فإن كثيرا منهم تعرض للإنكار من العلماء والأئمة، فمنهم من سجن، ومنهم من هرب، واختفى، وتخفى بمذهب آخر .. (انظر: اللمع للطوسي).
فهذه الأحوال التي تعرضوا لها حَرِّية بدراسة أسبابها، فإن الخط العام الذي كان عليه الناس اتباع السنة، فمن خالفها تعرض للإنكار، فهؤلاء إذن خالفوا الأمة؛ أي أنهم أتوا ببدعة استوجبت هذا النكير، ليس من إمام واحد، بل من كثير من الأئمة السنة، ولا في بلد واحد، بل في كثير من البلاد، وكان هذا منذ ابتداء أمرهم في نهاية الثاني وبداية الثالث الهجري، أي لما كانت السنة مهيمنة.
ومما يزيد النتيجة التي توصلنا إليها آنفا تأكيدا: التقرير الذي ذهب إليه عامة الباحثين في التصوف، من المتصوفة وغيرهم:
- فإنهم يذكرون أن التصوف مذهب قديم قبل الإسلام، في الثقافات: الفارسية، والهندية، واليونانية.
- ويذكرون كذلك أن المتصوفة المسلمين أخذوا أفكار وتعاليم المتصوفة القدماء وتأثروا بهم.
وإذا أردنا التحقق مما ورد في هذا التقرير، فما علينا إلا المقارنة بين أصول وأفكار التصوف في القديم، والأصول والأفكار المقررة للتصوف في الإسلام، كالفناء، والمحبة، والمعرفة، والتشبه بالإله، والحلول، والاتحاد، والوحدة، كما قررت في كتب أئمة التصوف، لنقف على التوافق التام بين الطرفين .. !!.
وقد عني بمثل هذه المقارنة كثير من الباحثين، مثل: البيروني في كتابه عن الهند، وعمر فروخ في كتابه: "التصوف في الإسلام"، وإحسان إلهي ظهر في كتابه: "التصوف: المنشأ والمصادر".
فكل هذه الأدلة تبين أن نسبة الصوفية إلى الفلسفة أقرب منها إلى السنة، بل لا وجه لنسبتها إلى السنة:
- لا في لفظها فلا علاقة لها بالصوف، الذي هو شعار الزهد.
- ولا في معناها، فلا علاقة لها بالزهد.
- ولا في نشأتها، فإنها نشأت بانحرافها.
- ولا من جهة أئمتها، الذين تعرضوا للإنكار، بسبب ما أتوا به، مما هو مخالف لما هو سائد في مجتمع تهيمن عليه السنة والشريعة؛ فالإنكار إذن لما تضمنته دعوتهم ومذهبهم من مخالفات واضحة للسنة. - ولا من جهة المقارنة بين أفكار الصوفية في الإسلام، والصوفية ما قبل الإسلام، حيث ظهر التشابه. فكلها تمنع وتعيق نسبة التصوف إلى السنة والتوحيد، فهذه هي نتيجة البحث العلمي، والتاريخي، فمن أراد نقضها فعليه أن يسلك ذات الأدوات، وإلا فليس لكلامه قيمة.!!.
* * *
وأما من يرى أصل التصوف سنيا محمودا، فالبرهان الذي يقدمه:
- أن أئمة التصوف الأوائل ذكروا أن طريقتهم مقيدة بالكتاب والسنة، وعليه: فأسّ التصوف محمود في أصله؛ إذ هو المتقيد بالشريعة، والمذموم هو ما أحدثه من بعدهم؟.
وهذا التقرير مبني على: أن هناك طريقة صوفية، أسسها الأوائل، متقيدة بالشريعة، واضحة المعالم، مفصلة المسائل، تضاهي الطرق الصوفية الفلسفية والبدعية المنتشرة، في تفصيلها، وترتبيها (يلاحظ: أن هذا التقسيم بحسب الحال، وأما إنكار التقسيم فبحسب الأصل).
والشأن في وجود هذه الطريقة المتقيدة بالشريعة، فلو وجدت، وكانت على شرطها، فبها ونعمت. لكن كيف لو أنها معدومة، لا وجود لها؟!.
حينئذ تنتفي دعوى تقسيم التصوف إلى: محمود، ومذموم. كما ينتفي قول من زعم أن أصل التصوف محمود. فإنه قول في شيء لا وجود له إلا في الأذهان، والمعركة القائمة إنما في الخارج، فكيف لنا أن نقارن بين ما في الذهن وما في الخارج؟!.
ومن كان في شك من هذا، فليخرج لنا طريقة واحدة متقيدة بالكتاب والسنة.
وإذا كان الجنيد، أو التستري، أو الداراني، وغيرهم قد أعلنوا هذا التقيد، فأين هي طريقتهم، ومذهبهم؟. أين هي الطرق الصوفية القائمة على التقيد بالكتاب والسنة؟!.
مع العلم أن عامة المتصوفة، قديما وحديثا، يقولون أن طريقتهم متقيدة بالكتاب والسنة، غير أننا لا نرى إلا طرقا فلسفية، تقرر الزندقة بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وأمثلها طريقة التي تستعمل البدع، وتسير عليها في: الذكر، والعبادة.!!.
بل إننا نجد من الكلام (المنسوب) إلى هؤلاء الأئمة ما يخدم الطريقة الفلسفية، يساق جنبا إلى جنب مع أقوالهم في التقيد بالشريعة، والاتباع يسمعون هذا مع هذا، ولا يدركون التناقض، بل تفسر لهم مؤتلفة متفقة، فيعتنقون هذا التصوف بانحرافاته، وهم يزعمون ويظنون أنهم لم يخالفوا الشريعة!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/325)
فالحاصل والواقع أن طريقة هؤلاء الأئمة الذين أعلنوا التقيد بالشريعة: مجهولة، غير معروفة .. !!.
فإذا كان هذا هو الحال: فكيف يمكن أن يقال: إن تصوف هؤلاء الأوائل هو التصوف الصحيح المحمود؟.
فهذه إحالة إلى مجهول غير معلوم، إلى خطوط عامة، ليس تحتها تفصيلات جلية، كتلك التي في الاتجاه الفلسفي، فمريد التصوف لن يجد هذه الطريقة السنية المزعومة، لن يجد مفصلا إلا الفلسفي أو البدعي .. !!. ولو قيل: بل الطريقة معروفة، هي طريقة السلف، أهل القرون المفضلة.
فيقال: إذا كان كذلك فلا يصح تسميتها بالتصوف، وقد علم أن هؤلاء لا خبر لهم بالتصوف، وهل من فائدة تجتنى من ذلك إلا تصحيح الطريقة الصوفية الفلسفية؛ إذ لا وجود في الواقع لغيرها، فكل تحسين وتصحيح فلا يتجه إلا إليها؟. "
انتهى
على حين نجد كلام شيخ الإسلام هكذا:
" الصواب " أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب.
ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه.
وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلا؛ فإن أكثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق. مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره. كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في " طبقات الصوفية " وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد " انتهى
فجعل شيخ الإسلام أهل الزندقة والإلحاد منتسبون إلى الصوفية وليسوا منهم على الحقيقة، وكلام الدكتور أن الزندقة والإلحاد هي الأصل في التصوف.
وإذا رجعنا إلى موضوعنا وهو إطلاق المعاصرين القول بذم المتصوفة على العموم على خلاف ما عن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وجدنا الحال على ما هو عليه، ولم أر في مشاركات الأخوة جوابا مقنعا لهذا الإشكال.
وانظر مثلا في كلام الدكتور الخوجة إذ يقرر موقف شيخ الإسلام منهم فيقول:
وموقف ابن تيمية من التصوف يمكن إيجازه في أربع كلمات:
- الكلمة الأولى:
أنه يقرر بدعية التصوف، كما يقرر بدعية الكلام، سواء بسواء. (الفتاوى [10/ 358،366،592]، [11/ 508،555]، [2/ 13،41،54]، الاستقامة 1/ 90،220 - 221])
- الكلمة الثانية:
لا يحكم بضلال عموم المتصوفة:
- بل من أصاب منهم شيئا من الحق (كالجنيد): أثنى عليه، وأمر بالاقتداء به، فيما أصاب فيه.
- ومن أخطأ (كالشبلي): اعتذر له. وذم خطأه، ونهى عن متابعته.
- ومن كان منهم رأسا في الكفر والزندقة (كابن عربي)، لم يتردد في بيان ضلاله.
- الكلمة الثالثة:
ثناؤه على المصيب من أئمة التصوف، ليس شهادة أنه على السنة في كل أموره، بل ثناء نسبي، ودليل ذلك: أنه لا يعدل بأهل القرون الثلاثة المفضلة أحدا، ويقرر أن أئمة التصوف دونهم في المنزلة واتباع السنة (الاستقامة [1/ 89،163]، الفتاوى [2/ 13]، [10/ 362]) وعندما يذكر موافقتهم للسلف، فإنما بحسب سياق المسألة التي بصددها، كما هو الحال حين كلامه على موقفهم من الصفات (الاستقامة 1/ 82 - 91، 94،102،111).
ولا يمتنع من بيان ما أخطؤوا فيه. وموقفه هذا مبني على أساس التزمه وعمل به، وهو: منهج الموازنة والمعادلة. فيعرف لأئمة التصوف ما لهم، وما عليهم، فلا يبخسهم حقهم، ولا يسكت عن خطئهم. (الفتاوى 10/ 362 - 366)
- الكلمة الرابعة:
أنه مع تقريره بدعية التصوف، يقرر كذلك أنه لا يخلو من حق، يؤخذ به، ويحمد عليه، وهكذا الأمر في الكلام والرأي، فالمنهج الذي يقرره: أن المذهب البدعي ليس كل ما فيه باطل، بل فيه من الحق بقدر ما فيه، والعدل والميزان: أخذ ما فيه من حق، وترك باطله.
مع الإشارة إلى أن ذلك الحق أصله موجود في السنة، وكأنه يرمي إلى أن الإشادة بالحق، ولو تضمنه مذهب بدعي، ينفع في هداية المعتنقين لهذا المذهب؛ إذ لا يتلقون إلا عنه. فهو إذن يتبع منهج المعادلة والموازنة في حكمه على الأفكار، كما في حكمه على الأشخاص (الفتاوى 10/ 82،370
انتهى كلامه
وإذا جئنا للمعاصرين وجدنا أحدهم يجرح بشر بن الحارث الحافي، وقد زكاه الإمام أحمد، فأيش هذا؟!!!
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[10 - 08 - 09, 04:35 م]ـ
على أن في بعض كلام الدكتور نظرا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/326)
فهو يقرر أن الأصل في التصوف والصوفية النزعة الفلسفية:
قال:
" وبدراسة تراجم أئمة التصوف، منذ بدايته حتى القرون اللاحقة: نجد فيها حقائق خطيرة.
فإن كثيرا منهم تعرض للإنكار من العلماء والأئمة، فمنهم من سجن، ومنهم من هرب، واختفى، وتخفى بمذهب آخر .. (انظر: اللمع للطوسي).
فهذه الأحوال التي تعرضوا لها حَرِّية بدراسة أسبابها، فإن الخط العام الذي كان عليه الناس اتباع السنة، فمن خالفها تعرض للإنكار، فهؤلاء إذن خالفوا الأمة؛ أي أنهم أتوا ببدعة استوجبت هذا النكير، ليس من إمام واحد، بل من كثير من الأئمة السنة، ولا في بلد واحد، بل في كثير من البلاد، وكان هذا منذ ابتداء أمرهم في نهاية الثاني وبداية الثالث الهجري، أي لما كانت السنة مهيمنة.
ومما يزيد النتيجة التي توصلنا إليها آنفا تأكيدا: التقرير الذي ذهب إليه عامة الباحثين في التصوف، من المتصوفة وغيرهم:
- فإنهم يذكرون أن التصوف مذهب قديم قبل الإسلام، في الثقافات: الفارسية، والهندية، واليونانية.
- ويذكرون كذلك أن المتصوفة المسلمين أخذوا أفكار وتعاليم المتصوفة القدماء وتأثروا بهم.
وإذا أردنا التحقق مما ورد في هذا التقرير، فما علينا إلا المقارنة بين أصول وأفكار التصوف في القديم، والأصول والأفكار المقررة للتصوف في الإسلام، كالفناء، والمحبة، والمعرفة، والتشبه بالإله، والحلول، والاتحاد، والوحدة، كما قررت في كتب أئمة التصوف، لنقف على التوافق التام بين الطرفين .. !!.
وقد عني بمثل هذه المقارنة كثير من الباحثين، مثل: البيروني في كتابه عن الهند، وعمر فروخ في كتابه: "التصوف في الإسلام"، وإحسان إلهي ظهر في كتابه: "التصوف: المنشأ والمصادر".
فكل هذه الأدلة تبين أن نسبة الصوفية إلى الفلسفة أقرب منها إلى السنة، بل لا وجه لنسبتها إلى السنة:
- لا في لفظها فلا علاقة لها بالصوف، الذي هو شعار الزهد.
- ولا في معناها، فلا علاقة لها بالزهد.
- ولا في نشأتها، فإنها نشأت بانحرافها.
- ولا من جهة أئمتها، الذين تعرضوا للإنكار، بسبب ما أتوا به، مما هو مخالف لما هو سائد في مجتمع تهيمن عليه السنة والشريعة؛ فالإنكار إذن لما تضمنته دعوتهم ومذهبهم من مخالفات واضحة للسنة. - ولا من جهة المقارنة بين أفكار الصوفية في الإسلام، والصوفية ما قبل الإسلام، حيث ظهر التشابه. فكلها تمنع وتعيق نسبة التصوف إلى السنة والتوحيد، فهذه هي نتيجة البحث العلمي، والتاريخي، فمن أراد نقضها فعليه أن يسلك ذات الأدوات، وإلا فليس لكلامه قيمة.!!.
* * *
وأما من يرى أصل التصوف سنيا محمودا، فالبرهان الذي يقدمه:
- أن أئمة التصوف الأوائل ذكروا أن طريقتهم مقيدة بالكتاب والسنة، وعليه: فأسّ التصوف محمود في أصله؛ إذ هو المتقيد بالشريعة، والمذموم هو ما أحدثه من بعدهم؟.
وهذا التقرير مبني على: أن هناك طريقة صوفية، أسسها الأوائل، متقيدة بالشريعة، واضحة المعالم، مفصلة المسائل، تضاهي الطرق الصوفية الفلسفية والبدعية المنتشرة، في تفصيلها، وترتبيها (يلاحظ: أن هذا التقسيم بحسب الحال، وأما إنكار التقسيم فبحسب الأصل).
والشأن في وجود هذه الطريقة المتقيدة بالشريعة، فلو وجدت، وكانت على شرطها، فبها ونعمت. لكن كيف لو أنها معدومة، لا وجود لها؟!.
حينئذ تنتفي دعوى تقسيم التصوف إلى: محمود، ومذموم. كما ينتفي قول من زعم أن أصل التصوف محمود. فإنه قول في شيء لا وجود له إلا في الأذهان، والمعركة القائمة إنما في الخارج، فكيف لنا أن نقارن بين ما في الذهن وما في الخارج؟!.
ومن كان في شك من هذا، فليخرج لنا طريقة واحدة متقيدة بالكتاب والسنة.
وإذا كان الجنيد، أو التستري، أو الداراني، وغيرهم قد أعلنوا هذا التقيد، فأين هي طريقتهم، ومذهبهم؟. أين هي الطرق الصوفية القائمة على التقيد بالكتاب والسنة؟!.
مع العلم أن عامة المتصوفة، قديما وحديثا، يقولون أن طريقتهم متقيدة بالكتاب والسنة، غير أننا لا نرى إلا طرقا فلسفية، تقرر الزندقة بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وأمثلها طريقة التي تستعمل البدع، وتسير عليها في: الذكر، والعبادة.!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/327)
بل إننا نجد من الكلام (المنسوب) إلى هؤلاء الأئمة ما يخدم الطريقة الفلسفية، يساق جنبا إلى جنب مع أقوالهم في التقيد بالشريعة، والاتباع يسمعون هذا مع هذا، ولا يدركون التناقض، بل تفسر لهم مؤتلفة متفقة، فيعتنقون هذا التصوف بانحرافاته، وهم يزعمون ويظنون أنهم لم يخالفوا الشريعة!!.
فالحاصل والواقع أن طريقة هؤلاء الأئمة الذين أعلنوا التقيد بالشريعة: مجهولة، غير معروفة .. !!.
فإذا كان هذا هو الحال: فكيف يمكن أن يقال: إن تصوف هؤلاء الأوائل هو التصوف الصحيح المحمود؟.
فهذه إحالة إلى مجهول غير معلوم، إلى خطوط عامة، ليس تحتها تفصيلات جلية، كتلك التي في الاتجاه الفلسفي، فمريد التصوف لن يجد هذه الطريقة السنية المزعومة، لن يجد مفصلا إلا الفلسفي أو البدعي .. !!. ولو قيل: بل الطريقة معروفة، هي طريقة السلف، أهل القرون المفضلة.
فيقال: إذا كان كذلك فلا يصح تسميتها بالتصوف، وقد علم أن هؤلاء لا خبر لهم بالتصوف، وهل من فائدة تجتنى من ذلك إلا تصحيح الطريقة الصوفية الفلسفية؛ إذ لا وجود في الواقع لغيرها، فكل تحسين وتصحيح فلا يتجه إلا إليها؟. "
انتهى
على حين نجد كلام شيخ الإسلام هكذا:
" الصواب " أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب.
ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه.
وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلا؛ فإن أكثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق. مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره. كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في " طبقات الصوفية " وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد " انتهى
فجعل شيخ الإسلام أهل الزندقة والإلحاد منتسبون إلى الصوفية وليسوا منهم على الحقيقة، وكلام الدكتور أن الزندقة والإلحاد هي الأصل في التصوف.
وإذا رجعنا إلى موضوعنا وهو إطلاق المعاصرين القول بذم المتصوفة على العموم على خلاف ما عن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وجدنا الحال على ما هو عليه، ولم أر في مشاركات الأخوة جوابا مقنعا لهذا الإشكال.
وانظر مثلا في كلام الدكتور الخوجة إذ يقرر موقف شيخ الإسلام منهم فيقول:
وموقف ابن تيمية من التصوف يمكن إيجازه في أربع كلمات:
- الكلمة الأولى:
أنه يقرر بدعية التصوف، كما يقرر بدعية الكلام، سواء بسواء. (الفتاوى [10/ 358،366،592]، [11/ 508،555]، [2/ 13،41،54]، الاستقامة 1/ 90،220 - 221])
- الكلمة الثانية:
لا يحكم بضلال عموم المتصوفة:
- بل من أصاب منهم شيئا من الحق (كالجنيد): أثنى عليه، وأمر بالاقتداء به، فيما أصاب فيه.
- ومن أخطأ (كالشبلي): اعتذر له. وذم خطأه، ونهى عن متابعته.
- ومن كان منهم رأسا في الكفر والزندقة (كابن عربي)، لم يتردد في بيان ضلاله.
- الكلمة الثالثة:
ثناؤه على المصيب من أئمة التصوف، ليس شهادة أنه على السنة في كل أموره، بل ثناء نسبي، ودليل ذلك: أنه لا يعدل بأهل القرون الثلاثة المفضلة أحدا، ويقرر أن أئمة التصوف دونهم في المنزلة واتباع السنة (الاستقامة [1/ 89،163]، الفتاوى [2/ 13]، [10/ 362]) وعندما يذكر موافقتهم للسلف، فإنما بحسب سياق المسألة التي بصددها، كما هو الحال حين كلامه على موقفهم من الصفات (الاستقامة 1/ 82 - 91، 94،102،111).
ولا يمتنع من بيان ما أخطؤوا فيه. وموقفه هذا مبني على أساس التزمه وعمل به، وهو: منهج الموازنة والمعادلة. فيعرف لأئمة التصوف ما لهم، وما عليهم، فلا يبخسهم حقهم، ولا يسكت عن خطئهم. (الفتاوى 10/ 362 - 366)
- الكلمة الرابعة:
أنه مع تقريره بدعية التصوف، يقرر كذلك أنه لا يخلو من حق، يؤخذ به، ويحمد عليه، وهكذا الأمر في الكلام والرأي، فالمنهج الذي يقرره: أن المذهب البدعي ليس كل ما فيه باطل، بل فيه من الحق بقدر ما فيه، والعدل والميزان: أخذ ما فيه من حق، وترك باطله.
مع الإشارة إلى أن ذلك الحق أصله موجود في السنة، وكأنه يرمي إلى أن الإشادة بالحق، ولو تضمنه مذهب بدعي، ينفع في هداية المعتنقين لهذا المذهب؛ إذ لا يتلقون إلا عنه. فهو إذن يتبع منهج المعادلة والموازنة في حكمه على الأفكار، كما في حكمه على الأشخاص (الفتاوى 10/ 82،370
انتهى كلامه
وإذا جئنا للمعاصرين وجدنا أحدهم يجرح بشر بن الحارث الحافي، وقد زكاه الإمام أحمد، فأيش هذا؟!!!
يا أخي أظن الدكتور وضح موقف شيخ الإسلام في الكلام الأخير وهو موقفه من أي منهج أو مذهب محدث والكلام الذي نقلته في أول مشاركة قد يكون غير محرر أو مجملاً فلا يعتمد عليه وحده في مجال تقرير موقف الإمام من التصوف والصوفية
وهناك رسالة جامعية عن هذا الموضوع على ما أظن
وعلى كل بعض من يمدحهم ابن تيمية كالجنيد وغيره لم يكونوا على الجادة وإنما كانوا يظهرون الالتزام بالكتاب والسنة
وأظن دارسي التصوف المتخصصين: مثل
الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى
الدكتور لطف الله خوجه وفقه الله
وصاحب كتاب عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية
وصاحب كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ (وإن كان هذا الأخير فيه نقص في التوثق من الوقائع كذكره أبا بكر النابلسي ضمن أئمة التصوف الذي قتلوا لانكشاف أمرهم وإنما قتله العبيديون وهو صاحب المقولة الشهيرة لو كان معي عشرة سهام لرميت الروم بواحد والعبيديين بتسعة)
أظنهم وغيرهم أبانوا عن حقائق أصل التصوف وأنه مذهب موجود قبل الإسلام
أما عن بشر بن الحارث فلم أسمع أحداً من العلماء يجرحه إلا أن يكون من الشباب المتسرع ولعله لا يخفى عليك أن الإمام أحمد قال لو أن بشراً تزوج لكمل فأخذ عليه عدم التزوج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/328)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 12:07 م]ـ
والكلام الذي نقلته في أول مشاركة قد يكون غير محرر أو مجملاً فلا يعتمد عليه وحده في مجال تقرير موقف الإمام من التصوف والصوفية
وهناك رسالة جامعية عن هذا الموضوع على ما أظن
وعلى كل بعض من يمدحهم ابن تيمية كالجنيد وغيره لم يكونوا على الجادة وإنما كانوا يظهرون الالتزام بالكتاب والسنة
بارك الله فيك!
فهات لنا الكلام المحرر لشيخ الإسلام في المتصوفة، وقد نقلتُ في مشاركتي الأولى من كلامه في اقتضاء الصراط المستقيم ما يوافق هذا الذي قاله في مجموع الفتاوى، وأحسب أن المرء لو تتبع ذلك لوجد الكثير من كلامه إذ منهجه هو الموازنة في الحكم على الطوائف والأفراد وهو مطرد عنده.
- ما تقصد بقولك:
"وعلى كل بعض من يمدحهم ابن تيمية كالجنيد وغيره لم يكونوا على الجادة وإنما كانوا يظهرون الالتزام بالكتاب والسنة"
يعني أخدع فيهم شيخ الإسلام وهو من أعلم الناس بكلام الناس وأحوال الرجال؟؟!!
أما عن بشر بن الحارث فلم أسمع أحداً من العلماء يجرحه إلا أن يكون من الشباب المتسرع ولعله لا يخفى عليك أن الإمام أحمد قال لو أن بشراً تزوج لكمل فأخذ عليه عدم التزوج
ليس من الشباب المتسرعين!
ولا يخفى عليك أن قول أحمد - وإن أخذ على بشر في عدم تزوجه- هو من المدح لا من القدح.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:27 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك أنا لستُ من أهل التحرير وإنما أنا أنقل آراء بعض الباحثين
وكون حبيبي شيخ الإسلام ابن تيمية أخبر الناس بهم لا يعني أنه لا يعزب عن علمه شيء
وأنصحك بقراءة هذه الكتب مشكوراً
التصوف النشأة والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى
كتابات الدكتور لطف الله خوجه وفقه الله
وكتاب عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية
وكتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ
أخوك الصغير أبو زرعة
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 12:29 ص]ـ
أخي الفاضل أبو الطيب
هلا بينت لنا من من المتأخرين جرح بشر بن الحارث
ثم ما هو موقف الصوفية عموماً من إبن عربي و هل الزنادقة وغلاة الصوفية هم وحدهم من يعتبرونه إماماً قطبا؟
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:51 ص]ـ
يا أخي بارك الله فيك أنا لستُ من أهل التحرير وإنما أنا أنقل آراء بعض الباحثين
وكون حبيبي شيخ الإسلام ابن تيمية أخبر الناس بهم لا يعني أنه لا يعزب عن علمه شيء
وأنصحك بقراءة هذه الكتب مشكوراً
التصوف النشأة والمصادر للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى
كتابات الدكتور لطف الله خوجه وفقه الله
وكتاب عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية
وكتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ
أخوك الصغير أبو زرعة
بوركت أبا زرعة!
أنا ما طلبت منك تحريرا، وإنما لما زعمت أن كلام شيخ الإسلام المذكور آنفا غير محرر منه طالبتك بأن تأتي بكلامه المحرر، ثم جزيت خيرا على نصحك، ولعلني أفعل بإذن الله، وإن كنت أحسبني على علم بطامآت الصوفية وبلاياهم وكفر بعضهم وإلحاده ومروقه من الدين.
أخي الفاضل أبو الطيب
هلا بينت لنا من من المتأخرين جرح بشر بن الحارث
ثم ما هو موقف الصوفية عموماً من إبن عربي و هل الزنادقة وغلاة الصوفية هم وحدهم من يعتبرونه إماماً قطبا؟
الفاضل أبا ذر سددك الله!
هو الشيخ عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله- في كتابه هذه هي الصوفية!
وعجبا إن تسألني عن موقف الصوفية عموما من ابن عربي وقد قال شيخ الإسلام:" وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلا؛ فإن أكثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق. مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره. كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في " طبقات الصوفية "
فكما ترى أهل التحقيق منهم يروون الغلاة كالحلاج وابن الفارض وابن عربي ليسوا منهم، وعمومهم لا يفهمون كلامهم لأن سم في عسل،وبعضهم يتأوله بل هذا موقف بعض العلماء وانظر مثلا كلام السيوطي والسخاوي في ابن عربي وقد وقعت بسبب الكلام فيه فتنة في عصر البقاعي والسيوطي والسخاوي وغيرهم.
وعموما! أيها الفاضل!
قاتل الله المبتدعة مَن كانوا وأين كانوا - وسيدخل جل المتصوفة في ذلك دخولا أولياً!
لكن!
هنا نبحث جزئية صغيرة جدا:
إطلاق الذم وتعميمه عند المعاصرين، وعدم التفصيل في هذه الطائفة مطلقا في كل مقام وفي أي موضع!(56/329)
ما المقصود بأصول المعتزلة الخمسة
ـ[بنت الشيخ]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله اوقاتكم بذكره
سؤال بارك الله فيكم
ماالمقصود بأصول المعتزلة الخمسة
وهل من مراجع للاستزادة في هذا الباب
زادكم الله من فضله ونفعكم ونفع بكم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 09:36 م]ـ
أصول المعتزلة الخمسة هي: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالتوحيد عندهم مقتض لنفي الصفات، والعدل يعني نفي القدر، والمنزلة بين المنزلتين فيه نفي وصف الايمان عن عصاة اهل القبلة وانفاذ الوعيد فيه تخليد عصاة الموحدين في النار، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه وجوب الخروج على ائمة الجور,
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[09 - 08 - 09, 02:32 ص]ـ
هناك كتاب جيد جدا في هذا الباب للدكتور عواد بن عبدالله المعتق " أصول المعتزلة الخمسة وموقف أهل السنة منها "، هذا كتاب خاص بالموضوع.
وهناك كتب الفرق العامة، منها كتاب للشيخ ناصر العقل لا يحضرني اسمه الان، وأظنه في مجلدين متينيين،وهناك محاضرات عدة في هذا الموضوع، منها محاضرات للشيخ سفر الحوالي.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showsafar&categoryid=1&tahType=listall&QueryNav.Offset=141&QueryNav.Len=20
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:23 م]ـ
اصول المعتزلة خمسة وهي
التوحيد و المراد منه نفي الصفات
العدل و المراد منه نفي القدر
و المنزلة بين المنزلتين و المراد ان مرتكب الكبيرة اذا مات لاكافر و لامؤمن في الدنيا
انفاذ الوعيد و المراد منه تكفير مرتكب الكبيرة
الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و المراد الخروج عن السلطان الجائر
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - 08 - 09, 10:43 ص]ـ
يُستفاد من شريط الشيخ الطريفي
عن المعتزلة http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=21829(56/330)
مختصر العقد الثمين في بيان مسائل الدين
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 10:55 م]ـ
مختصر
العقد الثمين في بيان مسائل الدين
للإمام الحافظ العلامة الشريف
علي بن محمد سعيد بن عبدالله العباسي
الشهير بأبي المعالي السويدي
الذي ألفه عام 1214 هـ
اختصره وعلق عليه
الشريف أبو العباس عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي
الشريف أبو عبدالرحمن عبدالمحسن بن حاتم بن أحمد العباسي
a.h.a.abbasi @gmail.com
الفهرس
الموضوع الصفحة
مقدمة المختصر .................................................. ............... 4
خطبة الكتاب .................................................. ................ 7
المقدمة في بيان إخبار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بغربة الدين ............ 9
الباب الأول في بيان الدليل على العلم بوجوده سبحانه ............................ 12
الباب الثاني في بيان هل يصح إيمان المقلد وسوق الخلاف الكائن في جواز التقليد .... 15
الباب الثالث في بيان الإيمان والإسلام ...................................... 17
الباب الرابع في تحقيق معنى كلمة الإخلاص شهادة أن لا إله إلا الله ................ 21
الباب الخامس في بيان توحيد الله في ربوبيته وألوهيته ............................. 22
الباب السادس في بيان الخلاف الواقع في جواز الإستشفاع والإستغاثة .............. 26
الباب السابع في بيان الشرك الأكبر المخرج عن الملة وبيان ما قيل فيه .............. 33
الباب الثامن في بيان الشرك الأصغر وأنواعه ...................................... 41
الباب التاسع في بيان المعجزة والكرامة والسحر والرياضة والكهانة وما يتبع ذلك .... 44
الباب العاشر في بيان الإيمان بالرسل الكرام عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام .... 47
الباب الحادي عشر في بيان كيفية حياة الأنبياء والشهداء ومقر أرواحهم المقدسة .... 50
الباب الثاني عشر في أحكام زيارة القبور وما فيها من صدق وزور ................. 53
الباب الثالث عشر في بيان حكم الهجرة من دار الكفر ............................ 57
الباب الرابع عشر في بيان أحكام المرتدين ........................................ 61
الباب الخامس عشر في معرفة البدع وأنواعها .................................... 64
الخاتمة رزقنا الله حسنها وفيها ثلاثة فصول
الفصل الأول في النذر .................................................. ........ 66
الفصل الثاني في النحر وأحكام الذبح ............................................ 67
الفصل الثالث في الاستعاذة ................................ ...................... 69
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الهاشمي وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فهذا اختصار لكتاب نافع عظيم من تأليف عالم جليل , فيه بيان لعقيدة السلف في أغلب المسائل والأبواب , لعل الله أن ييسر تحقيقه كاملا وطباعته ليكون نافعا للإسلام والمسلمين.
- المؤلف:-
سليل الخلفاء الإمام الحافظ العلامة الشريف أبو المعالي علي ابن العلامة أبي السعود محمد سعيد بن أبي البركات عبدالله الشهير بالسويدي , البغدادي مسكنا , العباسي نسبا , الشافعي مذهبا.
- نسبه:-
علي بن محمد سعيد بن عبد الله بن الحسين بن مرعي بن ناصر الدين بن الحسين بن علي ابن أحمد بن محمد المدلل بن عبد الله بن الحسين بن علي بن عبدالله بن الحسن بن الأمير علي بن الأمير أبي بكر بن الخليفة المسترشد بالله بن الخليفة المستظهر بالله بن الخليفة المقتدي بأمر الله بن الأمير محمد بن الخليفة القائم بأمر الله بن الخليفة القادر بالله بن الأمير إسحاق بن الخليفة المقتدر بالله بن الخليفة المعتضد بالله بن الأمير الموفق طلحة بن الخليفة المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله بن الخليفة الرشيد بن الخليفة المهدي بن الخليفة المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي الهاشمي العباسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/331)
ففي هذا النسب الجليل صحابيان وتابعيان واثنا عشر خليفة وخمسة أمراء واثنان من مشاهير العلماء , وقد سجل هذا النسب في نقابة الأشراف العباسيين ببغداد عند انتقال جده الحسين بن مرعي من مدينة الدور إلى بغداد.
- ولادته:-
ولد سنة 1170 هـ.
- ثناء العلماء عليه:-
1 - قال عنه تلميذه العلامة المفسر أبو الثناء محمود بن عبدالله الآلوسي في نزهة الألباب (1\ 8):
الفاضل الأوحدي الشيخ علي أفندي السويدي , كان ذلك الشيخ من كبار المتبعين، وحاشاه ثم حاشاه أن يكون من المبتدعين , وكان لأهل السنة برهاناً، وللعلماء المحدثين سلطاناً، ما رأيت أكثر منه حفظاً، ولا أعذب منه لفظاً، ولا أحسن منه وعظاً، ولا أفصح منه لساناً، ولا أوضح منه بياناً، ولا أكمل منه وقاراً، ولا آمن منه جاراً، ولا أكثر منه حلماً، ولا أكبر منه بمعرفة الرجال علماً، ولا أغزر منه عقلاً، ولا أوفر منه في فنه فضلاً، ولا ألين منه جانباً، ولا آنس منه صاحباً.
2 - قال عنه العلامة نعمان بن محمود الآلوسي في كتابيه الآيات البينات وجلاء العينين:-
أمير المؤمنين في الحديث , علامة العراق , بخاري عصره , شيخ مشايخنا , الشيخ النحرير.
3 - قال الشيخ عبدالرزاق البيطار في حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر (1\ 479):-
شيخ القراء والمحدثين، وإمام العلماء المتورعين، السيد المفضال المتحلي بالأدب والكمال، الصدر الرئيس العلامة البارع الناهج منهج سيد كل نبي شارع , انتفع به جل من كان في عصره، واعترف الجميع بسمو مقامه وقدره.
قطب مدار العلماء في زمانه وعمدة السادة الفضلاء في وقته وأوانه، خادم السنة والكتاب مع تقوى وزهادة وخضوع وخشوع وعبادة وجود وسخاء وكرم واتصاف بمعالي الشيم.
4 - قال العلامة أبو المعالي محمود شكري بن عبدالله الآلوسي في كتابه المسك الأذفر (ص73):-
كان أعلم أهل مصره في عصره بالحديث بل كان ثالث الشيخين الذين عز لهما التثليث , وكان له مشاركة تامة في سائر العلوم المظنون منها والمعلوم , وله قوة حافظة وفصاحة وذلاقة لسان لا تكاد توجد في غيره من الأقران , وكان حسن السيرة , طاهر السريرة , هينا لينا تقيا نقيا , محبوبا لدى العوام والخواص لما أودع الله فيه من المزايا والخواص.
5 - قال الكتاني في فهرس الفهارس (2\ 1008):-
محدث العراق العلامة المسند , كان من أيمة الحديث والبراعة فيه وفي غيره , وقيل كان يحفظ عشرين ألف حديث من الكتب الصحاح.
- مؤلفاته:-
1 - تاريخ بغداد في الوقايع وتراجم العلماء.
2 - ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد.
3 - الرد على الإمامية في مجلد.
4 - رسالة في الخضاب.
5 - العقد الثمين في بيان مسائل الدين.
6 - الكوكب المنير شرح مناوي الصغير في الحديث.
7 - تلخيص إرشاد السالك إلى فقه الإمام مالك.
- مشايخه:-
1 - والده راوية العراق ومسنده الحافظ الشريف محمد سعيد.
2 - عمه العلامة الشريف عبدالرحمن بن عبد الله السويدي.
3 - العلامة الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير.
4 - شيخ المحدثين الحافظ مرتضى الزبيدي.
5 - الشيخ العجلوني وغيرهم.
- تلاميذه:-
1 - العلامة المفسر مفتي بغداد أبو الثناء محمود بن عبدالله الآلوسي.
2 - والي بغداد العالم الفاضل داوود باشا.
3 - ابنه العلامة الشريف أبو الفوز محمد الأمين.
- حياته:-
1 - قال تلميذه العلامة المفسر أبو الثناء محمود بن عبدالله الآلوسي في نزهة الألباب (1\ 8):-
وكان ذا جاه كبير عند والي بغداد سليمان باشا الصغير، فكان لا يصدر إلا عن رأيه، وهو يسعى في نصحه غاية سعيه، وامتحن بعد قتله بسبب ذلك، وكاد يهوى لولا بركة العلم في مهاوي المهالك، ومن الغريب أنه على كمال عقله وتنزه نفسه، ارتكب ما لا يكاد يرتكبه أبناء جنسه، حيث ذهب إلى البصرة محاسباً لواليها، ضابطاً رسم الكمرك الذي فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/332)
وكان ينسب إليه سيئ الإنكار على أكثر الأولياء الكبار، وأنه وهابي العقيدة وله فيها وله ومحبة شديدة، وأنه دعا إليها سليمان باشا، وملأ من علل الخروج على الدولة أهابه فخرج عليها، ولم يرسل شيئاً من خراج العراق إليها، فأثارت عشائر الأكراد وبعض الأعراب عليه، فتوجهوا في معية رئيسهم الداهية الهماء إليه، فخرج لقتالهم إذ قربوا من سور الزوراء، وقابلهم بجنود تغبر غيظاً من كثرتهم وجوه نجوم الخضراء حتى إذا التقى الجيشان، واعتدل الصفان، خانه رؤساء العسكر فبقي مع مثل عدة الأصابع ففر، ومر فاراً على قبيلة الدفافعة، فقطعوا عنه ماء الحيوة، وسدوا عنه مشارعه.
والإنصاف أن السويدي لم يسود قلبه بعقائد جهلة الوهابية (1)، وإنما عقده على العقائد السلفية الأحمدية ولعمري ولا حاجة إلى اليمين، أن ذلك ظاهر من درر كتابه العقد الثمين، وأن خروج ذلك الوزير إنما جر إليه أمر آخر لسوء التدبير.
وبالجملة كان ذلك الشيخ من كبار المتبعين وحاشاه ثم حاشاه أن يكون من المبتدعين.
(1) لم نعلم لماذا قال الإمام الآلوسي هذا الكلام مع إطلاعه على كتاب العقد الثمين , فهذا الكتاب فيما نعلم ليس مخالفا لما جاء به الإمام محمد بن عبدالوهاب , فإما أن الآلوسي رأى ما لم نرى وسمع ما لم نسمع , أو كانت الصورة مشوهة عنده بسبب أعداء التوحيد في ذلك الزمان , والظاهر أن هذا أقرب.
2 - قال العلامة أبو المعالي محمود شكري بن عبدالله الآلوسي في كتابه المسك الأذفر (ص73):-
نال مزيد القرب عند الوزير الكبير سليمان باشا الصغير حتى إنه لم يكن يصدر إلا عن رأيه , ويرى إرشاد غيره عين غيه , فلم يتغير عن أخلاقه الحسان , وحسن معاملته للعوام والأقران , قرأ على والده وعلى عمه أبي الخير الشيخ عبدالرحمن السويدي وعليه تخرج فدرس ووعظ وأفاد ونشر الفضل وأجاد.
3 - قال الكتاني في فهرس الفهارس (2\ 1008):-
وكان أكثر إقامة النور السويدي بدمشق، وورد على بغداد آخر عمره.
- وفاته:-
توفي بدمشق في ليلة الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 1237 هـ وكان يقرأ قي سكرات الموت قوله تعالى {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} إلى أن أذن المؤذن لصلاة المغرب فترك قراءته والتزم إجابته فبعد إتمام الشهادتين أجابت روحه داعي الله ثم غسل وكفن وبقي إلى الصباح فصلي عليه ودفن بسفح جبل قاسيون المطل على دمشق فرحمه الله رحمة واسعة.
- عن كتاب العقد الثمين:-
- أجمع كل من ترجم للمؤلف على ذكر كتاب العقد الثمين في بيان مسائل الدين من مؤلفاته.
- قال العلامة المفسر أبو الثناء محمود الآلوسي عن الكتاب:- عقده على العقائد السلفية الأحمدية ولعمري ولا حاجة إلى اليمين أن ذلك ظاهر من درر كتابه العقد الثمين.
- قال حفيده العلامة أبو المعالي محمود شكري الآلوسي:- وله من المؤلفات (العقد الثمين) في العقائد السلفية وهو كاسمه حيث حوى الفوائد الجلية.
- قال الشيخ عبدالرزاق البيطار:- وله تأليفات مفيدة ورسائل عديدة، ومن أجلها كتاب " العقد الثمين في بيان مسائل الدين " وقد شرحه ولده الفهامة محمد الأمين.
- ذكر المؤلف رحمه الله تعالى أنه فرغ من تأليف هذا الكتاب في 14 رجب سنة 1214 هـ.
- طبع هذا الكتاب طبعتين , الأولى سنة 1325 هـ بالمطبعة الميمنية بمصر , والثانية بكردستان.
- قام ابن المؤلف وهو العلامة الشريف أبو الفوز محمد الأمين بالشرح والتعليق على كتاب والده وسماه التوضيح والتبيين لمسائل العقد الثمين وقد طبعت مع الكتاب.
- أكثر اعتماد المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب كان على كلام أهل العلم فقد بلغ عدد النقولات 125 نقلا من 65 كتابا , وممن نقل عنهم ابن تيمية وابن القيم , وكانت أكثر نقولاته عن الشافعية لأنه منهم.
- قد نقل من هذا الكتاب عدد من أهل العلم في كتبهم ورسائلهم , فمن هؤلاء:-
1 - العلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب فقد نقل في رسالة له عن الهجرة خمس صفحات من هذا الكتاب كما في الدرر السنية (10\ 300).
2 - العلامة نعمان بن محمود الآلوسي في كتابه جلاء العينين (1\ 489) فقد نقل الكلام عن الاستغاثة كاملا , ونقل أيضا في كتابه الآيات البينات (ص77) كلام المؤلف عن الأرواح.
3 - العلامة أبو المعالي محمود شكري الآلوسي في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني (1\ 256) فقد نقل أيضا كلامه عن الاستغاثة.
- عملنا في هذا المختصر:-
قمنا باختصار الكتاب اختصارا غير مخل بمقصد الكتاب وهو بيان مسائل الدين , ويشكل هذا المختصر تقريبا من ربع إلى ثلث الكتاب , والأمور التي قمنا باختصارها هي:-
1 - النقولات التي ينقلها المؤلف تأييدا لكلامه.
2 - حكاية الخلاف في بعض المسائل.
3 - الرد على أدلة وشبه المخالفين.
4 - بعض المسائل الكلامية.
5 - الاستطردات في بعض المسائل.
6 - الغالبية العظمى من تعليقات ابنه الشريف أبو الفوز.
- أهداف الاختصار:-
1 - حتى يطلع الناس بصفة عامة وبنو هاشم بصفة خاصة وبنو العباس بصفة أخص على عقيدة هذا الإمام العباسي الهاشمي الجليل.
2 - إكمال لمشروعنا في تبيين عقيدة آل البيت بصفة عامة وعقيدة بني العباس بصفة خاصة والذي بدأناه بكتابنا عقيدة بني العباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة.
3 - حتى يكون مختصرا يبين عقيدة السلف في أغلب الأبواب بيسر وسهولة واختصار.
4 - الرد على من زعم أن عقيدة السلف في التوحيد هي عقيدة نجدية وهابية حنبلية فهذا عباسي هاشمي شافعي بين بغداد ودمشق ولا يعلم له أي دراسة أو اتصال بنجدي.
فنسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا المختصر , وأن يجعله خالصا لوجه الكريم , وأن يجعله في موازين حسناتنا وحسنات المؤلف وكل من ساهم في نشره , آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم بن أحمد العباسي - جدة - 6\ 8\1430 هـ(56/333)
ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال (كيف تصبح سلفيا عصريا)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
لقد وضع أحد المتصوفة مقالا منسوبا إلى رائد العشيرة المحمدية الشيخ محمد زكي إبراهيم بعنوان " كيف تصبح سلفيا عصريا "، ولما بحتث عن مصدر هذه المقالة في محرك البحث قوقول وجدت أن هذه المقالة منتشرة انتشار واسع في مواقع الشيعة الامامية والصوفية كما أنهم فرحوا بها فرحا شديدا، وبغض النظر عن صحة نسبة المقال لرائد العشيرية المحمدية؛ المقالة تحتوي على كذب وافتراءات ننزه أهل العلم عنها بل الذي يقرأ المقال يعلم أن حقيقة السلفية تختلف عما قاله صاحب المقال، وحتى لا ينخدع من لا يعرف السلفية سوف نرد على هذه المقالة برد مختصر يبين الحقيقة وأسميته " ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية " والله ولي التوفيق.
قال كاتب المقالة:
كيف تصبح سلفيا عصريا؟؟؟
بقلم: رائد العشيرة المحمدية الإمام الراحل الشيخ محمد زكي إبراهيم - من علماء الأزهر-
نشره في مجلة (المسلم) في العدد الثالث في شهر شوال 1401 هـ! أي قبل 25 عاما.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلفية العصرية هي النموذج الجديد أي (الموديل العصري) للإعلان عن التدين الحديث والإسهام في التطرف والتشدد والتنادي العصبي بالانفراد بخدمة الإسلام ويمكن تلخيص (السلفية العصرية) في بعض أصولها ومعالمها وقواعدها في ما يأتي:
((أولا: أن تعتقد انك وحدك (لا شريك لك) على الحق وان كل من لم يكن على ما أنت علية فهو مبطل خاطئ بل مرتد حلال العرض والدم والمال حتى ولو أوتي علم (سيدنا) محمد وتعبد موسى وزهد عيسى وخلة إبراهيم وصبر أيوب وكفاف نوح وبخاصة إذا كان حاكما أو عالما سابقا أو مجتهدا من المشاهير))
قلت: نعوذ بالله من أن نفتري على مسلم أو نقوله ما لم يقل أو ندعي الالوهية كما ادعاه المتصوفة فقال قائهم: ((أنا الله)) وقال آخر: ((أنا الحق)) وقال ثالث: ((سبحاني سبحاني)) .. الخ، فلا يوجد سلفي واحد يقول: لا شرك لي في الحق وأن من خالفني حلال العرض والدم والمال.
وقد ادعى كاتب المقال كذبا وزوزا أن الوهابية أو السلفية يستحلون دماء وأعراض وأموال من خالفهم، لم يقدم أي دليل على دعواه هذه ولو كان عنده لما تأخر في ذلك، والله المستعان.
وهذه الدعوى ليست وليدة اليوم بل افتراها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعدما جهر بالحق وبين السنة الصحيحة فاتهموه بهذه التهمة بل وغيرها من التهم الباطلة.
وقد جمع الشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتباعه في نفي تهمة التكفير عنهم عندما رد علي هذه الدعوى في كتابه الماتع " دعاوىالمناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب " وأسوق الكلام بتمامه قال ص 196 – 177: ((قد بلغت هذه الفرية الخاطئة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ - رحمه الله - على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مما ألحق به .. ، فأرسل هذه الردود إلى مختلف البلاد.
فعلى النطاق المحلي في منطقة نجد، نلاحظ أن الشيخ قد بعث رسالة لأهل الرياض ومنفوحه، ينفي تلك الفرية، يقول الشيخ الإمام رحمه الله: (وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين) [مجموعة مؤلفات الشيخ، 5/ 189]
ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها: (وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) [المرجع السابق 5/ 25]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/334)
وفي رسالته لأهل القصيم، يشير رحمه الله إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ الإمام: (والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله .. جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم) [المرجع السابق 5/ 11، 12 وذكر ذلك - أيضاً - في رسالته لعبد الله بن سحيم مطوع المجمعة 5/ 62]
ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -: (وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك…) [المرجع السابق 5/ 60]
ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جواباً على سؤال الشريف .. [لم يذكر اسم هذا الشريف] (وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله .. ) [مجموعة مؤلفات الشيخ 3/ 11]
ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ: (فإن قال قائلهم أنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد) [المرجع السابق 5/ 48]
ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيباً لهذه الفرية قال الشيخ: (وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم) [المرجع السابق 5/ 100]
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتاباً للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم: (وأجبلوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون .. ) [المرجع السابق 5/ 36]
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله - في وصف الشيخ -: (إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعاً عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال) [روضة الأفكار، 1/ 33]
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول: (وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/335)
عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة) [الهدية السنية ص 40]
ويدل على براءتهم - أيضاً - من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - في موضع آخر: (إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا .. ) [مجموعة الرسائل والمسائل) 1/ 47]
ولما سئل الشيخ عبد العزيز بن حمد سبط الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن تلك الفرية، كان جوابه رحمه الله - بعد أن ساق السؤال _: (وأما السؤال الثاني وهو قولكم: من لم تشمله دائرة إمامتكم ويتسم بسمة دولتكم، وهل داره دار كفر وحرب على العموم الخ.
فنقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده وندين الله به، أن من دان بالإسلام وأطاع ربه فيما أمر، وانتهى عما عنه نهى وزجر، فهو المسلم حرام المال والدم كما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة. ولم نكفر أحداً دان بالإسلام لكونه لم يدخل في دائرتنا، ولم يتسم بسمة دولتنا، بل لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، ومن زعم أنا نكفر الناس بالعموم، أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ببلده فقد كذب وافترى) [المرجع السابق 4/ 574]
ومن الحجج الدامغة التي سطرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وأزهق بها فرية عثمان بن منصور حين قذف الشيخ الإمام بتكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ عبد اللطيف في (مصباح الظلام) دحضاً لذلك: (هذه العبارة تدل على تهور في الكذب، ووقاحة تامة، وفي الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه البخاري]
وصريح هذه العبارة أن الشيخ كفر جميع الأمة من المبعث النبوي إلى قيام الساعة إلا من وافقه على قوله الذي اختص به، وهل يتصور هذا عاقل عرف حال الشيخ وما جاء به ودعا إليه، بل أهل البدع كالقدرية والجهمية والرافضة والخوارج لا يكفرون جميع من خالفهم، بل لهم أقوال وتفاصيل يعرفها أهل العلم، والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب - أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العمل والعبادات - مجمع عليه المسلمين لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم) [ص21، وانظر: ص22]
كما يوضح الشيخ عبد اللطيف تورع جده - الشيخ الإمام - عن التكفير فيقول: (والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها) [منهاج التأسيس)، ص 65، 66]
ويورد الشيخ عبد اللطيف - في إحدى رسائله - معتقد الشيخ الإمام في مسألة التكفير فيقول: (فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية) [مجموعة الرسائل 3/ 5]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/336)
ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن من عرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أدرك براءته من تلك الفرية الكاذبة فيقول - رحمه الله -: (كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعلم أنه من أعظم الناس إجلالاً للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهياً عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين) [المرجع السابق 3/ 449]
وتضمنت مناظرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن لداود بن جرجيس، تفنيداً لفرية تكفير الناس فيقول الشيخ عبد اللطيف: (وأما القول بأنا نكفر الناس عموماً ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم) [تاريخ نجد، للألوسي ص52]
ويدحض الشيخ صالح بن محمد الشتري كذبهم، فيقول: (وأما ما ادعاه أعداءه المعاصرون له أنه كفر بالعموم، أو يكفر بالذنوب أو يقاتل من لا يستحق قتلاً، أو يستحل دمه وماله، فالجواب أن نقول سبحانك هذا بهتان عظيم، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تبرأ فيهن مما نسب إليه أعداؤه وأن مذهبه مذهب السلف الصالح .. ) [تأييد الملك المنان ق 54]
ويجمل السهسواني الجواب على مفتريات شيخ الكذب دحلان في اتهام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فيقول: (هذا كله افتراء بلا ريب على الشيخ، يعرفه من له رائحة من الإيمان والعلم والعقل) [صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان، ص 485]
ويقول أيضاً - بعد ذكر مفتريات أخرى لدحلان في قذف الشيخ الإمام بتكفير الناس -: (الجواب على هذه الأقوال كلها أنها على طولها وكثرتها كاذبة خبيثة فلا تعجبك كثرة الخبيث) [المرجع السابق ص 486]
وينفي السهسواني مزاعم دحلان التي رمى بها دعوة الشيخ في مسألة التكفير .. ، فيقول: (أن الشيخ وأتباعه لم يكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأن من خالفهم هم مشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السنة وسبي نسائهم … ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من اتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء) [المرجع السابق ص 518]
ومما قاله محمد رشيد رضا معلقاً - على الكلام السابق -: (بل في هذه الكتب خلاف ما ذكر وضده، ففيها أنهم لا يكفرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين) [المرجع السابق ص 518]
ويورد الشيخ سليمان بن سحمان الدفاع عن الشيخ الإمام، ويبرأه من هذا البهتان فيقول رحمه الله - حاكياً حال الشيخ: (فإنه رحمه الله كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها .. فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمع على تكفيره الأمة، ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم .. ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول، ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم …) [الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد، ص 56، 57]
وكتب أحمد الكتلاني في (الصيب الهطال) - دفاعا عن الشيخ في هذا المقام - قريباً مما كتبه ابن سحمان [انظر: الصيب الهطال في الرد على شبه ابن كمال، ص 55، 56]
وأجاب أحد علماء نجد على تلك الفرية، حيث تلقفها صاحب جريدة القبلة وزعم أن الوهابيين يلزمون الناس بتكفير آباءهم وأجدادهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/337)
فكان جواب هذا العالم: (وهذا من نمط ما قبله من الكذب والبهتان، والذي نقوله في ذلك أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه، فالذي يحكم عليه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك، فظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له، ولا يضحى له، ولا يتصدق عنه. وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كانت قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله. وأما من لا نعلم حاله في حال حياته، ولا ندري ما مات عليه، فإنا لا نحكم بكفره، وأمره إلى الله فمن نسب إلينا غير هذا فقد كذب علينا وافترى وحسبنا الله ونعم الوكيل) [مجموع الرسائل والمسائل 4/ 835]
ويكذّب الشيخ محمد بن عثمان الشاوي هذا البهتان، فيقول في رسالته (القول الأسد): (فإنا لم نكفر بالعموم، ولا نكفر إلا من قام الدليل القاطع على كفره، بصرفه حق الله لغيره، ودعائه، والتجاءه إلى ما لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلا عن غيره …) [القول الأسد في الرد على الخصم الألد ق 5] .... الخ
من خلال هذه النقول المتعددة تظهر براءة الشيخ الإمام، وكذا أتباعه وأنصار دعوته من مفتريات وأكاذيب الخصوم في مسألة التكفير، ومن طالع كتبهم وقرأ رسائلهم تبين له صحة معتقدهم وسلامة فهمهم لمسألة التكفير، وإن اعتقادهم فيها هو عين اعتقاد السلف الصالح))
وقال الشيخ ابن باز في تعليقاته على الطحاوية: ((قوله: (ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) مراده رحمه الله: أن أهل السنة والجماعة لا يكفرون المسلم الموحد المؤمن بالله واليوم الآخر بذنب يرتكبه، كالزنا وشرب الخمر والربا وعقوق الوالدين وأمثال ذلك ما لم يستحل ذلك، فإن استحله كفر لكونه بذلك مكذبا لله ورسوله خارجا عن دينه أما إذا لم يستحل ذلك فإنه لا يكفر عند أهل السنة والجماعة بل يكون ضعيف الإيمان، وله حكم ما تعاطاه من المعاصي في التفسيق وإقامة الحدود وغير ذلك حسبما جاء في الشرع المطهر، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن سلك مسلكهم الباطل، فإن الخوارج يكفرون بالذنوب والمعتزلة يجعلونه في منزلة بين المنزلتين يعني بين الإسلام والكفر في الدنيا وأما في الآخرة فيتفقون مع الخوارج بأنه مخلد في النار، وقول الطائفتين باطل بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وقد التبس أمرهما على بعض الناس لقلة علمه، ولكن أمرهما بحمد الله واضح عند أهل الحق كما بينا وبالله التوفيق)) [مجموع فتاوى ابن باز ص 82/ 2]
وقال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية: ((ولا نكفّر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) هذا كما سبق أن الذنب إذا لم يكن كفراً أو شركاً مخرجاً من الملة، فإننا لا نُكَفّر به المسلم، بل نعتقد أنه مؤمن ناقص الإيمان، معرض للوعيد وتحت المشيئة. هذه عقيدة المسلم، ما لم يستحله، فإذا استحل ما حرم الله فإنه يكفر، كما لو استحل الربا أو الخمر أو الميتة أولحم الخنزير أو الزنا، إذا استحل ما حرم الله كفر بالله، وكذلك العكس: لو حرم ما أحل الله كفر: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم) [التوبة:31] وجاء تفسير الآية بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.
أما لو فعل الذنب وهو لم يستحله بل يعترف أنه حرام فهذا لا يكفر ولو كان الذنب كبيرة دون الشرك والكفر لكنه يكون مؤمناً ناقص الإيمان أو فاسقاً بكبيرته مؤمن بإيمانه)) [ص 139]
ومن خلال هذه النصوص الصريح من أقوال أئمة العلماء يضح أن الشيخ يكفر المسلمين مجرد دعوى افتراها خصومه عليه فإذا كان لا يكفر المسلمين العاديين فكيف يكفر العلماء والمشاهير كما ادعى كاتب المقالة؟؟!! ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري]
وقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هم الذين يكفرهم فقال: ((وأما التكفير: فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعد ما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا: هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/338)
أما عن قتاله للناس فقج بين أنه كان في حالة الدفاع عن نفسه بعدما جاءه خصومه ليقتلوه ويطفئوا دعوته إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح فقال: ((وأما القتال: فلم نقاتل أحداً إلى اليوم، إلا دون النفس والحرمة، وهم: الذين أتونا في ديارنا؛ ولا أبقوا ممكنا، ولكن: قد نقاتل بعضهم، على سبيل المقابلة، وجزاء سيئة سيئة مثلها؛ وكذلك. من جاهر بسب دين الرسول، بعدما عرف، فإنا نبين لكم: أن هذا هو الحق، الذي لا ريب فيه، وأن الواجب: إشاعته في الناس، وتعليمه النساء، والرجال فرحم الله: من أدى الواجب عليه، وتاب إلى الله، واقر على نفسه؛ فإن التائب من الذنب، كمن لا ذنب له، ونسأل الله: أن يهدينا، وإياكم، لما يحبه ويرضاه)) [الدرر السنية ص 73 - 74/ 1]
ومما يدحض هذه الفرية في يومنا هذا أن الصوفية والأشاعرة والإمامية والاسماعيلية وغيرهم ممن ينتسب إلى الاسلام يعيش في الممكلة العربية السعودية الوهابية آمنا على دمه وعرضه وماله بل من الصوفية من تولى منصب الوزارة في بعض الحكومات السعودية الوهابية، وعلى هذا يكون الذي قاله كاتب المقالة محض الافتراء وحسبنا الله ونعم والوكيل.
وأختم بفتوى السيد محمود الحنفي الكاظمي الباكستاني في الوهابية التي نقلها أحد خصوم الوهابية وهو أحد زيني دحلان في كتابه خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام، وهذا نص الفتوى: ((فتنة الوهابية حقيقة فتنة اليهودية قد بدت البغضاء من اقواههم وما صدورهم اكبر فكل فرد على عقيدة الوهابية أو اليهودية خبيث ومن يؤمن بالله ورسوله طيّب ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب فقد تحقق اعتزالهم عن المسلمين ظاهرا وباطنا حتى في التوحيد والرسالة اصولا وفروعا فلا يجوز الصلاة خلفهم ولا يجوز تعيين احد منهم على منصب الملي نحو الإمامة والقضاء وتدريس الكتب والسنة والفقه لا ورب الكعبة الحرم والحذر لابن الماء المدر وفي الخبر عن المخبرالصادق المصدوق وباخبار الغيوب والشهادة (اجعلوا أئمتكم خياركم) فان الوهابية في غاية إساءة العقيدة والعمل حتى صاروا اضرّ الناس لنا فانهم قد كفروا بالله ورسوله باظهار الاسلام ولا شبهة انهم من المنافقين والخطاب لاحدهم بلفظ التعظيم والاكرام موجب سخط الاله ورسوله فلا يجوز لنا موالاتهم بقوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكمْ َفاِنَّهُمِنْهُمْ * المائدة: 51) وفي السنة (اياكم واياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) فهم الذين كفروا وارتدوا من الله ورسوله ودين الاسلام قديما وحديثا فانهم اشد كفرا ونفاقا ولاشك انهم عبد الطاغوت من أتباع ابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهما في العرب والعجم قد قالوا في الله ورسوله ما قالوا وقد افتى العلماء عليهم بكمال التحقيق فقد ارتدوا عن الله والاسلام وعلى كل مروّجهم نصوا (من شك في الكفر وعذابه فقد كفر) كما في حسام الحرمين وصوارم الهندي وغيرهما من الفتوى وانحاله الامامة او كفر القضاء وتولية تدريس الدين ومنصب العزة والتعظيم وفي المراقي الفلاح الفاسق العالم تجب اهانته شرعا فلا يعظم فاين الفاسق المطلق والكفار المرتد بينهما بون بيّن وفي وفي المقاصد شرح العقائد «قد وجب عليهم اهانته شرعا» التبيين والفتح المبين وغيرهما لسعد الملة التفتازاني «حكم مبتدع البغض والعداوة والاعراض عنه والاهانة والطعن» فاين المبتدع والكافر المرتد فان اقتداءهم وحصول علم الدين منهم حرام ومقابلة الشرع وفي المشكوة «ان هذا العلم فانظروا عمّن تأخذون دينكم» فالاقتداء بهم وتسليم منصب ديني نحو القضاء وتدريس العلم الديني بهم حرام حرام حرام وكفر ان الدين والايمان لا يجوز معيتهم واعانتهم بحيث يجب علينا تركهم أمرنا بقوله تعالى (كونوا مع الصادقين) فهؤلاء الكفرة ليسوا من الصادقين بل هم اكذب الناس لله ورسوله ومن اهل الكفر والارتداد امر الشارع لمعية الصادقين ونهي عن معية الكاذبين الكافرين لان أمر الشئ نهي عن ضدّه والله تعالى ورسوله اعلم وصلى الله على حبيبه محمد وآله وصحبه وسلم فعليكم بمطالعة كتابي تحريم الشرعية عن امامة الوهابية))
وبعدها يقولون أن الوهابية يكفرون المسلمين؟؟!!
يتبع ..
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:35 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/339)
قال كاتب المقالة: ((ثانيا: أن تعتقد انه لن يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا، وان المسلمين من غير مذهبك كالكفار والمشركين هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين))
قلت: كعادته لم يذكر دليلا واحدا على هذه الدعوى السمجة ولو كان عنده دليل واحد من أقوال العلماء المعتبرين لما تأخر به ولو طار به فرحا، والله المستعان.
أما عقيدة أهل السنة السلفيين فإنهم لا يشهدون لأحد معين بجنة أو نار إلا بما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ((الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن لا فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء)) [مجموع ورسئال ابن عثمين ص 79/ 5]
قال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية: ((هذا بحث للشهادة لمعين أنه من أهل الجنة، أو أنه من أهل النار، نحن لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا بدليل، إلا من شهد له المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه من أهل الجنة، شهدنا له بذلك، ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار شهدنا له بذلك، هذا بالنسبة إلى المعينين، أما بالنسبة إلى العموم فنعتقد أن الكافرين في النار، وأن المؤمنين في الجنة)) [ص 141 – 142]
وفي كلام الشيخ الفوزان رد على فرية كاتب المقالة بأن السلفيين يعتقدون أنهم وحدهم في الجنة وهم لا يشهدون لأحد من أمة محمد بالجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يبفتري مثل هذه الفرية؟؟!!
وهذا الشيخ ابن عثمين رحمه الله يعتبر أهل التأويل من المسلمين قال في كتابه المجلي في شرح الأسماء الحسنى: ((فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟ قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به
الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما " وفي رواية: " إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه "
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع)) [ص 310 – 311]
أما ترحمهم على من نسب إلي الأشاعرة مثل الباقلاني وأبو نعيم الأصبهاني والنووي وغيرهم فكثير جدا فقط راجع كتبهم أو استخدم أي محرك بحث، وكيف لا يعقدون أن الأشاعرة على سبيل المثال يدخول الجنة وشيخ السلفيين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يحكم أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة سوى ما خالفوهم به قال: ((الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور، ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات، وليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار، ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات، فهم خالفوا أهل السنة في مسائل؛ منها تأويل غالب الصفات، وقد أخطأوا في تأويلها، والذي عليه أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه، وتمر كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به عز وجل، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقوله: {ولم يكن له كفوا أحد})) [ص 256/ 28]
وعلى ما مر يتبين أن السلفيين لا يرون أنهم وحدهم يدخل الحنة بل يدخلها غيرهم من أهل القبلة لا كما افترى كاتب المقالة ولا وحول ولا قوة إلا بالله.
قال كاتب المقالة: ((ثالثا: أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهر وباطن، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في (الحش) أو في الدرس أو على المنبر!!))
قلت: سبحانك هذا بهتان عظيم.
والسؤال الذي نطرح على المنصفين هل خرج كاتب المقالة عن وصف حاله مع الوهابية في مقاله هذا؟؟!! أم يفتري عليهم الافتراء العظيم؟؟!!
يتبع ..
---------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/340)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:39 ص]ـ
قال كاتب المقالة: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله، وان الله يجلس على العرش بذاته، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب، وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
أما قوله: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله)) فهذا كما قيل من قبل: رمتني بدائها وانسلت!! فهذه كتب العقيدة للسفيين منشورة في أحناء العلماء فليس فيها أن الأكوان أزلية مع الله عز وجل كما يدعي رائد العشييرة المحمدية، بل هذه عقيدة خواص الصوفية الذين يقولون: أن عين كل شيء كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي]، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي: (((لا إله) يعبد ويقصد في السماوات والأرض (إلا هو) لأنه عين كل شيء)) [الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي]
ونظم ابن عربي:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين = والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى = سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر]
وقد صرح شيخهم الأكبر بأن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا عين العالم قال: ((اعلم أن وصف الحق تعالى نفسه بالغني عن العالمين إنما هو لمن توهم أن الله تعالى ليس عين العالم. وفرق بين الدليل والمدلول. ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه.
فالأمر واجد وإن اختلفت العبارات عليه هو العالم وهو المعلوم والعلم. والدليل والدال والمدلول .. الخ)) [المعرفة ص 31]
ومع تصريح علماء الصوفية بهذه العقيدة لا تجد كاتب المقالة ولا غيره من الصوفية يعترض عليهم وفي نفس الوقت يفتري كاتب المقالة على السلفيين بتلك المقالة لينفر الناس عنهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما قوله: ((وان الله يجلس على العرش بذاته))، فأقول: هذه كتب السلفيين في العقيدة موجودة متوفرة لكل شيء وليس هي للخاصة كما عند الصوفية فلم يقرروا هذه العقيدة ضمن عقائدهم وإن قررها أحدهم فهو يقتدي بقول مجاهد كما روي عنه ذلك [تفسير الطبري ص 145/ 15] أو بأحد أقطاب الصوفية الأربعة وهو الشيخ عبد القادر الجيلاني فهو يعتقد هذه العقيدة وقد صرح بها في كتاب الغنية قال: ((وأهل السنة يعتقدون أن الله يجلس رسوله ونبيه المختار على سائر أنبيائه ورسله معه على العرش يوم القيامة ... الخ)) [ص 92/ 1]
فإذا تقرر هذا لماذا التهويل والتشنيع على السلفيين وعدم التشنيع على مجاهد وعبد القادر الجيلاني؟؟!! لابد أنه الهوى والعياذ بالله.
وقوله: ((وانه ينزل ويصعد ويجيء)) فأما النزول الرب جل في علاه في فقد جاءت به الأخبار الصحيحة عن ثقات المسلمين عن الصادق المصدوق عن عدة من الصحابة وهم: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وعبادة بن الصامت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، ورفاعة الجهني رضي الله عنهم أجمعين.
رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له))
[أخرجه البخاري ح 1094 ومسلم ح 758، وأبو داود ح 1315، والترمذي ح 446، وابن ماجه ح 1366، ومالك في الموطأ ح 498، وأحمد ص 264/ 2، وابن حبان ح 920، والدارمي ح 1479، والنسائي في السنن الكبرى ح 10313، والبيهقي في السنن الكبرى ح 4427، وأبو عوانة في المسند ح 375 وعبد الرزاق في المصنف ح 19653، وابن أبي عاصم في السنة ح 493]
رواية أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/341)
[مسلم ح 758، وابن حبان ح 921، وأبو يعلى ح 5936، وأحمد ص 43/ 3، والطيالسي ح 2232]
رواية علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فلم يزل بها حتى يطلع الفجر يقول ألا تائب ألا سائل يعطى ألا داع يجاب ألا مذنب يستغفر فيغفر له ألا سقيم يستشفي فيشفى))
[أبو يعلى في المسند ح 6576، والبزار ص 121/ 2]
رواية جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له))
[النسائي في السنن الكبرى ح 10321]
رواية عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأخير فيقول ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له ألا مقتر عليه رزقه ألا مظلوم يذكرني فأنصره ألا عان يدعوني فأعينه قال فيكون كذلك إلى أن يضيء الصبح فيعلو ربنا عز وجل على كرسيه))
[الطبراني في الأوسط ح 6079، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ص 154/ 10: ((ويحيى بن إسحق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة وبقية رجال الكبير رجال الصحيح))]
رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل))
[ابن أبي عاصم في السنة ح 509]
رواية أبي موسى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ينزل ربنا تبار وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن))
[ابن أبي عاصم في السنة ح 510، والبيهقي في فضائل الأوقات ح 29]
رواية ابن عباس يقول: ((إن الله تعالى ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول وهبط إلى السماء ثم قال هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه))
[ابن أبي عاصم في السنة ح 513]
رواية رفاعة بن عرابة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأذن لهم فقال: ((ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبغض إليكم من الشق الآخر؟)) قال: فلا ترى في القوم إلا باكيا فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن الذي يستأذنك في نفسي بعدها لسفيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ((أشهد عند الله)) وكان إذا حلف قال: ((والذي نفسي بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجنة لقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة ثم قال: إذا مضى نصف الليل - أو ثلث الليل - ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا فيقول: من هذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من هذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من هذا الذي يسألني فأعطيه؟ حتى ينفجر الفجر))
[الطبراني في المعحم الكبير ص 51/ 5، وأحمد ص 16/ 4، وأبو داود الطيالسي ح 1292]
رواية عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم تبسط ثم يقول هل من سائل فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر))
[أبو يعلى في المسند ح 5319، وأحمد ص 388/ 1]
أما أقوال أهل العلم في إثبات نزول الله عز وحل فكثيرة جدا فمنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/342)
قول أحمد بن حنبل قال حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فقال أبو عبد الله: ((نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت اسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق)) حتى قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا قال قلت نزوله بعلمه بماذا فقال: ((لي اسكت عن هذا مالك ولهذا امض الحديث على ما روي بلا كيف ولاحد وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب)) [اعتقاد أهل السنة ص 502/ 3]
قول أبي عبد الله الحاكم قال البيهقي: ((سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه ولم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله من طريق الحركة والإنتقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله بلا تشبيه جل عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهه بها علوا كبيرا)) [ص 133 – 134]
وقال ابن عبد البر: ((فهو حديث ثابت عند أهل العلم بالحديث وطرقه كثيرة صحاح بألفاظ متقاربة ومعنى واحد)) [الاستذكار ص 526/ 2]
وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: ((سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في نزول الرب تبارك وتعالى)) [ص 481/ 3]، ثم ساق الأحاديث.
وقال الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد: ((باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) ثم ساق الحديث [ص 80]
وقال القاضي أبو يعلى الفراء بعدما ذكر أحاديث النزول: ((اعلم أن هذا حديث صحيح يحب الأخذ بظاهره من غير تأويل، ولا يحب أن يستوحش من إطلاق مثل ذلك)) [إبطال التأويلات ص 259/ 1]
وأكتفي بهذه النقول وإلا هي أكثر من ذلك بكثير وعلى هذا الوهابية لم ينفردوا بشيء جديد إنما هم تبع لسلف الأمة قالوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوا به كما صدق علماء السلف رحمهم الله تعالى.
أما الذي نيكر نزول الرب عز وجل حكم عليه العلماء بأنه جهمي قال ابن معين: ((إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد))
قال الفضيل بن عياض: ((إذا قال لك الجهمي أنا كرت كبرب ينزل يزول فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء))
وأما المجيء فقد جاء ذكره في القرآن قال تعالى: ((وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)) [الفجر: 22]، وقوله تعالى: ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ)) [البقرة: 210]
وقوله: ((ويضحك ويغضب))
والضحك والغضب جاء ذكرهما الشريعة صريحة فالضحك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد))
[البخاري ح 2671، ومسلم ح 1890]
وفي حديث أبي هريرة الطويل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه))
[البخاري ح 7000، ومسلم ح 182]
عن أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب غيره)) قال: قلت: يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل قال: ((نعم)) قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا.
[أحمد ص 11/ 4، وابن ماجه 181]
وأثبت هذه الصفة لله عز وجل القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه إبطال التأويلات وقال بعد ذكر الأحاديث التي تثبت صفة الضحك قال: ((اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل، وقد نص أحمد على ذلك في رواية الجماعة)) [ص 217/ 1]، وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الأقتصاد في الاعتقاد ص 120، وأثبتها أيضا ابن قدامة في كتاب لمعة الاعتقاد ص 85، وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل، بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المنخلوقين وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/343)
النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة صحكه جل وعلا، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)) [ص 16].
أما الغضب فذكره الله تعالى في القرآن الكريم قال: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]، وقال: ((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)) [المائدة: 60]، وقال: ((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [الفتح: 6]
أما إثبات صفة الغضب من السنة عن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه)) يشير إلى رباعيته: ((اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله)) [رواه البخاري ح 3845، ومسلم ح 1793]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله)) [رواه مسلم ح 2857]
وعن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال: ((لا تغضب)) [وراه ابن حبان ح 296]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((اشتد غضب الله على من قتله النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم)) [رواه البخاري ح 3846]
اثبتها ابن قدامة في لمعة الاعتقاد ص 78.
وقوله: ((وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
أما إثبات الوهابية العين لله عز وجل فلم يشذوا به أو يفتروه إنما قالوا بذلك تصديقا لقوله الله تعالى وتصديق لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وتبعا لسلف الأئمة فأما أدلتهم من الكتاب قوله تعالى: ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)) [هود: 37]، وقوله: ((وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)) [طه: 39]، وقوله: ((تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)) [القمر: 14]، وقوله: ((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)) [الطور: 48]
ومن أدلته من السنة عن ابن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ((إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور))
[رواه البخاري ح 3159، ومسلم ح 169، وأبو داود ح 4757، والترمذي ح 2235، وابن حبان ح 6780،
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر))
[رواه البخاري ح 6712، ومسلم ح 2933، وأبو داود ح 4316، والترمذي ح 2245]
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كانت من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذر قومه ولا خبرتكم منه بشيء ما أخبر به نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله تعالى ليس بأعور))
[رواه الحاكم في المستدرك ح 64]
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال: ((أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور))
[رواه ابن حبان ح 6796]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/344)
وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خفت أن لا تعقلوه هو قصير فجج جعد أعور مطموس عين اليسرى ليس بناتئة ولا حجراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا))
[رواه النسائي في السنن الكبرى ح 7764، وأبو داود ح 4320]
أما أقوال الأئمة في إثبات صفة العين فكثيرة فعلى سبيل المثال قال إئمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد: ((باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم)) [ص 37]
وكذلك أثبتها أبو الحسن الأشعري قال: ((فاخبر عز وجل أن له وجها وعينا لا بكيف واحد ولا بحد)) [الأبانة ص 51]
وقال البيهقي في الأسماء والصفات: ((والذي يدل عليه ظاهر الكتاب والسنة من إثبات العين له صفة لا من حيث الحدقة أولى وبالله التوفيق)) [ص 116 – 117/ 2]
وقال أبو يعلى الفراء: ((إثبات صفة العينين لربنا جل شأنه))، ثم ذكر حديثا يستدل به ثم قال عقبه: ((اعلم أنه غي ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات عينين هما صفتان زائدتان على البصر والرؤية ليستا بجارحتين ... الخ)) [إبطال التأويلات ص 347/ 2]
وأثبتها أبو إسماعيل الهروي في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد قال: ((باب اثبات العينين له تعالى وتقدس)) [ص 64]
وأما قوله: ((وأيدي)) فصفة اليد أو اليدين السلفيون يعتقدون بها لأن الله تعالى أخبر بها في محكم التنزيل فقال: ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) [صـ: 75] وقوله تعالى: ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)) [المائدة: 64].
أما من السنة فالأدلة كثيرة ومنها حديث احتجاج موسى على آدم عليهما السلام قال له: ((أنت أبو البشر خلقك الله بيده)) [رواه البخاري ح 3162، ومسلم ح 193، والترمذي ح 2434، وابن ماجه 4312، وأحمد ص 281/ 1]
وفي رواية أبي هريرة أن آدم قال لموسى عليهما السلام: ((كتب لك التوارة بيده)) [رواه مسلم ح 2652، وأبو داود ح 4701، وابن ماجه ح 80]
زمنها ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي)) [أحمد ص 433/ 3، وابن أبي شيبة في المصنف ح 34199]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)) [رواه البخاري ح 1344، ومسلم ح 1014، وابن ما جه ح 1842 وابن حبان ح 3316، وابن خزيمة ح 2425،]
وفي رواية ابن حبان: ((كأنما يضعها في يد الرحمن)) [ح 270]، وفي رواية ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((فيجعلها الله في يده اليمنى)) [ح 73]
أما أقوال لأئمة فقد قال إمام الأئمة ابن خزيمة: ((باب ذكر إثبات اليد للخالق البارئ جا وعلا: والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق أدم عليه بيديه)) [كتاب التوحيد ص 45]
وكذلك البيهقي قال في كتاب الأسماء والصفات: ((باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لورود الخبر الصادق به)) [الأسماء والصفات ص 118/ 2]
وقال مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي في كتابه أقوايل الثقات: ((ومذهب السلف والحنابلة أن المراد إثبات صفتين ذاتيتين تسميان يدين يزيدان على النعمة والقدرة ... الخ)) [ص 150]
وقوله: ((وأرجل))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/345)
قلت: إثبات صفة الرجل لله عز وجل جاء ذكرها في الخبر الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا))
[رواه البخاري ح 4569]
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها تقول هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط))
[رواه ابن أبي عاصم في السنة ح 532، و الدارقطني في الصفات ص 11 – 12]
أما أقوال العلماء في إثبات صفة الرجل لله عز وجل فكثيرة منها قول ابن خزيمة قال في كاتبه التوحيد: ((باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل: وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم)) [ص 69]
وقال القاضي أبو يعلى الفراء: ((فقد نص على الأخذ بظاهر ذلك لأنه ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذلك قدما صفة كما أثبتنا يدين ووجها وسمعا وبصرا وذاتا وجميع صفات، وكذلك القدم والرجل، ولأنا لا نصفه بالانتقال والمماسة لجهنم بل نطلق ذلك كما أطلقنا الاستواء على العرش والنظر إليه في الآخرة)) [إبطال التأويلات ص 196/ 1]
وأما قوله: ((وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
أما هذا فقد جاء فيها رواه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا ... إلى أن قال: ((والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله)) [ح 3298]
قال الترمذي بعدها: ((هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه)) [ص 404/ 5]
وقال ابن الجوزي: ((والحسن لم يسمع من ابي هريرة)) [العلل الممتناهية ص 28/ 1]
وهذا الحديث ضعفه الألباني قال: ((وعلته أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه على اختلاف العلماء في أصل سماعه من أبي هريرة ومن هذا الوجه أخرجه أحد أيضا (2/ 370) ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرسالة العرشية " (ص22) بعد أن أعله بعدم سماع الحسن من أبي هريرة: " ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع " قلت: ولم أعرفه عن أبي ذر ولا هو عزاه لأي مصدر حتى انظر اسناده)) [ص 218]
وقال ابن تيمية: ((حديث الإدلاء الذي روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما قد رواه الترمذي وغيره، من حديث الحسن البصري عن أبي هريرة وهو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع، فإن كان ثابتا فمعناه موافق لهذا، فإن قوله: " لو أدلي أحدكم بحبل لهبط على الله " إنما هو تقدير مفروض، أي لو وقع الإدلاء لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله شيئا؛ لأنه عال بالذات وإذا أهبط شيء إلى جهة الأرض وقف في المركز ولم يصعد إلى الجهة الأخرى، لكن بتقدير فرض الإدلاء، يكون ما ذكر من الجزاء)) [ص 27]
وقال أيضا: ((والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله: " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة)) [ص 29]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/346)
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث: «لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله»؟ وما معناه؟
فأجاب بقوله: ((هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا: إنه صحيح يقولون: إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول: الله تعالى في القرآن الكريم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا، وعقلا، وفطرة؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}. وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل)) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141/ 1]
وعلى يتبين أن صالحب المقال أراد التشنيع وإثارة الشائعات عن السلفية بأنه يعتقدون بأن الله تعالى أسفل الأرض ولكن ما يقول صاحب المقال بقول ابن عجيبة الشاذلي والذي نصه: ((وفي حديث آخر: " عدد الأرضين سبع، بين كل واحدة والآخرى خمسمائة سنة، والذي نفس محمد بيده؛ لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله "، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3]. هـ.
فتحصل من حديث سيد العارفين، وقدوة الواصلين، أن الحق ـ جل جلاله ـ محيط بكل شيء، فأسرار ذاته العلية أحاطت بالوجود بأسره. فما فوق العرش هو عين ما تحت الثرى، فلو صعد أحد إلى ما فوق العرش لوجد الله، ولو هبط إلى ما تحت الأرض السفلى لوجد الله؛ إذ عظمته أحاطته بكل شيء، ومحت وجود كل شيء. واعلم أن الحق جل جلاله منفرد بالوجود، لا شيء معه ... الخ [البحر المديد ص 123/ 8]
يتبع ..
---------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:40 ص]ـ
قال كاتب المقالة: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله، وان الله يجلس على العرش بذاته، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب، وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
أما قوله: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله)) فهذا كما قيل من قبل: رمتني بدائها وانسلت!! فهذه كتب العقيدة للسفيين منشورة في أحناء العلماء فليس فيها أن الأكوان أزلية مع الله عز وجل كما يدعي رائد العشييرة المحمدية، بل هذه عقيدة خواص الصوفية الذين يقولون: أن عين كل شيء كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي]، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي: (((لا إله) يعبد ويقصد في السماوات والأرض (إلا هو) لأنه عين كل شيء)) [الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي]
ونظم ابن عربي:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين = والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى = سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر]
وقد صرح شيخهم الأكبر بأن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا عين العالم قال: ((اعلم أن وصف الحق تعالى نفسه بالغني عن العالمين إنما هو لمن توهم أن الله تعالى ليس عين العالم. وفرق بين الدليل والمدلول. ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه.
فالأمر واجد وإن اختلفت العبارات عليه هو العالم وهو المعلوم والعلم. والدليل والدال والمدلول .. الخ)) [المعرفة ص 31]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/347)
ومع تصريح علماء الصوفية بهذه العقيدة لا تجد كاتب المقالة ولا غيره من الصوفية يعترض عليهم وفي نفس الوقت يفتري كاتب المقالة على السلفيين بتلك المقالة لينفر الناس عنهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما قوله: ((وان الله يجلس على العرش بذاته))، فأقول: هذه كتب السلفيين في العقيدة موجودة متوفرة لكل شيء وليس هي للخاصة كما عند الصوفية فلم يقرروا هذه العقيدة ضمن عقائدهم وإن قررها أحدهم فهو يقتدي بقول مجاهد كما روي عنه ذلك [تفسير الطبري ص 145/ 15] أو بأحد أقطاب الصوفية الأربعة وهو الشيخ عبد القادر الجيلاني فهو يعتقد هذه العقيدة وقد صرح بها في كتاب الغنية قال: ((وأهل السنة يعتقدون أن الله يجلس رسوله ونبيه المختار على سائر أنبيائه ورسله معه على العرش يوم القيامة ... الخ)) [ص 92/ 1]
فإذا تقرر هذا لماذا التهويل والتشنيع على السلفيين وعدم التشنيع على مجاهد وعبد القادر الجيلاني؟؟!! لابد أنه الهوى والعياذ بالله.
وقوله: ((وانه ينزل ويصعد ويجيء)) فأما النزول الرب جل في علاه في فقد جاءت به الأخبار الصحيحة عن ثقات المسلمين عن الصادق المصدوق عن عدة من الصحابة وهم: أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وعبادة بن الصامت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، ورفاعة الجهني رضي الله عنهم أجمعين.
رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له))
[أخرجه البخاري ح 1094 ومسلم ح 758، وأبو داود ح 1315، والترمذي ح 446، وابن ماجه ح 1366، ومالك في الموطأ ح 498، وأحمد ص 264/ 2، وابن حبان ح 920، والدارمي ح 1479، والنسائي في السنن الكبرى ح 10313، والبيهقي في السنن الكبرى ح 4427، وأبو عوانة في المسند ح 375 وعبد الرزاق في المصنف ح 19653، وابن أبي عاصم في السنة ح 493]
رواية أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر))
[مسلم ح 758، وابن حبان ح 921، وأبو يعلى ح 5936، وأحمد ص 43/ 3، والطيالسي ح 2232]
رواية علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فلم يزل بها حتى يطلع الفجر يقول ألا تائب ألا سائل يعطى ألا داع يجاب ألا مذنب يستغفر فيغفر له ألا سقيم يستشفي فيشفى))
[أبو يعلى في المسند ح 6576، والبزار ص 121/ 2]
رواية جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له))
[النسائي في السنن الكبرى ح 10321]
رواية عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأخير فيقول ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له ألا مقتر عليه رزقه ألا مظلوم يذكرني فأنصره ألا عان يدعوني فأعينه قال فيكون كذلك إلى أن يضيء الصبح فيعلو ربنا عز وجل على كرسيه))
[الطبراني في الأوسط ح 6079، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ص 154/ 10: ((ويحيى بن إسحق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة وبقية رجال الكبير رجال الصحيح))]
رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل))
[ابن أبي عاصم في السنة ح 509]
رواية أبي موسى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ينزل ربنا تبار وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/348)
[ابن أبي عاصم في السنة ح 510، والبيهقي في فضائل الأوقات ح 29]
رواية ابن عباس يقول: ((إن الله تعالى ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول وهبط إلى السماء ثم قال هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه))
[ابن أبي عاصم في السنة ح 513]
رواية رفاعة بن عرابة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأذن لهم فقال: ((ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبغض إليكم من الشق الآخر؟)) قال: فلا ترى في القوم إلا باكيا فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن الذي يستأذنك في نفسي بعدها لسفيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ((أشهد عند الله)) وكان إذا حلف قال: ((والذي نفسي بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجنة لقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة ثم قال: إذا مضى نصف الليل - أو ثلث الليل - ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا فيقول: من هذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ من هذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من هذا الذي يسألني فأعطيه؟ حتى ينفجر الفجر))
[الطبراني في المعحم الكبير ص 51/ 5، وأحمد ص 16/ 4، وأبو داود الطيالسي ح 1292]
رواية عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم تبسط ثم يقول هل من سائل فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر))
[أبو يعلى في المسند ح 5319، وأحمد ص 388/ 1]
أما أقوال أهل العلم في إثبات نزول الله عز وحل فكثيرة جدا فمنها:
قول أحمد بن حنبل قال حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فقال أبو عبد الله: ((نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت اسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق)) حتى قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا قال قلت نزوله بعلمه بماذا فقال: ((لي اسكت عن هذا مالك ولهذا امض الحديث على ما روي بلا كيف ولاحد وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب)) [اعتقاد أهل السنة ص 502/ 3]
قول أبي عبد الله الحاكم قال البيهقي: ((سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه ولم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى {وجاء ربك والملك صفا صفا} والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله من طريق الحركة والإنتقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله بلا تشبيه جل عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهه بها علوا كبيرا)) [ص 133 – 134]
وقال ابن عبد البر: ((فهو حديث ثابت عند أهل العلم بالحديث وطرقه كثيرة صحاح بألفاظ متقاربة ومعنى واحد)) [الاستذكار ص 526/ 2]
وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة: ((سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في نزول الرب تبارك وتعالى)) [ص 481/ 3]، ثم ساق الأحاديث.
وقال الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد: ((باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) ثم ساق الحديث [ص 80]
وقال القاضي أبو يعلى الفراء بعدما ذكر أحاديث النزول: ((اعلم أن هذا حديث صحيح يحب الأخذ بظاهره من غير تأويل، ولا يحب أن يستوحش من إطلاق مثل ذلك)) [إبطال التأويلات ص 259/ 1]
وأكتفي بهذه النقول وإلا هي أكثر من ذلك بكثير وعلى هذا الوهابية لم ينفردوا بشيء جديد إنما هم تبع لسلف الأمة قالوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوا به كما صدق علماء السلف رحمهم الله تعالى.
أما الذي نيكر نزول الرب عز وجل حكم عليه العلماء بأنه جهمي قال ابن معين: ((إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد))
قال الفضيل بن عياض: ((إذا قال لك الجهمي أنا كرت كبرب ينزل يزول فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/349)
وأما المجيء فقد جاء ذكره في القرآن قال تعالى: ((وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)) [الفجر: 22]، وقوله تعالى: ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ)) [البقرة: 210]
وقوله: ((ويضحك ويغضب))
والضحك والغضب جاء ذكرهما الشريعة صريحة فالضحك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد))
[البخاري ح 2671، ومسلم ح 1890]
وفي حديث أبي هريرة الطويل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه))
[البخاري ح 7000، ومسلم ح 182]
عن أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب غيره)) قال: قلت: يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل قال: ((نعم)) قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا.
[أحمد ص 11/ 4، وابن ماجه 181]
وأثبت هذه الصفة لله عز وجل القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه إبطال التأويلات وقال بعد ذكر الأحاديث التي تثبت صفة الضحك قال: ((اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل، وقد نص أحمد على ذلك في رواية الجماعة)) [ص 217/ 1]، وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الأقتصاد في الاعتقاد ص 120، وأثبتها أيضا ابن قدامة في كتاب لمعة الاعتقاد ص 85، وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل، بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المنخلوقين وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة صحكه جل وعلا، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)) [ص 16].
أما الغضب فذكره الله تعالى في القرآن الكريم قال: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]، وقال: ((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ)) [المائدة: 60]، وقال: ((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [الفتح: 6]
أما إثبات صفة الغضب من السنة عن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه)) يشير إلى رباعيته: ((اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله)) [رواه البخاري ح 3845، ومسلم ح 1793]
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله)) [رواه مسلم ح 2857]
وعن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال: ((لا تغضب)) [وراه ابن حبان ح 296]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((اشتد غضب الله على من قتله النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم)) [رواه البخاري ح 3846]
اثبتها ابن قدامة في لمعة الاعتقاد ص 78.
وقوله: ((وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/350)
أما إثبات الوهابية العين لله عز وجل فلم يشذوا به أو يفتروه إنما قالوا بذلك تصديقا لقوله الله تعالى وتصديق لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وتبعا لسلف الأئمة فأما أدلتهم من الكتاب قوله تعالى: ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)) [هود: 37]، وقوله: ((وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)) [طه: 39]، وقوله: ((تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)) [القمر: 14]، وقوله: ((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)) [الطور: 48]
ومن أدلته من السنة عن ابن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ((إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور))
[رواه البخاري ح 3159، ومسلم ح 169، وأبو داود ح 4757، والترمذي ح 2235، وابن حبان ح 6780،
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر))
[رواه البخاري ح 6712، ومسلم ح 2933، وأبو داود ح 4316، والترمذي ح 2245]
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كانت من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذر قومه ولا خبرتكم منه بشيء ما أخبر به نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله تعالى ليس بأعور))
[رواه الحاكم في المستدرك ح 64]
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال: ((أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور))
[رواه ابن حبان ح 6796]
وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خفت أن لا تعقلوه هو قصير فجج جعد أعور مطموس عين اليسرى ليس بناتئة ولا حجراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا))
[رواه النسائي في السنن الكبرى ح 7764، وأبو داود ح 4320]
أما أقوال الأئمة في إثبات صفة العين فكثيرة فعلى سبيل المثال قال إئمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد: ((باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم)) [ص 37]
وكذلك أثبتها أبو الحسن الأشعري قال: ((فاخبر عز وجل أن له وجها وعينا لا بكيف واحد ولا بحد)) [الأبانة ص 51]
وقال البيهقي في الأسماء والصفات: ((والذي يدل عليه ظاهر الكتاب والسنة من إثبات العين له صفة لا من حيث الحدقة أولى وبالله التوفيق)) [ص 116 – 117/ 2]
وقال أبو يعلى الفراء: ((إثبات صفة العينين لربنا جل شأنه))، ثم ذكر حديثا يستدل به ثم قال عقبه: ((اعلم أنه غي ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات عينين هما صفتان زائدتان على البصر والرؤية ليستا بجارحتين ... الخ)) [إبطال التأويلات ص 347/ 2]
وأثبتها أبو إسماعيل الهروي في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد قال: ((باب اثبات العينين له تعالى وتقدس)) [ص 64]
وأما قوله: ((وأيدي)) فصفة اليد أو اليدين السلفيون يعتقدون بها لأن الله تعالى أخبر بها في محكم التنزيل فقال: ((قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) [صـ: 75] وقوله تعالى: ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)) [المائدة: 64].
أما من السنة فالأدلة كثيرة ومنها حديث احتجاج موسى على آدم عليهما السلام قال له: ((أنت أبو البشر خلقك الله بيده)) [رواه البخاري ح 3162، ومسلم ح 193، والترمذي ح 2434، وابن ماجه 4312، وأحمد ص 281/ 1]
وفي رواية أبي هريرة أن آدم قال لموسى عليهما السلام: ((كتب لك التوارة بيده)) [رواه مسلم ح 2652، وأبو داود ح 4701، وابن ماجه ح 80]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/351)
زمنها ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي)) [أحمد ص 433/ 3، وابن أبي شيبة في المصنف ح 34199]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل)) [رواه البخاري ح 1344، ومسلم ح 1014، وابن ما جه ح 1842 وابن حبان ح 3316، وابن خزيمة ح 2425،]
وفي رواية ابن حبان: ((كأنما يضعها في يد الرحمن)) [ح 270]، وفي رواية ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((فيجعلها الله في يده اليمنى)) [ح 73]
أما أقوال لأئمة فقد قال إمام الأئمة ابن خزيمة: ((باب ذكر إثبات اليد للخالق البارئ جا وعلا: والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق أدم عليه بيديه)) [كتاب التوحيد ص 45]
وكذلك البيهقي قال في كتاب الأسماء والصفات: ((باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لورود الخبر الصادق به)) [الأسماء والصفات ص 118/ 2]
وقال مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي في كتابه أقوايل الثقات: ((ومذهب السلف والحنابلة أن المراد إثبات صفتين ذاتيتين تسميان يدين يزيدان على النعمة والقدرة ... الخ)) [ص 150]
وقوله: ((وأرجل))
قلت: إثبات صفة الرجل لله عز وجل جاء ذكرها في الخبر الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا))
[رواه البخاري ح 4569]
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها تقول هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط))
[رواه ابن أبي عاصم في السنة ح 532، و الدارقطني في الصفات ص 11 – 12]
أما أقوال العلماء في إثبات صفة الرجل لله عز وجل فكثيرة منها قول ابن خزيمة قال في كاتبه التوحيد: ((باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل: وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم)) [ص 69]
وقال القاضي أبو يعلى الفراء: ((فقد نص على الأخذ بظاهر ذلك لأنه ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذلك قدما صفة كما أثبتنا يدين ووجها وسمعا وبصرا وذاتا وجميع صفات، وكذلك القدم والرجل، ولأنا لا نصفه بالانتقال والمماسة لجهنم بل نطلق ذلك كما أطلقنا الاستواء على العرش والنظر إليه في الآخرة)) [إبطال التأويلات ص 196/ 1]
وأما قوله: ((وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))
أما هذا فقد جاء فيها رواه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا ... إلى أن قال: ((والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله)) [ح 3298]
قال الترمذي بعدها: ((هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه)) [ص 404/ 5]
وقال ابن الجوزي: ((والحسن لم يسمع من ابي هريرة)) [العلل الممتناهية ص 28/ 1]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/352)
وهذا الحديث ضعفه الألباني قال: ((وعلته أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه على اختلاف العلماء في أصل سماعه من أبي هريرة ومن هذا الوجه أخرجه أحد أيضا (2/ 370) ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرسالة العرشية " (ص22) بعد أن أعله بعدم سماع الحسن من أبي هريرة: " ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع " قلت: ولم أعرفه عن أبي ذر ولا هو عزاه لأي مصدر حتى انظر اسناده)) [ص 218]
وقال ابن تيمية: ((حديث الإدلاء الذي روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما قد رواه الترمذي وغيره، من حديث الحسن البصري عن أبي هريرة وهو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع، فإن كان ثابتا فمعناه موافق لهذا، فإن قوله: " لو أدلي أحدكم بحبل لهبط على الله " إنما هو تقدير مفروض، أي لو وقع الإدلاء لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله شيئا؛ لأنه عال بالذات وإذا أهبط شيء إلى جهة الأرض وقف في المركز ولم يصعد إلى الجهة الأخرى، لكن بتقدير فرض الإدلاء، يكون ما ذكر من الجزاء)) [ص 27]
وقال أيضا: ((والتحقيق: أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله: " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة)) [ص 29]
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث: «لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله»؟ وما معناه؟
فأجاب بقوله: ((هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا: إنه صحيح يقولون: إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول: الله تعالى في القرآن الكريم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا، وعقلا، وفطرة؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}. وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل)) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141/ 1]
وعلى يتبين أن صالحب المقال أراد التشنيع وإثارة الشائعات عن السلفية بأنه يعتقدون بأن الله تعالى أسفل الأرض ولكن ما يقول صاحب المقال بقول ابن عجيبة الشاذلي والذي نصه: ((وفي حديث آخر: " عدد الأرضين سبع، بين كل واحدة والآخرى خمسمائة سنة، والذي نفس محمد بيده؛ لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله "، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3]. هـ.
فتحصل من حديث سيد العارفين، وقدوة الواصلين، أن الحق ـ جل جلاله ـ محيط بكل شيء، فأسرار ذاته العلية أحاطت بالوجود بأسره. فما فوق العرش هو عين ما تحت الثرى، فلو صعد أحد إلى ما فوق العرش لوجد الله، ولو هبط إلى ما تحت الأرض السفلى لوجد الله؛ إذ عظمته أحاطته بكل شيء، ومحت وجود كل شيء. واعلم أن الحق جل جلاله منفرد بالوجود، لا شيء معه ... الخ [البحر المديد ص 123/ 8]
يتبع ..
---------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:46 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/353)
وقوله: ((خامسا: أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد (شمعون وبطرس) ومات كما مات (غاندي وغاليوم)، وانه لا معجزة له إلا القران، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله، ولو كان البخاري ومسلم، ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار))
فقوله: ((أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد (شمعون وبطرس) ومات كما مات (غاندي وغاليوم)))
قلت: الذي قال أن النبي بشر كسائر البشر هو الله عز وجل وإنما أمتاز بالوحي ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110].
وقوله: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ)) [فصلت: 6].
وقوله: ((أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً)) [الإسراء: 93]
ولم تثبت هذه الآية الكريمة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم بل أثبتت المثلية أي أنه كآحاد البشر إلا أنه امتاز بالنبوة والرسالة.
وهذه بعض أقوال المفسرين قال الطبري في تفسيره: ((القول في تأويل قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "
يقول تعالى ذكره قل لهؤلاء المشركين يا محمد إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إلي أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا معبود واحد لا ثاني له ولا شريك)) [ص 39/ 16]
وقال ابن الجوزي في تفسيره: ((قوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم قال ابن عباس علم الله تعالى رسوله التواضع لئلا يزهى على خلقه فأمره أن يقر على نفسه بأنه آدمي كغيره إلا أنه أكرم بالوحي)) [زاد المسير ص 202/ 5]
وقال ابن عادل في تفسيره: ((ولما بين تعالى تمام كلامه أمر محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يسلك طريقة التواضع , فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي}.
أي: لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا في أن الله تعالى , أوحى إلي أنه لا إله غلا هو الواحد الأحد.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: علم الله - عز وجل - رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع , فأمره أن يقر , فيقول: أنا آدمي مثلكم إلا أني خصصت بالوحي)) [اللباب في علوم الكتاب ص 578 – 579/ 12]
وقال أبو حيان في تفسيره: ((وفي قوله " بشر مثلكم " إعلام بالبشرية والمماثلة في ذلك لا أدعي إني ملك)) [البحر المحيط ص 160/ 6]
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ((فقال قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أي لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا أن الله تعالى أوحى إلي أنه لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد)) [ص 177/ 21]
وقال الشوكاني في تفسيره: ((فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم} أي: إن حالي مقصور على البشرية لا يتخطاها إلى الملكية، ومن كان هكذا فهو لا يدعي الإحاطة بكلمات الله إلا أنه امتاز عنهم بالوحي إليه من الله سبحانه .. الخ)) [فتح القدير ص 417/ 3]
وقال في موضوع آخر: ((فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد} أي: إنما أنا كواحد منكم لولا الوحي، ولم أكن من جنس مغاير لكم حتى تكون قلوبكم في أكنة مما أدعوكم إليه ... الخ)) [فتح القدير ص 660/ 4]
وفي تفسير الجلالين: (("قل إنما أنا بشر" آدمي "مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" ... الخ)) [ص 305]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/354)
وكما صرح القرآن ببشرية النبي صلى الله عليه وسلم كذلك السنة الصحيحة فعن عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله: صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إبراهيم لا أدري زاد أو نقص فلما سلم قيل له: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: ((وما ذاك)) قالوا: صليت كذا وكذا فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال: ((إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين)) [أخرجه البخاري ح 392، ومسلم ح 572، وابن حبان ح 2662، وأبو يعلى ص 76/ 9، والطبراني في المعجم الكبير ص 26/ 10]
وقال الشافعي في مسنده: أخبرنا مالك عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه فإنما أقطع له قطعة من النار)) [ص 265]
قال أبو يعلى: حدثنا عبيد بن جناد حدثنا عطاء بن مسلم عن جعفر بن برقان عن عطاء عن الفضل بن عباس قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وعند رأسه عصابة حمراء أو قال صفراء فقال ابن عمي: ((خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي)) فشددت بها رأسه قال: ثم توكأ علي حتى دخلنا المسجد فقال: ((يا أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم ولعله أن يكون قد قرب مني خفوف من بين أظهركم فمن كنت أصبت من عرضه أو من شعره أو من بشره أو من ماله شيئا هذا عرض محمد وشعره وبشره وماله فليقم فليقتص ولا يقولن أحد منكم أني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ألا وإنهما ليسا من طبيعتي وليسا من خلقي)) قال: ثم انصرف فلما كان من الغد أتيته فقال: ((ابن عمي لا أحسب أن مقامي بالأمس أجزى عني خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي)) قال: فشددت بها رأسه قال: ثم توكأ علي حتى دخل [ح 201/ 12]
وعن موسى بن طلحة يحدث عن أبيه قال: مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة فرأى أقواما في رؤوس النخل يلقحون النخل فقال: ((ما يصنع هؤلاء)) قال: يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به فقال: ((ما أظن ذلك يغنى شيئا)) فبلغهم فتركوه ونزلوا عنها فلم تحمل تلك السنة شيئا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنما هو ظن ظننته ان كان يغنى شيئا فاصنعوا فإنما أنا بشر مثلكم والظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله)) [أخرجه أحمد ص 162/ 1، والشاشي ح 8]
فهذه النصوص كلها تثبت بشرية النبي صلى الله عليه وسلم والقول بعدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة وثنية وكان المشركون الأوائل يحتجون بها على الأنبياء فيجعلون عدم تصديقهم بالأنبياء أنهم بشر!!
قال قوم نوح لنبي الله نوح عليه السلام: ((فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)) [هود: 27]
وقال: ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11))) [إبراهيم]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/355)
وقال: ((وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (34))) [المؤمنون]
وقال: ((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25))) [القمر]
وقال تعالى: ((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً)) [الإسراء: 94]
فهذه الآيات واضح الدلالة بأن من علل كفرهم أن الرسل كانوا بشرا من جنسهم فلذلك طلبوا بأن يكون الرسول من جنس الملائكة، قال تعالى: ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ)) [الأنعام: 8]
وفإذا علمت هذه النصوص كلها لماذن ينتقد صاحب السلفيين لقولهم ببشرية النبي صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب: لأن الصوفية يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور ومن نوره خلقت الأكوان فأصل خلافهم ليس مع السلفيين أو الوهابية بل مع عقائد الاسلام فلا يستطيعون نقدها علانية فلجئوا إلى الطعن بالسلفيين وعقائدهم المأخوذة من الكتاب والسنة!!
