وقد كان من آثار هذا الشرك الصريح، أنه ذكر أن من الأنواع المعتبرة في هذا الباب اتخاذ القرابين وإراقة الدماء، فقال: “ إنه لما دلت التجارب عليها وجب المصير إليها “ (732)، بل قال بتعظيم المزارات والقبور وأن الدعاء عندها فيه فائدة فقال في معرض ذكره لحجج القائلين بأن النفس جوهر روحي مفارق ـ وهو ما رجحه في كتابه هذا ـ: “ الحجة الثالثة: جرت عادة العقلاء بأنهم يذهبون إلى المزارات المشرفة، ويصلون وتصدقون عندها، ويدعون في بعض المهمات فيجدون آثار النفع ظاهرة، ونتائج القول لائحة، حكي أن أصحاب أرسطو كانوا كلما صعبت عليهم مسألة ذهبوا إلى قبره وبحثوا فيها كانت تنكشف لهم تلك المسألة، وقد يتفق أمثال هذا كثيراً عند قبور الأكابر من العلماء والزهاد في زماننا، ولولا أن النفوس باقية بعد البدن، وإلا لكانت تلك الاستعانة بالميت الخالي من الحس والشعور عبثاً، وذلك باطل “ (733).
هذه أقوال هذا الإمام الذي يقتدي به الكثيرون، ولعل الرازي قد تاب من ذلك قبل وفاته ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونعوذ به من زيغ القلوب، ونسأله الثبات على دينه الحق إلى أن نلقاه.
4ـ ومن المسائل التي كان قوله فيها مضطرباً، وكثيراً ما يميل فيها إلى أقوال الفلاسفة، مسألة النبوة، وخصائص النبي (734).
رابعاً: تصوف الرازي:
تصوف الرازي قريب مما انتهى إليه تصوف الغزالي، فهو تصوف فلسفي، يقوم على أن التجرد بالرياضة مع العلم والفلسفة يقودان إلى الكشوفات المباشرة (735)، ولذلك حين يدلل على مذهبه في بقاء النفس الذي وافق فيه الفلاسفة يذكر منها: “ أن عند الرياضات الشديدة يحصل للنفس كمالات عظيمة وتلوح لها الأنوار وتنكشف لها المغيبات “ (736)، ولما وصل إلى النمط التاسع في الإشارات والتنبيهات وهو في “ مقامات العارفين “، قال الرازي في شرحه: “ هذا الباب أجل ما في هذا الكتاب، فإنه رتب علوم الصوفية ترتيباً ما سبقه إليه من قبله ولا لحقه من بعده “ (737)، وقال معلقاً على كلامه في التفريق والجمع ـ وهما من اصطلاحات الصوفية ـ: “ لقد وفق المصنف في هذا الفصل حتى جمع في هذه الألفاظ القليلة جميع مقامات السالكين إلى الله، واعلم أن السالكين إلى الله تعالى لا بد وأن يتكلفوا الإعراض عن لذات الدنيا وشهواتها، ولا يزالون في كلفة وتكلف من ذلك إلى أن يزول عن قلبهم حبها والميل إليها، وهو الدرجة الثانية إلا أن منتهى سعيهم وثمرة اجتهادهم ليس إلا محو ما سوى الله عن القلب ... [ثم يذكر الدرجة الثالثة والرابعة، ثم يقول] فهذه درجات التخلية وهي في لسان الحكمة درجات الرياضات السلبية، وفي لسان محققي الصوفية درجات التخلق بنعوت، وأما درجات الرياضات الإيجابية المسماة عند المحققين بالترقي في مدارج الكمال فهي التخلق بأخلاق الله بقدر الطاقة البشرية ... وقد اتفقت كلمة العارفين على أن مقامات السالكين إلى الله لا تخلو عن الفرق والجمع، وأما الفرق ففيما سوى الله، وأما الجمع ففي الله ... “ (738)، ويرى الرازي أن المريد إذا لم يكن عالماً فلا بد له من شيخ محقق (739)، كما يرى أن السماع له آثار جيدة في تحريك القلب ورياضته (740).
وأبرز الكتب التي ذكر فيها أموراً كثيرة تتعلق بالتصوف كتابه في شرح أسماء الله الحسنى الذي سار فيه على طريقة القشيري والغزالي في كتابيهما عن أسماء الله، وذلك في ذكر الاسم ومعناه ثم ذكر حال الصوفية والشيوخ مع هذا الاسم ودلالته عندهم، ولما ذكر الدعاء وأنه أعظم مقامات العبودية دلل على ذلك بأدلة منها “ أن الداعي ما دام يبقى خاطره مشغولاً بغير الله فإنه لا يكون دعاؤه خالصاً لوجه الله، فإذا فنى عن الكل وصار مستغرقاً في معرفة الأحد امتنع أن يبقى بينه وبين الحق وساطة “ (741)، وأطال القول في تفسير “ هو “ وذكر أن له هيبة عظيمة عند أرباب المكاشفات (742)، ويقول: “ إن لفظ هو ... نصيب المقربين السابقين الذين هم أرباب النفوس المطمئنة وذلك لأن لفظ هو إشارة، والإشارة تفيد تعين المشار إليه بشرط أن لا يحضر هناك شيء سوى ذلك الواحد “ (743)، ويقول عن موسى والخضر، ومعلوم اعتقاد الصوفية في الخضر: “ ثم إن موسى عليه السلام لما كملت مرتبته في علم الشريعة بعثه الله إلى هذا العالم ليعلم موسى عليه السلام أن كمال الدرجة في أن ينتقل الإنسان من علوم الشريعة المبنية على الظواهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/108)
إلى علوم الباطن المبنية على الإشراف على البواطن والتقطع على حقائق الأمور “ (744).
وإذا أضيف إلى كلامه هنا ما سبق أن ذكره حول النفوس المجردة يتبين أن تصوفه بناه على جوانب فلسفية قريبة مما ذكره ابن سينا وقد سبقت الإشارة إلى مدى إعجاب الرازي بأقواله في ذلك.
على أن مما يلفت الانتباه في تصوف الرازي ـ والصوفية تقول بالجبر في القدر لاستغراقهم في توحيد الربوبية ـ أنه صرح بالقول بالجبر فقال: “ فثبت بهذا أن أفعال العباد بقضاء الله وقدره، وأن الإنسان مضطر باختيار، وأنه ليس في الوجود إلا الجبر “ (745)، وقال: “ إن صدور الفعل عن العبد يتوقف على داعية يخلقها الله تعالى، ومتى وجدت تلك الداعية كان الفعل واجب الوقوع، وإذا كان كذلك كان الجبر لازماً “ (746)، بل قال في شرح الإشارات: “ إن العارف لا يكون له همة في البحث عن أحوال الخلق، ولا يغضب عند مشاهدة المنكر لعلمه بسر الله في القدر “ (747)، وبذلك يلتقي مع غلاة الصوفية في مقالاتهم الخطيرة، وأحوالهم المبطلة للشرائع.
خامساً: حيرته وتناقضه، ورجوعه:
يعتبر الرازي من أكثر الأشاعرة اضطراباً في أقواله، وهذا بالنظر إلى مجمل أقواله في جميع كتبه، ومن يتتبع الدراسة التي قام بها الزركان يرى ذلك واضحاً في كل مسألة من المسائل التي ذكرها، وهي كثيرة جداً، كما أنه في بعض المسائل أعلن حيرته أو شكه، وفي آخر أمره رجع إلى طريقة القرآن وفضلها، ولعل من أسباب هذه الأمور في منهجه خوضه في المسائل الفلسفية والكلامية، وتقريره لكل مسألة بالأدلة التي أوردها أصحابها وزيادته على ذلك بأدلة من عنده يرى أنها تصلح أن تكون دليلاً لهم، ولذلك قال في مقدمة المباحث المشرقية بعد أن بين أنه لخص أقوال الفلاسفة واجتهد في تحريرها: “ ثم نضم إليه أصولاً وفقنا الله إلى تحريرها وتحصيلها وتفصيلها مما لم يقف عليه أحد من المتقدمين ولم يقدر على الوصول إليه أحد من السالكين “ (748)، ويقول في نهاية العقول عن سبب تأليفه: “ وكثر إلحاحهم عليّ بتصنيف كتاب في أصول الدين مشتمل على نهاية الأفكار العقلية، وغاية المباحث العلمية، صنفت هذا الكتاب بتوفيق الله تعالى لي بحق ملتمسهم، وأوردت فيه من الحقائق والدقائق ما لا يكاد يوجد في شيء من كتب الأولين والآخرين، والسابقين واللاحقين، من المحالفين والمخالفين، والمرافقين والمفارقين “ (749)، ثم ذكر كيف أنه يستقصي أدلة كل مذهب ويورد الأسئلة والجوابات ويتعمق في بحار المشكلات “ على وجه يكون انتفاع صاحب كل مذهب بكتابي هذا ربما كان أكثر من انتفاعه بالكتب التي صنفها أصحاب ذلك المذهب “ (750)،بل إنه ذكر أنه إذا لم يجد دليلاً لأصحاب ذلك المذهب استنبط أقصى ما يمكن أن يقال في تقريره (751).
وهذه الأمور ـ في منهجه ـ لا شك في تأثيرها على أسلوبه في الوصول إلى الحقائق في كل مسألة، وهي مفسرة لهذا التناقض والشك والحيرة في كتبه، وقد تكون هناك أسباب أخرى.
وبروز هذه الجوانب في كتبه ومنهجه واضح، ومع ذلك فيمكن الإشارة إلى ما يلي:
أ ـ كثيراً ما يأتي الرازي بعبارات الشك والإشكال والحيرة، فمثلاً يقول في مسألة حدوث العالم وأنه ليس من شرطه أن يكون مسبوقاً بالعدم قال بعد ذكر الأدلة “ وعلى هذه الطريقة إشكال “ ثم ذكره وقال: “ فقد بطلت هذه الحجة، فهذا شك لابد وأن يتفكر في حله “ (752)، ويقول في مسألة أخرى: “ ولكن لابد من فرق بين البابين، وهو مشكل جداً “ (753)، وفي الأربعين قال حول دليل حدوث العالم: “ هذا مما نستخير الله فيه “ (754)، وقال: “ هذا سؤال صعب وهو مما نستخير الله فيه “ (755)، وقال: “ الحيلة ترك الحيلة “ (756)، وفي نهاية العقول ذكر إشكالات حول منع حلول الحوادث (757)، وتوقف في مسألة الجوهر الفرد (758)، بل توقف في كتابه المباحث المشرقية حول مسألة فلسفية (759).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/109)
ب ـ أما تناقضه فكثير، فمثلاً في أساس التقديس قال بتماثل الأجسام (760)، محتجاً به على نفي العلو والصفات الخبرية، ولكنه في المباحث المشرقية، وشرح الإشارات رد ذلك وقال بعدم تماثلها (761)، وفي صفة المحبة قال بتأويلها بالإرادة كما فعل الأشاعرة، ولكنه في أحد مواضع من التفسير قال: “ ثبت أن جزم المتكلمين بأنه لا معنى لمحبة الله إلا إرادة إيصال الثواب ليس لهم على هذا الحصر دليل قاطع، بل أقصى ما في الباب أن يقال لا دليل على إثبات صفة أخرى سوى الإرادة فوجب نفيها، لكنا بينا في كتاب نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة “ (762) وهذه المسألة التي ذكرها في نهاية العقول أشار فيها أولاً إلى أن القول بأن كل مالا دليل عليه يجب نفيه، مردود (763)، ثم ذكر في موضع آخر – في مسألة أدلة الأشاعرة على وجوب حصر الصفات بالسبع – أن هذه القاعدة من أدلتهم فقال: “ أقوى ما قيل فيه أن الله تعالى كلفنا بمعرفته فلا بد من طريق إلى ذلك، وإلا وقع التكليف بالمحال، والطريق لنا إلى ذلك ليس إلا أفعال الله تعالى، وأفعال الله تعالى لا تدل إلا على هذا العدد من الصفات، بدليل أنا لو قدرنا ذاتاً موصوفة بهذا القدر من الصفات، فإنه يصح منه الإلهية، فثبت أن ما وراء هذه الصفات لم يوجد عليه دلالة أصلاً فوجب نفيها “ ـ ثم قال معقباً ـ: “ وقد عرفت ما يمكن أن يقال على هذه الطريقة وما فيها “ (764).
ومن أبرز الأمثلة على تناقض الرازي أنه في جميع كتبه قرر أن الأدلة النقلية لا تفيد القطع واليقين فلا يحتج بها في العقائد (765)، ومن هذه الكتب نهاية العقول حيث فصل الكلام وأطال فيه (766)، فلما وصل في هذا الكتاب إلى مسألة صفة السمع والبصر ضعف دليل الأشاعرة العقللي في إثباتهما، ثم رجح أن الأولى الاستدلال لها بنصوص السمع، لكنه أورد هذا الاعتراض: “ لئن سلمنا إمكان حملها على حقائقها، لكنكم قلتم في أول الكتاب: إن التمسك في المسائل القطعية لظواهر الآيات غير جائز “ ثم أجاب بقوله: “ نحن ما ذكرنا ذلك السؤال هناك لاعتقادنا أنه لا يمكن الجواب عنه، بل الجواب عنه إجماع الأمة على جواز التمسك بنصوص الكتاب والسنة في المسائل القطعية، وفي هذا الموضوع كلام طويل “ (767)، يقول الزركان معقباً على كلام الرازي هذا: “ على أن قوله الأخير لن يغني فتيلاً، بل هو مجرد مخلص لا أقل ولا أكثر، وذلك بدليل أني لم أرَ له في كافة كتبه إلا القول بأن النصوص ظنية الدلالة، وأنها لا تتقدم على العقليات، والدليل على أنه مخلص أيضاً، أنه قال: “ وفي هذا الموضع كلام طويل “ مع انه لم يبين شيئاً من هذا الكلام الطويل ولو مختصراً، رغم أن الموقف يحتاج إلى البت في هذه المسألة “ (768)، وأقول ماذا سيكون تعليق الرازي لو أنه وجد مثل هذه الطريقة المتناقضة في الاحتجاج استخدمها أحد مخالفيه ـ خاصة المثبتة ـ؟.
جـ ـ رجوعه:
لم يكن الرازي بعيداً عن مذهب السلف، فهو يشير إليه أحياناً لكن ضمن مناقشاته الكلامية والفلسفية، والملاحظ أن عرضه له كثيراً ما يأتي مشوهاً (769)، فلما كان آخر حياته صرح بترجيحه لمذهب السلف وذلك في كتابيه المتأخرين المطالب العالية وأقسام اللذات، ثم في وصيته قبل وفاته:
1ـ ففي المطالب العالية لما ذكر أدلة وجود الله رجح طريقة القرآن ثم قال: “ ونختم هذه الفصول بخاتمة عظيمة النفع، وهي أن الدلائل التي ذكرها الحكماء والمتكلمون وإن كانت كاملة قوية، إلا أن هذه الطريقة المذكورة في القرآن عندي أنها أقرب إلى الحق والصواب، وذلك أن تلك الدلائل دقيقة ولسبب ما فيها من الدقة انفتحت أبواب الشبهات، وكثرت السؤالات، وأما الطريق الوارد في القرآن فحاصله راجع إلى طريق واحد، وهو المنع من التعمق، والاحتراز عن فتح باب القيل والقال، وحمل الفهم والعقل على الاستكثار من دلائل العالم الأعلى والأسفل، ومن ترك التعصب وجرب مثل تجربتي علم أن الحق ما ذكرته “ (770).
2ـ وفي أقسام اللذات ـ آخر كتبه ـ قال: “ وأما اللذة العقلية فلا سبيل إلى الوصول إليها والتعلق بها، فلهذا السبب نقول ياليتنا بقينا على العدم الأول وليتنا ما شهدنا هذا العالم، وليت النفس لم تتعلق بهذا البدن، وفي هذا المعنى قلت:
نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية سعي العالمين ضلال ... (771)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/110)
ـ ثم قال ـ “ واعلم أن بعد التوغل في هذه المضائق، والتعمق في الاستكشاف عن أسرار هذه الحقائق رأيت الأصوب والأصلح في هذا الباب طريقة القرآن العظيم والفرقان الكريم، وهو ترك التعمق والاستدلال بأقسام أجسام السموات والأرضين على وجود رب العالمين، ثم المبالغة في التعظيم من غير خوض في التفاصيل ... “ (772).
3ـ وفي وصيته المشهورة قال فيها: “ لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن “ ثم قال: “ ديني متابعة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما “ (773).
سادساً: أثره فيمن جاء بعده:
ويمكن أن يلاحظ ذلك فيما يلي:
أ ـ أن من جاء بعده من الأشاعرة اعتمد ـ في تقرير أصول المذهب الأشعري ـ على ما كتبه الرازي، لأنه استقصى ما يمكن أن يقال مما جاء به المتقدمون من الأشاعرة وزاد على ذلك، ومن ثم أصبحت كتبه مصادر ميسرة ومستوعبة لأدلة الأشاعرة في تقرير مذهبهم والرد على خصومهم.
ب ـ كانت للرازي اجتهادات في المذهب الأشعري، وصلت إلى حد القرب من المعتزلة أحياناً، والرد على أدلة الأشاعرة وتضعيفها أحياناً أخرى، مع النقد لأعلام الأشاعرة في مناسبات مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك.
1 ـ نقده للغزالي، وللبغدادي، وللشهرستاني، وقد جاء نقده لهؤلاء في مناظراته في بلاد ما وراء النهر (774).
2ـ وفي مسألة الرؤية ضعف دليل الأشاعرة العقلي، واقتصر في إثباتها على السمع (775) ـ وقد سبقت الإشارة إلى هذا عند الحديث عن الماتريدية ـ.
3ـ كما نقد دليل الأشاعرة على إثبات صفة السمع والبصر ـ وقد مرَّ قريباً ـ.
4ـ وكذا في صفة المحبة بين ـ كما تقدم ـ أنه لا دليل لهم على تأويلها بالإرادة.
5ـ وفي حصرهم الصفات الثابتة بسبع نقدهم نقدا قويا كما سلف.
6ـ أما في صفة الكلام، فيعتبر الرازي من الذين ناقشوا حقيقة الخلاف بين الأشعرية والمعتزلة، وقد ضعف أدلة الأشاعرة العقلية لإثبات هذه الصفة (776)، بل بين أن منازعة الأشاعرة للمعتزلة في هذه المسألة ضعيفة (777)، وصرح بأن الحروف والأصوات محدثة (778).
7ـ اعتذاره لنفاة الصفات بأنهم أرادوا بنفيها إثبات كمال الوحدانية لله تعالى (779)، بل مال إلى مذهب المعتزلة في الصفات حين رد صفتي الإرادة والقدرة إلى صفة العلم (780).
8 ـ كما نقد الاستدلال بالإحكام والإتقان على العلم، وهو من أدلة الأشاعرة المشهورة (781).
9ـ دافع عن تكفير المعتزلة والخوارج والروافض، وناقش الأوجه التي كفر بها بعضهم بعضاً، ومن ذلك تكفير الأشاعرة لغيرهم (782)، وفي مسألة الجهل بصفات الله رجح أنه لا يكفر الجاهل بها، وعلل ذلك بأنه يلزم منه تكفير كثير من أئمة الأشعرية بسبب خلافهم في إثبات الصفات (783)، كما رجح أن أهل التقليد ناجون خلافاً لكثير من الأشعرية (784)، وليس المقصود هنا تصويب الرازي أو تخطئته في هذه الأمور التي قرب فيها من منهج أهل السنة، وإنما المقصود أنه خالف فيها كثيراً من شيوخه الأشاعرة.
10ـ تصريحه بالجبر في مسألة القدر ـ كما تقدم ـ وذلك خلافاً لشيوخه الذين ينكرون أن يكون قولهم بالكسب يؤدي إلى الجبر.
إلى غيرها من المسائل، التي كان للرازي فيها تأثير فيمن جاء بعده، وذلك بالبعد عن منهج السلف والقرب من بعض فرق الضلال كالمعتزلة وغيرهم كما كان له أيضاً تأثير في وجود الترجيحات المخالفة لمذهب الأشاعرة.
جـ ـ ومن الآثار البارزة في المنهج متابعة من جاء بعده له في خلط علوم الفلسفة بعلم الكلام، يقول ابن خلدون: “ ولما وضع المتأخرون في علوم القوم [أي الفلاسفة] ودونوا فيها، ورد عليهم الغزالي ما رد منها، ثم خلط المتأخرون من المتكلمين مسائل علم الكلام بمسائل الفلسفة، لعروضها في مباحثهم وتشابه موضوع علم الكلام بموضوع الإلهيات، ومسائله بمسائلها، فصارت كأنها فن واحد، ثم غيروا ترتيب الحكماء في مسائل الطبيعيات والإلهيات، وخلطوهما فناً واحداً، قدموا الكلام في الأمور العامة، ثم أتبعوه بالجسمانيات وتوابعها، ثم بالروحانيات وتوابعها إلى آخر العلم، كما فعله ابن الخطيب في المباحث المشرقية، وجميع من بعده من علماء الكلام “ (785)، والمتتبع لكتب البيضاوي والتفتازاني والإيجي وغيرهم يلاحظ هذا المنهج واضحاً، حتى إن مباحث الإلهيات ـ وهي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/111)
المقصودة ـ لا تأخذ من الكتاب الواحد منها إلا جزءاً صغيراً في آخر الكتاب، والباقي كله مقدمات منطقية وطبيعية وفلسفية، وقد علل هؤلاء المتأخرون هذا الخلط بمثل قول التفتازاني المتوفى سنة 791هـ،: “ لما كان من الباحث الحكمية مالا يقدح في العقائد الدينية ولم يناسب غير الكلام من العلوم الإسلامية خلطها بمسائل الكلام إفاضة للحقائق، وإفادة لما عسى أن يستعان به في التقصي عن المضائق وإلا فلا نزاع في أن أصل الكلام لا يتجاوز مباحث الذات والصفات والنبوة والإمامة والمعاد وما يتعلق بذلك من أحوال الممكنات “ (786).
* * *
الهوامش:
* * *
(674) الرازي نسبة إلى الري على غير قياس، انظر: الروض المعطار (ص: 279)، وانظر: قولاً آخر في النسبة في حاشية المحصول (1/ 32)، والري مدينة مشهورة تقع بين جرجان وطبرستان في منطقة الجبل ـ شمال إيران وجنوب بحر قزوين ـ انظر: معجم البلدان (3/ 116)، والروض المعطار (ص: 278).
(675) سبقت ترجمته (ص: 439).
(676) اسمه أحمد بن زر بن كم بن عقيل ـ كذا في طبقات السبكي (6/ 16 ـ 17)، وفي طبقات الأسنوي (2/ 57)، أحمد بن زيد، تفقه السمناني على محمد بن يحيى وكان رئيس أصحابه، وتوفي سنة 575هـ، انظر في ترجمته المصدرين السابقين، والطبقات الوسطى للسبكي كما في حاشية الكبرى (6/ 17).
(677) لم أجد من ترجمه سوى ابن أبي أصيبعه في عيون الأبناء (ص: 462)، ـ ت نزار رضا ـ حيث أشار إليه بقوله: “ كان مجد الدين هذا من الأفاضل العظماء في زمانه، وله تصانيف جليلة “.
(678) انظر: في ترجمة الرازي: الكامل لابن الأثير (12/ 288)، وإخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي (ص: 190)، والتكملة للمنذري (2/ 186)، وآثار العباد للقزويني (ص:377)، ونزهة الأرواح للشهرزوري (2/ 144)، ومختصر تاريخ الدول (ص: 240)، ووفيات الأعيان (4/ 248)، والوافي (4/ 248)، وسير أعلام النبلاء (20/ 500)، وتاريخ الإسلام للذهبي (18/ 232)، مطبوع، وميزان الاعتدال (3/ 340)، ولسان الميزان (4/ 426)، وطبقات السبكي (8/ 18)، والأسنوي (2/ 260)، وابن قاضي شهبة (2/ 81).
(679) تقدمت ترجمته (ص: 322).
(680) هو: المفضل بن عمر الأبهري السمرقندي، له مؤلفات في الفلسفة والفلك والمنطق، ومنها: هداية الحكمة: مطبوع، توفي سنة 663هـ، انظر: تاريخ آداب اللغة، جرجي زيدان (3/ 114)، ومعجم المؤلفين (12/ 315)، والأعلام (7/ 279).
(681) هو: محمد بن الحسين بن عبد الله الأرموي، فقيه أصولي له كتاب حاصل المحصول في أصول الفقه، توفي سنة 556هـ، انظر: الوافي (2/ 353)، وطبقات الأسنوي (1/ 451)، ومعجم المؤلفين (9/ 244).
(682) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (18/ 1/337)، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري (ص: 254)، وفخر الدين الرازي للزركان (ص: 32 ـ 36)، ومقدمة تحقيق نهاية الإيجاز (ص: 12 ـ 13).
(683) (ص: 56 ـ 164).
(684) انظر: سلسلة شيوخه في الفقه إلى الشافعي وفي العقيدة إلى الأشعري في وفيات الأعيان (4/ 252).
(685) طبقات السبكي (8/ 82).
(686) معيد النعم (ص: 78 ـ 79).
(687) وفيات الأعيان (4/ 249)، ونقله عنه الذهبي تاريخ الإسلام (1/ 1/235)، مطبوع.
(688) انظر: كلام أبي حيان والصفدي في الوافي (4/ 248 ـ 252)، أما كلام أبي شامة فهو في ذيل الروضتين ـ قاله بعد ذكر ما وجه إلى الرازي من نقد ـ وذكر أنه التقى ببعض تلاميذه انظر: الذيل (ص: 68).
(689) الوافي (4/ 251)، ولم أجد هذا الكلام في رحلة ابن جبير المطبوعة ـ دار صادر ـ ولابن جبير ثلاث رحلات، انظر: تاريخ الأدب الجغرافي العربي تأليف يوكرا تشكوفسكي (ص: 299).
(690) التازي: كان العجم يطلقونها على العرب، أي العربي، انظر: حاشية ذيل الروضتين (ص:68).
(691) ذيل الروضتين (ص:68).
(692) لسان الميزان (4/ 427).
(693) في الإكسير اليصني، وما أثبته من لسان الميزان (4/ 428).
(694) في لسان الميزان: السرمياحي.
(695) في الإكسير: الدهاء، وهو خطأ والتصويب من لسان الميزان.
(696) الإكسير في علم التفسير (ص:26)، ونقله ملخصاً ابن حجر في لسان الميزان (4/ 427 ـ 428).
(697) ميزان الاعتدال (3/ 340).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/112)
(698) الفلسفة الإشراقية تجمع بين الفلسفة والتصوف، وكان على رأسها السهروردي المقتول سنة 587هـ، وأشهر كتبه كتابه حكمة الأشراف الذي شرحه الشهرزوري ـ محمد بن محمود ـ انظر في نشأة فلسفة الإشراق وترجمة الشهرزوري، مقدمة تحقيق نزهة الأرواح (جـ 1ص: د ـ كز) وأصول الفلسفة الإشراقية، محمد على أبو ريان، والأعلام للزركلي (7/ 87).
(699) نزهة الأرواح (2/ 144).
(700) المصدر السابق (2/ 146).
(701) ذكر خلاصة هذه الأقوال والقائلين بها الزركان في كتابه عن الرازي (ص:616 ـ 618).
(702) التي بذل فيها جهداً كبيراً، فتتبع بشكل جيد أقوال الرازي في كتبه المخطوطة والمطبوعة ودرسها وقارن بينها.
(703) فخر الدين الرازي للزركان (ص: 618)، ـ حاشية ـ.
(704) انظر: المباحث المشرقية (2/ 507).
(705) انظر: فخر الدين الرازي (ص:320).
(706) انظر: هذه المسائل الثلاث في المصدر السابق ـ على التوالي ـ (ص: 170)، وما بعدها و (ص: 410 ـ 415) و (ص: 501 ـ 509).
(707) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص: 91 ـ 93) ـ ت النشار ـ.
(708) المباحث المشرقية (2/ 445).
(709) الإشارات والتنبيهات، مع شرح الطوسي (4/ 903 ـ 906)، ـ ط دار المعارف ـ.
(710) شرح الإشارات للرازي، مع شرح للطوسي (2/ 144).
(711) تفسير الرازي (7/ 172).
(712) انظر في مصادر فلسفة الرازي: مذهب الدرة عند المسلمين (ص: 80 ـ 81)، وفخر الدين الرازي، لفتح الله خليف (ص: 105).
(713) شرح السنوسية الكبرى (ص:41).
(714) شرح أم البراهين، مع حاشية الدسوقي عليها (ص: 70 ـ 71).
(715) نقض التأسيس المخطوط (1/ 6 ـ 7).
(716) انظر: آثار البلاد وأخبار العباد (ص: 378).
(717) المباحث المشرقية (1/ 382 ـ 383).
(718) الأربعين في أصول الدين (ص: 300 ـ 301).
(719) شرح الإشارات (2/ 129)، والمباحث المشرقية (2/ 377،379،437).
(720) الأربعين (ص:6).
(721) انظر: فخر الدين الرازي للزركان (ص: 506) ـ نقل عن مخطوطة الملخص ـ.
(722) شرح الإشارات (1/ 133).
(723) انظر: المباحث المشرقية (1/ 110).
(724) انظر: فخر الدين الرازي للزركان (ص: 52 ـ 54، 109 ـ 111، 382).
(725) انظر: نقض التأسيس المخطوط _3/ 184،194)، والمطبوع (1/ 447،2/ 63)، والصفدية (1/ 66،173)، والاستغاثة (2/ 302)، ودرء التعارض (1/ 311)، ومجموع الفتاوى (18/ 55)، والرد على المنطقيين (ص: 286).
(726) انظر: شرح الإشارات (2/ 143)، وكتاب الزركان عن الرازي (ص: 110).
(727) المطالب العالية ـ جزء النبوات ـ (ص: 199) مطبوع.
(728) المصدر السابق (ص: 200).
(729) انظر: المصدر نفسه (ص: 210).
(730) المطالب العالية (ص: 216).
(731) انظر المصدر نفسه (ص: 219 ـ 222).
(732) المصدر نفسه (ص: 243).
(733) المطالبة العالية (2/ 301 ـ 306)، مخطوط ـ نقلاً عن الزركان (ص: 477 ـ 478).
(734) انظر: المباحث المشرقية (2/ 521 ـ 522)، آخر الكتاب ـ وانظر: كتاب الزركان (ص: 547 ـ 575).
(735) انظر: من أسرار التنزيل (ص: 113 ـ 114)، وقد طبع باسم عجائب القرآن انظره: (ص: 118 ـ 119).
(736) انظر: معالم أصول الدين للرازي (ص:120 ـ 121)، ـ ط دار الكتاب العربي ـ والفراسة (ص: 96 ـ 97)، ت يوسف مراد.
(737) شرح الإشارات (2/ 100).
(738) انظر: المصدر السابق (2/ 120).
(739) انظر: شرح الإشارات (2/ 112).
(740) انظر: المصدر نفسه (2/ 113).
(741) لوامع البينات (ص: 85).
(742) انظر: المصدر السابق (ص: 101).
(743) المصدر نفسه (ص:105)، وانظر: كلامه حول لفظ “ هو “ في (ص: 101 ـ 107).
(744) تفسير الرازي (21/ 160).
(745) المباحث المشرقية (2/ 517).
(746) المحصول في أصول الفقه (جـ 1 ف 2 ص 380)، وكلام الرازي هنا مع قوله في النص السابق: أن الإنسان مضطر باختيار كأن فيه إشارة إلى أن كسب الأشعري نوع من القول بالجبر، ومن ثم فإن الرازي لا يمانع مع ذلك من التصريح بلفظ الجبر، بل يراه لازماً.
(747) شرح الإشارات (2/ 123).
(748) المباحث المشرقية (1/ 4 ـ 5).
(749) نهاية العقول ـ مخطوط ـ (1 ـ أ).
(750) المصدر السابق (1 ـ ب).
(751) نهاية العقول (1 ـ ب).
(752) المباحث المشرقية (1/ 487).
(753) المصدر السابق (1/ 511).
(754) الأربعين (ص: 40).
(755) المصدر السابق (ص: 41).
(756) المصدر نفسه (ص: 237).
(757) نهاية العقول (265 ـ أ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/113)
(758) المصدر السابق (249 ـ أ).
(759) المباحث المشرقية (1/ 509).
(760) انظر: أساس التقديس (ص: 18)، وانظر: أيضاً عصمة الأنبياء (ص: 55).
(761) انظر: المباحث المشرقية (2/ 47)، وشرح الإشارات (1/ 21 ـ 22)، وانظر: كتاب الزركان (ص: 250 ـ 251).
(762) تفسير الرازي (14/ 132).
(763) انظر: نهاية العقول (10 ـ ب ـ 12 ـ ب).
(764) نهاية العقول (166 ـ ب).
(765) انظر: أساس التقديس (ص: 172 ـ 182)، والمحصل (ص: 51)، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز (ص: 381)، ومعالم أصول الدين (ص: 25 ـ 48)، والمحصول في أصول الفقه (جـ 1ف1 ص 572 ـ 574).
(766) انظر: نهاية العقول (14 ـ أ ـ 15 ـ أ).
(767) المصدر السابق (160 ـ أ ـ ب) وانظر: المحصل (ص: 171 ـ 172).
(768) فخر الدين الرازي للزركان (ص: 321).
(769) تفسير الرازي (1/ 183).
(770) المطالب العالية ـ عن الزركان ـ (ص: 198).
(771) هذا البيت ـ مع أبيات بعده. مشهورة ذكرها أغلب مترجمي الرازي.
(772) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (ص: 194 ـ 195).
(773) تاريخ الإسلام للذهبي (18/ 242 ـ 243)، وانظر نص الوصية في عيون الأنباء (ص: 466)، وطبقات السبكي (8/ 90)، والزركان (ص: 638).
(774) انظر: مناظرات فخر الدين الرازي (ص: 35، 39، 45).
(775) انظر: الأربعين (ص: 191 ـ 198)، ونهاية العقول (174 ـ أ) والمعالم (ص: 74)، والمحصل (ص: 189).
(776) انظر: المحصل (ص: 173 ـ 174).
(777) انظر: الأربعين (ص: 177 ـ 179).
(778) انظر: المصدر السابق (ص: 184).
(779) انظر: لوامع البينات (ص: 33).
(780) انظر: المباحث المشرقية (2/ 490).
(781) انظر: فخر الدين الرازي للزركان (ص: 303 ـ 305).
(782) انظر: نهاية العقول (290 ـ أ ـ 293 ـ ب).
(783) انظر: المصدر السابق (287 ـ ب).
(784) انظر: نهاية العقول (293 ـ ب ـ 294 ـ أ).
(785) مقدمة ابن خلدون (ص: 466)، وانظر: أيضاً قبل ذلك (ص: 430) ـ ط الشعب ـ.
(786) شرح المقاصد (1/ 14).
* * *
المصدر: كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة)
تأليف: الدكتور عبد الرّحمن بن صالح المحمود
وهو عبارة عن رسالة دكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
طبعة مكتبة الرشد (المملكة العربية السعودية) (الرياض)
الطبعة (الأولى) من صفحة (651) إلى صفحة (678)(57/114)
مخطوط: الفقه الأكبر، المنسوب إلى الإمام الشافعي، ولا يصح ذلك
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[17 - 08 - 09, 06:06 ص]ـ
مخطوطة (الفقه الأكبر) للإمام الشافعي، ولا يصح نسبتها إليه
http://makhtota.ksu.edu.sa/makhtota/2298/6
وانظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109376
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:21 م]ـ
ولا تصح كذلك نسبة الفقه الأكبر الى أبي حنيفة رحمه الله، والله أعلم(57/115)
وتتوالى الردود على سيف العصري وكتابه المتناقض في التفويض
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
انتقاد (القول التمام)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
هذا عرض وجيز لبعض ما اشتمل عليه كتاب [القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام] من أخطاء وتلبيسات ومغالطات:
1 - كشفت تقريظات بعض المشايخ والدعاة لهذا الكتاب أن الدعوى العريضة التي يدعيها بعضهم في الحرص على وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم والبعد عن ما يفرق بينهم خاصة عند الحديث عن مسائل العقيدة هي دعوى لم تأخذ حظها في التطبيق هنا، وأن المناداة بذلك إنما تكون عندما يكون الكتاب المنشور مقرراً للعقيدة الصحيحة على منهج السلف الصالح.
2 - عنوان الكتاب فيه تلبيس من جهتين:-
أ- فظاهره لا يمنع أن يكون هناك مذهباً آخر للسلف غير التفويض - حتى على فرض أن التفويض هو تفويض المعنى – وهذا ما نقله الكاتب عن البعض، بل قرره هو في بعض المواضع.
ب - عدم التصريح بأي أنواع التفويض هو مذهب السلف.
3 - يقرر الكتاب أن مذهب السلف الحقيقي هو تفويض المعنى لا تفويض العلم بالكيفية، وأن القول بأن مذهب السلف هو تفويض العلم بالكيفية لم يقل به إلا قلة من أهل العلم كابن تيمية وابن القيم.
4 - يؤكد الكاتب أن المراد بأهل السنة عند الإطلاق يدخل فيه أهل الحديث والأشاعرة والماتريدية وهذه من المتناقضات.
4 - يجزم الكاتب في كتابه بأن ظاهر بعض الصفات كاليد والوجه والعين بل والعلو يوهم النقص، فيجب فيه تفويض المعنى مع عدم اعتقاد ظاهره، وأن هذا مجمع عليه بين السلف.
5 - يستدل الكاتب بالنصوص التي جاءت عن السلف بمنع التفسير لنصوص الصفات على أن المراد بها عدم التعرض للمعنى، مع أن المراد بها عندهم منع التأويل الباطل المذموم.
6 - النلبيس في المصطلحات:
أ-كدعوى التفريق بين الحقائق والكيفيات.
ب- ودعوى عدم التفريق بين المماثلة والمشابهة.
ج – ودعوى التفريق بين المفهوم ومصاديق المفهوم.
7 - يجزم الكاتب بأن ظاهر بعض الصفات لا يعرف من معانيها إلا ما هو مشاهد في المخلوق كاليد والنزول، ومن قال بوجود معنى غير ذلك فهو مكابر عنده.
8 - تقسيم الصفات تقسيماً لا يعرف عند السلف ومن ثم يبني عليه ما يريد إثباته من القول بوجوب تفويض المعنى أو التأويل.
9 - عدم التفريق بين اللفظ المطلق واللفظ المقيد، والمعنى المشترك الكلي والمعنى المقيد في الصفات التي يزعم بأن ظاهرها يوهم التشبيه كاليد والعين والوجه، بينما يفرق بين تلك الأمور في الصفات التي يرى أن ظاهرها لا يوهم التشبيه كالسمع والبصر والعلم.
10 - يدعي الكاتب الاحتكام إلى قوانين اللغة ثم ينقل من كتب اللغة ما يؤيد قوله فقط، ويترك ما لا يدل على قوله كما فعله في عدم التفريق بين المماثلة والمشابهة، وكذا تعريف الجسم، والحد.
11 - لا يفرق الكاتب بين القول بأن نفي صفات النقص ابتداءً ليس من طريقة القرآن ولا منهج السلف، وبين نفيهم النقص عن الله في معرض التنزيه، ويرى أن من فرّق بينهما فهو متناقض، فلا مانع عنده أن يقال عن الله ابتداءً ليس بمجنون ولا غبي ولا بخيل ولا كذاب ونحو ذلك؟ وبين نفيه عنه في معرض تنزيه عما يصفه الظالمون المعاندون.
12 - أكثر الكاتب مراراً أن مذهب السلف قاطبة هو نفي الجسم عن الله، ثم ينقل عبارات من هو معدود من السلف في باب الصفات، ومن عنده اضطراب ظاهر ويجعلها في سياق واحد وهذا تلبيس؛ إذ إن مراد من نفي الجسم من السلف نفي التشبيه، بينما مراد من نفى الجسم من غيرهم هو نفي الصفات، وهذا ظاهر في سياق النصوص التي نقلها.
13 - ينقل النصوص الحاكية لإجماع السلف ثم يتصرف في بيان المراد بهذا الإجماع ليدلل على ما ذهب إليه، مثل نقله حكاية الإجماع على أن تفويض المعنى هو مذهب السلف.
14 - ينافح الكاتب كثيراً عن المؤولة ومذهب التأويل، ويرى بأنه منهج لا ينبغي ذمه لأن له ما يؤيده من مجازات اللغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/116)
15 - عقد الكاتب الفصل الثالث من كتابه لبيان أقوال أهل العلم في تقرير مذهب السلف ثم ساق 111 قولاً لمن هو معدود من السلف في باب الصفات، ولمن عرف عنه الاضطراب في هذا الباب بل وفي غيره من أبواب الاعتقاد، وجعل ذلك كله دليلاً على أن مذهب السلف هو تفويض المعنى، والنصوص التي ساقها عن السلف المعتبرين في ذلك لا تساعده عند التحقيق والنظر.
16 - وجّه الكاتب مقالة الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - والتي تهدم مذهبي تفويض المعنى والتأويل توجيهاً لا يساعده فيه سياق ولا لغة فقال إن المراد بقوله: " غير مجهول ": يعني: وروده في الشرع.
17 - عدم التفريق بين تفويض الكيفية وتفويض العلم بالكيفية، وبناء على هذا نفي الكيف عن صفات الله، - عز وجل -!!!، وساق من نصوص بعض العلماء ما يزعم أن المراد به نفي الكيفية عن صفات الله، لا نفي العلم بالكيفية، وهذا من أبطل الاستدلالات وأبلغ الشناعات.
18 - بالغ الكاتب في التشنيع على من أثبت العلو الحقيقي لله، وأبدل لفظ الحقيقي بالحسي مبالغة في التشنيع، ثم استدل على نفيه عن الله بألفاظ مجملة تحتمل معان حقة وباطلة كلفظ الحد والجهة، وخص بالتشنيع في هذا المقام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وتوجيهه لكلام الإمام أحمد - رحمه الله - في إثبات لفظ الحد، وفي ثنايا هذا التشنيع تُشَمُ رائحة التحامل والحط من قدر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، والقائلون بنفي العلو الحقيقي عن الله – سبحانه - يقفون حائرين عاجزين عن الإجابة تجاه ثلاثة أمور:
أولها: الفطرة الخلقية والضرورة الحسية التي يجدها كل إنسان في الاتجاه للعلو حال الشدة للمكروبين، وحال الرخاء للصالحين، إذ إنه أمر عجز عن الإجابة عنه أساطين المتكلمين وفحولهم!، وهذه فطرة لايمكن لأحد إنكارها.
ثانيها: قوله – تعالى -: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} النحل50 , فهذا السياق القرآني لايسعف المؤولة فيه أي أسلوب من أساليب العرب لصرفه عن العلو الحقيقي.
ثالثها: العروج بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا يمكن القول فيه بغير العلو الحقيقي وإلا كان مكابرة للعقول السليمة الخالية من داء الهوى والمكابرة، فلايقول أحد هنا إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد إلى السماء حتى بلغ سدرة المنتهى ثم ماشاء الله من العلى، إن المراد: علو الملك والسلطان، فملك الله وسلطانه في كل مكان، وليس فيما عرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط.
19 - جاهد الكاتب في التمويه بأن نفي العلو الحقيقي لا يستلزم نفي العلو المطلق، لكنه اعترف بعد ذلك أن العلو المطلق عنده هو علو الملك والسلطان، وهذا من غاية التلبيس والتدليس، وهل أنكر أحد من الخلق ذلك العلو؟!.
20 - ما ذكره الكاتب في الفصل الذي عقده عن المراد بالتجسيم تهويل حرص من خلاله بيان أن إثبات شيء من الصفات التي يزعم أن ظاهرها يفيد التشبيه هو نفسه التجسيم الذي ذمه العلماء، وحكموا على قائله بالكفر، وفي هذا من التلبيس والتمويه والمخادعة ما لا يخفى، وما حكاه من كلام بعض العلماء في هذا الفصل ينقضه مالم ينقله عنهم مما هو مسطر في كتبهم كنقله عن الإمام أحمد.
21 - يسوق الكاتب كلام ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابة دفع شبه التشبيه للتشنيع على من يثبت الصفات على ظاهرها، وهو يعلم أن ابن الجوزي - رحمه الله - مضطرب مذهبه في الصفات، لكنه على سبيل التنفير من القول بتفويض العلم بالكيفية يأتي بمثل هذه النقولات التي يعرف أدنى من له اطلاع على أقوال الأئمة المعتبرين في باب الصفات بطلانها.
22 - أجاب الكاتب عن الاعتراض الوارد على القول بتفويض المعنى " بأنه حينئذ نكون قد تعبدنا بفهم مالم نعلم معناه " بجواب لايقبله عقل ولا نقل، فذكر أن قولنا هو: أن لنصوص الصفات معاني لا يعلمه إلا الله، وهل في هذا جواب عن ذلك الاعتراض؟!.
23 - أثبت الكاتب أمراً لم أر من سبقه إليه، حيث جعل لنصوص الصفات معنيين، أحدهما: قطعي، وهو: المعنى العام، وآخر ظنى، وهو: المعنى الخاص، ثم مثل لذلك بصفتي اليد والأصابع، وجاء فيهما بكلام حاصله التشنيع على من أثبت هاتين الصفتين على ظاهرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/117)
24 - ينقل عن ابن قدامه -رحمه الله- القول بأنه لاحاجة لنا إلى علم معنى ما أراد الله – تعالى - من صفاته، ثم يحمل هذا الكلام على أن المراد المعنى لا الحقيقة، وهذا من التلبيس، ولا يقوله من تأمل كلام ابن قدامه – رحمه الله – بتمامه.
25 - أراد الكاتب الجواب عن القول بأن تفويض المعنى فيه تجهيل للسلف بإيراد بعض النصوص عن العلماء التي تحث على وجوب الإيمان بصفات الله، وأن ذلك هو المأمور به، وما سوى ذلك فهو تكلف، ومثل هذا لا يدفع عن ذلك المذهب الشنيع هذه الشبهة.
26 - جاهد الكاتب في إثبات أن القائلين بتفويض العلم بالكيفية قالوا بالتأويل في بعض الصفات، وساق مثالين على ذلك هما نصوص صفة المعية، وصفة الوجه، وساق لتقرير ذلك كلام الرازي - رحمه الله -، ويكفي للدلالة على التلبيس التعليقات التي ساقها على كلام الرازي - رحمه الله - في هذا الموضع فإنه يريد أن يجعل كلام الرازي - رحمه الله - فقط موجه للقائلين بتفويض العلم بالكيفية لا تفويض المعنى.
27 - عقد الكاتب فصلاً مستقلاً عن سبب تأويل الخلف، والذي يظهر لي – والله أعلم - أن هذا الفصل من أعظم مقاصد تأليف الكتاب، لأن فيه دفاعاً عن القائلين بالتأويل من الأشاعرة والماتريدية على وجه الخصوص، وأن من شنّع عليهم في تأويلهم فإنما هو لعدم معرفته بأمرين:-
أ - عدم معرفته بلغة العرب.
ب - عدم معرفته بمذهب الأشاعرة والماتريدية الذين ذهبوا إلى التأويل، إذ هم نقلة اللسان العربي ودليل ذلك مؤلفاتهم في اللغة.
ولا يخفي ما في هذا الكلام من تضليل وتلبيس، لأن الاعتذار عنهم بالأمر الأول: فيه تنقص لمن ترك التأويل من سلف الأمة، وأنهم على عدم معرفة بلغة العرب.
وأما الثاني: فمما لا ينكره أحد أن من أئمة المعتزلة من يتفوق في تصنيفاته اللغوية على بعض المصنفين من الأشاعرة، فبراعة الزمخشري والقاضي عبدالجبار المعتزلي في اللغة لا تكون سبباً لقبول ما ذهبوا إليه في تأويل النصوص.
28 - ختم الكاتب كتابه في التعليق على مقالة: " مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم " ببيان أنها لا تعني الإزراء بالسلف والقدح فيهم، ونقل بعض النصوص التي يظن أنها تؤيده في دفع الشناعة عن هذه المقالة، كنقله عن ابن عاشور – رحمه الله - أن المراد الطريقة لا أصحابها، وهذا لا يغير من الحقيقة شيئاً، فمدح طريقة الخلف بأعظم من مدح طريقة السلف فيه تنقص للسلف، وهذا لا مرية فيه.
29 – تلمَسُ في الكتاب تشنيعاً على بعض العلماء بأن فيهم ميلاً لقول المجسمة كحديثه عن الإمام الدارمي والشيخ محمد خليل هراس – رحمهم الله -، وكذا مانقله عن محمد عياش الكبيسي من نقد لكلام الشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله -، والشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -.
30 – في ظني أن هذا الكتاب جزء من سلسة الهجمة على العقيدة السلفية الصحيحة، وتبع لكتابات المشنعين عليها من خلال اختيار عناوين للكتب يشعر ظاهرها بالدفاع عن عقيدة السلف بينما هي مشحونة في داخلها بالطعن على مذهب السلف، من أمثال كتاب " الصفات الخبرية عند أهل السنة " لمحمد الكبيسي، والذي يعتبر كتاب سيف العصري تكراراً لكثير مما جاء فيه.
تنبيه مهم:
1 - احتفى الكاتب كثيراً بكلام الرازي – رحمه الله - ونقل عنه في مواضع متعددة في معرض التقرير والاستشهاد والتأييد مع ما عرف عن الرازي – رحمه الله - من شدة الاضطراب في هذا الباب على وجه الخصوص اضطراباً جعله يعترف أن مناهج المتكلمين في هذا الباب - بل وغيره - لاتروي غليلاً ولاتشفي عليلاً، ومن أعجب تلك المواضع التي نقل فيه الكاتب عن الرازي على وجه التأييد النقل في تفسير قوله – تعالى-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الشورى11, حيث نقل عن الرازي - رحمه الله - كلامه في تعقبه للإمام ابن خزيمة – رحمه الله - ووصفه له بالجاهل وأنه من العوام وأن مانقله في كتابه إنما هو خرافات وأن كتاب التوحيد لابن خزيمة – رحمه الله - هو في الحقيقة كتاب الشرك، وأكتفى الكاتب بالتعليق على هذه العبارات الشنيعة بقوله " أغلظ " وقوله: " هذه مبالغة لايقر عليها "، وهل تكفي مثل هذه العبارات لرد مثل تلك الشناعات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/118)
2 – من أشد الأمور غرابة وعجباً أن الكاتب نقل في هذا الموضع عن الرازي - رحمه الله - قوله: " اختلاف الصفات والأعراض لا يوجب اختلاف الذوات، إذا عرفت هذا فنقول: الأجسام التي منها تألف وجه الكلب والقرد مساوية للأجسام التي تألف منها وجه الإنسان والفرس وإنما حصل الاختلاف بسبب الأعراض القائمة وهي الألوان والأشكال والخشونة والملاسة وحصول الشعور فيه وعدم حصولها، فالاختلاف إنما وقع بسبب الاختلاف في الصفات والأعراض، فأما ذوات الأجسام فهي متماثلة إلا أن العوام لا يعرفون الفرق بين الذوات وبين الصفات، فلا جرم يقولون إن وجه الإنسان مخالف لوجه الحمار، ولقد صدقوا فإنه حصلت تلك بسبب الشكل واللون وسائر الصفات، فأما الأجسام من حيث إنها أجسام فهي متماثلة متساوية " 27/ 145، وأيده الكاتب فقال متعقباً الإمام ابن خزيمة – رحمه الله - في إثباته صفة الوجه لله: " لايشك عاقل بأن وجه الإنسان والحيوان أياً كان نوع هذا الحيوان تتشابه، من حيث إنها جميعاً أجسام، لها طول وإن اختلف الطول من وجه إلى وجه، ولها عرض وإن اختلف العرض من وجه إلى وجه، وهي شاغلة لحيز من الفراغ وإن اختلف مقدار الفراغ الذي يشغله وجه النملة عن وجه الفيل، وهكذا فمقومات الجسمية موجودة في كلٍّ، فهي متساوية إذا في الماهيات، وإن اختلفت في الصفات " ص100 - 101.
وهنا يبرز سؤالان هامان على هذا الكلام:
الأول: هل المقصود من هذا الكلام القول بأن ذوات جميع الأشياء متساوية؟ ومن ثم يتم هدم قاعدة: القول في الصفات كالقول في الذات كما هُدمت قاعدة: القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
الثاني: لو قال قائل: إن ذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي أطهر ذوات المخلوقين كذات أنجس ذوات المخلوقات كالكلب والخنزير!!!، أو قال: إن الجسمية التي يوصف بها سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - هي نفس الجسمية التي يوصف بها الكلب والحمار، فبم يحكم على هذا القائل؟!. حاشا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عن مثل هذه الهرطقات والسفسطات، وصدق الإمام أبو يوسف– رحمه الله - حينما قال: " العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم ".
هذا بعض ما تيسر على عجل من بيان ما اشتمل عليه هذا الكتاب من أخطاء وتلبيسات ومغالطات. والله الموفق والهادي للصواب.
كتبه:
د. إبراهيم بن عبدالله الحماد
قسم العقيدة – جامعة الإمام
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الشيخ عبد الله بن خميس
وجزى الله خيرا الشيخ إبراهيم الحماد
والشيخ إبراهيم الحماد درسني في الجامعة والله ما رأيت مثله في التواضع وحسن الخلق
والله تأثرت بأدبه كثيرا.
وهذا فضلا عن علمه واسلوبه الشيق في الشرح.
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:12 م]ـ
(تفويض المعنى) ............... ، (تفويض العلم بالكيفية.)
ما معنى الاولى و ما معنى الثاني
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:59 م]ـ
مايقوم به سيف العصري واضرابه من اهل البدع ممن شرقوا بدعوة السنة والتوحيد نتيجة حتمية لما يكنه هؤلاء الجهمية من العداء والامتعاض خاصة بعد نشر كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
بيان تلبيس الجهمية
فعسى الله أن يوفق ولاة الأمر في هذه البلاد للقيام بنشر هذه الكتب وامثالها من كتب السنة في الرد على اهل البدع ودحرهم
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:55 م]ـ
(تفويض المعنى) ............... ، (تفويض العلم بالكيفية.)
ما معنى الاولى و ما معنى الثاني
أخي في الله عمر إذا عرضنا كلمة الامام مالك في بيان معنى الاستواء وهي تعتبر قاعدة تعامل بها جميع الصفات.
يقول الامالك الاستواء معلوم * وهذا هو المعنى فالسلف يثبتون المعنى اي معنى الاستواء على ما يعرفه العرب وكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأنه العلو والارتفاع * والكيف مجهول * وهذا هو تفويض الكيفية لانها مجهولة لنا ولاتذركها عقولنا ولأن معرفة كيفية الصفة هو فرع عن معرفة كيفية ذات الله عزوجل وجهلنا بكيفية ذات الله عزوجل معلوم * وبهذا يعلم الفرق بينهما
وارجوا أن تكون اتضحت المسألة عندك
ومن أثبت للسلف التفويض واستدل ببعض نقولات السلف فهو إما مخلط او مدلس ومفتري على السلف وأنه يقولهم مالم يقولوه
والعلم لله
وجزى الله صاحب الموضوع خيرا عن عقيدة السلف خيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 09:45 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالعزيز وزاده علماً ونفع به
واقترح لنسف هذا الكتاب أن يقوم الشيخ عبدالعزيز او الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس بكتابة رد مفصل على الأباطيل التي بكتاب سيف العصري
وبعدها يقدم للكتاب عالم له مكانته من كل بلد كالمملكة والمغرب ومصر والأردن .. الخ
لأن سيف العصري اتبع نفس الطريقة فقدم له من اليمن والأردن وقطر , وحاول أن ينتقي من سمعه
لأن سيف العصري نشر كتابه في الكثير من المنتديات و المواقع وروج له كثيراً فيجب قطع دابره
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/119)
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 10, 05:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو معاذ الحنبلي السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:00 م]ـ
مشايخنا الكرام: جزاكم الله خيرا على جهودكم المشكورة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:41 ص]ـ
كتاب الشهر: (عرض ونقد)
القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام
هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة (كتاب الشهر – عرض ونقد)، والكتاب يدندن- كما هو ظاهر من عنوانه- حول نسبة التفويض للسلف، وهو من تأليف سيف بن علي العصري. وقد أصدرته دار البشائر الإسلامية – دار الفقيه.
وقد قرظ الكتاب خمسة من المشايخ، وهم الشيخ يوسف القرضاوي وهبي غاوجي وحسن الأهدل وجمال أبو حسان وخالد هنداوي، ولكن كما قيل: لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله. ولن نتعرض لما كتبه هؤلاء الخمسة في تقريظهم للكتاب، وإنما سيكون الكلام عن محتوى كتاب (القول التمام) نفسه.
وقد قسمه المؤلف إلى مقدمة وسبعة فصول:
ذكر في مقدمة الكتاب اختلاف أهل القبلة في الصفات الخبرية وأن لقب أهل السنة تنازعه فريقان: فريق يمثل السواد الأعظم من العلماء على حد زعمه، وينسبون التفويض للسلف، والفريق الثاني ويمثله شيخ الإسلام وبعض تلاميذه وينسبون للسلف إثبات الصفات الخبرية بمعانيها اللغوية الحقيقة. وحاول مناقشة الفريق الثاني والرد عليهم.
وفي الفصل الأول: الذي كان بعنوان (حقيقة مذهب السلف) تناول تعريفالتفويض لغة واصطلاحاً ومحله، مع محاولة إثبات بطلان مقولة (القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر).
وفي الفصلالثاني (أدلة مذهب السلف) أخذ يدلل على أن مذهب السلف هو التفويض من الكتابوالسنة والإجماع.
وفي الفصل الثالث ذكر أقوال أهل العلم في تقرير مذهبالسلف- حسب زعمه- وحشد ما يزيد على مائة قول.
وفي الفصل الرابع بيَّن المرادبالكيف، وذكر مقولة الإمام مالك: (الاستواء معلوم ... ) جامعاً لألفاظها وموجهاً لها.
وفي الفصل الخامس بيَّن المرادبالتجسيم والتمثيل والتشبيه، ثم بيَّن حكم التجسيم من خلال المذاهب الأربعة.
وفي الفصل السادس: رد شبهات قيلتعن مذهب السلف- على حد زعمه- وهي أن التفويض تعطيل لصفات الله، والثانية: كيف نتعبد بفهم ما لم نعلممعناه، والثالثة: أن فينسبة التفويض إلى السلف تجهيلاً لهم، والرابعة: أنه لو كان مراد الله بنصوص الصفات غير ظواهرها، لكانفي التعبير بتلك الظواهر تلبيساً على العباد.
وفي الفصل السابع بيَّن سبب تأويل الخلف مبيناً حقيقة التأويل وشروطه، وأقسام من ذهبوا إلى التأويل، ثم بيَّن المعنى السديد- على حد زعمه- لمقولة: (مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم).
والكتاب في مضمونه وغايته يحاول إثبات أن مذهب السلف هو أن صفات الله الخبرية التي توهم التشبيه لها معان لا يعلمها إلا الله، فيفوض الكيف والمعنى، كما يمدح أصحاب التأويل ويدافع عنهم، والذي دفعه إلى ذلك هو ما توهمه من التمثيل والتشبيه، وهذا هو الذي أوقع أكثر الفرق المخالفة في هذا الباب في الضلال، وجرهم إلى التفويض أو التأويل.
وهذه بعض المؤاخذات على هذا الكتاب ومنها:
1 - التشنيع على بعض العلماء، ورمي بعضهم بالميل إلى التجسيم، كما ذكر عن الشيخ محمد خليل هراس في (ص 42)، وكذا ما نقله مِن نَقْدٍ لكلام الشيخ ابن باز والشيخ صالح الفوزان، وأنهما لا ينفيان عن الله النقص إلا بنص خاص كما في (ص53)، وكذلك تغليط الذهبي والتشنيع عليه في نفس المسألة عندما نقل قوله في مسألة الحد (ص 260)، ويرمي شيخ الإسلام بالاضطراب كما في (ص 49) حيث قال: وعموما فكلام العلامة ابن تيمية في هذا المقام مضطرب. ويعرض بابن تيمية ومن سار على نهجه في قوله: وكل فهم لمذهب السلف جاء من غير طريق حذام فحرام تصديقه وواجب رده.
2 - في المقدمة يقرر المؤلف أن أهل السنة مصطلح يشمل فريقين:
- كثرة، وهم أهل الحديث ومذهبهم التفويض على زعمه، والأشاعرة والماتريدية ومذهبهم التأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/120)
- وقلة وعلى رأسهم ابن تيمية وبعض تلامذته، ومذهبهم إثبات الصفات الخبرية بمعانيها اللغوية الحقيقية كما في (ص40، 41) ولا شك أن إظهار مذهب السلف على أن القائلين به قلة يمثلها شيخ الإسلام وبعض تلامذته مغالطة كبيرة، فكثيراً ما ينقل شيخ الإسلام عن السلف وأئمة المسلمين من مختلف الطوائف تقريرهم لمذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وينظر على سبيل المثال (الفتوى الحموية).
3 - يجعل المؤلف ظاهِر بعض صفات الله - كاليد، والوجْه، والعين، والعلو يوهم النقْص، فيجب فيه تفويض المعنى مع عدم اعتقاد ظاهره، ويدعي وقوع الإجماع عليه بين السلَف، فيقال: لم يأت نص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعتقدوا ظواهر هذه النصوص أو فوضوا معناها. وهو الذي ما ترك شيئاً من أمور الدين إلا ودلنا عليه حتى الخراءة، فكيف يترك نصوصاً ظاهرها ضلال، وتوهم النقص دون بيانها. فإن الله أنزل كلامه بياناً وهدى، فإذا أراد به خلاف ظاهره، ولم يدل عليه ولم يجعل قرينة تدل عَلَى صرفه عن المعنى الذي يفهمه النَّاس منه، ولم يبينه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون كلامه حينئذ هدًى ولا بياناً.
ويستدلُّ المؤلف بالنصوص التي جاءت عن السلَف بمنْع التفسير لنصوص الصفات على أن المراد بها عدم التعرُّض للمعنى، مع أنَّ المراد بها عندهم منع التأويل الباطل المذموم كما هو مبسوط بأدلته في كثير من كتب العقيدة.
4 - في الفصل الأول ذكر إيراداً لأهل السنة، وهو أن بعض الأئمة يذكرون الصفات العقلية كالسمع والبصر مع الصفات الخبرية كاليد والوجه في مورد واحد معقبين بقولهم لا تفسر أو تفسيرها تلاوتها أو لا كيف ولا معنى، وحاول أن يجاوب عن هذا الإيراد بكلام غير مقنع، وتلبيس في التفريق بين المفهوم والماصدق، بل أورد في آخر كلامه نصا لإسحاق ابن راهويه هو حجة عليه.
وتحت عنوان (تنبيه: بطلان مقولة القول في الصفات كالقول في البعض الآخر) أوهم كلامه أن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم انفردا بجعل هذه المقولة قاعدة وأصلاً. ولم ينفرد الشيخان بالاستدلال بهذه القاعدة فقد أشار إليها الأشعري في (الإبانة)، وابن الزاغوني في (الإيضاحفي أصول الدين) , والباقلاني في الإبانة (انظر الفتوى الحموية لابن تيمية) (ص508) وابن قدامة في (تحريم النظر في كتاب الكلام) (ص57، 64).
5 - وفي الفصل الثاني حاول أن يثبت أن نفي المماثلة نفي للمشابهة، وذكر بعض النقولات التي تؤيد قوله من كتب اللغة متغاضياً عن الأقوال المعارضة لقوله، نعم قد تكون المشابهة بمعنى المماثلة، وذلك إذا كانت مشابهة تامة، وعليها يحمل ما نقل عن السلف من نفي المشابهة، يقول إسحاق ابن راهويه مبيناً حقيقة التشبيه المنفي عن الله: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد. أو: مثل يد. أو: سمع كسمع. أو: مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع، فهذا لا يكون تشبيهاً، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [ذكره الترمذي في سننه عقب حديث (662)].
6 - عقَد الفصل الثالث من كتابه لبيان أقوال أهل العلم في تقرير مذهب السلف، وحشد ما يزيد على مائة قول، والنقولات التي ساقها عن السلف المعتبرين في ذلك لا تساعده عند التحقيق والنظر.
7 - في الفصل الرابع وجَّه مقالة الإمام مالك بن أنس رحمه الله، والتي تهدم مذهب المفوضة وأصحاب التأويل، وجهها توجيهًا غير مقبول، فقال إنَّ المراد بقوله: غير مجهول: يعني وروده في الشرع.
8 - وفي (ص 255) شنع الكاتبُ على ابن تيمية ومَن أثبت العلوَّ الحقيقي لله، وجعل لازم هذا القول إثبات الحد لله، وأبدل لفظ الحقيقي بالحسي؛ مبالغة في التشنيع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/121)
فماذا يقول المؤلف ومن نفي العلو الحقيقي عن الله سبحانه في الفطرة التي تجعل الإنسان إذا نزلت به شدة، أو كربه أمر يرفع يديه إلى السماء، ويتوجه بوجهه إلى العلو داعياً ربه مستغيثاً به؟! وماذا يقول في قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]؟! وماذا يقول في عُروج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؟! فلا يمكن القولُ فيه بغير العلو الحقيقيِّ. وقد حاول المؤلف التمويه بأنَّ نفيَ العلوِّ الحقيقي لا يستلزم نفيَ العُلوِّ المطلق، لكنَّه اعترف بعد ذلك أنَّ العلو المطلق عنده هو علوُّ الملك والسلطان، وهل ينكر أحدٌ ذلك العلوَّ؟!
9 - في الفصل الخامس يقرر أنَّ مذهب السلَف هو نفي الجسمية عن الله، ثم ينقل أقوال بعض السلف في باب الصفات، وبعض من عنده اضطراب في هذا الباب ويجعلها في سياق واحد، وهذا تلبيس؛ إذ إن مُراد من نفى الجسم من السلف نفي التشبيه، بينما مرادُ من نفى الجسم من غيرهم هو نفي الصفات، وهذا ظاهر في سياق النصوص التي نقلها.
10 - وفي الفصل السادس الذي سماه المؤلف (رد شبهات قيلت عن مذهب السلف) وفي الحقيقة هي لوازم القول بالتفويض، وقد ذكر في الأولى منها والتي عنون لها بـ (أن التفويض تعطيل لصفات الله تعالى) ذكر فيها كلام ابن الجوزي ومذهبه في هذا الباب مضطرب، وفي كلام ابن الجوزي رد على ابن عبد البر في إثبات استواء الله على عرشه، وهو نفس ما استدل به الأشعري في كتاب (الإبانة) على إثبات الاستواء، ثم يحاول المؤلف أن يصوب كلام ابن عبد البر ويوجهه بما يتناسب مع ما ذهب هو إليه، مع تخطئته فيما يخالف ما يقرره.
11 - أجاب الكاتب عن الاعتراض الوارد على القول بتفويض المعنى بـ (أنَّه حينئذٍ نكون قد تعبَّدْنا بفَهْم ما لم نعلمْ معناه) قائلا: إن لنصوص الصفات معنيين: الأول قطعي، وهو المعني العام، والثاني ظني، وهو المعنى الخاص. وهذا التقسيم لا دليل عليه، ويبقى أن هذه الصفات بالمعنى الخاص لا يفهم معناها، فلم يدفع جواب المؤلف هذا الإلزام.
12 - أراد الكاتبُ الجوابَ عن القول بأنَّ تفويض المعنى فيه تجهيلٌ للسلف، بجواب غير مقنع، وأورد بعض النصوص عن العُلماء التي تحثُّ على وجوب الإيمان بصِفات الله، ومِثلُ هذا لا يدفع عن ذلك المذهبِ الشنيع هذا الإلزام.
13 - في الفصل السابع المسمَّى (سبب تأويل الخَلَف) دافع فيه عن القائلين بالتأويل من الأشاعرة والماتريديَّة، وأرجع سبب التشنيع عليهم في تأويلهم، إلى عدم معرفة المشنع بأمرين:
أ- عدم معرفته بلغة العرب.
ب- عدم معرفته بمذهب الأشاعرة والماتريديَّة الذين خطُّوا بأيديهم معاجم اللغة وكتب النحو والبلاغة وغيرها.
وهذا الكلام فيه تنقُّص لِمَن تَرَك التأويل من سَلَف الأمَّة، وأنهم على عدم معرفة بلغة العرب.
وهل تفوقُ الزمخشري والقاضي عبد الجبار المعتزلي في اللُّغة مثلا يكون داعياً لقَبول ما ذهبا إليه في تأويل النصوص.
هذا ما تيسر ذكره في هذه العجالة، ويمكن لمن أراد الاستزادة في التعرف على مذهب التفويض الرجوع إلى كتاب (مذهب أهل التفويض لنصوص الصفات) للدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي وكتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل بن قزاز الجاسم، بالإضافة إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وينظر التعليق على كتاب الشهر الماضي (أهل السنة الأشاعرة).
وهذا رابط لمقالتين عن هذا الكتاب قد استفدنا منهما:
مقالة الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف (عثار القول التمام)
http://almoslim.net/node/116254
ورابط مقالة الدكتور إبراهيم بن عبد الله الحماد (انتقاد القول التمام)
http://www.dorar.net/art/318
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.dorar.net/art/570(57/122)
يا أهل العراق: هل من باعث لتراث هذا الشيخ العراقي المهتدي من التصوف للسنة؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ عبدالله الحسو – رحمه الله -، ترجم له الأستاذ أحمد المختار في كتابه: " تاريخ علماء الموصل " (ص 42) بقوله:
(ولد الحاج عبدالله بن محمد الحسو سنة 1890م في مدينة الموصل، وقرأ علوم الشريعة الإسلامية الغراء على شيوخ عصره الموصليين، ثم لازم تدريس الشيخ الحاج محمد الرضواني وقرأ عليه علوم المعقول والمنقول حتى أجاه برواية العلوم والتدريس مع من أجاز من أقرانه. وكان الشيخ الرضواني قد فتح قلبه لتلميذه.
ومما يُذكر عن الشيخ الحاج عبدالله الحسو أنه كان كلِفاً بمذهب المتصوفة ردحاً من شبابه، غير أنه رجع عما كان عليه من الحب للصوفية والمتصوفة، وأخذ يؤلف في نقد مذهبهم رسائل عديدة من طريق غير مباشر، عندما كان يكتب مناصراً لمذهب السلف، وينشر رسائله تارة مصرحاً باسمه، وأخرى باسم يستعيره وهو (الشيخ عبدالمتعالي)، ومن تلك الرسائل: " الافتراء على الأبرياء وأضراره "، و " تلخيص وتعليق لكتاب البراهين المهدية إلى العقائد المنجية " لمؤلفه سلطان بن حسن الموصلي، وهو أحمد من تولى التدريس في مدرسة جامع نبي الله شيت، وهناك غير ذلك من الكتب والرسائل.
وقد كان ينشر بعض آرائه وأفكاره في المجلات الدارجة، من أمثال " التمدن الإسلامي " التي كانت ومازالت تصدر في دمشق، و مجلة " الهدى النبوي " التي كانت تصدر ناطقة باسم جامعة أنصار السنة المحمدية في القاهرة، وقد اشتغل الشيخ الحسو بالتدريس في مدرسة آل الرضواني حتى عُين قبيل وفاته مدرساً في مدرسة جامع رابعة خاتون، ثم كان إماماً وخطيباً وواعظاً في جامع عمر الأسود، وقد حج في أخريات حياته مرتين، وقد علمت بأن الشيخ الحسو ينتمي إلى قبيلة عربية هي عشيرة العبيد العراقية. توفى رحمه الله سنة 1960م، ودُفن في مرقد الإمام عون الدين الشهير بابن الحسن بالموصل .. ) انتهى.
قلتُ: من مؤلفاته – رحمه الله -:
1 - الإيضاح المبين في هدم الإسلام للكفر المشين.
2 - البراهين المهدية إلى العقائد المنجية. تأليف سلطان بن حسن الموصلي؛ اختصره و علق عليه الشيخ الحسو.
3 - الافتراء على الأبرياء وأضراره.
4 - هداية الخلق إلى سبيل الحق.
5 - المسائل البهية في الرجوع إلى رب البرية.
فلعل أحد الفضلاء من أهل العراق يقوم بجمع مقالاته في المجلتين السابقتين، مع كتبه في مجموع واحد؛ بعثًا لذكره، ونشرًا لعلمه – رحمه الله -.
تنبيه: ترجم له - أيضًا - الأستاذ مصطفى مسلم في كتابه " علماء أكراد " (ص 75 – 87)، وأفادني أحد الفضلاء أن الشيخ حمدي السلفي لم يذكره في كتابه " تراجم الأكراد " بالرغم من التقائه به. فهل هو عربي أو كردي؟ تحتاج إفادة.
وهنا كتابه " البراهين المهدية إلى العقائد المنجية " للشيخ سلطان بن حسن الموصلي – رحمه الله -، الذي تأثر برسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – " كشف الشبهات "، مع شرح الشيخ الحسو عليه، مصورًا، هدية من إحدى الأخوات الفاضلات:
http://kabah.info/uploaders/norh/hso.pdf
ـ[يوسف اللمتوني البربر]ــــــــ[21 - 08 - 09, 05:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 10:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي
ونحن في العراق ونشاهد الوضع
الحمد لله أهل السنة كثيرون وهم في إزدياد يوماً بعد يوم والصوفية لا تزداد إلا إنحساراً
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 08 - 09, 03:27 م]ـ
له رسالة مخطوطة في مكتبة الملك فهد الوطنية.
ـ[سمرقندي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 03:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أ.د. احمد عبد الله الحسو]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:01 ص]ـ
الاخ الفاضل الاستاذ سليمان الخراشي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على مقالكم بصدد والدي الشيخ عبد الله محمد الحسو ودعوتكم الى اعادة نشر مؤلفاته واشكر لكم لطفكم واهتمامكم هذا ويسرني ان اعلمكم انني بصدد تحقيق رسائله ومؤلفاته ان شاء الله تعالى. معظم مؤلفات الوالد معي الا انها مصورة تصويرا غير جيد وانا اسعى حاليا لكي احصل على الاصول المطبوعة. اطلعت على نسخة كتاب البراهين المهدية الذي تكرمت اخت فاضلة بتزويدكم به وعليه تعقيبان الشيخ الاستاذ بهجة البيطار على اصلها. كان الشيخ البيطار صديقا حميما للوالد رحمهما الله. وحيث انني على علم بان الوالد كان يرسل نسخا من مؤلفاته اليه فهل يمكن الاستفسار من الاخت الكريمة عن امكانية تصوير او تحميل ما قد يكون موجودا في مكتبة الشيخ البيطار من مؤلفات الوالد.
انتهز هذه الفرصة للاعراب عن تقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احمد عبد الله الحسو/ المهجر /كلاسكو في 25/ 09/ 2009 م
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:29 ص]ـ
....................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/123)
ـ[عبدالله بن أحمد العنزي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 09:15 ص]ـ
ننتظر ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:12 م]ـ
الإخوة الكرام
يوسف اللمتوني - أبوذر السلفي - عبدالمصور السني - سمرقندي - أبومعاذ السلفي - عبدالله العنزي
بارك الله فيكم، وأشكر تشريفكم
الأخ الكريم: الدكتور أحمد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم.
من أبر البر بأبيكم - رحمه الله - ماعزمتم عليه من إعادة نشر تراثه؛ ليبقى علمًا يُنتفع به، وتشاركونه في الأجر بإذن الله .. فجزاكم الله خيرًا
والأخت الفاضلة لديها 4 كتب، ستزودكم بها. ويبقى عليكم جمع مقالاته في مجلتَي " التمدن الإسلامي "، و" الهدي النبوي "؛ لتخرج المجموعة كاملة.
فأرسلو عنوانكم على الخاص، مشكورين.
وحبذا التكرم بذكر شيئ من ذكرياتكم مع الوالد - رحمه الله - ..
ـ[مهند البغدادي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:51 م]ـ
اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافية ..... اللهم ارزقنا بالعلم النافع والعمل الصالح ... اللهم هيء لنا من علماء اهل السنة الموحدين لينوروا لنا طريق ارض الرافدين
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:53 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل سليمان الخراشي
وأشد على يديك في مقالك الطيب(57/124)
العقيدة من زاوية أخرى
ـ[أبو داود سليمان]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من حكمة الله جل جلاله أن جعل في هذه الحياة سننًا ونواميس؛ لضبط حياة الناس فلا تكون حياة تملؤها الفوضى؛ ولإظهار معني أسمائه على خلقه وتبيان قدرته وملكه سبحانه وتعالى.
ومن هذه السنن أن جعل للإنسان ضروريات لا يحيى الإنسان إلا بها كالماء و الهواء والطعام والأنس بالغير، و منها اضطرار الإنسان إلى عقيدة يركن إليها عند الشدائد وتنفس عنه عند الكرب.
ولهذا تعددت العقائد وتشعبت، فما تجد طائفة إلا ولها عقيدة تلوذ عن لواءها وتحوم في حماها.
فكل شخص له عقيدة يعتقدها ومنهج ينتهجه, حتى وإن أنكر ذلك وقال أنا لا عقيدة عندي فلا رب لدي ولا خالق قد خلقني, إنما الطبيعة هي التي أدت إلى ذلك الوجود .. إلخ، فالنكران هذا هو بمجرده عقيدة!!
ومع تفتح العالم اليوم و ظهور العولمة و اختراع وسائل الاتصال، بدأ الناس يطلعون على عقائد أخرى دخيلةٍ عليهم، وبدأ البعض بالغوص في غمار هذه العقائد من حيث يعلم وأم من حيث لا يعلم، بل إن البعض افتتن بهذه العقائد فأعلن انتمائه إليها؟!
فبدأ سادة الناس أصحاب العقائد بالذب عنها بطريقة أو أخرى، وحماية أهل عقيدتهم من الانحراف عنها (وهذا من قديم الزمان إلا أنه في هذا الزمان أظهر من حيث كثرة هذه العقائد المطلع عليها بسبب وسائل الإعلام) والحماية تكون بتيان صحة هذه العقيدة أو بتحريف أو تشويه العقائد المنافسة ليتوهم العامة من الناس تشوه العقيدة المعنية.
فيأتي الرجل (سواء من حظيرة الإسلام أم لا) ممن بنقصه العلم بعقيدته فيطلع على هذا الأفق الواسع من شتى العقائد بواسطة وسائل الاتصال و الإعلام (التي في الأغلب غير محايدة) فتجده يحتار في هذا البحر المتلاطم، فكيف بمن يركز عليه الغزو الفكري إن صح التعبير.
فهنا أقول لكل من وجد في قلبه مثل هذا بسبب إطلاعه على وسائل الإعلام من فضائيات أو أفلام أو انترنت .. إلخ أقول له: أن الطريقة الصحيحة في التغلب على هذا الأمر ليست هي عدم الالتفات لهذه الأمور بل عليه هنا طرق العلاج الصحيح.
والعلاج الصحيح السليم هو العلم، فلابد وأنه قد تمحص له من هذا البحر بعض العقائد التي تحير فيها، فيأتي إلى ما تمحص وينظر فيها نظر طالبٍ للحق عادل، ويرجع في ذلك إلى ما صح من المراجع مستعيناً بمن يطمئن له من أهل العلم.
فهنا لابد للعقيدة الإسلامية عقيدة أهل السنة والجماعة من الانتصار على ما سواها من العقائد (أقول ذلك وأنا قد مررت بما ذكرت)، فهي العقيدة التي توافق العقل الصحيح المتجرد الباحث عن الحق.
واعلم أن تعلم العقيدة من هذه الزاوية يرسخ الإيمان بها؛ لأن الإيمان هنا يبنا على العلم و أعظم به من أساس!!.
أوجه كلامي هنا إلى من قد أبتلي بالإطلاع على هذه الوسائل، فشككته في مبادئه وعقيدته، فأصبح حيرانًا في نفسه لا يدري أيسكت مع الشك أم يتكلم فإذا هو يرمى وينعت من مجتمعه ويعير بمصطلحات وانتماءات (كما يصور له الشيطان ذلك).
أخيراً أقول لمن يذب عن هذه العقيدة ويدعوا إليها: أنت يا أخي على ثغرٍ من ثغور الإسلام، فإياك والوهن وعليك بالعلم والعلم فالعلم.
هذا فإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فإلى الصواب أسألكم بعد الله أن ترشدوني، وإن أصبت فمن الله وحده لا شريك له.
أردت أن أدلي بدلوي في هذا المنتدى الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...
أخوكم/
أبو داود سليمان(57/125)
سؤال عن آية من سورة الحشر
ـ[العويضي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 10:10 ص]ـ
يقول تعالى ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ))
يقول ابن كثير رحمه الله: وَظَنُّوا هُمْ أَنَّهَا مَانِعَتهمْ مِنْ بَأْس اللَّه فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مِنْ اللَّه شَيْئًا وَجَاءَهُمْ مِنْ اللَّه مَا لَمْ يَكُنْ بِبَالِهِمْ
سؤالي لماذا لم تعامل هذه الآية كآيات الصفات ونثبت فيها إتيانه جل وعلا , وتفسيرها بالعذاب ألا يكون تأويلا
أردت فهم القاعدة في ذلك بورك فيكم(57/126)
ريد إجابة حول بعض الأمور المشكلة المتعلقة بحالة نزول الوحي
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:29 م]ـ
اخواني الأفاضل
ما مدى صحة القول الآتي
عندما يامر الله عز وجل جبريل عليه السلام يانزال الوحي على النبي فإنه ينزل بسرعة يعلم مقدارها من أودع فيه هذه القوة الهائلة لتبليغ الوحي القرآني إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان فلا يبالي بمكانه في ببيت , أو في فراش , أو بين اصحابه في جهاده
ثم ينخلع من قدرته البشرية عند رؤيته الملك مع بقائه على خلقته البشرية فالمراد انخلاع القوى الباطنة لا الخلقة الظاهرة فالرؤية والسماع يكونان من المركزين المباشرين للسمع والبصر في الفؤاد (ما كذب الفؤاد ما رأى) ولذلك يأتيه الوحي شديدا عنيفا إذ يتوجب عليه بذل قوى فوق الطاقة البشرية للسماع الغير معتاد بشريا والرؤية غير المعتادة بشريا والملكة القوية في الحفظ مما لا يعتاد بشريا زيادة في التاكيد على المحفوظ
أريد نقدا مفصلا شافيا لما ورد بارك الله في علمكم وعملكم
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:41 م]ـ
بسم الله
وبه أستعين
وأصلي وأسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين
أولاً:
-في القول بأن الوحي كان لا يبالي بمكان النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتيه في بيته أو في فراشه ... إلى آخر الكلام ففيه نظر، لحديث عند مسلم: (واعَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، في ساعة يأتيه فيها. فجاءت تلك الساعة ولم يأته. وفي يده عصا فألقاها من يده. وقال: (ما يخلف الله وعده، ولا رسله) ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره. فقال (يا عائشة! متى دخل هذا الكلب ههنا؟) فقالت: والله! ما دريت. فأمر به فأخرج. فجاء جبريل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (واعدتني فجلست لك فلم تأت). فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك. إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة).
ولحديث مسلم أيضاً: (قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخَذَ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثم أجافه رويدا. فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري. ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت. فليس إلا أن اضطجعت فدخل. فقال " ما لك؟ يا عائش! حشيا رابية! " قالت: قلت: لا شيء. قال " لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير " قالت: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! فأخبرته. قال " فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ " قلت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني. ثم قال " أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ " قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله. نعم. قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم): " فإن جبريل أتاني حين رأيت. فناداني. فأخفاه منك. فأجبته. فأخفيته منك. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك. وخشيت أن تستوحشي. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ". قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول الله! قال " قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وإنا، إن شاء الله، بكم للاحقون ")
فالشاهد من هذه القصة أن جبريل عليه السلام -وهو الوحي- لم يكن يدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته قد وضعت ثيابها، أي ليس أن الوحي لا يبالي بمكان النبي صلى الله عليه وسلم بل يحترمه ويحترم وضعه وما هو فيه أو عليه أو إن كان هناك مانع من حضوره كما رأينا في الحديث الأول فلن يستطيع الحضور.
ثانياً:
-يقول الشيخ خالد بن عثمان السبت في دراسته وتقويمه لكتاب مناهل العرفان للزرقاني الجزء 1 صفحة 311 ما نصه: (الوقفة الثانية: قال المؤلف في معرض ذكر حالات التي يأتي فيها الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "وتارة يهبط على الرسول خفية فلا يُرى، ولكن يظهر أثر التغير والانفعال على صاحب الرسالة فيغط غطيط النائم، ويغيب غيبة كأنها غشية أو إغماء، وما هي في شيء من الغشية أو الإغماء، إن هي إلا استغراق في لقاء الملك الروحاني، وانخلاع عن حالته البشرية العادية"، فقوله: "وانخلاع عن حالته البشرية العادية" لا دليل عليه، وإنما ذكره السيوطي في (الإتقان) نقلاً عن الراغب الأصفهاني.) انتهى قول الشيخ خالد السبت.
ثالثاً:
-أما بالنسبة للاستشهاد بآية سورة النجم: (ما كذب الفؤاد ما رأى) فإنه في غير محله، لأن للعلماء قولين في تفسير الآية، وهو إما أنه رأى ربه بقلبه مرتين، أو أنه رأى جبريل على صورته الحقيقية مرتين وكانت تلك إحداهما، والأخير هو الراجح لقوة الأدلة عليها أذكر منها:
-حديث عند مسلم: عن عبدالله -بن مسعود-؛ قال: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، قال: رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.
-وفي مسلم أيضاً من حديث أبي ذر الغفاري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: " نور أنى أراه ".
والحديث في هذه المسألة -أعني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه- يطول وليس هذا مقامه.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/127)
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:08 م]ـ
ملاحظه:
بالنسبة للقول بأن الله يأمر جبريل بإنزال الوحي لم أفهمه جيداً، لأنه حسب علمي أن جبريل هو الوحي والأدلة على ذلك كثيرة جداً من القرآن والسنة والإجماع، منها ما جاء بالتصريح وما جاء بالتلميح.
والله أعلم.
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[23 - 08 - 09, 07:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي بو عبد الرحمن
أنا بنفسي لم افهم الكلام جيدا لان التي كتبته معلمة تدرس الطالبات هذا الكلام
فأردت التأكد منه
بورك فيكم(57/128)
(هدية للقبوريين) الصحابة ينفضون ايديهم من تربة القبر النبوي
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:02 ص]ـ
عند ابي يعلى وغيره عن انس رضي الله عنه قال:
لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أضاء منها كل شيء , فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم أظلم منها كل شيء , وما نفضنا أيدينا من تراب قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أنكرنا قلوبنا.
إذا كان هذا فعل الصحابة بتربة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكيف بغيرها من تربة قبور الصلحين .. ؟!
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:49 ص]ـ
بسم الله
السلام عليك
بوركت اخي الفاضل على الموضوع فمن المؤلم والله ان تتجه الايدي من بعض الفرق الضاله من رفعها الى السماء الى انزالها الى القبور فعندما انكروا ان الله ليس في السماء وكذبوا الرواية الصحيحه عندما سال ابو القاسم صلوات ربي وسلامة علية اين الله للمراءة فقالت في السماء وقال الرسول انها مومنة وانكارهم ذلك فتوجهوا الى باطن الارض والى القبور نسال الله ان يدلهم الى معرفة الهدى والحمد لله لذي عافانا مما هم فيه واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
لو وضع هذا التراب عند القبوريين لتقاتلوا عليه عياذا بالله(57/129)
إبليس أراد أن يوحد الله ولكن الله تعالى لم يقبل منه ذلك!!!
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:00 م]ـ
الموضوع لأخينا الباقلاني (منقول).
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
من بعد إذن الإخوة القائمين على هذا المنتدى والمشاركين فيه أحببت أن تكون أول مشاركة لي معكم عبارة عن وثيقة لأحد مشائخ الشيعة وهو الشيخ محمد السند وهو يقرر أن إبليس أراد أن يوحد الله تعالى ولكن الله تعالى أبى إلا أن يشرك معه غيره!
وربما يكون توقيت هذا الموضوع مناسبا إذ أننا نسمع السجال بين أعضاء مجلس الأمة في الكويت حول مناهج التربية الإسلامية وكيف أن الأعضاء الشيعة يعترضون عليها كونها تكفيرية بزعمهم.
فأقول هل هذا ما تريدون أن تعلموه لأبنائنا؟
أترككم مع الوثيقة
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/7/18/11/4b0wkrfc4.jpg
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/7/19/12/lqcyqf5nk.jpg
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/7/18/11/kktor2vue.jpg
وأترك التعليق للإخوة الكرام
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 11:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
و القوم أقل من أن ترد عليهم
عافانا الله و المسلمين
ـ[سامر المصري]ــــــــ[21 - 08 - 09, 12:23 م]ـ
لا أفهم الجرأة على أن يلصقوا ما يريدون على الرسل والصحابة ويقولون ما يشاؤون على ألسنتهم، والآن أصبح الكفر عندهم علنا. عافانا الله
ـ[البتيري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 11:29 ص]ـ
هذا الكتاب لا ارى فيه الا دعوة صريحة واضحة للشرك.
وحسب هذا الكتاب فانه: "من لم يشرك مع الله احدا فلن يقبل منه"
والعياذ بالله.
نسال الله تعالى ان يتوفنا غير مفتونين.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:36 م]ـ
وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) (الانعام)
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:55 ص]ـ
هنيئا لإبليس دفاع طلبته وأحفاده، ولا غرابة
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً [مريم: 75]
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 10:55 ص]ـ
أخي جزاك الله خيرا،
ولكن!!!!!!!!!
لا فائدة من الجذب بهذه العناوين المستفزة، فقد شعرت بقشعريرة حين قرأت عناون المقال (ابتسامة محب) والسلام
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:41 م]ـ
تدخل الشيعة مستمر في بلادنا العربية يجب ان تكون هناك وقفة منهجيه لمجابهة هذا التوغل خاصة في الاردن وغيرها بسبب وجود الاخوه العراقيين في الاراضي الاردنية حتى لا نصحو وقد اصبحنا مثل لبنان وسوريا
ـ[أبو محمد النفيعي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 11:36 ص]ـ
بعض الآراء ذكرها يكفي عن الرد عليها(57/130)
ما حكم عبارة: (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما)؟
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 05:51 م]ـ
ما الحكم في هذه العبارة التي نسمعها في الدعاء؟
أليس من الأفضل تركها الى (يا رحمن يا رحيم)؟
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:48 م]ـ
ورد هذا الدعاء ضمن حديث عن دعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر،
وفيه أن المسيح عليه السلام كان يعلمه لأصحابه لتفريج الدين.
رواه البزار والحاكم - وصحح إسناده مع أن فيه الحكم الأيلي; متروك متهم - وغيرهما،
وقال العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1143): موضوع.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[21 - 08 - 09, 12:41 ص]ـ
صحيح الترغيب والترهيب - (ج 2 / ص 171)
1821 - (حسن)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيراً يا صلاح الدين،
اللهم زدنا علماً.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 12:22 ص]ـ
]،
جزاك الله خير يا شيخ صلاح الدين , والتي تدل على يقظتك.
وأنت ايضا يا أبا معاوية.(57/131)
(بلايا بوزا) .. أول مؤلف في بيان حال محمد عبده - (هدية)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 06:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الدكتور فهد الرومي – حفظه الله – في مقدمة رسالته الفذة " منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " (ص 9): (رأيت أن أتناول في دراستي هذه إحدى تلك المدارس في تفسير القرآن الكريم، فاخترت " منهج المدرسة العقلية في التفسير "؛ لكونه أهم وأخطر المناهج المذكورة؛ لكونها تعطي العقل مرتبة تضاهي مرتبة الوحي إن لم تتجاوزه، وفي هذا خطر عظيم آثرت أن أبدأ بكشفه، ولكون رجال هذه المدرسة ممن لا تحوم حولهم الشبهات عند بعض الناس، وعند بعض العلماء أيضًا، ولا يقبلون فيهم نقدًا أو عتابًا؛ فأحببت أن أكشف حقيقتهم ما استطعت).
قلت: والمآخذ على هذه المدرسة، وخدمتها للمشاريع التغريبية، وماوجدته من الغرب من حفاوة وتلميع وتسليط للأضواء، كُتب عنها كثيرًا – ولله الحمد -، انظر على سبيل المثال:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/22.htm
ومن تلك الكتابات: مؤلَّف الشيخ الصوفي محمد الجنبيهي (المتوفى عام 1346هـ وله ترجمة مختصرة في الأعلام 6/ 73): " بلايا بوزا " ..
ومن المعلوم: أن أهل السنة يدورون مع الحق، ويأخذونه من الموافق والمخالف، ومنهجهم من المذاهب والأعيان: رد باطلهم، والاستفادة من صوابهم، وهذا ــ كما قال ابن القيم ــ رحمه الله ــ في «بدائع الفوائد» (2/ 165): «بيِّنٌ بحمد الله عند أهل العلم والإيمان، مستقر في فِطَرهم، ثابتٌ في قلوبهم، يشهدون انحراف المنحرفين في الطرفين، وهم لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، بل هم إلى الله ورسوله متحيزون، وإلى محض سنته منتسبون، يدينون دين الحق أنى توجهت ركائبه، ويستقرون معه حيث استقرت مضاربه، لا تستفزهم بداوات آراء المختلفين، ولا تزلزلهم شبهات المبطلين، فهم الحكام على أرباب المقالات، والمميزون لما فيها من الحق والشبهات، يردون على كلٍ باطلَه، ويوافقونه فيما معه من الحق، فهم في الحق سِلْمُه، وفي الباطل حَرْبُه، لا يميلون مع طائفة على طائفة، ولا يجحدون حقها لما قالته من باطل سواه، بل هم ممتثلون قول الله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى? ".
ولهذا: فلا مانع أن نستفيد مما عند مدرسة الأفغاني ومحمد عبده العقلية من ردود على خرافات أهل التصوف؛ كما في مقالات المنفلوطي أو أشعار حافظ أو غيرها.
وفي المقابل نستفيد مما عند المتصوفة من الرد على تجاوزات أصحاب المدرسة العقلية؛ سواء في إنكارهم للمعجزات، أو تأويلهم لما يظنونه معارضاً للعقل، أو تساهلاتهم الفقهية والسلوكية؛ كردود الصوفي النبهاني على الأفغاني وعبده، ورد الصوفي الآخر يوسف الدِجوي ــ أحد علماء الأزهر ــ على تأويلات محمد رشيد رضا ــ رحمه الله ــ «صواعق من نار على صاحب المنار».
ومن ذلك: كتاب الشيخ الجنبيهي السابق «بلايا بوزا»، الذي رد به على محمد عبده ثم على طه حسين، خاصة والجنبيهي قد التقى الأفغاني وصحب تلميذه عبده، فهو يعرفهما عن قُرب، وأظنه أول من نبه كتابيًّا إلى خطورة هذه المدرسة العقلية، وقد نقل عنه: الدكتور محمد محمد حسين – رحمه الله - في كتبه، لاسيما: «الإسلام والحضارة الغربية»، ثم تبعه من جاء بعده؛ كالدكتور الرومي في رسالته السابقة.
وقد تعبتُ كثيرًا في الحصول على كتاب الجنبيهي السابق؛ إلى أن يسّره الله بواسطة أحد الفضلاء المصريين – جزاه الله خيرًا -، وهاهو هدية مني للإخوة الكرام؛ لمن أراد الاطلاع عليه.
ومن أراد إعادة طبعه؛ فليُنبه على مافي (ص 39 و 46 و 52 و 55 وهوأهمها).
والله الموفق ..
بلايا بوزا
http://kabah.info/uploaders/norh/poza.pdf
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 06:53 م]ـ
أحسنت يا شيخ سليمان أحسن الله إليك.
وهدية قيمة منك.
بارك الله فيك.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[24 - 08 - 09, 05:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 05:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الطيب
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم
و أن يجعله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:35 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 05:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:43 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ فهد الرومى فقد افاد كثيرا فى كتابه هذا وحبذا لة كانت دروس سمعيه فى موضوع المدرسه العقليه ارجو من الاخوان افادتى وجزاهم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/132)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:45 م]ـ
الإخوة الكرام جميعًا
بارك الله فيكم، ونفع بجهودكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:38 ص]ـ
غفر الله لك يا شيخ سليمان ونفع الله بك كتاب رااائع
ـ[ابو حمزة نور]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:19 ص]ـ
بارك الله فيك وذادك الله من العلم
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:48 ص]ـ
[جزاكم الله كل خير
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 03:44 م]ـ
اذا كان هناك دروس او سلاسل فى موضوع المدرسة العقليه فلا تبخلوان عنا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[26 - 10 - 09, 04:13 م]ـ
مالمقصود بـ بلايا بوزا؟
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[01 - 11 - 09, 04:07 م]ـ
مالمقصود بـ بلايا بوزا؟
بلايا بوزا؟؟ من تكون؟؟(57/133)
ماحاول كتابه خطة للبحث عن مكانة العقل في الاسلام
ـ[توحيد]ــــــــ[23 - 08 - 09, 03:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انا الان بصدد كتابة بحث عن منزلة العقل في الاسلام وربما اضيف باب واعقد مقارنه مع العقل في المسيحية
احاول كتابه خطة للبحث والحمد لله كتبت بعض النقاط فيها ولكني لم استطع ترتيب البحث بشكل مترابط فهل عندكم فكرة عن بعض الكتب التي تحدثت في هذا الموضوع او اي معلومات او كتب او مراجع متوفرة لديكم
بارك الله فيكم
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[23 - 08 - 09, 04:36 ص]ـ
لا شك أنك تحتاج للرجوع إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية (درء تعارض العقل و النقل) و هو من أنفع الكتب في ذلك بإذن الله.(57/134)
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس (رؤية في احترام الرأي الآخر)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - 08 - 09, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
((إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس))
(رؤية في احترام رأي الآخر)
بقلم / محمد جلال القصاص
بعض الأفكار كالصيد السمين الكسيح يطالها كل ذي قلم، وبعض الأفكار كالغزال الشرود تبصره وبالكاد تصيده، وهذه فكرة تتحرك من سنين أمام عيني، أدقق فيها النظر وبالكاد أراها، ومازلت أتتبعها حتى أبصرتها وأمسكت بها، وها أنذا أضعها بين أيديكم.
ما القصة؟
القصة تتعلق بـ (الآخر)، كل الآخر، من الكافرين والمنافقين، عامتهم والذي يتولى كِبْره منهم،
أهؤلاء مقتنعون بما هم عليه؟!
قد يبدوا السؤال غريبا. ولكن: هو بخلدي من سنين وإجابته هي صيدي اليوم في هذه الدراسة البسيطة.
للإجابة على هذا السؤال أعرض على حضراتكم ثلاثة شرائح من الأدلة الشرعية.
الشريحة الأولى:
يقول الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]
ويقول الله تعالى: {أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [يونس: 66]
ويقول الله تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} [النجم: 28]
ويقول الله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23]
ويقول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [البقرة: 78]
ويقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]
الشريحة الثانية:
قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [يونس: 3]
وقول الله تعالى: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17]
وقول الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]
وقول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4]
وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص: 43]
وقول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:46]
وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:51]
{وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [هود: 30]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/135)
قول الله تعالى: {وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 80]
وقول الله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]
{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 130]
الشريحة الثالثة:
قول الله تعالى {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]
وقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ. بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [البقرة: 89 ـ 90]
وقول الله تعالى: {{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176]
{إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس: 7]
تحليل الشرائح الثلاث:
الشريحةُ الأولى تتكلم بأقوى أدوات الحصر (النفي والاستثناء) (1) بأن هؤلاء ليس عندهم إلا الظن في قلوبهم، وأحاديثهم أحاديث ظنٍ وإن ألبسوها ثوبَ اليقين.
فنحن أمام حقيقة شرعية لا صوارف لها ـ وسيأتي مزيد بيان من دِلالِة السياق الفعلي إن شاء الله وقدر ـ أن هؤلاء لا يتبعون حقا. . . ليسوا على قناعة مما يقولونه بل هم يخرصون. . . يظنون.
والخَرَصُ هو التكلم عن ظنٍ كاذبٍ وحُسبان باطل وليس عن يقين صادق، والخرَّاصون هم الكذَّابون المرتابون (2) أهل الظنون (3) الكاذبة والحسبان الباطل، (الذين يتقولون الباطل على الله ظنا بغير يقينِ علم ولا برهان واضح) (4) (علومهم ليس فيها تحقيق, ولا إيصال لسواء الطريق. بل غايتهم أنهم يتبعون الظن, الذي لا يغني من الحق شيئا ويتخرصون في القول على الله, ما لا يعلمون (5) (
هكذا وصف خالقهم ما في قلوبهم، ظنون ليس إلا.
وفي الشريحة الثانية:
إبراهيم عليه السلام ينادي قومه {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام: من الآية 80]
. يتذكرون ما ذا. السياق يقتضي أفلا تعلمون؟
أليس كذلك؟!
وكأنَّ ما يدعوهم إليه معلوم عندهم، ولكنهم نسوه بل تناسوه.
وفي معرض ذكر الفائدة من قصة موسى عليه السلام يخبر ربنا ـ جلَّ وعلى ـ بأن ذلك {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:46]. وأنهم جاءهم البيان مدعوما بحال من صدَّقوا من قبل وحال من كذبوا لعلهم يتذكرون: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص:51]
ونوح عليه السلام ينادي قومه {وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [هود: 30]
وآل فرعون {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 130]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/136)
وكأن هناك شيئا مطموسا، (مردوماً) عليه يذكرهم به النبي، فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ لا يأتيهم بجديد ـ من حيث الجملة ـ وإنما فقط النبي مُذَكِر (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) [الغاشية:21]
.
وفي الشريحة الثالثة:
بيان أن كفر من كفر (6) ــ وخاصة الملأ (7) ـ لا يكون جهلا بل عنادا واستكبارا. فهذا فرعون. لم يتكلم يوما بأن موسى ـ عليه السلام ـ نبيا ولا أنه ليس بإله، ومع ذلك يقرر القرآن: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14]
فهنا جملتان، خبرية ... وتعليلية، (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) لماذا؟ (ظلما وعلوا) أي ليس جهلا أو تكذيبا.
وقول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ. بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [البقرة: 89 ـ 90]
هنا جملتان أيضا، خبرية تقريرية {بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ} والثانية تعليلية لهذه الجملة الخبرية {بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}
(يقول بئسما اعتاضوا لأنفسهم فرضوا به وعدلوا إليه من الكفر بما أنزل الله على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تصديقه وَمُوَازَرَته ونصرته وإنما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية " أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ") (8)
فكُفْرُ يهود لم يكن لجهلهم ولا لتكذيبهم. وإنما {بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}
وكذا حبر يهود (بلعام) الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين، ضلَّ بعدما عرف آيات الله.
فواضحٌ جدا من هذه الشرائح الثلاث أن أهل الباطل ــ عامتهم ومَن تولى كبره منهم ــ ليسوا على يقين من أمرهم، وإنما يخرصون، هناك شيء مطموس في قلوبهم يوارونه عن الناس ويغالبونه لشهوةِ جاه ـ كما الملأ، أو حقدٍ كما يهود، أو انشغال بأمور الرزق كما العامة في كل زمان ومكان.
هناك شيء مطموس تذكر به آيات الله المقروءة والمرئية. هذا الشيء هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، هو الإسلام بمفهومه العام، هو ما أودعه الله في النفوس بأن هذه الحياة ليست سدى وإنما ورائها ثواب وعقاب.
وهذا يقتضي الوقوف قليلا لبيان معنى الفطرة. فيما يختص بالإسلام.
الفطرة
بداية الإنسان هي النطفة الأمشاج (9) {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [الإنسان: 2] التي تتكون من الحيوان المنوي والبويضة بعد التخصيب، هذه النطفة الأمشاج ـ بعد نفخ الروح فيها (10) ـ تحمل كل صفات الرجل النفسية والبدنية. هذا الطفل المولود تكون فيه جميع الصفات مركوزة بداخلة تظهر حين ينضج شيئا فشيئا، ففي البداية تظهر الحاجة للطعام والشراب، ومحبة من يداعب وبغض من يعبس ويكفهر، ثم يأتي حب اللعب، وعند البلوغ يأتي الميل للجنس الآخر دون أن يُعلمه أحد، أين كانت محبة النساء أو الرجال؟ هل تعلمها؟
لا. إنها فطرة مركوزة بداخله.
وكذا الإسلام بمعناه العام، فطرة مركوزة بداخل الإنسان بحيث لو ترك بدون عوارض فإنه يتعرف على ربه أو يستجيب من فوره حين يسمع داعية. ويدل على هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين وغيرِهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/137)
ثم يقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)
ونقل شارح سنن الترمذي الإجماع على أن معنى الفطرة هنا هو الإسلام، قال: [. وَأَشْهَرُ الْأَقْوَالِ: " إِنَّ الْمُرَادَ بِالْفِطْرَةِ الْإِسْلَامُ ". قَالَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ عَامَّةِ السَّلَفِ. وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالتَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الْإِسْلَامُ , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي آخِرِ حَدِيثِ الْبَابِ اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} وَبِحَدِيثِ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ: " إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ عَنْ دِينِهِمْ " الْحَدِيثَ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ فَزَادَ فِيهِ: حُنَفَاءَ مُسْلِمِينَ , فَظَهَرَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمِلَّةِ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ هِيَ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ].
ويزيد الأمر بيانا ما جاء عند مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذات يوم في خُطبته ((أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا)) (11)
وجاء في شرح النووي للحديث (قوله تعالى: (وَإِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء كُلّهمْ) أَيْ: مُسْلِمِينَ , وَقِيلَ: طَاهِرِينَ مِنْ الْمَعَاصِي , وَقِيلَ: مُسْتَقِيمِينَ مُنِيبِينَ لِقَبُولِ الْهِدَايَة)، (وقد رواه غيره فزاد فيه " حنفاء مسلمين ") (12)
فالفطرة هي الإسلام، هذا ما فهمه الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم من النصوص الصريحة، هي قوة مركوزة في الإنسان تماما كقوة الشهوة، وحب ما ينفع والسعي في تحصيله وبغض ما يضر والسعي في دفعه. هي قوة تجعل المرء حين يسمع بالإسلام، وكأنه سمع به من قبل، وكأن داعيه يذكره بشيء عنده، ولذا جاءت النصوص تخاطب مَنْ لم يخاطبوا بالشرع من قبل تقول لهم (أفلا تذكرون) (لعلهم يتذكرون).
هي قوة لا تمحيها تربية الآباء لأبناءهم على الكفر بربهم، فتظل هناك في القلب تورث حسكة وتجعل العلم (بالباطل) ظنا، وحديث صاحبه ظنا كاذبا وحُسبانا باطلا.
ولعل هذا يفسر لك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (13)
فمجرد السماع كاف، نعم كاف تماما لأن يقبل صاحبه على الداعي ينظر ما عنده، لماذا لأنه يلقى الفطرة المركوزة في جوف كل ولد آدم منذ خلقهم ربهم (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (لأعراف:172)
ما فائدة الكلام في الفطرة من الناحية الدعوية؟
لهذا الكلام فوائد في الناحية الدعوية:
ـ منها أن الإسلام بمفهومه العام، الذي هو الاستسلام لله عز وجل، وإتباع المرسلين والعمل ليوم الدين قوة مركوزة في قلب كل إنسان. تحتاج فقط من يحركها. بتعريفها على ربها وما أعده للصالحين من عباده من ثواب، وما توعد به العاصين من عباده من عقاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/138)
ـ ومنها أنْ ليس عند كافرٍ يقين مما هو عليه. بل عناد واستكبار. فالمعتقد الخطأ لا يمكن أن يكون يقينا، بل الذي يجعله شبه يقين هو ما تهوى الأنفس. من حب رياسة أو عرض من عرض الدنيا.
ـ ومنها ـ وهو ما كتبتُ لأجله ـ فساد دعوى احترام رأي (الآخر) من الكافرين والمنافقين، وخاصة المنظرين منهم لباطلهم، فكما رأينا ليس عندهم إلا الظنون، هذا إن لم يبحثوا، وإن بحثوا واستمعوا لخطاب الشرع فلا بد أن ستتولد قناعة عندهم بصواب ما يُدْعَوْنَ إليه وباطل ما هم عليه، إلا أن موانعا تتدخل وتحول بينهم وبين إتباع الدين الصحيح. ولذا نجد في كتاب الله تعالى مثل {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران:70]
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران:71]
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران:99]
فهم مقرون شاهدون، يعرفون، ومع ذلك يبغونها عوجا ويصدون عن سبيل الله من آمن.
ونصارى نجران ـ وفيهم نزلت هذه الآيات من سورة آل عمران جادلوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واشتدوا في جداله حتى قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ " لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْن أَهْل نَجْرَان حِجَابًا فَلَا أَرَاهُمْ وَلَا يَرَوْنِي (14) " وهم كانوا يعرفون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرفون أنه نبي، ويتكلمون بذلك فيما بينهم ومع ذلك كانوا يجادلون أشد الجدال وكأنهم أصحاب حق.
ومثل ذلك كثير في السيرة النبوية، وقد عقد لها بن كثير بابا كاملا في كتابه البداية والنهاية جمع من اعترافاتهم الشيء الكثير. لمن شاء المزيد ـ
وأعني بفساد احترام رأي الآخر هنا أن لا نعتقد أنه على شيء، أو أن يقينا رسخ في قلبه فراح يدعو إليه مخلصا يرجو الله والدار الآخرة. وإنما كلهم كذبة يظنون ظنا. أما منازلته وسماع حجته والرد عليها فهذا لا بد منه ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينه.
ومنها أن معرفة هذا الأمر. . أن ما في صدورهم ظنون لا حقائق يعطي لمن يحاورهم جرأة عليهم، فهي قلوب خاوية ليس فيها يقين، وشاكّة تبحث عن الحقيقة، أو تخفيها. وكم حدثنا من أسلموا عن حالهم وهم كفار، كيف كان شكهم وحيرتهم، وصدق الله العظيم. {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى: من الآية 14]
والسؤال الآن: كيف تتحول الحقائق إلى أوهام وظنون؟ أو كيف تتحول الأكاذيب والظنون (الأديان المحرفة والمذاهب الباطلة) إلى شبه حقائق في صدور أصحابها والدعاة إليها؟ أو كيف لا تُنشئ المعرفة بالله واليوم الآخر أثرا في القلب يظهر على الجوارح؟
وأطرحُ هذا السؤال كتعليل لهذه النفسية التي تبقى على ما لا تستيقن منه، وتتكلم بالظنون والأوهام. ما السبب في هذه الحالة؟ كيف تستقر على هذا الأمر؟
وتدبر معي:
يقول الله تعالى مخبرا عن حال المكذبين المعرضين في الدنيا: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} [المؤمنون: 63]
ويخبر سبحانه وتعالى عن حالهم يوم القيامة حين يرون العذاب فيقول ـ جل شأنه ـ: ({وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء: 97].
ويقول الله تعالى مخاطبا المكذبين يوم القيامة {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]
التعبير بـ (من) بدل (عن) والتي يقتضيها المعنى المتبادر للذهن في الآيات الثلاث له دلالة، وكأن ذكر الآخرة وما يتبع ذلك من أوامر ونواهي ـ على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا كان سببا في غفلة الغافلين وإعراض المعرضين المكذبين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/139)
وهذا ما فهمه الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ إذ يقول معلقا على آية (ق): {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق: 22]: (أي: يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام, توبيخا, ولوما وتعنيفا. أي: لقد كنت مكذبا بهذا, تاركا للعمل له فالآن كشفنا " عَنْكَ غِطَاءَكَ " الذي غطى قلبك, فكثر نومك, واستمر إعراضك) انتهى كلامه رحمه الله.
وقريب من هذا قول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [البقرة: من الآية 213] وقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [آل عمران: من الآية 19]. {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} الشورى: من الآية 14]
{وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} [الجاثية: 17].
فالآيات تتكلم أن هناك نفوسا تتبع الهوى وتضل حين يتضح لها الحق، وذلك بغيا وحسدا.
يعرض على القلب ما نع فيمنع المعرفة بالله واليوم الآخر أن تنشأ أثرا في القلب (رغبة ورهبة) أو (رجاء وخشية).
قضية البعث والثواب والعقاب من الأمور المسلم بها عقلا قبل أن يكون شرعا، وصدق الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ قامت كل البراهين عليه. ولكن ليس كل من يعرف يتبع، وليس كل من يصدق يلتزم بما يُصدق به، بل تأتي العوارض من حب جاه ورياسة أو طلب شهوة بدنية أو نفسية فتمسك المعرفة.
وهاك بعض الصور لحال الناس بعد عرض الخبر عليهم.
هناك من يَكْذِبْ على نفسه أحيانا فيدعي أنه مُكذِّبٌ لم ير حقا كي يصدقه، وغالب هذا النوع هم المعرضون المنشغلون بأموالهم ونسائهم. فيكون قد سمع طرفا، فيرى أن الوحي سيأخذ من أمواله ومن أمْنه، وقد يضيق عليه في لذَّاته المحرمة، فينصرف عن الدّاعي إلى شهواته، ويتخذ من التكذيب ذريعة لعدم الإتباع. وقد يستغبي إن ألح عليه الداعي وجادله فكسر جداله كقوم شعيب عليه السلام {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ} [هود: من الآية 91]. وإن كان لا يفهم خطابك فماذا ستفعل معه؟
اللهم أن تغير الخطاب. أو تنصرف وتتركه.!!
وهناك من يعْنِد فيتكلم بأن مذهب المخالف هو الحق ويعلن العصيان بل ويحاربه، وهذا حال الملأ أرباب السلطان وأشباههم من المجرمين أرباب الأقلام، الذين ينظرون لباطلهم. ولا تقصر الصورة على قريش وحدها أو يهود أو نصارى نجران، هي نفسية تتكرر في كل زمان ومكان.
وبعضهم من يكون ضعيفا كَبُرَ العبيد في حسِّه فمشى ورائهم خوفا من سلطانهم أو طلبا لما في أيديهم.
وهناك من يكون مصدقا محبا لم ترقَ محبته لفصم أواصر الجاهلية. كأبي طالب، وكالنفر من يهود الذين جاءوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأقروا له بأنه نبي الله، ولكن لم يتبعوه مخافة قومهم. هؤلاء الخوف من قومهم أكبر في صدورهم من الخوف من عذاب الله. وكالنفر الذين أسلموا ولم يهاجروا ثم خرجوا يوم بدر في صفوف الكافرين وهم (مؤمنين) (15)، ومن هاجروا ثم انقلبوا إلى مكة (16).
وهناك المنافقون، يصدقون، ويبغضون، وظاهرا يتبعون، وإن وجدوا عدوا غازيا ينقلبون ويحاربون. وهي نفوس مريضة تخشى الدوائر وتطلب السلامة في أبدانها وأموالها ولذا تتبع من غلب، وتصل حبال المودة مع كل من غلب.
والمقصود أن هذه الحالات جميعها لا تتبع ما تصدقه، تنقلب شهواتهم على ما في قلوبهم حتى تكاد تطمسه، تتركه صغيرا منزويا يتقلب من حين إلى حين، وتبقى الشخصية كما وصفها خالقها (في شك منه مريب) (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس).
والسبب الرئيس وراء ذلك كله، هو الجهل بيوم الدين، وما فيه من ثواب وعقاب، والغفلة عن مصارع الظالمين، وليس هذا من عندي بل هو قول ربي العليم الحكيم، وتدبر:
: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} [النحل: 22]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/140)
{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون: 74]
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى} [النجم: 27]
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} [النمل: 4]
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً. وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً. نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} [الإسراء: 45 ـ47]
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45]
{وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} [السجدة: 10]
{وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ} [الرعد: 5]
{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 113]
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ} [النمل: 66]
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} [هود: 103]
{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 21]
فالقلوب المنكرة هي قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، والذين لا يؤمنون بالآخرة هم من يتنكبون الصراط ويسلكون السبل، والذين لا يؤمنون بالآخرة تشمئز قلوبهم حين يذكر الله وحده ويولون على أدبارهم نفورا مما يسمعون، والذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يؤمنون بالبعث إذا ضلوا (17) في الأرض. والذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين يصغون للأصحاب الشبهات والشهوات. والذين لا يلتفتون لآيات الله في الأرض والسموات هم الذين في شك منها، والذين لا يخافون عذاب الآخرة لا يستفيدون من مصارع الظالمين. وسلّط الله إبليس على الناس ليُعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك.
ومَنْ يؤمن بالقرآن ويستفيد به هم من يؤمنون بالآخرة. قال الله: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92] وقال الله: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ. هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [النمل: 1ـ 3]
الكل يسمع عن يوم الدين، بل وكثيرون يصدقون بما فيه من ثواب وعقاب، فلماذا لا يؤمنون؟
الخلل من أمرين:
الأول: أنها معرفة خبرية فقط، لا تقوى على المعارض من شبهة أو شهوة. وليس هناك تصور حقيقي للثواب والعقاب. فلو أن هناك تصور حقيقي للثواب والعقاب الأخروي لما تجرأ أحد على حدود الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/141)
الثاني: مظنِّة النجاة من العذاب، وهذا ما كانت تقوله يهود {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ} [البقرة: من الآية 80]. أو تَبْيتُ النية للتوبة بعد المعصية على طريقة إخوة يوسف {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [يوسف: 9].
ولهذا اعتنى الشرع بترسيخ الثواب والعقاب في حس من يخاطبهم، وتم ربط جميع الأوامر والنواهي بيوم الدين وما فيه من ثواب وعقاب. وقد فصلت هذا في موطن آخر ولا داعي للتكرار.
=========================
(1) ـ (إن) تأتي في اللغة العربية بمعنى (ما) النافية وتأتي بمعنى نعم، فهي من الأضداد، بمعنى (ما) النافية مثل قول الله تعالى (إن يقولون إلا كذبا) (إن أمسكهما من أحد من بعده)، وبمعنى نعم مثل قول الله تعالى (إن هذان لساحران يريدان .. ). ويحكى أن أعرابيا جاء لعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو أمير بمكة، وسأله مالا، فلم ير له حقا في مال المسلمين فرده، فألح الأعرابي وأبى عبد الله بن الزبير، فردّ الأعرابي: (لعن الله دابة حملتني إليك) فأجاب بن الزبير ـ وهو الشاهد ـ: إن وصاحبها. أي نعم وصاحبها.
(2) بن كثير تفسير قول الله تعالى (قتل الخراصون) [الذاريات: 10].
(3) راجع تفسير الطبري للأية 10 من سورة الذاريات.
(4) الطبري الآية 148 من سورة الأنعام.
(5) راجع تفسير السعدي الآية 116 من سورة الأنعام.
(6) نعم هناك كفر الجهل، وكفر الشك، و هذا الجهل والشك لا يستمر إلا إذا جاءه الإعراض.
(7) الملأ هم أشراف الناس وسادتهم.
(8) بن كثير الآية 90 من سورة البقرة.
(9) أمشاج تعني أَخْلَاط. وَاحِدهَا: مِشْج وَمَشِيج ــ القرطبي عند تفسير 2 من سورة الإنسان.,
(10) قلتُ بعد نفخ الروح فيها، وذلك لأن النفس والروح شيء آخر غير البدن الذي يتكون من الحيوان المنوي والبويضة، فالإنسان ثلاثي التركيب، (بدن، وروح ونفس) وكل واحد منهم له مصدر غير الآخر، وقد أطال الكلام في التدليل على ذلك الباحث / أحمد كرار أحمد الشنقيطي في بحثه القيم ما هية النفس.
(11) مسلم / 5109. كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها.
(12) ذكره بن حجر في فتح الباري عند شرح حديث أبي هريرة (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ... الحديث) / 1299. وانظر شرح حديث ابي هريرة ذاته في تحفة الأحوذي حديث رقم 2094.
(13) مسلم / 218. كتاب الإيمان. (وفي الحديث دِلالة على أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور وهذا جار على ما تقدم في الأصول أنه لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح. والله أعلم) من شرح النووي للحديث.
(14) ذكره الطبري عند الكلام على آية المباهلة في سورة آل عمران الآية 61
(15) نزل فيهم قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} [النساء: 97]
(16) نزل فيهم قول الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 88]
(17) مادة (ضلَّ) يدور معناها على الخفاء. لسان العرب. ج 11/ 395 وضللنا في الأرض تعني غِبْنا فيها حتى خفينا في التراب. ومنه ضل الماء في اللبن إذا غاب فيه وخفي ولم يعد يتبين. الطبري عند تفسير الآية العاشرة من سورة السجدة.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 08 - 09, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ونفع الله بك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 08 - 09, 04:11 م]ـ
وجزاكم، ونفع بكم، وبارك فيكم.(57/142)
أريد إجابة حول ماذكر في تفسير الألوسي في تلقي الوحي أثابكم الله
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[24 - 08 - 09, 01:40 ص]ـ
ذكر الألوسي في تفسيره الآتي:
اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله تعالى منزل واختلفوا في معنى الإنزال، فمنهم من قال: إظهار القراءة، ومنهم من قال: إن الله تعالى ألهم كلامه جبريل عليه السلام، وهو في السماء وعلمه قراءته ثم جبريل أداه في الأرض وهو يهبط في المكان وفي ذلك طريقتان، أحدهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم انخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية وأخذه جبريل عليه السلام، وثانيهما: أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم منه، والأولى أصعب الحالين انتهى؛
فهل ما ذكره عن انخلاع الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أوا نخلاع جبريل عليه السلام صحيح؟ وما الدليل على هذا القول وقد بحثت تحقيقا في هذه المسألة ولم أجد جوابا
بارك الله لكم في علمكم
ـ[السدوسي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 04:51 ص]ـ
الآلوسي الكبير
(1217 - 1270هـ)
* اسم المفسر:
شهاب الدين السيد محمود بن عبدالله بن محمود بن درويش الحسيني الآلوسي أبو الثناء المفسر المحدث الفقيه الأديب (1).
* اسم تفسيره:
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
* عقيدته:
يتبين لمن يقرأ تفسيره أن مؤلفه يميل إلى التصوف, فكثيراً ما يفسر الآيات تفسيراً رمزياً إشارياً على طريقة المتصوفة, مع المتابعة لهم في بعض شطحاتهم, وخلع الألقاب العظيمة عليهم, كقوله: قال السادة الصوفية قدس الله أسرارهم, قال سادتنا الصوفية .. في مواضع كثيرة جداً ويذكر أسماءهم أحياناً كابن الفارض وغيره.
فمن التفسير الإشاري ما قاله في أول سورة آل عمران (10/ 91) , قال: " هذا ومن باب الإشارة في الآية ألم تقدم الكلام عليه وذكر بعض ساداتنا!! فيه أنه أشير به إلى كل الوجود من حيث هو كل لأن (أ) إشارة إلى الذات الذي هو أول الوجود وهو مرتبة الإطلاق! و (ل) إلى العقل المسمى بجبريل الذي هو وسط الوجود الذي يستفيض من المبدأ ويفيض إلى المنتهى!! و (م) إلى محمد الذي هو آخر الوجود وبه تتم دائرته! ولهذا كان الختم, وقال بعضهم: إن (ل) ركبت من ألفين, أي وضعت بإزاء الذات مع صفة العلم اللذين هما عالمان من العوالم الثلاثة الإلهية! التي أشرنا إليها فهو اسم من أسمائه تعالى, وأما (م) فهو إشارة إلى الذات مع جميع الصفات والأفعال التي احتجبت في الصورة المحمدية!! التي هي اسم الله تعالى الأعظم بحيث لا يعرفها إلا من يعرفها! .. " ويسوق في ذلك كلاماً طويلاً فيه من الغموض والإبهام واللبس ما ترى.
ومن الشطحات التي في كتابه قوله إن نور محمد أول المخلوقات!! (17/ 105) وإنه منقدح من النور الإلهي!! (13/ 77).
وقوله في التفسير الإشاري لقوله تعالى: فالتاليات ذكراً: " جماعة الملائكة التالية آيات الله تعالى وجلايا قدسه على أنبيائه وأوليائه!! وتنزل الملائكة مما قال به الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم وقد نطق بأصل التنزل قوله تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون وقد يطلقون على بعض الأولياء: أنبياء الأولياء؟!! ".
ثم نقل عن الشعراوي (ويقال: الشعراني كما في ترجمته) في رسالة "الفتح في تأويل ما صدر عن الكمل من الشطح"! أنه قال: " أنبياء الأولياء كل ولي أقامه الحق تعالى في تجل من مظهر تجلياته!! وأقام له محمداً ومظهر جبريل فأسمعه ذلك المظهر الروحاني خطاب الأحكام المشروعة لمظهر محمد .. ", إلى أن قال: " فمثل هذا يعمل بما شاء من الأحاديث لا التفات له إلى تصحيح غيره أو تضعيفه!! فقد يكون ما قال بعض المحدثين بأنه صحيح لم يقله النبي عليه الصلاة والسلام!! وقد يكون ما قالوا إنه ضعيف سمعه هذا الولي من الروح الأمين!! يلقيه على حقيقة محمد كما سمع بعض الصحابة حديث جبريل في بيان الإسلام والإيمان والإحسان فهؤلاء هم أنبياء الأولياء .. ".
وللأسف أنه لم يتعقب هذا البلاء بشيء!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/143)
وقال في التفسير الإشاري لقوله: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون: " وقيل: إنه إشارة إلى طائفة من المؤمنين كان الغالب عليهم في الدنيا طلب الجنة!! ولذا أضيفوا إليها, وهم دون أهل الله تعالى وخاصته الذين لم يلتفتوا إلى شيء سواه عز وجل, فأولئك مشغولون بلذائذ ما طلبوه, وهؤلاء جلساء الحضرة المشغولون بمولاهم جل شأنه المتنعمون بوصاله ومشاهدة جماله, وفرق بين الحالين وشتان ما بين الفريقين!! ولذا قيل: أكثر أهل الجنة البله! فافهم الإشارة ".
كيف! والله تعالى يقول: وادعوه خوفاً وطمعاً [الأعراف:56]؟! وانظر القول بالظاهر والباطن وإن من الباطن ما يحرم كشفه!! (3/ 174).
وهكذا ففي ما يسوقه في التفسير الإشاري بلايا وأوابد, نسأل الله العافية.
كما أنه يقع منه التوسل بحرمة النبي , انظر مثلاً (13/ 179) , (23/ 160) ومن المعلوم أنه توسل مبتدع لا أصل له.
وقد ضم في تفسيره معظم بحوث الرازي مع تقرير مذهب الأشاعرة والانتصار لهم والوقيعة في أئمة السلف, وأحياناً يرد على الأشاعرة أقوالهم ويقرر مذهب السلف, ففيه نوع من التردد بين مذهب السلف والخلف.
من ذلك رده على من فسر الفوقية لله تعالى بمعنى أفضلية الذات والخيرية بقوله: " وأنت تعلم أن هذا مما تنفر منه العقول السليمة وتشمئز منه القلوب الصحيحة, فإن قول القائل ابتداء: الله تعالى خير من عباده أو خير من عرشه من جنس قوله: الثلج بارد, والنار حارة, والشمس أضوأ من السراج, والسماء أعلى من سقف الدار, ونحو ذلك, وليس في ذلك تمجيد ولا تعظيم لله تعالى, بل هو من أرذل الكلام, فكيف يليق حمل الكلام المجيد عليه .. " ثم قال: " والفوقية بمعنى الفوقية في الفضل مما يثبتها السلف لله تعالى أيضاً, وهي متحققة في ضمن الفوقية المطلقة, وكذا يثبتون فوقية القهر والغلبة كما يثبتون فوقية الذات, ويؤمنون بجميع ذلك على الوجه اللائق بجلال ذاته وكمال صفاته سبحانه وتعالى .. " ثم تكلم عن الجهة بكلام جيد (انظر 7/ 114 - 117).
وردَّ على من فسر "الاستواء" بالاستيلاء ووصفه بأنه تفسير مرذول (8/ 136) واختار تفويض المراد منه إلى الله تعالى, ونسبه إلى السلف!
وفي صفة "اليد" ذكر مذهب الخلف ثم السلف ثم ذكر تأويل الزمخشري ورد عليه (23/ 225 - 226) , وفي قوله تعالى: بل يداه مبسوطتان ذكر أن تفويض تأويلها إلى الله تعالى هو الأسلم! وأن النبي وأصحابه لم يتأولوها بالنعمة ولا بالقدرة.
منقول من بحث قيم لأخينا الفاضل أبوعبدالله الأثري جزاه الله خيرا.
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[24 - 08 - 09, 11:16 ص]ـ
فتح الله عليكم(57/144)
طعن سعيد فودة في أهل القرون الأولى و علماء الحديث
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:03 ص]ـ
طعنه في السلف الصالح أهل القرون الأولى
قال سعيد فودة في "كاشفه" (ص191):" ..... نعم يوجد بعض المجسمة من أهل القرون الأولى أثبتوا لله تعالى الأعضاء والأركان! "
طعنه في علماء الحديث
قال سعيد فودة في "تدعيم المنطق" (ص175): (إن الواقع تاريخياً يدلل على أن بعض علماء الحديث كانوا من المجسمة أو من المتأثرين بمنهجهم بشكل عام بل يمكننا الادعاء بسهولة أن كثيرا من الذين تمسكوا بهذا المصطلح كانوا من المنتمين إلى عقائد المجسمة أو من المتأثرين بهم خاصة في القرن الثالث الهجري والرابع وخاصة من الذين انتسبوا إلى مذهب الإمام أحمد).
منقول
هل سيوافقه شيوخ و طلاب العلم الأشاعرة على ذلك؟
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[26 - 08 - 09, 10:57 ص]ـ
الشجرة المثمره تكون عرضة لرمي الحجارة
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 05:33 ص]ـ
المقصود بالمجسمة عند سعيد فودة هم كل من أثبت الصفات بكيف أو بلا كيف، لافرق عنده.
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:04 ص]ـ
طيب والغماريون ما نصيبهم من سعيد فودة.؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:55 ص]ـ
الرجل سيجن يوما باشعريته وربما تطرق لكبار الصحابة ليس لشيء الا انهم لم يتمشعروا على طريقته
نسال الله العافية والتوفيق
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:03 ص]ـ
بل يمكننا الادعاء بسهولة
أنظر إلى ادعائه، وبسهولة. وهل يبنى العلم على الدعاوي؟
وحاصل الأمر أن الرجل ومريديه من أجهل القوم بأصول الدين وأكثرهم تجنيا على المخالف. ولا أحد أبغض إلى قلوبهم من شيخ الإسلام ابن تيمية. ويكفيهم أنهم يعدون الجمهور الأشاعرة والماتريدية فقط، ومن كان على عقد السلف الأول قبل الأشعري وانتحل نهجهم فهو مجسم بغيض عندهم.
وقد دخلت موقع مريديه والهائمين بطيشه
وناقشتهم في مسألة الصفات وتراجعات بعض أئمة الأشعرية وانتساب الإمام الأشعري إلى الإمام أحمد في الإبانة فتأولوا تأولات منكرة وأبانوا عن جهل فاضح وقلة أدب عند فقد الدليل والبرهان.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:45 ص]ـ
هذا من المخازي التي حذر السلف من ترتبها على من يشتغل بالكلام .. و لهذا الأستاذ سعيد لبعده عن الحديث و الاشتغال به لم ينضج فكره بعد .. و لهذا تجد من أشاعرة العصر كل من كان منهم أقرب للاشتغال بالحديث تجده أقل جرأة على أئمته و ان خالفوه فالأزهري لاعتنائه بالمنقول لا يسايره كثيرا في جرأته هذه .. دع عنك الشيخ البوطي و الشيخ ممدوح و الشيخ عبد الله الغماري و غيرهم ممن ترى أثر الاشتغال بالحديث باديا عليهم و توقير أئمته و ان خالفوهم .. و هذا تجده قديما أيضا في المتكلمين بل و في الفلاسفة كابن رشد و غيره ... كلما كانوا أقرب للحديث كلما كانوا اقرب للنضوج و انزال الناس منازلهم .. و هو من الأدلة على صحة توجيه السلف للاشتغال بالحديث و التنفير عن علم الكلام
ـ[العويشز]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:53 ص]ـ
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6529
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - 11 - 09, 07:10 ص]ـ
لا عبرة بقوله، ولا تعبأ به {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:23 م]ـ
وقد دخلت موقع مريديه والهائمين بطيشه
وناقشتهم في مسألة الصفات وتراجعات بعض أئمة الأشعرية وانتساب الإمام الأشعري إلى الإمام أحمد في الإبانة فتأولوا تأولات منكرة وأبانوا عن جهل فاضح وقلة أدب عند فقد الدليل والبرهان.
هكذا هم في منتدياتهم (ولن أذكر أسماءها) ..
وقد كان هيثم حمدان المشرف هنا في أخذ ورد مع المبتدع سعيد - هداه الله وكفى المسلمين شره - وقد كا فؤوه بمنعه من المشاركة في مجلسهم حتى يعرف كيف يناظر ويتكلم!! زعموا ..(57/145)
هل من معلومات عن الطريقة الكتانية من نشأتها الى شذوذها ... ؟
ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[24 - 08 - 09, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وياحبذا مع المصادر .. بارك الله فيكم
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:43 ص]ـ
بسم الله
السلام عليك
الطريقة الكتانية ان صحت عنها هذه المبالغات والخرافات والتأليفات فهي مما يجب الهروب منها ومجاوزتها، وبعض الناس يكونون في حالة اصطلام أو سكر فيكتب عنهم مايقولون، واذا كان الشيخ محمد عبد الكبير الكتاني هم باحراق ماكتبه وشنع عليه بعض علماء فاس فينبغي الحذر من هذه الطريقة.
وأحب أن أنبه الى أن الطريقة الكتانية خاصة بالشيخ محمد عبد الكبير الكتاني وليست بكل الكتانيين بل منهم من اعترض عليه كالشيخ محمد جعفر الكتاني والشيخ عبد الحي الكتاني
الطريقة الكتانية
عرف البيت الكتاني عدة شيوخ تربية كان لهم أتباع ومريدون على مدى تاريخه؛ ومن الشيوخ المربين الذين ازدهر بهم البيت الكتاني: عمران بن عبد الجليل بن يحيى الثاني (ت340)،وعبدالله بن هادي بن يحيىالثالث الكتاني (ت490) صاحب المدرسة الكتانية بقسنطينة بالجزائر، ومحمد بن قاسم الكتاني (949)،وعبد العزيز بن محمد الكتاني (997)،ومحمد الطاهر بن محمد الكتاني (أواسط القرن العاشر)، وعبد الله بن أبي طالب الكتاني (1163)،ومحمد بن محمد الكتاني الملقب بالحمدوشي (ت1214)،والطيب بن محمدالكتاني (ت1253)، والوليد بن هاشم الكتاني (ت1259)،والطائع بن هاشم الكتاني (ت1264)، وسليمان بن عبد الحفيظ الكتاني (ت1274)،ومحمد الزمزمي بن إبراهيم الكتاني (ت1295) .. وغيرهم. غير أن الطريقة الكتانية بالمعنى المصطلح عليه تنقسم إلى: الطريقة الكتانية المحمدية، والطريقة الكتانية الأحمدية. ـ
أ – الطريقة الكتانية المحمدية: ـ
أسسها الشيخ أبو المفاخر محمد بن عبد الواحد الكتاني (ت1289/ 1872) بفاس، وهي طريقة مستقلة، مبنية على الكتاب والسنة، مستغرقة في الذات المحمدية من حيث التخلق بشمائله صلى الله عليه وسلم، والتعرف على سيرته الزكية، والتبحر في معرفة السنة النبوية وكتب الحديث، ومن استغراق أتباع هذه الطريقة في السنة النبوية أن كتب الحديث كانت تسرد وتشرح بها على طول السنة. ـ
ولهذه الطريقة أوراد يومية؛ متمثلة في الورد اللزومي، وورد السحر وورد للنساء، ولها أكثر من أربعين حزبا يواظب عليها أتباعها. ـ
وهي طريقة مستقلة، لا قادرية ولا شاذلية، انتشرت في فاس وضواحيها. ـ
وأهم شيوخ هذه الطريقة: أبو المفاخر محمد بن عبد الواحد الكتاني، وأبو المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني، وأبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني. ـ
ب – الطريقة الكتانية الأحمدية: ـ
نسبة لمقام: "الأحمدية"؛عرفها مؤسسها الشيخ أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني الشهيد بأنها: طريقة أحمدية محمدية صديقية، إبراهيمية أويسية اجتبائية. ـ
أما الأحمدية: فمن حيث استمدادها من باطنيته صلى الله عليه وسلم الأحمدية. وأما المحمدية: فمن حيث الوقوف مع ظاهر الشرع في العبادات والمعاملات، والاعتناء باتباع السنن المحمدية. وأما الصديقية: نسبة لمقام سيدنا أبي بكر الصديق في التصديق والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم. وأما الإبراهيمية: فنسبة لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي كان أمة قانتا لله حنيفا. وأما الأويسية: فنسبة للتابعي الجليل سيدنا أويس القرني في استغراقه في الشمائل الباطنية للنبي. والاجتبائية: فنسبة لمقام الاجتباء، وهو سرعة العروج في مقامات السلوك. ـ
وهي طريقة اجتبائية، جذبية، مبنية على أركان أربعة:1 - التوبة مما جنته يداك من حين التكليف إلى وقتك. 2– التزام مقام التقوى. 3 – التماس الأعذار للناس. 4 – النظر بنظرة التعظيم لسائر المخلوقات. ـ
وهي تؤمن بأن الإسلام شريعة وعقيدة وأخلاق؛ بمعنى أنه: منهج حياة، وليس طقوسا وحروفا تتلى. وبذلك كان للطريقة الكتانية- إضافة إلى دورها الروحي- دور في الإصلاح في المغرب في القرن الرابع عشر الهجري. فهي أول مطالب بالدستور، ومشروع أول دستور مغربي عام (1324/ 1906)، وداعية لحرب الاستعمار الفرنسي، ومحارب له في شتى مناطق المغرب، بل استشهد مؤسسها وبعض كبار زعمائها من أجل الدفاع عن البلاد. ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/146)
كما أنه للطريقة الكتانية فضل كبير في نشر علوم الحديث والإسناد، في المغرب، وربط المغرب بالمشرق عن طريق الرحلات المتعددة التي قام بها روادها خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتي اعتنوا فيها بلقاء زعماء السياسة والعلم بالمشرق، وربط صلات معهم، والتنسيق معهم في الإصلاح السياسي والاجتماعي. ـ
وكان للطريقة الكتانية ممثلة بمقدميها ومريديها دور كبير في إذكاء روح الجهاد بين الشرائح المغربية ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، كالشريف عبد السلام بن الفاضل العلوي، والمجاهدين ابن مومن بن العود الزموري، ودحد العلمي الزموري وغيرهم. وعن طريق الرسائل والمحاضرات التي كان يلقيها شيوخها. ـ
ولا تخفى الصلة الوثيقة بين شيوخها وبين الزعيمين موحا وحمو الزياني، ومحمد بن عبد الكريم الخطابي. ـ
أما أثناء نفي الملك محمد الخامس فيما يصطلح عليه بـ: "الأزمة المغربية الكبرى"؛ فقد ألقى زعماء الطريقة الكتانية: محمد المهدي بن محمد الكتاني، و محمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد إبراهيم بن محمد الكتاني عدة بيانات، وأرسلوا عدة رسائل إلى رئيس الجمهورية الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة تستنكر نفي الملك محمد الخامس، وتدعو إلى إرجاعه ملكا على المغرب وإعلان استقلال البلاد
المصدر
http://www.fondationkettani.org/index24.html
أصول الطريقة خمسة أمور:
1. تقوى الله تعالى في السر والعلن.
2. واتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3. تغليب شهود المحاسن في الوجود على المساوئ، فإن الأصل في الأشياء كلها هو الطهارة، وأما القبائح فهي عارضة باعتبار التكليف.
4. الرضا عن الله تعالى في كل تجل لم يلائم الطبع البشري المنازع لربه فيما يحدثه لكونه.
5. الرجوع إلى الله تعالى في السراء والضراء.
فتحقيق التقوى بالورع والاستقامة، وتحقيق السنة بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق تغليب شهود المحاسن باطلاع معنى] الله نور السماوات والأرض [(29). (30)
———————————————
والله اعلم
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:47 ص]ـ
هذه المعلومات جمعت من مواقع الطرق الكتانية
أركان الطريقة الكتانية
الركن الأول:
تصحيح مقام التقوى التي هي عبارة عن امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، فإن التقوى سفينة النجاة، [ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب] (19). وقال تعالى: [إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم] (20). وقال تعالى: [واتقوا الله ويعلمكم الله] (21). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بتقوى الله"، [إن أكرمكم عند الله أتقاكم] (22). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "اتَّق المحارم تكن أعبد الناس" (23) (الحديث). وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والله لو صليتم حتى تكونوا كالأوتار ما نفعكم ذلك إلا بوَرَع يحجزكم عن محارم الله".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلَّت صلاتُه وصيامُه وتلاوتُه للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرتْ صلاته وصيامه وتلاوتُه للقرآن (24).
فاتقوا الله إخواني وكونوا مع الصادقين بالجدّ والوفاء بالعهد تنجوا مع الناجين، وتفلحوا مع الفالحين.
———————————————
(19) - سورة الطلاق – الآيتان 2 - 3.
(20) - سورة الحجرات – الآية 13.
(21) - سورة البقرة – الآية 282.
(22) - رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 266 والمتقي الهندي في كنز العمال 5652.
(23) - رواه أحمد في المسند والترمذي والبيهقي عن أبي هريرة في الترغيب 3/ 612.
(24) - رواه الطبراني في الكبير عن واقد – الجامع الصغير 2/ 282.
الركن الثاني:
تصحيح مقام التوبة الواجبة فوراً من الذنوب والآثام بشروطها وهي:
• الندم على ما صدر من التائب قبل من المخالفات والعصيان بشرط الإقلاع عن كل ما لا يرضاه الرحمان.
• ونفي الإصرار عليه بأن يقطع ويجزم أنه لا يعود إلى ارتكاب ذنب من الذنوب، ويطلب من الله الإعانة والحفظ.
• وردُّ ما أمكن ردُّه من الحقوق الحقيّة والخلقية، ويكثر من الاستغفار فيما لا يمكنه ردّه فإن الله تواب رحيم. وقال تعالى: [وهو الذي يَقْبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما يفعلون] (25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/147)
وإذا كان سبحانه عالما بأفعالنا فينبغي لنا أن نراقبه في الحركات والسكنات ونخلص العمل له، ونستحي منه أن يرانا حيث نهانا. يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي، إن كنتم تعلمون أني مطلع عليكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم، وإن كنتم لا تعلمون أني مطلع عليكم فالخلل في إيمانكم،] فتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون [. (26)
———————————————
(25) - سورة الشورى – الآية 25.
(26) -- سورة النور
الركن الثالث:
إلتماسُ المعذرة للمسلمين، فنقبل عُذْر من اعتذر إلينا من ذنبه سواء برَّ أو فجَر لقوله: من أتاه أخاه متنصّلا من ذنب فليقبل ذلك، محقا ذلك أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض. وفي رواية: من اعتذر إليه أخوه المسلم فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مكس من الخطيئة (26).
وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم:" ألا أنبئكم بشراركم. فقال له رجل من القوم: بلى إن شئت يا رسول الله، قال: إن شراركم الذي ينزل وحده، ويجلد عبده، ويمنع رفده، أفلا أنبئكم بشر من ذلكم، قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله، قال: الذين لا يقبلون عشرة، ولا يقبلون معذرة، ولا يغفرون ذنبا، أفلا أنبئكم بشر من ذلك، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يُرجى خيره، ولا يؤمن شرُّه" (27).
———————————————
(26') - رواه ابن ماجه في سننه.
(27) - رواه الإمام أحمد في المسند والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة.
الركن الرابع:
نظرة التعظيم لجميع خلق الله، فلا فرق بين مسيء ولا مطيع، ووضيع ورفيع، وتنظر إليهم بعين التعظيم والاحترام والتبجيل والإكرام من حيث أنهم عبيد الحقّ، والعبد يشرف بشرف سيده كيفما كان، وإن أصلهم من نور سيد الوجود وعالم الشهود صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذُلُه، ولا يحْقرُه، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا ويُشير إلى صدره الشريف. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام، دَمُه وعِرْضُه ومالهُ (28).
فإذا تأملت الأركان التي بنيت عليها هذه الطريقة مع ما سبق من مبانيها وصفات أهلها، علمت أنها في الحقيقة طريقة التمدن الإسلامي الكامل، وطريقة الاجتماع لا طريقة الاختراق لما علم مما سبق أنها تعتقد الفضل في الناس، وترى الكل بنظرة التعظيم، وتسعى غاية جهدها في التآلف والتآخي ما وجد لذلك سبيل، وهذا مبنى دين الإسلام وهو ما يسمى اليوم بالتمدن الكامل، فإنه عبارة عن تهذيب النفس وقتل حيوانيتها في سبيل الله، وعند غيرهم في سبيل الإنسانية.
———————————————
(28) - أخرجه مسلم في الصحيح – كتاب المظالم – باب لا يظلم المسلم ولا يسلمه ص 484 الحديث 2442
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
يتبع
عوائد الطريقة الكتانية
في الأيام والجمع
• ملازمة الصلاة في أوقاتها وخصوصا في زوايانا الكتانية لأن المريدين يختارون فيها إمامهم ويشتدون في رص صفوف المصلين طبقا للسنة، وكذا تسميع الإمام بنفسه كما هي السنة أيضا.
• كما يحرصون على قراءة الأوراد المعلومة لهم عقب كل صلاة، وذلك كالاستغفار، وآية الكرسي، والصلاة الإبراهمية، والباقيات الصالحات وما يتبعها.
• وبعد صلاة المغرب يقرأون الورد جماعة.
• وبعده يجلس الشيخ أو نائبه لمذاكرة المريدين في الأخلاق، والآداب، والأحكام الدينية، وأسرار الشريعة، وحقائق الوجود.
• وأحيانا يقرأ درس العلم من تفسير أو حديث أو فقه.
• أما يوم الجمعة فيجتمعون بعد صلاة العصر ويذكرون الصلاة الأمية. ثم يقرأون سورة الكهف، ثم الجامعة – الورد – ثم يتكلم الشيخ أو نائبه على الفقراء إملاء أو من كتاب إلى قرب المغرب. ثم يعقدون حلقة الذكر وهكذا.
آداب الوِرد الكتاني:
• أن لا يذكر بغير وضوء، وإن تعذَّر فالتيمُّم.
• أن يستقبل الذاكر القبلة إن كان وحده، وإن كان مع الجماعة فكيفما تيسَّر.
• وأن لا يُكلم أحداً حال قراءة الورد.
• وأن يستفرغ عقله وقلبه من الخواطر الردية الظّلمانية التي تقطع وصول المدد إليه.
وأن لا يُخرجه عن وقته، وله وقت مضيق ووقت موسع:
• أما وقته الموسع: فمن صلاة المغرب إلى الثلث الأول من الليل ومن صلاة الصبح إلى الزوال
• أما وقته المضيق: فمن الثلث الأول إلى الفجر ومن الزوال إلى ما بعد ذلك.
ولابدّ من:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/148)
• الإكثار من (الصلاة الأنموذجية)
• حفظ الجوارح
• الصلاة مع الجماعة في أول الوقت وفي الصف الأول
• القيام بحق الإمام والمؤذن
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:55 ص]ـ
يتبع
بعض شعائر الطريقة الكتانية القولية والفعلية
• التصوف كله خلُق.
• إن عمارة الزاوية ليس إلاّ بالعلم.
• إن الله سبحانه لا يعبَد إلا بالعلم.
• السبحة في اليد للذّكر وإلا في العنق.
• توفير اللحية كما في السُّنّة.
• الوفرة، وهي معلومة في الشمائل المحمّدية.
• تقبيل اليد عند المصافحة بين الإخوان كيفما كان شأنهم,
• ترقيق شعر الشارب والصّدغ.
• التكبير في الاستئذان.
• الاحتفال بالمولد النبوي على أوسع نطاق وهو الموسم الحقيقي للطريقة.
• التهجير إلى الجمعة والغسل كما ورد في (العهود الكتانية)
• لا يكون الذهاب للحمام إلاّ لعذر، مع المحافظة على السترة الشرعية.
• القبض في الصلاة، ورفع اليدين في الركوع، والجهر بـ "آمين".
• التعوُّذ والبسملة في الصلاة.
• البسملة في جميع سُوَر القرآن.
• قراءة (مالك) بإثبات الألف، وهي قراءة سبعية وفيها قول المذهب المالكي أيضا.
• الأوراد النبوية قولا وفعلاً في الصلاة وفي غيرها.
• قراءة سورة السجدة "بكاملها" (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) في صبح يوم الجمعة، وسورة " الكهف" بكاملها (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً) بعد صلاة عصرها.
• العمل على تجنُّب الخلاف والابتعاد عنه ما أمكن.
• التسبيح المعلوم: "سبحان ذي المُلك والملكوت، سبحان ذي العزة والجَبروت سبحان الحي الذي لا يموت، سُبُّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ... " (61) في الجنازة وصلاة الصبح.
• التمسك بالمذهب في الحلال والحرام، أما في غيرهما فعلى مذهب المحدثين.
• عيادة المريض (يقرأ له اللطيف الصغير عدد 129) والبحث عن المتغيب من الإخوان.
• لا مخالطة في الدنيا بين الفقراء بتاتا (الإخوان الكتانيين).
• اختيار الأئمة في الصلاة (62).
———————————————
(61) – رواه عبد الرزاق في المصنف 2881 والمتقى الهندي في كنز العمال 22871.
(62) – المصدر رسائل الشيخ المؤسس – مخطوطات الخزانة الكتانية - سلا.
تعاليم الطريقة
• عليكم بالإكثار من قول: أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم يتخلص قلبنا إلى الواحد الأحد، ويتباعد عنا عدونا وعدو أبينا آدم عليه السلام.
• وعليكم أن: لا تُفارقوا الزاوية في أوقات الصلاة، فإذا تأخرتم عنها حصل للأعداء أغراضهم وأمنيتهم.
• وأوصيكم إخواني ونفسي بتقوى الله تعالى في السِّرِّ والعلن.
• وأن تحاسبوا أنفسكم عند النوم.
• وأكثروا من الصمت فإنه من أفضل العبادات وأيسرها على البدن.
• وخالقوا الناس بخلق حسن، فإن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقا وألطفهم بأهله.
• اعلمُوا أن المسلم المسدد بين إخوانه ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم طبيعته.
• وعليكم أن تكونوا دائما كالذات الواحدة.
• ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً، وعلى الدين أعواناً.
وفي الحديث الشريف: "الدين النصيحة" (63).
• ولا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير في قوم يتناصحون ولا يقبلون النصيحة.
• ولا تتركوا الوضوء فإنه حارس من القضاء السماوي لقوله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام: "إذا أصابتك بلية وأنت على غير طهر فلا تلومن إلا نفسك" وأعيذك بالله سبحانه من ذلك.
• واحترسوا على قلوب الإخوان أن تتكسر، فإن قلوبهم مثل الزجاجة، كسرها يكاد أن لا ينجبر.
• ولا تتركوا المذاكرة دائما وأبداً فإنها روح الطريق.
• وأظهروا شعائر النسبة.
• ولا يزيل الإخوان الشعار من أعناقهم أو أيديهم، فنعم المذكر السُّبْحَةُ.
• وانشروا محاسن بعضكم بعضاً واستُرُوا مساوئ بعضكم بعضاً.
• وإيّاكُم والحقد والكبر، وعظموا بعضكم بعضاً، وأكرموا بعضكم بعضاً.
• وإيّاكم والكلام بالجهر في جميع المواطن، فأحرى في المساجد والزوايا.
———————————————
(63) – أخرجه مسلم في صحيحه والبخاري في التاريخ.
سلسلة شيوخ الطريقة الكتانية حسب ترتيبهم
• الشيخ المؤسس الإمام محمد بن عبد الكبير الكتاني ت 1290/ 1327 هـ.
• الشيخ جبل السنة عبد الكبير الكتاني ت 1333 هـ.
• الشيخ عبد الحي الكتاني ت 1302 - 1382 هـ.
• الشيخ محمد المهدي الكتاني ت 1307 - 1379 هـ.
• الشيخ محمد الباقر الكتاني ت 1319 - 1384 هـ / 1964 م.
• الشيخ إبراهيم الكتاني ت 1328 - 1401 هـ /1981 م.
• الشيخ زين العابدين الكتاني ت 1359 - 1425 هـ /2005 م.
• الشيخ الحالي د. يوسف الكتاني حفظه الله ورعاه.
يزعمون ان الله خصهم أهل الطائفة الكتانية
من الفضائل والمزايا
• وأن الرب الكريم اختارهم من يمين القبضة الحكمية، وأعطاهم من فضله من السعادات في سائر الجهات ما لم يعط من أفنى عمره في الطاعات.
• إنهم يكونون يوم القيامة على جبل عال من المسك، وتنصب لهم المنابر من النور، فيغبطهم من يراهم من أهل الموقف.
• وأن الحق تعالى أعطى لكل واحد منهم في كل يوم دعوة مستجابة.
• وأن من رآهم بعين الرضى والتسليم ينال السعادة.
• وأن أصحاب هذه الطائفة لا تصرف لأحد من الأولياء عليهم.
• وأن الحق تعالى خلق لهذه الطائفة ملائكة يستغفرون لأهلها إلى يوم القيامة.
• وأنهم لا يموتون بحرق ولا بغرق
نسال الله العفو والعافيه والله اعلم واحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/149)
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:56 ص]ـ
انتهى
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[27 - 08 - 09, 10:36 م]ـ
الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله ... ما أكثر طرقهم!
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:10 م]ـ
ومن هو زعيمها في هذه الأيام؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:08 م]ـ
هذه بعض حقائق عن الكتانيين وأنهم لا يختلفون عن باقي الصوفية
http://almjhol.com/showthread.php?t=1100
ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:26 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء و اخص بالشكر اخي الكريم ابو عمر التهامي وفقه الله
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:45 ص]ـ
أخي الفاضل " أبو أسامة الزهراني " .. في هذا النقاش الذي دار بين شيخنا " العاصمي " و الأخ " حمزة الكتاني " معلومات كثيرة - من وجهتي نظر متباينتين - عن الأسرة الكتانية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...DF%CA%C7%E4%ED
و قد دارت مناقشة أخرى - مفيدة أيضا - بين الشيخ الحبيب " سليمان الخراشي " و " حمزة الكتاني " على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=104146#post104146
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:43 م]ـ
بارك الله فيكم أخي ابن عبدالكريم ..
في ذاك الحوار " سبر غور " لحمزة الكتاني - أصلحه الله -؛ لعله يعيد النظر في تعصبه - بالباطل - لبعض أفراد أسرته " الصوفية "، ويعيد النظر في عدم تعليقه على الضلالات الموجودة في الكتب التي يُحققها لهم ولغيرهم.
إلا أنه خيّب الظن .. !
(ولو شئنا لرفعناه بها .. ) ..
وقد أعجبتني مقولة الإبراهيمي - رحمه الله -،عنه وعن أشباهه - وهو الخبير بهم -:
(وهل يُرجى ممن نشأ في أحضان الطرقية، وفتح عينيه على ما فيها من مال وجاه وشهوات ميسّرة، ومخايل من المُلك، أن يكون سلفيا ولو سلسل الدنيا كلها بمسلسلاته؟)!
إلا من رحم الله ..(57/150)
التعليقات النقدية على اختيارات وآراء "د. لطف الله خوجة" حول الصوفية (1)
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:05 ص]ـ
التعليقات النقدية على اختيارات وآراء "د. لطف الله خوجة" حول الصوفية (1)
* ابتدأ نقاش حول الصوفية (ماهيتها وأصلها وأنواعها) في مجموعة د. عبدالعزيز قاسم، وقد تجاذبت الآراء حول مسألة: هل لدينا فكرة صوفية واحدة أو صوفيات؟
ورأيتُ نشر هذا التعليق النقدي في هذا المنتدى تعميمًا للفائدة، وطلبًا للنقد والتمحيص، فبالمدارسة تُصقل الآراء وتكمل التصورات، وتلقح الأفكار.
أبدأ –أولاً- بشكري جميع الأخوة الذين أبدوا ملاحظاتهم الشخصية حول الحوار، و نزولاً عند رغبتهم –بل أمرهم- في مواصلة حوار التصوُّف، سوف أعرضُ ما لديَّ لجميعِ المتابعين، بعيداً عن الجدل الثنائي الذي صاحبه ما لم أكن أحبِّذه.
ولأنَّ محورَ النقاش لم يكن من الواضحات عند البعض –كما توهمتُ خطئًا- ويحتاج إلى مزيد توضيحٍ وتدليل؛ فبإذن الله سأشرع في وضع تعليقاتي النقدية على الفكرة التي طرحها أخونا الفاضل د. لطف الله في رؤيته لأصل التصوف ونشأته.
[عرض رأي د. لطف الله خوجة]
أودُّ –أولاً- أن أنبِّه إلى أني سبق أن اطلعت على رأي أخي د. لطف الله في أبحاثه ومقالاته العلمية. وأزعمُ أن لديَّ تصوراً كاملاً لرأيه قبل تلك المجاذبات الأخيرة. وحين أثير الموضوع ضمن هذه المجموعة رجوتُ أن يكون ثمة مجالٌ لمناقشة رأيه الذي لا أحسبه وُفِّق فيه للصواب.
وقبل الدخول في التفاصيل نحتاج لتوضيح نقطة الخلاف:
فالمشهور بين أهل العلمِ أن التصوف بدأ بين المسلمين بصورة نزوعٍ نحو المبالغة في التقشف والتزهد والانصراف عن الدنيا، ثم دخلت فيه صورٌ من البدع التي بدأت صغيرةً، ثم لم تزل تكبر حتى تمادى كثيرٌ من المتصوفة، فوقعوا في (التصوف الفلسفي) الذي هو أخطر مراتب التصوف.
هذا هو المشهور في كلام العلماء. وأما بعض الباحثين فمن رأيهم أن التصوفَ فكرةٌ واحدةٌ لا اعتدال فيها، كانت موجودةً لدى الأمم السابقة، ثم دخلت على المسلمين، فمنهم من أخذ بها كاملةً، ومنهم من أخذ بعضاً وترك بعضاً. فمن وصل إلى التصوف الغالي، فهو الصوفي حقيقيةً. و أما من لم يصل، فلم يفهم التصوف ولم يحقِّقْه، ولا يُطلق عليه الاسم إلا مجازًا. وعليه فليس هناك صوفية معتدلة وصوفية غالية. فالصوفية كلها فكرة واحدة متطرفة أجنبية عن البيئة الإسلامية.
وهو الرأي هو الذي تبناه أخونا د. لطف الله خوجه في أبحاثه ومقالاته العلمية المنشورة. وحين أقول إنه تبنى ذلك القولَ أو تأثر به، فلست أرى في ذلك أي مذمةٍ أو لمزاً له ما دامَ أخذ رأي هؤلاء عن قناعةٍ بأدلته، فالأفكار والتصورات تنسب لأول من قال بها، و لا عيبَ بعد ذلك أن يؤيدها المتأخر ويأخذ بها. لكن يبقى الشأن في قيمتها العلمية.
