على البقاء والصمود في المدى القريب، وأن نسرع بإنجاز الهدف البعيد المطلق وبالتحديد تقسيم العراق إلى عناصر متفرقة كما يحصل لسوريا ولبنان، ولسوف تقوم ثلاث دول أو أكثر، حول المدن العراقية الكبرى: البصرة، وبغداد، والموصل، وبحيث تنقسم وتنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن المناطق السنية في الشمال- ومعظم سكانها من الأكراد السنيين- ثم عن شبه الجزيرة العربية كلها مرشح طبيعي للتجزئة" ([8]).
إذاً قضية زيادة نسبة الشيعة تنبع من قضية أخرى هي السعي لتفتيت العراق وتقسيمه بحجّة الأكثرية الشيعية، وهذا إن حصل فسيثير حفيظة السنة، وتثار حرب أهلية وبعدها يكون الحل الأنسب لخروج العراق من مأزق الحروب الطاحنة هو التقسيم، وهي ذاتها نظرية هنري كيسنجر اليهودي الأمريكي القائلة بـ: (تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ) والتي يؤمن بها عدّة ساسة أمريكان منهم: بريجينسكي، ومايلز كوبلاند.
وفكرة تقسيم العراق تم تداولها في دوائر صنع القرار الأمريكية منذ عام 1983، وأقرها الكونغرس الامريكي، وتعد أقدم خريطة لتقسيم الوطن العربي وقد ضعت من قبل برنارد لويس ([9])، وهي الموضوعة سنة 1988بُعيد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية.
قضية مهمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/485)
ثمّة قضية مهمة يجب أن يعيها المهتمون بالشؤون العراقية، وهي أنه لم يجرِ أي تعداد فعلي في تاريخ العراق منذ نشأته سنة 1920 وليومنا هذا حوى سؤالا مباشرا عن الانتماء إلى (السنة أوالشيعة)، بل كل التعدادات منذ سنة 1919 قائمة على تعداد السكان في كل محافظة أو تقدير ذلك، أما الذي يريد أن يحسب نسبة السنة والشيعة فعليه اتباع ما يلي:
فرز المحافظات أو الألوية ذات الأغلبية السنية عن الأخرى ذات الأغلبية الشيعية.
وبشكل أدق نقول إن: محافظات الموصل (نينوى) ([10])، وصلاح الدين ([11])، والرمادي (الأنبار)، واربيل، والسليمانية، والدهوك ([12]). كلها محافظات ذات أغلبية سنية، تزيد نسبة السنة فيها عن 90%.
أما محافظات: العمارة (ميسان)، والناصرية (ذي قار)، والسماوة (المثنى)، والديوانية (القادسية)، وكربلاء، والنجف فهي محافظات ذات أغلبية شيعية.
ومحافظة ديالى مختلطة فيها أغلبية سنية، في حين تقدر نسبة الشيعة فيها بين 30 - 35 %، بينما محافظات الكوت، والحلة (بابل)، والبصرة ذات أغلبية شيعية وتقدر نسبة السنة فيها بين 20 - 35 %.
وتبقى بغداد العاصمة ذات الأغلبية السنية، فقد كانت نسبة السنة فيها في بداية القرن الماضي تقدر بـ 80%، واليوم تقدر بـ 60%، وتنزلاً مع كل الحسابات فلتكن النسبة 50% لكل من السنة والشيعة في بغداد.
وليرجع أي باحث إلي أي تعداد يعجبه من السنين وفق ما ذكرنا ليعرف نسبة السنة والشيعة.إن دراسة بسيطة للتعدادت السكانية للسنين (1947 و1957 و1965 و1977 و1997) تبين للباحث حقيقة مهمة لا لبس فيها هي أن نسبة السنة والشيعة والأقليات في العراق على النحو التالي:
السنة بين 52% - 56%
الشيعة بين 40% - 44%
أما نسبة الأقليات فثابتة تقريبا بعد خروج اليهود من العراق بعد عام 1948، وتبلغ 4%، لأنها كانت تصل فيما سبق إلى 8%.
وأنا أتساءل عن السبب الذي يجعلنا نصدّق إحصائيات الإنكليز وهم عدو مستعمر، وله عدة غايات من هذه الأرقام، سيما وأنه لم يجرِ أي إحصاء وإنما هي تقديرات، وأن الذين هللوا وصفقوا لهذه النتائج هم الكتاب الشيعة فقط، سواء كانوا من التيار الديني أو العلماني، فالتعصب أعمى لدى الجميع.
وثمة ملاحظة أخرى مهمة وهي أن علاقات التيار الديني الشيعي مع البريطانيين علاقات قديمة ترجع لأكثر من 170 عاما، فخيرية أودة ([13]) أصبحت تحت السيطرة البريطانية منذ سنة 1852م وكان توزيع العوائد المالية لهذه الأوقاف الخيرية في النجف وكربلاء يخضع لقرار ورغبات المقيم السياسي البريطاني!! لأن بريطانيا خلصت بعد دراسة مستفيضة أن زمام أمور الشيعة بيد مجتهديهم وأن التحكم بالأموال هو المدخل لترويض هؤلاء العلماء والمراجع وهو أنجح السبل لاستخدام التشيّع لخدمة بريطانيا ومصالحها من أجل السيطرة على إيران والعراق.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الغرب يحارب الإسلام السني؛ لأنه المكون الأكبر في الإسلام (90%) لذلك فإن استخدام الاقليات والطوائف سيكون سلاحا يستخدمه الغرب لمحاربة الإسلام نفسه.
كل هذا السرد المطول كان لبيان أنّ من مصلحة بريطانيا أن يكون الشيعة مشكلة في العراق؛ لذلك أوحوا إلى العراقيين منذ إحتلاله أن الشيعة أكثرية مظلمومة، وأن من يحكمهم هم أقلية سنية؛ ليبقوا البلاد في صراع مستمر، يؤيد هذا ما ذكره السياسي العراقي كامل الجادرجي ([14])، حين قال: "بدأت المشكلة تظهر في الواقع بعدما تكونت الحكومة الأهلية تحت الانتداب الانكليزي، فقد ظهرت الحاجة آنذاك ماسة بصورة جلية إلى إيجاد إداريين وقضاة ووزراء من الشيعة. وقد أدخل الانكليز في روع الشيعة أن اعتبارهم أقلية أمر يخالف الحقيقة، وذلك فإن من حق أبنائها أن يشاركوا مشاركة فعلية في جميع نواحي الإدارة". ثم يقول: "إن تشجيع الانكليز للشيعة قد كان يجري بمختلف الأشكال ومن أمثلة ذلك تحريض الشيعة على جعل الطائفية مثلهم الأعلى" ([15]).
وقد حاول الإنكليز إقناع ملك العراق، فيصل الأول، بذلك فيقول السياسي العراق توفيق السويدي ([16])، في كتابه (وجوه عراقية): "من أسباب ضعف فيصل اعتقاده بصحة بعض الأقوال أن الجعفريين مغموطو الحقوق، وإذا فرض أنه موجود فإنه لم يوفق لمعالجته بالطريق المعقول، إذ كان يريد الطفرة ليوصل العناصر الجعفرية إلى الحكم بدون اشتراط كفاءة .. " ([17]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/486)
لقد كان في ديوان الملك فيصل شخص لبناني شيعي أصله من بعلبك، يدعى رستم حيدر وكان له تأثير طائفي على الملك فيصل كما يقول الجادرجي: "إن الأنكليز والبلاط بتأثير وزير البلاط الشيعي رستم حيدر صاروا يغزون جهاز الدولة، بموظفين غير أكفاء لأسباب طائفية" ([18]).
وإني أتساءل مرة أخرى: لمَ لمْ يؤخذ بإرقام "إحصائية لنفوس العراق في ولاياته الثلاث (بغداد، البصرة، الموصل)، والتي نشرت سنة 1920 عن حكومة الاحتلال الإنكليزية، والتي أظهرت أن: نسبة السُنّة 48.81%، ونسبة الشيعة42.31%، ونسبة اليهود والنصارى 7%، ونسبة الأديان الأخرى 2% ([19]).
ولا أدري كذلك لماذا لا تؤخذ مثلا دراسة الكاتب الانكليزي البرت منتشاشفيلي في كتابه (العراق تحت الانتداب البريطاني) والذي ذكر فيه أن نسبة السنة هي 52% ([20]).
ولعله الآن قد تبيّن للجميع مقصد الإنكليز الواضح من قضية إيراد أرقام معينة لخلق مشكلة مستمرة في العراق نحصد اليوم وغدا بعضا من ثمارها.
أخطاء حنا بطاطو ([21]):
يقول الأكاديمي العراقي المعروف الدكتور مازن الرمضاني ([22])،في تصريحات لموقع (إسلام أون لاين): "إنّ أول من أطلق المزاعم بكون الشيعة يمثلون أغلبية كبيرة في العراق هو الكاتب اليهودي حنا بطاطو. و يضيف الدكتور رمضاني أن مما ساعد في رواج هذه الإحصاءات المغلوطة قدرة التعبئة الهائلة لدى الشيعة، وكثرة عدد المحافظات الشيعية، بالقياس لعدد المحافظات السنية، وهو ما جعل البعض يجنح به الظن الخاطئ إلى كون الشيعة يمثلون أغلبية ساحقة، بالنظر لكثرة عدد محافظاتهم، متناسيا الانتباه للكثافة السكانية لكل محافظة" ([23]).
حنا بطاطو ألف كتابه (العراق: الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية) ووضع فيه أرقاما شبيهة بأرقام الأنكليز وأدّعى فيه أن نسبة العرب السنة 19% وأن عددهم حسب إحصاء 1947 هو (900000) وأن نسبة الشيعة هم 51.4 % وعددهم هو (2344000).
نشر الكتاب سنة 1990م، ومن بعده اعتمد كل الكتّاب من الشيعة وغيرهم، عراقيين كانوا أم عربا على مقولة بطاطو الزاعمة أن نسبة الشيعة في العراق هي الأكثر، مستندا إلى معلومات من وزارة الداخلية العراقية، سنة 1947، وأرى والله أعلم أن عدة أسباب تقف وراء رواج مقولة بطاطو منها:
* التوافق مع هوى الشيعة ورغبتهم في أن يكونوا أكثرية في العراق.
* التوافق مع مقولة الإنكليز السالفة.
* أن بطاطو حين زار العراق حصل على معلومات خاصة ودقيقة، وأن بحوثه التحليلية كانت قوية، وأثنى عليها أكثر من باحث أكاديمي ومؤرخ.
* الهزيمة النفسية للكتاب العرب الذين يثقون بكل بحث مصدره غربي، كجزء من أزمة الثقة بالنفس.
لهذه الأسباب ولغيرها كان كلام بطاطو هو الدليل الثاني على أكذوبة أكثرية الشيعة في العراق.
والحقيقة أن الرد على حنا بطاطو لا يحتاج من القارئ إلا الانتباه لبعض الحقائق التالية، (وقد كتب الدكتور الفاضل طه الدليمي دراسة مفصلة تنشر قريباً لتفنيد فكرة حنا بطاطو وإحصائياته):
* أنه ليس هناك إحصاء في العراق يعتمد نسب السنة والشيعة.
* أن بطاطو نفسه قال في صفحة (60) أن هذا تقدير تقريبي.
* أنه بالرجوع إلى التعداد السكاني لسنة 1947 يتبين بوضوح خطأ بطاطو، لأنه جعل مجموع العرب السنة هو (900.000)، في حين أن مجموع سكان الموصل (595.190)، وكانت الموصل آنذاك مع دهوك وإن نسبة الأكراد فيها بين 16 - 20 % ليصبح عدد سكان الموصل تقديرا (480.000).
أما عدد سكان الأنبار فيتجاوز 192 ألفا فيكون مجموعهما (الموصل والأنبار) 672.000 تقريبا.
أما ديالى فسكانها في تلك السنة هو (272.413) وإذا علمنا أن 30 % من سكانها هم من الشيعة فيكون سنة ديالى (190.000) تقريبا.
وسكان بغداد (817.205) فإذا كانت نسبة السنة يومها فقط 70%، بل ولنفترض أن عدد السنة فيها فقط (450.000)، فيصبح مجموع هؤلاء السنة العرب هو (1.312.000).
والسؤال الذي نوجهه لبطاطو: أين سنة كركوك وسنة البصرة وسنة الحلة وسنة الكوت والأقليات السنية في بقية المحافظات، إن أقل تقدير لهم هو (200.000) ليكون المجموع هو (1.512.000) هؤلاء السنة العرب، أما الأكراد السنة فبطاطو يقول أنهم (840.000)، ويقول أن التركمان (50.000) ليصبح المجموع العام لسنة العراق (2.402.000).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/487)
فإذا كان تعداد سكان العراق في 1947، حسب بطاطو هو (4.564.000)، وتعداد الأقليات غير المسلمة حسب تعداد بطاطو نفسه هو (596.000).
يصبح الحال (4.564.000) – (596.000) = (396.800) هو عدد السنة والشيعة.
وسبق أن ذكرنا أن عدد السنة هو (2.402.000) أي أن نسبة السنة لا تقل عن 60%، وأن نسبة الأقليات هي 8 % كما دونها عنده.
ولكننا نقول إن السنة أقل من ذلك (60%) والسبب الذي لا يدركه بطاطو أنه زاد من نسبة الأكراد وأن ما ذكرناه تنزلا مع إحصاء 1947 وحسابات بطاطو غير الدقيقة التي وضعت أرقاما غير مدروسة، وأن نسبة السنة المنطقية هي 56% وقد تزيد قليلا.
وبذلك يتضح أن نسبة الشيعة بعربهم وكردهم وتركمانهم وفرسهم، سنة 1947هي 36%.
فأين هي الدقة والإحصائيات والدراسات العلمية التي هلل لها عبدالله النفيسي، وحسن علوي وغيرهما والكتاب الشيعة، إن لغة الأرقام لغة واضحة وإحصائية 1947 موجودة للجميع فلم لم يظهروها ويظهرون إحصائية بطاطو فقط!!
حنا بطاطو أخطأ كثيرا في الإحصائيات وسبب الخطأ في نظري يعود لإحتمالين:
1 - أن بطاطو لم يطلع على هذه الوثائق وإنما نقلت له الأرقام فكان الخطأ من الناقل.
2 - أنه تعمد عدم الدقة.
وعلى كل حال لندلل على عدم دقته بصورة عامة فنقول أنه ذكر في صفحة (54) أن نفوس الموصل في تعداد سنة 1947 هو (133.625) نجد أن هذا نفوس قضاء الموصل وليس المحافظة (اللواء) وكذا نفس الخطأ في البصرة، أما في بغداد فالرقم الذي ذكره خطأ، ولا يعرف من أين أتى بهذا الرقم! وقد رجعت لكل من ذكر إحصائيات 1947 فلم أجد هذه الإرقام!
والصحيح أنه لفق الأرقام بشكل ليس هذا أوان شرحه بل قد فصله صديقنا الدكتور طه الدليمي في بحثه عن النسب السكانية في العراق والذي سيصدر قريبا باذن المولى، وربما بطاطو هو لم يلفق بل من نقل له هذه الإحصائيات الانتقائية هو من قام بهذا الدور والذين هم على شاكلة أحمد الجلبي.
ويتناقض حنا بطاطو مع بقية دراساته فمثلا يقول في كتابه صفحة 66 "أن في بغداد حيث تمتعت الطائفتان بالمساواة العددية تقريباً .. " وهذا يناقض ما جاء في مقال له نشرته مجلة (الثقافة الجديدة) وجاء فيه القول: "أما الشيعة فلم يزيدوا عن خُمس سكان بغداد" [24].
ولم أكن أنا وحدي من نقد بطاطو فقد نقده الشيوعيون على عدم دقته في إيراد الأرقام والإحصائيات فقد ذكر جاسم الحلوائي في مقال قراءة في كتاب عزيزسباهي " عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي" قائلا:" فقد أخطأ بطاطو بمقدار 50% تقريبا في أسماء أعضاء اللجنة المركزية الذين إنتخبهم المؤتمر الوطني الثاني " [25].
كما ذكر الكاتب د. سيار الجميل في مقاله "المؤرخ مجيد خدوري .. ابن الموصل يرحل عنّا!! "قال: "سألته عن رأيه في كتاب ضخم وجديد صدر في ذاك العام عن الطبقات الاجتماعية في العراق للمؤرخ حنا بطاطو، فاجابني قائلا: إن الكتاب فيه أخطاء لا تحصى" [26].
وكذا انتقده الأكراد فقد قال الكاتب سيامند إبراهيم في مقاله " الحقائق التاريخية والأدلة الدامغة على كردستانية كركوك": " نعم الذين كتبوا واستندوا إلى مصادر الباحث بطاطو, نقول لهم بأن بطاطو لم يتعمق كثيراً في تاريخ كركوك القديم منذ آلالاف السنين؟ وهو ابتعد عن الحقائق التاريخية المثبتة في مراجع قوية" [27].
ومن الملاحظ أن بطاطو في مقدمة كتابه أثنى على الدكتور أحمد الجلبي لأنه ساعده، وأحمد الجلبي هو عراب الاحتلال وهو منْ خدع الإدارة الأمريكية بوجود أسلحة الدمار في العراق وأكاذيب كثيرة، وقد وجدت نصا نشر هذه السنة 2009 لأحمد الجلبي في مقابلة مع جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 19/ 4/ 2009 قال فيه: " ... ذهبت الى أميركا وطلبت اجتماعاً مع مدير "سي آي إي" في ذلك الحين جون دويتش، في عهد بيل كلينتون، وكان نائبه في ذلك الحين جورج تينت، فتم ترتيب الاجتماع وأحضر معه ريختر. أخذت معي كتاب حنا بطاطو عن العراق الى دويتش"، كان هذا سنة 1995؛ وهذا ما يبرر اهتمام إيران بالكتاب حتى طبعته عدة طبعات غير شرعية هو وكتاب (الشيعة والدولة القومية) لحسن علوي، وأدخلتها للعراق قبل الاحتلال، وكان الشيعة يصورون هذه الكتب وينشرونها سرا داخل العراق كما ذكروا هم في أكثر من مقال [28].
اليهودي إسحاق النقاش:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/488)
ولا أريد أن أنسى دور الكاتب اليهودي إسحاق النقاش في كتابه (شيعة العراق) الذي صدر سنة 1996، والذي أكد هذه المعلومات ورسّخ قضية المظلومية وحكم الأقلية للأكثرية مع الاعتماد على إحصاء الإنكليز وحنا بطاطو، ولعل المؤامرة بدأت كلها بعد التسعينيات فنشرت دراسات حسن علوي وحنا بطاطو وإسحاق النقاش، وروجت لها إيران والمعارضة الشيعية العراقية القابعة في لندن تحت الرعاية البريطانية صاحبة الفتنة الأولى في هذا الموضوع، وفي غفلة من الباحثين العراقيين السنة، فلم يتنبّه لهذا إلا قليل من الغيارى من هنا وهناك للدفاع عن قضية بدهية إلا وهي أكثرية السنة الواضحة على مدى التاريخ لنصبح بين ليلة وضحاها 19%. ولتصبح قضيتنا العادلة بيد محام غير ناجح!!
وأخيراً:
مما يلفت النظر أن كتاب بطاطو طبع باللغة الإنكليزية سنة 1978 ولكنه ترجم سنة 1990، وكتاب حسن علوي صدر سنة 1990، وكتاب النقاش صدر سنة 1996، وكلها بعد رسم خريطة تقسيم العراق من قبل الأمريكي مايلز كوبلاند سنة 1988، ومعرفة هذا التسلسل مما يساعد الباحثين على فهم حجم المؤامرة على المسلمين وبلادهم!
أسأل الله المولى أن أكون قد وفقت لتسليط شيء من الضوء عن مشاركة الإنكليز واليهود في نشر هذه الفرية، سائلاً الله القبول. --------------------------------------------------------------------------------
[1]- إسحاق النقاش ـ شيعة العراق ص 47.
[2]- حسن علوي ـ الشيعة والدولة القومية ص 43.
[3]- الدكتور أحمد سوسة، الدليل الجغرافي في العراق ص 30، وهو صادر في سنة 1960م.
[4]- شيعة العراق، ص 69، إسحاق نقاش. نقلاً عن: Deringil "The struggle Against Shi'ism " ، ص 49، 50.
[5]- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، العلامة النبهاني، ص 196.
[6]- لا نقصد هنا الفكر العروبي الذي لا يتعارض مع الإسلام ولكن الفكر القومي العنصري، الذي تبنته أحزاب ذات توجه يساري.
[7]- نشرته مسلسلا جريدة الأنباء الكويتية خلال شهر مارس 1984م.
[8]- عن كتاب صحوة الرجل المريض للأستاذ موفق بني مرجة، ص 183.
[9]- مستشرق يهودي بريطاني ولد سنة 1917م وعمل ضابطا في الاستخبارات البريطانية، ثم شغل منصب استاذ في الجامعات البريطانية وفي منتصف السبعينات انتقل إلى أمريكا وفي سنة 1982 حصل على الجنسية الأمريكية وهو من صناع القرار في أمريكا فترة رئاسة بوش، وقد كشف توجهاته الباحث الفلسطيني أدوارد سعيد.
[10]- ما بين القوسين هي التسميات الحديثة.
[11]- كانت قديما تابعة للواء بغداد.
[12]- كانت تتبع قديما للموصل.
[13]- دويلة هندية شيعية ظهرت في القرن الثالث عشر هجري، تسمى (أودة) وضع حكامها أوقافاً دائمة لعلماء ومجتهدي الشيعة في العراق.
[14]- كامل رفعت الجادرجي، ولد في بغداد 1897، وهو محام بارع ووصف بأنه قائد وطني وسياسي صلب، شارك في ثورة العشرين مع والده، ونفي إلىاسطنبول وتقلد عدة مناصب في الدولة العراقية. ويُعد أهم داعية للديمقراطية في العراق خلال القرن الماضي.
وفي عام 1930 انضم الجادرجي إلى حزب الإخاء الوطني الذي تشكل في تلك السنة برئاسة ياسين الهاشمي وأصبح عضوأ في لجنته المركزية. ثم استقال من الحزبلينضم إلى (جماعة الأهالي). واستمرفي نضاله ضمن (جماعة الأهالي) حتى عام 1946 عندما تأسس الحزب الوطني الديمقراطي ليكون أول رئيس له حتى حل الحزب في عام 1962 بسبب تعقد الوضع السياسي في العراقواحتدام الخلافات داخل الحزب نفسه، توفي الجادرجي سنة 1968.
[15]- من أوراق كامل الجادرجي، ص 64، 65، كامل الجادرجي، دار الطليعة، بيروت، 1971م.
[16]- توفيق السويدي ولد سنة 1891، وتولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في السنوات 1929، 1930، 1946، 1950، توفي سنة 1968.
[17]- نقلا من كتاب حسن علوي (الشيعة والدولة القومية) هامش ص 360.
[18]- من أوراق كامل الجادرجي، ص65، كامل الجادرجي، دار الطليعة، بيروت،1971م.
[19]- أحيل هذا الإحصاء إلى كتاب "مختصر جغرافية العراق" المطبوع سنة 1922، وانظر المصدر التالي.
[20]- انظر مقال (الإدارة الأمريكية وأكذوبة الـ 20% للعرب السنة)، قاسم الغريري الباحث في مؤسسة الرائد الإعلامية، مجلة الرائد، العدد الواحد والعشرون، ملف العدد، 2/ 12/2007. على الرابط التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/489)
http://al-raeed.com/raeedmag/preview.php?id 748
[21] - حنا بطاطو مؤرخ فلسطيني من مواليد القدس (1926 - 2000) توفي في وينستد، واختلف هل هو يهودي أم مسيحي، وقد أخبرني صديق من أمريكا بأن بطاطو يهودي يجمع وثائق ليدلل على أن الشيعة أكثرية وهذا كان في سنة 1998، وبطاطو مختص في تاريخ المشرق العربي الحديث، وقد هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1948. من عام 1951 إلى 1953 درس حنا بطاطو في مدرسة EdmundA. Walsh School للشؤون الخارجية بجامعة جورجتاون.
نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هارفرد في عام 1960 بأطروحة عنوانها: (الشيخ و الفلاح في العراق، 1917 - 1958) ثم من عام 1962 إلى عام 1982 اشتغل بالتدريس في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم من 1982 حتى تقاعده في عام 1994 في جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة.
[22]- مازن الرمضاني: أكاديمي عراقي معروف من مواليد 1943، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة صدام العراقية سابقا (جامعة النهرين حاليا)، أستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة لاحقا. استاذ دراسات المستقبل والصراع الدولي والتفكير الاستراتيجي, عضو المجمع العلمي العراقي واحد علماء العراق. غزير الإنتاج له أكثر من مائة بحث وخمسة كتب (ابرزها كتاب السياسة الخارجية) ومئتي مقالة علمية، ولقد اشرف على خمس وسبعين رسالة ماجستير ودكتوراة.
[23] انظر مقال حسن الرواشدي (رداً على د. النفيسي: الشيعة ليسوا أغلبية شعب العراق) في موقع البينة.
[24]- المقال بعنوان (شيعة العراق: الدور السياسي وعملية الاندماج في المجتمع)، ترجمة فالح عبد الجبار. على الرابط: http://www.althakafaaljadeda.com/298/hanna1.htm
[25] - انظر المقال في http://www.iraqcp.org/members4/0070719w4.htm
[26] - انظر المقال في http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/2/210200.htm
[27] - انظر مقال http://www.sotkurdistan.net/cat200.php?sid=17292
[28] - انظر مقال لفؤاد فاضل عن ظاهرة استنساخ الكتب وسرقتها في جريدة المدى almadapaper.com/sub/01-582/p10.htm(57/490)
صدر حديثا ... كتاب التجمعات الشيعية في الجزيرة العربية
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:31 م]ـ
صدر حديثا عن الطبعة الاولى (2009) مكتبة مدبولي المصرية كتاب التجمعات الشيعية في الجزيزة العربية للباحثين اسامة شحادة وهيثم الكسواني وهما من المطلعين والمتابعين الاسلاميين لهذه القضية
انظر الرابط http://alrased.net/site/topics/view/1258/ التجمعات%20الشيعية
وقد سألتُ المؤلفين عن سبب نشر كتبهما في مدبولي فأخبرني برغبتهما في سعة انتشار الكتاب في العالم العربي
وكان قد صدر للباحثين كتاب (الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة في العالم) حول فرق الشيعة وفرق الاسماعيلية
وهما كتابان جديران بالاقتناء
والله الموفق لكل خير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 05:40 م]ـ
بارك الله فيكم وفي المؤلفَين .. وبلغهما سلامي ودعائي لهما ولك بالتوفيق والقبول.(57/491)
نريد من يعرف معلومات عن الدكتور طه جابر العلواني؟ عقيدته آراه توجهاته
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 10:47 م]ـ
نريد من يعرف معلومات عن الدكتور طه جابر العلواني؟ عقيدته آراه توجهاته
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:22 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126711
http://www.saaid.org/Warathah/Alkharashy/m/82.htm(57/492)
هل يوجد مسائل فقهية مبنية على الاعتقاد والعكس؟؟
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابد أن أي طالب علم مر عليه بعض المسائل التي ترد في باب الاعتقاد (أصول الدين) ويجدها في الفقه (الفروع) وقد يورد بعض العلماء -كما لايخفى - بعض المسائل الفرعية في باب الاعتقاد من باب تمييز أهل السنة عن غيرهم من الفرق الضالة , كنحو المسح على الخفين ...
لكن هناك مسائل يختلف فيها نظر أهل العلم , فمنهم من ينظر لها بنظر فقهي , ومنهم من ينظر لها بنظر اعتقادي ..
السؤال هل هناك مؤلف في هذا الباب يحوي مضمون ماذكرته؟
وهل المنهج الصحيح لطالب العلم عند ورود مسألة اعتقادية وكان يناقشها مع آخر أن يجر النقاش إلى الخلاف الفقهي؟
ولبيان ذلك بعضهم يرى أن مسألة شد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ليست مسألة اعتقادية , بل هي فقهية ولا دخل لها في باب الاعتقاد ..
وليس هذا موضع بيان القول في هذه المسألة لأن الرأي فيها مقرر بحرمة ذلك , لكن ضربته كمثال , لأن بعض من لديه مخالفات عقدية يجرك للخلاف الفقهي
فما رأيكم في هذا الطريق؟ وإذا كان الجواب ليس بطريق صحيح فلم؟ وإن كان الجواب بنعم فأيضا لِمَ؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:43 م]ـ
لعل هذا البحث يفيدك
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3480(57/493)
مختصر الأدلة في إثبات صفة اليد لله عز و جل
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - 09 - 09, 08:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مختصر الأدلة في إثبات صفة اليد لله عز و جل
أولا إثبات صفة اليد من الكتاب و السنة:
قال تعالى:
(بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)
(مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)
(وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)
(بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا)
و من الأحاديث:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم قال لموسى عليهما الصلاة والسلام: أنت يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوارة بيده. رواه مسلم والترمذي وأبوداود واللفظ له.
في حديث عبد الله بن عمرو "إن اللّه (عز وجل) خلق ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده".
فى الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال لي أنفق أنفق عليك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمين الله ملآى لا يغيضها سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض " صحيح مسلم
ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله.
صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يَعدِلُون في حُكمهم وأهليهم وما وَلُوا.
في سنن ابن ماجة في مقدمته عنون بابا بعنوان: باب فيما أنكرت الجهمية
و وضع فيه هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتي سبقت غضبي "
سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يمين الله ملأى، لا يغيضها شيء، سحاء الليل والنهار، وبيده الأخرى الميزان، يرفع القسط ويخفض، قال: أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا "
عبد الله بن عمر، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: " يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده، وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها "، ثم يقول: " أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "، قال: " ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا إدريس الخولاني، يقول: حدثني النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يا مثبت القلوب، ثبت قلوبنا على دينك. قال: والميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما ويخفض آخرين، إلى يوم القيامة "
فأنظروا كيف أثبت ابن ماجة صفة اليدين لله عز و جل فهذا مذهب أهل الحديث و السلف.
النزول للدارقطني:
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ثلث الليل الباقي هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيبسط يده يقول: ألا داع يدعوني فأستجيب له، ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له، ألا تائب فأتوب عليه "
و بوب البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد بابا بعنوان: باب قول الله تعالى لما خلقت بيدي
و وضع فيه الأحاديث التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/494)
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصابها ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع.
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك رواه سعيد عن مالك وقال عمر بن حمزة سمعت سالما سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض الله الأرض.
فأنظروا كيف اثبت البخاري صفة اليدين لله عز و جل فهذا مذهب أهل الحديث و السلف.
في صحيح ابن خزيمة: عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك "
في صحيح ابن حبان:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله. فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس، فسلم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم، وقال الله جل وعلا ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت. فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته، فقال: أي رب ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه، فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعين سنة. قال: يا رب، ما هذا؟ قال: هذا ابنك داود. وقد كتب الله عمره أربعين سنة. قال: أي رب، زده في عمره. قال: ذاك الذي كتبت له. قال: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك اسكن الجنة، فسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، وكان آدم يعد لنفسه، فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/495)
فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود "
صحيح مسلم: الشعبي، يخبر عن المغيرة بن شعبة، قال: سمعته على المنبر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وحدثني بشر بن الحكم واللفظ له حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا مطرف، وابن أبجر سمعا الشعبي، يقول: سمعت المغيرة بن شعبة، يخبر به الناس على المنبر ء قال سفيان: رفعه أحدهما، أراه ابن أبجر ء قال: " سأل موسى ربه، ما أدنى أهل الجنة منزلة، قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك، ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك، فيقول: رضيت رب، قال: رب، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر "، قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين الآية. حدثنا أبو كريب، حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن عبد الملك بن أبجر، قال: سمعت الشعبي، يقول: سمعت المغيرة بن شعبة، يقول على المنبر: إن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل عن أخس أهل الجنة منها حظا، وساق الحديث بنحوه
صحيح ابن حبان: عتبة بن عبد السلمي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ربي وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، ثم يتبع كل ألف بسبعين ألفا، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات "، فكبر عمر، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن السبعين ألفا الأول يشفعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم، وأرجو أن يجعل أمتي أدنى الحثوات الأواخر.
صحيح مسلم: عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يكفؤها الجبار بيده، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة " قال: فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك، أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: " بلى " قال: تكون الأرض خبزة واحدة - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحك حتى بدت نواجذه، قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: " بلى " قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: " ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا "
صحيح مسلم: عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عبيدة، يحدث عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها " وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحوه
و في مسند أبي يعلى الموصلي: عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قبض قبضة فقال: للجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: للنار ولا أبالي "
في الأسماء و الصفات للبيهقي: أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، ثنا هشام بن عمار، ثنا عبد ربه بن صالح القرشي، ثنا عروة بن رويم، عن الأنصاري، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما خلق الله تعالى آدم وذريته، قالت الملائكة: يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة، فقال الله تبارك وتعالى: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فيكون.
فهذه بعض الأحاديث التي بلغت درجة التواتر المعنوي في إثبات صفة اليدين.
و بعد إثبات اليدين من الكتاب و السنة نجمع مع هذه الاحاديث المتواترة و الايات الثابتة قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/496)
فثبت بالدليل القاطع أن الجمع في هذه الآية يرجع لليدين جمعا بين كل هذه الادلة الثابتة فقوله تعالى بل يداه مبسوطتان و قوله لما خلقت بيدي و قوله عليه الصلاة و السلام كلتا يداه يمين و قوله وبيده الأخرى الميزان و قوله وقال الله جل وعلا ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت. فقال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطهما فإذا فيهما آدم وذريته و قوله غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها.
اثبتت أنهما يدان تليقان بالله عز وجل لا كيدي المخلوق فهذه هي الشريعة تؤخد جملة لا من حديث واحد منفصل و لقد ضل في مثل هذه الأمور الكثير من الناس.
في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
جمعت اليد مع نون العظمة و نون العظمة ترجع لله سبحانه و تعالى و هذا من أسلوب العرب كقوله تعالى "فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ" [الشورى:30] فمن قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى ضمير التثنية أو ضمير الجمع، جُمع كقوله تعالى: "فقد صغت قلوبكما" [التحريم:4]. وقوله: "فاقطعوا أيديهما" [المائدة:38]
السارق و السارقة تقطع لكل واحد منهما يد واحدة لكن التعبير جاء بالجمع و كذلك قوله تعالى (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) (التحريم: من الآية4)، وهما اثنتان، والقلوب جمع، والمراد به قلبان فقط، لقوله تعالى مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب: من الآية4) ٍ
و كذلك لقوله تعالى (فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) (النساء: من الآية11) جمع، والمراد به اثنان.
فهذا مثنى ذكر بالجمع هذا لسان العرب و ليس تأويلا إنما هي الشريعة تصدق بعضها بعضا.
ثانيا قوله تعالى: والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون
أما قوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون. فليست من آيات الصفات لأن الأيد لم تضف لله عز و جل إنما الصفة هي المضافة كقوله تعالى بيدي، و قوله بل يداه مبسوطتان.
قال في لسان العرب: الأَيْدُ والآدُ جميعاً: القوة؛ قال العجاج: من أَن تبدّلت بآدِي آدا يعني قوّة الشباب.
وفي خطبة علي، كرم الله وجهه: وأَمسكها من أَن تمور بأَيْدِه أَي بقوّته؛ وقوله عز وجل: واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد؛ أَي ذا القوة؛ قال الزجاج: كانت قوّته على العبادة أَتم قوة، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وذلك أَشدّ الصوم، وكان يصلي نصف الليل؛ وقيل: أَيْدُه قوّته على إِلانةِ الحديد بإِذن الله وتقويته إِياه.
وقد أَيَّده على الأَمر؛ أَبو زيد: آد يَئِيد أَيداً إِذا اشتد وقوي.
والتأْييد: مصدر أَيَّدته أَي قوّيته؛ قال الله تعالى: إِذا أَيدتك بروح القدس؛ وقرئ: إِذا آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول من: آيَدْته على فاعَلْته وهو مؤيَد.
وتقول من الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، والفاعل مؤَيِّدٌ وتصغيره مؤَيِّد أَيضاً والمفعول مُؤَيَّد؛ وفي التنزيل العزيز: والسماء بنيناها بأَيد؛ قال أَبو الهيثم: آد يئيد إِذا قوي، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صار ذا أَيد، وقد تأَيَّد.
وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ.
وتأَيد الشيء: تقوى. اهـ
أقوال المفسرين:
قال الشنقيطي رحمه الله:
قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـ?هَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.
والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـ?هُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة) انتهى أضواء البيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/497)
قال الطبري في تفسيره: 24962 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {والسماء بنيناها بأيد} يقول: بقوة. 24963 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {بأيد} قال: بقوة. 24964 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {والسماء بنيناها بأيد}: أي بقوة. 24965 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن منصور أنه قال في هذه الآية: {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة. 24966 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة. 24967 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة اهـ
فتفسير كلمة أيد هي قوة و القوة مفردة فلو كانت ايد جمع لكان تفيسرها قوى و ليس قوة فدل التفسير على أن كلمة أيد مفردة و هذا يوافق مصدرها الأَيْدُ والآدُ.
قال في مختار الصحاح
(اليَدُ أَصْلُها يَدْىَ على فَعْل ساكنة العَين لأنّ جَمْعَها أَيْدٍ ويُدِيّ وهُمَا جَمْعُ فَعْل كَفَلْس وأَفْلُس وفُلُوس. ولا يُجْمَع فَعَل على أَفْعُل إلا في حُرُوفٍ يَسيرة مَعْدُودة كَزَمَن وأَزْمُن وجَبَل وأَجْبُل. وقد جُمِعَت الأَيدِي في الشِّعْر على أيادٍ وهو جَمْعُ الجَمْع مثْل أَكْرُع وأَكَارع. وبَعْضُ العَرَب يقول في الجمع الأَيْدِ بحذف الياء. وبَعْضُهم يَقول لِليَد يَدًى مِثْل رَحًى. وتَنثْنيتُها على هذه اللُغَة يَدَيَانِ كَرَحَيَانِ. واليَدُ القُوَة. وأَيَّدَه قَوَّاهُ. وَمَالِي بفُلانٍ يدان أي طَاقَةٌ. وقال اللهُ تعالى (والسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بَأَيْد). قلتُ: قوله تعالى: (بأَيْد) أي بقُوَّةٍ وهو مَصْدَر آدَ يئِيدُ أَيْداً إذا قَوِيَ وليس جَمْعاً لِيدٍ ليُذْكَر هُنَا بل مَوْضعُه بابُ الدَّالِ. وقد نَصَّ الأزَهَري على هذه الآية في الأيدِ بمعنى المَصْدَر. ولا أَعْرِفُ أَحدَاً من أَئِمَة اللُّغَة أو التَّفْسِير ذَهَبَ إلى ما ذَهَب إليه الجَوْهَرِي من أَنَّها جَمْعُ يَدٍ.) اهـ
قال الألوسي
((بأيد) أي بقوة قاله ابن عباس. ومجاهد. وقتادة، ومثله الآد وليس جمع {(يَدُ) وجوزه الإمام وإن صحت التورية به) اهـ
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير هذه الآية: بأيد: بقوة و الأيد و الآد: القوة، و قد آد يئيد و هو أيد اهـ
أقوال أصحاب اللغة:
قال بهجت عبد الواحد صالح في الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل: بنيناها بأيد: فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بنا و "نا" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و "ها" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بأيد: جار و مجرور متعلق ببنى و علامة جره الكسرة المنونة. و الكلمة مصدر "آد" يئيد أيدا: اذا قوى و "بأيد" أي بقوة اهـ
قال الخليل الفراهيدي في كتاب العين:
أيد، إدي: الايد: القوة، وبلغة تميم الآد، ومنه قيل: أد فلان فلانا إذا أعانه وقواه. والتأييد: مصدر أيدته أي قويته. وقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد) أي بقوة. اهـ
و في المعجم الوسيط:
(آد)
أيدا و آدا قوي و اشتد فهو أيد و ذو أيد و في التنزيل العزيز (والسماء بنيناها بأيد) و في المثل الكيد أبلغ من الأيد. اهـ
أقوال أهل فن كتابة المصحف:
و من الملاحظ أن كلمة أيد كتبت في المصحف بأييد: قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه المحكم فى نقط المصاحف صفحة 178 (و هو من علماء هذا الشأن و أدرى العلماء بخبايا المصحف): أولأن العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في (عمرو) فرقا بينه وبين (عمر) وإلحاقهم إياها في (أولئك) فرقا بينه وبين (إليك) وفي (أولى) فرقا بينه وبين (إلى) وإلحاقهم الياء في قوله (والسماء بنيناها بأييد) فرقا بين (الايد الذي معناه القوة) وبين الايدي (التي هي جمع يد) وإلحاقهم الالف في (مائة) فرقا بينه وبين
(منه و منة) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة. أهـ
http://www.albwader.com/modules.php?...ook=238&id=178
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/498)
قال أبو العباس المراكشي إنما كتبت {بأييد} بياءين فرقا بين الأيد الذي هو القوة وبين الأيدي جمع يد ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر في أدراك الملكوتي في الوجود. اهـ (عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل ص 91) و نقلها عنه الزركشي في (البرهان في علوم القرآن ج1 ص 387)
أقوال بعض العلماء:
قال ابن خزيمة رحمه الله في كتابه التوحيد:
وزعم بعض الجهمية: أن معنى قوله "خلق الله آدم بيديه":
(أي بقوته) فزعم أن اليد هي القوة، وهذا من التبديل أيضاً، وهو جهل بلغة العرب، والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب، لا اليد، فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة.
قد أعلمنا الله (عز وجل) أنه خلق السماء بأيد، واليد واليدان غير الأيد، إذ لو كان الله (خلق) آدم بأيد كخلقه السماء، دون أن يكون الله خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس] ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي [.
ولا شك ولا ريب: أن الله (عز وجل) قد خلق ابليس عليه لعنة الله أيضاً بقوته، أي إذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)، عند هؤلاء المعطلة، و البعوض والنمل وكل مخلوق فالله خلقهم عنده بأيد وقوة. اهـ
قال أبو حسن الأشعري في كتابه الإبانة:
وقد اعتل معتل بقول الله تعالى (1/ 130): (والسماء بنيناها بأيد) من الآية (47/ 51) قالوا: الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى: (بيدي) بقدرتي قيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه:
أحدها: أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى: (لما خلقت بيدي) من الآية (75/ 38) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله: (بيدي) معنى قوله: (بنيناها بأيد)
وأيضا فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين. (1/ 132)
وأيضا فلو كان الله تعالى عنى بقوله: (لما خلقت بيدي) القدرة لم يكن لآدم صلى الله عليه وسلم على إبليس مزية في ذلك والله تعالى أراد أن يرى فضل آدم صلى الله عليه وسلم عليه إذ خلقه بيديه دونه ولو كان خالقا لإبليس بيده كما خلق آدم صلى الله عليه وسلم بيده لم يكن لتفضيله عليه بذلك وجه وكان إبليس يقول محتجا على ربه: فقد خلقتني بيديك كما خلقت آدم صلى الله عليه وسلم بهما فلما أراد الله تعالى تفضيله عليه بذلك وقال الله تعالى موبخا له على استكباره على آدم صلى الله عليه وسلم أن يسجد له: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت؟) (75/ 38) دل على أنه ليس معنى الآية القدرة إذ كان الله تعالى خلق الأشياء جميعا بقدرته وإنما أراد إثبات يدين ولم يشارك إبليس آدم صلى الله عليه وسلم في أن خلق بهما. (1/ 133)
الإبانة الأشعري [جزء 1 صفحة 133]
قال الشيخ العثيمين رحمه الله (بأيد، أي: بقوة كما قال تعالى: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً [النبأ:12] والأيد هنا ليست جمع يد كما يتوهمه بعض الناس ويظنون أن المراد أن الله بنى السماء بأيد أي: بيديه عز وجل، ذلك لأن الأيد هنا مصدر آد يئيد بمعنى: قوي، ولهذا لم يضف الله تعالى هذه الكلمة إلى نفسه الكريمة كما أضافها إلى نفسه الكريمة في قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً [يس:71] فمن فسر الأيد هنا بالقوة فإنه لا يقال: إنه من أهل التأويل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، بل هو من التأويل الصحيح.) اهـ لقاءات الباب المفتوح
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/499)
فقوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيدٍ" [الذاريات: 47]. قال المفسرون: أي بقوة، وهذا لا خلاف فيه. والأيد في الآية مصدر آد يئيد، يعني القوة، كما قال تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" [ص:17] أي ذا القوة، وليس هو بمعنى اليد، فاليد جمعها (أيدي)، كما قال تعالى: "أَولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا" [يس: 71]، وعلى هذا فتفسير الأيد بالقوة ليس تأويلاً أصلاً، فإن التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره، فلا يرد على هذا التفسير، فلا يجوز أن يقال: إن السلف أولوا هذه الآية، بل فسروها بمعناها الظاهر، وليس في هذا التفسير صرف للفظ عن ظاهره فلا يكون تأويلاً، ومن قال: إن السلف أولوا. فهو إما جاهل، وإما ملبس يريد أن يحتج بذلك على ما يذهب إليه من التأويل الباطل. والله أعلم. اهـ http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-96726.htm
وفي حوار بين الشيخ الطيار و الشيخ الخضيري و الشيخ الشهري حفظهم الله:
الشيخ الطيار: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات:47) يا أبا عبد الله، هذه بعض الناس يفهمها على غير وجهها الآية رقم سبع وأربعين.
الشيخ الخضيري: وسبحان الله اليوم تأتيني رسالة الساعة الرابعة صباحا يسألني شخص، يقول أني رأيت في أحد التفاسير {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوة، وكأنه يظن أن هذا تأويلا فما تقول يا أبا عبد الله.
الشيخ الشهري: هذه آيات في القرآن الكريم قد يفهم منها أنها من الآيات التي تدل على صفات الله سبحانه وتعالى، بعضها يحتمل وبعضها ليس من آيات الصفات، مثل هذه الآية {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ} المقصود بالأيد هنا القوة.
الشيخ الخضيري: آد يئيد.
الشيخ الشهري: نعم، في اللغة العربية.
الشيخ الطيار: ومنه قوله: {ودَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} (سورة ص:17).
الشيخ الشهري: المقصود ذو القوة يعني، وهذا هو معنى الأيد في اللغة أنه بمعنى القوة، ولذلك تقول أيّد فلان فلانا بمعنى أنه قواه، وتقول هل تؤيدني في هذا؟ يعني بمعنى هل يكون رأيك مع رأيي في هذا الموضوع فيقوى به.
الشيخ الطيار: وفي القرآن {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (سورة البقرة:87).
الشيخ الشهري: وأيدناه يعني وقويناه، فهذه الآية ليست من آيات الصفات، لا تدل على اليد، يعني لا تدل على صفة اليد لله سبحانه وتعالى، وإنما صفة اليد تؤخذ من نصوص أخرى.
الشيخ الخضيري: فليس تأويلها أو تفسيرها بالقوة تأويلا.
الشيخ الشهري: ليس تأويلا وتحريفا للكلام.
الشيخ الخضيري: وليست من آيات الصفات أصلا، والعجيب أنهم ذكروا أن الصحابة كتبوها بصوره مغايرة للصورة المعهودة للمغايرة بين جمع اليد وبين هذا المصدر، فجعلوها بياءين.
الشيخ الطيار: نعم، بسنتين.
الشيخ الخضيري: ولذلك لعل الأخوة المشاهدون يلاحظون فيه ياء أخرى زائدة.
الشيخ الطيار: مو موضوع عليها دائرة إشارة على أنها زائدة.
الشيخ الخضيري: دلالة على أنها لا تنطق.
الشيخ الشهري: لا تنطق، يعني أنت تقول بأيد ولا تقول بأييد.
الشيخ الطيار: وهذا يدل على أيضا مسألة سبق أن ذكرناها في سورة العنكبوت {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (سورة العنكبوت:49) أن القرآن الأصل فيه المحفوظ وليس المرسوم، ولذلك لا نجد أحدا أبدا من القراء بل ولا من المسنين يقرأها كما ذكر أبو عبد الله بأييد هكذا، لا أحد يقرأها هكذا وإنما يقرأها بأيد. اهـ
لو كان بأيد جمع يد لقال تعالى بأيدينا كما في قوله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
قال تعالى: واذكر عبدنا داود ذا الأَيْد.
داود عليه السلام ليس له أكثر من يدين فلفظ أيد ليس بيد قطعا و الاية معناها ذا القوة فهذه هنا فسرت الاخرى هناك، الشريعة تؤخد بجميعها لا ببعضها.
ثالثا الإجماع على أن لله يدان تليقان به عز و جل:
قال ابو زيد القيرواني رحمه الله في كتابه الجامع في السنن و الآداب و المغازي و التاريخ ص 107:فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ...... و أن يديه مبسوطتان و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه. اهـ
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=5969
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/500)
و في "الإقناع في مسائل الإجماع" للعلامة الحافظ علي بن محمد بن عبدالملك الفاسي المكنى بأبي الحسن ويلقب بابن القطان:89 وأجمعوا أن لله يدين مبسوطتين
90 وأجمعوا ان الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه من غير أن تكون جوارح. اهـ
قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني في منظومته الحائية: وَقَدْ يُنكِرُ الجَهْمِيُّ أَيضًا يَمِيْنَهُ * وَكِلْتَا يَدَيْهِ بالفواضِلِ تَنْضَحُ.
بعد ان اتم الآجري القصيدة نقلا عن أبي بكر قال: ثم قال لنا أبو بكر ابن أبي داود: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم ومن لم ندرك ممّن بلغنا عنه. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن شاهين: قال أبو بكر ابن أبي داود رحمه الله: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل رحمه الله، وقول من أدركنا من أهل العلم وقول ممن لم ندرك ممن بلغنا قوله. فمن قال علي غير هذا فقد كذب.
وقال ابن البناء: قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني: هذا مذهب أحمد بن حنبل ومذهبي ومذهب أبي رحمهم الله وإيانا.
وقال ابن أبي يعلى: قال ابن بطة: قال أبو بكر بن أبي داود: هذا قولي، وقول أبي، وقول أحمد بن حنبل، وقول من أدركنا من أهل العلم، ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه، فمن قال غير هذا فقد كذب.
قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]
قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]
قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]
قال الذهبي في السير في ترجمة أبو بكر الإسماعيلي الإمام الحافظ الحجة الفقيه رحمه الله (ولد سنة 277 هـ): أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن الفراء، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله، أخبرنا مسعود بن عبد الواحد، أخبرنا صاعد بن سيار، أخبرنا علي ابن محمد الجرجاني، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: اعلموا - رحمكم الله - أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ذلك. ويعتقدون بأن الله مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه، خلق آدم بيديه، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف، واستوى على العرش بلا كيف، وذكر سائر الاعتقاد. اهـ
و قال في ترجمة أبي ذَرّ الهَرَوِيّ رحمه الله (ولد سنة 356 هـ): هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رءوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامر، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام، وقد ألف كتابا سماه: "الإبانة"، يقول فيه: فإن قيل: فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قال: قوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ وقوله: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ فأثبت - تعالى - لنفسه وجها ويدا ... إلى أن قال: فإن قيل: فهل تقولون: إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله! بل هو مستوٍ على عرشه كما أخبر في كتابه اهـ
و قال في ترجمة الخطيب البغدادي رحمه الله (ولد سنة 392 هـ): أخبرنا أبو علي بن الخلال، أخبرنا أبو الفضل الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا محمد بن مرزوق الزعفراني، حدثنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله، وحققها قوم من المثبتين، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله ءتعالىء بين الغالي فيه والمقصر عنه. والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويُحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.
فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول: إنها جوارح. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. اهـ
و صلى الله و سلم على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/1)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[26 - 09 - 09, 08:55 م]ـ
جزاك الله خير علي هذا البحث اللطيف
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[27 - 09 - 09, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك(58/2)
قواعد هامة في باب الأسماء والصفات
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:21 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل
وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد
فهذه بعض القواعد العامة في باب الأسماء والصفات مجموعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مستخلصة من كتاب موقف إبن تيمية من الأشاعرة للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله تعالى
وقبل أن نبدأ أقدم بمقدمة بسيطة
قال الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود: في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة (272/ 1)
((لما كانت هذه المسألة من أعظم المسائل التي خاض فيها الناس واضطربت فيها أقوالهم، خاصة وأنها تتعلق بالله تعالى وما ينبغي له من صفات الكمال وما ينبغي أن ينزه عنه من صفات النقص، فقد حرص شيخ الإسلام ابن تيمية من خلال مناقشاته أن يؤصل أصولاً ينطلق منها المسلم في بحث هذا الموضوع الخطير، لأن الخطأ والزلل فيه ليس كغيره من المسائل، وكان يركز في دروسه على مثل هذه الأصول حتى أن بعض تلاميذه طلبوا منه أن يكتب لهم هذه القواعد لشعورهم بأهميتها وحاجاتهم إليها، فكتب الرسالة التدمرية، التي تعتبر خلاصة متينة وقوية لما قرره ابن تيمية في كتبه المطولة الأخرى))
فنبدأ بجول الملك الوهاب
ا- إن الأصل في باب الأسماء والصفات أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم
فهذا الكلام مبني على أصلين:
أ - أن الله تعالى منزه عن صفات النقص مطلقاً كالسنة والنوم والعجز والجهل وغير ذلك
ب- أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات
2 - إن الرسل جاءوا بإثبات مفصل ونفي مجمل، فأثبتوا لله صفات الكمال على وجه التفصيل، ونفوا عنه صفات النقص على وجه الإجمال، على الضد من أهل البدع
ملحوظه:
وهذه هي القاعدة العامة الغالبة، وإلا فقد يرد في النصوص الإثبات المجمل والنفي المفصل، كنفي الصاحبة والولد
3 - إن النفي الذي وصف الله تعالى به، هو ما تضمن إثبات كمال الله تعالى، وهو النفي غير المحض، أما النفي المحض – الذي لا يتضمن إثباتاً – فلم يوصف الله تعالى به
4 - إن ما لم يرد في النصوص إثباته ولا نفيه فيجب التوقف فيه، والاستفصال عنه، وعن معناه، فإن كان المراد به حقاً موافقاً للنصوص ولا يعارضها قبل، وإلا رد
5 - عدم العلم بالكيفية والبعد عن التشبيه، فالصفات تثبت لله تعالى لورود النصوص بها، والله تعالى أراد أن يعرفنا بنفسه وبما له من صفات الجلال والكمال، فنحن نثبت ما ورد ونفهم المعاني، ولكن كيفية هذه الصفات لا يعلمها إلا الله تعالى، فلا يجوز أن نكيفها، كما أنه لا يجوز أن نشبهها بصفات أحد من الخلق
- مما يعني إثبات هذه الصفات لله تعالى كما وردت من غير تمثيل ولا تكييف، ولا تحريف ولا تعطيل
6 - قاعدة "الكمال" أو ما يسميه أحيانا "قياس الأولى" وهو أن يثبت لله عز وجل من صفات الكمال التي لا نقص فيها أكمل مما علم ثابتا لغيره، مع التفاوت الذي لا يضبطه العقل، كما لا يضبط التفاوت بين الخالق والمخلوق
7 - أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم
8 - أن الكتاب والسنة فيهما ما يغني عما ابتدعه هؤلاء من علم الكلام المذموم
9 - أنه لا تعارض بين العقل والنقل
10 - أن القول في الصفات كالقول في الذات، يحتذى حذوه، فكما أن لله ذاتا لا تشبه ذوات المخلوقين، فكذلك له صفات لا تشبه صفات المخلوقين، وإذا كان إثبات الذات لله إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية، وهذا أصل عظيم، مقنع جداً لمن تدبره
10 - أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
وهذه القاعدة أشتملت على:
ا-أن من نفي بعض الصفات وأثبت البعض الآخر، لزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه.
2 - أن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين، لأنه قد يكون ثبت بدليل آخر غير هذا الدليل
3 - أن كل من أول صفة لزمه فيما أوله نظير ما أظن أنه يلزمه فيما فر منه.
4 - أن دلالة السمع والعقل على الصفات واحدة:
أ -فإذا كان السمع قد دل على الصفات السبع، فقد دل أيضا على غيرها، ووجه الدلالة وقوة النص واحدة.
ب -وإذا دل العقل على الصفات السبع، فيمكن أن يدل العقل على غيرها، مما ينفيه هؤلاء.
1 - أنه يقال للأشعري نظير ما يقوله هو للمعتزلي في مسألة الأسماء.
2 - أن هذا الأصل يمكن أن يرد به على جميع النفاة:
أ -الأشعري الذي يثبت بعض الصفات دون بعض.
ب -والمعتزلي الذي يثبت الأسماء وينفي الصفات.
ت -والجهمي الذي ينفي الأسماء والصفات ولكن يقر بأن الله شيء وأنه موجود.
ث -والغلاة: الذين يسلبون النقيضين.
وعند التطبيق
-إذا كان التجسيم لازما لبعض الصفات فهو لازم للصفات التي أثبتموها، وبالعكس، أي إذا لم يكن التجسيم لازما للصفات التي أثبتموها، فلا يلزم في الصفات التي نفيتموها، وهكذا. والنتيجة أنكم إما أن تثبتوا جميع الصفات لأنها لا تستلزم التجسيم، أو تنفوها كلها لا ستلزامها التجسيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/3)
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 12:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سعد
ـ[محمدالتهامي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:32 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
وعندي استفسار -وفقك الله-
ا-أن من نفي بعض الصفات وأثبت البعض الآخر، لزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه.
.......
3 - أن كل من أول صفة لزمه فيما أوله نظير ما أظن أنه يلزمه فيما فر منه.
هل هذا التكرار سهو، أم تقصد بالأول التعطيل المحض الخالي عن التحريف؟
ولعلك تقصد بالثانية "لزمه فيما أثبته نظير ما يلزمه فيما فر منه" كما في الأولى.
والله أعلم
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:39 م]ـ
اعظم كتاب فى موضوع الاسماء والصفات وقواعدها القواعد المثلى لابن عثيمين رحمه الله تعالى والقواعد التى ذكرها العلامه ابن القيم فى بدائع الفوائد اظن من احكم هذين الكتابين صار له الامر سهلا فى الباب والله اعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:49 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب ولي موضوع إن شاء الله عن القواعد المثلى في الاسماء والصفات
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 03:29 م]ـ
بارك الله فيكم(58/4)
من ذهب لساحر ليسحر شخصا هل يكفر؟
ـ[الغُندر]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يذهب إلى الساحر ليسحر فلانا من الناس هل يكفر بذلك؟
علما انه يقول انا اكره الكفر والسحر ولكن كنت أريد الانتقام من فلان من الناس؟
من يستطيع افادتنا فليفعل و جزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:44 ص]ـ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ وَلاَ تُطُيِّرَ لَهُ، وَلاَ تَكَهَّنَ وَلاَ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ.
عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ - رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِىِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ.
عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَقَاطِعُ الرَّحِمِ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ
عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 06:12 م]ـ
يا أخي ليس بعد كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام كلام (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)
والذي يذهب إلى الساحر لا شك أنه مصدق.
ـ[الغُندر]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:01 ص]ـ
يا أخي ليس بعد كلام المعصوم عليه الصلاة والسلام كلام (من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)
والذي يذهب إلى الساحر لا شك أنه مصدق.
طيب الله سبحانه وتعالى يقول: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ]
فهل تصديق أنهم يكونون سبب لضرر فلان من الناس كفر!!؟؟
هداك الله.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:47 م]ـ
يا خي الكريم بارك الله فيكم
اين محل الاشكال الحديث على فرض صحته يخبر ان من اتى عراف وسأله وصدقه في هذا الجواب فقد كفر
الايه تخبر ان للسحر اثر وان الساحر قد يضر بسحره فلان من الناس حقيقة
وايضا هناك فرق بين الساحر والعراف تراجعه في شرح كتاب التوحيد
بارك الله فيكم
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[29 - 09 - 09, 06:47 م]ـ
الأمر كما قال أخونا أبومحمد المصري (الحديث على فرض صحته يخبر ان من اتى عراف وسأله وصدقه في هذا الجواب فقد كفر
الايه تخبر ان للسحر اثر وان الساحر قد يضر بسحره فلان من الناس حقيقة)
وإن شاء الله يكون قد ذهب عنك الإشكال إذا تنبهت للفرق بين المسألتين.
بارك الله في الجميع(58/5)
فوائد عقدية .....
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:29 م]ـ
الفائدة 1:أقسام التوحيد ثلاثة (بحسب إستقراء النصوص)
أ-توحيد الربوبية, وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير.
ب-توحيد الألوهية, وهو إفراد الله بالعبادة
ج-توحيد الأسماء والصفات, وهو إفراد الله بأسمائه وصفاته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ..
الفائدة2:التوحيد لا يكون إلا بأمرين هما:
أ-النفي.
ب-الإثبات.
وهذا يشهد له قوله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه أنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين .. }
قال تعالى {وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ... }
الله أكبر .........
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:37 م]ـ
جزاك الله خير بانتظار المزيد(58/6)
من درر شيخ الإسلام ...
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:05 م]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه:
(قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قوما يجلسون للناس ويتكلمون بالبدعة,,
فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه لكن أهل السنة يبقون وبيقى ذكرهم
وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم) ج13/ 172
- قال في تقريب التهذيب عن ابن عياش:
ثقة عابد ..... مات سنة94ه وقد قارب المائة
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:07 م]ـ
عفوا
مات سنة 94 للهجره(58/7)
سؤال عن كتاب "العقيدةالاسلامية" للشيخ أحمد بن منصور آل سبالك ـ حفظه الله ـ
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 09 - 09, 05:17 م]ـ
ما رأيكم بكتاب الشيخ أحمد بن منصور آل سبالك ـ حفظه الله ـ
"العقيدةالاسلامية".
و هل تنصحون بدرسِه على بعض المشائخ
بارك الله فيكم
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:20 ص]ـ
....................................
ـ[أبوعبدالله السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:31 ص]ـ
يجب على طالب العلم التأسيس على كتب أهل العلم والأئمة المتقدمين مستندين على الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمه وخصوصاً في العقيدة التى هي رأس الأمر.
والله ولي التوفيق
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:47 ص]ـ
الأخ الفاضل
حياك الله إن الأفضل لك هو التأسيس على كتب الشيوخ القدماء وإن الاستناد الي قول الصحابة وسلف هذه الأمة الذين استدلوا بالقران والسنة لهو الصواب وعلى طالب العلم الابتداء بها وبارك الله فيكم
والله تعالى أجل وأعلم
أبو مسلم الفلسطيني
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكم(58/8)
للدراسة الكسب عند الأشاعرة
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 06:47 م]ـ
قال الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي:
والأشعرية: أثبتوا شيئاً جديداً في مسألة القدر، وهو الكسب، والكسب في الحقيقة ليس من ابتداع أبي الحسن الأشعري وإنما نقله عن المعتزلة وعندما رجع عن الاعتزال إِلَى الكلابية وهي المرحلة الثانية من مراحله قبل أن يرجع إِلَى مذهب السلف، أخذ بهذه النظرية وهي الكسب، فقال: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فاعل، والعبد: نافذ، فجاء بنظرية يرى أنها وسط بين الجبرية والقدرية. وهي في الحقيقة وسط بين قول الجبرية وبين مذهب أهل السنة، وتمثل الأشعرية على ذلك بالمصباح الكهربائي: إذا أراد الأب أن يمتحن ابنه فَقَالَ له: لا تنفخ هذا المصباح فإذا نفخته وانطفأ عاقبتك، والمصباح الكهربائي لا ينطفئ بالنفخ، وإنما ينطفئ بالزر، والأب عنده الزر، فإذا نفخ الابن المصباح أطفأ الأب المصباح، ثُمَّ يضرب الابن فَيَقُولُ: أضربك لأنك خالفت أمري فأطفأت المصباح. ويضرب البغدادي صاحب الفرق بين الفرق مثالاً آخر فَيَقُول في كتاب أصول الدين: لو أن رجلين حملا حجراً واحداً وأحد الرجلين كبير والآخر صغير، فلو حمل الكبير الحجر وحده لاستطاع، لكن جَاءَ الصغير وحمل الحجر معه، فجاء المعاقب الذي يعاقب عَلَى حمل الحجر، فعاقب الصغير وضربه، فإنه لا يكون ظالماً، لأنه حمل مع الكبير، وإن كَانَ الكبير هو الذي يستقل بحملها وحده، يقول: هذا مثال عَلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الفاعل الحقيقي، ولكن العبد يشارك فقط، وإلا لو ترك العبد الفعل لوقع الفعل من غيره، لكن يعاقب عَلَى هذه المشاركة وإن كانت مشاركة غير مؤثرة -تَعَالَى الله عما يصفون- فكل هذا مخالف للإيمان بالله، وللإيمان بقدره عَلَى حقيقته، فمثلاً لو قيل لهم: ماذا تقولون في رجل زنى أتنسبون هذا الفعل إِلَى الله، وهذا لازم كلامكم أنه لا فاعل إلا الله؟ وفي عقيدة الأشعرية المسماة جوهرة التوحيد منظمومة شعر يحفظونها ويدرسونها في أكثر أنحاء العالم الإسلامي مع الأسف يقال فيها:
والفعل في التأثير ليس إلا * للواحد القهار جلا وعلا
فلا تثبت الفعل إلا لله جلا وعلا، فلا يؤثر إلا الله: ولا يفعل إلا الله: فيقال لهم: لو أن أحداً زنى من الفاعل في هذه الحالة؟ فإن قالوا: "الله" فهذا هو الكفر، وإن قالوا: فعل العبد فالعبد هو الفاعل، والله هو الخالق. وقد نسب الله تَعَالَى في القُرْآن الكريم الأفعال إِلَى العبد فقَالَ: (بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [المائدة:105] (تَعْقِلُونَ) [البقرة:44] وكذلك الصلاة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) [الحج:77] وقَالَ: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) [الليل:6، 7] وفي المقابل (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى) [الليل:8، 9] فهذه الأفعال فعلها العبد، والله تَعَالَى خلق الإِنسَان، وخلق أفعاله، وخلق القدرة التي بها يفعل الأفعال، لكن الفاعل هو الإِنسَان، والإِنسَان له إرادة وله مشيئة. قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الإِنسَان:30] وقَالَ: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) [التكوير:28] وقَالَ: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر) [الكهف:29] فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أثبت لنا المشيئة، وبين لنا الصراط المستقيم فَقَالَ: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) [الإِنسَان:3] إما أن يختار الكفر وإما إن يختار الإيمان، فكيف يقَالَ: إنه لا مشيئة له في الحقيقة والفاعل هو الله، فالعبد فاعل عَلَى الحقيقة، ولكن الخالق هو الله، ولهذا يجازي العبد ويحاسبه لا عَلَى مشاركة صورية، أو كسب أو تأثير لا قيمة له، إنما يحاسب العبد ويجازيه لأنه فعل ذلك حقيقة. أما دعاة الرفض فهم ينكرون القدر، وقد رد عليهم شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ رحمه الله تعالى في كتابه العظيم النادر المثال الذي لم يكتب مثله وهو كتاب منهاج السنة النبوية. اهـ
ما هو مذهب الاشاعرة المعاصرين في مسألة خلق افعال العباد؟
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[15 - 05 - 10, 03:02 ص]ـ
للرفع
ـ[عبد الله السوري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 12:29 م]ـ
أخي الكريم
الذي أراه ان الخلاف لفظي بين الرأيين، لان كليهما يرون ان العبد مختار في الفعل، ويعاقب ويثاب على فعله المكلف فيه.
ـ[أبو أويس العمامري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 02:25 م]ـ
ليس الخلاف لفظي
لأن الأشاعرة أن أفعال العباد مسلوبة التأثير
وأهل السنة لا يقولون بذلك!!
قول الأشاعرة المعاصرين هو نفس قول الأشاعرة
يقولون بنظرية الكسب
ولاشك ولا ريب أن لفظ الكسب مأخوذ من القرآن
غير أنهم وضعوا له معنى غير الذي جاء به الكتاب ...
وقد اعترف الأشاعرة أنفسهم بأن قولهم = الجبر
فقال أحدهم: قولنا هو جبر متوسط
وقال الرازي: الإنسان مجبور في صورة مختار
ولي عودة إن شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/9)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 02:41 م]ـ
مذهب الأشاعرة أن للعبد قدرة لا تؤثر في المقدور ولا تقبل الضدين ولا تكون إلا مقترنة بالفعل وهذا جبر باعترافهم وهم يقرون بأنهم جبرية ولكن يقيدون ذلك بأنها متوسطة.
وقد تنبه بعض أئمة الأشاعرة لفساد قولهم في القدرة أنها لا تؤثر في المقدور ورد عليهم في ذلك وهو الجويني في النظامية.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 10:07 م]ـ
مذهب الأشاعرة أن للعبد قدرة لا تؤثر في المقدور ولا تقبل الضدين ولا تكون إلا مقترنة بالفعل وهذا جبر باعترافهم وهم يقرون بأنهم جبرية ولكن يقيدون ذلك بأنها متوسطة.
وقد تنبه بعض أئمة الأشاعرة لفساد قولهم في القدرة أنها لا تؤثر في المقدور ورد عليهم في ذلك وهو الجويني في النظامية.
وماذا عن قدرة التفكير!!
هل فهمتني اخانا الشيخ غالب!
أم أن القدرة على الموجودات الملموسة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 05 - 10, 01:57 ص]ـ
فمثلاً لو قيل لهم: ماذا تقولون في رجل زنى أتنسبون هذا الفعل إِلَى الله، وهذا لازم كلامكم أنه لا فاعل إلا الله؟
هذا ما خطر في نفسي أيضا! تعالى الله
وماذا يقولون في العبادات؟
هل الله يسجد لنفسه؟!! ويدعو نفسه؟!! ... إلخ
وما فائدة قدرة العبد إذا لم يكن لها تأثير؟
لماذا خلق الله للعبد قدرة إذا لم يكن لها أي فائدة؟ هل خلقها الله عبثا؟؟ سبحانه وتعالى عما يصفون!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 02:49 ص]ـ
وماذا عن قدرة التفكير!!
هل فهمتني اخانا الشيخ غالب!
أم أن القدرة على الموجودات الملموسة
الاشاعرة و لا فاعل إلا الله - هل يلزم هذا اللازم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210949)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - 05 - 10, 01:09 م]ـ
وماذا عن قدرة التفكير!!
فيه تفصيل. . فالقدرة على إعمال الفكر هي قدرة فلها تأثير.
لكن إرادة التفكير لا تتعلق بقدرة العبد. . لأنها إرادة خلقها الله في هذا العبد.
وكذلك مقدمات التفكير الضرورية. . تلك العلوم الضرورية خارجة عن قدرة العبد غير ناتجة عنها.
والله أعلم.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 06:33 م]ـ
فيه تفصيل. . فالقدرة على إعمال الفكر هي قدرة فلها تأثير.
لكن إرادة التفكير لا تتعلق بقدرة العبد. . لأنها إرادة خلقها الله في هذا العبد.
وكذلك مقدمات التفكير الضرورية. . تلك العلوم الضرورية خارجة عن قدرة العبد غير ناتجة عنها.
والله أعلم.
يفكر يعني يفعل!
التفكير = فعل
هل يمكنك التفصيل في الامر اكثر اخي الفاضل وبارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[عبد الله السوري]ــــــــ[17 - 05 - 10, 11:07 ص]ـ
أخي الكريم
كيف نفسر قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون)؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو بكر الأرمنازي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:07 م]ـ
السادة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إضافة لما قاله الأخ عبد الله السوري باستشهاده بقوله عز و جل (و الله خلقكم و ما تعملون)
يقول صاحب الجوهرة وهم من سادات الأشاعرة و فضلائهم:
وعندنا للعبد كسب كلفا ولم يكن مؤثرا فلتعرفا
يقول الإمام الباجوري رحمه الله: مذهب أهل السنة و الجماعة: أن للعبد في أعماله الاختيارية كسبا، وأنه ليس له إلا ذلك الكسب. فليس هو مجبورا عليها كما يقول الجبرية و ليس هو خالقا لها كما يقول المعتزلة .... إلى أن قال رحمه الله: فإن قيل: قد قام البرهان على وجوب استقلاله تعالى بالأفعال، و المقدور الواحد لا يدخل تحت قدرتين كما يستلزمه إثباتكم للعبد كسبا؟
أجيب بأن المقدور الواحد يدخل تحت قدرتين بجهتين مختلفتين، فيدخل تحت قدرة الله تعالى بجهة الخلق و الايجاد و الإمداد و تحت قدرة العبد في جهة الكسب، إذ العبد محل لظهور قدرة الله تعالى
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:28 م]ـ
السادة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إضافة لما قاله الأخ عبد الله السوري باستشهاده بقوله عز و جل (و الله خلقكم و ما تعملون)
يقول صاحب الجوهرة وهم من سادات الأشاعرة و فضلائهم:
وعندنا للعبد كسب كلفا ولم يكن مؤثرا فلتعرفا
يقول الإمام الباجوري رحمه الله: مذهب أهل السنة و الجماعة: أن للعبد في أعماله الاختيارية كسبا، وأنه ليس له إلا ذلك الكسب. فليس هو مجبورا عليها كما يقول الجبرية و ليس هو خالقا لها كما يقول المعتزلة .... إلى أن قال رحمه الله: فإن قيل: قد قام البرهان على وجوب استقلاله تعالى بالأفعال، و المقدور الواحد لا يدخل تحت قدرتين كما يستلزمه إثباتكم للعبد كسبا؟
أجيب بأن المقدور الواحد يدخل تحت قدرتين بجهتين مختلفتين، فيدخل تحت قدرة الله تعالى بجهة الخلق و الايجاد و الإمداد و تحت قدرة العبد في جهة الكسب، إذ العبد محل لظهور قدرة الله تعالى
الكسب بهذا المعنى ليس كسبا لا لغة ولا عقلا رغم أنوف سادتكم.
ثم كيف تسمونها قدرة وهي لا تأثير لها بحال؟ سبحان الله! هل هذا إلا ضرب من الخيال؟!
أفعال العباد مسببة عن قدرتهم وإرادتهم. . لكن الله هو الخالق لها، بخلقه إياهم وخلقه القدرة والإرادة في أنفسهم مع إزالة موانع الفعل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/10)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:46 م]ـ
يفكر يعني يفعل!
التفكير = فعل
هل يمكنك التفصيل في الامر اكثر اخي الفاضل وبارك الله فيك وجزاك خيرا.
وإياكم أخي الكريم جزى الله.
طالما أنها قدرة على فعل من الأفعال، فهي لا بد أن تكون مؤثرة نوعا ما في حصول هذا الفعل.
ومجموع القدرة والإرادة يولد الفعل المقدور المراد. . لكن باستيفاء الشروط وانتفاء الموانع.
أما أن يثبت لفظ القدرة بلا تحقيق معناها، فهذا هذيان وأي هذيان.
وصدور هذا الفعل عن هذه القدرة والإرادة القائمتين بالعبد هو الذي جعله ينسب إليه لا إلى غيره، لكون سببا له مباشر ولكون الفعل إنما يقوم به.
فلو فعل العبد مثلا الصلاة عن قدرة له عليها وعن إرادة في نفسه لها، كان هو الفاعل لهذه العبادة لا غيره. ولو فعل هو الآخر شرب الخمر - والعياذ بالله - وهو مريد له قادر عليه، لكان هو أيضا الفاعل لهذه المعصية لا غيره. فالأفعال الاختيارية تسند إلى من قام به القدرة والإرادة المنتجتان لتلك الأفعال وإن لم يستقل بإيجاده. أما (خالق الفعل) فهو الذي استقل بإيجاده في غيره وهو الله تعالى. فالله هو الخالق للعبد وما به من الصفات والأقوال والأفعال. وليس الله هو الموصوف بكل هذا ولا هو الفاعل لكل هذا، إنما هو الخالق لكلها.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:25 م]ـ
السادة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إضافة لما قاله الأخ عبد الله السوري باستشهاده بقوله عز و جل (و الله خلقكم و ما تعملون)
يقول صاحب الجوهرة وهم من سادات الأشاعرة و فضلائهم:
وعندنا للعبد كسب كلفا ولم يكن مؤثرا فلتعرفا
يقول الإمام الباجوري رحمه الله: مذهب أهل السنة و الجماعة: أن للعبد في أعماله الاختيارية كسبا، وأنه ليس له إلا ذلك الكسب. فليس هو مجبورا عليها كما يقول الجبرية و ليس هو خالقا لها كما يقول المعتزلة .... إلى أن قال رحمه الله: فإن قيل: قد قام البرهان على وجوب استقلاله تعالى بالأفعال، و المقدور الواحد لا يدخل تحت قدرتين كما يستلزمه إثباتكم للعبد كسبا؟
أجيب بأن المقدور الواحد يدخل تحت قدرتين بجهتين مختلفتين، فيدخل تحت قدرة الله تعالى بجهة الخلق و الايجاد و الإمداد و تحت قدرة العبد في جهة الكسب، إذ العبد محل لظهور قدرة الله تعالى
وهل هذا إلا الجبر؟
وما الفارق المؤثر بين هذا القول وقول الجبرية الأوائل أن حركة العبد كالشجرة التي يحركها الريح؟
ثم ما جهة الكسب هذه في القدرة؟
الذي نعلمه أن القدرة هي صفة ذاتية في الحي تمكنه من الفعل والترك بالإرادة، فالقدرة بجهة الكسب هذه فعل أم ترك أم غيرهما؟
ـ[أبو بكر الأرمنازي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:54 م]ـ
(الكسب بهذا المعنى ليس كسبا لا لغة ولا عقلا رغم أنوف سادتكم)
أخي نضال مشهود قرأ ردك هذا أخ عامي كان يجلس بجانبي فقال: لو أن النقاش يكون على هذه الحال فإننا لن نرتفع أبدا
جزيت خيرا على لطفك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 03:54 م]ـ
أصبتَ،والأصل أن تكون الأمور أهدأ من هذا ..
من فوائد مؤتمر أبي الحسن الأشعري الذي أقيم في القاهرة أخيراً = تضارب الباحثين الأشاعرة من مختلف الدول في تقرير مذهبهم في الكسب ..
ومما قرره البوطي وخالفه فيه كثير من الموجودين = تقريره أن الكسب ليس إلا إرادة القلب الفعلَ ..
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:07 ص]ـ
وما هي لوازم كلامه هذا يا أبا فهر؟؟ ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:10 م]ـ
(الكسب بهذا المعنى ليس كسبا لا لغة ولا عقلا رغم أنوف سادتكم)
أخي نضال مشهود قرأ ردك هذا أخ عامي كان يجلس بجانبي فقال: لو أن النقاش يكون على هذه الحال فإننا لن نرتفع أبدا
جزيت خيرا على لطفك
جزيت خيرا يا أخي، وعذرا إن كان في كلامي السابق ما لا ينبغي التفوه به.
هذا كان ردا ومقابلة لقولهم الفاحش (وعندنا للعبد كسب كلفا ولم يكن مؤثرا فلتعرفا)،
هذا إبطال لعدل الله تعالى وحكمته! وهذه كبيرة!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:12 م]ـ
ومما قرره البوطي وخالفه فيه كثير من الموجودين = تقريره أن الكسب ليس إلا إرادة القلب الفعلَ ..
وما قرره غيره؟
ـ[أبو بكر الأرمنازي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:29 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي نضال
بالمناسبة أرى ما قرره الدكتور البوطي بموضوع الكسب مناسب جدا ولا يخالف اصول الدين
وجزيتم خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:00 م]ـ
وإياكم أخي الكريم جزى االله.
ما قرره الدكتور مشكلة كبيرة جدا.
القوم قرروا أن ليس للعبد في فعله الاختياري إلا الكسب، وهذا الكسب مراد له.
فلو قرروا مع هذا أن الكسب هو نفسه الإرادة، لكان المراد هو الإرادة، أو يتسلسلان إلى غير نهاية!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي نضال
بالمناسبة أرى ما قرره الدكتور البوطي بموضوع الكسب مناسب جدا ولا يخالف اصول الدين
وجزيتم خيرا
بحكم كونك مخالف أحب أن تناقش الاخوة حتى نستفيد. مجرد أن تمدح قولا ما لا يكفي في منتدى علمي.
فأرجو أن تعرض حججك إذا تفضلت مشكورا فأنا جديد في هذا الباب وأحب معرفة الاراء. لذا سأتابع معاينا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/11)
ـ[أبو بكر الأرمنازي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 07:59 م]ـ
أخي أبو نسيبة لن يفسد الأختلاف للود قضية
أما بالنسبة للكسب عند الأشاعرة فهو كما يقول الإمام اللقاني في شرح جوهرته: الكسب لا يوجب وجود المقدور وإن أوجب اتصاف الفاعل بذلك المقدور حيث أنه معلوم بالبرهان أن لا خالق إلا الله تعالى و أن لا تأثير إلا للقدرة القديمة و نعلم بالضرورة أن القدرة الحادثة للعبد تتعلق ببعض أفعاله - كالصعود - دون بعض فسمى أثر القدرة الحادثة كسبا و إن لم نعرف حقيقته حيث أن العبد لم يكن مؤثرا بالمقدور تأثير اختراع و إيجاد له و إنما له فيها نسبة الترجيح كالميل للفعل أو الترك - كما قرره الدكتور البوطي - و الأصل في ذلك قوله تعالى (و خلق كل شيء فقدره تقديرا) و قوله تعالى (و الله خلقكم و ما تعملون) و لو كان العبد خالقا لأفعاله لكان عالما بتفاصيلها و اللازم باطل - أي أنه لا يعلم التفاصيل فهو ليس بخالق لها - فالملزوم باطل كذلك ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:03 م]ـ
----------
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:14 م]ـ
هذا الميل من العبد:
- إما أن يكون سببا لفعله الاختياري
- وإما أن يكون شرطا له أو جزءا من سببه
- وإما أن لا يكون شبئا من هذا ولا من ذاك.
فالأول والثاني يقتصي أنه مؤثر وإن لم يكن تاما - أي لو جزء التأثير - وليس هذا ما اعتقدتم،
وأما الثالث فهو نفسه الجبر المنكر، فلا يكون الفعل اختياريا، فلا يصح مؤاخذة العبد عليه.(58/12)
المنظومة البديعة في مناصحة طائفة الشيعة .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:14 ص]ـ
المنظومة البديعة
في مناصحة طائفة الشيعة
1. إلى رافضي الأصحاب مع سنن الهدى
و مستبدلي القرآن بالمَينِ والدَّجَل
2. و من أُمِروا في حقِّ صحب نبيهم
بتوقيرهم مع حبهم دونما دخَل
3. فصاروا يسبون الصحابة جرأةً
على الله و المختار من سائر الرسل
4. فهاؤكموا نصحاً خصصتكموا به
عسى الله أن يهدي به كلَّ من عَقَل
5. يهدُّ بناء الرفض من اسِّ ركنه
ويجتث ما فيه من الزور و الخطل
************
6. اذا كان اصحاب النبي عِداتِه
فذلك ذمٌّ للنبي ـ و لا تسل ـ.
7. فإن كان يدري عن خبيئة كفرهم
فكيف اذن صافاهموا طول ذا الأجل
8. وكيف يوالي من تبين كفره
ويدنيهموا منه إذن دونما وجل
9. ويُصهر لللشيخين منهم فقد بنى
بمن فضلُها قد حلَّ في الذكر مُذ نزل
10. و معها ابنة الفاروق حفصة فضلها
لَََيَعلمُه قاصٍ و دانٍٍٍ و مَن نقَل
11. وان كان لا يدري فتلك مسبَّة
لرب الورى لا شك طُراًّ بلا وهَل
12. كما فيه خذلان من الله للذي
إليه بحبل الوحي منه قد اتصل
13. وحاشا إله العالمين و بعده
رسول الهدى المختار من ذلك الخطل
*********
14. فمن نصر الاسلام من بعد ضعفه
و من فتح البلدان في السفح و الجبل
15. ومن قوَّض الملكين مُلكاً لِفارسٍ
و مملكةً للروم بالسيف والأسل
16. ومن ذَرَع البلدان يدعو الى الهدى
ويصدع بالاسلام من دونما ملل
17. ومن بلَّغ القرآن للناس كلهم
ومن نشر الدين الحنيف فلم يَزَل
18. فضائل لا نُحصي لها قطُّ عِدَّةً
وخُصَّ بها ـ دون الورى ـ السادةُ الأُوَل
************
[/ QUOTE](58/13)
(تشريح شرح نهج البلاغة) .. أهديه للمهتمين بالتشيع
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقدمة الكتاب
أما بعد؛ فإن كتاب " نهج البلاغة " من الكتب الشهيرة، التي حازت المحل الرفيع عند " الشيعة "؛ لاحتوائه – في زعمهم – على خطب علي – رضي الله عنه -، وهو من هو عندهم، غلوًا وتقديسًا، ولذا فقد بالغوا في الحفاوة بـ" النهج "، حتى قال قائلهم: " إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله عنه، اعتمادًا على رواية الشريف ودرايته ووثاقته "، حتى كاد أن يكون إنكار نسبته إليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات، وجحد البديهيات، اللهم إلا شاذًا منهم، وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم " ..
ولهذا؛ فقد توالت على الكتاب شروحات الشيعة - كما سيأتي -، إلا أن أشهر شرح له كان من نصيب ابن أبي الحديد، حيث نفق سوقه عند الطرفين " أهل السنة، والشيعة "؛ لتذبذبه بين المذهبين! - كما سيأتي -، مما جعله يأتي هؤلاء بوجه، وأولئك بوجه، فكان كالشاة العائرة بين الفئتين.
وهذا التذبذب منه دعا أحد كتّاب السنة إلى " تشريح " جزء مهم من شرحه، بنقد مافيه من تجاوزاتٍ، أو تعرضٍ لثلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعني به: الأستاذ محمود الملاح – رحمه الله -، في رسالته " تشريح شرح نهج البلاغة " التي أقوم بتحقيقها، وبعثها من جديد لعالم المطبوعات؛ لأن طبعتها الأولى (عام 1374هـ) قد اندثرت، حتى من المكتبات العامة، ولأنها متعلقة بشرح شهير لايزال يُعاد طبعه مرارًا.
وقد قدمت قبلها ثلاثة مباحث:
1 - التعريف بكتاب " نهج البلاغة "، وتحقيق نسبته لعلي - رضي الله عنه -.
2 - ترجمة ابن أبي الحديد، وأبرز المآخذ على شرحه.
3 - ترجمة الأستاذ محمود الملاح، وحديث عن منهجه في " التشريح ".
غلاف الكتاب
http://www10.0zz0.com/2009/09/29/17/294579571.jpg (http://www.0zz0.com)
حمل الكتاب من هنا
http://kabah.info/uploaders/norh/tshreh.pdf
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:50 ص]ـ
بارك الله فيك , و زادك حرصاً على السنة و أهلها.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ... وبارك في جهودكم ... ورزقكم الله الإخلاص
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:30 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[حسام ابو البخاري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:40 م]ـ
بارك الله تعالى فيك وجزاك الله خيرا شيخي الكريم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:22 م]ـ
الفضلاء
أبوبكر الغنامي - محمد بن إدريس - أبوعبدالرحمن مصطفى - أبوإسحاق الصبحي - حسام أبوالبخاري - أبومسلم الفلسطيني
بارك الله فيكم، وأسعد بتشريفكم، ولكم بمثل دعواتكم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:24 م]ـ
فضيلة الشيخ: نقلت في بداية كتابك كلاماً عن أبي فهر , في بطلان نسبة الكتاب لعليّ , ولم تذكر المصدر , في النقطة رقم: (5).
هل تسعفنا بذكر ذلك؟! ,
بوركت من شهم.
ـ[عماد المنياوى]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الخراشى،أود مساعدتى فى الحصول على رسالة الدكتور /صبرى ابراهيم،كذا بحث الاستاذ/امتياز على عرشى
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:21 م]ـ
أخي: أباالليث: بورك فيك. النقل من: مجلة " الكاتب "، السنة 15، العدد 170.
أخي: عماد: وجزاكم خيرًا. طبعت قديمًا، اطلعت عليها في المكتبات الجامعية عندنا. وأظنها كذلك عندكم.
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:41 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[خالد بن عبد الله بن ناصر]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:38 م]ـ
الحمد الله ...
يمكن الحصول على كتاب
(تشريح شرح نهج البلاغة)
من دار الآل ولصحب هانف 0505463711
حيث الدار مشكورة قامت بطباعته
ويباع سعر النسخة 25ريال
.............................................
ـ[أبو المنار]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:37 م]ـ
بوركت يا شيخ سليمان(58/14)
أسماء الله الحسنى في 20 بيتا
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:34 م]ـ
واعلم بأن الله جل وعلا ..... وصف نفسه بالاوصاف العلا, وبالأسماء الحسنى سمى نفسه ..... فربنا العليْ عظيم قدره وهي أحد عظيم قادر ..... وهو الإله الأول والآخر الظاهر الباطن البارئ الحفيْ ..... الخالق الخلاق السميع العلي مصور مقتدر قريب ..... الملك المليك والمجيب الحق والمبين والحليم ...... الحي والعليم والحكيم الخالق الحميد والبصير ...... البر والرزاق والخبير سبحانه الرحمن والرءوف ..... القادر المقتدر اللطيف ثم استعن بربك الودود ..... الحافظ الكريم و الشهيد فربنا القيوم و التواب ...... المولى والوكيل و الوهاب العالم السلام والقهار ..... الصمد العزيز والغفار المؤمن المحيط والحسيب ..... سبحانه الحفيظ والرقيب هو الولي ثم الشاكر القوي ..... هوالكبير المتكبر الغني فهو المهيمن الفتاح العلي ...... السيد الوتر الجميل والحيي الحكم الجواد والمصور ..... الطيب المقدم المؤخر الرب والرفيق والسبوح ..... فهو العفو المحسن الفتاح القابض المنان و المجيد ....... السيد المعطي لكن يريد فهو المتين والمقيت والكريم ...... فنيتي إن صلحت بها عليم فإنه الشافي لها إن لقست ...... هو الغفور والرحيم إن جنت الوارث الواسع والشكور ...... الصمد التواب والقدير سبحانه الأعلى العلي الأكرم .... مفض النعم مصور مقدم وتم قصدنا لما أردنا ...... من نظم أسماء الإله الحسنى جمعتها من الكتاب القيم ...... لشيخنا العلامة القصيمي أعني به الشيخ العثيمين الرضى ...... هو محمد الفقيه المرتضى يرحمه الله على ما قدما ........ من الكتابة وما قد فهما والحمد لله على التمام ...... ثم صلاته مع السلام على النبي المصطفى المختار ..... وآله وصحبه الأبرار
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:57 م]ـ
هذه الأسماء هي التي ذكرها العلامة العثيمين رحمه الله في القواعد المثلى
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:01 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:02 م]ـ
وإياك .. بارك الله فيك
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:14 م]ـ
] واعلم بأن الله جل وعلا ..... وصف نفسه بالاوصاف العلا,
وبالأسماء الحسنى سمى نفسه ..... فربنا العليْ عظيم قدره
وهي أحد عظيم قادر ..... وهو الإله الأول والآخر
الظاهر الباطن البارئ الحفيْ ..... الخالق الخلاق السميع العلي
مصور مقتدر قريب ..... الملك المليك والمجيب
الحق والمبين والحليم ...... الحي والعليم والحكيم
الخالق الحميد والبصير ...... البر والرزاق والخبير
سبحانه الرحمن والرءوف ..... القادر المقتدر اللطيف
ثم استعن بربك الودود ..... الحافظ الكريم و الشهيد
فربنا القيوم و التواب ...... المولى والوكيل و الوهاب
العالم السلام والقهار ..... الصمد العزيز والغفار
المؤمن المحيط والحسيب ..... سبحانه الحفيظ والرقيب
هو الولي ثم الشاكر القوي ..... هوالكبير المتكبر الغني
فهو المهيمن الفتاح العلي ...... السيد الوتر الجميل والحيي
الحكم الجواد والمصور ..... الطيب المقدم المؤخر
الرب والرفيق والسبوح ..... فهو العفو المحسن الفتاح
القابض المنان و المجيد ....... السيد المعطي لمن يريد
فهو المتين والمقيت والكريم ...... فنيتي إن صلحت بها عليم
فإنه الشافي لها إن لقست ...... هو الغفور والرحيم إن جنت
الوارث الواسع والشكور ...... الصمد التواب والقدير
سبحانه الأعلى العلي الأكرم .... مفض النعم مصور مقدم
وتم قصدنا لما أردنا ...... من نظم أسماء الإله الحسنى
جمعتها من الكتاب القيم ...... لشيخنا العلامة القصيمي
أعني به الشيخ العثيمين الرضى ...... هو محمد الفقيه المرتضى
يرحمه الله على ما قدما ........ من الكتابة وما قد فهما
والحمد لله على التمام ...... ثم صلاته مع السلام
على النبي المصطفى المختار ..... وآله وصحبه الأبرار
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:34 م]ـ
غفر الله لك ولوالديك وجزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:44 م]ـ
1_ واعلم بأنّ الله جلّ وَعَلَا ..... وصَفَ نفسَه بالأوصَافِ العُلا ...
2_ وبالأسماء الحُسنَى سمّى نفسَه ..... فربّنا العليُّ عظيمُ قدره ..
3_ وهي أحَدٌ عظيمٌ قادرٌ ..... وهو الإلهُ الأولُ والآخرُ ...
4_ الظاهرُُ الباطنُ البارئُ الحفيْ ..... الخالق الخلاق السميع العلي
5_ مصور مقتدر قريب ..... الملك المليك والمجيب
6_ الحقّ والمبينُ والحليمُ ...... الحيّ والعليمُ والحكيم
7_ الخالقُ الحميد والبصير ...... البر والرزاق والخبير
8_ سبحانَه الرحمنُ والرءوف ..... القادرُ المقتدرُ اللطيف
9_ ثم استعن بربّكَ الودود ..... الحافظ الكريم و الشهيد
10_ فربنا القيوم و التواب ...... المولى والوكيل و الوهاب
11_ العالمُ السلام والقهار ..... الصمد العزيز والغفار
12_ المؤمن المحيط والحسيب ..... سبحانه الحفيظ والرقيب
13_ هو الوليُّ ثم الشاكرُ القويُ ..... هوالكبيرُ المتكبرُ الغنيُ
14_ فهو المهيمن الفتاح العلي ...... السيد الوتر الجميل والحيي
15_ الحكم الجواد والمصور ..... الطيب المقدم المؤخر
16_الرب والرفيق والسبوح ..... فهو العفو المحسن الفتاح
17_القابض المنان و المجيد ....... السيد المعطي لمن يريد
18_فهو المتين والمقيت والكريم ...... فنيتي إن صلحت بها عليم
19_ فإنه الشافي لها إن لقست ...... هو الغفور والرحيم إن جنت
20_ الوارث الواسع والشكور ...... الصمد التواب والقدير
21_ سبحانه الأعلى العلي الأكرم .... مفض النعم مصور مقدم
22_ وتم قصدنا لما أردنا ...... من نظم أسماء الإله الحسنى
23_ جمعتُهَا من الكتابِ القيّم ...... لشيخِنا العلامةِ القصيمي
24_ أعني به الشيخَ العثيمين الرضَى ...... هو محمد الفقيه المرتضى
25_ يرحمه الله على ما قدما ........ من الكتابة وما قد فهما
26_ والحمد ُلله علَى التمام ...... ثم صلاته مع السلام
27_ على النبي المصطفى المختار ..... وآله وصحبه الأبرار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/15)
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:28 م]ـ
با أخي أبا همام البرقاوي بارك الله لك في علمك وصحتك وأهلك ونفع بك
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:56 م]ـ
البيتان الأخيران من مأخوذان من البرهانية
وبعض الأسماء تكررت أكثر من مرة
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:00 ص]ـ
نعم مأخوذان من البرهانية ولهذا جعلتهما باللون الأحمر
ومفض النعم ليس من أسماء الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:03 ص]ـ
وفيك بارك الباري أخي محمود ..... دعائك لنا في جوف الليل حفظك الله .. ووفقك
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:58 ص]ـ
جميل جدا بارك الله فيكم ..
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:41 ص]ـ
ما شاء الله موضوع طيب ياطيب
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:48 ص]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[عبدالوهاب الرشيدي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:32 ص]ـ
غفر الله لك ولوالديك وجزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:17 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:47 م]ـ
2_ وبالأسماء الحُسنَى سمّى نفسَه ..... فربّنا العليُّ عظيمُ قدره ..
هل هذا البيت جاء على شروط النظم والوزن ... لأني أشك بركاكته من حيث الضبط لا من حيث المعنى ... وذلك من وجهين:
الوجه الأول:
إذا اقتضى الوقوف على (نفسَه) بتسكين الهاء، لم يجز الوقوف على (قدرِه) بتسكين الهاء لأن ما قبل الشطر الأول مفتوح (نفسَه) وما قبل الشطر الثاني مكسور للإضافة (قدرِه).
الوجه الثاني:
أنَّ الوصل أيضاً غير ممكن من حيث تلازم القافية كما هو معلوم في علم العَروض، فتصبح الأولى (نفسَه) بضم الضمير، والثانية (قدرِه) بسبب الإضافة.
وبارك الله في الناظم ونفع به ..
نظم جميل، وحبذا لو يُعدَّل هذا البيت
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:05 م]ـ
فربنا العليْ عظيمٌ قدرُه
التشكيل كان من الشيخ أبي همام البرقاوي وفقه الله ورعاه
وصاحب البيت أدرى بما فيه
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:43 م]ـ
العُذر َ العذر َ فيما بدر .. كانت زلّة كيبورد ...
الصحيح:
2_ وبالأسماء الحُسنَى سمّى نفسَه ..... فربّنا العليُّ عظيمٌُ قدرُه ..
جزاكم الله خيرا ً وبارك فيكم ..(58/16)
كيف يتأهل الطالب عقديا لقراءة كتب الأشاعرة؟
ـ[محمد النضيف]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أود أن أسألكم إخواني الأفاضل ما هي كتب العقيدة التي ينبغي للمرء أن يقرأها ويفهمها حتى يتمكن من القراءة والإستفادة من كتب الأشاعرة؟
بحيث تعرف أيضا بأخطاء الأشاعرة الأخرى غير التأويل.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:18 م]ـ
لو قرأت كتاب الشيخ سفر الحوالي: منهج الأشاعرة في العقيدة -فقط- ..
أصبحت عندك -إن شاء الله- مناعة فكرية عامّة في الردّ على الشبه المطروحة ومعرفتها.
وفي كتب السلف خاصة ابن تيمية وابن القيم ردود مستفيضة ..
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:28 م]ـ
عليكَ اولا بقراءة كتب أهل العلم الذين تحدثوا عن عقيدة الاشاعرة
وكذلك عليك أخي الحبيب بتقوية العقيدة عندك والثبات
وفي الأمر أن تقرأ لشيخ الاسلام ابن تيميه وابن القيم
حول الأشاعرة وفقكم الله تعالى للخير
والله تعالى أعلم ...
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:50 م]ـ
إليك بعضا من عقائد الاشاعرة اخي الحبيب
ونبدأ بالرازي الذي أتى بتحريف عظيم للآية {وجاء ربك}.
فزعم: (أن الرب هو المربي , فلعل ملكاً عظيماً هو أعظم الملائكة كان مربياً لنبي صلى الله عليه وسلم وكان هو المراد من قوله وجاء ربك والملك صفاً صفاً) " أساس التقديس 143"
وهذا نموذج لجرأة أهل الكلام على تحريف كتاب الله كل ذلك بإسم التنزيه!
وزعم أن قوله صلى الله عليه وسلم (فيضحك الرب منه) قد حصل فيه الغلط في إعراب هذا اللفظ وأن الصواب أنه بضم الياء أي يُضحِك اللهُ الملائكةَ) " أساس التقديس189"
وزاد الماتريدي تحريفاً آخر فحرف الآية مستبدلاً الواو في {والملك} بالباء فصار المعنى (وجاء ربك بالملك صفاً صفاً) " تأويلات أهل السنة 1/ 83 - 85 تحقيق عوضين وذكره ابن فورك في مشكل الحديث ص208 عن بض أهل التفسير "
وهو يسمونه إمام أهل السنة! وهذا تحريف شبيه بمن زاد اللام في الإستواء فجعلها (استولى). بل أعظم , لأن تغيير لفظ القرآن أعظم من تحريف المعنى.
وجاء النسفي فنسف الآية بتأويلاته ووافق قول الماتريدي " تفسير النسفي 4/ 356" وقال: (لا يجوز أن يوصف الله بالمجيء والذهاب). "بحر الكلام 23"وقوله إفك عظيم , فإن الذي وصف الله بالمجيء هو الله نفسه. فكيف يحكم على ما أجازه الله بأنه غير جائز؟!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:02 م]ـ
المفروض أن تبدأ بطرح أساسيات الأشاعرة أبا مسلم الفلسطيني, لا بصورة من الصور , وهي تحريف الرازي ومن لحقه!
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:20 م]ـ
تعلم علم الملل و النحل على علماء أهل السنة و ستعرف إن شاء الله عقيدة الأشاعرة من دون قراءة كتبهم لأن كلامهم ينقل مع الرد عليه في كتب الملل و النحل
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:56 م]ـ
كانت أحد المشايخ رحمه الله يقول لنا (العقيدة الأشعرية هي عقيدة سلفية إلا في الأسماء والصفات)
ننتظر من الإخوة الكرام الرد.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:17 م]ـ
وفي الفقه أغلبهم من أهل الظاهر.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:27 م]ـ
اقرأ منهج الأشاعرة الصغير والكبير للعلامة سفر الحوالي
وثنّ بدراسة متن في المنطق وليكن للشيخ الحازمي
وثلث بقراءة منهج المتكلمين في التوحيد للشيخ عبدالرحيم السلمي و كتاب الدكتور الشيخ صالح الرقب (أحد قادة حماس)
منهج الفلاسفة والمتكلمين في صفات رب العالمين
واقرأ أيضا ابن تيمية والأشاعرة للشيخ الجليل المحمود
ثم اسمع شرحا للجوهرة لأحد المعاصرين الأشاعرة
ثم بعد هذا يمكنك إن شاء أن تفهم عباراتهم ..