وقوله: ((وانه لا معجزة له إلا القران، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله، ولو كان البخاري ومسلم))
قلت: هذا كلام غير صحيح بل كلام السلفيين كثير في أن للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن الكريم فمن ذلك:
قول الألباني رحمه الله في كتاب التوسل وهو يتكلم عن حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه: ((سادساً: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على ان السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي (. ويؤيده كل من دعا به من العميان مخلصاً إليه تعالى، منيباً إليه قد عوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبداً)) [ص 81]
سئل ابن عثيمين عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب بقوله: ((معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي الآيات الدالة على رسالته، صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقا كثيرة جدا وأعظم آيات جاء بها هذا القرآن الكريم كما قال الله - تعالى -: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
فالقرآن العظيم أعظم آية جاء بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنفع لمن تدبرها واقتدى بها لأنها آية باقية إلى يوم القيامة.
أما الآيات الأخرى الحسية التي مضت وانقضت أو لا تزال تحدث فهي كثيرة وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - جملة صالحة منها في آخر كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "، هذا الكتاب الذي ينبغي لكل طالب علم أن يقرأه لأنه بين فيه شطح النصارى الذين بدلوا دين المسيح، عليه الصلاة والسلام، وخطأهم وضلالهم وأنهم ليسوا على شيء مما كانوا عليه فيما حرفوه وبدلوه وغيروه. والكتاب مطبوع وبإمكان كل إنسان الحصول عليه، وفيه فوائد عظيمة منها ما أشرت إليه، بيان الشيء الكثير من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكذلك ابن كثير - رحمه الله - في " البداية والنهاية " ذكر كثيرا من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، فمن أحب فليرجع إليه)) [مجموع فتاوى ابن عثيمين ص 332 – 333/ 1]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/356)
وقال عبد الله البسام عضو هيئة كابر العلماء بالمملكة العربية السعودية وهو يتكلم عن فوائد حديث الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((معجز من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وكراماته، الدالة على نبوته، فقد استجيب دعاؤه في الحال، في جلب المطر ورفعه)) [تيسير العلام شرح عمدة الحكام ص 413/ 1]
وقوله: ((ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار))
قلت: هذه المسألة لم تكن مطروحة عند الكلام في السابق لتسليمهم أن من كان مشركا حرم الله عليه الجنة، ولكن عندما جاء أقوام تحكمهم العاطفة استثنوا بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم وحكموا بإيمانهم وأنهم من أهل الجنة دون أي دليل صحيح صريح.
وحقيقة هي ليس قضية يحصل فيها المفارقة ولكن هناك أدلة صحيحة صريحة في ذلك فالأصل أن الناس قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الأوثان أي أهل شرك وأختلف الناس فيمن مات قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم ويسمون بأهل الفترة قوم قالوا أنهم كفار يدخلون النار واستدلوا بقوله تعالى: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)) [النساء: 48]، وقوله: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً)) [النساء: 116]، وقوله: ((إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) [المائدة: 72] وقوله: ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً)) [الفرقان: 23]
أما الذين استدلوا بأن مشركي أهل الفترة لا يعذبون استدلوا بقوله تعالى: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) [الإسراء: 15] وأدلة غيرها، وقائلي هذا القول يقولون أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة واستدلوا بحديث عن الأسود بن سريع: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة فأما الأصم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذقوني بالبعر وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما)) [رواه ابن حبان 7357، وأحمد ص 24/ 4، وابن راهويه ح 41]
وأحاديث غيرها وقد فصل القول الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
أما رأي العلامة ابن باز فقد سئل: ما هو مصير من لم يتبلغ بالإسلام يوم القيامة، باعتباره لم يتبلغ ولم يعرف الإسلام؟
قال: ((هذا حكمه حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أنهم يمتحنون يوم القيامة: فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن عصى دخل النار ... الخ))
سئل ابن عثيمين عن مصير أهل الفترة؟
فقال: ((أجاب بقوله: الصحيح أن أهل الفترة قسمان:
القسم الأول: من قامت عليه الحجة، وعرف الحق، لكنه اتبع ما وجد عليه آباءه، وهذا لا عذر له فيكون من أهل النار.
القسم الثاني: من لم تقم عليه الحجة، فإن أمره لله - عز وجل -، ولا نعلم عن مصيره، وهذا ما لم ينص الشارع عليه. أما من ثبت أنه في النار بمقتضى دليل صحيح فهو في النار)) [مجموع الفتاوى ص 48/ 2]
والذين من أهل الفترة من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ذكرهم صاحب المقال هم والدي وجده النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/357)
والقول بأنهم كانوا مؤمنين يحتاج إلى دليل صريح صحيح بل الأدلة على خلاف ذلك فما عبد المطلب فقد سمى ابنين من أبناء بعبد العزى وهو أبو لهب، والآخر عبد مناف هو أبو طالب، وقد جاء في الحديث الصحيح أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جاءه أبو جهل، وعبد الله بن أمية فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، ومات وهو على ملة عبد المطلب، فلا يتصور أن فرعون هذه الأمة أبو جهل يحث أبا طالب على الأيمان والتوحيد فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} ونزلت {إنك لا تهدي من أحببت})) [البخاري ح 4398]
وعلى هذا القول بإيمان عبد المطلب قول يخالف الدليل كما الأصل في أن الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أهل وثنية وشرك، وعبد المطلب من أهل الفترة يشمله حكم الامتحان يوم القيامة، والله تعالى أعلم.
أما والد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء فيه حديث صريح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أبي وأباك في النار)) [رواه مسلم ح 203]
وسواء كان دخوله النار بسبب موته على الشرك أو بسبب امتحان أهل الفترة فلا فرق لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في النار، ولا خبر أصدق من خبر النبي صلى الله عليه وسلم.
أما والدة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء الخبر في نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها قال: ((إني استأذنت في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيني رحمة لها من النار)) [رواه ابن حبان ح 5390]
وهذا ليس صريح أنها في النار كصراحة حديث الأب فتبقى في الأصل وهو أن أهل الفترة يمتحنون، والله تعالى أعلم.
أما أبو طالب فقد ورده فيه أحاديث منها ما رواه المسيب أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}، ونزلت {إنك لا تهدي من أحببت})) [متفق عليه البخاري ح 3671، ومسلم ح 24]
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: ((لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)) [البخاري ح 3672]
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: ((هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)) [رواه البخاري ح 3670]
وعلى هذا يتبين أن السلف لما قالوا بعدم إيمان عبد المطلب وعبد الله وآمنة وأبي طالب لم يقولوه من فراغ بل قول بمني على أدلة صريحة صحيحة وإنما الخلاف هل هم من أهل الفترة أم لا، والله تعالى أعلا وأعلم.
يتبع ..
---------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:52 ص]ـ
قوله: ((سادسا: إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ، ويا طالما (قرعه ربه) على خطئه، وأن كل ميزته أنه (طارش) يعني (ساعي) قرآن، أداه بالأمانة، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك))
وقوله: ((إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة))،
قلت: عادة الكاتب في التقول دون أن يذكر دليل أو حتى أقوال من اعتمد عليهم هذا إن كان هناك أقوال اعتمد عليها.
أما الاعتقاد بعصمة الأنبياء العصمة المطلقة قبل النبوة وبعد النبوة هذا قول الرافضة كما قرر ذلك الآمدي في كتاب الاحكام قال: ((المقدمة الأولى في عصمة الأنبياء عليهم السلام وشرح الاختلاف في ذلك وما وقع الاتفاق من أهل الشرائع على عصمتهم عنه من المعاصي وما فيه الاختلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/358)
أما قبل النبوة فقد ذهب القاضي أبو بكر وأكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة إلى أنه لا يمتنع عليهم المعصية كبيرة كانت أو صغيرة بل ولا يمتنع عقلا إرسال من أسلم وآمن بعد كفره.
وذهبت الروافض إلى امتناع ذلك كله منهم قبل النبوة لأن ذلك مما يوجب هضمهم في النفوس واحتقارهم والنفرة عن اتباعهم وهو خلاف مقتضى الحكمة من بعثة الرسل ووافقهم على ذلك أكثر المعتزلة إلا في الصغائر.
والحق ما ذكره القاضي لأنه لا سمع قبل البعثة يدل على عصمتهم عن ذلك والعقل دلالته مبنية على التحسين والتقبيح العقلي ووجوب رعاية الحكمة في أفعال الله تعالى وذلك كله مما أبطلناه في كتبنا الكلامية.
وأما بعد النبوة فالاتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما يخل بصدقهم فيما دلت المعجزة القاطعة على صدقهم فيه من دعوى الرسالة والتبليغ عن الله تعالى.
واختلفوا في جواز ذلك عليهم بطريق الغلط والنسيان فمنع منه الأستاذ أبو إسحاق وكثير من الأئمة لما فيه من مناقضة دلالة المعجزة القاطعة.
وجوزه القاضي أبو بكر مصيرا منه إلى أن ما كان من النسيان وفلتات اللسان غير داخل تحت التصديق المقصود بالمعجزة وهو الأشبه عصمتهم عنها فما كان منها كفرا فلا نعرف خلافا بين أرباب الشرائع في عصمتهم عنه إلا ما نقل عن الأزارقة من الخوارج أنهم قالوا بجواز بعثة نبي علم الله أنه يكفر بعد نبوته وما نقل عن الفضلية من الخوارج أنهم قضوا بأن كل ذنب يوجد فهو كفر مع تجويزهم صدور الذنوب عن الأنبياء فكانت كفرا.
وأما ما ليس بكفر فإما أن يكون من الكبائر أو ليس منها فإن كان من الكبائر فقد اتفقت الأمة سوى الحشوية ومن جوز الكفر على الأنبياء على عصمتهم عن تعمده من غير نسيان ولا تأويل وإن اختلفوا في أن مدرك العصمة السمع كما ذهب إليه القاضي أبو بكر والمحققون من أصحابنا أو العقل كما ذهب إليه المعتزلة.
وأما إن كان فعل الكبيرة عن نسيان أو تأويل خطإ فقد اتفق الكل على جوازه سوى الرافضة.
وأما ما ليس بكبيرة فإما أن يكون من قبيل ما يوجب الحكم على فاعله بالخسة ودناءة الهمة وسقوط المروءة كسرقة خبة أو كسرة فالحكم فيه كالحكم في الكبيرة.
وأما ما لا يكون من هذا القبيل كنظرة أو كلمة سفه نادرة في حالة غضب فقد اتفق أكثر أصحابنا وأكثر المعتزلة على جوازه عمدا وسهوا خلافا للشيعة مطلقا وخلافا للجبائي والنظام وجعفر بن مبشر في العمد وبالجملة فالكلام فيما وقع فيه الاختلاف في هذه التفاصيل غير بالغ مبلغ القطع بل هو من باب الظنون والاعتماد فيه على ما يساعد فيه من الأدلة الظنية نفيا وإثباتا وقد أتينا في كل موضع من المواضع المتفق عليها والمختلف فيها تزييفا واختيارا بأبلغ بيان وأوضح برهان في كتبنا الكلامية فعلى الناظر الالتفات إليها)) [ص 244 – 246/ 1]
وقال الجويني: ((قلنا مذهبنا الذي ندين به لا يجب عصمة الأنبياء عن صغائر الذنوب وآي القرآن في أقاصيص النبيين مشحونة بالتنصيص على هنات كانت منهم استوعبوا أعمارهم في الاستغفار منها والإمامية أوجبوا عصمة الأئمة عن الصغائر والكبائر فإن قالوا الإمام شوف الخلق ومنه تلقي الجزئي والكلى في دين الله وبه ارتباط عرى الإسلام فلو كان عرضه للزلل لبطل غرض الإمامة ولما حصلت الثقة به في أقواله وأفعاله ولم يؤمن من عثراته في الدماء والفروج وسد الثغور والقيام بعظائم الأمور ولو جاز ذلك فيهم لما وجبت العظمة للمرسلين والنبيين صلى الله عليه وسلم أجمعين)) [ص 72]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وإتفق علماء المسلمين على انه لا يكفر أحد من علماء المسلمين المنازعين فى عصمة الأنبياء والذين قالوا انه يجوز عليهم الصغائر والخطأ ولا يقرون على ذلك لم يكفر أحد منهم باتفاق المسلمين فان هؤلاء يقولون إنهم معصومون من الاقرار على ذلك ولو كفر هؤلاء لزم تكفير كثير من الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والتفسير والصوفية الذين ليسوا كفارا باتفاق المسلمين بل أئمة هؤلاء يقولون بذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/359)
فالذى حكاه عن الشيخ ابى حامد الغزالى قد قال مثله أئمة اصحاب الشافعى اصحاب الوجوه الذين هم أعظم فى مذهب الشافعى من ابى حامد كما قال الشيخ أبو حامد الأسفرائينى الذى هو امام المذهب بعد الشافعى وبن سريج فى تعليقه وذلك ان عندنا ان النبى يجوز عليه الخطأ كما يجوز علينا ولكن الفرق بيننا انا نقر على الخطأ والنبى لا يقر عليه وانما يسهو ليسن وروى عنه انه قال (انما اسهو لأسن لكم))) [مجموع الفتاوى ص 100 – 101/ 35]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن الوهاب: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم؛ وكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه فهو حق، كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [النجم: 3 - 4]، كذلك تقريراته حق)) [الدرر السنية في الأجوبة النجدية ص 510/ 11]
فإذا تقرر هذا لماذا ينتقد السلفية ولا ينتقد غيرهم من الأشاعرة وغيرهم أم أنه الحقد الدفين والتهويل ضد السلفيين، نترك الاجابة للمنصفين.
وقوله: ((وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ))
أما أنه يخطئ فقد ذكرنا آنفا أقوال العلماء وقول حفيد الإمام ابن عبد الوهاب، أما أن السلفيين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم يصر على الخطأ فالجواب عنه: ((سبحانك هذا بهتان عظيم))
وقوله: ((وأن كل ميزته أنه (طارش) يعني (ساعي) قرآن، أداه بالأمانة))
قلت: سبحان الله ألم يستحي كاتب المقال من قول هذا الكلام ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش، ومن قال من السلفيين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (طارش) بهذا اللفظ؟؟!!
كما هي عادة الكاتب لا يذكر أدلة على دعاويه ثم ما الضير في القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين ألم يقول الله عز وجل: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)) [آل عمران: 144]، والسلفيين يستدلون بهذه الآية على عدم ألوهية النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلت إمامهم أبو بكر الصديق عندما ضج الناس بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى {وما محمد إلا رسول} إلى {الشاكرين})) ... الحديث [رواه البخاري ح 1185]
وقوله: ((وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك))
قلت: ((سبحانك هذا بهتان عظيم)) إنما لا يقرون الغلو المفضي إلى تأهليه النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: ((فهم متبعون للدليل، معظمون للرسول، لا يغلون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر لم يشرعه الله ورسوله، ثم إن حقيقة الأمر أن إنكارهم للمدائح النبوية المشتملة على الغلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو التعظيم الحقيقي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو سلوك الأدب مع الله ورسوله حيث لم يقدموا بين يدي الله ورسوله، فلم يغلوا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان».
ونهى عليه الصلاة والسلام عن الغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله»)) [مجموع الفتاوى والرسائل ص 61/ 3]
وقال أيضا: ((ويجب أن نعلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بالغلو فيه، بل من غال بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يعظم النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فيه، فإذا غاليت فيه فقد عصيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومن عصا أحدا، فهل يقال: إنه عظمه؟ إذن يجب علينا أن لا نغلوا في النبي صلى الله عليه وسلم - كما غلى أهل الكتاب بأنبيائهم، بل نقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب)) [مجموع الفتاوى والرسائل ص 427/ 23]
وقوله: ((سابعا: عندما تقصد إلى المدينة المنورة، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر، ولكن اجعل مقصدك زيارة (أحجار) المسجد، فذلك هو المطلوب الشرعي، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، أو مناجاة روحه الشريف))
قلت: ما أجرأ كاتب هذا المقال على الافتراء والكذب على الخصوم ولا حول ولا قوة إلا بالله فمن قال من السلفيين أن حب النبي صلى الله عليه وسلم وثنية؟؟!!
هذا افتراء ما بعده افتراء والله المستعان أما مسألة شد الرحال للقبور والمشاهد فالخلاف فيها معروف منذ قرون، وقول السلفين بأن القصد يكون زيارة المسجد ومن ثم القبر بالتبيعة حتى يخرج الناس من الخلاف فلا خلاف في استحباب السفر لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأحجاره كما يفتري صاحب المقال وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى)) [رواه البخاري ح 1132]
فما الذي يضير صاحب المقال أن يجعل نيته زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شد الرحال له والذي قال فيه: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)) [متفق عليه البخاري ح 1133، ومسلم ح 1394]
لماذا صاحب المقال يجفو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي فلا يجعل في نيته زيارته بل يسمه أحجارا؟!! هل هذا هو الأدب الصوفي مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش لا يستغرب منه هذا الأدب مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع ..
---------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/360)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
قوله: ((ثامنا: ولا بد أن تتذكر أن (جهلة) الصحابة، و (حمقى) التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد (فاستوجبوا اللعن) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة، لا يطمئن سلفي إلى صحتها، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد))
قوله: ((ولا بد أن تتذكر أن (جهلة) الصحابة))
قلت: لله الحمد السلفين أكثر الناس أدابا مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحابة كلهم عدول عند السلفيين، أما صاحب المقال يصفهم بالجهلة تهكما وافتراء على السلفيين بأنهم يجهلونهم لأنهم ادخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده، وهذه مغالطة كبيرة تحتمل أمران الأول أن كاتب المقال لا يعلم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 وليس على يد الصحابة بل لم يكن في المدينة في ذاك الوقت أحد من الصحابة، وعندما كان الصحابة متوافرون عند موت النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في بيته وليس في المسجد لأنهم أعلم من التابعين.
أما الأمر الثاني: أن كاتب المقال يعلم أن الصحابة ليس هم من أدخل القبر في المسجد، ولكنه ذكرهم افتراء وتنفيرا عن السلفيين، وأحلاهما مر.
أما قوله: ((و (حمقى) التابعين))
قأقول: يا ليته أتى بدليل على قوله هذا بأن السلفيين يصفون التابعين بالحمقى، ولكن لا يعتقدون فيهم العصمة وأنهم لا يخطئون، وللعلامة الألباني رد على شبهة إدخال قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد انقله بتمامه قال: ((وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه!
والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه و سلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره (ص 910).
ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد. ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم.
قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136): " وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك.
وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأدخل القبر فيه ".
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه و سلم فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/361)
ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد.
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئا ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم قال النووي في " شرح مسلم " (5/ 14):
ولما احتاجت الصحابة (71) والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد ".
فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى يتمكن أحد من استقبال القبر.
ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " (65/ 91 / 1) وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " (ق 9/ 2):
" أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سد بابها وبني عليها حائط آخر صيانة له صلى الله عليه و سلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا "
قلت: ومما يؤسف له أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون إن لم يكن قد أزيل تلك القبة الخضراء العالية وأحيط القبر الشريف بالنوافذ النحاسية والزخارف والسجف وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه و سلم.
بل قد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 1368 ه رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محرابا صغيرا ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلا إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر فعجبت حينئذ كيف ضلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة في عهد دولة التوحيد.
أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحدا يأتي ذلك المكان للصلاة فيه لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي " أحكام الجنائز وبدعها " (208 من أصلي):
فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي محالفة لا ترضى مؤسسه صلى الله عليه و سلم اعتقد أن هذا من الواجب على الدولة السعودية إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقا وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجددا فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها وتسد بذلك النقص الذي سيصيبه سعة المسجد إذا نفذ الاقتراح أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها ومن أولى بذلك منها؟)) [تحذير الساجد ص 78 – 92]
أما قوله: ((حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة، لا يطمئن سلفي إلى صحتها، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد))
فهذا أيضا من افتراءاته على السلفيين وقد رد العلامة على هذه الشبه فقال: ((ثم اعلم أن الحكم السابق يشمل كل المساجد كبيرها وصغيرها قديمها وحديثها لعموم الأدلة فلا يستثنى من ذلك مسجد فيه قبر إلا المسجد النبوي الشريف لأن له فضيلة خاصة لا توجد في شئ من المساجد على القبور وذلك لقوله صلى الله عليه و سلم: صلاة في مسجد هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام [فإنه أفضل]
ولقوله صلى الله عليه و سلم أيضا: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/362)
ولغير ذلك من الفضائل فلو قيل بكراهة الصلاة فيه كان معنى ذلك تسويته مع غيره من المساجد ورفع هذه الفضائل عنه وهذا لا يجوز كما هو ظاهر وهذا المعنى استفدناه من كلام ابن تيمية السابق (ص 168) في بيان سبب إباحة صلاة ذوات الأسباب في الأوقات المنهي عنها فكما أن الصلاة أبيحت في هذه الأوقات لأن في المنع منها تضييعا لها بحيث لا يمكن استدراك فضلها لفوات وقتها فكذلك يقال في الصلاة في مسجده صلى الله عليه و سلم. ثم وجدت ابن تيمية صرح بهذا فقال في كتابه " الجواب الباهر في زوار المقابر (147) (ص 22/ 12):
" والصلاة في المساجد المبنية على القبور منهي عنها مطلقا بخلاف مسجده صلى الله عليه و سلم فإن الصلاة فيه بألف صلاة فإنه أسس على التقوى وكانت حرمته في حياته صلى الله عليه و سلم وحياة خلفائه الراشدين قبل دخول الحجرة فيه وإنما أدخلت بعد انقراض عصر الصحابة ".
ثم قال (67/ 169 / 2): وكان المسجد قبل دخول الحجرة فيه فاضلا وكان فضيلة المسجد بأن النبي صلى الله عليه و سلم بناه لنفسه وللمؤمنين يصلي لله هو والمؤمنون إلى يوم القيامة ففضل بنيانه له فكيف وقد قال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وقال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا "
وهذه الفضيلة ثابتة له قبل أن يدخل فيه الحجرة فلا يجوز أن يظن أنه صار بدخول الحجرة فيه أفضل مما كان وهم لم يقصدوا دخول الحجرة فيه وإنما قصدوا توسيعه بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فدخلت الحجرة فيه ضرورة مع كراهة من كره ذلك من السلف ".
ثم قال (5512): ومن اعتقد أنه قبل القبر لم تكن له فضيلة إذ كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فيه والمهاجرون والأنصار وإنما حدثت له الفضيلة في خلافة الوليد بن عبد الملك لما أدخل الحجرة في مسجده فهذا لا يقوله إلا جاهل مفرط في الجهل أو كافر فهو مكذب لما جابه عنه مستحق للقتل وكان الصحابة يدعون في مسجده كما كانوا يدعون في حياته لم تحدث لهم شريعة غير الشريعة التي علمهم إياها في حياته. . . بل نهاهم أن يتخذوا قبره عيدا أو قبر غيره مسجدا يصلون فيه لله عز و جل ليسد ذريعة الشرك فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه)) [تحذير الساجد ص 178 – 185]
قوله: ((تاسعا: إذا ذكرت مولانا الإمام بن الإمام أخي الإمام أبي الأئمة سيد شباب أهل الجنة، أبي عبدالله الحسين بن علي وفاطمة، فقل: إنه قتل عدلا، وليس شهيدا، لأنه خرج على الوالي الشرعي (يزيد بن معاوية) فاستحق القتل هو ومن معه، أما أن (يزيد) كان واليا فاسقا فاجرا داعرا، فليس هذا من شأن الحسين، ولا من شأن أهل بيته، وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة))
قلت: ما زال كتاب هذه المقالة يفتري ويكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله، أما موقف السلفيين من قتل الحسين فهو مخالفة تماما لما قاله صاحب المقال بل أقوالهم تنص أنه قتل مظلوما شهيدا وليس عدلا، وهذه أقوالهم:
قال الشيخ ابن باز: (( ... فقد قتل مظلوما فيدعى له بالمغفرة والرحمة، ويرجى له خير كثير، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهما وأرضاهما، ومن عرف قبره وسلم عليه ودعا له فلا بأس، كما تزار القبور الأخرى ... الخ)) [مجموع الفتاوي ص 366/ 6]
وقال الشيخ عثمان الخميس: ((لاشك ولا ريب أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان من المصائب العظيمة التي أصيب بها المسلمون فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره وقد قتل مظلوما رضي الله عنه وعن أهل بيته، وقتله بالنسبة لأهل الأرض من المسلمين مصيبة، وفي حقه شهادة وكرامة ورفع درجة وقربى من الله حيث اختاره للآخرة ولجنات النعيم بدل هذه الدنيا الكدرة)) [حقبة من التاريخ ص 256]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/363)
قال ناصر بن علي عائض حسن الشيخ: ((أهل السنة يعتقدون أن الحسين رضي الله عنه قتل مظلوماً وقتله كذلك فيه تكريم له ورفع لدرجته عند الله ـ عز وجل ـ كما يعتقدون أن قتله من أعظم المصائب التي وقعت في الإسلام وهم يلتزمون عند المصائب ما شرعه الله لهم من الاسترجاع وإن تقادم عهد المصيبة ... الخ [عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ص 367/ 1]
وأما قوله: ((وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة))
فوالله هذا من الكذب الصريح، لا ينكرون سب الحسين وحده بل جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجميعن ومن أقوالهم:
قال الشيخ ابن عثيمين: ((اعلموا أن سب الصحابة رضي الله عنهم منكر عظيم وإذا سبهم على سبيل العموم كان كافرا بالله عز وجل، كيف يرضى الإنسان أن يسب أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسب الصحابة سب للرسول عليه الصلاة والسلام، وجه ذلك أنه إذا كان أصحاب هذا النبي الكريم موضع قدح وذم فإن الخليل للمرء يكون على دين المرء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال "، فإن الإنسان عندما يرى شخصا يصاحب قرناء سوء فإنه يتهمه بالسوء أليس كذلك؟ فإذا كان هؤلاء الصحابة الكرام محل قدح وذم، فإن هذا يعني أن ذلك قدح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى ما في قدح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم)) [مجموع الفتاوى ص 58/ 24]
قال الشيخ صالح الفوزان: ((من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر: 10]، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»
ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم ... الخ)) [كتاب التوحيد ص 130]
فإذا كانت هذه أقوالهم في من سب الصحابة فكيف يعتقدون أن سب الحسين رضي الله عنه من أسباب دخول الجنة؟؟!!
ولكن كذب وافتراء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يتبع ..
---------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:01 ص]ـ
قوله: ((عاشرا: إذا ذكرت زيارة المشهد الحسيني الشريف، فقل: إن الرأس المدفون بهذا المشهد هو رأس رجل يهودي على ما قاله (ابن تيمية)، وأن الرأس الحسيني ذهب حيث ذهب، فلم يدخل مصر، وأن الضريح القائم بمصر الآن (وثن ورجس) يتعين هدمه وتسوية قبته بأرضه، كما فعل السلف باللات والعزى))
قلت: البينة على من أدعى واليمين على من أنكر، فالذي يدعي أن رأس الحسين دخل مصر ودفن في الموضع المزعوم الآن فليقدم الدليل على ذلك، أما الدعوى من غير دليل لا تقوم بها حجج وقد قال ابن تيمية: ((وأما حمله إلى مصر فباطل باتفاق الناس وقد اتفق العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذي بقاهرة مصر الذي يقال له " مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ولا شيء منه وإنما أحدث في أواخر دولة " بني عبيد الله بن القداح " الذين كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في أيام " نور الدين محمود " ... إلى أن قال: فأحدث هذا " المشهد " في المائة الخامسة نقل من عسقلان. وعقيب ذلك بقليل انقرضت دولة الذين ابتدعوه بموت العاضد آخر ملوكهم.
والذي رجحه أهل العلم في موضع رأس الحسين بن علي - رضي الله عنهما - هو ما ذكره الزبير بن بكار في كتاب " أنساب قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب. فإن هناك قبر أخيه الحسن وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم. قال أبو الخطاب بن دحية - الذي كان يقال له: " ذو النسبين بين دحية والحسين " في كتاب " العلم المشهور في فضل الأيام والشهور " - لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن: أنه قدم برأس الحسين وبنو أمية مجتمعون عند عمرو بن سعيد فسمعوا الصياح فقالوا: ما هذا؟ فقيل: نساء بني هاشم يبكين حين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/364)
رأين رأس الحسين بن علي قال: وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال: والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي قال ابن دحية: فهذا الأثر يدل أن الرأس حمل إلى المدينة ولم يصح فيه سواه والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء بهذا السبب قال: وما ذكر من أنه في عسقلان في مشهد هناك فشيء باطل لا يقبله من معه أدنى مسكة من العقل .. الخ)) [مجموع الفتاوى ص 309 – 310/ 4]
فابن تيمية لم يقل ذلك من عند نفسه بل قدم أدلته، والذي يعارضه يقدم دليله وإلا دعوى من غير دليل فلا قيمة لها.
أما أن الضريح هو وثن يعبد من دون الله عز وجل فهذا متحقق في صرف بعض الناس بعض العبادات له مقل الدعاء والتذلل والخوف والطواف والنذر له، فكل شيء يعبد من دون الله عز وجل يسمة وثنا كما قال أهل اللغة، وهل يمكن أن يعبد القبر؟؟
الجواب: نعم فلذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تجعلن قبري وثنا)) [رواه أبو يعلى ح 6681]، ولو كانت القبور لا تصير أوثنا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا.
أما هدم الأضرحة والمشاهد فهذا مذهب آل البيت الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ((ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)) [رواه مسلم ح 969]
وقد قال أبو بكر الطرطوشي: ((فانظروا رحكمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها)) [الحدوادث والبدع ص 22]، وهذه فتوى من الطرطوشي باحتثاث ما يعبد من دون الله عز وجل.
إذن لا ضير على السلفيين في هدم الأضرحة وتسويتها طالما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويبعث البعوث فيها، وكذلك علي بن أبي طالب فإن قلتم كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لوجود المشركين فنقول بل فعله بعد دخول الناس الاسلام أفواجا!
قوله: ((حادي عشر: وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً في مشاهدهم ومساجدهم، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعد والشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم، وقل إنها جميعا طواغيت وأصنام، والمشغولون بها وثنيون، خير منهم عباد البقر، وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم))
قلت: أما هدم الأضرحة وتسويتها فقد حاء بها السنة بل هي سنة آل البيت كما جاء في حديث أبي الهيجاء عن علي بن أبي طالب، أما هدم المساجد فهذه فرية من ضمن افتراءات صاحب المقال عامله الله بعدله.
أما أن هذه أوثان وطواغيب فليس هذا على عمومه، إذا كان ممن يعبد من دون الله عز جل فيستغاث به وينذر له ويطاف به وتصرف إلى عبادة الخوف والرجاء فلا شك أنه طاغوت وثن يعبد من دون الله عز وجل، أما إن كان ضريح لا تقوم عنده هذه المنكرات فالسنة هدمه وتسويته كما جاء في حديث علي بن أبي طالب.
أما قوله: ((خير منهم عباد البقر)) فهذه فرية من فرياته أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما قوله: ((وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم))
قلت: هل من نص من الكتاب أو السنة يقول أن من ذكرهم أفضل خلق الله عز وجل وأن أحد من الأمة لا يبلغ درجاتهم أو يكون أفضل منهم فليس فيهم من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))، بل فيمن ذكرهم من كان يبول في المسجد وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا ينزعهما حتى تذوبا لا لغسل ولا لغيرة وهو أحمد البدوي قال المقريزي: ((أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/365)
وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة)) [درر العقود الفريدة ص 77/ 3]
وهذا سند صحيح وقال الشعراني ((وكان إذا لبس ثوباً، أو عمامة لا يخلعها لغسل، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها)) [ص 260] وقال المنياوي في الكواكب الدرية: ((وكان إذا لبس ثوباً أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتى تبلى، فتبدل)) [ص 64/ 2]
هذا هو حال البدوي الذي يرى صاحب المقال أنه لا يصل لمقامه أحد، أما الشاذلي فحدث ولا حرج فقد كان كبير من كباراء السحرة وقد ألف كتابا في السحر أسمه " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " أنقل نصا منه فقد للعلم قال في ص 22: ((وقل بعد ذلك يا خدام هذه الآية الشريفة توجهوا إلى فلان بن فلانة وأدخلوا له في صفات مهولة وعرفوه عني وعن اسمي وعن كنيتي وحاجتي وما أنا طالب بحق ما تعتقدونه من عظمتها عليكم أجيبوا أهيا 2 الوحا 2 الساعة 2 بارك الله فيكم وعليكم {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} احضروا مقامي واسمعوا .. الخ))
أما المرسي فهو أحد نقل سحر الشاذلي وأحد الذي أخذوا من البوني قال النبهاني في جامع كرامات الأولياء أنه أخذ عن البوني فقال في ترجمة البوني: ((من كبار المشايخ ذوي الأسرار والأنوار ممن أخذ عنه المرسي)) [ص 412/ 1]، وقال اليافعي في كتابه الدر النظيم وهو يتكلم عن أسرار الدائرة قال: ((وأبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا الله بها وذلك لي منافعها وسرها فوق ما ذكرته لا تسمح بكتابته بل الغالية للرجال في الصدور وقال أوصاني العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة الله عليهم .. الخ)) [ص 99]
فهذه نبذة عنهم فجعل هؤلاء مع الشافعي والليث بن سعد من باب الكذب والتدليس والتنفير فأين هؤلاء الصوفية مع هؤلاء الأئمة؟؟!!
يتبع ..
------------------
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:04 ص]ـ
قوله: ((ثاني عشر: أنكر كافة مذاهب أهل السنة بدءا بالمذاهب الأربعة وما سبقها أو لحقها، ولا تعترف إلا بـ (ابن تيمية وابن عبدالوهاب) ثم بمروجي مذهبهم والدائرين في فلكهم من عبيد الدولار والدينار، وقل: إن أئمة المذاهب الأربعة ومن والاهم (مجرمون) فرقوا الأمة، وصرفوا الناس بقضاياهم الفقهية عن السنة والحديث الشريف، وأنه لا حاجة بنا لاجتهاداتهم، أو الاقتداء بهم، وأن على كل مسلم أن يعمل ليحصل شروط الاجتهاد قبل تحصيل المعاش، حتى يتناول الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة، مهما كانت ثقافته، أو إحاطته بعلوم اللغة والدين، سواءً في ذلك سكان الأدغال أو قمم الجبال أو خريجي الأزهر))
قلت: ودعوى أن السلفيين ينكرون المذاهب الأربعة دعوى قديمة قد روجها لها أعداء الدعوى وللاسف ما زال يفعلون رغم أن السلفيين ينفون ذلك كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ونص من رسالة الشيخ ابن باز إلى إخوانه من علماء أفغانستان قال: ((وواجبكم أيها الإخوة أن تحولوا دون وقوع الفتن بين المسلمين , وذلك ببيان الحق وتبصير العامة ودرء المفسدة والاعتصام بالكتاب والسنة , وبيان أن أتباع الأئمة الأربعة كلهم إخوة في الله يصلي بعضهم خلف بعض ويعرف له حقه وفضله , وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية , وأتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كلهم من الحنابلة ويعترفون بفضل الأئمة الأربعة ويعتبرون أتباع المذاهب الأربعة إخوة لهم في الله , فأرجو إيضاح هذا الأمر للناس حتى لا ينجح العدو فيما أراده من التفرقة بين المجاهدين الأفغان وإخوانهم من العرب وغيرهم من أتباع الأئمة الثلاثة (مالك والشافعي وأحمد) رحمهم الله)) [مجموع الفتاوى ص 150/ 5]
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله- ما حكم تقليد مذهب من المذاهب الأربعة؟
فأجاب بقوله: ((الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/366)
ينقسم الناس إلى أقسام بالنسبة لالتزام المذاهب.
القسم الأول: من ينتسب إلى مذهب معين لظنه أنه أقرب المذاهب إلى الصواب، لكنه إذا تبين له الحق اتبعه وترك ما هو مقلد له، وهذا لا حرج فيه، وقد فعله علماء كبار كشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله بالنسبة لمذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، فإنه- أعني ابن تيمية- كان من أصحاب الإمام أحمد ويعد من الحنابلة، ومع ذلك فإنه حسب ما اطلعنا عليه في كتبه وفتاويه إذا تبين له الدليل اتبعه ولا يبالي أن يخرج بما كان عليه أصحاب المذهب، وفعله كثيرا، فهذا لا بأس به؛ لأن الانتماء إلى المذهب ودراسة قواعده وأصوله يعين الإنسان على فهم الكتاب والسنة وعلى أن تكون أفكاره مرتبة.
القسم الثاني: من الناس من هو متعصب لمذهب معين يأخذ برخصه وعزائمه دون أن ينظر في الدليل، بل دليله كتب أصحابه، وإذا تبين الدليل على خلاف ما في كتب أصحابه ذهب يؤوله تأويلا مرجوحا من أجل أن يوافق مذهب أصحابه، وهذا مذموم وفيه شبه من الذين قال الله فيهم (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61)) وهم وإن لم يكونوا بهذه المنزلة لكن فيهم شبه منهم فهم على خطر عظيم؛ لأنهم يوم القيامة سوف يقال لهم ماذا أجبتم المرسلين، لا يقال: ماذا أجبتم الكتاب الفلاني، أو الكتاب الفلاني، أو الإمام الفلاني.
القسم الثالث: من ليس عنده علم وهو عامي محض فيتبع مذهبا معينا؛ لأنه لا يستطيع أن يعرف الحق بنفسه، وليس من أهل الاجتهاد أصلا، فهذا داخل في قول الله سبحانه وتعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))) [مجموع الفتاوى ص 285 - 286/ 26]
وقال الشيخ صالح الفوزان في رده على الرفاعي الذي: ((لقد كفرتم الصوفية، ثم الأشاعرة، وأنكرتم واستنكرتم تقليد واتباع المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل)) ووافقه عليه البوطي فأجابه بقوله: ((ونقول لهذا المفتري: بأي كتاب كفرنا هؤلاء؟ وبأي كتاب أنكرنا اتباع المذاهب الأربعة؟ لكن الأمر كما قيل
لي حيلة فيمن ينم ** وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يقول ** فحيلتي فيه قليله)) [البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي والبوطي من الكذب الواضح ص 7 – 8]
قوله: ((ثالث عشر: اعتقد قبل كل هذا وبعده، أن إعفاء اللحية هو ركن الإسلام (السادس) الذي أغفل ذكره رواة الحديث الذين ذكروا أركان الإسلام وجعلوها خمسة فقط بينما هي (ستة) تماما، وقل: إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا، ولم يقولوا: إن ترك إعفائها ردة تخرج من دين الله، وأنه لا يطلق على الحليق لفظ مسلم أبدا بأي وجه، ولا بأي تأويل، ولا بأي دليل، مهما صلى وصام وزكى وحج والتزم حدود الله، وأن الحليق مستوجب لعقوبة الردة والحرابة))
قلت: قاتل الله الكذب وأهله، فأين قال السلفيون أن إعفاء اللحية هو الركن السادس من أركان الإسلام، ألا يستحي أو يتقي الله عز وجل أما اعتقادهم بأن أركان خمسة فقد قال ابن باز: ((وهذا الدين العظيم وهو الإسلام يقوم على أسس وقواعد خمس: وهي أركانه , كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت».
فالشهادتان أول أركان الإسلام وأهمها , وهذه الكلمة العظيمة ليست عبادة تنطق باللسان فحسب , وإن كان بهما يصبح مسلما ظاهرا , بل الواجب العمل بمدلولهما , ويتضمن ذلك إخلاص العبادة لله وحده , والإيمان بأنه المستحق لها , وأن عبادة ما سواه باطلة ... الخ)) [مجموع الفتاوى ص 206/ 2]
وقال الألباني: ((هذا و في الحديث فائدة فقهية هامة، و هي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة و لو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة و غيرها ... الح)) [سلسلة الأحاديث الصحيحة ص 175/ 1]
وقال ابن عثيمين: ((أركان الإسلام: أسسه التي ينبني عليها، وهي - خمسة - مذكورة فيما رواه - ابن عمر رضي الله عنهما - عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله (وفي رواية على خمس): شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج ". فقال رجل: الحج، وصيام رمضان، قال: لا، صيام رمضان، والحج. هكذا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم». متفق عليه. واللفظ لمسلم)) [مجموع الفتاوى ص 103/ 5]
فهذه أقوال علماء السلفية تثبت أن للاسلام خمسة أركان وليست ستة كما يدعي صاحب المقال، ولا حول ولا قول ولا قوة إلا بالله.
أما قوله: ((وقل: إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا، ولم يقولوا: إن ترك إعفائها ردة تخرج من دين الله، وأنه لا يطلق على الحليق لفظ مسلم أبدا بأي وجه، ولا بأي تأويل، ولا بأي دليل، مهما صلى وصام وزكى وحج والتزم حدود الله، وأن الحليق مستوجب لعقوبة الردة والحرابة))
فأقول: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال.
يبتع ...
----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/367)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:08 ص]ـ
قوله: ((رابع عشر: احمل بكل عنف، بل بكل وقاحة على جميع مواسم المسلمين وأحفالهم وتقاليدهم مهما يكن لها سند أو استنباط أو قياس، واتهم كل من يشترك فيها عالما كان أو جاهلا بالشرك والكفر، والفسوق والعصيان، والردة والجهل بمعالم الإسلام، وداوم التشويش والتشبيه، خلطا بين سنن العادة والعبادة، وخالف في كل شيء، واستلفت إليك الأنظار، واعزل نفسك عن المجتمع قولا وعملا))
فأقول: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال، وكما هي عادته اتهامات من عير أدلة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قوله: ((خامس عشر: وجه كل جهودك إلى تدمير البناء (الصوفي)، أصيله ودخيله، مليحه وقبيحه، واجعل ذلك همك الأول والأخير وغايتك الدنيا والقصوى، ولا تقبل في ذلك حجة ولا بيانا، حتى إن كان من كلام إمامك ابن تيمية، وانس كل النسيان ما في البلاد الإسلامية من مآسي التفريق والتمزيق والخلافات والحروب والأخطار، ومن شراسة التنصير والتبشير، وكوارث الإبادة وفواجع الانحلال و اللادينية، وأهوال الشيوعية، وفساد الأخلاق والعقائد الذي تبثه وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة و المسموعة، وخطط القضاء على الإسلام التي تدبرها الصليبية واليهودية والفوضوية والماركسية بمراتبها المختلفة في كل وطن فيه واحد من أهل القبلة بالأرض كلها فكل ذلك هين، وهين جدا، بجوار واجب هدم التصوف و تدمير بنائه، سواء بالترغيب والإغراء أو الترهيب و الإيذاء))
قلت: محاربة التصوف أمر لم ينفرد به السلفيون بل كان يحارب من أول نشأته في العالم الاسلامي، كفروه العلماء متقدمي علماءه مثل الحلاج وقتلوه على الزندقة، وكذلك أبو العباس بن عطاء قتلوه لموافقته الحلاج على كفره وكفروا الحكيم الترمذي وأخرجوه من ترمذ، لابن عقيل الحنبلي ردود كثيرة على الصوفية وألفه ابن جوزي كتابا في الرد عليهم سماه " تلبيس إبليس " وتتبع كل من رد على الصوفية باب واسع ويكفي من أشرنا إليه.
قوله: ((سادس عشر: لا تعترف بغير العروبة والعرب في المحيط الإسلامي، رغم كفاح الإسلام للعصبيات والعنصريات، وقل: إن التُرك والكرد والروم والفرس، وكل من دخل الإسلام من غير العنصر العربي، إنما دخلوه (شعوبية) ليقضوا عليه من الداخل بوسيلة أو بأخرى، وأن كل مجد أضيف إلى الإسلام من غير العرب إنما هو أضلولة وأكذوبة، وأن له دوافع باطنية كلها خطورة لا يفهمها إلا المتسلفون وحدهم، وأن غير العرب هم الذين أدخلوا على الإسلام من الأقوال والأعمال ما سبب ويسبب له الضياع والتخلف حتى ابتلاء العرب بالدولار والدينار))
قلت: وهذا من الكذب الصريح على السلفيين ولا حول ولا قوة إلا بالله فهذه تصدير رسالة الشيخ ابن باز إلى علماء الأفغان المجاهدين قال: ((من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى عموم إخواننا علماء المجاهدين الأفغان , وفقهم الله لكل خير وأقام بهم الدين ... الخ)) [مجموع الفتاوى ص 148/ 5]، و قال أيضا في نفس الرسالة: ((وأنتم أيها الإخوة العلماء المجاهدون الأفغان تعلمون أن المسلمين قد نفروا للجهاد معكم من مختلف البلدان , وهم على مذاهب مختلفة فمنهم الحنفي ومنهم المالكي ومنهم الشافعي ومنهم الحنبلي , وأنتم وفقنا الله وإياكم أولى من يبين للعامة ذلك ويحذرهم من خطر الوقوع في حبائل كيد الكافرين بما يشيعونه بين العامة من أن المجاهدين من العرب خاصة جاءوا لهدم المذهب الحنفي , وأنتم تدركون أن هذا من دس الكافرين للتفريق بين المسلمين وبذر الفتنة بينهم ... الخ)) [ص 150/ 5]، فهذا الشيخ ابن باز يسمي الأفغان أخوانه!! وأن الذين يثيرون الشعوبية هم أعداء الأمة وليس السلفيين ولعل هذا لا يخلى على كاتب المقال.
وقال الألباني: ((وجملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، ومن أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "، ومن هنا يظهر ضلال من يدعوإلى العروبة وهو لا يتصف بشيء من خصائصها المفضلة، بل هو أوربي قلبا وقالبا!)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة ح 165]
قوله: ((سابع عشر: فإذا احتجوا عليك بأمثال البخاري وأبو حنيفة والجرجاني والغزالي، والمئات من كبار علماء الإسلام غير العرب في كل علم وفن، وأمثال صلاح الدين الكردي وقطز وبيبرس وبرسباي المملوكي ومحمد الفاتح التركي، فقل: هذه فلتات، أو هي أستار تحجب ما وراءها عمدا لأمر ما، أو ابحث لكل واحد منهم عن شبه نقيصة تقضي بها على ما نسب إليه من أفضال، فإذا سلم لك واحد وقال: إن الله حكم بأن الحسنات يذهبن السيئات، فقل: هذه قاعدة لا تنطبق على هؤلاء الأعاجم، وأنها خاصة بالعرب وحدهم، وإن جاءوا بما عجز عنه الشيطان!!))
فأقول: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال، وكما هي عادته اتهامات من عير أدلة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قوله: ((ثامن عشر: قل بلا يحفظ عن كل (حديث نبوي) لا يؤيد وجهة نظرك هو ضعيف أو موضوع، واجعل من سنن العادة سنن عبادة أو العكس، بلا أصول ولا قواعد، إلا مزاجك الشخصي، فالمزاج هو ميزان الشرع في التسلف المعاصر))
قلت: سبحان الله ألا يستحي كاتب المقال ألا يتقي الله عز وجل، ألم يعلم أنه مسئول يوم القيامة عما قاله؟؟!!
أما التصحيح والتضعيف فما خرجوا عن القواعد التي قعدها أهل العلم من المحدين وأكبر مثال على ذلك السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة للعلامة الألباني التي استفادها منها القاصي والداني، نعم قد يخطئ في تصحيح أو تضعيف حديثا ما ولكن هذا ليس طاعنا فيه وأن التصحيح بالهوى والمزاجية كما يدعي صاحب المقال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يتبع ...
-------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/368)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:14 ص]ـ
قوله: ((تاسع عشر: لا تتوسل إلى الله مبتهلا إليه بواحد من صالحي المسلمين، حيا أو ميتا، ولا بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقل: إن هذا هو عين الوثنية والشرك مهما يكن دليله وشروطه وتفاصيله، ولا نفرق بين (المسئول، والمسئول به)، وغالط كلما أعجزك الدليل، وداور وناور، وأخرج المسلمين من دين الله جميعا بالتوسل))
قلت: التوسل الجائز عند السلفيين معروف وقد سطروه في كتبهم والجائز عندهم التوسل ببأسماء الله عز وجل وصفاته، وبدعاء الرجل الصالح الحي، وبالعمل الصالح ولديهم أدلتهم وهذه الأمور الثلاثة لا يختلف معهم بها خصومهم من الصوفية وغيرهم، أما الذين يختلفون به مع خصومهم هو التوسل بالجاه والذات، وهي مسائل خلافية لا يكفرون بها على من يطلق لفظ التوسل على الاستغاثة كما يفعل الصوفية وغيرهم يسمون الاستغاثة ودعاء والموتى والنذر لهم توسلا.
وأما قوله: ((إن هذا هو عين الوثنية والشرك مهما يكن دليله وشروطه وتفاصيله))
قلت: أما الذي هو الوثنية هو صرف العبادات إلى المخلوقين مثل الاستغاثة والنذر وغيرها من العبادات والردود على أدلة الصوفية مبسوطة في الكتب التي ترد عليهم فلتراجع لمن يريد الحق.
وأما قوله: ((وغالط كلما أعجزك الدليل، وداور وناور))
قلت: هذه عادة العاجز فاقد الحجة، ولله الحمد السلفيون هم أهل الدليل والحجج، وما هذا المقال إلا من بابا المداورة والمنارة وإلا أين الأدلة على هذه الافتراءات والكذب على السلفيين؟؟!!
قوله: ((لا تأتم في الصلاة برجل ليس من شيعتك، مهما يكن دينه وعلمه وفضله وسابقته في الدعوة إلى الله، وإياك والصلاة خلف الحليق و الصوفي إياك))
قلت: وهذا يصدق عليه قول القائل رمتني بدائها وانسلت، فالصوفية هم من يفتون بعدم الجواز خلف الوهابي كما جاء في فتوى السيد محمود الحنفي الكاظمي الباكستاني التي نقلها أحمد زيني دحلان محتجا بها وهذا نص الاستفاء: ((لحضرة حكيم الملة ابي مسعود سيد خواجه محمود الحنفي الكاظمي المحبوب آبادي قد اعتزلت الوهابية عنا اعتقادا وعملا فكيف صلواتنا خلف احدهم وحصول تعليم الدين وتعيين فرد من افرادهم على منصب الملي هل يجوز ام لا؟)) وقال في معرض رده: ((فلا يجوز الصلاة خلفهم ولا يجوز تعيين احد منهم على منصب الملي نحو الإمامة والقضاء وتدريسالكتب والسنة والفقه ... الخ)) [خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام ص 234 – 235]
أما الصلاة خلف غير السلفي فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذا السؤال: ما حكم المقيم في بلد أهله متمسكون بالبدعة هل يصح له أن يصلي معهم صلاة الجمعة والجماعة أو يصلي وحده أو تسقط عنه الجمعة , وإذا كان أهل السنة ببلد أقل من اثني عشر فهل تصح لهم الجمعة أم لا؟
فأجاب: ((إن إقامة صلاة الجمعة واجبة خلف كل إمام بر أو فاجر , فإذا كان الإمام في الجمعة لا تخرجه بدعته عن الإسلام فإنه يصلى خلفه ... إلى أن قال: اعلم رحمك الله وإيانا أنه يجوز للرجل أن يصلي خلف من لم يعلم منه بدعة ولا فسقا باتفاق الأئمة وليس من شرط الائتمام أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه ولا أن يمتحنه فيقول: ماذا تعتقد؟ بل يصلي خلف المستور الحال , ولو صلى خلف مبتدع يدعو إلى بدعته أو فاسق ظاهر الفسق وهو الإمام الراتب الذي لا يمكنه الصلاة إلا خلفه كإمام الجمعة والعيدين والإمام في صلاة الحج بعرفة ونحو ذلك - فإن المأموم يصلي خلفه عند عامة السلف والخلف , ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر فهو مبتدع عند أكثر العلماء , والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها ... الخ [مجموع الفتاوى ص 303 – 304/ 4]
أما الصلاة خلف الحليق فالسلفيين يرون جوازها على عكس ما افتراه صاحب المقال قال الشيخ ابن باز: ((الصلاة خلف العاصي صحيحة على الصحيح ولكن ينبغي أن يتخذوا الإمام من أهل الخير والاستقامة لأنه يقتدى به فلو صلى الإنسان خلف إنسان فاسق أو من يدخن أو يحلق لحيته أو يسبل أو به معصية من المعاصي الأخرى صحت صلاته بخلاف الكافر لا تصح الصلاة خلفه)) [مجموع الفتاوى ص 142/ 30]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/369)
وقال الشيخ ابن عثيمين: ((إن حصل إمام أتقى لله منه فالصلاة خلفه أولى بلا شك, و إن لم يحصل, أو دخلت مسجد جماعة وكان الذي يصلي بهم هو هذا الرجل الحليق أو المسبل فلا حرج أن تصلي خلفه؛ لأن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الفاسق تصح إمامته, وأن كان الأتقى أولى منه)) [مجموع الفتاوى ص 140/ 15]
أما الصلاة خلف الصوفي فقد سئل الشيخ ابن باز هذا السؤال: إذا حضرت بقرية وكان إمامها من الصوفية، ولا يقبض يده في الصلاة ولا يدلي بركبتيه قبل يديه إلى السجود، فهل تجوز صلاتي معه؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ((إذا كان معروفا بالتوحيد ليس مشركا وإنما عنده شيء من الجهل أو التصوف ولكنه موحد مسلم يعبد الله وحده ولا يعبد المشايخ ولا غيرهم من المخلوقات كالشيخ عبد القادر وغيره، فمجرد كونه لا يضم يديه في الصلاة لا يمنع من الصلاة خلفه؛ لأن هذا أمر مسنون، وليس بواجب، وهو جعل كفه اليمنى على كفه اليسرى ورسغه وساعده على صدره حال القيام في الصلاة، فمن أرسلها فلا حرج عليه وصلاته صحيحة ... الخ)) [مجموع التفاوى ص 120 – 121/ 12]
قوله: ((لا تدخل مسجدا لغير طائفتك، وقل عن بقية المساجد إنها (كنائس وبيع) أو تكاد، خصوصا إذا كان بها (قبلة) أو منبر مرتفع أو ضريح!!))
قلت: سبحانك هذا بهتان عظيم.
وأما المساجد التي فيها أضرحة فالسلفيون لا يجوزون الصلاة فيها وهذا أمر معروف عنهم أما أنهم يعتبرون مساجد مخالفيهم كنائس وبيع فهذا افتراء ليس عنده عليه دليل، والله المستعان.
قوله: ((لا تعامل من ليس من مذهبك بل احتقره وازجره، وامنع كل خير يصل إليه، فمن ليس من مذهبك فهو مبتدع أو وثني أو مشرك نجس))
قلت: سبحان الله ألا يستحى هذا الكاتب من الكذب والافتراء، ولكن كما قيل رمتني بدائها وانسلت، والصوفية يحكمون على كل من لم يكن صوفيا حتى لو كان عالما بالفسق، ويستدلون بالمقولة المشهورة التي ينسبونها إلى الامام مالك والتي تقول: ((من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق))، فمن الذي لا يعترف إلا بمذهبه؟؟!!
قوله: ((العن المرأة، أصابت أم أخطأت، وأهدر آدميتها، مهما اعتصمت بمظهر الإسلام ومخبره ومحضره، فاحترام المرأة هو الكبيرة الثامنة التي لم يذكرها المحدثون فيما ذكروا من الكبائر السبع))
قلت: سبحان الله، هل يعرف كاتب المقال السلفية أو حتى شاهد أحد منهم؟؟
ومتى وأين كان السلفيون يعلنون المرأة أصابت أم أخطأت وأين أهدروا آدميتها وأين قالوا أن احترام المرأة هي الكبيرة الثامنة التي لم يذكرها الحديث؟؟!!
عجبا لأناس يستحلون الكذب على مخالفيهم وهو يدعون أنهم من أهل العلم وأنهم منتسبي للازهر وأنهم من الصوفية وأنهم يدعون لحسن الخلق!!
أما عن لعن المرأة فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى هذا السؤال: ما حكم من يلعن زوجته أو بعض أبنائه؟ وهل يعد لعن المرأة طلاقا أم لا؟
فأجاب: ((لعن المرأة لا يجوز، وليس بطلاق لها، بل هي باقية في عصمته، وعليه: التوبة إلى الله من ذلك، واستسماحه لها من سبه إياها. وهكذا لا يجوز لعنه لأبنائه ولا غيرهم من المسلمين ... الخ)) [مجموع الفتاوى ص 398/ 8]
والمرأة في المملكة العربية السعودية يتم تعليمها في جميع مجالات العلم فأصبحت طبية وممررضة ومعلمة في مجالات العلم المختلفة ومستوياته وتولت المناصب الإدارية فكيف يكون بعد هذا إهانة لها؟؟!!
قوله: ((أخيراً، قل: نحن أهل الإسلام لا سوانا، ومن عدانا فهو عدو الإسلام وعلينا كفاحه، ومن ليس منا فهو علينا، وليذهب كل أهل القبلة سوانا إلى جهنم))
قلت: هذا كلام ليس بصحيح بل يرون أن أهل القبلة مسلمون لا يكفرون ولا يخلدون في النار قال الشيخ ابن عثيمين: ((أهل القبلة هم المسلمون المصلون إليها، لا يكفرون بفعل الكبائر، ولا يخرجون من الإسلام بذلك، ولا يخلدون في النار ... الخ)) [مجموع الفتاوى ص 82/ 5]
وقال أيضا: ((أهل القبلة هم المسلمون، وإن كانوا عصاة؛ لأنهم يستقبلون قبلة واحدة، وهي الكعبة. فالمسلم عند أهل السنة والجماعة لا يكفر بمطلق المعاصي والكبائر)) [مجموع الفتاوى ص 580/ 8]
يتبع ..
-----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/370)
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:17 ص]ـ
قوله: ((أما بعد: فهذا أصول من أبرز أصول (السلفية المعاصرة)، يعلم الله أننا لم نتزيد فيها شيئا، بل تركنا من معالمها الأساسية كثيرا جدا، رأينا أن ما ذكرناه هنا إنما هو يدل عليه، أو هو ملحق به، أو هو أثر طبيعي له، وبعض ما تركنا من المثير الذي نعف عن الإشارة إليه، احتراما للشريعة والعقول والآداب))
قلت: بل هذا هو الافتراء والكذب عليه وليست أصول من أبرز أصولهم، وأين كان احترام الشريعة في الكذب على المخالف وأين احترام العقول والآداب بالكذب والافتراء؟؟!!
قوله: ((وأعلم أن اعتناق هذه (السلفية) أيسر السبل إلى الثراء العاجل والربح المريح (وانظر حولك)، والتحق بركب (الغترات والمشالح) تكسب دائما (والخيار لك)))
قلت: السلفية لم تنشتر بالمال كما يدعي صاحب المقال بل تنتشر لأنها تنهل من المنبع الصافي من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وليس بوساوس الشيطان التي يلقيها على أوليائه في الخلوات فيقول سبحاني سبحاني، وأنا الحق.
ثم أين العيب أو الضير في أن الرجل يسخر ماله في سبيل الله عز وجل في الدعوة إلى المنبع الصافي الكتاب والسنة، أوليس الصوفية يدعمون الصوفية والرافضة يدعمون الرافضة، فلماذا يحق لهم لذلك يحرم على السلفية؟؟!!
هذه الجمعيات السلفية الخيرية أنتشر في العالم تساعد المحتاجين سيما في المناطق الفقيرة مثل أفريقا وهذا من مآثرهم وليس من عيوبهم، ولكن كما قيل من قبل:
عين الرضا عن كل عيب كليله = ولكن عين السخط تبدى المساويا
قوله: ((والمطلوب منك الآن أن تضع هذه (المبادئ أو القواعد أو الأصول أو المعالم) التي سجلناها لك هنا في ميزان الشرع والعقل، متجردا من التعصب، معتصما بالإنصاف، مراعيا ربك عزوجل في كل ذلك))
قلت: أثبت العرش ثم أنفش، أولا اثبت ما ادعيته ثم راجع ما شئت على قواعد الاسلام.
قوله: ((فسوف لا ترى شيئا من هذه الصفات يرجح في ميزان عدالة الشرع الشريف والعقل الحصيف، بل إنها الفتيل الذي سيفجر القنبلة القاضية على الإسلام بإسم الإسلام، خصوصا بعد أن افتتن بهذه السلفية بعض الشباب الذين لم تتح لهم فرصة البحث الكافي، حتى اعتقدوا أن الإسلام هو توفير اللحية وعداوة أهل القبلة – سلفا وخلفا، علماء وحكاما – إلا ابن تيمية وابن عبدالوهاب، مع التزام التعقد والتأزم الدائم))
قلت: بل الكذب هو الذي لا يرحج في ميزان الشرع، ومن المؤسف أنك ترى من ينتسب إلى العلم وهو يتخذ الافتراء دينا له وسبيلا في التنفير والتشنيع على خصومه.
وقوله: ((ولسوف تعذرنا بعد هذا في أن ندعوك إلى أن تنادي معنا بوجوب سعة الأفق، والأخذ بسماحة الإسلام ورفقه ومرونته ويسره، والتنادي بالحب في الله، والتعاون على مكافحة المجمع على كفاحه، وخدمة المجمع على خدمته، وترك ما عدا ذلك لكل إنسان بما يناسب نفسيته وذاتيته، على ألا يؤذي غيره، ولا يجعل (النفخة الكذابة) ودعوى الاختصاص بالصواب طريق الدعوة إلى الله))
قلت: عن أي سعة أفق وأي سماحة و أي رفق ومرونه وأي حب وأي تعاون وأي خدمة في الكذب والافتراء على الخصوم بل هذه المقال الآثمة هي من أسباب اشعال الفتنة وزيادة الخلاف بين المسلمين ومما يدل على ذلك هو انتشار هذه المقالة التي فرح بها الرافضة الامامية والصوفية أيما فرح والأعجب من ذلك أنك قلما تجد من يطلب الدليل، والله المستعان.
وقوله: ((إننا ندعو إلى محاولة التقريب بين كافة طوائف المسلمين، أو على الأقل (المعايشة السلمية) التي قد تفضي إلى التفرغ لما هو أهم وأعم وما هو أهدى و أجدى، والله الموفق المستعان))
قلت: إذا كانت هذه هي محاولة التقريب فكبر على الأمة أربعة فلا يكون التقريب بالكذب والافتراء الذي يثير الحقد والضغينة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تمت مقالة الشيخ الشريف محمد زكي إبراهيم، من علماء الأزهر ورائد العشيرة المحمدية بمصر، المتوفى سنة 1419 هـ
قلت: بحمد الله تعالى تم الرد على المقالة الكاذبة الآثمة بما يدحض الكذب بالدليل القاطع ولله الحمد ونترك الحكم للمنصفين الذين يريدون الحق أما الذي لا يريد الحق فلا حاجة لنا به، هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حرره أبو عثمان وكان الفراغ منه يوم الجمعة 9 شعبان 1430 الموافق 31 يوليو 2009.(56/371)
هل يعتبر الدعاء من العبادات التوقيفيه؟ شبه نرجوا الرد عليها
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 06:48 م]ـ
ذكر البعض بعض الشبهات على أن العبادة توقيفية
وذكر أن الدعاء عبادة وأنتم تزيدون في الدعاء كما تريدون فكيف تقولون أن العبادة توقيفية
بارك الله فيكم نريد الرد على هذه الشبهة
وجزاكم الله خيرا
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:44 م]ـ
عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال
: قال النبي صلى الله عليه و سلم لرجل " كيف تقول في الصلاة "؟ قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم " حولها ندندن ".
قال الشيخ الألباني: صحيح
فهذا الحديث يدل على جواز الإتيان بالدعاء الذي يعرفه الداعي دون التقيد بألفاظ أدعية معينة مالم يكن يدعو بحرام أو قطيعة رحم ولكن الأفضل التقيد بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأنه اوتي جوامع الكلم فمهما اوتينا من البلاغة لا نستطيع ان نأتي بمثل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:46 م]ـ
لكل قاعدة استثناء، فالدّعاء خارج عن القاعدة لأنه ورد في السنن اجتهاد الصحابة في الدعاء وإقرار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم ذلك حاشا الاعتداء فيه
والمعاملات الأصل فيها الحل، هي قاعدة أيضا يستثنى منها الأنكحة فالأصل فيها الحرمة ... وفقكم الله
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 08 - 09, 12:49 م]ـ
أخي أبو إسحاق
الدعاء له أربع حالات عموماً:
1 - إما أن يكون قد ورد الشرع بها أو قيده بزمان أو مكان أو كليهما (وإن قلنا مشروع فهو في نطاق الواجب والمستحب).
2 - وإما أن يكون غير مشروع في الدين ولكن يأتي بها صاحبها من عنده دون تقييد بوقت أو زمان (وهو الدعاء المباح).
3 - وإما أن يكون غير مشروع في الدين ولكن يأتي بها صاحبها من عنده بتقييد زمان أو مكان أو كليهما (وهو الدعاء البدعي).
4 - أو يكون الدعاء بأمر لا يجوز الدعاء به أو فيه كدعاء الأموات والاستغاثة بهم ودعاء المشركين لأصنامهم ومعبوداتهم -ليقربهم إلى الله زلفى كما يزعمون- أو كالدعاء بقطيعة رحم و بأمور أخرى محرمة وما شابهها (وهو الدعاء المحرم).
-فإن كان قصد السائل الزيادة على النوع الأول وهو ما أتى به الشرع مستحباً كان أو واجباً فلا شك أن الأفضل إتيان ما بينه الشرع، وإن كان مقيداً بزمان أو مكان فحينها لا تجوز الزيادة عليها، فإن زاد عليها فهي بدعة لأن ذلك من التعدي في الدعاء الذي حذرنا الله منه في قوله عز وجل: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) وأيضاً يدخل في الحديث الصحيح المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهذا هو القصد بالدعاء التوقيفي.
-وإن كان قصد السائل النوع الثاني فذلك مباح، مثاله أن يدعو الإنسان لنفسه بالخير أو أن يتعوذ من شر رآه أو ما أشبه ذلك مما لا يقيده بزمان ولا مكان ولم يكن وارد في الشرع على وجه التخصيص فهو مباح.
-أما إن قصد النوع الثالث فذلك واضح أنه من البدع حيث أنه يأتي بدعاء في وقت مخصوص أو زمن مخصوص لم يحدها الشرع، فينتج عنه أربعة أمور يأثم بسببها -ذكرها الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد-:
1 - هجر للمشروع.
2 - استدراك على الشرع.
3 - واستحباب ما لم يشرع.
4 - وإيهام العامة بمشروعيته.
-أما عن النوع الأخير في الدعاء فهو محرم بلا شك ويمكن أن يدخل في نطاق الشرك الأكبر فيخرج من الملة أعاذنا الله وإياكم.
هذا ما أردت المشاركة به وليرجع إلى كتاب "تصحيح الدعاء" للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -شملنا الله وإياه برحمته- فإن فيه فوائد كثيرة في هذا الباب وقد ذكر في الفصل الثاني من الكتاب خمسة عشر قاعدة من قواعد التعبد بالذكر والدعاء.
والله أعلم.
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[05 - 08 - 09, 06:42 م]ـ
لو ضرب لنا الأخ بو عبد الرحمن أمثلة على الحالات الأولى والثانية والثالثة ليتوضح المقصود بارك الله فيك
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 09, 08:50 ص]ـ
بارك الله فينا وفيكم
أما بالنسبة للأمثلة:
1 - مثال الأول الدعاء بعد العطاس سنة -للعاطس نفسه بقوله الحمد لله- وتشميت العاطس واجب على من يسمعه في أصح الأقوال، وقد قيده الشرع بزمان فلا يؤتى إلا في ذلك المحل -أي وقت العطاس- على الصفة التي وردت.
2 - أما مثال الثاني فهو الدعاء المطلق الذي لم يقيده الشرع بلفظ ولا بزمان ولامكان، كأن يدعو الإنسان بقوله "اللهم اغفر لي وارحمني" أو قوله "اللهم أدخلني الجنة وجنبني النار" أو قوله "اللهم احفظني واحفظ أهلي ومالي وعيالي" أو غيرها من الأدعية المطلقة التي لم يحددها الشرع بلفظ ولا زمان ولا مكان (وهو مباح كما ذكرنا سابقاً).
3 - أما مثال الثالث فهو كثير -نسأل الله السلامة والعافية-، وهو كأن يدعو الإنسان بدعاء خاص في رجب (هم من يسمون بالرجبية)، أو يزيد في الدعاء المشروع أصلاً كالدعاء بعد الأذان بقول "حقاً لا إله إلا الله ... " وغيرها من الأدعية المختلقة في زمان أو مكان معين -كالقبور أو المساجد التي لم تثبت لها فضيلة أو جبل أو غيرها مما اتخذها الناس أماكن للتعبد والدعاء فيها- وهذا تجده كثير بين الناس.
فنسأل الله السلامة والعافية وأن يثبتنا وإياكم لما فيه الحق والصواب، وأرجو أن أكون وفقت لضرب الأمثلة كما طلب الأخ نزيه حرفوش.
والله أعلم.(56/372)
هل التمشعر سُنّة؟
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[06 - 08 - 09, 01:53 ص]ـ
مقال علمي رصين للشيخ المفيد أستاذ العقيدة د. عبدالعزيز آل عبداللطيف حفظه الله
لا نزاع أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والحديث عن المذهب الأشعري بعلم وعدل كافٍ في تحقيق الجواب، وزوال الإشكال، ومن طوامِّ هذا العصر أن يتصدَّر أقوام للخوض في هذه المسألة، فيبعثوا أحكاماً جزافاً وفق ظنون كاذبة أو أهواء جامحة؛ فإطلاق القول بأن الأشاعرة هم أهل السُّنة والجماعة، قد يكون ناشئاً عن قصورٍ بمعرفة السُّنة النبوية وسبيلِ الاعتصام بها، وربما كان باعثه الجهل بحقيقة مذهب الأشاعرة؛ وأسوأ من ذلك كله إن كان جهلاً بسبيل السُّنة والاتباع وسبيل التمشعر والابتداع!
وقد ينفر بعضهم من تلك القضايا، ويبدي امتعاضه وأسفه، ويتعلل بأنّ في ذلك إذكاءً للطائفة المذهبية، وتوهيناً من وحدة المسلمين، واجتراراً للخلافات القديمة!
وما عَلِمَ هؤلاء المتدثرون بوحدة المسلمين أن الاجتماع الصحيح لا يتحقق بقلب الحقائق ومجانبة الصراط المستقيم، وتهوين المحْدَثات في الدين، ومصانعة أرباب البدع ومداهنتهم، ولمَّا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: يا خليفة رسول الله! تألّف الناس! أجابه الصديّق الأكبر: علامَ أتألَّفهم: أعلى حديث مفترى أم على شعر مفتعل [1] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn1_ftn1)؟
بل إن ترك السُّنة وتنكُّب الصراط المستقيم في العقائد والشرائع يوقع تفرقاً وتشرذماً، ومتى آمنوا بالكتاب كله واعتصموا بالسُّنة تحقق الاجتماع والوئام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهذا التفريق الذي حصل من الأمة: علمائها ومشائخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله، كما قال - تعالى -: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة: 41] فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرّق القوم هلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وجِماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. » [2] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn2_ftn2).
وقال أيضاً: «متى تركوا الاعتصام بالكتاب والسُّنة فلا بد أن يختلفوا؛ فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزَّل من السماء، كما قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {201} وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 201 - 301]» [3] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn3_ftn3).
وقال في موضع ثالث: «أَتْبَعُ الناس للرسول أقلُّ اختلافاً من جميع الطوائف المنتسبة للسُّنة، وكل من قَرُبَ للسنة كان أقل اختلافاً ممن بَعُد عنها، كالمعتزلة والرافضة، فنجدهم أكثر الطوائف اختلافاً» [4] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn4_ftn4).
والمقصود أن موجبِ الاجتماع هو الاعتصام بالكتاب والسُّنة ولزوم الشرع المنزَّل، وأما الاجتماع على إهدار أصول مذهب السلف في المسائل والدلائل، فليس مشروعاً، بل هو إجماع هش على جرفٍ هار سرعان ما يعتريه التعثر والسقوط.
ومع تأكيد أهل السُّنة على لزوم السُّنة النبوية واتِّباعها، إلا أنهم يرحمون الخلق، كما يعلمون الحق، حتى إن أهل السُّنة لكل طائفة ومن أهل البدع خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض [5] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn5_ftn5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/373)
وكان ابن تيمية يقول: «والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلباً لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أُمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة .. » [6] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn6_ftn6).
وإذا انتقلنا إلى مفارقة الأشاعرة للسُّنة، ومجانبتهم سبيل الشرع والعقل والفطرة، فإن هذه المفارقة في قضايا رئيسة وعديدة، ومبسوطة في مواضعها، وقد أجاد الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله وعافاه - في تحرير ذلك، بأسلوب بليغ، وتقرير متين، كما في رسالته «منهج الأشاعرة في العقيدة» [7] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn7_ftn7).
ومن هذه المفارقات أن السُّنة تُقرر أن أول واجب هو توحيد الله - عز وجل - وعبادته وحده كما في حديث معاذ مرفوعاً «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» أخرجه البخاري ومسلم، وأما أول واجب عند الأشاعرة؛ فهو النظر أو القصد إلى النظر [8] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn8_ftn8).
ودلالة القرآن لا تفيد اليقين، كذا وخبر الآحاد لا يفيد العلم عند جمهور الأشاعرة [9] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn9_ftn9)!
فإن كان القرآن - وهو الهدى والنور والرحمة والشفاء - لا يُحقق بَرْدَ اليقين، ولا يحصل بالسُّنة العلم والرسوخ .. أفيظن أن العلم واليقين متحقق بفلسفة اليونان الوثنية أو زندقة المعتزلة الكلامية؟
ولذا حلّ بالقوم الوحشة والقلق، والحَيرة والشكوك؛ فالآمدي حائر واقف في المسائل الكبار، والرازي يستوحش من روحه التي بين جنبيه! وتلميذه الخسروشاهي يبكي قائلاً: والله ما أدري ما أعتقد .. (قالها ثلاثاً!) [10] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn10_ftn10).
وافتعل الأشاعرة تعارضاً بين النقل والعقل، كما في «القانون الكلي» للرازي وسَلفه، فقدموا ما ظنوه معقولاً - وهو في الحقيقة وهمٌ ومجهول - على نصوص الوحيين، وأعملوا التأويل الفاسد في المنقولات [11] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn11_ftn11)، أو سلكوا سبيل التجهيل والتفويض والتضليل! بدعوى التوفيق والتلفيق بين النقل والعقل!
والحق أن النقل الصحيح يتفق تماماً مع العقل الصريح، كما بسطه ابن تيمية في كتابه النفيس «درء تعارض النقل والعقل» .. ولا عجب أن يجعل ابن القيم هذا القانون الكلي طاغوتاً يتعيّن كسره وإبطاله، كما فعل - رحمه الله - في كتابه (الصواعق المرسلة).
ومن نماذج المفارقات أن القوم يثبتون سبعاً من الصفات الإلهية، وينفون سائرها، مع أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، والقول في الصفات كالقول في الذات. وفارقَ الأشاعرة السُّنَة في القَدَر، فمالوا إلى الجبر، ونفوا الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى، وأنكروا الصفات الاختيارية، ونفوا التحسين والتقبيح العقليين. وأما في الإيمان فقد نصروا قول الجهم بن صفوان، فجعلوا الإيمان مجرد تصديق، فأخرجوا أعمال القلوب والجوارح وقول اللسان من تعريف الإيمان! وحجَّروا دلائل النبوة - والتي هي أكثر من أن تُذكر وأشهر من أن تحصر - وضيقوا ما وسَّع الله، فزعموا أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة ..
والمقصود أن مفارقات الأشاعرة للسُّنة كثيرة وشنيعة، حتى قال بعضهم: إن الأشاعرة خالفوا أهل السُّنة في جُلّ مسائل الاعتقاد إلا الصحابة والإمامة ..
والحقيقة أن الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - لم يسْلَموا من لمزٍ وتعريض .. إذ زعم الأشاعرة أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم «فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق، والسلفَ بالنقص في ذلك والتقصير فيه، ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض» [12] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn12_ftn12).
أفبعد هذه المفارقات والضلالات يقال: إن الاشاعرة أرباب سُّنة واتباع؟! إن بين هذا التمشعر المتهافت وبين السُّنة النبوية مفاوز بعيدة وشاسعة تنقطع فيها أعناق المطي!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/374)
إن من دواعي الانخداع بالمذهب الأشعري أن التمشعر مذهب تلفيقي توفيقي بين الوحي والعقل - على حدّ زعمهم - فهو يختار التلوّن والمصانعة للفريقين (أهل السُّنة والجماعة وأهل الاعتزال)، وعند التحقيق وتجلية الأمور، فهو إلى المعتزلة أقرب وألصق، لكنهم يكتمون ذلك! حتى قال ابن قدامة: «ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية» [13] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn13_ftn13)، وقال الإمام السجزي (ت 444هـ): «والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السُّنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تموِّه .. وكثير من مذهب الأشعري يقول في الظاهر بقول أهل السُّنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالِم يكشفه لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السُّنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق. نسأل الله السلامة من كلٍّ برحمته» [14] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn14_ftn14).
والمذهب الأشعري لا يزيده تصرّم الأيام إلا انحرافاً وانحداراً، حتى أفضوا للتسول باليهود في إنكار الصفات، وكما يقال: طافوا بأخس المذاهب ونالوا أخبث المطالب والمكاسب، ومن ذلك أن موسى بن ميمون (ت 601هـ) من ملاحدة اليهود وفلاسفتهم [15] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn15_ftn15)، ألّف «دلالةَ الحائرين» وهو طافح بتعطيل الصفات الإلهية وإنكارها، وقام التبريزي - أحد تلاميذ الفخر الرازي - بشرحه والتعليق عليه، ثم نشره محمد زاهد الكوثري - أشهر دعاة البدع والضلال في هذا العصر - سنة 1369هـ[16] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn16_ftn16)، واحتفى به! وفي الوقت نفسه كان الكوثري المأبون في دينه ونقله يدَّعي أن أهل الحديث في الهند أضر على الإسلام من اليهود [17] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftn17_ftn17)!
وأخيراً: فمع شناعات المذهب الأشعري وكثرة عواره وتناقضاته، إلا أننا نستصحب في نفس الوقت مراتب الشرور، وأن في أهل الأهواء من هو شر منهم كالرافضة والخوارج ونحوهم، كما أن الحديث ها هنا عن التمشعر مذهباً ومعتقداً، وأما أربابه فقد يعتريهم ويلحقهم من عوارض الأهلية كالجهل والتأوّل ما قد يُعذَرون به عند الله تعالى، والله - تعالى - يغفر لنا ولهم، والواجب أن نكون أكثر شجاعة وبذلاً في سبيل إظهار السُّنة ونشرها، ومدافعة البدعة وإزهاقها. فاللهم أحينا على الإسلام والسُّنة حتى نلقاك.
[1] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref1_ftnref1) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/ 24.
[2] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref2_ftnref2) مجموع الفتاوى 3/ 421.
[3] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref3_ftnref3) الدرء 5/ 248.
[4] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref4_ftnref4) مجموع الفتاوى 9/ 230، وانظر مجموع الفتاوى 13/ 227.
[5] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref5_ftnref5) انظر منهاج السُّنة 5/ 157، 4/ 121.
[6] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref6_ftnref6) مجموع الفتاوى 3/ 227.
[7] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref7_ftnref7) طبعت الرسالة مختصرة قبل أكثر من عشرين سنة، ثم ألحق الشيخ مسائل جليلة وزيادات نفيسة، فبلغت أكثر من مائتي صفحة، وهي من مطبوعات دار الحجاز للنشر بالقاهرة.
[8] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref8_ftnref8) انظر: الإنصاف للباقلاني الأشعري ص 22، وإرشاد الجويني ص 3.
[9] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref9_ftnref9) انظر: نقض المنطق لابن تيمية ص 88، والمواقف للإيجي الأشعري ص 272.
[10] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref10_ftnref10) انظر: الدرء 1/ 159، وشرح الطحاوية لابن أبي العز 1/ 243.
[11] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref11_ftnref11) جملة من تأويلات الأشاعرة كابن فورك والفخر الرازي وأشباههما هي عين تأويلات بشر المريسي «اليهودي»! انظر: مقدمة الحموية لابن تيمية.
[12] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref12_ftnref12) التسعينية لابن تيمية (ضمن الفتاوى الكبرى) 5/ 305.
[13] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref13_ftnref13) رسالة المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدع.
[14] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref14_ftnref14) الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 177 - 181 = بتصرف يسير.
[15] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref15_ftnref15) انظر: الدرء 1/ 131 - 7/ 94.
[16] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref16_ftnref16) قال د. سفر الحوالي: «نشره سنة 1369هـ وهي السُّنة التي قامت فيها دولة إسرائيل بفلسطين ولسان حال الكوثري يقول: إذا لم تكن هذه الدولة على مذهب الحشوية فلتكن ما تكون» منهج الأشاعرة في العقيدة ص 179.
[17] ( http://docs.google.com/Edit?docid=d4rg5b6_1dkcjbkfx#_ftnref17_ftnref17) انظر: منهج الأشاعرة في العقيدة ص 183.(56/375)
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[06 - 08 - 09, 12:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه فائدة من محاضرة بعنوان "الأسماء و الصفات ... نقلا و عقلا" ... للشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
يقول الشيخ:
"ينبغي للمؤمنين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهي قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}. ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} فإن قوله في الفرقان: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} بعد قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن} يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالإستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفى عليه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الإستواء ليس بخبير.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين."
رابط المحاضرة:
http://www.islamspirit.com/article026.php (http://www.islamspirit.com/article026.php)
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[07 - 08 - 09, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:57 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 04:56 م]ـ
"شرح الكرخي" في (باب الكراهة): (قال بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول: بمعاقد العز من عرشك، أو بحق خلقك، وهو قول أبي يوسف، قال أبو يوسف: معقد العز من عرشه هو الله، فلا أكره هذا، وأكره أن يقول: بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام، قال القُدوري: المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لا حق للخلق على الخالق، فلا تجوز وفاقاً
على ماذا يدل كلام أبي يوسف؟ هل نفهم ان العرش هو مكان القعود من كلامه؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:27 م]ـ
للرفع
ـ[محمد أبو عائشة]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:11 م]ـ
قال شيخ الإسلام
شرح حديث النزول - (ج 1 / ص 146)
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم} فلما ذكر أن استواءه إلى السماء كان بعد أن خلق الأرض وخلق ما فيها ; تضمن معنى الصعود لأن السماء فوق الأرض فالاستواء إليها ارتفاع إليها. فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل الاستواء علو خاص فكل مستو على شيء عال عليه وليس كل عال على شيء مستو عليه. ولهذا لا يقال لكل ما كان عاليا على غيره إنه مستو عليه واستوى عليه ولكن كل ما قيل فيه إنه استوى على غيره ; فإنه عال عليه: والذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السموات والأرض " الاستواء " لا مطلق العلو مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه ; فلما خلق هذا العالم استوى عليه ; فالأصل أن علوه على المخلوقات وصف لازم له كما أن عظمته وكبرياءه وقدرته كذلك وأما " الاستواء " فهو فعل يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته ; ولهذا قال فيه: {ثم استوى}. ولهذا كان الاستواء من الصفات السمعية المعلومة بالخبر. وأما علوه على المخلوقات فهو عند أئمة أهل الإثبات من الصفات العقلية المعلومة بالعقل مع السمع.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:56 م]ـ
ليسوا خبراء ولم يقدروا الله حق قدره لما قاسوا الله بخلقه!
قال البخاري: قوله: (وما قدروا الله حق قدره) حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله - عز وجل - يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) الآية.(56/376)
استفسار حول ابن بطوطة
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - 08 - 09, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتصفح كتاب رحلة أبن بطوطة وأوقفني ما سرده عن شيخ الإسلام
هل التقى ابن بطوطة بشيخ الإسلام رحمه الله؟
أم أنه نقل ما سمعه من افتراءات المخالفين؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 03:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
http://www.saaid.net/Minute/31.htm
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - 08 - 09, 04:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
http://www.saaid.net/Minute/31.htm (http://www.saaid.net/Minute/31.htm)
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان الخراشي ونفع بك.
وسأقتبس ما جاء في المقال الأصلي هنا لتعم الفائدة:
وهنا لنا وقفات نقدية علمية .. أهمها:
(1) أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذا كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الأثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!
والسؤال الجوهري: كيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه؟؟!
(2) أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.
(3) أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول مالا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة!!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 04:07 م]ـ
شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ دخل القلعة ـ قلعة دمشق ـ التي سجن فيها ـ رحمه الله ـ يوم الاثنين بعد العصر سادس شعبان سنة (726) هجري ظلماً وعدواناً، وتوفي بقاعتها صابراً محتسباً ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة (728) هجرية ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.
ومن هنا يظهر عدم صحة ما قاله ابن بطوطة في رحلته من أنه سمع ابن تيمية يقول على المنبر: " إن الله ينزل كنزولي هذا " فإن ابن بطوطة لم يدخل دمشق قبل شهر رمضان من هذه السنة.
انظر تحقيق القول في هذه المسألة في كتاب " حياة شيخ الاسلام ابن تيمية " للشيخ محمد بهجة البيطار.
قال ضيدان: فإذا كان هذا القول والكذب من ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية، فكيف الحال بصدق ما أخبر به في رحلته التي كتبها!!!.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 08:11 م]ـ
بارك الله فيكم أخي ضيدان ..
رحلته مشحونة بزيارة القبور والأضرحة في كل بلد يدخله!
فمثله لا يُستغرب موقفه من شيخ الإسلام - رحمه الله -، ومن كذب على الشيخ كذب في غيرها ..
فالرجل جمع حشفًا وسوء كيلة. (عقيدة فاسدة + كذب).
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 08:31 م]ـ
صدقت يا شيخنا سليمان الخرشي.
أشهد الله على محبتكم في الله.
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:35 م]ـ
[ CENTER][B]
شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ دخل القلعة ـ قلعة دمشق ـ التي سجن فيها ـ رحمه الله ـ يوم الاثنين بعد العصر سادس شعبان سنة (726) هجري ظلماً وعدواناً، وتوفي بقاعتها صابراً محتسباً ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة (728) هجرية ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.
ومن هنا يظهر عدم صحة ما قاله ابن بطوطة في رحلته من أنه سمع ابن تيمية يقول على المنبر: " إن الله ينزل كنزولي هذا " فإن ابن بطوطة لم يدخل دمشق قبل شهر رمضان من هذه السنة.
انظر تحقيق القول في هذه المسألة في كتاب " حياة شيخ الاسلام ابن تيمية " للشيخ محمد بهجة البيطار.
قال ضيدان: فإذا كان هذا القول والكذب من ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية، فكيف الحال بصدق ما أخبر به في رحلته التي كتبها!!!.
صدقت بارك الله فيك والقارئ لما جاء في الكتاب يشعر بأنها قصص الأساطير التي لا يصح منها شيء .. جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الفاضل. [
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:22 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/377)
و هذا مقال للدكتور خالد كبير علال عنوانه " هل رأى ابن بطوطة شيخ الاسلام ابن تيمية؟ "
هل رأى ابن بطوطة الشيخ ابن تيمية؟
أفرد الرحالة المغربي ابن بطوطة اللواتي (ت 776 هـ)، قسماً من كتابه: تحفة النظار، لمشاهداته بمدينة دمشق (سنة: 726هـ)، منها ما رواه عن شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية (ت 728 هـ) فكان مما قاله عنه:
«وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلّم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعزّره بعد ذلك؛ فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم، فكتب إلى الملك بذلك وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة، منها: أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة، ومنها أن المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف لا يقصر في الصلاة، وسوى ذلك مما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر، فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة» [1]
فهو هنا قد صرّح بأنه رأى شيخ الإسلام ابن تيمية بأم عينيه يعظ الناس بالجامع، ويمثل لهم صفة النزول كنزوله هو من على المنبر. وهذا اتهام خطير لابن تيمية بتمثيل وتشبيه وتكييف صفة إلهية بصفة بشرية. فهل حقا أن ابن بطوطة رأى ابن تيمية وصدر منه ما رواه عنه، أم هو أمر افتراه أو حكاه له خصوم ابن تيمية ولم يره بعينيه؟.
إنه حسب ما صرّح به في رحلته فقد رآه بعينيه، لذا فإنني أقول: إن ما رواه ابن بطوطة غير صحيح، بناء على الشواهد الآتية:
أولها: إنه عندما دخل مدينة دمشق في التاسع من رمضان سنة 726 هـ[2] كان الشيخ ابن تيمية مسجوناً بقلعة دمشق منذ السادس عشر من شعبان سنة 726 هـ، بفارق زمني قدره 25 يوماً، ولم يخرج من السجن إلى أن توفي - رحمه الله - بداخله في العشرين من ذي القعدة سنة 728 هـ[3] فهل يعقل بعد هذا أن يقال: إن ابن بطوطة رأى ابن تيمية وحضر درسه؟! أليس هذا دليلاً دامغاً ينسف الرواية من أساسها؟.
وثانيها: إن مصنفات ابن تيمية شاهدة على بطلان ما رماه به ابن بطوطة، فموقفه من مسألة الصفات واضح جداً، فقد نص على أن الله - تعالى -: «كما شاء أن ينزل، وكما شاء أن يضحك، فليس لنا أن نتوهّم أنه ينزل عن مكانه، كيف وكيف» [4]. وقال في موضع آخر: «إن الله - تعالى - ينزل كما شاء، فليس لنا أن نتوهّم كيف وكيف» [5]. ونص أيضاً على أننا لا نعلم كيفية النزول وغيره من الصفات الإلهية، لأننا لا نعلم ذاته - تعالى -، و «العلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تُعلم كيفية صفة الموصوف ولم تُعلم كيفيته؟!» [6] وأمثال هذه الأقوال كثيرة جداً في مصنفات ابن تيمية، وهي تدل بالتأكيد على أنه بريء مما رماه به ابن بطوطة. كما أنه من جهة أخرى، لا يصح شرعاً ولا عقلاً، أن نغمض أعيننا عن أقوال الرجل الثابتة عنه، ونقدم عليها رواية غير ثابتة رواها رجل يخالفه في موقفه من مسألة الصفات.
والشاهد الثالث، هو أن الحادثة التي رواها ابن بطوطة عن ابن تيمية لم أعثر لها على أي أثر في كل كتب التواريخ والتراجم والطبقات التي اطلعت عليها - وهي كثيرة - أهمها المصنفات التي توسعت في أخباره ومناقبه، منها: البداية والنهاية لابن كثير، والعقود الدرية لمحمد بن عبد الهادي الصالحي، والرد الوافر للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية لأبي حفص عمر بن البزار البغدادي، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، الذيل على طبقات
الحنابلة لابن رجب البغدادي، وتذكرة الحفاظ للذهبي، أفيُعقل أن يروي ابن بطوطة تلك الرواية الخطيرة عن ابن تيمية ولا ترويها تلك المصادر التي رجعت إليها؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/378)
لكنني أشير هنا إلى أن الحافظ ابن حجر العسقلاني قد أشار إلى تلك التهمة التي تضمنتها رواية ابن بطوطة، دون أن يذكر الحادثة كما رواها ابن بطوطة؛ فقد روى أن خصوم ابن تيمية اتهموه بأنه «ذكر حديث النزول ونزل المنبر درجتين، فقال: كنزولي هذا. فنسب إلى التجسيم» [7].
وأقول - تعقيباً على ذلك -:
أولاً: إن ابن حجر لم يذكر ما أوردناه من باب أنه حادثة وقعت لابن تيمية فعلاً، وإنما ذكره من باب أنه تهمة اتهمها بها خصومه.
ثانياً: إن رواية ابن بطوطة قالت إنه نزل عن المنبر درجة واحدة، وليس درجتين على ما ذكره ابن حجر.
وثالثاً: أن ما قلناه في الدليل الثاني يبطل هذه التهمة التي أوردها ابن حجر.
ورابعاً: إنه - أي ابن حجر- ذكر في موضع آخر- من نفس الكتاب - سبباً آخر في اتهام ابن تيمية بالتجسيم، وهو ما أورده في كتابيه العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما، من إثبات للصفات على الحقيقة لا المجاز [8]. وهذا يعني أن سبب إتهامه بالتجسيم هو ما أورده في كتبه من إثبات للصفات وليس ما زعمته تلك الرواية عن حادثة النزول.
مع العلم أن ابن تيمية يخالف خصومه في مسألة الصفات الإلهية، فهو يثبتها على حقيقتها مع التنزيه وعدم التشبيه؛ وهم يؤوّلون معظمها ويعطلونها ويحملونها على المجاز.
وخامساً: إن ما رواه ابن حجر هو مجرد ادعاء، يفتقد إلى الإسناد والتوثيق، وزعم لا يعجز عنه أحد.
وسادساً: إن مما يدل على أن تلك التهمة هي من أكاذيب خصوم ابن تيمية، وأنهم كانوا يكذبون عليه؛ أن ابن حجر ذكر أن هؤلاء قالوا عنه أنه كان يسعى إلى الإمامة الكبرى، لذلك كان يلهج بذكر المهدي ابن تومرت ويطريه [9]. وهذا كذب مفضوح، فكل من يدرس حياة شيخ الإسلام بن تيمية دراسة موضوعية، يتبين له أن الرجل ما كان يسعى لمنصب ولا لملك، وقد أمضى حياته من أجل الإسلام، ومات مسجوناً في سبيله. وأما ذلك الزعم فهو باطل بلا شك، لأن ابن تيمية قد تطرق كثيراً لابن تومرت في مصنفاته، وانتقده وذمه، ولم يطريه ولا أعجب به، فقال عنه: إنه كان من نفاة الصفات على مذهب الجهمية والمعتزلة، وموافقاً لابن سينا وأمثاله من أهل الإلحاد في مجال الصفات. وقرنه أيضاً بأصحاب وحدة الوجود كابن سبعين وابن عربي الطائي، وأمثالهما من الجهمية [10]. وقال عنه: إنه أقام دولته على الكذب والاحتيال وقتل المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم، وقد قتل من المغاربة ألوفاً مؤلفة بدعوى أنهم مجسمة ومشبهة [11]. فهل يصح بعد هذا أن يقال أن ابن تيمية كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه؟! أليس ذلك الزعم من أفضح الأكاذيب، وأن خصومه لا يتورعون من أن يكذبوا عليه أية كذبة للنيل منه؟.
والدليل الرابع هو أن سجن ابن تيمية بقلعة دمشق سنة 726هـ، لم يكن بسبب حادثة النزول التي ذكرها ابن بطوطة؛ وإنما كان بسبب سعي خصومه للكيد له والتخلص منه، وذلك أنهم وجدوا له فتوى قديمة - كتبها منذ سنين - موضوعها منع شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين، فألّبوا عليه السلطان [12].
والدليل الخامس أن رواية ابن بطوطة ادعت أن قاضي الحنابلة وقف بجانب ابن تيمية، وسجن الرجل المالكي وعزّره، مما دفع بالمالكية والشافعية إلى الإنكار عليه. لكن هذا الإدعاء يبدو أنه غير صحيح لثلاثة أمور، أولها أن قاضي الحنابلة ابن مسلم لم يكن على وفاق مع الشيخ ابن تيمية، فهو الذي أصدر حكماً بمنعه من الإفتاء في مسائل الطلاق وغيرها مما يخالف مذهب الحنابلة [13].
وثانيها أن ذلك القاضي كان ورعاً عفيفاً، حسن السلوك محمود السيرة مجتهداً في فعل الخيرات [14] مما يدل على أنه من المستبعد جداً أن يقدم على ذلك الإجراء الظالم في حق الفقيه البريء ابن الزهراء، فيسجنه ويعزره، لأنه رأى منكراً فغيره بلسانه!.
وثالثها أن الرواية زعمت أن لقب القاضي الحنبلي هو: عز الدين، وهذا خطأ فإن لقبه الصحيح هو: شمس الدين، واسمه الكامل: أبو محمد شمس الدين بن مسلم الصالحي. وأما لقب: عز الدين فهو لقب القاضي محمد بن التقي سليمان (ت 731 هـ)، الذي تولى قضاء الحنابلة بعد ابن مسلم [15].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/379)
والدليل السادس هو أن كتاب: تحفة النظار لابن بطوطة، ليست له قيمة علمية كبيرة من حيث صحة الأخبار وتوثيقها؛ فهو يأتي في أدنى درجات تصنيف الكتب من حيث القيمة العلمية لما تضمّنه من أخبار. ومما يثبت ذلك أنه كتاب مغامرات مشحون بكثير من الأساطير والخرافات التي زعم ابن بطوطة أنه رآها أو حكيت له خلال رحلته الطويلة إلى الهند والصين وغيرهما من البلدان. كما أنه - أي ابن بطوطة - لم يدوّن رحلته هذه إلا بعد نحو ثلاثين سنة من ابتداء رحلته، معتمداً على ذاكرته في تدوينها بعدما ضاعت منه مذكراته [16].
كل هذا يجعلنا نستبعد روايته عن ابن تيمية، وإذا أضفنا إليها انتقاداتنا السابقة لها فإننا نرفضها مطلقاً.
والدليل الأخير هو أن ابن بطوطة بدأ كلامه عن الشيخ ابن تيمية بذكر بعض ما حدث له قبل أن يدخل هو إلى مدينة دمشق بسنوات؛ ثم روى حادثة النزول بعدما دخلها، ثم ختم كلامه عنه بقوله: «فسجن بها - أي القلعة - حتى مات بالسجن» [17]، (سنة 728هـ) وكان هو حينذاك بمكة المكرمة لأداء فريضة الحج بعدما غادر دمشق منذ مدة طويلة [18]. وهذا يعني أنه بدأ الحديث وختمه عن ابن تيمية بناء على ما روي له دون أن يذكر لنا مصدر أخباره، وبما أننا قد أثبتنا أن حادثة النزول غير صحيحة، وأن ابن بطوطة لم يكن شاهد عيان لها، فيبدو أنها تسرّبت إليه من بعض خصوم ابن تيمية الذين رووا له ما حدث لابن تيمية قبل سنة 726هـ وبعدها؛ ومن المحتمل جداً أن هؤلاء هم الذين زعموا أنهم رأوا ابن تيمية وكذبوا عليه في حادثة النزول وليس ابن بطوطة، فاختلط عليه سياق الكلام ونسبه لنفسه. لكن مع ذلك فإن احتمال أن يكون ابن بطوطة هو الذي تعمد الكذب يبقى وارداً، والله أعلم.
وختاماً لما ذكرناه يتبين لنا من ذلك، أن ما رواه ابن بطوطة عن رؤيته لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية غير صحيح. وأن ما رماه به من التشبيه والتكييف والتجسيم في حادثة النزول، هو منه بريء افتراه عليه خصومه الكثيرون.
----------------------------------------
[1]- رحلة ابن بطوطة ج1 ص: 95، ط الجزائر.
[2]- نفس المصدر ج 1 ص: 83.
[3]- ابن كثير: البداية والنهاية ج 14 ص: 122، 134، 135.
[4]- ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية ص: 49.
[5]- ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل ج 2 ص: 24.
[6]- ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 5 ص: 131.
[7]- ابن حجر: الدرر الكامنة ج 1 ص: 180.
[8]- نفس المصدر ج 1 ص: 181.
[9]- نفس المصدر ج1 ص: 182.
[10]-ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية ص: 41. والفتاوى الكبرىج4 ص: 282 ودرء
تعارض العقل والنقل ج3 ص: 438، وج5 ص: 20، وج 6 ص: 518.
[11]- ابن تيمية: بغية المرتاد ص: 494. ومجموع الفتاوى ج 11 ص: 478.
[12] محمد بن عبد الهادي: العقود الدرية: 343. وابن كثير: المصدر السابق ج 14 ص: 539.
[13]- ابن رجب: المصدر السابق ج2 ص: 380.
[14]- ابن رجب: المصدر السابق ج 2 ص: 6 (م المحقق).
[15]- نفس المصدر ج 2 ص: 380.
[16]- ابن بطوطة: المصدر السابق ج1 ص: 6 (م المحقق).
[17]- نفس المصدر ج 1 ص: 95.
[18]- نفس المصدر ج1 ص: 254، 255، 256.
ربيع الآخر - 1425 هـ - حزيران (يونيو) - 2004 م
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل سمير بن لوصيف ونفع بك
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 03:35 م]ـ
نعم جزاك الله خيرا سمير ين لوصيف. ونفع بك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 08 - 09, 04:21 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
أذكر أن الدكتور عليا الكتاني المغربي رحمه الله بين كذب هذه القصة في تحقيقه لكتاب رحلة ابن بطوطة
والكتاب مطبوع بتحقيقه عام 1402 هـ فيما أذكر فتحقيقه ليس عندي الآن
وابن بطوطة كان يأخذ بعض الأمور التي ذكرها ابن جبير في رحلته وينسبها لنفسه كأنها وقعت له هو.(56/380)
قصة البشرية بين القرآن والأساطير والفن!! - أسامة شحادة
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[07 - 08 - 09, 07:59 م]ـ
قصة البشرية بين القرآن والأساطير والفن!!
05 - 8 - 2009
بقلم أسامة شحادة
" ... الباطل لا يظهر إلا بعد معرفة الحق، لأن الحق ينمو بالعلم والمعرفة، والباطل يزدهر في أوساط الجهل، فحين ضعفت القوة الإسلامية لضعف العلم وانتشار المعاصى، زالت بالاستعمار، عندها استفحل الجهل حتى عم الشرك وطم ... "
منذ فترة وأنا أود الحديث عن قصة البشرية كما يعرضها القرآن الكريم، ذلك أن هذا الموضوع من القضايا الجوهرية التي شغلت وجدان الناس على مر العصور، ولأننا اليوم في عصر القرية الكونية، وعصر الصورة ولأننا نحن معاشر المسلمين اليوم نعيش مرحلة الإستلاب والهزيمة، فقد أصبح هناك العديد من شبابنا وشاباتنا يتلقي معلوماته وأفكاره من مصادر غير إسلامية حتى في مسائل تتعلق بالعقيدة الإسلامية. ومن أحدث الأمثلة على تصدي المصادر غير الشرعية لكثير من المسائل العقدية لدى أجيالنا الحاضرة، ما تقدمه اليوم بعض الروايات والأفلام التي تتعرض لقضايا فكرية وفلسفية، مثل روايات دان براون "ملائكة وشياطين" و" شيفرة ديفنشي" التي حولت إلى أفلام سينمائية، أو رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، والفائزة بجائزة البوكر، وبعيداً عمّا احتوته من مناقشات للعقيدة المسيحية والقول بتأثرها بالديانات الوثنية السابقة، أو موقفها السلبي من المرأة واحتقارها، فإن ما أود التركيز عليه هو ما ورد في تضاعيف هذه الروايات والأفلام من إشارات إلى بداية الخلق والإنسان.
وقبل الدخول في صلب الموضوع لابد من التنبيه على مسألة لطالما تحدث فيها الكتاب والمفكرون، وهي أن صدام المسيحية والكنيسة أو غيرها من الديانات مع العلم والواقع حدث لأسباب شتى منها التحريف ومنها الوضع البشري، الأمر الذي لا ينبغى سحبه على الإسلام، فليس في القرآن أو السنة الصحيحة أو الشريعة شيء يصادم ويتعارض مع العلم الثابت والواقع اليقيني، ولكن بسبب ضعف الحالة الإسلامية أصبح من السهل تقبل كثير من أجيالنا ذات الخواء المعرفي لهذه الأغلوطة.
إن من القضايا التي تحتاج إلى توضيح كبير اليوم هي علاقة الحقيقة بالأسطورة، فالسائد لدى العلمانيين اليوم هو أولية الجهل والخرافة والشرك على العلم والمعرفة والتوحيد، وهذا بسبب اعتقادهم بالأصل الحيوانى للإنسان، بحسب نظرية دارون.
لكن الموقف الإسلامي النابع من الوحي الإلهي يرفض هذا التصور الحيواني للإنسان، ويقدم التصور الحقيقي والراقي لخلق البشر، الذي يرتكز على الأسس الثلاثة التالية:
- الإنسان خلق مكرماً بيدي الخالق عز وجل " لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " (البقرة 75).
- وأنه خلق في الجنة " كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ " (الأعراف 27).
- وأن الإنسان الأول كان نبياً مؤمناً عالماً مسلماً "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ " (طه115)، " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا " (البقرة 31)، "إن الدين عند الله الإسلام " (آل عمران 19).
وهذه الأسس الثلاثة توضح كثيراً من المشكلات التي لا يزال غير المؤمنين يتخبطون بها، فمن المتفق عليه بين علماء التاريخ أنه لم توجد أمة دون دين، وكما أنهم يقرون بوجود كثير من التشابه بين المعتقدات القديمة والديانات السماوية الأخيرة، لكنهم لتفسير هذه الحقائق جعلوا الأمور تسير على رؤوسها بدل أقدامها، وهذه بعض الأمثلة: - فمثلا فسروا وجود الأديان منذ القدم بانتشار الجهل والخوف، لذلك عبد الناس الظواهر الطبيعية ومن ثم الأصنام، بينما نجد أن القرآن يقرر أن التوحيد هو الأصل في الناس لأن أباهم آدم عليه السلام كان مؤمناً، بل كما في الحديث الصحيح " نبي مكلم " (رواه أحمد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/381)
ففي المعتقد الإسلامي أن التوحيد والإيمان هو الأصل في البشرية ثم طرأ الشرك عليهما، قال تعالى: " كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ " (البقرة 213). قال ابن عباس في تفسيرها:" كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق. فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين". وروى البخاري في باب " ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق " عن ابن عباس قال:" هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنوسي العلم عُبدت"، فهذه هي بداية ظهور الشرك وعبادة الأصنام في تاريخ البشرية، ولذلك كان الله عز وجل يرسل الأنبياء والرسل للأمم كي يدلّوهم على طريق السعادة في الدنيا والآخرة بتوحيد الله عز وجل، قال تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت" (النحل36).
فوحدة الأصل البشري وانتسابه لآدم عليه السلام ووحدة الدين وأنه الإسلام، تفسر لنا وجود التشابه عبر التاريخ بين كل السلالات البشرية جسدياً، وتفسر لنا سبب تكرار وتشابه كثير من العقائد عند الأقوام المختلفي الديانات اليوم لأنها بقايا دين الإسلام الذي كانوا يشتركون فيه، ولكن عوامل الجهل والتباعد والنسيان والاختراع عملت على تشويه نقائه وتكامله.