[عرض أدلة د. لطف الله خوجة]
يرى أخونا د. لطف الله أنَّ هناك أربع مسائل هي موضع التحرير، وبِفَصلِ القولِ فيها بالأدلة البرهانيَّة؛ يُفصَل القول في القضيَّة الأساس وهي: "فكرة التصوف: هل فيها اعتدال، أو كلها فكرة فلسفية لا اعتدال فيها".
وأولى تلك المسائل –في نظر د. لطف الله- مسألة: " تحقيق نسبة التصوف إلى أيِّ شيءٍ، هل هو إلى الصوف أم إلى كلمة (سوفيا) الفلسفيَّة؟ "
يقول د. لطف الله: (من قال بالتصوف المعتدل، سواء من المتصوفة أو من غيرهم، فإنه استند إلى نسبة التصوف إلى الصوف .. وأما من قال بأن التصوف فلسفي، ليس فيه اعتدال، فإنه استند إلى إنكار نسبة التصوف إلى الصوف).
ثم قال بلغة واضحة لا لبس فيها: (هذا موضع التحرير، فمن ثبت دليله فقوله هو الحق، لا من بطل دليله).
ففي رأي د. لطف الله أن تحرير اشتقاق كلمة (صوفية) هو موضع التحرير. فإن ثبت أن الكلمة مشتقة من لفظ أجنبي، فهي فكرة أجنبية، وإن ثبت أنها مشتقة من لبس (الصوف) فلا.
ما هي الأدلة [البرهانيَّة] التي اعتمد عليها الأخ د. لطف الله في إثبات رأيه؟
شرع د. لطف الله في رفض أغلب المعاني التي يُنسَب إليها التصوف، ثم ضيقَ الخيارات لتنحصر بين خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما القول بأن التصوف من الصوف أم من كلمة أجنبيَّة؟ وانتخب الرأي القائل بعدم "اشتقاق الكلمة" ومن ثم فإنَّها ترجع للكلمة اليونانية "سوفيا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/151)
ثم سلكَ منهجًا قائمًا على ثنائية "النقض" و"التأسيس"، أي نقض الآراء المخالفة له، فإذا ما سَلِمَ له النقض كما يعتقد، قام بتأسيسِ رأيه الذي يرى أنه الصحيح والصواب، فالنقض اشتمل على أربعة أدلة –تقريبًا، ودليل الإثبات اشتمل على ثلاث عشرة دليلاً أو نقطة تقريبًا. ونحن هنا سوف نعرض للنقض أولاً ثم التأسيس، منوعين بين التفصيل و الإيجاز حسب الحاجة.
الطريق الأول [النقض]: يمكن أن نلخصه تحت اسم [البرهان القشيري].
اجتهد د. لطف الله في نفي أن تكون كلمة (الصوفية) مشتقة من لبس (الصوف)، وقد أسَّسَ برهانه على دعوى أن المتصوفة لم يشتهروا بلبس الصوف، وعمدته نصٌ قاله إمام التصوف "عبدالكريم القشيري" في كتابه الشهير "الرسالة" حيث زعم أنَّ الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف لمحاولة تبرير زعمه أن اللفظة غير مشتقة.
ومدار أدلة الأخ خوجة على أربعة، كما يلي:
(1) النص: قال القشيري: (القوم –أي المتصوفة- لم يختصوا بلبس الصوف).
قال الأخ لطف الله: (عدم الاختصاص يعني انتفاء النسبة ما بين التصوف والصوف).
ويقول أيضًا: (إذن النتيجة المهمة هنا: أن القوم لم يختصوا بلبس الصوف).
وقال: (وهذه شهادة خطيرة، فيها نقض لقول من ادعى أن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف، شهد بها إمام عارف من أئمة الصوفية المتقدمين).
وقال: (كان علة ذلك، كما ذكر القشيري: أن القوم لم يختصوا ولم يشتهروا به).
وقال فزاد: (فالصوفية لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثاً).
وقال عنهم أنهم: (أعرضوا عن لبسه، فلم يتميزوا به).
كل هذه النتائج ولَّدها د. لطف الله من ذلك النص الصغير الذي ذكر فيه القشيري أن الصوفية "لم يختصوا بلبس الصوف".
(2) سلامة الدليل [البرهاني-القشيري] من المعارضة والرد:
بعد أن شيَّد الأخ لطف الله بنيان برهانه على ذلك النص العابرِ، واستنبط منه تلك النتائج الكبار، زاد في التأكيد والتثبيت، فذكر أن هذا النص قد سلم من الرد والمعارضة، ولذا فهو حقيقة مسلم بها ودليلٌ برهانيٌ!
يقول الأخ د. لطف الله: (ومما يعطي الشهادة قيمة أكبر، أنا لم نسمع بإمامٍ صوفيٍّ انبرى للرد عليه وإبطال زعمه هذا، فسكوتهم دليل موافقتهم له، ويبعد أن يكونوا غير مطلعين على كتابه، بل يستحيل، فكتابه "الرسالة" من أشهر كتب التصوف، فمن الذي لا يعرفه من الصوفية؟!).
وقال: (وهذه شهادة مهمة كونها صادرةً من إمامٍ متفقٍ عليه. وكونه لم يرد أحد كلامه هذا، ولم يعارضه أحد، لا من معاصريه، ولا من أتى بعده، فهل يعقل أن يكذب في شهادته، أو يخطئ، ثم يسكت عنه جميعهم، من أولهم إلى آخرهم، مع ظهور المسألة، وعدم خفائها؟).
وزاد، فقال: (لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين. أفلا يدل هذا على إقرارهم وتسليمهم بهذا التقرير؟).
(3) الدليل [العاضد] من كلام إمام الصوفية الهجويري:
بعد أن أقام د. لطف الله أساس برهانه على نص القشيري، وَجَدَ ما يَشُدُ من أزره ويعضده، وهو كلام الهجويري في كتابه "كشف المحجوب".
قال لطف الله: (بل سايره على هذا الرأي، ووافقه: إمام آخر معاصر له هو الهجويري).
وقال: (الهجويري كذلك أنكر النسبة إلى الصوف).
(4) دليل خلو تعريفات الصوفية من الصوف:
ثم عضد د. لطف الله رأيه بأن تراث الصوفية حتى منتصف القرن الخامس يكاد يخلو من ذكر الصوف. يقول لطف الله: (المتتبع والدارس تعريفات المتصوفة الأولين، المؤسسين، منذ بداية التصوف، وحتى منتصف القرن الخامس يلحظ خلوَّها من ذكر الصوف، إلا تعريفا يتيماً أو تعريفين من بين حوالي ثمانين تعريفاً، .. فلو كانت النسبة صحيحةً، فلم أعرضوا عن ذكره في هذه التعريفات؟!).
[التعليقات النقديَّة على أدلة د. لطف الله النقضيَّة]
ما ذكرتُهُ هو لبُّ وزبدة أدلة الأخ لطف الله، وهو قد طالب –سابقًا ومرارًا- بالأدلة البرهانية وترك الأدلة الخطابية. ولذا فنحن هنا لتقييم مدى كونها أدلةً فضلاً عن كونها برهانيَّةً.
(1) تقييم البرهان الأول:
أرتكزَ الدليل الأول والأهم –عند الأخ لطف الله- في إنكار النسبة الشهيرة بين التصوف والصوف، على النص السابق الذي قاله القشيري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/152)
ومنه استنتج د. لطف الله: انتفاء النسبة ما بين التصوف والصوف، وأن الصوفية لم يشتهروا بلبس الصوفِ، بل لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديماً ولا حديثًا. ثم ذكر أن هذه شهادة خطيرة –حسب تعبير لطف الله- تنقض قول من ادعى أن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف.
وللتعليق على الدليل الأول أقول:
أولاً: القشيري لم يقل: إن الصوفية (لم يشتهروا بلبس الصوف) أو إن الصوفية (لم يُعرفوا بهذا اللباس)، بل قالَ إنهم (لم يختصوا بلبس الصوف). وفرقٌ كبيرٌ بين التعبيرين. فالصوفية كانوا معروفين مشهورين بلباس الصوف منذ القدم. لكن القشيري يريد أن يقولَ إن لبس الصوف ليس خاصاً بهم. بل هو لباسٌ يشاركهم فيه غيرهم. فمن الخطأ أن يأتي الأخ لطف الله ليجعل عبارة القشيري دالةً على أن الصوفية "لم يشتهروا بلبس الصوف". ومقام القشيري في التصوف يبعد معه أن يجهل شهرة الصوفية بذلك.
قد يتصف فرد أو طائفة بصفة ويشتهر بها، حتى مع مشاركة غيره فيها. لكن شهرته بها تكون لمعنى خاصٍ استوجب ذلك، كما هو الحال بالنسبة للصوفية، إذ كانوا يلبسون الصوف هم وغيرهم. لكنهم اشتهروا به، لتعبدهم بلبسه، و لملازمتهم له عمداً بقصد التقشف وخشونة العيش.
ثانياً: لو فُرض أن القشيري أراد المعنى الذي قصده د. لطف الله. فإن انفراده بهذا الرأي بلا دليلٍ فهذا يكفي لعدم قبوله، وردِّه عليه، لأنَّ قوله المنفرد يقابل قول أغلب أئمة الصوفية وغيرهم، حيث قرروا خلاف ذلك، والعدول عن المشهور والمستفيض والمقرر إلى رأي فردٍ بلا دليل؛ تحكم لا يجوز.
ولأن الواضحات لم تعد واضحات، فسوف أسوق القليل من الكثير من تقريرات كبار أئمة الصوفية قبل القشيري وبعده، وتقريرات غيرهم من المؤرخين والعلماء المراقبين حال الصوفية في عصورهم.
[1] السابقون على القشيري.
أول مصدر يُطالعنا هنا هو أعظم وأقدم سفر لتأريخ التصوف، وهو كتاب (اللمع) لأبي نصر السراج الطوسي (378هـ).
قال شيخ الصوفية المعاصر (عبدالحليم محمود): (السراج الطوسي أعظم مؤرخ صوفي في تاريخنا قديمه وحديثه، هو بحق أكبر المؤلفين الصوفيين، وأستاذهم جميعًا بلا استثناء، هو الكتاب الأم في تاريخ التصوف الإسلامي، هو أقدم مرجع صوفي إسلامي، وهو فوق هذا أكبر هذه المراجع وأوثقها وأغزرها مادة، وأنقاها جوهرًا ولفظًا، ومن مادته الخصبة اقتبس كافة من أرخ للتصوف).
وبعد هذا الثناء الوافر، أنقلُ ما قاله هذا الإمام الصوفي، قال تحت باب اسمه (الكشف عن اسم الصوفية، ولم سموا بهذا الاسم، ولم نسبوا إلى هذه اللبسة).
فكما تلاحظ من عنوان الباب يظهر رأي إمامِ الصوفية هذا.
ثم نكمل معه، حيث يقول: (نسبتهم إلى ظاهر اللبسة، لأن لبسة الصوف دأب الأنبياء عليهم السلام وشعار الأولياء والأصفياء، ويكثر في ذلك الروايات والأخبار).
ثم قال: (الصوفية عندي، والله أعلم، نُسبوا إلى ظاهر اللباس .. لأن لبس الصوف كان دأب الأنبياء عليهم السلام والصديقين وشعار المساكين المتنسكين).
أما المصدر الثاني فهو كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) لأبي بكر الكلاباذي (380هـ). فقد قال: (ومن لبسهم وزيهم سُموا صوفيَّة). وقال: (الصوف لباس الأنبياء وزي الأولياء). ثم ساق الروايات في فضل لباس الصوف.
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: (أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن سعيد السرخسي ببخارى يقول سئل أبو علي الروذباري (322 هـ) –صاحب الجنيد- فقيل له: من الصوفي؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا).
وقال الحكيم الترمذي) 360هـ (في (النوادر):) فعلى هذا المثال عَامَلت متزهدة زماننا، سَمِعَت أنه مضى في السلف الصالح من الصحابة والتابعين قوم اجتزوا بالدون من الحال فلبسوا الصوف والخلقان و أكلوا النخالة وامتنعوا من الشهوات .. فخلف من بعدهم خلف اتبعوهم فيما ابتدعوه وهم غير صادقين فيها فأقبلوا على لبس الصوف والخلقان وأكل النخالة والخبز المتكرج يريدون بذلك إظهار الزهد وقلوبهم مشحونة بشهوات الدنيا).
ونقل الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (360هـ) في (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) عن ابن المبارك وكذا في (تاريخ بغداد) أنه قال يعاتب أحد العباد:
أيها القارئ الذي لبس الصوف ... وأمسى يعد في الزهاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/153)
الزم الثغر والتواضع فيه ... ليس بغداد منزل العباد
وكذلك ذكر عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو محمد الأنصاري (369هـ) في كتابه، أنه سمع أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي من الصوفية الكبار، أنه قال: (سُمِيت الصوفية باسم الصوفية لأنهم قوم عملوا بحقائق الدين وحققوا العمل للآخرة بالزهد في الدنيا والتقلل، وكان لباسهم الصوف من إحدى تلك الحقائق فكان ظاهرًا ففارقوا به الناس فسموا به).
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في (الحلية) أنَّ لباس الصوف هو اختيار الصوفية.
بل إن القشيري نفسه قال: (قال أبو سليمان الداراني: الصوف علم من أعلام الزهد)!!
[2] المعاصرون للقشيري.
وممن احتج بهم الأخ لطف الله الإمام الصوفي الهجويري، ويا ليته –وهو المختصص خمسة عشر عامًا في التصوف- قلَّبَ كتاب (كشف المحجوب) قليلاً، لوجد أنه بعد صفحاتٍ يسيرة عقدَ بابًا كاملاً بعنوان: (باب في لبس المرقعة).
قال فيه: (اعلم أن لبس المرقعة شعار المتصوف، ولبس المرقعات سنة، ومن هنا قال الرسول عليه السلام: "عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان").
ثم شرع في إيراد الروايات والآثار التي تحث وتخص لباس الصوف بالأجر والثناء ومزيد الفضل. ثم ساق أسماء مشاهير أولياء وأئمة الصوفية الذين لبسوا الصوف.
قال: (أمر داود الطائي رحمه الله بلبس الصوف، وكان من الصوفية المحققين).
وقال: (كان الشيخ محمد بن خنيف رضي الله عنه يرتدي لمدة عشرين عامًا ثوبًا من الصوف الغليظ ويعتكف).
ثم عقدَ فصلاً تحدث عن تصوف زمانه؛ فقال فيه: (فصل: وأما ترك عادة هذه الطائفة فلا يكون شرطًا في طريقتهم، وقلة ارتدائهم ثياب الصوف الآن له معنيان .. إلخ).
[3] اللاحقون للقشيري.
قال السهروردي (632هـ) في (عوارف المعارف): (نُسبوا إلى ظاهر اللبسة، وكان ذلك أبين في الإشارة إليهم وأدعى إلى حصر وصفهم، لأن لبس الصوف كان غالبًا على المتقدمين من سلفهم .. فالقول بأنهم سموا صوفية للبسهم الصوف أليق وأقرب إلى التواضع .. ولم يزل لبس الصوف اختيار الصالحين والزهاد والمتقشفين والعباد).
وأنشد عبد الغني النابلسي في (ديوانه):
واجعل معاشك من خبز الشعير ومن ... ماء وإن لم يكن عذبا فتغترف
وخرقة الصوف طول العمر تلبسها ... مع صاحب أو صحاب أنت تأتلف
وقال عبد الرؤوف المناوي قي (فيض القدير): (وقد أمر الشارع بالتوسط بين التفريط والإفراط حتى في العبادة وفيه رد على من تحرى من الصوفية لبس الصوف دائما ومنع نفسه من غيره وألزمها زيا واحدا وعمد إلى رسوم وأوضاع وهيئات ويرى الخروج عنها منكرا).
[4] من غير الصوفية.
قال ابن خلدون عن الصوفية: (وهم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفه الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم).
وهو رأي ابن تيمية.
وقال ابن القيم في (الزاد): (وذكر الشيخ أبو إسحاق الأصبهاني بإسناد صحيح عن جابر بن أيوب قال: دخل الصلت بن راشد على محمد بن سيرين وعليه جبة صوف وإزار صوف وعمامة صوف، فاشمأز منه محمد وقال: أظن أن أقواما يلبسون الصوف ويقولون قد لبسه عيسى ابن مريم .. ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقواما يرون أن لبس الصوف دائما أفضل من غيره فيتحرونه ويمنعون أنفسهم من غيره).
وقال بدر الدين العينى الحنفي في (معانى الأخيار): (الصوفى: نسبة إلى لبس الصوف، منهم الطائفة التي تسمى بالصوفية، وأكثرهم أهل بدع وضلال).
وقال الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في (مرقاة المفاتيح): (وأما أكثر طوائف الصوفية فاختاروا لبس الصوف).
فهذه جملة يسيرة -من كثير- من أقوال أئمة الصوفية وغيرهم تبين أن لباس الصوف كان شعارًا ورمزًا للصوفية. فلماذا يرفض د. لطف الله كل هذا ويُتمسك بنص القشيري فقط، ثم يبني عليه أن الصوفية لم يشتهروا ولم يُعرفوا بلبس الصوف قديماً ولا حديثاً؟
ثالثاً: أنَّ الأخذَ بقولِ صوفيٍ واحدٍ، ثم تحميله ما لا يحتمل، لا يُعتبرُ دليلاً فضلاً أن يكون برهانيًا، فضلاً أن يكون ناقضًا لحقائقَ مشهورة مقررة، فأين منهجية البحث العلمي؟
ألم يرد الأخ لطف الله قول الكلاباذي في اختياره أحد معاني التصوف، والسبب كما قال لطف الله: (هذا قول يحتاج إلى دليل، ولم يستند إلى شيء، ولم أره لغيره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/154)
وبنفس المنطق: فإنَّ قولَ القشيري –حسب فهم د. لطف الله- قول يحتاج إلى دليل، ولم يستند إلى شيء، ولم أره لغيره، بل خالفه الصوفية في ذلك.
فلماذا قبل أخونا د. لطف الله كلام القشيري ورفض كلام الكلاباذي؟! وتتضح خطورة هذا الانتقاء حين نعلم أن د. لطف الله سيبني عليه أن الصوفية فكرة فلسفية واحدة واردة من خارج البيئة الإسلامية.
رابعاً: إذا سلمنا –جدلاً- بصحة قول القشيري وهو: "إنَّ الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف"، فمن أين للدكتور لطف الله أنهم اعرضوا عن لبسه؟ وأنهم لم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثًا؟ فهذا المعنى زائدٌ جدًا على ما قاله القشيريُ، فأين الدليل البرهاني هنا؟!
خامساً: قال د. لطف الله: (التصوف فكرة ونحلة .. وبناء على هذا: إن أردنا التعرف على دين أو نحلة أو فكرة ما .. لا يصح أن نلجأ إلى المنتسبين فنعتمدهم مصدرًا).
يريد لطف الله بهذا الكلام أن المنتسب الذي لم يحقق معنى التصوف، لا يصلح أن يكون مصدراً لتعريفهِ وفهم معناه. وعليه فقد كان من المفترض ألا يصح الاستدلالُ بكلام القشيري والهجويري كمصدرٍ معتمدٍ يشرح معنى التصوف، إلا في حالة واحدةٍ، وهي ما إذا كان الدكتور يرى أن القشيري والهجويري متحققين بالتصوف الفلسفي –الذي هو عنده غير معتدل وزندقة ومضاد للإسلام-!!.
سادساً: كلام القشيري –لو سُلمت دلالته- فهناك إشارات قد تحمل كلامه على أنه يتحدثُ عما غلب ووقع فيه زُهَّادُ عصره، ومتصوفة زمانه، حيث لُبِسَ التصوف للدنيا والشهوات، فلم يَعد مختصًا على الصوفية الحقة كما يراها هو.
فقد جاء ما نصه في رسالته: (هذه رسالة كتبها .. القشيري .. إلى جماعة الصوفية ببلدان الإسلام في سنة 437هـ .. اعلموا رحمكم الله، أنَّ المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلا أثرهم .. حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا بل اندرست الطريقة بالحقيقة، مضى الشيوخ الذين كان بهم اهتداء).
فهنا يُقرر -حسبَ رأيه هو- أنَّ الطريقة الصوفية اندرست، فإن كانت شهادة على غير عصره فقد ردها أهل ذلك العصر، وإن كان شهادة على عصره، فقد بررها أحد أئمة الصوفية المعاصرين زمانه، وهو الهجويري.
قال الهجويري: (وقلة ارتدائهم ثياب الصوف الآن، له معنيان، أحدهما: أن الأصواف تشعثت والأنعام انتقلت في الغارات من مكان إلى مكان. والثاني: أنَّ طائفة من أصحاب البدع اتخذوا رداء الصوف شعارًا لهم، ومخالفة شعار أهل البدع سنة ولو مخالفة للسنة).
فالهجويري –الذي احتج به لطف الله- يؤكد أنَّ الأصلَ في الصوفيّة لبس الصوف، وأنه شعارهم وعادتهم المعروفة، لكنهم في عصره أخذوا في التقلل منه بسبب ما ذكره.
ومن هنا نتساءل: كيف يمكن أن يرد –باحثٌ أكاديميٌ متخصصٌ في التصوف- جميعَ تلك الدلالاتِ التي تثبت أنَّ الصوف شعارَ الصوفية، لأجل نصٍ واحدٍ يتيمٍ ذي دلالةٍ محتملةٍ؟
فهل وقف الأخ لطف الله على تلك النصوصِ وتجاهلها وتمسك بنص القشيري وحده؟ أو أنه لم يقف عليها أصلاً –رغم كثرتها وشهرتها-.
سؤال يضع علامات تعجب كبرى، أياً كان جوابه.
(2) تقييم الدليل الثاني:
لعل الأخ لطف الله استشعر ضعف دليله فحاولَ تدعيمه وتقويته بدعوى أنه لم يسمع بإمام صوفي، لا من معاصريه، ولا من أتى بعده، انبرى للرد على كلام القشيري وإبطال قوله. فالجميع –في رأيه- سكتوا موافقين للقشيري، فهل يعقل أن يكذب القشيري في شهادته، أو يخطئ، ثم يسكت عنه جميعهم، من أولهم إلى آخرهم، مع ظهور المسألة، وعدم خفائها؟ بل –يواصل الأخ لطف الله-: لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين. أفلا يدل هذا على إقرارهم وتسليمهم بهذا التقرير؟
وللتعليق على هذا الدليل؛ أقول:
لأنَّ في المدارسة فوائد، فأول فائدة هنا تظهر هي: أن هذا الدليل قويٌ جدًا بنبرته الواثقة وخطابيَّته القوية فقط لا غيرَ. أما مضمونه فلا أساس له من الصحة ألبتة، فكلام أخي الدكتور لطف لله لم يقم على أساس دراسةٍ ومعرفةٍ بمحتويات بطون كتب الصوفية، وخبرةٍ في مصادرهم، بل هو مجرد تخميناتٍ وافتراضاتٍ لم تقم على استقراء حقيقيٍّ، يدعمه منطق البحث العلمي إطلاقًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/155)
وآمل ألا يقول أخي الدكتور لطف الله أني -بكلامي هذا- لم أحترم تخصصه في دراسة التصوف. لأن الاحترامَ شيءٌ يجب ألا يقدم على الحقيقة العلمية القريبة الواضحة التي لا يتعب الباحث في الوقوف عليها.
فحين يكون هناك نص في (الرسالة القشيرية)، ويريد باحثٌ ما أن يتتبع موقف العلماء منه. فمن أقرب المراجع التي كان المفترض -من المبتدئ فضلاً عن المتخصص- أن يراجعها؛ شروح الرسالة القشيرية نفسها. هذا من البديهيات.
ففي حين يزعم أخونا د. لطف الله أن أحداً لم يعترض على كلام القشيري، نجد في (شرح الرسالة القشيرية) للشيخ الصوفي زكريا الأنصاري تعليقاً لا أدري كيف فات د. لطف الله الوقوف عليه.
فحين قال القشيري: (لكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف). تعقبه الأنصاري فقال: (لكن هذا لا يضر، لأن الحكم للغالب، والغالب عليهم لبسه، والاكتفاء به، وإنما اختاروا لبسه لأنه أرفق بهم ولأنه لباس الأنبياء والصالحين).
وحينما قال القشيري: (أشهر من أن يُحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ واشتقاق) تعقبه معترضًا فقال: (وأنت خبير بأن شهرتهم لا تغني عن بيان اشتقاق اسمهم).
وممن تعقب القشيري أيضًا من أئمة الصوفية علي الهروي البسطامي (875هـ) في كتابه المخطوط (حل الرموز و مفاتيح الكنوز في شرح رسالة السهروردي) فبعد أن عرض الآراء في نسبة التصوف، ذكر مقولة القشيري (أن الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف) فتعقبها وأورد عليه أن الصوف لباس الأنبياء والأولياء والمتصوفة وساق الروايات.
ومن المعاصرين: قال الشيخ الصوفي صلاح الدين التيجاني في (الكنز) بعد ذكره كلامًا للقشيري، قال: (أما اشتقاقها فالصحيح لغويًا أنها نسبة إلى الصوف، وذلك أنَّ هؤلاء الزهاد والعباد كانوا يلبسون الصوف، إذ كان من علامة الزهد آنذاك).
وقال الصوفي المعاصر –شيخ مشايخ الطريقة الغنيمية- أبو الوفا الغنيمي التفتازاني رادًا كلام القشيري بعد عرضه: (والأصوب أن يُقال: إن اشتقاق كلمة صوفي هو من الصوف، فيقال: تصوف الرجل إذا لبس الصوف، وكان الصوف شعارًا للعباد والزهاد لأول نشأة الزهد، وكثير من الصوفية أنفسهم يذهبون إلى هذا الرأي).
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف جزمَ أخونا د. لطف الله وأطلق القول بأنه: لم يسمع بإمام صوفي، لا من معاصري القشيري، ولا من أتى بعده، انبرى للرد على كلامه، وأنهم سكتوا موافقين ومقرين له، وأنه لم يعترض أحد من المتصوفة بإنكار على هذا التقرير، لا من المعاصرين لهما، ولا من اللاحقين؟
مثل هذا المنهج من أخينا د. لطف الله هو ما كنت أرغب في مناقشته معه. فقد رأيت في كلامه مجازفاتٍ وإطلاقاتٍ كبيرةً تفتقر للحد الأدنى من التحقيق والتحرير. ثم تأتي البلية حين تجعل هذه الإطلاقات مقدماتٍ لنتائج وأحكام تشتمل على ما ينافي العدل و الإنصاف.
والله أعلم ..
عايض بن سعد الدوسري
(يتبع بإذن الله الحلقة الثانية).
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:54 ص]ـ
حياكم الله يا شيخ عائض ونفع الله بك.
أحببت أن أحييك بين إخوانك، ولي عودة لقراءة موضوعك.
سعدتُ وسعد الملتقى بك أيها الشيخ المفضال.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 08 - 09, 05:22 ص]ـ
الدكتور لطف الله من المشاركين على المنتدى، لعل الله ييسر له نقاش الأخ الفاضل.
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:29 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ أبو إبراهيم الحائلي وفقه الله
الله يحييك ويبارك فيك وأشكرك على لطيف كلماتك وترحيبك، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وبانتظار ملاحظاتك السديدة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 08 - 09, 12:40 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ عايض ..
ومقالتك دعتني للبحث في أوراقي القديمة عن تعقيب كتبه على الشيخ المفضال الذي نحبه في الله لجهوده المباركة لطف الله خوجه ومخالفتنا له في جزئية لا تنقص من مقامه عندنا حفظه الله وعظم النفع به.
وكنت قد خشيت أن تكون المقالة سبباً يتقوى به أهل البدعة وبعض المنحرفين في ذلك الجدل فأحجمت عن نشرها.
أما الآن وقد طال الأمد وهدأت النفوس فلعله لا بأس من تعليقها في هذا المقام، فنحن هنا نخاطب من يعي ويفهم ...
وقد كان من جملة ما كتبت ما يلي نصه:
....
....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/156)
هذه الأسطر ليست دفاعاً عن واقع الصوفية القبورية المنحرف، بل لعلك لا تجد اليوم طريقة سلمت من بدعة مكفرة أو مفسقة. وإذا كان أئمة التصوف في القرون الخالية ينكرون ما آل إليه حال كثير منهم ومن ذلك ما نقله القشيري في رسالته، وصرح به أبو نعيم في أول حليته، بل هو كثير حتى في كلام الغزالي وأمثاله من المتأخرين فكيف بحالهم اليوم. أسأل الله أن يردنا وإياهم إلى ما كان عليه الأسلاف رداً جميلاً.
وإذا كان الأمر كذلك فقد يقول قائل ما ذكره أحد الأفاضل وحاصله: فلماذا الحديث عن أمر قد انقرض!
والجواب باختصار لأجل بعثه في جسد المتصوفة اليوم وإعادتهم إلى ربقة السنة التي كان عليها أئمتهم المتقدمين، فمن أنجع السبل المؤثرة في دعوتهم –بل في دعوة كل إنسان- الإقرار بما عنده من حق يعظمه ومحاولة تنبيهه إلى ما غفل عنه منه، وإرجاعه إليه، وهنا تبدو الثمرة. كما أن الظلم وإنكار ما لدى الآخر من حق ومحاولة تجسيد الخطأ ممحضاً فيه من مبدئه إلى منتهاه لا أظنه سبيلاً صالحاً للدعوة، ومتى كان الجور والاعتساف طريقاً لهداية الناس!
الشأن في ذلك كالشأن في تدريس سير السلف الأوائل من الجيل الأول سواءً أكانوا من أهل العلم، أو أهل الجهاد، أو أهل العمل، وقد درج الوعاظ والخطباء على استخدام سيرهم في دعوة العامة إلى الله تعالى، وقد علم ما لذلك من أثر عظيم، ولاسيما إن كان المدعو يمت إلى سلفه بصلة ونسبة.
وشروعاً في الموضوع فإن الشيخ لطف الله -وفقه الله- ذكر أربعة مستندات يعتمد عليها من قال بوجود تصوف معتدل، وإذا تأملت تلك المستندات وجدت أنه ربما ادعى شخص وجود تصوف معتدل بها، ولكن لايمكن بحال أن يعتمد من يزعم ذلك على تلك المستندات فقط، كما أن تلك المستندات التي أشار إليها لايصلح بعضها أن يكون مستنداً للمسألة ولا عليها أصلاً.
أولاً: المستند الأول نموذجاً للجدل فيما لاكبير تعلق له بالموضوع وهو نسبة التصوف إلى ماذا؟
فالحكم بوجود تصوف صحيح من عدمه ليس فرعاً عن نسبة التصوف إلى الصوف أو غيره، وهي النسبة التي رجح اختيارها شيخ الإسلام، فلا يقال إن كانت النسبة صحيحة فإن ذلك يعني وجود تصوف صحيح، وإن كانت النسبة خاطئة فإن ذلك يعني أن التصوف كله باطل! وبهذا يظهر أن ما زُعم مستنداً أولاً ليس بمستند يفيد نفيه أو إثباته كبير شيء، وإنما الجدل فيه صراع خارج الحلبة!
وللاستزادة في هذا الصدد انظر كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 11/ 195، وانظر كذلك 10/ 369، وأيضاً 11/ 6، و 11/ 16، وهو ترجيح الشيخ ابن جبرين وغير واحد من الباحثين والمعاصرين وحسبك بالشيخ، وقد قرأت للدكتور لطف الله وفقه الله بحثاً نشر في البيان العدد 214 جمادى الثانية يقرر فيه بطلان ما قيل في نسب التصوف وكانت أبلغ حجته حفظه الله في إنكار بعض النسب أنه لايجيء عليها الاشتقاق، وأن ذلك لم يؤثر عن متقدميهم بما يذكر، مع أن ما أنكره يصح فيه بعض الاشتقاق، إذ يصح فيه الأكبر دون الأصغر وقد عرف الاشتقاق الأكبر أئمة اللغة كأبي علي الفارسي –وحسبك به- وكذلك تلميذه ابن جني وهو موجود في كلام المبرد قبله، وتبعهم أئمة اللغة والأمثلة على هذا كثيرة. فتخريج تلك الأقوال على الاشتقاق الأكبر أو الأوسط سائغ لغة وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام (10/ 369)، وإنما ذكرت هذا مع ذهابي إلى ضعف هذا الاشتقاق في تلك النسب لتعلم أن الاشتقاق من سوفا (الذي اختاره الشيخ) أبعد وأن ما رد به على من نسبهم إلى الصفا أو الصف المقدم كان من الأجدر أن يرد به على النسبة التي اختار!
أما الصوف فهو النسبة الصحيح الظاهرة في الاشتقاق الأصغر وهو الأقرب، وأما عدم الاشتهار الذي زعمه الشيخ فقد تبع فيه نكسون ولا يسلم لنكسون ومن تبعه به، فضلاً عن أنه ليس بحجة في النفي! وأما اختيار القشيري فقد خالفه اختيار غيره، على أن هذا الأخير ذكر أقوال الناس المشهورة في المسألة قبله وقرر أن منها القول بالنسبة إلى الصوف ولم ينكر أن يكون اشتقاق التصوف من الصوف وجيهاً بل قال ما نصه: "فذلك وجه. ولكن القوم لم يختصوا بلبس: الصوف" فأقر بأن هذا وجه في المسألة، ثم بين وجهاً آخر يراه وهو كونه لقبا قال: "هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعينهم إلى قياس لفظ واستحقاق اشتقاق".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/157)
فالذي يظهر للباحث أن النسبة الصحيحة مشتقة من الصوف وما اعترض به القشيري ليس بالجيد؛ فعدم الاختصاص ليس مانعاً من النسبة لمن عرف بذلك منهم، كما نُسبة إمامة أهل السنة للإمام أحمد ولم يختص بها دون الأئمة، وليس من شرط النسبة إلى شيء الاختصاص به دون غيره، وأنت تجدهم ينسبون المرء إلى قبيلة أو بلدة مع أنه ليس مختصاً بها، وهذا ظاهر، أما المناسبة بين نسبة المتصوفة إلى الصوف فلأن عامة المتزهدين والمتقشفين والفقراء هم الذين كانوا يرتدون الصوف لكونه من أرخص ثيابهم يشهد لذلك الحديث:جاء قوم في ثياب من صوف مجتابي النمار ...
ثم إن ما أورده الشيخ لطف الله –حفظه الله- في الرد على النسب الأخرى جميعه يصح في رد النسبة التي رجحها، ومن أظهر ذلك مشكلة الاشتقاق التي رد بها غير أصل ترد على الكلمة اليونانية التي أوردها Sophia " سوفيا" أو كما يقول بعضهم "سوف" بإشباع الفاء فتحاً، فلماذا تغاضى الشيخ عن الاشتقاق هنا واحتج به هناك؟! وهل يصح في سوف حتى الاشتقاق الأكبر! كما أن حركة الترجمة لم تكن قوية عند ظهور الاسم في القرن الثاني –وقد أشار إلى ظهوره في تلك الحقبة النووي وشيخ الإسلام-، ولهذا لم يشر القشيري ولا أبونعيم إلى هذه النسبة فدل ذلك على أنها لم تكن معروفة عندهم وقد أيد الشيخُ نكسون في الرد بعدم الاشتهار نسباً، بل هذه النسبة قول حادث متأخر في المسألة أول من قال به البيروني في القرن الخامس وليس هو من أهل العلم. كما أنهم لم يعرفوا التصوف بأنه الحكمة وإنما ربط تعريفه بأمور أخرى. ولو فرض جدلاً أخذ التصوف مما رجحه الشيخ لما دل ذلك على أنه أول أمره كان باطلاً لمجرد الانتساب إلى لقب أصله أعجمي، كما انتسب الشيخ لدرجة العالمية ومسماها غربي (د) (دكتور) ولايعني كون اللفظ غربياً تأثر الشيخ بالغربيين بل حاشاه.
ثانياً: هل كان أصل التصوف هو الزهد؟
وأما المستند الثاني الذي ذكره الشيخ لمن يقول بوجود تصوف صحيح، فهو –إن صح- مستند صحيح يبين أن أصل التصوف صحيح، ولكنه إن بطل لم يدل على أن منشأ التصوف منحرف. فإن صح كان دليلاً عليه وإن بطل لم يكن له فيه دليل.
فإذا سلمنا جدلاً بأن المتصوفة الأوائل من أمثال الجنيد وبشر الحافي وعتبة الغلام وأبوسليمان الداراني وإبراهيم ابن أدهم وأضرابهم لم يتميزوا بالزهد!! فلا يعني هذا أن منشأ التصوف الأول باطل!
وأنبه هنا إلى أن تفريق بعضهم بين التصوف والزهد لا يعني أن العلاقة بينهما التباين، بل كلام من نقل يدل على أن العلاقة بينهما العموم والخصوص. فما أشار إليه الشيخ من كلام السهروردي حجة عليه تبين أن التصوف عندهم زهد وزيادة وهذا يناسب حال السهروردي وغيره من المتأخرين. فلا يصلح أن يكون ما أورده حجة في رد القول بأن منشأ التصوف هو الزهد.
وأما رده بسبب أن أئمة التصوف المتقدمين لم يجد الشيخ عندهم من أشار إلى لفظ الزهد فعليه عدة مآخذ:
-- أولها قصور البحث فما لم يجده الشيخ وجده غيره:
قال اليافعي في معرض حديثه عن القوم وقد ذكر الزهد: "هو مبادىء سلوك أهل الإرادة".
وقال أبو سليمان داود بن نصير الطائي: "علامة المريد الزهد في الدنيا".
وصرح ابن عجيبة بأنهم يرونه ركناً من أركان الطريق قال في أول شرح الحكم: "التحقيق في مسائل هذا العلم أنها القضايا التي يبحث عنها السالك في حال سيره ليعمل بمقتضاها ككون الإخلاص شرطاً في العمل وكون الزهد ركناً في الطريق".
ونقل القشيري عن أبي سليمان الدارني قوله: "الصوف علم من أعلم الزهد؛ فلا ينبغي للزاهد أن يلبس صوفاً بثلاثة دراهم، وفي قلبه رغبة خمسة دراهم"، ولو تأملت ما ذكره القشيري في رسالته من كلامهم في معنى الزهد لرأيته يقارب ما ذكره كثير منهم في كلامهم عن معنى التصوف، وقد يترجم لبعضهم فيقول: سلك طريق الزهد يريد التصوف، كما في ترجمة شقيق بن إبراهيم البلخي، ثم إنك لاتكاد تجد كتابا من كتب التصوف خال من ذكر الزهد بلفظه أو معناه، حتى قال عبدالوهاب الشعراني في نصيحة الإخوان: "اسم الصوفي عرفاً لايطلق إلاّ على من كان على قدم السادة الصوفية المذكورين برسالة القشيري وغيرها، من الزهد والورع وقيام الليل وكف الجوارح كلها عن الحرام بحيث يشهد له أهل العصر من العلماء بذلك، وأما من تكون له سريرة لو ظهرت للناس لمقتوه وازدروه فليس له أن يأكل مما وقف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/158)
على الصوفية".
-- وثانيها هذا الذي لم يجده الشيخ هو الذي نص عليه المحققون من أهل العلم، قال أحد من سبر أغوار الفرق وعرفها أكثر من أهلها أعني به شيخ الإسلام ابن تيمية [الفتاوى 10/ 369]: "فإن معرفة أصول الأشياء ومبادئها ومعرفة الدين وأصله وأصل ما تولد فيه من أعظم العلوم نفعاً، إذ المرء ما لم يحط علما بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في قلبه حسكة. وكان للزهاد عدة أسماء يسمون بالشام الجوعية، ويسمون بالبصرة الفقرية و الفكرية، ويسمون بخراسان المغاربة، ويسمون أيضا الصوفية والفقراء"، وقال رحمه الله [الفتاوى 11/ 29]: "وكذلك في أثناء المائة الثانية صاروا يعبرون عن ذلك بلفظ الصوفي لأن لبس الصوف يكثر في الزهاد"، بل حتى ابن الجوزي الذي سطر في ذمهم في بيان التلبيس ما سطر يصرح بهذا ويقول: "الصوفية من جملة الزهاد، وقد ذكرنا تلبيس إبليس على الزهاد، إلا أن الصوفية انفردوا عن الزهاد بصفات وأحوال وتوسموا بسمات فاحتجنا إلى إفرادهم بالذكر، والتصوف كان ابتداؤها الزهد الكلي، ثم ترخص المنتسبون إليه بالسماع والرقص فمال إليهم طلاب الآخرة من العوام لما يظهرونه من التزهد، وما إليهم طلاب الدنيا لما يرون عندهم من الراحة واللعب"، فهذا تصريح بأن ابتداءهم الزهد الكلي. وهذا يقوله ابن الجوزي مع أنه من أشد الناس حطاً على الصوفية تبعاً لشيخه ابن عقيل الذي نشأ على منافرة القوم جراء نشأته الأولى رحمه الله، وهنا يحسن التنبيه إلى أن ما ذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس على الصوفية من أخبار قسمان: قسم صحيح وهو ماشهده من أفعال عامة المتأخرين فبيانه لتلبيس إبليس على هؤلاء كان في محله، وكذلك بيانه للتلبيس عليهم في أفعال منكرة مطلقاً بغض النظر عن فاعليها، وأما القسم الآخر فنسبة بعض الأمور المنكرة إلى طائفة من أوائل المتصوفة، وقد أسند أقواله في الغالب ومن أسند فقد جعل العهدة على غيره، وعليه لاينبغي الحكم على أشخاص نسبت إليهم أفعال قبل التحقق منها، وقد وجدت كثيراً من مادته –عليه رحمة الله- تدور على كتاب اللمع للسراج (ت:378) والكتاب من مرويات سعيد العيار (ت:457) عنه وسعيد هذا متكلم فيه رجح الذهبي أنه صدوق. غير أن روايته لكتاب اللمع عنه مطعون فيها [انظر السير 18/ 88، والميزان 3/ 206، ولسان الميزان 3/ 30]، ثم إن السراج هذا هو أبونصر عبدالله بن علي الطوسي، وهو من مشايخ المتصوفة الذين كانت لهم مشاركة في العلوم حتى قال الذهبي كان المنظور إليه في ناحيته في الفتوة ولسان القوم مع الاستظهار بعلم الشريعة وزعم السخاوي أنه كان على طريقة السنة، وقد كانت له عبادة وأحوال حسنة كانت خاتمتها أن مات ساجداً، وهو شيخ القشيري وهو أحد الذين كانوا يسعون لتنقية التصوف مما ألم به، ولذلك أرى الطعن في رواية كتاب اللمع عنه متوجهة.
وبعد هذا كله فإن السراج رحمه الله لم يدرك الجنيد ولا الطبقة التي بعده، فضلاً عمن قبله، فعامة روايته عنهم منقطعة لاتقوم بها حجة، فلو اعتضد بما يقرره لا بما يرسله من أخبار معضلة لكان الأمر محتملاً.
وعوداً إلى الموضوع فقد ذكر المحققون من مشايخنا المعاصرين أن مبدأ التصوف هو الزهد، وقد ذكر العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين أن أكثر ما ينقل عن مثل هؤلاء من أمور لا تتوافق مع الشرع، لم يقلها ولم يفعلها، أولئك ما هي إلا من تلاميذهم وأتباعهم.
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن جبرين: "إن الصوفية أصلا هم الزهاد في الدنيا والمشتغلون بالعبادة، وكانوا في الزمن الأول يرتدون الصوف الخشن من باب التقشف فعرفوا بهذا الاسم، كإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي وإبراهيم الخواص والجنيد بن محمد ونحوهم، وكان أولئك يعبدون الله على علم وبصيرة؛ فيحافظون على الجماعات، ويبتعدون عن المحرمات، ويسارعون في الخيرات، ولم يكن عندهم شيء من البدع ولا الخرافات. ثم جاء بعدهم من تسمى باسم الصوفية .. "، وقال حفظه الله: "وأما معتدلوهم –معتدلو التصوف- من المتقدمين؛ مثل بشر الحافي والحارث المحاسبي الجنيد بن محمد والفضيل بن عياض وإبراهيم الخواص وأشباههم من أهل الاعتدال. أما الشيخ عدي وكذلك شيخه القرشي الهكاري؛ هذان ولو كانا على طريقة الصوفية، ولكن تصوفهم؛ ولو كانوا متأخرين تصوف معتدل. وذلك لأن الصوفية القدامى ليس تصوفهم تصوف عقيدة، ولكنه تصوف زهادة؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/159)
زهد، تقشف، تقلل من الدنيا، انقطاع من اللذات والشهوات وقريب من الرهبنة، والانقطاع الكلي في كثير منهم" [النقول مأخوذة من موقع فضيلته].
- ولأجل هذا نص أبونعيم على ذكر المتصوفة من قرون الصحابة والتابعين وتابيعهم، قال الشيخ رحمه الله فمباني المتصوفة المتحققة في حقائقهم على أركان أربعة: معرفة الله تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله، ومعرفة النفوس وشرورها ودواعيها، ومعرفة وساوس العدو ومكائده ومضاله، ومعرفة الدنيا وغرورها وتفنينها وتلوينها وكيف الاحتراز منها والتجافي عنها، ثم ألزموا أنفسهم بعد توطئة هذه الأبنية دوام المجاهدة وشدة المكابدة وحفظ الأوقات واغتنام الطاعات ... إلخ [حليلة الأولياء 20/ 476].
والدعوة إلى التوحيد وهذه الأمور معروفة عن متقدميهم مشهورة لاتنكر ولهذا قال شيخ الإسلام [الأصفهانية 1/ 173]: " حتى ذكر ذلك" يعني ما أشار إليه من كلام الجنيد في التوحيد، "أبو نعيم الحافظ في أول حلية الأولياء، وأبو القاسم القشيري في رسالته، دع من هو أجل منهما، وأعلم منهما بطريق الصوفية، وأقل غلطا وأبعد عن الاعتماد على المنقولات الضعيفة والمقولات المبتدعة".
-- وأخيراً "لم أجده" لايعني عدمه ولاسيما أن سير المتقدمين ممن يجمع المتصوفة على أنهم أئمتهم –كأمثال من ذكرهم القشيري في أول رسالته وعدهم كذلك السلمي وأبو نعيم وغيرهم- شاهدة لصحته، وإذا تأملت السير أو تاريخ الإسلام أو البداية والنهاية ونحوها لوجدت أن الزهد أبرز وصف ثناء يضفى على أهل الفضل من رجالات المتصوفة.
المستند الثالث: تعريف التصوف بأنه خلق وسلوك.
ثم ذكر الشيخ وفقه الله أن المستند الثالث لمن يقول بوجود تصوف معتدل هو تعريف التصوف بأنه خلق وسلوك، والخلق والسلوك مشروع. إلاّ أنه زعم أن الصوفية يفسرون السلوك والخلق بأنه التخلق بأخلاق الله ثم ذكر تفسير هذه الأخيرة بما حاصله مشاكلة الصفات الإلهية والفناء عن الصفات البشرية والبقاء بالصفات الإلهية ففسره بالفناء عن وجود السوى، الذي تقول به الحلولية أو الاتحادية.
وهذا القول بهذه الصفة التي تؤول إلى الحلول والاتحاد كفر كما قرر شيخ الإسلام في غير موضع، فنسبته إلى الصوفية رمز إلى تكفيرهم بالجملة خاصة وأنه لا تأول سائغ ولاجهل معتبر لمن يقول بالحلول والاتحاد.
وفي ما ذكره الشيخ وفقه الله ثلاث مغالطات:
أولها تفسيره الخلق والسلوك بما ذكر.
وثانيها تفسيره العبارة التي ذكر –التخلق بأخلاق الله- وهي مجملة بما حاصله الفناء عن وجود السوى مع أن بعضهم ذكروا أن مرادهم شيئاً آخراً وسأتي.
وثالثها نسبته هذا القول إلى أئمة التصوف ليشمل ذلك المتقدمين من أهل الاعتدال.
وجميع هذه الثلاثة لايقول بها المتقدمون من أرباب التصوف المعتدل الذين هم من جملة أهل السنة، بل نصوصهم على خلافها.
ولعلي أبدأ الرد بذكر ما يعنونه بالأخلاق والسلوك من كلام أئمتهم. ثم أعلق ما ذكره الشيخ هنا.
أما كلامهم في الأخلاق فقد نقل القشيري عن الكناني قوله: "التصوف خُلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الصفاء" وتروى التصوف، فبم يفسرون هذه الأخلاق، نقل القشيري عن محمد بن علي القصاب قوله: "التصوّف: أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم من رجل كريم مع قوم كرام"، وقد ذكر نحوه صاحب الحلية عن سري السقطي فقال: "سمعت أبا الفضل نصر بن أبي نصر يقول: سمعت علي بن محمد المصري يقول: سئل السري السقطي عن التصوف، فقال: التصوف خلق كريم، يخرجه الكريم إلى قوم كرام".
ونقل أيضاً عن شاه الكرماني قوله: علامة حسن الخلق: كف الأذى، واحتمال المؤن.
فهذا هو الخلق الذي يدعو إليه مصيبهم. بالإضافة إلى نهيهم عن الرذيل من الخلال.
كما قال أبو الحسين بن بنان: "اجتنبوا دناءة الأخلاق كما تجتنبون الحرام".
قال القشيري: " وأعلم أن الذي يتصف به العبد: أفعال، وأخلاق، وأحوال.
فالأفعال: تصرفاته باختياره.
والأخلاق: جبلةَّ فيه، ولكن تتغَّير بمعالجته على مستمرِّ العادة.
والأحوال: ترد على العبد على وجه الابتداء، لكن صفاؤها بعد زكاء الأعمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/160)
فهي كالأخلاق من هذا الوجه، لأن العبد إذا نازل الأخلاق بقلبه فينفي بجهده سفسافها، مَنّ الله عليه بتحسين أخلاقه، فكذلك إذا واظب على تزكية أعماله، ببذل وُسعه من الله عليه بتصفية أحواله بل فمن ترك مذمومَ أفعاله بلسان الشريعة يقال: أنه فنى عن شهواته".
فهم بذلك يدعون إلى كريم الأخلاق وحسن السلوك، وقد دخلت البدعة بعض طرق تحصيل ذلك ولاشك في كثير من المتأخرين.
وأما العبارة المشار إليها "التخلق بأخلاق الله" فلعلها عبارة مجملة تشتمل على حق وباطل، ولعلها لاتصح مسندة إلى أحد أعلام التصوف المعتدل من المتقدمين، وأما من يذكرها من المتأخرين من أهل العلم والفضل فلا يقصدون بها المعنى الذي أشار الشيخ إليه تدل على ذلك نصوصهم الواضحة الجلية الصريحة، وإن كانوا قد أخطأوا في إطلاقها.
فهذه العبارة (التخلق بأخلاق الله) مجملة أراد بها ابن عربي وابن سبعين وأضرابهم من الحلولية أو الاتحادية معان باطلة كفرية كنحو التي أشار إليها الشيخ علمنا ذلك من أحوالهم وكلامهم الآخر لانفس نص العبارة المجملة، وطائفة من متأخريهم تريد بها معنى يشتمل على حق ينبغي أن يقبل وباطل ينبغي أن ينكر وقد أخطأ من أنكر عليهم إطلاقهم جملة.
والصحيح التفصيل كما قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وشاهدي قوله: "ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها، وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها، بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك. فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق، ولا يجوز أن يدعيه، وهكذا ما أشبه هذه الأسماء، وإنما المقصود: الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو. وأشباه ذلك، فهو سبحانه عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف، كريم يحب الكرماء، رحيم يحب الرحماء، عفو يحب العفو .. إلخ".
ثم قال الشيخ العلامة رحمه الله: "وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه: عدة الصابرين، والوابل الصيب، ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما، وإليك نص كلامه في العدة والوابل. قال في العدة صفحة 310: "ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، ستير يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها" ا. هـ، وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث: "والجود من صفات الرب جل جلاله، فإنه يعطي ولا يأخذ، ويطعم ولا يطعم، وهو أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده، وعالم يحب العلماء، وقادر يحب الشجعان، وجميل يحب الجمال"انتهى. وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية، وحصول للفائدة".
إلاّ أن خطأ أبي حامد الغزالي في تعديته التخلق إلى صفات لم يأمر الله بالتخلق بها بنوع من التعسف في التأويل كما فعل في شرح أسماء الله الحسنى، وهذا وإن كان خطأ فهو غير القول بالفناء عن وجود السوى الذي أشار إليه الشيخ وهو كفر .. ولعل الغزالي وقع فيما وقع فيه من اعتساف التخلق ببعض الصفات التي لا يليق ببشر أن يتخلق بها جراء مطالعاته كتب المتأخرين المضللة فلبست عليه، فالتمس مسلك التأويل ليخرج مراداً يرتضيه منها. وإلاّ فالغزالي يرفض كفر الاتحادية وينقل رفضه عن أئمة التصوف في نفس كتابه المقصد الأسنى قال ما نصه: " وما تداولته ألسنة الصوفية من كلمات تشير إلى ما ذكرناه لكن على وجه يوهم عند غير المحصل شيئا من معنى الحلول والاتحاد وذلك غير مظنون بعاقل فضلا عن المتميزين بخصائص المكاشفات، ولقد سمعت الشيخ أبا علي الفارمذي يحكي عن شيخه أبي القاسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/161)
الكركاني قدس الله روحهما أنه قال إن الأسماء التسعة والتسعين تصير أوصافا للعبد السالك وهو بعد في السلوك غير واصل، وهذا الذي ذكره إن أراد به شيئا يناسب ما أوردناه فهو صحيح ولا يظن به إلا ذلك، ويكون في اللفظ نوع من التوسع والاستعارة، فإن معاني الأسماء هي صفات الله تعالى وصفاته لا تصير صفة لغيره ولكن معناه أنه يحصل له ما يناسب تلك الأوصاف كما يقال فلان حصل علم أستاذه وعلم الأستاذ لا يحصل للتلميذ بل يحصل له مثل علمه.
وإن ظن ظان أن المراد به ليس ما ذكرناه فهو باطل قطعا، فإني أقول قول القائل إن معاني أسماء الله سبحانه وتعالى صارت أوصافا له لا يخلو إما أن يعني به عين تلك الصفات أو مثلها، فإن عنى به مثلها فلا يخلو إما عنى به مثلها مطلقا من كل وجه وإما أنه عنى به مثلها من حيث الاسم والمشاركة في عموم الصفات دون خواص المعاني، فهذان قسمان، وإن عنى به عينها فلا يخلو إما أن يكون بطريق انتقال الصفات من الرب إلى العبد، أو لا انتقال، فإن لم يكن بالانتقال فلا يخلو إما أن يكون باتحاد ذات العبد بذات الرب حتى يكون هو هو فتكون صفاته، وإما أن يكون بطريق الحلول، وهذه أقسام ثلاثة؛ وهو الانتقال، والاتحاد، والحلول، وقسمان مقدمان. فهذه خمسة أقسام، الصحيح منها قسم واحد وهو أن يثبت للعبد من هذه الصفات أمور تناسبها على الجملة وتشاركها في الاسم ولكن لا تماثلها مماثلة تامة كما ذكرناه في التنبيهات" [المقصد الأسنى ص150 وما بعدها] ثم تكلم كلاماً بديعاً في إبطال القسم الثاني وكذلك الحلول والاتحاد والانتقال، فعمرك الله كيف يرمى به! ويفسر كلامه على ما يؤول إلى ما رد عليه، خلافاً لنصه في بيانه! ثم الأعجب من ذلك أن يدعى أن ذلك التفسير حقيقة من الظهور والبروز بحيث يعسر سترها، ويستدل له بقول مستشرق لادليل فيه عند تأمله بل يقرر فيه أن التصوف كان في مبدئه توحيداً صحيحاً ثم تحول فهذا الذي يفهم من قوله (تحول).
المستند الرابع: ثناء الأئمة على أئمة التصوف المتقدمين من أهل التوحيد.
ذكر الشيخ أن ثناء أولئك كان على أشخاص بأعيانهم وليس ثناء على التصوف الصحيح، وهذا القول يدل على عدم اطلاع كاف على أقوال الأئمة في المسألة ولاسيما شيخ الإسلام ابن تيمية الذي خصه الشيخ بالذكر من بينهم [وقد وقفت بعد كتابة هذه الورقات بمدة طويلة على كلامه في الرد على الشاذلي المؤيد لهذا في مواضع فلينظر] ..
فكلام شيخ الإسلام صريح في النهج والطريقة وليس في الأشخاص قال رحمه الله: "وقد ذم طريقهم طائفة من أهل العلم، ومن العباد أيضا من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وأهل الحديث والعباد، ومدحه آخرون، والتحقيق فيه أنه مشتمل على الممدوح والمذموم كغيره من الطريق، وأن المذمم منه قد يكون اجتهادياً وقد لا يكون، وأنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي، فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة و القاعدة التي قدمتها تجمع ذلك كله" [الفتاوى 10/ 370].
وقرر في موضع آخر أن الانحراف نحو الكلام والفلسفة إنما دخلهم متأخراً على خلاف الأصل الذي كان عليه الأوائل فقال رحمه الله في الصفدية [1/ 266]: "والشيوخ الأكابر الذين ذكرهم أبوعبدالرحمن السلمي في طبقات الصوفية، وأبو القاسم القشيري في الرسالة، كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهب أهل الحديث، كالفضيل بن عياض، والجنيد بن محمد، وسهل بن عبدالله التستري، وعمرو بن عثمان المكي، وأبو عبدالله محمد بن خفيف الشيرازي، وغيرهم، وكلامهم موجود في السنة وصنفوا فيها الكتب، لكن بعض المتأخرين منهم كان على طريقة بعض أهل الكلام في بعض فروع العقائد، ولم يكن فيهم أحد على مذهب الفلاسفة، وإنما ظهر التفلسف في المتصوفة المتأخرين، فصارت المتصوفة تارة على طريقة صوفية أهل الحديث وهم خيارهم وأعلامهم، وتارة على اعتقاد صوفية أهل الكلام فهؤلاء دونهم، وتارة على اعتقاد صوفية الفلاسفة كهؤلاء الملاحدة".
فبان الفلسفة قد دخلت متأخريهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/162)
وقال رحمه الله: "قال القشيري رحمه الله: (اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعد أمرهم على أصول صحيحة في التوحيد، صانوا بها عقائدهم عن البدع، ودانوا بما وجدوا عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل) قلت: هذا كلام صحيح فإن كلام أئمة المشايخ الذين لهم في الأمة لسان صدق، كانوا على ما كان عليه السلف وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل، وهذه الجملة يتفق على إطلاقها عامة الطوائف المنتسبين إلى السنة وإن تنازعوا في مواضع هل هي تمثيل أو تعطيل" [الاستقامة 1/ 90 - 91].
وقال قبلها: " والثابت الصحيح عن أكابر المشايخ يوافق ما كان عليه السلف، وهذا هو الذي كان يجب أن يذكر، فإن في الصحيح الصريح المحفوظ عن أكابر المشايخ مثل الفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشى، ومعروف الكرخي، إلى الجنيد بن محمد، وسهل بن عبد الله التستري، وأمثال هؤلاء ما يبين حقيقة مقالات المشايخ".
وقال الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي: "أبو القاسم الجنيد هذا من الصوفية كان يثني عليه شيخ الإسلام -رحمه الله- وينتسب إلى الصوفية والظاهر أنه من الصوفية المعتدلين".
وأما المتأخرين فقد دخلهم ما دخلهم قال شيخ الإسلام: "في كلام العارفين كأبي القاسم الجنيد وأمثاله من بيان أن التوحيد هو إفراد الحدوث عن القدم ونحو ذلك، ومن بيان وجوب إتباع الأمر والنهي ولزوم العبادة إلى الموت، ما يبين به أن أولئك السادة المهتدين، حذروا من طريق هؤلاء الملحدين، ولهذا نجد هؤلاء كابن عربي وابن سبعين وأمثالهما يردون على مثل الجنيد وأمثاله من أئمة المشايخ، ويدعون أنهم ظفروا في التحقيق بنهاية الرسوخ، وإنما ظفروا بتحقيق الإلحاد والدخول في الحلول والاتحاد، وما زال شيوخ الصوفية المؤمنون يحذرون من مثل هؤلاء الملبسين، كما حذر أئمة الفقهاء .. " [الأصفهانية 1/ 173].
وقد نقل الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية طرفاً يقتضيه المقام من كلام أئمة الصوفية في التوحيد فراجعه لزاماً.
وهذا التفريق بين المتقدمين والمتأخرين هو الذي ذكره علماء الإسلام قرناً بعد قرن:
قال ابن حجر في معرض كلامه عن غلاة الصوفية (الفتح 13/ 348): "ثم غلا بعضهم فزعم أن المراد بالتوحيد اعتقاد وحدة الوجود وعظم الخطب حتى ساء ظن كثير من أهل العلم بمتقدميهم، وحاشاهم من ذلك، وقد قدمت كلام شيخ الطائفة الجنيد وهو في غاية الحسن والإيجاز".
وهؤلاء تبرأ أهل التصوف الصحيح منهم قديماً قال أبو نعيم يرحمه الله في أول الحلية: " .. وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين ومن أهل الدعاوى من المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين، المتشبهين بهم في اللباس والمقال، والمخالفين لهم في العقيدة والفعال".
ولايعني ذلك أن أصحاب التصوف الصحيح انقرضوا منذ عهد أبي نعيم بل ظلت منهم طوائف، فكم من ترجمة في السير مثلاً وجدت فيها قول الذهبي: "وكان من أئمة السنة، ومن مشايخ الصوفية" ونحو ذلك.
بل في زمان شيخ الإسلام الذي كثر فيه جهالهم فقام لهم الإمام وقاموا عليه في ملاحم معروفة، إلاّ أن ابن شيخ الحزامين كان يجل شيخ الإسلام وكان الإمام يجله ويثني عليه ويقول هو جنيد وقته، وقد كان الرجل حسن المعتقد له تصانيف في التصوف على طريق السنة وردود على طوائف المبتدعة كالحلولية والاتحادية، وقد وقف مع شيخ الإسلام إبان الفتن التي تعرض لها بمصر يوم ثار عليه جهلة الصوفية، مثبتاً له ولأصحابه يوم أخذتهم الدولة وله رسالة مشهورة أرسلها لشيخ الإسلام يوم كان في السجن يثبته فيها ويثبت أصحابه فرحمه الله.
وقال الإمام أبو اليسر محمد بن محمد بن عبدالكريم البزودي في كتابه أصول الدين عند التعريف بالتصوف: " وأما الصوفية فأكثرهم من أهل السنة والجماعة. وفيهم من يكون صاحب الكرامة، إلا أنه قد ظهر فيهم مذاهب ردية أكثرها ضلال وبدعة. منهم ... " وعدد بعض طرقهم الزائغة.
وقال ابن القيم مستحسناً التفريق بين المتقدمين والمتأخرين الإغاثة ص125: "وما أحسن ما قال أبو أحمد الشيرازي كان الصوفية يسخرون من الشيطان والآن الشيطان يسخر منهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/163)
وقال بعد أن ذكر طائفة من جهالهم قبلها ص124: "وأهل الاستقامة منهم سلكوا على الجادة ولم يلتفتوا إلى شيء من الخواطر والهواجس والإلهامات حتى يقوم عليها شاهدان قال الجنيد قال أبوسليمان الداراني: ربما تقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة".
وأمر آخر هو أن متقدمي أئمة الصوفية كانوا ينصون على أن ماهم عليه طريقتهم وليس سلوكاً أو منهجاً خاصاً بهم، وأن من خالفها ليس منهم، ونصوصهم في ذلك مشهورة وكثيرة وإليك منها:
- قال الجنيد: مذهبنا هذا مقيد بالأصول بالكتاب والسنة فمن لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ويتفقه لا يقتدى به. [وفي هذا المعنى له أقوايل كثيرة ذكرها في تاريخ بغداد وذكرها أبونعيم في ترجمته]. وعلق تاج الدين السبكي: "ونرى أن طريق الشيخ الجنيد وصحبه مقوم".
- وقال أبو الحسين النوري من رأيته يدعي مع الله حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي فلا تقربه، ومن رأيته يدعي حالة لا يشهد لها حفظ ظاهره فاتهمه على دينه.
- وقال الجريري: أمرنا هذا كله مجموع على فصل واحد؛ أن تلزم قلبك المراقبة، ويكون العلم على ظاهرك قائماً.
- وقال أبو حفص الكبير الشان: من لم يزن أحواله وأفعاله بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعدوه في ديوان الرجال.
- وقال سهل التستري: أصول مذهبنا ثلاثة: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النيّة في جميع الأفعال.
- وحكوا عن الرفاعي: كل طريقة تخالف الشريعة فهي زندقة. وقال: كل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة، إذا رأيتم شخصًا تربع في الهواء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي. وقال: سلم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشرع، فإن خالفوا الشرع فكن مع الشرع.
- وقال أبو بكر الدقاق: من ضيع حدود الأمر والنهي في الظاهر حرم مشاهدة القلب في الباطن.
- وقال الحاكم عن نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن أبي نصر الطوسي العطار: "هو أحد أركان الحديث بخراسان، مع ما يرجع إليه من الزهد والسخاء، والتعصب لأهل السنة"، ثم قال: "وأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقي شيوخهم وكثرة مجالستهم، فإنه توفي ولم يخلف بخراسان مثله في التقدم واللقي". وهو من أصحاب الشبلي المعروف.
- بل حتى الغزالي من المتأخرين يقول في رسالته أيها الولد: "أيها الولد: ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقاً للشرع، إذ العمل بلا اقتداء الشرع ضلالة، وينبغي لك أن لا تغتر بالشطح وطامات الصوفية، لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة، وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والترهات". ويقول أيضاً: "اعلم أن التصوف له خصلتان: الاستقامة مع الله تعالى، والسكون مع الخلق: فمن استقام مع الله عزوجل، وأحسن خلقه بالناس، وعاملهم بالحلم فهو صوفي. والاستقامة أن يفدي حظ نفسه على أمر الله تعالى. وحسن الخلق مع الناس أن لا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم، ما لم يخالفوا الشرع".
- بل ذكر الشعراني [وقد كانت له مشاركة في العلوم فلا أدري كيف ذكر في طبقاته بعض تلك المخازي والترهات] ذكر في مقدمة طبقات الصوفية له إجماع أهل التصوف على أنه لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها ...
- قال الجنيد: قال أبو سليمان الداراني: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة.
- وقال أبو يزيد البسطامي: من ترك قراءة القرآن ولزوم الجماعات وحضور الجنائز وعيادة المرضى وادعى بهذا الشأن فهو مدع. وقال لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يتربع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود.
- وقال سري السقطي: من ادعى باطن علم ينقضه ظاهر حكم فهو غالط.
- وينقلون عن الشيخ عبدالقادر الجيلاني جوابه لسائل: هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ فقال: لا كان ولايكون. وقد قال عنه ابن رجب في آخر ترجمته: وللشيخ عبدالقادر كلام حسن في التوحيد والصفات والقدر.
وأخيراً فإن الأسماء التي أشرت إليها هنا جلهم ذكر التصوف، وتحدث عن طريقتهم، ونقل كلامهم فيه أمثال القشيري وأضرابه، وجميع متأخري الصوفية لا يخالفون في ادعاء أن أولئك أئمتهم، فبأي منطق يقال بعدها إن أولئك لايمثلون التصوف الأول؟ وبأي حجة يقال إن التصوف كله باطل، وهل يحق لأحد أن يزعم بأن التصوف الصحيح هو عين الوحدة!
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 02:01 ص]ـ
أخي الشيخ الفاضل حارث همام .. حفظه الله
بارك الله فيك على هذا التعقيب المبارك والبحث الرائق، فقد حوى فوائد جمة.
الحق مقصود لذاته، وأهل السنة والجماعة هم أهل الحق وأهل العدل، وأكبر وأعظم سبيل لأهل الأهواء وأهل البدع حينما يقع الباحث السني في الظلم والضعف العلمي.
قلتَ أيها الفاضل: (فالحكم بوجود تصوف صحيح من عدمه ليس فرعاً عن نسبة التصوف إلى الصوف أو غيره، وهي النسبة التي رجح اختيارها شيخ الإسلام، فلا يقال إن كانت النسبة صحيحة فإن ذلك يعني وجود تصوف صحيح، وإن كانت النسبة خاطئة فإن ذلك يعني أن التصوف كله باطل! وبهذا يظهر أن ما زُعم مستنداً أولاً ليس بمستند يفيد نفيه أو إثباته كبير شيء، وإنما الجدل فيه صراع خارج الحلبة).
أقول: اتفق معك تمامًا وهذا هو الصحيح، لكن د. لطف الله رأى أن أول أساس في المسألة هو ذلك -وهو غير صحيح- لكنني سرتُ في تعقيباتي النقدية على منوال ما التزمه الدكتور، لنبين بالنقد العلمي بطلان هذا الكلام من أصله، فإذا بطل عاد البطلان لهذا التأسيس.
وقلتَ بارك الله فيك: (وأما رده بسبب أن أئمة التصوف المتقدمين لم يجد الشيخ عندهم من أشار إلى لفظ الزهد فعليه عدة مآخذ: أولها قصور البحث فما لم يجده الشيخ وجده غيره).
أقول: من يقرأ ما كتبه الأخ د. لطف الله في موضوع التصوف -وهو تخصصه- يجد ما ذكرته بوضوح، ولعل ما كتبتُه في التعليقات النقدية (1) وما سيتبعها بإذن الله خير مثال على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/164)
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:12 ص]ـ
حيا الله الشيخ الكريم: عايض الدوسري وغفر لك وجمعنا بك في الجنة ..
لقد سألتُ عنك قبل سبعة أشهر تقريباً في الملتقى على هذا الرابط ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164031
؛ لأني أحبك في الله، والحمد لله أنك الآن بيننا ولي عودة في قراءة ماسطرت يداك.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:49 ص]ـ
مرحبا بالشيخ الفاضل بين إخوانه
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:11 ص]ـ
حياك الله ياشيخ عائض أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد
أحببت أن أرحب بك في الملتقى
نحبكم في الله
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:43 ص]ـ
أخي الفاضل محمد البيلى وفقه الله
بارك الله فيك، ونسعد كثيرا بمشاركتك وبمشاركة فضيلة الشيخ الدكتور لطف الله خوجة.
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 05:08 م]ـ
أخي الكريم والفاضل أبو مصعب القصيمي .. حفظه الله
بارك الله فيك ونفع بك وأسأل الله أن يغفر لي ولك، وأشكر لك السؤال عن أخيك وإن دل فإنما يدل على حسن ذاتك وتواضعك.
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 08:32 م]ـ
من باب الأمانة العلمية وتنوع الفائدة، أضع بين أيديكم جواب ورد أخي الفاضل الدكتور لطف الله على ما قلتُه في تعليقي النقدي الأول:
[جواب الأخ د. لطف الله خوجة على التعليق النقدي الأول]
[ما كنت أظن أن تذكيري الأخ عايض بتخصصي، وسنوات دراستي التصوف، سيكون محل همز ولمز من جديد ..
هذا هو العدل والإنصاف الذي يذكرنا به الأخ في ختام حديثه، أنعم به عدلا وإنصافا؛ سخرية، وعدم احترام من هو أكبر منك سنا؟.
هذا مع كونه باحثا، وأحسن من يقدر التخصص الباحثون، لكن هذه حالة عجيبة غريبة.
حسنا فرغنا من هذا .. فكل ممكن فهو كائن، فلنلج في الموضوع:
الأمر مختلط .. وفرق بين الباحث الفاحص، وبين من آلته وعدته الجمع فحسب، وقد قيل عن بعضهم: أنه كحاطب ليل؛ يعني يجمع الحطب والحية .. ولا أرى الأخ عايض إلا من هؤلاء، في مسألتنا هذه لا أكثر .. وسأشرح:
في التراث الصوفي أشياء كثيرة متناقضة تناقضا جليا ظاهرا، يعرفها من قرأ ونظر ..
فيه تجد من يقول عن التصوف: إنه حقيقة الإسلام. وفيه أقوال وأحوال ومواقف تضاد الإسلام وتناقض.
فيه من ينسب التصوف إلى الصوف. وفيه من ينفي هذه النسبة.
فيه من يقول هو الزهد. وفيه من يقول ليس هو الزهد.
فيه من يقول هو الحلول، وفيه من ينزهه عن ذاك.
عندما ينظر الناظر في هذه المتناقضات، كيف يحلها ويفك طلسماتها؟.
لو أخذ رأيا وهدم نقيضه، هكذا بمجرد أنه رأي في التصوف، فما قوله بأحق ممن عكس ..
فمن يقول: التصوف هو النسبة إلى الصوف. ويكون دليله في ذلك شهادات وأقوال المتصوفة، فليس قوله بأحق بالصواب ممن يقول: ليس له علاقة بالصوف. ويستشهد بأقوال المتصوفة على ذلك.
فكلاهما يستند إلى شهادات من داخل التصوف .. والذي يضرب هذا بهذا، فيرجح أحدهما على الأخر، فهو يضرب في المسألة بغير علم ولا هدى ..
لكن الطريق والمنهج أن ينظر فيما يؤيد هذا أو هذا، مما يرجحه؛ ينظر صدق وثبوت أحد الرأيين في نفسه، ثم ينظر فيما يشهد له من خارج الدليل نفسه؛ بشرط أن يكون صحيحا عقلا وواقعا.
لنأخذ المثال على هذا ..
القشيري قال: "والقوم لم يختصوا بلبس الصوف".
كلامه واضح، أي لم ينفردوا، فالاختصاص هو الانفراد، وفي اللغة: اختص بالأمر: انفرد به. وإذا انفرد قوم بأمر، فقد اشتهروا به قطعا، وإذا لم يختصوا به، لم يشتهروا به، فثمة علاقة لازمة بين الشهرة والاختصاص، من أنكرها فهو يجادل في الواضحات.
ومعنى عدم الاختصاص؛ أي لم يكن علامة عليهم، وليس لازما، ولا هم مقيدون به، بل منهم من قد يلبسه، ومنهم من لا يلبسه .. ومن ثم فهم غير مشتهرين به.
هذا كلامه، وبمثله أفاد ابن تيمية رحمه الله تعالى.
إذن كلام القشيري واضح، في إنكار النسبة والاختصاص والاشتهار .. لا مجال لتحريفه وتأويله، إلا لمن لا يدرك دلالة الألفاظ، أو له غرض في التأويل، أو يتعصب لرأيه بغير وعي.
القشيري لم ينفرد بهذا القول، إنما وافقه الهجويري، وهما قطبان؛ القشيري قطب صوفية العرب، والهجويري قطب الفرس .. فكلاهما في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل .. ليس كقول أحدهم.
قولهما في إنكار النسبة يقابله قول من يثبت النسبة .. كيف نرجح؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/165)
قلنا: الترجيح يكون طريق الدليل في نفسه، وبأدلة خارجية.
أما الدليل في نفسه:
فقد ثبت عمومه في نفي الاختصاص بما سبق.
وهو لا ينفي لبس بعض الصوفية للصوف، فنفي الاختصاص لا ينفي اتخاذ بعضهم للباس؛ لكن لبس بعضهم للصوف، لا يخصهم به.
وهو كلام في مقام التقرير للمذهب، وليس كما فهم الأخ عايض؛ أنه في مقام الإنكار على تغير أحوال المتصوفة، حيث يقول: "كلام القشيري - لو سلمت دلالته - فهناك إشارات قد تحمل كلامه على أنه يتحدث عما غلب ووقع فيه زاهد عصره .. ".
فإن القشيري انتهى من تقريع الخارجين عن طريق التصوف في أول كتابه، ثم بدأ يكتب أصول وقواعد التصوف، حتى جاء إلى بيان معنى التصوف، بعد منتصف كتابه، فبين معنى التصوف، فقال ما قال، والسياق يدل بوضوح أنه كان في مقام التقرير لأصول المذهب.
فدلالة كلامه واضحة على النفي، من إمام عاش في القرن الرابع والخامس؛ أي في بدايات التصوف، فهو يحكي حالا رآه وعرفه ..
والقشيري لم ير في إنكار النسبة بأسا، ولا ضررا بمعنى التصوف الذي يريده، وهكذا فهم الآخرون لذا كفوا عن نقده والرد عليه.
أما قول من يثبت النسبة، فيلاحظ عليه أنه يقول: نسبوا إلى ظاهر اللبسة، وأنه لبس الأنبياء والصالحين والاولياء والأصفياء.
وقد كان من هم المتصوفة نسبة كل شيء في التصوف إلى الإسلام، فمن ذلك قولهم في الصوف أنه لباس الأنبياء - وفيه نظر- ولباسهم .. لكن هل تقبل دعاواهم هكذا، من غير ما يؤكد؟.
إن قولهم محل الشك، لإنكار القشيري والهجويري ذلك، فلا مصلحة لهما من الإنكار، وهما عالمان بحالهم .. وهو من قبيل وشهد شاهد من أهلها.
قد تكون شهادة الخصوم مجروحة، لكن شهادة الأصحاب الأوفياء المخلصين الصادقين مقبولة.
هاهم يدعون أن علمهم مقيد بالكتاب والسنة، والأخ عايض يقر أن التصوف بدعة، فأين تقيدهم هذا؟.
كذلك دعواهم أنهم نسبوا إلى الصوف، أيكفي فيه أنهم قالوا، أم يحتاج إلى ما يثبت تلك الدعاوى ...
خصوصا وأن الصوفية إلى اليوم ليس لهم همّ في لبس الصوف، بل ولا يعرفون به .. وإلا فاتني منهم من يلبسه ..
لو فرضنا أن الإثبات في الوضوح يضاهي النفي، فيقال: دليل واضح قابل دليلا واضحا .. فما العمل؟.
هنا نلجأ إلى الأدلة الخارجية ..
فإذا جاءنا من يحتج بابن خلدون بأنه نسبهم إلى الصوف، كان لنا أن نحاجه بابن تيمية أن طريقتهم ليست مقيدة بلبس الصوف.
لكن لدينا أدلة أخرى مرجحة، وعديدة .. ليس دليلا "يتيما" كما ادعى الأخ الدوسري ..
منها دليل كبير ومهم، يستوجب من الباحث التوقف، وهو تعريفات الصوفية للتصوف، فإنه في أكثر مائتي تعريف لم يوجد إلا تعريف أو تعريفان ينسبان التصوف إلى الصوف .. لكن أكثر التعريفات واشهرها تنسبهم إلى الصفاء ..
الأخ الدوسري مر على هذا الدليل، ثم صال وجال فيما يظنه حجة وبرهانا لرأيه، مسقطا لرأيي .. وتلك طريقة في البحث فيها انتصار للذات، وليس فيها انتصار للعلم.
عندما يعرف المتصوفة التصوف بالصفاء، فهم يتكلمون على التصوف في مقام التعريف به، وتقرير حقيقته، وإعراضهم عن ذكر الصوف هنا، يكشف عن حقيقة أن الصوف ليس أصيلا في التصوف، ولو ادعوا ذلك، وما أكثر دعاوى المتصوفة.
هناك أدلة خارجية أخرى:
- ماهية التصوف.
- علاقة التصوف بالفلسفة.
- علاقة التصوف بالسحر.
- أحوال وأقوال المتصوفة الأوائل.
كل هذه تؤكد عدم علاقة التصوف بالصوف .. ولا شك أن نفي علاقة التصوف بالصوف هو أحد الأدلة على أجنبية التصوف، وليس الدليل الوحيد.
الأخ شنع علي في قولي إن أحدا لم يرد على القشيري، فأتى بما ظنه صالحا، فأوله كلام الانصاري قال: "لكن هذا لا يضر، لأن الحكم للغالبن والغلب عليهم لبسه، والاكتفاء به .. ".
حسنا .. هل هذا يعد ردا، أو إنكارا، كذلك ما جاء به عن الهروي أنه ساق الروايات في لباس الأنبياء، وذكر من المعاصرين التيجاني والتفتازاني ..
الأخ لا يدرك معنى الرد، فهذه المناوشات في نظره ردود .. ؟!! ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/166)
أقول: مثل ذلك الكلام من القشيري، يتعبر ناقضا لفكرة أن التصوف هو الزهد في الإسلام؛ فسكوتهم عنه دليل موافقة، ولو كان الأمر عندهم خطأ وخطيرا، لانبروا بردود مفصلة، لا أقل من فصل في كتاب، إن لم يكن كتابا مستقلا، يكشف به زيف كلام القشيري، لكنهم سكتوا، وتعليقاتهم تلك تعليقات وجلة وعلى الاستحياء في سطرين أو ثلاث، لا تعتبر نقدا ولا نقضا.
ما أعنيه:
أن الصوفية كانوا يدركون التصوف ليس هو الزهد، لذا لم يهتموا كثيرا بنقض كلام القشيري، حتى جاء الاخ عايض الدوسري فخصصه بنقد، لم يسبق إليه .. ولم يفرح به إلا من له غرض ترويج التصوف.
لدي ما أقوله أكثر، وفي كلام الأخ الدوسري كثير من التجاوزات، يفطن إليها القارئ، لا أريد تتبعها والسلام.
لطف الله خوجه – مكة المكرمة
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:57 ص]ـ
تتمة التعليقات النقدية (2)
تلافياً لما وقع في مبدأ بحثنا مع أخي الفاضل د. لطف الله، سوف أعرض عن جميع الانتقادات الجانبية ذات الطابع الشخصي، وسوف أحصر كلامي في المسألة العلمية وحدها غاضاً الطرفَ عن كل ما لا علاقة له بالجانب العلمي المحض. فذاك خير لي ولأخي د. لطف الله وفقه الله. فتوقفي في المرةِ الأولى كان بسبب تلك المناوشات الشخصية التي تفسد الجو العلمي. وحيث طلب الإخوة –وعلى رأسهم د. عبدالعزيز قاسم- العودة للمباحثة، فليكن الكلام محصوراً فقط في الجانب العلمي وحده. وإن رغب الإخوة في المجموعة أو أخي الدكتور لطف الله في إقفال هذه المباحثة نهائياً، فلا مانع لدي. -
ذكرتُ في التعليق الأول رأي د. لطف الله وأدلته، وأجبتُ عن اثنين من أدلته التي رآهما دليلين نقضيِّين، وقد تبيَّن أنهم ليسا كذلك، والبقية ستلحق بإذن الله.
ولعل من الجدير بالتنويه أنَّ المسألة التي قادت د. لطف –وفقه الله- إلى التزام هذا الرأي غير الصائب، هي خطؤه حين فرض التلازم بين إسلامية التصوف إذا كان مُشتقًا من الصوف، ونفي إسلاميته إذا لم يكن كذلك.
يقول د. لطف الله: (من قال بأن التصوف فلسفي، ليس فيه اعتدال، فإنه استند إلى إنكار نسبة التصوف إلى الصوف).
وهذا الكلام غير صحيحٍ ألبتة، فالأخ د. لطف الله –وفقه الله- أحسبه يعلم علمًا جيدًا أنَّ من العلماء والباحثين المعروفين من يرى أنَّ التصوف لا اعتدال فيه، وكله تطرفٌ وغلوٌ، ومع ذلك يوافقون على أن اشتقاقَه من الصوف، وكذلك بالعكس فمن الصوفية من لا يرى أنه مشتقٌ من الصوف لكنه لا يراهُ أجنبياً، بل إسلامياً محضاً. فإحدى أهم منابع الخطأ في كلام أخي د. لطف الله هو فرض هذا التلازم المتوهَّم.
وقد قال "د. أحمد محمود صبحي" عن الذي يرى هذا التلازم: (فترجيح اعتقاده إنما يرجع في الغالب إلى فكرة مسبقة لا إلى ما يؤدي إليه البحث الموضوعي المحايد).
وقد بينتُ في التعليق النقدي الأول أنَّ مستند د. لطف الله الأعظم هو نصُّ القشيري الذي ذكر فيه أن الصوفيةَ (لم يختصوا بلبس الصوف)، وقد بينتُ خطأ استدلاله به وتحميله للنص مالا يحتمل، ثم بينتُ كذلك بالنصوص العديدة عن المتصوفة وغيرهم خطأ ما ذهب له د. خوجة استنادًا على ذلكم النص اليتيم المحتمل.
وقبل أن أشرعَ في التعليق الثاني على تقريرات أخي د. لطف الله، أنبه إلى بعض الخلل الذي بدا لي في تعليقه الأخير. فالقشيريُّ حين قال: (لم يختصوا بلبس الصوف) جاء د. لطف الله واستنبط من هذه الكلمة أنهم: (لم يشتهرو بلبس الصوف، ولم يُعرفوا بهذا اللباس، لا قديما ولا حديثاً، وأعرضوا عن لبسه، ولم يتميزوا به).
وقد ذكرتُ أن هذا التفسير من أخي الدكتور تفسير خاطئ لكلام القشيري. فنفي الاختصاص لا يعني نفي الشهرة. فالصوفية اشتهروا بلبس الصوف. لكنهم لم يختصوا به. فغيرهم يلبسه أيضاً. لكن سبب شهرة الصوفية بلبسه أنهم يفعلونه قصداً و تعبداً ويعتبرونه سنةً وقربةً، فلذلك صار الغالب عليهم. ولذلك اشتهروا به. وليس من شرط شهرة الأعيان بالشيءٍ ألا يشاركهم أحد فيه، لم يقل أحدٌ بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/167)
ولولا منازعةُ أخي د. لطف الله في هذه النقطة، لما احتجت إلى سوقِ نصوص الصوفية وغير الصوفية التي تبين أن لبس الصوف من شعارات التصوف المعروفة. فقد نصَّ أعلام وأئمة المذهب على هذا المعنى، ونصوصُهم فيه أكثر من أن تحصر. فأبو نصر السراج نصَّ أنَّ لبس الصوف هو دأبُهم وظاهر لبسهم، وأبو بكرٍ الكلاباذي نصَّ أنَّ الصوف زيهم ولبسهم وسموا صوفية لذلك، وأبو علي الروذباري قال إنَّ الصوفي من لبس الصوف، وكذا الحكيم الترمذي بيَّن شهرة لباسهم الصوف، وكذا أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكي من الصوفية الكبار، نصَّ أن لباس الصوف إحدى حقائق التصوف، وأنَّه ظاهرٌ عليهم ففارقوا به الناس فسموا به، وذكر أبو نعيم الأصبهاني أنَّ لباس الصوف هو اختيار الصوفية، ونصَّ أبو سليمان الداراني على أنَّ لبس الصوف علم من أعلم الزهد، وكذلك نصَّ السهروردي على أنَّ الصوف هو الغالب عليهم، وكذا عبدالغني النابلسي، .. إلى آخر هذه الأقوال الكثير.
بل إنَّ القشيري نفسه حينما ذكر الأقوال المشهورة في أصل التصوف وردها بسبب عدم استقامة الاشتقاق اللغوي، ثم لما جاء إلى قولِ من قال: "إن التصوف من الصوف" قال: (فذلك وجهٌ) وفي نسخة أخرى من "الرسالة القشيرية" قال: (ولذلك وجهٌ). وعلق عليه الشارح زكريا الأنصاري: (ولذلك وجه سائغ). فالقشيري وإن لم يوافق على أن اشتقاق التصوف من لبس الصوف، إلا أنه لم يجزم بالنفي، بل ذكر أن لتلك النسبة وجهاً.
ثم إنه حين لم يوافق على اشتقاق لفظة التصوف من لبس الصوف، لم يفعل ذلك لأجل أنه يرى اللفظة لفظةً أجنبيةً كما هو مذهب أخي د. لطف الله. بل لأنه يرى أن (هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعيينهم إلى قياسٍ واستحقاقِ اشتقاقٍ). وأنتَ ترى أن هذا كلام لا طائل من تحته و لا محصل منه، وهو كلامٌ تهويليٌ ليس بعلمي، ولذا تعقبه الشارح الأنصاري فقال: (أنتَ خبير بأن شهرتهم لا تغني عن بيان اشتقاق اسمهم).
يبقى بعد هذا التعليقُ على قوله: إن (القوم لم يختصوا بلبس الصوف). وقد سبقَ أن بينتُ أن نفي الاختصاصِ لا يستلزم نفي الاشتقاقِ. إذ الكلامُ هنا عن الشهرةِ و السمة الغالبة على الصوفية، وليس عن ميزةٍ اختصوا بها دون سائر الناسِ. لأجل هذا تعقبه الأنصاري فقال: (هذا لا يضر، لأن الحكم للغالب، والغالب عليهم لبسه، والاكتفاء به، وإنما اختاروا لبسه). وتعقبه علي الهروي البسطامي حيث وافقه على تضعيف جميعِ الاشتقاقات العربية غير كلمة (الصوف)، ثم رد عليه في مسألة الاختصاص، وتعقبه شيخ مشايخ الطريقة الغنيمية أبو الوفا الغنيمي التفتازاني، وتعقب هذا القول –أيضًا- صلاح الدين التيجاني.
وليس هؤلاء فقط هم من تعقب القشيري، لكني ذكرتهم على سبيل المثال، فابن خلدون المؤرخ لم يقل ما نقلتُه عنه سابقًا إلا ردًا على القشيري.
قال ابن خلدون: (قال القشيري رحمه الله: وكذلك من الصوف لأنهم لم يختصوا بلبسه). قال معترضًا عليه: (هم في الغالب مختصون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفه الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصوف فلما اختص هؤلاء بمذهب الزهد و الانفراد عن الخلق و الإقبال على العبادة اختصوا بمآخذ مدركة لهم).
وكذلك أبو الفضل كمال الدين جعفر الأدفوي (747هـ) في كتابه (الموفي بمعرفة التصوف من الصوفي) فقد قال: (التصوف: وهو عبارة عن قصد طريق طائفة مخصوصة سُموا بالصوفية يُتَلَبَّسُ بها، فقيل فيه: إنه من باب تَفَّعُّل، إذا دخل في الفعل، كقولك: تقمص، إذا لبس القميص .. قال بعضهم: "نسبةٌ إلى لبس الصوف". وهذا صحيحٌ من حيث اللغة، واعترض القشيري عليه "بأن القوم لم يختصوا بلبس الصوف". ويجاب: بأنه الغالب).
وكذا الشيخ الصوفي سعيد محمد بن محمد الخادمي (1156هـ) في كتابه (بريقة محمودية) حيث إنه بعد إيراد قول القشيري أورد عليه قول من اعترض عليه من الصوفية، وأورد رواياتهم وآثارهم الدالة على أن الصوف هو لبسهم الذي به عُرفوا وبه اشتهروا.
وكذلك تعقب الصوفي المعاصر محمد إبراهيم محمد سالم في كتابه (كفاية المنصف في فهم التصوف) قول من نفى الاشتقاق من الصوف، ودلل على ذلك: (لاختيارهم لباس الصوف) وهذا هو الشاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/168)
بل إن الصوفية الذين وافقوا القشيري في أن لفظة (تصوف) ليست مشتقة، لم يذهبوا إلى ما ذهب إلى الأخ د. لطف الله من "أن الصوفية لم يُعرفوا ولم يشتهروا بلباس الصوف"، مع أنه يحتج بهم في الأولى ولا يحتج بهم في الثانية، فهل هذا إلا تحكم وتناقض؟!
فقد احتج د. لطف الله بالإمام الهجويري في "مسألة عدم الاشتقاق" ووصفه بأنه قطب التصوف الفارسي، وأنه في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل. لكن –كما ترون- فإن الأخ د. لطف الله –وفقه الله- لم يعر هذا القطب الصوفي الثقيل أي ثقل –ولو بوزن الريشة- حين قرر في بابٍ كاملٍ أن عادة الصوفية وشعارهم لبس مرقعات الصوف، ولم يُبالي بهذا القطب الصوفي الثقيل، لأنه يُخالف رأيه هنا!
وكذلك نجد الإمام الصوفي مصطفى العروسي في كتابه (نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية) مع أنه لا يخالف القشيري في مسألة "عدم الاشتقاق" إلا أنه يرى أنَّ الصفا ولبس الصوف معاني "لا يخلو عنها الصوفي باعتبار رسمه وحاله".
فالذي خفي على أخي د. خوجة أن الذين ينازعون في اشتقاق التصوف من الصوف –وهم قلةٌ ولا دليلَ معهم إلا التهويل، وسيجري بيانه بإذن الله- لا يُنازعون في أن الصوفية عرفوا واشتهروا بلبس الصوف، وأن هذه هي عادة أغلبهم وظاهر حال أكثرهم.
هذه مجرد أمثلة قليلة أسوقها هنا خشية الإطالة والملل. وعدم معرفة وسماع د. لطف هذه النصوص أفضل من معرفته إياها، لأن لازم الأخير أشنع.
وبعد ما ذكرنا –في التعليق الأول- معنى قول القشيري في الاختصاص وقول أئمة الصوفية: بم أجاب د. لطف الله وفقه الله؟
قال -وهو لا يزالُ يصرُّ أن دليله من الواضحات-: (القشيري كلامه واضح، أي لم ينفردوا، فالاختصاص هو الانفراد، وفي اللغة: اختص بالأمر: انفرد به. وإذا انفرد قوم بأمر، فقد اشتهروا به قطعا، وإذا لم يختصوا به، لم يشتهروا به، فثمة علاقة لازمة بين الشهرة والاختصاص، من أنكرها فهو يجادل في الواضحات).
أقول: مثل هذا الكلام هو ما عنيته حين ذكرتُ أن في كلام أخي الدكتور إطلاقات غير محررة وغير علمية، فقد أوجب –سابقًا- التلازم بين نسبة التصوف للصوف وبين إسلاميته ومن عدم ذلك عدم الإسلامية، كما سبقَ أن أطلقَ أن أحداً لم يتعقَّب القشيريَّ فيما ذكره. وكل هذا غلط ينافي الحقيقة العلمية.
وهاهو هنا يقرر الملازمة بين (الشهرة) و (الاختصاص)، ففي رأيه أن من لم يختص بشيءٍ، فلا يمكن أن يشتهر به. و هو كلامٌ يبلغ الغاية في الغرابة والعجب!!
حسناً .. فلنتأمل في هذه الأمثلة:
عنترة اشتهر بالشجاعة، فهل اختص بها دون سائر البشر؟ حاتم اشتهر بالكرم، فهل اختص به دون سائر الخلق؟ إياس اشتهر بالذكاء، فهل اختص به دون سائر الناس؟ د. لطف الله اشتهر ببحثه في التصوف، فهل اختص بذلك دون سائر الناس؟
كل هؤلاء اشتهروا بخصالٍ عرفوا بها، وإن كان غيرهم يشاركهم فيها. فكذلك حين يقال: "إن الصوفية اشتهروا بلباس الصوف"، فلا يلزم من هذا أن يكونوا مختصين به كما توهم أخونا الدكتور لطف الله. فحين يقول القشيري" "إن الصوفية لم يختصوا بلبس الصوف"، فلا يصلح أن يستنبط من كلامه "أنهم لم يشتهروا به ولا عرفوا به وأعرضوا عن لبسه، فلم يتميزوا به". خاصةً مع تقريرات علماء كثيرين جداً ذكروا شهرة الصوفية بلبس الصوف، وهذا الأمر ليس فيه خفاء حيث إن لباس الصوف ظاهرة يشاهدها الصوفي وغير الصوفي.
لقد كان عمدة كلام أخي د. لطف الله –وفقه الله- أن أحداً لم يتعقب القشيري وأنهم وافقوه على رأيه. وقد نقلت نصوصا عديدة –سابقًا ولاحقًا- في تعقبهم له، لكن د. لطف الله من رأيه أن تلك التعقيبات التي ذكرتُها لا تعدو أن تكونَ مناوشاتٍ وتعليقاتٍ وَجِلةً على استحياء لا ترتقي لمستوى النقد!!
حسناً؛ إن سلمنا جدلاً بذلك: فالمناوشة والتعليق الوَجِل، هل يصلح أن يكون دليلاً على قولك: "إنهم سكتوا ووافقوا على قوله"؟ هنا مشكلةُ فهمٍ ومنهجٍ. فالانتقاد الوجل الذي يأتي على استحياء، هل من الأنسب تصنيفه في خانة الموافقة أو المعارضة؟!
مشكلة منهجية أخرى: عند أخي د. لطف الله: فهو ينقل عن القشيري والهجويري إنكار نسبة التصوف إلى الصوف. ثم يقول: (لا مصلحة لهما من الإنكار، وهما عالمان بحالهم .. وهو من قبيل وشهد شاهد من أهلها).
حسناً؛ ماذا عن الآخرين الذين نسبوا التصوف إلى لبس الصوف؟ أليسوا عالمين بالتصوف؟ وهل لهم مصلحة في ذلك؟ وخصوصاً أن الذين ذكروا هذا علماء من داخل الدائرة الصوفية ومن خارجها مثل ابن تيمية وابن خلدون وغيرهم كثير.
مشكلة منهجية ثالثة: كنت أفهم من كلام د. لطف الله، أن التصوف فكرة واحدة غالية ليس فيها اعتدال. وأن من لم يصل لحد التصوف الغالي، فهو لم يتحقق بالتصوف، ولم يعرفه على حقيقته. لكني رأيته حين أراد أن يستدل بكلام القشيري والهجويري قال: (هما قطبان: القشيري قطب صوفية العرب، والهجويري قطب الفرس .. فكلاهما في ميزان الحقيقة الصوفية ثقيل .. ليس كقول أحدهم).
فنحن الآن نحتاج لمعرفة رأي د. لطف الله في مدى إحاطة هذين الإمامين الصوفيين بمعنى التصوف وحقيقته، حتى نعتمد كلامهما أو نسقطه. فإن كانا يعرفانه وهما لم يتحققا بالتصوف الفلسفي، فكلام لطف الله في تقرير أن التصوف لا اعتدال فيه كلام خاطئ. وإن كانا غير محققين له، فكيف يصح الاعتماد على كلامهما وجعله حجةً قاطعةً لأنهما قطبان في التصوف؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/169)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:52 م]ـ
جزيتما خيراً , الشيخ عائض الدوسري , والشيخ لطف الله خوجة ..
وننتظر الإثراء بروح العلماء ...
وبارك الله في الجميع ..
ـ[عايض الدوسري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:08 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ وكيع الكويتي حفظه الله. بارك الله فيك وحياك الباري واعتذر عن التأخر في الرد عليكم بارك الله فيكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:18 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا المفضال ونفع الله بك(57/170)
بمناسبة مناقشة أفكاره: ماذا قال أبناء الشيخ حمود التويجري عنه؟! مع كتاب مهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 02:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة إعلان الدكتور محمد الهاشمي – وفقه الله – صاحب قناة المستقلة عن نيته في الأيام القادمة مناقشة فكر مفتي مصر: الصوفي " علي جمعه " – هداه الله -، وهو الساعي بنشاط إلى ترميم مذهب التصوف، والمتعاطف مع الشيعة، والمعادي لأهل السنة، فقد أحببت أن أذكر موجزًا لما قاله لي أبناء الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – عنه، بحكم علاقته السابقة بوالدهم لما كان في السعودية، ليعرف القراء بعض الحقائق عنه.وقد استأذنتهم في نشره؛ فرحبوا، وأضع رابطًا لكتاب مهم يُناقش أفكاره؛ ليستفيد منه الدكتور محمد الهاشمي وغيره.
1 - بدأت علاقة الشيخ حمود التويجري – رحمه الله – بعلي جمعه بواسطة أحد أقارب الشيخ الذين كانوا يعملون في السفارة السعودية بمصر.
2 - كان علي جمعه حريصًا على لقاء الشيخ!
3 - كان يبعث له بالرسائل من هناك.
4 - ختم علي جمعه إحدى رسائله للشيخ بقوله تعالى: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) ويقصد مصر!
5 - جاء للسعودية، وعمل في جامعة الإمام. (أظنه محاسبًا).
6 - كان يتردد كثيرًا على الشيخ حمود، متظاهرًا أمامه بالسنة والحرص عليها.
7 - كان من رفقائه: المبتدع الآخر: محمود سعيد ممدوح. الذي كان مثله يتظاهر بالسنة! (انظر رد الشيخ الألباني عليه في مقدمة كتابه آداب الزفاف).
8 - تم القبض على علي جمعه قبل حادثة جهيمان بتهمة الانتماء لحزب التحرير!
9 - بقي في السجن حوالي 7 أشهر. (لعل هذه الحادثة من أسباب نقمته).
10 - شفع له الشيخان: ابن باز وحمود التويجري – رحمهما الله – عند السلطات السعودية. (تأمل هذا الموقف النبيل ممن يسميهم الوهابية وكيف قابله فيما بعد، واتق شر من أحسنت إليه).
11 - عندما ذهب لمصر مر بأزمة مالية كان للشيخ عبدالله بن حمود التويجري سبب – بعد الله – في كشفها.
12 - لم يستنكر منه أبناء الشيخ حمود عندما كان يتردد على والدهم سوى ذكره لشيخه الغماري " الصوفي "، وكان عندما يناقشونه يدعي أنه يستفيد منه في الحديث فقط!
13 - استغرب أبناء الشيخ موقف علي جمعة الأخير ممن يسميهم " الوهابية "، واختلفت توقعاتهم حول أسبابه.
- أما عن أفكار علي جمعه؛ فيجد القارئ على الرابط التالي كتابًا مهمًا للأستاذ المصري: إبراهيم أبو شادي – حفظه الله -، ناقش فيه تلك الأفكار، بالدليل والحجة والبرهان، سماه: " الرد العلمي على شبهات في العقيدة والتصوف ":
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39669
- أسأل الله أن يهدي علي جمعه للحق، وأن يوفق أهل السنة في مصر للتصدي لفتنته، وتحذير الناس من بدعه، وتنبيه الحاكم إلى خطورة أفكاره دينيًا وسياسيًا على دولة مصر؛ حيث التعاطف مع أعدائها الروافض، وتأزيم العلاقة مع دول السنة، وعلى رأسها السعودية.
- وأسأل الله أن يوفق " جماعة الإخوان " بمصر وغيرها إلى أن تكون لهم جهود ملموسة في مجال الاهتمام بأمر التوحيد، ونشره، والتحذير مما يضاده، وأن لا تستغرق السياسة أوقاتهم وطاقاتهم؛ فيُضيعوا أهم الواجبات لأجلها.
والله الموفق ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا سليمان ونفع الله بك ...
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ...
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:21 ص]ـ
الشيخ سليمان الخراشي أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وجزاك الله خير الجزاء على هذه المعلومات القيمة في كشف حقيقة هذا الصوفي القبوري.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:04 ص]ـ
نفع الله بما سطرت ياشيخ سليمان
علي جمعة يقول مانصه: حدثني شيخي وهو يشرب الشيشة ... أهـ.!
وقرأت له في إحدى الصحف ـ الكترونيا ـ: القُبل التي بين الممثلين نساء ورجالا في نهار رمضان لا تفطر ... أهـ
و
و
و(57/171)
مؤامرة الخُمس ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:41 ص]ـ
مؤامرة الخمس
أو
المقدِّمات الخَمس الشنيعة .. لاستحلال الخُمس من قِبل مراجع الشيعة
من محاسن الشرع الشريف أنَّه جاء بتحديد الحقوق الواجبة في الاموال بكلِّ وضوح و دقَّة، و ذلك حتى لا تدخل فيها الأهواء و لا يتعلَّل بتأويلها الظَّلَمة من الأمراء.
فمثلا:
بالنسبة لتحديد نسبة الزكاة:
في النقدين و عروض التجارة: ربع العشر.
و في الخارج من الارض ان كان بسقيٍ:نصف العشر
و ان كان عثرياً ـ على المطر ـ: العشر
و لا تجب في غير مدَّخر، فلا تجب في الخضروات و الفواكه مثلاً.
بينما تجب في الحبوب و التمور و غيرها ..
و كذلك متى تجب الزكاة؟
حيث تجب بمرور الحول أي السنة ..
أمَّا في زكاة بهيمة الانهام .... فهناك تفصيل خاص بالنسبة لكل نوع!!
=======================================
و بالنسبة لمصارف الزكاة فقد نصَّت آية و اضحة في كتاب الله عز و جل على جميع مصارف الزكاة الثمانية.
قال تعالى " {انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} سورة التوبة - سورة 9 - آية 60
وحتى زكاة الفطر على يُسرها حدَّدها الشرع الشريف بكلِّ دقَّة،فيخرج المسلم القادر عن كل نفسٍ يعولها صاعاً واحداً من قوت بلده قبيل صلاة العيد أو قبله بيومين.
و لذلك فإنَّ الخلاف في العبادات المالية نادر، و في أمور فرعية جداً.
فإذا أدَّى المسلم الزكاة الواجبة عليه فلا يجب غيرها إلا أن يتطوَّع و يتصدَّق.
و لذلك قال جمهور العلماء (لا حق في المال سوى الزكاة).
=========================================
إلاَّ أنَّ شياطين الإنس من سدنة التشيع احتالوا على اجتياح اموال اتباعهم بمقدِّمات خمس ظاهرة التكلف ـ و لكن على قلوبٍ أقفالُها ـ،و تلك المقدِّمات كما يلي:
1ـ أن الخمس حق واجب في المكاسب
و هذا كذبٌ واضح بيِّن لأن الآية الكريمة التي ذُكِر فيها الخمس تتحدث عن الفيء بكلَّ وضوح.
و الفيء هو ما يغنمه المسلمون من أعدائهم دون حرب
قال تعالى " {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} سورة الأنفال - آية 41
ـ ثم زاد جشع السادة المزعومين فصاروا يأخذون الخمس من كل شيء
حتى على المال الثابت المستعمل كالبيوت والأثاث والأواني الخ.
2ـ ثم حصر السدنةُ الخمسَ في أهل البيت خاصَّة.
و هذا دجلٌ بيِّنٌ، فقد ذكرت الآية سهم أولي القربى مع عِدَّة مصارف أُخَر، و هم اليتامى و المساكين و ابن السبيل.
و مراجع الشيعة يتناسون نتلك المصارف بالكلية و يجتاحون اموال اتباعهم باسم "سهم أولي القربى" مع أن الله عز و جل ذكر تلك المصارف كلَّها في آية احدة.
3ـ جعل المراجع من أخذ الخمس فضيلة لا منقصة
في حين أنَّه يُشرع لمستحقِّ الزكاة أن يتعفَّف عنها ما استطاع الى ذلك سبيلا، فكيف بالخُمسِ المزعوم.
قال تعالى " {للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم} سورة البقرة - سورة 2 - آية 273
وقد قام في الذهن و الفطرة استقباح أخذ المال من الغير على وجه الاستعطاء، فكيف تُوصم به قرابة النبي عليه الصلاة و السلام
يقول الشاعر الشيعي البارع أحمد الصافي النجفي في ذم الشحاذين باسم الخمس:
عجبت لقوم شحذهم باسم دينهم
وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
لئن كان تحصيل العلوم مسوغاً
لذاك فإن الجهل خير من العلم
وهل كان في عهد النبي عصابة
يعيشون من مال الأنام بذا الاسم
لئن أوجب الله الزكاة فلم تكن
لتعطي بذل بل لتؤخذ بالرغم
أتانا بها أبناء ساسان حرفة
ولم تكُ في أبناء يعرب من قِدم
4ـ أن تلك الأعاجم ادعت السيادة لكلِّ من هبَّ ودبَّ توصُّلاً لتلك الخُمُوس.
كالخوئي الأرمني النصراني الأصل.
و السيستاني مجهول الأب.
يقول حسين الموسوي في كتابه القيم: "لله ثم للتاريخ":
(و يحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم. اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسورية ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت، ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهل البيت، فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة، فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت؟؟
وفوق ذلك إن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة، فمن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة.
وهذا أمر معروف في الحوزة.
لذلك أقول: لا يغرنكم ما يصنعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم) "لله ثم للتاريخ" / ص 84.
http://www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=3475
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75898
5 ـ و لكي يكتمل مسلسل الدجل و الاستغفال، يدَّعي بعض اولئك السادة المزعومين أنهم إنما يأخذون تلك الخموس ليؤدوها الى الفقراء
وهذا استغفال فجٌّ لعباد الله:
إذ أنَّ السيد حينما يتقاضى الخمس يتقاضاه باسم الامام، فيقول: اعطني حق جدِّي، أو يدَّعي بكلِّ صفاقة وجهٍ أحقيَّته هو: فيقول: اعطني حقي.
ويعلم القريب من تلك السادة و البعيد أنَّ تلك الاموال لا تتجاوز جيوب أولئك العيارين إلاَّ إلى أرصدتهم، و لا يحتاج هذا الامر الى تدليل، فهذا أمره يشهد به أتباعهم قبل غيرهم، إذ لا يزالون يرون حروب الخموس قائمة بين سادتهم على قدمٍ و ساق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/172)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 08 - 09, 11:56 ص]ـ
و اياكم اخي عمر
وفقك الله(57/173)
فائدة\ من براعة المؤلف إستهلاله للمقدمة بذكر أسماء الله وصفاته التي تتناسب مع الموضوع المطروح
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[27 - 08 - 09, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
7064 - حدثنى زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول «اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شىء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شىء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر». وكان يروى ذلك عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم-.
فبدء الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر (اللهم رب السموات والأرض) لكبرهما و وضوحهما وأتت هنا على صيغة الجمع لتدل على الكبر والإتساع والعظمة)
ثم قال ورب العرش العظيم (لعظمة خلق العرش فناسب أن يأتي بعد ذكر السموات والأرض)
ربنا ورب كل شيئ (هنا للشمول والعموم ولإبراز كثرة خلق الله)
فالق الحب والنوى (وردت هنا لبيان أن هذة الحبة الصغيرة وهذة النواة الحقيرة يخلق الله منها الأشجار الضخمة والحدائق والبساتين المتسعة
ومنزل التوارة والإنجيل والفرقان (لبيان عظمة الله في إنزال الكتب وخص هنا التوارة والإنجيل والفرقان والقرآن لأنها أبرز الكتب السماوية المنزلة)
أعوذ بك من شر كل شيئ أن آخذ بناصيته (هنا تأدب مع الله فلم يقل رب الحشرة والأفعى والوحوش)
اللهم أنت الأول فليس قبلك شيئ (أي الأولوية المطلقة)
وأنت الآخر فليس بعدك شيئ (هنا إثبات لفناء ماسوى الله وإختصاصه سبحانه بالبقاء والخلود)
وأنت الظاهر فليس فوقك شيئ (بمعنى أن إستشعار وجود الله معنوي أبدي وهناك دلائل كثير منها الخلق والعناية)
وأنت الباطن فليس تحتك شيئ (أي ليس دونه شيئ ولاأدق ولاأخفى منه فهو سبحانه أغيب الغيبيات)
إقض عنا الدين وأغننا من الفقر (لأنها حقوق معلقة في الذمة)
الفائدة (هي تعظيم الله سبحانه وتعالى وحسن الثناء عليه فهو سبحانه المعطي والمانع وهو سبحانه من تفرد بتدبير وتنصريف أمور الكون بحكم تجهلها الأحلام والنهى كما أن تمجيد الله وتقديسه بأسمائه وصفاته مطلب مهم وهو من الإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه ودعائه وسائر كلامه
وفي الحديث هذا دعى النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أقض عنا الدين وأغننا من الفقر) بعد أن مجد الله وعظمه وأثنى عليه بما يتناسب مع صفة الرزق من تقدير الله لأدق الأمور والموازين
فعلى المؤلف أو المعلم أو الخطيب أن يستهل حديثه بمقدمة يذكر فيها أسماء الله وصفاته التي تتناسب مع ذات الموضوع المراد الحديث عنه
والله ولي التوفيق
في حال ورود توضيح أو تعقيب أو إستدراك فلا مانع من وضعه هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(57/174)
(السيخية)، عقيدتهم، منهجهم، موقفهم من المسلمين
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنتشر في بعض الدول العربية هذه الفئة من البشر فكان من المناسب أن نتعرف على عقيدتهم ومنهجهم وموقفهم من المسلمين
(السيخية)، عقيدتهم، منهجهم، موقفهم من المسلمين
أولاً: التعريف:
السيخية: جماعة دينية من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين، داعين إلى دينٍ جديد، زعموا أن فيه شيئاً من الديانتين الإسلامية، والهندوسية تحت شعار: (لا هندوس ولا مسلمون).
وقد عادوا المسلمين خلال تاريخهم، وبشكل عنيف، كما عادوا الهندوس بهدف الحصول على وطن خاص بهم، وذلك مع الاحتفاظ بالولاء الشديد للبريطانيين خلال فترة استعمار الهند.
وكلمة (سيخ) كلمة سنسكريتية تعني: المريد، أو التابع.
ثانياً: التأسيس وأبرز الشخصيات:
المؤسس: (تاناك)، ويدعى: (غورو)، أي: المعلِّم، ولد سنة 1469 م في قرية (ري بوي دي تلفندي) التي تبعد 40 ميلاً عن لاهور، كانت نشأته هندوسية تقليدية.
- لما شبَّ عمل محاسباً لزعيم أفغاني في (سلطانبور)، وهناك تعرَّف على عائلة مسلمة كانت تخدم هذا الزعيم.
- درس علوم الدين، وتنقل في البلاد، كما قام بزيارة مكة، والمدينة، وزار أنحاء العالم المعروفة لديه، وتعلم: الهندية، والسنسكريتية، والفارسية.
- ادَّعى أنه رأى الرب، حيث أمره بدعوة البشر، ثم اختفى أثناء استحمامه في أحد الجداول، وغاب لمدة ثلاثة أيام، ظهر بعدها معلناً: (لا هندوس ولا مسلمون).
- كان يدّعي حب الإسلام، مشدوداً إلى تربيته وجذوره الهندوسية من ناحية أخرى، مما دفعه لأن يعمل على التقريب بين الديانتين، فأنشأ ديناً جديداً في القارة الهندية، وبعض الدارسين ينظرون إليه على أنه كان مسلماً في الأصل ثم ابتدع مذهبه هذا.
- أنشأ المعبد الأول للسيخ في (كارتاربور) بالباكستان حاليًّا، وقبل وفاته عام 1539م عيّن أحد أتباعه خليفة له، وقد دفن في بلدة ديرة (باباناناك) من أعمال البنجاب الهندية الآن، ولا يزال له ثوب محفوظ فيه مكتوب عليه سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن الكريم.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد وفقه الله:
وقد كتب بعض المؤرخين أنه كان مسلماً، لذا كانوا يترحمون عليه!.
وهذا بعيد جدّاً؛ إذ لو كان مسلماً: لدعا إلى الإسلام، ولم يخترع ديناً جديداً.
وربما كان سببُ ادعائهم الإسلام له: ورودَ بعض العبارات في كتابه؛ بحيث يوجد بها بعض الروح الإسلامية، كقوله: "اقرأ كلمة الإله التي معها اسم محمد محبوب، وقد ضحى بما لديه في سبيل الله".
وكذلك كان يذكر في كتابه: القرآنَ، والرسولَ، واليومَ الآخر، والرحمن، والرحيم، وغيرها من الكلمات الإسلامية.
ولكن ذلك ليس كافياً بالحكم له بالإسلام، ولذلك كانت السيخ تقول: إن (نانك) لم يكن مسلماً، ولا هندوكياً، وإنما كان يُحب فقراء المسلمين، وفقراء الهنادك.انتهى.
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=2538&per=2534&kkk= (http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=2538&per=2534&kkk=)
- خلفه من بعده عشرة خلفاء معلِّمون، آخرهم (غوبند سنغ) (1675 - 1708م) الذي أعلن انتهاء سلسلة المعلمين.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد وفقه الله:
"وهذا الخليفة كان من أشجع خلفاء السيخ، وأخبرهم بأمور الحرب، وهو الذي صرف همَّه كله لتوحيد صفوف السيخ، وبث فيهم روح العداء للمسلمين، وفتح الباب لجميع من أراد الدخول في الديانة السيخية، ولم يفرق بين الطبقات، فدخل الناس في دينه أفواجاً".
ثم جعل لقومه زيّاً خاصّاً يتميزون به عن الآخرين، وأوجب على كلِّ سيخي أن يتخذ لديه قطعة من الحديد؛ وذلك دليلاً على شجاعته وصلابته، وألا يحلق شيئاً من شعر جلده، وأن يكون عنده مشاطة، وأوجب تعظيم البقرة، ورفع القيود عن المأكل والمشرب حتى أباح الخمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/175)
واتخذ مع اسمه لقب (سنغ) أي: الأسد، ثم أطلق هذا اللفظ على كل سيخي، فما منهم من أحد إلا وفي اسمه (سنغ)، وهو الذي لقب السيخ بـ: (الخالصة)، أي: القوم الأحرار، وهو الذي فصل الأمة السيخية عن الأمة الهندوسية فصلاً تامّاً، وفي عهده أصبح السيخ أعدى أعداء المسلمين، وصاروا يسعون للانتقام منهم في كل فرصة سنحت لهم.
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=2538&per=2534&kkk= (http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=2538&per=2534&kkk=)
- صار زعماؤهم بعد ذلك يُعرفون باسم المهراجا، ومنهم المهراجا (رانجيت سنغ) المتوفى سنة 1839 م.
ثالثاً: الأفكار والمعتقدات:
1) يدعون إلى الاعتقاد بخالقٍ واحد، ويقولون بتحريم عبادة الأصنام، وينادون بالمساواة بين الناس.
2) يؤكدون على وحدانية الخالق الحي الذي لا يموت، والذي ليس له شكل، ويتعدى أفهام البشر، كما يستعملون عدة أسماء للإله منها: (واه غورو) و (الجاب)، وأفضلها عند (ناناك): (الخالق الحق)، وكل ما عداه وَهْمٌ (مايا).
3) يمنعون تمثيل الإله في صور، ولا يقرون بعبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدها الهندوس، كما لا يهتمون بالتطهر والحج إلى نهر (الغانج)، وقد انفصلوا تدريجيَّا عن المجتمع الهندوسي، حتى صارت لهم شخصية دينية متميزة.
4) أباح ناناك الخمر، وأكل لحم الخنزير، وقد حرم لحم البقر؛ مجاراة للهنادكة.
5) يعتقد السيخ بعقيدة تناسخ الأرواح، فيعتقدون أن روح كل واحد من المعلمين تنتقل منه إلى المعلم التالي له.
6) ويعتقدون تقديس البقر إلى حد ما.
7) يحرقون موتاهم كالهندوس.
8) أصول الدين لديهم خمسة، وهي الكافات الخمس، ذلك أنها تبدأ بحرف " الكاف " باللغة الكورمكية، وهي:
أ) كيش: ويعني: ترك الشعر مرسلاً بدون قص من المهد إلى اللحد، وذلك لمنع دخول الغرباء بينهم بقصد التجسس.
ب) كازا: ويعني: أن يلبس الرجل سواراً حديداً في معصميه؛ بقصد التذلل، والاقتداء بالدراويش.
ج) كريباك: ويعني: أن يلبس الرجل تبّاناً - وهو أشبه بلباس السباحة - تحت السراويل؛ رمزاً للعفة.
د) كانجا: ويعني: أن يضع الرجل مشطاً صغيراً في شعر رأسه؛ وذلك لتمشيط الشعر، وترجيله، وتهذيبه.
هـ) كاخ: ويعني: أن يتمنطق السيخي بحَربة صغيرة - أو خنجر - على الدوام؛ وذلك لإعطائه قوة واعتداداً، وليدافع به عن نفسه إذا لزم الأمر.
وهذه الأمور ليست من وضع "ناناك"، بل هي من وضع الخليفة العاشر "غوبند سنغ" – كما سبق -، والذي حرّم أيضاً التدخين على أتباعه، ويقصد بهذه الأمور التميز عن جميع الناس.
9) للمعلِّم - ويسمَّى عندهم " غورو " - درجة دينية تأتي بعد مرحلة الرب، فهو الذي يدل في نظرهم على الحق والصدق، كما أنهم يتعبدون الإله بإنشاد الأناشيد الدينية التي نظمها المعلمون.
10) يعتقدون بأن ترديد أسماء الإله "الناما" يطهِّر المرء من الذنوب، ويقضي على مصادر الشر في النفوس، وإنشاد الأناشيد "كيرتا "، والتأمل بتوجيه من معلم "غورو": كل هذا يؤدي إلى الاتصال بالإله.
11) أعياد السيخ هي نفس أعياد هندوس الشمال في الهند، بالإضافة إلى عيد مولد أول وآخر "غورو"، وعيد ذكرى استشهاد "الغورو" الخامس، والتاسع.
رابعاً: السيخ والمغول والإنجليز والهندوس والمسلمون:
1) تعرض السيخ لاضطهاد "المغول"، الذين أعدموا اثنين من معلميهم، وقد كان أشد المغول عليهم نادر شاه 1738 – 1839 م، الذي هاجمهم، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى الجبال، والشعاب.
2) صاروا بعد عام 1761 م حكاماً لـ "البنجاب"؛ وذلك بعد ضعف "المغول"، حيث احتلوا لاهور عام 1799 م، وفي عام 1819 م امتدت دولتهم إلى بلاد "الباتان"، وقد وصلت إلى ممر "خيبر" في عهد المهراجا "رانجيت سنغ" – توفي 1839 م - متغلبين على الأفغان.
3) تحول السيخ إلى أداة في أيدي الإنجليز يضطهدون بهم حركات التمرد 1857 م.
4) حصلوا من الإنجليز على امتيازات كثيرة، منها منحهم أراض زراعية، وإيصال الماء إليها عبر قنوات، مما جعلهم في رخاءٍ مادي، يمتازون به عن جميع المقيمين في المنطقة.
5) في الحرب العالمية الأولى كانوا يشكلون أكثر من 20 % من الجيش الهندي البريطاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/176)
6) ألغت الحكومة الهندية الامتيازات التي حصل عليها السيخ من الإنجليز، مما دفعهم إلى المطالبة بولاية "البنجاب" وطناً لهم.
7) على إثر المصادمات المستمرة بين الهندوس والسيخ: أمرت " أنديرا غاندي " - رئيسة وزراء الهند - في شهر يونيو 1984 م باقتحام المعبد الذهبي في " أمرتيسار " حيث اشتبك الطرفان، وقتل فيه حوالي 1500 شخص من السيخ، و 500 شخص من الجيش الهندي.
8) وفي يوم 31 أكتوبر 1984 م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه؛ انتقاماً لاقتحام المعبد، وقد حصلت مصادمات بين الطرفين عقب الاغتيال قتل بسببها عدة آلاف من السيخ يقدرها بعضهم بحوالي خمسة آلاف شخص.
9) اشتهر السيخ خلال حكمهم بالتعسف والظلم والجور والغلظة على المسلمين، مثل: منعهم من أداء الفرائض الدينية، والأذان، وبناء المساجد في القرى التي يكونون فيها أكثرية، وذلك فضلاً عن المصادمات المسلحة بينهما، والتي يقتل فيها كثير من المسلمين الأبرياء، ومن الذين قُتل على أيديهم العالِم القائد شاه محمد إسماعيل الدهلوي، وهو المعروف بـ "إسماعيل الشهيد"، وذلك في معركة "بالاكوت" سنة 1246هـ (1831 م)، رحمه الله.
خامساً: الانتشار ومواقع النفوذ:
أ) لهم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة، وهي مدينة "أمرتيسار" من أعمال "البنجاب"، وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند.
ب) لهم في مدينة "أمرتيسار" أكبر معبد يحجون إليه، ويسمَّى "دربار صاحب" أي: مركز ديوان السيد الملك، وأما سائر المعابد: فتسمى "كرو داوره"، أي: مركز الأستاذ.
ج) أكثرية السيخ - وهم الأقلية الثالثة بعد الإسلام والمسيحية - تقطن "البنجاب"، إذ يعيش فيها 85 % منهم، فيما تجد الباقي في ولاية "هاريانا"، وفي "دلهي"، وفي أنحاء متفرقة من الهند، وقد استقر بعضهم في ماليزيا، وسنغافورة، وشرق إفريقيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة، وكندا، ورحل بعضهم إلى دول الخليج العربي بقصد العمل.
د) يقدَّر عدد السيخ حاليًّا بحوالي 15 مليون نسمة، داخل الهند، وخارجها.
سادساً:
مما سبق يتبين أن هذه الديانة ديانة وثنية كافرة، وأن تأثر بداياتها بالإسلام لا يجعلها محسوبة على الإسلام، وشعارهم المذكور في أول الجواب "لا هندوس ولا مسلمون" يؤكد هذا، بالإضافة لعدائهم الشديد للإسلام، وقتلهم للمسلمين، ومنعهم من إقامة شعائرهم، والوثنية بادية ظاهرة في هذه الديانة، ولا يُعرف عن أحدٍ من المسلمين أنه يحسبهم على الإسلام.
وليس هناك خالق يعبدونه وحده لا شريك كما هو الحال في دين الإسلام، وتأثر مؤسسهم بالإسلام لا يجعله مسلماً، وقوله بوجود خالق واحد لا يجعله موحِّداً، والمشركون في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون بوجود خالقٍ واحد للكون، وهو الرب سبحانه وتعالى، بل كانوا يعتقدون أكثر من ذلك، وأنه هو الذي ينزل من السماء ماء، وهو الذي يخرج الحيَّ من الميت، وهو الذي يسخر الشمس والقمر، وغير ذلك، ولم يجعلهم ذلك موحِّدين، ولا مسلمين؛ لأنهم صرفوا عبادتهم لغيره عز وجل، ولذا فإن كلمة العلماء متفقة على عدِّ "السيخ" من الوثنيين الكفار. جاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان":
ويتضح مما سبق:
أن عقيدة السيخ تعتبر إحدى حركات الإصلاح الديني التي تأثرت بالإسلام واندرجت ضمن محاولات التوفيق بين العقائد، ولكنها ضلت الطريق، حيث لم تتعرف على الإسلام بما فيه الكفاية من ناحية، ولأن الأديان ينزل بها الوحي من السماء، ولا مجال لاجتهاد البشر بالتلفيق والتوليف واختيار عناصر العقيدة من هنا وهناك.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
الكفار الذين يعملون معنا في الشركات، من السيخ، والهندوس، والنصارى، ماذا لهم؟ وماذا علينا نحوهم؟ وكيف يمكننا معاملتهم دون الوقوع في الموالاة؟.
فأجابوا: "تدعونهم إلى الإسلام، وتأمرونهم بالمعروف، وتنهونهم عن المنكر، وتقابلون برَّهم بالبر، وتستميلونهم بالمعروف إلى الإسلام، مع بغض ما هم عليه من الكفر والضلال" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 66).
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
عرض التلفزيون مساء الجمعة 4 صفر 1403 هـ برنامج "العالم الفطري"، والذي يقدمه إبراهيم الراشد، وكانت الحلقة عن "الهند" , وفي مستهل مقدمته قال: حقّاً إن الهند تسمى بلاد الأديان، ففيها نجد: الهندوسية , البوذية , السيخ ... إلخ , فأرجو منك إيضاح الآتي:
هل الأديان التي ذكرها مقدم البرنامج كما يدعي حقا أديان؟ وهل هي منزلة ومرسلة من عند الله؟.
فأجاب: "كلُّ ما يدين به الناس ويتعبدون به يسمَّى دِيناً، وإن كان باطلاً، كالبوذية، والوثنية، واليهودية، والهندوسية، والنصرانية، وغيرها من الأديان الباطلة، قال الله سبحانه في سورة الكافرون: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فسمَّى ما عليه عبَّاد الأوثان دِيناً , والدين الحق هو الإسلام وحدة كما قال الله عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
والإسلام: هو عبادة الله وحده، دون كل ما سواه , وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون، وليس شيء من الأديان الباطلة منزَّلاً من عند الله، ولا مرضيّاً له , بل كلها محدثة، غير منزلة من عند الله، والإسلام هو دين الرسل جميعاً , وإنما اختلفت شرائعهم؛ لقول الله سبحانه: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) " انتهى.
"فتاوى الشيخ ابن باز" (4/ 321).
وانظر: "موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة " (2/ 774 – 780).
والله الهادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/177)
ـ[فهدالحارثي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:20 ص]ـ
جزاك الله خيرااااا على مجهودك الطيب
ـ[أميرعلى الحصرى]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:29 ص]ـ
نفع الله بك وزادك علما
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:46 ص]ـ
معلومات قيمة، جزاك الله بها عنا كل خير.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل وبارك الله فيك
وما رأيكم فى القول بأن الخمينى (الهندى الأصل) له جذور سيخية يحن إليها
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:12 ص]ـ
إليكم هذا الرابط
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=68692
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
والحمد لله على نعمة الإسلام
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله:
الأخ / فهدالحارثي
الأخ / أمير على الحصري
الأخ / عبد العزيز غريب
الأخ / محمد المناوى
الأخ / السليماني
جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب
ـ[أميرعلى الحصرى]ــــــــ[26 - 10 - 09, 06:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله من الخير أصنافا وألوانا وزادنا وإياكم إخلاصا وإيمانا وجمعنا دوما على طاعته
محبكم(57/178)
حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع للشيخ (سليمان الرحيلي)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 08 - 09, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
يذكر هذا السائل أن إمام المسجد مبتدع، فكيف نصلي خلفه؟ أم نصلي فرادى؟
فأجاب:
وصفُ الإمام بكونه مبتدعًا، هذا يحتاج إلى تحقيق؛ لأنا نجد من بعض الناس التساهلَ في الوصف، فيُوصف بعض الناس بكونه مبتدعًا ولو لم يستحق هذا، فأنا لا أستطيع أن أفتي في هذه القضية بعينها حتى أتحقق؛ لكني أقول كامًا عامًا:
الإمام المبتدع لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن تكون بدعته كفرية يكفَّر بها، كأن يستغيث بالأولياء أو يذبح لهم، أو نحو ذلك، فهذه بدعة كفرية، فلا يجوز أن يُصلَّى خلفه، ولا تصح الصلاة خلفه.
[الحال الثانية:] أما إذا كانت البدعة ليست كفرية فلا تخرجه من الإسلام، كبدعة إقامة المولد ونحو هذا، ففي هذه الحال، إذا وُجد إمام على السنة، فالصلاة مع الإمام السني أكمل وأولى، وينبغي أن يُفعل ذلك، ولكن تصح الصلاة خلف الإمام المبتدع، وقد اتفق الأئمة الأربعة على صحة الصلاة خلف أهل الأهواء إلا الخطابية، والخطابية فرقة كفَّرهم العلماء ببدعتهم، وإذا لم يكن ثَمَّ إمام إلا المبتدع فترك الصلاة خلفه بدعة، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فإذا كان عندنا في الحي في بلدنا إمام مبتدع، ولا يوجد غيره فإنه يجب أن نصلي خلفه، وقد صلَّى الصحابة والسلف خلف الحجَّاج وهو مبتدع، لذلك قرَّر شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - أن ترك الصلاة خلف المبتدع ترك الجمعة والجماعة خلف المبتدع يعني بمعنى ألا تُقام فيصلي في بيته بدعة قبيحة.
أ. هـ.
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 47 من هذا الجزء من شرح ثلاثة الاصول،
" http://www.4shared.com/file/115280464/768abae3/18_.html"]http://www.4shared.com/file/115280464/768abae3/18_.html[/URL
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد ..
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 10:22 ص]ـ
طيب خلف إنسان يستهزيء بالسنة وينكر تلبس الجن بالإنسان ما حكم الصلاة خلفه
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لكن العنوان يحتاج إلى تعديل من المشرفين لدفع الشبهة عن الشيخ حفظه الله، ولعله يكون
حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع (يجيب عنه الشيخ سليمان الرحيلي)
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 08:49 ص]ـ
طيب خلف إنسان يستهزيء بالسنة وينكر تلبس الجن بالإنسان ما حكم الصلاة خلفه
لعل من الإخوة من يفيد في هذه المسألة ... والقاعدة التي ذكرها الشيخ أن الصلاة خلف خلف الإمام المتبع للسنة أولى من الصلاة خلف من كانت بدعته مفسِّقة
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على ماتنقله من فوائد للشيخ الفاضل سليمان الرحيلي حفظه الله ...
وتسهيلا لسماع الفتوى اقتطعتها من الشريط وتجدونها في المرفقات ...
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 10:44 م]ـ
في بعض البلدان كالعراق وسوريا عمت البلوى بهذه القضية وتحتاج لتفصيل أدق، وربط القضية بعارض الجهل أو القاعدة القائلة ما حرم سدا للذريعة أبيح للحاجة أقول ذلك لأنه تأتيني فتاوى بالعشرات من العراق وغيره عن حالات يكون الإمام بدعته كفرية بشكل لا يمكن دفعها ولا يوجد سوى مسجد واحد فهل تترك الصلاة؟
هذه القضايا تحتاج في هذه البلدان لفتوى خاصة دقيقة وإلا تعطل كثيرا من أمور أهل الدين.
هذا فقط للتنبيه حتى تخرج الفتوى من أطر بعض البلدان كالسعودية ومصر وغيرهما
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:44 ص]ـ
و نحن - بارك الله فيكم - نعاني من نفس المشكلة لو ان الاخوة تكرموا لنا بالمعلومات المفيدة في الموضوع
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نقطة هامة يقع فيها بعض الاخوة وهو السؤال والتفتيش عن مستور الحال فنحن غير مطالبين بهذا على حد علمي
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:25 م]ـ
ولا شك اننا لسنا مطالبين بالتفتيش و لعل هذا من التنطع المنهي و لكن عندنا في البلد امام المسجد احيانا يتكلم ببدعته و هذه هي المشكلة بارك الله فيكم
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:47 م]ـ
هذه فتوى من الشيخ السعيدان مختصرة من كتابه منهج أهل الاتباع
فأقول:- سوف ألخص لك هذه المسألة في فروع:
الأول:- إمام المسلمين الذي لا تقام الجمعة والجماعات والأعياد إلا خلفه لا يجوز التخلف عن الصلاة خلفه، فإن كان كافراً ببدعته فصل خلفه وأعد وإن كان غير كافرٍ ببدعته فصل ولا تعد.
الثاني:- من نصبه ولاة الأمر إماماً بأهل بلدٍ معين ولا يمكن أهل البلد إلا أن يصلوا خلفه فهذا لابد من الصلاة خلفه سواءً كان داعية لبدعته أو غير داعية لبدعته، لكن إن كان هذا يكفر ببدعته فلا تصل خلفه لأنه ليس هو إمام المسلمين الأعظم الذي تحصل القلاقل والفتن بترك الصلاة خلفه، وأما إن كان غير كافرٍ ببدعته فلابد من إقامة الجماعة خلفه.
الثالث:- الداعية لبدعته الصلاة خلفه صحيحة مكروهة إن أمكن صلاتها خلف غيره.
الرابع:- المسر ببدعته, تصح الصلاة خلفه, ولكن كلما كان الإمام أجمع للشروط المعتبرة كانت الصلاة أكمل
. وهذا خلاصة ما قرره أهل السنة في هذه المسألة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/179)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:50 م]ـ
بارك الله تعالى فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:45 م]ـ
هذه فتوى من الشيخ السعيدان مختصرة من كتابه منهج أهل الاتباع
فأقول:- سوف ألخص لك هذه المسألة في فروع:
الأول:- إمام المسلمين الذي لا تقام الجمعة والجماعات والأعياد إلا خلفه لا يجوز التخلف عن الصلاة خلفه، فإن كان كافراً ببدعته فصل خلفه وأعد وإن كان غير كافرٍ ببدعته فصل ولا تعد.
. وهذا خلاصة ما قرره أهل السنة في هذه المسألة،
بارك الله فيكم.
مثل هذا التفصيل غريب! أين قرر أهل السنة مثل هذا التفصيل؟!
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:16 م]ـ
ماذا تعني بأنه غريب؟؟
هل تعني أن مذهب أهل السنة خلاف ما ذكر الشيخ؟؟؟
إن كان .... فبينه لنا بارك الله فيك حتى نستفيد .....
سأنقل الأدلة على ما ذكر الشيخ في أقرب وقت إن شاء الله
أخوك في الله ...........
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:26 م]ـ
قال الشيخ في الكتاب:
الفرع السادس عشر:- الصلاة خلف المبتدع؟ هل تجوز أو لا؟ أقول:- الجواب مفرع على هذه القاعدة العظيمة المهمة, فأما المبتدع ذو البدعة المكفرة والمحكوم بكفره فإن الصلاة خلفه لا تصح بالاتفاق, أعني إجماع أهل السنة ومن صلى خلف مبتدع كافر ببدعته فعليه الإعادة عند سائر أهل العلم, لأن الصلاة خلف المبتدع الكافر ببدعته غير صحيحة باتفاق العلماء, كالقدري فإن الأئمة من أهل السنة قد أفتوا ببطلان الصلاة خلفهم, وكالجهمي المنكر لأسماء الله وصفاته فإن الأئمة قد أفتوا ببطلان الصلاة خلفهم, وكالرافضة فإن الأئمة قد أفتوا ببطلان الصلاة خلفهم فقد تواطأت كلمة أهل السنة على بطلان الصلاة خلف هؤلاء, وذلك لأنهم محكوم عليهم بالكفر ببدعتهم وهكذا شأن كل مبتدع فاسق, وهذا الحكم من الأحكام العامة والمطلقة وأنت تعرف أن التكفير العام لا يستلزم تكفير الأعيان إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع, ولذلك فإن من لم يثبت كفره من هؤلاء فلا يحكم ببطلان الصلاة خلفه, وقد كان الإمام أحمد يصلي خلف من يقول:- القرآن مخلوق, وهذا محمول على أنه كان يعتقد أن الحجة التي يكفر مخالفها لم تثبت عليهم بعد, إما لجهلهم أو لمانع آخر من موانع التكفير, وهذه قضية عين, وإلا فهو رحمه الله تعالى كان يقول (من قال بخلق القرآن فهو كافر) وكان ينهى عن الصلاة خلف الجهمية ولكن هذه الأحكام العامة لا تستلزم دخول الأفراد فيها إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وبه تعلم أننا إذا قلنا:- لا تصح الصلاة خلف الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية ولا القاديانية ولا البهائية ولا الدروز ولا الأحباش ولا الإسماعيلية ونحوهم, فإن هذا من الأحكام العامة المطلقة ويبقى النظر في الشخص من هؤلاء يفتقر إلى شيء زائد وهو التأكد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع, فلا يستدل بهذه الأحكام العامة على بطلان الصلاة خلف واحدٍ معين منهم إلا إذا كان محكوماً بكفره, فأرجو التنبه لهذا, ولكن أرجو أن تفهم مسألة ثانية:- وهي أن من مقاصد الدين حفظ الدماء, واتحاد الكلمة, والنهي عن الافتراق, فإذا كان إمامك في الصلاة لاسيما في صلاة الجمعة والعيدين هو الإمام الأعظم وكان مبتدعاً يكفر ببدعته فأقم الصلاة خلفه وأعدها فيما بينك وبين نفسك, وذلك لجمع الكلمة وحتى لا تفترق الأمة وحتى تحفظ الدماء, ويروى عن يحيى بن معين أنه كان يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون القول بخلق القرآن, وكذلك كان الإمام أحمد فقد ذكر أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد أنه سأله عن حكم صلاة الجمعة أيام كان يصلي الجمع خلف الجهمية فقال:- أنا أعيد, ومتى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد, وقرر ذلك الإمام البربهاري رحم الله الجميع رحمة واسعة فإنه قال (والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهمياً فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك) وقال البربهاري أيضاً (وإن كان إمامك يوم الجمعة جهمياً وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك) فمن ابتلي بذلك في زمن من الأزمنة فليصل خلفه وليعد صلاته فيما بينه وبين نفسه والله المستعان, فهذا بالنسبة للمبتدع الذي يكفر ببدعته فالصلاة خلفه لا تصح لأن صلاته أصلاً في نفسه لا تصح ومن لم تصح صلاته بنفسه لم تصح بغيره, ولأن الصلاة عبادة والعبادات من شرطها الإسلام، وهذا كافر ببدعته فلا تصح صلاته ولا إمامته، ولأن أهل العلم اتفقوا على بطلان الصلاة خلف الكافر ببدعته والإجماع حجة شرعية يجب قبولها واعتمادها وتحرم مخالفتها لكن سلطان المسلمين إذا كان ممن يكفر ببدعته فله حكم آخر لاسيما إذا لم يستطع المسلمون إبعاده عن منصبه والله أعلم. وأما إن كان المبتدع لا يكفر ببدعته .................... ارجع إلى الكتاب إن أردت الاستفادة
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/180)
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا خالد، و يبقى السؤال!: من مِنْ أهل السنة فصّل تفصيل الشيخ في كون الصلاة لا تبطل خلف صاحب البدعة المكفرة إلا إذا أقيمت عليه الحجة؟
و جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا خالد، و يبقى السؤال!: من مِنْ أهل السنة فصّل تفصيل الشيخ في كون الصلاة لا تبطل خلف صاحب البدعة المكفرة إلا إذا أقيمت عليه الحجة؟
و جزاك الله خيرا.
لأن صاحب البدعة او القائم بالعمل الكفري لا يكفر الا بعد اقامة الحجة التي يكفر من خالفها.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
لأن صاحب البدعة او القائم بالعمل الكفري لا يكفر الا بعد اقامة الحجة التي يكفر من خالفها.
أخي: سؤالي: من قال بهذا التفصيل؟!!
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
إذا كنت تبحث عن الحق فارجع إلى الكتاب أو أي كتاب آخر تكلم عن هذا
فإذا أشكل عليك شيء بعدُ ......
ادخل و اسأل ..... ونحن نجيب إن شاء الله
لأني أخشى إن أجبتك عن سؤالك أن تسأل مرة أخرى
أخوك في الله ............ الذي يحب لك الخير
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:53 م]ـ
إذا كنت تبحث عن الحق فارجع إلى الكتاب أو أي كتاب آخر تكلم عن هذا
فإذا أشكل عليك شيء بعدُ ......
ادخل و اسأل ..... ونحن نجيب إن شاء الله
لأني أخشى إن أجبتك عن سؤالك أن تسأل مرة أخرى
أخوك في الله ............ الذي يحب لك الخير
و هل سؤالي صعب مستصعب؟!!!
هذا التفصيل: لا تبطل خلف صاحب البدعة المكفرة إلا إذا أقيمت الحجة، و إلا فلا تبطل ..
من قال هذا من السلف؟!!!
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:12 م]ـ
بالراحة علينا ياحبيبي
أنا قلت لك ارجع للكتاب
الكلام الذي نقلته أولا عن الشيخ
ولذلك فإن من لم يثبت كفره من هؤلاء فلا يحكم ببطلان الصلاة خلفه, وقد كان الإمام أحمد يصلي خلف من يقول:- القرآن مخلوق, وهذا محمول على أنه كان يعتقد أن الحجة التي يكفر مخالفها لم تثبت عليهم بعد, إما لجهلهم أو لمانع آخر من موانع التكفير, وهذه قضية عين, وإلا فهو رحمه الله تعالى كان يقول (من قال بخلق القرآن فهو كافر) وكان ينهى عن الصلاة خلف الجهمية ولكن هذه الأحكام العامة لا تستلزم دخول الأفراد فيها إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وبه تعلم أننا إذا قلنا:- لا تصح الصلاة خلف الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية ولا القاديانية ولا البهائية ولا الدروز ولا الأحباش ولا الإسماعيلية ونحوهم, فإن هذا من الأحكام العامة المطلقة ويبقى النظر في الشخص من هؤلاء يفتقر إلى شيء زائد وهو التأكد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع, فلا يستدل بهذه الأحكام العامة على بطلان الصلاة خلف واحدٍ معين منهم إلا إذا كان محكوماً بكفره, فأرجو التنبه لهذا
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:39 ص]ـ
بالراحة علينا ياحبيبي
أنا قلت لك ارجع للكتاب
الكلام الذي نقلته أولا عن الشيخ
ولذلك فإن من لم يثبت كفره من هؤلاء فلا يحكم ببطلان الصلاة خلفه, وقد كان الإمام أحمد يصلي خلف من يقول:- القرآن مخلوق, وهذا محمول على أنه كان يعتقد أن الحجة التي يكفر مخالفها لم تثبت عليهم بعد, إما لجهلهم أو لمانع آخر من موانع التكفير, وهذه قضية عين, وإلا فهو رحمه الله تعالى كان يقول (من قال بخلق القرآن فهو كافر) وكان ينهى عن الصلاة خلف الجهمية ولكن هذه الأحكام العامة لا تستلزم دخول الأفراد فيها إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وبه تعلم أننا إذا قلنا:- لا تصح الصلاة خلف الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية ولا القاديانية ولا البهائية ولا الدروز ولا الأحباش ولا الإسماعيلية ونحوهم, فإن هذا من الأحكام العامة المطلقة ويبقى النظر في الشخص من هؤلاء يفتقر إلى شيء زائد وهو التأكد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع, فلا يستدل بهذه الأحكام العامة على بطلان الصلاة خلف واحدٍ معين منهم إلا إذا كان محكوماً بكفره, فأرجو التنبه لهذا
إذن فالشيخ هنا يجيز الصلاة خلف الإسماعيلي، و الدرزي، و البهائي!!!!! أعني: يصحح الصلاة خلف أمثال هؤلاء قبل إقامة الحجة، فهل فهمي صحيح؟!
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:15 ص]ـ
ولكن هذه الأحكام العامة لا تستلزم دخول الأفراد فيها إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وبه تعلم أننا إذا قلنا:- لا تصح الصلاة خلف الجهمية ولا الرافضة ولا القدرية ولا القاديانية ولا البهائية ولا الدروز ولا الأحباش ولا الإسماعيلية ونحوهم, فإن هذا من الأحكام العامة المطلقة ويبقى النظر في الشخص من هؤلاء يفتقر إلى شيء زائد وهو التأكد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع, فلا يستدل بهذه الأحكام العامة على بطلان الصلاة خلف واحدٍ معين منهم إلا إذا كان محكوماً بكفره, فأرجو التنبه لهذا
هذا الكلام قطعا خطأ على أهل السنة، و أرى القائل هنا خلط بين الطوائف دون تمحيص بين الفرق!!
فشتان بين المعتزلة و غيرها من جهة و بين الرافضة و القاديانية و البهائية و من ذكر معهم من جهة.
فقول قائل عن هذه الفرق الأخيرة، هو كقول القائل:
إن الصلاة لا تبطل خلف أفراد النصارى أو اليهود حتى تقوم الحجة!! و هذا لا يقول به عالم من أهل السنة فضلا عن مسلم، و لا ريب أن هذه الفرق -أعني المذكورة أخيرا- قد أصبح كفرها أصليا منذ دهور.
فهذا القول فيه مجازفات.
و أيضا: لا نسلم بأن منهج أهل السنة هو صحة الصلاة خلف صاحب البدعة المكفرة مع علم المصلِي خلفهم، ما لم تقم عليهم الحجة، ذلك أنّ منهج أهل السنة هو بطلان الصلاة خلف هؤلاء قامت الحجة أو لم تقم ما دامت بدعته مكفرة.
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/181)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:55 ص]ـ
- اخي ابو خالد بارك الله فيك على نقولك الطيبة المباركة ولكن اشكل علي قول الشيخ
- ... وقد كان الإمام أحمد يصلي خلف من يقول:- القرآن مخلوق, وهذا محمول على أنه كان يعتقد أن الحجة التي يكفر مخالفها لم تثبت عليهم بعد, إما لجهلهم أو لمانع آخر من موانع التكفير, وهذه قضية عين, .......
فاني فهمت من هذا ان من لم يكفر بعينه فالصلاة خلفه صحيحة.
ثم في النقل الثاني. يعني في قول الشيخ.
ويروى عن يحيى بن معين أنه كان يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون القول بخلق القرآن, وكذلك كان الإمام أحمد فقد ذكر أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد أنه سأله عن حكم صلاة الجمعة أيام كان يصلي الجمع خلف الجهمية فقال:- أنا أعيد, ومتى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد, وقرر ذلك الإمام البربهاري رحم الله الجميع رحمة واسعة فإنه قال (والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهمياً فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك) وقال البربهاري أيضاً (وإن كان إمامك يوم الجمعة جهمياً وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك)
فهمت من النقل بناءا على ما قررت ان- يحي ابن معين كان يكفر المامون وكذا الامام احمد.
لانهما كانا يعيدان الصلاة اذا صلوا خلفه Question
وكذلك قول الامام احمد ومتى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد, وقرر ذلك الإمام البربهاري رحم الله الجميع رحمة واسعة ......
فكيف نجمع بين نقلك عن الامام احمد الصلاة خلف المامون كما في النقل الاول. وبين اعادة صلاة الامام وكذا يحي بن معين الصلاة خلفه كما في نقلك الثاني.
وبارك الله فيك اخي.
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة خلف الإمام المبتدع
الحمد لله الذي بين لعباده الحرام والحلال وحد لهم حدود بينة المعالم لا غموض فيها ولا إشكال واشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له الملك الكبير المتعال، واشهد أن محمدا عبده ورسوله اهدي الخلق وأبقاهم لله في المقام والفعال صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان ما تعاقبت الأيام والليالي وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
إن حكم الصلاة خلف المبتدع من المسائل الدقيقة التي يختلف الحكم فيها باختلاف أحوال المبتدع، من حيث كفره ببدعته من عدمه، ومن حيث دعوته إليها من عدمها، كما يتأثر الحكم في المسألة بنوع الصلاة المقامة خلف المبتدع، كاختلاف الحكم في إقامة الجمع والأعياد, وما هو في حكمها من الصلوات التي لا يمكن إقامتها إلا خلف إمام، عن الصلوات الخمس، كما يختلف الحكم أيضاً بالنظر للمأموم، وهل يؤدي تركه للصلاة خلف المبتدع تفويت جمعة أو جماعة عليه أم لا؟ ولذا فإن دراسة هذه المسألة ينبغي أن تراعى فيها تلك الأحوال وغيرها من العوامل المؤثرة في تحقيق الحكم الصحيح فيها، وموقف السلف رحمهم الله منها، إذ إن تلك الأحوال كانت محل اعتبار السلف في فتاويهم وأقوالهم على ما دلت عليه الآثار المنقولة عنهم في هذه المسألة.
والصلاة خلف أهل البدع مما عمت به البلوى، خصوصاً في هذا العصر الذي انتشر فيه أهل البدع، و كثر اختلاط أهل السنة بهم في كل مكان، فاحتاج أهل السنة إلى معرفة الحكم الشرعي للصلاة خلفهم أكثر من أي وقت.
وهذا تفصيل القول في المسألة:
إن المبتدع لا يخلو حاله إما أن يكون محكوماً بكفره عندنا أو غير محكوم بكفره0فإن كان محكوماً بكفره فلا تصح الصلاة خلفه لكفره باتفاق أهل السنة، سواء في ذلك أكان داعية لبدعته أم غير داعية. وإنما خالف البعض في إعادة الصلاة لمن صلى خلفه وهو لا يعلم حاله فلم ير عليه إعادة، وبه قال أبو ثور والمزني، والذي عليه سائر الأئمة أن على ذلك المأموم إعادة تلك الصلاة لأنه ائتم بمن ليس من أهل الصلاة فلم تصح صلاته. وبقطع النظر عن هذه المسألة الفرعية فالصلاة خلف المبتدع الكافر ببدعته غير صحيحة باتفاق الأئمة، وعلى ذلك يحمل نهيهم عن الصلاة خلف بعض من حكموا بكفرهم من فرق أهل البدع كالجهمية والقدرية والرافضة، وافتاؤهم بعدم جواز الصلاة خلفهم وتصريح الكثير منهم بوجوب إعادة الصلاة خلفهم وقد روي عن السلف آثاركثيرة فمنها: ما رواه اللالكائي بسنده عن واثلة بن السقع رضي الله عنه أنه سئل عن الصلاة خلف القدري؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/182)
فقال: لا يصلى خلفه، أما لو صليتُ خلفه لأعدت. وروى أيضاً عن سيار أبي الحكم رحمه الله أنه كان يقول: لا يصلى خلف القدرية، فإذا صلى خلف أحد منهم أعاد الصلاة. نفس المرجع. و عن سلام بن أبي مطيع رحمه الله أنه سئل عن الجهمية فقال: كفار ولا يصلى خلفهم. وروي أن الإمام مالك -رحمه الله- سئل عن الصلاة خلف الإمام القدري فقال: إن استفتيت فلا تصل خلفه، فقال السائل ولا الجمعة؟ قال: ولا الجمعة، وأرى إن كنت تتقيه وتخافه على نفسك أن تصلى معه وتعيدها ظهراً. وقال أبو يوسف القاضي- رحمه الله-: لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري. وروي أن عبد الله بن إدريس رحمه الله سئل عن الجهمية هل يصلى خلفهم؟ فقال: أمسلمون هؤلاء؟ لا، ولا كرامة لا يصلى خلفهم. وقال كيع بن الجراح رحمه الله في الجهمية: لا يصلى خلفهم. وعن يحيى بن معين أنه كان يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون ما أظهر، يعني القرآن مخلوق. وعن أبي ثور سئل عن القدرية فقال: القدرية من قال إن الله لم يخلق أفاعيل العباد وأن المعاصي لم يقدرها على العباد ولم يخلقها فهؤلاء قدرية، لا يصلى خلفهم ولا يعاد مريضهم ولا تشهد جنائزهم ويستتابون من هذه المقالة فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم. وذكر أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد -رحمه الله -: أنه سأله عن حكم صلاة الجمعة أيام كان يصلي الجمع الجهمية، قال: أنا أعيد متى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد. وروى ابن أبي يعلى- رحمه الله-، أن الإمام أحمد سئل عن الصلاة خلف المبتدعة فقال: أما الجهمية فلا، وأما الرافضة الذين يردون الحديث فلا. و ثبت عن معاذ بن معاذ أنه قال: "صليت خلف رجل من بني سعد ثم بلغني أنه قدري فأعدت الصلاة بعد أربعين سنة أو ثلاثين سنة". ويقول الإمام البربهاري رحمه الله: "والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهمياً فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك". إلى غير ذلك من الآثار المروية عن السلف في هذا المعنى. وهي دالة في مجموعها على اتفاق السلف رحمهم الله على عدم جواز الصلاة خلف من كفر ببدعته من أهل البدع: كالقدرية والجهمية والرافضة، وهكذا الحكم في الصلاة خلف كل من حكم بكفره من أهل البدع من غير هؤلاء: أن الصلاة خلفهم باطلة وغير صحيحة ومن صلى خلفهم أعاد الصلاة سواء كان صلاة جمعة أو عيد أو غيرهما من الصلوات الخمس. لكن ينبغي التنبيه هنا على أن تكفير السلف لبعض فرق أهل البدع من القدرية والجهمية والرافضة، هو من باب التكفير المطلق، ولا يستلزم تكفير كل أفراد هذه الفرق، بل يتوقف في تكفير الشخص المعين منهم فلا يكفر حتى تثبت الحجة عليه بالكفر. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: "أن الإمام أحمد لم يكفر أعيان الجهمية ولاكل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة ولم يكفرهم أحمد وأمثاله".
فظهر بهذا العرض لأقوال السلف في مسألة حكم الصلاة خلف المبتدع الكافر، اتفاق السلف قاطبة على عدم صحة الصلاة خلف من حكمنا بكفرهم من أهل البدع وأن على من صلى خلفهم إعادة الصلاة لبطلانها. غير أن هاهنا مسألة لابد من الإشارة إليها وهي هل ينهى عن أداء الصلوات خلفهم؟ أو يؤمر بأدائها ثم إعادتها؟ كان بعض الأئمة يرى أداء الجمعة خلفهم خاصة ثم إعادتها كما هو ظاهر من بعض الآثار المتقدمة عنهم كالأثر المروي عن يحيى بن معين رحمه الله أنه كان يؤدي صلاة الجمعة خلف الجهمية ثم يعيدها، و كذلك الإمام أحمد رحمه الله صرح بأنه يعيدها وأمر بإعادتها خلفهم، مما يدل على أنه كان يشهدها معهم، وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإن كان إمامك يوم الجمعة جهمياً وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك. وإنما قال السلف بشهودها معهم لعموم أمر الله بإجابة ندائها في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/183)
وإقامة صلاة الجمعة واجبة خلف كل إمام بر أو فاجر، فإذا كان الإمام في الجمعة لا تخرجه بدعته عن الإسلام فإنه يصلى خلفه، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي- رحمه الله- في الطحاوية: "ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم"، قال ابن أبي العز الحنفي- رحمه الله-: قال صلى الله عليه وسلم ((صلوا خلف كل بر وفاجر)) رواه مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه الدارقطني وقال: مكحول لم يلق أبا هريرة، وفي إسناده معاوية بن صالح متكلم فيه وقد احتج به مسلم في صحيحه، وخرجه الدارقطني أيضا وأبو داود عن مكحول عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل بالكبائر والجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر)).
اعلم رحمك الله وإيانا: أنه يجوز للرجل أن يصلي خلف من لم يعلم منه بدعة ولا فسقا باتفاق الأئمة وليس من شرط الائتمام أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه ولا أن يمتحنه فيقول: ماذا تعتقد؟! بل يصلي خلف المستور الحال ولو صلى خلف مبتدع يدعو إلى بدعته أو فاسق ظاهر الفسق وهو الإمام الراتب الذي لا يمكنه الصلاة إلا خلفه كإمام الجمعة والعيدين والإمام في صلاة الحج بعرفة ونحو ذلك -: فإن المأموم يصلي خلفه عند عامة السلف والخلف ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر فهو مبتدع عند أكثر العلماء والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون الجمعة والجماعة خلف الأئمة الفجار ولا يعيدون كما كان عبد الله بن عمر يصلي خلف الحجاج بن يوسف وكذلك أنس رضي الله عنه كما تقدم وكذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وغيره يصلون خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان يشرب الخمر حتى إنه صلى بهم الصبح مرة أربعا ثم قال: أزيدكم؟! فقال له ابن مسعود: ما زلنا معك منذ اليوم في زيادة!! والفاسق والمبتدع صلاته في نفسها صحيحة فإذا صلى المأموم خلفه لم تبطل صلاته لكن إنما كره من كره الصلاة خلفه لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[عمار محمد عبدالله]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:21 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك كتاب أو رسالة علمية تكلمت على هذه المسائلة وما يتعلق بها فالمسألة مهمة وتحتاج إلى بحث أكثر.(57/184)
الفرق بين قبول الخبر والتصديق
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[27 - 08 - 09, 09:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت أستمع لشرح الشيخ سيد العربى على كتاب الإيمان فذكر هذا المخطط:
خبر/أمر>>>قبول>>>تصديق>>>أعمال قلب>>عمل الجوارح/عمل اللسان.
فما الفرق بين القبول والتصديق؟ ما القدر الزائد الذى يحمله التصديق؟(57/185)
جرأة الأصاغر على العلماء
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
ليس من عادتي تتبع الأصاغر ولا النظر فيما يبثوه من جهالاتهم ويشيعونها بين العامة منمقين أنفسهم بألفاظ تهابها العامة ولا يتداولها إلا خاصة الخاصة من أهل الكلام مما نتق بها رحم علم الكلام.
لكني لما رأيت بعض الاخوة قد اقحم في هذا المنتدى المبارك بعض الأصاغر لزم بيان جهالة من نُقل عنه دعواه.