والله يرعاك
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:39 م]ـ
اقرأ القاعدة المراكشية لابن تيمية في المجلد الخامس بمجموع الفتاوى , مع شرحها للشيخ: ناصر العقل ..
فقد ردّ ابن تيمية رحمه الله على شبهة العلو عند الأشاعرة ..
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:13 م]ـ
أولا اقرأ وتعلم وتشبع من كتب أهل السنة في أبواب الاعتقادقراءةوسماعا-ثم بعد ذلك في كتب اهل السنة التي تكلمت عن الاشاعرة-ثم تطلع عليها اذا كان ثم ضرورة-فاقوالهم اذا أردتها موجودة بكثرة في كتب شيخ الاسلام -رحمه الله ومن أفضل مارأيت في ذلك كتاب موقف شيخ الاسلام من الاشاعرة للشيخ عبدالرحمن المحمود-حفظه الله-
-وفقنا الله لطاعته-
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:40 م]ـ
المفروض أن تبدأ بطرح أساسيات الأشاعرة أبا مسلم الفلسطيني, لا بصورة من الصور , وهي تحريف الرازي ومن لحقه!
الشيخ الفاضل ابو الليث
نعم بارك الله فيك كان من الصواب أن طرحت أساسياتهم فلا غنى عن نصائحكم بارك الله تعالى فيك والأخوة كفوا وفوا ولنا تعليق إن تسنى لنا الأمر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/17)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:42 م]ـ
وأرى أن الصواب هو أن يتمكن من عقيدة أهل السنة والجماعة ثم يبدأ بقراءة أساسيات الاشاعرة فقد تحدث سلف الأمة كإبن تيميه وابن القيم رحمهم الله في كتبهم عن اساسيات الأشاعرة ومنهجها فالأفضل هو.
أولا: التمكن من عقيدة أهل السنة والجماعة
ثانيا: قراءة ما ذهب اليه سلف الأمة في نهج الأشاعرة
ثالثا: معرفة أسس ونهج الاشاعرة قبل التبحر في كتبها
وكما تفضل الأخوة ... والله تعالى أعلم
ـ[محمد النضيف]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:10 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا وأسكنكم فسيح جناته.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:28 م]ـ
و لا تنسى أخي الكريم كتب السنة ككتاب التوحيد للبخاري من صحيحة و احاديث العقيدة من صحيح مسلم و كتاب التوحيد لإبن خزيمة و رد الدارمي على المريسي.
لابد ان تتشبع أولا بالأدلة من الكتاب و السنة و تتشبع بالعقيدة الصحيحة الصافية ثم لابد ان تقوي نفسك من الناحية العقلية فعليك بدراسة كتب شيخ السلام ابن تيمية خاصة كتاب درء تعارض النقل و العقل و كتب تلميذه ابن القيم و الله أعلم
ـ[الباحث]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:17 م]ـ
أخي الفاضل، قليلٌ جداً من يسأل مثل هذا السؤال، وهو مهمٌ في حقيقته.
لكي تقرأ في كتب الأشاعرة، لا بد:
أولاً: التمكن من العقيدة السلفية، وذلك بقراءة متونها وشروحها، والاطلاع الجيد على كتب السلف ومن تبعهم من علماء أهل السنة.
ثانياً: قراءة الكتب المتخصصة في الرد على الأشاعرة سواءً كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أو غيرهما من المعاصرين.
وعليك بالرسائل الجامعية وخصوصاً: منهج الأشاعرة في العقيدة للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود، وكذا: كتاب الماتريدية للشيخ الشمس السلفي الأفغاني، فشبهات الماتريدية مشابهة لشبهات الأشاعرة.
ثالثاً: لا بد أن تعرف تاريخ الأشاعرة وتطور مذهبهم، ابتداءً بابن كلاب، ومروراً بالأشعري وابن فورك والباقلاني، وانتهاءً بالرازي والجويني والغزالي.
فهذا الباب مهم في معرفة كتب القوم وتطور عقائدهم.
فالرافضة مثلاً تطورت عقيدتهم في الصفات من التجسيم إلى التعطيل بسبب تأثرهم بالمعتزلة، والأشاعرة المتقدمون أئمة المذهب أكثر إثباتاً للصفات من الأشاعرة المتأخرين، والأشاعرة المحدثون كابن حجر والنووي والخطابي وغيرهم لهم بابٌ آخر لا بد من الولوج فيه.
رابعاً وأخيراً: قراءة كتب الأشاعرة، ابتداءً بالمتون وانتهاءً بالشروح والكتب المطولة.
وحبذا لو قرأتها على عالم سلفي.
وأذكر أن شيخين من أهل السنة: الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله قد درس متن (جوهرة التوحيد) على الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله بناءً على نصيحة شيخه له.
فلا بد من دراسة كتب القوم، وهذا لا يكون إلا للمتخصصين.
فلا يليق بالمتخصص والباحث أن ينقل عن الملل والنحل بدون الرجوع إلى المصادر الأصلية.
والله أعلم.
ـ[أحمد العمر]ــــــــ[07 - 10 - 09, 05:03 م]ـ
وكذلك عليك بأشرطة الشيخ العلامة يوسف الغفيص , ففيها من التأصيل ما قد لا تجده في غيرها من الشروح.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:58 م]ـ
وفي الفقه أغلبهم من أهل الظاهر.
ليس بصحيح فكثير منهم أحناف ثم شافعية
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:01 م]ـ
كانت أحد المشايخ رحمه الله يقول لنا (العقيدة الأشعرية هي عقيدة سلفية إلا في الأسماء والصفات)
ننتظر من الإخوة الكرام الرد.
هذا كلام عجيب فعلى سبيل المثال هم ليسوا مثلنا فنحن نثبت إرادة كونية وشرعية وهم يخالفونا
وهذه وغبرها كثير
ـ[أبو أسامة السودي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:23 م]ـ
كانت أحد المشايخ رحمه الله يقول لنا (العقيدة الأشعرية هي عقيدة سلفية إلا في الأسماء والصفات)
ننتظر من الإخوة الكرام الرد.
رد الشيخ سفر الحوالي في كتابه (منهج الأشاعرة في العقيدة) على هذه الرأي
حيث ذكر اختلافات عدة - تزيد على العشرة - بين عقيدة السلف وعقيدة الأشاعرة
.. فاطلع إليها .. وستجد فيها مبتغاك
وإليك رابط تحميل الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539 (http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539)
والكتاب ليس بكبير في الحجم، إذ تبلغ صفحاته قرابة الستين صفحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/18)
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ...
انا درست كتاب القواعد المثلى في الاسماء و الصفات للشيخ ابن العثيمين رحمه الله ...
و اطلعت على ابرز الشبهات التي يطرحونها في مجال القضاء و القدر ...
هل يكفي هذا؟
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[10 - 10 - 09, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لابد من ثلاث مراحل لفهم عقيدة الأشاعرة:
المرحلة الأولى: هي القراءة النقدية لعقيدة الأشاعرة، وذلك بعرضها عرضاً نقدياً
ومعيار النقد في ذلك هو عقيدة السلف أهل السنة والجماعة. ومثال ذلك كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-. كما لا يخفى اهمية الإلمام بعقيدة أهل السنة والجماعة إجمالاً ويتأتى ذلك بقراءة (شرح الطحاوية) لأبي العز الحنفي (وأنصح بقراة التوضيحات الجلية على شرح الطحاوية) في ثلاثة مجلدات للشيخ محمد الخميس،ط. ابن الجوزي، فهو نفيس.
المرحلة الثانية: وهي قراءة الردود والشبهات، ومنهج الرد هو طريقة أهل السنة أيضاً مثل: كتاب (موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود. وكتاب (نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية) للشيخ خالد بن علي المرضي الغامدي، كتاب جديد رائع ونافع، ط. دار الاطلس الخضراء. وهذه المرحلة ينصب التركيز على الشبهات وفهمها فهماً صحيحاً حتى لا يقع في الخلط، كذلك فهم منهج الرد على الشبهة وطريقة الإستدلال.
المرحلة الثالثة: القراءة الذاتية النقدية، و هي أن تقوم بجمع ما يمكن جمعه من كتبهم المعتمدة والمعوّل عليها، ومحاولة إعمال الذهن في الرد ونقض الكلام، وهذه الكتب تستطيع معرفتها بعد مرورك بالمرحلتين السابقتين. وكذلك عدم إهمال قراءة كتب المعاصرين في العقيدة كالبوطي والزحيلي ود. توفيق الواعي. وقد صدر لدينا مؤخراً -أعني في الكويت- كتاب (أهل السنة الأشاعرة) لـ حمد السنان وفوزي العنجري. وقد قرَّظ الكتاب مجموعة من الأسماء المشهورة في العالم الإسلامي، منهم:
د. محمد سعيد البوطي، د. وهبة الزحيلي، د. عجيل النشمي (وقد تفاجأت به)، د. علي جمعة .. وغيرهم.
إضافة: لابأس بأن تقوي نفسك في فهم كلام المخالفين وطريقة استدلالهم والتي جعلوا
المقدمات المنطقية والدلائل العقلية أساساً في فهم نصوص الصفات.
ومن ذلك مثلاً: حفظ متن (السلم المنورق في فن علم المنطق) للأخضري، وسماع شرحه للشيخ أحمد الحازمي، وكذلك متن (إيساغوجي) وشرحه للأبهري.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:18 م]ـ
كانت أحد المشايخ رحمه الله يقول لنا (العقيدة الأشعرية هي عقيدة سلفية إلا في الأسماء والصفات)
ننتظر من الإخوة الكرام الرد.
بارك الله فيك اخي الفاضل بل اقول عقيدة الاشاعرة تختلف عن عقيدة اهل السنة والجماعة في كل الابواب الا باب الصحابه
فهم مخالفون في باب الايمان - هم مرجئة-
وفي باب القدر- هم جبرية-
وفي باب الاسماء والصفات -هم مأول
حتى في باب اليوم الاخر والايمان بالغيب لهم مخالفات مشهورة
وهذا ليس كلامي وانما ذكره اهل العمل المحققين في العقيده
فقط في باب الصحابة
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:51 م]ـ
بوركتم اخواني.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لابد من ثلاث مراحل لفهم عقيدة الأشاعرة:
المرحلة الأولى: هي القراءة النقدية لعقيدة الأشاعرة، وذلك بعرضها عرضاً نقدياً
ومعيار النقد في ذلك هو عقيدة السلف أهل السنة والجماعة. ومثال ذلك كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-. كما لا يخفى اهمية الإلمام بعقيدة أهل السنة والجماعة إجمالاً ويتأتى ذلك بقراءة (شرح الطحاوية) لأبي العز الحنفي (وأنصح بقراة التوضيحات الجلية على شرح الطحاوية) في ثلاثة مجلدات للشيخ محمد الخميس،ط. ابن الجوزي، فهو نفيس.
المرحلة الثانية: وهي قراءة الردود والشبهات، ومنهج الرد هو طريقة أهل السنة أيضاً مثل: كتاب (موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود. وكتاب (نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية) للشيخ خالد بن علي المرضي الغامدي، كتاب جديد رائع ونافع، ط. دار الاطلس الخضراء. وهذه المرحلة ينصب التركيز على الشبهات وفهمها فهماً صحيحاً حتى لا يقع في الخلط، كذلك فهم منهج الرد على الشبهة وطريقة الإستدلال.
المرحلة الثالثة: القراءة الذاتية النقدية، و هي أن تقوم بجمع ما يمكن جمعه من كتبهم المعتمدة والمعوّل عليها، ومحاولة إعمال الذهن في الرد ونقض الكلام، وهذه الكتب تستطيع معرفتها بعد مرورك بالمرحلتين السابقتين. وكذلك عدم إهمال قراءة كتب المعاصرين في العقيدة كالبوطي والزحيلي ود. توفيق الواعي. وقد صدر لدينا مؤخراً -أعني في الكويت- كتاب (أهل السنة الأشاعرة) لـ حمد السنان وفوزي العنجري. وقد قرَّظ الكتاب مجموعة من الأسماء المشهورة في العالم الإسلامي، منهم:
د. محمد سعيد البوطي، د. وهبة الزحيلي، د. عجيل النشمي (وقد تفاجأت به)، د. علي جمعة .. وغيرهم.
إضافة: لابأس بأن تقوي نفسك في فهم كلام المخالفين وطريقة استدلالهم والتي جعلوا
المقدمات المنطقية والدلائل العقلية أساساً في فهم نصوص الصفات.
ومن ذلك مثلاً: حفظ متن (السلم المنورق في فن علم المنطق) للأخضري، وسماع شرحه للشيخ أحمد الحازمي، وكذلك متن (إيساغوجي) وشرحه للأبهري.
والله أعلم
بارك الله فيك على هذه المعلمات المختصرة الكثيرة الفائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/19)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لابد من ثلاث مراحل لفهم عقيدة الأشاعرة:
المرحلة الأولى: هي القراءة النقدية لعقيدة الأشاعرة، وذلك بعرضها عرضاً نقدياً
ومعيار النقد في ذلك هو عقيدة السلف أهل السنة والجماعة. ومثال ذلك كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي -حفظه الله-. كما لا يخفى اهمية الإلمام بعقيدة أهل السنة والجماعة إجمالاً ويتأتى ذلك بقراءة (شرح الطحاوية) لأبي العز الحنفي (وأنصح بقراة التوضيحات الجلية على شرح الطحاوية) في ثلاثة مجلدات للشيخ محمد الخميس،ط. ابن الجوزي، فهو نفيس.
المرحلة الثانية: وهي قراءة الردود والشبهات، ومنهج الرد هو طريقة أهل السنة أيضاً مثل: كتاب (موقف شيخ الاسلام ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبدالرحمن المحمود. وكتاب (نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية) للشيخ خالد بن علي المرضي الغامدي، كتاب جديد رائع ونافع، ط. دار الاطلس الخضراء. وهذه المرحلة ينصب التركيز على الشبهات وفهمها فهماً صحيحاً حتى لا يقع في الخلط، كذلك فهم منهج الرد على الشبهة وطريقة الإستدلال.
المرحلة الثالثة: القراءة الذاتية النقدية، و هي أن تقوم بجمع ما يمكن جمعه من كتبهم المعتمدة والمعوّل عليها، ومحاولة إعمال الذهن في الرد ونقض الكلام، وهذه الكتب تستطيع معرفتها بعد مرورك بالمرحلتين السابقتين. وكذلك عدم إهمال قراءة كتب المعاصرين في العقيدة كالبوطي والزحيلي ود. توفيق الواعي. وقد صدر لدينا مؤخراً -أعني في الكويت- كتاب (أهل السنة الأشاعرة) لـ حمد السنان وفوزي العنجري. وقد قرَّظ الكتاب مجموعة من الأسماء المشهورة في العالم الإسلامي، منهم:
د. محمد سعيد البوطي، د. وهبة الزحيلي، د. عجيل النشمي (وقد تفاجأت به)، د. علي جمعة .. وغيرهم.
إضافة: لابأس بأن تقوي نفسك في فهم كلام المخالفين وطريقة استدلالهم والتي جعلوا
المقدمات المنطقية والدلائل العقلية أساساً في فهم نصوص الصفات.
ومن ذلك مثلاً: حفظ متن (السلم المنورق في فن علم المنطق) للأخضري، وسماع شرحه للشيخ أحمد الحازمي، وكذلك متن (إيساغوجي) وشرحه للأبهري.
والله أعلم
أحسنت وأوجزت
والافضل من ذلك هو الايجاز كما فعلتم
ثم التفصيل (سرد منهج للسير فيه)
وجزا الله خيرا السائل و المجيب(58/20)
هل فتنة الصوفية أضر من فتنة الإفرنج / للشيخ أكرم مبارك عصبان .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:17 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
هل فتنة الصوفية أضر من فتنة الإفرنج
أكرم مبارك عصبان
.. :: إهداء لموقع صوفية حضرموت www.soufia-h.com (http://www.soufia-h.com/) ::..
قال حسين بن عبد الله بالحاج بافضل إذ سئل عن حال الفقيه عمر بامخرمة (وددت لو أن طائفة من الإفرنج ظهرت بحضرموت ولا هو! وذلك لأن الإفرنج فتنتهم ظاهرة يعرفها الخاص والعام، وأهل الله إذا شطحوا ففتنتهم أعضل من كل فتنة لا سيما في حق العوام والجهال) [1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)
تعتبر هذه العبارة للوهلة الأولى عسرة الهضم، عصية على القبول، ولكن حين ينعم المرء النظر فيها، ويعطي التأمل حقه فإنه يساغ له بعد ذلك الأمر، وقبل أن نفعل ذلك نرد كلمة (إطلاق أهل الله) على الشاطحين الخارجين على الجادة، فإن أهل الله هم خاصته.
وموضوعنا سيكون في شرح هذه العبارة، واستيفاء الحديث عنها، على أربع مراتب هي: حال عمر بامخرمة ـ الحديث عن الإفرنج ـ حال حسين بافضل ـ شطح الصوفية.
أولا: حال عمر بامخرمة:
هو عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة الحميري السيباني الهجراني ت 952 هـ، الفقيه الصوفي، وقد مر بثلاث مراحل هي الاشتغال بالعلوم الشرعية، الميل إلى طريق الصوفية، الشطح.
فأما تلقي العلم والفقه فكان على يد والده مفتي عدن، وصاحب الفتاوى المشهورة، واشتغل بالعلوم الشرعية، والفنون الأدبية فبدا فقيها كبيرا، وشاعرا مجيدا، ففي الفقه كان على معرفة بالخلاف في المسائل الفقهية على مذهب الشافعي كما يتضح ذلك في إيراد الفقهاء القائلين بجواز دهن المعتدة عن وفاة الخلاف والأقوال كما يتضح في رده على ابنه الفقيه عبد الله الذي كان يمنع المعتدة من وفاة أن تطرق رأسها بالدهن فقال شعرا:
يا سويلم ورى القاضي يعسر على الناس
ما تغاضى لهم حتى على طرقة الرأس
إن قرعه الحسن يأخذ طريق ابن عباس
ما قرا الروضة التي نصها يذهب البأس
وابن عبد السلام أفتى وفي قوله إيناس
وأشعل البارزي في ضوء شعلته نبراس
والشهير الكبير ابن العجيل أعمق الساس
وأما المرحلة الثانية فهي الميل إلى طريق الصوفية، والقراءة في (الرسالة القشيرية)، واختيار سبيل أصحاب السلوك والمقامات مع حسن الظن في ابن عربي، وأنه شيخ الطريقة، ولكنه كان لا يشير على مريد، ولا طالب علم بمطالعة الفصوص، ويرى أنها مضرة جدًّا، بل يقول أنه ضل بها من المنتسبين إلى ابن عربي أكثر مما اهتدى بكثير، ويرى أن أكثر أتباعه ضالون مضلون، قال:
(وأما المنتسبون إلى ابن عربي في هذا الزمان فمصيبة في الدين، وفساد في طريق المسلمين، رفضوا الشريعة، ودانوا بالإباحة، وقالوا بالتناسخ، وتظاهروا بأقبح القبائح، فالفرار الفرار منهم، ومهما اجتمعت بصاحبك هذا فسلّم عليه وقل له: إني أشير عليه بالإعراض عن هؤلاء، وترك الإنكار عليهم، فإن ذلك لا يزيدهم إلا عنادًا واستكبارًا ولا يزيد مذهبهم إلا ظهورًا وانتشارًا، فكما أنه لا حاجة إلى مجادلة أهل الكتاب فكذلك لا حاجة إلى مكابرة هؤلاء ومكاثرتهم، فإن الزمان قد فسد ومال أهله إلى الباطل، ومذهب هؤلاء أقرب إلى شهوات أهل الزمان وشره، وإفشاؤه يزيد الآخذين به، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ويلزمه اتباع سيد المرسلين، وأمرُ الدين اليوم إلى الذهاب والاندراس أقرب منه إلى الظهور والاستعلاء، فقد بدأ الدين غريبًا، وأخشى أنه قد عاد كما بدأ، وأستغفر الله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم). [2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)
وقال في رسالة القشيري يوم أن كان مولعا بها:
يا طالبا سر الطريق مخلصا ومفرقا بين الجواهر والحصى
هي في الرسالة فهي قسطاس الهدى فأدم قراءتها زمانك واحرصا
ما جاء من أهل الطريق بمثل ما جاء القشيري عم فيها وخصصا
صارت قلوب العارفين معادنا حفظته ثم تداولته ممحصا
بتراجم الألفاظ فاشتاقت إلى عبد الكريم وعنده ألقت عصا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/21)
وأما المرحلة الثالثة فهي مجاراة الغلاة من أهل الشطح، وقد كان على طريق الفقهاء، ومحبة الصوفية ولما بلغه أن عبد الرحمن باهرمز عند ورود الحال عليه يجتمع بالنساء الحسان فيغنين له، فقصده للإنكار عليه، فسار إليه ثم بدا له أن يرجع من الطريق، ثم سار ثانياً ودخل عليه فلما وقع بصره على الشيخ كاشفه وقال له: عاد وقتك ما جاء، ثم سار إليه ثالثاً فلما دخل عليه أمر باهرمز بعض النساء الحسان ممن كانت ترقص عنده ان تعتنقه فما هو إلا أن فعل به ذلك خر مغشياً عليه فلما أفاق تلمذ للشيخ، وأراد أن يتحكم له فقال له: صل ركعتين إلى الشرق فامتثل فلما أحرم رأى الكعبة تجاه وجهه. [3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn3)
قال: وقفت بين يدي شيخي وسيدي عبد الرحمن باهرمز عشية الاثنين ثاني رجب سنة 913 هـ وتحكمت له وألبسني، ومسح على رأسي وصدري، وقال لي: حكّمتك وأنا شيخك، فعليك بكتاب الله وسنة رسول الله، وأنا شيخك فيهما وفي علوم لم يطّلع عليها ملك مُقرب ولا نبي مرسل، فأنت نائب عني، بل أنت أنا!!! [4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4)
وبتركه الرسالة القشيرية، والدخول في حكم باهرمز، وجماعة الملامتية، والاشتغال عنها بديوان ابن الفارض، غلب عليه الشهود، والفناء الكلي عن الوجود، فأكثر من السماع، وحذا بشيخه حذو القذة بالقذة، وأصيب ببلاء دخول النساء في السماع، ووقع منه الشطح حتى أنكر عليه الفقهاء، بل وأخرج من دائرة الفقهاء فلم يذكره ولده الفقيه عبد الله في (ذيل طبقات الفقهاء على الأسنوي) وهكذا نعرف النكتة في خلو الكتاب من ذكره مع رتبته في الفقه التي ذكرناها.
ثانيا: فتنة الإفرنج:
أما فتنة الإفرنج فالمقصود بها مجئ البرتغاليين الذين جاءوا لإخضاع الممالك الإسلامية لسيطرتهم، وقد كانت لهم القوة في الغرب بأوربا سولت لهم أن يأخذوا ما بأيدي الدولة العثمانية , وظهرت فتنتهم فى الديار الهندية سنة 901 هـ، ثم كثرت مراكب الإفرنج فى بحر الهند وهرموز وتلك الجهات، وعظم أذاهم للمسلمين، وأخذوا سبعة مراكب، وصارت سفنهم تشق عباب البحار، وكان قد خرج الملك عمانويل في العاصمة لشبونه على قومه في غرور، على عرش من ذهب مرصع بالجواهر، وأبدى لقادة جيشه واساطيله رغبته في غزو العالم، والاستيلاء على سواحل البحر العربي خاصة عدن، وطلب دراسة لهذا الاستيلاء، وسبق أعدائه من الأوربيين الذين ينافسونه في بحر الهند والخليج والبحر الأحمر، وأن يرفعوا لواء المسيحية في تلك البقاع الإسلامية.
وفي ربيع الآخر من سنة 929هـ هاجموا مدينة الشحر بأربع عشرة سفينة, ودخلوا المدينة، ونهبوا بعض بيوتها، وعاثوا بها فسادا، وصالوا بها فتصدى لهم أهلها بقيادة ولاتها وعلمائها.
وقتل من أعيان الشحر جماعة منهم الأمير مطران بن منصور, والفقيه العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله بلحاج أخو الشيخ حسين، وكانت مقاومته لهم شديدة، وكتب إلى أهل حضرموت يستنجد بهم، يستنفرهم للجهاد , ولد بتريم ونشأ بها، وحفظ القرآن العظيم، واشتغل بتحصيل العلوم الشرعية على والده، ورحل مع والده إلى بندر الشحر، ولازم والده في دروسه حتى برع وفاق أقرانه وكان والده يعظمه ويثني عليه، وكذلك الشيخ القاضي عبد الله بن عبسين كان يبالغ في الثناء عليه ويشير إليه في الفقه، وقد قام خطيبًا في الناس حين قرب العدو من مدرسته، ووعظهم وحثهم على القتال، فخرج وخرج الناس معه لقتال الإفرنج، وحصل النصر للمسلمين حيث استشهد يوم الجمعة، لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع ثاني.
وقتل معه أيضاً أحمد وفضل ابنا رضوان بافضل, والفقيه يعقوب بن صالح الحريضي وخلق كثير , ودفن سبعة من الشهداء في موضع واحد.
وقد أبلي المقاومون بلاء حسنا، واستمر القتال في الشحر من يوم الجمعة إلى يوم الأحد انتهى بخسارة الإفرنج، فركبوا سفنهم ليلة الاثنين, ورجعوا نحو الهند يجرون أذيال الهزيمة بعد ما تركوا قتلاهم بالشحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/22)
وينبغي أن نفرق بين هذه الحادثة ومجيئهم مرة أخرى سنة 942هـ، فقد قاموا بحملة أخرى إخضاع البلاد، وجاؤوا بسفن كثيرة، وكان السلطان بدر بن عبد الله الكثيري أبو طويرق لهم بالمرصاد هذه المرة, وكان قد أعد هو وجنوده للحرب عدة، ولم يضع هؤلاء الجنود أقدامهم بالساحل حتى أثخن فيهم الجراح بما لم يكونوا يتوقعونه، ففريقا قتل، وفريقا أسر، وطلعت شمس يوم الأحد لخمس من رمضان وقتلى الإفرنج في شوارع الشحر، وأخذ سفنهم، وطلب بقيتهم الأمان، وكان عدد الأسرى في هذه الحادثة سبعين، وأهدى السلطان بدر خمسة وثلاثين من هؤلاء الأسرى إلى السلطان العثماني سليمان خان بن سليم خان. في اسطنبول – القسطنطينية، وطاف ببعضهم في قرى حضرموت، وفي هذه المرة يقول عمر بامخرمة مهنئا السلطان بدر:
يقول أبو علي بدا بدر السعادة واستنار
أضا على الأرض حتى اطفا بنوره كل نار
وامست وجوه الكفر واهل الكفر يعلوها قتار
فالحمد لله طاب لاهل الشحر فيها ما الابار
واسفر محيا الدين واثرينا وخذنا كل ثار
من عابدي الاوثان في تثليثهم لا راد ثار
الله نصر الاسلام بك يا بدر عالي المنار
يا تاج رأس الملك يا من صيته استعلى وطار [5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5)
هذه هي فتنة الإفرنج الذين اجتاحوا البلاد، وسفكوا الدماء، وقتلوا العلماء، والتي لم يعش الشيخ حسين فصولها فحسب، بل ذهب ضحيتها أخوه الفقيه أحمد وجماعة من أقربائه وأحبائه، فكيف جاز لهذا الشيخ أن يجعل فتنة الصوفية أعظم من فتنة الإفرنج؟
ولا شك أنه قد رأى من آثار شطحاتهم على الأمة والعوام ما يجعله يصرح بذلك.
ثالثا: مع حسين بافضل:
هو حسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بالحاج بافضل توفي سنة 979 هـ، تلقى العلوم على يد أبيه صاحب المختصرات في الفقه فأما المختصر الكبير فقد عني بشرحه ابن حجر الهيتمي وأما المختصر اللطيف فشرحه الرملي، فمن تربية هذا الفقيه خرج حسين ولد بمدينة (تريم)، وحفظ (القرآن العظيم)، وبعض (المنهاج)، و (الإرشاد) وغير ذلك، ومشى أيضا على الأخذ بالتصوف على عادة الانسجام بين الفريقين في تلك الفترة من هذا القطر فكان يأخذه عن أحمد بن علوي باجحدب، و أحمد بن حسين العيدروس، وشهاب الدين. .
وفي تلك الفترة جاء إنكاره على بامخرمة ويكون محل العبارة التي نحن بصدد الحديث عنها، وأنكر على غلاة الصوفية، وكان أول اجتماع بعمر بامخرمة حين قدم بامخرمة إلى تريم في مظهر كبير، وجمع عظيم من أتباعه ومريديه، فدخل والسماع يضرب بين يديه، فبلغ ذلك الشيخ حسين، وهو يغلب عليه الفقه والتحقيق فقام من مدرسته المسماة بمسجد شكرة هو وجماعة من التلاميذ يريدون اإنكار على بامخرمة في ضرب السماع، فلما التقيا غاب حسين وأخذته حالة طرب واستغراق وصار يصفق بيديه فخاطبه بامخرمة:
حسين هبت نسيم القرب بعد المدا سرت من النجد نا للنجد واهله فدا
حبائب القلب ذي عشقة سواهم سدى ذي هواهم حمولي منه غير القدا
بكيت وابكيت مما بي وسري بدا بحت حتى دروا بي يا حسين العدا
تغير مجرى حياته الفكرية
ومنذ هذا اللقاء تغير مجرى حياته الفكرية ليستقي من ماء الصوفية الذين أرارد الإنكار عليهم، بل وأصابه الداء نفسه، وما زال يوغل في طريقهم الوعر حتى اشتغل بعلم الحقائق ومال عن الرقائق، وصار يعظم ابن عربي، ويقري كتبه، وكان له في اقتنائها أشد عناية حتى أن كتاب الفتوحات المكية كان لا يوجد بحضرموت إلا عنده، ويرى أن ابن عربي على طريق الصوفية غير أنه بسط العبارة في موضع الإشارة، وقال أن هذه الأبيات تصلح في ابن عربي:
دعوه لا تلوموه دعوه فقد علم الذي لم تعلموه
رأى علم الهدى فسمى إليه وطالب مطلباً لم تطلبوه
اجاب دعاه لما دعاه وقام بحقه ووضعتموه
بنفسي من ممنوح قرب وطاعم مطمعاً لم تطعموه
وكان مولعاً بكتب الشاذلية، وكان يميل إلى طريقتهم حتى قيل فيه أنه شاذني زمانه، وله رسالة أسماها (الفصول الفتحية والنفثات الروحية فيما يوجب الجمعية، وعدم البراح من جانب الحق والفناء وبالبقاية بالكلية والجزئية) [6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)
رابعا: شطح الصوفية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/23)
والشطح عبارة فيها رعونة، تنبعث من دائرة الفناء، ويبوح فيها الفاني بالأسرار التي اطلع عليها، ويقع في ذلك بين أمرين يصعب الجمع بينهما أحدهما: الخطورة في إذاعة حيث قد يحكم الفقهاء بكفره، والثانية: عدم رد داعي المحبة، وصعوبة دفع هذه الأحوال ويعبر عن ذلك بامخرمة:
يا علي باح في شرع الهوى دم من باح
والمحبين قالوا كتم الاسرار ذباح
فأيش يلقي الذي به في الهوى مثلي أجراح
إن تكلم قتل والقتل في حقه إصلاح
وإن صمت فإن صمته يلحق الموت يا صاح
وإن دعاه الندامى بين خمار الاقداح
وإن تساعد وسف الراح فالسكر فضاح
يكفر إن لم يساعدهم على شرب الاقداح
والشطحات التي سجلت عن أقطاب الطريقة الصوفية بحضرموت كثيرة لا يحتمل المقام ذكرها، وهي فتنة عظيمة حيث جعلوا للأولياء قدرات وخصائص الربوبية، وادعوا أن حقيقة التوحيد هي الوصول إلى الفناء، فإما أن يضل في فناء الشهود، ومنهم من ينحدر من عقبته إلى الوحدة، وكلاهما قد يصرح بفناء الذات في الذات، فيقول أنا الله، أو الصفات هي الصفات، فيصرح بأن يعلم الغيب، ويملك ويتصرف، ويشفع، ويجيب المضطر، ويحي الموتى إلى غير ذلك من الدعاوى العريضة.
وأثمرت هذه المفاسد مفاسد أخرى فصرفت لهم أنواع العبادة من دعاء واستغاثة ونذر وذبح وخوف ومحبة، ورفعت القباب، وأقيمت الزيارات الحولية، وتم العكوف عند أضرحتهم إلى كثير من ذرائع الإشراك.
وإفراد شطحات بامخرمة دون غيره من الشاطحين تفريق بلا حجة، فيما يتعلق بما ينسب إليه في دائرة الملامتية، ولئلا يخلو المقام من ذكر مثال، نسوق ما نسب إلى شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن في قوله:
ولي الخلائق والحقائق والرقائق والحقائق والخلائق تخضع
ولي السموات العلا والحكم في كل الملا ولي الخلائق تهرع
ولي المساجد والمعابد والمعاهد والمشاهد والفضا والبلقع
ولي المقامات العلا وأنا لأصناف الملا يوم القيامة أشفع
إني سريع الغوث في كل الشدائد فاهتف باسمي تجدني أسرع
قل يا شهاب الدين إن يعروك خطب يا فطن فأنا لخطبك أدفع [7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7)
خلاصة البحث:
ـ ضرر فتنة الصوفية في شطحاتهم التي وردت في تراجمهم، وما أضرها من فتنة تظهر في ثوب الزهد، وتروج باسم الأحوال، ويوصف أصحابها بأنهم أهل الله ظلما وزورا، فكيف لا يفتتن العامة بهذا اللبس في الألفاظ؟
ويعجبني في هذا المقام ما ذكر عن الشيخ أَبي عمرو ابن الصلاحِ حيث أَمر بانتزاع مدرسة معروفَة من أَبي الحسنِ الآمدي وقَال: أَخذها منه أفضل من أَخذ عكا. قال شيخ الإسلام: مع أن الآمدي لَم يكن في وقته أَكثَر تَبحرا فِي الفنون الكَلامية والفلسفية منه وكَان من أَحسنهِم إسلاما وأمثَلهِم اعتقادا. [8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8)
ـ هجر ما عليه دعاة التصوف، وعدم الاقتراب من حماهم حتى لا يرتع فيه الناظر، وتأمل كيف كان حال بامخرمة وبافضل قبل أن يفتنا بطريق التصوف، فحين تقربا شبرا ممن يريدا الإنكار عليهما أتوا إليهم هرولة، وبدلا من إصلاح الفاسدين، فقد فسد المصلحين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ ليس هناك من دواء لهذا الداء العضال إلا الاعتصام بالكتاب والسنة، وملازمة العلم، والإكثار من العمل الصالح، والتزود للآخرة، والقدوم على الله عز وجل، والله نسأل التوفيق والقبول.
-------------------------------------------------------
[1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref1) ) السلسلة القدوسية ص 345
[2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref2) ) السناء الباهر 1/ 446
[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref3) ) النور السافر 1/ 33.
[4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref4) ) السناء الباهر ص 448.
[5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref5) ) السناء الباهر 1/ 189 ـ صفحات من التاريخ الحضرمي 1/ 117
[6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref6) ) إدام القوت 1/ 271 ـ النور السافر 1/ 172 ـ صلة الأهل ترجمة المذكور.
[7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref7) ) المنهل العجيب الصاف (مخطوط) وقد حذفت من مصفوفته الجديدة، وأشار إليه صاحب عقد اليواقيت 1/ 7.
[8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref8) ) فتاوى شيخ الإسلام 11/ 7.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:43 م]ـ
أخي الحبيب إن الصوفية لهم خطر كبير لكونهم يسمون مسلمين
فأفعالهم وطقوسهم والسحر الذي يتعاملون به لهو شيء عجيب
بارك الله تعالى فيك ونفع الله بك ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/24)
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:43 ص]ـ
الصوفية كان لهم هذا التأثير وقت فشو الجهل والأمية أما مع العلم والعماء فخطرهم أقل فهم يستمدون وجودهم من الجهالة التي تصيب الأفراد لذا فلمكهم مع انتشار العلم وعودة المسلمين إلى صحيح الدين بدأ يتلاشى بعد أن كان سائدا في معظم البلدان الإسلامية.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:52 م]ـ
الصوفية كان لهم هذا التأثير وقت فشو الجهل والأمية أما مع العلم والعماء فخطرهم أقل فهم يستمدون وجودهم من الجهالة التي تصيب الأفراد لذا فلمكهم مع انتشار العلم وعودة المسلمين إلى صحيح الدين بدأ يتلاشى بعد أن كان سائدا في معظم البلدان الإسلامية.
بارك الله فيك أخي الحبيب محمد المبروك
إن كان الصوفية خطرهم أشد على العوام والذين هم أقل علما بعقيدتهم وأصولها فلماذا يبقى العوام بدون تفقيه وبيان حقيقة هذه الطرق الصوفية وعقيدتها وبيان فسادها.
كلامك صحيح ولكن لا بد من بيان حقيقة هذه العقيدة الفاسدة وهذا الدين الجديد فالصوفية خطر كبير على الأمة الاسلامية ويجب بيان فساد هذه العقيدة ..
والله تعالى أعلم
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الكريم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 03:09 ص]ـ
جزاكم الله خير على تعليقاتكم الطيبة(58/25)
قال السعيدان هذه الأجوبة هي أساس ما تجيب به كل محرف من أهل الأهواء والبدع
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:23 م]ـ
ودونك هذه الأجوبة:.
الأول: أن هذا خلاف ظاهر الأدلة من الكتاب والسنة.
الثاني: أنه خلاف لغة العرب.
الثالث: أنه ليس عليه دليل.
الرابع: أنه انتقال للمجاز بلا قرينة والأصل في الكلام الحقيقة.
الخامس: أنه مخالف لما أجمع عليه السلف.
السادس: أنه إقحام للعقل فيما هو من قبيل الأبواب الغيبية.
السابع: أنه فرار من شيء ووقوع في نظيره أو شر منه.
الثامن: أنه تجهيل للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
التاسع: أنه مفضٍ إلى تعطيل الرب عن ما وصف به نفسه.
العاشر: أنه تحكيم للعقل فيما ثبت به النص القاطع. ثم قال الشيخ حفظه الله، وهذا يحتم عليك أن تحفظها عن ظهر قلب ولا يكفي أن تمر عليها مرور قراءة فقط، بل أريدك أن تحفظها حفظاً تاماً كما تحفظ سورة الإخلاص والفاتحة، لأن هذه الأجوبة هي أساس الأجوبة التي أجاب بها أهل السنة على كل تحريفات المبتدعة ثم قال فهذه الأجوبة العشرة هي أساس ما تجيب به كل محرفٍ من أهل الأهواء والبدع فأوصيك بحفظها وإتقانها وإني أخرجتها لك على وجه الاختصار ليسهل حفظها واستذكارها. فأعد قراءتها وأدم النظر فيها فإن التكرار وإدمان النظر في الشيء موجب لحفظه بعد زمن نقلته بنصه من كتاب تيسير الاعتقاد وهو كتاب مفيد جدا لمن أراد أن يفهم باب الاسماء و الصفات
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:38 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي الحبيب وبارك الله فيك(58/26)
هل هذا العمل بدعة؟
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:22 ص]ـ
اشتهر بين العوام عندنا في ليبيا أن الذي يقرأ القرآن ثم مر بآية سجدة ولم يستطع السجود لعذر كأن يقرأ في السيارة يقولون عليه أن يقول مكانها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أربع مرات
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:17 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عندما نقرأ في كتاب الله وتمر علينا سجدة، ونحن في مكان غير المسجد والمصلى، كالمدرسة وغيرها نقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) أربع مرات، فهل يجوز ذلك أم لا؟ وإذا كان لا يجوز فماذا نفعل؟
فأجاب:"إذا مر القارئ بآية سجدة، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً، ولا يجب السجود على القول الراجح؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد , ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود، لأن ذلك بدعة، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود " انتهى.
فتاوى إسلامية (4/ 66) اضغط هنا ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/131299/ آية%20سجدة)
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا على اهتمامك بمشاركاتي
والله أبحث عن الجواب من فترة طويلة
أسأل الله أن يمن عليك بالعلم النافع والعمل الصالح
وبالمناسبة هذا هو تفسير قوله تعالى هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
فالهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:16 ص]ـ
أسأل الله أن يمن عليك بالعلم النافع والعمل الصالح
آمين آمين آمين
ـ[علاء ابراهيم خصيم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:48 ص]ـ
المعلوم لدينا انه يسبح بقوله: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، لكن لا اعلم الدليل فارجو افادتي بالصحيح ولكم الشكر
ـ[خالدالغامدي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اعلمة حقيقة وقد قرأته عن السلف الصالح رضوارن الله عليهم,, إذا مر القاريء بآية ورد فيها سجدة, في حال لم يكن مهيأ للسجود, أن يسجد في حال أن يكون مُهيء .. بعد القراءة ..
جزاكم الله خير
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:37 ص]ـ
المعلوم لدينا انه يسبح بقوله: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، لكن لا اعلم الدليل فارجو افادتي بالصحيح ولكم الشكر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتوى أعلاه (فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود، لأن ذلك بدعة)
بمعنى لم يثبت شيء غير السجود وغير السجود بدعة كما قال الشيخ أعلاه في نقلي لكلام الشيخ رحمه الله
ـ[قلم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالوهاب الرشيدي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:30 ص]ـ
جزاك الله خير علي التوضيح
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:25 ص]ـ
أحسن الله تعالى إليكم جميعا
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:37 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام(58/27)
أخلاق أهل الجنة
ـ[خالدالغامدي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا,,,
أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه,,,,,,
بصيرا بزمانه وفساد أهله، فهو يَحذرُهُم على دينه،,,,
مُقبِلا على شأنه، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره،,,
حافظا للسانه،,,
مميزا لكلامه،,,
إن تكلم, تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا،,,
وإن سكت سكت بعلم, إذا كان السكوت صوابا،,,
قليل الخوض فيما لا يعنيه,,،
يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه,,،
يحبس لسانه كحبسه لعدوه؛ ليأمن شره وشر عاقبته,,،
قليل الضحك مما يضحك منه الناس, لسوء عاقبة الضحك,,،
إن سر بشيء مما يوافق الحق تبسم,,،
يكره المزاح خوفا من اللعب,,،
فإن مزح قال حقا،,,
باسط الوجه،,,
طيب الكلام,,،
لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟؟
يحذر نفسه أن تغلب على ما تهوى مما يسخط مولاه,,,
لا يغتاب أحدا,,،
ولا يحقر أحدا,,،
ولا يسب أحدا,,،
ولا يشمت بمصيبه,,،
ولا يبغي على أحد,,،
ولا يحسده,,،
ولا يسيء الظن بأحد,,,
ويتكلم بما في الإنسان من عيب بعلم,,،
ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلم,,،
وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل,,،
حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه,,،
إن مشى بعلم,,،
وإن قعد قعد بعلم,,،
يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده,,،
لا يجهل؛ فإن جهل عليه حلم,,،
لا يظلم,,،
وإن ُظلم عفا,,،
لا يبغي،,,
وإن ُبغي عليه صبر,,،
يكظم غيظه, ليرضي ربه, ويغيظ عدوه,,،
متواضع في نفسه,,،
إذا قيل له الحق قبله, من صغير أو كبير,,،
يطلب الرفعة من الله، لا من المخلوقين,,،
ماقتا" للكبر، خائفا على نفسه منه,,،
إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه ولا بصيرة,,,
كسب هو القليل بفقه وعلم,,،
إن لبس الناس اللين الفاخر,,،لبس هو من الحلال ما يستر به عورته,,،
إن وسع الله عليه في الرزق وسع على نفسه,,,،
وإن أمسك عليه أمسك،,,,
يقنع بالقليل فيكفيه,,،
ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه,,,
يتبع واجبات القرآن والسنة,,،
يأكل الطعام بعلم,,،
ويشرب بعلم,,،
ويلبس بعلم,,،
وينام بعلم,,،
ويجامع أهله بعلم,,،
ويصطحب الأصحاب بعلم,,،
ويزورهم بعلم,,،
ويستأذن عليهم بعلم,,،
ويسلم عليهم بعلم,,،
ويجاور جاره بعلم,,,
يُلزم نفسه بر والديه:
فيخفض لهما جناحه,,،
ويخفض لصوتهما صوته,,،
ويبذل لهما ماله,,،
وينظر إليهما بعين الوقار والرحمة,,،
يدعو لهما بالبقاء,,،
ويشكر لهما عند الكبر,,،
لا يضجر بهما،,,
ولا يحقرهما,,،
إن استعانا به على طاعة أعانهما,,،
وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها,,،
يصل الرحِم،,,
ويكره القطيعة,,،
من قطعه لم يقطعه,,،
ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه,,،
يصحب المؤمنين بعلم،,,
ويجالسهم بعلم,,،
إن علٌم غيره رفِق به,,,
لا يُعنف من أخطأ ولا يخجله,,،
رفيق في أموره,,،
صبور على تعليم الخير,,،
يأنس به المتعلم,,،
ويفرح به المجالس,,،
مجالسته تُفيد خيرا,,،
مُؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة,,،
إن أُصيب بمصيبة، فالقرآن والسنة له مُؤدِبان,,,
يحزن بعلم,,،
ويبكي بعلم,,،
ويصبر بعلم,,،
يتطهر بعلم,,،
ويصلي بعلم,,،
ويُزكي بعلم,,,
ويتصدق بعلم,,،
ويصوم بعلم,,،
ويحج بعلم,,,
ويجاهد بعلم,,،
ويكتسب بعلم,,،
ويُنفق بعلم,,،
وينبسط في الأمور بعلم,,،
يتصفح القرآن؛ ليؤدب به نفسه,,،
لا يرضى من نفسه أن يؤدي ما فرض الله عليه بجهل,,،
قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير,,,
إذا درس القرآن فبِحضور فِهم وعقل,,،
هِمتُه إِيقاع الفِهم لما ألزمه الله عليه,,,
من اتباع ما أمر,,،
والإنتهاء عما نهى,,،
ليس همته متى أختم السورة؟؟؟
همته متى أستغني بالله عن غيره؟؟؟
متى أكون من المتقين؟؟؟
متى أكون من المحسنين؟؟؟
متى أكون من المتوكلين؟؟؟
متى أكون من الخاشعين؟؟؟
متى أكون من الصابرين؟؟؟
متى أكون من الصادقين؟؟؟
متى أكون من الخائفين؟؟؟
متى أكون من الراجين؟؟؟
متى أزهد في الدنيا؟؟؟
متى أرغب في الآخرة متى أتوب من الذنوب؟؟؟
متى أعرف النعم المتواترة؟؟؟
متى أشكره عليها؟؟؟
متى أفقه ما أتلو؟؟؟
متى أغلب نفسي على ما تهوى؟؟؟
متى أحفظ لساني؟؟؟
متى أغض طرفي؟؟؟
متى أحفظ فرجي؟؟؟
متى أستحي من الله حق الحياء؟؟؟
متى أشتغل بعيبي؟؟؟
متى أصلح ما فسد من أمري؟؟؟
متى أحاسب نفسي؟؟؟
متى أتزود ليوم معادي؟؟؟
متى أكون عن الله راضيا؟؟؟
متى أكون بالله واثقا؟؟؟
متى أكون بزجر القرآن متعظا؟؟؟
متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا؟؟؟
متى أُحب ما أَحب الله؟؟؟
متى أُبغض ما أَبغض الله؟؟؟
متى أنصح لله؟؟؟
متى أُخلص له عملي؟؟؟
متى أتأهب ليوم موتي وقد غُيِب عني أجلي؟؟؟
متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته؟؟؟
متى أفكر في خلوتي مع ربي؟؟؟
متى أفكر في المنقلب؟؟؟
متى أحذر مما حذرني منه ربي؟؟؟
من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل،,,
لا يموت أهلها فيستريحوا،,,
ولا تُقال عثرتهم،,,
ولا تُرحم عبرتهم ,,،
طعامهم الزقوم،,,
وشرابهم الحميم،,,
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ..
ندموا حيث لا ينفعهم الندم ,,،
وعضُوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعة الله ,,،
وركونهم لمعاصي الله فقال منهم قائل:
يا ليتني قدمت لحياتي ,,,
وقال قائل:
رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت,,,
وقال قائل:
يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها,,,
وقال قائل:
يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا,,,
وقالت فرقة منهم, ووجوههم تتقلب في أنواع العذاب:
يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ,,,
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليه من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أوعمل ...(58/28)
حقيقة الديوبندية
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:56 ص]ـ
قال محمّد غوث الكولياري في كتابه "الجواهر الخمسة" ,و هو تلميز لعبدالقدّوس الجستي, بكتابة الفاتحة على غير ترتيب لدفع بعض الامراض
http://pic60.picturetrail.com/VOL177.../301666627.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301666627.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL177.../301670464.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301670464.jpg)
محمّد غوث الكولياري تلميز لعبدالقدّوس الكنكوهي وهو من كبار طريقة الجستية
قد ذكره الكندهلوي صاحب تبليغي نصاب في كتابه "مشايخ جست" في ترجمة عبدالقدّوس الكنكوهي
و الكتاب "الجواهر الخمسة" كتاب مقدّس عند الديوبندية
و الديوبندية يوزّعون هذا الكفر على اسم الاسلام
و في هذا الكتاب دعاء الى رجال الغيب
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301666640.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301666640.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301668325.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301668325.jpg)
و ايضا بعض الحروف و تصاوير
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301670470.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301670470.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669224.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669224.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669219.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669219.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669221.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301669221.jpg)
قال محمّد غوث الكولياري بحصول ملك سليمان بعد قراءة بعض الاذكار و يصبح الرجل متصرّفا في العالم كله وكل شيء تحت تسخيره حتى اذا امر الشمس باتيان في ليل فيكون
http://pic60.picturetrail.com/VOL177.../301671399.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301671399.jpg)
قال اللَّهُ
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
2: 258
www.umm-ul-qura.org (http://www.umm-ul-qura.org/)
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:02 م]ـ
الكتاب "المهنّد" لخليل احمد السحارنفوري
http://pic60.picturetrail.com:80/VOL1773/9677484/19668720/320527774.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320527774.jpg)
http://pic60.picturetrail.com:80/VOL1773/9677484/19668720/320527772.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320527772.jpg)
http://pic60.picturetrail.com:80/VOL1773/9677484/19668720/320528799.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320528799.jpg)
http://pic60.picturetrail.com:80/VOL1773/9677484/19668720/320528798.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320528798.jpg)
و في هذا الكتاب تقريرات من كبار الديوبندية
و تقي عثماني قد قدّم بعض النسخ هذا الكتاب
http://pic70.picturetrail.com:80/VOL1804/12063235/21561601/375234671.jpg (http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/375234671.jpg)
http://pic70.picturetrail.com:80/VOL1804/12063235/21561601/375234673.jpg (http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/375234673.jpg)
http://pic70.picturetrail.com:80/VOL1804/12063235/21561601/375234672.jpg (http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/375234672.jpg)
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:25 م]ـ
تقي عثماني لا ينكر حصول الفيوضات الباطنية من القبور و لا يرى حرجا في تقديم هذه الاكاذب على شيخ محمّد ابن عبدالوهاب
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب علي ونفع الله بك
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:14 م]ـ
قال اشرف علي تهانوي و هو من كبار الديوبندية في كتابه "اعمال القران
اذا تريد التفريق بين الشخسين فعليك ان تكتب اسماءهم على بعض الاحجار والآيّة
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ثمّ عليك ان تكتب النقش فيه الالفاظ:
اللَّهُ-سحر-اللَّهُ
ثمّ عليك بتدفين هذاالحجر بين قبرين قديمين
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320526718.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320526722.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19668720/320526722.jpg)
هذا سحر مبين و كفر واضح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/29)
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[06 - 10 - 09, 04:25 ص]ـ
اشرف علي تهانوي يثبت عقيدة الظهور و ينكر عقيدة الحلول
و سءل تهانوي عن الفرق بين عقيدة الظهور و عقيدة الحلول
فاجاب في "ملفوظاته و قال انّّ عكس صورة الإنسان في المرآة ظهوره و ليس بحلول
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/306714220.jpg
و هذه العقيدة عقيدة النصارى
قال رحمت الله الهندي في "إظهار الحق ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=686)
الباب الرابع في إبطال التثليث وهو مشتمل على مقدمة وثلاثة فصول.
مقدمة
(الأمر الحادي عشر) قال العلامة المقريزي في كتابه المسمى بالخطط في بيان الفرق المسيحية التي كانت في عصره: "النصارى فرق كثيرة الملكانية والنسطورية واليعقوبية والبوذعانية والمرقولية وهم الرهاويون الذين كانوا بنواحي حران وغير هؤلاء" ثم قال "والملكانية واليعقوبية والنسطورية كلهم متفقون على أن معبودهم ثلاثة أقانيم، وهذه الأقانيم الثلاثة هي واحد وهو جوهر قديم ومعناه أب وابن وروح القدس إله واحد" ثم قال "قالوا الابن اتحد بإنسان مخلوق فصار هو وما اتحد به مسيحاً واحداً، وإن المسيح هو إله العباد وربهم، ثم اختلفوا في صفة الاتحاد فزعم بعضهم أنه وقع بين جوهر لاهوتي وجوهر ناسوتي اتحاد، ولم يخرج الاتحاد كل واحد منهما عن جوهريته وعنصره، وإن المسيح إله معبود وإنه ابن مريم الذي حملته وولدته، وإنه قتل وصلب، وزعم قوم أن المسيح بعد الاتحاد جوهران أحدهما لاهوتي والآخر ناسوتي، وأن القتل والصلب وقعا من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته، وأن مريم حملت بالمسيح وولدته من جهة ناسوته، وهذا قول النسطورية، ثم يقولون إن المسيح بكماله إله معبود وإنه ابن اللّه تعالى اللّه عن قولهم، وزعم قوم أن الاتحاد وقع بين جوهرين لاهوتي وناسوتي فالجوهر اللاهوتي بسيط غير منقسم ولا متجزئ، وزعم قوم أن الاتحاد على جهة حلول الابن في الجسد ومخالطته إياه، ومنهم من زعم أن الاتحاد على جهة الظهور كظهور كتابة الخاتم والنقش، إذا وقع على طين أو شمع وكظهور صورة الإنسان في المرآة إلى غير ذلك من الاختلاف الذي لا يوجد مثله في غيرهم، والملكانية تنسب إلى ملك الروم وهم يقولون إن اللّه اسم لثلاثة معان فهو واحد ثلاثة وثلاثة واحد، واليعقوبية يقولون إنه واحد قديم، وإنه كان لا جسم ولا إنسان ثم تجسم وتأنس، والمرقولية قالوا اللّه واحد علمه غيره قديم معه والمسيح ابنه على جهة الرحمة، كما يقال إبراهيم خليل اللّه" انتهى كلامه بلفظه، فظهر لك أن آراءهم في بيان علامة الاتحاد بين أقنوم الابن وجسم المسيح كانت مختلفة في غاية الاختلاف، ولذا ترى البراهين المورَدة في الكتب القديمة الإسلامية مختلفة، ولا نزاع لنا في هذه العقيدة مع المرقولية إلا باعتبار إطلاق اللفظ الموهم، وفرقة البروتستنت لما رأوا أن بيان علاقة الاتحاد لا يخلو عن الفساد البين تركوا آراء الأسلاف، وعجزوا أنفسهم واختاروا السكوت عن بيانها وعن بيان العلاقة بين الأقانيم الثلاثة.
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:16 ص]ـ
يقول أشرف علي التهانوي في ملفوظاته إنّ اللَّهُ فوّض امور التكوين الى المجذوبين لانّهم غير مكلّفين فيعينون الكافرين خلاف المسلمين في الحرب اذا كان فيه بعض المصالح
فقال اولا ظننت أنّهم لا يجتحدون في أمورهم بل يفعلون ما يؤمرون كالملائكة و لاكن بدّلت رأيي في الملائكة والمجذوبين لمّا رأيت أنّ جبريل ألقى الطين في فمّ فرعون و الإختلاف بين الملائكة الرحمة والملائكة العذاب حول القاتل الذي تاب قبل موته
ثمّ ذكر في تأييد هذا رأي قصة المجذوب الإشراقي أنّ المجذوبين قد اختلفوا هل يترك الحكومة البرطانويّة في الهند او عليهم بتبديلها
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305526872.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305526872.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305526879.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305526879.jpg)
فعند التهانوي المجذوبون يختارون الحكام
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:44 ص]ـ
قال احسن الجيلاني و هو من كبار الديوبندية في كتابه "سوانح القاسمي, إنّ شاه فضل الرحمن كنج المرابادي فرّ من الجهاد خلاف الحكومة البرطانويّة و قال إنّ لا فائدة فيه لإنّني رأيت الخدر في الجيش البرطانوي
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301590769.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/300392829.jpg
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 02:06 م]ـ
قال امداد اللّه المكي في رسالته "ضياء القلوب" إنّ العارف يدرك حقيقة الإنسان و هي الألوهيّة والعارف عبد في ظاهره و ربّ في باطنه و يصبح والعارف متصرّفا في العالم و ذا إختيارٍ و يجد فيه اوصاف اللّه
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301425325.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301426643.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301427019.jpg
و امداد اللّه المكي شيخ كبار الديوبنديّة كقاسم النانوتوي, رشيد احمد الكنكوهي و اشرف علي التهانوي
و محمّد الياس باني جماعة التبليغ مريد لرشيد احمد الكنكوهي
و قال محمّد الياس في "ملفوظاته" إنّه يريد توزيع التعليمات التهانوي بجماعته
و من تعليمات التهانوي أنّ المجذوبين يختارون الحكومة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/30)
ـ[أحمد أبو النجا]ــــــــ[18 - 10 - 09, 05:11 م]ـ
الديوبندية لهم طامات منها القول بوحدة الوجود والوقوع في الشركيات وتأويل صفات الله إلى غير ذلك ويمكن التعرف عيها تفصيلا من خلال هذا الرابط
http://www.dorar.net/enc/firq/2759
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:05 ص]ـ
يعلّم إمداد الله المكيّ في رسالته "ضياء القلوب" بعض الاذكار لكشف القبور و كشف ارواح الانبياء و الصالحين
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301581103.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301581103.jpg)
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301580690.jpg (http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/301580690.jpg)
ـ[أبو أسماء الشامي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
ـ[السليماني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله أويس]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:55 م]ـ
كنت خرجت معهم في الهند وذهبت إلى مكان الشيخ زكريا الكاندهلوي فوجدتهم يذكرون بعد الصبح بلفظ الجلالة "الله" فقط الكيفية التي ينكرها أهل السنة لعدم وجود الخبر أو الدعاء
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:39 م]ـ
قال امير خان و هو من كبار الديوبنديّة في كتابه "الارواح الثلاثة" إنّه كان يزور مجذوبا عاريا مع ابه
ثمّ ذكر قصّة الملوي إسماعيل و كان إسماعيل يزور هذا المجذوب العريان
قال هذا المجذوب إنّه يحبّ إسماعيل لأنّ الناس كانوا ياتون إليه لطلب الاولاد او الزوجة ولكن كان إسماعيل يزوره للّه
ثمّ طلب إسماعيل شيئا منه فاعطاه ثمرة
ولكن لم يأكلها إسماعيل فجاء زميله شندا ميان و أكل هذه الثمرة فنزع ثيابه و صار مجذوبا
و اصبحت أسرة شندا ميان غنيّة بعد
و صدّق اشرف علي التهانوي هذه القصّة
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701537.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701541.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701539.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701985.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701988.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/308701987.jpg
فعند الديوبنديّة المجذوب يعطي الأولاد او الزوجة و في شريعتهم زيارة العريان حلال بلّ هذا فعل مستحبّ و للّه
كيف لا يرون ذكر هذا المجذوب؟
و كيف يصبح الرجل مجذوبا بأكل ثمرة؟
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:12 ص]ـ
سئل اشرف علي التهانوي عن حقيقة المجذوب فاجاب في "ملفوظاته” و قال إنّ شيئا قويّا يقع في ذهن الرجل و كلّ هذا نتيجة بركة المجاهدة
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305528063.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305528076.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305528070.jpg
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/17902368/305528066.jpg
فالصحابة كانوا يذكرون اللّه و لم يصبح احدهم مجذوبا
و ذكر اللّه لم يجعل الإنسان مجذوبا بلّ الذكر الكفريّ فيه سحر
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:24 ص]ـ
ماهي علاقة مؤسس جهد الدعوة والتبليغ بالديوبندية وبالتهانوي على وجه التحديد ... ؟؟؟؟؟؟
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:32 ص]ـ
قال إمداد اللّه المكيّ في "إمداد المشتاق" إنّ الحفظ من الزلازل والآفات يأتي بذريعة الأوتاد
http://pic60.picturetrail.com/VOL1773/9677484/19920162/322167733.jpg
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:34 ص]ـ
و امداد اللّه المكي شيخ كبار الديوبنديّة كقاسم النانوتوي, رشيد احمد الكنكوهي و اشرف علي التهانوي
و محمّد الياس باني جماعة التبليغ مريد لرشيد احمد الكنكوهي
و قال محمّد الياس في "ملفوظاته" إنّه يريد توزيع التعليمات التهانوي بجماعته
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:58 ص]ـ
#######
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
هكذا يكتب "سحر" فالأورديّة
سل اي باكستاني او هندي
التهانوي يعلّم السحر
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[06 - 11 - 09, 01:48 ص]ـ
قال الكندهلوي في كتابه "مشائخ الجست" إنّ رجلا سأل خواجة باقي بللّه أنّه يريد ان يكون مثله فنقل خواجة باقي بللّه روحه في جسد هذا الرجل مع التوجّه الإتّحادي فمات هذا الرجل بعد ثلاثة ايّام
قال الكندهلوي إنّ روحين يتّحدان مع التوجّه الإتّحادي
هل هذا دين اللإسلام او دين المشركي الهند؟
نقل الكندهلوي في هذا الكتاب كلام إمداد اللّه المكّي أنّ الفقير لا يموت و الفوائد الحاصلة من قبره مثل الفوائد الحاصلة من حياته الدنياويّة
قال الكندهلوي إنّ خواجة محبّ اللّه جلس على قبر خواجة قتب الدين بختيار كاكي فقال له خواجة قتب الدين مع روحانيّته بدخول في طريقة الصابريّة لشيخ ابي سعيد في كنكوه
و الكندهلوي صاحب تبليغي نصاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/31)
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[06 - 11 - 09, 03:20 ص]ـ
ترجمة هذا الكتاب في الإنجليزيّة
http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/377374957.jpg
http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/377374956.jpg
http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/377374955.jpg
http://pic70.picturetrail.com/VOL1804/12063235/21561601/377374954.jpg
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 11 - 09, 06:10 ص]ـ
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4931&highlight=%D5%C7%E1%CD+%C7%E1%D8%D1%ED%DD
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4450&highlight=%D5%C7%E1%CD+%C7%E1%D8%D1%ED%DD
ـ[علي حسن خان]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:33 ص]ـ
قد ترجم عاشق الميراتهي و هو من كبار الديوبنديّة الكتاب "الإبريز" في الأرديّة
فالديوبنديّة يوزّعون الكفر الواضح
http://i337.photobucket.com/albums/n398/kadu21/54.jpg
انظروا ترجمة القصة الفراش في الأردية
((ومنها: أني جمعت بين زوجتيَّ، ذات ليلة في مبيت واحد، لعذر منع إحداهما من مبيتها بمسكنها، فباتت كل واحدة منهما على فراش وحدها، وبت أنا على فراش وحدي، وبقي فراش رابع في البيت لم يبت عليه أحد، ثم دعتني نفسي إلى وطء إحدى الزوجتين، فوطئتها، ظناً مني أن الأخرى نائمة، ثم لما نمت شيئاً قليلا قمت وطئت الأخرى، ظناً مني أن الأولى نائمة أيضاً، ثم لما قدمت لزيارته، جعل ذات يوم يمازحني، حتى قال: ما تقولون في جمع المرأتين في مسكن واحد مع وطئهما.؟ فعلمت أنه أشار إلى ما وقع مني، فقلت: سيدي وكيف علمت ذلك.؟ فقال: ومن نام على الفراش الرابع.؟؟؟؟؟)).
http://i337.photobucket.com/albums/n398/kadu21/55.jpg
http://i337.photobucket.com/albums/n398/kadu21/57.jpg
حقيقة الكتاب الإبريز
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1374&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
ـ[سعد عيسى]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا الديوبندية والصوفية في ايران اشد علي اهل الحديث من الشيعة يخرجون من المساجد ويقتلونهم ويضربونهم ويهينونهم كل من قال امين بالجهر يخرجونهم من المسجد وقال احدهم في الصلاة امين جهرا ضربوه بالسكين
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 09:43 ص]ـ
قال الكندهلوي في كتابه "مشائخ الجست" إنّ رجلا سأل خواجة باقي بللّه أنّه يريد ان يكون مثله فنقل خواجة باقي بللّه روحه في جسد هذا الرجل مع التوجّه الإتّحادي فمات هذا الرجل بعد ثلاثة ايّام
قال الكندهلوي إنّ روحين يتّحدان مع التوجّه الإتّحادي
هل هذا دين اللإسلام او دين المشركي الهند؟
نقل الكندهلوي في هذا الكتاب كلام إمداد اللّه المكّي أنّ الفقير لا يموت و الفوائد الحاصلة من قبره مثل الفوائد الحاصلة من حياته الدنياويّة
قال الكندهلوي إنّ خواجة محبّ اللّه جلس على قبر خواجة قتب الدين بختيار كاكي فقال له خواجة قتب الدين مع روحانيّته بدخول في طريقة الصابريّة لشيخ ابي سعيد في كنكوه
و الكندهلوي صاحب تبليغي نصاب
فماحكم الديوبنديين وهم كثيرون في الهندوباكستان وبنجلاديش
شكرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيرا الديوبندية والصوفية في ايران اشد علي اهل الحديث من الشيعة يخرجون من المساجد ويقتلونهم ويضربونهم ويهينونهم كل من قال امين بالجهر يخرجونهم من المسجد وقال احدهم في الصلاة امين جهرا ضربوه بالسكين
جزاك الله خيرا. نعم هذا مشهور عن الصوفية فقد سمعته كثيرا ولست من أهل تلك البلاد والحمد لله. وكان الله في عون أخواننا أهل الحديث هناك.
جزا الله خيرا أخانا خان على هذا الموضوع القيم جدا. فقد كنت لا أعرف عقيدة الديوبندية بشكل قاطع. واسماؤهم تشكل عليّ في الواقع. فهي متشابهة يصعب حفظها.
وسبحان الله كنت قبل دقائق فقط قد أضفت هذه النقطة:
26 - أهل السلطان وأهل وشاية!
إذا كنت في بلد للاشاعرة والصوفية القبورية خصوصا لهم فيه سلطة فحذاري منهم فقد يدبرون لك مكيدة و يفترون عليك بوشاية عند السلطان وانت منها براء! هذا اليوم ظاهر في الاحباش الجهمية القبورية فهم مرتزقة عملاء للمخابرات السورية ومدعومون من قبل الدول الغربية كأمريكا (أنظر:مؤسسة راند الأمريكية تحل لغز دعم الأحباش ( http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=1056&PN=1&TPN=1&FID=2&PR=3) / عبد الرحمن دمشقية
)
ومن شواهد التاريخ:وشاية وعداء الصوفية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال القاضي مخلوف الصوفي القبوري والاشعري: (ما رأيت كريماً واسع الصدر مثل ابن تيمية فقد أثرنا الدولة ضده، ولكنه عفا عنا بعد المقدرة، حتى دافع عن أنفسنا وقام بحمايتنا، حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا وحاجج عنا)!! على العموم الامتحان سنة الانبياء والوارثين من ميراثهم ومن ابتلي بوشاية الصوفية فليسأل الله الصبر والثبات واللطف.
المصدر:ملاحظات عند مناقشة الاشاعرة الجهمية والقبوريين ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/32)
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[27 - 11 - 10, 08:30 ص]ـ
هل هناك علاقة بين حركة طالبان والحركة الديوبندية؟ لأني أعلم أن الطالبان يحاربون شرك القبور رغم أن أصولهم من المدرسة الديوبندية. فها من مفيد؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 07:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على طرح هذا الموضوع الشائق.(58/33)
أين الله ... لشيح الإسلام إبن تيميه
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية
(أين الله؟)
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ((لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير)) لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/34)
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ((فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله)).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: ((وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره)). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
• وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
• قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
• قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
• قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ((وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً)) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[مجموع الفتاوى (5/ 256 - 261)]
إنتهى النقل
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:50 م]ـ
اللهم إهدنا وإهدِ بنا
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال أهل الوحدة والاتحاد: الله يحل في الأشياء كما يحل السكر في الماء.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:22 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن القيسي
بارك الله فيك ولكن أعذر أخاك وقلة علمه (من هم أهل الوحدة والإتحاد).؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:34 م]ـ
بارك الله بكم أخي لكني والله لست كثر منك علماً
أخي لعلك تقصد أن أوضح للقارئ الداخل، مع علمك هذه المصطلحات
الذي أعلمه أهل الوحدة هم القائلون بـ (وحدة الوجود) ورأس هذه الملة الشيخ الأكفر محي الدين ابن عربي، وهذه الملة تقول: الوجود هو عينه الله _ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً _ وأن الله هو الوجود الله بذاته
أما الحلول والاتحاد: ان الله حل في كل شيء من هذا الكون، كما زعم النصارى حلول الله جل وعز في عيسى، فهؤلاء أشد كفراً من النصارى، إذ جلعوا الله حالاً في الخنزير والكلب والحشوش وغير ذلك من المستقذرات، تعالى الله وتبارك وتقدس عم يقولون علواً كبيراً .... هذا ما أستذكره الآن .. والله أعلى وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/35)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:42 م]ـ
بوركت وبارك الله تعالى فيك أحسنت أخي الحبيب
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:49 ص]ـ
السلام عليكم أخي باسم .. هذا الحديث بكامله رواية مالك ومسلم.
عن معاوية بن الحكم قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن جارية كانت لي ترعى غنما لي فجئتها وقد فقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين الله؟ " فقالت: في السماء فقال: " من أنا؟ " فقالت: أنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعتقها ". رواه مالك
وفي رواية مسلم قال: كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمنا وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكن صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال: " ائتني بها؟ " فأتيته بها فقال لها: " أين الله؟ " قالت: في السماء قال: " من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله قال: " أعتقها فإنها مؤمنة "
إذاً فاعل قال هو النبي صلى الله عليه وسلم، خاطب الجارية فقال لها: أين الله، فأجابت: في السماء .... الحديث
والسلام
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 12:22 ص]ـ
شيخ الاسلام هو شيخ الاسلام متميز رحمه الله في اطروحاته
وقوة حجته رحمه الله واسكنه فراديس الجنان
ـ[احمد العابد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد سيد الأنبياء والمرسلين ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وقد أرسل الله عز وجل الرسل على فترة من الزمن حتى يدعوا الناس إلى عبادة الله الواحد القهار وكان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل وكان النور المبين لهذه الأمة, فقد أرسله الله تعالى في زمان يأكل الضعيف فيها قويها، ويئد الطفلة المسكينة أبوها، فبعثه رحمة للعالمين مفرقٍ بين الحق والباطل وتبياناً لكل شيء، فكيف نبتعد عن هديه؟ وكيف لا نتبع سنته ولا نتبع نهج صحابته؟ وبالأخص في قضايا التوحيد والعقيدة.
والحمد لله على بقايا أهل العلم الذين يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله تعالى أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن آثارهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف المغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.
إن محمداً صلى الله عليه وسلم وما معه من الحق ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم من كبار التابعين والتابعين لهم لم يتركوا العقول تحار وتبتعد عن الصواب, فالعاقل يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونهج صحابته والسلف الصالح ونعلم الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته).
ونحن نعلم أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها أي ما قاله رسول الله وقاله الصحابة واجتهد به كبار التابعين والتابعين لهم فلماذا نبتعد عن أقوالهم وما قالوه في قضايا التوحيد والعقيدة, فلماذا نأتي ونخترع كلمات وجمل إذا دققت فيها تجدها ما أنزل الله بها من سلطان.
ورحم الله من قال:
دين النبي محمد أخبار ... فنعم المطية للفتى آثار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/36)
لا ترغبن عن الحديث وأهله ... فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى ... والشمس بازغة لها أنوار
ورحم الله من قال:
فهذا الحق ليس فيه خفاء **** فدعك عن بنيات الطريق
والموضوع الذي بين يدي والذي أعد هذا البحث من أجله ومن أجل تبيانه وأرجو الله أن يوفقني لما يحب ويرضى من القول والفعل.
لطالما سمعنا كثيراً من الناس بل من طلاب العلم وطلاب المعاهد يتناقشون في هذا الأمر وهو أين الله عز و جل؟
فمنهم من ينكر هذا السؤال برمته ويقول لك لا يجوز أن تسأل هذا السؤال، ومنهم من يقول لا أعرف أوقد حرت فيه وتهت فيه, ومنهم من يجيبك بأن الله في كل مكان، وهذا ما سمعه من مشايخه، ومنهم من يقول لك أن الله في السماء تبارك وتعالى.
وإليك الجواب الشافي في هذه القضية الذي يبعدك عن الشك والحيرة والوقوع في الغلط متمثلاً ذلك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح.
بداية: إن هذه القضية قد تم التنازع فيها وما السبيل لحل هذا التنازع؟
أقول وبالله التوفيق:
نحن نتّبع من كان قوله متفقاً مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد أخبرنا الله عز وجل ماذا نفعل إن تنازعنا في شيء أو اختلفنا في شيء وهذا هو الحل {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} وقال تعالى: {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً}.
وقال أيضاً: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
وقال جل ذكره: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
فهذه الآيات وغيرها من الآيات تدل على أمر واحد وهو أننا إذا تنازعنا في شيء فلنحكّم فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقول صحابة رسول الله وقول السلف الصالح الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم من أفضل الناس. فماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا قال سلف هذه الأمة في القضية، هي لم تكن قضية يتنازعون فيها لأنهم كانوا متفقين على قول، ولكن نشأ النزاع عندما أتت كتب المنطق وعلم الكلام وترجمت إلى العربية فأخذ الناس بالتأويل، فبدأ الواحد منهم يفسر ويتأول ويصول ويجول في آيات الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لا يقف على كلام السلف في ذلك فيقوم ويجتهد!!
أين الاجتهاد يا أخي إذا كان هناك نص، والقاعدة المعروفة في الأصول (لا اجتهاد في مورد النص)!!.
فالصحابة والتابعين لهم، كانوا أقرب زماناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأثبت إيماناً وأصدق كلاماً وأقوى عقيدة وأحسن فهماً وتأويلاً فهل نأتي ونتكلم في أمور قد تكلموا بها وشرحوها لعامة المسلمين وأئمتهم فهل هم أرسخ في العلم أم نحن؟!
كل هذه المقدمة هي للوصول للجواب الشافي إن شاء الله وهو ((أن الله في السماء)) وهو جواب أهل السنة والجماعة والسلف الصالح ولبّ الكلام هو أن المقصود بكلمة (السماء) يراد بها العلو والسمو, أي أن الله في الأعلى ولا يراد التحجيم والتحييز، وحاشا لله أن يكون كذلك فالله عز وجل لا سماء تظلّه أو تقلّه وهذا مخالف للعقل والفطرة، ويجوز أن يكون لفظ (في) بمعنى لفظ (على) ودليل ذلك قوله تعالى: {فسيحوا في الأرض} وقوله: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} والمعنى على الأرض وعلى الجذوع لا فيها، ومن سمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح وجد فيه إثبات الفوقية مالا ينحصر, وسيأتي ذكرها بعد قليل من آيات وأحاديث وكلام للسلف بهذا الخصوص, ومما لا ريب فيه ولاشك أن الله تعالى لما خلق عباده لم يخلقهم في ذاته المقدسة تعالى الله عن ذلك فهو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فتعين أنه خلقهم خارجاً عن ذاته، ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم بائن عن خلقه لكان متصفاً بضد ذلك، ونحن نعلم أن القابل للشئ لا يخلو منه أو من ضده، وضد الفوقية السُفول وهو مذموم على الإطلاق لأنه مستقر إبليس وأتباعه من الجنود.
ونحن نعلم أن صفة العلو والفوقية صفة كمال لا نقص فنفي حقيقة العلو يكون عين الباطل.
نصوص إثبات العلو من الكتاب والسنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/37)
النصوص الواردة والمتنوعة والمحكمة على علو الله على خلقه وكونه فوق عباده بالتفصيل:
أولاً: التصريح بالفوقية مقروناً بأداة (من) المعينة للفوقية بالذات, قال الله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} النحل 50.
ثانياً: ذكرها مجردةً عن الأداة, قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} الأنعام 18.
ثالثاً: التصريح بالعروج، قال تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} المعارج 4.
رابعاً: التصريح بالصعود إليه، قال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب} فاطر 10.
خامساً: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه, قال تعالى: {بل رفعه الله إليه} النساء158, {إني متوفيك ورافعك إليّ} آل عمران 55.
سادساً: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتاً وقدراً وشرفاً، قال تعالى: {وهو العلي العظيم} {وهو العلي الكبير} {إنه علي حكيم}.
سابعاً: التصريح بتنزيل الكتاب منه، قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب ... } آل عمران 7، {تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} غافر2.
ثامناً: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض، قال تعالى: {إن الذين عند ربك} الأعراف206، {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} الأنبياء19. وفي هذه الآية نلاحظ الفرق بين (له من) عموماً وبين (من عنده) من ملائكته وعبيده خصوصاً, وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي والحاكم عن النعمان بن البشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن الله تعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفيّ عام وهو عند العرش وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان) صحيح.
تاسعاً: التصريح بأنه تعالى في السماء والمراد بها العلو، قال تعالى: {أأمنتم من في السماء} الملك16، وكما ذكرنا سابقاً يجوز لفظ (في) بمعنى (على)، وقد أولت طائفة أن من في السماء هم الملائكة وليس الله وهذا قول باطل لأن الأحاديث تثبت أن الله في السماء فالحديث الذي رواه أحمد وأبو داوود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمالراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وهو حديث صحيح، والحديث يتكلم عن الرحمن تبارك وتعالى، فهو لا يتكلم عن الملائكة، فالله هو الذي يرحم ويعذب ويعاقب.
ونذكر الحديث الذي يتحدث عن الروح الخبيثة والروح الطيبة حينما تُتوفى وهذا الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... فيُنطلق به إلى ربه) أي أن الروح الطيبة تصعد إليه تعالى ثم يأمر عز وجل بكتابة عبده في أعلى عليين.
عاشراً: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات {ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد الترتيب.
حادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى، فعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)،حديث صحيح.
ثاني عشر: التصريح بالنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا، ونحن نعلم أن النزول المعقول عند جميع الأمم يكون من علو إلى سفول، والله أعلم بكيفية النزول.
ونذكر الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يتنزّل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له).
ثالث عشر: الإشارة حساً إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم بربه محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حينما قال: (أنتم مسؤولون عني فماذا أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فرفع إصبعه الكريمة إلى السماء رافعاً لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء قائلاً:اللهم فاشهد). رواه مسلم وأبو داوود من حديث جابر بن عبد الله، وحديث أنس رضي الله عنه والذي ورد في الصحيحين أنه قال: كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/38)
رابع عشر: التصريح بلفظ "الأين" كقول أعلم الخلق به وأنصحهم لأمته وأفصحهم بياناً عن المعنى الصحيح بلفظ لا يوهم باطلاً، بقوله للجارية السوداء ((أين الله؟)) وهذا ما سنشير إليه فيما بعد، وهناك فئة ينكرون هذا السؤال، باحتجاجهم بأن هذا السؤال مثير للفتنة كما أوردنا في بداية البحث ويعتمدون على قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} قال الطبري شيخ المفسرين رحمه الله في خبر روي عن ابن عباس حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد، قال ابن عباس: ((التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه)). فالمتشابه بقول بعض العلماء إنه الحروف المقطعة من القرآن وهذه التي لا يعلمها إلا الله ومثلها ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك؛ فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها، لاستئثار اللّه بعلم ذلك على خلقه.
ومنهم من قال: إن القرآن جملة وتفصيلاً محكم ولفظ المتشابه أي التشابه بين الآيات وليس لشبهة بينها.
ومنهم من قال: إن التشابه بالآيات هو ما يعلمه الراسخون في العلم مع إيمانهم بها بعيدين عن العوام وعن الذين يبتغون الفتنة كما فعله الجهمية والمعطلة والمعتزلة الذين في قلوبهم زيغ فأرادوا الفتنة ولم يريدوا علماً نافعاً.
الخامس عشر: شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال: إن ربّه في السماء بالإيمان وهذا ما حدث مع الجارية السوداء حينما أجابته فقال اعتقها فإنها مؤمنة. يقول البعض في هذا الحديث إن رسول الله قد خاطبها على قدر عقلها ولكن هل يعقل لرسول الله أن يطلق حكماً أو شهادةً من عنده، فما كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك الجارية: أين الله؟ إلا لامتحان إيمانها، والدليل أنه أمر بإعتاقها لأنها مؤمنة بقولها أن الله في السماء، فلو أجابته أنه في الأسفل أو في كل مكان هل سيكون جواب سيد الخلق كذلك بأنها مؤمنة؟ ورسول الله هو الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى.
سادس عشر: إخباره تعالى عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطّلع إلى إله موسى فيكذبه بما أخبره من أن الله فوق السموات فقال: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلّي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطّلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً}.
فمن نفى العلو فهو فرعوني، ومن أثبته فهو موسويٌّ مُحَمَّدِي.
سابع عشر: إخباره صلى الله عليه وسلم كيف تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه في المعراج مراراً عدة والحديث معروف بالصحيحين.
ثامن عشر: النصوص الدالة على رؤية أهل الجنة لله تعالى من الكتاب والسنة وإخباره النبي أنهم يرونه كرؤية الشمس والقمر فلا يرونه إلا من فوقهم ونعلم أنه لا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية ولهذا نفى الجهمية الأمرين الرؤية والفوقية وأثبت أهل السنة والجماعة الأمرين وصار عندهم من أثبت الرؤية ونفى العلو مذبذباً بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فهذه الأدلة جميعها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكلها إن شاء الله أحاديث صحيحة، وطبعاً هذه الأنواع من الأدلة لو بسطت أفرادها لبلغت نحو ألف دليل فعلى المتأول أن يجيب عن ذلك كله وهيهات له بجوابٍ صحيح عن بعض ذلك (ونعرج للذكرى على خطورة الخوض في الكيفية فيما يتعلق بالله عزوجل وكيفية نزوله إلى السماء الدنيا، كما يتجرأ البعض على الخوض في هذا، بل نحن نؤمن ونسلم فقط دون الخوض في الكيفية) وسيأتي شرح هذا القول إن شاء الله بالتفصيل.
نصوص إثبات العلو من كلام الأئمة:
كلام السلف في إثبات صفة العلو نجدها كثيرة فمنها:
ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق يسنده إلى مطيع البلخي: أنه سأل أبا حنيفة لمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقال الإمام أبو حنيفة: قد كفر، لأن الله تعالى يقول: ((الرحمن على العرش استوى)) وعرشه فوق سبع سموات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/39)
قلت: فإن قال إنه على العرش ولكن يقول لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر لأنه أنكر أنه في السماء فمن أنكر أنه في السماء فقد كفر. وزاد غيره: لأن الله في أعلى عليين.
وروى ابن عبد البر في كتاب التمهيد: قول الإمام مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان.
ونذكر قول أبي عمر الطلمنكي: في كتابه الأصول: أجمع أهل السنة على أن الله تعالى استوى على عرشه بذاته على الحقيقة لا على المجاز، ثم ذكر قول مالك السابق.
وأما قول الإمام الشافعي: فقد قال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حدثنا أبو شعيب وأبو ثور عن محمد بن إدريس الشافعي قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك، وغيرهما: الإقرار بشاهدة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء.
وأما قول الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله: قال الخلال في كتاب السنة أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سألت أحمد ابن حنبل عمن قال: إن الله تعالى ليس على العرش، فقال: كلامهم كله يدور حول الكفر.
وقال أبو طالب سألت أحمد ابن حنبل عن رجل قال إن الله معنا وتلا قوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقال أحمد يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها، هلّا قرأت {ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات} فهو بالعلم معهم وغير مماس لشيء من خلقه.
ونذكر أيضاً قصة أبا يوسف في بشر المريسي حينما سمعه يقول وهو ساجد: سبحان ربي الأسفل فأراد أن يقيم عليه الحد لقوله ذلك، فقد أنكر قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى} رواه ابن أبي حاتم بسند صحيح.
ونذكر أيضاً قول ابن المبارك حينما سُأل أين الله؟ فأجاب: اللهُ فوق العرش بذاته وهو بائن عن خلقه وهو معهم بعلمه. (بائن من خلقه: أي مستغنٍ عنهم وهو غني عن العالمين).
ونذكر قول ابن خزيمة: فقد قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب تاريخ نيسابور، وفي كتاب علوم الحديث: سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سماوات وأنه بائن من خلقه فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة، ومن ينكر رؤية الله في الآخرة فهو شر من اليهود والنصارى والمجوس وليسوا بمؤمنين عند أهل السنة والجماعة.
وأما قول أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه صريح السنة: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر.
ونذكر قول ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية في باب الإيمان أنّ الله فوق عرشه وأن الله هو الذي أخبر بذلك ورسوله أيضاً وأجمع عليه السلف من أنه فوق سماواته على عرشه وهو مع خلقه أينما كانوا يعلم ما يعملون, كما جمع بين ذلك في قوله: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}. فليس معنى قوله: {وهو معكم أينما كنتم} أنه مختلط بخلقه فإن هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه السلف وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، ولله المثل الأعلى أنّك تلاحظ القمر وهو آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته تجده موضوعاً في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان، والله سبحانه وتعالى فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني الربوبية. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه صواب، حقيقته لا تحتاج إلى تحريف أو تأويل.
ومعنى مهيمن عليهم قال ابن عباس: أي مؤتمنٌّ عليهم، وقال الكسائي: شاهدٌ عليهم، وقال غيره: رقيباً عليهم، فهيمن يهيمن هيمنةً أي رقيباً على كل شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/40)
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {وهو معكم أينما كنتم} قال: عالم بكم أينما كنتم، وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان الثوري أنه سأل عن قوله: {وهو معكم أينما كنتم} قال: علمه. وأما قوله: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} أي هو إله من في السماء ومن في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه. وهذه الآية كقوله: {وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}. أي هو الذي يدعوه من في السموات ومن في الأرض لأنه يعلم السر والجهر.
إذاً لماذا نحاول أن نجتهد وأن نؤوّل وأن نفسر على أريحيتنا ونترك تفسير من قد سلف فهم كانوا من أخير الناس وأفضلهم ولا تنسى أن الزمان الذي نعيشه زمان فتن وأهواء وملذات وشهوات زمان كثير فيه خطباؤه قليل فيه علماؤه؟!
والذي يجري الآن أن معظم طلاب العلم والذين يأخذون العلم من المشايخ ويعتمدون تأويلاتهم دون الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وماذا قال السلف، فبهذا يعتبرون كلام المشايخ مخطوطة يرجع إليها. ونذكر قول الإمام مالك رحمه الله حينما قال: ((كلٌّ يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر الرسول))، ونذكر قول أبي حنيفة: ((نقول الكلام اليوم ونرجع عنه غداً ونقوله غداً ونرجع عنه بعد غد)).
بقي أن نذكر قول ابن مسعود رضي الله عنه: ((من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)). وقال ابن مسعود أيضاً: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)).
فلم هذا التعصب الذي نلحظه اليوم للعلماء أم أننا تتبع القاعدة لا تعترض فتنطرد، وهذا هو التقليد الأعمى الذي حدث عنه عدي بن حاتم، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك قال: فطرحته وانتهيت إليه وهو يقرأ في سورة براءة، فقرأ هذه الآية: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} قال: قلت: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم! فقال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ قال: قلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم.
تمسك بحبل الله واتبع الأثر ... ودع عنك رأياً لا يلائمه خبر
لذلك أقول بعد كل هذا إنه إذا سألك أحد أين الله فأجبه، وأنت مطمئن ((أنه فوق العرش بذاته بائن من خلقه وهو معهم بعلمه)).
أو قل له في السماء واشرحها له حتى لا يقول لك إنك حجرت وحجّمت وحيّزت.
وإن لم تستطع النقاش، فعد إلى إيمان العجائز وإيمان الأطفال أي عد إلى الفطرة واسأل نفسك فستجيبك في الأعلى، فإن خانتك فاسأل طفلاً صغيراً، فسيقول لك فوق في العالي أو ينظر إلى السماء.
صفات الله عز وجل:
وبعد معرفة أين الله قلت: لابد من التكلم بعض الشيء عن موقف أهل السنة والجماعة من أسماء الله وصفاته تبارك وتعالى والرد على من ادعى من أهل التحريف والتعطيل على أهل السنة أنهم أولوا بعض النصوص ليلزموهم بتأويل البقية أو المداهنة فيها:
نقول بداية: أسماء الله تعالى هو كل اسم سمى الله به نفسه في كتابه أو سماه به أعلم الخلق به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنهج أهل السنة والجماعة من هذه الأسماء أنهم يؤمنون بها على أنها أسماء لله تعالى تسمى بها عز وجل وأنها أسماء حسنى ليس فيها نقص كما قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} فهم يثبتون الأسماء على أنها أسماء لله تعالى ويثبتون أيضاً ما تضمنته هذه الأسماء من الصفات فمثلاً من أسماء الله {العليم} فيثبتون العليم اسماً لله سبحانه وتعالى ويثبتون أن العلم صفة له دل عليها اسم العليم فالعليم مشتق من العلم وكل اسم مشتق من معنى فلا بد له أن يتضمن ذلك المعنى الذي اشتق منه وهذا أمر معلوم في العربية واللغات جميعاً.
واعلم أن الأسماء تكون على قسمين متعد ولازم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/41)
فأما المتعدي: لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة هي: الإيمان بالاسم ثم الإيمان بالصفة ثم الإيمان بالأثر، والإيمان بالأثر أي ما دل عليه الاسم من الأثر إذا كان الاسم مشتقاً من مصدر متعدٍ، فمثلاً الرحيم من أسماء الله يؤمنون به ويؤمنون بما تضمنه من صفة الرحمة ويؤمنون بآثار هذه الصفة (الرحمة) والأثر هنا أنه يرحم بهذه الرحمة من يستحقها، قال تعالى: {يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون}.
وأما اللازم: فإنه لا يتم به إلا بإثبات أمرين أحدهما الاسم، والثاني الصفة.
وأما موقف أهل السنة والجماعة في الصفات فهو:
إثبات كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لكن إثباتاً بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل سواء كانت هذه الصفة من الصفات الذاتية أم من الصفات الفعلية.
الصفات الذاتية: هي التي تكون ملازمة لذات الخالق أي أنه متصف بها أزلاً وأبداً مثالها (الحياة) صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال حياً كما قال سبحانه: {هو الأول والآخر} وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( ....... . أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء) رواه مسلم. وقال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده}.
فكل صفة لم يزل الله ولا يزال متصفاً بها فإنها من الصفات الذاتية مثل: السمع والبصر والقدرة ..........
وأما الصفات الفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته فيفعلها الله تبعاً لحكمته سبحانه ومثلها: استواء الله على العرش فهو من الصفات الفعلية لأنه متعلق بمشيئته، قال تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} فجعل الفعل معطوفاً على ما قبله بـ (ثم) الدالة على الترتيب.
ولا يغرنّك من فسر الاستواء بالاستيلاء، فهذا مناف للغة العربية فالاستواء معلوم كما بينه الله عز وجل في كتابه، والقرآن نزل بلسان عربي مبين قال تعالى: {والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
واعلم أنه خير ما فُسر القرآن بالقرآن، أما تفسيره بالاستيلاء فذلك لا تقتضيه اللغة ولا يقتضيه العقل.
فانظر إلى ما قاله أهل اللغة في ذلك، فقد ذكر الأخفش (استوى أي علا ونقول استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته) وقال داوود بن علي الأصبهاني: كنت عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: ما معنى قوله {الرحمن على العرش استوى} فقال ابن الأعرابي: هو على عرشه كما أخبر فقال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى، فقال ابن الأعرابي ما يدريك؟ فالعرب لا تقول استولى على شيء حتى يكون له ضد، فأيهما غلب فقد استولى أما سمعت قول النابغة:
إلا لمثلك أو من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
فمعنى الاستيلاء أن يكون هناك خصمان يتبارزان فينتصر أحدهما على الآخر ويستولي على الذي يريد وهذا كلام أهل اللغة، فالله عز وجل هو الذي خلق العرش فلماذا يستولي عليه والاستيلاء كما ذكرنا وهذا طريق أهل التحريف وأهل الكلام، ودليلهم قول الأخطل:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق
فقد قال الحافظ ابن كثير: (وهذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاؤه عليه تعالى الله عن قول الجهمية علواً كبيراً، حيث يقال: استولى على الشيء إذا كان ذلك الشيء عاصياً عليه كاستيلاء بشر على العراق، وعرش الرب لم يكن ممتنعاً عليه نفساً واحدة حتى يقال استولى عليه، وهذا البيت ليس فيه حجة والله أعلم).
بقي قسم آخر من صفات الله سبحانه وهي الصفات السلبية والتي نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله، وكلها صفات نقص في حقه كالموت والنوم والجهل والنسيان والعجز والتعب، فيجب نفيها عن الله تعالى وإثبات ضدها على الوجه الأكمل. قال تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً} فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/42)
وأما الدعوى التي ادعاها أهل التحريف والتعطيل على أهل السنة أنهم أولوا بعض النصوص ليلزموهم بتأويل البقية أو المداهنة فيها طبعاً هذه دعوى تلبيس وتشكيك، فالمعترك القائم بين أهل السنة وأهل البدعة معترك تبين به الفرق الشاسع بين أهل السنة وأهل البدعة فأهل السنة يثبتون النصوص على حقيقتها وظاهرها اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل.
فالتحريف معناه باطل بكل حال، ذم الله تعالى من سلكه {يحرفون الكلم عن مواضعه}.
وأما التأويل ففيه ما هو صحيح مقبول وفيه ما هو فاسد مذموم ومردود وهو بمعنى التحريف.
التأويل ويطلق على معان ثلاثة:
أولها: الحقيقة التي يؤول إليها الكلام وعامة ما ورد في القرآن الكريم بهذا المعنى، كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه قد جاءت رسل ربنا بالحق}.
ثانيها: التفسير وهو توضيح الكلام بذكر معناه المراد به. قال تعالى: {نبئنا بتأويله} ومنه قول ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين.
ثالثها: صرف اللفظ عن ظاهره بدليل أي ما يدل عليه الكلام باعتبار السياق أو باعتبار حال المتكلم به فإن كان ذلك بدليل فهو مقبول، وإلا فهو مذموم وهذا الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وهو في الحقيقة تحريف وليس تأويل.
وأما الرد على هذه الدعوى فيكون بجوابين:
الجواب الأول: ما ذكرناه بمعنى التأويل، وما يحمل من معانٍ. ونحن إذا تتبعنا البلاغة نرى أن الاستفهام يأتي لعدة معان، ويخرج عن معناه الحقيقي. ونعلم أن بعض حروف الجر تأتي لعدة معانٍ فما الذي يعين هذه المعاني؟ أليس السياق؟! وحتى أنك إذا نظرت إلى اللغة الإنكليزية فستجد كيف حروف الجر تتغير معانيها مثل: يبحث عن Look for و ينظر إلى Look at .
ولكن نحن نربطها بدليل ومن خلال السياق.
وأما الجواب الثاني: لو سلمنا أن في اللفظ إخراجاً له عن ظاهره فإن أهل السنة والجماعة لا يمكن أبداً أن يُخرجوا لفظاً عن ظاهره إلا بدليل من الكتاب والسنة متصل أو منفصل، وأهل السنة والجماعة يتحدون أي واحد يأتي بدليل من الكتاب والسنة في أسماء الله وصفاته أخرجه أهل السنة عن ظاهره إلا أن يكون لهم دليل بذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإليك بعض الأمثلة عن هذا كله:
المثال الأول: قال أهل التأويل: أنتم يا أهل السنة أولتم قول الله عز وجل {ثم استوى إلى السماء} فقلتم الاستواء هنا القصد والإرادة، وقلتم في آية غيرها إن معنى الاستواء {ثم استوى على العرش} معناها العلو على وجه يليق بجلاله ولا يشبه استواء المخلوق على المخلوق، وما هذا إلا تأويل منكم لأحد النصين لا يمكن أن تخرجوا عنه، ومعلوم أن (استوى على كذا) ظاهرة جداً في العلو عليه، يبقى (استوى إلى كذا) معناها القصد، إذاً: أخرجتم كلمة (استوى) عن ظاهرها.
وجوابنا على هذا نقول: (استوى) كلمة يتحدد معناها بحسب متعلقها فمثلاً (استوى على العرش) معناها العلو على وجه يليق بجلاله ولا يشبه استواء المخلوق على المخلوق، (استوى إلى السماء) اختلف حرف الجر فكان (إلى) وتستخدم (إلى) للغاية وليست للعلو ومعلوم أنها إذا كانت للغاية فإن الفعل مضمنٌ معنى يدل على غاية، وهو القصد والإرادة وإلى هذا النحو ذهب بعض أهل السنة فقالوا (استوى إلى السماء) أي: قصد إلى السماء، والقصد إذا كان تاماً يعبر عنه بالاستواء لأن الأصل في اللغة العربية أن مادة الاستواء تدل على الكمال كما في قوله تعالى: {فلما بلغ أشده واستوى}.
جواب آخر نقول: (استوى إلى السماء) بمعنى: ارتفع. قال البغوي: وهو مروي عن ابن عباس وأكثر المفسرين وهو الذي رجحه الإمام الطبري في (جامع البيان)، قال بعد ذكره الخلاف: ((وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه ((ثم استوى إلى السماء)) علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات)).
ولكن يجب أن لا نظن أن الله سبحانه وتعالى قد انتفى عنه العلو حين خلق الأرض بل إنه سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال عالياً لأن العلو صفة ذاتية ـ ولكن الاستواء وإن كان بمعنى الارتفاع ـ إلا أننا لا نعلم كيفيته وهذا جواب آخر عن الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/43)
والخلاصة: أننا إذا فسرنا (استوى إلى السماء) بمعنى قصد إليها على وجه الكمال فإننا لم نخرج عن ظاهر اللفظ وذلك لاختلاف حرف الجر الذي تعلق بـ (استوى) في قوله: (استوى على العرش) وفي قوله: (استوى إلى السماء) وإذا قلنا بالقول الثاني المروي عن ابن عباس وأكثر المفسرين بأنه ارتفع فلا يجوز لنا أن نتوهم أن الله تعالى لم يكن عالياً من قبل.
المثال الثاني: قال أهل التأويل: أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون))، إلى أن المراد: أقرب بملائكتنا وهذا تأويل! فلماذا تُخرجون النص عن ظاهره؟
نقول: اعلم أننا لو أخذنا بظاهر النص واللفظ لكان الضمير (نحن) يعود إلى الله وأقرب خبر المبتدأ وفيه ضمير مستتر يعود على الله فيكون قرب الله عز وجل، وهذا منكر ولا يقوله أهل السنة والجماعة لأن هذا الأمر لا يمكن أن يكون ولكن هذا قول أهل الحلول الذين ينكرون علو الله عز وجل ويقولون إنه بذاته في كل مكان.
وأهل السنة إن أولوا فذلك ما يقتضيه السياق كما ذكرنا آنفاً، فالذي يحضر الميت هم الملائكة ((حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون))، وقوله تعالى: ((ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم))، فالذي يحضر إلى المحتضر عند الموت هم الملائكة وأيضاً في نفس الآية ما يدل على أن ليس المراد قرب الله سبحانه لأنه قال (ونحن أقرب) ولو دل على قربه لقال الله (وأنا أقرب).
بقي أن يقال: لماذا أضاف الله القرب إليه؟ وهل جاء نحو هذا التعبير مراداً به غيره؟
الجواب: أضاف الله تعالى قرب ملائكته إليه لأن قربهم بأمره وهم جنوده ورسله، وقد جاء نحو هذا التعبير مراداً به الملائكة كقوله تعالى ((فإذا قرأناه فاتبع قرآنه))، فإن المراد به قراءة جبريل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الله تعالى أضاف القراءة إليه، لكن لما كان جبريل يقرؤه على النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى فأصبحت إضافة القراءة إليه تعالى. وكذلك جاء في قوله تعالى: ((فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط)) فإبراهيم إنما كان يجادل الملائكة الذين هم رسل الله تعالى.
المثال الثالث: قال أهل التأويل أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى: ((وهو معكم أينما كنتم)) فقلتم: وهو معكم بعلمه والضمير هنا عائد على الله فكيف تفسرون ذلك؟
قال أهل السنة والجماعة: نحن لم نؤول الآية بل إنما فسرناها بلازمها وهو العلم وذلك لأن قوله (وهو معكم) لا يمكن لأي إنسان يعرف قدر الله عز وجل ويعرف عظمته أن يتبادر إلى ذهنه أنه هو ذاته مع الخلق في أمكنتهم فإن هذا أمر مستحيل ومن فهم هذا الفهم فهو ضال في فهمه ومن اعتقده فإنه ضال إن قلد غيره بذلك ومن نسب إلى أحد من السلف أن ظاهر الآية (أن الله معهم بذاته في أمكنتهم) فإنه بلا شك كذاب أشر، وقد بسطنا قول الأئمة في ذلك.