وهذا يفسر للباحثين حقيقة احتفاظ الحضارات القديمة بقصص العديد من الأنبياء وما جرى معهم، لأنها حقائق عاشتها هذه الحضارات والأمم البائدة ولأنها أيضاً بقايا سليمة من المعتقدات التي عاصرتها.
- إن زعم العلمانيين أن الأديان السماوية تطوير للأساطير هو قلب للحقائق، حتى قالوا أن أخناتون هو من اخترع التوحيد!!! لأن الأساطير هي في الحقيقة تحريف للدين الذي هو الإسلام، فعبر التاريخ كان توحيد الله عز وجل هو الأصل والأساس ولكن الإنسان الذي من طبعه الجهل والعجلة وحب الهوى كان ينحرف عن الصراط المستقيم للتوحيد ليقع في بحر الشهوات والشبهات برعاية الشيطان الرجيم، فتولد عن ذلك الأساطير والعقائد المحرفة والشهوات الدنيئة. - لليوم يعجز الباحثون في التاريخ والإنثروبولوجيا عن تفسير وجود المصنوعات الدقيقة أو الضخمة من قبل الحضارات القديمة!! كما لا يزال العلم لليوم يقف حائراً حول انجازات الحضارات السابقة من التحنيط أو حدائق بابل أو بناء الأهرامات وغيرها.
لكن إذا تذكرنا أن الإنسان الأول كان قد زوده الله عز وجل بالعلم بأسماء الأشياء، وأنه عاش في الجنة التي "فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".
إن أجدادنا من البشر كانوا يتوارثون أخبار الجنة من أبيهم آدم وأمهم حواء، ولذلك كانوا يحاولون تقليد نعيم الجنة، وهذا فقط ما يفسر مصدر الخيال لتشييد هذه المباني الضخمة مع بساطة الإمكانيات، والقدرة على اختراع أدوات نافعة ودقيقة مع عدم توفر الآلات الحديثة، وإن زيارة لمتاحف الحضارات القديمة أو قراءة أخبارها تذهلك بما تم إنتاجه من آلاف السنين.
إن الانتباه لما تتلقفه أجيالنا المسلمة عبر هذه الوسائط الثقافية من معتقدات وأفكار تصطدم بالإسلام والعلم والواقع قضية ملحة، ذلك أنها كالأسلحة الحديثة تقتل دون أثر وهذا مكمن خطورتها!!
* بدائية الإنسان الأول وهم لا حقيقة!!
بدائية الإنسان الأول وهم شائع اختلقته الأيديولوجية الداروينية التطورية، ونشرته وسائل الإعلام، وخاصة عبر أفلام الكرتون، التي صورت الإنسان الأول شبه عارٍ إلا من قطعة من جلد حيوان وصورته لا يجيد الكلام إلا بالإشارة، ويحتقر المرأة من خلال جرها على الأرض من شعرها، وكل هذه الصور هي خيالات وهمية ليس لها أي مستند سوى البحث عن الغرابة والطرافة تماشياً مع الفكرة الحيوانية للإنسان التي نادى بها دارون ومؤيدوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/382)
وعلى وهم بدائية الإنسان الأول شيدت النظريات المتعارضة والمتناحرة لعلم الاجتماع الديني التي قررت أن الدين منتج طارئ في البشرية وتطور عبر محطات السحر ومن ثم عبادة الطبيعة والأرواح وبعدها الأصنام والطوطم وبعدها اخترع التوحيد، لاعتقادهم أن افنسان الأول كان بدائياً لا يمكن أن يستوعب فكرة وجود إله متعالي مطلق القدرة والمعرفة!! كما بين ذلك الدكتور علي سامي النشار في كتابه "نشأة الدين"، حيث عرض لنظريات علم الاجتماع الديني وأنها لم تقم على دراسات علمية دقيقة ولا مستوعبة وأن توالى الاكتشافات كان يبطل كثيراً من فرضياتها، سوى نظرية "الأب شمت" التي أثبتت أن الإيمان بإله واحد في السماء كان هو السابق عند كل التجمعات الإنسانية عبر التاريخ، ونظرية "شمت" التي تثبت سبق عقيدة التوحيد وأوليتها قد تجاهلها بالكلية فراس السواح في كتابه " دين الإنسان"!! ويلاحظ على كتاب النشار الاقتصار على كلام الغربيين فقط وإقراره لفكرة بدائية الإنسان رغم معارضتها لصريح القرآن!! لكن نحن المسلمين نعتقد أن الجنس الإنساني هو جنس مكرم لقوله تعالى: "ولقد كرمنا بنى آدم" (الإسراء 70) ومن مظاهر هذا التكريم أن الله عز وجل خلق الإنسان بيديه سبحانه وتعالى "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" (ص 75)، وأنه خلق الإنسان "في أحسن تقويم" (التين 4)، وأيضاً الله عز وجل هو "الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة" (الملك 23)، وعلمه أسماء الأشياء، وتشمل القدرة على تسمية الأشياء الجديدة "وعلم آدم الأسماء كلها") البقرة31)، ومن تكريم الله للإنسان أن أنزل الله عزوجل الوحي على خاصة الناس من الأنبياء والرسل ليدلوهم على الصراط المستقيم "قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة 38)، وكانت قمة التكريم منح الإنسان القدرة على اختيار سبيله وطريقه في الحياة "وهديناه النجدين" (البلد 10)، "إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا" (الإنسان 3).
هذا الإنسان المكرم لم يكن بدائيا أبداً، فلقد عاش في الجنة وعرف النعيم والمتعة والحضارة والمدنية، ولذلك حين بدت عورة آدم وحواء بعد أكلهم من الشجرة المنهية بسبب وسوسة إبليس "طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" (الأعراف 22)، والشاهد هنا أن آدم وحواء كانا يعرفان اللباس وستر العورة، ولذلك لجآ لأقرب بديل عنه وهو التستر بورق الشجر - وقيل هو ورق التين - الذي يلزقونه مع بعضه حياءً من الله عز وجل.
وقد أورد الإمام الطبري في تفسيره وتاريخه كثيراً من الروايات منها أثر عن ابن عباس أن الله عز وجل قال لآدم: "فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تنال العيش إلا كدا"، قال فأهبط من الجنة وكانا يأكلان منها رغداً، فاهبط إلى غير رغد من طعام وشراب، فعُلم صنعة الحديد وأمر بالحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حصد ثم داسه ثم ذراه ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله. وعن ابن عباس أيضاً: " ثلاثة أشياء نزلت مع آدم السندان والكلبتان والميقعة يعنى المطرقة".
ومن الإشارات القرآنية لمعرفة وقدرة الإنسان الأول ما ذكره لنا القرآن في قصة نوح عليه الصلاة والسلام الذي كان بعد آدم بعشرة قرون، من أمره ببناء السفينة، قال تعالى: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا" (هود37)، قال ابن كثير: "وحينا" أي تعليمنا لك ما تصنعه"، وذكر بعدها روايات في تفاصيل بناء السفينة، ومعلوم أن صنع السفينة يحتاج إلى معرفة عقلية وعلمية وقدرة عملية وأدوات مساعدة، ولا يمكن لوهم بدائية الإنسان من القيام بذلك، لأنها لم تكن سفينة صغيرة أو مجموعة ألواح مصفوفة إلى بعضها بشكل بسيط، لأن الطوفان كان شديدا وضخما فتحتاج النجاة منه إلى سفينة قوية وكبيرة، كما أن حمولة السفينة كانت حمولة متعددة حيث حوت زوجين من كل الحيوانات بالإضافة إلى أهل نوح وهذا الأمر يحتاج لمساحة كبيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/383)
من خلال هذه الآيات والروايات يتضح لنا عدم بدائية الإنسان وأنه قد منح من الله عزوجل العقل والمعرفة وبعض الأدوات الأساسية، التي تساعده على أداء مهمته في الأرض وهي عمارتها بالعمل الصالح تجاه الله عزوجل بالعبادة والطاعة وتجاه الناس بالإحسان والعدل معهم، وهذه الآيات والروايات تفسر لنا أيضاً تناقض بعض الاكتشافات الأثرية الحديثة مع فرضيات علماء التاريخ والاجتماع والإنثربولوجيا، فقبل عامين تقريبا أعلن عالم الآثار الألماني كلاوس شميدت عن اكتشاف معبد يرجع بناؤه إلى العصر الحجري، أي قبل 11500 سنة أي أنه أقدم من الأهرامات في مصر وانتشار حروف الكتابة في العالم وبعد مضي وقت قصير على انتهاء العصر الجليدي، ويقع في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية أطلق عليه اسم "غوبالكي تيبي" نقشت على جدرانه نقوش لثعالب وعقارب وأسود ودببة برية وطيور.
وهذا الاكتشاف ينسف فرضيات سائدة كثيرة منها أن هذه الفترة (11500 سنة ق. م) لم تكن سوى مرحلة الجمع والالتقاط والتي تلاها مرحلة الصيد، أي أن هذه الفترة كانت قبل مرحلة الزراعة وقبل اكتشاف النار واختراع الفخار، فكيف وجدت نقوش الحيوانات التي يفترض أن الإنسان لم يعرف صيدها إلا بعد سنوات طويلة جداً!.
الأمر الآخر المحير هو كيف بني هذا المعبد ونقشت هذه النقوش والمفترض أن الإنسان في تلك الفترة لم يتوصل لصنع الأدوات؟! وأن بناء مثل هذا يحتاج لمعرفة في علوم متعدد ومحترفين في العلوم الرياضية المتعلقة بالحساب والقياس، ونقل الحجارة، وصولا إلى تغذية العمال مما لا يتناسب بشكل مع مجتمع ما قبل الزراعة والمعدن. وقريب من هذا الاكتشاف ما أعلنته مجلة The Prestigious peer review journal science الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 11 يناير 2002م عن عثور عدد من العلماء وفريق من الباحثين على قطعتين حمراوين من النقوش الفنية داخل كهف يعود تاريخه إلى أكثر من 77 ألف عام في إزكولو بجنوب أفريقيا، و أن تلك النقوش تحمل شعارات ورموزا تدل على أن من صنعها كان يمتلك قدرة في الإبداع والفكر، لاحتواء تلك النقوش على شكل هندسي رائع، كما اكتشف داخل الكهف آلات أخرى مصنوعة من العظام، التي استدل بها المكتشفون على أن القدماء الأفارقة كانوا أقدم من عرف السلوك الحضاري قبل أكثر من 35.000 عام من الأوروبيين.
ولا تزال الاكتشافات تظهر المزيد من تناقض كل النظريات الباطلة وغير المستندة إلى الحقائق أو الواقع الصحيح، وفي نفس الوقت تنسجم مع حقائق الوحي الإلهي في القرآن الكريم المحفوظ من النقص أو الخطأ أو التحريف، ليكون حجة ودليلاً لطالبي الحق والهداية.
* مثال معاصر لتحريف التوحيد وظهور الوثنية
كنا قد بينا في المقالين السابقين للرؤية القرآنية تجاه بداية البشرية، وأن البشرية منذ خلقها الله عز وجل وهي تدين بالإسلام وكرمت بالعلم والمعرفة والوحي، وأن الشرك والوثنية والجهل والانحطاط هي أحوال طارئة على البشرية بعد التوحيد والإسلام والعلم والمعرفة وسكن الجنة.
وهذا المقال سيعرض لنموذج حي ومعاصر لكيفية تحول الموحدين والمتعلمين لمشركين أو وثنيين وجهلة بعد العلم والمعرفة، وهذا المثال سيكون من جزيرة مدغشقر التي تعتبر رابع أكبر جزيرة في العالم، تقع مدغشقر في المحيط الهندي في جنوب شرقي قارة أفريقيا مقابل سواحل موزانبيق، التي وصلها الإسلام في القرن الثاني الهجري عندما وصل إلى أفريقيا ودخلها عن طريق جزر القمر، تقول عنها موسوعة ويكبيديا " حاولت البرتغال احتلالها سنة 913 هـ ولكن المسلمين قاوموا وحالوا دون دخولهم الجزيرة، ولكنهم عادوا الكرة مرة أخرى في السنة التالية 914 هـ، ودمروا معظم مدن الجزيرة و سيطروا عليها و تعاقب عليها الاحتلال فحاولت بريطانيا احتلالها في مستهل القرن الماضي و ضمها إلى جزر موريشوس و لكن تغلبت فرنسا في السباق واحتلت مدغشقر في سنة 1285 هـ -1868 م و ظل الاحتلال الفرنسي بها حتى نالت استقلالها في 1385 هـ- 1965 م".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/384)
وصلت إلى مدغشقر قبائل عربية مسلمة جاءت من الحجاز وبالتحديد من مدينة مكة وجدة قبل 800 سنة تدعى اليوم قبائل الأنتيمور، وغالبهم اليوم للأسف وثنيون واقعون في الشرك بسبب الجهل والضياع وسياسات الاستعمار وبعثات التبشير التي عملت على طمس الهوية الإسلامية، كحال كثير من القبائل العربية والمسلمة الضائعة في أفريقيا، مثل قبيلة الغبرا في شمال كينيا، وقبيلة البورانا في جنوب إثيوبيا،وبعض قبائل السكلافا في غرب مدغشقر، والفارمبا في جنوب زيمبابوي، وعودة هؤلاء العرب والمسلمين للوثنية مأساة يدمى لها قلب كل مؤمن. ينقل لنا د. عبد الرحمن السميط - الداعية الإسلامي المتخصص بقضايا مسلمى أفريقيا -مشاهداته للأحوال الدينية اليوم لقبائل قبائل الأنتيمور والسكلافا على النحو التالي:
قبائل السكلافا يصلون الجمعة في المسجد، والأحد في الكنيسة، والاثنين يعبدون الأشجار!! ومن معتقدات قبائل الأنتيمور أن جدهم الأكبر جاء من بلدة في الشمال أسمها "جدة"، وأن بقربها قرية اسمها "مكة"، فيها رجل صالح يحبه أجدادهم اسمه "محمد" صلى الله عليه وسلم، ومن أجدادهم "رابكاري" أي صاحب الفخامة أبوبكر، و"راماري" أي صاحب الفخامة عمر، و"را اوسماني" أي صاحب الفخامة عثمان، وأن جدهم الأكبر يسمونه "زاعليو مكرار" أي: صاحب الفخامة علي الكرار، وأمهم "رامينا" أي صاحبة الفخامة أمينة.
أما كتابهم المقدس فيسمونه "السورابي" أي الكتاب الكبير، ويكتبونه بالحرف العربي القرآني، وفيه شيء من القرآن ولكن أخطائه كثيرة كما فيه من تاريخهم وأذكار متنوعة وشيء من الشعوذة والسحر، ويقع الكتاب في أكثر من عشرين جزءاً، ويكتبونه على ورق يصنعونه بأيديهم من أوراق أشجار معينة يطبخونها حتى تصبح عجينة ثم يفرشونها ويتركونها تنشف.
كما أنهم يحرمون أكل لحم الخنزير وتربيته، ولا يأكلون إلاماذبحوه بالطريقة الشرعية، وقد أقاموا في قرية بقرب مدينة (ماجونغا) التي تعد أكبر مدن المسلمين في مدغشقر " كعبة " يحجون إليها مرة كل سنة، ويشترطون لمن يريد الحج أن يلبس ملابس غير مخيطة، و يحرصون في حجهم على الإكثار من الدعاء وذبح ذبيحتهم،.وعندهم قرية أسمها "مكة" يعرفون أنها موطن أجدادهم وأنها في الشمال فقط وعندهم قرى تسمى "حجاز" و"مصري"!!
وكثير من أفراد هذه القبائل المسلمة سابقا لا يعرف ما هو القرآن أو الفاتحة أو عدد الصلوات، وحين سألهم د. السميط عن دينهم قالوا: " أنهم مسلمون بروستانت"!! ولما استفسر عن هذا الجواب العجيب، قالوا:" أن أجدادهم أخبروهم أنهم مسلمون لكنهم لا يعرفون الصلاة ولا الصوم وأن المبشرين البروستانت المسيحيين جاءوا وأخبروهم أن الإسلام والبروستانتية شيء واحد وأنهم علموهم الصلاة وبنوا لهم كنيسة وأعطوهم الإنجيل"!!
ولا تزال عندهم كلمات عربية محرفة مثل أسماء أيام الأسبوع فهي عندهم، كالتالى: سابوتسي يعني السبت، أهادى يعني الأحد، اسنين يعني الاثنين، تلاتا يعني الثلاثاء، أربعا يعني الأربعاء، كميس يعني الخميس، زومعه يعني الجمعه.
ويُقدّر مختصون عدد أفراد القبائل التي تحولت من الإسلام إلى الوثنية أواللادينية بما يتراوح بين أربعين إلى خمسين مليون نسمة، ولكن بحمد الله توجد اليوم جهود مشكورة في تعريف هؤلاء الناس بحقيقة أصولهم العربية وهويتهم الإسلامية وتلقى قبول ونجاح.
وللدكتور السميط عدة برامج تلفزيونية عن مسلمي أفريقيا بالعموم وقبائل الأنتيمور بالخصوص منها حلقة بعنوان " قبائل الأنتيمور وعرب مدغشقر " ضمن برنامج تحت المجهر فيها الكثير من العجائب والغرائب.
وهكذا تقدم لنا هذه القصة المحزنة مثال ونموذج عملي يبرهن على أن ظهور الوثنيات القديمة هو متأخر عن ظهور التوحيد، وأن وجود شيء من مظاهر التوحيد هو بسبب سبقه، لا أن الإنسان تدرج في الوثنية حتى اخترع التوحيد، ومن ثم جاءت مرحلة الديانات والرسالات السماوية، كما تزعم الرؤية العلمانية!!
الباطل لا يظهر إلا بعد معرفة الحق، لأن الحق ينمو بالعلم والمعرفة، والباطل يزدهر في أوساط الجهل، فحين ضعفت القوة الإسلامية لضعف العلم وانتشار المعاصى، زالت بالاستعمار، عندها استفحل الجهل حتى عم الشرك وطم.
وهذا ما حدث مع أبينا آدم عليه السلام فبسبب المعصية، أخرج من الجنة وأهبط إلى الأرض، وكذلك الأمم السابقة، حين ضعفت الاستقامة والهداية بين الناس ساد الشرك والبدعة والخرافة، حتى ظهرت الوثنية وعبدت الأصنام والأحجار، بل انحط العقل البشري فعبد الحيوانات القذرة كالفأر، بل عبد الشيطان، وشاعت الفواحش والمظالم بدل العدل والمكارم، وعند ذلك جاءهم العقاب الإلهي.
ولعل هذا الانحطاط في التفكير والسلوك والعبادة هو أحد معاني قوله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين" (التين 4 - 5).
المصدر: شبكة القلم الفكرية
http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=914
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/385)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:36 م]ـ
للفائدة(56/386)
تلخيص فتح المجيد (سؤال وجواب)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:59 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, أما بعد:
فهذا تلخيص لكتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للعلامة عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى, وقد لخصت فيه على طريقة السؤال والجواب أهم مسائلة وفوائده, لعل الله أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, وقد كان عملي وضع الأسئلة فقط, ونقل الجواب بنص كلام المؤلف رحمه الله من غير تصرف, والله أعلم, وإلى الشروع في المقصود,,
س1/ ما موضوع كتاب التوحيد؟
ج/ بيان ما بعث به الله رسله: من توحيد العبادة، وبيانه بالأدلة من الكتاب والسنة، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر ونحوه، وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه.
س2/ ما ذاعمل الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله في كتاب التوحيد؟
ج/ وضع عليه شرحا أجاد فيه وأفاد، وأبرز فيه من البيان ما يجب أن يطلب منه ويراد، وسماه "تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد".
س3/ ما موقف المؤلف من كتاب تيسير العزيز الحميد, وماذا عمل؟
ج/ قال رحمه الله: ولما قرأت شرحه رأيته أطنب في مواضع، وفي بعضها تكرار يستغنى بالبعض منه عن الكل ولم يكمله، فأخذت في تهذيبه وتقريبه وتكميله، وربما أدخلت فيه بعض النقول المستحسنة تتميما للفائدة، وسميته "فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد".
س4/ لماذا ابتدأ المصنف كتابه بالبسملة؟
ج/ اقتداء بالكتاب العزيز، وعملا بحديث:
" كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الر حيم فهو أقطع ", أخرجه ابن حبان من طريقين. قال ابن الصلاح: " والحديث حسن". ولأبي داود وابن ماجه: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله، أو بالحمد فهو أقطع ", ولأحمد: " كل أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله، فهو أبتر أو أقطع ", وللدارقطني عن أبي هريرة مرفوعا: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع ".
س5/ هل اقتصر المؤلف على البسملة أم ذكر الحمدلة؟ ولماذا؟
ج/ اقتصر في بعض نسخه على البسملة، لأنها من أبلغ الثناء والذكر للحديث المتقدم, وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقتصر عليها في مراسلاته، كما في كتابه لهرقل عظيم الروم, ووقع لي نسخة بخطه -رحمه الله تعالى- بدأ فيها بالبسملة، وثنى بالحمد والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم وآله, وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبي إضافي، أي بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءا به.
س6/ ما فائدة حذف العامل في البسملة؟
ج/ ذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لحذف العامل فوائد، منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله, ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة، فكان الحذف أعم. انتهى ملخصا.
س7/ ما نوع الباء في "بسم الله"؟
ج/ للمصاحبة, وقيل: للاستعانة, فيكون التقدير: بسم الله أؤلف حال كوني مستعينا بذكره، متبركا به, وأما ظهوره في: (اقرأ باسم ربك) وفي (بسم الله مجراها) فلأن المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى.
س8/ مم اشتُقَّ الإسم؟
ج/ من السمو وهو العلو, وقيل: من الوسم وهو العلامة, لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم.
س9/ ما أصل قولهم: "الله"؟
ج/ قال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمزة، وأدغموا اللام في اللام، فصارتا لاما واحدة مشددة مفخمة.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: الصحيح: أنه مشتق، وأن أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ.
وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلى.
والذين قالوا بالاشتقاق إنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى, وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير، والسميع، والبصير, ونحو ذلك, فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله. وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلا وفرعا، ليس معناه أن أحدهما متولد من الآخر، وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/387)
قال أبو جعفر ابن جرير: "الله" أصله "الإله" أسقطت الهمزة التي هي فاء الاسم فالتقت اللام التي هي عين الاسم واللام الزائدة وهي ساكنة فأدغمت في الأخرى، فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشددة.
س10/ ما معنى: "الله"؟
ج/ قال -أي ابن جرير-: وأما تأويل "الله" فإنه على معنى ما روي لنا عن عبد الله بن عباس قال: "هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق ", وساق بسنده عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال: " الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ".
س11/ ما معنى "الرحمن الرحيم"؟
ج/ قال ابن جرير: حدثني السري بن يحيى حدثنا عثمان بن زفر سمعت العرزمي يقول: "الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين".
وساق بسنده عن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن عيسى ابن مريم قال: الرحمن: رحمن الآخرة والدنيا. والرحيم: رحيم الآخرة ".
وقال - أي ابن القيم-: ("الرحمن" دال على الصفة القائمة به سبحانه, "والرحيم" دال على تعلقها بالمرحوم, وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجئ قط رحمان بهم).
س12/ ما معنى: "الحمد لله"؟
ج/ معناه الثناء بالكلام على الجميل الاختياري على وجه التعظيم.
س13/ ما معنى صلاة الله على عبده؟
ج/ أصح ما قيل في معنى صلاة الله على عبده: ما ذكره البخاري -رحمه الله تعالى- عن أبي العالية قال: " صلاة الله على عبده ثناؤه عليه عند الملائكة ".
وقرره ابن القيم -رحمه الله- ونصره في كتابيه: "جلاء الأفهام"، و"بدائع الفوائد".
قلت-القائل هو المؤلف-: وقد يراد بها الدعاء، كما في المسند عن علي مرفوعا: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه: اللهم اغفر له الله ارحمه ".
س14/ من المقصود بالآل في قوله: "وعلى آله"؟
ج/ أي أتباعه على دينه، نص عليه الإمام أحمد هنا وعليه أكثر الأصحاب. وعلى هذا فيشمل الصحابة وغيرهم من المؤمنين.
س15/ ما معنى قوله: "كتاب"؟
ج/ مصدر كتب يكتب كتابا وكتابة وكتبا، ومدار المادة على الجمع. ومنه: تكتب بنو فلان، إذا اجتمعوا. والكتيبة لجماعة الخيل، والكتابة بالقلم لاجتماع الكلمات والحروف. وسمي الكتاب كتابا: لجمعه ما وضع له.
س16/ ما أنواع التوحيد؟
ج/ نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات. وتوحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الإلهية والعبادة.
تنبيه:
قال ابن تيمية رحمه الله: وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية, وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف, ويظن هؤلاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد, وأنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد، فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كل ما ينزه عنه، وأقر بأنه وحده خالق كل شيء، لم يكن موحدا حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة، ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له، و"الإله" هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة. وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع, فإذا فسر المفسر "الإله" بمعنى القادر على الاختراع واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله, وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد - كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية، وهو الذي يقولونه عن أبي الحسن وأتباعه - لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء, وكانوا مع هذا مشركين. قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} , قالت طائفة من السلف: "تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله, وهم مع هذا يعبدون غيره ", قال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَقُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}، فليس كل من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/388)
أقر بأن الله تعالي رب كل شيء وخالقه يكون عابدا له دون ما سواه، داعيا له دون ما سواه، راجيا له خائفا منه دون ما سواه، يوالي فيه ويعادي فيه، ويطيع رسله ويأمر بما أمر به، وينهى عما نهى عنه, وعامة المشركين أقروا بأن الله خالق كل شيء، وأثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به، وجعلوا له أندادا. قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُون قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وقال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}. ولهذا كان أتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها، ويصوم وينسك لها ويتقرب إليها, ثم يقول: إن هذا ليس بشرك، إنما الشرك إذا اعتقدت أنها المدبرة لي، فإذا جعلتها سببا وواسطة لم أكن مشركا، ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شرك"". انتهى كلامه.
س17/ ما هي العبادة؟
ج/ قال شيخ الإسلام: " العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل".
وقال أيضا: " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة".
قال ابن القيم: " ومدارها على خمس عشرة قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية".
وبيان ذلك: أن العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح, والأحكام التي للعبودية خمسة: واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح, وهن لكل واحد من القلب واللسان والجوارح.
س18/ ما معنى قوله تعالى: "إلا ليعبدون"؟
ج/ قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في الآية: " إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي", وقال مجاهد: "إلا لآمرهم وأنهاهم" اختاره الزجاج وشيخ الإسلام.
س19/ عرف الطاغوت؟
ج/ مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد, قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الطاغوت الشيطان", وقال جابر رضي الله عنه: "الطاغوت كهان كانت تنزل عليهم الشياطين" رواهما ابن أبي حاتم, وقال مالك: "الطاغوت كل ما عبد من دون الله".
قلت: وذلك المذكور بعض أفراده، وقد حده العلامة ابن القيم حدا جامعا فقال: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.
س20/ ما معنى قوله تعالى: "وقضى ربك"؟
ج/ قال مجاهد: "قضى" يعني وصى, وكذا قرأ أبي بن كعب وابن مسعود وغيرهم, ولابن جرير عن ابن عباس: "وقضى ربك، يعني أمر".
س21/ ما معنى قوله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل"؟
ج/ روى الإمام أحمد والنسائي والدارمي وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خط رسول الله صلي الله عليه وسلم خطا بيده، ثم قال: هذا سبيل الله مستقيما، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال: وهذه سبل ليس منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه "ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} الآية.
وعن مجاهد: ولا تتبعوا السبل، قال: البدع والشهوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/389)
قال ابن القيم -رحمه الله-: ولنذكر في الصراط المستقيم قولا وجيزا، فإن الناس قد تنوعت عباراتهم عنه بحسب صفاته ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد، وهو طريق الله الذي نصبه لعباده موصلا لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله، وجعله موصلا لعبادة الله، وهو إفراده بالعبادة، وإفراد رسله بالطاعة، فلا يشرك به أحدا في عبادته ولا يشرك برسوله صلي الله عليه وسلم أحدا في طاعته. فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول صلي الله عليه وسلم, وهذا كله مضمون "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله" فأي شيء فسر به الصراط المستقيم فهو داخل في هذين الأصلين. ونكتة ذلك، أن تحبه بقلبك وترضيه بجهدك كله، فلا يكون في قلبه موضع إلا معمورا بحبه، ولا يكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته, فالأول يحصل بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، والثاني يحصل بتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله. وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث الله به رسوله والقيام به، وقل ما شئت من العبارات التي هذا آخيتها وقطب رحاها. قال: وقال سهل بن عبد الله: " عليكم بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلي الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرءوا منه وأذلوه وأهانوه " اهـ.
س22/ ما معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد أن ينظر إلى وصية ........ " الحديث؟
ج/معناه من أراد أن ينظر إلى الوصية التي كأنها كتبت وختم عليها فلم تغير ولم تبدل فليقرأ " قل تعالوا " إلى آخر الآيات، شبهها بالكتاب الذي كتب ثم ختم فلم يزد فيه ولم ينقص, فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص إلا بكتاب الله، كما قال فيما رواه مسلم: " وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله "، وقد روى عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث؟ ثم تلا قوله: " {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} حتى فرغ من الثلاث الآيات". ثم قال:" من وفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه وإن شاء عفا عنه " رواه ابن أبي حاتم والحاكم وصححه ومحمد بن نصر في الاعتصام.
قلت: ولأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يوص أمته إلا بما وصاهم الله تعالى به على لسانه. وفي كتابه الذي أنزله {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} , وهذه الآيات وصية الله تعالى ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم.
س23/ ما اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم, ومن الذي أهداه إليه؟
ج/ في رواية: اسمه عفير، قلت-أي الشارح-: أهداه إليه المقوقس صاحب مصر.
س24/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "حق العباد على الله"؟
ج/ معناه أنه متحقق لا محالة؛ لأنه قد وعدهم ذلك جزاء لهم على توحيده {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}.
قال شيخ الإسلام: كون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق إنعام وفضل، ليس هو استحقاق مقابلة، كما يستحق المخلوق على المخلوق، فمن الناس من يقول: لا معنى للاستحقاق، إلا أنه أخبر بذلك ووعده صدق، ولكن أكثر الناس يثبتون استحقاقا زائدا على هذا، كما دل عليه الكتاب والسنة. قال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} لكن أهل السنة يقولون: هو الذي كتب على نفسه الرحمة وأوجب على نفسه الحق، لم يوجبه عليه مخلوق, والمعتزلة يدعون أنه واجب عليه بالقياس على المخلوق، وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يجعلهم مطيعين له، وأنهم يستحقون الجزاء بدون أن يكون هو الموجب، وغلطوا في ذلك، وهذا الباب غلطت فيه الجبرية والقدرية أتباع جهم، والقدرية النافية.
س25/ ماذا نستفيد من قول معاذ رضي الله عنه: "أفلا أبشر الناس"؟
ج/ فيه استحباب بشارة المسلم بما يسره، وفيه ما كان عليه الصحابة من الاستبشار بمثل هذا.
س26/ ما معنى قول الراوي: "فأخبر بها معاذ عند موته تأثما"؟
ج/ أي تحرجا من الإثم.
قال الوزير أبو المظفر: "لم يكن يكتمها إلا عن جاهل يحمله جهله على سوء الأدب بترك الخدمة في الطاعة، فأما الأكياس الذين إذا سمعوا بمثل هذا زادوا في الطاعة، ورأوا أن زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة، فلا وجه لكتمانها عنهم".
ـ[أمين نواري]ــــــــ[10 - 08 - 09, 02:39 م]ـ
واصل أوصلك الله الجنة
ـ[أبو محمد المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 02:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك و بارك فيك أينما كنت
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:35 ص]ـ
واصل أوصلك الله الجنة
جزاك الله الجنة أخي أمين,,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بك و بارك فيك أينما كنت
وإياك يا أبا محمد,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/390)
ـ[بن موسى]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:25 م]ـ
السلام عليكم
لو ضعت المادة في ملف وقمت بتزليه هنا
لكفاك عناء الكتابة ويكون اسهل لطلاب العلم لتحميله الاستفادة منه
وهذا الافضل في نظري
وفق الله الجميع
ـ[ابوسلمان الشيهاني]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:30 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالكريم
وأنت المستفيد الأول لا شك
وأخوك قد جمع بين فتح المجيد والقول المفيد في دفترين والحمدلله
وكتاب التوحيد يستحق أن تُفنى فيه الأعمار
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:35 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 09, 01:08 ص]ـ
وكتاب التوحيد يستحق أن تُفنى فيه الأعمار
لا فُض فوك أخي على هذه الكلمة التي وقعت في محلّها.
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[22 - 08 - 09, 05:25 ص]ـ
ما شاء الله عمل جيد و فقنا الله و إياك و نفع بنا و بك.
ـ[لبنى]ــــــــ[22 - 08 - 09, 03:18 م]ـ
أرجوا إكمال هذا العمل
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احمد رمضان]ــــــــ[23 - 08 - 09, 03:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:35 ص]ـ
أشكركم جميعا إخوتي وسأكمل قريباً جداً بإذن الله تعالى,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:35 ص]ـ
س27/ ما معنى الإيمان هنا: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"؟
ج/ قال ابن جرير: حدثنى المثنى - وساق بسنده - عن الربيع ابن أنس قال: الإيمان الإخلاص لله وحده).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:39 ص]ـ
س28/ وما معنى الظلم هنا؟
ج/ ساقه البخارى بسنده فقال "حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنى إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" قلنا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون، لم يلبسوا إيمانهم بظلم، بشرك. أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " ".
وعن عمر أنه فسره بالذنب. فيكون المعنى: الأمن من كل عذاب. وقال الحسن والكلبي: أولئك لهم الأمن، فى الآخرة، وهم مهتدون فى الدنيا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:45 ص]ـ
فائدة من الشارح: وقال ابن القيم رحمه الله: قوله: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" قال الصحابة: وأينا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم؟ قال: ذلك الشرك. ألم تسمعوا قول العبد الصالح "إن الشرك لظلم عظيم" لما أشكل عليهم المراد بالظلم فظنوا أن ظلم النفس داخل فيه.
وأن من ظلم نفسه أى ظلم كان لم يكن آمناً ولا مهتدياً. أجابهم صلوات الله وسلامه عليه بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق هو الشرك. وهذا والله هو الجواب، الذى يشفي العليل ويروي الغليل. فإن الظلم المطلق التام هو الشرك. الذى هو وضع العبادة فى غير موضعها. والأمن والهدى المطلق: هما الأمن فى الدنيا والآخرة, والهدى إلى الصراط المستقيم, فالظلم المطلق التام رافع للأمن والاهتداء المطلق التام, ولا يمنع أن يكون الظلم مانعاً من مطلق الأمن ومطلق الهدى, فتأمله, فالمطلق للمطلق، والحصة للحصة ا هـ ملخصاً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:51 ص]ـ
س29/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (من شهد أن لا إله إلا الله) في حديث عبادة؟
ج/ أى من تكلم بها عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها، باطناً وظاهراً، فلابد فى الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها، كما قال الله تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" وقوله: "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه: من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح - فغير نافع بالإجماع. قال القرطبى فى المفهم على صحيح مسلم: باب لا يكفى مجرد التلفظ بالشهادتين بل لابد من استيقان القلب - هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كاف فى الإيمان. وأحاديث هذا الباب تدل على فساده , بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها , ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح , وهو باطل قطعاً ا هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:19 م]ـ
س30/ ماذا تقتضي شهادة أن محمداً رسول الله؟
ج/ تقتضى الإيمان به وتصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وأن يعظم أمره ونهيه، ولا يقدم عليه قول أحد كائناً من كان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/391)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:20 م]ـ
س31/ ما معنى أن شهادة أن عيسى عبد الله ورسوله؟
ج/ أى خلافاً لما يعتقده النصارى أنه الله أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً' "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله" فلا بد أن يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله على علم ويقين بأنه مملوك لله، خلقه من أنثى بلا ذكر، كما قال تعالى:"إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" فليس رباً ولا إلهاً, سبحان الله عما يشركون. قال تعالى: " فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا * ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " وقال:"لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً " ويشهد المؤمن أيضاً ببطلان قول أعدائه اليهود: أنه ولد بغى، لعنهم الله تعالى, فلا يصح إسلام أحد علم ما كانوا يقولونه حتى يبرأ من قول الطائفتين جميعاً في عيسى عليه السلام، ويعتقد ما قاله الله تعالى فيه: أنه عبد الله ورسوله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:21 م]ـ
س32/ لماذا سمي عيسى عليه السلام كلمة الله؟
ج/ لوجوده بقوله تعالى: (كن) كما قاله السلف من المفسرين, قال الإمام أحمد فى الرد على الجهمية: بالكلمة التى ألقاها إلى مريم حين قال له كن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن, ولكن بكن كان, فكن من الله تعالى قول، وليس كن مخلوقاً، وكذب النصارى والجهمية على الله فى أمر عيسى. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:21 م]ـ
س33/ ما معنى:"وروح منه"؟
ج/ قال أبى بن كعب: عيسى روح من الأرواح التى خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله:"ألست بربكم قالوا بلى" بعثه الله إلى مريم فدخل فيها رواه عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد فى زوائد المسند وابن جرير وابن أبى حاتم وغيرهم. قال الحافظ: ووصفه بأنه منه، فالمعنى أنه كائن منه، كما فى قوله تعالى:" وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه " فالمعنى أنه كائن منه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:22 م]ـ
قاعدة مفيدة:
قال شيخ الإسلام: المضاف إلى الله تعالى إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائمة به، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب, وإذا كان المضاف عيناً قائمة بنفسها كعيسى وجبريل عليهما السلام وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره.
لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين:
أحدهما: أن تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها، فهذا شامل لجميع المخلوقات، كقولهم: سماء الله، وأرض الله, فجميع المخلوقين عبيد الله، وجميع المال مال الله.
الوجه الثانى: أن يضاف إليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه، كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون فى غيره, وكما يقال فى مال الخمس والفىء: هو مال الله ورسوله, ومن هذا الوجه: فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره. فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه، وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه. ا. هـ ملخصاً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:23 م]ـ
س34/ ما معنى: (أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)؟
ج/ هذه الجملة جواب الشرط وفى رواية: أدخله الله من أى أبواب الجنة الثمانية شاء. قال الحافظ: معنى قوله: على ما كان من العمل أى من صلاح أو فساد، لأن أهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة، ويحتمل أن يكون معنى قوله: على ما كان من العمل أن يدخله الجنه على حسب أعمال كل منهم فى الدرجات.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:23 م]ـ
س35/ ما معنى حديث عتبان وما في معناه؟
ج/ قال شيخ الإسلام وغيره: فى هذا الحديث ونحوه أنها فيمن قالها ومات عليها، كما جاءت مقيدة بقوله: خالصاً من قلبه غير شاك فيها بصدق ويقين, فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله تعالى جملة، فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة، لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحاً، فإذا مات على تلك الحال نال ذلك فإنه قد تواترت الأحاديث بأنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيرة، وما يزن خردلة، وما يزن ذرة, وتواترت بأن كثيراً ممن يقول لا إله إلا الله يدخل النار ثم يخرج منها، وتواترت بأن الله حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم، فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون لله، وتواترت بأنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، ومن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال، وأكثر من يقولها لا يعرف الإخلاص، وأكثر من يقولها إنما يقولها تقليداً أو عادة، ولم تخالط حلاوة الإيمان بشاشة قلبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/392)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:28 م]ـ
س36/ اذكر بعض فوائد حديث أنس رضي الله عنه عند الترمذي؟
ج/ كثرة ثواب التوحيد، وسعة كرم الله وجوده ورحمته والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب، وعلى المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين، وهي الفسوق، ويقولون ليس بمؤمن ولا كافر، ويخلد في النار. والصواب قول أهل السنة: أنه لا يسلب عنه اسم الإيمان، ولا يعطاه على الإطلاق، بل يقال هو مؤمن عاص، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته. وعلى هذا يدل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:30 م]ـ
فائدة جليلة النفع/
قوله صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله» وهذا من أعظم ما يبين معنى " لا إله إلا الله " فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه.
فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها، وياله من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:42 م]ـ
س37/ ما معنى قوله تعالى: (أن إبراهيم كان أمة ..... ) الآية؟
ج/ وصف إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات التي هي الغاية فى تحقيق التوحيد:
الأولى: أنه كان أمة، أي قدوة وإماماً معلماً للخير. وما ذاك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين الذين تنال بهما الإمامة فى الدين.
الثانية: قوله قانتاً, قال شيخ الإسلام: القنوت دوام الطاعة، والمصلي إذا أطال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت. قال تعالى:"أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه" ا هـ. ملخصاً.
الثالثة: أنه كان حنيفاً (قلت) قال العلامة ابن القيم الحنيف المقبل على الله، المعرض عن كل ما سواه ا. هـ.
الرابعة: أنه كان من المشركين، أي لصحة إخلاصه وكمال صدقه، وبعده عن الشرك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:44 م]ـ
فائدة:
قال المصنف رحمه الله في هذه الآية: "إن إبراهيم كان أمة": لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين, (قانتاً لله): لا للملوك ولا للتجار المترفين, (حنيفاً): لا يميل يميناً ولا شمالاً كفعل العلماء المفتونين, (ولم يك من المشركين): خلافا لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين. أ هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:46 م]ـ
فائدة:
روى ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله: "إن إبراهيم كان أمة" على الإسلام, ولم يك فى زمانه أحد على الإسلام غيره".
قلت: ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم: من أنه كان إماماً يقتدى به فى الخير.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:50 م]ـ
باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب
فائدة:
البارحة هى أقرب ليله مضت. قال أبو العباس ثعلب: يقال قبل الزوال: رأيت الليلة، وبعد الزوال: رأيت البارحة، وكذا قال غيره، وهى مشتقة من برح إذا زال.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:54 م]ـ
س38/ ما معنى حديث: "لا رقية إلا من عين أو حمة"؟
ج/ العين هى إصابة العائن غيره بعينه, والحمة - بضم المهملة وتخفيف الميم - سم العقرب وشبهها, قال الخطابى: ومعنى الحديث: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين والحمة. وقد رقى النبى صلى الله عليه وسلم ورقي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:56 م]ـ
س39/ ما معنى: (قد أحسن من انتهى إلى ما سمع)؟
ج/ أى من أخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن بخلاف من يعمل بجهل، أو لا يعمل بما يعلم فإنه مسىء آثم. وفيه فضيلة علم السلف وحسن أدبهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:58 م]ـ
س40/ قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: (عرضت علي الأمم) , متى كان ذلك؟
ج/ فى الترمذي والنسائي من رواية عبثر بن القاسم عن حصين بن عبد الرحمن أن ذلك كان ليلة الإسراء, قال الحافظ: فإن كان ذلك محفوظاً كان فيه قوة لمن ذهب إلى تعدد الإسراء, وأنه وقع بالمدينة أيضاً (قلت): وفي هذا نظر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:59 م]ـ
فائدة:
قوله: (فرأيت النبي ومعه الرهط) والذي فى صحيح مسلم الرهيط بالتصغير لا غير، وهم الجماعة دون العشرة، قاله النووي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 08:02 م]ـ
س41/ ما سبب اختصاص هؤلاء السبعون ألفاً بهذا الفضل؟
ج/ لتحقيقهم التوحيد، وفى رواية ابن فضيل ويدخل الجنة من هؤلاء من أمتك سبعون ألفاً و"فى حديث أبي هريرة فى الصحيحين أنهم تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر " وروى الإمام أحمد والبيهقي فى "حديث أبى هريرة: "فاستزدت ربى فزادنى مع كل ألف سبعين ألفاً" قال الحافظ: وسنده جيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/393)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 10 - 09, 08:05 م]ـ
س42/ جاء في رواية مسلم: "ولا يرقون" بدل "ولا يسترقون", ماصحة هذه الرواية؟
ج/ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبى صلى الله عليه وسلم و لا يرقون وقد "قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل على الرقى: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه". و"قال: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً" قال: وأيضاً فقد "رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم" و "رقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه" قال والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقى سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقى محسن. قال: وإنما المراد وصف السبعين ألفاً بتمام التوكل، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم. وكذا قال ابن القيم.
ـ[الفصيح]ــــــــ[12 - 10 - 09, 04:46 م]ـ
شيخنا بارك الله فيكم لو جمعتها في ملف ورد كلها ليسهل الإنتفاع بها , لكان خير
ـ[إبراهيم العتيق]ــــــــ[13 - 10 - 09, 07:45 ص]ـ
جزيت الجنة
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
شيخنا بارك الله فيكم لو جمعتها في ملف ورد كلها ليسهل الإنتفاع بها , لكان خير
بارك الله فيك شيخنا الفصيح وسأجمعها بإذن الله كاملة عند الإنتهاء من الكتاب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:47 م]ـ
جزيت الجنة
وإياك أخي إبرهيم,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:00 م]ـ
س 43/ ما معنى قوله: (ولا يكتوون)؟
ج/ أي لا يسألون غيرهم أن يكويهم كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاماً للقضاء، وتلذذاً بالبلاء.
قلت: والظاهر أن قوله لا يكتوون أعم من أن يسألوا ذلك أو يفعل ذلك باختيارهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:02 م]ـ
س44/ ما حكم الكي؟
ج/ جائز، كما فى الصحيح "عن جابر بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبى بن كعب طبيباً فقطع له عرقاً وكواه".
وفى صحيح البخارى "عن أنس أنه كوى من ذات الجنب والنبى صلى الله عليه وسلم حى" وروى الترمذى وغيره "عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة".
وفي صحيح البخارى "عن ابن عباس مرفوعاً الشفاء فى ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتى عن الكى وفى لفظ:وما أحب أن أكتوى".
قال ابن القيم رحمه الله: قد تضمنت أحاديث الكى أربعة أنواع (أحدها) فعله. (والثانى) عدم محبته. (والثالث) الثناء على من تركه. (والرابع) النهي عنه. ولا تعارض بينها بحمد الله، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
س45/ ما معنى قوله: (ولا يتطيرون)؟
ج/ أي لا يتشاءمون بالطيور ونحوها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:07 م]ـ
فائدة:
واعلم أن الحديث لا يدل على أنهم لا يباشرون الأسباب أصلاً، فإن مباشرة الأسباب فى الجملة أمر فطري ضروري، لا انفكاك لأحد عنه، بل نفس التوكل: مباشرة لأعظم الأسباب كما قال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" أي كافيه وإنما المراد أنهم يتركون الأمور المكروهة مع حاجتهم إليها، توكلاً على الله تعالى، كالاكتواء والاسترقاء، فتركهم له لكونه سبباً مكروهاً، لا سيما والمريض يتشبث -فيما يظنه سبباً لشفائه - بخيط العنكبوت.
وأما مباشرة الأسباب والتداوي على وجه لا كراهة فيه، فغير قادح فى التوكل، فلا يكون تركه مشروعاً، لما فى الصحيحين "عن أبي هريرة مرفوعاً ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله". "وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب، فقالوا يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم. يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء، غير داء واحد. قالوا: وما هو؟ قال: الهرم" رواه أحمد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:09 م]ـ
س46/ ما حكم التداوي؟
ج/ اختلف العلماء فى التداوى هل هو مباح، وتركه أفضل، أو مستحب أو واجب؟ فالمشهور عند أحمد: الأول لهذا الحديث وما في معناه، والمشهور عند الشافعية الثاني، حتى ذكر النووى فى شرح مسلم: أنه مذهبهم ومذهب جمهور السلف وعامة الخلف، واختاره الوزير أبو الظفر. قال: ومذهب أبي حنيفة أنه مؤكد حتى يدانى به الوجوب. قال: ومذهب مالك أنه يستوي فعله وتركه فإنه قال: لا بأس بالتداوي ولا بأس بتركه.
وقان شيخ الاسلام: ليس بواجب عند جماهير الأئمة وإنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:10 م]ـ
س47/ ما سبب قوله صلى الله عليه وسلم: (فقال سبقك بها عكاشة)؟
ج/ قال القرطبي: لم يكن عند الثانى من الأحوال ما كان عند عكاشة، فلذلك لم يجبه، إذ لو أجابه لجاز أن يقلب ذلك كل من كان حاضراً فيتسلسل الأمر، فسد الباب بقوله ذلك ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/394)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:23 م]ـ
باب الخوف من الشرك
س48/ على من رد قول الله عز وجل: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"؟
ج/ على الخوارج المكفرين بالذنوب, وعلى المعتزلة القائلين بأن أصحاب الكبائر يخلدون فى النار، وليسوا عندهم بمؤمنين ولا كفار.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:25 م]ـ
س49/ ما الفرق بين الصنم والوثن؟
ج/ الصنم ما كان منحوتاً على صورة، والوثن ما كان موضوعاً على غير ذلك. ذكره الطبري عن مجاهد.
قلت: وقد يسمى الصنم وثناً كما قال الخليل عليه السلام: " إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا " الآية ويقال: إن الوثن أعم، وهو قوي، فالأصنام أوثان، كما أن القبور أوثان.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:26 م]ـ
س50/ ما معنى قوله تعالى: "واجنبني وبني أن نعبد الأصنام"؟
ج/ أي اجعلني وبني فى جانب عن عبادة الأصنام، وباعد بيننا وبينها. وقد استجاب الله تعالى دعاءه، وجعل بنيه أنبياء، وجنبهم عبادة الأصنام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:28 م]ـ
فائدة:
قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ رواه إبن جرير وابن أبي حاتم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:35 م]ـ
س51/ اذكر تخريج حديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء"؟
ج/ أورد المصنف هذا الحديث مختصراً غير معزو, وقد رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي، وهذا لفظ أحمد: حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد - يعنى ابن الهاد - عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء. يقول الله تعالى يوم القيامة، إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءوا فى الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ".
قال المنذري: ومحمود بن لبيد رأى النبى صلى الله عليه وسلم ولم يصح له منه سماع فيما أرى. وذكر ابن أبى حاتم أن البخارى قال: له صحبة، ورجحه ابن عبد البر والحافظ. وقد رواه الطبرانى بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج. مات محمود سنة ست وتسعين. وقيل سنة سبع وتسعين وله تسع وتسعون سنة.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 03:11 م]ـ
جزيت الجنة اخي المبارك
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 09, 07:07 م]ـ
جزيت الجنة اخي المبارك
وإياك أخي سلمان,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 09, 07:10 م]ـ
س52/ ما أقسام اتخاذ الند؟
ج/ على قسمين:
الأول: أن يجعله لله شريكاً فى أنواع العبادة أو بعضها كما تقدم، وهو شرك أكبر.
والثانى: ما كان من نوع الشرك الأصغر, كقول الرجل: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت. وكيسير الرياء، فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: "ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتنى لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده" رواه أحمد وابن أبي شيبة والبخارى في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجه.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:29 ص]ـ
لو وضعت التلخيص فى ملف واحد
لكان ذلك مفيد أكثر (والله اعلم)
فقد يطول العهد ويفقد بعض إخوانك المتابعة
والله الموفق وبارك الله فيك
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياك أخي المبارك,,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:39 م]ـ
لو وضعت التلخيص فى ملف واحد
لكان ذلك مفيد أكثر (والله اعلم)
فقد يطول العهد ويفقد بعض إخوانك المتابعة
والله الموفق وبارك الله فيك
جزيت خيراً أخي على اقتراحك, لكن التلخيص ليس بكامل وأنا أضعه هنا شيئاً فشيئاً,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:41 م]ـ
فائدة:
فإذا كان الشرك الأصغر مخوفاً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال علمهم وقوة إيمانهم، فكيف لا يخافه وما فوقه من هو دونهم فى العلم والإيمان بمراتب؟ خصوصاً إذا عرف أن أكثر علماء الأمصار اليوم لا يعرفون من التوحيد إلا ما أقر به المشركون، وما عرفوا معنى الإلهية التى نفتها كلمة الإخلاص عن كل ما سوى الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:44 م]ـ
فائدة:
وقال النووي: أما دخول المشرك النار فهو على عمومه، فيدخلها ويخلد فيها، ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني، وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة، ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عناداً وغيره، ولا بين من خالف ملة الإسلام وبين من انتسب إليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك. وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به. لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصراً عليها دخل الجنة أولا، وإن كان صاحب كبيرة مات مصراً عليها فهو تحت المشيئة. فإن عفا الله عنه دخل الجنة أولاً، وإلا عذب فى النار ثم أخرج من النار وأدخل الجنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/395)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:47 م]ـ
باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله
س53/ ما مناسبة الباب لما قبله؟
ج/ لما ذكر المصنف رحمه الله التوحيد وفضله، وما يوجب الخوف من ضده، نبه بهذه الترجمة على أنه لا ينبغى لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه، بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. كما هو سبيل المرسلين وأتباعهم كما قال الحسن البصري لما تلا قوله تعالى: " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله فى دعوته. ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً فى إجابته: إنني من المسلمين. هذا خليفة الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
فائدة:
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فى معنى قوله تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " الآية. ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو، فإنه إما أن يكون طالباً للحق محباً له , مؤثراً له على غيره إذا عرفه , فهذا يدعى بالحكمة , ولا يحتاج إلى موعظة وجدال , وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق , لكن لو عرفه آثره واتبعه , فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب , وإما أن يكون معانداً معارضاً، فهذا يجادل بالتي هى أحسن , فإن رجع وإلا انتقل معه إلى الجلاد إن أمكن. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:53 م]ـ
س54/ متى كان بعث معاذ إلى اليمن؟
ج/ قال الحافظ: كان بعث معاذ إلى اليمن سنة عشر , قبل حج النبى صلى الله عليه وسلم كما ذكره المصنف - يعنى البخارى فى أواخر المغازي - وقيل: كان ذلك فى آخر سنة تسع عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من تبوك. رواه الواقدي بإسناد إلى كعب بن مالك. وأخرجه ابن سعد في الطبقات عنه واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه ثم توجه إلى الشام فمات بها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:55 م]ـ
س55/ من القوم الذين بُعث إليهم معاذ رضي الله عنه في اليمن؟
ج/ قال القرطبي: يعني اليهود والنصارى، لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب، وإنما نبه على ذلك ليتهيأ لمناظرتهم.
وقال الحافظ: هو كالتوطئة للوصية لجمع همته عليها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:50 ص]ـ
س56/ ما شروط لا إله إلا الله؟
ج/ لا بد فى شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها، أحدها: العلم المنافي للجهل. الثانى: اليقين المنافي للشك. الثالث: القبول المنافي للرد. الرابع: الانقياد المنافي للترك. الخامس: الإخلاص المنافي للشرك. السادس: الصدق المنافي للكذب. السابع: المحبة المنافية لضدها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:00 ص]ـ
س57/ ما معنى كرائم؟
ج/ جمع كريمة, قال صاحب المطالع: "هي الجامعة للكمال الممكن في حقها، من غزارة لبن، وجمال صورة، وكثرة لحم وصوف ". ذكره النووي. (قلت) وهي خيار المال وأنفسه وأكثره ثمناً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:06 ص]ـ
س58/ لماذ لم يذكر في الحديث الصوم والحج؟
ج/ أشكل ذلك على كثير من العلماء, قال شيخ الإسلام: أجاب بعض الناس: أن بعض الرواة اختصر الحديث وليس كذلك , فإن هذا طعن فى الرواة , لأن ذلك إنما يقع فى الحديث الواحد، مثل حديث وفد عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره، فأما الحديثان المنفصلان فليس الأمر فيها كذلك، ولكن عن هذا جوابان:
أحدهما: أن ذلك بحسب نزول الفرائض، وأول ما فرض الله الشهادتين ثم الصلاة , فإنه أمر بالصلاة فى أول أوقات الوحي، ولهذا لم يذكر وجوب الحج، كعامة الأحاديث، إنما جاء فى الأحاديث المتأخرة.
الجواب الثانى: أنه كان يذكر فى كل مقام ما يناسبه , فيذكر تارة الفرائض التى يقاتل عليها: كالصلاة والزكاة , ويذكر تارة الصلاة والصيام لمن لم يكن عليه زكاة، ويذكر تارة الصلاة والزكاة والصوم , فإما أن يكون قبل فرض الحج، وإما أن يكون المخاطب بذلك لا حج عليه، وأما الصلاة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ولهذا ذكر الله تعالى فى كتابه القتال عليهما، لأنهما عبادتان ظاهرتان، بخلاف الصوم بأنه أمر باطن من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة، ونحو ذلك مما يؤتمن عليه العبد فإن الإنسان يمكنه أن لا ينوي الصوم وأن يأكل سراً، كما يمكنه أن يكتم حدثه وجنابته، وهو يذاكر فى الأعمال الظاهرة التى يقاتل الناس عليها ويصيرون مسلمين بفعلها , فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصوم، وإن كان واجباً كما في آيتي براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس , وكذلك لما بعث معاذاً إلى اليمن لم يذكر فى حديث الصوم، لأنه تبع وهو باطن، ولا ذكر الحج لأن وجوبه خاص ليس بعام، و لا يجب فى العمر إلا مرة. انتهى بمعناه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/396)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:10 ص]ـ
س59/ هل الراية نفس اللواء أم بينهما فرق؟
ج/ قال الحافظ: فى رواية بريدة: "إنى دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله" وقد صرح جماعة من أهل اللغة بترادفها، ولكن روى أحمد والترمذي من حديث ابن عباس "كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض" ومثله عند الطبرانى عن بريدة. وعند ابن عدي عن أبى هريرة وزاد مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:12 ص]ـ
فائدة:
قوله: (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) فيه فضيلة عظيمة لعلي رضى الله عنه.
قال شيخ الإسلام: ليس هذا الوصف مختصاً بعلي ولا بالأئمة، فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي، يحب الله ورسوله، لكن هذا الحديث من أحسن ما يحتج به على النواصب الذين لا يتولونه، أو يكفرونه أو يفسقونه، كالخوارج. لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم، فإن الخوارج تقول في علي مثل ذلك، ولكن هذا باطل، فإن الله تعالى ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم الله أنه يموت كافراً.
وفيه إثبات صفة المحبة خلافاً للجهمية ومن أخذ عنهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:15 ص]ـ
س60/ ماهي شكوى علي رضي الله عنه في قوله: (فقيل هو يشتكي عينيه)؟
ج/ أي من الرمد، كما فى صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص فقال: ادعوا لي علياً فأتي به أرمد الحديث، وفى نسخة صحيحة بخط المصنف: فقيل هو يشتكي عينيه، فأرسل إليه مبني للفاعل، وهو ضمير مستتر في الفعل راجع إلى النبى صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون مبنياً لما لم يسم فاعله. ولمسلم من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: فأرسلنى إلى علي فجئت به أقوده أرمد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 10 - 09, 11:16 ص]ـ
س61/ ما معنى: "على رسلك"؟
ج/ أي على رفقك من غير عجلة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:34 ص]ـ
باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
س62/ تقدم في أول الكتاب من الآيات ما يبين معنى لا إله الا الله وما تضمنته من التوحيد كقوله تعالى: "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " وسابقها ولاحقها، وكذلك ما ذكره في الأبواب بعدها، فما فائدة هذه الترجمة؟
ج/ هذه الآيات المذكورات في هذا الباب فيها مزيد بيان بخصوصها لمعنى كلمة الإخلاص وما دلت عليه: من توحيد العبادة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:36 ص]ـ
فائدة:
وقوله تعالى: " وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه " أي لا إله إلا الله.
فتدبر كيف عبر الخليل عليه السلام عن هذه الكلمة العظيمة بمعناها الذي دلت عليه. ووضعت له من البراءة من كل ما يعبد من دون الله من المعبودات الموجودة في الخارج: كالكواكب والهياكل والأصنام التى صورها قوم نوح على صور الصالحين: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وغيرها من الأوثان والأنداد التى كان يعبدها المشركون بأعيانها. ولم يستثن من جميع المعبودات إلا الذي فطره، وهو الله وحده لا شريك له، فهذا هو الذي دلت عليه كلمة الإخلاص.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:43 ص]ـ
س63/ ما معنى قوله تعالى: "وجعلها كلمة باقية في عقبه"؟
ج/ قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم فى قوله: " وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون " يعنى لا إله إلا لله لا يزال في ذريته من يقولها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:47 ص]ـ
س64/ ما معنى قوله تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله". . . الآية)؟
ج/ الأحبار: هم العلماء, والرهبان: هم العباد. وهذه الآية قد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم، وذلك أنه لما جاء مسلماً دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه هذه الآية. قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم. فقال: "بلى: إنهم حرموا عليهم الحلال وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم" رواه أحمد والترمذي وحسنه، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني من طرق.
قال السدي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم. ولهذا قال تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" فإن الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:50 ص]ـ
س65/ ما حكم طاعة الأحبار والرهبان في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله؟
ج/ قال شيخ الإسلام في معنى قوله "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله" وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين: أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على هذا التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، اتباعاً لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل. فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً، وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم. فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف للدين، واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله، مشركاً مثل هؤلاء.
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، كما قد ثبت "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/397)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:05 م]ـ
س67/ بم علق النبي صلى الله عليه العصمة في قوله: (من قال لا إله إلا الله وكفر يما يعبد من دون الله)؟
ج/ علق عصمة المال والدم فى هذا الحديث بأمرين:
الأول: قول لا إله إلا الله عن علم ويقين، كما هو قيد فى قولها فى غير ما حديث كما تقدم.
والثانى: الكفر بما يعبد من دون الله، فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى، بل لابد من قولها والعمل بها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:39 م]ـ
فائدة:
وقال شيخ الإسلام، لما سئل عن قتال التتار فقال: كل طائفة ممتنعة عن التزام شرائع الإسلام الظاهرة من هؤلاء القوم أو غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه. كما قاتل أبو بكر والصحابة رضى الله عنهم مانعى الزكاة , وعلى هذا اتفق الفقهاء بعدهم.
وقال: فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات أو الصيام، أو الحج أو عن التزام تحريم الدماء، أو الأموال أو الخمر، أو الميسر أو نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار, أو غير ذلك من التزام واجبات الدين ومحرماته التى لا عذر لأحد فى جحودها أو تركها، التى يكفر الواحد بجحودها, فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها، وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء.
وقال: وهؤلاء عند المحققين ليسوا بمنزلة البغاة، بل هم خارجون عن الإسلام. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:42 م]ـ
س68/ ما معنى قوله: (وحسابه على الله)؟
ج/ أي الله تبارك وتعالى هو الذى يتولى حساب الذي يشهد بلسانه بهذه الشهادة، فإن كان صادقاً جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذبه العذاب الأليم , وأما فى الدنيا فالحكم على الظاهر، فمن أتى بالتوحيد ولم يأت بما ينافيه ظاهراً والتزم شرائع الإسلام وجب الكف عنه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما، لرفع البلاء أو دفعه
س69/ ما الفرق بين رفع البلاء ودفعه؟
رفعه: إزالته بعد نزوله , ودفعه: منعه قبل نزوله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
س70/ ما صحة حديث عمران في تعليق الحلقة؟
ج/ قال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد حدثنا المبارك عن "الحسن قال: أخبرنى عمران بن حصين أن النبى صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل حلقة - قال أراها من صفر - فقال: ويحك ما هذه؟ قال: من الواهنة. قال: أما إنها لا تزيدك إلا وهناً. انبذها عنك فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً " رواه ابن حبان في صحيحه فقال: فإنك لو مت وكلت إليها والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي، وقال الحاكم: أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران، وقوله في الإسناد: أخبرني عمران يدل على ذلك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:57 م]ـ
س71/ من هو الرجل المبهم في حديث عمران؟
ج/ قوله (رأى رجلاً) في رواية الحاكم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة صفر، فقال: ما هذه الحديث فالمبهم في رواية أحمد هو عمران راوي الحديث.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:59 م]ـ
س72/ ما فائدة الإستفهام في قوله (ما هذه)؟
ج/ يحتمل أن الاستفهام للاستفسار عن سبب لبسها، ويحتمل أن يكون للإنكار وهو أشهر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:01 م]ـ
س73/ ما معنى الواهنة؟ ولماذا نهي عنها؟
ج/ قال أبو السعادات: الواهنة عرق يأخذ في المنكب واليد كلها، فيرقى منها، وقيل هو مرض يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء وإنما نهى عنها لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الألم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:05 م]ـ
س74/ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة)؟
ج/ أي علقها متعلقاً بها قلبه فى طلب خير أو دفع شر، قال المنذري: خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات، وهذا جهل وضلالة، إذ لا مانع ولا دافع غير الله تعالى.
وقال أبو السعادات: التمائم جمع تميمة وهى خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين، فى زعمهم، فأبطلها الإسلام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:05 م]ـ
س75/ ما معنى قوله: (فلا أتم الله له)؟
ج/ دعاء عليه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:10 م]ـ
س76/ ما معنى قوله: (ومن تعلق ودعة)؟
ج/ بفتح الواو وسكون المهملة , قال فى مسند الفردوس: شئ يخرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:11 م]ـ
س77/ ما معنى قوله: (فلا ودع الله له)؟
ج/ بتخفيف الدال، أي لا جعله في دعة وسكون، قال أبو السعادات وهذا دعاء عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/398)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:12 م]ـ
س78/ لماذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم على أن من تعلق تميمة فقد أشرك؟
ج/ قال أبو السعادات: إنما جعلها شركاً لأنهم أرادوا دفع المقادير المكتوبة عليهم، وطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:14 م]ـ
س79/ مامعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (خيط من الحمى)؟
ج/ أي عن الحمى , وكان الجهال يعلقون التمائم والخيوط ونحوها لدفع الحمى وروى وكيع عن حذيفة: أنه دخل على مريض يعوده فلمس عضده، فإذا فيه خيط، فقال: ما هذا؟ قال: شئ رقى لي فيه، فقطعه وقال: لو مت وهو عليك ما صليت عليك وفيه إنكار مثل هذا، وإن كان يعتقد أنه سبب، فالأسباب لا يجوز منها إلا ما أباحه الله تعالى ورسوله مع عدم الاعتماد عليها , وأما التمائم والخيوط والحروز والطلاسم ونحو ذلك مما يعلقه الجهال فهو شرك يجب إنكاره وازالته بالقول والفعل، وإن لم يأذن فيه صاحبه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:17 م]ـ
س80/ ما الدليل على جواز الإستدلال بآية نزلت في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر؟
ج/ قوله: (وتلا قوله: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" استدل حذيفة رضي الله عنه بالآية على أن هذا شرك , ففيه صحة الاستدلال على الشرك الأصغر بما أنزله الله فى الشرك الأكبر، لشمول الآية ودخوله فى مسمى الشرك، وتقدم معنى هذه الآية عن ابن عباس وغيره فى كلام شيخ الإسلام وغيره , والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:19 م]ـ
باب ما جاء في الرقى والتمائم
س81/ ما اسم الصحابي أبي بشير؟
ج/ قيل اسمه قيس بن عبيد قاله ابن سعد. وقال ابن عبد البر: لا يوقف له على اسم صحيح، هو صحابى شهد الخندق ومات بعد الستين. ويقال: إنه جاوز المائة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:21 م]ـ
س82/ من هو الرسول في قوله: (فأرسل رسولاً)؟
ج/ هو زيد بن حارثة. روى ذلك الحارث بن أبى أسامة فى مسنده قاله الحافظ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:23 م]ـ
س83/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من وتر) في وصف القلادة؟
ج/ أحد أوتار القوس , وكان أهل الجاهلية إذا اخلولق الوتر أبدلوه بغيره وقلدوا به الدواب إعتقاداً منهم أنه يدفع عن الدابة العين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:25 م]ـ
س84/ ما معنى قوله: (أو قلادة إلا قطعت)؟
ج/ معناه: أن الراوى شك هل قال شيخه: قلادة من وتر أو قال: قلادة وأطلق ولم يقيده؟ ويؤيد الأول ما روى عن مالك أنه سئل عن القلادة؟ فقال: ما سمعت بكراهتها إلا فى الوتر. ولأبى داود ولا قلادة بغير شك.
قال البغوى فى شرح السنة: تأول مالك أمره عليه الصلاة والسلام بقطع القلائد على أنه من أجل العين وذلك أنهم كانوا يشدون الأوتار والتمائم ويعلقون عليها العوذ، يظنون أنها تعصمهم من الآفات , فنهاهم النبى صلى الله عليه وسلم عنها وأعلمهم أنها لا ترد من أمر الله شيئاً.
قال أبو عبيد: كانوا يقلدون الإبل الأوتار، لئلا تصيبها العين، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإزالتها إعلاماً لهم بأن الأوتار لا ترد شيئاً , وكذا قال ابن الجوزي وغيره.
قال الحافظ: ويؤيده حديث عقبة بن عامر، رفعه من تعلق تميمة فلا أتم الله له رواه أبو داود. وهى ما علق من القلائد خشية العين ونحو ذلك. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:28 م]ـ
فائدة:
حديث ابن مسعود: الرقي والتمائم والتولة شرك:
قال المصنف: " (وعن ابن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك رواه أحمد وأبو داود) ".
وفيه قصة، ولفظ أبى داود: عن "زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: إن عبد الله رأى في عنقي خيطاً فقال: ما هذا؟ قلت: خيط رقي لي فيه. قالت: فأخذه ثم قطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. فقلت: لقد كانت عيني تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي، فإذا رقى في سكنت. فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا كف عنها. إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أذهب البأس، رب البأس، واشف أنت الشافى، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً" ورواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال: صحيح، وأقره الذهبى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:30 م]ـ
فائدة:
قال السيوطى: قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاث شروط: أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربى: ما يعرف معناه، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/399)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:43 ص]ـ
س85/ ما هي التمائم؟
ج/ قال المصنف: (شئ يعلق على الأولاد من العين) وقال الخلخالى: التمائم جمع تميمة وهى ما يعلق بأعناق الصبيان من خرزات وعظام لدفع العين، وهذا منهى عنه. لأنه لا دافع إلا الله، ولا يطلب دفع المؤذيات الا بالله وبأسمائه وصفاته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:48 ص]ـ
س86/ ما حكم التمائم التي من القرآن؟
ج/ اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم اختلفوا فى جواز تعليق التمائم التى من القرآن وأسماء الله وصفاته، فقالت طائفة يجوز ذلك، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وهو ظاهر ما روي عن عائشة. وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد فى رواية , وحملوا الحديث على التمائم التى فيها شرك.
وقالت طائفة لا يجوز ذلك , وبه قال ابن مسعود وابن عباس , وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم، وبه قال جماعة من التابعين، منهم أصحاب ابن مسعود وأحمد فى رواية اختارها كثير من أصحابه، وجزم بها المتأخرون، واحتجوا بهذا الحديث وما فى معناه.
قلت: هذا هو الصحيح لوجوه ثلاثة تظهر للمتأمل:
الأول: عموم النهى ولا مخصص للعموم.
الثانى: سد الذريعة، فإنه يفضى إلى تعليق ما ليس كذلك.
الثالث: أنه إذا علق فلابد أن يمتهنه المتعلق بحمله معه فى حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:53 ص]ـ
س87/ ما هي التولة؟
ج/ قال المصنف: (هى شئ يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته) , وبهذا فسرها ابن مسعود راوي الحديث كما فى صحيح ابن حبان والحاكم قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذه الرقى والتمائم قد عرفناها فما التولة؟ قال: شئ نصنعه للنساء يتحببن به إلى أزواجهن.
قال الحافظ: التولة: بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففاً - شيئاً كانت المرأة تجلب به محبة زوجها، وهو ضرب من السحر، والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:56 ص]ـ
س88/ ترجم للراوي عبد الله بن عكيم؟
ج/ عبد الله بن عكيم هو بضم المهملة مصغراً، ويكنى أبا معبد، الجهني الكوفي. قال البخاري: أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع صحيح وكذا قال أبو حاتم. قال الخطيب سكن الكوفة وقدم المدائن في حياة حذيفة وكان ثقة، وذكر ابن سعد من غيره أنه مات في ولاية الحجاج.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 11:01 ص]ـ
فائدة:
قوله: (فأخبر الناس) دليل على وجوب إخبار الناس، وليس هذا مختصاً برويفع، بل كل من كان عنده علم ليس عند غيره مما يحتاج إليه الناس وجب إعلامهم به، فإن إشترك هو وغيره في علم ذلك فالتبليغ فرض كفاية. قاله أبو زرعة في شرح سنن أبي داود.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 11:02 ص]ـ
فائدة:
قوله: (لعل الحياة ستطول بك) فيه علم من أعلام النبوة، فإن رويفعاً طالت حيا ته إلى سنة ست وخمسين فمات ببرقة من أعمال مصر أميراً عليها، وهو من الأنصار. وقيل مات سنة ثلاث وخمسين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 11:05 ص]ـ
س89/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أن من عقد لحيته)؟
قال الخطابي: أما نهيه عن عقد اللحية فيفسر على وجهين.
أحدهما: ما كانوا يفعلونه في الحرب، كانوا يعقدون لحاهم، وذلك من زى بعض الأعاجم يفتلونها ويعقدونها. قال أبو السعادات: تكبراً وعجباً.
ثانيهما: أن معناه معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد، وذلك من فعل أهل التأنيث , وقال أبو زرعة بن العراقى: والأولى حمله على عقد اللحية في الصلاة، كما دلت عليه رواية محمد بن الربيع , وفيه: (أن من عقد لحيته في الصلاة).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:10 م]ـ
س90/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أو تقلد وتراً)؟
ج/ أي جعله قلادة في عنقه أو عنق دابته , وفي رواية محمد بن الربيع: (أو تقلد وتراً ـ يريد تميمة -).
فإذا كان هذا فيمن تقلد وتراً فكيف بمن تعلق بالأموات وسألهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، الذي جاء النهى عنه وتغليظه في الآيات المحكمات؟
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:12 م]ـ
س91/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (فإن محمداً بريء منه)؟
ج/ قال النووي: (أي بريء من فعله)، وهذا خلاف الظاهر , والنووي كثيراً ما يتأول الأحاديث بصرفها عن ظاهرها فيغفر الله تعالى له.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:14 م]ـ
فائدة:
قوله: (وعن سعيد بن جبير قال: " من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة " رواه وكيع) هذا عند أهل العلم له حكم الرفع، لأن مثل ذلك لا يقال بالرأي ويكون هذا مرسلاً لأن سعيداً تابعى , وفيه فضل قطع التمائم لأنها شرك. ووكيع هو ابن الجراح ابن وكيع الكوفى، ثقة إمام، صاحب تصانيف منها الجامع وغيره , روى عنه الإمام أحمد وطبقته , مات سنة سبع وتسعين ومائة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/400)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:17 م]ـ
س92/ من هو إبراهيم المذكور في قول المصنف: (وله عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن)؟
ج/ وإبراهيم هو الإمام بن يزيد النخعى الكوفي، يكنى أبا عمران ثقة من كبار الفقهاء , قال المزى: دخل على عائشة، ولم يثبت له سماع منها , مات سنة ست وتسعين، وله خمسون سنة أو نحوها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:18 م]ـ
س93/ ما معنى قوله: (كانوا يكرهون التمائم)؟
ج/ مراده بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود، كعلقمة والأسود وأبي وائل والحارث بن سويد، وعبيد السلمانى ومسروق والربيع بن خثيم، وسويد بن غفلة وغيرهم، وهو من سادات التابعين وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم من حكاية أقوالهم كما بين ذلك الحافظ العراقى وغيره.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:00 م]ـ
باب من تبرك بشجرة ونحوهها
س94/ ما هي الات؟ وكيف تُقرأ؟
ج/ أما اللات فقرأ الجمهور بتخفيف التاء، وقرأ ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وحمدي وأبو صالح ورويس بتشديد التاء.
فعلى الأولى قال الأعمش: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. قال ابن جرير: وكانوا قد اشتقوا اسمها من الله تعالى، قالوا: اللات مؤنثة منه، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً قال: وكذا العزى من العزيز.
وقال ابن كثير: اللات كانت صخرة بيضاء منقوشة عليها بيت الطائف له أستار وسدنة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف، وهم ثقيف ومن تبعها يفتخرون به على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش، قال ابن هشام: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار.
وعلى الثانية قال ابن عباس: كان رجلاً يلت السويق للحاج، فما مات عكفوا على قبره ذكره البخاري قال ابن عباس: كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويسلؤه عليها، فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاماً لصاحب السويق وعن مجاهد نحوه وقال: "فلما مات عبدوه" رواه سعيد بن منصور , وكذا روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنهم عبدوه وبنحو هذا قال جماعة من أهل العلم.
قلت: لا منافاة بين القولين. فإنهم عبدوا الصخرة والقبر تأليهاً وتعظيماً , ولمثل هذا بنيت المشاهد والقباب على القبور واتخذت أوثاناً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:03 م]ـ
س95/ ما هي العزى؟
ج/ قال ابن جرير: كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة ـ بين مكة والطائف ـ كانت قريش يعظمونها, كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم " وروى النسائي وابن مردوية عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة ـ وكانت بها العزى، وكانت على ثلاث سمرات ـ فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها, ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره, فقال ارجع فإنك لم تصنع شيئاً، فرجع خالد، فلما أبصرته السدنة أمعنوا في الجبل وهم يقولون: يا عزى يا عزى، فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعمها بالسيف فقتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره , فقال: تلك العزى قلت: وكل هذا وما هو أعظم منه يقع في هذه الأزمنة عند ضرائح الأموات وفي المشاهد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:05 م]ـ
س96/ ما هي مناة؟
ج/ أما مناة فكانت بالمشلل عند قديد، بين مكة والمدينة، وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها ويهلون منها للحج، وأصل اشتقاقها: من إسم الله المنان، وقيل: لكثرة ما يمنى ـ أي يراق ـ عندها من الدماء للتبرك بها.
قال البخاري رحمه الله، في حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها: إنها صنم بين مكة والمدينة قال ابن هشام: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فهدمها عام الفتح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:06 م]ـ
س97/ ما معنى قوله تعالى: " تلك إذا قسمة ضيزى "؟
ج/ أي جور وباطلة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:07 م]ـ
س98/ ما معنى قوله تعالى: " إن يتبعون إلا الظن "؟
ج/ أي ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:12 م]ـ
س99/ ما معنى قوله: (وللمشركين سدرة يعكفون عندها؟
ج/ العكوف هو الإقامة على الشيء في المكان، ومنه قول الخليل عليه السلام: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركاً بها وتعظيماً لها وفي حديث عمرو: "كان يناط بها السلاح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:13 م]ـ
س100/ ما معنى قوله: "وينوطون بها أسلحتهم"؟
ج/ أي يعلقونها عليها للبركة.
قلت: ففي هذا بيان أن عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك، وبهذه الأمور الثلاثة عبدت الأشجار ونحوها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/401)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:14 م]ـ
س101/ ماسبب سؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط؟
ج/ ظنوا أن هذا أمر محبوب عند الله وقصدوا التقرب به، وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:16 م]ـ
س102/ ما المراد بتكبير النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب الصحابة منه ذلك؟
ج/ المراد تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن هذا الشرك بأي نوع كان، مما لا يجوز أن يطلب أو يقصد به غير الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيماً لله وتنزيهاً له إذا سمع من أحد ما لا يليق بالله مما فيه هضم للربوبية أو الإلهية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:17 م]ـ
فائدة:
قوله: "إنها السنن" بضم السين, أي: الطرق.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:21 م]ـ
س103/ ما وجه الشبه بين الصحابة وبني إسرائيل في قوله صلى الله عليه وسلم: (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ")؟
ج/ شبه مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل، بجامع أن كلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد، فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة.
ففيه الخوف من الشرك، وأن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظن أنه يقربه إلى الله، وهو أبعد ما يبعده من رحمته ويقرب من سخطه، ولا يعرف هذا على الحقيقة إلا من عرف ما وقع في هذه الأزمان من كثير من العلماء والعباد مع أرباب القبور، من الغلو فيها وصرف جل العبادة لها، ويحسبون أنهم على شئ وهو الذنب الذي لا يغفره الله.
قال الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي المعروف بابن أبي شامة في كتاب البدع والحوادث: ومن هذا القسم أيضاً ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وإسراج مواضع مخصوصة في كل بلد، يحكي لهم حاكٍ أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شهر بالصلاح والولاية، فيفعلون ذلك ويحافظون عليه مع تضييعهم لفرائض الله تعالى وسننه، ويظنون أنهم متقربون بذلك، ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لها، وهي من عيون وشجر وحائط وحجر. وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة كعوينة الحمى خارج باب توما والعمود المخلق داخل باب الصغير، والشجرة الملعونة خارج باب النصر على نفس قارعة الطريق سهل الله قطعها واجتثاثها من أصلها، فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث. انتهى.
وذكر ابن القيم رحمه الله نحو ما ذكره أبو شامة، ثم قال: فما أسرع أهل الشرك إلى اتخاذ الأوثان من دون الله ولو كانت ما كانت، ويقولون: إن هذا الحجر وهذه الشجرة وهذه العين تقبل النذر، أي تقبل العبادة من دون الله، فإن النذر عبادة وقربة يتقرب بها الناذر إلى المنذور له، وسيأتي ما يتعلق بهذا الباب عند قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:00 م]ـ
فائدة:
وفي هذه الجملة من الفوائد: أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار من التبرك بها العكوف عندها والذبح لها هو الشرك، ولا يغتر بالعوام والطغام، ولا يستبعد كون الشرك بالله تعالى يقع في هذه الأمة، فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسناً وطلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم أن ذلك كقول بني إسرائيل: " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " فكيف لا يخفى على من دونهم في العلم والفضل بأضعاف مضاعفة مع غلبة الجهل وبعد العهد بآثار النبوة؟! بل خفي عليهم عظائم الشرك في الإلهية والربوبية، فأكبروا فعله واتخذوه قربة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:01 م]ـ
فائدة:
قوله:لتركبن سنن من كان قبلكم بضم الموحدة وضم السين أي طرقهم ومناهجهم وقد يجوز فتح السين على الإفراد أي طريقهم, وهذا خبر صحيح, والواقع من كثير من هذه الأمة يشهد له.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:05 م]ـ
س104/ ما صحة ما ادعاه بعض المتأخرين من أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين؟
ج/ ممنوع من وجوه:
منها: أن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم، لا فى حياته ولا بعد موته , ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وأفضل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم , وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة، وما فعله أحد من الصحابة والتابعين مع أحد من هؤلاء السادة، ولا فعله التابعون مع ساداتهم في العلم والدين وأهل الأسوة , فلا يجوز أن يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الأمة، وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها غيره.
ومنها: أن في المنع عن ذلك سداً لذريعة الشرك كما لا يخفى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/402)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:13 م]ـ
باب ما جاء في الذبح لغير الله
س105/ ما معنى قوله تعالى: (ونسكي)؟
ج/ قال مجاهد: النسك الذبح في الحج والعمرة. وقال الثورى عن السدى عن سعيد ابن جبير: ونسكي ذبحي, وكذا قال الضحاك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:15 م]ـ
س106/ ما وجه مطابقة الترجمة لقوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)؟
ج/ وجه مطابقة الآية للترجمة: أن الله تعالى تعبد عباده بأن يتقربوا إليه بالنسك، كما تعبدهم بالصلاة وغيرها من أنواع العبادات، فإن الله تعالى أمرهم أن يخلصوا جميع أنواع العبادة له دون كل ما سواه، فإذا تقربوا إلى غير الله بالذبح أو غيره من أنواع العبادة فقد جعلوا لله شريكاً في عبادته، ظاهر في قوله: " لا شريك له " فنفى أن يكون لله تعالى شريك في هذه العبادات، وهو بحمد الله واضح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:19 م]ـ
س107/ ما معنى اللعن في قوله: (لعن الله من ذبح لغير الله)؟
ج/ اللعن: البعد عن مظان الرحمة ومواطنها , قيل: واللعين والملعون من حقت عليه اللعنة، أو دعي عليه بها. قال أبو السعادات: أصل اللعن
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:19 م]ـ
س108/ ما حكم ذبيحة من يذبح لغير الله؟
ج/ لا تباح ذبيحتهم بحال , لكن يجتمع في الذبيحة مانعان:
الأول: أنه مما أهل به لغير الله.
والثاني: أنها ذبيحة مرتد.
ومن هذا الباب: ما يفعله الجاهلون بمكة من الذبح للجن، ولهذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذبائح الجن. اهـ.
قال الزمخشري: كانوا إذا اشتروا داراً أو بنوها أو استخرجوا عيناً ذبحوا ذبيحة خوفاً أن تصيبهم الجن، فأضيفت إليهم الذبائح لذلك.
وذكر إبراهيم المروزي: أن ما ذبح عند استقبال السلطان تقرباً إليه، أفتى أهل بخارى بتحريمه، لأنه مما أهل به لغير الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:21 م]ـ
س109/ ما معنى قوله: (لعن الله من آوى محدثاً)؟
ج/ أي منعه من أن يؤخذ منه الحق الذي وجب عليه, آوى بفتح الهمزة ممدودة أي ضمه إليه وحماه.
قال أبو السعادات: أويت إلى المنزل، وأويت غيرى، وآويته. وأنكر بعضهم المقصور المتعدى.
وأما محدثاً فقال أبو السعادات: يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانباً وآواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه , وبالفتح: هو الأمر المبتدع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضى به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث في نفسه فكلما كان الحدث في نفسه أكبر كانت الكبيرة أعظم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:23 م]ـ
س110/ ما معنى قوله: (ولعن الله من غير منار الأرض)؟
ج/ بفتح الميم: علامات حدودها , قال أبو السعادات في النهاية ـ في مادة تخم ـ ملعون من غير تخوم الأرض أي معالمها وحدودها، وحدها تخم قيل: أراد حدود الحرم خاصة: وقيل هو عام في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يهتدى بها في الطريق. وقيل هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلماً. قال ويروى تخوم بفتح التاء على الإفراد وجمعه تخم بضم التاء والخاء. ا هـ.
وتغييرها: أن يقدمها أو يؤخرها، فيكون هذا من ظلم الأرض الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " من ظلم شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين " ففيه جواز لعن أهل الظلم من غير تعيين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:24 م]ـ
س111/ ما حكم لعن الفاسق المعين؟
ج/ فيه قولان:
أحدهما: أنه جائز , اختاره ابن الجوزى وغيره.
ثانيهما: لا يجوز، اختاره، أبو بكر عبد العزيز وشيخ الإسلام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:27 م]ـ
س112/ هل سمع طارق بن شهاب من النبي صلى الله عليه وسلم؟
ج/ قال أبو داود: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً. قال الحافظ: إذا ثبت أنه لقي النبي فهو صحابي , وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي وهو مقبول على الراجح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 03:55 م]ـ
باب لا يذبح مكان يذبح فيه لغير الله
س113/ ما معنى قوله تعالى: " لا تقم فيه أبدا "؟
ج/ قال المفسرون: إن الله تعالى نهى رسوله عن الصلاة في مسجد الضرار، والأمة تبع له في ذلك، ثم إنه تعالى حثه على الصلاة في مسجد قباء الذي أسس من أول يوم بني على التقوى، وهي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجمعاً لكلمة المؤمنين ومعقلاً ومنزلاً للإسلام وأهله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 03:59 م]ـ
س114/ ما معنى قوله: (ببوانة)؟
ج/ بضم الباء وقيل بفتحها , قال البغوي: موضع في أسفل مكة دون يلملم. قال أبو السعادات: هضبة من وراء ينبع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/403)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:00 م]ـ
س115/ ما الفائدة من قوله: (فهل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟
ج/ فيه المنع من الوفاء بالنذر إذا كان في المكان وثن، ولو بعد زواله. قاله المصنف رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:03 م]ـ
س116/ ما معنى قوله: (فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله: العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة أو الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك والمراد به هنا الاجماع المعتاد من اجتماع أهل الجاهلية. فالعيد يجمع أموراً منها يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها اجتماع فيه، ومنها أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقاً، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً , فالزمان كقول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة "إن هذا يوم قد جعله الله للمسلمين عيداً " والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , والمكان كقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تتخذوا قبرى عيداً " وقد يكون لفظ العيد اسماً لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: " دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً " انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:06 م]ـ
س117/ هل تجب الكفارة في نذر المعصية؟
ج/ هما روايتان عن أحمد , أحدهما: يجب وهو المذهب , وروي عن ابن مسعود وابن عباس , وبه قال أبو حنيفة وأصحابه، لحديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: " لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين " رواه أحمد وأهل السنن واحتج به أحمد وإسحاق.
ثانيهما: لا كفارة عليه , وروي ذلك عن مسروق والشعبي والشافعي، لحديث الباب , ولم يذكر فيه كفارة , وجوابه: أنه ذكر الكفارة في الحديث المتقدم , والمطلق يحمل على المقيد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:08 م]ـ
س118/ ما معنى قوله: (ولا فيما لا يملك ابن آدم)؟
ج/ قال في شرح المصابيح: يعنى إذا أضاف النذر إلى معين لا يملكه بأن قال: إن شفى الله مريضي فلله على أن أعتق عبد فلان ونحو ذلك , فأما إذا التزم في الذمة شيئاً، بأن قال إن شفى الله مريضي فلله على أن أعتق رقبة، وهو في تلك الحال لا يملكها ولا قيمتها، فإذا شفى مريضه ثبت ذلك في ذمته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:13 م]ـ
باب من الشرك النذر لغير الله
فائدة:
قال الرافعي في شرح المنهاج: وأما النذر للمشاهد التي على قبر ولي أو شيخ أو على اسم من حلها من الأولياء، أو تردد في تلك البقعة من الأولياء والصالحين فإن قصد الناذر بذلك ـ وهو الغالب أو الواقع من قصود العامة تعظيم البقعة والمشهد، أو الزاوية، أو تعظيم من دفن بها أو نسبت إليه، أو بنيت على اسمه فهذا النذر باطل غير منعقد، فإن معتقدهم أن لهذه الأماكن خصوصيات، ويرون أنها مما يدفع بها البلاء ويستجلب بها النعماء، ويستشفى بالنذر لها من الأدواء حتى إنهم ينذرون لبعض الأحجار لما قيل لهم إنه استند إليها عبد صالح وينذرون لبعض القبور السرج والشموع والزيت، ويقولون إنها تقبل النذر كما يقوله البعض يعنون بذلك أنه يحصل به الغرض المأمول من شفاء مريض، أو قدوم غائب أو سلامة مال، وغير ذلك من أنواع المجازاة، فهذا النذر على الوجه باطل لا شك فيه، بل نذر الزيت والشمع ونحوهما للقبور باطل مطلقاً , ومن ذلك نذر الشموع الكثيرة العظيمة وغيرها لقبر الخليل عليه السلام ولقبر غيره من الأنبياء والأولياء، فإن الناذر لا يقصد بذلك الإيقاد على القبر إلا تبركاً وتعظيماً، ظاناً أن ذلك قربة، فهذا مما لا ريب في بطلانه، والإيقاد المذكور محرم، سواء انتفع به هناك منتفع أم لا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:15 م]ـ
س119/ ماحكم الوفاء بنذر الطاعة؟
ج/ أجمع العلماء على أن من نذر طاعة لشرط يرجوه، كإن شفى الله مريضي فعلي أن أتصدق بكذا ونحو ذلك وجب عليه، إن حصل له ما علق نذره على حصوله , وحكي عن أبي حنيفة: أنه لا يلزم الوفاء إلا بما جنسه واجب بأصل الشرع كالصوم وأما ما ليس كذلك كالاعتكاف فلا يجب عليه الوفاء به.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:17 م]ـ
فائدة:
قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه) , زاد الطحاوي: (وليكفر عن يمينه).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:18 م]ـ
س120/ ما حكم نذر اللجاج والغضب؟
ج/ هو يمين عند أحمد، فيخير بين فعله وكفارة يمين، لحديث عمران بن حصين مرفوعاً " لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين " رواه سعيد بن منصور وأحمد والنسائي، فإن نذر مكروهاً كالطلاق استحب أن يكفر ولا يفعله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/404)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:20 م]ـ
باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
س121/ ما معنى الاستعاذة؟
ج/ الإلتجاء والإعتصام، ولهذا يسمى المستعاذ به: معاذاً وملجأ , فالعائذ بالله قد هرب مما يؤذيه أو يهلكه، إلى ربه ومالكه، واعتصم واستجار به والتجأ إليه، وهذا تمثيل، وإلا فما يقوم بالقلب من الالتجاء إلى الله، والاعتصام به، والانطراح بين يدى الرب، والافتقار، والتذليل له، أمر لا تحيط به العبارة. قاله ابن القيم رحمه الله.
وقال ابن كثير: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذى شر. والعياذ يكون لدفع الشر. واللياذ لطلب الخير. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:22 م]ـ
س122/ ما معنى قوله تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً "؟
ج/ قال ابن كثير: أي كنا نرى أن لنا فضلاً على الإنس لأنهم كانوا يعوذون بنا، أي إذا نزلوا وادياً أو مكاناً موحشاً من البراري وغيرها كما كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسوءهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقاً، أي خوفاً وإرهاباً وذعراً، حتى يبقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذاً بهم ـ إلى أن قال ـ قال أبو العالية والربيع وزيد بن أسلم رهقاً أي خوفاً. وقال العوفي عن ابن عباس فزادوهم رهقاً أي إثماً، وكذا قال قتادة. ا هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:27 م]ـ
س123/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات)؟
ج/ قال القرطبي: قيل معناه: الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب، كما يلحق كلام البشر , وقيل معناه: معناه الشافية الكافية. وقيل الكلمات هنا هي القرآن. فإن الله أخبر عنه بأنه: " هدى وشفاء " وهذا الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يدفع به الأذى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:29 م]ـ
فائدة:
قوله صلى الله عليه وسلم: (لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) , قال القرطبي: هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلاً وتجربة، فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شئ إلى أن تركته، فلدغتني عقرب بالمهدية ليلاً، فتفكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:32 م]ـ
باب من الشرك الاستعانة بغير الله ودعاء غير الله
س124/ ما الفرق بين الإستغاثة والدعاء؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله: الفرق بين الإستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، والدعاء أعم من الاستغاثة، لأنه يكون من المكروب وغيره , فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص , فبينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة وينفرد الدعاء عنها في مادة، فكل استغاثة دعاء، وليس كل دعاء استغاثة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:34 م]ـ
س125/ ما أنواع الدعاء؟
ج/ نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة، ويراد به في القرآن هذا تارة، وهذا تارة، ويراد به مجموعهما فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر، ولهذا أنكر الله على من يدعو أحداً من دونه ممن لا يملك ضراً ولا نفعاً، كقوله تعالى: " قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم " وقوله: " قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين " وقال: " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين " , قال شيخ الإسلام رحمه الله: فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:38 م]ـ
س126/ متى تجوز الإستغاثة؟
ج/ تجوز في الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسية في قتال، أو إدراك عدو أو سبع أو نحوه، كقولهم: يا لزيد، يا للمسلمين، بحسب الأفعال الظاهرة.
وأما الإستغاثة بالقوة والتأثير أو في الأمور المعنوية من الشدائد، كالمرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونحوه فمن خصائص الله لا يطلب فيها غيره.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:45 م]ـ
س127/ من هو المنافق المقصود في قوله: (أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين)؟
ج/ هو عبد الله بن أبي كما صرح به ابن أبي حاتم في روايته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:47 م]ـ
س128/ ما الفائدة من قوله: (إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله)؟
ج/ فيه النص على أنه لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بمن دونه , كره صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا اللفظ في حقه، وإن كان مما يقدر عليه في حياته، حماية لجناب التوحيد، وسداً لذرائع الشرك وأدباً وتواضعاً لربه، وتحذيراً للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال , فإذا كان فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته، فكيف يجوز أن يستغاث به بعد وفاته ويطلب منه أموراً لا يقدر عليها إلا الله عز وجل؟ كما جرى على ألسنة كثير من الشعراء كالبوصيري والبرعي وغيرهم، من الاستغاثة بمن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ويعرضون عن الاستغاثة بالرب العظيم القادر على كل شيء الذي له الخلق والأمر وحده، وله الملك وحده، لا إله غيره ولا رب سواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/405)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
باب " أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون "
س129/ ما معنى قوله تعالى: " أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون "؟
ج/ قوله تعالى: " أيشركون " أي في العبادة , قال المفسرون: في هذه الآية توبيخ وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى ما لا يخلق شيئاً وهو مخلوق، والمخلوق لا يكون شريكاً للخالق في العبادة التي خلقهم لها، وبين أنهم لا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون، فكيف يشركون به من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه؟ وهذا برهان ظاهر على بطلان ما كانوا يعبدونه من دون الله، وهذا وصف كل مخلوق، حتى الملائكة والأنبياء والصالحين , وأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد كان يستنصر ربه على المشركين ويقول " اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول، وبك أقاتل " وهذا كقوله: " واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا " وقوله: " قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون " وقوله: " قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته ".
فكفى بهذه الآيات برهاناً على بطلان دعوة غير الله كائناً من كان.
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الكريم ونفع بعلمك وبارك فيك على ما بذلت لهذا العمل الجليل، فأنا متابع له إن شاء الله تعالى
ـ[أبو عبد الله الرملي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 09:08 م]ـ
اتركوا الكريم يكمل دروسه و من ثم نطلب منه وضعها في ملف واحد كنسخة كاملة للجميع
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:46 م]ـ
س130/ ما تخريج حديث أنس رضي الله عنه قال " شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته"؟
ج/ علقه البخاري. قال: "وقال حميد وثابت عن أنس" , ووصله أحمد والترمذي والنسائي عن حميد عن أنس , ووصله مسلم عن ثابت عن أنس , وقال ابن إسحاق في المغازي: حدثنا حميد الطويل عن أنس قال كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج وجهه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟ فأنزل الله الآية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:47 م]ـ
س131/ ما معنى قوله: شج النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومن الذي شجه؟
ج/ قال أبو السعادات: الشج في الرأس خاصة في الأصل، وهو أن يضربه بشئ فيجرحه فيه ويشقه، ثم استعمل في غيره من الأعضاء، وذكر ابن هشام من حديث أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شفته العليا وأن عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في وجهه، وأن عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته، فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته وأن مالك ابن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدرده. فقال له: لن تمسك النار.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:48 م]ـ
س132/ ما هي الرباعية؟
ج/ قال القرطبي: والرباعية بفتح الراء وتخفيف الياء ـ وهي كل سن بعد ثنية.
قال النووي رحمه الله: وللإنسان أربع رباعيات.
قال الحافظ: والمراد أنها كسرت، فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:50 م]ـ
س133/ ما معنى قوله تعالى: " ليس لك من الأمر شيء "؟
ج/ قال ابن عطية: كأن النبي صلى الله عليه وسلم لحقه في تلك الحال يأس من فلاح كفار قريش، فقيل له بسبب ذلك " ليس لك من الأمر شيء " أي عواقب الأمور بيد الله، فامض أنت لشأنك، ودم على الدعاء لربك.
وقال ابن إسحاق: " ليس لك من الأمر شيء " في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:53 م]ـ
س134/ ما معنى قوله: "اشتروا أنفسكم"؟
ج/ أي بتوحيد الله وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته فيما أمر به والإنتهاء عما نهى عنه. فإن ذلك هو الذي ينجي من عذاب الله لا الاعتماد على الأنساب والأحساب، فإن ذلك غير نافع عند رب الأرباب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:57 م]ـ
باب قول الله " حتى إذا فزع عن قلوبهم "
س135/ ما معنى قوله تعالى: " حتى إذا فزع عن قلوبهم "؟ ومن هم؟
ج/ أي زال الفزع عنها. قاله ابن عباس وابن عمر وأبو عبد الرحمن السلمى والشعبي والحسن وغيرهم.
وقال ابن جرير: قال بعضهم: الذين فزع عن قلوبهم: الملائكة قالوا: وإنما فزع عن قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم كلام الله بالوحي, وقال ابن عطية: في الكلام حذف ما يدل عليه الظاهر , كأنه قال: ولا هم شفعاء كما تزعمون أنتم، بل هم عبدة مسلمون لله أبداً، يعني منقادون، حتى إذا فزع عن قلوبهم , والمراد الملائكة على ما اختاره ابن جرير وغيره , قال ابن كثير: وهو الحق الذي لا مرية فيه، لصحة الأحاديث فيه والآثار.
وقال أبو حيان: تظاهرت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوله: " حتى إذا فزع عن قلوبهم " إنما هي الملائكة إذا سمعت الوحي إلى جبريل يأمره الله به سمعت كجر سلسلة الحديد على الصفوان، فتفزع عند ذلك تعظيماً وهيبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/406)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:59 م]ـ
س136/ ما معنى قوله: "إذا قضى الله الأمر في السماء"؟
ج/ أي إذا تكلم الله بالأمر الذي يوحيه إلى جبريل بما أراد، كما صرح به في الحديث الآتي، وكما روى سعيد بن منصور وأبو داود وابن جرير عن ابن مسعود " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصة كجر السلسلة على الصفوان ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:01 م]ـ
فائدة:
قوله: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله أي لقول الله تعالى , قال الحافظ: خضعاناً بفتحتين من الخضوع , وفي رواية بضم أوله وسكون ثانيه , وهو مصدر بمعنى خاضعين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:02 م]ـ
س137/ ما معنى: "صفوان"؟
ج/ وهو الحجر الأملس.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:03 م]ـ
س138/ ما معنى قوله: "ينفذهم ذلك"؟
ج/ هو بفتح التحتية وسكون النون وضم الفاء والذال المعجمة , ذلك أي: القول، والضمير في ينفذهم للملائكة، أي ينفذ ذلك القول الملائكة , أي يخلص ذلك القول ويمضي فيهم حتى يفزعوا منه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:05 م]ـ
س139/ ما معنى قوله: "فيسمعها مسترق السمع"؟
ج/ أي: يسمع الكلمة التي قضاها الله، وهم الشياطين يركب بعضهم بعضاً , وفي صحيح البخاري عن عائشة مرفوعاً: " إن الملائكة تنزل في العنان ـ وهو السحاب ـ فتذكر الأمر قضى في السماء، فتسترق الشياطين السمع، فتوجه إلى الكهان".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:06 م]ـ
س140/ ما معنى قوله: "ومسترق السمع هكذا وصفه سفيان بكفه"؟ ومن هو سفيان؟
ج/ أي وصف ركوب بعضهم فوق بعض.
وسفيان هو ابن عيينة أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ، فقيه، إمام حجة، مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:09 م]ـ
س141/ ما معنى قوله: "فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها"؟
ج/ الشهاب هو النجم الذي يرمي به، أي ربما أدرك الشهاب المسترق، وهذا يدل على أن الرمي بالشهب قبل المبعث , لما روى أحمد وغيره ـ والسياق له في المسند من طريق معمر ـ: أنبأنا الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في نفر من أصحابه ـ قال عبد الرزاق: من الأنصار ـ قال: فرمى بنجم عظيم، فاستنار، قال: ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ قال: كنا نقول: لعله يولد عظيم أو يموت، قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال نعم، ولكن غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم قال: فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك اسمه إذا قضى أمراً سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح هذه السماء الدنيا. ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، وتخطف الجن السمع فيرمون، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون. قال عبد الله: قال أبي: قال عبد الرزاق ويخطف الجن ويرمون وفي رواية له لكنهم يزيدون فيه ويقرفون وينقصون.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:11 م]ـ
فائدة:
النواس بن سمعان، بكسر السين، بن خالد الكلابي، ويقال: الأنصاري صحابي. ويقال: إن أباه صحابي أيضاً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:13 م]ـ
س142/ ما معنى قوله: "صعقوا وخروا لله سجداً"؟
ج/ الصعوق هو الغشي، ومعه السجود.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:15 م]ـ
س143/ ما معنى "جبريل"؟
ج/ معنى جبريل: عبد الله، كما روى ابن جرير وغيره عن علي ابن الحسين قال: كان اسم جبريل: عبد الله، واسم ميكائيل عبيد الله، وإسرافيل عبد الرحمن. وكل شئ رجع إلى ايل فهو معبد لله عز وجل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:16 م]ـ
فائدة:
والآيات المذكورة في هذا الباب والأحاديث تقرر التوحيد الذي هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله، فإن الملك العظيم الذي تصعق الأملاك من كلامه خوفاً منه ومهابة وترجف منه المخلوقات، الكامل في ذاته وصفاته، وعلمه وقدرته وملكه وعزه، وغناه عن جميع خلقه، وافتقارهم جميعاً إليه، ونفوذ تصرفه وقدره فيهم لعلمه وحكمته، لا يجوز شرعاً ولا عقلاً أن يجعل له شريك من خلقه في عبادته التي هي حقه عليهم، فكيف يجعل المربوب رباً، والعبد معبوداً؟ أين ذهبت عقول المشركين؟ سبحان الله عما يشركون.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:17 م]ـ
باب الشفاعة
س144/ ما معنى قوله: (باب الشفاعة)؟
ج/ أي بيان ما أثبته القرآن منها وما نفاه. وحقيقة ما دل القرآن على إثباته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/407)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:21 م]ـ
س145/ ما معنى قوله: تعالى " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا "؟
ج/ قوله: به قال ابن عباس: بالقرآن , " الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " وهم المؤمنون , وعن الفضيل بن عياض: ليس كل خلقه عاتب، إنما عاتب الذين يعقلون، فقال: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " وهم المؤمنون أصحاب العقول الواعية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
س146/ ما معنى الآيات التالية: " قل لله الشفاعة جميعاً " , " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " , " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "؟
ج/ بين تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن وقوع الشفاعة على هذا الوجه منتف وممتنع، وأن اتخاذهم شفعاء شرك، يتنزه الرب تعالى عنه. وقد قال تعالى: " فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون " فبين تعالى أن دعواهم أنهم يشفعون لهم بتأليههم أن ذلك منهم إفك وافتراء.