قال أخونا ناقلا عن المتفيهق: (قال سعيد فودة في "تدعيم المنطق" (ص175): (إن الواقع تاريخياً يدلل على أن بعض علماء الحديث كانوا من المجسمة أو من المتأثرين بمنهجهم بشكل عام بل يمكننا الادعاء بسهولة أن كثيرا من الذين تمسكوا بهذا المصطلح كانوا من المنتمين إلى عقائد المجسمة أو من المتأثرين بهم خاصة في القرن الثالث الهجري والرابع وخاصة من الذين انتسبوا إلى مذهب الإمام أحمد)).
إن ما نسب إلى أهل الحديث من القول أنهم مجسمة ما هي إلا أكذوبة المعتزلة وأفراخهم، إذ يعنون بهذا الكلام أن كل من سلّم لما جاء في الكتاب والسنة واتبع ما فيهما على باب الإيمان والفهم والتسليم وعدم التعدي على ما جاء فيهما بالتحريف والتجهيل، ولا استدرك بفهمه على ظاهر النص ولا تعالى عليه بقوله وفهمه على أقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنهم ولا تعدى أفهامهم.
إن هذا موضوع ذو شجون تكلم به أهل العلم في القديم والحديث والتفصيل والتأصيل، لكن خلاصة مذهب أهل السنة أصحاب الحديث: الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة من أسماء الله تعالى وصفاته من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكيف ولا تفويض معنى.
لكني رأيت التنبيه على المتفيهق في دعواه مما نقل في هذا الموضع إذ نقل قوله: (إن الواقع تاريخيا).
أقول وهذا الذي زعمه تاريخيا لا يعد عند أهل الدين تاريخ بل هو رواية ونقل دين، والفرق بينهما كبير إذ شاع في وسط العامة وبعض المبتدأة أن التاريخ لا عبرة فيه ولايؤخذ منه دين بل لعله لا إسناد له ولا قوائم فلا يلتفت إليه.
لكن الذي نقله أهل الحديث ذكروه بإسناده على باب الرواية دينا وبينه نسبه ونسبته، مما يُمكن الباحث من معرفة ما يؤخذ منه وما يرد.
فإن قيل ألا يعد هذا من التاريخ؟
قلت: بلى يدخل، ولكن القول عن الرواية المسندة تاريخا بإطلاق يصيب قلب السامع أن المعلومة لا شريعة لها ولا قيمة، بل هي مجرد حكاية من الحكايات ولعلها تساوي في مسماها التاريخ قصة ألف ليلة وليلة.
ثم قال: (بل يمكننا الادعاء بسهولة أن كثيرا من الذين تمسكوا بهذا المصطلح كانوا من المنتمين إلى عقائد المجسمة أو من المتأثرين بهم).
أقول: هم لم يتمسكوا بهذا المصطلح بل خصومهم هم نسبوا إليهم هذا القول للتشنيع عليهم، وصرف وجوه الناس عن مجالسهم، لكن خاب ظنهم.
وقال: (خاصة في القرن الثالث الهجري والرابع).
قلت: إن مذهب أهل الحديث في الاعتقاد هو الإيمان بما نقل رواية _ لا تاريخيا _ بالإسناد إلى قائله من الصحابة فمن بعدهم، مما يعني أن اعتقادعهم مأخوذ عن الصحابة والتابعين فصاعدا على التوالي.
وهذا النقل عن من كان قبل القرن الثالث والرابع، ولكن سلو فراخ المعتزلة من أيهم بأقوالهم، ومذاهبهم هل لهم فيه قول صاحب أم لهم فيه رواية، بل تراهم مفسدون لنقل الدراية وفهم المتون.
ثم قال: (وخاصة من الذين انتسبوا إلى مذهب الإمام أحمد).
قلت: وهذا من عظيم كذب المتفيهق: ذلك أن قول الإمام أحمد واضح وبين والناس أخذت عنه العقيدة على باب الاتباع لا الابتداع، وعليه فمن قال بقول الإمام أحمد أخذ به جازما بأنه مذهبه، فمن انتسب له كان انتسابه بحجة وووضوح.
لكن سلوا فراخ المعتزلة المنتسبين إلى مذهب الإمام الشافعي هل الذي يقولونه هو مذهب الإمام الشافعي أم أنه قول مجرد ودعوى ليس لها أصل في قول الإمام الشافعي ومذهبه وإنما هو مجرد قول وزعم من انتسب لمذهب الشافعي.
واعلم أيها الباحث عن الحق أن أهل البدع أهل تضليل وتزييف، لا يقولون حقا ولاينقولون العلم إنصافا وصدقا.(57/186)
عاجل: نرجو الرد على ما يعرض في قناة المستقلة
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 02:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن كثير من طلبة العلم يتابعون حلقات الحوار الصريح في المستقلة
حيث يتناقشون بشأن دعاء المقبورين
وقد أتى الصوفي محمد يحيى الكتاني بشبهات كثيرة على مدار سبعة أيام،ولم يرد عليها للأسف المحاورين برد شاف و أظنهم ليسوا بأقوياء في الحوار كخصمهم الصوفي _ مع إجلالي وحبي لهم_
فهم على الحق، والذي على الباطل ألحن في حجته منهم
والشبهات ولله الحمد لا تؤثر فينا، إنما ما يهمنى هم العوام الذين يتابعون هذه النقاشات
فنرجو من الاخوة هنا
كل أخ يرد على شبهة واحدة أوردها الكتاني وبيان تدليسه وتلبيسه
حتى يكتمل رد علمي رصين مختصر على مُجمل الشبهات، ثم نقوم بإرساله إلى الدكتور الهاشمي
نبدأ بعون الله
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:04 ص]ـ
بصراحة البرنامج يحتاج إلى شخص متخصص في الصوفية , كالشيخ عدنان العرعور , والشيخ عايض الدوسري وغيرهم , أما الشيخ أبو المنتصر , والدكتور جلال الدين محمد صالح فهما متخصصان في عقيدة الرافضة , ومن شاهد مناظرة الدكتور جلال مع الرافضة فهو متمكن جدا , ولكن مع الصوفية بصراحة لم تعجبني ردودهم مع توفرها , فالشبه التي يوردها الصوفي محمد الكتاني ليست بجديدة , ولكن أتمنى مشاركات من الإخوة طلبة العلم كما شارك أخونا عبدالله زقيل فمشاركته قيمة , ولكن لم يُعط من الوقت ما يُمكِّنه من الرد على هذه الشبهات الكثيرة التي يلقيها الصوفي ..
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:11 ص]ـ
نستفتح بأول تدليس قبيح منه لاحظته اليوم
احتج الكتاني بأن الامام ابن القيم قال في نونيته بحياة الأنبياء وعدم موتهم
استشهد الكتاني بهذه الأبيات من النونية
فلذاك كانوا بالحياة أحق من ... شهدائنا بالعقل والبرهان
وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ** فنساؤه في عصمة وصيان
ولأجل هذا لم يحل لغيره ... منهن واحدة مدى الأزمان
أفليس في هذا دليل أنه ... حيّ لمن كانت له أذنان
فلما رجعت للنونية، وجدتُ أن الامام ابن القيم أورد هذه الأبيات تحت عنوان:
((فصل
فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور))
ثم شرع الامام ابن القيم في الرد على حجتهم ....
في فصل كامل أسماه:
((فصل
في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة))
فيقال اصل دليلكم في ذاك حجتنا عليكم وهي ذات تبيان
ان الشهيد حياته منصوصة ... لا بالقياس القائم الأركان
هذا مع النهي المؤكد أننا ... ندعوه ميتا ذاك في القرآن
ونساؤه حل لنا من بعده ... والمال مقسوم على السهمان
هذا وأن الأرض تأكل لحمه ... وسباعها مع أمة الديدان
لكنه مع ذلك حيّ فارح ... مستبشر بكرامة الرحمن
فالرسل أولى بالحياة لديه مع ... موت الجسوم وهذه الأبدان
وهي الطرية في التراب وأكلها ... فهو الحرام عليه بالبرهان
ولبعض أتباع الرسول يكون ذا ... أيضا وقد وجدوه رأي عيان
فانظر الى قلب الدليل عليهم ... حرفا بحرف ظاهر التبيان
قلت: أليس هذا من أقبح التدليس
أن يأتي بكلام أورده ابن القيم في عرض حجج المخالفين على أنه كلامه هو ثم ينسبه إليه
وما خفي كان أعظم
شاركونا بالله عليكم
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:20 ص]ـ
أخي أتمنى أن ترسل هذا الرد إلى الدكتور محمد الهاشمي , واجعل العنوان جذاب , أي حتى يجذب
الدكتور محمد الهاشمي إلى قراءته , وبين أن الصوفي محمد الكتاني استخدم التدليس في كلامه
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالله
أعجب من الدكتور الهاشمي كيف يعطي لحسن فرحان المالكي مشاركتين، ووعده بأن تكون له مشاركه أخرى، في الوقت الذي لم يعطي للشيخ عبدالله الزقيل أربع دقائق
مع أن المالكي هذا لا يتكلم في صلب الموضوع
==
بالنسبة لارسال ردي الأخير
فأنا أريد أن أرسل ردا كاملا على مجمل الشبهات وليس ردا واحدا على قضية واحدة ونترك الباقي
وإن كنت سأرسل أيضا الرد على كل شبهة على حدة في رسالة، حتى إذا لم يقرأ واحدة أصاب الأخرى
جزيت خيرا
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:29 ص]ـ
أنصحك بتفريق الردود أفضل , حتى يقرأها الهاشمي , أما إذا كان الرد طويلا قد لا يقرأه
أما حسن فرحان المالكي فإن مشاركته مضحكة جدا , أضحكت الجميع , حيث وصف الله تعالى (بشيخ الإسلام) تعالى الله عما يصفون.
أتمنى من أخينا الشيخ عبدالله زقيل أن يعاود الاتصال على البرنامج فمشاركته قيمة جدا
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
كنّا نتمنّى لو كان الشيخ عدنان العرعور (حفظه الله) موجود فهو خبير بالرد على امثال هؤلاء المبتدعة. وتعجبني طريقته في عرض الحجّة حيث يصوغها باللهجة الشامية الجميلة.
صراحة لقد سئمت من امثال هؤلاء القبوريين.
اذا كان الجميع موافق على انّ دعوة الله مباشرةٍ دون وسيط و دون التوسّل لا بالرسول عليه الصلاة و السلام و لا بالأئمة ولا بأصحاب الكرامات هو الأفضل. و اعتقد انّ الصوفية لا ينكرون ذلك.
فلماذا اللجوء الى مواطن الحرام و الشبهات؟
نسأل الله الثبات على العقيدة الصحيحة الناقية على منهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/187)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:15 ص]ـ
الكتاني الصوفي القبوري؛ يحتج بالأحاديث الضعيفة والمنكرة كحديث الطبراني وابن خزيمة؛ وهذه الشبهة القبورية تحتاج لرجل حديث خبير بالعلل وصحيحها من سقيمها؛ وهذا ما لا نجده في الممثلين لأهل السنة مع الأسف.
ولو ناظر هذا القبوري العلامة أبي إسحاق الحويني أو عبد الله بن خميس لخنس هذا المتهالك وانقطع!
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:49 ص]ـ
نعم أخي: الكتاني لما رأى أن ممثلي أهل السنة لا يحسنون صنعة الحديث
أكثر عليهم من الأحاديث الضعيفة , ولو لاحظنا أن جميع استدلالته من معجم الطبراني ومسند أبي يعلى وغيرهما
حبذا أن يتصل أحد من الإخوة طلبة العلم وينبه على ذلك , بأن الكتاني استغل عدم دراية المتحاورين بصنعة
الحديث , وأن أكثر الأحاديث التي يوردها ضعيفة.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[29 - 08 - 09, 07:01 ص]ـ
الشيخ العرعور وفقه الله هو كذالك في مناظرة مع الرافضة في قناة صفا
والشيخ عايض الدوسري رعاه الله نتمنى أن يشارك ولو عن طريق الهاتف
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:32 م]ـ
أخي موسى الكاظم نفع الله بك.
أعتقد أنّ المشكلة تكمن في أن كلام محمد يحيى الكتاني
ليس موجوداً لدى الإخوة الفضلاء بحروفه للنظر فيه والرد عليه.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 09:10 م]ـ
%%ما حكاه محمد الكتاني من أن الامام ابن خزيمة والطبراني راحلوا إلى قبر النبي وشكوا له الجوع من الكذب الصراح وذلك للأتي
الحكاية التي يقصدها الكتاني ليس فيها ابن خزيمة، بل فيها ابن المقري والطبراني
وهذه الرواية قد ساقها الذهبي بصيغة التمريض -يعني مضعفا لها-
قال الإمام الذهبي: ((روي عن أبي بكر بن أبي علي قال كان ابن المقرئ يقول كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما إن يكون الرزق أو الموت وت. فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم.
.. ))
قلت: فبعد عرض الرواية تبين الآتي
1 - أن القائل ليس ابن خزيمة كما قال الكتاني الكذاب، إنما هو ابن المقري
2 - أن الذهبي قد أوردها بصيغة التضعييف (التمريض)
3 - بافتراض صحتها -وهي ليست كذلك- فالامام الطبراني أنكر على هذا الرجل على فعله وقال له اجلس
%%استشهد الكتاني في بداية الحلقات بقول الحافظ إبراهيم الحربى: توسل بقوله " قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب" – تاريخ بغداد (1/ 122)
أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه قال: ((أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار
قال ابن حجر في لسان الميزان: ((محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم تكلموا فيه وليس بعمدة .. وسئل الدارقطني قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان يضع الأحاديث للصوفية .. )
أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال: ((محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي حدث عن الأصم وغيره قال أبو بكر الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان السلمي غير ثقة وكان يضع للصوفية الأحاديث)) [ص 52/ 3].
فكما ترون فالحكاية ضعيفة من حكايات السُلمي الوضاع، ولا تصح بحال
لا إله إلا الله
سبحانه وتعالى عما يشركون
====
أخي أبو معاذ الحلقة تعاد حوالي أربع مرات يوميا ... وليس بالضرورة ان يرد الاخوة هنا على كل حرف أورده الكتاني، بل من عنده رد على جزئية معينة فليعرضها ههنا، ولو إجمالا
وفقك الله
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب وفقك الله: الحال كما قال بعض الاخوة ان لا حجة عند بدعي ابدا ولو صح له وجه استشاهد على مسألة لا يكون ذلك الصواب دليلا على صحة مذهبه بل لأنه تابع السنة وأهلها فيما ذهب إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/188)
واعلم وفقني الله واياك ان أهل البدع لا حجة صحيحة - نقلية ولا عقلية - عندهم خاصة فيما ذكرتموه ونقلتموه في موضوع الحوار، وأما ما ذكرتموه من مسائل إلا الاولى لا حجة لهم من قبل النص فيه، ولا تعلق لها بوجه في الاستدلال على ما يذهبون إليه،وبما أننا لم نتابع الحلقات ورأيتم الحاجة للردها عليها لحسن عرض المبتدع لبدعته من البتدع وإمكانه التشويش على العامة، أرى أن تقوم بعرض الشبهات واحدة واحدة ثم يرد عليها، من حيث الرواية والدراية مع إزالة اللثام عن موطن الإشكال عند الأدعياء وما قد يرد على أذهان العامة وبيان الحق في ذلك.
وفقكم الله وزادكم حرصا.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 10:38 م]ـ
استشهد ليلة البارحة الكتاني القبوري بحديث الطبراني وأنه توسل بالنبي وذلك بقوله أن الطبراني قال: (الجوع يا رسول الله!).
قلت: أولاً دلس القبوري هذا الحديث فأوهم الناس أن الطبراني قد أخرجه؛ وهذا كذب فلم يروي هذه القصة الطبراني؛ بل هي حكاية سردها الإمام الذهبي بدون إسناد في كتابه تذكرة الحفاظ!
قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: (وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه؛ فضاق بنا الوقت؛ فواصلنا ذلك اليوم؛ فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع؛ فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت؛ فقمت أنا وأبو الشيخ؛ فحضر الباب علوي ففتحنا له؛ فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم).
ثانياً: الذهبي لم يذكر إسناداً للقصة؛ ولكن رواها في معرض ترجمة ابن الشيخ بقوله: (وروي) وهذا الحكاية ليس لها إسناد؛ بل ذكرت في ما يسمونه بصيغة التمريض (روي)؛ فلابد إذاً من معرفة الإسناد للحكم على القصة.
ثالثاً: لا أعتقد أن يخفى على القبوريين المتمسكين بهذه الحكاية أنها غير مسندة؛ فإن ما بين الحافظ الذهبي وبين أبي بكر بن أبي علي ما يقارب الخمسة قرون من الرواة؟؟
فلو وجد لها سنداً وليست كذلك لكان الحكم عليها بالشذوذ ومخالفة معتقد الصحابة والسلف الكرام؛ وقد تضمنت الأحاديث الصحيحة المسندة روايات أصح منها ومخالفة لها بإجماع الصحابة والمسلمين؛ وهو إعلان عمر أمام جموع الصحابة وفي أشد حالات الحاجة لنزول المطر ترك التوسل بالنبي بعد موته؛ وما كان مجمعا عليه من الصحابة فلا قيمة لما خالفه حتى لو صح سنده!.
رابعاً: لو قالوا الذهبي حافظ ثقة؛ قلنا: نعم الذهبي ثقة حافظ ولكن أين الرواة بينه وبين هذه الحكاية؟
خامساً: لو صحت قصة التوسل هذه؛ فهل فعل هؤلاء حجة أم لا؟؟ ولا أعتقد إلا أنهم بشر يخطئون ويصيبون؛ فما كان من صواب أخذناه وما كان خطأ تركناه.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على مسارعتكم سرد قوله فما أن وضعتم النص حتى نظرة قولكم فأضفت عليه.
بادي ذي بدء: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. إذ الإسناد أنساب الرويات، بدونها لا يجوز نسبتها لقائلها، إذ هي مجرد دعوى.
قال أخونا ناقلا: (قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه؛ فضاق بنا الوقت؛ فواصلنا ذلك اليوم؛ فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع؛ فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت؛ فقمت أنا وأبو الشيخ؛ فحضر الباب علوي ففتحنا له؛ فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم)).
إن هذه الرواية قد ذكرها الإمام الذهبي في التذكرة والسير وتاريخ الاسلام على السواء بلا إسناد، وعليه عد أيها المنصف إلى أول ما استهللت به الكلام وما هو معلوم عن أرباب التخص في عموم الأنام وبعد:
أولا: قوله: (ضاق بنا الوقت) لا يظهر فيه أنهم لا يملكون طعاما بل الذي حال بينهم وبين الطعام ضيق الوقت لا غير.
ثانيا: إن ضيق الوقت لا يمنع الإنسان أن يأخذ بلغته من تمرة أو شربة ماء تمنع الوصال من الصيام خاصة أن هؤلاء من أهل العلم والرواية، ولا يخفى عليهم النهي عن الوصال في الصوم.
ثالثا: لا يدل النص أن صيامهم كان صيام فرض بل صيام نفل إذ يمكنهم ترك الوصال خاصة وأنهم في سفر، إن ترك محذور وصال الصوم أولى من فعل الصيام في السفر.
رابعا: لقد بين الرواي مذهب الحاضر قبل معرفته ومخاطبته لا شخصه وفضله، مما يدل على أن مخترع الرواية له مذهب ينصره وغاية أرادها.
خامسا: زعم الراوي أنهم شكوا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا باطل من وجوه: 1 – ليس في النص أنهم فعلوا ذلك. 2 – هم لا يعرفون علاقة الرجل بالإطعام أوالسقي بل لم يعرفوا إن كانت له قيامة على ضيوف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أم لا. 3 _ هم لا يعرفون شخصه أصلا.
رابعا: قوله يا رسول الله الجوع. فقال لي الطبراني اجلس إما أن يكون الجوع أو الموت.
قلت: إن هذا مخالف لعموم قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (15) سورة الملك، وهذا لو صح ولا يصح أن ينسب للثلاثة من العلماء الجهل، إذ عمدوا للتواكل ولم ولم يأخذوا بالتوكل، وحاشا الثلاثة هذه التهمة.
سادسا: إن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يحتاج أصلا إلى دليل، وهذا يلزم أن يكون لفعل المستغيث دليل على فعله، لا أن يكون فعل الناس دليل وحجة على الخلق.
إن هذا النقض في متن الرواية يسقط ما فيها من الحجة والتدليل. فكيف وهي بلا إسناد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/189)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:05 ص]ـ
الآن مداخلة من السيد عبدالمقصود وهو باحث وكاتب إسلامي
رد فيه على ماطرحه الكتاني من شبهات
فجزاه الله خير
ـ[أبو عزان]ــــــــ[30 - 08 - 09, 02:18 ص]ـ
ذكر الدكتور جلال حفظه الله تعالى ووفقه لكل خير في حلقة اليوم أنه وقع خلاف بين أبو بكر الصديق وفاطمة رضي الله عنهما، وأرى من الأفضل أن لا يذكر مثل هذا، وخصوصا أن هذا الحوار يتابعه أعداد كبيره من المشاهدين، والكثير منهم من عامة الناس.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 02:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ويا حبذا لو أوصلتم هذه الردود إلى الشيخ البلوشي ورفيقه الشيخ جلال الدين حتى يستفيدوا منها.
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:33 ص]ـ
أتمنى أن يستمر هذا الموضوع حتى تنتهي الحلقات ويكون مرجعا في ذلك وأشكر من طرح الفكرة ومن شارك في الموضوع
فالموضوع مهم جدا واعلموا أني رغم انتسابي لهذا المنتدى العظيم إلا أني لم أعلم بهذا الموضوع إلا بواسطة البحث في قوقل عن الرد على مادار في المستقلة
فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:34 ص]ـ
الله المستعان.
هل سيتغير الضيفان السنيان أم سيستمران طوال الشهر؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:59 ص]ـ
زعم القبوري بأنه غداً سيجمع الروايات والأحاديث التي تجوز التوسل وقول: (مَددٌ يا رسول الله)!
وهو يستشهد بقوله تعالى: (و إخوانهم يمدونهم في الغي) على أنَّ الشياطين إن كانت تمد بالغي؛ فإن الرسول يمد بالخير!
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:58 ص]ـ
بارك الله في الاخوة
هذا الشيخ اخذ راحته في سرد الشبهات والشيخ البلوشي ومن معه ليسو متخصصين في الحديث وايضا غير متخصصين في مسألة التوسل والاستغاثة , وهذه الحلقات بالذات تحتاج الى متخصص حديث
ولكن فلنكمل هنا الردود على هذا الرجل حتى لا نترك له المركب كاملة
وشكر الله لكم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:07 ص]ـ
أين الشيخ محمد السعيدي عن هذه المناظرات؟
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:20 ص]ـ
السلام عليكم
حقيقة لم اتابع المناظرات إلا مقاطع يسيره، ولكن طالما الموضوع عن التوسل والاستغاثة لن يخرج الصوفي عن شبهات الموسوعة اليوسفية في أدلة الصوفية، وهذه روابط الرد على أكثر شبهاتهم:
الرد على شبهة أن أكثر العلماء قالوا بالتوسل http://almjhol.com/showthread.php?t=1076
الرد على من استدل بحديث أبي الجوزاء: (قحط أهل المدينة .. الحديث) على جواز الاستغاثة http://almjhol.com/showthread.php?t=975
الرد التفصيلي على الاستدلال بأثر مالك الدار على جواز التوسل أو الاستغاثة http://almjhol.com/showthread.php?t=415
الرد على مبحث التوسل والاستغاثة والاستعانة في الموسوعة اليوسفية http://almjhol.com/showthread.php?t=40
هذا الموضوع فيه بعض خرافات الكتانيين http://almjhol.com/showthread.php?t=1100
هذا موضوع يتكلم عن السحر عند الصوفية موثق http://www.almjhol.com/showthread.php?t=400
عبد القادر الجيلاني والاستغاثة بغير الله [سلسلة أقوال ائمة الصوفية في الاستغاثة] http://almjhol.com/showthread.php?t=326
وهذا رابط فيه در على 31 شبهة غالبها شبهات القبورية http://almjhol.com/showthread.php?t=173
شرح العلامة المباركفوري لحديث عثمان بن حنيف الذي يستدلون به على التوسل والاستغاث http://almjhol.com/showthread.php?t=1086
سنوات ونحن نرد على هذه الشبهات، ولكن أين الذي يقرأ؟؟
وأي شبه تم طرحها، والرد عليها ليس موجودا بتلك الروابط فاخبروني بارك الله فيكم
ـ[محمد رفيع]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:57 م]ـ
يا أهل الملتقي رغم إنتمائي للمدرسة السلفية منذ أكثر من 15 عاما وحضوري دروس الكثير من العلماء كأمثال الشيخ جمال برهامي و سعيد عبدالعظيم وتتلمذي علي يد الشيخ إسماعيل المقدم حوالي 10 سنوات وقد تعلمت منهم الإنصاف حتي ولو كنت من أنصفه عدو لي أو يخالفني الرأي وبصراحة شديدة قرأت ردودكم في هذا الموضوع وأجدكم قد جانبكم التوفيق والإنصاف فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/190)
فالحقيقة يا إخواني أن الشيخ المدعو محمد يحيي الكتاني قد أتي بأدلة كثيرة علمية وأحسبه من أهل العلم وإن إختلفت معه في ما يستدل به إلا أنني ومن باب الإنصاف أجده قد ظلم ظلما شديدا من مقدم البرنامج الهاشمي فقد أتي إليه بمشايخ للأسف يمثلون مدرستنا السلفية وهم بعيدين كل البعد عن أي علم فهم يشاغبون ويصرخون أكثر مما يتحدثون ويستخدمون عبارات إنشائية لا تصلح إلا للخطب المنبرية وليس مكانها مناظرة هؤلاء الصوفية خصوصا الشيخ محمد يحيي هذا!!!
وتصرفات شيخنا البلوشي بصراحة جعلتني مصدوما وخجلانا من أن ينسب هذا الشيخ إلينا فبصراحة إنه لا يحمل في جعبته أي علم إنما صراخا وعويلا ويقاطع الكتاني أثناء حديثه في حين لا يقاطعه الكتاني فأين أدب الحوار؟؟؟
أين الأدلة التي ترد بها يا شيخ بلوشي علي هؤلاء الصوفية هل ردك الصراخ والعويل؟؟
يا سادتي كونوا منصفين لقد قال الشيخ البلوشي من العظائم ما يجعلني مستغربا منكم!! كيف لسلفي مثلي ومثلكم يرضي برفض الإستدلال إلا بالقرآن أو البخاري ومسلم هل هذا ما تعلمناه علي أيدي أشياخنا يا إخواني عندما سألنا شيخنا إسماعيل المقدم عن أن تكتفي بما في البخاري ومسلم زجرنا وسمعنا منه عظائم الأمور فكيف لم يعلق واحد منكم عن الفضيحة الكبري التي سببها لنا البلوشي والأخ الدكتور جلال ولا تفهموا إخواني كلامي خطأ بل تمعنوا فيما أقول ووالله إنني مستاء من سوء إختيار مقدم الحلقة لمن يمثلوننا كأمثال البلوشي وجلال.أين شيخنا الحويني؟؟ أين؟؟
ثم بصراحة أتعجب من الظلم البين الذي يتعرض له الكتاني رغم مخالفتي له فيما يقول ويستدل به فهو واحد 1 أمام 3 بالإضافة للهاشمي مقدم الحلقة الذي أراه بصراحة ظالما يعطي الأخ الكتاني وقتا قليلا جدا للرد ويضيع نصفه في مقاطعته ويسمح للبلوشي بمقاطعته وولله هذا يسيء إلينا جميعا ولا يعد إنتصارا لنا بل هزيمة نكراء أقولها وأنا أتحسر وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كان المفروض علي الهاشمي أن يختار لنا مشايخ أخرين من مشايخنا الكبار يشرفوننا بدلا من هذه الصورة القبيحة التي أراها كل يوم وعندنا ولله الحمد ألف عالم يمكن أن يردوا علي الكتاني وأمثاله ولكن للأسف الشديد ليسامحني إخوتي نحن جميعنا غير منصفين والذي أراه بعين الإنصاف هو هزيمة ساحقة لنا بكل المقاييس فقد فرض علينا علماء ورطونا أكثر مما أفادونا والهاشمي مقدم البرنامج يعزز توريطنا بظلمه الأخ الكتاني ومقاطعته الدائمة له وعدم إعطائه الوقت الكافي لسرد أدلته وأعتقد أن الهاشمي يفعل ذلك لعلمه بإفلاس من يمثلوننا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:44 م]ـ
يا أهل الملتقي رغم إنتمائي للمدرسة السلفية منذ أكثر من 15 عاما وحضوري دروس الكثير من العلماء كأمثال الشيخ جمال برهامي و سعيد عبدالعظيم وتتلمذي علي يد الشيخ إسماعيل المقدم حوالي 10 سنوات وقد تعلمت منهم الإنصاف حتي ولو كنت من أنصفه عدو لي أو يخالفني الرأي وبصراحة شديدة قرأت ردودكم في هذا الموضوع وأجدكم قد جانبكم التوفيق والإنصاف فيها.
فالحقيقة يا إخواني أن الشيخ المدعو محمد يحيي الكتاني قد أتي بأدلة كثيرة علمية وأحسبه من أهل العلم وإن إختلفت معه في ما يستدل به إلا أنني ومن باب الإنصاف أجده قد ظلم ظلما شديدا من مقدم البرنامج الهاشمي فقد أتي إليه بمشايخ للأسف يمثلون مدرستنا السلفية وهم بعيدين كل البعد عن أي علم فهم يشاغبون ويصرخون أكثر مما يتحدثون ويستخدمون عبارات إنشائية لا تصلح إلا للخطب المنبرية وليس مكانها مناظرة هؤلاء الصوفية خصوصا الشيخ محمد يحيي هذا!!!
وتصرفات شيخنا البلوشي بصراحة جعلتني مصدوما وخجلانا من أن ينسب هذا الشيخ إلينا فبصراحة إنه لا يحمل في جعبته أي علم إنما صراخا وعويلا ويقاطع الكتاني أثناء حديثه في حين لا يقاطعه الكتاني فأين أدب الحوار؟؟؟
أين الأدلة التي ترد بها يا شيخ بلوشي علي هؤلاء الصوفية هل ردك الصراخ والعويل؟؟
يا سادتي كونوا منصفين لقد قال الشيخ البلوشي من العظائم ما يجعلني مستغربا منكم!! كيف لسلفي مثلي ومثلكم يرضي برفض الإستدلال إلا بالقرآن أو البخاري ومسلم هل هذا ما تعلمناه علي أيدي أشياخنا يا إخواني عندما سألنا شيخنا إسماعيل المقدم عن أن تكتفي بما في البخاري ومسلم زجرنا وسمعنا منه عظائم الأمور فكيف لم يعلق واحد منكم عن الفضيحة الكبري التي سببها لنا البلوشي والأخ الدكتور جلال ولا تفهموا إخواني كلامي خطأ بل تمعنوا فيما أقول ووالله إنني مستاء من سوء إختيار مقدم الحلقة لمن يمثلوننا كأمثال البلوشي وجلال.أين شيخنا الحويني؟؟ أين؟؟
ثم بصراحة أتعجب من الظلم البين الذي يتعرض له الكتاني رغم مخالفتي له فيما يقول ويستدل به فهو واحد 1 أمام 3 بالإضافة للهاشمي مقدم الحلقة الذي أراه بصراحة ظالما يعطي الأخ الكتاني وقتا قليلا جدا للرد ويضيع نصفه في مقاطعته ويسمح للبلوشي بمقاطعته وولله هذا يسيء إلينا جميعا ولا يعد إنتصارا لنا بل هزيمة نكراء أقولها وأنا أتحسر وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كان المفروض علي الهاشمي أن يختار لنا مشايخ أخرين من مشايخنا الكبار يشرفوننا بدلا من هذه الصورة القبيحة التي أراها كل يوم وعندنا ولله الحمد ألف عالم يمكن أن يردوا علي الكتاني وأمثاله ولكن للأسف الشديد ليسامحني إخوتي نحن جميعنا غير منصفين والذي أراه بعين الإنصاف هو هزيمة ساحقة لنا بكل المقاييس فقد فرض علينا علماء ورطونا أكثر مما أفادونا والهاشمي مقدم البرنامج يعزز توريطنا بظلمه الأخ الكتاني ومقاطعته الدائمة له وعدم إعطائه الوقت الكافي لسرد أدلته وأعتقد أن الهاشمي يفعل ذلك لعلمه بإفلاس من يمثلوننا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
هل حضرتك الأخ محمد يحي عبد النعيم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/191)
ـ[محمد رفيع]ــــــــ[30 - 08 - 09, 05:06 م]ـ
يا سيدي هو أنا لازم أشتم في الكتاني عشان أثبت أني سلفي سبحان الله واضح أن إخواني الذين التقي بهم في المساجد غير الموجودين علي النت والله لقد بدأتم تشككوني حتي في هويتي حسبي الله ونعم الوكيل.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
يا سيدي هو أنا لازم أشتم في الكتاني عشان أثبت أني سلفي سبحان الله واضح أن إخواني الذين التقي بهم في المساجد غير الموجودين علي النت والله لقد بدأتم تشككوني حتي في هويتي حسبي الله ونعم الوكيل.
لم يطلب منك أحداً أن تشتم الكتاني أو غيره من القبوريين؛ ولكن لزاماً عليك أن تنكر أفعالهم وأعمالهم بالحجة والبيان ليخرجوا مما هم فيه من الغي والضلال؛ وأما المناظرين للقبوري فإن الحق في منهجهم وهو منهج الكتاب والسنة وسلف علماء الأمة.
وضعف العلم وتفاوته شي طبيعي يعتري كل البشر فالناس يتفاوتون بالعلم؛ ولهذا قال موسى عليه السلام لربه: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي)!
وهذا رابط لكتب الشيخ عبد الرحمن دمشقية وهو متخصص في الفرق الضالة المنحرفة؛ وله مناظرات على قناة المستقلة مع القبوريين وغيرهم:
http://www.saaid.net/Doat/dimashqiah/index.htm
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 05:33 م]ـ
لكنك لم تكتب منذ سنتين إلا تلك المشاركة اليتيمة فقط و من هو جمال برهامي هذا؟ أنا أعلم ياسر البرهامي وحضرتك إن كنت هو أو لم تكن هو فالأخ محمد لا يحتاج إلا لإعرابي نقي الفطرة ليرد توهماته في تصريف الأموات و الأقطاب و الديوان و أصحاب الديوان و أبشرك أن حب ظهوره سيقصم ظهره كما فعل بالسقاف على المستقلة من قبله أكرر الإستغائة بالأموات و طلب المدد منه ليست في حاجة لمناظر بل لأعرابي في إبله ليعلمكم من النافع و الضار
ـ[محمد رفيع]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:30 م]ـ
لكنك لم تكتب منذ سنتين إلا تلك المشاركة اليتيمة فقط و من هو جمال برهامي هذا؟ أنا أعلم ياسر البرهامي وحضرتك إن كنت هو أو لم تكن هو فالأخ محمد لا يحتاج إلا لإعرابي نقي الفطرة ليرد توهماته في تصريف الأموات و الأقطاب و الديوان و أصحاب الديوان و أبشرك أن حب ظهوره سيقصم ظهره كما فعل بالسقاف على المستقلة من قبله أكرر الإستغائة بالأموات و طلب المدد منه ليست في حاجة لمناظر بل لأعرابي في إبله ليعلمكم من النافع و الضار
الأخ الكريم كمان لا تعلم الأخ الشقيق لشيخنا ياسر البرهامي الكتور جمال البرهامي هو طبيب فذ في جراحة الوجه والفك وهو من المعدودين في الإسكندرية.
وما ذكرته من أن إعرابي نأتي به ليرد علي الصوفية فهذا هو ما نؤاخذ به لابد يا أخي أن نحاجج العلم بالعلم والأدلة بالأدلة لا بالصراخ والعويل ومقاطعة الخصم هذا من فعل الضعفاء ونحن كسلفيين ولله الحمد أقوياء وعندنا من العلماء ما نقصم به ظهر الصوفية ونردهم عنا مخزولين وكلامك هذا إنما يدل علي أنك لم تفهم كلامي ولا تريد أن تفهمه وهذا أخي رأيي ولا ألزمك به وحاول أن تتعلم علي يد شيخ موثوق أو تأتي إلينا في مسجد الفتح بالإسكندرية لتنهل من علم الشيخ سعيد عبدالعظيم حفظه الله.
أما الأخ الذي يصر علي أنني محمد يحيي فالحمد لله أنه لا يوجد بيننا الأن صوفي حتي يرانا نكيل لبعضنا الإتهامات بلا دليل ويا أخي بالفعل لي عامين لم أشارك لكن هذه الحلقات اليومية هي التي دفعتني لمتابعة ماذا يقول إخواني وحسبي الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:01 م]ـ
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين صدقت أخي في كل ما ذكرت الأن أريد منك أن تفند لي حجج الكتاني هذا و تبرز لي مواطن الخبل و الزلل عنده هذا الذي يدعوا للإستغائة بالبدوي و الحضري
ـ[محمد رفيع]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:11 م]ـ
أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنني لست هو إرتحت أخي عموما من الواضح أنني قد أخطأت واعتذر إليكم إخواني في الله عن المشاركة معكم.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:48 م]ـ
الأخ أبو داود الكناني (ما هكذا تورد الابل) , أحسن الظن باخيك محمد بارك الله فيك
الأخ محمد رفيع عنده حق فيما قال ولا يشك أحد عنده قليل من العلم بخصوص هذه المسائل ان الشيخين الكريمين ليسا متخصصين في هذه المسائل وخصوصا الحديث!!.
لا نعيب على الشيخ البلوشي انه ليس متخصص في هذا الأمر ولكن كان من الأفضل أن يكون مكانه من هو اهل لهذا كالشيخ عبد الرحمن دمشقية (على سبيل المثال) فليس معنى أنني أجيد الرد على الرافضة أي انني أرد على أي فرقة
ـ[أبو عزان]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:35 م]ـ
منهج الدكتور جلال الهاديء أقرب إلى القلوب من منهج الدكتور البلوشي حفظهما الله تعالى، وهو الإسلوب المناسب لمنهج الشيخ محمد يحيى الكتاني.
ـ[مختصر]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:01 ص]ـ
أرى والله أعلم أن المدعو محمد رفيع قد بالغ مبالغة ظاهرة فيما كتبه وإن كان فيما قاله بعض الصواب، وأما القول بأننا هزمنا هزيمة ساحقة ونحو ذلك فلا ينبغي.
وياليت إخواننا الأفاضل يكملون الرد على الشبه المعروضة في المستقلة من الكتاني الذي يريد إحياء ملة عمرو بن لحي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/192)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:35 ص]ـ
الأخ محمد رفيع محق في قوله أن الأستاذين ليسا بقويين في المناظرة
وهذا هو نفس ما قلته أنا في أول الموضوع_اللهم إلا الشيخ جلال فهو أفضل نوعا ما من البلوشي_
لكن وجه الغلو الذي قاله الأخ رفيع هو أن أهل السنة هزموا هزيمة ساحقة وهذا من أعجب العجب فالكتاني قد سُحق ليلة الأمس وحلقة اليوم من المشايخ الأفاضل الذين شاركوا خصوصا من السيد عبد المقصود ليلة أمس
أما ادعاء رفيع أن الكتاني من أهل العلم، فليس بصحيح لأن كل الجعجعة التي يجعجع بها إنما هي شبهات موجودة بالحرف من على الشبكة العنكبوتية، حتى أنه من جهله نقل أبيات ابن القيم من مدلس آخر، ولم يرجع ليتأكد من النونية، فكان ذلك وبالا عليه!
فأين العلم المزعوم
وقال الكتاني بالحرف (أنا لما رجعت للنونية وجدت أن ابن القيم يحكيها) إذن فمن أين أتى بها أصلا؟
ثم لماذا يتخفى خلف التلفاز ولا يأتي وجها لوجه كما قالو له
وأيضا قد زعمت يا أخ رفيع أن صديقك الكتاني مظلوم في الوقت، فقد أكذبك الشيخ جمعة أمين (المحايد)، حيث قال في حلقة اليوم (الكتاني يشتكي من الوقت، مع أنه له نصيب الأسد فيه)
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:41 ص]ـ
يا اخوان نحن لا تهمنا الشخوص؛ إنما نرد على كل رجل يحمل معتقد قبوري فاسد ضال مخالف لدعوة التوحيد ومنهج الرسل.
وأنا لم يتيسر لي الليلة متابعة حلقة اليوم 9/ 9 / 1430هـ فما هي الشبه التي طرحها القبوري الكتاني؟؟
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:44 ص]ـ
برامج مفيدة لكن فعلا ينبغي على د. محمد الهاشمي اختيار الشخصيات المتمكنة لإظهار الموقف الصحيح
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:46 ص]ـ
لم يطرح شبه _فيما أعلم_ إنما حديثه عن إمكانية أن يدعو الشخص ميتا ويقصد دعاء الله من باب المجاز
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:51 ص]ـ
الكتاني اليوم اضافة كلمة في حديث عثمان بن حنيف ليؤيد مذهبه
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:53 ص]ـ
هذه المناظرة تحتاج إلى أمثال الشيخ عدنان العرعور , والشيخ عبدالرحمن دمشقية , أما الشيخ أبو المنتصر والشيخ جلال فهما متخصصان في عقيدة الرافضة ..
ومشاركة الشيخ السيد عبدالمقصود كان لها أثر كبير , وننتظر مشاركة الشيخ عبدالرحمن دمشقية غدًا كما وعد الهاشمي , فالشيخ قد ناظر كثيرا من الصوفية في مسألة التوسل والاستغاثة , وله موسوعة في الرد على الأحباش , ومنها مسائل التوسل والاستغاثة ..
كان بودي أن لم يدخل الدكتور الهاشمي جماعة الإخوان في المناظرة , فبصراحة مشاركتهم تأخذ من الوقت , وفي نظري لا فائدة منها ..
وأتمنى من الإخوة إكمال الرد على الشبهات التي يوردها الصوفي محمد الكتاني.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:20 ص]ـ
كان بودي أن لم يدخل الدكتور الهاشمي جماعة الإخوان في المناظرة , فبصراحة مشاركتهم تأخذ من الوقت , وفي نظري لا فائدة منها ..
صدقت هذه النقطة كنت أحس فيها؛ فهو يتكلم بكلام خارج الموضوع لم نستفد منه شيئا؛ وكأني بالهاشمي جاء بهم طرف محايد!
ـ[مختصر]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:52 ص]ـ
من الشبه التي ذكرها القبوري قبل بضع ليال: الأثر الذي رواه الدرامي عن عائشة
قال الدارمي: حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه و سلم فاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق. (1/ 56)
ثم زعم أن هذا الحديث دليل على جواز التوسل، والجواب عن هذه الشبه سهل ولله الحمد وبيانه من وجهين:
1) من جهة ثبوت إسناده:
قال العلامة الألباني في كتابه النفيس التوسل (128):
وهذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن يزيد فيه ضعف. قال فيه الحافظ في (التقريب): صدوق له أوهام. وقال الذهبي في (الميزان):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/193)
(قال يحيى بن سعيد: ضعيف وقال السعدي: ليس بحجة يضعفون حديثه وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي وقال أحمد: ليس به بأس كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه)
وثانيها: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم ولو صح لم تكن فيه حجة لأنه يحتمل أن يكون من قبيل الآراء الاجتهادية لبعض الصحابة مما يخطئون فيه ويصيبون ولسنا ملزمين بالعمل بها
وثالثها: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل يعرف بعارم وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره. وقد أورده الحافظ برهان الدين الحلبي في (الاغتباط بمن رمي بالاختلاط) تبعا لابن الصلاح حيث أورده في (المختلطين) من كتابه (المقدمة) وقال:
(والحكم فيهم أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاطولا يقبل من أخذ عنهم بعد الاختلاط أو أشكل أمره فلم يدر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده)
قلت: وهذا الأثر لا يدرى هل سمعه الدارمي منه قبل الاختلاط أو بعده فهو إذن غير مقبول فلا يحتج به. انتهى
وراجع أحكام الجنائز (335) حاشية 1، ومشكاة المصابيح (5950)
2) من جهة المتن:
قال شيخ الأسلام:
وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح ولا يثبت إسناده و إنما نقل ذلك من هو معروف بالكذب و مما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة بل كان بعضه باقيا كما كان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بعضه مسقوف وبعضه مكشوف وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد ولم تزل الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم وكان نائبه على المدينة ابن عمه عمر بن عبد العزيز وكانت حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم شرقي المسجد و قبليه فأمره أن يشتريها من ملاكها ورثة أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فاشتراها وأدخلها في المسجد فزاد في قبلي المسجد و شرقيه ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد و إلا فهي قبل ذلك كانت خارجة عن المسجد في حياة النبي صلى الله عليه و سلم وبعد موته ثم إنه بنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف
وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين ولو صح ذلك لكان حجة و دليلا على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت ولا يسألون الله به وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه فأين هذا من هذا. الرد على البكري (68)
وقال: وأيضا فحجرة عائشة كان منها ما هو مكشوف لا سقف له كما روي عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد ولم تزل كذلك مدة حياة عائشة فكيف يحتاج أن يفتح في سقفها كوة إلى السماء
فإن قيل فتحت الكوة في قبل الحجرة محاذية للقبر فهذا كذب ظاهر فإن الحجرة لم يكن لها هناك كوة ينزل منها من ينزل لكنس الحجرة وإنما كان هذا بعد موت عائشة في أيام عمرت الحجرة
الثاني أن هذا الفعل ليس حجة على محل النزاع سواء أكان مشروعا أو لم يكن فإن هذا استنزال للغيث على قبره والله تعالى ينزل رحمته على قبور أنبيائه وعباده الصالحين وليس في ذلك سؤال لهم بعد موتهم ولا طلب ولا استغاثة بهم والاستغاثة بالميت والغائب سواء كان نبيا أو وليا ليس مشروعا ولا هو من صالح الأعمال إذ لو كان مشروعا أو حسنا من العمل لكانوا به أعلم وإليه أسبق ولم يصح عن أحد من السلف أنه فعل ذلك. تلخيص الإستغاثة.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:35 ص]ـ
الاخ مختصر راجع هذا الرابط ففيه رد موسع وردود جديدة
http://almjhol.com/showthread.php?t=975
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:48 ص]ـ
أخي (أبو عثمان_1) لماذا لا تشاركون في المستقلة , ولو بالاتصال على البرنامج , فأنا أعرف أنك من المهتمين في الرد على الصوفية , ومقالتك منتشرة , وفيها ردود ممتازة.
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[محمد سمير]ــــــــ[31 - 08 - 09, 05:03 ص]ـ
الحق هو ان نطالب بحضور متخصص في الحديث لان الشيخ البلوشي يفتقر الى هذا الامر اما الدكتور جلال فله تأثير لانه يتكلم بهدوء ومثل هذه الحوارات لا ينفع فيها اسلوب الشيخ البلوشي أدام الله عز السنة وأهل السنة وامات اصحاب البدع وعافانا الله منهم
ـ[محمد رفيع]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:28 ص]ـ
أخي موسي الكاظم قلت (وأيضا قد زعمت يا أخ رفيع أن صديقك الكتاني مظلوم في الوقت، فقد أكذبك الشيخ جمعة أمين (المحايد)، حيث قال في حلقة اليوم (الكتاني يشتكي من الوقت، مع أنه له نصيب الأسد فيه)
طالما أنكم هنا في هذا الملتقي الذي من المفروض أن يكون بوتقة وجعبة للعلماء بدلا من إساءة الظن بعباد الله وإتهامي بهذه التهمة الشنعاء التي اعتبرها إهانة وهي رميي بإخوة هذا الصوفي وأنا أتبرأ ممن يشتبه من مجرد كونهم صوفية سبحان ربي عندما قلت أننا هزمنا هزيمة ساحقة لم أقصد نتيجة الحلقات بل طالما أن من يحاجج عنا بمثل ضعف الشيخ البلوشي حفظه الله أو الدكتور جلال وإن كانت حلقة الأمس بالذات قد إنشرح لها صدري وقد أعطي الصوفي الكتاني ربع ساعة كاملة وكانت أدلته ضعيفة للغاية وأعجبني أمس الدكتور جلال في تناوله للقضية وبصراحة كان أمس يوم فشل للصوفية وكنت أتحرق لإشتراك شيخنا الجليل المعروف بقوة بيانه وأدلته الناصعة عبدالرحمن دمشقية ولكن اليوم إن شاء الله موعدنا معه.
وإني والله أضم صوتي إلي من يطالب بإلغاء حوار الشيخ جمعة فهو يجعجع بخطب ومواعظ فارغة لا تقدم ولا تؤخر وليس عنده إلا قال البنا كذا قال المرشد كذا ووالله قد مللت حديثه.
يا إخواني رجاءا أنصحكم وأنصح نفسي بعدم تسرعكم في إساءة الظن بإخوانكم ووالله إن استمريتم في إالقاء التهمة الباطلة علي من غير روية فسأشكوكم إلي ربي وحسبي الله ونعم الوكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/194)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:49 م]ـ
ألم أقل لك يا أخ رفيع أن الكتاني هذا لا يحتاج إلا لمناظرة أعرابي في الإستغاثة بالموتى؟ حجته في جواز قول المسلم يا بدوي مدد أي يا الله بجاه البدوي مدد عجيب أليس بلديكم في حاجة لمن يشرح له باب النداء و حروفه؟
ـ[أبو عزان]ــــــــ[02 - 09 - 09, 02:25 ص]ـ
أقول وبكل صدق فإن المستفيد الأكبر من هذا الحوار هو الفكر الأخواني، وقد استغل اليوم ممثل الأخوان الموقف وصال وجال مرددا قال الإمام البنا، وفعل البنا، وذكر البنا، وقال الأخوان، وفكر الأخوان، ومنهج الأخوان.
والله المستعان
ـ[محمد العوني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 02:57 ص]ـ
أقول وبكل صدق فإن المستفيد الأكبر من هذا الحوار هو الفكر الأخواني، وقد استغل اليوم ممثل الأخوان الموقف وصال وجال مرددا قال الإمام البنا، وفعل البنا، وذكر البنا، وقال الأخوان، وفكر الأخوان، ومنهج الأخوان.
والله المستعان
اتق الله يا رجل!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
الأستاذ جمعه أمين ممثل الأخوان فى الحوار -من خلال ما سمعته -كلامه حسن
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:13 ص]ـ
كنت أود المشاركة في المناقشة واتصلت مرارا ولم أستطع أن أشارك إلا في دقيقتين وبما أنه فاتني المشاركة أود أن أنقل لإخواني ما كنت أود أن أقوله ليستفيدوا منه ويضيفوا إليه فوائدهم
فهذه المشاركة التي كنت أود قولها اليوم:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول للكتاني لم أسمعك منذ بداية المناظرات إلى الآن جئت بدليل صحيح أو ضعيف على دعاء الميت من مكان بعيد من قبره ولكن رأيتك تأخذ هذا الحكم بالقياس والقياس لا يؤخذ به في الأمور الغيبية باتفاق العلماء فأنا أطالب الكتاني أن يأتينا بدليل واحد على جواز دعاء الميت من مكان بعيد أما نحن فأدلتنا على أن ذلك شرك لا حصر لها ولا عد كقوله تعالى: {ويقول ـ سبحانه ـ: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [النحل]
احتج على أن النبي يسمع من سلم عليه بحديث: " إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ". رواه النسائي والدارمي صححه الألباني.
وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ". رواه النسائي وحسنه الألباني.
على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الناس من مكان بعيد حتى بعد موته ونص الحديث يرد عليه فهو يخبر أن الملائكة تبلغه إذا هو لا يسمع الناس فكيف يقول الرسول يسمع من ناداه ويحتج بحديث يدل على عكس ما يقول ثم الحديث أخبر أن الملائكة تبلغه الدعاء له فكيف يحتج به على أنه يدعى هو نفسه من دون الله فهذا كالذي يحتج بالصلاة عليه على جواز الصلاة له فيقول ما دام أننا نصلي عليه إذا يجوز أن نصلي له والقياس أصلا في العقيدة وأمور الغيب مرفوض باتفاق الأمة فكيف بالقياس الذي يراد منه إباحة عبادة غير الله.
أكثر الكتاني من ذكر قصة الطبراني وأنه قال الجوع يا رسول الله وهي مع أنها ليست حجة في الشرع فالطبراني فعله ليس بحجة باتفاق المسلمين وهو أصلا ليس من السلف ليس من القرون الثلاثة الأولى ومع ذلك القصة لا تصح عنه وقد أدخل الكتاني في القصة ابن خزيمة وهو ليس في القصة مع أن ابن خزيمة ينص على اتفاق المسلمين على أنه لا يستعاذ بمخلوق فقد
قال الحافظ الكبير إمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة (223ـ311) في كتابه» التوحيد وإثبات صفات الرب «(ص 165):
» ... [عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال له رسول الله ×: أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك] () .... قال أبو بكر: أفليس العلم محيطا ـ يا ذوى الحجا ـ أنه غير جائز أن يأمر النبي × بالتعوذ بخلق الله من شرخلقه. هل سمعت عالما يجيز أن يقول أعوذ بالكعبة من شر خلق الله، أو يجيز أن يقول أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله، هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/195)
يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه «.
يستدل الكتاني على أن الميت يقدر ويسمع الناس وينفع ويضر بالقياس على الحي مع أن القياس لا يجوز في أمور العقيدة وهو قياس مصادم للنصوص فهو فاسد الاعتبار ومع ذلك هو لا يجعل الميت له نفس قدرة الحي وسماعه بل يزيد زيادة كبيرة حتى يجعله قريبا من الإله في سماعه وقدرته فيزعم أنه يسمع من كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وعلى اختلاف أحوال الناس ولغاتهم وأنه ينفعهم ويضرهم بإذن الله ورسول الله وهو حي لم يكن يسمع من يتحدث في نفسه لذلك لم يكن يعرف المنافقين {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)}
وكان من يكون بجانب حجرته ويخاطبه لا يسمعه لذلك ناداه بعض الأعراب من وراء الحجرات وعاتبهم الله بذلك وأمرهم أن يصبروا حتى يخرج إليهم لا أن يخاطبوه عن بعد ولم يكن له قدرة على أمور كثيرة ففي تبوك جاءوه وطلبوا منه أن يحملهم فقال لا أجد ما أحملكم عليه ولم يكن يعلم الغيب لا يعلم إلا أشياء محدودة يعلمه الله إياها لذلك لما اتهمت زوجته عائشة بالزنا لم يعلم كذب هذا الخبر من صدقه حتى نزل عليه الوحي والأنبياء قبله كذلك فيعقوب يرسل يوسف مع إخوته وهو لا يعلم أنهم سيلقونه في البئر يُذهب بيوسف إلى مصر وهو لا يعلم، يسجن يوسف ويخرج ويصبح وزيرا وهو لا يعلم سليمان يقول له الهدهد أحطت بما لم تحط به. فالهدهد يعلم شيئا لا يعلمه سليمان مع أنه نبي وقد أوتي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.
إبراهيم تأتيه الملائكة فيظنها ضيوفا من البشر ويقدم لهم عجلا مشويا فهو لا يعلم الغيب.
لوط تأتيه الملائكة فيقول هذا يوم عصيب لا يعلم أنهم ملائكة.
رأيتك تحتج بأدلة لا تدل على مطلوبك فأنت تبيح دعاء الأموات وخصمك يقول هو شرك أكبر وتحتج له بأدلة ليس فيها دعاء الأموات كحديث ابن عباس:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر؛ فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله] ().
رواه الطبراني الحديث في الطلب من الحي الحاضر فيما يقدر عليه وليس هذا محل النزاع ثم أنت تأبى أن تترك الاحتجاج بما يضعفه خصمك ولا يراه صحيحا وتقول من قال بهذا نقول لك علماءك يردون الأحاديث المتفق على صحتها من أجل تصحيح قواعدهم الكلامية فكيف تريد من خصمك أن يقبل أحاديث هي ضعيفة عنده مع شذوذ متونها لمخالفتها لمئات النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة.
وقد احتججت بقول المصلي: السلام عليك أيها النبي على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع فمن أين جئت أنه يسمع والحديث لم يذكر ذلك وهذا الأسلوب معروف في العربية وهو نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فهو خطاب المقصود به تصور المخاطب في النفس لا أنه يخاطبه خطابا يسمعه من خلاله ولا يخطر في بال مسلم هذا الذي تقوله وإن كنت تصر على أن كل من خاطب شيئا فإنه يسمعه ويجوز أن يدعوه فعمر قال للحجر الأسود:
وإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " فهل تجوز دعاء الحجر الأسود لأن عمر خاطبه "
وفي صحيح ابن حبان - (ج 3 / ص 171)
عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الهلال قال: (اللهم أهله علينا بالأمن الإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما نحب وترضى ربنا وربك الله).
قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح لغيره.
فلو أخذ أحد بقياسه لأجاز أن يدعى القمر وأن يدعى الحجر.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:22 ص]ـ
ومما كنت أود المشاركة به قبل ذلك ولم تتح لي الفرصة ما يلي:
حديث الخضر مع موسى يبطل قول الكتاني أن الجيلاني يسمع عن بعد فقد جاء في صحيح البخارى - (ج 15 / ص 407) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى مَا عِلْمُكَ وَعِلْمِى وَعِلْمُ الْخَلاَئِقِ فِى عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ"
فعلم الأنبياء والأولياء والجيلاني والبدوي والخلائق كلها هو بالنسبة لعلم الله كنقطة من بحر بالنسبة لعلم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/196)
فلا يمكن أن يكون الجيلاني يسمع جميع الخلائق في وقت واحد على اختلاف لغاتهم وأماكنهم لأن هذا من خصائص الرب سبحانه التي يتنزه الله سبحانه أن يجعلها لأحد من خلقه لأنه سبحانه منزه على أن يجعل لنفسه شريكا معه في صفاته.
وقد قال: "ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير "
وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ،وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)} [الأحقاف].
هذا نص عام ولا يجوز للكتاني أن يرده بحجة أنه يتحدث عن المشركين لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وقوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)} [العنكبوت].
فهذه الآية تبين أن المشركين الأوائل إنما كانوا يدعون غير الله عند الرخاء أما في الشدة فكانوا يدعون الله وحده مخلصين له الدين.
ولكن أنا أسأل الكتاني أنت إذا ركبت البحر وهاجت الريح وخفت الغرق فهل تدعو الله وحده أن يغيثك أم تدعو الجيلاني والبدوي والرفاعي.
قول الكتاني أن الآيات التي نزلت في الكفار لا يجوز أن نحتج بها على المسلمين هو تعطيل للقرآن وعزل له عن الاحتجاج به.
وإن الله سبحانه لم يذكر لنا بالتفصيل سبيل المشركين عبثا ولكنه ذكره لنا تحذيرا
بل إن الله سبحانه يبين لنا في سورة الفاتحة أن صراطه المستقيم هو المجانب لسبيل الكفار فهو غير صراط المغضوب عليهم ولا الضالين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وقد احتج النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين بآية نزلت في الكافرين
فقد جاء في سنن الترمذى - (ج 8 / ص 356) عَنْ أَبِى وَاقِدٍ اللَّيْثِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ففي هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يحتج بآية نزلت في المشركين على المسلمين وفيه أن اتباع سنن من كان قبلنا يكون في الشرك كما يكون في المعاصي ليس كما زعم الكتاني.
وكذلك احتج الرسول صلى الله عليه وسلم على علي رضي الله عنه بآية نزلت في المشركين وهي قوله تعالى: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا.
ففي الصحيحين عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ «أَلاَ تُصَلُّونَ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ «وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً»
جاء في زاد المسير - (ج 4 / ص 233) أنها نزلت في النضر بن الحارث أو في أبي بن خلف.
والمفسرون والفقهاء جميعا يحتجون بقوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)} [المائدة].
على على حكم قطاع الطريق من المسلمين مع أنها نزلت في الكفار كما صح عن أنس بن مالك في سنن أبي داود وأشار إلى ذلك البخاري في صحيحه.
وجاء في تفسير الرازي - (ج 6 / ص 44):
" قوله {الذين يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرض فَسَاداً} يتناول كل من كان موصوفاً بهذه الصفة، سواء كان كافراً أو مسلماً، أقصى ما في الباب أن يقال الآية نزلت في الكفار لكنك تعلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وقال القرطبي في تفسيره: (ج 8 / ص 92):
فإن قيل: فعلى هذا يجوز الاستدلال على المسلمين بما أنزل في الكافرين، ومعلوم أن أحكامهم مختلفة.
قيل له: لا يستبعد أن ينتزع مما أنزل الله في المشركين أحكام تليق بالمسلمين.
وقد قال عمر: إنا لو شئنا لاتخذنا سلائق وشواء وتوضع صحفة وترفع أخرى ولكنا سمعنا قول الله تعالى: " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " (2) [الاحقاف: 20].
وهذه الآية نص في الكفار، ومع ذلك ففهم منها عمر الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
فيمكن أن تكون هذه الآية من هذا النوع.
وهذا نفيس وبه يزول الاشكال ويرتفع الإبهام، والله أعلم.
وأما قول ابن عمر الذي ذكره البخاري معلقا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِى الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. 21/ 9
فليس معناه أنه لا يحتج بالآيات التي نزلت في الكفار على المسلمين ولكن معناه أن الخوارج جاءوا إلى آيات تذكر أن الكفار مخلدون في النار فجعلوها في المسلمين الذين لم يرتكبوا الشرك والكفر ولكن وقعوا في الكبائر دون الشرك. كقوله تعالى: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/197)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:29 ص]ـ
وقد أشار الكتاني إلى أن الدعاء المذكور في الآيات التي ذكرها الفاضلان البلوشي وجلال الدين أنها بمعنى العبادة وهي موجهة لعباد الأصنام بهذا المعنى كان جوابه للهاشمي حين سأله عنها وزعم أن المفسرين يقولون ذلك وجوابه ما يلي:
قوله أن الدعاء الوارد في الآيات بمعنى العبادة فقط وعلى ذلك المفسرون أقول له قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} [فاطر]
قال الإمام أبو عبد الله القرطبي ـ رحمه الله ـ:
» قوله تعالى [إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم] أي: إن تستغيثوا بهم في النوائب، لا يسمعوا دعاءكم؛ لأنها جمادات لا تبصر ولا تسمع. [ولو سمعوا ما استجابوا لكم] إذ ليس كل سامع ناطقا.
وقال قتادة: المعنى لو سمعوا لم ينفعوكم، وقيل: أي لو جعلنا لهم عقولا وحياة فسمعوا دعاءكم، لكانوا أطوع لله منكم، ولما استجابوا لكم على الكفر. [ويوم القيامة يكفرون بشرككم]، أي: يجحدون أنكم عبدتموهم ويتبرؤون منكم، ثم يجوز أن يرجع هذا إلى المعبودين مما يعقل كالملائكة والجن والأنبياء والشياطين، أي: يجحدون أن يكون ما فعلتموه حقا وأنهم أمروكم بعبادتهم كما أخبر عن عيسى بقوله: [ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق] ويجوز أن يندرج فيه الأصنام أيضا؛ أي يحييها الله حتى تخبر أنها ليست أهلا للعبادة «().
وقال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ:
» [والذين تدعون من دونه]،أي: من الأصنام والأنداد، التي هي على صورة من تزعمون من الملائكة المقربين [ما يملكون من قطمير] قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ومجاهد وعكرمة وعطية العوفي والحسن وقتادة وغيرهم: القطميرهو اللفافة التي تكون على نواة التمرة، أي لا يملكون من السموات والأرض شيئا ولا بمقدار هذا القطمير. ثم قال تعالى: [إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم] يعني الآلهة التي تدعونها من دون الله لا تسمع دعاءكم؛ لأنها جماد لا أرواح فيها [ولو سمعوا مااستجابوا لكم]، أي: لا يقدرون على شيء مما تطلبون منها [ويوم القيامة يكفرون بشرككم]،أي: يتبرؤون منكم، كما قال تعالى: [ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين] وقال تعالى: [واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا] «().
وماذا قال الآلوسي في تفسير قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [النحل].
قال الآلوسي ـ أجزل الله مثوبته ـ:
" [والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون] ما أعظمها آية في النعي على من يستغيث بغير الله تعالى من الجمادات والأموات، ويطلب منه ما لا يستطيع جلبه لنفسه، أو دفعه عنها " ().
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:35 ص]ـ
يا إخواني إن كلام الكتاني أنه ما دام أنني أعتقد أن الولي لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله لا يكون هذا شركا هو نفس كلام كفار قريش فلا تغفلوا عن ذلك وإليكم الدليل وقد أشار البلوشي اليوم إلى شيء من ذلك فجزاه الله خيرا
جاء في صحيح مسلم - (ج 7 / ص 401) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ - قَالَ - فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَيْلَكُمْ قَدْ قَدْ». فَيَقُولُونَ إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ. يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ"
.
وقوله تعالى: {31 - 33} {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [يونس].
وقد أخبر الله عنهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فأي فرق بين كلام هؤلاء وكلام الكتاني من تأمل المسألة لا يجد أي فرق بل إن كلام كفار قريش كان أقل شركا.
ونقول للكتاني
ثم الدعاء هو العبادة بنص حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنت أجزت صرفه لغير الله على وجه الاستشفاع يلزمك أن تجيز سائر العبادات على وجه الاستشفاع فتبيح السجود للقبر على وجه الاستشفاع والصلاة للولي على وجه الاستشفاع وبإمكانك أن تقول كما قلت في مدد يا رسول الله أن معناه مدد يا الله فالذي يصلي لغير الله أيضا هو يصلي لله.
وإذا كان مدد يارسول الله عند الكتاني تساوي مدد يا الله فالذي يقول رسول الله يخلق تساوي فيما يلزمه أن الله يخلق فيكون ذلك جائزا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/198)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:42 ص]ـ
وفي الحقيقة كما قال بعض الإخوة شبهات الكتاني لا وزن لها مطلقا عند طلبة العلم ولكن حتى لا ينخدع بها عامي لا يعرف علينا أن نجمعها ونرد عليها ردا وافيا فهل يوجد أحد منكم أيها الأفاضل يستطيع أن يفرغ لنا كلام الكتاني وينزله في المنتدى ونرد عليه متعاونين حرفا حرفا ثم نلخص الرد وننشره في المنتديات والمواقع ليعلم كل مسلم أن من أشرك بالله لا برهان له وما هي إلا شبهات زائفة وأباطيل وأكاذيب واستدلالات في غير محلها.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:52 ص]ـ
الأستاذ جمعه أمين ممثل الأخوان فى الحوار -من خلال ما سمعته -كلامه حسن
لكنه هون من شأن دعاء غير الله في الحلقة السابقة وجعله من المسائل الخلافية التي يتسع فيها الخلاف ولكن اليوم حسن من موقفه لعله بعد أن سمع كلام الشيخ القرضاوي ولعل المسألة لم تكن واضحة عنده
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:54 ص]ـ
ونقول للكتاني وزعمت أنها مسألة خلافية أي دعاء غير الله بناء على أن متأخري الصوفية أباحوها أقول قول متأخري الصوفية لا ينقض إجماع السلف فقد أجمعت الأمة قبل أن يأتي متأخروا الصوفية على منع دعاء غير الله نقل هذا الإجماع ابن خزيمة وابن تيمية وابن عبد الهادي وابن القيم قال ابن عبد الهادي: في الصارم المنكي: " ولو جاء إنسان إلى سرير الميت، يدعوه من دون الله، ويستغيث به، كان هذا شركا محرما، بإجماع المسلمين "
ثم الذي يعلم ما في كتب الصوفية يقطع بأن آراء الصوفية لا يعتد بها في دين الإسلام.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 05:09 ص]ـ
من الفوائد التي ذكرها الشيخ عبد الرحمن دمشقية اليوم على أن طلب الدعاء لا يكون إلا مع اللقاء ولا يكون من البعيد ما يلي:
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 539)
عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض، فدعا الله له فأذهبه الله، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر له "، قال: فلقيه عمر فقال: استغفر لي، فاستغفر له.
وذكر أن عائشة رضي الله عنها حين تركها الجيش في الصحراء ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم فهو لا يعلم الغيب ثم هي لم تناده من الصحراء حتى جاءت مع رجل غريب فلو كان يعلم الغيب أو كان لعائشة أن تناديه من مكان بعيد فكيف تركها ترجع مع رجل غريب فهذا يؤدي إلى الطعن بشرفه صلى الله عليه وسلم حاشاه حاشاه ولكن هذا لازم كلامهم.
هذا مما أوضحه الشيخ دمشقية اليوم أو نحوه.
فجزاه الله خيرا.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:50 ص]ـ
أنا أرشح الشيخ الفاضل فيصل بن قزار الجاسم حفظه الله من الكويت؛ وهو صاحب كتاب "الأشاعرة في ميزان أهل السنة" وكتاب "الرد على شبه المتوسلين" أو شيء من هذا.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:04 ص]ـ
قال العلامة أبوعبدالرحمن الألباني -عليه رضوان من الرحمن-:
"قلت: وقول ابن مسعود "قلنا: السلام على النبي" يعني أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون:
"السلام عليك أيها النبي" في التشهد والنبي صلى الله عليه وسلم حي, فلما مات عدلوا عن عن ذلك وقالوا: "السلام على النبي"0 ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم
ويؤيده أن عائشة
رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة "السلام على النبي" رواه السراج في "مسنده" (ج9/ 1/ 2) والمخلص في "الفوائد" (ج11/ 54/ 1) بسندين صحيحين عنها0
قال الحافظ رحمه الله رحمه الله تعالى: "هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: "السلام عليك أيها النبي"
بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة, فصاروا يقولون: "السلام على النبي"0
وقال في موضع آخر: "قال السبكي في "شرح المنهاج" بعد أن ذكره هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: "إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب فيقال: "السلام على النبي", قلت: قد صح بلا ريب (يعني لثبوت ذلك في "صحيح البخاري") , وقد
وجدت له متابعا قويا, قال عبد الرزاق: أخبرني ابن جريج: أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: "السلام عليك أيها النبي" فلما مات قالوا: "السلام على النبي" وهذا إسناد صحيح, وأما ما روى سعيد بن منصور من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد فذكره0 قال: فقال ابن عباس: إنما كنا نقول: السلام عليك أيها النبي إذا كان حيا, فقال ابن مسعود: هكذا علمنا, وهكذا نعلم, فظاهر ان ابن عباس قاله بحثا, وأن ابن مسعود لم يرجع إليه, لكن رواية أبي معمر أصح؛ (يعني رواية البخاري) لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه, والإسناد إليه مع ذلك ضعيف"0
وقد نقل كلام الحافظ هذا جماعة من العلماء المحققين أمثال القسطلاني والزرقاني واللكنوي وغيرهم, فارتضوه ولم يتعقبوه بشيء, وللبحث مع ذلك تتمة ذكرتها في الأصل0 "
قلت: وقد طبع الأصل فلعل من عنده الأصل يحرره لنا هنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/199)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:35 م]ـ
التفريق بين الحياة والموت لا يزيل الشبهة إن كان هناك شبهة لأن قولهم السلام أيها النبي كانوا يقولونه في حياته صلى الله عليه وسلم وهم بعيدون عنه ولكن جواب الشبهة هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: " السلام عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاته. والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا، يخاطب من يتصوره في نفسه إن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب "
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي غالب الساقي على هذا المجهود
ونقول أن (السلام عليك أيها النبي) ليس فيها طلب من النبي عليه الصلاة والسلام شيئا، وليس فيها استغاثة به!، فأين هذا من ذاك!
ويُستفاد من نقل ابن مسعود عن الصحابة أنهم قالوا في التشهد (السلام على النبي .. ) دليل على أن مذهبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمعهم بعد موته، وإلا لكان قوله هذا ضربا من اللغو
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:12 م]ـ
الصوفي محمد الكتاني عندما أفلس , قرر الانسحاب (الهروب) , لأن كلامه لا يقبله العقل , فكيف تكون الاستغاثة بمعنى التوسل , هذا لا يقبله العقل ولا اللغة ..
وكيف يكون قول: مدد يا رسول , أي: مدد يا الله بحق رسول الله!
استغرب جدًا من هذه العقول والأفهام.
ثم بعد ذلك يصف المشاركين بأنهم جهال , وحوارهم عقيم!
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:58 م]ـ
الذي فهمته من كلام الكتاني في مدد يا رسول الله أنها تعني مدد يا الله أنه يقصد أن الداعي يطلب من رسول الله أن يتوسط له عند الله في تحقيق حاجته وهذا نفس ما كان عليه كفار قريش في عبادة الأوثان " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " فلم يأت الكتاني بمذهب جديد وإنما جاء بنفس مذهب عباد الأوثان.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[02 - 09 - 09, 11:26 م]ـ
التأكيد الدائم منكم على ضعف المتحاورين (د/جلال الدين-الشيخ البلوشي) استغله الشيخ الصوفي في بيانه المهاجم للحوار وللقناة ومديرها ففي البيان الذي أطلقه محمد الكتاني ممثل الصوفية ووضعه في مدونته الجديدة أوضح أن أن المتحاورين لم يكونا في مستواه العلمي!!!!! واستشهد على ضعفهما مما ورد في بعض المنتديات السلفية من المطالبة بتغييرهما لأنهما ليسا جديرين بهذه المحاورات.
أرأيتم البيان الذي أصدره الكتاني هذا الذي يعلن فيه انسحابه من البرنامج ومن الحوار على المستقلة؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:11 ص]ـ
التأكيد الدائم منكم على ضعف المتحاورين (د/جلال الدين-الشيخ البلوشي) استغله الشيخ الصوفي في بيانه المهاجم للحوار وللقناة ومديرها ففي البيان الذي أطلقه محمد الكتاني ممثل الصوفية ووضعه في مدونته الجديدة أوضح أن المتحاورين لم يكونا في مستواه العلمي!!!!! واستشهد على ضعفهما مما ورد في بعض المنتديات السلفية من المطالبة بتغييرهما لأنهما ليسا جديرين بهذه المحاورات.
يا عابد القبر كيف لو أبصرت علمائنا؟؟ ولا أدري أيه القبوري لماذا تزكي نفسك وتمدحها وأنت منسحب؟؟
يا عابد القبر لو كنت على حق لما شابهت الروافض بعبادتك للقبر: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ؛ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:03 ص]ـ
[ QUOTE= محمد مبروك عبدالله;1111931] التأكيد الدائم منكم على ضعف المتحاورين (د/جلال الدين-الشيخ البلوشي) استغله الشيخ الصوفي في بيانه المهاجم للحوار وللقناة ومديرها ففي البيان الذي أطلقه محمد الكتاني ممثل الصوفية ووضعه في مدونته الجديدة أوضح أن أن المتحاورين لم يكونا في مستواه العلمي!!!!! واستشهد على ضعفهما مما ورد في بعض المنتديات السلفية من المطالبة بتغييرهما لأنهما ليسا جديرين بهذه المحاورات.
أرأيتم البيان الذي أصدره الكتاني هذا الذي يعلن فيه انسحابه من البرنامج ومن الحوار على المستقلة؟
هذا رابطه:
[ QUOTE]
بارك الله فيك
هؤلاء هم الصوفية كما عرفناهم يأتي أحدهم بعجره وبجره ويتكلم وكأنه أعلم الناس - وربما يحقه له في الفكر الصوفي لأن الصوفي يصل مرحلة يقول فيها حدثني قلبي عن ربي -، ثم يقوم بطرح شبهات مستدلا بأحاديث ضعيفة موضوعة أو صحيحة ليس فيها دلالة شبهته، ولما يتم الرد عليه يقوم برمي المخالف له بالجهل ويتظلم بأنه لم ينصف، ثم ينسحب ويفتح له موقع أو منتدى حيث لا يعارضه أحد.
المشكلة كانت فيمن لا يعلم حقيقة العقيدة الصوفية ولا يعلم شبهاتهم وإلا ما سمعت شيئا جديدا قاله محمد الكتاني غالب الشبه التي طرحها رددنا عليه في موقع التصوف العالم المجهول وغيره من المواقع التي تناقش الصوفية، وأقولها بصراحة الأكثر من أهل السنة الجماعة مهتمين إما بالرافضة أو بالاشاعرة، وتاركين الصوفية، فلذلك كانت الشبهات ربما جديدة عليهم وإن كانت شبهات الصوفية والرافضة واحدة في مسألة التوسل والاستغاثة.
ثم القشة التي قصمت ظهر البعير هي التوقيع على البيان فلا يأتى ببالكم أن الصوفية يوقع على بيان يقول فيه ان دعاء غير الله شرك!! هذه انسوها والصوفية الذي يقول هذا اعلموا انه ترك التصوف، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/200)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 05:24 ص]ـ
المناظر لأهل البدع يجب أن يكون دارسا لكتبهم عارفا بشبهاتهم ولا يكتفي بما عنده من أدلة واضحة على ما يقول فإن الشبهات لا بد من الرد عليها مهما كانت واهية ولا وزن لها في العلم وقد ألف النبهاني كتابه الكبير: شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق.
ورد عليه الآلوسي في مجلدين غاية الأماني في الرد على النبهاني.
ورد شيخ الإسلام شبهات البكري في الاستغاثة في مجلدين.
وللسقاف رسالة صغيرة: الإغاثة في أدلة الاستغاثة.
من يعلم شبهات هؤلاء القبورية يزداد يقينا أن من دعا غير الله لا برهان له به.
ولكن الشبهات لن يعدم منها أحد من أهل الباطل سواء أكان منتسبا للإسلام أم لا.
فعلى أهل الحق أن يصابروا أهل الباطل وأن يحفظوا شبهاتهم حفظا مع الرد عليها حتى ينصر الله بهم الحق ولا يحصل تشويش على الجهال بسببها.
كثير من السلفيين من طلبة العلم يعرض عن شبهات أهل البدع استخفافا واحتقارا لها وهي كذلك ولكن مجاهدة الباطل تقتضي منا أن نعتني بمعرفتها عناية فائقة للذب عن الإسلام حتى لا يفسد هؤلاء الإسلام كما أفسد علماء اليهود والنصارى دينهم وحولوا العوام إلى الشرك بعد التوحيد.
فعلى كل من يتصدى لمناظرة أهل البدع أن يكون قارئا لكتبهم في الموضوع الذي يناقش فيه متأكدا أنه قادر على الرد عليها ردا مزيلا للشبهة مقيما للحجة وإلا أفسد أكثر مما يصلح.
وأنا أرجو من الإخوة في هذا المنتدى المبارك أن يساهموا في رد شبهات أهل البدع وأن يتناولوا كل شبهة تطرح في المناظرة بالبحث العلمي الدقيق حتى لا تنقضي المناظرة إلا وقد عرف كل باحث شبهات هؤلاء القبورية مع الرد عليها مما يعزز التوحيد في النفوس ويزيل عنها علائق الشرك.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:40 ص]ـ
لماذا لا يشارك مشائخ من أمثال د. سعد الحميد وبندر الشويقي و الهدلق وغيرهم ...
هل هي عيب؟؟ أم أنهم لا يرونها تستحق المشاركة؟؟ Question
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:45 ص]ـ
لا فض الله فوك أخي غالب الساقي
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:53 ص]ـ
لكنه هون من شأن دعاء غير الله في الحلقة السابقة وجعله من المسائل الخلافية التي يتسع فيها الخلاف ولكن اليوم حسن من موقفه لعله بعد أن سمع كلام الشيخ القرضاوي ولعل المسألة لم تكن واضحة عنده
بارك الله فيك
لم اتابع كل ما قاله ولكن من خلال مقتطفات من كلامه وكما قلت
-من خلال ما سمعته -كلامه حسن
ـ[أبو عزان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:46 م]ـ
رأيت في الحلقة قبل الماضية كيف أن الدكتور محمد الهاشمي، منع الدكتور أبو المنتصر البلوشي ـ حفظه الله تعالى ـ من ذكر اسم اليهود والنصاري في الحديث النبوي الشريف الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في منع البناء على القبور، وقد إستجاب الدكتور حفظه الله لذلك ولم يذكرهم.
فهل يحق للدكتور الحامدي وإن كان هو صاحب القناة أن يمنح الشيخ الدكتور حفظه الله من ذكرهم؟
وهل يحق للدكتور أبو المنتصر حفظه الله تعالى في الإنصياع لكلامه وعدم ذكرهم؟
والمصيبة أن الكثير من المشاهدين أخذوا هذا المقطع من الحوار، وصاروا ينشرونه في مواقع الأنترنت، ويشنعون بسببه على الشيخ الدكتور أبو المنتصر.
أتمنى أن أجد ردا على هذا المسألة.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:01 م]ـ
نلمتس له العذر أن يكون مضطرا لذلك.
فأظنه لا يستطيع ذلك يخشى إغلاق القناة من قبلهم إن صرح بأسمائهم في لعنهم.
والله سبحانه يقول: إلا أن تتقوا منهم تقاه.
ومن كان له رأي آخر فلا يشنع على المخالف في مسائل تحتمل الاجتهاد.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:12 م]ـ
يا طلبة العلم أين أنتم لم لا تكتبون هنا مسائل علمية ورد شبهات تتعلق بالمناقشة يرجع إليها من احتاجها كم من حديث ذكر في المناقشة يحتاج إلى تخريجاتكم وتحقيقاتكم كم من مسألة لغوية وقاعدة أصولية ذكرت ولم يتسع المجال لبسطها في المناقشة يحسن مناقشتها هنا
أما سمعتم البارحة خلط الشيعي وقواعده المنحرفة عن الإسلام كيف جعل أفعال أهل البدع حجة في الإسلام وكيف شكك في الأحاديث مع اعترافه بصحتها بحجة أنها آحاد.
أما سمعتم كيف يجعل جمعة أمين الاستغاثة بغير الله واتخاذ القبور مساجد من المسائل الخلافية ويقول لا إنكار في مسائل الخلاف.
والشبهات التي يذكرها العزامي مع عدم سلامة الاستدلال بها لم لا تردون عليها
فأين طلبة العلم الأفاضل أهل الحديث حماة السنة والتوحيد
من لم يتيسر له المشاركة في المناقشة في القناة فعلى الأقل يكتب هنا ويشارك في مباحث علمية تفيد الأمة وتزيل عنها أدران الشرك والبدعة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 09 - 09, 05:20 م]ـ
حقيقة أنا في عجب من حال هؤلاء القوم! وكيف أنهم يفسرون الآيات ويحملونها ما لا تحتمل؛ والله تعالى يقول في كتابه:
(إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون)
ويقول غلاة الصوفية في تفسير حديث: (أن اليهود والنصارى اتخذوا قبور آنبيائهم مساجد) يقول: مساجد مأخوذة من السجود؛ أي انهم يسجدون لتلك القبور؛ ولا يعني هذا تحريم بناء المساجد على القبور؛ لأنه لا يلزم أن كل مسجد فيه قبر يسجد فيه لذلك القبر!!
وأقول: يبدوا أن الصوفية وأشباههم عجمت ألسنتهم فأضاعوا العربية ولغة العرب؛ ويبدوا أننا نحتاج أن نأتي لقناة المستقلة بأعرابي من البادية يفصل بينهم؛ كما كان يفعل بين الكسائي وسيبويه؛ وأنا بهذا البدوي زعيم!
ألم يقل الله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ) فالمعنى أنه: (يسبح له فيها بالليل والنهار) فهل يجوز أن نسميها مسابح؟؟ بدل مساجد!
سبحان الله أصبح الفرس وأذنابهم يعلموننا عربيتنا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/201)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:29 م]ـ
نحن لا ننفي المعنى الذي ذكره مساجد يسجد إليها أو عليها ولكن المعنى يعم بناء المساجد عليها أيضا وحديث الصحيحين نص صريح في ذلك: "وبنوا على قبره مسجدا "
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:03 م]ـ
أما حذف اسم اليهود والنصارى فقد ذكر سببه في أكثر من حلقة وهو أن هناك من اليهودوالنصارى وغيرهم من يترصد للقناة وقد سبق أن نشروا في الجرائد وتكلموا في قنواتهم وشوهوا سمعة القناة وهددت بالإغلاق
فذكرهم يسبب إغلاق القناة وإثارة الضجة عليها في بريطانيا ولاداعي لذلك وحذف اسمهم لن يغير من الامر شيء
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:10 م]ـ
اذكر أن الشيخ دمشقية قال إنه اعتكف شهرا في مكتبة في مصر يبحث في كتب الصوفية ويصور منها ثم خرج وأعلن التحدي على الصوفية وقال من أراد أن تثكله أمه فليناظرني
وللأسف
الهاشمي يتجاهله إما لموقف نفسي وإما لأن دمشقية يرعب الخصوم ويزلزلهم فيرفضون مناظرته واستضافته
وماذا عند جلال وفقه الله حتى في أمر الشيعة هو متخصص اكاديميا فقط وهذا لايكفي وليس مثل دمشقية ولاقريبا منه
وأيضا البلوشي ليس متخصصا في الصوفية ولكن الهاشمي ربما يجني على السنة فالمناظرة ليست أمرا هينا إذا فشل فيها طرف أصبحت عليه كارثة
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:43 ص]ـ
أخي خالد السهلي ..
أوافقك أن الشيخ دمشقية متمكن في مناظرة الصوفية , واستمعت لبعض مناظراته , فهو يعرف جميع شبههم
وله كتب عن الصوفية والأحباش وغيرهم ..
أما الدكتور جلال - حفظه الله- فمن شاهد مناظرته مع الرافضة علم أنه متمكن في مناظرة الرافضة , وكانت له فوائد لم يذكرها غيره , وهذه وجهة نظري , ولكن مثل هذه المناظرات تحتاج إلى شخص متخصص في الحديث , لأن الصوفية لا يحتجون إلا بالضعيف أو الموضوع.
ومن شاهد مناظرة الشيخ عدنان العرعور مع الصوفية في قناة المستقلة علم ذلك , حيث أن الشيخ عدنان متخصص في الحديث , فتجد أن الصوفية حار أمرهم فيه ..
وكان بودي أن لو شارك الشيخ عبدالرحمن دمشقية بدلا عنهم ..
ويمكن أن نكتب للهاشمي رسائل عبر البريد الالكتروني نطالب فيه أن يشارك في البرنامج الدكتور عبدالرحمن دمشقية ..
وأشكر أخينا غالب الساقي على مشاركته الجميلة , ولكن الوقت لم يسعفه ..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
بارك الله فيك
أود من إخواني من أهل الحديث تحقيق هذا الخبر الذي احتج به الصوفي الليلة
جامع الأحاديث - (ج 25 / ص 87)
27677 - عن أبى سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: قال أبو بكر أين ندفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال قائل منهم عند المنبر وقال قائل منهم حيث كان يصلى يؤم الناس فقال أبو بكر بل يدفن حيث توفى الله نفسه فأخر الفراش ثم حفر له تحته (ابن سعد) [كنز العمال 18743]
أخرجه ابن سعد (2/ 292).
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:32 ص]ـ
أخي غالب الساقي ..
عليك بالأخ أبي عثمان , فهو ذكر أكثر شبه الصوفية , ورد عليها , وهذه الشبهة في نظري من الشبه المعروفة
الأخ أبو عثمان يكتب في منتدى التصوف العالم المجهول. .
وأشكرك على مشاركتك هذه الليلة ..
سؤال بارك الله فيك
ما تكلفة المكالمة للإتصال على البرنامج الحوار الصريح؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:03 ص]ـ
بارك الله فيك
أود من إخواني من أهل الحديث تحقيق هذا الخبر الذي احتج به الصوفي الليلة
جامع الأحاديث - (ج 25 / ص 87)
27677 - عن أبى سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: قال أبو بكر أين ندفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال قائل منهم عند المنبر وقال قائل منهم حيث كان يصلى يؤم الناس فقال أبو بكر بل يدفن حيث توفى الله نفسه فأخر الفراش ثم حفر له تحته (ابن سعد) [كنز العمال 18743]
أخرجه ابن سعد (2/ 292).
هذا بحث سريع حول الروايات الواردة في ذلك
قال ابن سعد في الطبقات
ذكر موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/202)
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر: أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال قائل منهم: عند المنبر , وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤم الناس , فقال أبو بكر: بل يدفن حيث توفى الله نفسه , فأخر الفراش ثم حفر له تحته.
ثم قال
أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وضع على سرير في بيته وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ادفنوه في مسجده , وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه بالبقيع , قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض. فرفع فراش النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه ثم حفر له تحته.
فهذه الروايات لاتثبت، فالرواية الأولى مرسلة على مافي رواية محمد بن عمرو بن علقمة من كلام.
والرواية الثانية في سندها الواقدي وهو متروك، ورواية داود بن الحصين عن عكرمة مضطربة.
وقد وردت متابعة
رواها ابن إسحاق كما عند ابن ماجه في سننه (1628) وغيره
قال: حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا للنبي صلى الله عليه وسلم - الحديث وفيه: - وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده. وقال قائل: ندفنه مع أصحابه. فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض)) ... إلى آخره.
وسنده ضعيف، وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي
قال الذهبي في ميزان الاعتدال - (1/ 537)
الحسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس الهاشمي المدنى.
عن ربيعة بن عباد، وكريب، وعكرمة.
وعنه ابن جريج، وابن المبارك، وسليمان ابن بلال وجماعة.
قال ابن معين: ضعيف.
وقال أحمد: له أشياء منكرة.
وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه.
وقال أبو زرعة وغيره: ليس بقوى.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن معين - مرة: ليس به بأس، يكتب حديثه.
وقال الجوزجانى: لا يشتغل به.
وقال العقيلى: حدثنا آدم، سمعت البخاري يقول: يقال حسين بن عبدالله ابن عبيدالله بن عباس، وعبد الله بن يزيد بن فنطس يتهمان بالزندقة. انتهى.
وجاء في المجروحين لابن حبان - (1/ 242)
حسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي من المدينة
يروى عن كريب وعكرمة، روى عنه ابن عجلان، يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، مات سنة إحدى وأربعين ومائة وكنيته أبو عبد الله وصلى عليه محمد بن خالد القسرى والى المدينة زمن أبى جعفر، سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدرامى يقول: سألت يحيى بن معين عن حسين بن عبدالله الذى روى عنه ابن إسحاق فقال: ضعيف. انتهى.
فهذا الرواي شديد الضعف.
وذكر الإمام مالك رحمه الله في الموطأ ـ كتاب الجنائز ـ ما جاء في دفن الميت
حديث: (546) أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء وصلى الناس عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد فقال ناس: يدفن عند المنبر , وقال آخرون يدفن في البقيع.
وهذا بلاغ بلا سند لم يتصل من وجه صحيح.
وروى البيهقي في الدلائل (7ـ261) وغيره من طريق محمد بن عمر الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: في البقيع فإنه كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل منهم عند منبره، وقال قائل منهم في مصلاه .... .
فهذه الرواية مرسلة وهي من من طريق الواقدي وهو متروك،وفيها غير ذلك.
وقد وردت روايات صحيحة متصلة بذكر قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيها ذكر للمسجد أو القبر، وهذه الروايات أصح وأثبت.
فتبين بهذا أن روايات ذكر المسجد أو المنبر شديدة الضعف لاتثبت، والله أعلم.
ومما يبين نكارة هذه الروايات مخالفتها للأحاديث الصحيحة.
وهذا بحث آخر رأيته لأحد الإخوة في الملتقى
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:46 ص]ـ
2. (الكلام على رواية ابن ماجه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/203)
? إسناد الحديث:- حدثنا نصر بن علي الجهضمي أنبأنا وهب بن جرير نا أبي عن محمد ابن إسحاق ثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا.
? متن الحديث:- "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض".
? تخريج الحديث:- أخرجه ابن ماجه في (سننه- 1628) وأبو يعلى في (مسنده - 23,22) وابن عدي في (الكامل - 3/ 760) والطبري في (تاريخه -3/ 213) كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله به.
الكلام على الإسناد:- محمد بن إسحاق هذا ابن يسار المدني نزيل العراق صاحب السيرة اضطرب في إسناده أو اختلف عليه من ثلاثة وجوه
الأول:- روى وهب بن جرير نا أبي عن محمد بن إسحاق ثني حسين بن عبد الله
به.
الثاني:- وروى سعيد بن يحي الأموي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عروة عن عائشة عن أبي بكر مرفوعا. رواه المروزي في (مسند أبي
بكر- 136)
الثالث:- روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن الحصين أو محمد بن جعفر بن الزبير (على الشك) عن أبي
بكر مرفوعا منقطعا.
(رواه البيهقي انظر:- البداية والنهاية 5/ 267)
هذه الرواية الأخيرة مما اضطرب فيه شديدا كما ترى. ومحمد بن إسحاق ابن يسار وإن كان صدوقا وقد تكلم فيه من قبل حفظه ومع ذلك فهو مدلس ومن الأئمة من رمى عليه بالتشيع والقدر. ومنهم من كذبه مثل معتمر قال عن أبيه:- 'لاترو عن إسحاق فإنه كذاب' وكذا مالك قال فيه:- 'دجال من الدجاجلة' وقال أيضا:-'كذاب' وكذا قال الإمام الفريابي قال:-'زنديق' ويحي ابن سعيد قال:- 'كذاب'.
(انظر:- الكامل لابن عدي 5/ 102 - 112)
وقد كنت قرأت أن سبب تكذيب ابن إسحاق كان بالتحامل. وكلام غيره كان بما وقع بينه وبين هشام بن عروة بسسب امرأته فاطمة بنت المنذر. وهو الصحيح لاعتماد الأئمة الذين جاءوا من بعدهم على هذا القول وكذا محمد ناصر الدين الألباني. والله أعلم.
أقوال الأئمة فيه:-
قال الإمام ابن معين فيه:- 'ثقة ليس بحجة'
وقال الإمام شعبة:- 'صدوق'
وقال الإمام أحمد:-'حسن الحديث وليس بحجة'
وقال الإمام علي بن المديني:-'حديثه عندي صحيح لم أجد له إلا حديثين منكرين'
وقال الإمام الدارقطني:- 'لايحتج به'
الطريق الثاني:- أبو سعيد يحيى الذي في هذا الطريق قال فيه ابن حجر 'صدوق يغرب'
(انظر:-التقريب 375)
في هذا الطريق علتان.
العلة الأولى:- جهالة شيخ محمد بن إسحاق ولأنه إذا حدث عن أقوام مجاهيل يأتي بالأباطيل كما قال يعقوب بن شيبة.
(انظر:-تهذيب التهذيب 9/ 39.38)
العلة الثانية:- النكارة, لأن المعروف عن عائشة قولها 'فلولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا' رواه البخاري (3/ 156.198.8/ 114)
(انظر:- تحذير الساجد- 10).
ففي هذه الرواية قالت 'إنما دفن النبي في مضجعه لقول أبي بكر 'سمعت رسول الله يقول إنه لم يدفن نبي قط إلا حيث قبض'. فهذه تخالف الرواية الصحيحة عنها فهي منكرة. ويخالف قولها هذا ما روى ابن سعد (2/ 241) بسند صحيح عن الحسن البصري قال:-'ائتمروا (أي تشاوروا) أن يدفنوه في المسجد فقالت عائشة إن رسول الله كان واضعا رأسه في حجري إذ قال:- 'قاتل الله أقواما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد' واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة'. فهذه الرواية - على إرسالها- تدل على أمر مهم وهو أن الصحابة أقروها على هذا الفهم ولذلك رجعوا إلى رأيها فدفنوه في بيتها. وهذا ما يفيده كلام الشيخ ناصر الدين في (تحذير الساجد - 28)
وأقرب مثال لما نحن فيه ما ضعفه الشيخ ناصر الدين في (أحكام الجنائز- 231) قول عائشة المخالفة 'ولو شهدتك ما زرتك' لقولها الذي جاءت برواية صحيحة.'
الطريق الثالث:- فيه أربع علل
العلة الأولى:- ضعف أحمد بن عبد الجبار
قال الإمام ابن عدي:-'رأيتهم مجمعين على ضعفه لا أرى له حديثا منكرا إنما ضعفوه لأنه لم يلق الذين يحدث عنهم'
وقال الإمام مطين:-'كان يكذب'
(انظر:- ميزان الاعتدال 1/ 112)
وقال الإمام ابن حجر:-'ضعيف وسماعه للسبرة صحيح' (التقريب)
العلة الثانية:-تدليس محمد بن إسحاق. وهو كثير التدليس كثيرا ما يدلس عن الضعفاء والمتروكين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/204)
العلة الثالثة:-سوء حفظ محمد بن إسحاق وهو وإن كان صدوقا فيما لا يدلس فيه وقد يخطئ أحيانا لأن الإمام الذهبي والألباني وصفا نفسه 'على أن في حفظه شيئا' كما تقدم. وهو واضح هنا لأنه شك في شيخه هل هو محمد بن عبد الرحمن أو محمد بن جعفر ويحتمل وقوع هذا الشك من أحد الضعفاء الذين دلس عنهم في هذه الرواية أو من أحد الضعفاء من دون إسحاق.
العلة الرابعة:- الانقطاع. لأن شيخي محمد بن إسحاق لم يدركا أيام الصحابة جل روايتهما عن أوساط التابعين.
فالطريق الذي مداره على محمد بن إسحاق ضعيف مضطرب. والطريق الثاني منكر.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:48 ص]ـ
3. (الكلام على رواية الواقدي) وله روايتان
الرواية الأولى قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا.
(أخرجه ابن سعد 2/ 293.292)
وهذا سند واه جدا مسلسل بالضعفاء من دون عكرمة. محمد بن عمر هو الواقدي.
قال الإمام الشافعي:-'كذاب'
(انظر:- سير أعلام النبلاء ترجمته)
وقال الإمام أحمد بن حنبل:-'كذاب يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحوذا.'
وقال الإمام البخاري:-'سكتوا عنه ما عندي له حرف'
وقال الإمام ابن راهويه:-'هو عندي ممن يضع الحديث'
وقال الإمام ابن المديني:-'الواقدي يضع الحديث'
وقال الإمام النسائي:- يضع الحديث'
وقال الإمام الذهبي:-'واستقر الإجماع على وهن الواقدي'
(انظر:- ميزان الاعتدال 3/ 662 - 666)
وقال الإمام الألباني:- 'كذاب'
(انظر:- الضعيفة 4/ 13)
وشيخه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال فيه الإمام أبو حاتم 'منكر الحديث'
وقال الإمام البخاري:-'منكر الحديث'
وقال الإمام العقيلي:-'له غير حديث لا يتابع على شيء منها'
وقال الإمام العجلي:-'حجازي ثقة' وهذا غاية من التساهل كما هو معروف به رحمه الله.
وقال الإمام ابن عدي:-'هو صالح في باب الرواية'
وقال الإمام الدارقطني:-'متروك'
(انظر:- تهذيب التهذيب 1/ 90)
وهو إلى تركه أقرب وعلى الأقل فهو منكر الحديث.
وشيخه داود بن الحصين صدوق إلا في روايته عن عكرمة فهذه منها.
قال الإمام علي بن المديني:-'مرسل الشعبي أحب إلى من داود عن عكرمة عن ابن عباس'.
وقال الإمام أبوداود:-'أحاديثه عن شيوخه مستقيمة وأحاديثه عن عكرمة مناكير'
(انظر:-تهذيب التهذيب 3/ 157)
والطريق الثاني:- عن محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن جعفر بن محمد عن ابن أبي مليكة مرفوعا.
وقد عرفت ما في محمد بن عمر الواقدي وكذا شيخه أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة كذاب أيضا. قال الشيخ الألباني:- 'رموه بالواضع كما في (التقريب) وقال البوصري:-' ... قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين:-' يضع الحديث'
(انظر:- الضعيفة 4/ 154)
وهو مع ذلك معضل. لأن ابن أبي مليكة لم يدرك القصة.
ثم وجدت للواقدي شيخا آخر في هذه الرواية فلا يفرح بروايته وقد عرفت أنه كذاب يقلب الأسانيد ويضعها ومع ذلك في ذلك الإسناد بعض الضعفاء ويزيده ضعفا إعضاله.
(انظر إسناده في البداية والنهاية 5/ 267)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136713
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:29 ص]ـ
إنَّ ما استند إليه القبوريُّ - هداه الله - من حديث مالكِ بن أنسٍ - رحمه الله - بقوله: «وهو ما حكاه مالك - رحمه الله - عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -» فإنما أورده مالك - رحمه الله - في «الموطأ» بلاغًا منقطعًا دون إسناد، وجاء في سياقه «أنه بلغه أنَّ رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء وصَلَّى الناس عليه أفذاذًا، لا يؤمُّهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ .. » (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/205)
وهذا الحديث معضلٌ، قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: «هذا الحديث لا يُروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالكٍ هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديثُ شتى جمعها مالك» (3)، ثم تناول الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - الحديث ببيان جميع شواهد فقراته ما عدا تلك المتعلقة بالدفن عند المنبر فلم يذكر لها ما يشهد لها بالصحة.
وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر أين يدفن رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -؟ قال قائلٌ منهم: عند المنبر، وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤمُّ الناس، فقال أبو بكر: بل يدفنُ حيث توفى الله نفسَه، فأخَّر الفراش ثمَّ حفر له تحته» (4).
وسنده ضعيفٌ لإرساله، فأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبي بكر، «قال أبو زرعة: هو عن أبي بكر مرسلٌ» (5)، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت ولادته في خلافة عثمان ولم يسمع من أبي بكر (6)، ومحمَّد بن عمرو بن علقمة صدوقٌ له أوهام (7).
والحديث رواه محمَّد بن إسحاق موصولاً، أخرجه ابن ماجه في «السنن» (8) والبزار (9) وأبو يعلى (10) والبيهقي في «دلائل النبوة» (11)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (12)، وابن هشام (13)، وابن كثير (14) قال: «حدثني حسين بنُ عبد الله عن عكرمة عن ابن عباسٍ قال: .. وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ».
والحديث ضعيف لأنَّ في سنده حسين بن عبد الله بن عبيد ضعَّفه ابنُ معينٍ والنسائي وأبو زرعة والبخاري، وكثيرٌ من أهل الحديث لم يحتجوا بحديثه (15)، والحديث ضعَّفه الألباني (16).
وتابعه من هو دونه وأوهى منه، قال السيوطي: «وصله ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة» (17).
قلت: فقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما فرغ من جهاز رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يوم الثلاثاء وُضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه بالبقيع، قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»، فرفع فراش النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - الذي توفي عليه ثم حفر له تحته» (18).
وسند هذا الحديث ضعيف جدًّا، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف وعنده مناكير (19)، وداود بن الحُصين ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج كما صرح ابن حجر في «التقريب» (20)، ومحمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي هو الواقدي متروك الحديث، فلا يصلح هذا الطريق لا في المتابعات ولا في الشواهد.
ولا يشفع لحال الواقدي إسناده الآخر الذي ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «قال الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد قال: لما توفي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - اختلفوا في موضع قبره، قال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند قبره، وقال قائل، في مُصلاَّه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرًا وعلمًا، سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» (21).
وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي لم يدرك أبا بكر، وفيه الواقدي كما ترى.
وأمَّا طريق ابن هشام بن عروة فليس فيه ذكر لمحلِّ الشاهد.
هذا، والناظر في مجموع طرق الحديث يدرك أنَّ الطريق الأول وإن كان ضعيفًا من جهة الإرسال وليس فيه تهمة في صدق الراوي وديانته إلاَّ أنَّ الطرق الأخرى لا تخلو من ذلك , فإنَّ طريق عكرمة عن ابن عباس فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه أحمد وله أشياء منكرة، وقال النسائي: متروك، وتركه البخاري، وقال: يقال إنه متهم بالزندقة (22).
أمَّا الطريق الثالث ففيه إبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف له مناكير، وفيه الواقدي متروك الحديث، وكذا الطرق الأخرى.
وعليه، فلا يتقوى الحديث بكثرة طرقه مهما تعدَّدت؛ لأنها ناشئة من تهمة في صدق الرواة ودينهم، وإنما يرتقي ويتقوَّى بكثرة الطرق إذا كان ضعف رواته في مختلف الطرق ناشئًا من جهة سوء حفظهم كما نبَّه إليه أهلُ الحديث.
هذا، وعلى فرض صحة الأثر فإنَّ قول القائل: «ندفنه في مسجده» أو «عند المنبر» معارض بحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما نزل برسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» (23).
والمرادُ أنه لولا تحذير النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - ما صنعوا ولعن مَن يفعل ذلك لدفن خارج بيته، غير أنه خَشِي [أي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -] أن يُتخذ قبرُه مسجدًا على رواية الفتح، أمَّا «خُشِيَ» على رواية الضم فهي خشية واقعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا تعارضها روايةُ عائشة - رضي الله عنها -: «غير أني أخشى»؛ لأنَّ إخبار وقوع الخشية من فرد لا ينافي وقوعها في مجموع الأفراد.
الرد مأخوذ من رد د. محمد علي فركوس على أحد القبورية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/206)
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:32 ص]ـ
إنَّ ما استند إليه القبوريُّ - هداه الله - من حديث مالكِ بن أنسٍ - رحمه الله - بقوله: «وهو ما حكاه مالك - رحمه الله - عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -» فإنما أورده مالك - رحمه الله - في «الموطأ» بلاغًا منقطعًا دون إسناد، وجاء في سياقه «أنه بلغه أنَّ رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء وصَلَّى الناس عليه أفذاذًا، لا يؤمُّهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ .. » (2).
وهذا الحديث معضلٌ، قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: «هذا الحديث لا يُروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالكٍ هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديثُ شتى جمعها مالك» (3)، ثم تناول الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - الحديث ببيان جميع شواهد فقراته ما عدا تلك المتعلقة بالدفن عند المنبر فلم يذكر لها ما يشهد لها بالصحة.
وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر أين يدفن رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -؟ قال قائلٌ منهم: عند المنبر، وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤمُّ الناس، فقال أبو بكر: بل يدفنُ حيث توفى الله نفسَه، فأخَّر الفراش ثمَّ حفر له تحته» (4).
وسنده ضعيفٌ لإرساله، فأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبي بكر، «قال أبو زرعة: هو عن أبي بكر مرسلٌ» (5)، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت ولادته في خلافة عثمان ولم يسمع من أبي بكر (6)، ومحمَّد بن عمرو بن علقمة صدوقٌ له أوهام (7).
والحديث رواه محمَّد بن إسحاق موصولاً، أخرجه ابن ماجه في «السنن» (8) والبزار (9) وأبو يعلى (10) والبيهقي في «دلائل النبوة» (11)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (12)، وابن هشام (13)، وابن كثير (14) قال: «حدثني حسين بنُ عبد الله عن عكرمة عن ابن عباسٍ قال: .. وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ».
والحديث ضعيف لأنَّ في سنده حسين بن عبد الله بن عبيد ضعَّفه ابنُ معينٍ والنسائي وأبو زرعة والبخاري، وكثيرٌ من أهل الحديث لم يحتجوا بحديثه (15)، والحديث ضعَّفه الألباني (16).
وتابعه من هو دونه وأوهى منه، قال السيوطي: «وصله ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة» (17).
قلت: فقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما فرغ من جهاز رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يوم الثلاثاء وُضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه بالبقيع، قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»، فرفع فراش النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - الذي توفي عليه ثم حفر له تحته» (18).
وسند هذا الحديث ضعيف جدًّا، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف وعنده مناكير (19)، وداود بن الحُصين ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج كما صرح ابن حجر في «التقريب» (20)، ومحمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي هو الواقدي متروك الحديث، فلا يصلح هذا الطريق لا في المتابعات ولا في الشواهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/207)
ولا يشفع لحال الواقدي إسناده الآخر الذي ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «قال الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد قال: لما توفي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - اختلفوا في موضع قبره، قال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند قبره، وقال قائل، في مُصلاَّه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرًا وعلمًا، سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» (21).
وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي لم يدرك أبا بكر، وفيه الواقدي كما ترى.
وأمَّا طريق ابن هشام بن عروة فليس فيه ذكر لمحلِّ الشاهد.
هذا، والناظر في مجموع طرق الحديث يدرك أنَّ الطريق الأول وإن كان ضعيفًا من جهة الإرسال وليس فيه تهمة في صدق الراوي وديانته إلاَّ أنَّ الطرق الأخرى لا تخلو من ذلك , فإنَّ طريق عكرمة عن ابن عباس فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه أحمد وله أشياء منكرة، وقال النسائي: متروك، وتركه البخاري، وقال: يقال إنه متهم بالزندقة (22).
أمَّا الطريق الثالث ففيه إبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف له مناكير، وفيه الواقدي متروك الحديث، وكذا الطرق الأخرى.
وعليه، فلا يتقوى الحديث بكثرة طرقه مهما تعدَّدت؛ لأنها ناشئة من تهمة في صدق الرواة ودينهم، وإنما يرتقي ويتقوَّى بكثرة الطرق إذا كان ضعف رواته في مختلف الطرق ناشئًا من جهة سوء حفظهم كما نبَّه إليه أهلُ الحديث.
هذا، وعلى فرض صحة الأثر فإنَّ قول القائل: «ندفنه في مسجده» أو «عند المنبر» معارض بحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما نزل برسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» (23).
والمرادُ أنه لولا تحذير النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - ما صنعوا ولعن مَن يفعل ذلك لدفن خارج بيته، غير أنه خَشِي [أي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -] أن يُتخذ قبرُه مسجدًا على رواية الفتح، أمَّا «خُشِيَ» على رواية الضم فهي خشية واقعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا تعارضها روايةُ عائشة - رضي الله عنها -: «غير أني أخشى»؛ لأنَّ إخبار وقوع الخشية من فرد لا ينافي وقوعها في مجموع الأفراد.
- رواه مالك في «الموطأ»: (1/ 231).
2 - «موطأ مالك بشرح تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 229 - 231).
3 - «التمهيد» لابن عبد البر: (24/ 398 - 399).
4 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
5 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 117).
6 - المصدر السابق نفسه: (11/ 250).
7 - المصدر السابق: (9/ 375)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 196).
8 - «سنن ابن ماجه» (1/ 520) (رقم: 1628).
9 - «مسند البزار» (1/ 70) (رقم: 18).
10 - «مسند أبي يعلى» (1/ 45، 46) (رقم: 22، 23).
11 - «دلائل النبوة» للبيهقي (7/ 260).
12 - «مسند أبي بكر» (66) (رقم: 26، 27).
13 - «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 663).
14 - «البداية والنهاية» لابن كثير (5/ 266).
15 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 537)، و «تهذيب التهذيب»: (2/ 341)، و «تقريب التهذيب» كلاهما لابن حجر: (1/ 176).
16 - «ضعيف سنن بن ماجه» للألباني (127 - 128).
17 - «تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 230).
18 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
19 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 19)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 31).
20 - «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 231).
21 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (5/ 267).
22 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر (2/ 341 - 342).
23 - أخرجه البخاري (3/ 628) كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، ومسلم (1/ 239)، كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» رقم: (529).
الرد مأخوذ من رد د. محمد علي فركوس على أحد القبورية
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:54 ص]ـ
انا اعجب من تكرار الاخ محمد رفيع لكلمة _ حسبي الله ونعم الوكيل _ ويمر عليها الاخوة الذين اساءوا الظن به دون ان يلقوا لها بالا او يكتبوا كلمة اعتذار
وانا وان كنت لم اشاهد الحلقات الا اننى الاحظ في كثير من المناظرات التي تعقد علي قنوات سنيه الاحظ عدم المحايده احيانا
ومن ذلك ما وقع فى مناظرة الشيخ العرور على قناة صفا لما قال الشيخ ان الكليني اورد احاديث تطعن في عرض النبي _صلى الله عليه وسلم_ ثم قال الضيف ردا عليه: ان البخاري اورد احاديث تطعن في النبي _صلى الله عليه وسلم _ وكلما اراد الضيف ان يذكر الاحاديث رفض الشيخ العرور حتى انه قال: اقطع الصوت ياولد
ثم سمحوا له في النهايه بايراد شبهاته فاذا هي شبه الريح لاشئ
فالانصاف يااخوان في صالحنا فانصفوا
واعتذر للاخ محمد بالنيابه عن جميع الاخوه وانا المح فيه الصدق ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/208)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:38 ص]ـ
أخي غالب الساقي ..
عليك بالأخ أبي عثمان , فهو ذكر أكثر شبه الصوفية , ورد عليها , وهذه الشبهة في نظري من الشبه المعروفة
الأخ أبو عثمان يكتب في منتدى التصوف العالم المجهول. .
وأشكرك على مشاركتك هذه الليلة ..
سؤال بارك الله فيك
ما تكلفة المكالمة للإتصال على البرنامج الحوار الصريح؟
تكلفة عادية أحسن الله إليك تختلف باختلاف كل بلد
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:43 ص]ـ
..
بارك الله فيك أخي غالب الساقي
فمداخلتك على ضيق وقتها فقد كانت مهمة جدًا.
وعجبي لهؤلاء المراوغين كيف يتركون الحديث في صحيح مسلم ويحتجون بالمرسل!!
بل عجبي من تأويلهم المفضوح لـ (إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا)
واصلوا الاتصال فإن الكثير منّا لم يستطع إلى ذلك سبيلا.
ومن يعرف الشيخ عبدالرحمن دمشقية فليطلب منه الاتصال في كل ليلة.
ولنحشد أقوال الأئمة الأربعة في المسائل التي طرحت ولنبرزها للعالم أجمع حتى يعرفوا شمّاعة أولئك المبتدعة حيث جعلوا أن الإمام محمد بن عبدالوهاب هو من أتى بهذا الكلام وتفرّد به متابعا فيه شيخ الإسلام ابن تيمية - كي يدلّسوا على الناس -.
و قد صدر كتاب مهم جدًا - وهو مصوّر في النت - فيه فتاوى بعض علماء الأزهر السابقين في هذه المسائل.
وكذلك كتاب للشيخ / مصطفى باحو عن جهود علماء المالكية في المغرب بعنوان: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم.
وكذلك الدكتور / عبدالعزيز آل عبداللطيف نقل نقولات مهمة في كتابه نواقض الإيمان القولية والعملية , فقد نقل نقولات مهمة عن الشوكاني والصنعاني ومبارك الميلي من علماء الجزائر وغيرهم عما يحدث حول القبور. و حكم ذلك ... إلخ
وكذلك كتاب خواطر حول الوهابية للشيخ المقدّم فيه نقولات عن الأستاذ رشيد رضا وغيره.
..
ووالله إن الأحاديث النبوية لكافية؛ و لكن ذكرت الاهتمام بالنقولات لإزالة شبهة أنكم فقط أنتم يا وهابية من يمنع ذلك.
..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:49 ص]ـ
جزى الله المغربي والفقيه خيرا كثيرا على هذه الاستجابة السريعة والجهد المبارك وأسأل الله أن يتقبل منهما
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:50 ص]ـ
..
ومن يعرف الشيخ عبدالرحمن دمشقية فليطلب منه الاتصال في كل ليلة.
..
أخي المبارك: الشيخ عبدالرحمن دمشقية عضو في هذا الملتقى المبارك وهذه هي صفحت مواضيعه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=52820
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:54 ص]ـ
..
بارك الله فيك أخي غالب الساقي
فمداخلتك على ضيق وقتها فقد كانت مهمة جدًا.
وعجبي لهؤلاء المراوغين كيف يتركون الحديث في صحيح مسلم ويحتجون بالمرسل!!
بل عجبي من تأويلهم المفضوح لـ (إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا)
واصلوا الاتصال فإن الكثير منّا لم يستطع إلى ذلك سبيلا.
ومن يعرف الشيخ عبدالرحمن دمشقية فليطلب منه الاتصال في كل ليلة.
ولنحشد أقوال الأئمة الأربعة في المسائل التي طرحت ولنبرزها للعالم أجمع حتى يعرفوا شمّاعة أولئك المبتدعة حيث جعلوا أن الإمام محمد بن عبدالوهاب هو من أتى بهذا الكلام وتفرّد به متابعا فيه شيخ الإسلام ابن تيمية - كي يدلّسوا على الناس -.
و قد صدر كتاب مهم جدًا - وهو مصوّر في النت - فيه فتاوى بعض علماء الأزهر السابقين في هذه المسائل.
وكذلك كتاب للشيخ / مصطفى باحو عن جهود علماء المالكية في المغرب بعنوان: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم.
وكذلك الدكتور / عبدالعزيز آل عبداللطيف نقل نقولات مهمة في كتابه نواقض الإيمان القولية والعملية , فقد نقل نقولات مهمة عن الشوكاني والصنعاني ومبارك الميلي من علماء الجزائر وغيرهم عما يحدث حول القبور. و حكم ذلك ... إلخ
وكذلك كتاب خواطر حول الوهابية للشيخ المقدّم فيه نقولات عن الأستاذ رشيد رضا وغيره.
..
ووالله إن الأحاديث النبوية لكافية؛ و لكن ذكرت الاهتمام بالنقولات لإزالة شبهة أنكم فقط أنتم يا وهابية من يمنع ذلك.
..
أحسن الله إليك وبارك فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/209)
أهم ما ذكرته في هذا الوقت الكتاب الذي فيه فتاوى علماء الأزهر لتركيز المناظرة على مشايخ مصر فأرجو أن ترسل لي اسمه والموقع الذي هو فيه في وقت سريع لعل الله ييسر الاستفادة منه الآن من الضروري إبراز آراء مشايخ الأزهر
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:08 ص]ـ
يا إخواني طلبة الحديث هذا أثر ذكر في المناظرة أرجو تحقيقه أيضا شكر الله عملكم
صحيح ابن حبان - (ج 12 / ص 506)
5694 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلي إلى قبره؟ فقال: إني أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة فقال: يا مروان إنك آذيتني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (إن الله يبغض الفاحش المتفحش) وإنك فاحش متفحش
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن
إرواء الغليل - (ج 7 / ص 209)
- حديث أسامة بن زيد يرويه سليم مولى ليث وكان قديما قال: (مر مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلى فحكاه مروان فقال أسامة: يا مروان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره بلفظ: (إن الله لا يحب كل فاحش متفحش). أخرجه أحمد (5/ 202 /) عن أبى معشر عن سليم به. قلت: وهذا إسناد ضعيف من اجل أبي معشر واسمه نجيح السندي وهو ضعيف وسليم مولى ليث لا يعرف كما في (التعجيل). وله طريق أخرى يرويه محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عبيد الله ابن عبد الله قال: (رأيت اسامة بن زيد يصلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلى إلى قبره فقال: إنى أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة بن زيد فقال له: يا مروان إنك آذيتني واني سمعت رسول الله يقول:
(إن الله يبغض الفاحش المتفحش. وإنك فاحش متفحش). ورجاله ثقات إلا أن محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه. وله طريق ثالثة عن محمد بن أفلح عن أسامة بن زيد مرفوعا به دون القصة. أخرجه الخطيب في (التاريخ) (14/ 188 /). 4 - حديث عبد الله بن عمرو وله عنه طريقان: الأولى: عن أبي كثير الزبيدي عنه به. أخرجه أحمد (2/ 159 / و 191 و 195). قلت: ورجاله ثقات غير أبى كثير الزبيدي قال الذهبي: (ما حدث عنه سوى عبد الله بن الحارث الزبيدي وثقه العجلى والنسائي). والأخرى: عن أبي سبره عنه. أخرجه أحمد (2/ 162). قلت: ورجاله ثقات أيضا غير أبي سبرة والظاهر أنه النخعي الكوفي قال إبن معين: لا أعرفه. ثم رأيته في (المستدرك) (1/ 75 و 4/ 513 /) من طريق أحمد وغيره فقال: (أبي سبرة بن سلمة الهذلي) ولم أجد له ترجمة ثم قال: (صحيح الإسناد)! ووافقه الذهبي. قلت: فهو يتقوى بالطريق الذي قبله. والله اعلم
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:09 ص]ـ
تفضل أخي:
http://www.almjhol.com/showthread.php?t=250
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 12:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:07 م]ـ
يا إخوة لاحظت البارحة أن الشبهة التي يركز عليها القبورية تركيزا كبيرا لإبطال دلالة أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد هي إدخال حجرة عائشة في المسجد النبوي وهم يضخمون هذا الأمر ويجعلون منه فعل السلف وإجماعهم إلى آخر ما سمعتم في المناقشة وهذه الشبهة وإن كانت أوهى من بيت العنكبوت وإنما يتمسك بها لمصادمة الأحاديث المتواترة الذين في قلوبهم زيغ ولكن العامي الجاهل قد يحصل عنده اشتباه إذا سمعها فأرجو من إخواني من طلبة العلم أن يحشدوا كل ما يستطيعون من ردود عن هذه الشبهة فهي الشبهة الرئيسية لأهل البدع في اتخاذ القبور مساجد.
ـ[راجح]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:52 م]ـ
أصدقكم القول أنني في ريبة من القناة وصاحبها .. ويلح علي سؤال لم أجد له جوابا حتى الآن وهو:
ألم يجد صاحب القناة من علماء الدعوة السلفية ورموزها سوى الشبخ البلوشي والدكتور جلال؟
هل خلت الأرض من عالم له وزنه وثقله ليأخذ مكانهما في المناظرة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/210)
أشعر - ولعلي أكون مخطئا - كأن هناك هدفا خفيا لتشويه الدعوة السلفية بتجاهل رموزها المتمكنين المدججين بالأدلة لمثل هذه المناظرات
هذا ما شعرت به عند متابعتي للمناظرة وأستغفر الله إن كنت قد أخطأت
أما كان من الممكن أن تقام المناظرة بشكل أفضل بحيث يطرح السؤال ولا ينتقل عنه حتى تتم الإجابة عليه وبشكل واضح ويتأكد أن هذا هو جوابه .. ثم ينتقل الدور إلى الطرف الآخر ليرد فإذا انتهى من رده عاد الكلام مرة أخرى للطرف الأول وهكذا .. أما كان هذا هو الأجدى حتى تحصل الفائدة ويتضح الحق للناس؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:59 م]ـ
يا إخواني طلبة الحديث هذا أثر ذكر في المناظرة أرجو تحقيقه أيضا شكر الله عملكم
صحيح ابن حبان - (ج 12 / ص 506)
5694 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلي إلى قبره؟ فقال: إني أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة فقال: يا مروان إنك آذيتني وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (إن الله يبغض الفاحش المتفحش) وإنك فاحش متفحش
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن
هذه الرواية منكرة وليست بحسنة ولاصحيحة
وكلها من طريق محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، وقول شعيب الأناؤوط خطأ ومخالف لحال رواية محمد بن إسحاق المشهورة في حال عنعنته كما هو الحال في هذه الرواية.
وقد جاءت رواية أخرى فيها تفصيل وتوضيح للرواية وهي بنفس الإسناد
قال ابن عبدالبر في
الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي فدعى مروان بن الحكم إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النبي فقال له مروان إنما أردت أن يرى مكانك فقد راينا مكانك فعل الله بك وفعل قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة وقال يا مروان إنك آذيتني وإنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
فهذه الرواية تبين أن أسامة بن زيد كان يصلي عند باب حجرة عائشة رضي الله عنها الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو مشرع فيه، وكان ذلك داخل المسجد النبوي قبل أن تتم التوسعة وتدخل الحجرة في المسجد.
وكأنهم كانوا يسمون حجرة عائشة رضي الله عنها قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبر فيها، وليس المعنى أن أسامة بن زيد رضي الله عنه دخل حجرة عائشة وصلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فعندما صلى مروان بن الحكم على الجنازة في مقدمة المسجد ولم يصل معهم أسامة بن زيد بل كان يصلى في المسجد قريبا من باب حجرة عائشة رضي الله عنها، فاعتبر مروان ذلك حبا لأسامة بن زيد للشهرة لأن الناس إذا انصرفوا من صلاة الجنازة رأوه يصلى في ذلك المكان.
هذه كله بناء على أن الرواية صحيحة، وهي ليست كذلك، على أنها لو صحت لاتفيد الصلاة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كانت الصلاة في نفس المسجد النبوي كما بينه رواية ابن عبدالبر في الاستيعاب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:02 م]ـ
يا إخوة لاحظت البارحة أن الشبهة التي يركز عليها القبورية تركيزا كبيرا لإبطال دلالة أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد هي إدخال حجرة عائشة في المسجد النبوي وهم يضخمون هذا الأمر ويجعلون منه فعل السلف وإجماعهم إلى آخر ما سمعتم في المناقشة وهذه الشبهة وإن كانت أوهى من بيت العنكبوت وإنما يتمسك بها لمصادمة الأحاديث المتواترة الذين في قلوبهم زيغ ولكن العامي الجاهل قد يحصل عنده اشتباه إذا سمعها فأرجو من إخواني من طلبة العلم أن يحشدوا كل ما يستطيعون من ردود عن هذه الشبهة فهي الشبهة الرئيسية لأهل البدع في اتخاذ القبور مساجد.
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134330
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137460
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/211)
• الوجه الثاني: أن توسيع مسجده - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في عهد خلافة عمر بن الخطاب ثمَّ في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - لم يُدخِلاَ القبر فيه، وإنما تَمَّ توسيعهما للمسجد من الجهات الأخرى دون تعرُّض للحجرة الشريفة عملاً بمقتضى الأحاديث الناهية عن اتخاذ القبور مساجد، وإنما أدخلت الحجرة النبوية في المسجد في أواخر القرن الأول في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك الذي أمر بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجُرِ أزواج رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - إليه، وذلك سنة ثمان وثمانين من الهجرة (88ه)، كما صرَّح بذلك الطبري (26) وابن كثير (27)، وعليه يتجلَّى بوضوح أنَّ إدخال الحجرة الشريفة في المسجد ليس ممَّا أجازه الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا أجمعوا عليه كما يَدَّعي - هداه الله - إذ لم يكن - آنذاك بالمدينة النبوية - أحدٌ من الصحابة على قيد الحياة، وكان آخرهم موتًا جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سنة ثمان وسبعين (78ه)، ومع ذلك أنكر هذا العمل بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيب - رحمه الله - (28).
قال الحافظ محمَّد بن عبد الهادي: «وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان من آخرهم موتًا جابر بن عبد الله، وتوفي في خلافة عبد الملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك، وقذ ذكر أبو زيد عمر بن شبَّة النميري في كتاب «أخبار المدينة» مدينة رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - عن أشياخه عمن حدثوا عنه أنَّ عمر بن عبد العزيز لما كان نائبًا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة، وعمل سقفه بالساج وماء الذهب، وهدم حجرات النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه» (29)، فأين حصل إجماع الصحابة - رضي الله عنهم - المزعوم يا ترى؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171190
قال ابن رجب - رحمه الله -: «قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سدِّ الذريعة في قبر النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، ثمَّ خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلةً إذا كان مستقبل المصلين، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، ولهذا المعنى قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره» (32).
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:40 م]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك وأجزل مثوبتك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:00 م]ـ
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
هذه الرواية منكرة وليست بحسنة ولاصحيحة
وكلها من طريق محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، وقول شعيب الأناؤوط خطأ ومخالف لحال رواية محمد بن إسحاق المشهورة في حال عنعنته كما هو الحال في هذه الرواية.
وقد جاءت رواية أخرى فيها تفصيل وتوضيح للرواية وهي بنفس الإسناد
قال ابن عبدالبر في
الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي فدعى مروان بن الحكم إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النبي فقال له مروان إنما أردت أن يرى مكانك فقد راينا مكانك فعل الله بك وفعل قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة وقال يا مروان إنك آذيتني وإنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
فهذه الرواية تبين أن أسامة بن زيد كان يصلي عند باب حجرة عائشة رضي الله عنها الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو مشرع فيه، وكان ذلك داخل المسجد النبوي قبل أن تتم التوسعة وتدخل الحجرة في المسجد.
وكأنهم كانوا يسمون حجرة عائشة رضي الله عنها قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبر فيها، وليس المعنى أن أسامة بن زيد رضي الله عنه دخل حجرة عائشة وصلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم
فعندما صلى مروان بن الحكم على الجنازة في مقدمة المسجد ولم يصل معهم أسامة بن زيد بل كان يصلى في المسجد قريبا من باب حجرة عائشة رضي الله عنها، فاعتبر مروان ذلك حبا لأسامة بن زيد للشهرة لأن الناس إذا انصرفوا من صلاة الجنازة رأوه يصلى في ذلك المكان.
هذه كله بناء على أن الرواية صحيحة، وهي ليست كذلك، على أنها لو صحت لاتفيد الصلاة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كانت الصلاة في نفس المسجد النبوي كما بينه رواية ابن عبدالبر في الاستيعاب.
وكذلك هذه الرواية في تاريخ ابن أبي خيثمة - (4/ 75) بسنده ....
سمعت مُحَمَّد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كَيْسَان، عن عُبَيْد الله قال: رأيت أسامة بن زَيْد مضطجعًا على باب حجرة عائشة رافعًا عقيرته يتغنى، ورأيته يصلي عند قبر رسول الله، فخرج عليه مَرْوَان بن الْحَكَم، فقال له: تصلي عند قبر رسول الله، ((ابن ابن حِبّه)) (1)؟ وقال له قولاً قبيحًا، فانصرف أسامة، فقال: يا مروان إنك قد آذيتني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يبغض اللَّه الفاحش المتفحِّش" وإنك فاحش متفحِّش.
(1) لعلها فقال إني أحبه، كما في الروايات الأخرى.
فهذه الرواية كذلك فيها اضطراب واختلاف في اللفظ، ويرجع في معرفة الألفاظ الأخرى والطرق لكلام الشيخ الألباني في الإرواء كما في المشاركة السابقة.
وهذه الرواية على ضعفها كذلك تؤكد أن صلاته داخل المسجد النبوي، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/212)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[05 - 09 - 09, 10:04 م]ـ
أصدقكم القول أنني في ريبة من القناة وصاحبها .. ويلح علي سؤال لم أجد له جوابا حتى الآن وهو:
ألم يجد صاحب القناة من علماء الدعوة السلفية ورموزها سوى الشبخ البلوشي والدكتور جلال؟
هل خلت الأرض من عالم له وزنه وثقله ليأخذ مكانهما في المناظرة؟
أشعر - ولعلي أكون مخطئا - كأن هناك هدفا خفيا لتشويه الدعوة السلفية بتجاهل رموزها المتمكنين المدججين بالأدلة لمثل هذه المناظرات
هذا ما شعرت به عند متابعتي للمناظرة وأستغفر الله إن كنت قد أخطأت
يا أخي القوم يرتعبون خوفاً إذا سمعوا أن المناظر لهم من أبناء هذه البلاد المباركة؛ ويمتنعون عن محاججته؛ فإذا جاء غيرهم سلقوهم بألسنةٍ حِداد!.
وأقول لهم إن كنتم على حق كما تزعمون للعوام المساكين:: فهذا الشيخ محمد الزعبي ينادي ليلاً ونهارا على الملاء تعالوا: فليناظرني مراجعكم الكبار في أي مكان وزمان تريدونه وتحددونه على وجه هذه الأرض!!
ـ[راجح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:11 ص]ـ
نعم أخي
وهذا ما يجعلني في شك من أمر القناة وصاحبها
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:11 ص]ـ
غدا النقاش في أقوال المذاهب الأربعة في اتخاذ القبور مساجد فأتمنى من الإخوة أن يحشدوا في ذلك من النقول ويخرجوا لنا من دفائن المعلومات التي تتعلق بذلك.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:15 ص]ـ
نعم أخي
وهذا ما يجعلني في شك من أمر القناة وصاحبها
يا أخي بارك الله فيك صاحب القناة ظهر منه أمور كثيرة تشعر بأنه صاحب فطرة سليمة وتمسك بالقرآن وعقل حسن ولبرامجه أثر طيب في نشر التوحيد والرد على الرافضة والصوفية ويكفي أن أولئك يهاجمونه فلا يحسن بنا أيضا أن نهاجمه
فإن صدر خطأ منه ينصح ويبين له وربما يكون عنده عذر لا نعلمه
وربما دعا بعض طلبة العلم ورفضوا
والنقاش والحمد لله يجري والأمور طيبة وإن كنتم تودون أن يكون الأمر أطيب وأحسن فهذا يسعى له فيما بعد.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:28 ص]ـ
أعتقد أن هذه المناظرة-مع أحترامى للمتناظرين – تحتاج إلى شخصيات كبيرة من أطراف المناظرة لأن الشخصيات الكبيرة المشهورة بالعلم وأيضا شهرة لدى العامة يكون تأثير كلامها أقوى طبعا إلى جانب قوة الدليل لو كان مثلا الشيخ عدنان العرعور أو الشيخ محمد بن عبدالملك الزغبى (وهو مشهور جدا لدى العامةوله مناظرات مع الصوفية) بالنسبة للجانب السلفى
ولو كان من الجانب الصوفى على جمعة أو الجفرى أو رئيس الطرق الصوفية فى مصر أو نائب عنها
لأنهم فى مواقع التأثير لدى الصوفية
وأنا أسأل ما مدى تأثير البيان الذى أصدرته القناة واسمته بالتاريخى على أرض الواقع وهل بهذا البيان تتراجع الصوفية عما تعتقده.
فمناظرات القناة بين السنة والرافضة كانت أقوى
فما رأيكم؟
ـ[راجح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:09 ص]ـ
كلام الأخ أبي مالك المصري صحيح تماما، ولا أستطيع أن أخفي استيائي الشديد من مبالغة صاحب القناة في منع المشاركين من أي إشارة لذكر ما ورد في اليهود والنصارى حتى لو كانت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والأدهى عندي استجابة المشاركين لهذا الطلب، حتى أن الصوفية جعلوا هذا الموقف نصرا لهم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 04:19 م]ـ
يا أهل اللغة أدلوا بدلوكم في ما قاله علي الأمين بأن مدد يا رسول الله ظاهرة في طلب العون المباشر من غير الله ولكن من قصد بها المعنى المجازي يعني أنه يطلب من الله وأوضح أن هذا المعنى مع بعده يحتمل بقرينة أن من يقول ذلك يقول في صلاته: إياك نعبد وإياك نستعين.
هذا الكلام لا شك أنه باطل والرد عليه يحتاج إلى معرفة واسعة في اللغة العربية فإن مدد يا رسول الله هي نص في طلب العون من غير الله ولا تحتمل المجاز أصلا.
فأود من أهل اللغة التفصيل في الموضوع سريعا قبل أن تمشي كلمته ويصدق عليها.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 09 - 09, 02:42 ص]ـ
الأخوة الأكارم
هذا نص البيان الذي يصر الدكتور الهاشمي على إصداره، ولا أدري لماذا يهدر الوقت في الكثير من الحلقات لو استغل في تعريف الناس بأمور دينهم، وطرح الأدلة عليهم لكان أفضل وأجدى.
بيان [صوفي]ـ سلفي ـ إخواني ـ شيعي مشترك حول
عدم صحة طلب المدد والغوث من الأنبياء والأولياء
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/213)
لندن: في 15 رمضان 1430 هجري
5 سبتمبر 2009 ميلادي
بثت قناة المستقلة الفضائية في لندن حلقات يومية من برنامجها الثقافي "الحوار الصريح بعد التراويح"، في الفترة من 1 إلى 15 رمضان 1430 هجري، الموافق 22 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2009، بإدارة رئيس القناة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي.
دار الحوار حول رؤية المدارس الصوفية، والسلفية، والإخوانية (نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين)، والشيعية، للعلاقة بين العقيدة والسياسة، ولموضوع التوحيد بوجه خاص. وشارك في النقاش ضيوف ممثلون لكل هذه المدارس.
وقد اتفق الضيوف المنتمون للمدارس السلفية والإخوانية والشيعية على اصدار هذا البيان المشترك:
اتفق المتحاورون في برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، في قناة المستقلة، يوم السبت، الخامس عشر من رمضان 1430 هجري، على عدم صحة التوجه بالدعاء لغير الله سبحانه وتعالى.
واتفقوا بعد ذلك أيضا على عدم صحة الإستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى، وإظهارها بصيغة لفظية يقول فيها الداعي: مدد يا رسول الله مدد، أو مدد يا على مدد، أو مدد يا جيلاني مدد، أو مدد يا بدوي مدد، أو يا رسول الله أغثني، يا علي أدركني، يا جيلاني أغثني، وأمثال هذه الصيغ، لأنها بمدلولها اللغوي ظاهرة في طلب العون المباشر من المنادى (بفتح الدال)، وهو في هذه الصيغ غير الله سبحانه وتعالى.
وإذا أخطأ المسلم بطلب المدد والغوث من الأنبياء والأولياء، فالواجب على أهل العلم أن يوضحوا له ويبينوا له المنهج الصحيح، دون أن يرموه بالكفر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
ضيوف البرنامج الموقعون على البيان:
1 ـ جمعة أمين، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية.
2 ـ العلامة الشيعي المجتهد السيد علي الأمين، مفتي صور الجعفري السابق.
3 ـ د. عبد الرحيم ملازاده البلوشي، باحث إيراني متخصص في الدراسات الإسلامية. (من المدرسة السلفية)
4 ـ د. جلال الدين محمد صالح: أستاذ جامعي من أريتريا، متخصص في الدراسات الإسلامية.
تنويه: طبعا في حلقة اليوم وافق عليه الكاتب المصري الشريف عبد الحليم العزمي، من الطريقة العزمية، من المدرسة الصوفية.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:10 ص]ـ
أتمنى مواصلة البحوث العلمية المتعلقة بموضوع النقاش أولا بأول فيحصل النفع الكبير فالصوفية في هذه المناظرة يحشدون كل ما في خواطرهم من شبهات فيكون السلفي عارفا بها وبجوابها مسبقا فلا يستطيعون بعد ذلك أن يلبسوا بها على عوام المسلمين.
فواصلوا يا طلبة العلم في بث ما عندكم من فوائد أيدكم الله بروح من عنده.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:12 ص]ـ
أتمنى مواصلة البحوث العلمية المتعلقة بموضوع النقاش أولا بأول فيحصل النفع الكبير فالصوفية في هذه المناظرة يحشدون كل ما في خواطرهم من شبهات فسيكون السلفي عارفا بها وبجوابها مسبقا فلا يستطيعون بعد ذلك أن يلبسوا بها على عوام المسلمين.
فواصلوا يا طلبة العلم في بث ما عندكم من فوائد أيدكم الله بروح من عنده.
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:46 ص]ـ
هذا ما استطعت حصره الآن من كتابين:
نقلا عن كتاب اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد الخميّس ص 8
أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد:
أولاً: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
(1) قال أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون). (الدر المختار مع حاشية رد المحتار 6/ 396 – 397).
(2) قال أبو حنيفة: (يُكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام). (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 234 , واتحاف السادة المتقين 2/ 285 , وشرح الفقه الأكبر للقاري ص 198).
.....................................
وأما الإمام مالك والمالكية فنقلتها من كتاب: علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم للشيخ مصطفى باحو.
ص97
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/214)
قال مالك: " أكره تجصيص القبر والبناء عليه , وهذه الحجارة التي يبنى عليها. المدونة (1/ 170)
قال سحنون معلقا: فهذه آثار بتسويتها فكيف بمن يريد أن يبني عليها. انتهى
ص98
وقال العدوي في حاشيته على شرح كفاية الطالب الرباني (1/ 422): قوله: " ويُكره البناء على القبور " أي: كقبّة أو بيت أو سقف , وكذا حواليه لما فيه من التفضيل على الناس.
ص100
وقال ابن أبي زيد القيرواني في النوادر (1/ 652): من العتبية من سماع ابن القاسم: وكره مالك أن يرصص على القبور بالحجارة والطين , أو يبنى عليها بطوب , أو حجارة , قال: وكره هذه المساجد المتخذة على القبور , فأما مقبرة داثرة يبنى فيها مسجد يصلى فيه لم أرَ به بأسا , وكره ابن القاسم أن يجعل على القبر بلاطة ويكتب فيها , ولم يرَ بالحجر والعود والخشبة بأسا , يعرف الرجل به قبر وليه , ما لم يكتب فيه , ولا أرى قول عمر: ولا تجعلوا على قبري حجرًا إلا أنه أراد من فوقه على معنى البناء.
ص101
وقال خليل في المختصر (55): وتطيين قبر أو تبييضه وبناء عليه , أو تحويز وإن بوهي به حرم وجاز للتمييز كحجر , أو خشبة بلا نقش.
ص101
وتكلم الإمام أبو عبدالله القرطبي عن مسألة اتخاذ القبور مساجد وشدد في المنع , وحرم المبالغة في تشييد القبور وتعلية بنائها.
قال رحمه الله في تفسيره (10/ 247 - 248): فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه , ممنوع لا يجوز ... قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد.
وقال بعد أن أورد حديث الأمر بتسوية القبور: قال علماؤنا: ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون واطئة , وقد قال به بعض أهل العلم وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو ما زاد على التسنيم ويبقى للقبر ما يُعرف به ويحترم ... وأما تعلية البناء الكثير على نحو ما كانت الجاهلية تفعله تفخيما وتعظيما فذلك يهدم ويزال فإن فيه استعمال زينة الدنيا في أول منازل الآخرة , وتشبها بمن كان يعظم القبور ويعبدها. وباعتبار هذه المعاني وظاهر النهي ينبغي أن يقال هو حرام. انتهى.
ص104
ولأبي بكر الطرطوشي كلام جيد في الموضوع موافق لما تقدم , قال في الحوادث والبدع (113): ولا يتمسح بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يمس , وكذلك المنبر , ولكن يدنو من القبر فيسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو مستقبل القبلة يوليه ظهره. وقيل: لا يوليه ظهره ويصلي ركعتين قبل السلام عليه .. إلخ. انتهى
..
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 04:18 ص]ـ
..
وقال العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره عند قوله تعالى (لنتخذن عليهم مسجدا) (15/ 290):
وإنما رأوا أن يكون البناء مسجدًا ليكون إكراما لهم ويدوم تعهد الناس كهفهم. وقد كان اتخاذ المساجد على قبور الصالحين من سنة النصارى , ونهى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الحديث يوم وفاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالت عائشة – رضي الله عنها -: " ولولا ذلك لأبرز قبره " , أي لأبرز في المسجد النبوي ولم يجعل وراء جدار الحجرة.
واتخاذ المساجد على القبور , والصلاة فيها منهيّ عنه , لأن ذلك ذريعة إلى عبادة صاحب القبر أو شبيهٌ بفعل من يعبدون صالحي ملتهم. وإنما كانت الذريعة مخصوصة بالأموات لأن ما يعرض لأصحابهم من الأسف على فقدانهم يبعثهم على الإفراط فيما يحسبون إنه إكرام لهم بعد موتهم , ثم يتناسى الأمر ويظن الناس أن ذلك لخاصية في ذلك الميّت , وكان بناء المساجد على القبور سنّة لأهل النصرانية , فإن كان شرعا لهم فقد نسخه الإسلام , وإن كان بدعة منهم في دينهم فأجدر.
..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 04:22 ص]ـ
بارك الله فيك وتقبل جهدك النافع
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 05:16 ص]ـ
..
كتاب ٌ مهم ٌ جدًا , قرأت مباحث قليلة منه فوجدته مليئا بالنقولات الثمينة:
الكتاب: جهود أئمة الشافعية في تقرير توحيد العبادة
للشيخ عبد الله عبد العزيز العنقري
للتحميل:
http://www.alsoufia.com/articles.asp...alse&gate_id=0
..
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[07 - 09 - 09, 12:16 م]ـ
ما يستدل به بعض الصوفية من كلام لبعض العلماء مثل السبكي والرملي في تسويغ الاستغاثة بغير الله ليس لهم فيه حجة
قال الإمام السبكي: اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين، والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال قبل خلقه وبعده مدة حياته في الدنياوبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة.أهـ
قلت: وهذا النص أصبح مطية لزنادقة الصوفية لتمرير دعاء غير الله عز وجل،
وهناك كلام آخر مشابه للقسطلاني والرملي وغيرهم
والحقيقة، أنه لا حجة لهم فيه، لأن السبكي يقصد الاستغاثة بالله بالنبي
حيث قال السبكي بعد هذه العبارة: ((ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ولا داعين إلا إياه، فالمسئول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسئول به مختلف، ولم يوجب ذلك إشراكاً ولا سؤال غير الله، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل سؤال لله به ".
ثم ضرب أمثلة لذلك فحسم الكلام
حيث قال: ((مثلا أن تقول " استغثت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول: سألت الله بالنبي صلى الله عليه وسلم " أهـ (شفاء السقام 176.)
قلت:
تأمل الأمثلة التي أتى بها، يتبين لك مراده
فالباء في قول السبكي (الاستغاثة بالنبي) هي باء السببيه وليست باء الاستغاثة، وتقديرها "الاستغاثة بالله بالنبي" وهي التي يقصدها السبكي والرملي وأشباههم
ولم يأتي على أذهانهم أبدا أن يفهم كلامهم هذا الفهم الوثني!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/215)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 12:59 م]ـ
هذا فيه نظر
وليس بعيدا عن الصوفية إباحة الاستغاثة بغير الله فهم أصحاب طامات وشنائع وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية على واحد منهم وهو البكري في مجلدين في مسألة الاستغاثة.
وانظر إلى البوطي كيف أباح دعاء الأموات وهو من كبار علمائهم والحبشي كذلك.
والنبهاني من مشايخهم له مجلد: شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق.
الصوفية لا يستبعد عليهم شيء.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن دعاء الأموات شاع في المتأخرين.
فالسلف متفقون على أنه شرك وأما الخلف المتأخرون فأهل البدع بعضهم أباح دعاء غير الله كما قال بعضهم بوحدة الوجود وكما قال بعضهم بإيمان فرعون وكما أنكر بعضهم أن الله فوق عرشه وغير ذلك من الشنائع المخالفة للكتاب والسنة والفطرة والعقل.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:21 م]ـ
أنا أوافقك أنه يوجد من يجيز الاستغاثة من الغلاة أمثال النبهاني
لكني تكلمت بالأدلة بأن السبكي لم يقل بالاستغاثة كما يكذب عليه الصوفية
وكلامه واضح لمن لم يجتزأ كلامه!
===
مع ملاحظة أن التلمساني أيضا لم يقل بجواز الاستغاثة
وأرجو منك أن تأتي بالنص ولن تجد فيه ذلك
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:51 م]ـ
ما مقصودهم بعدم تكفير من قال " مدد يا بدوى"؟ عدم كفره على الإطلاق أم عدم كفره قبل إقامة الحجة؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 11:12 م]ـ
ما يستدل به بعض الصوفية من كلام لبعض العلماء مثل السبكي والرملي في تسويغ الاستغاثة بغير الله ليس لهم فيه حجة
!
يا أخي اسمع ما يقول الرملي واعلم أن أهل البدع لهم علماء يفتونهم بالطامات نسأل الله العافية كما كان لليهود والنصارى علماء أضلوهم عن سبيل الله "لتتبعن سنن من كان قبلكم".
وما قص الله علينا أخبار من سبقنا بالتفصيل عبثا وإنما تحذيرا لأنها أمور سيقع فيها بعض الأمة.
فتاوى الرملي - (ج 6 / ص 274)
سُئِلَ) عَمَّا يَقَعُ مِنْ الْعَامَّةِ مِنْ قَوْلِهِمْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ يَا شَيْخُ فُلَانٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الِاسْتِغَاثَةِ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ فَهَلْ ذَلِكَ جَائِزٌ أَمْ لَا وَهَلْ لِلرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْمَشَايِخِ إغَاثَةٌ بَعْدَ مَوْتِهِمْ وَمَاذَا يُرَجِّحُ ذَلِكَ؟ (فَأَجَابَ) بِأَنَّ الِاسْتِغَاثَةَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ جَائِزَةٌ وَلِلرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ إغَاثَةٌ بَعْدَ مَوْتِهِمْ؛ لِأَنَّ مُعْجِزَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَكَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ لَا تَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِمْ.
أَمَّا الْأَنْبِيَاءُ فَلِأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ كَمَا وَرَدَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ وَتَكُونُ الْإِغَاثَةُ مِنْهُمْ مُعْجِزَةً لَهُمْ.
وَالشُّهَدَاءُ أَيْضًا أَحْيَاءٌ شُوهِدُوا نَهَارًا جِهَارًا يُقَاتِلُونَ الْكُفَّارَ.
وَأَمَّا الْأَوْلِيَاءُ فَهِيَ كَرَامَةٌ لَهُمْ فَإِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ عَلَى أَنَّهُ يَقَعُ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ بِقَصْدٍ وَبِغَيْرِ قَصْدٍ أُمُورٌ خَارِقَةٌ لِلْعَادَةِ يُجْرِيهَا اللَّهُ تَعَالَى بِسَبَبِهِمْ وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِهَا أَنَّهَا أُمُورٌ مُمْكِنَةٌ لَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ وُقُوعِهَا مُحَالٌ وَكُلُّ مَا هَذَا شَأْنُهُ فَهُوَ جَائِزُ الْوُقُوعِ وَعَلَى الْوُقُوعِ قِصَّةُ مَرْيَمَ وَرِزْقُهَا الْآتِي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ وَقِصَّةُ أَبِي بَكْرٍ، وَأَضْيَافِهِ كَمَا فِي الصَّحِيحِ وَجَرَيَانُ النِّيلِ بِكِتَابِ عُمَرَ وَرُؤْيَتُهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ جَيْشَهُ بِنَهَاوَنْدَ حَتَّى قَالَ لِأَمِيرِ الْجَيْشِ يَا سَارِيَةَ الْجَبَلَ مُحَذِّرًا لَهُ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ لِكَمِينِ الْعَدُوِّ هُنَاكَ، وَسَمَاعُ سَارِيَةَ كَلَامَهُ وَبَيْنَهُمَا مَسَافَةُ شَهْرَيْنِ، وَشُرْبُ خَالِدٍ السُّمَّ مِنْ غَيْرِ تَضَرُّرٍ بِهِ.
وَقَدْ جَرَتْ خَوَارِقُ عَلَى أَيْدِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ لَا يُمْكِنُ إنْكَارُهَا لِتَوَاتُرِ مَجْمُوعِهَا، وَبِالْجُمْلَةِ مَا جَازَ أَنْ يَكُونَ مُعْجِزَةً لِنَبِيٍّ جَازَ أَنْ يَكُونَ كَرَامَةً لِوَلِيٍّ لَا فَارِقَ بَيْنَهُمَا إلَّا التَّحَدِّي" انتهى كلام الرملي.
وأقول أي كلام يصدر من أي أحد مخالف للتوحيد الذي أنزل الله به كتبه وبعث به رسله لا يجوز لأحد أن يلتفت إليه فإن الله سبحانه يقول: "اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "
وهل أضل اليهود و النصارى سوى علمائهم.
ومن هنا يتبين فضل علمائنا كشيخ الإسلام ابن تيمية إذ من الله تعالى عليهم بالتمسك بالكتاب والسنة ودحر أباطيل أهل البدع ودعوة الناس إلى العودة إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/216)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 11:21 م]ـ
ما مقصودهم بعدم تكفير من قال " مدد يا بدوى"؟ عدم كفره على الإطلاق أم عدم كفره قبل إقامة الحجة؟
هم يقولون هذا القول كفر أكبر ويصرحون بذلك ولكن من فعل ذلك جاهلا لا يعلم أن الله سبحانه جعل من يفعله مشركا فإنه يكون معذورا بالجهل لأن الله سبحانه يقول: "
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
وهؤلاء المساكين في كثير من البلدان ما تبين لهم الهدى يفعلون ذلك عن جهل منهم فهؤلاء لا يكفرون لأن من فعل كفرا أو قاله لا يحكم عليه بالكفر حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع.
ـ[أبو عبدالله الخالدي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:53 ص]ـ
من المهم أن يتصل على الشيخ العرعور ليكون على اتصال بهم
فحججه باهرة حفظه الله
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:39 ص]ـ
يا أخوان الدكتور الهاشمي تحدث في آخر مناظرة قبل رمضان عندما تحدث عن منهج الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله وقال قبل الحلقات أنه حاول الاتصال بشيوخ من هذه البلاد المباركة ومنهم الشيخ عبدالعزيز عبداللطيف وفقه الله لتخصصه في هذا الموضوع وأعتذر وغيره كثير لكنهم يعتذرون لظروف ولذا لجأ إلى هولاء المتواجدين في لندن كالبلوشي وجلال وفقهما الله
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:15 م]ـ
مع أن فتاوى الرملي مجموعة بعد وفاته
وغلاة الصوفية من أكذب الخلق بعد الروافض
ولا يخفاك الكتاب المنسوب إلى السيوطي في السحر!
لكن ومع ذلك فقد سلمت لك بالرملي
لكن لم أسلم بالسبكي،
فأنا ركزت عليه على وجه الخصوص
فكلامه والحمد لله واضح في هذه المسألة
بارك الله فيك
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:24 م]ـ
الشيخ البلوشي والشيخ جلال قد تحسنا في الحلقات الأخيرة
وحججهم قوية جدا والحمد لله
وأرجو أن يبقيا هكذا إلى آخر رمضان
أيضا مما زاد إثراء للنقاش، الشيخ الفاضل (السيد عبد المقصود) حفظه الله فتأصيلاته العلمية في غاية الرصانة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 01:40 م]ـ
يا أخوان الدكتور الهاشمي تحدث في آخر مناظرة قبل رمضان عندما تحدث عن منهج الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله وقال قبل الحلقات أنه حاول الاتصال بشيوخ من هذه البلاد المباركة ومنهم الشيخ عبدالعزيز عبداللطيف وفقه الله لتخصصه في هذا الموضوع وأعتذر وغيره كثير لكنهم يعتذرون لظروف ولذا لجأ إلى هولاء المتواجدين في لندن كالبلوشي وجلال وفقهما الله
ما دام أن المشايخ المتخصصين المشهورين بعضهم يكون معذورا ولا يتسع وقته للمناظرات وقد أصبحت المناظرات شيئا مهما لها أثر كبير في العالم فأقترح أن نعمل لجنة متخصصة بالرد على الطوائف المخالفة للكتاب والسنة وتعلن استعدادها للمناظرات في أي وقت مع شتى الطوائف في المستقلة وفي غيرها من القنوات وفي المنتديات لمن شاء بشرط أن يكون المناظر من المخالفين معروفا لا يستخدم أسماء مستعارة ويمكن أن يكون المناظرون أصحاب تخصصات مختلفة من حديث وأصول ولغة وفرق وغير ذلك فمن كان عنده استعداد لذلك فأرجو أن يراسلني لعلي أكون سببا في ترتيب هذا الأمر.
وحتى لا تشغل المناظرات وقت طلبة العلم المؤهلين يكون ترتيب بينهم بحيث لا يحتاج كل واحد منهم أن يصرف للمناظرات من الوقت إلا ما يتيسر له.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 01:47 م]ـ
شبهة ذكرها الصوفي السوداني تخالف حديث علي: أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته.
وهي أن الصحابة كانوا إذا فتحوا البلدان لا يهدمون القبور من عنده آثار عن الصحابة في الموضوع
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:27 م]ـ
الله المستعان
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:48 م]ـ
شبهة ذكرها الصوفي السوداني تخالف حديث علي: أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته.
وهي أن الصحابة كانوا إذا فتحوا البلدان لا يهدمون القبور من عنده آثار عن الصحابة في الموضوع
إليك جواب منقول:
الجواب على هذه الشبهة:
أولاً: لا يعارض صريح القرآن وظاهر السنة بعمل صحابي ولو كان أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما للصحابة عندما اعترضوا عليه بقول أبي بكر وعمر قال: (توشك أن تقع عليكم حجارة من السماء، أقول قال الله وقال الرسول، وتقولون قال أبو بكر وعمر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/217)
ثانيًا: أن هذا الكلام من الناحية التاريخية فيه عدة أخطاء وملاحظات وهي كالتالي:
1 ـ لم يثبت من الناحية التاريخية أن الصحابة رضي الله عنهم تركوا هدم هذه التماثيل وليس هناك دليل على الترك، فالأصل أنهم مؤتمرون بأمر الله وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم في كسر الأوثان وهدم الأصنام هذا هو الأصل فيهم، ومما يدل على أن هذا الأصل فيهم وصية كبار الصحابة لأتباعهم بذلك كما في وصية علي بن أبي طالب لأبي الهياج الأسدي، فهذا هو الأصل والناقل عنه يحتاج إلى دليل.
2 ـ أن هذه التماثيل الفرعونية الموجودة الآن بمراجعة ما كتب عنها وما كتب عن تاريخ اكتشافها يتبين أنها لم تكن موجودة في وقتهم قطعًا بل إن تسعة وتسعين بالمائة منها لم يعثر عليه ولم يكتشف إلا على أيدي الرحالة الغربيين وفرق التنقيب والاستكشافات منذ قرنين فقط؛ يتضح هذا بمراجعة كتب الآثار الفرعونية وكتب تاريخ مصر القديم فعلى كل تمثال تاريخ استكشافه. وهذا واضح جدًّا جدًّا.
ولهذا لما سئل المؤرخ الزركلي: هل رأى الصحابة الأهرامات وأبا الهول عندما دخلوا مصر قال: (كان أكثرها مغمورًا بالرمال ولا سيما أبا الهول).
أما النسبة المتبقية من التسعة والتسعين بالمائة لا نستطيع الجزم بنفيه نفيًا قاطعًا وهو وجود رأس أبو الهول فهناك احتمال أنه كان ظاهرًا زمن الفتح الإسلامي؛ فممن ذكره المؤرخ التجيبي السبتي المتوفى سنة (730هـ) في كتابه (مستفاد الرحلة والاغتراب) فقد قال تحت عنوان «أبو الهول»: (وبمقربة من هذه الأهرام الثلاثة رأس صورة من حجر جعله هائل المنظر على صورة رأس الإنسان، غير أنه غاية في الكبر قد قام كالصومعة العظيمة ... )؛ وممن ذكره من المؤرخين ابن فضل العمري المتوفى سنة (749هـ) في كتابه (مسالك الأبصار) قال: (أما أبو الهول فهو صنم بقرب الهرم الكبير في وهدة منخفضة وعنقه أشبه برأس راهب حبشي)؛ وممن ذكره كذلك المؤرخ المقريزي المتوفى سنة (845 هـ).
والرد على وجود رأس أبو الهول زمن دخول الصحابة رضي الله عنهم مصر من ثلاثة وجوه:
أولاً: ليس هناك دليل قاطع يدل على أنهم رأوه وتركوه وكما سبق الأصل فيهم الاقتداء والاتباع والاستجابة لمطلب الشريعة؛ فالظن بهم أنهم لو رأوه لما تركوه، فمن خالف هذا الأصل فهو مطالب بالدليل. والقول بأنهم رأوه وتركوه احتمال؛ لأنه لم يثبت تاريخيًّا ويقابله احتمال آخر بأنهم لم يروه .. وإذا قام الاحتمال بطل الاستدلال، فضلاً عن مخالفته للأصل في الصحابة وهو الاستجابة والإتباع لأمر الشارع بالهدم والكسر.