إذاً أهل السنة والجماعة يقولون: نحن نؤمن بأن الله تعالى فوق عرشه وأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته وأنه مع خلقه لكن مع إيماننا بعلوه. ولا يمكن أن يكون مقتضى معيته إلا الإحاطة بالخلق علماً وقدرةً وسلطاناً وسمعاً وبصراً وتدبيراً وغير ذلك من معاني الربوبية، أما أن يكون حالاًّ في أمكنتهم أو مختلطاً بهم كما يقول أهل الحلول والاتحاد فإن هذا أمر باطل لا يمكن أن يكون هو ظاهر الكتاب والسنة.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى:
((وتفسير معية الله تعالى لخلقه بما يقتضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه:
الأول: إنه مخالف لإجماع السلف فما فسرها أحد منهم بذلك بل كانوا مجمعين على إنكاره.
الثاني: أنه مناف لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة وإجماع السلف وما كان منافياً لما ثبت بدليل كان باطلاً بما ثبت به ذلك المنفي. وعلى هذا فيكون تفسير معية الله لخلقه بالحلول والاتحاد والاختلاط باطلاً بالكتاب والسنة والعقل والفطرة وإجماع السلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/44)
الثالث: أنه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وعرف حق قدره وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم أن يقول: إن الحقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطاً بهم أو حالاًّ في أمكنتهم ولا يقول ذلك إلا جاهل باللغة العربية جاهلاًَ بعظمة الرب جل وعلا.
وعلى هذا: فنحن لم نؤول الآية ولم نصرفها عن ظاهرها لأن الذي قال عن نفسه ((وهو معكم)) هو الذي قال عن نفسه ((وهو العلي العظيم)) وهو الذي قال ((وهو القاهر فوق عباده)) وهو الذي قال ((يخافون ربهم من فوقهم)) وقد ذكرت ذلك فلا داعي لسرد الآيات. إذاً: فهو فوق عباده ولا يمكن أن يكون في أمكنتهم ومع ذلك فهو معهم محيط بهم علماً وقدرةً وسلطاناً وتدبيراً وغير ذلك.
واعلم أنه لا تعارض بين معنى المعية حقيقة وبين علو الله سبحانه لأن الله ((ليس كمثله شيء)) في جميع صفاته فهو عليٌ في دنوه، قريب في علوه، وهذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال أيضاً: (إن الناس يقولون: مازلنا نسير والقمر معنا مع أن القمر في السماء. وهم يقولون: معنا! فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق كان في حق الخالق من باب أولى). والمهم أننا نحن معشر أهل السنة ما قلنا ولا نقول: إن ظاهر الآية هو ما فهمتوه وأننا صرفناها عن ظاهرها بل نقول: إن الآية معناها أنه سبحانه مع خلقه حقيقة، معية تليق به، محيط بهم علماً وقدرة وسلطاناً وتدبيراً وغير ذلك لأنه لا يمكن الجمع بين نصوص المعية وبين نصوص العلو إلا على هذا الوجه الذي قلناه، والله سبحانه وتعالى يفسر كلامه بعضه بعضاً.
وقال ابن عثيمين رحمه الله وصدق هو ومن قال ذلك (فإن من كان عالماً بك مطلعاً عليك مهيمناً عليك يسمع ما تقول ويرى ما تفعل ويدبر جميع أمورك فهو معك حقيقة وإن كان فوق عرشه حقيقة لأن المعية لا تستلزم الاجتماع في مكان واحد).
عدم الخوض في الكيفية:
بقي أن نتكلم عن موضوع بغاية الأهمية كنت قد أشرت إليه سابقاً والآن سأفصل وأتوسع به وهو موضوع الكيفية.
فعندما تقول لأناس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
فيقول هؤلاء كيف ينزل الله إذا كان عندنا الليل فيكون في النصف الآخر من الكرة الأرضية النهار فكيف يتم الأمر؟ وما قصدوا من قولهم إلا الفتنة وهذا ما يدندن حوله أهل الكلام.
اعلم يا عبد الله: أن النزول من الصفات الفعلية التي ذكرتها لأنه متعلق بمشيئة الله تعالى، واعلم أن كل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته وقد تكون الحكمة معلومة لنا وقد نعجز عن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه سبحانه لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة كما يشير إليه قوله تعالى: ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً)) فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل أو التكييف، أي لا يقع في نفوسهم أن نزوله كنزول المخلوقين أو استواءه على العرش كاستوائهم لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من تباين عظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل أو كيف استوى على العرش أو كيف يأتي للفصل بين عباده يوم القيامة أي أنهم لا يكيفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحين إذٍ لا يمكن أبداً أن يتصوروا الكيفية ولا يمكن أن تنطق بها ألسنتهم أو يعتقدوها في قلوبهم فالله تعالى يقول: ((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)) وقوله: ((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)). ولأن الله أجل وأعظم من أن تحيط به الأفكار قال تعالى: ((يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/45)
وأنت متى تخيلت أي كيفية فعلى أي صورة تتخيلها؟! إن حاولت ذلك فإنك في الحقيقة ضال ولا يمكن أن تصل إلى حقيقة لأن هذا أمر لا يمكن الإحاطة به وليس من شأن العبد أن يتكلم فيه أو أن يسأل عنه، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله حين سأله رجل: يا أبا عبد الله ((الرحمن على العرش استوى)) كيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) وصار ينزف عرقاً لأنه سؤال عظيم ثم قال تلك الكلمة المشهورة: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) أي السؤال عن الكيف بدعة، فإذاً نحن نعلم معاني صفات الله ولكننا لا نعلم الكيفية ولا يحل لنا أن نسأل عن الكيفية كما أنه لا يحل لنا أن نمثل أو نشبه لأن الله تعالى يقول: ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
المهم: يجب علينا أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم سواء كانت تلك الصفة ذاتية أم فعلية ولكن بدون تكييف ولا تمثيل.
فالتكييف ممتنع لأنه قول على الله بغير علم والله قال: ((ولا تقف ما ليس لك به علم)).
والتمثيل ممتنع لأنه تكذيب لله في قوله: ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) وقول بما لا يليق بالله تعالى من تشبيهه بالمخلوقات.
وأما من الناحية العقلية فالتكييف باطل بدلالة العقل، لماذا باطل؟ لأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له أو الخبر الصادق عن كيفية ذاته وصفاته وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله عز وجل فوجب بطلان تكييفها وأي كيفية تقدر لله عز وجل فهي كذب وافتراء على الله لأنه لا علم لأحد بذلك ثم إن الله تعالى أعظم وأجل من أي كيفية تقدرها في ذهنك فأهل السنة والجماعة لا يمكن أن يشبهوا أو يكيفوا.
عقيدة أبي الحسن الأشعري رحمه الله:
ورأيت لزاماً على أن أختم حديثي عن صفات الله بقول الإمام أبي الحسن على بن إسماعيل الأشعري إمام طائفة الأشعرية، فهذا الإمام لا بد أن نتكلم عن معتقده على وجهه بالأمانة، ونجتنب أن نزيد فيه أو ننقص منه، وإذا أردت أن تعلم حقيقة حاله وصحة عقيدته فارجع إلى كتابه (الإبانة في أصول الديانة) فقد قال رحمه الله في الصفات: ((وقد خالف المعتزلة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة ودفعوا أي يكون لله وجه مع قوله: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله: (لما خلقت بيديّ) وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله: (تجري بأعيننا) (ولتصنع على عيني) ونفوا ما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ... ). وقولنا لهؤلاء والذي به نقول وديانتنا التي بها ندين: التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه الإمام أحمد ابن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته لأنه الإمام الفاضل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين، وجملة قولنا: أن الله تعالى استوى على عرشه كما قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وأن له وجهاً بلا كيف، كما قال تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وأن له يدان بلا كيف، كما قال تعالى: (بل يداه مبسوطتان) وقوله تعالى: (لما خلقت بيدي) وأن له عينان بلا كيف، كما قال تعالى: (تجري بأعيننا) وأن لله علماً كما قال تعالى: (أنزله بعلمه) ونثبت لله القوة، كما قال تعالى: (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي كما نفت المعتزلة والجهمية والخوارج، وندين أن الله يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر، ويراه المؤمنون، أما الكافرون فمحجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة، كما قال تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا وأن الله تجلى للجبل فجعله دكاً، وأعلم بذلك موسى بأنه لا يراه في الدنيا. ونصدق جميع الروايات التي رواها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب تعالى يقول: (هل من سائل .... ) وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافاً لما قاله أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/46)
الزيغ والتعطيل، ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين ما كان في معناه، فلا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها، ولا نقول على الله ما لا نعلم، ونقول: إن لله يجيء يوم القيامة، كما قال تعالى: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) ثم يقول: ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعة ومجانبة أهل الأهواء.))
ثم تجد الإمام أبي الحسن يشرح ذلك باباً باباً وشيئاً شيئاً.
وذكر في كتابه (جملة المقالات): (المعتزلة تقول في قول الله عز وجل: (الرحمن على العرش استوى) يعني استولى، قال: وتأولت اليد بمعنى النعمة، وقوله تجري بأعيننا أي بعلمنا، وأما الوجه فقد قالت المعتزلة فيه قولين: أولهم ما قاله أبو الهذيل: وجه الله هو الله، وقال غيره وهذا قولهم الثاني معنى قوله (ويبقى وجه ربك) أي يبقى ربك دون أن يثبتوا لله وجهاً. فنقول إن الله هو الله ولا يقال ذلك فيه).
وخير ما أختم وألخص به هذا البحث البسيط فيما وفقني إليه الله والعظيم في موضوعه هو قول الإمام يحيى بن يوسف الصرصري الأنصاري إمام الفقه واللغة والسنة والزهد والتصوف:
واهاً لفرط حرارة لا تبرد ... ولواعج بين الحشا تتردد
في كل يوم سنة مدروسة ... بين الأنام وبدعة تتجدد
صدق النبي ولم يزل متسربلاً ... بالصدق إذ يعد الجميل ويوعد
إذ قال يفترق الضلال ثلاثة ... زيدت على السبعين قولاً يسند
وقضى بأسباب النجاة لفرقة ... تسعى بسنته إليه وتحفد
فإن ابتغيت إلى النجاة وسيلة ... فاقبل مقالة ناصح يتقلد
إياك والبدع المضلة إنها ... تهدي إلى نار الجحيم وتورد
وعليك بالسنن المنيرة فاقفها ... فهي المحجة والطريق الأقصد
فالأكثرون بمبدعات عقولهم ... نبذوا الهدى فتنصروا وتهودوا
منهم أناس في الضلال تجمعوا ... وبسب أصحاب النبي تفردوا
قد فارقوا جمع الهدى وجماعة الإ ... سلام واجتنبوا التقى وتمردوا
بالله يا أنصار دين محمد ... نوجوا على الدين الحنيف وعددوا
لم يبق للإسلام ما بين الورى ... علم يسود ولا لواء يعقد
علقوا بحبل الكفر واعتصموا به ... والعالقون بحبله لن يسعدوا
وأشدهم كفراً جهول يدعي ... علم الأصول وفاسق متزهد
وإذا سألت فقيههم عن مذهب ... قال: اعتزال في الشريعة، يلحد
كالخائض الرمضاء أقلقه اللظى ... منها ففر إلى جحيم يوقد
إن المقال بالاعتزال لخطة ... عمياء حل بها الغواة المرّد
هجموا على سبل الهدى بعقولهم ... ليلاً فعاثوا في الديار وأفسدوا
صُمٌّ إذا ذكر الحديث لديهم ... نفروا كأن لم يسمعوه وأبعدوا
واضرب لهم مثل الحمير إذا رأت ... أسد العرين فهن منهم شردوا
والجاحد الجهمي أسوأ منهما ... حالاً وأخبث في القياس وأفسد
أمسى لعرش الرب قال منزهاً ... من أن يكون عليه رب يعبد
ونفى القرآن برأيه والمصحف ... الأعلى المطهر عنده يتوسد
وإذا ذكرت له على العرش استوى ... قال: هو استولى، يحيل ويخلد
فإلى من الأيدي تمد تضرعاً ... وبأي شيء في الدجى يتهجد
وبما ينزل جبرائيل مصدقاً ... ولأي معجزة الخصوم تبلد
جلت صفات الحق عن تأويلهم ... وتقدست عما يقول الملحد
لما نفوا تنزيهه بقياسهم ... ضلوا وفاتهم الطريق الأرشد
ويقول لا سمع ولا بصر ولا ... وجه لربك ذي الجلال ولا يد
من كان هذا وصفه لألهه ... فأراه للأصنام سراً يسجد
الحق أثبتها بنص كتابه ... ورسوله، وغدا المنافق يجحد
فمن الذي أولى بأخذ كلامه ... جهم أم الله العلي الأمجد
والصحب لم يتأولوا لسماعها ... فهم إلى التأويل أم هو أرشد
هو مشرك ويظن جهلاً أنه ... في نفي أوصاف الإله موحد
يدعو من اتبع الحديث مشبهاً ... هيهات ليس مشبهاً من يسند
لكنه يروي الحديث كما أتى ... من غير تأويل ولا يتردد
وإذا العقائد بالضلال تحالفت ... فعقيدة الهدّيِ أحمدَ أحمدُ
هي حجة الله المنيرة فاعتصم ... بحبالها لا يلهينك مفسد
ابن ابن حنبل اهتدى لما اقتدى ... ومخالفوه لزيغهم لم يهتدوا
ما زال أحمد يقتفي أثر الهدى ... ويروم أسباب النجاة ويجهد
حتى ارتقى في الدين أشرف ذروة ... ما فوقها لمن ابتغاها مصعد
نصر الهدى إذ لم يقل ما لم يقل ... في فتنة نيرانها تتوقد
ما صده ضرب السياط ولا ثنى ... عزماته ماضي الغرار مهند
فهناه حبٌ ليس فيه تعصب ... لكن محبة مخلص يتودد
وودادنا للشافعي ومالك ... وأبي حنيفة ليس فيها تردد
وأخيراً: أرجو من الله عز وجل أن أكون قد وفقت في هذا البحث وأقنعت من كان في باله هذا السؤال أو من كان يصول ويجول وتتخبط أفكاره حول هذا السؤال.
وأن أكون قد أجبت عن الأسئلة التي تدور في ذهن من يريد الله والمعرفة حول هذا الموضوع.
وأن يكون هذه البحث مقبول عند الله عز وجل، ويطرح لي القَبول عند أهل العلم، والقبول عند العوام، وأن يكون لي صدقةً جاريةً إلى يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....
وكتبها
العبد الفقير محمد عارف الأرناؤوط أبو دُجانة
----------------------
المراجع:
- كتاب شرح العقيدة الطحاوية.
- تفسير ابن كثير.
- العقيدة الواسطية.
- لسان العرب.
- القواعد المثلى لابن عثيمين.
- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية لابن فيم الجوزية.
- البداية والنهاية لابن كثير.
_ منهاج أهل السنة والجماعة لابن عثيمين للشيخ النعماني الأثري.
_ الأسماء والصفات للذهبي.
ـ تفسير الطبري.
-الإبانة في أصول الديانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/47)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[15 - 10 - 09, 05:31 م]ـ
رأيت أن أنقل كلاماً ذكره أخ لنا في الملتقى في مسألة استوى والرد على من قال بأن معناه استولى وقد نقل الأخ كلام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية
ذكر قول (أبي عبيدة معمر بن المثنى):
ذكر البغوي عنه في معالم التنزيل في قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء): قال أبو عبيدة: صعد. و حكاه عنه ابن جرير عند قوله تعالى: (استوى على العرش. الرحمن ... ).
ذكر قول (يحيى بن زياد الفراء) إمام أهل الكوفة:
قال في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) أي: صعد. قاله ابن عباس. قال: فهو كقول الرجل: كان قاعدا فاستوى قائما و كان قائما فاستوى قاعدا. ذكره البيهقي عنه في الأسماء و الصفات.
قلت (ابن القيم):مراد الفراء اعتدال القائم و القاعد في صعوده على الأرض.
قول (أبي العباس ثعلب):
روى الدراقطني عن إسحاق الكلابي قال سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: (استوى على العرش) علا؛ و استوى الوجه اتصل و استوى القمر امتلأ و استوى زيد و عمر و تشابها و استوى إلى السماء أقبل , هذا الذي نعرف من كلام العرب.
قول (عبد الله محمد بن الأعرابي):
قال ابن عرفة في كتاب الرد على الجمهية:
حدثنا داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي فأتله رجل فقال: ما معنى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)؟ قال: هو على عرشه كما أخبر , فقال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى فقال: اسكت! لا يقال استولى على الشيء و يكون له مصادقا , إذا غلب أحدهما قيل: استولى كما قال النابغة:
ألا لمثلك أو من أنت سابقه .............. سبق الجواد إذا استولى على الأمد.
قال محمد بن النضر: سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول: أرادني ابن أبي داود أن أطلب له في بعض لغات العرب و معانيها: (الرحمن على العرش استوى) استوى بمعنى استولى , فقلت له: و الله ما يكون هذا و لا وجدته.
قول (الخليل ابن أحمد) شيخ سيبويه:
ذكر أبو عمر بن عبد البر عنه في التمهيد: قال الخليل بن أحمد: (استوى إلى السماء) ارتفع إلى السماء.
قول قول إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف (بنفطويه)؛ له كتاب في الرد على الجهمية أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى استولى , و حكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه ثم قال: و سمعت داود بن علي يقول: كان المريسي يقول: سبحان ربي الأسفل و هذا جهل من قائله و رد لنص الكتاب إذ يقول الله: (ءأمنتم من في السماء) و رحمه الله لقد لين القول في المريسي صاحب هذا التسبيح و لقد كان جديرا بما هو أليق به من الجهم.
قول (الأخفش):
قال الأزهري في كتاب (التهذيب) له في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى).
قال الأخفش: استوى أي: علا؛ يقال: استويت فوق الدابة و على ظهر الدابة و على ظهر البيت أي: علوته.
انتهى نقل الإمام ابن القيم.
ـ[احمد العابد]ــــــــ[16 - 10 - 09, 11:55 م]ـ
...............
ـ[أبوعلي السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
دائماً أجد صعوبة في هذه المسائل ..
فاعذروني
*****************
ما الفرق بين: (فوق سماواته) و (في السماء) .. أم لا فرق بينهما؟
وهل السماء المذكورة في النصوص هي تلك التي نراها (الفضاء الخارجي) الذي تسبح فيه الكواكب الأخرى والمجرات؟
أم هي بمعنى العلو والسمو لا الجسم والجهة (حيث والسماء عند علماء الفضاء ليست في جهة واحدة بل تحيط بالكواكب - ومنها كوكب الأرض- من كل الاتجاهات) ..
وهل يختلف تفسير حديث (نزوله تعالى إلى السماء الدنيا) إذا كانت الأرض كروية ومأهولة بالسكان في مختلف جوانبها ولم تكن أرضاً مسطحة؟
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 02:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
دائماً أجد صعوبة في هذه المسائل ..
فاعذروني
*****************
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأمر يسير على من يسره الله عليه، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يسأل الله الهدى والتوفيق.
ما الفرق بين: (فوق سماواته) و (في السماء) .. أم لا فرق بينهما؟
لا فرق بينهما في الجملة.
وهل السماء المذكورة في النصوص هي تلك التي نراها (الفضاء الخارجي) الذي تسبح فيه الكواكب الأخرى والمجرات؟
أم هي بمعنى العلو والسمو لا الجسم والجهة (حيث والسماء عند علماء الفضاء ليست في جهة واحدة بل تحيط بالكواكب - ومنها كوكب الأرض- من كل الاتجاهات) ..
لا تعارض بين العلو وبين الجهة، وقولك إن السماء ليست في جهة واحدة خطأ؛ لأن الجهات نوعان: جهات نسبية وهي الجهات الست، وجهات مطلقة وهي (فوق وتحت)، فجهة اليمين عندك قد تكون جهة اليسار عند غيرك، أما جهة فوق وتحت فهي كذلك عند كل الناس.
ثم إنه لا فرق في الحقيقة بين السماء التي نراها وبين العلو؛ لأننا لا نرى كل السماء، فليست السماء محصورة فيما نراه.
وهل يختلف تفسير حديث (نزوله تعالى إلى السماء الدنيا) إذا كانت الأرض كروية ومأهولة بالسكان في مختلف جوانبها ولم تكن أرضاً مسطحة؟
الأرض كروية لا نزاع في ذلك عند من يعقل ما يقول، فلا معنى لتفسير الحديث على أنها مسطحة لأنها ليست كذلك، والله عز وجل له الخلق والأمر، فلا يمكن أن يأتي أمره بما يناقض خلقه.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/48)
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 03:31 م]ـ
سألت بعض أهل العلم في بلادنا عن هذ الحديث .. و أوردت له قول طالب معي في الكلية وهو أشعري
قول الطالب هو: طيب الكرة الأرضية شمال وجنوب .. وأنتم تقولون أن الله في السماء .. اليس كلا الطرفين _
الشمال والجنوب _ متعاكسين ومتناقضين وفي جهات مختلفة ..
اتصلت بالشيخ الأول فقال لي: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
واتصلت بالشيخ الآخر فأجاب نفس الجواب: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:22 م]ـ
سألت بعض أهل العلم في بلادنا عن هذ الحديث .. و أوردت له قول طالب معي في الكلية وهو أشعري
قول الطالب هو: طيب الكرة الأرضية شمال وجنوب .. وأنتم تقولون أن الله في السماء .. اليس كلا الطرفين _
الشمال والجنوب _ متعاكسين ومتناقضين وفي جهات مختلفة ..
اتصلت بالشيخ الأول فقال لي: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
واتصلت بالشيخ الآخر فأجاب نفس الجواب: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
هذا سؤال عن الكيف والكيف مجهول ولا يقاس الله بمخلوقاته
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:29 م]ـ
هذا سؤال عن الكيف والكيف مجهول ولا يقاس الله بمخلوقاته
أحسنت وأجدت أخي ناصر .. هذا خلاصة الحديث
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:07 م]ـ
سألت بعض أهل العلم في بلادنا عن هذ الحديث .. و أوردت له قول طالب معي في الكلية وهو أشعري
قول الطالب هو: طيب الكرة الأرضية شمال وجنوب .. وأنتم تقولون أن الله في السماء .. اليس كلا الطرفين _
الشمال والجنوب _ متعاكسين ومتناقضين وفي جهات مختلفة ..
اتصلت بالشيخ الأول فقال لي: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
واتصلت بالشيخ الآخر فأجاب نفس الجواب: إن الله لم يتعبدنا بالفلك والجغرافيا .. بل تعبدنا بالقرآن والسنة.
سبحان الله عز وجل ..
هل معنى هذا أن مسائل الدين والعقيدة لا يجب أن توزن أو تقاس بالعلوم والقوانين الدنيوية التي لها مجالاتها وقوانينها (وهذا ما أعتقده) .. أم أن الفلك والجغرافيا لا صحة فيهما؟!
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:28 م]ـ
رحم الله الكاتب والناقل
أحسن الله إليكم أخانا
والأدلة على ذلك كثيرة ومنها:
سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله
فقالت في السماء فأقرها الحبيب عليه الصلاة والسلام
ثم قال لصاحبها: أعتقها فإنها مؤمنة
وهذا صريح لا يحتاج لاجتهاد
ويقال مشيت في الطريق أي سرت عليه
وهذا مألوف مشهور لا يختلف فيه عاقلان
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:48 ص]ـ
ويقال مشيت في الطريق أي سرت عليه
وهذا مألوف مشهور لا يختلف فيه عاقلان
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
قال تعالى (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا)
في الأرض أي على الأرض
وجزاكم الله خيراً
أخي أبو عبد الرحمن القيسي بارك الله فيك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:55 م]ـ
عذراً للإنقطاع أيها الأحبة وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خيراً
أما عن الكيفية فهي مجهولة أما المعنى فهو معلوم وقد وضح الأخوة في الأمر
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:01 ص]ـ
واياك اخي الحبيب(58/49)
من يوضح لي كلام شيخ الإسلام بن تيمية
ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه النبوات: ((فانه لا ريب أن الله خص الانبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب ان من آياتهم ما لا يقدر ان يأتي به غير الانبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الانبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الانبياء وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الارض بخلاف احياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الانبياء بل ومن الصالحين وملك سليمان لم يكن لغيره كما قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فطاعة الجن والطير وتسخير الريح تحمله من مكان الى مكان له ولمن معه لم يكن مثل هذه الآية لغير سليمان)) أ. هـ.
هذا كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله حول هذه المسألة لكن كيف يبرهن ذلك شيخ الإسلام وهل هناك من الصالحين من فعل ذلك أفيدوني جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
شرح العقيدة السفارينية - (2/ 22)
وكذلك أيضاً صلة بن أشيم أظنه دعا مات فرسه في أثناء السفر فدعا الله أن يحييه إلى أن يصل إلى بلده فأحيا الله له الفرس فركبه فلما وصل إلى بيته قال: يا بني ألق السرج عن الفرس فإنه عارية، فألقى السرج فمات الفرس في الحال 768، هذه كرامة،
هذا وأشباهه هو المقصود من كلام شيخ الإسلام والله أعلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
وكما قال إبراهيم عليه السلام
رب أرني كيف تحيي الموتى
وأيضا قوله تعالى
أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها
ففيها أن الله أحيا له حماره بعد الموت
وقوله تعالى
ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم(58/50)
شبهة للمفوضة تحتاج لرد أهل العلم سريعا؟؟؟
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:14 م]ـ
كيف يرد على مثل ذلك بعبارة واضحة صريحة
ـ[عبدالناصر علي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:39 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أما بعد:
يكفي في جوابهم ما قاله الشيخ العثيمين رحمه الله بأن صفات الله يجب التسليم بها كما هي
مثلا: السمع
نحن نسلم بأن الله سميع ذو سمع ونسلم بالمعنى أيضا ولكن لا نعرف الكيفية لأنها لم تأتي لا في القرآن ولا في السنة، وقس على ذلك باقي الصفات
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:48 م]ـ
الفتوى الحموية، شرح الشيخ حمد بن عبد المحسن التويجري، مذهب السلف في الصفات
قال في الحموية: مذهب السلف في الصفات
ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين، كما يقوله بعض الأغبياء، ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة، المأمور بها من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، فإن هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف، إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث، من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللغات اهـ
قال الشارح:
نعم، هذه العبارة اشتهرت عن هؤلاء المتأخرين من أهل الكلام، هؤلاء لما وجهوا بهذه الآثار الكثيرة، والكم الهائل عن سلف الأمة، التي تخالف ما قعدوه، وذهبوا إليه، وجدوا هذه العبارة مخرج لهم، فقالوا: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، قبل أن نبدأ في مفهوم هذه العبارة، وما سيترتب عليها، لا بد من الإشارة إلى ضابط السلف، وضابط الخلف، هم قالوا الآن: طريقة السلف أسلم، من هم هؤلاء السلف؟ اختلف في ذلك إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول: من ذهب إلى أن السلف هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
القول الثاني: من قال: إن السلف هم أصحاب القرون المفضلة الذين امتدحهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجمهور من عاش في القرون المفضلة هم السلف.
القول الثالث: قال: إن السلف كل من كان على مثل من كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولا حد زمني لهذا المفهوم، ولعل القول الوسط من ذهب إلى أن السلف هم جمهور من عاش في القرون المفضلة، ويدخل في هؤلاء وفي مقدمتهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمشهورون من الأئمة كالأئمة الأربعة، وإسحاق بن راهوية والسفيانان وغيرهم، أقول جمهور من عاش في هذه القرون المفضلة، لأن من عاش في هذه القرون ممن عاش في هذه القرون من خالف منهج السلف، فيلاحظ مثلا أن بوادر التشيع وبداية الخوارج ظهرت في وقت مبكر، كذلك بدعة الإرجاء، كذلك بدعة القدرية ظهرت في وقت مبكر، لكن كان الغلبة في هذه القرون لسلف الأمة.
أما الخلف، فلم أقف حقيقة على ضابط محدد، سوى ما أشار إليه شيخ الإسلام بعض أسطر، قال: ولا سيما والخلف ضرب من المتكلمين الذين كثر اضطرابهم إلى آخره، الخلف في اللغة هو المتأخر في الظهور، وغالبا ما ورد هذا اللفظ في القرآن، بإسكان اللام في معرض الظن، فقال الله -عز وجل- فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ ويقول لبيدة اللبيب: ذهب الذين يعاشوا في أكنابهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
فيقول العلماء بإسكان اللام غالبا ما يأتي في معرض الذم، فالخلف والخلف هؤلاء هم من كان منهجهم في باب الاعتقاد على خلاف منهج السلف، طيب لماذا سموا خلف؟ لأن هذا الضرب من الناس لم يظهر إلا متأخرا بعد انقضاء القرون الثلاثة، نعم. ظهرت بوادر البدع في القرون المفضلة، لكن هذه البدع لم تتسع ولم يكن لها كيان، ولم يكن لها مؤلفات بالشكل الواسع، إلا بعد انقضاء القرون المفضلة، فكأنهم ظهروا متأخرين، فسموا خلف بالنسبة للسلف، لأن السلف في اللغة هو المتقدم في الزمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/51)
نعود إلى هذه العبارة طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، أولا يحسن هناك التنبيه، أن جل النسخ المطبوعة للفتوى الحموية، وردت هناك عبارة بعد هذه العبارة، وهي العبارة التي جاءت بعد هذه العبارة، وإن كانت هذه العبارة إذا صدرت من بعض العلماء، قد يعني بها معنى صحيحا، في الواقع وبعد البحث والتتبع، وجد أن هذه العبارة مدسوسة في كلام شيخ الإسلام، وذلك للأمور التالية:
أولا: أن هناك تسع نسخ خطية للحموية لم ترد بها هذه العبارة، الأمر الثاني: أن ابن عبد الهادي الذي هم تلميذ شيخ الإسلام، ساق في كتابه الكواكب الدرية جزء من الحموية، ولم ترد هذه العبارة، فيما أورده، الأمر الثالث: أنها باطلة بكل المعاني، وليس لها مخرج صحيح، الأمر الرابع: أن هذه العبارة وجدت تعليقا على النسخة الحجرية، التي طبعت لأول مرة لما طبعت الحموية، قديمة طبعت في الهند، وجدت هذه العبارة تعليق في الهامش، فلعل الناشرون الذين طبعوا الحموية، اعتمدوا على هذه النسخة، وأدخلوا هذه العبارة في صلب كلام شيخ الإسلام، ظنا منهم أنها من كلام شيخ الإسلام، طيب. نعود إلى معنى هذه الكلمة التي اشتهرت عن المتأخرين، قلنا: السبب في ذكر هذه العبارة، أنهم وجدوها مخرج لهم، طيب. ماذا يعنون بهذه الكلمة، طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
زعموا أن السلف فوضوا معاني النصوص إلى الله -عز وجل- نصوص، فقالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، والتفويض أسلم، لأيش أسلم؟ قالوا: لأن هذه العبارة هذا اللفظ مثلا قول الله -عز وجل-: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ قالوا: يحتمل عدة احتمالات، يحتمل كذا، ويحتمل كذا، ويحتمل كذا، كونك تفوض المعنى إلى الله، هذا أسلم، لأنك ربما تختار معنى بيكون خطأ، وقالوا: هذه هي طريقة السلف، طريقة السلف فوضوا معاني نصوص الصفات إلى الله -عز وجل-، وهذا -كما سيأتي- كذب وافتراء على السلف، ما معنى التفويض، معنى التفويض: أنك تنفي المعنى الحق الظاهر من هذا النص ماشي، ثم تفوض معنى الآية والنص إلى الله -عز وجل-، فتقول قول الله -عز وجل-: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ هذه الآية لا تدل على إثبات اليدين لله -عز وجل- إذا ماذا تدل؟ الله أعلم بمراده في هذه الآية، قالوا: هذا هو التفويض، وهذا هو الذي سلكه السلف، وهذا هو الأسلم، طيب.
وطريقة الخلف قالوا: طريقة الخلف أعلم وأحكم، ليست أسلم، لكن أعلم وأحكم، ما هي طريقتهم؟ أنهم بحثوا في هذه النصوص، والتمسوا لها معاني، وأولوها صرفوها إلى المعاني، التي تتفق مع -كما يزعمون- المقدمات العقلية، الأدلة العقلية، البراهين العقلية، قالوا: هذه أعلم وأحكم، لكن ليست أسلم، الشيخ سيذكر في هذه الأسطر القادمة، أن هذه العبارة أو هذه الجملة فاسدة، وفيها كذب وافتراء على السلف، بل إن طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم، وهي التي تهدي إلى الطريق الأقوم، أما طريقة الخلف ففيها الضلال والانحراف، وهي التي تدعو إلى الشك والحيرة والانحراف، نعم.
قوله: فإن هؤلاء المبتدعة، الذين قالوا: إن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، يقصدون منها ماذا؟ تفضيل أي الطريقتين، لا شك أن الأعلم والأحكم، أفضل من الأسلم، يعني أيهما أفضل وأجود، كون تعطي هذه العبارة، أو هذا الكتاب لإنسان يقرأه ويشرح لك معانيه، ويبين لك معانيه، ويفصل فيما احتواه هذا الكتاب، أو إنسان يقرأ لك، ويقول: الله أعلم بمراد هذا الكلام، أيهما أفضل، لا شك الأول، فهم أطلقوا هذه العبارة، لتفضيل طريقة الخلف على طريقة السلف، طيب. لماذا لجؤوا لذلك؟ قال الشيخ: إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث، فقط يؤمنون بهذا اللفظ، لكن ما معناه، قالوا: الله أعلم بمراده، فجعلوا السلف جعلوا الصحابة، وكبار الأئمة، بمنزلة الأمي الذي لا يفقه من هذا الكلام حرف واحد ولهذا قال: بمنزلة الأميين الذين قال فيهم: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص، المصروفة عن حقائقها، بأنواع المجازات وغرائب اللغات، نعم. طريقتهم -كما سيأتي- التأويل الذي هو في واقع الأمر تحريف، وليس بتأويل، يصرفون هذا النص عن حقيقته إلى معنى آخر، ويقولون: إن إطلاق هذا اللفظ على هذه الصفة مجاز، فيقولون -مثلا-: إطلاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/52)
الاستواء على العلو والارتفاع هذا مجاز، إنما معنى اللفظ الحقيقي الاستيلاء، أو إلى آخر التأويلات التي ذكروها، نعم.
فهذا الظن الفاسد، أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف
نعم، يعني هذه المقالة الفاسدة أوجبت لهم الكذب على السلف -رحمهم الله-، حيث زعموا أن طريقتهم هي التفويض الفاسد، والضلال والكذب والانحراف في تصويب طريقة الخلف، فإن طريقة الخلف -التي هي التأويل- هي الطريقة الفاسدة، وطريقة السلف، التي هي فهم النصوص، ومعرفة معنى هذه النصوص، هي الطريقة الصحيحة، نعم.
وسبب ذلك، اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص، للشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها إخوانهم من الكافرين، فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر، وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى، بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ، وتفويض المعنى، وهي التي يسمونها طريقة السلف، وبين صرف اللفظ إلى معاني بنوع تكلف، وهي التي يسمونها طريقة الخلف، فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع، فإن النفي إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية، ظنوها بينات وهي شبهات، والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه
نعم، السبب في تصويبهم طريقة الخلف، والكذب والافتراء على طريقة السلف، ما الذي حملهم على ذلك؟ ما الذي حملهم على القول بأن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، لأنهم زعموا أن هذه النصوص -نصوص الصفات- لن تدل على صفة من صفات الله -عز وجل-، ما الذي حملهم على ذلك؟ الشبهات الفاسدة، وسيرد شيء منها، كقولهم: إن إثبات الصفات يستلزم التجسيم، أو إثبات الصفات يستلزم التشبيه، نعم. أو كإثبات بعض الصفات كصفة العلو، يستلزم إثبات الحيز والجهة لله -عز وجل-، ونحو ذلك من هذه الشبهات التي اعتقدوا أنها قواطع يقينية عقلية، لا تقبل الأخذ والعطاء، عندهم الآن تعارض النص مع العقل، وعندهم قاعدة عامة أنه إذا تعارض النص مع العقل، قدموا العقل، فعندهم ما دامت هذه النصوص لا تدل على هذه الصفات، لهذه الشبهات التي أوردوها، يقول الشيخ: وشاركوا فيها إخوانهم من الكافرين، نعم. من ملاحدة الفلاسفة، فملاحدة الفلاسفة ما حرفوا نصوص الكتاب والسنة، حرفوا نصوص اليوم الآخر، ونصوص التي جاءت تثبت الملائكة، نعم. إلا بهذه الشبهات، فهم شاركوا هؤلاء في الإدلاء بهذه الشبهة، ورد هذه النصوص بسبب هذه الشبهات، يقول: فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر، بمعنى عندهم قاعدة عامة أن هذه النصوص لا تدل على شيء من الصفات، عندهم هذه القاعدة العامة، طيب.
ما العمل مع هذه النصوص الدالة على هذه الصفات؟ القرآن مليء بالنصوص الدالة على هذه الصفات التي ينفونها، صار موقفهم أحد موقفين، إما الإيمان باللفظ وتفويض المعنى إلى الله، وهذا يسمونه طريقة السلف، وهو التفويض، إذن طريقة السلف هي التفويض، فيقولون: إما أن تفوض، هات معنى هذا اللفظ، وإما أن تصرف هذا اللفظ عن معناه الظاهر إلى معان بعيدة، بنوع تكلف، وهذه هي طريقة الخلف، وهو التأويل الذي اعتمدوا عليه في تحريف هذه النصوص، فصار هذا الباطل مركب من فساد العقل، لأيش؟ لأن هذه الشبهات التي عارضوا بها النصوص، ليست أدلة عقلية، هذه شبهات، وليست أدلة، إذن هذه الشبهات التي يسمونها أدلة عقلية هذه شبهات فاسدة، والكفر بالسمع، لأنهم ما آمنوا بالسمع، تلاعبوا بنصوص السمع، يقول: فإن النفي إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية، ظنوها بينات، وهي شبهات.
ولعلي -مثلا- أورد لكم مثال بسيط، لأجل أن يتضح هذا الكلام، زعموا أن إثبات -مثلا- اليدين لله يستلزم منه التشبيه، هذا الآن عندهم دليل عقلي يقيني، لا يقبل النقاش، أن إثبات اليدين يستلزم التشبيه، يعني أننا إذا أثبتنا لله اليدين، فقد شبهنا الخالق بالمخلوق، ماشي. وبسبب هذه القاعدة، بسبب هذه الشبهة، نفوا أن يكون الله موصوفا باليدين، طيب. قول الله -عز وجل-: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قالوا: أنت الآن لك أمام النص أحد أمرين، إما أن تفوض تقول: الله أعلم بمراده بهذه الآية، وهذه طريقة السلف -كما زعموا-، وإما أن تأول، وهي طريقة الخلف، ويكون معنى لِمَا خَلَقْتُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/53)
بِيَدَيَّ لما خلقت بقدرتي، طيب.
لماذا لا تثبتون الآية على ظاهرها وتثبتون الصفة لله -عز وجل- قالوا: لأنه يتعارض مع الدليل العقلي، أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه، الرد عليهم أن هذه الحجة، هذا الدليل الذي زعمتم أنه دليل عقلي، ليس بدليل عقلي، فليس إثبات الصفة يستلزم التشبيه، هذا الدليل دليل فاسد، والدليل على فساده، أنكم معاشر الأشاعرة، ألستم تثبتون السمع لله؟ ولا لا؟ تثبتون لله البصر ولا لا؟ والمخلوق موصوف بالسمع والبصر ولا لا؟ إذن أنتم تشبهون، فإثبات السمع والبصر يستلزم التشبيه، فهذا دليل على أن هذه الشبهة شبهة فاسدة، وبمثل هذه الشبهات عارضوا بها نصوص الوحيين، وأبطلوا بها دلالة نصوص الوحيين على صفات الله -عز وجل-، نعم.
أحسن الله إليكم، ثم فائدة شخص أرسل ورقة، يقول: لا تصح قراءة المتن كأنه قرآن، رجاء التنبه.
الأصل فيها الجواز، ومن منع فعليه الدليل، ولقد أدركنا مشايخنا يقرأ عليهم بهذا الأسلوب، وما أنكروا هذا الأمر، نعم.
فلما انبنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين، كانت النتيجة استجهال الأولين واستبلاههم، واعتقادهم أنهم كانوا قوما أميين، بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم بالله، ولم يتيقنوا لدقائق العلم الإلهي، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله
يعني يقول الشيخ: فلما انبنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين، والمقدمتان هما المقدمة الأولى: أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك، هذه المقدمة الأولى، المقدمة الثانية: أن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص، المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللغات، النتيجة ما هي النتيجة؟ استجهال من كانت هذه طريقتهم، كونه يؤمن باللفظ ويكل المعنى لله -عز وجل-، بمعنى أن هذا جاهل، ولهذا جعلوا السلف كحال العوام، واستبلاههم بمعنى، الأبله هو الذي لا عقل له، يعني كأنهم لا عقول لهم يفهمون بها هذه النصوص، كما سبق، من السلف الذين يقصدون هم الصحابة، وكبار التابعين، وأنهم بمنزلة الأميين، قوم أميين بمنزلة الصالحين من العامة، لم يتبحروا في حقائق العلم، يعني بأنهم عباد عامة، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهي، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله، حازوا قصب السبق، أي تقدموا عليهم، صاروا أفضل منهم في هذا الأمر، في أعظم أمر فيما يتعلق بالله -عز وجل-، الخلف أفضل من السلف، كما يزعم هؤلاء، حازوا قصب السبق، هذا مثال يردده شيخ الإسلام ابن القيم دائما، وهو أن قديما يوضع قصبة في حلبة المسابقة، فالسابق هو الذي يقتلع هذه القصبة، وهذا من أجل أن يتحقق أنه هو الذي وصل أولا، فالشيخ يقول: أنهم جعلوا الخلف هم الذين فازوا، وهم الذين تقدموا، وهم الذين علو على السلف -رحمهم الله- في هذا الجانب، حازوا قصب السبق، نعم.
ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان، وجدهم في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة، كيف يكون هؤلاء المتأخرين؟ لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين، الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم، وأخبر الواقف على نهايات إقدامهم، بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضع كف حائر * على ذقن أو قارعا سن نادم
وأقروا على نفوسهم بما قالوه متمثلين به، أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم:
نهاية إقدام العقول عقال * وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا * وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا * سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، وما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ واقرأ في النفي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، ويقول الآخر منهم: ولقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، خضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمة منه، فالويل لفلان، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي، ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/54)
الكلام.
الشيخ يقول: من تدبر هذا الكلام، الذي فضل طريقة السلف على طريقة الخلف، وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة، كيف يكون هؤلاء المتأخرون، لا سيما والإشارة بالخلف، إلى ضرب من المتكلمين، الذين كثر في باب الدين اضطرابهم، وغلظ عن معرفة الله حجابهم، نعم. من أكثر الناس اضطراب اختلاف، هم أهل الكلام، كما ذكر الغزالي في النقل الأخير، الذي ذكره شيخ الإسلام، أكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام، والدليل على أنهم أكثر الناس اضطرابا، هذه الأمثلة التي أوردها الشيخ، أوردها عن كبار أئمتهم، الذين يصغون ويردون على آرائهم وأقوالهم، فأول هؤلاء يقول: وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم، بما انتهى إليه من مرامهم، أي بما انتهى إليه نهاية أمرهم، وهو الشهرستاني، الشهرستاني من كبار أئمة المتكلمين، هو الذي قال هذين البيتين، أو نقلهما متمثلا بهما:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرى إلا واضع كف حائر * على ذقن أو قارعا سن نادم
لهذا علق على هذين البيتين الشيخ -رحمه الله- فقال: فأخبر أنه لم يجد إلا حائرا شاكا مرتابا، أو من اعتقد ثم ندم، لما تبين له خطأه، بمعنى أنهم أحد اثنين، هؤلاء الذين تبحروا في هذا العلم -علم الكلام- إما أن يصل أمره إلى الشك والحيرة والاضطراب، وسيرد بعض الأمثلة، وإما أنه يعرف أنه على ضلال، وهذا ما حصل للرازي، وما حصل للغزالي، عرفوا في نهاية المطاف أن هذا الطريق لا يهدي إلى الحق، ولا يلتمس منه الصواب، فأقروا على أنفسهم بذلك، يقول: وأقروا على نفوسهم بما قالوه، متمثلين به، أو منشئين له، فيما صنفوه من كتبهم، كقول بعض رؤسائهم، وهو الرازي، الإمام الفخر الرازي، ذكر ذلك في كتابه أقسام اللذات، والكتاب لا يزال مخطوط، تمثل بهذه الأبيات:
نهاية إقدام العقول عقال * وأكثر سعي العالمين ضلال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا * سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وأرواحنا في وحشة من جسومنا * وغاية دنيانا أذى ووبال
وكم قد رأينا من رجال ودولة * فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها * رجال فزالوا والجبال جبال
ثم قال، لاحظوا من هذا، هذا الرازي، هذا المنظر لمذهب الأشاعرة، هذا الذي يعتبر من أعظم أئمة هذا الفن، الذي قعد هذا المذهب، ولهذا الشيخ يقول: لما رأيت، يقوله في -نقض التأسيس- لما رأيت أن جمهورهم -أي جمهور الأشاعرة- يصدرون ويردون على رأي الرازي، رأيت أن أرد على كتابه أساس التقديس، ويعتبر رد على جميعهم، ماذا يقول في نهاية حياته؟ يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا -تشفي مريضا- ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق، طريقة القرآن، إن أردتم الهداية، إن أردتم السلامة، فعليكم بطريقة القرآن، أما طريقة هؤلاء المتكلمين، لا تشفي عليل، ولا تروي غليل، ورأيت أقرب الطرق، أقرب الطرق للهداية، قد يكون عند المتكلمين حق.
وليس معناه أن كل ما عند المتكلمين هو باطل، لا عندهم حق وباطل، لكن الحق صعب المنال، وعَّروا وصعبوا الطريق في الوصول إلى الحق، بهذه المناهج التي سلكوها، أما طريقة القرآن فلا، طريقة سهلة، طريقة يسيرة، فهذا اعتراف من إمام من أئمتهم، أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى إثبات أيش؟ صفة الاستواء إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ إثبات صفة العلو، واقرأ في النفي بمعنى اترك هذه المقدمات الكلامية، المقدمات المنطقية، عليك بطريقة القرآن، اقرأ في النفي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا
يقول: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، ويقول في وصيته، التي نقلها صاحب عيون الأنباء، ونقلها السبكي في طبقاته، يقول في وصيته في آخر حياته، الرازي يقول: ولقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن، لأنه يسعى في تسليم العظمة، والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا للعلم بأن العقول البشرية تتلاشى في تلك المضايق العميقة، والمناهج الخفية، فلهذا أقول كل ما ثبت بالدلالة الظاهرة من وجوب وجوده، ووحدته وبراءته عن الشركاء كما في القدم والأزلية والتدبير والفاعلية، فذلك هو الذي أقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/55)
به وألقى الله به، وأقول ديني متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكتابي هو القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما.
هناك أيضا زيادة، فيما ذكره في كلامه السابق، أنه قال: ثم أقول من صميم القلب من داخل الروح، أني مقر بأن كلما هو الأكمل الأفضل الأعظم الأجل فهو لك، وكلما هو عيب ونقص فأنت منزه عنه، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- تعليقا على كلامه هذا: وهو صادق فيما أخبر به، أنه لم يستفد من بحوثه في الطرق الكلامية والفلسفة، سوى أن جمع قيل وقالوا، وأنه لم يجد فيها ما يشفي عليلا، ولا يروي غليلا، فإن من تدبر كتبه كلها، والشيخ من أكثر الناس دراية وعلما، بما كتبه الرازي، يقول: فإن من تدبر كتبه كلها لم يجد فيها مسألة واحدة من مسائل أصول الدين، موافقة للحق الذي يدل عليه المنقول والمعقول، بل لاحظوا الافتراض، بل يذكر في المسألة عدة أقوال، والقول الحق لا يعرفه، فلا يذكره، يعني يأتي بهذه المسألة ويذكر أقوال الناس فيها أحيانا يذكر كما ذكر الشيخ إلى عشرة أقوال، والقول الحق لا يذكره، لأنه لا يعلمه، والسبب -يا إخوان- هؤلاء لا ينقصهم ذكاء، ولكن كما قال الشيخ في آخر الرسالة: أوتوا ذكاء ولم يؤتوا ذكاء، التمسوا الحق من غير معينه، فضلوا وانحرفوا فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ هؤلاء الآن كبار الأئمة، نعم إن صدقت أقوالهم هذه، فنرجو لهم إن شاء الله توبة عند الله -عز وجل- لكن كما قال شيخ الإسلام: يموتون كما يموت عوام الناس، وشتان بين موت عالم، وموت عامي، هذا إن سلموا من تبعات هذا العلم الذي خلفوه للناس، نعم. وصلوا إلى نهاية الطريق، ولكن وجدوا الطريق مغلق أمامهم، هم سلكوا هذا الطريق يلتمسون الحق لكن، وجدوا أنه لا يوصل إلى الحق، ولهذا ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، يقول للناس الذين بعده: التمسوا الحق من الكتاب والسنة، فيهما الهدى والنور، هما أقرب الطرق إلى الحق، ويقول الآخر منهم، وهو إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، من أئمة الأشاعرة، بل من كبار أئمة الأشاعرة، بل هو من أوائل من قال بنفي الصفات الخبرية، التي وردت في القرآن، فالأئمة الأشاعرة المتقدمون، كالباقلاني والبيهقي، يثبتون الصفات الخبرية التي جاءت في القرآن، الجويني أول من نادى بنفي الصفات الخبرية، التي جاءت في القرآن من الأشاعرة، ماذا يقول؟ يقول: لقد خضت البحر الخضم البحر الواسع، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، نهوه عن ماذا؟ عن الدخول في هذه المضائق، التعمق في المسائل الفلسفية والمسائل المنطقية، عندك دلالة القرآن والسنة واضحة بينة، والآن إن لم يتداركني ربي برحمة منه، فالويل لفلان، وها أنا ذا أموت على عقيدتة أمي، يموت كما يموت العوام على عقيدة مجملة.
ويقول الآخر منهم -وذكر الشيخ في غير هذا الموضع، أن القائل هو أبو حامد الغزالي-: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام، يا خوان الإنسان لو كان في حياته عنده شيء من الشك، لكنه عند الموت أحوج ما يكون إلى اليقين التام، يعني هذا الموقف خلاص انتهى، ما يقبل فيه الشك، هذه الأمور العقائد لا تقبل الشك، لا بد أن تلقى الله -عز وجل- على عقيدة، وأنت مستيقن بذلك مثل الشمس، فهؤلاء لما التمسوا الحق من غير معينه، عاقبهم الله -عز وجل- بهذه المصيبة، أنهم صاروا من أكثر الناس شكا عند الموت، ولهذا دخل ابن بادة -وهو رجل من عامة المسلمين- دخل على شمس الدين الخسرو شاهي، وهو من أعز وأجل تلامذة الرازي، دخل عليه هذا الرجل البسيط، سأله شمس الدين، قال: ما تعتقد، قال هذا الرجل: ما أعتقد، أعتقد ما يعتقده المسلمون، قال: وأنت مطمئن مرتاح البال لذلك، قال: أجل ما عندي، أدنى شك ولله الحمد، فقال: أما أنا فوالله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، فبكى وبلل لحيته، طيب. أقول أنه قال: له لما سأله ما تعتقد، قال: ما يعتقده المسلمون، عامة المسلمون، ما عندي أدنى شك، قال: وأنت مرتاح البال مطمئن، قال: أجل، قال: أما أنا هذا الرجل الذي قضى حياته وعمره في البحث، والتنقيب والأخذ والعطاء، وعرض هذه الشبه والإجابة عليها، قال: أما أنا فوالله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، والله ما أدري ما أعتقد، حتى بكى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/56)
واصل الحموي، ممن دخل في هذا العلم، يقول: أضع الملحفة على وجهي، ثم أعرض شبهة هؤلاء، وأجيبها بشبهة هؤلاء، ثم هكذا إلى أن يطلع الفجر، لم أهتد إلى الحق، ولم يرتاح وينام كما ينام الناس، والسبب في ذلك، أنهم التمسوا الحق من غير معينه، لاحظوا هؤلاء الأئمة الكبار الذين قضوا حياتهم في قيل وقال، أتعبوا نهارهم، قطعوا أوقاتهم وأعمارهم، انتهوا إلى لا شيء، وكما قال الشيخ: إن صحت توبتهم فهم يموتون كما يموت عوام المسلمين، كيف لو صرفوا هذه الأعمار في قال الله، وقال الرسول، لو صرفوا هذه العقول في تفهم كلام الله، وكلام رسوله، ولكن هكذا فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وكلام هؤلاء ينبغي أن يكون أيش؟ مثار عناية للمسلم المؤمن، ألا يدخل في مثل هذه المزالق، كما دخل هؤلاء، هؤلاء نجاهم الله -عز وجل- في آخر حياتهم -إن صدقت توبتهم-، لكن مئات ممن دخلوا في هذا العلم تاهوا وضلوا، فعلى المسلم أن ينظر كيف طلب السلف هذا العلم؟ كيف بحثوا عن الحق؟ وليسلك سبيلهم فإن الخير كل الخير فيما انتهجوا، وإن الشر كل الشر فيما خالف منهجهم، وبالله التوفيق، وصل الله وسلم على نبينا محمد.
أحسن الله إليك، شيخ أستأذنك في قراءة بعض الأسئلة، يقول هذا السائل: هل هؤلاء تابوا مثل الرازي والغزالي، وهل كلامهم حجة داحضة على أصحابهم؟
أما توبتهم، فالذي يظهر من كلامهم هذا، أننا نحسن إن شاء الله تعالى النية فيهم، أنهم تابوا، لكن يبقى أن كلامهم الذي سطروه، وهو الآن منشور بين المسلمين، موجود في الكتب، أنه الضلال الذي وضعوه، فتوبتهم لأنفسهم، فهذا لا يمنع من الرد على ما ذكروه في كتبهم، وهذا ما ذكره الشيخ -رحمه الله- يقول: كونهم تابوا، كون توبتهم صحت، هذا أمر، هذا بينهم وبين الله، لكن الذي يهمنا من هؤلاء ما هو؟ الرازي والغزالي شخص كسائر الأشخاص، قدم إلى الله أفضى إلى ما قدم، لكن المهم بالنسبة لنا كمسلمين، هذا التراث الذي خلفوه لنا، أما كلامهم يعتبر حجة على أصحابهم، لا شك، ولهذا الشيخ يكثر من إيراد هذه الأمثلة، وسيختم الرسالة في آخر الفتوى الحموية، بأن الناس تجاه علم الكلام ثلاثة أقسام، وذكر قسما الذين دخلوا فيه وبلغوا الغاية، وعرفوا أنه لا يهدي إلى الحق، ولا يوصل إلى الصواب، كأمثال الرازي والجويني، والشهرستاني وغيرهم، نعم.
أحسن الله إليك، كثير من الأحبة يسأل عن الكتاب الذي بين يديك؟
هو الفتوى الحموية، الكتاب الذي بين يدي الفتوى الحموية، لكنها نسخة محققة تحقيق العبد الفقير، نعم.
أحسن الله إليك، هذا سائل من فرنسا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز لشخص أن يعطي دروسا عبر الإنترنت، وهو لم يدرس عند أي شيخ حيث يعمل على ترجمة كتب كبار العلماء إلى اللغة التي يفهمها القوم.
سؤال آخر، هل يجوز لبس ما فيه صورة الطفل؟
السؤال الأول: وهو هل يجوز للإنسان أن يعطي دروس عبر جهاز الإنترنت، الشبكة العالمية، وهو لم يدرس عند أي شيخ، نقول: الأصل في العلم معاشر الإخوة أن يؤخذ عن العلماء، وأن يدرس عند ركب العلماء، هذا هو الأصل، لكن قد لا يتيسر للإنسان عالم يدرس عليه، فعند ذلك يبلغ ما يعرف من دين الله -عز وجل- على قدر استطاعته، وعلى وفق حاله، بلغوا عني ولو آية أمر آخر أقول: مع وجود هذه الوسائل تيسر ولله الحمد والمنة، أن الإنسان يمكن أن يتلقى العلم عن العلماء، ولو لم يباشر الجلوس معهم، فجل دروس العلماء خاصة في هذه العصور المتأخرة، قد سجلت على أشرطة الكاسيت، فبإمكان الإنسان الذي لا يتيسر له الحضور المباشر، أو المرأة التي لا يتيسر لها الحضور المباشر لهذا الدرس، أن تسمع هذا الدرس عن طريق هذا الشريط، لكن بشرط من أراد أن يستفيد لا بد أن يكون الكتاب بين يديه، ويتابع مع هذا الشيخ ويدون الفوائد والمُلح التي يسمعها، لأجل أن يرسخ هذا الدرس في ذهنه، فإذا أشكلت عليه مسألة، أو أشكلت عليه قضية، فما عليه إلا أن يرفع السماعة، ويسأل أحد المشايخ، نعم. نقول: من تيسر له الحضور المباشر، هذا نور على نور، وهذا لا خلاف فيه، لكن من لم يتيسر له ذلك، نقول: خلاص، إما أن تأخذ الشيء مائة في المائة أو صفر لا، يعمل الإنسان بقدر استطاعته، هناك بعض المناطق في أنحاء العالم، نعم. قد لا يوجد عندهم شيخ، قد يوجد عندهم طالب علم مبتدئ، لكن هذا هو أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/57)
من عندهم، فلا يمنع أن يجلس هذا الشخص، ويدرس الناس ويعلم الناس، بحسب العلم الذي عنده.
هل يجوز لبس ما فيه صورة الطفل؟
والله الأولى ترك هذه الصور جملة وتفصيلا، وأن لا يحمل الإنسان من الصور إلا ما اضطر إليه، أما أن يحمل هذه الصور اختيارا، فنقول: الأولى تركها، هذا هو الأسلم، والله أعلم.
أحسن الله إليك، هذا سؤال من أشعري تائب، يقول: حفظك الله لو نسلم لكم -جدلا- أن الصحابة كانوا يعلمون مقاصد الآيات، فأين الدليل على هذا؟ فإنه لم يرد لنا قول أحد من الصحابة، أنهم قالوا: نحن نثبت ولا نكيف، بل إن هذا كله منقول عنهم، بل إن ابن تيمية نفسه لم ينقل عن أحد من الصحابة، إذن فالأصل أن المنقول لنا عن الصحابة لا شيء، وهذا لا دليل فيه أنهم أثبتوا الصفات، والله أعلم.
بل أقول له هناك ستة وجوه، ذكرها شيخ الإسلام في الجزء الرابع من الفتاوى، من صفحة مائة وسبعة وخمسين، ذكر ستة وجوه، أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يعلمون معاني هذه النصوص، وأن من زعم أنهم لا يعلمون معاني نصوص الصفات، فقد افترى عليهم غاية الكذب، وذكر الوجوه، ولعلنا إن شاء الله غدا نشير إليها إشارة، نعم. وهناك دليل، الأصل أنهم يفهمون هذه النصوص، وذكر الشيخ أنه من زعم أنهم كحال الأميين والعوام فقد افترى عليهم، كيف يقرؤون نصوص ما يفهمون معناها، وهم يسألون النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معاني أمور بسيطة، أمور أشبه ما تكون بالمسائل الفرعية، إذا أشكل عليهم سألوا عن معناها، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحضرني الآن هذا المثال يقول: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الودود الولود العئود قالوا: يا رسول الله عرفنا الودود الولود، فمن هي العئود؟ يسألون عن هذه الأمور البسيطة، ويتركون أصول الدين ما يسألون عنه، أبو رزين -رضي الله عنه- في الحديث الحسن يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجمع وهو أعرابي على فطرته، لم يدرس، لم يتعلم، يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يضحك ربنا لقنوت عباده وقرب غيابه لاحظوا ماذا قال أبو رزين بفطرته ببساطته؟ قال يا رسول الله: أو يضحك ربنا قال: نعم أو يضحك ربنا؟ قال: نعم قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا هذا فهم النص، ولا ما فهمه، نعم. ما قال كما قال المتأخرون: إذا يلزم عليه أن يكون لله أضراس تعلى الله، لله شفتين يلزم عليه التشبيه، يلزم عليه، لا. بس يريد أن يتأكد
أحسن الله إليكم، هذا يقول: يمر علينا كثيرا في كتب العقيدة كلمة مجاز، فما معنى هذه الكلمة؟
المجاز: هذا مصطلح اختلف هل هو كان موجود عند العرب، أو غير موجود عند العرب، وهل هو في القرآن، أو غير موجود في القرآن، تعريفه هو استخدام اللفظ في غير ما وضع له أولا.
مثاله: اليد تستخدم في الأصل ليش؟ في اليد الحقيقية، أو لا؟ العرب إذا قالوا: يد، مباشرة يتبادر الذهن إلى اليد الحقيقية، واضح. لكن قد تستخدم في معنى آخر في النعمة، فيقال: فلان له يد عندي، واضح.
الأسد عند العرب يستخدموه لهذا الحيوان المفترس، لكن قد يستخدمونه في الإنسان الشجاع، فيقولون: جاء الأسد، أي ذاك الرجل، جاء الأسد ضاحكا، أي ذاك الرجل الشجاع، فنقل المعنى مما استخدم له إلى معنى آخر، هذا يسمى مجاز، من الجواز، طيب. هل العرب عندهم مجاز المسألة، خلافية كبيرة جدا، أما أهل الأصول، فيزعمون، نعم. أن العرب استخدموا المجاز، طيب. شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم -رحمه الله- ذهبوا إلى أن المجاز لم يعرف إلا بعد انقضاء القرون الثلاثة، وأول من قال به المعتزلة، ولهذا انتصر لهذا القول ابن القيم -رحمه الله- انتصارا قويا في مختصر الصواعق، وقال: سمى المجاز الطاغوت، فقال: كسر الطاغوت كذا المجاز، وانتصر أيضا لهذا القول محمد الأمين الشنقيطي -رحمة الله عليه- صاحب أضواء البيان، في رسالة له صغيرة إبطال المجاز، وعلى فرض أنه موجود عند العرب، فالقول الصحيح أنه غير موجود في القرآن، وذلك لأن المجاز -لاحظوا هذه أول حجة- لأن المجاز يجوز نفيه ولا يكون من نفاه كاذبا، وبالإجماع لا يجوز نفي شيء من القرآن، فعلى فرض وجوده عند العرب، فهو غير موجود في القرآن، وهذه الشبهة التي هي المجاز، هي التي عول عليها أكثر المتكلمين، في نفي أكثر الصفات، طيب. نقف على هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:55 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:55 ص]ـ
أخي عمار الأثري
المشاركتين رقم 19 و20 من هذا الرابط فيهما الجواب الشافي _إن شاء الله_ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13456
وكذلك التعليق الأخير من المشاركة رقم 15 من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34001
أخوكم
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/58)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:44 م]ـ
1 - نقل الخلال عن أحمد بن حنبل: (نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئا، ونعلم أن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق إذا كان بأسانيد صحاح) وهذا (تفويض بالكيف والمعنى).
2 - جاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف: والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها. . ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها وهذا (تفويض في المعنى).
3 - كذلك ما جاء عن ابن قدامة في لمعة الاعتقاد حين عرض لمسألة الصفات، وتلقيها بالتسليم والقبول أشار إلى ترك التعرض إلى معناها، ورد علمها إلى قائلها وهذا (تفويض في المعنى).
4 - قال أبو العباس بن سريج: ذكره صاحب معارج القبول من طبقه أبى جعفر الطبري إمام المفسرين وإسحاق بن خزيمة فقال:
(قد صح عن جميع أهل الديانة والسنة إلى زماننا أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منها كما ورد، وأن السؤال عن معانيها بدعة. والجواب كفر وزندقة) وهذا (تفويض في المعنى).
5 - قول الإمام الشافعي: (آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وأمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله) وهذا (تفويض كامل في الكيف المعنى).
6 - قال ابن المنير: (ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال:
أحدهما: أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل.
الثاني: أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود.
الثالث: إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى) وهذا (تفويض في المعنى).
7 - قال ابن تيمية: وأما (السلف والأئمة) فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفي وإثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة، ورأوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من أسمائه وصفاته حقا يجب الإيمان به، وإن لم تعرف حقيقة معناه وهذا (تفويض في المعنى وهذا مخالف لرأيه الذي قال به بعدم التفويض).
8 - وقال السيوطي في الإتقان (فصل) من المتشابه آيات الصفات ولابن اللبان فيها تصنيف مفرد نحو-الرحمن على العرش استوى -كل شيء هالك إلا وجهه - ويبقى وجه ربك - ولتصنع على عيني - يد الله فوق أيديهم – والسماوات مطلوبات بيمينه. وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، جـ 1 ص7 من الإتقان في علوم القرآن وهذا (تفويض في المعنى).
ولقد اختلف الحنابلة في موضوع الصفات: فمنهم من قال بالتفويض كأبي يعلى (المتوفى سنة 458هـ)، وغيره، ومنهم من قال بالتأويل والمجاز كأبي الفرج بن الجوزي (المتوفى 597)، ومنهم يرفضهما معا (التأويل والتفويض) كابن تيمية (المتوفى 728)، وكل منهم يعتبر أن ما ذهب إليه هو رأي السلف، فهل رأي الإسلام هو ما ذهب إليه أحد الحنابلة - فحسب –؟.
كيف يرد على مثل ذلك بعبارة واضحة صريحة
هم يذكرون هذه الشبه كثيراً ويعيدونها نفسها بالذات مقالة الإمام أحمد وابن قدامة رحمه الله
وما في الروابط التي ذكرها الأخ موسى الكاظم الجواب الكافي الشافي
ولكن أنصح طلاب العلم سواءً أنا وأنت ونحونا المبتدئين بترك مناظرة هؤلاء القوم للمؤصلين في العقيدة وأصحاب الحجة والبيان
ثم الإخوة نشكر لهم غيرتهم وردودهم على موضوعك ولدي ملاحظة لعلهم يقبلوها وهي:
الأخ ذكر شبه ويريد ردود تناسبها ولم يطلب شرح عقيدة أهل السنة والجماعة وهذا ما يحصل دائماً في مناظراتنا مع المبتدعة يذكر حجة كرواية الإمام أحمد برواية حنبل لم تجاوبوا بشيء عليها وتنقلون شروح العلماء لعقيدة أهل السنة وكذلك الكلام على كافة النقولات التي ذكروها لم تجيبوا على شيء وهذا الأسلوب يسمونه في المناظرة الحيدة فقد حدتم عن الجواب ولم تجيبوا وبهذه الطريقة تشجعون المصفق عليكم لا لكم ولكن ما نقله موسى الكاظم في الرابط مفيد ومقنع ومسكت لهم
وجوزيتم خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:50 م]ـ
صدقتم والله أبو أنس(58/59)
هل يوصف الله بالنسيان؟
ـ[محمود محمد كدييس]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:37 م]ـ
س197: هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟ وضح ذلك بالأدلة.
ج197: أقول: إن صفة النسيان من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار، وقد تقدم أن منهج أهل السنة في ذلك أنهم يثبتون لله حال كمالها وينفونها عن الله حال نقصها، وبيان ذلك أن يقال: إن النسيان له في لغة العرب معنيان:
الأول: النسيان بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء، فهذا نقص لا يوصف الله تعالى به، وهو النسيان المنفي في قوله تعالى:} وما كان ربك نسيًا {، وفي قوله تعالى:} لا يضل ربي ولا ينسى {، ومثاله أن يضع الإنسان متاعه في مكان فيغفل عنه، بل يكون قلمه في يده وهو يبحث عنه، فهذا نقص والله منزه عن النقص.
الثاني: النسيان بمعنى الترك عن علمٍ وقصدٍ جزاءً ومقابلة للمتروك، فهذا الترك يقال له في لغة العرب نسيان، وهو كمال فيوصف الله به، ولذلك لا تجده في القرآن مضافًا إلى الله إلا في الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى:} نسوا الله فنسيهم {، وقوله تعالى:} فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم {، وقوله تعالى:} كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى {، فالنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد جزاءً ومقابلة، ومنه أيضًا قوله في الحديث: ((فإني أنساك اليوم كما نسيتني))، وأما النسيان المنفي عن الله تعالى فإنه الذي بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء، فهذا هو تفصيل منهج أهل السنة في هذه المسألة، والله أعلم
قال الشيخ حفظه الله
والله ينسى والمراد به هنا ** ترك الإله لفاعل العصيان
علما وعمدا لا ذهولا يا فتى ** فاعرف هنا المقصود بالنسيان
من كتاب إتحاف أهل ألألباب
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:52 م]ـ
من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال، ومنزَّه عن صفات النقص، وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: {ليس كمثله شيء} (الشورى:11)، وقال سبحانه أيضًا: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} (النحل:17)؛ والعقل يقتضي كذلك، أن الخالق غير المخلوق.
وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} (التوبة:67)؛ وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وما كان ربك نسيا} (مريم:64).
وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر؟
لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان، فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما: يطلق النسيان ويراد به (الترك)؛ قالوا: والنسيان بمعنى (الترك) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا تتركني منها.
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، فقالوا: إن الآية جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له.
ومنه قول جحظة البرمكي، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام.
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} (الشورى:40)؛ إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل منه تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على الحقيقة، والثانية على المقابلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/60)
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} (البقرة:194)، فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول.
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته.
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يخادعون الله وهو خادعهم} (البقرة:142)، {ومكروا ومكر الله} (آل عمران:54)، وقوله سبحانه: {ويمكرون ويمكر الله} (الأنفال:30)؛ فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه بالخداع والمكر، فالله سبحانه منزه عن مثل هذه الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة والمقابلة، على ما تقدم.
وحمل (النسيان) في حقه تعالى على معنى (الترك) أمر متعين؛ إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منزه عن صفات النقص.
وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: {فاليوم ننساهم} (الأعراف:51)، وقوله عز من قائل: {وكذلك اليوم تنسى} (طه:126)؛ فليس المقصود بالنسيان هنا المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني، الذي هو معنى الترك.
وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نسوا الله}، هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛ لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية - ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف.
وختامًا نقول: إن قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع قوله سبحانه: {وما كان ربك نسيا} ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في الآية الأولى (الترك)؛ أما النسيان في الآية الثانية، فالمراد منه معناه المعهود بين الناس، والآية نافية له في حق الله سبحانه
ـ[ابومحمدالعنزي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:43 م]ـ
جزاك الله خيراً
ونفع بك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:45 م]ـ
وإياك أخي الحبيب
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:58 ص]ـ
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، فقالوا: إن الآية جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له.
ومنه قول جحظة البرمكي، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام.
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} (الشورى:40)؛ إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل منه تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على الحقيقة، والثانية على المقابلة.
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} (البقرة:194)، فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول.
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}، أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته.
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يخادعون الله وهو خادعهم} (البقرة:142)، {ومكروا ومكر الله} (آل عمران:54)، وقوله سبحانه: {ويمكرون ويمكر الله} (الأنفال:30)؛ فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه بالخداع والمكر، فالله سبحانه منزه عن مثل هذه الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة والمقابلة، على ما تقدم.
أليس في هذا "تأويل" لظاهر الألفاظ ... ؟
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ونفع بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/61)
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[30 - 10 - 09, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم امين(58/62)
عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وثناء الأئمة عليه وموقف ابن حجر منه
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:20 م]ـ
عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية وثناء الأئمة عليه وموقف ابن حجر منه
رجاءً الإجابة على سؤالي عن عقيدة الشيخ ابن تيمية، حيث قرأت أنه انحرف عن العقيدة الصحيحة، وأنه وصف الله بصفات البشر، أيضاً قرأت أن علماء مثل ابن حجر العسقلانى لا يقدرونه، هل يمكنكم توضيح هذه المسألة لي؟. شكراً لكم، والسلام عليكم.
الحمد لله
أولاً:
يُعدُّ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية من المجددين البارزين في الإسلام، وقد وُلد – رحمه الله – عام 661 هـ وتوفي عام 728 هـ، وإذا كان أثر المجدد عادة في زمانه وقرنه فإن أثر شيخ الإسلام ابتدأ في زمانه ولا يزال أثره إلى الآن على العلماء وطلاب العلم والجماعات الإسلامية التي تنتسب للسنَّة، ولا يزال أهل العلم ينهلون من علمه في الرد على أعداء الدين من اليهود والنصارى، والفرق المنسبة للإسلام كالرافضة والحلولية والجهمية، والفرق المبتدعة كالأشعرية والمرجئة.
وتحقيقاته في مسائل الفقه والحديث والتفسير والسلوك أشهر من أن نذكر نماذج لها، فكتبه ومؤلفاته شاهدة عليها، وليس هو – رحمه الله – بحاجة لمن يزكيه من أمثالنا، بل علمه وفقهه حاضر شاهد لا ينكره إلا جاهل أو جاحد.
ثانياً:
وشهادات الأئمة في عصره، وبعد عصره تبين للمنصف كذب الادعاءات التي يفتريها أعداء الملة، وأعداء السنَّة على هذا الإمام العلَم، وفي ثنايا هذه التزكيات بيان علم وفقه وقوة حجة هذا الإمام، وبه يُعرف السبب الذي حاربه من أجله أهل الكفر والبدعة، وهو أنه هدم أصولهم فخرَّ عليهم السقف من فوقهم، وسنذكر في بعض هذه الشهادات صحة اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية، ونصرته للسنَّة، ورده على أهل البدع والخرافات.
وهذه التزكيات والشهادات لهذا الإمام لم تكن من تلامذته وأصحابه فحسب، بل شهد له حتى مخالفوه بالإمامة والتقدم في العلم والفقه، وقوة الحجة، بل وشهدوا له بالشجاعة والسخاء والجهاد في سبيل الله لنصرة الإسلام، وهذه بعض الشهادات والتزكيات:
1. قال الإمام الذهبي – رحمه الله - في " معجم شيوخه ":
هو شيخنا، وشيخ الإسلام، وفريد العصر، علماً، ومعرفة، وشجاعة، وذكاء، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً، ونصحاً للأمَّة، وأمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر، سمع الحديث، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته، وخرج، ونظر في الرجال، والطبقات، وحصَّل ما لم يحصله غيره.
برَع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه، بطبع سيَّال، وخاطر إلى مواقع الإِشكال ميَّال، واستنبط منه أشياء لم يسبق إليها، وبرع في الحديث، وحفِظه، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث، معزوّاً إلى أصوله وصحابته، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل، وفاق الناس في معرفة الفقه، واختلاف المذاهب، وفتاوى الصحابة والتابعين، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب، بل يقوم بما دليله عنده، وأتقن العربيَّة أصولاً وفروعاً، وتعليلاً واختلافاً، ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين، وَرَدَّ عليهم، وَنبَّه على خطئهم، وحذَّر منهم، ونصر السنَّة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأُوذي في ذات اللّه من المخالفين، وأُخيف في نصر السنَّة المحضة، حتى أعلى الله مناره، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وَكَبَتَ أعداءه، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً، وعلى طاعته، أحيى به الشام، بل والإسلام، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولى الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خيلائهم، فظُنت بالله الظنون، وزلزل المؤمنون، واشْرَأَب النفاق وأبدى صفحته.
ومحاسنه كثيرة، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت: إني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه.
انظر " ذيل طبقات الحنابلة " لابن رجب الحنبلي (4/ 390).
2. وقال الحافظ عماد الدين الواسطي – رحمه الله -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/63)
والله، ثم والله، لم يُرَ تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية، علماً، وعملاً، وحالاً، وخلُقاً، واتِّباعاً، وكرماً، وحلْماً، وقياماً في حق الله تعالى عند انتهاك حرماته، أصدق النَّاس عقداً، وأصحهم علماً وعزماً، وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همةً، وأسخاهم كفّاً، وأكملهم اتباعاً لسنَّة محمد صلى الله عليه وسلّم، ما رأينا في عصرنا هذا مَن تستجلي النبوة المحمدية وسننها من أقواله وأفعاله إلا هذا الرجل يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الاتباع حقيقة.
" العقود الدرية " (ص 311).
3. وقال الحافظ جلال الدين السيوطي – رحمه الله -:
ابن تيمية، الشيخ، الإمام، العلامة، الحافظ، الناقد، الفقيه، المجتهد، المفسر البارع، شيخ الإسلام، علَم الزهاد، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني.
أحد الأعلام، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وسمع ابن أبي اليسر، وابن عبد الدائم، وعدّة.
وعني بالحديث، وخرَّج، وانتقى، وبرع في الرجال، وعلل الحديث، وفقهه، وفي علوم الإسلام، وعلم الكلام، وغير ذلك.
وكان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد، والأفراد، ألَّف ثلاثمائة مجلدة، وامتحن وأوذي مراراً.
مات في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
" طبقات الحفاظ " (ص 516، 517).
وقد طعن ابن حجر الهيتمي [من كبار فقهاء الشافعية، توفي 974هـ، وهو شخص آخر غير ابن حجر العسقلاني، صاحب فتح الباري، المتوفي 852هـ] في شيخي الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم كثيراً، واتهمهما بالقول بالتجسيم والتشبيه وقبائح الاعتقادات، وقد ردَّ عليه كثيرون، وبينوا زيف قوله، وأظهروا براءة الإمامين من كل اعتقاد يخالف الكتاب والسنة، ومن هؤلاء:
4. الملا علي قاري – رحمه الله – حيث قال – بعد أن ذكر اتهام ابن حجر لهما وطعنه في عقيدتهما -:
أقول: صانهما الله – أي: ابن القيم وشيخه ابن تيمية - عن هذه السمة الشنيعة، والنسبة الفظيعة، ومن طالع " شرح منازل السائرين " لنديم الباري الشيخ عبد الله الأنصاري قدس الله سره الجلي، وهو شيخ الإسلام عند الصوفية: تبيَّن له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة، بل ومن أولياء هذه الأمة، ومما ذكر في الشرح المذكور ما نصه على وفق المسطور:
" وهذا الكلام من شيخ الإسلام يبين مرتبته من السنَّة، ومقداره في العلم، وأنه بريء مما رماه أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل، على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنَّة بذلك، كرمي الرافضة لهم بأنهم نواصب، والناصبة بأنهم روافض، والمعتزلة بأنهم نوابت حشوية، وذلك ميراث من أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم في رميه، ورمي أصحابه بأنهم صبأة، قد ابتدعوا ديناً محدثاً، وهذا ميراث لأهل الحديث والسنة من نبيهم بتلقيب أهل الباطل لهم بالألقاب المذمومة.
وقدس الله روح الشافعي حيث يقول وقد نسب إلى الرفض:
إن كان رفضا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
ورضي الله عن شيخنا أبي العباس بن تيمية حيث يقول:
إن كان نصباً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني ناصبي
وعفا الله عن الثالث – وهو ابن القيم - حيث يقول:
فإن كان تجسيماً ثبوت صفاته ... وتنزيهها عن كل تأويل مفتر
فإني بحمد الله ربي مجسم ... هلموا شهوداً واملئوا كل محضرِ ".
" مرقاة المفاتيح " لملا علي القاري (8/ 146، 147).
وما بين علامتي التنصيص " " نقله الملا علي قاري عن الإمام ابن القيم من كتابه " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين " (2/ 87، 88).
وسئل علماء اللجنة الدائمة:
يقول الناس: إن ابن تيمية ليس من أهل السنة والجماعة، وإنه ضال مضل، وعليه ابن حجر، وغيره، هل قولهم صدق أم لا؟.
فأجابوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/64)
إن الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، يدعو إلى الحق، وإلى الطريق المستقيم، قد نصر الله به السنَّة، وقمع به أهل البدعة والزيغ، ومن حكم عليه بغير ذلك: فهو المبتدع، الضال، المضل، قد عميت عليهم الأنباء، فظنوا الحق باطلاً، والباطل حقّاً، يَعرف ذلك من أنار الله بصيرته، وقرأ كتبه، وكتب خصومه، وقارن بين سيرته وسيرتهم، وهذا خير شاهد وفاصل بين الفريقين.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 451، 254).
ثالثاً:
كلام الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي - رحمه الله – في شيخ الإسلام ابن تيمية:
الحافظ ابن حجر العسقلاني إمام مشهور، توفي عام 852 هـ، وهو صاحب التصانيف النافعة، مثل " فتح الباري شرح صحيح البخاري "، و " التلخيص الحبير "، و " تهذيب التهذيب " وغيرها، وكان للحافظ ابن حجر كلمات متفرقات في شيخ الإسلام ابن تيمية، شهد له بها بالعلم والفضل والدفاع عن السنَّة، وما ينتقده الحافظ ابن حجر – رحمه الله – على شيخ الإسلام قابل للنقض، وهو نفسه – رحمه الله – هناك من تعقبه في بعض المسائل العقيدية، ولا يهمنا هنا عرض ذلك، والبحث فيه، وإنما يهمنا نقل كلامه – رحمه الله – في شيخ الإسلام ثناء ومدحاً؛ ليتبين خطأ من قال إن الحافظ – رحمه الله – لا يقدِّر شيخ الإسلام ابن تيمية!.
وهذه نُبذ من كلام الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في حق شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
1. ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " ردّاً على واحدٍ متعصبي الأحناف زعم أنه لا يجوز تسمية ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام "، وأنه من فعل ذلك فقد كفر!، وقد ذكر فيه خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام "، ونقل أقوالهم من كتبهم بذلك، ولما قرأ الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً، وهذا نصه:
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وقفتُ على هذا التأليف النافع، والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع، فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه، وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرَّفه، وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس، وتلقيبه بـ " شيخ الإسلام " في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية، ويستمر غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره، أو تجنب الإنصاف، فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا، وحصائد ألسنتنا بمنِّه وفضله، ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبَّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في " تاريخه ": أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين، وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدّاً شهدها مئات ألوف، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد أو أضعاف ذلك: لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته، وأيضاً فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد، وكان أمير بغداد وخليفة ذلك الوقت إذا ذاك في غاية المحبة له والتعظيم، بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلد حين مات غائباً، وكان أكثر مَن بالبلد مِن الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوساً بالقلعة، ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف عليه إلا ثلاثة أنفس، تأخروا خشية على أنفسهم من العامة.
ومع حضور هذا الجمع العظيم: فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته، لا بجمع سلطان، ولا غيره، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنتم شهداء الله في الأرض) - رواه البخاري ومسلم -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/65)
ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً، بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة، وبدمشق، ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته، ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة، حتى حبس بالقاهرة، ثم بالإسكندرية، ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه، وكثرة ورعه، وزهده، ووصفه بالسخاء، والشجاعة، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام، والدعوة إلى الله تعالى في السر والعلانية، فكيف لا يُنكر على مَن أطلق " أنه كافر "، بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام: الكفر، وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك؛ فإنه شيخ في الإسلام بلا ريب، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي، ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً، وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم، والتبري منه، ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب، فالذي أصاب فيه - وهو الأكثر - يستفاد منه، ويترحم عليه بسببه، والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه، بل هو معذور؛ لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه، حتى كان أشد المتعصبين عليه، والقائمين في إيصال الشر إليه، وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني، يشهد له بذلك، وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل، الذي لم يثبت لمناظرته غيره.
ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض، والحلولية، والاتحادية، وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة، وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر، فيا قرة أعينهم إذا سمعوا بكفره، ويا سرورهم إذا رأوا من يكفر من لا يكفره، فالواجب على من تلبّس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشتهرة، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل، فيفرد من ذلك ما يُنكر، فيحذِّر منه على قصد النصح، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك، كدأب غيره من العلماء، ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف: لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته، فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم، والتميز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم، فضلاً عن الحنابلة، فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر، أو على من سمَّاه " شيخ الإسلام ": لا يلتفت إليه، ولا يعوَّل في هذا المقام عليه، بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق، ويذعن للصواب، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله، ونعم الوكيل.
صفة خطه أدام الله بقاءه.
قاله، وكتبه: أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي، عفا الله عنه، وذلك في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأول، عام خمسة وثلاثين وثمانمائة، حامداً لله، ومصليّاً على رسوله محمد، وآله ومسلماً.
" الرد الوافر " للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي (ص 145، 146)، ونقل الحافظ السخاوي – تلميذ ابن حجر – كلام شيخه في كتابه " الجواهر والدرر " (2/ 734 – 736).
2. ترجم الحافظ ابن حجر لشيخ الإسلام ابن تيمية، عليهما رحمة الله، ترجمة حفيلة في كتابه " الدرر الكامنة "، قال في أولها:
" .. وتحول به أبوه من حران سنة 67، فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الأربلي والمسلم ابن علان وابن أبي عمر والفخر في آخرين، وقرأ بنفسه ونسخ سنن أبي داود وحصل الأجزاء ونظر في الرجال والعلل، وتفقه وتمهر، وتميز وتقدم، وصنف ودرس وأفتى، وفاق الأقران، وصار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطالة على مذاهب السلف والخلف .. " انتهى.
الدرر الكامنة، في أعيان المائة الثامنة "1/ 168).
وقد نقل في هذه الترجمة كثيرا من نصوص الأئمة، في الثناء على شيخ الإسلام رحمه الله، والإقرار بإمامته في علوم المعقول والمنقول، ومن ذلك قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/66)
3. " وقرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي، في ثبت شيخ شيوخنا الحافظ بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل، ما نصه: وسمع بهاء الدين المذكور على الشيخين شيخنا وسيدنا وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى، شيخ التحقيق، السالك بمن اتبعه أحسن طريق، ذي الفضائل المتكاثرة، والحجج القاهرة، التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة، ومتعنا الله بعلومه الفاخرة ونفعنا به في الدنيا والآخرة، وهو الشيخ الإمام العالم الرباني والحبر البحر القطب النوراني، إمام الأئمة، بركة الأمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، شيخ الإسلام، حجة الأعلام، قدوة الأنام، برهان المتعلمين، قامع المبتدعين، سيف المناظرين، بحر العلوم، كنز المستفيدين، ترجمان القرآن، أعجوبة الزمان، فريد العصر والأوان، تقي الدين، إمام المسلمين، حجة الله على العالمين، اللاحق بالصالحين، والمشبه بالماضين، مفتي الفرق، ناصر الحق، علامة الهدى، عمدة الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، ركن الشريعة، ذو الفنون البديعة، أبو العباس ابن تيمية!! "
الدرر الكامنة (186 - 187).
رابعاً:
إذا كانت هذه النصوص التي نقلناها أو أشرنا إليها، من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله، أو مما نقله الحافظ عن غيره، ناطقة بتقدير شيخ الإسلام، والإشادة بمنزلته من العلم والدين؛ فإن ذلك لا يعني أن الحافظ لم يخالف شيخ الإسلام البتة في مسألة من المسائل العلمية، أو لم ينتقده قط؛ فما زال أهل العلم يردون بعضهم على بعض؛ من غير أن يلزم من ذلك أن يكون الراد لا يقدر المردود عليه قدره، فضلا عن أن يبدعه أو يضلله، وقديما قال الإمام مالك رحمه الله قولته الشهيرة: " كل يؤخذ من قوله ويترك، إلا صاحب هذا القبر "، أو نحوا من ذلك، ـ يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ.
وهذا بغض النظر عما إذا كان الصواب، في المسألة المعينة، مع شيخ الإسلام، أو مع مخالفه ومن يرد عليه، الحافظ ابن حجر أو غيره. فكيف إذا كان الصواب في عامة ما أنكروه عليه، أو معظمه في جانب شيخ الإسلام، رحم الله الجميع.
ويمكن مراجعة كثير من هذه المسائل التي انتقدت على شيخ الإسلام، ولا سيما من قبل ابن حجر الهيتمي، المشار إلى موقفه آنفا، فيما كتبه الشيخ نعمان خير الدين ابن الآلوسي رحمه الله، في كتابه النافع: " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "، يعني: أحمد بن تيمية، وأحمد بن حجر الهيتمي، عليهما رحمة الله.
وينظر أيضا كتاب: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهو بحث أكاديمي من إعداد الدكتور: عبد الله بن صالح الغصن.
خامساً:
ما ورد في السؤال من أن شيخ الإسلام انحرف عن العقيدة الصحيحة ووصف الله تعالى بصفات خلقه، هو من أفرى الفرى، وأبين الكذب على شيخ الإسلام ومنهجه وعقيدته، ومن يطالع شيئا من مصنفاته الكبار أو الصغار يتحقق ذلك، ومن هذه النصوص والقواعد التي يشق الإشارة إلى جميعها هنا، فضلا عن نقلها، قوله رحمه الله:
" اتفق سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس كمثله شيء، لا فى ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقال من قال من الأئمة: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها " اهـ
فتاوى شيخ الإسلام (2/ 126).
وقال رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، وبما وصفه به السابقون الأولون؛ لا يُتجاوز القرآن والحديث.
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله؛ لا يتجاوز القرآن والحديث. ٍ
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجى، بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول، وأفصح الخلق في بيان العلم، وأفصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد.
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء، لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله، فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة، وله أفعال حقيقة، فكذلك له صفات حقيقة؛ وهو ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة؛ فانه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه، ويمتنع عليه الحدوث؛ لامتناع العدم عليه، واستلزام الحدوث سابقة العدم، ولافتقار المحدَث إلى محدِث، ولوجوب وجوده بنفسه، سبحانه وتعالى.
ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل؛ فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله؛ فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا، ويحرفوا الكلم عن مواضعه، ويلحدوا في أسماء الله وآياته.
وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل فهو جامع بين التعطيل والتمثيل؛ أما المعطلون فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات؛ فقد جمعوا بين التعطيل والتمثيل؛ مثلوا أولا، وعطلوا آخرا؛ وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من أسمائه وصفاته، بالمفهوم من أسماء خلقه وصفاتهم، وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى .. "
فتاوى شيخ الإسلام (5/ 26 - 27).
ونصوص شيخ الإسلام في هذا المعنى كثيرة جدا، كما أشرنا، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله.
والله الموفق.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/96323/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/67)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:20 م]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخي الفاضل
ورحم الله شيخ الإسلام إبن تيميه
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:34 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخي الفاضل
ورحم الله شيخ الإسلام إبن تيميه
حياكم الله أخي الفاضل الكريم
وبالنسبة لقولك شيخي الفاضل: فإن كنت تقصد صاحب الجواب أو المقال فهو لذلك أهل.
أما إن كنت تقصد شخصي فلست أهلا لهذا الوصف أيها المبارك،،، بارك الله فيكم وجزاكم الخير والجنة
ـ[أبو عبد العزيز السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:50 م]ـ
بارك الله فيكم
رحم الله الامام ابن تيمية
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... كان آية من آيات الله في خلقه ... فرحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 06:41 م]ـ
بارك الله فيكم
رحم الله الامام ابن تيمية
اللهم آمين. . .
وفيكم بارك الله
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ... كان آية من آيات الله في خلقه ... فرحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم
اللهم آمين
بارك الله فيكم أخي. . .
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:56 م]ـ
لكن هل صحيح ان ابن حجر ذكر بعض القصص المكذوبة على شيخ ابن تيمية في الدرر الكامنة و لم يتعرض لها بالنقد؟(58/68)
محاربة الشرك ,اللجوء الى العرافين نمودجا
ـ[احمد بيجة]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:12 ص]ـ
السلام عليكم ,يبدوا والله اعلم ان المجتمع المغربي اغلب مكوناته عند الشدائد ونزول المرض يلتجؤون مباشرة الى العرافين او ما يسمى بالفقيه في ثقافتهم التي يعمها الجهل بالكتاب والسنة في رايكم هل يمكن محاربة هؤلاء المشعودين مع العلم انهم يحاربون العقيدة الاسلامية ويستغلون حالة المرض فيطلبون اثمنة باهضة فلا يكون من المريض او اهله سوى الادعان لما طلبه هدا المشعود من مال وان كان كثيرا الامر خطير وخطير جدا هل يمكن يوما وجدو هيئة للامر والمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا كما في بلاد الاخوة في المملكة العربية السعودية؟؟؟ نتمنى دلك وان تخلل الامر اكراهات والله اعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:26 ص]ـ
الأمر مرهون بكم هناك أخي الحبيب وإن محاربة هؤلاء واجبة فالسحر من الموبقات السبعة ويجب محاربته وتوعية الناس بالكتاب والسنة وبيان الصواب من الخطأ وفتح ابصارهم ....
وبارك الله فيكم ... والله تعالى أجل واعلم.
ـ[احمد بيجة]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:45 ص]ـ
سلام الله عليكم اظن ان الامر خطير وهدا الموضوع نعايشه كل يوم فاين الردود.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم ,يبدوا والله اعلم ان المجتمع المغربي اغلب مكوناته عند الشدائد ونزول المرض يلتجؤون مباشرة الى العرافين او ما يسمى بالفقيه في ثقافتهم التي يعمها الجهل بالكتاب والسنة في رايكم هل يمكن محاربة هؤلاء المشعودين مع العلم انهم يحاربون العقيدة الاسلامية ويستغلون حالة المرض فيطلبون اثمنة باهضة فلا يكون من المريض او اهله سوى الادعان لما طلبه هدا المشعود من مال وان كان كثيرا الامر خطير وخطير جدا هل يمكن يوما وجدو هيئة للامر والمعروف والنهي عن المنكر في بلادنا كما في بلاد الاخوة في المملكة العربية السعودية؟؟؟ نتمنى دلك وان تخلل الامر اكراهات والله اعلم
و عليكم السلام
هؤلاء السحرة والمشعوذين الذي يروج لهم هو شيوخ الصوفية وأقطابهم فهم يرون تلك كرامات وفتوحات ومكاشفات وهم يستخدمون الطلاسم والأسحار
فالحل أخي الفاضل هو تعليم الناس التوحيد والعقيدة الصحيحة وتحذيرهم من الشرك و الصوفية والخرافات
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:54 ص]ـ
جقيقة الأمر له أهمية وعلى المسلمين النظر في هذا الموضوع لا سيما من له السلطة هناك
أسأل الله أن يعينكم فإظهار الحق يحتاج إلى صبر ومجاهدة وإت لكم في رسول الله أسوة حسنة
جزاكم الله كل خير
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:13 م]ـ
المشكل أن أغلبية هؤلاء الذين يأتون العرافين جهلة سذج لاعلاقة لهم بالنت ولا بأهل العلم
وبالتالي من البلية مخاطبة من لايفهمك ولا يرعوي.
بعض السحرة والعرافين ملكوا الدور والقصور والسيارات الفارهة جراء الضحك علي ذقون الناس.
عندنا رجل مشبوه يزعم أنه يمتلك عشبة طبية فيها أسرار عجيبة لايعرفها أحد ويقول أنه يذهب لقطفها في الليل. حتي زوجته تقول للمرضي أنه لايطلعها علي هذا السر.
وقد ذهب إليه بعض من نعرفهم فوجدوا عنده خلقا كثيرا ولا بد أن تنظر من الصباح إلي السماء وقد يستغرق الأمر يومين أو أكثر.
أمر عجب نسأل الله صلاح الحال والمآل.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:18 م]ـ
أخي الحبيب لإن من امتهن مهنة السحر والشعوذة خارج عن دين الاسلام وإنما السحر من (السبع الموبقات) وكثير من الجهال مخدعوين بهم يظنون أنهم باستطاعتهم شفائهم والله المستعان
وهناك شريط للشيخ ممدوح الحرب اسمه (السحر ذلك العالم المجهول)
والله تعالى أعلم
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:20 م]ـ
المشكل أن أغلبية هؤلاء الذين يأتون العرافين جهلة سذج لاعلاقة لهم بالنت ولا بأهل العلم
وبالتالي من البلية مخاطبة من لايفهمك ولا يرعوي.
بعض السحرة والعرافين ملكوا الدور والقصور والسيارات الفارهة جراء الضحك علي ذقون الناس.
عندنا رجل مشبوه يزعم أنه يمتلك عشبة طبية فيها أسرار عجيبة لايعرفها أحد ويقول أنه يذهب لقطفها في الليل. حتي زوجته تقول للمرضي أنه لايطلعها علي هذا السر.
وقد ذهب إليه بعض من نعرفهم فوجدوا عنده خلقا كثيرا ولا بد أن تنظر من الصباح إلي السماء وقد يستغرق الأمر يومين أو أكثر.
أمر عجب نسأل الله صلاح الحال والمآل.
ـ[احمد بيجة]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم شكرا جزيلا على الردود اخوتي في الله ان اغلب هؤلاء الدين يلتجؤون الى هؤلاء يقولون لقد لقيت شفاءا تاما على يد فلان لقد دهبت اليه وانا في حالة افقد فيها التوزان و لا اعرف اين انا لكن ما ان قمت بوضع تلك القطعة من الورق على شكل بخور والقيام بتبخيرها قلت اني امزح وشوفيت تماما ,قلت له الله هو الدي شافاك وكل ما حاولت اقناعه ان هدا العمل حرام قال لي لقد شوفيت وهدا هو غاية ما ابحث عنه ,والمشكل اخوتي في الله انه من الصعوبة اقناع هؤلاء وكان شيطانا يتحكم في عقولهم وتراهم يعمرون المساجد لا تفوتهم صلاة لكن ما ان يبتليهم الله تعالى حتى يهرولوا الى هؤلاء العرافين نسال الله العافية ,والحل في رايي المتواضع لحل هدا المشكل وهده المعصية الكبيرة وضع اماكن للتداوي بالرقية الشرعية فكماان هناك عيادات طبية لابد ان تكون هناك ايضا عيادات للرقية الشرعية والتداوي بالقران الكريم لكن كيف يمكن تفعيل دلك وتطبيقه على ارض الواقع نسال الله ان يوفقنا لما فيه خير للبلاد والعباد والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/69)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:08 ص]ـ
الأخ الحبيب احمد بيجة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافا فلن تقبل منه صلاة اربعين ليلة ومن أتاه وصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) وهذا الحديث صحيح.
فالمسألة تذهب بالمسلمين الي الهاوية فلا يصدق بما يجيء به هذا المشعوذ من اكاذيب واعلم علمني الله تعالى وإياك أن الصواب هو توعية هذه العقول البعيدة عن الشريعة بمخاطر السحر.
ولو تستطيعون توزيع شريط (السحر ذلك العالم المجهول) فيما بينهم لكان خيرا ويكون سببا في توعية الكثيرين وبيان خطر السحر وأنه من السبع الموبقات وتخرج من يأتيهم من الملة إن صدفهم!!!!
والله تعالى أعلم(58/70)
لامجاز في القرآن والسنة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
كلام الله وكلام رسوله
- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-
على الحقيقة لا على المجاز
لأن كل مجاز يجوز نفيُهُ
ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر
فتقول لمن قال:
(رأيت أسداً يرْمي)
(ليس هو بأسدٍ وإنما هو رجلٌ شجاع)
ولاشك أن القول بجواز نفي شيءٍ في القرآن أو في السنة المطهرة
خروج عن الحق المبين واتباع غير سبيل المؤمنين
وهو ذريعة لنفي كثير من صفات الله تعالى في القرآن والسنة المطهرة
وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون لنفي ذلك فقالوا:
لايد .. لا استواء ... لانزول ... الخ
لأن هذه الصفات - بزعمهم الضال الفاسد - لم تُرد حقائقُها
بل هي عندهم مجازات
فاليد عندهم مجازعن النعمة أو القدرة
والإستواء عندهم مجاز عن الإستيلاء
والنزول عندهم مجاز عن عن نزول أمره
وهكذا ..
.....
والمجاز هو اتهام للشارع بالعجز عن التعبير بالحقيقة
لأن المتكلم يعدل عن الحقائق إلى المجازات إذا ضاق عليه بعض طرق الكلام
فهل تضيق طرق الكلام على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. !!
.....
والمجاز هو اتهام للشارع بالكذب لأن المجاز في حد ذاته يشبه الكذب
و المجاز كلما كان أكثر إغراقاً في التخييل والكذب
كان أكثر تأثيراً على النفوس
فالمجاز والكذب .. كلاهما خلاف الحقيقة .. !
وكلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على الحقيقة
........................
ومن أشهر استدلالات القائلين بوقوع المجاز في القرآن
((آية سورة يوسف))
قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف:
" واسأل القرية التي كنّا فيها"
آية 82
والجواب عليها:
أن سؤال القرية هو على الحقيقة لأن القرية لاتسمّى قرية لُغةً إلا وفيها سكّانها
فهي سميت قرية لما وقر فيها من أهلها مأخوذت من قريت الماء في الحوض إذا جمعته
والقرية هي مجموع:
(السكان) و (البنيان)
فإن كان المراد بالقرية البنيان دون السكان فلابد من تقييدها
كقوله تعالى:
" أو كالذي مرّ على قريةٍ وهي خاوية على عروشها"
والقُرى بدون سكانها تُسمّى أطلالاً وآثاراً
((آية سورة الكهف))
قال تعالى:
" فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ فأقامه"
آية 77
والجواب عليها من وجهين:
الأول:
أنه لامانع من إسناد الإرادة إلى الجماد من حيث اللغة
لأن العرب أصلاً تستعمل الإرادة بمعنى الميل
سواءً للذي يكون معه شعور كالكائن الحي
أو للذي لايكون معه شعور كالجمادات
فتقول:
(فلان يريد الخير)
بمعنى يميل إلي الخير
وتقول:
(هذا سقف يريد أن يسقط)
بمعنى يميل إلى السقوط
وهو من أفصح كلام العرب كما نقله الطبري وبه فسره القرطبي وابن كثير
الثاني:
أنه لامانع من حمل الإرادة هنا على المعنى الحسّي
لأنه ما من شيء إلا ويَحسُّ بحسبهِ
كما قال تعالى:
" وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم"
وقوله تعالى:
" وإن منها لما يهبط من خشية الله"
وقوله تعالى:
" لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله"
وقوله تعالى:
" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها "
وكما ثبت من حنين الجذع الذي كان يخطب عليه
النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
(صحيح البخاري)
وكقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" إني لأعرف حجراً كان يسلم عليّ في مكة"
(صحيح مسلم)
فلا مانع من أن يعلم الله من ذلك الجدار إرادة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
ويهمنا أن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
على الحقيقة لامجاز فيه
..................