وقوله تعالى: " قل لله الشفاعة جميعاً " أي هو مالكها، فليس لمن تطلب منه شئ منها، وإنما تطلب ممن يملكها دون كل من سواه، لأن ذلك عبادة وتأليه لا يصلح إلى لله.
قال البيضاوي: لعله رد لما عسى أن يجيبوا به، وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:28 م]ـ
فائدة:
قال: وقوله: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " قد تبين مما تقدم من الآيات أن الشفاعة التي نفاها القرآن هي التي تطلب من غير الله , وفي هذه الآية بيان أن الشفاعة إنما تقع في الدار الآخرة بإذنه، كما قال تعالى: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا " فبين أنه لا تقع لأحد إلا بشرطين: إذن الرب تعالى للشافع أن يشفع، ورضاه عن المأذون بالشفاعة فيه، وهو تعالى لا يرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة إلا ما أريد به وجهه، ولقى العبد به ربه مخلصاً غير شاك في ذلك، كما دل على ذلك الحديث الصحيح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:33 م]ـ
فائدة:
قول ابن القيم رحمه الله في الشفاعة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على هذه الآيات: وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها , فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يحصل له من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريد عابده منه، فإن لم يكن مالكاً كان شريكاً للمالك، فإن لم يكن شريكاً له كان معيناً له وظهيراً، فإن لم يكن معنياً ولا ظهيراً كان شفيعاً عنده , فنفى الله سبحانه المراتب الأربع نفياً مرتباً، متنقلاً من الأعلى إلى الأدنى، فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه , فكفى بهذه الآية نوراً وبرهاناً وتجريداً للتوحيد، وقطعاً لأصول الشرك ومواده لمن عقلها , والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها، ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنونها في نوع وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثاً، فهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن , ولعمر الله، إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم، وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك.
ثم قال: ومن أنواعه ـ أي الشرك ـ طلب الحوائج من الموتى والإستغاثة بهم، وهذا أصل شرك العالم , فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً عمن استغاث به وسأله أن يشفع له إلى الله , وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده , فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سبباً لإذنه، فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سبباً لإذنه، وإنما السبب كمال التوحيد، فجاء هذا الشرك بسبب يمنع الإذن، وهو بمنزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها , وهذه حالة كل مشرك، فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه، ومعاداة أهل التوحيد، ونسبة أهله إلى التنقص بالأموات، وهم قد تنقصوا الخالق بالشرك، وأولياءه الموحدين بذمهم وعيبهم ومعاداتهم، وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص، إذا ظنوا أنهم راضون منهم بهذا، وأنهم أمروهم به، وأنهم يوالونهم عليه، وهؤلاء هم أعداء الرسل في كل زمان ومكان، وما أكثر المستجيبين لهم، وما نجى من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله، وعادى المشركين في الله، وتقرب بمقتهم إلى الله، واتخذ الله وحده وليه وإلهه ومعبوده. فجرد حبه لله وخوفه لله، ورجاءه لله، وذله لله، وتوكله على الله، واستعانته بالله، والتجاءه إلى الله، واستغاثته بالله، وقصده لله، متبعاً لأمره متطلباً لمرضاته، إذا سأل سأل الله، وإذا استعان استعان بالله، وإذا عمل عمل لله , فهو لله وبالله ومع الله. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/408)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:49 م]ـ
س147/ ما أنواع الشفاعة؟
ج/ الشفاعة ستة أنواع:
الأول: الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولو العزم عليهم الصلاة والسلام حتى تنتهي إليه صلى الله عليه و سلم فيقول: أنا لها وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم في الموقف وهذه شفاعة يختص بها لا يشركه فيها أحد
الثاني: شفاعته لأهل الجنة في دخولها وقد ذكرها أبو هريرة في حديثه الطويل المتفق عليه
الثالث: شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع لهم أن لا يدخلوها
الرابع: شفاعته في العصاة من أهل التوحيد الذي يدخلون النار بذنوبهم والأحاديث بها متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم وقد أجمع عليها الصحابة وأهل السنة قاطبة وبدعوا من أنكرها وصاحوا به من كل جانب ونادوا عليه بالضلال
الخامس: شفاعته لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم وهذه مما لم ينازع فيها أحد وكلها مختصة بأهل الإخلاص الذين لم يتخذوا من دون الله وليا ولا شفيعا كما قال تعالى: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع}
السادس: شفاعته في بعض أهل الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه وهذه خاصة بأبي طالب وحده.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:53 م]ـ
باب إنك لا تهدي من أحببت
س148/ ما سبب نزول قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}؟
ج/ سبب نزول هذه الآية موت أبي طالب على ملة عبد المطلب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:57 م]ـ
س149/ ما نوع الهداية المنفية في قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}؟
ج/ المنفى هنا هداية التوفيق والقبول فإن أمر ذلك إلى الله وهو القادر عليه وأما الهداية المذكورة في قول الله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} فإنها هداية الدلالة والبيان فهو المبين عن الله والدال على دينه وشرعه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:25 م]ـ
س150/ ترجم لسعيد بن المسيب؟
ج/ هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء والفقهاء الكبار السبعة من التابعين اتفق أهل الحديث على أن مراسيله أصح المراسيل وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:28 م]ـ
س151/ اذكر فائدة من قوله صلى الله عليه وسلم: (كلمة أحاج لك بها عند الله)؟
ج/ فيه دليل على أن الأعمال بالخواتيم لأنه لو قالها في تلك الحال معتقدا ما دلت عليه مطابقة من النفي والإثبات لنفعته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:30 م]ـ
س152/ مالحكمة من عدم هداية أبي طالب؟
ج/ ليبين لعباده أن ذلك إليه وهو القادر عليه دون من سواه فلو كان عند النبي صلى الله عليه و سلم ـ الذي هو أفضل خلقه ـ من هداية القلوب وتفريج الكروب ومغفرة الذنوب والنجاة من العذاب ونحو ذلك شئ لكان أحق الناس بذلك وأولاهم به عمه الذي كان يحوطه ويحميه وينصره ويؤويه فسبحان من بهرت حكمته العقول وأرشد العباد إلى ما يدلهم على معرفته وتوحيده وإخلاص العمل له وتجريده.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:31 م]ـ
فائدة:
قوله: (هو على ملة عبد المطلب) الظاهر أن أبا طالب قال: (أنا) فغيره الراوى استقباحا للفظ المذكور, وهو من التصرفات الحسنة, قاله الحافظ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:37 م]ـ
س153/ ما سبب نزول قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}؟
ج/ يظهر أن المراد أن الآية المتعلقة بالإستغفار نزلت بعد أبي طالب بمدة وهي عامة في حقه وحق غيره, ويوضح ذلك ما يأتي في التفسير فأنزل الله بعد ذلك: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية ونزل في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت} كله ظاهر في أنه مات على غير الإسلام, ويضعف ما ذكره السهيلي أنه روى في بعض كتب 'المسعودي ' أنه أسلم لأن مثل ذلك لا يعارض ما في الصحيح, انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:48 م]ـ
باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينم هو الغلو في الصالحين
س154/ ما معنى الإطراء في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)؟
ج/الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب عليه, قاله أبو السعادات, وقال غيره: أي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:51 م]ـ
س155/ من روى قوله صلى الله عليه و سلم (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)؟
ج/ رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس
وهذا لفظ رواية أحمد: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة جمع: (هلم القط لي فلقطت له حصيات هن حصى الحذف فما وضعهن في يده قال: نعم بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/409)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:54 م]ـ
س156/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون)؟
ج/ قال الخطابي: المتنطع المتعمق في الشيء.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 11:00 م]ـ
فائدة:
قوله: (غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) , روي بفتح الخاء وضمها, فعلى الفتح يكون هو الذي خشي ذلك صلى الله عليه و سلم وأمرهم أن يدفنوه في المكان الذي قبض فيه, وعلى رواية الضم يحتمل أن يكون الصحابة هم الذين خافوا أن يقع ذلك من بعض الأمة فلم يبرزوا قبره خشية أن يقع ذلك من بعض الأمة غلوا وتعظيما بما أبدى وأعاد من النهي والتحذير منه ولعن فاعله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 11:04 م]ـ
س157/ ما معنى قولهصلى الله عليه وسلم: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل)؟
ج/ أي أمتنع عما لا يجوز لي أن أفعله, والخلة فوق المحبة, والخليل هو المحبوب غاية الحب, مشتق من الخلة ـ بفتح الخاء ـ وهي تخلل المودة في القلب كما قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سمي الخليل خليلا
هذا هو الصحيح في معناها كما ذكره شيخ الإسلام وابن القيم وابن كثير وغيرهم رحمهم الله تعالى
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:46 م]ـ
ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله
س158/ خرج حديث: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد ..... )؟
ج/ هذا الحديث رواه مالك مرسلا عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (اللهم ...... ) الحديث, ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم به ولم يذكر عطاء, ورواه البزار عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا, وله شاهد عند الإمام أحمد بسنده عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: (اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:50 م]ـ
فائدة:
وفي مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال: لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر فدعا له كعبا فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأه من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد قلت: فماذا صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشرة قبرا متفرقة فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس لا ينبشونه قلت: وما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له دانيال فقلت: منذ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة
قلت: ما كان تغير منه شئ؟ قال: لا إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض.
قال ابن القيم رحمه الله: ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم من تعمية قبره لئلا يفتتن به ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيف ولعبدوه من دون الله.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: وهو إنكار منهم لذلك فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ـ ولم يستحب الشارع قصدها ـ فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سواء قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها أو ليذكر الله عندها أو لينسك عندها بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التى لم يشرع تخصيصها به لا نوعا ولا عينا إلا أن ذلك قد يجوز بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها كمن يزورها ويسلم عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت به السنة وأما تحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه فى غيره فهذا هو المنهى عنه انتهى ملخصا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:52 م]ـ
فائدة:
قوله: اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم فيه تحريم البناء على القبور وتحريم الصلاة عندها وأن ذلك من الكبائر
وفى القرى للطبرى من أصحاب مالك عن مالك أنه كره أن يقول: زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وعلل ذلك بقوله صلى الله عليه و سلم: [اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد] الحديث كره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع التشبه بفعل أولئك سدا للذريعة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ومالك قد أدرك التابعين وهم أعلم الناس بهذه المسألة فدل ذلك على أنه لم يكن معروفا عندهم ألفاظ زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ـ إلى أن قال ـ وقد ذكروا أسباب كراهته لأن يقول: زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم لأن هذا اللفظ قد صار كثير من الناس يريد به الزيارة البدعية وهو قصد الميت لسؤاله ودعائه والرغبة إليه في قضاء الحوائج ونحو ذلك مما يفعله كثير من الناس فهم يعنون بلفظ الزيارة مثل هذا وهذا ليس بمشروع باتفاق الأئمة وكره مالك أن يتكلم بلفظ مجمل يدل على معنى فاسد بخلاف الصلاة والسلام عليه فإن ذلك مما أمر الله به أما لفظ الزيارة في عموم القبور فلا يفهم منها مثل هذا المعنى ألا ترى إلى قوله: فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة مع زيارته لقبر أمه فإن هذا يتناول قبور الكفار فلا يفهم من ذلك زيارة الميت لدعائه وسؤاله والاستغاثة به ونحو ذلك مما يفعله أهل الشرك والبدع بخلاف ما إذا كان المزور معظما في الدين كالأنبياء والصالحين فإنه كثيرا ما يعني بزيارة قبورهم هذه الزيارة البدعية الشركية فلهذا كره مالك ذلك في مثل هذا وإن لم يكره ذلك في موضع آخر ليس فيه هذه المفسدة ا هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/410)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:55 م]ـ
س159/ ما مناسبة هذا الحديث للباب: ولا بن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد {أفرأيتم اللات والعزى} قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره كذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس قال: كان يلت السويق للحاج؟
ج/ أنهم غلوا فيه لصلاحه حتى عبدوه وصار قبره وثنا من أوثان المشركين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:59 م]ـ
س160/ اذكر شواهد هذا الحديث وما صحتها: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج]؟
ج/ في الباب حديث عن أبي هريرة وحديث حسان بن ثابت فأما حديث أبي هريرة فرواه أحمد والترمذي وصححه وحديث حسان أخرجه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه قال: [لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم زوارات القبور] , وحديث ابن عباس هذا في إسناده أبو صالح مولى أم هانيء وقد ضعفه بعضهم ووثقة بعضهم, قال علي بن المديني عن يحيى القطان: لم أر أحدا من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هاني وما سمعت أحدا من الناس يقول فيه شيئا, ولم يتركه شعبة ولا زائدة ولا عبد الله بن عثمان, قال ابن معين: ليس به بأس, ولهذا أخرجه ابن السكن في صحيحه. انتهى من الذهب الإبريز عن الحافظ المزي.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: وقد جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم من طريقين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه: [أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن زوارات القبور] وذكر حديث ابن عباس ثم قال: ورجال هذا ليس رجال هذا فلم يأخذه أحدهما عن الآخر وليس في الإسنادين من يتهم بالكذب ومثل هذا حجة بلا ريب وهذا من أجود الحسن الذي شرطه الترمذي فإنه جعل الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيه متهم ولم يكن شاذا أي مخالفا لما ثبت بنقل الثقات وهذا الحديث تعددت طرقه وليس فيها متهم ولا خالفه أحد من الثقات هذا لو كان عن صاحب واحد فكيف إذا كان رواه عن صاحب وذاك عن آخر؟ فهذا كله يبين أن الحديث في الأصل معروف
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:10 م]ـ
س161/ علام استدل من أجاز زيارة النساء للقبور؟ وكيف الرد عليه؟
ج/ الذين رخصوا في الزيارة اعتمدوا على ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن وقالت: (لو شهدتك ما زرتك) وهذا يدل على أن الزيارة ليست مستحبة للنساء كما تستحب الرجال إذ لو كان كذلك لا ستحبت زيارته سواء شهدته أم لا.
قلت: فعلى هذا لا حجة فيه لمن قال بالرخصة.
وهذا السياق لحديث عائشة رواه الترمذي من رواية عبد الله بن أبي مليكة عنها وهو يخالف سياق الأثرم له عن عبد الله بن أبي مليكة أيضا: أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين أليس نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن زيارة القبور؟ قالت: نعم نهى عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها
فأجاب شيخ الإسلام رحمه الله عن هذا وقال: ولا حجة في حديث عائشة فإن المحتج عليها احتج بالنهي العام فدفعت ذلك بأن النهي منسوخ ولم يذكر لها المحتج النهي الخاص بالنساء الذي فيه لعنهن على الزيارة, يبين ذلك قولها (قد أمر بزيارتها) , فهذا يبين أنه أمر بها أمرا يقتضي الاستحباب, والاستحباب إنما هو ثابت للرجال خاصة, ولو كانت تعتقد أن النساء مأمورات بزيارة القبور لكانت تفعل ذلك كما يفعله الرجال ولم تقل لأخيها (لما زرتك) , واللعن صريح في التحريم والخطاب بالإذن في قوله (فزوروها) لم يتناول النساء فلا يدخلن في الحكم الناسخ, والعام إذا عرف أنه بعد الخاص لم يكن ناسخا له عند جمهور العلماء, وهو مذهب الشافعي وأحمد في أشهر الروايتين عنه وهو المعروف عند أصحابه, فكيف إذا لم يعلم أن هذا العام بعد الخاص؟ إذ قد يكون قوله: (لعن الله زوارات القبور) بعد إذنه للرجال في الزيارة, يدل على ذلك أنه قرنه بالمتخذين عليها المساجد والسرج, ومعلوم أن اتخاذ المساجد والسرج المنهي عنها محكم كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة وكذلك الآثار.
والصحيح: أن النساء لم يدخلن في الإذن في زيارة القبور لعدة أوجه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/411)
أحدها: أن قوله صلى الله عليه و سلم (فزوروها) صيغة تذكير, وإنما يتناول النساء أيضا على سبيل التغليب, لكن هذا فيه قولان: قيل إنه يحتاج إلى دليل منفصل, وحينئذ فيحتاج تناول ذلك للنساء إلى دليل منفصل, وقيل أنه يحتمل على ذلك عند الإطلاق, وعلى هذا فيكون دخول النساء بطريق العموم ضعيف, والعام لا يعارض الأدلة الخاصة ولا ينسخها عند جمهور العلماء, ولو كان النساء داخلات في هذا الخطاب لا ستحب لهن زيارة القبور, وما علمنا أحدا من الأئمة استحب لهن زيارة القبور, ولا كان النساء على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وخلفائه الراشدين يخرجن إلى زيارة القبور.
ومنها: أن النبي صلى الله عليه و سلم علل الإذن للرجال بأن ذلك [يذكر الموت ويرقق القلب وتدمع العين] هكذا في مسند أحمد, ومعلوم أن المرأة إذا فتح لها هذا الباب أخرجها إلى الجزع والندب والنياحة لما فيها من الضعف وقلة الصبر, وإذا كانت زيارة النساء مظنة وسببا للأمور المحرمة فإنه لا يمكن أن يحد المقدار الذي لا يفضي إلى ذلك, ولا التمييز بين نوع ونوع, ومن أصول الشريعة: أن الحكمة إذا كانت خفية أو منتشرة علق الحكم بمظنتها فيحرم هذا الباب سدا للذريعة, كما حرم النظر إلى الزينة الباطنة وكما حرم الخلوة بالأجنبية وغير ذلك, وليس في ذلك من المصلحة ما يعارض هذه المفسدة, فإنه ليس في ذلك إلا دعاؤها للميت وذلك ممكن في بيتها.
ومن العلماء من يقول: التشييع كذلك, ويحتج بقوله صلى الله عليه و سلم [ارجعن مأزورات غير مأجورات فإنكن تفتن الحي وتؤذين الميت] وقوله لفاطمة: [أما إنك لو بلغت معهم الكدى لم تدخلي الجنة] ويؤيده ما ثبت في الصحيحين من أنه نهى النساء عن اتباع الجنائز, ومعلوم أن قوله صلى الله عليه و سلم: [من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان] وهو أدل على العموم من صيغة التذكير, فإن لفظه يتناول الرجال والنساء باتفاق الناس, وقد علم بالأحاديث الصحيحة أن هذا العموم لم يتناول النساء لنهي النبي صلى الله عليه و سلم لهن عن اتباع الجنائز, فإذا لم يدخلن في هذا العموم فكذلك في ذلك بطريق الأولى انتهى ملخصا.
قلت: ويكون الإذن في زيارة القبور مخصوصا للرجال, خص بقوله: لعن الله زوارات القبور الحديث فيكون من العام المخصوص.
وعندما استدل به القائلون بالنسخ أجوبة أيضا:
منها: أن ما ذكروه عن عائشة وفاطمة رضي الله عنهما معارض مما ورد عنهما في هذا الباب فلا يثبت به نسخ.
ومنها: أن قول الصحابي وفعله ليس حجة على الحديث بلا نزاع, وأما تعليمه عائشة كيف تقول إذا زارت القبور ونحو ذلك فلا يدل على نسخ ما دلت عليه الأحاديث الثلاثة من لعن زائرات القبور لاحتمال أن يكون ذلك قبل هذا النهي الأكيد والوعيد الشديد والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:14 م]ـ
باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه و سلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
س162/ ما معنى جناب؟
ج/ الجناب: هو الجانب, والمراد حمايته عما يقرب منه أو يخالطه من الشرك وأسبابه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:16 م]ـ
س163/ ما مناسبة قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} للباب؟
ج/ اقتضت هذه الأوصاف التي وصف بها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حق أمته أن أنذرهم وحذرهم الشرك الذي هو أعظم الذنوب وبين لهم ذرائعه الموصلة إليه وأبلغ في نهيهم عنها ومن ذلك تعظيم القبور والغلو فيها والصلاة عندها وإليها ونحو ذلك مما يوصل إلى عبادتها كما تقدم وكما سيأتي في أحاديث الباب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:18 م]ـ
س164/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبورا)؟
ج/ قال شيخ الإسلام: أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور فأمر بتحري العبادة في البيوت
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:20 م]ـ
س165/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعلوا قبري عيدا)؟
ج/ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان مأخوذ من المعاودة والاعتياد فإذا كان اسما للمكان فهو المكان الذي يقصد فيه الاجتماع وانتيابه للعبادة وغيرها كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر جعلها الله عيدا للحنفاء ومثابة كما جعل أيام العيد فيها عيدا وكان للمشركين أعياد زمنية ومكانية فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى كما عوضهم من أعياد المشركين المكانية بالكعبة ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:21 م]ـ
س166/ إلام يشير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: يشير بذلك إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم فلا حاجة لكم إلى اتخاذه عيدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/412)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:28 م]ـ
س167/ ما صحة هذان الحديثان:
الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبرى عيدا وصلوا فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم] رواه أبو داود, الثاني: عن علي بن الحسين رضي الله عنه: [أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم] رواه في المختارة؟
ج/ هذا الحديث والذي قبله جيدان حسنا الإسنادين.
أما الأول: فرواه أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن نافع الصائغ قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكره, ورواته ثقات مشاهير, لكن عبد الله بن نافع قال فيه أبو حاتم: (ليس بالحافظ, تعرف وتنكر) وقال ابن معين: (هو ثقة) , وقال أبو زرعة: (لا بأس به) , وقال شيخ الإسلام رحمه الله: ومثل هذا إذا كان للحديث شواهد علم أنه محفوظ وهذا له شواهد متعددة, وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي: (هو حديث حسن جيد الإسناد وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة).
وأما الحديث الثاني: فرواه أبو يعلى والقاضي إسماعيل والحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدنية وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم قرب النسب وقرب الدار لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا له أضبط ا هـ
وقال سعيد بن منصور في سننه حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي سهل قال: رآني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة رضي الله عنها يتعشى فقال: هلم إلى العشاء فقلت: لا أريده فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه و سلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: [لا تتخذوا قبري عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ما أنتم وبني بالأندلس إلا سواء]
وقال سعيد أيضا: حدثنا حبان بن علي حدثنا محمد عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني]
قال شيخ الإسلام: فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث لا سيما وقد احتج به من أرسله وذلك يقتضي ثبوته عنده, هذا لو لم يرو من وجوه مسندة غير هذين فكيف وقد تقدم مسندا.
ـ[أم يسري]ــــــــ[16 - 12 - 09, 01:46 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جزى الله كاتب هذا الموضوع كل الخير .. و جعله فى ميزان حسناته .. ورزقنا و إياه الإخلاص فى كل أعمالنا.
بعد إذن كاتب الموضوع و تيسيراً على من يتابع هذا الموضوع القيم هذه روابط لما جاء فيه:
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2003 ( http://www.4shared.com/file/173890126/c367ea4b/_____22_____.html)
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2007 ( http://www.4shared.com/file/173892537/7b8bcb/_____22_____.html)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:24 م]ـ
ألف شكر أختي أم يسري, أسأل الله أن يكتب لك الأجر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:37 م]ـ
س168/ ما حكم قصد القبور لأجل الدعاء والصلاة عندها؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ما علمت أحدا رخص فيه, لأن ذلك نوع من اتخاذه عيدا, ويدل أيضا على أن قصد القبر للسلام إذا دخل المسجد ليصلي منهي عنه, لأن ذلك لم يشرع, وكره مالك لأهل المدينة كلما دخل الإنسان المسجد أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه و سلم, لأن السلف لم يكونوا يفعلون ذلك, قال: ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها, وكان الصحابة والتابعون رضي الله عنهم يأتون إلى مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فيصلون؛ فإذا قضوا الصلاة قعدوا أو خرجوا, ولم يكونوا يأتون القبر للسلام, لعلمهم أن الصلاة والسلام عليه في الصلاة أكمل وأفضل, وأما دخولهم عند قبره للصلاة والسلام عليه هناك أو للصلاة والدعاء فلم يشرعه لهم بل نهاهم عنه في قوله [لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني]؛ فبين أن الصلاة تصل إليه من بُعد, وكذلك السلام, ولعن من اتخذ قبور الأنبياء مساجد, وكانت الحجرة في زمانهم يدخل إليها من الباب إذا كانت عائشة رضي الله عنها فيها, وبعد ذلك إلى أن بني الحائط الآخر, وهم مع ذلك التمكن من الوصول إلى قبره لا يدخلون عليه لا للسلام ولا للصلاة ولا للدعاء لأنفسهم ولا لغيرهم ولا لسؤال عن حديث أو علم ولا كان الشيطان يطمع فيهم حتى يسمعهم كلاما أو سلاما فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبين لهم الأحاديث أو أنه قد رد عليهم السلام بصوت يسمع من خارج كما طمع الشيطان في غيرهم فأضلهم عند قبره وقبر غيره, حتى ظنوا أن صاحب القبر يأمرهم وينهاهم ويفتيهم ويحدثهم في الظاهر وأنه يخرج من القبر ويرونه خارجا من القبر, ويظنون أن نفس أبدان الموتى خرجت تكلمهم وأن روح الميت تجسدت لهم فرأوها كما رآهم النبي صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج.
والمقصود: أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يعتادون والسلام عليه عند قبره كما يفعله من بعدهم من الخلوف, وإنما كان بعضهم يأتي من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر كما كان ابن عمر يفعله, قال عبيد الله بن عمر عن نافع: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه ثم ينصرف, قال عبيد الله: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فعل ذلك إلا ابن عمر, وهذا يدل على أنه لا يقف عند القبر للدعاء إذا سلم كما يفعله كثير.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: لأن ذلك لم ينقل عن أحد من الصحابة فكان بدعة محضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/413)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:45 م]ـ
س169/ ما حكم شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم؟
ج/ هذه هي المسألة التي أفتى بها شيخ الإسلام رحمه الله ـ أعني من سافر لمجرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين ـ ونقل فيها اختلاف العلماء, فمن مبيح لذلك كالغزالي وأبي محمد المقدسي, ومن مانع لذلك كابن بطة وابن عقيل وأبي محمد الجويني والقاضي عياض وهو قول الجمهور, نص عليه مالك ولم يخالفه أحد من الأئمة وهو الصواب؛ لما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: [لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى] فدخل في النهي شدها لزيارة القبور والمشاهد فإما أن يكون نهيا وإما أن يكون نفيا, وجاء في رواية بصيغة النهي, فتعين أن يكون للنهي, ولهذا فهم منه الصحابة رضي الله عنهم المنع ـ كما في الموطأ والمسند والسنن ـ عن بصرة بن أبي بصرة الغفاري أنه قال لأبي هريرة ـ وقد أقبل من الطور ـ: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه لما خرجت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: [لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى] وروى الإمام أحمد وعمر بن شبة في أخبار المدينة بإسناد جيد عن قزعة قال: أتيت ابن عمر فقلت: إني أريد الطور فقال: "إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى فدع عنك الطور ولا تأته" فابن عمر وبصرة بن أبي بصرة جعلا الطور مما نهي عن شد الرحال إليه؛ لأن اللفظ الذي ذكراه فيه النهي عن شدها إلى غير الثلاثة مما يقصد به القربة, فعلم أن المستثنى منه عام في المساجد وغيرها, وأن النهي ليس خاصا بالمساجد, ولهذا نهيا عن شدها إلى الطور مستدلين بهذا الحديث, والطور إنما يسافر من يسافر إليه لفضيلة البقعة, فإن الله سماه الوادي المقدس والبقعة المباركة وكلم كليمه موسى عليه السلام هناك, وهذا هو الذي عليه الأئمة الأربعة وجمهور العلماء, ومن أراد بسط القول في ذلك والجواب عما يعارضه فعليه بما كتبه شيخ الإسلام مجيبا لابن الاخنائي فيما أعترض به على ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة وأخذ به العلماء وقياس الأولى لأن المفسدة في ذلك ظاهرة.
وأما النهي عن زيارة غير المساجد الثلاثة فغاية ما فيها: أنها لا مصلحة في ذلك توجب شد الرحال, ولا مزية تدعو إليه, وقد بسط القول في ذلك الحافظ محمد بن عبد الهادي في كتاب الصارم المنكي في رده السبكي, وذكر فيه علل الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم, وذكر هو وشيخ الإسلام رحمهما الله تعالى أنه لا يصح منها حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من أصحابه, مع أنها لا تدل على محل النزاع إذ ليس فيها إلا مطلق الزيارة, وذلك لا ينكره أحد, بدون شد الرحال, فيحمل على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شرك ولا بدعة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:48 م]ـ
فائدة:
المختارة: كتاب جمع فيه مؤلفه الأحاديث الجياد الزائدة عن الصحيحين, ومؤلفه: هو أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي, الحافظ ضياء الدين الحنبلي, أحد الأعلام, قال الذهبي: "أفنى عمره في هذا الشأن, مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والإتقان, فالله يرحمه ويرضى عنه" وقال شيخ الإسلام: "تصحيحه في مختاراته خير من تصحيح الحاكم بلا ريب", مات سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 08:49 م]ـ
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
س170/ ما سبب نزول قوله تعالى: {يؤمنون بالجبت والطاغوت}؟
ج/ روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فقالوا لهم: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد فقالوا: ما أنتم وما محمد؟ فقالوا: نحن نصل الأرحام وننحر الكوماء ونسقي الماء على اللبن ونفك العناة ونسقي الحجيج ومحمد صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج من غفار فنحن خير أم هو؟ فقالوا: أنتم خيرا وأهدى سبيلا فأنزل الله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} وفي مسند أحمد عن ابن عباس نحوه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 08:52 م]ـ
س171/ ما هو الجبت وما هو الطاغوت؟
ج/ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "الجبت السحر والطاغوت الشيطان", وكذلك قول ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وغيرهم, وعن ابن عباس وعكرمة وأبي مالك: "الجبت: الشيطان ـ زاد ابن عباس-: بالحبشية", وعن ابن عباس أيضا: "الجبت الشرك", وعنه: "الجبت الأصنام", وعنه: "الجبت: حيى بن أخطب", وعن الشعبي: "الجبت: الكاهن", وعن مجاهد: "الجبت: كعب بن الأشرف", قال الجوهري: "الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/414)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 08:54 م]ـ
فائدة في قوله تعالى: "وجعل منهم القردة والخنازير":
قال الثوري عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: [سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله؟ فقال: إن الله لم يهلك قوما ـ أو قال لم يمسخ قوما ـ فجعل لهم نسلا ولا عقبا وإنما القردة والخنازير كانت قبل ذلك] رواه مسلم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 08:58 م]ـ
س172/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "حذو القذة بالقذة"؟
ج/ القذة بضم القاف: واحدة القذذ, وهو ريش السهم, أي: لتتبعن طريقهم في كل ما فعلوه, وتشبهوهم في ذلك كما تشبه قذة السهم القذة الآخرى, وبهذا تظهر مناسبة الآيات للترجمة, وقد وقع كما أخبر وهو علم من أعلام النبوة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:01 م]ـ
س173/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"؟
ج/ في حديث آخر: "حتى لو كان فيهم من يأتي أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك", أراد صلى الله عليه و سلم أن أمته لا تدع شيئا مما كان يفعله اليهود والنصارى إلى فعلته كله؛ لا تترك منه شيئا, ولهذا قال سفيان بن عيينة: "من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى", قلت: فما أكثر الفريقين لكن من رحمة الله تعالى ونعمته أن جعل هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة كما في حديث ثوبان الآتي قريبا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:04 م]ـ
س174/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "زوى لي الأرض"؟
ج/ قال التوربشتي: "زويت الشئ جمعته وقبضته يريد تقريب البعيد منها حتى اطلع عليه إطلاعه على القريب", وحاصله أنه طوى له الأرض وجعلها مجموعة كهيئة كف في مرآة ينظره, قال الطيبي: "أي جمعها حتى بصرت ما تملكه أمتي من أقصى المشارق والمغارب منها".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:08 م]ـ
س175/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض"؟
ج/ قال القرطبي: "عنى به كنز كسرى وهو ملك الفرس وكنز قيصر وهو ملك الروم وقصورهما وبلادهما", وقد قال صلى الله عليه و سلم: [والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله] وعبر بالأحمر عن كنز قيصر لأن الغالب عندهم كان الذهب, وبالأبيض عن كنز كسرى لأن الغالب عندهم كان الجوهر والفضة, ووجد ذلك في خلافة عمر؛ فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته وما كان في بيوت أمواله وجميع ما حوته مملكته على سعتها وعظمتها وكذلك فعل الله بقيصر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:11 م]ـ
س176/ ماذا قال الشارح رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم: "وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة"؟
ج/ هكذا ثبت في أصل المصنف رحمه الله: "بعامة" بالباء, وهي رواية صحيحة في صحيح مسلم, وفي بعضها بحذفها, قال القرطبي: وكأنها زائدة لأن عامة: صفة السنة والسنة الجدب الذي يكون به الهلاك العام, ويسمى الجدب والقحط: سنة, يجمع على سنين كما قال تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} أي الجدب المتوالي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:13 م]ـ
س177/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فيستبيح بيضتهم"؟
ج/ قال الجوهري: "بيضة كل شئ حوزته", وبيضة القوم: ساحتهم, وعلى هذا فيكون معنى الحديث: إن الله تعالى لا يسلط العدو على كافة المسلمين حتى يستبيح جميع ما حازوه من البلاد والأرض ولو اجتمع عليهم من بأقطار الأرض؛ وهي جوانبها, وقيل: بيضتهم معظمهم وجماعتهم وإن قلوا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:15 م]ـ
س178/ من هو البرقاني؟
ج/ هو الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي الشافعي, ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة, ومات سنة خمس وعشرين وأربعمائة, قال الخطيب: "كان ثبتا ورعا لم نر في شيوخنا أثبت منه عارفا بالفقه كثير التصانيف", صنف مسندا ضمنه ما أشتمل عليه الصحيحان وجمع حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:18 م]ـ
فائدة:
عن زياد بن حدير قال: قال لي عمر رضي الله عنه: "هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين" رواه الدارمي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:22 م]ـ
س179/ ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي"؟
ج/ ليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقا؛ فإنهم لا يصحون كثرة لكون غالبهم تنشأ دعوته عن جنون أو سوداء, وإنما المراد من قامت له شوكة وبدأ له شبهة كمن وصفنا, وقد أهلك الله تعالى من وقع له منهم ذلك وبقي منهم من يلحقه بأصحابه وآخرهم الدجال الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/415)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:24 م]ـ
س180/ ما الجمع بين أحاديث نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وبين حديث"وأنا خاتم النبيين"؟
ج/ ينزل عيسى ابن مريم في آخر الزمان حاكما بشريعة محمد صلى الله عليه و سلم, مصليا إلى قبلته, فهو كأحد من أمته, بل هو أفضل هذه الأمة, قال النبي صلى الله عليه و سلم: [والذي نفسي بيده لينزلن فيكم ابن مريم حكما مقسطا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية].
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:28 م]ـ
س181/ من المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم"؟
ج/ قال يزيد بن هرون وأحمد بن حنبل: "إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم؟ ", وقال ابن المبارك وعلي بن المديني وأحمد بن سنان والبخاري وغيرهم: "إنهم أهل الحديث", وعن ابن المديني رواية: "هم العرب"؛ واستدل برواية من روى: "هم أهل الغرب"؛ وفسر الغرب بالدلو العظيمة لأن العرب هم الذين يستقون بها.
قال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدث ومفسر وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد, ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد؛ بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد وافتراقهم في أقطار الأرض, ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد وأن يكونوا في بعض دون بعض منه, ويجوز إخلاء الأرض من بعضهم أولا بأول إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد, فإذا انقرضوا جاء أمر الله ا هـ ملخصا مع زيادة فيه قاله الحافظ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:34 م]ـ
س182/ ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: "حتى يأتي أمر الله"؟
ج/ الظاهر أن المراد به ما روي من قبض من بقي من المؤمنين بالريح الطيبة, ووقوع الآيات العظام, ثم لا يبقى إلا شرار الناس كما روى الحاكم أن عبد الله بن عمر قال:" لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر أهل الجاهلية" فقال عقبة بن عامر لعبد الله: "اعلم ما تقول, وأما أنا فسمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك" قال عبد الله: "ويبعث الله ريحا ريحها المسك ومسها مس الحرير فلا تترك أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة", وفي صحيح مسلم: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله", وعلى هذا فالمراد بقوله في حديث عقبة وما أشبهه "حتى تأتيهم الساعة": ساعتهم, وهي وقت موتهم بهبوب الريح. ذكره الحافظ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:40 م]ـ
س183/ أين مكان هذه الطائفة المنصورة؟
ج/ اختلف في محل هذه الطائفة, فقال ابن بطال: "إنها تكون في بيت المقدس"؛ كما رواه الطبراني من حديث أبي أمامة قيل: يا رسول الله أين هم؟ قال: "ببيت المقدس", وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "هم بالشام", وفي كلام الطبري ما يدل على أنه لا يجب أن تكون في الشام أو في بيت المقدس دائما بل قد تكون في موضع آخر في بعض الأزمنة.
قلت: ويشهد له الواقع وحال أهل الشام وأهل بيت المقدس, فإنهم من أزمنة طويلة لا يعرف فيهم من قام بهذا الأمر بعد شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه وأصحابه في القرن السابع وأول الثامن, فإنهم كانوا في زمانهم على الحق يدعون إليه ويناظرون عليه ويجاهدون فيه, وقد يجيء من أمثالهم بعد بالشام من يقوم مقامهم بالدعوة إلى الحق والتمسك بالسنة والله على كل شئ قدير.
ومما يؤيد هذا أن أهل الحق والسنة في زمن الأئمة الأربعة وتوافر العلماء في ذلك الزمان وقبله وبعده لم يكونوا في محل واحد, بل هم في غالب الأمصار, في الشام منهم الأئمة, وفي الحجاز وفي مصر وفي العراق واليمن, وكلهم على الحق يناضلون ويجاهدون أهل البدع, ولهم المصنفات التي صارت أعلاما لأهل السنة وحجة على كل مبتدع.
فعلى هذا فهذه الطائفة قد تجتمع وقد تتفرق, وقد تكون في الشام وقد تكون في غيره, فإن حديث أبي أمامة وقول معاذ لا يفيد حصرها بالشام, وإنما يفيد أنها تكون في الشام في بعض الأزمنة لا في كلها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:43 م]ـ
باب ما جاء في السحر
س184/ عرف السحر؟
ج/ السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطف سببه, ولهذا جاء في الحديث: [إن من البيان لسحرا] وسمي السَحَر سَحَرا لأنه يقع خفيا آخر الليل.
قال أبو محمد المقدسي في الكافي: السحر عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:46 م]ـ
س185/ ما معنى قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}؟
ج/ قال ابن عباس: "من نصيب", قال قتادة: "وقد علم أهل الكتاب فيما عهد إليهم: أن الساحر لا خلاق له في الآخرة", وقال الحسن: "ليس له دين", فدلت الآية على تحريم السحر, وكذلك هو محرم في جميع أديان الرسل عليهم السلام كما قال تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} , وقد نص أصحاب أحمد أنه يكفر بتعلمه وتعليمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/416)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:48 م]ـ
س186/ هل يكفر الساحر أم لا؟
ج/ ذهب طائفة من السلف إلى أنه يكفر, وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد رحمهم الله, قال لأصحابه: إلا أن يكون سحره بأدوية وتدخين وسقى شئ يضر فلا يكفر.
وقال الشافعي: إذا تعلم السحر قلنا له: صف لنا سحرك؟ فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر, وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته كفر ا هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:50 م]ـ
س187/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "السبع الموبقات"؟
ج/ أي المهلكات وسميت هذه موبقات لأنها تهلك فاعلها في الدنيا بما يترتب عليها من العقوبات وفي الآخرة من العذاب
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:53 م]ـ
س188/ ما الجواب عن كون الموبقات في هذا الحديث سبع وفي غيره تسع وفي غيره بعدد آخر؟
ج/ يجاب: بأن مفهوم العدد ليس بحجة وهو ضعيف, أو بأنه أعلم أو لا بالمذكورات ثم أعلم بما زاد, فيجب الأخذ بالزائد, أو أن الاقتصار وقع بحسب المقام بالنسبة إلى السائل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 09:58 م]ـ
س189/ هل لمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة؟
ج/ ذهب ابن عباس وأبو هريرة وغيرهما إلى أنه لا توبة له استدلالا بقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} , وقال ابن عباس: "نزلت هذه الآية وهي آخر ما نزل وما نسخها شئ", وفي رواية: "لقد نزلت في آخر ما نزل وما نسخها شئ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم وما نزل وحي", وروي في ذلك آثار تدل لما ذهب إليه هؤلاء كما عند الإمام أحمد والنسائي وابن المنذر عن معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: [كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا]
وذهب جمهور الأمة سلفا وخلفا إلى أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله, فإن تاب وأناب عمل صالحا بدل الله سيئاته حسنات كما قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} الآيات.
قوله: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا"؛ قال أبو هريرة وغيره: "هذا جزاؤه إن جازاه", وقد روي عن ابن عباس ما يوافق قول الجمهور, فروى عبد بن حميد والنحاس عن سعيد بن عبادة أن ابن عباس رضي الله عنه كان يقول: "لمن قتل مؤمنا توبة", وكذلك ابن عمر رضي الله عنهما, وروي مرفوعا [أن جزاءه جهنم إن جازاه].
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:03 م]ـ
س190/ قال المصنف رحمه الله:"وعن جندب مرفوعا [حد الساحر ضربه بالسيف] ", من هو جندب هذا؟
ج/ ظاهر صنيع الطبراني في الكبير أنه جندب بن عبد الله البجلي لا جندب الخير الأزدي قاتل الساحر, فإنه رواه في ترجمة جندب البجلي من طريق خالد العبد عن الحسن عن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم, وخالد العبد ضعيف, قال الحافظ: "والصواب أنه غيره", وقد رواه ابن قانع والحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب الخير: أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات, وقال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: .... " فذكره, وجندب الخير هو جندب بن كعب, وقيل: جندب بن زهير, وقيل: هما واحد كما قال ابن حبان: أبو عبد الله الأزدي الغامدي صحابي روى ابن السكن من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: [يضرب ضربة واحدة فيكون أمة واحدة].
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:05 م]ـ
س191/ هل يُقتل الساحر؟
ج/ بهذا الحديث أخذ مالك وأحمد وأبو حنيفة, فقالوا: يقتل الساحر, وروي ذلك عن عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب وقيس ابن سعد وعمر بن عبد العزيز, ولم ير الشافعي القتل عليه بمجرد السحر إلا إن عمل في سحره ما يبلغ الكفر, وبه قال ابن المنذر, وهو رواية عن أحمد, والأول أولى للحديث ولأثر عمر وعمل به الناس في خلافته من غير نكير.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:07 م]ـ
س192/ هل يستتاب الساحر؟
ج/ يقتل من غير استتابة, وهو كذلك على المشهور عن أحمد, وبه قال مالك, لأن علم السحر لا يزول بالتوبة, وعن أحمد: يستتاب فإن تاب قبلت توبته, وبه قال الشافعي, لأن ذنبه لا يزيد عن الشرك, والمشرك يستتاب وتقبل توبته, ولذلك صح إيمان سحرة فرعون وتوبتهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:09 م]ـ
س193/ ما معنى قول الإمام أحمد رحمه الله:"عن ثلاث من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم"؟
ج/ أي صح قتل الساحر عن ثلاثة, أو جاء قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, يعني: عمر وحفصة وجندبا والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/417)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:14 م]ـ
باب بيان شيء من أنواع السحر
س194/ ما معنى قوله: "والطرق: الخط يخط بالأرض"؟
ج/ كذا فسره عوف, وهو كذلك, وقال أبو السعادات: هو الضرب بالحصى الذي يفعله النساء.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:18 م]ـ
فائدة:
قوله: قال الحسن: "رنة الشيطان"؛ قلت: ذكر إبراهيم بن محمد بن مفلح أن في تفسير بقي بن مخلد أن "إبليس رن أربع رنات: رنة حين لعن, ورنة حين أهبط, ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم, ورنة حين نزلت فاتحة الكتاب", قال سعيد بن جيير: "لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة, ورن رنة فكل رنة منها في الدنيا إلى يوم القيامة", رواه ابن أبي حاتم, وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده", رواه الحافظ الضياء في المختارة, الرنين: الصوت, وقد رن يرن رنينا, وبهذا يظهر معنى قول الحسن رحمه الله تعالى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:19 م]ـ
س195/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس"؟
ج/ قال أبو السعادات: قبست العلم واقتبسته إذا علمته ا هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:21 م]ـ
س196/ ما صحة حديث أبي هريرة رضي الله عنه: [من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه]؟
ج/ هذا حديث ذكره المصنف من حديث أبي هريرة وعزاه للنسائي وقد رواه النسائي مرفوعا وحسنه ابن مفلح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:23 م]ـ
س197/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر"؟
ج/ اعلم أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط ونفثوا على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدون من السحر قال الله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} يعني السواحر اللاتي يفعلن ذلك والنفث هو النفخ مع الريق وهو دون التفل والنفث فعل الساحر فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده المسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة نفخ في تلك العقيدة نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر والأذى مقارن للريق الممارج لذلك وقد يتساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور فيصيبه بإذن الله الكونى القدرى لا الشرعي قاله ابن القيم رحمه الله تعالى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:24 م]ـ
فائدة:
قوله: ومن سحر فقد أشرك نص في أن الساحر مشرك إذا لا يتأتى السحر بدون الشرك كما حكاه الحافظ عن بعضهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:25 م]ـ
س198/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم:"ومن تعلق شيئا وكل إليه"؟
ج/ أي من تعلق قلبه شيئا: بحيث يعتمد عليه ويرجوه وكله الله إلى ذلك الشئ فمن تعلق على ربه وإلهه وسيده ومولاه رب كل شئ ومليكه كفاه ووقاه وحفظه وتولاه فنعم المولى ونعم النصير قال تعالى: ' 39: 36 ' {أليس الله بكاف عبده} ومن تعلق على السحرة والشياطين وغيرهم من المخلوقين وكله الله إلى من تعلق فهلك ومن تأمل ذلك في أحوال الخلق ونظر بعين البصيرة رآى ذلك عيانا وهذا من جوامع الكلم والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:29 م]ـ
س199/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم" ألا هل أنبئكم ما العضه؟ "؟
ج/ بفتح المهملة وسكون المعجمة, قال أبو السعادات: "هكذا يروى في كتب الحديث, والذي في كتب الغريب: ألا أنبئكم ما العضه, بكسر العين وفتح الضاد", قال الزمخشري: "أصلها العضهة فعلة من العضة وهو البهت فحذفت لامه كما حذفت من السنة والشفة, وتجمع على "عضين" ثم فسره بقوله: "هي النميمة القالة بين", فأطلق عليها العضه لأنها لا تنفك من الكذب والبهتان غالبا ذكره القرطبي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:32 م]ـ
س200/ ما وجه كون النميمة من السحر؟
ج/ ذكر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة", وقال أبو الخطاب في عيون المسائل: "ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس", قال في الفروع: "ووجهه أن يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة, أشبه السحر, وهذا يعرف بالعرف والعادة؛ أنه يؤثر وينتج ما يعمله السحر أو أكثر فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر وهو أمر خاص ودليله خاص وهذا ليس بساحر وإنما يؤثر عمله ما يؤثره فيعطي حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة" انتهى ملخصا.
وبه يظهر مطابقة الحديث للترجمة, وهو يدل على تحريم النميمة, وهو مجمع عليه, قال ابن حزم رحمه الله: "اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة وفيه دليل على أنها من الكبائر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/418)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:35 م]ـ
س201/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا"؟
ج/ البيان: البلاغة والفصاحة, قال صعصعة بن صوحان: "صدق نبي الله فإن الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق", وقال ابن عبد البر: "تأوله طائفة على الذم, لأن السحر مذموم, وذهب أكثر أهل العلم وجماعة أهل الأدب إلى أنه على المدح, لأن الله تعالى مدح البيان", قال: "وقد قال عمر بن عبد العزيز لرجل سأله عن حاجة فأحسن المسألة فأعجبه قوله, قال: هذا ولله السحر الحلال" انتهى, والأول أصح, والمراد به البيان الذي فيه تمويه على السامع وتلبيس.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:37 م]ـ
فائدة:
قوله: "إن من البيان لسحرا"؛ هذا من التشبيه البليغ, لكون ذلك يعمل عمل السحر فيجعل الحق في قالب الباطل والباطل في قالب الحق فيستميل به قلوب الجهال حتى يقبلوا الباطل وينكروا الحق ونسأل الله الثبات والاستقامة على الهدى.
وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره ويبطل الباطل ويبينه فهذا هو الممدوح, وهكذا حال الرسل وأتباعهم, ولهذا علت مراتبهم في الفضائل وعظمت حسناتهم.
وبالجملة فالبيان لا يحمد إلا إذا لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب وتغطية الحق وتحسين الباطل فإذا خرج إلى هذا فهو مذموم وعلى هذا تدل الأحاديث كحديث الباب وحديث [إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها] رواه أحمد وأبو داود.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:40 م]ـ
باب ما جاء في الكهان ونحوهم
س202/ من هو الكاهن؟
ج/ الكاهن هو الذي يأخذ عن مسترق السمع, وكانوا قبل المبعث كثيرا, وأما بعد المبعث فإنهم قليل, لأن الله تعالى حرس السماء بالشهب, وأكثر ما يقع في هذه الأمة ما يخبر به الجن أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار فيظنه الجاهل كشفا وكرامة, وقد اغتر بذلك كثير من الناس, يظنون المخبر لهم بذلك عن الجن وليا لله وهو من أولياء الشيطان.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:43 م]ـ
س203/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما"؟
ج/ إذا كانت هذه حال السائل فكيف بالمسئول؟ قال النووي وغيره: "معناه أنه لا ثواب له فيها وإن كانت مجزئة بسقوط الفرض عنه ولا بد من هذا التأويل في هذا الحديث فإن العلماء متفقون على أنه لا يلزم من أتى العراف إعادة صلاة أربعين ليلة". ا هـ ملخصا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:46 م]ـ
فائدة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: [من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم] رواه أبو داود.
وفي رواية أبي داود: "أو أتى امرأة" ـ قال مسدد: "امرأته حائضا ـ أو أتى امرأة", قال مسدد: "امرأته في دبرها ـ فقد بريء مما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم", فناقل هذا الحديث من السنن حذف منه هذه الجملة واقتصر على ما يناسب الترجمة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:47 م]ـ
فائدة:
قال: وللأربعة والحاكم ـ وقال صحيح على شرطهما عن النبي صلى الله عليه و سلم من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم.
هكذا بيض المصنف اسم الراوي, وقد رواه أحمد والبيهقي والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:53 م]ـ
س204/ كيف نجمع بين هذين الحديثين:
1 - [من أتى عرافا فسأله عن شئ فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما].
2 - [من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم]؟
ج/ قال بعضهم: لا تعارض بين هذا وبين حديث من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة؛ هذا على قول من يقول هو كفر دون كفر, أما على قول من يقول بظاهر الحديث فيسأل عن وجه الجمع بين الحديثين, وظاهر الحديث -أي الثاني- أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان, وكان غالب الكهان قبل النبوة إنما كانوا يأخذون عن الشياطين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/419)
وقوله: فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم: قال القرطبي: المراد بالمنزل: الكتاب والسنة ا هـ, وهل الكفر في هذا الموضع كفر دون كفر فلا ينقل عن الملة أم يتوقف فيه فلا يقال يخرج عن الملة ولا يخرج؟ وهذا أشهر الروايتين عن أحمد رحمه الله تعالى
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:00 م]ـ
س205/ من هو العراف؟
ج/ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: إن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم كالحارز الذي يدعى علم الغيب أو يدعى الكشف.
وقال أيضا: والمنجم يدخل في اسم العراف وعند بعضهم هو معناه.
وقال أيضا: والمنجم يدخل في اسم الكاهن عند الخطابي وغيره من العلماء وحكى ذلك عن العرب وعند آخرين هو من جنس الكاهن وأسوء حالا منه فيلحق به من جهة المعنى.
وقال الإمام أحمد: العرافة طرف من السحر والساحر أخبث.
وقال أبو السعادات: العراف المنجم والحارز الذي يدعى علم الغيب وقد استأثر الله تعالى به.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: من اشتهر بإحسان الزجر عندهم سموه عائفا وعرافا.
والمقصود من هذا: معرفة أن من يدعى معرفة علم الشئ من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن وإما مشارك له في المعنى فيلحق به وذلك أن إصابة المخبر ببعض الأمور الغائبة في بعض الأحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من الشياطين ويكون بالفأل والزجر والطيرة والضرب بالحصى والخط في الأرض والتنجيم والكهانة والسحر ونحو هذا من علوم الجاهلية ونعنى بالجاهلية كل من ليس من أتباع الرسل عليهم السلام كالفلاسفة والكهان والمنجمين وجاهلية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم فإن هذا علوم لقوم ليس لهم علم بما جاءت به الرسل صلى الله عليهم وسلم وكل هذه الأمور تسمى صاحبها كاهنا أو عرافا أو في معناهما فمن أتاهم فصدقهم بما يقولون لحقه الوعيد وقد ورث هذه العلوم عنهم أقوام فادعوا بها علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه وادعوا أنهم أولياء وأن ذلك كرامة, ولا ريب أن من ادعى الولاية واستدل بإخباره ببعض المغيبات فهو من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن, إن الكرامة أمر يجريه الله على يد عبده المؤمن التقي, إما بدعاء أو أعمال صالحة لا صنع للولي فيها ولا قدرة له عليها, بخلاف من يدعي أنه ولي ويقول للناس: اعلموا أني أعلم المغيبات! فإن هذه الأمور قد تحصل بما ذكرنا من الأسباب, وإن كانت أسبابا محرمة كاذبة في الغالب, ولهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم في وصف الكهان: "فيكذبون معها مائة كذبة", فبين أنهم يصدقون مرة ويكذبون مائة, وهكذا حال من سلك سبيل الكهان ممن يدعى الولاية وتزكية النفس المنهي عنها بقوله: {فلا تزكوا أنفسكم} وليس هذا من شأن الأولياء, فإن شأنهم الإزراء على نفوسهم وعيبهم لها وخوفهم من ربهم, فكيف يأتون الناس ويقولون: اعرفوا أننا أولياء وأنا نعلم الغيب؟ وفي ضمن ذلك طلب المنزلة في قلوب الخلق واقتناص الدنيا بهذه الأمور وحسبك, بحال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم, وهم سادات الأولياء, أفكان عندهم من هذه الدعاوى والشطحات شئ؟ لا والله, بل كان أحدهم لا يملك نفسه من البكاء إذا قرآ القرآن؛ كالصديق رضي الله عنه, وكان عمر رضي اله عنه يسمع نشيجه من وراء الصفوف يبكي في صلاته وكان يمر بالآية في ورده من الليل فيمرض منها ليالي يعودونه وكان تميم الداري يتقلب على فراشه ولا يستطيع النوم إلا قليلا خوفا من النار ثم يقوم إلى صلاته, ويكفيك في صفات الأولياء ما ذكره الله تعالى في صفاتهم في سورة الرعد والمؤمنين والفرقان والذاريات والطور, فالمتصفون بتلك الصفات هم الأولياء الأصفياء لا أهل الدعوى والكذب ومنازعة رب العالمين فيما اختص به من الكبرياء والعظمة وعلم الغيب, بل مجرد دعواه علم الغيب كفر, فكيف يكون المدعي لذلك وليا لله؟ ولقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين, ولبسوا بها على خفافيش القلوب: نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.(56/420)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:03 م]ـ
فائدة:
قوله: "وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد .... " إلى آخره؛ هذا الأثر رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا وإسناده ضعيف, ولفظه [رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة] ورواه أحمد بن زنجويه عنه بلفظ: "رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:05 م]ـ
س206/ ما حكم كتابة أبي جاد وتعلمها؟
ج/ كتابة أبي جاد وتعلمها لمن يدعى بها علم الغيب هو الذي يسمى علم الحرف وهو الذي جاء في الوعيد, فأما تعلمها للتهجي وحساب الحمل فلا بأس به.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:07 م]ـ
س207/ ما معنى قوله: "وينظرون في النجوم"؟
ج/ أي يعتقدون أن لها تأثيرا كما سيأتي في باب التنجيم, وفيه من الفوائد عدم الاغترار بما يؤتاه أهل الباطل من معارفهم وعلومهم كما قال تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:27 ص]ـ
باب ما جاء في النشرة
س208/ ما هي النشرة؟
ج/ قال أبو السعادات: "النشرة ضرب من العلاج والرقية يعالج به من يظن أن به مسا من الجن؛ سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء؛ أي يكشف ويزال".
قال الحسن: النشرة من السحر, وقد نشرت عنه تنشيرا, ومنه الحديث: فلعل طبا أصابه ثم نشره بقل أعوذ برب الناس؛ أي رقاه.
وقال ابن الجوزي: النشرة حل السحر عن المسحور, ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:29 ص]ـ
س209/ ما صحة حديث جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن النشرة؟ فقال: [هي من الشيطان]؟
ج/ هذا الحديث رواه أحمد ورواه عنه أبو داود في سننه والفضل بن زياد في كتاب المسائل عن عبد الرزاق عن عقيل بن معقل بن منبه عن جابر فذكره, قال ابن مفلح: إسناد جيد وحسن الحافظ إسناده.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:30 ص]ـ
س210/ ما معنى قول أحمد: "ابن مسعود يكره هذا كله"؟
ج/ أراد أحمد رحمه الله أن ابن مسعود يكره النشرة التي هي من عمل الشيطان كما يكره تعليق التمائم مطلقا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:33 ص]ـ
س211/ ما معنى قوله: "رجل به طب"؟
ج/ بكسر الطاء أي سحر يقال: طُبَّ الرجل ـ بالضم ـ, إذا سحر, ويقال: كنوا عن السحر بالطب تفاؤلا كما يقال للديغ: سليم.
وقال ابن الأنباري: الطب من الأضداد, يقال لعلاج الداء طب والسحر من الداء يقال له طب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:35 ص]ـ
س112/ ما معنى قوله: "يؤخذ عن امرأته"؟
ج/ أي يحبس عن امرأته ولا يصل إلى جماعها, والأُخذة ـ بضم الهمزة ـ: الكلام الذي يقوله الساحر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:37 ص]ـ
س213/ ما معنى قوله: "لا بأس به"؟
ج/ يعني أن النشرة لا بأس بها لأنهم يريدون بها الإصلاح أي إزالة السحر ولم ينه عما يراد به الإصلاح وهذا من ابن المسيب يحمل على نوع من النشرة لا يعلم أنه سحر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:39 ص]ـ
س214/ من الذي روى قول الحسن: "لا يحل السحر إلا ساحر"؟
ج/ ابن الجوزي في جامع المسانيد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:41 ص]ـ
س215/ اذكر شيئاً من النشرة الجائزة؟
ج/ ما رواه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور: الآية التي في سورة يونس: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون} وقوله: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} إلى آخر الآيات الأربع وقوله: {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى}
وقال ابن بطال: في كتاب وهب بن منبه: أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل مابه هو جيد للرجل إذا حبس عن أهله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:45 ص]ـ
باب ما جاء في التطير
س216/ ما هي الطيرة؟
ج/ أصله التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشارع وأبطله وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع ولا دفع ضر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:48 ص]ـ
س217/ ما معنى قوله تعالى {ألا إنما طائرهم عند الله}؟
ج/ قال ابن عباس: "طائرهم: ماقضى عليهم وقدر لهم", وفي رواية: "شؤمهم عند الله ومن قِبَلِه"؛ أي إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/421)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:08 م]ـ
س218/ ما معنى قوله تعالى: "قالوا طائركم معكم"؟
ج/ المعنى ـ والله أعلم ـ حظكم وما نابكم من شر معكم؛ بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين, ليس هو من أجلنا ولا بسببنا؛ بل ببغيكم وعدوانكم؛ فطائر الباغي الظالم معه, فما وقع به من الشر فهو سببه الجالب له؛ وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله؛ كما قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون} , ويحتمل أن يكون المعنى: طائركم معكم: أي راجع عليكم, فالتطير الذي حصل لكم إنما يعود عليكم, وهذا من باب القصاص في الكلام, ونظيره قوله عليه الصلاة و السلام: [إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم] ذكره ابن القيم رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:10 م]ـ
س219/ ما معنى قوله تعالى: "أإن ذكرتم"؟
ج/ أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام {بل أنتم قوم مسرفون} قال قتادة: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا؟.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:11 م]ـ
س220/ ما مناسبة الآيتين للترجمة؟
ج/ أن التطير من عمل أهل الجاهلية والمشركين, وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التطير, وأخبر أنه شرك كما سيأتي في أحاديث الباب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:26 م]ـ
س221/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى"؟
ج/ قال أبو السعادات: العدوى اسم من الإعداء كالدعوى, يقال: أعداه الداء يعديه إعداءً إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء.
وقال غيره: لا عدوى هو اسم من الإعداء, وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره, والمنفي نفس سراية العلة أو إضافتها إلى العلة, والأول هو الظاهر.
وفي رواية لمسلم أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ويحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "لا يورد ممرض على مصح"؛ ثم إن أبا هريرة اقتصر على حديث: "لا يورد ممرض على مصح" وأمسك عن حديث "لا عدوى ... " فراجعوه وقالوا: سمعناك تحدث به! فأبى أن يعترف به, قال أبو مسلمة ـ الراوي عن أبي هريرة-: فلا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر؟
وقد روى حديث: "لا عدوى .... " جماعة من الصحابة: أنس بن مالك وجابر بن عبد الله والسائب بن يزيد وابن عمر وغيرهم؛ وفي بعض روايات هذا الحديث: "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد",
وقد اختلف العلماء في ذلك, وأحسن ما قيل فيه: قول البيهقي وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم: أن قوله: "لا عدوى": على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى؛ وأن هذه الأمور تعدي بطبعها؛ وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شئ من الأمراض سببا لحدوث ذلك, ولهذا قال: "فر من المجذوم كما تفر من الأسد", وقال: "لا يورد ممرض على مصح", وقال في الطاعون: "من سمع به في أرض فلا يقدم عليه", وكل ذلك بتقدير الله تعالى, ولأحمد والترمذي عن ابن مسعود مرفوعا: " لا يعدي شئ, قالها ثلاثا" فقال أعرابي: يا رسول الله إن النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصائبها ورزقها " فأخبر صلى الله عليه و سلم أن ذلك كله قضاء الله وقدره, والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا كان في عافية, فكما أنه يؤمر أن لا يلقي نفسه في الماء والنار مما جرت العادة أن يهلك أو يضر فكذلك اجتنب مقاربة المريض كالمجذوم, والقدوم على بلد الطاعون, فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف, فالله سبحانه هو خالق الأسباب ومسبباتها, لا خالق غيره ولا مقدر غيره, وأما إذا قوي التوكل على الله والإيمان بقضاء الله وقدره فقويت النفس على مباشرة بعض هذه الأسباب اعتمادا على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر؛ ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك, لاسيما إذا كانت مصلحة عامة أو خاصة, وعلى هذا يحمل الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: " أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه ", وقد أخذ به الإمام أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/422)
وروي ذلك عن ابن عمر وابنه وسلمان رضي الله عنهم, ونظير ذلك ما روي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أكل السم, ومنه مشى سعد بن أبي وقاص وأبي مسلم الخولاني على متن البحر. قاله ابن رجب رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:34 م]ـ
س222/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا طيرة"؟
ج/ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: يحتمل أن يكون نفيا أو نهيا, أي: "لا تطيروا", ولكن قوله في الحديث: "لا عدوي ولا صفر ولا هامة" يدل على أن المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها, والنفي في هذا أبلغ من النهي, لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره, والنهي إنما يدل على المنع منه.
وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم " ومنا أناس يتطيرون قال: ذلك شئ يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم " فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطير به, فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده لما رآه وسمعه, فأوضح صلى الله عليه و سلم لأمته الأمر وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليه علامة ولا فيها دلالة ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه, ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه وخلق لأجلها السماوات والأرض وعمر الدارين الجنة والنار بسبب التوحيد, فقطع صلى الله عليه و سلم علق الشرك في قلوبهم لئلا يبقى فيها علقة منها, ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة, فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى, واعتصم بحبله المتين, وتوكل على الله قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها, وبادر خواطرها من قبل استمكانها, قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح, فقال رجل من القوم: خير خير, فقال له ابن عباس: "لاخير ولا شر" فبادره بالإنكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر, وخرج طاوس مع صاحب له في سفر فصاح غراب فقال الرجل: خير, فقال طاوس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني ا هـ ملخصا.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيراً
ورفع الله قدرك
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 03:59 م]ـ
وإياك أخي الغالي,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:05 م]ـ
س223/ ألا يعارض ما ذكرنا من تحريم الطيرة حديث: "الشؤم في ثلاث: في المرأة والدابة والدار"؟
ج/ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: إخباره صلى الله عليه و سلم بالشؤم في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها الله سبحانه؛ وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق منها أعيانا مشؤومة على من قاربها وساكنها؛ وأعيانا مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر, وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً يريان الخير على وجهه؛ ويعطى غيرهما ولداً مشؤوماً يريان الشر على وجهه, وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية وغيرها, فكذلك الدار والمرأة والفرس, والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس, فيخلق بعض هذه الأعيان سعوداً مباركة, ويقضي بسعادة من قاربها, وحصول اليمن والبركة له, ويخلق بعضها نحوساً يتنحس بها من قاربها, وكل ذلك بقضائه وقدره, كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة, كما خلق المسك وغيره من الأرواح الطيبة ولذذ بها من قاربها من الناس, وخلق ضدها وجعلها سببا لألم من قاربها من الناس, والفرق بين هذين النوعين مدرك بالحس, فكذلك الديار والنساء والخيل, فهذا لون والطيرة الشركية لون. انتهى
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:09 م]ـ
س224/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا هامة"؟
ج/ قال الفراء: "الهامة طير من طير الليل"؛ كأنه يعني البومة, قال ابن الأعرابي: "كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم؛ يقول: نعت إلى نفسي أو أحدا من أهل داري", فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:13 م]ـ
س225/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا صفر"؟
ج/ صفر بفتح الفاء, روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال: "هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس, وهي أعدى من الجرب عند العرب, وعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى"؛ وممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد والبخاري وابن جرير.
وقال آخرون: المراد به شهر صفر؛ والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه وهو قول مالك.
وروى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: "إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر ويقولون: إنه مشؤوم, فأبطل النبي صلى الله عليه و سلم ذلك"؛ قال ابن رجب: ولعل هذا القول أشبه الأقوال, والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها, وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء, وتشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/423)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:18 م]ـ
س226/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا غول"؟
ج/ قال أبو السعادات: الغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس, تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم؛ أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وأبطله.
فإن قيل: ما معنى النفي وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان "؟
أجيب عنه: بأن ذلك كان في الإبتداء؛ ثم دفعها الله عن عباده؛ أو يقال: المنفي ليس وجود الغول؛ بل ما يزعمه العرب من تصرفه في نفسه؛ أو يكون المعنى بقوله "لا غول": أنها لا تستطيع أن تضل أحدا مع ذكر الله والتوكل عليه؛ ويشهد له الحديث الآخر " لا غول ولكن السعالى سحرة الجن "؛ أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " أي ادفعوا شرها بذلك بذكر الله.
وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها أو عدمه, ومنه حديث أبي أيوب " كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجي فتأخذ ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:35 م]ـ
س227/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ويعجبني الفأل"؟
ج/ قال أبو السعادات: الفأل مهموز؛ فيما يسر ويسوء, والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء, وربما استعملت فيما يسر, يقال: تفاءلت بكذا وتفاولت, على التحقيق والقلب, وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفا, وإنما أحب الفأل لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير, وإذا قطعوا آمالهم ورجاءهم من الله تعالى كان ذلك من الشر, وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء, والتفاؤل: أن يكون رجل مريض فيسمع آخر يقول: يا سالم, أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد, فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته, ومنه الحديث: " قيل يا رسول الله ما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:40 م]ـ
فائدة:
قوله: ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: " أحسنها الفأل, ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ".
قوله: عن عقبة بن عامر: هكذا وقع في نسخ التوحيد وصوابه: عن عروة بن عامر؛ كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما؛ وهو مكي اختلف في نسبه؛ فقال أحمد: عن عروة بن عامر القرشي, وقال غيره: الجهني, واختلف في صحبته؛ فقال الماوردي: له صحبة, وذكره ابن حبان في ثقات التابعين, وقال المزي: لا صحبة له تصح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:42 م]ـ
فائدة:
النبي صلى الله عليه و سلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج لحاجته يحب أن يسمع: يا نجيح يا راشد ", وروى أبو داود عن بريدة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يتطير من شيء, وكان إذا بعث عاملاً سأله عن اسمه, فإذا أعجبه فرح به, وإن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه, وإسناده حسن وهذا فيه استعمال الفأل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:48 م]ـ
س228/ ما حكم الطيرة؟
ج/ قال ابن حمدان: "تكره الطيرة"؛ وكذا قال غيره من أصحاب أحمد.
قال ابن مفلح: "والأولى القطع بتحريمها لأنها شرك, وكيف يكون الشرك مكروها الكراهية الإصطلاحية؟ ".
قال في شرح السنن: "وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن الطيرة تجلب لهم نفعا أو تدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبها, فكأنهم أشركوا مع الله تعالى".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:50 م]ـ
س229/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وما منا إلا"؟
ج/ قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار التقدير: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك ا هـ
وقال الخلخاني: حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة, وهذا من أدب الكلام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:52 م]ـ
س230/ ما معنى قول المصنف: "وجعل آخره من قول ابن مسعود"؟
ج/ قال ابن القيم: "وهو من الصواب, فإن الطيرة نوع من الشرك".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:53 م]ـ
س231/ ما صحة حديث ابن عمرو: " ومن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك "؟
ج/ هذا الحديث رواه أحمد والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص, وفي إسناده ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:01 م]ـ
س232/ ما صحة حديث الفضل بن عباس قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تطيرت فقال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك "؟
ج/ هذا الحديث عند الإمام أحمد من حديث الفضل بن عباس قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تطيرت فقال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك " وفي إسناده انقطاع, أي بين مسلمة راويه وبين الفضل؛ وهو الفضل بن العباس بن عبد المطلب؛ ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم, قال ابن معين: "قتل يوم اليرموك", وقال غيره: "قتل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة وهو ابن اثنتين وعشرين سنة", وقال أبو داود: "قتل بدمشق, كان عليه درع رسول الله صلى الله عليه و سلم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/424)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:04 م]ـ
س233/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك"؟
ج/ هذا حد الطيرة المنهي عنها: أنها ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده؛ ويمنعه من المضي فيه كذلك, وأما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه و سلم فيه نوع بشارة, فيسر به العبد ولا يعتمد عليه بخلاف ما يمضيه أو يرده, فإن للقلب عليه نوع اعتماد, فافهم الفرق, والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:05 م]ـ
باب ما جاء في التنجيم
س234/ عرف التنجيم؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله: التنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفكلية على الحوادث الأرضية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:09 م]ـ
س235/ من الذين خرجوا قول قتادة: خلق الله هذه النجموم لثلاث: زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به؟
ج/ هذا الأثر علقه البخاري في صحيحه؛ وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم؛ وأخرجه الخطيب في كتاب النجوم عن قتادة؛ ولفظه قال: إنما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة للسماء, وجعلها يهتدى بها, وجعلها رجوما للشياطين, فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به, وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة: من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا, ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا, ولعمري ما من نجم إلا يولد به الأحمر والأسود, والطويل والقصير, والحسن والدميم, وما علم هذه النجوم وهذا الدابة وهذا الطائر بشيء من هذا الغيب, ولو أن أحدا علم الغيب لعلمه آدم الذي خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شئ. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:15 م]ـ
س236/ ما حكم تعلم منازل القمر؟
ج/ قال الخطابي: أما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة فإنه غير داخل فيما نهى عنه؛ وذلك أن معرفة رصد الظل ليس شيئا أكثر من أن الظل ما دام متناقصا فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء من الأفق الشرقي؛ وإذا أخد في الزيادة فالشمس هابطة من وسط السماء نحو الأفق الغربي؛ وهذا علم يصح إدراكه بالمشاهدة, إلا أن أهل هذه الصناعة قد دبروها بما اتخذوه من الآلات التي يستغني الناظر فيها عن مراعاة مدته ومراصدته, وأما ما يستدل به من النجوم على جهة القبلة فإنها كواكب رصدها أهل الخبرة من الأئمة الذين لا نشك في عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما أخبروا به عنها مثل أن يشاهدها بحضرة الكعبة, ويشاهدها على حال الغيبة عنها, فكان إدراكهم الدلالة منها بالمعاينة, وإدراكنا ذلك بقبول خبرهم إذ كانوا عندنا غير مهتمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم. انتهى
وروى ابن المنذر عن مجاهد أنه كان لا يرى بأسا أن يتعلم الرجل منازل القمر, وروي عن إبراهيم أنه كان لا يرى بأسا أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به, قال ابن رجب: والمأذون في تعلمه: التسيير, لا علم التأثير؛ فإنه باطل محرم قليله وكثيره, وأما علم التسيير فيتعلم ما يحتاج إليه منه للاهتداء ومعرفة القبلة والطرق, وهو جائز عند الجمهور.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:18 م]ـ
س237/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة"؟
ج/ هذا من نصوص الوعيد التي كره السلف تأويلها؛ وقالوا: أمروها كما جاءت, ومن تأولها فهو على خطر من القول على الله بلا علم, وأحسن ما يقال: إن كل عمل دون الشرك والكفر المخرج عن ملة الإسلام فإنه يرجع إلى مشيئة الله؛ فإن عذبه فقد استوجب العذاب, وإن غفر له فبفضله وعفوه ورحمته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:22 م]ـ
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
س238/ ما هي الأنواء؟
ج/الأنواء جمع نوء؛ وهي منازل القمر. قال أبو السعادات: وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:23 م]ـ
س239/ ما معنى قوله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}؟
ج/ روى الإمام أحمد والترمذي ـ وحسنه ـ وابن جرير وابن أبي حاتم والضياء في المختارة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " {وتجعلون رزقكم} يقول: شكركم {أنكم تكذبون} تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا: بنجم كذا وكذا "؛ وهذ أولى ما فسرت به الآية, وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغيرهم وهو قول جمهور المفسرين؛ وبه يظهر وجه استدلال المصنف رحمه الله بالآية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:26 م]ـ
س240/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "الجهل بالأحساب"؟
ج/ أي التعاظم على الناس بالآباء ومآثرهم, وذلك جهل عظيم, إذ لا كرم إلا بالتقوى كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/425)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:28 م]ـ
س241/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "والطعن في الأنساب"؟
ج/ أي الوقوع فيها بالعيب والتنقص, ولما عير أبو ذر رضي الله عنه رجلاً بأمه قال له النبي صلى الله عليه و سلم: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية " متفق عليه؛ فدل على أن الطعن في الأنساب من عمل الجاهلية, وأن المسلم قد يكون فيه شيء من هذه الخصال, بجاهلية ويهودية ونصرانية, ولا يوجب ذلك كفره ولا فسقه, قاله شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:30 م]ـ
س242/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "والاستسقاء بالنجوم"؟
ج/ أي نسبة المطر إلى النوء؛ وهو سقوط النجم؛ كما أخرج الإمام أحمد وابن جرير عن جابر السوائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " أخاف على أمتي ثلاثا: استسقاء بالنجوم وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:34 م]ـ
س243/ ما حكم قول القائل: "مطرنا بنجم كذا"؟
ج/ لا يخلو إما أن يعتقد أن له تأثيراً في إنزال المطر؛ فهذا شرك وكفر؛ وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية؛ كاعتقادهم أن دعاء الميت والغائب يجلب لهم نفعاً أو يدفع عنهم ضراً أو أنه يشفع بدعائهم إياه, فهذا هو الشرك الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه و سلم بالنهي عنه وقتال من فعله كما قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} والفتنة الشرك, وإما أن يقول: مطرنا بنوء كذا مثلاً, لكن مع اعتقاده أن المؤثر هو الله وحده, لكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم, والصحيح: أنه يحرم نسبة ذلك إلى النجم ولو على طريق المجاز, فقد صرح ابن مفلح في الفروع: بأنه يحرم قول مطرنا بنوء كذا, وجزم في الإنصاف بتحريمه ولو على طريق المجاز, ولم يذكر خلافاً, وذلك أن القائل لذلك نسب ما هو من فعل الله تعالى الذي لا يقدر عليه غيره إلى خلق مسخر لا ينفع ولا يضر ولا قدرة له على شيء, فيكون ذلك شركا أصغر, والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:36 م]ـ
س244/ ما هي النياحة؟
ج/ النياحة: أي: رفع الصوت بالندب على الميت؛ لأنها تسخط بقضاء الله, وذلك ينافي الصبر الواجب, وهي من الكبائر؛ لشدة الوعيد والعقوبة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:38 م]ـ
س245/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "سربال من قطران"؟
ج/ قال القرطبي: السربال واحد السرابيل, وهي الثياب والقميص, يعني أنهن يُلَطَّخن بالقطران؛ فيكون لهن كالقمص؛ حتى يكون اشتعال النار بأجسادهن أعظم, ورائحتهن أنتن, وألمهن بسبب الجرب أشد, وروي عن ابن عباس: إن القطران هو النحاس المذاب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:42 م]ـ
س246/ ما معنى قوله تعالى: "مواقع النجوم"؟
ج/ قال مجاهد: "مواقع النجوم: مطالعها ومشارقها"؛ واختاره ابن جرير.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:44 م]ـ
س247/ ما معنى قوله تعالى: {في كتاب مكنون}؟
ج/ أي في كتاب معظم محفوظ موقر, قاله ابن كثير.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: اختلف المفسرون في هذا؛ فقيل: هو اللوح المحفوظ, والصحيح أنه الكتاب الذي بأيدي الملائكة, وهو المذكور في قوله: {في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة}؛ ويدل على أنه الكتاب الذي بأيدي الملائكة قوله: {لا يمسه إلا المطهرون} فهذا يدل على أنه بأيديهم يمسونه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:47 م]ـ
س248/ ما معنى قوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}؟
ج/ قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يمسه إلا المطهرون, قال: الكتاب الذي في السماء, وفي رواية: "لا يمسه إلا المطهرون" يعني: الملائكة, وقال قتادة: لا يمسه عند الله إلا المطهرون فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس والمنافق الرجس, واختار هذا القول كثيرون منهم ابن القيم رحمه الله ورجحه, وقال ابن زيد: زعمت قريش أن هذا القرآن تنزلت به الشياطين؛ فأخبر الله تعالى أنه لا يمسه إلا المطهرون كما قال تعالى: {وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون}؛ قال ابن كثير: هذا قول جيد, وهو لا يخرج عن القول قبله, وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في هذه الآية: لا يجد طعمه إلا من آمن به.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:48 م]ـ
وقال آخرون: {لا يمسه إلا المطهرون} أي من الجنابة والحدث, قالوا: ولفظ الآية خبر معناه الطلب, قالوا: والمراد بالقرآن ههنا المصحف, واحتجوا على ذلك بما رواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمرو بن حزم: أن لا يمس القرآن إلا طاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/426)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:51 م]ـ
باب
س249/ ما معنى قوله تعالى: {يحبونهم كحب الله}؟
ج/ في تقدير الآية قولان:
أحدهما: والذين آمنوا أشد حبا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم وآلهتهم التي يحبونها ويعظمونها من دون الله.
وروى ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى: {يحبونهم كحب الله} مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد, {والذين آمنوا أشد حبا لله} من الكفار لأوثانهم ثم روى عن ابن زيد قال: هؤلاء المشركون أندادهم آلهتهم التي عبدوا مع الله يحبونهم كما يحب الذين آمنوا الله والذين آمنوا أشد حبا لله من حبهم آلهتهم انتهى.
والثاني: والذين آمنوا أشد حبا لله من المشركين بالأنداد لله فإن محبة المؤمنين خالصة ومحبة أصحاب الأنداد قد ذهبت أندادهم بقسط منها والمحبة الخالصة أشد من المشتركة والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى: {يحبونهم كحب الله} فإن فيها قولين أيضا:
أحدهما: يحبونهم كما يحبون الله فيكون قد أثبت لهم محبة الله ولكنها محبة أشركوا فيها مع الله تعالى أندادهم.
والثاني: أن المعنى يحبون أندادهم كما يحب المؤمنون الله ثم بين تعالى أن محبة المؤمنين لله أشد من محبة أصحاب الأنداد لأندادهم.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرجح القول الأول ويقول: إنما ذموا بأن شركوا بين الله وبين أندادهم في المحبة ولم يخلصوها لله كمحبة المؤمنين له وهذه التسوية المذكورة في قوله تعالى حكاية عنهم وهم في النار أنهم يقولون لآلهتهم وأندادهم وهي محضرة معهم في العذاب {تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين} ومعلوم أنهم ما سووهم برب العالمين في الخلق والربوبية وإنما سووهم به في المحبة والتعظيم وهذا أيضا هو العدل المذكور في قوله تعالى {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} به غيره في العبادة التي هي المحبة والتعظيم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 07:47 م]ـ
س250/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى ......... "الخ؟
ج/ أي: الإيمان الواجب, والمراد كماله؛ حتى يكون الرسول أحب إلى العبد من ولده ووالده والناس أجمعين, بل ولا يحصل هذا الكمال إلا بأن يكون الرسول أحب إليه من نفسه كما في الحديث: " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي فقال: والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي فقال: الآن يا عمر " رواه البخاري.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 07:48 م]ـ
س251/ ما الحكم فيمن قال أن المنفي هنا هو كمال الإيمان؟
ج/ إن أراد الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويعرض للعقوبة فقد صدق, وإن أراد أن المنفي: الكمال المستحب؛ فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله صلى الله عليه و سلم. قاله شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 07:55 م]ـ
س252/ لماذا جمع بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم: "أحب إليه مما سواهما" مع ورود النهي؟
ج/ فيه قولان:
أحدهما: أنه ثنى الضمير هنا إيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين؛ لا كل واحدة, فإنها وحدها لاغية, وأمر بالإفراد في حديث الخطيب إشعارا بأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية؛ إذ العطف في تقدير التكرير, والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم.
الثاني: حمل حديث الخطيب على الأدب والأولى, وهذا هو الجواز.
وجواب ثالث: وهو أن هذا وارد على الأصل؛ وحديث الخطيب ناقل فيكون أرجح.
ـ[أم يسري]ــــــــ[24 - 12 - 09, 01:54 م]ـ
رابط الجزء الأول من السؤال 1 - 167 فى المشاركة 203
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1192662&postcount=203
رابط الجزء الثانى من السؤال 168 - 252
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2003
( http://www.4shared.com/file/180193175/fa6bb9a3/____168-252.html)
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2007 ( http://www.4shared.com/file/180191646/e70965d4/_____168-252.html)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[27 - 12 - 09, 08:06 م]ـ
جزاكم الله خير يا أم يسري,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:04 م]ـ
س253/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فإنما تنال ولاية الله بذلك"؟
ج/ أي: توليه لعبده, و وَلاية بفتح الواو لا غير: أي الأخوة والمحبة والنصرة, وبالكسر الإمارة, والمراد هنا الأول.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:10 م]ـ
س254/ من الذي روى قول ابن عباس في قوله تعالى "وتقطعت بهم الأسباب" قال: المودة؟ وما معناه؟
ج/ هذا الأثر رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.
قوله: "قال: المودة", أي: التي كانت بينهم في الدنيا؛ خانتهم أحوج ما كانوا إليها وتبرأ بعضهم من بعض كما قال تعالى: "وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/427)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:44 م]ـ
س255/ ما أقسام الخوف?
ج/ ثلاثة أقسام:
أحدها: خوف السر؛ وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره؛ كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام إنهم قالوا له: "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ", وقال تعالى:"ويخوفونك بالذين من دونه" وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الأوثان؛ يخافونها ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله؛ وهذا ينافي التوحيد.
الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس؛ فهذا محرم؛ وهو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد, وهذا هو سبب نزول هذه الآية كما قال تعالى: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه" الآية, وفي الحديث: "إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ما منعك إذ رأيت المنكر أن لا تغيره؟ فيقول: رب خشية الناس فيقول: إياي كنت أحق أن تخشى".
الثالث: الخوف الطبيعي؛ وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك, فهذا لا يذم كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام:"فخرج منها خائفا يترقب" الآية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:46 م]ـ
س256/ ما معنى قوله تعالى: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه "؟
ج/ أي: يخوفكم أولياءَه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:53 م]ـ
س257/ ما صحة حديث أبي سعيد مرفوعا: "إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره"؟
ج/ هذا الحديث رواه أبو نعيم في الحلية, والبيهقي وأعله بمحمد بن مروان السدي؛ وقال: "ضعيف", وفيه أيضا عطية العوفي: ذكره الذهبي في الضعفاء والمتروكين, ومعنى الحديث صحيح وتمامه: "وإن الله بحكمته جعل الروح والفرح في الرضى واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:01 م]ـ
فائدة:
قال شيخ الإسلام: وكتبت عائشة إلى معاوية وروي أنها رفعته: "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا" هذا لفظ المرفوع, ولفظ الموقوف: "من أرضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاماً", وهذا من أعظم الفقه في الدين, فإن من أرضى الله بسخطهم كان قد اتقاه وكان عبده الصالح والله يتولى الصالحين والله كاف عبده, " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب", والله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب, وأما كون الناس كلهم يرضون عنه قد لا يحصل ذلك, لكن يرضون عنه إذا سلموا من الأغراض وإذا تبين لهم العاقبة. "ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً" كالظالم الذي يعض على يديه, وأما كون حامده ينقلب ذاماً فهذا يقع كثيرا ويحصل في العاقبة, فإن العاقبة للتقوى لا تحصل ابتداءً عند أهوائهم ا هـ
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:03 م]ـ
فائدة:
وقد أحسن من قال:
(إذا صح منك الود يا غاية المنى ... فكل الذي فوق التراب تراب)
قال ابن رجب رحمه الله: فمن تحقق أن كل مخلوق فوق التراب فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الأرباب؟ أم كيف يرضى التراب بسخط الملك الوهاب؟ إن هذا لشئ عجاب .. !
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:05 م]ـ
باب قول الله تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"
س258/ ما معنى التوكل؟
ج/ قال أبو السعادات: يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به, ووكلت أمري إلى فلان إذا اعتمدت عليه, ووكل فلانٌ فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته أو عجزاً عن القيام بأمر نفسه ا هـ
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:09 م]ـ
س259/ ماذا أراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة بالآية؟
ج/ بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله تعالى, فإن تقديم المعمول يفيد الحصر؛ أي: وعلى الله فتوكلوا لا على غيره, فهو من أجمع أنواع العبادة وأعظمها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة, فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى, فهو من أعظم منازل " إياك نعبد وإياك نستعين".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:16 م]ـ
س260/ ما أقسام التوكل؟
ج/ قال الشارح رحمه الله تعالى: قلت: لكن التوكل على الله قسمان:
أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله؛ كالذين يتوكلون على الأموات والطواغيت في رجاء مطالبهم من نصر أو حفظ أو رزق أو شفاعة فهذا شرك أكبر.
الثاني: التوكل في الأسباب الظاهرة؛ كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله تعالى عليه من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك, فهو نوع شرك أصغر, والوكالة الجائزة هي توكيل الإنسان الإنسان في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه؛ لكن ليس له أن يعتمد عليه في حصول ما وُكل فيه, بل يتوكل على الله في تيسير أمره الذي يطلبه بنفسه أو نائبه, وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها؛ بل يعتمد على المسبب الذي أوجد السبب والمسبب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/428)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 02:02 م]ـ
س261/ ما معنى قوله تعالى: "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين"؟
ج/ قال ابن القيم رحمه الله: أي الله وحده كافيك وكافي أتباعك: فلا تحتاجون معه إلى أحد وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقيل: المعنى حسبك الله وحسبك المؤمنون, قال ابن القيم رحمه الله: وهذا خطأ محض لا يجوز حمل الآية عليه؛ فإن الحسب والكفاية لله وحده كالتوكل والتقوى والعبادة قال الله تعالى:"وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين"؛ ففرق بين الحسب والتأييد, فجعل الحسب له وحده, وجعل التأييد له بنصره وبعباده, وأثنى على أهل التوحيد من عباده حيث أفردوه بالحسب فقال تعالى: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله, ونظير هذا قوله سبحانه: "وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون", فتأمل كيف جعل الإيتاء لله والرسول وجعل الحسب له وحده فلم يقل: وقالوا حسبنا الله ورسوله, بل جعله خالص حقه كما قال "إنا إلى الله راغبون", فجعل الرغبة إليه وحده كما قال تعالى: "وإلى ربك فارغب" فالرغبة والتوكل والإنابة والحسب لله وحده كما أن العبادة والتقوى والسجود والنذر والحلق لا يكون إلا له سبحانه وتعالى. انتهى.
ـ[أبو أسامة الوهبي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الكريم، وجعله في ميزان حسناتك ..
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 01 - 10, 01:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الكريم، وجعله في ميزان حسناتك ..
وإياك أبا أسامة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:53 م]ـ
باب قول الله تعالى: " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"
س262/ ما قصد المصنف رحمه الله من هذه الترجمة؟
ج/ التنبيه على أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب وأنه ينافي كمال التوحيد كما أن القنوط من رحمه الله كذلك وذلك يرشد إلى أن المؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء كما دل على ذلك الكتاب والسنة وأرشد إليه سلف الأمة والأئمة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:56 م]ـ
س263/ ما معنى قوله تعالى: "أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"؟
ج/ معنى الآية: أن الله تبارك وتعالى لما ذكر حال أهل القرى المكذبين للرسل بين أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من مكر الله وعدم الخوف منه, كما قال تعالى: "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" أي: الهالكون, وذلك أنهم أمنوا مكر الله لما استدرجهم بالسراء والنعم فاستبعدوا أن يكون ذلك مكرا.
قال الحسن رحمه الله: من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له.
وقال قتادة: بغت القوم أمر الله, وما أخذ الله قوماً قط إلى عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم, فلا تغتروا بالله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:58 م]ـ
س264/ ما تفسير مكر الله عند السلف؟
ج/ تفسير المكر في قول بعض السلف: يستدرجهم الله بالنعم إذا عصوه, ويملي لهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر, وهذا هو معنى المكر والخديعة ونحو ذلك. ذكره ابن جرير بمعناه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:00 م]ـ
س265/ ما معنى: القنوط في قوله تعالى: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون"؟
ج/ القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه, وهو يقابل الأمن من مكر الله, وكلاهما ذنب عظيم, وتقدم ما فيه لمنافاته لكمال التوحيد.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:03 م]ـ
س266/ ما صحة خديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الكبائر فقال: "الشرك بالله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله"؟
ج/ هذا الحديث رواه البزار وابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس, ورجاله ثقات إلا شبيب بن بشر؛ فقال فيه ابن معين: "ثقة", ولينه أبو حاتم, وقال ابن كثير: "في إسناده نظر والأشبه أن يكون موقوفا".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:08 م]ـ
س267/ ما معنى قوله:"واليأس من روح الله"؟
ج/ أي قطع الرجاء الأول والأمل من الله فيما يخافه ويرجوه, وذلك إساءة ظن بالله وجهل به وبسعة رحمته وجوده ومغفرته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:11 م]ـ
س268/ ما ضابط الكبيرة؟
ج/ ضابطها ما قاله المحققون من العلماء: كل ذنب ختمه الله بنار أو لعنة أو غضب أو عذاب, زاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أو نفي الإيمان.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 01 - 10, 05:40 م]ـ
باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
س269/ عرف الصبر؟
ج/ الصبر حبس النفس عن الجزع, وحبس اللسان عن التشكي والتسخط, والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما. ذكره ابن القيم رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/429)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 01 - 10, 05:49 م]ـ
س270/ ما أقسام الصبر؟
ج/ صبر على ما أمر الله به, وصبر عما نهى عنه, وصبر على ما قدره من المصائب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 01 - 10, 05:53 م]ـ
س271/ ما معنى قوله تعالى: "ومن يؤمن بالله يهد قلبه"؟
ج/ أي من أصابته مصيبة فعلم أنها بقدر الله؛ فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله؛ هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدىً في قلبه ويقيناً صادقاً, وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 01 - 10, 06:02 م]ـ
س272/ "قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم". من روى الأثر؟ ومن هو علقمة؟
ج/ هذا الأثر رواه ابن جرير وابن أبي حاتم, وعلقمة: هو قيس بن عبد الله النخعي الكوفي, ولد في حياة النبي صلى الله عليه و سلم, وسمع من أبي بكر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم, وهو من كبار التابعين وأجلائهم وعلمائهم وثقاتهم مات بعد الستين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 01 - 10, 06:05 م]ـ
س273/ ما معنى قول علقمة: "ومن يؤمن بالله يهد قلبه"؟
ج/ قال سعيد بن جبير: "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" يعني يسترجع يقول إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 07:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ولو ترفع في ملف وورد ليستفاد منها
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:27 ص]ـ
س274/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهم كفر"؟
ج/ أي هما بالناس كفر حيث كانتا من أعمال الجاهلية, وهما قائمتان بالناس ولا يسلم منهما إلا من سلمه الله تعالى ورزقه علماً وإيماناً يستضيء به, لكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافراً كالكفر المطلق, كما أنه ليس من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمناً الإيمان المطلق, وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله: "ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة" وبين كفر منكر في الإثبات.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:29 ص]ـ
س275/ ما معنى الطعن في النسب؟
ج/ أي عيبه, يدخل فيه أن يُقال: هذا ليس ابن فلان, مع ثبوت نسبه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:30 ص]ـ
س276/ ما معنى النياحة على الميت؟
ج/ أي رفع الصوت بالندب وتعداد فضائل الميت.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:31 ص]ـ
فائدة:
قوله: ولهما عن ابن مسعود مرفوعا: "ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية"؛ هذا من نصوص الوعيد, وقد جاء عن سفيان الثوري وأحمد كراهية تأويلها ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر, وهو يدل على أن ذلك ينافي كمال الإيمان الواجب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:33 ص]ـ
س277/ لِمَ خص الخد في قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود"؟
ج/ قال الحافظ: خص الخد لكونه الغالب وإلا فضرب بقية الوجه مثله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:35 ص]ـ
س278/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وشق الجيوب"؟
ج/وشق الجيوب: هو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب, وذلك من عادة أهل الجاهلية حزنا على الميت.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:37 ص]ـ
س279/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ودعا بدعوى الجاهلية"؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "هو ندب الميت", وقال غيره: "هو الدعاء بالويل والثبور", وقال ابن القيم رحمه الله: "الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية ومثله التعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ وتفضيل بعضهم على بعض؛ يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:39 ص]ـ
س280/ هل في الأحاديث ما يدل على النهي عن البكاء؟
ج/ ليس في هذه الأحاديث ما يدل على النهي عن البكاء لما في الصحيح أن رسول الله صلى لله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم قال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون", وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلق إلى إحدى بناته ولها صبي في الموت فرفع إليه ونفسه تقعقع كأنها شن؛ ففاضت عيناه فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:41 ص]ـ
س281/ من أخرج حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة"؟
ج/ هذا الحديث رواه الترمذي والحاكم وحسنه الترمذي وأخرجه الطبراني والحاكم عن عبد الله بن مغفل ابن عدي عن أبي هريرة, والطبراني عن عمار بن ياسر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/430)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:46 ص]ـ
فائدة:
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: المصائب نعمة؛ لأنها مكفرات للذنوب, وتدعو إلى الصبر فيثاب عليها, وتقتضي الإنابة إلى الله والذل له والإعراض عن الخلق إلى غير ذلك من المصالح العظيمة, فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب والخطايا, وهذا من أعظم النعم, فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق, إلا أن يدخل صاحبها بسببها في معاصي أعظم مما كان قبل ذلك فيكون شراً عليه من جهة ما أصابه في دينه, فإن من الناس من إذا ابتلي بفقر أو مرض أو وجع حصل له من النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له الضرر في دينه, فهذا كانت العافية خيراً له من جهة ما أورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة, كما أن من أوجبت له المصيبة صبراً وطاعة كانت في حقه نعمة دينية, فهي بعينها فعل الرب عز و جل, ورحمةً للخلق, والله تعالى محمود عليها, فمن ابتلي فرُزق الصبر كان الصبر عليه نعمة في دينه وحصل له بعد ما كفر من خطاياه رحمة, وحصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه قال تعالى: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"؛ وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات, فمن قام بالصبر الواجب حصل له ذلك. انتهى ملخصا
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:50 ص]ـ
س282/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط"؟
ج/ أي من كان ابتلاؤه أعظم كمية وكيفية.
وقد يحتج بهذا الحديث من يقول: إن المصائب يثاب عليها مع تكفير الخطايا, ورجح ابن القيم أن ثوابها تكفير الخطايا فقط إلا إذا كانت سبباً لعملٍ صالح كالصبر والرضا والتوبة والإستغفار؛ فإنه حينئذٍ يثاب على ما تولد منها, وعلى هذا يقال في معنى الحديث: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء إذا صبر واحتسب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:53 ص]ـ
فائدة:
قوله: "وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم"؛ ولهذا ورد في حديث سعد: "سئل النبي صلى الله عليه و سلم: أي الناس أشد بلاء؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"؛ رواه الدرامى وابن ماجه والترمذي وصححه.
وهذا الحديث ونحوه من أدلة التوحيد, فإذا عرف العبد أن الأنبياء والأولياء يصيبهم البلاء في أنفسهم الذي هو في الحقيقة رحمة ولا يدفعه عنهم إلا الله عرف أنهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا دفعاً, فلأن لا يملكوه لغيرهم أولى وأحرى, فيحرم قصدهم والرغبة إليهم في قضاء حاجة أو تفريج كربة, وفي وقوع الإبتلاء بالأنبياء والصالحين من الأسرار والحكم والمصالح وحسن العاقبة ما لا يحصى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:58 ص]ـ
س283/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن سخِط ... "؟
ج/ قال أبو السعادات: السخط الكراهية للشيء وعدم الرضا به؛ أي: من سخط على الله فيما دبره فله السخط؛ أي: من الله, وكفى بذلك عقوبة, وقد يستدل به على وجوب الرضا؛ وهو اختيار ابن عقيل, واختار القاضي عدم الوجوب ورجحه شيخ الإسلام وابن القيم.
قال شيخ الإسلام: ولم يجيء الأمر به كما جاء الأمر بالصبر, وإنما جاء الثناء على أصحابه, قال: وأما ما يروى: "من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي" فهذا إسرائيلي لم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم.
قال شيخ الإسلام: وأعلى من ذلك ـ أي من الرضا ـ أن يشكر الله على المصيبة لما يرى من إنعام الله عليه بها. ا هـ والله أعلم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:01 م]ـ
باب ما جاء في الرياء
س284/ ما معنى الرياء؟ وما الفرق بينه وبين السمعة؟
ج/ قال الحافظ: هو مشتق من الرؤية؛ والمراد بها: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها, والفرق بينه وبين السمعة: أن الرياء لما يُرى من العمل كالصلاة, والسمعة لما يُسمع كالقراءة والوعظ والذكر؛ ويدخل في ذلك التحدث بما عمله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:03 م]ـ
س285/ ما معنى قوله تعالى: "لقاء ربه"؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/431)
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة؛ وقالوا: لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة, وذكر الأدلة على ذلك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:13 م]ـ
س286/ ما أقسام العمل لغير الله؟
ج/ قال ابن رجب رحمه الله: واعلم أن العمل لغير الله أقسام؛ فتارة يكون رياءً محضاً كحال المنافقين كما قال تعالى: "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً"؛ وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر عن مؤمن في فرض الصلاة أو التي يتعدى نفعها, فإن الإخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة, وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء, فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه ـ وذكر أحاديث تدل على ذلك منها: هذا الحديث وحديث شداد بن أوس مرفوعاً "من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك وإن الله عز و جل يقول: أنا خير قسم لمن أشرك بي فمن أشرك بي شيئاً فإن جدة عمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني" رواه أحمد, وذكر أحاديث في المعنى ثم قال: فإن خالط نية الجهاد مثلاً نية غير الرياء مثل أخذ أجرة الخدمة أو أخذ من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهاده ولم يبطل بالكلية.
قال ابن رجب: وقال الإمام أحمد رحمه الله: التاجر والمستأجر والمكري أجرهم على قدر ما يخلص من نياتهم في غزواتهم, ولا يكون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره.
وقال أيضاً فيمن يأخذ جعل الجهاد: إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس, كأنه خرج لدينه, إن أعطى شيئاً أخذه, وروى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "إذا أجمع أحدكم على الغزو فعوضه الله رزقاً فلا بأس بذلك وأما إن أحدكم أعطي دراهم غزا وإن لم يعط لم يغز فلا خير في ذلك", وروي عن مجاهد رحمه الله أنه قال في حج الجمّال وحج الأجير وحج التاجر: هو تام لا ينقص من أجرهم شيء؛ أي لأن قصدهم الأصلي كان هو الحج دون التكسب, قال: وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء؛ فإن كان خاطراً ثم دفعه فلا يضره بغير خلاف, وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا فيجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولى؛ وهو مروي عن الحسن وغيره, وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سُئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن", رواه مسلم. انتهى ملخصا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:16 م]ـ
س287/ هل الرياء هو الشرك الأصغر؟
ج/ عن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الشرك الأصغر. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص وابن جرير في التهذيب والطبراني والحاكم وصححه.
قال ابن القيم: وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول الرجل للرجل ماشاء الله وشئت وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك وما لي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله وعليك ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا, وقد يكون هذا شرك أكبر بحسب حال قائله ومقصده. انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:20 م]ـ
باب من الشرك إرداة الإنسان بعمله الدنيا
س288/ ما الفرق بين هذه الترجمة والتي قبلها؟
ج/ بينهما عموم وخصوص مطلق؛ يجتمعان في مادة وهو ما إذا أراد الإنسان بعمله التزين عند الناس والتصنع لهم والثناء فهذا رياء كما تقدم بيانه؛ كحال المنافقين, وهو أيضا إرادة الدنيا بالتصنع عند الناس وطلب المدحة منهم والإكرام, ويفارق الرياء بكونه عمل عملاً صالحاً أراد به عرضاً من الدنيا كمن يجاهد ليأخذ مالاً كما في الحديث "تعس عبد الدينار"؛ أو يجاهد للمغنم أو غير ذلك من الأمور التي ذكرها شيخنا عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره من المفسرين في معنى قوله تعالى: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها".
وأراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة وما بعدها أن العمل لأجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب, ويحبط الأعمال, وهو أعظم من الرياء لأن مريد الدنيا قد تغلب إرادته تلك على كثير من عمله, وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل ولا يسترسل معه, والمؤمن يكون حذراً من هذا وهذا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:25 م]ـ
س289/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "تعس .... "؟
ج/ تعٍس هو بكسر العين, ويجوز الفتح, أي: سقط, والمراد هنا: هلك, قاله الحافظ, وقال في موضع آخر: وهو ضد سعد؛ أي: شقي, قال أبو السعادات: يقال تعس يتعس إذا عثر وانكب لوجهه, وهو دعاء عليه بالهلاك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/432)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
س290/ ما معنى: "الخميصة" و "الخميلة"؟
ج/ قال أبو السعادات: هي ثوب خز أو صوف معلم, وقيل: لا تسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة, وتُجمع على خمائص, والخميلة بفتح الخاء المعجمة, قال أبو السعادات: ذات الخمل؛ ثياب لها خمل من أي شيء كان.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:35 م]ـ
س291/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "تعس وانتكس"؟
ج/ قال الحافظ: هو بالمهملة أي عاوده المرض, وقال أبو السعادات: أي انقلب على رأسه؛ وهو دعاء عليه بالخيبة, قال الطيبي: فيه الترقي بالدعاء عليه؛ لأنه إذا تعس انكب على وجهه وإذا انتكس انقلب على رأسه بعد أن سقط.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:37 م]ـ
س292/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وإذا شيك فلا انتقش"؟
ج/ أي أصابته شوكة فلا انتقش؛ أي: فلا يقدر على إخراجها بالمنقاش. قاله أبو السعادات.
والمراد أن من كانت هذه حاله فإنه يستحق أن يدعى عليه بما يسوءه في العواقب, ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يجد أثر هذه الدعوات في الوقوع فيما يضره في عاجل دنياه وآجل أخراه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:43 م]ـ
س293/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لعبد ... "؟
ج/ قال أبو السعادات: طوبى اسم الجنة, وقيل: هي شجرة فيها؛ ويؤيد هذا ما روى ابن وهب بسنده عن أبي سعيد قال: قال رجل: يا رسول الله وما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة, ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها", ورواه الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى سمعت عبد الله بن لهيعة حدثنا دراج أبو السمح أن أبا الهيثم حدثه أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك, قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني", قال له رجل: وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام, ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها", وله شواهد في الصحيحين وغيرهما.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:49 م]ـ
س294/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان في الحراسة كان في الحراسة"؟
ج/ أي غير مقصر فيها ولا غافل, وهذا اللفظ يستعمل في حق من قام بالأمر على وجه الكمال.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:53 م]ـ
فائدة:
قوله: "وإن كان في الساقة كان في الساقة"؛ أي: في مؤخرة الجيش, يقلب نفسه في مصالح الجهاد, فكل مقام يقوم فيه إن كان ليلاً أو نهاراً رغبةً في ثواب الله وطلباً لمرضاته ومحبةً لطاعته.