ثانيًا: تنزلاً مع القول بهذا الاحتمال أنهم (رأوا هذه التماثيل وتركوها) أنه لا يلزم من هذه الرؤية أنهم كانوا يستطيعون تكسيرها أو هدمها، فعدم الاستطاعة مانع، والأحكام الشرعية منوطة بالاستطاعة كما قال سبحانه: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، فعدم الاستطاعة مانع فإذا كانت حركة طالبان لم تستطع هدم تمثالي (بوذا) بسهولة ويسر في هذا العصر عصر التقنية المتطورة، فمن ألف وأربعمائة سنة من باب أولى وأولى بالعجز وعدم القدرة .. ودليل ذلك أن الخليفة هارون الرشيد لم يستطع هدم (إيوان كسرى) وكذلك الخليفة المأمون لم يستطع هدم (الأهرام) مع أن أدوات الهدم والتكسير في عهدهما أكثر تطورًا واستطاعة.
ثالثًا: بما أن القول بأن (رأس أبو الهول) كان ظاهرًا زمن الفتح احتمال يقابله احتمال بعدم ظهوره وهذا الاحتمال أقوى وأرجح تاريخيًّا؛ ودليل ذلك أن المؤرخ (هيرودت المتوفى سنة 430 قبل الميلاد لم يذكر (أبا الهول) في رحلته الشهيرة ألبتة، بل ذكر (الأهرام) في الجيزة ووصفها ووصف المنطقة، وحلل كثيرًا مما شاهده ولم يذكر (أبو الهول) ورحلته عمدة في دراسة المنطقة، فهذا يدل على أنه كان مطمورًا بالرمال في زمنه ويدل على هذا ويقويه أن كثيرًا ممن تكلم عن المنطقة التي يقع فيها (أبو الهول) وصفوها بأن رمالها متحركة جدًّا وبين زمن المؤرخ (هيرودوت) 430 قبل الميلاد وزمن الفتح الإسلامي لمصر سنة 636 ـ 642م ما يقارب ألف سنة، فمعنى هذا أن رأس (أبو الهول) قد يظهر في زمن ويختفي في زمن آخر بسبب الرمال المتحركة، فيحتمل أنه في زمن الفتح الإسلامي كان مغطى بالرمال أيضًا؛ ولهذا لما ظهر ذكره المؤرخون المسلمون وجاء من يرى في رأس (أبو الهول) أنه منكر يجب إزالته فقد ذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/218)
المقريزي: (ففي زمننا ـ القرن التاسع ـ كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء قام نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات وسار إلى الأهرام وشوه وجه (أبي الهول) وشعثه فهو على ذلك إلى اليوم ومن حينه غلب الرمل على أراضٍ كثيرة من الجيزة وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي فساد وجه (أبي الهول) ولله عاقبة الأمور).
وهذا الاعتقاد من أهل تلك النواحي من الشرك الأصغر والتي قامت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على النهي عنه والتحذير منه فقال «إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد أو حياته» ونهى عن القول (مطرنا بنوء كذا وكذا بل مطرنا بفضل الله ورحمته) لكن يستفاد من هذه الحكاية أن رمال المنطقة متحركة، ويستفاد أيضًا أن أهل تلك المنطقة لم يكونوا على عقيدة راسخة تعرف أن دين الأنبياء وخاصة خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم قائم على محاربة وسائل الشرك والتي منها التماثيل والأصنام. بل هذه العقيدة المخالفة ليست مقتصرة على أهل تلك المنطقة، بل هناك من شابههم في العالم الإسلامي لم يكونوا بدرجة واعية تجاه هذه التماثيل الموجودة .. ودليل ذلك انتشار الأضرحة والعقائد الشركية فهذه الأزمان بهذه الانحرافات ليست حجة، وعدم الوعي العقدي عند بعض المسلمين ليس دليلاً شرعيًّا نعارض به قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
«وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» [الأنعام: 74] وقوله تعالى: «وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ» [الأنبياء: 57] وقوله تعالى: «فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ» [الصافات: 91 - 95] وقوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام في قصته مع السامري: «قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا» [طه: 97]
وكيف يعارض احتمال أن الصحابة رأوا هذه التماثيل وتركوها بالأمر اليقين من قوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أن لا تدع وثنًا إلا كسرته، ولا صورة إلا طمستها، ولا قبرًا إلا سويته» وقوله عليه الصلاة والسلام لعمرو بن عبسة حين سأله بأي شيء أرسلك الله؟ قال: «بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئًا»؛ وقوله عليه الصلاة والسلام: «إن الله بعثني رحمة للعالمين، وأمرني ربي عز وجل بمحق الأوثان».
بل لو ثبت يقينًا أن عمرو بن العاص ومن معه من الصحابة الذين دخلوا مصر تركوا كسر الأوثان والأصنام فلا يعارض هذا بتكسير الرسول صلى الله عليه وسلم التماثيل عندما دخل مكة ولا يعارض وصيته بذلك؛ فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (21) [الأحزاب: 21]، وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» [الحشر: 7] والله سبحانه وتعالى لن يسأل الناس عن استجابتهم لأحد يوم القيامة غير الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه: «مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ» [القصص: 65].
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا لقد وفيت الموضوع حقه أحسن الله إليك
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:32 ص]ـ
دمعة على الإسلام
مصطفى لطفي المنفلوطي
رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/219)
كتب إليَّ أحدُ علماءِ الهند كتاباً يقول فيه: إنه اطلع على مؤلف ظهر حديثاً بلغة (التاميل)، وهي لغة الهنود الساكنين بناقور وملحقاتها بجنوب مدراس ... موضوعه: (تاريخ حياة السيد عبد القادر الجيلاني، وذكر مناقبه وكراماته).
فرأى فيه من الصفات والألقاب التي وصف بها الكاتب السيد عبدالقادر، ولقبه بها صفاتٍ وألقاباً هي بمقام الألوهية أليق منها بمقام النبوة؛ فضلاً عن مقام الولاية كقوله: "سيد السموات والأرض" و "النفاع الضرار" و"المتصرف في الأكوان" و"المطلع على أسرار الخليقة" و"محيي الموتى" و"ومبرئ الأعمى والأبرص والأكمه" و"أمره من أمر الله" و"ماحي الذنوب" و"دافع البلاء" و"الرافع الواضع" و"صاحب الشريعة" و"صاحب الوجود التام" إلى كثير من أمثال هذه النعوت والألقاب!
ويقول الكاتب: إنه رأى في ذلك الكتاب فصلاً يشرح فيه المؤلف الكيفية التي يجب أن يتكيف بها الزائر لقبر السيد عبد القادر الجيلاني يقول فيه: "أول ما يجب على الزائر: يتوضأ وضوءاً سابغاً، ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة .. وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول:
" يا صاحب الثقلين، أغثني وأمدني بقضاء حاجتي، وتفريج كربتي، أغثني يا محي الدين عبدالقادر، أغثني يا ولي عبدالقادر، أغثني يا سلطان عبدالقادر، أغثني يا بادشاه عبدالقادر، أغثني يا خوجة عبدالقادر".
"يا حضرة الغوث الصمداني، يا سيدي عبدالقادر الجيلاني، عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة".
ويقول الكاتب - أيضاً -: إن في بلدة (ناقور) في الهند قبراً يسمى "شاه الحميد"، وهو أحد أولاد السيد عبدالقادر - كما يزعمون - وإن الهنود يسجدون بين ذلك القبر سجودهم بين يدي الله، وإن في كل بلدة من بلدان الهنود وقراها مزار السيد عبدالقادر .. فيكون القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في تلك البلاد والملجأ الذي يلجؤون في حاجاتهم وشدائدهم إليه، وينفقون على خدمته وسدنته، وفي موالده وحضراته ما لو أنفق على فقراء الأرض جميعاً لصاروا أغنياء.
هذا ما كتبه إليَّ ذلك الكاتب، ويعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض الفضاء، وأظلمت الدنيا في عيني، فما أُبصر مما حولي شيئاً؛ حزناً وأسفاً على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعد ما عرفوه، ووضعوه بعد ما رفعوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها.
أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام هذا المنظر المحزن، منظر أولئك المسلمين، وهم ركَّع سجَّد على أعتاب قبر ربما كان بينهم مَنْ هو خير مِنْ ساكنه في حياته، فأحرى أن يكون كذلك بعد مماته؟!
أي قلب يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعاً حينما يرى المسلمين أصحاب دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكاً بالله؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة وكثرة المعبودات؟!
لِمَ يَنْقِمُ المسلمون التثليث من المسيحيين؟ لِمَ يحملون لهم في صدورهم تلك المُوجِدَةَ وذلك الضغن؟ وعلام يحاربونهم؟ وفيم يقاتلونهم، وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟!
يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبعده عن العقل، فيتأولون فيه ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد،
أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون!.
كثيراً ما يضمر الإنسان في نفسه أمراً وهو لا يشعر به، وكثيراً ما تشتمل نفسه على عقيدة خفية لا يحس باشتمال نفسه عليها، ولا أرى مثلاً أقرب من المسلمين الذين يلتجؤون في حاجاتهم ومطالبهم إلى سكان القبور، ويتضرعون إليهم تضرعهم للإله المعبود؛ فإذا عتب عليهم في ذلك عاتب، قالوا: إنا لا نعبدهم، وإنما نتوسل بهم إلى الله، كأنهم يشعرون أن العبادة ما هم فيه،
وإن أكبر مظهر لألوهية الإله المعبود أن يقف عباده بين يديه ضارعين خاشعين، يلتمسون إمداده ومعونته،
فهم في الحقيقة عابدون لأولئك الأموات من حيث لا يشعرون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/220)
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد: ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رق العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفُهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى، فكانوا ذوي أنفة وعزة، وإباء وغيرة، يضربون على يد الظالم إذا ظلم، ويقولون للسلطان إذا جاوز حده: قف مكانك، ولا تَغْلُ في تقدير مقدار نفسك، فإنما أنت عبد مخلوق لا رب معبود، واعلم أنه لا إله إلا الله.
هذه صورة من صور نفوس المسلمين في عصر التوحيد، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن تارة والظاهر أخرى فقد ذلت رقابهم، وخفقت رؤوسهم، وضرعت نفوسهم، وفترت حَمِيَّتُهم، فرضوا بخطة الخسف، واستناموا إلى المنزلة الدنيا، فوجد أعداؤهم السبيل إليهم، فغلبوهم على أمرهم، وملكوا عليهم نفوسهم وأموالهم ومواطنهم وديارهم؛ فأصبحوا من الخاسرين.
والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءتها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد وإن طلوع الشمس من مغربها، وانصباب ماء النهر في منبعه أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله، ويقولون للأول كما يقولون للثاني: "أنت المتصرف في الكائنات، وأنت سيد الأرضين والسموات".
إن الله أغير على نفسه من أن يسعد أقواماً يزدرونه، ويحقرونه، ويتخذونه وراءهم ظهرياً، فإذا نزلت بهم جائحة، أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه.
يا قادة الأمة ورؤساءها، عَذَرْنا العامة في إشراكها وفساد عقائدها، وقلنا: إن العامي أقصر نظراً، وأضعف بصيرة من أن يتصور الألوهية إلا إذا رآها ماثلة في النصب والأضرحة والقبور، فما عذركم أنتم وأنتم تتلون كتاب الله، وتقرؤون صفاتِه ونعوتَه، وتفهمون معنى قوله -تعالى-:
[قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ] (النمل: 65)،
وقوله مخاطباً نبيه: [قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً] (الأعراف: 188)،
وقوله [وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى] (الأنفال: 17).
إنكم تقولون في صباحكم ومسائكم وغدوكم ورواحكم:
وكل خير في اتباع من سلف * وكل شر في ابتداع من خلف
فهل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يجصصون قبراً، أو يتوسلون بضريح؟
وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي – صلى الله عليه وسلم - أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج هَم؟
وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي أكرم عند الله، وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين؟
وهل تعلمون أن النبي – صلى الله عليه وسلم - حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل نهى عنها عبثاً ولعباً؟
أم مخافة أن تعيد للمسلمين جاهليتهم الأولى؟
وأي فرق بين الصور والتماثيل وبين الأضرحة والقبور،
ما دام كل منها يجر إلى الشرك، ويفسد عقيدة التوحيد؟
والله ما جهلتم من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة؛
فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم،
وسلط عليكم أعداءكم يسلبون أوطانكم،
ويستعبدون رقابكم، ويخربون دياركم،
والله شديد العقاب.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:36 ص]ـ
ما دام أن الصوفي السوداني اليوم شكك في أسانيد الأحاديث في النهي عن اتخاذ القبور مساجد فحبذا تتفضلون يا أهل الحديث ببيان ذلك نفع الله بكم الأمة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:46 م]ـ
حبذا الإسراع في تلبية هذا الطلب قبل فوات الأوان
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:32 م]ـ
ما دام أن الصوفي السوداني اليوم شكك في أسانيد الأحاديث في النهي عن اتخاذ القبور مساجد فحبذا تتفضلون يا أهل الحديث ببيان ذلك نفع الله بكم الأمة
رجاءاً ..........................
ما إسم هذا الصوفي السوداني؟؟؟
اما الاحاديث فهي ثابته في البخاري ومسلم
رواه الشيخان البخاري (1330) ومسلم (529) رحمة الله عليهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت عائشة: يحذِّر ما صنعوا. قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا ".
في الصحيحين أيضا أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال صلى الله عليه وسلم: " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله ". (خ/ 427، م/ 528)
وفي صحيح مسلم (532) عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ".
منقول من ...
http://islamqa.com/ar/ref/26312
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/221)
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:40 م]ـ
هنا بحثٌ مهم بعنوان:
عشرون دليلا في النهي عن الصلاة عند القبور
وبيان حكم بناء المساجد والغرف عليها
كتبه: ماجد بن سليمان الرسي.
http://www.saaid.net/kutob/9.htm
جزاه الله خيرًا. و جزاك ياشيخ غالب خيرًا مثله وجميع من نافح عن الحق.
..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:03 م]ـ
[ QUOTE= أبا المنذرالسلفي;1116821] رجاءاً ..........................
ما إسم هذا الصوفي السوداني؟؟؟
فيما أذكر حسن الغفاري
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مشاركة لي في المستقلة وقد اختصرتها أثناء الحديث ليتسع الوقت لها
أعرضها عليكم لتعم فائدتها،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد ذكرت في المحاورات شبهات لمن أباح دعاء غير الله أود أن أزيد في كشف هذه الشبهات حتى تتم الفائدة للمستمع من هذه المحاورات إن شاء الله تعالى:
ـــ قول بعض الإخوة في الحوار إن الدعاء الوارد في الآيات هو العبادة فقط وأن المفسرين هكذا يفسرونها قاطبة هو مخالف لعموم الآيات ومخالف لنصوص صريحة قاطعة في الموضوع كقوله تعالى:
" ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) " [فاطر]
وها هو الإمام القرطبي يقول في تفسيره هذه الآية الكريمة:
" قوله تعالى [إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم] أي: إن تستغيثوا بهم في النوائب، لا يسمعوا دعاءكم " ().
ويقول الآلوسي في تفسيره قوله تعالى: " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) " [النحل]
" ما أعظمها آية في النعي على من يستغيث بغير الله تعالى من الجمادات والأموات، ويطلب منه ما لا يستطيع جلبه لنفسه، أو دفعه عنها " ()
ـــــ وقد زعم بعض المحاورين من المدرسة الصوفية أن الآيات في دعاء غير الله هي في دعاء الأصنام فقط لا الصالحين والجواب هناك نصوص عامة في القرآن تشمل الأصنام والصالحين وغيرهم كقوله تعالى: " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لايَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) " [الأحقاف]
والقاعدة الأصولية العام على عمومه حتى يأتي ما ينسخه أو يخصصه.
وهناك نصوص خاصة صريحة في التحذير من دعاء الصالحين كقوله تعالى: "قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) " [الإسراء]
ثم إن ابن كثير في تفسير قوله تعالى: "والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير" يقول: " [والذين تدعون من دونه]،أي: من الأصنام والأنداد، التي هي على صورة من تزعمون من الملائكة " ().
وقد قال ابن عباس في صحيح البخاري عن أصنام قوم نوح أسماء رجال صالحين. ويؤيد ذلك أننا لا نتصور أن كفار قريش كانوا يطلبون الشفاعة من الحجارة ذاتها فهذا لا يدخل في عقل إنسان.
ــــــ وقال بعض المحاورين من المدرسة الصوفية إن العبادة لا تسمى عبادة إلا إذا كانت نابعة من أن المعبود ينفع ويضر استقلالا ليس عليه دليل وهو مخالف لإطلاق مئات النصوص وهو مخالف للغة فالعبادة في اللغة وفي القرآن تطلق على الطاعة وتطلق على الذل والخضوع وتطلق على التنسك
وفي الشرع التذلل لله سبحانه بفعل أوامره وترك نواهيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/222)
فكل تقرب يخرج عن الأسباب الحسية التي سخرها الله للبشر إن صرف لغير الله فهو عبادة لغيره فالدعاء ما دام أنه كان لميت أو غائب أو حي فيما لا يقدر عليه إلا الله فقد خرج عن دائرة الأسباب الحسية التي سخرها الله ودخل في نطاق العبادة.
وقد أجمع المسلمون على أن من سجد للشمس والقمر أو للصنم أو للقبر فقد عبدها وإن لم يعتقد فيها النفع والضرر استقلالا.
ــــــــ المسلم كي يكون موحدا يجب أن يفرد الله بصفاته التي منها العلم والقدرة والسمع والبصر فلا يجوز له أن يعتقد في ميت أو حي أنه يعلم الغيب أويسمع كسمع الله أويبصر كبصره أويقدر كقدرته أو قريبا منها وقد جاء في صحيح البخارى - (ج 15 / ص 407) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى مَا عِلْمُكَ وَعِلْمِى وَعِلْمُ الْخَلاَئِقِ فِى عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ" وكنت أتمنى في الحوار أن يكون لفت أنظار لهذا الحديث العظيم الذي يجتث جذور الشرك من القلوب.
ـــــ وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر؛ فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله".
هذا حديث ضعيف وهو في غير محل النزاع لأن النزاع في دعاء الميت أو الغائب أو الحي فيما لا يقدر عليه إلا الله.
وهذا يدل على أن من عمل به من العلماء لم يبح دعاء غير الله كما زعم بعضهم
ــــ ومما احتجوا به على جواز دعاء غير الله حديث: " حياتي خير لكم، تحدثون وتحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير، حمدت الله عليه وما رأيت من شر، استغفرت الله لكم" رواه البزار.
هذا الحديث ضعيف وهو مخالف لقوله تعالى: "وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شهيد "
وهو مخالف أيضا لحديث الصحيحين:
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول إنهم مني. فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي. متفق عليه. (متفق عليه)
ومع ذلك فيه أنه صلى الله عليه وسلم يستغفر لنا بدون طلب منا فهو كاستغفار الملائكة لنا واستغفار الملائكة لنا لا يجوز لنا أن نطلبه منهم لأنه خارج عن الأحكام الدنيوية وهو حاصل لنا بدون طلب منا.
ــــــ وذكر بعضهم محتجا على إباحة دعاء غير الله بما روي
عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد [الأدب المفرد].
هذا الحديث ضعيف ومع ضعفه لا يدل على إباحة الاستغاثة بغير الله لأنه مجرد ذكر لاسم المحبوب عند الخدران وليس طلبا منه فهو لم يطلب منه
ــــــ وقد احتج بعضهم على جواز دعاء غير الله بقول المصلي في صلاته السلام عليك أيها النبي ودعاء الرجل الضرير الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الدعاء
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ:» أَنَّ رَجُلا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ ×، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي.فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ فَقَالَ: ادْعُهْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ [وشَفّعني فيه] «رواه أحمد
والترمذي وابن ماجه ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/223)
وفي الحقيقة هذا النداء أسلوب معروف في اللغة العربية المنادي فيه لا يقصد أن المنادى يسمعه ولا يطلب منه شيئا ولكن هو فقط نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب كما قال عمر رضي الله عنه للحجر: " إِنِّى أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ" رواه البخاري الأسود لأن عمر خاطبه وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله" رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني. .فهل من احتج بهذا الحديث على جوازالاستغاثة بغير الله يجيز الاستغاثة بالحجر والقمر أيضا.
ــــــــ وقد احتج بعضهم لإباحة دعاء غير الله بحديث:
" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ". رواه النسائي والدارمي
وزعم أنه يدل على أن رسول الله يسمع من يخاطبه من بعد وفي الحديث نفسه أن الملائكة تبلغه فهو إذا لا يسمع والحديث أخبر أنها تبلغه السلام ولم تخبر أنها تبلغه شيئا آخر فلا يجوز لأحد أن يزعم أنها تبلغه الطلب منه لأنه لا قياس في العقيدة ولأنه حين يقول ذلك سيكون قائلا بظن في العقيدة وقد أخبر الله سبحانه عن المشركين الأوائل أنهم وقعوا في الشرك بسبب اتباعهم للظن والقاعدة المتفق عليها عند العلماء العقيدة ليس فيها قياس فهذه القاعدة يجب أن نتمسك بها فهي تبطل الكثير من العقائد الخرافية.
ــــــ وبعض الإخوة احتج على أن الميت يسمع ويبصر وينفع بعد موته بالقياس على الحي باعتبار أن الأنبياء أحياء في قبورهم وفي الحقيقة حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا تقاس بحياة الدنيا فالشهيد نص الله تعالى أنه حي يرزق ولكن هي حياة برزخية لذلك يقسم ميراثه وتتزوج زوجته من بعده بعد انتهاء عدتها والنص القرآني أن رسول الله قد مات فمن قال لم يمت فقد كذب القرآن:
"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ". و حين أنكر بعض الصحابة موت النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبو بكر وذكرهم بقوله تعالى: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ"
أقروا جميعا بعد ذلك بموته ولذلك غسلوه ودفنوه واختاروا خليفة من بعده وتركوا طلب الدعاء منه عند الاستسقاء كما فعل عمر حين طلب الاستسقاء من العباس بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
فحياة النبي في قبره هي حياة برزخية لا تنطبق عليها أحكام الدنيا فلا تقاس بحياة الدنيا فقياس الميت على الحي غير جائز لأنه لا قياس في العقيدة ولأن الله سبحانه أبطل هذا القياس بقوله: "وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) "
فمن أراد أن يقيس الميت على الحي يلزمه أن يصلي خلف قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما كان الصحابة يصلون خلفه في حياته.
فلو ترك المسلم الظنون والشبهات في العقيدة وتمسك بالبراهين فإنه سيهتدي إلى الصواب لا محالة.
• ومما احتجوا به على إباحة الطلب من الأموات قصتان قصة أعرابي جاء إلى القبر وطلب من النبي الاستغفار بعد موته والقصة الثانية أن رجلا مجهولا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الاستسقاء وهذا من غرائب الأمور هي قصص ضعيفة من ناحية ومن ناحية أخرى هو فعل رجلين مجهولين ليسا من الصحابة فهو ليس حجة في دين الإسلام وإنما الحجة في العقيدة بالكتاب والسنة الصحيحة وإجماع السلف الصالح. وفعلهما أيضا مخالف لما كان عليه الصحابة كما دل على ذلك حديث عمر في الاستسقاء بالعباس كما في صحيح البخاري.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:06 ص]ـ
أرجو من الإخوة طلبة العلم المهتمين بالرد على الصوفية والأشاعرة إعلامي بذلك لعلنا نتعاون على البر والتقوى فما أحسن التعاون على نصر الحق ودحر الباطل بالحجة والبرهان.
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:20 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/224)
بارك الله فيك و جزاك خيرا أخ غالب .. والله ردود قيمة ... و لكن يحتج البعض بحياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند رده السلام و يقولون لا يخلوا على ظهر الارض وقت لا يوجد فيه من يصلى و يقرأ التشهد دل بذلك ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حي على مدار الاربع وعشرين ساعة .... مع ان الشبهة ضعيفة لكن كيف يمكن الرد عليها بطريقة قويه .....
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:44 م]ـ
وفيك بارك الله نعم الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره فهو أولى من الشهداء بذلك ولكنها حياة برزخية لا ينطبق عليها أحكام الدنيا أما بالنسبة لأحكام الدنيا فهو ميت بنص القرآن الكريم.
والذي ورد في النص أنه يبلغ السلام فهو أولا رد على الصوفية في زعمهم أنه يسمع هو يبلغ ولا يسمع.
وثانيا النص ذكر أنه يبلغ السلام ولم يذكر أنه يبلغ إذا دعي من دون الله ولا قياس في العقيدة بل قد يفهم من كون النص يذكر السلام دون غيره أنه لا يبلغ سوى السلام.
ثم النص ينفي أنه يسمع الدعاء " إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم "
فاحتجاجهم بذلك ما هو إلا من قبيل الظن الذي هو حجة المشركين الأوائل تشابهت قلوبهم.
ولكن أين البرهان عما يقولون من إباحة دعاء غير الله وقد وصف الله المشركين الأوائل بأنه لا برهان لهم في أكثر من آية.
ثم هم يقرون بأن العقيدة تحتاج إلى دليل قطعي حتى إذا كان الحديث في الصحيحين ولم يبلغ حد التواتر رفضوا الاحتجاج به في العقيدة مع أننا نحتج بكل حديث صحيح في العقيدة والأحكام.
فكيف الآن صاروا يحتجون بالقياس مع أن القياس لا يجوز في العقيدة بالاتفاق وهو من قبيل الظن أيضا.
ثم لو كان القياس في العقيدة حقا لكان هذا القياس منه عين الباطل لأنه قياس الشيء على ضده فهو صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يبلغ السلام وهو دعاء له فكيف يقاس عليه أن يدعى هو نفسه.
وهو قياس فاسد الاعتبار لمخالفته للنص وإجماع الصحابة.
أما آن للصوفية أن يستيقظوا ويعلموا أنهم لا يأخذون من القرآن والسنة إلا ما يشتبه وليس عندهم أدلة صريحة صحيحة محكمة وهذا الذي جعلهم يفرون من المناظرة واحدا تلو الآخر.
مع أن المقابل لهم لم يكن من علماء السلفية فكيف لو قابلهم علماء السلفية.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وحرم على وجوهكم النار ..
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 11:13 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[09 - 08 - 10, 04:30 م]ـ
وجزاكم خيرا وبارك فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 08 - 10, 05:11 م]ـ
أنا أوافقك أنه يوجد من يجيز الاستغاثة من الغلاة أمثال النبهاني
لكني تكلمت بالأدلة بأن السبكي لم يقل بالاستغاثة كما يكذب عليه الصوفية
وكلامه واضح لمن لم يجتزأ كلامه!
===
مع ملاحظة أن التلمساني أيضا لم يقل بجواز الاستغاثة
وأرجو منك أن تأتي بالنص ولن تجد فيه ذلك
أخي بارك الله فيك
بل السبكي يقول به، ويؤصل له ويقعد، وكلامه أوضح وأصرح من فتاوى الرملي وكلام السيوطي، فضلا عن المخرفين كالنبهاني و دحلان وأمثالهما.
ولا أشك أن السبكي أقدم وأفقه وأعلم منهم جميعا، وكل كلام هؤلاء يدور في فلكه وتقعيده، إذ هو أول من أصل لها.
وقد تقدم في الملتقى ذكر بعض عباراته وشبهاته من شفاء السقام والرد على بعضها.
والله أعلم
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[09 - 08 - 10, 08:50 م]ـ
يا جماعة ياكرام لا بد من احسان الظن بأخينا د. الهاشمي لا سيما وهو من منتجات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فما تريدونه أن يكون هل تريدون أن يكون؟؟؟؟ أخونا الهاشمي في ثغر عظيم سدده الله وبارك في جهوده
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ......
عفو ألسنتكم وتخلصوا من ريبتكم بأخيكم إذا لم تآزروه فلا تخذلووووه
د. محمد(57/225)
أقوال السلف الصالح في عقيدة العلوّ.
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلّم امّا بعد:
سأقوم في هذا الموضوع بنقل اقوال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم في بيان علوّ الرحمن.
وأرجو من الاخوة الأفاضل متابعة الموضوع و تصحيح كل قول قد اكون اخطأت في نسبته لقائله.
وابدأ بعون الله:
قال إبن مسعود رضي الله عنه و ارضاه"العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم" (1)
عن إبن عباس رضي الله عنه أنّه دخل على عائشة رضي الله عنها و هي تموت فقال لها:"كنت أحبّ نساء رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ولم يكن يحبّ الا طيباً و انزل الله براءتك من فوق سبع سماوات" (2)
(1): أخرجه البيهقي في الاسماء و الصفات (ص 401) بسند حسن
(2):أخرجه الدارمي في الردّ على الجهمية (84) بسند حسن.
وأكتفي بهذا القدر حالياً.
وأتمنى من الاخوة الافاضل المشاركة بتصحيح اي خطأ قد أقع به.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:16 ص]ـ
عن قتادة قال: (قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال: إذا رضيت استعملت عنكم عليكم خياركم وإذا غضبت إستعلمت عليكم شراركم) 1
(1) أخرجه عثمان الدارمي في ((الرد على بشر بن غياث المريسي)) ص 106
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 10:45 ص]ـ
أقوال السلف الصالح:
الصحابة رضوان الله عليهم
1. أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، صعد أبو بكر رضي الله عنه المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس! إن كان محمدٌ إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم محمدًا قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا: ?وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ? (1) حتى ختم الآية ... » (2) إسناده حسن.
2. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مئة عام وبين كل سماءين مسيرة خمس مئة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمس مئة عام وبين الكرسي وبين الماء مسيرة خمس مئة عام والعرش فوق الماء والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه» درجته: حسن. (3)
بعد جيل الصحابة إلى 200 هـ
3. أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ):
قال الإمام الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" التي أملى فيها عقيدة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبو يوسف ومحمد بن الحسن: «والعرش والكرسي حق كما بين في كتابه، وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه» قوله: (وفوقه) أي "وفوق كل شيء" إثبات لفوقية الله عز وجل فوق كل المخلوقات بما فيها العرش.
وقوله في موضع آخر «لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات» نفي لإحاطة الخلق بالله عز وجل، فـ (لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
ورُوي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال في الفقه الأكبر: «من قال: "لا أعرف الله أفي السماء أم في الأرض" فقد كفر، قال الله تعالى ?الرحمن على العرش استوى? فإن قال: "أقول بهذه الآية ولكن لا أدري أني العرش في السماء أم في الأرض" فقد كفر أيضا» (4) وذلك لأن في كلا القولين شك في فوقية الله عز وجل، لا يدري هل الله فوق مخلوقاته أم لا، وفيه اعتقاد احتمال وجود الله عز وجل في الأرض داخل مخلوقاته، تعالى الله علوا كبيرا. فكان بذلك منكرا للنصوص الشرعية، ومعتقدًا جواز حلول الله في خلقه، وكلاهما كفر.
4. مالك بن أنس (179 هـ): جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله ?الرحمن على العرش استوى? فكيف استوى؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء (5)، ثم قال: «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا» فأمر به أن يخرج. (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/226)
قال أبو بكر ابن العربي المالكي عند حديثه عن أحاديث الصفات: (ومذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله: "الإستواء معلوم والكيفية مجهولة".) (7)
وعن الإمام مالك أنه قال: «الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء» (8)
الذين شهدوا بأن هذه هي عقيدة الإمام مالك رحمه الله: أبو حاتم الرازي (277 هـ) - ابن أبي زيد القيرواني (386 هـ) - محمد بن موهب المالكي (406 هـ) - أبو القاسم اللالكائي (418 هـ) - أبو نصر السجزي (444 هـ)، وسيأتي ذكر أقوالهم إن شاء الله.
5. قال حماد بن زيد (179 هـ): (إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله) يعني الجهمية. صحيح. (9)
6. ابن المبارك (181 هـ): قال علي بن الحسن بن شقيق: سألت عبد الله بن المبارك: "كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ "
قال: «على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ها هنا في الأرض» (10) صحيح.
وفي رواية: قال ابن المبارك: «بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه» (11) إسناده حسن.
8. قال جرير بن عبد الحميد الضبي (188 هـ): (كلام الجهمية أوله عسل، وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله) (12)
- قال أبو معاذ خالد بن سليمان البلخي (199 هـ): (كان جهم على معبر ترمذ، وكان فصيح اللسان، ولم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم، فكلم السُمَنية [ديانة بوذية]، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده. فدخل البيت لا يخرج، ثم خرج إليهم بعد أيام فقال: "هو هذا الهواء مع كل شيء، وفي كل شيء، ولا يخلوا منه شيء." قال أبو معاذ: "كذب عدو الله، إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه.")
201 إلى 300 هـ
9. قال سعيد بن عامر الضبعي (208 هـ) وهو من شيوخ البخاري: «الجهمية شرٌّ قولاً من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان: أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء.» صحيح. (13)
- قال محمد بن يوسف الفريابي (212 هـ) وهو من شيوخ البخاري: «من قال: إن الله ليس على عرشه فهو كافر.» [خلق أفعال العباد للإمام البخاري (ج2 ص39)]
والمزيد هنا:
http://as-salaf.com/article.php?aid=24&lang=ar
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 04:27 م]ـ
أقوال السلف الصالح:
- قال محمد بن يوسف الفريابي (212 هـ) وهو من شيوخ البخاري: «من قال: إن الله ليس على عرشه فهو كافر.» [خلق أفعال العباد للإمام البخاري (ج2 ص39)]
والمزيد هنا:
http://as-salaf.com/article.php?aid=24&lang=ar
قال عاصم بن علي و هو كذلك من شيوخ البخاري (221):"ناظرت جهماً فتبيّن من كلامه انّه لا يؤمن أنّ في السماء ربّاً"
العلوّ ص (1069)
لكن لديّ استفسار. هل أجمع العلماء على تكفير من يقول بقول الجهمية او بشكل عام من يقول بأنّ الله ليس على العرش؟
وهل هو كفر أكبر مخرج من الملّة؟
وبارك الله بكم
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:14 م]ـ
للرفع ......(57/227)
::نقض عثمان بن سعيد الدارمي:: تحقيق السماري PDF
ـ[أبويوسف اللحيدان]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه, أما بعد:
فنظراً لسؤال الكثيرين عن كتاب نقض عثمان بن سعيد الدارمي على المريسي الجهمي العنيد, فيما افترى على الله في التوحيد بتحقيق: الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري - حفظه الله- أحببت رفعه على المنتدى عسى أن تحصل به الفائدة والله ولي التوفيق.
تفضلوا الرابط:
______ __________ ____ ________ ______ ______________. rar - 9.09MB (http://www.zshare.net/download/6485313119226a17/)
أخوكم أبويوسف
ـ[محمد سمير]ــــــــ[31 - 08 - 09, 05:31 ص]ـ
بارك الله فيك ورزقك الجنة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:31 ص]ـ
سؤالي
بماذا تميز تحقيق الشيخ منصور، مع وجود رسالة علمية للشيخ رشيد الألمعي
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 06:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبويوسف اللحيدان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي
بماذا تميز تحقيق الشيخ منصور، مع وجود رسالة علمية للشيخ رشيد الألمعي
تميز تحقيق الشيخ منصور السماري بحاشيته القيمة وتعليقاته كذلك, جزاه الله خيراً وأطال في عمره.
ـ[محمد سمير]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:09 ص]ـ
هل يوجد الكتاب بتحقيق السماري على وورد او للشاملة؟
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:28 ص]ـ
يتميز بما يلي:
1_ان الشيخ السماري متمكن في الحديث والعقيده وهو تخصصه العلمي حديث فحكمه على الحديث او الاثر له قيمته
2 - يقع في مجلد واحد
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[05 - 09 - 09, 12:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
أرجو التكرم برفع الكتاب على موقع آخر.
نفع الله بكم.
ـ[أبويوسف اللحيدان]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,
هل يوجد الكتاب بتحقيق السماري على وورد او للشاملة؟ لا اعلم له غير هذا المصور على الـ PDF .
يتميز بما يلي:
1_ان الشيخ السماري متمكن في الحديث والعقيده وهو تخصصه العلمي حديث فحكمه على الحديث او الاثر له قيمته
2 - يقع في مجلد واحد
جزاك الله خيراً أخي سليمان على ما بيَّنت لما اُجمل.
جزاكم الله خيرا.
أرجو التكرم برفع الكتاب على موقع آخر.
نفع الله بكم.
ابشر يا أخ أحمد فهذا هو الكتاب قد رفعته على موقع الميديا فاير, ويدعم الاستكمال اسأل الله أن لا يحرمنا وإياكم الأجر.
الرابط: http://www.mediafire.com/?yedijdmmnjz
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,
...................................
ابشر يا أخ أحمد فهذا هو الكتاب قد رفعته على موقع الميديا فاير, ويدعم الاستكمال اسأل الله أن لا يحرمنا وإياكم الأجر.
الرابط: http://www.mediafire.com/?yedijdmmnjz
كتب الله لكم الأجر والمثوبة، وجمعنا وإياكم مع الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - في جنته ودار مقامته.
ـ[أبويوسف اللحيدان]ــــــــ[08 - 09 - 09, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا رابط آخر جديد
http://www.fileflyer.com/view/3LNN
قال الشيخ الألباني :
Bt
ـ[شتا العربي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 12:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
رسالة علمية للشيخ رشيد الألمعي
هل توجد هذه الرسالة مصورة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 10:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وهذا رابط آخر للفائدة
http://www.archive.org/download/nakddarimi/nakd_darimi_samari.pdf
ورابط الطبعة الاولى تحقيق الفقي رحمه الله من الوقفية جزاهم الله خيرا
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1638
ـ[محمد بن سمير بن عمر الجزائري]ــــــــ[17 - 02 - 10, 05:26 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 06:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سالم حامد الشافعي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 02:41 م]ـ
ولكن الشيخ السماري حفظه الله خالف شيخ الإسلام ابن تيمية وأثبت الجنب صفة في تحقيقه للكتاب كما في ص 518
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 07:50 م]ـ
ولكن الشيخ السماري حفظه الله خالف شيخ الإسلام ابن تيمية وأثبت الجنب صفة في تحقيقه للكتاب كما في ص 518
هل تنقل لنا لماذا جزاك الله خيرا طالما أنك مطلع على المسألة فيما يبدو والله اعلم؟
وبالمناسبة أحب أن أعرف الفرق بينها وبين صفة اليد مثلا فلست مطلعا على هذه المسألة؟
وإن أكثرت عليك فأرجو المعذرة ماذا تعني مخالفة الشيخ لشيخ الاسلام بالنسبة لك؟
وشكرا لك على سعة صدرك مقدما.
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:09 م]ـ
أحتاج الكتاب بتحقيق السماري للشاملة(57/228)
الفوائد العوالي من برنامج تاريخ العقيدة للشيخ الحوالي
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:57 ص]ـ
هذه بعض الفوائد دونتها أثناء متابعتي لبرنامج (تاريخ العقيدة) للشيخ الدكتور سفر الحوالي والذي يبث عبر القناة العلمية في قناة المجد، ولهذا أحببت التنبه لأمور:
1ـ أني أسجل فوائدي أثناء سماعي للبرنامج، ولهذا يفوتني الكثير.
2ـ بعض الأسماء والأعلام الذي يذكرهم الشيخ قد لا أحسن كتابتها ولا أستطيع إعادتها بالطبع.
3ـ هي فوائد دونتها لنفسي، فأحببت أن يستفيد منها من لا يشاهد برنامج الشيخ.
4ـ بعض الألفاظ ليست لفظ الشيخ تحديدا وإنما بصياغتي، وهذا نادر.
5ـ البرنامج يبث بعد صلاة المغرب، ويعاد في الساعة الثانية والنصف ظهر الغد.
سائلا الله أن يغفر لوالدينا جميعا وأن ينفعنا بالعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد.
فوائد الدرس الثاني (الأحد 2/ 9/1430هـ).
1ـ في التاريخ يوجد لدينا معالم واضحة في أوله (تاريخ آدم ونوح)، ومعالم واضحة في آخره (موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام) وما بين ذلك يحتاج إلى تفصيل.
2ـ يوجد في منتصف الفترة بين القديم والحديث فجوة لا يعلمها إلا الله، كما سيأتي
3ـ سواء بدأنا من أول التاريخ أو من آخره سيكون الأمر واضحا لنا بحمد الله.
4ـ خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، وهي ليست كأيامنا لأن الشمس لم تخلق بعد، فلا يعلم مقدراها إلا الله.
5ـ خلق الله آدم وعاش ألف سنة، وجاء في الحديث أن آدم أعطى داود أربعين سنة، فعلى هذا يكون آدم عاش (960) سنة والله أعلم.
6ـ ثم هناك فترة معروفة كما جاء عن ابن عباس وهي:
أن الناس مكثوا على التوحيد عشرة قرون ثم فشا فيهم الشرك.
وهنا:
أ ـ لا نعلم مقدار تلك القرون لأننا لا نعرف أعمارهم إلا أننا نجزم أن أعمارهم طويلة.
ب ـ تذكر كتب التاريخ الأسطوري أنه في هذه الفترة عشرة ملوك، ونحن لا نجزم بذلك إلا أن الذي نجزم به ما صح عن ابن عباس أنهم عشرة قرون.
ج ـ ونجزم أنهم كانوا على التوحيد.
د ـ ثم جاءت قرون نستطيع أن نسميها (قرون الانحراف) وهي الفترة التي وقع فيها الشرك، لكننا: لا نعلم كم كان ذلك؟
هـ ـ ثم بعث الله نوح عليه السلام ليعلم الناس التوحيد، وهذا بنص القرآن وهو يبطل ما عند أهل الكتاب من أن (انختون) هو الذي علم الناس التوحيد بل هو نوح.
و ـ فترة الشرك التي في تلك الفترة بينها الحديث الصحيح عن ابن عباس، وبين لنا كيفية بداية الشرك وأنه عن طريق التصوير والنحت لصور (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) وأنهم كانوا رجال صالحين فلما ماتوا صوروا على هيئتهم تماثيل تعظيما لهم وإجلالا لهم، فمرت القرون حتى عبدت تلك الصور من دون الله.
ز ـ هذا يدل على قدم التصوير والنحت، وانه موغل في القدم.
ح ـ ما لدينا من صور ورسومات لتلك التماثيل تكشف حقيقة أولئك المصورين فقد بينت الرسومات أنهم على هيئة:
ـ رجل خاشع واضع يديه بعضهما على بعض: وهي هئية الصلاة التي لا يشارك غير المسلمين فيها أحد.
ـ وبعضهم على هيئة رجل محرم: ومعلوم أن جميع الأنبياء من آدم إلى محمد عليهم السلام حجوا للبيت الحرام.
والصور كانت تبين أن كان لهم لحى، وغير ذلك مما يبين حقيقة مهمة وهي:
أن تلك الأمم كانت على التوحيد الخالص لله.
ط ـ ثم بعث الله نوحا إلى قومه يدعوهم إلى توحيد الله لما فشا فيهم الشرك، ولا ندري كم كان عمر نوح عليه السلام، إلا أن المؤكد لدينا أن عمره في الدعوة (950) سنة ولا ندري كم لبث قبل ذلك، وكم لبث بعد أن أنجاه الله والمؤمنون من الغرق.
7ـ وهنا مفارقة عجيبة بين التوراة والقرآن، وهي:
ـ أن التوراة تبين أن إبراهيم ولد في حياة نوح عليهم السلام.
ـ والقرآن يبين أن إبراهيم بعد نوح بقرون طويلة، وأن بعد نوح قوم عاد ونبيهم هود، وهذا الترتيب هو صريح القرآن لقوله (من بعد قوم نوح)، ثم قوم ثمود ونبيهم صالح، وكل هذه الأمم الله أعلم كم لبثوا لكنها آماد طويلة ثم بعد ذلك يأتي إبراهيم بعدهم بكثير فكيف يقال أنه ولد في حياة نوح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/229)
9ـ ثم بعد نوح تأتي أمة عاد، ومن مجموع الدراسات التي سيفصلها الشيخ في الأيام القادمة أن حضارة عاد حضارة قديمة ولهم دولة هائلة ومنشآت ضخمة، ويبين أن جزء من تاريخ البشرية تحت مسمى (عاد الأولى) وهي إرم ذات العماد.
10ـ ويؤيد ذلك أشكال وأجسام عاد الأولى، فقد كانوا أقرب إلى زمن آدم ولهذا فهم قريبون منه في الخلقة، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن آدم طوله (60) ذراعا كالنخلة كما جاء في بعض الروايات.
وكذلك (شامبليون) الذي فك رموز حجر رشيد قال: بأن هذه الأحجار بناها قوم طول الواحد منهم (100) قدم، أي أكثر من (30) مترا، فهم قوم عظام في الخلقة.
11ـ الذي ينبغي معرفته أن عاد كانت تسكن جزيرة العرب كما قال الله (إذا أنذر قومه بالأحقاف) وهي جزيرة العرب، فليست عاد في بلاد ما بين النهرين ولا مصر ولا غيرها، ويمكن أن حضارتهم وصلت لتلك البلدان لأنها حضارة عظيمة لكن مقرها كان في جزيرة العرب في القسم الجنوبي منها.
12ـ وقد اكتشف في الأزمنة المتأخرة حجارة مكتوب عليها (أشهد ألا إله إلا الله وأن هودا نبي الله) وقد ذكر الطبري والسيوطي في الدر المنثور شيئا من ذلك،وأصبح لله محسوسا مشاهدا.
13ـ بعدما أهلك الله الكافرين من قوم عاد وبقي المؤمنون، عاشوا ما شاء الله أن يعيشوا، ثم ابتاعا لسنة الله في الخلق فشا فيهم الشرك ثم بعث الله نبيه صالح، ولا ندري كم المدة التي استغرقت ذلك، ثم آمن من آمن وكفر من كفر فأهلك الله الكافرين.
14ـ ثم بعد ذلك أمم أخرى لا نعلمها الله يعلمها، وهذه فجوة في التاريخ بين التاريخ القديم الواضح البين، وبين التاريخ الحديث الذي يبدأ منذ نزول التوراة، وهذه الفجوة لأجل أن نسدها فإننا نحاول الجمع بين آيتين من كتاب الله هما:
ـ قوله في سورة إبراهيم (والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله).
ـ قوله في الفرقان (وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا).
فهنا قرون كثيرة بين ثمود في أول التاريخ وأصحاب الرس في نهاية التاريخ القديم فيما بعد ذلك.
15ـ قال ابن مسعود: كذب النسابون لقوله (والذين من بعده لا يعلمهم إلا الله) فعلى هذا كل سلاسل النسب التي تربط النبي صلى الله عليه وسلم بآدم فهي كاذبة ولا بد لوجود قرون لا يعلمها إلا الله لا يمكن معرفتها.
وزاد ابن عباس: بين معدّ بن عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون.
ونحن لا نعلم عن أعمار هؤلاء الثلاثين جيلا، لكن من المعروف أن أعمارهم كانت طويلة، فإذا قلنا بأن متوسط العمر ما بين (20 - 30) سنة وأعمرهم أطول من ذلك بكثير فعلى هذا تصل الفترة المجهولة إلى ألف سنة والله أعلم.
16ـ ثم بعد هذه الفجوة يأتي أصحاب الرس، وأصحاب الرس لا نعلم حقيقتهم ولا مدتهم لكنهم بعد تلك الفترة.
17ـ مما يمكن أن نسد به تلك الفترة والفجوة المجهولة ما يلي:
ـ قوم تبع من الممكن أن نضعهم في هذه الفترة.
ـ ذو القرنين من الممكن أن نضعهم في هذه الفترة أيضا.
18ـ ثم تأتي بعد ذلك أمم بينها الله في كتابه وفصلها وهي:
_ قوم إبراهيم وقوم لوط، وهما أمتان متعاصرتان لقول الملائكة ضيف إبراهيم (إنا أرسلنا إلى قوم لوط).
19ـ ثم تأتي بعدهم أمة مدين وهم قريبون من إبراهيم في الفترة الزمنية.
20ـ ثم أحقاب لا يعلمها إلا الله في مدة لبث هذه الأمم.
21ـ ثم تأتي حادثة فرعون وتجبره وتكبره ثم بعث الله موسى عليه السلام في القصة التي فصلها القرآن كثيرا.
22ـ مما ينبغي معرفته أن قصة الطوفان ليست هي حادثة الجليد الذي غطى معظم الأرض، فالطوفان مما أجمعت عليه أمم الأرض جميعا واشتهر وانتشر لأنه عم الأرض كلها وتفجرت الأرض، حتى الملاحدة يقرون بهذا الاشتراك بين الأمم في حادثة الطوفان ويقولون: هذا مما اشتركت الأمم في الضلال به.
23ـ عصر الجليد يمتد ما بين (8000) إلى (10000) سنة قبل الميلاد.
24ـ إذا قسمنا التاريخ إلى:
ـ تاريخ قديم.
ـ وتاريخ حديث يبدأ منذ نزول التوراة، فإن الاكتشافات الأخيرة للآثار الفرعونية تدل على أنه لم يكتشف إلا أول التاريخ القديم أما ما قبل ذلك فهناك دهور وعصور وأمم لا يعلمها إلا الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/230)
25ـ من بعد نزول التوراة لم يعذب الله الأمم بالهلاك العام، وإنما ينصر الله المؤمنين ويهزم الكافرين والحرب بينهما سجال، والغلبة في النهاية ليدن الله.
26ـ في سورة القصص (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) فهذا يدل على أن موسى من القرون المتأخرة وما قبله هم القرون الأولى، فهذا يعطينا مؤشرا في انقسام التاريخ إلى القرون الأولى، والقرون المتأخرة.
أخوكم / عقيل الشمري
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:58 ص]ـ
الدرس الثالث 3/ 9/1430هـ
1ـ حقيقة نشأة الإنسانية أو البشرية أو الخليقة، هناك ثلاثة مناهج:
أ ـ ما جاء في كتب أهل الكتاب.
ب ـ ما اكتشفه العلم اللاديني الحديث من خلال النقوش والحفريات وغيرها.
ج ـ منهج الوحي والاستنباط منه، وهو منهج علماء المسلمين.
2ـ علماء المسلمين الذين كتبوا في هذه القضية أحيانا:
ـ يعتمدون على النقل من أهل الكتاب، فإن فعلوا ذلك فإننا نراهم يخطئون.
ـ وأحيانا يستنبطون من الوحي الصادق، ولهذا نراهم يصيبون الحق لأن الوحي معصوم
ـ وأحيانا يعملون عقولهم واجتهاداتهم فهنا قد يصيبون وقد يخطئون.
3ـ كان علماء الغرب يشيدون بعلماء المسلمين حينما يذكرون الخلاف ومع ذلك لا يتسبب ذلك بعنف أو اقتتال أو ثورة أو فتنة كما كان يحدث في الخلافات عندهم.
4ـ نلاحظ أن علماء الغرب يصابون بالدهشة لما يكتشفون شيئا من التاريخ فمثلا:
صاحب كتاب " الحضارة تبدأ من سومر " ويقصد بها العراق، وكتاب " انتصار الحضارة " يصابون بالدهشة وهذا نتيجة لأن هذا الاكتشاف مسبوق بخواء.
لأن حضارتهم جاءت من الزاوية التي حشرهم فيها اليونان، فلم يكونوا ينظرون إلا من خلالها.
5ـ في هذه الدراسات ليست القضية دراسة تواريخ أمم، وإنما عندنا قضيتين:
الأولى: تصحيح عقائد، وبيان ذلك:
إذا كان أصل البشرية على التوحيد، وأن الله أنزل الكتب مع النبيين ليحكموا فيها بين الناس، فهذا مناقض لما يقررونه من أن هناك عصر همجي حجري لا يعرف الناس فيه شيئا وأن الفكر البشري تطور شيئا فشيئا على أيدي بعضهم البعض، وبعضهم ينكر الأنبياء وبعضهم يثبتهم، فنلاحظ التناقض بين النظرتين.
الثانية: إثبات العناية الربانية وبيان ذلك:
أن رحمة الله بالبشر هل تقتضي أن يخلقهم ويتركهم سدى لا يؤمرون ولا ينهون أم أنها تقتضي أنه سبحانه علمهم وارسل إليهم الرسل حتى تعلموا وعرفوا؟
فإذا كنا مؤمنين بالله وبرسوله هل نصدق النظريات الحديثة التي تقول بأن:
الإنسان بدأ همجيا بدائيا لا يعرف شيئا وبعد عشرات ألوف السنين تعلم الحروف الأبجدية ثم الكتابة ثم تطور الفكر شيئا فشيئا حتى وصل إلى الحال المعاصر!!!
أم نصدق الحقيقة القرآنية في خلق الإنسان وتعليم الله له وإرسال الرسل.
6ـ ومن المكتشفات الحديثة أن الزراعة والقمح التي قيل أنها في بلاد الرافدين ومصر اكتشفوا من خلال الدراسات أن أصلها في بلاد الجزيرة، فيوجد القمح في البر، وهذا يؤيد أن الحضارة أصلها بلاد الجزيرة.
فقد خلق الله الزرع وعلم الإنسان وآدم الزراعة ومكنه منها، وهكذا حتى تعلم الإنسان أموره كلها على هذا النحو، فالله الذي علم الإنسان.
7ـ ما تقوله النظريات الغربية من وجود أم همجية وحجرية لا يدل على أنه أصل البشرية، وإنما قد تنحط أمة من الأمم من النور إلى الظلمات، ومن العلم إلى الجهل، ومن التوحيد إلى الشرك، ومن اللباس والستر إلى العُري وهكذا، المهم أنه ليس هذا هو أصل البشرية.
8ـ أهل الكتاب في تقريرهم هذه الأمور انحطوا إلى كلام الوثنيين، أما علماء الإسلام فرفعوا الوثنين حتى ارتقوا إلى معرفة الوحي والاستنارة به، ولم ينحطوا إلى كلام الوثنيين كما حدث مع علماء أهل الكتاب.
9ـ ذكر الشيخ نموذج من كلام الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية عن عمر الدنيا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/231)
قال الحافظ: " كره ابن جرير وغيره وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم بن حبان في صحيحه حدثنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا محمد بن عبدالملك بن زنجويه حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام سمعت أبا سلام سمعت أبا أمامة أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان آدم قال نعم مكلم قال فكم كان بينه وبين نوح قال عشرة قرون قلت وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام فإن كان المراد بالقرن مائة سنة كما هو المتبادر عند كثير من الناس فبينهما ألف سنة لا محالة لكن لا ينفى أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام اذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة لم يكونوا على الإسلام لكن حديث أبي أمامة يدل على الحصر في عشرة قرون وزادنا ابن عباس أنهم كلهم كانوا على الإسلام وهذا يرد قول من زعم من أهل التواريخ وغيرهم من أهل الكتاب أن قابيل وبنيه عبدوا النار والله أعلم ".
فعلق الشيخ سفر على نقل ابن كثير عن أهل الكتاب وذكره أها (146) سنة فيما بين موت آم وولادة نوح، بينما لما اعتمد على النقل الصحيح تبين أن الأمر أطول من ذلك.
وهذا يعطينا الفرق بين منهج النقل عن علماء أهل الكتاب وبين منهج الاستنباط من النصوص الشرعية.
10 ـ قول الإمام أحمد: ثلاثة ليس لها إسناد وذكر منها التفسير، المراد أنه إذا ثبت ولو عن صحابي واشتهر عنه وليس هناك نص يبطله فهو مقبول،ويعمل به.
11ـ ذكر الشيخ سفر نموذج آخر لعالم من علماء المسلمين وهو المقريزي في تاريخه عن مصر، والمقصود بيان منهج الاستنباط عند المقريزي.
12ـ ذكر الشيخ نموذج ثالث وهو البقاعي في كتابه نظم الدرر.
13ـ كتاب نظم الدرر يتميز بأمرين:
أ ـ أظهر التناسق بين آيات القرآن العزيز.
ب ـ نقله عن علماء أهل الكتاب، وهذا الأمر أخذ عليه، إلا أنه في زماننا المعاصر أفادنا ذلك كثير، وبيان ذلك:
ـ أنا نستطيع أن نقارن بين ما نقله عن كتب الأناجيل في عصره وبين الأناجيل في عصرنا، لنعرف مقدار الانحراف والتحريف، وهذا مفيد للمتخصصين في دراسات الملل.
_ أنه لما يقارن يأتي بمنهج استقلالي فريد، فيقارن بين النصين، وهذا مفيد أيضا.
14ـ كتاب معاصر بعنوان " الماضي الحي " لمؤلفه الأمريكي ومترجم،عن حضارة سومر وهي العراق، لم يستطع أن يجمع بين قضيتين وهما:
قصر عمر الحضارة، فحضارة سومر تصل (3000) سنة وقد تزيد إلى (7000) سنة، فالبشرية على رأيه لا تعرف الحضارة قبل هذه التواريخ، فلما ذكر حضارة الصين ذكر أنها قبل (500000) سنة، وهذا تناقض عجيب جدا.
ولو أنهم جعلوا بداية الناس على التوحيد والمعرفة برهم وإرسال الرسل لسلموا من هذا التناقض الكبير جدا، ولانحلت مشاكل كثيرة.
15ـ المسعودي لما تكلم عن ملوك بابل وجعل أولهم النمرود بن كنعان، وعددهم وجعل حكم الواحد منهم يصل إلى (60) سنة وهي فترة معقولة، ونلاحظ الفرق علماء الكتاب يجعلون بعض الفترات تصل إلى (6000) سنة، وهي أرقام لا يمكن التصديق بها قطعا.
والغريب أن المسعودي ينقل عن كتبهم فهل يعقل أن من كتب منهم في هذه القضية لم يطلع على كتب أهل ملته ممن تقدم؟!.
16ـ المهم أن مصادر علماء المسلمين في الكتابة عن قضية النشأة تتنوع، فمنها الوحي ومنها الاستباط ومنها إعمال العقل ومنها النقل عن أهل الكتاب ويتفاوتون بينهم في ذلك، حتى النقوش اعتمد عليها أهل الإسلام ففي تاريخ ابن عساكر ذكر لذلك وترجمة لعبارات النقوش.
وكون علماء المسلمين أحيانا لا يعرفون بعض النقوش أو يظنون أنها رسومات حيوانات ولا يعرفوا أنها لغات هذا لا يحط من قدرهم ولا يجعلنا ننال منهم.
17ـ ذكر الشيخ كلام ابن حزم في عمر الدنيا وبداية الخليقة، وبين أن ابن حزم يتميز بالنقد، وابن حزم هو الذي تسرب نقده للعهد القديم إلى أوربا
18ـ نقل الشيخ عن دائرة المعارف في تاريخ الخليقة، وهو باللغة الإنجليزية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/232)
فنلاحظ أنهم رسموا رسومات من اليسار تبدأ ب (ثلاثة بليون سنة) وهي أول الحياة البدائية الهمجية الحجرية ثم يتطور البشر شيئا فشيئا إلى ما قبل (10000) سنة فنلاحظ في الرسم وجود رجل وامرأة عراة وعندهم نار يشوون عليها، وكأنهم إلى ما قبل عشرة آلاف سنة لا يعرفون شيئا ومنذ هذا التاريخ بدأ الإنسان يتعلم ويكتشف ويتطور وعرف النار وهكذا.
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:59 ص]ـ
الدرس الرابع 4/ 9/1430هـ
1ـ تنقسم العلوم إلى: علمي وأدبي أو طبيعي.
على هذا التقسيم يكون كل ما ليس علمي تجريبي فإنه يكون من التاريخ، فجميع البحوث النظرية تاريخية، ومن هنا تقوى العلاقة بين دراسة التاريخ ومعرفة علم العقائد لأنها تعتبر عندهم من الدراسات التاريخية.
2ـ هذا التقسيم يبين أهمية التاريخ في الدراسات المعاصرة لأنه يجعل التاريخ ينبني عليه جميع العلوم ما عدا العلوم العلمية التجريبية.
3ـ ينقسم التاريخ حسب تقسيمهم إلى:
أ ـ ما قبل التاريخ.
ب ـ ما بعد التاريخ.
واختلفوا في الحد الفاصل بين الفترتين، ويقول محمد غلاب في كتابه " الجغرافيا التاريخية ": اتفق العلماء على أن الكتابة هي الحد الفاصل بين فترة ما قبل التاريخ وما بعد التاريخ، فعلى يعتبر الحد معرفة الكتابة ولو كانت بشكلها البدائي ثم تطورت مع الوقت.
لكن:
إذا جعلنا الكتابة حد فاصل فهناك مجتمعات إلى اليوم لا تعرف الكتابة فهل هذا يعنى أن العصر الحجري وما قبل التاريخ امتد على عمق ما بعد التاريخ؟! فلا شك أن هذا الحد إشكالية ويبين أن الحد غير دقيق.
4ـ يتكلم العلماء على الدين في فترة ما قبل التاريخ:
وهذا أيضا من الإشكاليات التي لم يتفقوا عليها بناء على مصادر المعرفة التي من خلالها يحاولوا الوصول إلى الدين في تلك الفترة.
لكن هنا إشكالية أخرى في ذلك:
فإذا كان ما بعد التاريخ وهو العصر الذي عرفت فيه الكتابة نلاحظ أن الكتب السماوية دخلها التحريف والتبديل فكيف يكون الحال في العصر الذي لم تعرف فيه الكتابة، وهذا يزيد الأمر تعقيدا عندهم.
5ـ يقرر العلماء وسيلتان للمعرفة في العصر ما قبل التاريخ الذي لم تعرف فيه الكتابة وهما:
الوسيلة الأولى: من خلال الأداة التي كان يستخدمها.
فمن خلال استخدامه الحجر ثم النحاس وهكذا شيئا فشيئا حتى تطورت آلاته وبالتالي تطور فكره.
الوسيلة الثانية: من خلال طريقة العيش أو الإنتاج الغذائي: فإذا كان يصيد فهذا يل على وسائل وفكر معين، وطريقة معينة، وإذا كان يعتمد على الزراعة فهذا يدل على فكر معين وطريقة معينة، وهكذا.
لكن:
هذه نظرة مادية فكيف نأخذ فكر إنسان وحضارته عن طريق الأداة التي كان يستخدمها، فهذا أبعد ما يكون عن معرفة حقيقة الفكر.
أي أنهم في نظرياتهم يبعدون الروح ويتعاملون مع الجسد، فيستبعدون الروح وأن الروح بحاجة لمعرفة الله والفطرة السليمة فلا يتركه الله هكذا لا يعرف شيئا ولا يشبع روحه وحاجته الفطرية هذا لا يمكن.
6ـ وهناك أيضا إشكالية أخرى على النظريات التي يذكرها علماء الأحياء والجيولوجيا ذكرها الباحث محمد غلاب وهي:
أن مدار مقياس الحضارة فيما قبل التاريخ هو الإنسان، فمن خلال الإنسان نتعرف على التاريخ، ومن خلال التاريخ نتعرف على حضارة وفكر الإنسان، وهذا دور!!
7ـ محمد غلاب صاحب كتاب " الجغرافيا التاريخية " باحث ومدقق لكن فكره منحرف.
8ـ لم يوجد في كل الرسومات القديمة الأعضاء التناسلية وهي إما أنها تطمس أو لا تكتب أصلا، وهذا دليل لنا على أن أصل البشرية كان على الفطرة وعدم الفحش والتفحش والعري والبعد عن البذاءة.
9ـ وهناك وسائل يمكن من خلالها التعرف على أمور التدين عند تلك الأمم فيما قبل التاريخ فمثلا: الشعائر الجنائزية وهي وضع القبور واتجاهها وما يوضع مع الميت وغير ذلك يعتبر وسيلة لكشف التدين في تلك الفترة.
10ـ هناك نظريتان انتشرتا حتى في الجامعات والكليات، وهما:
النظرية الأولى: التطور العضوي: وهي المعروفة بنظرية دارون في النشؤ والارتقاء، وأن الإنسان من أصل حيواني ....
وهذه النظرية لم تكن يوما في محل الحقيقة حتى في زمانها، وهناك من اعترض عليها وشكك فيها، وكلما تقدم الزمن تبين بطلانها أكثر، وعلم الوراثة والجينات تؤكد أن البشرية من أصل واحد وهو آدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/233)
النظرية الثانية: وهي نظرية أوقست كنت عالم فرنسي وهي:
أن البشرية مرت بثلاثة مراحل:
- مرحلة السحر والخرافة، وهذا حينما كان الإنسان في الغابة والبراري في العصر الحجري والهمجي.
- مرحلة التدين واتباع الدين، وهذا في العصور الوسطى.
- مرحلة العقل والاعتماد عليه، وهذا في العصر الحديث كما يزعمون.
وهذه النظرية راجت بشكل كبير جدا وللأسف حتى في كثير من الجامعات والكليات.
وينبغي أن نعلم أن هذه النظريات ليست محل إجماع حتى عند المدارس الغربية أنفسها وبينها اختلافات كثيرة وتناقضات ونحن نستفيد من هذه الاختلافات في إضعاف بعضها البعض.
11ـ العصر الحجري سمي بذلك:
لأن الآلة المعتمد في تلك الفترة هي الحجر، فكان الإنسان يعتمد على الحجر بشكل كبير، وإذا أطلق العصر الحجري فإنه يرادف الغباء والبلادة وبساطة الحياة وعدم المعرفة وغير ذلك، ثم عرف الإنسان النحاس وهكذا شيئا فشيئا حتى تطور الفكر البشري.
وهذا كله غير صحيح: فلا يعقل أن الإنسان الذي علمه الله الأسماء كلها ألا يعرف إلا الحجر، فالبشر منذ الأصل على الفطرة ويرسل الله لهم رسل يعلمونهم.
فالخلاصة أن مصطلح العصر الحجري مصطلح غامض ليس له دلالته على الحقيقة وجميع ما ذكر في هذا العصر لم يقدم عليه برهان علمي.
12ـ هناك منهجان ينبغي معرفتهما:
المنهج الأول: البنيوية
وهي فلسفة حديثة ظهرت في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد اجتاحت أكثر أوربا، وهي تقوم:
على النظر للأمور على أنها بنية واحدة كلية، ليست تراكيب مفردة.
فهي تجعل المشاعر والتفكير والحاسة السادسة لدى الإنسان الذي يعيش في الغابة أكبر منها عند الإنسان الذي يعيش في الحضارة، وهذا انقلاب فكري.
فمثلا:
أ ـ الفلكلور الشعبي: لا يدرس على أنه أدب شعبي وإنما له دلالته القوية.
ب ـ الأسطورة: بعدما كانت خرافة أصبحت الأسطورة لها أبعادها ودلالتها العميقة وأنها تعبر عن أشياء أخرى، فالأدوات التي ذكرت في القصة لما اختيرت بالذات؟ ولماذا كانت بهذا الشكل؟ وهكذا فكل شيء في الأسطورة له دلالته الخاصة، وعلى هذا أصبحت الأسطورة أعمق من كلام أرسطو نفسه.
المنهج الثاني: الانتربولوجيا:
وهي انه عندما تُدرس أحوال الشعوب وجد أن المسألة أعمق بكثير مما كان يظن لأن النفس البشرية لها أغوار ومطامع وشهوات وأور خفية ليس من السهل التعرف عليها.
13ـ ذكر الشيخ سفر عن كتاب " قصة الحضارة " ديورانت أنه إذا تجرد عن التقليد فإنه يأتي بالفطرة البشرية، وضرب على هذا مثالا من كتابه حينما تكلم عن زينة المرأة وبين في آخر ما كتبه عن ذلك أن المرأة هي المرأة في جميع العصور، فهذا يبين لنا أن الإنسان هو الإنسان لم يكن همجيا بدائيا أو حيوانيا كما يقول بعضهم ثم تطور مع الأيام، وحتى في القرآن الكريم يذكر الله الإنسان باسم الإنسان لأنه هو بمشاعره وإحساسه وحاجته لمعرفته لربه وافتقاره إليه وهكذا.
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:59 ص]ـ
الدرس الخامس 5/ 9/1430هـ
1ـ نشأة الحضارة هناك يتم تناولها من خلال ثلاثة مناهج، وهي:
المنهج الأول: منهج الوحي المحرف.
المنهج الثاني: منهج الوحي المعصوم.
المنهج الثالث: منهج العلم البشري اللاديني أو المنهج التطويري، وهذا بيانها:
2ـ المنهج التطويري:
وهو الذي يقوم على نظريتي التطور (دارون – أوقست)، فقد مضى نظرة هذه النظرية وأساسها، وهم يفترضون عدة أمور:
- لا يفترضون أن الله خالق، قد لا ينفون لكن لا يفترضون ذلك.
- لا يفترضون أن الإنسان مكون من روح وجسد، والروح لها غذاءها وحاجتها لمعرفة ربها وباريها.
وهذه الافتراضات بناء على المعركة الطويلة بين العلم والدين، أو قائمة على النظريات اليونانية التي تصور الإله على أنه محدود التصرف والفعل.
وملخص النظرية:
أن الإنسان بدأ همجيا بدائيا في تعامله مع البيئة، وكان ساذجا لا يملك إلا يديه للدفاع عن نفسه، وكان يعتمد على الثمر المتساقط على الأرض من الأشجار، وعلى الرعي والصيد واستمر هذا مراحل طويلة تنقسم إلى ثلاثة (القديمة – والوسطى – والحديثة).
وفي الواقع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/234)
هذا لا يقوم على حقائق، ومن المعلوم أن انحطاط الإنسان إلى الرعي والعري والجهل لا بد أن يكون مسبوقا بعصر الرقي والحضارة والعلم، فعصر الشرك قبله عصر توحيد ولا بد، وهكذا بقية مراحل الانحطاط، فهذه المجتمعات التي انحطت إلى الجهل كانت مسبوقة بمجتمعات حضارة، وهذا مشاهد حتى في الحياة اليوم.
3ـ كلام محمد غلاب غريب وعجيب لم يقل به إلا المتعصبون في بداية النظرية الدارونية حيث جعل تطور الآلات التي استعملها الإنسان هو الذي أدى إلى تطور البينة الخَلْقِية لدى الإنسان، فمثلا:
معرفة الإنسان للنار أدى إلى تطور الفك السفلي، ومعرفته لبعض الأدوات أدت إلى تطور الجمجمة، وهكذا!!
4ـ ينبغي أن نعلم:
أن هناك مشاكل وظروف بيئية خاصة أدت إلى وجود معركة بين الدارونية والقائلين بالخلق، ومن ذلك:
أن الدين النصراني قبل التحريف: يقر بآدم وما حدث له عليه السلام.
وبعد التحريف الذي قام به بولس: صار يعتقد بخطئية آدم، وأن المسيح صلب حتى يتحمل الخطايا عن بني آدم، ولهذا يرون أي شيء يمس بداية الخلق انتهاك لهذه العقيدة التي لا يكون النصراني نصرانيا حتى يعتقدها.
ولهذا كثير من العلماء الذين تحرروا من الكنيسة بقي عندهم التعصب للنظرية ولو كانت ضعيفة لأنه لا بديل عنها، فاتضح أنه شيء نفسي لا قناعة، وهذا هو الهوى والتعصب الذي حذرنا الله منه، فلم يستطيعوا أن يغيروا شيئا ألفوه.
5ـ في الحقيقة أن هناك في نظرية دارون حلقة مفقودة وهي:
مرحلة الانتقال من القرد إلى الإنسان، هذه الفجوة كانت مطعن لخصوم الدارونية.
فذهب عالمان في بلدة (بلتاداون) وهي من قرى بريطانيا، وعثرا على جمجة تعتبر بداية التحول من القرد إلى الإنسان، وسجلا هذا الاكتشاف وفرحوا به، وكان البعض تساوره الشكوك حتى مع هذا الاكتشاف، فلما تقدم العلم قليلا واكتشفت التحاليل أجري فحص على الجمجمة التي اكتشفت فوجدوا أنها جمجمة مزورة، فعرف ذلك (بكذبة بلتاداون)!! وهذا قبل مائة سنة.
6ـ قاعدة من القواعد الهامة:
الزمن يزيد الحق بيانا، ويزيد الباطل زهوقا، ولهذا كلما تقدم الزمن اكتشف العالم بطلان نظرية دارون.
7ـ أمران كان لهما دور في إبطال النظرية الداروينة:
الأول: من حيث الشكل
فقد اكتشفت قبور عمالقة في التاريخ، إما عن طريق المقابر أو عن طريق الثلوج، وهؤلاء العمالقة أشكال ضخمة جدا، فكيف يكون البشر بهذه الهيئة إذا قلنا بالنظرية الدارونية!!.
الثاني: من حيث المضمون وقد مضى بيان ذلك.
8ـ الحضارة واللغة أيضا لهما دور في إبطال النظريات الباطلة في نشأة الخلق والحضارة، فالإنسان يتميز:
باللغة والكتابة، وهاتان الميزتان لا يشارك الإنسان غيره فيهما، وهي تدل على أن الإنسان صاحب حضارة ورقي لأن اللغة تقوم على:
أ ـ المخالطة
ب ـ قابلية النطق والفكر والفهم، وهذا لا يمكن أن يكون الإنسان إنسانا إلا به.
وممن تبنى هذه المدرسة (نعوم تشومسكي).
والمخالفون يردون عليه بأنه يهودي يقر بالتوراة، وهو كذلك.
وكذلك هناك أشياء من مميزات البشر فمثلا:
- الأسرة: فالإنسان يكون أسرة بخلاف بقية الحيوانات.
- الدولة: فالإنسان يكون له دولة بخلاف غيره.
- الفن وممارسته: يعتبر من خصائص الإنسان.
- الشعور بالمعبود والحاجة له: من خصائص الإنسان.
- التطلع والتطور للأمام وتطوير الذات: فالقرود مهما تقدم الزمن نجد أنها لم تغير طريقة تسلقها الأشجار وطريقة أكلها ومأكولاتها، وكذلك الحيات وغيرها، بخلاف الإنسان في تطويره لذاته.
فإذا كان الإنسان ناطق ويعتبر بذلك مختلف عن الحيوانات فإذا كان كاتبا فهو أعقد من أي حيوان آخر من حيث المشاعر والأحاسيس والفطرة.
وهنا يقول أهل الإيمان أن الله رحيم ودود لطيف بعباده خلق خلقه وعلمهم ما لا يعلمون ومكنهم ويسر لهم الأمور لأجل أن يعبدوه ويتألهوا له ويحبوه.
9ـ منهج الدين المحرف في نشأة الحضارة:
يقوم على تعمد تجهيل الله للإنسان، وهذا هو الذي أدى إلى الصراع بين العلم والدين
(وقد قرأ الشيخ من الإنجيل) ثم قال:
نلاحظ أن الله تعمد تجهيل الإنسان ولا يريد تعليمه، بل لا يريد أن يعرف الخير والشر، بل أشد من ذلك أن الشيطان المتمثل في الحية عندهم هو الذي علم آدم الشجرة التي عرف من خلالها أنه كان عاريا، فصار الفضل للشيطان، وصار تحرر الإنسان على يد الشيطان.
فعرف الإنسان الخير عن طريق التمرد على الله، وهذا له ارتباط بالنظرية اليونانية المعروفة (برومي ثوس) الذي سرق النار حيث زعموا أن الإله لم يرد أن يعطي النار للإنسان لأنه يعلم أنه إذا عرف النار فقد تطور فكره وتطورت حياته، فقام برومي ثوس بسرقة النار فغضبت على الإلهة!!!.
ولهذا يعتبرون كل اكتشاف في الطبيعة قهر للطبيعة وليس منّة من الله ومنحة ربانية وفضل من الله هدى الله الإنسان إليه بفضله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/235)
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:00 ص]ـ
الدرس السادس 6/ 9/1430هـ
1ـ المنهج الإسلامي في نظرته لنشأة الحضارة: يقوم على ما يلي:
أ ـ أن الله امتن سبحانه بخلق آدم.
ب ـ وامتن أنه هيأ الأرض بجميع ما فيها من النعم وجعلها صالحة لآدم وذريته.
ج ـ سخر الله لآدم وذريته كل المخلوقات من الليل والنهار والنجوم والبحار والأشجار، فمن خلال الليل صار يعرف السنين والحساب، ويعرف الأوقات والمواسم، ويستفيد من الأنهار والأشجار والزراعة وغيرها.
د ـ امتن الله على آدم أنه خلقه بيده، والله خالق كل شيء لكنه خص آدم بأن خلقه بيده.
هـ ـ امتن الله على آدم أنه نفخ فيه من روحه، والروح كلها لله لكن الإضافة هنا إضافة تشريف لخاصيتها وتميزها.
و ـ ومن أعظم منن الله على آدم أن أمر الملائكة بالسجود لآدم،وهذا يدل على فضله
ز ـ ومن أجل منة الله على آدم أن علمه الأسماء كلها، فأعطاه لغة التخاطب ومعرفة المسميات، ولو لم يحدث ذلك لم يختلف آدم عن الحيوانات أبدا، ولم يتعلم، لأن اللغة لها خاصية عجيبة جدا في الارتقاء والتطور وإمكانية العيش، وهذا فارق بعيد له.
ويدل لذلك حديث (مر على أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم فإنها تحيتك وتحية ابنائك من بعدك، فسلم عليهم فردوا عليه وزادوا ورحمة الله).
وهذه الزيادة من الملائكة إقرار منهم بتكريم الله لآدم ولهذا زادوا الرحمة له.
ح ـ وكان آدم نبيا مكلما كما جاء عند ابن حبان، أي كلمه الله ويتكلم.
ط ـ لا نعلم هل يعلم آدم الكتابة لكن بالتأكيد أن الله علم بالقلم وأن ذرية آدم من بعده عرفت الكتابة بتعليم الله لها.
ي ـ من أعظم المنن أن الله قال (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) وهذه تمثل نقلة قوية جدا في الحضارة أن يركب البحر ويسير في البر ويذلل الله له الوسائل.
ك ـ ومن المنن أن الله رزقه من الطيبات وأباح له أكلها والتلذذ بها.
ل ـ ومن أعظم منة الله على آدم أن علمه كلمات يقولهن فتاب الله عليه وقبل توبته.
2ـ الخطيئة التي فعلها آدم:
النسبة للمناهج الثلاثة:
- المنهج اللاديني: لا يؤمن بها.
- المنهج المحرف (أهل الكتاب): بعدما حرف بولس دين النصرانية جعلوا آدم حينما ارتكب الخطيئة استحق العقوبة الدائمة من النكد ولعن الخطيئة، حتى رأى الله أن يخلص البشرية بأن يفديهم بابنه الوحيد وهو المسيح تعالى الله عما يقولون.
- المنهج المعصوم: أن الشيطان زين لآدم الوقوع في المعصية فلما وقع فيها آدم وعرف أنه عصى ربه، تاب وندم، فعلمه الله كلمات يقولهن فتاب الله عليه، فأنزله الله إلى الأرض ابتلاء واختبارا له ولذريته، وليس لأنه لم يتب عليه، بل قد قبل الله توبته.
3ـ من أين أخذ بولس هذه العقيدة؟ في قتل المسيح تكفيرا عن الخطيئة.
هناك عقيدة وثنية قديمة جدا وهي التقرب إلى الله بقتل الابن، حتى أصبحت مذمة على بني إسرائيل وأكثر من نبي عاتب بني إسرائيل على هذه العادة المقيتة.
4ـ قصة هاروت وماروت
جوهر القضية:
أن الملائكة لما رأت خطايا بني آدم استغربت وتعجبت كيف يعصى الله؟ كيف يقدر البشر على معصية الله؟
وفعلا هذا أمر عجيب أن الإنسان ينعم الله عليه ومع ذلك يعصي ربه.
فقال الله للملائكة: اختاروا ملَكين وركب فيهم الشهوات التي ركبت في بني آدم،من حب الدنيا وحب الشهوات، وامتحنهم بثلاثة أمور (الزنا – القتل – الخمر) فاختاروا الخمر على ظن أنه أخفها ضررا وهذا من خصائص بني آدم وهو الجهل، فعندما شربوا الخمر قتلوا وزنوا.
فثبت للملائكة فعلا أنه لا لوم على بني آدم في الوقوع في المعاصي ابتداء وإنما اللوم على بني آدم إذا أصروا على المعصية.
5ـ نقارن بين آيتين:
قول الملائكة (ويستغفرون للذين آمنوا) وقولهم في الآية الأخرى (ويستغفرون لمن في الأرض)
فالفرق أن الملائكة كانت تستغفر للذين آمنوا على وجه التحديد، وبعدما عرفوا ما ركبه الله في بني آدم من الشهوات والقابلية صاروا يستغفرون لمن في الأرض جميعا، لأنهم عباد أطهار يريدون أن يغفر الله لمن في الأرض جميعا.
الدرس السابع 7/ 9/1430هـ
كانت حلقة اليوم عن مهد الحضارة الإنسانية، أو منشأ البشرية والبيئة الجغرافية التي بدأت فيها النشأة البشرية، وبدأ الشيخ كلامه بتقرير أصل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/236)
1ـ عند أهل الإسلام: لا يوجد في هذا الموضوع أي إشكالية بحمد الله، ولا ينبني عليه أي أثر لأن الأرض كلها أرض الله، والبشر كلهم خلق الله، فإذا كان السبق فيها للمؤمنين فالقضية واضحة بحمد الله، وإن كان السبق للكافرين فهذه سنة الله وهذا أدعى لإقامة الحجة عليهم.
2ـ نجد في القرآن أن الأمم المكذبة يمكن الله لهم في الأرض استدراجا.
3ـ موضوع مهد الحضارة وما يتعلق به يتم تناوله من قبل منهجين:
المنهج المعرفي المجرد:
ير ى ضرورة معرفة أين نشأت الحضارة؟ وكيف تم ذلك؟ وما أول مكتشف حضاري؟ وكيف انتقلت؟ وكيف بدأت الكتابة؟ وكيف انتشرت؟
وقد تنفق أموال وأعمار على هذه الأمور التي هي قليلة الفائدة.
المنهج الإسلامي:
ليست هذه الأمور بذات أهمية لأن الأرض والخلق كلهم لله سبحانه.
4ـ علماء الغرب لما عرفوا التاريخ على يد (هيردوت) المسمى (أبو التاريخ) والتاريخ في الحقيقة ليس له (أب) لأنه أعمق من هيردوت نفسه، لما زار هيردوت بلاد العراق
ومصر والشام اندهشوا مما رأى وكتب، وبدأ يطرح سؤالا مفاده: من أين بدأت هذه الحضارات؟ وكيف انتشرت؟
5ـ جاء تحليل آخر لكشف هذه القضية وهو اللغة، وهي أعظم ما يمكن أن تكتشف من خلاله الأشياء كما مضى بيانه، فكانت اللغة هي المفتاح لفهم التاريخ، فلما عرفت بعض الرموز وسهل فكها عن طريق تحليل الكتابة تبين لهم مفاجآت كبيرة جدا وهي أن الدلالات اللغوية تبين أن جزيرة العرب هي مهد المنبع لتلك الحضارات.
وأرض الجزيرة ما زالت بكرا على منهجهم في الاكتشافات إلا أن البحوث والدراسات الحديثة كلها أصبحت تبين أن أرض الجزيرة هي مهد تلك الحضارات، ومنها تمت الهجرة إلى الشام والعراق.
6ـ كانت أعظم اللغات التي اكتشفت عن طريق الدراسات هي باللغة السامية كما يقولون، وهنا سؤال: لماذا قالوا: اللغة السامية؟
هم يقصدون سام بن نوح، وهو الجد الأبعد، ومعلوم أن الإنسان عندنا إما أن ينتسب لقبيلته أو للعرب فلماذا ذكروا سام وهو الجد الأبعد؟
لأن التاريخ التوراتي يفصل بني إسرائيل عن جميع البشر، ويجعل المقابل لهم بنو إسماعيل فحتى لا تنسب اللغات إلى العرب سواء العرب القديمة وهم عاد وثمود وغيرهم، أو العرب الحديثة وهم إسماعيل ومن بعده، حتى لا تنسب اللغة للعرب جاءوا بالجد الأبعد الذي يجمعهم جميعا وهو سام بن نوح لأنه فيه يلتقي العرب واليهود.
7ـ العرب يقسمون التاريخ إلى:
العرب الحديثة: وهم من بعد إسماعيل، وهو أول من فتق لسانه بالعربية كما جاء في الحديث، وهي العربية المبينة الحديثة.
والعرب القديمة: وهم عاد وثمود، وكانت لغاتهم عربية، وطبيعي جدا أنها لما هاجرت واختلطت بالأمم غيرها تأثرت لغتها، واختلفت لهجاتها، ومنها:
السريانية و المصرية القديمة والآشورية وغيرها وكلها لغات عربية لكن تختلف اللهجات
8ـ اللغة العبرية هي فرع عن اللغة العربية القديمة، وهم يقولون اللغة السامية حتى لا ينسب للعرب.
9ـ الشيخ سفر يقترح بدل لفظ (السامية) أن يقال: العربية القديمة، ويقترح أحد الباحثين في كتاب (العراق في التاريخ) أن يستبدل السامية بالجزيري أو الجزري، نسبة للجزيرة العربية لأنها أصل اللغات والحضارات.
10ـ سؤال: كيف كانت الجزيرة مهد الحضارات وهي صحراء جرداء؟
الجواب يأتي من قوله صلى الله عليه وسلم " كانت جزيرة العرب مروجا وأنهارا " وكان بقية الأرض خاصة الجزء الأوربي مغطى بطبقة من الجليد قبل الميلاد 8000 إلى 10000 سنة، وكانت أفضل البيئات الملائمة للعيش هي الجزيرة العربية وما جاروها من بلاد العراق والشام سواء اعتبرنا فلسطين والشام الجزء الشمالي للجزيرة أو لا.
11ـ أكد الباحث (أحمد ... ) الكاتب بجريدة الحياة له بحوث في هذا الشأن:
أكد أن الكتابات التي عثر عليها تؤكد أن أهلها هاجروا من جزيرة العرب.
12ـ وفي الواقع هذا الأمر واضح فجميع الحضارات كان منشأها بلاد الجزيرة، ومن ذلك:
- عاد عاشوا في الأحقاف: والأحقاف من بلاد الجزيرة وإن اختلف في مكان تحديدها
- ثمود: وهي أوضح حيث عاشوا في بلاد الجزيرة في شمالها.
- مدين: كذلك في الجزيرة.
- وإبراهيم وإسماعيل عندما بنيا الكعبة وهي في الجزيرة قطعا.
- وعربية إبراهيم ثابتة إما من كونه آرميا، وهي نسبة لأرم ذات العماد، وهي عاد الأولى، أو من كونه خاطب جرهم وهم عرب قطعا.
- وأخيرا بعثة محمد: عليه السلام وهو في مكة.
- وكذلك أكده الباحث عباس محمود العقاد.
- وأكده الباحث محمد عزة دروزة في كتابه (الجنس العربي).
- وكذلك الباحثين المصريين أكدوا أن كثير من الألفاظ من المصرية القديمة أصلها عربي خاصة فيما يتعلق بالمعبودات، مثل:
(حروس) على هيئة صقر، وإضافة السين من اللغة اليونانية، وهي (حر) والصقر يسمى حرا إلى الآن في اللغة العربية الحديثة فضلا عن القديمة
وكذلك (تمثال آخر يسمى بس) وهو على صورة قط، وكلمة بس تطلق إلى الآن على القط في اللغة الحديثة فضلا عن القديمة.
- ومما يستأنس به من خصائص الجزيرة أن شكلها الجغرافي على هيئة قلب، فكأنها قلب العالم.
وكذلك خصائصها الجغرافية وهي محمية من جميع جهاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/237)
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:24 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله أسأل الله أن ينفع بك
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:05 ص]ـ
بارك الله فيك ياأباعمر والحقيقة أناكنت شغوفابه من قبل أن يأتي وماإن أتى حتى حزنت نظرالوقته غير المناسب في نظري ومن تلك الليلة وأنا أبحث في الشبكة أقول لعل أهل الخير ينفعونا به حتى وجدت فوائدك -حفظكم الله- ومن ثم وجدت هذاالرابط لحلقاته التي بثت إلى حدالآن -ولله الحمد-
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=959d96c63d1f61ec7555&page=1&viewtype=basic&category=mr
أما الفوائد -فواصل بارك الله فيك
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:20 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
واصل اخي الكريم لا حرمك الله من الاجر , مع رجاء التحري حين السماع و الكتابة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:10 م]ـ
أسأل الله أن ينفع بك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:37 م]ـ
جزيت خيرا.
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:35 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[فهد السند]ــــــــ[30 - 08 - 09, 08:50 م]ـ
بورك فيك
إلا أن مادة البرنامج لاتناسب عامة الناس.
والله اعلم
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:16 م]ـ
الدرس الثامن 8/ 9/1430هـ
الكلام في هذه الحلقة عن حقيقة الطوفان
1ـ الطوفان مما أجمعت عليه أمم الأرض، حتى تلك الأمم التي ليس بينها تقارب، وقد ذكر أصحاب كتاب (قاموس الآلهة والأساطير) الذي ألفه ثلاثة من الألمان قالوا فيه: أن حادثة الطوفان توجد في أساطير وحضارات كل الشعوب).
2ـ مع هذا الإجماع إلا أنه في القرن الثامن عشر الميلادي والمسمى قرن التنوير وتقدم مراكز الدراسات اختلفت الآراء في هذه الحادثة، ويمكن للإنسان مع تقدم العلم واتساع المعرفة أن يتوصل من خلال المقارنة إلى الحقيقة في هذه القضية.
3ـ المناهج التي تناولت حادثة الطوفان هي:
المنهج الأول: المنهج اللاديني
وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين:
أ ـ قسم ينكرون هذه الحادثة: وهؤلاء الذين غلو في إنكار الأديان، وهم لا ينكرون أن الماء يغطي معظم الأرض في العصر ما قبل الكاريبي، ولا ينكرون حادثة الجليد الذي يغطي مساحات واسعة من الأرض، وإنما ينكرون حادثة الطوفان.
وحجتهم: ترجع في النهاية إلى عدم العلم بهذه الحادثة.
لكن: عدم العلم ليس علما بالعدم.
ب ـ قسم آخر يشككون فيها: فهم لا يملكون المقدرة على الإنكار، ولكنهم يشككون في وقوعها.
وحجتهم: ما يوجد في التوراة من ثغرات في تناولها لهذه الحادثة، وما عند الأمم والحضارات من أساطير وصلت حد التناقض.
4ـ المنهج الثاني: المنهج المحرف
وهو الذي ذكر في سفر التكوين، الذي أيدته دائرة المعارف بقوة، وأثبتوا أن كل ما في التوراة فهو وحي!
ثم قرأ الشيخ من دائرة المعارف: في الفصل الخامس: الطوفان قديم العهد، وهناك دلائل على فجوات بين الأجيال المذكورة .... ).
والخطأ هنا في كلامهم:
- اعتبارهم الفترات بعد نوح أجيال، فيكتبون عن فلان وتاريخ مولده ووفاته وحياته وهكذا، بينما القرآن يعتبرهم أمم وقرون طويلة، ولقولهم أنهم أجيال وقعوا في التناقض.
- اعتبارهم أن عمر نوح حين الطوفان 600 سنة، وعمره حينما مات آدم 220سنة، بل أشد من ذلك يقولون: أن عمر إبراهيم حين مات نوح 58 سنة!!.
- هذا الذي جعلهم يقعون في التناقض ووجود دلائل على فجوات بين الأجيال.
- ومن الأخطاء قولهم بأن الطوفان والعقوبة وقعت على بابل، وهذا من التناقض الكبير لأن بابل كانت قبل 24 قرن قبل الميلاد، أما الحضارة البابلية المعروفة التي اكتشفت فكانت قبل الميلاد بقرنين تقريبا.
- ومن الأخطاء الكبيرة أنهم قرروا أن الطوفان قبل الميلاد بـ 7000 سنة، وقد سبق وأن قرروا أن عمر الخليقة وبداية الخلق قبل 4000 سنة قبل الميلاد!!.
وهذا التناقض قرره الطبيب موريس بيكاي في كتابه (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).
5ـ نسخ التوراة هي:
العبرانية واليونانية والسامرية، وبينها اختلافات كثيرة.
6ـ مع الأسف أن بعض علماء المسلمين نقلوا عن علماء أهل الكتاب بعض التفاصيل عن الطوفان مما ليس عليه دليل، والخطأ ينبغي إنكاره وتصحيحه عند الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/238)
7ـ قارن الشيخ رشيد رضا بين القرآن والتوراة وبقية الأديان في قضية الطوفان، فكانت النتائج منها:
- أن الملل لم تتفق على اسم الرجل الذي نجا، وإلا التوراة والقرآن فقد ذكرتا أنه نوح
- قدماء الفرس ذكروا أن العذاب أول ما بدأ كان من تنور العجوز، وكلمة تنور لم ترد حسب المصادر إلا في عند الفرس القدماء، فكانت صحيحة لموافقة القرآن لها.
8ـ الغالب أن أي شيء يأتي في القرآن وليس عادة القرآن التفصيل، فتكون الحكمة في ذكرها أنها جاءت للرد على تحريفات الأمم، ومن ذلك:
كلمة (تنور) التي وردت في قصة نوح، مع أنه ليس لها تأثير في العبرة إلا أنها يرد بها على من حرف ذلك من الأمم.
9ـ من الطرائف التي قيلت في مكان استقرار سفينة نوح، قيل:
- الهنود يقولون: أنها جبال الهملايا.
- التوراة تقول: أنها جبال أررات في أرمينا.
حكم القرآن أنها (الجودي) فليست الهملايا ولا غيرها، ثم من غير المعقول أن تكو جبال الهملايا ولا أررات لأن الهملايا تصل إلى ارتفاع (8000م) وأررات تصل (5000م) فما الحكمة من أن يصل الماء إلى أعلى قمة الجبال، أدنى من ذلك بكثير يغطي الأرض.
10ـ كانت هناك ظاهرة في طباعة الكتب الدينية أول ما بدأت عند الكنيسة أنه تضيف رسومات وأشكال وجداول للتوضيح، وأصبحوا يتفنون في ذلك، وقد لا حظ الدكتور بكاي أنه في الطبعات الأخيرة للتوراة اختفت هذه الرسومات والتوضيحات والأشجار من التوراة، لأنهم رأوا أنها تثير التكذيب أكثر من كونها توضح وتبين.
11ـ عرض الشيخ على الشاشة نسخة للتوراة طبعت عام 1884م وقد أرفق فعلا فيها قائمة من التواريخ والسلاسل والرسومات، بينما لا يوجد ذلك في الطبعات الأخيرة.
12ـ لماذا يقل الكلام على الطوفان عند المصريين؟
يستظهر الشيخ أنه لوجود النيل، وكونه يفيض في فترات كثيرة، وكذلك فاض في عهد فرعون وقبله وبعده، ولهذا نتيجة لتتابع هذا الماء جعل المصريين لا يعتبر الطوفان عندهم حادثة هائلة كما حدث عند غيرهم من الأمم، والله أعلم.
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 12:23 ص]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39752
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:49 م]ـ
الدرس التاسع 9/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن التقويم وحساب الزمن
1ـ الشعور بالزمن من خصائص الإنسان التي لا يشاركه فيها غيره.
2ـ تعجب العلماء المعاصرون: كيف استطاعت البشرية في الزمن السحيق معرفة الزمن؟ وكيف عرفوا تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية، من الذي علمهم مع أن العلوم كانت بدائية؟!
ونحن نتعجب إذا نظرنا لتلك العصور بالنظرة المعاصرة بأنها عصور بدائية همجية لا تعلم شيئا، أما إذا نظرنا لها على أنها عصور على التوحيد، وأرسل الله إليهم رسلا يعلمونهم أمور دينهم ودنياهم فإننا لا نستغرب.
3ـ الحاجة لتعليم الزمن ترجع إلى ضبط أمور الدين وأمور الدنيا، فأمور الدين كالصلاة والحج والصيام وغيرها، وأمور الدنيا كالزراعة وغيرها.
4ـ إشكالية يجب التنبه لها، وهي:
أن السنة الشمسية (365يوما) لا تطابق السنة القمرية (360يوما) ومن هنا نشأت إشكالات هي في الواقع من صنع البشر حينما ينصرفون عن الوحي المعصوم إلى اجتهادات البشر.
وجوابا على هذه الإشكالية رأت الأمم أنه لا بد من نقص أو زيادة، وكل أمة تحاول أخذ أفضل التقاويم وأسلمها من الخطأ، ولا زال الخطأ مستمرا إلى زماننا، فمثلا:
- المصريون: اعتمدوا على السنة الشمسية (12شهرا)، والشهر (30يوما) وأضافوا (5أيام) أعياد لتصبح السنة (365يوما).
- البابليون: اعتمدوا التقويم القمري (355يوما) واضافوا أعياد وأكباس لتصبح (360).
- الرومان: عدلوا أكثر من مرة، ومن أغرب التعديلات أنهم وجدوا الفرق بين السنتين 11 يوما أو قريبا من ذلك فحاولوا إيجاد طريقة كالآتي:
جعلوا سنة قمرية (355) وسنة (377يوما) ثم رجعوا إلى السنة الأولى (355) ثم التي بعدها جعلوها (378) فلم يرجعوا إلى السنة الثالثة، وهكذا أنواع من التخبطات.
5ـ تبين دائرة المعارف أن اليهود على التقويم البابلي والذي يعتمد على السنة القمرية، وفي الحقيقة أن الفضل ليس للحضارة البابلية في اكتشاف هذا التقويم وإنما للأنبياء الذين علموا بني إسرائيل هذا التقويم، فقد كانت الأنبياء في بني إسرائيل كثير فكانوا يعلمونهم ذلك عن طريق الوحي المعصوم.
6ـ الخلاصة أن: التقويم بالشهر القمري هو من ميراث النبوة.
7ـ ولد المسيح قبل التاريخ الذي اعتمدواه مولدا له بخمس سنوات وهذا باعترافهم أيضا، فنحن في سنة (2005) المفترض أننا في (2010).
8ـ تعديل الباب القروبري للتقويم الكنسي:
أعلنت الكنيسة زيادة (10أيام) في آخر القرن السادس عشر، وعتمدته الكنيسة الفرنسية أيضا، فخرج الدين النصراني من الأشهر القمرية الكتابية الأصلية إلى الأشهر الشمسية الرومانية الوثنية.
9ـ أوربا الشرقية (اليونان) بقيت بفارق (15يوما) ولم يعدلوا حتى قامت الثورة الروسية فأرادوا إلغاء الدين، وكانت في 25نوفنبر فلما أضافوا الخمسة عشر يوما صارت الثورة في أكتوبر، فكيف يصنعوا الآن الثورة في نوفنبر والتاريخ في أكتوبر!!
ثم وضعوا نظام خاص بالثورة أرخوا به، وهم في ذلك قلدوا الثورة الفرنسية، ثم وجدوا أنه لا يصلح فألغي فأبقيت الكنيسة على التقويم الكنيسة الجديد، والدولة على التقويم الغربي فصار في الدولة أكثر من تقويم.
10ـ في السنة العاشرة للهجرة استدار الزمان كهيئته يوم خلقه الله، والسنة 12 شهرا ثم جاء قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة ... ) وقوله صلى الله عليه وسلم (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ... ).
11ـ معنى قوله (لا نكتب ولا نحسب) أي لا نعتمد على الحساب بل نعتمد على الأمور الظاهرة التي يعرفها ويراها الجميع وهو رؤية الهلال.
12ـ من أكبر الأخطاء أن الثورة الليبية أرادات أن تسمي الشهور على غرار الثورة الفرنسية فسموا: شهر الماء، وشهر ناصر نسبة لجمال عبد الناصر، وهذا من التقليد لسبيل الكافرين.
13ـ كانون وآب من الأشهر العربية القديمة، ومعلوم أن الكانون الموقد، والآب هو الخصب والمرعى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/239)
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:28 م]ـ
أخي الفاضل: أبو عمر الشمري
ما شاء الله تبارك الله .. نفع الله بك
جهد تشكر عليه لا حرمك ربي الثواب
جهدك يحتاج إلى نفس ولقد وفقت أحسبك كذلك لجمع هذا الدرر
من الشيخ سفر غفر الله له وحفظه.
واصل بارك الله فيك وأعانك .. بكره تخرجها لنا في كتاب [ابتسامه]
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:31 ص]ـ
الدرس العاشر 10/ 9/1430هـ
1ـ العالم مهما ابتعد عن التدين فإن التدين يظل راسخا في وجدان البشرية ومشاعرهم، ومن ذلك:
- شعائر النكاح مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر النكاح تبقى على التدين
- شعائر الجنائز مهما ابتعدت الأمة عن الدين إلا أن شعائر الجنائز تبقى على التدين.
2ـ من الطرائف أنه لما حكم (لينيين) في الثورة الشيوعية جاء أحدهم يريد أن يلقي كلمة أمامه وأمام حرس الثورة، فقال: لا أجد أحسن من وصفك بأن أقول:كأنك المسيح وحولك الحواريين! فنكس لينيين رأسه لأن الثورة الشيوعية عدوة التدين.
3ـ أخطأت الكنيسة في تقويمها من عدة جهات:
- أنها جعلته من مولد المسيح، بينما المسيح ولد قبل هذا التاريخ باعترافهم.
- جعلت يوم (25) ... عيد بينما هو في الأصل عيد وثني من الأمم التي قبلها.
- تحويل الشهور من القمرية إلى التقويم الشمسي.
- خطأ حتى من ناحية منطقية لأن (سبتمنبر) مأخوذ من يوم السبت، والسبت هو السابع، فكان المفترض أن يكون (سبتمنبر) هو الشهر السابع وهو الآن الشهر التاسع!!.
- حتى أسماء الشهور مأخوذ من أسماء أباطرة وقياسرة وأعياد أوثان، فمثلا:
(فبراير) شعيرة رومانية قديمة.
و (أغسطس) على اسم الأمبراطور أغسطس الذي ولد المسيح في عهده.
و (يوليو) وهو قيصر.
فمع هذه الأخطاء يراد أن يعمم هذا التقويم الميلادي على جميع البلدان.
4ـ أما الأمة الإسلامية في التقويم فهي بين إصابة عين الحقيقة وبين عفو من الله، وهذا غاية التيسير لهذه الأمة بحمد الله.
5ـ لم يختلف المسلمون بحمد الله في شهر رمضان بأن اكتشفوا بأنهم صاموا في غير رمضان، أو حجوا في غير ذي الحجة، أما النصارى فقد حولوا شهر الصيام إلى الربيع، ولهذا يتحسرون أحيانا أن الأعياد تأتي في وقت الشتاء ووجود الثلوج مما لا يمكنهم فعل الاحتفالات والتعري.
6ـ المسيح عليه السلام لم يبعث لجميع الناس وإنما خاص لبني إسرائيل، وهو يقول للمرأة الفينيقية: إني لم أبعث إلا لخراف بني إسرائيل الضالة.
7ـ الشريعة التي كان عليها اليهود لم ينقضها المسيح، ولهذا قال: ما جئت لأنقض الناموس.
8ـ في الحديث في البخاري عن هرقل قول الراوي: وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ليس المراد: التنجيم، لأن التنجيم لا يمكن معه معرفة الحق، ولا ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المراد انه كان يعرف النجوم، فكان يعرف من خلال الكتاب أنه في وقت ظهور النجم الفلاني أو التقاء النجم الفلاني بالنجم الفلاني سيكون ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر في النجوم فعرف العلامة.
لأن الأمم القديمة يؤرخون بالأحداث، فالفرس يؤرخون بالأحداث الفارسية، وهكذا بقية الملل، أما التاريخ النبوي فلا يؤرخ بهذه الأحداث لأنهم مشركون، ولأن كثيرا منها أعياد شركية، أما التاريخ النبوي فيؤرخ بالعلامات كظهور نجم فلاني أو غيره، فلما ظهر النجم الفلاني عرف هرقل أن نبي العرب قد ظهر، وهذا يستعمله الفلاحون كثيرا يستدلون بالعلامات وظهور النجوم بأمور في شأن الزراعة.
9ـ بولس الذي خرب دين النصرانية هو الذي حارب الاختتان، وهو الذي حارب التنظف والاغتسال، وليس من أصل دين النصراينة.
10ـ بالنسبة لتواريخ الأمم كالآتي:
- اليهود: نحن في عام (خمسة آلاف وسبعمائة ... ) وذلك اعتمادا على تاريخ بدأ الخليقة.
- القربري: نحن في عام (2005).
- الصين: نحن في عام 2556 بناء على مولد الملك (كفوش)
- الهنود: نحن في عام 1925.
- الحبشة: نحن في عام 1721.
ومن النكت في العالم الغربي أن الإنسان إذا سأل عن تاريخ مولده يقول: في أي التاريخين تريد: القروبري أو الحبشي!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/240)
11ـ من الطرائف يقول الشيخ: أن اليابانيين يعتقدون أن الأمبراطور هو الله تعالى الله عن قولهم، وأنه كان في السماء ثم أهبط إلى الأرض؟!! ومن أساطيرهم أن المبراطور إذا مات فإنه تدفن معه أدواته.
فيقول الشيخ أنه ألتقى بوفد إعلامي وسأل رئيس الوفد الإعلامي عن هذه القضية فقال: نعم صحيح هو الله، يقول الشيخ فقلت له: الأمبراطور عندكم هو الذي وقع واستسلم للخضوع لأمريكا، فهل الله يوقع ويخضع لأحد، وقارنت بينه وبين المقاومة العراقية وأنها لم تستسلم وهذا الفرق بين الإسلام
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:14 ص]ـ
الدرس الحادي عشر 11/ 9/1430هـ
حلقة اليوم عن الإنسان القديم الضخم العملاق
1ـ سبب إيراد هذا الموضوع لأمرين:
- الأمر الأول: لأن هذا الموضوع من مواضيع التاريخ.
- الأمر الثاني: لأن هذا الأمر سيغير نظرتنا للتاريخ، فإذا نظرنا:
من خلال نظرتي (التطور بقسميها العضوي والفكري) فنجد أن الإنسان ما هو إلا مرحلة من مراحل التطور من القرد إلى بداية التحول إلى الإنسان وهكذا.
وإذا ثبت أنه أطول وأعظم وأشد قوة وأجساما فإن هذا ينقض نظريتي التطور.
2ـ أقدم المصادر التي ذكرت العمالقة هي التوراة وشروحها، وقد ذكروا العمالقة:
- صوروهم على هيئة كبيرة، ثم أضافوا لها خرافات وأساطير، وحصروهم في (عمليق بن ... ).
وفي الحقيقة أن القوم الجبارين الذين رفض اليهود دخول بيت المقدس هم الذين حُصر فيهم مفهوم العماليق عند اليهود، ثم أخذت الخرافة مداها.
وقد جعل اليهود (جاليوت) وهو جالوت من العماليق ليعظموا قتل داود له لأنه قتله، ففي بعض الأفلام يصورون جالوت على أنه رجل ضخم جدا، وداود على هيئة رجل صغير يضربه بالمقلاع فيصيبه الحجر فيموت، وهذا كله من خرافاتهم وتصوراتهم الذهنية.
3ـ لما نقدت التوراة في القرن السادس عشر والسابع عشر نفوا ذلك، ووافق ذلك نظريتي التطور فكان من السهل الإيمان بهذه النظريتين، وغضوا الطرف عن الدلائل التي تؤكد ضخم الإنسان القديم كما سيأتي بيانه.
4ـ من الحقائق التي عند الأمم وجميع الشعوب:
أن أباءنا كانوا ضخام الأجسام، وهناك دلائل وعلامات تؤكد ذلك منها:
أ ـ وجود مقابر ضخمة تدل على ضخامة من بداخلها.
ب ـ وجود آثار كبيرة جدا لا يمكن بناءها إلا عن طريق أناس عمالقة.
ج ـ وجود هياكل بشرية ضخمة.
د ـ بعدما هدأت المعركة حول تطور الإنسان وبداية خلقته اكتشف الغرب جثث تصل إلى 100 قدم (33م)، وقبور تصل إلى 50م.
5ـ القرآن يؤكد أن الذين قبلنا أكثر قوة وأشد وأقوى، ابتداء من آدم عليه السلام فقد كان طوله 60ذراعا ثم قوم نوح، ثم عاد الذي زادهم الله بسطة في الجسم (وزادكم في الخلق بسطة) وقال الله عنهم (التي لم يخلق مثلها في البلاد) وشبه هلاكهم فقال (كأنهم أعجاز نخل خاوية) وهذا يدل على ضخامتهم.
فلا يحتاج المؤمن إلى إثبات وأبحاث وآثار لأن هذا يقين.
6ـ نقل الشيخ عن المقريزي في الخطط:
أنه عثر على جمجمة وضعت على عجلة يجرها ثور، وعثر على ضرس عند قصاب يزن به وزنه 8 أرطال، وذكر أن أعمدة الأسكندرية بناها قوم عاد.
7ـ نقل الذهبي عن عبد الله بن المبارك في السير 8/ 417 أنهم عثرو على نابان وزن أحدهما منوان، والمنو الواحد يزن كيلوين إلا ربع فقال ابن المبارك:
أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا
على وزن منوين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا
ثلاثون سنان على قدرها * تباركت يا أحسن الخالقينا
فماذا يقوم لافواهها * وما كان يملا تلك البطونا
إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا
وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا
8ـ وكذلك دايرنت في كتابه قصة الحضارة: يذكر عن مدينة يكترا أن مساحتها 22ميلا وهي ترجع على قبل 9000 سنة قبل الميلاد.
9ـ الأهرام هي من أعظم الآثار ولم تنقض عجائبها، وهي من أسرار اكتشاف اللغات والكتابات والعقائد، وتدل أحصائية عملت أن عشرة ملايين أمريكي يعتقدون بأسرار غيبية للأهرامات.
10ـ يرجح الشيخ أن الذين بنوها هم قوم عاد لأنهم أعظم أجساما، ومما يستأنس به كلام (محمد سمير عطا) حيث ذكر أنه لا يمكن أن يكون الذي بناها الفراعنة وهم مثلنا في الشكل تقريبا، ثم إن الرمال غطت أجزاء كبيرة منها، وبقيت منها أجزاء هي التي سجل عليها الفراعنة أسماءهم عليها، وما اكتشف بعد ذلك كان يخلو من الأسماء.
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:18 ص]ـ
أشكر الأخوة جميعا الذين شكروا ...
وأسأل الله أن يستجيب دعاءهم ...
كما أسأله أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات والدي يرحمه الله
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:32 ص]ـ
ما شاء الله ..
ما شاء الله ..
ما شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/241)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً , ولا حرمك الأجر.
ـ[خالد الحارثي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:23 ص]ـ
لا حرمك الله الأجر ورحم الله والدك ..
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:17 ص]ـ
الدرس الثاني عشر 12/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن حضارة اليمن
1ـ من الحقائق التي ينبغي الاتفاق عليها هي أن أصل الحضارة البشرية واحد، وأنها كلها ترجع إلى أسرة واحدة كما ترجع إلى أب وأم واحدة.
2ـ المنهج القرآني يعطي إشارات، ويترك تفاصيل الأمور للاجتهادات البشرية.
3ـ الحضارة في بلاد اليمن لا تزال مهملة مقارنة بالاهتمام بالحضارات الأخرى.
4ـ الفجوة الكبيرة في التاريخ ما بين نوح ومن بعده إلى إبراهيم عليهم السلام يسدها الحضارة اليمنية.
5ـ الحضارة اليمنية تميزت بأمرين هما: القدم والتميز.
أما القدم فواضح وأما التميز فيشمل الرقي والسمو وهي التي يجمعها قولنا (الحكمة) ومما يدل على الحكمة اليمنية ما يلي:
أ ـ العهد القديم (التوراة): ففي سفر أيوب في المجادلة حول القضاء والقدر نجد أن الحكمة في هذا السفر حكمة يمنية، والأسماء التي وردت أسماء يمنية.
ب ـ إنجيل متى فيه: أن المسيح كان يقول: أن ملكة سبأ طلبت الحكمة من سليمان عليه السلام، واليهود لم يطلبوها من موسى، وهو أكثر حكمة من سليمان.
ج ـ الإسلام ففي الحديث: الحكمة يمنية والدين يمان.
فاتفقت الأديان الثلاثة على أن الحكمة يمنية.
6ـ أول ناطحات سحاب بنيت هي في اليمن، وأكبر السدود التي عرفتها البشرية هي في اليمن.
7ـ ذو القرنين الأقرب أنه من ملوك اليمن وكان رجلا صالحا وفتح الأرض.
8ـ عاشت الحضارة اليمنية حضارة تواصل مع الحضارات الأخرى كما قال الله (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة).
9ـ وكذلك مما تسد به الفجوة الكبيرة في التاريخ حادثة الأخدود وهي في اليمن.
10ـ فيمكن لنا أن نجمع التاريخ من مجموعة أشياء منها:
ما ذكره القرآن، وما ثبتت صحته من السنة، وما تؤكده الدلائل من الآثار، وما ذكره العرب في شعرهم وتاريخهم، فيجتمع لنا تاريخ منه اليقين ومنه الظن، ومنه ما يقبله العقل ومنها ما يرده، وهكذا يجتمع التاريخ أصلا.
11ـ قال صاحب كتاب (تاريخ العلم): لقد سبق للعرب أن سادوا العالم في مرحلتين من التاريخ، وقبل اليونان ب2000 سنة ولا يمتنع أن تجتمع هذه الشعوب وتقود العالم مرة ثالثة.
12ـ التاريخ اليوناني ابتدأ في القرن السادس قبل الميلاد، وهنا يظهر لنا شيئا عجيبا أن يعظم التاريخ الذي نشأ قبل الميلاد بستة قرون، ويهمل التاريخ الذي قيل أنه نشأ في الألف السادسة قبل الميلاد.
13ـ بين الشيخ أن الحضارة الفرعونية كانت خارجة من الجزيرة العربية، وكانت أسماء الفراعنة القدماء تدل على أ، أصولهم عربية ففرعون موسى قيل إن اسمه الوليد.
وبين الباحث المصري (كمال أحمد) أن أصل اللغة المصرية القديمة هي العربية، ونتيجة للمخالطة طرأ عليها تغير في ألفاظها.
14ـ أحد علماء لآثار الذين بحثوا في اليمن وجد كتابات قديمة، فوجد (إلي) وهي اسم علي، واسم علي عربية أصيل، فهو حرفها إلى (إلي) وهي بالعبرية تعني الله، وهذا غير صحيح لأن (إل) عربية أصيلة تعني الله، كما قال أبو بكر (هذا الكلام لا يخرج من إل).
15ـ المسيح لغته العبرية وهي فرع عن العربية.
16ـ إبراهيم لغته العربية كما قرره الأستاذ العقاد.
17ـ تاريخ اليمن تاريخ موثق ومكتوب وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق وسيرة ابن هشام كثير من النقول التي تفيد وجود نقوش وكتابات عربية قديمة.
18ـ بلاد التبت الغالب أنهم حمير، وقد انتشروا شرقا إلى الصين، وغربا إلى أفريقيا وجميع ذلك كان يحكم في قاعدته في اليمن.
19ـ حتى اليونان هناك من يقول بأن أصولهم من قحطان.
20ـ هناك ظاهرة أشيعت وهي: أن التوراة نزلت في اليمن؟
جاءت هذه الشائعة لأن الأسماء التي في التوراة تشابه الأسماء اليمنية، وفي الحقيقة لم تنزل التوراة في اليمن لكن لما هاجرت القبائل اليمنية من اليمن إلى العراق والشام كانت تسمي الأماكن بأسماء مدنها وأسمائها العربية، فمثلا:
صنعاء في اليمن، وهناك صنعاء في الشام، ونجران في اليمن وهناك نجران في الشام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/242)
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 11:06 م]ـ
الدرس الرابع عشر 14/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة إكمال لظاهرة الأنبياء والمناهج الفكرية فيها
1ـ الفلسفة اليونانية تنقسم إلى نوعين:
أ ـ الفكر المنتمي لأفلاطون ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستنباط عن طريق الكشف والعرفان والوجدان أي منبع داخلي، وتسمى نظرية العرفان، وتسمى (القنوصية) وتسمى الشرفية، والإشراقية وهي مأخوذة من الشرق وليس من الإشراق.
ب ـ الفكر المنتمي لأرسطو ومن معه: وهو الفكر القائم على الاستدلال العقلي البرهاني، ثم وضع عليه علم المنطق بعد ذلك، ثم تطور إلى أن وصل إلى العقل الجامد، وهو الذي أدى إلى الثورة التي حدثت، ثم وصل إلى اللامعقول.
2ـ التأثر الذي حصل في التاريخ الإسلامي وبالذات في قضية النبوة وهي من أهم الأمور لأن أمر الغيب كلها مأخوذة عن الأنبياء نتج عنه ألوان من الخطأ والابتعاد عن منهج القرآن الواضح البين الذي لا يستحق التعقيد الذي صورت به النبوة في تلك المناهج، ففي القرآن:
الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، وأعطاهم آيات وبراهين، وهو أكرم الخلق وأبرهم وأكرمهم وأزكاهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن أن يشاركهم فيها أحد.
3ـ الأنبياء بشر، ومقتضى ذلك أنهم يخطئون ويذنبون لكن لا يقرون على الخطأ ويتوبون من ذنوبهم ويقبل الله توبتهم ويرفعهم بعد الذنب مراتب، أما في المناهج الأخرى فإما:
أ ـ إما أنه لا يتصور منهم الخطأ: لأنه إذا وقع الخطأ في جانب فينتقل الخطأ في الجوانب الأخرى من النبوة، وهذا مبني على تصور عقلي كما في منطق الرياضيات.
ب ـ العرفانية الوجدانية: لم يعرفوا الفرق بين الوحي والإلهام والكشف، وترتب عليه خطأ في منزلة النبوة والولي، وبعضهم جعل الولي أرفع من النبي، ووصل بهم الأمر إلى أن النبوة مكتسبة يمكن أن تنال، فصارت قضية النبوة قضية غامضة مشوشة.
4ـ الشيخ (محمد عبده) في كتابه (رسالة التوحيد) وقع في شيء من الخطأ في تعريف الوحي حيث قال: عرفان يجده الإنسان في نفسه مع أنه من الله ...
وهذا أقرب للمدرسة القنوصية، مع أن الشيخ رحمه الله معروف أنه من المدرسة العقلية المحضة، حتى أنه قال عن نفسه: إنه كنس كل لما تعلمه في الأزهر.
ولعله تأثر ببعض النظريات المادية مثل نظرية (كنت) وغيرها.
5ـ اتجاه آخر خطأ في النبوة وهم القوميون العرب:
فقد تأثروا بالصراع العربي الإسرائيلي فاخذوا يكتبون عن بني إسرائيل وكأنهم أمة عدو وحشية معتدية دائما، فأثر هذا حتى في نظرتهم لأنبياء بني إسرائيل مثل موسى وسليمان وداود وغيرهم عليهم السلام، وأن كل ما ذكر في التوراة فهو خطأ ومأخوذ من شريعة حامورابي وغير ذلك.
مع أن بني إسرائيل المؤمنون منهم هم جزء من تاريخ الإسلام والإيمان، فنحن لا نفرق بين نبي وآخر.
6ـ اليهودية والنصرانية هي انحراف وقع بعد الأنبياء الكرام، ولهذا إذا جاء في القرآن مدح فإنه لا يأتي بوصفهم اليهودية وإنما مثل (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:46 ص]ـ
ما شاء الله .. فوائد قيمة جداً، تنم عن سعة علم الشيخ وعلو كعبه في العقيدة ..
شكر الله لك على النقل والإفادة ..
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:14 ص]ـ
كم اسعد ويسعد غيري لو تفضل احد الاخوة بتسجيل الحلقات صوتياً
و نشرها بعدة صيغ حتى تبقى و تسهل الاستفادة منها
فمن له علم بمثل هذه التقنية فينال الاجر خصوصا مع حرص الكثير على انتاج الشيخ و كثرة سؤالهم عن
هذه الحلقات خصوصا ...
,,
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
جهد مشكور
بقي الدرس الثالث عشر لم أجده
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:34 م]ـ
شكرا صقر ..
الدرس الثالث عشر 13/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن ظاهرة النبوات
1ـ ظاهرة النبوة لا تخضع للتقديرات البشرية إلا عند من أقر بأن الله خلق الخلق على الخير والصلاح والفطرة السوية، وأنه خلق هذا الكون ومن أجل مخلوقاته هذا الإنسان الذي كرمه الله وأن يجعله على نور وهدى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/243)
2ـ جاءت ظاهرة النبوة لعلاج الانحراف الذي طرأ على البشرية من الشرك، وهذا ثابت في القرآن والتوراة وغيرهما، وإن كانت أوضح في القرآن الكريم، وكان أولهم نوحا عليه السلام وهو الأب الثاني للبشرية حيث أغرقت الأرض بالطوفان.
3ـ لم يدع الله البشرية في أي عصر من العصور من غير هدى ونور، لكن الناس ينحرفون ويضلون بتأثير الإنس والجن والطواغيت والجبارين، حتى أصبح الناس أحيانا لا يفرقون بين الأنبياء وأهل الشعوذة والسحر والدجل والكهانة والذين يطلبون الملك.
إلى أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزته الوحي من الله وهي التي لا تقبل تكذيبا، وأصبحت معرفة الإنسان تتجدد مع الأيام وهذا أعلى أنواع المعارف البشرية إضافة للدلائل الحسية التي تشهد بصدقه أيضا.
4ـ جعل الله للأنبياء من الصفات الخلقية والخُلقية ما يبهر العقول مما يجعل الناس يحكمون بصدقهم حتى قال الله عن المكذبين (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
فمعهم من الصفات بحيث لا يشتبه به أحد من الخلق، فهم:
أرحم الناس، وأصدق الناس، وأعدل الناس، وأبر الناس، وأطهرهم، وأبعدهم عن حظوظ النفس، وأرحمهم على الناس والحيوان وغير ذلك.
فمن أراد أن يشابههم في جميع ذلك فلن يستطيع إلا في بعضها، وحتى هذا البعض لن يكون مثلهم فيها، فكيف بمن يعاديهم.
5ـ وعلى هذا لا حاجة فيما خاض فيه الفلاسفة من أهل الكلام بقولهم: هل تختلط المعجزات بالدجالين والمشعوذين؟ وقد سماها الله آيات وبراهين ولم يسمها معجزات.
6ـ الأنبياء جميعا دعوا إلى نبذ كل عبادة ما سوى الله، وعلى هذا كل هذا الركام الهائل من الأصنام في بابل وسومر والشرق والغرب والصين والهند وغيرها كلها انحطاط للعقل البشري إلى أدنى من العقل البهيمي.
7ـ على البشرية أن تجهد في الرقي وتعلم علوم الأنبياء، ومن أشد الجرائم تحريف كلام الأنبياء.
8ـ ومن الانحطاط الذي تمارسه البشرية أن يحط من مقام الأنبياء إلى تسميتهم حكماء
9ـ العالم الشرقي: من ضمن شخصياتهم بوذا.
والعالم الغربي: من شخصياتهم سقراط، يقال أنه كان ينبذ الأصنام وعبادتها.
وبغض النظر عن ثبوت النبوة لأنها لا تثبت إلا بالوحي أو التواتر عند قومه، لكن بالتأكيد أن أقوالهم كان من آثار النبوة، لأن النبوة تنبذ الأصنام.
10ـ ما الذي أتى به هؤلاء الفلاسفة؟ كما قال العلماء:
أ ـ علوم الطبيعة: وهي أفضل علومهم مع العلم أن المسلمون تجاوزوهم في ذلك كثيرا، ثم جاء العلم الحديث وتقدم كثيرا، فلم يعد هناك حاجة لكلامهم.
ب ـ العلوم الإلهية: فيما يتعلق بالله وعلوم الآخرة والفكر الذي ينتج تلك العلوم فهم لا يعرفون شيئا وقد انتشرت عبادة الأوثان والسحر والشعوذة وغير ذلك.
11ـ هل صحيح أن الفلسفة نقلت الناس إلى الدليل العقلي والاستنباط؟
في الواقع أن فلاسفة اليونان مدارس شتى، ولا يتفقون على منهج واحد يجمعهم، وأفضل علومهم الطبيعة ولا حاجة لها مع تقدم العلم، وقد انحطوا إلى الشرك والسحر والشعوذة وعبادة الأضرحة.
12ـ يقول الماديون: أن أعظم انجاز للفلسفة أنها أنكرت الغيب. فهل هذا صحيح؟
في الحقيقة هذا لا يوجد أبدا عند الفلاسفة أنهم أنكروا الغيب، وإنما فسروا نشأة الكون تفسيرا ماديا يفترض عدم وجود الله، ولا يقرون بما في التوراة، فاعتقد الفلاسفة التنويريون في عصرنا أنهم ينكرون الغيب بينما هذا لم يحدث أبدا.
13ـ كثير من المصطلحات اليونانية نستطيع أن نرجعها لأصولها العربية إما عن طريق العبرية التي هي فرع عن العربية أو غير ذلك
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:31 ص]ـ
الدرس الخامس عشر 15/ 9/1430هـ
1ـ كثير من النظريات المادية المعاصرة كانت نتيجة للجهل والتحريف الذي أصاب الكتب على أيدي أتباعها من قبل الأحبار والرهبان، بمعنى أن التحريف جاء من قبل رجال أهل الكتاب لأنهم أنزلوا الأنبياء إلى درجة الكهنوت بدلا من أن يرتقوا بأنفسهم إلى درجة الإتباع الكامل.
2ـ هناك مثالان من أمثلة التحريف والحط من منزلة النبوة عند أهل الكتاب:
المثال الأول: نوح عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/244)
في سفر التكوين: (أن نوحا كان أول فلاح وغرس كرما ثم شرب الخمر وتعرى، فجاء حام وسام ويافث وحاولا أن يسترا أبيهما، فأخذا لباسا ومشى القهقرى إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما، فلما أفاق نوح قال: ملعون كنعان عبدا ذليلا يكون لإخوته، تبارك الرب سام ويكون كنعان عبدا لسام)
والعجيب:
أن جميع شراح الكتاب لم ينفوه ولم يستنكروه حتى من الشراح العرب، بل يجعلون ذلك من مآثر الكتاب المقدس لأنه يذكر ما يفعله أهل الصلاح كما يذكر صلاحهم.
ونحن نقول بأن الحقيقة لها قدر والخرافة لها قدر، والأنبياء في مقامات عالية.
وهنا لفتة: لماذا كنعان ملعون في القصة؟
السبب لأن الشعوب المخالفة لليهود وبالذات الكنعانيون صاروا بعد ذلك أعداء لبني إسرائيل، فما ذكر هنا يعتبر تمهيدا للعنتهم، وأن الذين يقاتلونهم على يد يوشع بن نون أن معهم الحق، وأن الله وعدهم أرض الكنعانيين.
المثال الثاني: لوط عليه السلام
يقول في سفر التكوين: (صعد لوط من صومعر، واتخذ من المغارة بيتا له، ومعه ابنتاه الكبرى والصغرى، فقالت الكبرى: أبونا شاخ وليس في الأرض رجل يدخل، فهلم نسق أبانا خمرا ونضطجع معه نحيي لنا نسلا ... فأتت الكبرى منه بمؤاب، وأتت الصغرى بالعمانيين) وهم الذين سكنوا عمان عاصمة الأردن بعد ذلك.
والعجيب قول الشراح في هذا الكلام:
قال أحدهم: المفسرين يلقون العذر لابنتي لوط لظنهما أنهما ظنتا عدم وجود رجال في العالم كما حدث في الطوفان، فكيف يأتي المسيح بعد ذلك، فاتخذتا هذا الرأي.
وهذا رأي يغني عرضه عن رده.
ولكن لماذا يذكر هذا مع لوط؟
السبب لأنه ابن أخ إبراهيم عليه السلام كما زعموا، فيريدون أن يبينوا أن جميع الشعوب مدنسة وأنها لا تنتمي لإبراهيم عليه السلام إلا هم فهم شعب الله المختار، وأنهم أولى بالتكريم الذي وعد لذرية إبراهيم عليه السلام.
3ـ كل ما جاء في العهد القديم والجديد من البشارة برسول يأتي يفدي الناس وينقذهم وغير ذلك من الأخبار فالمراد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكنهم حرفوها.
4ـ وهذا الحط من منزلة الأنبياء والنظرة الشعوبية لدى اليهود تدل على النفسية اليهودية التي كبتت في القرون الماضية وأنه لم يسلم من نظرتهم وتدنيسهم حتى أنبياء الله الكرام، ونحن نستثني المؤمنون الذين آمنوا بموسى ثم عيسى ثم محمد عليهم السلام.
5ـ الحنفية ملة إبراهيم تشمل ثلاثة أمور:
أ ـ أمور العقيدة: ويشمل توحيد الله والبراءة من كل معبود سوى الله.
ب ـ المحرمات: وهي التي لا تليق بالأنبياء كنكاح الأمهات والبنات والأخوات، وقد ذكرها العلماء في تفسيرهم للحنيف.
ج ـ أمور الفطرة: كالختان وغيرها.
وعلى هذا من ينسب لإبراهيم أنه تزوج أخته سارة فهذا لا يليق بالأنبياء جميعا.
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:50 ص]ـ
الدرس السادس عشر: أعتذر عنه لأني سافرت ولم أحضر الحلقة ولعل الله ييسرها لي.
الدرس السابع عشر 17/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن سليمان عليه السلام
1ـ سليمان عليه السلام من الأنبياء الذين شوهت سمعتهم من قبل أهل الكتاب، ومن ذلك:
أ ـ أنه حاول قتل إخوانه ليستأثر بالملك ولا سيما أخاه (أدونيا)، وهذا يحدث بأي بلاط ملك من ملوك الدنيا.
ب ـ في كتاب قاموس الآلهة يقولون عن سليمان عليه السلام: ابن الملك داود، وهو أعظم الملوك، ملك 40 سنة.
فهم يعتبرونه مجرد ملك من الملوك، حتى بناء بيت المقدس يعتبرونه من أمور الأبهة والعظمة والتفاخر بالبناء، ولا يتكلمون عن مضمونه من عبادة الله سبحانه.
2ـ وعلى هذا فإننا نجد:
أن سيرة سليمان عليه السلام مشبعة بتفكير الأحبار والرهبان وهي النفسية الجشعة المتعطشة للدنيا والملك والتجارة والأبنية والخيول، حتى شبهوه برمسيس الثاني وهو فرعون في البناء وعظمة الجنود.
3ـ في القرآن والشريعة الإسلامية هناك مثالان للنفوس الإيمانية لا تخلو النفس الإيمانية بأحدهما:
وهو إما غني شاكر أو فقير صابر، أي إما زاهد في الدنيا راض بقدر الله، أو أوتي حظه منها فيسخره بطاعة الله، وللمؤمنين مثالان هما: سليمان عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك أتباعهما في الصحابة الكرام كأمثال أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/245)
4ـ حادثة قدوم ملكة سبأ على سليمان مما يدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرآن وحي وبيان ذلك من خلال:
أن أتباع سليمان عليه السلام ينسبون له ما لا يليق، فلو قال إنسان ما يقوله أعداؤه في صاحبهم لم يكن ظالما، فجاء القرآن ورفع نبيهم وبين نبوته وعظمة جنوه ودعوته إلى التوحيد مما يدل على أن القرآن وحي من الله.
5ـ حتى ملك سليمان عليه السلام كان أوسع مما ذكروا، فقد ذكروا أنه من الفرات إلى سيناء، والظاهر في القرآن أنه أوسع من ذلك حيث شمل الجزيرة العرب.
وهنا ننبه إلى خطأ القوميين العرب:
الذين نفوا أن يصل ملكه للجزيرة خوفا من أن يقال إن اليهود وصولها، ونحن نقول ما كان إبراهيم وسليمان وأنبياء الله يهودا ولا نصارى، والأرض أرض الله والملك ملك الله، والله يورث أنبياءه ما يشاء من أرضه.
6ـ نسب لسليمان نشيد الإنشاد: وهو من أفحش الكلام فيه الغزل المكشوف كما في كتاب (الحب في التوراة) بينما في القرآن فيه من الألفاظ الراقية والسمو في ذكر قصة يوسف عليه السلام وذكر الحيض وغير ذلك.
ونجد شراح الكتب بعضهم يبرر ذلك كما يلي:
أ ـ يقولون: إن هذا العشق الشهواني هو رمز للعلاقة بين الله والكنيسة، كما في الأشعار التي يرددها الصوفية وغير ذلك.
ب ـ وبعضهم قال: إن هذا من عظمة الكتاب المقدس الذي يذكر سلبيان الأنبياء كما يذكر صلاحهم وزهدهم.
7ـ من أعظم الإشكاليات التي وردت في قصة سليمان عندهم هو ما جاء في قصة موته انطلاقا من نظرته للنساء وعشقه لهن، حيث يصرحون أنه في الفترة الأخيرة بدأ تعدد الزوجات ثم أحب الأجنبيات ومن جملتهن بنات الملوك كملك عمون وصيدا وغيرها، فكان يملك 700 امرأة و300 أمة، فأملن قلبه إلى الآلهة حتى بنى في بيته أصناما لهن فغضب الرب عليه وهدده بتمزيق ملكه.
وهنا يجب أن نقرر قاعدة:
القضايا إن كانت من القطعيات فإننا لا ننظر على الروايات الكتابية ولا غير الكتابية، مثل القضايا التي تتعلق بعصمة الأنبياء عليهم السلام.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:15 ص]ـ
واصل أبا عمر بارك الله فيك
وأتمنى أن تسمع للتسجيل حتى لا يفوتك شيء
وقد قام بعض الإخوة في منتدى (فرسان السنة) بتسجيل الحلقات لكل يوم وإليكم الرابط:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=128096
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:11 ص]ـ
الدرس الثامن عشر 18/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن أبرز النبوءات التي تحدث عنها الأنبياء عليهم لسلام
1ـ الخبر العظيم والحدث الذي هز الأرض هو نزول القرآن وبعثة محمد عليه السلام بشيرا ونذيرا إلى جميع العالمين حتى أهل الكتاب منهم، والأنس والجن.
2ـ المذاهب الثلاثة في النظرة إلى وجود مخلص سوف يأتي للبشرية:
المذهب المادي العلماني:
في الجملة هو يرفض مثل هذه الأمور والأخبار ويعتبرها تعويض نفسي للشعوب المضطهدة ليخرجوا من ضيق الواقع إلى رحابة الأمل.
مذهب الوحي المحرف:
كانت الفكرة واضحة عند بني إسرائيل حتى دائرة المعارف تعترف بوجود شخص مخلص سوف يأتي منقذا للبشرية، لكن حرف ما بعد ذلك بأن قالوا:
مخلص لبني إسرائيل فضيقوا ما وسع الله فكأن الدين قومي وقبلي.
العجيب حتى عند شعوب الصين والهند والشعوب الإيرانية المجوسية تؤمن بهذه الفكرة حتى عند الشعوب التي لم تضطهد ولعل هذا من بقايا علم موروث.
3ـ هذا المخلص تؤمن الأديان أنه رجل حقيقي ويقيم مملكة الله في أرضه، ويقيم مملكة حقيقية على الأرض، ويقيم العدل في كل شيء، وهذا يدل على أن له شريعة.
4ـ من أشهر أنبياء بني إسرائيل (أشياع):
فكان في مرحلة اضطهد فيها وأتباعه فكان يعزي أصحابه بأن نبياً سوف يخلص أصحابه، وسوف يكون مسيح (بالسين) ومشيح (بالشين) وبينهما فرق.
فالمشيح أو المسيه هو الملك الذي سوف يحكم، والمشيح (بالشين) هو الذي يكون بين يديه، ولهذا في الإنجيل قالوا للمسيح: أأنت المسيه.
ولهذا كانت التهمة التي اتهموها به عند الرومان - وكانوا يتقربون لهم – أنه الملك الذي سوف يحكم ويزيل مملكتهم، وذلك تحريضا لهم على قتله عليه السلام.
فالتبس عليهم المسيح بالمشيح أو المسيه، وكذلك هناك شخصية ثالثة وهو ابن الإنسان.
فأنكر النصارى كل ذلك، وأنكروا نبوة محمد عليه السلام، وعلى هذا يأتي إشكال إذن لماذا لم يخلص عيسى البشرية ولماذا لم يحكم ويقم مملكة الله في أرضه؟
فكان النصارى يجيبون على ذلك بأن أولوا وحرفوا الأخبار فقالوا:
المراد تخليص روحي للبشرية من الخطيئة الأصلية، والمراد يقيم مملكة الله في قلوب عباده فهي مملكة روحية لا حقيقية، فعلى هذا:
الاضطهاد روحي، والخلاص روحي، والمملكة روحية.
5ـ في الأخبار أن النبي الذي يملك سوف يقيم مدينة الله، فأين هي؟ وما المقصود بها؟
المنهج المادي: يرفض ذلك في الجملة.
المنهج المحرف:
أما اليهود:
حرفوا كل ما يتعلق بمدينة الله إلى أنها أروشليم أو القدس، أو جبل بيت صهيون.
والنصارى:
طائفة منهم أقروا بما أقر به اليهود.
وطائفة رفضوا ذلك وقالوا هي رمزية، وهي مدينة في السماء تكون حين ينزل عيسى ’خر الزمن، وتكون في الأرض الجديدة وفي السماء الجديدة.
والغريب أنهم يذكرون من صفتها أنها كذا وكذا وهيئتها ويذكرون تعظيمها والذبح عندها، ومع ذلك يقولون إنها رمزية.
مع أن الصفات التي ذكروها تنطبق على مكة هذه البلدة العظيمة التي حرمها الله وهي حقيقية فلم التأويل؟ فهم يقولون لما لم تكن هي بيت المقدس إذن هي في السماء، فيقال لهم: لم لا تكون هي مكة، وتبقى الأخبار التي وردت فيها على حقيقتها دون تأويل أو تحريف؟!.
6ـ صاحب كتاب (دم إبراهيم) كاتر يقول: نحن جميعا – أي نحن وهم - من دم إبراهيم، ونحن نقول: نحن جميعا يجب أن نكون على عقيدة إبراهيم عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/246)
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:54 ص]ـ
أبو عمر غفر الله لك الباري
أرجو أن تجمعها في ملف ورد بعد الإنتهاء
وبارك الله فيك ولك وعليك
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:46 م]ـ
أرجو أن تجمعها في ملف ورد بعد الإنتهاء
أي والله
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 09:40 م]ـ
العلامة سفر نادر المثال وعصرنا أحوج ما يكون لأمثاله من:-
- الراسخين في العلم
-النابض قلبهم على إيقاع أمتهم
-الجريئين في الحق
ولا تكاد تجد الثلاثة مجتمعة في أحد إلا القليل لاسيما في زماننا هذا
والله يرعاك
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
اللهم استعملنا لماتحبه وترضاه
اللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنا
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر الشمري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 04:51 ص]ـ
الدرس التاسع عشر 19/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن إبراهيم الخليل عليه السلام.
1ـ إبراهيم عليه السلام مما اتفقت عليه أهل الملل الثلاثة.
2ـ المدة بينه وبين نوح:
القرآن بين هذه القضية فذكر أن بعد آدم نوحا ثم عاد ثم ثمود ثم إبراهيم، وعلى هذا بينه وبين نوح أمم كثيرة، وآمادها وأعمارها لا يعلمها إلا الله، وكذلك بينهم قرون قال الله عنها (لا يعلمها إلا الله).
والعلماء يتكلمون عن نسبه ويجعلون نوحا أبيه العاشر، ويأخذون ذلك من التوراة وهذا غير معقول لأن بينهم آماد طويلة جدا، والتوراة لم تذكر عاد ولا ثمود ولا الأمم التي لا يعلمها إلا الله.
3ـ نسبه:
هو من نسل عابر ومن قوم أرم، ويتكلم الآرامية وتسمى السريانية نسبة لسوريا، وعلى هذا فإبراهيم من بقية العرب البائدة القديمة، ويؤيد ذلك أنه أتى لجزيرة العرب، وبنى الكعبة، وتخاطب مع العرب حولها، وكذلك مع زوجات إسماعيل وهم من العرب المستحدثة فإن إسماعيل أول من فتق لسانه بالعربية.
4ـ كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) للعقاد يقول عن المستشرقين: أنهم يكتبون لإثبات دين وإنكار دين وليس لإثبات التاريخ.
5ـ في التوارة:
ذكرت إبراهيم وأنه رجل راعي غنم وينتقل، وفيها إشارات إلى أن الله يكلمه، لكن تكليم الله له لأجل أن يخبره أن أبناءه سيرثون الأرض، ثم يجعلون ذلك كله محصورا في ذرية إسحاق، وجاءوا بعد ذلك بلقب السامية تخلصا من نسب العرب.
بينما نجد في القرآن ذكر الله قصته في أكثر من سورة وفيها عبر عظيمة فذكر محاجة الملك الطاغي له، وذكر مجادلته لقومه وتحطيم الأصنام والضيوف ومحاولة إحراقه، وكونه أمة في التوحيد، وغير ذلك من المواقف الإيمانية العظيمة، حتى أن القرآن ذكر اسم أبيه آزر.
ثم اختار الله من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم عند البيت الذي بناه إبراهيم وفي البلد الذي أتى إليه أباه، وهو أشبه الناس به خلقا وخلق، وأمر نبينا محمد أن يقتدي به.
6ـ عصر الخليل عليه السلام:
الظاهر ومن خلال التاريخ والآثار أنه في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو قريب من حامورابي المعروف، وجاء إبراهيم بين عصرين من التوحيد كما يلي:
عصر التوحيد الأول: من آدم إلى بعثة نوح عليه السلام.
عصر التوحيد الأخير: من بعثة محمد إلى قيام الساعة.
عصر التوحيد الثاني: في الفترة التي اشتدت فيها الوثنية حتى أصبح في كل قرية وعند كل قوم صنم يخصهم، فبعث الله إبراهيم أمة لوحده.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فى الشيخ و فى علمه و على هذه الحلقات التى تحتاج من الشخص الى سنين طويلة لتجميعها و بارك الله فيك ياخ عمر على هذا المجهود و اعانك الله على استكماله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 09 - 09, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم وفي الشخ سفر وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ,وبارك الله في عمر شيخنا الجليل
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حفيدة العلماء]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العوشن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:46 م]ـ
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
وحفظ الله الشيخ العلاّمة سفر، وشفاه وعافاه، ومتعنا به.
ـ[عبدالله الرويلي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 10:14 م]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل الرائع وجعله في ميزان حسناتك
ـ[الغُندر]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:09 ص]ـ
هذه حلقات البرنامج:
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=959d96c63d1f61ec7555&page=1&viewtype=basic&category=mr
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:13 ص]ـ
ماشاء الله عليك أخي أبو عمر نشيط
أفدتننا كثيرا
جزاكم الله كل خير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/247)
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:26 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابا عمر وجعل الله هذا في ميزان حسناتكم
وجزا الله شيخنا المفضال العلامة سفر الحوالي متعنا الله به وبعلمه
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:49 ص]ـ
العلامة سفر نادر المثال وعصرنا أحوج ما يكون لأمثاله من:-
- الراسخين في العلم
-النابض قلبهم على إيقاع أمتهم
-الجريئين في الحق
ولا تكاد تجد الثلاثة مجتمعة في أحد إلا القليل لاسيما في زماننا هذا
والله يرعاك
وفقت و الله في وصف الشيخ سفر الحوالي, نسأل الله له الشفاء ...
بارك الله في أبي عمر ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:07 ص]ـ
هل أنتهت حلقات البرنامج؟
ـ[أحمد أبو الأنوار]ــــــــ[09 - 10 - 09, 04:14 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
ـ[ابو سعيد العامري]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:57 ص]ـ
بارك الله فيك وفيما كتبت
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[عبدالإله الأسلمي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيرا على ماقمت به ونفع بك .. وحفظ الله الشيخ سفر وبارك في علمه ..
ـ[عبدالله بن فيصل آل زنان]ــــــــ[13 - 10 - 09, 10:38 م]ـ
أسأل الله العلي القدير أن يجزيك خير الجزاء وأن يشفي شيخنا
كم هي الفوائد جيدة ورائعة كثر الله من أمثالك
ـ[أبو أبي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:01 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[حسن مدخلي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 07:11 ص]ـ
وفقك الله لكل خير لقد أجدت وأفدت بهذه الدرر النادرة وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك
وأسال الله أن يمن على الشيخ الجليل بالشفاء وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 08:06 ص]ـ
[ QUOTE= أبو عمر الشمري;1116598] الدرس التاسع عشر 19/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن إبراهيم الخليل عليه السلام.
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 08:11 ص]ـ
الدرس التاسع عشر 19/ 9/1430هـ
موضوع الحلقة عن إبراهيم الخليل عليه السلام.
6ـ عصر الخليل عليه السلام:
الظاهر ومن خلال التاريخ والآثار أنه في القرن الثالث قبل الميلاد.
لعلك تريد: الألف الثالثة قبل الميلاد(57/248)
الاسماعليه.
ـ[أبو دجانة الأثري السلفي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 07:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مبارك عليكم الشهر.الفضيل.
إخوتي في الله.
ودننا.لو يكلمنا احدكم.عن الاسماعليه.
وجزاكم ربي الجنة.
آمين(57/249)
تعريف ... بـ (الفرقَة ِ الإسمَاعيليّة)!!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 12:52 م]ـ
تعريف بفرقة الإسماعيلية
ويُطلق عليها: الباطنية، وإن كان هذا إلى الوصف أقرب منه إلى الاسم، ويشتركون مع الرافضة في هذا الوصف، كما يشترك معهم غيرهم في هذا الوصف.
وإنما وُصفوا بذلك أعني بـ " الباطنية " لأنهم يقولون: إن لكل ظاهر باطناً.
ويقولون ذلك حتى في القرآن، فله عندهم ظاهر وباطن، فالباطن لا يفهمه سواهم!
وهذه وسيلة من وسائل أهل الضلال لهدم الإسلام.
ويُطلق عليهم " التعليمية "، نظراً لإبطالهم النظر والاستدلال، اعتماداً على سلطة الإمام المعصوم!
كما يُطلق عليهم " السبعية " نسبة إلى إمامهم السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
وكانوا يُعرفون:
بالعراق بـ " القرامطة " و " المزدكية "
وفي مصر بـ " العبيدية "
وفي خراسان بـ " الميمونية "
وفي الشام بـ " النصيرية " و " الدروز " و " التيامنة " و " النزارية " و " السنانية "
وفي فلسطين بـ " البهائية "
وفي الهند بـ " البهرة "
وفي بلاد الأعاجم بـ " البابية "
وتُسمى في بلاد الأعاجم أيضا " الأغاخانية "، وهم " الحشاشين "
ويُطلق عليها " الخطابية "
وفي اليمن بـ " اليامية "
على أنه ليس كل " يامي " إسماعيلياً.
تاريخ نشأتها: بعد وفاة جعفر الصادق سنة 148 هـ حصل انشقاق بين الشيعة:
فريق ساق الإمامة إلى موسى بن جعفر الصادق، وهو المعروف بالكاظم. وهؤلاء أُطلق عليهم الموسوية، والإمامية، والاثنا عشرية.
وفريق آخر ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، فسُمّوا " الإسماعيلية ".
وهؤلاء قد زعموا أن جعفر الصادق نصّ على إمامة إسماعيل.
وقد وقع الخلاف بينهم: هل مات إسماعيل في حياة أبيه أولا؟
والأشهر أنه مات في حياة أبيه سنة 145 هـ.
والذين قالوا بوفاة إسماعيل في حياة أبيه ساقوا الإمامة إلى ابنه محمد بن إسماعيل.
ومحمد هذا هو الذي يُسمونه: " الفاتح " و " صاحب الزمان ".
جذور الإسماعيلية:
تنتسب كالرافضة إلى عبد الله بن سبأ اليهودي، فهم يشتركون في كونهم " صنيعة يهودية "!
وذلك لأنهم كانوا يشتركون مع الرافضة حتى وفة جعفر الصادق – رحمه الله –.
رؤوس هذه الفرقة وأعمدتها الذين نظروا وقعدوا لها.
تعد الإسماعيلية إسماعيل بن جعفر هو أساسها، وإليه تنتسب.
وكان إسماعيل هذا أكبر إخوته، وأحبهم إلى أبيه.
وكان جعفر الصادق – رحمه الله – ينقم على أبي الخطاب، وعلى المفضل بن عمر، والأخير هذا من أتباع أبي الخطاب.
ومن أشهر رؤوس هذه الفرقة: أبو الخطاب.
وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي. يُكنى بـ " أبي الخطاب " و " أبي الضبيان " و " أبي سماعيل ".
وقد سار هذا الضال في أفكار الغلو حتى قُتل على يد عيسى بن موسى والي الكوفة سنة 143 هـ.
وكان أبو الخطاب أستاذاً للمفضل الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير مؤسس " النصيرية "
وكان وميلا مخلصاً لميمون القدّاح ولابنه عبد الله بن ميمون.
وهذان ممن عمل بشكل فعال على انطلاقة " الإسماعيلية "، ثم انبثقت منها الحركات الأخرى كالقرامطة والدروز وغيرها.
ومن رؤوس هذه الفرقة:
الحسن بن حوشب
وعلي بن الفضل
وهما اللذان نشرا الدعوة الإسماعيلية في اليمن.
وقد ادعى علي بن الفضل هذا النبوة، وأحلّ لأصحابه المحرمات، فأحلّ شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات، وأظهر عقائده الإلحادية في اليمن، وخرب الكثير من المساجد.
وهذا الخبيث لما احتل مدينة الجند باليمن سنة 292 هـ صعد المنبر وقال هذه الأبيات:
خذي الدفّ يا هذه واضربي ... وغنّي هزارك ثم اطربي
تولّى نبيّ بني هاشم ... وجاء نبي بني يعرب
احلّ البنات مع الأمهات ... ومن فضله زاد حلّ الصبيّ
لكل نبيّ مضى شرعه ... وهذي شريعة هذا النبيّ
فقد حط عنا فروض الصلاة ... وحط الصيام ولم يتعب
....
وما الخمر إلا كماء السماء ... حلال فقدّست من مذهب
وبقي يعيث باليمن فسادا حتى مات مسموماً سنة 303 هـ.
وأبو عبد الله الشيعي الذي نشر الدعوة في المغرب.
وميمون القدّاح وابنه عبد الله بن ميمون، وان ابنه أحمد بن عبد الله الذين نشروا الدعوة في مصر وغيرها.
والفرج بن عثمان القاشاني الذي أظهر الدعوة في البحرين، وقد استمال شخصاً يُدعى: حمدان بن قرمط الأشعث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/250)
وهذا الأخير " حمدان " هو مؤسس فرقة القرامطة الإسماعيلية.
ثم جاء من بعده داعية إسماعيلي هو الحسن بن بهرام المعروف بـ " أبي سعيد الجنّابي "
وقد هاجم هذا " هجر " سنة 287 هـ واحتلها، وجعلها عاصمة له.
وهو الذي تعرض للحجاج في طريقهم وقتلهم على مدى سنوات، حتى كان من شأنه أن قتل الحجاج في الحرم، وردم بئر زمزم بالقتلى، وقد أمر بعد ذلك بقلع الحجر الأسود.
ولتفاصيل هذه الحوادث تُراجع البداية والنهاية لابن كثير. حوادث سنة 317 هـ وما قبلها بسنوات قليلة.
ومن أشهر أئمتهم عبيد الله المهدي، وهو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح.
وقد انتسب إلى آل البيت وتستر بذلك، وادعى أنه علويّ.
وإليه تُنسب الدولة العبيدية.
ومن هنا سُمّيت الدولة العبيدية بـ " الفاطمية " نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهم منها براء.
ومن هنا فإن من أراد رواج باطله فلا بد أن يُزيّنه ويُلبسه لبوس الحق.
وقد أرسلوا جيوشهم إلى مصر بقيادة " جوهر الصقلي " فاقتحمها واتخذ القاهرة عاصمة له.
بعد وفاة المستنصر بالله سنة 487 هـ انقسمت الإسماعيلية إلى:
مستعلية. نسبة إلى المستعلي بن المستنصر. وهي التي عُرفت بعد ذلك بـ " البهرة "
و نزارية. نسبة إلى نزار بن المستنصر.
والنزارية تُسمى في بلاد الأعاجم " الأغاخانية "، ومن أشهر مؤسسيها الحسن بن الصباح.
وهو الذي استولى على قلعة آلموت.
وقد عُرف أنصاره بـ " الحشاشين "
ومنهم " شيخ الجبل " وهو راشد بن سنان، الذي كوّن فرعاً للحركة في بلاد الشام، وعُرفوا بـ " السنانية "، وهؤلاء قد حاولوا قتل صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة.
ولا تزال جذورهم باقية في الشام في سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف.
ثم كان تقويض دولة الإسماعيلية على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – سنة 567 هـ.
ومن هنا فإن الرافضة عموما، والإسماعيلية خصوصاً يكرهون بل ويحقدون على صلاح الدين – رحمه الله – ويُحاولون تشويه سمعته.
المسائل التي خالفت فيها أهل السنة والجماعة والبدع التي ابتدعتها.
ولو كانت هذه النقطة اقتصرت على " المسائل التي وافقوا فيها أهل السنة والجماعة " لكان أولى؛ لأنه أسهل في الحصر، هذا إن وُجد! لأن ما خالفوا فيه أكثر.
استمدت الإسماعيلية فكرها ومعتقدها من مذاهب فلسفية وديانات مُحرّفة، فتأثرت باليهودية نظرا لجذورها السابق ذكرها.
كما تأثرت بالنصارى.
وتأثرت بالفرس المجوس، كحال الرافضة تماماً!
كما تأثروا بالفلسفة اليونانية.
ولذا فقد استفاد فيلسوفهم الكبير حميد الدين الكرماني استفاد من التوراة والإنجيل في صياغة أفكاره.
من أشهر اعتقادات الإسماعيلية:
تعتقد الإسماعيلية اعتقادات باطلة منها:
تشبيه الله بخلقه، والقول بالتجسيم.
وأشد منه التعطيل، فقد عطلوا الله من كل وصف.
وهم نفاة للأسماء والصفات.
كما ينفون أن الله خلق العالَم خلقا مباشرا، وإنما أبدع الكاف واخترع النون (كُن).
كما يعتقدون أن الله لم يخلق الخلق، وأنه لا يُدبر شؤونهم ولا يرزقهم ولا يُحييهم ولا يُميتهم، وإنما الذي يقوم بذلك كله هو العقل الأول الذي أبدعه الله – بزعمهم –.
ومن عقائدهم: القول بأن لهذا الكون إلهين! ويُعبر عنه عندهم بـ " السابق والتالي "، وهذا معتقد مجوسي! وهو موجود حتى عند المعاصرين، بل عند الكتّاب والمثقفين منهم!
وهم يقولون بالحلول.
وبِقِدَم العالَم.
والقول بتناسخ الأرواح.
والقول بالوصية والرجعة.
وقد ادعى بعض دعاتهم النبوة – كما تقدم –.
بل ادعى سلطانهم طاهر سيف الدين أنه إله حقيقة، وكان ذلك سنة 1917 م.
وهذا الداعي المطلق للبهرة " محمد برهان الدين " لما زار أتباعه باليمن وُضع له عرش له ثمانية مقابض! وكان الناس يسجدون له!
كما ادعى " محمد شاه الحسيني " الألوهية، ورضي لأتباعه أن يعبدوه.
والأغاخانية يدّعون ألوهية إمامهم الحالي " كريم خان ".
والنبوّة عند الإسماعيلية مكتسبة، فباستطاعة الإنسان أن يُصبح نبيّاً!
كما أنهم يعتقدون أن علياً بمنزلة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأنكروا أن يكون القرآن وحياً، بل يعتقدون أنه من المعارف التي فاضت على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/251)
يغلون في أئمتهم حتى يرفعونهم إلى مرتبة الألوهية، كحال الرافضة تماماً.
تعتقد الإسماعيلية أن للإسلام سبع دعائم، لا يكون الإنسان مسلما إلا بها، وهي:
الولاية
الطهارة
الصلاة
الزكاة
الصوم
الحج
الجهاد
على أنهم يقولون بالمعاني الباطنية لهذه الدعائم، لا كما يقوله أهل الإسلام.
تُنكر الإسماعيلية كثيراً من الغيبيات، ويلوون نصوص الوحي لتوافق مذهبهم.
فقد جاءوا بمفاهيم مغايرة تماما لما جاء به الإسلام، خاصة فيما يتعلق بالمبدأ والمعاد وعذاب القبر ونعيمه والجنة والنار، وغيرها من الأمور الغيبية.
وهم مع ذلك لا يؤمنون ببعث ولا نشور، ويُنكرون المعاد والحساب.
واعتقادهم في الصحابة كاعتقاد إخوانهم من الرافضة!
بل أشد فقد نعتوا الصحابة بالصفات القبيحة كإبليس! وفرعون وهامان والطاغوت وهُبل وغير ذلك.
وإن كانت الرافضة تشترك معهم في نعت الشيخين بـ " الجبت والطاغوت "!
يحرصون على مخالفة أهل الإسلام.
يدّعون نسخ الشريعة الإسلامية على أيدي أئمتهم.
يدعون إلى وحدة الأديان.
مراتب الدعاة عند الإسماعيلية:
الإمام
الحجة أو الباب
داعي الدعاة
داعي البلاغ
الداعي المطلق
الداعي المأذون
الداعي المحصور
الجناح اليمن
الجناح الأيسر
المكاسر
المكالب
المستجيب
بعض المراجع التي يمكن أن يستفاد منها أكثر عن هذه الفرقة.
الإسماعيلية تاريخ وعقائد للشيخ إحسان إلهي ظهير – رحمه الله – والذي قُتِل على أيدي الباطنية.
الإسماعيلية المعاصرة للدكتور محمد بن أحمد الجوير.
من أشهر كتاب الإسماعيلية المعاصرين:
مصطفى غالب، صاحب كتاب: الحركات الباطنية في الإسلام.
وعارف تامر، صاحب كتاب: القرامطة. أصلهم. نشأتهم. تاريخهم. حروبهم.
سائلا الله أن يجزي الأخ الفاضل التوحيد خير الجزاء، فهو صاحب هذه الفكرة.
وأن يكفينا شر الأشرار، وأن يصرف عنا كيد الفجار.
وأن يصرف عن الأمة شر أهل الباطل.
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:04 م]ـ
الإسماعيلية:
النشأة:
تعتبر فرقة الإسماعيلية من غلاة الشيعة أو الباطنية.
يقول الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 173): " هم الذين غلو في حق أئمتهم وأخرجوهم من حدود الخليقة، وحكموا فيهم بأحكام افلهية، فربما شبهوا واحداً من الأئمة بالإله، وربما شبهوا الإله بالخلق. وهم على طرفي الغلو والتقصير ".
والإسماعيلية تعتبر المعين الذي تستقي منه الحركات الباطنية المعاصرة باختلاف مسمياتها وألقابها، وافكارها، وتوجهاتها.
ولقد اتخذت هذه الفرقة كباقي الفرق والحركات المماثلة الأخرى التشيع لآل البيت ستاراً لها تحاول من خلاله تحقيق مطامعها وأهدافها بغية تقويض افسلام وهدم أركانه.