ومثل آية يوسف وآية الكهف
(آية الإسراء)
قال تعالى:
" وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا"
آية 72
الكلام على الحقيقة
فالعرب تطلق العمى على عمى البصر وعمى البصيرة
جاء في القاموس المحيط
" (عَمِي) ذهب بصره كله ... والعمى أيضاً:ذهاب بَصَر القلب"
فمن كان في الدنيا عمي بصر قلبه
عن حجج الله وآياته وإنعامه مع أن أبصارهم عاينتها وشاهدتها
فهو في الآخرة سيجتمع له العمى بمعنييه
فهو أعمى البصر وأعمى البصيرة
والجزاء من جنس العمل
قال تعالى:
"قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا"
طه آية 20
وتفسيرها:
ربِ لم حشرتني أعمى عن حجتي وأعمى عن رؤية الأشياء
وقد كنت في الدنيا ذا بصرٍ بذلك كُلّه
وقد فسرها بذلك الإمام الطبري رحمه الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
الكلام في آية الذاريات على الحقيقة
"والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون " (47)
والمقصود بالأيْد القوّة من الأيد والتأييد
وأصلها آد يئيد
وليست جمع يد فإن جمع كلمة: (يد)
هو: (الأيدي والأيادي)
أما الأيْد في هذه الآية فهو بمعنى القوة
كما قال تعالى عن نبيه داود عليه السلام:
" اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)
ص
....................
والكلام في آية القلم على الحقيقة
"يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)
و معنى الآية هو:
يوم يكشف الرحمن - سبحانه - عن ساقه يوم القيامة
وهذا القول ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه
حيث قال في تفسير هذه الآية:
(يكشف عن ساقه تبارك وتعالى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/71)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:13 م]ـ
الكلام في آية " فصّلت" على الحقيقة
قال تعالى عن القرآن الكريم:
" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) "
فالمقصود بقوله:" من بين يديه "
أي:من أمامه بدليل مابعدها
وهو قوله:" ولا من خلفه"
كقوله تعالى:
" فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)
سورة البقرة
فالمقصود بقوله: " بين يديها"
أي: أمامها بدليل ما بعدها
وهو قوله: " وما خلفها"
وكقوله تعالى في آية الكرسي:
" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ "
سورة البقرة
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله:" وما خلفهم"
وكقوله تعالى حكاية عن قول إبليس:
"ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
سورة الأعراف
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله:" وما خلفهم"
وكقوله تعالى:
"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ " (11)
سورة الرعد
فالمقصود بقوله:" من بين يديه"
أي: من أمامهِ بدليل ما بعدها
وهو قوله:" ومن خلفه"
وكقوله تعالى:
"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)
سورة طه
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله:" وما خلفه"
والآيات كثيرة
والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً
وهو الذي نزل بلسان العرب الفصيح المبين
والعرب تعبر مرّة بهذا ومرة بهذا على الحقيقة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:16 م]ـ
المجاز أمرٌ حادثٌ في اللغة العربية
فالتركيب والإضافة تدل على اختصاص الكلمة بما أضيفت إليه على الحقيقة
مثل قوله تعالى::
"يدُ الله فوق أيديهم"
فيد الله يد حقيقيّة
تليق بجلال الله وعظمته على كيفيّة لايعلمها إلا هو
وأيدي الناس أيدٍ حقيقيّة
تخصّهم وتليق بهم
- والفوقيّة على الحقيقة و لاتستلزم المماسّة -
ومثل:
(جناح الطائر)
هو حقيقة في الطائر لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه
و (جناح الطريق)
هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه
ومثل:
(ظهر الإنسان)
هو حقيقة في الإنسان لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه
و (ظهر الطريق)
هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه
فالتركيب والإضافة والتقييد تبيّن حقيقة الشيء بما يخُتصّ به
وبما قُيّد به أو أُضيف إليه وهكذا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:16 م]ـ
لابد أن يعلم القاريء من الصفحات السابقة
أن الحقيقة تنقسم إلى قسمين:
الأولى:
الحقيقة الإفراديّة
والثانية:
الحقيقة التركيبيّة
فكلمة: ((الجناح))
حقيقة مفردة
وكلمة:
((جناح الذُلّ))
((جناح الطريق))
((جناح النسر))
((جناح العصفور))
هذه حقيقة تركيبيّة
فالجناح حقيقة فيما أضيف إليه كل واحدٍ منها بما يليقُ به
.....................
ويتبيّن للقاريء الكريم مما مضى أن المجاز قسمان:
الأول:
المجاز الذي هو بمعنى التفسير
كما هو صنيع أبي عبيدة بن المثنى رحمه الله
مثل: تفسيره لهذه الآيات بعبارة المجاز وهي التفسير
لقوله تعالى:" ثم استوى على العرش"
قال مجازه: ظهر على العرش وعلا عليه ويقال استويت على ظهر الفرس وعلى ظهر البيت "
كتاب مجاز القرآن 1/ 226
فياليت المجازيين فهموا المجاز على هذا النحو حتى يكون الخلاف لفظيّاً كما يزعم بعضهم
والثاني:
المجاز الذي هو بمعنى التأويل
وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لمناسبة بينهما تسمى العلاقة
فالمعنى الثاني للمجاز هو:
(المنفي عن الكتاب والسنة بل واللغة)
فإن كان الخلاف بيننا في أن المجاز واقع في أسماء الله وصفاته
فإن الخلاف عقائدي
وإن كان الخلاف بيننا في أن المجاز واقع في غير الأسماء والصفات
فالخلاف أدبي
والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:17 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/72)
الفائدة المرجوّة من هذا الموضوع الذي تكاثرت صفحاته وسطوره
اليقظة والإنتباه لأغراض الجهمية بدرجاتهم الثلاث:
(الجهمية) و (المعتزلة) و (الأشاعرة والماتريديّة)
من قولهم بالمجاز في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
فقد وقف أهل الأهواء
أمام نصوص
(الأسماء و الصفات)
موقف " المجاز "
هرباً من (الحقيقة)
زاعمين أن إثباتها على الحقيقة
على منهاج السلف الصالح
هو: (التجسيم والتشبيه)
فكأن القرآن الكريم
(كتاب تجسيم وتشبيه)
عليهم من الله ما يستحقون
ومعلوم
أن نقل نصوص
الأسماء والصفات
من (الحقيقة) إلى " المجاز"
عبث في النصوص
ذلك أن " المجاز "
اصطلاح غير مستقيم
وفيه مفاسد
في العقل واللغة والشرع
فمفسدته العقلية هي:
(عدم تحديده بضابط ٍ وقانونٍ مستقيم)
ومفسدته اللغوية هي:
(فيه تغيير للأوضاع اللغوية
التي اصطلح عليها الشرع واللغة
وتغيير ذلك تمهيد
لتحريف المعاني الشرعية)
ومفسدته الشرعية هي:
(تحريف كلام الله تعالى والتشكيك فيه بأنه كلام غير حقيقي بل كلام مجازي)
مع العلم
بأن القائلين " بالمجاز"
متفقون على أن الأصل في الكلام
(الحقيقة)
وأن
" المجاز "
على خلاف الأصل .. !
ولا ينقل عن (حقيقته) إلى " المجاز"
إلا بشرط وجود قرينة تبيح ذلك .. !
وهو شرط لم يلتزموا به في أسماء الله وصفاته
والقول " بالمجاز" في بعض الصفات
و (الحقيقة) في البعض الآخر
تحكّم بحت
من قبل الأشاعرة والماتريدية وأشباههم
ومن مبطلات المجاز في أسماء الله وصفاته
أن بعض الكلمات لها معانٍ كثيرة
مثل كلمة: (القُرء)
فهي تدل على الطهر وتدل على الحيض
فأيهما حقيقة وأيهما مجاز
وكلمة: (الدلوك)
فهي تدل على الزوال وتدل على الغروب
فأيهما حقيقة وأيهما مجاز
ثم إن " المجاز" كذب في أسماء الله وصفاته
لأنه يتناولها على خلاف حقيقتها
و" المجاز"
ُسلّم ومطيّة للتعطيل
فهؤلاء الأشاعرة والمعتزلة وأشباههم
يجعلون القرآن
كلام الله " مجازاً" .. !
وهو كلام جبريل " حقيقة" .. !
واليد " مجازية "
والاستواء " مجازي"
والعلو " مجازي "
والنزول " مجازي"
والرحمة " مجازية"
والرضا " مجازي"
والغضب" مجازي "
أفعال العباد منسوبة إليهم " مجازاً لا حقيقة لها"
ورؤية الله " مجازية "
عذاب القبر " مجازي لا حقيقي"
والفلاسفة
جعلوا
البعث " مجازي "
والجنة " مجازية"
والنار " مجازية "
وأهل وحدة الوجود يقولون:
وجودنا " مجاز"
ولا وجود على الحقيقة إلا وجود الله وأفعاله .. !
فحملُ صفات الغضب والرضا والاستواء والنزول على " المجاز"
هو نفي حقيقة هذه الصفات ولا يجوز نفي ما أثبته الله لنفسه
و" المجاز" في الصفات بدعة
وضع المعتزلة
أُُسُسها
وبنوا عليها نفي الصفات
وأوّل من تكلم فيه (الجاحظ)
ثم تلقاه عنهم الأشاعرة والماتريدية
وترتب على ذلك مفاسد
في جحد أسماء الله وصفاته
حين صار " المجاز"
الذريعة الأولى
لنفي ما وصف الله به نفسه
ثم إن (المجاز)
في أسماء الله وصفاته
غير مقطوع به
بل مجرد ظنٍ
لا نصّ عليه
والشريعة ذمت اتباع الظن
ولقد كان " المجاز "
السلّم الذي تسلقته (الباطنية)
لنسف الشريعة وتعطيل النصوص
فصارت الصلاة عندهم موالاة الإمام .. !
والصيام إمساك سر الإمام .. !
والحج القصد الى مرقد الإمام .. !
و (البقرة) في قوله تعالى:
" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة"
هي أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها-
و (الجبت والطاغوت)
وزيري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وصاحبيه الصديق والفاروق - رضي الله عنهما-
وقربهما منه في موته قربهما منه في حياته
وطينة قبريهما هي طينة قبره .. !
و (الشجرة الملعونة في القرآن)
بنو أمية .. !
ثم إن العدول عن (الحقيقة)
الى " المجاز"
يقتضي نسبة الله تعالى إلى العجز .. !
ولايمكن أن نقول أن الله لم يجد لفظاً أفضل من
(استوى على العرش)
فجاء المتكلمون الضالون
وأتوا بأفضل منه وهو لفظ (استولى)
عياذاً بالله من تحريفاتهم
أما أسماء الله وصفاته
فهي حقيقة لا تتعذر حقيقتها
ونثبتها بمايليق به سبحانه بلا كيف
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
نفى المثل وأثبت السمع والبصر في آية واحدة
(أول من عرف بلفظ المجاز)
هذا نصّ كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وهو كلام عام في لفظ "الحقيقة والمجاز"
في المجلد السابع صفحة 87 و88 وهذه قطعة منه:
( ... المشهور أن الحقيقة والمجاز
من عوارض الألفاظ وبكل حال
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة
لم يتكلم به أحد من الصحابة
ولا التابعين لهم بإحسان
ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم
كمالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي
بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو
كالخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العلاء ونحوهم
وأول من عُرف أنه تكلم بلفظ "المجاز"
أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/73)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:18 م]ـ
ولزيادة الطمأنينة أنقل فتوى العلامة العثيمين رحمه الله وهذا نصها:
سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى نور على الدرب (نصية):
التفسير
السؤال: هذه رسالة المستمع عامر جودي حربي من العراق بغداد يقول من خلال قراءتي للقرآن الكريم وتكراره تبين لي أنه قد ورد ذكر النفس بكثرة في عدة سورٍ من القرآن بينما ذكر الروح لم يكن بتلك الكثرة والروح التي يراد بها روح الإنسان لم ترد إلا مرةً واحدة في قوله تعالى (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فهل هناك فرق بين الروح والنفس وما هو؟
جواب الشيخ:
الروح في الغالب تطلق على ما به حياة
سواءٌ كان ذلك حساً أو معنى
فالقرآن يسمى روحاً
لقوله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا)
لأن به حياة القلوب بالعلم والإيمان
والروح التي يحيا بها البدن تسمى روحاً كما في الآية التي ذكرها السائل
(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
أما النفس فتطلق على ما تطلق عليه الروح كثيراً
كما في قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها التي لم تمت في منامها
فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى)
وقد تطلق النفس على الإنسان نفسه
فيقال مثلاً هذا جاء فلان نفسه وكلمني نفس فلان وما أشبه ذلك
فتكون بمعنى الذات فهما يفترقان أحياناً ويتفقان أحياناً بحسب السياق
وينبغي من هذا أن يعلم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها
فقد تكون الكلمة الواحدة لها معنىً في سياقٍ ومعنىً آخر في سياق
فالقرية مثلاً
تطلق أحياناً على نفس المساكن
وتطلق أحياناً على الساكن نفسه
ففي قوله تعالى عن الملائكة الذين جاءوا إبراهيم
(إنا مهلكو أهل هذه القرية)
المراد بالقرية هنا المساكن
وفي قوله تعالى:
(وإن من قريةٍ إلا ونحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً)
المراد بها الساكن
وفي قوله تعالى:
(أو كالذي مر على قريةٍ وهي خاوية على عروشها)
المراد بها المساكن
وفي قوله:
(واسأل القرية التي كنا فيها)
المراد بها الساكن
فالمهم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها وبحسب ما تضاف إليه
وبهذه القاعدة المهمة المفيدة
يتبين لنا رجحان ما ذهب إليه كثيرٌ من أهل العلم
من أن القرآن الكريم ليس فيه مجاز
وأن جميع الكلمات التي في القرآن كلها حقيقة
لأن الحقيقة هي التي يدل عليها سياق الكلام بأي صيغةٍ كان
فإذا كان الأمر كذلك
تبين لنا بطلان قول من يقول إن في القرآن مجازاً
وقد كتب في هذا أهل العلم وبينوه
ومن أبين ما يجعل هذا القول صواباً
أن من علامات المجاز صحة نفيه
بمعنى أن تنفيه وتقول هذا ليس هذا
وهذا لا يمكن أن يكون في القرآن
فلا يمكن لأحدٍ أن ينفي شيئاً مما ذكره الله تعالى في القرآن.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6474.shtml
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
وسئل الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى نور على الدرب (نصية):
التفسير
السؤال: المستمع خالد من الرياض يقول نقرأ كثيراً في كتب التفاسير عن الحرف الزائد في القرآن مثل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فيقولون بأن الكاف زائدة قال لي أحد الاخوة ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز فإن كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى واسأل القرية وأشربوا في قلوبهم العجل؟
جواب الشيخ:
نعم الحقيقة
إن نِعم الجواب أن نقول إن القرآن ليس فيه شيء زائد
إذا أردنا بالزائد ما لا فائدة فيه
فإن كل حرف في القرآن فيه فائدة
أما إذا أردنا بالزائد ما لو حذف لاستقام الكلام بدونه فهذا موجود
موجود في القرآن
ولكن وجوده يكون أفصح وأبلغ
وذلك مثل قوله تعالى:
(وما ربك بظلام للعبيد)
فالباء هنا نقول إنها زائدة في الإعراب
ولو لم تكن موجودة في الكلام لاستقام الكلام بدونها
ولكن وجودها فيه فائدة
وهو زيادة تأكيد نفي
أي نفي أن يكون الله ظالماً للعباد
وهكذا جميع حروف الزيادة
ذكر أهل البلاغة أنها تفيد التوكيد
أقول إن أهل البلاغة ذكروا أن جميع الحروف الزائدة تفيد التوكيد
في أي كلام كانت
ولهذا نقول إنها أي الباء في مثل قوله تعالى:
(وما ربك بظلام للعبيد)
أو
الكاف في قوله تعالى:
(ليس كمثله شيء)
إنها زائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/74)
زائدة كيف نقول زائدة
زائدة نقول:
هي زائدة من زاد اللازم زائدة من زاد المتعدي
وذلك لأن زاد تكون ناقصة وتكون متعدية
فمثل إذا قلت زاد الماء حتى وصل إلى أعلى البئر
هذه الزيادة غير متعدية
بمعنى أن الفعل فيها ناقص لا ينصب المفعول به
وإذا قلت زادك الله من فضله زادك الله من فضله
كان الفعل هنا متعدياً
فيكون مفيداً فائدة غير الفاعل
فنقول هذا الحرف زائد.
زائد يعني هو بنفسه زائد لو حذف لاستقام الكلام بدونه
زائد أي زائد معناً بوجوده
نعم أقول في القرآن حروف زائدة
بمعنى إنها لو حذفت لاستقام الكلام بدونها
ولكنا مفيدة معناً ازداد به الكلام بلاغة
وهو التوكيد
وأما قوله ليس في القرآن مجاز
فنعم ليس في القرآن مجاز
وذلك لأن من ابرز علامات المجاز
كما ذكره أهل البلاغة صحة نفيه
وليس في القرآن شيء يصح نفيه
وتفسير هذه الجملة
أن من أبرز علامات المجاز صحة نفيه
أنك لو قلت رأيت أسداً يحمل سيفاً بتاراً
فكلمة أسد هنا يراد بها الرجل الشجاع
ولو نفيتها عن هذا الرجل الشجاع
وقلت هذا ليس بأسد
لكان نفيك صحيحاً
فإن هذا الرجل ليس بأسد حقاً
فإذا قلنا إن في القرآن مجازاً استلزم ذلك أن في القرآن ما يجوز نفيه ورفعه
ومعلوم أنه لا يجرؤ أحد على أن يقول إن في القرآن شيء يصح نفيه
وبذلك عُلم أنه ليس في القرآن مجاز
بل إن اللغة العربية الفصحى كلها ليس فيها مجاز
كما حقق ذلك شيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم
و أطنب في الكلام عليها على هذه المسألة
شيخ الإسلام في الإيمان
و ابن القيم في الصواعق المرسلة
فمن أحب أن يراجعهما فليفعل
وأما قوله تعالى:
(واسأل القرية التي كنا فيها)
ما الذي يفهم السامع من هذا الخطاب
سيكون الجواب يفهم منه أن المسألة أهل القرية كلها
ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أن نسأل القرية التي هي مجتمع القرية
التي هي مجتمع القوم ومساكنهم أبداً
بل بمجرد ما يقول اسأل القرية ينصبّ الفهم والذهن
أن المراد اسأل أهل القرية
وعبر بالقرية عنهم كأنهم يقولون اسأل كل من فيها
وكذلك قوله:
(أشربوا في قلوبهم العجل)
فإنه لا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب
أن العجل نفسه صار في القلب
وإنما يفهم منه أن حب هذا العجل أشرب في القلوب
حتى كأن العجل نفسه حل في قلوبهم
وهذا فيه من المبالغة ما هو ظاهر
أعني في مبالغة هؤلاء في حبهم للعجل
والأمر ظاهر جداً
فكل ما يفهم من ظاهر الكلام فهو حقيقته
فلتفهم هذا أيها الأخ الكريم
أن كل ما يفيده ظاهر الكلام فهو حقيقته
ويختلف ذلك باختلاف السياق والقرائن
فكلمة القرية مثلاً ا
ستعلمت في موضع نعلم أن المراد بها أهل القرية
واستعملت في موضع نعلم أن المراد بها القرية التي هي مساكن القوم
ففي قوله تعالى:
(وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة)
لاشك أن المراد بذلك أهل القرية لأن القرية نفسها وهي المساكن لا توصف بالظلم
وفي قوله تعالى:
(إنا مهلكوا أهل هذه القرية)
لا شك أن المراد بالقرية هنا المساكن ولذلك أضيفت لها (أهل)
فتأمل الآن
أن القرية جاءت في السياق لا يفهم السامع منها أن المراد بها أهل القرية
وجاءت في سياق أخر لا يفهم السامع منها ألا المساكن مساكن القوم
وكل ما يتبادر من الكلام فإنه ظاهره وحقيقته
وبهذا يندفع عنا ضلال كثير
حصل بتأويل بل بتحريف الكلم عن مواضعه
بادعاء المجاز
فما ذهب أهل البدع في نفيهم لصفات الله عز وجل جميعها أو أكثرها
بل بنفيهم حتى الأسماء إلا بهذا السُّلم الذي هو المجاز نعم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6660.shtml
ـ[أبو سيف التغلبي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:05 م]ـ
هذا رأي ابن تيميّة رحمه الله، والصحيح: أن اثبات المجاز في القرآن ونفية عن آيات الأسماء والصفات، وذلك أن القرآن نزل بلغة العرب التي تحتمل المجاز.
والآيات التي فيها مجاز كثير جداً لو أردتها كتبتها لك.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:45 م]ـ
حياك الله أخي الحبيب ابو سيف
أعلم علمني الله تعالى وإياك أنه لا مجاز في القرآن الكريم وهذا ما ذهب إليه كثير من أهل العلم ,,,,
أولا: يا حبذا لو تعرف لنا ما هو المجاز في القرآن الكريم
ثانيا: تفضل وأخبرنا أين قال هذا شيخ الاسلام رحمه الله
والسلام عليكم أخي الحبيب
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:38 ص]ـ
حياك الله أخي أبا مسلم!
أخي تعريف المجاز:
استعمال اللفظ في غير ما وضع له.
ويشترط وجود علاقة بين المعنى المجازي والحقيقي ووجود قرينة صارفة من الحقيقة إلى المجاز
وليس للمجاز في القرآن تعريف خاص بل تعريف المجاز العام ينطبق على المجاز في القرآن وفي السنة.
وأما عن كلام شيخ الإسلام رحمه الله فالذي تكلم في إنكار المجاز تلميذه العلامة ابن القيم في الصواعق المرسلة وليسا ببدع في ذلك فقد سُبقا إلى القول بإنكاره ولكن في الجانب الآخر هناك جماعة من العلماء قالوا أيضاً بالمجاز فمن اقدمهم ابن قتيبة الدينوري خطيب أهل السنة وغيره وقال الموفق ابن قدامة في الروضة: "ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/75)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:44 ص]ـ
حياك الله أخي أبا مسلم!
أخي تعريف المجاز:
استعمال اللفظ في غير ما وضع له.
ويشترط وجود علاقة بين المعنى المجازي والحقيقي ووجود قرينة صارفة من الحقيقة إلى المجاز
وليس للمجاز في القرآن تعريف خاص بل تعريف المجاز العام ينطبق على المجاز في القرآن وفي السنة.
وأما عن كلام شيخ الإسلام رحمه الله فالذي تكلم في إنكار المجاز تلميذه العلامة ابن القيم في الصواعق المرسلة وليسا ببدع في ذلك فقد سُبقا إلى القول بإنكاره ولكن في الجانب الآخر هناك جماعة من العلماء قالوا أيضاً بالمجاز فمن اقدمهم ابن قتيبة الدينوري خطيب أهل السنة وغيره وقال الموفق ابن قدامة في الروضة: "ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه"
الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة، بل إن في القرآن المجاز اللغوي.
لأن المجاز في اصطلاح أهل البلاغة، هو اللفظ استخدم في غير موضعه، فهذا باطل فاحش البطلان، فلا يظن بالله إنه يستخدم ألفاظ في غير موضعها. أما المجاز اللغوي هو ما يجوز استخدامه في اللغة. وهذا مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد قسمت المبتدعة للكلام في القرآن إلى حقيقة ومجاز، فنجيب عن كلامهم بجوابين:
أحدهما: كلام عام في لفظ "الحقيقة والمجاز". فإن تقسيم الألفاظ الدالة على معانيها إلى "حقيقة ومجاز"، وتقسيم دلالتها أو المعاني المدلول عليها إن استعمل لفظ الحقيقة والمجاز في المدلول أو في الدلالة؛ فإن هذا كله قد يقع في كلام المتأخرين، ولكن المشهور أن الحقيقة والمجاز من عوارض الألفاظ، وبكل حال؛ فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة، لم يتكلم به أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم؛ كمالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي، بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو؛ كالخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العلاء ونحوهم.
وأول من عُرف أنه تكلم بلفظ "المجاز" أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية، ولهذا قال من قال من الأصوليين - كأبي الحسين البصري وأمثاله - أنها تُعرف الحقيقةً من المجاز بطرق، منها نص أهل اللغة على ذلك بأن يقولوا: هذا حقيقة وهذا مجاز؛ فقد تكلم بلا علم، فإنه ظن أن أهل اللغة قالوا هذا، ولم يقل ذلك أحد من أهل اللغة ولا من سلف الأمة وعلمائها، وإنما هذا اصطلاح حادث، والغالب أنه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين، فإنه لم يوجد هذا في كلام أحد من أهل الفقه والأصول والتفسير والحديث ونحوهم من السلف.
وهذا الشافعي هو أول من جرد الكلام في "أصول الفقه"، لم يقسم هذا التقسيم ولا تكلم بلفظ "الحقيقة والمجاز"، وكذلك محمد بن الحسن له في المسائل المبنية على العربية كلام معروف في "الجامع الكبير" وغيره ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز، وكذلك سائر الأئمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام أحد منهم إلا في كلام أحمد بن حنبل؛ فإنه قال في كتاب "الرد على الجهمية" في قوله: "إنا، ونحن" ونحو ذلك في القرآن: هذا من مجاز اللغة، يقول الرجل: إنا سنعطيك، إنا سنفعل؛ فذكر أن هذا مجاز اللغة.
وبهذا احتج على مذهبه من أصحابه من قال: إن في "القرآن" مجازاً؛ كالقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الخطاب، وغيرهم، وآخرون من أصحابه منعوا أن يكون في القرآن مجاز؛ كأبي الحسن الخرزي، وأبي عبد الله بن حامد، وأبي الفضل التميمي بن أبي الحسن التميمي، وكذلك منع أن يكون في القرآن مجاز محمد بن خويز منداد وغيره من المالكية، ومنع منه داود بن علي، وابنه أبو بكر، ومنذر بن سعيد البلوطي وصنف فيه مصنفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/76)
وحكى بعض الناس عن أحمد في ذلك روايتين، وأما سائر الأئمة؛ فلم يقل أحد منهم ولا من قدماء أصحاب أحمد: إن في القرآن مجازاً، لا مالك ولا الشافعي ولا أبو حنيفة؛ فإن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز إنما أشتهر في المئة الرابعة، وظهرت أوائله في المئة الثالثة، وما علمته موجوداً في المئة الثانية اللهم إلا أن يكون في أواخرها، والذين أنكروا أن يكون أحمد وغيره نطقوا بهذا التقسيم قالوا: إن معنى قول أحمد: من مجاز اللغة؛ أي: مما يجوز في اللغة أن يقول الواحد العظيم الذي له أعوان: نحن فعلنا كذا، ونفعل كذا، ونحو ذلك. قالوا: ولم يرد أحمد بذلك أن اللفظ استعمل في غير ما وضع له.
وقد أنكر طائفة أن يكون في اللغة مجاز، لا في القرآن ولا غيره؛ كأبي إسحاق الإسفراييني، وقال المنازعون له: النزاع معه لفظي، فإنه إذا سلم أن في اللغة لفظاً مستعملاً في غير ما ُوضع له لا يدل على معناه إلا بقرينة؛ فهذا هو المجاز وإن لم يسمه مجازاً، فيقول من ينصره: إن الذين قسموا اللفظ حقيقة ومجازاً قالوا: "الحقيقة" هو اللفظ المستعمل فيما وُضع له، "والمجاز" هو اللفظ المستعمل في غير ما وُضع له؛ كلفظ الأسد والحمار إذا أريد بهما البهيمة أو أريد بهما الشجاع والبليد، وهذا التقسيم والتحديد يستلزم أن يكون اللفظ قد وُضع أولاً لمعنى، ثم بعد ذلك قد يستعمل في موضوعه وقد يستعمل في غير موضوعه، ولهذا كان المشهور عند أهل التقسيم أن كل مجاز؛ فلا بد له من حقيقة، وليس لكل حقيقة مجاز، فاعترض عليهم بعض متأخريهم وقال: اللفظ الموضوع قبل الاستعمال لا حقيقة ولا مجاز، فإذا استعمل في غير موضوعه؛ فهو مجاز لا حقيقة له.
وهذا كله إنما يصح لو عُلم إن الألفاظ العربية وُضعت أولاً لمعانٍ، ثم بعد ذلك استعملت فيها؛ فيكون لها وضع متقدم على الاستعمال، وهذا إنما صح على قول من يجعل اللغات اصطلاحية، فيدعي أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا وهذا بكذا، ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات، وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم بن الجبائي ...
والمقصود هنا أنه لا يمكن أحداً أن ينقل عن العرب بل ولا عن أمة من الأمم أنه أجتمع جماعة فوضعوا جميع هذه الأسماء الموجودة في اللغة ثم استعملوها بعد الوضع، وإنما المعروف المنقول بالتواتر استعمال هذه الألفاظ فيما عنوه بها من المعاني، فإن ادعى مدعٍ أنه يعلم وضعاً يتقدم ذلك؛ فهو مبطل، فإن هذا لم ينقله أحد من الناس، ولا يقال: نحن نعلم ذلك بالدليل؛ فإنه إن لم يكن اصطلاح متقدم لم يمكن الاستعمال.
انظر: مجموع الفتاوى (7/ 88 - 91).
والثاني: ما يختص بهذا الموضع فبتقدير أن يكون أحدهما مجازاً ما هو الحقيقة من ذلك من المجاز هل الحقيقة هو المطلق أو المقيد أو كلاهما حقيقة حتى يعرف أن لفظ "الوجه" إذا أطلق على ماذا يحمل فيقال أولاً تقسيم الألفاظ الدالة على معانيها إلى "حقيقة ومجاز" وتقسيم دلالتها أو المعانى المدلول عليها إن استعمل لفظ الحقيقة والمجاز في المدلول أو في الدلالة فإن هذا كله قد يقع في كلام المتأخرين ولكن المشهور.
انظر: مجموع الفتاوى (7/ 87).
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:46 ص]ـ
والي الاخ الحبيب التعليق على كلامك أيضا في الموضوع نفسه
لو راجعته وأمعنتَ القراءة بارك الله فيك ...
والله تعالى أعلم
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:00 ص]ـ
لأن المجاز في اصطلاح أهل البلاغة، هو اللفظ استخدم في غير موضعه، فهذا باطل فاحش البطلان، فلا يظن بالله إنه يستخدم ألفاظ في غير موضعها.
أخي ليس المجاز استعمال اللفظ في غير موضعه بل استعمال اللفظ في غير ما وضع له وبين العبارتين فرق لأن المراد بما وضع له أن تضع العرب اللفظ لمعنى معين ثم تستخدم هذا اللفظ في معنى آخر لكي يتضح المعنى ويزداد قوةً وجمالاً كما تقول مثلاً: رأيت بحراً يتكلم وأنت تقصد رجلاً غزير العلم فأين الفحش في هذا؟!!
بل هذا عند البلاغيين من الجمال أن يُستخدم اللفظ المشهور استخدامُه في معنى معين - يستخدم في معنى آخر لأجل زيادة البيان وتقريب الصورة للسامع.
ـ[أبو سيف التغلبي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:43 ص]ـ
المجاز هو:
استخدام اللفظ لغير ما وُضع له إما لقرينة المشابهة، أو لغيرها وهو ما يسميه البلاغيون بالمجاز المرسل، كقوله تعالى: " إنك ميت وإنهم ميتون " نزلت والنبي عليه السلام حي يرزق وسياقها بالماضي، وكقوله تعالى: " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق " وفي الحقيقة أنهم يجعلون في آذانهم جزء صغير من سبّابتيهم ولا يجعلون كل أصابعهم، والعلاقات تسعٌ والآيات كثيرة.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:42 ص]ـ
أخي ليس المجاز استعمال اللفظ في غير موضعه بل استعمال اللفظ في غير ما وضع له وبين العبارتين فرق لأن المراد بما وضع له أن تضع العرب اللفظ لمعنى معين ثم تستخدم هذا اللفظ في معنى آخر لكي يتضح المعنى ويزداد قوةً وجمالاً كما تقول مثلاً: رأيت بحراً يتكلم وأنت تقصد رجلاً غزير العلم فأين الفحش في هذا؟!!
بل هذا عند البلاغيين من الجمال أن يُستخدم اللفظ المشهور استخدامُه في معنى معين - يستخدم في معنى آخر لأجل زيادة البيان وتقريب الصورة للسامع.
نعم أخي الحبيب المجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له ولهذا قلت في ما اقتبسته بارك الله تعالى فيك ما نصه ..
لأن المجاز في اصطلاح أهل البلاغة، هو اللفظ استخدم في غير موضعه، فهذا باطل فاحش البطلان، فلا يظن بالله إنه يستخدم ألفاظ في غير موضعها.
هذا ما ذهب إليه البلاغيين في تعريف المجاز في القران الكريم وهذا ليس بصحيح وكما قلنا هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له وكما تفضلت فاللفظ أن (في غير موضعه) ليس بصحيح ولا يظن بان الله تبارك وتعالى يستخدم الألفاظ في غير موضعها أما الجمالية في البلاغة العربية فليست بحجة أخي الحبيب لأن اللفظ الصحيح في غير ما وضع له أي نافع لكل وقت ومكان والله تعالى أعلم.
إن أصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/77)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:48 ص]ـ
المجاز هو:
استخدام اللفظ لغير ما وُضع له إما لقرينة المشابهة، أو لغيرها وهو ما يسميه البلاغيون بالمجاز المرسل، كقوله تعالى: " إنك ميت وإنهم ميتون " نزلت والنبي عليه السلام حي يرزق وسياقها بالماضي، وكقوله تعالى: " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق " وفي الحقيقة أنهم يجعلون في آذانهم جزء صغير من سبّابتيهم ولا يجعلون كل أصابعهم، والعلاقات تسعٌ والآيات كثيرة.
بارك الله فيك أخي الحبيب أبو سيف
هل تريد تعريف ابن جني المتوفى سنة 392هـ
أم تريد تعريف الجرجاني المتوفى سنة 471هـ
ثم أقول لك:
هل لإطلاق كلمة (مجاز) وجود أصلاً قبل أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفي سنة 210هـ
مع أنه لايقصد بالمجاز المعنى المعروف الآن بل قصد معناه اللغوي لاغير وهو:
ما يجوز في اللغة أو بمعنى التفسير لأنه يستعمل هذين اللفظين:
(مجازه كذا وتفسيره كذا ومعناه كذا وتأويله كذا) على أن معانيها واحدة
قاله محمد فؤاد سزكين في مقدمة كتاب ابن المثنى
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الأخ الكريم على غيرته الإيمانية،ولكن الغيرة وحدها أحيانا لاتكفي، والشيئ اذا زاد عن حده انقلب الى ضده، لذالك نرى حكمه النهائي والقطعي في مسألة الحقيقة والمجاز،بأنه لامجاز في الكتاب والسنة، غير صحيح ولامعقول، ذلك لأن المجاز من المسائل المختلف فيها بين العلماء،وهذا معروف لدى جميع الدارسين، وتقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز موجود في كتب البلاغة ولأصول،ومن قال بعدم وجوده،فال ذلك بناء على استقراء واقع عاشه، والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما، وقد أسلفنا أن الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده، فلما أسرف من أسرف في استعماله،وأطلق العنان للسانه وقلمه، واستعمله في نصوص تتعلق بالأمور الغيبية،كالصراط والميزان،ونصوص الصفات،كالإستواء واليد والعين الخ فلما أسرف هؤلاء قيض الله لهم من يرد عليهم ويبين لهم زللهم،ومن هنا نستطيع القول،بأنه لامجاز في النصوص،التي تتعلق بما ذكرناه، عملا بقول السلف [[أمروها كما جاءت]] أي كما وردت، وماعدا ذلك من النصوص،يصح القول بالمجاز فيها، والله تعالى أعلم.
ـ[أمة الودود]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن نرجو توضيح الراجح في هذا الامر
مع الاستدلال بأقوال العلماء
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:36 ص]ـ
هناك كتاب مفيد جدا للعلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان (نفي جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز)
تجده هنا http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9663(58/78)
احفظ هذه الضوابط لتميز بين البدعة المكفرة والبدعة المفسقة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:53 م]ـ
عندنا مجموعة ضوابط في معرفة البدعة المكفرة والمرجو منك أن تحفظها وهي كما يلي:-
الضابط الأول:- كل بدعة تتضمن صرف شيء من التعبدات لغير الله تعالى فإنها بدعة مكفرة.
الضابط الثاني:- كل بدعة تتضمن إنكار معلوم من الدين بالضرورة فهي مكفرة.
الضابط الثالث:- كل بدعة تتضمن خرق الإجماع القطعي فهي مكفرة.
الضابط الرابع:- كل بدعة تعود على أصل الشرع بالإبطال فهي مكفرة.
الضابط الخامس:- كل بدعة نص أئمة أهل السنة عليها بأنها مكفرة فهي كذلك.
فهذا ما يحضرني من ضوابط البدعة المكفرة، فراجعها وكرر ألفاظها لتحفظها فإنك قد لا تجدها مجموعة في مكانٍ آخر والله ربنا أعلى وأعلم.
من كتاب منهج اهل الاتباع في التعامل مع أهل الابتداع للشيخ السعيدان
وقد ذكر الشيخ أمثلة كثيرة تحت كل ضابط فارجع إليه ولا تحرم نفسك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ابا خالد
لي عودة للموضوع إن شاء الله تبارك وتعالى
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 10 - 09, 06:10 م]ـ
قال الشيخ في كتابه
يعامل المبتدع المحكوم بكفره معاملة الكفار ويعامل المبتدع المحكوم بفسقه معاملة عصاة الموحدين
وقد بنى الشيخ كتابه على هذه القاعدة
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك فائدة طيبة؛ تم نقلها للكناشة
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة.
ولي استفسار حول هذه الكلمة
يعامل المبتدع المحكوم بكفره معاملة الكفار
و هل هذا بدون شرط اقامة الحجة - توفر الشروط و انتفاء الموانع.
أم ان المسألة فيها تفصيل بارك الله فيكم(58/79)
تربية أبنائنا على العقيدة الصحيحة
ـ[أبو عاصم العماوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:39 م]ـ
((ضرورة تعليم العقيدة للناشئة))
مع نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم في ذلك
بندر بن محمد الرباح
عضو الدعوة والإرشاد بالقصيم
</ TD< tr>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن حاجتنا إلى العقيدة فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة، لأنه لا سعادة للقلوب، ولا نعيم، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها تعالى.
ولقد أرسل الله رسله جميعاً بالدعوة إلى التوحيد قال تعالى [ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ] [النحل:36] ويقرر الله سبحانه وتعالى أيضاً هذه الحقيقة ويؤكدها، ويكررها في قصة كل رسول على وجه الانفراد [ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ] [المؤمنون: 23]
[وإلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ] [الأعراف: 65]
وهي الكلمة نفسها التي تكررت على لسان صالح وشعيب وموسى وعيسى- عليهم الصلاة والسلام-، حتى أصبحت قاعدة عامة: [ومَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبدُونِ] [الأنبياء: 25]
فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو أول ما يدخل به المرء في الإسلام، وأخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب.
ولقد أمضى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حياته في الدعوة إلى هذه العقيدة وجاهد أعدائه من أجلها قال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ... ) (رواه الشيخان)
بل وأرسل رسله وأمرهم أن يبدءوا بالدعوة إلى العقيدة قبل كل شيء كما في قصة معاذ بن جبل- رضي الله عنه -عندما بعثه إلى اليمن: قال إنك تأتى قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادة الله وحده، فإن هم أطاعوا لذلك .... ) (أخرجه الشيخان)
وإن من الصور الظاهرة في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العقيدة حرصه على دعوة الأطفال إليها وغرسه لها في قلوبهم وتعليمه صلى الله عليه وسلم العقيدة لهم بأسلوب واضح ومناسب وكذلك سار أصحابه رضي الله عنهم من بعده على هذا وقد راجعت عدداً من كتب السنة والسيرة مراجعة أولية فوجدت شواهد كثيرة جداً لذلك أشرت إلى شيء منها في أهمية الموضوع وسوف أقوم إن شاء الله بجرد عدد من هذه الكتب وأستخرج ما فيها مما له علاقة بهذا الموضوع.
بل و لقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر العقيدة في مرحلة متقدمة جداً من مراحل الطفولة وهي مرحلة الولادة, كما في حديث التأذين في أذن المولود , قال ابن القيم (رحمه الله) في بيان سر ذلك:
(وسر التأذين والله أعلم أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها .... وفيه معنى آخر وهو أن تكون دعوته إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها) (1)
ولذلك فمن الواجب على الأمة جميعاً وعلى الآباء والأمهات والمعلمين أن يسعوا بجد لتقريب هذه العقيدة للناشئة خصوصاً في هذا الزمان الذي كثرة فيه فتن الشبهات وفتن الشهوات وكثر فيه دعاة الظلال وتنوعت أساليبهم ومناهجهم لذلك يجب على المربين والمصلحين أن يغرسوا في قلوبهم الناشئة حب هذه العقيدة والثبات عليها في كل أحوالهم ولعلي من خلال النقاط التالية أذكر بإيجاز شيء مما يبين ضرورة تعليم العقيدة للناشئة وشدة حاجة الأمة لذلك مع سرد بعض النماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فمن ما يبين أهمية هذا الموضوع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/80)
1 - أن الاهتمام بتعليم العقيدة للناس ودعوتهم لها ولاسيما الصغار هو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والمصلحين من بعدهم ومن ذلك قوله تعالى عن نوح في دعوته لولده وتحذيره من مصاحبة أهل الضلال (يَا بَنِيَّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) وكذلك يقول تعالى عن إبراهيم حين وصى بها أبناءه (ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وفي أول وصايا لقمان لأبنه تحذيره له من الشرك قال تعالى (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس رضي الله عنهما فيقول (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ........... ).
2 - أن في العناية بعقيدة الصغار إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا يخفى أن الإقتداء به عبادة لله عز وجل وسبب للتوفيق للحكمة, قال سعيد بن إسماعيل الزاهد: (من أقر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة, ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة, لأن الله يقول: (وإن تطيعوه تهدوا) (2)
3 - تعليم العقيدة رأس العلوم وأساسها، فإذا تعلم الطفل العقيدة وغرست في قلبه وفق المنهج النبوي فالعبادات وسائر فروع الدين تأتي بالتبع
4 - ما نراه من إهمال بعض الآباء تعليم أولادهم أمور دينهم وأهمها أمر العقيدة بحجة أنهم مازالوا صغار فإذا كبروا لم يستطيعوا تعليمهم, كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله حيث قال: (فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه, وتركه سدا فقد أساء غاية الإساءة, وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه, فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم, ولم ينفعوا آباءهم كباراً) (3)
5 - أن الاهتمام بتعليم الأطفال وتنشئتهم على الاعتقاد الصحيح هو سبب حماية الأمة بإذن الله من الزيغ والضلال ولذلك لما قال رجل للأعمش (رحمه الله) هؤلاء الغلمان حولك؟! قال: اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك. (4)
6 - كثرة البرامج الموجهة للأطفال في وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة) والتي يهدف كثير منها إلى غرس عقائد فاسدة في نفوس الأطفال يقابل ذلك إهمال تعليمهم العقيدة السليمة ولذلك تتأصل في نفوسهم هذه العقائد الباطلة.
7 - وجود خطر عظيم على عقائد الأطفال من بعض الخادمات الموجودة في المنازل والتي تسعى لمحاربة ما عند الأطفال من فطر سليمة وتغذيهم بعقائد فاسدة حتى تتأصل هذه العقائد في نفوس أولئك الناشئة في حال غياب الرقيب المدرك لخطورة ذلك الأمر.
8 - ما أوصى به عدد من العلماء والباحثين من وجوب الاعتناء بأمر الصغار وتعليمهم العقيدة والتركيز عليها بالأسلوب المناسب ومنهم على سبيل المثال:
أ) الإمام ابن القيم (رحمه الله) في تحفة المولود حيث قال عن الأطفال:
(فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا) (5)
ب) الإمام/ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) في مقدمة كتابه تعليم الصبيان التوحيد حيث قال (فهذه رسالة نافعة. فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن) وغيرهم كثير (6)
9 - أن تعليم العقيدة الصحيحة للصغير أفضل وأسهل في قبولها من تعليمه بعد ذلك لأنها موافقة للفطرة التي فطر عليها ولم يصل إليها ما يدنسها من أفكار مخالفة ولأن التعليم في الصغر ليس كالتعليم في الكبر إذ الكبير تكثر عنده الشواغل والصوارف وقد قيل في الحكمة (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر .... )
أن الاهتمام بتربية النشء على عقيدة صحيحة واضحة سبب عظيم في عصمته من الفتن والانحرافات في حياته المستقبلية والواقع يشهد لهذا فيمن نشأ على عقيدة سلفية بسلامته من مظاهر الانحراف (الشرك أو البدع أو الفتن)
11 - الخلط الواقع عند كثير من الباحثين في علوم التربية بل والخطاء العظيم في هذا الباب حيث زعم بعضهم أن تعليم العقيدة لا يناسب عقول الصغار ومن ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/81)
قول (رو سو) فيما نقل عنه أن الطفل لا يعلم شيئا عن الله حتى يبلغ الثامنة عشر لأن الطفل كما زعم لا يدرك هذه المعاني في هذا العمر. (7)
وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لهؤلاء الباحثين الذين لم تستنر نظرياتهم بنور النبوة وعقيدة الإسلام يساهم في انتشار هذه المبادئ، وعليه فإن بيان المنهج النبوي في تعليم العقيدة يدحض مثل تلك النظريات ولذا فسوف أسوق في أخر هذا البحث نماذج يسيرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم تبين كيف كان اهتمامهم بتعليم العقيدة للناشئة في مراحل متقدمة من حياتهم كما أنني عازم إن شاء الله على الكتابة في هذا الموضوع بشكل موسع بعد إكمال استعراضي لكثير من كتب السنة والسيرة ييسر الله لي إتمام ذلك.
12 - مما يدل على ضرورة تعليم العقيدة للناشئة أن المخالفين لأهل الإسلام ولأهل السنة خصوصاً يهتمون بغرس العقائد في قلوب أطفالهم، فاليهود مثلاً يهتمون اهتماماً بالغاً بتعليم أطفالهم عقائدهم ولقد ذكر الإمام ابن القيم (رحمه الله) عنهم أنهم كانوا كثيرا ما يسمون أولادهم ب (عما نويل) ومعنى هذه الكلمة إلهنا معنا
والرافضة يعلمون أولادهم بغض الصحابة حتى إنهم يخفون لعبة الطفل فإذا طلبها قالوا له أخذها بكير (يعنون أبو بكر رضي الله عنه) حتى ينشأ الطفل على كره أبي بكر رضي الله عنه.
أخيراً:
نماذج من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تبين كيف كان اهتمامه بعقيدة الناشئة وهي نماذج كثيرة منها على سبيل المثال:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. صحيح البخاري ج3/ص1233
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة. صحيح البخاري ج2/ص542 وأنظرشرحه في فتح الباري ج3/ص355
3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .... ) صحيح البخاري ج1/ص456
4 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي وكان أكبر ولد أبي موسى صحيح البخاري ج5/ص2081
5 - عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله ..... ) صحيح البخاري ج3/ص1195
6 - عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله .... ) صحيح البخاري ج5/ص2056
7 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك) الترمذي ج4/ص667
8 - عن أبي رافع رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة .... ) الترمذي ج4/ص97 وقال هذا حديث حسن صحيح
9 - عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر (اللهم اهدني .... وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت) سنن أبي داود ج2/ص63
10 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) الترمذي ج5/ص59
11 - عن معاذ رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال .... وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله. مسند أحمد بن حنبل ج5/ص238
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/82)
12 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامني فان لامني أحد من أهل بيته قال دعوه فلو قدر أو قال لو قضي أن يكون كان. مسند أحمد بن حنبل ج3/ص231
13 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة أو قال يوم فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال (يا فتى قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة .... ) المستدرك ج2/ص382
14 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض الغلام فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال (يا غلام أسلم قل لا إله إلا الله فجعل الغلام ينظر إلى أبيه فقال له أبوه قل ما يقول لك محمد صلى الله عليه وسلم فقال لا إله إلا الله وأسلم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه صلوا عليه وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم) المستدرك ج4/ص323
15 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صالح نصارى بنى تغلب على أن لا ينصروا الأبناء فإن فعلوا فلا عهد لهم قال علي لو فرغت لقاتلتهم. مصنف عبد الرزاق ج6/ص50
16 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله. المعجم الأوسط ج5/ص130
17 - عن علي رضي الله عنه قال قال رسو الله صلى الله عليه وسلم أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن .... ) ذكره في كنز العمال ج16/ص189
18 - عن ابن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله ثم لا تبالوا متى ماتوا) عمل اليوم والليلة لابن السني ج1/ص373
19 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله .... ) شعب الإيمان ج6/ص398
وأما هدي الصحابة رضي الله عنهم في ذلك فكثير ومنه على سبيل المثال
1 - عن عمرو بن شعيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يدع يهوديا ولا نصرانيا ينصر ولده ولا يهوده في ملك العرب. مصنف عبد الرزاق ج6/ص48
2 - عن كردوس التغلبي قال قدم على عمر رضي الله عنه رجل من تغلب فقال له عمر إنه قد كان لكم نصيب في الجاهلية فخذوا نصيبكم من الإسلام فصالحه على أن أضعف عليهم الجزية ولا ينصروا الأبناء. مصنف عبد الرزاق ج6/ص50
3 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال موضع التميمة من الإنسان والطفل شرك. مصنف ابن أبي شيبة ج5/ص35
4 - عن جندب البجلي رضي الله عنه قال كنا فتيانا حزاورة مع نبينا صلى الله عليه وسلم فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان. شعب الإيمان ج1/ص76
5 - وهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً، لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً قل: لا إله إلا الله، قل أشهد أن لا إله إلا الله، ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا أفسده. سير أعلام النبلاء 2/ 305
هذه بعض الأمثلة وهي كثيرة جداً أسأل الله أن ييسر لي إتمام جمعها وأن ينفع بهذا الموضوع وأن يرد الأمة إليه رداً جميلاً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أرجو من جميع الأخوة الذين يقرأون هذه الرسالة للنشئ أن يدعو لأبنائي بالهداية والتوفيق والرشاد وحفظ القرآن الكريم
وبارك الله فيمن نشر هذه الرسالة(58/83)
شيعي يدعو نصرانيًّا ويهوديًّا إلى التشيّع ..... فبماذا أجابوه؟!
ـ[الجبالي السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:29 م]ـ
تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية، وبعد تجاذبهم أطراف الحديث اتفقوا على التكاتف والتعاون للقضاء على عدوهم المشترك (أهل السنة) عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع، فالتفت إلى النصراني وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً:
الشيعي: أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة, والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى.)
النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك, فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم، في صورة مقززة منفرة, تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه, فما الفرق بيننا؟.
الشيعي: لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة.
النصراني: وكذلك فعلتم مع الحسين، فغلوتم فيه وفي ألائمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً, وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وأنهم يعلمون متى يموتون, وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم!!.
الشيعي: على كل حال، أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبد المسيح فان المسيح عبد من عباد الله.
النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن علي قال: أنا وجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر, وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله؟
الشيعي: ولكنكم ترجون من المسيح مالا ترجون من الله، فتدعونه وتستغيثون به من دون الله, وتعظمون قبور القديسين والرهبان.
النصراني: وأنتم تدعون غير الله فتقولون يا علي!! ... يا حسين!! ولا أدري متى تدعون ربكم؟! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتنذرون لهم بإلقاء الأموال الطائلة عند قبورهم, بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم, وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء!!.
الشيعي: أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه.
النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن, فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم.
الشيعي: لكن الأمر وصل بكم أن قلتم: إن مجرّد حب المسيح والإيمان به كاف للنجاة والخلاص.
النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محباً لآل البيت, وتقولون: إن حب آل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها, وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة!!.
الشيعي: (مغضباً) كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان والتحريف.
النصراني: وأنتم معشر الشيعة زعمتم أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه, ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب, فالناس – في نظركم – ضائعون بدون كتاب منذ أكثر من 1400سنة!!
الشيعي: المهم، هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع؟
النصراني: أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير والعالم والمتعلم من أبناء جلدتي!! ... لأني لا أرى جديدا عندكم, فعندكم من التناقضات أكثر مما عندنا, فهل هناك فِرَقٌ أخرى سواكم؟.
الشيعي: نعم هناك فرقة ضالة مضلة خرجت من الإسلام وهم النواصب (أهل السنة) وأنا أحذرك منهم.
النصراني: وماذا يدعون ويعتقدون؟
الشيعي: يدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة، ويصفون الله بكل ما وصف به نفسه، وأنه ليس كمثله شيء، ويعتقدون أن الرسول نجح في دعوته ولذلك أصحابه على دينه، فلم يحرفوا ولم يبدلوا ولم يرتدوا، وأنه لم يمت حتى أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أياً كان أصحابها و ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/84)
النصراني: أحسنت!! فهذا هو الدين الصحيح الذي كنت أبحث عنه، فهو الدين الذي أجبر الناس على الدخول فيه أفواجاً لسماحته وموافقته لفطرهم!!
وبعد أن فقد الشيعي الأمل في تشيع النصراني, التفت إلى اليهودي,
ودار بينهما الحوار التالي:
الشيعي: أنتم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.
اليهودي: وأنتم تقولون: لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذب!
الشيعي: لكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء, ووصفتم الله بالجهل وبالتعب.
اليهودي: وأنتم تنسبون البداء إلى الله, فتدعون أنه يقضي أمراً ثم يبدو له فيغيره، فما الفرق بيننا؟!
الشيعي: أنتم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة.
اليهودي: وأنتم كذلك تقول إن جبريل خائن وأنه أخطأ فنزل على محمد بالوحي وكان عليه أن يتنزل على علي ولهذا تقولون: (خان الأمين وصدها عن حيدره) وتقولون أيضاً (تاه الأمين) و (خان الأمين).
الشيعي: أنتم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً.
اليهودي: وأنتم تقدحون في عرض نبيكم وتنسبون الفاحشة لعائشة وتقولون إنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة.
الشيعي: أنتم تحتقرون الناس بقولكم: إن السرقة من غير اليهودي لا تعد سرقة, وأن الزنا بغير اليهود لا عقاب عليه, وإن باقي الشعوب كالأنعام مسخرة لكم.
اليهودي: وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) حلال الدم وكل شيء يملكه حلال, وتقولون إن الناس كلهم أولاد زنا أو أولاد بغايا ما خلا شيعتكم.
الشيعي: المهم ... هل ستدخل في ديننا؟
اليهودي: ههههه ... دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود, فهل نسيت أن عبدا لله بن سبأ منا وقد تظاهر بالإسلام ليكيد بكم, فهو أول من قال بإمامة علي وأنه وصيّ النبي وأظهر الطعن في أبي بكر وعمر حتى أصبحتم تتقربون إلى الله بلعنهم وسبهم، فكيف تريدني أن أدين بدينٍ أعلم فساده وبطلانه؟!.
-------------------------
محمد غريب الشويعر - 2009 - 05 - 20
-------------
منقووووووووووووووول
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:43 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي الحبيب
من الطبيعي أن يلقم النصراني الرافضي الحجارة
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:12 ص]ـ
الموضوع مكرر انظر: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180893)
و الرجاء من السادة الأعضاء الجدد مراجعة المواضيع التالية , حتى تفيد إخوانك و يفيدونك , ولا تكون مواضيعك المنقوله , أو أسئلتك الملحه قد نوقشت من قبل:
الرجاء الدخول: عدم طرح موضوعات طرحت من قبل، وضوح العناوين، الجديّة، وأمور أخرى. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161955)
... ضوابط الكتابة في الملتقى ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7324)
وصايا لمن يشارك في الملتقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111724)
كيف تكتب موضوعاً وترد على مواضيع الأخرين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166111)
و لكم مني كل الود.
ـ[الجبالي السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:26 ص]ـ
اعذروني أيها الخوة الأفاضل فأنا عضو جديد ولم أعرف بأن الموضوع مكرر،وأعدكم ألا يتكرر هذا بإذن الله تعالى أسألكم الدعاء
" من جائك بالحق فاقبل منه وان كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وان كان قريباً حبيباً " ابن مسعود / شرح السنة (1/ 234)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:28 ص]ـ
لا تثريب عليك أخي الحبيب إن شاء الله(58/85)
شيخ الاسلام بن تيمية هو اول من ابتدع تحريم التوسل بجاه النبي .. ؟
ـ[ابو رائد الجهني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو مايردده الصوفية ويصفق لهم الرافضة: بان بن تيمية هو اول من ابتدع تحريم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ...
الجواب على ذلك ان شيخ الاسلام بن تيمية لم يبتدع التحريم وانما جدد تحريم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم .. لانه عندما ظهر هذا العمل المحرم افتى بتحريمه
ويدل على ذلك انه لم ينقل عن القرون الثلاث المفضله انهم كانوا يتوسلون بذات النبي صلى الله عليه وسلم
ولم ينقل عن السلف الصالح
وانما التوسل المشروع الوارد بالادلة
هوالتوسل بدعاءه صلى الله عليه وسلم في حياته
وتوسل الصحابة بعم النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته اي توسلوا بدعاء عم النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على ذلك ماثبت عن عمر رضي الله عنه انه قال ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)) وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله
وهذا يدل على توسل عمر رضي الله عنه بان يدعو العباس وليس التوسل بذات العباس
ولو كان التوسل بجاه النبي جائز لما احتاج عمر رضي الله عنه ان يامر عمر بان يدعوا
لكتفى بان يدعو هو بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا يدل على انهم كانوا يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته
وهناك احاديث ضعيفه يستدل بها الصوفية ومروجي بدعة التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
ومن هذه الاحاديث الضعيفه
: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف
ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل،
الحديث الآتي: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف
ومن الأحاديث الضعيفة، بل الموضوعة في التوسل: (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22
فاذا عرفنا ان الادلة تدل على تحريم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف يقال عن شيخ الاسلام بن تيمية انه اول من ابتدع تحريم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم
ربما يكون هو اول من افتى بالتحريم وليس اول من ابتدع التحريم
وافتى بذلك عندما ابتدع الصوفيه هذا العمل المحرم فلهذا نقول العمل مبتدع وليس الفتوى بالتحريم مبتدعه
-----------------------------------
اذا اول ماظهر الشرك وابتدع الشرك واتخاذ الهه ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا
ارسل الله نوح يدعوهم الى التوحيد وترك الشر يحذرهم من الشرك
هل نقول ان نوحا اول من ابتدع تحريم الشرك؟
بل نقول اولئك القوم اول من ابتدعوا الشرك وارسل الله اليهم نوحا يحذرهم من الشرك ويدعوهم الى التوحيد
وابن تيمية عندما ظهر المبتدعة ببدعة التوسل المحرم ظهر لهم بفتوى تحرم التوسل المحرم
استنادا للاصل وهو عدم وجود دليل يدل جواز التوسل بالنبي
اسأل الله لي ولكم التوفيق
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:36 ص]ـ
صدقت اخي الفاضل لا فض فوك
بارك الله فيك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:46 ص]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي الحبيب
ـ[ابو عبدالعظيم الصالحي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:54 م]ـ
شكرا يا اخي بس هل اتيت لنا بفتاوي علماء سبقو ابن تيمية في تحريم التوسل بجاه النبي المختار صلوات الله عليه وعلي اله واصحابه والتابعين
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:46 ص]ـ
1 - قال أبو حنيفة: (لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه، المأمور به، ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) [الدر المختار من حاشية المختار 6/ 396 - 397].
(2) قال أبو حنيفة: (يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام) [شرح العقيدة الطحاوية 234، واتحاف السادة المتقين 2/ 285، وشرح الفقه الأكبر للقاري 189].
(3) وقال أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك، أو بحق خلقك). [التوسل والوسيلة ص82 , وانظر شرح الفقه الأكبرص198]
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/86)
ـ[أحمد صالح الطيب]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا الأخ عمار علي ما أوردته
وننتظر المزيد في مثل ما ذكرت
ـ[ابو رائد الجهني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:04 ص]ـ
شكرا يا اخي بس هل اتيت لنا بفتاوي علماء سبقو ابن تيمية في تحريم التوسل بجاه النبي المختار صلوات الله عليه وعلي اله واصحابه والتابعين
اخوي بارك الله فيك
الصوفيه يرددون ان اول من افتى بتحريمها ابن تيمية
وابن تيمية لم يحرمها من غير مستند شرعي
هذا التوسل لم ينقل عن احد من الصحابة ولا التابعين ولاعن السلف الصلح وانما ظهر من الصوفيه
والاخ عمار جاب المفيد بارك الله فيكم جميعا
ـ[ابو عبدالعظيم الصالحي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك اخي عمار وجزاك خيرا
ـ[ابو رائد الجهني]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:43 م]ـ
ونسينا ان نتطرق عن صحة هذا الحديث وهل يجوز الدعاء بالذي ورد فيه!!
روي الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف، أن رجلا أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت في بصري فادع الله لي، فقال صلى الله عليه وسلم: (اذهب فتوضأ وصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة، يا محمد إني استشفع بك على ربي، في رد بصري) قال: فما لبث الرجل أن رجع كأن لم يكن به ضر قط. ثم قال صلى الله عليه وسلم: (وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك)
========================
فهذا الحديث فيه خلاف بين العلماء في تصحيحه.
وعلى فرض صحته لا يجوز الدعاء بهذا الحديث، لما يلي:
لأن الأعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطلب منه الدعاء فدعا له الرسول صلى الله وعليه وسلم ثم أمره بأن يفعل ما سبق وهو أن يتوسل إلى الله تعالى بدعاء نبيه، فبرأ من العمى , والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له:
أولا: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له وذلك قوله: (ادع الله أن يعافيني) فهو قد توسل إلى لله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجه به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعو ربه بأن يقول مثلا: (اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن تشفيني وتجعلني بصيرا). ولكنه لم يفعل
ثانيا: أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك). وهذا الأمر الثاني هو ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - أي عينيه - فصبر عوضته منهما الجنة)
ثالثا: إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله: (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد، وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق فقد شاء الدعاء وأصر عليه فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له فثبت المراد وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته وبحرص منه على أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع وهو التوسل بالعمل الصالح ليجمع له الخير من أطرافه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وهي تدخل في قوله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة)
وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه ليكون الأمر مكتملا من جميع نواحيه وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء - كما هو ظاهر – فليس في الحديث توسل بالنبي أو بجاهه. وإنما توسل بدعائه له. وهذا منتف في غيره بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلذلك لم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم ولا من بعدهم من القرون المفضلة , والله أعلم(58/87)
إخوة فرعون / للشيخ أكرم مبارك عصبان
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:48 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
إخوة فرعون / للشيخ أكرم مبارك عصبان
.. :: إهداء لموقع صوفية حضرموت www.soufia-h.com (http://www.soufia-h.com/) ::..
إن مكر الصوفية ـ صوفية ابن عربي وأضرابه ـ قد بلغ إلى تحريف كلام الله عز وجل، ولئن خلط بعضهم بين التصوف والزهد فما ينبغي لنا أن نكون في هذه الطائفة فئتين، وقد أركسوا في هذه الهوة، ودونوا معتقداتهم الردية، وقد انبرى لها أئمة الهدى بتفنيد كفرياتها، ودحض شبهاتها وجردت فيها الأسفار العظيمة التي ذاعت واشتهرت شهرة تغني عن ذكره في هذا المقام، ولكن ما أعجبني من الأخبار موقف طريف أحببت إيراده ثم التعليق عليه.
ذكر الزبيدي في إتحاف السادة المتقين أن الإمام العلامة الشيخ حسن بن أحمد باغتر الحضرمي حين وفد المدينة تفاوض مع محمد بن رسول البرزنجي في مسألة إيمان فرعون، وإن عدم إيمانه مما أجمع عليه، وطال بينهما الكلام إلى إن انفصلا من غير مرام، فلما أصبح لقيه فأول ما فاتحه به أن قال له السلام عليك يا أخا فرعون! فتنغص البرزنجي جدا، وانحرف مزاجه على الشيخ باغتر، وعرف منه ذلك، وشكاه عند بعض الناس فلاموه، فاعتذر لهم أني ما قلت شططا، هو يقول بإيمان فرعون ويثبته، والمؤمنون أخوة، فلمَ يتأذ من أخوة فرعون وهو مؤمن عنده؟ فانقطعوا. [1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn1) .
والتعليق على هذا الخبر في ثلاثة محاور هي:
أولا ـ سند هذه المسألة:
إنه سند مظلم قد أخذه البرزنجي عن الكارزوني بنقله عن ابن عربي، فأما ابن عربي فقد صرح بذلك في فصوصه وفتوحاته ومن جملة كلامه في الباب السادس والسبعين بعد المائة عند قوله تعالى {فاليوم نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ} بمعنى أن العذاب لا يتعلق إلا بظاهرك وقد أريت الخلق نجاته من العذاب فكان ابتداء الغرق عذاباً فصار الموت فيه شهادة خالصة بريئة لم يتخللها معصية فقبض على أفضل عمل وهو التلفظ بالإيمان ... )
وهو نص من ابن عربي ليس في إيمان فرعون فحسب بل في كونه من الشهداء بناء على أن الموت غرقاً شهادة، وهذه فرية كفرية يردها كل مسلم، فإن فرعون ما نطق بالإيمان إلا عند رؤية البأس حيث لا ينفعه ذلك الوقت، ومن جنس هذه المسألة قوله أيضا بإيمان قوم نوح عليه السلام وكثير من أضرابهم ونجاتهم يوم القيامة وقد نص على ذلك في الفصوص، وللكازورني كتاب بالفارسية سماه الجاذب الغربي رد ما اعترض على ابن عربي ومنه مسألة إيمان فرعون، وقد نقله إلى العربية محمد بن رسول البرزنجي وسماه الجاذب الغيبي وكان يصرح بإيمان فرعون. [2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn2).
وهكذا تجرأت طائفة ابن عربي على هذه الفرية الكفرية، وقد أحسن من أفتى بحرق هذه المصنفات المشحونة بهذه المخزيات.
ثانيا ـ لله در باغتر الحضرمي:
ولله در الشيخ حسن بن أحمد باغتر الذي ألقم الحجر هذا المجادل بغير علم، ولا ينفع مع مثله إلا هذا الصنيع، وأنه من أخوة فرعون، ولا ثمة داع لأن يتنغص أو أن يتكدر بعد ما قال ما قال، ولا سبيل له إلا الانقطاع، وأن يتجرع غصص الرد، وقد صدق فما قال شططا من القول، بل هو عين الصواب.
قلت وهنا ملاحظتان:
إحداهما: أن الشيخ باغتر قد سبقه أئمة أعلام في رد هذه الجهالة مثل ابن المقرئ والحافظ والبقاعي وغيرهم من أئمة السنة الذين شنعوا على هذه الطائفة أهل الضلال والعناد، وللشيخ عبد الله بن عمر بامخرمة الحضرمي سعي مشكور في هذا الجانب ورسالة بعنوان (حقيقة التوحيد وصحيح الاعتقاد في تكفير طائفة الوحدة والاتحاد) ومن أراد الوقوف على أسنة هؤلاء الأئمة الذين صرعوا هذه الفئة الباغية فالحوالة على ملئ وهو مصرع التصوف للبقاعي. [3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/88)
وثانيهما: لا يبعد عندي أن الشيخ حسن هذا هو ابن الشيخ العالم أحمد بن عبد الله باعنتر الحضرمى السيؤونى الشافعى الذي ولد في سنة 1012 هـ ورحل إلى مكة وأخذ بها عن الشمس البايلى وغيره وكان عالما عاملا ومات بالطائف في رمضان سنة 1091 هـ وقد ترجم في البدر الطالع، والفترة التي عاشها البرزنجي المتوفى بالمدينة تؤيد هذا الاستنتاج وهي 1040 - 1103 هـ غير أنه قد تصحف عند الزبيدي إلى باغتر كما هو واضح. [4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn4).
ـ تسلل المسألة عند من يحسن الظن بهذه الطائفة:
ولئن تولى كبر هذه الفرية إمام هذه الطائفة فالمستغرب هو لين الجانب من قبل بعض الفقهاء في إيرادها كما فعل ابن حجر الهيثمي وهذا من أشنع المسائل التي سودها في التحفة فقال:
(من أفراد قَولِنا أَو لِمثبِتِه إلَخ إيمان فِرعون الذِي زعمه قَوم فَإِنه لا قَطع على عدمه بَل ظاهر الآيَة وجوده وأَلَف فيه مع الاستِرواحِ في أَكثَره بعض محقِقِي المتأَخرين من مشايِخِ مشايِخِنا ومِما يرد عَلَيه أَن الإِيمان عِند يَأسِ الحياةِ بِأَن وصل لآخِر رمقٍ كَالغَرغرَة وإِدراك الغَرق فِي الآيَةِ مِن ذلِك كَما هو واضِحٌ خِلَافًا لمن نازع فيه لا يقبل كَما صَرح بِه أَئِمتنا وغيرهم وهو صرِيح قَوله تعالى {فَلَم يك ينفعهم إيمَانهم لَما رأَوا بَأسَنَا} وبِما تَقَرر علِم خطَأ مَن كَفَّر القَائلِين بِإِسلامِ فرعونَ لأَنا وإِن اعتَقَدنا بطلان هَذَا القَولِ لكِنه وإِن وردت بِه أحادِيث وتَبادر مِن آيَات أَولها المخالفون بِما لا يَنفَع غَير ضرورِي، وَإِن فرض أَنه مجمع علَيه بِنَاء على أَنه لا عبرة بخِلاف أُولَئك إذ لم يعلم أَن فيهِم من بلَغ مَرتَبةَ الاجتِهَاد المطلَقِ).
وكل من شم رائحة العلم يعرف بطلان هذا الكلام الغريب الملتوي، ويتعجب من إيراده في التحفة التي طار بها مقلدة الشافعية كل مطار، وصاحبها قد أحسن الظن في ابن عربي فذلك ظنه الذي أرداه في هذه المهواة، فاسمع إليه وقد أشار إلى هذه المسألة بعينها في الزواجر ونعت ابن عر بي بأنه الإمام العارف المحقِق محيي الدينِ بن العربِي في فتوحاته المكَية القائل بِصحَة الإِيمانِ عِند الاضطرار، وَأَن فِرعون مؤمِن، واعتَقِد جلالَةَ قَائله. [5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn5).
وليته جاد على شيخ الإسلام ابن تيمية بواحد من هذه النعوت الأربعة التي يستحقها ابن عربي نقيضها لا سيما الأخير منها فقد أمات وام إماتة أصول الدين، ومن أراد معرفة حقيقة حاله فعليه أن يعرج على من خبر فصوصه وفتوحاته. [6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn6).
وأعادها مرة ثالثة في الفتاوى الكبرى وكذلك الفتاوى الحديثية وأورد حديثا في موت فرعون كافرا ثم نكس على رأسه في آخر الفتاوى فأورد حكاية زعم أنها كرامة ثم قرر أن قوله بإسلام فرعون لا يقتضي كفرا وإنما غايته أنه خطأ في الاجتهاد وهو غير قادح. [7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftn7).
وما استرسلت هنا إلا لاغترار كثير من الطلاب بتحفة ابن حجر، والذي نريد أن نخلص إليه في خاتمة المقال في التعليق على هذا الخبر فوائد: منها حقيقة ما عليه هذه الطائفة من الكفر، فلا يغتر المسلم بما يلبسون به من الحديث عن الزهد وهو لا يعرف مثل هذه الشناعات، ومنها عاقبة حسن الظن فيهم والمشي خلفهم فإنه يورد الضلال بل الواجب الاعتصام بالكتاب والسنة، ومنها حسن الرد على هؤلاء المغترين بما يقطع حجتهم، ويناسب قولهم، وأجاد العالم باعنتر السيؤوني ـ نسبة إلى سيؤن عاصمة وادي حضرموت ـ أيما إجادة، وأفحم البرزنجي الذي عرض هذه الشبهة ووفرح بها فعاد فرحه بالخسران، وصدق من قال:
جاء شقيق عارضا رمحه __ إن بني عمك فيهم رماح
وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق والله يعصمنا من مضلات الفتن، ويثبت قلوبنا على الهدى.
-----------------------------
[1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref1) ) إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين 2/ 246
[2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref2) ) انظر ترجمة البرزنجي في الأعلام للزركلي 6/ 203 ـ معجم المؤلفين 9/ 308.
[3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref3) ) مصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبقاعي.
[4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref4) ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني 2/ 400.
[5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref5) ) تحفة المحتاج في شرح المنهاج 38/ 239.
[6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref6) ) الزواجر عن اقتراف الكبائر1/ 82.
[7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=72#_ftnref7) ) الفتاوى الحديثية 1/ 241.
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/89)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:35 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
وجزاكم والشيخ الدرجات العلى من الجنة
نسأل الله الهداية للصوفية
ـ[سامح الشقيري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:56 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 03:07 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
وجزاكم والشيخ الدرجات العلى من الجنة
نسأل الله الهداية للصوفية
وفيك يبارك الرحمن اخي الفاضل
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 03:07 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
جزاك الله خير(58/90)
صدّق أو لاتصدّق: ولي صوفي: يحدّد عدد أهل الجنة دونما زيادة أو نقصان!!!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:08 ص]ـ
http://i41.tinypic.com/6fch7a.jpg
صدّق أو لاتصدّق: ولي صوفي: يحدّد عدد أهل الجنة دونما زيادة أو نقصان!!!
رواية: الغماري،،، إخراج: الشعراني
قال المحدّث الصوفي أحمد بن صديق الغماري، في كتابه: جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار، مانصّه:
((قال العارف الشعراني رضي الله تعالى عنه في مقدمة كتابة (الفلك المشحون في أن التصوف هو ماتخلق به العلماء العاملون) في ترجمة أفضل الدين رضي الله تعالى عنه وكان يعرف أصحاب الجنة برؤية وجوههم وأهل النار برؤية وجوههم من غير رؤية أعمالهم .. فقلت له " متى عرفت ذلك " قال: من يوم (ألست بربكم) .. فقلت له: " فما عدد أهل الجنة الذين لاتمسهم النار .. ؟؟ فقال "مايحصل من ضرب ألف ألف في ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف تسع مرات وسدس في مثلها لايزيدون واحداً ولاينقصون .. فقلت:" فماعدد من يدخل النار من الكفار والموحدين .. ؟ فقال: هذا غيب لايعلمه إلا الله عز وجل ... )) انتهى من الجؤنة.
ولاحول ولاقوة إلا بالله
من المعلوم أن الجنة والنار هي من مراحل الدار الآخرة، ومراحل الدار الآخرة هذه يعبّر عنها بـ الساعة، فهي تبدأ بالموت وتنتهي بالجنة أو النار، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الساعة ـ وكان السائل جبريل عليه السلام ـ أجاب:
((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) رواه مسلم وغيره.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو نبي بل وإمام الأنبياء وخير البشر لايعلم شيئا عن الساعة، فكيف عرف هذا الولي!!! عدد أهل الجنة دونما زيادة أونقصان!!!
ثم انظر إلى هذا الورع البارد الكاذب:
((فقلت:" فماعدد من يدخل النار من الكفار والموحدين .. ؟ فقال: هذا غيب لايعلمه إلا الله عز وجل)) يعني معرفة عدد أهل الجنة ليس من الغيب!!! ماهذا التناقض العجيب، أم أنها كذبة بيضاء كما يُقال.
ثمّ انظر لقوله:
((وكان يعرف أصحاب الجنة برؤية وجوههم وأهل النار برؤية وجوههم))
فتبّاً للتصوف ولما أنتجه من خرافة وبدعة، أهذا الولي المزعوم أكرم على الله من أنبيائه ورسله فيعرف أصحاب الجنة وأصحاب النار بمجرّد رؤية وجوههم!!!
نسأل الله الهداية للصوفية. . .
::: الوثائق:::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/goanaalattar/156-157.jpg
مع تحيات إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:10 ص]ـ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ. رواه البخاري ومسلم
* ألحقت الموضوع بهذا الحديث، لكي تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرم البشر، لم يكن يعرف عدد أهل الجنة وهو الذي يُوحى إليه من ربّ الأرض والسماء، فكيف عرف ذلك أنبياء!!! عفوا أولياء الصوفية، إنْ هذا إلا اختلاق وشيئ عُجاب.
ـ[أبو عبد العزيز السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:44 م]ـ
الصوفية قرينة الخرافة والدجل والدين الفاسد
نسال الله العافية.
ـ[خالد الغنامي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 06:26 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافيه
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 06:56 م]ـ
لا عجب أن تسمع مثل هذا الكلام من الصوفية
فهم يقولون (خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله)!!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:11 م]ـ
إنّا لله وإنا إليه راجعون .... احمدُوا الله يا إخوان على نعمة الإسلامة والعقيدة السلمية التي لا يعكّر صفوهَا مثل هذه القصص المريضة .....
الحمد لله ثمّ الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/91)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 06:44 م]ـ
الصوفية قرينة الخرافة والدجل والدين الفاسد
نسال الله العافية.
اللهم آمين
بارك الله فيكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 07:45 م]ـ
إنّا لله وإنا إليه راجعون .... احمدُوا الله يا إخوان على نعمة الإسلامة والعقيدة السلمية التي لا يعكّر صفوهَا مثل هذه القصص المريضة .....
الحمد لله ثمّ الحمد لله
أحسنت والله.
الحمد لله على ذلك.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:54 ص]ـ
نسأل الله السلامة والعافيه
اللهم آمين
بارك الله فيكم
ـ[أحمد أبو الأنوار]ــــــــ[19 - 10 - 09, 03:17 ص]ـ
اخي الكريم
يبدو ان عندك مشكلة في فهم معنى التصوف
لايوجد فرقة او مذهب اسمه المتصوفة لانه لا يوجد اساسيات لهذا المذهب ليس اقلها اصول فقه خاصة بهم وهذا غير موجود
كمات انه ليس له عقائد خاصة فاتحدى اي شخص ان يقول ما هي عقائد الصوفية مثلا
لماذا؟
لان التصوف هو طريقة تربية تقوم على السلوك الانساني في العبادات وتعتمد الزهد
كما تعتمد الروحانيات واللطائف ورقة القلوب وغيرها مما يطول شرحة
وحاصلة انه سلوك تربية ولا يختص يأي ملة او دين
وان كان المرحج ان التصوف الاسلامي الحقيقي الذي يقوم على اعلاء الشريعة المحمدية هو الاساس ومنه انتشرت هذه الطريقة في باقي الملل و تلبسها اهل البدع حتى سمعنا ان من الرافضة من اصبح متصوفا كما ان من نسب للوثنية متصوفة امثال غاندي
ولعل غاندي من اهم الامثلة على فهم التصوف لمعرفة ان بضاعتنا اخذها كل الملل منا ويا للعجب صرنا نحن نقول انها شركيات وكفريات
فغاندي كان تاثره بالمسلمين كبير وخصوصا مسلمي الهند واخذ منهم طريقة الزهد والصفاء الروحي فاخرج الاحتلال الانجليزي من بلاده بعصاه
بقول غاندي ....... نقلا عن ويكيبيديا بالانجليزية
" The sayings of Muhammad are a treasure of wisdom, not only for Muslims but for all of
mankind."
ومعناها
ان تعاليم (محمد) هي كنوز من الحكمة ليس فقط للمسلمين بل لكل البشرية
وقال
«أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.
لقد أصبحت مقتنعا كل الإقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها إكتسب الإسلام مكانته, بل كان ذالك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه, وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق. وتخطت المصاعب وليس السيف»
لاحظ الصفات التي ذكرها في الرسول صلى الله عليه وسلم تجد انه طبقها بحذافيرها
ما اود ان اقوله اخي الكريم
انه لا فائدة من نقلك فلو قرأ صوفي ما تكتبه فلن يهتز لانه يعلم ان التصوف منهج تربية قد يطبقه المسلم او المبتع او حتى الكافر
فما تنقله بصرف النظر عن حقيقته لو وافق الشرع فاهلا به واذا حاد عن الشريعة فهو باطل فمعيار الصوفي الحقيقي هو شريعة المصطفي صلى الله عليه وسلم
وقد لخصها ابن تيمية في الفتاوي حين ذكر قول أبي يزيد البسطامي: لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي
ولو اني اعرف ان بعض كتب عبد الوهاب الشعراني دست عليه في حياته وكان هو نفسه مفجوع من هذا الامر
ساذكر لك امثلة من الصوفية
من المعاصرين
العلامة الشيخ على جمعة مفتي مصر هو من كبار الصوفية كما كان شيخ الازهر شلتوت رحمه الله
من السابقين
سير أعلام النبلاء للامام الذهبي
الجُوْعِيُّ أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القَاسِمُ بنُ عُثْمَانَ العَبْدِيُّ
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الوَلِيُّ، المُحَدِّثُ، أَبُو عَبْدِ المَلِكِ القَاسِمُ بنُ عُثْمَانَ العَبْدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ،
وَرَفِيْقُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي الحَوَارِيِّ، عُرِفَ: بِالجُوْعِيِّ.
صَحِبَ: أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ.
وَسَمِعَ: سُفْيَانَ بنَ عُيَيْنَةَ، وَالوَلِيْدَ بنَ مُسْلِمٍ، وَجَعْفَرَ بنَ عَوْنٍ العَمْرِيَّ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ، وَجَمَاعَةً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/92)
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو حَاتِمٍ، وَجَعْفَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ دُحَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي دَاوُدَ، وَسَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقَالَ العُقَيْلِيُّ: تَفَرَّدَ الجُوْعِيُّ بِحَدِيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَرْفُوْعاً: (مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ). (12/ 78)
...............
قُلْتُ (الذهبي): كَانَ زَاهِدَ الوَقْتِ هَذَا الجُوْعِيُّ بِدِمَشْقَ، وَالسَّرِيُّ السَّقَطِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَذُو النُّوْنِ بِمِصْرَ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَسْلَمَ بِطُوْسَ.
وَأَيْنَ مِثْلُ هَؤُلاَءِ السَّادَةِ؟ مَا يَمْلأُ عَيْنِي إِلاَّ التُّرَابُ أَوْ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ.
أَبُو يَزِيْدَ البِسْطَامِيُّ طَيْفُوْرُ بنُ عِيْسَى
سُلْطَانُ العَارِفِيْنَ، أَبُو يَزِيْدَ طَيْفُوْرُ بنُ عِيْسَى بنِ شَرْوَسَان البِسْطَامِيُّ، أَحَدُ الزُّهَادُ، أَخُو الزَّاهِدَيْنِ: آدَمَ وَعَلِيٍّ، وَكَانَ جَدُّهُم شَرْوَسَان مَجُوْسِيّاً، فَأَسلَمَ، يُقَالُ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيِّ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ -
أَي: الجَدُّ - وَأَبُو يَزِيْدَ، فَبِالجهْدِ أَنْ يُدْرِكَ أَصْحَابَهُمَا.
وَقَلَّ مَا رَوَى، وَلَهُ كَلاَمٌ نَافِعٌ.
منه، قَالَ: مَا وَجَدْتُ شَيْئاً أَشَدَّ عليَّ مِنَ العِلْمِ وَمُتَابَعَتِهِ، وَلَوْلاَ اختِلاَفُ العُلَمَاءِ لَبَقِيْتُ حَائِراً.
وَعَنْهُ قَالَ: هَذَا فَرَحِي بِكَ وَأَنَا أَخَافُكَ، فَكَيْفَ فَرَحِي بِكَ إِذَا أَمِنْتُكَ؟ لَيْسَ العَجَبُ مِنْ حُبِّي لَكَ، وَأَنَا عَبْدٌ فَقِيْرٌ، إِنَّمَا العَجَبُ مِنْ حُبِّكَ لِي، وَأَنْتَ مَلِكٌ قَدِيْرٌ.
وَعَنْهُ - وَقِيْلَ لَهُ: إِنَّكَ تَمُرُّ فِي الهَوَاءِ - فَقَالَ: وَأَيُّ أُعْجُوْبَة فِي هَذَا؟ وَهَذَا طَيْرٌ يَأْكُلُ المَيْتَةَ يَمُرُّ فِي الهَوَاءِ.
وَعَنْهُ: مَا دَامَ العَبْدُ يَظُنُّ أَنَّ فِي النَّاس مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، فَهُوَ مُتَكَبِّرٌ.
الجَنَّةُ لاَ خَطَرَ لَهَا عِنْدَ المُحِبِّ، لأَنَّهُ مَشْغُوْلٌ بِمَحَبَّتِهِ.
وَقَالَ: مَا ذَكَرُوا مَوْلاَهُمْ إِلاَّ بِالغَفْلَةِ، وَلاَ خَدَمُوهُ إِلاَّ بِالفَتْرَةِ.
وَسَمِعُوْهُ يَوْماً وَهُوَ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ! لا تَقْطَعْنِي بِكَ عَنْكَ.
العَارِفُ فَوْقَ مَا نَقُوْلُ، وَالعَالِمُ دُوْنَ مَا نَقُوْلُ.
وَقِيْلَ لَهُ: عَلِّمْنَا الاسْمَ الأَعْظَمَ.
قَالَ: لَيْسَ لَهُ حَدٌّ، إِنَّمَا هُوَ فَرَاغُ قَلْبِكَ لَوْحدَانيَّتِهِ، فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ، فَارْفَعْ لَهُ أَيَّ اسْمٍ شِئْتَ مِن أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ.
وَقَالَ: للهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ يَمْشُوْنَ عَلَى المَاءِ، لاَ قِيْمَةَ لَهُمْ عِنْدَ الله، وَلَوْ نَظَرْتُم إِلَى مَنْ أُعْطِيَ مِنَ الكَرَامَاتِ حَتَّى يَطِيْرَ، فَلاَ تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَرَوا كَيْفَ هُوَ عِنْدَ الأَمْرِ وَالنَّهْي، وَحِفْظِ الحُدُوْدِ وَالشَّرْعِ.
وَلَهُ هَكَذَا نُكَتٌ مَلِيْحَةٌ، وَجَاءَ عَنْهُ أَشْيَاء مُشْكِلَةٌ لاَ مَسَاغَ لَهَا، الشَّأْنُ فِي ثُبُوْتِهَا عَنْهُ، أَوِ أَنَّهُ قَالَهَا فِي حَالِ الدَّهْشَةِ وَالسُّكْرِ، وَالغَيْبَةِ وَالمَحْوِ، فَيُطْوَى، وَلاَ يُحْتَجُّ بِهَا، إذْ ظَاهِرُهَا إلْحَادٌ، مِثْل: سُبْحَانِي، وَمَا فِي الجُبَّةِ إِلاَّ الله.
مَا النَّارُ؟ لأَسْتَنِدَنَّ إِلَيْهَا غَداً، وَأَقُوْلُ: اجعَلْنِي فَدَاءً لأَهْلِهَا، وَإلاَّ بَلَعْتُهَا.
مَا الجَنَّةُ؟ لُعْبَةُ صِبْيَانٍ، وَمُرَاد أَهْلُ الدُّنْيَا.
مَا المُحَدِّثُونَ؟ إِنْ خَاطَبَهُم رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ، فَقَدْ خَاطبنَا القَلْبُ عَنِ الرَّبِّ.
وَقَالَ فِي اليَهُوْدِ: مَا هَؤُلاَءِ؟ هَبْهُم لِي، أَيُّ شَيْءٍ هَؤُلاَءِ حَتَّى تُعَذِّبَهُم؟ (13/ 89)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/93)
قَالَ السُّلَمِيُّ فِي (تَارِيْخِ الصُّوْفِيَّةِ): تُوُفِّيَ أَبُو يَزِيْدَ عَنْ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً، وَلَهُ كَلاَمٌ حَسَنٌ فِي المُعَامَلاَتِ.
ثُمَّ قَالَ: وَيُحْكَى عَنْهُ فِي الشَّطْحِ أَشْيَاءُ، مِنْهَا مَا لاَ يَصِحُّ، أَوْ يَكُونُ مَقُوْلاً عَلَيْهِ، وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى أَحْوَالٍ سَنِيَّةٍ، ثُمَّ سَاقَ بإِسْنَادٍ لَهُ، عَنْ أَبِي يَزِيْدَ، قَالَ:
مَنْ نَظَرَ إِلَى شَاهِدِي بِعَيْنِ الاضطرَابِ، وَإِلَى أَوْقَاتِي بِعَيْنِ الاغْتِرَابِ، وَإِلَى أَحْوَالِي بِعَيْنِ الاسْتِدْرَاجِ، وَإِلَى كَلاَمِي بِعَيْنِ الاَفْتِرَاءِ، وَإِلَى عِبَارَاتِي بِعَيْنِ الاجْتِرَاءِ، وَإِلَى نَفْسِي بِعَيْنِ الاَزْدِرَاءِ، فَقَدْ أَخطَأَ النَّظَرَ فِيَّ. وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ صَفَا لِي تَهْلِيْلَةٌ مَا بَالَيْتُ بَعْدَهَا.
تُوُفِّيَ أَبُو يَزِيْدَ بِبسْطَامَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.
أَبُو القَاسِمِ الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجُنَيْدِ النَّهَاوَنْدِيُّ
هُوَ شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ.
وُلِدَ: سَنَةَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي ثَوْرٍ.
أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ هَارُوْنَ، وَآخَرُ، قَالاَ:
سَمِعْنَا الجُنَيْدَ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُوْلُ: عِلْمُنَا مَضْبُوطٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَنْ لَمْ يَحْفَظِ الكِتَابَ وَيَكْتُبِ الحَدِيْثَ وَلَمْ يَتَفَقَّهْ، لاَ يُقْتَدَى بِهِ. قَالَ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عُلْوَانِ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ:
عِلْمُنَا - يَعْنِي: التَّصَوُّفَ - مُشَبَّكٌ بِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ. ثُمَّ أَتَوُا الجُنَيْدَ، فَسَأَلُوهُ عَنِ التَّصَوُّفِ، فَقَالَ: هُوَ إِفرَادُ القَدِيْمِ عَنِ الحَدَثِ، وَالخُرُوجُ عَنِ الوَطَنِ، وَقَطْعُ المَحَابِّ، وَتَرْكُ مَا عَلِمَ أَوْ جَهِلَ، وَأَنْ يَكُوْنَ المَرْءُ زَاهِداً فِيْمَا عِنْدَ اللهِ، رَاغِباً فِيْمَا للهِ عِنْدَهُ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، حَظَاهُ إِلَى كَشْفِ العُلُوْمِ، وَالعِبَارَةِ عَنِ الوُجُوهِ، وَعَلِمِ السَّرَائِرِ، وَفِقْهِ الأَرْوَاحِ.
أَبِي الحُسَيْنِ النُّوْرِيِّ الخُرَاسَانِيِّ
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ البَنَّاءَ البَغْدَادِيَّ بِمَكَّةَ يَحكِي مِحْنَةَ غُلاَمِ خَلِيْلٍ، قَالَ:
نَسَبُوا الصُّوْفِيَّةَ إِلَى الزَّنْدَقَةِ، فَأَمَرَ الخَلِيْفَةُ المُعْتَمِدُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ بِالقَبْضِ عَلَيْهِم، فَأَخَذَ فِي جُمْلَتِهِم النُّوْرِيَّ، فَأُدْخِلُوا عَلَى الخَلِيْفَةِ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِم، فَبَادَرَ النُّوْرِيُّ إِلَى السَّيَّافِ، فَقِيْلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: آثَرْتُ حَيَاتَهُم عَلَى نَفْسِي سَاعَةً.
فَتَوَقَّفَ السَّيَّافُ عَنْ قَتْلِهِ، وَرَفَعَ أَمْرَهُ إِلَى الخَلِيْفَةِ، فَرَدَّ الخَلِيْفَةُ أَمْرَهُم إِلَى قَاضِي القُضَاةِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ إِسْحَاقَ، فَسَأَلَ أَبَا الحُسَيْنِ النُّوْرِيَّ عَنْ مَسَائِلَ فِي العِبَادَاتِ، فَأَجَابَ، ثُمَّ قَالَ: وَبَعْدَ هَذَا، فَلِلَّهِ عِبَادٌ يَنْطِقُوْنَ بِاللهِ، وَيَأْكلُوْنَ بِاللهِ، وَيَسْمَعُوْنَ بِاللهِ.
فَبَكَى إِسْمَاعِيْلُ القَاضِي، وَقَالَ: إِنْ كَانَ هَؤُلاَءِ القَوْمُ زَنَادِقَةٌ، فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مُوَحِّدٌ.
فَأَطْلَقُوْهُمُ.
أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ أَبَا الفَرَجِ الوَرْثَانِيَّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى النُّوْرِيِّ، فَرَأَيْتُ رِجْلَيهِ مُنْتَفِخَتَينِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَمرِهِ، فَقَالَ: طَالَبَتْنِي نَفْسِي بِأَكْلِ تَمْرٍ، فَدَافَعْتُهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَاشْتَرَيْتُهُ، فَلَمَّا أَكَلْتُ، قُلْتُ: قُومِي فَصَلِّي.
فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: للهِ عَلَيَّ إِنْ قَعَدتِ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً، فَمَا قَعَدْتُ - يَعْنِي: إِلاَّ فِي صَلاَةٍ -
وَعَنِ النُّوْرِيِّ، قَالَ: مَنْ رَأَيْتَهُ يَدَّعِي مَعَ اللهِ حَالَةً تُخْرِجُ عَنِ الشَّرْعِ، فَلاَ تَقْرَبَنْ مِنْهُ.
وسانقل لك من كلام الامام الذهبي جملة بسيطة تفرق بين التصوف الشرعي وتصوف الجهلة
يقول في احد التراجم
قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ فِي كِتَابِ (طَبَقَاتِ الصُّوْفِيَّةِ): مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ أُسْتَاذُ أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ، وَأَبِي العَبَّاسِ بنِ مَسْرُوْقٍ، كَتَبَ الحَدِيْثَ الكَثِيْرَ، وَرَوَاهُ.
قُلْتُ: مَتَى رَأَيْتَ الصُّوْفِيَّ مُكِبّاً عَلَى الحَدِيْثِ، فَثِقْ بِهِ، وَمَتَى رَأَيْتَهُ نَائِياً عَنِ الحَدِيْثِ، فَلاَ تَفرَحْ بِهِ، لاَ سيِّمَا إِذَا انْضَافَ إِلَى جَهلِهِ بِالحَدِيْثِ عُكُوفٌ عَلَى تُرَّهَاتِ الصُّوْفِيَّةِ، وَرُمُوْزِ البَاطِنِيَّةِ - نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ - كَمَا قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ:
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّيْنَ إِلاَّ المُلُوْكُ * وَأَحْبَارُ سَوْءٍ وَرُهْبَانُهَا
وَعَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بنَ مَنْصُوْرٍ عَنْ حَقِيْقَةِ الفَقْرِ، فَقَالَ:
السُّكُوْنُ عِنْدَ كُلِّ عَدَمٍ، وَالبَذْلُ عِنْدَ كُلِّ وُجُوْدٍ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، أَنَّهُ سُئِلَ: إِذَا أَكَلْتُ وَشَبِعْتُ، فَمَا شُكْرُ تِلْكَ النِّعمَةِ؟
قَالَ: أَنْ تُصَلِّيَ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي جَوفِكَ مِنْهُ شَيْءٌ.
في الختام
بعد ان تقرأ لكل هؤلاء
ترى هل يتأثر الصوفي بسقط الحكايات وترهات الاقلام وضلالات المبتدعين؟
لا اظن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/94)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:33 ص]ـ
الله المستعان،،، أكثرت الكلام بما لاينفع، وأطلت بخروجك عن الموضوع، فأقول وبالله التوفيق:
1 ـ هنيئا لك أن تجعل دليلك قول غاندي هذا، وسبحان ربي متى صار المسلمون يستدلون على صحة معتقدهم وسلامة دينهم ومنهجهم بأقوال الكفرة!!! إن هذا لشيئ عجاب،،، علما أني لاأرى مطلقا أن الكلام المنقول عن غاندي!!! فيه ثناء على التصوف أو مدحة له فأنى لك هذا وهو يتكلم عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم، إلا إن كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه ذلك ـ صوفيا عندك!!!
2 ـ مابالك حرت جوابا فيما نقلت لك عن إمام من أئممتكم وعلما من أعلامكم المُحْدِث الغماري،،، وأبشرك لديّ من هذا الكثير. فمابالك لم نسمع لك همسا في ذلك!!! وقد أكثرت الكلام بما لاينفع.
3 ـ حكاية الدس هذه في كتب الشعراني حفظناها، وهي دعوى تدّعونها لتفروا من تراثكم الموبوء، الذي يستحيي منه الصغير قبل الكبير!!!
ثم إن سلمنا لك بالدس، فالدس يكون في كتاب أو كتابين وإن شئت قل ثلاثة كتب او أربعة، أما أن يكون الدس بالتواتر فهذا شيئ محال
فهذه كتب علمائكم المتقدمين منهم والمتأخرين طافحة بهذه الترّهات بل والزندقات فمن انكر ذلك منكم!!!
ألست تقرأ؟ أم أنك قد أصبت بسوء الفهم كما اتهمتني بذلك!!!
هذا غماريّكم الإمام ينقل عن شعرانيّكم العارف!!! فمن الذي دسّ ومن الذي كذب،،، أمران أحلاهما مر
4 ـ أخي هداك الله،،، التصوف الذي تدافع عنه اليوم هو نهج قائم على نقيض الكتاب والسنة، وهو أبعد مايكون عن الصواب، وهذه دعوى أدّعيها وإن شئت أحضرت لك البيّنة،،، من كلام أئمتكم وعلمائكم المتقدّمين والمتأخرين.
بقي لديّ الكثير لكن أتوقف هنا،،، فإن رأيت منك مجادلة بعلم أتممت وأكملت وإن كانت الأخرى عزفت عنك حفظا للوقت والجهد.
والسلام عليكم
ـ[أحمد أبو الأنوار]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:53 ص]ـ
اخي الكريم انا لا اعرف الغماري و لا يحزنون و لايساوي عندي فلسا ان خرج عن الشريعة
انا اعطيتك قاعدة عامة للتصوف وهي اتباع الشرع
وما كتبته كان هدفي ان لا تعمم فيصيب سبك وقذفك علماء من الامة يخاصمونك يوم القيامة
علماء قال الامام الذهبي عن بعضهم بعد ان نسبهم للتصوف (وَأَيْنَ مِثْلُ هَؤُلاَءِ السَّادَةِ؟.)
فكانت رسالة تحذير وليس هدفي الجدال معك و لا احب ذلك و لا اظنك مؤهل لذلك
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 05:32 ص]ـ
و لا اظنك مؤهل لذلك
يبدو أني في حضرة علم من الأعلام!
عموما دع عنك الانتقاص فليس هذا من شيم الرجال، وصدق ربي إذ يقول: ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)).
فكل منا يعلم قدر نفسه ومقدار علمه ومدى جهله،،، والله المستعان
مرّة أخرى خرجت عن الموضوع ولم تجب عن أي نقطة من النقاط السالفة الذكر!!! فهل أنت ممن يكتب لمجرّد الكتابة؟!!!
بارك الله فيك: تكلّم بعلم أو اصمت بحلم،،، وفقك الله(58/95)
طلب من إخواني الأحبة / أريد جميع الردود من مقالات وكتب للرد على إيمان فرعون
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
طلب من إخواني الأحبة /
أريد جميع الردود من مقالات وكتب للرد على إيمان فرعون
فمن لدية فلايبخل علينا بها
بارك الله فيكم(58/96)
متى استقر رأي اهل السنة على عدم الخروج
ـ[ابوعبدالرحمن الحسني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:23 ص]ـ
يكرر شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله، وتابعه على ذلك ابن حجر رحمه الله ان مسألة الخروج على أئمة الجور كانت من المسائل المختلف فيها في العصر الأول، ثم استقر رأيهم على عدم الخروج الا على الإمام الكافر كفرا بواحا .....
ولدي سؤلان في هذا في الموضوع ارجو من طلاب العلم افادتي بالإجابة عنهما كما يأتي:
- هل الاستقرار المشار اليه في معنى الاجماع؟ وهل يعد القائل بخلافه مخالفا للإجماع؟.
- متى كان هذا الاستقرار ; بمعنى هل يمكن ان يحدد تاريخ له ليعذر السابق لهذا الاستقرار ولا يعذر من خالف بعد ذلك؟.
جزيتم خيرا، وبارك في جهودكم.
ـ[ابوعبدالرحمن الحسني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:08 م]ـ
اين طلاب العلم عن موضوعنا فيفيدونا بما لديهم.
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:25 م]ـ
الجواب عن السؤال الأول: نعم ذلك الإستقرار هو إجماع عند أهل السنة و هذا أمر مشهور جدا، و القائل بخلافه مخالف للإجماع {و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و تصله جهنم و ساءت مصيرا}
الجواب عن السؤال الثاني: الله أعلم أن إجماع أهل السنة إستقر بعد فتنة إبن الأشعث حينما خرجوا على الحجاج إبن يوسف و أرادوا خلعه
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:48 م]ـ
مسالة الخروج علي الامام الجائر انهى فيها الخلاف ولكن الاشكال يرد عند الحديث الذي اوره النووي في شرحه لصحيح مسلم (الا ان ترو منهم معصية بواحا)(58/97)
الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز لم؟؟ ادخل لتعرف
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:31 ص]ـ
الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز ........ لم؟؟؟؟
الجواب يكون بمعرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف، فإن باب الدعاء مبناه على الافتقار والمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة، الذي يملك الضر والنفع، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه وتعالى، فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى فصفاته لا تملك ضرًا ولا نفعًا لأن الصفة ليست هي عين الموصوف. وأما باب الحلف فمبناه على التعظيم فلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة والله سبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول. ويقال ثانيًا: أنه قد ثبت في السنة أن النبي - e - حلف ببعض الصفات لكن لم يرد قط أنه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر والتوقيف، والله تعالى أعلى وأعلم.