قال ابن الجوزي رحمه الله: "وهو خامل الذكر لا يقصد السمو", وقال الخلخالي: "المعنى ائتماره بما أمر وإقامته حيث أقيم لا يفقد من مقامه وإنما ذكر الحراسة والساقة لأنهما أشد مشقة" انتهى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:57 م]ـ
س295/ ما المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن استأذن لم يؤذن له"؟
ج/ أي: إن استأذن على الأمراء ونحوهم لم يؤذن له لأنه لا جاه له عندهم ولا منزلة, لأنه ليس من طلابها وإنما يطلب ما عند الله لا يقصد بعمله سواه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 07:02 م]ـ
فائدة:
روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك: قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة أنه أملى عليه عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس وواعده الخروج, وأنشدها معه إلى الفضيل بن عياض في سنة سبع وسبعين ومائة قال:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخصب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرىء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/433)
قال: فلقيت الفضيل بكتابه في المسجد الحرام؛ فلما قرأه ذرفت عيناه فقال: صدق أبو عبد الرحمن, ونصحني ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قلت: نعم قال لي: اكتب هذا الحديث وأملى علي الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله علمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال: "هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ فقال: يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: فو الذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت فضل المجاهدين في سبيل الله, أما علمت أن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك حسنات؟ ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 07:09 م]ـ
باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله
س296/ ما معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر "؟
ج/ يوشك: بضم أوله وكسر الشين المعجمة, أي: يقرب ويسرع, وهذا القول من ابن عباس رضي الله عنهما جواب لمن قال: إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لا يريان التمتع بالعمرة إلى الحج ويريان أن إفراد الحج أفضل أو ما هو معنى هذا, وكان ابن عباس يرى أن التمتع بالعمرة إلى الحج واجب, ويقول: إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط فقد حل من عمرته شاء أم أبى لحديث سراقة بن مالك حين أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يجعلوها عمرة ويحلوا إذا طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة فقال سراقة: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال: "بل للأبد", والحديث في الصحيحين, وحينئذٍ فلا عذر لمن استوفى أن ينظر في مذاهب العلماء وما استدل به كل إمام ويأخذ من أقوالهم ما دل عليه الدليل إذا كان له ملكة يقتدر بها على ذلك كما قال تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"؛ وللبخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت"؛ هذا لفظ البخاري في حديث عائشة رضي الله عنها, ولفظه في حديث جابر: "افعلوا ما أمرتكم به فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم" في عدة أحاديث تؤيد قول ابن عباس.
وبالجملة: فلهذا قال ابن عباس لما عارضوا الحديث برأي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ... " الحديث
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم".
وكلام الأئمة في هذا المعنى كثير.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 07:32 م]ـ
فائدة من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأهذه الآية: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم" الآية, فقلت: "إنا لسنا نعبدهم قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى قال: فتلك عبادتهم" رواه أحمد والترمذي وحسنه:
في الحديث دليل على أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله, ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله لقوله تعالى في آخر الآية: "وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" ونظير ذلك في قوله تعالى: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون", وهذا قد وقع فيه كثير من الناس مع من قلدوهم لعدم إعتبارهم الدليل إذا خالف المقلد؛ وهو من هذا الشرك, ومنهم من يغلو في ذلك ويعتقد أن الأخذ بالدليل والحالة هذه يكره أو يحرم؛ فعظمت الفتنة, ويقول: هم أعلم منا بالأدلة ولا يأخذ بالدليل إلا المجتهد!! وربما تفوهوا بذم من يعمل بالدليل, ولا ريب أن هذا من غربة الإسلام كما قال شيخنا رحمه الله في المسائل: "فتغيرت الأحوال وآلت إلى هذه الغاية فصارت عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال ويسمونها ولاية وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين".
وأما طاعة الأمراء ومتابعتهم فيما يخالف ما شرعه الله ورسوله فقد عمت بها البلوى قديماً وحديثاً في أكثر الولاة بعد الخلفاء الراشدين وهلم جرا, وقد قال تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين", وعن زياد بن حدير قال: قال لي عمر رضي الله عنه: "هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا قال: يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن وحكم الأئمة المضلين". رواه الدارمي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/434)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 10:50 م]ـ
باب قول الله تعالى: "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك" الآيات
س297/ ما معنى قوله تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون"؟
ج/ قال أبو العالية في الآية: يعني لا تعصوه في الأرض, لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض, لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 10:56 م]ـ
س298/ ما مناسبة قوله تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون" للترجمة؟
ج/ أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين وهو الفساد في الأرض.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 10:59 م]ـ
س299/ ما مناسبة قوله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" للترجمة؟
ج/ أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعظم ما يفسد الأرض من المعاصي, فلا صلاح لها إلا بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:01 م]ـ
س300/ ما صحة حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"؟
ج/ رواه الشيخ أبو الفتح نضر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتاب: الحجة على تارك الحجة بإسناد صحيح كما قاله المصنف رحمه الله عن النووي, ورواه الطبراني وأبو بكر بن عاصم والحافظ أبو نعيم في الأربعين التي شرط لها أن تكون في صحيح الأخبار.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:03 م]ـ
س301/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم"؟
ج/ أي لا يكون من أهل كمال الإيمان الواجب الذي وعد الله أهله عليه بدخول الجنة والنجاة من النار, وقد يكون في درجة أهل الإساءة والمعاصي من أهل الإسلام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:08 م]ـ
س302/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"؟
ج/ الهوى بالقصر؛ أي: ما يهواه وتحبه نفسه وتميل إليه, فإن كان الذي تحبه وتميل إليه نفسه ويعمل به تابعاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يخرج عنه إلى ما يخالفه فهذه صفة أهل الإيمان المطلق, وإن كان بخلاف ذلك أو في بعض أحواله أو أكثرها انتفى عنه من الإيمان كماله الواجب؛ كما في حديث أبي هريرة: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن", يعني أنه بالمعصية ينتفي عنه كمال الإيمان الواجب وينزل عنه في درجة الإسلام وينقص إيمانه, فلا يطلق عليه الإيمان إلا بقيد المعصية أو الفسوق فيقال: مؤمن عاص, أو يقال: مؤمن بإيمانه فاسق بمعصيته, فيكون معه مطلق الإيمان الذي لا يصح إسلامه إلا به كما قال تعالى: "فتحرير رقبة مؤمنة".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:16 م]ـ
س303/ اذكر بعض الأدلة الدالة على أن الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص؟
ج/ من ذلك قوله تعالى: "وما كان الله ليضيع إيمانكم" أي: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة, وقول النبي صلى الله عليه و سلم لوفد عبد القيس: "آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله" الحديث, وهو في الصحيحين والسنن, والدليل على أن الإيمان يزيد قوله تعالى: "ويزداد الذين آمنوا إيماناً" الآية, وقوله: "فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا" الآية, خلافاً لمن قال: إن الإيمان هو القول وهم المرجئة, ومن قال: إن الإيمان هو التصديق كالأشاعرة, ومن المعلوم عقلاً وشرعاً أن نية الحق تصديق, والعمل به تصديق, وقول الحق تصديق, وليس مع أهل البدع ما ينافي قول أهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنة, قال الله تعالى:"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر" ـ إلى قوله ـ "أولئك الذين صدقوا" أي فيما عملوا به في هذه الآية من الأعمال الظاهرة والباطنة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:19 م]ـ
س304/ من هو الشعبي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/435)
ج/ هو عامر بن شراحيل الكوفي, عالم أهل زمانه, وكان حافظاً علامةً ذا فنون, كان يقول: "ما كتبت سوداء في بيضاء", وأدرك خلقاً كثيراً من الصحابة, وعاش بضعاً وثمانين سنة. قاله الذهبي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:24 م]ـ
باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات
س305/ ما سبب نزول قوله تعالى: "وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب"؟
ج/ هو أن مشركي قريش جحدوا اسم الرحمن عناداً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:35 م]ـ
س306/ ما معنى: "الرحمن"؟
ج/ الرحمن اسمه وصفته, دل هذا الإسم على أن الرحمة وصفه سبحانه, وهي من صفات الكمال, فإذا كان المشركون جحدوا إسما من أسمائه تعالى وهو من الأسماء التي دلت على كماله سبحانه وبحمده فجحود معنى هذا الإسم ونحوه من الأسماء يكون كذلك, فإن جهم بن صفوان ومن تبعه يزعمون أنها لا تدل على صفة قائمة بالله تعالى, وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم, فلهذا كفرهم كثيرون من أهل السنة, قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ ... هم بل حكاه قبله الطبراني
فإن هؤلاء الجهمية ومن وافقهم على التعطيل جحدوا ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من صفات كماله ونعوت جلاله, وبنوا هذا التعطيل على أصل باطل أصلوه من عند أنفسهم؛ فقالوا: هذه الصفات هي صفات الأجسام, فيلزم من إثباتها أن يكون الله جسماً!! هذا منشأ ضلال عقولهم, لم يفهموا من صفات الله إلا ما فهموه من خصائص صفات المخلوقين, فشبهوا الله في إبتداء آرائهم الفاسدة بخلقه, ثم عطلوه من صفات كماله وشبهوه بالناقصات والجمادات والمعدومات, فشبهوا أولاً وعطلوا ثانياً وشبهوه ثالثاً بكل ناقص ومعدوم, فتركوا ما دل عليه الكتاب والسنة من إثبات ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله على ما يليق بجلاله وعظمته, وهذا هو الذي عليه سلف الأمة وأئمتها, فإنهم أثبتوا لله ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل, فإن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات, يحتذى حذوه, فكما أن هؤلاء المعطلة يثبتون لله ذاتاً لا تشبه الذوات, فأهل السنة يقولون ذلك, ويثبتون ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من صفات كماله ونعوت جلاله, لا تشبه صفاته صفات خلقه, فإنهم آمنوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم ولم يتناقضوا, وأولئك المعطلة كفروا بما في الكتاب والسنة من ذلك وتناقضوا, فبطل قول المعطلين بالعقل والنقل ولله الحمد والمنة, وإجماع أهل السنن من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة المسلمين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:42 م]ـ
س307/ ما سبب قول علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله"؟
ج/ سبب هذا القول ـ والله أعلم ـ ما حدث في خلافته من كثرة إقبال الناس على الحديث وكثرة القصاص وأهل الوعظ, فيأتون في قصصهم بأحاديث لا تعرف من هذا القبيل, فربما استنكرها بعض الناس وردها, وقد يكون لبعضها أصل أو معنى صحيح, فيقع بعض المفاسد, لذلك أرشدهم أمير المؤمنين رضي الله عنه إلى أنهم لا يحدثون عامة الناس إلا بما هو معروف ينفع الناس في أصل دينهم وأحكامه, من بيان الحلال من الحرام الذي كلفوا به علماً وعملاً دون ما يشغل عن ذلك مما قد يؤدي إلى رد الحق وعدم قبوله, فيفضي بهم إلى التكذيب ولا سيما مع اختلاف الناس في وقته وكثرة خوضهم وجدلهم.
وقد كان شيخنا المصنف رحمه الله لا يحب أن يقرأ على الناس إلا ما ينفعهم في أصل دينهم وعباداتهم ومعاملاتهم الذي لا غنى لهم عن معرفته, وينهاهم عن القراءة في مثل كتب ابن الجوزي: كالمنعش والمرعش والتبصرة لما في ذلك من الإعراض عما هو أوجب وأنفع, وفيها ما الله به أعلم مما لا ينبغي اعتقاده والمعصوم من عصمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/436)
وقد كان أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ينهى القصاص عن القصص لما في قصصهم من الغرائب والتساهل في النقل وغير ذلك, ويقول: لا يقص إلا أمير أو مأمور, وكل هذا محافظةً على لزوم الثبات على الصراط المستقيم علماً وعملاً ونيةً وقصداً, وترك كل ما كان وسيلة إلى الخروج عنه من البدع ووسائلها, والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:53 م]ـ
س308/ ما معنى قول ابن عباس: "ما فرق هؤلاء ......... "؟
ج/ يستفهم من أصحابه, يشير إلى أناس ممن يحضر مجلسه من عامة الناس, فإذا سمعوا شيئاً من محكم القرآن ومعناه حصل معهم فرق أي: خوف, فإذا سمعوا شيئاً من أحاديث الصفات انتفضوا كالمنكرين له, فلم يحصل منهم الإيمان الواجب الذي أوجبه الله تعالى على عباده المؤمنين, قال الذهبي: حدّث وكيع عن إسرائيل بحديث: "إذا جلس الرب على الكرسي ..... " فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال: "أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها" أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية, وربما حصل معهم من عدم تلقيه بالقبول ترك ما وجب من الإيمان به, فأشبه حالهم حال من قال الله فيهم: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" فلا يسلم من الكفر إلا من عمل بما وجب عليه في ذلك؛ من الإيمان بكتاب الله كله واليقين, كما قال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب", فهؤلاء الذين ذكرهم ابن عباس رضي الله عنهما تركوا ما وجب عليهم من الإيمان بما لم يعرفوا معناه من القرآن وهو حق لا يرتاب فيه مؤمن, وبعضهم يفهم منه غير المراد من المعنى الذي أراد الله فيحمله على غير معناه؛ كما جرى لأهل البدع كالخوارج والرافضة والقدرية ونحوهم ممن يتأول بعض آيات القرآن على بدعته, وقد وقع منهم الابتداع والخروج عن الصراط المستقيم, فإن الواقع من أهل البدع وتحريفهم لمعنى الآيات يبين معنى قول ابن عباس.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:06 ص]ـ
باب قول الله تعالى: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون"
س309/ ما معنى النعمة في قوله تعالى: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها"؟
ج/ قال ابن جرير: فإن أهل التأويل اختلفوا في المعنى بالنعمة, فذكر عن سفيان عن السدى: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" قال: محمد صلى الله عليه و سلم, وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهم يعرفون أن ما عدد الله تعالى ذكره في هذه السورة من النعم من عند الله, وأن الله هو المنعم عليهم بذلك, ولكنهم ينكرون ذلك فيزعمون أنهم ورثوه عن آبائهم.
وأخرج عن مجاهد: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" قال: هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب, تعرف هذا كفار قريش ثم تنكره بأن تقول: هذا كان لآبائنا فورثونا إياه, وقال آخرون: معنى ذلك أن الكفار إذا قيل لهم: من رزقكم؟ أقروا بأن الله هو الذي يرزقهم, ثم ينكرونه بقولهم: رزقنا ذلك شفاعة آلهتنا .. !
وذكر المصنف مثل هذا عن ابن قتيبة؛ وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري, قاضي مصر النحوي اللغوي صاحب المصنفات البديعة المفيدة المحتوية على علوم جمة, اشتغل ببغداد وسمع الحديث على إسحاق بن راهوية وطبقته, توفي سنة ست وسبعين ومائتين, وقال آخرون: ما ذكره المصنف عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد عن أبيه وعائشة وابن عباس, وعنه قتادة وأبو الزبير والزهري, وثقة أحمد وابن معين, قال البخاري: مات بعد العشرين ومائة "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها" قال: إنكارهم إياها أن يقول الرجل: "لولا فلان ما كان كذا وكذا ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا", وإختار ابن جرير القول الأول, واختار غيره أن الآية تعم ما ذكره العلماء في معناها, وهو الصواب والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:10 ص]ـ
باب قول الله تعالى: "فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون"
س310/ ما معنى جعل الند لله؟
ج/ هو صرف أنواع العبادة أو شيء منها لغير الله, كحال عبدة الأوثان الذين يعتقدون فيمن دعوه ورجوه أنه ينفعهم ويدفع عنهم ويشفع لهم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:15 ص]ـ
س311/ لِمَ قال صلى الله عليه وسلم في حديث عمر: "فقد كفر أو أشرك"؟
ج/ يحتمل لي أن يكون شكاً من الراوي ويحتمل أن تكون (أو) بمعنى الواو؛ فيكون: (قد كفر وأشرك) , ويكون الكفر الذي هو دون الكفر الأكبر, كما هو من الشرك الأصغر, وورد مثل هذا عن ابن مسعود بهذا اللفظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/437)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:17 ص]ـ
س312/ ما معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقا"؟
ج/ من المعلوم أن الحلف بالله كاذباً كبيرةٌ من الكبائر, لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر, كما تقدم بيان ذلك, فإذا كان هذا حال الشرك الأصغر فكيف بالشرك الأكبر الموجب للخلود في النار؟ كدعوة غير الله والاستغاثة به والرغبة إليه وإنزال حوائجه به.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:20 ص]ـ
س313/ ما معنى حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان"؟
ج/ لأن المعطوف بالواو يكون مساوياً للمعطوف عليه, لكونها إنما وضعت لمطلق الجمع, فلا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:22 ص]ـ
فائدة:
والعلم لا يؤخذ قسرا وإنما يؤخذ بأسباب ذكرها بعضهم في قوله:
(أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبيك عن تفصيلها ببيان)
(ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ... وإرشاد أستاذ وطول زمان)
وأعظم من هذه الستة من رزقه الله تعالى الفهم والحفظ وأتعب نفسه في تحصيله فهو الموفق لمن شاء من عباده كما قال تعالى: "وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما".
ولقد أحسن العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى من حيث قال:
والجهل داء قاتل وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة ... وطبيب ذاك العالم الرباني
والعلم أقسام ثلاث ما لها ... من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله ... وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه ... وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكل في القرآن والسنن التي ... جاءت عن المبعوث بالقرآن
والله ما قال امرؤ متحذلق ... بسواهما إلا من الهذيان
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:26 ص]ـ
باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
س314/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من حلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله"؟
ج/ إذا لم يكن له بحكم الشريعة على خصمه إلا اليمين فأحلفه فلا ريب أنه يجب عليه الرضا, وأما إذا كان فيما يجري بين الناس مما قد يقع في الاعتذارات من بعضهم لبعض ونحو ذلك فهذا من حق المسلم على المسلم أن يقبل منه إذا حلف له معتذراً أو متبرئاً من تهمة, ومن حقه عليه: أن يحسن به الظن إذا لم يتبين خلافه؛ كما في الأثر عن عمر رضي الله عنه: "ولا تظنن بكلمةٍ خرجت من مسلمٍ شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:28 ص]ـ
فائدة:
فتأمل أيها الناصح لنفسه ما يصلحك مع الله تعالى من القيام بحقوقه وحقوق عباده وإدخال السرور على المسلمين وترك الإنقباض عنهم والترفع عليهم؛ فإن فيه من الضرر ما لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال, وبسط هذه الأمور وذكر ما ورد فيها مذكور في كتب الأدب وغيرها, فمن رُزق ذلك والعمل بما ينبغي العمل به من وترك ما يجب تركه من ذلك دل على وفور دينه وكمال عقله, والله الموفق لعبده الضعيف المسكين, والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:30 ص]ـ
باب قول ما شاء الله وشئت
س315/ من هي قتيلة؟
ج/ قتيلة بمثناة مصغرة: بنت صيفي الأنصارية, صحابيةٌ مهاجرة, لها حديث في سنن النسائي؛ وهو المذكور في الباب, ورواه عنها عبد الله بن يسار الجعفي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:34 ص]ـ
س316/ هات فوائد من حديث قتيلة؟
ج/ فيه: قبول الحق مما جاء به كائناً من كان, وفيه: بيان النهي عن الحلف بالكعبة؛ مع أنها بيت الله التي حجها وقصدها بالحج والعمرة فريضة, وهذا يبين أن النهي عن الشرك بالله عام, لا يصلح منه شيء لا لملك مقرب ولا نبي مرسل ولا للكعبة التي هي بيت الله في أرضه, وأنت ترى ما وقع من الناس اليوم من الحلف بالكعبة وسؤالها ما لا يقدر عليه إلا الله, ومن المعلوم أن الكعبة لا تضر ولا تنفع, وإنما شرع الله لعباده الطواف بها والعبادة عندها وجعلها للأمة قبلة, فالطواف بها مشروع والحلف بها ودعاؤها ممنوع, فميز أيها المكلف بين ما يشرع وما يمنع, وإن خالفك من خالفك من جهة الناس الذين هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:39 ص]ـ
فائدة:
قوله: "إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت": والعبد وإن كانت له مشيئة فمشيئته تابعة لمشيئة الله, ولا قدرة له على أن يشاء شيئاً إلا إذا كان الله قد شاءه كما قال تعالى: "من شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين", وقوله: "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما".
وفي هذه الآيات والأحاديث: الرد على القدرية والمعتزلة نفاة القدر؛ الذين يثبتون للعبد مشيئة تخالف ما أراده الله تعالى من العبد وشاءه, وسيأتي ما يبطل قولهم في: باب ما جاء في منكري القدر إن شاء الله تعالى؛ وأنهم مجوس هذه الأمة.
وأما أهل السنة والجماعة فتمسكوا بالكتاب والسنة في هذا الباب وغيره, واعتقدوا أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى في كل شيء مما يوافق ما شرعه الله وما يخالفه من أفعال العباد وأقوالهم, فالكل بمشيئة الله وإرادته, فما وافق ما شرعه رضيه وأحبه, وما خالفه كرهه من العبد؛ كما قال تعالى: "إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر" الآية.
وفيه: بيان أن الحلف بالكعبة شرك فإن النبي صلى الله عليه و سلم أقر اليهودي على قوله: إنكم تشركون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/438)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:43 ص]ـ
س317/ ما الذي كان يمنع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها"؟
ج/ ورد في بعض الطرق: أنه كان يمنعه الحياء منهم, وبعد هذا الحديث الذي حدث به الطفيل عن رؤياه خطبهم صلى الله عليه و سلم فنهى عن ذلك نهياً بليغاً, فما زال صلى الله عليه و سلم يبلغهم حتى أكمل الله له الدين, وأتم له به النعمة, وبلغ البلاغ المبين صلوات الله وسلامهم عليه وعلى آله وصبحه أجمعين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:48 ص]ـ
باب من سب الدهر فقد آذى الله
س318/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"؟
ج/ قال -أي: في شرح السنة-: ومعناه أن العرب كان من شأنها ذم الدهر؛ أي: سبه عند النوازل, لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره, فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر, وأبادهم الدهر, فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل, إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصنعونها, فنهوا عن سب الدهر ا هـ باختصار.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:52 ص]ـ
س319/ هل الدهر من أسماء الله تعالى؟
ج/ قال الشافعي وأبو عبيد وغيرهما من الأئمة في تفسير قوله: "ألا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر": كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: يا خيبة الدهر, فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر, ويسبونه, وإنما فاعلها هو الله تعالى؛ فكأنما إنما سبوا الله سبحانه لأنه فاعل ذلك في الحقيقة, فلهذا نهي عن سب الدهر بهذا الإعتبار, لأن الله هو الدهر الذي يعنونه ويسندون إليه تلك الأفعال, هذا أحسن ما قيل في تفسيره ـ وهو المراد ـ والله أعلم.
وقد غلط ابن حزم ومن نحا نحوه من الظاهرية في عدهم الدهر من الأسماء الحسنى أخذاً من هذا الحديث ا هـ.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:55 ص]ـ
باب التسمى بقاضي القضاة ونحوه
س320/ لماذا ذكر المصنف رحمه الله هذه الترجمة؟
ج/ إشارة إلى النهي عن التسمي بقاضي القضاة, قياساً على ما في حديث الباب, لكونه شبهة في المعنى فينهى عنه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:57 ص]ـ
س321/ ما معنى قول سفيان بن عيينة: "مثل شاهان شاه"؟
ج/ عند العجم عبارة عن ملك الأملاك, ولهذا مثل به سفيان؛ لأنه عبارة عنه بلغة العجم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:59 ص]ـ
س322/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "أغيظ رجل على الله"؟
ج/ أغيظ: من الغيظ؛ وهو مثل الغضب والبغض, فيكون بغيضاً إلى الله مغضوباً عليه, والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:02 ص]ـ
س323/ ما معنى قوله: "وأخبثه"؟
ج/ يدل أيضاً على أن هذا خبيث عند الله, فاجتمعت في حقه هذه الأمور, لتعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بهذه الكلمة التي هي من أعظم التعظيم, فتعظمه في نفسه وتعظيم الناس له بما ليس له بأهل وضعه عند الله يوم القيامة, فصار أخبث الخلق وأبغضهم إلى الله وأحقرهم, لأن الخبيث البغيض عند الله يكون يوم القيامة أحقر الخلق وأخبثهم, لتعاظمه في نفسه على خلق الله بنعم الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:04 ص]ـ
فائدة من أحاديث الباب:
فيه التحذير من كل ما فيه تعاظم, كما أخرج أبو داود عن أبي مجلز قال: خرج معاوية رضي الله عنه على ابن الزبير وابن عامر, فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير, فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار"؛ وأخرجه الترمذي أيضاً وقال: حسن, وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم متكئاً على عصا فقمنا إليه فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا" رواه أبو داود.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:07 ص]ـ
باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك
س324/ من هو أبو شريح؟
ج/ قال في خلاصة التهذيب: هو أبو شريح الخزاعي؛ اسمه خويلد بن عمرو, أسلم يوم الفتح, له عشرون حديثاً, اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بحديث, وروى عنه أبو سعيد المقبري ونافع بن جيير وطائفة, قال ابن سعد: مات بالمدينة سنة ثمان وستين, وقال الشارح: اسمه هانيء بن يزيد الكندي, قاله الحافظ, وقيل: الحارث الضبابي, قاله المزي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:08 ص]ـ
س325/ ما معنى قوله: "يكنى"؟
ج/ الكنية: ما صدر بأب أو أم ونحو ذلك, واللقب: ما ليس كذلك كزين العابدين ونحوه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:10 ص]ـ
س326/ ما معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم: "إن الله هو الحكم وإليه الحكم"؟
ج/ هو سبحانه الحكم في الدنيا والآخرة, يحكم بين خلقه في الدنيا بوحيه الذي أنزل على أنبيائه ورسله, وما من قضية إلا ولله فيها حكم بما أنزل على نبيه من الكتاب والحكمة, وقد يسر الله معرفة ذلك لأكثر العلماء من هذه الأمة, فإنها لا تجتمع على ضلالة, فإن العلماء وإن اختلفوا في بعض الأحكام فلا بد أن يكون المصيب فيهم واحداً, فمن رزقه الله تعالى قوة الفهم وأعطاه ملكة يقتدر بها على فهم الصواب من أقوال العلماء يسر له ذلك بفضله ومنه عليه وإحسانه إليه, فما أجلها من عطية فنسأل الله من فضله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/439)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:11 ص]ـ
فائدة:
قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فما لك من الولد؟ قال شريح ومسلم وعبد الله قال: فمن أكبرهم؟ قلت: شريح قال: فأنت أبو شريح" فيه: تقديم الأكبر في الكنية وغيرها غالباً, وجاء هذا المعنى في غير ما حديث, والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:15 ص]ـ
باب من هزل بشئ فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
س327/ ما سبب نزول قوله تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون"؟
ج/ قال العماد ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال أبو معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي وغيره: قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى مثل قرائنا هؤلاء؟ أرغبنا بطونا وأكذبنا ألسنا وأجبننا عند اللقاء, فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق فقال: "أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين" وإن رجليه ليسفعان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متعلق بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:18 ص]ـ
فائدة:
قال شيخ الإسلام: وقد أمره الله تعالى أن يقول لهم: "قد كفرتم بعد إيمانكم" وقول من يقول: إنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولاً بقلوبهم لا يصح؛ لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر, فلا يقال: قد كفرتم بعد إيمانكم, فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر, وإن أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم, وهم مع خواصهم ما زالوا كذلك, ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين.
وقال رحمه الله في موضع آخر: فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنما تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له, بل إنما كنا نخوض ونلعب, وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدراً بهذا الكلام, ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام, والقرآن يبين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه كقوله تعالى: "ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك" ـ إلى قوله ـ "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون" فنفى الإيمان عمن تولى عن طاعة الرسول, وأخبر أن المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم سمعوا وأطاعوا, فبين أن هذا من لوازم الإيمان. انتهى
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:20 ص]ـ
فائدة:
وفيه: بيان أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو عمل يعمل به, وأشدها خطراً إرادات القلوب, فهي كالبحر الذي لا ساحل له, ويفيد الخوف من النفاق الأكبر, فإن الله تعالى أثبت لهؤلاء إيماناً قبل أن يقولوا ما قالوه, كما قال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يخاف النفاق على نفسه", نسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:22 ص]ـ
باب قول الله "ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته" الآية
328/ ما هي الناقة العشراء؟
ج/ هي الحامل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:25 ص]ـ
س329/ ما معنى قوله: "لا أجهدك"؟
ج/ معناه: لا أشق عليك في رد شيء تأخذ, أو تطلب من مالي, ذكره النووي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:29 ص]ـ
س330/ ما أصل الشكر؟
ج/ قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة, فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها, ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها أيضاً ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها, ومن عرف النعمة والمنعم بها وأقر بها ولم يجحدها ولكن لم يخضع له ولم يحبه ويرض به وعنه لم يشكره أيضاً, ومن عرفها وعرف المنعم بها وأقر بها وخضع للمنعم بها وأحبه ورضي به وعنه واستعملها في محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها, فلا بد في الشكر من علم القلب, وعمل يتبع العلم, وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:34 ص]ـ
باب قول الله "فلما آتاهما صالحا" الآية
س331/ ما معنى قوله تعالى: "فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون"؟
ج/ قال الإمام أحمد رحمه الله في معنى هذه الآية: حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن إبراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره", وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار بندار عن عبد الصمد بن عبد الوارث به, ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد به وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم, ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه, ورواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الصمد مرفوعاً وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي عن هلال بن فياض عن عمر بن إبراهيم به مرفوعاً.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع حدثنا سهيل بن يوسف عن عمرو عن الحسن: "جعلا له شركاء فيما آتاهما" قال: كان هذا في بعض أهل الملل ولم يكن آدم, وحدثنا بشر بن معاذ قال: حدثني يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصروا, وهذا إسناد صحيح عن الحسن رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/440)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:42 ص]ـ
باب قول الله "فلما آتاهما صالحا" الآية
س331/ ما معنى قوله تعالى: "فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون"؟
ج/ قال الإمام أحمد رحمه الله في معنى هذه الآية: حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن إبراهيم حدثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارث فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره", وهكذا رواه ابن جرير عن محمد بن بشار بندار عن عبد الصمد بن عبد الوارث به, ورواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن محمد بن المثنى عن عبد الصمد به وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم, ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه, ورواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الصمد مرفوعاً وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, ورواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره عن أبي زرعة الرازي عن هلال بن فياض عن عمر بن إبراهيم به مرفوعاً.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع حدثنا سهيل بن يوسف عن عمرو عن الحسن: "جعلا له شركاء فيما آتاهما" قال: كان هذا في بعض أهل الملل ولم يكن آدم, وحدثنا بشر بن معاذ قال: حدثني يزيد حدثنا سعيد عن قتادة قال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصروا, وهذا إسناد صحيح عن الحسن رحمه الله.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[22 - 01 - 10, 02:46 ص]ـ
واصل سددك الله ويا حبذا لو جمعت ذلك فى ملف بعد الانتهاء
موفق إن شاء الله
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 10, 04:29 م]ـ
جزيت الجنة أخي أحمد,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 10, 04:44 م]ـ
س332/ ما سبب استثناء ابن حزم لحكم التسمي بعبد المطلب من الإجماع؟
ج/ ذلك أن تسميته بهذا الإسم لا محذور فيها؛ لأن أصله من عبودية الرق, وذلك أن المطلب أخو هاشم قدم المدينة وكان ابن أخيه (شيبة) هذا قد نشأ في أخواله بني النجار من الخزرج؛ لأن هاشماً تزوج فيهم امرأة فجاءت منه بهذا الابن, فلما شب في أخواله وبلغ سن التمييز سافر به عمه المطلب إلى مكة بلد أبيه وعشيرته, فقدم به مكة وهو رديفه فرآه أهل مكة وقد تغير لونه بالسفر, فحسبوه عبداً للمطلب فقالوا: هذا عبد المطلب, فعلق به هذا الإسم وركبه فصار لا يذكر ولا يدعى إلا به؛ فلم يبق للأصل معنى مقصود, وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: "أنا ابن عبد المطلب", وقد صار معظماً في قريش والعرب, فهو سيد قريش وأشرفهم في جاهليته, وهو الذي حفر زمزم وصارت له السقاية وفي ذريته من بعده, وعبد الله والد رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد بني عبد المطلب, وتوفي في حياة أبيه, قال الحافظ صلاح الدين العلائي في كتاب الدرة السنية في مولد خير البرية: "كان سن أبيه عبد الله حين حملت منه آمنة برسول الله صلى الله عليه و سلم نحو ثمانية عشر عاماً ثم ذهب إلى المدينة ليمتار منها تمراً لأهله, فمات بها عند أخواله بني عدي بن النجار, والنبي صلى الله عليه وسلم حمل على الصحيح. انتهى
قلت: وصار النبي صلى الله عليه و سلم لما وضعته أمه في كفالة جده عبد المطلب, قال الحافظ الذهبي: وتوفي أبوه عبد الله وللنبي ثمانية وعشرون شهراً, وقيل أقل من ذلك وقيل: وهو حمل توفي بالمدينة وكان قد قدمها ليمتار تمراً وقيل: بل مر بها راجعاً من الشام, وعاش خمسة وعشرين سنة, قال الواقدي: وذلك أثبت الأقاويل في سنة وفاته, وتوفيت أمه آمنة بالأبواء وهي راجعة به صلى الله عليه و سلم إلى مكة من زيارة أخوال أبيه بني عدي بن النجار, وهو يومئذٍ ابن ست سنين ومائة يوم, وقيل: ابن أربع سنين, فلما ماتت أمه حملته أم أيمن مولاته إلى جده فكان في كفالته إلى أن توفي جده وللنبي صلى الله عليه و سلم ثمان سنين, فأوصى به إلى عمه أبي طالب ا هـ
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 10, 04:47 م]ـ
س333/ ما معنى قول قتادة: "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته"؟
ج/ قال شيخنا رحمه الله: إن هذا الشرك في مجرد تسمية, لم يقصدا حقيقته التي يريدها إبليس, وهو محمل حسن يبين أن ما وقع من الأبوين من تسميتهما ابنهما عبد الحارث إنما هو مجرد تسمية لم يقصدا تعبيده لغير الله, وهذا معنى قول قتادة: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 10, 04:51 م]ـ
باب قول الله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه" الآية
س334/ ما صحة الحديث الذي فيه تعداد الأسماء التسعة والتسعين لله تعالى؟
ج/ قال الترمذي: هذا حديث غريب, وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث.
والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه, وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك؛ أي: أنهم جمعوها من القرآن, كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان وأبي زيد اللغوي والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/441)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 10, 04:55 م]ـ
س335/ هل أسماء الله تعالى منحصرة في تسعة وتسعين اسماً؟
ج/ قال -أي ابن كثير-: ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين؛ بدليل ما رواه أحمد عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيت بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً فقيل: يا رسول الله: ألا نتعلهما؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها" وقد أخرجه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه.
ـ[أم يسري]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:34 م]ـ
رابط الجزء الأول من السؤال 1 - 167 فى المشاركة 203
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1192662&postcount=203
رابط الجزء الثانى من السؤال 168 - 252 فى المشاركة 304
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1197887&postcount=304
رابط الجزء الثالث من السؤال 253 - 335
اضغط ( http://www.4shared.com/file/210977422/e570961b/____253-335.html) هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2003
اضغط ( http://www.4shared.com/file/210979310/c5c3c542/____253-335.html) هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2007
جزى الله كاتب الموضوع كل الخير و فى انتظار الباقى ...
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[01 - 02 - 10, 12:52 ص]ـ
جزيتِ خيراً, وسأنتهي من الكتاب غداً بإذن الله,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:42 ص]ـ
س336/ ما معنى قوله تعالى: " يلحدون في أسمائه"؟
ج/ قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" قال: (إلحاد الملحدين: أن دعوا اللات في أسماء الله) , وقال ابن جريج عن مجاهد: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" قال: (اشتقوا اللات من الله واشتقوا العزى من العزيز).
وقال قتادة: (يلحدون: يشركون) , وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (الإلحاد التكذيب) , وأصل الإلحاد في كلام العرب: العدول عن القصد والميل والجور والإنحراف, ومنه اللحد في القبر؛ لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر, قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإشـ ... راك والتعطيل والنكران.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:50 ص]ـ
س337/ ما أقسام ما يجري صفة أو خبراً على الرب تبارك وتعالى؟
ج/ قال العلامة ابن القيم رحمه الله:
ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام:
أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات كقولك: ذات وموجود.
الثاني: ما يرجع صفاته ونعوته كالعليم والقدير والسميع والبصير.
الثالث: ما يرجع إلى أفعاله كالخالق والرازق.
الرابع: التنزيه المحض؛ ولا بد من تضمنه ثبوتا إذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس والسلام.
الخامس: -ولم يذكره أكثر الناس ـ وهو الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة بل دال على معان؛ نحو: المجيد العظيم الصمد, فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال؛ ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة والزيادة والكثرة فمنه: (استمجد المرخ والعفار) وأمجد الناقة علفها, ومنه رب العرش المجيد؛ صفة العرش لسعته وعظمته وشرفه, وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنا بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه صلى الله عليه و سلم, لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه, فأتى في هذا المطلوب باسم يقتضيه كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم فهو راجع إلى التوسل إليه بأسمائه وصفاته وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه, ومنه الحديث الذي في الترمذي: "ألظوا بياذا الجلال والإكرام", ومنه: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام", فهذا سؤال له وتوسل إليه بحمده وأنه لا إله إلا هو المنان, فهو توسل إليه بأسمائه وصفاته, وما أحق ذلك بالإجابة وأعظمه موقعا عند المسؤول, وهذا باب عظيم من أبواب التوحيد.
السادس: صفة تحصل من اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر, وذلك قدر زائد على مفرديهما, نحو: الغني الحميد الغفور القدير الحميد المجيد, وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن, فإن الغني صفة كمال, و الحمد كذلك, واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر, فله ثناء من غناه, وثناء من حمده, وثناء من اجتماعهما, وكذلك الغفور القدير, والحميد المجيد, والعزيز الحكيم, فتأمله فإنه أشرف المعارف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/442)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:56 ص]ـ
باب لا يقال: السلام على الله
س338/ ما معنى: "إن الله هو السلام"؟
ج/ معنى قوله: "إن الله هو السلام": إن الله سالم من كل نقص ومن كل تمثيل, فهو الموصوف بكل كمال, المنزه عن كل عيب ونقص.
قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: السلام اسم مصدر وهو من ألفاظ الدعاء, يتضمن الإنشاء والإخبار, فجهة الخبر فيه لا تناقض الجهة الإنشائية, وهو معنى السلام المطلوب عند التحية, وفيه قولان مشهوران:
الأول: أن السلام هنا هو الله عز و جل, ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو ذلك, فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز و جل اسم السلام دون غيره من الأسماء.
الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة, وهو المطلوب المدعو به عند التحية, ومن حجة أصحاب القول: أنه يأتي منكراً فيقول المسلم: سلام عليكم, ولو كان اسماً من أسماء الله لم يستعمل كذلك, ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى؛ وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبراً ودعاءً.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وفصل الخطاب أن يقال: الحق في مجموع القولين, فكل منهما بعض الحق, والصواب في مجموعهما.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:03 ص]ـ
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
فائدة:
قوله: في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له"؛ بخلاف العبد فإنه قد يعطي السائل مسألته لحاجته إليه أو لخوفه أو رجائه, فيعطيه مسألته وهو كاره, فاللائق بالسائل للمخلوق أن يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول مخافة أن يعطيه وهو كاره, بخلاف رب العالمين؛ فإنه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه, وكمال جوده وكرمه, وكلهم فقير إليه محتاج, لا يستغني عن ربه طرفة عين, وعطاؤه كلام, وفي الحديث: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سخاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه وفي يده الأخرى القسط يخفضه ويرفعه", يعطي تعالى لحكمة, ويمنع لحكمة, وهو الحكيم الخبير, فاللائق بمن سأل الله أن يعزم المسألة, فإنه لا يعطي عبده شيئاً عن كراهة ولا عن عظم مسألة, وقد قال بعض الشعراء فيمن يمدحه:
ويعظم في عين الصغير صغارها ... ويصغر في عين العظيم العظائم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:07 ص]ـ
باب لا يقول: عبدي وأمتي
س339/ لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: "عبدي وأمتي"؟
ج/ نهى عنها تحقيقاً للتوحيد وسداً لذرائع الشرك؛ لما فيها من التشريك في اللفظ, لأن الله تعالى هو رب العباد جميعهم, فإذا أطلق على غيره شاركه في الإسم فينهى عنه لذلك؛ وإن لم يقصد بذلك التشريك في الربوبية التي هي وصف الله تعالى, وإنما المعنى أن هذا مالك له, فيطلق عليه هذا اللفظ بهذا الإعتبار؛ فالنهي عنه حسماً لمادة التشريك بين الخالق والمخلوق وتحقيقاً للتوحيد وبعداً عن الشرك حتى في اللفظ, وهذا أحسن من مقاصد الشريعة لما فيه من تعظيم الرب تعالى وبعده عن مشابهة المخلوقين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:01 ص]ـ
باب لا يرد من سأل بالله
س340/ ما حكم رد من سأل بالله؟
ج/ ظاهر الحديث النهي عن رد السائل إذا سأل بالله؛ لكن هذا العموم يحتاج إلى تفصيل بحسب ما ورد في الكتاب والسنة, فيجب إذا سأل السائل ما له فيه حق كبيت المال أن يجاب؛ فيعطى منه على قدر حاجته وما يستحقه وجوباً, وكذلك إذا سأل المحتاج من في ماله فضل فيجب أن يعطيه على حسب حاله ومسألته, خصوصاً إذا سأل من لا فضل عنده, فيستحب أن يعطيه على قدر حال المسؤول ما لا يضر به ولا يضر عائلته, وإن كان مضطراً وجب أن يعطيه ما يدفع ضرورته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:03 ص]ـ
فائدة:
وعند أبي داود في رواية أبي نهيك عن ابن عباس: "من سألكم بوجه الله فأعطوه", وفي رواية عبيد الله القواريري لهذا الحديث: "ومن سألكم بالله .... " كما في حديث ابن عمر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:09 ص]ـ
باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
س341/ جاء في حديث جابر في هذا الباب مرفوعاً: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة". فكيف نجيب عن السؤال بوجه الله في هذه الأحاديث: "أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك أو ينزل بي سخطك لك العتبي حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله", والحديث المروي في الأذكار: "اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد ـ وفي آخره ـ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض" وأمثال ذلك في الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة أو الحسان؟
ج/ ما ورد من ذلك فهو في سؤال ما يقرب إلى الجنة أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة, فيكون قد سأل بوجه الله وبنور وجهه ما يقرب إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح: "اللهم إن أسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل"؛ بخلاف ما يختص بالدنيا كسؤال المال والرزق والسعة في المعيشة رغبةً في الدنيا؛ مع قطع النظر عن كونه أراد بذلك ما يعينه على عمل الآخرة, فلا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل حوائج دنياه بوجه الله, وعلى هذا فلا تعارض بين الأحاديث كما لا يخفى, والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/443)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:12 ص]ـ
باب ما جاء في اللو
س342/ ما معنى الترجمة؟
ج/ أي من الوعيد والنهي عنه عند الأمور المكروهة؛ كالمصائب إذا جرى بها القدر, لما فيه من الإشعار بعدم الصبر والأسى على ما فات مما لا يمكن استدراكه, فالواجب التسليم للقدر والقيام بالعبودية الواجبة, وهو الصبر على ما أصاب العبد مما يكره.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:16 ص]ـ
فائدة:
قال شيخ الإسلام رحمه الله لما ذكر ما وقع من عبد الله بن أبي في غزوة أحد قال: فلما انخذل يوم أحد وقال: يدع رأيي ورأيه ويأخذ برأي الصبيان؟ أو كما قال, انخذل معه خلق كثير كان كثير منهم لم ينافق قبل ذلك, فأولئك كانوا مسلمين, وكان معهم إيمان هو الضوء الذي ضرب الله به المثل, فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق لماتوا على الإسلام, ولم يكونوا من المؤمنين حقاً الذين امتحنوا فثبتوا على المحنة, ولا من المنافقين حقاً الذين ارتدوا عن الإيمان بالمحنة, وهذا حال كثير من المسلمين في زماننا أو أكثرهم؛ إذا ابتلوا بالمحنة التي يتضعضع فيها أهل الإيمان ينقص إيمانهم كثيراً وينافق كثير منهم, ومنهم من يظهر الردة إذا كان العدو غالباً, وقد رأينا من هذا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة, وإذا كانت العافية أو كان المسلمون ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين, وهم مؤمنون بالرسل باطناً وظاهراً لكنه إيمان لا يثبت على المحنة, ولهذا يكثر في هؤلاء ترك الفرائض وانتهاك المحارم, وهؤلاء من الذين قالوا: "آمنا" فقيل لهم: "لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"؛ أي الإيمان المطلق الذي أهله هم المؤمنون حقاً, فإن هذا هو الإيمان إذا أطلق في كتاب الله تعالى كما دل عليه الكتاب والسنة, فلم يحصل لهم ريب عند المحن التي تقلقل الإيمان في القلوب. انتهى
قوله: وقد رأينا من هذا ورأى غيرنا ما فيه عبرة.
قلت: ونحن كذلك رأينا من ذلك ما فيه عبرة عند غلبة العدو من إعانتهم العدو على المسلمين والطعن في الدين وإظهار العداوة والشماتة وبذل الجهد في إطفاء نور الإسلام وذهاب أهله وغير ذلك مما يطول ذكره, والله المستعان.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:24 ص]ـ
باب النهي عن سب الريح
س343/ لماذا نهي عن سب الريح؟
ج/ لأنها ـ أي الريح ـ إنما تهب عن إيجاد الله تعالى وخلقه لها وأمره, لأنه هو الذي أوجدها وأمرها, فمسبتها مسبة للفاعل وهو الله سبحانه كما تقدم في النهي عن سب الدهر وهذا يشبهه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:26 ص]ـ
باب
فائدة:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على ما تضمنته وقعة أحد: وقد فسر هذا الظن الذي لا يليق بالله سبحانه بأنه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل وأنه يسلمه للقتل, وفسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضاء الله وقدره ولا حكمة له فيه, ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأن يظهره على الدين كله, وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:31 ص]ـ
باب ما جاء في منكري القدر
فائدة:
قوله: "وفي المسند وسنن أبي داود عن ابن الديلمي وهو أبو بسر .... " ـ بالسين المهملة وبالباء المضمومة, ويقال أبو بشر بالشين المعجمة وكسر الباء ـ, وبعضهم صحح الأول, وإسمه عبد الله بن فيروز.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:35 ص]ـ
باب ما جاء في المصورين
س344/ ما علة تحريم التصوير؟
ج/ هي المضاهاة بخلق الله, لأن الله تعالى له الخلق والأمر, فهو رب كل شيء ومليكه, وهو خالق كل شيء, وهو الذي صور جميع الخلوقات, وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة, كما قال تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون", فالمصور لما صور الصورة على شكل ما خلقه الله تعالى من إنسان وبهيمة صار مضاهئاً لخلق الله؛ فصار ما صوره عذاباً له يوم القيامة, وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ, فكان أشد الناس عذاباً لأن ذنبه من أكبر الذنوب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:36 ص]ـ
س345/ ما علاقة تحريم التصوير بالتوحيد؟
ج/ إن كان هذا فيمن صور صورة على مثال ما خلقه الله تعالى من الحيوان؛ فكيف بحال من سوى المخلوق برب العالمين وشبهه بخلقه وصرف له شيئاً من العبادة التي ما خلق الله الخلق إلا ليعبدوه وحده بما لا يستحقه غيره من كل عمل يحبه الله من العبد ويرضاه!!.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:38 ص]ـ
س346/ ما سبب النهي في هذا الحديث: "ولا قبرا مشرفا إلا سويته"؟
ج/ لما في تعليتها من الفتنة بأربابها وتعظيمها وهو من ذرائع الشرك ووسائله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/444)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:41 ص]ـ
س347/ لماذا نهي عن اتخاذ السرج على القبور؟
ج/ قال أبو محمد المقدسي: لأن فيه تضييعاً للمال في غير فائدة؛ وإفراطاً في تعظيم القبور, أشبه تعظيم الأصنام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:44 ص]ـ
باب ما جاء في كثرة الحلف
س348/ ما معنى قوله تعالى: "واحفظوا أيمانكم"؟
ج/ قال ابن جرير: (لا تتركوها بغير تكفير) , وذكر غيره من المفسرين عن ابن عباس: (يريد لا تحلفوا) , وقال آخرون: (احفظوا أيمانكم عن الحنث فلا تحنثوا) , والمصنف أراد من الآية المعنى الذي ذكره ابن عباس؛ فإن القولين متلازمان, فيلزم من كثرة الحلف كثرة الحنث, مع ما يدل عليه من الإستخفاف وعدم التعظيم لله وغير ذلك مما ينافى كمال التوحيد الواجب أو عدمه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:46 ص]ـ
س349/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب"؟
ج/ المعنى: أنه إذا حلف على سلعته أنه أعطى فيها كذا وكذا أو أنه اشتراها بكذا وكذا قد يظنه المشتري صادقاً فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها والبائع كذاب وحلف طمعاً في الزيادة, فيكون قد عصى الله تعالى فيعاقب بمحق البركة, فإذا ذهبت بركة كسبه دخل عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة التي دخلت عليه بسبب حلفه, وربما ذهب ثمن تلك السلعة رأساً, وما عند الله لا ينال إلا بطاعته, وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلال وذهاب وعقاب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:49 ص]ـ
س350/ ما معنى قوله: "أشيمط زان"؟
ج/ صغره تحقيراً له, وذلك لأن داعي المعصية ضعف في حقه فدل على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور وعدم خوفه من الله, وضعف الداعي إلى المعصية مع فعلها يوجب تغليظ العقوبة عليه, بخلاف الشاب؛ فإن قوة داعي الشهوة منه قد تغلبه مع خوفه من الله وقد يرجع على نفسه بالندم ولومها على المعصية فينتهي ويراجع.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:51 ص]ـ
س351/ ما معنى قوله: "عائل مستكبر"؟
ج/ ليس له ما يدعوه إلى الكبر لأن الداعي إلى الكبر في الغالب كثرة المال والنعم والرياسة والعائل الفقير لا داعي له إلى أن يستكبر فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكبر طبيع له كامن في قلبه فعظمت عقوبته لعدم الداعي إلى هذا الخلق الذميم الذي هو من أكبر المعاصي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:53 ص]ـ
س352/ ما معنى قوله: "ورجل جعل الله بضاعته .... "؟
ج/ أي الحلف به جعله بضاعته لملازمته له وغلبته عليه وهذه أعمال تدل على أن صاحبها إن كان موحدا فتوحيده ضعيف وأعماله ضعيفة بحسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك المعاصي العظيمة على قلة الداعي إليها نسأل الله السلامة والعافية نعوذ بالله من كل عمل لا يحبه ربنا ولا يرضاه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:54 ص]ـ
س353/ لماذا قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثا؟
ج/ هذا شك من راوي الحديث عمران بن حصين رضي الله عنه والمشهور في الروايات: أن القرون المفضلة ثلاثة الثالث دون الأولين في الفضل لكثرة البدع فيه لكن العلماء متوافرون والإسلام فيه ظاهر والجهاد فيه قائم.
ـ[ابو عبدالرحمن المحيسني]ــــــــ[05 - 02 - 10, 06:47 ص]ـ
اخي عبدالكريم غفر الله لك ولوالديك ولجميع المسلمين والمسلمات الإحياء منهم والأموات
ارأى ان تفتح موضوعاً أخر وتجمع فيه جميع ماتم تلخيصه
وقبل أن تبدأ بالموضوع يلزمك أن تنبه الإخوة على عدم التعليق حتى تنهي جميع ماتم تلخيصه
ومن ثم يتم رفعه من قبل أحد الإخوة ونشرة للتعم الفائدة
واعلم اخي ان ماتقوم بتقديمه امر عظيم الفائدة فلاتكل ولاتمل
أسأل الله ان يرزقنا وإياك الإخلاص والصواب في القول والعمل
وان يوفقنا لكل مايحبه ويرضاه
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 06:52 ص]ـ
اخي عبدالكريم غفر الله لك ولوالديك ولجميع المسلمين والمسلمات الإحياء منهم والأموات
ارأى ان تفتح موضوعاً أخر وتجمع فيه جميع ماتم تلخيصه
وقبل أن تبدأ بالموضوع يلزمك أن تنبه الإخوة على عدم التعليق حتى تنهي جميع ماتم تلخيصه
ومن ثم يتم رفعه من قبل أحد الإخوة ونشرة للتعم الفائدة
واعلم اخي ان ماتقوم بتقديمه امر عظيم الفائدة فلاتكل ولاتمل
أسأل الله ان يرزقنا وإياك الإخلاص والصواب في القول والعمل
وان يوفقنا لكل مايحبه ويرضاه
أخي الغالي: رفعت همتي رفع الله قدرك, لم يبق سوى القليل جداً من الكتاب نسأل الله التوفيق والإعانة,,
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:08 ص]ـ
س354/ ما معنى قوله: "ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون"؟
ج/ لاستخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحريهم الصدق, وذلك لقلة دينهم وضعف إسلامهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/445)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:14 ص]ـ
باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
س355/ هل هناك معارضة بين قوله تعالى: "ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها" وبين قوله: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم" وقوله تعالى: " ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم"؟
ج/ لا تعارض بين هذا كله وبين الآية المذكورة هنا وهي: "ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها"؛ لأن هذه الأيمان المراد بها: الداخلة في العهود والمواثيق لا الأيمان الواردة على حث أو منع, ولهذا قال مجاهد في هذه الآية: يعني الحلف؛ أي حلف الجاهلية, ويؤيده ما رواه الإمام أحمد عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا حلف في الإسلام وإنما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"؛ وكذا رواه مسلم, ومعناه أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه فإن في التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:17 ص]ـ
س356/ ما معنى السرية هنا: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية ...... "؟
ج/ قال الحربي: السرية: الخيل تبلغ أربعمائة ونحوها والجيش ما كان أكثر من ذلك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:21 ص]ـ
س357/ لماذا نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل الرهبان والنسوان؟
ج/ لأنه لا يكون منهم قتال غالباً, وإن كان منهم قتال أو تدبير قتلوا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:23 ص]ـ
س358/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا"؟
ج/ الغلول: الأخذ من الغنيمة من غير قسمتها, والغدر: نقض العهد, والتمثيل هنا: التشويه بالقتيل؛ كقطع أنفه وأذنه والعبث به, ولا خلاف في تحريم الغلو والغدر وفي كراهية المثلة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:25 ص]ـ
فائدة:
قوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام"؛ كذا وقعت الرواية في جميع نسخ كتاب مسلم؛ "ثم ادعهم" بزيادة (ثم) , والصواب إسقاطها كما روي في غير كتاب مسلم؛ كمصنف أبي داود, وكتاب الأموال لأبي عبيد, لأن ذلك هو إبتداء تفسير الثلاث خصال.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:34 ص]ـ
س359/ هل تؤخذ الجزية من كل كافر أم لا؟
ج/ قوله: "فإن هم أبوا فاسألهم الجزية"؛ فيه حجة لمالك وأصحابه والأوزاعي في أخذ الجزية من كل كافر عربياً كان أو غيره؛ كتابياً كان أو غيره, وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنها تؤخذ من الجميع إلا من مشركي العرب ومجوسهم, وقال الشافعي: لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب عرباً كانوا أو عجماً, وهو قول الإمام أحمد في ظاهر مذهبه, وتؤخذ من المجوس.
قلت: لأن النبي صلى الله عليه و سلم أخذها منهم وقال: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب".
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:40 ص]ـ
فائدة:
قوله: (وقول نافع وقد سئل عن الدعوة قبل القتال)؛ ذكر فيه أن مذهب مالك يجمع بين الأحاديث في الدعوة قبل القتال, قال: وهو أن مالكاً قال: "لا يقاتل الكفار قبل أن يدعوا ولا تلتمس غرتهم إلا أن يكونوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز أن تلتمس غرتهم", وهذا الذي صار إليه مالك هو الصحيح؛ لأن فائدة الدعوة أن يعرف العدو أن المسلمين لا يقاتلون للدنيا ولا للعصبية, وإنما يقاتلون للدين, فإذا علموا بذلك أمكن أن يكون ذلك سبباً مميلاً لهم إلى الإنقياد إلى الحق؛ بخلاف ما إذا جهلوا مقصود المسلمين فقد يظنون أنهم يقاتلون للملك وللدنيا فيزدادون عتواً وبغضاً والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:43 ص]ـ
باب ما جاء في الإقسام على الله
س360/ ما معنى: "من ذا الذي يتألى علي ... "؟
ج/ يتألى: أي يحلف, والألية بالتشديد: الحلف.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:49 ص]ـ
باب لا يستشفع بالله على خلقه
س361/ ماذا نستفيد من قوله: "-وقال بأصابعه مثل القبة عليه ـ وإنه ليئط به أطيط الرجل بالراكب؟
ج/ تفسير الاستواء بالعلو؛ كما فسره الصحابة والتابعون والأئمة, خلافاً للمعطلة والجهمية والمعتزلة ومن أخذ عنهم كالأشاعرة ونحوهم ممن ألحد في أسماء الله وصفاته وصرفها عن المعنى الذي وضعت له ودلت عليه من إثبات صفات الله تعالى التي دلت على كماله جل وعلا كما عليه السلف الصالح والأئمة ومن تبعهم ممن تمسك بالسنة, فإنهم أثبتوا ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله من صفات كماله على ما يليق بجلاله وعظمته إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:52 ص]ـ
س362/ ما معنى الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه و سلم في حياته؟
ج/ استجلاب دعائه. وليس خاصاً به صلى الله عليه و سلم؛ بل كل حي يرجى أن يستجاب له فلا بأس أن يطلب منه أن يدعو للسائل بالمطالب الخاصة والعامة؛ كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لعمر لما أراد أن يعتمر من المدينة: "لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك", وأما الميت فإنما يشرع في حقه الدعاء له على جنازته على قبره وفي غير ذلك, وهذ هو الذي يشرع في حق الميت, وأما دعاؤه فلم يشرع؛ بل قد دل الكتاب والسنة على النهي والوعيد عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/446)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:58 ص]ـ
باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه و سلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك
س363/ لماذا نهى صلى الله عليه وسلم أن يقال: " أنت سيدنا" و "يا خيرنا وابن خيرنا"؟
ج/ كره صلى الله عليه و سلم أن يواجهوه بالمدح فيفضي بهم إلى الغلو, وأخبر صلى الله عليه و سلم أن مواجهة المادح للمدوح بمدحه ـ ولو بما هو فيه ـ من عمل الشيطان لما تفضي محبة المدح إليه من تعاظم الممدوح في نفسه؛ وذلك ينافي كمال التوحيد, فإن العبادة لا تقوم إلا بقطب رحاها الذي لا تدور إلا عليه, وذلك غاية الذل في غاية المحبة, وكمال الذل يقتضي الخضوع والخشية والاستكانة لله تعالى, وأن لا يرى نفسه إلا في مقام الذم لها والمعاتبة لها في حق ربه, وكذلك الحب لا تحصل غايته إلا إذا كان يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله من الأقوال والأعمال والإرادات, ومحبة المدح من العبد لنفسه تخالف ما يحبه الله منه, والمادح يغره من نفسه, فيكون آثماً, فمقام العبودية يقتضي كراهة المدح رأساً والنهي عنه صيانة لهذا المقام, فمتى أخلص العبد الذل لله والمحبة له خلصت أعماله وصحت, ومتى أدخل عليها ما يشوبها من هذه الشوائب دخل على مقام العبودية بالنقص أو الفساد, وإذا أداه المدح إلى التعاظم في نفسه والإعجاب بها وقع في أمر عظيم ينافي العبودية الخاصة؛ كما في الحديث: "الكبرياء درائي والعظمة إزاري فمن نازعني شيئا منهما عذبته", وفي الحديث: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:04 ص]ـ
س364/ ما حكم تسمية العبد بالسيد؟
ج/ قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر, فمنعه قوم ونُقل عن مالك, واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم لما قيل له: يا سيدنا قال: "السيد الله تبارك وتعالى", وجوزه قوم واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"؛ وهذا أصح من الحديث الأول, قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه, فلا يقال للتميمي سيد كندة, ولا يقال: الملك سيد البشر, قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم, وفي هذا نظر, فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المالك والمولى والرب, لا بمعنى الذي يطلق على المخلوق. انتهى
قلت: فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله تعالى: "قل أغير الله أبغي ربا" أي إلهاً وسيداً, وقال في قول الله تعالى: "الله الصمد"؛ أنه السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد, وقال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده, وأما استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه و سلم للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"؛ فالظاهر أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يواجه سعداً به فيكون في هذا المقام تفضيل والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:07 ص]ـ
باب ما جاء في قول الله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون"
فائدة:
قال محمد بن كعب: "لو قدروه حق قدره ما كذبوه", وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم, فمن آمن أن الله على كل شيء قدير فقد قدر الله حق قدره ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:14 ص]ـ
س365/ اذكر بعض ألفاظ السلف في نفي معرفة الكيفية لصفات الله تعالى؟
ج/ من ذلك ما رواه الحافظ الذهبي في كتاب العلو وغيره بالأسانيد الصحيحة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" قالت: "الإستواء غير مجهول, والكيف غير معقول, والإقرار به إيمان, والجحود به كفر", رواه ابن المنذر واللالكائي وغيرهما بأسانيد صحاح, قال: وثبت عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى أنه قال: لما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف الاستواء قال: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق", وقال ابن وهب: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله وأخذته الرحضاء وقال: "الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف؟ و كيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة, أخرجوه", رواه البيهقي بإسناد صحيح عن ابن وهب, ورواه عن يحيى بن يحيى أيضاً ولفظه قال: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:16 ص]ـ
س366/ ما معاني الإستواء؟
ج/ قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد: "استوى علا على العرش", وقال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "الرحمن على العرش استوى"؛ أي: ارتفع, وقال محمد بن جرير الطبري في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"؛ أي: علا وارتفع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/447)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:21 ص]ـ
س367/ ما أول وقت سمعت فيه مقالة إنكار أن الله فوق عرشه؟
ج/ قال الحافظ الذهبي: وأول وقت سمعت مقالة من أنكر أن الله فوق عرشه هو الجعد بن درهم, وكذلك أنكر جميع الصفات, وقتله خالد بن عبد الله القسري وقصته مشهورة, فأخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان إمام الجهمية فأظهرها واحتج لها بالشبهات, وكان ذلك في آخر عصر التابعين, فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل الأوزاعي وأبي حنيفة ومالك والليث بن سعد والثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك ومن بعدهم من أئمة الهدى, فقال الأوزاعي إمام أهل الشام على رأس الخمسين ومائة عند ظهور هذه المقالة ما أخبرنا عبد الواسع الأبهري بسنده إلى أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي الجوهري ـ ببغداد ـ حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: "كنا ـ والتابعون متوافرون ـ نقول: إن الله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته" أخرجه البيهقي في الصفات ورواته أئمة ثقات, وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها, ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه كفر, وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ا هـ من فتح الباري.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:26 ص]ـ
س368/ ما صحة حديث الأوعال الذي ساقه المصنف؟
ج/ ساقه المصنف رحمه الله مختصراً والذي في سنن أبي داود: عن العباس بن عبد المطلب قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم, فمرت بهم سحابة فنظر إليها فقال: "ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب قال: "والمزن", قالوا: والمزن قال: "والعنان" قالوا: والعنان ـ قال أبو داود: لم أتقن العنان جيداً ـ قال: "هل تدرون ما بعد ما بين السماوات والأرض؟ " قالوا: لا ندري قال: "إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ثم السماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سماوات ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماءٍ إلى سماءٍ ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماءٍ إلى سماءٍ ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه كما بين سماءٍ إلى سماءٍ ثم الله تعالى فوق ذلك", وأخرجه الترمذي وابن ماجه, وقال الترمذي: حسن غريب.
وقال الحافظ الذهبي: رواه أبو داود بإسناد حسن, وروى الترمذي نحوه من حديث أبي هريرة وفيه: "ما بين سماء إلى سماء خمسمائة عام"؛ ولا منافاة بينهما لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلاً ونيف وسبعون سنة على سير البريد؛ لأنه يصح أن يقال: بيننا وبين مصر عشرون يوماً باعتبار سير العادة, وثلاثة أيام باعتبار سير البريد, وروى شريك بعض هذا الحديث عن سماك فوقفه. هذا آخر كلامه.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:30 ص]ـ
الحمد لله الذي يسر إتمام هذا التلخيص, كما أسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع به, والله أعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,,
ـ[ابو عبدالرحمن المحيسني]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:06 م]ـ
هنيئاً لك على هذا العمل المبارك والهمة العالية.
لكن لدي اقتراح أخي في الله عبد الكريم
لو جمعت مالخصته ثم ذهبت إلى أحد العلماء المعروفين
من اجل أن يقدمه لك ومن ثم يتم طباعة ويوضع في أحد المكتبات لتعم الفائدة
فإن ماقمت به له فائدة عظيمة لاسيما وأن عمله على طريقة سؤال وجواب.
فجُمع في هذا الملخص بين السهولة واليسر للقارئ وبين الفائدة ....
ولا تنسى أخي عبد الكريم أنه قد يكون هناك بعض أئمة المساجد يقد يقرؤه على جماعة مسجده
وبعض الإخوة يقد يضع درس خاص للأهل فتحصل بذلك فائدة عظيمة أسأل الله أن لايحرمك الأجر والثواب
فالهمة الهمة يأخي ..
أسأل الله أن ينفعك بالعلم والعمل الصالح وينفع بك الإسلام والمسلمين
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 02 - 10, 09:05 ص]ـ
جزيت خيراً على نصائحك واهتمامك أخي أبو عبد الرحمن, ونسأل الله التوفيق والخيرة,,
ـ[ابو عبدالرحمن المحيسني]ــــــــ[06 - 02 - 10, 03:54 م]ـ
أخي في الله
قد كفيتك المؤنة بفضل الله
ورفع ماقمت بتلخيصه أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتك
واردت ان ارسلك الرابط على الخاص ولكن تفاجأة بأني لاأستطيع لأني لم الحد المسموح به من المشاركات
واضطررت إلى ان ارسله لكعلى العام
وهذا هو الرابط
http://file15.9q9q.net/Download/17434344/----------------------------.doc.html
لعلك تقوم بمراجعة يمكن أني حصل عندي بعض الأخطاء اثناء جمع له
وانبهك على ان لأحظت تكرر السؤال331إن لم تخني الذاكرة ولاأعلم هل هو عفوي منك ام لا
واعذرني ان كان هناك اي تقصير مني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/448)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[06 - 02 - 10, 08:12 م]ـ
رفع الله قدرك, ونفع بك, ورزقك العلم النافع والعمل الصالح, وأجزل لك المثوبة, وأقر عينك برؤية وجهه الكريم في جنات ونهر,,,
ـ[ابو عبدالرحمن المحيسني]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:56 ص]ـ
رفع الله قدرك, ونفع بك, ورزقك العلم النافع والعمل الصالح, وأجزل لك المثوبة, وأقر عينك برؤية وجهه الكريم في جنات ونهر,,,
وإياك أخي
اللهم أمين ......
أخي عندما تنهي مراجعة أخبرنا من أجل أن نقوم بنشره
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أم يسري]ــــــــ[07 - 02 - 10, 11:29 م]ـ
جزى الله خيراً كاتب الموضوع ونفع به
هذا رابط آخر للموضوع كامل منسق ..
اضغط هنا ( http://www.4shared.com/file/217117434/b3bc4b2c/_______.html)
ـ[أبو محمد المزيني]ــــــــ[14 - 02 - 10, 11:53 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يجزل لصاحب الموضوع والمشاركين الأجر والمثوبة ...
ومن باب الفائدة::
هناك كتاب (الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد)
لعبدالله الجار الله
دار الصميعي ..
ساق في المؤلف شرح التوحيد بصيغة الأسئلة
وقد تضمن:
1. بيان معاني مفردات الآيات القرآنية والأحاديث.
2. الشرح الإجمالي لكل منها.
3. ما يستفاد منها.
4. بيان المناسبة والشاهد من الحديث للباب أو لكتاب التوحيد.
5. مناسبة الأبواب لكتاب التوحيد.
6. بيان مراد المؤلف من هذه الأبواب ..
ولله الموفق
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 06:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زكريا الأثري]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:23 ص]ـ
ما شاء الله عمل جيد و فقنا الله و إياك و نفع بنا و بك،،، آميـ ــــــــن.(56/449)
ما معنى كلام الشافعى هذا فى الرسالة
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:19 ص]ـ
الحمد لله وبعد
قال الشافعى الإمام عليه رحمة الله فى كتابه الماتع الرسالة
فقرة 239 - 240
فجعل كمال ابتداء الإيمان الذى ما سواه تبع له الإيمان بالله ثم برسوله
فلو أمن عبد به ولم يؤمن برسوله لم يقع عليه اسم كمال الإيمان أبدا حتى يؤمن برسوله معه
وهكذا سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل من امتحنه للإيمان
فمامعنى هذا الكلام من الشافعى رحمه الله لأنه أشكل على وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:14 ص]ـ
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الظاهر من كلام الشافعي - كما يتبين لي - أنّه أراد القول أنّ الإيمان بالله يستلزم الإيمان برسوله وإلا ما كان ذاك إيماناً من الأصل، ودليل ذلك استدلاله بحديث الجارية حين سألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله وعن رسوله. فحين ثبت له - صلى الله عليه وسلم - إيمانها بالله تعالى والرسول معاً أمر بعتقها وهذا يستدل منه أنّ الإيمان بالله وحده دون رسله لا يعد إيماناً، وإلا لاكتفى بسؤالها عن الله فقط.
وعلى هذا يفسر كلام الشافعي في معنى عدم وقوع كمال الإيمان على من يؤمن بالله فقط دون رسله، فليس مقصوده أنّ الإيمان ينقص بمعنى نقص الإيمان الذي هو عند المسلم بل مراده - والله أعلم - عدم صحة مثل هذا الإيمان لأن النقص الذي أصابه أخل به إخلالاً لا يحقق معنى ما تحقق به، وإلا لكان عليه الإيمان بالرسل حتى يتحقق الإيمان بالله. بمعنى أنّ الإيمان بالله تعالى وحده ورسوله هو أدنى كمال الإيمان بحيث لو نقص لانتفى الإيمان بكله ولم يتحقق.
كما أنّ إطلاق البضع عليه في الإيمان (عدم كمال الإيمان) إنما كان مجازاً لأنه آمن بالله، أما حقيقة إيمانه التي تدخله دائرة الإسلام فهي نتفية لعدم تحقق أدنى الكمال المطلوب وهو الإيمان بالله والرسول أيضاً.
ما كان صواباً فمن الله وما كان خطأ فمني ومن الشيطان.
والله أعلمك وأحكم ولعل غيري يفيدك(56/450)
متن سلم الوصول مشكول ومبوب بابواب المخطوطة
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[08 - 08 - 09, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم متن سلم الوصول مشكول
جزى الله من شكله خير الجزاء
للتحميل من هناااااا DOC (http://www.archive.org/download/MatnSolamElosol/MatnSolamElosol.doc)
المتن مشكول ومبوب من المخطوطة
ـ[ابوسلمان الشيهاني]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:39 ص]ـ
الله ينفع بك(56/451)
ما المقصود برسالة التقليد عند الشيعة؟
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:07 م]ـ
السلام عليكم
ما المقصود برسالة التقليد عند الشيعة؟
بارك الله فيكم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[10 - 08 - 09, 10:36 م]ـ
ما توصلت إليه (إلى الان) هو أن الشيعي المقلد لمرجع معين عنده ما يسمى بـ (رسالة التقليد) وهو كتاب يصدره المرجع لمقلديه. تشمل هذه الرسالة شرحا وبيانا لما يحتاجه الشيعي المقلد من أحكام شرعية حتى تبرئ ذمته أمام الله تعالى يوم القيامة.
والله تعالى أعلم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[11 - 08 - 09, 04:00 م]ـ
ويصطلح الشيعة اليوم على تلقيب من امتاز بالاجتهاد في العلوم الدينية و استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها بـ (آية الله) و (مجتهد مطلق) ويحرم على صاحب هذه الملكة العمل بخلاف ما يستنبطه مما له الاجتهاد فيه, فعليه العمل بما أوصله الدليل اليه.
أما لقب (آية الله العظمى) بزيادة لفظ (العظمى) على اللقب الدارج إطلاقه على المجتهد الذي يقوم بتدريس البحث الخارج وفقا لرأيه الذي استنبطه من مصادر التشريع الإسلامية فإذا توسعت شعبيته وقام الناس بتقليده في المسائل الشرعية يبقى محتفظا بهذا اللقب ويكون (المقلَّد) لأن الناس يجعلون ذمتهم قلادة في عنقه يتحمل في ذمته أفعالهم وفق ما توصل إليه هو من الأدلة, فهو ما يطلق عليه (المجتهد الجامع للشرائط) , أي شرائط التقليد له بالعمل وفق مايستنبطه من الأدلة الشرعية من قبل غير المجتهدين. و ينشر فتاواه في (رسالة عملية) والرسائل العملية تضم الفتاوى التي يحتاجها المقلدون في مختلف الأبواب العبادية والمعاملات والعقود، وهي تتشابه إلى حد كبير ولا تختلف الا في بعض الأمور من حيث شدة الاحتياط أو التساهل والتبسيط، وعادة ما تدور حول أمور بحثها المجتهد مع تلامذته بشكل استدلالي مفصل ولكنها تقدم لعامة الناس بصورة موجزة ومختصرة ومجردة من الأدلة التفصيلية.
وآية الله العظمى هو ذاته مرجع التقليد ومن شرائطه أن يكون
رجلاً (أي ليس امرأة)
بالغاً (لايكون طفلاً)
عاقلاً (يعي مايفعل، ليس مجنوناً ولا مجذوباً)
شيعياً اثنا عشرياً (ينتمي إلى الفرقة الجعفرية)
طاهر المولد (ليس ابن زنا)
حياً (الميّت لايُرجع إليه) إلا ان بعض المراجع اجازوا الرجع إليه اذا لم يتوفر من الأحياء
حراً (ليس عبداً مملوكاً)
عادلا (والعدالة تعني أنه لا يرتكب الكبائر ولا يصر على ارتكاب الصغائر)
المصدر: (الرابط ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87))
ويبدو أن أول من ألف رسالة تقليد هو محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (المتوفي سنة 1337 هـ) وسماها: "العروة الوثقى فيما يعم به البلوى" - وتشتمل على عدد كبير من المسأل الفقهية، وقد قام الكثير من المراجع بعده بكتابة حواشي عليها وتعتبر عمدة في هذا الموضوع.
وكان مما أصله في أول رسالته بعض المسائل عن التقليد فقال:
"مسألة 7: عمل العامّي بلا تقليد ولا احتياط باطل.
مسألة 8: التقليد هو الالتزام بالعمل بقول مجتهد معين، وإن لم يعمل بعد، بل ولو لم يأخذ فتواه فإذا أخذ رسالته والتزم بالعمل بما فيها كفى في تحقق التقليد" (صـ 11).
والله تعالى أعلم(56/452)
الله ربي لا أريد سواه هل في الوجود حقيقة إلا هو؟!
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أشاهد قناة الناس, وإذا بأحد الشيوخ الأفاضل (حفظه الله تعالى ونفع به) يستخدم هذا البيت:
الله ربي لا إلاه سواه * هل في الوجود حقيقة إلا هو
فوقع في نفسي شيئ من هذا البيت.
فبحثت عن إذا كان أحد تكلم في هذا البيت فوجدت (في أحد المنتديات) أن الشيخ صالح السحيمي (وفقه الله) , وأنا لا أعرف الشيخ, قد سئل عنه فأجاب:
السؤال الرابع:- يقول السائل: أحسن الله إليك، هل في هذا البيت خطأ عقدي؟
الله ربي لا أريد سواه******هل في الوجود حقيقة إلا هو
الجواب:
نعم. بل فيه خطأ عقدي خطير جدا.
يُنبَّه قائل هذا البيت لأنه ربما أنه لم يفقه المعنى الذي يشير إليه أو الذي يدل عليه البيت.
البيت في قوله "هل في الوجود حقيقة إلا هو"
هذا هو القول بوحدة الوجود.
وهي عقيدة ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والفارابي وغيرهم من زعماء الإتحاديين
القائلين بأن العبد رب والرب عبد، و أنه لا حقيقة لهذا الوجود إلا لله عز وجل؛ فكل ما تشاهده و تراه و تحسه وتذوقه وتلمسه هو الله عز وجل.
..... (اكتفي بهذا القدر من كلامه)
قلت لعل الشيخ الذي ذكر البيت قد أراد معنى مشابه لما قاله صلى الله عليه وسلم: إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل, فوقف على هذا البيت وكان المعنى المذكور في الحديث مراده
فهل ترون في هذا البيت ما يستنكر أم أنه لا بأس به؟ نفع الله بكم
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:40 م]ـ
على ظاهر اللفظ فيه اشكال ولا شك، فلا بد من تأويله أن الوجود الحقيقي أي الذي لم يحتج الى موجد هو وجود الله تعالى، والله أعلم. والافضل الابتعاد عما أشكل
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:09 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لاشك أن الواجب في الكلام في أسماء الله وصفاته وكذا فيما يخبر به عن الله جل وعلا أقول لاشك أن الواجب في ذلك ضبط الألفاظ لأن هذا موطن خطير وقد يتكلم الرجل بالكلمة فيكون من لوازمها أمر باطل وقد ينقلها عنه من لا يفهم وقد لا يريد المتكلم هذا اللازم الباطل
فينبغي الاحتياط في هذا الباب جدا خاصة عندما يكون الكلام محررا مضبوطا فهذا من شأنه أن يحفظ عن صاحبه
لكن قد يتكلم الخطيب والواعظ أو المحاضر بشئ من ذلك عن غير تحرير للفظ بل تكلم بما جرى على لسانه واستحضره قلبه من المعاني التي يظن أنها تعظيم أو ثناء لله عز وجل خاصة عندما يرتجل الواعظ خطبته والمحاضر درسه
فهذا الذي ينبغي أن يتلمس لصاحبه عذره وألا يحمل كلامه على لوازمه الباطلة
وكما قلت فينبغي في هذا الباب خاصة ضبط الألفاظ وتحريرها
والبيت لا شك أن فيه المحذور الذي ذكره الشيخ صالح السحيمي فينبغي الاحتراز من ذكره
والله أعلم [/ SIZE]
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:10 م]ـ
بارك الله فيك رائحة وحدة الوجود تفوح من هذا البيت
ولكن شغف الناس بالتأويل، والله المستعان
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك رائحة وحدة الوجود تفوح من هذا البيت
ولكن شغف الناس بالتأويل، والله المستعان
نعم أحسنت
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:57 ص]ـ
على كلّ يا إخوة الشاعر معروف والقصيدة أشهر من نار على علم!!
وهذا البيت وغيره من الأبيات استوقفني مرارا كلما أعدت قراءة القصيدة
والشاعر يبدو عليه ضعفه الكبير من الجانب الشرعي فلعله أوتي من هذا الباب -غفر الله له-(56/453)
ابحث عن كتاب: الآراء المنحرفة في التفسير
ـ[أبو عبد الله بن فليفل]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
اخواني الأعزاء ..
ابحث عن كتاب: الاتجاهات المنحرفة في التفسير للشيخ الدكتور محمد حسين الذهبي - رحمه الله -
ارجوز الافادة.
جزاكم الله خيرا(56/454)
ما هى درجات شروح كتاب التوحيد (ما يصلح للمبتدئ -وما يصلح للمتقدم)
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[08 - 08 - 09, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وبعد
ـــــــــ
اسأل عن
شروح كتاب التوحيد للامام المجدد (محمد بن عبد الوهاب)
فهى كما هو معروف (كثيرة) والحمد لله
ــــ
وكنت اظن فى البداية
ان تعدد هذه الشروح مثل تعدد شروح كثير من المتون العلمية
وان الفروق بينها ليس بالكبير - وانها فى مستوى واحد
ـــــــــ
حتى علمت ان هذه الشروح منها ما يصلح للمبتدئ
ومنها ما يصلح للمتقدم
ـــــــــ
ولكنى لا ادرى اي الشروح ابتدئ به (ماذا يصلح للمبتدئ)
ــــــــ
فليتكرم الاخوة بافادتى
عن شروح كتاب التوحيد
وما هو اول شرح يجب ان اقرأه فى البدايه
ثم بعد ذلك اثنى ب (ماذا)
وهكذا
ـــــــــــ
اسف على الاطاله
وكان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون اخيه
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:40 م]ـ
أخي أحمد نفع الله بك ورزقك العلم النافع والعمل الصالح
أما بالنسبة لسؤالك
فإن هناك شروحا لكتاب التوحيد -في اعتقادي-أنه لابد لكل طالب علم أن يمر عليها وأن يعتني بها
فهي من أعظم شروح هذا الكتاب المبارك، بل هي العمدة في ذلك، لكن يبقى-كما ذكرت-التدرج والبدء بالأسهل للميتدىء.
فلعل من المناسب لطالب العلم أن يبتدىء بمايلي:
قرة عيون الموحدين (ويعتني به عناية جيدة)
التمهيد للشيخ صالح آل الشيخ فهو كذلك شرح مناسب جدا للمبتدىء.
هناك أيضا شرح سهل جدا بطريقة السؤال والجواب للشيخ عبدالله الجار الله وهو
العقد الفريد شرح كتاب التوحيد.
ثم بعد ذلك لابد من قراءة الشروح التالية:
تيسير العزيز الحميد.
وفتح المجيد ..
ولعل الإخوة يدلون بدلوهم لنستفيد.
بارك الله فيكم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:48 م]ـ
لا تنس القول المفيد للشيخ بن عثيمين
و القول السديد للسعدي
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23827
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:51 م]ـ
عفوا
كتاب الشيخ الجار الله اسمه:
الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد
وليس: العقد الفريد
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[09 - 08 - 09, 02:21 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149435 (http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149435)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 06:26 ص]ـ
المبتدئين _إعانة المستفيد للشيخ صالح الفوزان ووالقول السديد للشيخ ابن سعدي
المتقدمين _تيسير العزيز الحميد وتكمل باقي الابواب من فتح المجيد ثم بعدهما تنظر الى فتح الحميد
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:28 م]ـ
الافضل للمبتدأ كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان ثم التمهيد لصالح ال الشيخ ثم القول المفيد ثم فتح المجيد ثم قرة عيون الموحدين ثم تيسير العزيز الحميد
ـ[حارث البديع]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:29 م]ـ
اخي المبارك افضل عن تجربة وسؤال
ان تبتدأ
ب القول السديد للسعدي فهو يفهمك القصد من الباب
ثم ابطال التنديد لحمد بن عتيق
ثم تيسير العزيز الحميد
ولله الامر من قبل ومن بعد.
ـ[مختصر]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:33 ص]ـ
لا يضيع عمرك بين شروح كتاب التوحيد كلها
يكفيك شرح او شرحين فقط.
ثم اعلم ان شراح كتاب التوحيد لم يجعلوا الشروح على شكل سلم.
اعلم ان الفائدة التي لنتجدها في هذا الشرح ستجدها في الكتب المتقدمه
المهم ان تكون الدراسة على شيخ متقن الكتاب فان لم يوجد فعليك بالاشرطة السمعية وهي كثيرة ولله الحمد.
#قال الشيخ خالد السبت افضل شرح لكتاب التوحيد هو فتح المجيد. ويمكن لطالب العلم ان يبدء به بدون مقدمات.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - 08 - 09, 01:43 ص]ـ
[ QUOTE= مختصر;1097722] لا يضيع عمرك بين شروح كتاب التوحيد كلها
يكفيك شرح او شرحين فقط.
ثم اعلم ان شراح كتاب التوحيد لم يجعلوا الشروح على شكل سلم.
اعلم ان الفائدة التي لنتجدها في هذا الشرح ستجدها في الكتب المتقدمه
المهم ان تكون الدراسة على شيخ متقن الكتاب فان لم يوجد فعليك بالاشرطة السمعية وهي كثيرة ولله الحمد.
صدقت اخي الفاضل لكن دون منهجية في العلم سنضيع
كما قيل إنك لاتجني من الشوك العنب وبوركت
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 08:26 ص]ـ
لا تنسوا شرح الشيخ خالد المصلح - وفقه الله-.
الشرح في غاية الوضوح و سهولة العبارة. الحمد لله بدأت استمع لشرحه و ابشركم وصلت في الشريط السادس مع تقييد بعض الفوائد هلى هامش الكتاب.
هنا الرابط:
http://www.almosleh.com/almosleh/cat_index_126.shtml
انصح اخواتي لا ان يشتتوا. بل ان يركزوا على مقاصد كل باب على حدة. لا ضير ان يقرأ او يسمع من كل شيخ في باب نفسه حتى يتمكن من ذكر و استحضار المشائل و الفوائد. لو فهم و ضبط و اتقن بابا واحدا من هذا الكتاب المبارك لكان خيرا و حصل الشيء الكثير.
تحياتي لمحبي كتاب التوحيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/455)
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:10 ص]ـ
:::::::::::::
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:13 ص]ـ
الافضل للمبتدأ كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان ثم التمهيد لصالح ال الشيخ ثم القول المفيد ثم فتح المجيد ثم قرة عيون الموحدين ثم تيسير العزيز الحميد
أحسنت
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:10 م]ـ
أعتقد أن الترتيب الأفضل يكون بالشكل التالى:
للمبتدئين: إعانة المستفيد للشيخ صالح الفوزان
ومن ثم يتدرج طالب العلم في الشرح علي النوح التالى:
القول المفيد للشيخ العثيمين
فتح المجيد
تيسير العزيز الحميد
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:18 م]ـ
على طالب العلم أن يبدأ بقراءة قرة عيون الموحدين ثم إبطال التنديد لحمد بن عتيق ثم الدر النضيد للشيح سليمان بن حمدان ثم هو مخير بين قراءة تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان أو فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن فإن أراد التوسع في المسائل فعليه بالتيسير وإن أراد التوسط وعدم الإطالة وذكر المقصود مباشرة فعليه بفتح المجيد لأنه تهذيب لتيسير العزيز الحميد وقد درج علمائنا على قراءة وتدريس فتح المجيد وأكثرهم أهمل الأصل وهوتيسير العزيز، وقد عشت سنوات وأن في مرحلة الماجستير والتي كانت بعنوان جهود الشيخ سليمان آل الشيخ في علم الحديث، أقول عشت سنوات مع كتب ورسائل الشيخ سليمان ومن ذلك كتابه تيسير العزيز فوجدت هذا الكتاب متوسع جداً في شرح كتاب التوحيد وتميز بقوة العبارة وقوة الحجة في عرض المسائل والصنعة الحديثية والتنوع في الكم والكيف في المصادر العلمية.
وفي زماننا هذ على طالب العلم أن يدمن القراءة في كتب ورسائل التوحيد التي ألفها شيخنا العلامة صالح الفوزان فكلام وتقريره قريب من تقريرات أئمة الدعوة.
ختم الله لي وللجميع بالتوحيد(56/456)
إجماع العلماء
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:09 م]ـ
إجماع العلماء
بأن الله على عرشه
فوق السماء
مبحث خاص بتقرير العلماء للإجماع عن طريق ألفاظهم الصريحة
في أكثر من ثلاثين نصا خاصا بالإجماع
ومعزز بملخص لمستند الإجماع المتمثل في أصرح الأدلة
إعداد: محمد بن خليفة الرَّبَاح
إنّ الحمد لله، نحمَدُه ونستعينه ونستغفره، ونعُوذ بالله مِن شُرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضِل له ومَن يُضلل فلا هادي له وأشْهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ مُحمّدا عبده ورسوله أما بعد:
فإنّ مما اتفق عليه كافّة العقلاء ولا يشِذّ عنه إلا جاحد، أنّ العُلُو والرِّفعة والفوقية بأنواعها (معنوية وذاتية) هي من صفات الكمال لا النقص بل وعلى هذا فَطَر الله عباده
لا يمكن أن يُوجَد عاقل ينشأ على فِطرته ويقول بخلاف هذا
ولم يكن يَتصوّر أحد أنه سيظهر مِن بيننا مَن ينكر هذا الكمال ويصف علو الذات بالنقص
وهذا الكمال في هذه الصفة الذي يقره العقل ولا يرفضه قد جاء تقريره في كثير من نصوص الشرع منسوبا لرب العالمين حتى أن بعض فضلاء أهل العلم قد نص على أنها أكثر من ألف نص.
ولا شك أنها كثيرة جدا ومتوافرة
فهذا الاعتقاد الذي نصت عليه النصوص الكثيرة المتواترة من أن الله
الخالق كائن فوق سماواته وعلى عرشه دون أن ينازعه في ذلك أحد هو
من أبرز صفاته الدالة على ألوهيته وربوبيته.
فعلوه بذاته صورة من صُوَر السيادة، والعزة، والجلال، والمجد، والملك، والعظمة، والقهر لمن سواه، والجبروت، والكبرياء، والقوة والقدرة، والهيمنة، والمفارقة لكافة المخلوقات، وهذا من أدل ما يستدل به على الربوبية والألوهية
إنّ علوه بذاته هو من أظهر وأوضح صور الكمال والجلال
إنّ عقْلا يرفض كل هذا الجانب من الكمال لهو عاطل لا يلتفت إليه
وبفضل الله فإضافة إلى توافر الأدلة الشرعية النصية على ذلك العلو فكذلك أقوال علماء الإسلام من أهل السنة لا تكاد تحصى، حتى أن أقوالهم التي نقلت الإجماع وحدها قد بلغت العشرات ناهيك عن غيرها التي تقرر أقوال جماعات منهم وأفراد
والحمد لله فكما أن النصوص واضحة صريحة فكذلك أقوال العلماء ومن فضل الله على أهل الصدق أهلِ السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أنهم سلكوا في تقرير هذه العقيدة مَسْلك الوضوح والبساطة بعيدا عن التعقيد والغمغمة والغموض والتكلف والتنطع الذي هو ديدن غيرهم من المتلاعبين ممن يبغونها عوجا كما هو حال طوائف أهل البدع
فإذا قرأ أحدنا قوله تعالى: (ءاأمنتم من في السماء أن يخسف
بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) قال مُسَلّما مؤمنا: الله الخالق كائن في السماء كما أخبر عن نفسه
وإذا قرأ قوله: (بل رفعه الله إليه) وقوله (ورافعك إلي)
قال مقرا مُسَلّما: رفع الله عيسى من الأرض إليه حيث هو فوق
وإذا قرأ قوله: (يخافون ربهم من فوقهم)
قال: يخافون ربهم كونه موجودا فوقهم
وإذا قرأ قوله: (الرحمن على العرش استوى)
قال: هو كائن فوق عرشه عال عليه
وإذا قرأ قوله صلى الله عليه وسلم عن عروج روح المؤمن الطيبة إلى آخر سماء عندما قال: (حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله)
قال هذا السني المتبع للسلف: نعم هو موجود فوق آخر سماء
أو قرأ قوله صلى الله عليه وسلم للجارية: (أين الله)
قال محترما نبيه:
نعم يجوز السؤال عن الله أين هو موجود، لا كحال من يسيء الأدب مع نبيه ويقول لا يجوز هذا السؤال ويتكلف ليبرر سوء أدبه مع أكرم الخلق وليسوغ تكذيبه للنبي الكريم
وإذا قرأ بقية الحديث وإقراره صلى الله عليه وسلم لجواب الجارية بأن
الله (في السماء)
قال: نعم هذا هو جواب ذلك السؤال بأنه موجود فوق السماء
أو قرأ قوله صلى الله عليه وسلم: (ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك)
قال نعم ربنا كائن فوق السماء
أو قرأ قوله صلى الله عليه وسلم عن التي تأبى زوجها: (إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها)
قال: نعم، الله الذي يُلتمس رضاه ويُخاف من سخطه هو فوق السماء
أو قرأ قوله: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)
قال: نعم هو أمين ربه الذي فوق السماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/457)
وبمثل هذه الأجوبة السهلة الواضحة المستقاة من النصوص بألفاظ موجزة والتي ملؤها التصديق والتسليم كان السلف يجيبون
فعن أبي زرعة الرازي الإمام الحافظ شيخ مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحد أشهر أئمة السلف وأرفعهم:
لما سئل عن تفسير قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال:
تفسيره كما يُقرأ، هو على العرش وعلمه في كل مكان ; ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله.
رواه الحافظ الهروي في ذم الكلام بإسناد ثابت،فيه جد الحافظ القراب قد روى عنه جمع من الحفاظ وكان معروفا وباقي رجاله أئمة حفاظ
وعن يزيد بن هارون الإمام الجليل شيخ الإمام أحمد قال:
" من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يَقرّ في قلوب العامة فهو جهمي "
ذكره البخاري في خلق أفعال العباد وأسنده ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية وعبد الله بن أحمد في السنة وابن بطة في الإبانة من طريقين وإسناده صحيح
وقال بنان بن أحمد:
كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلا من الجهمية يقول الرحمن على العرش استوى فقال القعنبي:
من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي " ا. هـ
نقله الذهبي في العلو
فبالله عليكم هل بعد هذا الوضوح من وضوح؟ وهل بعد هذا البيان
من بيان؟ وهل من بساطة ويسر بعد هذا؟
هاهم أئمة السلف يصرحون ويبينون أن المعنى الظاهر المتبادر إلى فهم كل قارئ لهذه النصوص هو الذي يجب إثباته والإيمان به، وما سواه فهو تحريف.
وكل هذه الأجوبة الإيمانية عن معاني كلٍّ مِن هذه النصوص هي أجوبة قائمة على التصديق والتسليم بما جاء به الوحي، ودافعها الصدق في طلب مراد الله ومراد رسوله، ويزينها أدب التعامل مع أخبار الله ويميزها السلامة من آفات التكلف والتنطع والمراوغة والسفسطة الزائفة
وهذا هو دأب السلف مع كل نصوص الصفات يمرونها كما جاءت، إذ هي جاءت ألفاظا ذات معاني، و لم تأت ألفاظا صماء كما يزعم أهل البدع
كما أن نصوص الصفات كلها والتي بلغت الآلاف، بشهادة جمع من الأشاعرة عندما قالوا بأنها بلغت مبلغا عظيما في العدد، فهي لم تأت كلُّها على خلاف ظاهرها ولا جلها ولا كثير منها كما يزعم الأشاعرة
فحمل هذا الكم على خلاف الظاهر وخلاف المتبادر إلى الفهم يصادم وضوح الدين ويسره، ويناقض بيان القرآن ووظيفته وكونه مصدر هداية ونور، فالقرآن مليء بوصف نفسه أنه مبين وآياته بينات ونحو
هذه المعاني، ويعارض مكانة السنة ومهمتها وكونها محجة بيضاء
ومصدر إيضاح وتبيين.
فالوحي إنما نزل للهداية وليكون سبيل نجاة للعبد، ولم ينزل لتضليل الناس وتتويههم! فيقرر معاني باطلة ويطلب منهم الإيمان بضدها!
وعليه فما ينادي به طوائف التعطيل من الأشاعرة وغيرهم من دعوى ضرورة إلغاء ظواهر هذه النصوص، ومن الإشتغال بتأويلها هو منهج باطل وطريق منحرف، إذ حقيقته تحريف للنصوص وتكذيب بالوحي وإن أُلبس شعار التنزيه ودفع التشبيه.
فكل مبطل محرّف على وجه هذه الدنيا مهما كان باطله فإنه يستحيل أن يدعو الناس إلى مذهب يعترف فيه بأنه محرَّف ومكذوب ولو كان باطله يصيح بالضلال وإنما لابد من أن يستخدم الشعارات
وعليه فلن تغرنا هذه الشعارات الوهمية التي ينادي بها نفاة الصفات كالتنزيه ونفي التشبيه والتي حقيقتها عندهم الرفض والرد والإلغاء والتكذيب لنصوص الوحي.
وكفى بالتأويل أنه باتفاق أولئك الأشاعرة أنه لا يقود إلا إلى ظن عار عن اليقين لا يخالف في هذا أشعري بصير بمذهبه.
وصدق تعالى إذ يقول: (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
وهكذا جل أهل الباطل إنما أوقعهم في الضلال هو ذلك القدر من
الظن الذي يُشعِرهم بأنهم على الحق ويُعتّم عليهم بحسب حجمه جانب
الهوى الكامن في قلوبهم ويخفي عنهم الشعور به.
وهكذا امتزاج الظن بالهوى يساعد الشيطان على قيادة صاحبه إلى العناد والتعصب بإبرازه دائما لجانب الظن وإخفاء جانب الهوى وهذا هو مصداق الآية
ونجيب هؤلاء الذين يدعوننا لرفض وردِّ ما جاءت به نصوص الصفات من دلالات ظاهرة بما يلي:
ـ نقول لهم إنكم في حقيقة الأمر تدعوننا لمخالفة المفهوم الواضح للنص واتباع ما تمليه عليكم عقولكم من مفاهيم تحت ما سميتموه زورا بالتأويل وهذا غاية في الاستخفاف بالغير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/458)
ـ إنكم مجمعون يا معشر الأشاعرة على أن ما دلت عليه هذه النصوص من دلالات ظاهرة وواضحة في إثبات الصفات ـ ونقول بها نحن ـ هي دلالات تحتملها النصوص في الأصل بصورة ظنية قوية، وبشكل راجح وغالب بالنظر إلى الأصل في هذا النوع من الدلالات، لكنكم تركتموها لدعواكم أن هناك قرائن دفعتكم لترك ذلك الظن الراجح من حيث أصله إلى الظن المرجوح من حيث أصله ولأن عقولكم استحالت الأخذ بالراجح.
وعليه فباعترافكم جميعا أن ما ذهبنا إليه من الأخذ بالظواهر وإثبات
الصفات على المعاني الظاهرة هو مذهب تحتمله النصوص في نفسها لأنه
مستمد منها وبشكل راجح وغالب أصالة
وعندها نقول لكم كيف نترك هذا الظن الغالب الذي يشهد له الأصل والذي هو مستمد من النص بالإجماع بيننا وبينكم إلى ظن أضعف منه أصالة باعترافكم و غير متفق على احتمال النص له، لأنه عندنا أن النص لا يحتمله كما هو الحال في أكثر تطبيقاتكم، فأغلب تأويلاتكم لا تحتملها النصوص لقرينة فيها إما من سياق أو نحوه بل فيها ما ينقضه النص نفسه وليس هذا محل بسط الأمثله فمحله في مبحث آخر
ـ إضافة إلى ما سبق فتأويل النصوص إلى ما يخالف ظاهرها هو مذهب محدث مبتدع ومخالف لما كان عليه صحابة رسول الله والتابعون وتابعوهم بإحسان، فقد أجمع السلف الصالح على ترك التأويل باعتراف أكثر الأشاعرة
فإن السلف قبل ظهور من يتكلم في نصوص الصفات ويخوض فيها كانوا لا يقفون من نصوص الصفات موقفا خاصا يتميز عن بقية النصوص بشيء، وإنما كانوا يعاملون النصوص كلها معاملة واحدة فيأخذون بكل معنى ظاهر وواضح من النص سواء في أبواب الفقه أو أبواب العقيدة والصفات، وواقع هذه النصوص أكبر دليل.
وكذلك كانوا لا يحرصون على طرح مبدإ معين عن طريق عبارات
معينة يخص هذه النصوص كما هو الحال بعدها، وإنما كانوا يتعاملون
معها كغيرها من النصوص
بدليل خلو عهد الصحابة كبارهم وصغارهم وكذا عهد كبار التابعين من إظهار موقف يخص تلك النصوص بشيء، وهذا باعتراف جل الأشاعرة
ثم عندما ظهر من يتكلم في الصفات كالجعد بن درهم في آخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني وتبعه جهم، فعندها بدأ السلف يرفعون شعارات تقعيدية يسدون بها باب الخوض الذي أصبح غير مأمون بسب البدع المنتشرة كشعار (أمروها كما جاءت) و (تفسيرها قراءتها) ونحو هذا من العبارات كما ورد عن مكحول والشعبي والزهري
و ـ تنزلا ـ على قول بعض الأشاعرة أن صبيغا الذي أدبه عمر وكان يتكلم في القرآن ويضرب بعضه ببعض إنما كان يتكلم في الصفات، على التسليم بهذا
فالسلف لم يتكلموا بمثل ما تكلموا به حتى عند ظهور نواة الخوض في الصفات في ذلك الوقت المبكر حتى ظهر ذلك على يد جماعة كالجعد وجهم وأتباعهما وأصبح منتشرا
ولم تشتهر هذه الشعارات (أمروها كما جاءت) (تفسيرها قراءتها)
عن السلف حتى عند ظهور الجعد، وإنما كان نواتها على يدي مكحول
والشعبي والزهري ونحوهم في ذلك الوقت ثم بدأ هذا الشعار يشتهر باشتهار الكلام في هذا الباب
فمقالة السلف (أمروها كما جاءت) ونحوها من الشعارات الناهية عن الخوض وعن التعمق في التفسير إنما كانت أو اشتهرت بعد اشتهار الخوض في باب الصفات وبعد ظهور من يجادل في معانيها ويفسرها تفسيرا محدثا مخالفا لظاهرها
والخلاف بين حالهم بعد الشعار وقبله أن إعمال الظاهر الذي كان يُسمح به سابقا بإطلاق ولو من قبيل دلالة اللازم دون تخوف من المحاذير باعتبار أنه لا يسبب في تبادل الحجاج وتجدد الشبه من قبل المخالف، باعتباره غير موجود، أصبح مسموحا به في نطاق أضيق سدا لباب التوسع الذي يزيد من طرح الشبهات والجدل والخوض المنافي لقضايا هذا الباب لطروء مذهب مخالف يقوم على الجدل ونشر الشبهات
وهذا أمر لا يخالف فيه ذو دراية بذلك الواقع.
فالذي ينسِب لابن عباس أو ابن عمر أو لكبار التابعين أنهم كانوا يبثون مثل هذه الشعارات فليس معه فيما أعلم إلا الدعاوى العارية عن المستند
ومن هذا تعلم أن عامة الأشاعرة قد حرفوا الواقع ليبرروا مذهبهم
المحدث في التأويل وذلك عندما زعموا أن السلف كانوا ينادون بهذه الشعارات من أول أمرهم قبل ظهور الخوض في هذا الباب مدعين أن التأويل حل مشروع وإنما تركه السلف لعدم الحاجة إليه لعدم ظهور الكلام في الصفات على عهدهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/459)
فالعجب من إلقاء الدعاوى زورا وبهتانا!!
هؤلاء حرفوا الواقع تحريفا ظاهرا وذلك:
ـ عندما ألغوا بسياسة التجاهل مرحلة ما قبل شعارات النهي عن الخوض ليكتموا على الناس هذه المرحلة التي تدل على معاملة نصوص الصفات كغيرها من عامة النصوص دون فرق
وهذه مرحلة لا ينكرها إلا جاحد وما أكثرهم أصلحهم الله
ـ وأيضاعندما زعموا أن شعار (أمروها كما جاءت) كان هو أول حال السلف مع الصفات وأول مرحلة في هذا الباب ليكتموا المرحلة السابقة، بينما هو المرحلة الثانية.
ـ وأيضا عندما زعموا أن هذا الشعار إنما رُفع قبل ظهور الخوض في هذا الباب
بينما رُفع بعد ظهوره بل وانتشاره، وقارِن إن أردت أن تستبين بين من اشتهرت عنهم شعارات السلف من أئمتنا وبين الجعد وأتباعه من
حيث الزمن وستعرف تزامنهما
ـ وأيضا عندما زعموا أن داعي التأويل وسببه إنما قام بعد انقضاء عهد السلف وأنه لو أدركه السلف لاحتاجوا للتأويل كما احتاج إليه الأشاعرة ولأَوّلوا
و هذا تحريف وتزوير للواقع حتى يبرروا لأنفسهم مخالفة السلف فيما أحدثوه من التأويل
فإنه مما لا خلاف فيه أنه قد انتشر الكلام في الصفات على وجه التفصيل من منطلق عقلي، وكثر الخوض في هذه المسائل منذ مطلع القرن الثاني وبدايته على يد الجعد بن درهم الذي قتل في حدود سنة 120 هـ تقريبا وتلميذه الجهم، وقيل تكلم قَبلهما بيان بن سمعان كما ذكر ابن الأثير، ثم انتشرت بدعة الخوض بالنفي
وفي المقابل أيضا لا خلاف أنه منذ النصف الأول للقرن الثاني بل والغالب قبلها أنه قد انتشر الكلام في الصفات على وجه التمثيل والتشبيه ممن اشتغلوا بالتجسيم كمقاتل بن سليمان وهشام بن سالم الجواليقي وداود الجواربي ثم هشام بن الحكم الرافضي وعامة الشيعة الأوائل وجماعة من الصوفية، وأيضا أوائل الخوارج وحتى وقت ظهور الكرامية في مطلع القرن الثالث
ومع ظهور هذين الاتجاهين وكثرة الخوض في الصفات من قِبلهما
وانتشار ذلك لم يقابل السلف هذا بالتأويل قط ولم يقولوا به
بل وما انصرم القرن الثاني حتى بلغ الأمر غايته، وما خبر المريسي وأتباعه عنكم ببعيد، وحفص الفرد وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ويحيى بن صالح الوحاظي.
بل قد نُسب إلى التجهم بعض الشيوخ كمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة كما اتهمه الإمام البخاري في خلق أفعال العباد
وكذا إسماعيل بن علية وبشر بن السري وكل هذا في آخر القرن الثاني أما مطلع القرن الثالث فلا يخفى ما جرى فيه من الفتنة لأئمة السنة وظهور هذه البدعة على يد بعض الأمراء وغيرهم
ولم يقل السلف مع كل هذا بالتأويل وما أولوا بل كانوا يثبتون الصفات ويجرونها على ظاهرها ويمرونها كما جاءت
فمن العيب وغير اللائق أن يلجأ أصحاب التأويل من الأشاعرة إلى تحريف الواقع وتزويره عندما يدّعون بأن سبب ظهور التأويل (والذي هو الخوض في الصفات بالتجسيم وبالتعرض للنصوص تفصيلا) بأنه لم يكن موجودا في عهد السلف.