وتعود جذور هذه الفرقة الضالة إلى الشيعة افمامية في نشأتها، وتلتقي مع الإمامية في القول بإمامة جعفر الصادق، إلا أنه بعد وفاة جعفر الصادق سنة 147 هـ وقيل سنة 148 هـ حصل انشقاق بين الشيعة، ففريق ساق افمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فسموا الموسوية نسبة إلى موسى هذا، ويطلق عليهم الإمامية الاثنا عشرية نسبة إلى عدد الأئمة افثني عشرية وآخرهم محمد بن الحسن العسكري الذي يعتقدون فيه أنه دخل السرداب في سامراء شمال بغداد بالعراق. (طائفة الاسماعيلية: تاريخها، نظمها، عقائدها. للدكتور محمد كامل حسين، ص 11).
وفريق آخر ساق الإمامة إلى اسماعيل بن جعفر فسموا بالإسماعيلية. وهذا الفريق لما ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر استدلوا على أن أباه نص على إمامته وذلك باتفاق من أولاده. ولكن الاختلاف بينهم حصل في موته في حال حياة ابيه، فمنهم من قال إنه لم يمت إلا أن والده أظهر موته تقية خوفاً عليه من خلفاء بني العباس. (الملل والنحل، للشهرستاني (1/ 167).
ومنهم من قال إن موته صحيح، وأن الإمامة تكون في الأعقاب، ولا ينبغي أن تنقل إلى أخيه، فالإمام بعد إسماعيل ابنه محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق. (الملل والنحل، للشهرستاني (1/ 168).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/252)
والإثنا عشرية حينما ادعوا بإمامة موسى الكاظم قالوا: إن إسماعيل مات في حياة أبيه، ومنهم من ذهب إلى القول بأن جعفراً لم يعجبه سلوك ابنه إسماعيل فصرف الإمامة إلى أخيه موسى الكاظم، ولكن هذه الدعاوي لم يقبلها الإسماعيلية الذين رفضوا ذلك بحجة أن الإمامة تكون في الأعقاب، واستدلوا بالآية الكريمة: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) [الزخرف 28] باعتبار أن الكلمة عندهم هي الإمامة. (انظر طائفة الاسماعيلية: تاريخها، نظمها، عقائدها. للدكتور محمد كامل حسين، ص 12 ـ 13).
ألقاب الإسماعيلية:
لهذه الطائفة ألقاب كثيرة تطلق عليها أشهرها:
(1) الإسماعيلية والباطنية.
وذلك لقولهم بالظاهر والباطن. يقول الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 192): " ومن أشهر ألقابهم الباطنية، وإنما لزمهم هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلاً ".
فهم يقولون: بأن لظواهر القرآن والأخبار بواطن، تجري في الظاهر مجرى اللب من القشر، وهي عندهم بوصفهم العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة.
ولقب الباطنية يشترك فيه معهم حركات وفرق عدة القاسم المشترك بينهم التأويل.
والإسماعيلية تفخر بهذا اللقب (الاسماعيلية) يقولون: " نحن الاسماعيلية لأنا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم وهذا الشخص، يريدون اسماعيل بن جعفر. انظر الشهرستاني في الملل والنحل (1/ 192).
(2) التعليمية:
وذلك لإبطالهم النظر والاستدلال والرأي والقياس، إعتماداً على سلطة الإمام المعصوم التعليمية.
(3) السبعية:
وذلك نسبة إلى إمامهم السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر، ولاعتقادهم أن أدوار الإمامية سبعة.
(4) ولمذهب الإسماعيلية ألقاب أخرى على حسب اختلاف البلدان:
ـ ففي العراق: يسمون بالقرامطة، جمع قرمطي، نسبة إلى قرمط.
ويعرفون أيضاً باسم المزدقية (المزدكية) وذلك بالنظر إلى أنهم يدينون بدين الإشتراك في الأبضاع والأموال الذي ابتدعه مزدق (مزدك) في عهد قباذ الساساني.
ـ وفي خراسان: يسمون بالتعليمية، والملاحدة، والميمونية نسبة إلى ميمون أخي قرمط.
ـ وفي مصر: يسمون بالعبيدية نسبة إلى عبيد الله المعروف بـ (عبيد الله المهدي).
ـ وفي الشام: يسمون بالنصيرية والدروز والتيامنة.
ـ وفي فلسطين: يسمون بالبهائية.
ـ وفي الهند: يسمون بالبهرة والإسماعيلية.
ـ وفي اليمن ونجران: يسمون بالمكارمة. ويعرفون باليامية نسبة إلى القبيلة المعروفة (قبيلة يام) وليس كل اليامية من الإسماعيلية بل هناك قبائل وأفراد من يام ورجالها ليسوا على هذا المذهب الخبيث، وهم في كل وقت يزدادون خروجاً وكرهاً وبغضاً لمذهب الإسماعيلية.
ـ وفي بلاد الأكراد: يسمون بالبكداشية (وهي طريقة صوفية شيعية تنسب إلى خنكار الحاج محمد بكناش الخراساني النيسابوري المولود في نيسابور سنة 646هـ. وهذه الطريقة ظهرت في تركيا ومصر وتوجد في ألبانيا، ولها أوراد وآداب وعهد في الدخول فيها ومراتب معينة تدل في جملتها على ارتباط الطريقة بأصول ومبادئ الشيعة). (انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، عبد الرحمن عبد الخالق، ص 433 ـ 446).
وتعرف أيضاً في بلاد الأكراد بالقزلباشية، وهي طريقة قريبة من البكداشية على اختلاف منازعهم.
ـ وفي بلاد العجم: يسمون بالبابية.
ولهم فروع إلى يومنا هذا تلبس لكل قرن لبوسه، وتظهر لكل قوم بمظهر تقتضي به البيئة، وقدماؤهم كانوا يسمون بالإسماعيلية باعتبار تميزهم عن فرق الشيعة بهذا الاسم.
انظر في تسمية الإسماعيلية وألقابها (كشف اسرار الباطنية، محمد بن مالك الحمادي، المقدمة ص 8).
بداية ظهور الإسماعيلية:
الجذور التاريخية لبداية ظهور مذهب الباطنية (الإسماعيلية) كان على يد عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني، وكانت مزاعم هذا اليهودي تركزت حول وجود علم سري عند علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وبالتالي تجسد روح الإله فيه.
ولقد كان لإسماعيل بن جعفر والذي يعرف بـ (إسماعيل الأعرج) توفي سنة 145هـ وقيل 138 هـ، ومحمد بن مقلاص أبي زينب الأسدي الكوفي ويكنى بأبي الخطاب، والذي قتله والي الكوفة عيسى بن موسى من قبل العباسيين على ضلاله سنة 143 هـ الدور الأساسي في تأسيس حركة الإسماعيلية الباطنية وإيجاد جذورها.
فهما الشخصيتان القياديتان الخطيرتان اللذان سعيا معاً لتأسيس حركة تتخذ من التشيع طريقاً سهلاً للخروج على تعاليم الإسلام وهدم كيانه.
فأبو الخطاب الأسدي يعتبر من مؤسسي الفرق الباطنية، بل من أساتذتها، فقد كان أستاذاً للفضل بن محمد الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية، وكان أستاذاً لإسماعيل بن جعفر ولابنه محمد، وزميلاً مخلصاً لميمون القداح وابنه، الذين عملوا بشكل فعّال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها (الإسماعيلية) والتي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية الأخرى كالقرامطة والدروز وغيرها.
قال ابن الأثير في تأريخه (6/ 124) حوادث سنة 296هـ: " ولما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا في وضع الأحاديث المكذوبة والتشكيك في الدين لدى ضعاف العقول، فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب وأبوشاكر ميمون بن ديصال وغيرهما، فألقوا إلى من وثقوا به أن لكل شيء من العبادات باطناً وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا غير لك ولا حرم عليهم شيئاً، وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات وإنما هذه قيود للعامة تسقط عن الخاصة، وكانوا يظهرون التشيع لآل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليستروا أمرهم وبستميلوا العامة، فتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة وتعلموا الشعبذة، والنارنجيات، والزور، والنجوم، والكيمياء. فهم يحتالون على كل قوم بما يتفق عليهم وعلى العامة بغظهر الزهد ". أهـ
يتبع ...
سوف يكون الموضوع على حلقات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/253)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:19 م]ـ
أحسنت َ أخي اليامي. وفقك الله
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:53 م]ـ
جزاك الله خيراً
وخطر الباطنية على الإسلام كبير
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 09:34 م]ـ
الأخ ضيدان سلمك الله
هل كل قبائل يام إسماعيلية؟ وكذلك قبائل وائلة, وقبائل العجمان؟
وإذا كان هناك من ينتمي إلى أهل السنة بين هذه القبائل فكم هم؟ وهل هناك عودة من أهل هذه القبائل إلى السنة؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 08:27 ص]ـ
أخي أبو يوسف ـ حفظك الله ورعاك ـ:
اما القبائل اليامية التي في الاصل على عقيدة أهل السنة والجماعة منهم:
قبيلة بني مرة
قبيلة العجمان
وشاركهم بقية قبائل يام السنية من:
الوعلة
ال فهاد
ال رشيد
ال مطلق
ال فطيح
ال صقور
ال سالم
ال هتيلة
ال عرجاء
وهناك ولله الحمد مجموعة من طلاب العلم ومن الدعاة على منهج أهل السنة والجماعة من قبيلة يام، بل ومن شيوخ بعض القبائل.
ونسبة الرجوع تعود إلى قوة الدعوة ودمج الشباب وغيرهم في مجتمع أهل السنة.
نسأل الله للجميع الهداية، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم، ومنهج السلف الصالح.
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:24 ص]ـ
أخي ضيدان وفقك الله:
ماهي الطريقة المثلى لدعوة هولاء الأقوام, مع العلم أنك تجد فيهم أو أكثرهم من الصفات الحميدة, ومكارم الأخلاق ما يطول ذكره.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:35 م]ـ
سوف اشرح ذلك أخي أبو يوسف لاحقاً لو أذنت لي ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:36 م]ـ
الحلقة (2) ..
تأثر فرقة الإسماعيلية ببعض المذاهب والديانات المحرّفة:
تأثرت فرقة الإسماعيلية واستمدت فكرها ومعتقداتها من مذاهب فلسفية وديانات محرفة، فتأثرت باليهودية والنصرانية والفرس والمجوس والفلسفة اليونانية، ومن اطلع على كتبهم وعقائدهم يجد هذا التأثر الواضح في عقيدة الإسماعيلية بمن ذكرنا بالإضافة إلى فلسفتها الإلحادية الخاصة بها.
علاقة فرقة الإسماعيلية باليهودية:
لا ينكر أحد أن الفكر الباطني (الباطنية) قد تأثر باليهودية، لأن أول بذرة لهذا الفكر كان على يد اليهودي عبد الله بن سبأ والذي تظاهر باعتناق الإسلام ولعب دوره الخبيث من الكيد له ببذر بذور الفتنة بين صفوف المسلمين فأنكر موت علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، وقال بالرجعة (برجوع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كرجوع موسى في آخر الزمان).
وهذا مما يعرف بـ (نظرية الرجعة) عند عموم الشيعة، والإسماعيلية على وجه الخصوص وهي في الأصل معتقد يهودي أسّاسه المنافق اليهودي عبد الله بن سبأ حيث يقول: " لعجب من يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمداً يرجع، وقد قال الله ـ عز وجل ـ: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) [القصص 85] فمحمد أحق بالرجوع من عيسى.
ثم تحول بمقولته هذه إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ليكون محطة لرحى أفكاره وما يدور برأسه من آراء ومعتقدات وأفكار هدامة للإسلام، متستراً بذلك بإظهار حب آل البيت واحترامهم والدفاع عن حقوقهم.
(انظر للمزيد نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، لعلي سامي النشار، 1/ 28).
علاقة فرقة الإسماعيلية بالنصرانية:
المطلع على كتب الإسماعيلية وأفكارها وتنظيم دعوتها يلحظ بكل وضوح تأثر الإسماعيلية بالنصرانية، فترتيبهم للدعاة ورتبهم ـ كما سيأتي في مراتب الدعاة ـ شبيه بالكهنوت الكنسي ونظم القسيسين، حيث رتب الإسماعيلية الدعاة على غرار ترتيب رجال الكنيسة المسيحيين. (انظر طائفة الإسماعيلية، محمد كامل حسين ص 176).
علاقة فرقة الإسماعيلية بالفرس والمجوس:
لقد كان للفرس والمجوس وغيرهم تأثير بالغ على الفرق الباطنية عموماً، وعلى الإسماعيلية خصوصاّ.
ذكر البغدادي في كتابه " الفرق بين الفرق " ص (284 ـ 285) أن الذين وضعوا أساس الباطنية كانوا من أولاد المجوس ووجه الاستشهاد في ذلك أن معتقد المجوس في الإله هو القول بإلهين يدبران الكون هما إله النور وإله الظلمة، وهذا القول يعبر عنه عند الإسماعيلية بالسابق والتالي فهما المدبران للكون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/254)
فالفكر موجود وإن اختلف التعبير واللفظ،وإلى هذا ذهب الغزالي أيضاً في كتابه " فضائح الباطنية " ص (40) وأشار إلى أن القضية قضية تبديل في العبارات.
ولقد تأثرت الإسماعيلية بمزدك، يقول الشهرستاني في " الملل والنحل " (1/ 249): " وهو رجل ظهر بأرض فارس في أيام قباذ والد أنوشروان، ومن أفكاره الدعوة إلى إباحة الأموال والنساء، وجعل الناس شركة فيهما، وتنسب إليه نحلة المزدكية ".
وكذا تأثرت بزرادشت، أو زردشت بن يورشب، يقول الشهرستاني في " الملل والنحل " (1/ 236): " ظهر في زمان كشتاسب بن لهراسب ملك الفرس، وأبوه كان من أذربيجان، وأمه من الري، ويطلق عليه زردشت الحكيم، وتنسب إليه نحلة الزرادشتية ".
هذا التأثر بمزدك، و زرادشت جعل الإسماعيلية ترفع شعار الإباحية والشيوعية التي يمارسها مزدك واصحابه، وزرادشت واصحابه.
وهذا التأثر يظهر بوضح في شعر علي بن الفضل شريك الحسن بن فرج (منصور اليمن) عندما غلب أمره وأعلن إلحاده وعقائدة الكفرية وادعى النبوة، أحل لأصحابه شرب الخمر، ونكاح البنات والأخوات، ولما احتل مدينة (الجند) ـ بلدة في اليمن، موقعها جنوب صنعاء ـ سنة 292 هـ صعد المنبر وقال الأبيات المشهورة ـ كما يذكرها البهاء الجندي في كتاب السلوك ـ:
خذي الدفّ يا هذه واضربي ... وغنّي هزارك ثماطربي
تولّى نبيّ بني هاشم ... وجاء نبي بني يعرب
احلّالبنات مع الأمهات ... ومن فضله زاد حلّ الصبيّ
لكل نبيّ مضى شرعه ... وهذي شريعة هذاالنبيّ
فقد حط عنا فروض الصلاة ... وحط الصيام ولم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي ... وأن صاموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعى عند الصفا ... ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المزبين ... من الأقربين مع الأجنبي
فمن أين حللت للأبعدين ... وصرت محرمة للأب
أليس الغراش لمن أسسه ... وسقاه في الزمن المجدب؟
وما الخمرإلا كماء السماء ... حلال فقدّست من مذهب
انظر: كشف أسرار الباطنية، وأخبار القرامطة، لمحمد بن مالك الحمادي ن ص 44).
كما كان للأفكار الفارسية تأثير كبير على الشيعة عموماً حول الملك ووراثته والتشابه بين مذاهبهم في ذلك، وذلك أن فكرة نظام الملك وورثته، سرت عندهم على النبوة والوارث لها في عقب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والذي يزكي هذا أن أهل فارس إلى الآن أغلبهم من الشيعة، وان أكثر الشيعة الأولين كانوا من فارس.
ـ[ابوعاصم اليماني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 10:10 م]ـ
هناك كتابا لمؤلفة علوي طه الجبل ذكر معلومات عن هذه الفرقة واماكن تواجدها وافكارها وعدد المنتسبين اليها في كل مكان مع ملحق بالصور والخرائط والكتاب موثق
واسم الكتاب ((الاسماعيلية رؤية من الداخل))
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:33 م]ـ
خذي الدفّ يا هذه واضربي ... وغنّي هزارك ثماطربي
تولّى نبيّ بني هاشم ... وجاء نبي بني يعرب
احلّالبنات مع الأمهات ... ومن فضله زاد حلّ الصبيّ
لكل نبيّ مضى شرعه ... وهذي شريعة هذاالنبيّ
فقد حط عنا فروض الصلاة ... وحط الصيام ولم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي ... وأن صاموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعى عند الصفا ... ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المزبين ... من الأقربين مع الأجنبي
فمن أين حللت للأبعدين ... وصرت محرمة للأب
أليس الغراش لمن أسسه ... وسقاه في الزمن المجدب؟
وما الخمرإلا كماء السماء ... حلال فقدّست من مذهب
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:44 م]ـ
الإسماعيلية كحركة الزنوج وغيرها من الطوائف الضالة التي أهلكت الحرث والنسل وقد وجدت في الرعاع ممن لاخلاق ولا تفكير لهم ضالتها المنشودة ففعلوا مافعلوا عليهم من الله مايستحقون.
ولي سؤالين:
هل الإسماعيلية هي التي رد عليها أوب حامد الغزالي رحمه الله؟
وهل كانت فرقة الإسماعيلية قبل إخوان الصفا أم إن إخوان الصفا كانت تمهيدا لها؟
ـ[أبو السعد]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا ............ والحمد لله نرى التسنن ينتشر في يام وإن شاء الله يعودون كلهم إلى الحق ............ وأصلا تشيعهم كان بخديعة ومكر من المكارمة عليهم لعنة الله ..........(57/255)
الكناية في القرآن
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:20 ص]ـ
احبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد السؤال عن ماهي اسباب رفض اهل السنه والجماعه للكناية في القرآن؟
اقوالهم في هذا / حججهم / ادلتهم العقلية واذا هناك نقليه / منهم معارضوهم
احبتي انتظركم
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:20 ص]ـ
الكناية هي: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلافه.
فهي مجاز بصورة حقيقي
فهي من حيث السياق حقيقة
ومن حيث الاستخدام مجاز
وقسمها علماء اللغة إلى ثلاثة أقسام:
الكناية عن الصفة، الكناية عن الموصوف، الكناية عن النسبة وراجع أمثلة كل منهم في كتب البلاغة تحت علم البيان.
ومن جوّز استخدام المجاز في القرآن في غير آيات الصفات، فهو يستخدمها. ويمثلون لها شواهد قرآنية كالحرث والمواعدة كناية عن الجماع والله جلّ وعلا أعلم.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عذرا نُسيت الواجب
وكتبت المستحب
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:26 ص]ـ
الكناية هي: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلافه.
فهي مجاز بصورة حقيقي
فهي من حيث السياق حقيقة
ومن حيث الاستخدام مجاز
وقسمها علماء اللغة إلى ثلاثة أقسام:
الكناية عن الصفة، الكناية عن الموصوف، الكناية عن النسبة وراجع أمثلة كل منهم في كتب البلاغة تحت علم البيان.
ومن جوّز استخدام المجاز في القرآن في غير آيات الصفات، فهو يستخدمها. ويمثلون لها شواهد قرآنية كالحرث والمواعدة كناية عن الجماع والله جلّ وعلا أعلم.
استاذي الفاضل شكر الله لك جهدك وغفر لي ولك وجمعني بك في جنته
ثم
والذي يظهر لي انك لم تعرف ماهي الكنايه بعد ولا الغرض الذي يؤتى بها من اجله في السياقات العربية عموما
لاتطلب مني ايضاحا غير هذا فعليك البحث بالمسأله واعلم يقينا اني اعي مااقول تماما وبقلب ناصح ... اقول هذا كي يساعدك هذا الشعور في البحث في المسألة اكثر .. لا اعتدادا بنفسي ولاطلبا لعصمة رأيي .. الله يعلم هذا
دم بخير انت ومن تحب(57/256)
مشروع تفاعلي: الرد على شبهات غلاة الصوفية!
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:28 ص]ـ
قد استمت لشريط لأحد الصوفية يدافع فيه عن الجفري، ويرد فيه على الشيخ حسن الحسيني في شريطه (حوار مع الجفري) ...
وقد جمع الصوفي في رده الكثير من النقول والشبه، بالإضافة إلى الطعن والسب والقذف، وربما التكفير والاستهزاء ...
فطلبي لأهل العقيدة الصحيحة ...
هل عندكم استعداد أن أطرح عليكم شبهة شبهة ويتم الرد على كل شبهة ردا عليما موثقا صحيحا، مبتدأ بنفسي بالرد ثم تتابع بعد ذلك الردود العلمية الموثقة ... بعيدا عن التشنجات أو الاتهامات ... ليكون عندنا في النهاية مادة دسمة في الرد على القوم؟
فسؤالي .... هل نبدأ بالمشروع؟ وهل من مساندين يحتسبون الأجر عند الله؟
بانتظار ردكم كي أبدأ أو أتوقف، وجزيتم خيرا ...
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:06 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقك للحق والصواب ...
مشروع مبارك إن شاء الله ولاتنتظر أخي الكريم واستعن بالله ولا تعجز ...
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 06:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أباراكان الوضاح ... وأحسن إليك، وجعلك دائما مفتاحا للخير مغلاقا للشر ...
هكذا أصبحنا اثنين، فهل سَنُعَزَز بثالث ... !
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[01 - 09 - 09, 06:33 ص]ـ
اخي الكريم. .
تنبه الى أمر مهم جدا. .
وهو أن خلافنا مع (غلاة الصوفية) ليس هو عن المولد ولا عن التوسل بالنبي في الدرجة الأولى. .!!
من أراد ان يرد ويعمل مادة دسمة وعلمية عليه ان يتكلم في الكفريات والشركيات التي يقع فيها بعض القوم
اقصد: البدأ بالاهم فالمهم. .!
وليس الرد من اجل الرد فقط. .
ولا اقصد تثبيطكم اخي الكريم. .
إلا ان التركيز في اهم القضايا التي يصل بصاحبها الى الكفر والغلو هي اهم من المسائل التي تتعلق بالبدع التي هي اقل من المكفرة فتامل
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[01 - 09 - 09, 10:34 م]ـ
بارك الله فيكم
((وهو أن خلافنا مع (غلاة الصوفية) ليس هو عن المولد ولا عن التوسل بالنبي في الدرجة الأولى. .!!))
هذا الذي قلناه حتى بح صوتنا، فمن ضياع الوقت أن نناقش هذه المواضع نحن نختلف معهم بأكبر من هذه المواضيع فعلى سبيل المثال:
نحن نقول الله خالق كل شيء وهم يقولون: الله عين كل شيء!!
نحن نقول الله في السماء وهم يقولون موجود في كل شيء!!
وهذا مقال كتبه أبين فيه حقيقة الخلاف لعلك تتطلع عليه أخي الكريم كاتب المشاركة لتعلم أن ما طرح في أشرطة الحسيني والردود عليها ليس هو أصل الخلاف بيننا وبين الصوفية، وإنما الصوفية هم يريدون مناقشة هذه الامور حتى لا يلتف الناس لما هو أطم وأعظم، ولا حول ولا قوة إلا بالله
http://almjhol.com/showthread.php?t=998
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:06 ص]ـ
أوافقكما على ما تقولان: يا (أبا عثمان) ويا (أبا عبد الرحمن السقاف) ...
ولكن لن تستطيع أن تناقش القوم إلا بما قالوه صراحة وأثبتوه في أشرطتهم الخاصة ...
وإسقاط رموزهم من إسقاط معتقداتهم الضالة ...
فإن لم يتيسر لك إلا الموجود في أشرطة الجفري ... فبظني لا بأس بنقاشهم فيه
ولقد رأينا بحمد الله وفضله ما حصل للجفري بعد صدور أشرطة الحسيني فيه ... وكيف أن الكثير من العامة تخلو عنه ...
ولذلك لا بد من إكمال المشوار معهم ... ورد شبهات أبي عبد الله المكي في شريطه الذي أسماه (كشف الستار عن مدعي الحوار) حيث خلط وتخبط وراوغ ودلس ... كما سنراه قريبا بإذن الله
وجزيت خيرا على الرابط ...
وقريبا سنطرح أول شبهاتهم في ردهم، والله الموفق
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[02 - 09 - 09, 02:24 ص]ـ
لا باس توكل على الله ولن عدم الخير ان شاء الله(57/257)
بَحْثٌ عَقَدِيٌّ فِي لَفْظِ (السَّيِّدِ)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 12:43 م]ـ
بَحْثٌ عَقَدِيٌّ فِي لَفْظِ (السَّيِّدِ)
د. يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعِيدِ
الأُسْتَاذِ الْمَشَارِكِ فِي جَامِعَةِ الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ سُعُودٍ
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فهذا بحث جمعت فيه ماوقفت عليه مما يتعلق بلفظ " السيد " من الأحكام الاعتقادية، والذي حملني على الكتابة في هذا الموضوع: أهميته، وهذه الأهمية يمكن إيجاز بيانها في الآتي:
أولا: تعلقه بمبحث أسماء الله ـ تعالى ـ يعني هل هذا اللفظ من أسماء الله ـ تعالى ـ أو ليس من أسمائه، ولا ريب أن البحث في هذا من أشرف البحوث، إذ شرف العلم بشرف المعلوم.
ثانيا: وجود مسائل كثيرة متعلقة به تحتاج إلى بحث، فهناك ـ على سبيل المثال ـ بعض النصوص جاء فيها ما فهم منه بعض العلماء المنع من إطلاق لفظ السيد على المخلوق، بينما جاءت نصوص صريحة تدل على جواز ذلك، وهذه تحتاج إلى نظر.
ثالثا: لما لهذا الموضوع من ارتباط وثيق بألفاظ الناس، فهذا اللفظ يسمع كثيرا في وسائل الإعلام المختلفة، ويوجد في المكاتبات، وفي المخاطبات وغير ذلك، والناس يحتاجون إلى بيان حكم إطلاق هذا اللفظ.
رابعا: استخدام هذا اللفظ في غير محله من كثير من الناس، كإطلاقه على المنافق والكافر والفاسق والمبتدع ونحو ذلك، وإطلاقه على المخلوق ويقصد به ما يقصد به لفظ الرب والإله، وهذا عند كثير من الغلاة.
خامسا: وجود بعض البدع المتعلقة بهذا الموضوع.
ولكوني لم أقف على بحث يلم شتات هذا الموضوع، فقد استعنت بسيدي ومولاي، وهو خير مستعان به على الكتابة في هذا الموضوع، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• خطة البحث:
جاء البحث بعد هذه المقدمة في ثلاثة فصول وخاتمة:
الفصل الأول: التعريف اللغوي.
الفصل الثاني: حكم إطلاقه على الله ـ تعالى ـ ومعناه في حقه، وآثار هذا الاسم، وحكم الدعاء به، ويشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: حكم إطلاقه على الله ـ تعالى ـ.
المبحث الثاني: معناه في حق الله ـ جل وعلا ـ.
المبحث الثالث: آثار هذا الاسم.
المبحث الرابع: حكم الدعاء به.
الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين، ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين.
المبحث الثاني: سيادة النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: سيادته في الدنيا والآخرة.
المطلب الثاني: في بيان أنه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لم يخبر بسيادته على وجه الفخر.
المطلب الثالث: في بيان شمولية سيادته لآدم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وبنيه.
المطلب الرابع: في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس) أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
المبحث الثالث: حكم إطلاقه على المرأة.
المبحث الرابع: حكم إطلاقه على المنافق والكافر.
المبحث الخامس: حكم إطلاقه على المبتدع.
الخاتمة.
الفصل الأول: التعريف اللغوي
السيد: من ساد يسود سيادة وسوددا وسيدودة.
وهذه الكلمة على وزن فيعل من فعل واوي: ساد يسود، وهذا قول أهل البصرة (1)، وإنما جمعوه على (سادة) على وزن (فَعَلَة) التي لا يجمع عليها إلا (فاعل) لأنهم قدروا أنهم جمعوا (سائد) كقائد وقادة، وذائد وذادة، والجمع القياسي لـ (فيعل): (فياعل) ولذلك جمعوا (سيد) على (سيائد) وهو قياس؛ لكنه قليل الاستعمال.
وقيل: وزنه على (فعيل) ولذلك جمع على (سادة) قياسا، كما في (سري) و (سراة) ولا نظير لهما، يدل على ذلك أنه يجمع على سيائدة ـ بالهمز ـ مثل: أفيال وأفائلة، وتبيع وتبائعة (2).
والذين قالوا: إن أصله سَيْود ـ على وزن فَيْعِِل ـ قالوا: إن الواو فيه قلبت إلى ياء؛ لأجل الياء الساكنة قبلها، ثم أدغمت (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/258)
وسيد صفة مشبهة، وفيه معنى أقوى من اسم الفاعل المجرد " سائد "، فقد نقل صاحب القاموس أن السائد دون السيد (4).
كما أنه يمتاز عن صيغة اسم الفاعل بالتحقق والثبوت.
قال الفراء (ت 207): ((هذا سيد قومه اليوم، فإذا أخبرت أنه عن قليل يكون سيدهم قلت: هو سائد قومه وسيد)) (5).
وقد ذكر اللغويون معاني عدة لهذا اللفظ، فقد جاء عن عكرمة أنه قال: ((السيد: الذي لا يغلبه غضبه)) (6).
وقال قتادة (ت 117 أو 118): ((هو العابد، الورع، الحليم)) (7).
وقال أبو خيرة نهشل بن زيد ـ رحمه الله تعالى ـ: ((سمي سيدا؛ لأنه يسود سواد الناس، أي: معظمهم)) (8).
وقال الأصمعي (ت 212) ـ رحمه الله تعالى ـ: العرب تقول: السيد: ((كل مقهور مغمور بحلمه)) (9).
وقال النضر بن شميل (ت203) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد: الذي فاق غيره، ذو العقل والمال والدفع والنفع، المعطي ماله في حقوقه، المعين بنفسه، فذلك السيد)) (10).
وقال الراغب (ت502) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد: المتولي للسواد، أي: الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك، فيقال: سيد القوم، ولا يقال: سيد الثوب وسيد الفرس، ويقال: ساد القوم يسودهم، ولما كان من شرط المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس قيل لكل من كان فاضلا في نفسه: سيد، وعلى ذلك قوله: â وَسَيِّداً وَحَصُوراً ? (11)، وقوله: â وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب ? (12) فسمى الزوج سيدا لسياسة زوجته، وقوله: â رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا ? (13) أي: ولاتنا وسائسينا)) (14).
وقال الفراء (ت 207) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد: الملك، والسيد: الرئيس، والسيد: الحليم، والسيد: السخي، وسيد العبد: مولاه، والأنثى من كل ذلك بالهاء، وسيد المرأة: زوجها، وسيد كل شيء أشرفه وأرفعه)) (15).
وقال ابن الأثير (ت 606) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم، والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم)) ((16).
والسودد والسؤدد: الشرف.
والمسوَّد ـ بضم الميم، وفتح السين، وفتح الواو المشددة ـ: السيد.
والمسود ـ بفتح الميم، وضم السين ـ: من ساده غيره.
واستاد القوم بني فلان: قتلوا سيدهم، أو أسروه، أو خطبوا إليه (17).
وتسود الرجل: إذا ساد، وسود: إذا جعله غيره سيدا.
قال عمر ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((تفقهوا قبل أن تسودوا)) (18).
قال شمر: معناه: تعلموا العلم قبل أن تزوجوا، فتصيروا أرباب بيوت، فتشغلوا بالزواج عن العلم، من قولهم: استاد الرجل (19).
وقال أبو عبيد: ((يقول: تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة رؤساء منظورا إليهم)) (20).
وبناء على ما تقدم ظهر أن ثمة معاني لهذا اللفظ، وهذه المعاني لها أثر كبير في توجيه النصوص الواردة، فإنزال النصوص على شيء من هذه المعاني يرفع الإشكال، والله أعلم.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: إطلاق السيد على الله ـ تعالى
إن اسم (السيد) من أسماء الله ـ جل وعلا ـ الثابتة، ولم يأت لفظه في القرآن الكريم (21)، وهذا الاسم الكريم من الأسماء الدالة على صفات عديدة.
والدليل على أنه من أسماء الله ـ تعالى ـ حديث عبد الله بن الشخير ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ حيث قال: ((انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقلنا: أنت سيدنا، فقال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((السيد الله)) قلنا: فأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) (22).
وقد أثبت هذا الاسم جماعة من العلماء منهم: الحافظ ابن مندة (23) (310 - 395)، والحليمي (24) (338 - 403)، وأبو بكر البيهقي (25) (384 - 458)، وقوام السنة أبو القاسم إسماعيل التيمي الأصبهاني (26) (457 - 535).
وذهب جماعة من العلماء إلى أنه ليس من أسماء الله ـ تعالى ـ، وذلك لأنهم يرون ضعف الحديث الوارد في هذا الاسم (27)، ولكونه لم يأت في الكتاب ولا في حديث متواتر (28).
قيل للإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: ((يقولون: السيد هو الله، قال: أين هو في كتاب الله ـ تعالى؟)) (29).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/259)
ولكن المحققين من أهل الحديث قالوا بثبوته، وممن قال به: الحافظ ابن مفلح (ت 763)، والحافظ ابن حجر (ت 852)، والعظيم آبادي وغيرهم ممن تقدم ذكرهم من المثبتين لهذا الاسم الكريم.
ومن ضعفه فإنه لم يذكر سبب تضعيفه، إلا أن يكون قد وقف على طريق ضعيفة، فإن كان كذلك فإن الروايات الثابتة التي ذكرت في تخريج هذا الحديث كافية عن تلك الطريق؛ لأن أسانيدها صحيحة.
أما كونه لم يأت في الكتاب، فإن عدم مجيئه في الكتاب لا يعني أنه ليس اسما، لأن هناك أسماء ثبتت بالسنة وليست في الكتاب.
والمنهج الحق هو عدم التفرقة بين ما ورد به الكتاب وبين ما جاءت به السنة.
أما كونه ليس في حديث متواتر، فإن أحاديث الآحاد متى ما صحت كانت حجة، والتفريق بينها وبين المتواترة في باب الاعتقاد من جراب أهل الكلام المذموم.
فهذا الاسم الكريم ثابت لله ـ تعالى.
المبحث الثاني: معنى هذا الاسم الكريم
إذا أطلق السيد على الله ـ تعالى ـ فهو بمعنى المالك والمولى والرب (30).
قال الحليمي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((ومعناه: المحتاج إليه على الإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوته يستمدون.
فإذا كانت الملائكة، والإنس والجن خلقا للباريء ـ جل ثناؤه ـ لم يكن بهم غيبة في بدء أمرهم وهو الموجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض أثناء البقاء كان حقا له ـ جل ثناؤه ـ أن يكون سيدا، وكان حقا عليهم أن يدعوه بهذا الاسم)) (31).
فالسؤدد كله حقيقة لله، والخلق كلهم عبيده، إذ إن الله ـ تعالى ـ هو المالك لعبيده، فنواصيهم بيديه، المتولي أمرهم، القائم على كل نفس بما كسبت، فما من معنى من معاني السيادة إلا ولله ـ تعالى ـ أكمله.
قال ابن الأنباري ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد هو الله، إذ كان مالك الخلق أجمعين، ولا مالك لهم سواه)) (32).
وقال الأزهري (ت 370) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وأما صفة الله ـ جل ذكره بـ (السيد)، فمعناه أنه مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده)) (33).
وقال أبو سليمان الخطابي (ت 388) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قوله: السيد الله، يريد أن السؤدد حقيقة لله ـ عز وجل ـ وأن الخلق كلهم عبيد له)) (34).
وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد إذا أطلق عليه ـ تعالى ـ فهو بمعنى المالك والمولى والرب، لا بالمعنى الذي يطلق على المخلوق)) (35).
فهذه بعض معاني السيد في حق الله ـ تعالى ـ إذ إن الإتيان على معاني هذا الاسم كلها مما يكاد يكون من المتعذر.
المبحث الثالث: آثار هذا الاسم
إن لهذا الاسم آثارا عظيمة، وذلك لعظمة هذا الاسم وكثرة معانيه، فمن هذه الآثار:
1 - إثبات السيادة لله ـ تعالى ـ من جميع الوجوه.
2 - وجوب إفراده ـ جل وعلا ـ بالربوبية، إذ هو رب كل شيء ومليكه، وخالقه ومدبره، وكل شيء راجع إليه، فمن اعتقد أن مع الله ـ تعالى ـ متصرفا في هذا الكون: ملكا مقربا، أو نبيا مرسلا، أو وليا صالحا.
وقد خالف في هذا الأمر كثير من الغلاة، فقد ذكر كثير من المتصوفة عن بعض من يعتقدون فيهم الولاية أن لهم تصرفا في هذا الكون، حيث ذكروا من يسمونه بالقطب، وزعموا أن له تصرفا في الوجود.
يقول محيي الدين بن عربي الصوفي الأندلسي: ((واعلم أن لكل بلد أو إقليم قطبا غير الغوث، به يحفظ الله ـ تعالى ـ تلك الجهة، سواء كان أهلها مؤمنين أو كفارا، وكذلك القول في الزهاد والعباد والمتوكلين وغيرهم، لا بد لكل صنف منهم من قطب يكون مدارهم عليه)) (36).
ويقول التجاني: ((إن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في جميع الوجود جملة وتفصيلا، حيثما كان الرب إلها، كان هو خليفة في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من له عليه ألوهية لله ـ تعالى ـ فلا يصل إلى الخلق شيء كائنا ما كان من الحق إلا بحكم القطب، ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود، فترى الكون كله أشباحا لا حركة، وإنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلا، ثم تصرفه في مراتب الأولياء، فلا تكون مرتبة في الوجود للعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه، فهو المتصرف فيها جميعا، والممد لأربابها، به يرحم الوجود، وبه يبقى الوجود في بقاء الوجود رحمة لكل العباد وجوده في الوجود)) (37).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/260)
ومن نظر في كثير مما يزعمه المتصوفة كرامات للأولياء يجدها من هذا الجنس (38).
فاعتقاد ذلك مخالف لاعتقاد السيادة لله ـ تبارك تعالى.
3 - وجوب إفراده ـ جل وعلا ـ بالعبادة، فإنه إذا كان سيد كل شيء وربه ومليكه وخالقه ورازقه، وكل شيء تحت تصرفه وتقديره، فإنه يمتنع حينئذ أن يعبد غيره، أو يسأل غيره، أو يرجى غيره، أو يتوكل على غيره â لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض ? (39).
فمن صرف شيئا من أنواع العبادة من توكل ودعاء واستغاثة واستعانة وذبح ونذر وحلف وغير ذلك، فقد خالف مقتضى هذه السيادة، وجعل السيادة لغير الله ـ تعالى ـ.
وكثير من الناس في هذا العصر قد صرفوا كثيرا من أنواع العبادة لغير الله ـ تعالى ـ وهم ـ بزعمهم ـ يعتقدون أنهم فعلوا ذلك لهذا الأمر، وحال هؤلاء حال من قال الله - تعالى - فيهم {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ? (40) ومن أخبر الله ـ تعالى ـ عنهم بقوله: â أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ? (41).
فالمشركون الأوائل ما عبدوا غير الله إلا لأجل أنهم يعتقدون أنهم ليسوا أهلا لعبادة الله ـ تعالى ـ من غير واسطة.
4 - وجوب إفراده ـ جل وعلا ـ بالأسماء الحسنى والصفات العلى، كما قال ـ تعالى ـ: â لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? (42)، وكما قال ـ تعالى ـ: â وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (43)، وقال ـ تعالى ـ: â اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (44) ?، وقال ـ تعالى ـ: â وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ? (45)، وقال ـ تعالى ـ: â رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? (46) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على هذا الأمر.
وعليه، فالمعطلة الذين يعطلون الله ـ تعالى ـ عما ثبت له من الأسماء الحسنى والصفات العلى، ماقالوا بسيادة الله ـ تعالى ـ لأن تعطيله عنها إثبات للنقص، والنقص ينافي السيادة أو كمالها.
والممثلة الذين مثلوا الله ـ تعالى ـ بخلقه، ما أثبتوا السيادة لله ـ تعالى ـ لأن التمثيل بالخلق نقص، إذ الخلق سمته النقص.
5 - وجوب جعل شرعه هو الحاكم والسيد على كل أمر، فالحكم لله ـ تعالى ـ وحده، فالأمر أمره، والنهي نهيه، وأما التحاكم إلى غيره، فهو قدح في هذه السيادة.
فمن جعل غير شرع الله حاكما يتحاكم إليه، فقد اتخذ سيدا غير الله، فالذين يجعلون العقول حاكمة على شرع الله ـ تعالى ـ ماقدروا هذه السيادة حق قدرها، والذين يتحاكمون إلى القوانين الوضعية الشيطانية، أعطوا هذه القوانين السيادة، والذين يقدمون آراء الرجال، ويقلدون الآباء والشيوخ والأحبار والرهبان، ما جعلوا الله ـ تعالى ـ سيدا، وإنما جعلوا السيادة للمتبوعين.
قال ـ تعالى ـ مخبرا عن أهل النار: â وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا ? (47)
قال ـ تعالى ـ: â اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ?.
وقال ـ تعالى ـ: â أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله ? (48).
وقال ـ تعالى ـ: â أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?.
إلى غير ذلك من الآثار الجليلة التي دل عليها هذا الاسم.
المبحث الرابع: حكم دعاء الله ـ تعالى ـ بـ" ياسيدي "
كره الإمام مالك (ت 179) ـ رحمه الله تعالى ـ الدعاء بهذا اللفظ (49)، وقال: ((إنما في القرآن {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيّ ?، ما في القرآن أحبُّ إلي؛ ودعاءُ الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ)) (50).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/261)
وكراهة الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ للدعاء بهذا الاسم؛ لكون هذا الاسم مما لم يثبت عنده؛ حيث لم يعده اسما من أسماء الله ـ تعالى ـ.
فالأصل الذي بنى عليه الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ كراهته للدعاء بهذا الاسم، أصل صحيح، وهو أنه لا يدعى الله ـ تعالى ـ إلا بأسمائه الحسنى، وأسماؤه ـ جل وعلا ـ توقيفية، غير أن هذا الاسم ـ على الصحيح من أقوال العلماء ـ ثابت، وعليه فيجوز دعاء الله ـ تعالى ـ به، والله ـ تعالى ـ أعلم.
الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين
المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين
جاءت نصوص دالة على جواز إطلاق السيد على المخلوقين، وجاءت أحاديث فهم منها بعض العلماء النهي عن ذلك.
وقد تعددت أقوال العلماء في كيفية الجمع بينها، وسأذكر هنا ـ أولا ـ أدلة الجواز، فأدلة المنع، ثم أقوال العلماء في الجمع بينها، والراجح في نظري:
أولا: أدلة الجواز:
1 - قوله ـ تعالى ـ: â وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب ? (51).
2 - قوله ـ تعالى ـ: â وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ ? (52).
فقد احتج الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ على الجواز بهاتين الآيتين (53).
وقال الجصاص ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وقوله تعالى: â وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} يدل على أن غير الله ـ تعالى ـ يجوز أن يسمى بهذا الاسم؛ لأن الله ـ تعالى ـ سمى يحيى سيدا)) (54).
3 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أنا سيد ولد آدم)) (55).
4 - قول النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حق سعد بن معاذ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((قوموا لسيدكم)) (56).
5 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حق سعد بن عبادة: ((اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير منى)) (57)
6 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ: ((إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين)) (58).
7 - وقوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) (59).
8 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين)) (60).
9 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((إذا نصح العبد سيده، وأحسن عبادة ربه، كان له أجره مرتين)) (61).
10 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((المملوك الذي يحسن عبادة ربه، ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة، له أجران)) (62).
11 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده)) (63).
12 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي)) (64).
13 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((كلكم راع فمسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) (65).
ومن الأدلة ـ أيضا ـ ما جاء عن صحابة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ومن ذلك:
1 - قول عمر لأبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ يوم السقيفة بمشهد من أبي بكر وغيره من المهاجرين والأنصار: ((بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ)) (66) ولم ينكر أحد على عمر. ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ.
2 - قول عمر ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((أبوبكر سيدنا، وأعتق سيدنا)) يعني بلالا (67) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثانيا: أدلة المنع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/262)
أولا: حديث عبد الله بن الشخير ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ حيث قال: ((انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقلنا: أنت سيدنا، فقال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((السيد الله)) قلنا: فأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) (68)
ثانيا: حديث أنس ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ وهو أن رجلا قال للنبي: ياخيرنا وابن خيرنا، وياسيدنا وابن سيدنا، فقال رسول الله: ((يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستفزنكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله)) (69)
ثالثا: قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم)) (70).
أقوال العلماء في هذه الأدلة:
1 - ذهبت طائفة من العلماء إلى القول بمنع إطلاق ذلك على المخلوقين، أخذا بالأدلة الدالة على ذلك، ورأوا أن حديث عبد الله بن الشخير ناسخ لما سواه من الأحاديث؛ لأن هذا الحديث كان عام الوفود في السنة التاسعة من الهجرة.
مناقشة هذا القول:
هذا القول متعقب بأمور:
الأول: أن أحاديث المنع مقابلة بمثلها، وهي الأحاديث الدالة على الجواز.
الثاني: أن دعوى النسخ تحتاج إلى دليل، ولا دليل يدل على ذلك، وأما كون حديث عبد الله بن الشخير يعد هو الناسخ؛ لكونه عام الوفود، فلربما تكون بعض الأحاديث بعد ذلك.
الثالث: أن حديث النهي عن قول ذلك للمنافق، لا يدل على منع قولها لمن ليس كذلك.
2 - النهي عنه في المخاطبات، كقول القائل: ياسيدي، وأما ذكره مع عدم الخطاب فهذا لا ينهى عنه (71).
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وقد كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا، ويكره أن يخاطب أحدا بلفظه أو كتابه بالسيد)) (72).
وهذا القول ذكره الحافظ ابن حجر عن الإمام مالك بن أنس (73) ـ رحمه الله تعالى.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (ت 1285): ((وأما استدلالهم بقول النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((قوموا إلى سيدكم)) فالظاهر أن النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لم يواجه سعدا به)) (74).
قالوا: لأن المخاطب ربما يكون في نفسه عجب وغلو، ولما يلحق القائل من الذل والخضوع (75).
وهذا القول متعقب بالأحاديث التي فيها الأمر بالمخاطبة بهذا اللفظ، كقوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((وليقل: سيدي ومولاي)).
3 - حمل النهي على إطلاقه على غير المالك، والإذن بإطلاقه على المالك، وقد اختار هذا القول ابن حجر (76) ـ رحمه الله تعالى.
وحجة هؤلاء هي النصوص الواردة في توجيه المماليك إلى ذلك.
وهذا القول متعقب بالأحاديث التي فيها توجيه هذا القول من غير المماليك، كحديث سعد بن معاذ، وحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وغيرها من الأحاديث.
4 - حمل النهي على إطلاقه على المالك، وجواز إطلاقه على غيره، فهو عكس القول السابق.
وحجة هؤلاء أنه إذا أطلق على المالك، فلربما انصرف الذهن إلى الله ـ تعالى (77).
وهذا القول متعقب بالأحاديث التي فيها الإذن بذلك للماليك، كقوله: ((وليقل: سيدي ومولاي)).
قيل للإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: ((هل كره أحد بالمدينة قوله لسيده: يا سيدي؟ قال: لا)) (78).
5 - حمل النهي عن ذلك على الكراهة التنزيهية على سبيل الأدب، والأدلة الأخرى دالة على الجواز (79).
وهذا القول متعقب بأمرين:
الأول: كثرة الأحاديث الدالة على كثرة الاستعمال، فلو كان الأدب بخلافها، لما كثرت هذه الكثرة، ولما وجه النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المماليك إلى قول ذلك، بل إنه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عدل بالمماليك إلى قول هذا اللفظ عن قول الألفاظ الأخرى المستبشعة في حق المخلوق نحو: (ربي).
الثاني: قال الشيخ سليمان بن حمدان ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قال في إبطال التنديد: وهذان الحديثان دليل على الأدب مع الله ـ عز وجل ـ، وقوله: ((أنا سيد ولد آدم)) وشبهه دليل على الجواز، فأقول: إذا كان الحديثان دليلا على الأدب مع الله ـ عز وجل ـ فما الذي أجاز سوء الأدب ومخالفة الأحاديث الصحيحة؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/263)
أما الاستدلال على جواز سوء الأدب بقوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، فلا يدل على الجواز؛ لأن هذا إخبار منه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عما فضله الله به على البشر، تحدثا بنعمة الله ـ تعالى ـ عليه، عملا بقوله: â وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ? (80). . .)) (81)
6 - حمل النهي عن اتخاذ ذلك عادة شائعة؛ لأنها ربما أورثت كبرا، وحمل الجواز على استعمال ذلك في النادر (82).
وهذا القول متعقب بتوجيه النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المماليك إلى قول ذلك، ومعلوم أن كون المماليك يقولون ذلك، يعني أنه سيكون عادة شائعة.
المناقشة والترجيح:
بعد النظر في الأقوال السابقة وأدلة كل فريق ظهر لي جواز إطلاق ذلك على المخلوق بشروط:
أحدها: عدم إرادة أي معنى من معاني الربوبية أو الألوهية، فإذا أريد شيء من ذلك فلا.
ومن ذلك: أن يلمح في هذا اللفظ معنى السيادة العامة على جميع الخلق.
وبه يوجه قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لما خوطب بالسيادة: ((السيد الله))، فإنه لما كان التعريف بأل يفيد ذلك، منع من ذلك، ووجههم لما هو أحسن.
وأما إذا لم يلمح ذلك فلا مانع من إطلاقه؛ لإطلاق القرآن ذلك في حق يحيى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ ولإطلاقه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ هذا اللفظ على بعض الناس، كما في الأحاديث السابقة.
قال الشيخ حسين (ت1224) وعبد الله (ت 1243) ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمهم الله تعالى ـ: ((قول: سيدي ونحوه، إن قصد به أن ذلك الرجل معبوده الذي يدعوه عند الشدة لتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، فإن ذلك شرك أكبر، وأما إن كان مراده غير ذلك، كما يقول التلميذ لشيخه: سيدي، أو يقال للأمير والشريف، أو لمن كان من أهل بيت رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: هذا سيد، فلا بأس به، ولكن لا يجعل عادة وسنة بحيث لا يتكلم إلا به)) (83).
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن (ت 1292) ـ رحمه الله تعالى ـ لما سئل عن حكم إطلاقه على المخلوق: ((هذه الألفاظ تستعملها العرب على معان كسيادة الرئاسة والشرف ... فإطلاق هذه الألفاظ على هذا الوجه معروف لا ينكر، وفي السنة من ذلك كثير، وأما إطلاق ذلك في المعاني المحدثة كمن يدعي أن السيد هو الذي يدعى ويعظم ... فهذا لا يجوز، بل هو من أقسام الشرك)) (84).
وقال الشيخ محمد بشير السهسواني (ت 1326) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((فالنهي عن إطلاق السيد والمولى على غير الله محمول على السيد والمولى بمعنى الرب، والرخصة محمولة عليهما بمعنى آخر من سائر المعاني)) (85).
ويقول صديق حسن خان (ت1307) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((ولفظ السيد له معنيان:
أحدهما: أن السيد هو الذي يكون مالكا مختارا بنفسه وحده، ولا يكون محكوما عليه من أحد، بل يكون حاكما مستقلا بذاته كشأن الملوك في الدنيا، فهذا الأمر إنما هو شأن الله ـ تعالى ـ ليس غيره سيدا بهذا المعنى.
وثانيهما: أن السيد رعوي لآخر، ولكن له فضل على عامة الرعايا، ممتاز منهم بالمزايا، ينزل إليه حكم الحاكم أولا، ثم يبلغ إليهم من لسانه وبواسطته ... فالنبي بهذا المعنى سيد لأمته، والإمام سيد أهل عصره ... فإن هؤلاء الكبار يتمسكون بحكم الله ـ تعالى ـ أولا بأنفسهم، ثم يبلغونه إلى أصاغرهم ويعلمونهم.
وهكذا نبينا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سيد أهل العالم أجمعهم وأكتعهم وأبصعهم، ومرتبته عند الله ـ عز وجل ـ أعلى من الجميع، وأكبر من الكل، وهو ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أقوم الخلق، وأكبرهم في القيام بأحكام الله ـ تعالى ـ وكل الناس محتاجون إليه في تعلم سبل الله وشرائعه.
وعلى هذا يصح أن يقال له: سيد العالم، بل يجب أن يعتقد فيه هذه السيادة العامة الشاملة للجميع
وأما بناء على الأول، فليس هو ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ سيد نملة واحدة، فضلا عن غيرها؛ لأنه ـ عليه السلام ـ لا يقدر على التصرف في نملة من تلقاء نفسه)) (86).
ثانيها: كون الموصوف بذلك أهلا للسيادة، أما إذا لم يكن أهلا لها فلا.
ودليل هذا: حديث النهي عن القول للمنافق ياسيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/264)
قال العلامة النووي (ت 676) ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن ذكر بعض الأحاديث الدالة على الجواز وبعض الأحاديث الدالة على المنع: ((والجمع بين هذه الأحاديث أنه لا بأس بإطلاق: فلان سيد، وياسيدي، وشبه ذلك، إذا كان المسود فاضلا خيرا، إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك، وإن كان فاسقا، أو متهما في دينه، أو نحو ذلك، كره أن يقال: سيد)) (87).
وذكر العلامة الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ أن إطلاق ذلك على المخلوق يجوز بشرط ((أن يكون الموجه إليه السيادة أهلا لذلك، أما إذا لم يكن أهلا، كما لو كان فاسقا أو زنديقا فلا يقال له ذلك، حتى ولو فرض أنه أعلا منه مرتبة أو جاها ... فإذا كان أهلا لذلك، وليس هناك محذور، فلا بأس به، وأما إن خشي المحذور، أو كان غير أهل فلا يجوز)) (88).
3 - انتفاء المفسدة، فإن كانت المفسدة في الخطاب منع من ذلك، وإن كانت المفسدة في قولها وإن لم يكن موجها له الخطاب كأن يكون بضمير الغيبة منع منه، وإن كان يخشى من المفسدة؛ للغلو أو التدرج فيه، منع من ذلك، فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
ودليل هذا هو إنكار النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ذلك في حديث عبد الله بن الشخير، حيث كان مخاطبا به؛ فإن ذلك العام كان عام وفود، والناس كانوا حديثي عهد بكفر وجاهلية، والغلو فيهم فاش، فلخشيته ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ من الغلو فيه أو التدرج في ذلك نهاهم عن ذلك.
المبحث الثاني: سيادة النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المطلب الأول: سيادته في الدنيا والآخرة
لقد جاء في الحديث عن النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أحاديث تدل على سيادته ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ومن هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: ((أتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلحم، فرفع إليه الذراع ـ وكانت تعجبه ـ فنهس منها نهسة، ثم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم فيأتون آدم عليه السلام، فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك لله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي ـ عز وجل ـ قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، يأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط ولن يغضب بعده مثله ـ ولم يذكر ذنبا ـ نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيأتون محمدا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/265)
لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي ـ عز وجل ـ ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى)) (89).
قال القاضي عياض (ت 544) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((هو سيدهم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الدنيا والآخرة، لكن خصص القيامة لارتفاع دعوى السؤدد فيها، وتسليم الكل له ذلك، وكون آدم ومن ولد تحت لوائه، كما قال ـ تعالى ـ: â لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار ? (90) أي: انقطعت دعاوى الدعاة في الملك ذلك اليوم، وبقي الملك لله وحده، الذي قهر جميع الجبابرة والمدعين الملك وأفناهم، ثم أعادهم وحشرهم عراة فقراء إليه)) (91).
وقال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن ذكر معاني السيادة: ((وقد تحقق كمال تلك المعاني كلها لنبينا محمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في ذلك المقام الذي يحمده ويغبطه فيه الأولون والآخرون، ويشهد له بذلك النبيون والمرسلون، وهذه حكمة عرض الشفاعة على خيار الأنبياء، فكلهم تبرأ منها ودل على غيره، إلى أن بلغت محلها، واستقرت في نصابها)) (92).
وقال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ: (وأما قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((يوم القيامة)) مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة، فسبب التقييد أن في يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد، ولا يبقى منازع ولا معاند ونحوه، بخلاف الدنيا، فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين، وهذا التقييد قريب من معنى قوله ـ تعالى ـ: â لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ? مع أن الملك له ـ سبحانه ـ قبل ذلك، لكن كان في الدنيا من يدعى الملك أو من يضاف اليه مجازا، فانقطع كل ذلك في الآخرة) (93).
وقال العز بن عبد السلام (ت 660) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((السيد: من اتصف بالصفات العلية والأخلاق السنية، وهذا مشعر بأنه أفضل منهم في الدارين.
أما في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة.
وأما في الآخرة، فلأن الجزاء مرتب على الأخلاق والأوصاف، فإذا فضلهم في الدنيا في المناقب والصفات، فضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات)) (94).
وقال المناوي (ت 1031) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قوله: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) خصه لأنه يوم مجموع له الناس، فيظهر سؤدده لكل أحد عيانا، ووصف نفسه بالسؤدد المطلق المفيد للعموم في المقام الخطابي على ما تقرر في علم المعاني، فيفيد تفوقه على جميع ولد آدم حتى أولوا العزم من الرسل واحتياجهم إليه ... وتخصيصه ولد آدم ليس للاحتراز، فهو أفضل حتى من خواص الملائكة كما نقل الإمام عليه الإجماع ومراده إجماع من يعتد به من أهل السنة)) (95).
فقد بين النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وجه كونه سيد الناس يوم القيامة، حيث إنه بين أن أفضل الرسل تأخروا عن هذه الرتبة الشريفة والمقام المحمود، الذي هو الشفاعة لأهل الموقف كلهم، حتى بلغت النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
المطلب الثاني:
في بيان أنه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لم يخبر بسيادته على وجه الفخر
كونه سيد الناس، وسيد ولد آدم ـ لم يرد بذلك فخرا، حيث نفاه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بقوله: ((ولا فخر)).
قال الحافظ النووي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قال العلماء: وقوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: أنا سيد ولد آدم، لم يقله فخرا، بل صرح بنفي الفخر في الحديث المشهور: ((أنا سيد ولد أدم ولا فخر)) وانما قاله لوجهين:
أحدهما: امتثال قوله تعالى: â وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ? (96).
والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله ـ تعالى)) (97).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/266)
وقال العز بن عبد السلام ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وإنما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنا سيد ولد آدم، لتعرف أمته منزلته من ربه ـ عز وجل)) (98).
وقال المناوي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، أي أقول ذلك شكرا لا فخرا، فهو من قبيل قول سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ: â عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْر ? (99) أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس.
وقيل: لا أتكبر به في الدنيا، وإلا ففيه فخر الدارين.
وقيل: لا أفتخر بذلك، بل فخري بمن أعطاني هذه الرتبة.
والفخر: ادعاء العظمة والمباهاة، وهذا قاله للتحدث بالنعمة وإعلاما للأمة ليعتقدوا فضله على جميع الأنبياء)) (100).
المطلب الثالث:
في بيان شمولية سيادته لآدم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وبنيه
إن سيادة النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لبني آدم شاملة لآدم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وبنيه، وما جاء في حديث ((أنا سيد ولد آدم)) لا ينفي كونه سيدا لآدم، يدل على هذا اللفظ الآخر للحديث ((أنا سيد الناس يوم القيامة)) والناس يدخل فيهم آدم عليه السلام.
وقد بين النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بم صار سيدهم، وهو إتيان الناس لآدم فمن بعده من الأنبياء ليشفعوا لهم، فيتأخروا عنها، حتى تكون النوبة لمحمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيتولى أمرها، ويقوم بها، ويَشفَع ويُشفَّع.
قال العلامة السندي (ت 1138) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قالوا في حديث: أنا سيد ولد آدم: إن الاسم يشمل آدم أيضا والله تعالى أعلم)) (101).
وهذا هو الظاهر، ويدل عليه الحديث الآخر، وهو قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أنا سيد الناس يوم القيامة)) ثم ذكر ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بم صار سيدهم، وهو إتيان الناس آدم فمن بعده من الرسل ممن ذكرهم، وتأخرهم عن الشفاعة، حتى شفع فيهم محمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويدل عليه ـ أيضا ـ قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حديث أبي سعيد الخدري ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر، وبيدي لواء الحمد، ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي)) (102).
المطلب الرابع:
في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس)
أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إن مما اختص الله ـ تعالى ـ به نبيه محمدا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وفضله به على سائر الناس: كونه سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة (103)، فهذه الميزة لا يشركه فيها أحد، وعليه، فلا يجوز منازعته ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الخصيصة، وذلك بوصف أحد بها.
قال ابن القيم (ت 751) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس، وسيد الكل، كما يحرم سيد ولد آدم، فإن هذا ليس لأحد إلا لرسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وحده، فهو سيد ولد آدم، فلا يحل لأحد أن يطلق على غيره ذلك)) (104).
وقد ذكر الحافظ السيوطي (ت 911) ـ رحمه الله تعالى ـ أن (السيد) من أسماء النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وبين معناه، فقال: ((وهو الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله، وقيل: السيد في الدين، وقيل: الحسن الخلق، وقيل: الذي يطيع ربه، وقيل: الفقيه العالم، وقيل: الذي ساد في العلم والعبادة والورع، وقيل: الحليم، وقيل: التقي، وقيل: الذي لا يغضب، وقيل: الكريم على الله، وقيل: الكبير، وقيل: الذي لا يحسد، وقيل: المطاع، وقيل: الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير، وقيل: القانع بما قسم له، وقيل: الراضي بقضاء الله، وقيل: المتوكل على الله، وقيل: الذي عظمت همته أن يحدث نفسه بدار الدنيا)) ثم قال: ((ونبينا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بالصفات المذكورة كلها)) (105).
وعليه فإنه ـ صلى الله علي وسلم ـ قد حاز معاني السيادة كلها، فليست تجتمع لأحد غيره، فلا يسوغ حينئذ أن يطلق على أحد غيره مثل هذه الألفاظ.
المبحث الثالث: إطلاق لفظ السيدة على المرأة
لقد جاءت نصوص كثيرة صحيحة تدل على جواز إطلاق هذا اللفظ على المرأة، ومن هذه النصوص:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/267)
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ((أقبلت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشي النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا؛ فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا؛ فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألتها، فقالت: أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أرى إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي، فبكيت فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك)) (106).
وعن أنس ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زقاق خيبر وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما دخل القرية قال: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قالها ثلاثا، قال: وخرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميس يعني الجيش، قال: فأصبناها عنوة، فجمع السبي، فجاء دحية، فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال: ادعوه بها، فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: خذ جارية من السبي غيرها، قال: فأعتقها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتزوجها)) (107).
وعن أبي هريرة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قال قال رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك: ربي وربتي، وليقل المالك: فتاي وفتاتي، وليقل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون، والرب: الله عز وجل)) (108).
فهذه النصوص دالة على جواز إطلاق هذا اللفظ على المرأة، وإطلاق هذا اللفظ على المرأة مقيد بما قيد به إطلاقه على الرجل، فلا يجوز إطلاقه على المنافقة والكافرة والمبتدعة ونحوهنّ، لعموم النهي عن ذلك.
كما أنه لا ينبغي إطلاق مثل (ست الناس) و (ست العرب) و (ست العلماء) و (ست الكل) وما في حكمها، فقد سئل النووي ـ رحمه الله تعالى ـ عمن له بنت، فسماها، بأحد هذه الأسماء، فأجاب بأن هذه الألفاظ ألفاظ ليست عربية، بل هي باطلة من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع، فمكروهة كراهة شديدة، وينبغي لمن جهل وسمى به أن يغيره (109).
المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر
إن المنافق والكافر ومن في حكمهم قد نهي الله ـ تعالى ـ عن إعزازهم وإكرامهم بعد إذ أذلهم، وأمر ـ جل وعلا ـ بإصغارهم واحتقارهم وإذلالهم.
قال الله ـ تعالى ـ: â وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ? (110).
وقال ـ تعالى ـ: â قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ? (111).
وأمر ـ جل وعلا ـ بالغلظة عليهم، فقال ـ تعالى ـ: â يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ? (112).
قال الحافظ ابن كثير (ت 774) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((أمر ـ تعالى ـ رسوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بجهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة)) (113).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/268)
ومخاطبتهم بهذه الألفاظ فيها من التودد والاحترام ما ليسوا جديرين به، فإذا قال لهم العبد المسلم ذلك، فقد أعزهم بعد إذ أذلهم الله، وأكرمهم بعد إذ أهانهم الله.
وقد كان ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يكره استعمال اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلك، واستعمال اللفظ المهين المكروه فيمن ليس من أهله، وإطلاق السيادة على المنافق والكافر ومن في حكمهم من هذا القبيل (114).
وقد جاء النص عن رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في النهي عن إطلاق لفظ السيادة عليهم صريحا.
قال ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم)).
وقد بين العلماء كيف أنّ من أطلق السيادة على المنافق مسخطٌ لربه، فقد ذكر الطحاوي (ت 322) ـ رحمه الله تعالى ـ أن سبب ذلك هو أنه وضع المنافق بخلاف المكان الذي وضعه الله ـ عز وجل ـ بذلك (115).
وذكر ابن الأثير ـ رحمه الله تعالى ـ وجها آخر، فقال في بيان معنى هذا الحديث: ((فإنه إن كان سيدكم ـ وهو منافق ـ فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك)) (116).
فقد بين أن سبب النهي هو أن القائل جعل المنافق سيدا له، فيكون هذا القائل دونه، فلما كان دونه كانت حاله أشد من حاله.
وأما العلامة الطيبي (ت 743) ـ رحمه الله تعالى ـ فذهب إلى أن سبب السخط أحد أمرين:
الأول: هو كون من جعله سيدا، فقد جعله واجب الطاعة، فإذا أطاعه القائل، كان ذلك سببا لسخط الرب ـ جل وعلا ـ.
الثاني: أن السخط حاصل بمجرد قولها له، وإن لم يك سيدا في الحقيقة والواقع، وجعل الطيبي معنى (إن يك) إن يُقَل له (117).
وأما ملا علي قاري ـ رحمه الله تعالى ـ فذهب إلى أن قول ذلك للمنافق سبب للسخط من وجهين:
أحدهما: أن يكون سيد قوم أو صاحب عبيد وإماء وأموال، فإطلاق هذا اللفظ عليه يكون تعظيما له، وتعظيم المنافقين سبب لسخط الرب ـ جل وعلا ـ لأن الله ـ تعالى ـ أمر بالغلظة عليهم.
ثانيهما: أن يكون المنافق ليس كذلك، يعني ليس بصاحب دنيا ولا جاه، فإذا قيل له ذلك، كان كذبا بالاتفاق، والكذب حرام، وهو من أسباب السخط (118).
فلا يحل بعد هذا البيان من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يطلق هذا اللفظ على منافق أو كافر.
المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع
لقد اشتد السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ على أهل البدع، ونهوا عن تعظيمهم وإكرامهم، وذلك لما لهم من الخطر على الإسلام وأهله.
وقد جاءت النصوص عنهم محذرة من ذلك.
قال إبراهيم بن ميسرة (ت 132) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام)) (119).
وبنحو ذلك قال الفضيل بن عياض (120) (ت 187).
وكان طاوس (ت106) ـ رحمه الله تعالى ـ يطوف بالبيت، فلقيه معبد الجهني (ت 80)، فقال له طاوس: أنت معبد؟ قال: نعم، فالتفت طاوس إلى من معه وقال: ((هذا معبد، فأهينوه)) (121).
بل حكى الإمام أبو إسماعيل الصابوني (ت 449) إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب قهر أهل البدع وإذلالهم، فقال: ((واتفقوا ـ مع ذلك ـ على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وإقصائهم، والتباعدعنهم، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله ـ عز وجل ـ بمجانبتهم ومهاجرتهم)) (122).
فالسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ يرون إذلال أهل البدع وقهرهم، ترك الانبساط معهم، والسلام عليهم، ومؤاكلتهم، ومجالستهم، فضلا عن تقديمهم في المجالس وتعظيمهم، وإظهار إكرامهم.
وقد ألحق السلف أهل البدع بالمنافقين في تحريم إطلاق لفظ السيد عليهم، وذلك لأن هذا اللفظ يدل على تعظيمهم واحترامهم.
واستدلوا على ذلك بحديث: ((لا تقولوا للمنافق يا سيد)).
قال المنذري (ت 656) ـ رحمه الله تعالى ـ في الترغيب والترهيب: ((باب الترهيب من قوله لفاسق أو مبتدع: ياسيدي أو نحوها من الكلمات الدالة على التعظيم)) (123).
وقال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في رياض الصالحين ((باب النهي عن مخاطبة الفاسق والمبتدع ونحوهما بسيد ونحوه)) (124).
الخاتمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد خلص الباحث في هذا البحث إلى الأمور التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/269)
أولا: إثبات كون السيد من أسماء الله ـ تعالى ـ الحسنى؛ لثبوت النص بذلك، وكل ما ثبت لبقية الأسماء من حيث الاحترام ومشروعية الدعاء بها وغير ذلك، فهو ثابت له.
ثانيا: جواز إطلاق هذا الاسم على المخلوقين بشرط عدم دلالته على أي من معاني الربوبية أو الألوهية، وبشرط كون المسمى به أهلا لذلك، مع أمن الفتنة والفساد.
ثالثا: ما دل على السيادة العامة على جميع الخلق، فإنها لا تصح إلا لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأما غيره فلا يجوز إطلاقها بهذا الاعتبار.
رابعا: إخبار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن سيادته، إنما جاء على سبيل التبليغ للأمة، وامتثالا لأمر به بالتحدث بنعمة الله ـ تعالى ـ عليه، وليعرف الناس بذلك فضله، فيعاملوه بمقتضى ذلك.
خامسا: سيادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبني آدم شاملة لآدم ـ عليه السلام ـ وبنيه.
سادسا: تحريم إطلاقه على المنافق والكافر والمبتدع.
سابعا: جواز إطلاقه على المرأة.
والله ـ تعالى ـ أسأل التوفيق والسداد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
قائمة المصادر والمراجع
• 1. إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد، للشيخ حمد بن علي بن عتيق، مكتبة الرياض الحديثة، ط4/ 1389.
• 2. الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، تحقيق عبد الملك بن دهيش، مكتبة النهضة بمكة المكرمة، ط1/ 1410.
• 3. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، للأمير علاء الدين بن بلبان، تحقيق شعيب الأرناؤوط وزملائه، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط1.
• 4. أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص، دار الكتاب العربي ببيروت.
• 5. الآداب الشرعية، لأبي عبد الله محمدبن مفلح المقدسي، تحقيق شعيب الأرنؤوط وعمر القيام، ط3/ 1419، مؤسسة الرسالة ببيروت.
• 6. الأدب المفرد، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، دار المعرفة، ط1/ 1407.
• 7. الأسماء والصفات، لأبي بكر البيهقي، حققه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: عبد الله الحاشدي، مكتبة السوادي للتوزيع بجدة، ط1/ 1413.
• 8. أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، للخطابي، تحقيق د. محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى، ط1/ 1409.
• 9. إكمال إكمال المعلم، لأبي عبد الله الإبي، دار طبرية بالرياض.
• 10. إكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي، تحقيق د. يحيى إسماعيل، دار الوفاء بمصر، ط1/ 1419.
• 11. ألف باء، لأبي الحجاج يوسف بن محمد البلوي، عالم الكتب ببيروت.
• 12. البحر الزخار المعروف بمسند البزار، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة علوم القرآن ومكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية، ط1/ 1410 (أجزاؤها تخرج تباعا).
• 13. بدائع الفوائد، لابن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي ببيروت.
• 14. بداية السول في تفضيل الرسول للعز عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي، المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق، ط4/ 1406.
• 15. بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل، لعماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري، بشرح جمال الدين محمد الأشخر اليمني، دار صادر ببيروت.
• 16. البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة، لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد، حققه مجموعة من الأساتذة، دار الغرب الإسلامي ببيروت، ط1/ 1408.
• 17. التاريخ الكبير، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت.
• 18. تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، تحقيق محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية ببيروت.
• 19. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، لمحمد بن عبد الرحمن المباركفوري، دار الكتب العلمية.
• 20. تحفة الأخيار المعروف بالأذكار النووية، لأبي زكريا يحيى النووي، دار الملاح للنشر والتوزيع بدمشق.
• 21. تحفة المودود بأحكام المولود، للحافظ لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي ببيروت، ط2/ 1403.
• 22. الترغيب والترهيب، للحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، دار الكتب العلمية ببيروت، ط1/ 1417.
• 23. تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، دار الفكر ببيروت، 1402.
• 24. تكملة فتح الملهم بشرح صحيح مسلم، لمحمد تقي العثماني، مكتبة دار العلوم بكراتشي، ط1/ 1415.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/270)
• 25. تهذيب اللغة، لأبي منصور الأزهري، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة ابن تيمية بالقاهرة، دون ذكر رقم الطبعة ولا تأريخها.
• 26. التوحيد ومعرفة أسماء الله ـ عز وجل ـ وصفاته على الاتفاق والتفرد، للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده لابن منده، تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر فقيهي، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ط1/ 1409.
• 27. الثقات، لأبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، مجلس دائرة المعارف العثمانية.
• 28. جامع البيان عن تفسير القرآن، للإمام محمد بن جرير الطبري، دار الفكر ببيروت.
• 29. جامع الترمذي، حققه أحمد شاكر وآخرون، مكتبة الحلبي، 1398.
• 30. جامع كرامات الأولياء ليوسف بن إسماعيل النبهاني، تحقيق: إبراهيم عوض، طبع مصطفى البابي الحلبي، ط3/ 1404.
• 31. الجرح والتعديل، لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، دار إحياء التراث العربي، مصور عن الطبعة الأولى 1371.
• 32. جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التجاني، لعلي حرازم بن العربي برادة المغربي الفاسي، دار الجيل ببيروت، 1408.
• 33. حاشية السندي على سنن ابن ماجه، دار الكتب العلمية ببيروت.
• 34. حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي، دار العربية للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت، ط2/ 1403.
• 35. الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، للإمام الحافظ قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني، تحقيق ودراسة د. محمد بن ربيع المدخلي، و د. محمد بن محمود أبو رحيم، دار الراية للنشر والتوزيع بالرياض، ط1/ 1411.
• 36. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي ببيروت، ط4/ 1405.
• 37. الدر النضيد على أبواب التوحيد، للشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان، مكتبة الصحابة بجدة، ط4/ 1413.
• 38. دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وثق أصوله وخرج أحاديثه وعلق عليه عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية ببيروت، ط1/ 1405.
• 39. الدين الخالص، لصديق حسن خان، مكتبة ابن تيمية بمصر.
• 40. الذخيرة، شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، تحقيق د. محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، ط1/ 1994.
• 41. ذكر أخبار أصبهان، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، الدار العلمية، ط2/ 1405.
• 42. الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية ببيروت، ط1/ 1405.
• 43. رياض الصالحين، لأبي زكريا يحيى النووي، تحقيق رضوان دعبول، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط1/ 1399.
• 44. زاد المعاد في هدي خير العباد، لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية، 1404 مصور عن الطبعة الأولى.
• 45. الزوائد على الزهد لابن المبارك، تأليف نعيم بن حماد المروزي، بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية ببيروت.
• 46. السنة، لابن أبي عاصم، ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة، للشيخ ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي ببيروت، ط1/ 1400.
• 47. سنن أبي داود، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
• 48. سنن الدارمي، عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، تحقيق فواز زمرلي وزميله، دار الكتاب العربي، ط1/ 1407.
• 49. السنن الكبرى، لأبي بكر البيهقي، دار الفكر.
• 50. سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، ترقيم عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب.
• 51. سير الأولياء في القرن السابع الهجري، لصفي الدين الحسين بن جمال الدين الأنصاري الخزرجي، تحقيق: مأمون محمود ياسين وعفت وصال حمزة، دار العالم للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت، ط1.
• 52. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للإمام الحافظ أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي، تحقيق د. أحمد سعد حمدان، ط1/ دار طيبة للنشر والتوزيع بالرياض.
• 53. شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا، لملا علي قاري، تحقيق محمد حسنين مخلوف، مكتبة ابن تيمية.
• 54. شرح النووي على مسلم، دار إحياء التراث العربي ببيروت، 1392.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/271)
• 55. شرح مشكل الآثار، لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي، حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط وزملاؤه، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط1/ 1415.
• 56. الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الأهواء المارقين، للإمام عبيد الله محمد بن بطة العكبري، تحقيق وتعليق ودراسة: د. رضا ابن نعسان معطي، المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة، 1404.
• 57. الصارم المنكي في الرد على السبكي، للحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي، تحقيق عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني، دار الريان للنشر والتوزيع ببيروت، ط1/ 1412.
• 58. الصحاح للجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، ط2 / دار العلم للملايين ببيروت.
• 59. صحيح البخاري، تحقيق د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير ودار اليمامة، ط3/ 1407.
• 60. صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد الباقي، دار إحياء التراث العربي.
• 61. الصمت وأدب اللسان، لأبي بكر بن أبي الدنيا، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية ببيروت.
• 62. صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، لمحمد بشير السهسواني، صححه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، مطابه نجد التجارية بالرياض، ط5/ 1395.
• 63. طبقات الأولياء لسراج الدين أبي حفص عمر بن علي المصري المعروف بابن الملقن، حققه وخرجه: نور الدين شريبة، دار المعرفة ببيروت، ط2/ 1406.
• 64. الطبقات الكبرى، لعبد الوهاب الشعراني، دار الفكر العربي ببيروت.
• 65. عقيدة السلف أصحاب الحديث، للإمام أبي إسماعيل عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، مطبوع ضمن مجموعة الرسائل المنيرية، إدارة الطباعة المنيرية، مصورة عن طبعة 1343.
• 66. عمدة القاري شرح صحيح البخاري، لبدر الدين العيني، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط1/ 1392.
• 67. عمل اليوم والليلة، لأبي بكر بن السني، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه بشير عيون، دار البيان بدمشق، ط1/ 1407.
• 68. عون المعبود شرح سنن أبي داود، لشمس الحق عبد العظيم آبادي، دار التراث بالقاهرة.
• 69. فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، علق على الأجزاء الأولى منه الشيخ عبد العزيز بن باز، ط2/ المكتبة السلفية.
• 70. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب، تحقيق د. الوليد بن عبد الرحمن آل فريان، دار الصميعي للنشر والتوزيع بالرياض، ط2/ 1417.
• 71. الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، لابن علان، دار الفكر.
• 72. الفروع، لابن مفلح، راجعه: عبد الستار أحمد فرج، عالم الكتب، بيروت، ط4/ 1405.
• 73. فضائل الصحابة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق د. وصي الله عباس، مركز إحياء التراث بجامعة أم القرى، ط1/ 1403.
• 74. فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، لفضل الله الجيلاني، نشر: الصدف ببلشرز بالباكستان، 1378.
• 75. القول المفيد على كتاب التوحيد، شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، اعتنى به جمعا وترتيبا وتصويبا، وعزا آياته، وخرج أحاديثه، ووضع فهارسه، وأشرف على طبعه: د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل ود. خالد بن علي المشيقح، دار العاصمة بالرياض، ط1/ 1415.
• 76. الكاشف عن حقائق السنن = شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، لشرف الدين الطيبي، تحقيق ودراسة د. عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز، ط1/ 1417.
• 77. الكتاب، لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف بـ (سيبويه) تحقيق وشرح عبد السلام هارون، ط2/ مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض.
• 78. الكنى والأسماء، للدولابي.
• 79. لسان العرب، لجمال الدين بن منظور، دار صادر.
• 80. مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، جمع وترتيب فهد السليمان، دار الوطن بالرياض، ط1/ 1412.
• 81. مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، دار العاصمة، مصورة عن الطبعة الأولى.
• 82. المحلى، لأبي محمد علي بن حزم الظاهري، تحقيق أحمد شاكر، مكتبة ابن تيمية بالقاهرة.
• 83. مرشد المحتار إلى خصائص المختار ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لشمس الدين محمد بن علي ابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي، تحقيق د. بهاء محمد الشاهد، مكتبة الإمام الشافعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/272)
• 84. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان القاري، دار الكتاب الإسلامي.
• 85. المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم، حققه مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط1/ 1411.
• 86. مسند أبي يعلى الموصلي، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق وبيروت، ط1/ 1404.
• 87. مسند الإمام أحمد بن حنبل، المكتب الإسلامي.
• 88. المصنف، لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق كمال يوسف الحوت، 1409.
• 89. معالم السنن، للإمام الخطابي، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة ببيروت.
• 90. المعجم الأوسط، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق طارق عوض الله وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين بمصر، ط1/ 1415.
• 91. المعلم بفوائد مسلم، لأبي عبد الله المازري، وتعليق وتحقيق محمد الشاذلي النيفر، دار الغرب الإسلامي، ط1/ 1988.
• 92. المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس والمغرب، لأحمد بن يحيى الونشريسي، خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف د. محمد حجي، دار الغرب الإسلامي ببيروت، 1401.
• 93. المفردات في غريب القرآن، لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني، دار المعرفة ببيروت.
• 94. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي، حققه وعلق عليه وقدم له: محيي الدين ديب مستو وزملاؤه، دار ابن كثير بدمشق وبيروت، ط2/ 1420.
• 95. المقتضب، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد، تحقيق د. محمد عبد الخالق عضيمة، عالم الكتب ببيروت.
• 96. مكمل إكمال إكمال المعلم، لأبي عبد الله السنوسي، دار طبرية بالرياض.
• 97. المنتخب من مسند عبد بن حميد، تحقيق مصطفى بن العدوي شلباية، دار الأرقم 1405 (أجزاؤه صدرت تباعا في أوقات مختلفة).
• 98. المنتقى شرح الموطأ لأبي الوليد الباجي، دار الكتاب العربي، مصورة عن الطبعة الأولى 1332.
• 99. المنهاج في شعب الإيمان، لأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، تحقيق حلمي محمد فودة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط1/ 1399.
• المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لأحمد بن محمد القسطلاني، تحقيق صالح ابن أحمد الشامي، المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق وعمان، ط1/ 1412.
• النهاية في غريب الحديث، لأبي السعادات بن الأثير، تحقيق د. محمود الطناحي، والطاهر الزاوي، المكتبة العلمية، ط2.
• اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر، لمحيي الدين بن عربي، دار إحياء التراث العربي ببيروت، 1404.
فهرس الموضوعات:
مقدمة
الفصل الأول: التعريف اللغوي
الفصل الثاني:
المبحث الأول: إطلاق السيد على الله ـ تعالى
المبحث الثاني: معنى هذا الاسم الكريم
المبحث الثالث: آثار هذا الاسم
المبحث الرابع: حكم دعاء الله ـ تعالى ـ بـ" ياسيدي "
الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين
المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين
المبحث الثاني: سيادة النبي
المطلب الأول: سيادته في الدنيا والآخرة
المطلب الثاني: في بيان أنه لم يخبر بسيادته على وجه الفخر
المطلب الثالث: في بيان شمولية سيادته لآدم وبنيه
المطلب الرابع: في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس) أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي.
المبحث الثالث: إطلاق لفظ السيدة على المرأة
المبحث الرابع: إطلاقه على المنافق والكافر
المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع
الخاتمة
قائمة المصادر والمراجع:
فهرس الموضوعات
(1) انظر: الكتاب لسيبويه (4/ 365)، المقتضب للمبرد (1/ 125)، الصحاح للجوهري (سود) (2/ 490).
(2) انظر: الصحاح (سود) (2/ 490).
(3) انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/ 418)، لسان العرب (3/ 228).
(4) القاموس المحيط للفيروز أبادي (سود).
(5) الصحاح (سود).
(6) تهذيب اللغة للأزهري (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).
(7) تهذيب اللغة (13/ 35).
(8) تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).
(9) تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).
(10) تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).
(11) آل عمران، آية (39).
(12) يوسف، آية (25).
(13) الأحزاب، آية (67).
(14) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني (ص247).
(15) انظر: تهذيب اللغة (13/ 35)، لسان العرب (3/ 229).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/273)
(16) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (2/ 418)، وانظر: لسان العرب لابن منظور، مادة (سود) (3/ 228).
(17) انظر: تهذيب اللغة، مادة (ساد) (13/ 34)، الصحاح للجوهري (سود) (2/ 491)، لسان العرب (سود) (3/ 229)
(18) أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا (1/ 39)، ووصله ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 284) رقم (26116)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 255) رقم (1669).
(19) تهذيب اللغة (13/ 34)، النهاية في غريب الحديث (2/ 418)، لسان العرب (3/ 229).
(20) النهاية في غريب الحديث (2/ 418)، لسان العرب (3/ 229).
(21) انظر: المنهاج في شعب الإيمان للحليمي (1/ 192)، الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 67)، الحجة في بيان المحجة لقوام السنة التيمي (1/ 155).
(22) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 70) رقم (10075)، وأحمد في مسنده (4/ 24 - 25)، وابن أبي الدنيا في الصمت رقم (73) كلهم من طريق مهدي بن ميمون عن غيلان ابن جرير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه به.
وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 254) رقم (4806)، والبخاري في الأدب المفرد (ص83)، وابن منده في التوحيد (2/ 132) رقم (281)، والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 68) رقم (33)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (9/ 468) رقم (447) من طريق سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف به.
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 70) رقم (10074)، وأحمد في المسند (4/ 24 - 25)، وابن السني في عمل اليوم والليلية (ص138)، وابن منده في التوحيد (2/ 132) رقم (280) من حديث شعبة سمعت قتادة قال سمعت مطرفا به.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (3/ 464): (إسناده جيد)، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (5/ 179): (رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد).
وأخرجه ابن منده في التوحيد (2/ 132) رقم (281)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 318) من طريق يعقوب بن سفيان عن مسلم بن إبراهيم عن الأسود بن شيبان عن أبي بكر بن ثمامة بن النعمان الراسبي عن يزيد بن عبد الله أبي العلاء عن أبيه.
وهذا إسناد رجاله ثقات سوى أبي بكر بن ثمامة، فقد ذكره الحافظ ابن حبان في الثقات (5/ 565)، وذكره البخاري في تاريخه (9/ 11)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
(9/ 340)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا من روى عنه غير الأسود بن شيبان.
(23) انظر: كتاب التوحيد (2/ 132).
(24) انظر: المنهاج في شعب الإيمان (1/ 192).
(25) انظر: الأسماء والصفات (1/ 67).
(26) انظر: الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (1/ 155).
(27) انظر: ألف باء للبلوي (1/ 231).
(28) انظر: إكمال المعلم (7/ 189)، المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي
(15/ 7)، إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للأبي (6/ 62)، مكمل إكمال إكمال المعلم للسنوسي (6/ 63).
(29) المنتقى شرح الموطأ لأبي الوليد الباجي (7/ 306)، الذخيرة للقرافي (13/ 339)، عمدة القاري (11/ 9).
(30) انظر: حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ص394).
(31) المنهاج في شعب الإيمان (1/ 192)، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 69).
(32) تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، مادة (ساد) (13/ 35).
(33) لسان العرب (3/ 229).
(34) معالم السنن (7/ 176).
(35) بدائع الفوائد (3/ 213).
(36) اليواقيت والجواهر في عقيدة الأكابر لابن عربي (2/ 83).
(37) جواهر المعاني (2/ 80).
(38) انظر على سبيل المثال: طبقات الأولياء لابن الملقن (ص444، 446، 472)، سير الأولياء في القرن السابع الهجري (ص73،97)، طبقات الصوفية الكبرى للشعراني (2/ 88)
(2/ 101) (2/ 106)، جامع كرامات الأولياء للنبهاني (1/ 261) (2/ 84) (2/ 244) (2/ 254) (2/ 275) (2/ 286) (2/ 436).
(39) الزمر، آية (63).
(40) يونس، آية (18).
(41) الزمر، آية (3).
(42) الشورى، آية (11).
(43) الأعراف، آية (180).
(44) طه، آية (8).
(45) النحل، آية (60).
(46) مريم، آية (65).
(47) الأحزاب، آية (67).
(48) الشورى، آية (21).
(49) انظر: البيان والتحصيل لابن رشد (1/ 456)، إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض (7/ 189)، إكمال إكمال المعلم (6/ 62)، مكمل إكمال إكمال المعلم (6/ 62).
(50) عمدة القاري (11/ 9).
(51) يوسف، آية (25).
(52) آل عمران، آية (39).
(53) انظر: عمدة القاري (11/ 8 - 9).
(54) أحكام القرآن للجصاص (2/ 292).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/274)
(55) أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 1215) رقم (3162)، و (4/ 1745) رقم (4435)، ومسلم في صحيحه (1/ 184).
(56) أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 1107) رقم (2878) و (4/ 1511) رقم (3895) و (5/ 2310) رقم (5907)، ومسلم في صحيحه (3/ 1388) رقم (1768).
(57) أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 1135) رقم (1498).
(58) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 962) و (3/ 1328) و (3/ 1369) و (6/ 2602).
(59) أخرجه الترمذي في جامعه (4/ 339)، والإمام أحمد في المسند (3/ 3) رقم (11002)، وفي فضائل الصحابة (2/ 779) رقم (1384)، والحاكم في المستدرك (3/ 182)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 71)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 207) و (11/ 90) كلهم من حديث أبي سعيد الخدري.
قال الترمذي: (حديث حسن صحيح).
وقال الحاكم: (قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب من أنهما لم يخرجاه).
وأخرجه الترمذي في جامعه (5/ 660) رقم (3781)، والنسائي في السنن الكبرى
(5/ 80) رقم (8298) و (5/ 95) رقم (8315)، وأحمد في المسند (5/ 392) رقم (23378)، وابن حبان في صحيحه (15/ 413) رقم (6960)، والطبراني في المعجم الكبير (3/ 38) رقم (2609)، وفي المعجم الأوسط (6/ 238) رقم (6286)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 190)، والحاكم في المستدرك (3/ 429) رقم (5630) كلهم من حديث حذيفة بن اليمان ـ رضي الله تعالى عنه.
قال الترمذي: (حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل).
وقال الألباني: (وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير ميسرة بن حبيب، وهو ثقة).
(60) أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 38) رقم (100)، وابن حبان في صحيحه (15/ 330) رقم (6904)، والدولابي في الكنى والأسماء (1/ 120) من حديث أبي جحيفة ـ رضي الله عنه.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5/ 610) رقم (3664)، والطبراني في الأوسط (7/ 68) رقم (6873)، وفي الصغير (2/ 173)، والضياء المقدسي في المختارة (6/ 244) رقم (2260) من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه.
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه).
وأخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 359) رقم (4431)، والبزار في مسنده (2/ 132) رقم (490) من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/ 188) رقم (200) من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (14/ 216 - 217) من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5/ 611) رقم (3665)، وابن ماجه في سننه (1/ 36) رقم (95)، والطبراني في الأوسط (4/ 359) رقم (4431)، والبزار في مسنده (3/ 67) رقم (831)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (1/ 405) رقم (533) من طرق عن علي ـ رضي الله عنه.
قال الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ: (وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، إلا من بعض طرقه حسن لذاته).
(61) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 900) رقم (2412) من حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ.
(62) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 901) رقم (2413) من حديث أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(63) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 900) رقم (2411) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(64) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 901) رقم (2414) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(65) أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 901) رقم (2416) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(66) أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 1341) رقم (3467).
(67) أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 1371) رقم (3544).
(68) سبق تخريجه.
(69) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 71) رقم (10078)، وأحمد في مسنده (3/ 153) رقم (12573) وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (1/ 390) رقم (1309) و (1/ 397) رقم (1337)، وابن حبان في صحيحه (14/ 133) رقم (6240)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 252)، والضياء في المختارة (5/ 25) رقم (1626) كلهم من طريق حماد بن سلمة.
قال الضياء: (إسناد صحيح).
وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 71) رقم (10079) من طريق حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت وحميد عن أنس.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 226) رقم (4871)، والضياء في المختارة (6/ 95 - 96) رقم (2080) كلاهما من طريق حماد بن سلمة قال: حدثنا حميد عن أنس.
قال الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص288): (إسناده صحيح على شرط مسلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/275)
(70) روا أبو داود في سننه (4/ 295) رقم (4883)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 70) رقم (10073)، وأحمد في مسنده (5/ 346 - 347) رقم (22989)، والبخاري في الأدب المفرد (ص276) رقم (760)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص181) رقم (391)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/ 247) رقم (5987)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 229) رقم (4883)، وابن حزم في المحلى (11/ 219) كلهم من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن بريدة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد صحيح كما قال ذلك المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 359).
وأخرجه نعيم بن حماد في زوائده على الزهد لابن المبارك (186) من طريق ابن حوط عن قتادة به بلفظ: (إذا قال الرجل للمنافق سيدا، فقد أهان الله).
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 347) رقم (7865)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان
(2/ 198)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/ 312) رقم (5220)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 454) من طريق عقبة بن عبد الله بن الأصم عن عبد الله بن بريدة به.
قال الحاكم: (حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي بقوله: (عقبة ضعيف).
(71) انظر: تكملة فتح الملهم شرح صحيح مسلم لمحمد تقي العثماني (4/ 416).
(72) فتح الباري (5/ 179).
(73) انظر: فتح الباري (5/ 179).
(74) فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (2/ 839).
(75) انظر: القول المفيد (3/ 280).
(76) انظر: فتح الباري (5/ 179).
(77) انظر: فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد للجيلاني (1/ 300).
(78) انظر: عمدة القاري للعيني (11/ 8).
(79) انظر: بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 213)، الفروع لابن مفلح (3/ 568)، إبطال التنديد لابن عتيق (ص 167).
(80) الضحى، آية (11).
(81) الدر النضيد (ص336 - 337).
(82) انظر: فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد لفضل الله الجيلاني (1/ 300).
(83) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 45).
(84) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/ 208).
(85) صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان (ص541).
(86) الدين الخالص (2/ 221).
(87) الأذكار النووية (ص3111 - 12).
(88) القول المفيد (3/ 280).
(89) أخرجه البخاري في صحيحه (4/ 1745 - 1746) رقم (4435)، ومسلم في صحيحه (1/ 184 - 185) رقم (194).
(90) غافر، آية (16).
(91) إكمال المعلم بوفائد مسلم للقاضي عياض (1/ 5822 - 83)، وانظر: شرح النووي على مسلم (3/ 66)، و (15/ 37)، فتح الباري (6/ 372).
(92) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 426).
(93) شرح النووي على مسلم (15/ 37)، وانظر: شرح الطيبي لمشكاة المصابيح (11/ 3632)، بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل للعامري بشرح جمال الدين الأشخر اليمني (2/ 189).
(94) بداية السول في تفضيل الرسول (ص34).
(95) فيض القدير للمناوي (3/ 41).
(96) الضحى، آية (11).
(97) شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 37)، وانظر: النهاية في غريب الحديث (2/ 417).
(98) بداية السول في تفضيل الرسول (ص24).
(99) النمل، آية (16).
(100) فيض القدير (3/ 42)، وانظر: النها(57/276)
كتاب شرح السنة وكتاب مائية العقل
ـ[توحيد]ــــــــ[01 - 09 - 09, 08:20 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام في منتديات اهل الحديث احتاج للمصادر الاصليه للكتب التالية في كتابة بحث فهل من متكرم علي بتوفير هذين الكتابين
بارك الله فيكم جميعا(57/277)
ما المقصود بالثوابت وما الثوابت التي أجمع المسلمون عليها؟
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[01 - 09 - 09, 08:57 م]ـ
يكثر استعمال كلمة ثوابت في الآونة الأخيرة
فما المقصود بالثوابت وهل جميعها محل إجماع من علماء المسلمين؟
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي , كثير ما يستعمل مصطلح الثوابت في الآونة الأخيرة , وبذات عندنا في الكويت.
ولكن لعل المراد بها كما بينه الإمام ابن القيم - رحمه الله - حين قسم الأحكام إلى ثوابت ومتغيرات.
فقال في إغاثة اللهفان (1/ 330 - 331):
(الأحكام نوعان:
نوع لا يتغير عن حالة واحدة هو عليها، لا بحسب الأزمنة، ولا الأمكنة، ولا اجتهاد الأئمة، كوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، والحدود المقررة بالشرع على الجرائم، ونحو ذلك فهذا لا يتطرق إليه تغيير ولا اجتهاد يخالف ما وضع عليه.
والنوع الثاني: ما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له، زماناً، ومكاناً، وحالاً، كمقادير التعزيرات وأجناسها وصفاتها، فإن الشرع ينوع فيها بحسب المصلحة) أ. هـ
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي , كثير ما يستعمل مصطلح الثوابت في الآونة الأخيرة , وبذات عندنا في الكويت.
ولكن لعل المراد بها كما بينه الإمام ابن القيم - رحمه الله - حين قسم الأحكام إلى ثوابت ومتغيرات.
فقال في إغاثة اللهفان (1/ 330 - 331):
(الأحكام نوعان:
نوع لا يتغير عن حالة واحدة هو عليها، لا بحسب الأزمنة، ولا الأمكنة، ولا اجتهاد الأئمة، كوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، والحدود المقررة بالشرع على الجرائم، ونحو ذلك فهذا لا يتطرق إليه تغيير ولا اجتهاد يخالف ما وضع عليه.
والنوع الثاني: ما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له، زماناً، ومكاناً، وحالاً، كمقادير التعزيرات وأجناسها وصفاتها، فإن الشرع ينوع فيها بحسب المصلحة) أ. هـ
ـ[الاحسائي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:41 ص]ـ
أبدعت يا أبا سعد , وليتها فقط عندكم في الكويت , بل عندنا في المملكة , في محاولات بائسة من الليبرالية والعلمانية للإرجاف في الثوابت الدينية , وحسبنا الله ونعم الوكيل عليهم ..(57/278)
هذا العالم (الأحسائي) حذّره شيخه من السلفية .. فخالفه واعتنقها .. فكذبوا عليه!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ العلامة أحمد بن حسن بن رشيد الأحسائي، (وُلد عام 1155هـ تقريبًا، وتوفي عام 1257هـ)، وتتلمذ على يد أحد كبار المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – السلفية، في الأحساء: محمد بن فيروز. بل قال صاحب " السبل الوابلة " (1/ 126 - 127): " رباه الشيخ محمد بن فيروز تربية بدنية و علمية، فأقرأه في أنواع العلوم النقلية و العقلية، فبرع في الكل؛ لما له من وفور الذكاء و الفهم و شدة الحرص و الإجتهاد، ففاق رفقاءه، حتى أن منهم من تتلمذ له بإشارة شيخه ".
وكان شيخه ابن فيروز يُحذره من دعوة التوحيد أشد الحذر، إلا أن الحذر لا يغني من القدَر! كما قال تعالى عن موسى عليه السلام الذي رباه فرعون على عينه: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزَنًا).
فلما دخلت جيوش الدولة السعودية الأحساء، وفرّ – أو أُبعد - منها ابن فيروز وتلاميذه إلى العراق، استأذن الشيخ أحمد شيخه في المجاورة في الحرمين الشريفين؛ فأذن له، وهذا من نعمة الله عليه؛ إذ اختار المجاورة في الحرم على مرافقة شيخه، ولعل " المفاصلة الشعورية " مع المناوئين للدعوة بدأت عنده منذ هذا الموقف الملفت، والله أعلم.
وقبل مفارقة شيخه أوصاه ابن فيروز– كما يقول ابن حميد – " بوصايا، منها قوله:
احذر تُصَب بعارض
من محقِ أهل العارض "!
يقصد أهل الدعوة السلفية (والعارض إقليم يشمل عدة مدن، منها: الدرعية).
إلا أن هذا التحذير لم يمنع الشيخ أحمد من التعرف على مبادئ الدعوة السلفية عندما دخلت مكة والمدينة في حكمها؛ فوفقه الله تعالى لاعتناقها، وقَبول الحق الذي جاءت به - ولله الحمد -.
وهذا مما لايرضاه المناوئون، إذ كيف يُربى على أعينهم؛ ثم تكون هذه خاتمة مطافه! ولهذا زعم أحدهم كذبًا وزورًا أنه إنما اعتنق دعوة التوحيد مصانعة وتُقية! يقول ابن حميد في " السحب الوابلة " (1/ 129): " فما أمكن الشيخ إلا المصانعة معهم، والمداراة لهم، والمداهنة خوفًا منهم، و رجاء نفع الناس عندهم بجاهه، فأقرأ كتبهم، وقام معهم؛ فبجّلوه و رأَسوه؛ لاحتياجهم الشديد إلى مثله، لتقدمه في العلوم، ومعرفته بمذهب الإمام أحمد .. ".
قلتُ: وهذا من أكاذيب ابن حميد، الذي أغاظه اعتناق العلامة ابن رشيد لمبادئ الدعوة السلفية، فحاول إيهام القراء بغير الحقيقة.
والعجيب أنه ناقض نفسه، فقال في نفس الترجمة متحدثًا عن خروج أنصار الدعوة من المدينة: " فلما انقضت مدتهم، وهربوا، هرب معهم، وتردد بينهم و بين الوزير إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في الصُلح، فما تم له، ولامه إبراهيم باشا في الخروج معهم عن المدينة المنورة؛ فاعتذر بأعذار واهية، فعرض عليه أن يرده إلى المدينة كالمجبَر في الظاهر، وهو طيب النفس في الباطن، وإن نُسب إلى الغدر بإمساك الرسول؛ فأبى، وقال: لا أفارقهم إلا إذ انغلبوا؛ فأغضب الباشا ذلك، ولما أخذ بلادهم أمسكه وعذبه أنواع العذاب ".
ولهذا رد غير واحد من العلماء كذب ابن حميد.
فقال الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله – في ترجمة أحمد بن رشيد من كتابه " تراجم متأخري الحنابلة " (ص 49) تعليقًا على ماذكره ابن حميد: " هذا بعض ماذكره صاحب السبل الوابلة في ترجمته .. ولا شك أن هذا تحامل من المترجِم، وإلا فصاحب الترجمة قد تبين له صحة دعوة الشيخ، ولذا لم يُجب الباشا إلى طلبه، ولو كان كما ذكر عنه، أنه أظهر الموافقة ظاهرًا، وهو بضد ذلك، لكان يجيبه إلى طلبه، ويكون ذلك أحب ما إليه، ولترك مصانعة الإمام سعود ومن معه، ومداراتهم، ومداهنتهم، كما زعم؛ لأنه لا حاجة تدعو إلى ذلك، وهذا لا يُظن بصاحب الترجمة، بل قد شرح الله صدره للحق، ووافق ظاهرًا وباطنًا، فلهذا ناله ماناله من الأذى في الله، فرحمه الله ورضي عنه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/279)
وقال الدكتور عبدالرحمن العثيمين في تعليقه على " السحب الوابلة " (1/ 130): " قال ابن بشر في عنوان المجد: " وكان الشيخ العالم القاضي أحمد بن رشيد الحنبلي، صاحب المدينة، في الدرعية عند عبدالله، فأمر عليه الباشا، وعُزر بالضرب، وقلعوا جميع أسنانه "، فهل يُعقل بعد هذا أن يبقى مُصانعًا؟! ".
قلت: ومما يؤكد كذب ابن حميد، ماقاله الشيخ البسام في ترجمته في " علماء نجد " (1/ 459): " ولما استولى الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله على المدينة، والشيخ المذكور فيها، فأكرمه الإمام سعود، كعادته في إكرام العلماء، وعينه قاضيًا فيها، فباشر قضاءها بعفة ونزاهة وقوة، وأخذ يُدرس العامة كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ويشرح لهم منها خالص التوحيد، ويُبين لهم عقيدة السلف، وصار له دور كبير في ذلك، حيث كان يُناظر المخالفين ويرد عليهم ".
ومما يؤكد كذب ابن حميد أيضًا: أن الشيخ أحمد بن رشيد لما نقله إبراهيم باشا إلى مصر بعد سقوط الدرعية، عُرضت عليه قبل وفاته بقليل – أي بعد سقوط الدرعية بأكثر من 20 سنة – رحلة النصراني فتح الله الصائغ الحلبي، الذي ادعى أنه زار الدرعية زمن الإمام سعود! فعلق عليها بقوله: " نظر فيها نظر فيها الفقير إلى مولاه العلي، أحمد بن رشيدٍ الحنبلي، فوجد صاحبها لم يصدق في شيء مما أخبر عنه، لا في وصف سعود، ولا كلامه ولا أفعاله، ولا صدق من جهة وصف الدرعية .. ولنا صاحب من أكبر أهل الدرعية، ابن للشيخ الوهابي، موجود الآن تحت سفرية أفندينا الخديوي، اسمه إبراهيم، ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، من المشايخ الركّع العبَّاد العلماء، لماعرضتُ عليه كلام هذا النصراني، رأى مثل ما رأيتُ، وكذَّبَه مثل ما كذبته ". انظر: " رحلة فتح الله الصايغ الحلبي "، تحقيق: الدكتور يوسف شلحد، الملحق (ص 290 – 291).
فقد وصف الشيخَ محمد بن عبدالوهاب بشيخ الإسلام! ولم يخشَ لومة لائم، وليس هو – أثناء مقامه بمصر - في حاجة للمصانعة أو للمداهنة!
توفي ابن رشيد وقد ناهز الثمانين أو جاوزها وهو مُمتع بحواسه، ما عدا ثقلاً قليلاً في سمعه، سنة 1257هـ، في مصر. رحمه الله رحمة واسعة، ووفق مَن نشّأَه قومه أو أهله على المعتقدات الباطلة أن يسير سيره، ويصدع بالحق، ولو خالفهم، ويحذر أن يقول كما قال مَن ذمهم الله: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) .. والله الهادي.
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المقال الرائع وهذا يدل على دقتك وذوقك الرائع وانتخابك للمهمات مما يختص بأئمة الدعوة النجدية ولا زلت على هذا المنهج وفقك الله وجزاك الله خيراً في نشر تراث أئمتنا الذي قل من يعتني به.
وللفائدة الشيخ إبراهيم بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب كان يتعاطى التجارة ولم يشتغل بالعلم، ولايمنع هذا حضوره واستفادته من والده شيخ الإسلام، ولي كتاب يسر الله نشره يختص بتفاضل وتمايز أئمة الدعوة بعضهم عن بعض.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا سليمان.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:48 م]ـ
- بارك الله فيكم شيخنا الكريم، رياض، وجزاكم الله خيرًا. هذا من حُسن ظنكم، وننتظر كتابكم ..
- الأخ الكريم: أباالليث: وجزاكم ربي خيرًا، وأشكر تواصلكم ..
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا سليمان الخراشي
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 09:43 م]ـ
الشيخ الفاضل, سليمان الخراشي, جزاك لله خيراً.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:02 م]ـ
بارك الله فيكم شيخي سليمان
ولا تحرمنا من مثل هذه المشاركات(57/280)
ما المقصود بقول النبي من أتى كاهنا أو عرافا ... فقد كفر؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 10:19 ص]ـ
ما المقصود بقول النبي من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد؟
أو برئت منه ذمة الله ورسوله؟ ما المقصود بالكفر وما هي اقوال العلماء في ذلك بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:58 م]ـ
أريد الرد
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:06 م]ـ
للعلماء تفصيل أخي الكريم في الحديث
راجع شروح كتاب التوحيد وعليك بالقول المفيد
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:03 م]ـ
رقم الفتوى 14231 يختلف حكم من أتى الكهان باختلاف نيته
تاريخ الفتوى: 25 ذو الحجة 1422
السؤال
اذكر حالات سؤال الكاهن مع حكم كل حاله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيختلف حكم من أتى الكاهن أو العراف باختلاف حاله، ويمكن حصره في ثلاث حالات:
الأولى: من أتاه وصدقه في قوله معتقداً علمه بالغيب، فإنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة بلا خلاف، وذلك لإشراكه به مع الله في علم الغيب الذي استأثر به لنفسه، قال سبحانه: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) [النمل:65] ولجحده تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم لهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما من أتاه وصدقه مع اعتقاده أنه لا يعلم الغيب، وأنه يأخذ أخباره من الجن الذين يسترقون السمع، أو من القرين المصاحب للإنسان، فبعض العلماء قال: إنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة، والبعض الآخر قال: كفراً دون كفر، وهو كبيرة من الكبائر.
والثانية: من أتاه لمجرد السؤال ولم يصدقه، فهذا لم يكفر لكنه ارتكب كبيرة من الكبائر، ويحرم ثواب صلاته أربعين يوماً زجراً له على معصيته، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم وأحمد عن بعض أمهات المؤمنين.
الثالثة: من أتاه ليبين للناس كذبه أو لينكر عليه فعله، وهذا مشروع مأجور صاحبه على ذلك، بل قد يكون واجباً عليه إن كان مستطيعاً له، وذلك قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[10 - 09 - 09, 04:08 ص]ـ
بعضهم يضعف زيادة (فصدقه بما يقول) .. وهي في مسند الامام احمد.
يقول وقد خالفت ما في مسلم .. !
ثم كيف يذهب ويسأله ثم يأخذ منه الجواب ويكون غير مصدق له .. ؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 03:16 م]ـ
رقم الفتوى 14231 وأما من أتاه وصدقه مع اعتقاده أنه لا يعلم الغيب، وأنه يأخذ أخباره من الجن الذين يسترقون السمع، أو من القرين المصاحب للإنسان، فبعض العلماء قال: إنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة، والبعض الآخر قال: كفراً دون كفر، وهو كبيرة من الكبائر.
أحسنت يا أخي وهذه نقطة مهمة جدا قل من يتنبه لها وهي (من أتاه ولم يصدقه لعلم الغيب وإنما لأنه يعرف أن شياطين الجن يوحون إليه وأنه أخذ ما يقوله منهم فهذا لا يكفر كفرا أكبر عند بعض أهل العلم .. (والمسألة تحتاج مزيد عناية وهو كلام جيد حيث التفصيل وهاك بعض الأدلة التي توجب علينا التدقيق في المسألة أكثر:
قَالَتْ عَائِشَةُ سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكُهَّانِ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسُوا بِشَيْءٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ
رواه البخاري
فكان كما قال الشيخ من صدقه باعتبار أنه أخذ هذا من الجني لا لعلم الغيب فإنه يعتقد قطعا أنه لايعلم الغيب إلا الله .. فمثل هذا لا يكفر عند بعض أهل العلم وحسبك بهذا دليلا قويا في المسألة.
قال المناوي في فيض القدير:
(من أتى عرافا أو كاهنا) وهو من يخبر عما يحدث أو عن شيء غائب أو عن طالع أحد بسعد أو نحس أو دولة أو محنة أو منحة (فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله على محمد) من الكتاب والسنة وصرح بالعلم تجريدا وأفاد بقوله فصدقه أن الغرض إن سأله معتقدا صدقه فلو فعله استهزاء معتقدا كذبه فلا يلحقه الوعيد ثم إنه لا تعارض بين ذا الخبر وما قبله لأن المراد إن مصدق الكاهن إن اعتقد أنه يعلم الغيب كفر وإن اعتقد أن الجن تلقي إليه ما سمعته من الملائكة وأنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر قال الراغب: العرافة مختصة بالأمور الماضية والكهانة بالحادثة وكان ذلك في العرب كثيرا وآخر من روى عنه الأخبار العجيبة سطيح وسواد بن قارب
(حم ك عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرطهما وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث صحيح ورواه عنه البيهقي في السنن فقال الذهبي: إسناده قوي
والله أعلم (لعل الإخوة يفيدونا أكثر) والحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/281)
ـ[أبو ناصر اليمني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 06:23 م]ـ
الكفر يا أخي حينما يكون تصديقه بأنه يعلم الغيب لأن هذا من خصائص الله وحده فمن صدق بذلك فقد جعل لله شريكاً فيما هو من خصائصه وقد كذب الله ورسوله , كما قال الشيخ السعدي.
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:15 ص]ـ
الغيب غيبان: غيب مطلق ومنه مفاتيح الغيب الخمسة وهذا لا يعلمه الا الله فان صدق السائل الساحر في هذا الغيب فقد كفر كفرا اكبر
وغيب نسبي: وهو ما يكون غيبا بالنسبة لشخص دون الاخر مثلا كأن يذهب السائل للساحر ليخبره عمن سرق منه ماله او مثلا يقول له ماذا يحصل الان في مكان كذا فهذا غيب بالنسبة للسائل والساحر وليس غيبا بالنسبة لمن يوجد في هذا المكان
فان صدقه في هذا فهذا كفر دون كفر
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:52 ص]ـ
الغيب غيبان: غيب مطلق ومنه مفاتيح الغيب الخمسة وهذا لا يعلمه الا الله فان صدق السائل الساحر في هذا الغيب فقد كفر كفرا اكبر
وغيب نسبي: وهو ما يكون غيبا بالنسبة لشخص دون الاخر مثلا كأن يذهب السائل للساحر ليخبره عمن سرق منه ماله او مثلا يقول له ماذا يحصل الان في مكان كذا فهذا غيب بالنسبة للسائل والساحر وليس غيبا بالنسبة لمن يوجد في هذا المكان
فان صدقه في هذا فهذا كفر دون كفر(57/282)
بيان تدليس الرافضي شهيد البغدادي على الفخر الرازي بخصوص نقله عنه اشتراط العصمة لولي الأمر
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل الكثير من الاخوة تابع ما يدور في مناظرات قناة صفا في برنامج -كلمة سواء- والذي يُبَث مباشرة خلال شهر رمضان المبارك لعام 1430هـ، وللفائدة انظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183971)،
وفي حلقة الثلاثاء 11/ 9/1430هـ نقل المناظر الرافضي شهيد البغدادي عن الفخر الرازي رحمه الله أنه يقول في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) أن ولي الأمر المذكور في الآية لا بُدَّ وأن يكون معصوماً، وأطلق الرافضي العبارة هكذا دون تفصيل لينصر مذهبه في عصمة الأئمة،
وللتوضيح: فقد رجعت إلى التفسير الكبير للفخر الرزي رحمه الله وبالتحديد في المجلد العاشر صفحة 144 طبعة دار إحياء التراث العربي فوجدت خبث هذا الرافضي وقَصِّه لعبارة الفخر الرازي عمداً كما سيتضح لكم بعد قليل، وهذا الأمر ليس بغريب على هؤلاء الروافض فالكذب عندهم محمود إذا كان نصرةً للمذهب، ولكم أن تتأملوا الآن كذب ومكر وخبث المناظر الرافضي.
وسأنقل لكم كلام الفخر الرازي كاملاً حتى يتبين لكم الأمر. وما سُطِّرَ باللون الأزرق فهو الكلام الذي اقتصَّه الرافضي حتَّى يؤيد مذهبه. أما ما بقية الكلام والذي سُطِّر باللون الأحمر فهو الكلام الذي حَذفه ولم يأت به لأنه يُبطل مذهبه:
قال الفخر الرازي رحمه الله في التفسير الكبير 10/ 144:
((المسألة الثالثة)) اعلم أن قوله (وأولي الأمر منكم) يدل عندنا على أن إجماع الأمة حجة، والدليل على ذلك أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ومن أمر الله تعالى بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بُدَّ أن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ والخطأ لكونه خطأ منهي عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وأنه محال، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بُدَّ وأن يكون معصوماً، ثم نقول: ذلك المعصوم إمَّا مجموع الأمة أو بعض الأمة، لا جائز أن يكون بعض الأمة، لأنَّا بيَّنا أن الله تعالى أوجب طاعة أولي الأمر في هذه الآية قطعاً، وإيجاب طاعتهم قطعاً مشروط بكوننا عارفين بهم قادرين على الوصول إليهم والاستفادة منهم، ونحن نعلم بالضرورة أنّا في زماننا هذا عاجزون عن معرفة الإمام المعصوم، عاجزون عن الوصول إليهم، عاجزون عن استفادة الدين والعلم منهم، وإذا كان الأمر كذلك علمنا أن المعصوم الذي أمر الله المؤمنين بطاعته ليس بعضاً من أبعاض الأمة، ولا طائف من طوائفهم. ولمَّا بطل هذا وجب أن يكون ذلك المعصوم الذي هو المراد بقوله (وأولي الأمر) أهل الحل والعقد من الأمة، وذلك يوجب القطع بأن إجماع الأمة حجة.
ثم نقل الفخر الرازي وجوهاً أخرى لأهل السنة في تفسير الآية ........... إلى أن قال:
((ورابعها: نُقِلَ عن الروافض أن المراد به الأئمة المعصومون، ولمَّا كانت أقوال الأمة في تفسير هذه الآية محصورة في هذه الوجوه، وكان القول الذي نصرتموه خارجاً عنها كان ذلك بإجماع الأمة باطلاً))
وقال في الصفحة 146 - وهذا هو النص الذي ذكره الشيخ عدنان عرعور-: ((وأما حمل الآية على الأئمة المعصومين على ما تقوله الروافض ففي غاية البعد لوجوه:
أحدها: ما ذكرناه أن طاعتهم مشروطة بمعرفتهم وقدرة الوصول إليهم، فلو أوجب علينا طاعتهم قبل معرفتهم كان هذا تكليف ما لايطاق، ولو أوجب علينا طاعتهم إذا صرنا عارفين بهم وبمذاهبهم صار هذا الإيجاب مشروطاً، وظاهر قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) يقتضي الإطلاق، وأيضاً ففي الآية ما يدفع هذا الإحتمال، لأن لله تعالى أمر بطاعة الرسول وطاعة أولي الأمر في لفظة واحدة، وهو قوله (وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) واللفظة الواحدة لا يجوز أن تكون مطلقة ومشروطة معاً، فلما كانت هذه اللفظة مطلقة في حق الرسول وجب أن تكون مطلقة في حق أولي الأمر.
الثاني: أنه تعالى أمر بطاعة أولي الأمر، وأولو الأمر جمع، وعندهم لا يكون في الزمان إلا إمام واحد، وحمل الجمع على الفرد خلاف الظاهر.
وثالثها: أنه قال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) ولو كان المراد بأولي الأمر الإمام المعصوم لوجب أن يقال: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الإمام، فثبت أن الحق تفسير الآية بما ذكرناه)) انتهى كلامه رحمه الله.
فتأملوا أيها الأكارم كذب وتدليس ذلك الرافضي على أهل السنة موهماً لهم أن الفخر الرازي يقول بأن ولي الأمر لا بد وأن يكون شخصاً معصوماً، وهذا القول هو القول الذي أبطله الرازي وردَّه وردَّ على أصحابه، فالحمد لله على نعمة السنة.
((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/283)
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:04 م]ـ
الحمدلله فقد كشف كذبه الشيخ عدنان العرعور - حفظه الله - قبل انتهاء الحلقة , ولا أدري ما ذا سيقول اليوم إن شارك في البرنامج , أظنه سيكذب , لأن الكذب على المخالف في دين الرافضة جائز , إن لم يكن مطلوبًا.
من أول ما نقل كلام الفخر الرازي عَلِمتُ أن i كذَّاب.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:05 ص]ـ
صدقت أخي الحنبلي
بارك الله فيك.(57/284)
مهم في مجال النصرانيات
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 10:05 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،
فللمهتمين بمجال دعوة النصارى والرد عليهم والتدليل على فساد عقائدهم من كتبهم عن طريق الدرس الأكاديمي لتلك المسائل ويحتاجون مساعدة من ذوي الخبرة فى ذلك من إخواننا المتخصصين في ذلك المجال، طلب مني بعض الإخوة الفضلاء في ذلك المجال نشر ذلك.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
_من يريد منهج في تعلم النصرانية
_ من يريد اي مرجع أجنبي او عربي متعلق بدراسة النصرانية
_من عرف حالة متنصرة أو شخص يريد التعرف علي دين الله.
يتواصل معي علي هذه الايميل
Sohib_alromy@yahoo.com
وذلك الأخ ـ لا نزكيه على الله ـ من المعروفين في ذلك المجال، وعلى اعتقاد أهل السنة والجماعة، وله خبرة طويلة في ذلك الأمر هو وإخوانه، فمن أراد الإفادة منه فهو يستعد لبذل ذلك.
أرجو التثبيت للأهمية.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 09 - 09, 11:45 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ولله الحمد في الساحة (البالتوكية) الكثير ممن يرد على النصارى
ولكن المعروف أن أفضل من يرد على النصارى هناك هما:
الشيخ: أبو عبد الرحمن 80.
الشيخ: منقذ السقار.
ومناظراتهما مبثوثة في المنتديات المتخصصة في دعوة النصارى فجزاهم المولى خير الجزاء.
فمن كان يعرف بريدهما الإلكتروني فليفدنا جزاه الله خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:18 ص]ـ
الحمد لله وبعد
فليس فقط أفضل من يرد على النصارى هناك صديقنا الدكتور عبدالله الرشيدي (أبو عبد الرحمن) و الدكتور منقذ السقار، فذلك لا يعطي تصورا صحيحا، وأقل ما فيه أنا أباعبد الرحمن لم يدخل منذ أكثر من سنة!!
ثم إن الأخ المذكور ليس معنيا بالرد على الإسلاميات أصلا، بل هو وزملاؤه ـ الدكتور أنتي والتاعب ومعاذ ونحوهم ـ معروفون مبرزون في المسيحيات وعلم النقد النصي وعلم المخطوطات واللاهوت المقارن والدفاعي والطقسي والأبائيات والمراجع الأصلية والأجنبية، ولا مبارز لهم في ذلك الصدد، من أجل ذلك مست الحاجة للاستفادة من جهودهم.
والله ولي التوفيق!
ـ[أبو سهل الزياتي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 03:21 ص]ـ
لا تنسوا أخونا الفاضل وسام عبد الله المصري المقيم في أمريكيا، والمعروف بمناظراته على النصارى، وخاصة في غرفة muslim christian dialouge.(57/285)
أفيدوني عن جواز هذا الدعاء.
ـ[سمير علي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم
الاخوة الأكارم وجدت في عمدة الفقه لابن قدامة - باب آداب المشي للصلاة هذا الدعاء:
(اللهم إني أسألك بـ 1 - حق السائلين عليك وبـ 2 - حق ممشاي هذا .. الخ ..
سؤالي ليس عن صحة هذا الحديث أو ضعفه , إنما أريد أن أعرف الحكم الشرعي في هذا الدعاء
بحثت فوجدتُ جواباً شافياً من الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الشق الأول ألا وهو:
1 - بحق السائلين عليك , يقول رحمه الله:
وأما ما جاء في السؤال "أسألك بحق السائلين عليك" فالسائل يسأل هل للسائلين حق؟
الجواب: نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} [سورة البقرة: الآية 186]. وكذلك فإن الله يقول إذا نزل إلى السماء الدنيا:"من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه" فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله عز وجل والتوسل إلى الله بفعله لا بأس به.
انتهى كلامه
وبقي الشق الثاني:
2 - بحق ممشاي هذا , هل يجوز هذا القول؟؟
ـ[أبوعبدالله محمد عبد الله]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:48 ص]ـ
سنن ابن ماجه - كتاب المساجد والجماعات
باب المشي إلى الصلاة - حديث: 776
حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري قال: حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا، ولا بطرا، ولا رياء، ولا سمعة، وخرجت اتقاء، سخطك، وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه، واستغفر له سبعون ألف ملك " *
الفضل بن الموفق بن أبي المتئد الثقفي أبو الجهم الكوفي ابن خال سفيان بن عيينة ويقال ابن عمته.
الذهبي في الكاشف: ضعفه أبو حاتم.
إبن حجر في التقريب: فيه ضعف.
أبو حاتم الرازي: كان شيخًا صالحًا، ضعيف الحديث.
فضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي ويقال: الرؤاسي أبو عبد الرحمن الكوفي مولى بني عنزة.
إبن حجر في التقريب: صدوق يهم ورمي بالتشيع.
النسائي: ضعيف.
أبو حاتم الرازي: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: صدوق، صالح الحديث، يهم كثيرًا، يكتب حديثه. قلت: يحتج به؟ قال: لا.
عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي أبو الحسن الكوفي.
إبن حجر في التقريب: صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا.
الذهبي في الكاشف: ضعفوه.
النسائي: ضعيف.
ضعيف
الضعيفة (24)، التعليق الرغيب (1/ 131)، التوسل أنواعه وأحكامه (93 - 99)، تمام المنة
ـ[أبوعبدالله محمد عبد الله]ــــــــ[04 - 09 - 09, 09:13 ص]ـ
وهذا لشيخ سفر الحوالي حفظه الله قال: {أسألك بحق ممشاي هذا وبحق السائلين} وقد بينا أن هذا الحديث لا يحتج به ولا يثبت بحال من الأحوال، وعلى تقدير ثبوته فإنه لا وجه فيه للاستشهاد، لأن قوله: (بحق ممشاي وبحق السائلين) يدخل في عمل العبد نفسه، وأنه عمل المشي، وهو من جملة السائلين فهذا لا يدخل ولا يصلح دليلاً لما يستدلون به عَلَى جواز أن يقول الإِنسَان: أسألك بحق فلان؛ لأن كون الإِنسَان من جملة المجاهدين أو الحاجين أو المصلين، ويسأل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بذلك، هذا أقرب إِلَى أن يكون التوسل مباحاً؛ لأنه هو الذي عمل هذه الطاعة فهو يرجع في الحقيقة إِلَى النوع الثالث المباح الذي سوف نبينه إن شاء الله، وهو أن يسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالعمل الصالح، أو باتباع النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومحبته، وهذا لا خلاف في جوازه، بل هذا هو كل العبادة وهذه حقيقة العبادة، وهي ابتغاء الوسيلة إِلَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
ـ[فيصل الصاعدي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 09:43 ص]ـ
(ما للعباد عليه حق واجب ... كلا ولا سعي لديه ضائع)
(إن عذبوا فبعدله أو نعموا ... فبفضله وهو الكريم السامع)
قال السيوطي في شرح سنن ابن ماجة:
بحق السائلين الخ اعلم انه لا حق لأحد في الحقيقة على الله تعالى ولا يجب عليه شيء عند أهل السنة وإنما هو رأي المعتزلة ألا ان له معنيين أحدهما اللزوم والثاني الالتزام فالأول كما قلنا والثاني تفضل منه واحسان حيث التزم لنا بأعمالنا ما لسنا أهلا لذلك فهو الجواد والمنعم يفضل على عباده بما يشاء فهذا المعنى ورد في الأحاديث فافهم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
ال ابن تيمية: (وهذا الحديث هو من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد وهو ضعيف بإجماع أهل العلم وقد روي من طريق آخر. وهو ضعيف أيضا ولفظه لا حجة فيه فإن حق السائلين عليه أن يجيبهم وحق العابدين أن يثيبهم وهو حق أحقه الله تعالى على نفسه الكريمة بوعده الصادق باتفاق أهل العلم.
وقال بعضهم:
على فرض صحة الحديث فإنه لا يؤيد مدعاهم، ذلك أنه توسل بحق السائلين وبحق ممشاه إلى المسجد وهو حق العابدين وحق السائلين أن يجيبهم، وحق العابدين أن يثيبهم، وهما مما جعله على نفسه حقا تكرما وفضلا، قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (1) وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (3)
وفي الصحيح من حديث معاذ: («حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقهم على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم» (4)) فيكون السائل- هنا- قد توسل بالإجابة، والإثابة التي هي من صفات الله الفعلية والتوسل بأسماء الله وصفاته مشروع قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (5)
__________
(1) سورة الروم الآية 47
(2) سورة غافر الآية 60
(3) سورة الزلزلة الآية 7
(4) صحيح البخاري الاستئذان (6267)، صحيح مسلم الإيمان (30)، سنن الترمذي الإيمان (2643)، سنن ابن ماجه الزهد (4296)، مسند أحمد (5/ 242).
(5) سورة الأعراف الآية 180
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/286)
ـ[سمير علي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 05:21 م]ـ
أخواي:
أبوعبدالله محمد عبد الله
فيصل الصاعدي
أفادكم الله وزادكم علماً , فهمت من كلام الشيخ سفر أنه جائز.
وفقكم الله.(57/287)
بعض الفوائد المستفادة من شرح الشيخ العلوان من شرحه للواسطية
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:20 ص]ـ
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif قال الشيخ: الاسماء والصفات وردت في النصوص الشرعية ,, لاكما يقول ابن حجر ان الاسماء وردت دون الصفات ,,.
بل الصفات وردت في الصحيحين وفي مصنف عبدالرزاق. كلامه ايضا
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif قال الشيخ عند شرحه لكلام شيخ الاسلام ,, ((ولهذا كان من قرأَ هذه الآية في ليلة ٍ , لم يزل عليه من الله حافظ ٌ, ولايقربه شيطان حتى يصبحَ.)).
والحديث الوارد في فضلها أي آية الكرسي الذي من قرأها دبر كل صلاة ... صحيح رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.
وكلام الامام ابن تيمية ((ولهذا كان من قرأَ هذه الآية في ليلة ٍ , لم يزل عليه من الله حافظ ٌ, ولايقربه شيطان حتى يصبحَ ,, قال الشيخ رواه البخاري معلقاً ووصله الامام النسائي باسناد صحيح ..
قاعدة
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif أجمع أهل السنة والجماعة على أن باب الاسماء والصفات باب توقيفي.
أي لايجوز أثبات أسم أو صفة من غير الكتاب والسنة.
قال الشيخ عند قوله تعالى ((وهو الحكيم الخبير * ; مايلج في الارض .... )).
وقوله ((وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو ويعلم مافي البر والبحر .... )).
وقوله ((وماتحمل من أنثى ولاتضع الا بعلمه .... )).
قال الشيخ: أراد المؤلف أن يثبت صفة العلم لله. وهنا حصل التوافق بين أهل السنة والاشاعرة في أثبات صفة العلم , ولكن أثبات الاشاعرة ليس كأثبات أهل السنة في هذه الصفة وفي غيرها من الصفات.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة:
الشر مخلوق باجماع أهل السنة والجماعة ,, ولايدخل في أسماء الله وصفاته.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة أخرى:
تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام أمر أجتهادي أخذ من الكتاب والسنة ,, الاكثرون من العلماء يجعلونه ثلاثة أقسام وذهب ابن تيمية وابن القيم وجماعة من أهل العلم إلى أنه قسمان.
قال الشيخ عند شرح قوله تعالى ((كتب على نفسه الرحمة))
كتب بمعنى أوجب. وخالفت المعتزلة فقالت: أن هذا واجب أوجبه المخلوق على الله.
ومنهم من قال ان الله لايوجب على نفسه شيء وهذا ضلال ومخالف للقرآن.
وأهل السنة يقولون هذا واجب أوجبه الله على نفسه على سبيل الانعام والتفضل ولايوجب عليه المخلوق.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة:
أهل السنة والجماعة يقولون الله قد يخلف وعيده ولايخلف وعده لان اخلاف الوعيد صفة كمال.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة أخرى:
الدهر ليس إسما من أسماء الله وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة وخالف في هذا الإمام ابن حزم.
قال الشيخ عند قوله تعالى ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو ياتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك ... )).
هذا فيه إثبات المجيء لله وهذه من الصفات الفعلية الاختيارية وهل السنة بذلك ,, وخالف في ذلك الجهمية والاشاعرة وغيرهم ويقولون عن المجيء مجاز ,, والجواب عنهم من وجوه:
1 - الاصل في الكلام الحقيقة دون المجاز.
2 -
3 -
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif تنبيه: الشيخ أجاب بعدة اجوبة لكن لم اقيدها كلها.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة ثالثة:
ليس في القرآن مجاز وما وجود في القرآن إنما هو كلام عربي والاسلوب له أكثر من معنى وحينما وحينما يكون اللفظ له أكثر من معنى لايسمى مجاز. ومن قال من أهل السنة بالمجاز في القرآن لايقولون في الاسماء والصفات لان المجاز لايمكن نفيه ,, أو ماكان غير ليس بحقيقة ,, والاسماء والصفات حقيقة ألفاظها ومعانيها.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif تفسير الجلالين على مذهب الاشاعرة في باب الاسماء والصفات
قال الشارح عند قوله تعالى ((إنهم يكيدون كيداً (15) وأكيدُ كيداً)).
قال: وأهل السنة يثبتون صفة الكيد على وجه المقابلة والمجازاة.
http://majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فائدة:
كل مافي القرآن قاتلهم بمعنى لعنهم.
قال الشارح عند قوله تعالى ((الرحمن على العرش استوى)).
قال الشيخ الجواب على من قال ان استوى بمعنى استولى:
1 - انه خلاف كتاب الله وسنة رسوله.
2 - انه خلاف ماتعرفه العرب في لغتها.
3 - انه خلاف ما اتفق عليه الصحابة والتابعون المتبوعون.
4 - انه باطل شرعا وعقلا ,, أما بطلانه شرعا فيه ابهام بان الله ليس على كل شيء قدير ويوهم ان الاستيلاء بعد المغالبة ,, اما عقلا ان الله ذكر الاستواء في سبعة مواضع ولم يذكر الاستيلاء فمحال ان يكون المذكور غير مراد.
والشيء الاخر: لو كان هذا المعنى لسارع الى هذا احد الصحابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/288)
ـ[فهدالحارثي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خير على جهدك الطيب والفوائد وبارك الله فيك ,,,,
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:02 ص]ـ
جزاك ربي خير الجزاء ...
حبيبنا أبوحاتم ... سبحان الله ... كنت أريد أن أكتب الفوائد من شرح الشيخ على العقيدة الواسطية .. وفتحت موضوعك فقلت سبحان الله .... ربي وفقك إليها .. أسأل الله أن يوفقك في الدنيا والآخرة .. ولعلي إذا اَذِنت لي أن أضع بعض الفوائد التي قيّدتها خلال الشرح .. هنا في موضوعك ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:07 ص]ـ
لعلي أيضاً سأكمل ما فاتك من الفوائد ... وفقك ربي ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً
قلت:
" ومن قال من أهل السنة بالمجاز في القرآن لايقولون في الاسماء والصفات لان المجاز لايمكن نفيه "
أليس الصواب:
" ومن قال من أهل السنة بالمجاز في القرآن لايقولون في الاسماء والصفات لان المجاز يمكن نفيه "
؟؟(57/289)
في شبهة حصر القبوري النهي عن اتخاذ القبر مسجدًا بالصلاة عليه أو إليه
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ في شبهة حصر القبوري النهي عن اتخاذ القبر مسجدًا بالصلاة عليه أو إليه ‘‘
بقلم: الشيخ د. محمد علي فركوس - حفظه الله -
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
ففي معرض فقه معنى «اتخاذ القبور مساجد» أراد القبوري ?هداه الله? أن يحصره في الصلاة على القبور بمعنى السجود عليها، وكذا في استقبالها بالصلاة والدعاء، مستندًا إلى أنّ فهم العلماء لأحاديث النهي محصورة في هذين المعنيين، وأخرج بذلك المسجد الذي به ضريح، وقصد الصلاة فيه من معنى اتخاذ القبر مسجدًا، ثمّ ناقض كلامه في الأخير عند بيانه لحكم العلماء الفحول من أصحاب المذاهب الأربعة على الصلاة في مسجد فيه ضريح، حيث يقول ?هداه الله? ما نصُّه:
[واتخاذ القبر مسجدًا الذي ورد فيه النهي عن النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم؛ ليس هو ما ذكرنا من بناء المسجد بجوار ضريح مُتَّصل به أو منفصل عنه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» (1 - أخرجه البخاري في «صحيحه» (1/ 446)، ومسلم في «صحيحه»: (1/ 376) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1')/))، وفي رواية لمسلم بلفظ: «قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» (2 - أخرجه مسلم في «صحيحه»: (1/ 377) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')/)). بزيادة: «وصالحيهم».
فعلماء الأُمَّة لم يفهموا من هذا الحديث أنَّ المقصود النهي عن اتصال المسجد بضريح نبي أو صالح، وإنما فسروا اتخاذ القبر مسجدًا التفسير الصحيح، وهو أن يُجعل القبر نفسه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له، كما فعل اليهود والنصارى؛ حيث قال تعالى: ?اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ? [التوبة: 31]، فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن، أو جعل القبر قِبلَةً دون القبلة المشروعة، كما يفعل أهل الكتاب؛ حيث يتوجَّهون بالصلاة إلى قبور أحبارهم ورهبانهم، فتلك الصور هي التي فهمها علماء الأُمَّة من النهي عن اتخاذ القبور مساجد.
فكان ينبغي على المسلمين أن يعرفوا الصورة المنهي عنها، لا أن ينظروا إلى ما فعله المسلمون في مساجدهم، ثمَّ يقولون: إنَّ الحديث ورد في المسلمين، فهذا فعل الخوارج والعياذ بالله، كما قال ابن عمر رضي الله عنه ذهبوا إلى آيات نزلت في المشركين، فجعلوها في المسلمين. فليست هناك كنيسة للنصارىولا معبد لليهود على هيئة مساجد المسلمين التي بها أضرحة، والتي يصرُّ بعضهم أنَّ الحديث جاء في هذه الصورة.
ولكن العلماء فهموا المراد بنظر ثاقبٍ وهو ما اتضح في شروحهم لهذه الأحاديث، فها هو الشيخ السندي يقول بشأن هذا الحديث: «ومراده بذلك أن يحذِّر أُمَّته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم من اتخاذهم تلك القبور مساجد، إمَّا بالسجود إليها تعظيمًا أو بجعلها قِبلةً، يتوجَّهون في الصلاة نحوها، قيل: ومجرَّد اتخاذ مسجد في جوار صالح تبرُّكًا غير ممنوع (3 - «حاشية السندي»: (2/ 41) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')/))».
وقد نقل العلاَّمة ابن حجر العسقلاني وغيرُه من شُرَّاح السُّنن قول البيضاوي؛ حيث قال: «قال البيضاوي: لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء؛ تعظيمًا لشأنهم، ويجعلونها قِبلة، ويتوجَّهون في الصلاة نحوها فاتخذوها أوثانًا، لَعَنَهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك، ونهاهم عنه، أمَّا من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصول أثر من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له، والتوجُّه فلا حرج عليه، ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟ ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي بصلاته، والنهي عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/290)
الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة. انتهى» (4 - «فتح الباري»: (1/ 524)، و «شرح الزرقاني»: (4/ 290)، و «فيض القدير»: (4/ 466) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_4')/)).
وقد نقل كذلك المباركفوري في شرحه لجامع الإمام الترمذي قول التوربشتي فقال: «قال التوربشتي هو مخرج على الوجهين: أحدهما: كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. وثانيهما: أنهم كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله؛ نظرًا منهم أنَّ ذلك الصنيع أعظم موقعًا عند الله لاشتماله على الأمرين» (5 - «تحفة الأحوذي» للمباركفوري: (2/ 226) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')/)).
وممَّا سبق يتبيَّن أنَّ حكم الصلاة بالمسجد الذي به ضريح يكون، إذا كان القبر في مكان مُنعزِل عن المسجد، أي: لا يصلى فيه، فالصلاة في المسجد الذي يجاوره صحيحة، ولا حرمة ولا كراهة فيها، أمَّا إذا كان القبر في داخل المسجد، فإنَّ الصلاة باطلة ومحرَّمة على مذهب أحمد بن حنبل، جائزة وصحيحة عند الأئمة الثلاثة، غاية الأمر أنهم قالوا: يكره أن يكون القبر أمام المصلى؛ لما فيه من التشبه بالصلاة إليه، والله تعالى أعلى وأعلم].
فالجواب على القبوري ?هداه الله? بحصره النهي عن اتخاذ القبر مسجدًا بالصلاة عليه وإليه فقط ما يلي:
1? تفسير ورود الصورة المنهي عنها في حديث لعن اليهود والنصارى في اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد على من يجعل القبر نفسه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له، أو جعل القبر قبلة دون القبلة المشروعة تفسير لا شك في صحته، وللمعنيين شواهد لأحاديث عدة ثابتة عن النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لم يُعرِّج عليها القبوري ?هداه الله? وسأورد بعضًا منها على الوجه التالي:
? أمَّا المعنى الأول من معاني اتخاذ القبر مسجدًا والسجود لها فإنه يشهد لهذا المعنى:
• قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى قَبْرِ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى قَبْرِ» (6 - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (11/ 376)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (3/ 13) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_6')/)).
• « نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْنَى عَلَى القُبُورِ، أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا، أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا» (7 - أخرجه أبو يعلى في «مسنده»: (2/ 297)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/ 191): «رجاله ثقات»، وصححه الألباني في «تحذير الساجد»: (29) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_7')/)).
• « نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ إِلَى القُبُورِ» (8 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه»: (6/ 93)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (6893) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_8')/)).
- أمَّا المعنى الثاني من معاني الاتخاذ: وهو السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء فيشهد له النهي الصريح في قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَجْلِسُوا عَلَى القُبُورِ، وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا» (9 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (972)، والنسائي كتاب «القبلة»: (760)، وأحمد: (4/ 135)، من حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_9')/))، ويؤيِّده فهم الصحابة رضي الله عنهم، فقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كُنْتُ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْ قَبْرٍ فَرَآنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «القَبْر، القَبْر»، فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ وَأَنَا أَحْسَبُهُ يَقُولُ: القَمَرَ» (10 - أخرجه البخاري تعليقا: كتاب «الصلاة»، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد: (1/ 111)، قال ابن حجر في «فتح الباري» (1/ 659): «رويناه موصولا في كتاب الصلاة لأبي نعيم شيخ البخاري ... وله طرق أخرى بينتها في «تعليق التعليق»» ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_10')/))، وعند عبد الرزاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/291)
بزيادة: «إِنَّمَا أَقُول القَبْرَ، لاَ تُصَلِّ إِلَيْهِ» (11 - «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني: (1/ 404)، والأثر صححه الألباني في: «تحذير الساجد»: (35) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_11')/)).
فهذا المعنى والذي قبله استدلّ لهما القبوري ?هداه الله? بكلام السِّندي والبيضاوي وما نقله المباركفوري عن قول التوربتشي، فهما صحيحان بلا شكّ لدلالة النصوص الحديثية والآثار عليهما لكنهما لا يمثلان ?في حقيقة الأمر? سوى مفهومين لمعنى اتخاذ القبور مساجد، ومفهومه أوسع من ذلك، قال الصنعاني ?رحمه الله?: «واتخاذ القبور مساجد أعمُّ من أن يكون بمعنى الصلاة إليها أو بمعنى الصلاة عليها» (12 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 317 - 318) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_12')/))، وقال ?أيضًا?: «والمراد من الاتخاذ أعمّ من أن يكون ابتداعًا أو اتباعًا فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت» (13 - نفس المصدر السابق ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_13')/)).
قلت: بل إنَّ الأحاديث الصحيحة المتقدِّمة المتضمِّنة للوعيد الشديد تشمل ?باللزوم? معنى ثالثًا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وهو البناء عليها، ووجه اللزوم من السجود إليها بناء المساجد عليها على غرار ما يلزم من بناء المساجد عليها السجود إليها، ذلك لأنّ الشارع «إذا أمر ببناء المساجد فهو يأمر ?ضمنًا? بالصلاة فيها؛ لأنها هي المقصودة بالبناء، وكذلك إذا نهى عن بناء المساجد على القبور، فهو ينهى ?ضمنًا? عن الصلاة فيها؛ لأنها هي المقصودة بالبناء أيضًا، وهذا بيِّن لا يخفى على العاقل» (14 - «تحذير الساجد» للألباني: (43) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_14')/))، وقد بيَّنه المناوي ?رحمه الله? في معرض شرحه للحديث حيث قال: «أي: اتخذوها جهة قبلتهم مع اعتقادهم الباطل، وإن اتخاذها مساجد لازم، لاتخاذ المساجد عليها كعكسه، وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم» (15 - «فيض القدير» للمناوي: (4/ 466) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_15')/))، هذا، وقد ترجم الإمام البخاري ?رحمه الله? لمعنى هذا الحديث بقوله: «باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور» (16 - «صحيح البخاري» بشرح فتح الباري: (3/ 200) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_16')/))، قال ابن حجر ?رحمه الله?: «قال الكرماني: مفاد الحديث منع اتخاد القبر مسجدًا، ومدلول الترجمة اتخاذ المسجد على القبر، ومفهومهما متغاير، ويجاب بأنهما متلازمان وإن تغاير المفهوم» (17 - «فتح الباري» لابن حجر: (3/ 201) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_17')/)).
وبناءً على تفسيره لمعنى اتخاذ القبر مسجدًا أن يجعل القبر مكانًا للسجود فإنه ?فضلاً عن شموله لبناء المسجد عليه بطريق اللزوم كما تقدَّم من أقوال أهل العلم? فقد صحَّ ?عن طريق النقل? ما يثبت النهي الصريح لبناء المساجد على القبور بالنصوص الحديثية التالية:
أولاً: قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (18 - أخرجه البخاري كتاب «المساجد»، باب الصلاة في البيعة: (1/ 112)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239) رقم: (528)، من حديث عائشة رضي الله عنها ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_18')/))، والحديث صريح بأنَّ من أسباب كونهم شرار الخلق بناء المساجد على قبور الصالحين، قال ابن رجب ?رحمه الله?: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين» (19 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_19')/))، وهذا المعنى الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها بقولها: «فَلَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» (20 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/292)
( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')/))، أي: لولا مخافة الوقوع في اللعن الذي استحقَّه اليهود والنصارى بسبب اتخاذهم القبور مساجد لجعل قبره صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أرضٍ بارزةٍ ظاهرةٍ مكشوفةٍ، فإنَّ الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا، وكُلُّ موضع يُصلَّى فيه يُسمَّى مسجدًا كما قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» (21 - أخرجه البخاري كتاب «التيمم»، باب التيمم: (1/ 87)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 236)، رقم: (521)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_21')/)).
ثانيًا: قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ زَائِرَاتِ القُبُورِ، المُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (22 - أخرجه أبو داود كتاب «الجنائز»، باب في زيارة النساء القبور: (3236)، والترمذي كتاب «الصلاة»، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا: (320)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_22')/))، قال ابن تيمية ?رحمه الله?: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» (23 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_23')/)).
ثالثًا: «نَهْيُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ» (24 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 430)، رقم: (970)، وأبو داود كتاب «الجنائز»، باب في البناء على القبر: (3225)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_24')/))، والحديث دلَّ على أنَّ البناء على القبر مُنهَى عنه مطلقًا يسيرًا كان أو كثيرًا، بل الكثير والكبير أحرى بالنهي من طريق فحوى الخطاب؛ لأنَّ البناء اليسير على القبر منهى عنه كالقبة مثلاً فيدخل في النهي عن بناء الكبير كالمسجد دخولاً أولويًّا.
ولهذا لا يجتمع في دين الإسلام قبر ومسجد مُطلقًا، ولا فرق ?في المحذور? بين بناء المسجد على القبر أو إدخال القبر في المسجد، وضمن هذا المنظور السُّنِّي يقول ابن القيم ?رحمه الله? «فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيُّهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق، فلو وضعَا معًا لم يجز، ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز، ولا تصحُّ الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن ذلك، ولعنه من اتخذ القبر مسجدًا أو أوقد عليه سراجًا، فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه، وغربته بين الناس كما ترى» (25 - «زاد المعاد» لابن القيم: (3/ 572) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_25')/))، ونقل المناوي عن الحافظ العراقي في هذا المعنى بقوله: «قال الزين العراقي: والظاهر أنه لا فرق، فلو بنى مسجدًا بقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط أن يدفن فيه لم يَصِحَّ الشرطُ لمخالفته لمقتضى وقفه مسجدًا» (26 - «فيض القدير» للمناوي: (5/ 274) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_26')/)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/293)
هذا، وأمَّا ما استظهر به القبوري ?هداه الله? من كلام البيضاوي بقوله: «أمَّا من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صَلَّى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه، ووصل أثر من آثار عبادته إليه، لا التعظيم له والتوجه فلا حرج عليه، ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟ ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرَّى المصلي بصلاته، والنهي عن الصلاة في المقابر مختصٌّ بالمنبوشة لما فيها من النجاسة».
فجوابه من ثلاث جهات:
الأولى: أنَّ تقرير الجواز مخالف لعموم الأدلة الناهية عن الصلاة في المقبرة وما يلحق بها من المساجد المبنية على القبور، قال الألوسي: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها، وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطل عاطل فاسد كاسد» (27 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_27')/))، ثمَّ استدلَّ على ذلك بالأخبار الصحيحة والآثار الصريحة على فساد هذا المعتقد.
الثانية: أنَّ تعليل النهي عن الصلاة في المقابر بالنجاسة الحِسِّية غير ظاهر مع أنَّ المؤمن لا ينجس حيًّا أو ميّتًا، كما ثبت في الحديث (28 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنس منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: «سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ المسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ». أخرجه البخاري: (1/ 75)، ومسلم: (1/ 175). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «المسْلِمُ لاَ يَنْجُسُ حَيًّا وَلاَ مَيِّتًا» أخرجه البخاري معلقا: (1/ 300)، ووصله ابن أبي شيبة: (2/ 469) انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (1/ 33) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_28')/))، وإنما ورد النهي سدًّا للذريعة خشية أن يُعبَدَ فيها المقبور لقرينة خبر: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» (29 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_29')/))، فكان النهيُ لأجل نجاسة الشِّرك اللاحقة بمن عصاه، وهي نجاسة معنوية، قال الصنعاني ?رحمه الله? متعقِّبًا على البيضاوي «قوله: «لا لتعظيم له»، يقال: قصد التبرك به تعظيم له، ثمّ أحاديث النهي مطلقة ولا دليل على التعليل بما ذكر، والظاهر أنّ العلة سدّ الذريعة والبعد عن التشبُّه بعبدة الأوثان، الذين يعظِّمون الجمادات التي لا تنفع ولا تضرُّ، ولما في إنفاق المال في ذلك من العبث والتبذير الخالي عن النفع بالكلية؛ ولأنه سبب لإيقاد السرج عليها الملعون فاعله، ومفاسد ما يبنى على القبور من المشاهد والقباب لا تحصر» (30 - «سبل السلام» للصنعاني: (1/ 318) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_30')/)).
وقال ابن القيم ?رحمه الله?: «وبالجملة: فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهي بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم»، ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلَّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله، فإنَّ هذا وأمثاله من النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه شرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه» (31 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_31')/)).
- أمَّا قول البيضاوي: «ألا ترى أنَّ مدفن إسماعيل في المسجد الحرام ثمَّ الحطيم؟».
• فجوابه من جهة عدم التسليم بصحة الدعوى أولاً، ثمَّ من جهة التسليم ?جدلاً? بصحَّتها ثانيًا على ما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/294)
الجهة الأولى: إنَّ دعوى وجود قبر إسماعيل عليه السلام أو غيره من الأنبياء الكرام مدفونين في المسجد الحرام تحتاج إلى نقلٍ صحيحٍ مؤيّدٍ يصح الاستدلال به، وهو مفتقر إليه لعدم ثبوت أي خبر مرفوع في الدواوين المعروفة، قال الألباني ?رحمه الله?: «وذلك من أعظم علامات كون الحديث ضعيفًا بل موضوعًا عند بعض المحقِّقين، وغاية ما روي في ذلك آثار معضلات، بأسانيد واهيات موقوفات، أخرجها الأزرقي في «أخبار مكة»، فلا يلتفت إليها وإن ساقها بعض المبتدعة مساق المسلمات» (32 - «تحذير الساجد» للألباني: (109 - 110) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_32')/)).
الجهة الثانية: وعلى فرض بصحة الآثار ووجود قبور الأنبياء الكرام فإن العبرة في هذه المسألة بالقبور المشرفة والمرتفعة بأن يبنى عليها أو تشرف بكبر الأعلام التي توضع عليها وهي «النصب» أو «النصائب» أو تشرف بالتلوين أو برفع تراب القبر عما حوله فيكون بيِّنًا ظاهرًا كما هو حال الأضرحة والقباب؛ لأنّ القبور المشرفة يزداد الغلو فيها وتقع مفاسد الشركيات والوثنيات عندها وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي الهيَّاج قال: قال لي عليٌّ: «أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» (33 - أخرجه مسلم كتاب «الجنائز»: (1/ 429) رقم: (969)، وأحمد: (1/ 96)، من حديث علي رضي الله عنه ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_33')/)).
وعليه فلا يصح الاستدلال بهذه الآثار على جواز اتخاذ المساجد على القبور –ولو كانت حقيقية? لاندراسها وخفائها وعدم ظهورها، إذ المعلوم ضرورة أن الأرض كلها مقبرة الأحياء كما قال تعالى: ?أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا? [المرسلات: 25، 26]، وإذا افترقت الصورتان في معنى الظهور والبروز والإشراف فلا مجال للتسوية بينهما أو نفي الفارق عنهما.
وقد ورد هذا المعنى في جواب علي القاري ?رحمه الله? على من ذكر أن صورة قبر إسماعيل عليه السلام في الحجر تحت الميزاب، وأن في الحطيم بين الحجر الأسود وزمزم قبر سبعين نبيًّا حيث قال: «وفيه أنّ صورة قبر إسماعيل عليه السلام وغيره مندرسة فلا يصلح الاستدلال» (34 - «مرقاة المفاتيح» للقاري: (2/ 416) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_34')/)).
- وأمَّا قوله: «ثمَّ إنَّ ذلك المسجد أفضل مكان يتحرَّى المصلي لصلاته».
فجوابه أنه: من الخطإ البيِّن الاعتقاد أنَّ فضيلة المسجد الحرام عن سائر المساجد إنما طرأت بدفن إسماعيل عليه السلام، ولو مع فرض التسليم بصحة الآثار الواردة بدفنه فيه فلم يثبت أي دليل يُفصح عن حدوث فضيلته بالطروء، ولم ينقل ذلك أحد من السلف، بل فضيلة المسجد الحرام مرتبطة به وأصيلة فيه، ومؤكدة منذ أن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت كما في قوله تعالى: ?وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? [البقرة: 127]، وقوله تعالى: ?وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ? [البقرة: 125]، فشأن المسجد الحرام في التصاق الفضيلة به كشأن فضيلة المسجد النبوي، فإن أجر الصلاة فيه بألف صلاة بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدفن فيه أحد.
هذا، وقد ساق القبوري ?هداه الله? فهم العلماء لمعنى اتخاذ القبر مسجدا بالصلاة عليه أو إليه أي من غير أن يفهموا ?في زعمه? من نص الحديث: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» (35 - أخرجه البخاري كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1/ 333)، ومسلم كتاب «المساجد ومواضع الصلاة»: (1/ 239)، رقم: (529)، من حديث عائشة رضي الله عنها ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_35')/)) النهي عن بناء المساجد وقصد الصلاة فيها ثمّ تناقض في آخر رده عند نقله عن أئمة المذاهب بتحريم الصلاة في المسجد الذي به قبر أو ضريح وبطلانها على مذهب أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/295)
بن حنبل وكراهتها عند الأئمة الثلاثة، فمن أين يأتي التحريم والكراهة إذا لم يفهموا من الحديث النهي عن بناء المساجد على القبور يا ترى؟!!
وقد نقلتُ ?فيما مضى? تصريح عامة الطوائف والمذاهب بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحة من غير اختلاف بين الأئمة المعروفين، وإن أطلقت طائفةٌ منهم لفظ «الكراهة» فإنه ينبغي حمله على الكراهة التحريمية إحسانًا بالظن بالعلماء، ولأنه هو المعنى الشرعي في الاستعمال القرآني فيحمل عليه لا على المعنى الاصطلاحي في الأصول عند المتأخرين، ومن الاستعمال القرآني للفظ «الكراهة» بمعنى «التحريم» قوله تعالى: ?وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ? [الحجرات: 7]، كما ذكر الله تعالى -أيضًا- بعد النهي عن قتل الأولاد، وقربان الزنا، وقتل النفس، وغير ذلك، هذا المعنى بقوله تعالى: ?كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا? [الإسراء: 38]، أي: محرمًا؛ لأن هذه المذكورات والتي قبلها كلها محرمات، ويؤيد ذلك أن الأصل في النهي عند مالك والشافعي وأحمد وغيرهم يحمل على التحريم إلا إذا دل دليل يصرف النهي إلى التنزيه ولا صارف استظهروه في الأحاديث الناهية بتحريم بناء المساجد على القبور.
وفي هذا المعنى من حمل لفظ «الكراهة» عند الأئمة المتقدِّمين على «التحريم» عند الإطلاق ما ذكره ابن القيم ?رحمه الله? عن الإمام الشافعي ?رحمه الله? فيمن أراد نسبة القول إليه بإباحة تزوج الرجل من بنته من الزنا بدعوى تصريحه بكراهة ذلك، وأنَّ الكراهة لا تنافي الجواز إذا ما حملت على التَّنْزِيه فيقول ?رحمه الله?: «ومن هذا ?أيضًا? أنه نصّ على كراهة تزوج الرجل ابنته من ماء الزنا، ولم يقل قط إنه مباح ولا جائز، والذي يليق بجلاله وإمامته ومنصبه الذي أجلَّه الله به من الدين أنَّ هذا للكراهة منه على وجه التحريم، وأطلق لفظ «الكراهة»؛ لأنَّ الحرام يكرهه الله ورسوله، وقد قال تعالى عقب ذكر ما حرمه من المحرمات من عند قوله: ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ? إلى قوله: ?فلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ? إلى قوله: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ? إلى آخر الآيات، ثمَّ قال: ?كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوها?، وفي الصحيح: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ» (36 - أخرجه البخاري «الزكاة»، باب قول الله تعالى: «لا يسألون الناس إلحافا»، وكم الغنى: (1/ 357)، ومسلم كتاب «الأقضية»: (2/ 820)، رقم: (1715)، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_36')/)).
فالسلف كانوا يستعملون «الكراهة» في معناها الذي استعملت فيه في كلام الله ورسوله، أمَّا المتأخِّرون فقد اصطلحوا على تخصيص «الكراهة» بما ليس بمحرم، وتركه أرجح من فعله، ثمَّ حمل من حمل منهم كلام الأئمة على الاصطلاح الحادث» (37 - «إعلام الموقعين» لابن القيم (1/ 42 - 43) ( http://java******:AppendPopup(this,'pjdefOutline_37')/)).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 29 رجب 1430ه
الموافق ل: 21 يوليو 2009م
http://ferkous.com/rep/M42 (http://ferkous.com/rep/M42)(57/296)
مساعدة في فهم الفلفسة والمنطق
ـ[توحيد]ــــــــ[04 - 09 - 09, 10:02 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام في المنتدى، ارجو مساعدتي في فهم كتاب درء تعارض العقل والنقل
واذا وجد اشرطة اكون ممنون جدا لكم، او اي اشرطة مسموعة في مواد الفلسفة بارك الله فيكم
خاصه مصطلحات الجواهر والعلة والمعلول والحادث وغيرها من المصطلحات في هذا الشان التي اشكلت علي كثير ا بارك الله في اهل هذا المنتدى
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:20 ص]ـ
أنصحك أخي قبل الشروع في هذا الكتاب الكبير بإطالة النظر في كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للدكتور عبد الرحمن المحمود، مع التركيز على المجلدين الثاني والثالث، واختصار الثالث بنفسك إن أمكن.