من كتاب القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:34 ص]ـ
قال الشيخ السعيدان في مقدمة كتابه هذا:
وهي عبارةٌ عن شرح قواعد في معتقد أهل السنة والجماعة، جمعت فروع المذهب في أيسر عبارةٍ، فشرحتها بكلماتٍ يسيرةٍ، وسميته (شرح القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة)
إلا أنني أقول إن هذه القواعد لم تجمع كل ما قاله أهل السنة والجماعة، بل وإنما غالب ما قالوه من الأصول والقواعد ذكرتها هنا
وقد ذكر الشيخ 55 قاعدة.
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:19 م]ـ
سبحان الله ..... هذه الفائدة العقدية التي لا تجدها في كل مكان لا يشاهدها إلا عدد قليل
ومسألة أين تلبس الساعة تجاوز عدد المشاهدات 1500
ـ[أبو فهد السني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:43 م]ـ
بارك الله فيك .. تم حفظ هذه الفائده عندي ..
جزاك الله خيراً
ـ[أبو معاذ فؤاد الأثري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي الطيب لكن يحضرني هاهنا حديث ذكره المنذري في الترغيب والترهيب لفظه: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين " ولهل الحديث صححه أو حسنه العلامة الألباني (المهم أنه لا ينزل عن درجة الحسن) فاستشكلتُ هاهنا الاستغاثة برحمة الله وبين الاستغاثة والدعاء عموم وخصوص فالاستغاثة هي دعاء المضطر والمكروب، والرحمة صفة من صفاة الله عند جمهور أهل السنة ...
فلعل الإخوة في الملتقى ينوروننا بتخريج الحديث ثم مناقشة الاستشكال ... بارك الله فيكم
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:27 م]ـ
لا اشكال في الحديث فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله باسمائه الحسنى (ياحي ياقيوم) ثم توسل اليه بصفة الرحمة وهي جائزة،،، ولم يقل المصطفى يا حي ياقيوم يارحمة الله اغيثيني لا بل دعا الله ثم توسل بصفة من صفاته،،،،،،،،والامر ظاهر،،،،،والله اعلم
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[09 - 10 - 09, 04:58 م]ـ
" برحمتك أستغيث " كأنه قال بسبب اتصافك بالرحمة أستغيث بك ياربي، فهذه استغاثة بالذات العلية المتصفة بالرحمة التي وسعت كل شيء. فهذا كما قال لك الأخ أبو عاصم. وقد سألت شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله عن ذلك فقال: هذا من باب التوسل بصفات الله, وليس من باب الاستغاثة بالصفة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:13 م]ـ
فتاوى محمد بن إبراهيم 1 - 13 - (ج 1 / ص 101)
58 - س-: لو قال: يا رحمة الله)
جـ-: لا يجوز. هذا من دعاءِ الصفة. ... (تقرير).
(59 - س-: ما الفرق بين دعاء الصفة والقسم بها.)
جـ-: القسم والاستعاذة بها جائزة، لأنه تعظيم. واقسامه تعالى بمخلوقاته لكونها دالة عليه. فالصفة لا يقال انها خالقة بل الله بصفاته هو الخالق. (4). ... (تقرير).
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:50 م]ـ
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص 260)
ما حكم الحلف بصفات الله مثل قول القائل يا غضب الله؟
طبعا السائل واضح أنه ما هو فاهم الفرق بين الحلف والنداء، الحلف بالصفات جائز بالإجماع، فتحلف تقول وكلام الله وقدرة الله ومجيء الله وسمع الله وبصر الله هذا وتقول بسمع الله كان كذا وببصر الله كان كذا وبكلام الله كان كذا، هذا جائز بالإجماع لأن صفات الله جل وعلا غير مخلوقة، والذي يمتنع الحلف بالمخلوق، أما تمثيله بقوله (مثل قول القائل يا غضب الله) هذا ليس بحلف هذا نداء ونداء الصفة لا يجوز وهو محرم بل قال شيخ الإسلام في رده على البكري في أوائله قال نداء الصفة كفر بالإجماع، وهذا يعني به صفة معينة وهي (الكلام) الكلمة اللي هو (يا كلمة الله) ويُعنى بها المسيح عليه السلام أو على نحو معتقدات النصارى، فهو كان يؤصله للفرق بين الكلام عند أهل السنة وغيرهم وضلال النصارى فقال: دعاء الصفة ويعني به دعاء الكلمة قال كفر بالإجماع، وأما نداء الصفات الأخر فنقول محرم وذلك لأن الصفات من جهة النداء والدعاء غير الذات في ذلك المقام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/98)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:52 م]ـ
شرح العقيدة السفارينية للعثيمين - (ج 1 / ص 269)
ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك لو قال: يا قدرة الله اغفر لي، يا مغفرة الله اغفر لي، يا عزة الله أعزيني، هذا لا يجوز بل هو شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف مدعوة دعاءً استقلالياً، وهذا لا يجوز،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (برحمتك أستغيث) (1)، فهذا من باب التوسل يعني أستغيث بك برحمتك، فالباء هنا للاستغاثة، والتوسل وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله، لأنه رحيم، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معناً له،
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم ... فوائد قيمة ..
(246) سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: قلتم في الفتوى رقم "244": إن عبادة صفة من صفات الله أو دعاءها من الشرك، وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية إذا قلت: "أعوذ بعزة الله" فقد عذت بصفة من صفات الله، ولم تعذ بغير الله. . فعلم أن الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه. . وقد قال، صلى الله عليه وسلم: " أعوذ بعزة الله وقدرته. . " وقال: "أعوذ بكلمات الله التامات. . . ". وقال، صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك. . . " وقال صلى الله عليه وسلم: " ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا". وقال: "أعوذ بنور وجهك. . . " ولا يعوذ، صلى الله عليه وسلم، بغير الله. فنأمل من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟.
فأجاب بقوله: ما نقله السائل من كلام شارح الطحاوية لا ينافي ما ذكرناه فإن من المعلوم أنه لا توجد ذات مجردة عن صفة أبداً ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود، وكونه واجباً أو ممكناً وكونها على صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافياً في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة ما. ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله - تعالى - مستقلة عنه وهذا هو وجه كونه شركاً.
وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل: "أعوذ بعزتك" "أعوذ بعظمتك"، "أعوذ برضاك"، "أعوذ بكلمات الله التامة" فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلاً إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ،ولهذا قال شارح الطحاوية على ما نقله السائل: ولا يعوذ صلى الله عليه وسلم بغير الله. وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أن دعاء صفة من صفات الله كفر قال في الصفحة الثمانين من تلخيص كتاب الاستغاثة ما نصه: إن مسألة الله- تعالى - بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول: مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قوة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصر أو إغاثة أو غير ذلك". ا هـ.
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير لنا وللأمة.
ـ[أبو معاذ فؤاد الأثري]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:17 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي في الله ... فوائد طيبة ... أسأل الله أن ينفعني بها ... وأن يزيدكم وعلما وتقوى
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:42 م]ـ
الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز ........ لم؟؟؟؟
الجواب يكون بمعرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف، فإن باب الدعاء مبناه على الافتقار والمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة، الذي يملك الضر والنفع، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه وتعالى، فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى فصفاته لا تملك ضرًا ولا نفعًا لأن الصفة ليست هي عين الموصوف. وأما باب الحلف فمبناه على التعظيم فلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة والله سبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول. ويقال ثانيًا: أنه قد ثبت في السنة أن النبي - e - حلف ببعض الصفات لكن لم يرد قط أنه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر والتوقيف، والله تعالى أعلى وأعلم.
من كتاب القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة
هذا الجزء المظلل بالأحمر فيه شيء؛
إذ إن الصفات داخلة في مسمى الموصوف، فلا يقال إنها لا تملك النفع والضر، كما لا يقال إنها تملك النفع والضر. . بل يقال إنها لمن يملك النفع والضر، فيقسم بها ولا يدعى بها.(58/99)
قال السعيدان:هذا سؤال جيد وقليل من تعرض له فضلاً عن ذكر الجواب.
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:43 ص]ـ
قال الشيخ في كتابه القول الرشيد في سرد فوائد التوحيد:
قال لي بعض الطلاب يومًا: كيف يكون النذر عبادة وقد نهى النبي عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقلت: هذا سؤال جيد وقليل من تعرض له فضلاً عن ذكر الجواب، وجوابه يسير بفضل الله وحسن توفيقه وتعليمه وبيانه أن يقال: إن لنا في النذر ثلاث نظرات: نظرة في أصل عقده - أي في إنشائه -، ونظرة فيمن يعقد به، ونظرة في الوفاء به بعد عقده.
، إذا علمت هذا فاعلم أن الجزئية التي نهت عنها الأدلة إنما هي الأولى فقط، أي أن الدليل نهى عن إنشاء النذر وذلك لأمرين:
الأول: أنه بالنذر يُلزم الإنسان نفسه بشيء ليس بلازم له شرعًا وما يدريه لعله لا يستطيع ولا يقدر على القيام به، فرحمة من الشارع وإحسانًا بالمكلفين نهاهم عن إنشاء النذر.
الثاني: أنه نهى عن النذر لسد ذريعة تعلق القلب بغيره - جل وعلا - فإن الناذر قد يظن أنه بهذا النذر يقدم لله شيئًا ليعطيه بدله، فكأن الأمر فيه نوع منه، أي أن الناذر للصدقة أو الصلاة أو الصوم مثلاً لسان حاله يقول: إن أعطيتني هذا الشيء تصدقت وصليت وصمت، فبالله عليك ماذا تفهم لو أن الله لم يعط العبد ذلك، فإنه لن يأتي بهذه الصلاة ولا الصوم ولا الصدقة، وهذا هو عين البخل فإن النفس المؤمنة تقوم بذلك اختيارًا وطواعية من غير إلزام ولذلك قال: ((إنه لا يأتي بخير)) أي لا يظن الناذر أنه بهذا النذر سيحصل له ما يريده من الخير، وإنما يستخرج به من البخيل الذي تأبى نفسه فعل الخير ابتداءً وهذا الناذر قد تعلق قلبه بنذره، ولذلك نهتنا الشريعة عن إنشائه، فالمنهي عنه في حديث ابن عمر إنما هو إنشاؤه فقط، لكن لو عقده فإنه مأمور ألا يعقده إلا بالله تعالى، وإذا عقده بالله تعالى فإنه يجب عليه الوفاء به إن كان من قبيل نذر التبرر، لقوله:} يوفون بالنذر {، وقوله:} وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه {. وقوله e : (( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) إذًا النذر باعتبار إنشائه وابتدائه منهي عنه، وباعتبار عقده لله والوفاء به عبادة، والعبادة قد تكون منهي عنها باعتبار ومأمور بها باعتبار، ألا ترى أن القرآن منهي عنه حال الركوع والسجود؟ ولكنه مأمور به في حال القيام في غير الرفع من الركوع، وأن الصلاة تطوعًا منهي عنها حال وقت النهي ومأمور بها في غيره. إذًا جهة النهي ليست هي جهة الأمر وكذلك كثرة الحلف منهي عنه، لكن لو حلف فإنه يلزمه الوفاء بيمينه، إذًا لا يتعبد لله بإنشاء النذر وإنما يتعبد لله بالوفاء به بعد عقده، وحيث ثبت أن الله امتدح المؤمنين فيه، فهذا دليل على أنه عبادة، وحيث كان عبادة فلا يصرف إلا لله تعالى.
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:45 ص]ـ
قال الشيخ في مقدمة كتابه:
فإنه حال قراءتي لبعض كتب العقيدة والتوحيد، يمر بي بعض الفوائد والشوارد التي لا يستغني عن معرفتها طالب المزيد، بعضها مشهور وبعضها مغمور، فرأيت أن من الفائدة أن أقيدها لنفسي ولمن شاء الله من إخواني؛ تحقيقًا لقوله ?: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)) فإني قد وقفت سمعي وبصري ويدي وقلمي وكتبي لله العلي الحميد راجيًا بذلك رضاه عني والعفو عن زللي وتقصيري،
ـ[أبو راشد الجزائري]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً
والشيخ صالح آل الشيخ -وفقه الله- وجه ذلك بطريقة أخرى
حيث فرّق بين:
- النذر المطلق (لله عليّ صيام ثلاثة أيام): فعقد النذر جائز غير مكروه، والوفاء واجب.
- أما النذر المقيد (إن شفى الله مريضي فلله علي كذا): فهذا المكروه الذي يستخرج به من البخيل، والوفاء واجب.
فالوفاء واجب في الحالين، وحكم ابتداء النذر المطلق الجواز، والمقيد الكراهة.
كتبت الفائدة من حفظي وأرجو أن يكون النقل دقيقاً.(58/100)
" الفوائد الحسان من كتاب الفرقان"
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:44 م]ـ
" صيد الفوائد (1) "
" الفوائد الحسان من كتاب الفرقان"
بسم الله الرحمن الرحيم.
وبعد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/smilies/mid.gif فهذه سلسلة من الفوائد المقتنصة المستخرجة من بطون الكتب ..
ومن فوائدها:
1ـ أخذ الفوائد والفرائد منها.
2ـ شحذ الهمم لقراءة هذه الكتب.
وغيرها .... إلخ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/smilies/mid.gif وأبدأ بكتاب " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" لشيخ الاسلام ابن تيمية الحراني.
_ ملاحضة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/smilies/mid.gif عزوت في آخر كل فائدة إلى رقمها من مجموع الفتاوى الجزء الحادي عشر, ثم إلى طبعة الشيخ د. عبد الرحمن اليحيى.
والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:48 م]ـ
{1}
[تضعيف حديث الأبدال]
وَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِدَّةِ " الْأَوْلِيَاءِ " وَ " الْأَبْدَالِ " وَ " النُّقَبَاءِ " وَ " النُّجَبَاءِ وَ " الْأَوْتَادِ " وَ " الْأَقْطَابِ " مِثْلُ أَرْبَعَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ أَوْ اثْنَيْ عَشَرَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَوْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوْ الْقُطْبَ الْوَاحِدَ فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْطِقْ السَّلَفُ بِشَيْءِ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ إلَّا بِلَفْظِ " الْأَبْدَالِ ". وَرُوِيَ فِيهِمْ حَدِيثُ أَنَّهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَنَّهُمْ بِالشَّامِ وَهُوَ فِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لَيْسَ بِثَابِتِ. <167> , <27>
{2}
[حديث: {رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ .. متفق على صحته]
وَكَذَلِكَ الْمَجَانِينُ وَالْأَطْفَالُ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ. وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ}. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَاتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ عَلَى تَلَقِّيهِ بِالْقَبُولِ. <191>, <67>
{3}
[بطلان حديث "رَجَعْنَا مِنْ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ"]
أَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيه بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ {رَجَعْنَا مِنْ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ} فَلَا أَصْلَ لَهُ وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْعَالِهِ.<197> , <78>.
{4}
[لاشيء بعد الفرائض أفضل من الجهاد]
وَجِهَادُ الْكُفَّارِ مِنْ أَعْظَمِ الْأَعْمَالِ؛ بَلْ هُوَ أَفْضَلُ مَا تَطَوَّعَ بِهِ الْإِنْسَانُ.<197>, <78>.
{5}
[اقتربوا من أفواه المطيعين .. ]
وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ اقْتَرِبُوا مِنْ أَفْوَاهِ الْمُطِيعِينَ وَاسْمَعُوا مِنْهُمْ مَا يَقُولُونَ فَإِنَّهُ تَتَجَلَّى لَهُمْ أُمُورٌ صَادِقَةٌ. <205>, <91>.
{6} [إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول]
وَلِهَذَا قِيلَ فِي مِثْلِ هَؤُلَاء [من يسلم لمن يظنه وليا في كل ما يقوله] ِ إنَّمَا حَرَّمُوا الْوُصُولَ بِتَضْيِيعِ الْأُصُولِ فَإِنَّ أَصْلَ الْأُصُولِ تَحْقِيقُ الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بُدَّ مِنْ الْإِيمَانِ بِأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ إنْسِهِمْ وَجِنِّهِمْ وَعَرِبِهِمْ وَعَجَمِهِمْ عُلَمَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ مُلُوكِهِمْ وَسُوقَتِهِمْ وَأَنَّهُ لَا طَرِيقَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِأَحَدِ مِنْ الْخَلْقِ إلَّا بِمُتَابَعَتِهِ بَاطِنًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/101)
وَظَاهِرًا حَتَّى لَوْ أَدْرَكَهُ مُوسَى وَعِيسَى وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ لَوَجَبَ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعُهُ. <212>, <103>.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:51 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب
متابع للموضوع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:53 ص]ـ
{7}
[حديث العقل موضوع بالإتفاق]
وَالْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرُوهُ فِي الْعَقْلِ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ البستي والدارقطني وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُمْ. وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا وَمَعَ هَذَا فَلَفْظُهُ لَوْ كَانَ ثَابِتًا حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ؛ فَإِنَّ لَفْظَهُ " {أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ - وَيُرْوَى - لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ} " فَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ خَاطَبَهُ فِي أَوَّلِ أَوْقَاتِ خَلْقِهِ؛ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَوَّلُ الْمَخْلُوقَاتِ.<231>, <136>.
{8}
[حكاية حال أهل الكلام وسبب تفوق أهل الفلسفة عليهم مع بيان وجه تلبيسهم]
وَهَؤُلَاءِ يُلَبِّسُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ تَلْبِيسًا كَثِيرًا كَإِطْلَاقِهِمْ أَنَّ " الْفَلَكَ " مُحْدَثٌ: أَيُّ مَعْلُولٍ مَعَ إنَّهُ قَدِيمٌ عِنْدَهُمْ وَالْمُحْدَثُ لَا يَكُونُ إلَّا مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ لَيْسَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ وَلَا فِي لُغَةِ أَحَدٍ أَنَّهُ يُسَمَّى الْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ مُحْدَثًا وَاَللَّهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُحْدَثٌ وَكُلُّ مُحْدَثٍ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ؛ لَكِنْ نَاظَرَهُمْ أَهْلُ الْكَلَامِ مِنْ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةِ مُنَاظَرَةً قَاصِرَةً لَمْ يُعْرَفُوا بِهَا مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَلَا أَحْكَمُوا فِيهَا قَضَايَا الْعُقُولِ فَلَا لِلْإِسْلَامِ نَصَرُوا وَلَا لِلْأَعْدَاءِ كَسَرُوا وَشَارَكُوا أُولَئِكَ فِي بَعْضِ قَضَايَاهُمْ الْفَاسِدَةِ وَنَازَعُوهُمْ فِي بَعْضِ الْمَعْقُولَاتِ الصَّحِيحَةِ فَصَارَ قُصُورُ هَؤُلَاءِ فِي الْعُلُومِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ مِنْ أَسْبَابِ قُوَّةِ ضَلَالِ أُولَئِكَ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. <232>,<139>.
{9}
[تمسح الزنادقة باسم الصوفية مع بيان مخالفتهم للزهاد الأول]
فَإِنَّ ابْنَ عَرَبِيٍّ وَأَمْثَالَهُ وَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مَنَّ الصُّوفِيَّةِ فَهُمْ مِنْ صُوفِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ الْفَلَاسِفَةِ لَيْسُوا مِنْ صُوفِيَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ مَشَايِخِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: كالفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الكرخي والجنيد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَأَمْثَالِهِمْ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. <233>,<141>.
{10}
[حقيقة عقيدة وحدة الوجود]
وَغَايَةُ حَقِيقَةِ هَؤُلَاءِ إنْكَارُ " أُصُولِ الْإِيمَانِ " بِأَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَحَقِيقَةُ أَمْرِهِمْ جَحْدُ الْخَالِقِ فَإِنَّهُمْ جَعَلُوا وُجُودَ الْمَخْلُوقِ هُوَ وُجُودُ الْخَالِقِ وَقَالُوا: الْوُجُودُ وَاحِدٌ وَلَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْوَاحِدِ بِالْعَيْنِ وَالْوَاحِدِ بِالنَّوْعِ فَإِنَّ الْمَوْجُودَاتِ تَشْتَرِكُ فِي مُسَمَّى الْوُجُودِ كَمَا تَشْتَرِكُ الْأَنَاسِيُّ فِي مُسَمَّى الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانَاتُ فِي مُسَمَّى الْحَيَوَانِ وَلَكِنَّ هَذَا الْمُشْتَرَكَ الْكُلِّيَّ لَا يَكُونُ مُشْتَرَكًا كُلِّيًّا إلَّا فِي الذِّهْنِ وَإِلَّا فالحيوانية الْقَائِمَةُ بِهَذَا الْإِنْسَانِ لَيْسَتْ هِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ الْقَائِمَةُ بِالْفَرَسِ.<235>,<144>.
{11} [عامة كلام صوفية الملاحدة من التخييلات الشيطانية]
وَلِهَذَا عَامَّةُ كَلَامِهِمْ إنَّمَا هُوَ فِي الْحَالَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَيَقُولُونَ مَا قَالَهُ صَاحِبُ الْفُتُوحَاتِ: (بَابُ أَرْضِ الْحَقِيقَةِ وَيَقُولُونَ هِيَ أَرْضُ الْخَيَالِ. فَتُعْرَفُ بِأَنَّ الْحَقِيقَةَ الَّتِي يَتَكَلَّمُ فِيهَا هِيَ خَيَالٌ وَمَحَلُّ تَصَرُّفِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُخَيِّلُ لِلْإِنْسَانِ الْأُمُورَ بِخِلَافِ مَا هِيَ عَلَيْهِ قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} {حَتَّى إذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}.<236>,<147>.
{12}
[لطيفة]
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ شُيُوخِهِمْ لِمُرِيدِهِ: مَنْ قَالَ لَك: إنَّ فِي الْكَوْنِ سِوَى اللَّهِ فَقَدْ كَذَبَ. فَقَالَ لَهُ مُرِيدُهُ: فَمَنْ هُوَ الَّذِي يَكْذِبُ؟.<241>,<156>.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/102)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:59 ص]ـ
{13}
[مناقضة عقيدة صوفية الملاحدة للعقل]
وَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ هَذَا لَا يَنْدَفِعُ عَنْهُمْ التَّنَاقُضُ فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ بِالْحِسِّ وَالْعَقْلِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ هُوَ ذَاكَ وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ مَا كَانَ يَقُولُهُ التلمساني: إنَّهُ ثَبَتَ عِنْدَنَا فِي الْكَشْفِ مَا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الْعَقْلِ. وَيَقُولُونَ: مَنْ أَرَادَ التَّحْقِيقَ - يَعْنِي تَحْقِيقَهُمْ - فَلْيَتْرُكْ الْعَقْلَ وَالشَّرْعَ. وَقَدْ قُلْت لِمَنْ خَاطَبْته مِنْهُمْ: وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَشْفَ الْأَنْبِيَاءِ أَعْظَمُ وَأَتَمُّ مِنْ كَشْفِ غَيْرِهِمْ وَخَبَرَهُمْ أَصْدَقُ مِنْ خَبَرِ غَيْرِهِمْ؛ وَالْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ يُخْبِرُونَ بِمَا تَعْجِزُ عُقُولُ النَّاسِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ؛ لَا بِمَا يَعْرِفُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَنَّهُ مُمْتَنِعٌ فَيُخْبِرُونَ بِمَحَارَاتِ الْعُقُولِ لَا بِمُحَالَاتِ الْعُقُولِ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ فِي إخْبَارِ الرَّسُولِ مَا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الْعُقُولِ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَتَعَارَضَ دَلِيلَانِ قَطْعِيَّانِ: سَوَاءٌ كَانَا عَقْلِيَّيْنِ أَوْ سَمْعِيَّيْنِ أَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا عَقْلِيًّا وَالْآخَرُ سَمْعِيًّا فَكَيْفَ بِمَنْ ادَّعَى كَشْفًا يُنَاقِضُ صَرِيحَ الشَّرْعِ وَالْعَقْلِ؟. <244>.<160>.
{14}
[من بدائع انصاف ابن تيمية]
وَهَؤُلَاءِ قَدْ لَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ لَكِنْ يُخَيَّلُ لَهُمْ أَشْيَاءُ تَكُونُ فِي نُفُوسِهِمْ وَيَظُنُّونَهَا فِي الْخَارِجِ وَأَشْيَاءَ يَرَوْنَهَا تَكُونُ مَوْجُودَةً فِي الْخَارِجِ لَكِنْ يَظُنُّونَهَا مِنْ كَرَامَاتِ الصَّالِحِينَ وَتَكُونُ مِنْ تَلْبِيسَاتِ الشَّيَاطِينِ.< 244>,<160>.
{15}
[وجه حديث احتج آدم وموسى]
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {احْتَجَّ آدَمَ وَمُوسَى قَالَ مُوسَى: يَا آدَمَ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَك اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَك مَلَائِكَتَهُ لِمَاذَا أَخْرَجْتنَا وَنَفْسَك مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمَ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاك اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَكَتَبَ لَك التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ فَبِكَمْ وَجَدْت مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سَنَةٍ [قَالَ]: فَلِمَ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةٍ؟ قَالَ: فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى} " أَيْ: غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ ضَلَّتْ فِيهِ طَائِفَتَانِ: " طَائِفَةٌ " كَذَّبَتْ بِهِ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُ يَقْتَضِي رَفْعَ الذَّمِّ وَالْعِقَابِ عَمَّنْ عَصَى اللَّهَ لِأَجْلِ الْقَدَرِ. وَ " طَائِفَةٌ " شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ جَعَلُوهُ حُجَّةً وَقَدْ يَقُولُونَ: الْقَدَرُ حُجَّةٌ لِأَهْلِ الْحَقِيقَةِ الَّذِينَ شَهِدُوهُ أَوْ الَّذِينَ لَا يَرَوْنَ أَنَّ لَهُمْ فِعْلًا. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ قَالَ: إنَّمَا حَجَّ آدَمَ مُوسَى لِأَنَّهُ أَبُوهُ أَوْ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ تَابَ أَوْ لِأَنَّ الذَّنْبَ كَانَ فِي شَرِيعَةٍ وَاللَّوْمَ فِي أُخْرَى أَوْ لِأَنَّ هَذَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا دُونَ الْأُخْرَى. وَكُلُّ هَذَا بَاطِلٌ. وَلَكِنَّ وَجْهَ الْحَدِيثِ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَلُمْ أَبَاهُ إلَّا لِأَجْلِ الْمُصِيبَةِ الَّتِي لَحِقَتْهُمْ مِنْ أَجْلِ أَكْلِهِ مِنْ الشَّجَرَةِ فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا أَخْرَجْتنَا وَنَفْسَك مِنْ الْجَنَّةِ؟ لَمْ يَلُمْهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَتَابَ مِنْهُ؛ فَإِنَّ مُوسَى يَعْلَمُ أَنَّ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ لَا يُلَامُ وَهُوَ قَدْ تَابَ مِنْهُ أَيْضًا وَلَوْ كَانَ آدَمَ يَعْتَقِدُ رَفْعَ الْمَلَامِ عَنْهُ لِأَجْلِ الْقَدَرِ لَمْ يَقُلْ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/103)
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.<259>,<183>.
{16}
[الجواب عن شبهة الاحتجاج بحال الخضر على جواز الخروج عن شريعة محمد]
وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ لِأَحَدِ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ طَرِيقًا إلَى اللَّهِ غَيْرَ مُتَابَعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَلَمْ يُتَابِعْهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ احْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِقِصَّةِ مُوسَى مَعَ الْخَضِرِ كَانَ غالطا مِنْ وَجْهَيْنِ: " أَحَدُهُمَا " أَنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إلَى الْخَضِرِ وَلَا كَانَ عَلَى الْخَضِرِ اتِّبَاعُهُ؛ فَإِنَّ مُوسَى كَانَ مَبْعُوثًا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ وَأَمَّا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرِسَالَتُهُ عَامَّةٌ لِجَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَلَوْ أَدْرَكَهُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْخَضِرِ: كَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَجَبَ عَلَيْهِمْ؛ اتِّبَاعُهُ فَكَيْفَ بِالْخَضِرِ سَوَاءٌ كَانَ نَبِيًّا أَوْ وَلِيًّا؛ وَلِهَذَا قَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى: " إنَّا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ؛ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ " وَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ الثَّقَلَيْنِ الَّذِينَ بَلَغَتْهُمْ رِسَالَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَهَذَا. " الثَّانِي " أَنَّ مَا فَعَلَهُ الْخَضِرُ لَمْ يَكُنْ مُخَالِفًا لِشَرِيعَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمُوسَى لَمْ يَكُنْ عَلِمَ الْأَسْبَابَ الَّتِي تُبِيحُ ذَلِكَ فَلَمَّا بَيَّنَهَا لَهُ وَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ خَرْقَ السَّفِينَةِ ثُمَّ تَرْقِيعُهَا لِمَصْلَحَةِ أَهْلِهَا خَوْفًا مِنْ الظَّالِمِ أَنْ يَأْخُذَهَا إحْسَانٌ إلَيْهِمْ وَذَلِكَ جَائِزٌ وَقَتْلُ الصَّائِلِ جَائِزٌ وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا وَمَنْ كَانَ تَكْفِيرُهُ لِأَبَوَيْهِ لَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِقَتْلِهِ جَازَ قَتْلُهُ.< 264>,<189>.
{17}
[الكرامات قد تكون بحسب حال الرجل]
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الْكَرَامَاتِ قَدْ تَكُونُ بِحَسَبِ حَاجَةِ الرَّجُلِ فَإِذَا احْتَاجَ إلَيْهَا الضَّعِيفُ الْإِيمَانِ أَوْ الْمُحْتَاجُ أَتَاهُ مِنْهَا مَا يُقَوِّي إيمَانَهُ وَيَسُدُّ حَاجَتَهُ وَيَكُونُ مَنْ هُوَ أَكْمَلُ وِلَايَةً لِلَّهِ مِنْهُ مُسْتَغْنِيًا عَنْ ذَلِكَ فَلَا يَأْتِيه مِثْلُ ذَلِكَ لِعُلُوِّ دَرَجَتِهِ وَغِنَاهُ عَنْهَا لَا لِنَقْصِ وِلَايَتِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ فِي التَّابِعِينَ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي الصَّحَابَةِ؛ بِخِلَافِ مَنْ يَجْرِي عَلَى يَدَيْهِ الْخَوَارِقُ لِهَدْيِ الْخَلْقِ وَلِحَاجَتِهِمْ فَهَؤُلَاءِ أَعْظَمُ دَرَجَةً. <283>,<230>.
{18}
[الغناء من أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية]
وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يُقَوِّي الْأَحْوَالَ الشَّيْطَانِيَّةَ سَمَاعُ الْغِنَاءِ وَالْمَلَاهِي وَهُوَ سَمَاعُ الْمُشْرِكِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَغَيْرُهُمَا مِنْ السَّلَفِ " التَّصْدِيَةُ " التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ وَ " الْمُكَاءُ " مِثْلُ الصَّفِيرِ فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَّخِذُونَ هَذَا عِبَادَةً وَأَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَعِبَادَتُهُمْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالِاجْتِمَاعَاتِ الشَّرْعِيَّةِ وَلَمْ يَجْتَمِعْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ عَلَى اسْتِمَاعِ غِنَاءٍ قَطُّ لَا بِكَفِّ وَلَا بِدُفِّ وَلَا تَوَاجُدٍ وَلَا سَقَطَتْ بُرْدَتُهُ؛ بَلْ كُلُّ ذَلِكَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَدِيثِهِ. <295>,<250>.
تمت بحمد الله.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:01 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب ونفع الله بك على هذا النقل الطيب
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:02 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب ونفع الله بك على هذا النقل الطيب
وفيك بارك ..(58/104)
كيف يكون النذر عبادة وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:46 م]ـ
قال الشيخ في كتابه القول الرشيد في سرد فوائد التوحيد:
قال لي بعض الطلاب يومًا: كيف يكون النذر عبادة وقد نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنه فقلت: هذا سؤال جيد وقليل من تعرض له فضلاً عن ذكر الجواب، وجوابه يسير بفضل الله وحسن توفيقه وتعليمه وبيانه أن يقال: إن لنا في النذر ثلاث نظرات: نظرة في أصل عقده - أي في إنشائه -، ونظرة فيمن يعقد به، ونظرة في الوفاء به بعد عقده.
، إذا علمت هذا فاعلم أن الجزئية التي نهت عنها الأدلة إنما هي الأولى فقط، أي أن الدليل نهى عن إنشاء النذر وذلك لأمرين:
الأول: أنه بالنذر يُلزم الإنسان نفسه بشيء ليس بلازم له شرعًا وما يدريه لعله لا يستطيع ولا يقدر على القيام به، فرحمة من الشارع وإحسانًا بالمكلفين نهاهم عن إنشاء النذر.
الثاني: أنه نهى عن النذر لسد ذريعة تعلق القلب بغيره - جل وعلا - فإن الناذر قد يظن أنه بهذا النذر يقدم لله شيئًا ليعطيه بدله، فكأن الأمر فيه نوع منه، أي أن الناذر للصدقة أو الصلاة أو الصوم مثلاً لسان حاله يقول: إن أعطيتني هذا الشيء تصدقت وصليت وصمت، فبالله عليك ماذا تفهم لو أن الله لم يعط العبد ذلك، فإنه لن يأتي بهذه الصلاة ولا الصوم ولا الصدقة، وهذا هو عين البخل فإن النفس المؤمنة تقوم بذلك اختيارًا وطواعية من غير إلزام ولذلك قال: ((إنه لا يأتي بخير)) أي لا يظن الناذر أنه بهذا النذر سيحصل له ما يريده من الخير، وإنما يستخرج به من البخيل الذي تأبى نفسه فعل الخير ابتداءً وهذا الناذر قد تعلق قلبه بنذره، ولذلك نهتنا الشريعة عن إنشائه، فالمنهي عنه في حديث ابن عمر إنما هو إنشاؤه فقط، لكن لو عقده فإنه مأمور ألا يعقده إلا بالله تعالى، وإذا عقده بالله تعالى فإنه يجب عليه الوفاء به إن كان من قبيل نذر التبرر، لقوله:} يوفون بالنذر {، وقوله:} وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه {. وقوله e : (( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) إذًا النذر باعتبار إنشائه وابتدائه منهي عنه، وباعتبار عقده لله والوفاء به عبادة، والعبادة قد تكون منهي عنها باعتبار ومأمور بها باعتبار، ألا ترى أن القرآن منهي عنه حال الركوع والسجود؟ ولكنه مأمور به في حال القيام في غير الرفع من الركوع، وأن الصلاة تطوعًا منهي عنها حال وقت النهي ومأمور بها في غيره. إذًا جهة النهي ليست هي جهة الأمر وكذلك كثرة الحلف منهي عنه، لكن لو حلف فإنه يلزمه الوفاء بيمينه، إذًا لا يتعبد لله بإنشاء النذر وإنما يتعبد لله بالوفاء به بعد عقده، وحيث ثبت أن الله امتدح المؤمنين فيه، فهذا دليل على أنه عبادة، وحيث كان عبادة فلا يصرف إلا لله تعالى. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:48 م]ـ
لعل الأقرب أن النذر منه واجب ومستحب ومباح ومكروه ومحرم
والنذر المكروه هو النذر الذي يستخرج به من البخيل
كقول القائل إن شفى الله ابني تصدقت، فهذا بخيل بالعبادة ويعبد الله بمقابل معين.
أما إذا ابتدأ النذر من نفسه دون اشتراط أمر معين على ربه كشفاء ابنه أو تحقيق أمر دنيوي فهو قربة، وعلى هذا جاء المدح في القرآن بقوله تعالى (يوفون بالنذر)
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=48850
ـ[ابوعمر القاسم]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:00 م]ـ
قال الامام الخطابي رحمه الله وهذا من عجائب الامور فأن إبتداء النذر منهي عنه والوفاء به واجب - إذا لم يكن محرم -
نقلته بالمعنى
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:06 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الخير والجنة
الذي يبدو لي أنه أقرب للصواب
أن النذر على قسمين:
الأول مكروه.
والثاني مستحب.
1 ـ النذر المكروه: وهو نذر المجازاة أو المعاطاة أو المعلق كما سماه بعض العلماء، وهو اشتراط العبد على ربه أن لايفعل شيئا من القربات إلا إن جازاه الله بما يريد أو أعطاه مايريد، وهذا هو الذي أريد بقول المصطفى صلى الله عليه: ((لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل)) رواه مسلم والترمذي والنسائي.
وصورته أن يقول الناذر مثلا: إن رزقني الله ولدا فلله علي أن أتصدّق بكذا أو أن أصوم كذا، فهنا جائت صورة المعاطاة والمجازاة بأن لايقوم بما ألزم به نفسه إلا إن أعطاه الله مايريد، وهذا نقص في الإيمان وسوء ظن بالله تعالى.
2 ـ النذر المستحب: وهو النذر التنجيزي وهو على عكس سابقه فالناذر فيه ينجّز مانذر لله دون اشتراط وجود مقابل. وهو المستحب دل على ذلك قوله تعالى: ((ُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)) ذلك ان الله امتدح عباده المؤمنين بوفائهم لنذورهم.
وصورته أن يقول الناذر مثلا: لله عليّ صيام كذا أو صلاة كذا أو صدقة كذا.
جدير بالذكر تعريف النذر وهو: إلزام العبد المكلف نفسه ماليس واجبا عليه بأصل الشرع.
والحمد لله
كتبت هذا على عُجالة وعسى أن يكون لي عودة عن قريب. . .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/105)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:08 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الخير والجنة
الذي يبدو لي أنه أقرب للصواب
أن النذر على قسمين:
الأول مكروه.
والثاني مستحب.
1 ـ النذر المكروه: وهو نذر المجازاة أو المعاطاة أو المعلق كما سماه بعض العلماء، وهو اشتراط العبد على ربه أن لايفعل شيئا من القربات إلا إن جازاه الله بما يريد أو أعطاه مايريد، وهذا هو الذي أريد بقول المصطفى صلى الله عليه: ((لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل)) رواه مسلم والترمذي والنسائي.
وصورته أن يقول الناذر مثلا: إن رزقني الله ولدا فلله علي أن أتصدّق بكذا أو أن أصوم كذا، فهنا جائت صورة المعاطاة والمجازاة بأن لايقوم بما ألزم به نفسه إلا إن أعطاه الله مايريد، وهذا نقص في الإيمان وسوء ظن بالله تعالى.
2 ـ النذر المستحب: وهو النذر التنجيزي وهو على عكس سابقه فالناذر فيه ينجّز مانذر لله دون اشتراط وجود مقابل. وهو المستحب دل على ذلك قوله تعالى: ((ُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)) ذلك ان الله امتدح عباده المؤمنين بوفائهم لنذورهم.
وصورته أن يقول الناذر مثلا: لله عليّ صيام كذا أو صلاة كذا أو صدقة كذا.
جدير بالذكر تعريف النذر وهو: إلزام العبد المكلف نفسه ماليس واجبا عليه بأصل الشرع.
والحمد لله
كتبت هذا على عُجالة وعسى أن يكون لي عودة عن قريب. . .
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:19 م]ـ
..
لعلك تراجع كلام الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- عند شرحه لباب: من الشرك النذر لغير الله في كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-. فقد وفق بين النصوص وأحسن تقرير المسألة.
..
والقول بأن ابتداء النذر المطلق منهي عنه فيه نظر .. كيف وقد مدح الله امرأة عمران حين نذرت ما في بطنها لله ..
..
ثم حديث ابن عمر الذي ذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر ظاهر في كونه في حالة النذر المقيد -أي الذي يفعله العبد وهو يطلب من الله المقابل-.
..
على العموم لعلك ترجع الى المصدر الذي ذكرت لك .. والله أعلم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:40 ص]ـ
يقول الدكتور السيد العربي بن كمال
* النذر لغة:
النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور،
يقال: نَذَرْتُ نَذْراً، إذا أوجبتَ على نفسِك شيئا تبرُّعا؛ من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك.
وأصل النحب النذر فلما كان كل حي لا بد له من الموت، فكأنه نذرٌ لازم له فإذا مات فقد قضاه.
وشرعا:
النذر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال: نذرت لله أمرا، قال تعالى: {إني نذرت للرحمن صوما} (مريم/26)، وقال: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر} (البقرة/270)، قال القرطبى: والنذر حقيقة العبارة عنه أن تقول: هو ما أوجبه المكلف على نفسه من العبادات مما لو لم يوجبه لم يلزمه، تقول: نذر الرجل كذا إذا التزم فعله، ينذر- بضم الذال - وينذر – بكسرها.
قال في النهاية النحب: النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به، وقيل النحب الموت كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت انتهى. وقال التوربشتي: النذر والنحب المدة والوقت. ومنه قضى فلان نحبه إذا مات وعلى المعنيين يحمل قوله سبحانه: {فمنهم من قضى نحبه} فعلى النذر أي نذره فيما عاهد الله عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الموت: أي مات في سبيل الله وذلك أنهم عاهدوا الله أن يبذلوا نفوسهم في سبيله.
قال ابن حجر: والنذور جمع نذر وأصله الإنذار بمعنى التخويف. وعرفه الراغب بأنه إيجاب ما ليس بواجب لحدوث أمر.
قال القرطبى: النذر: هو إيجاب المكلف على نفسه من الطاعات ما لو لم يوجبه لم يلزمه.
* حكمه شرعا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/106)
* فى الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ" [.خ ... ك ... الأيمان والنذور] .... وفي لفظ لمسلم من هذا الوجه " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن النذر " وجاء بصيغة النهي الصريحة في رواية عن أبي هريرة عند مسلم بلفظ " لا تنذروا ".
* وعن سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَوَلَمْ يُنْهَوْا عَنْ النَّذْرِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ" .. [خ ... ك .. الأيمان والنذور].
* وهذه الروايات تبين أن النذر منهى عنه ... وجاء فى بعض الروايات ما يعتبر تعليل لهذا النهى كما فى هذه الرواية قوله (لا يقدم شيئا ولا يؤخر) وفي رواية " لا يرد شيئا " وهي أعم , ونحوها في حديث أبي هريرة " لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدر له " وفي رواية " فإن النذر لا يغني من القدر شيئا " وفي لفظ " لا يرد القدر " وفي حديث أبي هريرة عنده " لا يُقَرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله قدره له " ومعاني هذه الألفاظ المختلفة متقاربة , وفيها إشارة إلى تعليل النهي عن النذر.
* وقد اختلف العلماء في هذا النهي: فمنهم من حمله على ظاهره , ومنهم من تأوله. قال ابن الأثير في النهاية: تكرر النهي عن النذر في الحديث وهو تأكيد لأمره وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه , ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل لكان في ذلك إبطال حكمه وإسقاط لزوم الوفاء به إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم , وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا ولا يصرف عنهم ضرا ولا يغير قضاء فقال: لا تنذروا على أنكم تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم أو تصرفوا به عنكم ما قدره عليكم , فإذا نذرتم فاخرجوا بالوفاء فإن الذي نذرتموه لازم لكم , انتهى كلامه.
وأصله من كلام أبي عبيد فيما نقله ابن المنذر في كتابه الكبير فقال: كان أبو عبيد يقول وجه النهي عن النذر والتشديد فيه ليس هو أن يكون مأثما , ولو كان كذلك ما أمر الله أن يوفى به ولا حمد فاعله , ولكن وجهه عندي تعظيم شأن النذر وتغليظ أمره لئلا يتهاون به فيفرط في الوفاء به ويترك القيام به. ثم استدل بما ورد من الحث على الوفاء به في الكتاب والسنة , وإلى ذلك أشار المازري بقوله: ذهب بعض علمائنا إلى أن الغرض بهذا الحديث التحفظ في النذر والحض على الوفاء به. قال: وهذا عندي بعيد من ظاهر الحديث. ويحتمل عندي أن يكون وجه الحديث أن الناذر يأتي بالقربة مستثقلا لها لما صار عليه لازم , وكل ملزوم فإنه لا ينشط للفعل نشاط مطلق الاختيار , ويحتمل أن يكون سببه أن الناذر لما لم ينذر القربة إلا بشرط أن يفعل له ما يريد صار كالمعاوضة التي تقدح في نية المتقرب. قال: ويشير إلى هذا التأويل قوله " إنه لا يأتي بخير " وقوله " إنه لا يقرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله قدره له " وهذا كالنص على هذا التعليل ا هـ.
قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن تكون الباء للسببية كأنه قال لا يأتي بسبب خير في نفس الناذر وطبعه في طلب القربة والطاعة من غير عوض يحصل له , وإن كان يترتب عليه خير وهو فعل الطاعة التي نذرها , لكن سبب ذلك الخير حصول غرضه ,. وقال النووي: معنى قوله " لا يأتي بخير " أنه لا يرد شيئا من القدر كما بينته الروايات الأخرى.
وقد ذكر أكثر الشافعية - ونقله أبو علي السنجي عن نص الشافعي - أن النذر مكروه لثبوت النهي عنه وكذا نقل عن المالكية وجزم به عنهم ابن دقيق العيد , وأشار ابن العربي إلى الخلاف عنهم والجزم عن الشافعية بالكراهة , قال: واحتجوا بأنه ليس طاعة محضة لأنه لم يقصد به خالص القربة وإنما قصد أن ينفع نفسه أو يدفع عنها ضررا بما التزمه. وجزم الحنابلة بالكراهة , وعندهم رواية في أنها كراهة تحريم وتوقف بعضهم في صحتها , وقال الترمذي بعد أن ترجم كراهة النذر وأورد حديث أبي هريرة ثم قال: وفي الباب عن ابن عمر العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/107)
كرهوا النذر , وقال ابن المبارك: معنى الكراهة في النذر في الطاعة وفي المعصية , فإن نذر الرجل في الطاعة فوفى به فله فيه أجر ويكره له النذر.
ولما نقل ابن الرفعة عن أكثر الشافعية كراهة النذر وعن القاضي حسين المتولي بعده والغزالي أنه مستحب لأن الله أثنى على من وفى به ولأنه وسيلة إلى القربة فيكون قربة قال: يمكن أن يتوسط فيقال: الذي دل الخبر على كراهته نذر المجازاة وأما نذر التبرر فهو قربة محضة لأن للناذر فيه غرضا صحيحا وهو أن يثاب عليه ثواب الواجب وهو فوق ثواب التطوع ا هـ. وجزم القرطبي في " المفهم " بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي على نذر المجازاة فقال: هذا النهي محله أن يقول مثلا إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا , ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه بل سلك فيها مسلك المعاوضة , ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه , وهذه حالة البخيل فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا. وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث لقوله " إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه " قال وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض , أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر , وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا " فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا " والحالة الأولى تقارب الكفر والثانية خطأ صريح. قلت: بل تقرب من الكفر أيضا. ثم نقل القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة وقال: الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد فيكون إقدامه على ذلك محرما والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك ا هـ. وهو تفصيل حسن , وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى (يوفون بالنذر) قال كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا , وهذا صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازاة , ثم نقل القرطبي الاتفاق على وجوب الوفاء بنذر المجازاة لقوله صلى الله عليه وسلم " من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه " ولم يفرق بين المعلق وغيره انتهى , والاتفاق الذي ذكره مسلم ,
*النذر يستخرج به من البخيل مالم يكن يخرجه:
*فى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ" .. [.خ ... ك ... الأيمان والنذور] .... وفي رواية لمسلم " فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج "
قال البيضاوي: عادة الناس تعليق النذر على تحصيل منفعة أو دفع مضرة , فنهي عنه لأنه فعل البخلاء إذ السخي إذا أراد أن يتقرب بادر إليه والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من يده إلا في مقابلة عوض يستوفيه أولا فيلتزمه في مقابلة ما يحصل له , وذلك لا يغني من القدر شيئا فلا يسوق إليه خيرا , لم يقدر له ولا يرد عنه شرا قضى عليه , لكن النذر قد يوافق القدر فيخرج من البخيل ما لولاه لم يكن ليخرجه , قال ابن العربي: فيه حجة على وجوب الوفاء بما التزمه الناذر , لأن الحديث نص على ذلك بقوله " يستخرج به " فإنه لو لم يلزمه إخراجه لما تم المراد من وصفه بالبخل من صدور النذر عنه , إذ لو كان مخيرا في الوفاء لاستمر لبخله على عدم الإخراج.
وقال ابن العربي: النذر شبيه بالدعاء فإنه لا يرد القدر ولكنه من القدر أيضا , ومع ذلك فقد نهي عن النذر وندب إلى الدعاء , والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة ويظهر به التوجه إلى الله والتضرع له والخضوع وهذا بخلاف النذر فإن فيه تأخير العبادة إلى حين الحصول وترك العمل إلى حين الضرورة والله أعلم. أ.هـ
*النذر فى الطاعة فقط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/108)
*قال تعالى:" وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189 البقرة).
في هذه الآية بيان أن ما لم يشرعه الله قربة ولا ندب إليه لا يصير قربة بأن يتقرب به متقرب. قال ابن خويز منداد: إذا أشكل ما هو بر وقربة بما ليس هو بر وقربة أن ينظر في ذلك العمل، فإن كان له نظير في الفرائض والسنن فيجوز أن يكون، وإن لم يكن فليس ببر ولا قربة. قال: وبذلك جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر حديث ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس فسأل عنه، فقالوا: هو أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه). فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ما كان غير قربة مما لا أصل له في شريعته، وصحح ما كان قربة مما له نظير في الفرائض والسنن.
*وفى الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ" [.خ ... ك ... الأيمان والنذور].
الطاعة أعم من أن تكون في واجب أو مستحب , ويتصور النذر في فعل الواجب بأن يؤقته , كمن ينذر أن يصلي الصلاة في أول وقتها فيجب عليه ذلك بقدر ما أقته , وأما المستحب من جميع العبادات المالية والبدنية فينقلب بالنذر واجبا ويتقيد بما قيده به الناذر والخبر صريح في الأمر بوفاء النذر إذا كان في طاعة وفي النهي عن ترك الوفاء به إذا كان في معصية.
وقد قسم بعض الشافعية الطاعة إلى قسمين: واجب عينا فلا ينعقد به النذر كصلاة الظهر مثلا وأما صفة فيه فينعقد كإيقاعها أول الوقت , وواجب على الكفاية كالجهاد فينعقد , ومندوب عبادة عينا كان أو كفاية فينعقد , ومندوب لا يسمى عبادة كعيادة المريض وزيارة القادم ففي انعقاده وجهان والأرجح انعقاده وهو قول الجمهور والحديث يتناوله فلا يخص من عموم الخبر إلا القسم الأول لأنه تحصيل الحاصل.
وبوب البخارى: باب النذر فيما لا يملك وفي معصية:
والتقدير باب النذر فيما لا يملك وحكم النذر في معصية , فإذا ثبت نفي النذر في المعصية التحق به النذر فيما لا يملك لأنه يستلزم المعصية لكونه تصرفا في ملك الغير .... وهو في حديث ثابت بن الضحاك بلفظ " وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك " وقد أخرجه الترمذي مقتصرا على هذا القدر من الحديث ...... وأخرجه مسلم من حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي كانت أسيرة فهربت على ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم , فإن الذين أسروا المرأة انتهبوها فنذرت إن سلمت أن تنحرها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " ...... وأخرجه أبو داود من حديث عمر بلفظ " لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك "
واستدل بحديث " لا نذر في معصية " من قال بصحة النذر في المباح لأن فيه نفي النذر في المعصية فبقي ما عداه ثابتا , واحتج من قال إنه يشرع في المباح بما أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , وأخرجه أحمد والترمذي من حديث بريدة " أن امرأة قالت: يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف , فقال: أوف بنذرك " وزاد في حديث بريدة أن ذلك وقت خروجه في غزوة فنذرت إن رده الله تعالى سالما .... الحديث .. قال البيهقي: يشبه أن يكون أذن لها في ذلك لما فيه من إظهار الفرح بالسلامة ,
واتفقوا على تحريم النذر في المعصية , واختلافهم إنما هو في وجوب الكفارة , واحتج من أوجبها بحديث عائشة " لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين " أخرجه أصحاب السنن ورواته ثقات , لكنه معلول فإن الزهري رواه عن أبي سلمة ثم بين أنه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة فدلسه بإسقاط اثنين , وحكى الترمذي عن البخاري أنه قال: لا يصح , ولكن له شاهد من حديث عمران بن حصين أخرجه النسائي وضعفه .... وقال النووى في الروضة: حديث لا نذر في معصية وكفارته كفارة اليمين ضعيف باتفاق المحدثين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/109)
وقوله: "فلا يعصه"، هذا كما لو نذر ترك الكلام مع أبويه أو ترك الصلاة أو حلف في ذلك فإنه يجب عليه أن لا يأتي بالمعصية (قال الموفق فى المغنى: نذر المعصية فلا يحل الوفاء به إجماعاً، ولأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من نذر أن يعصي اللّه فلا يعصيه"، ولأن معصية اللّه لا تحلُّ في حال، ويجب على الناذر كفارة يمين، روي نحو هذا عن ابن مسعود وابن عباس وجابر وعمران بن حصين وسمرة بن حندب وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه، ورُوي عن أحمد ما يدل على أنه لا كفارة عليه، فإنه قال فيمن نذر ليهدِمَنّ دار غيره لبنة لبنة لا كفارة عليه، وهذا في معناه، وروي هذا عن مسروق والشعبي وهو مذهب مالك والشافعي ... إلخ ...... وقال الترمذى: بعضِ أهلِ الْعِلْمِ من أصحابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرِهم قالوا: لا يعصى الله (هذا مجمع عليه ليس فيه اختلاف) وليس فيه كَفّارَةُ يمينٍ إذا كانَ النّذْرُ في مَعْصِيَةٍ (وهذا مختلف فيه) .... وبهذا يقولُ مالكٌ والشافعيّ.
وقوله" (من نذر أن يعصى الله فلا يعصه) قال في شرح السنة فيه دليل على أن من نذر معصية لا يجوز الوفاء به ولا يلزمه الكفارة، إذا لو كانت فيه الكفارة لبينه صلى الله عليه وسلم.
* متى تجب الكفارة في النذر؟:
اختلف أهل العلم فيمن وقع منه النذر في معصية أو فيما لايملك هل تجب فيه كفارة؟ فقال الجمهور: لا , وعن أحمد والثوري وإسحاق وبعض الشافعية والحنفية نعم , ونقل الترمذي اختلاف الصحابة في ذلك كالقولين , وفي عموم حديث عقبة بن عامر " كفارة النذر كفارة اليمين " أخرجه مسلم ,ما يدل على الكفارة, وقد حمله الجمهور على نذر اللجاج والغضب وبعضهم على النذر المطلق , لكن أخرج الترمذي وابن ماجه حديث عقبة بلفظ " كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين " ولفظ ابن ماجه " من نذر نذرا لم يسمه " , وفي حديث ابن عباس يرفعه " من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين " أخرجه أبو داود , وفيه " ومن نذر في معصية فكفارته كفارة يمين , ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين " ورواته ثقات , لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفا وهو أشبه , وأخرجه الدارقطني من حديث عائشة , وحمله أكثر فقهاء أصحاب الحديث على عمومه لكن قالوا إن الناذر مخير بين الوفاء بما التزمه (مما لايطيقه) وكفارة اليمين ,
وفى الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: من نذر نذراً ولم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً لم يطقه فكفارته كفارة يمين، أخرجه أبو داود وابن ماجه. قال الحافظ في بلوغ المرام: إسناده صحيح إلا أن الحافظ رجح وقفه.
وقوله: (لم يسمه) أي لم يعينه الناذر بأن قال: إني نذرت نذراً أو على نذر ولم يعين أنه صوم أو غيره (كفارة يمين) فيه دليل على أن كفارة اليمين إنما تجب فيما كان من النذور غير مسمى. قال النووي: اختلف العلماء في المراد بهذا الحديث يعني حديث عقبة بن عامر الذي أخرجه مسلم بلفظ كفارة النذر كفارة اليمين فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج فهو مخير بين الوفاء بالنذر أو الكفارة. وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق كقوله عليّ نذر، وحمله جماعة من فقهاء الحديث على جميع أنواع النذر، وقالوا هو مخير في جميع أنواع المنذورات بين الوفاء بما التزم وبين كفارة اليمين انتهى. قال الشوكاني: والظاهر اختصاص الحديث يعني حديث مسلم المذكور بالنذر الذي لم يسم، لأن حمل المطلق على المقيد واجب، وأما النذور المسماة إن كانت طاعة فإن كانت غير مقدورة ففيها كفارة يمين، وإن كانت مقدروة وجب الوفاء بها سواء كانت متعلقة بالبدن أو بالمال، وإن كانت معصية لم يجز الوفاء بها ولا ينعقد ولا يلزم فيها الكفارة، وإن كانت مباحة مقدورة فالظاهر الانعقاد ولزوم الكفارة لوقوع الأمر بها في الأحاديث في قصة الناذرة بالمشي إلى بيت الله، وإن كانت غير مقدورة ففيها الكفارة لعموم: ومن نذر نذراً لم يطقه. هذا خلاصة ما يستفاد من الأحاديث الصحيحة انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/110)
واحتج بعض الحنابلة بأنه ثبت عن جماعة من الصحابة ولا يحفظ عن صحابي خلافه قال والقياس يقتضيه , لأن النذر يمين كما وقع في حديث عقبة لما نذرت أخته أن تحج ماشية لتكفر عن يمينها فسمي النذر يمينا , ومن حيث النظر هو عقدة لله تعالى بالتزام شيء , والحالف عقد يمينه بالله ملتزما بشيء ثم بين أن النذر آكد من اليمين ورتب عليه أنه لو نذر معصية ففعلها لم تسقط عنه الكفارة بخلاف الحالف , وهو وجه للحنابلة , واحتج له بأن الشارع نهى عن المعصية وأمر بالكفارة فتعينت.
* وقال ابن القيم فى تهذيب سنن ابى داود:
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "كفارة النذر كفارة اليمين".
وهذا يتناول نذر المعصية من وجهين.
أحدهما: أنه عام لم يخص منه نذر دون نذر.
الثاني: أنه شبهه باليمين، ومعلوم: أنه لو حلف على المعصية وحنث لزمه كفارة يمين، بل وجوب الكفارة في نذر المعصية أولى منها في يمين المعصية لما سنذكره.
قالوا: ووجوب الكفارة قول عبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله، وعمران بن حصين وسمرة بن جندب، ولا يحفظ عن صحابي خلافهم.
قالوا: وهب أن هذه الاَثار لم تثبت، فالقياس يقتضي وجوب الكفارة فيه، لأن النذر يمين، ولو حلف ليشربن الخمر، أو ليقتلن فلاناً، وجبت عليه كفارة اليمين وإن كانت يمين معصية فهكذا إذا نذر المعصية.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمية النذر يميناً ـ لما قال لأخت عقبة لما نذرت المشي إلى بيت الله فعجزت تكفر يمينها، وهو حديث صحيح.
وعن عقبة مرفوعاً وموقوفاً "النذر حلفة".
وقال ابن عباس في امرأة نذرت ذبح ابنها "كفري يمينك".
فدل على أن النذر داخل في مسمى اليمين في لغة من نزل القران بلغتهم.
وذلك أن حقيقته هي حقيقة اليمين فإنه عقده لله ملتزماً له، كما أن الحالف عقد يمينه بالله ملتزماً حلف عليه، بل ما عقد لله أبلغ وألزم مما عقد به فإن ما عقد به من الأيمان لا يصير باليمين واجباً، فإذا حلف على قربة مستحبة ليفعلنها لم تصر واجبة عليه، وتجزئه الكفارة ولو نذرها وجبت عليه ولم تجزئه الكفارة.
فدل على أن الالتزام بالندر اكد من الالتزام باليمين، فكيف يقال: إذا التزم معصية بيمينه وجبت عليه الكفارة، وإذا التزمها بنذره الذي هو أقوى من اليمين فلا كفارة فيها فلو لم يكن في المسألة إلا هذا وحده لكان كافياً.
ومما يدل على أن النذر اكد من اليمين. أن الناذر إذا قال: لله علي أن أفعل كذا فقد عقذ نذره بجزمه أيمانه بالله، والتزامه تعظيمه، كما عقدها الحالف بالله كذلك، فهما من هذه الوجوه سواء، والمعنى الذي يقصده الحالف ويقوم بقلبه هو بعينه مقصود للناذر قائم بقلبه ويزيد النذر عليه أنه التزمه لله، فهو ملتزم من وجهين: له، وبه.
والحالف إنما التزم ما حلف عليه خاصة، فالمعنى الذي في اليمين داخل في حقيقة النذر فقد تضمن النذر اليمين وزيادة، فإذا وجبت الكفارة في يمين المعصية فهي أولى بأن تجب في نذرها.
ولأجل هذه القوة والتأكيد: قال بعض الموجبين للكفارة فيه: إنه إذا نذر المعصية لم يبرأ بفعلها، بل تجب عليه الكفارة عيناً، ولو فعلها لقوة النذر، بخلاف ما إذا حلف عليها، فإنه إنما تلزمه الكفارة إذا حنث، لأن اليمين أخف من النذر. أ.هـ
ولعل كلام الشوكانى من أعدل الكلام والله تعالى أعلى وأعلم ...
*وجوب الوفاء بنذر الطاعة:
*قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ..... (1 المائدة).
فى هذه الآية أمر الله سبحانه بالوفاء بالعقود؛ قال الحسن: يعني بذلك عقود الدين وهي ما عقده المرء على نفسه؛ من بيع وشراء وإجارة وكراء ومناكحة وطلاق ومزارعة ومصالحة وتمليك وتخيير وعتق وتدبير وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارج عن الشريعة؛ وكذلك ما عقده على نفسه لله من الطاعات، كالحج والصيام والاعتكاف والقيام والنذر وما أشبه ذلك من طاعات ملة الإسلام.
*وقال تعالى:" ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29 الحج).
قوله تعالى: "وليوفوا نذورهم" أمروا بوفاء النذر مطلقا إلا ما كان معصية؛ لقوله عليه السلام: (لا وفاء لنذر في معصية الله)، وقوله: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/111)
وقوله تعالى: "وليوفوا نذورهم" يدل على وجوب إخراج النذر إن كان دما أو هديا أو غيره، ويدل ذلك على أن النذر لا يجوز أن يأكل منه وفاء بالنذر، وكذلك جزاء الصيد وفدية الأذى؛ لأن المطلوب أن يأتي به كاملا من غير نقص لحم ولا غيره.
*وقال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف.
هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة أن يفي بها ..... فإن من التزم شيئا لزمه شرعا. والملتزم على قسمين:
أحدهما: النذر، وهو على قسمين، نذر تقرب مبتدأ كقول: لله علي صلاة وصوم وصدقة، ونحوه من القرب. فهذا يلزم الوفاء به إجماعا. ونذر
مباح وهو ما علق بشرط رغبة، كقوله: إن قدم غائبي فعلي صدقة، أو علق بشرط رهبة، كقوله: إن كفاني الله شر كذا فعلي صدقة. فاختلف العلماء فيه، فقال مالك وأبو حنيفة، يلزمه الوفاء به. وقال الشافعي في أحد أقوال: إنه لا يلزمه الوفاء به. وعموم الآية حجة لنا، لأنها بمطلقها تتناول ذم من قال ما لا يفعله على أي وجه كان من مطلق أو مقيد بشرط.
والثانى الوعد: قال ابن العربي: فإن كان المقول منه وعدا فلا يخلو أن يكون منوطا بسبب كقوله: إن تزوجت أعنتك بدينار، أو ابتعت حاجة كذا أعطيتك كذا. فهذا لازم إجماعا من الفقهاء. وإن كان وعدا مجردا فقيل يلزم بتعلقه ... قال القرطبى: والصحيح عندي: أن الوعد يجب الوفاء به على كل حال إلا لعذر. قلت: قال مالك: فأما العدة مثل أن يسأل الرجل الرجل أن يهب له الهبة فيقول له نعم؛ ثم يبدو له ألا يفعل فما أرى ذلك يلزمه ... فأما في مكارم الأخلاق وحسن المروءة فنعم. وقد أثنى الله تعالى على من صدق وعده ووفى بنذره فقال: "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" [البقرة: 177]، وقال تعالى: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد" [مريم: 54].
*وقال تعالى:" يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7 الإنسان).
قوله تعالى: "يوفون بالنذر" أي لا يخلفون إذا نذروا ... وقال مجاهد وعكرمة: يوفون إذا نذروا في حق الله جل ثناؤه ... وقال الكلبي: "يوفون بالنذر" أي يتممون العهود والمعنى واحد .... وروى أشهب عن مالك أنه قال: "يوفون بالنذر" هو نذر العتق والصيام والصلاة .... وروى عنه أبو بكر بن عبد العزيز قال مالك. "يوفون بالنذر" قال: النذر: هو اليمين .... بل ويلزم الوفاء عن الميت نذره ففى الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ" ... [خ ... ك ... الحج].
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:42 ص]ـ
يقول الدكتور السيد العربي بن كمال
* النذر لغة:
النَّذْرُ: النَّحْبُ، وهو ما يَنْذِرُه الإِنسان فيجعله على نفسه نَحْباً واجباً، وجمعه نُذُور،
يقال: نَذَرْتُ نَذْراً، إذا أوجبتَ على نفسِك شيئا تبرُّعا؛ من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك.
وأصل النحب النذر فلما كان كل حي لا بد له من الموت، فكأنه نذرٌ لازم له فإذا مات فقد قضاه.
وشرعا:
النذر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال: نذرت لله أمرا، قال تعالى: {إني نذرت للرحمن صوما} (مريم/26)، وقال: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر} (البقرة/270)، قال القرطبى: والنذر حقيقة العبارة عنه أن تقول: هو ما أوجبه المكلف على نفسه من العبادات مما لو لم يوجبه لم يلزمه، تقول: نذر الرجل كذا إذا التزم فعله، ينذر- بضم الذال - وينذر – بكسرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/112)
قال في النهاية النحب: النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به، وقيل النحب الموت كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت انتهى. وقال التوربشتي: النذر والنحب المدة والوقت. ومنه قضى فلان نحبه إذا مات وعلى المعنيين يحمل قوله سبحانه: {فمنهم من قضى نحبه} فعلى النذر أي نذره فيما عاهد الله عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الموت: أي مات في سبيل الله وذلك أنهم عاهدوا الله أن يبذلوا نفوسهم في سبيله.
قال ابن حجر: والنذور جمع نذر وأصله الإنذار بمعنى التخويف. وعرفه الراغب بأنه إيجاب ما ليس بواجب لحدوث أمر.
قال القرطبى: النذر: هو إيجاب المكلف على نفسه من الطاعات ما لو لم يوجبه لم يلزمه.
* حكمه شرعا:
* فى الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَرُدُّ شَيْئًا وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ" [.خ ... ك ... الأيمان والنذور] .... وفي لفظ لمسلم من هذا الوجه " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن النذر " وجاء بصيغة النهي الصريحة في رواية عن أبي هريرة عند مسلم بلفظ " لا تنذروا ".
* وعن سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَوَلَمْ يُنْهَوْا عَنْ النَّذْرِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ" .. [خ ... ك .. الأيمان والنذور].
* وهذه الروايات تبين أن النذر منهى عنه ... وجاء فى بعض الروايات ما يعتبر تعليل لهذا النهى كما فى هذه الرواية قوله (لا يقدم شيئا ولا يؤخر) وفي رواية " لا يرد شيئا " وهي أعم , ونحوها في حديث أبي هريرة " لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدر له " وفي رواية " فإن النذر لا يغني من القدر شيئا " وفي لفظ " لا يرد القدر " وفي حديث أبي هريرة عنده " لا يُقَرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله قدره له " ومعاني هذه الألفاظ المختلفة متقاربة , وفيها إشارة إلى تعليل النهي عن النذر.
* وقد اختلف العلماء في هذا النهي: فمنهم من حمله على ظاهره , ومنهم من تأوله. قال ابن الأثير في النهاية: تكرر النهي عن النذر في الحديث وهو تأكيد لأمره وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه , ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل لكان في ذلك إبطال حكمه وإسقاط لزوم الوفاء به إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم , وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا ولا يصرف عنهم ضرا ولا يغير قضاء فقال: لا تنذروا على أنكم تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم أو تصرفوا به عنكم ما قدره عليكم , فإذا نذرتم فاخرجوا بالوفاء فإن الذي نذرتموه لازم لكم , انتهى كلامه.
وأصله من كلام أبي عبيد فيما نقله ابن المنذر في كتابه الكبير فقال: كان أبو عبيد يقول وجه النهي عن النذر والتشديد فيه ليس هو أن يكون مأثما , ولو كان كذلك ما أمر الله أن يوفى به ولا حمد فاعله , ولكن وجهه عندي تعظيم شأن النذر وتغليظ أمره لئلا يتهاون به فيفرط في الوفاء به ويترك القيام به. ثم استدل بما ورد من الحث على الوفاء به في الكتاب والسنة , وإلى ذلك أشار المازري بقوله: ذهب بعض علمائنا إلى أن الغرض بهذا الحديث التحفظ في النذر والحض على الوفاء به. قال: وهذا عندي بعيد من ظاهر الحديث. ويحتمل عندي أن يكون وجه الحديث أن الناذر يأتي بالقربة مستثقلا لها لما صار عليه لازم , وكل ملزوم فإنه لا ينشط للفعل نشاط مطلق الاختيار , ويحتمل أن يكون سببه أن الناذر لما لم ينذر القربة إلا بشرط أن يفعل له ما يريد صار كالمعاوضة التي تقدح في نية المتقرب. قال: ويشير إلى هذا التأويل قوله " إنه لا يأتي بخير " وقوله " إنه لا يقرب من ابن آدم شيئا لم يكن الله قدره له " وهذا كالنص على هذا التعليل ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/113)
قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن تكون الباء للسببية كأنه قال لا يأتي بسبب خير في نفس الناذر وطبعه في طلب القربة والطاعة من غير عوض يحصل له , وإن كان يترتب عليه خير وهو فعل الطاعة التي نذرها , لكن سبب ذلك الخير حصول غرضه ,. وقال النووي: معنى قوله " لا يأتي بخير " أنه لا يرد شيئا من القدر كما بينته الروايات الأخرى.
وقد ذكر أكثر الشافعية - ونقله أبو علي السنجي عن نص الشافعي - أن النذر مكروه لثبوت النهي عنه وكذا نقل عن المالكية وجزم به عنهم ابن دقيق العيد , وأشار ابن العربي إلى الخلاف عنهم والجزم عن الشافعية بالكراهة , قال: واحتجوا بأنه ليس طاعة محضة لأنه لم يقصد به خالص القربة وإنما قصد أن ينفع نفسه أو يدفع عنها ضررا بما التزمه. وجزم الحنابلة بالكراهة , وعندهم رواية في أنها كراهة تحريم وتوقف بعضهم في صحتها , وقال الترمذي بعد أن ترجم كراهة النذر وأورد حديث أبي هريرة ثم قال: وفي الباب عن ابن عمر العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم كرهوا النذر , وقال ابن المبارك: معنى الكراهة في النذر في الطاعة وفي المعصية , فإن نذر الرجل في الطاعة فوفى به فله فيه أجر ويكره له النذر.
ولما نقل ابن الرفعة عن أكثر الشافعية كراهة النذر وعن القاضي حسين المتولي بعده والغزالي أنه مستحب لأن الله أثنى على من وفى به ولأنه وسيلة إلى القربة فيكون قربة قال: يمكن أن يتوسط فيقال: الذي دل الخبر على كراهته نذر المجازاة وأما نذر التبرر فهو قربة محضة لأن للناذر فيه غرضا صحيحا وهو أن يثاب عليه ثواب الواجب وهو فوق ثواب التطوع ا هـ. وجزم القرطبي في " المفهم " بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي على نذر المجازاة فقال: هذا النهي محله أن يقول مثلا إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا , ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه بل سلك فيها مسلك المعاوضة , ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه , وهذه حالة البخيل فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا. وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث لقوله " إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه " قال وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض , أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر , وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا " فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا " والحالة الأولى تقارب الكفر والثانية خطأ صريح. قلت: بل تقرب من الكفر أيضا. ثم نقل القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة وقال: الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد فيكون إقدامه على ذلك محرما والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك ا هـ. وهو تفصيل حسن , وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى (يوفون بالنذر) قال كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا , وهذا صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازاة , ثم نقل القرطبي الاتفاق على وجوب الوفاء بنذر المجازاة لقوله صلى الله عليه وسلم " من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه " ولم يفرق بين المعلق وغيره انتهى , والاتفاق الذي ذكره مسلم ,
*النذر يستخرج به من البخيل مالم يكن يخرجه:
*فى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ" .. [.خ ... ك ... الأيمان والنذور] .... وفي رواية لمسلم " فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/114)
قال البيضاوي: عادة الناس تعليق النذر على تحصيل منفعة أو دفع مضرة , فنهي عنه لأنه فعل البخلاء إذ السخي إذا أراد أن يتقرب بادر إليه والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من يده إلا في مقابلة عوض يستوفيه أولا فيلتزمه في مقابلة ما يحصل له , وذلك لا يغني من القدر شيئا فلا يسوق إليه خيرا , لم يقدر له ولا يرد عنه شرا قضى عليه , لكن النذر قد يوافق القدر فيخرج من البخيل ما لولاه لم يكن ليخرجه , قال ابن العربي: فيه حجة على وجوب الوفاء بما التزمه الناذر , لأن الحديث نص على ذلك بقوله " يستخرج به " فإنه لو لم يلزمه إخراجه لما تم المراد من وصفه بالبخل من صدور النذر عنه , إذ لو كان مخيرا في الوفاء لاستمر لبخله على عدم الإخراج.
وقال ابن العربي: النذر شبيه بالدعاء فإنه لا يرد القدر ولكنه من القدر أيضا , ومع ذلك فقد نهي عن النذر وندب إلى الدعاء , والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة ويظهر به التوجه إلى الله والتضرع له والخضوع وهذا بخلاف النذر فإن فيه تأخير العبادة إلى حين الحصول وترك العمل إلى حين الضرورة والله أعلم. أ.هـ
*النذر فى الطاعة فقط:
*قال تعالى:" وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189 البقرة).
في هذه الآية بيان أن ما لم يشرعه الله قربة ولا ندب إليه لا يصير قربة بأن يتقرب به متقرب. قال ابن خويز منداد: إذا أشكل ما هو بر وقربة بما ليس هو بر وقربة أن ينظر في ذلك العمل، فإن كان له نظير في الفرائض والسنن فيجوز أن يكون، وإن لم يكن فليس ببر ولا قربة. قال: وبذلك جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر حديث ابن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس فسأل عنه، فقالوا: هو أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه). فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ما كان غير قربة مما لا أصل له في شريعته، وصحح ما كان قربة مما له نظير في الفرائض والسنن.
*وفى الحديث عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ" [.خ ... ك ... الأيمان والنذور].
الطاعة أعم من أن تكون في واجب أو مستحب , ويتصور النذر في فعل الواجب بأن يؤقته , كمن ينذر أن يصلي الصلاة في أول وقتها فيجب عليه ذلك بقدر ما أقته , وأما المستحب من جميع العبادات المالية والبدنية فينقلب بالنذر واجبا ويتقيد بما قيده به الناذر والخبر صريح في الأمر بوفاء النذر إذا كان في طاعة وفي النهي عن ترك الوفاء به إذا كان في معصية.
وقد قسم بعض الشافعية الطاعة إلى قسمين: واجب عينا فلا ينعقد به النذر كصلاة الظهر مثلا وأما صفة فيه فينعقد كإيقاعها أول الوقت , وواجب على الكفاية كالجهاد فينعقد , ومندوب عبادة عينا كان أو كفاية فينعقد , ومندوب لا يسمى عبادة كعيادة المريض وزيارة القادم ففي انعقاده وجهان والأرجح انعقاده وهو قول الجمهور والحديث يتناوله فلا يخص من عموم الخبر إلا القسم الأول لأنه تحصيل الحاصل.
وبوب البخارى: باب النذر فيما لا يملك وفي معصية:
والتقدير باب النذر فيما لا يملك وحكم النذر في معصية , فإذا ثبت نفي النذر في المعصية التحق به النذر فيما لا يملك لأنه يستلزم المعصية لكونه تصرفا في ملك الغير .... وهو في حديث ثابت بن الضحاك بلفظ " وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك " وقد أخرجه الترمذي مقتصرا على هذا القدر من الحديث ...... وأخرجه مسلم من حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي كانت أسيرة فهربت على ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم , فإن الذين أسروا المرأة انتهبوها فنذرت إن سلمت أن تنحرها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم " ...... وأخرجه أبو داود من حديث عمر بلفظ " لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب ولا في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/115)
واستدل بحديث " لا نذر في معصية " من قال بصحة النذر في المباح لأن فيه نفي النذر في المعصية فبقي ما عداه ثابتا , واحتج من قال إنه يشرع في المباح بما أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده , وأخرجه أحمد والترمذي من حديث بريدة " أن امرأة قالت: يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف , فقال: أوف بنذرك " وزاد في حديث بريدة أن ذلك وقت خروجه في غزوة فنذرت إن رده الله تعالى سالما .... الحديث .. قال البيهقي: يشبه أن يكون أذن لها في ذلك لما فيه من إظهار الفرح بالسلامة ,
واتفقوا على تحريم النذر في المعصية , واختلافهم إنما هو في وجوب الكفارة , واحتج من أوجبها بحديث عائشة " لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين " أخرجه أصحاب السنن ورواته ثقات , لكنه معلول فإن الزهري رواه عن أبي سلمة ثم بين أنه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة فدلسه بإسقاط اثنين , وحكى الترمذي عن البخاري أنه قال: لا يصح , ولكن له شاهد من حديث عمران بن حصين أخرجه النسائي وضعفه .... وقال النووى في الروضة: حديث لا نذر في معصية وكفارته كفارة اليمين ضعيف باتفاق المحدثين.
وقوله: "فلا يعصه"، هذا كما لو نذر ترك الكلام مع أبويه أو ترك الصلاة أو حلف في ذلك فإنه يجب عليه أن لا يأتي بالمعصية (قال الموفق فى المغنى: نذر المعصية فلا يحل الوفاء به إجماعاً، ولأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "من نذر أن يعصي اللّه فلا يعصيه"، ولأن معصية اللّه لا تحلُّ في حال، ويجب على الناذر كفارة يمين، روي نحو هذا عن ابن مسعود وابن عباس وجابر وعمران بن حصين وسمرة بن حندب وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه، ورُوي عن أحمد ما يدل على أنه لا كفارة عليه، فإنه قال فيمن نذر ليهدِمَنّ دار غيره لبنة لبنة لا كفارة عليه، وهذا في معناه، وروي هذا عن مسروق والشعبي وهو مذهب مالك والشافعي ... إلخ ...... وقال الترمذى: بعضِ أهلِ الْعِلْمِ من أصحابِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرِهم قالوا: لا يعصى الله (هذا مجمع عليه ليس فيه اختلاف) وليس فيه كَفّارَةُ يمينٍ إذا كانَ النّذْرُ في مَعْصِيَةٍ (وهذا مختلف فيه) .... وبهذا يقولُ مالكٌ والشافعيّ.
وقوله" (من نذر أن يعصى الله فلا يعصه) قال في شرح السنة فيه دليل على أن من نذر معصية لا يجوز الوفاء به ولا يلزمه الكفارة، إذا لو كانت فيه الكفارة لبينه صلى الله عليه وسلم.
* متى تجب الكفارة في النذر؟:
اختلف أهل العلم فيمن وقع منه النذر في معصية أو فيما لايملك هل تجب فيه كفارة؟ فقال الجمهور: لا , وعن أحمد والثوري وإسحاق وبعض الشافعية والحنفية نعم , ونقل الترمذي اختلاف الصحابة في ذلك كالقولين , وفي عموم حديث عقبة بن عامر " كفارة النذر كفارة اليمين " أخرجه مسلم ,ما يدل على الكفارة, وقد حمله الجمهور على نذر اللجاج والغضب وبعضهم على النذر المطلق , لكن أخرج الترمذي وابن ماجه حديث عقبة بلفظ " كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين " ولفظ ابن ماجه " من نذر نذرا لم يسمه " , وفي حديث ابن عباس يرفعه " من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين " أخرجه أبو داود , وفيه " ومن نذر في معصية فكفارته كفارة يمين , ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين " ورواته ثقات , لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفا وهو أشبه , وأخرجه الدارقطني من حديث عائشة , وحمله أكثر فقهاء أصحاب الحديث على عمومه لكن قالوا إن الناذر مخير بين الوفاء بما التزمه (مما لايطيقه) وكفارة اليمين ,
وفى الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: من نذر نذراً ولم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً لم يطقه فكفارته كفارة يمين، أخرجه أبو داود وابن ماجه. قال الحافظ في بلوغ المرام: إسناده صحيح إلا أن الحافظ رجح وقفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/116)
وقوله: (لم يسمه) أي لم يعينه الناذر بأن قال: إني نذرت نذراً أو على نذر ولم يعين أنه صوم أو غيره (كفارة يمين) فيه دليل على أن كفارة اليمين إنما تجب فيما كان من النذور غير مسمى. قال النووي: اختلف العلماء في المراد بهذا الحديث يعني حديث عقبة بن عامر الذي أخرجه مسلم بلفظ كفارة النذر كفارة اليمين فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج فهو مخير بين الوفاء بالنذر أو الكفارة. وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق كقوله عليّ نذر، وحمله جماعة من فقهاء الحديث على جميع أنواع النذر، وقالوا هو مخير في جميع أنواع المنذورات بين الوفاء بما التزم وبين كفارة اليمين انتهى. قال الشوكاني: والظاهر اختصاص الحديث يعني حديث مسلم المذكور بالنذر الذي لم يسم، لأن حمل المطلق على المقيد واجب، وأما النذور المسماة إن كانت طاعة فإن كانت غير مقدورة ففيها كفارة يمين، وإن كانت مقدروة وجب الوفاء بها سواء كانت متعلقة بالبدن أو بالمال، وإن كانت معصية لم يجز الوفاء بها ولا ينعقد ولا يلزم فيها الكفارة، وإن كانت مباحة مقدورة فالظاهر الانعقاد ولزوم الكفارة لوقوع الأمر بها في الأحاديث في قصة الناذرة بالمشي إلى بيت الله، وإن كانت غير مقدورة ففيها الكفارة لعموم: ومن نذر نذراً لم يطقه. هذا خلاصة ما يستفاد من الأحاديث الصحيحة انتهى.
واحتج بعض الحنابلة بأنه ثبت عن جماعة من الصحابة ولا يحفظ عن صحابي خلافه قال والقياس يقتضيه , لأن النذر يمين كما وقع في حديث عقبة لما نذرت أخته أن تحج ماشية لتكفر عن يمينها فسمي النذر يمينا , ومن حيث النظر هو عقدة لله تعالى بالتزام شيء , والحالف عقد يمينه بالله ملتزما بشيء ثم بين أن النذر آكد من اليمين ورتب عليه أنه لو نذر معصية ففعلها لم تسقط عنه الكفارة بخلاف الحالف , وهو وجه للحنابلة , واحتج له بأن الشارع نهى عن المعصية وأمر بالكفارة فتعينت.
* وقال ابن القيم فى تهذيب سنن ابى داود:
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "كفارة النذر كفارة اليمين".
وهذا يتناول نذر المعصية من وجهين.
أحدهما: أنه عام لم يخص منه نذر دون نذر.
الثاني: أنه شبهه باليمين، ومعلوم: أنه لو حلف على المعصية وحنث لزمه كفارة يمين، بل وجوب الكفارة في نذر المعصية أولى منها في يمين المعصية لما سنذكره.
قالوا: ووجوب الكفارة قول عبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله، وعمران بن حصين وسمرة بن جندب، ولا يحفظ عن صحابي خلافهم.
قالوا: وهب أن هذه الاَثار لم تثبت، فالقياس يقتضي وجوب الكفارة فيه، لأن النذر يمين، ولو حلف ليشربن الخمر، أو ليقتلن فلاناً، وجبت عليه كفارة اليمين وإن كانت يمين معصية فهكذا إذا نذر المعصية.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تسمية النذر يميناً ـ لما قال لأخت عقبة لما نذرت المشي إلى بيت الله فعجزت تكفر يمينها، وهو حديث صحيح.
وعن عقبة مرفوعاً وموقوفاً "النذر حلفة".
وقال ابن عباس في امرأة نذرت ذبح ابنها "كفري يمينك".
فدل على أن النذر داخل في مسمى اليمين في لغة من نزل القران بلغتهم.
وذلك أن حقيقته هي حقيقة اليمين فإنه عقده لله ملتزماً له، كما أن الحالف عقد يمينه بالله ملتزماً حلف عليه، بل ما عقد لله أبلغ وألزم مما عقد به فإن ما عقد به من الأيمان لا يصير باليمين واجباً، فإذا حلف على قربة مستحبة ليفعلنها لم تصر واجبة عليه، وتجزئه الكفارة ولو نذرها وجبت عليه ولم تجزئه الكفارة.
فدل على أن الالتزام بالندر اكد من الالتزام باليمين، فكيف يقال: إذا التزم معصية بيمينه وجبت عليه الكفارة، وإذا التزمها بنذره الذي هو أقوى من اليمين فلا كفارة فيها فلو لم يكن في المسألة إلا هذا وحده لكان كافياً.
ومما يدل على أن النذر اكد من اليمين. أن الناذر إذا قال: لله علي أن أفعل كذا فقد عقذ نذره بجزمه أيمانه بالله، والتزامه تعظيمه، كما عقدها الحالف بالله كذلك، فهما من هذه الوجوه سواء، والمعنى الذي يقصده الحالف ويقوم بقلبه هو بعينه مقصود للناذر قائم بقلبه ويزيد النذر عليه أنه التزمه لله، فهو ملتزم من وجهين: له، وبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/117)
والحالف إنما التزم ما حلف عليه خاصة، فالمعنى الذي في اليمين داخل في حقيقة النذر فقد تضمن النذر اليمين وزيادة، فإذا وجبت الكفارة في يمين المعصية فهي أولى بأن تجب في نذرها.
ولأجل هذه القوة والتأكيد: قال بعض الموجبين للكفارة فيه: إنه إذا نذر المعصية لم يبرأ بفعلها، بل تجب عليه الكفارة عيناً، ولو فعلها لقوة النذر، بخلاف ما إذا حلف عليها، فإنه إنما تلزمه الكفارة إذا حنث، لأن اليمين أخف من النذر. أ.هـ
ولعل كلام الشوكانى من أعدل الكلام والله تعالى أعلى وأعلم ...
*وجوب الوفاء بنذر الطاعة:
*قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ..... (1 المائدة).
فى هذه الآية أمر الله سبحانه بالوفاء بالعقود؛ قال الحسن: يعني بذلك عقود الدين وهي ما عقده المرء على نفسه؛ من بيع وشراء وإجارة وكراء ومناكحة وطلاق ومزارعة ومصالحة وتمليك وتخيير وعتق وتدبير وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارج عن الشريعة؛ وكذلك ما عقده على نفسه لله من الطاعات، كالحج والصيام والاعتكاف والقيام والنذر وما أشبه ذلك من طاعات ملة الإسلام.
*وقال تعالى:" ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29 الحج).
قوله تعالى: "وليوفوا نذورهم" أمروا بوفاء النذر مطلقا إلا ما كان معصية؛ لقوله عليه السلام: (لا وفاء لنذر في معصية الله)، وقوله: (من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه)
وقوله تعالى: "وليوفوا نذورهم" يدل على وجوب إخراج النذر إن كان دما أو هديا أو غيره، ويدل ذلك على أن النذر لا يجوز أن يأكل منه وفاء بالنذر، وكذلك جزاء الصيد وفدية الأذى؛ لأن المطلوب أن يأتي به كاملا من غير نقص لحم ولا غيره.
*وقال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف.
هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة أن يفي بها ..... فإن من التزم شيئا لزمه شرعا. والملتزم على قسمين:
أحدهما: النذر، وهو على قسمين، نذر تقرب مبتدأ كقول: لله علي صلاة وصوم وصدقة، ونحوه من القرب. فهذا يلزم الوفاء به إجماعا. ونذر
مباح وهو ما علق بشرط رغبة، كقوله: إن قدم غائبي فعلي صدقة، أو علق بشرط رهبة، كقوله: إن كفاني الله شر كذا فعلي صدقة. فاختلف العلماء فيه، فقال مالك وأبو حنيفة، يلزمه الوفاء به. وقال الشافعي في أحد أقوال: إنه لا يلزمه الوفاء به. وعموم الآية حجة لنا، لأنها بمطلقها تتناول ذم من قال ما لا يفعله على أي وجه كان من مطلق أو مقيد بشرط.
والثانى الوعد: قال ابن العربي: فإن كان المقول منه وعدا فلا يخلو أن يكون منوطا بسبب كقوله: إن تزوجت أعنتك بدينار، أو ابتعت حاجة كذا أعطيتك كذا. فهذا لازم إجماعا من الفقهاء. وإن كان وعدا مجردا فقيل يلزم بتعلقه ... قال القرطبى: والصحيح عندي: أن الوعد يجب الوفاء به على كل حال إلا لعذر. قلت: قال مالك: فأما العدة مثل أن يسأل الرجل الرجل أن يهب له الهبة فيقول له نعم؛ ثم يبدو له ألا يفعل فما أرى ذلك يلزمه ... فأما في مكارم الأخلاق وحسن المروءة فنعم. وقد أثنى الله تعالى على من صدق وعده ووفى بنذره فقال: "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" [البقرة: 177]، وقال تعالى: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد" [مريم: 54].
*وقال تعالى:" يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7 الإنسان).
قوله تعالى: "يوفون بالنذر" أي لا يخلفون إذا نذروا ... وقال مجاهد وعكرمة: يوفون إذا نذروا في حق الله جل ثناؤه ... وقال الكلبي: "يوفون بالنذر" أي يتممون العهود والمعنى واحد .... وروى أشهب عن مالك أنه قال: "يوفون بالنذر" هو نذر العتق والصيام والصلاة .... وروى عنه أبو بكر بن عبد العزيز قال مالك. "يوفون بالنذر" قال: النذر: هو اليمين .... بل ويلزم الوفاء عن الميت نذره ففى الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ" ... [خ ... ك ... الحج].(58/118)
قناة صوفية ... بداية تصحيح أم بداية تمثيل؟
ـ[أبو سليمان الثبيتي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله: سمعنا عن قناة جديدة تسمى صوفية ترى أن رسالتها هو نشر مبدأ التصوف على ماكان في أول نشأته ...
هل من أحد يفيدنا عن هذه القناة وعن توجهها؟
ـ[ابن حجر الغامدي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:43 م]ـ
أنا رأيت القناة وشاهدتها , طبعا تعتمد على الموسيقى , إن كنت تقصد قناة اسمها قناة الصوفية.
صاحبها ناصر الدين عبداللطيف الحبيب. كما هو مكتوبٌ في الشريط السفلي. ولا أعرف عن سيرته شيئا أبدا , وأول مرة أسمع بهذا الاسم.
نسأل الله لهم الهداية.
هذا ما لدي , فلم أرها إلا لدقائق معدودات.
ـ[ابو حمزة نور]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:17 ص]ـ
ان لى تحفظ على الصوفيه فمعروف اصلا من اين يستقون منهاجهم الباطل(58/119)
كلام الامام بدر الدين العيني في شيخ الاسلام بن تيمية
ـ[فايز العريني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:57 ص]ـ
ذكر الامام صفي الدين البخاري في القول الجلي في ترجمة ابن تيمية الحنبلي
ونقله ايضا مرعي الكرمي في الرسالة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية
نقل عن الامام بدر الدين العيني الحنفي صاحب عمدة القارى في تقريظه على الرد الوافر
واما المنكرون على بن تيمية ما هم إلا صلقع بلقع سلقع و صلمعة بن قلمعة وهيان بن بيان وهي بن بي وصل بن ضل وضلال بن التلال.
ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم عرانين الأفاضل ومن جم براهين الأماثل الذي كان له من الأدب مآدب تغذي الأرواح ومن نخب الكلام له سلافة تهز الأعطان المراح ومن ثمار أفكار ذوي البراعة طبعه المغلق في الصناعة الخالية عن وصمة الشناعة وهو الكاثف عن وجوه مخدرات المعاني نقابها والمنتزع عن عرائس أبكار المباني بكشف جلبابها وهو الذاب عن الدين طعن الزنادقة والملحدين والناقد للمرويات عن سيد المرسلين وللمأثورات عن الصحابة والتابعين.
فمن قال إنه كافر فهو كافر حقيق ومن نسبه إلى الزندقة فهو زنديق وكيف ذاك وقد سارت تصانيفه في الآفاق وليس فيها شيء مما يدل على الزيغ والشقاق ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيارة والطلاق إلا عن اجتهاد سائغ بالاتفاق والمجتهد في الحالتين مأجور ومثاب وليس فيه شيء مما يلام ويعاب لكن حملهم على ذلك حسدهم الظاهر وكيدهم الباهر وكفى للحاسد ذما آخر سورة الفلق في احتراقه بالقلق
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:34 ص]ـ
رحم الله شيخ الاسلام إبن تيميه وأسكنه الجنه وبارك الله فيك أخي الحبيب
وللفائدة والاضافة الي الموضوع الطيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41678
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B2%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%AB% D9%86%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A6%D9%85%D 8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AA% D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9
ـ[فايز العريني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:54 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم أبومسلم
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:48 م]ـ
بحث طيب للامام الطيب العيني رحمه الله تعالى
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:20 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا فايز
ولقد سمعتها لما ذكرتها في برنامج البالتوك فعلا فائدة عجيبة وفي وقتها لأن الصوفية يحتجون بقول العيني على أنه أحد أعلام الاشاعرة.
ولعك تذكر ما طلبته منك (ابتسامة)
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:49 م]ـ
وللإمام العيني أيضا كلام جيد في كتاب الشهادة الزكية تأليف الإمام (مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي) أنقله هنا للفائدة وهذا صورة تقريظ الإمام الهمام شيخ الإسلام صاحب تحرير الكلام وإمام الحنفية في زمانه الشيخ العيني رحمه الله تعالى
إن أضوع زهر تفتق عنه إكمام ألسن الأنام وأبدع ذكرا يعبق منه طيب الإفهام حمد من أجرى ماء التبيان في عود اللسان لحمل ثمار المعاني والبيان وكشف ضبابه الأوهام بشموس الحقائق وأبان ما في القلوب بأقمار الحقائق وأشرع أسنة الخواطر والأفكار بأيدي أنوار البصائر والأبصار إلى ثغر العلوم والأخبار وأقلع عنا بنسائم ألطافه عجاجة الظنون والشكوك ووقع لنا مناشير الصدق في السلوك وأراحنا في ركوب أعناق الكلام من العثرات والملام وأراحنا عن مقالات لا يقال فيها العثار ومحلات يستحيل فيها الأعذار
اللهم صل على صاحب الوحي والرسالة المخلوق من طينة والبسالة الذي أسعدته في ذرى الملكوت وأعطيته الكتاب وقرنت بطاعته ومعصيته الثواب والعقاب محمد المصطفى المستأثر بالشفاعة يوم الحساب
وعلى آله الذين تنزهوا في رياض نبوته وأصحابه الذين تقلدوا بسيوف النصرة في دعوته وعلى علماء الأمة الذين استظهروا على صدمات الدهر وصولته بنزع ألسنتهم من تفويق سهام الطعن إلى أغراض العصبية وإقلاع أسنة خوضهم في أعراض الأنفس الأبية فلذلك صاروا أنجما للاهتداء وبدورا للاقتداء فأجدر بهم أن يفوه بمشايخ الإسلام وأنصار شريعته خير الأنام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/120)
وبعد فإن مؤلف كتاب الرد الوافر قد جد في هذا التصنيف البديع الزاهر وجلا بمنطقه السحار الرد على من تفوه بالإكفار لعلماء الإسلام والأئمة الأساطين والأعلام الذين تبوأوا الدار في رياض النعيم واستنشقوا رياح الرحمة من رب كريم فمن طعن في واحد منهم أو نقل غير صحيح عنهم فكأنما نفخ في الرمال واجتنى من خرط القتاد وكيف يحل لمن يتسم بالإسلام أو يتسمى بسمة أو علم أو فهم وإفهام أن يكفر من قبله عن ذلك سليم بهيج واعتقاده لا يكاد إلى ذلك يهيج ولكن لم يور زند طبعه في القريض لم يزل يجد العذاب مرا كالمريض والعائب بجهله شيئا يبدي صفحة معاداته ويتخبط خبط العشواء في محاوراته وليس هو إلا كالجعلباشتمام الورد يموت حتف أنفه وكالخفاش يتأذى بظهور سنا الضوء لسوء بصره وضعفه وليس له سجية نقادة ولا روية وقادة وما هم إلا صلقع بلقع سلقع صلمعة بن قلمعة وهيان بن بيان وهي بن بي وصل بن ضل وضلال بن التلال
ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم عرانين الأفاضل ومن جم براهين الأماثل الذي كان له من الأدب مآدب تغذي الأرواح ومن نخب الكلام له سلافة تهز الأعطان المراح ومن ثمار أفكار ذوي البراعة طبعه المغلق في الصناعة الخالية عن وصمة الشناعة وهو الكاثف عن وجوه مخدرات المعاني نقابها والمنتزع عن عرائس أبكار المباني بكشف جلبابها وهو الذاب عن الدين طعن الزنادقة والملحدين والناقد للمرويات عن سيد المرسلين وللمأثورات عن الصحابة والتابعين
فمن قال إنه كافر فهو كافر حقيق ومن نسبه إلى الزندقة فهو زنديق وكيف ذاك وقد سارت تصانيفه في الآفاق وليس فيها شيء مما يدل على الزيغ والشقاق ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيادة والطلاق إلا عن اجتهاد سائغ بالاتفاق والمجتهد في الحالتين مأجور ومثاب وليس فيه شيء مما يلام ويعاب لكن حملهم على ذلك حسدهم الظاهر وكيدهم الباهر وكفى للحاسد ذما آخر سورة الفلق في احتراقه بالقلق
ألا وهو الإمام الفاضل البارع التقي النقي الورع الفارس في علمي الحديث والتفسير والفقه والأصول بالتقرير والتحرير والسيف الصارم على المبتدعين والحبر القائم بأمور الدين والأمار بالمعروف والناهي عن المنكر ذو همة وشجاعة وإقدام فيما يروع ويزجر كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة خشن العيش والقناعة من دون طلب الزيادة
وكانت له المواعيد الحسنة السنية والأوقات الطيبة البهية مع كفه عن حطام الدنيا الدنية وله المصنفات المشهورة المقبولة والفتاوى القاطعة غير المعلولة
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:54 م]ـ
وهذا أيضا تكملة لكلام الإمام العيني لبيان رأيه في شيخ الإسلام وفيه بيان معنى شيخ الإسلام:
وقد كتب على بعض مصنفاته قاضي القضاة ابن الزملكاني رحمه الله ... ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلت عن الحصر ... هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر ...
أفلا تكفي شهادة هذا الحبر لهذا الإمام حيث أطلقوا عليه حجة الله في الإسلام ودعواه أن صفاته الحميد لا يمكن حصرها ويعجز الواصف عن عدها وسبرها فإذا كان كذلك كيف لا يجوز إطلاق شيخ الإسلام عليه أو التوجه بذكره إليه وكيف يسوغ إنكار المعاند الماكر الحاسد
وليت شعري ما متمسك هذا المكابر الجاهل المجاهر وقد علم أن لفظة الشيخ لها معنيان لغوي واصطلاحي فمعناه اللغوي الشيخ من استبان فيه الكبر
ومعناه الاصطلاحي الشيخ من يصلح أن يتلمذ له وكلا المعنيين موجود في الإمام المذكور ولا ريب أنه كان شيخا لجماعة من علماء الإسلام ولتلاميذه من فقهاء الأنام فإذا كان كذلك كيف لا يطلق عليه شيخ الإسلام لأن من كان شيخ المسلمين يكون شيخا للإسلام
وقد صرح بإطلاق ذلك عليه قضاة القضاة الأعلام والعلماء الأفاضل أركان الإسلام وهم الذين ذكرهم مؤلف كتاب الرد الوافر في رسالته التي أبدع فيها بالوجه الظاهر وقد استغنينا بذكره عن إعادته فالواقف عليه يتأمله والناظر فيه يتقبله
وأما مناظرات هذا الإمام فكثيرة في مجالس عديدة فلم يظهر ذلك معانديه فيما ادعي به عليه برهان غير تنكيدات في القلوب رسخت ثمار الشنان وقصارى ذلك أنه حبس بالظلم والعدوان وليس في ذلك ما يعاب به ويشان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/121)
وقد جرى علىجلة من التابعين الكبار من قتل وقيد وحبس وإشهار وقد حبس الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ومات في الحبس فهل قال أحد من العلماء إنه حبس حقا
وحبس الإمام أحمد وقيد لما قال قولا صدقا والإمام مالك ضرب ضراب مؤلما شديدا بالسياط والإمام الشافعي حمل من اليمن إلى بغداد بالقيد والإحبياط ثم ذكر العيني وفاة ابن تيمية وكثرة الخلائق في جنازته ومرثية عمر ابن الوردي فيه ثم قال
وفيه يقول العلامة أثير الدين أبو حيان رحمه الله تعالى ... قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم إذ عصت مضر ... فأظهر الحق إذ أثاره درست ... وأخمد الشر إذ طارت له الشرر ... كنا نحدث عن حبر يجيء فها ... أنت الإمام الذي قد كان ينتظر ...