بينما عاش السلف قرابة القرن ونصف ـ قد تنقص قليلا ـ (وهي نصف الحقبة التي عاشوها) وهم يعانون من بدعة الخوض في الصفات بالنفي ثم بالتمثيل والتشبيه
ومع هذا لم يقولوا بالتأويل، بل حاربوه وأنكروه على المعتزلة والجهمية
باعتبارهما كانا يؤولان النصوص، وهل أخذ الأشاعرة التأويل إلا عنهما؟!
وكم من التأويلات التي يقول بها الأشاعرة هي بعينها تأويلات المعتزلة باعتراف جماعة من الأشاعرة وما أكثرها، ناهيك عن التي هي من نوع تأويلهم.
وهل يستطيع أن ينكر الأشاعرة كون المعتزلة والجهمية كانوا يؤولون الصفات وكان السلف ينكرون عليهم التأويل؟!
إذاً فليبين لنا الأشاعرة مالذي كان ينكره السلف على المعتزلة والجهمية؟ ومالذي كان يقول به هذان الفريقان على الأقل في حق نصوص القرآن التي لم يجحد ثبوتها أحد؟
هل كان المعتزلة والجهمية يثبتون الصفات التي جاء بها القرآن كالمحبة والكلام والغضب والسمع والبصر والعلو واليدين ونحوها من عامة الصفات القرآنية؟
الكل يعلم أنهم كانوا يؤولونها جحدا لمعاني النصوص وكان السلف ينكرون عليهم التأويل.
والإمام أحمد في رواية المرّوذي: سئل عن عبد الله التيمي فقال: صدوق لكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك، فقال: مثل الزرع
، وهذا كلام الجهمية ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/460)
وهذا تأويل لصفة الضحك وأنكره أحمد والأشاعرة يؤولونها بل عين هذا التأويل هو بعينه قال به أشاعرة.
وأمثال هذا في كلام أحمد وغيره كثير.
وفي المسند ذكر الإمام أحمد حديث: " لا شخص أغير من الله " ثم ذكر قول الإمام عبيد الله القواريري شيخ أحمد عندما قال:
" ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث قوله: لا شخص أحب إليه مدحة من الله عز وجل " ا. هـ
وهذا الحديث نفسه يصدق عليه أنه من أشد النصوص على الأشاعرة
وكذا الفضيل بن عياض قال عن الجهمية الذين ينكرون نزول الله نزولا حقيقيا، ويجحدون أنه نوع قرب إلى السماء الدنيا، تماما كما تنكر الأشاعرة فقال:
" إذا قال لك جهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء "
ففهْمُ الجهمية لحديث النزول موافق لفهم الأشاعرة
ذكره البخاري في خلق أفعال العباد وأسنده اللالكائي وابن بطة
وبقريب من معناه روى البيهقي عن إسحاق بن راهويه.
وسبق عن يزيد بن هارون شيخ أحمد والإمام الكبير المعروف وكذا عن
الإمام القعنبي تلميذ مالك كليهما على أن أن تأويل الاستواء هو من
عقيدة الجهمية، وأنكرا هذا التأويل والأشاعرة نفسهم يؤولون الاستواء، وأشباه هذا كثير في كلام السلف
وهذا الإمام أبو داود السجستاني صاحب السنن يعقد بابا في الجهمية وبابا في الرد عليهم، وذكر فيهما على وجازتهما صفة العلو والفوقية وصفة اليد واليمين وصفة النزول منكرا على الجهمية ردهم هذه الصفات وهم يؤولون كل ما ثبت من أدلة هذه الصفات، كآيات الفوقية وآيات اليد وآية اليمين، وكان السلف ومنهم أبوداود ينكرون عليهم هذا التأويل بمثل هذه الردود.
والإمام الترمذي عندما قال في سننه:
" وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد "
تأمل قوله " فتأولت الجهمية " وعنى تأويل اليد
وقد بين الترمذي قبل هذا الكلام مباينة أهل السنة للجهمية في هذا وكلامه صريح في نسبة التأويل لهم وإنكار السلف عليهم ذلك
وكذلك الإمام ابن ماجة في كتابه السنن قد عقد بابا بعنوان:
(فيما أنكرت الجهمية) وملأه بالصفات نفسها التي تنكرها الأشاعرة كالضحك والغضب واليدين واليمين والفوقية وغيرها ونسب للجهمية إنكارها؟
فالجهمية يؤولون كل آيات الغضب وهي خمس عشرة آية وآيات اليدين واليمين والفوقية، والسلف ينكرون عليهم التأويل وذلك في هذه الأبواب التي عقدوها للرد عليهم
وهذا أبوعوانة في مسنده يبوب للرد على الجهمية فيقول:
مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ، وَبَيَانِ أَنَّ الْجَنَّةَ مَخْلُوقَةٌ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم دخلها، وأنها فوق السموات والأرض، وأن السدرة المنتهي فوقها، وأن الله فوقها، وأن النبي صلي الله عليه وسلم انتهى إليها، وأنه دنا من رب العزة ورب العزة دنا منه قاب قوسين أو أدني، وأن ما غشي السدرة من الألوان كان من نوره تبارك وتعالى "
ثم ذكر جملة من الصفات كالضحك والنزول والنور والوجه واليد والقدم يبين أن الجهمية كانت تؤولها وينكر ذلك عليهم.
وهذا الإمام ابن خزيمة يقول عنهم:
" فَاللَّهُ جَلَّ وَعَلا أَثْبَتَ فِي آيٍ مِنْ كِتَابِهِ أَنَّ لَهُ نَفْسًا وَكَذَلِكَ قَدْ بَيَّنَ
عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ لَهُ نَفْسًا كَمَا أَثْبَتَ النَّفْسَ فِي
كِتَابِهِ وَكَفَرَتُ الْجَهْمِيَّةُ بِهَذِهِ الآيِ وَهَذِهِ السُّنَنِ وَزَعَمَ بَعْضُ جَهَلَتِهِمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَضَافَ النَّفْسَ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى إِضَافَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَزَعَمَ أَنَّ نَفْسَهُ غَيْرُهُ كَمَا أَنَّ خَلْقَهُ غَيْرُهُ وَهَذَا لا يَتَوَهَّمُهُ ذُو لُبٍّ وَعِلْمٍ فَضْلا عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ " ا. هـ
ولم تَكْفر الجهمية بتلك الآية بمعنى أنكرت أنها من القرآن وإنما بمعنى تأولته على خلاف معناها
وقال العلامة ابن رجب في كتابه فتح الباري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/461)
" وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية؛ لأن جهماً وأصحابه أول من أشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات، وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم، وردوا مادلت على نفيه بزعمهم، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم.
وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله اسماء ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله
ورسوله.
وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنةوالنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملهم نصوص الامروالنهي على مثل ذلك،وهذا كله مروق عن دين الإسلام " ا. هـ
وهكذا فكل تأويلات الجهمية والمعتزلة للصفات كان السلف ينكرونها عليهم وأكثرها مشتركة بينهم وبين الأشاعرة، كتأويل صفة الوجه بالذات وتأويل اليد بالقدرة أو القوة أو النعمة، وكتأويل الاستواء بالاستيلاء وكتأويل الضحك والمحبة والنور وغيرها
وسأبين في فرصة لاحقة بالنقول الموثقة تأويلات الأشاعرة هذه وغيرها وكيف أنها نفسها أنكرها السلف على المعتزلة والجهمية وباعتراف جماعة من الأشاعرة.
فالسلف كانوا ينكرون التأويل قطعا وأدلة إنكارهم والله أكثر من أن تحصر.
فهل مع هذا يكون صادقا من يزعم أن السلف تركوا التأويل لعدم
وجود سببه ولو وجد السبب لقالوا بالتأويل؟!!
إنه العناد والتعصب للمذهب وما هذا بحال أهل الأمانة.
ومنه تعلم أن هذه الدعوى منافية للصدق وقائمة على تزوير الواقع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أم يظن الأشاعرة أن إنكار المعتزلة والجهمية للصفات كان إنكار جحد
للنصوص القرآنية وغيرها؟!
فهذا ما لا يدعيه صادق أو من شم رائحة العلم بهذه المسائل، إذ نصوص القرآن مليئة بذكر الصفات بشهادة عامة الأشاعرة وما جحدت الجهمية ولا المعتزلة تلك الآيات من أصلها وإنما جحدت معانيها تأويلا كحال الأشاعرة تماما.
فإنكار المعتزلة والجهمية للصفات باتفاق هو إنكار تأويل وهذا هو الذي حذر منه السلف واشتد نكيرهم عليه.
مع أنني أنبه إلى اضطراب الأشاعرة في هذه الدعوى.
فبين معترف بحدوث التأويل وعدم وروده عن السلف وهم الأكثر وبين مدّع أنه مأثور عنهم معترف بقِلّته، وبين متجاهل زاعم أنه كان أحد قوليهم وهم قلة
والجميع على اضطرابهم متورطون في تحريف الواقع السابق، وهكذا كل طائفة تخالف الحق فلا يمكن أن تتفق أبدا.
ولم أر طائفة يكثر اختلافها واضطرابها وتناقضها كالأشاعرة، وبسط
هذا له محله.
وأنبه إلى أن هؤلاء مع ما هم واقعون فيه من مخالفة معاني القرآن والسنة نفسها بما ذهبوا إليه مما أسموه تأويلا ومع مخالفتهم ومشاقتهم لسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين كانوا نابذين
للتأويل بل ومنكرين له عندما وقع من أهل البدع.
فهم بتأويلهم هذا قد وقعوا في تحريف القرآن والسنة تحت هذا الستار (التأويل) مستغلين ما يسمونه بالمجاز موهمين أنه لأجل دفع التشبيه، الذي لا يوجد في الحقيقة إلا في عقولهم لا في القرآن والسنة.
ودليل أنهم يستخدمون التنزيه ونفي التشبيه كمطية وغلاف وشعار ليغطوا به تكذيبهم بالنصوص، أنهم لم يكتفوا برد النصوص الظاهرة التي لها دلالة الظاهر فقط بل كذبوا بالنصوص المحكمة التي لها دلالة النص الذي لا يقبل التأويل، تحت نفس الستار، في خطوة مفضوحة لدى كل من علم شيئا من أصول العلم بل وكل من رزق سلامة الفهم
وهذا اعتراف بعدم قبول جملة من نصوص الصفات للتأويل من أحد أكبر أئمتهم وهو الفخر الرازي
حيث قال عند تعداده للأوجه الموجبة لترك الاستدلال بأخبار الآحاد فقال:
" إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه [يقصد باب الصفات] بلغت
مبلغاً كثيراً في العدد، وبلغت مبلغاً عظيماً في تقوية التشبيه، وإثبات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/462)
أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء! وخرجت عن أن تكون قابلة للتأويل " ا. هـ
المطالب العالية له 9/ 213
فمع سوء تصويره لما دلت عليه الأحاديث النبوية الشريفة الكريمة ومع ما اشتمل عليه كلامه مما لا يليق بالله العزيز الكريم مما أمْلَتْه عليه وساوسه، فهو قد اعترف بأن كثيرا من تلك النصوص لا تقبل التأويل، والعاقل يعلم أن اعترافا كهذا لا يصدر من خصم إلا والأمر لا يحتمل الإنكار.
فما أدري ما هو جواب معطلة الأشاعرة عن اشتغال أئمتهم بتأويل كل النصوص وكثير منها لا يقبل التأويل بشهادة هذا الإمام الأشعري؟!
وتأمل وصْف الرازي لمعاني النصوص وفهمه لها فهو جد مهم لأنه يشخّص لك السبب الذي دفعهم لتعطيل الصفات ألا وهو فهمهم التشبيه فقط من تلك النصوص، ولا أدل على هذا من صريح قوله عن النصوص النبوية: " بلغت مبلغا عظيما في تقوية التشبيه " ثم ما صور به دلالتها على صفات الله من قوله: (إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء)
بل سجل جماعة من الأشاعرة اعترافا مشابها عندما قرروا أن الأنسب
في خطابات القرآن والسنة للعامة والأقرب الى اصطلاحهم والأليق
بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في التشبيه
وبعضهم يصور أن القران آياته طافحة بالتجسيم
حاشا كتاب الله من سوء الأدب وسوء الظن وسوء الفهم.
فبالله عليكم هل أحاديث النبي الكريم في صفات الله كذلك؟
أين وجد هؤلاء أن النبي في حديث صحيح عنه وصف ربه وجعله إنسانا فضلا عن أحاديث كثيرة كما زعم؟
هذا هو ظن هؤلاء في سنة نبيهم زاعمين أنها تدل على التشبيه والتجسيم ويجهرون بهذا بكل جرأة!
فهل يوثق بعقولٍ كهذا تسيء الظن بأحاديث نبيها؟
هذا والله أكبر دليل على عطَل عقولهم وعلى أن نفيهم للصفات وتعطيلهم لها عن الله إنما نتج من سوء فهمها ابتداء فلما شبهوا احتاجوا أن يعطلوا وهذا باعتراف كبرائهم.
(وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)
ولتعلم شدة عناد هذه الطائفة وجحودها للحقائق ومكرها بأهل الحق أنهم دائما يتهمون أهل السنة بأنهم هم الذين جاؤا بالتشبيه وألصقوه بالنصوص لينفروا منهم الناس ثم ينبزونهم بالتشبيه والتجسيم ويظهرون
التباكي على النصوص بينما هم يعتقدون أن النصوص نفسها هي التي
جاءت بعظيم التشبيه، فتأمل هذا المكر!!
والذي ذكره الرازي من اتهام النصوص بالتشبيه ودلالتها على
التجسيم الإنساني هو الذي يعشعش في عقول عامة الأشاعرة لكنهم
قل أن يصرحوا أو يعترفوا.
ومن أدلة هذا تجرؤ بعضهم وصف كلام الله وكلام رسوله بأن ظواهرها باطلة وضلال وكفر!!!
كما في قول أحمد الصاوي الأشعري عندما قال:
" فإن العلماء ذكروا أن من أصول الكفر الأخذ بظواهر الكتاب والسنة اهـ
وقال: " لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر " اهـ
و قال السنوسي في "شرح الكبرى":
" وأما من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق هو الكتاب والسنة, ويحرم ما سواهما؛ فالرد عليه أن حجتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي, وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع " ا. هـ
فتأمل منزلة الكتاب والسنة عند هؤلاء
وقد انتدب علامة قطر أحمد بن حجر آل بوطامي فصنف مصنفاً في
الرد عليهم أسماه " تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول
الضلال والكفران " طبعته دار الصميعي كما أفاده الأخ الفاضل
والباحث المتميز (فيصل) العضو المتميز بملتقى أهل الحديث
وقال العالم الأشعري يوسف الدجوي:
" يتمسك كثير من الناس بظواهر الآيات وهو غلط فاحش يؤدي إلى الكفر "
مجموع مؤلفات وفتاوي الدجوي " (1/ 387)
ومثله قول عليش المالكي:
(إن كثيراً من القرآن والأحاديث ما ظاهره صريح الكفر، ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ا. هـ
أيّ ضلال بعد هذا أن تتهم نصوص الكتاب والسنة وتُبرّأ في المقابل عقول أصحاب علم المنطق والكلام المستمد من فلسفة اليونان
ودليل العمى وتعطل العقول الذي أصاب عامة هؤلاء المعطلة أن القول بأن نصوص القرآن والسنة تدل في ظاهرها على الضلال والتشبيه والكفر لا يعتبرونه ذما وقدحا في القرآن والسنة.
فبالله عليكم هل يُعتبَر عاقلا مَن يَرى أن هذا الكلام لا يحمل ذما وقدحا في القرآن الكريم والسنة النبوية؟!
هذا أكبر دليل على تعطل عقولهم وعدم صلاحيتها في هذا الباب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/463)
يقول الإمام الأمين الشنقيطي تعليقا على كلام الصاوي:
" والحق الذي لا شك فيه أن هذا القول لا يقوله عالم، ولا متعلم، لأن ظواهر الكتاب والسنة هي نور الله الذي أنزله على رسوله
ليستضاء به في أرضه وتقام به حدوده، وتنفذ به أوامره، وينصف به بين عباده في أرضه.
والنصوص القطعية التي لا احتمال فيها قليلة جداً لا يكاد يوجد منها إلا أمثلة قليلة جداً ...
والغالب الذي هو الأكثر هو كون نصوص الكتاب والسنة ظواهر.
وقد أجمع جميع المسلمين على أن العمل بالظاهر واجب حتى يرد دليل شرعي صارف عنه، إلى المحتمل المرجوح، وعلى هذا كل من تكلم في الأصول.
فتنفير الناس وإبعادها عن كتاب الله، وسنة رسوله، بدعوى أن الأخذ بظواهرهما من أصول الكفر هو من أشنع الباطل وأعظمه كما ترى " ا. هـ
وطبعا المراد بظواهر النصوص (اتفاقا) هي المعاني الواضحة للنصوص المتبادرة إلى الذهن عند قراءتها.
ونحن أهل السنة أتباع السلف نقول عن ظواهر القرآن والسنة المشتملة على ذكر صفات الله كالسمع والبصر والرحمة والنور والفرح
واليدين والوجه والعلو ونحوها من الصفات نقول بأنها على ظاهرها
المشتهر في اللغة المعروف عند عامة العرب، وهي صفات حقيقية وليست مجازية ولكنها تليق بالله الذي ليس كمثله شيء فهي لا تماثل
صفات المخلوق ولا تشابهها
غير أنها تشترك في أصل المعنى فقط كالسمع فهو عند الخالق والمخلوق إدراك وتمييز للأصوات إدراكا وتمييزا حقيقيا
لكنهما يختلفان في الكيفية وحقيقة الصفة، فسمع الله أكمل وهو يشمل الأصوات وإن بعدت أو ضعفت أما سمع المخلوق فهو قاصر لا يدرك إلا ما قرب ووضح.
وهكذا كل الصفات لا نتجنب شيئا مما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله، فنثبت (دون تردد) ما جاء به النص على المعنى الذي يدل عليه ظاهره.
مع اعتقادنا أنه على ما يليق بكماله تعالى، دون مماثلة أو مشابهة للمخلوق.
وكما أنه موجود وحي وله علم وسمع وبصر وإرادة وهذا باتفاق مع الأشاعرة، ولم يكن مُشْكلا عندهم أن المخلوق كذلك موجود حي وله علم وسمع وبصر وذات، ولم يدفعهم هذا إلى تنزيه الله عن هذه الصفات، ولا اعتبارها أعراضا كما تلزمهم المعتزلة، ولا إلى توهم
التشبيه بإثباتها
لأن النافي لهذا التوهم عندنا جميعا هو أنها في حق الخالق على وجه الكمال منزهة عن المشابهة وفي حق المخلوق على وجه النقص، فوجود الله ليس كوجود المخلوق وشتان، وحياة الله ليست كحياة المخلوق وسمع الله ليس كسمع المخلوق ...
وكذلك لله غضب حقيقي ليس كغضب المخلوق وفرح حقيقي ليس
كفرح المخلوق وعلو حقيقي ليس كعلو المخلوق ووجه حقيقي ليس كوجه المخلوق ...
ومن زعم أنه يلزم التشبيه من إثبات اليدين والغضب والفرح والعلو والوجه ونحوها مع كون النصوص نطقت بها فقد ناقض نفسه وفرق بين الصفات دون دليل.
فكلها قد جاءت بها النصوص وكلها يتصف المخلوق بها كما أن الخالق يتصف بها على فرق بينهما في حقائقها.
فلماذا هذه في إثباتها تشبيه وتلك لا يلزم من إثباتها التشبيه أهي المزاجية أم الهوى أم السفسطة المكسوة والمغلفة بغلاف العقل غشا وخداعا؟
وإنكار هذا التفريق قد درج عليه العلماء ولم نستنتجه من عندنا، ولا أتى به ابن تيمية من كيسه كما يصوره خصومه افتراء وزورا
فهذا الإمام الأشعري يقول في الإبانة:
فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة.
قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل فذلك لم نجد حياً من الخلق، إلا جسماً لحماً ودماً، فاقضوا بذلك على الله عز وجل.
وإلا فأنتم لقولكم متأولون ولاعتلالكم ناقضون.
وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا.
فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما، يدين ليستا نعمتين لا جارحتين ولا كالأيدي؟ " ا. هـ
وقال الإمام مرعي الحنبلي في أقاويل الثقات:
" وقال بعض المحققين من الشافعية:
والذي شرح الله صدري في حال المتكلمين الذين أولوا الإستواء بالإستيلاء والنزول بنزول الأمر واليدين بالنعمتين والقدرتين أنهم ما فهموا في صفات الرب إلا ما يليق بالمخلوقين فما فهموا عن الله تعالى استواء يليق به ولا نزولا يليق به ولا يدين تليق بعظمته بلا تكييف ولا تشبيه فلذلك حرفوا الكلم عن مواضعه وعطلوا ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/464)
قال: ولا ريب أنا نحن وهم متفقون على إثبات صفة الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والكلام لله تعالى ونحن قطعا لا نعقل من الحياة والسمع والبصر والعلم إلا أعراضا تقوم بجوارحنا فكما يقولون حياته تعالى وعلمه وسمعه وبصره ليست بأعراض بل هي صفات كما تليق به لا كما تليق بنا فمثل ذلك بعينه فوقيته واستواؤه ونزوله ونحو ذلك فكل ذلك ثابت معلوم غير مكيف بحركة أو انتقال يليق بالمخلوق بل كما يليق بعظمته وجلاله فإن صفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت غير معقولة من حيث التكييف والتحديد ولا فرق بين الإستواء والنزول والسمع والبصر الكل ورد في النص فإن قالوا في الإستواء والنزول شبهتم فنقول لهم في السمع والبصر شبهتم ووصفتم ربكم بالعرض فإن قالوا لا عرض بل كما يليق به تعالى قلنا والإستواء والنزول كما يليق به تعالى.
قال: فجميع ما يلزموننا به في الإستواء والنزول واليد والوجه والقدم والضحك والتعجب من التشبيه نلزمهم به في الحياة والسمع والبصر والعلم فكما لا يجعلونها أعراضا كذلك نحن لا نجعلها جوارح ولا ما يوصف به المخلوق.
وليس من الإنصاف أن يفهموا في الإستواء والنزول والوجه واليد صفات المخلوقين فيحتاجوا إلى التأويل والتحريف ولا يفهموا ذلك في
الصفات السبع، وحيث نزهوا ربهم في الصفات السبع مع إثباتها فكذلك يقال في غيرها
فإن صفات الرب كلها جاءت في موضع واحد وهو الكتاب والسنة، فإذا أثبتنا تلك بلا تأويل وأولنا هذه وحرفناها كنا كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض وفي هذا بلاغ وكفاية " ا. هـ
وبنحوه قال الإمام ابن خزيمة بل جمع كبير من أهل العلم.
وقال ابن خزيمة أيضا:
" فإن كان علماء الآثار الذين يصفون الله بما وصف به نفسه وبما جاء وعلى لسان نبيه مشبهة على ما يزعم الجهمية المعطلة فكل أهل القبلة إذا قرؤا كتاب الله فآمنوا به بإقرار باللسان وتصديق بالقلب وسموا الله بهذه الأسامي التي خبر الله بها أنها له أسامي وسموا هؤلاء المخلوقين بهذه الأسامي التي سماهم الله بها هم مشبهة
فعود مقالتهم هذه توجب أن على أهل التوحيد الكفر بالقرآن وترك الإيمان به وتكذيب القرآن بالقلوب والإنكار بالألسن
فأقذر بهذا من مذهب وأقبح بهذه الوجوه عندهم عليهم لعائن الله وعلى من ينكر جميع ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله والكفر بجميع ما ثبت عن نبينا المصطفى بنقل أهل العدالة موصولا إليه في صفات الخالق جل وعلا " ا. هـ
وما سبق من الإلزام بتوحيد الموقف من الصفات جار على القاعدة المشهورة عند أهل السنة:
القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
ذكر هذه القاعدة جماعة من أهل العلم أذكر منهم الإمام الخطيب البغدادي والإمام الخطابي وإن خالف في بعض تطبيقاته والإمام إسماعيل التيمي الأصبهاني ثم جاء وشرحها أتم شرح الإمام الفحل ابن تيمية وهي مأخوذة عن السلف من خلال إلزاماتهم للمعطلة لكن بغير هذه الصيغة.
والأقوى في حق الأشاعرة القاعدة الأخرى:
القول في الصفات كالقول في الذات.
فكما أنه تعالى له ذات متصفة بصفات وتُرى ويُنظر إليها باتفاقنا نحن وأكثر الأشاعرة، ولا يستلزم ذلك عندنا ولا عندهم تشبيهه بالأجسام فكذلك له يدان ووجه على الحقيقة ولا يستلزم ذلك تشبيهه بالأجسام والأيدي والأوجه.
وكما أنه لا توجد ذات في المشاهد إلا ولها جسم يشابهها أو يماثلها
مصداقا لقوله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين) ولا توجد ذات
عند كافة العقلاء إلا وهي جسم، ومع هذا اتفقنا جميعا على أن لله ذاتا ليست كالذوات واتفقنا أنه لا يلزم أن تشابه الأجسام
واتفقنا على أن من قال: لا نعقل ذاتا إلا وهي جسم ومشابه للأجسام أنه مخطئ إن استلزم هذا في ذات الله، وقلنا جميعا: هذا في حق المخلوق أما الخالق فليس كمثله شيء، واتفقنا أن خطأه كامن في حكمه على الله بناء على المشاهد.
فكذلك ـ ولا فرق ـ نقول: لله يدان ووجه على الحقيقة، ليست كالأيدي والأوجه ولا يستلزم كونها على الحقيقة أن تشابه الأيدي والأوجه، وإن كنا لا نعلم أيدي وأوجها في المشاهَد إلا وهي متشابهة وتوصف بأنها جوارح، فكونه في المشاهَد كذلك فإنه لا يلزم أن يكون في الخالق، فالخالق ليس كمثله شيء، ومن استلزم المشابهة فخطؤه كامن في حُكمه على الله بناء على المشاهَد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/465)
وأي فرق هذا الذي جعل الأشاعرة لا يستلزمون في الذات ما استلزموه في اليد والوجه؟
أليس الله (ليس كمثله شيء) لا في ذاته ولا في أسمائه ولا صفاته؟
كيف عقلتم مع انتفاء المثلية ومع اعتقاد أن الله أحد لا نظير له أنه يلزم في حقه ما هو مشاهد في المخلوق؟
مع أنكم لم تعقلوا هذا في الذات، وأثبتُّم لله ذاتا؟
وهذا إلزام ألزمهم به أهل العلم ووالله لا يمكنهم رده إلا مكابرة وعنادا وسفسطة ومراوغة.
والدليل على عجزهم عن الجواب أن أحد كبار الأشاعرة بل كبيرهم الرازي ليفِرّ من هذا الإلزام خالف الإجماع وأتى بما لم يسبق إليه وبما يدل على العجز، ويكفيك من شر سماعه.
فقد ذهب إلى أن قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) إنما هو خاص بالذات أما صفاته تعالى كالعلم والقدرة فلا تدخل في الآية وهي مماثلة لصفات المخلوق.
قال الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب:
" ويمكن إيراد هذه الحجة على وجه آخر فيقال إما أن يكون المراد لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَى ْء في ماهيات الذات أو أن يكون المراد ليس كمثله في الصفات شيء والثاني باطل ... فثبت أن المراد بالمماثلة المساواة في حقيقة الذات فيكون المعنى أن شيئاً من الذوات لا يساوي الله تعالى في الذاتية " ا. هـ
وهذا فهم أصحاب المقصات، الذين لا يفهمون النصوص إلا قصا وتقطيعا وحذفا وتحريفا! فأين قوله تعالى معها مباشرة (وهو السميع البصير) فالآية بإجماع العلماء تنفي مثلية الذات والصفات، بل تنفي
مثلية الصفات بالمنطوق، فبأي عين شوهد المفهوم وحجب المنطوق إنه العجز عن الجواب الذي دفع هؤلاء إلى التعلق بالمفاهيم المبتورة.
وبغض النظر عن المثلية التي يعنيها الرازي فهذا لا يسوّغ القص والقطع والحذف والتحريف
فالآية صريحة في نفي المثلية عن الله ذات وصفات وعلى هذا أجمع العلماء
والمثلية المنفية في الآية واحدة وهي نفسها نفيت عن الذات وعن الصفات
فليس من سبيل لتسويغ القص والتحريف.
وأتمنى من إخواننا أن يستفيدوا من مثل هذه الخروقات للإجماع التي تكشف حقيقة القوم:
ـ من جهة عدم انضباطهم بما عليه علماء أهل السنة.
ـ ومن جهة ما يعكسه هذا الخرق من عجز عن التفريق بين ما يستلزمه إثبات الذات وما تستلزمه صفة اليد والوجه ونحوها
ثم ذهب الرازي يضيف إلى هذا القص والتحريف كلاما لا يشك من أوتي عقلا أنه غاية في الضعف ليس هذا محل نقده
والذي يدل على انعدام جواب علمي للأشاعرة على ما سبق اعتراف
أحد كبارهم وهو الآمدي بأن الإيمان بالظواهر في نصوص الصفات وإثبات الصفات على ضوء معانيها الظاهرة لا يستلزم ـ عقلا ـ التشبيه بل من الجائز أن يكون إعمالها صحيحا مع اعتقاد بأنها ليست على نحو صفاتنا.
واعتراف الخصم في مسألة يدل على شعوره بانعدام الحجة فيما اعترف فيه وهو الواقع هنا
ففي غاية المرام له يقول:
" فإن قيل بأن ما دلت عليه هذه الظواهر من المدلولات وأثبتناه بها من الصفات ليست على نحو صفاتنا ولا على ما نتخيل من أحوال ذواتنا بل مخالفة لصفاتنا كما ان ذاته مخالفة لذواتنا وهذا مما لا يقود إلى التشبيه ولا يسوق إلى التجسيم
فهذا وإن كان في نفسه جائزا لكن القول باثباته من جملة الصفات يستدعى دليلا قطعيا وهذه الظواهر وإن أمكن حملها على مثل هذه المدلولات فقد أمكن حملها على غيرها أيضا ومع تعارض الاحتمالات وتعدد المدلولات فلا قطع وما لا قطع عليه من الصفات لا يصح إثباته للذات " ا. هـ
فالآمدي وإن لم يرجح الأخذ بالمعاني الظاهرة لنصوص الصفات إلا أنه يراه أمرا جائزا في نفسه، وممكنا كإمكانية نفي تلك المعاني، ولا يرى
حسب هذا الاعتراف مانعا عقليا ولا شرعيا من إعمال هذه الظواهر المقررة للصفات إلا أن إثباتها لم يأت من طريق قطعي
فالمانع فقط بنص كلامه هو عدم وجود دليل قطعي يثبت تلك الصفات التي جاءت بها الظواهر، وهذا ينفي أن يكون هناك دليل قطعي يمنع من
قبول وإثبات تلك الصفات
فهذا اعتراف ثمين من أشعري كبير يبدد جحود وعناد الأشاعرة بما فيهم الآمدي نفسه
فلطالما لهجوا بأن العقل يحيل ويمنع من وصف الله بتلك الصفات حقيقة والتي جاءت بها ظواهر النصوص كالفوقية والغضب والفرح واليدين والوجه والضحك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/466)
كل هذه الصفات ونحوها على حقيقتها قد لهج الأشاعرة بأن العقل يحيلها والقواطع العقلية تمنع من صحة اتصاف الله بها وأن القواطع الشرعية والعقلية تقضي بأنها صريحة في التشبيه
ما هو جوابهم إن قلنا لهم:
إن كان العقل الأشعري قد اعترف بخلاف زعمكم وجوز ما منعتموه ونقض ما نسجتموه وأبطل ما صدعتم به رؤوس الناس وأقر ما قرره غيركم من عقليات تُناقض ما تلهجون به، فلماذا هذه المصادرة ولماذا
تجحدون وتزعمون عنادا أن العقل إنما قد أتى بأصولكم المتناقضة؟
هؤلاء حصل لهم أشبه بما يعرف بغسيل المخ عن طريق تضخيم هاجس
الخوف من التشبيه
وتحت ستار نفي التشبيه وتنزيه الله وفي انعدام ضابط لهذا النفي دخل عليهم ما عطل عقولهم
وقد كان سلفهم الأوائل الجهمية الخلص قد ضربوا أظهر صور العطل
العقلي باسم نفي التشبيه وتحت ستار التنزيه من التشبيه فقالوا:
لا نقول عن الله بأنه موجود، لأننا إن قلنا إنه موجود نكون شبهناه بالموجودات، ثم قالوا وكذلك لا نقول معدوم حتى لا نشبهه بالمعدومات، فاستقروا على وصفه بأنه لا موجود ولا معدوم
وكل هذا باسم نفي التشبيه وتنزيه الله ولا يوجد كفر أعظم من هذا الكفر
وهكذا كل أقوال الجهمية والتي أخذها منهم المعتزلة
فكل ما نفاه المعتزلة هو تحت ستار نفي التشبيه
ولذلك اتهم جماعة منهم بعض الأنبياء واتهم آخرون الصحابة بالتشبيه كما اتهم الشهرستاني الأشعري جماعة من السلف بالتشبيه وهكذا عامة الأشاعرة يتهمون كل من أخذ بالقرآن والسنة في إثبات الصفات بأنه مشبه بل ومجسم
ولسذاجتهم يريدون منا أن نترك نصوص القرآن والسنة ونصدقهم بأنها لا تصلح لأخذ عقيدة الصفات، ونأخذ بما يملوه علينا هم من
اعتقاد وهذا هو قمة الاستخفاف
ومن أدل ما يوضح ما عليه هؤلاء أهل التعطيل والتحريف من الانحراف أنهم يتعاملون مع الأدلة الشرعية وأقوال العلماء بمبدإ مسبق قبل العلم بها ولا الوقوف عليها.
على أن كل ما سيمر بهم مما يخالف عقيدتهم فهو مؤول ومردود ولا بد من إنكار معناه، فإن لم يكن مجال فلابد من إنكار صحته، فإن كان قول عالم معتبر عاملوه كذلك، فإن لم يجدوا لذلك سبيلا اتهموا العالم بالتجسيم والتشبيه وهكذا.
وهذا المبدأ سلطوه على عدد من النقول يعسر حسرها تقدر بالمئات ما بين نص شرعي وقول عالم
فهل يتصور عاقل أن أمثال هؤلاء يتعاملون مع الدين والوحي باستجابة واتباع وإيمان أو مع أقوال العلماء باسترشاد واستفادة؟
هؤلاء يسيرون على مبدإ: ما نريد إلا ما نريد
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومما ينبغي بيانه قبل مباشرة البحث أن خلاصة أقوال الطوائف في
مسألة العلو ثلاثة أقوال:
قال الإمام الذهبي مبينا هذا:
" أ ـ مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنين: أن الله في السماء وأن الله على العرش وأن الله فوق سمواته، وحجتهم على ذلك النصوص والآثار.
ب ـ ومقاله الجهمية أنه في جميع الأمكنة ..
ج ـ ومقال متأخري المتكلمين أن الله ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا متصل بهم " ا. هـ
وقال:
" ـ والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ونقله عنهم الأئمة وقالوا ذلك رادين على الجهمية
ـ القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله (وهو معكم) فهذان القولان هما اللذان كانا في زمن التابعين وتابعيهم ...
ـ فأما القول الثالث المتولد بآخرة بأنه تعالى ليس في الأمكنة ولا خارجاً عنها، ولا فوق العرش، ولا هو بمتصل ولا بمنفصل عنهم، ولا ذاته المقدسة متميزة ولا بائنة عن مخلوقاته، ولا في الجهات ولا خارجاً عن الجهات ولا ولا فهذا شيء لا يعقل ولا يفهم مع ما فيه من مخالفة الآيات والأخبار)) العلو (1/ 596)
فالقول الأول وهو اعتقاد أن الله فوق سماواته وعلى عرشه هو قول أهل السنة من الصحابة فمن بعدهم وهو أول الأقوال ظهورا كيف لا وهو الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وعليه أجمع كافة أهل
الحق كما سيأتي بيانه مفصلا.
أما القول الثاني وهو اعتقاد أن الله في كل مكان فهو قول حدث في مطلع القرن الثاني على يد الجهمية وهو مصادم لمئات النصوص ولإجماع الأمة قبل حدوث هذا القول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/467)
وأما القول الثالث وهو اعتقاد أن الله غير موجود داخل هذا العالم ولا موجود خارجه ولا فوقه ولا تحته ولا في أي جهة من الجهات، فهو قول محدث ولم يكن معروفا قبل المائة الثالثة، سوى ما نقله الإمام الأشعري في المقالات عن المعتزلة من أن الله لا يوجد في أي مكان ومرادهم في أي جهة.
والقول بأنه لا ... ولا ... ولا ... أقبح وصف لأنه يصف الله بالعدم فما لا يوجد في أي جهة لا فوق ولا .. ولا .. ولا .. فهو عدم، وإن لم يكن هذا وصف العدم فليس هناك عدم.
فهو على هذا تشبيه لله بالمعدومات بل بالممتنعات وهي أخص من العدم فسلب الأضداد من سمات الممتنعات (موجود، وليس موجودا في أي جهة)
وهذا الاعتقاد إنما تبناه الأشاعرة وخاصة متأخروهم، وهو قولهم الذين لا يقبلون سواه.
ومن أدلة جحودهم وعنادهم أنهم يجعلون قولهم هذا المتناقض
والمستقبح عقلا وفطرة يجعلونه معقولا بل من القواطع العقلية، أما ما جاء به القرآن والسنة من إثبات الفوقية فهو يعارض العقل والقواطع العقلية بزعمهم!!
وهذا هراء يغني سوقه وإيراده عن فضحه وكشفه.
ويؤكده اعتراف جماعة منهم كالغزالي وهو من كبرائهم عندما قال في إلجام العوام عن علم الكلام عن هذا الاعتقاد:
" هذا لو ذكره لنفر الناس عن قبوله، ولبادروا بالإنكار وقالوا هذا عين المحال، ووقعوا في التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيه يُنتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلين، وقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين ... وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه- اي: لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل – من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية "
إلجام العوام عن علم الكلام ص56 - 57 (نقلا)
ونقل أحد الأشاعرة عن العز بن عبد السلام وعزاه للقواعد ص
(201) وفيه:
" من جملة العقائد التي لا تستطيع العامة فهمها هو أنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا منفصل عن العالم ولا متصل به "
والجدير بالذكر أن عامة الأشاعرة يؤولون كل النصوص الدالة على العلو ويحملونها في أغلب تأويلاتهم على علو المرتبة مع اشتمال كثير
من تلك النصوص على اختصاصه تعالى بهذا النوع من العلو ومع هذا يحملونها على علو المرتبة في أكثر تأويلاتهم ثم نجدهم يشبهون الخلق بالله في هذه الصفة، ولطالما حرفوا النصوص تحت ستار نفي التشبيه لكنهم يكيفون شعار التشبيه على أهوائهم
فها هو الأشعري الغالي السبكي يمنح هذه الصفة لأحد الأشاعرة وهو الجويني عندما قال عنه بالصريح في مقام الدفاع عن أخطائه الحديثية حيث قال في طبقاته:
" ولم يوجب ذلك عندنا الغض منه ولا إنزاله عن مرتبته الصاعدة فوق آفاق السماء "
فرجاء يا أشاعرة بينوا لنا هل يجوز التشبيه في صفة العلو على ضوء المعنى الذي ذهبتم إليه من علو المرتبة؟!
أم إذا كان تشبيها يخص تشبيه علماءكم بالله فيجوز وأما علماء غيركم
فلهم اللعنة وله سوء الدار كما تنضح بهذا كتبكم وخاصة كتب السبكي وستأتي أمثلة؟!!
أم أن التشبيه جائز للأشاعرة حرام على غيرهم؟!
وأما عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فأبدؤها باعترافات لبعض الأشاعرة ثم أشرع بذكر المقصود من هذا الكتاب وهو تقرير إجماع العلماء على هذه العقيدة
قال الإمام القرطبي الأشعري في تفسيره:
" وقد كان السلف الأُوَل رضي اللّه عنهم لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه، كما نطق كتابه، وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء، فإنه لا تعلم حقيقته كما قال مالك: الاستواء معلوم يعني في اللغة، والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة " ا. هـ
فهذا اعتراف ثمين من أشعري معروف
وكذلك القاضي عياض وهو أشعري اعترف أن جماعة من المحدثين
والفقهاء قالوا بإثبات الجهة كما نقله النووي في شرح مسلم (باب تحريم الكلام في الصلاة)
وكذا اعترف بهذا الزبيدي في شرحه لإحياء علوم الدين، وغيرهم ممن
لم أتقصد حصرهم
أما إجماع العلماء من أهل السنة على أن الله موجود فوق السماوات على عرشه فهو بيت القصيد في هذا المبحث وإليك ما وقفت عليه من أقوال العلماء المقررة للإجماع وفقني الله وإياك
البقية وهي أصل البحث في الملف المرفق لأن به هوامش
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 10:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التباكي على النصوص بينما هم يعتقدون أن النصوص نفسها هي التي
جاءت بعظيم التشبيه، فتأمل هذا المكر!!
الله المستعان على فريتهم
قال الإمام القرطبي الأشعري في تفسيره:
" وقد كان السلف الأُوَل رضي اللّه عنهم لا يقولون بنفي الجهة، ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها للّه، كما نطق كتابه، وأخبرت به رسله، ولم ينكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء، فإنه لا تعلم حقيقته كما قال مالك: الاستواء معلوم يعني في اللغة، والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة " ا. هـ
من الممكن أن لا يكون الأشاعرة أطلعوا على كلام القرطبي وإن أطلعوا رموا به وراء ظهورهم
وأسأل الله تعالى أن يهديهم
جزاك الله كل خير ونفع بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/468)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 12:08 ص]ـ
بارك الله فيك وبارك في الأخ محمد بن خليفة الرَّبَاح(56/469)
استشكال في من هم أهل الفترة
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين، أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أنّ العلماء نصوا أنّ أهل الفترة هم من لم تصلهم الرسالة أو سمعوا بها، لكن وقع في قلبي استشكال خلال كتابتي لبحث متعلق بمسألة ما، جعلتني أتوقف عندها لأني لم أجد أحداً قد تطرق اليها على وجه التفصيل من قبل -وذلك لقصور علمي - والإستشكال هو:
هل يستلزم إعطاء الحكم (أهل الفترة) لمن هذا هو حاله (أي لم يسمع أو تصله الرسالة) أن يكون موحداً؟
نقل القاري في كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود أنّ مذهب أهل الإسلام أنّ معرفة الله تعالى واجبة على جميع الأنام، أي أنّ الخلق مأمورون بمعرفة الله لما تستلزمه الفطرة والعقل. وهذا ظاهر قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحهه للعقيدة السفارينية حين قال شارحاً نص المؤلف: " (أول واجب على العبيد): أول واجب على الإنسان أن يعرف الله".
فهمي للمسألة بناءً على جمع ما قيل ونقلت في الأعلى:
أهل الفترة هم من لم تصلهم الرسالة ولم يشركوا في عبادة الله أحداً، وقد ذكرت أخبار أمثال هؤلاء ممن وجدوا قبل البعثة.
فهل استدلالي صحيح في هذا الضابط وما هو توجيه النصوص في حال خطأي؟
بارك الله فيكم
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أيمن
استدلالك ليس صحيحاً، لأن المقصود بأهل الفترة هم من لم يأتيهم رسول بغض النظر عن إن كانوا على أصل التوحيد أو كانوا مشركين وهو الذي بظهر جلياً في نصوص الأحاديث، وإليك نص سؤال مع جوابه من موقع الإسلام سؤال وجواب لعله يفيدك في سؤالك (وتجد جواب استشكالك في السطر الأول من الجملة الأولى في تعريف أهل الفترة) وبحثك والله الموفق:
امتحان أهل الفترة في الآخرة؟
سؤالي عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أخرج الإمام أحمد بن حنبل في " مسنده " والبيهقي في كتاب " الاعتقاد " ـ وصححه ـ عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة يمتحنون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرِم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يقذفوني بالبعر، وأما الهرِم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعونه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يسحب إليها). استفساري: هل يوجد يوم القيامة امتحان؟ وأنا الذي أعرفه أن يوم القيامة يوم الحساب فقط، دون امتحان وابتلاء؟. والملاحظة الأخرى: امتحانهم يوم القيامة أن يدخلوا على النار هذا امتحان صعب جدًّا لا يخاطب العقل؛ لأن العقل يدرك أن النار فيها خطورة، وطبيعي الإنسان يخاف أن يدخلها بعكس امتحان في الدنيا الالتزام في تعاليم الدين الحنيفة.
الحمد لله
أولاً:
اختلف العلماء رحمهم الله في أهل الفترة – وهم من عاش في زمن لم يأتهم فيه رسول، أو كانوا في مكان لم تصلهم فيه الدعوة – ومن في حكمهم – كأطفال المشركين - على أقوال، وأرجح هذه الأقوال: أنهم يُمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع أمر الله نجا، ومن عصاه هلك، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة يترجح هذا القول بها، ومنها ما ذكره الأخ السائل في سؤاله، وقد استوفاها الإمام ابن كثير في تفسيره، عند قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/من الآية 15، فلتنظر هناك لمن أراد الاستزادة والاستفادة، ومجموع هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، ويشهد أن لهذا القول ما يؤيده من السنَّة النبوية، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة.
قال الإمام ابن كثير – رحمه الله -:
أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح، كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يقوَى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة على هذا النمط: أفادت الحجة عند الناظر فيها.
" تفسير ابن كثير " (5/ 58).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/470)
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في سياق بيان الأقوال في المسألة -:
سابعها: أنهم يُمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار، فمن دخلها: كانت عليه برداً وسلاماً، ومن أَبَى: عُذِّب، أخرجه البزار من حديث أنس، وأبي سعيد، وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل، وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون، ومن مات في الفترة من طرق صحيحة، وحكى البيهقي في " كتاب الاعتقاد " أنه المذهب الصحيح.
" فتح الباري " (3/ 246).
ثانياً:
وقد ردَّ هذا القول بعض أهل العلم – كالإمام ابن عبد البر – وقالوا: إن الآخرة دار جزاء، وليست دار تكليف، وليس ثمة أوامر ونواهي في الآخرة، وأُجيب عن هذا الاعتراض بردود مجملة، ومفصَّلة، وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن كثير – وغيرهما – ردوداً مجملة، وردَّ الإمام ابن القيم ردّاً مفصلاً أوصل وجوه الرد إلى تسعة عشر وجهاً.
أ. أما الردود المجملة: فملخصها: وجود امتحان في القبر، وفي عرصات القيامة، وأما كون الآخرة ليست دار تكليف فنعم، لكن بعد استقرار أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار.
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عَرَصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: مَنْ رَبُّك؟ وَمَا دِينُك؟ وَمَنْ نَبِيُّك؟، وقال تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) الْآيَةَ، وقد ثبت في الصحاح من غير وجه حديث تجلي الله لعباده في الموقف إذا قيل: (لِيَتَّبِعْ كُلُّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ؛ فَيَتَّبِعُ الْمُشْرِكُونَ آلِهَتَهُمْ وَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ الرَّبُّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيُنْكِرُونَهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَهَا فَيَسْجُدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَتَبْقَى ظُهُورُ الْمُنَافِقِينَ كَقُرُونِ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، وذكر قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) الْآيَةَ.
" مجموع الفتاوى " (4/ 303، 304).
2. وقال الإمام ابن كثير – رحمه الله -
وقد ذكر الشيخ أبو عمر بن عبد البر النَّمَري بعض ما تقدم من أحاديث الامتحان، ثم قال: وأحاديث هذا الباب ليست قوية، ولا تقوم بها حجة، وأهل العلم ينكرونها؛ لأن الآخرة دار جزاء، وليست دار عمل، ولا ابتلاء، فكيف يكلَّفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها؟!.
وأجاب عن ذلك ببيان قوة الأحاديث الواردة في الباب، كما نقلناه عنه سابقا، ثم قال: وأما قوله: " إن الآخرة دار جزاء ": فلا شك أنها دار جزاء، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار، كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة مِن امتحان الأطفال، وقد قال الله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) ن/42، وقد ثبتت السنَّة في الصحاح وغيرها: أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة، وأما المنافق: فلا يستطيع ذلك، ويعود ظهره طبقاً واحداً، كلما أراد السجود: خَرَّ لقفاه.
وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها: أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه، ويتكرر ذلك مراراً، ويقول الله تعالى: (يا ابن آدم، ما أغدرك!) ثم يأذن له في دخول الجنة.
وأما قوله: " وكيف يكلفهم دخول النار وليس ذلك في وسعهم؟ ": فليس هذا بمانع من صحة الحديث؛ فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط، وهو جسر على جهنم أحدّ من السيف، وأدق من الشعرة، ويمرُّ المؤمنون عليه بحسب أعمالهم، كالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل والرِّكاب، ومنهم الساعي، ومنهم الماشي، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المكدوش على وجهه في النار، وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا، بل هذا أطم، وأعظم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/471)
وأيضاً: فقد ثبتت السنَّة بأن الدجال يكون معه جنَّة ونار، وقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار، فإنه يكون عليه برداً وسلاماً، فهذا نظير ذلك.
وأيضاً: فإن الله تعالى قد أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم، فقتل بعضهم بعضاً، حتى قتلوا ـ فيما قيل ـ في غداة واحدة: سبعين ألفاً، يقتل الرجل أباه، وأخاه، وهم في عمايةِ غمامةٍ أرسلها الله عليهم، وذلك عقوبة لهم على عبادتهم العجل، وهذا أيضاً شاق على النفوس جدّاً، لا يتقاصر عما ورد في الحديث المذكور، والله أعلم. " تفسير ابن كثير " (5/ 58).
ب. وقد فصل ابن القيم رحمه الله وجوه الجواب السابقة، كما أشرنا إليه، وزاد فيها وجوها أخرى، منها:
* أن موجب هذه الأحاديث هو الموافق للقرآن وقواعد الشرع؛ فهي تفصيل لمَا أخبر به القرآن أنه لا يعذَّب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة: يوم يقوم الأشهاد، وتُسمع الدعاوى، وتُقام البينات، ويَختصم الناس بين يدي الرب، وينطق كلُّ أحدٍ بحجته ومعذرته، فلا تنفع الظالمين معذرتهم، وتنفع غيرهم.
* أنه قد صحَّ بذلك القول بها عن جماعة من الصحابة، ولم يصح عنهم إلا هذا القول، والقول بأنهم خدَم أهل الجنة: صح عن سلمان، وفيه حديث مرفوع، وأحاديث الامتحان: أكثر، وأصح، وأشهر.
* أن أمرهم بدخول النار ليس عقوبة لهم، وكيف يعاقبهم على غير ذنب؟ وإنما هو امتحان واختبار لهم، هل يطيعونه أو يعصونه، فلو أطاعوه ودخلوها: لم تضرهم، وكانت عليهم برداً وسلاماً، فلما عصوه وامتنعوا من دخولها: استوجبوا عقوبةَ مخالفةِ أمرِه، والملوك قد تمتحن مَن يُظهر طاعتهم هل هو منطوٍ عليها بباطنه، فيأمرونه بأمرٍ شاقٍّ عليه في الظاهر، هل يوطِّن نفسه عليه أم لا، فإن أقدم عليه ووطن نفسه على فعله: أعفوه منه، وإن امتنع وعصى: ألزموه به، أو عاقبوه بما هو أشد منه.
وقد أمر الله سبحانه الخليل بذبح ولده، ولم يكن مراده سوى توطين نفسه على الامتثال والتسليم، وتقديم محبة الله على محبة الولد، فلما فعل ذلك: رَفع عنه الأمر بالذبح.
وأما أن ذلك "ليس ذلك في وسع المخلوقين " فقد أجاب عنه ابن القيم من وجهين:
أحدهما: أنه في وسعهم، وإن كان يشق عليهم، وهؤلاء عبَّاد النار، يتهافتون فيها، ويُلقون أنفسهم فيها؛ طاعةً للشيطان، ولم يقولوا " ليس في وسعنا "، مع تألمهم بها غاية الألم، فعبَاد الرحمن إذا أمرهم أرحم الراحمين بطاعته باقتحامهم النار: كيف لا يكون في وسعهم، وهو إنما يأمرهم بذلك لمصلحتهم ومنفعتهم؟.
الثاني: أنهم لو وطَّنوا أنفسهم على اتباع طاعته ومرضاته: لكانت عين نعيمهم، ولم تضرَّهم شيئاً.
قال رحمه الله:
" فالسنَّة، وأقوال الصحابة، وموجب قواعد الشرع وأصوله: لا تُردُّ بمثل ذلك، والله أعلم "
انظر: " أحكام أهل الذمة " (2/ 1148 – 1158).
وهذا كلام متين، فيه بيان المسألة وتجليتها، ونسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يتوفانا على الإيمان.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:57 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1439
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:28 م]ـ
نفع الله بكم يا بو عبدالرحمن. لكن ما نقلته لي لم يجب على استشكالي، فقد قرأت كل ذلك من قبل وأنا أعلم من هم أهل الفترة. فاستشكالي يكمن في التوفيق بين النصوص، أي في ما كان من أهل الفترة وإيجاب معرفة الله على جميع الأنام، أي أنّ من كان من أهل الفترة ملزم بمعرفة الله، فهكذا توصل ابراهيم عليه السلام وغيره الى الله إما من طريق العقل أو النظر. والخلاف كما نقله القاري هو في الطريقة لا في أصل المعرفة، فتأمل.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:37 م]ـ
أخي أبو عبدالرحمن بن أحمد
جزاك الباري كل الخير، ففي الرابط غايتي وهو يدل على صحة استدلالي وإن كان الظاهر الخلاف في ذلك، فلله الحمد والمنة.
وإن كان هناك من إضافة أو تعقيب أو نقد فأرجو المشاركة
بارك الله بكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:35 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/472)
نقل القاري في كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود أنّ مذهب أهل الإسلام أنّ معرفة الله تعالى واجبة على جميع الأنام، أي أنّ الخلق مأمورون بمعرفة الله لما تستلزمه الفطرة والعقل.
إن كان يريد بالوجوب أن من ترك معرفة الله قبل بلوغ الحجة الرسالية يحصل له العقاب بالخلود في النار، فهذا باطل مردود، ترده النصوص الدالة على أن الله تعالى لا يعذب الناس قبل قيام الحجة الرسالية كقوله: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا، وقوله: كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير، وقوله: وما كان ريك مهلك القر حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
وقد حكى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، أن هذا هو مذهب اهل السنة، وكذا الخطابي وأبو حامد الإسفراييني وابن تيمية وابن القيم نصوا على ذلك.
وإن كان يريد بالوجوب أن من تركها حصل له الذم والقبح، دون العقاب الاخروي، فقوله صحيح وهو مقتضى قول أهل السنة بالتحسين والتقبيح العقليين خلافاً للأشعرية.
قال ابن القيم متعقباً قول الهروي أن التوحيد يجب بالسمع: " الصواب وجوبه بالسمع والعقل، وإن اختلفت جهة الإيجاب:
فالعقل يوجبه بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده.
والسمع يوجبه بهذا المعنى، ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه له، وهذا قد يعلم بالعقل، فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضاً: اقتضى ثبوت هذين الأمرين: علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبه، وأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه؛ فإنما يعلم بالسمع " مدارج السالكين (3/ 490).
وقال معلقاً على قول بعض الأشعرية: " الوجوب والتحريم بدون الشرع ممتنع، لأنه لو ثبت لقامت الحجة بدون الرسل، والله سبحانه إنما أقام حجته برسله "، قال: " لا ريب أن الوجوب والتحريم اللذين هما متعلق الثواب والعقاب بدون الشرع ممتنع كما قررتموه، والحجة إنما قامت على العباد بالرسل، ولكن هذا الوجوب والتحريم - أي: اللذان نثبتهما - بمعنى حصول المُقتَضِي للثواب والعقاب، وإن تخلف عنه مُقتضَاه لقيام مانعٍ أو فوات شرط " مفتاح دار السعادة (3/ 12).
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 02:02 ص]ـ
الحق أنه لا يجب على العباد شيء الا ببعثة الرسل، فالحجة تقوم، والعذر ينقطع ببلوغ الدعوة حقيقة او حكما (
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
ولو كانت الحجة تقوم بما يؤدي اليه النظر العقلي لما كان لبعثة الرسل فائدة. وهذا كلام يحتاج الى مزيد بسط ولا انشط له الآن.
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإشكالية عندك أخي أيمن في الطرق الموصلة للمعرفة بالله وكيفية إقامة حجة الله على عباده أهي العقل أم النقل.
من قال بالعقل فإن الحجة قد أقيمت عليه فعلا لأنه عاقل وآيات الله في الكون تدل على وحدانيته فهو غير معذور
وذهب لهذا المعتزلة وبعض من الأشاعرة وهو مرجوح
ومن قال إن الحجة لا تقام إلا ببعثة الرسل للناس فهو الصواب لورود الأدلة الشرعية على ذلك
فبهذا يكون الإشكال قد أزيل
ولكن حكم أهل الفترة في الدنيا لو وجدت لهم مثلا مقابر أنهم كفار وفي الآخرة كل حسب إختياره لأمر الله
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:37 م]ـ
هل يدخل في ذلك قوله تعالى (لتنذر قوماً ماأنذر أباؤهم)؟ فيكون على ذلك قوم بني عبد المطلب من أهل الفترة؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:26 ص]ـ
هل يدخل في ذلك قوله تعالى (لتنذر قوماً ماأنذر أباؤهم)؟ فيكون على ذلك قوم بني عبد المطلب من أهل الفترة؟
مشركو العرب بلغتهم دعوة الأنبياء السابقين، فقامت عليهم الحجة، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة ..
أما هذه الآية ونحوها فلا تعارض ذلك، لأن النذير المنفي هو النذير المباشر، جمعاً بين الأدلة، كما صرح به كثير من المفسرين والله أعلم.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[31 - 08 - 09, 04:30 ص]ـ
نفع الله بكم وجزاكم الله خيراً.
حقيقة استشكالي هو مدى حقيقة وقوع هذا الحكم في وقتنا الحالي على الناس!
وإليكم ما أعني مع ذكر نقاط اسشكالي في المسألة:
هل يشترط السماع بالرسالة وبالتوحيد أم يشترط التبليغ على وجه صحيح لا لبس فيه؟
فقد ورد في الصحيح من الحديث أنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، فلا يؤمن بي؛ إلا دخل النار" فاشترط هنا السماع ولم أجد نصاً يصرح باشتراط وصول الرسالة على وجهها الصحيح.
فمثلاً ينشر في وسائل الإعلام في الغرب أنّ الإسلام دين سفك دماء وتخلف وما إلى ذلك مما يرموننا به، ونحن منه براء، فترى البعض من أهل الغرب يعزف عن الدين مع علمهم أنّ المسلمين يؤمنون باله واحد وأساسيات الدين. فتراهم يعزفون عن الدين لإسباب متعلقة بفروع لا أصول أساءوا فهمها أو شوهت لهم.
فهل يقال عن هؤلاء أنهم أهل فترة مع العلم أنّ دعوة الرسل وصلتهم من قبل وإن كانت انتهت اليهم محرفة، فهل يعذروا لأنهم لم يعرفوا غير ما وجدوا من تعاليم وشرعة محرفة أم أنهم مطالبون هنا لمعرفة الصواب لأن العقل يرفض مثل هذه التحاريف كما حصل للكثير منهم من الذين رفضوا ما هم عليه لوضوح التحريف والخطأ وبدأوا البحث حتى أسلموا.
هذا هو في الواقع استشكالي من الجانب العملي لا النظري.
فهل من مسعف؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/473)
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[31 - 08 - 09, 09:29 ص]ـ
إلى الأخ أيمن
أنقل لك من موقع الشبكة الاسلامية طرفاً من هذا الموضوع لعل الله أن ينفعنا وإياك به حول قولك ( ... فتراهم يعزفون عن الدين لإسباب متعلقة بفروع لا أصول أساءوا فهمها أو شوهت لهم.)
ففي الفتوى أنهم قالوا: ( ... وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان أهل الفترة مخاطبين بأصل التوحيد أم لا، مع اتفاقهم على أنهم غير مخاطبين بالفروع، قال صاحب مراقي السعود: ذو فترة بالفرع لا يراع**** وفي الأصول بينهم نزاع.)
وإليك رابط الفتوى:
http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48952&Option=FatwaId
والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:37 م]ـ
نفع الله بكم وجزاكم الله خيراً.
حقيقة استشكالي هو مدى حقيقة وقوع هذا الحكم في وقتنا الحالي على الناس!
وإليكم ما أعني مع ذكر نقاط اسشكالي في المسألة:
هل يشترط السماع بالرسالة وبالتوحيد أم يشترط التبليغ على وجه صحيح لا لبس فيه؟
فقد ورد في الصحيح من الحديث أنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، فلا يؤمن بي؛ إلا دخل النار" فاشترط هنا السماع ولم أجد نصاً يصرح باشتراط وصول الرسالة على وجهها الصحيح.
فمثلاً ينشر في وسائل الإعلام في الغرب أنّ الإسلام دين سفك دماء وتخلف وما إلى ذلك مما يرموننا به، ونحن منه براء، فترى البعض من أهل الغرب يعزف عن الدين مع علمهم أنّ المسلمين يؤمنون باله واحد وأساسيات الدين. فتراهم يعزفون عن الدين لإسباب متعلقة بفروع لا أصول أساءوا فهمها أو شوهت لهم.
فهل يقال عن هؤلاء أنهم أهل فترة مع العلم أنّ دعوة الرسل وصلتهم من قبل وإن كانت انتهت اليهم محرفة، فهل يعذروا لأنهم لم يعرفوا غير ما وجدوا من تعاليم وشرعة محرفة أم أنهم مطالبون هنا لمعرفة الصواب لأن العقل يرفض مثل هذه التحاريف كما حصل للكثير منهم من الذين رفضوا ما هم عليه لوضوح التحريف والخطأ وبدأوا البحث حتى أسلموا.
هذا هو في الواقع استشكالي من الجانب العملي لا النظري.
فهل من مسعف؟
ما داموا قادرين على تعلم الإسلام كما هو لا بالصورة المشوهة فهم مؤاخذون، لأن العذر بالجهل شرطه العجز عن التعلم.
أما إن لم يكونوا قادرين، فهل يؤاخذون بالصورة المشوهة التي وصلتهم؟
قال الإمام أبو عبد الله الحليمي في منهاج شعب الإيمان: " إن العاقل المُميِّزَ إذا سمع أيَّة دعوة كانت إلى اللّه تعالى فتركَ الاستدلال بعقلِهِ على صحتها وهو من أهل الاستدلال والنظرِ، كان بذلك مُعرِضَاً عن الدعوة، فكَفَر، ويبعُدُ أن يوجدَ شخصٌ لم يبلغهُ خبرُ أحدٍ من الرُّسُل على كثرتِهِم وتطاوُلِ أزمان دعوَتِهِم ووفور عَدَدُ الذين آمنُوا بهم واتَّبَعُوهم والذين كَفَرُوا بهم وخالَفُوهم، فإنَّ الخبرَ قد يبلغُ على لسانِ المخالف كما يبلغُ على لسان الموافق "
وقال الشيخ محمد الحسن ولد الددو: " واختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي)، فكثير من الذين يسمعون الحديث من الذين يهتمون بالمجال الفكري يقولون: تقوم الحجة بمجرد أن يسمع الإنسان باسم محمد صلى الله عليه وسلم وبرسالته وبالدين الذي جاء به، حتى لو سمع به مشوهاً، مثل أكثر المعاصرين من أهل الكتاب والكفرة، فإنهم لم يسمعوا به إلا مثل ما سمعوا بـ بوذا مثلاً.
وذهب آخرون إلى أن المقصود بالسماع السماع غير المشوه، فهو الذي تقوم به الحجة، ومعناه أن يعلموا أنه رسول، وأنه رسول آخر الزمان الذي تنسخ ملته كل ما سبق.
وهذا يؤخذ من وصف النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه؛ ففي حديث جبير بن مطعم الذي ختم به مالك الموطأ: (لي خمسة أسماء، فأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه، وأنا العاقب)، فهذا يقتضي أن من لم يسمع به على وصفه، ولم تبلغه دعوته كما هي لا تقوم عليه الحجة بمجرد السماع، ولكن دلالة هذا دلالة بعيدة، في مقابل التصريح بالسماع في الحديث السابق.
وعموماً يترتب على هذه المسألة كثير من الفروع: منها: لعن من مات من الكفرة ولم تبلغه الدعوة كما هي.
ومنها: استباحة دمائهم وأموالهم في حياتهم إذا سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم تبلغهم الدعوة كما هي، كالكفرة في زماننا هذا، فكثير منهم لم تبلغهم الدعوة كما هي، فهل تستباح دماؤهم وأموالهم بمجرد هذا البلاغ والسماع الذي حصل أو لا؟ وأما تكفيرهم فلا شك ولا اختلاف فيه بين الناس، فهم كفار قطعاً، حتى لو سمعوا بهذه الشريعة سماعاً مشوهاً كما ذكرنا، ومن تساهل فلم يصفهم به على اعتبار أنهم بمثابة من لم تبلغه الدعوة، فقد تساهل تساهلاً زائداً؛ لأن الذي يستدلون به ويأخذون به هو بعض المفهومات من الآيات، وكلها من مفهومات المخالفة، مثل قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} [البينة:6]، فـ (من) هنا يزعم بعض الناس أنها تبعيضية، وأنه ليس كل أهل الكتاب ولا المشركين كفرة.
ولكن هذا الوجه أبعد ما يكون عن الصواب، فـ (من) بيانية للذين كفروا، وبيانهم أنهم ينقسمون إلى قسمين: إما أن يكونوا أهل كتاب وإما أن يكونوا مشركين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/474)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 07:13 م]ـ
الحديث عن اهل الفترة في حكمين: حكم أخروي، وحكم دنيوي
ــ الحكم الدنيوي: كل من لم تبلغهم الدعوة، أو بلغتهم مشوهة مزورة على غير وجهها الصحيح،فإنهم يعاملون معاملة الكفار، و يجب على المسلمين ــ كل حسب طاقته ووسعه ــ أن يسعوا من اجل تبليغ رسالة الاسلام لهم بيضاء نقية إقامة لواجب الدعوة (بلغوا عني ولو آية) ورغبة في نيل شرف مقام الشهادة على الامم في عرصات القيامة (لتكونوا شهداء على الناس).
والقول بأن هؤلاء ليسوا بكافرين قول باطل تفنده الادلة الشرعية والوقائع التاريخية في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء من بعده.فلا تحل لهم نساؤنا،و لاتوارث بيننا وبينهم،ووووو
لكن معاملتهم ينبغي الا تكون كمعاملة الكفار المعاندين من ائمة الكفر الذين عموا وصموا ثم عموا وصموا،بل وصدوا عن سبيل الله كثيرا، يبغونها عوجا، ويمنعون نور الحق ان يصل الى اولائك الذين لا يعلمون الكتاب الا أماني.
2/ الحكم الأخروي: وهذا هو الذي اختلفت فيه اقوال العلماء،تبعا لاختلاف الادلة الكلية والفرعية وما يقع بين ظواهرها من التعارض.
والحق الذي يجب المصير اليه هو التوقف في شأنهم وترك الافتبات على الله فيما لم يأتنا عنه من عنده برهان. وليعلم الناظر في هذه المسألة أنها ليست من المسائل الخبرية او العملية التي يجب العلم بها،بل إنني اراه من التكلف الذي نهينا عنه. ذلك لأننا نعلم ان ربنا لا يظلم الناس شيئا، وأنه هو العدل الحكم، يفعل ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، سبحانه. هو أغير على دينه منا، وهو أرحم الراحمين. فلو انه عذب العباد كلهم لم يكن لهم ظالما، ولو أنه رحمهم كلهم لم يكن لأحد أن يقول لم؟ فالخلق خلقه والامر امره. لا اله غيره
.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[31 - 08 - 09, 07:38 م]ـ
ذلك لأننا نعلم ان ربنا لا يظلم الناس شيئا، وأنه هو العدل الحكم، يفعل ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، سبحانه. هو أغير على دينه منا، وهو أرحم الراحمين. فلو انه عذب العباد كلهم لم يكن لهم ظالما، ولو أنه رحمهم كلهم لم يكن لأحد أن يقول لم؟ فالخلق خلقه والامر امره. لا اله غيره
.
بل يكون ظالماً لمن لا يستحق العذاب إن عذّبه!!
لا يا أخي العزيز
انتبه.
أظن أن هذه من عقائد بعض الفرق الضالة - وأظنهم الأشاعرة - في تفسيرهم للحكمة بأنها تصرف المالك في ملكه بما يشاء.
وهذا غلط
فالله منزه عن هذا .. فلا يجيز عز وجل لنفسه أن يدخل أنبياءه جهنم ولا أن يدخل فرعون وهامان الجنة.
إنما حكمة الله تقتضي أن يضع كل شيء في موضعه اللائق به .. يضع نبيه في جنته، ويضع فرعون في جهنم .. ولا يكون العكس أبداً
والله أعلمُ
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:48 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وأخص بالذكر أخي الكريم أبو الحسنات الدمشقي وبو عبدالرحمن حفظهم الله
بعد زوال الإستشكال عندي تيقنت من صحة استنباطي الأولي والذي مدار بحثي عليه. ولعلي أفصح عن مضمونه حين أنتهي من كتابته لأستفيد من نقد أو زيادة أو تصحيح وذلك لغرابة الموضوع! ولا يظن بي أني ممن يبحثون الغرائب ولكنه رد على غريبة سمعتها.
والله الموفق
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:58 م]ـ
بل يكون ظالماً لمن لا يستحق العذاب إن عذّبه!!
لا يا أخي العزيز
انتبه.
أظن أن هذه من عقائد بعض الفرق الضالة - وأظنهم الأشاعرة - في تفسيرهم للحكمة بأنها تصرف المالك في ملكه بما يشاء.
وهذا غلط
فالله منزه عن هذا .. فلا يجيز عز وجل لنفسه أن يدخل أنبياءه جهنم ولا أن يدخل فرعون وهامان الجنة.
إنما حكمة الله تقتضي أن يضع كل شيء في موضعه اللائق به .. يضع نبيه في جنته، ويضع فرعون في جهنم .. ولا يكون العكس أبداً
والله أعلمُ
لا فض فوك! فهذا هو الصواب
أظنّ أخانا ابوالعلياءالواحدي وفقه الله زلّ به القلم أو لوحة المفاتيح سهواً أو أنه أساء فهم الأصل في هذه المسألة.
لا يخفى على أحد أنّ المخلوق لا يسأل الخالق عما يفعل ولكن الخالق يسأل مخلوقه عما يفعل. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)). هذا الأصل يجب أن يتلازم فهمه مع قاعدة أنّ الله منزه عن النقائص وصفات النقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/475)
فهو قادر على كل شئ يملك ما يشاء وإليه يعود الأمر كله. لكنّ المعلوم أنّ صفات الله سبحانه وتعالى متلازمة لا تنفك عن بعضها البعض فهو إن أدخل الأنبياء النار لأنه القادر، لكان ذلك نقصاً يتنزه عنه الخالق سبحانه! فكيف يكون ذلك وصفته العدل تقتضي مجازاة المسئ ومكافأة المحسن! فتأمل.
والله أعلم وأحكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:36 ص]ـ
بل يكون ظالماً لمن لا يستحق العذاب إن عذّبه!!
لا يا أخي العزيز
انتبه.
أظن أن هذه من عقائد بعض الفرق الضالة - وأظنهم الأشاعرة - في تفسيرهم للحكمة بأنها تصرف المالك في ملكه بما يشاء.
وهذا غلط
فالله منزه عن هذا .. فلا يجيز عز وجل لنفسه أن يدخل أنبياءه جهنم ولا أن يدخل فرعون وهامان الجنة.
إنما حكمة الله تقتضي أن يضع كل شيء في موضعه اللائق به .. يضع نبيه في جنته، ويضع فرعون في جهنم .. ولا يكون العكس أبداً
والله أعلمُ
اعتراضك على الأخ غير وجيه ..
لأنه قال: " فلو انه عذب العباد كلهم لم يكن لهم ظالما "، ولم يقل: " فلو انه عذب العباد كلهم لم يكن لهم ظالما، حتى لو لم يكونوا يستحقونه ".
وبين العبارتين بون واسع ..
- لان العبارة الأولى صحيحة، وهي مطابقة لما أخرجه أحمد وابو داود وابن ماجه وغيرهم عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِىِّ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: وَقَعَ فِى نَفْسِى شَىْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِى بِشَىْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِى.
فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ.
قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ - قَالَ - ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَ ذَلِكَ.
وتأمل أن الله تعالى إذا عذب العباد على هذا الحال، فإنه لا يعذبهم وهم لا يستحقون العذاب بل يعذبهم وهم يستحقونه، ووجه هذا: أن أعمال العباد لا تفي بنجاتهم، ولو عذبهم الله تعالى حينئذ لم يكن قد فعل بهم ما لا يستحقونه.
إذن: فالمحذور أن تقول: إن الله يعذب العباد على شيء لا يستحقونه، كأن يعذب أنبياءه بالنيران، أو يكرم أعداءه بالجنان، فهذا هو المحذور، وهو مذهب الأشعرية الذي أنكره عليهم أئمة السنة.
وينظر في هذا آخر المجلد الثاني من مفتاح دار السعادة (طبعة ابن عفان)، وتعليق الشيخ ابن عثيمين على السفارينية عند قوله: وجائز للمولى أن يعذب الورى ..
لكن غلط الأخ الفاضل أبي العلياء هو في جعله البحث في حكم من لم تبلغه الدعوة الأخروي من الافتبات على الله فيما لم يأتنا عنه من عنده برهان، وأنه من التكلف، وليس الأمر كذلك، لأن مصيرهم قد ثبتت فيه أحاديث الامتحان كحديث الأسود بن سريع وقد صححه البيهقي وعبد الحق وابن القيم وغيرهم، وغيره من الأحاديث، فالكلام حينها يكون بالدليل والبرهان لا بالتخرص والافتيات.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:10 ص]ـ
- لان العبارة الأولى صحيحة، وهي مطابقة لما أخرجه أحمد وابو داود وابن ماجه وغيرهم عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِىِّ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: وَقَعَ فِى نَفْسِى شَىْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِى بِشَىْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ مِنْ قَلْبِى.
فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ.
قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ - قَالَ - ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَ ذَلِكَ.
وتأمل أن الله تعالى إذا عذب العباد على هذا الحال، فإنه لا يعذبهم وهم لا يستحقون العذاب بل يعذبهم وهم يستحقونه، ووجه هذا: أن أعمال العباد لا تفي بنجاتهم، ولو عذبهم الله تعالى حينئذ لم يكن قد فعل بهم ما لا يستحقونه.
أخي الكريم أبا الحسنات الدمشقي وفقه الله،
تنويه لا بد منه:
الحديث الذي ذكرته واستدللت به، جاء من طريق سعيد بن سنان وهو وإن وثقه البعض فقد ضعفه ائمة مثل الإمام أحمد وابن عدي بل أنّ ابن عدي قال فيه له غرائب و إفرادات، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب، و لعله إنما يهم فى الشىء بعد الشىء. فالجرح هنا مقدم على التعديل كما هو معلوم في علم الحديث.
لذا فالإستدلال بالحديث في أمر عقدي لا يصح ولا يستساغ وإن كنت أتفق معك على ما ذكرت تعقيباً في تصور المسألة.
وحفظكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/476)
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:45 ص]ـ
بل الحديث صحيح والاستدلال به في أمر عقدي يصح، ولست أنا أول من استدل به، بل ذكره أئمة السنة في كتب الاعتقاد فذكره عبد الله بن أحمد في السنة والفريابي في القدر وابن أبي عاصم في السنة والآجري في الشريعة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وذكره أيضاً ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 550) وقال: "صلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام من شفتيه ".
أما دعوى أن أبا سنان تُكلِّم فيه فلا فائدة فيها، لأنه قد توبع من طريق أبي صالح كاتب الليث عند الفريابي (192) والآجري (412) وقوام السنة (2/ 59 - 60).
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:01 ص]ـ
بل يكون ظالماً لمن لا يستحق العذاب إن عذّبه!!
با أخي الفاضل:
هذه عبارة لا استجيز قولها في حق مالك الملك. وقد قال عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (لو أن الله عذب اهل السموات والارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو أنه رحم أهل السموات والأرض لكانت رحمته أوسع من ذلك)
وقد روي مثل هذا عن ابي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم اجمعين.
وقال ابو محمد البربهاري في شرح السنة: (واعلم أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ولا يعذب الله أحدا إلا بقدر ذنوبه ولو عذب أهل السموات والأرضبرهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم،لا يجوز أن يقال لله عز و جل إنه ظالم وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له والله له الخلق والأمر والخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال لم وكيف ولا يدخل أحد بين الله وبين خلقه)
يقول ابو العلياءـ عفا الله عنه بمنه وكرمه ـ:وما أوجبه الله على نفسه مما ظاهره انه حق للعبيد على ربهم ليس الا محض فضله وانعامه وكرمه. وكيف يكون للعباد عليه حق بغير هذا المعنى وكل ما أتوه من الطاعات والقربات إنما هو بتوفيقه وتأييده.ويرحم الله من قال:
ما للعباد عليه حق واجب ... كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله،أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
الفاضل ابو الحسنات الدمشقي.لو قرأت تعقيبك لما تعنيت كتابة ما كتبت في الرد على الاخ ابي سلمى. فجزاك الله خيرا على البيان.
أما ما انتقدته من كلامي بقولك:
لكن غلط الأخ الفاضل أبي العلياء هو في جعله البحث في حكم من لم تبلغه الدعوة الأخروي من الافتبات على الله فيما لم يأتنا عنه من عنده برهان، وأنه من التكلف، وليس الأمر كذلك، لأن مصيرهم قد ثبتت فيه أحاديث الامتحان كحديث الأسود بن سريع وقد صححه البيهقي وعبد الحق وابن القيم وغيرهم، وغيره من الأحاديث، فالكلام حينها يكون بالدليل والبرهان لا بالتخرص والافتيات
فاعلم رحمك الله. أن الذي أدين الله تعالى به أن الأدلة الظنية لا حجة فيها على اثبات الاحوال الغيبية،إلا ان تحتف بها جملة من القرائن ترتقي بها الى حصول العلم اليقيني في نفس سامعها ,
فاليقين لا يبنى على ظن. وعلماء الحديث حينما اختلفوا في إفادة احاديث الصحيحين العلم القطعي من عدمه،كان دافعهم هو هذه النكتة خاصة إذا علمت ان اكثر المتنازعين في هذه المسألة أصولهم اشعرية. والله اعلم واحكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 09 - 09, 07:40 ص]ـ
بل الحديث صحيح والاستدلال به في أمر عقدي يصح، ولست أنا أول من استدل به، بل ذكره أئمة السنة في كتب الاعتقاد فذكره عبد الله بن أحمد في السنة والفريابي في القدر وابن أبي عاصم في السنة والآجري في الشريعة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وذكره أيضاً ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 550) وقال: "صلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام من شفتيه ".
أما دعوى أن أبا سنان تُكلِّم فيه فلا فائدة فيها، لأنه قد توبع من طريق أبي صالح كاتب الليث عند الفريابي (192) والآجري (412) وقوام السنة (2/ 59 - 60).
أخي الكريم أبو الحسنات الدمشقي،
ما زلت على قولي أنّ الحديث لا يصح، فالمتابعات التي ذكرتها لا تصلح حتى في المتابعات لشدة ضعفها.
فأبو صالح وهو ضعيف لا يحتج بمثله، فقد رماه بالكذب جزرة و نقل ذلك النسفي وضرب على حديثه ابن المديني ومنهم من اعتذر له واعتذارهم له لا ينفي عنه المناكير والموضوعات التي أدخلت عليه ولم ينتبه لها، لذا ضرب على حديثه العديد من الأئمة. وقد قال ابن حبان عنه: منكر الحديث جدا، يروى عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات،
و كان صدوقا فى نفسه، و إنما وقعت المناكير فى حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، و يكتب بخط يشبه خط عبد الله، و يرميه فى داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به. كما في سند الحديث معاوية بن صالح وقد تكلم فيه وقال فيه أبو حاتم أنه لا يحتج بحديثه.
على كل حال، وجدت كلاماً نافعاً لشيخ الإسلام على هذا الحديث في كتابه منهاج السنة، أنقله للفائدة ولإيضاح المعنى المقصود فيه:
" وفي الحديث الذي رواه أبو داود وغيره لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا لهم من أعمالهم
وهذا قد يقال لأجل المناقشة في الحساب والتقصير في حقيقة الطاعة وهو قول من يجعل الظلم مقدورا غير واقع وقد يقال بأن الظلم لا حقيقة له وأنه مهما قدر من الممكنات لم يكن ظلما والتحقيق أنه إذا قدر أن الله فعل ذلك فلا يفعله إلا بحق لا يفعله وهو ظالم لكن إذا لم يفعله فقد يكون ظلما يتعالى الله عنه"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/477)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:18 م]ـ
ـأخرج ابن بطة في الابانة من طريق محمود بن خالد قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا عمر مولى غفرة عن أبي الأسود الدئلي أنه مشى إلى عمران بن حصين فقال يا عمران إني خاصمت أهل القدر ....
قال محمد بن شعيب فحدثت ببعض هذا الحديث سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن رقيش بن ذباب الأسدي ثم الغنمي فحدثني سعيد أن عمران قال لأبي الأسود حين حدثه الحديث سمعت ذاك من رسول الله وسمعه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب فسألهما أبو الأسود فحدثاه عن رسول الله بمثل حديث عمران
قال ابو العلياء: الحديث صحيح بهذه المتابعة.
وقد صححه الشيخ الالباني وحسنه المدخلي.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 10:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(56/478)
حول خبر الآحاد
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - 08 - 09, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتاج فضلا لا أمرا
شرح يتوسع في مسألة قبول خبر الاحاد في الاعتقاد
ومن من أهل السنة والجماعه يقول بشرط التواتر في الاعتقاد؟
وماهو قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في هذه المسألة؟
انتظركم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتاج فضلا لا أمرا
ومن من أهل السنة والجماعه يقول بشرط التواتر في الاعتقاد؟
أخي الموفق بعون الله عمر بن سليمان
أما عن سؤالك الثاني
فالجواب عليه وعلى عجلة
لا أحد من أهل السنة اشترط التواتر لقبول خبر العقيدة
ولكن بعد أهل الأهواء ممن جعلوا يتمسكون بعبرات والواقع أنها لا تعينهم إطلاقاً
ذكروا أن بعض علماء أهل السنة قالوا بإن خبر الواحد يفيد العمل ولا يفيد العلم
والعبر بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني
فالعلماء الذين قالوا هذه العبارة الخلاف بيننا وبينهم لفظي بدليل أنهم أثبتوا عقائد بأحاديث آحاد، كابن عبد البر في التمهيد ورغم هذا فإن ابن عبد البر رحمه الله قد أثبت كثير من العقائد التي جاءت عن طريق خبر الواحد كما في الاستذكار في حديثه عن نزول الرب جل في علاه
وغيرها الكثير
وهناك الكثير ولو نظرت في الكتب التي تكلمت عن خبر الواحد ككتاب خبر الواحد وحجيته في التشريع لبرهوم لوجدت ما تريد وزيادة ..
بورك فيكم
وسامحونا على التقصير
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:20 ص]ـ
اخي الفاضل كنت اتمنى ان استطيع ان اسألك بالله بأن لا تدعني هكذا
فوالذي نفسي ونفسك بيده اني بحاجة ماسة لإستفاضة في الموضوع ولو حتى تعزو لي بعض المصادر في كتب الثقات
::
احب ان اسال ايضا ماذا عن الغزالي رحمه الله .. هل يعمل بخبر الاحاد في الاعتقاد؟
وبن حجر؟ والنووي؟ وبن الجوزي؟ رحمهم الله اجمعين
ومنهم الاحناف الذين ردوا خبر الاحاد في الاعتقاد؟
::
بخصوص الكتاب الذي ذكرت انا في مكان ليس به مكتبات
وليس لي الا الانترنت ... هل اتأمل منك ارفاقه ككتاب مصور؟ ... (فضلا لا امرا)
ـ[البتيري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:02 م]ـ
عليك -بعد الاستعانة بالله تعالى- بهذين الكتابين:
1 - الادلة والشواهد على وجوب الاخذ بخبر الواحد في الاحكام والعقائد. للشيخ: سليم الهلالي.
2 - خبر الواحد وحجيته. للشيخ الدكتور: احمد محمود عبد الوهاب الشنقيطي.
والله اعلم.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:44 م]ـ
اخي الفاضل البتيري سلمه الله
بحثت عن الكتب المذكوره في الانترنت ولم اجدها ككتاب مصور وانا كما قلت سابقا لست بمحلِ اتمكن فيه من الكتاب المقرؤ .. فإن كان لديك رابط لها فهو صدقة على اخيك
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[15 - 08 - 09, 05:54 ص]ـ
2 - خبر الواحد وحجيته. للشيخ الدكتور: احمد محمود عبد الوهاب الشنقيطي
http://ia341208.us.archive.org/1/items/khwsh/
http://ia341208.us.archive.org/1/items/khwsh/khbw.pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111967
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[15 - 08 - 09, 05:59 ص]ـ
ابومحمد رحم الله والديك
ماقصرت
اخر رابط هو اللي شغال
ـ[أحمد واكد]ــــــــ[25 - 08 - 09, 09:46 م]ـ
[ QUOTE= عمر بن سليمان;1098486] اخي الفاضل كنت اتمنى ان استطيع ان اسألك بالله بأن لا تدعني هكذا
فوالذي نفسي ونفسك بيده اني بحاجة ماسة لإستفاضة في الموضوع ولو حتى تعزو لي بعض المصادر في كتب الثقات
«وجوبُ الأخذِ بحَديثِ الآحاد في العقائِد والأحكام» / للعلامة (الألباني)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[25 - 08 - 09, 11:30 م]ـ
[ QUOTE= عمر بن سليمان;1098486] اخي الفاضل كنت اتمنى ان استطيع ان اسألك بالله بأن لا تدعني هكذا
فوالذي نفسي ونفسك بيده اني بحاجة ماسة لإستفاضة في الموضوع ولو حتى تعزو لي بعض المصادر في كتب الثقات
«وجوبُ الأخذِ بحَديثِ الآحاد في العقائِد والأحكام» / للعلامة (الألباني)
سيدي الفاضل
شكر الله لك جهدك وجعله في موازين حسناتك
لم أقرأ الكتاب بعد
لكن اخي الفاضل انا ليس لدي تلبث في قبوله من العدم او حتى جهل بكونه يقبل او يرد وخاصة في مسائل الاعتقاد
او بمعنى اوضح انا اعلم جيدا الجانب الذي انا " شخصيا " اعتقده
لكن الجانب المظلم بالنسبه لي هو تحديدا:
منهم الذين قالوا بعدم الاخذ به بالاعتقاد وهم محسوبون على اهل السنه والجماعه بالعموم
بصرف النظر عن صوابهم من عدمه في هذه المسأله
جميع مشايخنا عفا الله عني وعنهم يقولون عند الحديث عمن قال بهذا القول (وهناك من يقول بعدم الاخذ به في مسائل الاعتقاد) هكذا فقط بدون ذكر اسماء
لاتعتقد ولا يخطر ببالك اخي اني لا اثمن اطلالتك الكريمه هنا بالعكس والله
لكن اهلكني كثرة مااحمل من الكتب ولا أجد فيها ضالتي
كل الشكر لقلبك
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:20 ص]ـ
وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المخالفين للشيخ الألباني رحمه الله
http://www.archive.org/download/Albany/aahad.pdf
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/479)
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:28 ص]ـ
و هذا بحث في هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=22476&d=1128710136
و فيه:
محتوى الكتاب:
المقدمة
التمهيد
الفصل الأول: أقسام الحديث
المتواتر
الآحاد
الفصل الثاني: في شروط قبول حديث الآحاد
الفصل الثالث: الأقوال في حجية خبر الآحاد
ويشمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في أدلة القائلين بحجية خبر الآحاد مطلقاً في الأحكام والعقائد.
المبحث الثاني: أدلة القائلين بحجية خبر الآحاد مطلقاً إذا احتفت به القرائن.
المبحث الثالث: أدلة القائلين بعدم الاحتجاج بخبر الآحاد مطلقاً في الأحكام والعقائد.
المبحث الأول: أدلة القائلين بوجوب قبول خبر الآحاد في الأحكام والعقائد
المبحث الثاني: قبول خبر الآحاد مطلقا إذا احتفت به القرائن
المبحث الثالث:قول القائلين بعدم حجية حديث الآحاد مطلقا في الأحكام والعقائد والعقائد وأدلتهم والرد عليها
تأليف: عبد الله عبد الرحمن الشريف
منقول من هذه الصفحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=915947
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:38 ص]ـ
تتابع أئمة الهدى وسلف الأمة الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم على الاحتجاج بالسنة وتوقيرها والرجوع إليها في كل صغيرٍ وكبيرٍ والحذر من مخالفتها أو تركها، أو التقدم عليها، من غير تفريق بين متواترها وآحادها، حتى شذت طوائف عبر التاريخ لم تقم للسنة وزناً، ولم ترفع بها رأساً، فمنهم من رفضها جملة وتفصيلاً، وأنكر أن تكون أصلاً من أصول التشريع، زاعمين أن في القرآن غنية لهم عن كل ما سواه، وأنه يتعذر الاطمئنان إلى الأحاديث من جهة الشك في طريقها، وأنه يجوز على رواتها الخطأ والنسيان والكذب، فقالوا بوجوب الاقتصار على القرآن، ومنهم من لجأ إلى التشكيك في بعض أنواعها، فرأى الحجية في نوع منها دون غيره، وقالوا: لا نقبل من السنة أخبار الخاصة التي تعرف عند المحدثين بأخبار الآحاد (وهي ما لم تجمع شروط التواتر) زعماً منهم أنها لا تفيد اليقين، ورفضوا العمل والاحتجاج بها، مهما كان رواتها من العدالة والضبط، ولم يعتمدوا إلا ما تواتر نقله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسقطوا بذلك جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تعارض ما ابتدعوه في أبواب الدين، وسدُّوا جميع الطرق أمام معرفة الله وأسمائه وصفاته، وفي مقابل ذلك أحالوا الناس على أمور وهمية، ومقدمات خيالية سمُّوها - بزعمهم - قواطع عقلية وبراهين يقينية قدَّموها على الوحي، وحاكموا النصوص إليها.
وقد تكاثرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وأقوال السلف - بل وإجماعهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد، ولزوم العمل به:
فمن أدلة القرآن: قوله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (التوبة 122)، فقد حث الله عز وجل المؤمنين - في هذه الآية على أن تنفر من كل فرقة طائفة تقوم بمهمة التفقه والبلاغ، ولفظ الطائفة يتناول الواحد فما فوقه، مما يدل على قيام الحجة بخبرها.
ومنها قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، وفي قراءة {فتثبتوا} (الحجرات 6)، فهذه الآية دلت على أن الخبر إذا جاءنا عن الثقة العدل فإن الحجة تقوم بخبره، ولا يلزمنا التثبت فيه، وأما الفاسق فهو الذي يجب أن لا نقبل خبره إلا بعد التثبت والتبين.
ومنها قوله سبحانه: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43)، فأمر من لم يعلم أن يسأل أهل الذكر وهم أولو الكتاب والعلم، وهو يشمل سؤال الواحد والمتعدد، ولولا أن أخبارهم تقوم بها الحجة لما كان لسؤالهم فائدة.
وقوله سبحانه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (المائدة67)، فأمر - صلى الله عليه وسلم – بتبليغ الدين للناس كافة وقام بذلك خير قيام، ولو كان خبر الواحد لا تقوم به الحجة لتعذر وصول الشريعة إلى كافة الناس ولما حصل البلاغ، ومعلوم أن التبليغ باق إلى يوم القيامة والحجة قائمة على العباد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/480)
كما حكى الله عن بعض أنبيائه ورسله السابقين ما يدل على قبولهم لخبر الواحد، والعمل بمضمونه، فموسى عليه السلام قبل خبر الرجل الذي جاء من أقصا المدينة يسعى قائلاً له إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، فجزم بخبره وخرج هارباً، وقبل خبر بنت صاحب مدين لما قالت له: {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} (القصص 25)، وقبل خبر أبيها في دعواه أنهما ابنتاه، فتزوج إحداهما بناء على خبره.
وقبل يوسف عليه السلام خبر الرسول الذي جاءه من عند الملك وقال له: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} (يوسف50)، وثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي).
وأما أدلة السنة فأكثر من أن تحصر ومنها حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) رواه ابن ماجه وغيره، وفيه ندب - صلى الله عليه وسلم- إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها حتى ولو كان المؤدي واحداً، مما يدل على قيام الحجة بخبره، فلو كان خبر الواحد لا يفيد العلم لم يكن لهذا الندب فائدة تذكر.
وحديث مالك بن الحويرث حين وفد مع بعض قومه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه قال: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم) متفق عليه، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم) رواه البخاري وغيره وفي رواية لابن عمر: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) متفق عليه، ففي هذه الأحاديث الأمر بتصديق المؤذن، والعمل بخبره في دخول وقت الصلاة، والإفطار والإمساك مع أنه واحد، ولم يزل المسلمون في كل زمان ومكان يقلدون المؤذنين، ويعملون بأذانهم في هذه العبادات، وهو من أوضح الأدلة على وجوب العمل بخبر الواحد.
واشتهر بعثه - صلى الله عليه وسلم - الآحاد من صحابته، واعتماده على أخبارهم وعمله بموجبها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة و زيد بن خالد في قصة العسيف، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم-: (واغد يا أنيس - لرجل من أسلم إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها)، فاعترفت فرجمها، فاعتمد - صلى الله عليه وسلم- خبره في اعترافها، مع ما فيه من إقامة حد، وقتل نفس مسلمة، وفي يوم الأحزاب اكتفى النبي - صلى الله عليه وسلم – بخبر الزبير وهو واحد حين قال: (من يأتيني بخبر القوم؟).
وتواتر عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يبعث الآحاد إلى الجهات القريبة والبعيدة ويحملهم أمور الدعوة والتبليغ وتعليم الناس أحكام الإسلام وشرائعه، والنيابة عنه في الفتوى والقضاء والفصل في الخصومات، فمن ذلك ما رواه الشافعي بإسناد صحيح عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه قالت: " بينما نحن بمنى إذا علي بن أبي طالب على جمل يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن هذه أيام طعام وشراب فلا يصومن أحد "، وحديث يزيد بن شيبان قال: كنا في موقف لنا بعرفة، بعيداً عن موقف الإمام، فأتانا ابن مربع الأنصاري قال: " أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إليكم يأمركم أن تقفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم " رواه الترمذي وغيره، وقال لأهل نجران – كما في الصحيحين: (لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين)، فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه، وبعث - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر سنة تسع على الحج، فأقام للناس مناسكهم نيابة عنه - صلى الله عليه وسلم-، وبعث علياً تلك السنة فنبذ إلى قوم عهودهم، وبلغ عنه أول سورة براءة، وبعث قيس بن عاصم، و الزبرقان بن بدر، و مالك بن نويرة إلى عشائرهم، لتعليمهم الأحكام، وقبض الزكاة، وبعث معاذاً و أبا موسى و عماراً وغيرهم إلى جهات متفرقة باليمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/481)
واشتهر أيضاً بعثه الأمراء في السرايا والبعوث، وأمره بطاعتهم فيما يخبرون عنه، وكذلك كتبه التي بعثها إلى الملوك في زمانه، كان يتولى كتابتها واحد، ويحملها شخص واحد غالباً، كما بعث دحية الكلبي بكتابه إلى هرقل عظيم الروم، و عبدالله بن حذافة إلى كسرى.
ومثلها كتبه التي كان يبعثها إلى ولاته وعماله بأوامره وتعليماته، يكتبها واحد، ويحملها واحد، ولو لا أن أخبارهم تقوم بها الحجة لكان بعثهم عبثاً، ولحصل التوقف من المدعوين، ولم ينقل أن أحداً منهم قال لمن علمه شيئاً من الدين، أو طلب منه جزية، أو زكاة أو نحوها: إن خبرك لا يفيد العلم، فأنا أتوقف حتى يتواتر الخبر بما ذكرت.
وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على قبول خبر الواحد والاحتجاج به، ولم ينقل أن أحداً منهم قال: " إن هذا خبر واحد يمكن عليه الخطأ فلا تقوم به الحجة حتى يتواتر، ولو قال أحد منهم ذلك لنقل إلينا، وقد نقلت عنهم في هذا الباب آثار لا تحصى منها:
ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: " بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمِر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة "، ولولا حصول العلم لهم بخبر الواحد، لما تركوا المعلوم المقطوع به عندهم لخبر لا يفيد العلم ولا تقوم به الحجة.
وحديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين قال: " كنت أسقي أبا طلحة و أبا عبيدة، و أبي بن كعب شراباً من فضيخ، فجاءهم آت، فقال: إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة: قم يا أنس إلى هذه الجرار فاكسرها "، حيث قطعوا بتحريم الخمر، وأقدموا على إتلاف ما بأيديهم من مال تصديقاً لذلك المخبر، ولم يقولوا: نبقى على حلها حتى يتواتر الخبر، أو نلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مع قربهم منه، ولم ينقل أنه أنكر عليهم عدم التثبت.
وكذلك قضاء عمر رضي الله عنه في الجنين حين قال لأصحابه: " أَذْكَرَ الله امرأً سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنين شيئاً، فقام حمل بن مالك فقال: " كنت بين جارتين لي، فضربت إحداهما الأخرى بمسطح، فألقت جنيناً ميتاً، فقضى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بغرة، فقال عمر:" لو لم نسمع به لقضينا بغيره " ورجوعه بالناس حين خرج إلى الشام فبلغه أن الوباء قد وقع بها، لما أخبره عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمعتم به ببلدة فلا تقدموا عليه) متفق عليه، وقبل خبر عبد الرحمن أيضاً في أخذ الجزية من مجوس هجر، بعد أن قال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم، وغيرها كثير.
ولم يزل سبيل السلف الصالح ومن بعدهم قبول خبر الواحد الثقة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والاحتجاج به، حتى جاء المتكلمون فخالفوا ذلك، قال الإمام الشافعي رحمه الله (الرسالة 1/ 451): " وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعض هذا منها، ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل، وكذلك حكي لنا عمن حكي لنا عنه من أهل العلم بالبلدان ...... ومحدِّثي الناس وأعلامهم بالأمصار كلهم يحفظ عنه تثبيت خبر الواحد عن رسول الله، والانتهاء إليه، والإفتاء به، ويقبله كل واحد منهم عن من فوقه، ويقبله عنه من تحته، ولو جاز لأحدٍ من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه - بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي " أهـ.
وقال في (الأم 7/ 460): " لم أسمع أحداً - نسبه الناس أو نسب نفسه إلى علم - يخالف في أن فرض الله عز وجل اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتسليم لحكمه، فإن الله عز وجل لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه، وأنه لا يلزم قولٌ بكل حال إلا بكتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن ما سواهما تبع لهما، وأن فرض الله تعالى علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحد لا يختلف فيه الفرض وواجب قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا فرقة سأصف قولها- إن شاء الله تعالى – " أهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقله ابن القيم (مختصر الصواعق 2/ 372): " وأما القسم الثاني من الأخبار فهو ما لا يرويه إلا الواحد العدل ونحوه، ولم يتواتر لفظه ولا معناه، لكن تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له … .... فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير أمة محمد من الأولين والآخرين، أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع " أهـ.
وبهذا يتضح - بما لا يدع مجالاً للشك- حجية أخبار الآحاد ولزوم العمل بها في أمور الدين كله متى ما ثبتت عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم-، وأن القول بعدم حجيتها قول باطل لا يعرف إلا عن أهل البدع ومن تبعهم، ولو ترك الاحتجاج بها لهجرت السنة، وتهاوت أركان الشريعة، واندثر الحق، قال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحة (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (1/ 156): " فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد "، إلى أن قال: " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد، فقد عمد إلى ترك السنن كلها، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد ".أهـ.
و هذا منقول من هنا:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=27223
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/482)
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:44 ص]ـ
تتابع أئمة الهدى وسلف الأمة الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم على الاحتجاج بالسنة وتوقيرها والرجوع إليها في كل صغيرٍ وكبيرٍ والحذر من مخالفتها أو تركها، أو التقدم عليها، من غير تفريق بين متواترها وآحادها، حتى شذت طوائف عبر التاريخ لم تقم للسنة وزناً، ولم ترفع بها رأساً، فمنهم من رفضها جملة وتفصيلاً، وأنكر أن تكون أصلاً من أصول التشريع، زاعمين أن في القرآن غنية لهم عن كل ما سواه، وأنه يتعذر الاطمئنان إلى الأحاديث من جهة الشك في طريقها، وأنه يجوز على رواتها الخطأ والنسيان والكذب، فقالوا بوجوب الاقتصار على القرآن، ومنهم من لجأ إلى التشكيك في بعض أنواعها، فرأى الحجية في نوع منها دون غيره، وقالوا: لا نقبل من السنة أخبار الخاصة التي تعرف عند المحدثين بأخبار الآحاد (وهي ما لم تجمع شروط التواتر) زعماً منهم أنها لا تفيد اليقين، ورفضوا العمل والاحتجاج بها، مهما كان رواتها من العدالة والضبط، ولم يعتمدوا إلا ما تواتر نقله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأسقطوا بذلك جملة من الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تعارض ما ابتدعوه في أبواب الدين، وسدُّوا جميع الطرق أمام معرفة الله وأسمائه وصفاته، وفي مقابل ذلك أحالوا الناس على أمور وهمية، ومقدمات خيالية سمُّوها - بزعمهم - قواطع عقلية وبراهين يقينية قدَّموها على الوحي، وحاكموا النصوص إليها.
وقد تكاثرت الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وأقوال السلف - بل وإجماعهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد، ولزوم العمل به:
فمن أدلة القرآن: قوله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (التوبة 122)، فقد حث الله عز وجل المؤمنين - في هذه الآية على أن تنفر من كل فرقة طائفة تقوم بمهمة التفقه والبلاغ، ولفظ الطائفة يتناول الواحد فما فوقه، مما يدل على قيام الحجة بخبرها.
ومنها قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، وفي قراءة {فتثبتوا} (الحجرات 6)، فهذه الآية دلت على أن الخبر إذا جاءنا عن الثقة العدل فإن الحجة تقوم بخبره، ولا يلزمنا التثبت فيه، وأما الفاسق فهو الذي يجب أن لا نقبل خبره إلا بعد التثبت والتبين.
ومنها قوله سبحانه: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43)، فأمر من لم يعلم أن يسأل أهل الذكر وهم أولو الكتاب والعلم، وهو يشمل سؤال الواحد والمتعدد، ولولا أن أخبارهم تقوم بها الحجة لما كان لسؤالهم فائدة.
وقوله سبحانه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (المائدة67)، فأمر - صلى الله عليه وسلم – بتبليغ الدين للناس كافة وقام بذلك خير قيام، ولو كان خبر الواحد لا تقوم به الحجة لتعذر وصول الشريعة إلى كافة الناس ولما حصل البلاغ، ومعلوم أن التبليغ باق إلى يوم القيامة والحجة قائمة على العباد.
كما حكى الله عن بعض أنبيائه ورسله السابقين ما يدل على قبولهم لخبر الواحد، والعمل بمضمونه، فموسى عليه السلام قبل خبر الرجل الذي جاء من أقصا المدينة يسعى قائلاً له إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك، فجزم بخبره وخرج هارباً، وقبل خبر بنت صاحب مدين لما قالت له: {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} (القصص 25)، وقبل خبر أبيها في دعواه أنهما ابنتاه، فتزوج إحداهما بناء على خبره.
وقبل يوسف عليه السلام خبر الرسول الذي جاءه من عند الملك وقال له: {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} (يوسف50)، وثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/483)
وأما أدلة السنة فأكثر من أن تحصر ومنها حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) رواه ابن ماجه وغيره، وفيه ندب - صلى الله عليه وسلم- إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها حتى ولو كان المؤدي واحداً، مما يدل على قيام الحجة بخبره، فلو كان خبر الواحد لا يفيد العلم لم يكن لهذا الندب فائدة تذكر.
وحديث مالك بن الحويرث حين وفد مع بعض قومه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه قال: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم) متفق عليه، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن بليل، ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم) رواه البخاري وغيره وفي رواية لابن عمر: (إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) متفق عليه، ففي هذه الأحاديث الأمر بتصديق المؤذن، والعمل بخبره في دخول وقت الصلاة، والإفطار والإمساك مع أنه واحد، ولم يزل المسلمون في كل زمان ومكان يقلدون المؤذنين، ويعملون بأذانهم في هذه العبادات، وهو من أوضح الأدلة على وجوب العمل بخبر الواحد.
واشتهر بعثه - صلى الله عليه وسلم - الآحاد من صحابته، واعتماده على أخبارهم وعمله بموجبها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة و زيد بن خالد في قصة العسيف، وفيه قال - صلى الله عليه وسلم-: (واغد يا أنيس - لرجل من أسلم إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها)، فاعترفت فرجمها، فاعتمد - صلى الله عليه وسلم- خبره في اعترافها، مع ما فيه من إقامة حد، وقتل نفس مسلمة، وفي يوم الأحزاب اكتفى النبي - صلى الله عليه وسلم – بخبر الزبير وهو واحد حين قال: (من يأتيني بخبر القوم؟).
وتواتر عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يبعث الآحاد إلى الجهات القريبة والبعيدة ويحملهم أمور الدعوة والتبليغ وتعليم الناس أحكام الإسلام وشرائعه، والنيابة عنه في الفتوى والقضاء والفصل في الخصومات، فمن ذلك ما رواه الشافعي بإسناد صحيح عن عمرو بن سليم الزرقي عن أمه قالت: " بينما نحن بمنى إذا علي بن أبي طالب على جمل يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن هذه أيام طعام وشراب فلا يصومن أحد "، وحديث يزيد بن شيبان قال: كنا في موقف لنا بعرفة، بعيداً عن موقف الإمام، فأتانا ابن مربع الأنصاري قال: " أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إليكم يأمركم أن تقفوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم " رواه الترمذي وغيره، وقال لأهل نجران – كما في الصحيحين: (لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين)، فبعث أبا عبيدة رضي الله عنه، وبعث - صلى الله عليه وسلم- أبا بكر سنة تسع على الحج، فأقام للناس مناسكهم نيابة عنه - صلى الله عليه وسلم-، وبعث علياً تلك السنة فنبذ إلى قوم عهودهم، وبلغ عنه أول سورة براءة، وبعث قيس بن عاصم، و الزبرقان بن بدر، و مالك بن نويرة إلى عشائرهم، لتعليمهم الأحكام، وقبض الزكاة، وبعث معاذاً و أبا موسى و عماراً وغيرهم إلى جهات متفرقة باليمن.