وستجد فرقًا كبيرًا بعدها عند قراءة الدرء.
ورأيي الشخصي أن فهم فهم الدرء على الكمال أو ما يقاربه لا يتم إلا بدراسة تفصيلية لكتب المخالفين، وهذا له ضوابطه كما لا يخفى عليكم إن شاء الله.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 09:19 ص]ـ
أخي عبدالله وما هي الضوابط
والله أعلم
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[08 - 09 - 09, 09:52 ص]ـ
..
هناك كتابٌ قيِّم للشيخ الدكتور / محمد بن إبراهيم الحمد
بعنوان / مصطلحات في كتب العقائد.
..
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:58 م]ـ
أخي عبدالله وما هي الضوابط
والله أعلم
على الإجمال:
1 - العلم بتفاصيل معتقد أهل السنة، ومعرفة الحق في ما يرجع إلى أحوال الجسم والعرض مما ليس في أصله من أصول الدين كتركيب الجسم، وبقاء الأعراض ونحو ذلك.
2 - اليقين مما أنت عليه، وهذا وإن كان داخلاً في الأول، ولكني أفردته لأهميته، فكثيرًا ما تقابلك خلال بحثك شبه لا تعلم حلها تفصيلاً، وحينئذ ليس لك إلا دفعها عن نفسك إجمالاً بمجرد مخالفتها لما عندك، وهذا -أي الدفع الإجمالي- لا يحصل إلا بيقينك بما عندك، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الدرء 1/ 21 (وفساد ذلك المعارض [أي للكتاب والسنة] قد يعلم جملة وتفصيلاً.
أما الجملة فإنه من آمن بالله ورسوله إيمانًا تامًّا، وعلم مراد الرسول قطعًا، تيقن ثبوت ما أخبر به، وعلم أن ما عارض ذلك من الحجج فهي حجج داحضة من جنس شبه السوفسطائية كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) [الشورى: 16]) اهـ.
ويقول الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كشف الشبهات 59 - 61 باختصار (فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل.
أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه ويتركون المحكم فأولئك الذين سمى الله في كتابه فاحذورهم))
ثم ضرب الإمام -رحمه الله- مثالاً لشبه المشركين، وقال في الجواب:
(وما ذكرتَه لي -أيها المشرك- من القرآن أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه، ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل.
وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله تعالى ولا تستهونه فإنه كما قال تعالى (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) اهـ.
3 - معرفة الحل التفصيلي لرءوس الشبه كدليل الأعراض والتركيب والاختصاص، والكثير من صغارها.
4 - وجود الحاجة للنظر في هذه الكتب.
5 - وهو مهم، يقول الدكتور عبد الرحمن المحمود حفظه الله: (ينبغي إذا قرأتَ للمخالف وأنت واثق مما عندك أن تجعل بينك وبين المخالف مسافة، هذه المسافة هي الروح النقدية التي تجعلك تقوم ما تقرأ وتنقد ما تقرأ ولا تتأثر بما تقرأ) الدقيقة 33 من المحاضرة، وأنصحك بسماعها كاملة إن استطعت.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=11934
والله تعالى أعلم.
ولا يخفى عليك أيها الفاضل أن ما سبق لا يخرج عن باب الأخذ بالأسباب، وإنما الأمر كله بتوفيق الله سبحانه وتعالى.
واللهَ تعالى نسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[توحيد]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:29 م]ـ
بارك الله فيكم اخوتي على تفاعلكم في الموضوع استفدت كثيرا جعله الله في ميزان حسناتكم، ولكن لماذا لا يوجد اشرطة او دروس تشرح هذا الكتاب؟
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:22 ص]ـ
..
هناك كتابٌ قيِّم للشيخ الدكتور / محمد بن إبراهيم الحمد
بعنوان / مصطلحات في كتب العقائد.
..
(مصطلحات في كتب العقائد) للدكتور/ محمد إبراهيم الحمد
حمّله من هنا مشكوراًً:
http://www.islamhouse.com/p/172593
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/297)
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انظر أخي , خاتمة كتاب: (لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية , شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية) للإمام السفاريني.
ففيها شرح لتلكم المصطلحات , وفوائد جميلة.
ـ[توحيد]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:23 ص]ـ
جزاك الله كل خير اخي ابو سعد البرازي انت وكل الاخوة، وجعله الله في ميزان حسناتكم لقد استفدت كثيرا من اقتراحاتكم، نفع الله بكم(57/298)
استغفار الكافر مما هو دون الشرك ينفعه! (للمطارحة)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[07 - 09 - 09, 02:13 م]ـ
في أثناء إعدادي لدروس رمضان عن الاستغفار أثارني هذا السؤال
إذا ظلم الكافر غير، ثم تاب من ظلمه هل يغفر له هذا الذنب بعينه مع بقاء كفره المخلد في النار، أو لا يقبل منه ذلك؟
الذي يظهر لي أنه يؤاخذ به أيضا في الآخرة
لكن وجدت كلاما لابن تيمية عن ذلك، يفصل فيه بين الدنيا والآخر،
قال:
إنّ الكفّار إذا استغفروا لأنفسهم نفعَهم ذلك، وكان سببَ نجاتِهم من عذاب الدنيا. وعذابُ الآخرة إنما يُنجي منه الاستغفار مع الإيمان. وهذا أيضًا من خصائص التوحيد
فما رأيكم
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي
أين المصدر؟!!
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:59 ص]ـ
مكررة لسابقتها!!!
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي
أين المصدر؟!!
الكتاب: جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس
المؤلف: تقي الدين أبو العَباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)
تحقيق: محمد عزير شمس
إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد
الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، 1422 هـ
ج 6 / ص 277
ـ[رائد الفهمي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 12:26 ص]ـ
لعل الجواب مأخوذ من قول الله تعالى
فإذا ركبوا في الفلك .... الخ الايات سورة العنكبوت
فهم اخلصوا فنفعهم ذلك في الدنيا بالخلاص من الكرب
أما في الآخرة فلا ينفعهم (فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)
والله أعلم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 02:51 ص]ـ
الظاهر أنه لا تعارض، فقول شيخ الإسلام [حتى إنّ الكفّار إذا استغفروا لأنفسهم نفعَهم ذلك] بينه - رحمه الله - بقوله [وكان سببَ نجاتِهم من عذاب الدنيا]. فالانتفاع الذي ينتفعه الكفار من دعائهم هو انتفاع دنيوي من تخفيف عذابهم في الدنيا، وليس المقصود من ذلك أنهم ينتفعوا به في مغفرة ذنوبهم أو النجاة من عذاب الآخرة.
قال الألوسي: [{وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ فِى ضلال} أي في ضياع وخسار وباطل، والمراد بهذا الدعاء إن كان دعاء آلهتهم فظاهر أنه كذلك لكنه فهم من السابق وحينئذٍ يكون مكرراً للتأكيد، وإن كان دعاءهم الله تعالى فقد استشكلوا ذلك بأن دعاء الكافرين قد يستجاب وهو المصرح به في الفتاوى، واستجابة دعاء إبليس وهو رأس الكافر نص في ذلك. وأجيب بأن المراد دعاؤهم الله تعالى بما يتعلق بالآخرة، وعلى هذا يحمل ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من أن أصوات الكفار محجوبة عن الله تعالى فلا يسمع دعاؤهم، وقيل: يجوز أن يراد دعاؤهم مطلقاً ولا يقيد بما أجيبوا به.] ا. هـ
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا، فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ. رواه أحمد (3/ 153)، [(حسن) - صحيح الجامع: 119]
قال الزرقاني: [وأما قوله تعالى {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} سورة غافر الآية فذاك في دعائهم للنجاة من نار الآخرة أما دعاؤهم لطلب الانتصاف ممن ظلمهم في الدنيا كما في الحديث فلا تنافيه الآية].
ونص كلام شيخ الإسلام الكامل يوضح ذلك فهو يقول:
[فإذا كان استغفار الإنسان لغيره لا ينفعه إلاَّ مع الإيمان، بخلاف الأدعية المروية في هذا الحديث [1] من العافية والرزق والهداية والرحمة، إذا أريدَ بها رحمة الدنيا أو الرحمة من الدين تصيب الكافر [2]، وأما إذا أريد بها أنه لا يُعذَّبُ أو يَدخُلُ الجنة فهذا لا يصلح. بل استغفار الإنسان أهمُّ من جميع الأدعية لوجهين:
أحدهما: أن استغفاره لنفسه يُغفَر له به جميعُ الذنوب إذا كان على وجه التوبة، حتى إنّ الكفّار إذا استغفروا لأنفسهم نفعَهم ذلك، وكان سببَ نجاتِهم من عذاب الدنيا. وعذابُ الآخرة إنما يُنجي منه الاستغفار مع الإيمان. وهذا أيضًا من خصائص التوحيد، فإن اَلمكلَّفَ لا ينفعُه توحيدُ غيرِه عنه، ولا يُنجِيه ذلك من عذاب الله عز وجل، بل لا يُنجيه إلاّ توحيدُ نفسِه، ولا ينفعُه مع عدمِ التوحيد الاستغفارُ عنه، بل لاَ ينفعُه إلا استغفارُه الذي تضمن توحيدَه وتوبتَه من الشرك.]
------------------------------------------
[1] الظاهر أنه حديث ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: هَذَا لِلَّهِ، فَمَا لِي؟ قَالَ: قُلْ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ مَلأَ يَدَيْهِ خَيْرًا. [أخرجه ابن حبان في صحيحه (5/ 117)]
[2] وهذا هو الانتفاع الدنيوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/299)
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:23 م]ـ
بارك الله فيكم
يعني استغفار الكافر من زناه -وغيره-لا ينفعه في الآخرة ويعذب عليه، إضافة إلى شركه، هذا ما تقررونه؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 12:35 ص]ـ
نعم، أعتقد أن هذا ما يقصده شيخ الإسلام - رحمه الله -.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:12 ص]ـ
الاستغفار لابد له من النية و الكافر لا يومن بالله؟ إلا اذا كان المقصود المشرك فهل ينفع المشرك استغفاره؟
الظاهر نعم لكن لا ينجيه من النار و ذلك لقوله عليه الصلاة و السلام: إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة، رجل على أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه. رواه البخاري، و مسلم
و عند مسلم: أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه
وعن أبى سعيد الخدرى رضى اللّه عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة فيجعل فى ضحضاح من النار، يبلغ كعبيه، يغلى منه دماغه).
فأبو طالب نفعه نصرته للرسول عليه الصلاة و السلام و ان لم تنجه من النار و الله أعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:19 ص]ـ
قال ابن كثير في تفسيره:
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وقوله تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود حدثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل سماك الحنفي عن ابن عباس قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " قد قد " ويقولون: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك. ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " الآية. قال ابن عباس كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار. وقال ابن جرير حدثني الحارث حدثني عبد العزيز حدثنا أبو معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا: قالت قريش بعضها لبعض محمد أكرمه الله من بيننا " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك " الآية. فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله " وما كان الله معذبهم " - إلى قوله - " ولكن أكثرهم لا يعلمون " وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " يقول ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ثم قال " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " يقول وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان وهو الاستغفار يستغفرون يعني يصلون يعني بهذا أهل مكة وروى عن مجاهد وعكرمة وعطية العوفي وسعيد بن جبير والسدي نحو ذلك وقال الضحاك وأبو مالك " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " يعني المؤمنين الذين كانوا بمكة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا النضر بن عدي قال: قال ابن عباس إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم فأمان قبضه الله إليه وأمان بقي فيكم قوله " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " وقال أبو صالح عبد الغفار حدثني بعض أصحابنا أن النضر بن عدي حدثه هذا الحديث عن مجاهد عن ابن عباس وروى ابن مردويه وابن جرير عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روي عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ وقال الترمذي حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنزل الله على أمانين لأمتي " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة ". ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ". ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الإمام أحمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا راشد هو ابن سعد حدثني معاوية بن سعد التجيبي عمن حدثه عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله عز وجل ".(57/300)
أريد نقولا عن علمائنا المعاصرين في مسألة الاشارة على العين أو الاذن عند ذكر الصفات
ـ[آل حسين]ــــــــ[08 - 09 - 09, 11:06 م]ـ
السلام عليكم
أريد نقولاً عن علمائنا المعاصرين في مسألة الاشارة على العين أو الاذن عند ذكر الصفات دون قصد التشبيه
ياليت الاخوان يجيبون(57/301)
شيخنا بن باز ورفض المناظرة
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:10 م]ـ
الحمد لله الذى تفضل على هذه الأمة بحفظ دينها
والصلاة والسلام علي خير ولد أدم محمد صلى الله عليه وسلم
كنت قد سمعت أن الشيخ العلامة بن باز يرحمه الله قد رفض مناظرة مفتى عمان الإباضى أحمد الخليلي في مسألة خلق القرآن الكريم ومسألة الرؤية وقد تعجبت في بدء الأمر لرفض الشيخ هذا الأمر مع العلم أنه وإن صدق الخبر فإن الخليلي قد طلب أن تكون المناظرة فى الحرم عند الحجر الأسود وقد تكلم الناس في أمر المباهلة ورفضها فانقسم الناس الى من قال أن الشيخ هو من رفضها ومنهم من قال أن الخليلي هو من رفض المباهلة
ولكن بعد تدبر الأمر جيدا رأيت وإن صدق الخبر أن الشيخ العلامة بن باز قد أصاب فى رفضه المناظرة لهذا الخليلى حتى لا يشهره أمام الناس ويجلس الخليلي يقول ناظرت بن باز وعند الحرم وينقل الأمر ويشاع ويبدأ الناس فى مسالة البحث عن الإباضية فيقع فى نفوس العامة ما لا تحمد عواقبه فرحم الله الشيخ حين قال له تب إلى الله ثم تعال ناظر فقلت سبحان ربك كلمة ما فهمها الخليلي
ثم رأيت حال مناظرات السلف لأهل الكلام والبدع وغيرهم فكنت دوما أرى أن السلف كانوا حريصين على امر كسر المناظرة والجامه واثبات عجزه وعلى وذلك مناظرة الإمام أحمد فى مجلس السلطان ومناظرة بن راهوية فى مجلس السلطان ومناظرة غيرهم وهم كثر كابن مندة وغيرهم فتعجبت عن الفرق بين مناظرات اليوم والأمس فكيف حالنا الآن وما من مناظرة الا ونحس أن اهل السنة والجماعة ما اعطوا الحق حقه
لعلنا نورد بعض مناظرات السلف الخفيفه القصيرة لنرى روعة المناظرات وحجتهم فيها
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:29 م]ـ
و قد دعا الشيخ الدمشقية الشيخ الخليلي للمناظرة ... فلمَ لم يناظر الخليلي؟
بارك الله فيك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:34 م]ـ
و قد دعا الشيخ الدمشقية الشيخ الخليلي للمناظرة ... فلمَ لم يناظر الخليلي؟
بارك الله فيك.
لأنه لن تحصل له الشهرة المرجوّة التي تحصل له بمناظرة سماحة المفتي
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:39 م]ـ
لأنه لن تحصل له الشهرة المرجوّة التي تحصل له بمناظرة سماحة المفتي
فالحمد لله الذي وفق الشيخ ابن باز لرفض مناظرة الخليلي.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:44 م]ـ
ثم رأيت حال مناظرات السلف لأهل الكلام والبدع وغيرهم فكنت دوما أرى أن السلف كانوا حريصين على امر كسر المناظر والجامه واثبات عجزه
ليس دائما بارك الله فيك ..
من السلف من ناظر، ومنهم من كره المناظرة، بل منهم من كره أن يسمع من المبتدع كلمة واحدة، بل آية قرآنية واحدة ..
ولو قيل إن أكثر السلف على ترك مناظرة الأصاغر لم يبعد ..
والحكم يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 06:56 م]ـ
أذكر أن الشيخ , أ. د: ناصر العقل ..
ذكر لنا هذه القصة ..
ومنشؤها أن هذا الخليليّ أتى مكة , والتقى بالشيخ ابن باز -رحمه الله- , وناصحه الشيخ ابن باز فلم يرفض كلامه , ثم لما عاد لبلاده , أنكر ما قال له الشيخ , وبدأ يلقي المحاضرات والدروس في ما يخالف ذلك , ووصلت للشيخ ابن باز رحمه الله أشرطته , فدفعها لطلاب العلم , والعلماء كي يردّوا عليه , ومن الذين دفعت لهم الأشرطة: هو الشيخ ناصر العقل الذي حكى لنا القصة ..
ثم إن الخليليّ طلب المناظرة ابتداء فوافق الشيخ ابن باز رحمه الله , ولكنه اشترط شروطاً وهي:
1. أن تكون المناظرة في الحرم المكيّ , بين الركن والمقام , أو ما إلى ذلك.
2. أن تنقل عبر الشاشات للعالم.
لكن الشيخ ابن باز رفض ذلك , وقال: نتناظر , ثم نعلن النتيجة! ..
لسبب مهم وهو: حتى لا يقع عوام الناس في فتن لا تحمد عقباها ..
وهذا يكثر في المذاهب الكلامية , كالأشعرية , والأباضية كذلك يثيرون الشبه التي تنطلي على العامّة ..
بخلاف مذهب الشيعة الذي هو ظاهر بادي العوار , ولو تناظر سنيّ مع شيعيّ , لظهر الكذب الشيعي للعامة بغير شبه!.
أما في مسائل الصفات وما يكون ضمنا لها , فهو جدّ خطير ..
و (حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!)
والله وليّ التوفيق.
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:52 م]ـ
كيف يقول له تب ثم تعال ناظر؟ إذا تاب لم يعد يحتاج الى المناظرة
والحمدلله ان ابن باز لم يناظره وإلا لصار الخليلي الجاهل معروفا عند العامة والخاصة
والشيخ الدمشقية طارده واتصل بابنه ولكنه هرب لمارأىالمناظرات مع الشيعة
لمارأت أختها بالأمس قد خربت=صار الخراب لها أعدى من الجرب
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:08 م]ـ
الشيخ في بداية الأمر ناصحه , فلم يردّ على الشيخ , وأبدى قبوله النصيحة ..
ولما عاد لمأواه , نكص على عقبيه! ..
لذا قبل الشيخ ابتداءً طلبه للمناظرة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/302)
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:29 م]ـ
رحم الله الإمام ابن باز رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته , فبرحيله كم ثغرة تركت , وكم ممن كان يخفي خباله أظهره وأشاعه بين الناس.
فلا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:33 م]ـ
للفائدة
روى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال: (لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحِلَق، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين)
وعن طاوس: جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزليًا يتكلم.
* وعبد الرزاق: امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي، وقال: لأن القلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب
* وعن الحسن البصري قوله: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.
وقال سلاَّم: وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة، فولى أيوب وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين يشير بإصبعيه
العنوان: هجر المبتدع
المؤلف:
الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
رابط التحميل http://www.saaid.net/book/9/2299.zip
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[09 - 09 - 09, 10:40 م]ـ
ليس دائما بارك الله فيك ..
من السلف من ناظر، ومنهم من كره المناظرة، بل منهم من كره أن يسمع من المبتدع كلمة واحدة، بل آية قرآنية واحدة ..
ولو قيل إن أكثر السلف على ترك مناظرة الأصاغر لم يبعد ..
والحكم يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
رعاك الله ووفقنا واياكم الى الخير
إنما اردت من لفظ السلف ولفظ دوما من ناظر منهم لا من رفض المناظرة فاطلقت الكل وأدرت الجزء
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:11 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ...
سُئِلَ الشيخُ: ابن باز أسكنه الله فسيح جناته .. آمين
هل كتب لكم الروافض بطلب المناظرة؟
الجواب:
أبدا لم يصلنا شيء ولو وصلنا فنحن مستعدون شريطة أن نتفق على مانتحاكم إليه وهو الكتاب
والسنة الصحيحة
المرجع: كتاب لقاءاتي مع الشيخين ج/1 للشيخ عبدالله الطيار ص:165
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:18 م]ـ
عذرا قرأت الموضوع سريعاً وكنتُ أظن أن الذي طلبَ المناظرة رافضي فإذا به
أحد الإباضية الخوارج، وفرق بينهما بارك الله فيكم.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:12 م]ـ
الأباضي الخليلي كان يريد الشهرة بمناظرة الشيخ ابن باز رحمه الله
والعجيب أن الشيخ سعد الحميد - احد طلاب بن باز - اعلن طلبه لمناظرة الخليلي أو من ينوب عنه مثل القنوبي الإباضي والعجيب أنهم لم يوافقوا ولم يستجيبوا، علما أن الشيخ سعد الحميد ابطل كتابهم الصحيح والعمدة في مذهبهم وهو مسند الربيع بن حبيب في مناظرة مع احدهم في احد المواقع.
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:32 م]ـ
مثل الجفري يهرب من المناظرة مع العرعور ويريد بن حميد عشان يكون مشهور
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:41 ص]ـ
قال الشيخ هشام البيلى
دعا بعض المبتدعه الشيخ ابن باز للمناظرة فرفض الشيخ فلما كلمناه قال دعوه يموت ببدعته
قال الشيخ هشام
لو ناظره لاشتهر المبتدع
قلت
هذا واقع فلكل قمامه اناس
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:37 ص]ـ
رحم الله شيخنا بن باز أظهره الله عليهم في الدنيا ونسال الله ان يرفع قدره في الآخرة اللهم آمين
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:42 ص]ـ
رحم الله شيخنا بن باز أظهره الله عليهم في الدنيا ونسال الله ان يرفع قدره في الآخرة اللهم آمين
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:46 ص]ـ
الاخوة الاكارم من كان منكم يعرف مواقف لمشايخنا الغاليين على قلوبنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله من بقي منهم فلا يبخل علينا واجره على الله
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:54 م]ـ
رحم الله الشيخ الجليل ابن باز ما أعلمه وما اعقله ..
ومن له حب للمناظرات فعليه بمناظرات محدث العصر الإمام الألباني؛ فهو بحق شيخ المناظرين وأستاذهم ..
ولي سؤال: هل الشيخ العثيمين له مناظرات؟؟!
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:02 ص]ـ
يا اخوانا الشيخ ابن باز له مناظرات
وقد كان شيخنا الشيخ هشام البيلى حكى لنا بعض مناظراته _وان شاء الله اذكرها _ ومناظراته تدل على حدة الذكاء رحمه الله
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:43 ص]ـ
رحم الله الشيخ الوالد رحمة واسعة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:29 ص]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه الجنه
ما يطالب علمائنا الرافضة بالمناظرة حتى يتحججون بالحجج الواهيات ليهربوا
والله مظهر الحق وناصره ولو كره المشركون ....
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:17 ص]ـ
يا اخوانا الشيخ ابن باز له مناظرات
وقد كان شيخنا الشيخ هشام البيلى حكى لنا بعض مناظراته _وان شاء الله اذكرها _ ومناظراته تدل على حدة الذكاء رحمه الله
الأخ الكريم محمد ..
نحن بالانتظار ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/303)
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:35 ص]ـ
رحم الله الشيخ إن دل على شيء فإنما يدل على حدة ذكائه
جزاكم الله كل خير
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:14 م]ـ
نتمني أن نري مناظرات ذات مستوي علمي عال جدا
لقد رأيت بعض المناظرات (إن جازلنا أن نسميها كذالك) ليست بمناظرات وإنما مهاوشات
حتي يقول أحدهم (وإن لم تقنعك هذه الحجج فمستعدون للنزال بالأيدي والأرجل) بمثل هذا المستوي لاعير يرجي أبدا.
نسأل الله صلاح الحال والمآل
ـ[ابوحفص الأثرى]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:18 م]ـ
رحم الله الشيخ بن باز
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:33 م]ـ
رحم الله الشيخ عبد العزيز بن باز من امام عظيم فلو ناظر هذا الخليلي لصار له شان
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 11:08 ص]ـ
يجب على كل داع من اهل السنة ان يقتدي بالسلف الصالح و العلماء الكبار خاصة في زمننا.
رحم الله من سلف و خلف.(57/304)
الإشكال في الخلاف في مسألة المجاز
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:14 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
رب يسر و أعن يا كريم.
ظهر لي رأي في موضوع المجاز أحب للإخوة الكرام أن يبدوا رأيهم فيه، وانا شاكر لهم.
الإشكال الذي ظهر لي في موضوع إنكار المجاز هو
بسبب تعريفه وجعله قسيما للحقيقة، وفي قولهم أيضا في ضابطه أنه يصح نفيه.
فالذي يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز، يجعل السامع لأول وهلة يقع في قلبه أن هذا كلام الله تعالى منزه عن هذا الشيء ولن يكون فيه تعالى و ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الله تعالى حق وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حق، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وكذلك قولهم إن ضابط المجاز هو أنه يصح نفيه، فهذا أيضا يسبب شبهة قوية، إذ الذهن يأبى إباء شديدا أن يرفض لأول وهلة أن ينفى معنى من معاني كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
لذلك أرادوا الخروج من هذا المزلق الخطير - بزعمهم - بالتخلص من المجاز نهائيا لأنه في عدوة و الحقيقة في عدوة الوحي المعصوم.
لكن،
لو تخلصنا من تعريف المجاز، وانه قسيم للحقيقة، وبدأنا صفحة جديدة وقلنا:
هل في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب أن يُراد بالألفاظ غير ظواهرها؟
لا نريد أن نقحم لفظ حقيقة ومجاز في البحث بارك الله فيكم.
فهل يوجد هذا المذهب من الكلام في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب.
الذي يظهر لي، وأراه رأي العين أن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر.
وليس الباب مفتوحا على مصراعيه، أو الحبل ملقى على غاربه، بل لابد من الدليل على هذا المعنى.
إليكم هذا الأمثلة:
وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه.
فهذا جزء من حديث معروف.
فهل المعنى الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المعنى الظاهر في اللفظ أم أن المراد معنى آخر دلت عليه الأدلة العقلية؟
ولا أقول هذا الكلام ليس على حقيقته، لا، أنا أرفض هذه العبارة.
وقالت له نساؤه صلى الله عليه وسلم يوما:
أيتنا أسرع لحاقا بك يا رسول الله؟
فقال: (أطولكُن يدًا)
فهل هذا المعنى المراد هو ظاهر اللفظ أم المراد غيره للأدلة على ذلك؟
ولا أقول إن هذا الكلام ليس على حقيقته، لأنه ينبغي التأدب مع الكلمات الإلهية و النبوية ولو كان النية طيبة، فقد نهى الله تعالى الصحابة أن يقولوا راعنا، لأن اليهود كانوا يسبون بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن الصحابة كذلك، لكن الله حرم عليهم هذه الكلمة وإن حسنت نواياهم لأنها تفضي إلى ما لا يليق.
...
ويشبه هذا الإشكال إشكال القول باللفظ الزائد في القرآن، فالذين يقولون به لا يقصدون انه زائد معنى، وإنما يقصدون الإعراب، وأما الذين ينفونه فهم يقصدون المعنى، و الأولى اجتنابه في رأيي صيانة لكتاب الله تعالى من الظنون الفاسدة.
أرجو أن نستفيد مع إخوتنا الكرام.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 10:46 ص]ـ
أرجو من الإخوة الأكارم تصحيح هذه الفقرة من كلامي فإن فيها أخطاء غير مقصودة
و التصحيح هو:
فالذي يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز، يجعل السامع لأول وهلة يقع في قلبه أن كلام الله تعالى منزه عن هذا الشيء ولن يكون فيه و ولا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن كلام الله تعالى حق وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حق، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 09 - 09, 04:27 م]ـ
يا أخي. . . أحسن الله إليكم؛
ثنائية (الظاهر) و (الباطن) وثنائية (المتبادر) و (غير المتبادر)،
فيها من الأغلاط والاشتباه والالتباس ما في ثنائية (الحقيقة) و (المجاز).
فرفض الأخيرة يستلزم رفضها ولا بد.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[22 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
الاخ الفاضل ابو الياس حفظك اظنك بعد الكلام الاتي لن تجزم في وجود المجاز
في الحقيقة كثير من طلبة العلم لا يدرك الخطأ في فهم الحقيقة والمجاز
او لنقل لم ينكر علماء اجلاء في اللغة قبل الشريعة وجود المجاز كما مثلت
الخطأ هو ان القائلين بالمجاز يقولون في مثل المثال الذي سقته (اطولن يدا)
ان السامع لهذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم يتبادر الى ذهنه ان الحقيقة في هذا
الكلام طول اليد ثم لما لم يفهم احد هذا اتجه لتاويل اللفظ ليصرفه عن ظاهره غير المراد
الجواب ان نتقول ان كلمة طول معروفة في اللغة وكلمة يد اعرف منها ايضا لكن من حيث
الاطلاق قبل التركيب لكن اذا ركبت هذه العباره (اطولكن يدا) لم يكن هذه الظاهر الذي قبل
قبل التركيب ظاهر بل ان الكلمة قبل التركيب لا تستعمل مفردة ومعناها المفرد ليس له
علاقة بالتركيب فالهر المزعزم عند القال بالمجاز ليس بظاهر لانه يجعل المعنى قبل
التركيب هو المعنى المراد ظاهرا بعد التركيب فقول النبي صلى الله عليه وسلم ظاهره
هو المعنى المفهوم عند المخاطب على الاختلاف في معناه ولنقل انه يريد الصدقة
لتوضيح المراد بمثال اخر
رجل يقول لك انت على راسي ماهو المعنى الظاهر لهذه العبارة لاشك انه الاكرام وما في
معناه لكن ان يقال ان الظاهر من العبارة هو انه يجعلك فوق راسه
فهذا المعنى لا تحتمله اللغة لانك ارجعت الكلمة لما قبل التركيب والكلمة قبل التركيب
لها معنى عام لكن بعد التركيب يختلف معناها
مثال اخر لو قال رجل رايت اسدا يخطب لقال القائل بالمجاز الظاهر من هذه العبارة
هو ان نفهم ان المراد بالاسد في هذا التركيب الاسد الحيوان المعروف فلما قال يخطب
ذهبنا للمعنى المرجوح وهو انه الرجل الشجاع
فالخطأ هنا انه ارجع الكلمة الى معناها قبل التركيب وهذا هو الخطأ لان الكلمة قبل
التركيب شئ وبعد التركيب شئ اخر له ظاهره
واقرب مثال لهذا الكلام هل يحكم على الالفاظ قبل التركيب انها معربة او مبنية فالصحيح ان
الالفاظ قبل التركيب لا يحكم عليها باعراب ولا بناء لان الاعراب والبناء لا يقع على كلمة
والبحث مستمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/305)
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:50 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
إليك هذه الحديث، وانظر ماذا ترى؟
صحيح مسلم:
6470 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ اَبُو اَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيْنَانِيُّ، اَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ اُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي اَطْوَلُكُنَّ يَدًا ". قَالَتْ فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ اَيَّتُهُنَّ اَطْوَلُ يَدًا. قَالَتْ فَكَانَتْ اَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ لاَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ.
انتهى النقل.
وهناك احاديث أخرى في البخاري وغيره آثرت أن أمحوها بعد أن كتبتها لما فيها من الخلاف أهي زينب أم سودة.
وتجد في هذه الأحاديث كلها أن أمهات المومنين كن يأخذن قصبة فيتذارعنها ليعرفن أطولهن يدا!
ثم قوى ابن حجر رحمه الله أن المقصود إنما هي زينب رضي الله عنها.
وإليك شيء من كلامه في فتح الباري وارجع إليه لتتحقق أخي الكريم:
قال رحمه الله في الفتح بعد ذكره الخلاف:
(ويؤيده ايضا ما روى الحاكم في المناقب من مستدركه من طريق يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لازواجه: اسرعكن لحوقا بي اطولكن يدا قالت عائشة: فكنا اذا اجتمعنا في بيت احدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد ايدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش - وكانت امراة قصيرة ولم تكن اطولنا - فعرفنا حينئذ ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اراد بطول اليد الصدقة، وكانت زينب امراة صناعة باليد، وكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله " قال الحاكم على شرط مسلم انتهى.
وهي رواية مفسرة مبينة مرجحة لرواية عائشة بنت طلحة في امر زينب، قال ابن رشيد: والدليل على ان عائشة لا تعني سودة قولها " فعلمنا بعد " اذ قد اخبرت عن سودة بالطول الحقيقي ولم تذكر سبب الرجوع عن الحقيقة الى المجاز الا الموت، فاذا طلب السامع سبب العدول لم يجد الا الاضمار مع انه يصلح ان يكون المعنى فعلمنا بعد ان المخبر عنها انما هي الموصوفة بالصدقة لموتها قبل الباقيات، فينظر السامع ويبحث فلا يجد الا زينب، فيتعين الحمل عليه، وهو من باب اضمار ما لا يصلح غيره كقوله تعالى (حتى توارت بالحجاب) (**********: openquran(37,32,32)) قال الزين بن المنير: وجه الجمع ان قولها " فعلمنا بعد " يشعر اشعارا قويا انهن حملن طول اليد على ظاهره، ثم علمن بعد ذلك خلافه وانه كناية عن كثرة الصدقة، والذي علمنه اخرا خلاف ما اعتقدنه اولا، وقد انحصر الثاني في زينب للاتفاق على انها اولهن موتا فتعين ان تكون هي المرادة.
وكذلك بقية الضمائر بعد قوله " فكانت " واستغنى عن تسميتها لشهرتها بذلك انتهى. وقال الكرماني: يحتمل ان يقال ان في الحديث اختصارا او اكتفاء بشهرة القصة لزينب، ويؤول الكلام بان الضمير رجع الى المراة التي علم رسول الله صلى الله عليه وسلم انها اول من يلحق به، وكانت كثيرة الصدقة.)
فماذا بعد أخي الكريم؟
وكيف تقول إن هذا المعنى لم يفهمه أحد بارك الله فيك حين قلت في كلامك:
(ثم لما لم يفهم احد هذا اتجه لتاويل اللفظ ليصرفه عن ظاهره غير المراد)!
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[26 - 09 - 09, 08:42 ص]ـ
حديث (اطولكن يدا) لايصلح في بحثنا لان الحديث لم يرد فيه الاخبار مباشرة
والله اعلم
وكما ذكرت في انهم فهموا ظاهر اللفظ
وهذا الحديث مثل حديث (لايصلين احد العصر الا في بني قريظة)
لكن لنخرج في الالفاظ والتراكيب الواضحة التي لا يتبادر فيها المعنى الاصلي
مثل حديث (وجدناه بحرا) فهل تظن يا شيخناابو الياس انهم اختلفوا هل كان الفرس بحرا او لا
بل لنجعل البحث اوسع نطاقا
رجل يقول ان فلان كمبيوتر يريد انه ذكي
فلفظ الكمبيوتر معروف واطلاقه على الشخص واضح موضوع التشبية فيه
لكن هل يقال انه بهذا التعبير اراد المعنى العام اسلاك واجهزه ثم لم يمكن
حمل هذا الكلام على حقيقته وانصرفنا الى مجازه
اظن ان هذا مربط الفرس
اين الحقيقة في هذا التعبير (فلان كمبيوتر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/306)
وما يجري على هذا المثال يجري على اللغة العربية بل يجري على كل اللغات
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:09 ص]ـ
الحمد لله
حديث (اطولكن يدا) لايصلح في بحثنا لان الحديث لم يرد فيه الاخبار مباشرة
بل هو صالح أخي الكريم للاحتجاج.
وبه احتج القائلون بما يسمى بالمجاز، وأنا أسميه جريان اللفظ على غير الظاهر المتبادر.
ولا تخرجني بارك الله فيك إلى مسمى الحقيقة و المجاز فأنا لا أرتضي هذا الاصطلاح.
دعني في جريان اللفظ على المعنى الظاهر وجريانه على غير الظاهر.
فالحديث بهذا يصلح للاحتجاج به في مضوعنا تماما كما احتج به عبد القاهر الجرجاني وغيره، وقد رأيت كلام الحافظ بن حجر الذي نقلته لك:
(قال ابن رشيد: والدليل على ان عائشة لا تعني سودة قولها " فعلمنا بعد " اذ قد اخبرت عن سودة بالطول الحقيقي ولم تذكر سبب الرجوع عن الحقيقة الى المجاز الا الموت، فاذا طلب السامع سبب العدول لم يجد الا الاضمار مع انه يصلح ان يكون المعنى فعلمنا بعد ان المخبر عنها انما هي الموصوفة بالصدقة لموتها قبل الباقيات، فينظر السامع ويبحث فلا يجد الا زينب، فيتعين الحمل عليه، وهو من باب اضمار ما لا يصلح غيره كقوله تعالى (حتى توارت بالحجاب) ( http://**********:openquran(37,32,32)) قال الزين بن المنير: وجه الجمع ان قولها " فعلمنا بعد " يشعر اشعارا قويا انهن حملن طول اليد على ظاهره، ثم علمن بعد ذلك خلافه وانه كناية عن كثرة الصدقة،
ثانيا يلزمك أخي الكريم أن لاترسل الكلام قبل التأكد منه، فقد قلت فبل إن أحدا لم يفهم هذا الفهم، وأنت لم تجبني عن هذه النقطة كيف جزمت وأرسلتها هكذا!!!
ثالثا أخي الكريم: قولك:
وهذا الحديث مثل حديث (لايصلين احد العصر الا في بني قريظة) لكن لنخرج في الالفاظ والتراكيب الواضحة التي لا يتبادر فيها المعنى الاصلي
أولا هذا الكلام عليك لا لك.
وأنا أرفض تسمية الحقيقة و المجاز.
وأحب مصطلح جريان الكلام على ظاهره وعلى غير ظاهره المتبادر.
وأنت هنا تقر بهذا الأمر، وهو أن بعض الكلام ظاهره غير متبادر أو لنلقل إنه جرى على غير الظاهر، وهو المطلوب أخي الكريم، فلا أبحث عن شيء سوى إثبات هذا الذي تفضلت بقوله.
واختلاف الصحابة في فهم المراد من الحديث دليل على أن ظاهر بعض الألفاظ عندهم قد يراد و قد لا يراد، وهذا محور بحثي هاهنا.
ويصلح كذلك في البحث مثال: لا يضع العصا عن عاتقه.
ومثال (الخيط الأبيض من الخيط الأسود) قبل نزول قوله تعالى (من الفجر).
فقد فهمها عدي رضي الله عنه على ظاهرها، و الحق أن ظاهرها غير مراد، بدليل أن الخيط الأبيض و الأسود في أشعار العرب قد جاء لليل و النهار وانظره في تفسير ابن جرير.
وعلى العموم، أحب التذكير بأمر مهم ألا وهو أن مصطلح الحقيقة والمجاز فيه إيهام قبيح فأنا أرفضه و لا يلزمني.
ثانيا إنما أبحث عن وجود ظاهرة عدم جريان اللفظ عن ظاهره المتبادر في لغة العرب و في القرآن الكريم فإن ثبت هذا في مسألة أو مسألتين على الأقل فقد تحقق المراد.
بارك الله فيك أخي الكريم، وأرجو الله أن ينفع بك وبهذا الكلام الذي تكلمنا به و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:10 م]ـ
الفاضل ابو الياس حفظك الله
قولك وأحب مصطلح جريان الكلام على ظاهره وعلى غير ظاهره المتبادر
تحديد ما هو الظاهر من الكلام هنا الخلاف بيننا وبين من يقول بالمجاز
فمثلا قول الله تعالى (تجري باعيننا)
ما هو الظاهر من هذا الكلام عندك
والذي عرفته بالمتبادر وغير المتبادر
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 03:46 م]ـ
الحمد لله
تحديد ما هو الظاهر من الكلام هنا الخلاف بيننا وبين من يقول بالمجاز
الظاهر من الكلام هو مثل ما فهمته أمهات المومنين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأن يتطاولن أيديهن ويقسنها بقصبة.
والظاهر من الكلام هو مثل ما فهمه عدي بن حاتم الطائي حين أخذ خيطين يحسبهما المذكورين في القرآن وليسا كذلك.
وهو مثل ما في الحديث في مسند الامام أحمد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/307)
أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَحْمَلَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا حاملوك عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ.
والظاهر المتبادر من الكلام هو مثل ما قالت الصحابية لزوجها أبي طلحة رضي الله عنه: ففي البخاري:
وَقَالَ اِسْحَاقُ سَمِعْتُ اَنَسًا، مَاتَ ابْنٌ لاَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ كَيْفَ الْغُلاَمُ قَالَتْ اُمُّ سُلَيْمٍ هَدَاَ نَفَسُهُ،
وَاَرْجُو اَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ. وَظَنَّ اَنَّهَا صَادِقَةٌ.
ثم جامعها وبعد ذلك أظهرت له المعنى فقالت له: احتسب ولدك، فذرك ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم و القصة مشهورة.
والظاهر المتبادر هو مثل قول سويد بن حنظلة في الحديث عند أبي داود:
3258 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا اَبُو اَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا اِسْرَائِيلُ، عَنْ اِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الاَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ اَبِيهَا، سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ فَاَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ فَتَحَرَّجَ الْقَوْمُ اَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ اَنَّهُ اَخِي فَخَلَّى سَبِيلَهُ فَاَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاَخْبَرْتُهُ اَنَّ الْقَوْمَ تَحَرَّجُوا اَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ اَنَّهُ اَخِي قَالَ " صَدَقْتَ الْمُسْلِمُ اَخُو الْمُسْلِمِ ".
فيا أخي الكريم بارك الله فيك.
أرى أننا ندور في حلقة مفرغة لأني أثبت لك بالأدلة أن العرب الفصحاء يعرفون شيئا يسمى بجريان الكلام على غير ظاهره المتبادر، والدليل على هذا أنهم فهموه وهم الفصحاء البلغاء، وأنت لا زلت تشكك في صحة وجود هذا الأمر في لسان العرب، وتحاول إخراجي إلى أمثلتك حتى تلزمني بمذهبك وليس هذا إنصافا!!!
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[26 - 09 - 09, 06:44 م]ـ
لا باس يا شيخ ابو الياس
انا اجيب على مثالى وامثلتك
اما مثالي في قوله تعالى (تجري باعيننا) فالقائلون بالمجاز يقولون با الظاهر المتبادر من اللفظ ان لله اعيننا كثيرة
وان السفينة تجري بها
ونحن نقول ان الظاهر من الاية الحفظ والرعاية او العلم
فهنا الخلاف الحقيقي بانهم جعلوا هذه ظواهر النصوص بينما الحقيقة ان هذه الظواهر المزعومة ليست كما يقولون لا عند العرب ولا عند العامة فاذا قال قائل سوف اجعله في عيوني كان هذا تعبيرا صحيحا والظاهر منه الحفظ والرعاية ولم يكن ظاهر اللفظ اثبات اعين كثيرة وحفظ الشئ داخلها ثم امتنع هذا المعنى فاتجهنا الى المعنى المرجوح الذي هو الحفظ والرعاية
اما ما اورته من الامثلة
اما حديث (اطولكن يدا) فالظاهر المتبادر غير واضح ويحتمل
واما قولك والظاهر من الكلام هو مثل ما فهمه عدي بن حاتم الطائي حين أخذ خيطين يحسبهما المذكورين في القرآن وليسا كذلك
فالجواب سهل هل فهم كل الناس هذا الفهم الجواب لا اذ جاء في الحديث (انك لعريض القفا) قيل انه رماه بالغفلة والغباء
اما مثال ولد الناقة فان هذا المثال لا يصلح تماما لانه من المعاريض التي تحتمل وجهين وليس من المجاز
وكذلك المثال بانه قد استراح ايضا من المعاريض وليس من بحثنا
وكذلك المثال الاخير بانه اخي مثل السابق وباب المعاريض من باب الحقيقة عند الكل لانه حتى على تعبيرهم من استعمال اللفظ فيما وضع له
والله اعلم
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 12:11 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم أنت تصر على جري إلى أمور لا أعتقدها و لا تلزمني.
أما قولك:
اما مثالي في قوله تعالى (تجري باعيننا) فالقائلون بالمجاز يقولون با الظاهر المتبادر من اللفظ ان لله اعيننا كثيرة وان السفينة تجري بها ونحن نقول ان الظاهر من الاية الحفظ والرعاية او العلم
فقولي بجريان اللفظ على الظاهر وعدم جريانه على الظاهر إنما أردت أن أنبهك إلى أن العرب
الفصحاء قد وقع عندهم هذا وهذا وفهموه من لسانهم.
وإذ وقع هذا لهم وهم أصحاب اللسان، وذكرت لك الأمثلة الواضحة من ذلك فلا ينبغي أن يقال إن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/308)
صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر ليس أمرا واقعا عند العرب، و الدليل أنهم أخذوا بالظاهر في
بعض الأحيان فأخطأوا! وكان المراد غير الظاهر.
أرجو أن تتأمل كلامي هذا جيدا أخي الكريم.
ولا يضرني أن يكون بعضهم أجرى المعنى على ظاهر اللفظ وبعضهم لم يجر المعنى على ظاهر
اللفظ، إذ المهم عندي أني أثبت لك أن العرب عرفوا شيئا سميته بعدم جريان اللفظ على ظاهره
وجريانه على ظاهره.
ولا يلزمني أن خطأ بعض أهل المعاني في هذه الآية، وإن كنت لا أعلم من فهم هذا الفهم.
ثانيا ومرة أخرى:
اما مثالي في قوله تعالى (تجري باعيننا) فالقائلون بالمجاز يقولون با الظاهر المتبادر من اللفظ ان لله اعيننا كثيرة وان السفينة تجري بها ونحن نقول ان الظاهر من الاية الحفظ والرعاية او العلم
قولك القائلون بالمجاز هذه دعوى عريضة جعلت فيها كل من يقول ب (المجاز) = جريان اللفظ
على غير الظاهر، جعلتهم يقولون بهذا، ولا أشك في أن هذه دعوى باطلة!!!
وأرجو ألا تلقي الكلام مرة أخرى هكذا كما فعلت آنفا،فإن من أئمة أهل السنة من القائلين
بالمجاز من لا يقول بهذا التفسير للآية، وإليك كلام ابن قتية رحمه الله وهو إمام من أهل السنة
قال في غريب القرآن (تجري بأعيننا أي بمرأى منا وحفظ).
واما قولك والظاهر من الكلام هو مثل ما فهمه عدي بن حاتم الطائي حين أخذ خيطين يحسبهما المذكورين في القرآن وليسا كذلك
فالجواب سهل هل فهم كل الناس هذا الفهم الجواب لا اذ جاء في الحديث (انك لعريض القفا) قيل انه رماه بالغفلة والغباء.
أولا أشكرك على تتمة الحديث ففيه دليل آخر على جريان اللفظ على غير الظاهر.
وهو عريض القفا فتأمله تجده كما قلت لك.
ثانيا يكفيني أن يكون صحابي واحد عربي فصيح فهم هذا الفهم، لكن قد فهم آخرون مثله.
وهذا يثبت أن اللفظ قد يجري على غير الظاهر.
ثالثا ليس المراد بعريض القفا الغباء لأنه فسره إن وسادك إذن لعريض أي لو كان خيط الليل و
النهار الذي وضعته على وسادتك هما المرادان لكانت وسادتك بطول الأفق = أي عريضة.
وفيه نكتة كما قلت لك للاستدلال على أن الظاهر قد لا يراد كما في عريض القفا.
اما مثال ولد الناقة فان هذا المثال لا يصلح تماما لانه من المعاريض التي تحتمل وجهين
المعاريض لا تحتمل وجهين دائما بل قد تحتمل أكثر من وجه كما في حديث نحن من ماء.
ويكفيني في هذا التقرير أن تكون المعاريض حالة من الحالات التي يجري فيها الظاهر غير مراد
فإذا ثبت أنهم يفعلون هذا فلا يهمني مصطلح المجاز في شيء، فلا تلزمني به بارك الله فيك.
ولا تنطق به في هذا المبحث فضلا لأني لا أقول بهذا المصطلح.
وقضيتنا أوسع من المعاريض ولكنها تشملها وتدخل فيها.
وإذا ثبت جريان اللفظ على غير ظاهره عند العرب فهو المقصود عندي بارك الله فيك.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 12:50 ص]ـ
وباب المعاريض من باب الحقيقة عند الكل
أخي الكريم
أنت تصر أن تقحمني في مصطلح الحقيقة والمجاز و أنا أرفضه ولا أقبله.
وبحثي منذ البداية مبني على رفضه للبس الذي فيه و القول بجريان الكلام على الظاهر وجريانه
على غير الظاهر فلماذا بالله تصر على استعماله معي؟
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[27 - 09 - 09, 11:39 ص]ـ
أخي الكريم
أنت تصر أن تقحمني في مصطلح الحقيقة والمجاز و أنا أرفضه ولا أقبله.
وبحثي منذ البداية مبني على رفضه للبس الذي فيه و القول بجريان الكلام على الظاهر وجريانه
على غير الظاهر فلماذا بالله تصر على استعماله معي؟
انت في محل تحرير النزاع بين القائلين بنفي المجاز والمثبتين له
فحقيقة النزاع بينهما ان الظاهر مراد او غير مراد في الامثلة المتداولة
ما هو الفرق بينك وبين من يثبت المجاز سوى اللفظ فقط
ونحن لانسلم بان الظاهر ظاهر اصلا بل نقول ان الظاهر من اللفظ بحسب السياق له ظاهره المناسب له وما اوردوه من الامثله لا يساعدهم في مطلوبهم
ويا ليتك تقرأ مجموع الفتاوى (20/ 400) حتى تفيدنا
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 04:09 م]ـ
الحمد لله
ما هو الفرق بينك وبين من يثبت المجاز سوى اللفظ فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/309)
مصطلح المجاز مرفوض عندي لأنه يقذف في القلب شبهة أن القرآن فيه ما ليس حقا ولا حقيقة وهذا ليس أدبا في التعامل مع كلام الله، وقد بينت لك ذلك مرارا ولكن أنت تجرني إليه لأن هذه الشبهة واقعة عليك وراسخة في ذهنك لدرجة أنك تنكر أن أمهات المومنين فهمن ظاهرا متبادرا غير مراد.
وإنكارك للظاهر المتبادر مثل من ينكر الشمس التي في السماء لأنني أريتك بالنصوص القاطعةأن أمهات المومنين و بعض الصحابة فهموا ظاهرا غير متبادر، وهذا يعني أن قضية الظاهر المتبادر وغير المتبادر موجودة في لسان العرب.
وأذكرك بالشواهد:
أطولكن يدا.
الخيط الأبيض من الحيط الأسود.
عريض القفا.
أرجو أنه قد استراج.
حاملوك على ولد ناقة.
نحن من ماء.
إلى غير ذلك من الأمثلة التي فهمها العرب الفصحاء على الظاهر المتبادر، ثم جئت أنت
تقول:
ونحن لانسلم بان الظاهر ظاهر
فإذا لم يكن لكل هذه الشواهد ظاهر متبادر موهم ومعنى مراد غير متبادر،فماذا فعل كل هؤلاء العرب الفصحاء حتى جئت أنت تستدرك عليهم ظاهرة موجودة في لسانهم.
وأزيدك من كلام الامام ابن قتية رحمه الله في تأويل المشكل:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عقرى حلقى) أي عقرها الله وأصابها الله بوجع في حلقها.
والعرب تقول للرجل يصيب في شعره أو رميته أو منطقه على سبيل التعجب:
(قاتله الله ما أحسن ما قال) و (أخزاه الله ما أشعره).
ونقطة الخلل في إنكار ظاهرة جريان اللفظ على غير ظاهره هو أنهم قالوا: إن ما يسمونه (بالمجاز) يصح نفيه و إثباته = أي أنه كذب، وهذا خطأ لأن المعنى المنفي ليس هو المعنى المثبت، فهل إذا نفيت أمرا صحيح النفي و أثبت معنى صحيح الإثبات تكون كاذبا؟
وهذه هي الشبهة القوية التي تجعل القلب ينفر من القول بجريان اللفظ على غير ظاهره لأن المسلم يخاف من الوقوع في الكفر.
فمالذي يجعلك تنكر أمرا عرفته أمهات المومنين وتعاملن به،وفهمنه مثلا في اطولكن يدا؟
أرى إنكارك هذا استمرارا لما زعمته قبل في قولك:
(ثم لما لم يفهم احد هذا اتجه لتاويل اللفظ ليصرفه عن ظاهره غير المراد)!
فلا زلت تعتقد أن أحدا لم يفهم هذا الفهم مع أنك رأيته بالدليل القاطع.
وأعتذر عن الجواب مرة أخرى لأني رأيت أننا نعيد نفس الكلام.
أما بخصوص كلام شيخ الاسلام ومذهبه في المسألة فقد قرأته قديما وكنت أحسبه صحيحا
لكني لست مقلدا أخي الكريم، فإن شيخ الاسلام رحمه الله ليس بالمعصوم، ومن أئمة أهل السنة الكبار من قال بجريان اللفظ على غير ظاهره.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[28 - 09 - 09, 10:33 ص]ـ
طيب هنا سؤال
قوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
هل هذا اللفظ جار على ظاهره او هو غير جار على ظاهره على قولك
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:29 م]ـ
الذي يظهر لي، وأراه رأي العين أن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر.
الأخ الفاضل أبا إلياس حفظك الله: هذا الذي سميته ههنا (لفظ يراد منه غير ظاهره المتبادر) أتعني به ما عناه أهل المجاز؟ إن كان جوابكم بلا. حبذا لو ذكرتم الفرق. وأما ما قلتموه في هذه المشاركة
مصطلح المجاز مرفوض عندي لأنه يقذف في القلب شبهة أن القرآن فيه ما ليس حقا ولا حقيقة وهذا ليس أدبا في التعامل مع كلام الله
وهذا الذي ذكرته في الفرق ليس هو فرقا، لأنه يمكن أن يقال لك: إن قولكم ((إن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر)) فيه شبهة أيضا تجعل القرآن ليس كما وصفه الله بأنه (مبين) وأنه (أحسن الحديث)
فإن قلت إن أمره سيؤول إلى البيان، سيقال لك: وما الذي سيبينه؟ ستقول (واسمح لي بالإجابة عنك) القرينة المتصلة أو المنفصلة.
إذا كان الأمر كذلك فأنا أقول إنك تقول بالمجاز، ولكنك لا توافق على التسمية فقط.
إن كان الأمر كما فهمته من كلامك هنا وإلا فأرجو بيان ما عندك.
وأما ما قلتموه في المشاركة
أما بخصوص كلام شيخ الاسلام ومذهبه في المسألة فقد قرأته قديما وكنت أحسبه صحيحا
لكني لست مقلدا أخي الكريم، فإن شيخ الاسلام رحمه الله ليس بالمعصوم، ومن أئمة أهل السنة الكبار من قال بجريان اللفظ على غير ظاهره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/310)
فأقول: سامحك الله، يعني كلام شيخ الإسلام في الحقيقة والمجاز باطل عندك.
وقولك (لست مقلدا) وقولك (فلان العالم ليس بالمعصوم) أهكذا تكون السلفية. كان يكفيك أن تستشكل كلامه ولا ترده هكذا.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:47 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم أبا سلمان وفقه الله.
عندما كنتُ أتكلم عن جريان اللفظ على غير الظاهر، كان قصدي
جريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ، فأرجو أن تكون
تنبهت إلى هذا الأمر من كثرة الأمثلة التي أوردت لك عن العرب
الفصحاء في أنهم كانوا يجرون معنى الكلام على ظاهر اللفظ و
أحيانا كانوا يجرون المعنى على غير ظاهر اللفظ.
وتذكر هذا الأمثلة – أخي الكريم - فهي تنفع في موضوعنا:
أطولكن يدا.
و
عريض القفا.
و
قاتله الله ما أشعره
ويدخل في هذا كذلك أن يتكلم العربي الفصيح بالمثل السائر
عندهم كأن يقول:
إياك أعني واسمعي يا جارة!
وليس ثمة جارة يكلمها بل يكلم نفرا من الرجال!
أو أن يقول في زمرة من الناس مخاطبا واحدا:
لأمر ما جدع قصير أنفه!
وليس ثمة قصير، ولا جدع أنفٍ!
وقس على هذا سائر الأمثال العربية من هذا النوع.
وقبل أن أجيب على سؤالك
هناك مسألة أحب الإشارة إليها، وهي أن الحد و التعريف أحيانا
يكون قاصرا لا يفيبحد المعرف به فيكون ذلك القصور سببا في
رفض معنى الشيء المعرف و إن كان هذا الأمر المعرف صوابا.
مثلا قولهم في المجاز:
استعمال اللفظ على غير الوضع الذي استعمل له أولا!
هذا فيه نوع من ادعاء الغيب، فالله يقول
(ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض و لا خلق أنفسهم)
فمن ذا الذي أخبرهم بأن هذا اللفظ استعمل هكذا أولا ثم نقل؟!
لكن مع هذا فقد يجاب عن هذا السؤال بجواب معقول جدا يقبله
العقلاء:
أولا، القائلون بالاستعمال الأول نظروا إلى الأسماء المحدثة في
زمنهم، ففي كل زمن تحدث أشياء لم تكن من قبل، ويحدث
الناس لها أسماء.
مثل الحاسوب و الكهرباء و الصاروخ.
فهذه الأسماء أصل وضعها هو مسمياتها لا شك و الناس شهدوا
بداياتها و أصل تسميتها.
ومن شكك في ذلك فعقله مشكوك فيه.
ثم بعد ذلك صار الناس يستعملونها على غير أصلها في كلامهم.
أي أنهم نقلوها إلى معان أخرى، فقالوا مثلا في الشخص الذي
يحفظ بسرعة (حاسوب) و في الذي يجري بسرعة (صاروخ) و
في الذي يحصل له شيء يصدمه ويغضبه غضبا شديدا أنه
مكهرب إلخ ...
لذلك، فمع أن القائلين بأصل الوضع ينكر عليهم بعض
المعترضين على (جريان المعنى على غير ظاهر اللفظ = المجاز
عندك) ادعاء الاستعمال الأولى لأنهم لم يشهدوا بداية اللغة، إلا
أن هؤلاء لهم سند قوي على هذا الأمر وهو ما ذكرت لك من
البرهان بخصوص الأسماء المحدثة التي شهدوا نشأتها
وولادتها.
فلاحجة للمنكرين عليهم في ما ذكروه هاهنا.
وهذا يقودنا إلى الكلام على نشأة اللسان و البيان، وهو لا شك
تعليم من الله تعالى لآدم في الجنة.
((وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة))
وقد فسرها السلف بأسماء كل شيء كالانسان والدابة و البحر و
السهل والجمل و الحمار و أشبه ذلك.
نعم لقد علم الله تعالى آدم أسماء كل شيء.
ويؤكد هذا حديث البخاري حين يقول المومنون يوم القيامة ويقولون لآدم:
(خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته و علمك أسماء كل شيء فاشفع لنا ... )
وعلى هذا فلا مطعن على القائلين بأصل الوضع و بالاستعمال
الأول للألفاظ.
لكل هذا قال ابن الأثير في المثل السائر:
(وتقرير ذلك بأن أقول إن المخلوقات كلها تفتقر إلى أسماء
يستدل بها عليخا ليعرف كل منها باسمه من أجل التفاهم بين
الناس، وهذا يقع ضرورة لا بد منها، فالاسم الموضوع بإزاء
المسمى هو حقيقة له، فإذا نقل إلى غيره صار " مجازا "
ومثال ذلك أنا إذا قلنا (شمس) أردنا به هذا الكوكب العظيم الكثير
الضوء، وهذا الاسم له حقيقة لأنه وضع بإزائه، وكذلك إذا قلنا
(بحر) أردنا به هذا الماء العظيم المجتمع الذي طعمه ملح وهذا
الاسم له حقيقة لأنه وضع بإزائه.
فإذا نقلنا (الشمس) إلى الوجه المليح استعارة كان له ذلك "مجازا" ... ) اه.
وذكر رحمه الله كلاما نفيسا فانظره في المثل السائر ج1 ص 70.
فمن قال: إن الحمار في أصل للوضع للبهيمة المعروفة، ثم قد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/311)
ينتقل استعماله إلى الرجل البليد لوجود القرينة الصارفة عن
المعنى الأصلي فهذا الكلام منطقي ومعقول جدا بالنظر إلى ما
قدمته لك من الأدلة.
ومن زعم أن (حمار) ليس أصلا في البهيمة المعروفة بل يقال
للبليد و للبهيمة على حسب السياق فقوله مردود بكلام الله تعالى
حيث قال:
(كمثل الحمار يحمل أسفارا)
فلم يفهم الصحابة ولا التابعون و لا من بعدهم من كلمة الحمار
في الآية إلا البهيمة، ولم يفهموا منها الرجل البليد الغليظ الفهم
، ولا يدل السياق على أن الحمار في الآية هو البهيمة إلا بالقول
الاستعمال الأولي المعهود لكلمة الحمار عند العرب، بل ولم
يسألوا النبي صلى الله عليه و سلم ولا أعلم أحدا سأل عالما في
كتاب أو فتوى عن معنى الحمار في الآية أهو الرجل البليد أم
البهيمة أم غير ذلك.
والحملُ ليس خاصا بالبهيمة وحدها حتى يقال هذا هو السياق
الدال على أن الحمار هو البهيمة فإن الانسان قد يحمل زاده
وكتبه وما يحتاجه.
هذه جولة صغيرة في موضوع أصل الوضع الذي قد ينكره البعض
في ومن التعالم هذا، فيحسب أن علماء الأمة أطفال سذج يلقون
الكلام على عواهنه! و الله المستعان.
لنعد إلى موضوعنا وما أصطلح عليه بـ:
جريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ.
أما ما سألتني عنه بخصوص الآية الكريمة:
(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
فلا أدري أي لفظ تقصد هل المعنى على ظاهره أم لا؟
فإن كنت تقصد الجناح فهو على ظاهره لأن الانسان له جناح كما قال تعالى لموسى:
(واضمم يدك إلى جناحك)
وإن كنت تقصد الذل فهو على ظاهره لأن الذل للوالدين في غير معصية الله من برهما.
وهذه الآية لا يظهر لي فيها – بحسب علمي القاصر – ما أن
بصدد بيانه لك، و لاأدري كيف أستخرجه منها، وقد يستطيع
غيري فعل ذلك.
لكن!
أنا مثبت و أنت ناف.
أنا أثبت بالأدلة القاطعة الساطعة من الأحاديث التي نقلت لك و
كلام العرب أنهم أجروا أحيانا معنى الكلام على ظاهر اللفظ
فأخطأوا وكان الصواب أن يجري على غير الظاهر.
وفي هذا دليل على أنهم:
يجرون معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ أحيانا
وأنهم
يجرون الكلام على ظاهر اللفظ أحيانا أخرى
كل ذلك عرفوه وتعاملوا به.
أطولكن يدا.
الخيط الأبيض من الحيط الأسود.
عريض القفا.
أرجو أنه قد استراج.
حاملوك على ولد ناقة.
نحن من ماء.
ولو شئت لزدتك من الأمثلة الكثير من شعر العرب ونثرهم وأمثالهم، لكن لا
نريد الإطالة في هذا.
واختصارا أقول:
ما تأتي به من الأمثلة وإن لم يكن فيه ما أقوله و أذهب إليه فإنه لا يهدم ما
أقوله.
لأنني أثبت أمرا موجودا بالدليل من الشواهد التي تثبته.
وأنت تنفي هذا الأمر بالشواهد التي لا يظهر فيها ما أقوله.
وحالي وحالك مثل من جاءه شاهدان عدلان صادقان مصدقان
أحدهما ينفي رؤية هلال رمضان.
و الآخر يثبت أنه رأى هلال رمضان.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:51 ص]ـ
الحمد لله.
قد تقدم فيما سبق أني لا أقبل ثنائية: (المجاز / الحقيقة) لما فيها من اللبس الشديد الموهم،ولعلي أزيد موضع هذا اللبس بيانا وإيضاحا عما قليل إن شاء الله.
لهذا اقترحت على إخواني أن يكون الحوار بمصطلح جريان معنى الكلام على غير ظاهراللفظ وجريانه على ظاهر اللفظ.
ولعل الله ييسر بعض الوقت إن شاء الله للجواب على بعض ما يورده من ينكر وجود هذا الأمر في لسان العرب.
وسأتكلم إن شاء الله على اللبس الذي يحصل بسبب مصطلح الحقيقة والمجاز، وأبين إن شاء الله أجوبة ما يورده النفاة بالأدلة القاطعة الساطعة من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسان العرب.
وهذا جملة ما يوردونه:
أولا إنكارهم الإستعمال الأول، أو ما يسميه المثبتون بأصل الوضع.
ثانيا إنكارهم أن يكون في اللسان لفظ يدل على نفسه بنفسه، بحيث إذا ذكر تنصرف إليه الأذهان دونما حاجة إلى السياق والقرينة.
ثالثا قولهم إن "الكلام الذي يجري معناه على غير ظاهره " يصح نفيه و إثباته في الوقت نفسه.
رابعا قولهم في " الكلام الذي يجري معناه على غير ظاهره " إنه يصح وصفه بالكذب.
هذا ما أعلمه مما يحتجون به، وأرجو الله أن ييسر وقتا للجواب على هذه المسائل بما ذكره أهل العلم.
وبارك الله في الإخوة الكرام، نسأل الله الأدب وحسن الخلق.
.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:32 ص]ـ
الحمد لله
وبعد،
بارك الله في الأخ الكريم
أما قولك:
إن قولكم ((إن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر)) فيه شبهة أيضا تجعل القرآن ليس كما وصفه الله بأنه (مبين) وأنه (أحسن الحديث)
فأقول:
لا علاقة بين جريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ وبين عدم البيان وحسن الحديث.
واعلم أخي الكريم أني أتحدث عن ظاهرة لسانية موجودة بحق في لسان العرب وجرى للصحابة منها شيء.
وانظر إلى قوله تعالى ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)) كيف أخذ الصحابة بظاهر اللفظ، وأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن المراد هنا بكلمة (ظلمٍ) الكفر و الشرك.
ولم يقدح عدم علم بعض الصحابة بهذا في كون القرآن أحسن الحديث و لا في كونه مبينا.
وبقية الأمثلة التي ذكرت تصلح هاهنا أيضا مما يتعلق بالحديث.
وانظر مثلا إلى كلام السلف في تفسير ((حمالة الحطب)) على أحد القولين بأنها تمشي بالنميمة بين الناس، ولست هاهنا في معرض ترجيح أحد التفسيرين، لكنه منقول عن السلف رضون الله عليهم وهم العرب الفصحاء الذين يفهمون مواقع الكلام!
فأرجو ألا تلزمني شيئا لا يلزمني أخي الكريم.
ولعلي أفصل لك بعض ما يظهر لي بشأن هذا الموضوع بالأدلة، واعذرني لأن الوقت لا يسمح بأكثر من هذا. وأنا بينكم أتعلم و أستفيد ولا أزعم علما، فإنما العلم خشية الله تعالى.
نسأل الله الصدق و الاخلاص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/312)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:35 ص]ـ
لا زال البعض من الإخوة استعملوا ثنائية (الظاهر المتبادر) و (غير الظاهر المتبادر) استعمال القوم ثنائية (الحقيقة) و (المجاز) مع أن اللبس والإشكال والشبهة فيهما واحد.
فقوله تعالى مثلا (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، أتقصدون بـ (الظاهر المتبادر) ما يظهر ويتبادر لأذهان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين أخطأوا الفهم في هذه الآية؟ أم تقصدون به ما يظهر ويتبادر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي فهم الآية على وجهها مراعيا السياق الذي ورد فيها؟؟
لاحظوا. . أن اللفظ واحد، لكن يظهر لهذا غير ما يظهر لهذا. فأيها (الظاهر) عندكم وأيهما (الباطن)؟؟؟
لتثبت العرش ثم انتقش.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 04:08 م]ـ
من باب الفائدة وإثراء المسألة قال الشيخ وليد السعيدان في رسالته (تذكير الفحول بترجيحات مسائل الأصول):
والصحيح وجود المجاز في اللغة العربية ولا داعي لتكلف نفيه.
* والأقرب وجود المجاز في القرآن الكريم إلا في آيات الصفات وحقائق اليوم الآخر وذلك لأن الانتقال من حقيقة الكلام إلى مجازه يتطلب أولاً أن تكون الحقيقة معلومة ومن المعلوم أن كيفية صفات الله تعالى وحقائق اليوم الآخر على ما هي عليه لا يعلمها إلا الله تعالى فكيف نقول إن الحقيقة من آيات الصفات غير مرادة ونحن لم نعلم حقيقتها أصلاً ولذلك فإنه لا يسعنا إلا أن نؤمن بها مع العلم بمعانيها في اللغة ونكل حقائق كيفياتها للرب جل وعلا.
* والذي جرى عليه أهل السنة أن التأويل ثلاثة أقسام:
الأول: التأويل بمعنى حقيقة الشيء على ما هو في الواقع.
الثاني: التأويل بمعنى التفسير.
الثالث: التأويل بمعنى صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:08 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
أما كلامك:
لا زال البعض من الإخوة استعملوا ثنائية (الظاهر المتبادر) و (غير الظاهر المتبادر) استعمال القوم ثنائية (الحقيقة) و (المجاز) مع أن اللبس والإشكال والشبهة فيهما واحد.
فلو تأملت ما ذكرت لك من الأدلة على أن العرب قد تجري الكلام على غير ظاهر اللفظ ما أعدت علينا نفس الكلام الذي قلته سابقا.
فقد ذكرت لك بالأدلة الساطعة القاطعة أن أمهات المومنين وهن الفصيحات أخطأن فهم حديث:
أطولكُن يدا
فكن يستعملن قصبة ويذرعن بها لقياس طول أيديهن ليعرفن من أطولهن يدا لأنها العلامة على كون صاحبة هذه اليد أسرعهن لحاقا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وكان عليهن أن يجرين معنى الكلام على غير ظاهره
وكذلك آية:
الخيط الأبيض من الخيط الأسود
قبل نزول البيان (من الفجر)
فقد كان على عدي رضي الله عنه أن لا يأخذ بظاهر اللفظ و الصواب في إجراء معنى الكلام على غير ظاهره، فقد فاته أن العرب تسمي نور الفجر الأول بالخيط الأبيض وظلمة الليل الأخيرة بالخيط الأسود، وجاء ذكر ذلك في أشعار العرب وذكر ابن جرير شاهده كما ذكر ذلك غيره من المفسرين و اللغويين.
وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم:
عريض القفا.
و الأدلة كثيرة.
وفي هذا دليل قاطع أبيض كالشمس على أن العرب قد تجري معنى الكلام على غير ظاهره أحيانا.
وأنت ترى بأم عينيك هذا!
فماذا بعد أخي الكريم وفقك الله؟
فكيف ينكر إنسان ما يراه؟!
أما اللبس الحاصل في مصطلح الحقيقة والمجاز فسأفسره إن شاء الله قريبا إذا يسر الله، وإنما أحببت أن أذكرك بالشواهد فاجعلها نصب عينيك و لا تنسها و أنت ترد حتى لا أضطر في كل مرة إلى إعادة الكلام عليك.
أما قولك:
.أتقصدون بـ (الظاهر المتبادر) ما يظهر ويتبادر لأذهان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين أخطأوا الفهم في هذه الآية؟ أم تقصدون به ما يظهر ويتبادر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي فهم الآية على وجهها مراعيا السياق الذي ورد فيها؟؟
.
تأمل أخي الكريم ما أقوله لك هاهنا بارك الله فيه:
أما كون الصحابة أخطأوا الفهم فصحيح بدليل تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
أما كونهم أخطأوا في طريقة الاستدلال فصرفوا اللفظ عن (ظاهره!) الذي زعمته فلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/313)
إذ لو اخطأوا في طريقة الاستدلال لعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على صرف اللفظ عن ما سميته أنت (بظاهر الآية) بغير وجه حق، إلى ما ليس بظاهر لها.
فكم مرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه:
أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم.
فلو صرفوا معنى الكلام عن غير (ظاهره!) الذي زعمته لكان لهم نصيب من النصح النبوي بسبب هذا الفعل.
لكن طريقتهم هاهنا أن العرب إذا كانت النكرة عندهم في سياق النفي فإنها تعم.
وهي قاعدة مشهورة.
و (الظلم) هاهنا نكرة في سياق النفي، فأخذوا بعموم لفظ الظلم بسبب ما عهدوه من لسانهم.
إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم أن القاعدة في هذا الموطن لا تطرد، فجعل الظلم هاهنا بمعنى الشرك فقط، مع أنه جاء نكرة في سياق النفي.
فحتى السياق الذي زعمته لا يسعف في فهم أن الظلم فيها هو الشرك وحده دون المعاصي التي ليست بكفر.
فتأمل هذا الكلام بارك الله فيك.
وأرجو أن تتأمل بقية الأمثلة التي ذكرتها في المشاركات السابقة، واحذف من قاموسك ثنائية الحقيقة و المجاز، فإنها توهم أن ليس في القرآن حقيقة فلذلك يرفض العقل هذا بشدة خوفا من الكفر، وليس هذا مثل قولك: إجراء معنى الكلام على غيره ظاهر أحيانا.
وانظر إلى أفعال الصحابة وأمهات المومنين.
فهل أتوا ببدع من القول حينما أجروا معنى بعض الكلام على غير ظاهر.
هل أتوا ببدع لم يكن في لسانهم؟
هل قول التابعين في أحد قولي التفسير:
حمالة الحطب
إنها تمشي بين الناس بالنميمة.
بغض النظر عن الخطأ و الصواب في التفسير،هل تجرأوا و افتروا على لسان العرب و أتوا بشيء لم تعرفه العرب العرباء و لا عرفه الشعراء في أشعارهم؟! فصرفوا معنى الكلام عن غير ظاهره بغير وجه حق؟!
اللهم لا.
ولي عودة إن شاء الله للإجابة عن تلك الأسئلة التي يوردها النفاة لجريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ.
بارك الله فيكم.
وأسعدتني مشاركتك أخي أبا البراء القصيمي
بارك الله فيك.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:44 ص]ـ
الحمد لله
وبعد
لما قال المثبتون بالاستعمال الأول للألفاظ و أصل الوضع، أي أن لها أصلا، ثم
صار الناس ينقلونها إلى غير هذا الأصل وجعلوا القرينة دلالة على المعنى المراد
، أنكر النفاة هذا وزعموه تخرصا ورجما بالغيب، إذ كيف يقطع إنسان بأن
أصل هذا اللفظ في بداية نشأته هو كذا أوكذا؟!
فأدى هذا الأمر بالنفاة إلى إنكار أن تدل الكلمة بنفسها على نفسها دونما
حاجة لقرينة أو سياق معين على فهم المراد.
ولا شك ولا ريب أن إنكارهم أن يكون في لغة العرب لفظ يدل بنفسه على
نفسه دون أن يدل عليه السياق أو القرينة! لا شك في كون هذا القول مخالفا
للحق المبين.
فإن هذا زعم يرفضه العقل بديهة و يأباه.
وإبطال هذا القول من وجوه:
منها: ما تقدم من قوله تعالى:
((وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))
يذكر المفسرون من السلف أن الله تعالى علم آدم أسماء الأشياء كلها.
ففي مختصر تفسير ابن كثير، الذي التزم فيه الإمام المحدث أحمد شاكر رحمه الله
أصح الأحاديث و الآثار و أقواها إسنادا وأوضحها لفظا كما قال في
مقدمته .... قال ابن عباس:هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان
ودابة وسماء و أرض وسهل و بحر وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم، وقال
مجاهد نحو ذلك، وكذلك روي عن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم من
السلف: أنه علمه أسماء كل شيء.
وذكر حديثا عند البخاري في اجتماع المومنين يوم القيامة وقولهم لآدم
(أنت أبو الناس و .... و .... وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا ... )
قال رحمه الله: (فدلَّ هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات، ولهذا قال:
((ثم عرضهم على الملائكة)): يعني: المسميات)
إلى أن قال رحمه الله:
(وقوله تعالى: ((قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم)) قال
مجاهد: اسم الحمامة و الغراب واسم كل شيء، وروي عن سعيد بن جبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/314)
وقتادة نحو ذلك) اه.
فالله سبحانه وتعالى علم آدم أسماء الأشياء كما ترى رأي العين، وهذا يعني أن
الاسم إذا ذكر دونما قرينة ولا تركيب فإنه ينصرف لا شك ينصرف الذهن
إلى المُسمى، وإنكار هذا إنكار لما يعرفه الانسان من نفسه بالبديهة كإنكار ما
تراه العين أو تسمعه الأذن.
والوجه الثاني من الجواب عن هذا الزعم، أن يقال للنافي:
تأمل هذه الكلمات:
زيتون
رمان
بحر
شمس
ليل
إبل
غراب
بالله عليك ألا يتبادر إلى ذهنك مسمياتها؟!
ولو لم يكن الاسم دالا بنفسه على نفسه لوقع الناس في حرج عظيم ومكروه
وبلاء في مخاطباتهم فإنه إذا هُدِمَتْ هذه الأصول الأولى، بقيت كل أجزاء
الكلام غامضة مبهمة لايدرى المراد منها، فإن جئت بقرينة لتوضيح الكلام
احتاجت القرينة إلى قرينة طالما أنه لا أصل يُرجعُ له لأي كلمة في العربية!!
وهكذا كلما جئت بقرينة احتاج السامع إلى قرينة، ولا نهاية لهذا!
فتأمل بارك الله فيك هذا الكلام.
وأعده بقلبك وعقلك.
فإن أصررت على مذهبك، فإني أسألك أن تخبرني عن قوله تعالى:
((أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى
الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت))
وقوله تعالى:
((فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه))
وقوله تعالى:
((يسبح لله ما في السموات وما في الأرض))
وقوله تعالى:
((كونوا قردة خاسئين))
وقوله تعالى:
((مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا))
فأخبرني: ما هذه الأسماء الحمراء التي لونت لك؟
ما هي؟
وهل احتاج الصحابة إلى السؤال عن علمها وتفسيرها؟
وهل في الآيات قرينة أو سياق يعين على فهم المراد منها؟
الابل
السماء
الجبال
الغراب
الحمار
القردة
هذه كلمات لا يدل السياق على المراد بها و لا على معناها، ولا مخرج لك إلا
بالإقرار بأنها تدل على نفسها بنفسها.
وصدقني، لم يستفسر الصحابة ولا التابعون ولا السلف ولا الخلف بل
لا أظنك تجرؤ أن تستفسر أحدا عن معناها، لأنها تدل على نفسها من
غير ما حاجة إلى قرينة أو سياق.
وللطرفة وإضفاء شيء من المرح في البحث فإنك تجد أنه:
لم يسأل أحد في كتاب الله عن مثل هذه المسميات ما هي إلا قوما تعرفهم
حينما قال لهم نبيهم:
((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة))
فقالوا بعد الجواب الأول:
((ادع لنا ربك يبين لنا ما هي))
فانظر أخي الكريم إلى قول الله تعالى ((بقرة))
هل في السياق ما يعين على معرفة المقصود بهذا الاسم؟
لا، ليس في الكلام ما يدل على هذا الاسم، وحتى لفظ (اذبحوا) لا يدل، لأن كثيرا من الأشياء تذبح، و لأنه قد يقال أيضا ما المراد
بالذبح – على مذهبكم – لأن الأسماء لا تستقل بالدلالة على مسمياتها عند عدم وجود القرينة لديكم.
هل تدل كلمة بقرة على المسمى ولو مع عدم وجود قرينة؟
اللهم نعم، ولو ذبحوا أدنى بقرة لكفتهم، كما في بعض الآثار.
الوجه الثالث: لإبطال هذا الزعم، أن الانسان يقول مستفهما عن شيء يراه ولا يعرفه لكن يريد أن يعرفه:
ما هذا الشيء؟
فيجيبه العالم به:
هذا كذا.
(يذكره باسمه)
ولو كان الأمر كما قال النفاة أنه ليس للأسماء أصل بالوضع، لما صح هذا السؤال و لا واستقام هذا الجواب، لأن كثيرا من الأشياء على مذهبكم قد تأتي في الكلام بلفظ هذا الاسم.
الوجه الرابع من الرد: أن يقال إن القائلين بأصل الوضع، أو بالاستعمال
الأول كما تقدم نظروا إلى كثير من المسميات المحدثة في زمنهم، و التي
اخترعها الناس، فشهدوا مخاضها وولادتها وتسميتها مثل ما شهدنا نحن ولادته
في هذا الزمان كالحاسوب و الكهرباء و الصاروخ و الكليك ( click)
فسمعنا الناس يتكلمون بالصاروخ في غير أصله.
كالسرعة مثلا.
ويتكلمون بالحاسوب في غير أصله كالسرعة في الجواب و القدرة على الحفظ و الاستيعاب.
و الكهرباء تكلموا بها ونقلوها عن غير أصلها فاستعملوها وقالوا ظروف مكهربة وأعصابي مكهربة.
ونقلوا الكليك عن أصله إلى وصف من تسأله من الناس عن شيء فيجيب فورا وبلا تردد.
كما نقلوا الفايروس من الطب إلى علوم الحاسوب.
وهكذا.
فلما رأوا الناس ينقلون بعض المسميات عن أصلها التي أحدثوها فيه، ثبت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/315)
عندهم أصل الوضع و الاستعمال الأول.
وهذا يقبله العقل بلا مكابرة.
الوجه الخامس من الرد: أن من ينكر أن يكون للأسماء أصل بالوضع ينكر
شيئا يفعله بنفسه ليل نهار.
فتراه يقول لابنه أو لمن يكلمه:
هات القلم!
إيتني بكأس!
إيتني بوسادة!
فيذكر كثيرا من المسميات دون أن يكون في كلامه إشارة أو قرينة إلى ما أراده
باللفظ، فيأتيه الولد بما يطلبه دونما عناء!!
فمذا يقال بعد كل هذا؟
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:10 ص]ـ
الحمد لله
لازال الكلام في معرض إثبات وجود ظاهرة (جريان اللفظ على غير ظاهر
الكلام) وأنه أمر حاصل وواقع تشهد له أصح الشواهد من كلام الله تعالى
وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام أفصح العرب أنفسهم حيث
تعاملوا بهذا الأمر في مخاطباتهم، وكيف تطرق إليهم الخطأ أحيانا فأخذوا معنى
الكلام على ظاهر اللفظ وكان الصواب إجراء معنى الكلام على غير ظاهر
اللفظ، وقد تقدمت طائفة من الأدلة على ذلك كالشمس في رابعة النهار
لا تضام في رؤيتها.
وطال ذيل الكلام، واشتغلنا بإبطال قول النفاة لأصل الوضع، أو الوضع
الأول، أو الظاهر المتبادر للأسماء خارج غير التركيب، أو دونما قرينة أو
سياق.
وقد تقدمت بحمد الله أدلة قوية دامغة من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما تقتضيه العقول السليمة بل وما يتعامل به النفاة أنفسهم في
حياتهم مما ينقض قولهم بإنكار المعنى الأصلي للأسماء و الكلمات.
وتقدمت خمسة أوجه في إثبات أنه لا بد للكلمات من أصل ترجع إليه،
ووضع أول يكون مرجعا لها ولو من غير قرينة ولا سياق، بحيث تدل على
نفسها بنفسها، وضربنا أمثلة لذلك بأسماء من
القرآن مثل:
القردة
الجبال
الابل
الغراب
السماء
والقول بأن الأسماء لا تدل على المسميات إلا بقرينة سوقع في حرج وبلاء
شديد كما تقدم بيانه في المشاركة الماضية.
وهذا أوان الشروع في ذكر أوجه أخرى يطمئن بها القائل إلى الحق المبين: ألا
وهو أن للأسماء خارج القرينة و التركيب دلالة متبادرة إلى الأذهان.
وإنما أحوج إلى هذه المقدمة كونها أس برهان المنكرين لأصل الوضع
فقد أنكروا على المثبتين قولهم:
(نقل الكلمة عن أصل وضعها لقرينة موجبة لذلك).
وزعموا أن المثبتين لهذا الأمر متخرصون يرجمون بالغيب، إذ لم يشهدوا – في
زعمهم – نشأة اللسان!! فكيف يقال هذه الكلمة أصلها الأول كذا؟!!!
فالمرجو من الإخوة الأكارم أن يصبروا معنا على شيء من الإطالة
وأن يشاركونا ويفيدونا بما عندهم، ونحن إنما نتعلم بقدح زند الفكر.
وهذا اوان الشروع في إكمال ما بدأناه من البرهان على أن الأسماء
تدل على المسميات الأصلية.
وقد تم الوجه الخامس من البرهان بحمد الله.
الوجه السادس أنك تجد في القرآن نداء الله تعالى لبعض المخلوقات
بأسمائها كقوله تعالى: ((يا جبال أوبي معه و الطير))
فقد نادى الله تعالى في هذه الآية خلقا من خلقه بقوله سبحانه:
((يا جبال أوبي معه))
فمن من المخلوقات استجاب لهذا النداء؟
وهل اختلط هذا الأمر الإلهي على المخلوق المأمور فلم يدر أهو المقصود بالنداء
أم غيره؟! فإن الكلام لا قرينة فيه و لا سياق يعين على معرفة المقصود
بالنداء!
بل علمت الجبال أنها المأمورة بالتأويب مع داود مع الطير، ولذلك
استجابت فأخبر الله عنها بقوله في آية أخرى:
((إنا سخرنا الجبال معه يسبحنبالعشي و الإشراق))
فدل هذا على أن الجبال علمت أنها المخلوق المأمور بهذا الأمر بمجرد هذا
النداء ((يا جبال)) فلهذا امتثلت.
وهو - كما تقدم - نداء لا قرينة فيه تدل على المقصود إلا دلالة الاسم على
نفسه ولو كان اسم الجبال خارج القرينة و السياق منصرفا لغير الجبال
المعروفة لأوبت مخلوقات أخرى مع داود، أو لكان في ذلك إجمال
كبير تنتفي معه حكمة التكليف بهذا الأمر إذ لا يُدرى من المقصود
بهذا النداء! فتنبه لهذا الأمر بارك الله فيك.
والعجب من الجبال ومن منكر الظاهر المتبادر، فإن الجبال استجابت لأمر الله
تعالى لأنها تعلم –بما علمها الله – أنها هي الشيء المسمى بالجبال، أما المنكر
فإنه يزعم أن كلمة (الجبال) خارج السياق لا تدل على شيء لمعزل عن
السياق والقرينة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/316)
الوجه السابع إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأشياء بمسمياتها في
كلام عار عن القرينة، وقد تقدم مثل هذا لكن من القرآن في أمثلة القردة و
الزيتون وغيرها.
فإخباره عن هذه المسميات دون قرينة تدل على أن معاني هذه
الأسماء معهودة عند السامعين.
الوجه الثامن التعريفات القرآنية، فتجد القرآن يعرف الأشياء فيذكر
الشيء باسمه دونما قرينة أو سياق يدل عليه ثم يبين ما هو.
أي أنه يعرفه مجردا مطلقا عن كل قيد.
أي أن الأذهان خارج التركيب تنصرف إليه ويتبادر هو إليها.
كقوله تعالى:
((لينبذن في الحطمه وما أدراك ما الحطمة)) ثم يبينها بقوله:
((نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة))
فلو كان الذهن لا ينصرف للشيء عند ذكر اسمه مطلقا من
القرائن والقيود لما قال الله تعالى ((وما أدراك ما الحطمه))
فدل إطلاقه ل ((الحطمه)) أنها تنصرف في أصل وضعها إلى هذا الشيء الذي
فسره الله تعالى بعد ذكرها، فإن ذكر شخص الحطمة في كلام، ولم يكن
السياق دالا على المراد و لا قرينة في الكلام، فإن السامع الذي تقدم له معرفة
معنى هذه الكلمة يفهم المراد، كقول القائل: أبو لهب في الحطمه.
والأمثلة كثيرة في القرآن حيث تجد ربنا سبحانه وتعالى يذكر اسما لبعض
المسميات عار عن كل قرينة ثم يفسره، كقوله تعالى ((القارعة)) و
((الحاقة)) و غيرها، فيذكر الاسم مطلقا من القرائن و السياق ثم يفسره.
فإن جاء متكلم وذكر اسم ((الحاقة)) أو ((القارعة)) في كلامه لتبادر إلى
الذهن المعنى الذي جعله الله لهاتين الكلمتين ولو بغير قرينة ولا سياق.
ومثل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله الصحابة
(وما الرويبضة يا رسول الله) فقال عليه الصلاة و السلام
(الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
فلو لم يكن هذا الاسم المجرد دالا على معنى في نفسه لم يستقم هذا السؤال.
ولو لم يكن هذا الاسم المجرد دالا على معنى في نفسه لم يحصره النبي صلى الله
عليه وسلم في هذا المعنى دون غيره من المعاني.
وهكذا حين سأل الصحابة عن المفلس، وقال:
(أتدرون من المفلس)
فقالوا ما معناه (المفلس فينا من لا درهم له و لا دينار).
وهذا يعني أن هذا اللفظ مجردا من كل قرينة وسياق يتبادر معناه إلى أذهانهم،
بغض النظر عن كونهم إصابوا أو أخطأوا. ثم بينه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله بعد ذلك، وفي كل هذا دليل كالشمس على أن الألفاظ مجردة
عن القرائن تدل على مسمياتها وتتبادر معانيها إلى أذهان من سبق له العلم
بها.
الوجه التاسع: أن كثيرا النصوص الشرعية المتعلقة بالأحكام ترد فيها أسماء
لمسميات لا يسعف السياق في معرفتها ولا قرينة تعين على ذلك كقول الله
تعالى:
((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ..... إلى أن قال سبحانه
... والمنخنقة و المتردية و النطيحة)) فكل هذه أسماء لمسميات لا يمكن
معرفتها إلا على القول بدلالة الاسم على المسمى مجردا عن القرائن الدالة
عليه.
والصحابة لم يكونوا ممن يكثر السؤال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
، خصوصا عن مثل هذه الأمور الواضحة مثل الكلب و الخنزير و الحمار و
الزيتون و التين و النخل والمنخنقة والموقوذة و المتردية و النطيحة وغيرها مما
يعرفه كفار العرب فضلا عن المسلمين، فإنما نزل القرآن بلسان العرب،
فكيف لا يتبادر معنى (الحمار) و (المنخنقة) إلى أذهانهم إن سمعوا ذلك!!
هذا والله أعجب العجب!!!
وفي القرآن و السنة أحكام تعلقت بمسميات، لولا أن هذه الأسماء دلت على
نفسها بنفسها لكان الحكم تكليفا بمجهول لا يُعرف إلا بالوحي، فلما لم
يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن معاني هذه الكلمات، عرفنا أن العربي
يفهم المراد بهذه الأسماء ولو من غير سياق ولا القرينة لأنها تدل على نفسها
بنفسها!
فتجد الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الكبائر في حديث ولا يفسرها وإنما
يسردها الواحدة تلو الأخرى من غير سياق و لا قرينة تدل عليها، ولولا أنها
دلت على نفسها بنفسها لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بيانها.
فإن دلالتها على نفسها أغنت عن السياق والقرينة.
الوجه العاشر أن اللغويين ألفوا القواميس والمعاجم لبيان وإيضاح كلمات
تكلم بها العرب.
وكانوا بذكرون هذه الكلمات مفردة بغير قرينة تدل عليها إلا نفسها، فتجد
مثلا قول ابن فارس في معجم المقاييس:
فالخمر الشراب المعروف قال الخليل: الخمر: معروفة.
وهكذا تجدهم يقولون في ما يعرف بالبديهة ويتبادر معناه من اسمه
فيقولون: معروف، ولا يتكلفون بيانه وتفسيره!
وليس يصح في الأذهان شيئ ... إذا إحتاج النهار إلى دليل
أترى اللغويين أصحاب القواميس و المعاجم وغيرهم ممن تعرض لبيان ألفاظ
العربية، أتراهم أخطأوا وكان عليهم بيان معنى الخبز و الرمان و الشمس
والقمر والخمر و السيف و الفرس و السماء و الأرض و النعل والحرير
والفضة و الذهب وغيرها!!!
اللهم لا.
لكل هذا أقول مستيقنا أن الأسماء إذا تجردت عن القرينة و السياق الدال
عليها فإنها تنصرف إلى مسمياتها التي عهدها الناس أنها هي في أصل الوضع،
فإن دل الشرع أن المقصود غير هذا الذي ذهب إليه الناس فإن الملك لله و
التسمية لله سبحانه كما يقول ابن حزم رحمه الله يسمي ما يشاء بما يشاء ليس
للعباد أن يستدركوا عليه بل نقول سمعا وطاعة.
وقول النفاة إن الأسماء لا تتبادر إلى الذهن مسمياتها قول مخالف لما عهدته
العرب ولما جاء في القرآن والسنة وهو مع هذا مخالف لصريح المعقول ولما
اتفق عليه العقلاء من كل الالسن، ليس فقط لسان العرب.
ولي عودة إن شاء الله تعالى للرد على بقية المسائل التي اعتمد عليها النفاة في مذهبهم.
بارك الله فيكم ونفع بكم ورزقنا الصدق و الاخلاص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/317)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:27 ص]ـ
للفائدة أحبتي في الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187418
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:43 ص]ـ
الحمد لله
أعتذر للأخ المشرف على إعادة ترتيب الموضوع وأرجو أن يعذرنا بارك الله فيه.
أما أخي أبو مسلم فأقول له:
ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل!
فقد رأينا مشاركتك وقرأناها ورآها الإخوة الكرام.
ثم اقول:
لازال الكلام في معرض إثبات وجود ظاهرة (جريان اللفظ على غير ظاهر
الكلام) وأنه أمر حاصل وواقع تشهد له أصح الشواهد من كلام الله تعالى
وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام أفصح العرب أنفسهم حيث
تعاملوا بهذا الأمر في مخاطباتهم، وكيف تطرق إليهم الخطأ أحيانا فأخذوا معنى
الكلام على ظاهر اللفظ وكان الصواب إجراء معنى الكلام على غير ظاهر
اللفظ، وقد تقدمت طائفة من الأدلة على ذلك كالشمس في رابعة النهار
لا تضام في رؤيتها.
وطال ذيل الكلام، واشتغلنا بإبطال قول النفاة لأصل الوضع، أو الوضع
الأول، أو الظاهر المتبادر للأسماء خارج غير التركيب، أو دونما قرينة أو
سياق.
وقد تقدمت بحمد الله أدلة قوية دامغة من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم وما تقتضيه العقول السليمة بل وما يتعامل به النفاة أنفسهم في
حياتهم مما ينقض قولهم بإنكار المعنى الأصلي للأسماء و الكلمات.
وتقدمت خمسة أوجه في إثبات أنه لا بد للكلمات من أصل ترجع إليه،
ووضع أول يكون مرجعا لها ولو من غير قرينة ولا سياق، بحيث تدل على
نفسها بنفسها، وضربنا أمثلة لذلك بأسماء من
القرآن مثل:
القردة
الجبال
الابل
الغراب
السماء
والقول بأن الأسماء لا تدل على المسميات إلا بقرينة سوقع في حرج وبلاء
شديد كما تقدم بيانه في المشاركة الماضية.
وهذا أوان الشروع في ذكر أوجه أخرى يطمئن بها القائل إلى الحق المبين: ألا
وهو أن للأسماء خارج القرينة و التركيب دلالة متبادرة إلى الأذهان.
وإنما أحوج إلى هذه المقدمة كونها أس برهان المنكرين لأصل الوضع
فقد أنكروا على المثبتين قولهم M( نقل الكلمة عن أصل وضعها لقرينة موجبة لذلك).
وزعموا أن المثبتين لهذا الأمر متخرصون يرجمون بالغيب، إذ لم يشهدوا – في
زعمهم – نشأة اللسان!! فكيف يقال هذه الكلمة أصلها الأول كذا؟!!!
فالمرجو من الإخوة الأكارم أن يصبروا معنا على شيء من الإطالة
وأن يشاركونا ويفيدونا بما عندهم، ونحن إنما نتعلم بقدح زند الفكر.
وهذا اوان الشروع في إكمال ما بدأناه من البرهان على أن الأسماء
تدل على المسميات الأصلية.
وقد تم الوجه الخامس من البرهان بحمد الله.
الوجه السادس أنك تجد في القرآن نداء الله تعالى لبعض المخلوقات
بأسمائها كقوله تعالى: ((يا جبال أوبي معه و الطير))
فقد نادى الله تعالى في هذه الآية خلقا من خلقه بقوله سبحانه:
((يا جبال أوبي معه))
فمن من المخلوقات استجاب لهذا النداء؟
وهل اختلط هذا الأمر الإلهي على المخلوق المأمور فلم يدر أهو المقصود بالنداء
أم غيره؟! فإن الكلام لا قرينة فيه و لا سياق يعين على معرفة المقصود
بالنداء!
بل علمت الجبال أنها المأمورة بالتأويب مع داود مع الطير، ولذلك
استجابت فأخبر الله عنها بقوله في آية أخرى:
((إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق))
فدل هذا على أن الجبال علمت أنها المخلوق المأمور بهذا الأمر بمجرد هذا
النداء ((يا جبال)) فلهذا امتثلت.
وهو - كما تقدم - نداء لا قرينة فيه تدل على المقصود إلا دلالة الاسم على
نفسه ولو كان اسم الجبال خارج القرينة و السياق منصرفا لغير الجبال
المعروفة لأوبت مخلوقات أخرى مع داود، أو لكان في ذلك إجمال
كبير تنتفي معه حكمة التكليف بهذا الأمر إذ لا يُدرى من المقصود
بهذا النداء! فتنبه لهذا الأمر بارك الله فيك.
والعجب من الجبال ومن منكر الظاهر المتبادر، فإن الجبال فهمت مراد الله و استجابت لأمر الله
تعالى لأنها تعلم –بما علمها الله – أنها هي الشيء المسمى بالجبال، أما المنكر
فإنه يزعم أن كلمة (الجبال) خارج السياق لا تدل على شيء لمعزل عن
السياق والقرينة!!
الوجه السابع إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأشياء بمسمياتها في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/318)
كلام عار عن القرينة، وقد تقدم مثل هذا لكن من القرآن في أمثلة القردة و
الزيتون وغيرها.
فإخباره عن هذه المسميات دون قرينة تدل على أن معاني هذه
الأسماء معهودة عند السامعين.
الوجه الثامن التعريفات القرآنية، فتجد القرآن يعرف الأشياء فيذكر
الشيء باسمه دونما قرينة أو سياق يدل عليه ثم يبين ما هو.
أي أنه يعرفه مجردا مطلقا عن كل قيد.
أي أن الأذهان خارج التركيب تنصرف إليه ويتبادر هو إليها.
كقوله تعالى:
((لينبذن في الحطمه وما أدراك ما الحطمة)) ثم يبينها بقوله:
((نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة))
فلو كان الذهن لا ينصرف للشيء عند ذكر اسمه مطلقا من
القرائن والقيود لما قال الله تعالى ((وما أدراك ما الحطمه))
فدل إطلاقه ل ((الحطمه)) أنها تنصرف في أصل وضعها إلى هذا الشيء الذي
فسره الله تعالى بعد ذكرها، فإن ذكر شخص الحطمة في كلام، ولم يكن
السياق دالا على المراد و لا قرينة في الكلام، فإن السامع الذي تقدم له معرفة
معنى هذه الكلمة يفهم المراد، كقول القائل: أبو لهب في الحطمه.
والأمثلة كثيرة في القرآن حيث تجد ربنا سبحانه وتعالى يذكر اسما لبعض
المسميات عار عن كل قرينة ثم يفسره، كقوله تعالى ((القارعة)) و
((الحاقة)) و غيرها، فيذكر الاسم مطلقا من القرائن و السياق ثم يفسره.
فإن جاء متكلم وذكر اسم ((الحاقة)) أو ((القارعة)) في كلامه لتبادر إلى
الذهن المعنى الذي جعله الله لهاتين الكلمتين ولو بغير قرينة ولا سياق.
ومثل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله الصحابة
(وما الرويبضة يا رسول الله) فقال عليه الصلاة و السلام
(الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
فلو لم يكن هذا الاسم المجرد دالا على معنى في نفسه لم يستقم هذا السؤال.
ولو لم يكن هذا الاسم المجرد دالا على معنى في نفسه لم يحصره النبي صلى الله
عليه وسلم في هذا المعنى دون غيره من المعاني.
وهكذا حين سأل الصحابة عن المفلس، وقال:
(أتدرون من المفلس)
فقالوا ما معناه (المفلس فينا من لا درهم له و لا دينار).
وهذا يعني أن هذا اللفظ مجردا من كل قرينة وسياق يتبادر معناه إلى أذهانهم،
بغض النظر عن كونهم إصابوا أو أخطأوا. ثم بينه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله بعد ذلك، وفي كل هذا دليل كالشمس على أن الألفاظ مجردة
عن القرائن تدل على مسمياتها وتتبادر معانيها إلى أذهان من سبق له العلم
بها.
الوجه التاسع: أن كثيرا النصوص الشرعية المتعلقة بالأحكام ترد فيها أسماء
لمسميات لا يسعف السياق في معرفتها ولا قرينة تعين على ذلك كقول الله
تعالى:
((حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ..... إلى أن قال سبحانه
... والمنخنقة و المتردية و النطيحة)) فكل هذه أسماء لمسميات لا يمكن
معرفتها إلا على القول بدلالة الاسم على المسمى مجردا عن القرائن الدالة
عليه.
والصحابة لم يكونوا ممن يكثر السؤال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
، خصوصا عن مثل هذه الأمور الواضحة مثل الكلب و الخنزير و الحمار و
الزيتون و التين و النخل والمنخنقة والموقوذة و المتردية و النطيحة وغيرها مما
يعرفه كفار العرب فضلا عن المسلمين، فإنما نزل القرآن بلسان العرب،
فكيف لا يتبادر معنى (الحمار) و (المنخنقة) إلى أذهانهم إن سمعوا ذلك!!
هذا والله أعجب العجب!!!
وفي القرآن و السنة أحكام تعلقت بمسميات، لولا أن هذه الأسماء دلت على
نفسها بنفسها لكان الحكم تكليفا بمجهول لا يُعرف إلا بالوحي، فلما لم
يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن معاني هذه الكلمات، عرفنا أن العربي
يفهم المراد بهذه الأسماء ولو من غير سياق ولا القرينة لأنها تدل على نفسها
بنفسها!
فتجد الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الكبائر في حديث ولا يفسرها وإنما
يسردها الواحدة تلو الأخرى من غير سياق و لا قرينة تدل عليها، ولولا أنها
دلت على نفسها بنفسها لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بيانها.
فإن دلالتها على نفسها أغنت عن السياق والقرينة.
الوجه العاشر أن اللغويين ألفوا القواميس والمعاجم لبيان وإيضاح كلمات
تكلم بها العرب.
وكانوا بذكرون هذه الكلمات مفردة بغير قرينة تدل عليها إلا نفسها، فتجد
مثلا قول ابن فارس في معجم المقاييس:
فالخمر الشراب المعروف قال الخليل: الخمر: معروفة.
وهكذا تجدهم يقولون في ما يعرف بالبديهة ويتبادر معناه من اسمه
فيقولون: معروف، ولا يتكلفون بيانه وتفسيره!
وليس يصح في الأذهان شيئ ... إذا إحتاج النهار إلى دليل
أ
ترى اللغويين أصحاب القواميس و المعاجم وغيرهم ممن تعرض لبيان ألفاظ
العربية، أتراهم أخطأوا وكان عليهم بيان معنى الخبز و الرمان و الشمس
والقمر والخمر و السيف و الفرس و السماء و الأرض و النعل والحرير
والفضة و الذهب وغيرها!!!
اللهم لا.
لكل هذا أقول مستيقنا أن الأسماء إذا تجردت عن القرينة و السياق الدال
عليها فإنها تنصرف إلى مسمياتها التي عهدها الناس أنها هي في أصل الوضع،
فإن دل الشرع أن المقصود غير هذا الذي ذهب إليه الناس فإن الملك لله و
التسمية لله سبحانه كما يقول ابن حزم رحمه الله يسمي ما يشاء بما يشاء ليس
للعباد أن يستدركوا عليه بل نقول سمعا وطاعة.
وقول النفاة إن الأسماء لا تتبادر إلى الذهن مسمياتها قول مخالف لما عهدته
العرب ولما جاء في القرآن والسنة وهو مع هذا مخالف لصريح المعقول ولما
اتفق عليه العقلاء من كل الالسن، ليس فقط لسان العرب.
ولي عودة إن شاء الله تعالى للرد على بقية المسائل التي اعتمد عليها النفاة في مذهبهم.
بارك الله فيكم ونفع بكم ورزقنا الصدق و الاخلاص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/319)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:51 ص]ـ
أخي الحبيب هداني الله تعالى وإياك الي الصواب
إن كان في ما وضعت خطأ فصوبني بارك الله فيك
والسلام عليكم
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:14 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
أنا قلت بالحرف:
أما أخي أبو مسلم فأقول له:
ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل!
فقد رأينا مشاركتك وقرأناها ورآها الإخوة الكرام.
إن كان في ما وضعت خطأ فصوبني بارك الله فيك
والسلام عليكم
فانظر إلى أنك وقعت في ما تنكره.
أنا ذكرت كلاما فيه سعد و إبل ولم أذكر تخطئتك.
ومع هذا أجريتَ - أنت - معنى الكلام على غير ظاهره!
وفهمتَ منه معنى التخطئة أو أنك فعلت شيئا غير مناسب، مع أنه لم يرد فيه ما
فهمته في ألفاظه لا مع التركيب و لا خارج التركيب.
وكان من المفترض - وأنت تنكر إجراء معنى الكلام على غير ظاهره أن تقول:
ماذا تقصد بهذا؟ ومن هو سعد؟ وأي دخل للإبل في موضوعنا؟
فهذا - الذي وقعت فيه - هو ما كنتُ ادندن حوله منذ أيام!
إنه إجراء معنى الكلام على غير الظاهر، ويشمل مسائل كثيرة في علوم المعاني
و البيان.
وأرجو أن تصبر علي أو أن تناقش الوجوه العشرة التي بينت فيها أن الاسم خارج
التركيب و السياق قد يفيد معنى متبادرا.
وسيأتي إبطال أقوالهم الأخرى كقولهم إن الكلام الذي يجري معناه على غير
ظاهره يصح نفيه وإنه كذب.
فقد أبطلنا بحمد الله بالحجج الساطعة إنكارهم أن يكون للاسم معنى متبادر خارج
السياق و التركيب ومعزل عن القرينة.
فتريث أخي الكريم، وإذا كان عندك رد على الوجوه التي ذكرت لك فاذكره
لنستفيد جميعا.
.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:54 ص]ـ
حياك الله شيخي الفاضل وغفر الله لك
ساتابع الموضوع إن شاء الله لعلني استفيد مع العلم أني قليل العلم بارك الله فيك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:11 م]ـ
مع احترامي الشديد للأخ أبي إلياس - وفقنا الله وإياه للسداد،
فإجاباته للأسف لا يسمن ولا يغني من جوع.
(أقصد طبعا: الإسمان والإغناء الظاهرين لمن فهم سياق كلامي ومرامي ألفاظي).
لسنا - والله - يوما ما بمنكري الواقع أن بعض الصحابة فهم من بعض الآيات وبعض الأحاديث غير ما قصده الله ورسوله بها حتى تعيد وتكرر ذكر تللك الوقائع ظنا منك أنها في غير صالحنا.
كيف يكون ذلك - بل كيف يتصور أن شيئا من ذلك حاصل - وقد أقررت أنا في مشاركتي السابقة خطأ بعص الصحابة في فهم آية (الظلم) وتصويب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم رضوان الله عليهم؟؟
يا أخي. . . عندما تضع - أو يضع غيرك - تقسيما ما ثنائيا كان أو ثلاثيا أو رباعيا، فلا بد أن تضع للأقسام حدودا فاصلا بينها مستقيمة غير معوجة مطردة لا خلل فيها (نظريا على الأقل)، ولا بد أن يكون لأحد الأقسام حكم خاص يتعلق به غير موجود في سائر الأقسام.
فنحن عندما قسمنا الأشياء إلى (الحلال) و (الحرام)، علمنا الحد الفاصل بين القسمين، وهو (الطيب) و (الخبث) من جهة الشيء المحكوم عليه أو (الإباحة) و (الحظر) من جهة الشريعة الحاكمة. فكل ما هو طيب حلال وكل ما هو خبيث حرام، وكل ما هو مباح حلال وكل ما هو محظور حرم، ولكل من الحلال والحرام حكم - قولي أو عملي - يختص به.
هكذا يكون التقسيم صحيحا والثنائية مستقيمة.
أما تقسيم الكلام إلى (الظاهر) و (غيرا الظاهر)، وثنائية (المتبادر) و (غيرا المتبادر)، على نحو ما أوردت سابقا: فدون ذلك خرط القتاد. . . كما سيظهر بجلاء إن شاء الله تعالى.
عندما تقول: هذا ظاهر، هذا متبادر، هذا هو الظاهر من اللفظ. . إلخ
وتقول: هذا غير ظاهر، هذا غير متبادر، ليس هذا هو الظاهر. . إلخ
فلا بد أن تحدد ما مقصودك بـ (الظاهر)؟ وما مقصودك بـ (المتبادر)؟؟
لأن الظهور والتبادر وصف يتعلق بالناظر ولا يمكن التعريف به إلا بإشراك الناظر فيه.
فتقول مثلا: (الظاهر) ما يظهر من اللفظ لجميع الناس عربهم وعجمهم،
أو تقول: (الظاهر) ما يظهر لفصحاء العرب دون غيرهم،
أو تقول: (الظاهر) ما يظهر للصحابة والتابعين وإن لم يظهر لغير هؤلاء من العرب،
أو تقول: (الظاهر) ما يظهر لفاهم الكلام دون الغالط فيه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/320)
أو تقول: (الظاهر) ما يظهر للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإن أخطأ غيره في فهم الكلام.
فقل أنت ما قصدك بـ (الظاهر) و (غير الظاهر) و (المتبادر) و (غير المتبادر)!
وإلا، فلا يصح ادعاء التقسيم ولا تستقيم دعوى الثنائية أبدا.
كما قالوا: أثبت العرش ثم انتقش!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:54 م]ـ
وأما قولك أخي الكريم:
أما كون الصحابة أخطأوا الفهم فصحيح بدليل تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
أما كونهم أخطأوا في طريقة الاستدلال فصرفوا اللفظ عن (ظاهره!) الذي زعمته فلا.
فغفر الله لك هذا الظن القبيح،
لست - يا أخي أحسن الله إليك - من أصحاب ثنائية (الظاهر) و (غير الظاهر) - بهذه الألف واللام - حتى أقول إن هذا هو (الظاهر) وهذا هو (الخارج عن الظاهر)!
لست من المخدوعين بهذه الثنائية المعوجة حتى أطبق هذا التقسيم.
ولم أكن أتكلم عن (طريقة الاستدلال) كي ترغم دخوله في هذا الصدد وتنشيء له هذه اللوازم.
و (الظلم) في الآية عام لا خصوص فيه،
وإنما السؤال: هل الظلم هنا شرك فيكون العموم عموم الشرك، أم أنه يشمل ما دونه فيعمه؟
والسياق يوضح ذلك. قال تبارك وتعالى:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
واضح أبيض أن الآية في سياق الحديث عن الشرك وعدم الأمن المتعلق بصاحبه.
فحصول الأمن والاهتداء مخصوص بمن ترك الشرك، ومعدوم ممن يأتيه ويفعله. وهذا بين واضح.
وهذا الشرك المذكور المسمى بالظلم عام لوروده نكرة، فيعم جميع الشرك، كما قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} أي شيئا من الأشياء.
- يتبع بإذن الله -
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
.....................
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:57 م]ـ
إبطال الشبهات العشر لمدعي التقسيم:
وإبطال هذا القول من وجوه:
منها: ما تقدم من قوله تعالى:
((وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))
يذكر المفسرون من السلف أن الله تعالى علم آدم أسماء الأشياء كلها.
ففي مختصر تفسير ابن كثير، الذي التزم فيه الإمام المحدث أحمد شاكر رحمه الله
أصح الأحاديث و الآثار و أقواها إسنادا وأوضحها لفظا كما قال في
مقدمته .... قال ابن عباس:هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان
ودابة وسماء و أرض وسهل و بحر وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم، وقال
مجاهد نحو ذلك، وكذلك روي عن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم من
السلف: أنه علمه أسماء كل شيء.
وذكر حديثا عند البخاري في اجتماع المومنين يوم القيامة وقولهم لآدم
(أنت أبو الناس و .... و .... وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا ... )
قال رحمه الله: (فدلَّ هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات، ولهذا قال:
((ثم عرضهم على الملائكة)): يعني: المسميات)
إلى أن قال رحمه الله:
(وقوله تعالى: ((قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم)) قال
مجاهد: اسم الحمامة و الغراب واسم كل شيء، وروي عن سعيد بن جبير
وقتادة نحو ذلك) اه.
فالله سبحانه وتعالى علم آدم أسماء الأشياء كما ترى رأي العين، وهذا يعني أن
الاسم إذا ذكر دونما قرينة ولا تركيب فإنه ينصرف لا شك ينصرف الذهن
إلى المُسمى، وإنكار هذا إنكار لما يعرفه الانسان من نفسه بالبديهة كإنكار ما
تراه العين أو تسمعه الأذن.
قلت:
هذا كلام ليس في محله، فإن نفاة التقسيم لا ينكرون وجود (الأسماء) للمسميات ولا يتصور ذلك عنهم إلا عند من لم يفهم مذهبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/321)
وإنما قالوا: الأسماء والأفعال وأحرف المعاني لا تفيد عند الإطلاق إلا معنى مطلقا، ولا يفيد جملة مفيدة. فقولنا: (إنسان) لا يفيد من المعاني إلا مطلق الإنسان، وقولنا (خرج) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الخروخ، وقولنا (على) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الاستعلاء، وهكذا دواليك.
والوجه الثاني من الجواب عن هذا الزعم، أن يقال للنافي:
تأمل هذه الكلمات:
زيتون
رمان
بحر
شمس
ليل
إبل
غراب
بالله عليك ألا يتبادر إلى ذهنك مسمياتها؟!
ولو لم يكن الاسم دالا بنفسه على نفسه لوقع الناس في حرج عظيم ومكروه
وبلاء في مخاطباتهم فإنه إذا هُدِمَتْ هذه الأصول الأولى، بقيت كل أجزاء
الكلام غامضة مبهمة لايدرى المراد منها، فإن جئت بقرينة لتوضيح الكلام
احتاجت القرينة إلى قرينة طالما أنه لا أصل يُرجعُ له لأي كلمة في العربية!!
وهكذا كلما جئت بقرينة احتاج السامع إلى قرينة، ولا نهاية لهذا!
فتأمل بارك الله فيك هذا الكلام.
وأعده بقلبك وعقلك.
فإن أصررت على مذهبك، فإني أسألك أن تخبرني عن قوله تعالى:
((أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت و إلى السماء كيف رفعت و إلى
الجبال كيف نصبت و إلى الأرض كيف سطحت))
وقوله تعالى:
((فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه))
وقوله تعالى:
((يسبح لله ما في السموات وما في الأرض))
وقوله تعالى:
((كونوا قردة خاسئين))
وقوله تعالى:
((مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا))
فأخبرني: ما هذه الأسماء الحمراء التي لونت لك؟
ما هي؟
وهل احتاج الصحابة إلى السؤال عن علمها وتفسيرها؟
وهل في الآيات قرينة أو سياق يعين على فهم المراد منها؟
الابل
السماء
الجبال
الغراب
الحمار
القردة
هذه كلمات لا يدل السياق على المراد بها و لا على معناها، ولا مخرج لك إلا بالإقرار بأنها تدل على نفسها بنفسها.
وصدقني، لم يستفسر الصحابة ولا التابعون ولا السلف ولا الخلف بل
لا أظنك تجرؤ أن تستفسر أحدا عن معناها، لأنها تدل على نفسها من
غير ما حاجة إلى قرينة أو سياق.
وللطرفة وإضفاء شيء من المرح في البحث فإنك تجد أنه:
لم يسأل أحد في كتاب الله عن مثل هذه المسميات ما هي إلا قوما تعرفهم
حينما قال لهم نبيهم:
((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة))
فقالوا بعد الجواب الأول:
((ادع لنا ربك يبين لنا ما هي))
فانظر أخي الكريم إلى قول الله تعالى ((بقرة))
هل في السياق ما يعين على معرفة المقصود بهذا الاسم؟
لا، ليس في الكلام ما يدل على هذا الاسم، وحتى لفظ (اذبحوا) لا يدل، لأن كثيرا من الأشياء تذبح، و لأنه قد يقال أيضا ما المراد
بالذبح – على مذهبكم – لأن الأسماء لا تستقل بالدلالة على مسمياتها عند عدم وجود القرينة لديكم.
هل تدل كلمة بقرة على المسمى ولو مع عدم وجود قرينة؟
اللهم نعم، ولو ذبحوا أدنى بقرة لكفتهم، كما في بعض الآثار.
قلت: التلبيس في هذا الوجه من الشبهات أكبر من سابقه، وأدل على عدم فهم صاحبه لمذهب المنكرين.
قولنا (إبل) لا يدل إلا على مطلق الإبل، وأما قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) فيدل على عموم الإبل لاتصاله بألف ولام تفيد الاستغراق، أو يدل على جنس الإبل على القول بأنها ألف ولام الجنس. وهكذا، كلما زاد التركيب زادت المعاني، وكلما زاد التجريد نقصت المعاني.
وقصة (البقرة) حجة لنا لا علينا، فإن الآية أمرتهم بذبح (بقرة) أي بقرة مطلقة غير معينة ولا مقيدة بوصف معين من اللون وغيره. . المهم أنها بقرة صالحة للذبح. هكذا يكون الفهم الصحيح للكلام. لكن هؤلاء المتنطعون لا يقبلون هذه الدلالة وأصروا على التنطع، فاستفسروا عن عمرها ولونها وشأنها، مع أن الآية واضحة وضوح النهار أن المقصود (أية بقرة) – أي بقرة مطلقة بغير شرط الإطلاق – صالحة للذبح.
الوجه الثالث: لإبطال هذا الزعم، أن الانسان يقول مستفهما عن شيء يراه ولا يعرفه لكن يريد أن يعرفه:
ما هذا الشيء؟
فيجيبه العالم به:
هذا كذا.
(يذكره باسمه)
ولو كان الأمر كما قال النفاة أنه ليس للأسماء أصل بالوضع، لما صح هذا السؤال و لا واستقام هذا الجواب، لأن كثيرا من الأشياء على مذهبكم قد تأتي في الكلام بلفظ هذا الاسم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/322)
قلت: لا جديد في هذا الوجه من الشبهات، لأننا أصلا لا ننكر وجود الأسماء للأشياء.
والسؤال بـ (ما هذا؟) سؤال عن اسم المشار إليه، لا سؤال عما تسمونه (أصل الوضع) أو (دلالة وضعية).
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:58 م]ـ
غفر الله لك أخي وشيخي الفاضل نضال مشهود
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:38 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم نضال أرجو أن ترتب مشاركاتك حتى أستطيع متابعتك.
واعذرني إذا قلت لك إنك ما أجبت بشيء!
وصدقني فإني أغبطك على مستوى فهمك للعربية الذي لم يؤته الصحابة الذين تأولوها أول الأمر!!!
و (الظلم) في الآية عام لا خصوص فيه،
وإنما السؤال: هل الظلم هنا شرك فيكون العموم عموم الشرك، أم أنه يشمل ما دونه فيعمه؟
والسياق يوضح ذلك. قال تبارك وتعالى:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
واضح أبيض أن الآية في سياق الحديث عن الشرك وعدم الأمن المتعلق بصاحبه.
الحمد لله
نعم أحسدك أخي الكريم على هذا الفهم الذي أوتيته ولم يؤته الصحابة رضي الله عنهم حين حملوا النكرة في سياق النفي على عموم كل ظلم، وفهمته أنت استقلالا على الظلم الأكبر دون الأصغر.
فالصحابة رضوان الله عليهم لم يهدؤوا حتى سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فبين لهم، ثم جئت أنت بعد أن كادت الدنيا تلفظ أنفاسها لتفهمه استقلالا من الآية!
اسمع!
روى البخاري عن عبد الله قال: لما نزلت ((ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)) قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه؟ ... الحديث
وروى الإمام أحمد عن عبد الله قال:
لما نزلت هذه الآية: ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)) شق ذلك على الناس، فقالوا:
يا رسول الله إينا لا يظلمُ نفسه؟
قال: إنه ليس الذي تعنون، إلم تسمعوا قول العبد الصالح ((يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك))
انظر إلى كلمة (الناس) و كلمة (أصحابه)
وانظر إلى قولهم:
(وأينا لم يظلم نفسه)
(وأينا لا يظلمُ نفسه)
فأرجو ألا تتهجم استقلالا على ما لم يجرؤ الصحابة
على فهمه فإنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن وهم أدرى به.
وأنا بينت لك أن لفظ الظم نكرة في سياق النفي، وقد جرت عادتهم أن يحملوها على عموم كل ما يدخل فيها فماهذا الذي تقوله؟
أرجو أن تنظم مشاركاتك حتى أستطيع المتابعة بارك الله فيك.
أما قولك:
QUOTE= نضال مشهود;1130307]
فقولنا: (إنسان) لا يفيد من المعاني إلا مطلق الإنسانية، وقولنا (خرج) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الخروخ، وقولنا (على) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الاستعلاء، وهكذا دواليك.
QUOTE]
فقد خلطت أشياء بأشياء هاهنا وهذا تلبيس قبيح، حيث خلطت أسماء الذوات بأسماء المعاني ثم بالحروف، وليس هذا مرادي، وسيأتي أوانه.
طيب، لا عليك، أجبني عن هذا السؤال:
حدثني عن مطلق الغرابية في الآية
((فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه سوءة أخيه))
ما هذا الشيء؟
ما هي مطلق الغرابية هذه التي تزعمها؟
وأي معنى زاد في هذه الكلمة ((غراب)) في هذا التركيب على نطقك بكلمة ((غراب)) منكرة في غير تركيب؟
أما مسألة الظاهر المتبادر وغير المتبادر، فإنها مسألة واضحة كالشمس، وأنت تنكر شيئا تفعله العرب وتفعله أنت بالضبط في حياتك وأنت لا تشعر.
وإنكارك لمثل هذا كمثل من ينكر شيئا يراه، فلا أملك لك شيئا!
فقد بينت لك في حديث (أطولكن يدا) ما هو الظاهر المتبادر، وأن أمهات المومنين العربيات عرفن هذه الظاهرة وقد تعاملن بها مع هذا الحديث النبوي؟
وعرف الظاهر المتبادر الصحابة فحصل لهم ما حصل مما تقدم ذكره.
فماذا تنكر هاهنا؟
وأنت تزعم أنه بازدياد التركيب تزداد المعاني للأسماء المذكورة.
وهذا كلام ليس صحيحا دائما، بل قد تزداد المعاني المتعلقة بالاسم إذا أراد المتكلم بيانها وقد لا تزداد إذا اكتفى بما ستيادر منها للعربي مثله كقوله مثلا في التحذير: الأسدَ الأسدَ!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/323)
فأي معنى زاد اذا قلت: كأس.
وإذا قلت لابنك: إيتني بكأس.
فما الذي زاد في معنى (كأس) النكرة حتى تزعم
هذا الزعم؟!
أرجو أن لا تطلق الكلام على عواهنه.
أرجو أن تجيبني عن هذه الأسئلة بارك الله فيك.
.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:14 م]ـ
تابع لما سبق
الوجه الرابع من الرد: أن يقال إن القائلين بأصل الوضع، أو بالاستعمال
الأول كما تقدم نظروا إلى كثير من المسميات المحدثة في زمنهم، و التي
اخترعها الناس، فشهدوا مخاضها وولادتها وتسميتها مثل ما شهدنا نحن ولادته
في هذا الزمان كالحاسوب و الكهرباء و الصاروخ و الكليك ( click)
فسمعنا الناس يتكلمون بالصاروخ في غير أصله.
كالسرعة مثلا.
ويتكلمون بالحاسوب في غير أصله كالسرعة في الجواب و القدرة على الحفظ و الاستيعاب.
و الكهرباء تكلموا بها ونقلوها عن غير أصلها فاستعملوها وقالوا ظروف مكهربة وأعصابي مكهربة.
ونقلوا الكليك عن أصله إلى وصف من تسأله من الناس عن شيء فيجيب فورا وبلا تردد.
كما نقلوا الفايروس من الطب إلى علوم الحاسوب.
وهكذا.
فلما رأوا الناس ينقلون بعض المسميات عن أصلها التي أحدثوها فيه، ثبت
عندهم أصل الوضع و الاستعمال الأول.
وهذا يقبله العقل بلا مكابرة.
قلت: هذا الأمر لو كان صحيحا لما جاز تعميمه، إذ هناك ألفاظ لا يجوز حصول (الوضع) ولا (التواطؤ) إلا بعد وجودها كالضمائر وأسماء الإشارة وألفاظ الأفعال، فلا يستطيع أحد أن يخترع لفظ (الرمان) مثلا إلا بأن يقول هو أو مثله: (هذا رمان)، أو يقول: (نسميه رمانا). فمتى كان اختراع هذه الضمائر والإشارات والأفعال؟ إن هو إلا دور ممتنع. فالوضع الأول أو المواطأة الأولى أو الاختراع الجديد لو كان واقعا لبعض الأسماء لما جاز أن يقاس عليه إلا بعض ألفاظ اللغة لا كلها.
ثم إن الأسماء قد تدل على معانيها لدلالة المشتق منه كـ (الصاروخ) مثلا يدل على شيء ذو صيحة شديدة، و (الحاسوب) يدل على سرعة الحساب؛ وقد تدل على مسمياتها لمجرد التسمية وقصد المسمَي أو لتعربيها من لسان آخر كـ (الكليك) و (التلفاز). فالأول لا يستحق أن يسمى وضعا جديدا، ولو صح أن يكون وضعا جديدا لصح إطلاق تسمية إنسان بتلك الأسماء أن يسمى (وضعا جديدا). إنما هو اشتقاق من لفظ موجود في اللغة. فإذا ما استخدمت هذه الألفاظ للدلالة ما يدل عليه المشتق منه، فلا يسمى ذلك "خروجا عن الأصل" ولا "نقلا عن الوضع".
وأما تشبيه الشيء بالشيء لاتحاد صفة من صفاته به، كتشبيه الألمعي بـ (الحاسوب)، ثم إضمار أداة التشبيه في الكلام، فهذا مبحث آخر.
فقول القائل: (فلان صاروخ) و (فلان حاسوب) إما أنه من باب استعمال الألفاظ على ما يدل عليه المشتق منه فليس فيه خروج عن أصل الوضع، وإما أنه من باب (الوضع الجديد) فليس أيضا بخروج من وضعه الأول فإن هذا بداية الوضع، وإما أنه من باب (التشبيه المرسل) المحذوف فيه أداء التشبيه فليس خروجا عن الوضع ولا استعمالا للفظ في غير ما وضع له. وهذا واضح.
ثم إن هذه الألفاظ إنما يظهر معناها الكامل عند استخدامنا إياها في جملة تامة، اسمية أو فعلية، سهلة أو معقدة. والاستخدام في الجملة تقييد وتركيب. فمن قولك مثلا: (رأيت حاسوبا جديدا) يظهر لسامعه أنك اشتريت جهازا معروفا يسمى حاسوبا. ومن قولك: (هو والله حاسوب!) يظهر لسامعه أنه وصفت المذكور بالذكاء والحفظ وسرعة الخاطر، لا يظهر له في هذا الكلام ما يظهر في ذاك. فهذا ظاهر، وهذا ظاهر، وهما شيئاء مختلفان. فأيهما (الظاهر) – بالألف واللام – من لفظ (الحاسوب)؟ أهو الجهاز الذكي أم الإنسان الذكي؟ أم أن الظهور والخفاء يختلف باختلاف السياقات والمناسبات، كما أنه تختلف باختلاف الأفهام والاستعدادات؟؟
الوجه الخامس من الرد: أن من ينكر أن يكون للأسماء أصل بالوضع ينكر
شيئا يفعله بنفسه ليل نهار.
فتراه يقول لابنه أو لمن يكلمه:
هات القلم!
إيتني بكأس!
إيتني بوسادة!
فيذكر كثيرا من المسميات دون أن يكون في كلامه إشارة أو قرينة إلى ما أراده
باللفظ، فيأتيه الولد بما يطلبه دونما عناء!!
فمذا يقال بعد كل هذا؟
قلت: كيف يقول هذا الكلام من فهم مذهب المنكرين؟!
(هات القلم): القلم مقيد بلام العهد؛
(إينتي بكأس): الكأس مطلق غير معين مع تقييده بكونه واحد لوروده نكرة؛
ولا وضع هنا ولا تجريد. . وإنما هو استعمال وتقييد.
وليس فسه إلا (ظواهر) و (تبادرات). فأين الحجة لصالح المقسمين؟؟
فالله المستعان.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:33 م]ـ
وهذه الأجوبة كافية في الإجابة على باقي الوجوه، فكلها دائرة حول إثبات وجود (الأسماء) للمسميات وظهور معانيها للمخاطبين في سياقها الوارد وعند اقترانها بألف ولام العهد أو الجنس أو العموم. وشيء من ذلك لم يرفضه نفاة التقسيم حتى ينكر عليهم. فنرجو تأمل القضية مرة أو مرات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/324)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:22 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله.
أخي الكريم أبا إلياس. . أحسن الله إليك؛
أولا: لا أفهم قصدك بـ (ترتيب المشاركات)، وأرجو أن توضحه لي.
ثانيا: لا أخالفك أن النكرة في سياق النفي تفيد العموم، لكن هل تخالفني أن السياق سياق الكلام عن الشرك وأهله؟ أي عن (ظلم العبد ربه) وليس (ظلم العبد نفسه)؟
بل حتى على القول بأن المراد بـ (الظلم) في الآية عموم الظلم الشامل للشرك فما دونه، فالفهم أيضا مستقيم لا خلل فيه، لأن الظلم لا يختلف الاثنان أنه سبب لنقص (الأمن) و (الاهتداء) - كل بحسبه.
وإنما الخطأ أن يفهم أحد أن مطلق الظلم يرفع أصل الأمن والاهتداء، وهذا ما صححه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأبي هو وأمي.
قال الشيخ السعدي: (قال الله تعالى فاصلا بين الفريقين {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} أي: يخلطوا {إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} الأمن من المخاوفِ والعذاب والشقاء، والهدايةُ إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء.)
ثالثا: أسألك بالله عليك: هل خرج القرآن بهذه الآية عن عادات العرب ومعهودهم في الكلام حيث قصد بالنكرة في سياق النفي ما لا تعتاده العرب في سنن كلامهم - على حد ما زعمت؟؟
رابعا: لا فرق أصلا بين (الأسماء) و (الأفعال) و (حروف المعاني) في هذا الأمر الذي نتكلم عليه. ومدعى التفريق مطالب بالإتيان بفارق صحيح مؤثر، وإلا فهو إلقاء للكلام على عواهنه. واقرأ إن شئت في هذا الأمر (مختصر الصواعق) تجد ما يشفي صدرك بإذن الله تعالى.
خامسا: تعجبت كثيرا من قولك
حدثني عن مطلق الغرابية في الآية
((فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه سوءة أخيه))
ما هذا الشيء؟
ما هي مطلق الغرابية هذه التي تزعمها؟
من القائل إن اللفظ المركب بقي مطلقا في الدلالة حتى تسألني هذا السؤال؟؟
يا أخي ... حاول أن تفهم المذهب على وجهه.
أنا قلت:
فقولنا: (إنسان) لا يفيد من المعاني إلا مطلق الإنسان، وقولنا (خرج) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الخروخ، وقولنا (على) لا تفيد من المعاني إلا مطلق الاستعلاء، وهكذا دواليك.
لم أقل مثلا: قولنا: (هذا إنسان) لا يفيد من المعاني إلا مطلق الإنسان.
ولم أقل: قولنا: (رأيت إنسانا) و (بعثت إنسانا) لا يفيد من المعاني إلا مطلق الإنسان.
لم أقل إن اللفظ بعد التركيب بقيت دلالته على الإطلاق. . لا، ولا يتصور مني قوله!
إنما الذي أقول به إن اللفظ المجرد عن التركيب لا يدل إلا على مطلق معناه.
وأما بعد التركيب، فدال على ما اتجه إليه التركيب من المعاني والمرامي.
فقوله تعالى: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه}
يدل لفظ (الغراب) بهذا الإيراد وهذا التركيب وهذا السياق على "غراب واحد معين موجود حي".
وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق،
لا هو معلوم كونه موجودا أو معدوما، ولا كونه واحدا أو كثيرا،
ولا كونه معينا أو غير معين، ولا كونه حيا أو ميتا، ولا صغيرا أو كبيرا، ولا ولا إلخ.
فهذا التعيين والوجود والوحدانية والحياة هو الذي اكتسبه اللفظ من التصريف والتركيب.
وهذا - بحمد الله تعالى - واضح.
سادسا: ما زعمته واقعا عند العرب وعند غيرهم في مسألة ثنائية (الظاهر) و (غير الظاهر) أو (المتبادر) و (غير المتبادر) في صالحنا لا في صالحك. إذ أن تلك الوقائع ذاتها إنما تدل على أنه قد يظهر لفلان ما لا يظهر لفلان، وقد يتبادر إلى أذهان بعض المخاطب ما لا يتبادر إلى ذهن المتكلم. . وكل هذا دليل على أن ثنائية (الظاهر) و (غيرا الظاهر) أو (المتبادر) و (غير المتبادر) أمر نسبي لا تقسيم مطرد. وكم كنت أستغرب من استخدامك حجج هي عليك لا لك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/325)
يبين هذا أنك حتى الآن لم تجب على سؤالي الأول حول مرادك المحدد بـ (الظاهر) و (غير الظاهر) مع أنه سر المسألة ومفتاح اللعبة كلها. فأرجو قبل أن تكثر الأسئلة وتورد الشبهات أن تقوم أنت - بارك الله فيك - بهذا الواجب عليك.
وفقنا الله وإياكم للسداد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:40 م]ـ
غفر الله لك أخي __ نضال مشهود
آمين. . يا رب العالمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:47 م]ـ
قال صاحب (التدمرية) رحمه الله:
القاعدة الثالثة إذا قال القائل: ظاهر النصوص مراد أو ظاهرها ليس بمراد فإنه يقال: لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين أو ما هو من خصائصهم فلا ريب أن هذا غير مراد؛ ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا وباطلا والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر أو ضلال والذين يجعلون ظاهرها ذلك يغلطون من وجهين: تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ حتى يجعلوه محتاجا إلى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك، وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل.
وقال رحمه الله في كتاب (الإيمان):
ففي الجملة لا يوجد قط في كلام تام اسم ولا فعل ولا حرف إلا مقيدا بقيود تزيل عنه الإطلاق. فإن كانت القرينة مما يمنع الإطلاق عن كل قيد فليس في الكلام الذي يتكلم به جميع الناس لفظ مطلق عن كل قيد سواء كانت الجملة اسمية أو فعلية ولهذا كان لفظ " الكلام " و " الكلمة " في لغة العرب بل وفي لغة غيرهم لا تستعمل إلا في المقيد. وهو الجملة التامة اسمية كانت أو فعلية أو ندائية إن قيل إنها قسم ثالث. فأما مجرد الاسم أو الفعل أو الحرف الذي جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل فهذا لا يسمى في كلام العرب قط كلمة وإنما تسمية هذا كلمة اصطلاح نحوي كما سموا بعض الألفاظ فعلا وقسموه إلى فعل ماض ومضارع وأمر، والعرب لم تسم قط اللفظ فعلا؛ بل النحاة اصطلحوا على هذا فسموا اللفظ باسم مدلوله فاللفظ الدال على حدوث فعل في زمن ماض سموه فعلا ماضيا وكذلك سائرها. وكذلك حيث وجد في الكتاب والسنة بل وفي كلام العرب نظمه ونثره لفظ كلمة؛ فإنما يراد به المفيد التي تسميها النحاة جملة تامة
....
وأما قول من يقول: إن الحقيقة ما يسبق إلى الذهن عند الإطلاق؛ فمن أفسد الأقوال، فإنه يقال: إذا كان اللفظ لم ينطق به إلا مقيدا؛ فإنه يسبق إلى الذهن في كل موضع منه ما دل عليه ذلك الموضع. وأما إذا أطلق؛ فهو لا يستعمل في الكلام مطلقا قط فلم يبق له حال إطلاق محض حتى يقال: إن الذهن يسبق إليه أم لا. و " أيضا " فأي ذهن؟؟ فإن العربي الذي يفهم كلام العرب؛ يسبق إلى ذهنه من اللفظ ما لا يسبق إلى ذهن النبطي الذي صار يستعمل الألفاظ في غير معانيها ومن هنا غلط كثير من الناس؛ فإنهم قد تعودوا ما اعتادوه إما من خطاب عامتهم وإما من خطاب علمائهم باستعمال اللفظ في معنى فإذا سمعوه في القرآن والحديث ظنوا أنه مستعمل في ذلك المعنى فيحملون كلام الله ورسوله على لغتهم النبطية وعادتهم الحادثة. وهذا مما دخل به الغلط على طوائف، بل الواجب أن تعرف اللغة والعادة والعرف الذي نزل في القرآن والسنة وما كان الصحابة يفهمون من الرسول عند سماع تلك الألفاظ؛ فبتلك اللغة والعادة والعرف خاطبهم الله ورسوله. لا بما حدث بعد ذلك.
وأيضا فقد بينا في غير هذا الموضع أن الله ورسوله لم يدع شيئا من القرآن والحديث إلا بين معناه للمخاطبين ولم يحوجهم إلى شيء آخر كما قد بسطنا القول فيه في غير هذا الموضع. فقد تبين أن ما يدعيه هؤلاء من اللفظ المطلق من جميع القيود؛ لا يوجد إلا مقدرا في الأذهان لا موجودا في الكلام المستعمل. كما أن ما يدعيه المنطقيون من المعنى المطلق من جميع القيود لا يوجد إلا مقدرا في الذهن لا يوجد في الخارج شيء موجود خارج عن كل قيد. ولهذا كان ما يدعونه من تقسيم العلم إلى تصور وتصديق وأن التصور هو تصور المعنى الساذج الخالي عن كل قيد لا يوجد. وكذلك ما يدعونه من البسائط التي تتركب منها الأنواع وأنها أمور مطلقة عن كل قيد لا توجد. وما يدعونه من أن واجب الوجود هو وجود مطلق عن كل أمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/326)
ثبوتي؛ لا يوجد. فهذه الصفات المطلقات عن جميع القيود ينبغي معرفتها لمن ينظر في هذه العلوم. فإنه بسبب ظن وجودها ضل طوائف في العقليات والسمعيات.
جزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا كثيرا.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:41 م]ـ
الحمد لله.
أخي الكريم
لا أريد أن أباحثك في كل ما تقوله لأن الحوار يصير
حينئذ كحوار الصم.
فلنأخذ جزئية واحدة ثم أجبني عليها
قولك:
فقوله تعالى: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه}
يدل لفظ (الغراب) بهذا الإيراد وهذا التركيب وهذا السياق على "غراب واحد معين موجود حي".
وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق، لا هو معلوم كونه موجودا أو معدوما، ولا كونه واحدا أو كثيرا، ولا كونه معينا أو غير معين، ولا كونه حيا أو ميتا، ولا صغيرا أو كبيرا، ولا ولا إلخ.
ما معنى قولك:
وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق
ما معنى غراب مطلق؟
هل تقصد أن لفظة (غراب) خارج التركيب،
ومجردا من السياق تدل على الحيوان المعروف؟
أنا أقول بهذا، وظهر لي أنك تقول به الآن.
فهذا ما أفهمه من ظاهر كلامك، فأرجو أن تصحح لي.
أم أنه لا يدل عندك على الحيوان المعروف.
وبين لي في هذه الآية ما هو المعنى الزائد في
ماهية حنس الغراب الذي زاده التركيب في الآية
بحيث لا يدل عليه لفظ غراب خارج التركيب و
القرينة و السياق.
ولست أتحدث عن الكثرة والحياة و الموت و الصغر
و الكبر، وهذه الأمور التي تكثرت بها، فلا علاقة
لها بماهية الغراب، إذ لا تزيد و لا تنقص.
فالغراب غراب حيا كان أو ميتا أو صغيرا أو كبيرا
الخ ...
أنا أتحدث عن (ماهية جنس الغراب) الذي زادته
الآية عن معنى (غراب) مجردا.
ودعنا في هذه الجزئية حتى لا تتشتت الافكار
وأشغلك و تشغلني بطول الرد.
بارك الله فيك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:42 م]ـ
أخي أبا إلياس. . . أحسن الله إليك؛
التفريق بين (الماهية) و (الزائد على الماهية). . هذا أمر فيه من اللبس والاشتباه ما هو معروف لمن باشر نقد منطق اليونان وفلسفاتها. فلا أجيبك لهذا الآن، فإنك أصلا لم توف بما كان يجب عليك بيانه أولا من التعريف بما أسميته (الظاهر) و (غير الظاهر) أو (المتبادر) و (غير المتبادر)، مع أن الحوار لا يدور إلا على هذا التقسيم بهذه المصطلحات.
فتفضل أنت بتحديد مرادك من هذه المصطلحات قبل دعوى التقسيم، فليس النقاش إلا فيها.
ولك بعد ذلك أن تناقشني في أي قضية من قضايا هذا الموضوع مما يتعلق بكلامي ومذهبي. وأنا أجيبك بإذن الله وعونه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:04 م]ـ
ثم هناك أمر هام يجب التنبه إليه؛
وهو أن مبحث (الدلالات) غير مبحث (الظهور والتبادر)؛
فقد يدل لفظ اللافظ على معنى لا يظهر للمخاطب، وقد يظهر للمخاطب ويتبادر إلى ذهنه خلاف ما دل عليه اللفظ وقصد به الكلام.
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:58 ص]ـ
الحمد لله
وبعد،
أخي الكريم، لب المسألة هو ما سألتك عنه حينما قلت في كلامك ما يلي:
فقوله تعالى: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه}
يدل لفظ (الغراب) بهذا الإيراد وهذا التركيب وهذا السياق على "غراب واحد معين موجود حي".
وأما قول القائل: (غراب) مجردا عن التركيب، فلا يدل إلا على غراب مطلق،
لا هو معلوم كونه موجودا أو معدوما، ولا كونه واحدا أو كثيرا،
ولا كونه معينا أو غير معين، ولا كونه حيا أو ميتا، ولا صغيرا أو كبيرا، ولا ولا إلخ.
.
فسألتك عن معنى قولك غراب مطلق؟
ولقد استرسلتَ في الكلام حتى بلغت هذه النقطة فلم تجد ما تقوله.
لأنك بين أمرين إما أن تقول (الغراب المطلق) هو الطائر المعروف، فتكون قد خرجت عن
مذهبك.
أو تقول: مالدليل على أن الغراب في الآية هو الغراب الحيوان، فيتهمك الناس في عقلك؟
فأخبرني:
ما هذا الشيء الذي أسميته بغراب مطلق؟
وقلت لك: إن كل هذه الأوصاف التي تكثرت بها لا تزيد شيئا ألأبتة إلا إذا كنت تكابر.
فلا تزيد الكثرة في ماهية الغراب شيئا.
ولا تزيد الحياة ولا الموت في ماهية الغراب شيئا.
ولا كون الغراب صغيرا.
ولا كونه كبيرا.
فإنه يبقى دائما وأبدا غرابا.
كما أن الانسان انسان
صغيرا كان أم كبيرا
ذكرا كان أم أنثى
وحيدا كان أم مجتمعا.
أما منطق الفلاسفة واليونان والوثنيين فلا أدري مالذي يقحمه هاهنا فإنك يبدو على اطلاع عليه فلربما تكون أنت من أصيب من ذلك بشيء، فدعنا من الاتهامات الساذجة فأقل الناس يحسن هذا ولا يخفى عليه جوابه، والشيطان يعين في مثل هذا.
أخي الكريم:
عندي لك أمر يكون رشدا لي ولك.
لو ظهر لك أننا على طرفي نقيض، فبارك الله فيك اترك لي هذه الصفحة التي بدأت فيها، لأن الحوار بيننا لن تكون فيه فائدة.
ويمكنك أن تكتب موضوعك في مكان آخر دون أن تقطع علي أفكاري بارك الله فيك، فإن هذا
أدنى لدوام المودة، فالمراء قبيح، وفيه اضاعة للأوقات و الحسنات.
هذا رأيي فأرجو الله أن يشرح صدرك له.
ودعني أستمر في موضوعي فإنه لن يضرك في شيء أن تكتب موضوعا مستقلا ينتفع بك من الاخوة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/327)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:51 ص]ـ
أخي أبا إلياس. . . أحسن الله إليك؛
بداية الموضوع كانت مشاركتك الأولى الذي قلت فيها:
ظهر لي رأي في موضوع المجاز أحب للإخوة الكرام أن يبدوا رأيهم فيه، وانا شاكر لهم.
وقلت فيها:
لكن،
لو تخلصنا من تعريف المجاز، وانه قسيم للحقيقة، وبدأنا صفحة جديدة وقلنا:
هل في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العرب أن يُراد بالألفاظ غير ظواهرها؟
فهنا بدأت تقسيم الكلام إلى (المراد به ظاهر اللفظ) و (المراد به غيره).
ولم تكن عندئذ تأتينا بتحديد مرادك من هذين المصطلحين،
إنما تفاجئنا بالحكم المباشر على آيات من كتاب الله ومتون من السنة أنها من أحد القسمين - والتقسيم لم يثبت بعد أصلا - فقلت:
الذي يظهر لي، وأراه رأي العين أن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر.
ما هذا الذي سميته (الظاهر المتبادر) حتى تدعى على معاني الكتاب والسنة الانقسام إليه وغيره؟؟
لم تأتنا بتحديده ولا تفسيره ولا التعريف به ولا حتى الإشارة الواضحة إليه!
فقل لي بربي: بأي شيء نفهم هذه المصطلحات منك كي نوافقك أو نخالفك؟
بأي شيئا نفهم هذا التقسيم الخفي المشتبه منك حتى نعطيك ما رجوت منا من (إبداء الرأي)؟؟
أنت قسّمت تقسيما. . . ولم توضح الفارق ولا الجامع. . . فكيف نقبله؟ بل: كيف نفهمه؟؟
ولذلك كنت أسألك سؤالا عينا واقعيا - للتدليل على ضعف هذا التقسيم منك:
فقوله تعالى مثلا (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، أتقصدون بـ (الظاهر المتبادر) ما يظهر ويتبادر لأذهان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين أخطأوا الفهم في هذه الآية؟ أم تقصدون به ما يظهر ويتبادر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي فهم الآية على وجهها مراعيا السياق الذي ورد فيها؟؟
لاحظوا. . أن اللفظ واحد، لكن يظهر لهذا غير ما يظهر لهذا. فأيها (الظاهر) عندكم وأيهما (الباطن)؟؟؟
وانتظرت منك لهذا السؤال جوابا محددا. . وحتى الآن، وقد مرت بنا أيام، لم تأتني بأية إجابة. . ولا حتى إشارة واحدة إليها. إنما ظلت أنت تستخدم هذه المصطلحات - الظاهر، المتبادر، ظاهر اللفظ، خلاف الظاهر، غير المتبادر - وتقحم دخولها في كلام الله والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والعرب والعجم، وظلت تضيف أمورا أخرى زائدة تتكلم فيها أو تناقش أو تفترض و تجيب. . . ونسيت أو تناسيت أن تحدد مقصودك الأول بتلك المصطلحات التي عليها بناء تقسيمك الذي ادعيت.
فكيف لنا أن نوافقك أو نخالفك؟ كيف لنا أن نبدى رأيا في شيء غير مفهوم؟؟
فهل كنت - يا أخي - صادقا في زعمك الأول الذي قلت بإزاءه:
أحب للإخوة الكرام ................
أن يبدوا رأيهم فيه ................ ،
وانا شاكر لهم. ....................................
أرجو أن نستفيد مع إخوتنا الكرام.
أرجو أن تجيبني هذا السؤال ((ما مرادك بالظاهر المتبادر)) ولا تحد،
فإن الحيدة ضرب من الانقطاع.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:15 ص]ـ
وأما ما سألتني عنه من أمر (المطلق) و (المقيد) و (تمام الماهية) و (جزء الماهية) و (الخارج عن الماهية) وما إلى ذلك من الأشياء الزائدة. . فلا تقلق ولا تخف! فعندي - بحمد الله - كل ما أجيبك به عنه، وتنحل به الشبهات عنك - بإذن الله - في شأنه؛
إنما لا فائدة لي ولا لك ولا للإخوة الكرام: أن نستكثر من الأمور الزائدة - قريبة كانت من الموضوع أو بعيدة، ونتكلم عنها وندعى فيها دعاوى، ونسائل فيها ونرد ونعترض ونجيب، وأصل المسألة لم نتناوله بعد بشكل واضح!
فلا تقلق - يا أخي في الله - ولا تخف. . فقد وعدتك أنا قبل هذا بقولي:
.. لك ... أن تناقشني في أي قضية من قضايا هذا الموضوع مما يتعلق بكلامي ومذهبي. وأنا أجيبك بإذن الله وعونه.
لكن بشرط واحد:
.. تفضل أنت [أولا] بتحديد مرادك من هذه المصطلحات ... فليس النقاش إلا فيها.
هذا ما أردت تنبيهك إليه. . فهل لنا في الاستفادة منك والمباحثة معك من أمل؟؟
يسر الله لك - أخي الكريم - طرق الخير وأسبابه.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:53 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/328)
لعل هذه الأحاديث تفيد في المسألة نفع الله بكم جميعا والله أعلم
قال الإمام البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلَا رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَدَرْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ مَا بَالُ النَّاسِ قَالَ أَمْرُ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا وَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُمْتُ فَقُلْتُ مَنْ يَشْهَدُ لِي ثُمَّ جَلَسْتُ ثُمَّ قَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُمْتُ فَقُلْتُ مَنْ يَشْهَدُ لِي ثُمَّ جَلَسْتُ ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ فَقُمْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ فَاقْتَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ رَجُلٌ صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَاهَا اللَّهِ إِذًا لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيكَ سَلَبَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ فَأَعْطَاهُ فَبِعْتُ الدِّرْعَ فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ
................
قال الإمام ابن أبي شيبة في مصنفه:
حدثنا أبو أسامة عن بن عون عن عمير بن إسحاق أن حمزة كان يقاتل بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم بسيفين ويقول أنا أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الإمام ابن حبان في صحيحه:
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الله بن عون الخرار حدثنا أبو إسماعيل المؤدب حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي: عن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله) فقال: يارسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار) قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح
.......
نعم عبد الله خالد، سيف من سيوف الله ".
قال الإمام الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 239:
رواه ابن عساكر (5/ 272 / 2) عن محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أنبأنا إسحاق
ابن محمد عن أسامة بن زيد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح و عطاء بن يسار عن أبي
هريرة قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمرون، فيقول رسول
الله: يا أبا هريرة من هذا؟ فأقول: فلان، فيقول: نعم عبد الله فلان و يمر
فيقول: من هذا يا أبا هريرة فأقول: فلان، فيقول بئس عبد الله، حتى مر خالد
، فقلت: هذا خالد بن الوليد يا رسول الله. قال: " فذكره ...
والله أعلم
ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:25 م]ـ
الحمد لله
لكن بشرط واحد:
هذا ما أردت تنبيهك إليه. . فهل لنا في الاستفادة منك والمباحثة معك من أمل؟؟
يسر الله لك - أخي الكريم - طرق الخير وأسبابه.
أخي الكريم
ماذا أملك لك إذا كنت لاتفهم أمرا بدهيا مثل قولي لك =
الظاهر المتبادر هو مثل ما فهمت أمهات المومنين وتبادر إلى أذهانهن في:
أطولكن يدا
هذا مثال حصل من نساء فصيحات عربيات، أخذن كلاما على ظاهره المتبادر، فأخذن قصبة يذرعنها.
والظاهر المتبادر هو مثل ما فهم عدي من قوله تعالى الخيط الأبيض والأسود حيث فهم منهما
الخيطين المعهودين عند العرب ولم يفهم منهما نور الصباح وظلمة المساء.
ولا زلت تنكر بعد هذا أن يكون العرب يفهمون من الكلام معنى يتبادر بادي الرأي قد يكون صحيحا
وقد يكون المعنى الصحيح في إجراء الكلام على غير بادي الرأي.
وأنت تنكر هذا.
و الصحابة فعلوه.
والعرب فعلوه.
وتجرني إلى سفسطة الحدود و التعريفات.
ولو سألتك كما سألتني، وأنت أولى بالجواب لأنك تنكر ما لا ينكر:
ما غراب؟ في الآية
لحرت جوابا.
ولا تجرؤ أن تجيب، لأن جوابك ينقض مذهبك من أساسه.
فماذا أصنع لك.
ولئن سألتك:
ما تفاحة؟
ما وجدت جوابا إلا فلسفة ومهاترة حيث ستقول:
تفاح مطلق.
كما قلت غراب مطلق.
ولو سألتك ما غراب مطلق؟
لما استطعت أن تقول إنه في مذهبك = (شيء ما) لا تستطيع
أن تزيد على هذا فماذا أصنع لك؟
أسأل الله أن يحفظ علينا (عقولنا)؟
أرجو أن تفهم هذه الكلمة لأنها في مذهبك (شيء ما) لا يمكنك فهمه ما دامت القرينة غائبة.
وأترك المراء معك أفوز بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفز أنت بنشوة الانتصار!
وأعتذر للإخوة الذين كانوا يتابعون الحوار، فقد أحببت أن أرى مشاركات نافعة لا مشاركات عقيمة تشغلني عن المضي في هذا الموضوع.
وأختم لك حين سألت عن الظاهر وغير الظاهر أن تقرأ كلام الشافعي في الرسالة وعناوينه مواضيعه فإنه يورد فيها هذا المصطلح في أكثر من موضع.
وانظر إلى كلام الامام الشاطبي في الموافقات عن الحقيقة والمجاز واستعماله لهما، حتى لا تحسب أن أئمة أهل السنة ينكرون مصطلح المجاز لمجرد اطلاعك على قول ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/329)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:32 م]ـ
تفاح مطلق.
كما قلت غراب مطلق.
ولو سألتك ما غراب مطلق؟
لما استطعت أن تقول إنه في مذهبك = (شيء ما) لا تستطيع
أن تزيد على هذا فماذا أصنع لك؟
أسأل الله أن يحفظ علينا (عقولنا)؟
توضيح
اذا قلنا تفاح مطلق وغراب مطلق وغيرها
هذه الفاظ وضعت للماهية من حيث هي ولم توضع لواحد منها
فالغراب الذي في الاية غراب معين
لكن الغراب الذي في القاموس المحيط مطلق على الماهية
فهذا هو الفرق بينهما
طبعا الفرق الاكبر ان الغراب الاول موجود في الخارج اما الغراب الثاني لا يوجد الا في الاذهان
فهذا هو قيد الاظلاق
والله اعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:37 ص]ـ
عجيب ... !
كنا نحسن به الظن،
فكذّبته المعاينة!
والله المستعان.(57/330)
الكاشف عن حقيقة اللحيدي
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا فوز إلا في طاعته، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، رحمة للعالمين، وإماما للمتقين، شرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا كتاب (الكاشف عن حقيقة اللحيدي)، كتبته لأجاهد به في سبيل الله عدو الله ورسوله: حسين بن موسى بن حسين اللحيدي، الزنديق الضال، الكافر الدجال، محرف القرآن، ليعرف المسلمون حقيقته فلا يخدعوا به، ولا يلتبس عليهم أمره.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:" أهل البدع والضلال والكذب والجهل وتبديل الدين وتغيير شريعة الرسل هم أولى بأن يجاهدوا باليد واللسان بحسب الإمكان " (الرد على الإخنائي ص 207).
وذكر أن أهل الباطل المحاربين لله ولرسوله يصولون على نصوص الكتاب والسنة، قال: " فإذا دُفع صيالهم وبُيِّن ضلالهم كان ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله " (درء تعارض العقل والنقل 4/ 206).
وقال ابن القيم رحمه الله: " لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة كما لهم الرفعة في الدنيا، فهم الأعلون في الدنيا والآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه، واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان والدعوة والبيان والسيف والسنان، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا، وأعظمهم عند الله قدرا. وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه وقال: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا} (الفرقان:51،52) فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام قال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} (التوبة: 73) فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه، وإن كانوا هم الأقلين عددا؛ فهم الأعظمون عند الله قدرا" (زاد المعاد 3/ 5).
لقد أعلن اللحيدي حربه على الإسلام وأهله، وأعمل معاوله في تحريف القرآن، وهدم الدين، ومسخ الشريعة، فالواجب على المسلمين عامة وعلى ولاة أمور المسلمين خاصة أن يثأروا لدينهم، وأن ينتصروا لكتاب ربهم من اللحيدي الدجال، وإني أدعو كل من يصل إليه هذا الكتاب، ويقدر على أن يوصله إلى الحكام والعلماء والدعاة في دولة الكويت التي ينتسب إليها هذا الدجال أن يفعل ذلك مشكورا مأجورا، فلا يرضى مسلم من أهل الكويت من الحكام والرعية أن تكون بلادهم مأوى لمن يحارب الإسلام وأهله، أو ينتسب إليها من يحرف القرآن لفظا ومعنى، ويطعن في الصحابة، ويضلل الأمة ويتوعدها بالعذاب الشديد وبالبطشة الكبرى إلى آخر أحقاده التي تملأ صدره، ولا يرضى مسلم على وجه الأرض أن يُترك من هذا شأنه دون عقاب، فليتعاون الجميع مع حكام المسلمين لمعاقبة هذا الدجال بالعقاب الشرعي الذي يستحقه.
قال الإمام الآجري رحمه الله: "ينبغي لإمام المسلمين ولأمرائه في كل بلد إذا صح عنده مذهب رجل من أهل الأهواء ممن قد أظهره أن يعاقبه العقوبة الشديدة، فمن استحق منهم أن يقتله قتله، ومن استحق أن يضربه ويحبسه وينكل به فعل به ذلك، ومن استحق أن ينفيه نفاه، وحذر منه الناس – ثم ذكر مايدل على ذلك من آثار الصحابة والتابعين وقال ـ ولم يزل الأمراء بعدهم في كل زمان يسيرون في أهل الأهواء، إذا صح
عندهم ذلك عاقبوه على حسب ما يرون، لا تنكره العلماء " (الشريعة 5/ 2554).
أما للهِ والإسلامِ حقٌّ ... يدافعُ عنه شبانٌ وشيبُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/331)
فقلْ لذوي البصائرِ حيث كانوا ... أجيبوا اللهَ ويحكمُ أجيبوا
منهج الكتاب
حرصت في هذا الكتاب على أن أعطي القارئ صورة واضحة عن هذا الدجال، من كلامه نفسه، فدخلت موقعه الرسمي في الشبكة العنكبوتية، واطلعت على مافي موقعه من كتبه ومقالاته، وكتب ومقالات بعض أتباعه، وطبعتُ أكثره، وصنفته، وأحلتُ عليه في هذا الكتاب باسم (المستندات)، وحفظته أيضا في صورة ملفات، جعلتها على قرص مستقل ليراجعها من شاء.