ومثل الإمام أبي حيان إذا شهد له بأنه ناصر الشريعة ومظهر الحق ومخمد الشر وأنه هو الإمام الذي كانوا ينتظرون مجيئه كفاه مدحا وتزكية
فإذا كان هذا الإمام بهذا الوصف بشهادة هذا العلامة وبشهادة غيره من العلماء الكبار فما يترتب على من يطلق عليه الزندقة أو ينبزه بالكفر ولا يصدر هذا إلا عن غبي جاهل أو مجنون كامل فالأول يعزر بغاية التعزير ويشهر في المجالس غاية التشهير بل يؤبد في الحبس إلى أن يحدث التوبة ويرجع عن ذلك بأحسن الأوبة والثاني يداوى بالسلاسل والأصفاد والضرب الشديد بلا أعداد
وهذا كله من فساد أهل هذا الزمان وتواني ولاة الأمر عن إظهار العدل والإحسان وقطع دابر المفسدين واستئصال شأفة المدبرين حيث يتصدى جاهل غبي يدعي أنه عالم يثلب أعراض علماء المسلمين ولا سيما الذين مضوا إلى الحق وبه كانوا عادلين وهذا الإمام مع جلالة قدره في العلوم نقلت عنه على لسان جم غفير من الناس كرامات ظهرت منه بلا التباس وأجوبة قاطعة عند السؤال من المعضلات من غير توقف بحالة من الحالات ومن جملة ما سئل عنه وهو على كرسيه يعظ الناس والمجلس غاص بأهله في رجل يقول ليس إلا الله ويقول الله في كل مكان هل هو كفر أو إيمان
فأجاب على الفور من قال أن الله تعالى بذاته في كل مكان فهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع المسلمين بل هو مخالف للملل الثلاث
بل الخالق سبحانه وتعالى بائن من المخلوقات ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته بل هو الغني عنها البائن بنفسه منها
وقد اتفق الأئمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر أئمة الدين أن قوله تعالى وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير الحديد 4 ليس معناه أنه مختلط بالمخلوقات وحال فيها ولا أنه بذاته في كل مكان بل هو سبحانه وتعالى مع كل شيء بعلمه وقدرته ونحو ذلك فالله سبحانه وتعالى مع العبد أينما كان يسمع كلامه ويرى أفعاله ويعلم سره ونجواه رقيب عليهم مهيمن عليهم بل السموات الأرض وما بينهما كل ذلك مخلوق لله ليس الله بحال في شيء منه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى 11 لا في ذاته ولا في صفاته ولا أفعاله
بل يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه رسوله من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثل صفاته بصفات خلقه ومذهب السلف إثبات من غير تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى طه 5 فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
فهذا الإمام كما رأيت عقيدته وكاشفت سريرته فمن كان على هذه العقيدة كيف ينسب إلى الحلول والاتحاد والتجسيم أو ما يذهب إليه أهل الاتحاد
أعاذنا الله وإياكم من الزيغ والضلال والفساد وهدانا إلى سبل الخير والرشاد إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير
حرره منمقا فقير ربه الغني أبو محمد محمود بن أحمد العيني عامله الله بلطفه الخفي والجلي بتاريخ الثامن عشر من ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة المحروسة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[06 - 10 - 09, 06:35 ص]ـ
(.فمن قال إنه كافر فهو كافر حقيق ومن نسبه إلى الزندقة فهو زنديق ... )
كلام قوي جدا ... يرد به على الأحباش الذي يرون تكفير شيخ الإسلام
وبالمناسبة الكوثري الحنفي الجهمي يقدم بدر الدين العيني وخاصة شرحه للبخاري على شرح الحافظ في الفتح لأنه شافعي.
وياليته مع تقديمه ومدحه للعيني ... ألتزم بكلامه هذا وترك عنه الحقد والكراهية ضد شيخ الإسلام.
ـ[فايز العريني]ــــــــ[07 - 10 - 09, 10:10 ص]ـ
محمد الافغاني بارك الله فيك ياطيب
ابوعثمان حياك الله ياشيخ
صالح بن حسن احسنت اخي الحبيب
ابو البركات صدقت سددك الله
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:49 م]ـ
الحافظ العيني يقدر شيخ الاسلام ابن تيمية كثيرا و هذا موجود في شرحه على الكلم الطيب و هو مطبوع
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:15 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير ياشيخنا ابا عبد الله
ومن باب زيادة الفائدة للأخوان الكلام في الرد الوافر ص 261 من طبعة المكتب الإسلامي بتحقيق الشاويش رحمه الله الجميع(58/122)
القواعد العامة في الاسماء والصفات
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:58 ص]ـ
القاعدة الأولى
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه
أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم
من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
لأن الله أعلم بنفسه من غيره
ورسوله صلى الله عليه واله وسلم أعلم الخلق بربه
مثل صفتي السمع والبصر
القاعدة الثانية
نفي مانفاه الله عن نفسه في كتابه
أو مانفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم مع اعتقاد كمال ضده
لأن الله أعلم بنفسه من خلقه
ورسوله أعلم الناس بربه
مثل: نفي الموت يتضمن كمال حياته
القاعدة الثالثة
صفات الله تعالى توقيفيّة
فلا يثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه
أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم
ولا ينفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه
أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم
لأنه لا أحد أعلم بالله من نفسه تعالى
ولا مخلوق أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
القاعدة الرابعة
التوقف في الألفاظ المجملة
التي لم يرد إثباتها ولانفيها
أما معناها فيستفصل عنه
فإن أريد به باطل ينزّه الله عنه فإننا نردّه
وإن أريد به حق لا يمتنع عن الله فإننا نقبله
مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية
والدعوة الى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث
مثل: لفظ (الجهة) .. فإننا نتوقف في إثباتها ونفيها
ونسأل قائلها: ماذا تعني بالجهة .. ؟
فإن قال: أعني أن الله في مكان يحويه .. !
قلنا: هذا معنى باطل ينزّه الله عنه ورددناه
وإن قال: أعني جهة العلو المطلق ..
قلنا: هذا حق لايمتنع على الله وقبلنا منه المعنى
وقلنا له: لكن الأولى أن تقول: هو في السماء أو في العلو
كما وردت به الأدلة الصحيحة
وأما لفظ (جهة) فهي مجملة حادثة الأولى تركها
القاعدة الخامسة
كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح
وافقت العقل الصريح ولابد
القاعدة السادسة
قطع الطمع
عن إدراك حقيقة الكيفية
لقوله تعالى:" ولايحيطون به علماً"
القاعدة السابعة
صفات الله عز وجل تثبت على وجه التفصيل
وتنفى على وجه الإجمال
فالإثبات المفصل
مثل
اثبات السمع والبصروالكلام والقدرة
وسائر الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة
والنفي المجمل
مثل
نفي المثلية في قوله تعالى " ليس كمثله شيء"
القاعدة الثامنة
كل اسم ثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة ... ولا عكس
مثل
الرحمن متضمن صفة الرحمة
الكريم متضمن صفة الكرم
اللطيف متضمن صفة اللطف
وهكذا سائر الأسماء
لكن الصفات
مثل الإرادة الإتيان والاستواء
لانشتق منها أسماء
فلانقول المريد ولا نقول الاتي ولا نقول المستوي وهكذا ... سائر الصفات
القاعدة التاسعة
صفات الله كلها صفات كمال
لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه
القاعدة العاشرة
صفات الله عز وجل ذاتية وفعلية
ذاتية مثل: الوجه
وفعلية مثل: الاستواء
والصفات الفعلية متعلقة بأفعاله
وأفعال الله لامنتهى لها "ويفعل الله ما يشاء"
القاعدة الحادية عشرة
دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة
إما التصريح بالصفة مثل: الرحمة، العزة، القوة، الوجه، اليدين
أو تضمن الإسم لها مثل: البصير متضمن صفة البصر والسميع متضمن صفة السمع
أو التصريح بفعلٍ أو وصفٍ دالٍّ عليها
مثل:"الرحمن على العرش استوى" دالّ على الإستواء
ومثل:"إنا من المجرمين منتقمون" دالّ على الإنتقام وهكذا
القاعدة الثانية عشرة
صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويحلف بها
ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم " أعوذ برضاك من سخطك .. "
وبوّب البخاري في كتاب الأيمان والنذور "باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته"
القاعدة الثالثة عشرة
الكلام في الصفات كالكلام في الذات
فكما أن ذاته حقيقية لاتشبه الذوات
فهي
متصفة بصفات حقيقية لاتشبه الصفات
وكما أن إثبات الذات إثبات وجود
لا إثبات كيفية
كذلك إثبات الصفات إثبات وجود
لاإثبات كيفية
القاعدة الرابعة عشرة
القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
فمن أقرّبصفات الله كالسمع والبصر والإرادة
يلزمه أن يقرّ بحبة الله ورضاه وغضبه وكراهيته
القاعدة الخامسة عشرة
ما أضيف الى الله مما هو غير بائنٍ عنه
فهو صفة له غير مخلوقة
مثل: سمع الله وبصر الله ورضاه وسخطه ..
وكل شيء أضيف الى الله بائن عنه
فهو مخلوق
مثل: بيت الله وناقة الله ...
فليس كل ماأضيف الى الله يستلزم أن يكون صفة له
القاعدة السادسة عشرة
صفات الله عز وجل وسائر مسائل الإعتقاد
تثبت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وإن كان حديثاً واحداً
وإن كان آحاداً
هذه القواعد هي عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين
في صفات الله عز وجل مبثوثة في كتب السلف والحمد لله
القاعدة السابعة عشرة
معاني صفات عز وجل الثابتة بالكتاب أو السنة معلومة
وتفسر على الحقيقة لامجاز ولا استعارة فيها البتّة
أما الكيفية فمجهولة
القاعدة الثامنة عشرة
ما جاء في الكتاب أوالسنة وجب على كل مؤمن القول بموجبه والإيمان به
وإن لم يفهم معناه
هذا والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/123)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:41 م]ـ
للفائدة ..
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:59 م]ـ
وإياكم أيها الأحبة ونفع الله بكم وجزاكم الله عني خيرا
الأخ الحبيب ضالح قد اطلعت على هذا الكتاب فرحم الله الشيخ المحدث ابن عثيمين جمع درر في الكتاب
رحمه الله تعالى ونفع الله بكم أحبتي
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:23 ص]ـ
للفائدة ...
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:55 م]ـ
جزاك الله الجنة أخي أبا مسلم على مواضيعك القيمة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:10 م]ـ
وإياك ونفع بك وغفر لك ذنبك
ـ[بو عبدالرحمن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:25 م]ـ
قاعدة مهمة جدا
آيات الصفات للفهم لا للتصور.
يمكن مراجعة التفصيل على http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138757
ـ[عبدالإله الأسلمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 05:04 م]ـ
أخي باسم المسلم أرجو أن التوضيح:ذكرت القاعده العاشره فهل تريد أقوال السلف في إثبات تقسيم الصفات إلى ذاتيه وفعليه أم تريد أقوالهم في إثبات صفة الإستواء والرضا والغضب وغيرها من الصفات أرجو توضيح ذلك ..
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المباحث القيمة في هذا الموضوع، منهج ودراسات للشنقيطي رحمه الله
والقواعد المثلى لابن عثيمين رحمه الله
وكتاب صفات الله عزوجل لعلوي بن عبد القادر السقاف، فهذه الرسائل حري بطالب العلم أن يدرسها ويدرسها،فهي بعيدة عن التعقيد، والذين كتبوها من المشهود لهم بالعلم والفضل وسلامة المنهج والمعتقدوالحمد لله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:43 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم جميعاً أخواني
أخي الكريم باسم هل تنكر القاعدة العاشرة وتريد الاثبات عليها؟؟
ـ[محمد بولحليب]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:36 ص]ـ
وإياكم ونفع الله بكم ورزقكم الجنه(58/124)
ظل النبي عليه الصلاة و التسليم
ـ[سهيل عبد الخالق]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:41 ص]ـ
هل كان للنبي عليه الصلاة و التسليم ظلاً. ما هي الاثار الواردة في هذه المسألة وما ذا يقول العلماء؟؟؟؟؟؟(58/125)
موقف علماء الهند من دعوة ... الإمام محمد بن عبد الوهاب .. (رحمه الله)
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:53 م]ـ
هذا مقال موجز بمواقف علماء شبه القارة الهندية من دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى
.................................................. .................................................
1 - العلامة صديق حسن خان القنوجي البوفالي توفي 1307هجري .. ولد ببلدة بانس بريلي في شمال الهند .. تزوج بملكة بوفال (شاهجان بيكم) بعد وفاة زوجها
كان الشيخ صديق حسن مشتغلاً بالعلم والتأليف مع اشتغاله بمهمات دولة بوفال ..
فألف في التفسير .. والحديث .. والفقه .. والأصول .. والعقيدة .. والتاريخ .. والأدب .. مما يبلغ قريباً من ثلاثمائة كتاب ..
ومن مؤلفات الشيخ رحمه الله 1 - فتح البيان في مقاصد القرآن
2 - وترجمان القرآن
3 - عون الباري لحل أدلة البخاري
4 - والحطة في ذكر الصحاح الستة
5 - أبجد العلوم .. وغيرها كثير
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
يقول في كتابه التاج المكلل:
وبعض الناس يزعم أنه (أي عبدالعزيز بن محمد بن سعود) يعتقد اعتقاد الخوارج , وما أظن ذلك صحيحاً , فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما يعلمون من محمد بن عبدالوهاب , وكان حنبلياً , ثم طلب الحديث بالمدينة المنورة فعاد إلى نجد وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة , كابن تيمية وابن القيم وأضرابهما. وهم من أشد الناس على معتقدي الأموات ..
وقال في كتاب اتحاف النبلاء المتقنين: كثير من العلماء يكفرون ويضللون محمد بن عبدالوهاب لعدم معرفتهم بأخباره الصحيحة أو بسبب التعصب والهوى , والواقع أنه لادليل عندهم من الكتاب والسنة على تكفير الشيخ وتضليله ..
وقال أيضاً في نفس الكتاب هذه بعض الأفتراءات التي ألصقها ابن عابدين بالشيخ محمد بن عبدالوهاب , ورد عليها ومما قال
: فظهر مما ذكرنا بطلان مانسبه ابن عابدين إلى الشيخ من أنه كان يعتبر من عداه من الناس مشركين , ويحصر الإسلام في مذهبه , كما أظهر أيضاً أن عقائد الشيخ كلها توافق عقائد أهل السنة والجماعة , وأن مانسب إليه من الأمور المستهجنة والعقائد الباطلة كلها كذب محض وافتراء عليه ...
وقال في كتابه ترجمان الوهابية: أن نسبة إنشاء دين جديد إليه – أي محمد بن عبدالوهاب – خطأ محض , فإنه طيلة حياته على المذهب الحنبلي ..
وقال في كتابه هداية السائل إلى أدلة المسائل:
كان محمد بن عبدالوهاب عالماً متبعاً للسنة , ويغلب عليه حب اتباع السنة المطهرة , ورسائله معروفة , إلا أنها لا توجد في بلاد الهند .. ثم قال: وخلاصة القول أن مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ..
.................................................. .................................................
2 - العلامة المحدث محمد بشير بن الحكيم محمد بدر الدين الفاروقي السهسواني .. 1245 .. 1326 ..
له مناظره مع الميرزا غلام أحمد القادياني في دلهي عام 1312 .. حول موضوع موت المسيح عليه السلام , فأفحمه حتى انقطع الميرزا عن المناظرة وفرّ من الميدان , وهذه المناظرة مدونة في كتاب (الحق الصريح في إثبات حياة المسيح)
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
لقد ألف السهسواني كتابه الشهير (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان)
وهو كتاب قيم في موضوع ردّ الأفتراءات الملصقة بالدعوة واتباعها ...
وأما مسائل التي تحتوي الكتاب فهي تتعلق بالعقيدة والتوحيد .. التي عنى بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب ثم أتباعه من بعده .. ومنها مسائل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , واستغفاره للمؤمنين بعد الموت , والتوسل به , ودعاء غير الله تعالى , ثم خلاصة سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب واتهام خصومه إياه والرد عليها .. والموازنة بين أحوال نجد بعد الدعوة وبين ماكانوا عليه قبلها ..
.................................................. .................................................
3 - الشيخ عبدالحليم بن تفضل حسين بن نظام الدين , المعروف بمولانا عبدالحليم شرر اللكنوي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/126)
من العلماء المشهورين في فنون الأدب ألف كتباً كثيرة في تاريخ المسلمين والإسلام ..
ومن مؤلفاته: 1 - تاريخ السند .. 2 - وتاريخ الأرض المقدسة ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
كان لمولانا عبدالحليم شرر اللكنوي دوراً ملموساً في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونشرها بين المسلمين فقد قام – رحمه الله – بنقل (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن الوهاب إلى اللغة الأردية ونشره في أوائل القرن الرابع عشر الهجري وهي أول ترجمة أردية لهذا الكتاب القيم في باب العقيدة ..
.................................................. .................................................
4 - الشيخ العلامة أبو عبدالله محمد بن يوسف السامرودي السورتي ..
كان أبرز علماء شبهة القارة الهندية غي علم النحو والصرف واللغة وسائر فنون الأدب
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
قام العلامة الأديب الشيخ محمد بن يوسف السورتي بنقل (كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الأردية ونشره في دلهي عام 1350 هجري .. وهذه هي الترجمة الثانية لكتاب التوحيد في الهند , وكتب له مقدمة نافعة , وتشمل على ذكر أحوال الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ودعوته , وعلى ذكر المشاكل التي واجهته في سبيل الدعوة , ثم تأييد الله سبحانه وتعالى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله – له ولدعوته ..
كما عنى المؤلف في مقدمته برد الإفتراءات التي ألصقها الأعداء بالدعوة وصاحبها وأتباعها ..
.................................................. .................................................
5 - الشيخ محمد بن إبراهيم الجوناكري توفي سنة 1942 م
له أكثر من ستين كتاباً ورسالة في مواضيع مختلفة تهم الأمة الإسلامية , كما قام –رحمه الله – بترجمة أردية لكتاب (أعلام الموقعين) لابن القيم , باسم (دين محمدي) .. وترجمة تفسير ابن كثير باسم (تفسير محمدي) ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
لعب دوراً بارزاً الشيخ الجوناكري في باب التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في شبه القارة الهندية والدفاع عنها فمن رسائله في هذا الموضوع:
1 - رسالة (توحيد محمدي):
وهي تحتوي على بيان حرمة تجصيص القبور والبناء عليها , ووجوب هدم القبب المبنية على القبور , ألّفها –رحمه الله – رداً على القبوريين الذين رفعوا صوتهم ضد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود , وأهل نجد , في أعقاب ما هدموا القبور المزيفة القبب المبنية عليها ..
2 - رسالة (أنصار محمدي):
وهي تتضمن بيان معتقدات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعه من أهل نجد ..
وهي عبارة عن رداً على ماكان عامة مسلمي الهند يفترونه على أتباع الشيخ من الأفتراءات والمعتقدات المكذوبة عليهم ..
3 - رسالة (قبيله محمدي) ...
4 - رسالة (مملكت محمدي) ...
5 - رسالة (حج محمدي) ...
6 - رسالة (براءت محمدي) ..
وكل هذه الرسائل دفاعاً عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في بيان ما لصق في الشيخ ورد ذلك وتبين الصحيح من منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب ..
.................................................. ................................................
6 - العلامة الشيخ أبوالوفاء ثناء الله الأمرتسري رحمه الله ..
ألف رحمه الله تعالى في الرد على الفرق الضالة وخاصة القاديانية كتباً عديدة , وناظر مع الميرزا غلام أحمد القادياني فأفحمه , وقد تحداه القادياني بأن الكاذب منهما يموت في حياة الصادق .. وعاش العلامة الأمر تسري – رحمه الله – بعده أربعين عاماً ..
له مؤلفات منها:
1 - تفسير القرآن بكلام الرحمن
2 - التفسير الثنائي
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
كان للعلامة الأمر تسري – رحمه الله – مواقف مشرفة في تأييد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , والدفاع عنها , وعن القائمين بها .. ومن ذلك
1 - رسالة (نظرة على الحركة الوهابية):
2 - رسالة (نظرة على قضية الحجاز):
3 - رسالة (التحفة النجدية):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/127)
وكل هذه الرسائل تدافع عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتبين صحة مواقف القائمين بها , كما رد على المشاغبين ضد الدعوة وأتباعها .. وكذلك ذكر أحوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته إلى غير ذلك ..
.................................................. ................................................
7 - الشيخ محمد إسماعيل بن عبدالواحد بن عبدالله الغزنوي توفي سنة 1960 م ..
كانت له علاقة طيبة مع الملك عبدالعزيز ... وكان يحج كل عام ويلتقي بمشايخ نجد والحجاز ..
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. رحمه الله:
كان للعلامة الغزنوي دورفعال في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وفي رد الأفتراءات التي ألصقت به وبأتباعه فمن أعماله:
1 - رسالة (استقلال حجاز):
2 - رسالة (تحفة وهابية):
وهذه الرسائل وغيرها تتضمن رد الأفتراءات والأكاذيب التي استخدمها معاندو دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
.................................................. .................................................
8 - الشيخ محمد داود بن الشيخ عبدالجبار بن الشيخ العلامة عبدالله الغزنوي ..
هو الذي قام بتأسيس (الجامعة السلفية) بمدينة (لا ئلفور) بباكستان:
## موقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله:
لقد قام الشيخ محمد داؤد الغزنوي بدور بارز في التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنها وأتباعها , فمن أعماله:
رسالة (تحفة نجد): رد فيها على الأفتراءات التي ألصقها الأعداء بأهل نجد وفي معتقداتهم , وبين ماهو الحق في ذلك , وقد استمد فيه من رسالتين .. أولها: للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب .. والثانية: للشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كتبها موجّهاً إلى الشيخ عبد الله بن سحيم ..
.................................................. .................................................
9 - هو الحافظ محمد أمين بن الشيخ محمد يونس بن الشيخ محمد إسحاق رحمهم الله تعالى .. توفي سنة 1386 هجري
له دوراً فعالاً في نشر الدعوة السلفية بولاية (بنجال) وأسس (جميعة تبليغ أهل الحديث) ..
## موقفه من دعوته الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله:
فقد قام الحافظ محمد أمين بدور ملموس في رد الأفتراءات الملصقة بأتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فمن أعماله:
رسالة (القول الفيصل) ألفها وطبعها ووزعها بين المسلمين مجاناً .. وهي تحتوي على بيان فضيلة الحج .. وعلى ذكر أحوال نجد وتاريخه رداً على دعايات المعاندين للدعوة وأتباعها ..
إلى غير ذلك من العلماء الذين أثنوا على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. رحمه الله تعالى , أعرضت عنهم خشيت الأطاله ..
ومن أراد الاستزاده عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي .. فليراجع هذه الكتب:
1 - رسالة للشيخ الأمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. تحدث فيها عن الشيخ ودعوته تجدها في الفتاوى للشيخ عبد العزيز ..
2 - تصحيح خطأ تاريخي في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سعد الشويعر
3 - عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. صالح العبود
4 - دعوى المناوئين لشيخ محمد بن عبد الوهاب .. لعبد العزيز ال عبد اللطيف
5 - دعوة الأمام محمد بن عبد الوهاب في شبه القارة الهندية للشيخ أبو المكرم بن عبدالجليل السلفي
6 - إسلامية لا وهابية .. للدكتور ناصر العقل
أخوكم: صالح عبد الله التميمي
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:56 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك أخي الحبيب
أعلم علمني الله تعالى وإياك أن كثيرا من المسلمين يسمونها حركة إنما هي دعوة في وجه القبورية والرافضة فرحم الله شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وبارك الله في دعوته الموحدة.
وكما قال رحمه الله لست ادعوا إلا للكتاب والسنة
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد العزيز السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يريد الخير لجميع المسلمين
فإن من حذرك من الشرك والبدع وأمرك بالتوحيد والصلاة والزكاة ولزوم السنة
كان أرحم الناس بك.
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على هذا الموضوع الطيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/128)
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:58 م]ـ
جزيتم خيرا على هذا الموضوع
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:42 م]ـ
موضوع رائع .. وفي محله ..
نفع الله بكم ..
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:53 م]ـ
هذه العبارات ليست له , و إنما هي من كلام الشوكاني في البدر الطالع , فلعله نقلها منه.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:47 م]ـ
كلام صالح مقتبس من احدى الرسائل الجامعية قرأت فصولا منها
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:36 م]ـ
اسم الكتاب: علماء أهل الحديث في الهند وموقفهم من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية
المؤلف: أبو المكرم بن عبدالجليل
المولد: الهند
أما المؤلف فهو شيخ فاضل، عرفنا من خلال بعض كتبه ذات المباحث المفيدة، والنكت الجيدة، وسبر أغوار مناطق قد تكون معلوماتنا عنها يسيرة، فجزاه الله خيراً، فقد أحسن للناطقين باللغة العربية، ما سُطر باللغو الأردية والهندية والفارسية، وأحسن لمن لا يعرف حال أهل الهند وموقفهم من الدعوة السلفية، بأن أوضح لنا الصورة، فقد ألف في هذا الباب كتابين جيدين هما: كتابنا هذا، وكتاب دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بين مؤيديها ومعاريضيها في شبه القارة الهندية، وقد استفدت كثيراً؛ بل هو المصدر الوحيد –في الغالب- عن علماء الهند فيما سبق، فله الفضل وفقه الله، وكم أتمنى لو نقل لنا بعض تلك الكتب النفيسة إلى اللغة العربية، ولو قام بدراسة مستفيضة عن علم واحد من أعلام الهند، مثلاً: لو قام شيخنا بدراسة عن حياة الشيخ محمد بشير السهسواني رحمه الله تعالى .. وغيره من أهل العلم، فكم أبناء المسلمين بحاجة للتعريف بأعلامهم وما قاموا به من جهودٍ مباركة فاضلة .. لو سطر كذلك كتاب يحكي تلاقي شيوخ نجد بشيوخ الهند، كمثل حادثة الشيخ القرعاوي من أحد علماء الهند، أو مناظرات بعض علماء نجد، أو ما حصل للشيخ إسحاق آل الشيخ في رحلته للهند .. وغير هذه من المواقف العديدة .. وللشيخ كتاب ثالث بعنوان "إطلالة على جمعية الخلافة وتقريرها عن الحجاز"
أما عن الكتاب، فيقول المؤلف عنه في مقدمته:
(فهذا بيان موجز لموقف علماء أهل الحديث في شبه القارة الهندية من دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ومن جهود الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمهما الله- في توحيد جزيرة العرب، وتطهيرها من أدران الشرك والبدع، ونشر العقيدة الصحيحة، والدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة، وبسط الأمن والسلام في جميع أرجاء الجزيرة وذلك بإقامة دولة التوحيد فيها قبل مائة عام)
وهذا الكتاب كان بدء تأسيسه من عام 1407هـ بعد مأساة الحرم المكي على أيدي الروافض –قاتلهم الله- فكانت مقالات في هذا الموضوع نشرت باللغتين العربية والأردية، في بعض المجلات والصحف الصادرة في الهند.
وقد قسم كتابه إلى خمسة أبواب وخاتمة:
الباب الأول: لمحة موجزة عن آثار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجهود الملك عبدالعزيز على الجماعات الدينية والسياسية في شبه القارة الهندية.
الباب الثاني: في بيان موقف علماء أهل الحديث من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قبل قيام الملك عبدالعزيز بالحكم وتجديد الدعوة.
الباب الثالث: في بيان موقف علماء أهل الحديث المعاصرين للملك عبدالعزيز.
الباب الرابع: في بيان موقف علماء أهل الحديث من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجهود الملك عبدالعزيز في ضوء صحفهم ومجلاتهم.
الباب الخامس: في بيان موقف علماء أهل الحديث من المؤتمرات التي عقدت ضد الدعوة والدولة السعودية في شبه القارة الهندية.
الخاتمة: في استخلاص النتائج لهذا البحث.
جزى الله الشيخ أبو المكرم بن عبدالجليل السلفي أحد طلبة العلم الفضلاء في القارة الهندية
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:24 ص]ـ
أولاً: كتاب ابو المكرم .. ليس رسالة جامعية .. خلافاً لما ذكرت ..
ثانياً: أنا في آخر الموضوع .. ذكرت المراجع .. فتنبه
ـ[محمد ع العاصمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 09:29 ص]ـ
رفع الله قدرك يا أيها التميمي عندما عطرت المنتدى بذكر شئ عن المجدد وللشيخ إبن عتيق رحمه الله على مايحضرني رسالة مفيدة لصديق حسن خان مذكورة في الدرر السنية لإبن قاسم رحمه الله
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 09:55 م]ـ
بارك الله بمرورك أخي / محمد ...
ممكن تذكر أسم الرسالة وعن ماذا تتحدث بالضبط؟؟
ـ[محمد ع العاصمي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:25 ص]ـ
أحرجتني وفي رواية أحرجتن
لا يحضرني تفاصيل الرسالة وقد قرئت في درس على أحد مشائح التوحيد وكان فيها ثناء على صديق حسن خان وأنه من محبي الإمام محمد ومن المتجردين للحق. ثم قال الشيخ ابن عتيق رحمه الله أن السلف ينظرون فيمن ألف في التفسير في أيات الصفات ومن ثم تتبين عقيدته إن كان فيها تمشعر أو تجهم وغيره. وساق بعض النقاط والماّخذ على المؤلف والرد عليها. وهي موجودة في الدرر السنية.
أتمنى أني أفدتك وجزاك الله خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/129)
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:13 م]ـ
الدعوة السلفية في شبه القارة الهندية وأثرها في مقاومة الإنحرافات الدينية.
تأليف: عبد الوهاب خليل الرحمن.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/ALDAWAH/1.pdf
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:09 ص]ـ
أخى الحبيب:
الدعوة السلفية في شبه القارة الهندية وأثرها في مقاومة الإنحرافات الدينية.
تأليف: عبد الوهاب خليل الرحمن.
رابط مباشر للرسالة:
http://www.archive.org/download/ALDAWAH/1.pdf (http://www.archive.org/download/ALDAWAH/1.pdf)
الكتاب معطوب!! .. أرجو إعادة رفعه
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:10 ص]ـ
قد تكون مشاركتى بعيدة نوعا ما عن صلب الموضوع ...
للأسف الشديد لا يعرف كثير من المسلمين أن شبه القارة الهندية (الهند - باكستان - بنجلادش) كان يحكمها المسلمون أكثر من 1000 ألف سنة!!! .. أى أكثر ما حكم المسلمون الأندلس!!
وإن أخرجت الأندلس لنا القادة والفاتحين الربانيين , فلم تخلو الهند من القادة والفاتحين الربانيين الذين نشروا الإسلام فى ربوع شبه القارة الهندية .. !!
وأسس المسلمون فى الهند دولة إسلامية قوية مرهوبة الجانب , يخطب ودها الملوك والأمراء!!
فعلى سبيل المثال ظهر فى أرض الهند من القادة والفاتحين:-
- القائد الفذ أبو القاسم محمود بن سكبتكين أو الغزنوى .. وما أدراك ما محمود بن سبكتكين الذى دخل على يديه ملايين من الهنود الإسلام وهو الذى دمر أكبر أصنام الهنادكة فى الهند وهو معبد "سومنات" وهو بمثابة الكعبة عندنا - وللكعبة المثل الأعلى - ويحج الى هذا الصنم الملايين .. فأراد الهنود ان يدفعوا ملايين الدراهم والعملات الذهبية فى سبيل كفّ يد السلطان محمود الغزنوى عن هدم الصنم , حتى أن امراء السلطان محمود طمعوا فى تلك الملايين وسالوه ان يكف عن الصنم ولا يهدمه!!
فقال لهم السلطان: حتى أستخير ربى!!
ثم أصبح قائلا: إنى فكرت فى الأمر , فرأيت إنى اذا نوديت يوم القيامة , أين محمود الذى كسر الصنم؟ .. أحبّ الىّ من أن يُقال: أين محمود الذى ترك الصنم من أجل ما يناله من الدنيا!! ... ثم أمر بهدم الصنم!!
وتجدون ترجمته فى البداية والنهاية وسير أعلام النبلاء والكامل فى التاريخ وله سيرة عطرة فى كل كتب التواريخ والأخبار
ولم يكتفى الأمر عن الهند فى القرون الأولى .. بل الهند فى عصورها المتأخرة أخرجت لنا رجلا وقائدا وسلطانا لم تعرف الدنيا مثله ابدا فى عدله ولا تمسكه بالشرع!!!!!!!!!!
إنه الذى قال عنه الشيخ على الطنطاوى فى كتابه (رجال من التاريخ): بقية الخلفاء الراشدين!!!!!!!!!!
إنه السلطان أبو المظفر محى الدين محمد أُورانكْ زيْب عالمْكير .. بقية الخلفاء الراشدين رحمه الله!!
وسيرته موجودة فى كتاب المرادى (سلك الدرر فى أعيان القرن الثانى عشر) وكتاب (الإعلام بما فى الهند من أعلام) لعبد الحى الحسنى رحمه الله .. وللشيخ محمد موسى الشريف درسا صوتيا عن حياة هذا الرجل!!
والهند كذلك لها فضل كبير فى حفظ علوم الحديث للأمة فى العصور المتاخرة , فلا ينكر احد فضل الهند فى طباعة المسانيد الحديثية وإشتغال علماء الحديث بعلم الحديث!!!
ومازلت الهند تخرج لنا العلماء الربانيين والدعاء الصادقين أمثال (صديق حسن خان , أبو الحسن الندوى , شاه ولى الله الدهلوى , المباركفورى , إحسن الهى ظهير .... الخ)!!
هذه المشاركة أرجو بها فلت أنظاركم الى أهمية دراسة التاريخ الإسلامى فى الهند ...
وان شاء الله سيكون هناك موضوع قريب عن مختصر لتاريخ الهند .. فانتظرونا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(58/130)
كرامة صوفية برواية الغماري: ولي صوفي يشرب بوله ويأمر من بجانبه أن يمسك له. . .
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:41 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
كرامة صوفية برواية الغماري: ولي صوفي يشرب بوله ويأمر من بجانبه أن يمسك له. . .
يقول الشيخ المحدث!!! أحمد بن صديق الغماري،،، في كتابه: جؤنة العطار في طُرف الفوائد والأخبار، مانصّه:
((وحدثني جماعة من المصريين منهم محمد بن عبدالوهاب الليثي, عن المجذوب محمد بن عبدالسلام ـ المتقدم له تلك الكرامة مع عبدالسلام غنيم ـ, أنه كان يجلس في المقهى , فإذا حصل له حال صار يبول في الكوز ويشرب بوله , وكان إذا جلس أحد بجنبه يأخذ بيده فيضعه على ذكره , ويأمره أن يبقى ماسكاً به إلى أن يأذن له!!!)) صفحة 53 و54
لاحول ولاقوة إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل
انظروا إلى هذه الكرامة, رجل به شذوذ يأمر الناس بأن يمسكوا ذكره, ويكشف عن عورته, ويشرب من بوله. . . ثم يأتي من يسميه عارفاً بالله!!!
والمصيبة أن هذا الغماري عند قومه الصوفية: محدّث وحافظ وإمام!!!
بالله عليكم ماهو حال قوم هذا إمامهم بل وماحال منهجٍ هذا إمام فيه!!!
هذا هو الغماري, وهذه أحواله, وهذا هو مقاله!!!
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/goanaalattar/0.jpg
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/goanaalattar/58-59.jpg
وبعد هذا وذاك يأتي السؤال:
هل الغماري إمام ومحدث لم تنجب مثله الأمهات ـ كما يتفوه بذلك البعض؟؟؟
أظن بأن الجواب واضح, ولا يحتاج إلى تفكر وتأمل وتدبر.
قد كان بعض الصوفية عندما نأتي لهم بزندقات مشابهة لهذه من كتب علمائهم وأئمتهم يقولون هذه مدسوسة في كتبنا، فلا أدري ماسيكون جوابهم الآن بعد أن جاء غماريهم الإمام المحدث!!! وروى لنا هذه الكرامة في كتابه هذا!!!
ومرة تلو مرة أعجب وأسجّل العجب فأقول:
ماهو السر في تعلق الصوفية في هذه الروايات السافلة وروايتهم لها في كتبهم، بل وجعلها من دينِ الله!!!
((قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ))
نسأل الله الهداية للصوفية .. !!
لمعرفة حال الرجل وسقم منهجه تفضلوا هنا:
حمل كتاب تنبيه القاري إلى فضائح أحمد بن الصديق الغماري .. !! ( http://soufia-h.net/showthread.php?t=398)
مع تحيات إخوانكم في موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
اضحك الله سنك أخي الحبيب
خرافات الصوفية وعقائدها التي قامت على الشركيات والسحر والشعوذة لا تنتهي
وبارك الله في القائمين على منتدى صوفية حضر موت
واقرأ الشيخ محمد السلفي والبرقعي مني السلام
ـ[خوز تنالت]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:47 م]ـ
اللهم رد بنا ردا جميلا
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:12 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله لقد قرأت كتابه هذا وإن فيه لطوام وكوارث وطعن في الصحابة.
بوركت أخي الفاضل.
ـ[أبو عبيدة الغزي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
قال الشيخ بكر عن الغماري هذا في التأصيل"ص88": تعرف منه وتنكر لا سيما في توحيد العبادة فله عظائم. نسأل الله العافية.
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:28 ص]ـ
قال أبو نصر السراج الطوسي الصوفي في اللمع
: قيل لبعضهم من أصحب؟
فقال: اصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير!!
فهم يتعذرون لشيوخهم مهما صدر منهم، ويقولون: يا أخي شو عرفك هذا عالم شو أنت أعلم منو، هذا
مكشوف عنو، هذا الله فاتح علي!!!
إلى غير ذلك من السفاهات والتراهات والسخافات ... الحمد لله على نعمة الأيمان والعقل
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:44 ص]ـ
أيضاً أرود السائح علي حسين في كتابه لمحات من التصوف وتاريخه ص 261:
بدعة السماع بالشاهد وخلاصتها:
أنهم يأتون بأحداث (أولاد صغار جميلي الوجه) ويلبسونهم ملابس جميلة ويجلسونهم في الحلقة مبررين هذا
التصرف: بأن هذا التأمل في المنظر الحسن هو تسبيح لله؛ لأنه تسكنه صفة من صفات الله تعالى
ولذلك لا يملون من التأمل في محاسنه ومعانقته، ولسان حالهم يقول:
وما مقصدي الفعل القبيح وإنما ... أشاهد صنع الله ثم أوحد!!
شذوذ .. نسأل الله العافية السلامة
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 06:47 م]ـ
اضحك الله سنك أخي الحبيب
خرافات الصوفية وعقائدها التي قامت على الشركيات والسحر والشعوذة لا تنتهي
وبارك الله في القائمين على منتدى صوفية حضر موت
واقرأ الشيخ محمد السلفي والبرقعي مني السلام
وإياكم بارك الله فيكم وزادكم من فضله
وقد بلّغت الإخوة السلام،،، سلمك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/131)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:48 ص]ـ
اللهم رد بنا ردا جميلا
جزاك الله خيرا
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:14 ص]ـ
الله المستعان، أصبح الشذوذ كرامة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:14 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله لقد قرأت كتابه هذا وإن فيه لطوام وكوارث وطعن في الصحابة.
بوركت أخي الفاضل.
صدقت وأحسنت
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:50 م]ـ
صدقت وأحسنت
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وبارك الله فيك وجزاك كل خير أخي الكريم 0
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:56 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[بندر الظفيري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:55 م]ـ
نسأل الله العافية والسلامة
الحمد لك يالله بأن أنعمت علينا بالطريق الصحيح والذي لاشك فيه
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:14 م]ـ
هو محدّث ومحدث وله سند عالي وفي علم الحديث حدث ولا حرج ولكنه كغيره من الصوفية له خرافات بل شركيات وقرأت للشيخ العلامة المحدث عبدالله السعد أن الغماري كان يدعو لعبادة والده
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 12:50 ص]ـ
لمن أراد معرفة حقيقة هذا الرجل فليرجع لكتاب تلميذه و صهره الشيخ أبو أويس محمد بوخبزة التطواني (حفظه الله) ((صحيفة سوابق وجريدة بوائق))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95228
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[29 - 11 - 09, 08:39 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام
حضرت منذ أيام مجلسا علميا بمدينة باريس وبعد انتهاء الدرس اقترح علينا الشيخ حضور حلقة للذكر الجماعي، وبما أنه لم يسبق لي أن حضرت حلقة من قبل ذهبت لأرى كيف يصنعون.
جلسنا في قاعة كبيرة ووزعت علينا مجموعة أوراق فيها أذكار وأدعية وكذلك قصيدة لا أعرف ناظمها ولكن تبين لي فيما بعد أن كاتبها صوفي، ثم جاءنا الشيخ وحدثنا عن الطريقة الشاذلية وكيف أنها تنتسب الى علي رضي الله عنه! ثم قرأنا أذكارا وأدعية ثم القصيدة التي وجدت فيها أبياتا أو قل طواما صدمتني، ولست أدري هل ما فهمته منها هو فعلا المعنى الذي أراده الناظم، واليكم أمثلة لكن اربطوا الأحزمة لأن فيها مطبات:
وأدناني منه إذ فهمت مراده وأشهدني عوالم الخلق كلها
ولو شئت قول كن لكان الذي أنا أقول ويجري الأمر وفق الإرادة
ولكن جلباب الحيا وتأدبي مع الله يحجبان تلك المقالة
.............................. ................................
ومامن مقام شئت فيه إقامة إلا وهواتف الندا بالحقيقة
تنادي هلم فاخلع النعل وادخلن لك الحكم أو بك المكارم حفت
.............................. ...................................
فكم آية رأيتها في ارتقائنا ولم تغنني عن دونه كل آية
............................ ................................
ومن يستغث بنا اضطرارا لغوثنا يغاث ولو بقعر بحر وظلمة
............................. ..............................
فانظروا اخواني أليس الرجل يقول أنه نودي: اخلع نعلك!! وأنتم تعرفون من قال له الله اخلع نعلك، وكذلك يقول أنه ارتقى أي عرج به!!! ويقول لو قلت لشيء:كن لكان لكنه لا يقوله استحياء من الله!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن ماذا عنكم أيها الأفاضل ماذا فهمتم من هذه الأبيات؟
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 04:04 ص]ـ
يقول الشيخ الفاضل محمد بن الأمين بوخبزة التطواني حفظه الله كما في صحيفة السوابق وجريدة البوائق أن بن الصديق غفر الله له كان يوما يرقص في حضرة صوفية فسقطت عمامته وبيعت فاشترى بما حصله من بيعها دارين.
(ابتسامة).راجعوا الكتاب فليس بين يدي الآن للأسف(58/132)
هام: ما هي عقيدة النورسي؟
ـ[ابو الزهراء]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل بارك الله فيكم عن بديع الزمان (سعيد النورسي)
هل هو علي عقيدة أهل السنة والجماعة؟
أم له شطحات صوفية في العقيدة؟
............
نرجو من عنده خبره فليأتنا به بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:16 ص]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20077
ـ[ابو الزهراء]ــــــــ[06 - 10 - 09, 01:00 ص]ـ
لكن أخي ليس فيه تفصيل لعقيدة النورسي والأمر تضارب بينهما
ـ[ابو الزهراء]ــــــــ[09 - 10 - 09, 11:24 م]ـ
للرفع(58/133)
عقيدة أهل السنةِ والجماعة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:14 م]ـ
عقيدة أهل السنة و الجماعة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عقيدتنا: الإِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنّه الرب الخالق الملك المدبِّر لجميع الأمور.
ونؤمن بأُلوهية الله تعالى، أي بأنّه الإِله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته،
قال الله تعالى: {رَّبُّ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}
[مريم: 65].
ونؤمن بأنه {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ
عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ
وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ}
[البقرة: 255].
ونؤمن بأنّه {هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ
الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
[الحشر: 22ـ24].
ونؤمن بأنّ له ملك السموات والأرض {يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً
وَإِنَثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}
[الشورى: 49، 50].
ونؤمن بأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * لَهُ مقاليد السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ
شَىْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى: 11، 12].
ونؤمن بأنه {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الاَْرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ}
[هود: 6].
ونؤمن بأنه {عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَتِ الاَْرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَبٍ مُّبِينٍ}
[الأنعام: 59].
ونؤمن بأن الله {عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ
بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ}
[لقمان: 34].
ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}
[النساء: 164]
{وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}
[الأعراف: 143]
{وَنَدَيْنَهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الاَْيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً}
[مريم: 52].
ونؤمن بأنّه {لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَتُ رَبِّى}
[الكهف: 109]
{وَلَوْ أَنَّمَا فِى الاَْرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام، وحسناً في الحديث،
قال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً}
[الأنعام: 115].
وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}
[النساء: 87].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/134)
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلَّم به حقًّا وألقاه إلى جبريل،
فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ}
[النحل: 102]
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَلَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ}
[الشعراء: 192 ـ 195].
ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته لقوله تعالى:
{وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ}
[البقرة: 255]
وقوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}
[الأنعام: 18].
ونؤمن بأنه {خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الاَْمْرَ}
[يونس: 3].
واستواؤه على العرش: علوه عليه بذاته علوًّا خاصاً يليق بجلاله وعظمته لايعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم، ويسمع أقوالهم،
ويرى أفعالهم، ويدبِّر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء،
وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
[الشورى: 11].
ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض،
ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا
حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟
من يستغفرني فأغفر له؟». (1)
ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد لقوله تعالى:
{كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَنُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}
[الفجر: 21 ـ 23].
ونؤمن بأنه تعالى {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}
[هود: 107].
ونؤمن بأن إرادته - تعالى- نوعان:
كونية يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى:
{وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}
[البقرة: 253]
{إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ}
[هود: 34].
وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى:
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}
[النساء: 27].
ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته؛ فكل ما قضاه كوناً أو تعبد به خلقه شرعاً
فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَكِمِينَ}
[التين: 8]
{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
[المائدة: 50].
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
[آل عمران: 31]
{فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
[المائدة: 54]
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّبِرِينَ}
[آل عمران: 146]
{وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الحجرات: 9]
{وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
[البقرة: 195].
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال ويكره ما نهى عنه منها
{إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ}
[الزمر: 7].
{وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَعِدِينَ}
[التوبة: 46].
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُ} [البينة: 8].
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/135)
{الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}
[الفتح: 6]
{وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[النحل: 106].
ونؤمن بأن لله تعالى وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلْالِ وَالإِكْرَامِ}
[الرحمن:27].
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ} [المائدة: 64]
{وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَنَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[الزمر: 67].
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}
[هود: 37] وقال النبي صلى الله عليه وسلّم:
«حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبَحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه». (2)
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلّم في الدجال:
«إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور». (3)
ونؤمن بأن الله تعالى {لاَّ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103].
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23].
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
ونؤمن بأنه {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}
[البقرة: 255]
لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحداً لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته
{إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
[يس: 82].
وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}
[ق: 38] أي من تعب ولا إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلّم من الأسماء والصفات
لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما:
التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.
والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلّم،
وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لابد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه
فهو خبرٌ أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً، والعباد لايحيطون به علماً.
وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبرٌ أخبر به عنه، وهو أعلم الناس بربِّه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.
ففي كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم كمال العلم والصدق والبيان؛ فلا عذر في ردِّه أو التردد في قبوله.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:16 م]ـ
فصل
وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتاً أو نفياً؛
فإننا في ذلك على كتاب ربِّنا وسُنَّةِ نبينا معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأُمَّة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسُنّة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزّ وجل.
ونتبرَّأ من طريق المحرّفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله.
ومن طريق المعطّلين لها الذين عطَّلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله.
ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.
ونعلم علم اليقين أنّ ما جاء في كتاب الله تعالى أو سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/136)
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلَفاً كَثِيراً} [النساء: 82]،
ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
ومن ادّعى أن في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما تناقضاً
فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيّه.
ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سُنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم أو بينهما،
فذلك إمّا لقلّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق،
فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه، وليكفَّ عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم
{ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]
وليعلم أن الكتاب والسُنَّة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف.
* * *
فصل
ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26، 27].
خلقهم الله تعالى من نور فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته
{لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19، 20].
حجبهم الله عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده،
فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلّم جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سدّ الأفق (4)،
وتمثل جبريل لمريم بشراً سوياً فخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وعنده الصحابة بصورة رجل
لا يُعرف ولا يُرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر،
فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلّم،
ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي صلى الله عليه وسلّم، وخاطبه النبي صلى الله عليه وسلّم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أصحابه أنّه جبريل. (5)
ونؤمن بأنّ للملائكة أعمالاً كلفوا بها، فمنهم جبريل الموكل بالوحي،
ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله.
ومنهم ميكائيل: الموكل بالمطر والنبات.
ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور.
ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومنهم ملك الجبال: الموكل بها.
ومنهم مالك: خازن النار.
ومنهم ملائكة موكلون بالأجنّة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم،
لكل شخص ملكان
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 17، 18].
وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه ف
ـ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّلِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ} [إبراهيم: 27].
ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة
{يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 23، 24].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية يصلي فيه ـ كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم. (6)
* * *
فصل
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجّة على العالمين ومحجة للعاملين يعلِّمونهم بها الحكمةَ ويزكُّونهم.
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً لقوله تعالى:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].
ونعلم من هذه الكتب:
أ ـ التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلّم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل
{فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاَْحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ} [المائدة: 44].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/137)
ب ـ الإِنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلّم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها
{وَءَاتَيْنَهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46]
{وَلاُِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50].
جـ ـ الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود صلى الله عليه وسلّم.
د ـ صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.
هـ ـ القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين
{هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]
فكان {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة: 48]
فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفّل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ} [الحجر: 9]
لأنه سيبقى حجّة على الناس أجمعين إلى يوم القيامة.
أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبيِّن ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة منه، فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص.
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [النساء: 46].
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ
وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79].
{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِى جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراَطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [الأنعام: 91].
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ
وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ
وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّى مِن دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 78، 79].
{يَأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْن مَرْيَمَ} [المائدة: 15، 17]
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:17 م]ـ
فصل
ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى الناس رسلاً
{مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 165].
ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين
{إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [النساء: 163]
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظاً} [الأحزاب: 7].
ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلّم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ} [الشورى: 13].
ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم:
{وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّى مَلَكٌ} [هود: 31]
وأمر الله تعالى محمداً وهو آخرهم أن يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/138)
{لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ} [الأنعام: 50]
وأن يقول: {لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188]
وأن يقول: {إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً * قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [الجن: 21، 22].
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال في أولهم نوح:
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإِسراء: 3]
وقال في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلّم:
{تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَلَمِينَ نَذِيراً} [الفرقان: 1]،
وقال في رسل آخرين: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الاَْيْدِى وَالاَْبْصَرِ} [ص: 45]
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الاَْيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 17]
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30]،
وقال في عيسى ابن مريم:
{إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَهُ مَثَلاً لِّبَنِى إِسْرَءِيلَ} [الزخرف: 59].
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى:
{قُلْ يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ فََامِنُواْ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلّم هي دين الإِسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده،
وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه لقوله تعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلام} [آل عمران: 19]،
وقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً} [المائدة: 3]
وقوله: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآخرة مِنَ الخاسرين} [آل عمران: 85].
ونرى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولاً عند الله سوى دين الإِسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما،
فهو كافر، ثم إن كان أصله مسلماً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً لأنه مكذب للقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم إلى الناس جميعاً فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له، لقوله تعالى:
{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 105]
فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحاً رسول.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ
وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} [النساء: 150، 151].
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومن ادّعى النبوة بعده أو صدَّق من ادّعاها فهو كافر؛
لأنّه مكذب للكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلّم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علماً ودعوة وولاية على المؤمنين،
وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان،
ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا كانوا في الخلافة قدراً كما كانوا في الفضيلة شرعاً، وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلاً، وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.
ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه،
لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على مَنْ فَضَلَه، لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنّه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين،
لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمرُ الله عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه،
فمن كان منهم مصيباً كان له أجران، ومن كان منهم مخطئاً فله أجر واحد وخطؤه مغفور له.
ونرى أنّه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل،
وأن نطهّر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم، لقوله تعالى فيهم:
{لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ
الْحُسْنَى} [الحديد: 10]،
وقول الله تعالى فينا: {وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمان وَلاَ تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا
غِلاًّ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].
* * *
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/139)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:18 م]ـ
فصل
ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء إمّا في دار النعيم وإمّا في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية
{وَنُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ مَن في السَّمَوَتِ وَمَن في الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}
[الزمر: 68].
فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلاً بلا ختان
{كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَعِلِينَ}
[الأنبياء: 104].
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ
مَسْرُوراً * وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً}
[الانشقاق: 7 ـ 12]
{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}
[الإِسراء: 13، 14].
ونؤمن بالموازين تُوضع يوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئاً
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}
[الزلزلة: 7، 8].
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الَّذِينَ خَسِرُواْ
أَنفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَلِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}
[المؤمنون: 102 ـ 104]
{مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}
[الأنعام: 160].
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده،
حين يصيبهم من الهمِّ والكرب ما لا يُطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم
ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (7)
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم
وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته. (8)
ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك،
طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسناً وكثرةً، يرده المؤمنون من أُمّته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك. (9)
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمرُّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمرِّ الريح ثم كمرِّ الطير وأشد الرجال،
والنبي صلى الله عليه وسلّم قائم على الصراط يقول: يا رب سلّم سلّم. حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف،
وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أُمِرَتْ بِهِ؛ فمخدوش ناجٍ ومكردس في النار. (10)
يتبع
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:20 م]ـ
تابع
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله ـ أعاننا الله عليها ويسرها علينا بمنه وكرمه.
ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلّم لأهل الجنة أن يدخلوها. وهي للنبي صلى الله عليه وسلّم خاصة.
ونؤمن بالجنّة والنار، فالجنّة: دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت،
ولا خطر على قلب بشر
{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِي لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[السجدة: 17].
والنار: دار العذاب التي أعدَّها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال
{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/140)
[الكهف: 29].
وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين
{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَلِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً}
[الطلاق: 11].
{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ}
[الأحزاب: 64 ـ 66].
ونشهد بالجنّة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.
فمن الشهادة بالعين:
الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، ونحوهم ممن عيّنهم النبي صلى الله عليه وسلّم.
ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.
فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما.
ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافرٍ أو مشركٍ شركاً أكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر: وهي سؤال الميت في قبره عن ربِّه ودينه ونبيه فـ
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِى الاَْخِرَةِ}
[إبراهيم: 27]
فيقول المؤمن: ربي الله، وديني الإِسلام، ونبيِّي محمد، وأمّا الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32].
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}
[الأنعام: 93].
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسُّنَّة من هذه الأمور الغيبيَّة، وألا يعارضها بما يشاهد في الدنيا،
فإن أمور الآخرة لا تُقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما، والله المستعان.
يتبع ان شاء الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:21 م]ـ
فصل
ونؤمن بالقدر: خيره وشرّه، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي،
فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة:
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَآءِ والأرض إِنَّ ذلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[الحج: 70].
المرتبة الثالثة: المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض،
لا يكون شيء إلا بمشيئته،
ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن.
المرتبة الرابعة: الخلق، فتؤمن بأن الله تعالى
{خَالِقُ كُلِّ شيء وَهُوَ عَلَى كُل شيء وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَتِ وَالاَْرْضِ}
[الزمر: 62، 63].
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد،
فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها
{لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ}
[التكوير: 28، 29]
{وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}
[البقرة: 253]
{وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
[الأنعام: 137]
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}
[الصافات: 96].
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختياراً وقدرة بهما يكون الفعل.
والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول: قوله تعالى: {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}
[البقرة: 223]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/141)
وقوله: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}
[التوبة: 46]
فأثبت للعبد إتياناً بمشيئته وإعداداً بإرادته.
الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق،
وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله:
{لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}
[البقرة: 286].
الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق، ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره
لكان مدح المحسن عبثاً، وعقوبة المسيء ظلماً، والله تعالى منزّه عن العبث والظلم.
الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل
{مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}
[النساء: 165]،
ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره، ما بطلت حجّته بإرسال الرسل.
الخامس: أن كل فاعل يحسُّ أنّه يفعل الشيء
أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد، ويدخل ويخرج،
ويسافر ويقيم بمحض إرادته، ولا يشعر بأن أحداً يكرهه على ذلك، بل يفرّق تفريقاً واقعياً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكرِه.
وكذلك فرّق الشرع بينهما تفريقاً حكمياً،
فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرهاً عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره،
من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره
{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً}
[لقمان: 34]
فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتجّ بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ أبَآؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شيء كَذَلِكَ
كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ إِن تَتَّبِعُونَ
إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ}
[الأنعام: 148].
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تقدم على الطاعة مقدراً أنّ الله تعالى قد كتبها لك،
فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لمّا أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم الصحابة
بأن كل واحد قد كُتِبَ مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: «لا، اعملوا فكلٌّ ميسّر لما خُلِقَ له». (11)
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل،
فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر عليَّ؛ ولو فعلت لعدّك الناس في قسم المجانين.
ونقول له أيضاً: لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب أكثر، فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة،
فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتجّ بالقدر؟
ونقول له أيضاً: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك، وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء.
فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟
ونؤمن بأنّ الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «والشر ليس إليك» رواه مسلم (12).
فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبداً، لأنّه صادر عن رحمة وحكمة،
وإنّما يكون الشرُّ في مقضياته،
لقول النبي صلى الله عليه وسلّم في دعاء القنوت الذي علّمه الحسن: «وقني شر ما قضيت» (13).
فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإنّ الشر في المقضيات ليس شراً خالصاً محضاً، بل هو شر في محله من وجه،
خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.
فالفساد في الأرض من: الجدب والمرض والفقر والخوف شر،
لكنه خير في محل آخر. قال الله تعالى:
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
[الروم: 41].
وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/142)
حيث يكون كفارة لهما فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضاً خير في محل آخر،
حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنس
يتبع
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:22 م]ـ
فصل
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة.
فالإِيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته
يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه،
والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[النحل: 97].
ومن ثمرات الإِيمان بالملائكة:
أولاً: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانياً: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكلّ بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم
وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثاً: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإِيمان بالكتب:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
ثانياً: ظهور حكمة الله تعالى،
حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها.
وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم، مناسباً لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثاً: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإِيمان بالرسل:
أولاً: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإِرشاد.
ثانياً: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثاً: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده،
قاموا بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإِيمان باليوم الآخر:
أولاً: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
ثانياً: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإِيمان بالقدر:
أولاً: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانياً: راحة النفس وطمأنينة القلب،
لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب،
فلا أحد أطيب عيشاً وأريح نفساً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثاً: طرد الإِعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدّره من أسباب الخير والنجاح،
فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإِعجاب.
رابعاً: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة،
فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله:
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ في الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ في كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[الحديد: 22، 23].
فنسأل الله تعالى أن يثبِّتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛
وأن يهب لنا منه رحمة، إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
تمت بقلم مؤلفها
محمد الصالح العثيمين
في 30 شوال سنة 1404هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) - رواه البخاري كتاب التهجد (1145) ومسلم كتاب صلاة المسافرين
(758)
(2) -رواه مسلم كتاب الإيمان (179)
(3) - رواه البخاري كتاب الفتن (7131) ومسلم كتاب الفتن (2933)
(4) -صحيح البخاري كتاب بدء الخلق (3232) ومسلم كتاب الإيمان (174)
(5) - صحيح البخاري كتاب الإيمان (50) ومسلم كتاب الإيمان (8)
(6) - رواه البخاري كتاب بدء الخلق (3207) ومسلم كتاب الإيمان (164)
(7) - رواه البخاري من حديث أبي هريرة كتاب أحاديث الأنبياء (3361) ومسلم كتاب الإيمان (194)
(8) -رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري كتاب التوحيد (7439) ومسلم كتاب الإيمان (183)
(9) -رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو كتاب الرقاق (6579، 6580) ومسلم كتاب الفضائل (2300)، (2301)
(10) -رواه البخاري كتاب التوحيد (7439) وكتاب الرقاق (7573) ومسلم كتاب الإيمان (183،195)
(11) -رواه البخاري كتاب الجنائز (1362) ومسلم كتاب القدر (2647)
(12) -رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين (771)
(13) -رواه أبو داوود كتاب الوتر (1425) والترمذي أبواب الوتر (464) والنسائي كتاب قيام الليل (1745) وابن ماجه كتاب إقامة الصلاة (1178)
انتهى النقل عن كتابه رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/143)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:31 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:32 م]ـ
وجزاك الله تعالى كل الخير أخي الفاضل أحمد
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:22 ص]ـ
يصح أن يكون مرجعاً .. أذا كان كلامه قال الله عز وجل .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال الصحابة رضوان الله عليهم ..
ومن تتبع العقيدة التي ذكرها العلامة / ابن عثيمين رحمه الله تعالى .. وجدها لا تخرج عن هذا
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[15 - 10 - 09, 08:39 م]ـ
عندي استفسار حول حديث «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبَحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»
كيف استدل به الشيخ رحمه الله على اثبات صفة العين.
شكرا بارك الله فيكم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:14 ص]ـ
نعم يصح الاستناد الي ما قال ابن عثيمين رحمه الله في مسألة العقيدة وكذلك ما قاله أئمة أهل العلم أخي الكريم ولهذا يجب الذهاب الي مسألة الإحتجاج فإن ابن عثيمين رحمه الله لم يستند في كلامه على قوله بل استدل من الكتاب والسنه والله أعلم ,,
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:27 ص]ـ
عندي استفسار حول حديث «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبَحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»
كيف استدل به الشيخ رحمه الله على اثبات صفة العين.
شكرا بارك الله فيكم.
يقول فضيلة الشيخ الراجحي في شرحه:
وروى أبو موسى قال: (قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع فقال: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره، ثم قرأ: (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) رواه مسلم.
نعم، ورد الحديث ورواه الإمام مسلم كما قال المؤلف -رحمه الله-، ورواه أيضا الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والبيهقي في "الأسماء والصفات" وفي لفظ لمسلم قال: (قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات، فقال: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) فيه: (أن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) لأن الله منزه عن النوم، فالنوم ضعف يحتاج إليه الضعيف، المخلوق يحتاجه إلى النوم حتى يستريح، والله -تعالى- لا يتعب ولا يلحقه تعب، (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) سبحانه وتعالى يخفض القسط ويرفعه العدل، (يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النار -وفي لفظ: حجابه النور- لو كشفها، أو لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره -وفي لفظ: لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه-، ثم قرأ: (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) .
وهذا الحديث استدل به المؤلف على إثبات الوجه، قوله: (لأحرقت سبحات وجهه ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) فيه إثبات الوجه لله -تعالى-، وفيه أن الله -تعالى- لا يراه أحد في الدنيا؛ لأنه احتجب عن خلقه -سبحانه وتعالى- بالنار أو النور، ولو كشف الحجاب لاحترق الخلق، ولا يستطيع الناس أن يثبتوا لرؤية الله في الدنيا؛ ولهذا لما سأل موسى الرؤية، كلم الله موسى بدون واسطة (من وراء حجاب)، فلما كلمه طمع موسى -عليه الصلاة والسلام- في الرؤية قال: (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) قال: الآن يا رب سمعت كلامك من دون حجاب، (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) ما تستطيع ببشريتك هذه، ما تتحمل، ما تستطيع أن تثبت للرؤية، (وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) الجبل صم صخر عظيم، (فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/144)
( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) إن كان الجبل ثبت للرؤية فأنت تستطيع، وإلا فلا، فلما تجلى الله للجبل تدكك الجبل، اندك وساخ (وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) يغمى عليه، فلما أفاق موسى قال: (سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)( أنه لا يراك أحد في الدنيا إلا مات، ولا جبل إلا تدكك.
ولهذا الصواب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه ليلة المعراج، وإنما كلمه الله من وراء حجاب، وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة من وراء حجاب، ولا يستطيع أحد أن يرى الله في الدنيا، لا جبريل ولا غيره من الملائكة ولا غيرهم.
احتجب الله من خلقه في هذا الحديث -في صحيح مسلم- بالنار والنور، وجاء في الآثار: أنه احتجب من خلقه بنار ونور وظلمة وثلج، فلا يستطيع أحد أن يرى الله، ولا يستطيع أحد أن يتحمل رؤية الله في الدنيا، بل يحترقون، لو كشف الحجاب لاحترقوا، ولكن في يوم القيامة ينشأ الله المؤمنين نشأة قوية، يتحملون فيها رؤية الله، فلينظر المؤمنون إلى ربهم يوم القيامة، ينشئون نشأة قوية، ينزل الله مطرا يثبت من أجساد الناس، وينشأ الناس نشأة قوية، الصفات الذاتية هي ذوات، لكن الصفات تتبدل الصفات، والذات هي هي، الجسد هو الذي يعاد، يبلى كله إلا عجب الذنب، ثم يعيده الله، يعيد الذرات التي استحالت هي هي، إلا أن الصفات هي التي تتبدل، فينشئهم الله نشأة قوية، فيتحملون رؤية الله في الدنيا؛ ولهذا قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) ويدخل في هذه المقولة: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ ( http://www.taimiah.org/Display.asp?f=kc9110200016.htm#)) يدخل نبينا -عليه الصلاة والسلام-؛ فإنه بشر كلمة الله من وراء حجاب، هذا هو الصواب.
قال بعض أهل العلم: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه ليلة المعراج ببصره. والصواب أنه رآه بعين قلبه ولم يره بعينيه، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون من الصحابة وغيرهم، فهذا الحديث فيه تنزيه الله عن النوم، وفيه أن الله احتجب من خلقه بالنار أو النور، وفيه أن الله لا يراه أحد في الدنيا؛ لقوله: (لأحرقت سبحان وجهه كل شيء ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) ومحمد شيء، وفي لفظ آخر: (ما انتهى إليه بصره من خلقه ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24007849.htm'))) من خلقه: جميع الخلق، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- من الخلق. فلم ير ربه ليلة المعراج بعين رأسه، وإنما رآه بعين قلبه، ولكنه سمع كلام الله، كلمة الله من دون واسطة، من وراء حجاب. نعم.
انتهى كلامه ,,
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:34 ص]ـ
وجزاكِ الله تعالى كل الخير أخيه
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:34 ص]ـ
وجزاكِ الله تعالى كل الخير أخيه
ـ[مصطفي محمود محمد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:48 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو حذيفة الأثري السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 11:06 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم أخواني ونفع الله بكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 11:07 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم أخواني ونفع الله بكم
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
تفضلوا رابط تحميل الكتاب على موقع (بيت الإسلام)
http://www.islamhouse.com/p/1874
و هذا رابط لشرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى، شرحها الشيخ الفصيح الطبيب محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى، والله أسأل أن ينفع الله به، ولا ننسى الشيخين من دعواتنا.
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=154
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[17 - 02 - 10, 10:56 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك ونفع الله بك ورزقك الله تعالى الجنة.(58/145)
هل هناك كتاب حول أقوال العلماء المعاصرين لشيخ الإسلام إبن تيمية
ـ[أبو دجانة السني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:13 م]ـ
إخواني الأحبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل هناك كتاب حول أقوال العلماء المعاصرين لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله فيما يتعلق بعقيدته, و هل هناك فعلا أقوال للإمام الذهبي في مخالفة إبن تيمية في بعض مسائل الأسماء و الصفات.
أرجو من مشائخنا الأفاضل الرد العاجل.
ـ[الشريف محمد الخواجي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:24 م]ـ
ترجم الذهبي رحمه الله تعالى لابن تيمية في عدة مواضع وأثنى عليه ثناء حسنا فقال في كتابه طبقة سماع كتاب رفع الملام عن الائمة الأعلام: سمع هذا الكتاب علىمؤلفه شيخنا الامام العالم العلامة الأوحد شيخ الاسلام مفتي الفرق قدوة الامة اعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد ابي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية رضي الله عنه، وذكر بقية الطبقة
وكتب الذهبي ايضا تحت خط الشيخ تقي الدين ابن تيمية:
هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين قرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ برع في العلم والتفسير وأفتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من أكابرالعلماء في حياة شيوخه وله المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدره في أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير اليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه، وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الاربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والمشرب، انتهى.
وقال الذهبي أيضا في ترجمة ابن تيمية:
وله باع طويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين وقل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الأربعة وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة ولما كان معتقلا بالإسكندرية التمس منه صاحب سبتة أن يجيز له مروياته وينص على أسماء جملة منها فكتب في عشر ورقات جملة من ذلك بأسانيدها من حفظه بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث يكون وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح والسقيم مع حفظه لمتونه فلا يبلغ أحد في العصر رتبته ولا يقاربه وهو عجب في استحضار واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الإحاطة لله غير أنه يغترف من بحر وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي وله الآن عدة سنين لا يفتي بمذهب معين بل بما قام الديل عليه عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا وجسر عليها حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قياما لا مزيد عليه وبدعوه وناظروه وكاتبوه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي بل يقول الحق المر الذي أداه إليه إجتهاده وحدة ذهنه وسعة دائرته في السنن والأقوال مع ما اشتهر منه من الورع وكمال الفكر وسعة الإدراك والخوف من الله العظيم والتعظيم لحرمات الله فجرى بينه وبينهم حملات حربية ووقعات شامية ومصرية وكم من نوبة قد رموه عن قوس واحد فينجيه الله تعالى فإنه دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يدمنها بكيفية وجمعية وله من الطرف الآخر محبون من العلماء والصلحاء ومن الجند والأمراء ومن التجار والكبراء وسائر العامة تحبه لأنه منتصب لنفعهم ليلا ونهارا بلسانه وقلمه. وأما شجاعته فيها تضرب الأمثال وببعضها يتشبه أكابر الأبطال فلقد أقامه الله في نوبة غازان والتقى أعباء الأمر بنفسه وقام وقعد وطلع وخرج واجتمع بالملك مرتين وبخطلو شاه وببولاي وكان قبجق يتعجب من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/146)
إقدامه وجرأته على المغول. وله حدة قوية تعتريه في البحث حتى كأنه ليث حرب وهو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله ولا رأى هو مثل نفسه في العلم.
وقال الذهبي أيضا:
وكان - يعني ابن تيمية - آية من الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وكثرة تصانيف وقرأ وحصل وبدع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق وإن حضر الحفاط نطق وخرسوا وسرد وأبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم وإليه مرجعهم وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلهم وهتك استارهم وكشف عوارهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة وهو أعظم من أن تصفه كلمي وينبه على شأوه قلمي فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته يحتمل أن توضع في مجلدين فالله تعالى يغفر له ويسكنه أعلى جنته فإنه كان رباني الأمة وفريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين رأسا في العلم يبالغ في أمر قيامه بالحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد ولا لحظتها من فقيه.
وقال الذهبي أيضا: جمعت مصنفات شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية فوجدت ألف مصنف ثم رأيت له أيضا مصنفات أخر.
وتراجم الذهبي لابن تيمية أشهر من أن تذكر وأكثر من تحصر رحمه الله تعالى
ورثاه الذهبي بعد موته بقوله
يا موت خذ من أردت أو فدع ** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت ** عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحرا مفسرا جبلا ** حبرا تقيا مجانب الشبع
فإن تحدث فمسلم ثقة ** وإن يناظر فصاحب اللمع
وإن يخض نحو سيبويه يفه ** بكل معنى من الفن مخترع
وصار عالي الإسناد حافظه ** كشعبة أو سعيد الضبعي
والفقه فيه فكان مجتهدا ** وذا جهاد عار من الجزع
وجوده الحاتمي مشتهر ** وزهده القادري في الطمع
أسكنه الله في الجنان ولا ** زال عليا في أجمل الخلع
مع مالك والإمام أحمد والنعمان والشافعي والخلعي
مضى ابن تيمة وموعده ** مع خصمه يوم نفخة الفزع
منقول
ـ[يسري الجبالي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:00 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم الاسلام
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:15 م]ـ
من الكتب القيمة كتاب "الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون "
جمعه ووضع فهارسه محمد عزيز شمس وعلي بن محمد العمران
تقديم فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
دارعالم الفوائد
الطبعة الأولى 1420هـ
روابط التحميل: الغلاف ومقدمة الشيخ بكر أبو زيد + متن الكتاب
المقدمة:
http://majles.alukah.net/uploader/JameSiratbinTaimiah_0.rar
المتن:
http://majles.alukah.net/uploader/JameSiratbinTaimiah_1.rar
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:36 م]ـ
و هل هناك فعلا أقوال للإمام الذهبي في مخالفة إبن تيمية في بعض مسائل الأسماء و الصفات.
أرجو من مشائخنا الأفاضل الرد العاجل.
الإمام الذهبي رحمه الله من أهل السنة والجماعة ولم يخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في شيء من الأسماء والصفات بل له كتب تثبت أسماء الله تعالى وصفاته وعلوه على عرشه، انظر مثلا:
كتابه " العلو للعلي الغفار "
وكتاب " العرش "
واستشنع قول المتكلمين الأشاعرة المتأخرين فقال رحمه الله: " المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالةً مُولَّدةً ما علمت أحداً سبقهم بها، قالوا: هذه الصفات تُمَر كما جاءت ولا تُأول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد …"
العلو للعلي الغفار، للذهبي ص 183
وقال الإمام الذهبي أيضاً: " ولهذا لما سُئل الإمامُ أبو جعفر الترمذي عن كيفية نزول الله تعالى؟ قال: النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
ثم قال الإمام الذهبي معلقاً على هذا الكلام: " صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ ".
العلو للعلي الغفار، للذهبي ص 156
وقد ترجم الإمام الذهي لشيخه شيخ الغسلام ابن تيمية في كثير من كتبه:
سير أعلام النبلاء
تاريخ الإسلام
المعجم المختص بالمحدثين
معجم الشيوخ
تذكرة الحفاظ
ذكر من يُعتمد قوله في الجرح والتعديل
وغيرها
وأفرد له ترجمة خاصة له ولإسرته سماها " التيمية في ذكر آل تيمية ".
وانظر للفائدة هذا الرابط المهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2261&highlight=%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED %C9
تصحيح
ورثاه الذهبي بعد موته بقوله
يا موت خذ من شئت أو فدع ** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت ** عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحرا مفسرا جبلا ** حبرا تقيا مجانب الشبع
فإن يُحدث فمسلم ثقة ** وإن يناظر فصاحب اللمع
وإن يخض نحو سيبويه يفه ** بكل معنى في الفن مخترع
وصار عالي الإسناد حافظه ** كشعبة أو كسعيد الضبعي
والفقه فيه فكان مجتهدا ** وذا جهاد عار من الجزع
وجوده الحاتمي مشتهر ** وزهده القادري في الطمع
أسكنه الله في الجنان ولا ** زال عاليا في أجمل الخلع
مع مالك والإمام أحمد والنـ ** ـنعمان والشافعي والنخعي
مضى ابن تيمة وموعده ** مع خصمه يوم نفخة الفزع
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/147)
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:14 م]ـ
أخي الحبيب أبا دجانة إن كنت تقصد إن الإمام الذهبي خالف شيخ الإسلام في عقيدته وتقصد بذلك الرسالة المنسوبة زورا إليه والتي تسمى الرسالة الذهبية فهذه الرسالة لا يعرفها الإمام الذهبي وهي مكذوبة عليه وهذه الرسالة يستغلها المبتدعة للطعن في شيخ الإسلام هذا الرجل الذي حير كثيرا من العلماء وخدم السنة ودافع عنها حتى آخر نفس في حياته ولا أعلم أحدا في تاريخ العلماء ذب عن الدين أعداءه فعل كما فعل ولذلك هو منذ أن ظهر إلى الآن وإلى أن يشاء الله رب العالمين له من الموالين من يدافعون عنه وله من المعادين من يطعن فيه، فجزاه الله عنا خير الجزاء وإذا كنت أخي الحبيب تريد التأكد من كذب هذه الرسالة فأهدي لك هذا البحث الجيد (أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي
النصيحة الذهبية لابن تيمية
وتحقيق في صاحبها
تأليف
محمد عبدالله أحمد
أبو الفضل القونوي
قام بنشرها أبو عمر الدوسري
www.frqan.com
)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 10:09 م]ـ
وهذه رسالة قيمة في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية
الهدية (10)
وهي رسالة صغيرة قيمة نادرة ... عنوانها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70697&stc=1&d=1253735214
رسالة قصيرة في فضل شيخ الاسلام
ابن تيمية ومحبة اهل العلم له
لعبد الله بن حامد الشافعي رحمه الله
تقديم وتحقيق وتعليق
محمد بن ابراهيم الشيباني
مكتبة ابن تيمية الكويت 1409 هـ
رابط التحميل:
http://www.archive.org/download/FadlTaim/fadl_taim.pdf
ـــــ
تراث شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله ( http://bentaimiya.blogspot.com/)
(http://diwansunna.blogspot.com/)
ـ[أبو فالح العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 10:50 م]ـ
يقول الذهبي رحمه الله:-
والله لو حلفت بين الركن والمقام على أني لم أر مثل ابن تيمية ماحنثت!
وكفى بها تزكية!
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:54 م]ـ
أما أقوال الذهبي في مخالفة ابن تيمية في الصفات فالمخالفين من الاشاعرة يعتمدون على النصيحة الذهبية المنسوبة على الامام الذهبي
وأما مخالفات الذهبي العقدية فقد قرأت للشيخ سليمان الخراشي كتاب بعنوان عقيدة الذهبي ذكر بعض أخطاءه
ـ[أبو دجانة السني]ــــــــ[11 - 10 - 09, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
أصلتم و فصلتم و أجدتم و أفدتم.
أثابكم الله جميعا.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[12 - 10 - 09, 12:49 ص]ـ
هناك كتاب لابن ناصر الدمشقى يسمى ب (الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) ذكر فيه قول مايقرب من بضع وسبعين عالم كلهم يثنون على شيخ الإسلام ويلقبونه بشيخ الإسلام وفيه كلام بديع للذهبى فى الثناء على شيخ الإسلام يطول ذكره
وبارك الله فيكم أجمعين
ـ[ام حذيفة]ــــــــ[12 - 10 - 09, 05:53 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
اخي في الله
الذي اعرفه حول هذه النقطة هو ان من يسمون انفسهم " اهل السنة " و يسمون شيوخنا: ابن تيمية و ابن القيم و الالباني و العثيمين و ابي اسحاق الحويني و ... و كل مشايخ اهل السنة و الجماعة
يسمونهم: الوهابيون
هم من يدعون ان الامام الذهبي رحمه الله قال ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه كان عالما تقيا ... و في اخر عمره ضل و اضل!!!
و هذه ادعاء ات كاذبة من الحاقدين على اهل السنة و الجماعة
ـ[ام حذيفة]ــــــــ[12 - 10 - 09, 05:55 م]ـ
اضافة:
يسمونهم الوهابيون او الجسمون!!!
كل مرة باسم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 10 - 09, 07:39 م]ـ
ابن دقيق العيد القرشي الشافعي رحمه الله أثنى عليه كثيرا وهو من معاصريه
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:11 ص]ـ
ابن دقيق العيد القرشي الشافعي رحمه الله أثنى عليه كثيرا وهو من معاصريه
تصحيح:
ابن دقيق العيد القُشيري الشافعي المالكي أثنى عليه ثناءً عظيما في كلمات معدودة، ولكن ليس كثيراً.
فقال عنه: " رأيت رجلا سائر العلوم بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد ".
وقال له أيضاً حينما رآه وسمع خطبته في حكام مصر: " ما ظننت أن الله بقي يخلق مثلك ".
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:40 م]ـ
قل الشافعي و لا تقل المالكي باعتبار مذهبه الأخير
والا قلت مثلا على الحافظ ابن عبد البر المالكي الظاهري الشافعي الاثري المجتهد(58/148)
إشكال في السجود لغير الله
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أفاضل:
يقول علماؤنا: السجود لغير الله كفر!
السؤال: إذا كان السجود بمجرده كفراً - ولو لم يكن للعبادة - فكيف كان جائزاً في شريعة من قبلنا للتحية؟!
ونحن نعلم أن النسخ في الشرائع لا في العقائد.
أم هناك سجود لغير الله ليس بكفر (وإن كان محرماً)؟!
رحمكم الله ومن يجيب خاصة
ـ[بزرك]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:11 م]ـ
السجود ليس من باب العقائد؛ لأن العقائد هي ما يتعلق بالإيمان بما أخبر به الشارع ولا يدخل النسخ الخبر؛ لأن نسخ الخبر يكون تكذيباً له، وإنما يكون النسخ في الأوامر والنواهي.
إذا السجود من باب الأوامر وليس من باب الأخبار فيصح فيه النسخ
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونفع بك
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:19 م]ـ
الأخ بزرك
العقائد ليست مقتصرة على الأخبار، بل فيها أوامر ونواهي: فالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك من باب العقائد.
ومداخلتك لم تحل الإشكال!
السؤال: هل السجود لغير الله كفر كله؟
عند من يقول: نعم، نورد السؤال الآخر: كيف يكون الكفر جائزاً في شريعة النبي يعقوب عليه السلام؟
أم يلزمنا التفريق بين سجود العبادة وغيره، فنقول: الأول كفر، والثاني منسوخ محرم؟
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السجود لغير الله نوعان
الأول تعظيم بمعنى العبادة، الثاني تعظيم فيه مبالغة للشكر والاحترام
فأما الأول فهو شرك باتفاق العلماء، وأما الثاني فهو حرام
والله تعالى أعلم بالصواب
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:27 م]ـ
الأخ صالح بن حسن:
على تفريقك يزول الإشكال، ولكن: هل هو تفريق معتبر عند علمائنا؟
ومن قال به؟
لأنني أسمع منهم: أن السجود لغير الله كفر كله بلا تفريق!
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:46 م]ـ
الأخ صالح بن حسن:
على تفريقك يزول الإشكال، ولكن: هل هو تفريق معتبر عند علمائنا؟
ومن قال به؟
ذكر الفرق بينهما:
الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف في "نواقض الإيمان" ص278 وما بعدها
والشيخ أبو العلا بن راشد في "عارض الجهل" ص546
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:53 م]ـ
الأخ صالح بن حسن:
على تفريقك يزول الإشكال، ولكن: هل هو تفريق معتبر عند علمائنا؟
ومن قال به؟
لأنني أسمع منهم: أن السجود لغير الله كفر كله بلا تفريق!
قال القرافي في الفروق: اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ السُّجُودَ لِلصَّنَمِ عَلَى وَجْهِ التَّذَلُّلِ وَالتَّعْظِيمِ لَهُ كُفْرٌ وَلَوْ وَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَذَلُّلًا أَوْ فِي حَقِّ الْأَوْلِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ لَمْ يَكُنْ كُفْرًا وَالْفَرْقُ عَسِيرٌ فَإِنْ قُلْت السُّجُودُ لِلْوَالِدِ وَالْعَالَمِ يُقْصَدُ بِهِ التَّقَرُّبُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى فَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ كُفْرًا قُلْت: وَكَذَلِكَ السُّجُودُ لِلصَّنَمِ فَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ {مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى} فَقَدْ صَرَّحُوا بِقَصْدِ التَّقَرُّبِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِذَلِكَ السُّجُودِ فَإِنْ قُلْت اللَّهُ تَعَالَى أَمَرَ بِتَعْظِيمِ الْآبَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَأْمُرْ بِتَعْظِيمِ الْأَصْنَامِ بَلْ نَهَى عَنْهُ فَلِذَلِكَ كَانَ كُفْرًا قُلْت إنْ كَانَ السُّجُودَانِ فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْمَفْسَدَةِ اسْتَحَالَ فِي عَادَةِ اللَّهِ أَنْ يَأْمُرَ بِمَا هُوَ كُفْرٌ فِي بَعْضِ الْمَوَاطِنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} أَيْ لَا يَشْرَعُهُ دِينًا وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْفِعْلَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى فَسَادِ الْكُفْرِ لَا يُؤْذَنُ فِيهِ وَلَا يُشْرَعُ فَلَا يُقَالُ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَعَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْآبَاءِ وَالْعُلَمَاءِ دُونَ الْأَصْنَامِ. وَحَقِيقَةُ الْكُفْرِ فِي نَفْسِهِ مَعْلُومَةٌ قَبْلَ الشَّرِيعَةِ وَلَيْسَتْ مُسْتَفَادَةً مِنْ الشَّرْعِ وَلَا تَبْطُلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/149)
حَقِيقَتُهَا بِالشَّرِيعَةِ وَلَا تَصِيرُ غَيْرَ كُفْرٍ فَحِينَئِذٍ الْفَرْقُ مُشْكِلٌ وَقَدْ كَانَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ يَسْتَشْكِلُ هَذَا الْمَقَامَ وَيُعَظِّمُ الْإِشْكَالَ فِيهِ اهـ
قال في الحاشية (و أظنه من كلام ابن الشاط و الله أعلم):
قَالَ: (وَأُكْمِلُ الْبَحْثَ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ بِذِكْرِ مَسْأَلَتَيْنِ: الْأُولَى اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ السُّجُودَ لِلصَّنَمِ عَلَى وَجْهِ التَّذَلُّلِ لَهُ وَالتَّعْظِيمِ كُفْرٌ وَلَوْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْوَلَدِ مَعَ وَالِدِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَذَلُّلًا أَوْ فِي حَقِّ الْأَوْلِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ لَمْ يَكُنْ كُفْرًا وَالْفَرْقُ عَسِيرٌ) قُلْتُ: أَغْفَلَ الْوَصْفَ الْمُفَرِّقَ فَعَسُرَ عَلَيْهِ الْفَرْقُ وَالْوَصْفُ الْمُفَرِّقُ أَنَّ سُجُودَ مَنْ سَجَدَ لِلْأَصْنَامِ لَمْ يَسْجُدْ لَهَا لِمُجَرَّدِ التَّذَلُّلِ وَالتَّعْظِيمِ بَلْ لِذَلِكَ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّهَا آلِهَةٌ وَأَنَّهَا شُرَكَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى وَلَوْ وَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ مَعَ الْوَالِدِ أَوْ الْعَالِمِ أَوْ الْوَلِيِّ لَكَانَ ذَلِكَ كُفْرًا لَا شَكَّ فِيهِ وَأَمَّا إذَا وَقَعَ ذَلِكَ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ مَعَ الْوَالِدِ لِمُجَرَّدِ التَّذَلُّلِ وَالتَّعْظِيمِ لَا لِاعْتِقَادِ أَنَّهُ إلَهٌ وَشَرِيكٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَكُونُ كُفْرًا وَإِنْ كَانَ مَمْنُوعًا سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ. قَالَ: (فَإِنْ قُلْتُ: السُّجُودُ لِلْوَالِدِ وَالْعَالِمِ إلَى قَوْلِهِ. فَحِينَئِذٍ الْفَرْقُ مُشْكِلٌ وَقَدْ كَانَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَسْتَشْكِلُ هَذَا الْمَقَامَ وَيُعَظِّمُ الْإِشْكَالَ فِيهِ) قُلْتُ: إغْفَالُهُ مَا نَبَّهْت عَلَيْهِ أَوْقَعَهُ فِي هَذَا الْخَبَالِ وَعَظُمَ عِنْدَهُ وَعِنْدَ شَيْخِهِ أَمْرُ الْإِشْكَالِ وَقَدْ تَبَيَّنَ الْحَقُّ فِي ذَلِكَ عَلَى الْكَمَالِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاقِي مِنْ الضَّلَالِ. اهـ
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه (أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم و قسيسيهم و بطارقتهم و رأى اليهود يسجدون لأحبارهم و رهبانهم و ربانيهم و علمائهم و فقهائهم فقال: لأي شيء تفعلون هذا؟ قالوا:ء هذه تحية الأنبياء ء عليهم الصلاة والسلام قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا فقال نبي الله: إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها. (1)
نقلا عن رسالة لأخ كريم في الدفاع عن الصحابة:
فمن المعلوم أن السجود نوعان:
1 - سجود العبادة:- وهو لا يجوز إلا لله عز وجل لقوله تعالي:- وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت:37)
فمن سجد لغير الله – علي نحو العبادة – كان مشركاً كافراً بالله كائناً من كان.
وفي حديث عمرو بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس وترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فان حينئذ تسجر جهنم فإذا اقبل القي فصل فن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب فإنها تغرب بين قربي شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار " (8)
وهذا النوع من السجود من الشرك المحرم منذ الأزل لم يختلف تحريمه، من عصر إلي عصر، أو من أمة إلي إمة أو من رسالة نبي إلي آخر. وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل علي سبيل التدين والقربى للإله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/150)
2 - سجود التحية:- وهو ذلك الإسلوب الذي يمارس علي نحو أو آخر علي سبيل التحية لإلي الكبير لعظم فضله أو مكانته. وهذا النوع من السجود لم يكن محرما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم بل ذكر القرآن الكريم في مواضع عديدة منه نماذج لها مشيراً إلي كونه مشروعاً. لا شئ فيه ولا حرج، قال اله تعالي: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34)
وقال تعالي عن يوسف وإخوته: (َرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) (يوسف: من الآية100)
وبهذا يتبين خطا من قال أن السجود كله كفراً ما دام لغير الله. (9)
يقول الشيخ ملاَ علي القاري تعليقاً علي قول القاضي عياض في متن " الشفا ": " وكذا نكفر بكل فعل أجمع المسلمون علي أنه لا يصدر إلا من كافر، وإن كان صاحبه مصرحاً بالإسلام مع فعله ذلك الفعل الذي لا يصدر إلا من كافر كالسجود للصنم والشمس والقمر والصليب الذي للنصارى، والنار ".
قال علي القاري: " بخلاف السجود للسلطان ونحوه، وبدون قصد العبادة، بل بإرادة التعظيم في التحية، فإنه حرام لا كفر، وقيل: كفر " انتهي (10).
وكما لا يخفي عليك أن قول الشارح: " وقيل: كفر " مشعر بالتضعيف والتمريض، كما هو عادة أهل العلم عند تقريرهم الراجح من الأقوال.
يقول ابن حجر الهيتمي الشافعي، وينقل عن النووي في " الروضة " قوله: إن مثل هذا السجود – أي سجود التحية – حرام لا كفر "، فيقول: " ثم ما اقتضاه كلامه – أعني الشيخ عز الدين ابن عبد السلام – من أنَ العلماء كالوالد في ذلك يدل عليه ما في " الروضة " آخر سجود التلاوة "، وعبارته: وسواء في هذا الخلاف في تحريم السجدة ما يفعل بعد صلاة وغيره، وليس من هذا ما يفعله كثيرون من الجهلة الضالين من السجود بين يدي المشايخ، فإن ذلك حرام قطعاً بكل حال، سواء كان للقبلة أو لغيرها، وسواء قصد السجود لله أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضي الكفر، عافانا الله من ذلك، فأفهم أنه قد يكون كفراً بأن يقصد به عبادة مخلوق أو التقرب إليه، وقد يكون حراماً إن قصد به تعظيمه أو أطلق، وكذا يقال في الوالد " (11).
نسخ سجود التحية بحديث معاذ رضي الله عنه:ء
ومما يوضح أن معاذاً رضي الله عنه قد سجد علي وجه التحية تصريح العلماء بأن هذا الأمر ظل مباحاً إلي عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وأن الناسخ له هو حديث معاذ المذكور.
هذا هو سجود التحية وحكمة:
-أنه كان مشروعاً في الأمم السابقة بدليل الآيات المشار إليها: ثم نهي عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فمن بذله علي نحو التحية بعد نهي رسول الله ر كان مرتكباً لمعصية الله
-قال الجصاص رحمة الله في تفسير قوله تعالي: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) (البقرة:34)
(وقد كان السجود جائزاً في شريعة آدم و للمخلوقين ويشبه أن يكون قد كان باقياً إلي زمان يوسف و فكان فيما بينهم لمن يستحق ضرباً من التعظيم ويراد إكرامه وتبجيله بمنزله المصافحة والمعانقة فيما بيننا وبمنزلة تقبيل اليد وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في إباحة تقبيل اليد أخبار وقد روي الكراهة، إلا أن السجود لغير الله تعالي علي وجه التكريم والتحية منسوخ بما روت عائشة "
وجابر ابن عبد الله وأنس أن النبي ر قال (ما ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرآة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها لفظ حديث أنس بن مالك) أ. هـ
وقال ابن كثير: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} فكانت الطاعة لله والسجدة لأدم أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته وقال بعض الناس كان هذا سجود تحية وسلام وإكرام كما قال تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا} وقد كان هذا مشروعا في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا قال معاذ .. ثم ذكر حديث معاذ).أ. هـ
واستشهد القرطبي في تفسيره بهذا الحديث علي أن سجود التحية كان جائزاً ألي عصر الرسول صلى الله عليه و سلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/151)
قال القرطبي: واختلف أيضا هل كان ذلك السجود خاصا بآدم عليه السلام فلا يجوز السجود لغيره من جميع العالم إلا لله تعالى أم كان جائزا بعده إلى زمان يعقوب عليه السلام لقوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا} فكان آخر ما أبيح من السجود للمخلوقين؟ والذي عليه الأكثر أنه كان مباحا إلى عصر رسول الله ر وأن أصحابه قالوا له حين سجدت له الشجرة والجمل: نحن أولى بالسجود لك من الشجرة والجمل الشارد فقال لهم:لا ينبغي أن يسجد لأحد إلا لله رب العالمين روى ابن ماجة في سننه و البستي في صحيحه [عن عبد الله بن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ بن جبل – ثم ذكر حديث معاذ).أ. هـ
ويقول القرطبي رحمه الله: " المسألة الثانية: قال سعيد بن جبير عن قتادة عن الحسن في قوله: " وخروا له سجداً "، قال: لم يكن سجوداً، لكنه كان سنة كانت فيهم، يومئون برؤوسهم إيماء، كذلك كانت تحيتهم.
وقال الثوري والضحاك وغيرهما: كان سجوداً كالسجود المعهود عندنا، وهو كان تحيتهم وقيل: كان انحناء كالركوع، ولم يكن خروراً علي الأرض، وجعل الكلام بدلاً عن الانحناء، واجمع المفسرون أن ذلك السجود علي أي وجه كان فإنما كان تحية لا عبادة " (12).
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
" وأما السجود فشريعة من الشرائع إذ أمرنا الله – تعالي – أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير، طاعة لله عز وجل، إذ أحب أن نعظم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له، وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم، وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام، ألا تري أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له " (13).
يقول الحافظ أبو بكر الجصاص الحنفي في كتابه أحكام القرآن: " ويشبه أن يكون قد كان باقياً إلي زمن يوسف عليه السلام، فكان فيما بينهم لمن يستحق ضرباً من التعظيم، ويراد إكرامه وتبجيله، بمنزلة المصافحة والمعانقة فيما بيننا، وبمنزلة تقبيل اليد، وقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم في إباحة تقبيل اليد أخبار، وقد روي الكراهة، إلا أن السجود لغير الله تعالي علي وجه التكرمة والتحية منسوخ بما روته عائشة وجابر بن عبد الله وأنس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ما ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها " (14).
فقول الإمام الجصاص رحمه الله: " منسوخ بما روته عائشة وجابر وأنس ": إشارة إلي أن الناسخ لسجود التحية الذي كان مباحاً هو حديث معاذ، وإن اختلفت الألفاظ، فهذا دليل علي أن الفعل كان سائغاً مباحاً حتى وقت أن سجد معاذ للنبي صلي الله عليه وسلم إلي وقت التحية فنهاه عن ذلك.
وقد ذكر الإمام القرطبي في تفسيره أن قول الأكثرين من العلماء أن السجود لغير الله علي وجه التحية كان مباحاً إلي عصر الرسول صلي الله عليه وسلم، ثم ذكر الحديث الناسخ لهذه الإباحة، وهو نفس الحديث الذي وقعت فيه حادثة معاذ.
قال رحمه الله: " والأكثر أنه كان مباحاً إلي عصر الرسول صلي الله عليه وسلم " (15).
وقاله ابن تيمية ولا يجوز أن يتنفل على طريق العبادة إلا لله وحده لا لشمس ولا لقمر ولا لملك ولا لنبي ولا صالح ولا لقبر نبي ولا صالح هذا في جميع ملل الأنبياء وقد ذكر ذلك في شريعتنا حتى نهى أن يتنفل على وجه التحية والإكرام للمخلوقات ولهذا نهى النبي معاذاً يسجد له وقال ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ونهى عن الإنحناء في التحية ونهاهم أن يقوموا خلفه في الصلاة وهو قاعد. أ. هـ (16)
فتبين لك من كلام العلماء الأعلام أن النوع الثاني من السجود – وهو سجود التحية – كان مباحاً سائغاً في شريعة من قبلنا حتى نسخ في شريعتنا، والناسخ له هو حديث معاذ كما سيتبين لك ذلك من أقاويل العلماء، فما فعله معاذ لا يعدو أن يكون فعلا مباحاً سائغاً في شرائع من قبلنا، وليس فعلاً كفرياً حتى نقول أنه قد ارتكب الشرك جاهلا فعذر بالجهالة.
بل هو الذي عليه جمهور أهل العلم بلا خلاف ولا نزاع بينهم أن هذا السجود من معاذ رضي الله عنه كان سجود تحية لا سجود عبادة.
وعلامة هذا النوع من السجود أن يبذل علي نحو التوقير والتحية لا علي سبيل التدين (17) وقد وقع في تاريخ الإسلام مثل هذه الأمور من بعض ملوك المسلمين (18) فكانت موضع الذم. ولم يكفر الفاعل لعدم بذلها علي سبيل التدين والعبادة لغير الله ولكن علي سبيل التحية، المنهي عنها حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم. فإذا كان الأمر كذلك.
فهل كان سجود معاذ لرسول الله ر من قبيل سجود العبادة أم التحية؟ (19)
إن الحديث الشريف ليدلنا من صريح منطوقة أن معاذاً أتي الشام فوجد اليهود والنصارى يفعلون هذا لعلمائهم وأكابرهم ولما سألهم عن هذا قالوا: هذه تحية الأنبياء، قال: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه و سلم.
نعم هكذا قالوا إنها تحية الأنبياء. فاعتبر معاذ بن جبل أن رسول اللهر أحق بها لأنها تحية الأنبياء ولم يكن قد نهي عنها هو ولا غيره من المسلمين.
فسبحان الله، هذا هو الحديث بصريح منطوقة، وهذا الصحابي الجليل معاذ بن جبل: نسبه أهل الباطل إلي الجهل، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه إمام العلماء يوم القيامة.
- ونسبه أهل الباطل إلي الشرك، وصريح الحديث أنه فعل ذلك علي سبيل التحية لرسول الله صلى الله عليه و سلم لأنها تحية الأنبياء ولم يكن قد نهي عنها بعد اهـ
و الله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/152)
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:58 م]ـ
بوركت يا عبدالله بن محمد، وهنا نص الشيخ آل عبداللطيف، في نواقض الإيمان:
[وإذا تقرر كون السجود لغير الله تعالى شركاً بالله تعالى، فينبغي أن نفرق بين سجود العبادة، وسجود التحية، فأما سجود العبادة فقد سبق الحديث عنه، وأما سجود التحية فقد كان سائغاً في الشرائع السابقة، ثم صار محرماً على هذه الأمة، فهو معصية لله تعالى ... ] إلى أن قال: [ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر، فمثل هذا السجود لا يتأتى إلا عن عبادة وخضوع وتقرب، فهو سجود شركي]
قلت: لعلي أخطأت الفهم حينما قرأت تشنيع بعض العلماء على من زعم التفصيل في الساجد للصنم لا تكفيره مطلقاً، فوجهة نظرهم: أن هذا السجود لا يتأتى إلا على وجه العبادة، لا أنهم يكفرون بمطلق السجود!
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:03 م]ـ
الأخ الفاضل: عبدالكريم بن عبدالرحمن
بوركت، وجزاك الله خيراً على هذه المداخلة النافعة القيمة، لا عدمت الأجر والثواب.
جزاكم الله خيراً أجمعين.
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 10:33 م]ـ
و الله لا أملك إلا أن أقول جزاكم الله خيرا على توضيح الصواب وعلى إبانة والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:09 ص]ـ
وجزاك الله خيراً يا صالح، يُرفع للفائدة(58/153)
ما القول الأثبت فيمن ينسب العدد مع العين لله؟؟
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:39 م]ـ
ما القول الأثبت فيمن ينسب العدد مع العين لله؟؟
فيقول نثبت العين ولا نتكلم في العدد
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:44 م]ـ
نقل شيخ الإسلام إجماع أهل السنة على أن لله عينين اثنتين تليقان به
وقد سألت الشيخ السعيدان عمن يثبت لله العين ولا يثبت العدد فقال هذا مخالف
وقال الشيخ مشهور في شرحه للأربعين لا يوجد دليل صحيح صريح يثبت العدد لكن نقْل شيخِ الإسلام للإجماع يكفينا
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:24 م]ـ
الاجماع نقله ابن خزيمة في كتابه التوحيد و أظن شيخ الإسلام نقله عنه أو عن أبي حسن الأشعري و الله أعلم
بالنسبة للعدد فعندك ما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد و الرد على الجهمية باب قول الله تعالى ولتصنع على عيني تغذى وقوله جل ذكره تجري بأعيننا:
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية.
و قال: حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر اهـ
و الله أعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:24 م]ـ
......
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:40 م]ـ
الشيخ مشهور يعني أن كل دليل صحيح فهم منه العدد .... فإنه يمكن أن يناقش ,
ولا يوصف الذي لم يثبت العدد بأنه مخالف إذا كان إثبات العدد مأخوذا من الحديث.
وإنما نقلت قول الشيخ مشهور لأن بعض الشباب الذين أعرفهم طعنوا في الشيخ.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:43 م]ـ
الشيخ مشهور يعني أن كل دليل صحيح فهم منه العدد .... فإنه يمكن أن يناقش ,
ولا يوصف الذي لم يثبت العدد بأنه مخالف إذا كان إثبات العدد مأخوذا من الحديث.
وإنما نقلت قول الشيخ مشهور لأن بعض الشباب الذين أعرفهم طعنوا في الشيخ.
بارك الله فيكم.