واشتهر أيضاً بعثه الأمراء في السرايا والبعوث، وأمره بطاعتهم فيما يخبرون عنه، وكذلك كتبه التي بعثها إلى الملوك في زمانه، كان يتولى كتابتها واحد، ويحملها شخص واحد غالباً، كما بعث دحية الكلبي بكتابه إلى هرقل عظيم الروم، و عبدالله بن حذافة إلى كسرى.
ومثلها كتبه التي كان يبعثها إلى ولاته وعماله بأوامره وتعليماته، يكتبها واحد، ويحملها واحد، ولو لا أن أخبارهم تقوم بها الحجة لكان بعثهم عبثاً، ولحصل التوقف من المدعوين، ولم ينقل أن أحداً منهم قال لمن علمه شيئاً من الدين، أو طلب منه جزية، أو زكاة أو نحوها: إن خبرك لا يفيد العلم، فأنا أتوقف حتى يتواتر الخبر بما ذكرت.
وأجمع الصحابة رضي الله عنهم على قبول خبر الواحد والاحتجاج به، ولم ينقل أن أحداً منهم قال: " إن هذا خبر واحد يمكن عليه الخطأ فلا تقوم به الحجة حتى يتواتر، ولو قال أحد منهم ذلك لنقل إلينا، وقد نقلت عنهم في هذا الباب آثار لا تحصى منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/484)
ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: " بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمِر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة "، ولولا حصول العلم لهم بخبر الواحد، لما تركوا المعلوم المقطوع به عندهم لخبر لا يفيد العلم ولا تقوم به الحجة.
وحديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين قال: " كنت أسقي أبا طلحة و أبا عبيدة، و أبي بن كعب شراباً من فضيخ، فجاءهم آت، فقال: إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة: قم يا أنس إلى هذه الجرار فاكسرها "، حيث قطعوا بتحريم الخمر، وأقدموا على إتلاف ما بأيديهم من مال تصديقاً لذلك المخبر، ولم يقولوا: نبقى على حلها حتى يتواتر الخبر، أو نلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مع قربهم منه، ولم ينقل أنه أنكر عليهم عدم التثبت.
وكذلك قضاء عمر رضي الله عنه في الجنين حين قال لأصحابه: " أَذْكَرَ الله امرأً سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنين شيئاً، فقام حمل بن مالك فقال: " كنت بين جارتين لي، فضربت إحداهما الأخرى بمسطح، فألقت جنيناً ميتاً، فقضى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بغرة، فقال عمر:" لو لم نسمع به لقضينا بغيره " ورجوعه بالناس حين خرج إلى الشام فبلغه أن الوباء قد وقع بها، لما أخبره عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمعتم به ببلدة فلا تقدموا عليه) متفق عليه، وقبل خبر عبد الرحمن أيضاً في أخذ الجزية من مجوس هجر، بعد أن قال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم، وغيرها كثير.
ولم يزل سبيل السلف الصالح ومن بعدهم قبول خبر الواحد الثقة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والاحتجاج به، حتى جاء المتكلمون فخالفوا ذلك، قال الإمام الشافعي رحمه الله (الرسالة 1/ 451): " وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعض هذا منها، ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل، وكذلك حكي لنا عمن حكي لنا عنه من أهل العلم بالبلدان ...... ومحدِّثي الناس وأعلامهم بالأمصار كلهم يحفظ عنه تثبيت خبر الواحد عن رسول الله، والانتهاء إليه، والإفتاء به، ويقبله كل واحد منهم عن من فوقه، ويقبله عنه من تحته، ولو جاز لأحدٍ من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه - بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي " أهـ.
وقال في (الأم 7/ 460): " لم أسمع أحداً - نسبه الناس أو نسب نفسه إلى علم - يخالف في أن فرض الله عز وجل اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتسليم لحكمه، فإن الله عز وجل لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه، وأنه لا يلزم قولٌ بكل حال إلا بكتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن ما سواهما تبع لهما، وأن فرض الله تعالى علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحد لا يختلف فيه الفرض وواجب قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلا فرقة سأصف قولها- إن شاء الله تعالى – " أهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقله ابن القيم (مختصر الصواعق 2/ 372): " وأما القسم الثاني من الأخبار فهو ما لا يرويه إلا الواحد العدل ونحوه، ولم يتواتر لفظه ولا معناه، لكن تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له … .... فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير أمة محمد من الأولين والآخرين، أما السلف فلم يكن بينهم في ذلك نزاع " أهـ.
وبهذا يتضح - بما لا يدع مجالاً للشك- حجية أخبار الآحاد ولزوم العمل بها في أمور الدين كله متى ما ثبتت عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم-، وأن القول بعدم حجيتها قول باطل لا يعرف إلا عن أهل البدع ومن تبعهم، ولو ترك الاحتجاج بها لهجرت السنة، وتهاوت أركان الشريعة، واندثر الحق، قال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحة (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (1/ 156): " فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد "، إلى أن قال: " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد، فقد عمد إلى ترك السنن كلها، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد ".أهـ.
و هذا منقول من هنا:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=27223
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - 08 - 09, 05:45 ص]ـ
ابومريم جعل الله لك في حرف حسنه وباعد وجهك به عن النار انت والاخوه السابقون جميعا اللهم امين
ـ[أم البراء الحنبلية]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:17 ص]ـ
هناك رسالة دكتوراه في جامعة الامام عن خبر الاحاد وحجيته في مسائل الاعتقاد،للباحثة: منيرة العقلا (إن لم تخني الذاكرة).
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:24 ص]ـ
رزقك الله بر البراء يا أمه
سأبحث عن الرساله بحول الله وقوته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/485)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:29 ص]ـ
لم أجده يا أم البراء لا في "4 shared" ولا في القوقل بالعموم
ـ[أم البراء الحنبلية]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:43 ص]ـ
المعذرة، هي رسالة ماجستير في جامعة الملك سعود للباحثة: منيرة بنت فراج العقلا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:45 ص]ـ
رحم الله والديك اختي الفاضله
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 07:26 م]ـ
ابومريم جعل الله لك في حرف حسنه وباعد وجهك به عن النار انت والاخوه السابقون جميعا اللهم امين
آمين و إياكم أخي الكريم، أسأل الله أن يعتق رقابنا من النار.
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم،أهل السنة شرطهم الوحيد في الحديث النبوي الشريف،هو صحة الحديث،فمتى صح الحديث،وجب تصديقه والعمل بما تضمنه من أحكام،والذين لايقبلون الا المتواتر في العقيدة ويردون الآحاد هم طوائف،
لاتمت الى أهل السنة بصلة،كالمعتزلة،والإباضية، ويوجد من يقول بهذا الآن،ولكن هذا الفكر انما هو امتدادللفكر السالف الذكر، كالمدرسة العقلانية الحديثة،وغلاة الأشاعرة والماتريدية، الذي يحمله {حزب التحرير} اضافة الى شذوذات أخرى عقدية وفقهية جمعها من هنا وهناك، فجاء خليطا بليطا،والله المستعان،
وأما الكتب والرسائل في هذا الموضوع فهي كثيرة وكثيرة، وتكفي الإشارة الى بعضها
أخبار الآحاد في الحديث النبوي الشريف للشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله
خبر الواحد في التشريع الإسلامي للقاضي برهون.
والحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام.
ووجوب الأخذ بحديث الآحاد ... كلاهما للشيخ الألباني رحمه الله
وخبر الآحادووجوب الخذ به في العقيدةللشيخ سالم عبد الغني الرافعي.
وأحاديث الصحيحين بين الظن واليقين للشيخ حافظ ثناء الله الزاهدي.
والدلة والشواهد للشيخ سليم الهلالي.
وقدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد .... للشيخ الراجحي.
وينظر كذلك كتب علم الحديث، وأصول الفقه، الخ.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[03 - 11 - 09, 11:58 ص]ـ
اخي حمادي اعتذ عن التأخير بسبب أني لم اعلم عن ردك
شكر الله لك اخي مسعاك ورفع قدرك
::
لي ملاحظه إن اذنت لي
لاتمت الى أهل السنة بصلة،كالمعتزلة،والإباضية، ويوجد من يقول بهذا الآن،ولكن هذا الفكر انما هو امتدادللفكر السالف الذكر، كالمدرسة العقلانية الحديثة،وغلاة الأشاعرة والماتريدية، الذي يحمله {حزب التحرير} اضافة الى شذوذات أخرى عقدية وفقهية جمعها من هنا وهناك، فجاء خليطا بليطا،والله المستعان،
ألا تعتقد أنك قسوت على بعض أهل الفضل من أهل السنه الذين كان لهم موافقة لمن قال بعدم الاخذ به في الاعتقاد؟
دم طبيا اخي
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[03 - 11 - 09, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم أهل السنة الذين قالوا بعدم الأخذ به؟
هذه المسألة ابتدعها المبتدعة،لأنهم كانوا يبتدعون بدعا في العقائد ما أنزل الله بها من سلطان،واذا قام عالم من علماء السنة،بالرد عليهم بالسنة كما قال أحد السلف {خذوهم بالسنن} لأن القرآن حمال الأوجه،فما كان من المتدعة الا أن اخترعوا حيلة للتهرب أسموها {ظنيةالثبوت} فاذا حاججتهم بالقرآن قالوا {ظني الدلالة} واذا حاججتهم بالسنة قالوا {ظنية الثبوت} ان هذا لشيئ عجاب
فتبه لهذا،وينسب القول الى الإمام النووي رحمه الله أنه يقول:تفيد الظن،كما في تدريب الراوي،لكن مراده بذلك غير مراد العقلانين والقرآنيين والمستشرقين وأذنابهم أمثال أبورية وشلتوت وو والقائمة طويلة،ويستندون الى حجج هي أوهى من خيوط العنكبوت، وعليك بكتب مصطلح الحديث عند مبحث حديث الآحاد، أي ما يفيده،فلوقرأت على سبيل المثال الباعث الحثيث بتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، ستقف على كلام رائع له في هذا الموضوع، أو كتب مصطلح الحديث المعاصرة، كتيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان،وصبحي الصالح،وحسن مشاط، ومصطفى العدوي،وطارق عوض الله، والمحدثون يقولون،ان الآحاد يفيد العلم واليقين،واختلفوا فيما بينهم اختلافا لفظيا كما يقول الحافظ ابن حجر في النزهة، هل يفيد العلم بالقرائن أم مطلقا؟ والذي رجحه الحافظ أنه يفيد بالقرائن،وانظر كذلك الصواعق المرسلة لابن القيم،ولإحكام في أصول الأحكام لابن حزم فقد أجاد وأفاد،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/486)
أما علماء الأصول فأغلبهم تأثر بمنطق اليونان الا من رحم الله،وقد شاركت بمقالة في هذا الملتقى بعنوان: أصول الفقه يحتاج الى تنقيح. زادني الله واياكم علما وعملا آمين.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - 11 - 09, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم أهل السنة الذين قالوا بعدم الأخذ به؟
هذه المسألة ابتدعها المبتدعة،لأنهم كانوا يبتدعون بدعا في العقائد ما أنزل الله بها من سلطان،واذا قام عالم من علماء السنة،بالرد عليهم بالسنة كما قال أحد السلف {خذوهم بالسنن} لأن القرآن حمال الأوجه،فما كان من المتدعة الا أن اخترعوا حيلة للتهرب أسموها {ظنيةالثبوت} فاذا حاججتهم بالقرآن قالوا {ظني الدلالة} واذا حاججتهم بالسنة قالوا {ظنية الثبوت} ان هذا لشيئ عجاب
فتبه لهذا،وينسب القول الى الإمام النووي رحمه الله أنه يقول:تفيد الظن،كما في تدريب الراوي،لكن مراده بذلك غير مراد العقلانين والقرآنيين والمستشرقين وأذنابهم أمثال أبورية وشلتوت وو والقائمة طويلة،ويستندون الى حجج هي أوهى من خيوط العنكبوت، وعليك بكتب مصطلح الحديث عند مبحث حديث الآحاد، أي ما يفيده،فلوقرأت على سبيل المثال الباعث الحثيث بتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، ستقف على كلام رائع له في هذا الموضوع، أو كتب مصطلح الحديث المعاصرة، كتيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان،وصبحي الصالح،وحسن مشاط، ومصطفى العدوي،وطارق عوض الله، والمحدثون يقولون،ان الآحاد يفيد العلم واليقين،واختلفوا فيما بينهم اختلافا لفظيا كما يقول الحافظ ابن حجر في النزهة، هل يفيد العلم بالقرائن أم مطلقا؟ والذي رجحه الحافظ أنه يفيد بالقرائن،وانظر كذلك الصواعق المرسلة لابن القيم،ولإحكام في أصول الأحكام لابن حزم فقد أجاد وأفاد،
أما علماء الأصول فأغلبهم تأثر بمنطق اليونان الا من رحم الله،وقد شاركت بمقالة في هذا الملتقى بعنوان: أصول الفقه يحتاج الى تنقيح. زادني الله واياكم علما وعملا آمين.
اخي الفاضل نفعني الله واياك بما قلت هذا اولا
ثم وفقط لتعلم انت وجميع الاحبه والمارون من هنا
أني سألت يوم -وساعة- سألت وأنا اريد المعرفه الحقيقة في هذه المسألة وما خطر في ذهني ولو لوهله طلب المحاك او اثارة البلبلة والقاء الشبه كعادة من درج على هذا
ثم وبفضل الله عز و جل و بعد الكتب التي وضعها الاخوه
وبالاستعانه بـ " آية الله قوقل " علمت فيما علمت أنه ثمة من أهل السنه والاعلام منهم ايضا من تلبس بشيء من هذا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر العز بن عبدالسلام وله نظرة قوية في هذا الامر وظنية خبر الاحاد وماخطورة المزلق فيما لوثبت الجانب السلبي من الاحتمال في المظنون ...
وعلى كل حال لست هنا لأقول انه كان على خطأ او حتى على صواب ولكن قصارى ما أود القول به هو أنه ثمة منهم خير من العز بن عبدالسلام كالحافظ المروزي في غير خبر الاحاد بل هو امر قد يقال عنه شيء فيه احتمال الكفريَّة كما نقل عنه بن منده ورد الذهبي قول بن مندة وتعامله مع الحافظ بما يليق بالاثنين واعتذر للإثنين فرحمهم الله اجمعين
وعلى هذا اقول هل يقذف بهم بالكلية الى احضان الاشعرية او غيرهم؟
هذا ماخشيت منه القسوة على افاضل هذه الامه
وما أحببت والله أن أخوض بهذا - الله يعلم -
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[04 - 11 - 09, 07:30 ص]ـ
لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم الحديث إلى متواتر وآحاد ولا الدين إلى عقيدة وشريعة فالقول بأن العقيدة لا يقبل فيها إلا المتواتر دون الفقه بدعة لا أصل لها.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 08:07 ص]ـ
لعل هذا يفيدك
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3522
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:41 ص]ـ
لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم الحديث إلى متواتر وآحاد ولا الدين إلى عقيدة وشريعة فالقول بأن العقيدة لا يقبل فيها إلا المتواتر دون الفقه بدعة لا أصل لها.
شكر الله لك اخي لفته جميلة من أخ اجمل
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:42 ص]ـ
لعل هذا يفيدك
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3522
بارك الله فيك ولك اخي ابوناصر
عظيم امتناني لتفاعلك
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[04 - 11 - 09, 04:18 م]ـ
اعلام أهل الإسلام بأن حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/487)
تصدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جزوجل: { .. فلا يصدنك عنها من لايؤمن بها واتبع هواه فتردى} سورة طه الأية 15.
وقال أيضا {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات،فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويه الا الله،والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا،وما يذكر الا أولوا الألباب .... } سورة آل عمران الأية 8.
اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل،فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك، انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم،
فمالي الا آل أحمد شيعة ه ه ه ومالي الا مذهب الحق مذهب
وبعد: فعندما كنت أدرس العلوم الشرعية،درسنا البيقونية،في الملرحلة الولى،وتعرفنا من خلالها على ألقاب الحديث، وبعد ذلك درسنا نزهة النظر شرح نخبة الفكر،بتعليق الشيخ صلاح محمد عويضة فدرسنا في محث حديث الآحاد، [ .. وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار] وتعرض شيخنا الى بيان مذهب أهل السنة في حديث الآحاد،وتعرض لمن يقول بعكس قول أهل السنة،فحدثنا على حسب مستوانا أنذاك، وانتقلنا في المرحلة الثانية ودرسنا الباعث الحثيث،بتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله،وتحث شيخنا عن هذه المسألة بشيئ من التوسع،وذكر الطوائف التي شذت عن مذهب أهل السنة،في هذه المسألة،ونحن كنا نظن أن هذه المسألة قد انتهت بانتهاء أصحابها،حتى فجئنا من قبل أناس يحملون هذا الفكر الى الآن،وينكرون كثيرا من أمور العقيدة،ثبتة بسنة الآحاد،فسمعنا من ينكر غذاب القبر،ومن ينكر الميزان،ومن ينكر خروج المهدي والدجال ونزول عيسى،بل وقرأنا انكار حديث الذباب وووالخ.
{فمن الأمور المهمة عند بحث مسالة دينية اختلف الناس فيها، أن نرجع الى التاريخ الإسلامي لنتعرف على العصر الذي نشأت فيه هذه المسألة، وأحوال الذين تبنوها وقالوا بها،فان هذا يسهل فهم المسألة والحكم عليها.
فاذا رجعنا الى التاريخ في المسألة التي بين أيدينا،وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في مسألة العقيدة،وجدنا أن الصحابة الكرام،لم يتكلموا في هذه المسألة ولم يخوضوا فيها،بل كانوا يسلمون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون التفريق بينها،وكذلك كان الحال في التابعين،ومن تبعهم باحسان،بل كان من هؤلاء من يبكي عند تذكر النبي صلى الله عليه وسلم ورواية حديثه،اجلالا للنبي وتعظيما للحديث،كأيوب السختياني والإمام مالك والإمام أحمدرحم الله الجميع،
وانما ظهرت هذه المسألة وغيرها عندما دخل علم الكلام على المسلمين _ الغزو الثقافي _ فقام المأمون العباسي بترجمة كتب اليونان للعربية،فانتشر علمهم بين الناس،وتأثر البعض بفلسفتهم العقلية،حتى عرضوا كثيرا من مسائل الدين على قواعد الفلاسفة اليونانين،فما وافق الفلسفة منها قبلوه وما خالفها تأولوه أو حرفوه،ومن المسائل التي أخذها أهل الكلام عن الفلاسفة،وشغلوا بها المسلمين ردحا من الزمن،قضية العقل،اذ جعلوه حكما على كل شيئ حتى على الشرع، ... والمسألة التي بين أيدينا وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في العقيدة هي من المسائل المريبة،اذ مر عصر الصحابة والتابعين وأئمة السلف والدين،دون أن يخوضوا فيها،بل كانوايأخذون بكل ما ثبت لديهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،سواء كان آحادا أو متواترا، وسواء كان في العقيدة أو الأحكام،ولم يؤثر عن أحد منهم قول يشبه هذا القول أو يدانيه،وانما أصل هذه المسألة وأساسها تلك القواعد العقلية التي انتشرت في زمن المعتزلة وسادت،ثم قلد المعتزلة فيها كثير من الأصولين المتأخرين، لأنهم كانوا أشاعرة،وقد ترك الإعتزال في الأشاعرة أثرا لايخفى على طلبة العلم،وبسبب انتشار كتب الأصوليين المتأخرين بين الدعاة وطلبة العلم،راجت هذه المسألة حتى ظن البعض أنها اجماع لايعتريه خلاف، وقد تصدى علماء الإسلام قديما وحديثا للرد على هذه المسألة، وبينوا ما كان عليه السلف الصالح في ذلك،كما بينوا بالأدلة القاطعة بطلان هذه المسألة،وهذه المسألة من القضايا الخطيرة،لأنها تنادي بتعطيل قسم كبيرمن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل كثيرا من الذين يخوضون فيها لايدركون مدى خطورتها،ولو أدركوا لرجعوا الى الحق باذن الله تعالى} خبر الآحاد ووجوب الأخذ به في العقيدة،سالم عبد الغني الرافعي. {يتبع}
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[04 - 11 - 09, 04:19 م]ـ
وفيك بارك الله أخي عمر سليمان وجملك بالتقوى
راجع آخر مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم والرسالة للإمام الشافعي
ورسالة أصل الاعتقاد لعمر الأشقر وللألباني رسالتان في الموضوع
ففيها ما يهدم أركان من يجعل كل آحاد لا يفيد العلم ويزلزل بنيانهم ويهتك أستارهم ويفضح أسرارهم
مع أن الظن الراجح علم وقولهم إن الظن الراجح ليس بعلم ما هو إلا مجرد اصطلاح لهم أتى القرآن بخلافه " فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار "
وقل لهم إن قولكم إن العقيدة لا تؤخذ إلا من دليل يقيني عقيدة وأي عقيدة فأعطوني الدليل اليقيني عليها بشرط أن يكون قطعي الثبوت وقطعي الدلالة كما يقعقون وأنى لهم ذلك وهيهات هيهات.
وأكرر القول بأن التفريق بين العقيدة والأحكام ما هو إلا اصطلاح حادث لا يبنى عليه أحكام لم يعرفه أصلا أصحاب خير الأنام.
ومن العجيب أن جمهور الأشاعرة لا يأخذون بخبر الآحاد في العقيدة ولو كان في الصحيحين ثم هم يأخذون بالتأويل الذي هم أنفسهم لا يكادون يجزمون به لذلك يضعون للنص تأويلات متعددة قائلين يحتمل كذا ويحتمل كذا.
وفي الوقت نفسه صوفيتهم يحتجون في العقيدة بالمنامات والوساوس التي تكون من وحي الشيطان و الأحاديث الضعيفة والموضوعة ويستعملون القياس في العقيدة كما فعلوا في مسألة دعاء غير الله أعظم أصول الإسلام.
نسأل الله أن يسلمنا من الهوى وأن يجنبنا سبيل الردى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/488)
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[04 - 11 - 09, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته.
أخي أبو معاوية،أبشر فقد كتبت بحثا حول هذه المسألة،وفندت شبهات القوم من أكثر من أربعين وجها، فقد ناقشت شبهاتهم،على ضوء القواعد الأصولية،واللغوية والبلاغية والمنطقية،وعلوم الحديث،والتفسير، وسأكتبه في الملتقى ان شاء الله لتعم الفائدة وليكون تبصرة وذكرى،فأسأل الله أن يبارك لي في الوقت آمين.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[05 - 11 - 09, 02:16 ص]ـ
اعلام أهل الإسلام بأن حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام.
تصدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جزوجل: { .. فلا يصدنك عنها من لايؤمن بها واتبع هواه فتردى} سورة طه الأية 15.
وقال أيضا {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات،فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويه الا الله،والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا،وما يذكر الا أولوا الألباب .... } سورة آل عمران الأية 8.
اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل،فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك، انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم،
فمالي الا آل أحمد شيعة ه ه ه ومالي الا مذهب الحق مذهب
وبعد: فعندما كنت أدرس العلوم الشرعية،درسنا البيقونية،في الملرحلة الولى،وتعرفنا من خلالها على ألقاب الحديث، وبعد ذلك درسنا نزهة النظر شرح نخبة الفكر،بتعليق الشيخ صلاح محمد عويضة فدرسنا في محث حديث الآحاد، [ .. وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار] وتعرض شيخنا الى بيان مذهب أهل السنة في حديث الآحاد،وتعرض لمن يقول بعكس قول أهل السنة،فحدثنا على حسب مستوانا أنذاك، وانتقلنا في المرحلة الثانية ودرسنا الباعث الحثيث،بتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله،وتحث شيخنا عن هذه المسألة بشيئ من التوسع،وذكر الطوائف التي شذت عن مذهب أهل السنة،في هذه المسألة،ونحن كنا نظن أن هذه المسألة قد انتهت بانتهاء أصحابها،حتى فجئنا من قبل أناس يحملون هذا الفكر الى الآن،وينكرون كثيرا من أمور العقيدة،ثبتة بسنة الآحاد،فسمعنا من ينكر غذاب القبر،ومن ينكر الميزان،ومن ينكر خروج المهدي والدجال ونزول عيسى،بل وقرأنا انكار حديث الذباب وووالخ.
{فمن الأمور المهمة عند بحث مسالة دينية اختلف الناس فيها، أن نرجع الى التاريخ الإسلامي لنتعرف على العصر الذي نشأت فيه هذه المسألة، وأحوال الذين تبنوها وقالوا بها،فان هذا يسهل فهم المسألة والحكم عليها.
فاذا رجعنا الى التاريخ في المسألة التي بين أيدينا،وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في مسألة العقيدة،وجدنا أن الصحابة الكرام،لم يتكلموا في هذه المسألة ولم يخوضوا فيها،بل كانوا يسلمون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون التفريق بينها،وكذلك كان الحال في التابعين،ومن تبعهم باحسان،بل كان من هؤلاء من يبكي عند تذكر النبي صلى الله عليه وسلم ورواية حديثه،اجلالا للنبي وتعظيما للحديث،كأيوب السختياني والإمام مالك والإمام أحمدرحم الله الجميع،
وانما ظهرت هذه المسألة وغيرها عندما دخل علم الكلام على المسلمين _ الغزو الثقافي _ فقام المأمون العباسي بترجمة كتب اليونان للعربية،فانتشر علمهم بين الناس،وتأثر البعض بفلسفتهم العقلية،حتى عرضوا كثيرا من مسائل الدين على قواعد الفلاسفة اليونانين،فما وافق الفلسفة منها قبلوه وما خالفها تأولوه أو حرفوه،ومن المسائل التي أخذها أهل الكلام عن الفلاسفة،وشغلوا بها المسلمين ردحا من الزمن،قضية العقل،اذ جعلوه حكما على كل شيئ حتى على الشرع، ... والمسألة التي بين أيدينا وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في العقيدة هي من المسائل المريبة،اذ مر عصر الصحابة والتابعين وأئمة السلف والدين،دون أن يخوضوا فيها،بل كانوايأخذون بكل ما ثبت لديهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،سواء كان آحادا أو متواترا، وسواء كان في العقيدة أو الأحكام،ولم يؤثر عن أحد منهم قول يشبه هذا القول أو يدانيه،وانما أصل هذه المسألة وأساسها تلك القواعد العقلية التي انتشرت في زمن المعتزلة وسادت،ثم قلد المعتزلة فيها كثير من الأصولين المتأخرين، لأنهم كانوا أشاعرة،وقد ترك الإعتزال في الأشاعرة أثرا لايخفى على طلبة العلم،وبسبب انتشار كتب الأصوليين المتأخرين بين الدعاة وطلبة العلم،راجت هذه المسألة حتى ظن البعض أنها اجماع لايعتريه خلاف، وقد تصدى علماء الإسلام قديما وحديثا للرد على هذه المسألة، وبينوا ما كان عليه السلف الصالح في ذلك،كما بينوا بالأدلة القاطعة بطلان هذه المسألة،وهذه المسألة من القضايا الخطيرة،لأنها تنادي بتعطيل قسم كبيرمن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل كثيرا من الذين يخوضون فيها لايدركون مدى خطورتها،ولو أدركوا لرجعوا الى الحق باذن الله تعالى} خبر الآحاد ووجوب الأخذ به في العقيدة،سالم عبد الغني الرافعي. {يتبع}
نفع الله بك اخي الفاضل
وزادك الله من نوره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/489)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[05 - 11 - 09, 02:21 ص]ـ
وفيك بارك الله أخي عمر سليمان وجملك بالتقوى
راجع آخر مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم والرسالة للإمام الشافعي
ورسالة أصل الاعتقاد لعمر الأشقر وللألباني رسالتان في الموضوع
ففيها ما يهدم أركان من يجعل كل آحاد لا يفيد العلم ويزلزل بنيانهم ويهتك أستارهم ويفضح أسرارهم
مع أن الظن الراجح علم وقولهم إن الظن الراجح ليس بعلم ما هو إلا مجرد اصطلاح لهم أتى القرآن بخلافه " فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار "
وقل لهم إن قولكم إن العقيدة لا تؤخذ إلا من دليل يقيني عقيدة وأي عقيدة فأعطوني الدليل اليقيني عليها بشرط أن يكون قطعي الثبوت وقطعي الدلالة كما يقعقون وأنى لهم ذلك وهيهات هيهات.
وأكرر القول بأن التفريق بين العقيدة والأحكام ما هو إلا اصطلاح حادث لا يبنى عليه أحكام لم يعرفه أصلا أصحاب خير الأنام.
ومن العجيب أن جمهور الأشاعرة لا يأخذون بخبر الآحاد في العقيدة ولو كان في الصحيحين ثم هم يأخذون بالتأويل الذي هم أنفسهم لا يكادون يجزمون به لذلك يضعون للنص تأويلات متعددة قائلين يحتمل كذا ويحتمل كذا.
وفي الوقت نفسه صوفيتهم يحتجون في العقيدة بالمنامات والوساوس التي تكون من وحي الشيطان و الأحاديث الضعيفة والموضوعة ويستعملون القياس في العقيدة كما فعلوا في مسألة دعاء غير الله أعظم أصول الإسلام.
نسأل الله أن يسلمنا من الهوى وأن يجنبنا سبيل الردى.
نفع الله بك اخي وزادك الله تقى
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[05 - 11 - 09, 12:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ويسر لك كل عسير.
اللهم استجب، اللهم استجب، اللهم استجب
واجعل لأبي أسماء نصيب من دعاه
وأصلح له اسماء واخوتها
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[07 - 11 - 09, 03:23 م]ـ
اعلام أهل الإسلام بأن حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام.
وكل خير في اتباع من سلف ه ه ه وكل شر في ابتداع من خلف
وخير الأمور السالفات على الهدى ه ه ه وشر الأمور المحدثات البدائع
اذا لم يكن للمرء عين صحيحة ه ه ه فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
خفافيش أعياها النهار بضوئه ه ه ه ووافقها قطع من الليل المظلم
ومن يكن ذا فم مر مريض ه ه ه يجد مرا به الماء العذب الزلالا
{يتبع}
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[07 - 11 - 09, 05:05 م]ـ
أبيات جميله اخ حمادي
شكرا لك
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:17 م]ـ
إشتراط التواتر لغثبات احاديث العقيدة لم يعمل بها السلف بل كان مدار العمل في أي حديث لرسول الله هو نقل العدل الضابط الذى إتفق علي عدالته وضبطه ولا فرق بين عقيدة وأحكام , وقد فصل العلامة إبن القيم في كتابه الرائع مختصر الصواعق المرسلة ذلك وأجاد ونقل نقولات هامة تفند هذا الرأى من كلام الإمامين الشافعى وإبن حزم.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:29 م]ـ
شكر الله لك اخي علاء وبارك لك في علمك ونفسك واهلك ومالك(56/490)
كتاب الجمع والتجريد
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 03:12 م]ـ
هل كتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد موجود على النت
وإذا كان موجودا فنرغب أحد ينزله
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 11:38 م]ـ
تجده في صفحة الشيخ على موقع صيد الفوائد
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 06:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ولكن الشرح الذي في موقع صيد الفوائد ناقص ولايشمل كل الكتاب فنرجوا من الاخوة افادتنا عن الشرح كاملا.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - 08 - 09, 07:11 م]ـ
سأنتظر معكم(56/491)
مقابلة المكان بالزمان في رد الشبهات حول العلو
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:08 م]ـ
مقابلة المكان بالزمان في رد الشبهات حول العلو
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
من المسائل المهمة التي ينبغي أن يستند إليها في مناظرة أهل البدع ورد شبهاتهم العقلية حول العلو؛ مقابلة المكان بالزمان.
وهذه المسألة من الأهمية بمكان, وخصوصا إبراز وجه التناقض في مذهب من ينكر العلو ويرد ذلك بشبهات عقلية , ومن يسلم لجانب ويرد الجانب الآخر , فيسلم بالمسائل المتعلقة بالأولية والقدم ويرد الأخرى المتعلقة بالفوقية والعلو , وهذه بعض النكت المهمة في هذا الموضوع.
الأشاعرة يقرون بهذا التقابل من وجه
قال الغزالي في التهافت:" الاعتراض أنه هذا كله من عمل الوهم , وأقرب طريق في دفعه المقابلة للزمان بالمكان .. ".
نقلا تهافت التهافت (91) لابن رشد.
التماثل بين الزمان والمكان من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وهو من النفاسة بمكان لمن تدبرها وعرف المقصود منها , ووجه التماثل وكيفية استخدامه في الإلزام والمحاججة , وهي في ظني نقطة بالغة الأهمية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهو أن يقال: قد تبين تماثل المكان والزمان وما يقدر بهما في لزومهما للوجود أو عدم اللزوم وفي انقسام الوجود إلى ما ذكر من القسمبن في النوعين جميعا سواء قسم الموجود باعتبار ذاته أو باعتبار إضافته إلى القسم الآخر ,
فإذا قيل الموجود إما أن يكون قديما أو محدثا فهو كما لو قيل إما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره أو قيل إما أن يكون مباينا أو محايثا.
وإذا قيل إما أن يكون مباينا أو لا مباينا ولا محايثا فهو كما لو قيل إما أن يكون قديما أو محدثا أو لا قديما ولا محدثا ....
ولو قيل: إما أن يكون حاصلا في المكان أو لا يكون فهو كما لو قيل إما أن يكون في الزمان أو لا يكون وهي تسمية صحيحة في الخارج إذا لم يرد بالمكان الأجسام أو صفاتها وبالزمان مقدار حركاتها وما يشبه ذلك فإن نفس أجسام العالم ليست في مكان بهذا الاعتبار ولا هي أيضا في زمان وكذلك الزمان ليس في زمان آخر.
وإذا قيل: إما أن يكون حاصلا في الحيز أو لا يكون فهو كما لو قيل إما أن يكون حاصلا في الدهر أولا يكون , والمراد بالدهر ما يقدر الذهن وجود أزمنة فيه .. .
وتسميته قديما وأولا مثل تسميته عليا وظاهرا .. .
وإذا قيل الموجود إما أن يكون متقدما على غيره أو محدثا بعده فهو كما لو قيل الموجود إما أن يكون عاليا على غيره بائنا عنه أو يكون داخلا فيه محايثا له قائما به ... .
ومن قال هو في الأمكنة المخلوقة فهو بمنزلة من قال ذاته قبل الأزمنة , وذلك لا تنفصل ذاته عنها ولا تكون ذاته فوقها بمنزلة من قال هو مع الأزمنة المخلوقة مقارن لها لا تكون ذاته قبلها ولا يتقدم عليه.
والأول جحود لكونه الظاهر فوقها وهذا جحود لكونه الأول قبلها.
ومن قال ليس في الأمكنة ولا خارجا عنها فهو كمن قال ليس مقارنا للأزمنة ولا متقدما عليها .. .
وأما الجهمية .. حيث قالوا: لا هو داخل العالم ولا خارجه كما لو قالوا لا هو مع العالم ولا قبله .. .
ومن أجاب عن هذا بأن العقل الصريح يأبى تقسيم الموجود إلى ما يكون حاصلا في الحيز وإلى ما يكون؛ فهو بمنزلة من قال: العقل الصريح لا يأبى تقسيم الموجود إلى ما لا يكون حاصلا في الذهن وإلى ما يكون.
وإذا كان هذا لا يمنع ما يعلمه العقل بفطرته من أنه إما أن يكون وجوده مقارنا للعالم أو متقدما عليه , فكذلك ما ذكره في الحيز لا يمنع ما يعلمه العقل بفطرته من أنه إما أن يكون وجوده داخل العالم أو محايثا له أو خارجا عنه مباينا له.
وكما لا يعقل موجود إلا قديم أو محدث فلا يعقل إلا قائما بنفسه أو بغيره.
وكما أن القديم ينقسم إلى القديم المطلق الذي لايجوز عدمه وإلى القديم المقيد وهو المسبوق بالعدم أو الممكن عدمه , فالقائم بنفسه ينقسم إلى المحتوم المطلق وهو الذي لا يجوز عدمه ولا يحتاج إلى غيره بحال , وإلى القائم المقيد وهو المحتاج إلى غيره والذي يقوم في وقت ويعدم في وقت .. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/492)
ومن أعطى النظر حقه علم أن هؤلاء الملاحدة قلبوا الحقيقة ,ونفوا عن الرب التقدم الحقيقي ومنعوا إمكان التقدم الحقيقي بحال كما أنهم وملاحدة المتكلمين في العلو قلبوا الحقيقة فنفوا عن الرب العلو الحقيقي والمباينة الحقيقية بل منعوا إمكان العلو الحقيقي والمباينة الحقيقة ... والتقدم والتأخر قسيمان للمقارنة التي يعبر عنها بلفظ (مع) فيقال هو متقدم عليه أو متأخر عنه أو هو معه.
وإذا كان كذلك فالتقدم والتأخر والمقارنة إنما هي بالزمان والمكان كما أنه المستعمل في ذلك إذا قلب الزمان والمكان وهي الألفاظ التي تسمى ظروف الزمان والمكان ..
ثم قال بعد ذلك: فأما التقدم والتأخر بالمكان كقول سمرة بن جندب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا ثلاثة أن يتقدم أحدنا , وكقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي في الصحيحين لما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنه الحديث في صلاة الخوف ذكر الصف المقدم والصف المؤخر.
وهكذا لفظ الأول والآخر يستعمل في المكان كما يستعمل في الزمان ... .
ثم دلل على ذلك.
بيان تلبس الجهمية (5|182 - 194)
هذا الكلام لشيخ الإسلام ينبغي تدبره وتكرار النظر فيه لفهم وجه الإلزام والمحاججة.
وجه إلزامات أهل البدع في إثبات علو الله على خلقه , وكيفية مقابلة ذلك بالزمان.
ا- المسألة التي أشرنا إليها سابقا في مقال مستقل , وهي مسألة علو الله علو مكانة ومنزلة , ومقابلة ذلك بالتقدم بالرتبة والمنزلة.
الفلاسفة المنتسبون للإسلام كابن سينا وغيره يرون أن هذا العالم موجب بالذات أي ملازم لذات الله أزلا؛ أي يقارنه مقارنة العلة للمعلول , ولا يتقدم عليه ويرون أن العالم قديم بقدم موجبه.
وهؤلاء الفلاسفة يجيبون من أثبت لله أولية أو قدما بأن هذه الأولية والتقدم ليس تقدما حقيقيا , وإنما هو تقدم وأولية في المنزلة والمكانة؛ ويستدلون على ذلك بأن لغة العرب تحتمل ذلك؛ فالعرب تقول فلان يتقدم فلان , ويريدون به التقدم المعنوي وليس الحقيقي!
ومعلوم أن من الصفات السلبية التي يثبتها = الأشاعرة = لله = صفة القدم = وهي انتفاء العدم السابق؛ وهو بمعنى الأولية والتقدم؛ وقد اشتد الأشاعرة على خصومهم الفلاسفة في المسألة المتقدمة وهي مسألة قدم العالم؛ وأثبتوا لله تقدما حقيقيا وليس فقط معنويا.
فيأتي الآن الإلزام:
وهو أن يقال لهؤلاء الأشاعرة ما تجيبون به أولئك الذين يجعلون تقدم الباري تقدم رتبة ومنزلة وليس ذاتيا حقيقيا؛ نجيبكم به أهل السنة والجماعة أن علو الله على خلقه علوا ذاتيا حقيقيا؟
فهذه المسألة شبيهة بذلك!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن جعل علوه على العالم ليس إلا بالرتبة والقدرة ونحوهما؛ فهو شبيه بمن جعل تقدمه على العالم ليس إلا بالرتبة والتوليد ونحوهما , وهذا في الحقيقة إنكار لكونه الأول وإثبات لمقارنة العالم له في الزمان , وذلك إنكار لكونه هو الظاهر وإثبات لمقارنة العالم له في المكان , وكلا القولين يعود إلى تعطيل الصانع في الحقيقة.
بيان تلبيس الجهمية (5|178,179)
2 - يقرر الأشاعرة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه , وهذا مناف للمعقول , فتكون الإجابة أن هذا شبيها بمن قال: الله لا هو مع العالم ولا قبله أو لا قبل الزمان ولا بعده , وهذا الأخير لا يقر به الأشاعرة , فهذه بتلك.
3 - أنهم يقولون لو كان الله في جهة , وكان الله ولا شيء معه (العالم) ولم يتصف بالجهة ثم خلق العالم فاكتسب حينها الجهة , لكان العالم هو الذي أعطاه هذه الصفة أو المؤثر فيه في إعطائه الجهة؛ إذ لم يكن متصفا بها.
والجواب: كان الله ولا زمان ثم خلق الزمان , فهل عندما خلق الزمان اكتسب صفة الأولية والقدم , فأنتم تقولون كان الله ولا زمان ولا مكان ثم خلق الزمان والمكان , فهذه بتلك.
فلما لم يؤثر في الزمان في إعطائه الأولية والقدم كذلك لم يؤثر في خلق المكان في إعطائه العلو والجهة.
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن التقدم بالزمان لا يشترط أن يكون الزمان مؤثرا فيه.
بيان تلبيس الجهمية (5|218)
4 - قالت الأشاعرة هل كان الله قبل أن يخلق الجهات والعالم يوصف بالعلو والجهة؟
والإلزام: وهل كان الله قبل خلق الزمان يوصف بالقدم والأولية فهذه بتلك.
كان الله و لم يكن زمان ولا مكان.
5 - قالت الأشاعرة لو كان الله خارج العالم لكان إما أن يكون متصلا به لو أو غير متصل؟
والجواب: وهل يلزم من إثبات الأولية والقدم مقارنة الله للزمان أو اتصاله به أو لا يلزم!
فهذه بتلك.
6 - قالوا: ولو كان منفصلا , فهل هذا الانفصال يكون بمسافة متناهة أو غير متناهية؟
والجواب: وهل لو كان متقدما على الزمان يكون بمسافة متناهية أو غير متناهة.
7 - قالوا ولو كان فوق العرش لزم احتاجه إليه.
والجواب: ولو كان قبل الزمان للزم احتاجه إليه لاكتساب الأولية والقدم.
والشاهد أن هذه المسألة ينبغي أن يعتني بها طالب العلم السني , وهذه من أجوبة الإلزام التي التي تبين تناقضهم , ولا محيد لهم عنها.
والمسألة تحتمل أكثر من هذا بكثير ولكن هذه إشارات سريعة لهذه المسألة
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/493)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:39 م]ـ
ما أحسن ما كتبت
جزاك الله خيراً
والله هذه النقطة تنسف فكرة إنكار علو خالقنا عز وجل
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:18 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك شيخنا
أشكلت علي بعض الكلمات فعدت إلى النسخة المصورة من بيان تلبيس الجهمية طبعة المجمع وصححت النقل:
قد تبين تماثل المكان والزمان وما يقدر بهما في لزومهما للموجود أو عدم اللزوم وفي انقسام الموجود إلى ما ذكر من القسمين في النوعين جميعا سواء قسم الموجود باعتبار ذاته أو باعتبار إضافته إلى القسم الآخر ,
فإذا قيل: الموجود إما أن يكون قديما أو محدثا فهو كما لو قيل إما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره أو قيل إما أن يكون مباينا أو محايثا.
وإذا قيل إما أن يكون مباينا أو لا مباينا ولا محايثا فهو كما لو قيل إما أن يكون قديما أو محدثا أو لا قديما ولا محدثا ....
ولو قيل: إما أن يكون حاصلا في المكان أو لا يكون فهو كما لو قيل إما أن يكون في الزمان أو لا يكون وهي تسمية صحيحة في الخارج إذا لم يرد بالمكان الأجسام أو صفاتها وبالزمان مقدار حركاتها وما يشبه ذلك فإن نفس أجسام العالم ليست في مكان بهذا الاعتبار ولا هي أيضا في زمان وكذلك الزمان ليس في زمان آخر.
وإذا قيل: إما أن يكون حاصلا في الحيز أو لا يكون فهو كما لو قيل إما أن يكون حاصلا في الدهر أولا يكون , والمراد بالدهر ما يقدر الذهن وجود أزمنة فيه .. .
وتسميته قديماً وأوّلاً مثل تسميته علياً وظاهراً .. .
وإذا قيل الموجود إما أن يكون متقدما على غيره أو محدثا بعده فهو كما لو قيل الموجود إما أن يكون عاليا على غيره بائنا عنه أو يكون داخلا فيه محايثا له قائما به ... .
ومن قال هو في الأمكنة المخلوقة فهو بمنزلة من قال [ليس] ذاته قبل الأزمنة , وذلك لا تنفصل ذاته عنها ولا تكون ذاته فوقها بمنزلة من قال هو مع الأزمنة المخلوقة مقارن لها لا تكون ذاته قبلها ولا يتقدم عليه.
والأول جحود لكونه الظاهر فوقها وهذا جحود لكونه الأول قبلها.
ومن قال ليس في الأمكنة ولا خارجا عنها فهو كمن قال ليس مقارنا للأزمنة ولا متقدما عليها .. .
وأما الجهمية .. حيث قالوا: لا هو داخل العالم ولا خارجه كما لو قالوا لا هو مع العالم ولا قبله .. .
ومن أجاب عن هذا بأن العقل الصريح يأبى تقسيم الموجود إلى ما [لا] يكون حاصلا في الحيز وإلى ما يكون؛ فهو بمنزلة من قال: العقل الصريح لا يأبى تقسيم الموجود إلى ما لا يكون حاصلا في الذهن وإلى ما يكون.
وإذا كان هذا لا يمنع ما يعلمه العقل بفطرته من أنه إما أن يكون وجوده مقارنا للعالم أو متقدما عليه , فكذلك ما ذكره في الحيز لا يمنع ما يعلمه العقل بفطرته من أنه إما أن يكون وجوده داخل العالم أو محايثا له أو خارجا عنه مباينا له.
وكما لا يعقل موجود إلا قديم أو محدث فلا يعقل إلا قائما بنفسه أو بغيره.
وكما أن القديم ينقسم إلى القديم المطلق الذي لايجوز عدمه وإلى القديم المقيد وهو المسبوق بالعدم أو الممكن عدمه , فالقائم بنفسه ينقسم إلى المحتوم المطلق وهو الذي لا يجوز عدمه ولا يحتاج إلى غيره بحال , وإلى القائم المقيد وهو المحتاج إلى غيره والذي يقوم في وقت ويعدم في وقت .. .
ومن أعطى النظر حقه علم أن هؤلاء الملاحدة قلبوا الحقيقة ,ونفوا عن الرب التقدم الحقيقي ومنعوا إمكان التقدم الحقيقي بحال كما أنهم وملاحدة المتكلمين في العلو قلبوا الحقيقة فنفوا عن الرب العلو الحقيقي والمباينة الحقيقية بل منعوا إمكان العلو الحقيقي والمباينة الحقيقة ... والتقدم والتأخر قسيمان للمقارنة التي يعبر عنها بلفظ (مع) فيقال هو متقدم عليه أو متأخر عنه أو هو معه.
وإذا كان كذلك فالتقدم والتأخر والمقارنة إنما هي بالزمان والمكان كما أنه المستعمل في ذلك إذا قلب الزمان والمكان وهي الألفاظ التي تسمى ظروف الزمان والمكان ..
ثم قال بعد ذلك: فأما التقدم والتأخر بالمكان كقول سمرة بن جندب: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا ثلاثة أن يتقدم أحدنا , وكقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي في الصحيحين لما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنه الحديث في صلاة الخوف ذكر الصف المقدم والصف المؤخر.
وهكذا لفظ الأول والآخر يستعمل في المكان كما يستعمل في الزمان ... .
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 08 - 09, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك على التصحيح
لأني كتبتها بنفسي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:39 ص]ـ
ملخص هذا المقال في
1 - كان الله ولا زمان ولا مكان , ثم خلق الزمان والمكان , وهذا يسلم به الأشاعرة ويقررونه.
فيلزم في الأول ما يلزم في الثاني.
فالأشاعرة يسلمون في أحدهما ولا يسلمون في الآخر.
وهذا وجه الإلزام والمحاججة.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/494)
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 06:13 م]ـ
بوركت شيخنا الحبيب
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:46 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
اقترح أن تنشئ موقعا أو مدونة وتضع فيها مقالاتك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[11 - 04 - 10, 02:01 م]ـ
يقرر الأشاعرة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه , وهذا مناف للمعقول.
وبمكن الرد عليهم بقول هل خلق الله الخلق داخل نفسه سبحانه أم خارجها فإن قالوا داخلها كفروا وإن قالوا خارجها قالوا أنه سبحانه خارج العالم بائن عنه وهذا ينقض معتقدهم أنا الله لا داخل العالم ولا خارجه
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 11:47 ص]ـ
فائدة نفيسة كعهدكم في كل ما تكتبوه ...
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ...
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:52 م]ـ
والله هذا من أحسن ما يوضح للإنسان مسألة الصفات والعلو ويأخذ بيد من أخطأوا السبيل(56/495)
ما هي أفضل الكتب التي تطرقت إلى تاريخ التشيع وتنصحون بها وموجودة بالنت
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم
ما هي أفضل الكتب التي تطرقت إلى تاريخ التشيع و عقيدة الإمامية وتنصحون بها وموجودة بالنت مع الروابط إن أمكن وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 08:00 ص]ـ
كثيرة منها:
كتب الشيخ:احسان الهي ظهير -رحمه الله-
وهذارابط -على عجل - لعلك تجد فيه بغيتك
http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_43720.html
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[10 - 08 - 09, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:18 م]ـ
كتب الشيخ محمد مال الله على الوفقية
http://www.waqfeya.com/search.php
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:54 م]ـ
كتب الدكتور ناصر القفاري وفقه الله، وهي موجودة على الشبكة ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:11 ص]ـ
للفائدة: كتاب لله ثم للتاريخ ذكر مخازي كثيرة للشيعة وإن كان ليس على طلبك إلا أنه مهم
جزاك الله خير
ـ[حارث البديع]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:11 ص]ـ
بوركت
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم
ما هي أفضل الكتب التي تطرقت إلى تاريخ التشيع و عقيدة الإمامية وتنصحون بها وموجودة بالنت مع الروابط إن أمكن وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته.
هذه هي الكتب مع روابطها المباشرة:
1 - مع الشيعة في الأصول والفروع:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsheaah2.zip
2- موسوعة فرق الشيعة الشيخ ممدوح الحربي:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/m_h.zip
3- الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية-السيد حامد الإدريسي:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/fazeh1.zip
تضمن ما يلي:
- متى ظهر التشيع
- فرق الشيعة
المبحث الأول: عقائد الشيعة الاثني عشرية:
أولا: الإمامة
ا- مكانة الإمامة
ب- من هم الأئمة الاثنا عشر
ج- صفات الأئمة
- عصمة الأئمة
- علمهم الغيب
- معجزات الأئمة
ثانيا: المهدي
ثالثا: عقيدة الرجعة
رابعا: عقيدة البداء
خامسا: عقيدة التقية
المبحث الثاني: موقفهم من مصدري التشريع:
أولا: موقفهم من القرآن الكريم
ثانيا: موقفهم من السنة النبوية
المبحث الثالث: مظاهر الانحراف في الفكر الشيعي:
أولا: الشرك في مذهب الشيعة
أ- مفهوم الشرك عندهم
ب- مظاهر الشرك في المجتمع الشيعي
ثانيا: زواج المتعة في العقيدة الشيعية
المبحث الرابع: موقفهم من المسلمين:
أولا: موقفهم من الصحابة
ثانيا: موقفهم من أبي بكر وعمر
ثالثا: موقفهم من عائشة وحفصة
رابعا: موقفهم من أهل السنة
أ- تكفيرهم لأهل السنة واستحلال دمهم
ب- استباحة أموالهم
ج- حكم مناكحتهم
هـ- الصلاة خلفهم
و- الصلاة عليهم
ز- نجاستهم
ح- الحكم عليهم بالخلود في النار
خامسا: شهادات تاريخية
وذلك من اهم مراجع الشيعة
4 - الرد على أصول الرافضة علي بن نايف الشحود:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/rad%20r.zip
5- الشيعة والقرآن إحسان إلهي ظهير:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books
/shiakor.zip
6- أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية د. ناصر بن عبد الله القفاري:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/2000.zip
7- الشيعة وأهل البيت إحسان إلهي ظهير:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/218.zip
والسلام عليكم
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله اخواني الكرام،، اخي الفاضل بالنسبة للكتب أنصحك بكتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام بن تيمية فهو لا يستغنى عنه،، و لو احببت تتعلم اكثر فمرحبا بك في غرفة انصار ال محمد على برنامج البالتولك
اعانك الله على ما يحب و يرضى
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[22 - 08 - 09, 10:19 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 05:47 ص]ـ
و كذلك من الكتب المهمة و تفيد في هذا الموضوع:
كتاب العواصم من القواصم، و كتاب حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس حفظه الله، و كتب الشيخ ناصر القفاري مثل أصول مذهب الشيعة و مسألة التقريب بين السنة و الشيعة.
و الشيخ محمد اسماعيل المقدم حفظه الله له عناية كبيرة بهذا الموضوع و عدة شروحات و تعليقات على هذه الكتب تجد طرفا منها على هذا الرابط:
http://www.anasalafy.com/catplay.php?catsmktba=740
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 05:50 ص]ـ
و على هذا الرابط سلسلة دين الحقد و الخرافة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2879
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:07 ص]ـ
سلسلة خطر الشيعة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=236
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/496)
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:10 ص]ـ
سلسلة شرح كتاب العواصم من القواصم:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3096
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:12 ص]ـ
سلسلة أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5219(56/497)
أرجو الرد على شبهات بعض اهل البدع؟
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني الافاضل اريد الاجابه على االاسئله
ضروري بارك الله فيكم وهو من المبتدعه هداه الله ..
هناك امور ودنا احد يفيدنا فيها هل هي من البدع ولا ليست من البدع في الدين نريد احد ينورنا:
1ــ تخصيص ليلة 27 او غيرها في رمضان بدعاء ختم القرآن؟
2ــ قول الامام قبل الصلاة استو اعتدلوا استقيموا
3ــ تاخير وقت اذان العشاء في بعض مساجد ومدن المملكة من الاوقاف بحيث يكون الوقت مابين المغرب والعشاء ساعتين والمعلوم ان الاذان توقيفي وهل اذا كان تاخيره جائز هل هذا حصل في وقت النبي او في زمن الصحابة؟
4ــ تخصيص الحرم بعدد ركعات التراويح على مدار الشهر هل هذا ورد بمثل هذا التخصيص
5ـ التعزية وتخصيصها بعدد ثلاثة ايام هل ورد فيها حديث؟ ام عادة ام بدعة حسنة؟
6ــ جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام او الصحابة مثل هذه الجماعات؟
7ــ تقبيل القرآن الكريم هل فعله النبي عليه الصلاة والسلام او صحابي؟ هل هو بدعة
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:46 م]ـ
الحمد لله وبعد
شبه لا قيمة لها
وما يحضرني من الجواب كالتالي والله المستعان
1 - متى خصصت ليلة السابع والعشرين بالختم؟ فليثبت ذلك, ففي الحرم مثلا يختم القرآن ليلة التاسع والعشرين.
2 - ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أصحابه بتسوية الصفوف في غير ما حديث, فأين الابتداع؟
3 - السنة في صلاة العشاء خاصة التأخير لما ثبت في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام, والأذان وقته موسع ففي أي جزء من الوقت وقع؛ صح وأجزأ لقول جبريل عليه السلام: ما بين هذين وقت.
4 - ثبتت التراويح بأصلها وأما عدد الركعات فأمرها واسع لقوله عليه الصلاة والسلام: صلاة الليل مثنى مثنى. ولم يحدد عليه الصلاة والسلام عددا معينا. وإن كان الأولى أن تجعل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة كما ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام في الصحيح من حديثين.
5 - ذهب الجمهور إلى أن التعزية بعد ثلاثة أيام مكروهه قياسا على الحداد المطلق. ومعلوم أن القياس بأصله دليل تثبت به أحكام الشرع.
وذهب بعض المحققين كابن تيمية رحمه الله إلى عدم التحديد بحد للعزاء, واختاره ابن باز والالباني رحم الله الجميع. (هذه الفقرة نقلا من كتيب: العزاء لشبيب الزعبي تقديم الشيخ عبدالعزيز الراجحي صـ 45)
6 - نعم كان مجتمع الصحابة كله جماعة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وقد قال الله تعالى: " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. "
7 - تقبيل القرآن: أفتت اللجنة الدائمة بأنه بدعة لعدم الثبوت.
أخيرا ....
هذه يظهر والله أعلم أنها نفثات مبتدع حقود , يريد تشكيك أبناء السنة في أصولهم في الابتداع, لكن ليغيظ هذا الحاقد وأضرابه: أن أصول السلف منظبطة طردا وعكسا, لأنها مبنية على الكتاب الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:55 م]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
- من جعل ختم القرآن في ليلة 27 فلترجيحه أنها ليلة القدر تبعا للصحابي الجليل أبي ابن كعب وغيره من أهل العلم وهي مظنة الإجابة
أما لفظة " اعتدلو" فلما جاء في سنن أبي داود سنن أبي داود عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ اسْتَوُوا وَعَدِّلُوا صُفُوفَكُمْ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَخَذَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ أَخَذَهُ بِيَسَارِهِ فَقَالَ اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ) وسكت عنه أبو داود وضعفه بعض أهل العلم.
وأما لفظ (استووا) فجاء في صحيح مسلم أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ
وأما لفظ (استقيموا) فقائلها يريد معنى استووا
وأما تأخير الأذان من غير إخراج الصلاة عن وقتها فجائز .. وقد أذن بلال بعد طلوع الشمس لصلاة الفجر بعد ما ناموا واستيقظوا بعد طلوع الشمس كما في صحيح مسلم
وأما صلاة التروايح بهذا العدد في الحرم فالصحيح أن هذا العدد ثابت عن عمر رضي الله عنه
- وأما التعزية فلما جاء في الحديث
(لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخَرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إلَّا عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ
) متفق عليه
- وأما الحسبة فقد كانت على عهد عمر رضي الله عنه
-وأما تقبيل المصحف فقد رواه الدارمي عن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه وبعضهم يضعفه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/498)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:58 م]ـ
حكم تقبيل المصحف
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1122.shtml
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خير
ولا يحرمكم من أجره(56/499)
تفريغ المقدمة التي القاها الشيخ الغفيص بين يدي العلامة المفتي آل الشيخ
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 05:07 ص]ـ
المقدمة من شريط بعنوان
خصائص الفرقة الناجية المنصورة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس أن ضمادا قدم مكة وكان من ازد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح يعني الجن ومسهم فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون أن محمدا مجنون وذالك أول ما بعض النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: (لو اني لقيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي) , قال: فلقيه فقال (يا محمد اني سمعت ما يقول الناس ولم يعلم انه نبي او يتحدث عن النبوة والرسالة من الله - واني ارقي من هذه الريح فهل لك؟ -أي فهل لك أن أرقيك) فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: {إن الحمد لله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله} , فكان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يريد ان يحدث هذا الرجل من الازد بأصل نبوته ورسالته فافتتح بهذه الكلمات فاستوقفه هذا الرجل اعني ضمادا وقال: (يا محمد اعد علي كلماتك هؤلاء) فأعادها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلما بلغ هذه الجملة من كلامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم واستوقفه الثانية وقال اعد علي كلماتك هؤلاء فأعادها فقال ضماد عندها: (لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغنا ناعوس البحر ... -أي أن هذا الكلام الذي قلته ليس كلاما بشريا محضا وانه يتكلم به رجل له اختصاص ليس كسائر الناس والامر كذالك فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم إنما يتكلم بالوحي الذي أوحى الله اليه - فاسلم هذا الرجل الذي جاء يظن أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم [مثل] ما ادعى الجاهلون والسفهاء فاسلم هذا الرجل وبسط يده وبايع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على الاسلام ثم بسط يده مرة ثانية فقال له النبي {مالك يا ضماد} فقال يا رسول الله هذه يد قومي فبايع النبي على قومه ورجع الى أهل قريته في جنوب جزيرة العرب من بلاد الازد واسلم قومه إذ ذاك
قال ابن عباس (فبعث النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال رجل أصبت منهم مطهرة قال ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد)
مناسبة هذا الحديث أن هذه الكلمات التي اعتاد المتحدثون والخطباء والمعلمون وفي مجامع الناس أن يبتدئ بها وهي من فصيح الكلام وبينه ومن جوامع الكلم المأثور عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى أن الفقهاء رحمهم الله استحبوا عند عقد النكاح وفي موارد اخرى أن يبتدئ بهذه المقدمة التي كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يذكرها ولكن اذا نظرنا في جملة أثرها وان هذا الرجل إنما اخذ من هذه الجمل الجامعة المانعة من كلام صاحب النبوة صلى الله عليه وعلى اله وسلم اخذ منها مبدأ القبول والاستجابة وصار مسلما وبايع النبي على الاسلام وبايع عن قومه حتى اسلموا
ينعقد هذا المجلس أيها الاخوة والاخوات في جامع الامام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض وهذا الرابع من الشهر الرابع من سنة من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام
والموضوع كما تحدث الاخ المقدم عن خصائص الفرقة الناجية والحق إن هذا الموضوع إنما سماه الاخوة المنظمون لهذه اللقاءات ولم يقع عليه اختيار محض وان كانا موضوعا حسنا لكن إنما أشير الى هذا لان هذا الموضوع مجمل وفيه عموم ولهذين الوصفين الاجمال والعموم فانه يتعذر للمتحدث عن هذا الموضوع في ساعة عارضة أن ياتي بجمل هذا الموضوع دون التفصيل وعلى موارد عمومه على سبيل التخصيص والبيان لأوجه هذا العموم ولهذا فان الفاضل أن تكون هناك مقدمة في هذه الساعة عن جملة هذا الموضوع ليس إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/500)
النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله بهذا الدين بدين الاسلام وبهذه الشريعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى أتم الشرائع وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره الله في كتابه {فالذين امنوا به ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولائك هم المفلحون} فما أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب الذي انزله الله عليه وهو كتاب الله جل وعلا وكلامه سبحانه وتعالى وما أوحى اليه من هذه السنة الهادية والحكمة التي اوتيها الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان هذين الاصلين أعني الكتاب والسنة هما جماع هذا الدين وكان عليه الصلاة والسلام في سائر أمره يدعو الناس جميعا الى التمسك بهذين الاصلين والايمان بهما
وأهل الاستجابة من أمته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذين امنوا به وصدقوه دعاهم الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى هذين الاصلين وكذالك الامر في كتاب الله سبحانه وتعالى فان الله جل وعلا أمر العباد جميعا أن ينقادوا الى ما بعث به الرسل حتى جاء هذا الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجعله الله خاتم الانبياء {ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} وجاء هذا الدين الذي من تمسك به وامن به فانه ينسخ ما كان قبله ويهدم ما كان قبله من الضلالة والجاهلية
ولهذا لما جاء عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه كما ثبت في الصحيح وغيره من حديث عبد الرحمن ابن شماسة المهري قال حضرت عمرو ابن العاص الوفاة فحول وجهه الى الجدار فجعل يبكي فجعل ابنه يقول (يا أبتاه اما بشرك رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكذا اما بشرك رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكذا) فقال عمرو (اني كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما احد اشد إلي بغضا من رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - وذاك أيام جاهليته قبل أن يسلم -ولا أحب إلي من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو دمت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الاسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك فلابايعك) فبسط النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يمينه فقبض عمرو ابن العاص يمينه فقال النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {مالك يا عمرو؟} قال يا رسول الله أردت أن اشترط قال {تشترط ماذا؟} قال اشرط أن يغفر لي قال {أما علمت يا عمرو أن الاسلام يهدم ما كان قبله} وهذا شان هذا الدين فانه يهدم ما كان قبله ويمحو ما كان قبله من آثار الجاهلية قال {اما علمت يا عمرو أن الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله}
فصارت بعثته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم أمنة وهداية ورحمة وبيانا فان الله تعالى بعثه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا فان الرسل عليهم الصلاة والسلام هم ائمة الهدى الذين تفضل الله جل وعلا على الخلق وعلى العباد ببعضهم و بارسالهم ليقوم الناس بالقسط وليتبين حق الله جل وعلا على العباد من جهة الايمان به ومعرفته وعبادته واخلاص الدين له ولهذا فان الله جل وعلا خلق الخلق وهم حنفاء أي أنهم مستجيبون من جهة القبول المجمل لحق الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء -في بعض الروايات قال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم تجدعونها}
فلهذا جاء من حديث عياض ابن حمار المجاشعي الذي رواه الامام مسلم وغيره قال النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وامرتهم أن يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا وان الله نظر الى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب} فكانت سنته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا النور الذي انزل عليه هو القران الذي ذكره الله على هذا الاسم في جملة من آيات كتابه سبحانه وتعالى {وكذالك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان} والمقصود أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/1)
الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم تبلغه تفاصيل الايمان {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم} فكان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما وصفه الله هاديا وصار بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر فتوفي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم على تمام من الملة والشريعة كما في قول الرب جل وعلا {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}
والواجب على المسلمين في سائر أحوالهم وأزمنتهم أن يتمسكوا بهذين الاصلين بكتاب الله وبسنة نبيه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان يعتنوا بفقهها فان هذين الاصلين من العلم والدين لابد لهما من فقه صحيح كما بين النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث المتفق على صحته {من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين} وفي دعائه لابن عباس الثابت في الصحيح وغيره {اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل} أي تاويل القران الذي هو التفسير لمعانيه والفهم لذالك
ولهذا فان الاصل في حال المسلمين هو الاقتداء وليس التفرق وكذالك الاجتماع على ما اقتضاه كتاب الله وسنة نبيه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكن فان هذا الحكم الشرعي مع كونه من الاحكام الواجبة المعلومة من جهة وجوبها من الدين بالضرورة اني لزوم التمسك للكتاب والسنة على خاصة المسلمين وعامتهم إلا أن النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين حكما ليس هو من باب التشريع له إنما هو من باب:بيان الحكم القدري الذي قضى به الرب جلا وعلا وقدره واقتضته حكمته سبحانه وتعالى التي لا يعلم الناس تمام الادراك لها وان علموا جملا منها او قدرا من مفصلها فان عموم حكمة الرب سبحانه وتعالى لها لا يحيط بها الناس من جهة الادراك المفصل لتمام معانيها فبين النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن هذه السنة التي بعث بها يحصل عنها انحراف ولهذا جاء في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم وكان في مجلس أصحابه او كان في مجلسه وأصحابه معه صلى الله عليه وسلم فقال {وددت انا قد رأينا إخواننا} فقال الصحابة (يا رسول الله اولسنا إخوانك) قال {بل انتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد} قالوا يا رسول الله وكيف تعرف من لم يات بعد من أمتك قال {أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله؟} قالوا بلى يا رسول الله قال {فإنهم ياتون يوم القيامة غرا محجلين من أثار الوضوء} ثم قال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {ألا ليذادن رجال عن حوضي} - وحوضه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو الذي تفضل الله به كرامة لنبيه محمد الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وحديثه متواتر عند أهل العلم في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها قال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي ذر وفي حديث ابن عمر وحديث جابر ابن سمرة وجماعة من الصحابة {حوضي طوله شهر} في بعض روايات الحديث الثابت في الصحيح كما في رواية أبي ذر حوضي طوله شهر وارشه شهر آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يضما منه أبدا وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح {حوضي كما بين صنعاء وأبله} وفي رواية في حديث عبادة {حوضي كما من مقامي هذا الى صنعاء اليمن} الى غير ذالك من الوصف الذي ذكره النبي لهذا الحوض الذي جعله الله كرامة له وهو الكوثر النهر الذي ذكره الله في القران {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هم الابتر} ولهذا روى انس رضي الله عنه كما في الصحيح صحيح مسلم وغيره قال انس رضي الله عنه (بينا رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم بين أظهرنا إذ اغفأ إغفاءة ثم رفع راسه متبسما وإغفاؤه صلى الله عليه و على اله وسلم لم يكن نوما إنما كان يوحى اليه وينزل عليه القران فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال {أنزلت علي آنفا سورة فقرا {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر} ثم قال {أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله اعلم قال {انه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير وهو حوض ترده أمتي يوم القيامة} ولهذا بشر النبي صلى الله عليه و على اله وسلم أمته بأنهم فرد على الحوض كما في حديث جابر ابن سمرة الثابت في الصحيح وغيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/2)
وكان صلى الله عليه و على اله وسلم أمنة من التفرق والاختلاف فكان أصحابه رضوان الله عليهم مجتمعين على الحق منيبين اليه مؤتمين بنبيهم محمد وبإمامهم صلى الله عليه و على اله وسلم ولهذا روى الامام مسلم وغيره من حديث أبي موسى الاشعري أن النبي صلى الله عليه و على اله وسلم قال {النجوم أمنة للسماء فاذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وانأ أمنة لاصحابي فاذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لامتي فاذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما توعد} وكان يشير صلى الله عليه و على اله وسلم الى تقلبات الاحوال التي تحصل لهذه الامة فكان الناس وكان المسلمون مجتمعين على الحق اجتماعا بينا ولم تكن أسباب التفرق قد دبت حتى توفي النبي صلى الله عليه و على اله وسلم وجاء أمر الخلفاء رضي الله تعالى عنهم ولكن حدث بعد ذالك نوع من الاختلاف ونوع من التفرق بين المسلمين في بعض موارد العلم والمعرفة والمسائل وهذا التفرق الذي حصل قدر كثير منه في الصدر الاول من جهة دلالته ثم تسلسل أمره في مسائل المعرفة ومسالة التعبد من جهة صفاتها وتطبيقاتها فحصل التفرق على هذا الوجه وصارت ثمة جملة من الاسماء والتفرقات التي قطعت الكثير من سواد المسلمين وعامتهم عن صفاء الحق الذي بعث به الرسول صلى الله عليه و على اله وسلم عن الاهتداء القاصد الى اتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و على اله وسلم وكثير من التاويلات لمعاني القران والحديث على غير وجهها وصار يتكلم في مسائل الاصول والفروع
وبعدها ظهرت مدارس النظار والمتكلمين الذين تكلموا في مسائل الاصول والفروع وصار هناك جدل من جهة أصول الادلة بين كثير من هذه الطوائف ومعلوم أن الحق البين الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه و على اله وسلم هو إن الدليل الشرعي هو ما انزله الله من هذا الكتاب الذي هو كتاب الله وكذالك ما أوحاه الى نبيه صلى الله عليه و على اله وسلم ولهذا فان العلماء رحمهم الله لما ذكروا الادلة التي هي أصول الادلة جعلوها الكتاب والسنة والاجماع ومعلوم أن السنة هي مفصلة لكثير من مجمل القران فقد قال الله تعالى {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} ودلالة الاجماع معتبرة عند عامة آهل العلم وان كان شذ بعض النظار من علماء الكلام في هذه المسالة , لكن الذي عليه أكثر النظار وهو إجماع عند العلماء المعتبرين من ائمة الفقه هو أن الاجماع دليل قاطع لازم; والاجماع لا يكون إلا على حق لان الله جل وعلا يقول {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المومنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}
وأما الادلة التي تكلم عنها الفقهاء رحمهم الله في مسائل الفروع واختلفوا في اعتبارها في مسالة دليل التشريع وهي جملة من الادلة التي سماها الاصوليون في تصانيفهم الاصولية بالادلة المختلف فيها كدليل القياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والاستحسان فهذه الادلة عند التحقيق ما يعتبر منها عند إمام من الائمة فان موجب اعتباره لهذا الدليل هو أن هذا الدليل متولد من جهة التحقق عن الدليل الاصل الذي هو دليل الكتاب او دليل السنة ولهذا المعتبرون للقياس وهم جملة العلماء وجماهيرهم وان كانوا مختلفين في ترتيب حكم القياس وانك تعلم أن فقهاء الكوفيين هم أكثر أهل العلم في زمن القرون الاولى باعتبار تطبيق القياس عن أهل الحديث والذين كانوا ببغداد او عن أهل الحجاز وأهل المدينة النبوية ونحوها من المدن التي شاع فيها الحديث والرواية فصار استعمالهم لكثير من القياس ليس كاستعمال أهل الكوفة من الفقهاء كابي حنيفة ومن تقدمهم من الكوفيين الذين اشتغلوا بكثير من مسائل القياس وترتيبها على الاحكام ولكن هذا الاشتغال هو في الجملة اشتغال مناسب وان كان من حيث الترجيح بين الاقوال المختلف فيها عند الفقهاء هذا مناط ومورد اخر
والمقصود هنا أن العلماء رحمهم الله كذالك من تكلم في مسائل الاصول اعني أصول الدين تكلموا في مسائل الاصول والفروع وتى من أهل العلم لما رأى استطالة في هذا التقسيم اعني تقسيم الشريعة او تقسيم الديانة الى أصول وفروع صار في كثير من المتاخرين من يتحاشى عن هذا التقسيم بل بعضهم وصل الى إنكار هذا التقسيم وان كان شائعا عند أكثر الفقهاء والنظار في هذا الباب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/3)
والتحقيق أن هذا التقسيم هو نوع من الاصطلاح الذي يكون مناسبا لاعتبار المراد به فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين أن هذا الدين وهذه الشريعة ليست وجها واحدا من جهة اللزوم ومن جهة التكليف على العباد من جهة الفرض وأنت ترى أن الاصوليين لما ذكروا الاحكام التكليفية ونظموها على خمسة إحكام وميزوها عما سموه الاصوليين بالاحكام الوضعية التي تتعلق بالصحة والفساد ونحو ذالك في العقود ونحوها سموا الاحكام التكليفية بالواجب والمستحب والمباح والمحرم والمكروه فترى أن هذه الاحكام التي هي تكليف على البشر كما هو في الاصطلاح الاصولي ليست درجة واحدة منها الواجب ومنها المستحب ومنها المباح ... الخ
وهذا التفاوت يكون في أصل الحكم ويكون باعتبار الجزم من جهة الادلة فان الادلة من جهة دلالتها على الاحكام و وجوبها واستحبابها ليست درجة واحدة وعلى هذا فان هذا التقسيم يكون فيه سعة على هذا النوع و أنت ترى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم في الحديث المتفق على صحته من رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم {الايمان بضع وسبعون شعبة} وفي رواية الامام مسلم في هذا الحديث قال {أعلاها قول لا اله الا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان} فبين الشارع صلى الله عليه وعلى آله سلم أن الايمان وهو جملة هذه الشعب ان منه ما يكون على مقام من اللزوم والتعظيم ومنه ما يكون على قدر اخر من جهة اللزوم والتعظيم ومنه ما يكون على قدر اخر من جهة اللزوم وان كان من جهة تعظيمه لابد له من قدر من التعظيم يناسبه باعتبار مقامه او باعتبار درجة ثبوته
والايمان في جملة قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ....... تضمن العلم والعمل وهذا الذي عليه ائمة الفقه وأئمة الحديث وأئمة الصحابة قبل ذالك: أن الايمان جملة جامعة لما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وليس كما يتبادر الى البعض من المسلمين ..... كثير من النظار والمتكلمة من أن الايمان جملة من المعرفة العلمية المحضة فان هذا عند التحقيق لا حقيقة له من جهة أحكام الرسل عليهم الصلاة والسلام وإنما الرسل بعثوا بالاستجابة لله سبحانه وتعالى والاستجابة لا تتحقق الا بالاعمال
ولهذا لما جاء وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم -كما في الحديث المتفق على صحته من رواية ابن عباس ورواه الامام مسلم من رواية أبي سعيد الخدري - قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لهم {الايمان شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة} وأصل هذا الحديث من رواية ابن عباس من حديث نصر ابو جمرة ابن عمران ..... قال (كنت أترجم بين يدي عبد الله ابن عباس فجاءت امرأة تسأله فقال ابن عباس رضي الله عنهما أن وفد عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم {من القوم؟} فقالوا يارسول الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نستطيع أن نأتيك الا في الشهر الحرام فمرنا بأمر فصل نخبر من وراءنا وندخل به الجنة اذا نحن أخذنا به فقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم {آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع قال: فأمرهم بالايمان بالله وحده وقال أتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال: شهادة أن لا اله الا الله - وهذا هو المقصود من سياق الحديث - وأن محمدا رسول الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان} فجهل هذه الشعب والكليات من العمل جعلها تحت اسم الايمان , وان كان جعلها صلى الله عليه وعلى اله وسلم تحت اسم الاسلام في حديث ابن عمر المتفق عليه {بني الاسلام على خمس ... } فقال {الايمان شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمسا من المغنم} ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت والنُقير , وهذه آنية كانوا يشربون بها وينتبذون بها فنهى النبي صلى الله عليه واله وسلم لان النبيذ يسرع اليه الاسكار اذا استعمل في هذا النوع من الانية التي يتخذونها من جذع النخل ونحوه , وهل هذا منسوخ او ليس منسوخا - اعني هذا الحكم الفقهي - ومحل خلاف بين أهل العلم فمنهم من يرى انه منسوخ ومنه من يرى انه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/4)
ليس منسوخا ومن يرون نسخه فإنهم يجعلون الناسخ له ما ثبت في الصحيح وغيره من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: {كنت نهيتكم عن الظروف وان الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه واشربوا في الاسقية كلها ولا تشربوا مسكرا} والمقصود أن هذه الاصول التي تكلم عليها العلماء رحمهم الله اعني أصول الدين هي الاصول التي بينها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي أصول الايمان التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله {الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره} وهي أصول الاسلام التي بينها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله في حديث ابن عمر {بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت} فهذه الاصول الايمانية هي الاصول الجامعة عند ائمة الفقه وائمة الحديث من ائمة الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من ائمة التابعين ومن بعدهم هذا أمر مجمع عليه مستقر عند أهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين أثنى النبي عليهم وقال {خير القروني قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} فهذه القرون الثلاثة الفاضلة إجماعها منعقد على أصول الايمانية العلمية وكذالك الاصول العبادية العملية هي أصول محققة في كتاب الله وسنة نبيه وان الدخول في كثير من موارد النظر التي استعملها كثر من النظار وافتتح بها بعد ترجمة الكتب اليمانية في زمن دولة بني العباس وان كان أول ذالك بدا في زمن دولة بني أمية ولكنه انتشر واسعا في خلافة المأمون من بني العباس
فان كثير من هذه التراجم التي ترجمت وامتحنت الطوائف والمدارس من مدارس النظر والجدل وعلم الكلام كثير من هذه الموارد لا يستطيع العامة الوصول الى حقائقها لو كان فيها حقايق فضلا عن انها في الجملة هي تنوع من الجدل الذي صار بسببه كثير من الضلال عن الحق ولهذا بعض الممتحنين لهذه الطرق بعد تأملها حصل عنده كثير من التراجع عن صدقها وعن جلالتها على الحق حتى أن محمد ابن عمر الرازي وكان من كبار الناظرين في هذه المسائل قال في اخر كتبه التي كتبها (لقد تأملت الطرق الكلامية والمذاهب الفلسفية فما رايتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أفضل الطرق طريقة القران أقرأ ........... ثم قرأ آيات تتعلق بمسائل معرفة الله جل وعلا وصفاته
فالمقصود انه يجب على خاصة المسلمين من العلماء وأهل الفقه وعامتهم أن يعنوا برسوم هذين الاصلين اللذين بعث بهما النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان يعتنوا بفقهها فالفقهاء رحمهم الله لما رتبوا المسائل الواسعة من جهة الاجتهاد وتكلموا عنها فان الاختلاف المذكور في كلام ائمة الفقه هو اختلاف واسع وليس من باب البدع التي حدثت في مسائل أصول الدين وذمها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بان الله اوجب على العباد أن يعتصموا بحبله جميعا ونهى عن التفرق {أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} هذا السياق لا ياتي الا ذما في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعني التفرق فان الله ذم التفرق والتنازع لان هذا الكتاب الذي انزل على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو حق بين {أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
فالقران جملة جامعة من البيان لانه كلام الله جل وعلا وقيم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جملة جامعة من الهدى والحكمة ولهذا فان ما يتعلق بمسائل الفقه والفروع فان شانها دون ذالك من جهة التوسع في مسائل الاختلاف فيها ولهذا تعلمون أن الفقهاء رحمهم الله اختلفوا في كثير من موارد الاحكام المتعلقة بالعبادات او المعاملات والعقود وعلى هذا ظهرت المدارس الفقهية وشاعت كثير منها الى يوم الناس هذا اعني مدرسة أبي حنيفة والشافعي ومالك واحمد وهذه جملة من المدارس هي مدارس مقتصدة من جهة أصولها ومتقاربة من جهة أصولها الفقهية فان جميع هذه المدارس ياخذون بالكتاب والسنة ودليل الاجماع ثم يرتبون الدليل المختلف فيه على قدر من الاجتهاد فيما بينهم , فأهل الحديث عنايتهم بأقوال الصحابة أكثر من عناية أهل الكوفة من الفقهاء وأهل الكوفة لهم عناية بمسائل القياس أكثر وأهل المدينة كمالك وأمثاله لهم عناية بعمل أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/5)
المدينة وهذه أصول مقاربة والاجتهاد فيها واسع ولهذا فان مذاهب هؤلاء الائمة كلها عند التحقيق مذاهب معتبرة: ولا يصح أن يقدم واحد منها على الاطلاق وان كان بعض المقلدة من الفقهاء قطعوا بتقديم احدها على الاخر مطلقا والتحقيق أن التقديم يمكن للمحقق العارف الفقيه في بعض الموارد
ربما كانت مسائل في فقه أمام من هؤلاء الائمة في كتاب الطهارة أقوى من غيره ويكون غيره في بعض الابواب أقوى لان الرواية في هذا الباب او هذا الكتاب من الفقه تكون شاعت في هذا المصر أكثر من غيره ولهذا مسائل الفقه هي في الجملة مبنية على السعة وعلى صدق الاجتهاد وان كان من حيث الاصل أن الواجب على المسلمين العناية بقصد الدليل من جهة الاقتداء بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكن كما قال الامام ابن تيمية رحمه الله: الذي عليه جماهير العلماء أن الاجتهاد سائغ وان التقليد سائغ فيكون الاجتهاد سائغ لاهله فاذا اجتهد مجتهد من أهل العلم والفقه والحكم وصار قوله صوابا فهو ممن ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حقه الاجرين ومن أخطا فيكون مأجورا على اجتهاده وهذا من قواعد الحكمة والحكم الذي امتازت به هذه الشريعة فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما في الصحيحين وغيرهما من حديث عمرو بن العاص قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم {اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران واذا حكم فاجتهد فاخطأ فله اجر}
والفاضل لطالب العلم في مسائل اختلاف الفقهاء أن ينظر في درجة المسالة من جهة اختلاف الائمة فيها فهذا فقه حسن فانه معلوم أن القول اذا اجمع الائمة عليه واجمع الفقهاء عليه فانه يكون لازما لا يصح الافتيات عليه وإما اذا كان الخلاف موجودا معروفا وهو الخلاف المحفوظ فان هذا درجات ولهذا يمكن أن نقول أن اختلاف الفقهاء الذي ذكره علماء الفقه في كتب الفقهاء هو على جملة من الدرجات فأما أن يكون الخلاف مذكورا ولكنه شاذ لايكون معروفا معتبرا بينا عند الائمة المعتبرين فاذا كان الاختلاف شاذا فانه لايصح لاحد أن ياخذ بالشاذ بل الاصل هو لزوم القول الذي عليه العامة ولا يقع على الخلاف الشاذ من جهة التتبع الا فقيه مستتم الفقه من جهة النظر فيه
والدرجة الثانية من الخلاف أن يكون الخلاف معروفا وليس شاذا بل هو محفوظ ولكن الجمهور من الائمة وائمة الفقه والحديث - اعني على قول معين - فلاشك أن هنا لا يقال بلزوم قول الجمهور مطلقا وان كان بعض الفقهاء رحمهم الله أشاروا الى نوع من هذا من جهة اللزوم ولكن عند التحقيق فانه لا يلزم الناظر من أهل العلم والفقه بعدهم أن يقتدي او يلتزم قول الجمهور من جهة فان اللازم الاعتبار هو الاجماع ولكن كما يقال انه يقصد الى اتباع الدليل من الكتاب والسنة فانه مما يؤكد أن لا يتخطى قول الجمهور اعني القول الذي عليه الجمهور من الائمة كالائمة الاربعة لاينبغي لآحاد الناظرين والمبتدئين في العلم فضلا عن العامة أن يكثروا من التخطي له فان الجمهور من الائمة السالفين من ائمة الفقه والحديث من ائمة المدينة والحجاز عموما والشام والعراق وما وراء العراق من بلاد خرسان فهؤلاء الجملة من كبار الفقهاء اذا ذهب جمهورهم الى قول فانه في الجملة يكون هو الصحيح واذا قيل في الجملة فان المقصود هنا في الغالب
حتى إن الذهبي رحمه الله ذكر عن إسحاق ابن إبراهيم الحنبلي عن إسحاق ابن راهويه قال: اذا ذهب الثوري والاوزاعي ومالك الى قول لزمته وقلت به. وعلق الذهبي رحمه الله على هذا الكلام وقال: أن اللازم هي السنة النبوية وفيما يظهر أن هذه الدرجة من اللزوم الذي هو حق في سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وإنما كان يعني أن هؤلاء الائمة هم ائمة الامصار في زمانه فان الاوزاعي هو أمام أهل الشام ومالك هو إمام المدينة النبوية وكذالك الثوري فان هؤلاء هو ائمة ذالك الزمان او من اخص ائمة ذالك الزمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/6)
فاذا اختلف الائمة رحمهم الله ورأيت جملة أئمتهم وجمهورهم على قول ولاسيما - وهذه جملة يعرفها طلبة العلم - اذا اتفق عصرهم واختلف مصرهم فان القول الذي يصير اليه هؤلاء الجمهور هو الصحيح في الجملة وان كان لا يقطع به وهذا معنى نبه عليه جملة من المحققين كابي إسحاق الشاطبي وكالامام ابن تيمية رحمه فان شيخ الاسلام في كلام له يقول تأملت الذي عليه جمهور ائمة الامصار هو الصواب في الجملة ثم ذكر تعليقا او تعليلا لهذا فقال: انه اذا اختلف مصرهم تعذر أن يفوت الدليل عليهم يعني على جمهورهم وذكر هذا المعنى أيضا من الفقهاء ابن عبد البر من المالكية وذكر ه كثير منهم , وفي كلام الشافعي رحمه الله أيضا إشارة الى هذا فانه ذكر اذا اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: فإننا ننظر في اختلافهم ولكنه أشار في الام وفي بعض كلامه وفي ما نقله عنه أصحابه رحمه الله ذكر انه يعنى بما عليه الاكثر من كلام الصحابة رضي الله عنهم ولهذا تعلمون أن العلماء من أهل الاصول تنازعوا فيما اذا اتفق مذهب الخلفاء الراشدين الذين أمر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالعناية بسنتهم في حديث العرباض ابن سارية هل إجماعهم يكون حجة او ليس بحجة على قولين معروفين لاهل الاصول في المدارس الفقهية والاصولية فهذه الدرجة اذا كان الجمهور على قول فينبغي للناظر وطالب العلم والباحث أن لا يتعجل المخالفة ولا أقول يلزمه الاخذ بقولهم وإنما نقول لا ينبغي أن يتعجل المخالفة وهذا من الاعتدال والاقتصاد بين قصد الاتباع للكتاب والسنة وهذا هو الاصل ولكن هؤلاء ائمة هم أدرى بمسائل الفقه وأدرى بموارد الادلة والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما أمر باتباع ما جاء به من عند الله سبحانه وباتباع سنته فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين ما للأئمة ائمة الفقه وكذالك الله في كتابه ذكر الراسخين في العلم
ولاشك أن أمثال مالك والشافعي واحمد وأبي حنيفة وائمة الفقهاء وائمة الحديث هم من هؤلاء الراسخين الذين ذكرهم الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: من جهة أحكامهم وليس من جهة أسماء أعيانهم كما هو بدهي , زاما اذا صار الخلاف الفقهي شائعا بين الائمة ومترددا بين كبار الفقهاء فان هذه مسالة اذا رجح فيها طالب العلم فينبغي أن يرجح فيها ترجيحا معتدلا واذا رأيت العامة من المسلمين ولاسيما باختلاف أقاليمهم هؤلاء على قول مالكو وهؤلاء على قول أبي حنيفة وهؤلاء على مذهب الامام احمد في هذا النوع من الفروع كمفصل أحكام العبادات ومفصل أحكام المعاملات فهذه مسالة ينبغي أن لا يكون فيها تشديد مع ما سبق الاشارة اليه من جهة الاصول الايمانية اللازمة على الخلق جميعا من جهة العناية بتعظيم أمر الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والقصد الى الدليل من كتاب الله سبحانه ومن سنة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا لا يسع مسلما يعلم ما جاء من عند الله او يعلم ظاهر قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيحيد عنه فان هذا الاعراض هو من اخص موجبات الضلالة كما قال الله جل وعلا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} يعني النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والسياق في حق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما هو معروف في أول السياق قال جل وعلا {أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم}
والمخالفة هنا عن أمر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليست بمعنى الترك بسبب الغفلة او بسبب الجهل العارض الذي هو نوع من ظلم النفس فان هذا لا يسلم منه احد في الجملة وإنما المقصود بالمخالفة التي جعل الله من وعيدها الفتنة والعذاب الاليم هي الترك لأمر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على توع من الاعراض ولهذا اذا قرأت الاية البينة {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} مع انك تعلم من جهة لغة العرب ومن جهة قواعد النحاة أن الفعل خالف فعل متعد بنفسه فانك تقول خالف زيد عمرا فهو عند النحاة متعد بنفسه ليس لازما ومع ذالك فان السياق هنا جاء في قول الله سبحانه وتعالى {فليحذر الذين يخافون} ما قال أمره إنما قال {عن أمره} فعدي بحرف الجر عن وهذا يقع في اللغة اذا كان الفعل مضمن لمعنى فعل اخر وهو هنا مضمن لمعنى الفعل اعرض , ولهذا قال الامام احمد عند هذه الاية (عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/7)
سفيان والله يقول {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم}
فاذا كان هذا القدر من القوة بين ائمة الفقهاء فلا ينبغي التشديد في أمره او إسقاط احد من أقواله وإنما يصار الى الاتباع لامر الله ورسوله على قصد من الاعتدال والمقاربة فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جعل من تحقيق التدين لله تعالى هو المقاربة في لزوم السنة كما روى الامام البخاري وغيره قال البخاري: {باب: الدين يسر ثم ذكر حديث أبي هريرة أن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا - وهذا قصد الى السنة من جهة الاتباع وأنت تقول تسدد السهم اذا أصاب غرضه فهذا قصد الى التحقيق ولكنه قال جملة بعدها صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال {فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة ... } الى اخر سياق هذا الحديث
فكما انه يجب التسديد من جهة لزوم السنة والتحقيق لها فان هذا ينبغي أن يكون على فقه مقارب معروف عند ائمة الفقهاء وله اعتبار بين من جهة الاصول ومن جهة التحقيق لمناطاته ودلالاته الى غير ذالك هي ليست بالدرجة التي سبق الاشارة إليها اعني مسائل الاصول وأصول الدين هي ما بين الله أمره في كتابه وبينه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا ذكر المحققون رحمهم الله من الائمة انه لا يجوز لاحد أن يسمي أصلا ويجعله من أصول الدين الا وهو بين صريح في كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان كان هذا البيان هو على القواعد المعتبرة فان من تكلم في الدليل جعل الادلة على جملة من التقاسيم وذكر الدليل المتواتر ودليل الاحاد ومما ينبه اليه من ينظر في أصول الادلة الى أن نثر التواتر او مصطلح التواتر ومصطلح الاحاد تكلم عليه الكثير من الاصوليين والمتأخرون من أهل الحديث وجعلوا فيه تقسيما شائعا معروفا من جهة الحد له والتعريف له فجعلوا المتواتر هو ما رواه جماعة عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وجعلوا الاحاد ما ليس كذالك وهذا التقسيم من جهة كونه اصطلاحا فيه سعة وكما هي الجملة الشائعة عند كثير من العلماء: انه لا مشاحة في الاصطلاح لكن الحد الذي هو التعريف الذي دخل على كثير من علماء الاصول وعلى كثير من المتاخرين من أهل الحديث من جهة تعريف المتواتر بما سبق الاشارة اليه هو تعريف متكلف قد نبه كثير من المحققين الى أن هذا ليس هو التواتر الذي ذكره الشافعي وبعض المتقدمين من ائمة الفقه والحديث فان هذا الحد أصله من كلام النظار وعلماء الكلام
ولقد ذهب كثير من المحققين انه ليس هو التوافق الذي ذكره الشافعي وبع المتتبعين لأئمة الفقه فان هذا الحد أصله من كلام النظار وعلماء الكلام اعني الحد الذي هو التعريف أصله من كلام علماء النظر من أئمة المعتزلة مومن سلك على طرقهم النظرية والعقلية لما تكلموا عن الدليل القطعي الذي يلزم من جهة الحكم العقلي ومن جهة تطبيق دلالته ذكروا أن الحديث لا يكون متواترا إلا على هذا الشرط ولهذا انغلق عليهم تطبيقه حتى من استعمله من متاخري أهل الحديث كابن الصلاح والحافظ ابن حجر اذا أرادوا أن يمثلوا له لم يستطيعوا, لم يمثلوا له بلسان منضبط من جهة هذا التواتر الذي يرويه جماعة كعشرة او ما يقاربه وعن العشرة تكون الطبقة الثانية مائة ويرويه عن الطبقة الثانية ألف , هذا لم يكن مقصودا أصلا عند أئمة الحديث المتقدمين كابن معين واحمد وإسحاق وابن المديني.
وهؤلاء الكبار هم على التواتر الذي نطق به من نطق من السالفين كالشافعي وأبي عبيد إنما يقصدون به الحديث الذي استفاض عند العلماء صحته , وبهذا ثمة أحاديث استفاضت صحة مع أن موردها ما يكون من هذا التواتر , بل بعضها مورده غريب من جهة الاصطلاح كما في حديث عمر المشهور {إنما الاعمال بالنيات ... } فان الحديث مبين الصحة وقد أخرجه أصحاب الصحاح وغيرهم ومع ذالك فهو ليس من هذا الباب والقصد أن إغلاق السنة بهذه الطريقة ليس حكيما , وان كان هذا استعمله كما اثبت بعض الفقهاء وبعض الاصوليون وبعض المتأخرين من أهل الحديث ولكن عند التحقيق فان المتواتر اذا قيل فيقصد به ما استفاض عند أئمة الحديث المعتبرين صحته وإما انه ينزل على هذا الحد ما رواه جماعة عن جماعة فلا يكون الحديث متواترا كما يقولون إلا اذا رواه عن الصحابة عشرة ورواه عن كل واحد من العشرة كذالك فيكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/8)
مائة ثم الطبقة الثانية تكون ألفا هذا لا يندرج عليه حكم التواتر من جهة الوقوع.
ولهذا كما أسلفت حتى ابن الصلاح ومن برزوا على طريقته من المتأخرين مع فضلهم وجلالتهم وتحقيقهم في الحديث ولكن هذا الحد شاع عندهم وهو من المسائل التي تدخلت على المتأخرين وليس مما نطق به بالتصريح الكبار من المتقدمين والمقصود الفقهاء رحمهم الله ومن تكلم في هذا من أهل الحديث المتأخرين , مقصودهم صحيح ولكن تعبيرهم عن هذه المعاني بهذا الحد لم يكن فصيحا مطابقا , وهنا مسائل ينبغي لطلبة العلم أن يتنبهوا للتحقيق فيها كهذا الباب من المسائل من جهة النظر في كلام المتقدمين من الائمة وقد نبه الامام ابن تيمية على هذا المعنى في الفرق بين التواتر و الاحاد في الحديث كما هو الشائع في مسائل أيضا تقسيم التقسيم الاصول والفروع اذا ما فسرت الاصول بالمعاني العقلية او بالمعاني القطعية علة معنى القطع عند اولائك النظار فان هذا أيضا يكون مما ينبغي التأمل في شانه.
في الجملة الاصول التي هي أصول الدين لا تختص بمسائل المعرفة بل هي أصول في المعرفة أصول في العمل وان كانت المعرفة هي التي تبين ما يقتضيه هذا العمل ولهذا فان العلم يكون هو الاول من جهة وقوعه في قلوب العباد إيمانا وتصديقا ثم هذا التصديق وهذا الايمان العلمي هو يقتضي عملا ويتضمن عملا والسياق هنا مختلف من جهة الدلالات فربما كانت بعض السياقات من جهة التضمن والعمل ,وربما كانت بعض السياقات من جهة مطابقة للعمل وربما كانت بعض السياقات من جهة اللزوم وليست من جهة التضمن او من جهة مطابقة , فلا يكون التنوع في سياق الايات او الاحاديث من مسائل العمل منفكا عن هذا السياق الذي ورد فيه ولهذا تجد أن العلماء رحمهم الله اجمعوا على أن الايمان قول وعمل وقد حكى إجماعهم جملة كالشافعي و وكيع ابن جراح والإمام احمد وجملة ولم يعرف احد من التابعين من أئمة الفقه والحديث المنازعة في هذا بل قال البخاري رحمه الله (أدركنا أكثر من ألف أستاذ بالامصار كلهم يقولون الايمان قول وعمل) فيجب على المسلمين أن يفقهوا هذا الاتصال بين هذين الاصلين العلميين والعمليين فان الايمان هو هذه الحقيقة المركبة من العلم والعمل ولهذا فان الله جل وعلا أمر بالعلم متصلا بالعمل وأمر بالعمل الذي مقدمته العلم {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} هذا يكون العمل فيه لازما ولزومه في السياق كما نبه عليه العلماء كشيخ الاسلام وغيره , لا يلزم أن يكون سائر السياقات كذالك , بل يكون في كثير من السياقات متحققا على جهة المطابقة وعلى جهة ...... فهذا الموضوع على كل حال فيه استفصال كثير وكما أشرت في المقدمة الموضوع فيه إجمال وعموم والموضوع ينبغي العناية به على قدر من الفقه والتحقيق وكأنه لا ينبغي أن نزيد في الكلام أكثر من هذا بين يدي سماحة شيخنا [آل الشيخ عبد العزيز] ولهذا لعله ينتهي الكلام الى هنا.
فنسال الله التوفيق والسداد والرحمة والفضل منه جلا وعلا ونترك الاستماع الى صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز جزآكم الله خيرا , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 06:45 م]ـ
وإليكم التفريغ في ملف وورد
http://www.salafishare.com/3160Q3B6EQ
قال الشيخ الألباني :
H/QAAD
قال الشيخ الألباني :
SV.doc
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 08 - 09, 06:59 م]ـ
ماشاء الله .. نعم الهمة
جزاك الله خيرا يا أخانا ابراهيم .. بارك الله فيك
والله إن الشيخ الغفيص لما نستمع له يذكرنا بالشيخ أحمد الحازمي - حفظهما الله -
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 10:17 م]ـ
أحسن الله اليك اخي رشيد أسأل الله ان أكون دائما عند حسن ظنك
الشيخ المتفنن يوسف الغفيص لا يعرف قدره الا من له ممارسة معتبرة من حيث الأصول والفروع وضبطها ضبطا صحيحا سليما فلا تكاد تفرغ من سماع مادة له صوتية الا وأنت قد قيدت عشرات القواعد ولست مبالغا لو قلت ان كلامه كله قواعد مستقرأة من نصوص الوحيين وكلام اهل العلم
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[11 - 08 - 09, 10:20 م]ـ
أخي ابراهيم وفقك الله
من أين تأتي بهذه المحاضرات الصوتية للشيخ وفقه الله؟
جزاك الله خير
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 11:19 م]ـ
ابن المبارك حياك الله اخي الحبيب
تفضل المادة مسموعة
http://38.100.87.58/2008/04/azizih1001.rm
ـ[أم شمس الدين بكر]ــــــــ[12 - 08 - 09, 01:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك لك
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 01:09 م]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك لك
اللهم امين وفيك يبارك الله
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 01:41 م]ـ
أحسنت أخي الفوكي.
لكن نحن نطمع في باقي شروح الشيخ العالِم مفرغة:
الحموية، التدمرية، ..........
و هل للشيخ شروح فقهية على البلوغ، العمدة، عمدة الفقه، الزاد ........
أو أصولية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/9)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:21 م]ـ
لكن نحن نطمع في باقي شروح الشيخ العالِم مفرغة:
تفضل أخي 157 شريطاً لِ 8 متون علمية كاملة
كلها مفرغة
تجدها هنا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119)
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:46 م]ـ
أحسنت يا أبا سلمى بارك الله فيكم.
لكن هذه التفريغات تحتاج إلى تنسيق، ودمج للمتن مع محل الشرح، فمن لها؟.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:45 م]ـ
وفيكم بارك الله، لها الشيخ إبراهيم الفوكي
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:37 م]ـ
أحسنت أخي الفوكي.
لكن نحن نطمع في باقي شروح الشيخ العالِم مفرغة:
الحموية، التدمرية، ..........
و هل للشيخ شروح فقهية على البلوغ، العمدة، عمدة الفقه، الزاد ........
أو أصولية؟
بارك الله فيك اخي الحبيب وجزاك الله عني من اخ خير الجزاء
شروح الشيخ العقدية المتوفرة الان والتي غالبها من تفريغ بعض القائمين على موقع اسلام ويب تحتاج الى مقابلة مع المسموع اذ ان فيها ما فيها من السقط الذي قد لا يتنبه له من اعتمد على القراءة المجردة.
وبحول الله تعالى بعد اكمال ما بين يدي احاول بعون الله تعالى ان اتفرغ لمقابلتها بالمسموع وضبطها او ضبط ما تيسر منها
والله الموفق
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:39 م]ـ
أعانك الله يا أخي إبراهيم .. يسرها الله لك
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:06 ص]ـ
ما شاء الله
نفع الله بك أخي الحبيب(57/10)
كتاب سيف العصري في التفويض يوزع مجاناً في المدينة!!
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:22 م]ـ
كتب الشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف حفظه الله تعالى مقالاً حول كتاب سيف العصري في التفويض تجده هنا:
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=14706
ضع كلمة c o n t e n t بدلا من النجوم مع إزالة المسافات
ومما قاله الشيخ:
أخبرني من أثق به أن الكتاب وُزِّع مجاناً في المدينة النبوية .. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المدينة حرام ما بين عير إلى ثور , فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى فيها محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. )) أخرجه خ م.
وهذه فائدة أخرى من المقال:
كتب الباحث المحقق تميم القاضي رسالة علمية فريدة قوية بعنوان (قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات) وقد انتفعت بها , وستطبع قريباً بإذن الله وفيها من الحجج والبراهين ما يحقق (الخنق) و (الطحن) و (الإجهاز) على شبهات المتكلمين والفلاسفة.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:29 م]ـ
سيف العصري أحمق متعالم
راجع موضوعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162523
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:34 م]ـ
بارك الله فيك
موضوعك قرأته منذ زمن
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:48 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
نعوذ بالله من شر أهل البدع
قد تكون شبهاته واهية بالنسبة للمشايخ وطلاب العلم الذين لديهم علم جيد بالعقيدة وشبهات أهل البدع
ولكن ماذا عن طلاب العلم المبتدئين ومن ليس لديه علم بشبهاتهم والرد عليها؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 08 - 09, 01:58 ص]ـ
وهذا موضوع للشيخ أحمد (أبى فهر السلفى)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28787
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:10 ص]ـ
ويا حبذا عرض هذا على أهل العلم الكبار حتى بصدروا البيانات في ذلك فالتفويض أمره خطير كغيره
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:31 م]ـ
كفانا الشيخ احمد القاضي حفظه الله برسالته الجامعية التفويض في نصوص الصفات
http://www.archive.org/download/madh...b_tafwid_k.pdf
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:34 م]ـ
كفانا الشيخ الدكتور احمد القاضي حفظه الله برسالته الماجستير التفويض في نصوص الصفات
http://www.archive.org/download/madh...b_tafwid_k.pdf
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
المشكلة ليست في وجود الكتاب
بل في توزيعه مجاناً في حرم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم(57/11)
[تقارب الأديان، الأخوة الإنسانية .. عند بن باديس] ضمن سلسلة (التنبيهات السَّلفية .. ) [2]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 09, 11:13 م]ـ
السلسلة: (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) ---رقم: (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
[(تقارب الأديان، والأخوة الإنسانية .. ) عند الشيخ بن باديس ورجال الجمعية]
[مقدمة]
(الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، فأكمله -سبحانه- لنا وأتمه، وأتم به علينا النعمة، ورضيه لنا ديناً، وجعلنا من أهله وجعله خاتماً لكل الدين وشرعة، ناسخاً لجميع الشرائع قبله، وبعث به خاتم أنبيائه ورسله محمداً صلى الله عليه وسلم: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}، وجعل نهايته: رضوان الله والجنة {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم}. {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره: {أفغير الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون}.
ونعوذ بالله من طريق: "المغضوب عليهم": "اليهود":
" الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، واكلة السحت -وهو الربا والرشا- أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولانصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم: أعقلهم، وأحذقهم: أغشهم، وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوخشهم سحيّة، تحيتهم: لعنة، ولقاؤهم: طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت".
ونعوذ بالله من طريق "الضالين": "النصارى":
"المثلثة، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما: "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا" فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها: أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها: عبادة الصليب، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا! فدينهم شرب الخمور، واكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله "القس" والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير".
ونعوذ بالله من كل: "عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران؛ يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد، وحشر الأجساد، لا يدينون للخالق بدين، ولا يعبدونه مع العابدين، ولا يوحدونه مع الموحدين. وأمة "المجوس" منهم تستفرش الأمهات والنبات، والأخوات، دع العمات، والخالات، دينهم: الزمر، وطعامهم: الميتة، وشرابهم: الخمر، ومعبودهم النار، ووليهم: الشيطان، فهم أخبث بني آدم نحلة، وأرداهم مذهباً، وأسوأهم اعتقاداً.