وحرصت على نقل كلامه نفسه لئلا يرد أي احتمال على صحة نسبة هذا الضلال إليه، وليعرف القارئ مدى جهل هذا الدجال بعلوم العربية، فكتاباته مليئة بالأخطاء الفاحشة في اللغة والنحو والإملاء والإنشاء والمعاني، وليس عنده قدرة على إيصال فكرته بأسلوب صحيح مختصر، فتجده يتكلم بكلام كثير طويل يشتت ذهن القارئ، ويجعله لا يفهم الفكرة التي يريد اللحيدي الدجال إيصالها له. ومع جهل اللحيدي بعلوم العربية وضعفه فيها على وجه لا يخفى على من عنده أدنى حد من علوم العربية؛ فقد سلط نفسه على كتاب الله العزيز الذي هو في قمة البلاغة، والذي أعجز بلغاء العرب، فادعى أن فيه مالا معنى له، وأنه يجب تغييره على مايراه هو أخزاه الله، ولا يخجل من ذكر تعليلات لضلالاته هي في غاية السخف، ينادي بها على جهله وكذبه، وضعف عقله، ويجعل بها من نفسه أضحوكة للخلق. وقد أضاف إلى ذلك سوء خلق يتمثل في ألفاظه البذيئة وكلماته القذرة التي يخاطب بها مخالفيه، والتي هو أحق بها وأهلها. وسيأتي تفصيل هذا كله في موضعه إن شاء الله.
ولو فرضنا جدلا أن لله رسلا بعد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فهل يليق بالله أن يرسل رسولا غبيا، سقيم الفهم، ضعيف التفكير، جاهلا بلغة قومه، سيء الخلق، بذيء اللسان، كحال هذا اللحيدي الدجال؟! تعالى الله وتقدس، سبحانه وتعالى عما يفتريه اللحيدي وإخوانه الظالمون علوا كبيرا.
إن اللحيدي الدجال بموقعه الذي وضعه في النت قد أبان للعالم حقيقته بما ملأ موقعه به من الخرافات والترهات والأباطيل، والجهل والغباء، وأعان أعداءه على نفسه، فجعلهم يقاتلونه بسلاحه، وهذا غاية الجهل، وقديما قيل:
لا يبلغ الأعداءُ من جاهلٍ ... مايبلغ الجاهلُ من نفسِهِ
والحمق داءٌ ماله حيلةٌ ... تُرجى كبُعدِ النجمِ في لمسِهِ
وقد حرصت في بيان كفريات اللحيدي وضلالاته أن أردها إلى أصولها الرافضية التي أخذها اللحيدي منها، فهو عالة على أسلافه وأوليائه وإخوانه الرافضة، يمشي على خطاهم، ويقلدهم في ضلالهم، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله. ولم أطل في الرد على ترهاته، لأنها ظاهرة البطلان، فتكفي حكايتها عن ردها.
خلاصة في بيان حقيقة اللحيدي
إن حسين بن موسى بن حسين اللحيدي ما هو إلا دجال أفاك، يدعي ما لا يمكن لعاقل أن يصدقه، وهو من أصحاب الفرق الباطنية الذين هم زنادقة كفار تظاهروا بالإسلام، ودخلوه فيه ليعملوا على هدمه من الداخل، ولا يبعد أنه مدعوم من دول الكفر والاستعمار. ولم يختلف أهل العلم في هذا الزمان على أن اللحيدي دجال كافر زنديق، فقد أتى بكفر بواح، وإلحاد صُراح، لا يجعل أحدا من المسلمين يشك أو يتردد في الحكم عليه بالكفر الأكبر.
يدعي اللحيدي أنه رسول الله، وأنه مُحَدَّث معصوم، وأنه المهدي المنتظر، والسفاح القادم، وخليفة الله الذي تنتظره الأرض والسماء، وأنه أفضل من الصحابة كلهم، وأنه الممهد لرجعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا مع غيره من الأنبياء.
ويتبرأ اللحيدي من نسبه إلى القبيلة التي يُعرف بها، ويدعي أنه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويصرح بأن القرآن له ظاهر وباطن، فالظاهر يعرفه العوام، والباطن يعرفه هو.
ويزعم أن الله ناداه في القرآن في أول سورة النمل {طس} أي: ياطائر السماء، وهو اللحيدي، وأن الحرفين {حم} في أول سورة الدخان يشيران إلى أول حرف من اسمه (حسين)، وإلى أول حرف من وصفه (مهدي).
ويدعو اللحيدي إلى إبطال ثلاثة من أعظم شعائر الإسلام، وهي: الجهاد في سبيل الله، وصلاة الجمعة والجماعة في المساجد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويرى أن حضور صلاة الجمعة والجماعة في المساجد في هذا العصر من علامات الكفر والنفاق الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/332)
ويصرح اللحيدي بوقوع التحريف في القرآن بنوعيه: تحريف اللفظ، وتحريف المعنى، وأن هذا التحريف أشد من التحريف الذي وقع في الكتب السابقة. وأعلن بكل صراحة ووقاحة بأن مصحف عثمان الذي لا تعرف الأمة قرآنا غيره وقع فيه خلل ولحن وخطأ النساخ، وأن هناك من القرآن ما فات الصحابة ولم يدخلوه في المصحف إما لموت حامليه، وإما لأنه مما أكله الدجاج، وهناك ما تعمد الصحابة طرحه افتراء على كلام الله وقرآنه العظيم، ويصرح بكل قبح أن الأمة اجتمعت على ضلالة، وهو هذا المنكر الذي عملوه بكتاب الله تعالى، وهو جمع القرآن الذي حصل في عهد الصديق رضي الله عنه، وفي عهد عثمان رضي الله عنه، فهو عمل منكر وباطل خلاف سنة الله ورسوله. ويصرح بأن أهم ما ألغاه الصحابة من القرآن اللفظة الدالة على حقيقة اللحيدي وأنه مهدي محدث مرسل، فهذا أعظم لبس وقعت فيه الأمة وضلت به حتى جحدت بمكر إبليس قرآنا يهدي به الله إلى حقيقة أمر المهدي، وأنه رسول لله تعالى وخليفة بأمره؛ مكرا من الشيطان وطمسا لنبوءات القرآن في هذا الأمر العظيم الجلل.
وصرح اللحيدي بحقده الدفين على الصحابة الكرام: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت ومن معهم من الصحابة الذين جمعوا المصحف، وقبلهم أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب الذي يقر اللحيدي بأنه محدَّث ومعلّم، ومع ذلك يتهمه بتلك التهم المخزية. ويصف اللحيدي أولئك الصحابة الكرام الذي جمعوا القرآن بالجاهلين المحرفين، وأنهم فعلوا ذلك بإيحاء من الشيطان، وأن فعلهم من الضلال المبين، وفيه نسبة العيب إلى الله، وهو من جنس تحريف اليهود للكلم. وكذَّب اللحيدي عمر بن الخطاب وسائر الصحابة الذين يقولون بنسخ تلك الآيات التي لم يثبتوها في المصحف، وصرح بأن الصحابة بجمعهم للقرآن في مصحف وقعوا في مخالفة منكرة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فهو منكر ولو فعله عمر أو عثمان، وهو محدث وعمل ليس عليه أمر الله ورسوله. ويصف عامة الصحابة بالجهل حين صوبوا جمع القرآن.
ولا شك أن اللحيدي حين يرمي الصحابة بتحريف القرآن فإنه يحكم عليهم بالكفر، كما كَفَرَ من حرف الكتب السابقة، ولا خلاف في كفر من يحرف القرآن.
ولم يكتف اللحيدي بالتصريح بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى، وإنما باشر بنفسه تصحيح مازعم أنه محرف في كتاب الله عزوجل، وزعم أنه مرسل من الله ليطهر القرآن من التحريف الذي أصابه، ولم يقتصر فعله على ما يتعلق بأدلة مهديته وتحديثه، وإنما جاوز ذلك إلى آيات لاعلاقة لها بموضوعه.
فمن ذلك أنه حكم على قوله تعالى في سورة الواقعة: {فلا أقسم بمواقع النجوم} بالتحريف، وزعم أن صوابها (بمواقع التخوم)، وأمر أتباعه أن يقرؤوها كذلك.
ومن ذلك أنه حكم على قول الله تعالى {أصحاب الأيكة} في أربع سور من كتاب الله: الحجر، والشعراء و (ص)، و (ق)، بالتحريف، وزعم أن صوابها (أصحاب الأيلة).
ومن ذلك أنه حرف السين إلى الزاي في كلمة {الرجس} في آيتين من القرآن، وهي قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (يونس: 100)، وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأنعام:125)، فحرفهما اللحيدي، وكتبهما هكذا: (ويجعل الرجز على الذين لا يعقلون)، (كذلك يجعل الله الرجز على الذين لايؤمنون).
وأعلن اللحيدي بأن رسم المصحف باطل.
وتسلط اللحيدي على مئات من آيات القرآن فحرف معانيها، وأتى لها بمعان تؤيد مذهبه الباطل على غرار من سبقه من الباطنية. وادعى أن أكثر ما في القرآن إنما هو خطاب له، وحديث عنه وعن أتباعه وعن أعدائه، وأن الله تعالى قد يذكر أثناء تلك الآيات التي يعني بها اللحيدي آيات في موضوع آخر للتعمية على الآيات التي قبلها لئلا يفهمها كل من هب ودب.
ويدعي اللحيدي أنه أوتي علم التفسير الحق الذي لايجوز لأحد أن يعترض عليه فيه ولو خالف الأمة جميعها، ويصرح بأن الأمة بأغلب تأويل القرآن جاهلة ضالة بل حمقاء، يأتي مفسروها بالمضحكات المبكيات، بل أحيانا بالكذبات الكبار، وأحيانا أخرى بالكفريات، وهم لا يشعرون، أغواهم الشيطان مثل ما أغوى قبلهم يهود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/333)
ولا يكف اللحيدي عن وصف الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الصحابة وتابعوهم بإحسان بالضلال والجهل والغباء والعمى والموت، وأنها أمة غبية لا تعي ولا تفقه إلى آخر الأوصاف السيئة التي هو أحق بها وأهلها. ولايأبه بأي أجماع، ولا يلتفت إلى أي اتفاق مادام يخالف ضلاله، ويصرح بأنه أهل ليخرق أي إجماع للأمة وأن الأمة قد تجتمع على ضلالة، ويصف السلف وجمهور المفسرين بالكذب على كتاب الله.
ومن ألفاظه:" أجمعت الأمة وما أضلها في هذا الإجماع ". ويقول: " كثيرة هي المسائل التي يخالف بها المهدي وأتباعه الأمة وإجماعاتها سواء إجماع من يسمونهم " أهل السنة والجماعة " أو من خالفهم من المبتدعة على أصول أولئك، إن اجتمعوا أو افترقوا الأمر سيان، وما أهون ذلك على المهدي وأتباعه، وما أيسر الظهور له بذلك عليهم كلهم بالحجة والبرهان " ويقول: "ما أصاب الغرور في الدين أحد مثل ما أصاب من يسمون أنفسهم بأهل السنة، وما خدع أحد مثل ما خدع هؤلاء في قوة ظنهم أنهم على الحق في مجمل الدين وتفاصيله ".
ويصف اللحيدي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بأنه أكبر تكفيري، ويصف الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بالتحريف والضلال والتسبب في ضلال الأمة، ويصف الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما بأنه تاه وأنه في عمى عن أمر الله.
ولم يسلم صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد القرآن من طعن اللحيدي واحتقاره وذمه.
وأما اغترار اللحيدي بنفسه، وعجبه، وتيهه وتكبره، واستهزاؤه بالمسلمين فبحر لا ساحل له، فهو يزعم أن الله سيكلمه مثلما كلم موسى عليه السلام، وأن المدينة وماحولها بالزلازل التي تصيبها إنما ترتعش طربا لقرب تمكينه في الأرض، وتتهيأ للقائه، ويقول:" اقسم بجلال الله تعالى وعظمته أنهم سيصدرون أشتاتا من كل مكان حتى يقفوا بين يدي المهدي عليه الصلاة والسلام وهو على كرسيه بالمدينة، ليحاكمهم الله تعالى ويفرض عليهم أمره وهم ينظرون والمهدي يقرر لهم ذلك ولن يسعهم إلا الإستجابة، وإلا .... ". ونهى اللحيدي أهل غزة عن إعادة بناء ماهدمه الصهاينة في حربهم على غزة، وقال: " سترحلون كلكم يا أهل غزة إن شاء الله تعالى قريبا لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلم تعيدون إعمار الخراب؟! دعوها ذكرى لعزتكم وشعار انتصار لمقاومتكم الباسلة الشريفة، وأيقنوا بأن أهل البيوت الذين هدموا بيوتكم ستهدم كما هدموا بيوتكم، هل يعني إذا أخبرناكم كيف ستصدقوننا؟ لن تفعلوا هذا يقينا لدينا في ذلك بالوقت الحالي، لكن هذه سنقولها لكم لا بأس حتى تكون علامة بيننا: بعصا موسى عليه الصلاة والسلام التي شق الله بها البحر لعبورهم ستهدم بيوت أولئك الذين هدموا بيوتك يا غزة "
و يصرح اللحيدي بكل وضوح بكفر علماء المملكة العربية السعودية وضلالهم، ولا يكف عن وصفهم بأبشع الأوصاف، وأقبحها، والتي هو أحق بها وأهلها. وقد خصص لذلك منتدى في موقعه الرسمي في النت سماه (منتدى الحنابلة الوجه الآخر) ملأه بكل مايقدر عليه من السب واللعن، ونفث فيه كل أحقاده على علماء هذا البلد الكريم، فهو يصفهم بالكفرة المنافقين المبتدعين المراق الخونة لدينهم وعقيدتهم بلاعات الريالات السعودية يبيعون دينهم بدنيا زائلة، ويسمي اللجنة الدائمة باللجنة البائدة.
ويصف اللحيدي الإمام ابن باز رحمه الله بالضال المتناقض صاحب الانتكاسة البازية. وذكر أنه وابن عثيمين رفيقا الألباني بالبدع والجهل، ووصفهما بكهلي السوء الهالكين أهل الحور والخور: العثيمين وابن باز ذاك المعمي قلبا وعينا.
ويصف اللحيدي الشيخ ابن جبرين رحمه الله بالضال الملحد الحمار الحنبلي النتن بلحيته الخبيثة التي ما أنبتت على تقوى. وشمت بمرض الشيخ، وبموته، وأعلن عن موته قائلا: الله أكبر هلك الملحد ابن جبرين عليه لعنة الله تعالى. ابن جبرين إلى غضب الله. ونشر صورة جنازة الشيخ وحوله الأمراء والعلماء وطلبة العلم وغيرهم من المسلمين، وكتب اللحيدي تحتها: ملعون اكتنفه ملاعين واصطفت بجانبه ملعونة وفي جو لعنة بعاصمة ملعونة وعالم ملعون، فهل مر عليكم مثل ذلك؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/334)
ويصف اللحيدي سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالحمار الأعمى الكافر اللئيم الفتان دجال السعودية الأكبر الأحمق البعيري صاحب الوجه البعيري التائه الضال المضل الملعون الذي كفر بالله العظيم، الهامة التي تلقف كل من يعجب بها وتلتهمه ثم ترسله لظلمات جوفها النتن.
ويصف اللحيدي الشيخ صالح اللحيدان بالمجرم الحنبلي الكبير المارد العاتي بالنفاق الخبيث المنافق الدعي الكذاب المرائي، عدو الله ورسوله، وأنه أخرج مافي جعبته من النفاق، وصرح عما كان يخفي من ضلال.
ويصف اللحيدي الشيخ صالح الفوزان بأنه من المفتين العميان.
ويصف الشيخ إبراهيم البريكان رحمه الله بأنه منافق من أخباث آل مقرود، أبو لحية كذابة، وأنه ولي الكفر والطغيان، وأنه الهالك للنيران، وأنه كلب الملاعين، وأن الله أهلكه لمعارضته للحيدي وأتباعه، وأن هلاكه شهادة صدق للحيدي أخزاه الله.
وبقية العلماء والدعاة لم يسلموا من شر اللحيدي، فمن أقواله: كفر العبيكان البواح – الحوالي المنافق – عايض القرني المنافق كفر بالله العظيم – صالح بن حميد إلى الطاغوتية العصرية – لهذه الدرجة وصل الكفر بسلمان الأعور وأتباعه [يعني الدكتور سلمان العودة].
و لم يقتصر اللحيدي على تكفير علماء السعودية ودعاتها، وإنما تجاوزهم إلى غيرهم، فكفرهم وضللهم، ومنهم الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني الذي وصفه اللحيدي بالنفاق والزيغ والضلال وأنه صاحب بدعة منكرة، ومنهم الشيخ مقبل الوادعي، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي فرح اللحيدي بمرضه وشمت به ووصفه بأنه عدو الله ورسوله، ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي وصفه اللحيدي بالكافر المبتدع الزنديق، وقال: " لعنك الله يا القرضاوي بعدها ولعن كل من لا يرى كفرك بهذا "، وحكم اللحيدي على الإخوان المسلمين بأنهم كفار مرتدون، ويسميهم بإخوان الشياطين.
ويصرح اللحيدي بكفر حكام المملكة العربية السعودية، وضلالهم، ويصفهم بأقبح الأوصاف، ويلقبهم بأقبح الألقاب التي هو أحق بها وأهلها، وقد ألف فيهم كتابا سماه (السعودية الوجه الآخر) يقع في 146 صفحة منشور في موقعه في النت، وقد ملأ هذا الكتاب بتكفير آل سعود، وتضليلهم، وتهديدهم.
ويمكن تصنيف ما أطلقه عليهم في الأنواع التالية:
1 - الحكم عليهم بالكفر والنفاق والردة والزندقة، وأنهم أعداء الدين والشريعة، ومناداته إياهم بأولاد الكلب.
2 - لعنهم ووصفهم بالطواغيت.
3 - وصفهم بالخوارج، وأنهم لايجوز توليتهم الحكم شرعا.
4 - وصفه الملك عبدالعزيز وأبناءه بأنهم عملاء للاستعمار، وأن الإنجليز هم من أسس دولتهم.
5 - التصريح بعدم أهلية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحكم، ووصفه إياه بالأبكم، وبالبعرة البهيم والتحريض على عزله أو قتله.
6 - الحكم عليهم بأنهم من أهل جهنم، والقطع بذلك.
7 - وصفهم بأنهم الحفاة العراة العالة رعاء الشاء الذين يتطاولون في البنيان كما جاء في أشراط الساعة.
8 - الطعن في نسبهم، والتصريح بأنهم مجهولو النسب.
9 - الجزم بأن اللحيدي وأتباعه هم من سيقضون على حكام هذه البلاد من آل سعود.
10 - التصريح بأنه لا يجدي معهم سعي في إصلاح.
11 - التصريح بأن دولة آل سعود ستزول قريبا.
12 - التحريض على الخروج عليهم لمن له القدرة على ذلك.
ولم يكتف بكتابه الذي خصصه لتكفير آل سعود ورميهم بأبشع الأوصاف التي هو أحق بها وأهلها، بل خصص لذلك منتدى في موقعه الرسمي في النت سماه (منتدى السعودية الوجه الآخر) ملأه بكل أحقاده على حكام هذه البلاد، ولعله لم يُبْقِ لفظة بذيئة في قاموس أخلاقه المليء بالبذاءة والفحش إلا أطلقها عليهم.
ويصرح اللحيدي بكل وضوح بأن من مات وفي عنقه بيعة لحكام الجزيرة مات على النفاق.
وفي الوقت الذي يبطل فيه اللحيدي البيعة لآل سعود وغيرهم من الحكام المسلمين يطلب البيعة لنفسه ويسمي هذه البيعة (البيعة لله)، وقد نصب هذا الشعار في موقعه الرسمي على صورة كرة أرضية تدور، فهو يطلب البيعة له من جميع سكان الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/335)
ويتوعد اللحيدي الأمة بالعذاب والهلاك، وفي مقدمتهم أهل الكويت، يقول اللحيدي " أولئك الذين نزلوا على تلك السواحل الجرداء مبتعدين عن كل الأمصار محدثين معادنهم الخاصة والتي سيخسف بها ويهلك الله بقيتهم جميعا من بعد ما جعلها لهم متاعا حتى حين، إنه بترولهم الذي قدر الله تعالى أنه زهرتهم المنتظرة تخرج لهم من باطن الأرض وهي كنزها الموعود، وقد جمعهم الله تعالى لهذه الأراضي القفر المنقطعة واستوطنهم فيها ثم تكاثروا ثم خرجت تلك المعادن وتوافد عليها شرار الخلق، ثم سيخسف بهم ويلعنون ويرجمون ويمسخون على ساحل هذا البحر، وعد الله الحق الذي أنتم فيه تمترون "، ويستدل اللحيدي على ذلك في كتابه (حصار العراق من أظهر أمارات بعث المهدي) بنص من إنجيل برنابا، وهو " ويل لسكان ساحل البحر أمة الكريتيين!! كلمة الرب عليكم " قال اللحيدي: "وهذا مثل ما أن فيه تعيين للساحل، كذلك وافق رسم اسم هذه الأمة اسم الكويتين، وهم يسكنون على الساحل بالفعل ".
ومما تشهد به كتابات اللحيدي عليه أنه جاهل بعلوم العربية، فكتاباته مليئة بالأخطاء الفاحشة في اللغة والنحو والإملاء والإنشاء والمعاني، وليس عنده قدرة على إيصال فكرته بأسلوب صحيح مختصر، وتشهد عليه بغباء شديد، وتشهد عليه بسوء أدبه، وقبح أخلاقه، وبذاءة لسانه على نحو يندر جدا أن يوجد له نظير إلا عند أهل الفجور والخنى في أماكن فجورهم ودعارتهم.
وقد أسرف اللحيدي في احتقار المسلمين، ولم يراع لهم حقا ولاحرمة، ولو كانوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يكتفي اللحيدي بعيب مواقف من يخالفونه وتصرفاتهم وإنما يتجاوز ذلك إلى الاستهزاء بصورهم وأشكالهم التي خلقهم الله عليها.
ومما يحتج به اللحيدي وأتباعه على صدقه أنه لو كان كاذبا على الله في ادعائه الرسالة لعاجله بالعقوبة، وهذه الحجة إنما يقصد بها اللحيدي تشكيك المسلمين في دينهم، وهذا أحد أهدافه، فهو يقول بلسان حاله: أنا أكذب على الله، وأدعي الرسالة، وأحرف القرآن، ولم ينتقم مني، ولم يعاقبني، فهذا دليل على أن الإسلام دين كذب وخرافة، فكيف تدينون بهذا الدين الكاذب؟!
واللحيدي يقتدي في هذا بسلفه وإمامه القرمطي الذي قتل الحجاج حول الكعبة في يوم التروية، واقتلع الحجر الأسود، وكان يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
وقد قال تعالى: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بمانقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير} (المجادلة:8).
واغتر اللحيدي بإملاء الله له، وإمهاله إياه، واستدراجه إياه، فالله سبحانه وتعالى يمهل، ويملي، ويستدرج ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر. قال الله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} (إبراهيم:42)، وقال: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا} (مريم:84).
وقال: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين} (الأعراف 182،183).
وقال: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نملي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نملي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (آل عمران:178)، وقال: {نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} (لقمان:24).
وقال {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون} (يونس:69،70).
وما أكثر من كذب على الله، فأمهله ولم يعاجله بالعقوبة، كأكثر أئمة الرافضة الذين صرحوا بأن القرآن محرف، ومنهم من افترى آيات وسورا زعم أنها من كتاب الله، ومنهم من وضع آلاف الأحاديث التي غير بها الشريعة، وأضل بها الملايين بعده الذين اتخذوها دينا، ولم يعجل الله لهم العقوبة، وإنما عاشوا بين أتباعهم معظمين مخدومين حتى ماتوا، فهل هذا دليل على صدقهم فيما كذبوا به على الله؟!
اللحيدي دجال من كبار الدجالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/336)
إن حقيقة اللحيدي وكونه دجالا أفاكا مما لا يخفى على من عنده أقل قدر من العقل، لأن ما يدعيه اللحيدي لا يمكن لعاقل أن يصدقه. ولهذا لم يصدقه بعد هذه المدة الطويلة، والسنين الكثيرة إلا أفراد قلائل جدا، لا يخلو أكثرهم من مرض نفسي أو سفه في العقل، ومن لم يكن كذلك فله مطمع مادي يحصله من اللحيدي ومن يدعمه من أعداء الإسلام؛ فإنهم ينفقون بسخاء على من يخدمهم، ويحقق أهدافهم في هدم الإسلام، أو أن اللحيدي وعدهم بمنصب كبير إذا تولى الحكم في بلاد المسلمين على مامناه به أعداء الإسلام.
وأولئك الأفراد القلائل الذين اتبعوا اللحيدي لا يزالون في تناقص، ولا نزال بين الحين والآخر نسمع بتوبة بعضهم ورجوعهم إلى دين الإسلام، ولله الحمد. وماتناقصُ عدد أتباع اللحيدي إلا علامة على كذبه؛ فقد جاء في حديث هرقل الذي سأل فيه أباسفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حتى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فيه فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حين تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ (رواه البخاري).
ولم نجد أحدا من أهل العلم في هذا الزمان الذين يأخذ المسلمون عنهم الدين يشك في أن اللحيدي دجال من الدجالين. وكيف لا تقبل شهادة علماء هذا الزمان بأن اللحيدي دجال، وقد روى البخاري رحمه الله عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: "وَجَبَتْ" ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا أَوْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَالَ: "وَجَبَتْ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ لِهَذَا وَجَبَتْ، وَلِهَذَا وَجَبَتْ؟ قَالَ:" شَهَادَةُ الْقَوْمِ. الْمُؤْمِنُون شهداء الله فِي الْأَرْضِ ". قال ابن حجر: "شهادة القوم " هُوَ مُبْتَدَأ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيره مَقْبُولَة، أَوْ هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيره: هَذِه شهادة القوم.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدجالين فقال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَث دجالون كذابون قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ" متفق عليه. ولاحظ كلمة (يبعث) , (يزعم أنه رسول الله) فاللحيدي يزعم أنه رسول الله، وأنه بُعث. فيستعمل الألفاظ نفسها التي عبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجالين.
ولم يستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كلمة "نبي"، وإنما قال "رسول"، فحذر من الدجالين الذين يزعم أحدهم أنه رسول الله، وإن لم يَدَّعِ أنه نبي، ولم يستثن أحدا، ولم يبين أنه سيبعث فينا رسول بعده، وفي هذا رد واضح على اللحيدي الدجال الذي يزعم أنه رسول وليس بنبي، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا خاتم المرسلين.
وروى مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ". وقد أتى اللحيدي بما لا يعرفه الصحابة ولا تابعوهم بإحسان ولا أحد من سلف الأمة وعلمائها حتى خروجه، وإنما يعرفون ضد ما أتى به، فقد أتى هذا الدجال بهدم الشريعة التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ضلل الأمة وجهلها.
وروى مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ رضي الله عنهما أنه قال: " إِنَّ في الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ على الناس قُرْآنًا"، وهاهو اللحيدي الدجال يزعم أن القرآن محرف، وأنه مرسل ليطهر القرآن من التحريف، وصار يغير في كتاب الله، فيظهر أن تلك الشياطين التي أوثقها سليمان عليه السلام خرجت، ووجدت بغيتها في اللحيدي، فقرأت عليه قرآنا، وأمرته أن يغير به كتاب الله عز وجل.
اللحيدي من الباطنية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/337)
إن من يقرأ كتب اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله لا يشك أنه من أصحاب الفرق الباطنية الذين هم زنادقة كفار تظاهروا بالإسلام، ودخلوه فيه ليعملوا على هدمه من الداخل.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: " وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية، وطلب أن يفسد الإسلام، كما فعل بولص النصراني الذي كان يهوديا في إفساد دين النصارى. وأيضا فغالب أئمتهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض؛ لأنه طريق إلى هدم الإسلام كما فعلته أئمة الملاحدة الذين خرجوا بأرض أذربيجان في زمن المعتصم مع بابك الخرمي، وكانوا يسمون الخرمية والمحمرة، والقرامطة الباطنية، الذين خرجوا بأرض العراق وغيرها بعد ذلك، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي معهم مدة كأبي سعيد الجنابي وأتباعه، والذين خرجوا بأرض المغرب، ثم جاوزوا إلى مصر، وبنوا القاهرة، وادعوا أنهم فاطميون مع اتفاق أهل العلم بالأنساب أنهم بريئون من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نسبهم متصل بالمجوس واليهود، واتفاق أهل العلم بدين رسول الله أنهم أبعد عن دينه من اليهود والنصارى" (مجموع الفتاوى 28/ 483).
ومن يتأمل في افتراءات اللحيدي يجدها تطابق ما عند الرافضة كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله، والغريب أن اللحيدي لم يترك مشابهته للرافضة الباطنية حتى في ادعائهم الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما حكى الإمام ابن تيمية عمن ادعى منهم أنهم فاطميون مع اتفاق أهل العلم بالأنساب أنهم بريئون من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا اللحيدي هو من قبيلة معروفة لكنه يتبرأ من نسبه ويدعي أنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا دليل ولا بينة سوى ادعائه الكاذب أنه المهدي، ومادام أنه المهدي فهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحسبه قول النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس من رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا ليس له فِيهِمْ نسب فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ " متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم:"من ادَّعَى أَبًا في الْإِسْلَامِ غير أبيه يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أبيه فَالْجَنَّةُ عليه حَرَامٌ " متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم:" لَا تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ فَمَنْ رَغِبَ عن أبيه فَهُوَ كُفْرٌ " متفق عليه.
لقد صرح اللحيدي الدجال أخزاه الله في أكثر من موضع بأن القرآن له ظاهر وباطن، فالظاهر يعلمه العوام والباطن يعرفه هو، مثل مايقوله الباطنية تماما فهو أحدهم (انظر أصول مذهب الشيعة للقفاري1/ 183).
قال اللحيدي الدجال في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: فلا أقسم بمواقع التخوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) (ص 15 من المستندات) حين حكم على قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} بأنه محرف، وأن صوابه (مواقع التخوم) قال أخزاه الله:
" ما شأن تورية النار والشجر بالنجوم في السماء، هذا مما فكره أعرابي سرح ذهنه مع السياق بعد أن أوقد النار بأعواد شجرة، ثم تفكر بالنجوم ورأى في ذلك السياق المناسب، وحتى لو سلمنا أن ذلك صحيح مع أن مواقع النجوم والمجرات أولى منها، لا شأن للبشر في علم مواقعها ليقسم بها الرب تعالى ثم يقول: {لو تعلمون} فالعلم هنا على المعنى الصحيح الذي قرر لكم ممكن لهذا أقسم الله تعالى به، إلا أن إمكانية علمهم به لن تكون إلا بفضل منه سبحانه وبهداية خاصة ولا يُنَالُ ذلك من دونه.
ثم إنه مما علمنا، أن مخارج أقسام الله تعالى بالقرآن على الممكن علمه للبشر لا على المستحيل علمه كالتين والزيتون والبلد الأمين والطور وغير ذلك، وكالنون أيضا لكن لا على المعنى السخيف الذي قاله بعضهم بأنه الدواة أو القول الأسخف من ذلك، أنه الحوت الذي وضعت على ظهره الأرض، فهذا حمق ولو قال به من قال، ولو أعلمناك ما تفسيره لصدعت يا هذا!! والحرف الصحيح هنا أن يقرأ على ما علمتم ومع هذا لو سلمنا بفكرة الأعرابي تلك، فإن لبعض آيات الأخبار في القرآن ظاهرا وباطنا فاحمل وجوز ما قيل هنا على تأويل الباطن وللأعراب تأويل الظاهر، نار وشجر ونجوم وصحراء ولليل دامس نسأل الله تعالى الخير والهدى منه دوما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/338)
وقال اللحيدي الدجال في موقعه الرسمي في النت بعنوان (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم) (ص 22 من المستندات) مخاطبا امرأة سألت عن تعبير رؤيا لها فعبرها لها باسم (المعبر) ثم قال اللحيدي أخزاه الله:
" لقد فسر لك الشيخ رؤياك فبين مادل عليه رمزها عنده فعبر معانيها الباطنة بحسب ماظهر له، فتعالي أعطيك أنا بدوري من تفسيري لباطن القرآن لمعنى الإصطفاء الذي أشار له الشيخ المعبر حفظه الله تعالى ونبه إليه. أفسر لك ما دل عليه باطن القرآن بما رمز في ذكر المهدي عليه الصلاة والسلام.
ومن اصطفاء المهدي في العالمين أن عده ربنا تعالى بكتابه المجيد طائر السماء اليوم، وكانت تلك الفاتحة من سورة النمل بتلك الحروف مدخلا ينادي بها المهدي خليفته ورسوله، يناديه وهو لا يريد لأحد معرفة سر ذلك قبل ما يفتح عليه بتعليمه معنى ذلك بنفسه جل وعلا، فمنع حدود الإجتهاد أن تدرك ذلك السر.
كان افتتحها تبارك وتعالى بقوله: {طس}، ولانكتم هنا أنه تبارك وتعالى ينادي المهدي عليه الصلاة والسلام نقرر ذلك عقيدة وإيمان بهذين الحرفين وأنهما نداء للمهدي من الله تعالى كما ناداه بأحرف أخرى مرموزة مخفيٌ معناها عن عقول البشر دونه، ولما بلغ به أطلعه على باطن ما دلت عليه تلك الحروف الندائية اصطفاءً من دون العالمين".
" افتتح تلك السورة بـ {طس} أي نداء المهدي بكنيته الخفية هذه يا طائر السماء "، فهو بمنزلة طائر السماء حين قدر تعالى بانتقال أمره والعلم الذي وهبه الله تعالى للناس وبيانه لتأويل الكتاب والذكر الحكيم من خلال هذه الوسيلة التي هي بمنزلة هدهد سليمان بل أعظم كما سيمر بيان ذلك والإشارة له لاحقا"
" وفي الختام أذكر: بأن سر الحروف المقطعة عند الله تعالى الحكيم، ومن الكفر والضلال المبين أن يحسب المرء أنها وردت بتلك السور من غير حكمة مرادة لله تعالى وأن لا معنى بتاتا وراء إيرادها على النحو المثبت بالقرآن، وأنه حين يحب الكشف عن أسرارها لمن يشاء من عباده أنه سيفعل ذلك وهذا شيء، وتوافقها مع حال اللحيدي الذي خرج للناس بإذن ربه بدعوى بعث الله تعالى له شيء آخر.
فانظروا من غير اعتبار لما سبق وذكر لحال هذين الحرفين من سورة الدخان {حم} فهل يعقل حين يخرج ولم يكن له أدنى علم لا بمجمل سورة الدخان وما تدل عليه ولا بفاتحتها بالحرفين المذكورين، وإذا بالحرف الأول يوافق أول حرف من اسمه "حسين" و بالحرف الثاني يوافق أول حرف من صفة الـ "مهدي " فهل هذا إلا من الحق ومما علمه الله تعالى وقدر انكشاف سره لوليه ببعثه بهذا الأمر العظيم الجلل ومطابقته له مطابقة تامة من كل وجه تقدير العزيز الحكيم العليم. ومن قال بغير هذا فتيقنوا ليس عنده إلا الظلام ولا نور ولا هدى ولا كتاب منير. وأزيد على ذلك بما قررت من قبل في فاتحة سورة "يس" لما أقسم تعالى بالقرآن على أنه من المرسلين، وكان النداء له بأول حرف من صفته المشهورة المنكرة المجهولة في هؤلاء الضلال من الخلف وأعني بها وصفه بـ "السفاح " وهو طائر السماء أثبت ذكره الله تعالى ورسوله وجهل ذلك الضلال الحمقى".
أقول: إن هذا التفسير الباطني للحروف المقطعة في أوائل السور سار فيه اللحيدي الدجال على نهج أسلافه وإخوانه من الرافضة فقد سبقوه إلى ذلك. روى العياشي الرافضي في تفسيره 2/ 2 قال:
"عن أبي جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني أمية وكان زنديقا إلى جعفر بن محمد – عليه السلام - فقال له: قول الله في كتابه {المص} أي شي ء أراد بِهذا؟ وأي شي ء فيه من الحلال والحرام؟ وأي شي ء في ذا مما ينتفع به الناس؟ قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد – عليه السلام - فقال: أمسك ويحك! الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك؟ فقال الرجل: مائة وإحدى وستون، فقال له جعفر بن محمد – عليه السلام -: إذا انقضت سنة إحدى وستين ومائة ينقضي ملك أصحابك، قال فنظرنا فلما انقضت إحدى وستون ومائة يوم عاشوراء دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/339)
خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي، والناطق والغاوي، يا لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل {الم ذلِكَ الْكِتابُ} فقام محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مائة سنة وثلاث سنين، ثم قال و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام الأيام إلا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون والصاد تسعون، فذلك مائة وإحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي –عليهما السلام – {الم الله}، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند {المص}، ويقوم قائمنا عند انقضائها بـ {الر} فافهم ذلك وعه واكتمه.
وممن سار اللحيدي على خطاه في ذلك البهائية فهم أيضا سبقوه إلى تفسير فواتح السور المشتملة على الحروف المقطعة بحسب ما يمليه مخططهم. وكذلك ضلال الصوفية الذين يزعمون أنهم يعرفون أسرار تلك الحروف عن طريق الكشف.
عمالة اللحيدي للكفار ودول الاستعمار
إن من له أدنى اطلاع على مخططات الكفار لهدم الإسلام والقضاء على أهله، ووسائلهم في تجنيد العملاء من داخل بلاد المسلمين، ومافعله عملاؤهم السابقون، وماقدموه لهم في سبيل تحقيق أهدافهم يدرك بسهولة أن اللحيدي ما هو إلا أحد أولئك العملاء الذين يعملون لتحقيق مآرب الكفرة المستعمرين.
وحسبكم دليلا على ذلك أنه ألغى العمل بثلاثة من أعظم شعائر الإسلام، وهي: الجهاد في سبيل الله، وصلاة الجمعة والجماعة في المساجد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذه الأمور الثلاثة هي أشد مايبغضه الكفار ليقينهم أنهم لن يتمكنوا من القضاء على الإسلام وأهله وهذه الشعائر الثلاث حية عند المسلمين، ولهذا سخروا عملاءهم، ومنهم اللحيدي ليعملوا على القضاء عليها.
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هل يجب ترك الاعتزال لقتال أمريكي) (ص 96 من المستندات):
" يجادل بعض المنافقين الجهلة بوجوب ترك الاعتزال بحجة لو هجم أمريكي على بيت مسلم بأرض العراق، أو يهودي على بيت فلسطيني يريد أخذ ماله أو هتك عرضه، ما يلزم على وفقه بطلان الاعتزال ببطلان ترك هذا الأمريكي أو اليهودي يتسلط على عرض أو مال هذا العراقي، أو هذا الفلسطيني.
بالطبع نحن على يقين أن هذا المنافق المجادل الملعون بهذا إنما يجادل في حقيقة الأمر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا القول فهو من أمر بالاعتزال، وهو من أخبر بتسلط النصارى آخر الزمان كذلك.
بل المصطفى صلى الله عليه وسلم حين أمر بالاعتزال كان يعلم عليه أفضل الصلاة والسلام نبأ الله تعالى في القرآن، بحتمية تسلط اليهود في فلسطين ومع هذا أمر بالاعتزال وعد كل ذلك الزمان زمان فتنة، يجب على المرء المسلم كسر سلاحه إن كان صاحب سلاح، واعتزال العامة والتزام قعر الدار، أو البدو خلف الشياه أو البعارين فرارا بالدين من شر الفتن، أمريكية كانت أو يهودية، آل سعودية كانت أو أي إماراتية من هذه الإمارات الخبيثة التي ما جلبت على الناس إلا الشر والمحن والفتن ".
أقول: انظروا يارعاكم الله كيف يقدم اللحيدي الدجال أعظم خدمة للكفار لاحتلال بلاد المسلمين، ولا يقبل أي تبرير لمقاومتهم، فلو هجم أي كافر على بلاد المسلمين فعلى كل واحد أن يغلق عليه بابه، ويكسر سلاحه، وليحتل اليهود أو أمريكا البلاد دون مقاومة.
فهل يقول بهذا غير عميل ظاهر العمالة للكفار؟ وأي فرق بين اللحيدي والقادياني الذي ادعى أنه المهدي وأنه نبي، وكان من عملاء الاستعمار، وبذل غاية وسعه في إلغاء الجهاد، وكتب إلى الإنجليز يقول لهم: "لقد ظللت منذ حداثة سني وقد ناهزت اليوم الستين أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية, والنصح لها, والعطف عليها, وألغي فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم, والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/340)
وفي الوقت الذي يأمر اللحيدي المسلمين فيه باعتزال اليهود والأمريكان وغيرهم من الكفار، ويسمحوا لهم باحتلال بلادهم بدون أي مقاومة في الوقت نفسه يأمر كل قادر من المسلمين على إزالة حكم آل سعود أن يفعل ذلك فورا كما سيأتي بيانه في آخر الكتاب إن شاء الله.
وهذه الضلالة التي أتى بها اللحيدي الدجال أخذها من أسلافه وإخوانه الرافضة، فهم يعطلون الجهاد ويقولون: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي، وينادي مناد من السماء (منهاج السنة النبوية 1/ 25).
جاء في الكافي وغيره عن أبي عبد الله قال: "القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير" [فروع الكافي: 1/ 334، تهذيب الأحكام: 2/ 45، وسائل الشيعة: 11/ 32.] ويعنون بالإمام المفترض الطاعة مهديهم المنتظر الغائب في السرداب.
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (أكبر تكفيري هو من الصحابة) (ص 97 من المستندات):
" هل تعلم أخي القارئ بأن من علامات الكفر والنفاق الأكبر في زماننا إتيان المساجد؟، خصوصا لصلاة الجمعة، لن تصدق ذلك لأول وهلة لأن هذه حقيقة خارجة عن نطاق عقلك الضعيف وأكبر من أن يقبلها لما شوه بالمغالطات والتحريفات والتلبيسات الشديدة في باب العبادات والدين عموما".
أقول: كيف لا يسعى اللحيدي الدجال محرف القرآن عميل الكفار في تعطيل الجمعة والجماعة، وهي أمنية أسياده من الكفار. روى مسلم رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أَضَلَّ الله عن الْجُمُعَةِ من كان قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكان لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ فَجَاءَ الله بِنَا فَهَدَانَا الله لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يوم الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ من أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْأَوَّلُونَ يوم الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لهم قبل الْخَلَائِقِ ".
وقال عليه الصلاة والسلام في شأن اليهود:" إنهم لاَ يَحْسُدُونَا على شيء كما يَحْسُدُونَا على يَوْمِ الْجُمُعَةِ التي هَدَانَا الله لها وَضَلُّوا عنها، وَعَلَى الْقِبْلَةِ التي هَدَانَا الله لها وَضَلُّوا عنها، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الإِمَامِ آمِينَ " رواه أحمد.
فالذي يحسدنا اليهود عليه جاء عميلهم اللحيدي ليلغيه، ويحقق لهم حسدهم، ويقر به أعينهم أخزاه الله.
إن اللحيدي المحاد لله ورسوله يضاد الله ورسوله في حكمهما مضادة تامة، فالله تعالى يأمر بالسعي إلى الجمعة ورسوله يحذر من ترك الجمعة، واللحيدي يحذر من حضور الجمعة، والله تعالى يأمر بصلاة الجماعة ولو في حال الحرب والخوف، ورسوله صلى الله عليه وسلم يصف من يتخلف عن صلاة الجماعة بالنفاق، واللحيدي يصف من يحضر صلاة الجماعة بالكفر والنفاق الأكبر، فهل هناك محادة لله ورسوله أكبر من هذه المحادة؟!
قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} (الجمعة:9)، وعاتب من ترك بعض الجمعة لتجارة أو دنيا فقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين} (الجمعة:11)
وروى مسلم في صحيحه من طريق الْحَكَمُ بن مِينَاءَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول على أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ:" لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عن وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أو لَيَخْتِمَنَّ الله على قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ من الْغَافِلِينَ ".
وروى أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثَ مِرَارٍ من غَيْرِ عُذْرٍ طَبَعَ الله على قَلْبِهِ ".
فالآيات والأحاديث تحذر من يترك الجمعة وتتوعده، واللحيدي أخزاه الله يحذر من يحضر الجمعة ويتوعده بالكفر والنفاق الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/341)
وقال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (النور: 36 - 37).
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ على الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ من حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ" متفق عليه.
وقال عبداللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه: من سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ على هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فإن اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ من سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكُمْ كما يُصَلِّي هذا الْمُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَللْتُمْ وما من رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مَسْجِدٍ من هذه الْمَسَاجِدِ إلا كَتَبَ الله له بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بها دَرَجَةً وَيَحُطُّ عنه بها سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وما يَتَخَلَّفُ عنها إلا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كان الرَّجُلُ يؤتي بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَيْنِ حتى يُقَامَ في الصَّفِّ.
فالله تعالى أمر أن ترفع المساجد بعمارتها، وأثنى على عمارها، والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة الجماعة في المساجد ويتوعد من يتخلف عنها، ويجعل التخلف عنها علامة على النفاق، واللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله ينهى عن المساجد، ويجعل الصلاة في المساجد من علامات الكفر والنفاق الأكبر.
واللحيدي إنما يسعى بذلك إلى خراب بيوت الله، فحسبه قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وسعى في خرابها أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة:114).
وتصور أخي القارئ لو استجاب المسلمون لدعوة اللحيدي بتعطيل المساجد والجمع والجماعات منذ خمسة عشر عاما، وبقيت بيوت الله مهجورة لايرفع منها أذان، ولاتقام فيها صلاة فهل هذا شيء يرضي الله عزوجل، أو يُسَرُّ به مسلم؟!
والسؤال هنا عن سبب تبني اللحيدي لهذه الضلالة، وقد تقدم ذكر أن هذا أمر يعين الكفار على تنفيذ مخططاتهم إذ يتفرق المسلمون ولا يجمعهم جامع، ولايستمعون لخطبة تكشف لهم عن عدوهم، وتبصرهم بواجباتهم ومسؤولياتهم. وأمر آخر يسعى اللحيدي الدجال إلى تحقيقه، وهو عزل أتباعه عن المسلمين قدر الإمكان، فهو يخشى عليهم من التأثر بدعوة الحق لوسمح لهم بالصلاة في المساجد، وحضور الجمع وسماع الخطب فقد يتأثرون ويرجعون عن باطلهم وضلالهم، فيخسرهم اللحيدي وأخوه إبليس.
وقد روى أبوداود رحمه الله من حديث أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من ثَلَاثَةٍ في قَرْيَةٍ ولا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إلا قد اسْتَحْوَذَ عليهم الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ " قال السَّائِبُ أحد رواة الحديث: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الصَّلَاةَ في الْجَمَاعَةِ.
فاللحيدي الدجال تنبه إلى هذا فأمر أتباعه باعتزال المساجد والجماعات ليظل مستحوذا عليهم بضلاله مفترسا لعقولهم بإلحاده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/342)
إن هذه الضلالة التي أتى بها اللحيدي الدجال سار فيها أيضا على خطى أسلافه وإخوانه الرافضة الذين يحرمون صلاة الجمعة في عصر غيبة مهديهم. قال موسوى الموسوي: "فكرة حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة لم تطرح إلا في بلاد كان الاحتكاك شديدا فيها بين الشيعة وغيرها من الفرق الإسلامية الأخرى حتى تثني الشيعة من الالتحام بالركب الإسلامي الموحد" (الشيعة والتصحيح/128).
وهذا نفسه هو ما يسعى إليه اللحيدي الدجال، فأخذ الفكرة وأهدافها من أسلافه الرفضة.
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في كتابه (نصر المؤمنين) المنشور في موقعه في النت (ص 98 من المستندات):
" ما هي عقيدتكم في تغيير المنكر باليد والقوة، وهل من الممكن أن تشرحوا للناس الأصل المعمول به في دينكم ودعوتكم التي تعتقدون في هذا الخصوص؟ .... تغيير المنكر باليد والقوة وهو جزء من مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شرائع الدين وأوامره والتي جاءت النصوص مبيّنة كيف و متى يكون , فقال النبي صلى الله عليه وسلم": من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ". وهذا النص النبوي وقبله قوله تعالى: ? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا ? يبين لنا قاعدة من أهم قواعد الدين وهي أن مناط التكليف سواء للفرد أو الجماعة هو (العلم، والقدر أو الاستطاعة).وبهذا يدرك كل عاقل أن بالعجز تسقط الفريضة.فهل نجبر الكسيح أو المريض الذي لا يستطيع القيام أن يصلي قائماً؟! أم نطالب فاقد الماء أن لا يصلي إلا بالوضوء بالماء ونمنعه من التيمم؟!
فلا تغيير للمنكر باليد والقوة مع الضعف والعجز، وأقل منه باللسان حين يمتنع الناس ولا يقبلون الأمر والنهي بالقول، حينها أمرنا شرعا بكف اليد واللسان، حين لا يكون للشريعة قوة تعمل ورائها فتنفذ أحكامها وتقيم سلطانها ".
فاللحيدي الدجال لا يكتفي بإبطال تغيير المنكر باليد لعدم القدرة، بل يبطل الإنكار باللسان حتى يظهر اللحيدي الدجال فيكون حينئذ للشريعة قوة تعمل وراءها فتنفذ أحكامها وتقيم سلطانها. وكذب - أخزاه الله - فما كان الله ليحوج المسلمين إلى زنديق دجال كاللحيدي ليقيموا شريعته. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام، وهو إحدى الخصائص التي اختصت بها هذه الأمة ونالت بها الخيرية على سائر الأمم، كما قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران:110). وستبقى هذه الشعيرة بإذن الله مابقي هذا الدين على رغم أنف اللحيدي الزنديق، وإن قصر فيها كثير من المسلمين في بعض الأزمان أو بعض البلدان، فلن يخلو زمان من قائم بهذه الشعيرة. قال النووي رحمه الله: " واعلم أن هذا الباب أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه فى هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا، وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته، ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته؛ فإن الله تعالى قال: {ولينصرن الله من ينصره}، وقال تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، وقال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، وقال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، واعلم أن الأجر على قدر النصب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/343)
ولا يتاركه أيضا لصداقته ومودته ومداهنته وطلب الوجاهة عنده ودوام المنزلة لديه؛ فإن صداقته ومودته توجب له حرمة وحقا، ومن حقه أن ينصحه، ويهديه إلى مصالح آخرته، وينقذه من مضارها، وصديق الإنسان ومحبه هو من سعى في عمارة آخرته، وإن أدى ذلك إلى نقص في دنياه، وعدوه من يسعى في ذهاب أو نقص آخرته، وإن حصل بسبب ذلك صورة نفع في دنياه، وإنما كان إبليس عدوا لنا لهذا، وكانت الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - أولياء للمؤمنين لسعيهم فى مصالح آخرتهم، وهدايتهم إليها" (شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 24).
وأما إبطال اللحيدي الدجال لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يُمَكَّنَ للحيدي في الأرض فقد سار فيه على نهج أسلافه وأوليائه من الرافضة الذين يعتقدون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موقوفان على ظهور الإمام.
قال النووي رحمه الله: " وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، وهو أيضا من النصيحة التي هي الدين، ولم يخالف في ذلك إلا بعض الرافضة، ولا يعتد بخلافهم كما قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين: لا يكترث بخلافهم في هذا؛ فقد أجمع المسلمون عليه قبل أن ينبغ هؤلاء" (شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 22).
وربما قصد اللحيدي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أبطله حتى يُمَكَّنَ للحيدي في الأرض ما قصده أحبابه من المعتزلة، فقد ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند المعتزلة يتضمن جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف (انظر مجموع الفتاوى 13/ 387).
قال أبو الحسن الأشعري: " قالت المعتزلة: إذا كنا جماعة وكان الغالب عندنا أنا نكفي مخالفينا عقدنا للإمام ونهضنا فقتلنا السلطان، وأزلناه وأخذنا الناس بالانقياد لقولنا، فإن دخلوا في قولنا الذي هو التوحيد وفي قولنا في القدر وإلا قتلناهم" (مقالات الإسلاميين / 466). وهذا مايعزم اللحيدي الدجال على فعله تماما.
اللحيدي يجزم ويصرح
بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى
لو لم يأت اللحيدي إلا بهذه الفرية الكبرى والجريمة العظمى لكفى في الحكم عليه بالكفر البواح، فقد أجمع المسلمون على أن من قال بأن القرآن الموجود في المصاحف محرف أو فيه نقص أو زيادة فهو كافر كفرا أكبر وليس من المسلمين في شيء.
و اللحيدي الدجال الزنديق عدو الله ورسوله يصرح كثيرا بوقوع التحريف في القرآن، وأن الذين حرفوه هم الصحابة الذين جمعوا القرآن، وأن مما أسقطوه من القرآن الألفاظ الدالة على أن اللحيدي محدث مرسل.
وقد صرح بهذا بكل قبح في كتابه الذي سماه (القول المبين في الختم بمحمد المصطفى الأنبياء لا المرسلين) وهو منشور في موقعه في النت، وسأنقل منه بعض ماذكره فيه مما يتعلق بتحريف القرآن.
قال اللحيدي الدجال عدو الله ورسوله في الفصل السادس من كتابه (ص 2 من المستندات):
" أقول: فات الشيخ سالم ابن حمود حفظه الله أن يورد أهم ما عندهم في هذا الأمر مما يعد أقوى شبههم التي عليها بنيت قاعدتهم السالفة وهي بنتها أرضعتها من لبانها، وهي أصلهم الأصيل عليها مدار بدعتهم ولها مني التفصيل سأجعل بإذن الله تعالى في تفنيدها قضاء البتة وقطعهم سيكون هنا بمنه وكرمه وفتحه، لن يستطيعوا بعد ذلك جمع الأشلاء فهي متفرقة، مزعا ستكون مبعثرة وسترون، فهي بدعة منكرة تقولوا بها على كتاب الله تعالى عاطلا باطلا، فوجب جهادهم عليها محتسبين عند مولانا هذه الحسنة.
وقد كان الأولون من أسس لها وعمق، جهالة عمياء وتحكم بكتاب الله تعالى حان زواله إن شاء الله، ذاك حين طرحوا من قوله عز وجل: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا محدث إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ? طرحوا ? ولا محدث ? وهي قراءة لأبي بن كعب أخذها عنه ابن عباس رضي الله عنهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/344)
فأثبتوا تلك الآية بالمصحف المجموع من دون هذا الحرف على ما هي عليه الآن، والناس باتت بعامة لا تعرف إلا ما أثبت في المصحف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه، لا يعرفون غيرها، ولا يعلمون أن من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من كان يقرأها بهذا الحرف لا أقدر أقول "الزائد" بل "المطرح المنقوص".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
"ثم نقل القرطبي بعد هذا تحكما وتخرصا عن أبي بكر الأنباري قوله: فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن. والمحدث هو الذي يوحى إليه في نومه، لأن رؤيا الانبياء وحي اهـ كذب الأنباري، بل هي قرءان كان يتلى وطمسته أيدي الجاهلين المحرفين إيحاءً من الشيطان وعداوة منه للحق، حين زين لهم إنقاص ما أنزل الله تعالى وكان قرآنا يتلى".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 3 من المستندات):
" لكن الحق أقول أن ما فعلوه بهذه القراءة وهذا الخبر من تعطيل لمعناه وإلغاء لرسمه في هذه الأمة، إنما هو من الضلال المبين، وفيه نسبة العيب لله تعالى المنزه سبحانه من كل ذلك، فهو العليم الحكيم المحيط بكل شيء علما وقدره، ولا يوحي إلا بالحق وهو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وفعلهم هذا هو من جنس ما فعلت يهود كانوا يحرفون الكلم من بعد مواضعه. ووالله إن قول هذا واعتقاده في هذه الأمة لعجب، وقد تبعه أعجب منه كما سيأتي بيانه لاحقا وفي الفصل "السابع" الأخير، إذ لم يكتفوا بطرح هذا الحرف عن كتاب الله حتى ضلوا بتفسير تلك الآية بعد ما بتروها، فجازاهم الله تعالى أن سلط عليهم المهدي ليقلب عليهم ما كانوا ينكرون من ذلك الحرف "ولا محدث"، وسيقلب عليهم بإذنه تعالى ما هو أنكر مما أنكروا وحذفوا وأثبتوه بعد تحريفه، حجة على مدى سوء ما عملوا بكتاب الله تعالى وتصرفوا فيه تصرف اليهود، وسألزم خلفهم بألزم مما فر منه وبتر سلفهم، وسأضلل هذا الخلف وأعرفهم من يستحق هذا اللازم الذي زعموه لازماً لي!، وأكفرهم بما أكفروني به وضللوني إن لم ينتهوا، جزاء وفاقا من جنس ما فعلوه معي، وبيانا لباطل ما فعل أسلافهم بكتاب الله تعالى ثم لما جاءهم الهدى من بعدهم لم يهتدوا ويتركوا باطلهم ذلك حتى لا يصرفوا عن الحق المبين، لكنهم شغبوا واستكبروا استكبارا، ورموا المهدي بتهم كبارى ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" ووجه الأمر أنهم من بعد ما طرحوا الحرف الذي قلت وأبقوا على قوله تعالى: ? وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. . ? حاروا بذلك وقالوا أقوالا متفرقة ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في الفصل السابع (ص 5 من المستندات):
"وهذا مما لم يعيه أكثر من خاض في هذا الباب وهو لا يدري بحقيقة ما جرى، إذ القول بالإسقاط هنا فيما جمع بزمان أبي بكر الصديق، وقد زيد الإسقاط إسقاطا بزمان عثمان فهل من مدكر، أو معتبر بأن دعوى النسخ على هذه الحروف مجردة من الصدق، ولو قال بها عمر رضي الله عنه وهو رأس من زعم على الأحرف المفقودة والمسقوطة أنها منسوخة، ومنها حرف أبي رضي الله عنه ? ولا محدث ?".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 6 من المستندات):
"وبهذا نعرف تأصيلهم في قراءة أبي ومصحفه بطرح حرفه، وأنهم كانوا يقدمون عليه من يقرأ بغير زيادته وقد تكون تلك القراءة بحرف آخر توهما منهم عليه رضي الله عنه، ولا حجة لهم بهذا عليه بتاتا، بل هم مخالفون لما أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يقرأ المرء كما علم، والمخالفة المنكرة هنا أن يقصى مصحفه ويعتمد غيره بهذا التوهم منهم غافلين عن مسألة حروف القرآن وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استودعها بعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، وأن في جملة تلك الحروف زيادات هامة جدا من كلام الله تعالى تحمل معنى نبوئي لا يجوز تكذيبه ولا طرحه بأي حال وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على إيداع ذلك بين أصحابه وهو المعنى الأهم في جملة الحروف السبعة، لكن العمل وما حصل على خلافه، فسبحان من يقدر ما يشاء ويفعل ما يريد. كما أقصي مصحف ابن مسعود وغيره أيضا مثل ما حصل منهم مع أبي رضي الله عنه، ومثله حصل مع مصاحف زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يُعتمد ما يرجحه عمر وزيد!، أو يكون في رقاع مثبت أنها بزمان المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو تكون آية او آيتان يجدونهن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/345)
بصدور الرجال من هنا أو هناك، أما ما جمع قراءُ هذه الأمة مثل أبي وابن مسعود فالأصل فيه وهذا العجب الوقف، إلا ما شهد له زيد أو عمر، أو لسان قريش عموما وغير ذلك يرد، ولا أدري إن كان حرف منزلٌ وما عرفه لسان قريش وقد استودع عند غيرهم، وما علمه لا زيد ولا عمر ولا غيرهما فمن أين يأتي من حفظه من هؤلاء على مثل هذا بالشهادة؟! على ما أصل عمر هنا رضي الله عنه، فسقط بذلك هذا الحرف منهم على أبي ? ولا محدث ? وتحقق بذلك تحريف الكلم من بعد مواضعه، عين ما حصل في بني إسرائيل، والأمر لله في الأول والآخر.
وهذا منكر ولو فعله عمر أو عثمان، بل باطل خلاف سنة الله ورسوله، والباطل لا يأت بخير بل مصيره للزوال، ولذا نحي في النهاية ما كتبه عمر وزيد ومُزِعَ على يد عثمان وزيد لاحقا، وما أثبته زيد بالمصحف بين يدي أبي بكر وعمر نزع لاحقا وحرق، أو مزع بدلا من أن يعتمد ويصبح هو الأصل مثل ما كان في زمن أبي بكر حين أجمعوا على أنه قرآنا وأنه أصل عن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ واتفقوا على ذلك، لكن الذي حصل أن صار التالي مقدم على السابق ومثبت بدلا منه، وجرى عليه مثل ما جرى على غيره، وفي هذا دليل على بطلان دعواهم المتأخر ينسخ المتقدم وهذا كله مما أُعتُقِدَ منهم بالرأي لا غير، ويبقى هذا جمع بشري لا يصح بتاتا أن يقال هذا حرف من حروف القرآن، بل حروف القرآن ما استودع عند أبي وابن مسعود وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا لم يسلم حتى مصحف جمع البشر على ما ثبت، فأخذ التالي ينسخ السابق فيمزع.
وقول عمر السابق " اللهم غفرا، قد جعل الله عندك علماً!، فأقرئ الناس وحدثهم " يبقى أهون مما جرى في زمان عثمان، فعمر رضي الله عنه هنا يُقر أبي بن كعب على قراءته ويأذن له بالتحديث وتعليم ذلك، لا يقهره ويمنعه ولو حقق عليه وتثبت فيه. ويؤخذ من هذا مذهب في حرف أبي أن قراءته جائزة مأذونا بها من خليفة راشد وهذا سنة، وهذا خلاف ما عليه الجمهور، وخلاف ما تقرر في زمان عثمان لاحقا حين وظف الأمر توظيفا سياسيا بامتحان الناس في الطاعة الاموية في ذلك من بعد ما عطلت قراءة الحروف سوى ما أثبت في مصحف عثمان رضي الله عنه، خلاف سنة عمر هذه، فكان يبتلى المرء فإن أذعن لهم في ذلك عرفوا أنه لما سواه أذعن، وإن عصى كان لما وراء ذلك أعصى! ويراد بذلك محبته وعدم كراهة ولايته، فانقلب الأمر بذلك في بني أمية إبتلاء وامتحان سياسي أكثر منه ديني شرعي، حتى بلغ ببعضهم الإنكار على ابن مسعود لا حرفه بالقرآن فقط، بل خطبته كل خميس وذكره خطبة الحاجة وإخباره ببعض أشراط الساعة نسأل الله تعالى المعافاة والسلامة.
وفي البخاري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: " أقرأونا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقد قال الله تعالى: ? ما ننسخ من آية أو ننسها ?".
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" أقول: أما النسخ فعلمنا أنها دعوى كاذبة على الكثير من تلك الحروف، خصوصا حرف أبي محل تقريري هنا ? ولا محدث ?"
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (في آخر ص 6 من المستندات):
" وهذا والذي قبله عن عمر دليل على زوال شيء من الحروف من غير نسخ، بل إما نسيان أو ذهول، أو شك وريب وتكذيب بثبوته مثل ما حصل مع حرف أبي ? ولا محدث ? والذي دار على إلغائه كل هذا المبحث، فإن مسألتنا هذه وتقريري فيها مرده لإلغاء هذا الحرف النبوئي العظيم، وهو أهم ما ألغي لما تعلق به من عقيدة إيمان أو كفر، تصديق وإقرار أو تكذيب ونكران، ومن بابه أتت ضرورة إثبات تفاصيل هذا المبحث ولو على هذا الوجه الكلي الإجمالي، ولعل الله ييسر تقريره لاحقا بكتاب يُثبت فيه هذا الأمر عقيدة للمهدي عليه السلام يتحمل تبعتها ومسؤوليتها أمام الله تعالى يوم القيامة ".
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/346)
"وما أوردت عن عمر رضي الله عنه قبل يَرُدُ على إختياره دعوى النسخ، إذ هنا يعلم يقينا بأن هذه الآية على الرغم من أن فيها حد شرعي عظيم معمول به ومع هذا ما جرأ خشية الناس أن يثبته بالمصحف الذي جمعوا، ولو كان يقينا أنه مما نسخ تلاوة لا حكما عنده لما قال ما قال، لكنه وعلى الرغم من علمه أنه قرآن وبه حد واجب ومع هذا لم يثبته، فكيف بحرف أبي هذا أيصح بعده اسقاطه بدعوى النسخ أو التكذيب المجرد؟!، لقد باتت العملية مثل ما يرى القارئ تساهل وشبه عبثية بكلام الله المتيقن أنه كلامه سبحانه، والغير مقطوع به أنه مما نسخ وبه حد شرعي عليه العمل عندهم، ومع هذا لا يثبت فما لهم حجة في دعوى النسخ على ما سواه على هذا ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 7 من المستندات):
" وبهذا يتضح مذهب عمر في جمع المصحف، إذا وافق أبي زيدا اعتمد ذلك، وإن اختلف زيد وأبي رجح بما يراه هو، وهذا مذهب عمر رضي الله عنه فيما اختلفوا فيه من الحروف، لا عبرة عنده بحرف عن حرف ولا يدري ذلك يبدو. وكان أبي بن كعب رضي الله عنه كما مر معنا قبل لا يثبت حرفا فيما زعموه مصحفا مجموع، ولا ينفيه وهو مذهبه في عدم سنية الجمع التلفيقي هذا عنده، وعلى هذا صريح السنة كما سيمر معنا لاحقا".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 7 من المستندات):
" أقول: قد يقرأ الكثير هذا ولا يعون معناه ويدركونه، وسببه أنهم لم يفقهوا حقيقة الحكمة التي لأجلها أنزلت الحروف السبعة، وأن جمع تلك الحروف في مصحف واحد محال مناف لتلك الحكمة التي اقتضت إنزال تلك الحروف على ذاك النحو، ولو كان هذا مشروعا لأمرَ به الله سبحانه رسوله، ولأمر رسوله بذلك كُتاب الوحي من حوله، هذا على الرغم مما يقع له من نسيان في بعض آي من كلام الله تعالى على ما رواه البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى قال عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل في المسجد، فقال:" يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا "، ورواه ابن حبان واسحاق ابن راهوية ولفظه عنده:" ليرحم الله فلانا، كأين من قراءته أذكرنيها وقد كنت نسيتها"، ولو كان مشروعا جمع القرآن بكتاب واحد لبادر من مثل هذا لجمعه، لكنه لم يفعل.
وهذا ما جهله عامة الأصحاب وتقلدت الأمة بعدهم هذا فصُوبَ جمع القرآن، ولأجل ذلك إلتزموا تصويب إطراحهم بعد ذلك ما استنكروا من قراءات بعض الصحابة بحجة خوف ذهاب القرآن أولا، ثم بحجة الإختلاف لاحقا، فصار ذلك من أصوب الصواب عندهم، بل من المجمع عليه والعياذ بالله تعالى، ولا يخالفهم في ذلك عندهم إلا ضال مخالف للجماعة وما جرى منهم على ابن مسعود ومصحفه مشهور، مع أن أصل هذا العمل غير مشروع بل محدث، عملٌ ليس عليه أمر الله ولا رسوله بل هو خلاف ذلك، وهذا أعظمُ لبسٍ وقعت به الأمة وضلت به حتى جحدت بمكر ابليس قرءانا يهدي الله به إلى حقيقة أمر المهدي عليه السلام، وأنه رسول لله تعالى وخليفة بأمره، فطرحوا بتلك الضلالة حرف أبي بن كعب المذكور فأخطأوا المثناة في أمر المهدي عليه السلام مكرا من الشيطان وطمسا لنبوءات القرآن في هذا الأمر العظيم الجلل، وانقلب الإيمان عندهم كفرا، والتصديق بحرف من كتاب الله تعالى تكذيبا، وسرى فيهم هذا ليومنا هذا يتوارثونه قرنا بعد قرن، كلهم يعتقد هذا الأمر الحق المبين باطلا وكفرا والعياذ بالله تعالى، والله يهدي من يشاء لصراطه المستقيم ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 7 من المستندات):
" ومن هذا، ومن كذلك ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الأمة أن تجمع سائر القرآن في مصحف واحد اعتقدت أن ما فعل غير مشروع، فبه تتضارب حروف القرآن ويختلط بعضه ببعض، وهذا عين ما حصل لما فعلوا هذا المنكر المحدث وكل محدثة ضلالة، فتضادت الحروف على حسب رأيهم فجوزوا بعد ذلك لأنفسهم إلغاء ما ألغوا من كلام الباري عز وجل، وهل عاقل لو تصور هذا تصورا معقولا إلا أنكره أشد الإنكار".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 8 من المستندات):
" وكانت هذه الآية في جملة آيات سورة الأحزاب إلا أنها لم تحفظ ذهب أكثرها ومنها هذه الآية وآية الرضاع والتي هي الأخرى ادعوا عليه النسخ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/347)
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله معلقا:
" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: نزلت آية الرجم ورضاع الكبير عشراً، فلقد كان في صحيفة تحت سريري!، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بموته، فدخل داجن فأكلَهَا ".
"أما من اعتقد وهو ما عليه رأي العامة أن فقدان تلك الآيات هو الدليل على أنها مما نسخت فهذا منكر عظيم وهو للأسف ما عليه جمهورهم، ولم ينسخ الله تعالى ذلك، بل الداجن نسخ ذلك! "
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 9 من المستندات):
" مصحف عثمان ما هو إلا تأليف من الأكتاف والرقاع وجمع من الشتات، فمنه ما وقع به خلل وقد بُين منه الكثير بل شهد عليه دخول اللحن وخطأ النساخ وهو عين ما كان يخشاه عمر أول أمره لما عرض عليه جمع الناس على مصحف فكان يخشى يجمع فيدخله الخلل، وكان ذلك مانعا من جمع الناس على مصحف واحد عنده مثل ما عمل ذلك بعده في زمن عثمان.ومنه ما فاتهم جمعه وذهب به، إما بموت الرجال، أو بما أكله الدجاج، وزادوا على ذلك ما تعمدوا طرحه افتراءً على كلام الله تعالى وقرآنه العظيم ".
قال بسام العطاوي: يعني اللحيدي بقوله:"بما أكله الدجاج" ماسبق في حديث عائشة " فدخل داجن فأكلها "، ظن اللحيدي أن المراد بالداجن هنا الدجاج، وهذا من فرط جهله، وشدة غبائه، وإنما المقصود بالداجن هنا الشاة كما جاء مصرحا به في بعض روايات الحديث.
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 9 من المستندات):
" وهذا كله تخليط ومراء بالقرآن وتكذيب لبعضه، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ومع هذا وقعوا بكل ذلك والعياذ بالله تعالى بما فعلوا من انتقاء وجمع غير مشروع عطلوا به سائر الحروف وطمسوا وجه معرفة ذلك وتمييزه، فاختلط كلام الله تعالى بعضه ببعض لا يمكن تعيين تلك الأحرف من بعد إبعاد ما أبعدوا وفقد ما فقدوا وتمزيع وحرق ما حرقوا، هذه حقيقة نقررها هنا لا نخشى فيها إلا الله تعالى، نقولها على رؤوس الأشهاد ومن سخط فليسخط فالكذب طريق الهلكة، وآكد ذلك الكذب على الله تعالى وكتابه ورسوله ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله عن جمع عثمان والصحابة القرآن (آخر ص 9 من المستندات):
" هو دليل أكيد على أن هذه الأمة غير صحيح قولهم أنها لا تجتمع على ضلالة بل اجتمعت على ضلالة وهو هذا المنكر الذي عملوه بكتاب الله تعالى والسنة على رده، لكنهم أصروا وما زالوا لا يعرفون نكارته، إنه العناد وتوارث الجهل، صدوا وبعُدَ بهم عن إدراك حقيقة ما حصل ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 10 من المستندات):
" وأقول بعد هذا: أنهم لما طرحوا هذا الحرف جازاهم الله تعالى بالإلتباس في معنى الآية التي بتروها، فعلى أي أوجه التأويل يحرفوها بعد ما بترت، وأتى دور التحريف للمعنى بعد ما أزيل الكلم من بعد مواضعه، وهذا من أخطر ما استشرى في هذه الأمة، فإن التحريف الذي كان في بني اسرائيل سرى فيهم، وأخطر ذلك أنه سرى على وجهي التحريف الذي حكاه بعض العلماء ومنهم البخاري وابن تيمية فهم من رجح أن التحريف الذي كان في بني اسرائيل لنبوءات أنبيائهم أنه كان للمعنى دون الحرف في بعض المواضع لا كلها، وقال غيرهم ان التحريف وقع على بعض الأحرف والمعاني، فكان الذي حصل في هذه الأمة نظير ما وقع في بني اسرائيل والأنكى أنه حصل فيها على الوجهين، تحريف للحرف بطرحه، وتحريف للمعنى الذي تبقى على ما تقرر في هذه الآية العظيمة والتي انبنى على بترها وتحريف معناها استشكالهم ما أراد الله تعالى فيها".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 12 من المستندات):
"وفي الختام أقول: ووالله لوما كرامة عمر الفاروق ومكانته وما أيقنا من سلامة صدره من الحيف والغش ووجوب إحسان الظن بمهاجرة قريش لطعنت به وبهم ولرميتهم بالعصبية".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 13 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/348)
"ما عملوه يبقى اجتهادات بشرية وعلى أساسه كان إطراح الحرف الأهم والأعظم شأنا ? ولا محدث ? ما ترتب على ذلك من مفاسد عظيمة داخلت إيمان الناس حتى يومنا هذا، وجهلٌ بكتاب الله تعالى لا يستهان به وهذا من حقيقة ما حصل في زمان الشيخين وهما من المؤمنين ما علمه الصالحون، فكيف بما جرى بعدهما وزِيِدَ على عملهم ما زيد، من جمع بعض القرآن على مصحف وفرضه على الناس والسعي الحثيث لحرق ما سواه ".
تعليق
قد فضح الله اللحيدي الدجال إذ صرح بعقيدته الكفرية وهي أن القرآن وقع فيه التحريف بنوعيه: تحريف اللفظ، وتحريف المعنى، ولهذا فإن هذا التحريف أشد من التحريف الذي وقع في الكتب السابقة. وأعلن بكل صراحة ووقاحة بأن مصحف عثمان الذي لا تعرف الأمة قرآنا غيره وقع فيه خلل ولحن وخطأ النساخ وأن هناك من القرآن ما فات الصحابة ولم يدخلوه في المصحف إما لموت حامليه، وإما لأنه مما أكله الدجاج وهناك ما تعمد الصحابة طرحه افتراء على كلام الله وقرآنه العظيم، ويصرح بكل قبح أن الأمة اجتمعت على ضلالة وهو هذا المنكر الذي عملوه بكتاب الله تعالى.
وبهذا يعلن اللحيدي الدجال كفره البواح ويكذب الله تعالى في وعده إذ قال: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر:9) وقال: {وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} (فصلت:41،42)، وقال: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (البقرة:2).
وقد أجمع المسلمون على أن من قال بوقوع تحريف في كتاب الله أو أنه نقص منه أو زيد فيه فهو كافر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا، لا يغسل ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
قال ابن حزم: " ولما تبين بالبراهين والمعجزات أن القرآن هو عهد الله إلينا والذي ألزمنا الإقرار به والعمل بما فيه وصح بنقل الكافة الذي لا مجال للشك فيه أن هذا القرآن هو المكتوب في المصاحف المشهورة في الآفاق كلها وجب الانقياد لما فيه فكان هو الأصل المرجوع إليه لأننا وجدنا فيه {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} .....
ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن، وأنه هو المتلو عندنا نفسه، وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض هم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام، وليس كلامنا مع هؤلاء، وإنما كلامنا في هذا الكتاب مع أهل ملتنا " (الإحكام لابن حزم 1/ 92).
وقال القاضي عياض: "وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول {الحمد لله رب العالمين} إلى آخر {قل أعوذ برب الناس} أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر" (الشفا 2/ 251).
وصرح اللحيدي الدجال بحقده الدفين على الصحابة الكرام: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت ومن معهم من الصحابة الذين جمعوا المصحف، وقبلهم أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب الذي يقر اللحيدي بأنه محدَّث، ومع ذلك يتهمه بتلك التهم المخزية. ويصف اللحيدي أولئك الصحابة الكرام الذي جمعوا القرآن بالجاهلين المحرفين، وأنهم فعلوا ذلك بإيحاء من الشيطان، وأن فعلهم من الضلال المبين، وفيه نسبة العيب إلى الله، وهو من جنس تحريف اليهود للكلم. وكذَّب اللحيدي عمر بن الخطاب وسائر الصحابة الذين يقولون بنسخ تلك الآيات التي لم يثبتوها في المصحف، وصرح بأن الصحابة بجمعهم للقرآن في مصحف وقعوا في مخالفة منكرة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فهو منكر ولو فعله عمر أو عثمان، وهو محدث وعمل ليس عليه أمر الله ورسوله. ويصف عامة الصحابة بالجهل حين صوبوا جمع القرآن.
ولا شك أن اللحيدي حين يرمي الصحابة بتحريف القرآن فإنه يحكم عليهم بالكفر، كما كفر من حرف الكتب السابقة، ولا خلاف في كفر من يحرف القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/349)
ومايصرح به اللحيدي هنا هو عين مايصرح به قدوته من إخوانه الرافضة الذين يعتقدون أن الصحابة أسقطوا آيات فيها التصريح بولاية علي وإمامته، واللحيدي يصرح بأنهم أسقطوا منه آيات تدل على مهديته وأنه محدث!
قال القمي الرافضي في تفسيره (1/ 100): "وقوله {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ} فلفظ الآية عام ومعناه خاص، و إنما فضلهم على عالمي زمانهم.و قال العالم - عليه السلام - نزل (وآل عمران و آل محمد على العالمين) فأسقطوا (آل محمد) من الكتاب".
وقال العياشي الرافضي في تفسيره (1/ 168): "عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله – عليه السلام - عن قول الله {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً} فقال: هو (آل إبراهيم وآل محمد على العالمين)، فوضعوا اسما مكان اسم ".
وقال العياشي في تفسيره (1/ 169):
"عن أيوب قال: سمعني أبو عبد الله – عليه السلام - وأنا أقرأ {إنَّ الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فقال لي: (وآل محمد) كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران".
وقال العياشي في تفسيره (1/ 180):
"عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر – عليه السلام - عن قول الله {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ} فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد - صلى الله عليه وآله سلم - و ينصره ولم يدركه؟
فقال: ياحبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة، ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة وتوهمها الرجال، وهذا وهم فاقرأها (وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه).
هكذا أنزلها الله ياحبيب، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم، ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به ولا نصروه لما جاءها إلا القليل منهم. ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الميثاق لعلي بن أبي طالب يوم أقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - في علي بن أبي طالب فو الله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا ".
فإذا قارنت بين ماقاله اللحيدي، وماقاله الرافضة لم تجد بينهما فرقا، فإلى الله المشتكى.
وقال أبوالمظفر الاسفراييني في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين: " واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة ويدعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة، ويزعمون أنه قد كان فيه النص على إمامة علي، فأسقطه الصحابة عنه ويزعمون أنه لا اعتماد على القرآن الآن، ولا على شيء من الأخبار المروية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه لا اعتماد على الشريعة التي في أيدي المسلمين، وينتظرون إماما يسمونه المهدي يخرج ويعلمهم الشريعة. وليسوا في الحال على شيء من الدين، وليس مقصودهم من هذا الكلام تحقيق الكلام في الإمامة، ولكن مقصودهم إسقاط كلفة تكليف الشريعة عن أنفسهم حتى يتوسعوا في استحلال المحرمات الشرعية، ويعتذروا عند العوام بما يعدونه من تحريف الشريعة وتغيير القرآن من عند الصحابة، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين " (التبصير /41).
وقد صرحت روايات كثيرة عند الشيعة بأن مهديهم إذا ظهر سيخرج معه القرآن الكامل السالم من أي تحريف، ويحمل الناس عليه، فتجري الألسنة به، فيقول المسلمون: هذا والله القرآن حقا الذي أنزله الله على محمد، وما أسقط وبدل وحرف لعن الله من أسقطه وبدَّله وحرَّفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/350)
واللحيدي الدجال يمارس الدور نفسه الذي أخبر به الرافضة عن مهديهم، فهو يصرح بكل قبح بأن القرآن محرف، ويرى أن من مهمته بيان هذا الأمر للناس، وتعليمهم ما أسقط من القرآن، وتصحيح ماحرِّف فيه، وقد تقدم قوله:" إذ لم يكتفوا بطرح هذا الحرف عن كتاب الله حتى ضلوا بتفسير تلك الآية بعد ما بتروها، فجازاهم الله تعالى أن سلط عليهم المهدي ليقلب عليهم ما كانوا ينكرون من ذلك الحرف"ولا محدث"، وسيقلب عليهم بإذنه تعالى ما هو أنكر مما أنكروا وحذفوا "، فالمسألة لن تتوقف عند كلمة "ولا محدث"، بل ستشمل ما هو أوسع من ذلك بكثير. وقد طبق ذلك فعلا كما سيأتي بيانه قريبا.
وأما أتباع اللحيدي فهم على عقيدة إمامهم الكفرية، ولا يسعهم غير القول بتحريف القرآن بناء على ما يعتقدونه في اللحيدي من أنه محدث رسول معصوم، فإذا خالفوه في القول بتحريف القرآن بطل اعتقادهم في اللحيدي، وسقطت اللحيدية من أصلها.
وقد ذكر سالم بن حمود الخالدي أحد أتباع اللحيدي ومنظريه ما يدل على اعتقادهم في القرآن في عدة مواضع من مذكرة له، ومن ذلك:
قوله في ص 7 من مذكرته: " والبرهان ماكان ابن عباس يقرأ به (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث)، وهذا إرسال خاص ملازم للإيحاء الخاص، والاصطفاء الخاص لتعلقه بالرسول والنبي وما تعلق بهم تعلق بالمحدث المرسل من الله، وهذا نص هذا الحرف القرآني ".
وقوله في ص 3: " فالحرف الذي تواتر قرآن، والحرف الذي صح أن الصحابة قرؤوا به قرآن أيضا، وإن لم يتواتر، ومن أنكر أنه قرآن فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".
وقوله في ص 4: " وهذا المكذب الضال لا يؤمن بأن هذا الحرف قرآن، وليس له عذر في الكفر به، والامتناع عن الإيمان به فالثبوت قطعي ".
فالخالدي يزعم أن كلمة (ولا محدث) قرآن يكفر منكره، ونحن لا نجد هذه الكلمة في مصاحف المسلمين اليوم، فالخالدي بكلامه هذا يثبت أن من القرآن ما لايوجد في هذا المصحف، ومعنى هذا أن القرآن الموجود في المصحف ناقص، وهذا هو عين كلام اللحيدي السابق.
وقد قابلنا شابا - وكان لحيديا فتاب إلى الله – فذكر لنا أن اللحيدي يعتقد أن القرآن محرف، وأنه سمعه بنفسه ينهاهم أن يقرؤوا قوله تعالى {حتى تستأنسوا} هكذا، ويقول: هذه الآية خطأ، وصوابها (حتى تستأذنوا).
فائدة
ليس من مقصود هذا الكتاب الرد على افتراءات اللحيدي، كما تقدم ذكره في المقدمة، لكنني رأيت لابن حزم كلاما نفيسا يصلح أن يرد به على اللحيدي الدجال في احتجاجه بآية الرجم المنسوخة، وآية الرضاع المنسوخة على ذهاب شيء من القرآن، فرأيت أن أذكره للفائدة.
قال ابن حزم: " آية الرَّجْمِ إذْ نَزَلَتْ حُفِظَتْ وَعُرِفَتْ وَعَمِلَ بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا أَنَّهُ لم يَكْتُبْهَا نُسَّاخُ الْقُرْآنِ في المصاحف، وَلاَ أَثْبَتُوا لَفْظَهَا في الْقُرْآنِ، وقد سأله عُمَرُ بن الْخَطَّابِ ذلك كما أَوْرَدْنَا فلم يُجِبْهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى ذلك، فَصَحَّ نَسْخُ لَفْظِهَا، وَبَقِيَتْ الصَّحِيفَةُ التي كُتِبَتْ فيها كما قالت عَائِشَةُ رضي الله عنه فَأَكَلَهَا الدَّاجِنُ وَلاَ حَاجَةَ بِأَحَدٍ إلَيْهَا وَهَكَذَا الْقَوْلُ في آيَةِ الرَّضَاعَةِ وَلاَ فَرْقَ.وبرهان هذا أَنَّهُمْ قد حَفِظُوهَا كما أَوْرَدْنَا فَلَوْ كانت مُثْبَتَةً في الْقُرْآنِ لَمَا مَنَعَ أكل الدَّاجِنِ لِلصَّحِيفَةِ من إثْبَاتِهَا في الْقُرْآنِ من حِفْظِهِمْ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ. فَبِيَقِينٍ نَدْرِي أَنَّهُ لاَ يَخْتَلِفُ مُسْلِمَانِ في أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى افْتَرَضَ التَّبْلِيغَ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ عليه الصلاة والسلام قد بَلَّغَ كما أُمِرَ، قال اللَّهُ تَعَالَى {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ من رَبِّكَ وَإِنْ لم تَفْعَلْ فما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وقال تَعَالَى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ}، وقال تَعَالَى {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ ما شَاءَ اللَّهُ}، وقال تَعَالى: {ما نَنْسَخْ من آيَةٍ أو نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ منها أو مِثْلِهَا}، فَصَحَّ أَنَّ الْآيَاتِ التي ذَهَبَتْ لو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/351)
أُمِرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِتَبْلِيغِهَا لَبَلَّغَهَا، وَلَوْ بَلَّغَهَا لَحُفِظَتْ، وَلَوْ حُفِظَتْ ما ضَرَّهَا مَوْتُهُ كما لم يَضُرَّ مَوْتُهُ عليه السلام كُلَّ ما بَلَّغَ فَقَطْ من الْقُرْآنِ، وَإِنْ كان عليه السلام لم يُبَلِّغْ، أو بَلَّغَهُ فَأُنْسِيه هو وَالنَّاسُ، أو لم يَنْسَوْهُ لَكِنْ لم يَأْمُرْ عليه السلام أَنْ يُكْتَبَ في الْقُرْآنِ؛ فَهُوَ مَنْسُوخٌ بِيَقِينٍ من عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى لاَ يَحِلُّ أَنْ يُضَافَ إلَى الْقُرْآنِ " (المحلى 11/ 236). وقال ابن حزم أيضا:
" وقد غلط قوم غلطا شديدا وأتوا بأخبار ولدها الكاذبون والملحدون منها أن الداجن أكل صحيفة فيها آية متلوة فذهب البتة ومنها أن قرآنا أخذه عثمان بشهادة رجلين وشهادة واحدة، ومنها أن قراءات كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقطها عثمان وجمع الناس على قراءة واحدة.
قال أبو محمد: وهذا كله ضلال نعوذ بالله منه ومن اعتقاده. وأما الذي لا يحل اعتقاد سواه فهو قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، فمن شك في هذا كفر، ولقد أساء الثناء على أمهات المؤمنين، ووصفهن بتضييع ما يتلى في بيوتهن، حتى تأكله الشاة فيتلف مع أن هذا كذب ظاهر، ومحال ممتنع لأن الذي أكل الداجن لا يخلو من أحد وجهين: إما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظا له، أو كان قد أنسيه، فإن كان في حفظه فسواء أكل الداجن الصحيفة أو تركها، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنسيه فسواء أكله الداجن أو تركه، قد رفع من القرآن فلا يحل إثباته فيه كما قال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى}، فنص تعالى على أنه لا ينسى أصلا شيئا من القرآن إلا ما أراد تعالى رفعه بإنسائه، فصح أن حديث الداجن إفك وكذب وفرية، ولعن الله من جوز هذا أو صدق به، بل كل ما رفعه الله تعالى من القرآن فإنما رفعه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قاصدا إلى رفعه ناهيا عن تلاوته إن كان غير منسي أو ممحوا من الصدور كلها، ولا سبيل إلى كون شيء من ذلك بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجيز هذا مسلم؛ لأنه تكذيب لقوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولكان ذلك أيضا تكذيبا لقوله تعالى {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} ولكان ما يرفع منه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرما في الدين ونقصا منه وإبطالا للكمال المضمون، ولكان ذلك مبطلا لهذه الفضيلة التي خصصنا بها، والفضائل لا تنسخ، والحمد لله رب العالمين " (الإحكام لابن حزم 4/ 480).
وقال الإمام ابن تيمية: " وكان نزول الآية على عدة من هذه الحروف أمرا معتادا، ثم إن الله نسخ بعض تلك الحروف لما كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن في كل رمضان، وكانت العرضة الأخيرة في حرف زيد بن ثابت الذي يقرأ الناس به اليوم، وهو الذي جمع عثمان والصحابة رضي الله عنهم أجمعين عليه الناس" (الصارم المسلول 2/ 244).
حكم اللحيدي على كلمات في القرآن بأنها محرفة ويجب تصحيحها
وادعاؤه بأنه سيطهر القرآن من التحريف
لم يكتف اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بالتصريح بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى، وإنما باشر بنفسه تصحيح مازعم أنه محرف في كتاب الله عزوجل، ولم يقتصر فعله على ما يتعلق بأدلة مهديته وتحديثه، وإنما جاوز ذلك إلى آيات لاعلاقة لها بموضوعه. وفيما يلي أمثلة لذلك.
المثال الأول على تحريف اللحيدي لألفاظ القرآن
قال اللحيدي الدجال عدو الله ورسوله في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: فلا أقسم بمواقع التخوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) (ص 14 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/352)
" نعم هكذا اقرأوها ولا تبالوا يا أتباع المهدي، فالمهدي عليه الصلاة والسلام في هذا كفيلكم. دعكم من تنقيطات من لم يكن يعلم. دعونا من بعض إجماعاتهم الزائفة. وأيضا من تحريفاتهم الشيطانية البغيضة "
ثم قال اللحيدي عدو الله وكتابه ورسوله:
" ما شأن تورية النار والشجر بالنجوم في السماء، هذا مما فكره أعرابي سرح ذهنه مع السياق بعد أن أوقد النار بأعواد شجرة، ثم تفكر بالنجوم ورأى في ذلك السياق المناسب ".
فهو يستهزئ بكلام الله عز وجل، ويدعي أنه كلام بدوي سارح الذهن. ولو لم يصدر عن اللحيدي سوى هذه الكلمة لكفت في إثبات كفره وزندقته، وردته إن كان في الأصل مسلما؛ فقد قال الله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} (التوبة:65،66).
ثم ذكر اللحيدي الدجال أخزاه الله أن ما في المصحف {بمواقع النجوم} هذيان، ونسبته لكلام الله تخرص وكذب. وقد علل اللحيدي تخطئته للفظ الآية بأن ابن مسعود رضي الله عنه قرأها (بموقع النجوم) قال اللحيدي: " ولا نحسب على مفهومكم إلا أنه تحقق تناقض هنا، فكلمة موقع بالإفراد هنا لاتوافق جمع كلمة النجوم، لكن موافقته محققة لمعنى التخوم، لأنه يصح أن يكون الحد أو العلامات ولو على الجمع بموقع واحد، أما موقع على سبيل الفرد يعم النجوم وهي بالجمع فهذا أعتقد أنه هذيان ونسبته لكلام الله تعالى تخرص وكذب".
وقد فضح اللحيدي بهذا الكلام نفسه، وأبان عن جهله، وأعلن عن غبائه وحمقه، فهو يرى أن إضافة (موقع) المفرد إلى (النجوم) الجمع خطأ، لأن النجوم لها مواقع لا موقع. ويظهر أن اللحيدي على هذه القاعدة اللحيدية سيغير كثيرا من آيات القرآن.
ففي قوله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} (النحل:18) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: نِعَمَ الله، لأن (نعمة) مفرد، وإنما يُعَدُّ الجمع.
وفي قوله تعالى: {ثم نخرجكم طفلا} (الحج:5) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: ثم نخرجكم أطفالا، فهم جمع وليسوا واحدا.
وفي قوله تعالى {واجعلنا للمتقين إماما} (الفرقان:74) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: واجعلنا للمتقين أئمة، فهم جمع وليسوا واحدا.
وفي قوله تعالى: {إن هؤلاء ضيفي} (الحجر:68) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: إن هؤلاء ضيوفي أو أضيافي، فهم جمع وليسوا واحدا.
وفي قوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} (النور:31) سيقول اللحيدي الجاهل الغبي: هذا خطأ، والصواب: أو الأطفال، فهم جمع وليسوا واحدا.
وإنما قال اللحيدي ما قال؛ لأنه جاهل بقواعد العربية وأساليبها كما لايخفى على من يقرأ كتاباته، ولو كان عنده أدنى اطلاع على قواعد اللغة العربية وأساليبها التي نزل بها القرآن لعلم أن من أساليبها أن المفرد إذا كان اسم جنس يكثر إطلاقه مراداً به الجمع مع تنكيره كما في قوله تعالى: {ثم يخرجكم طفلا}، ومع تعريفه بالألف واللام كما في قوله تعالى: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}، ومع تعريفه بالإضافة كما في قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} (النور:61) أي أصدقائكم، وقوله {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (النور:63) أي أوامره، وقوله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} أَي نعم الله، وقوله {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي} أي: أضيافي، وقراءة ابن مسعود (بموقع النجوم) أي مواقع النجوم.
ولم يبق إلا أن أذكر أبياتا تليق بحال اللحيدي:
وبعض الداء ملتمسٌ شفاه ... وداءُ الحمقِ ليس له شفاءُ
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
المثال الثاني على تحريف اللحيدي لألفاظ القرآن
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: وإن كان أصحاب الأيلة لظالمين. فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين) (ص 16 من المستندات):
"نعم وهذه اقرأوها على هذا الوجه، فقد تصحفت عليه اللام إلى كاف، ولا معنى لهذا، ولا أصل له في لغة العرب موثوق، بل توهموا في تفسيره توهما، وقالوا به قسرا على غير المراد بكتاب الله تعالى، فأبعدوا النجعة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/353)
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 17 من المستندات):
"والشرح يطول وبيان ما يتعلق بذلك يخرج بنا لغير المقصود بهذا المقال، فهنا الهدف التوجيه والتنبيه لضبط رسم الكلمة في المصحف كلام ربنا في أكثر من سورة، أن ينطقها أتباع المهدي عليه الصلاة والسلام على ما وجه، مخالفةً لمن صحفها في كتاب ربنا عز وجل، وحتى يعلمون أن الله تعالى يقضي عليهم حتى في رسم كتاب الله تعالى به، ليتضح لهم أن حتى إجماعاتهم مردها لما يهديه الله تعالى ويوجه بصيرته، فهل وصفه غير الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بالمهدي، والمهديُّ من هداه الله تعالى.
أما ما يتعلق بذلك من بيان الحق وذكر الكتاب أكثر مما قيل، فهذا له مكان آخر غير هذا المقال.
قال تعالى في سورة الشعراء: ? كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْلَةِ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ? وكذلك في سورة " ص " و " ق "، كل ذلك على ما رسم لكم هنا يا أتباع الحق، فإن الله تعالى وعد لمهديه تلاوته الصحف مطهرة، ومنها كتاب ربنا تعالى يطهره له كما يطهر له صحف أهل الكتاب سواء، وهذا وجه الأمر لا تعسف في ذلك ولا افتراء كذب ولا تنقيط تخرص، بل هو الحق المبين لا تنقيط بشري فيه ولا اعوجاج حرف تعرض لدمعة أو حط الذباب. وكان إبراهيم النخعي يقول: لحس الدبرِ أحب إلي من نقط المصاحف. ونحن نقول: لو لحسوا أدبارهم لكان خيرا لهم مما هم فيه من ضلال عن كتاب الله تعالى اليوم وعن أمره، ينظرون النجوم وهم أضل من الدجاج في التخوم ".
فاللحيدي الدجال أخزاه الله يصرح هنا بكل قبح بأنه سيطهر المصحف مما فيه من تحريف، وهو عين مايصرح به الرافضة في مهديهم، وهذا يؤكد أن اللحيدي والرافضة يصدرون عن مرحاض واحد.
المثال الثالث على تحريف اللحيدي لألفاظ القرآن
ومن التحريف الذي فعله اللحيدي الدجال أخزاه الله ما كتبه في موقعه الرسمي في النت بعنوان (إثبات بطلان رسم المصحف بخلطهم مابين معنى كلمة رجز ورجس) (ص 18 من المستندات)، فحرف السين إلى الزاي في كلمة {الرجس} في آيتين من القرآن، وهي قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (يونس: 100) وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأنعام:125).
فحرفهما اللحيدي الدجال أخزاه الله، وكتبهما هكذا: (ويجعل الرجز على الذين لا يعقلون)، (كذلك يجعل الله الرجز على الذين لايؤمنون)، ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" افقهوا هنا: لا يجوز قراءة آية سورة الأنعام وسورة يونس بـ) الرجس (بل بما أثبت هنا، فكتبة المصحف كانوا بالتباس في ذلك، وهذا مما لا يجوز اقراره في المصحف والقراءة به في الصلاة وغيرها بتاتا فهو منكر شديد، وقادح بصفات الله تعالى وأفعاله الربانية الإلهية. ونظيره في قوله تعالى: ? وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ?. فقراءتها على هذا النحو من الباطل لا تجوز أن تقرأ إلا بـ (الرجس) فإن الوبأ لا يتصور هجرانه إلا أحمق، ومن الأضحوكات من جهل وجعل كل ذلك بمنزلة واحدة ". إلى أن قال:" ولهذا أوقع الشيطان عليهم الخلط في رسم المصحف حتى يضلهم عن إدراك هذه الحقيقة. كذلك خطأهم متيقن بما رسموه في المصحف بقوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} (سورة الأنفال: 11).
وبعد أن أثبتها اللحيدي هكذا (رجس الشيطان) قال أخزاه الله: " أثبتوها هناك (رجز) وهو خطأ فلم يكن عليهم الطاعون ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/354)
والعجب كل العجب أن اللحيدي الدجال ضعيف جدا في علوم العربية، وضعفه ظاهر في كتاباته، لا يخفى على من له أدنى خبرة بعلوم العربية، ومع ذلك يتجرأ على كتاب الله، ويحرفه مدعيا أنه يصححه بناء على فهمه السقيم فإلى الله المشتكى، وجعل نفسه أعلم من الصحابة الكرام العرب الخلص الفصحاء بل أعلم من الله الذي أنزل هذا الكتاب بلسان عربي مبين. وقد اكتفيت بالرد عليه في المثال الأول، وأثبت جهله وغباءه لأستغني بهذا عن تكراره في الأمثلة الأخرى، فإنه يهذي بما لايدري، ويخرف بما لايعرف.
واللحيدي الدجال أخزاه الله متبع في ذلك كله قدوته وأولياءه وإخوانه من الرافضة فقد سبقوه إلى مافعل، وقد مشى على دربهم، واقتدى بهم في ضلالهم، فما أكثر ما اعترضوا على آيات القرآن، وأوردوا عليها إشكالات وزعموا أن تلك الإشكالات بسبب ما فيها من التحريف، ثم صرحوا بصوابها عندهم الذي يزيل إشكالها.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره القمي الرافضي في تفسيره 1/ 110:
"وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان قال قُرئت عند أبي عبد الله – عليه السلام - (كُنتُم خير أمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فقال أبو عبد الله عليه السلام: (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين؟! فقال القارئ: جُعلت فداك كيف نزلت؟ قال: نزلت (كنتم خير أئمة أخرجت للناس) ألا ترى مدح الله لهم {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} ".
ومن ذلك مانسبوه إلى جعفر الصادق رحمه الله ظلما وزورا في قوله تعالى {أن تكون أمة هي أربى من أمة}
فقد روى القمي الرافضي في تفسيره 1/ 389 أن جعفر الصادق كان يقرؤها (أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم)، فقيل: يا ابن رسول الله نحن نقرؤها (هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّة)؟ قال: ويحك! وما أربى؟! وأومأ بيده بطرحها.
ومن ذلك ما أورده القمي الرافضي في تفسيره (2/ 295):
"عن أبي بصير عن أبي عبد الله – عليه السلام - قال قلت {هذا كتابنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}، قال له: إن الكتاب لم ينطق و لن ينطق ولكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الناطق بالكتاب، قال الله (هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق) فقلت: إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ولكنه فيما حرف من كتاب الله ".
فاللحيدي الدجال سار على خطى أسلافه من الرافضة: كلما نظروا في القرآن فلم يعجبهم فيه شيء بفهمهم السقيم حرفوه، وجعلوه على مايعجبهم أخزاهم الله جميعا.
اللحيدي الدجال يحرف معاني القرآن
من الطوام التي ارتكبها اللحيدي الدجال أنه حرف معاني القرآن الكريم، وتوسع في ذلك متبعا أسلافه وإخوانه من الباطنية كالرافضة والإسماعيلية والبهائية وغيرهم.
فهاهو اللحيدي الدجال يقرر أنه أوتي علم التفسيرالحق الذي لا يجوز لأحد أن يعترض عليه فيه ولو خالف الأمة جميعها.
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (أما آن لهذه الأمة الضالة أن تنتهي عن جهلها في تأويل القرآن) (ص 39 من المستندات):
" لو لم يكن إلا ضلالها وجهلها في تأويل هذه السورة لكفى بنعتها بالغباء، فكيف وهي بأغلب تأويل القرآن جاهلة ضالة بل حمقاء، يأتي مفسروها بالمضحكات المبكيات، بل أحيانا بالكذبات الكبار، وأحيانا أخرى بالكفريات وهم لا يشعرون والعياذ بالله، أغواهم الشيطان مثل ما أغوى قبلهم يهود، حين أفسد بين ظهرانيهم نبوءات الكتاب، بالتحريف تارة، وبالتأويل الفاسد تارة أخرى، بل سبقت هذه تلك وباتت مقدمة لها، واليوم بالمثل تأولوا فاسدا على القرآن ثم تأولوا ثم تأولوا، حتى صارت تلك الناكبات المقدمات لضلالهم الذي لا يتزحزحون عنه قدر أنملة حتى بعد أن أدركوا تأويل الحق، وانقشعت غيوم الجهل عنه، لكن من شدة استحكام الباطل في تأويل الأولين الفاسد على قلوب هؤلاء المتأخرين، وما ران عليها من زخارفهم الباطلة، عجزوا بعد ذلك الفكاك من كل ذلك وطوقتهم دوائر الظلام لا يستطيعون رؤيةً ما بين يديهم من سبيل الهدى ليسلكوه، فباتوا من المقبورين وهم أحياء، في أجداث العمي ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه بعنوان (المهدي وتفسير القرآن الكريم) (ص 31 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/355)
" فيما لا شك فيه أن تفسير القرآن الكريم هو من أجل علوم الدين وأعظمه، كيف لا وهو يُعنى بإيضاح وشرح كلام الباري جل جلاله، سواء كان في حكم أو خبر، وكثير هم الذين فسروا القرآن وما أكثر كتب التفسير في المكاتب الإسلامية، حتى ضاع الناس بين تفسير فلان أو علان، واعتمدوا عليها في رد تفسير المهدي صلى الله عليه وسلم. وما أعظم وأجل أن يرزق الله المؤمنين فهم القرآن كما يحب ربنا ويرضى، والمهدي عليه السلام فسر بعض آيات من كتاب الله في ثنايا كتبه، وقد خالف تفسير بعضها التفاسير المشهورة عند المسلمين، والمهدي هو من رزقه الله علم الكتاب وفهما خاصا في القرآن.
عن أبي جحيفة قال: سألت عليا رضي الله عنه: هل عندكم شيء ما ليس في القرآن؟ ـ وقال مرة: ما ليس عند الناس ـ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجلٌ في كتابه. رواه البخاري.وكم أكثر علينا الجهلة بقولهم: وهل قال فلان أو علان بتفسير اللحيدي صلى الله عليه وسلم؟!
نقول لهؤلاء: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم أو رسولا أرسله الله عز وجل، ولقد خص الله رسول الله المهدي عليه السلام بعلم خاص يكون له في القرآن، كما ذكر علي رضي الله عنه وعلي لا يقول مثل هذا الكلام من رأسه فحكمه حكم المرفوع، وهي من أسباب تسميته بالمهدي، فالهداية تكون هداية خاصة ربانية.
وللمهدي عليه السلام كلام جميل في هذا الخصوص، قال المهدي صلى الله عليه وسلم: هو الذي سيؤتيه الله الهدى الخاص والرشد المبين ـ أي المهدي ـ، ويختصه بعلم عظيم جليل يرفع به شأنه ويعلي به قدره حتى تُعرَف وتظهر عليه عناية الله تعالى وهدايته الخاصة وإيثاره بعلم آيات معينة من كلام الله تعالى لا يعلم تأويلها في عصره إلا هو، فتحا من الله وتحقيقا لتأويل خبره. ومن تلك الآيات قوله تعالى: ? قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ? وهنا اضطربت أقوال المفسرين في معنى هذه الآية، وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وهي من آيات المثاني يفسرها قوله تعالى في الآية الأخرى: ? أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ? فالذي على البينة رسول الله ? والذي يتلوه شاهدا على صدق إرساله ما هو إلا المهدي ولهذا نص أنه منه، أي من ذريته. وهذا نص قاطع من القرآن على معرفة المهدي الخاصة بعلم الكتاب، وأي مدخل لأدعياء العلم في هذا الباب حتى يتقدموا بين يدي المهدي فيه، وهو ليس ممن يحتاج لإمام فيما يخالف به معاصريه أو من سبقهم أيا كان ما لم يخالف رسول الله ?، وهيهات أن يأتي أحد عنه بما يخالف ما ذُكِرَ مخالفة صريحة بيّنة، إلا ما يكون فهما واستنتاجا، والفهم يقابله الفهم، أما ما استؤثر به المهدي فمن أين لغيره بما يقابله.
ثم إن هذا لا مدخل للاجتهاد به فضلا عن الرأي، لا من أكابر ولا أصاغر، بل هو فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، فليتنبه لذلك وهي نصيحة للجميع والله ولي التوفيق.
وقد حملوا معنى الحديث على علي رضي الله عنه وأخطأوا في هذا الحمل، والصحيح أنه في المهدي فهو الذي يؤتيه الله فهما في كتابه وهو المعنى المراد في قوله تعالى المذكور سابقا: ? قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ? أي يؤتيه الله علم ذلك بالفهم ".
نماذج من تحريف اللحيدي لمعاني القرآن
لقد تسلط اللحيدي الدجال أخزاه الله على كثير من آيات القرآن فحرف معانيها، وأتى لها بمعان تؤيد مذهبه الباطل على غرار من سبقه من الباطنية. وفيما يلي ذكر بعض نماذج تحريفه.
يدعي اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله أن أكثر مافي القرآن إنما هو خطاب له. قال في موقعه في النت، بعنوان (أقسم بالله العظيم أن المخاطب هنا بالقرآن المهدي ومن أدركهم) (ص 35 من المستندات):
" ماأكثر ما يخاطب الله تعالى المهدي بكتابه الكريم، ويظن الخلق أن الخطاب إنما يوجه للمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، لقد جهلوا ما اودع الله في نصه هذا أو ذاك من قرائن تنتظم بالسياق من كلام الله تعالى فيعرف بإدراك معناها المعني بتلك القرائن وذاك السياق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/356)
تفكروا معي فيما تفكرت به وستعرفون هذه الحقيقة الربانية العظيمة التي بعلمها وتيقنها يستنير القلب بنور الله عز وجل الذي ينير بالحق والهدى ما يختار من قلوب العباد، ويطمس أخرى فلا تبصر من الهدى شعرة أو قطمير.
لقد حان الوقت لفقه خطاب الله عز وجل وان يدرك هذا الجيل الأحمق حقيقة مواعيد الله عز وجل وأسرار خطابه الذي جهلته الأمة ولم تؤمن به كما ينبغي أو يجب. لا أطيل عليكم بعد ما قلت وأوجزت، إن المخاطب بهذا والكثير غيره بالقرآن إنما توجيهه الصحيح للمهدي عليه الصلاة والسلام ولجيله الذي أدرك".
وجاء في موقع اللحيدي الدجال في النت بعنوان (المهدي وتفسير القرآن الكريم) (ص 31 من المستندات):
في قول الله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله: "فالذي على البينة رسول الله، والذي يتلوه شاهدا على صدق إرساله ما هو إلا المهدي ".
وفي قوله الله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} ذكر اللحيدي الدجال أخزاه الله أنه نفسه المراد بـ {من عنده علم الكتاب}.
وفي قوله تعالى {والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع} قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" أي رجوع عيسى ومن معه، وتصدع الأرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتم الأمر المؤقت والوعد المحقق ". على اعتقاده الباطل في أن النبي صلى الله عليه وسلم سيعود إلى الدنيا قبل يوم القيامة.
وفي قوله تعالى: {وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل} قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" قالوا إن يوم الفصل هو يوم القيامة، وليس بشيء بل هو الفصل المشار إليه في آيات سورة الطارق قوله تعالى: ? إنه لقول فصل ? ومثل قوله تعالى: ? ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم ? وقوله تعالى: ? ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم. وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب ? وشكهم في تحقق الوعد المنتظر والفصل المؤجل لا في البعث بعد الموت والإحضار يوم الحساب ".
وذكر اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (القرية التي أمطرت مطر السوء بين الواقع والقرآن) (ص 37 من المستندات) أن المراد بالفرقان في قوله تعالى {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}، هو تأويل القرآن الذي يزعم اللحيدي الدجال أنه اختصه الله به ونزله عليه، قال:
"كثيرا ما يخاطب الله تعالى بقرآنه هذا الجيل ولا شعور لأحد بذلك، تتنوع الحجج في أصول الدعوة المهدية المباركة في الإشارة لذلك والتنبيه عليه، لكن هذه أبرزها خبر {القرية التي أمطرت مطر السوء} ....
ثم يفتتح سورة بالقرآن سميت بـ " الفرقان " بقوله عز وجل:? تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ?. فهل هذا التنزيل لذكره أم تأويله؟!
وللإجابة عن هذا السؤال العظيم في المعتقد عليك أخي المؤمن أن تبحث عن خبر ودلالة " القرية التي أمطرت بمطر السوء "، وهي قرية واحدة لم يذكر خبرها بالقرآن إلا بموضع واحد لا ثاني في ذكرها بالقرآن، كما أنها قرية واحدة في واقع الناس وطول قرونهم لن يكتشف غيرها، ولن يمر الناس على غيرها للدلالة من المولى عز وجل على أن الفرقان نزل، تأويلا بعد ما نزل ذكرا من قبل على موسى وهارون ومحمد وغيرهم من أنبياء الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين. ألا وإن هذا الموضع من أصرح المواضع في القرآن على بعث المهدي عليه الصلاة والسلام في هذا القرن الشرير، وأن عليهم ان يستعدوا للقائه ونزول نقمة الله تعالى على هذا القرن الشرير لكفره بدين الله عز وجل وشريعته ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم} (ص 42 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/357)
"كل الأمة مجمعة على تفسير هذه الآية على معنى يخالفهم في ذلك المهدي عليه الصلاة والسلام من فضل الله تعالى وهدايته الخاصة له، ففسرها لأتباعه وها أنا أعلن ذلك بامر منه، على المعنى الحق والأوفق للنقل والعقل كذلك، ويعد تفسير هذه الآية هام جدا لتعلقه في إثبات صفات الله تعالى، والقول في تفسيرها يعد فرع على ذلك، فمن أصاب الحق في إثبات الصفات اللائقة لله عز وجل ولكمال وجهه الكريم، قال بالتفسير الحق. ومن أخطأ في ذلك لا محالة سيخطئ في تفسير تلك الآيات، ولا موفق إلا الله تبارك وتعالى
فماذا قال بتفسير تلك الآية؟، وماذا قال السلف؟ بكل ايجاز: قالوا بأن ذلك على الحقيقة اللائقة بصفاته تعالى يمررون معنى ذلك كما ورد عنهم: من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل على عادتهم في القول بما لا يعقلون له معنى ولا يدركون له حقيقة ولو تعلق ذلك بمخلوقات الله تعالى معه سبحانه، وهي أكذب وأجهل القواعد على الدين وعلى أشرف أبوابه إثبات صفات الباري عز وجل على وجه الحق والصدق، لا الكذب والجهل. وقال المهدي عليه الصلاة والسلام: بأن ذلك وقع بالمنام لآدم عليه الصلاة والسلام ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (رهبانية الرسل عليهم السلام) (ص 44 من المستندات):
قال تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً ورحمة ورهبانية ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
" الرهبانية هنا يراد بها البعد عن الناس واعتزالهم حين تكثر شرورهم، وكانت هذه السنة هي المنهج الرئيسي في تعامل المسيح عليه السلام مع المجتمع اليهودي إبان بعثه عليه السلام فيهم، لقد كان منطويا على نفسه هو ومن يتبعه عن ذاك المجتمع اليهودي، لم يكن يخالطهم ويساكنهم، ولم يكن يهتم بأمورهم العامة السياسية والإجتماعية، بل كان همه الأول والأخير الصدع ببطلان ما عليه اليهود في زمنه والبراءة مما انتهجه أحبار اليهود، يعلن دين الله فيهم وكلماته في الليل والنهار لا يبالي في الله لومة لائم، يأمر بالتوحيد ويذب عن أصل النبوءات وأخبار الرسل من قبله التي أفسدها يهود بتأويلات أحبارهم المحرفة وكهنتهم.
تلك هي الرهبانية التي فرضها الله تعالى على عيسى وأتباعه، التي من خلفهم لم يرعوها حق رعايتها، والله ما كتبها عليهم إلا ابتغاء رضوانه بالبراءة من أعدائه المحرفين الملبسين المفسدين لدينه ونبوءات رسله وأنبيائه
ومفسري المسلمين في فهم هذه الآية على شك وجهل في معناها الحقيقي، نافرين من معنى) الرهبانية (الوارد ذكرها في تلك الآية، ولا يتبادر لأذهانهم وهم يفسرون معنى الرهبانية إلا صنيع القسس في النصرانية المحرفة وانقطاع الرهبان الجهال عن كل صلة بالعالم الخارجي، انقطاعا تاما لا يجيزون فيه قول كلمة الحق وبيان العلم الصحيح الشرعي، ومجاهدة المبطلين والمحرفين كما كان يفعل عيسى عليه الصلاة والسلام في دعوته للحق.
قال تعالى: ? ما كتبناها عليهم .. ?. وهذا دليل صريح من منطوق الآية على أن الله تعالى كتب هذه الرهبانية عليهم لكنهم ابتدعوا فيها وزادوا عليها ما زادوا، وهي كما قلت كانت من منهج المسيح عليه السلام في التعايش مع اليهود، وكونهم لم يراعوها وابتدعوها، أي لم يحفظوها كما شرعت بل زادوا عليها ما أفسد حقيقتها وحرفها عن مقاصدها الصحيحة، أفسدوها بإفساد الأصول التي كانت تنبني عليها تلك الرهبانية، وبعض مفسري المسلمين حاروا في فهم هذه الآية والتبس عليهم فهم المعنى المراد منها، والحق إن شاء الله تعالى ما يقرر هنا، ولا مجال للعبث في معنى قوله تعالى: ? ما كتبناها عليهم .. ? ولن يكون هذا إلا من التحريف. فـ (ما) في الآية ليست نافية كما زعم بعضهم بل هي (ما) المصدرية وقد دخلت هنا على الجملة الفعلية وصيرت الفعل بعدها لتأويلها، وهو الكتابة العائدة بضميرها لله تعالى ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/358)
أقول: أما زعم اللحيدي الدجال بأن مفسري المسلمين في فهم هذه الآية على شك وجهل في معناها الحقيقي فهو زعم كاذب، فكلامهم في تفسير هذه الآية من أوضح مايكون، وإنما صعب فهمه على اللحيدي الدجال لجهله بالعلم وبالعربية. وأما ماذكره في إعراب {ورهبانية ابتدعوها ماكتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} من أن (ما) مصدرية فهذا من أعجب العجب، وقد نادى اللحيدي على نفسه بالجهل، وجعل من نفسه أضحوكة للنحاة وأهل العربية؛ إذ لا يمكن جعل (ما) مصدرية في هذا الموضع بأي حال من الأحوال؛ لأنه لا يتأتى هنا إعراب المصدر المنسبك من (ما) ومابعدها. وتقدير الكلام على الوجه الذي ذكره اللحيدي: (ورهبانية ابتدعوها كتابتنا إياها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله) فهل هذه جملة عربية لها معنى مفهوم أو تركيب أعجمي لا يفهمه إلا اللحيدي الجاهل؟!
ولو لم يصدر عن اللحيدي إلا هذا السخف لكفى في فضحه وكشف جهله المركب.
وأمر آخر غفل عنه اللحيدي الجاهل وهو أن الكتابة هنا بمعنى الفرض والإلزام، كماقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} (البقرة:183)، والذي يكتبه الله على عباده ويفرضه عليهم لا يكون بدعة؛ فالابتداع ينافي الكتابة والفرض.
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هل وقعت القارعة؟ وقفة مع ذكر الجبال وأحوالها في القرآن من خلال سورة القارعة) (ص 47 من المستندات) بعد أن ذكر سورة القارعة كاملة قال:
" بلى وعزتك وقعت، لكن المدركة أمة غبية لا تعي ولا تفقه وأنت العليم الحكيم بيدك العدل والخير، وحين هديت الولي واصطفيت المختار لينذرهم صمت الآذان وعميت القلوب والعيون عن ذكراه
أقول: ليتعظ الناصح لنفسه وليفر إلى الله تعالى فإني له نذير مبين.
أيها الأغبياء ما أقربها لكم ولن يجني أحد إلا على نفسه لما تعرض فلا يراها ويتكبر ويتعامى عن الحق لما يجليه الرب عز وجل على أكمل وجه، ولقد وعد ووعده الحق والصدق أن يريها ويبقى يريها حتى يتبين ذلك للجميع يوم لا ينفع نفسا إيمانها، فليتدارك العاقل ويلحق بالفلاح.
إن ببعث المهدي خليفة الله تعالى ورسوله نصيحة كبرى لك أيها الغافل فلا تصد ولا تتجاهل فستهلك لا محالة، إنها القارعة حلت بالناس، وها هو ربنا العظيم ييسر لنصحك ويفتح لتعليمك فلا تحرم نفسك فتكون من الخاسرين ".
ثم مضى يقرر في ثلاث عشرة صفحة أن المراد بمافي سورة القارعة اللحيدي نفسه، والآيات التي سترافق خروجه، والعذاب الذي سينزل على من يكذبه. ومما قاله اللحيدي الدجال في ذلك:
" فمعنى الآيات تلك أنهم حين يكثرون ويُكَثَّرَ لهم الخير وتفتح عليهم الدنيا من كل مكان بزهرتها، فحين ذاك تأتيهم القارعة ويحل عليهم الوعيد والوعد ويتحقق بذلك كل كلام الله تعالى وكلام رسله، فيكثر فيهم اشتداد الأنواء وتطير من فوقهم غيومه المتراكمة المنفوشة!! وتبعث فيهم رياحه المرسلات للإهلاك وجرف وجه الأراضي لتكون صعيدا جرزا، فتحل بهم النقمة بالسيول الجارفة والبروق القاتلة والزلازل المهلكة وغير هذا كثير مما هو حاصل اليوم وقبل اليوم فيهم ومنه سيكون لاحقا أكثر وأشد.
وكان من ذلك تحقق قوله عز وجل في سورة القارعة ? وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ?. تتضخم بالبرد وقد سماها بالجبال لا للتشبيه ولا لمجرد ضرب الأمثلة، بل على الحقيقة المدركة بالحس.
نعم وهكذا سماها تبارك وتعالى بالجبال في صريح القرآن، كما في قوله عز وجل: ? وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ ?. ? وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ ? لم يورد هنا " كاف " التشبيه، بل أرادها جبالا على الحقيقة وهي كذلك، وتلك الجبال هي المعنية بآيات سورة القارعة يسيرها تعالى حين يشاء حين يبلغ الناس الموعد الذي ضربه لجمعهم، فحين ذاك تنفش فتكون كالعهن وهو الصوف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/359)
المضروب حتى ينتشر ويعظم، فتنتفخ تلك الجبال بغيومها المتراكمة تهول وتعجب، ويكون فيها من البرد للقذف ما لا يعلمه إلا هو تعالى، كذلك فيها من المياه ما يعذب به الأشرار أو يحيي بها أرضا ميتا كانت حية من قبل، فبقدره تعود كما كانت ليحيى عباد المخلصين المختارين حياة طيبة بجنان وأنهار .. ولن يكون هذا إلا بحال انقلاب الوضع في غير ذلك المكان أيضا لعكسه لغير الحال حتى تتحقق بهم المواعيد فتكون جنانهم قحطا جرزا قرعاء، وها هو أمرها واقع وبهذا سماها ربنا القارعة، عظمة السيول وارتفع الغيم بالماء والبرد من أقاصي الأرض كما أخبر الأنبياء واشتدت الأنواء وها هم يسمونها بالتغيرات المناخية المتطرفة، وهي القارعة حلت بأعداء الله تعالى القاهر فوق عباده، وهم في غفلة على كفرهم وشركهم ونفاقهم ساهون. أمنوا مكر الله تعالى ونزول شديد عقابه على كفرهم ورغم حربهم لأنبياءه وكتبه ودينه وشريعته، أمنوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم، وجل هم فساقهم وجهلتهم اليوم تصوير أشكال تلك الركاميات الغريبة كما مر ببعض المقالات والملفات وصفها بذلك من قبلهم، في هذا المنبر المبارك.ودهش الناس من اشتداد تلك الأنواء وتحركات تلك الغيوم، أو ذوبان تلك الثلوج الدهرية التي تعبأت منها السماء بإذن وأمر ربها عز وجل، وكل ذلك صرخة من جنود الله تعالى بأن الناس كثروا حتى صاروا كالفراش، وأن مدنهم وقراهم ازدهرت وتوسعت وكثرت جدا، وأن بذلك حلت القارعة وستحصدهم جنود الله تعالى بتلك المدلهمة، أشر العذاب وأشد البأس.
ألا وإن الكثير من أتباع الحق اليوم يتساءلون ما سر فرحة قلوبنا اليوم بهذا الإيمان وهذه الدعوة وهذه البينات والأصول العظيمة، وكان الله تعالى يخبرهم ويجيبهم عن ذلك وهم لا يعلمون، بقوله عز وجل {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} فذلك الرضا الذي تجده قلوب أتباع الحق اليوم من ذلك الوعد، وما سيأتيهم بقادم الأيام سيكون أكثر وأعجب وأعظم، وقد ورد ببعض الأنباء قديما وحديثا العجب العجاب عن ذلك ما لو قصصنا بعضه هنا فلن يصدقه الجهلة والكذبة المعاندين الجاحدين وهل يدرك نعيم الجنة إلا من يشاهدها ويدخلها؟ ولله الحمد وتمام المنة والفضل كله يرجع إليه، الحكيم العادل القادر القوي العالم.أما أعدائه فكما قال تعالى القارعة ستحل على رؤوسهم خيراتهم سيجعلها صعيدا جرزا، ويكفي من ذلك قوله في هذه السورة العظيمة العجب على قلة أحرفها، لكنها حوت من عظيم المعنى وأسرار النبوءات العجب العجاب:? وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ?"
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (إذا زلزت الأرض زلزالها) (ص 49 من المستندات):
" اقسم بجلال الله تعالى وعظمته أنهم سيصدرون أشتاتا من كل مكان حتى يقفوا بين يدي المهدي عليه الصلاة والسلام وهو على كرسيه بالمدينة، ليحاكمهم الله تعالى ويفرض عليهم أمره وهم ينظرون والمهدي يقرر لهم ذلك ولن يسعهم إلا الإستجابة، وإلا .... "
ثم نهى اللحيدي الدجال أهل غزة عن إعادة بناء ماهدمه الصهاينة في حربهم على غزة، وقال: " سترحلون كلكم يا أهل غزة إن شاء الله تعالى قريبا لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلم تعيدون إعمار الخراب؟! دعوها ذكرى لعزتكم وشعار انتصار لمقاومتكم الباسلة الشريفة، وأيقنوا بأن أهل البيوت الذين هدموا بيوتكم ستهدم كما هدموا بيوتكم، هل يعني إذا أخبرناكم كيف ستصدقوننا؟ لن تفعلوا هذا يقينا لدينا في ذلك بالوقت الحالي، لكن هذه سنقولها لكم لا بأس حتى تكون علامة بيننا: بعصا موسى عليه الصلاة والسلام التي شق الله بها البحر لعبورهم ستهدم بيوت أولئك الذين هدموا بيوتك يا غزة "
ثم قال اللحيدي الدجال: أقول: "كان لا زال بحسبان الجهلة أن تأويل آيات هذه السورة على المعنى العام والخاص كليهما وأنه مما يكون بعد بعث الموتى من القبور، لما أثر عن بعض مفسرة السلف في قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/360)
? وأخرجت الأرض أثقالها ?، قالوا: الموتى. هل تعلمون لماذا قال هنا عز وجل: ? وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يوزعون ?؟! لأن الحشر هنا لما قرر لكم قبل ليقفوا بين يدي مهديه وخليفته ورسوله عليه الصلاة والسلام ليتم حسابهم بالجملة وتقرع رؤوس طواغيتهم هناك ويوبخوا أشد التوبيخ، حتى يعرفوا قدرهم تماما حين رفعوا رؤوسهم يطاولون الله تعالى وأمره، ولهذا نص على ذكر ذلك بعد خبر خروج الدابة لتسود وجوه وتبيض وجوه.
ونظيره ما قرره في سورة الزلزلة قوله تعالى ? يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ?، وهنا لو كان المراد حشرهم من القبور لما كانوا أشتاتا ولهم إرادة في ذلك، بل بالحشر الأكبر بعد الموت تسوقهم النار مع القردة والخنازير وسائر المخلوقات، لا أشتات وفود وليس لهم خيرة، بل بعضهم يسير على وجهه، والبعض الآخر تأكله النار يعذب بها قبل النار الكبرى.
وصدقوني لما أقول لكم لهذا الهول القادم أن صدق من قال عن زلزلات المدينة تلك أن سبب ذلك بأن:
"حق لها ترتعش طربا لقرب التجلي، وأكثرهم لا يؤمنون"، وبشر عن الإمام عليه الصلاة والسلام أن له بذلك كتابا واسمه " بشراكم طيبة الخير والنور تتهيأ للقاء أحبابها ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (وهم ينهون عنه وينأون عنه) (ص 52 من المستندات):
" من أعجب تأويلات آيات الكتاب المجيد في المهدي هذا النص القرآني من سورة الأنعام، وقد اتفق الجمهور على أنها في جده المصطفى صلوات ربي وسلامه عليهما وبارك، لكن الحق يبقى هو الحق فوق كل تخرص وقول على القرآن بالرأي وأكاذيب السير ومزاعم المفسرة على الكتاب وقولهم في أسباب النزول، مما بات سببا لضلال هذه الجموع من حثالات التراكم البشري، من الذين بغضهم المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى وصفهم مطابقة للكتاب العزيز بأنهم مجرد أنعام لا أكثر، بلا عقل وبلا بصيرة:
? وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ? هذا مستحقهم من الذكر، عليهم اللعنة وسوء العقاب.
أقصى ما وصله من تخرص على هذا النص في السلف، أن عُدَ نفرٌ من قريش المفترى عليها، بأنهم كانوا يصدون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم كانوا ينأون عنه بذات الوقت. واختزل آخرون وقالوا هو عمه أبوطالب كان ينهى عن أذيته يعني وبذات الوقت هو ينأى عنه!!
وهذا كله كذب ولبئس ما قالوا برأيهم هنا ولبسوا على آيات الذكر المبين.
لكن تعالوا يا معاشر المعاصرين وانظروا بربكم لحال المنافقين وكلاب الشرط مع من زعموا عليه، أنه كاذب في دعوته مفتري فيما يقوله على الله تعالى، تعالوا وتمعنوا بالحقيقة التي خرجت من هؤلاء وعرفها الملاعين جيدا، وأدركوها حق الإدراك ... ?وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ?
أنظروا لمن ينهى عن "المهدي"، الآن ستجدونهم بغير عدد ولا إحصاء، وإني لأقسم برب السماوات والأرض إنه قبل ما يبعث بالحق المبين والنهج الرباني وهو لا زال على اعتقاد التوحيد ووجوب البراءة من المنافقين، كان هناك من أفتى متبوعيه باسم حزبهم" أن لا يسلكو لمسجدهم الطريق الذي يمر على بابه، بل يجب عليهم أن يسلكوا أي طريق ما عدى الطريق الذي يمر أمام داره وهم ذاهبون لمسجدهم لأداء الصلاة فيه ". وقبل هذا من النهي عنه وبعد هذا من النهي عنه، لا زلنا نراهم في سبيل النهي عنه حتى ساعتنا هذه ومن لم يصدقني فليتحرى عن مجهودات كلاب الشرط خصوصا في بلاد الطراطير بلاد المخرطمين، جندت عساكر الطواغيت بأعداد لا يعلمها إلا الله تعالى لمقاومة أمره وصد الناس عنه وعن ذكره.
ويمسك الكلاب ببعض أتباعه، وكل ما مر الوقت ألحقوا بهم فوجا آخر {وهم ينهون عنه وينأون عنه} "
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله، في موقعه في النت، بعنوان (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) (ص 54 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/361)
" لا يعلم أحد أن هذه الآية بالمهدي عليه الصلاة والسلام، وأنه لدراسته أمر الله تعالى وطرده فتوح الله عز وجل على قلبه كل الليل وكل النهار ما أمكنه ذلك، وهو يبحث في ذلك ويتبين وجوهه.
فتمت نعمة ربه عليه فأنار بصيرته ووهبه المقدرة على التمييز فقوت معرفته جدا بالنبوءات، وصار كما قيل في الزبور أفهم من غيره وعرفه الله تعالى سبل النبوءات وتفاسيرها الصحيحة، وكل يوم يزيده حتى بلغ ما بلغ. قال تبارك اسمه القدوس:? إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ. كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ? أخطأوا بالتأويل في هذه الآيات من وجهين:
الأول: حسبانهم الجنان والعيون هنا أنها جنة الخلد مع أن في جنة الخلد أنهارا وعيونا هذا صحيح لكن الآيات هذه لا تعني ذلك، إنما المراد هنا جنان وعيون وأنهار الجزيرة العربية بعد ما تقوم الساعة، نعم بعد ما تقوم الساعة حين تكون جزيرة العرب مروجا وأنهارا وقد رأينا بدايات ذلك كما في الملفات المذكورة في آخر المقال. وقيام الساعة هو النداء باسم المهدي للبشرية كافة، ولن يكون ذلك ما لم تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا ".
وذكر اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (تفسير آيات من سورة الذاريات) (ص 58 من المستندات) أن المراد بالذاريات في هذه السورة العاصفة الصفراء التي هي علامة على تحقق بعث اللحيدي الدجال، ثم ذكر اتفاق المفسرين على تفسير "الجاريات" بالسفن ثم قال:
" أما عن اتفاقهم على أن معنى " الجاريات" هنا أنها السفن فهذا باطله متيقن عندنا ورفع هذا التفسير للنبي صلى الله عليه وسلم لا يصح أبدا وهو من الكذب عليه صلوات ربي وسلامه عليه، فإن من السفن ما يحمل المنكر والباطل فكيف يمكن إنزال قسم الله تعالى العظيم هذا على مثل هذا أبدا لايكون هذا إلا باطل، وإنما قسمه هنا عائد للسحاب الجاري بأمره تعالى في السماء نفسه لا للسفن، وهذه هي الأخرى فيصلية في تفسير المعنى هنا والتعريف به ويجب التنبه له كذلك ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" أما في قوله تعالى بتلك السورة:? وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ?فهو يقين خاص، إضافته للمهدي عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه بأمر الله عز وجل هذا المقسم عليه من الله تعالى نفسه، لجلالته وعظمته عند الرب سبحانه.آيات صدق بعثه يريد عز وجل، تلك التي جعلها لإرساله علامات وبينات، مثل الزلازل وتواترها، وضربه للأرض بالحر والقحط عقوبة وتمهيد لأمره الجلل العظيم وغير ذلك الكثير مما فصل في هذه المنتديات المباركة، وكل ذلك أثره بات اليوم مما هو مشاهد معلوم قد تقرر في بيانه وتعريف الخلق بوجهه في هذا المنبر المبارك في أكثر من ملف وأكثر من مقال، غير ما سبق ذكره من ذلك في كتب الإمام عليه الصلاة والسلام. وقد تم بالبيان عن ذلك لكلٍ أدلته من الكتاب والسنة وما سبق من ذكر الله تعالى لذلك مما أنزل على أنبياءه ورسله من قبل.
ومن آياته لتصديق ذلك بعثه الرسل للبشارة بأمر المهدي عليه الصلاة والسلام في الجزيرة العربية، ورد خبرهم في أكثر من آية بكتاب الله تعالى، وتم ذلك من خلال مثال المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمنام فأمرهم الله عز وجل بما أمرهم، وذلك يعد أيضا من آيات الله تعالى إذ وقع وتحقق أمرهم كما أخبر عز وجل على وجه التمام، وكيف لا والمخبر عن ذلك الله عز وجل؟ مثل قوله سبحانه في ذكرهم:
? وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/362)
? وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ?.
? وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ. وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ?. ? فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ?
وقد كان بلاغ أولئك حقا مبين كما فعل كل رسل الله تعالى من قبل.
وقال تعالى في ذكرهم أيضا:
? وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ?.
صديقون وشهداء على الناس، بما آمنوا من الحق وصدقوا الكتاب.
? وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ?
? إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ?
? إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ?.
ولمراجعة التحقيق في أمر هؤلاء الرسل قف على هذا التفصيل من ملف (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ).
ومن آياته كذلك أثر تلك الرياح سواء بالعواصف الصفراء الترابية، أو ما تنشر من أمطار شديدة وهيجان أنواء هائلة دمرت الكثير في العالم ولا زالت تفعل ذلك، فهاجت البحار لذلك وماجت، وارتفعت منسوبات الأنهار وفاضت فدمرت من الخلق والمحاصيل والبنيان ما لا يحصيه إلا القوي المنان، وكل ذلك من آيات الله تعالى على وجه الأرض لأولئك الموقنين، المهدي وأتباعه.
ولما أردف بعد ذلك قوله عز وجل: ? وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ? أي من آيات سأجريها شهادة لبعثه وتحقيقا لنصرته، بتأييده على من كذبه وجحد أمره.
وبالفعل كان في ذلك آيات للموقنين محلها بعض الأنفس، لكنهم لم يعتبرو ولم يؤمنو بذلك ولم يفقهوه أبدا، ثم أعرضوا مثل ما أعرضوا عن الكثير من آيات الله تعالى، في آفاق السماء وأقطار الأرض وكانت كلها شهادة لبعثه خليفته ورسوله، لكنهم ورغم كثرة تلك الشواهد والآيات في الأنفس والأرض والسماء وإعجاز بعضها مع قوة دلالتها على أن فاعل ذلك لا يمكن يكون إلا هو الله عز وجل، وأنه فعل ذلك وبتواتر وكثافة شملت العالم كله بعد أن لم يكن يفعل ذلك، فنراهم رغم هذا لم ينتفعو من ذلك ولم يفطنو لدلالة تلك الآيات الإخبارية المعرفة على ما ذكر وفصل وأخبر أنه سيفعله في عالم المشاهدة والواقع يوما ما، فحق عليهم قوله عز وجل في ذات السورة ? يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ?أي يصرف عنه من يصرف، وها نحن اليوم نرى تحقق ذلك الصرف والوعيد آمن به من آمن وكفر به وأعرض عنه وسهى عنه من حق عليه العذاب، وكل من أبى إلا الكفر في أمر المهدي عليه الصلاة والسلام اليوم هو ممن صرف عن الإيمان بآيات الله تعالى واليقين بها الدالة على أمره بحسب ما نص على ذلك ربنا بكتابه القرآن وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أو من سبقه من أنبياء الله تعالى، ولن ينفعهم بعد ذلك شيء أبدا".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (تفسير آيات سورة الأعلى) (ص 64 من المستندات):
? بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى. إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ?
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/363)
وكالعادة حملوا معنى الخطاب هنا على كفار قريش، وكأن دنياهم كانت تستحق هذا التنويه وتوجيه الخطاب وقد كذبوا ورب الكعبة، فهم ودنياهم كانوا أحقر من أن ينص على ذكرهم بذلك الله تعالى في كتب أنبياءه ورسله، خصوصا صحف الذكر صحف إبراهيم وموسى.
قال تعالى عن موسى مخبرا في سورة إبراهيم ? وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ. وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ?
فأي دنيا كانت لقريش ليشركهم فيها العالم كله واليهود؟!
والحق أن المراد بذلك دنيا الكفار والمنافقين اليوم، دنياهم التي فتح الله لهم فيها من كل شيء، من خير المراكب، والمأكل والمشرب، والملبس، والمسكن، ومن كل خير فتح لهم فيه النصيب الأوفر استدراجا ونقمة فيما هو يظهر لهم أن بذلك النعمة!، وبلغ بهم الله تعالى نهايات ذلك، ليأخذهم بعد ذلك أخذة عزيز مقتدر ".
ثم ذكر اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (تفسير آيات سوة الأعلى) (ص 64 من المستندات) قول الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فحرف معنى الذكر إلى الإيمان بمهديته وقال:
" وكل الجمهور الغبي ما كان يحمل "الذكر" هنا الذي تطمئن له القلوب وتخبت إليه إلا على ترديد الأدعية بالألسن، وان من كان أكثر في ذلك كان قلبه أطمن وأخبت، وهذا من الكذب وتحريف المعنى على ذكر كتب الله تعالى، بل هي الذكرى حين تتحقق ويتم من القلب الإيمان بتصريف آيات المولى عز وجل لها بوقتها، فهناك من آمن بذلك وصدق وأخبت قلبه لذلك وأيقن، فتلك القلوب ستجد ما تسعد به وستكون أوجد لبرد اليقين، ولهذا لا نجد أتباع هذه الدعوة دعوة الحق المباركة المنصورة إلا مطمئنة دوما وسعيدة جدا حتى أن ألسنتهم لا يسعها وصف ما تجد قلوبهم من فرح وسعادة واطمئنان، وهذا هو المعنى لا ما عليه جهلة الجمهور ".
ثم قال اللحيدي الدجال:
" ويفهم من هذا أن المأمور بقراءة القرآن هو خلاف المأمور ببيانه فلكل حقه من تأويل الكتاب " الجد والحفيد معه "وهما وجهي القمر، أو القمر وفيئه، والأمر ظاهر بين لمن هدى الله تعالى قلبه لإدراك الذي قدر، ومن يشاء يصده عنه ويعميه عليه كما أعمى الحق على قوم نوح عليه الصلاة والسلام ".
ثم ذكر اللحيدي الدجال (ص 66/أ من المستندات) أنه المراد بقوله تعالى {ثم إن علينا بيانه}، فالبيان موكل إلى اللحيدي الدجال، وأنه المخاطب بقوله تعالى {ونيسرك لليسرى * فذكر إن نفعت الذكرى}، فالبيان والتذكرة إنما هما للحيدي الدجال أخزاه الله.
ثم قال اللحيدي الدجال (ص 66/ب من المستندات):
وإليه كذلك الإشارة في سورة الأنعام بقوله عز وجل:? قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ. وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون. اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ? وهذا قطعا ليس المعني به نبينا صلى الله عليه وسلم بل حفيده المهدي صاحب الذكر ".
ثم قال اللحيدي الدجال:
"? وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ? وصفه بالضياء والذكرى، لكن ذكرى لمن؟! قال ? وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ ?، يريد الذين يدركون المهدي فيؤمنون به ويصدقون بذكر الله تعالى بأمره ".
ثم قال اللحيدي الدجال (ص 67 من المستندات):
? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ. وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ?. أي أعمى أصم هذا الذي علم أن المصطفى صبر حتى حكم الله تعالى؟! والله إنه المهدي عليه الصلاة والسلام ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/364)
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن بعنوان (من ضرب الأمثال للمهدي ومعاصريه الكفرة بالقرآن) (ص 70 من المستندات):
"كثير ما يضرب تعالى له ولمكذبيه الأمثال في كتابه المجيد، من مثل قوله تبارك وتعالى:
? وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?
فهل رأيتم معاصره ملكا على الجزيرة العربية وهو أبكم وكل على خالقه؟ [يعني اللحيدي بهذا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود]
ولقد وصفهم المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يواطئ القرآن في ذلك بـ " البكم الصم العمي "، وأنهم سيتطاولون بالبنيان، وذلك من البينات والهدى وتحقق التأويل، فما لكم عن الحق معرضون؟! ".
وذكر اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (لماذا لايصدقنا الناس) (ص 74 من المستندات) آيات من سورة الواقعة بعد أن حرف بعض ألفاظها - قاتله الله وعجل بهلاكه - وقال:
? أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ. أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ. نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ التُّخُومِِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ?
وقد أجمع الجمهور التائه على أن هذه النار على العموم هي نار دنيوية ....... وأن بها اتعاظ لقوله تعالى فيها أنها " تذكرة " أي تذكرهم بنار الله تعالى " الكبرى "، وهذا أسخف قول وأبغضه من الجهل المبين في تفسير كتاب الله تعالى، فإنه لا تخصيص للمنفعة على هذا للمقوين دون غيرهم على ما نص على ذلك ظاهر الآيات وفي هذا خلاف خبيث لأنه أقرب للتحريف وغير معول على ما تقرر في هذا الخبر بالآيات وبتخصيصها للمقوين بتاتا .......... لم تزل أقوالهم في على الضلال مجانبين للحق والصواب، ولقد كانوا كارثة في التفسير صادين عن سبيل الحق المبين، كالضباع تنهش في طول وعرض وعد الكتاب الحق وأخباره.
والحق في ذلك وخلاصة القول والإعتقاد المبين في معنى الأخبار في تلك الآيات على ما تقرر في أصول هذه الدعوة المباركة: أن الشجرة المذكورة هنا كناية عن هذا " البترول " العصري و" النار " هي نار العلامة، فيكون على هذا امداد تلك النار التي أوقدها من قدحها وورها بزيت تلك الشجرة ".
ويعني بالعلامة - أخزاه الله - علامة بعثه بالمهدية.
وقال قبل الموضع السابق: " وعليه أقول: أن ذكر النار بآيات سورة "الأنبياء" وآيات سورة"القمر" وآيات سورة"الذاريات" وآيات سورة "الأحزاب" والنار المذكورة بآيات سورة سورة "الواقعة" " وكذلك المذكورة في سورة "فاطر" يقينا عندنا على أصول هذه الدعوة المباركة كما علم المهدي عليه الصلاة والسلام أنها ليست إلا نار الدنيا العلامة، ولكم ضل من حسب ذكر ذلك كله في غير تلك النار، سواء من قال أنها نار جهنم تلك التي ذكرت في آيات سورة الأنبياء والذاريات والقمر والأحزاب وفاطر، أو تلك الآيات المذكورة في سورة الواقعة".
ثم قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله (ص 76 من المستندات):
" وقولوا مثل ذلك بما يريده سبحانه بقوله ? وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً ?
فالرؤيا هنا المراد بها رؤيا بعث المهدي خليفة الله تعالى ورسوله، والشجرة الملعونة هذه هي هي ذات الشجرة التي نفصل في ذكرها ونبين كنهها هنا، بترولهم الذي مُتِع به أولئك " المقوين " وقرب إهلاكهم به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/365)
أولئك الذين نزلوا على تلك السواحل الجرداء مبتعدين عن كل الأمصار محدثين معادنهم الخاصة والتي سيخسف بها ويهلك الله بقيتهم جميعا من بعد ما جعلها لهم متاعا حتى حين، إنه بترولهم الذي قدر الله تعالى أنه زهرتهم المنتظرة تخرج لهم من باطن الأرض وهي كنزها الموعود، وقد جمعهم الله تعالى لهذه الأراضي القفر المنقطعة واستوطنهم فيها ثم تكاثروا ثم خرجت تلك المعادن وتوافد عليها شرار الخلق، ثم سيخسف بهم ويلعنون ويرجمون ويمسخون على ساحل هذا البحر، وعد الله الحق الذي أنتم فيه تمترون ".
تعليق
جميع ماتقدم ماهو إلا أمثلة قليلة لتحريف اللحيدي لكتاب الله عز وجل، من مئات الأمثلة، وهو مستعد أن يجعل كل آية في القرآن واردة في شأنه وبيان أنه رسول محدث، وبيان ماحدث، ومايحدث، وماسيحدث له ولمن يتبعه، ولمن يكذبه. ويدعي اللحيدي أنه أكثر من يخاطبه الله تعالى بكتابه الكريم، وأن الخلق يظنون أن الخطاب إنما يوجه للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقد سار في هذا كله على درب أسلافه الرافضة الذين جعلوا كل آية في كتاب الله واردة في ولاية علي ومايتبعها. وصرح بعض علمائهم بأن جل القرآن نزل في الأئمة الاثني عشر وفي أوليائهم وأعدائهم. وقال الفيض الكاشاني الرافضي: "وردت أخبار جمة عن أهل البيت في تأويل كثير من آيات القرآن وبأوليائهم، وبأعدائهم، حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا كتباً في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن آية آية، إما بهم أو بشيعتهم، أو بعدوهم، على ترتيب القرآن. وقد رأيت منها كتاباً كاد يقرب من عشرين ألف بيت. وقد روي في الكافي، وفي تفسير العياشي، وعلي بن إبراهيم القمي، والتفسير المسموع من أبي محمد الزكي أخباراً كثيرة من هذا القبيل ". وفيما يلي أمثلة لتفسير الرافضة الذي نسج اللحيدي على منواله:
{اهدنا الصراط المستقيم} أي: الطريق إلى معرفة الإمام، والصراط المستقيم هو أمير المؤمنين علي. والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله تعالى: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أم الكتاب.
{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنُّصَّاب، والضالين: الشكاك الذين لايعرفون الإمام.
{ذلك الكتاب لاريب فيه} الكتاب علي عليه السلام لا شك فيه {هدى للمتقين} بيان لشيعتنا.
{وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} أوفوا بولاية علي فرضا من الله أوف لكم الجنة.
{ولاتكونوا أول كافر به} يعني فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم قال الله يعنيهم {ولاتكونوا أول كافربه} يعني عليا. (انظر توثيق هذه الروايات من تفاسير الشيعة في كتاب الانتصار لكتاب العزيز الجبار /64 - 73).
ولم يقتصر اللحيدي في تحريفه لمعاني القرآن على الاقتداء بأوليائه الرافضة، بل اقتدى في ذلك بالبهائية الكفرة أيضا، فتحريفات اللحيدي من جنس تحريفاتهم لمعاني القرآن. وفيما يلي أمثلة من تحريفات البهائية:
قال البهائية الكفرة:
المقصود بالقيامة في القرآن قيامة البهاء بدعوته وانتهاء الرسالة المحمدية.
والمقصود بالنفخ في الصور: دعوة الناس إلى اتباع البهاء.
والمقصود بالبرزخ: المدة بين الرسولين أي محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازي.
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} أي ذهب ضوؤها: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية.
{وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} أي تركت الإبل واستبدل عنها بالقاطرات والسيارات والطائرات.
{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} أي جمعت في حدائق الحيوانات في المدن الكبيرة.
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي اشتعلت فيها نيران البواخر التجارية.
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي اجتمعت اليهود والنصارى والمجوس على دين واحد فامتزجوا في دين الميرزا المازندراني.
{وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ} أي أسقطت الأجنة من بطون الأمهات فيسأل عن ذاك من قبل القوانين؛ لأنها تمنع الإجهاض.
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} أي انتشرت الجرائد والمجلات وكثرت.
{وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ} أي انقشعت، أي أن الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد.
{وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} أي وصل بعضها ببعض عن طريق القنوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/366)
{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} الأولى لمن عارض الميرزا حسين، والثانية لأتباعه المؤمنين به.
وقوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} إلى آخر الآية الكريمة أي مجيء البهاء المازندراني.
وقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} أي علم دين بهاء الله والإيمان به، {لقد لبثتم في كتاب الله} -الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم - أي لبثتم في إقامة كتاب الله وهو القرآن الكريم والعمل بشريعته المطهرة {إلى يوم البعث}؛ أي إلى قيام بهاء الله وظهوره، {فهذا يوم البعث}، أي خروج الناس من دين محمد صلى الله عليه وسلم إلى دين البهاء.
إلى آخر تحريفات البهائية، التي نسج اللحيدي على منوالها أخزاهم الله جميعا.
موقف اللحيدي من أمة المسلمين
وفي مقدمتهم الصحابة رضي الله عنهم
لا يكف اللحيدي الدجال عدو الله ورسوله عن وصف الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الصحابة وتابعوهم بإحسان بالضلال والجهل والغباء والعمى والموت، وأنها أمة غبية لا تعي ولا تفقه إلى آخر الأوصاف السيئة التي هو أحق بها وأهلها. ولايأبه بأي أجماع، ولا يلتفت إلى أي اتفاق مادام يخالف ضلاله، ويصرح بأنه أهل ليخرق أي إجماع للأمة، وأن الأمة قد تجتمع على ضلالة، إلى آخر ترهاته، التي تأتي أمثلتها فيما يلي:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (أما آن لهذه الأمة الضالة أن تنتهي عن جهلها في تأويل القرآن) (ص 39 من المستندات):
" لو لم يكن إلا ضلالها وجهلها في تأويل هذه السورة لكفى بنعتها بالغباء، فكيف وهي بأغلب تأويل القرآن جاهلة ضالة بل حمقاء، يأتي مفسروها بالمضحكات المبكيات، بل أحيانا بالكذبات الكبار، وأحيانا أخرى بالكفريات وهم لا يشعرون والعياذ بالله، أغواهم الشيطان مثل ما أغوى قبلهم يهود، حين أفسد بين ظهرانيهم نبوءات الكتاب، بالتحريف تارة، وبالتأويل الفاسد تارة أخرى، بل سبقت هذه تلك وباتت مقدمة لها، واليوم بالمثل تأولوا فاسدا على القرآن ثم تأولوا ثم تأولوا، حتى صارت تلك الناكبات المقدمات لضلالهم الذي لا يتزحزحون عنه قدر أنملة حتى بعد أن أدركوا تأويل الحق، وانقشعت غيوم الجهل عنه، لكن من شدة استحكام الباطل في تأويل الأولين الفاسد على قلوب هؤلاء المتأخرين، وما ران عليها من زخارفهم الباطلة، عجزوا بعد ذلك الفكاك من كل ذلك وطوقتهم دوائر الظلام لا يستطيعون رؤيةً ما بين يديهم من سبيل الهدى ليسلكوه، فباتوا من المقبورين وهم أحياء، في أجداث العمي.
إنها مصيبة كبرى بعد أن يعيد ويكرر المهدي عليه السلام في تنويرهم وتذكيرهم ولا فائدة، ثم يتعقبه بعض تلاميذه المخلصين على ذلك على منواله ثم لا يفيد هؤلاء العمي من كل ذلك ولم يصبهم أي خير من وراء ذلك، ما دل بغير شك على انطباق حجب ظلمات الجهل على قلوبهم والعياذ بالله، لكن معذرة لله وتأكيدا على إبراء الذمة نجمع لهم هنا خلاصة الكلام الحق في تأويل آيات سورة الدخان، ما فيه إحكام الحجة وقطع المحجة على الضالين الجاهلين في هذه الأمة المنكوبة برؤوس جهلها معاول هدمها "
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هل وقعت القارعة؟ وقفة مع ذكر الجبال وأحوالها في القرآن من خلال سورة القارعة) (ص 47 من المستندات) بعد أن ذكر سورة القارعة كاملة قال: " بلى وعزتك وقعت، لكن المدركة أمة غبية لا تعي ولا تفقه ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بعنوان (تفسير آيات من سورة الأعلى) (ص 68 من المستندات):
" وهذا مما يؤكد أن زمان تحقق الذكر بآخر عمر الدنيا، لا كما ظن السلف وجمهور المفسرين بأن ذلك في مبدأ الإسلام، وقد كذبوا بذلك على كتاب الله عزوجل وذكر الحق ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (ص 43 من المستندات): " فانظروا لها لن تجدو غير هذين التخريجين، أحدهما باطل وهو ماعليه اعتقاد السلف، والآخر الحق المبين وهو ماعليه قول المهدي عليه الصلاة والسلام ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/367)
وسبق ذكر قوله أخزاه الله:" ليتضح لهم أن حتى إجماعاتهم مردها لما يهديه الله تعالى ويوجه بصيرته فهل وصفه غير الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بالمهدي، والمهديُّ من هداه الله تعالى ".
وقال اللحيدي الدجال أيضا (ص 71 من المستندات) في ضرب الأمثال للمهدي، ومن يعاصره من الكفار، ما يلي: ? أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?.
" واعلموا بأن الظلمات هنا في الآية " حسية " وليست معنوية وهو ما عليه إجماع الأمة الكاذب، وقد تم خرق إجماعهم هذا ولله الحمد والمنة بما حقق عز وجل من تأويل الذكر، فما الذي سينفع أقوال التخرص بعد هذا التأويل للذكر سواء القائلون ذلك القدماء أو المعاصرين؟
إنها ظلماتهم التي يعيشون الآن وما هم بخارجين منها، فأين ما يتوجهون لن يلقوا إلا الظلمة.
وعن أي حياة يبحثون؟!، وهم بلا حياة بقلوب ميتة عن ذكر الله تعالى وتصديق الحسنى ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (تفسير آيات من سورة الذاريات) (ص 62 من المستندات) في تفسير قول الله تعالى: {يسألون أيان يوم الدين * يوم هم على النار يفتنون * ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون} زاعما أن النار هنا نار فتنة تكذيب مهديته قال الدجال:
" وقد أجمعت الأمة على أن النار هنا المعني بها نار جهنم التي يُخَلد فيها الكفار وفي ذلك خطأ من الإعتقاد مبين وهو من القول على الله تعالى وغيبه ووعده وسبيله بالتخرص، وقد خرق لهم إجماع هنا والخارق لهم ذلك بفضل الله تعالى وهدايته وتوفيقه المهدي عليه الصلاة والسلام ? يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ?.
وكل ما نص عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم في أخبار الفتن وأنها مما يكون أمرها قبل المشرق، وأنه يكون معها الهرج والكذب إلى غير ذلك من ذكر الفتن وعلاماتها، فالمراد في كل ذلك هو فتنة هذه النار التي نص على خبرها المولى عز وجل في هذه السورة وإياها كان يعني المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عن الفتن، وهي فتنتهم التي كانوا يستعجلون ولها يمكرون ويفبركون!، أيقن ذلك من أيقنه وصرف عنه من صرف وقتل الخراصون اللاهون ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هذا ماخالف به المهدي وأتباعه أيضا الأمة "قصة حياة موسى") (ص 84 من المستندات):
"كثيرة هي المسائل التي يخالف بها المهدي وأتباعه الأمة وإجماعاتها سواء إجماع من يسمونهم " أهل السنة والجماعة " أو من خالفهم من المبتدعة على أصول أولئك، إن اجتمعوا أو افترقوا الأمر سيان، وما أهون ذلك على المهدي وأتباعه، وما أيسر الظهور له بذلك عليهم كلهم بالحجة والبرهان.
نعم يقال هذا وحق لي تقريره، أليس هو المهدي من الله تعالى؟، ومن اتبعه كان من المهديين، ومن يهدي الله تعالى فهو المهتد، ومن يضلل فما له من هاد.
وفي جملة ذلك مسألة حياة موسى وموته عليه الصلاة والسلام، إذ أجمعت الأمة وما أضلها في هذا الإجماع، على موت موسى عليه الصلاة والسلام، يقينا لا يتزحزح عندهم قاطبة ـ لا نستثني من ذلك إلا الصحابة، لا ندري من علم ذلك ولو لم يتحدث به ـ، لكنا هنا سنعلن عن حقيقة ذلك وسنزحزحه لهم حتى يبين لهم أن ما هو إلا على جرف هار، فانهار من مخيلتهم لوادي الجهل السحيق، ولا يغركم "الكثيب الأحمر " فتلك رؤيا منام لا حقيقة ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في كتابه (رفع الالتباس في بيان أن المهدي محمد بن عبدالله هو النبي سيد الناس)، وهو منشور بكامله في موقعه في النت، وأدرج قطعة منه في موضوع له بعنوان (رد شبه المبطلين عن أمر خليفة رب العالمين) (ص 86 من المستندات):
" وما أشبه إعتقادهم ـ أي أهل السنة المعاصرين ـ بالمهدي محمد بن عبد الله باعتقاد الرافضة بمهديهم إذ أن مهدي الرافضة لا حقيقة له , وكذلك مهدي من ينتمي للسنة لا حقيقة له إذ أنهم يعتقدون أنه رجل من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي الحقيقة أنه لا وجود لهذه الشخصية المتخيلة إلا بعقولهم وتصوراتهم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/368)
"لقد أجمع أكثر أهل السنة على أن المهدي الذي يخرج آخر الزمان هو محمد بن عبد الله وأن كل الأحاديث الواردة في خبر المهدي المنتظر إنما هي عنه , وقد ضلوا في هذا المعتقد ضلالاً بعيداً من وجهين لا ثالث لهما , مكراً من الشيطان الذي جهد نفسه كثيراً ليحرف النبوءات ويفسد بذلك ما أخبر الأنبياء.
الوجه الأول: هو أن العائد ما هو إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخباره أن اسمه محمد بن عبد الله ما هو إلا من باب التورية وإنما يريد نفسه بذلك وقد إنطلت على الجميع غباوة منهم , ألا تراه حين يقول:
"لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ـ وقال بإصبعيه يلويهما ـ " يريد بذلك نفسه وحفيده المهدي , ولهذا جاء في بعض طرق الحديث وصف حركة أصابعه وأنه لوى الوسطى على ظهر السبابة يشير إلى عودته , وقد جرى هذا منه على الخبر , ولو أراد غير هذا لكان الخبر غير صادق إذ أن أمر الولاية على الناس قد خرج منهم من دهور بعيدة. وقال بعضهم أنه محمول على الأمر وهو من التفسيرات المتكلفة والصحيح أنه خرج مخرج الخبر.
الوجه الثاني: هو أن المهدي الذي يخرج آخر الزمان ويكون بعثه عند الإختلاف والزلازل والدخان وظهور الفتن وغيره من علامات لخروجه , هو على خلاف معتقد أهل السنة والرافضة , إنما خروجه وبعثه لا يتم إلا سابقاً لعودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون ممهداً لهُ وموطئاً لسلطانه العظيم كما نص على هذا القرآن والزبور والإنجيل.