و على حد علمي الشيخ تراجع عن قوله الجريء الأول، و رجع إلى إجماع أهل العلم بعد ما رد عليه بلدينا العراقي -و لا يحضرني اسمه الآن-.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
هذه من المسائل التي انتقدت على الشيخ مشهورحفظه الله وخلاصة قوله أننا نثبت صفة العين لكن تحديد هل هي عين واحدة أم اثنتين هذا لادليل؟
ـ[باسم المسلم]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:53 م]ـ
الاجماع نقله ابن خزيمة في كتابه التوحيد و أظن شيخ الإسلام نقله عنه أو عن أبي حسن الأشعري و الله أعلم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
--- النص كما جاء في كتاب التوحيد لابن خزيمة ---
باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل لنبيه نوح صلوات الله عليه: واصنع الفلك بأعيننا ووحينا (1)، وقال جل وعلا: تجري بأعيننا (2): وقال عز وجل في ذكر موسى وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني (3) وقال: واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (4) فواجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبت الخالق البارئ لنفسه، من العين، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبته الله في محكم تنزيله، ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله مبينا عنه، عز وجل، في قوله: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم (5)، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين، فكان بيانه موافقا لبيان محكم التنزيل، الذي هو مسطور بين الدفتين، مقروء في المحاريب والكتاتيب
--- انتهى ---
والسؤال للأخ عبد الكريم بن عبد الرحمن، أين ذكر ابن خزيمة الإجماع الذي تقول؟
القول الذي لا مراء فيه أن ذلك رأيه وليس فيه إشارة لأحد.
الرجاء توضيح هذه النقطة بعينها.
والسلام،
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:24 م]ـ
بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/154)
و على حد علمي الشيخ تراجع عن قوله الجريء الأول، و رجع إلى إجماع أهل العلم بعد ما رد عليه بلدينا العراقي -و لا يحضرني اسمه الآن-.
بارك الله فيك أخي الكريم ابو مريم
لكن من الممكن أن تريني أين قال الشيخ مشهور قوله الجريء؟؟؟!!!!! (قبل الرجوع على حد ما تقول)
شيخنا مشهور ما زال على عقيدة السلف ولم يتغير عنها وهي عقيدته
لكن الإشكال فيمن فهم من كلام شيخنا غير الفهم المطلوب فهمه
فشيخنا لم ينازع في هذه العقيدة وإنما نازع في الخبر الذي استُدل به على إثبات هذه العقيدة
وقرر أن إجماع السلف (الذي نقله شيخ الإسلام وغير واحد من العلماء) في هذه المسألة حجة واضحة
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان –حفظه الله- في درس (شرح صحيح مسلم) يوم الخميس 1/ربيع الثاني/1428هـ الموافق 19/ 4/2007م:
«جاءتني أسئلة كثيرة من أخوة لعلّهم بلغهم شيئاً عن كلامي في بعض صفات الرب -عزَّ وجل- في إثبات صفة العين لله –جلَّ في علاه- والكلام طويل وكثير، ولكني أثبت لربي -جلّ في علاه- ما أثبته ربنا لنفسه، وما أثبته نبينا لربه، وما أثبته السلف لله -جلّ في علاه-.
وتذكرت بهذه المناسبة كلام كنتُ قد قرأتُه لشيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء الثالث في حكاية مناظرة «الواسطية»، وأنقل لكم شيئاً يسيراً لنعلم حجمنا ونعلم من نحن أمام مسألة صفات الله -جلَّ في علاه- يقول شيخ الإسلام في (3/ 161) من «مجموع الفتاوى»: «أمر الأمير بجمع القضاة الأربعة -قضاة المذاهب الأربعة- وغيرهم من نوابهم والمفتين والمشايخ ممن لهم حُرمة وبه اعتداد، وهم لا يدرون ما قَصَدَ بجمعهم في هذا الميعاد، وذلك يوم الإثنين ثامن رجب المبارك عام 705هـ فقال لي: هذا المجلس عقد لك -عُقِدَ ليفحص عقيدة ابن تيمية، الأمير جمّع العلماء والمشايخ وقضاة من المذاهب الأربعة ليفحصوا عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ورد مرسوم السلطان بأن نسألك عن اعتقادك؟ وعمّا كتبت به إلى الديار المسلمين من الكتب التي تدعو بها الناس إلى الاعتقاد؟ وأظنه قال: وأن أجمعَ الفقهاء والقضاة ويتباحثون في ذلك. فقلت -وأنا أُردد معه، وربي يشهد أني أحبُّ شيخ الإسلام حباً لولا مهابة الإمام أحمد لقلت إنه إمام أهل السنة والجماعة- يقول: فأمَّا الاعتقاد فلا يؤخذ مني ولا يؤخذ ممن هو أكبر مني وإنما يؤخذ من كتاب الله، وسنَّة رسول الله، وما أجمع عليه سلف الأمّة».
الاعتقاد لا يؤخذ من أحد، والمباحث في العقيدة دقيقة ولا يمكن لكلّ أحدٍ أن يفهمها فهماً دقيقاً، وقلت وما زلت أقول: الأحاديث التي تثبت العينين لله -عزَّ وجل- لم يَثْبُت منها شيءٌ من حيث الصنعة الحديثية؛ فَوَرَدَ عند ابن حبان والعقيلي من حديث أبي هريرة أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عينيّ الرحمن» وهذا الحديث مداره -في كل طرقه- على إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك، هذا الإسناد ضعيف جداً.
ومناسبة مبحثي بهذه المسألة أني من فترة طويلة بعد أن يسر الله لي أن خدمت «الموافقات» للشاطبي، يسر الله لي أن علمت قيمة كتاب «قواعد الأحكام» للعز بن عبدالسلام، ومما وجدته في كتاب العز يقول: «وأما ما ورد في القرآن مِن إثبات العينين لله -عزَّ وجل-. . .» ثمّ يتأوَّل، فوجدت بعد فَهم وبحث وفتش أنّ الأشاعرة راجت بسبب رجلين -عفا الله عنهما وغفر الله لهما-: العز في المشرق والباجي في المغرب، الباجي جعل جميع المالكية أشاعرة حتى أصبح الأشاعرة يتكاثرون على أهل السنّة، وكل من في المغرب مِن القضاة والعلماء كلهم أشاعرة، وبسبب الباجي -أبو الوليد الباجي-، وسبب ترويج الأشعرية في المشرق وكان للعز هيبة ولا سيما بين عيني النووي وغيرهم؛ فراجت هذه الأشياء حتى تمالكوا أنفسهم، وقد يسر الله لي مخطوطاً نادراً للبلقِيني فيه تعقب للعز بن عبدالسلام اسمه «الفوائد الجسام»، وثمَّ تعقبتُ العزَّ بالمنقاش، قرأتُ الكتاب مرات وقابلته على عدة مخطوطات وتعقبته بالمنقاش، فمما قلتُ: أنه لم يثبت آية ولا حديث ولا نص فيها إثبات العينين لله -عزَّ وجل- ما في آية: القرآن كل اللي في القرآن إثبات إمّا العين وإمّا الأعين، والعز ماذا يقول؟ يقول: ما ورد في القرآن من إثبات العين، طيب أين الآيات؟! الآيات محدودة معروفة، فهذا الذي يسمى عند العلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/155)
بالتنكيت والتدقيق والبحث في العبارات هذا أمر دقيق لا يمكن أن يقف عليه أي إنسان، لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
فالمراد -بارك الله فيكم-: أني أدقق في أن العينين الأحاديث التي وردت صراحةً مضافةً لله -عزَّ وجلَّ- لم يثبت منها شيء، وأما ما أثبته السلف من العينين فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ فيها من حيث التوجيه فيها نزاع مِن مثل: «إن ربكم ليس بأعور» والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور» عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.
ومع هذا فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إجماع السلف على إثبات العينين لله -عزَّ وجلّ- وكما سمعتم كلامه -رحمه الله تعالى- مِن أن العقيدة (لا تؤخذ عني ولا عمن فوقي وإنّما تؤخذ من كتاب الله وسنّة رسول الله وكلام السلف بإجماعهم)، فالمبحث قائم، وأنتم طلبة علم حديث، فابحثوا في الكتب، وانظروا ويا ليتنا نجد شيئاً؛ لأني أرى أن الإجماعَ لا يمكن ان يتحقق إلا مع وجود نص، وهذا يجعلنا نقول أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره. . .، ومن قال أن المخطوطات هذه لسنا بحاجة لها وهذه الأجزاء لسنا بحاجة لها والنصوص قد انتهت هو مخطئ.
وأنا أدعو –أيضاً- ويا ليتني أجد وقتاً لأن أدرس حديث: «فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» فإن ثبت هذا الحديث فقد يكون هذا مستنداً قوياً لما أجمع عليه السلف، ولا يلزم من صحة الإجماع إبراز الدليل النقلي مِن الكتاب والسُّنة.
فهذا الكلام لا أسامح ولا أجوّز لأحدٍ يقوم فيقول: فلان يقول كذا، وفلان يخالف عقيدة السلف، انظروا معي مثلاً إلى إثبات صفة الساق مَنْ أوّل مثلاً قول الله -تعالى-: {يوم يُكشف عن ساق} فأثبت الصفة من نصٍّ آخر أو أوَّل أو ضعّف حديث «فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن»، فأثبت الصورة من حديث آخر، هذا يقال فيه: أخطأ، ما يُقال فيه ضال ولا يُقال فيه خالف عقيدة السلف، هذه دقائق ومسائل ينبغي لطلبة العلم أن يعرفوها.
خلاصةُ ما أقول ومعذرة على الإطالة؛ حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به؛ ولكن هذا شيء والبحث في التصحيح والتضعيف في بعض النصوص شيءٌ آخر.
وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم».
كلام شيخنا مشهور منقول من مشاركة أخ آخر في الشبكة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:39 م]ـ
يقول شيخنا مشهور في معرض حديثه عن الكردي الكذاب صاحب صعقة المنصور
"أما مسألة العينين لله تعالى, فقد جرى كلام بيني وبينه في مكتبتي وهو يذكر أشياء لابن عبد البر وأنا أقول: دعك من هذا ولا تتكلم فيه.
العقيدة كيف تؤخذ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/ 490): "يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح، فإنّ ماخالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلاً فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة".
شيخ الإسلام ينقل إجماع السلف في إثبات العينين لله تعالى، وأنا أنازع في الاستدلال في إثبات العينين بحديث فيه ذكر الدجال: "إن ربكم ليس بأعور ٍ"، إذ لا يجوز كما قال ابن عبد البر بالإجماع قياس الخالق على المخلوق, والعور: هو العيب , وفي "صحيح مسلم": "أعور اليمنى"., وفي "صحيح مسلم" أيضاً: "أعور اليسرى"فالعور: (مطلق العيب) , ولا يلزم من العور عدد الأعين، ثم في كتاب ربنا (الأعين) , ولم يثبت في كتاب ربنا (العينين). ولا أعرف حديثاً فيه منطوق صريح في إثبات العينين, إلا رواية فيها رجل متروك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/156)
نعم، إجماع السلف الذي نقله شيخ الإسلام يكفينا, ولكن ذكرت في مناسبات عديدة لكثير من الطلبة أن شيخ الإسلام لمّا ينقل إجماع السلف على إثبات العينين, ونحن نبحث في كتب أهل العلم المسندة ولا نجدُ نصاً ولا نجدُ أثراً, لا عن صحابي ولا دونه, وأنا على يقين وما زلت أقول أننا لوكثفنا البحث ونظرنا في المخطوطات, وعملنا عملاً جارياً قوياً في إحياء تراث الأمة، لوجدنا فيها ما يثبت العينين لله تعالى, ولكن إن وجدنا أو لم نجد, فأنا أُثبت العينين لله عز وجل بإجماع السلف الذي نقُله شيخ الإسلام, وقد نقلت لكم أنه ذكر أن العقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وإجماع السلف، ويكفيني هذا في هذا الباب، فكان هذا (الكردي) يشوش ويقول حديث كذا ... فأقول دعك من هذا، -في التوجيه- فالكلام في مجلس المذاكرة لا في مجالس التدريس والتعليم والوعظ كان على توجيه الأحاديث، وليس الكلام في صحة المنازعة في إثبات صفة العينين لله تعالى، فمعتقد العبد الضعيف أنني أثبت العينين لله تعالى، وأخطئ من ينفي ذلك، مع أنّ أبا عمرو الداني -رحمه الله وهو من هو، وهو ممن كتب في معتقد السلف، ونقل شيئاً من معتقده شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم- لمّا ذكر صفة العين ذكر الأعين كما في كتاب الله عز وجل ذكر ذلك في كتابه في "الرسالة الوافية".
ومع هذا فانا أقول: إن معتقد السلف يكفينا في ذلك، وأننا لو بحثنا في المخطوط ونحن لم نظفر بشيء من المطبوع، الغالب على ظني أننا نجد بعض الآثار.
والخلاصة أنّ صفة العينين ثابتة كما ذكر شيخ الإسلام بإجماع السلف، وهذا الذي اعتقده، وأنازع باستدلال بعض أهل العلم -وهم كثر- بحديث"إنّ ربكم ليس بأعور"على إثبات صفة العينين، وكان النقاش في هذا الباب، والمعلوم أنّ الشيخ الألباني -رحمه الله- وغيره من أهل العلم ينفون حديث الصورة: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن"،والكردي وغيره يقولون بسبب ذلك عن شيخنا الألباني: فيه تجهم، مع أنّ الشيخ -رحمه الله- يثبت صفة الصورة بحديث آخر: "يأتيهم ربهم بصورة لا يعرفونها " إلى آخره، فإذا أنا أثبت الصفة بالنص والدليل، ونازعت في وجهة دلالة دليل آخر، فلا يقال في هذا إلا صواب وخطأ، ولا يقال ضلال، ولا يطعن في المعتقد، ولذا هو لمّا يقول عن الشيخ فيه تجهم –هذا الذي يتكلم عليّ– هو أيضاً يتكلم عن الشيخ في الباب نفسه، الخطأ هو هو، وسبب تخطئته عدم الإدراك وقلة الفهم، ونفسه متوثبة، وغير هادئة، وما شابه.
فالصفة ثابتة بإجماع السلف لا تحتاج للكلام في هذا، فهو فهم شيئاً وترك أشياء، وهذا مأخذ معلوم لأهل البدع، "يذكرون مالهم دون ما عليهم"، أسند ذلك الدارقطني في أوائل "سننه" عن وكيع، " أ. هـ.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[08 - 10 - 09, 11:45 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96361&page=2
ـ[السيد زكي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(58/157)
منهج السلف في التحرز من الوقوع في البدع
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد كان للسلف رحمهم الله منهج واضح في التحرز من الوقوع في البدع والضلالات، وذلك من خلال موقفهم من البدع
والمبتدعة، وذلك من خلال عدة طرق منها
:
الطريقة الأولى: حثهم رضي الله عنهم الأمة على التمسك بالكتاب والسنة وعقيدة السلف
:
لقد وردت أقوال كثيرة عن السلف في هذا الباب، فمن أقوالهم رضي الله عنهم في الحث على التمسك بالكتاب والسنة واتباع مذهب السلف:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة" [البدع لأبن وضاح (37)]
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:"إتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا" [البدع لأبن وضاح (38)]
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:"فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ... فما دونهم مقصر وما فوقهم محصر، لقد قصر أقوام دونهم فجفوا، وطمح عنهم أخرون فغلوا، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم"ل [البدع لأبن وضاح (66)]
الطريقة الثانية: ذمهم للبدع والمبتدعة
:
للسلف رضي الله عنهم أقوال كثيرة في ذم البدعة والمبتدعة، وطرقا فمن ذلك:
1) -جعلهم البدع أعظم الذنوب التي عصي الله بها بعد الشرك:
قال الإمام الشافعي رحمه الله:"لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إلي من أن يلقاه بشيء من الأهواء" [عقيدة أصحاب الحديث للصابوني (69)]
وعن أبي بكر بنة عياش قال: كان عندنا فتى يقتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق ثم إنه تقرأ-أي قرأ للشيعة- فدخل في التشيع، فسمعت حبيب بن أبي ثابت وهو يقول:"لأنت يوم كنت تقتل وتفعل ما تفعل خير منك اليوم" [البدع لأبن وضاح (77)]
فهم رحمهم الله جعلوا الوقوع في البدع أعظم ذنب بعد الشرك
2) -إظهارهم البدع وأهلها في شر الصور واخسها:
قال إدريس الخولاني:"لأن أسمع بناحية المسجد بنار تحترق احب إلي من أن أسمع فيه ببدعة ليس لها مغير، وما أحدثت امة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة" [البدع لأبن وضاح (78)]
وقال أبو الجوزاء رحمه الله:"لأن يجاورني القردة والخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم-يعني أصحاب البدع". [شرح إعتفاد
أهل السنة للالكائي (1/ 131)].
الطريقة الثالثة: سد الذرائع الموصلة إلى البدعة
:
من حرص السلف رضي الله عنهم على صيانة عقائد المسلمين من البدع قطع كل وسيلة أو سبب يوصل إلى البدعة والوقوع فيها ومن امثلة ذلك:
قال محمد بن وضاح المالكي:"سمعت عيسى بن يونس مفتي اهل طرسوس يقول: أمر عنمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، فقطعها لن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة" [البدع لأبن وضاح (
88)]
الطريقة الرابعة: معاقبة المبتدعة لما هم عليه من البدع
:
لقد اتخذ السلف رضي الله عنهم بعض العقوبات ضد اهل البدع وهذه العقوبات لم يتخذها السلف لذات العقوبة وإنما لحكم منها:
1: لعل المبتدع يرجع عندما يرى نفسه منبوذ عند المسلمين.
2 - فإن لم يرجع فلعلها تكون كفيلة بحصر شر بدعته عليه فلا يتأثر بها غيره من المسلمين.
ومن هذه العقوبات التي إتخذها السلف:
1) -النهي عن مجالستهم:
فعن الحسن البصري رحمه الله انه قال:"لا تجالس صاحب بدعة فإنه يمرض قلبك" [البدع لأبن وضاح90]
وعن أبي قلابة رحمه الله انه قال:"لا تجالسوا اهل الأهواء ولا تجادلوهم فغني لا آمن ان يغمسوكم في ضلالتهم او يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون" [البد لأبن وضاح (99)]
2) -منع المبتدعة من الكلام في بدعهم:
قال أبو أيوب رحمه الله لرجل من اهل الهواء يريد ان يساله عن كلمة:"لا ولا نصف كلمة، مرتين يشير باصبعه" [اللالكائي1/ 141]
وذكر المليطي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله منع غيلان الدمشقي عن الكلام في القدر وقال له عمر:"والله لئن بلغني انك تكلمت في شىء منه لأجعلنك للناس او للعالمين نكالا، فلم يتكلم في شىء حتى مات عمر، فلما مات عمر سال فيه سيل الماء او سيل البحر" [التنبيه للملطي (178)]
3) -عدم قبول شهادتهم:
ومن ذلك رد شريك بن عبد الله القاضي رحمه الله شهادة حماد بن أبي حنيفة، فقال شريك:"لا أقبل شهادتك؟ قال حماد لما ترد شهادتي؟ فقال أما إني لا اطعن عليك في بطن ولا فرج ولكن متى تدع الخصومة في الدين أجزت شهادتك" [عقيدة ظاصحاب الحديث (31)].
4) -ضربهم:
ومن ذلك ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصبيغ بن عسل الغطفاني، كما في ذم الكلام للهروي (4/ 242).
5) - قتلهم إن لم يندفع أذاهم وشرهم إلا بذلك:
ومن أكبر المثلة على ذلك واعظمها قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخوارج وإحراقه للسبئية. انظر [الإعتصام (1/ 176)].
ومن امثلة ذلك قتل خالد بن عبد الله القسري الجعد بن درهم، فقال فيما رواه عنه الدارمي"يا أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فإني مضح بالجعد بن درهم الذي يقول لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليمانثم نزل فذبحه" [الرد على الجهمية 209].
6) -ترك الصلاة عليهم: ومنه ما قاله بعض السلف رضي الله عنهم:
فعن إبن عباس رضي الله عنهما انق ذكر القدرية فقال:"أولئك شرار هذه المة لا تعودو مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم" [اللالكائي 2/ 643].
وعن الإمام مالك رحمه الله ةفي القدرية والإباضية:"لا يصلى على موتاهم ولا تتبع جنائزهم ولا تعاد مرضاهم" [المدونة1/ 182].
إلى غير ذلك من العقوبات التي اتخذها السلف ضد المبتدعة
نقلا عن الأخ
أبو عبد العظيم سفيان الباتني(58/158)
جامع لبعض شطحات صوفية حضرموت
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
:: ماذا يقول الصوفي الحضرمي إذا سأله الملكان عن ربه في القبر::
شاهد الوثائق من كتب صوفية حضرموت وأترك التعليق لكم
:: الوثيقة الأولى::
الجوهر الشفاف في مناقب وكرمات السادة الأشراف
المؤلف
عبدالرحمن الخطيب الأنصاري
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/jwahershfaf/1/173.jpg
:: الوثيقة الثانية::
المشرع الرّوي في مناقب آل باعلوي
المؤلف
محمد بن أبي بكر الشلي
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/up1/mshra3188.jpg
:: الوثيقة الثالثة::
لخطورة هذه الكرامة وقوتها لصوفية حضرموت ذكرها النبهاني في كتابه
كتاب جامع كرامات الأولياء
المؤلف
يوسف النبهاني
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/Jame3-
قال الشيخ الألباني :
aramat/202.jpg
صوفية حضرموت شيخهم عبدالله باعلوي هو "الرب"
ولاحول ولاقوة إلا بالله
هذا ليعلم الجميع ان دين الصوفية بعيد كل البعد عن الكتاب والسنة
نستودعكم الله
وانتظروا الوثائق الجديدة بإذن الله
المصدر
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=220 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=220)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وما " علي الجفري " عنهم ببعيد.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:08 م]ـ
أبو أسامة السلفي يبدو أنك سلفي حضرمي نا فدا ذا النخرة
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لم يستخدم صوفية حضرموت سلاحهم الفتاك .. مع الإعصار الذي ضرب اليمن
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على عبده الذي اصطفى
فقد شاهد الجميع الإعصار الذي ضرب بعض من مناطق اليمن وما نجم عنه بسبب الأمطار الغزيرة من هدم للبيوت وتدمير للطرقات وحدوث الوفيات وتدمير للممتلكات .. !!
فهذا أمر الله ولا مرد له ونسأل الله السلامة والعافية لإخواننا .. !!
ولكن السؤال: لماذا لم يستخدم صوفية حضرموت سلاحهم الفتاك .. مع الإعصار الذي ضرب اليمن .. ؟؟
أسلحتهم التي تسطر بصفحات كتبهم وتذكر بمجالسهم وتحدد أيام يرقص على ذلك الراقصون .. !!
فأين أسلحتهم الفتاكة وكراماتهم الخارقة فيما وقع بهذه الأيام بمناطق اليمن , أين تصرفهم بالكون وقولهم للشيء كون فيكون , أين دعواهم التحكم بإنزال المطر ورفعه أم أن ما يسطر بالكتب خاص فقط بالخلوات وجلسات الرقص والمنكرات لماذا لا تثبتوا لنا صحة ما تدعون به في كتبكم أم أنكم لست أهلا لذلك يا صوفية حضرموت أظهروا لنا كراماتكم وانقدوا إخوانكم ألستم تعلمون ما يكون وما سيكون وتقولون للشيء كن فيكون فأين انتم .. !!
وانقل لكم بعض القصص من كتب الخرافة والدجل والزندقة لصوفية حضرموت حتى يتعظ المسلم من دجل هؤلاء ويحذر منهم .. !!
صوفية حضرموت وتصرفهم بالكون وعلمهم بالشيء قبل حدوثة ومن أدلة ادعائهم ذلك لأنفسهم وإقرارهم من ادعاه ما ورد في ترجمة علوي بن الفقيه المقدم من المشرع قال: وحُكي أن الشيخ عبدالله باعباد سأل صاحب الترجمة عما ظهر له من المكاشفات بعد موت والده فقال (ظهر لي ثلاث أحيي وأميت بإذن الله، وأقول للشيء كن فيكون، وأعرف ما سيكون فقال الشيخ عبدالله: نرجو فيك أكثر من هذا). المشرع (2/ 211) .. !!
و مما ادعاه علي بن الفقيه المقدم وذكر في مناقبه أنه: (يحيي ويميت ويقول للشيء كن فيكون ويعلم ما سيكون) .. !!
ومن ذلك ما جاء في ترجمة أبي بكر بن عبدالرحمن السقاف أنه يقول: (أعرف من الفرش إلى العرش)، المشرع (2/ 33) .. !!
وزيادة على ذلك فصوفية حضرموت لهم التصرف بالمطر وإنزاله ورفعه متى يشاءون ومن الأدلة على أن القوم يعتقدون في أوليائهم إنزال المطر ما جاء في ترجمة أحمد بن عمر الزيلعي من طبقات الخواص حيث قال: (وكان للفقيه أيضاً ولد يقال له علي، كان من الصالحين، وكان لا يُلازم في المطر إلا ويحصل سريعاً حتى عرف بذلك، وكان يقال له صاحب الماء) طبقات الخواص ص (77) .. !!
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/159)
وقد كان ذكر في ترجمة الجد حكايات تدل على أنه ينزل الغيث منها: (أنه وصل من اللحية إلى قرية المحمول وقد أجدبوا مدة طويلة، فعند أن وصل إليهم جاءت إليه بهيمة وجعلت تخور بين يديه، فدخل المسجد ودعا الله تعالى ثم قال: (يا ميكائيل كل، فاجتمع السحاب للفور من كل ناحية ومطروا مطراً عظيماً بإذن الله تعالى) طبقات الخواص ص (75) .. !!
ومنها قول صاحب الطبقات: (وكان أهل الوادي خُلَب بضم الخاء المعجمة وفتح اللام وآخره باء موحدة يصحبونه ويعتقدونه، فجاء إليهم مرة وهم مجدبون فجعلوا يلازمونه في السيل فقال لفقيرٍ له: (اذهب إلى رأس الوادي وقل له: يقول لك الفقيه سل الآن، ففعل الفقير ذلك، فسال الوادي من ساعته وسقوا سقياً هنيئاً بفضل الله تعالى) طبقات الخواص ص (75) ... !!
فلاحِظْ أخي الحبيب أمره لميكائيل في الحكاية الأولى وأمره للوادي في الحكاية الثانية .. !!
هل يدل على أن الأمر مجرد دعاء .. ؟؟!!
كلا لا يدل إلا على أنه هو المالك لذلك والمتصرف فيه .. !!
وفي تذكير الناس: (قال سيدي: ووقع بحريضة في بعض السنين قحط شديد، فسار الحبيب علي بن جعفر العطاس إلى النقعة، وهي قرية بقرب حريضة وقال لأهل البلد: سنجيئكم بسيل من عند الشيخ جنيد باوزير إن شاء الله، فلما وصل إليها زار قبر الشيخ جنيد والشيخ علي بن سالم ورجع فسال وادي حريضة تلك الليلة) تذكير الناس ص (187) .. !!
وأوضح من هذا ما ذكره، أيضاً في تذكير الناس قال: (قال سيدي وبلغنا أن الشيخ عبدالله بن أحمد بلعفيف كان من أولياء الله المستجابة دعوتهم، ويقال له بياع السيول، وصل إلى تريم في بعض زياراته، فاجتمع ببعض السادة آل العيدروس فقال له أنت: بلعفيف بياع السيول، فقال له الشيخ: نعم حاجة خدمة، فقال له الحبيب: نعم مرادنا سيل، فقال الشيخ لا بأس، بكم تشتري؟ فقال له الحبيب بالذي تريده، فقال الشيخ: نبيع لك سيل بكبش سمين، وخمس قهاول برُ، فقال الحبيب: لا بأس تم الكلام، فقال الشيخ تبغي السيل لأي أرض؟ قال الحبيب: للشرج الفلاني حقي، فقال الشيخ: هات الكبش والبر وأخرج رُعّاضك لشرجك، فأتى الحبيب بالبر والكبش وخرج الرُّعَّاض وشرب الشرج بإذن الله وبركة أولياء الله) تذكير الناس ص (188) .. !!
فهل رأيتم دجل هذا الولي .. يبيع السيل بكبش وسمن والله سبحانه وتعالى يقول (أفرأيتم الماء الذي تشربون، أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) .. !!
، فلو كان أحد من الخلق قادراً على ذلك فهل سيكون هذا التحدي صحيحاً .. ؟؟!!
وأعجب من ذلك ما روي في كتاب تذكير الناس: قال سيدي وبلغني عن بعض أهل مكة أنه سال وادي العقيق يوما وكان الحبيب حسن بن عيدروس البار بالطائف وله بنت يحبها أسمها نور فخرج مع أهل الطائف للتفرج على السيل ومعه بنته المذكورة فلما رأت الماء قالت لأبيها أريد أن اغتسل في السيل فقال الحبيب حسن للماء قف فوقف وخرجت واغتسلت بمشهد من الناس فلما طلعت جرى الماء) تذكير الناس (199) .. !!
عجبنا أوقف السيل لتغتسل بنته .. والسيول والكوارث تحل بكل أراضي المسلمين .. !!
فلماذا لم نجد صوفي واحد تحرك وأوقف السيول التي تضرب مناطق اليمن .. !!
الإجابة كررناها حتى مللنا ولكن كما ذكرت سابقا بالرغم من أن الصوفية هم اذكى من قابلتهم في حياتي إلا انه لهم درجة في الفهم لا يحسدوا عليها .. !!
ونكرر ونقول لمن ضل بسبب أصحاب العمائم والضغط الفكري الآيات في تفرد الله تعالى بإنزال المطر كثيرة جداً، منها قوله تعالى (أفرأيتم الماء الذي تشربون، أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)، فلو كان أحد من الخلق قادراً على ذلك فهل سيكون هذا التحدي صحيحاً؟
والجواب: لا قطعاً فعلم أنه لا ينزل المطر إلا الله، بل حتى علم الوقت الذي ينزل فيه المطر ومكان نزوله قبل نزوله لا يعلمه إلا الله (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)، فإذا كان الأمر كذلك فكيف يجوز أن ننسب إنزال المطر إلى عبد من عباد الله .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/160)
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حسم الأمر بشكل أوضح، وأبعد المؤمنين عن توهم ذلك أو التلفظ بلفظ يؤدي إلى ذلك الفهم الخاطئ، ففي صحيح البخاري من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: ((صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف، أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: (أصبح من عبادي مؤمن وكافر، فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب)) .. !!
هذا ما تعلمناه من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما ندين الله به .. !!
أما انتم يا صوفية حضرموت فأنتم أصحاب الكرامات تملكونها متى ما شئتم تقولون للأمر كن فيكون و تعرجون إلى السماء متى شئتم و تسلبون الولاية ممن شئتم تحيون و تميتون ترزقون و تمنعون وتنفعون وتنزلون المطر وترفعونه و تضرون و تمرِضون و تشفون و تدخلون الجنة من شئتم و تتصرفون في الكون كيفما أردتم ... !!
فلماذا عجزتم عن نصرة إخوانكم وأهلكم .. فلماذا عجزتم عن هذه .. !!
يا صوفية حضرموت كفاكم زندقة فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يدعي ما ادعاه شيوخكم ولم يبلغ القوة التي بلغها مشايخكك الكاذبون .. لم يقع منه صلى الله عليه وسلم لأنه كان يقول ليس لي من الأمر شئ، و لا املك شئ، وإن الامر إلا لله.!!
أما انتم فتملكون كل شئ حتى القوى العظمى و النووي و الملائكة و التصريف في الكون فما هو المانع يا ترى .. !!
وفي الختام أقول فرج الله هم إخواننا وأهلنا وأحبابنا في اليمن عامة وحضرموت خاصة نسأل الله أن يجيرهم في مصيبتهم .. !!
نصيحة أخيرة يجب على كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حول القبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى الله من هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في النار والعياذ بالله. قال تعالى: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وماللظالمين من أنصار [المائدة:72]، وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياته وأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلق كائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشرك لئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم
محمد السلفي_1
25 شوال 1429 هـ
المصدر
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:54 م]ـ
والشيخ الجفري منهم؟، يعني الظاهر من الرجل والله أعلم أنه داعية وصالح لا كهؤلاء
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا قوم! الحضارمة مشهورون بالأمانة، فما مرتبة من أخلّ بهذا الوصف من الديانة؟
أمين بن أحمد السعدي
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=21399
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{َيا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 71].
أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/161)
فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهديّ هديّ محمد e، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يقول الإمام عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله-:"أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم " ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)).
وهذا الخلق النبيل-أعني العدل والأمانة- ظهر في المؤلفات الكثيرة لأهل العلم سواء كانت:دينية أو تاريخية،وكذا في تحقيقاتهم المختلفة، فإن كان صاحب الكتاب مخالفا للحق ذكروا قوله وعلقوا عليه، وبينوا خطأه فيه، وذكروا الحق الواجب اتباعه، وإن كان المؤلف من أهل السنة وأخطأ في المسألة ذكروا خطأه في الهامش –دون محاباة-لأنّ الحق أحب إليهم من كل شيء، وكما قال الإمام مالك-رحمه الله-:"كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر-وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم" ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)).
وفي هذا المقام أود ذكر أمثلة لبعض الحضارمة الذين تصدروا للتأليف والتحقيق في مجانبتهم الأمانة الذين كان اشتهر بها سلفهم،بل وما زالت في الخلف-ولله الحمد-،ولا يُدرى لِمَ فعلوا ذلك؟ ? هل هو لتأثير المذهب والمنهج الذي نشأوا عليه، أم أنه التعصب لأقوامهم دون تأمل ولا تأنٍ للعواقب،أو لإرضاء قوم وإسخاط آخرين، أو حاجة في النفوس؟ فهم أعلم بالسبب الذي حملهم على ذلك.
أما المثال الأول: فهو ما صنعه محمد بن أبي بكر باذيب -ساكن جدة- من التصرف في كتب الغير، بالحذف وكتمان الحقيقة.
فانظر أيها المنصف ويا من تريد النجاة إلى حال من غيّر وبدّل أفكار الآخرين وآراءهم بأفكار وأمور لا يريدونها، وكيف أنه يسقط من نظر الناس، فلا تميل النفوس إلى الثقة به بعد ذلك، ولا تعيره اهتمام،فكيف إذ تجرأ العبد على دين الله تعالى، وترك توحيده أو نافح عن الشرك والبدع، ودافع عن دعاته ومروجيه في الأمة، فإنّ هذا أولى بأن يسقط من نظر الله –إله الناس ومليكهم-فلا يبالي به في أي واد هلك، فالتوبة التوبة عما اقترفت الأيدي،والندم الندم قبل أن يحال بين المرء وبين ما يشتهيه، والله المستعان.
قال الشيخ عبد الله الناخبي في رسالة له بعثها للشيخ محمد نصيف –رحمه الله- يشكره فيها على إهدائه له كتاب (الخطوط العريضة):"إنّ مثل هذه الكتب التي تفضلتم سيادتكم بها لنا و قد ساهمت إلى حد كبير في تكييف الموقف الذي نحن فيه ,وهذا الموقف هو الصراع بين الداعين إلىالكتاب والسنة وبين الداعين إلى قال الشيخ،وقال الحبيب، وقد وجدنا من يناصر الحق منالإخوان،وتغلبنا على كثير من الصعوبات، ولله الحمد, والفضل لله ثم لكم ولبقيةالإخوان الذين يساهمون إلى حد كبير في مساندتنا, أما رسالة الخطوط العريضة فشكراً وألف شكر على اهتمامكم بطبعها" ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)).
فقد حذف محمد باذيب-هداه الله- من قوله: (وهذا الموقف) إلى (مساندتنا) في كتابه (ثبت مرويات العلامة عبد الله بن أحمد الناخبي) ثم الصق هذا بهذا،وظنّ أن ذلك سيخفى على الناس، فخاب ظنه في ذلك؛ فأظهر الله تعالى ما تجرأ على حذفه في مكان آخر (وهو كتاب ترجمة الشيخ محمد بن حسين نصيف) -السابق ذكره-وهل يظن محمد باذيب أنه بحذفه بعض كلام الشيخ الناخبي سيجعله في مصاف الصوفية الذي خالفوا منهج السلف الصالح، فهل تأمل من يرى أنّ الشيخ الناخبي من مشايخه إلى قول الشيخ:"وهذا الموقف هو الصراع بين الداعين إلى الكتاب والسنة وبين الداعين إلى قال الشيخ،وقال الحبيب ... إلخ"؛ليعلم الفرق الكبير بين من يدعو إلى مذهب السلف ومن يدعو إلى مذهب الشيخ ومذهب الحبيب.
يقول الشاطري:"ولقد أورد العلماء والمحدثون والمؤرخون أحاديث كثيرة في فضل الحضارم ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4)) تدل على ما يمتازون به من أمانة وطاعة ورقة ... " ([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/162)
والمثال الآخر لمجانبة محمد باذيب للأمانة ما فعله بكتاب (إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت)،لمفتي حضرموت وقاضيها في زمنه عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف (ت1375هـ):حيث حذف عند الكلام عن بلدة سيئون بعض الصفحات، فكان الحذف بترقيم المخطوط (من ص595 إلى صفحة 600،وفي النسخة الأخرى ص164 - 165) ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)) ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفي المطبوع يبدأ الحذف من ص707) ولعل من أسباب الحذف أن الكلام لم يناسب محمد باذيب ومن على شاكلته لأن فيه محاربة ابن عبيد الله للخرافات والغلو علي بن محمد الحبشي-صاحب القبة الكبيرة بسيئون-،وكذلك استشهاده بكلام علماء أهل السنة كابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الرد على القبوريين، يقول ابن عبيد الله:"ولطائفة الشيخ محمد بن سعيد باطويح غلو شديد في مدحه وتدارس الثناء عليه، وتفضيله على جميع العلماء والأولياء والحط من سائرهم لحصر فضيلته التفرد عليه بدون مبرر سوى ما تقدم،ويدعون له القطبانية،والتصرف في الأكوان،ويستغيثون به من دون الله،وإذا اجتهد أحدهم في اليمين حلف به فلا يكذب ولا يحنث بخلاف ما إذا حلف بالله فإنه قد يحنث وقد يكذب،وكأنما يتوكأون في هذه الترهات على مثل قوله في وصيته للسيد عمر بن حامد السقاف:اعلم أنّ الأصل المحكم أساسه الفناء في الشيخ بأن تشهده في المرتبة التي ليس فوقها إلا درجة النبوة،وأن لا تشهد له بشرية،بل تراه عين الكمال في جميع أطواره،وافهم السر في قوله صلى الله عليه وسلم:لو اعتقد أحدكم في حجر اهـ. فهذه هي بذرة بدعتهم،وخميرة غلوهم،مع أنّ العلامة ابن تيمية والحافظ ابن حجر يقولان أنّ ذلك الحديث كذب لا أصل له ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7))، بل قال العلامة ابن القيم أنه من كلام عباد الأصنام ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8))، وفي الأصل بسط للمسئلة ولما انتهى بهم الحال إلى أمور شنيعة ربما اقترب من القرمطة أنكر عليهم علماء زمانهم وفي مقدمتهم:مفتي الديار الحضرمية السيد عبد الرحمن بن محمد المشهور، وعمنا عبد الله بن محسن بن علوي السقاف،والسيد عمر بن عيدروس بن علوي العيدروس .... إلخ " ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9)).
بالإضافة إلى حذفه بعد ذلك ما ذكره ابن عبيد الله عن شيخ بن محمد الحبشي (ت1348هـ) (خ ص166):"وكان بيني وبينه إخاء وود وكان لا يبالي في زيارتي والتردد علي بلوم لائم ممن على شاكلة باطويح توفي سنة 1348هـ ودفن بقبة أخيه ولكنهم طمسوا قبره لئلا ينافس تابوت أخيه الضخم؛ لأن تلك الطائفة كما أرادت حصر الظهور عليه في حياته كذلك شاء انفراده بضخامة القبر والتابوت بعد مماته. وبما أن السيدكان عذب الشمائل رقيق الحاشية ... ".
فقد حذف باذيب كما في المطبوع من قول ابن عبيد الله (ولكنهم طمسوا) إلى (بعد مماته)، ليخرج أبناء علي الحبشي وجماعته من العهدة في الغلو في قبر علي الحبشي، ليحملها طائفة محمد بن سعيد باطويح فقط، وهذا مجانب للعدل والأمانة في النقل والمراد.
ولعل المشرب الصوفي من الأسباب التي حملته على صنيعه، فقد ذكر بعضهم على موقع ملتقى أهل الحديث تحقيق محمد باذيب لكتاب (منحة الإله) لسالم بن حفيظ الحضرمي،حيث جاء فيه (ص 119): "وهنا أحببت أن اثبت شيئا مما بلغني من فضائل شيخنا عبد الرحمن المشهور مما سمعته منه أو من بعض خواصه الثقات , فمما سمعته منه رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فطلبت منه الإجازة فأجازني في قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم ما تيسر.
وقال لي ذات يوم: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكل عندي وأكلت معه في مربعتي هذه , وأشار إلى محل بقرب الباب الشرقي النافذ إلى السطحة وذلك المحل هو الذي قبض روحه الطاهر فيه رضي الله عنه ونفعنا به.
وقال لي أيضا:"في سنة 1314: يا ولدي منذ عشرين سنة قال لي المصطفى صلى الله عليه وسلم: يكفيك يا ولدي من علم الظاهر عليك بعلم الباطن ,ونحن نقرئ الناس إلا هو كذا , ولم أسأله هل قال له ذلك في اليقظة أو في المنام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/163)
ويقول في (ص 120):" وقال لي مرة: رأيت الكعبة المشرفة مبنية إلى السماء. وأخبرني ذات يوم أنّ ثلاثة من الملائكة ألبسوه بلباس الشيخ الإمام عبد الله بن علوي با علوي من رأسه إلى قدمه.
وقال مرة:الحمد لله ما أصلحت السور على أهل بدر بتريم إلا بعد ما حصل لي الإذن من أهل البرزخ.
وكان كثيرا ما يقول: إن الخضر عليه السلام صلى ورائي ثلاث مرات.
وقال في (ص 127) في ترجمة شيخه علي بن عبد الرحمن المشهور":وفي 7 ربيع الأول سنة 1317ه أجازني في الإكثار من هذه الصلاة وهي:الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله قلّت حيلتي أدركني. كما أجازه الحبيب العارف بالله زين بن عمر عيديد عن الحبيب علوي بن زين الحبشي وعن الشيخ سالم بن محمد با وزير مولى النقعة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.
وقال في (ص153) في ترجمة شيخه علي بن محمد الحبشي:وسمعته يقول: إن الحبيب أبا بكربن عبد الله العطاس يقول: من رآني أو رأى من رآني - وهكذا إلى أن انقطع نفسه - فأنا ضمين له بالجنة.
وقال في (ص 154:): "وسمعته يقول: إن أخي سالم بن أبي بكر العطاس لما مات رفع العذاب من البرازخ كلها شهر زمان , وإني قلت مرة: ما نجد روحك في الدنيا؟ قال: روحي في البيت المعمور مع النبيين والصالحين.
وقال في (ص 157) في الترجمة ذاتها:" وبنيت على ضريحه قبة مقصودة بالزيارات مشهورة بقضاء الحاجات".
ولم يعلق محمد با ذيب-محقق الكتاب- على هذه الخرافة وما فيها من الشرك والبدع بشيء في الكتاب المطبوع ,ولا غرو حينئذ في حذف ما لا يناسبه من كلام ابن عبيد الله السقاف الذي اشتهر بشن الغارات على خرافات الصوفية.وبدعهم، ومنها ما ذكره في كتابه (إدام القوت) بعناية محمد باذيب (ص688) عن مسجد لأقاربه:"لا يدخل مسجدهم طبل ولا يراع، ولقد عمل الشيخ عوض جبران تابوتاً لقبر جدي المحسن فمنعته من وضعه عليه".
وأذكّر محمد باذيب أن من يدافع عنهم، ويخفي أخطاءهم وجنايتهم على أنفسهم قبل جنايتهم على المسلمين أنّ ابن عبيد الله قد تحرر من كثير من تلك الخرافات والمخالفات، لذا وصم من بقي على التصوف والغلو بأدعياء الولاية، والمتاجرين بها، وعشاق الخرافات، وبالمغرورين، وبالخرافين ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10)) وغيرها من الأوصاف التي ينبغي نبذها والتبرؤ منها.
فجدير بمن أعطاه الله مقدرة على التأليف والتحقيق أن يتقي الله جل وعلا في ذلك، وليعلم أن الصدق والأمانة نجاة،وأن مجانبة ذلك هلكة وإن ظن صاحبها أن فيها النجاة، فمن تصرف بمؤلفات وتراث الغير فإن أمره سيظهر عاجلا أم آجلا، وحينئذ سيسقط ثقته من نظر الناس، وسيكون سببا لعزوف الناس عن تحقيقاته ومؤلفاته وحرمانهم مما في طياتها من حقائق وأمور مفيدة، ولكن هذه عاقبة المخالفة.
ويتساءل المؤرخ صالح الحامد في مقدمة تأريخه عن السبب الذي صرف علماء حضرموت في الماضي عن تأليف تاريخ حافل عن حضرموت فقال:"فهل كانوا يجهلون شأن التأريخ وأهميته في فنون التأليف؟ أم شغلهم عنه ما رأوا من النسك والعبادة والمجاهدة فيها، وصرف الاهتمام في العلوم الدينية والإكباب على الكتب الصوفية؟ " ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)).
ويقول أيضا:"لا أستبعد أن للروح الصوفية عملها البارز في صرف العلماء والمتنورين من رجال الماضي عن الاهتمام بالتاريخ، ومن صرف بعض الوقت في تدوينه ... " ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12)).
بل إنّ أعظم ما يسأل عنه صوفية حضرموت ومن جرى في فلكهم من تضييعهم وتفريطهم لتوحيد الله، والاهتمام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الشرك والبدع، فإذا ضاع هذا الأمر فهم لما سواه أضيع.
ويقول الحامد:"هذا وأرجو أن أكون فيما كتبته قد لازمت محجة الحق غير متأثر بهوى، ولا نازع إلى غرض، فالتاريخ أمانة على عواتقنا عظيمة الخطر يجب أن نؤديها إلى الأجيال القادمة كما هي بمنتهى التحري والإنصاف، غير حائدين لحظة واحدة عن سبيل النزاهة والعدل" ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn13)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/164)
فإذا كان هذا حال من يؤلف ويجمع في التأريخ وأن عليه أن يتحلى بتلك الصفات الرفيعة، فكيف بمن يتصدر لتحقيق كتب وتراث الغير ثم يتصرف فيه بما لم يرده مؤلفوه؟ والله المستعان.
وأما الشخص الآخر الذي جانب الأمانة تحقيقاته لا سيما التراث اليمني هو: عبد الله بن محمد الحبشي-المحقق والباحث في المجمع الثقافي بأبي ظبي بدولة الإمارت العربية المتحدة-وحسبي ذكر كلام شيخه إسماعيل الأكوع-رحمه الله- الذي كان له الفضل عليه بعد الله جل وعلا،ومن ثم ظهروه وشهرته ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn14)): جاء في كتاب هجر العلم ومعاقله في اليمن،للشيخ إسماعيل الأكوع (2/ 675هامش 2) عند ذكر مؤلفات محمد بن أحمد الحجري منها: مجموع بلدان اليمن قبائلها في مجلدين:"انتحل إبراهيم المقحفي صاحب (درا الكلمة) هذا الكتاب لنفسه بعد أن اختصره، وأضاف إليه أسماء من سجل الإحصاء العام بمساعدة الباحث المعروف عبد الله الحبشي وسماه (معجم البلدان والقبائل اليمنية .... ) ".
وجاء أيضا في هجر العلم (2/ 1011) عند ترجمة أسعد بن أبي يعفر الحوالي وذكر آثار آل يعفر ومنها ما ذكره المؤرخ عبد الرحمن بن محمد الحبيشي في كتاب (الاعتبار في التواريخ والأخبار) قائلا: ((وبلغ ما أُنفق في عمارة جامع صنعاء خمسة وعشرين ألف خزانة، في كل خزانة أربعة عشر ألف مثقال يعفري، والجملة ثلاث مئة ألف وخمسون ألفا، والدينار اليعفري يومئذ ثلاثة دنانير ملكية)) ثم قال الشيخ الأكوع في الهامش:"وهذا النص موجود في جميع النسخ الخطية، ولكن الأستاذ العالم عبد الله بن محمد الحبشي حذف هذه الفقرة عمداً حينما نشر هذا الكتاب، لحاجةٍ في نفس يعقوب" ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn15)).
كما ذكره عنه شيخه الأكوع أنه كان لا يذكر أسماء من أطلعوه على الكتب المهمة والنادرة حتى يستأثر بهم وحده ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn16)).
وقال عنه أيضا:"كما انه لا يتحرى الدقة في ذكر المراجع التي اطلع عليها هو شخصيا. فقد يطلع على بعض الكتب الحديثة التي اعتمد فيها مؤلفوها على كتب نادرة، اطلعوا عليها ونقلوا عنها، وهي في حوزتهم وحدهم فيذكرها في مؤلفاته، ليوهم القراء أنه اطلع عليها، ونقل عنها مباشرة، وليس عن المرجع الذي اعتمد عليه، كما فعل حينما أخرج (تاريخ البريهي) الي أطلق عليه اسم (صلحاء اليمن) ولم يكن اسم مؤلفه معروفا، فذكر أنه عرف اسمه وهو عبد الوهاب بن عبد الرحمن البريهي، نقلا عن كتاب (قرة العين بمعرفة بني دعسين) ولم يطلع على هذا الكتاب،وإنما نقله من كتاب (المدارس الإسلامية في اليمن) ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn17)). كذلك يتصرف بالنصوص التي يحققها إما بالحذف لبعض حقائق ثابته، كما فعل في تاريخ (الاعتبار) للحبيشي ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn18))...."([18] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn19))
وذكر الشيخ الأكوع مؤلفات عبد الله الحبشي ومنها: (مصادر الفكر الإسلامي في اليمن)،فقال عنه:"وقد شمل كثيرا من المؤلفات اليمانية وذكر مؤلفيها، ولا سيما المؤلفين الحضارمة حتى الأحياء منهم، لكنه لم يذكر بعض المشهورين مثل الشيخ علي بن أحمد باصبرين من علماء القرن الثالث عشر الهجري صاحب (حدائق البواسق المثمرة في بيان أحكام صواب الشجرة) ولا الشيخ صلاح البكري صاحب (تاريخ حضرموت السياسي).لحاجة في نفس يعقوب!!! ذلك لأنهما شككا في صحة أنساب العلويين في حضرموت" ([20] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn20)).
وقد نصحه شيخه إسماعيل الأكوع-رحمه الله- نصيحة ثمينة-عساه يعمل بها- فقال:"ولو تحرى الدقة في العمل،والأمانة العلمية فيما ينقل عنه، والاستعانة بذوي الخبرة والمعرفة في شرح الكلمات الدارجة غير اللغوية التي لا يعرف مدلولها الاصطلاحي، والتأني وعدم الاستعجال في إصدار ما يقوم على تأليفه أو تحقيقه، لكان نسيج وحده، وفريد عصره، وعسى الله أن يجعله يتدارك هذا النقص في مستقبل أيامه ... " ([21] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn21)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/165)
وفي ختام هذا المقال أسأل الله أن يهدي من ضل إلى الهدى، وأن يرزقنا الصدق في القول والعمل، وأوجّه نصيحة للأستاذين عبد الله الحبشي ومحمد باذيب-هداهما الله وأصلح حالنا وحالهما- ومن ابتلي من هذه الأمة بمجانبة الأمانة أن يتقوا الله جل جلاله، وأن يتجنبوا ما يضرهم ولا ينفعهم من مجانبة الحقيقة التي سيظهرها الله عاجلا أم آجلا،،وقد قال بعضهم: ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وعلى صفحات وجهه." ([22] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn22)).).، وأن يصلحوا ما قصرا في إصلاحه بكتابة مقال أو بحث أو كتيب أو نحو ذلك يبينا ما تركاه من الكتب التي حققاها وكذا بيان ما صدر منهما من الحذف أو التغيير أو غير ذلك مما يجانب الأمانة العلمية، ومن تاب تاب الله عليه، بل إن الله حب التوابين. ومن تواضع لله رفعه، ومن أقر بخطئه خير ممن أصر على باطله، وكلنا ذو خطأ، فنسأل الله أن يتوب علينا وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان.
وليعلم القوم -وبما فيهما الأستاذان المذكوران- إنهم إن رجعوا إلى الحق وتمسكوا بالكتاب والسنة على منج سلف الأمة وتبرأوا من الباطل وأهله فإنهم إخواننا،وسيجدون الود والمحبة والإجلال من إخوانهم، وإن أصروا على الباطل فإن فرسان أهل السنة -علماء وطلبة علم- لبمرصاد لأهل الشقاق والعناد حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، كتبه أبو عبد الرحمن أمين السعدي – عفا الله عنه-.
========
([1]) أخرجه: الدارقطني في سننه (1/ 27) برقم 36،وأبو إسماعيل الهروي-رحمه الله- في كتابه "ذم الكلام وأهله" (2/ 270) برقم 346 بسنده عن وكيع بن الجراح –رحمه الله-،ونسب الأثر لعبد الرحمن بن مهدي شيخُ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في عدد من كتبه منها: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 73 - 74)
([2]) انظر: الرد على الإخنائي، لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص185)،والتنكيل، للمعلمي (2/ 82).
([3]) انظر كتاب محمد نصيف حياته وآثاره (ص158).
([4]) ويقال الحضارمة: جاء في تاج العروس (11/ 46):وكذالك الجَمْع تَقُولُ: فُلانٌ من الحَضَارِمَة، والنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ ".
وفي لسان العرب 4/ 169:" وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ وفي حديث مصعب بن عمير أَنه كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة بها."وفيه أيضا (12/ 137).:"ويقال للعرب الذي يسكنون حَضْرَمَوْتَ من أهل اليمن الحَضارِمَةُ هكذا ينسبون".
([5]) أدوار التاريخ الحضرمي، لمحمد بن أحمد الشاطري (ص85).
([6]) والنسختان من مصورات مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، أحد النسخ صفحاته (252صفحة) والأخرى تقع في 943صفحة تقريبا. وتاريخ التصوير للنسختين 14/ 6/1416هـ.
([7]) انظر: جامع المسائل (5/ 104)،ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (24/ 335)،
([8]) انظر: مفتاح دار السعادة (2/ 214) وإغاثة اللهفان، لابن القيم (1/ 215).
([9]) إدام القوت، لابن عبيد الله (ص164 المخطوط).
([10]) انظر: مقدمة تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره، لابن عبيد الله السقاف/لعلوي بن عبد القادر السقاف (ص29 - 32).
([11]) تاريخ حضرموت، لصالح الحامد (1/ 3).
([12]) المصدر السابق.
([13]) المصدر السابق (1/ 6).
([14]) انظر ترجمة عبد الله بن محمد الحبشي في كتاب هجر العلم لشيخه إسماعيل الأكوع وبداية أمر الحبشي في طريق العلم (3/ 1607).
([15]) حبذا لو قام بعض الأخوة-أهل الهمم العالية-بمراجعة تحقيقات الحبشي وباذيب ومقارنتها بالمخطوطات؛ محتسبين الأجر من الله،ورد الكتب إلى ما أراد به مؤلفوها، والله المعين والمسدد.
([16]) المصدر السابق (3/ 1608).
([17]) وهذا الكتاب لشيخه إسماعيل الأكوع، ولا ندري لم تجاهل الإحالة إليه؟!.
([18]) تقدم حذفه من هذا الكتاب قريبا.
([19]) المصدر السابق (3/ 1609).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/166)
([20]) المصدر السابق (3/ 1610).ومن كتمان الخير ووضعه عند غير أهله ما يفعله عبد الله الحبشي مع جماعته من أهل الحبشي بمكتبة عيدروس الحبشي بالغرفة بحضرموت حيث لا يطلعون الباحثين على المؤلفات المخطوطة الكثيرة لأهل السنة التي تحتويها تلك المكتبة، حتى مكنوا-أخيرا- الصوفية ممثلة بمركز الدراسات بدار المصطفى بتصوير كافة الكتب والمخطوطات بالكاميرا الرقمية (الديجيتل) فاحتفظوا بها في مركزهم، فلا يطلعونها إلا لمن هو على شاكلتهم، والله المستعان.
([21]) المصدر السابق (3/ 1609).
([22]) انظر: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة،لابن حجر الهيتمي (2/ 380).
المصدر
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=21399
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 12:37 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
إذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة،، وإذا سمع شعراً قامت قيامته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
بلغ الغناء السماع عند الصوفية درجة قدسية واعتقدوا انه من الدين المنزل من رب العالمين بل جعلوا منزلة السماع تفوق منزلة القرآن والعياذ بالله بل أكبر تأثيراً على قلوبهم .. !!
فقد روي أن يوسف بن الحسين الرازي كان يقرأ القرآن، فقصه أبو الحسين الدراج من بغداد لزيارته فوجده يقرأ في المصحف، فلما أنشد أبو الحسين:
رأيتك تبني دائما في قطيعتي:::: ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
كأني بكم والليث أفضل قولكم:::: ألا ليتنا كنا إذا الليث لا يغني
فأطبق يوسف بن الحسين المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وابتل ثوبه حتى رحمه أبو الحسين لكثرة بكائه .. !!
ثم قال يوسف بن الحسين يابني تلوم أهل الري (يقولون يوسف زنديق هذا أنا من صلاة الغداة أقرأ المصحف ولم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت القيامة علي عليَّ بهذين البيتين) .. [اللمع ص 364 _ والرسالة القشيرية ص 522] .. !!
وتأكيداً لهذه الرواية فقد وصفه عبدالوهاب الشعراني في طبقاته بقوله (وكان إذا سمع القرآن لا تقطر له دمعة، وإذا سمع شعراً قامت قيامته) .. [الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 91] .. !!
وقال الغزالي: (فاعلم أن الغناء أشد تهييجاً للوجد من القرآن من سبعة أوجه: الوجه الأول: أن جميع آيات القرآن لا تناسب حال المستمع ولا تصلح لفهمه ...... ) (الإحياء: 2ـ298) .. !!
وقال الغزالي: ((فإذا القلوب وإن كانت محترقة في حب الله تعالى، فإن البيت ـ يعني من الشعر ـ الغريب يهيج منها ما لا تهيج تلاوة القرآن، وذلك لوزن الشعر ومشاكلته للطباع)). (الإحياء: 2ـ301) .. !!
نسأل الله السلامة والعافية .. !!
ولفساد ماتقدم أقرأ قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .. !!
ووصل بإستهزاء هؤلاء إلى الإستهزاء بذكر الله .. !!
فالله سبحانه وتعالى يقول (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .. !!
لكن المرتزق "عبدالوهاب الشعراني" يقول في كتابه [لواقح الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية]
(ألا بذكر الله تزداد الذنوب ــ وتنطمس البصائر والقلوب) .. [ص 86] .. !!
زاد الله ذنوبهم وطمس سرائرهم، انظر كيف تلاعب الشيطان بهم حتى أصبح ذكر الله يزيد ذنوب الإنسان، ويطمس سريرته وقلبه .. !!
لمشاهدة الوثيقة:
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=218 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=218)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 04:47 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الكون كله قد يتوجه إلى الولي بالسجود
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
اعلم أن هذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات هي معبدة لله سبحانه وتعالى، والمقصود أن كل مخلوق فهو خاضع لله عابد له عبادة لائقة بحاله ووضعه، فالشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب كلها خاضعة لله تسبحه سبحانه وتعالى وتسجد له .. !!
لكن: غلاة صوفية حضرموت دائما تجد لهم رأي أخر .. !!
جاء في كتاب: مخطوط جواهر الأنفاس ودخائر الأرماس بذكر زواهر الأيناس من مناقب القطب الحبيب علي بن حسن العطاس .. !!
تأليف: عبدالله بن أحمد باسودان .. !!
مانصه (ومر في المقدمة عن الشيخ حسين بن عبدالشكور قريب من هاذه العبارة وقد ذكر الأمام الغزالي رضي الله عنه أن الكعبة قد ترى تطوف ببعض الأولياء بل الكون كله قد يتوجه إلى الولي بالسجود) .. [ص 204] .. !!
الكعبة تطوف بالولي .. والكون كله يتوجه للولي بالسجود .. !!
حسبنا الله ونعم الوكيل،، ولبيان فساد هذا القول:
اقرأ قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الحج /18 .. !!
وقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ*وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) النحل/ 48 - 49 .. !!
ولنا وقفات مع هذه المخطوطة وسننقل لكم منها منهج القوم المخالف لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
الاثنين 6 ربيع الثاني 1431 .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5093
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/167)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 03:04 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
عجباً .. صوفي حضرمي صلى صلاة الجنازة على الحمار
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5494
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. وبعد:
إن كل مسلم يعلم أن صلاة الجنازة شرعت في ديننا من أجل الصلاة على الميت طلباً للمغفرة والرضوان، واستنزالاً للرحمات الإلهية على تلك الجثة التي أصبحت بحالة عجز كلي تتطلب المساعدة والإعانة، فواجب الأخوة الإيمانية يقضي على كل مسلم أن يودع ذلك الراحل، بالاتجاه إليه تعالى والتوسل إليه أن يكرمه في قبره، ويكفر عنه أوزاره ويعتق رقبته من عذابه. فحقيقة الصلاة عليه: دعاء واستغفار، ولذلك لم يشرع فيها الركوع والسجود .. !!
لكن مخرفي (صوفية حضرموت) عندهم صلاة جنازة ولكن ليست كصلاتنا بل هي صلاة للقتل والإرهاب .. !!
بل أنها صلاة تصلى على الحي ثم يموت .. عجباً أنظر كيف بدلوا دين الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
وبسبب إنحرافهم العقدي فقد أختلت عقولهم حتى أنهم جعلوا من يصلي صلاة الجنازة على الحمير كرامة من كراماته والله المستعان .. !!
ورد في كتاب"الجوهر الشفاف" للمؤلف" عبدالرحمن الأنصاري " مانصة:
كرامات أبن عياش خادم الشيخ محمد بن علي بن علوي (الحكاية التاسعة والثلاثين بعد المائتين عن غير واحد من الثقات باختلاف الروايات أن الفقير أتى يريد يزور قبر النبي هود على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام فلما وصل يبحر أتى إلى الشيخ محمد بن علي بن علوي رضي الله عنهما يزوره أيضاً والشيخ إذ ذاك بها وكان في تلك الساعة غائباً في الوادي فلم يجده الفقير أو هو وجده ثم غاب الشيخ فطلب ذلك الفقير لحماره طعاماً من أبن عياش خادم الشيخ محمد بن علي المذكور فقال ابن عياش الشيخ ما أذن لي أن أعطي أحد طعاما وأما أنت أن اردت لحمارك قضباً أو خوله أو حشيشاً أعطيناك فقال الفقير ما أريد له إلا طعاماً فأبى ابن عياش أن يعطيه الطعام فقال الفقير إذا لم تعطي لحماري طعاماً صليت عليك صلاة الجنازة يعني تموت فقال ابن عياش صل فقام الفقير وصلى عليه عليه صلاة الجنازة فلم يضر ابن عياش من صلاة الفقير شيء فلما خلص الفقير صلاته قام أبن عياش وصلى على حمار الفقير صلاة الجنازة فمات الحمار من وقته ثم بعد ذلك بساعة اتاهما الشيخ وقال الفقير الخادم وقع أعقل منك وإلا لو كان صلى عليك أنت مت ثم اعطاه الشيخ دابة عوض عن حماره) .. [242 - 243] .. !!
وأخيراً أقول الحمدلله على نعمة الإسلام والسنة .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الأحد 4 جمادى الأولى 1431هـ .. !!
:: شاهد الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/jwahershfaf/1/243.jpg
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 04 - 10, 04:24 م]ـ
أضحكتنا أضحك الله سنك ....
ونريد جميع المزيد من هذه الخرافات والدجل
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 04:35 م]ـ
أضحكتنا أضحك الله سنك ....
ونريد جميع المزيد من هذه الخرافات والدجل
بارك الله فيك
إليك هذه الخرافة الأخرى لمخرفي صوفية حضرموت:
كرامة لاتُستساغ: العيدروس خرج من بطن أمه ثم رجع ثم خرج بعد قراءة اللوح المحفوظ .. !!
ورد في كتاب [شرح الصدور] في سياق الحديث عن مسجد سرجيس بتريم ما نصه: (في ذلك المسجد خلوة الشيخ سعد بن علي مدحج وكان يعبد الله فيها مدة حياته حتى أنه يوما أتى عنده صبي صغير جدا فسلم عليه، وكان ذلك في ضحوة النهار، والمسجد خالي من الخلق، فتعجب ورد السلام، وقال له من أنت؟ قال أنا أبو بكر العدني بن عبد الله العيدروس، فقال من أين أقبلت؟ قال من بطن أمي، قال: ما حملك على ذلك؟
قال إن أمي غصبت على والدي لما قال لها بانسمي المولود الذي في بطنك أبا بكر وهي تريد الاسم عمر مثل أبيها المحضار وذلك بعد موت الشيخ عمر المحضار بقليل فشق عليها المخالفة من الوالد فأطلب من فضلك أن تسير إليهم وتخبرهم أن اسمي في اللوح المحفوظ أبو بكر العدني لأجل يطمئن قبل والدتي فقال الشيخ سعد: متى با تخرج للدنيا؟
فقال: عاد معي ثلاثة أسطر في اللوح المحفوظ با أطالعهن وعند غلاقهن أخرج إن شاء الله تعالى.
فخرج الشيخ سعد من حينه إلى عند الشيخ العيدروس فوجدهم كما قال العدني فأخبرهم بالخبر فبهتوا لمجيئه في ذلك الوقت ولتكلم المولود له فرضيت والدته وقالت إني أحسست خفة في بطني بعد كلامي مع والده ثم رجع كما هو) .. [صفحة 149] .. !!
وللمزيد من خرافات هؤلاء: www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net)
ـ[صالح غيث الدعيكي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 10:18 م]ـ
حكاية لطيفة
حكى لي صديقٌ أنَّه كان يجادلُ أحد من يعتقد في الصوفية وأحوالهم ويعجب بأقوالهم وشطحاتهم، قال: فلما أكثرتُ من مخاصمته والاستهانة بشيوخ التصوف وما يظهرونه مما يسمونه كرامات وخوارق وعلم الباطن، قال لي بغيظٍ وتهكم: أنت لو تصل إلى الحقيقة المطلقة ستصبح ماءً، قال: فأسكتني بجهله ولم أستطع الجواب.
ومن يومئذ وصديقي يذكّرني بتلك القولة كلما تحدّثنا عن الصوفية ويقول لي - مازحاً - متى سنصل إلى الحقيقة المطلقة، وهل سأصبح ماءً أم .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/168)
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 03:21 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
الفقية بامخرمة الحضرمي يتصدى لجماعة ابن عربي
للشيخ أكرم مبارك عصبان
من حضرموت التي ساد بأرضها التصوف وعشش فيها وفرّخ من بعد القرن السابع الهجري برز صهيل خيل يركبها فقيه من فقهائها عاش في القرن العاشر الهجري يزحف زحفا في الميدان ليلتحق بقافلة العلماء الذين تصدوا لجماعة ابن عربي ويسير في ركابهم، الذي مضى عيرها في مواجهة هذه الفرقة الضالة التي ما فتئيت تقطع طريق الحق بما تلقيه من عقائد باطلة غزت بها بلاد الإسلام بعدما تلقفتها من الفلاسفة وألبستها لباس الزهد فشد عليها العلماء بالرد وبيان حقيقتها ودفع ما تنشره من ضلالات عدت على التوحيد بالتشويه وغالت تعاليم الإسلام؛ حيث وجب على الناصحين القيام بالنصرة وفضح هذه الكتب التي في متونهن بلاء الشك والريب، ولولا كتائب العلماء تصول وتجول لزاد شرها وتطاير شررها، ومن فرسان هذا الميدان يأتي الفقيه الحضرمي.
هَلاّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابنَةَ مالِكٍ ... إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمي
وحديثنا يكون في خمسة مقامات على النحو التالي:
المقام الأول: نبذة عن الفقيه الحضرمي
الفقيه هو تقي الدين أبو الطيب عبد الله بن عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة السيباني، العلامة الفقيه صاحب الفتاوى التي أودعها الفوائد والمصنفات التي اشتملت على الفرائد، برع في علوم متعددة، وكان ذا ملكة في الفقه ومعرفة بالقواعد والنصوص والأقوال، وقد اشتغل بالفقه الشافعي تدريسًا وتأليفًا وإفتاءً، وهو ينزع إلى تحرير المسائل والغوص في البحث دون الاكتفاء بتقرير من سبقه، كما جاء في جواب له على مسألة (ولا شك أن سببهم في ذلك الاكتفاء بالتقليد وعدم الإمعان في الكشف عن المسألة وتتبع نقل الأصحاب فيها)، قاله في صاحب الأنوار والشيخ المقري والشيخ زكريا، وما زال يعني يرقى في المذهب حتى لقب بالشافعي الصغير، وقيل شيخ الشافعي الأخير.
ولد بالشحر، سنة سبع وتسعمائة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، تلقى العلم على يدي فقهاء عصره من علماء حضرموت وعدن وزبيد، وأخذ عن علماء الحرمين في رحلته للحجاز، تقلد الفقيه تقي الدين القضاء بالشحر مرتين في عهد السلطان بدر بو طويرق الكثيري كما تسنم رتبة الإفتاء وجمعت له الفتاوى الهجرانية والعدنية، وشغل وظيفة التدريس فقد استنابه عمه الطيب في تدريس المنصورية والظاهرية، كما تولى التدريس أيضًا بالمدرسة الفرحاتية، وكذا كان يجلس في الجامع بعدن للإفادة توفي سنة (972 هـ) (1).
المقام الثاني: مع مدرسة حضرموت في التصوف
للفقيه بامخرمة جولة ظافرة في التصدي لجماعة ابن عربي، وإن كانت المدرسة الحضرمية قد اتخذت منهجًا خاصًّا في التعامل مع كتب ابن عربي خطه أحد أقطابها الملقب العيدروس (ت 865 هـ)، ففي مواهب القدوس في مناقب أبي بكر بن عبد الله العيدروس أنه قال: لا أذكر أن والدي ضربني ولا انتهرني قط إلا مرة واحدة بسبب أنه رأى بيدي جزءا من الفتوحات المكية لابن عربي، فغضب غضبًا شديدًا فهجرتها من يومئذ، قال: وكان والدي ينهى عن مطالعة كتابي الفتوحات والفصوص لابن عربي، ويأمر بحسن الظن فيه وباعتقاد أنه من أكابر الأولياء العلماء بالله العارفين بالله تعالى، ويقول: إن كتبه اشتملت على حقائق لا يدركها إلا أرباب النهايات فتضر بأهل البدايات.
وأكد على هذا المسلك عبد الله بن علوي الحداد (ت 1132 هـ) فمما كتبه إلى بعض أصحابه: لا تعلق خاطرك بالشيخ ابن عربي وأضرابه فإن ذلك معجزة وربما دعا الناس إلى الدعوى بما لا يبلغه وعليك بالعلوم الغزالية وما جرى مجراها من الصوفيات الفقهيات، التي هي علوم الشرع وصريح الكتاب والسنة فثم السلامة والغنيمة، واحترز مما سوى ذلك فإنه ربما يشوش على الإنسان سلوكه (2).
والعيدروس والحداد هما شارحا الطريقة الحضرمية.
تنبيهات:
الأول: ما ذكر الشلي في المشرع الروي من أن أبا بكر المذكور آنفا تولى شرح كتاب الفصوص لا يتناقض مع ما ذكر؛ لأنه ربما أدرك رتبة النهايات المشار إليها، وقد ورد في المشرع ما نصه: وكان أبو بكر يكشف المشكلات والأسرار التي اشتمل عليها الفصوص لابن عربي، نقل عن تلميذه مؤلف مواهب القدوس تلميذه العلامة محمد بن عمر بحرق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/169)
أظهرت ما أخفى الفصوص وغيره ... من كل علم حار فيه من دأب
أوضحته من غامض السر **** الذي قد حزته من غير كد أو نصب (3)
الثاني: ما قرره العيدروس في التعامل مع كتب ابن عربي سبق به ما ارتضاه السيوطي بقوله: (والقول الفصل -عندي طريقة لا يرضاها فرقتا أهل العصر لا من يعتقده ولا من يحط عليه وهي اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه فقد نقل عنه هو أنه قال نحن قوم يحرم النظر في كتبنا) (4).
الثالث: إن المتأمل لما طفحت به كتب الطريقة الحضرمية يجد أثرا واضحا بمصطلح القطبية والحقيقة المحمدية والشطحات وغير ذلك من عقائد ابن عربي التي تسللت إليها لواذا، مما يدل على مجانبة هذه الوصية من الناحية العملية على الأقل وما خلعوه من خصائص على الأقطاب تتنافى مع مقام الربوبية فضلا عن الانحراف في توحيد الألوهية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المقام الثالث: الرد على جماعة ابن عربي
وهذا هو بيت القصيد من الموضوع؛ حيث تبلور دفع الفقيه تقي الدين لصيال جماعة ابن عربي في كتاب أفرده لهذا الشأن أسماه (حقيقة التوحيد وصحيح الاعتقاد في تكفير طائفة الوحدة والاتحاد)، ولكننا بكل أسف لم نجد له أثرا، ولا سبيل للوصول إليه.
حَلّتْ بأرْضِ الزّائرينَ، فأَصْبَحَتْ ... عَسِرًا عليّ طِلابُكِ ابنة مَخْرَمِ
ولئن توارى بالحجب فإن شذرات من فتاواه عوضت بعض هذا الأسف تضمنتها الفتاوى العدنية، وهي ما سنعرض لها هنا، وهو بذلك ينتظم بذلك في سلك الفقهاء -لا سيما فقهاء زبيد- الذين ناصبوا هؤلاء المتصوفة العداء ونازعوهم نزاعًا عنيفًا حينما تفشى اعتقاد مذهب أهل الوحدة، ولا بد من الإشارة هنا بأن المتصوفة ليسوا سواء في المنهج وعليه فيختلف الحكم، وذلك قبل أن يغلب المصطلح على عقائد الغلاة ويتلوث بالقبورية بل هم طوائف متعددة وطرائق قددًا، وما أجمل ما قرره شيخ الإسلام بقوله: (فإن ابن عربي وأمثاله وإن ادعوا أنهم من الصوفية فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة، ليسوا من صوفية أهل الكلام فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة، كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وأبي سليمان الدراني ومعروف الكرخي والجنيد بن محمد وسهل بن عبد الله التستري وأمثالهم) (5).
ولنأت الآن إلى ما حوته هذه الفتاوى من إيضاح يشفي الغليل (6)
أولا: ثناؤه على من انتحل طريق الزهد:
لقد أثنى الفقيه بامخرمة على الصوفية القائمة على الزهد والعبادة، وفَرَّق بينها وبين أهل الوحدة والاتحاد، فهو يرى التصوف الذي مَبْناه على مراقبة الله والخوف، كالتي تميز بها الرعيل الأول مثل الجنيد، فقد مدحه على قوله: "إنها لا تقع النكتة من نكت القوم في قلبي فلا أقبلها إلا بشاهد من الكتاب والسنة"، قال بامخرمة: وقد دل قوله هذا على أنها تقع نكت بهم وتنقدح في خواطرهم وقد يركن إليها بعضهم ويعدها علمًا وأنه أعني الجنيد (رضي الله عنه) لم يغتر بذلك ولا ركن إليه بل رده إلى شهادة الكتاب والسنة، فيحق فيه من أنه سيد الطائفة (رضي الله عنه) ا. هـ.
وهو بهذا يفرق بين من يستسلم للشرع ومن يعارض نصوصه بالكشف والوجد والإلهام والرؤيا من الغلاة الذين يجعلون لشيوخهم قداسة ويصفونهم بالحفظ ولا يراعون النصوص حين تخالف كشفهم.
ثانيا: تأثره بمتكلمة المتصوفة:
وقد خاض فيما خاض فيه المتجهون نحو فناء الشهود في التوحيد وهو -عندهم- الذي يتلاشى فيه الأغيار، فالوجود بالنسبة للحق سبحانه وتعالى عدم لا حقيقة له ولم يبقَ إلا توحيده في الأزل قبل إيجاد الخلائق، ومن قال غير ذلك مال عن حقيقته، وأطال الوقوف في شرح معناه بما نقل عن الجنيد، وبالجملة فما أغناه عن الحديث فيما لم يؤذن له فيه، ويرد عليه أيضا في انتحال الفناء في الشهود ما رد به على أهل الوحدة من وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة، ولو أبحر باتجاه طريق السلف لسلم قال تعالى: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولِئكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا)) وبالله التوفيق.
ثالثا: رده على جماعة ابن عربي
ويمكن دراسة ما جادت به ردوده في أجوبته في الفتاوى العدنية على النحو التالي:
1 - فضح عقائدهم الكفرية: ومنها
- استحالة العذاب عذبا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/170)
قولهم أن تخليد أهل النار في النار اقتضاه ذواتهم، قال: هو جهل عظيم من قائله وكفر صراح من معتقده .. وهو قول مرذول لم يقل به أحد من المسلمين، وإنما هو من أقوال الزنادقة الذين حرفوا كلام الله عن مواضعه وكذبوا رسل الله فيما جاؤوا به وتستروا بالتصوف والنسك والعبادة كابن عربي ... فتارة يقولون إن دخول أهل النار النار اقتضاه ذواتهم، وتارة يقولون إن الكفار يعذبون في النار حينا ثم ينقلب في حقهم نعيما فيخلدون فيها في النعيم إلى غير ذلك من التناقض والكذب والمباهتة والتحريف الذي لم يسبقهم إليه أحد من أهل الملل الضالة من اليهود والنصارى، فإن غاية ما تقول اليهود ما حكى الله عنهم في قوله تعالى: ((وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً))، وذلك أنهم زعموا أنهم إنما يعذبون مدة .. ولم يقل أحد منهم قط أن عذاب النار يكون نعيما لا في الابتداء ولا في الانتهاء، ومع هذا فقد كذبهم الله تعالى ورد عليهم قولهم وأبطل دعواهم.
- القول بالوحدة:
رد على القيصري في شرح تائيتة ابن الفارض في نسبته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (أنا النقطة من بسم الله وأنا السموات السبع وأرضين السبع وأنا العرش والكرسي وجنب الله الذي فرطتم فيه)، فقال: "إن هذا المروي عن سيدنا علي رضي الله عنه كذب موضوع عليه، وقد كان للشيعة الرافضة فيه غلو عظيم وعقائد فاسدة ردية، بحيث إنه كان في زمانه طوائف اعتقدوا إلهيته فلما تحقق ذلك منهم أحرقهم بالنار، وكذلك طوائف اعتقدوا ثبوت رسالته إلى غير ذلك من الأمور الباطلة وكذبوا عليه بأمور غالبها محال ووضعوا عليه أقوالا لم تصدر عنه، منها ما ذكره السائل -وفقه الله تعالى-، وإنما استشهد القيصري بذلك في شرح التائية لموافقة ذلك عقيدتهم الكفرية الفاسدة المحالية، وهي قولهم بوحدة الوجود وأن الله جل عن قولهم هو الوجود لا غيره وأنه عين الموجودات كلها من أفلاك وأملاك وسموات وأرضين ونبات وبحار وأشجار وجبال ورمال غيرها، وقد كفروا بذلك كفرا لم يسبقهم إليه سابق ولا لحقهم فيه لاحق من سائر أهل الملل والنحل، فإن النصارى على قبح كفرهم وفساد مقالتهم لا يستجيزون هذه المقالة وأكثر ما قالوا إنه ثالث ثلاثة، وكم من فرق بين من يقول ثالث ثلاثة وبين من يقول إنه عين الأصنام والأوثان بل وسائر النجاسات والفضلات، تعالى عن قولهم وتنزه عن كذبهم، والحاصل أن ما ذكره القيصري عن علي رضي الله عنه مبني على هذه لطريقة الكفرية التي لم يقلها قبلهم قائل منذ خلق الله الخلق إلى عصرهم لعنهم الله وأخزاهم.
- تصويب عبادة الأصنام:
ورد أيضا على بعض ضلالاتهم بعدما ذكر قولهم السابق بقوله: (وأضافت -أي هذه الفرقة- إلى ذلك أقوالا أخرى لم يقلها أحد من أهل الملل والنحل من تصويب عبادة الأصنام، وإن فرعون وعادا وثمود ومن أشبههم من المشركين إنما كذبوا الرسل عليهم الصلاة السلام لما عندهم أي المشركين من المعرفة بالله والعلم به إلى غير ذلك من العظائم التي لا ينبغي ذكرها إلا للتحذير منها والتنبيه عليها).
2 - تسترهم بالتصوف:
أوضح في غير موضع أنهم يتسترون بالتصوف والزهد ليخفوا ما هم عليه من زيغ، فقال: ولما عرفوا أنهم ساعون في هدم الشريعة ورد ما جاء به محمد والأنبياء قبله -عليهم الصلاة والسلام- علموا أنهم لا يسلمون من قيام ملوك الإسلام عليهم وإنكار علماء الأنام وفتواهم بسفك دمائهم وتطهير الأرض من جثثهم فتستروا بالإسلام واتسموا بالتصوف، وأظهروا التنسك والعبادة والتقشف والزهادة وأبرزوا أقوالهم في أسلوب الحقائق ومزجوها باصطلاح القوم ودسوا تلك العقائد الكفرية بين علوم لدنية ومعارف زكية ليلبسوا الحق بالباطل ويموهوا على العوام والطغام، ولله در القائل فيهم وفيمن سلك مسلكهم من الزنادقة والباطنية:
وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لحقن دمائهم ألا تسالا
فيأتون الفواحش في نشاط ويأتون الصلاة وهم كسالى
وقد ضلوا وأضلوا كثيرا، فضررهم على الإسلام أشد من ضرر الإفرنج وغيرهم الذين لا يلتبس كفرهم ولا يختفي شرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/171)
وقال أيضا: فلعنهم الله وأخزاهم ودمرهم ولعن من يحبهم ويتأول لهم مع علمه بفساد عقائدهم ما دام الملوان وتعاقب الجديدان فلقد عم ضررهم وطار شررهم وغوا أمما بما لبسوا به من إظهار طريقة الصوفية ... وإنما جعلوها شبكة لأرباب العقول الضعيفة والآراء السخيفة، وأما ثناء من أثنى عليهم فهو إما أن يعتقد ما اعتقدوه فهو منهم فلا عبرة بثنائه عليهم ومدحه إياهم وإما لا يعتقد ذلك ولكنه صوفي سمع بأنهم صوفية أهل عبادة وزهادة فأثنى عليهم من هذا الوجه مع عدم معرفته لعقائدهم الكفرية وعدم وقوفه على تصانيفهم وما فيها من الضلال والمحال فلا يكون ثناؤه عليهم حجة.
وقال أيضا: تستروا بالتصوف والنسك والعبادة كابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات وابن سبعين وأتباعهما كالقونوي تلميذ ابن عربي والقيصري شارح الفصوص وعبد الكريم الكيلاني صاحب الكمالات والإنسان الكامل وغيرهم، لعنة الله عليهم وعلى معتقدي عقيدتهم وسالكي طريقتهم.
3 - عدم التأويل لهم:
إنكاره التأويل لهؤلاء أشد الإنكار ويعتبره زلة لا تقال، وإن صدر من أكابر الفقهاء كالشيخ زكريا الأنصاري قال: أما ما وقع للشيخ زكريا رحمه الله في شرح الروض من رده على ابن المقرئ في تكفير طائفة ابن عربي وقوله إن مقالاته -أي ابن عربي- من باب اصطلاح الصوفية، فذلك دليل على أنه رحمه الله لم يقف على كلامه ولا عرف ما فيه وسمع بزهادته وعبادته فحمله حسن الظن على اعتقاده والذب عنه، ولعمري إنها غلطة منه لا يقال عثرها، وهفوة أحرق الدين شرارها، وإقدام لكان الواجب فيه التأخر، واستعجال كان المتعين فيه التمهل والتدبر، وقد قال أهل التحقيق: اعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال، والله يتجاوز عنا وعنه ا. هـ.
المقام الرابع: مكانة بامخرمة
تتمة لتقوية هذا الصوت الذي تصدى لأفكار ابن عربي ينبغي الالتفات قليلا إلى مكانته العلمية حتى نعرف مدى تأثير هذا الإمام، فقد فاق الفقيه تقي الدين الأقران تفوقا لا يشذ عنه من ألقيت إليه مقاليد تقرير المذهب الشافعي، أعني ابن حجر، وقبل أن يبادر بعضهم بالإنكار أقول إن المعروف أن علماء حضرموت قد ذهبوا إلى أن المعتمد في المذهب ما قاله ابن حجر في التحفة كما عبّر عن ذلك الشيخ علي عبد الرحيم باكثير فقال
وشاع ترجيح مقال ابن حجر في يمن وفي الحجاز فاشتهر
وفي اختلاف كتبه في الرجح الأخذ بالتحفة ثم الفتح
ولكن مع هذا المذهب الذي ذهبوا إليه إلا أننا نجد اعترافًا منهم للفقيه تقي الدين بامخرمة بسعة العلم، ففي المقاصد السنية للشيخ محمد بن عبد الله باسودان قال: رأيت نقلًا عن شيخ والدي الجليل الشيخ حامد بن عمر حامد باعلوي نفع الله به ما نصه: معتمد سلفنا العلويين على ما قاله الشيخ ابن حجر، وليس ذلك لكثرة علمه فإن الشيخ عبد الله بامخرمه أوسع علمًا منه، ولكن ابن حجر له إدراك قوي أحسن منه بل ومن غيره من الفقهاء المصنفين فلذا اعتمده سلفنا بتريم (7).
ومما يدل على ذلك أنه قد ظهر له إشكال في مسألة في باب الحيض وسأل عنها جماعة من شيوخ العصر مشافهة منهم عمه الطيب بن عبد الله بامخرمه ومحمد بن عمر باقضام وأبا العباس الطنبداوي الزبيدي فما زاد أحد منهم القول بأنها مشكلة لا يهتدي إليها، قال: ثم لما حججت في سنة ست وأربعين وتسعمائة اجتمعت بالشيخ أبي الحسن البكري وتلميذه ابن حجر وذاكرت كلًّا منهما على حده في هذه المسألة فخلطا فيها تخليطًا لا يصدر ممن يعرف الفقه فعرفتهما بتخليطهما ورددته عليهما ا. ه (8).
قلت: لعلها التي عناها ابن حجر في الفتاوى الكبرى بقوله (ولقد وقعت بين فضلاء اليمن مباحث في عويصاته -الحيض- حتى حج بعضهم ممتحنًا أو مسائلًا عنها فألفت تأليفًا نفيسًا فغلب الحسد على بعض من لا توفيق عنده فسرق ذلك التأليف قبل كتابة نسخة أخرى منه… (9).
وله نكت وتعليقات على تحفة ابن حجر كما أن له تعقبات على فتاويه حدت هذه التعليقات والتعقبات بالشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف أن يقول: وما زلنا نتلقى من أفواه الرجال عن الشيخ عبد الله بن عمر بامخرمة أنه يحرم الإفتاء من كتب ابن حجر، فنحسب أنه غيران حمله على ذلك تنافس الأقران ثم ظهر بعد التفكير أن قد أصاب فلا نكير (10).
المقام الخامس: خلاصة الموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/172)
إن الذي نخلص إليه مما سبق بيان دور هذا الفقيه في كشف ما عليه جماعة ابن عربي من ضلالات استقى منها كثير من الصوفية وبنوا على أصل وحدة الوجود فروعا متنوعة كالإنسان الكامل والحقيقة المحمدية ودائرة القطبية والشطحات وغير ذلك، مما خرج من عباءة الوحدة ويشير إليها، فالرد على هذا الأصل ينسف كل ما تفرع عنها ويدحض أقاويل من راموا تأويل هذه الضلالات وتسويقها بين الناس واعتذروا لمن تفوه بهذه الكفريات، فجزى الله خيرا كل من انبرى لتفنيد هذه الترهات وأدى الواجب المنوط به من بيان الحق وعدم كتمانه لم يخف لومة لائم؛ إذ إن من حاد عن الصدع بالحق فقد باء بالإثم والله نسأل الإخلاص في القول والعمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
___________________
(1) انظر ترجمته الوافية في السنا الباهر للشلي، وتاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر لبافقيه، وصفحات من التاريخ الحضرمي لسعيد عوض باوزير.
(2) انظر مواهب القدوس وعقد اليواقيت لعيدروس بن عمر 1/ 9.
(3) المشرع الروي 2/ 36 ومما نقله عن عبد المعطي قوله:
فيا شيخي يا ابن العيدروس ومن له مقام به كل الرجال وقوف
شرحت لنا علم الحقيقة ظاهرا وأحييت محيي الدين وهو عريف
كلام ابن عربي وإن كان مغلقا وفي فهمه عسر وفيه عسوف
بتقريرك الميمون أوضحته لنا فصار لدينا معرب معروف
(4) انظر رسالة تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي للسيوطي في مجلة الحكمة العدد الحادي عشر، وقد رد عليه إبراهيم بن محمد الحلبي إمام جامع السلطان محمد الفاتح بالقسطنطينية عام 945 ه برسالة تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي، قال فيها عقب ما ذكر: "أقول هذا هو البله بل السفه وهل الولي يضيع زمانه فيما لا يفيد؟ فإذا كان يحرم النظر فيها فلأي شيء يصنفها ويمتدح بما أودع فيها ويمدحه ويدعو لأتباعه ويذم من خالفه"، تحقيق علي رضا بن عبد الله.
(5) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص 127.
(6) مخطوطة الفتاوى العدنية آخر الجزء الثاني كتاب القائق.
(7) انظر المقاصد السنية مخطوطة وعنها والفوائد المكية ص 38.
(8) المسألة الثامنة والثمانين بعد المائة من مخطوطة الفتاوى الهجرانية.
(9) والفتاوى الكبرى لابن حجر، ذكر ذلك في كتابه على كتاب باقشير سنة 953ه، وانظر السنا الباهر ص 649 وفيه قول الطنبداوي للشيخ تقي الدين (وردت علينا بالأمس مسألة في الحيض لم تظهر لي أريد أن أسألكم عنها فأجاب عنها بعد اعتذار فظهر في وجه الشيخ البشر).
(10) انظر صوب الركام لعبد الرحمن بن عبيد الله 1/ 5.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 08:11 ص]ـ
حكاية لطيفة
حكى لي صديقٌ أنَّه كان يجادلُ أحد من يعتقد في الصوفية وأحوالهم ويعجب بأقوالهم وشطحاتهم، قال: فلما أكثرتُ من مخاصمته والاستهانة بشيوخ التصوف وما يظهرونه مما يسمونه كرامات وخوارق وعلم الباطن، قال لي بغيظٍ وتهكم: أنت لو تصل إلى الحقيقة المطلقة ستصبح ماءً، قال: فأسكتني بجهله ولم أستطع الجواب.
ومن يومئذ وصديقي يذكّرني بتلك القولة كلما تحدّثنا عن الصوفية ويقول لي - مازحاً - متى سنصل إلى الحقيقة المطلقة، وهل سأصبح ماءً أم .......
أضحك الله سنك
الإرهاب الفكري من أقوى أسلحة القبورية / للشيخ أحمد بن حسن المعلم
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5572
ـ[صالح غيث الدعيكي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 12:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 05:48 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
مكتبة تريم الحديثة:
الإمام الذهبي ناصبي يضعف ويطعن في أحاديث أهل البيت
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5614
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
يا آل بيت رسول الله حبكم .... فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم .... من لم يصل عليكم لا صلاة له
فمازلنا مع كتب عباد الجيف النتنة والعظام النخرة من مشايخ قبورية حضرموت وكتابنا اليوم له نكهة خاصة نكهة برائحة الترفض واليوم سنقف مع هذه الفرية مع هذا الكتاب فإن أحيانا الله سننقل لكم وثائق أخرى تبين إختراق الرافضة للتصوف الحضرمي .. !!
الكتاب / مشهد الإمام العطاس بحضرموت،، إطار مؤسسي لمنهج الدعوة بالسلوك .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/173)
تأليف / مصطفى بن عبدالرحمن بن عبدالله العطاس .. !!
الطبعة الأولى / 1426هـ الموافق 2006 .. !!
توزيع / مكتبة تريم الحديثة،، تريم حضرموت .. ! !
ورد في الكتاب مانصه: (وقال الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم: صحيح، ويكفي بتصحيح الذهبي الناصبي لهذا الحديث المتواتر وهو كشيخه ابن تيميه لايصححان حديثاً في أهل بيت النبوة إلا بعد أن تعييهما الحيل في إعلاله والطعن في سنده أو متنه. كما فصل ذلك شيخنا العلامة الحبيب علوي بن طاهر بن حداد رحمه الله في كتابه [القول الفصل فيما للعرب وقريش وبني هاشم من الفضل].) .. [118] .. !!
الغلاف
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/Mshahd-Alattas/0.jpg
الوثيقة وبها اتهام الإمام الذهبي رحمه الله بأنه ناصبي وعدو لأهل البيت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/Mshahd-Alattas/118.jpg
قلت وهذا إفتراء عظيم من عباد القبور وناصري البدعة واعداء السنة على هاذين الإمامين العظيمين،، وهذا النص دليل على أختراق الروافض أعداء الملة والدين لصوفية حضرموت ونشر الأفكار بينهم .. !!
وننقل للقارئ الكريم مقتطفات من اقوال الإمام الذهبي في أهل البيت رضي الله عنهم:
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
قال الذهبي: (أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها , وأم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى إبراهيم وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد , وثبتت جأشه , ومناقبها جمَّة , وهي ممن كمل من النساء. كانت عاقلة جليلة ديِّنة مصونة كريمة , من أهل الجنة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها , ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين , ويبالغ في تعظيمها. ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها , وجاءه منها عدة أولاد , ولم يتزوج عليها قط , ولا تسرى إلى أن قضت نحبها , فوجد لفقدها , فإنها كانت نعم القرين ... وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب , لا صخب فيه ولا نصب) [سير أعلام النبلاء (2/ 109 ـ 110)] .. !!
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
قال الذهبي: " ... ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا ً غيرها , ولا أحب امرأة حُبها , ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم , بل ولا في النساء مطلقاً , امرأة أعلم منها " [سير أعلام النبلاء (2/ 140)] .. !!
علو مكانة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
قال الذهبي رحمه الله في السير: " سيدة نساء العالمين في زمانها , البضعة النبوية والجهة المصطفوية , أم أبيها , بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن عبد مناف القرشية الهاشمية , وأم الحسنين " , وقال أيضا ً: " وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويُسر إليها , ومناقبها غزيرة , وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله " سير أعلام النبلاء (2/ 118 ـ 119) .. !!
علو مكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وقال تحت حديث لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق .. (فمعناه أن حب علي من الإيمان وبغضه من النفاق فالإيمان ذو شعب وكذلك النفاق يتشعب فلا يقول عاقل إن مجرد حبة يصير الرجل به مؤمنا مطلقا ولا بمجرد بغضه يصير به الموحد منافقا خالصا فمن أحبه وأبغض أبا بكر كان في منزلة من أبغضه وأحب أبا بكر فبغضهما ضلال ونفاق وحبهما هدى وإيمان والحديث ففي صحيح مسلم: (سير أعلام النبلاء 12/ 510).
وقال الذهبي رحمه الله عن علي: وكذا من تعرض للإمام علي بذم , فهو ناصبي يعزر , فإن كفره , فهو خارجي مارق .. (السير 7/ 370)
علو مكانة الحسن بن علي رضي الله عنه:
1ـ قال فيه الذهبي: " الإمام السيد , ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسبطه , وسيد سباب أهل الجنة , أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد " , وقال أيضا ً: " وقد كان هذا الإمام سيدا ً وسيما ً , جميلا ً عاقلا ً , رزينا ً , جوادا ً , ممدحا ً , خيرا ً , دينا ً , محتشما ً , كبير لشأن " سير أعلام النبلاء (3/ 245 ـ 246) .. !!
علو مكانة الحسين رضي الله عنه:
2 ـ وقال فيه الذهبي رحمه الله: " الإمام الشريف الكامل , سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا ومحبوبه , أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي" سير أعلام النبلاء (3/ 280) .. !!
وهذه الإقوال كنماذج لكلام هذا الإمام في أهل بيت النبي ومن اراد المزيد فعليه بكتابه النفيس سير أعلام النبلاء فله كلام جميل عن أهل البيت .. !!
أما إتهامهم لأبن تيمية فنحيل القارئ لكتاب ثناء ابن تيمية رحمه الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت رحمهم الله .. !!
http://www.saaid.net/book/8/1351.doc (http://www.saaid.net/book/8/1351.doc)
وكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيًا
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k24.rar (http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k24.rar)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين رغم أنوف قبورية حضرموت المتشيعين .. !!
ولنا وقفات بإذن الله مع هذا الكتاب الخبيث الذي تنشره وتوزعة مكتبة تريم الحديثة .. !!
الاثنين 12 جمادى الأولى 1431 .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/174)
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 04:30 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
سنوات خداعات
نسأل الله السلامة
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 02:10 ص]ـ
شوارع تريم شيخ من ليس له شيخ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. وبعد:
ورد في " كتاب تذكير الناس بكلام أحمد العطاس":
(وقال سيدي لرجل من أهل تريم عزم الاستيطان بمكة، تريم ما بها بديل ومكة أفضل منها بيقين، ولكن ما معنا إذن في الإقامة بها وتريم نورها جم وسرها جم، ولو رأيت فيها قلة العلم وغيره مما كانت عليه أولاً. ولهذا قالوا شوارع تريم شيخ من ليس له شيخ.
وذكر سيدي هنا حكاية المرأة التي كاشفت الرجل السياح الذي حبس الشمس عن الغروب ليلي العصر، وقالت له فك الشمس عن الغروب لنفطر.
وعاتب سيدي - يقصد أحمد العطاس - بعض المتعلقين به على عدم خروجه إلى تريم وقال له: أنا ما حصلت شيئاً إلا لما رتعت في تلك المراتع ومن لا شرب من مائها ولا رعى في حماها فما نحفل به ولو كان من أكابر العلماء والزائر لتريم يستفيد منها شيئاً لا يستفيده من غيرها لأن لها معنى ثانياً ومن لم يرتع في مراتعها يكون علمه حافاً وفخطته تحت وثمره شيص، وأن أسرار الزيارة لا تظهر آثارها على الزائر إلا بعد رجوعه) .. [تذكير الناس ص 232] .. !!
قلت أنظروا لهؤلاء القبوريين كيف يقدسون تريم حتى جعلوا شوارعها مشايخ لهم .. !!
بل يستحقرون من أكابر العلماء الذين لم يدخلوا ويرتعوا في هذه المدينة المقدسة ويطعنوا في علمهم .. !!
هؤلاء هم القبورية في حضرموت تقديس وترويج لمقدساتهم ليزيد دخل سدنة القبور ويقتاتوا على أموال المريدين والمغفلين .. !!
فهل علمتم لماذا تريم عاصمة للثقافة الإسلامية .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
الخميس 23 جمادى الأولى 1431 .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5711[/RIGHT]
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 02:38 ص]ـ
سألتُ عن معنى ذلك فقيل لي: إن العلم كان يُتدارَس بين أهلها، حتى الباعة كانوا يتدارسون المنهاج، فكان المارُّ يمرُّ لغير غرضِ العلم فيتلقَّف مسألة يتدارسونها و هو سائر في الشارع.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 11:21 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
يسر إخوانكم في
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/alshbaka.gif
أن يقدموا لكم
الابتهالات والمدائح في حضرموت (الابتداء والانتشار)
الباحث/عبد الله صالح حداد
عرض الشيخ/ أكرم مبارك عصبان
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5730
*******************************
لقد شاركت بدعوة من الباحث الشحري الحضرمي عبد الله صالح حداد في محاضرته الابتهالات والمدائح في حضرموت (الابتداء والانتشار) التي أقيمت في فاتحة ربيع الثاني 1431 هـ، تحت رعاية إتحاد الأدباء بالمكلا، ضمن المحور الثقافي لبرنامج ملتقى تريم الثقافي الخاص فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 1431هـ/2010م،هي خلاصة لبحثه المقدم للجنة العلمية للملتقى بعنوان: [الابتهالات والمدائح في حضرموت .. الابتداءوالانتشار (مدينة الشحر نموذجا ً)]، وقد غصت قاعة الندوات باتحاد الأدباء بالمكلا بجمع من المهتمين بشؤون التراث الأدبي والثقافي، وأثارت المحاضرة جدلاً واسعا.
وقد أدليت بدلوي في هذه المحاضرة التي وعد الملتقى بطباعتها كاملة، وقد أحببت أن أنقل عبر موقع ((شبكة صوفية حضرموت ( http://www.soufia-h.net/www.soufia-h.net) )) عرض لأهم مضامين هذه المحاضرة، وملخصها ما قاله الباحث فيما يتعلق بالسماع (أن الأصل في الموسيقى هذه إنما انتشرت بالمغرب العربي وانتقلت مع الدولة الفاطمية الى مصر , ثم الى حضرموت عبر الدولة الصليحية الإسماعيلية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/175)
وقال (إن هذه الأنشطة الغنائية أو ما يعرف عند الصوفية بالسماع , لازالت تمارس إلى يوم الناس هنا , وهي آخذة في التطور والنماء، وإنه كان في نية من أدخلها إلى حضرموت أن يسعى إلى أن تكون نسخة مما يوجد إلى اليوم في أكثر بلاد المغرب العربي , وبجميع الآلات الموسيقية , لكن الوسط الإباضي في ذلك العهد ـ أي وقت استيلاء الصليحيين على حضرموت ـ وقف حجر عثرة في سبيل ما أراد تحقيقه هؤلاء في المساجد , رغم استفحال أمر الصليحيين ومن خلفهم , فقد اضطروا على الاقتصار على بعض الآلات التقليدية في المنطقة , كالآلات الإيقاعية: الطار والدف والمطرق , وآلة النفخ الشبابة (القصبة) في حالات نادرة، بقيت إلى اليوم في حضرة السقاف، وانتهت من حضرة سالم عمر العطاس بالشحر , وكانت على شبابة واحدة فقط، لكن هؤلاء المتصوفة أدخلوا هذه الآلات ـ جميعها ـ عندما حانت لهم الفرصة). ويستنتج الباحث أن التصوف الدائرة أنشطته هنا في حضرموت فكر وافد، ولم يكن بأي حال من الأحوال مدرسة حضرمية كما يدعى البعض , فهو في الأصل فكر نشأ بالمغرب العربي وصدر إلينا في حضرموت.
(للتحميل على هيئة وورد)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/madeeh-hdrmut.jpg
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/Word.gif
رابط مباشر على سيرفر الموقع
http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/madeeh-hdrmut.doc (http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/madeeh-hdrmut.doc)
رابط مباشر على الإرشيف
http://www.archive.org/download/madeeh-hdrmut/madeeh-hdrmut.doc (http://www.archive.org/download/madeeh-hdrmut/madeeh-hdrmut.doc)
روابط أخرى غير مباشرة للتحميل
http://www.badongo.com/file/22453416 (http://www.badongo.com/file/22453416)
http://demo.ovh.com/download/49e58ee26a42320d3cdece18668d7678/madeeh-hdrmut.doc (http://demo.ovh.com/download/49e58ee26a42320d3cdece18668d7678/madeeh-hdrmut.doc)
http://depositfiles.com/files/58cmli5zc (http://depositfiles.com/files/58cmli5zc)
http://ia331213.us.archive.org/0/items/madeeh-hdrmut/madeeh-hdrmut.doc (http://ia331213.us.archive.org/0/items/madeeh-hdrmut/madeeh-hdrmut.doc)
http://duckload.com/download/564833/madeeh-hdrmut.doc (http://duckload.com/download/564833/madeeh-hdrmut.doc)
http://www.easy-share.com/1910139499/madeeh-hdrmut.doc (http://www.easy-share.com/1910139499/madeeh-hdrmut.doc)
http://www.egoshare.com/download.php?id=8096587C41 (http://www.egoshare.com/download.php?id=8096587C41)
http://extabit.com/file/2dv364ajydikq/ (http://extabit.com/file/2dv364ajydikq/)
http://www.uafile.org/319195 (http://www.uafile.org/319195)
http://www.filefactory.com/file/b181d81/n/madeeh-hdrmut_doc (http://www.filefactory.com/file/b181d81/n/madeeh-hdrmut_doc)
http://www.fileflyer.com/view/M3QQTA8 (http://www.fileflyer.com/view/M3QQTA8)
http://www.fileflyer.com/view/QFpzwA7 (http://www.fileflyer.com/view/QFpzwA7)
http://www.filesend.net/download.php?f=b7595bf7c21f0b06fb20cf5dd0c4e9ed (http://www.filesend.net/download.php?f=b7595bf7c21f0b06fb20cf5dd0c4e9ed)
http://filesurf.ru/179462 (http://filesurf.ru/179462)
http://www.zshare.net/download/75777578d11e2512/ (http://www.zshare.net/download/75777578d11e2512/)
http://www.uploadstube.de/download.php?file=513901 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=513901)
http://ugotfile.com/file/1284672/madeeh-hdrmut.doc (http://ugotfile.com/file/1284672/madeeh-hdrmut.doc)
http://www.storage.to/get/oXCpweqa/madeeh-hdrmut.doc (http://www.storage.to/get/oXCpweqa/madeeh-hdrmut.doc)
http://sharingmatrix.com/file/4417142 (http://sharingmatrix.com/file/4417142)
http://share-now.net/files/250017-madeeh-hdrmut.doc.html (http://share-now.net/files/250017-madeeh-hdrmut.doc.html)
http://www.sendspace.com/file/gtd9l1 (http://www.sendspace.com/file/gtd9l1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/176)
http://rghost.net/1550584 (http://rghost.net/1550584)
http://www.rapidshare.ru/1471863 (http://www.rapidshare.ru/1471863)
http://rapidshare.com/files/384146763/madeeh-hdrmut.doc.html (http://rapidshare.com/files/384146763/madeeh-hdrmut.doc.html)
http://openfile.ru/595066/ (http://openfile.ru/595066/)
http://multiupload.com/T7PO7SR9BM (http://multiupload.com/T7PO7SR9BM)
http://multiup.org/?lien=0c7071572bf43437ccd72d67871d1215_madeeh_hdrm ut.doc (http://multiup.org/?lien=0c7071572bf43437ccd72d67871d1215_madeeh_hdrm ut.doc)
http://www.multi-load.com/files/0BRHWUJC/madeeh-hdrmut.doc (http://www.multi-load.com/files/0BRHWUJC/madeeh-hdrmut.doc)
http://www.mlfat4arab.com/rwt3872um8uh/madeeh-hdrmut.doc.html (http://www.mlfat4arab.com/rwt3872um8uh/madeeh-hdrmut.doc.html)
http://www.mediafire.com/?nnmgtuzzm4j (http://www.mediafire.com/?nnmgtuzzm4j)
http://www.load.to/vOPLgI3TA8/madeeh-hdrmut.doc (http://www.load.to/vOPLgI3TA8/madeeh-hdrmut.doc)
http://www.egoshare.com/download.php?id=6297890846 (http://www.egoshare.com/download.php?id=6297890846)
http://kewlshare.com/dl/7f347ecff445/madeeh-hdrmut.doc.html (http://kewlshare.com/dl/7f347ecff445/madeeh-hdrmut.doc.html)
http://hotfile.com/dl/41706060/e2448a1/madeeh-hdrmut.doc.html (http://hotfile.com/dl/41706060/e2448a1/madeeh-hdrmut.doc.html)
http://goldfile.eu/gnumozuitmle/madeeh-hdrmut.doc.html (http://goldfile.eu/gnumozuitmle/madeeh-hdrmut.doc.html)
http://gettyfile.ru/526979/ (http://gettyfile.ru/526979/)
http://4ppl.ru/179932 (http://4ppl.ru/179932)
*******************************
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في شبكة صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 08:40 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
يسر إخوانكم في
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/alshbaka.gif
أن يقدموا لكم
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/tareem3-3.gif
( كتب التراجم تحت المجهر)
للشيخ / عوض بن سالم حمدين
تقديم الشيخ/ أكرم مبارك عصبان
*******************************
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 7/ 9: (إن من الحكايَات المَشهورة التِي بلغَتنا: أن الشيخ أبا عمرو ابن الصلاح أمَر بانتزَاع مدرسة معروفَة من أبِي الحَسن الآمدي وقال: أخذها منه أفضل مِن أخذ عكَّا، مع أن الآمِدِيَّ لَم يَكن أحد في وقته أكثر تبحّرا فِي العلوم الكلامِيةِ والفلسَفِيةِ مِْنه وكَان مِن أحسنهِم إسلاما وأمثلِهِم اعتِقادا). إ. هـ
هذا ولم يقل الآمدي أنه يصل إلى الفناء، ويخلع على نفسه صفات الربوبية، ولم يزعم دعاوى عريضة من الشطح الذي تتفطر منها الجبال، وغير ذلك من مخرجات المدرسة الصوفية التي حادت عن الجادة، فرحم الله امرأ رام انتزاع السطوة لهذه المدرسة، وما أعز أولئك الذين ينافحون عن العقيدة الصحيحة، ويواجهون الغالطين ممن شوه جمالها، وأعز منهم من طالت جلساته في جرد مطولات القوم ومختصراتهم، وأسفارهم ودواوينهم ليكون الرد أبلغ في الحجة، ويكشف زيف هذه المدرسة.
وأحسب أن أخانا الشيخ عوض بن سالم حمدين ـ والله حسيبه ـ من هؤلاء النفر الذين تصدوا لدعاة المدرسة الصوفية بحضرموت، والتي أرادوا أن يصبغوا حضرموت بها دون برهان ولا سلطان، وأخذ يغوص في ركام التراث الحضرمي، ويسافر بعيدا في صحراء لا طرف لها، ولم يعبأ بوعثاء السفر، وقلة المعين، وعقبات السير فوفقه الله وسدد خطاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/177)
ومن جهده المشكور يأتي هذا البحث الموسوم بـ (تريم الثقافة أم تريم الخرافة) وهي تضع كتب صوفية حضرموت تحت المجهر، فجعله الله في ميزان حسناته، وقد رغبت في تقديمه للقراء لنفاسته، وقد قدمت بعض معالمه في محاضرة بمسجد المدرسة بمدينة الشحر، فإلى محاضرته والله من وراء القصد.
وكتبه / أكرم عصبان
*******************************
نص محاضرته
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
بمناسبة إشهار مدينة تريم التاريخية عاصمة للثقافة الإسلامية لهدا العام 2010م فوجدتها فرصة لنواكب الحدث، ونقلب صفحات تاريخ هده المدينة، فتاريخها تاريخ للحضرمي أينما وجد، ومادمنا بصدد الحديث عن الثقافة في هذه المدينة فقد أثارني مقال نشرته صحيفة الرشد للدكتور عبدالقادر علي باعيسى بعنوان [كأنك تسأل] لأتحدث في هدا الموضوع المعنون بـ (تريم الثقافة أم تريم الخرافة؟!).
والكل يتسأل وخاصة بعدما رأينا حفل الإحتفائية بمدينة تريم التاريخية , وكما يقول المثل: (الكتاب بائن من عنوانه)، فيبدو للناظر لهذا الحفل أن تريم كما قال الدكتور باعيسى عندما تسأل: (لماذا تريم تحتفي بالمشردين والمعتوهين؟ ولماذا تبدوا مقابرها أبهى من حدائقها؟ ولماذا ترتاب في الزائرين؟ كيف يجد الرائي نفسه أكثر تضامناً مع المقابر؟) حيث يتسأل الدكتور ـ ولكم أن تسألوا كما سأل الدكتور والسؤال مشروع ـ فالرائي لذلك الحفل يرى أن تريم طائفية المذهب ولاشيء غير ذلك!!
وهنا لنا وقفة مع ثقافة القوم في جل كتبهم وسنقف عند ذلك طويلا، ولكن هل تريم صبغت بصبغة القوم أم في الأمر مافيه من أمور تحتاج إلى الوقوف عندها؟
وأول وقفة نقفها هي أين العلماء والفقهاء والمحدثون والأدباء والشعراء من الحضارمة؟
فالإحتفائية لا توحي بشيئ من ذلك رغم أنهم كثر، بدليل قول صاحب الغرر ص77 (وقد حلّ العلويون تريم سنة 561هـ وكانت حين انتقلوا إليها في ذلك الزمان معمورة بالعلم والعلماء المصنفين!!) وفي نفس السياق قال ص82 (وكان بتريم حضرموت من جموع العلماء خلائق لا يحصون) وقال صاحب المشرع 1/ 128 (إن السادة في مدة استيطانهم ببيت جبير كانوا يكثرون الدخول إلى مدينة تريم، ويترددون في أرجائها تردد النسيم، فرأوها ذات رياض أريضة، وأهوية صحيحة مريضة، ووجدوا بها من أرباب العلوم والآداب وأصحاب الفهوم والألباب ما شغلهم عن الأهل والوطن، وأذهلهم عن كل خل صفي وسكن، فتدانوا منها ولاتداني المحبين وعانقوها ولا عناق العاشقين).
قال الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن كما في كتابه الفكر والمجتمع بحضرموت ص157 معلقاً على كلام صاحب المشرع هذا بقوله (هؤلاء العلماء والأدباء لم يأتوا من فراغ فكري، ولم ينبتوا في حقل جهل وتخلف، بل أخذوا العلم والأدب عن أساتذة قبلهم مما ينفي ويدحض مقولة الحافظ السخاوي عن حضرموت بأنها من البلدان التي لا حديث بها يروى والذي احتج به بعض الباحثين العلويين ـ يقصد علوي بن طاهر الحداد ـ للإستدلال على أن النهضة العلمية بحضرموت كانت بفضل العلويين منكرين بذلك دور بل وجود علماء سنة قبل المهاجر أو بعده إلا بعدهم وبفضلهم).
وذكر الأستاذ بامؤمن عددا كبيرا من العلماء الحضارمة في القرن السادس وما قبله من القرون التي يعدها القوم من مجاهيل التاريخ الحضرمي كما يذكر أيضاً أن المذهب الإباضي أمتد نحو أربعمائة عام تقريباً من 128_591 هـ ولم يسمح للمذاهب الأخرى بالظهور والانتشار حتى فترة متأخرة، وليست محاضرتنا هذه لمناقشة هذا الأمر لكن لبأس أن نعرج قليلاً ونذكر بعض علماء السنة الذين كانت لهم مؤلفات ومدارس، ولهم نشاط في إحياء العلم ومنهم من كان له دور خارج مدينة تريم بل في الحواضر الإسلامية الأخرى بالعالم الإسلامي ومن أبرز هؤلاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/178)
1) مقرئ الحرمين أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي المجاور بمكة المكرمة وصاحب كتاب (المفيد في القراءات الثمان) والذي أختصره من كتاب التلخيص لإبي معشر، ومن أبرز تلاميذ هذا الإمام الإمام طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني قرأ عليه في منتصف القرن السادس ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء.
2) الشيخ الإمام سالم بن فضل بن محمد بن عبد الكريم بافضل مدشن النهضة العلمية بتريم، وصاحب القصيدة الفكرية المشهورة التي بيّن فيها فكره وعقيدته، وقد أثنى عليه ناشر المذهب الشافعي الإمام محمد بن علي القلعي في قصيدته التي بعثها له من مرباط بظفار والتي يقول فيها:
فبسالم سلمت شريعة أحمد ... عما يود قناتها أو يكسر
جرت تريم على المجرة ذيلها ... عجباً وحق لها الفخار الأكبر
إلا إن أعداء النهضة العلمية بتريم كسروا قناتها بقتل هذا الإمام، والذي يعد أكبر علماء تريم على الإطلاق على حد قول السيد بن عبيد الله كما في إدام القوت ص496 وتشير إشارة ابن عبيد الله إلى أنه مات مقتولاً كما في مواضع من الإدام:
ـ أما الموضع الأول ففي ص 492 قال (أما الشيخ سالم بافضل فقد توفي شهيداً بتريم سنة 581 صرح بذلك العلامة الجليل عبد الله بن أبي بكر قدري باشعيب) فقد قال باشعيب كما في صلة الأهل:
والشيخ سالم الذي أحيا ... المدارس في الحجر
قتلوه ظلماً وهو في ... محرابه يتلو السور
ـ أما الموضع الثاني من الإدام ص493 قال (ولم يذكر ذلك الخطيب في الجوهر _ أي قتل الشيخ سالم _ مع أن مثل ذلك لا يخفى عليه، وليس بغريب منهم إغفاله فقد أغفلوا ذكر قتل السيد سالم بن بصري، والظاهر أن شهادة الشيخ سالم بافضل لم تكن على يد الغز أمراء الأيوبيين، إذ لو كانت على يدهم لم يكن مانع من ذكرهم كما ذكروا قتلهم لآل أكدر وغيرهم وفي نفس السياق قال (ولئن أشكل وجود أرباب العلوم لذلك العهد مع قول الخطيب في الجوهر إن العلم كاد أن يتلاشى حتى أحياه الشيخ بافضل المقتول بتريم 581 هـ.
ـ أما الموضع الثالث ففي ص 496 من الإدام قال وقد دللنا بالأصل _ يقصد بضائع التابوت _ على انحراف الشيخ سالم بافضل عن العلويين وانتفاء ذكره هنا يقصد في الجوهر بين محبيهم ومعظميهم مما يؤكده وهو أكبر علماء تريم لذلك العهد بل حضرموت على الإطلاق).
والعجيب أن القوم قد لفقوا في ترجمته ما لا يتفق وسيرته العلمية فانظر مثلا ما في صلة الأهل ص 44 نقلا عن الجوهر أنه يشفع كل يوم لسبعين معذبا ووقع لأحمد بن محمد المحضار وقت وروده إلى تريم زار ضريحه وقال نطلب منك أن تخصنا بهذا اليوم نحن وأهل قويرتنا ثم أخذته غيبة عن الحاضرين ثم أفاق وقال طلبت من الشيخ أن يجعل هذا اليوم لنا ولأولادنا وعائلتنا بالقويرة وأني أحصيتهم فكانوا سبعين نفرا فأجابنا إلى ذلك إ. هـ وملامح التلفيق بادية هنا ولا نطيل.
3) العالم الشحري أحمد بن محمد الحاسب والذي التقى به عمارة المؤرخ اليمني في عدن سنة 529هـ، وهو صاحب حل في مسألة بني زريق في الفرائض في المناسخة والتي بلغت خمسين بطناً، والقصة في المفيد في تاريخ عمارة معروفة.
4) وكذلك آل أكدر يحيى بن سالم أكدر وأخوه أحمد بن سالم اكدر الذين استشهدوا في تريم في فتنة الزنجيلي عام 576، وقاضي شبام أحمد بن إبراهيم باجحوش، والمحدث الهجراني الذي رحل في طلب الحديث، والإمام علي بن أحمد بامروان وعبد الله عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال وباعيسى وآل باماجد وآل بكير وغيرهم كثير.
لا شك أن لدينا في حضرموت وحاضرتها تريم إلى جانب الحواضر الأخرى كانت تعج بالعلماء من أهل السنة، وكما تعرفون الكتب الفقهية ككتاب بامروان وشيخه الإمام القلعي تدرس كتبهم إلى اليوم، أما القوم فأبرز كتابهم هي كتب المناقب والتي ينشدون من ورائها الجاه المنفوخ! وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في منهاج السنة (والناس كذبوا في المناقب والمثالب) فأبرز كتبهم كتب المناقب هذه الكتب التي نستعرض بعض ما ورد فيها متسائلين لماذا تريم العلم والفقه والأدب تحتفي بالمعتوهين وبالمشردين على حد قول الدكتور باعيسى ولا تحتفي بالابن الشرعي الذي أوجده العلم الحقيقي؟
ولماذا ترتاب في الزائرين على حد قول الدكتور باعيسى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/179)
وما دمنا بصدد استعراض كتب مناقب القوم ومآثرهم لا بأس أن نعرج على بعض الشخصيات التي أبرزوا دورها في الإحتفائية، لقد أظهروا للعالم أن المهاجر أحمد بن عيسى جد العلويين هو صاحب النهضة العلمية في تريم، لكن عند التفتيش والتقميش لم نجد لهذه الشخصية شيئا يذكر لا خطبة لا كتاب لاقصيدة لا فتوى لا درس بل ولا حتى نقل فقهي في كتب القوم أنفسهم، بل كما تذكر كتب القوم أنه بقي في منطقة معزولاً وشهد شاهد من أهلها وهو السيد بن عبيد الله حيث قال كما في الإدام ص435 (واقتصروا في الإمام أحمد بن عيسى على ذي العقل الكبير والقلب المستنير والعلم الغزير، لأجل السجع ولو كان واسع العلم لبسطوا القول فيه كما لم يكروا ولده عبيد الله ولا محمد صاحب الصومعة ولا علي العريضي ولا علي خالع قسم بعلم أصلاً).
وذكر في نفس السياق ص429 أن عبد الله بن عمر بامخرمة في الذيل على طبقات الشافعية للإسنوي لم يذكر فقيهاً من العلويين إلا الفقيه المقدم، وقال بأن أكثر مشايخ الفقيه المقدم من غير العلويين ومن أبرزهم عبدالله بن عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال، والإمام العلامة علي بن احمد بامروان والإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب، كما أن المؤرخ اليمني ابن سمرة الجعدي لم يذكر أحدا منهم مع ذكره لفقهاء تريم في القرن السادس.
ومع ما قدمه بامخرمة من شهادة للفقيه المقدم إلا أننا نفتقر إلى مايدل على أنه كتب أو خطب أو ألّف أو حتى نقل عنه في الفقه ما يدل على كزنه مقدما في الفقه قال ابن عبيد الله كما في الإدام ص (434) (ولا شاهد بشيء من ذلك على التوسع في العلم بإمارة المشاهدة فآلوا الجاه عند البوادي والعامة ...... ولا ينتسب منهم إلى العلم إلا القليل فأرى إنه مبالغ فيما ينسب منه إلى الأسلاف الطيبين).
أعتقد إن الصورة أصبحت واضحة وقد قراها ابن عبيد الله قبلنا، بل قال كما في الادام ص 492 (ثم إن المؤرخين يكثرون من علم المهاجر ومن بعده إلى علي بن علوي خالع قسم ويذهبون به إلى غايات بعيدة وللشك في مثل ذلك منافذ كثيرة).
ودرج القوم على هذا المنوال من مدح قومهم وإسباغ عليهم صفة العلم وما فوق العلم من الكرامة بل وأن منهم من هو شيخه الجن والإنس والملائكة كما ذكر ذلك صالح الحامد في تاريخ حضرموت الجزء الأول (ص 200).
فالكتب جل الكتب التي كتبها القوم هي كتب مناقب مزعومة ومن أبرزها:
1 - البرقه المشيقة.
2 - غرر البهاء الضوي.
3 - الجوهر الشفاف.
4 - المشرع الروي.
5 - العقد النبوي.
وهناك العشرات من هذه الكتب سنقف على ما في هذه الكتب من مخاطر على العقيدة السليمة بل وحتى على الأخلاق ولنبدأ من البرقة لكوننا بدأنا بالعلم والثقافة لنرى ثقافة القوم جاء في البرقة في (ص 105) في ترجمة الفقيه يقول السكران: (كان له حضرات محضورة ومشاهد مشهورة ومجالس مشهودة يحضرها الملائكة والأنبياء ورجال الغيب والخضر والأولياء والصالحون الأحياء بأجسامهم والأموات بأرواحهم .... !!!!) والنص هذا نفسه موجود في غرر البهاء الضوي (ص 153) وكذا في المشرع الجزء (2/ 10) ويقول بعضهم كما في الغرر (ص 152): (ما نفضل على الفقيه محمد بن علي من الأولياء أحداً إلا أن يكون من الصحابة)، وهم بهذا يناقضون أنفسهم بل يفضلونه حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليكم النص من الجوهر الجزء 1/ 79 مخطوط قال: (كتب شيخ شيوخنا الشيخ محمد بن علي باعلوي إلى الشيخ سعد الدين الظفاري الشحري (يتحداه) لما أنكر عليه بعض الألفاظ التي تصدر منه فقال: (إنه عرج بي إلى سدرة المنتهى سبع مرات في ليلة واحدة وفي رواية سبعاً وعشرون مرةً وفي رواية سبعين مرة)!!
علماً بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يعرج إلى السماء إلا مرة واحدة أرأيتم ثقافة القوم وفي (ص 95) من الجوهر: (عن الشيخ فضل بن عبد الله بافضل إنه كان يقول دابة الفقيه المقدم محمد بن علي تعرف طرق السماء كما تعرف طرق الأرض) ولا أريد أن أعلق على هذا الكلام غير أنني أحيلكم على الخبير بالقوم ابن عبيد الله قال كما في ديوانه المطبوع (ص 258): (وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين وتفنيد مزاعمهم وأنكرت قول بعضهم إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء وتأتي بخبرها طرفي النهار مع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/180)
أن البراق لا يقدر على ذلك فلو أنها حضرت ليلة المعراج لأغنت عن البراق لأن البراق لم يجاوز إيليا على الأصح) انتهى كلام ابن عبيد الله.
وفي سياق المعراج الصوفي من الحكاية نفسها ورد في الجوهر الشفاف ومثله في الغرر وشرح العينية أن رجلا من أهل السريرات والكرامات يقال له الفضل أتى من دمشق إلى الفقيه المقدم محمد بن علي وقال له ما أتيت إليك إلا لأعلمك أني ما وجدت جاثما على قلبك إلا الشيخ عبد الرحمن المقعد وأنت تحكم له فإنه رجل مكتسب وأنت صاحب نسبة فقال ما هذه النسبة قال سدرة المنتهى.
وقد علق الأستاذ كرامة سليمان في كتابه الفكر والمجتمع ص 234 على أن الانتساب إلى سدرة المنتهى فكرة شيعية، وذكر أن التشيع يستند على فكرة الاصطفاء التي تطرق البعض فيه وادعوا بنسبة الحسن والحسين إلى سدرة المنتهى وذلك لإضفاء خصائص غير بشرية لذرية الحسن والحسين تميزهم عن سائر المسلمين وترفعهم فوق البشر.
وقال بأن دعاة التخريب في العقيدة الإسلامية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية فأولوها أو اختلقوا أحاديث بغرض تقديس أهل البيت، وذكر عن صاحب الغرر أن فاطمة نفسها هي خلاصة لعصارة فاكهة شجرة سدرة المنتهى التي قدمها جبريل للرسول عند مرافقته له ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بأن يأكلها هو وزوجته خديجة ويتغشاها فحملت في تلك الليلة بفاطمة التي هي من عصارة فاكهة سدرة المنتهى، قال وتتمادى الأسطورة العلوية وتعزز من النسبة إلى سدرة المنتهى فتروي هذه الحكاية.
وهكذا قذفت لنا هذه الكتب بالبلايا والرزايا التي تخالف الشرع وقد قال ابن عبيد الله في بلابل التغريد ص196 (وههنا مسألة فقد روي عن بعض من نجلهم أنه قال أوتيت علم الخضر أخرق السفينة وأقيم الجدار وأقطع رأس الغلام فقلنا أما السفينة والجدار فنعم إذ لا محظور فيهما ولا افتئات على الشريعة بهما وغاية الثاني بظاهره إحسان في غير محله يدرك بالفراسة أو بالكياسة وأما الأول فقد صرح الفقهاء بمثله وأما قطع رأس الغلام فمن دونه خرط القتاد وشيب الغراب وعود اللبن في الضرع إذ لا يتأتى غير الإلهام وليس بحجة في الشرع).
ولا نحن لا نسلم لابن عبيد الله حتى في الأوليين، والخضر نبي على أصح القولين وقد مات وبهما تنحل عقد الصوفية في اختصاص الأولياء بعلم يخالف الشرع، وأخيرا فتاريخنا الحضرمي مليء بالمفاخر الحضارية المؤكدة فإننا في غير حاجة إلى أن ننسب لأنفسنا من الأوهام الجوفاء والمزاعم الكاذبة ما نحن في غنى عنه وبالله
التوفيق.
كتبه/ عوض سالم حمدين
************************
:: للتحميل على هيئة وورد::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/1/tareem3.jpg
:: رابط مباشر::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/book/1/tareem-khorafa.doc
*******************************
ولا تنسونا من صالح دعائكم
إخوانكم في شبكة صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/soufia-h.net.11gif
www.soufia-h.net (http://www.soufia-h.net/)
نكشف الحقائق الغائبة للباحثين عن الحقيقة
حقوق النسخ لكل مسلم بشرط ذكر المصدر
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[12 - 05 - 10, 09:42 ص]ـ
لا حرمك الله الأجر اخي" ابو أسامة السلفي".
وجزاك الله الجنة ...
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 09:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
والله شيء مؤسف جدا أن تجد من المسلمين من يفعل هذا
لكن لاتستغرب إذا علمت ان ابن حفيظ والجفري والمشهور والشاطري وبقية دعاة القبورية مشايخ هؤلاء
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 05:33 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
مكتبة تريم الحديثة
عندنا كتاب الجفر الذي به ماكان ومايكون إلى يوم القيامة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
نقلنا لكم فيما سبق اتهام مكتبة تريم الحديثة التي تقوم بتوزيع كتاب للمؤلف العطاس الذي أتهم الإمام الذهبي بالنصب والعداء لآل البيت .. !!
مكتبة تريم الحديثة: الإمام الذهبي ناصبي يضعف ويطعن في أحاديث أهل البيت / وثيقة .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5614
ومازلنا مع هذا الكتاب الذي فاحت منه رائحة الترفض والذي يطبع برعاية قبورية حضرموت وعلى رأسهم مكتبة تريم الحديثة .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/181)
واليوم ننقل لكم إيمان صوفية حضرموت بكتاب (الجفر) المزعوم الذي هو من إختراع إخوانهم الرافضة وهذا يبين مدى التقارب بين الطائفتين المنحرفتين عن الطريق المستقيم .. !!
الكتاب / مشهد الإمام العطاس بحضرموت،، إطار مؤسسي لمنهج الدعوة بالسلوك .. !!
تأليف / مصطفى بن عبدالرحمن بن عبدالله العطاس .. !!
الطبعة الأولى / 1426هـ الموافق 2006 .. !!
توزيع / مكتبة تريم الحديثة،، تريم حضرموت .. ! !
ورد في الكتاب ((الحبيب زين العابدين بن مصطفى العيدروس:
يقول مؤسس المشهد رضي الله عنه في كتابه المقصد:
(وكذلك اخبرنا الوالد احمد بن محمد طيران محفوظ أن الحبيب زين العابدين المذكور آنفاً لما زار دوعن في حدود سنة 1120 هـ وطلب تبتوب من آل محفوظعلى رجوعه من دوعن في مخافة الغيوار فلما وصلوا محل ساحة المشهد اليوم وقابل عادية ريبون قال (أنها ياجماعة سوف تظهر هنا بجهة الغيوار خزانة تجتمع الناس عليها من كل مكان وانها عندنا في الكتاب) .. !!
فماهو هذا الكتاب الذي عند قبورية حضرموت .. يكمل المؤلف ويبين لنا هذا الكتاب المزعوم فيقول:
((وخبر كتاب الجفر الذي وضعه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الغمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب لأهل البيت مشهور بأنه حقق فيه لأهل البيت كلما سيكون إلى يوم القيامة.
وقصة الإمام محمد بن تومرت الشريف الحسني مع عبد المؤمن صاحب المغرب مشهورة وفي كتب التواريخ مسطورة ومن راجعها في تاريخ اليافعي فهي في حدود سنة 560 هـ حيث أن الإمام محمد بن تومرت كان من حمله كتاب الجفر الجعفري، وما أظن السيد الجفري باعلوي سمي الجفري إلا به قال الشاعر:
ولاتعجب لأهل البيت لما .. أتاهم علمهم في مسك جفر
ودائرة المنجم وهي صغرى .. أرته كل عامرة وقفر
وكلام سيدنا زين العابدين العيدروس المصطفى بن المصطفى تشم منه رائحه كتاب الجفر بغير شك الذي كفر بل هو من سر صاحب الفتح والنصر)) [130 - 131] .. !!
:: شاهد الوثائق::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/Mshahd-Alattas/130.jpg
لاحظوا أيضا بالوثيقة لماذا سمي الجفري بهذا الأسم
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/Mshahd-Alattas/131.jpg
يقول الشيخ الفاضل مشهور بن حسن آل سلمان في كتابه (كتب حذر منها العلماء)
كتاب الجفر
- هذا الكتاب من مصادر كتاب " الكافي " للكليني قلت (عبدالحي) و الكافي هذا من أهم المراجع عند الشيعة الإثني عشرية - , و كتاب الجفر منسوب كذبا و زورا إلى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تارة , و إلى جعفر الصادق - رحمه الله تعالى - مرة أخرى.
و في هذا الكتاب من أمور الغيب و الأحداث و الأسرار الشيء الكثير , و يزعم الإمامية أن جعفرا الصادق - رحمه الله تعالى - كتب لهم فيه كل ما يحتاجون إليه , و كل ما سيقع و يكون إلى يوم القيامة , و كان مكتوبا عنده في جلد ماعز , فكتبه عنه هارون بن سعيد العجلي رأس الزيدية , و سماه " الجفر " باسم الجلد الذي كتب فيه.
قال محمد رشيد رضا (لا يعرف له سند إلى أمير المؤمنين , و ليس على النّافي دليل , و إنما يطلب الدليل من مدَّعي الشيء , و لا دليل لمدّضعي هذا الجفر) قال الشيخ مشهور (المشهور أن الكتاب المزعوم منسوب إلى جعفر الصادق , و لم يصح ذلك البتة).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (و أما الكذب و الأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق , فمن أكبر الأشياء كذبا , حتى يقال: ما كذب على أحد ما كذب على جعفر رضي الله عنه) ثم ذكر مجموعة من الكتب كُذبت عليه منها " الجفر " و قال (و كل ذلك كذب عليه باتفاق أهل العلم).
و قد حكم ببطلان هذه النسبة أيضا: صديق حسن خان فقال (فهذا الكتاب لا تصح نسبته إلى علي و لا إلى جعفر الصادق , و الذين نسبوه إليهما من أجهل الناس بمعرفة المنقولات و الأحاديث و الآثار , و التمييز بين صحيحها و سقيمها , و عمدتهم في المنقولات التواريخ المنقطعة الإسناد , و كثير منها من وضع من عُرف بالكذب و الإختلاق , و غير خاف على طلبة العلم أن ما لا يعلم إلا من طريق النقل لا يمكن الحكم بثبوته إلا بالرواية صحيحة السند , فإذا لم توجد , فلا يسوغ لنا شرعا و عقلا أن نقول بثبوته).
و من عقيدتنا أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى , و من أطلعه الله عليه من أنبيائه فيما يوحي إليهم , قال تعالى (فلا يُظهر على غيبه أحدا إلاّ من ارتضى من رسول) , و قد ثبت عن علي رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخصه بشيء من دون أصحابه كما هو ثابت في صحيح البخاري (رقم 111 و 1870 و 3172 و 3179 و 6755 و 6903 و 6915 و 7300) من طريق أبي حجيفة السوائي , قال: سألت عليا رضي الله عنه: هل عندكم شيء مما ليس في القرآن , أو ما ليس عند الناس؟ فقال (و الذي خلق الحبة , و برأ النسمة , ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه , و ما في هذه الصحيفة) , قال: قلت: فما هذه الصحيفة؟ قال (العقل , و فكاك الأسير , و لا يقتل مسلم بكافر).
قال ابن حجر (و إنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت - لا سيما عليّا - أشياء من الوحي خصّهم النّبي صلى الله عليه و سلم بها لم يطلع غيرهم عليها).
و أخيرا هناك عدة من الكتب تعرف باسم الجفر , تختلف فيما بينها , صياغة , و حجما , و أسلوبا , و مادة! فأيّ منها الذي ألفه علي أو جعفر؟! ص 108 إلى 123
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين رغم أنوف قبورية حضرموت المتشيعين .. !!
ولنا وقفات أخرى بإذن الله مع هذا الكتاب الخبيث الذي تنشره وتوزعة مكتبة تريم الحديثة .. !!
الأربعاء 29 جمادى الأولى 1431 هـ .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/182)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:20 م]ـ
بورك في جهود أنصار السنة وحماة الدين
بل هو كتاب الهذر؛ وليس له أي أثر!
فما كان وما سيكون لا يعمله إلا الله؛ وأما أمور الفتن وعلامات الساعة وأحداث آخر الزمان؛ فالصحيح منها ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
وعلى رأس أولئك الأصحاب الميامين صاحب السر: (حذيفة بن اليمان رضي الله عنه).
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 02:06 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم
ورزقكم الإخلاص والصواب.
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[15 - 05 - 10, 12:22 م]ـ
بارك الله فيكم وامثالكم وكم في التراث الصوفي الحضرمي مايحتاج الى بحث وتحذير منه
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 03:57 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفي حضرمي أهتز عرش الرحمن لموته،، وتزخرفت الجنة بقربه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اهتز عرش الرحمن، لموت سعد بن معاذ) .. !!
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى .. !!
ولكن صوفية حضرموت أبوا وأصروا على الإفتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. !!
فلا تقرأ لهم كتاب إلا وتجد فيه ما يسوء كل مؤمن موحد .. !!
فهناك من مشايخهم من عرج به للسماء سبعين مرة،، ومنهم من شق صدره مثل النبي صلى الله عليه وسلم،، ومنهم من ينزل عليه الوحي،، ومنهم من يكلمه الله،، بل يضمنون دخول الجنة،، ومازال هؤلاء المخرفين القبورين ينشرون الشرك والخرافة بين الأمة وينخروا بالتوحيد ولاحول ولا قوة إلا بالله .. !!
واليوم ننقل لكم إفتراء من إفترائاتهم على الله .. !!
الكتاب: تحفة الأحباب،، للمؤلف (العلامة النحوي): عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف .. !!
ورد في الكتاب في الفصل التاسع: في ذكر مرض موته ووفاته وتشييع جنازته وبعض ماقيل فيه من المراثي .. مانصه:
((بسم الله الرحمن الرحمن
مرثاة في فقيد الإسلام الإمام غوث العباد الحبيب علوي بن عبدالله بن شهاب الدين، رحمه الله تعالى ورحمنا به وكانت وفاته يوم السبت (12) رمضان سنة (1386هـ) لناظمها محمد الهدار بالبيضاء:
اهتز عرش الله ترحيباً به ... وتزخرفت كل الجنان بقربه
وتباشرت ملأُ العلا بلقائه ... لكنها بكت السماء لخبطه
والأرض تبكي سهلها وجبالها ... وتريم ثكلى مالها من مشبه)) .. [صفحة 319] .. !!
من أخبر هؤلاء الخرافين القبوريين أن عرش الرحمن أهتز لهذا الصوفي الحضرمي .. ؟؟!!
ومن أخبرهم أن الجنة تزخرفت بقربه،، وكيف ضمنوا له الجنة .. ؟؟!!
أفتروا على الله أم بهم جنّة،، هؤلاء يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .. !!
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (144) سورة الأنعام .. !!
وقال سبحانه مبيناً عاقبة من يكذب عليه (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) (60) سورة الزمر .. !!
ياصوفية حضرموت أليس فيكم رجل رشيد .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
السبت 1 جمادى الثانية 1431 .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5825
ـ[إبراهيم الفقيه السريحي]ــــــــ[15 - 05 - 10, 11:20 م]ـ
والمصيبة العظمى أنني سمعت لأحد دعاة الإخوان المسلمين في صنعاء يقول في خطبة الجمعة عندما توفي أحمد ياسين رحمه الله بأن الجنة في حالة طوارئ لموت أحمد ياسين.
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[16 - 05 - 10, 12:06 ص]ـ
والمصيبة العظمى أنني سمعت لأحد دعاة الإخوان المسلمين في صنعاء يقول في خطبة الجمعة عندما توفي أحمد ياسين رحمه الله بأن الجنة في حالة طوارئ لموت أحمد ياسين.
السلام عليكم ...
أخي إبراهيم أطالبك بالبينة حتى لا تكن سمعت و أُخبرت دليلا لك أو لغيرك؟
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:01 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
سوء أدب مع الله
صوفي حضرمي يزعم أن الله يقول: يا حسن يا حسنوة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فمن ضمن الوثائق التي تبين حقيقة صوفية حضرموت أضع لكم الوثيقة التالية وهي عبارة عن حوار بين الله سبحانه وتعالى وأحد مشائخ التصوف .. !!
فالصوفي يقول لله (ياربي ياربُّوة) فيرد الله جل جلاله كما زعم المخرفين بقوله (يا حسن يا حسنوة) ولاحول ولاقوة إلا بالله .. !!
أدع التعليق للقارئ الكريم ولينظر كيف تطاولوا على الله سبحانه وتعالى .. !!
:: الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/kenuzes3adeh/184.jpg
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:03 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
من قال له شيخه طلق إمرأتك ولم يفعل لن يصل ولو عبد الله الف عام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. وبعد:
الكتاب: الميزان الكبرى الشعرانية (المدخلة لجميع أقوال الأئمة المجتهدين)
المؤلف: عبدالوهاب الشعراني .. !!
ورد في الكتاب (وأما من يقول له شيخه: طلق امرأتك أو أسقط حقك من مالك أو وظيفتك مثلاً فيتوقف فلايشم من طريق الوصول إلى عين الشريعة المذكورة رائحة ولو عبدالله تعالى ألف عام بحسب العادة غالباً) .. [ص 27] .. !!
:: الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/up1/mezaan.jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/183)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:06 م]ـ
عليهم من الله ِ ما يستحقون ..
لو قال له أبوه وأمه " طلق امرأتك " فلا يعتد بذلك.
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو الهمام
هؤلاء هدفهم إستعباد المريد لأكل أمواله بالباطل
لاحظ معي هذه القصة بما أنك ذكرت الوالدين
(بعض المشايخ أراد أن يمتحن صدق مريد له فقال: أتحبني؟ قال: نعم، قال: أرأيت إن أمرتك أن تأتيني برأس أبيك أتطيعني؟ قال: يا سيدي! كيف لا أطيعك، ولكن الساعة ترى، فذهب من حينه، وكان ذلك بعد أن رقد الناس فتسور جدار دارهم وعلا فوق السطح ثم دخل على أبيه وأمه، فوجد أباه يقضي حاجته من أمه، فلم يمهله من قضاء حاجته بل قطع رأسه وأتى به للشيخ وطرحه بين يديه، فقال: ويحك إنما كنت مازحاً! فقال له المريد: أما أنا فكل كلامك عندي لا هزل فيه! فقال الشيخ: انظر هل هو رأس أبيك. فنظر المريد فإذا هو رأس فلان العلج، وكان أبوه قد غاب فخانته زوجته في فراشه ومكنته من نفسها، وكوشف الشيخ بذلك، فأرسل المريد ليقتله! وليمتحن صدقه فكان وارث سره والمستولي بعده على فتحه ... ([13]) الإبريز (ص 186 ـ 188).
وهنا موضوع رائع:
التربية عند الصوفية للشيخ أكرم مبارك عصبان .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5568
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 08:37 م]ـ
معاذ َ الله ِ منهم.
سبحان الله.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[16 - 05 - 10, 09:00 م]ـ
شطحة من الشطحات وخرافة من الخرافات .. وإن نحسن به الظن نقول إن من خاطبه إبليس
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:01 م]ـ
بارك الله فيكم أخي المفضال
وشكر الله لكم ونفع بكم وجزاكم من كل خير
واصل وصلك الله برحمة منه
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[19 - 05 - 10, 09:02 م]ـ
بارك الله فيكم أخي المفضال
وشكر الله لكم ونفع بكم وجزاكم من كل خير
واصل وصلك الله برحمة منه
ـ[بنت جامعة الإيمان]ــــــــ[21 - 05 - 10, 08:52 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
الله يهديهم الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
تنبيه/ مما اتضح بالوثائق، عقيدتهم المنحرفه والضاله
على كل من يحب عقيدة أهل السنة والجماعة (العقيدة الصحيحة المتواترة التي
يرضاها الله تعالى ورسولة) الدفاع عنها والتصدي لمثل هذة الخرافات التي تتعرض
لعقيدة المسلمين، ولا يخفى عليكم إنتشار الشيعة وبذلهم جهود جبارة في سبيل ذلك.
وخاصة أصبح الأن ظهور علماء الصوفية جلياً سواء في الفضائيات أو جعلهم خطباء في المساجد
ليس فقط في حضرموت، بل وحتى في العاصمة صنعاء مثل جامع الصالح.
لكن هل جميع أهل حضرموت سواء العامة أو العلماء يعتقدون بهذة الخرافات؟؟؟
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:55 ص]ـ
ملاحظة مهمة: المشاركة رقم 7 ورقم 32 ليس لها علاقة بالتصوف الحضرمي بل هي من كتب ليست لصوفية حضرموت وبما ان عنوان الموضوع جامع لبعض شطحات صوفية حضرموت جرى التنوية
وهذا الخطأ بسبب الأخ المشرف الحبيب الذي قام بجمع الكثير من مشاركاتي بمشاركة واحدة
أسأل الله أن يجمعه مع والديه وأهله وكل أحبابه بالجنة
لكن هل جميع أهل حضرموت سواء العامة أو العلماء يعتقدون بهذة الخرافات؟؟؟
لا يا أختي الكريمة ليس كلهم فحضرموت سنية والمتصوفة شرذمة قليلون لكن العم المالي أظهر شوكتهم فقط
بالنسبة لأهل السنة بحضرموت لاصدقون هذه الخرافات
أما مشايخ التصوف ومريديهم فهم يصدقونها ويؤمنون بها والله المستعان
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:56 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
مدافع لقصف الوهابية .. خرافة من خرافات صوفية حضرموت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
ومازلنا مع المخرفين وعباد القبور والجيف المنتنة والغلو في الأولياء وسبق وأن نقلنا لكم قصة (علي حربة) وسبب هذا الأسم كما زعم المبطلون بأن المعادين للحبيب علي بن حسن في حياته وعلى مقام المشهد بعد وفاته أن هؤلاء المعادين يرونه في منامهم يأتيهم ويطعنهم بحربة له فيستيقظون من منامهم ويخبرون قرابتهم ثم يموتون في الحال .. !!
وهذه المرة خرافة لها نكهة خاصة تطور الأمر فلم يعد يرتبكون القتل بالمنام بل وصل الامر للمدافع وفي أرض الواقع.!!
ورد في رسالة "الكوكب الدري في مناقب أحمد بن محمد الحبشي" (ولما وصل الوهابي حضرموت وأراد هدم قبته الشريفة وإذا بمدافع قد رمتهم من قبره الشريف وثارت المدافع من قبته الشريفة فلما رأى ذلك الوهابي هربوا ولم ينالوا ما أرادوا ولوا منهزمين وعلى أعقابهم مدبرين) .. [ص 6] .. !!
قلت: وهذا مضاد للشرع والعقل وهو من التلفيق الواضح، بل يعد من جنس الخرافات، وأن نسج مثل هذه القصص هدفه إرهاب العامة وتعليق قلوبهم بأصحاب المقابر ليزداد دخل سدنة القبور من أحفاد وأقارب صاحب الضريح .. !!
قال تعالى (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ) .. !!
ولكن هل يعقل صوفية حضرموت كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
مدافع تنطلق من قبه ميت .. قليلاً من التعقل يا صوفية حضرموت هداكم الله .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
الجمعة 14 جمادى الثانية 1431 هـ .. !!
==========
موضوع ذات صلة يبين كذب هؤلاء القبوريين:
لماذا لم يستخدم صوفية حضرموت سلاحهم الفتاك .. مع الإعصار الذي ضرب اليمن .. ؟؟
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/184)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 08:11 ص]ـ
مبارك أخي الكريم / أبا أسامة تثبيت المقال:)
أسأل الله أن يوفقك
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:52 ص]ـ
مدافع لقصف الوهابية .. خرافة من خرافات صوفية حضرموت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
ومازلنا مع المخرفين وعباد القبور والجيف المنتنة والغلو في الأولياء وسبق وأن نقلنا لكم قصة (علي حربة) وسبب هذا الأسم كما زعم المبطلون بأن المعادين للحبيب علي بن حسن في حياته وعلى مقام المشهد بعد وفاته أن هؤلاء المعادين يرونه في منامهم يأتيهم ويطعنهم بحربة له فيستيقظون من منامهم ويخبرون قرابتهم ثم يموتون في الحال .. !!
وهذه المرة خرافة لها نكهة خاصة تطور الأمر فلم يعد يرتبكون القتل بالمنام بل وصل الامر للمدافع وفي أرض الواقع.!!
ورد في رسالة "الكوكب الدري في مناقب أحمد بن محمد الحبشي" (ولما وصل الوهابي حضرموت وأراد هدم قبته الشريفة وإذا بمدافع قد رمتهم من قبره الشريف وثارت المدافع من قبته الشريفة فلما رأى ذلك الوهابي هربوا ولم ينالوا ما أرادوا ولوا منهزمين وعلى أعقابهم مدبرين) .. [ص 6] .. !!
قلت: وهذا مضاد للشرع والعقل وهو من التلفيق الواضح، بل يعد من جنس الخرافات، وأن نسج مثل هذه القصص هدفه إرهاب العامة وتعليق قلوبهم بأصحاب المقابر ليزداد دخل سدنة القبور من أحفاد وأقارب صاحب الضريح .. !!
قال تعالى (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ) .. !!
ولكن هل يعقل صوفية حضرموت كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
مدافع تنطلق من قبه ميت .. قليلاً من التعقل يا صوفية حضرموت هداكم الله .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. !!
الجمعة 14 جمادى الثانية 1431 هـ .. !!
==========
موضوع ذات صلة يبين كذب هؤلاء القبوريين:
لماذا لم يستخدم صوفية حضرموت سلاحهم الفتاك .. مع الإعصار الذي ضرب اليمن .. ؟؟
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=5
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا ننتظر المزيد
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 10, 04:24 ص]ـ
الله المستعان
جزاك الله خيرا
ـ[أبو يحيى الحويني]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:23 م]ـ
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
جزاكم الله ونفع بكم
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[عمر بن عبدالله]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:16 م]ـ
جزاكم الله ونفع بكم.
ـ[عبد الباسط أبوالفضل]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:50 م]ـ
الله المستعان وعليه التكلان
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:54 م]ـ
بارك الله فيكم
حمل اسطوانة التحذير من حج صوفية حضرمون لقبر نبي الله هود عليه السلام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215979)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215979 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215979)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 08 - 10, 02:28 ص]ـ
شوارع تريم شيخ من ليس له شيخ سألتُ عن معنى ذلك فقيل لي: إن العلم كان يُتدارَس بين أهلها، حتى الباعة كانوا يتدارسون المنهاج، فكان المارُّ يمرُّ لغير غرضِ العلم فيتلقَّف مسألة يتدارسونها و هو سائر في الشارع.
معنى لطيف ... جزاكم الله خيرا على الإفادة
وجزى الله الأخ أبا أسامة كل خير على هذا الجمع المبارك
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:26 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
صوفية حضرموت تقبل توبتهم بعد موتهم وفي قبورهم
قال الله تعالى ((إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)) [النساء:17] أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة، سواء كان عمدا أو غيره، وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/185)
إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ثبت ذلك في أحاديث كثيرة، قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، فأما إذا عاين الملك، وحشرجت الروح في الصدر، وبلغت الحلقوم، وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص ((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)) [النساء:18] .. !!
وهكذا يخبرنا الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أن مجال التوبة مفتوح مالم تغرغر النفس .. !!
وإذا غرغرت فإن باب التوبة يغلق .. !!
ولكن .. !!
مشايخ صوفية حضرموت يحادون الله ورسوله، ويعارضون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. !!
ويقولون أن التوبة تقبل حتى بعد مماتهم وفي قبورهم .. !!
ورد في كتاب " تحفة الأحباب " تأليف (العلامة النحوي) عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف " ما نصه:
((وقال رضي الله عنه: كان الحبيب عيدروس بن أحمد بن علي، بن شهاب يقول: ومما أخبرني شيخي ملاذي عبدالله بن أحمد باسودان: أن الفقيه المقدم طلب من ربه لأولاده ثلاثة أشياء:
أن لايموت أحدهم إلا وهو عند رأسه.
وأن لايموت أحدهم إلا وهو مستور.
وأن تقبل توبتهم ولو في القبر.
فأجاب الله طلبه.
ثم قال الحبيب علوي: وكنا نسمع من العم أبي بكر بن عبدالله الخرد أنها تقبل توبتهم ولو في القبر، كما ذكر الحبيب عيدروس بن أحمد المذكور) .. [225 – 226] .. !!
.. :: شاهدوا الوثائق:: ..
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/0.jpg (http://www.soufia-h.net/)
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/t7faa7baab/226-225.jpg (http://www.soufia-h.net/)
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه أنه لايقبل التوبة عند الموت وهؤلاء يقولون أن الله أجاب له طلبه .. !!
فهل نصدق كتاب ربنا وأقوال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أم نصدق هؤلاء الدجالون الأفاكون .. !!
أفتروا على الله أم بهم جنّة،، هؤلاء يكذبون على الله ولاحول ولاقوة إلا بالله .. !!
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (144) سورة الأنعام .. !!
وقال سبحانه مبيناً عاقبة من يكذب عليه (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ) (60) سورة الزمر .. !!
ياصوفية حضرموت أليس فيكم رجل رشيد .. !!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. !!
الجمعة 29 شوال 1431هـ .. !!
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7570 (http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=7570)(58/186)
ياترى مامعنى (أتره) _ (أترح) _ (كاره) _ (سالحين) عند صوفية حضرموت .. !!
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:58 ص]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
ياترى مامعنى (أتره) _ (أترح) _ (كاره) _ (سالحين) عند صوفية حضرموت .. !!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .. وبعد:
:: حديث سؤال الملكين في القبر::
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر. مرتين أو ثلاثا، زاد في حديث جرير ها هنا وقال: وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: يا هذا، من ربك وما دينك ومن نبيك؟ قال هناد: قال: ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. زاد في حديث جرير فذلك قول الله عز وجل: {يثبت الله الذين آمنوا} الآية، فينادي مناد من السماء: أن قد صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، وألبسوه من الجنة قال: فيأتيه من روحها وطيبها قال: ويفتح له فيها مد بصره .. !!
قال: وإن الكافر فذكر موته قال: وتعاد روحه في جسده، وياتيه ملكان فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: هاه هاه هاه، لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري: فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه، هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار. قال: فيأتيه من حرها وسمومها قال: ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه. زاد في حديث جرير قال: ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا. قال: فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين، فيصير ترابا. قال: ثم تعاد فيه الروح .. !!
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4753 خلاصة الدرجة: صحيح .. !!
فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا ان سؤال الملكين في القبر من ربك ومادينك ومن نبيك .. !!
لكن صوفية حضرموت لهم رآي أخر .. !!
فسؤال الملكين عندهم (أتره) _ (أترح) _ (كاره) _ (سالحين) .. !!
وياترى ماهو أجر من حفظ هذه الكلمات الأربع .. !!
:: شاهد الوثيقة::
http://www.soufia-h.com/soufia-h/wathaeq/kenuzes3adeh/157.jpg
والسؤال الآن من أين يأخذون دينهم صوفية حضرموت .. !!
مخالفات صريحة وواضحة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .. !!
نسال الله الهداية لصوفية حصرموت .. !!(58/187)
أقوال العلماء في إثبات اسم الله الأعظم
ـ[ابو عبيد الجزائري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 01:01 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/ 224 - 225):
((وقد أنكره قوم، كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري، وجماعة بعدهما، كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني، فقالوا: لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض، ونسب ذلك بعضهم لمالك؛ لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور؛ لئلا يظن أن بعض القرآن أفضل من بعض، فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم العظيم، وأن أسماء الله كلها عظيمة، وعبارة أبي جعفر الطبري: "اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم، والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة؛ إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم، ولا شيء أعظم منه"، فكأنه يقول: كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم، فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم، وقال ابن حبان: "الأعظمية الواردة في الأخبار إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك، كما أطلق ذلك في القرآن، والمراد به مزيد ثواب القارئ. وقيل: المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقا، بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله تعالى؛ فإن من تأتّى له ذلك استجيب له، ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق، وعن الجنيد، وعن غيرهما".
وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم، ولم يُطْلِعْ عليه أحدا من خلقه.
وأثبته آخرون مُعَيَّناً، واضطربوا في ذلك، وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولا:
الأول: الاسم الأعظم "هو"، نقله الفخر الرازي عن بعض أهل الكشف، واحتج له بأن من أراد أن يعبر عن كلام معظم بحضرته لم يقل له: أنت قلت كذا، وإنما يقول: هو يقول؛ تأدبا معه.
الثاني: "الله"؛ لأنه اسم لم يطلق على غيره، ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى، ومن ثم أضيفت إليه.
الثالث: "الله الرحمن الرحيم"، ولعل مستنده ما أخرجه ابن ماجة عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل، فصلت ودعت: (اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم ... ) الحديث، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: ((إنه لفي الأسماء التي دعوت بها)) قلت: وسنده ضعيف، وفي الاستدلال به نظر لا يخفى.
الرابع: "الرحمن الرحيم الحي القيوم"؛ لما أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم} [البقرة:163]، وفاتحة سورة آل عمران {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} [آل عمران:2])) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وحسنه الترمذي وفي نسخة صححه، وفيه نظر؛ لأنه من رواية شهر بن حوشب.
الخامس: "الحي القيوم"، أخرج ابن ماجة من حديث أبي أمامة: ((الاسم الأعظم في ثلاث سور، البقرة وآل عمران وطه)) قال القاسم الراوي عن أبي أمامة: (التمسته منها فعرفت أنه الحي القيوم)، وقواه الفخر الرازي، واحتج بأنهما يدلان من صفات العظمة بالربوبية مالا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما.
السادس: "الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، الحي القيوم" ورد ذلك مجموعا في حديث أنس عند أحمد والحاكم، وأصله عند أبي داود والنسائي، وصححه ابن حبان.
السابع: "بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام" أخرجه أبو يعلى من طريق السري بن يحيى عن رجل من طي وأثنى عليه قال: كنت اسأل الله أن يريني الاسم الأعظم، فأُريته مكتوبا في الكواكب في السماء.
الثامن: "ذو الجلال الإكرام" أخرج الترمذي من حديث معاذ بن جبل قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: يا ذا الجلال والإكرام فقال: ((قد استجيب لك، فسل))، واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة في الإلهية؛ لان في الجلال إشارة إلى جميع السلوب، وفي الإكرام إشارة إلى جميع الإضافات.
التاسع: "الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم من حديث بريدة، وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.
العاشر: "ربّ ربّ" أخرجه الحاكم من حديث أبي الدرداء وابن عباس بلفظ ((اسم الله الأكبر رب رب))، وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة: ((إذا قال العبد: يا رب يا رب، قال الله تعالى: لبيك عبدي، سل تعط)) رواه مرفوعا وموقوفا.
الحادي عشر: "دعوة ذي النون" أخرج النسائي والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه ((دعوة ذي النون في بطن الحوت: لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له)).
الثاني عشر: نقل الفخر الرازي عن زين العابدين أنه سأل الله أن يعلمه الاسم الأعظم، فرأى في النوم: هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم.
الثالث عشر: هو مخفي في الأسماء الحسنى، ويؤيده حديث عائشة المتقدم، لما دعت ببعض الأسماء وبالأسماء الحسنى، فقال لها صلى الله عليه وسلم: ((إنه لفي الأسماء التي دعوت بها)).
الرابع عشر: كلمة التوحيد، نقله عياض كما تقدم قبل هذا)) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/188)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:36 م]ـ
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
فوائد قيمة .. زادك الله علما وهدى وتقى وصلاحا وألهمك اسمه الأعظم ..(58/189)
طريقة الرد على أرباب الطرق الصوفية .. للعلامة / عبدالله بن جبرين (رحمه الله) "
ـ[صالح عبد الله التميمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:02 م]ـ
الفتوى
(12207)
موضوع الفتوى
طريقة الرد على أرباب الصوفية
السؤال
س: لي صديقة عزيزة تزوجت حديثا وزوجها من أرباب الطريقة الأحمدية، وهي طريقة صوفية منتشرة وحيث أنها تبادلني الرأي والمشورة نظرا لفكر زوجها الخاطئ، ولكن ندرة المعلومات تجاه الرد على هذا الفكر ونظرياته تجعلها لا تستطيع الرد على فكر زوجها المزعوم رغم استشعارها بالفجوة بين الفكر الإسلامي الصحيح والفكر الصوفي المخالف.
نرجو أن تبينوا لنا الطريقة السليمة للزوجة في الرد على فكر زوجها مع العلم أنه يفتح المناقشة دائما ظانا أنه على صواب طالما لم يجد من يرد عليه بالحجة.
أفتونا مأجورين حول هذه القضية وجزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين.
الاجابة
عليكم أن تبينوا لها خطأ هذه الطريقة وأنها بدعة محدثة لم تكن على عهد الصحابة، ولم يكن عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهي مردودة على من جاء بها، وتطالعوا كتب الرد على المتصوفة عموما وعلى الأحمدية خصوصا، ومع ذلك فلا تستوجب هذه الطريقة التفريق بينها وبين زوجها بل لها أن تبقى معه وتستمر في إظهار الحق والعمل بالسنة والمناقشة معه في هذه الطريقة المبتدعة رجاء أن يتأثر ويتوب، والله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين(58/190)
هل ينزل عيسى عليه السلام آخر الزمان؟؟
ـ[أبو حسام الحريري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:30 م]ـ
حياكم الله أحبتي في الله ..
سؤالي في العنوان لا يحمل إنكارا بل استفهاما ورد على لسان أحد طلبة العلم الذي يقول إن هناك رأيا معتبرا ينكر نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان فهل ثمة قول بهذه المسألة؟؟
ـ[أبو حسام الحريري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:17 م]ـ
أفيدونا مأجورين ..
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:37 م]ـ
هناك فتوي للشيخ ابن باز تقول بكفر من انكر نزول عيسي عليه السلام
و ينظر هنا
http://www.binbaz.org.sa/mat/21563
ـ[أبو حسام الحريري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:11 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم.
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ما في ذلك من شك، والأحاديث في نزوله متواترة،
عذاب قبر ثم طائفه ... نزول عيسى ومهدي علمه
عروج أحمد ورفع ياذكي .. خروج دجال وذا بلاشك
والمرءمع محبه والرفع فع .. وكل مسكر وحديث مقالتي
والقبورمساجدوويل للأعقاب .. ولأحرف السبعة ولاتك مرتاب
وقد كنت شرعت في نظم الأحاديث المتواترةمنذ زمن،ولكن توقفت نظرالكثرة المشاغل، والله المستعان.(58/191)
خبرهام منقول- لكل من عنده سؤال لايعرفه في العقيدةوالمذاهب المعاصرة
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 06:20 م]ـ
يسرإدارة الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة أن تعلن عن عقد لقاءات علمية مع بعض العلماء، وطلاب العلم المختصين بالدراسات العقائديةالحلقةالثانية
وسوف نستضيف في هذا اللقاء:
فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعود بن عبد العزيز الخلف حفظه الله
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرةبالجامعة الإسلامية،ورئيس الجمعيةالعلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
للمشاركة على الرابط التالي
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=5005 (http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=5005)(58/192)
ما موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من هذا الحديث
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل صحيح ان شيخ الاسلام ابن تيمية صحح الحديث الذي فيه ان النبي رأي ربه في صورة شاب امرد و قد نظرت في المواضيع التي في الملتقي عن هذا الموضوع فلم افهم منها شئ؟؟؟؟؟؟
ارجو ان تكون الاجابة مختصرة
و جزاكم الله خير
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:12 ص]ـ
أخي الكريم أحمد أنقل لك كلام الشيخ طارق عوض الله في كتابه الفذ "الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات " صفحة 121 إلي صفحة 124 ما نصه:
التنقية .. قبل التقوية
يجب على الباحث قبل الاعتبار بالرواية، وضمها إلى غيرها لإحداث التقوية والاعتضاد، يجب عليه أن يُوفِي الرواية حقها من النقد الخاص؛ وذلك بالنظر في رواتها، وهل فيهم من هو متهم بالكذب أو غير ذلك مما يُفضي إلى اطراح روايته وعدم الاعتبار بها.
وأيضاً إذا كان الراوي غير متهم، ولا مغفَّل، يُنظر في مدى حفظه للإسناد، وهل أخطأ فيه خطأ فاحشاً، يقدح في الاعتبار به، كأن يكون ـ مثلاً ـ دخل عليه حديث في حديث، أو إسناد في إسناد، فيظهر بذلك أن روايته تلك منكرة بهذا الإسناد الذي جاء به.
وقد يكون أسقط من الإسناد كذاباً أو متروكاً كان فيه ـ إما غفلة، أو تدليساً ـ، فيظهر بذلك، أو الرواية راجعة إلى رواية كذاب أو متروك، فلا يعتبر بها.
وقد ينقلب عليه راوٍ براوٍ آخر، وقد يكون راوي الحديث كذاباً أو متروكاً، فينقلب عليه بثقة، إما لاشتباه الأسماء، أو بسبب تصحيف، أو غير ذلك، فيظهر أن صواب الرواية أنها من رواية ذاك الكذاب أو المتروك، وليس من رواية الثقة، فتسقط عن حد الاعتبار.
وقد يكون أصل الحديث معروفاً مشهوراً؛ إلا أن هذا الراوي زاد في المتن زيادة منكرة ليست هي من الحديث، فهذه الزيادة بخصوصها لا يعتبر بها؛ لأنها منكرة، ليس لذكرها في الحديث أصل يرجع إليه.
المهم؛ أن يُولي الباحث الرواية حقها من البحث الذاتي قبل الاعتبار بغيرها، مكتفياً بحال الراوي فحسب.
فإن التقوية ليست للراوي، بل لروايته، فقد يكون الراوي ضَعْفُهُ هين، ولكن روايته تلك راوية منكرة، ثبت خطؤه في إسنادها أو متنها، فالرواية ساقطة عن حد الاعتبار، ولا ينفعها حينئذ حال راويها.
كما أن الثقة إذا ثبت خطؤه في رواية بعينها، كانت روايته تلك شاذة، ساقطة عن حد الاعتبار، ولا ينفعها ثقة راويها.
مثال آخر:
حديث: مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل ـ امرأة أُبي بن كعب ـ أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر أنه، رأى ربه في المنام في صورة شاب مُوَفِّر، رجلاه في حضر، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب " (1)!
فهذا حديث؛ باطل منكر، لا يشك من اشتم رائحة العلم في ذلك.
وقد أنكره جماعة من أهل العلم:
فقد سُئل عنه الإمام أحمد (2)، فحول وجهه عن السائل، ثم قال:
هذا منكر؛ مروان بن عثمان هذا رجل مجهول، وعمارة بن عامر هذا الذي روى عنه مروان لا يعرف "
وقال النسائي:
" ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله عز وجل؟! ".
وقال عبد الخالق بن منصور (1):
" رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ـ يعني: هذا
الحديث ـ، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث ".
قلت: يعني ـ والله أعلم ـ: أنه ما كان لنعيم ـ وهو من أهل السنة ـ أن يحدث بهذا الحديث المنكر، الذي تشتم منه رائحة التجسيم.
وقال ابن حبان في ترجمة عمارة بن عامر من " الثقات " (2):
" يروي عن أم الطفيل ـ امرأة أُبي بن كعب ـ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال " رأيت ربي " ـ حديثاً منكراً، لم يسمع عمارة من أم الطفيل؛ وإنما ذكرته لكي لا يغتر الناظر فيه، فيحتج به من حديث أهل مصر ".
وقال الحافظ ابن حجر (3):
" وهو متن منكر ".
وقد أخرجه: ابن أبي عاصم في " السنة " (471) بإسناده مختصراً،
فحذف القدر المنكر منه، واكتفى بقوله: " رأيت ربي في المنام في أحسن صورة "، وقال " وذكر كلاماً ".
فلم يَتَنَبَّه بعض أفاضل أهل العلم لنكارة متنه، فاعتبره صحيحاً بالأحاديث التي قبله، و التي فيها: " رأيت ربي في أحسن صورة ".
وهذا؛ من عيب الاختصار من جهة، ومن جهة أخرى من عيب تقوية الرواية بغيرها من الشواهد التي توافقها في المعنى، قبل النظر في حال الرواية بذاتها، واستفراغ البحث في نقدها بخصوصها، وهل هي منكرة، أم محتملة،
لأنه إذا ثبت أنها منكرة، وأن الراوي أخطأ في المتن، فأتى به بلفظ منكر، فما المانع من أن يكون قد أخطأ في السند أيضاً، وأتى به على غير وجهه، وهو قد تفرد بالإسناد والمتن معاً.
ومعلوم؛ أن الخطأ في الأسانيد أكثر من الخطأ في المتون، فإن الأسانيد كثيرة ومتشعبة، بخلاف المتون، ولذا تجد الرواة كثيراً ما يتفقون على المتن، وإن اختلفوا في إسناده، بل كثيراً ما يجيء الضعفاء بأسانيد متعددة لمتن واحد، فيتفقون في المتن، وإن تفرد كل منهم بإسناد له.
فما ثبت في متنه نكارة، لا ينفع إسناده في باب الشواهد، إذا كان راويه قد تفرد بالإسناد والمتن معاً.
وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/193)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
اخي صالح جزاك الله خير
لكن هل ابن تيمية قال بصحة هذا الحديث
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:28 ص]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى المجلد 3 ص 387 ما نصه:
وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال رأيت ربي في صورة كذا وكذا يروي من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج فإن هذا الحديث كان بالمدينة وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم وقال رأيت كذا وكذا وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة كما قال الله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج
وقد اتفق المسلمون على أن النبي لم ير ربه بعينيه في الأرض وأن الله لم ينزل له إلى الأرض وليس عن النبي صلى الله عليه و سلم قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض بل الأحاديث الصحيحة إن الله يدنو عشية عرفة وفي رواية إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له "
قلت فهذا الحديث غير الحديث الذي حكم عليه بالوضع الأئمة فذلك حديث وهذا حديث آخر فالحديث الذي يذكره ابن تيميةأخرجه أحمد (4/ 66، 5/ 378) عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرفوعا مطولا. وأخرجه أحمد (5/ 243) والترمذي (3235) عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال، فذكره بطوله. وصححه الترمذي والبخاري. وأخرجه أحمد (1/ 368) والترمذي (3233، 3234) عن ابن عباس.
و لفظه كما قال الترمذي في في سننه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاَجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَتَانِى رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّى وَسَعْدَيْكَ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ رَبِّى لاَ أَدْرِى فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ. فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ فِى الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ وَفِى نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِى الْمَكْرُوهَاتِ وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وقال أيضا:
- وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِطُولِهِ وَقَالَ «إِنِّى نَعَسْتُ فَاسْتَثْقَلْتُ نَوْمًا فَرَأَيْتُ رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى». حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ أَبُو هَانِئٍ الْيَشْكُرِىُّ حَدَّثَنَا جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمِ عَنْ أَبِى سَلاَّمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ الْحَضْرَمِىِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ السَّكْسَكِىِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضى الله عنه قَالَ احْتُبِسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/194)
بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَجَوَّزَ فِى صَلاَتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ قَالَ لَنَا «عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ». ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ «أَمَا إِنِّى سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِى عَنْكُمُ الْغَدَاةَ إِنِّى قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِى فَنَعَسْتُ فِى صَلاَتِى حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ.
قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ لاَ أَدْرِى. قَالَهَا ثَلاَثًا قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَتَجَلَّى لِى كُلُّ شَىْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ فِى الْكَفَّارَاتِ قَالَ مَا هُنَّ قُلْتُ مَشْىُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَالْجُلُوسُ فِى الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِى الْمَكْرُوهَاتِ. قَالَ فِيمَ قُلْتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الْكَلاَمِ وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
قَالَ سَلْ. قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِى وَتَرْحَمَنِى وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِى غَيْرَ مَفْتُونٍ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ اللَّجْلاَجِ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِىُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهَذَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ. هَكَذَا ذَكَرَ الْوَلِيدُ فِى حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَى بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى المجلد 3 ص 387 ما نصه:
وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه قال رأيت ربي في صورة كذا وكذا يروي من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري هذا الحديث لم يكن ليلة المعراج فإن هذا الحديث كان بالمدينة وفي الحديث أن النبي نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم وقال رأيت كذا وكذا وهو من رواية من لم يصل خلفه إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم وبنص القرآن والسنة المتواترة كما قال الله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام مع أن رؤيا الأنبياء وحي لم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج
وقد اتفق المسلمون على أن النبي لم ير ربه بعينيه في الأرض وأن الله لم ينزل له إلى الأرض وليس عن النبي صلى الله عليه و سلم قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض بل الأحاديث الصحيحة إن الله يدنو عشية عرفة وفي رواية إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/195)
قلت فهذا الحديث غير الحديث الذي حكم عليه بالوضع الأئمة فذلك حديث وهذا حديث آخر فالحديث الذي يذكره ابن تيمية أخرجه أحمد (4/ 66، 5/ 378) عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرفوعا مطولا. وأخرجه أحمد (5/ 243) والترمذي (3235) عن عبد الرحمن بن عائش عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل قال، فذكره بطوله. وصححه الترمذي والبخاري. وأخرجه أحمد (1/ 368) والترمذي (3233، 3234) عن ابن عباس.
و لفظه كما قال الترمذي في في سننه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاَجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَتَانِى رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّى وَسَعْدَيْكَ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ رَبِّى لاَ أَدْرِى فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قَالَ يَا مُحَمَّدُ. فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ فِى الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ وَفِى نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِى الْمَكْرُوهَاتِ وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وقال أيضا:
- وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِطُولِهِ وَقَالَ «إِنِّى نَعَسْتُ فَاسْتَثْقَلْتُ نَوْمًا فَرَأَيْتُ رَبِّى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى». حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ أَبُو هَانِئٍ الْيَشْكُرِىُّ حَدَّثَنَا جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمِ عَنْ أَبِى سَلاَّمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ الْحَضْرَمِىِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ السَّكْسَكِىِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضى الله عنه قَالَ احْتُبِسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَجَوَّزَ فِى صَلاَتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ قَالَ لَنَا «عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ». ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ «أَمَا إِنِّى سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِى عَنْكُمُ الْغَدَاةَ إِنِّى قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِى فَنَعَسْتُ فِى صَلاَتِى حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ.
قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ لاَ أَدْرِى. قَالَهَا ثَلاَثًا قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَتَجَلَّى لِى كُلُّ شَىْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ فِى الْكَفَّارَاتِ قَالَ مَا هُنَّ قُلْتُ مَشْىُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَالْجُلُوسُ فِى الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِى الْمَكْرُوهَاتِ. قَالَ فِيمَ قُلْتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الْكَلاَمِ وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
قَالَ سَلْ. قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِى وَتَرْحَمَنِى وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِى غَيْرَ مَفْتُونٍ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ اللَّجْلاَجِ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ الْحَضْرَمِىُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهَذَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ. هَكَذَا ذَكَرَ الْوَلِيدُ فِى حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَى بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/196)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[07 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
الذي فهمته من كلامك ان ابن تيمية صحح الحديث الذي فيه (رايت ربي في احسن صورة)
و لم يصحح الاخر الذي فيه ذكر الشاب الامرد
فهل فهمت جيدا؟؟؟
و سامحني ان اتعبتك بكثرة الأسئلة
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:04 ص]ـ
نعم هو كما فهمت أخي الحبيب أحمد أن هذين الحديثين مختلفان أحدهما وهو الذي ذكرته في سؤالك غير الحديث الذي يصححه ابن تيمية والترمذي من قبله بل والبخاري.
فالحديث الذي حكم عليه الأئمة بالوضع هو " عن أم الطفيل ـ امرأة أُبي بن كعب ـ أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر أنه، رأى ربه في المنام في صورة شاب مُوَفِّر، رجلاه في حضر، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب "
فهو كما قال الشيخ طارق " فهذا حديث؛ باطل منكر، لا يشك من اشتم رائحة العلم في ذلك "
أما الحديث الذي يستدل به شيخ الإسلام ابن تيمية فهو رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الترمذي بل والبخاري ولفظه " عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضى الله عنه قَالَ احْتُبِسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَجَوَّزَ فِى صَلاَتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ قَالَ لَنَا «عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ». ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ «أَمَا إِنِّى سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِى عَنْكُمُ الْغَدَاةَ إِنِّى قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِى فَنَعَسْتُ فِى صَلاَتِى حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ.
قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ لاَ أَدْرِى. قَالَهَا ثَلاَثًا قَالَ فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَتَجَلَّى لِى كُلُّ شَىْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى قُلْتُ فِى الْكَفَّارَاتِ قَالَ مَا هُنَّ قُلْتُ مَشْىُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَالْجُلُوسُ فِى الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِى الْمَكْرُوهَاتِ. قَالَ فِيمَ قُلْتُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلِينُ الْكَلاَمِ وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
قَالَ سَلْ. قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِى وَتَرْحَمَنِى وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِى غَيْرَ مَفْتُونٍ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ». قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا " والحمدلله رب العالمين
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:13 ص]ـ
فهو كما قال الشيخ طارق " فهذا حديث؛ باطل منكر، لا يشك من اشتم رائحة العلم
لكني فهمت من بعض المواضيع علي الملتقي انه قد صححه بعض اهل العلم
فكيف صححوا هذا الحديث علي ما فيه من تجسيم
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:38 ص]ـ
قلت: بين ذلك أيضا الشيخ طارق حينما قال:
وقد أخرجه: ابن أبي عاصم في " السنة " (471) بإسناده مختصراً،
فحذف القدر المنكر منه، واكتفى بقوله: " رأيت ربي في المنام في أحسن صورة "، وقال " وذكر كلاماً ".
فلم يَتَنَبَّه بعض أفاضل أهل العلم لنكارة متنه، فاعتبره صحيحاً بالأحاديث التي قبله، و التي فيها: " رأيت ربي في أحسن صورة ".
وهذا؛ من عيب الاختصار من جهة، ومن جهة أخرى من عيب تقوية الرواية بغيرها من الشواهد التي توافقها في المعنى، قبل النظر في حال الرواية بذاتها، واستفراغ البحث في نقدها بخصوصها، وهل هي منكرة، أم محتملة "
قلت: فإن كان هناك من أهل العلم من صحح هذا الحديث فقد جانب الصواب وله أجر إن شاء الله تعالى(58/197)
سماع أصوات أهل القبور
ـ[منار المسلمة]ــــــــ[07 - 10 - 09, 02:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشر شريط بين الناس وهذا الشريط يزعم قائله أن الروس وضعوا أجهزة تحت الأرض وسمعوا أصوات البشر من الرجال والنساء وهم يعذبون في القبر وعلّق على هذا الشريط الزنداني يقول نعم هذا صحيح. فما ترون في هذا الأمر
هل ينشر الشريط؟؟ وهل ينكر على من يوزعة؟؟ أفتونا مأجورين؟؟
أجاب فضيلة الشيخ صالح الفوزان
الجواب: أرى أن الشريط يتلف ولا يوزع لأن فيه متجاوزات:
أولاً: أن عذاب القبر (من علم الله الذي لايعلمه إلا الله) فالتعذيب في القبر هذا من علم الغيب ومن أمور الآخرة لم يطلع عليها إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يطلعه على شيء من الغيب قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} (27) سورة الجن
ثانياً: هذا فيه ترويع للناس ربما يصاب بعض الناس بعقله إذ سمع هذا الشريط ففيه ترويع وتخويف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع)
الرسول ترك هذا خوفاً عليهم من الترويع عذاب القبر تواترت الأدلة فيه فنحن نعتمد على الأدلة ولا نعتمد على أقوال الكفار الروس أو غيرهم ونؤمن بعذاب القبر ونتيقنه ونثبته ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به.
ثالثاً: هو يزعم أن الروس وصلوا الطبقة السابعة من الأرض لأن الأرض سبع طبقات قال الله تعالى
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (12) سورة الطلاق
فطباق الأرض مثل طباق السماء هل أحد يخترق طباق السماء؟! فكيف يخترق طباق الأرض؟!
رابعاً: مالذي يدريك أن هذه أصوات القبور ولا تكون غيرهم بأن يكون جاء عند ناس يصارخون ويتكلمون وسجلهم في شريط لأجل التمويه من الذي يأمنهم فعلينا أننا نحذر من هذه الأمور ومن هذه الترويجات.
المرجع:
الإجابات المهمة في المشاكل الملمة
(صالح الفوزان).
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:28 ص]ـ
(14192)
سؤال: لقد انتشرت ظاهرة سماع أناس يعذبون في قبورهم، وتم نشره عبر الانترنت وقد تم تسجيل شريط، وقد وزع في كل الدول الإسلامية والشيخ الذي قال ذلك هو الزنداني أرجو من فضيلتكم الجواب لكي يطمئن قلبي لأن الأموات لا يسمعهم إلا البهائم؟
الجواب: قد انتشر هذا الشريط وسمعنا بعضه، ونسب للشيخ عبد المجيد الزنداني، ومع ذلك فإنا نشك في صحته، وذلك لأن الله تعالى حجب عنا سماع أصوات الموتى، ولذلك قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ولو سمعها الإنسان لصعق"، فننصح بعدم تداول هذا الشريط، الذي في صحته نظر، ونحسن الظن بالزنداني، وأنه ما قصد إلا الخير، ورجاء الاتعاظ. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
4/ 11/1426هـ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 08 - 10, 02:05 ص]ـ
(14192)
سؤال: لقد انتشرت ظاهرة سماع أناس يعذبون في قبورهم، وتم نشره عبر الانترنت وقد تم تسجيل شريط، وقد وزع في كل الدول الإسلامية والشيخ الذي قال ذلك هو الزنداني أرجو من فضيلتكم الجواب لكي يطمئن قلبي لأن الأموات لا يسمعهم إلا البهائم؟
الجواب: قد انتشر هذا الشريط وسمعنا بعضه، ونسب للشيخ عبد المجيد الزنداني، ومع ذلك فإنا نشك في صحته، وذلك لأن الله تعالى حجب عنا سماع أصوات الموتى، ولذلك قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ولو سمعها الإنسان لصعق"، فننصح بعدم تداول هذا الشريط، الذي في صحته نظر، ونحسن الظن بالزنداني، وأنه ما قصد إلا الخير، ورجاء الاتعاظ. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
4/ 11/1426هـ
أما أنا فهذا ما رأيته في الفتوى!
رحم الله الشيخ ابن جبرين، كم كان عنده من علم وحلم!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[07 - 08 - 10, 02:26 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين، واحسرتاه على من فارقناه.
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[07 - 08 - 10, 03:18 م]ـ
و للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى درس تحت عنوان:
سماع عذاب اهل القبور
ـ[الرقيان]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:56 ص]ـ
وهذا الشريط يذكر في منتديات العلمانيين والليبراليين ويستهزؤون بأهل الإسلام ولا أستبعد أن يكون هذا من عملهم ليشككوا الناس بدينهم والله أعلم(58/198)
قال الهروي في منازل السائرين عند منزلة الحياء كلاماً لم افهمه. .
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:34 م]ـ
قال الهروي _عند منزلة الحياء _" الدرجة الثالثة: حياء يتولد من شهود الحضرة، و هي التي لا تشوبها هيبة، و لا تقارنها تفرقة، ولا يوقف لها غاية ".
قال ابن القيم:
شهود الحضرة: انجذاب الروح والقلب من الكائنات وعكوفه على رب البريات فهو في حضرة قربه مشاهدا لها وإذا وصل القلب إليها غشيته الهيبة وزالت عنه التفرقة إذ ما مع الله سواه فلا يخطر بباله في تلك الحال سوى الله وحده وهذا مقام الجمعية.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:51 م]ـ
لعل الكلام لم يتضح!!
ما معنى شهود الحضرة هنا؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:25 م]ـ
يقصد ـ و الله أعلم ـ استحضار مشاهدة الله تعالى , التي هي مرتبة من مراتب الإحسان , و هي التي تسمى مرتبة المشاهدة و دونها مرتبة المراقبة (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
فهذا الحياء صادر من استحضار مشاهدة الله تعالى.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:22 ص]ـ
بارك الله فيك. . و زادك وعلما و تقى. . وجعلك الله من المحسنين.
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 09, 02:28 ص]ـ
قول الهروي -رحمه الله تعالى _و هي التي لا تشوبها هيبة:
أي: أن شهود الحضرة هنا ليس فيه استشعار الهيبة فالمقام هنا مقام حياء لا مقام تعظيم - والله أعلم -
[وإن كان كلام ابن القيم بخلافه ولكن هذا هو ظاهر عبارة الهروي]
و لا تقارنها تفرقة:
إذ قد يحضر الإنسان حساً بين يدي معظّم ومع هذا قد ينشغل بغيره، أو يكون فيه التفات إليه ولو ذهناً.
ولا يوقف لها غاية:
أي أن عظمة وبركات هذا الشهود لا حد لما يترتب عليه، ولهذا قصرت عنه العبارة - والله أعلم -(58/199)
الى من ينسب الاشاعرة المعاصرين مذهب التأويل والتفويض والاثبات.
ـ[احمد عبدالعزيز عبدالله]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على امام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحه اجمعين ومن تبعهم الى يوم الدين، اما بعد.
بعض الخواطرتذهب وبعضها تبقى. وهذه من الخواطر التي اذكرها منذ زمن، منذ ان قرأت كتابا بعنوان (الخلافات الفكرية في الاسلام) لاحد الباحثين الاشاعرة وهو الدكتور حرسي هيلولة المحاضر في الجامعة الاسلامية بماليزيا. ومن خلال بحثه توصل هذا الدكتور الاشعري الصوفي الحبشي الى ان العقيدة المبنية على مذهب الاثبات كانت سائدة في زمن النبوة، وان مذهب التفويض مذهب عقيم. وان مذهب التأويل هو مذهب نجده اول مرة عند الجعد بن درهم وجهم بن صفوان. فكان لازم قوليه الاخرين ان ما اصّله الاشاعرة في العقيدة وقرروه لأنفسهم يؤول امره الى التجهم اواللاأدرية وكلاهما منكر كهذا الاصل:
وكل نص اوهم التشبيه * * * * اوله او فوض ورم تنزيه.
وانا من واجبي ان اضع امام القارئ - خاصة الاشاعرة - مقتطفات من هذا البحث ليعلموا حقيقة اصل مذهبي الاشاعرة (التأويل والتفويض) من منظور الاشاعرة انفسهم وبالاخص المعاصرين كأمثال الدكتور حرسي والنشار.
وصاحب هذا البحث لا يختلف عن حال الكثيرين من ابرز الاشاعرة المعاصرين كسعيد فودة، والازهري، وعبدالله الحبشي في بغضهم لاهل السنة من السلف والخلف الذين يثبتون الصفات ورميهم لهم بالتجسيم والتشبيه. فكلهم يعلم يقينا ان مذهب اثبات الصفات كما جاءت هو مذهب السلف وان التأويل هومذهب الجهمية والمعتزلة اما التفويض فلا مكان له الا عند ذكر الكيفية. لكن الله ابتلاهم حتى يكون علمهم حجة عليهم. فقد سُئل الازهري (مشرف منتدى الازهريين): من هو اول من تأول الصفات و قدوتكم في تأويلها؟ فاجاب: قدوتنا ابن عباس لقوله عليه الصلاة والسلام: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل. لكن السائل كذبه بجواب للدكتور النشار الاشعري والذي يقول: (ان جهما نادى بنفي الصفات حين راى مقاتل بن سليمان ينادي بالتشبيه) فاسقط الازهري في يده ولم يعقب.
وفي هذا البحث يكشف الدكتور حرسي مغالطات الازهري وأمثاله ويؤيد ما ذهب اليه النشار موضحا اصل هذا المذهب ومنبعه فيقول: التعطيل اوالتأويل هو مذهب نجده لاول مرة عند الجعد بن درهم وتلميذه جهم بن صفوان. ولا نستطيع ان نثبت ان الجعد أخذ هذا المذهب عن بعض السلف ..... والمذهب الاشعري هومذهب يؤول الصفات .... والتأويل اصله مذهب التعطيل الذي قال به الجعد بن درهم وجهم بن صفوان.
فهل تيقنتم يا معشر الاشاعرة وعلمتم الآن بأقلام باحثيكم المعاصرين ان التأويل الذي يزينه لكم الازهري والحبشي وفودة اصله مذهب الجهمية الذي اخترعه الجعد بن درهم وجهم بن صفوان؟. و هل علمتم ان اول من جاء بالتأويل هو الجعد بن درهم وعنه اخذ الجهم بن صفوان، وعن جهم تلقى المعتزلة نفي الصفات والعلو، وخلق القرآن وسموا ذلك توحيدا، وعنهم تلقى الاشاعرة وسموا ذلك تأويلا.
ولست بشاك ان يقول احدكم في نفسه لا نوافق النشار و الدكتور حرسي فيما ذهبا اليه، لكن هذا لا يكفي، بل المطلوب ادلة تبين ان ما انتم عليه من التأويل للصفات كان سائدا في زمن النبوة ان اردتم ان يصدقكم العقلاء من الناس. والا فالامانة العلمية تلزم كباركم كالازهري وفودة و الحبشي نسبة اصل مذهب تأويل الصفات الذي انتم عليه الى صاحبه (جهم بن صفوان) كما فعله الدكتور حرسي وسبقه في ذلك النشار.
اما التفويض الذي ينسبه الاشاعرة الى السلف فقد نسفه هذا الدكتور الاشعري الصوفي نسفا، فقال: اما التفويض، فهو مذهب قد انقرض انصاره، وذلك انه مذهب عقيم يؤول امره الى اللاادرية، فالقول بأن معنى هذه الكلمات المتشابهة لا يعلمه الا الله مع انه يبدو حقا، الا انه لا يشبع غريزة العقل الانساني وهي حب الاطلاع والتشوق الى معرفة مزيد من التفصيلات عن اسرار الخالق، حتى ان كثيرا من المفسرين لم يرضوا بهذا التفويض حتى في اكثر الالفاظ غموضا في القرآن كالحروف الموضعة في فواتح السور. انتهى.
وكأن الدكتور حرسي فهم جيدا قوله تعالى: (كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته). ففي الآية تكليف بتدبر جميع الآيات. وكأنه فهم ما قرره الامام ابو نصر القشيري فقال: (قال تعالى: بلسان عربي مبين). فكيف ينزل الآيات على عباده وهي عنده ليست من المبين الواضح؟ فأي حكمة في انزالها اذا كان العرب لا يفهمونها؟.
وكأنه فهم ما قصده ابن عباس رضي الله عنهما: اننا ممن يعلمون تأويله.
فما الذي قصده ابن عباس رضي الله عنهما بانه يعلم تأويله؟؟
فان قال المفوض انه قصد الكيف كان هذا كفرا لآن الله يقول: (ولا يحيطون به علما). اما ان قال كان القصد علم المعنى فقد نقض بذلك مذهبه. وقول ابن عباس رضي الله عنهما في معرفة المعنى حجة على اصحاب الشبهات من اهل التفويض والذين يتحصنون وراء كلمة "لا كيف ولا معنى" التي جاءت في اقوال بعض اهل العلم، فمرادهم هو عدم تكييف الصفات وعدم تفسيرها كتفسير الجهمية بل امرارها كما جاءت بالمعنى الذي تفهمه العرب من لغتها وما يجري مفهوما في كلامها ومعقولا في عادة اهل الخطاب.
وبعد هذا نتسأل: هل يرضى الاشاعرة ان ينسبوا المذاهب العقيمة واللاأدرية الى السلف؟!!!.
ام هل يرضى الاشاعرة ان ينتسبوا الى مذهب جهم بن صفوان والجعد بن درهم؟!!!
وللحديث بقية ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/200)
ـ[احمد عبدالعزيز عبدالله]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:12 م]ـ
يقول هذا الباحث الاشعري في مذهب الاثبات بعد ان ذكر اقوال من يؤيده من الاشاعرة المعاصرين ومنهم الدكتور عرفان عبدالحميد والدكتور النشار، يقول: ولكننا نرى ان التشبيه قد ظهر في مرحلة متقدمة في القرن الأول الهجري، لما سنرى ان بعض المشبهة والمجسمة عاشوا في تلك الفترة، وكان مالك بن انس، ومقاتل بن سليمان، واحمد بن حنبل وداوود الظاهري وغيرهم من أهل الحديث والفقه يذهبون في الصفات الى مذهب قريب من مذهب التشبيه، كما ذكره الشهرستاني، وهذا ان دل على شئ فانما يدل على امور منها:
اولا – ان التشبيه والتجسيم كانا أقدم مذهب عرفه المسلمون وكان هذا المذهب منتشرا بين المفسرين ورجال الحديث، وكانوا يسمون هذا مذهب السلف في عصر أحمد بن حنبل.
ثانيا – ان هذا المذهب في الاعتقاد كان يرتكز على مبدأ واحد وهو اثبات الصفات لله كما وردت في النصوص من غير تأويل ولا تعطيل، وكانوا يقولون، اقرؤوها كما جاءت، وينهون عن تفسيرها، ويثبتون معانيها الحقيقية لله ظاهرا.
ثالثا – إن هذا المذهب نشأ في الاسلام ولم ينتقل الى المسلمين من اصحاب الديانات السابقة، ويدلنا على ذلك ان القائلين به استدلوا بآيات قرآنية واحاديث نبوية ولم ينيبوا هذا المذهب الى سواهم من اصحاب الملل والنحل.
ومما سبق من معطيات نستخلص ان قصد الاشاعرة في كتاباتهم المجسمة والمشبهة هم السلف اصحاب الحديث والتفسير، وانهم اطلقوا لفظة التجسيم والتشبيه على مذهب الاثبات الذي هو مذهب السلف لينفروا الناس وفي المقابل اطلقوا على مذهب جهم الذي تبناه الاشاعرة مذهب التنزيه والتأويل احيانا اخرى ليستحسنه الناس. ولم يكتفي الاشاعرة ان يعدوا الامام مالك بن انس والامام أحمد بن حنبل من جملة المجسمة والمشبهة بل اطلقوا ذلك على النبي و الصحابة.
يقول الدكتور حرسي الاشعري الصوفي: لاحظنا فيما سبق أن الايمان بفكرتي التشبيه والتجسيم قد ساد في القرون الاولى الاسلامية، وكان المسلمون الاوائل في العصر النبوي يتصورون الله وكأنه شخص له كل صفات الكمال، لما جاء في القرآن والسنة من صفات كالقوة والعزة، والقدرة، والعلم، والمكر، والاكرام وغير ذلك من الصفات التي كانت تطلق عادة على الرجال الممتازين عند العرب الجاهليين.
ان هذه النتائج التي وصل اليها الاشاعرة المعاصرون في ابحاثهم حول مذهب الاثبات تدل على امور من اهمها:
اولا – ان حقيقة مذهب الاثبات هو ما كان عليه النبي واصحابه ومن بعدهم السلف الصالح اصحاب الحديث. ولا فائدة من تنفير الناس منه بدعوى التجسيم والتشبيه.
ثانيا – ان اتباع هذا المذهب من السلفيين المعاصرين هم اصحاب العقيدة الصحيحة التي دعى اليها النبي وانزلها الله في كتابه.
ثالثا – نسبة الدكتور حرسي التشبيه والتجسيم للنبي واصحابه لا تخلوا من اثنين، اما مراده تنفير الناس مما كان عليه النبي واصحابة بعد ان عرف الناس قبح التشبيه والتجسيم، او تحذير الاشاعرة من السقوط في الجحيم اذ هم استمروا في وصف ما كان عليه النبي واصحابه واهل الحديث والسنة باقبح الالفاظ.
رابعا – اطلاق لفظة المشبهة والمجسمة على اصحاب مذهب الاثبات يشمل النبي والصحابة كما يشمل اصحاب الحديث الذين ينتمي اليهم الامام الاشعري نفسه. قال ابن عساكر في التبيين: واتفق اصحاب الحديث ان ابا الحسن الاشعري كان اماما من ائمة اصحاب الحديث، ومذهبه مذهب اصحاب الحديث. انتهى. بل نذكر هنا ما سطره الاشعري ببنانه في كتابه ((المقالات)): هذه حكاية جملة أقوال اصحاب الحديث وأهل السنة .... حتى قال في نهاية حكايته عنهم: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب.
بعد هذا ارجو ان يكف الاشاعرة عن بغضهم لاصحاب الحديث وأهل السنة أصحاب مذهب الاثبات سلفا كانوا او خلفا. هذا اذا رغبوا ان لا يكون النبي خصيمهم يوم القيامة.
وبهذ اختم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(58/201)
أغلى ما يملك المرء
ـ[صالح القاسمي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 10:03 م]ـ
الحمد الله الذي خلق وسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم أما بعد
فإن أغلى ما يملك المؤمن هي العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وأقوال سلف هذه الأمة.
أحبابي الكرام: البعض سمع ما يدور من حوارات بين الفرق الإسلامية في القنوات الفضائية والغريب هو أصرار البعض على أصول لا يوجد عليها دليل صحيح صريح.
فأحمد الله أن من علي بنعمة العقيدة الصحيحة
أخواني: لماذا لا يبصر العوام بخطورة الأمر من خلال الدعوة بالتي هي أحسن
ونتمنى ممن يشارك أن يقترح ما يرى منا سباً لإنقاذ العوام من تضليل علماؤهم.
وصلى الله عليه وسلم.
أخوكم
صالح القاسمي
ـ[ابوعاصم اليماني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:58 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم نعم ان العوام بحاجة الى بذل الجهد معهم لاجل افهامهم العقيدة الصحيحة
وبالتعاةن يتم ذلك ان شاء الله تعالى والله ا لمستعان
ـ[صالح القاسمي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:32 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم نعم ان العوام بحاجة الى بذل الجهد معهم لاجل افهامهم العقيدة الصحيحة
وبالتعاةن يتم ذلك ان شاء الله تعالى والله ا لمستعان
شكراُ أخي الفاضل: أبو عاصم اليماني
العامة لا يعلمون ما يدور خلف الكواليس.
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
ـ[ابوعاصم اليماني]ــــــــ[14 - 10 - 09, 08:14 ص]ـ
واقترح اخي الكريم ان يكون تبصير العوام بالعقيدة الصحيحة بذكر العقائد الباطلة وتوضيح العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وكلام السلف رضي الله عنهم وجزاكم الله خير(58/202)
ما الفرق بين أعمال القلوب وأقوال القلوب بارك الله فيكم
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:44 ص]ـ
الإخوة الفضلاء ... أعضاء الملتقى حفظكم الله ....
سؤال حيرني كثيرا ولم أستطع الإجابة عليه ....
وهو:
ما الفرق بين أعمال القلوب .... وأقوال القلوب بارك الله فيكم؟؟؟!!! مع ذكر المثال على ذلك ....
بارك الله فيكم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:14 ص]ـ
أقوال القلوب: الإقرار بأن الله واحد لا شريك له ... وأن محمدا عبده ورسوله .......... واستظهار ذلك باللسان هو النطق بالشهادتين
وأعمال القلوب: الخوف والرجاء والرهبة والرغبة والرضا والمحبة وغيرها من المقامات والأحوال
ـ[أبو عمر الدوسري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:21 ص]ـ
قال ابن القيم في كتاب الصلاة:
وها هنا أصل آخر: وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام, والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه, وعمل الجوارح, فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة, وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة و أهل السنة.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:14 م]ـ
قال شيخنا الشيخ رضوان الجلاد حفظه الله تعالى:
اٌقوال القلوب هي عبارة عن التصديق والتكذيب ..
وأما أفعال القلوب فهي مثل الخوف والرجاء ووو ..
بتصرف يسير.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - 10 - 09, 05:18 م]ـ
قال شيخنا الشيخ رضوان الجلاد حفظه الله تعالى:
اٌقوال القلوب هي عبارة عن التصديق والتكذيب ..
وأما أفعال القلوب فهي مثل الخوف والرجاء ووو ..
بتصرف يسير.
!!!!!!!!!!!!!
ألستَ القائل:
الإخوة الفضلاء ... أعضاء الملتقى حفظكم الله ....
سؤال حيرني كثيرا ولم أستطع الإجابة عليه ....
وهو:
ما الفرق بين أعمال القلوب .... وأقوال القلوب بارك الله فيكم؟؟؟!!! مع ذكر المثال على ذلك ....
بارك الله فيكم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإن كنت تعلم الإجابة فلم السؤال؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!
ألستَ القائل:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإن كنت تعلم الإجابة فلم السؤال؟
يعلم الإجابة!!!!
لماذا اصبحت صدورنا تضيق بسرعة يا اخوة؟
الأخ طرح سؤاله في تاريخ7 - 10 - 2009
ومشاركته الأخيرة كانت في 17 - 10
واضح الأن الأخ السائل لم يقتصر على سؤال الملتقى فقط,
ولعله وضع الإجابة إما للفائدة وإثراء موضوع البحث أو لمناقشة المسألة أعلاه.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:59 م]ـ
*********تعديل
يعلم الإجابة!!!!
لماذا اصبحت صدورنا تضيق بسرعة يا اخوة؟
الأخ طرح سؤاله في تاريخ7 - 10 - 2009
ومشاركته الأخيرة كانت في 17 - 10
واضح أن الأخ السائل لم يقتصر على سؤال الملتقى فقط,
ولعله وضع الإجابة إما للفائدة وإثراء موضوع البحث أو لمناقشة المسألة أعلاه.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:56 ص]ـ
!!!!!!!!!!!!!
ألستَ القائل:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فإن كنت تعلم الإجابة فلم السؤال؟
الأخ يحيى صالح حفظه الله تعالى ....
أولا: جزاك الله خيرا على المرور! .....
ثانيا: متى ستتسع صدورنا؟؟!! – كما ذكر فضيلة الأخ الفاضل أحمد بن شبيب – لإخواننا ...
ثالثا: وحتى وإن كنت أعلم الإجابة!!! ... أفلا يجوز لي أن أضع هذا السؤال لأجل أن أصل منه إلى فائدة لا يعرفها كثير من الناس ... ، ثم ألم تقرأ حديث جبريل الذي في البخاري ومسلم عندما دخل وسأل النبي - صلوات الله وسلامه عليهما – عن أشياء وكان هو يعلمها ......
أقول لك إن هذه طريقة في نشر العلم، فعلم من هذه المقدمات أنه لا يجوز لك الاعتراض علي ... !!!
رابعا: وهي الأخيرة!!، يعلم الله أني لم أكن أعلم الإجابة وكم سألت عنها من مشايخي وأصحابي – طلبة العلم – ولم أجد ما يشفي صدري!! ثم إني وضعت السؤال هنا بين إخوتي – الذين وسعني صدرهم – فرأيت منهم خيرا في المرور والتعليق .. ، ثم إني سألت أحد أشياخي وكان سؤالي له متأخرا كثيرا عن المقال حتى إني عندما رجعت له كان قد نزل في الصفحات فرفعته بكلام شيخنا حفظه الله تعالى ....
أعود وأكرر الشكر للأخ أحمد بن شبيب على ما إلتمسه لي من أعذار ....
فجزاه الله خيرا ...
أخوكم: علي جلابنة
أبو أنس
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:08 ص]ـ
ما ورد في قولكم (رابعا) هو المتعين وأما ما قبله من النقاط فلا يتناسب مع قولك: "سؤال حيرني، ولم أجد الإجابة عليه .. (تأمل)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:13 ص]ـ
الأخ أبو إبراهيم جزاك الله خيرا على المرور ...
ولا أريد الإطالة في هذه المسألة ...
إن كان عندكم ما تفيدوننا فيه في هذه المسألة فأفيدونا .... وإلا فأرجو ألا يخرج الموضوع عما وضعته له .. !!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(58/203)