فأما القرآن ففي قوله تعالى: {وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} قال ابن عباس: (مدخل صدق) يعني الموت , و (مخرج صدق) يعني الحياة بعد الموت اهـ و (سلطانا نصيرا) ما يكون من تمكين المهدي الذي سيمهد لمقدمه عليه الصلاة والسلام كما نص على هذا أيضاً الزبور والإنجيل كما بينته في الفصل السابق ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في كتابه (خطأ أهل السنة في فهم حتمية وجود وظهور الطائفة المنصورة الدائم بالأسنة) المنشور موقعه في النت (ص 93 من المستندات):
"ما أصاب الغرور في الدين أحد مثل ما أصاب من يسمون أنفسهم بأهل السنة، وما خدع أحد مثل ما خدع هؤلاء في قوة ظنهم أنهم على الحق في مجمل الدين وتفاصيله، وأعني بأهل السنة من مازالوا يحبون أن يلقبوا بأهل السنة أو أهل الحديث أو أهل السنة والجماعة وهذه المعاني مع أنها في أصلها صحيحة المدلول، إلا أنها وظفت توظيفا خاطئا مغالطا حتى خرج عن جادة الحق والصواب وتحصلت في النهاية منه مغالطات عظيمة، مازالت آثارها الوخيمة تجر أذيالها في ذاكرة الأمة ومخيلة الكثير من أبنائها. وما زال آخرهم بغرور مستديم التوهم بصدق وجود وتحقق هذه المعاني الجميلة في حياتهم الدينية!، والحق أن السنة أميتت، والجماعة انقرضت، أما أهل الحديث فطواهم الفناء من قرون بعيدة، ورغم هذا ما زالت تنادي في أذيال الخيبة هنا وهناك أفواه كاذبة أن لهذه المعاني حقيقة موجودة. من يصدُق مع هؤلاء ويصرخ فيهم صرخة الإيقاظ، ويهزهم من مرقدهم هزة الفزعان، أن تداركوا أنفسكم: إنكم في سكرتكم تعمهون ".
اللحيدي يطعن في صحيح البخاري رحمه الله
ولم يسلم صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد القرآن من طعن اللحيدي واحتقاره وذمه:
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (من أخطاء البخاري في فقه النساء)
(ص 87 من المستندات):
" ما يكاد يجد المرء ترجمة لهذا الإمام إلا وعليها اختلاف إلا ما شاء الله تعالى وما أقل المتفق عليه في جامعه.
ومن ذلك ترجمته في كتاب الحيض باب: دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض.
وهنا خطأين في لفظ الحديث الذي أورده في هذه الترجمة وهو حديث عائشة رضي الله عنها.
ووقع التصحيف في كلمتين في هذا الخبر عند البخاري ".
اللحيدي يصف الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأنه أكبر تكفيري
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بعنوان (أكبر تكفيري هو من الصحابة هل تعرفون من) (ص 98 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/369)
" هل تعلم أخي القارئ بأن من علامات الكفر والنفاق الأكبر في زماننا إتيان المساجد؟، خصوصا لصلاة الجمعة، لن تصدق ذلك لأول وهلة لأن هذه حقيقة خارجة عن نطاق عقلك الضعيف وأكبر من أن يقبلها لما شوه بالمغالطات والتحريفات والتلبيسات الشديدة في باب العبادات والدين عموما ....
فهو حذيفة بن اليمان أمره لا يخفى ولا حاجة لأن يُدَّعى عليه ذلك، ووالله إن لازم قوله الذي سأقرره هنا هو التكفير بالعموم، وأي تكفير؟ بأخطر شيء في الملة "كفر النفاق الأكبر " تأصيلا أصل ذلك رضي الله عنه، فهل ترون هذا الصحابي يعتمد في ذلك على غير هدى؟!
أبدا وربي بل هو كان يأخذ من فيّ الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإن كان مخطئا في ذلك فلا تقبل يا من سيشكك لإنغلاق مخه عن هذه الحقيقة، من أي تافه رويبضة فويسقة أعمى ولو كان مفتيا حنبليا، يتكلم بأمر العامة ويدعي بأنه من الفهامة! وهو الهامة التي تلقف كل من يعجب بها وتلتهمه ثم ترسله لظلمات جوفها النتن ".
اللحيدي الدجال يصف ابن مسعود رضي الله عنه بالتحريف والضلال والتسبب في ضلال الأمة
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في العنوان السابق مدعيا أنه أفحم خصومه:
"حين قطع على كل ضال ومبتدع دعوى أن تأويل آيات سورة الدخان مما وقع بالفعل في زمان المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك بما ألقمهم من حجة لطالما كانت تقلق ابن مسعود بتأويله الفاسد على آيات سورة الدخان، ألا وهي {البطشة} والتي ما ذكر ابن مسعود أمر الدخان إلا وقرن بها ذكر البطشة، ثم لينفي وبكل تكلف بعد ذلك أن تكون البطشة المذكورة بالسورة يوم القيامة فيحتج على من خالفه بالتأويل أن يوم القيامة إذا جاء لا يرفع، ويعدُّ هذا عند نفسه من أظهر ما يُقوي قوله الباطل على من خالفه في تأويل تلك الآيات.والحقيقة أنه تكلف أكثر مما تكلف من خالفه حين احتج عليهم بقوله تعالى: ? قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ?. وسيأتي لاحقا بيان وجه تكلفه، بل كذبه على تأويل هذه الآيات بالباطل والله المستعان، وأنه تسبب بضلال سائر الأمة عن التأويل الحق لهذه الآيات العظيمة والتي تنص على بعث المهدي عليه الصلاة والسلام.وقد كان مضطربا على ما يبدو أشد الإضطراب في هذا الباب ومتردد، إن صح ما روى عنه القرطبي عن مجاهد أنه انتهى للقول: " هما دخانان قد مضى أحدهما، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض ". وهذا القول عين ما أنكره على قاص أبواب كندة كما ورد هذا عنه في الصحيح وعده من التكلف، فانتهى إلى أن تكلف فوق تكلف القاص، بل جمع كل التكلف وبات أمه وأباه في هذا الضلال والتحريف، وقوله هذا إن صح عنه يعد من أخبث المذاهب والتحريفات على تأويل آي القرآن الكريم، وقد بلبل الأمة وشتت فكرها وأذهب إيمانها عن هذا التأويل العظيم بتكلفه هذا ".
اللحيدي يطعن في ابن عباس رضي الله عنهما
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هل وقعت الواقعة) (ص 48 من المستندات) واصفا الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما بأنه تاه وأنه في عمى عن أمر الله:
" وذكر البعض عن ابن عباس أن القارعة من أسماء يوم القيامة، ولا أحسب أن عنده ما عند المهدي .....
لكن ابن عباس وغير ابن عباس في عمى عن أمر الله تعالى هذا، وقد تاه هنا مثل ما تاه في تحري الدخان يحسبه مما يكون من الكوكب ذي الذنب، ومن لم يفطن لفرق ما بين المنفوشة وبين المدكوكة المبسوطة والتي لن ير لها عوجا ولا أمتا، يقينا لن يدرك فرق ما بين الأمر والحقيقة وراء يوم القيامة وتلك الجبال وذلك الدخان.ولو سكتوا عن الخوض في الكثير من ذكر آيات أشراط الساعة لكان خيرا لهم، ويخشى عليهم الآن من القول بكتاب الله تعالى ومواعيده بمجرد الرأي ".
اغترار اللحيدي بنفسه
أما اغترار اللحيدي بنفسه، وعجبه، وتيهه وتكبره فبحر لا ساحل له. وقد تقدم ذكر أمثلة كثيرة على ذلك، ومنها أيضا مايلي:
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (إذا زلزت الأرض زلزالها) (ص50 من المستندات):
" هل سيكلم الله تعالى المهدي مثل ما كلم موسى عليهما الصلاة والسلام؟
نعم، ثم ها هي المدينة مالها تتزلزل على مدى شهرين حتى الآن؟!، ولم يكن مثل ذلك بأي مكان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/370)
وصدقوني لما أقول لكم لهذا الهول القادم أن صدق من قال عن زلزلات المدينة تلك أن سبب ذلك بأن:
"حق لها ترتعش طربا لقرب التجلي، وأكثرهم لا يؤمنون"، وبشر عن الإمام عليه الصلاة والسلام أن له بذلك كتابا واسمه " بشراكم طيبة الخير والنور تتهيأ للقاء أحبابها ".
وقال اللحيدي الدجال، محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) (ص 56 من المستندات):
"عجب عجاب تفصيلات الزبور عن المهدي عليه الصلاة والسلام: ? صنعت خيرا يا رب معي أنا عبدك كما وعدت. هبني روح تمييز ومعرفة، لأني آمنت بوصاياك. ضللت قبل ان أدبتني أما الآن فحفظت كلامك ?وتحسبون المصطفى صلى الله عليه وسلم لما يخبر عن المهدي بقوله:" يصلحه الله في ليلة " إنه لا يواطئ الزبور بهذا، ولو أعلمتكم بكل ما أعرف من مطابقات أخبارهما على حال المهدي لعجبتم أشد العجب.نعم يصلحه الله تعالى في ليلة فيتولاه بملاكه الأمين يحدثه ويربط له، ويمضي معه على ذلك لهذه الساعة، وهو يقول له" انظر وهكذا اعرف، تأمل وهكذا إفهم"
وأقول أيضا: لو أخبرتكم عما في الزبور من خصوصيات لأحواله لعجبتم أكثر، من مثل قوله هذا:
? إن أبي وأمي قد تركاني، لكن الرب يتعهدني برعايته. علمني يارب طريقك، وقدني في طريق مستقيمة لئلا يشمت بي أعدائي. لا تسملني إلى مرام مضايقي، لأنه قد قام علي شهود زور ينفثون الظلم في وجهي. غير أني قد آمنت بأن أرى جُود الرب في أرض الأحياء. انتظر الرب. تقو وليتشجع قلبك َ. وانتظر الرب دائما ?
أقول: لم يرض والداه تركه العمل واعتبارهم ذلك تهديدا لمعيشتهم، لكنه لما تيقن التعارض بين ما هو عليه وما اختاره له الرب، قدم مرضاة ربه على مرضاة والديه وأسرته، فكان منهم الغضب الشديد والهجران، بل لعله الحقد بعد ذلك!
وها هو بالزبور ينص على ترك والديه له، وبهذا لتوقنوا أن بالزبور خصوصيات من ذكره لا يمكن يدركها بشر غيره. وكذلك قوله هنا:? لفق المتكبرون علي أقوالا كاذبة، أما أنا فبكل قلبي أحفظ وصاياك. غلظ قلبهم وتقسى، أما أنا فأتمتع بشريعتك. كان ما ذقت من هوان لخيري فتعلمت فرائضك، شريعة فمك خيرٌ لي من كل ذهب العالم وفضته ? وقد ترك لله تعالى ما الله به عليم لا داعي لذكره، على حاجة له في ذلك ولوالديه ولأهله شديدة جدا.
? حقق لعبدك وعدك الذي جعلتني انتظره. وعدك ينعشني إذ هو تعزيتي في ضيقي. جاوز المتكبرون الحدَّ في السخرية بي، لكن عن شريعتك لم أمل. تذكرت أحكامك منذ الدهر يا رب، فتعزيت. تولاني الغيظ من الأشرار الذين نبذوا شريعتك. صارت فرائضك ترنيمات لي في أرض غربتي ?.
هل التطبيق هنا يُعجب من أخباره عن انتظار المهدي أم من وصفه بالغريب؟!
الغربة أخص صفات المنصورة آخر الزمان، ولا غريب إلا المهدي بدينه وملته وعلمه الذي آتاه المولى عز وجل، كل من وقف على ذلك قال: هذا غريب. أماالإنتظار فما أحتاج للتذكير بقوله تعالى في زبوره
? انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الأرض، عند استئصال المنافقين تنظر ?.
? أَنعم علي يا رب برحمتك وخلاصك حسب كلامك، فأرد على معيري، لأني أثق بوعدك ?.
والحمد لله رب العالمين، له الأمر أولا وآخرا ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (المهدي الحق لا يصح أن يكون له مشائخ) (ص 89 من المستندات):
" يدعي أهل السنة المعاصرين بأن المهدي المنتظر شخص عادي ورجل صالح يحكم الدنيا كأي حاكم صالح مر على الدنيا. بينما أهل السنة والجماعة الأوائل يعتقدون خلاف ذلك يعتقدون أن المهدي المنتظر خير من أبي بكر وعمر، وجاء عن أحد كبرائهم بسند صحيح أنه كان يفضل على بعض الأنبياء، وهو ابن سيرين رحمه الله تعالى وقوله مما لا يمكن أن يقال بالرأي. روى نعيم بن حماد بسند صحيح عن ضمرة بن ربيعة عن عبدالله بن شوذب عن ابن سيرين رحمه الله أنه ذكر فتنة تكون فقال: إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتى تسمعوا على الناس بخير من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، قيل: يا أبا بكر خير من أبي بكر وعمر؟ قال: قد كان يفضل على بعض الأنبياء (الفتن 251).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/371)
والمهدي جاء في القرآن أنه رسول من الله وذلك في قوله جل وعلا: ? فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم. ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون. أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ? وقوله جل وعلا: ? رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ?
ومن سنة الله تعالى في رسله وأنبيائه أن يخصهم بالتعليم، فلم يعرف عن نبي من الأنبياء أو رسول من الرسل أنه كان له علماء ومشائخ درس عليهم، وقد قرر شيخ الإسلام ذلك فقال: " والرسل لا يأخذون من غيرهم "وجهل أهل السنة المعاصرين بمنزلة المهدي عليه السلام هو ما دعاهم للقول في أمره بالظن والرجم بالغيب، فجعلوه محتاجا للعلماء والمشائخ، وجعلوه رجلا صالحا كأي رجل صالح.
وهذا الجهل المنتشر في الأمة اليوم هو سبب من أسباب نفرة كثير من الناس عن تبين أدلة المهدي أبي عبدالله الحسين بن موسى اللحيدي عليه السلام ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه على النت بعنوان (وقفة مابين ترجمان القرآن ومفتاح القرآن) (ص 91 من المستندات):
"هذه وقفة نقفها هنا ما بين " ترجمان القرآن " ابن عباس رضي الله عنه وقوله في تفسير القرآن الكريم، وبين " مفتاح القرآن " المهدي عليه السلام. نقفها ليتعرف النبيه فرق ما بين الرجلين، وما بين الفتحين في تفسير آي القرآن الكريم " ثم ذكر تفسير ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: "هذا منتهى تحقيقهم في هذا الامر، ولنعد لما عند المهدي عليه السلام في هذا الأمر الجلل العظيم المتعلق بآية أنزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم يتوجب على كل مسلم اليقين والإيمان بما دلت عليه ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بعنوان (سؤال عن الصيحة أو الهدة) (ص 77 من المستندات):
" يجب التصديق بأمر الصيحة، وما هناك من يقين وبرهان لمن كذبها، إلا سفه الأذهان وتخرصات كهانة القراء وإلا فالصيحة ذكرت في القرآن في أكثر من موضع، أحدثها الله في الأمم السابقة، وما الجيل الأخير العاتي بالكفر والنفاق وبأشد مما سبق بمعصوم منها. وهي صيحة من الرحمن عز وجل فيها تعيين لشخص المهدي وإيجاب لطاعته والإنقياد لأمره، ليحقق الله تعالى وعده ويعلي كلمته ويعز دينه، أم يريدون الملائكة تنزل من السماء لتحكم أهل الأرض، ذاك لو كانوا ملائكة، لكنهم بشر يأكلون ويشربون، ولن يحكم البشر إلا بشرًا من جنسهم، ولن تحكم الأرض وتنقاد إلا بما ورد بالأخبار، صيحة يتم فيها تعيين من يحكمها".
ثم استدل اللحيدي الدجال على تلك الصيحة بقوله تعالى: ? وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ?، وقوله تعالى ? وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ? ثم قال: " قيدها بالأرض لأنها لزمان التكليف بعد، وليست هي النفخة التي يخرج منها الناس من القبور".
ثم قال أخزاه الله (ص 80 من المستندات):
"ومن جنسه ما ورد في قوله تعالى:? فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ. وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ. وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ. يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ?
فالإستماع هنا على تفسير العامة لم يتحقق ولم يصدق يقينا لقبض المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو عندهم المخاطب بهذا النص وغيره، لكنه مما فات عليه على عقيدتهم، أما على اعتقاد المهدي عليه الصلاة والسلام واتباعه فهو الحق الذي لم يقع بعد وقد أمر خبرا بانه سيستمع لنفخة الصور وهو مما سيكون وقوله تعالى الحق وفصله الحق وهو الحكيم العليم فهل سمع جيل المصطفى صلى الله عليه وسلم نفخة الصور؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/372)
بالتاكيد لم يكن ذلك، ولا الجيل الذي بعده ولا كل القرون المفضلة ولا المفضولة من بعدهم، وإن كان المعني بذلك جيلا معينا في عقيدة عامة المسلمين، نقول: حسنا. فليكن جيل المهدي والمهدي معهم، كلهم كما وعد الله بقوله الحق هنا، أنهم سيستمعون لصيحة الحق تدوي باسم الحسين بن موسى خليفة الله تعالى ورسوله ? أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ?ولا يشكل عليك أخي المؤمن قوله تعالى بعد ذلك:? إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ. يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ. نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ? فالخروج هناك للصيحة حين ينفخ بالصور في تعيين المهدي ليحكم الأرض، ثم بالعموم لله تعالى الإحياء والإماتة، ويوم تشقق الأرض يحشرون، وهذا الحشر غير عن ذلك الخروج، وهكذا يأتي تارة الخطاب الرباني سموها ان شئتم ازدواجية مباركة فلا بد من البشر هناك من يستحق منه عماية بالنص واغلاق بالمعنى، وإلا لنالها كل من هب ودب ولم يكن لله تعالى سر ولا مخفية، ويسمي مثل ذلك بعض العلماء العارفين منفصل لا متصل موصول ".
فاللحيدي الدجال يصرح أن الله تعالى جعل الآيات الأخيرة للحديث عن القيامة للتعمية على الآيات التي قبلها لئلا يفهمها كل من هب ودب. أخزاك الله يالحيدي، فكيف يكون هذا القرآن كتاب هداية وفيه تعمية على الحق؟!
ثم قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله (ص 81 من المستندات):
ومن الثابت عندي في تحقق نداء الرحمان عز وجل لتعيين المهدي عليه الصلاة والسلام حاكما على كل الأرض باسم الرب، سؤال الكافرين المشركين بقوله لهم حين ذاك، أو مما سيقال في ذلك النداء
? وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ?.
? وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ?.
? وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ. فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءلُون َ?.
واليوم سأخبركم من هؤلاء المرسلين، ألم يمر عليكم نبأ المبشرين والمنذرين بأمر المهدي؟، أم عميت عليكم أنبائهم من الإبتداء، من الآن يا خيبة الدهر يا عار الملة.
? وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ?
? وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً. وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً. وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً ?.
ووالله إننا لنحتسب الهاروني منهم أبدلنا الله به عن غيره، من ديننا عمن هو في دمنا ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/373)
إنهم رسل خاصة أمر المهدي ? لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الأوَّلِينَ. لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ. فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ. فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ. وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ?
وهل يعلم الجهلة أن مع أولئك شقيق المهدي الملقب على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم بـ"المنصور" محاكاة لوعد الله تعالى هنا، خرج مبشرا بامر الله تعالى هذا، فحبس وأوذي على أيدي أشر الخلق أعداء الله تعالى ورسله، أولئك الذين قال تعالى فيهم ? إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ? يسمعون ويمسهم وسوف يبصرون، ثم لا يكون كل هذا إلا يوم الدين، يوم يخرجون من القبور سراعا كالجراد المنتشر، قبح الله ذلك الكذب والتخرص الأحمق فقد عطل به الكتاب، وزعم على مولانا الحق الصادق أن كلماته لم تتم!! متى يفهم هؤلاء الجهلة أن أولئك رسل مخصوصة مبعوثة بالبشارة بأمر المهدي والنذارة منه، وكل هذه الأخبار فيهم، وقال تعالى أيضا في ذكرهم:
? وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ. حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ. لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ?
نعم والله ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه، في الزبور وقبله الذكر وما قال الأنبياء، لكنها عميت عليك يا خسارة، ومرتك ميت من غير أي عبارة، فلم تسمعها بل لم تراها، لقد كنت ميتا حتف أنفك ....... إنهم يا خسارة رسل معينين بعثوا بأمر المهدي، من خلال رؤيا الحق، ثم ماذا؟! ن الحق إلى الحق.لقد ظنوا أنهم كُذبوا بالفعل، ولأكون أكثر دقة وصراحة بعضهم حتى ارتد وسيق خبرهم بكتاب الإمام عليه الصلاة والسلام "تعبيد الموارد"، لقد حسبوا أن أمرهم الذي ارسلوا به كذب وباطل بعد اليقين والإغتراب ....... يؤيد ذلك ويشد عليه قوله عز وجل: ? فلا تحسبن الله مخلف وعدهِ رُسُلَهُ إن الله عزيز ذو انتقام ?. أي يا المهدي، احذر تحسب أن ربك سيخلف وعده لمن أرسل، فهو عزيز ذو انتقام لكن لسنته أمد ونظام!! ".
موقف اللحيدي من علماء المملكة العربية السعودية
يصرح اللحيدي بكل قبح بكفر علماء المملكة العربية السعودية وضلالهم، ولا يكف عن وصفهم بأبشع الأوصاف، وأقبحها، والتي هو أحق بها وأهلها. وقد خصص لذلك منتدى في موقعه الرسمي في النت سماه: (منتدى الحنابلة الوجه الآخر).
وفيما يلي ذكر بعض ماهو مثبت هناك من عناوين موضوعاته (ص 101 - 114 من المستندات):
مفتي الطراطير الأعمى الأحمق وأنفلونزا الطيور [يعني سماحة المفتي، ويعني بالطراطير آل سعود]
مفتيهم الحمار غير مستوعب لم ابتزاز السعوديات
صالح بن فوزان من المفتين العميان
وأخيرا أفاق الحنابلة الدراويش لخطورة فتوى الضال ابن باز
صح النوم ياحنبلي ياحمار
آخر غباوة حنبلية
وأخيرا مفتي العميان إلى الكفر بالله العظيم [يعني سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ]
حتى الفاتيكان آمن بآيات الله، ومطاوعة الحنابلة كفار
كفر العبيكان البواح لزعمه تحية العلم من المباح
نفاق أدعياء الحنبلية والوهابية
ذبح الحنابلة على الطريقة السعودية
موزة القطرية وابن جبرين: الحنبلية والتوظيف القذر الرخيص
مفتي السعودية أعمى عجيبة قدرية أم شرطية؟!!
أريد طحن الوهابية فهل من معين؟
أراجوز الحنبلية مفتي الكورة
أين أنتم ياسفهاء الحنابلة من هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/374)
الحمار مفتي السعودية لا يفقه لم حصل زلزال مكة؟!
مشائخ الحنابلة في القفص كالقرود
لتكون مفتيا لا بد أن تكون أعمى البصر والبصيرة
الحوالي المنافق يصاب بجلطة دماغية
رؤيا صريحة في المنافق عائض القرني
أصبحوا منافقين بعد أن كانوا مبتدعين
ابن جبرين يلحق بالركب ويفضحه الله لتكذيبه المهدية
من تناقضات ابن باز
صالح بن حميد من الحنبلية السعودية إلى الطاغوتية العصرية
لهذه الدرجة وصل الكفر بسلمان الأعور وأتباعه [يعني الدكتور سلمان العودة]
اللحيدان عدو الله ورسوله
الانتكاسة البازية في حكم محكم القوانين الوضعية
ضياع حنابلة السفه في معمعة الحكام وأمريكا
مفتي العميان اللئيم الفتان
فاضحة حنابلة الجهل وأفراخهم من قراء السوء
عائض القرني كفر بالله العظيم
دجال السعودية الأكبر يخالف جده ويرى الرافضة مسلمين [يعني سماحة المفتي]
بوش وخلف مكوته حنبلي
وقال اللحيدي في نص فتواه بتكفير الشيخ ابن جبرين المنشورة في موقعه بعنوان (نص فتوى المهدي! في تكفير ابن جبرين) (ص 130 من المستندات):
" وعلى رأس هؤلاء الضلال ابن جبرين وعبدالكريم الحميد وسلمان العودة، وهم ومن يصدقهم في رد أمر الله وإرساله للمهدي وتكذيبه واتهامه بالإلحاد والكفر كَفَرَةٌ بالله العظيم، ختم لهم بأشر خاتمة وأتعس مآل "
وقال اللحيدي في ص 28 من كتابه (السعودية الوجه الآخر): " لوما قلة تقوى متأخري الحنابلة من المولى عز وجل وانعدام رجائهم به لانتهى أمر آل سعود من زمن بعيد، لجلاء أمر ردتهم باتخاذهم النصارى أولياء من دون المؤمنين، ذلك مع انعدام استحقاقهم للولاية الشرعية وفشو ردتهم وفسقهم العام دون ذلك ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 68: " يا لهم من أشرار فقهاء السوء وحنابلة الشؤم، يتفننون بالباطل مستغلين جهل العامة الرعاع يروجون له على أنه حق، والحق على أنه باطل، لكن الله وراء دينه يحميه سبحانه , ومحيط بمكرهم وجهلهم لا تخفى عليه خافية ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 79:" كيف سيوافق المصطفى ويعاديهم ويؤمن بوجوب مجانبتهم والنفرة والشك ممن يتقرب منهم من فقهاء العصر، من أمثال السدلان واللحيدان وعفيصان ومريغان، ممن تمرغ بقصور هؤلاء الظلمة وآخرهم الأعمى البعيري [يعني سماحة المفتي] الذي بلغ من إكرام السلاطين الملاعين له أن أنكحوه بكرا صغيرة وهو أعمى لا يرى من يقف بجانب سريره!! ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 84: " فانظروا فرق ما بين قولي وعلمي علماء الدعوة المتقدمين، والمتأخرين من هؤلاء المراق الخونة لدينهم وعقيدتهم من معاصري هذا الخارجي المكفر بالكبيرة، فأولئك هذا قولهم في نصيحتهم لوالده، عدم جواز إدخال الأجانب ولو لحجة مصلحية دنيوية لـ (الديار العربية والولاية الإسلامية) وتصريحهم بحرمة ذلك القطعية، وهذا على خلاف ما عليه المتأخرين الملبسين الذين طالما أعلنوا للناس من خلال وسائل إعلام هذا المارق الخارجي لإبطال حجة أولئك المشائخ الحنابلة الكبار في حرمة هذا الفعل، بالشنشنة حول أحاديث وجوب إخراج النصارى من جزيرة العرب، وبين الأمرين الفرق الشاسع لكن هكذا هم ولاة المرتدين دائما منافقون مداهنون ملبسون ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 93: " والأمير الآخر واسمه (نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز) وفي نفس اللقاء يصف دولة أبناء عبدالعزيز أعمامه بـ (الراشدة) تشبيها لها بدولة الخلفاء الراشدين، وكل هذا يقرر على رؤوس حنابلة السفه والضلال عليهم من المولى ما يستحقون من فضح وتشهير وأخذ بالنفاق الكبير على يد المهدي عليه السلام الذي قرب تمكين الله تعالى له في الأرض ليزيل باطل هؤلاء عن جزيرة العرب ويدفع شرهم عن دينه سبحانه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/375)
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 103: " هل تصدقون بأن محاكم وقضاة آل سعود المنافقين يفرجون عن من شهد عليه إباحة الزنا واللواط قبل عيد الفطر، وأتباع المهدي لأنهم صدقوا الله ورسوله في أخبار مهدي الله تعالى طرحوا في سجون مباحث آل سعود الكفرة من غير أن يسمحوا لهم بالخروج في رمضان والاجتماع بأهاليهم وأولادهم في عيد الفطر العظيم!!.يا لها من مفارقة وكفر عظيم، أن يسرّح مثل هذا مع إصرار القضاة على المضي في المحاكمة والنظر في ثبوت شهادة الشهود، ولا يفعل مثل هذا مع مؤمنين مسلمين كل جريمتهم عند هؤلاء الكلاب أنهم آمنوا بأقوال الله ورسوله في مهدي الله الذي يبعث آخر الزمان عند اشتداد اختلاف الناس، واشتداد زلزلات الأرض!. أخرجوا مبيح اللواط والزنا بكفالة، وحرموا أتباع المهدي من ذلك، قرنوهم بالحال مع من ادعوا عليهم القتل والتفجير والإرهاب، وقالوا للرأي المحلي والعالمي لو ما أنهم قتلة وإرهابيين لما سجنّاهم أو حاكمناهم أو قتلناهم، فما بال أتباع المهدي يا كذبة يا كفرة، هل فجّروا؟!، هل قتلوا؟!، أم أنهم آمنوا بوعد الله ورسوله، والتزموا اعتزالكم ومجانبة حتى مجامعكم الدينية!!.
هل مثل هؤلاء يستحقون السجن وهم معرضون عن أنظمتكم ما وسعهم ذلك، لا يفجّرون ولا يقتلون، ما هي إلا عقيدتهم وتصديقهم في صدورهم، يقولون آمنا بالله وما قاله رسوله، ونخشى تكذيبهما!!.ألا لعنة الله على الظالمين، اللهم آمين، اللهم آمين ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 116: " مفتي السعودية أعمى، عجيبة قدرية أم شرطية؟! لماذا لا يكون مفتي السعودية إلا أعمى أليست هذه عجيبة؟!. أم أن المكر السياسي السعودي بلغ به الدهاء للحد الذي يستهبل به المسلمين فلا يختار لهم إلا مفتياً أعمى لا أهلية له بالإحاطة بالأمور الواقعية ليتسنى له إصدار الفتوى المناسبة للنوازل!! أم أن المذهب الحنبلي بلغ به السوء والغباء حتى أنه لا يجيز مقام الإفتاء العام إلا للعميان!! بالفعل هذه غريبة تستحق التأمل .. !!! فآخرهم عبدالعزيز آل الشيخ، وقبله ابن باز، وقبله ابن حميد، وقبل ابن حميد الشيخ محمد بن إبراهيم، كلهم على نسق واحد عميان!! ..
رأيي أنه المكر السعودي والدهاء البدوي، استهتارا بالدين والمسلمين.فمن عمي مفتيهم واتبعوه باتوا عميانا عن الله تعالى وعن واجبات دينه وهذه حقيقة السعوديين اليوم عميان عن الدين! ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 138: " وليتيقن العواجي إن لم يمكن آل سعود من تتمة المشوار على هذه السياسة، فستتم تصفيتهم على يد المهدي عليه السلام وأنصاره لا محالة فتصفيتهم قدرية وتنحيتهم ضرورية فهم أهل انتهازية وبهرجة إعلامية لا غير، لا نفع حقيقي منهم يعود على الدين والدعوة له، والدليل توظيفهم من قبل هذا النظام المرتد وهم منقادون له بكل سلاسة لضرب لا أقول التيار الرسمي الوهابي فقط!، بل التيار العام الشبابي المتحمس لنصرة الدين ورفع رواسب الجهل والظلم عن البلاد والعباد".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 146: " وسار على هذا الحنابلة ومشائخ نجد وبعدهم علماء سلاطين آل السعود المأجورين ممثلين بلجنتهم البائدة ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 145:" وهكذا خطوات الشيطان يسير على حذوها هؤلاء المنافقون والزنادقة المارقون من سلاطين وأعوان، حنابلة وبني علمان، كلما مشوا خطوة، تلفتوا: هل من منكر. هل الضغط علينا بات ضعيفا أو قويا. ثم تتلوها خطوات وخطوات، حتى انسلخوا من الدين انسلاخا تاما، وغدا لا تأمنوا أن ينقلبوا لاعتناق النصرانية إن لم يكونوا فعلوا، دعاة بصلبان! ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في كتابه (خطأ أهل السنة في فهم حتمية وجود وظهورالطائفة المنصورة الدائم بالأسنة) المنشور في موقعه (ص 94 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/376)
"وهؤلاء الأشرار قراء النفاق [يعني علماء البلاد] على خلاف كل ذلك، فهم مقرين بالبيعة لولاة الردة والنفاق جميعهم على اختلاف دولهم وأحزابهم!!.كما يقرون بالبيعة لنوابهم ولعوائلهم، وكل حاكم جعل الولاية في أسرته وبالنية لقيام الساعة أقروه على هذا!، ومن نازعهم فهو خارجي، أما إن غلب فهو شرعياً متغلب، وهكذا خذ من سقط المذاهب وخبالات العقول على حساب أصول الشريعة المحكمة في كيف تكون الجماعة فانظر لحال قراء اليوم من حنابلة السفه على ضوء ما كان عليه ابن عمر، إنهم باتوا بلاعات الريالات السعودية وما أرخص الدين عندهم أن يبيعوه بدنيا زائلة، نسأل الله تعالى زوال دجلهم هذا قريبا على يد المهدي، يحرمهم من سيئات مقاصدهم وما الجزاء العادل إلا بإفساد ما حرص عليه المبطل الأشر وحرمانه منه وكم أفسدوا بهذا خلق في دين الله حتى تركوهم في جهل مطبق لا يهتدون ولا يعون من الحق شيء.
وآخر محدثات السفهاء منهم قولهم وعملهم وجدهم وإخلاصهم في تأليف الجماعة على الولاة في فتنهم التي نرى، ومنها فتنة هرج الحدثاء السفهاء من أتباع (الشعيبي والخضير) فعليهم لعائن الله تعالى تترى، وهل استقام أمر ولاتهم شرعا , حتى يضطروا دينا لتأليف الناس عليهم، وهذا منتهى الظلم والجهل والتلبيس على الناس، والإفتراء العظيم على الشريعة ومذاهب من سلف".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في الفصل السادس من كتابه (تنبيه أولي الألباب) والذي عنوانه: من هم رؤوس الجهل في زماننا؟ المنشور في موقعه في النت تحت (ص 115 من المستندات) بعد أن وصف الشيخ الألباني رحمه الله بالنفاق والزيغ والضلال والبدعة قال:
"وشايعه على بعض ضلالاته من شايعه وأخصهم الهالكان رفيقاه بالبدع والجهل، كهلي السوء أهل الحور والخور، العثيمين وابن باز، ذاك المعمي قلبا وعينا فهؤلاء أبوا إلا ان يزكوا من هذه حاله بدلا من الإنكار عليه وكشف مدى جهله وضلاله وتعريف المغرورين المخدوعين عن حقيقة هذا الطالح أنه رأس بالإبتداع لا الإتباع، يحرم على من يخشى الله تعالى أن يتخذه إماما معلما وعلى الأخص في مسائل الإيمان.وعلى العكس من ذلك، أخذوا يوهمون الشباب التائه ببعض المطبوعات التي حسنوا لهم فيها اتخاذه مرجعا وهاديا، فقادهم والعياذ بالله لشر المحدثات، وتنكروا بأرائه لما كان عليه سلفهم من المحكمات الجليات ... وفيهما مقنع على مدى بدعه وضلاله، ووجوب حربه للقادر أو هجرانه.
وكان أن زاد على ما شره عم وطم، محدثة عدم تكفير من لم يحكم بما أنزل الله والجدال على ذلك على وفق أصول الكافر الجهم، والأخيرة وافقه عليها كهلا السوء، وشايعوه في نشرها متنكرين لعقيدة سلفهم في حكمها، وكفى في رد ضلالهم في ذلك أن اتخذوا مثل هذا البالي قدوة وهو أشر أسوة، فتعس التابع والمتبوع".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (كفر آل طرطور بما أعلنوا من احترام لقوانين الدوليين والدستور) (ص 184 من المستندات) يعني الإمام ابن باز رحمه الله:
" بالله عليكم لو تراجعوا قرع العصي على رأس هالكهم الأعمى عليه اللعنة المزيف السابق لضلال هؤلاء، الطامس حقيقة حكمهم في شرع الله تعالى، فماذا ستجدون تقرر هناك من الحق والبيان الجلي في حقيقتهم؟
ستجدون تملصه من الحق الذي كان قرره شيخه إبن ابراهيم ومن بعد ما كان على الحق مع شيخه في أيامه السالفة، تنصل بعد ذلك وبهذا النفاق كان استمرار بقاء هذا النظام التعيس المهلك، فلم يجدوا مشائخ حق وأتباع رسل على الحقيقة وإلا لنازعوهم وفضحوهم وولوا عليهم من يحفظ لهم دينهم ولا يفسد عقيدتهم "
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (مفتي الطراطير الأعمى الأحمق وأنفلونزا الخنازير) (ص 118 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/377)
"فجر قنبلته المدوية المعلنة اليوم تمهيدا لمنع الناس من العمرة والحج لبيت الله تعالى الحرام، ولما كان الأحمق مؤجرا لرأسه السخيف لحكومة آل طرطور فقد نطق برغبتهم في إعلان ذلك وعمله لكنهم لا زالوا على استحياء من ذلك حتى ما يتهموا بالصد عن بيت الله تعالى وعلى العادة في توظيف الحمقى والعملاء مهدوا لهذا الأخرق ليفجر تلك القنبلة الغازية بذريعة نهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن السفر للبلاد الموبوء بالطاعون والخروج منه!! ".
" ثم إنه يظهر لا يميز من جهله الشديد فيما أفتى فيه ولا يعتبر للفرق في الحكم بحق ما هو طاعون وما هو " وبأ " أو " حمى "، ولا بد اعتبار الفرق ما بين ذلك كله لكل من يصدر نفسه للإفتاء في ذلك، وحمق مفتي العريب الطراطير متميز هنا في الجهل في ذلك.
فهل اعتبر للفرق هنا هذا التائه الأعمى كما كان يعتبر العلماء من قبل ويميزون ما بين الحكم في الحمى والوباء والطاعون بالنسبة للعزل والنهي عن الورود على المطعونين والسفر منهم؟
لا أعتقد أنه فعل وإلا للزم الصمت وما وسعهم توظيف الأخرق بكل تلك المتاهات التي يسلكها الآن معهم وزيادة على أنه أعمى بات أخرق سفيه عقل يقول بما لا يشعر ولا يستطيع يهتدي لأخذ الحكم الصحيح فيه"
"فذلك من القول الجاهل والإستدلال الأحمق الذي يراد توظيف هذا الضال من خلال ما قاله للغاية التي أشرت لها، أو لمجرد زج هذا الأعمى من بعد ما احرجوا من طول صمته وعزله عن المشاركة بالأحداث العامة من باب الإفتخار بأن عندهم مفتي مفتح ومدرك لما يجري من حوله، والعين العمياء تدرون ما يفيدها كحل العين، وهؤلاء العريب الاخباث يكحلون بعين عمياء رمصاء ويكفي في بيان قبحها زود على عماها، وسبحان الذي حقق بهم قدره وهم لا يشعرون فقال تعالى في ذلك:
? وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ. وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ?
فكان يحسب المكر العريبي الطرطوري أن من الدهاء ان يتخذ من المفتين العمي ليكونوا بمعزل حسي عما هم فيه، وبحجر طبيعي عما يمكرون، وما أدرك الملاعين بأنهم مهما يمكرون فإن الله تعالى يمكر بهم ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (وأخيرا مفتي العميان إلى الكفر بالله العظيم) (ص 121 من المستندات):
" لقد أخبروني أن هذا النكبة الملقب بالمفتي العام للديار السعودية صاحب ذاك الوجه البعيري المصدر للفتوى العامة في تلك الديار، أخبروني أنه أفتى بحل المعازف على خلاف ما عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام وخبره في حلول الخسف والمسخ آخر الزمان في مستحلي المعازف، فقلت: لعل هذا غير صحيح، وبعيد أن يثبت هذا فالقوم مازالوا بعيدين عن هذه الانتكاسة ولم يبلغوا إلى الآن هذا الحد من الجرأة على دين المسلمين وهم مازالوا مقيدين بالحنبلية ذات العبء الشديد!
ثم هالني ما وقفت عليه تسجيلا صوتيا لهذا الملعون الذي كفر بالله العظيم ووصايا رسوله الكريم، إذ به بالفعل يقول عن معازف تحية العلم في بلاده أنها مجرد نغمات!! لا تعني الغناء والتلذذ
وما درى هذا الحمار أن الغناء لا يكفر مستحله على عكس المعازف التي يكفر مستحلها، فانظروا مدى جهل هذا المفتي العام لتلك الديار الحنبلية لتأسفوا على ما بلغ هؤلاء القوم من توالي الإنتكاسات والإندحارات أمام السياسات الأميرية حتى وطَّأُوا الحنبلية لعلم الوطنية
إنها بالفعل الانتكاسة الكبرى للمفتى والاستحلال الأعظم، والمستحل هنا ليس فردا عاديا بل هو المصدر رسميا للفتوى العامة، وعليه نقول: هل سيلحق بقية الحنبلية مفتيهم العام إلى الكفر الأكبر باستحلال المعازف كما استحلها هو من أجل العلم الوطني ليحشروا مع من سبقهم من سائر الشعب المستحلين لسائر المعازف الوطنية وغير الوطنية.
سننتظر الجواب في الأيام التالية، فإما إنكارا عليه وبراءة مما قال واعتقد، أو فحكمهم حكمه والساكت كالراضي، ولن ينفع الحنابلة السكوت في هذه المسألة فالأمر جد خطير، فهو كفر وإيمان وسننتظر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/378)
وقد سبق هذا المنافق علامة آخر من علاماتهم وما أكثرها، وهو اليوم من خيرة علاماتهم الدجالة ذاك المدعو بكر أبو زيد، فقد قام يوما لتحية ومعازف علم أحد البلدان المجاورة، وبدلا من الإنكار عليه وبغضه في الله لفعله هذا الشنيع، والتيقن من نفاقه وإيثاره للدنيا على الدين صار عندهم بدلا من ذلك علامة!!، فيالها من حنبلية تلفانة فلتانة، معازف وأعلام!!، رحم الله ابن حنبل فلو أدرك هؤلاء لبرأ منهم ولجدد مذهبه بروايات جديدة!! ".
" وبخصوص هذا الأعمى المارد فإن عدم الإيمان بأنه ممن يعنيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر أو في غيره من الأخبار كوصف النبي صلى الله عليه وسلم له ولأضرابه بقوله (رؤوسا جهالا يفتون بغير علم) وقوله (دعاة على أبواب جهنم) يترتب عليه الاغترار بهم واتباعهم في الضلال ويلزم من ذلك الانتهاء حيث انتهوا من نفاق أكبر والعياذ بالله "
" وما نراه اليوم من تنصيب هذا الأعمى الضال المضل كمفتي عام دليل على الضلال العام والعمى العام الذي حل بالناس اليوم ودليل أيضا ً على بلوغنا آخر الزمان الذي أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم في كثير من الأخبار أن هذا وأمثاله دليل عليه كقوله (يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة وفقهاء كذبة) ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله بعنوان (أكبر تكفيري هو من الصحابة هل تعرفون من) (ص 98 من المستندات):
"يا من سيشكك لإنغلاق مخه عن هذه الحقيقة، من أي تافه رويبضة فويسقة أعمى ولو كان مفتيا حنبليا، يتكلم بأمر العامة ويدعي بأنه من الفهامة! وهو الهامة التي تلقف كل من يعجب بها وتلتهمه ثم ترسله لظلمات جوفها النتن ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هكذا بدى وجه اللحيدان كالحا منكسرا بعد الضغط الإعلامي) (ص 123 من المستندات):
"ضغطوا على هذا المجرم الحنبلي الكبير فأخرج ما بجعبته من النفاق، وصرح عما كان يخفي من ضلال في المعتقد الباطل بخصوص مواجهة الأمريكان بالعراق، وكشف عن مدى زيغ الحنابلة وسقوطهم عن أهلية الريادة للمسلمين فيما يواجهون من هجمات الكفار الشرسة.
وبينما أسلافه بالحنبلية كانوا يرون عليهم في ذلك أعظم المسؤوليات وأوجب الواجبات ببيان الحق وتعريف جميع المسلمين ما يلزمهم في مسائل الإعتقاد ونوازل الدهور، إلا أن هذا المارد العاتي بالنفاق كشف بعد الضغط الإعلامي عليه عن أسوء ما بلغوه من مروق عن التزام هذا الواجب وتلك الريادة بتوجيه المسلمين للحق أينما يكونوا فتعالوا معنا نقيد على هذا الرأس في النفاق ذلك المروق والتصريح بالتنصل من هذه المسؤوليات الشرعية على عاتق كل من يزعم العلمية في هذه الأمة ".
ثم قال اللحيدي الدجال قاصدا الشيخ صالح اللحيدان (ص 127 من المستندات):
"كذب الخبيث المنافق فيما برر لنفسه وفتواه الغبية ....... لكنه دعي كذاب مجرد ثرثار لا أكثر، مرائي منافق وهذه حقيقته ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في مقال له بعنوان (رهبانية الرسل) (ص 45 من المستندات): " الضال الملحد ابن جبرين خيب الله مسعاه الذي ديدنه التلبيس على الجهال وتحريف حقيقة أمر المهدي عليه السلام ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (موزة القطرية وابن جبرين الحنبلية والتوظيف القذر الرخيص) (ص 132 من المستندات):
" بينما موزة تلقي كلمتها بفندق الفورسيزونز في قطر بـ " مؤتمر المرأة العربية الماضي والحاضر المشاركة واليمقراطية" "بدعوة من كلية الشؤون الدولية في قطر" جامعة جورج تاون رأينا قبل يومين ابن جبرين الملحد يستعرض ارفف مكتبات معرض الكتاب بالرياض وقد حشر على أيدي علمانيي السعودية الملاحدة بكتب الزنادقة مثل ادونيس وطه حسين وفرج فودة وغيرهم من ملاحدة ملل الشرك والنفاق والزندقية الفلسفية المجرمين. فما العامل المشترك بين جلب هذا الحمار الحنبلي وتلك الموزة القطرية المتعفطة من ضغط البغل لمثل هذه المؤتمرات والمعروضات التي أسس منهاجها على غير التقوى؟!
أولئك يمهدون ويروجون لحرية الديانات واثبات الإنفتاح الديمقراطي والتسامح مع الآخر من جميع الملل، وخير من يزكرش به هذا العرض هذا النتن الحنبلي بلحيته الخبيثة التي ما أنبتت على تقوى هي الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/379)
وهؤلاء يروجون لمبدئ حرية المرأة والمتمظهر بعرض طول موزة وتحدثها من وراء المايكروفات باسم الحرية النسوية ووجوب اعطائهن مزيدا من الإنفتاح والمشاركة، فكانت موزة خير من يمثل هذه المطالب ويدعي بها مثل ما أن ذاك الملحد الحنبلي هو خير من يستعرض للبرهنة على شدة وسرعة الإنفتاح على الأديان والمذاهب بمباركة ورضى الحنبلية المرتدة برأس من آخر رؤوسهم المنقرضة ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (إن شانئك هو الأبتر) (ص 135 من المستندات):
" ولندخل الآن في دلالة الآية من وجه آخر ونتكلم في انطباقها على حال المهدي وخصومه كذلك، فله أسوة حسنة بجده ومطابقة لحاله في أغلب أمور الدين، ألم يقل المصطفى صلى الله عليه وسلم عن دينه: ويعود كما بدأ فانظروا بارك الله فيكم لمن عادى أمر المهدي وأنكره اليوم من مثل عبدالكريم الحميد أبي حصان، والخضير الأعور الدجال، وأيضا سلمان وسفر الحوالي وناصر العمر وغيرهم كثير، كلهم تردت أحوالهم وانكشفت زيوفهم على الدين، ووطأهم أعدائهم من العلمانيين والسلطانيين على وجه غير مماثل من سابق أحوالهم ".
ثم استرسل اللحيدي الدجال في متابعة مرض الشيخ ابن جبرين رحمه الله من أوله حتى دفنه، ومن عناوينه مايلي:
ابن الملحد يبين ما تعرض له الملحد من وعكة صحية مؤخرا (ص 137 من المستندات)
ابشركم قرب هلاك الملحد لجهنم وبانت بشائر سوء خاتمته (ص 138 من المستندات)
وقال:" واليوم كما نرى هذا الملحد الخبيث وسوء خاتمته لاحت لكل عين مؤمنة بالحق ووعده فكان من هذا الملحد بعد ما طعن بالمهدي عليه الصلاة والسلام وزعم عليه الإلحاد أن الملحد حقا اليوم يغشى عليه هذا الطاغوت البهيم [يعني الملك عبدالله] وهو على فراش الموت ويرسله لألمانيا!! ".
وأتى اللحيدي بصورة للملك عبدالله وهو يزور الشيخ ابن جبرين، وعلق عليها قائلا:
" لتنظروا للملحد الملعون كيف يبش بوجه البعرة البهيم [يعني الملك عبدالله] وهو على فراش الموت، والله لا يجمع بين حبهم وحب الله إلا كذاب ملحد مثل هذا المنافق ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 139 من المستندات):
"الأبكم يصدر أمراً عاجلاً بسفر ابن جبرين للعلاج في ألمانيا". يعني بالأبكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 140 من المستندات) شامتا بالشيخ ابن جبرين:
"الروافض رفعوا قضية على الملحد بسبب فتاواه وما نُسب إليه من تسجيلات تبيح قتلهم في العراق كما يزعمون، اغتنموا فرصة تواجده في ألمانيا فرفعوا تلك القضية ... والملحد يبدو وقع في ورطة فلا يُستبعد أن يُجرجر هناك بتهمة الإرهاب والتحريض عى القتل، فيكون الله عز وجل أذله على أيدي أنجس الخلق وأكفرهم الروافض ".
ثم أعلن اللحيدي الدجال أخزاه الله (ص 140 من المستندات) شامتا بالشيخ ابن جبرين:
الله اكبر .. الله اكبر .. ? إن شانئك هو الأبتر ? هلك الملحد بن جبرين عليه لعنة الله تعالى ...
الصلاة ظهر الغد في الجامع الكبير: ابن جبرين إلى غضب الله .. ومحبيه يتوافدون على "التخصصي"
ثم نشراللحيدي الدجال أخزاه الله صور تشييع جنازة الشيخ ابن جبرين رحمه الله والجموع حوله من أمراء وشرطة وعلماء وطلبة علم وعامة (ص 146 - 147 من المستندات) وعلق على الصور بالتالي:
أشر ثلاثة في الخلق اجتمعوا على جنازة الملحد الملعون ابن جبرين: الأمراء الحدثاء السفهاء الملعونين آخر الزمان.
الشرطة الملعونة كذلك آخر الزمان.
وأيضا الحدثاء السفهاء الذين لعنوا آخر الزمان على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ملعون اكتنفه ملاعين واصطفت بجانبه ملعونة وفي جو لعنة بعاصمة ملعونة وعالم ملعون، فهل مر عليكم مثل ذلك؟!
شماتة اللحيدي بموت الشيخ الدكتور إبراهيم البريكان، وهو عضو لجنة المناصحة التي تقوم بمناصحة اللحيدية:
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله شامتا بموت الشيخ البريكان بعنوان (منافق من أخباث آل مقرود يجادل أتباعا للمهدي محبوسين فيهلكه الله تعالى) (ص 212 من المستندات):
" هلك قبل اسبوعين الخبيث المدعو " إبراهيم بن محمد البريكان "، وكان يجادل قبل موته أتباع الدعوة المهدية بسجون آل طرطور، فذبحه الله تعالى بعد ذلك ولم يمهله في شهره الحرام شهر الحج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/380)
فاعتبروا يا أولي الألباب، واتعظوا يا أشرار ولا تعرضوا أنفسكم للهلاك، فإن التعرض لأمر الله تعالى بالطعن به وتكذيبه وحربه هلاك مؤكد، لأن ذلك يقع في وقت النقمة ونزول السخط والهلاك على الأشرار اليوم.
نعم اعتبروا بقصة هذا الكلب الخارجي المنافق، هلك عليه اللعنة وعلى أوليائه معه، ميتهم وحيهم.
وقد كان لي جمع قديم لبعض المقالات والكتب والكتيبات مما يصلح النظر فيها وتعقب مؤلفيها مما يكثرون من الخوض بالباطل والبهتان على أحكام دين الله تعالى، ومن ضمن تلك كتيب لهذا الهالك المنافق بعنوان " طرق أهل الباطل في نشر الخرافة"، وما عشعشت الخرافات إلا برأسه وامثاله من دجالة الحنابلة المتأخرين، يناصرون أهل الباطل وهم يلبسون أنفسهم لبوس التقوى رياء وكذبا على الله تعالى، يخادعونه وهو خادعهم ويكثرون البدع والتلبيس جنود إبليس مع زعمهم إحكام مسائل الدين والتزام هدي الله تعالى فيه، وسيرتهم وسيرة من تولوه تفضح حالهم، ولسان الحال تكذب كل مقال ملتوي مشبه.
وكان مما اقتنيته لتلك الغاية كتيبا لهذا المأفون لفت انتباهي منه عنوان هذا الفصل ((أهمية معرفة طرق أهل الباطل))، والتي عد منه قوله: من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم الرؤى والأحلام اهـ.
لكن المشاغل كانت كثيرة وأتت تلك التشدقات في آخر أولوياتي، ولم ألتفت لها، لكن بعد تعرضه لأتباع الدعوة المهدية بسجون الكفرة المنافقين إخوانه، ترجح الآن النظر بسيرته هذا المنافق المكابر طرطوري الهوى والسلتة، بما ميزه الله تعالى بنقمته ووصمه بغضبه حين تعرض لعباده المصدقين بحقه، فأخذه باليمين وقطع منه الوتين ".
وقد نشر اللحيدي الدجال صورة للشيخ البريكان رحمه الله وكتب تحتها: صورة الهالك للنيران ولي أولياء الكفر والطغيان.
ونشر اللحيدي الدجال صورتين للأمير جلوي نائب أمير المنطقة الشرقية وهو في بيت الشيخ البريكان يعزي أهله، ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله معلقا:
" الطغمة الملعونة على المحبة والوفاق، وابو لحية كذابة ما عنده أي مشكلة شرعية في ولاية هؤلاء الكلاب العريب الملعونين على لسان رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، الناهي عن محبتهم والدخول عليهم في قصورهم، المتوعد من فعل ذلك بأن لا يلج عليه الحوض ـ أي يطرد من رحمته وشفاعته ـ
إن من شديد إيمانه بهم هم يدخلون قصره الخبيث .. ماذا نقول أكثر من ذلك في هؤلاء المنافقين ".
ثم قال اللحيدي الدجال أخزاه الله:
" لكن انظروا بالمقابل لأحباب الدجل، آكلي طعامه وشرابه، الناعسين في أحضانه، المقبلين رأسه ومتنه، إن بعضهم أولياء بعض إلى أن تخرج بقيتهم مع الدجال، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأكيد من كانت هذه سيرته أنه يعادي أمر الله تعالى ببعث المهدي، فيكذبه ويجادل أتباعه وهم مأسورين، قاتل الله تعالى من أسرهم وقاتل الله تعالى من جادلهم وهم للحق أتباعا ثابتين مظلومين والله تعالى ناصرهم بقوته لهذا أهلك كلب الملاعين العريب حين نبح بوجه أتباع المهدي وهم في حبسهم، اعتبروا يا أولي الألباب فهذه حقا قرينة حق وشهادة نصرة، فالمعارضة حين تحققت أهلكه الله تعالى، مثل يوم عارض الحميد الخرف أبي حصان أتباع المهدي اللحيدي عليه الصلاة والسلام من قبل وباهلهم، فهدم الله تعالى مسجده ولم يبقي له إلا حمامات خراء الخراء، فكانت شواهد الله العدل الحق عظيمة في ذلك، فذلك يهدم مسجده ويخزى، وآخر يهلك يزاح لما كان كلبا للكفرة ينبح في طريق قافلة الحق معترضا".
تعليق
علماء هذه البلد هم محل ثقة المسلمين المستمسكين بالسنة في العالم كله، وهم مرجع أهل السنة والجماعة في هذا الزمان، يثقون في دينهم وعلمهم، ويأخذون عنهم الدين والعلم، ويشهدون لهم بالدين والعلم والخير فإذا كانوا كفارا كما يزعم اللحيدي فإن المسلمين اليوم يأخذون دينهم عن كفار، ولا يؤخذ الدين عن كافر، ومقتضى ذلك أن جميع المسلمين في هذا الزمان على دين غير الإسلام لأن ماأخذوه عن هؤلاء العلماء الذين كفرهم اللحيدي لا يمكن أن يكون الإسلام، لأن الإسلام لايؤخذ عن كافر. وكذلك القرآن والسنة إنما نقله إلى الناس هؤلاء العلماء وأمثالهم ممن يكفرهم اللحيدي، وبالتالي لايوجد اليوم قرآن وسنة يوثق بهما وهذا ماصرح به اللحيدي حين زعم أن القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/381)
محرف، فلجأ إلى إنجيل برنابا ليستغني به عن القرآن والسنة ولا يحتج عليه أحد بأنه يأخذ القرآن والسنة عمن يكفرونه ويكفرهم، وكيف يؤخذ دين عن كافر؟!
إن علماء هذه البلاد يكفرون اللحيدي، واللحيدي يكفرهم، ولا شك أن أحد الطرفين كافر، فأيهما الكافر؟ إنه من يقول بأن التحريف وقع في القرآن بنوعيه، ويكذب الله في وعده وقوله، ويحرف معاني القرآن فيفسره بما ينطبق عليه، ويفتري على الله الكذب فيزعم أنه المقصود في كثير من آيات القرآن. هذا هو الكافر الذي أتى المسلمين بدين لا يعرفونه، ولا يعرفه سلفهم من الصحابة وتابعيهم بإحسان.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: " فالدين الذي اجتمع عليه المسلمون اجتماعا ظاهرا معلوما هو منقول عن نبيهم نقلا متواترا، نقلوا القرآن ونقلوا سنته، وسنته مفسرة للقرآن مبينة له كما قال تعالى له: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}، فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه، فصار معاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون اتفاقا ظاهرا مما توارثته الأمة عن نبيها، كما توارثت عنه ألفاظ القرآن، فلم يكن ولله الحمد فيما اتفقت عليه الأمة شيء محرف مبدل من المعاني فكيف بألفاظ تلك المعاني؛ فإن نقلها والاتفاق عليها أظهر منه في الألفاظ، فكان الدين الظاهر للمسلمين الذي اتفقوا عليه مما نقلوه عن نبيهم لفظه ومعناه، فلم يكن فيه تحريف ولا تبديل لا للفظ ولا للمعنى، بخلاف التوراة والإنجيل فإن من ألفاظها ما بدل معانيه وأحكامه اليهود والنصارى أو مجموعهما تبديلا ظاهرا مشهورا في عامتهم " (الجواب الصحيح 3/ 17).
تكفير اللحيدي للعلماء والدعاة خارج السعودية
لم يقتصر اللحيدي على تكفير علماء السعودية ودعاتها، وإنما تجاوزهم إلى غيرهم، فكفرهم وضللهم.
فمنهم الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الذي وصفه اللحيدي بالنفاق والزيغ والضلال وأنه صاحب بدعة منكرة.
قال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في الفصل السادس من كتابه (تنبيه أولي الألباب) والذي عنوانه: من هم رؤوس الجهل في زماننا؟ المنشور في موقعه في النت تحت (ص 115 من المستندات):
" ولو ما ذهاب العقول، واستحكام الغفلة وضعف الهمة في طلب الحق وتبينه لما خفى أمر هؤلاء المنافقين، خصوصا منهم ذاك الفاني المدعو ألباني، فقد زاد على ضلالات من سبقه، بجهالات لا تروج إلا على من بلغ به الجهل حده ومنتهاه، وقد رأيناهم بلا عقول ولا أفئدة، أضل من الدواب الهائمة. ومن أشنع أقواله وأدل العناوين على زيغه وضلاله، بدعته المنكرة .... ومع هذا اتخذه الهمج الرعاع في زماننا قدوة، من المدعين السلفية وصحيحها تلفية، تتلف القلوب وتمحق حق الرب المعبود، في تكفير الكافرين والبراءة من كل خائن لدينه منافق ".
ومنهم الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي. كتب فيه اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت في منتدى (الحنابلة الوجه الآخر) بعنوان (هذا ماقاله المنافق مقبل بن هادي الوادعي في السعودية ووزيرها!!) (ص 148 من المستندات).
ومنهم الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق. قال اللحيدي الدجال أخزاه الله شامتا بمرضه في موقعه في النت بعنوان (إن شانئك هو الأبتر) (ص 142، ص149 من المستندات) بعد أن نشر صورة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق:
" الحمد لله على عظيم فضله وإحسانه بنصره لوليه المهدي عليه الصلاة والسلام على كل من عاداه وكذبه وشانه، فها هو آخر من تلك الزمرة البغيضة عدوة الله تعالى ورسوله تلحق بالركب فتقع صريعة المرض حتى استدعت حالته لنقله من الكويت للخارج يطلبون له السلامة ومن أين السلامة تأتيه وهو عدو لله تعالى ورسوله مكذب للحق طاعن بالدين الذي ارتضاه تعالى واوصى به رسوله عليه الصلاة والسلام.
انظروا لهذا الوجه الكريه المنافق.
ونقول لهذا المنافق سبقك للمصير المخزي هذا حديثا أخيك الملحد ابن جبرين وتمرمط هناك في ألمانيا من تسليط الله تعالى عليه أنجس خلقه سبحانه وهم الرافضة، وأعاد الله تعالى عليه المضادات التي هي أصلا للعلاج لتكون مصيبة في جوفة حين باتت سببا لإكثار السوائل وانسداد مجاريه التنفسية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/382)
فنسأله تعالى لك الهلاك وسوء العذاب إذا قدر لك أن تنفق بالخارج، أو أن يبقيك للخزي الأشد في دولة الحق التي نسأله تعالى بقدره العظيم أن يكون قرب إعلانها وجمع المؤمنين الصالحين حولها، وطرد المنافقين الأشرار أمثالك يا منافق بعيدا عنها ".
ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي، فقد كتب فيه اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (وهل يشك عاقل بعد هذه بكفر المبتدع الزنديق القرضاوي) (ص 150 من المستندات):
"جمع من البدع والضلالات والجهالات، وتراخيص أصحاب الرأي في حمل أحكام الشريعة على التعطيل ما أمكن لذلك سبيل، بحجة التسهيل على الناس اليوم، وتخفيف أعباء الشريعة عنهم، فحلت بقلبه الزندقة من أوسع الأبواب، حتى ظهر علينا بأمسه الملعون بمناسبة قتل السفير المصري على أيدي من يصمهم بالخوارج!!، وهو بحال استعراض من استعراضاته البهلوانية، ليدفع عنه أي معرة ممكن تلصق به، أو ينسبها معادٍ له، فإذا بهذا المرتد المنافق يكشف عن أسوء ما به ويعلنها استهانة بشريعة الله تعالى ما بعدها استهانة".
" ثم إن العالم لو كنت عالما يا منافق ولست والله ولا حذاء بقدم أحدهم، ما عليه إلا بيان الحق وايجاب ما أوجب الله تعالى، ولو خالف من خالف، ولو رفض وعصى من عصى، فكما أن للمستبد عصا، فللحق عصي ورماح، ونبال ترمى فيه فتفقأ أعين من يعادي الدين ويحارب شريعته، كفارا كانوا أو منافقين مثلك ومثل من تلمع لهم يا رجس. لعنك الله يا القرضاوي بعدها ولعن كل من لا يرى كفرك بهذا، ووالله هذا هو التعطيل المحض، الذي لا يعرف بعده مؤمن من كافر، ولا منافق ".
ومنهم الإخوان المسلمون، فقد كتب فيهم اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (هكذا أعلن إخوان الشياطين كفرهم بالله العظيم) (ص 152 من المستندات):
" هذه ثمار بدع الإخوان إعلان الكفر بالله العظيم دينا ينسبونه كذبا وزورا للمسلمين وتاريخ الخلفاء، ويشبهون اعتراض المهاجرين للأنصار بأن الخلافة لا تكون إلا في قريش لأمر النبي صلى الله عليه وسلم:"قدموا قريش ولا تقدموها ". وقوله: " لايزال هذا الأمر في قريش مابقي من الناس اثنان" بما عليه مبدأ التعددية السياسية في الحكم على أصول العلمانية الغربية، وهذا كفر وآكد ما يؤكد على كفر من صرح بهذا وهو رأس إخوان الشياطين، وكل من رضي كلامه من حزبه أن ادعى بأن هذا دينا وجرأ بنسبته لله تعالى.
وأخيرا إنصهر إخوان الشياطين على التمام في الكفر العالمي وتأكدت ردتهم بهذا التصريح، وهذا من أحكام الحق نعلن مسؤوليتنا بإعلانه واعتقاده في هذه الدعوة المباركة، استتابة لهؤلاء المجرمين إخوان الشياطين".
" وغير هذا كثير مما نطق به رؤوس إخوان الشياطين الذين أضاعوا دينهم وأتوا في نهاية المطاف اليوم يعلنون ردتهم بنسبة مبدأ التعددية الحزبية وتداول الحكم على أساس ذلك بأنه دينا، وهذا كفر وردته سافرة عن الإسلام لا يرتاب في ذلك إلا من طمس الله على بصيرته وأضاع إسلامه مثل ما أضاع هؤلاء إسلامهم.
ولو أيقنت أمريكا وعرفت حقيقة مذهب هؤلاء إخوان الشياطين وما آلت إليه عقيدتهم السياسية لعرفت أن عتاة الماسونيين العالميين لا يمكنهم أن يبلغوا إخلاص هؤلاء البله لهذه الفكرة الخبيثة، ولوجدتهم أشد ولاءً وأكثرهم حمية ".
موقف اللحيدي من حكام المملكة العربية السعودية
يصرح اللحيدي بكفر حكام هذه البلاد، وضلالهم، ووصفهم بأقبح الأوصاف، وتلقيبهم بأقبح الألقاب التي هو أحق بها وأهلها، وقد ألف فيهم كتابا سماه (السعودية الوجه الآخر) يقع في 146 صفحة منشور في موقعه في النت، وقد ملأ هذا الكتاب بتكفير ولاة أمر هذه البلاد، وتضليلهم، وتهديدهم، ويمكن تصنيف ما أطلقه عليهم في كتابه هذا في الأنواع التالية:
1 - الحكم عليهم بالكفر والنفاق والردة والزندقة، ووصفهم بأنهم أعداء الدين والشريعة، ومناداته إياهم بأولاد الكلب:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 24:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/383)
" آل سعود يعلنونها ردة بتأييدهم اعتقاد بوش وتصريحه بذم عقيدة كراهية الكفر والكفار. فبهذا تكون الردة صريحة من هؤلاء وغير مستغربة، فهم ما زالوا يبطنون الموافقة للنصارى عن أعين وعقول الكثير من العامة الدهماء البلهاء منهم والعلماء، لكن أبى الله لتزاحم الأحداث وتفاقمها إلا أن يصرحوا بهذا التصريح المكشوف الخطير، والردة فيه بواح لا تخفى إلا على من طمس الله بصيرته ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 28:
" لوما قلة تقوى متأخري الحنابلة من المولى عز وجل وانعدام رجائهم به لانتهى أمر آل سعود من زمن بعيد، لجلاء أمر ردتهم باتخاذهم النصارى أولياء من دون المؤمنين، ذلك مع انعدام استحقاقهم للولاية الشرعية وفشو ردتهم وفسقهم العام دون ذلك ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 29:
"صاح بها آل عبد العزيز المرتدون بعد إعلان بوش لها بأيام موافقة له!، ألا لعنة الله على الكافرين ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 41:
" وأقول لكل الجبناء يبقى الصحيح أن تتعلق همة الجميع في أن يعلو الحق ويعرف ويقرر لكل الناس في زمن قل من ينهض لبيانه ليفضح هؤلاء الحكام وأمثالهم ويقرر ثبوت ردتهم شرعا، بكل مصداقية وبكل علمية ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 55:
" معاشر المبتدعة الممتنعين عن تكفير وتحقيق البراءة من هؤلاء الحكام المنافقين المرتدين".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 93:
"وهكذا هي الحال دائما مع تلفزيون هؤلاء المنافقين الرسمي، نشر الأباطيل والأكاذيب والغلو والتعظيم الباطل على حساب أسس الدين وبديهيات تكوينه الرباني، فحين يوصف ولي النصارى [يعني الملك عبدالعزيز] بأنه مرسل من الله تعالى، ودولة الباطل توصف بأنها راشدة فما بقي من تزييف وتحريف للحقائق بعد هذا بالله عليكم ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 95:
" من مفاجآت حارثي (قناة اقرأ) الخبيث بالأمس تقديمه أحد أحفاد عبدالعزيز آل سعود على أنه واعظ، وكان ملتحيا مرتديا (بشت) الإمارة ـ رداء أشبه بطيلسان اليهود ـ يتبجح الأبله واعظاً الناس في أن رِبا مملكة جده الآن لم تسمح به حكومتهم، ولا يتداول من خلال بنوكهم مستحلين له، وخطَّأ من قال بأنه مُستَحل عندهم، وعليه من قال بكفر حكومته لذلك فهو من الغلاة!، وكذب عدو الله وعدو شريعته، وصدق من قال: فرخ البط عوام.
وهذا وأمثاله من الجهلة الذين يبررون للظلمة المرتدين أنواع كفرهم ونفاقهم الأكبر بمثل هذه الشبه التي لا تنفق إلا على الجهلة قليلي العلم فاسدي الأصول الشرعية ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 141:
" وهم كذلك آل سعود في ترويجهم لزندقة النقيدان وغيره وفتح سائر قنواتهم الإعلامية ليمخروا في أصول الدين، ويروجوا لأفكارهم الزنديقية كفرا بالقرآن والسنة وإرضاءً لأسيادهم من الساسة العالميين الذين طالما نقدوا الدين الإسلامي ورموه بالتحجر والتخلف، فضلا عن المذهب الحنبلي المتجذر داخل النظام السعودي إنها زندقة وردة مكشوفة لكن أكثر الناس عمي قلوب لا يبصرون بها، وإذا أبصروا كانوا زنادقة مثل أولئك الساسة، خدما لهم وأبواقا تردد كل الأفكار الباطنية التي يعتنقون ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله عن النقيدان في ص 146:
" وما هلوساته وزندقيته هذه إلا خارجة من تحت عباءة نظام آل سعود المرتدين الذين أخذوا يشنشنون في الآونة الأخيرة بإخوة النصارى والمنع من بغضهم وعداوتهم، ولما لم يجرأوا بعد بالصدع بعدم كفرهم كذلك كلفوا هذا المغمور السفيه بالنيابة عنهم ليقول ويجرأ على البوح بما باح به"
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (كفر آل طرطور بما أعلنوا من احترام لقوانين الدوليين والدستور) (ص 182 من المستندات):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/384)
" واليوم يبلغنا اعترافهم واعتزازهم وافتخارهم بتلك القوانين والتشريعات الدولية على لسان مسؤول في تلك الدولة والأسرة الكافرة الملعونة، وبأنهم ملتزمون بها شرعية دولية بل أعلنوا احترامها كذلك، ولا شك على وفق هذا يجب اعتقاد كفرهم وردتهم مثل ما أكفر مؤسسهم محمد بن عبدالوهاب بعض قبائل عربية من قبل إبان تأسيس نظام حكمهم، وما كان دينا بالأمس وعقيدة لا يبطلها مداهنة ولا نفاق أيا كان، مع أنه لا مقارنة ما بين من أكفروهم بالأمس بسببه وما عليه حالهم اليوم، فلا مقارنة بتاتا بين ما جرى من قبل من أولئك الرحل البدو وما يجري اليوم من هؤلاء المستوطنين الدوليين بقوانينهم الكثيرة المتشعبة والصريحة في أكثرها بمصادمة أحكام الله تعالى في كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ".
" فما القول في هذا المنافق الصارخ بالكفر الذي أعلنه باسم دولتهم الملعونة اليوم بشكل واضح لا لبس فيه، وهل ترون حنبلي منافق مفتيا كان أو زراب يقدر يقرر المعتقد الحق في حكم هذا الذي قاله باسم نظام دولتهم المارقة الملعونة، ويقول أولاد الكلب يجب مواجهة الفكر بالفكر والاعتقاد بالاعتقاد، هيا هلا ومرحب بالفكر والعقيدة ونحن أحق من يثق بدينه وفكره وعقيدته وإلا أنتم يا أولاد الكلب أقصى ما بلغتم أن تكونوا أعرابا منافقين النفاق الأكبر من أهل الجهل والكفر والردة والضلال وأجدر أن لا تعلموا حدود ما انزل الله تعالى، وممن حولكم من قرود القراء عرفنا شأنهم ولنا دراية شاملة بحقيقتهم، وهم أول من يفر عنكم ويخذلكم حين حمو وطيس المعركة ".
2 - لعنهم ووصفهم بالطواغيت:
قال اللحيدي في ص 76 معلقا على ظهور الشيخ السعدي بجوار الأمير منصور بن عبدالعزيز في صورة:
" نعم لعل الشيخ السعدي أكره هنا من هذا الطاغوت، فقد أكرهه والد هذا الأمير الملعون من قبل على ما لا يحب، أقول الملعون والدليل لو لم يكن إلا أنه حليق لحية مغيّر لفطرة الله تعالى لكفى ".
ووصفهم في ص 79 بالسلاطين الملاعين.
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 91:
" لكن لن ينسى لذلك الطاغوت [يعني الملك عبدالعزيز] ما سنه في ذريته من تركٍ لجهاد الكفار ومداهنتهم والتورط معهم في سياساتهم واقتصادهم، ولحمله كامل المسؤولية لما يرى من حال ذريته بعده، فهم ما زالوا سائرين على نهجه ووصاياه لا يحيدون عنها شبرا ولا ذراعا"
3 - وصفهم بالخوارج، وأنهم لا يجوز توليتهم الحكم شرعا:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 82:
" رأس آل سعود بعد أحداث الخبر يكشف عن معتقده الخارجي. لقد صرح بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في (الخبر) رأس الحنابلة وإذا به خارجي يكفر المسلمين بالكبيرة!، لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى وكان قوله عن محتجزي الرهائن الأجانب: هؤلاء خرجوا من ملة الإسلام!!. وهذا عين مذهب الخوارج التكفير بالكبيرة.ولا أدري ما مخرج فقهاء الحنابلة السفهاء من هذه الورطة التي أوقعهم بها كبيرهم في الخروج؟.والمعروف من مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه لا يرى جواز الولاية في الخوارج وبهذا تزيد مخالفة فقهاء الحنابلة المتأخرين لإمام المذهب، إذ بان أن أميرهم على عقيدة الخوارج في تكفير المسلم بالكبيرة".
4 - وصفه الملك عبدالعزيز وأبناءه بأنهم عملاء للاستعمار، وأن الإنجليز هم من أسس دولتهم:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 121:
" مملكتهم هذه التي ما تأسست إلا بإرادة الإنجليز ورعايتهم (إخوان الشقراء) فهم الذين نصبوهم على رؤوس العريب لضمان ولائهم الأبدي لعرش بريطانيا، الإنجليز الذين ما وجدوا في الجزيرة أفضل لتأمين مصالحهم من ذاك الأعرابي المدعو بـ (أخو نورة) فامتطاه إخوان الشقراء على أحسن ما يكون لضمان مصالحهم الاستعمارية عامة، والاقتصادية خاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/385)
وأدرك بعد منتصف عهده القوى الأمريكية، فأعطاهم ما وعد للإنجليز وأكثر، وما زال أولاده يسيرون على عهده وأمانته معهم على أتم وجه. ولن يدوم لهم الأمريكان، مثل ما أنه لم تدم لهم بريطانيا من قبل، وإن الله لهم بالمرصاد، فهل يرى هذا الأمير دوام مملكة لأهلها من قبل حتى تدوم لهم، فهل دامت للأمويين من قبل؟!، أو للعباسيين بعدهم؟! وماذا عساي أقول والعهد في ذلك قريب، فهل رأوها دامت لدولتهم الأولى أو الثانية؟! سنرى مثل ما سيرى العالم أجمع، حين يشاهدون الانهيار المريع للمحمي والحامي على السواء، إن غداً لناظره لقريب، يوم يفر الإخلاء لبعضهم ثم يجدون بعضهم لا يغني عن بعض، مثل ما كان العهد السابق "!.
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 113:
" بالتأكيد أنهم يعرفون جيداً ما يقومون به والاستعمار العالمي يعرف ذلك جيداً، فمنذ خروج رأسهم من تحت جسر بريطانيا على ساحل الخليج!! وهم يرون الخط الرسمي المرسوم لسياساتهم العامة التي ينبغي أن يسيروا عليها على مر الأجيال إن كانوا يريدون الضمانة لإستمرارية حكمهم وليس بصحيح زعم ابن السوداء [يعني الأمير بندر بن سلطان] أن هذا عائد لدهاء سياسي، أبداً هذه مزحة عند العقلاء غبية ولو استعظمها الدهماء وأكبروها تبقى في حقيقتها عبارات ملبسة لا تحكي واقع حالهم.وقد تم العقد آنذاك أن يطيع عبد العزيز صاغراً رغبات الاستعمار ليضمن له الملك ولذريته أبد الدهر على ما يتصورون في المقدرة على تحييد قدرة المولى لكن هيهات أن يكون حبل الكذب طويلا مع الناس فكيف مع خالق الناس، لا بد من انقطاعه!!.والمراهنة عندهم على الدوام تتم باسم الدين الحنبلي البائد الذي آن أوان انكشاف عدم صلاحيته لهذا الجيل الذي أدرك التأويل، وما توالي تنازلات رواد هذا المذهب لصالح حكم هذه الأسرة الفاسدة دينياً ودنيوياً إلا تأكيداً على قرب نهايتهم جميعا".
5 - التصريح بعدم أهلية الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحكم ووصفه إياه بالأبكم والتحريض على عزله أو قتله، والتصريح بأن اللحيدي سيأخذ البيعة منه:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في 46:
" فمثل أبكمهم هذا لن يقبله والياً أي عاقلٍ وربي، لكنهم لما باتوا بغير عقول أصحاب شهوات فقط، رضوا به والياً شرعياً وطوعوا لذلك أحكام الشريعة، وهذا يعد أشد ما يغيظ المؤمن، نسبة ولاية مثل هذا لحكم الإسلام من هؤلاء عليهم من الله تعالى ما يستحقون، وهل هناك أهلية واحدة دل عليها الإسلام تخول لهم زعم هذا الحق؟! ".
وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن بعنوان (من ضرب الأمثال للمهدي ومعاصريه الكفرة بالقرآن) (ص 70 من المستندات):
"كثير ما يضرب تعالى له ولمكذبيه الأمثال في كتابه المجيد، من مثل قوله تبارك وتعالى:
? وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?.
فهل رأيتم معاصره ملكا على الجزيرة العربية وهو أبكم وكل على خالقه؟
ولقد وصفهم المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يواطئ القرآن في ذلك بـ " البكم الصم العمي "، وأنهم سيتطاولون بالبنيان، وذلك من البينات والهدى وتحقق التأويل، فما لكم عن الحق معرضون؟! ".
ونقل اللحيدي الدجال محرف القرآن في موقعه في النت بعنوان (عجيبة خلع الحاكم السادس أو قتله من أول الإسلام) (ص 195 من المستندات) قول الصولي:" الناس يقولون: كل سادس يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لابد أن يخلع)، ثم ذكر اللحيدي الدجال أخزاه الله أنه لا يستبعد أن تنطبق هذه السنة على حاكم السعودية ثم ذكر أن الرؤى بانتهاء حكم هذه الأسرة الباغية كثيرة جدا وكلها تؤكد أن الحكم سيزول عنهم قريبا وسيؤول إلى المهدي، ولكن للأسف مشرفي تلك المنتديات التي تعرض فيها تلك الرؤى يتمنون المهدي ويستبشرون بالرؤى ولا يدركون من هو وأنه بين ظهرانيهم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/386)
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (موت فهد – الوجه الآخر) (ص 219 من المستندات):
" ويدل على تأييد الرب العظيم لكلام سيدي المهدي عليه الصلاة والسلام حين أخبر أن موت فهد السعودية آية من آيات الله وتأكيداً على صدق الرؤيا التي ساقها شاهدا ً على ذلك وهي رؤيا عن مثال المصطفى صلى الله عليه وسلم التي وقعت عام (1413 هـ) في شهر جمادى الأولى الموافق نوفمبر (1992)، جاء فيها (إن فهد سيموت وسيخلفه عبدالله وأنتم تعرفون أن عبدالله ضعيف وهي فرصتكم، خذوا البيعة لأبي عبدالله فهو خليفتكم) إذ بالفعل مات فهد وخلفه عبدالله ووقع الأمر تأييدا ً من المولى لخليفته المهدي عليه الصلاة والسلام الذي تكلم عن موافقة تاريخية أسماها في كتابه الأجوبة الشرقية بـ (سنة مطردة) في الولاة في تاريخ الإسلام، وهي أنه ومنذ بداية توالي الخلفاء والحكام بعد النبي صلى الله عليه وسلم والسادس منهم يخلع أو يقتل.وعندما أخبر عليه السلام أنه لا يستبعد أن تمضي هذه السنة في حكام الجزيرة الحاليين جاء تقدير العزيز الحكيم ليصدق كلام مهديه ورسوله المبين ليموت فهد ويؤول الحكم إلى عبدالله ويصبح بذلك الحاكم السادس للجزيرة ولم يتبقى إلا أن يتحقق فيه الشطر الآخر من هذه المواطأة التاريخية العجيبة، وهو ذاته ما أخبر به المولى في الرؤيا التي استشهد بها المهدي عليه الصلاة والسلام عن مثال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نسأل الله العظيم الرحيم أن يكون قريباً".
6 - الحكم عليهم بأنهم من أهل جهنم:
قال اللحيدي في ص 46 بجواز القطع بأن هؤلاء من أهل جهنم.
7 - وصفهم بأنهم الحفاة العراة العالة رعاء الشاء الذين يتطاولون في البنيان المذكورين في أشراط الساعة:
وقد قرر اللحيدي ذلك في ص 13 من كتابه، وذكر عدة روايات للحديث ثم قال في ص14: " وغيره كثير كله مؤدّاه أن هؤلاء ورعيتهم أعراب، والحكم للأغلب والأكثر، والخبر نص على الرؤوس أنهم كذلك على الخصوص واليوم كما هو الثابت في واقع الناس أن السلطة لهذا الصنف من هذه الأجناس الغريبة. وللتذكير أن أول غزوة لأعراب الجزيرة أجداد سلاطين اليوم هؤلاء على ما زعموا كانت على سبعة بعارين، وفي هذا تأكيدٌ لما ورد في الخبر عنهم وأنهم بالفعل أعرابٌ لا عدةَ ولا عتاد وهم اليوم يريدون تمثيل الأمة! ".
8 - الطعن في نسبهم، وذكر أنهم مجهولو النسب:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 15:
" وبالفعل هؤلاء الرؤوس مجهولة حقيقة أصولهم، فمثلاً حكام الجزيرة بعضهم ينسبهم لبني حنيفة، وآخر لعنزة، ما يدل على أن نسبهم غير منضبط يقينا عندهم، بل هو ادعاء يدعونه وجاء هذا موافقة لمعنى ما ورد في الحديث، فسبحان الله تعالى ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 13:
" ومن الحق الذي يجب أن يقرر تصديقا لنبي الله ? هنا أن رؤوسهم وأعرابهم كلهم (بُهم) مجهولي الوصل بالعرب، هذه من الحقائق التي أكدتها أخبار المصطفى ?، وزيد على ذلك أنهم عُريب، وبهذا وذاك ذمهم المصطفى ? من قرون طويلة، وها هم بأظهر علاماتهم يملؤون الدنيا".
9 - الجزم بأن اللحيدي وأتباعه هم من سيقضون على حكام هذه البلاد من آل سعود:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في كتابه ص 3:
" وأما الجزيرة العربية فلغلبة سلطان النفاق فيها اليوم علمنا يقينا أنها لن تحرر من هذا النفاق الأكبر الموجب للجهاد الأكبر إلا بفتح من الله تعالى، ولن يتحقق ذلك إلا على يد المهدي ومن معه من أنصار الله تعالى، فمنافقو الجزيرة اليوم وسلطانهم عقبة ومعثرة في وجه جهاد النصارى والمشركين لا ينكر ذلك إلا من هو من جنسهم ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 4:
" ومما لا شك فيه أن هذا الفتح القادم لجزيرة العرب هو المعني في هذا الخبر لتحريرها من سلطة وقهر هذه القيود التي عطلت حكم الله تعالى الأكبر في وجوب قتال النصارى واليهود والمشركين حتى يكون الدين كله لله تعالى، وهذه المعثرة الكبرى باتت كما قلت اليوم السد المنيع في وجه انطلاق هذه الفتوحات الموعودة والتي بوب لها الإمام مسلم استنادا على معنى الخبر بـ (ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال). ومن غير اللائق والحال على ما وصفت أن يكون فتح الجزيرة الآتي غير مراد من هذا الخبر، ولا فتح فارس، دون الروم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/387)
والدجال، فما الروم ولا الدجال بأولى بالذكر من الجزيرة وفارس، وأول فتح الباب، فتح قفله!، ولا يكون القفل في صنعاء وبابه في إيطاليا مثلاً، وهذا مما لا يليق في الإخبار بلسان المصطفى ? الذي جمع له الكلام، وألين له البيان. ومما لا شك فيه أن أول غزو الجزيرة سيكون بالبيان وتعرية حقيقة هؤلاء المنافقين المتسلطين عليها، وتعريف الناس أنهم أعداء الدين، أعداء كلمات الله تعالى وشريعته، إلى أن يقضي الله تعالى أمرا مكتوبا، يفصل به سبحانه بين الحق والباطل، ويشرع الباب على مصراعيه، لتنطلق بعد ذلك جحافل الحق للفتوحات المنتظرة، ولا بد لكل نبأ من مستقر ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 93:
" والأمير الآخر واسمه (نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز) وفي نفس اللقاء يصف دولة أبناء عبدالعزيز أعمامه بـ (الراشدة) تشبيها لها بدولة الخلفاء الراشدين، وكل هذا يقرر على رؤوس حنابلة السفه والضلال عليهم من المولى ما يستحقون من فضح وتشهير وأخذ بالنفاق الكبير على يد المهدي عليه السلام الذي قرب تمكين الله تعالى له في الأرض ليزيل باطل هؤلاء عن جزيرة العرب ويدفع شرهم عن دينه سبحانه".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 114:
" فيخرج ابن سيد الأبرار [يعني نفسه] وتزول بتمكينه مملكة ابن السوداء [يعني الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز] والغبراء وكل داهية دهياء من المكر والكيد، وسيكون الذل للنصارى ولليهود السوء والإهانة والإستكانة، وللحنبلية التي باتت غير صالحة للاستخدامات البشرية العصرية الدعائية حتمية الإزالة. فهل بات هذا قريبا لتنقطع آمال ابن السوداء ويزول جميع السلاطين الفجار، سنرى من أصدق بوعده الأشرار أم سيد الأبرار عليه الصلاة والسلام ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في 118:
" الإرادة الشرعية التي من آكد النبوءات فيها ذم دولة هؤلاء الفراعنة الصغار والتبشير بزوال حكمهم عند حلول الفتن وكثرة الظلم، وذلك بتحقق بعث مهدي الله تعالى وتمكينه ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 126:
" وسترون وربي الجميع متزاحمين على أبواب مدينة المصطفى ?!!، لا فيزة ولا إقامة!!، يلطم الأفريقي بقايا آل سعود إن كان لهم باقية، لا يخشى عبدٌ مسلمٌ قهرَ وسلطة السعودة "
10 - التصريح بأنه لا يجدي معهم سعي في إصلاح:
استدل اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 8 على ذلك بحديث أنس (اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام أو زمان أو يوم إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم عز و جل) وقال: " هذا الأثر مما يكذب أدعياء الإصلاحات المتصفين بالعقلانية في بلاد الجزيرة وغيرها من بلدان العالم ما يسمى بالإسلامي والعربي، مبنى آمالهم تحسن الأحوال واستتباب أمر الدين بتهيئة أجواء الإصلاح واستقرار أمور ولاة بلدانهم ومن ثم تصلح كل الأحوال وتكون كل الأمور على التمام! أحلام كاذبة، وتخيلات عقول سخيفة، هذا الأثر وغيره يكذب هذه الأحلام الغير بريئة، وكيف تصح هذا الأحلام لما يسمى (أهداف المعارضين) والشر على ما ورد بهذا الأثر سيبقى بازدياد والبلاء على هذه الأمة إنما يجر بواسطة الأمراء على ما نص عليه ابن مسعود وغيره ".
11 - التصريح بأن دولة آل سعود ستزول قريبا:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 8:
" إن دولهم منصرمة لا محالة، نبوءات صدق، خاب من كذبها، وهي في آخر مداها استوفت حقها بالوجود ومن لم يفعل من خير فيما فات، لن يفعله فيما يأتي، تلك نبوءة العوران دجل في دجل، بل مازالت هذه الدول ومن أخصها دولة الجزيرة أم المكر والدسائس على دين الله الإسلام، تتبع خطوات الشيطان خطوة خطوة!!، كلما قيل توقفت هرولت!!، واليوم ما عاد المسير خطوات، بل يطوى لها الطريق طي فروة الكبش ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 11:
" وهؤلاء قد استوفت دولهم عمرها، وما ترونه من استحالة زوالها لما تعتقدونه في ثبوت أركانها ما هو إلا سراب كاذب، وما استحالت على الناس إلا ليقيم المولى عز وجل أمره على أنقاض دسائسهم ومكرهم العريض كما وعد بنفسه سبحانه، وما امتناع زوال دولهم وتحالفاتهم على الناس إلا قرينةً على تأكيد ما يبشر به هنا لا أكثر!! ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 16:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/388)
" والجهلة الأغبياء ما زلوا ينادون فيهم: يحيا فلان!، تحيا بلادي!!. وهذا وصف كاذب ورجاء منقطع باطله، لأنه على خلاف وعد الله ورسوله في تمليك الأرض لأوليائه المطيعين وكنس هؤلاء إلى مزبلة التاريخ، ولن تكون حالهم إلا كحال كل الدول المنافقة والكافرة التي مرت على مدى التاريخ لم يكن دوام لأحد منهم بل لم يدم صالح فكيف يدوم أمر طالح شرير. صدق الله ورسوله وكذب العريب وأولياؤهم ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 121:
" النبي ? نبأ بحتمية زوال ملك آل سعود. وممن تنبأ بحتمية زوال مملكتهم البائسة المصطفى عليه الصلاة والسلام أيضاً، وهو ليس بحاجة لا لزيارتهم ولا لقراءة أكاذيبهم!، بل نبأه الله تعالى عالم الغيب والشهادة بشرِّهم وسيرتهم الطالحة آخر الزمان، علم أمرهم بما علمه الرب سبحانه، لذا أتى وصفه لهم مطابقاً لحقيقة حالهم على التمام ".
12 - التحريض على الخروج عليهم لمن له القدرة على ذلك:
قال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 31:
" الإسلام كما ذكرت في أصله الأصيل ولو حرف الحنابلة ولو طمس الأشرار بأحكام ولاية الكفار يبقى في حقيقته أنه ما أتى إلا بحرب هؤلاء ليكون الدين كله لله، ومع عدم القدرة وجوب بقاء النفرة وتحقيق المفاصلة والبغضاء لكل بوشيّ راعي ورعية، ومن لم يكن كذلك فهو متولٍ لهم داخلٌ في أحلافهم ودنياهم، وهذه حقيقة سلاطين الوقت أبى من أبى ورضي من رضي، وألف لعنة ولعنة في وجه كل حنبلي مارق منافق يأبى هذه الحقيقة ويسعى لطمس معالمها ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 54:
" فولاتهم ذموا بصريح السنة ونهي الناس شرعا بالكف عن ولايتهم بل ومنابذتهم عند القدرة وهو ما كان ينكره ابن حنبل ويوصي بالضرب عليه من أسفاره، لكن يبقى الأمر هو الحق، وما اجتهد به ابن حنبل هو الباطل ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 98:
" أقول: أما من كانت حاله كحال حكام هؤلاء المنافقين فتجب البراءة منهم علنا، ولا يصح بحال القول بوجوب نصحهم سراً وحالهم على ما علم الجميع، لكن هكذا دعاوى منافقي زماننا يلبسون دائما ما يفترونه رداء الدين، والدين وفقهه الصحيح يبرأ منهم، وما أن تسلط أنوار العلم على ما يدعون صحته إلا وتجد أقوالهم ضلالة ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 118:
" كما أن نبوءاته عليه السلام عن إرادة الله تعالى الشرعية، أكدت على عدم شرعية دولة هذا الأمير المنافقة بل أوجبت جهادها على القادرين على ذلك بالحديث المشهور عن ابن مسعود ? والذي لم يرتضيه ابن حنبل نفسه وهو من ينسب لمذهبه هؤلاء الدراويش، وكان يدعي رحمه الله تعالى على هذا الحديث مخالفة أصول طاعة الأمراء في الإسلام!، وعليه أمر بشطبه ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 125:
" فهل يريد من يتصايح من حر نقدهم أن نبيع ديننا ونكذب نبينا مثلهم لأجل ماذا؟ حفنة من الريالات أو الدنانير أو الدراهم، لا والله بل سنذمهم ونحكي أخبار نبينا فيهم في زمن كاد الناس يطبقون على الرضا بولاياتهم الشريرة المنافقة، لعل الذمة تبرأ والمؤمنين تتطهر صحائفهم من هذا البلاء السرطاني ".
وقال اللحيدي الدجال أخزاه الله في ص 130:
" فلم إذاً التخلف عن إبراز من يصلح أن يكون رمزاً للمعارضة السعودية يقدم للشارع فيها على أنه البديل الأنسب لهذا النظام البائد في جزيرة الصعاليك كحال جميع المعارضات "
ألقاب آل سعود عند اللحيدي
لم يكتف اللحيدي بكتابه الذي خصصه لتكفير آل سعود ورميهم بأبشع الأوصاف التي هو أحق بها وأهلها، بل خصص لذلك منتدى في موقعه الرسمي في النت سماه (منتدى السعودية الوجه الآخر).
وفيما يلي ذكر بعض ماهو مثبت هناك من عناوين موضوعاته (ص 154 - 181 من المستندات):
كفر آل طرطور بما أعلنوا من احترام لقوانين الدوليين والدستور [يعني بآل طرطور آل سعود]
لعنة ربي على آل مقرود [يعني آل سعود]
نساء الطراطير والرغبة بامتطاء كل مركب هستيريا العهر
رفعت رؤوسها المخانيث في بلاد المقاريد
حكومة الأبكم مباحث لبريطانيا، والمثلية يطالبونه بحريتهم في مهلكتهم [يعني بالأبكم الملك عبدالله]
التوبة الكذوب من أعراب القحوب
الأخباث آل طرطور وقضاتهم الملاعين
الهايف نايف وهيئة حمير السفه والضلال
أبكم الطراطير فاسق يصافح النسوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/389)
"من رأى منكم منكرا فليغيره " وعند الطراطير فليثبته
الأمير الملتحي وابنه الملعونان
رغبة الهايف نايف بمؤسسة للعمالة
من أخبر عن عبدالله الطرطور أنه أبكم قبل ما نقول نحن ذلك؟!
ليبرمان اليهودي لعبدالله الأبكم: ضع مبادرتك في مؤخرتك لاتبقها على الطاولة
ملة الله تعالى ورسوله خلاف ملة آل طرطور
آل طرطور في الجزيرة يحاربون أمر الله
أخرق العرب يوبخ بهيمة الطراطير ويتشفى منه
من تطبيقات الأبكم لحرية الأديان في حج هذا العام
منبر رسول الله تحت الأسر السعودي
من أواخر نواقض الإسلام في آل سعود
هل تريدون في كفر السعودية في الشريعة أكثر من هذا؟
الآن كشف ملك الطراطير عن أنه طاغوت أكبر يجب الكفر به
منافق الطراطير آل مقرود يعين دولة منافق الهاشميين العميل
خيانة آل طرطور البترولية
آل طرطور والقاديانية علاقة مشبوهة
ماحولك أحد يانايف أبوخرطوم كلهم حمير
هذه من ثمرات الكلاب آل سعود والحنابلة
الخبيث أبكم السعودية يعفو عن إخوانه النصيرية
الكعبة باتت عند آل طرطور مجرد تراث ومعرض أثري
عبدالإنجليز آل طرطور عمالة مفضوحة (وثيقة وصور) [يعني الملك عبدالعزيز]
خالد بن فيصل شاعر القرود يكفر بحضارة الإسلام المجيد
اللحيدي يصرح:
من مات وفي عنقه بيعة لحكام الجزيرة
مات على النفاق
قال في منتدى الحوار العام في موقعه على النت تحت العنوان السابق (ص 187 من المستندات):
"هلك الطاغية [يعني الملك فهد]، وحين خلفه طاغية آخر نعقت غربان البين كعادتها بالباطل وقول الزور على دين الله تعالى وتنادوا من عدة زوايا بالناس، بقول الكذب والبهتان على دين الله وشريعته، وكان من أبرزهم وأكثرهم دجلا ونفاقا، خطيب المسجد الحرام المدعو " السديس " ذاك الإبليسي الفاجر الظالم، إذ أعلن من أشرف مكان وأطهر منبر على وجه الأرض، وهو منبر المسجد الحرام، أن من لا يبايع طاغوتهم ومات إلا مات ميتة جاهلية!. والحق أن من بايع وأوجب البيعة له ومات إلا مات على النفاق والردة، فإن الله حرم على المؤمنين موالاة المنافقين، فكيف بمن أوجب بيعتهم بالولاية الشرعية العامة، لا شك هذا كافر بالله العظيم، إذ أوجب الباطل والمنكر المحرم.نعم، كثر هم الذين قالوا بهذا الزور، ويكفينا هذا الملعون لنقيد إنكارنا على قولهم هذا الباطل، وسيكفينا بعرض منكبيه السمينين من خرفان ولي نعمته، من وراءه من الدجاجلة في أمر هذا الباطل العظيم، أن أوجبوا بيعة من أوجب رسول الله وحبيبه جهاده، وعدم الإقرار ببيعته ".
واللحيدي سار في هذا أيضا على نهج أسلافه وأوليائه الرافضة، فقد نقلوا عن كبار أئمتهم قولهم: "كل بيعة قبل ظهور القائم فإنها بيعة كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايع والمبايَع له".
اللحيدي يدعو الناس إلى بيعته
في الوقت الذي يبطل فيه اللحيدي البيعة لآل سعود وغيرهم من الحكام المسلمين يطلب البيعة لنفسه، ويدعي أن الذي أمر بمبايعته هو النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الرؤى، ويزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن فهد سيموت وسيخلفه عبدالله وأنتم تعرفون أن عبدالله ضعيف وهي فرصتكم، خذوا البيعة لأبي عبدالله فهو خليفتكم).
ويسمي اللحيدي هذه البيعة (البيعة لله)، وقد نصب هذا الشعار في موقعه الرسمي على صورة كرة أرضية تدور، فهو يطلب البيعة له من جميع سكان الأرض. وكتب بعنوان (البيعة لله) (ص 198 من المستندات) بعد أن عرض صورة راية سوداء كتب عليها (البيعة لله):
" هكذا تكون راية المهدي كما ذكر نعيم بن حماد في كتابه الفتن.
نعم هي بيعة لله، هكذا هي دعوة المهدي عليه الصلاة والسلام دعوة الناس لعبادة الله وحده، دعوة لله وحده خالية من كل حظوظ النفس. قال المهدي عليه الصلاة والسلام لمن جاء يسأل عن البيعة قال عليه السلام: البيعة ليست لي بل لله تعالى من فوق عرشه، فمن صدق مواعيد الله ورسوله، وآمن بأخبار الله تعالى ورسوله فقد بايع الله تعالى بالإيمان والتصديق، ومن كذب أخبارهما فهذا لم يبايع بل كذب وسيناله عذاب أليم جراء عدم التصديق والإيمان، والإمتحان اليوم للناس والإبتلاء العظيم في تحقق مصداق دعوى الإيمان بما قال الله ورسوله وتصديقهما، أو نقض هذه الدعوى بتكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هذا هو الإبتلاء العظيم ".
أخلاق اللحيدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/390)
إن من يقف على كتابات اللحيدي الدجال يتعجب من سوء أدبه، وقبح أخلاقه، وبذاءة لسانه على نحو يندر جدا أن يوجد له نظير إلا عند أهل الفجور والخنى في أماكن فجورهم ودعارتهم، وهؤلاء لم يعهد أن تكون لهم مؤلفات ومقالات يقف القراء فيها على مستواهم الخلقي، حتى جاء أخوهم وخليلهم اللحيدي فسَنَّ لهم ذلك بما ملأ به كتبه من ألفاظهم ومصطلحاتهم.
لقد أسرف اللحيدي في احتقار المسلمين، ولم يراع لهم حقا ولاحرمة، ولو كانوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وما تقدم ذكره في هذا الكتاب من كلماته يكفي للدلالة على ذلك.
ولا يكتفي اللحيدي بعيب مواقف من يخالفونه وتصرفاتهم، وإنما يتجاوز ذلك إلى الاستهزاء بصورهم وأشكالهم التي خلقهم الله عليها. فكم وصف سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بالأعمى وصاحب الوجه البعيري، يعني أن وجهه يشبه وجه البعير، واللحيدي هنا إنما يتطاول على الخالق تعالى وتقدس لأنه الذي خلق المفتي على تلك الصورة التي يعيبها اللحيدي الدجال، ومن عاب الصنعة فإنما عاب صانعها. وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ثم بين أن الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم. وغمط الناس أي احتقارهم.
ولم يستفد اللحيدي من استهزائه بعباد الله وأوليائه سوى سخط الله عليه، ومحاربته إياه كما جاء في الحديث القدسي "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" رواه البخاري، وشهادته على نفسه بالجهل كما قال تعالى: {قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}.
ولمزيد بيان قدر مستوى اللحيدي الخلقي المنحط سأذكر بعض ألفاظه ومصطلحاته التي أطلقها على أحد مخالفيه، في مقالة له سماها (التفصيل النفيس في إبطال شبه فأرة إبليس):
" وما أشبه حال فويرة منتدى أنا المسلم (رسولة) مفكرة الدجل والكذب بحال من خان عيسى فباع أمانته بثمن بخس – الفويسقة كذابة (أنا المسلم) – أم الفيران – ماهو إلا فأرة تسللت لازئرة ولاجهرة – يالئيم – تنبح لؤما وكذبا أمام الناس – أخزاك الله يالئيم – ما أخبث طويتك وأكذب لسانك – مثلك ياخبيث مارأيت – خبيث الطوية – جندي إبليس ياخسيس – وأنت فأرة – ما أنت إلا جحش رمح خوفا فطرح بعرا فضرط، فنهق جبنا حين رأى الأسد – فويرة تردد الأكاذيب – ولولا عزمي على امتطاء الحمير في المنتديات غازيا في سبيل الله وسأمتطيك امتطاء الشرفية في المنتدى العربي – جاءه شيطانان خسيسان أنت والأطرش الكذاب – أبالسة شرطة دَبَس – أمثال هذه الفأرة وبنيها وبناتها الحجازيات والنجديات – فانظروا للفويرة وهي تسرق – عليه لعنة الله – ماأوقحك بالكذب وأجبنك يافأرة، هاأنا أتيتك باحثا عن العزة، سفاحا قادما، خليفة الله ومهديه المنتظر، الذي تنتظره الأرض والسماء ".
وجميع ماتقدم ماهو إلا بعض ماذكره في تلك المقالة. واللحيدي الدجال يزعم أنه رسول الله المحدث المعصوم فهل هذه أخلاق المرسلين؟!
في الصحيحين عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت: دخل رَهْطٌ من الْيَهُودِ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قالت عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا، فقلت: وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قالت: فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَهْلًا يا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الْأَمْرِ كُلِّهِ " فقلت: يا رَسُولَ أو لم تَسْمَعْ ما قالوا؟ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قد قلت وَعَلَيْكُمْ ". وفي رواية لمسلم: "ياعائشة لا تكوني فاحشة"، وفي رواية لمسلم أيضا:" مَهْ يا عَائِشَةُ فإن اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ".
وفي صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال: قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ على الْمُشْرِكِينَ، قال:" إني لم أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً".
فهذه أخلاق المرسلين لا أخلاق اللحيدي الدجال.
وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم:" لا ينبغي لصِدِّيق أن يكون لعانا"، فإذا كان هذا لاينبغي للصديقين فالمرسلون أولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/391)
وفي صحيح مسلم عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:" إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ ولا شُفَعَاءَ يوم الْقِيَامَةِ ".
أتباع اللحيدي
أتباع اللحيدي يوافقونه تماما في اعتقاده ومنهجه، لا يحيدون عنه قيد أنملة، فهم لا يعصون من أعلنوا الإيمان به على أنه المحدث المرسل المعصوم والمهدي المنتظر السفاح. وهاهو خالد بن صالح بن عبدالعزيز العقيل وهو سعودي يرسل إلى إمامه اللحيدي بعقيدته التي كتبها وأقر بها لدى المباحث السعودية، فينشرها اللحيدي في موقعه، (ص 215 من المستندات) ويقول:
" وإتماما للفائدة في ذكر بعض أخبار إخواننا المأسورين فك الله أسرهم وخلصهم من شر هؤلاء الملاعين الظلمة أذكر الرسالة التالية للأخ أبي هارون العقيل، وفيها إثبات معتقده موثقا توثيقا رسميا في دوائر استخبارات آل طرطور نقيدها هنا إثباتا تاريخيا، وسجلا مشرفا في صفحات جهاد أفراد الطائفة الناجية المنصورة أتباع المهدي عليه السلام. قال الأخ المصابر الفاضل:
يالهف قلبي يارسول الله على تقبيل يديك ورجليك , جعلني الله فداك , وما أنا ومالي وما أملك إلا لك يارسول الله , وأقل ما فعلته وأنا سجين تجاه نصرتك يارسول الله وتجاه هذه الدعوة المهديه المباركة هو هذا (الإقرار) الذي سأسطره بعد قليل ولقد كتبته بنصه ولم أخرم منه حرفاً واحدا , وهذا الإقرار موجود الآن في ملفات المباحث في الدمام ولقد صدّقتُ عليه كما يزعمون شرعاً في المحكمة التي تسمى الشرعية المستعجلة ثم صدقت عليه مرة أخرى في المحكمة الكبرى بالدمام وهو موجود أيضاً في ملفات هيئة الادعاء والتحقيق.
(نص الإقرار)
أُقر أنا المدعو: خالد بن صالح بن عبدالعزيز العقيل سعودي الجنسية مكان الميلاد والنشأة حفر الباطن , وأنا بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاً بالمعتقدات التالية:
1 - آمنت بالمهدي الحسين بن موسى اللحيدي عليه الصلاة و السلام عام 1421 هـ ثم سجنت عام 1422هـ ومكثت في السجن سنة تقريباً وقد تراجعت من أجل الخروج من السجن.
وبالفعل خرجت من السجن وبقيت على إيماني واعتزالي وفي تاريخ 25/ 5/1425هـ سجنت مرة أخرى ومعي مجموعة من الشباب فأخذت بالرخصة رأفة وشفقة بالشباب الذين معي فلما خرجوا من السجن وجب عليِّ أن أُظهر ديني واعتقادي وإيماني بالمهدي عليه السلام , وأن لا تأخذني في ذلك لومة لائم.
ووالله لقد استحييت من الله أن أكتم إيماني بخليفته ورسوله المهدي الحسين بن موسى اللحيدي عليه الصلاة والسلام , وأعوذ بالله أن أكون من الخاذلين للمهدي عليه السلام.
2 - أقر واعتقد بأن الحسين بن موسى اللحيدي عليه السلام هو المهدي المنتظر وهو السفاح وهو خليفة الله الذي يخرج من المشرق , وهو الرسول الوارد ذكره في سورة الدخان.
3 - أقر واعتقد بأن ادعاء النبوة بعد النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كفر وردة وخروج من الإسلام , وهذا اعتقاد المهدي الحسين بن موسى اللحيدي عليه السلام وشيخي سالم حمود الخالدي , أما المهدي الحسين بن موسى اللحيدي عليه السلام فهو رسول محدَّث وليس نبي.
4 - أقر بأننا أدركنا آخر الزمان زمن الفتن وهو زمن الاعتزال ولزوم البيوت والبعد عن الناس والهروب بالدين من الفتن , واعتزال الجمع والجماعات في المسجد.
5 - أقر وأعتقد بسقوط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان زمن الفتن كما نصت الأحاديث على ذلك.
6 - أقر وأعتقد بأن الجهاد المزعوم القائم اليوم في أفغانستان والشيشان والعراق هو قتال فتنة وهو الهرج الوارد في الأحاديث ولا يعد جهاداً شرعياً، والقائمين على هذا القتال كأسامة بن لادن ومن سار على نهجه هم دعاة فتنة بل هم دعاة على أبواب جهنم.
7 - أقر واعتقد بأن المهدي محمد بن عبد الله والذي يبايع بين المقام والركن هو نبينا المصطفى محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وسلم يعود إلى الدنيا ليشهد على أعمال أمته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/392)
8 - أقر وأعتقد بأن هذه الدولة السعودية دولة طاغوتية مرتدة , وليست بدار إسلام بل هي دار نفاق , فحكامكم طواغيت مرتدون من عهد الطاغوت الأكبر عبدالإنجليز إلى عهد الطاغوت فهد وعبدالله وليس لهم بيعة شرعية في عنق مسلم , وأما مشايخكم وعلماؤكم فهم كلاب للطاغوت ودعاة على أبواب جهنم , بل هم شياطين في جثمان إنس , يبيع أحدهم دينه بثمن عنز.وأما تعليمكم وخطبكم فهو تعليم شيطاني كاذب , وأما مساجدكم فهي مساجد ضرار , وفي الختام أقول:
هذا ما أُدين الله به , فوالله إن الموت على طاعة الله خير من الحياة على معصية الله , فوالله ثم والله ثم والله لو قرضتم جسدي بالمقاريض ما تراجعت عن هذه الدعوة المهدية المباركة طرفة عين. وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يميتني على هذه الدعوة المهدية. المُقر بما فيه " خالد بن صالح بن عبدالعزيز العقيل " كتبت هذا الإقرار لدى المباحث مساء يوم الأحد الساعة 11 ليلاً. وكان صبيحة يوم الإثنين مقتل المقعد أحمد ياسين. كتبت هذه الرسالة يوم الجمعة 7 شوال 1425هـ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خادم المهدي عليه السلام: أبو هارون".
وهناك تابع آخر للحيدي اسمه سالم بن حمود الخالدي، وهو أشد اللحيدية اتباعا للحيدي الدجال محرف القرآن وأكثرهم انتصارا له، وله كتب ألفها في بيان اعتقاد اللحيدية ومناصرتها، مليئة بالضلال والخرافات منشورة في موقع اللحيدي في النت. وقد أرسل إلى إمامه اللحيدي تفصيلات محاكمته في محاكم السعودية الشرعية وماجرى بينه وبين القضاة في كتاب سماه (الإبريز في نقض حكم آل سعود الباطل بالدمام والرياض للتمييز)، فنشره اللحيدي في موقعه، (ص 200 من المستندات)، وأرسل إلى إمامه بكتاب آخر فيه تفصيلات ماجرى له في السجن، فنشره اللحيدي في موقعه بعنوان (سجون السعودية ولجنة الداخلية للمناصحة وأتباع المهدي) (ص 212 من المستندات)، فقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله:
" ولا أطيل عليكم إخواني القراء بتفاصيل التقديم لهذه الحقائق وأترك " أسد الناجية " [يعني سالم بن حمود الخالدي] يروي لنا أخبار هذه اللجنة وما دار منها داخل سجون هؤلاء المنافقين برسالة أرسلها للمهدي عليه السلام، قال فك الله أسره وسلمه وإخوانه من شرهم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله. أما بعد:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يارسول الله , نزف لكم يارسول الله بركات الإيمان بك ونصرتك فقد نصرنا الله على هذه الدولة الكافرة المؤمنة بالجبت والطاغوت.
لقد سحروني يارسول الله سِحْرَ الإعتقادات الباطلة وانصبّ علي سحْرٌ عظيم جداً بمكرٍ خبيث لايدع للمرء شك في أن الذي يديره إبليس بنفسه لكي أذهب إلى المحكمة وأتكلم بما يوجب حد القتل في شرع نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وكان هذا السحر مؤقت مع وقت ذهابي إلى المحكمة.
وقبل ذهابي إلى المحكمة بيومين نزل نصر الله علي وكأنها يارسول الله فقاعةً ذهبت أو بالونة وخزتها بإبرة فتفرقعت. وكان حالي في وقت السحر من جهة التصرفات مَن رآني لاينقدني.
وكان الذي يتولى كلام الناس من العسكر وغيرهم هو الشيطان وأنا معه كالنائم مع ما يريه الشيطان في المنام أرأيت يارسول الله عندما يستيقظ النائم فيذكر ما رآه؟، كذلك حينما ذهب عني السحر ذكرت كل ما جرى لي فكان يارسول الله ذلك اليوم يوماً مشهوداً ولو قدر أنه يحل للمسلم أن يتخذ عيداً في الشرع لاتخذت تلك الليلة عيداً. فلما ذهبت إلى المحكمة يوم السبت وكان إبطال الله لسحرهم ليلة الخميس تقريباً عندما انتصف الليل فعندما ذهبت إلى المحكمة ليلاً وجلست أمام ثلاثة قضاة (محمد قاضي) ويلقب القاضي و (يوسف العفالق) وهو الذي عنده القضية، وآخر لا اعرف اسمه فلما اخذنا الجدال وكانوا متوقعين أن يظهر مفعول السحر الذي قد فعلوه حتى أن منهم سألني بعدما قارب الجدال ينتهي هل أنت تبطن شيئاً غير الذي تظهره، إشارة إلى ما تضمنه سحرهم الذي فعلوه وتحضيراً لقريني حتى أن يوسف العفالق قام أثنا الجدال فأطفأ نصف الأنوار التي في الغرفة!!، ويوسف هذا ليس مطلق لحيته وليس لها طول بل هي لحية محلوقة لاتجاوز قدر أنملة من ذقنه. فوالله يارسول الله لو رأيتني وأنا أدمغهم بالحق لرأيت أسداً أعده الله لك لم يترك من فريسته شيئاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/393)
ثم انتهينا وقد رجعوا يحملون الخيبة فوق رؤوسهم ورجعت مرتدياً ثياب العزة والحكمة ثياب هذه الدعوة المجيدة.ثم أعادوا الكرة مرةً أخرى بأشد منها وفعلاً سحروني وجعلوني في غرفة (6) عنبر (1) إلى جنب الحمامات ومن ورائي مما يلي المكيف والجدار الذي فيه النافذه حمامات المحققين ومطبخ للشاي والقهوة ومكان العسكر حتى أني اسمع كلامهم وصوت الغاز ويدخل علي دخان سجائرهم وأسمعهم حين يدخلون الحمام وصوت صبهم للماء وكانت رائحة الغرفة غير جيده ومكثت أطالبهم بالنقل منها قُريْبَ سنة فلم يستجيبوا لي.
المهم يارسول الله عندما أعادوا السحر مرة أخرى وأبطله الله وكان كذلك مؤّقت مع أول جلسة في المحكمة الكبرى فلم يَمُر علي الا ايام قلائل حتى ذهبوا بي الى المحكمة وكانت صدمة لنايف بن عبدالعزيز وأعوانه وقبل أن يدخل علينا رمضان طلبت من إدارة التحقيق وإدارة السجن أن يجمعوني مع أخي خالد أبي هارون وجعلوا يماطلون فوالله يارسول الله ماهو إلا أن دخل علينا رمضان وهاج عليهم الشباب الذين يسمون أنفسهم شباب الجهاد بأنواع من السفاهات والإزعاجات والتمردات والتصويت المزعج ورج الأبواب وكأنك في حربٍ وجرى بينهم مضاربات وشغب حتى أن منهم من خرج وأبى أن يدخل العنبر حتى استدعوا قوة مكافحة الشغب فلم يجدي شيئاً وحتى وضعوا باباً أسوداً كبيراً مصمتاً وراء الباب المشبك وخرج الشباب من الغرف حتى الانفرادي الذي لم يستكمل التحقيق معه وذهب النظام (وارتج الأمر على السجانين) وحتى أخرج الضباط العسكر الذي كان يستلم على العنبر إلى خارج العنبر وإلى الآن وليس في العنابر عسكر فجمعنا الله أنا وأخي هارون وأبوعيسى سعد بن حامد الخالدي رغم أنوفهم وحاولوا تفريقنا نحن الثلاثة من دون سائر المساجين فلم يستطيعوا.
وعندما قرب أن ينتصف رمضان بثوا سحراً عظيماً سحروا به العسكر والشباب الذين في العنبر ضدنا حتى أني أيقنت أن أبليس هو الذي يأمر ويزجر قرناء الشباب شباب الجهاد الباطل فتسلطت عليهم شياطينهم يتحرشون بنا يريدون أذانا وكان إبليس متسلط على شاب اسمه مسلط، ومسلط هذا هو أمير هؤلاء الشباب ومسلط هذا مطيري يعرفه أخونا بدر لأنه من شباب القيصومة وهو الذي تولى كبر الأذى ومعه آخر حدث سفيه أسمه مشاري والآخر كذلك مطيري ومعه سفيه ثالث زهراني حدث وأيقنت يارسول الله أن نايف بن عبد العزيز هو بنفسه يتابع هذا الأمر.
وفي تلك الأحداث طلبت من الضابط أن أزور أخي فهد لأنه هو كذلك سجين في هذا السجن فقال بعد ساعة أو نصف ساعة أخبر الرقيب بأني أريد الضابط وستكتب معروض طلب مقابلة أخيك في مكتبي وفعلاً طلبت الرقيب فلما خرجت أريد مكتب الضابط صرفوني إلى غريفة ضيقة تسمى غرفة انتظار حتى أكتب معروضي فلما دخلت فيها فإذا مكتوب فيها بخط عريض أسود احفظ الله يحفظك وكتابة أخرى ليس لها معنى فدخل علي ضابطان فتحدثنا فقلت في معرض الكلام أني سأخرج رغم أنف نايف بن عبدالعزيز، وأخرج وأنف عبدالعزيز بالتراب وأنا واضع أصبعي على كلمة (احفظ الله يحفظك) وأنا لا أشعر وهم قد رأوا وضعي لأصبعي على هذه الكلمة وكانت وضعية أصبعي كالمشير إليها وعندما كتبت معروضي بكل ما تعنيه كلمة عزة وقعت فكتبت الطليق سالم بن حمود الخالدي.
فلما خرجت أريد عنبري فإذا شباب ابن لادن وقوف على أبواب عنابرهم وهذا قبل أن يضعوا الباب المصمت ينظرون إلى عزة اتباع المهدي وكان الصوت عال حين تكلمت وكذلك بلغهم خبر ماقلت وإذا أرادوا أن يثبتوا أتباعهم على الجهاد الباطل يضربون بي المثل بالباطل قبحهم الله، فتقول مشايخهم هذا الخالدي في عنبر (1) عندكم له سنين ولم يتراجع عن أمره وهو على الباطل!، وأنتم على الحق فاثبتوا وقد أيقنوا يارسول الله أنهم لايستطيعون أن يصلوا إلى ما وصلنا إليه أنا وأخي هارون في البراءة من الطاغوت وأولياءه. ثم إنهم جعلوا يماطلون في الموافقة لي في مقابلة أخي فهد وكل يوم يقولون غداً حتى أكدوا لي في أحد الأيام زيارتي وعندما جاء الصباح وأنا أنتظر أخلفوا ما وعدوا فوالله يارسول الله بعد ما انصرفت من الباب بمدة قليلة هاج عليهم الشباب هيجاناً شديداً يريدون مطالباً لهم وذلك بعد أن هدؤوا لمّا كلمهم الضابط ورأو مكافحة الشغب فهاجوا عليهم مرة أخرى حتى جاء المصورون بكامراتهم مكلفين من قبل وزراة الداخلية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/394)
في لجنةٍ فصوروا العنابر بكاميرات فيديو كي يعرضوا هذه الأفلام على محمد بن نايف وجاء بعض مشايخ السوء معهم، منهم الرجس محمد القاضي وعبدالله الحيدان فاجتمع الشباب يكلمون هؤلاء المشايخ بما يريدون من أمور دنيوية وأمور ثانوية وبعض حقوق لهم مهضومة والكاميرة تصور حديث المشايخ معهم ونحن لم ندخل في شيء من ذلك فلما سمعت محمد القاضي وأنا كنت من وراء تجمعهم أسمع مايقول لهم، فلما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسمع وأطع ولو لعبد حبشي أخذت حينها اخترق صفوفهم وأزيح من كان أمامي لا يحول بيني وبينه حتى ألصقت جسمي إلى الباب وواجهته فعرفني وكره مواجهتي، واللجنه موجودة وهي تصور الحديث فقلت له والناس يسمعون تعال كلمني أنا ولاتلبس على هؤلاء.
فقلت نحن بريئون منك ومن فهد بن عبدالعزيز وجعلت أذكر تحاكمهم إلى محكمة الظلم الدولية وتوقيعهم على مساواة الأديان وقلت له نحن جئنا بنزع بشوتكم وذهاب دولتكم.
فقال: نحن حكمناك قصاص فقلت ونجاني الله منكم فقال: نقصك إن شاء الله قلت: ينجيني الله منكم
وقال: قبل كلمنا عن القصاص، أنت تتوعدني بالذبح فقلت: لست وحدك أنت، وكل منافق.
وقد كنت سابقا في المحكمة توعدته بذلك إذا جاء التمكين ثم ثار علي سفهاء الأحلام يلومونني ويريدوني أن أسكت حتى لا أخرب عليهم مطالبهم الدنيوية، هم في وادي يارسول الله وأنا في وادي.
فلما أنتهيت مما أريد قوله رجعت أنا وأخي هارون وسعد بن حامد الخالدي إلى الغرفة وبعد قليل جاءني شاب اسمه ماجد كان ينصرنا ويميل إلينا، فقال: يا أبا سعد ترى الشيخ يكلم الشباب عنك فلما خرجنا وجئناه غير الكلام وجعل يقول لهم أنا مكلف من الأمير محمد بن نايف، وبينما أنا أسمع وراء الشباب احتقاراً له ومتأهب له لعله يذكر أمرنا لكنه ذهب إلى عنبر آخر، فإذا بعبدالله اللحيدان قد جاء إلى عنبرنا فلما رآني واقف أمام الباب سلم ومدَّ يده لي يحسب أني أصافحه وهو متبسم كذباً، فلم أرد عليه السلام وقلت له ليس بيني وبينك سلام فهاله ما رأى من الصرامة معه وَفَهى يردد اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وهو ينظر إلي بدهشة، فقلت له: قد هدانا الله.فقال: إن العبد في الصلاة يدعوا كل يوم خمس مرات اهدنا الصراط المستقيم، فقلت: ليس هذا موضوعنا. وقال له الشاب ماجد هذا تفريع.
فلما أردت أن أطلب منه الجدال في أمرك أمام كل العنابر والعسكر وأهل التصوير وَلّى مدبراً ولم يعقب فجعلت أرفع صوتي وأسمعه ومن حولي أقول له هربت هربت!!، وكان له بطن ضخم و بارز إلى الامام، فقلت للعسكر قل له يعمل رجيم وهو يسمع تهكماً به شهد هذا يارسول الله سفهاء الاحلام شباب الجهاد الباطل والعسكر والضباط واللجنة التي بعثها محمد بن نايف، وصوروا هذا الحديث بكاميرة فيديو فسبحان الله الذي أرسلك بالعزة لمن اتبعك وسبحان الذي جعل الذلة على من كذّبك وعاداك.
وهذا الحدث الذي فيه المشايخ كان في عشرة الأواخر، وأما قبل أن ينتصف رمضان بقليل جرى من الأحداث والنصر والفتح في العلم ببراهين هذه الدعوة المهدية المبارك ماازداد به إخواني ابو هارون وابو عيسى سعد بن حامد إيماناً ويقيناً وظهرت الشياطين على السفهاء ظهوراً لا خفاء فيه فجعلوا يحركونهم مثل الدمى ومدنا الله بملائكته يثبتوننا ويعلموننا ويتولون تسديدنا، وسحرت الشياطين عقولنا سحراً أعظم من المرة الثانية، ولكن ثبت الله بملائكته عقولنا فجعلنا نضحك من تفاهة أمر الشيطان وضعف كيده وعرفناه على حقيقته وضعفه الذي كان يخفيه بتغيير العقل والسمع والبصر والحس، فازددنا يقيناً ومعرفة وإيماناً وثباتاً المهم يارسول الله حرك الشيطان دماء شباب الجهاد الباطل واعتدوا علي، رموني بنعل فأصابت شفتاي وفمي بضربة من بعيد هذا وأنا واقف في السيب في وسط السيب وبكل ثبات وشجاعة قلب وهم قد انحازوا إلى الباب باب العنبر حشرتهم العساكر حتى ساقوهم سوقاً إلى الباب فلما غضب أخي هارون لي ورماهم كذلك بالنعل فاضوا إلينا واشتبكوا مع أخي هارون واعتدوا عليه وكانوا قد اجتمعوا عليه منهم مسلط زيد المطيري ومشاري وحدث أخر زهراني وآخر ظفيري وأنا محجوز عن هارون، فلما تخلصت من الذي يحجزني ذهبت بكل حزم وأنا عامد نصرة أخي فعندما أصل إلى أي واحد منهم ينفضوا بشكل عجيب وصرفت تماماً عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/395)
ضرب أي واحد منهم وعرفت أنه من الله حتى لا أدخل في سفه.
وكان الواجب على أخي هارون الصبر والله يكتب له أجره فلما أدخلونا العسكر وبعض الشباب المتعاطف معنا إلى غرفتي القديمة التي خرجت منها وهي غرفة (6)، أدخلونا وسكروا علينا الباب حتى لايؤذوننا فلما جلسنا في الغرفة فإذا بكتيب مكتوب عليه رسالة إلى طلائع الطائفة المنصورة في بيت القدس وأكناف بيت القدس وأعلاه مكتوب كتاب البيان ولم نمكث إلا يسير حتى أتوا العسكر وأخرجونا إلى غرفتنا وأغلقوا علينا الباب بالقفل وأولئك لم يفعلوا معهم أي شيء، وزيفوا أولئك الشباب السفهاء الحقيقة وجعلونا نحن المعتدون عليهم والذي أغاظهم قبل هذه المشكلة إبطالنا للجهاد في هذا الزمان والانكار عليهم في ذلك، فملئوها علينا حقداً وبغضاً حتى أنهم والوا أعدائهم الذين يقاتلونهم في دارهم من العسكر والمباحث وجعلوا يبلغون المحققين من يأتينا بتثبت من أمرك يارسول الله ويحرضون المباحث علينا في عزلنا في غرف انفرادي واصبحوا كأنهم يعملون في المباحث حتى اصدروا فتوى بردتنا وأعطونا أحكام الردة بتفاصيلها حتى أني قرئت فتواهم التي صدرت من أغيلمة سفهاء يزعمون أنهم مشايخ لهم ويسمونها اللجنة الشرعية، والذي يحرض علينا عند المحققين والضباط هم هؤلاء المشايخ المزعومون.
وانتصف علينا رمضان ونزل علينا نصر الله بأعظم مما كان وقبل أن تدخل علينا العشر الأواخر أخزاهم الله وأخذ المباحث مشايخهم كلهم ومن آيات الله أن مسلط ومشاري اللذان تسببا في المضاربة خرجوا مع المشايخ فأخذهم المباحث معهم وكان المشايخ قد اعتصموا قبل ذلك كما يقولون احتجاجاً على بعض حقوقهم المهضومة فذهبوا بهم الى جهة غير معلومة فأصبح هؤلاء السفهاء كالغنم التي لاراعي لها وأزالوا القفل الذي على غرفنا وهم كارهون وكان امر الله فوق أمرهم فأصبحنا كقوم ورثوا ديار قوم نمشي في سيب العنبر بعزة وظهور وأولئك قابعين في جحورهم وجعل الله بعد العسر يسراً وأذهب الله مصادر الشر من أولئك الشباب السفهاء مسلط ومشاري والزهراني مطايا إبليس وخدمه.
والى الآن لايدري هؤلاء السفهاء أين ذهب المباحث بمشايخهم وكان برهان صادقاً على صدق هذه الدعوة المهدية وأنها منصورة ومؤيدة من قبل الله , حتى أن هناك مخنث قبض عليه وهو يريد الخروج الى العراق لكي يجاهد وأتوا به الى عنبرنا، فلما تبين لي أنه مخنث هجرته هجرةً ضاق منها ذرعاً واشتدت عليه فجعل يشكوا منها وذكرت لبعضهم أنه مخنث ولايحل لكم أن تجالسوه ولايصلي معكم وذكرت فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالمخنثين وإبعادهم الى الصحراء حيث لايحضرون لاجمعة ولاجماعة ولاجهاد وقلت لهم: إذا خالطتموه فأنتم مثله. وقبل أن يأتينا هذا المخنث سمعوا مني بعض الكلام الذي فيه البراءة من الطاغوت واظهاره امام العسكر وكانوا مجتمعين عند باب العنبر فقال أحدهم: (هذا مهايط) ويقسم على ذلك فلما رجعت وقبل أن ادخل الغرفة وقفت وسط السيب ورفعت صوتي لهم وقلت لهم: هذه البراءة من الطاغوت التي لم تستطيعوا ان تفعلوها يا إناث , فوالله يا رسول الله لم يتحرك احدٌ منهم ولم يغاروا من هذه الكلمة وكان قولي هذا قبل المضاربة بأيام فلم تمض أيام قلائل إلا والمخنث يأمهم. وفي ليلة من الليالي يقلدون أصوات النساء في الاعراس (ويلولشون) بصوت صاخب جداً عند باب العنبر فصدق الله كلامي فيهم.
ثم فرج الله وقابلت أخي فهد وذكرت له آية النساء قوله تعالى: ? ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ..... ? فذهب بها ولا أدري ما فعل وأطلب منك يارسول الله أن تدعوا له بأن يكون أسداً من أسود هذه الدعوة. ومن آيات الله التي تعجبنا منها انا وأخوتي هارون وابوعيسى أن هذه الآية في سورة النساء ولا يخرج أحد منهم للجهاد المزعوم الا ويتشبه بالنساء بحلق لحيته وبعضهم يلبس في عنقه القلائد وفي معاصمه الأسوره واللبس المخنث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/396)
هذا مجمل ما حصل ومعه بعض التفصيل والباقي عندما يمن الله علينا بلقائك وأنا يارسول الله بحاجة إلى شهادتك فإن الله علمني بعض الايات وأريد أن أطمئن بأنه من الله عزوجل منها قوله تعالى: ?هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ... ? الآية وأن هذه الآية ليست في أمة محمد كلها بل هم بعض الطائفة المنصورة وأن هذا الإجتباء خاص ليس من الهداية العامة وكذلك قوله تعالى: ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا .... ? الآية وكذلك قوله تعالى: ?ومن ذريتنا أمة مسلمة لك .... ? الآية، أنها منهم من هذه الأمة وهي المرادة في حديث أبي الدرداء الذي أخرجه الإمام أحمد قال سمعت أبا القاسم قالت أم الدرداء وما سمعت يكنيه قبلها ولا بعدها يقول:" إن الله تعالى يقول: ياعيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن اصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم.
قال يارب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم؟، قال أعطيهم من حلمي وعلمي" وأن هذا العلم والحلم خاص لدني فلا تتركني يارسول الله بلا شهادة منك وأسأل الله أن تكون قريباً، فسلام عليك يا خليفة الله ورسوله ومهديه وحبيبه وأُسلم على إخواني وأحبابي من نذروا أوقاتهم في خدمة المهدي عليه السلام والذب عنه وعن آل بيته ودعوته.ويقرأ عليك السلام يارسول الله أخي أبو هارون خادمك وابوعيسى سعد بن حامد الخالدي حوارييك وعلى الاخوان كلهم ونرجوا من الله أن يكون اللقاء قريباً جداً فإن أرواحنا تكاد تخرج من أبدانها شوقاً إليكم ومحبة إلى نصرة هذه الدعوة المهدية على أكمل وجه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم اهـ
وهكذا ساق هذا الأخ المجاهد الفاضل طرفا من أخبار هذه اللجنة المنافقة المجندة من أولياء الطواغيت، شهادة للتاريخ وبيانا لحقيقتها المزرية، وأنهم لا كما يدعون حملة حق يواجهون به ".
تعليق ختامي
العجيب أن اللحيدي وأتباعه يتعجبون من سجن المسجونين منهم بحجة أنهم لم يرتكبوا مايستحقون السجن عليه، وهم يصرحون بعقيدتهم الكفرية التي يكونون بها مرتدين عن الإسلام بالإجماع، وهي القول بوقوع التحريف في القرآن، ويجمعون مع ذلك الطعن في الصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان، وتضليل الأمة وتوعدها بالعذاب، وتكفير الولاة والعلماء والدعوة لإسقاط الدولة والتصريح بأن اللحيدي وأتباعه هم من سيقضون على هذه الدولة، فهل هناك أشد من هذه الجريمة ليسجنوا عليها ويحاكموا بها؟ وهل المرتد يطلق سراحه أو يسجن ويحاكم؟ الجواب خرج من فم اللحيدي نفسه، فقد قال مطالبا آل سعود بمحاكمة منصور النقيدان على ماصرح به من اعتقادات توجب ردته، قال في ص 147من كتابه (السعودية الوجه الآخر): " ولا يقولن سفيه أن لا شأن لآل سعود في هذا، وهذه ردة صريحة وإنكار لحكم أجمعت الأمة من بعد ثبوت النص على وجوب اعتقاده، ومنكره لا بد يقام عليه الحد ويستتاب، والولاة هم أولى من يقوم بهذا لما أوجب الله عليهم من حماية دينه والدفع عن عقائد المسلمين ".
نقول: الحمدلله فقد استجابت الحكومة السعودية وقبضت على من في بلادها من اللحيدية – وهم ندرة ولله الحمد - الذين يعتقدون أن القرآن وقع فيه التحريف تكذيبا لقول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وأجمعت الأمة على أن من قال بأن القرآن فيه تحريف فهو كافر مرتد، وجمعوا مع ذلك طوام مهلكة، فلا مكان لهم غير السجن حتى يتوبوا أو ينفذ فيهم حكم الله. وقد خذلهم الله جزاء زيغهم - إلا من تاب منهم وتداركه الله برحمته وهدايته - {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}، {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}،، فمنهم من تأتي عليهم السنون، وهم في السجون، يناقَشون ويُناصَحون، فلايتوبون ولا هم يذَّكرون، ويفضلون الخلود في السجن على التوبة، وهذا عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة الذي هو أشق وأخزى. فنشكر الله تعالى أن أمكن منهم، وحمى عباده من شرورهم. ونسأله تعالى بأسمائه وصفاته أن يعجل بهلاك اللحيدي الدجال، وأن يهدي من أضلهم وتسبب في ردتهم، فإن لم يهدهم أن يعجل بهلاكهم ليستريح منهم العباد والبلاد كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاجر إذا مات يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/397)
وأنا أدعو اللحيدي وأتباعه إلى أن يتوبوا إلى الله من هذا الكفر البواح، والإلحاد الصراح، والجريمة العظمى بتحريف القرآن، ومسخ الدين، وتبديل الشريعة، وهيهات هيهات لما يمكرون، فالله تعالى حافظٌ كتابه، وناصرٌ دينه، ولن يضر اللحيدي وأتباعه إلا أنفسهم بسخط الله عليهم في الدنيا والآخرة، فمنهم من مرت عليه السنون الطويلة الكثيرة، وهو في سجن انفرادي تصاحبه شياطينه التي استحوذت عليه، تزين له باطله وتصور له أنه على الحق، فلا يزداد إلا عتوا ونفورا كما قال تعالى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأعراف:30). وكما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} (الزخرف:36 - 39).
وكما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} (الغاشية: 2 - 4) قال ابن كثير: أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه، وصليت يوم القيامة ناراً حامية (تفسير ابن كثير 4/ 610).
وروى عبد الرزاق (في تفسيره 3/ 368) عن جعفر بن سليمان قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب براهب فوقف، فنودي الراهب، فقيل له: هذا أمير المؤمنين، قال: فاطلع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنه نصراني، فقال عمر: قد علمت، ولكن رحمته ذكرت قول الله: {عاملة ناصبة تصلى نارا حامية} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار.
وهكذا حال أولئك اللحيدية، لو مات أحدهم أو قتل على تلك العقيدة اللحيدية لانتقل من عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة ليخلد فيه، فهل هناك أكبر من هذا الخسران؟! وهل هناك أشد من هذا الخذلان؟! ووالله الذي لا إله إلا هو إن المسلم الذي يموت، وقد أسرف على نفسه في الزنا وشرب الخمر وغيرها من الكبائر لهو خيرٌ حالا ومآلا من اللحيدي وأتباعه، فذلك المسلم الفاسق قد يعفو الله عنه، وقد يعذبه، ثم يكون سبيله إلى الجنة، وأما اللحيدية فالذي يموت منهم على هذه العقيدة الكفرية فلا أمل له في النجاة، حرم نفسه من متع الدنيا، وسيحرم متع الآخرة، ولا سبيل له إلى الجنة.فليتوبوا إلى ربهم، وليراجعوا أنفسهم ليتبين لهم الحق الذي عميت أبصارهم عن رؤيته مع وضوحه.
أرجو أن أكون قد أخلصت نصيحتي، وأديت واجبي، وأبرأت ذمتي. و {لله الأمر من قبل ومن بعد}، {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيرا من الناس لفاسقون}، {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم}، {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}، {فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى}، {فإن آمنوا بمثل ماآمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
والله المستعان
وهو حسبنا ونعم الوكيل
ولاحول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم
وكتبه حامدا ومصليا ومسلما
د/ بسام بن عبدالله بن صالح الغانم العطاوي
أستاذ السنة وعلومها
ورئيس قسم الدراسات الإسلامية
في جامعة الدمام
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:39 م]ـ
لماذا لا يحال إلى النيابة؟!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 09 - 09, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك شيخنا الفاضل
والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 09 - 09, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وفضح الله هذا الخبيث
ـ[العويشز]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:40 م]ـ
أسأل الله أن يجزي فضيلة الشيخ د. بسام الغانم خير الجزاء على هذه الجهود العلمية المميزة
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:43 م]ـ
بارك الله بك شيخنا المفضال على هذا البحث المستفيض عن هذا الكلب الدجال, الذي في هذا الزمان خاصة يجد له زبائن والعياذ بالله .................
ولكن السؤال الكبير هو لماذا يترك له الحبل هكذا من قبل الدولة؟؟؟؟؟
ألحقيقة أن كثيرا من الحكومات تروق لهم مثل هذه الخزعبلات ويرو ن أن فيهم سببا لإضعاف أهل الإسلام خصوصا من حيث القدح في علماء العصر رحمة الله عليهم وحفظ الله الأحياء منهم .....
والله متم نوره تبارك وتعالى .................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/398)
ـ[مجود]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وفضح الله هذا الخبيث
ياشيخ عبد الرحمن بارك الله فيك هذا لا يعد فضحا .. فالفضح يكون لمن خفيت حقيقته في طيات سريرته فوقع الزلل في فلتات لسانه أو انتزع خبث فكره من ثنايا كلامه .. أما هنا فهذا جهد آسف عليه لأنه بذل في تفنيد أقوال "مجنون" لن يقع في حبائله من حوى بين صدغيه فتاتا من مخ!!
بارك الله في الشيخ بسام
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 09 - 09, 07:25 ص]ـ
ياشيخ عبد الرحمن بارك الله فيك هذا لا يعد فضحا .. فالفضح يكون لمن خفيت حقيقته في طيات سريرته فوقع الزلل في فلتات لسانه أو انتزع خبث فكره من ثنايا كلامه .. أما هنا فهذا جهد آسف عليه لأنه بذل في تفنيد أقوال "مجنون" لن يقع في حبائله من حوى بين صدغيه فتاتا من مخ!!
بارك الله في الشيخ بسام
لعل كلام السديس يعني به لمن لايعرفه وجهل حاله.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:04 م]ـ
ياشيخ عبد الرحمن بارك الله فيك هذا لا يعد فضحا .. فالفضح يكون لمن خفيت حقيقته في طيات سريرته فوقع الزلل في فلتات لسانه أو انتزع خبث فكره من ثنايا كلامه .. أما هنا فهذا جهد آسف عليه لأنه بذل في تفنيد أقوال "مجنون" لن يقع في حبائله من حوى بين صدغيه فتاتا من مخ!!
بارك الله في الشيخ بسام
بارك الله بكم جميعا
بل جزى الله الشيخ بسام الغانم كل خير على جهده في تبيين ضلال هذا الضال ....
وهذا (الحيدي) مجنون بالنسبة لمن هم من أمثالك أخي المجود من العلم والدراية وليس للأغلبية الساحقة من الدهماء والعوام الذين لا يعرفون شيئا عن أصول دينهم ولا يكترثون لذلك ... والذين ما أسرع أن يقعوا في حبائل هذا الأفاك الدجال ...
فمثلا كم واحد وقع في حبائل الرافضة السبأية ودينهم أشد إجراما من هذا؟؟؟ وهذيان الصوفية الحلولية والأتحادية؟؟؟ وغيرهم كثير ...........
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 08:24 م]ـ
بارك الله في الشيخ بسام على ما كتب وجاهد بعلمه في هذا الباب.
وقد وصلني خبر نقله لي الشيخ بسام من أحد المسؤلين في الكويت بأنه قبض عليه ويجري الآن معه التحقيق.
غفر الله لك شيخنا الكريم , وأسأل الله أن يطبق على هذا الدجال حكم الله فيه عاجلا غير آجل.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:03 م]ـ
قال الله تعالى: " ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء. ".إبراهيم.
وقال صلى الله عليه وسلم:"
«إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}» متفق عليه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:13 م]ـ
أسأل الله أن يجزي فضيلة الشيخ د. بسام الغانم خير الجزاء على هذه الجهود العلمية المميزة
اللهم آمين وأن يجعلها في موازين حسناته
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 03:33 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.(57/399)
التدليس و التلبيس من الصوفية وعباد القبور لفهم أحاديث الرسول.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:29 م]ـ
التدليس و التلبيس من الصوفية وعباد القبور لفهم أحاديث الرسول.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان ـ الباب الثالث عشر ـ في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم:
قال شيخ الإسلام ـ قدس الله روحه ـ: «ووجه الدلالة: أن قبر رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ أفضل قبر على وجه الأرض، وقد نهى عن اتخاذه عيداً، فقبر غيره أولى بالنهى كائناً من كان، ثم إنه قرن ذلك بقوله «ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً» أى لا تعطلوها من الصلاة فيها، والدعاء والقراءة، فتكون بمنزلة القبور. فأمر بتحرى النافلة فى البيوت، ونهى عن تحرى العبادة عند القبور، وهذا ضد ما عليه المشركون من النصارى وأشباههم، ثم إنه عقب النهى عن اتخاذه عيداً بقوله: «وصلوا على فإن صلاتكم تبلغنى حيث كنتم» يشير بذلك إلى أن ما ينالنى منكم من الصلاة والسلام تحصل مع قربكم من قبرى وبعدكم، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيداً».
وقد حرف هذه الأحاديث بعض من أخذ شبها من النصارى بالشرك، وشبها من اليهود بالتحريف، فقال: هذا أمر بملازمة قبره، والعكوف عنده، واعتياد قصده وانتيابه، ونهى أن يجعل كالعيد الذى إنما يكون فى العام مرة أو مرتين، فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذى يكون من الحول إلى الحول، واقصدوه كل ساعة وكل وقت.
وهذا مراغمة ومحادة لله ومناقضة لما قصده الرسول ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ وقلب للحقائق، ونسبة الرسول ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ إلى التدليس والتلبيس، بعد التناقض.
فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون.
ولا ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر ملازمة إتيانه بقوله: «لا تجعلوا عيداً» فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلى الدلالة والبيان.
فإن لم يكن هذا تنقيصاً فليس للتنقيص حقيقة فينا، كمن يرمى أنصار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحزبه بدائه ومصابه وينسل كأنه برئ، ولا ريب أن ارتكاب كل كبيرة، بعد الشرك، أسهل إثما، وأخف عقوبة من تعاطى مثل ذلك فى دينه وسنته. وهكذا غيرت ديانات الرسل.
ولولا أن الله أقام لدينه الأنصار والأعوان الذابين عنه، لجرى عليه ما جرى على الأديان قبله.
ولو أراد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ما قاله هؤلاء الضلال لم ينه عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، ويلعن فاعل ذلك.
فإنه إذا لعن من اتخذها مساجد يعبد الله فيها، فكيف يأمر بملازمتها والعكوف عندها، وأن يعتاد قصدها واتيانها، ولا تجعل كالعيد الذى يجىء من الحول إلى الحول؟ وكيف يسأل ربه أن لا يجعل قبره وثنا يعبد؟ وكيف يقول أعلم الخلق بذلك: «ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن خشى أن يتخذ مسجداً»؟ وكيف يقول: «لا تجعلوا قبرى عيداً، وصلوا على حيثما كنتم»؟ وكيف لم يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما فهمه هؤلاء الضلال، الذين جمعوا بين الشرك والتحريف؟
وهذا أفضل التابعين من أهل بيته على بن الحسين ـ رضى الله عنهما ـ نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ، واستدل بالحديث.
وهو الذى رواه وسمعه من أبيه الحسين، عن جده على ـ رضى الله عنه ـ، وهو أعلم بمعناه من هؤلاء الضلال.
وكذلك ابن عمه الحسن بن الحسن، شيخ أهل بيته، كره أن يقصد الرجل القبر إذا لم يكن يريد المسجد، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيداً.
قال شيخنا: فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت، الذين لهم من رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قرب النسب، وقرب الدار؟ لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط ".
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:58 م]ـ
بارك الله لك أخي الكريم فضيلة الشيخ ضيدان، ووفقك لكل خير
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:00 م]ـ
وهناك فوائد عظيمة في كتاب تلبيس إبليس
والصوفية في الميزان الشرعي
والكثير من الكتب التي تحمل الفائدة في بيان
تدليس وتلبيس الصوفية ومن عقائدهم الباطلة ,,
بارك الله تعالى فيك أخي الكريم ,,(57/400)
هل يجوز لأحد أن يقول "الإنسان حر مع الله"؟ وإن لم يكن, أليس من سوء الأدب معه جل جلاله؟
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[21 - 09 - 09, 09:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منكم صالح الأعمال ..
سؤال: هل يجوز لأحد أن يقول "الإنسان حر مع الله"؟ وإن لم يكن, أليس من سوء الأدب معه جل جلاله؟
وجزاكم الله خيراً ورضي عنكم
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[21 - 09 - 09, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منكم صالح الأعمال ..
سؤال: هل يجوز لأحد أن يقول "الإنسان حر مع الله"؟ وإن لم يكن, أليس من سوء الأدب معه جل جلاله؟
ماذا يقصد قائلها بأن الأنسان حر مع الله؟
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[21 - 09 - 09, 02:03 م]ـ
أي أنه مخير في أن يطيعه أو يعصيه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - 09 - 09, 02:11 م]ـ
أي أنه مخير في أن يطيعه أو يعصيه
نعم قوله صحيح من ناحية؛ قال الله تعالى عن الإنسان: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد 10]
وقال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان 3]
لكن أخشى أن يقصد بها عقيدة القدرية القائلين: " لا قدر "
فنذكره بقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [الإنسان 30]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 09 - 09, 03:37 م]ـ
ارى ان في المسالة كلاما وبحثا ربما يجب التريث اخي رشيد
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 04:05 م]ـ
أي أنه مخير في أن يطيعه أو يعصيه
ليس له الخيرة في الإرادة الكونية.
أما الإرادة الشرعية:
فجوابه ما قال الله تعالى في سورة الكهف:
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً {29} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً {30} أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً {31}.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:37 م]ـ
ارى ان في المسالة كلاما وبحثا ربما يجب التريث اخي رشيد
نعم .. تفضل يا أخي المازري.
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[21 - 09 - 09, 09:37 م]ـ
أي أنه مخير في أن يطيعه أو يعصيه
أخي الفاضل أخشى أن عبارة (أنا حر مع الله إن شئت عصيته وإن شئت أطعته) خطأ لأن في النفس منها شيء .. فلعل مشائخنا يُزيلوا الإشكال ...
وللفائدة: سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. هذا السؤال!!
هل الإنسان مخير أم مسيّر؟ فأجاب:
على السائل أن يسأل نفسه هل أجبره أحد على أن يسأل هذا السؤال وهل هو يختار نوع السيارة التي يقتنيها؟ إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير.
ثم يسأل نفسه هل يصيبه الحادث باختياره؟
هل يصيبه المرض باختياره؟
هل يموت باختياره؟
إلى أمثال ذلك من الأسئلة وسيتبين له الجواب هل هو مسير أو مخير.
والجواب: أن الأمور التي يفعلها الإنسان العاقل يفعلها باختياره بلا ريب واسمع إلى قول الله تعالى: (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبًا) وإلى قوله: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) وإلى قوله: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً) وإلى قوله: (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) حيث خير الفادي فيما يفدي به.
ولكن العبد إذا أراد شيئاً وفعله علمنا أن الله -تعالى -قد أراده - لقوله – تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم. وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) فلكمال ربوبيته لا يقع شيء في السموات والأرض إلا بمشيئته تعالى.
وأما الأمور التي تقع على العبد أو منه بغير اختياره كالمرض والموت والحوادث فهي بمحض القدر وليس للعبد اختيار فيها ولا إرادة.
والله الموفق.
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ج2.(57/401)
إستفسار الخلف عن الحنفية أتباع السلف
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 02:15 م]ـ
أود الإستفسار عن الدعاة و العلماء الحنفية الذين إتبعوا عقيدة السلف رضوان الله عليهم. و هذه أسماء بعضهم:
أبو جعفر الطحاوي
ابن أبي العز الحنفي
محمود شكري الألوسي
أحمد محمد شاكر
محمد ناصر الدين الألباني
عبد القادر الأرناؤوط
شمس الدين الأفغاني
فمن أيضاً من الحنفية كان سلفياً؟؟
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:16 م]ـ
بالطبع أو حنيفة نفسه و كبار أصحابه (كأبي يوسف و محمد بن الحسن و زفر) كانوا على عقيدة السلف .... و لكن من من المتأخرين عنهم كان على عقيدة السلف؟؟
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:05 م]ـ
بعض من ذكرت صوفي
ـ[أبومهدي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 06:45 م]ـ
بعض من ذكرت صوفي
من تقصد؟؟
ـ[أبومهدي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:12 ص]ـ
أما من مجيب أيها الأخوة؟؟؟؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[10 - 02 - 10, 10:14 م]ـ
الحنفية اقلهم تسلفا)))
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:25 م]ـ
الألباني وأحمد شاكر ليسوا حنفية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 02 - 10, 12:56 م]ـ
أبو نصر السجزي رحمه الله صاحب الإبانة الكبرى حنفي سلفي
توفي عام 444 هجري
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[12 - 02 - 10, 03:33 م]ـ
ما هي عقيدة الإمام التفتازاني والإمام صدر الشريعة؟؟
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 12:22 ص]ـ
يحيى بن معين الإمام المعظم المشهود له بالعلم والفضل: اشتهر أنه حنفي.
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[13 - 02 - 10, 10:25 ص]ـ
إخواني الكرام حسب علمي أن الإمام الالباني قد كان في أول العهد حنفياً مثل والده ثم ترك المذهب الحنفي وهو معروف برأيه الذي يذم فيه التقليد لمذهب من المذاهب
وبالنسبة للإمام الطحاوي فهو من أئمة السلف الاحناف الذين شهد لهم بالفضل إلا أنه قد تكلم ببعض المسائل التي أنكرها عليه علماء السلف والخلف
واما الأخ الذي ذكر القاضي أبا يوسف صاحب أبي حنيفة فأظن أنه قد تكلم فيه وأما الإمام ابن معين فقد نسب إلى الاحناف والمسألة بحاجة إلى التحقيق والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 02 - 10, 08:21 م]ـ
واما الأخ الذي ذكر القاضي أبا يوسف صاحب أبي حنيفة فأظن أنه قد تكلم فيه
أرجو التوضيح أخي الكريم
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 08:46 م]ـ
ما هي عقيدة الإمام التفتازاني والإمام صدر الشريعة؟؟
بخصوص السعد التفتازاني فهذا الرابط سيفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85327
وصدر الشريعة هل المقصود به:
- صدر الشريعة الأكبر: أحمد بن عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي.
- صدر الشريعة الأصغر: عبيد الله بن مسعود بن محمود المحبوبي.
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[15 - 02 - 10, 09:26 ص]ـ
أرجو التوضيح أخي الكريم
حسبما أذكر أنني قرأت في مسائل الإمام أحمد رحمه الله أنه قال لا يؤخذ عنه وهناك عبارة تطلق على أبي يوسف: (أعور بين عميان) لكونه أقرب من صاحبيه إلى الأثر وقد شاع عند الكثيرين من الحنابلة والشافعية عندنا الذم والطعن بالأحناف عامة وكما قلت المسألة بحاجة إلى تحقيق وأظن أن المشهور سلفية أبي يوسف رحمه الله كما حقق كثير من علماء السلف والأفاضل من الخلف وقد اشتهرت عنه مقولة أن من اشتغل بالكلام فقد تزندق واشتهر بأنه قد خالف صاحبيه في مسمى الإيمان وكثير من المسائل والله أعلم.
وأما عن محمد بن الحسن رحمه الله فقد اضطربت الأقوال في جرحه وتعديله والمدح فيه والذم ففي مسائل الإمام أنه جهمي - ولعل المراد بالقول هذا أنه من مرجئة الفقهاء- وقد ورد عن أبي يوسف أنه رماه بالكذب وعن ابن معين أيضاً وقد ورد عن أبي يوسف أنه قال دعاني محمد إلى القول بخلق القرآن فأبيت فقال سقط نصفك أمامي فقلت سقطت كلك؟.
ولكن قد ورد أن الإمام أحمد سئل من أين أتيت بكل هذا العلم فقال من كتب محمد بن الحسن والمعروف أن الإمام الطحاوي عليه رحمة الله لما ذكر أئمة الهدى وسلفه ذكر الإمام أبا حنيفة وصاحبيه منهم وكم نقل شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم عنهم وذكروهم في عداد أهل السنة والجماعة ...........
المسألة بحاجة إلى تحقيق وتمعن وابتعاد عن التعصب - أعني تعصباً حنفياً برد كل الأقوال وعدم التمحيص فيها ولا تعصباً لمذهب آخر يقبول كل ما ورد دون تمحيص أيضاً - وليعلم كل واحد منا أنه سيسأل عن كل حرف ينطق به أسأل الله أن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه.
ـ[مهداوي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 10:59 ص]ـ
بعض من ذكرت صوفي
على فرض صحة هذا فلا تناقض، فالسني الذي ينتسب للتصوف يعني به سلوك طريقة الزهاد. وإلا فما تقول في الجيلاني وقبله الجنيد؟
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[15 - 02 - 10, 01:51 م]ـ
أتباع مذهب السلف من الحنفية وأظن أن منهم ونرجو التحقق من ذلك:
1 - ابراهيم بن طهمان
2 - الإمام أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني
3 - يحيى ابن أكثم
4 - القاسم المسعودي
5 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
6 - الليث بن مساور البلخي
وهناك الكثير ولعل الإمام اللالكائي ذكر منهم كذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/402)
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[15 - 02 - 10, 02:13 م]ـ
الحنفية اقلهم تسلفا)))
أخي الحبيب عندنا في لبنان - أتكلم عما أشاهده فقط - معظم الأحناف يدعى أن أصول الإمام متوافقة مع أصول الماتريدية ومعظم أصول الشافعية متوافقة مع أصول الأشاعرة وفي ذلك مغالطات طامة وخاصة بالنسبة للحنفية فكم ناظرنا أحنافاً ماتريدية فألزمناهم بعشرات الإلزامات من مذهب الاحناف مما تدل على بطلان عقيدتهم وإما لجهلهم المركب وإما لتدليسهم وكتمانهم فلا يسع الواحد منهم إلا أن يقول أنا وإن كنت حنفياً في الفقه والاصول إلا أنني في الاعتقاد اشعري أو ماتريدي فلا ترى فعلاً يناسب موقفك هذا سوى الضحك من هذه الخفة والسخافة في العقل والتزوير فكم من الاحناف وهم معتزلة وكم من الاحناف من متشيعة وكم منهم من سلفية وإن من متاخريهم متذبذبين كالعلامة القاري - رحمه الله - رغم أننا نعلم ما لهذا الشيخ وماعليه إلا أننا ندافع عنه في لبنان لما نرى من شن الغارات العنيفة من الأشاعرة عامة والأحناف خاصة على هذا الرجل- بل إن بعضهم قال لي إن القاري حنبلي مدسوس في الاحناف - وهكذا ترى الرجل منهم يدافع بقوة وشراسة عن اسدلالاته العوجاء ولويه لاعناق النص وتراه وأدلته أوهى من بيت العنكبوت لو ناقشه أحد العوام لأدخل رأسه بين رجليه.
الشاهد من الكلام كله أن مذهب الحنفية من مذاهب أهل السنة ولا يضر به كثرة تمشعر أنصاره فلو تعرف كم يغلب على الشافعية عندنا التصوف والتمشعر لقلت لقد فاقوا الاحناف نفسهم ولو ترى في بعض بلاد المغرب من متصوفة المالكية الذين يستغيثون بالاموات والقبور مما لا شك أن مذهب الاحناف والماليكة والشافعية والحنابلة على تحريمه وأترك اللمسات الاخيرة لبحث وجدته على الشبكة منذ زمن وقع بين يدي منذ قليل ((ولعل إخواني الفضلاء من كبار أهل العلم في هذا الصرح المبارك يحققون ما فيه ويبينوا ويعقبوا جزاهم الله خيرا عن كل أذى يميطونه عن طريق أهل السنة)) وإليكم البحث:
براءة الحنفيّة من الفرق البدعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أمَّا بعد؛
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
وبعد؛
التمهيد:
فإن أعظم نعم الله عزًّ وجلَّ على هذه الأمة أن أنزل إليها خير كتبه، وأرسل إليها أفضل خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، وجعلها {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110] ثم جعل الصحابة والتابعين وأتباعهم بالحق على بصيرة بفهم نصوص الكتاب والسنة والتمسك بهما والاعتصام بهديهما، ثم جعل من العلماء في كل عصر من دعا إلى كتاب الله والسنة، ليبددوا بهما أرجاس الشركيات والوثنيات، ويبددوا بهما ظلمات البدع والخرافات ومنهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، فكلهم متفقون على وجوب التمسك بالكتاب والسنة والرجوع إليهما وترك كل قول يخالفهما؛ فهذا الإمام أبو حنيفة يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي." ويقول: "لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت." [1]
وهذا يقول الإمام مالك: "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ... " [2]
وهذا الشافعي يقول: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقولوا بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودعوا ما قلت"، وفي رواية: "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ... " [3]
وهذا الإمام أحمد يقول: " من رد حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو على شفا هلكة ... " [4] ويقول: "لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ... " [5]
تعصب الناس لأبي حنيفة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/403)