وأما الزنادقة الصابئة، وملاحدة الفلاسفة، فلا يؤمنون بالله، ولا ملائكته ولا كتبه، ولا رسله، ولقائه، ولا يؤمنون بمبدأ، ولا معاد، وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار، لما يريد، قادر على كل شئ، عالم بكل شئ، آمر، ناهٍ، مرسل الرسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسيء، وليس عند نظارهم إلا تسعة أفلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها بمجوزات العقول".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/12)
فالحمد لله الذي أعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية:
طريق المغضوب عليهم: اليهود، وطريق الضالين: النصارى، وطريق الصابئة: الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس: مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين: عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء.
الحمد لله الذي أعاذنا منها، "وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة".
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الآلهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}.
"وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة. وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية. ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر".) (1)
أما بعد: فهذه مقالة ضمن سلسلة: (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) حول أقوال جانبت الصواب للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى- في موضوع: (تقريب الأديان وحريتها، والدعوة للأخوة الإنسانية .. ) وما في معناهما، كتبتها لألا يغتر بها من قد يقرأها، و يُنكَر على من يروج لها، ولغير ذلك من الأسباب، والله وحده ولي التوفيق.
[أول من نادى بالتقريب و الأخوة الإنسانية العالمية]
أيها الأخ؛ بعد مطالعة تراجم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى – تلحظ أنه متأثر برجالات الفكر العقلاني المعاصر كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده (2)، ومعلوم – وفقني الله و إياك – أن (أوَّل من نادى بالتقريب بين الأديان في أوساط المسلمين .. جمال الدين الأفغاني، ثم تلميذه محمد عبده. ولم يزل دعاة التقريب يمجدونهما، ويشيدون بمآثرها في هذا المضمار، وينسجون على منوالهما) (3)
(وكان من جهود محمد عبده، في ذلك، أن ألف هو، وزعيم الطائفة ميرزا باقر الإيراني، الذي تنصر، ثم عاد إلى الإسلام، ومعهم ممثل جمال الأفغاني، وعدد من رجال الفكر في: " بيروت " ألفوا فيه جمعية باسم: " جمعية التأليف والتقريب " موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة. وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين، وبعض الإنجليز، واليهود، كما تراه مفصلاً في كتاب: " تاريخ الأستاذ الإمام: 1/ 817 - 829 " تأليف محمد رشيد رضا. المتوفى سنة 1354.
ومن جهود محمد عبده في ذلك، مراسلات بينه، وبين بعض القساوسة، كما في كتاب: " الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده: 2/ 363 - 368 " جمع محمد عمارة.) (4)
و (في الربع الأخير من القرن الرابع عشر هجري، وحتى عامنا هذا 1416. وفي ظل " النظام العالمي الجديد ": جهرت اليهود، والنصارى، بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم، وبين المسلمين، وبعبارة أخرى: " التوحيد بين الموسوية، والعيسوية، والمحمدية " باسم:
" الدعوة إلى التقريب بين الأديان ". " التقارب بين الأديان ". ثم باسم: " نبذ التعصب الديني ".
ثم باسم: " الإخاء الديني " وله: فتح مركز بمصر بهذا الاسم.
وباسم: " مجمع الأديان " وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا الاسم.
وباسم: " الصداقة الإسلامية المسيحية ".
وباسم: " التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية ".
ثم أخرجت للناس تحت عدة شعارات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/13)
* " وحدة الأديان ". " توحيد الأديان ". " توحيد الأديان الثلاثة ". " الإبراهيمية ". " الملة الإبراهيمية ". " الوحدة الإبراهيمية ". " وحدة الدين الإلهي ". " المؤمنون ". " المؤمنون متحدون ". " الناس متحدون ". الديانة العالمية ". " التعايش بين الأديان ". " المِلّيُون ". " العالمية وتوحيد الأديان ".
ثم لحقها شعار آخر، هو " وحدة الكتب السماوية ". ثم امتد أثر هذا الشعار إلى فكرة طبع: " القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل " في غلاف واحد.
ثم دخلت هذه الدعوة في: " الحياة التعبدية العملية "؛ إذ دعا " البابا " إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة: الإسلاميين والكتابيين، وذلك بقرية: " أسِيس " في: " إيطاليا ". فأقيمت فيها بتاريخ: 27/ 10 / 1986 م.
ثم تكرر هذا الحدث مرات أخرى باسم: " صلاة روح القدس.
ففي: " اليابان " على قمة جبل: " كيتو " أقيمت هذه الصلاة المشتركة، وكان - واحسرتاه - من الحضور ممثل لبعض المؤسسات الإسلامية المرموقة.
وما يتبع ذلك، من أساليب بارعة للاستدراج، ولفت الأنظار إليها والالتفاف حولها، كالتلويح بالسلام العالمي، ونشدان الطمأنينة والسعادة للإنسانية، والإخاء، والحرية، والمساواة، والبر والإحسان. وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلاثة التي تنتحلها الماسونية: " الحرية، والإخاء، والمساواة " أو: " السلام، والرحمة، والإنسانية " وذلك بالدعوة إلى " الروحية الحديثة " القائمة على تحضير الأرواح، روح المسلم، وروح اليهودي، وروح النصراني، وروح البوذي، وغيرهم، وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة، كما بين خطرها الأستاذ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - في كتابه: " الروحية الحديثة دعوة هدامة / تحضير الأرواح وصلته بالصهيونية العالمية ") (5)
ولا شك أن تأثر بن باديس بهذه الدعوة الآثمة (دعوة التقريب و الأخوة الإنسانية وحرية الأديان والعقائد .. ) ظاهر في أقواله، وقبل أن أسوقها إليك؛ تنبه أنَّ من باعث قوله وبعض رجال جمعيته بعد مراعاة الظرف الزماني الذي عايشوه وهو: (ضغط الاستعمار الفرنسي الكافر)؛ أنَّ من باعث أقوالهم: (الباعثُ الدعويُّ السياسيُّ)، وإن تخللت بعض أقوالهم ما يفهم منها الباعث: (القومي و الوطني) كقول بن باديس (الآثار:4/ 44): ((احذر من التعصب الجنسي الممقوت فانه أكبر علامة من علامات الهمجية والانحطاط، كن أخا للإنسانية لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال، كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين فدينك الشريف يأمرك بالإحسان))، لكن الذي يظهر الأول- والله أعلم- وهذا بغض النظر عن التأثر بأقوال رجال المدرسة العقلية العصرية: (الأفغاني و عبده) - بدليل أن الجمعية جمعية دينية دعوية، ولها أهداف إصلاحية إسلامية، ولكي تتحقق تلك الأهداف في جو مثل ذلك الجو و ظرف مثل ظرفهم، لا بُدَّ من سياسة دعوية لتحقيق ذلك، فكان من بينها تسطير ابن باديس - رحمه الله - لأصول دعوة الجمعية كما في نسخة أصلية – مطوية باللون الأزرق- من هذه الأصول وفيها ترجمة باللغة الفرنسية وينظر (البصائر: السنة الثانية/العدد71/ربيع الثاني1356هـ/18جوان1937م) و (الآثار:5/ 135وما بعدها)، حيث قال في البند الثاني: ((الإسلام دين البشرية الذي لا تسعد إلا به، وذلك لأنه:
-كما يدعو إلى الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين، يذكر بالأخوة الإنسانية بين جميع البشر. (6)
-يسوي في الكرامة البشرية و الحقوق الإنسانية بين جميع الأجناس و الألوان.
-لأنه يفرض العدل فرضا تاما بين جميع الناس بلا أدنى تمييز.
-يدعو إلى الإحسان العام.
-يحرم الظلم بجميع وجوهه و بأقل قليله من أي أحد على أي أحد من الناس.
-يمجد العقل و يدعو إلى بناء الحياة كلها على التفكير.
-ينشر دعوته بالحجة و الإقناع لا بالختل و الإكراه.
-يترك لأهل كل دين دينهم يفهمونه و يطبقونه كما يشاؤون .. )). والله المستعان، وإلى أقواله غفر الله له:
[أقوال الشيخ بن باديس و رجال جمعيته]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/14)
ـ قال بن باديس كما في:"الشهاب"، جمادى الأولى 1356هـ/10جليت1937م، (الجزء:5/المجلد:13): ((سيدي مدير (البتي ماتان) المحترم. تحية و تقدير. سيدي أنا – كمسلم- أدين بالأخوة الإنسانية و احترامها في جميع أجناسها و أديانها، و أسعى للتقريب بين جميع عناصرها .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:6/ 321): ((نحن-كمسلمين-لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه، بل نود أن يقع التفاهم على نشر أصول الخير والإحسان التي تنفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عن الجميع .. )).
ـ و قال كما في (الآثار:5/ 43 - 44): ((عاش النصارى واليهود والمجوس في الشرق والغرب في ... المسلمين وتحت سلطانهم قروناً طوالاً فما أكرهوا على الإسلام، ولا نصب لهم ديوان تفتيش، ولا أرهقوا بالضرائب، ولا اقتيدوا للموت في سبيل الإسلام، ولا انتزعت أراضيهم بأفانين الاحتيال، ولا منعوا من قراءة دينهم ولغتهم بوجوه المنع، ولا أخذت أموال بيعهم وكنائسهم وتركت تعيش بالتقتير والاستجداء ءاتية للخلاء والخراب، ولا تعرض للطعن والتشهير بأديانهم وأعراضهم وعظمائهم بالزور والبهتان، ولا خصصوا بأحكام استثنائية في قانون العدل العام، بل كانوا لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، يبلغون من العلم والجاه والثروة تحت لواء العدل الإسلامي حيث يستطيعون تبوأ الكتابة والحجابة والوزارة ... )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 45): (( .. فليست المسألة مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 45): ((المسلم حبيب الإنسانية، مأمور بالعطف على أبنائها من أي ملة كانوا .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 138): ((أيها الشعب الكريم، كن-كلك-مع الحكومة الفرنسية الممثلة للشعب الفرنسي الديمقراطي اصدق تمثيل. كن كلك ضد كل متعصب ضد أي جنس أو دين.
... ناد من كل قلبك: لتحي الجزائر! لتحي فرنسا الشعبية! ليسقط الظلم والاستعباد! ليسقط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 44): ((احذر من التعصب الجنسي الممقوت فانه أكبر علامة من علامات الهمجية والانحطاط، كن أخا للإنسانية لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال، كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين فدينك الشريف يأمرك بالإحسان)).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 110 - 111): ((ونحن لما نظرنا في الإسلام وحدنا والدين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها فيقول"ولقد كرمنا بني آدم".ويقرر الشقاوة والأخوة بين جميع تلك الأجناس، ويبين أنهم كانوا أجناساً للتمييز لا للتفضيل وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام".ويقرر التضامن الإنساني العام بأن الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع، والإساءة إلى واحد أساء إلى الجميع فيقول:"من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول:"لكم دينكم ولي دين)).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 204): ((نعم نهضنا نهضة: نبين على الدين أركانها فكانت سلاماً على البشرية لا يخشاها-والله-النصراني لنصرانيته، ولا اليهودي ليهوديته، بل ولا المجوسي لمجوسيته، ولكن يجب-والله- أن يخشاها الظالم لظلمه، والدجال لدجله، والخائن لخيانته)).
ويمكن تلخيص أقوال بن باديس في نقاط:
1 - بن باديس يَدِينُ بالأخوة الإنسانية و يحترمها في جميع أجناسها و أديانها، و يسعى للتقريب بين جميع عناصرها ..
2 - بن باديس يصرح بأن المسلم لا يضيق صدره بأن يرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه ..
3 - بن باديس يعتقد أن النصارى واليهود والمجوس قد يبلغون تحت لواء العدل الإسلامي الوزارة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/15)
4 - بن باديس يدعو للإحسان العام و أن المسألة ليست مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان ..
5 - بن باديس ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار ..
6 - نهضة بن باديس لا يخشاها النصراني لنصرانيته، ولا اليهودي ليهوديته، بل ولا المجوسي لمجوسيته فهي سلاماً على البشرية، ولكن يخشاها الظالم لظلمه، والدجال لدجله، والخائن لخيانته ..
7 - الإسلام عند بن باديس؛ الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} ..
والجواب عن هذه الأقوال الفاسدة من وجوه:
ـ الوجه الأول/ " لو حكمت العقيدة السلفية المحضة (بن باديس) لما تحدث بهذا الأسلوب السمج المتملق - إن أحسنا به الظن – " ومهما كان الظرف، وكان ينبغي له اتخاذ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم- والسلف الصالح رضي الله عنهم، أصلا و منهجا في الدعوة إلى الله ودعوة الكفار، لا القول ببعض أقوالهم، وهو العالم القدوة ..
ـ الوجه الثاني/ قوله بالأخوة الإنسانية واحترامها .. باطل من وجهين: (أولا: أن هذه هي الدعوة الماسونية العالمية، الدعوة في الظاهر إلى الإنسانية العالمية، وفي الباطن لتحقيق غايات صهيونية.
ثانيا: يحتج بن باديس لهذه الدعوة الآثمة كما في (الآثار:4/ 110 - 111) التي تقضي على مبدأ الولاء والبراء والبغض في الله والحب فيه الذي وردت فيه نصوص قرآنية ونبوية كثيرة، ويغرس في نفوس المسلمين الميوعة والسماجة السياسية، فيصبح لا فرق عند المسلم الضائع بين اليهودي والنصراني والمجوسي وبين المسلم الموحد، يجمع الجميع آصرة الإنسانية، وتربط الجميع الرابطة الإنسانية الكبرى.
وينسى بن باديس قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وما جرى مجراها، وما أدري هل يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى ناراهما وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه جرير البجلي: أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين "، وله شاهد من حديث كعب بن عمرو بلفظه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله "). والله أعلم. (7)
ـ الوجه الثالث/ (بن باديس) ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار، و الإسلام - عنده – هو الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} .. و (في هذا الكلام حرب شديدة على مبدأ الولاء والبراء، والحب في الله والبغض فيه المفروض على المسلمين بنص الكتاب والسنة.
قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ}
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}
وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/16)
كما أن كلامه يستنكر منه هذه المبالغة والتهويل و قوله: (الآثار:5/ 45):" .. فليست المسألة مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان .. ". وقوله عن الإسلام (الآثار:4/ 110 - 111): " .. ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين}.وهذا الاستدلال باطل؛ لأن سبب نزول الآية أن بعض أولاد الأنصار تربوا في الجاهلية في أحضان اليهود فتهودوا، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير، خرجوا معهم، فأراد آباؤهم أن يجبروهم على الإسلام، فأنزل الله الآية المذكورة.
وبعض المفسرين يرى أن هذه الآية خاصة بهم، وبعضهم يرى عمومها وشمولها لأهل الكتاب، ثم يذهب إلى أنها منسوخة بآية الجزية في سورة براءة.
ورجح ابن جرير أن الآية تتناول فقط أهل الكتاب ومن في حكمهم ممن يقبل منهم الجزية.
لا تتناول العرب وغيرهم من الوثنيين من سائر أمم الأرض، وإذن فليس الأمر كما يصوره بن باديس ويهول به). والله أعلم. (8)
ـ الوجه الرابع/ مناداة ابن باديس بحرية الأديان و الاعتراف بها وما إلى ذلك فيه نوع " تضخيم لحرية الاعتقاد بهذه الصورة لا يعرفه الإسلام ولا المسلمون.
فالله شرع القتال حتى لا تكون فتنة. ويكون الدين لله، والفتنة الشرك.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ".
فالقاعدة الأساسية جهاد الكفار والمشركين حتى تتحقق هذه الغاية الكبرى، وقضية قبول الجزية من أهل الكتاب استثنائية من هذه القاعدة الأصيلة الكبيرة.
فإن لم يؤدوا الجزية وهم صاغرون، يقاتلون لكفرهم وتغنم أموالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم.
فأين هي حرية الأديان واحترامها التي يدعي بن باديس أن الإسلام يدين بها؟!.
فالناس عباد الله في نظر الإسلام خلقوا لعبادته، فإن تمرد بعضهم عن القيام بهذه الغاية، لا يستحق إلا الهوان في الدنيا والآخرة.
وإذن، فلا يجوز لابن باديس أن يعرض موقف الإسلام من أهل الكتاب إذا أدوا الجزية أذلاء صاغرين في هذه الصورة الضخمة العامة لهم ولغيرهم، والتي تلغى فيها القيود الثقال التي تجعلهم تحت مستوى العبيد، والتي تتجاهل الشروط العمرية المعتبرة عند فقهاء الإسلام، والتي عامل بها المسلمون - وعلى رأسهم خلفاؤهم - عاملوا بها أهل الكتاب.
و من المستنكر قوله (الآثار:6/ 321): ((نحن-كمسلمين-لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه، بل نود أن يقع التفاهم على نشر أصول الخير والإحسان التي تنفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عن الجميع)). بهذه الصورة الشاملة للديانات الباطلة كلها، فهذا الأسلوب فيه دفن لعزة الإسلام والمسلمين وإهانة الكفر والكافرين، كما أن فيها دفنا لمبدأ الولاء والبراء وبغض الكفار وعداوتهم المفروضة كما في النصوص التي سبق ذكرها.
لا يظن القارئ أن هذا سبق قلم من بن باديس بل هذه أقوال ثابتة يقررها ويكررها في مقالاته كثيرا ". والله أعلم. (9)
ـ الوجه الخامس/ أما قول ابن باديس (الآثار:5/ 43 - 44): ((عاش النصارى واليهود والمجوس في الشرق والغرب في ... المسلمين وتحت سلطانهم قروناً طوالاً فما أكرهوا على الإسلام، ولا نصب لهم ديوان تفتيش، ولا أرهقوا بالضرائب، ولا اقتيدوا للموت في سبيل الإسلام، ولا انتزعت أراضيهم بأفانين الاحتيال، ولا منعوا من قراءة دينهم ولغتهم بوجوه المنع، ولا أخذت أموال بيعهم وكنائسهم وتركت تعيش بالتقتير والاستجداء ءاتية للخلاء والخراب، ولا تعرض للطعن والتشهير بأديانهم وأعراضهم وعظمائهم بالزور والبهتان، ولا خصصوا بأحكام استثنائية في قانون العدل العام، بل كانوا لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، يبلغون من العلم والجاه والثروة تحت لواء العدل الإسلامي حيث يستطيعون تبوأ الكتابة والحجابة والوزارة، وأثروا حتى استغرضهم الأمراء و الشراف راتعين بحبوحة الأمن و المودة و المساواة للمسلمين في أبواب العدل و الإحسان، اللهم إلا أمرا واحدا فإن المسلمين استقلوا به وحدهم و احتازوه دون أهل ذمتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/17)
أجمعين، فقد كان المسلمين إذا داهم الخطر و نزل الموت الزؤام –سواء كانوا مهاجمين أو مدافعين – لا قوه بصدورهم و أبقوا أهل ذمتهم في مأمنهم موفورة عليهم راحتهم، يحمونهم بأنفسهم في مقابلة ما يأخذونه من الرجال القادرين منهم من القدر اليسير من المال الذي يسمى جزية، ويا حبذا المال اليسير تفدى به النفوس و تراح به الأبدان .. )) (*).انتهى
فلا أدري – والله المستعان -؛ " أين بن باديس من قول الله: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، وقول الله تعالى {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ}، وقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
أين بن باديس من قول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
فأين الصغار المشروع لإذلال هؤلاء إذا كانوا يقفون مع المسلمين في الوزارة وغيرها؟
ومن قال بهذا الكلام من أئمة الإسلام المعتبرين؟
لا يقول بهذا إلا العلمانيون الديمقراطيون الذين يلبسون ديمقراطيتهم لباس الإسلام، وقد قال بن باديس بالديمقراطية عفا الله عنه (10).
ثم أين بن باديس من قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}.
فأين عزة الإسلام والمسلمين إذا وقفوا مع أعداء الله على قدم المساواة بدون تمييز؟
أين بن باديس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ".
فأين المساواة المدعاة؟!
ثم لماذا تختفي هذه النصوص عند الحديث عن حقوق اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الذمة، بل وغيرهم ممن لا تقبل منهم الجزية.
فهذه النصوص القرآنية والنبوية تبين حقيقة موقف الإسلام من الديانات الباطلة وأهلها، وأنه لا علاقة بينه وبينها إلا أنه الأعلى العزيز وهي الأدنى والأحط والأذل، وأهلها كذلك، وكيف يستحق الإكرام من كفر بالله وباليوم الآخر وكذب رسله وكتبه ويكن للمؤمنين به العداوة والبغضاء ويتربص بهم الدوائر، إن إذلالهم لهو الحق والعدل بعينه، وهل يستحق المجرمون الإكرام؟
أين بن باديس من الشروط العمرية التي تملي على أهل الذمة من اليهود والنصارى والمجوس الذل والصغار في كل ميدان من ميادين حياتهم؟!
الشروط العمرية:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة": (قال الخلال في كتاب "أحكام أهل الملل ": أخبرنا عبدالله بن أحمد فذكره، وذكر سفيان الثوري عن مسروق عن عبد الرحمن ابن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرط عليهم ألا يحدثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب، ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال، يطعمونهم، ولا يؤوا جاسوسا، ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يظهروا شركا، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوه، وأن يوقروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يكتنوا بكناهم، ولا يركبوا سرجا، ولا يتقلدوا سيفا، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا، وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم، ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يظهروا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/18)
النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جرت فيه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئا مما شرطوه، فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق).
ثم قال ابن القيم: (وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها في كتبهم، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها، ثم ذكر أقوال الأئمة في أحكام الكنائس).
ثم قال: (ومتى انتقض عهدهم، جاز أخذ كنائس الصلح منهم، فضلا عن كنائس العنوة، كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لقريظة والنضير لما نقضوا العهد، فإن ناقض العهد أسوأ من المحارب الأصلي).
ثم قال: (ولا يمكنون من إحداث البيع والكنائس كما شرط عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشروط المشهورة عنه: (ألا يجددوا في مدائن الإسلام ولا فيما حولها كنيسة ولا صومعة ولا ديرا ولا قلاية)، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكون قبلتان في بلد واحد" رواه أحمد، وأبو داود بإسناد جيد، ولما روي عن عمر رضي الله عنه: (لا كنيسة في الإسلام) وهذا مذهب الأئمة الأربعة في الأمصار ومذهب جمهورهم في القرى.
وما زال من يوفقه الله من ولاة أمور المسلمين ينفذ ذلك ويعمل به، وذكر منهم: عمر بن عبدالعزيز، وأنه أمر بهدم الكنائس في اليمن، وذكر عن الحسن أنه قال: من السنة أن تهدم الكنائس في الأمصار القديمة والحديثة، وذكر من الخلفاء: الرشيد والمتوكل، وأنه استفتى العلماء في وقته فأجابوه فبعث بأجوبتهم إلى الإمام أحمد، فأجابهم بهدم كنائس السواد وذكر الآثار عن الصحابة والتابعين).
ثم قال ابن القيم: (وملخص الجواب أن كل كنيسة في مصر والقاهرة والكوفة والبصرة وواسط وفي بغداد ونحوها من الأمصار التي مصرها المسلمون بأرض العنوة، فإنه يجب إزالتها إما بالهدم أو غيره، بحيث لا يبقى لهم معبد في مصر مصره المسلمون بأرض العنوة، سواء كانت تلك المعابد قديمة أو محدثة، لأن القديم منها يجوز أخذه ويجب عند المفسدة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتمع قبلتان بأرض، فلا يجوز للمسلمين أن يمكنوا أن يكون بمدائن الإسلام قبلتان إلا لضرورة؛ كالعهد القديم، لا سيما وهذه الكنائس التي بهذه الأمصار محدثة يظهر حدوثها بدلائل متعددة، والمحدث يهدم باتفاق الأئمة).
ومن عدل الإسلام أن ينزل المسلمين منزلتهم وأن ينزل الكافرين منزلتهم، فشتان ما بين المسلمين والكفار.
ومن الحيف والجور المساواة بينهم في الدماء وغيرها، قال صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم .. . ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده ". وعن علي رضي الله عنه مرفوعا: (وأن لا يقتل مسلم بكافر).
وقد أحل الله للمسلمين نكاح الكتابيات، وحرم على المشركين والكتابيين نساء المسلمين، قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}.
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دية المعاهد نصف دية الحر".
تأمل هذه الأدلة والشروط العمرية وما بني على ذلك كله من أقوال أئمة الإسلام في معاملة أهل الذمة في كنائسهم ولباسهم وركوبهم وسائر ما ذكر من شؤون حياتهم، وقارن بين ذلك وبين ما يقرره بن باديس من أخوة إنسانية و حرية عقائد وأديان ومن المساواة بين المسلمين وأهل هذه الأديان، وتساءل من أين جاء بن باديس بهذه التقريرات التي ينسبها إلى الإسلام؟
نعم، إذا وفى أهل الذمة بالعهد والشروط المضروبة عليهم، وأدوا ما عليهم فإن على المسلمين أن يوفوا بعهودهم، وتحرم حينئذ دماؤهم وأموالهم، كما تجب على المسلمين حمايتهم من العدوان الداخلي والخارجي.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/19)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر بذمة الله، فلا يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا)
وفي وصية عمر رضي الله عنه لمن يأتي بعده من الخلفاء: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوهم إلا طاقتهم).
قال جويرية بن قدامة: (سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه (يعني عند موته). . . قلنا: أوصنا يا أمير المؤمنين: قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم).
وهذا من محاسن الإسلام ومزاياه وعلو شأنه في الأمور التي لا يلحق فيها من العدل واحترام العهود والمواثيق، ولو كان مع أشد الأعداء وأحقر الحقراء." والله أعلم. (11)
[مفاسد هذه الأقوال وآثار هذه الدعوة الآثمة على المسلمين]
اعلم أخي القاري– بارك الله فيك- أن مفاسد هذه الأقوال وآثار هذه الدعوة الآثمة على المسلمين خطيرة، ويمكن ذكر بعضها فيما يلي (12):
1 - إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام، والبلبلة في المسلمين، وشحنهم بسيل من الشبهات، والشهوات؛ ليعيش المسلم بين نفس نافرة، ونفس حاضرة.
2 - قصر المد الإسلامي، واحتوائه.
3 - تأتي على الإسلام من القواعد، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام واندراسه، ووهن المسلمين، ونزع الإيمان من قلوبهم، وَوَأدِه.
4 - حل الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي في شتى بقاعه؛ لإحلال الأخوة البلدية اللعينة: " أخوة اليهود والنصارى ".
5 - كف أقلام المسلمين، وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم، ممن كفرهم الله، وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم - إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام، ويتركوا ما سواه من الأديان.
6 - وتستهدف إبطال أحكام الإسلام المفروضة على المسلمين أمام الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر ممن لم يؤمن بهذا الإسلام، ويترك ما سواه من الأديان.
7 - وتستهدف كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله، ومنه: جهاد الكتابيين، ومقاتلتهم على الإسلام، وفرض الجزية عليهم إن لم يسلموا.
والله - سبحانه وتعالى - يقول: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}.
وكم في مجاهدة الكافرين، أعداء الله، ورسوله، والمؤمنين، من " إرهاب " لهم، وإدخال للرعب في قلوبهم، فينتصر به الإسلام، ويذل به أعداؤه، ويشف الله به صدور قوم مؤمنين.
والله - تعالى - يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
فوا عجبا من تفريط المسلمين، بهذه القوة الشرعية؛ لظهور تفريطهم في مواقفهم المتهالكة: موقف: اغتيال الجهاد، ووأده. وموقف: تأويل الجهاد للدفاع، لا للاستسلام على كلمة الإسلام أو الجزية إن لم يسلموا. موقف: تلقيب الجهاد باسم: " الإرهاب " للتنفير منه؛ حتى بلغت الحال بالمسلمين إلى تآكل موقفهم في فرض الجزية على الكافرين في تاريخهم اللاحق؟
وإن فرض الجزية على اليهود، والنصارى، إن لم يسلموا: عزة للمسلمين، وصغار على الكافرين؛ لهذا كانت لهم محاولات منذ القرن الرابع الهجري لإبطال الجزية، وإسقاطها عنهم، وكان أول كتاب زوره اليهود في أوائل القرن الرابع الهجري، فعرضه الوالي على العلماء، فحكم الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 - رحمه الله تعالى - بأنه مزور موضوع؛ لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وهو إنما أسلم عام الفتح بعد عام خيبر سنة 7، وهم يزعمون أن هذا الكتاب، وضع عنهم الجزية عام خيبر، وفيه شهادة سعد بن معاذ - رضي الله عنه - وقد توفي عام الخندق قبل خيبر. فثبت تزويره.
وما زال اليهود يخرجونه من وقت إلى آخر، وفي كل مرة يحكم العلماء بتزويره، فكان في عصر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 فأبطله.
وأخرجوه في القرن السابع في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728 - رحمه الله تعالى - فأبطله، وهكذا، وشرح ذلك مبسوط في كتاب: " أحكام أهل الذمة: 1/ 5 - 8 " لابن القيم المتوفى سنة 751 - رحمه الله تعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/20)
وزور النصارى " وثيقة سانت كاترين " المعلقة في: " دير طور سيناء ": " سانت كاترين " و " كاترين " اسم زوجة أحد الرهبان، وقد سميت كنيسة دير الطور باسمها؛ لأنها دفنت فيها في القرن التاسع.
وهي وثيقة مكذوبة وضعها النصارى.
وفي: " مجلة الدارة " العدد / 3 لعام 1400. ص / 124 - 130. بحث مهم في بيان بعض الوثائق التي زورها اليهود، والنصارى، ومنها هذه الوثيقة. والكاتب هو عبد الباقي فصه. الجزائر. جامعة قسنطينة.
ويزاد عليه: أن من أدلة تزويرها، ذكر شهادة أبي هريرة - رضي الله عنه - عليها، وهو إنما أسلم عام خيبر سنة 7، وهي مؤرخة في العام الثاني من الهجرة.
وانظر عن: " دير طور سيناء "، والذي سمي في القرن التاسع باسم: " دير سانت كاترين ": " الموسوعة العربية الميسرة: 1/ 830 " و: " المنجد " مادة: " دير طور سيناء ". و " المنجد في الأعلام. ص / 295 ".
8 - وتستهدف هدم قاعدة الإسلام، وأصله: " الولاء والبراء " و " الحب والبغض في الله "، فترمي هذه النظرية الماكرة إلى كسر حاجز براءة المسلمين من الكافرين، ومفاصلتهم، والتدين بإعلان بغضهم وعداوتهم، والبعد عن موالاتهم، وتوليهم، وموادتهم، وصداقتهم.
9 - وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الديان، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته، وعزل شريعته في القرآن والسنة عن الحياة، حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفكر، والأخلاقيات الهدامة، مفرغاً من كل مقوماته، فلا يترشح لقيادة أو سيادة، وجعل المسلم في محطة التلقي لِمَا عليه أعدائه، وأعداء دينه، وحينئذٍ يصلون إلى خسة الغاية: القفز إلى السلطة العالمية بلا مقاوم.
10 - وتستهدف إسقاط جوهر الإسلام، واستعلائه، وظهوره وتميزه، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل، في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى.
11 - وترمي إلى تمهيد السبيل: " للتبشير بالتنصير " والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين؛ لسبق تعبئتهم بالاسترخاء، والتبلد.
12 - ثم غاية الغايات: بسط جناح الكفرة من اليهود، والنصارى، والشيوعيين، وغيرهم على العالم بأسره، والتهامه، وعلى العالم الإسلامي بخاصة، وعلى الشرق الأوسط بوجه خاص، وعلى قلب العالم الإسلامي، وعاصمته: " الجزيرة العربية " بوجه أخص، في أقوى مخطط تتكالب فيه أمم الكفر وتتحرك من خلاله؛ لغزو شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ: الفكري، والثقافي، والاقتصادي، والسياسي، وإقامة سوق مشترك، لا تحكمه دولة الإسلام، ولا سمع فيه، ولا طاعة لخلق فاضل ولا فضيلة، ولا كسب حلال، فيفشو الربا، وتنتشر المفسدات، وتدجن الضمائر، والعقول، وتشتد القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة، وشريعة مستقيمة. وما " مؤتمر السكان والتنمية " المعقود بالقاهرة في: 29/ 3 / 1415 و " المؤتمر العالمي للمرأة " المعقود في بكين عام 1416. إلا طروحات لإنفاذ هذه الغايات البهيمية.
هذا بعض ما تستهدفه هذه النظيرة الآثمة، وإن من شدة الابتلاء، أن يستقبل نزر من المسلمين، ولفيف من المنتسبين إلى الإسلام هذه " النظرية " ويركضوا وراءها إلى ما يُعقد لها من مؤتمرات، ونحوها، وتعلو أصواتهم بها، مسابقين هؤلاء الكفرة إلى دعوتهم الفاجرة، وخطتهم الماكرة، حتى فاه بعض المنتسبين إلى الإسلام بفكرته الآثمة:
" إصدار كتاب يجمع بين دفتيه: " القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل ".
وإنا لنتلوا قول الله - تعالى -: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء}.
ومن المعلوم أن " باب التأويل والاجتهاد " باب واسع قد يؤول بصاحبه إلى اعتقاد الحلال حراماً، والحرام حلالاً (23)، هذا إذا كان في أصله سائغاً فكيف إذا كان غير سائغ، بل هو اجتهاد آثم؛ لمصادمته أصول الدين المعلومة منه بالضرورة، وعلى كلا الحالين فلا يجوز ترك بيان السنة والهدى، ويجب رد الاجتهادات والتأويلات الخاطئة، فضلا عن الفاسدة أصلاً، بل يجب البيان لحفظ هذا الدين، وكف العدوان عليه. وهذا من إعطاء الإسلام حقه، والوفاء بموجب العلم والإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/21)
إن هذه الدعوة بجذورها، وشعاراتها، ومفرداتها، هي من أشد ما ابلي به المسلمون في عصرنا هذا، وهي أكفر آحاد: " نظرية الخلط بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والمعروف والمنكر، والسنة والبدعة، والطاعة والمعصية ".
وهذه الدعوة الآثمة، والمكيدة المهولة، قد اجتمعت فيها بلايا التحريف، والانتحال، وفاسد التأويل، وإن هذه الأمة المرحومة، أمة الإسلام، لن تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها - بحمد الله - طائفة ظاهرة على الحق، حتى تقوم الساعة، من أهل العلم والقرآن، والهدى والبيان، تنفي عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فكان حقاً علينا وعلى جميع المسلمين: التعليم، والبيان، والنصح، والإرشاد، وصد العاديات عن دين الإسلام. ومن حذر فقد بشر.
[ختاما]
(الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبعد:
فهذا ما أردت التنبيه إليه مما وقع فيه بن باديس - رحمه الله تعالى - في موضوع خطير وهو: (تقارب الأديان؛ و حريتها، و احترامها، و الأخوة الإنسانية .. ) ولم أقصد الاستيعاب وليس سوقي لهذه الأخطاء انتقاصا لهذا الشيخ العظيم أو هضما لحقه أو محاكمة لشخص المؤلف - رحمه الله تعالى - وهو بين يدي ربه - عز وجل-.
و إنما هي أمور رأيت من اللازم عليَّ شرعا أن أنبه عليها و ألفت أنظار الإخوة إليها حتى يكونوا على بينة من أمر دينهم، والله أسال القبول وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي يوم ألقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين) (13)
وكتبه/ عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
بتاريخ:13/ربيع الثاني/1430هـ. الجزائر
-------
الحواشي:
(1): مقتبس من كلام الشيخ العلامة/ بكر بن عبد الله أبو زيد – رحمه الله تعالى – كما في كتابه النافع (الإبطال لنظرية الخلط .. ).
(2):ينظر على سبيل المثال: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"، ص: 10 - وما بعدها)، و (آثار الإبراهيمي:1/ 181).
(3): ينظر: صفحة (635) من كتاب: (دعوة التقريب بين الأديان .. ) للشيخ الدكتور/ أحمد القاضي- سدده الله تعالى -و (ص:398 - وما بعدها).
(4): (الإبطال .. ) للشيخ/ بكر - رحمه الله تعالى -.
(5): ينظر المصدر السابق.
(6): فائدة: حول لفظة: " (إنسانية): اتسع انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم، ويسْتمْلِحُ الواحد نفسه حين يقول: هذا عمل ((إنساني)).
وهكذا حتى في صفوف المتعلمين، والمثقفين، وما يدري المسكين أنها على معنى ((ماسونية)) وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه؛ لأنها ضد الدين فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
والخلاصة إنها محاربة المسلمين باسم: الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم.
وجزى الله الشيخ / محمد قطب، خيراً على شرحه وبيانه لهذا المذهب الفكري المعاصر ((الإنسانية)) في كتابه النافع ((مذاهب فكرية معاصرة)) ص / 589 – 604 فأنظره فإنه مهم. واهجر هذه الكلمة، لاتهم".اهـ
(7): مقتبس من كتاب (العواصم .. ) للشيخ الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي – بارك الله فيه-.
(8): المصدر السابق بتصرف.
(9): المصدر السابق بتصرف.
(*): قارن كلام الشيخ ابن باديس هذا بكلام العقلاني: (محمد عبده) في: [كتابه: (رسالة التوحيد) ص:205، طبعة خامسة للمنار، سنة:1346هـ، بتعليق/ محمد رشيد رضا، وكتابه: (الإسلام و النصرانية بين العلم و المدنية) ص:57، تقديم و تعليق/ محمد رشيد رضا. طبعة المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر سنة1988م]، ليظهر لك مدى التأثر والتطابق في هذا الموضوع. بله قد وافقه في تعريفه لبعض صفات الله – جل وعلا- كالسمع و البصر وأنها صفات انكشاف، والظاهر المراد من النصوص، وحديث الآحاد، وقارن – إن شئت- بكتاب (العقائد الإسلامية) لابن باديس، والله أعلم.
(10): ينظر: (الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الديمقراطية) ضمن سلسلة (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) [1].
(11): مقتبس من كتاب (العواصم .. ) للشيخ الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي – بارك الله فيه-.
(12): ينظر: (الإبطال .. ) للشيخ العلامة/ بكر أبو زيد – رحمه الله تعالى –فإنه مهم.
(13): مقتبس بتصرف من كتاب: (عذب الغدير .. ) ضمن سلسلة التنبيهات العلمية، للشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الخميس -بارك الله فيه-.
....
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:15 م]ـ
كلام الشيخ ابن باديس -رحمه الله تعالى- في هذا الموضوع يوافق كلام العقلاني: (محمد عبده) في كتابه: (الإسلام و النصرانية بين العلم و المدنية) ص:57، تقديم و تعليق/ محمد رشيد رضا. طبعة المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر سنة1988م]، و بهذا يظهر لك مدى التأثر والتطابق في هذا الموضوع. بله قد وافقه في تعريفه لبعض صفات الله – جل وعلا- كالسمع و البصر وأنها صفات انكشاف، والظاهر المراد من النصوص، وحديث الآحاد، وقارن – إن شئت- بكتاب (العقائد الإسلامية) لابن باديس، و (رسالة التوحيد) لمحمد عبده، فهل يصح بعد ذلك قول القائل إن دعوته تأثرت بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله و أجزل له الثواب-؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/22)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:13 ص]ـ
و ينظر (صراع بين السنة و البدعة) للشيخ أحمد حماني رحمه الله تعالى فقد أثبت تأثر جمعية العلماء بالجزائر بدعوة "جمال الدين الفغاني" و "محمد عبده" و الشيخ"رشيد رضا" .. والله أعلم.(57/23)
[تقارب الأديان، الأخوة الإنسانية .. عند بن باديس] ضمن سلسلة (التنبيهات السَّلفية .. ) [2]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 09, 11:18 م]ـ
السلسلة: (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) ---رقم: (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
[(تقارب الأديان، والأخوة الإنسانية .. ) عند الشيخ بن باديس ورجال الجمعية]
[مقدمة]
(الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، فأكمله -سبحانه- لنا وأتمه، وأتم به علينا النعمة، ورضيه لنا ديناً، وجعلنا من أهله وجعله خاتماً لكل الدين وشرعة، ناسخاً لجميع الشرائع قبله، وبعث به خاتم أنبيائه ورسله محمداً صلى الله عليه وسلم: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}، وجعل نهايته: رضوان الله والجنة {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم}. {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره: {أفغير الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون}.
ونعوذ بالله من طريق: "المغضوب عليهم": "اليهود":
" الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، واكلة السحت -وهو الربا والرشا- أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولانصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم: أعقلهم، وأحذقهم: أغشهم، وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوخشهم سحيّة، تحيتهم: لعنة، ولقاؤهم: طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت".
ونعوذ بالله من طريق "الضالين": "النصارى":
"المثلثة، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما: "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا" فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها: أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها: عبادة الصليب، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا! فدينهم شرب الخمور، واكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله "القس" والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير".
ونعوذ بالله من كل: "عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران؛ يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد، وحشر الأجساد، لا يدينون للخالق بدين، ولا يعبدونه مع العابدين، ولا يوحدونه مع الموحدين. وأمة "المجوس" منهم تستفرش الأمهات والنبات، والأخوات، دع العمات، والخالات، دينهم: الزمر، وطعامهم: الميتة، وشرابهم: الخمر، ومعبودهم النار، ووليهم: الشيطان، فهم أخبث بني آدم نحلة، وأرداهم مذهباً، وأسوأهم اعتقاداً.
وأما الزنادقة الصابئة، وملاحدة الفلاسفة، فلا يؤمنون بالله، ولا ملائكته ولا كتبه، ولا رسله، ولقائه، ولا يؤمنون بمبدأ، ولا معاد، وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار، لما يريد، قادر على كل شئ، عالم بكل شئ، آمر، ناهٍ، مرسل الرسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسيء، وليس عند نظارهم إلا تسعة أفلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها بمجوزات العقول".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/24)
فالحمد لله الذي أعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية:
طريق المغضوب عليهم: اليهود، وطريق الضالين: النصارى، وطريق الصابئة: الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس: مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين: عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء.
الحمد لله الذي أعاذنا منها، "وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة".
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الآلهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}.
"وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة. وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية. ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر".) (1)
أما بعد: فهذه مقالة ضمن سلسلة: (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) حول أقوال جانبت الصواب للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى- في موضوع: (تقريب الأديان وحريتها، والدعوة للأخوة الإنسانية .. ) وما في معناهما، كتبتها لألا يغتر بها من قد يقرأها، و يُنكَر على من يروج لها، ولغير ذلك من الأسباب، والله وحده ولي التوفيق.
[أول من نادى بالتقريب و الأخوة الإنسانية العالمية]
أيها الأخ؛ بعد مطالعة تراجم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى – تلحظ أنه متأثر برجالات الفكر العقلاني المعاصر كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده (2)، ومعلوم – وفقني الله و إياك – أن (أوَّل من نادى بالتقريب بين الأديان في أوساط المسلمين .. جمال الدين الأفغاني، ثم تلميذه محمد عبده. ولم يزل دعاة التقريب يمجدونهما، ويشيدون بمآثرها في هذا المضمار، وينسجون على منوالهما) (3)
(وكان من جهود محمد عبده، في ذلك، أن ألف هو، وزعيم الطائفة ميرزا باقر الإيراني، الذي تنصر، ثم عاد إلى الإسلام، ومعهم ممثل جمال الأفغاني، وعدد من رجال الفكر في: " بيروت " ألفوا فيه جمعية باسم: " جمعية التأليف والتقريب " موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة. وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين، وبعض الإنجليز، واليهود، كما تراه مفصلاً في كتاب: " تاريخ الأستاذ الإمام: 1/ 817 - 829 " تأليف محمد رشيد رضا. المتوفى سنة 1354.
ومن جهود محمد عبده في ذلك، مراسلات بينه، وبين بعض القساوسة، كما في كتاب: " الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده: 2/ 363 - 368 " جمع محمد عمارة.) (4)
و (في الربع الأخير من القرن الرابع عشر هجري، وحتى عامنا هذا 1416. وفي ظل " النظام العالمي الجديد ": جهرت اليهود، والنصارى، بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم، وبين المسلمين، وبعبارة أخرى: " التوحيد بين الموسوية، والعيسوية، والمحمدية " باسم:
" الدعوة إلى التقريب بين الأديان ". " التقارب بين الأديان ". ثم باسم: " نبذ التعصب الديني ".
ثم باسم: " الإخاء الديني " وله: فتح مركز بمصر بهذا الاسم.
وباسم: " مجمع الأديان " وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا الاسم.
وباسم: " الصداقة الإسلامية المسيحية ".
وباسم: " التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية ".
ثم أخرجت للناس تحت عدة شعارات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/25)
* " وحدة الأديان ". " توحيد الأديان ". " توحيد الأديان الثلاثة ". " الإبراهيمية ". " الملة الإبراهيمية ". " الوحدة الإبراهيمية ". " وحدة الدين الإلهي ". " المؤمنون ". " المؤمنون متحدون ". " الناس متحدون ". الديانة العالمية ". " التعايش بين الأديان ". " المِلّيُون ". " العالمية وتوحيد الأديان ".
ثم لحقها شعار آخر، هو " وحدة الكتب السماوية ". ثم امتد أثر هذا الشعار إلى فكرة طبع: " القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل " في غلاف واحد.
ثم دخلت هذه الدعوة في: " الحياة التعبدية العملية "؛ إذ دعا " البابا " إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة: الإسلاميين والكتابيين، وذلك بقرية: " أسِيس " في: " إيطاليا ". فأقيمت فيها بتاريخ: 27/ 10 / 1986 م.
ثم تكرر هذا الحدث مرات أخرى باسم: " صلاة روح القدس.
ففي: " اليابان " على قمة جبل: " كيتو " أقيمت هذه الصلاة المشتركة، وكان - واحسرتاه - من الحضور ممثل لبعض المؤسسات الإسلامية المرموقة.
وما يتبع ذلك، من أساليب بارعة للاستدراج، ولفت الأنظار إليها والالتفاف حولها، كالتلويح بالسلام العالمي، ونشدان الطمأنينة والسعادة للإنسانية، والإخاء، والحرية، والمساواة، والبر والإحسان. وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلاثة التي تنتحلها الماسونية: " الحرية، والإخاء، والمساواة " أو: " السلام، والرحمة، والإنسانية " وذلك بالدعوة إلى " الروحية الحديثة " القائمة على تحضير الأرواح، روح المسلم، وروح اليهودي، وروح النصراني، وروح البوذي، وغيرهم، وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة، كما بين خطرها الأستاذ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - في كتابه: " الروحية الحديثة دعوة هدامة / تحضير الأرواح وصلته بالصهيونية العالمية ") (5)
ولا شك أن تأثر بن باديس بهذه الدعوة الآثمة (دعوة التقريب و الأخوة الإنسانية وحرية الأديان والعقائد .. ) ظاهر في أقواله، وقبل أن أسوقها إليك؛ تنبه أنَّ من باعث قوله وبعض رجال جمعيته بعد مراعاة الظرف الزماني الذي عايشوه وهو: (ضغط الاستعمار الفرنسي الكافر)؛ أنَّ من باعث أقوالهم: (الباعثُ الدعويُّ السياسيُّ)، وإن تخللت بعض أقوالهم ما يفهم منها الباعث: (القومي و الوطني) كقول بن باديس (الآثار:4/ 44): ((احذر من التعصب الجنسي الممقوت فانه أكبر علامة من علامات الهمجية والانحطاط، كن أخا للإنسانية لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال، كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين فدينك الشريف يأمرك بالإحسان))، لكن الذي يظهر الأول- والله أعلم- وهذا بغض النظر عن التأثر بأقوال رجال المدرسة العقلية العصرية: (الأفغاني و عبده) - بدليل أن الجمعية جمعية دينية دعوية، ولها أهداف إصلاحية إسلامية، ولكي تتحقق تلك الأهداف في جو مثل ذلك الجو و ظرف مثل ظرفهم، لا بُدَّ من سياسة دعوية لتحقيق ذلك، فكان من بينها تسطير ابن باديس - رحمه الله - لأصول دعوة الجمعية كما في نسخة أصلية – مطوية باللون الأزرق- من هذه الأصول وفيها ترجمة باللغة الفرنسية وينظر (البصائر: السنة الثانية/العدد71/ربيع الثاني1356هـ/18جوان1937م) و (الآثار:5/ 135وما بعدها)، حيث قال في البند الثاني: ((الإسلام دين البشرية الذي لا تسعد إلا به، وذلك لأنه:
-كما يدعو إلى الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين، يذكر بالأخوة الإنسانية بين جميع البشر. (6)
-يسوي في الكرامة البشرية و الحقوق الإنسانية بين جميع الأجناس و الألوان.
-لأنه يفرض العدل فرضا تاما بين جميع الناس بلا أدنى تمييز.
-يدعو إلى الإحسان العام.
-يحرم الظلم بجميع وجوهه و بأقل قليله من أي أحد على أي أحد من الناس.
-يمجد العقل و يدعو إلى بناء الحياة كلها على التفكير.
-ينشر دعوته بالحجة و الإقناع لا بالختل و الإكراه.
-يترك لأهل كل دين دينهم يفهمونه و يطبقونه كما يشاؤون .. )). والله المستعان، وإلى أقواله غفر الله له:
[أقوال الشيخ بن باديس و رجال جمعيته]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/26)
ـ قال بن باديس كما في:"الشهاب"، جمادى الأولى 1356هـ/10جليت1937م، (الجزء:5/المجلد:13): ((سيدي مدير (البتي ماتان) المحترم. تحية و تقدير. سيدي أنا – كمسلم- أدين بالأخوة الإنسانية و احترامها في جميع أجناسها و أديانها، و أسعى للتقريب بين جميع عناصرها .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:6/ 321): ((نحن-كمسلمين-لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه، بل نود أن يقع التفاهم على نشر أصول الخير والإحسان التي تنفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عن الجميع .. )).
ـ و قال كما في (الآثار:5/ 43 - 44): ((عاش النصارى واليهود والمجوس في الشرق والغرب في ... المسلمين وتحت سلطانهم قروناً طوالاً فما أكرهوا على الإسلام، ولا نصب لهم ديوان تفتيش، ولا أرهقوا بالضرائب، ولا اقتيدوا للموت في سبيل الإسلام، ولا انتزعت أراضيهم بأفانين الاحتيال، ولا منعوا من قراءة دينهم ولغتهم بوجوه المنع، ولا أخذت أموال بيعهم وكنائسهم وتركت تعيش بالتقتير والاستجداء ءاتية للخلاء والخراب، ولا تعرض للطعن والتشهير بأديانهم وأعراضهم وعظمائهم بالزور والبهتان، ولا خصصوا بأحكام استثنائية في قانون العدل العام، بل كانوا لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، يبلغون من العلم والجاه والثروة تحت لواء العدل الإسلامي حيث يستطيعون تبوأ الكتابة والحجابة والوزارة ... )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 45): (( .. فليست المسألة مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 45): ((المسلم حبيب الإنسانية، مأمور بالعطف على أبنائها من أي ملة كانوا .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:5/ 138): ((أيها الشعب الكريم، كن-كلك-مع الحكومة الفرنسية الممثلة للشعب الفرنسي الديمقراطي اصدق تمثيل. كن كلك ضد كل متعصب ضد أي جنس أو دين.
... ناد من كل قلبك: لتحي الجزائر! لتحي فرنسا الشعبية! ليسقط الظلم والاستعباد! ليسقط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار .. )).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 44): ((احذر من التعصب الجنسي الممقوت فانه أكبر علامة من علامات الهمجية والانحطاط، كن أخا للإنسانية لكل جنس من أجناس البشر وخصوصا ابن جلدتك المتجنس بجنسية أخرى، فهو أخوك في الدم الأصلي على كل حال، كن محسنا لكل أحد من كل جنس ودين فدينك الشريف يأمرك بالإحسان)).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 110 - 111): ((ونحن لما نظرنا في الإسلام وحدنا والدين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها فيقول"ولقد كرمنا بني آدم".ويقرر الشقاوة والأخوة بين جميع تلك الأجناس، ويبين أنهم كانوا أجناساً للتمييز لا للتفضيل وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول:"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام".ويقرر التضامن الإنساني العام بأن الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع، والإساءة إلى واحد أساء إلى الجميع فيقول:"من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول:"لكم دينكم ولي دين)).
ـ وقال كما في (الآثار:4/ 204): ((نعم نهضنا نهضة: نبين على الدين أركانها فكانت سلاماً على البشرية لا يخشاها-والله-النصراني لنصرانيته، ولا اليهودي ليهوديته، بل ولا المجوسي لمجوسيته، ولكن يجب-والله- أن يخشاها الظالم لظلمه، والدجال لدجله، والخائن لخيانته)).
ويمكن تلخيص أقوال بن باديس في نقاط:
1 - بن باديس يَدِينُ بالأخوة الإنسانية و يحترمها في جميع أجناسها و أديانها، و يسعى للتقريب بين جميع عناصرها ..
2 - بن باديس يصرح بأن المسلم لا يضيق صدره بأن يرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه ..
3 - بن باديس يعتقد أن النصارى واليهود والمجوس قد يبلغون تحت لواء العدل الإسلامي الوزارة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/27)
4 - بن باديس يدعو للإحسان العام و أن المسألة ليست مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان ..
5 - بن باديس ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار ..
6 - نهضة بن باديس لا يخشاها النصراني لنصرانيته، ولا اليهودي ليهوديته، بل ولا المجوسي لمجوسيته فهي سلاماً على البشرية، ولكن يخشاها الظالم لظلمه، والدجال لدجله، والخائن لخيانته ..
7 - الإسلام عند بن باديس؛ الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} ..
والجواب عن هذه الأقوال الفاسدة من وجوه:
ـ الوجه الأول/ " لو حكمت العقيدة السلفية المحضة (بن باديس) لما تحدث بهذا الأسلوب السمج المتملق - إن أحسنا به الظن – " ومهما كان الظرف، وكان ينبغي له اتخاذ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم- والسلف الصالح رضي الله عنهم، أصلا و منهجا في الدعوة إلى الله ودعوة الكفار، لا القول ببعض أقوالهم، وهو العالم القدوة ..
ـ الوجه الثاني/ قوله بالأخوة الإنسانية واحترامها .. باطل من وجهين: (أولا: أن هذه هي الدعوة الماسونية العالمية، الدعوة في الظاهر إلى الإنسانية العالمية، وفي الباطن لتحقيق غايات صهيونية.
ثانيا: يحتج بن باديس لهذه الدعوة الآثمة كما في (الآثار:4/ 110 - 111) التي تقضي على مبدأ الولاء والبراء والبغض في الله والحب فيه الذي وردت فيه نصوص قرآنية ونبوية كثيرة، ويغرس في نفوس المسلمين الميوعة والسماجة السياسية، فيصبح لا فرق عند المسلم الضائع بين اليهودي والنصراني والمجوسي وبين المسلم الموحد، يجمع الجميع آصرة الإنسانية، وتربط الجميع الرابطة الإنسانية الكبرى.
وينسى بن باديس قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وما جرى مجراها، وما أدري هل يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى ناراهما وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه جرير البجلي: أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين "، وله شاهد من حديث كعب بن عمرو بلفظه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله "). والله أعلم. (7)
ـ الوجه الثالث/ (بن باديس) ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار، و الإسلام - عنده – هو الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} .. و (في هذا الكلام حرب شديدة على مبدأ الولاء والبراء، والحب في الله والبغض فيه المفروض على المسلمين بنص الكتاب والسنة.
قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ}
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}
وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/28)
كما أن كلامه يستنكر منه هذه المبالغة والتهويل و قوله: (الآثار:5/ 45):" .. فليست المسألة مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان .. ". وقوله عن الإسلام (الآثار:4/ 110 - 111): " .. ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين}.وهذا الاستدلال باطل؛ لأن سبب نزول الآية أن بعض أولاد الأنصار تربوا في الجاهلية في أحضان اليهود فتهودوا، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير، خرجوا معهم، فأراد آباؤهم أن يجبروهم على الإسلام، فأنزل الله الآية المذكورة.
وبعض المفسرين يرى أن هذه الآية خاصة بهم، وبعضهم يرى عمومها وشمولها لأهل الكتاب، ثم يذهب إلى أنها منسوخة بآية الجزية في سورة براءة.
ورجح ابن جرير أن الآية تتناول فقط أهل الكتاب ومن في حكمهم ممن يقبل منهم الجزية.
لا تتناول العرب وغيرهم من الوثنيين من سائر أمم الأرض، وإذن فليس الأمر كما يصوره بن باديس ويهول به). والله أعلم. (8)
ـ الوجه الرابع/ مناداة ابن باديس بحرية الأديان و الاعتراف بها وما إلى ذلك فيه نوع " تضخيم لحرية الاعتقاد بهذه الصورة لا يعرفه الإسلام ولا المسلمون.
فالله شرع القتال حتى لا تكون فتنة. ويكون الدين لله، والفتنة الشرك.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ".
فالقاعدة الأساسية جهاد الكفار والمشركين حتى تتحقق هذه الغاية الكبرى، وقضية قبول الجزية من أهل الكتاب استثنائية من هذه القاعدة الأصيلة الكبيرة.
فإن لم يؤدوا الجزية وهم صاغرون، يقاتلون لكفرهم وتغنم أموالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم.
فأين هي حرية الأديان واحترامها التي يدعي بن باديس أن الإسلام يدين بها؟!.
فالناس عباد الله في نظر الإسلام خلقوا لعبادته، فإن تمرد بعضهم عن القيام بهذه الغاية، لا يستحق إلا الهوان في الدنيا والآخرة.
وإذن، فلا يجوز لابن باديس أن يعرض موقف الإسلام من أهل الكتاب إذا أدوا الجزية أذلاء صاغرين في هذه الصورة الضخمة العامة لهم ولغيرهم، والتي تلغى فيها القيود الثقال التي تجعلهم تحت مستوى العبيد، والتي تتجاهل الشروط العمرية المعتبرة عند فقهاء الإسلام، والتي عامل بها المسلمون - وعلى رأسهم خلفاؤهم - عاملوا بها أهل الكتاب.
و من المستنكر قوله (الآثار:6/ 321): ((نحن-كمسلمين-لا يضيق صدرنا بأن نرى أهل كل دين يحتفلون بطقوس دينهم، ويظهرون تمسكهم بعقيدتهم، ويدعون إليه بكل شيء شريف نزيه، بل نود أن يقع التفاهم على نشر أصول الخير والإحسان التي تنفق عليها جميع الملل، وعلى مقاومة الشر والظلم والإلحاد المحرمة عن الجميع)). بهذه الصورة الشاملة للديانات الباطلة كلها، فهذا الأسلوب فيه دفن لعزة الإسلام والمسلمين وإهانة الكفر والكافرين، كما أن فيها دفنا لمبدأ الولاء والبراء وبغض الكفار وعداوتهم المفروضة كما في النصوص التي سبق ذكرها.
لا يظن القارئ أن هذا سبق قلم من بن باديس بل هذه أقوال ثابتة يقررها ويكررها في مقالاته كثيرا ". والله أعلم. (9)
ـ الوجه الخامس/ أما قول ابن باديس (الآثار:5/ 43 - 44): ((عاش النصارى واليهود والمجوس في الشرق والغرب في ... المسلمين وتحت سلطانهم قروناً طوالاً فما أكرهوا على الإسلام، ولا نصب لهم ديوان تفتيش، ولا أرهقوا بالضرائب، ولا اقتيدوا للموت في سبيل الإسلام، ولا انتزعت أراضيهم بأفانين الاحتيال، ولا منعوا من قراءة دينهم ولغتهم بوجوه المنع، ولا أخذت أموال بيعهم وكنائسهم وتركت تعيش بالتقتير والاستجداء ءاتية للخلاء والخراب، ولا تعرض للطعن والتشهير بأديانهم وأعراضهم وعظمائهم بالزور والبهتان، ولا خصصوا بأحكام استثنائية في قانون العدل العام، بل كانوا لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، يبلغون من العلم والجاه والثروة تحت لواء العدل الإسلامي حيث يستطيعون تبوأ الكتابة والحجابة والوزارة، وأثروا حتى استغرضهم الأمراء و الشراف راتعين بحبوحة الأمن و المودة و المساواة للمسلمين في أبواب العدل و الإحسان، اللهم إلا أمرا واحدا فإن المسلمين استقلوا به وحدهم و احتازوه دون أهل ذمتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/29)
أجمعين، فقد كان المسلمين إذا داهم الخطر و نزل الموت الزؤام –سواء كانوا مهاجمين أو مدافعين – لا قوه بصدورهم و أبقوا أهل ذمتهم في مأمنهم موفورة عليهم راحتهم، يحمونهم بأنفسهم في مقابلة ما يأخذونه من الرجال القادرين منهم من القدر اليسير من المال الذي يسمى جزية، ويا حبذا المال اليسير تفدى به النفوس و تراح به الأبدان .. )) (*).انتهى
فلا أدري – والله المستعان -؛ " أين بن باديس من قول الله: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، وقول الله تعالى {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ}، وقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
أين بن باديس من قول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
فأين الصغار المشروع لإذلال هؤلاء إذا كانوا يقفون مع المسلمين في الوزارة وغيرها؟
ومن قال بهذا الكلام من أئمة الإسلام المعتبرين؟
لا يقول بهذا إلا العلمانيون الديمقراطيون الذين يلبسون ديمقراطيتهم لباس الإسلام، وقد قال بن باديس بالديمقراطية عفا الله عنه (10).
ثم أين بن باديس من قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}.
فأين عزة الإسلام والمسلمين إذا وقفوا مع أعداء الله على قدم المساواة بدون تمييز؟
أين بن باديس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ".
فأين المساواة المدعاة؟!
ثم لماذا تختفي هذه النصوص عند الحديث عن حقوق اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الذمة، بل وغيرهم ممن لا تقبل منهم الجزية.
فهذه النصوص القرآنية والنبوية تبين حقيقة موقف الإسلام من الديانات الباطلة وأهلها، وأنه لا علاقة بينه وبينها إلا أنه الأعلى العزيز وهي الأدنى والأحط والأذل، وأهلها كذلك، وكيف يستحق الإكرام من كفر بالله وباليوم الآخر وكذب رسله وكتبه ويكن للمؤمنين به العداوة والبغضاء ويتربص بهم الدوائر، إن إذلالهم لهو الحق والعدل بعينه، وهل يستحق المجرمون الإكرام؟
أين بن باديس من الشروط العمرية التي تملي على أهل الذمة من اليهود والنصارى والمجوس الذل والصغار في كل ميدان من ميادين حياتهم؟!
الشروط العمرية:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة": (قال الخلال في كتاب "أحكام أهل الملل ": أخبرنا عبدالله بن أحمد فذكره، وذكر سفيان الثوري عن مسروق عن عبد الرحمن ابن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرط عليهم ألا يحدثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب، ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال، يطعمونهم، ولا يؤوا جاسوسا، ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يظهروا شركا، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوه، وأن يوقروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يكتنوا بكناهم، ولا يركبوا سرجا، ولا يتقلدوا سيفا، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا، وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم، ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يظهروا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/30)
النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جرت فيه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئا مما شرطوه، فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق).
ثم قال ابن القيم: (وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها في كتبهم، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها، ثم ذكر أقوال الأئمة في أحكام الكنائس).
ثم قال: (ومتى انتقض عهدهم، جاز أخذ كنائس الصلح منهم، فضلا عن كنائس العنوة، كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لقريظة والنضير لما نقضوا العهد، فإن ناقض العهد أسوأ من المحارب الأصلي).
ثم قال: (ولا يمكنون من إحداث البيع والكنائس كما شرط عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشروط المشهورة عنه: (ألا يجددوا في مدائن الإسلام ولا فيما حولها كنيسة ولا صومعة ولا ديرا ولا قلاية)، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكون قبلتان في بلد واحد" رواه أحمد، وأبو داود بإسناد جيد، ولما روي عن عمر رضي الله عنه: (لا كنيسة في الإسلام) وهذا مذهب الأئمة الأربعة في الأمصار ومذهب جمهورهم في القرى.
وما زال من يوفقه الله من ولاة أمور المسلمين ينفذ ذلك ويعمل به، وذكر منهم: عمر بن عبدالعزيز، وأنه أمر بهدم الكنائس في اليمن، وذكر عن الحسن أنه قال: من السنة أن تهدم الكنائس في الأمصار القديمة والحديثة، وذكر من الخلفاء: الرشيد والمتوكل، وأنه استفتى العلماء في وقته فأجابوه فبعث بأجوبتهم إلى الإمام أحمد، فأجابهم بهدم كنائس السواد وذكر الآثار عن الصحابة والتابعين).
ثم قال ابن القيم: (وملخص الجواب أن كل كنيسة في مصر والقاهرة والكوفة والبصرة وواسط وفي بغداد ونحوها من الأمصار التي مصرها المسلمون بأرض العنوة، فإنه يجب إزالتها إما بالهدم أو غيره، بحيث لا يبقى لهم معبد في مصر مصره المسلمون بأرض العنوة، سواء كانت تلك المعابد قديمة أو محدثة، لأن القديم منها يجوز أخذه ويجب عند المفسدة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتمع قبلتان بأرض، فلا يجوز للمسلمين أن يمكنوا أن يكون بمدائن الإسلام قبلتان إلا لضرورة؛ كالعهد القديم، لا سيما وهذه الكنائس التي بهذه الأمصار محدثة يظهر حدوثها بدلائل متعددة، والمحدث يهدم باتفاق الأئمة).
ومن عدل الإسلام أن ينزل المسلمين منزلتهم وأن ينزل الكافرين منزلتهم، فشتان ما بين المسلمين والكفار.
ومن الحيف والجور المساواة بينهم في الدماء وغيرها، قال صلى الله عليه وسلم: "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم .. . ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده ". وعن علي رضي الله عنه مرفوعا: (وأن لا يقتل مسلم بكافر).
وقد أحل الله للمسلمين نكاح الكتابيات، وحرم على المشركين والكتابيين نساء المسلمين، قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}.
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "دية المعاهد نصف دية الحر".
تأمل هذه الأدلة والشروط العمرية وما بني على ذلك كله من أقوال أئمة الإسلام في معاملة أهل الذمة في كنائسهم ولباسهم وركوبهم وسائر ما ذكر من شؤون حياتهم، وقارن بين ذلك وبين ما يقرره بن باديس من أخوة إنسانية و حرية عقائد وأديان ومن المساواة بين المسلمين وأهل هذه الأديان، وتساءل من أين جاء بن باديس بهذه التقريرات التي ينسبها إلى الإسلام؟
نعم، إذا وفى أهل الذمة بالعهد والشروط المضروبة عليهم، وأدوا ما عليهم فإن على المسلمين أن يوفوا بعهودهم، وتحرم حينئذ دماؤهم وأموالهم، كما تجب على المسلمين حمايتهم من العدوان الداخلي والخارجي.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/31)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله، فقد أخفر بذمة الله، فلا يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا)
وفي وصية عمر رضي الله عنه لمن يأتي بعده من الخلفاء: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوهم إلا طاقتهم).
قال جويرية بن قدامة: (سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه (يعني عند موته). . . قلنا: أوصنا يا أمير المؤمنين: قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم).
وهذا من محاسن الإسلام ومزاياه وعلو شأنه في الأمور التي لا يلحق فيها من العدل واحترام العهود والمواثيق، ولو كان مع أشد الأعداء وأحقر الحقراء." والله أعلم. (11)
[مفاسد هذه الأقوال وآثار هذه الدعوة الآثمة على المسلمين]
اعلم أخي القاري– بارك الله فيك- أن مفاسد هذه الأقوال وآثار هذه الدعوة الآثمة على المسلمين خطيرة، ويمكن ذكر بعضها فيما يلي (12):
1 - إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام، والبلبلة في المسلمين، وشحنهم بسيل من الشبهات، والشهوات؛ ليعيش المسلم بين نفس نافرة، ونفس حاضرة.
2 - قصر المد الإسلامي، واحتوائه.
3 - تأتي على الإسلام من القواعد، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام واندراسه، ووهن المسلمين، ونزع الإيمان من قلوبهم، وَوَأدِه.
4 - حل الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي في شتى بقاعه؛ لإحلال الأخوة البلدية اللعينة: " أخوة اليهود والنصارى ".
5 - كف أقلام المسلمين، وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم، ممن كفرهم الله، وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم - إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام، ويتركوا ما سواه من الأديان.
6 - وتستهدف إبطال أحكام الإسلام المفروضة على المسلمين أمام الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر ممن لم يؤمن بهذا الإسلام، ويترك ما سواه من الأديان.
7 - وتستهدف كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله، ومنه: جهاد الكتابيين، ومقاتلتهم على الإسلام، وفرض الجزية عليهم إن لم يسلموا.
والله - سبحانه وتعالى - يقول: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}.
وكم في مجاهدة الكافرين، أعداء الله، ورسوله، والمؤمنين، من " إرهاب " لهم، وإدخال للرعب في قلوبهم، فينتصر به الإسلام، ويذل به أعداؤه، ويشف الله به صدور قوم مؤمنين.
والله - تعالى - يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
فوا عجبا من تفريط المسلمين، بهذه القوة الشرعية؛ لظهور تفريطهم في مواقفهم المتهالكة: موقف: اغتيال الجهاد، ووأده. وموقف: تأويل الجهاد للدفاع، لا للاستسلام على كلمة الإسلام أو الجزية إن لم يسلموا. موقف: تلقيب الجهاد باسم: " الإرهاب " للتنفير منه؛ حتى بلغت الحال بالمسلمين إلى تآكل موقفهم في فرض الجزية على الكافرين في تاريخهم اللاحق؟
وإن فرض الجزية على اليهود، والنصارى، إن لم يسلموا: عزة للمسلمين، وصغار على الكافرين؛ لهذا كانت لهم محاولات منذ القرن الرابع الهجري لإبطال الجزية، وإسقاطها عنهم، وكان أول كتاب زوره اليهود في أوائل القرن الرابع الهجري، فعرضه الوالي على العلماء، فحكم الإمام المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 - رحمه الله تعالى - بأنه مزور موضوع؛ لأن فيه شهادة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وهو إنما أسلم عام الفتح بعد عام خيبر سنة 7، وهم يزعمون أن هذا الكتاب، وضع عنهم الجزية عام خيبر، وفيه شهادة سعد بن معاذ - رضي الله عنه - وقد توفي عام الخندق قبل خيبر. فثبت تزويره.
وما زال اليهود يخرجونه من وقت إلى آخر، وفي كل مرة يحكم العلماء بتزويره، فكان في عصر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 فأبطله.
وأخرجوه في القرن السابع في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728 - رحمه الله تعالى - فأبطله، وهكذا، وشرح ذلك مبسوط في كتاب: " أحكام أهل الذمة: 1/ 5 - 8 " لابن القيم المتوفى سنة 751 - رحمه الله تعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/32)
وزور النصارى " وثيقة سانت كاترين " المعلقة في: " دير طور سيناء ": " سانت كاترين " و " كاترين " اسم زوجة أحد الرهبان، وقد سميت كنيسة دير الطور باسمها؛ لأنها دفنت فيها في القرن التاسع.
وهي وثيقة مكذوبة وضعها النصارى.
وفي: " مجلة الدارة " العدد / 3 لعام 1400. ص / 124 - 130. بحث مهم في بيان بعض الوثائق التي زورها اليهود، والنصارى، ومنها هذه الوثيقة. والكاتب هو عبد الباقي فصه. الجزائر. جامعة قسنطينة.
ويزاد عليه: أن من أدلة تزويرها، ذكر شهادة أبي هريرة - رضي الله عنه - عليها، وهو إنما أسلم عام خيبر سنة 7، وهي مؤرخة في العام الثاني من الهجرة.
وانظر عن: " دير طور سيناء "، والذي سمي في القرن التاسع باسم: " دير سانت كاترين ": " الموسوعة العربية الميسرة: 1/ 830 " و: " المنجد " مادة: " دير طور سيناء ". و " المنجد في الأعلام. ص / 295 ".
8 - وتستهدف هدم قاعدة الإسلام، وأصله: " الولاء والبراء " و " الحب والبغض في الله "، فترمي هذه النظرية الماكرة إلى كسر حاجز براءة المسلمين من الكافرين، ومفاصلتهم، والتدين بإعلان بغضهم وعداوتهم، والبعد عن موالاتهم، وتوليهم، وموادتهم، وصداقتهم.
9 - وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الديان، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته، وعزل شريعته في القرآن والسنة عن الحياة، حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفكر، والأخلاقيات الهدامة، مفرغاً من كل مقوماته، فلا يترشح لقيادة أو سيادة، وجعل المسلم في محطة التلقي لِمَا عليه أعدائه، وأعداء دينه، وحينئذٍ يصلون إلى خسة الغاية: القفز إلى السلطة العالمية بلا مقاوم.
10 - وتستهدف إسقاط جوهر الإسلام، واستعلائه، وظهوره وتميزه، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل، في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى.
11 - وترمي إلى تمهيد السبيل: " للتبشير بالتنصير " والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين؛ لسبق تعبئتهم بالاسترخاء، والتبلد.
12 - ثم غاية الغايات: بسط جناح الكفرة من اليهود، والنصارى، والشيوعيين، وغيرهم على العالم بأسره، والتهامه، وعلى العالم الإسلامي بخاصة، وعلى الشرق الأوسط بوجه خاص، وعلى قلب العالم الإسلامي، وعاصمته: " الجزيرة العربية " بوجه أخص، في أقوى مخطط تتكالب فيه أمم الكفر وتتحرك من خلاله؛ لغزو شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ: الفكري، والثقافي، والاقتصادي، والسياسي، وإقامة سوق مشترك، لا تحكمه دولة الإسلام، ولا سمع فيه، ولا طاعة لخلق فاضل ولا فضيلة، ولا كسب حلال، فيفشو الربا، وتنتشر المفسدات، وتدجن الضمائر، والعقول، وتشتد القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة، وشريعة مستقيمة. وما " مؤتمر السكان والتنمية " المعقود بالقاهرة في: 29/ 3 / 1415 و " المؤتمر العالمي للمرأة " المعقود في بكين عام 1416. إلا طروحات لإنفاذ هذه الغايات البهيمية.
هذا بعض ما تستهدفه هذه النظيرة الآثمة، وإن من شدة الابتلاء، أن يستقبل نزر من المسلمين، ولفيف من المنتسبين إلى الإسلام هذه " النظرية " ويركضوا وراءها إلى ما يُعقد لها من مؤتمرات، ونحوها، وتعلو أصواتهم بها، مسابقين هؤلاء الكفرة إلى دعوتهم الفاجرة، وخطتهم الماكرة، حتى فاه بعض المنتسبين إلى الإسلام بفكرته الآثمة:
" إصدار كتاب يجمع بين دفتيه: " القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل ".
وإنا لنتلوا قول الله - تعالى -: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء}.
ومن المعلوم أن " باب التأويل والاجتهاد " باب واسع قد يؤول بصاحبه إلى اعتقاد الحلال حراماً، والحرام حلالاً (23)، هذا إذا كان في أصله سائغاً فكيف إذا كان غير سائغ، بل هو اجتهاد آثم؛ لمصادمته أصول الدين المعلومة منه بالضرورة، وعلى كلا الحالين فلا يجوز ترك بيان السنة والهدى، ويجب رد الاجتهادات والتأويلات الخاطئة، فضلا عن الفاسدة أصلاً، بل يجب البيان لحفظ هذا الدين، وكف العدوان عليه. وهذا من إعطاء الإسلام حقه، والوفاء بموجب العلم والإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/33)
إن هذه الدعوة بجذورها، وشعاراتها، ومفرداتها، هي من أشد ما ابلي به المسلمون في عصرنا هذا، وهي أكفر آحاد: " نظرية الخلط بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والمعروف والمنكر، والسنة والبدعة، والطاعة والمعصية ".
وهذه الدعوة الآثمة، والمكيدة المهولة، قد اجتمعت فيها بلايا التحريف، والانتحال، وفاسد التأويل، وإن هذه الأمة المرحومة، أمة الإسلام، لن تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها - بحمد الله - طائفة ظاهرة على الحق، حتى تقوم الساعة، من أهل العلم والقرآن، والهدى والبيان، تنفي عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فكان حقاً علينا وعلى جميع المسلمين: التعليم، والبيان، والنصح، والإرشاد، وصد العاديات عن دين الإسلام. ومن حذر فقد بشر.
[ختاما]
(الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبعد:
فهذا ما أردت التنبيه إليه مما وقع فيه بن باديس - رحمه الله تعالى - في موضوع خطير وهو: (تقارب الأديان؛ و حريتها، و احترامها، و الأخوة الإنسانية .. ) ولم أقصد الاستيعاب وليس سوقي لهذه الأخطاء انتقاصا لهذا الشيخ العظيم أو هضما لحقه أو محاكمة لشخص المؤلف - رحمه الله تعالى - وهو بين يدي ربه - عز وجل-.
و إنما هي أمور رأيت من اللازم عليَّ شرعا أن أنبه عليها و ألفت أنظار الإخوة إليها حتى يكونوا على بينة من أمر دينهم، والله أسال القبول وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي يوم ألقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين) (13)
وكتبه/ عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
بتاريخ:13/ربيع الثاني/1430هـ. الجزائر
-------
الحواشي:
(1): مقتبس من كلام الشيخ العلامة/ بكر بن عبد الله أبو زيد – رحمه الله تعالى – كما في كتابه النافع (الإبطال لنظرية الخلط .. ).
(2):ينظر على سبيل المثال: (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"، ص: 10 - وما بعدها)، و (آثار الإبراهيمي:1/ 181).
(3): ينظر: صفحة (635) من كتاب: (دعوة التقريب بين الأديان .. ) للشيخ الدكتور/ أحمد القاضي- سدده الله تعالى -و (ص:398 - وما بعدها).
(4): (الإبطال .. ) للشيخ/ بكر - رحمه الله تعالى -.
(5): ينظر المصدر السابق.
(6): فائدة: حول لفظة: " (إنسانية): اتسع انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم، ويسْتمْلِحُ الواحد نفسه حين يقول: هذا عمل ((إنساني)).
وهكذا حتى في صفوف المتعلمين، والمثقفين، وما يدري المسكين أنها على معنى ((ماسونية)) وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه؛ لأنها ضد الدين فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
والخلاصة إنها محاربة المسلمين باسم: الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم.
وجزى الله الشيخ / محمد قطب، خيراً على شرحه وبيانه لهذا المذهب الفكري المعاصر ((الإنسانية)) في كتابه النافع ((مذاهب فكرية معاصرة)) ص / 589 – 604 فأنظره فإنه مهم. واهجر هذه الكلمة، لاتهم".اهـ
(7): مقتبس من كتاب (العواصم .. ) للشيخ الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي – بارك الله فيه-.
(8): المصدر السابق بتصرف.
(9): المصدر السابق بتصرف.
(*): قارن كلام الشيخ ابن باديس هذا بكلام العقلاني: (محمد عبده) في: [كتابه: (رسالة التوحيد) ص:205، طبعة خامسة للمنار، سنة:1346هـ، بتعليق/ محمد رشيد رضا، وكتابه: (الإسلام و النصرانية بين العلم و المدنية) ص:57، تقديم و تعليق/ محمد رشيد رضا. طبعة المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر سنة1988م]، ليظهر لك مدى التأثر والتطابق في هذا الموضوع. بله قد وافقه في تعريفه لبعض صفات الله – جل وعلا- كالسمع و البصر وأنها صفات انكشاف، والظاهر المراد من النصوص، وحديث الآحاد، وقارن – إن شئت- بكتاب (العقائد الإسلامية) لابن باديس، والله أعلم.
(10): ينظر: (الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- و الديمقراطية) ضمن سلسلة (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) [1].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/34)
(11): مقتبس من كتاب (العواصم .. ) للشيخ الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي – بارك الله فيه-.
(12): ينظر: (الإبطال .. ) للشيخ العلامة/ بكر أبو زيد – رحمه الله تعالى –فإنه مهم.
(13): مقتبس بتصرف من كتاب: (عذب الغدير .. ) ضمن سلسلة التنبيهات العلمية، للشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الخميس -بارك الله فيه-.
....
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:36 م]ـ
جاري التعديل في هذا المقال مع بعض الإضافات إن شاء الله تعالى ..
ـ[أكرم الشيشاني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الكريم (عبد الحق آل الأحمد)، و وفقك الله
و رحم الله الشيخ المجاهد - إبن باديس - إمام الجزائر
******
* تعقيب على موضوع الأخ (ردي سيكون عبارة عن نقاط)، ألا و هي:
1 - حكمك على دعوة الشيخ أنها ليست سلفية (حكم متسرع و قاسي)، فإذا كانت دعواه غير سلفية فما هي إذن؟؟؟
2 - بعض النقاط التي أثرتها أخي الكريم، مبهمة و تشبه المتشابه في القرآن الكريم، مثلا: كلمة الأخوة الإنسانية، كان الواجب عليك أن تأتي بتعريف الشيخ لها، و ذكر السياق التي ذكرت فيه ..
3 - قولك أن الشيخ كان ينطلق من مبدأ قومي و و طني، أقول: (لا أحد ينكر أن الشيخ كان وطني الخطاب، و اكن القارئ في سيرته، يجد أن الشيخ كان يعمل على تكوين البيت ثم الأمة) ففكره و منطلقه كان للأمة رغم البداية الضيقة التي نراها للوهلة الأولى ..
4 - مهما كان أخي الحبيب، لا يمكن أن تعزل الشيخ و أقواله، عن بشريته و عن الوضع الذي كان فيه، و العبرة بحياته ككل لا ببعض المقتطفات ..
5 - أنكرت على الشيخ الآتي:
حيث قال في البند الثاني: ((الإسلام دين البشرية الذي لا تسعد إلا به، وذلك لأنه:
-كما يدعو إلى الأخوة الإسلامية بين جميع المسلمين، يذكر بالأخوة الإنسانية بين جميع البشر. (6)
-يسوي في الكرامة البشرية و الحقوق الإنسانية بين جميع الأجناس و الألوان.
-لأنه يفرض العدل فرضا تاما بين جميع الناس بلا أدنى تمييز.
-يدعو إلى الإحسان العام.
-يحرم الظلم بجميع وجوهه و بأقل قليله من أي أحد على أي أحد من الناس.
-يمجد العقل و يدعو إلى بناء الحياة كلها على التفكير.
-ينشر دعوته بالحجة و الإقناع لا بالختل و الإكراه.
-يترك لأهل كل دين دينهم يفهمونه و يطبقونه كما يشاؤون .. )) و به نجمل الموضوع ... أثبت لنا عكس هذا ..
و فقكم الله، و يشهد الله أني متتبع وفي لمواضيعكم
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و ارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه
:)(57/35)
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف والتفويض!
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[12 - 08 - 09, 07:16 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
فقد قرأتُ هذا المقال لشيخنا وفقه الله وبارك فيه وزاده صلابة في دين الله فأحببتُ نقله لكم لما فيه من الفائدة.
وهو منشور في موقعه الرسمي http://www.alabdulltif.ne
عثار (القول التمام)
سوّد سيف العصري كتاباً أسماه (القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام) , وقد طالعتُ الكتاب فإذا هو حافل بالمزالق والمغالطات والتلبيسات - كما سيأتي الإشارة إلى بعضها - وقدّم له نخبة من الأساتذة الأشياخ , وعلى رأسهم الشيخ د. يوسف القرضاوي.
ـ عندما تطالع مقدمة د. القرضاوي فإن وَهْم التشبيه والتجسيم عالق في ذهنية القرضاوي منذ كان صغيراً في ابتدائية الأزهر حتى ساعة كتابة المقدمة (1428هـ) , وهذا الوهم الجاثم هو امتداد لما كان عليه أسلافه (الأشاعرة) كما في جوهرة اللقاني والنسفية وموقف الإيجي ونحوها .. إذ انقدح في أذهانهم أن في إثبات أكثر الصفات الإلهية تمثيلاً وتشبيهاً , فدفعوه بالتأويل الفاسد أو التفويض والتضليل.
وليت الشيخ القرضاوي ـ وهو في معترك المنايا ـ أن يتحرر من هذا التقليد للأشاعرة والتسويغ لمقالة الداعية الكبير حسن البنا ـ رحمه الله ـ في تصوير مذهب التفويض (التجهيل) , لاسيما وأن الأشاعرة يوجبون "النظر" , ويجعلونه أول واجب , فغاية الإيمان هو العلم بحدوث العالم وقدم الصانع!! ويجعلون المقلد في التوحيد كافراً كما في الأقوال التي قررها البيجوري في شرح جوهرة اللقاني , والتي عَوّل عليها القرضاوي في دراسته ومقدمته.
ـ وقد حكى القرضاوي انفتاحه الكبير على مذهب السلف ـ أو مدرسة ابن تيمية وابن القيم على حدّ تعبيره ـ لكن هذا الانفتاح المرتقب بعد هذا العمر المديد سرعان ما تقشع بعد هذه الدعوى بسطور! فالقرضاوي يقول: " قال ابن تيمية بصريح العبارة ... لله جنب ولكن ليس كجنبنا "
وهذه كذبة صلعاء على شيخ الإسلام , فإنه قد قال - رحمه الله -: " لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنباً , نظير جنب الإنسان , وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} الزمر56 , فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له , بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة كبيت الله , وناقة الله .. والتفريط ليس في شيء من صفات الله عز وجل .. بل يراد به أنه فرّط في جهته وفي حقه .. " الجواب الصحيح 3/ 145, 146 باختصار (طبعة المدني).
وهذا ما قرره الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر (ص184) , وكذا الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة 1/ 250.
ولو تكرم الشيخ القرضاوي بالتفاتة عابرة على تراث ابن تيمية لما أوقع نفسه في هذه العثرة.
ـ الانفتاح " المنتظر " من الشيخ القرضاوي مع أهل السنة والجماعة قد صيّره بعيد المنال , لما عَرّض بأهل السنة ولمزهم بالإرهاب الفكري , وأن انتشار هذه المدرسة (السلفية) لأجل قوة سياسية أو اقتصادية.
ولو نطق بهذا اللمز غير القرضاوي من الأغمار وأشباههم لكان أمراً مكروراً! لكن أن يصدر هذا الطعن من أشهر الشخصيات الإسلامية في العالم , وأبرز علماء العصر! فهذا مردود شرعاً وعقلاً وفطرة وواقعاً.
أفيقال: إن ظهور مذهب السلف في أرض الكنانة مثلاً لأجل نصرة النظام المصري لمذهب السلف الصالح!!! إن مذهب السلف الصالح يكابد أنواعاً من المكر الكبّار - خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر - ومع ذلك فمذهب السلف له الظهور والقبول والانتشار , إذ هو في غاية الاطراد والوضوح , وهو المذهب الذي تقبله العقول والفِطَر , والقائم على الرسوخ واليقين والتسليم للشرع والاستدلال به .. وكما قال ابن تيمية: " وإذا تأمل اللبيب الفاضل تبيّن له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد , والصحة والاطراد , وأنه مقتضى المعقول الصريح , والمنقول الصحيح , وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف الذي يؤفك عنه من أُفك خارجاً عن موجب العقل والسمع , مخالفاً للفطرة والسمع .. " الفتاوى 5/ 212, 213.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/36)
والمأمول من الشيخ القرضاوي أن يفتح قلبه ويشرح صدره لإخوانه أهل السنة والجماعة , وأن يطالع تراثهم بموضوعية وبلا مقررات سابقة , فالشيخ القرضاوي قد خاض غمار حياة حافلة بالمكتسبات والابتلاءات والتجارب , وأعقب ذلك مرونة ظاهرة , وانفتاحاً في غاية الاتساع , كما في مواقفه من الأنظمة والغرب .. وإخوان القرضاوي وأبناؤه من أهل السنة والجماعة هم أحق وأولى بهذا الانفتاح والتواصل!
ـ ويقرر الشيخ القرضاوي أن منهج القرآن عدم تجميع نصوص الصفات في نسق واحد , إذ قد يوهم التركيب والتجسيم - على حدّ دعواه - .. وهكذا فإن " كابوس " التشبيه قد استحوذ على القرضاوي , فظن أن هذا الإثبات يعدّ تجسيماً .. وما أجمل ما قاله أبو الحسن الأشعري لأبي علي الجبائي (المعتزلي): كأن القرآن قد نزل بلغة جبّاء! والقرضاوي يريد أن يجعل القرآن وفق " مقررات " الأزهر وعقائد البنا! وكما قال ابن تيمية: المعتزلي يجعل القرآن معتزلياً , والرافضي يجعله رافضياً .. وهكذا.
وهل إذا تمّ التفريق - بناء على قاعدة القرضاوي - يزول محذور الشبيه؟!
ها أنتم تزعمون التمثيل والتشبيه في أكثر نصوص الصفات وهي مفرّقة في القرآن ومع ذلك أعملتم التأويل المذموم , والتفويض والتجهيل!
وهاهو صاحبكم البيهقي - رحمه الله - جمع ما يتعلق بالصفات في كتابه الشهير (الأسماء والصفات) ثم أعقبها بتأويلات المتكلمين كابن فورك وأشباهه والمقصود أن محذور (الجمع) و (التفريق) ليس مؤثراً عندكم , فأنتم عازمون وماضون في التأويل أو التجهيل سواء اجتمعت النصوص أو افترقت!
وبالجملة فهذه القاعدة المتهافتة من " جراب " القرضاوي فلا دليل عليها , وليس له سلف في ذلك.
والمقصود أن حشد نصوص الصفات الثابتة والصريحة يحقق إقراراً بمعانيها , وفهماً لدلالتها , وهذا لا يروق لأرباب التفويض والتأويل! وكذا فإن نَفَس التفويض قد أحكم قبضته على القرضاوي حتى أنه أورد نقلاً جلياً في إثبات الصفات لعثمان الدارمي , فزعم أنه تفويض!!
ومن تقريرات السلف الصالح في بيان أن معاني الصفات معلومة وليس مجرد مذهب ابن تيمية وابن القيم كما يظن القرضاوي , ماقاله شيخ الإسلام الصابوني (ت449هـ): " ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها , فيعظموا الله حق عظمته , ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف أسمه وكنيته , واسم أبيه وجدّه , وسأل عن صغير أمره وكبيره , فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها " الحجة في بيان المحجة 1/ 22.
ـ وأما مقدمة وهبي غاوجي , فهي تحكي إفلاس المذكور , فما جدوى مقدمة يكتبها " الشيخ العلامة .. " وهي مجرد استلال نقول من مريده سيف (العصر)؟! فهل (القول التمام) ألحق بغاوجي عيّاً فاقتصر على الترداد والنقل الحرفي عن التلميذ , اللهم إلا أن غاوجي زعم قائلاً: " لقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض"؟!
وهل بلغ بغاوجي الحنق على ابن تيمية فلا يذكر اسمه! وإنما " رجل في القرن السابع "!! فهل هذا من الإلغاز والتعمية والذي يتفق مع مذهب القوم وما فيه من تلوّن وتجهيل!
أم هو الاحتقار والازدراء لإمام الدنيا , وناصر السنة , و وارث علم النبوة شيخ الإسلام ابن تيمية؟! ومع ذلك فغاوجي ينقل عن السبكي, ما ظاهرة تكفير ابن تيمية , ويؤيده! كما في كتابه أركان الإيمان ص298 (انظر منهج الأشاعرة في العقيدة ص135).
إنها حماقة مكشوفة ومكابرة للبديهيات لا تسترعي تطويلاً .. لكنه النَفَس البدعي والذي يحاكي سبيل الباطنية , حيث يقول أبو حاتم الباطني " إن من جملة المجسِّمة قوماً يقال لهم المالكية , ينسبون إلى رجل يقال له: مالك بن أنس , وقوماً يقال لهم الشافعية , ينسبون إلى رجل يقال له: محمد بن إدريس " انظر: منهاج السنة 2/ 106, وشرح الطحاوية 1/ 86.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/37)
ـ وأما مقدمة أ. د. حسن الأهدل ففيها تناقض فاضح , إذ يردد صاحبها أن التفويض هو عين مذهب السلف ثم ينقض ترداده قائلاً " وما يسعنا في هذا الباب إلا أن نقول مثل ما قال سلفنا الصالح " الاستواء معلوم , والكيف مجهول ... " " فالمذكور يحتج بما يبطل مذهبه! قال تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الزخرف18 قالوا: هي المرأة لا تتكلم بحجة لها إلا كانت عليها.
ـ وأما تقديم (الشاعر) د. هنداوي فهي عبارة عن أبيات نظمها في محاولة يائسة في تلميع مسلك التأويل الفاسد والتفويض والتجهيل , ونقض الغبار عن هذا المذهب المتناقض وترداد ما قاله الأشاعرة ـ في ترويج التحريف والتجهيل .. ويأتي تقديم د. أبي حسان فإذا أغلبه في واد , وموضوع الكتاب في واد آخر!
ـ و قبل الشروع في أهم مزالق الكتاب نذكِّر بأن مذهب السلف الصالح في صفات الله تعالى هو الوسط والعدل بين تحريفات المتأولين وجهالات المفوِّضين وعماياتهم , فمعاني الصفات معلومة , وهذا متقرر في كتاب الله – تعالى - , حيث أمر الله – تعالى - بتدبّر الكتاب كلّه أي عقله وفهم معانية , وآيات الصفات تدخل في ذلك دخولاً أوليّاً , قال - عز وجل -: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} ص29, والتعرّف على الله – تعالى - وفهم أسمائه وصفاته أمر فطري ضروري , فأعظم ما تتوق له النفس , وأحوج ما تكون إليه هو العلم بالله وعَقْل أسمائه وصفاته والتعبّد بها فلا تتحقق عبادة الله – تعالى - إلا بفقه أسماء الله – تعالى - وصفاته , وتحريك القلوب بالدعاء بها , قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الأعراف180.
وأما كيفية صفات الله – تعالى - وحقائقها فإنها مجهولة كما في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} آل عمران7.
قال ابن تيمية - رادّا على أهل التأويل والتفويض -: " فمن كان يرى أن الذي أمر الله به إما أن تكون الأمةُ كلها أمّيةً لا تعقل معاني الكتاب , وإما أن تكون فيها من يُحرِّفه بالتأويلات المبتدعة , فهو ممن يدعو إلى الإعراض عن معاني كتاب الله ونسيانها , ولهذا صار هؤلاء يَنْسَون معانية حقيقة , فلا يخطر بقلوبهم المعنى الذي أراده الله ولا يتفكرونه , وهذا نسيان حقيقي لمعاني كتاب الله .. " جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص25.
وخلاصة الكتاب المذكور: هو التسويق لمذهب الأشاعرة والقائم على التلفيق والتناقض , و التأويل الفاسد , والتفويض الجاهل , وإسقاط حرمة النصوص الشرعية ومن هذا التمشعر ما حواه الكتاب من تقرير مذهب التفويض وهو عندهم (أن لنصوص الصفات معان لا يعلمها إلا الله) وإلصاق ذلك بسلف الأمة .. وهذا المذهب الرديء , من طرائق الأشاعرة , وهو من شر أقوال أهل البدع والأهواء , وقد تولى سلفنا الصالح الردّ على هذا المذهب وكشف عواره وتناقضه , كما في الفتوى الحموية والرسالة التدمرية والقاعدة المراكشية وجواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية والصواعق المرسلة لابن القيم (2).
وسيف العصر يعمد في هذا الكتاب إلى نبش هذه الجهالات - مذهب التضليل والتفويض - وبعث رميمها .. وطباعة وتوزيع " القول التمام " (3) مؤذنٌ بالعثار والمحاق , وظهور بدعة التفويض يعقبه زوالها ومزيد ظهور وقبول لمذهب السلف الصالح , وكما قال سحنون - رحمه الله -: " أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها " ترتيب المدارك لعياض 1/ 611.
وقال ابن تيمية: " ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين , وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .. وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات , أقام الله - تعالى - مما يحقّ به الحق , ويبطل به الباطل من الآيات والبينات بما يظهره من أدلة الحق , الجواب الصحيح 1/ 13.
ـ إن آفة (السيف العصري) في عموم كتابه هو أن وَهْم التمثيل في سائر الصفات الإلهية قد استولى على عقله وتقريراته .. ففرّ من هذا الوهم إلى عمايات التفويض والتجهيل , فإثبات الصفات ـ التي لا يروق له إثباتها ـ تستلزم التجسيم (ص43) , ولا يفهم المسكين من إثبات اليد لله - تعالى - إلا الجارحة (ص44) , والافتقار و الاحتياج (ص56).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/38)
وهذا سبيل الزائغين من باب الصفات , إذ توهموا التمثيل في نصوص الصفات فدفعوه بالتحريف أو التجهيل. وإمعاناً في (الوصاية) و إتباعاً للأسلاف: جهم السمرقندي وبشر اليهودي وأضرابهما .. فإن سيفاً يريد أن يحشرك في مسائل وفق عقله الكليل وتمثيله المبطن , فصاحب (المقال) يردد: لو كان لله – تعالى - يد حقيقة فإما أن تمثِّلها بالمخلوقات وإلا ففوِّض (ص57) , وهذا مسلك الجهمية القائلين مثلاً لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. (ينظر: الحموية ص274 , وبيان تلبيس الجهمية 3/ 683 , الدرء 6/ 290).
والمقصود أن داء التشبيه قد أغرق القوم , واستحوذ على أذهانهم وسيطر على أدمغتهم , فعالجوه بالولوج في دهاليز التجهيل والتفويض.
والأسطوانة التي يكررها سيف و نابتة التفويض عموماً هي أن يُخْضِع ويطوِّع السلفي لآراءه , فإما أن تكون ممثلاً أو مفوضاً , ولا سبيل غيرهما!! فقياس التمثيل جاثم عليه , كما كان جاثماً على أسلافه الجهمية.
فقاسوا الخالق على المخلوق قياس تمثيل , فنفوا العلو والاستواء عن الله – تعالى - , إذ انقدح في ذهنهم التمثيل فقالوا: لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. أو على حدّ جواب امرأة جهم: محدود على محدود! لما قيل لها: الله – تعالى - على عرشه.
ـ واللُهاث في سراب التجهيم لا طائل من وراءه , ويوقع صاحبه في أنواع من السفسطة والمكابرات , فالعلامة العصري يتفاصح ويطالب بتعريف النزول واليد والمحبة والرضا .. كلّ ذلك من أجل أن يوقع غيره في (الشراك) الذي تخبط فيه من (تمثيل عالق) إلى (تفويض واقع) , فلا يعقل السيف المذكور آنفاً من إثبات (اليد) - على سبيل المثال - إلا الافتقار والحاجة! لأن اليد - عند المخلوق - لحاجته وافتقاره , فلازم الاحتياج والافتقار في صفات المخلوق نقله إلى الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ولو انعتق عقله من أَسْر التمثيل وأثبت ما يختص به الربّ من جميع صفات الكمال الواردة في نصوص الوحيين لاستراح وأراح.
ـ والنصوص الشرعية التي جاء فيها وصف الله باليد - مثلاً - قد جاء فيها إضافة تلك الصفات إلى الله – تعالى - , وما أضيف من الصفات إلى شيء فإنه يكون لائقاً بما أضيف إليه , فإذا قيل: يد الفيل , فهم السامع لهذا الكلام من (اليد) معنى مناسباً لذات من أضيفت إليه , أي الفيل , ولم يفهم منه ما يناسب قولنا ـ مثلاً ـ يد النملة.
والنصوص الشرعية قد جاء فيها إضافة اليد إلى الله – تعالى - , ففهمنا أن ظاهر تلك النصوص يدل على أن تلك الصفات لائقة بالذات التي أضيفت إليها وذات الله ليست كذات المخلوق , فكذا صفاته كصفة اليدّ ليست كصفات المخلوق.
ـ ولما كان مذهب التفويض لسائر الصفات قائماً على تحكم وترجيح بلا مرجح , وتفريق بين نصوص الصفات , فالصفات السبع يثبتونها , وسائر الصفات يعتريها التفويض والتجهيل .. عندئذ شَرِقوا بقاعدة شرعية عقلية متينة تنسف مذهب أرباب التجهيل والتلفيق , وهي أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فعمد المسفسط إلى تسطير هذا العنوان: (بطلان مقولة القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر) وقد أشار بعضهم إلى هذه القاعدة كالأشعري في الإبانة (ص89) وابن الزاغوني في (الإيضاح في أصول الدين) ص284 , والباقلاني في الإبانة (انظر الفتوى الحموية لابن تيمية ص508) وابن قدامة في (تحريم النظر في كتاب الكلام) ص57ـ64 , فليست مقولة لابن تيمية وابن القيم فحسب كما ظن العصري.
ـ ويقال لهؤلاء الحيارى ها أنتم تثبتون صفة العلم لله – تعالى - , وتنكرون اليدين والساق لله - عز وجل - , بحجة أن في إثبات اليدين والساق افتقاراً وحاجة , فشبهة الحاجة والافتقار تنقلب على هؤلاء الأشاعرة (أرباب التجهيل) , فإن المعتزلة - نفاة العلم - يقولون: (لو كان لا يعلم إلا بعلم لكان محتاجاً في كونه عالِماً إلى ذلك .. وقد ثبت أنه غنيّ من كل الوجوه , ولا تجوز عليه الحاجة) المختصر في أصول الدين ضمن رسائل العدل والتوحيد لعبدالجبار المعتزلي 1/ 182.
فإن كان ثبوت اليدين يستلزم الحاجة , فكذا ثبوت العلم , وإن قلتم ثبوت الصفات لا يستلزم الحاجة , فقد بطلت دعواكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/39)
كما أن الافتقار المنفي عن الله - عز وجل - , هو افتقار إلى ما هو خارج عن نفسه , وأما ما هو داخل في مسمى نفسه المقدسة كالصفات - ومنها اليدين - فليس هو شيئاً خارجاً عن نفسه (4).
ومن أوجه .. تناقض واضطراب القوم , أنهم يثبتون الإرادة لله – تعالى - , ولا يَرِد عارض التمثيل عليهم ها هنا , فإذا جاء إثبات الصفات الخبرية توهموا التمثيل فركنوا إلى التفويض والتجهيل.
فيقال لهم: وهم التمثيل يلاحقكم ويلازمكم فيما أثبتم , فالإرادة هي ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة , فإن قالوا هذه إرادة المخلوق , وإرادة الله تليق به , فكذا يقال: إن يد الافتقار والحاجة هي يد المخلوق , ويد الله تليق به سبحانه.
ـ هرع العصري والغرسي والكبيسي - ومن ورائهم القرضاوي - ففرقوا من غير هدى ولا كتاب منير , فزعموا أن إثبات الصفات الخبرية يوهم التركيب .. بخلاف الصفات السبع , فيقال: هذا التركيب - مع ما فيه من إجمال - يلزمكم فيما أثبتموه من الصفات كالحياة والسمع والبصر .. ! كما بسطه ابن تيمية في مجموعة الفتاوى 13/ 305.
ويقال لهؤلاء كما قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله - منكراً أصل تلك العبارات المبتدعة - والتي يرددها العصري وأصحابه -: (وهذا الذي تكرر مرة بعد مرة - جارح , وعضو , وما أشبهه - حشو وخرفات , وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين , وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنقول كما قال , ونعني بها كما عنى , والتكييف عنا مرفوع , وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع)) الرد على بشر 2/ 689.
يأبى العصري - وكذا صاحبه أحمد الكبيسي ومن قبلهم البوطي وغاوجي وآخرون - إلاّ اللحوق بذيل هذا القافلة المتنكبة: سبيل القرون الثلاثة المفضلة , فيقلد الأشاعرةَ في الغلو في المعقولات , وتقديمها على المقولات , وإن كانت هذه المعقولات في الحقيقة والواقع مجهولات وكسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً .. إذ افتعل الأشاعرة تعارضاً بين العقل والنقل , ثم قدّموا عقولهم .. فالعصري وشركاؤه قد أهدروا حرمة النصوص الشرعية , فالصفات الخبرية التي تثبت بالسمع لهم أن يعبثوا بها عبر تأويلات متعسفة وجهالات مضللة .. وهكذا يمتهن القوم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية , ويجوّزون لعقولهم الكاسدة الاستدراك والتعقيب على نصوص الوحيين , وهكذا كان أسلافهم فالرازي يزعم أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين ـ وهذا من مقدمات الزندقة التي يشركه فيها فئام من ملاحدة هذا العصر ـ وصاحبهم (السنوسي) في أم البراهين يتفوّه قائلاً: من أصول الكفر التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة!!
قال ابن القيّم (فالقوم على شركهم وشدة عداوتهم لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كانوا أصح أفهاماً من الجهمية الذين نسبوا ظاهر القرآن إلى هذه الصفة القبيحة ولكن الأذهان الغُلف , والقلوب العمي , والبصائر الخفاشية لا يكثر عليها أن تفهم هذا من ظاهر القرآن) الصواعق المرسلة 1/ 242.
وأحسب أن ما دُوِّنَ آنفنا هو الأهم في ... بيان عوار الكتاب , وأختزل المآخذ الباقية على النسق الآتي:-
تصنّع المؤلفُ الترفق والاقترابَ من مذهب السلف الصالح , وتظاهر بأن الخلاف بين مذهبه وبين مذهب السلف لفضي تارةً , أو أنه مجرد خلاف لغوي لا عقائدي!!
كما جاء في مطلع الكتاب. فهذا التلوّن والمداهنة جادة مطروقة قررها بشير المريسي كما قال الإمام عثمان الدارمي: (بلغنا أن بعض أصحاب المريسي قال: كيف بهذه الأسانيد التي يحتجون بها علينا في ردّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: لا تردوه فتفضحوا ولكن غالطوهم بالتأويل , فتكونوا قد رددتموها بلطف إذا لم يمكنكم ردّها بعنف) الردّ على بشر ص556.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/40)
لكن النَفَس البدعي قد طغى على الكتاب! والطعن في علماء السلف الصالح ظاهر مكشوف , فيتهم ابن تيمية بالاضطراب (ص49) , ويفتري على الشيخين ابن باز والشيخ صالح الفوزان , فيزعم أنهم لا ينفون النقص عن الله إلا بورود نصّ خاص (ص53) , وينبز السلف الصالح بالتجسيم والتشبيه ويحتج بالمتشابه من الكلام .. ويعرض عن المحكمات .. ويتتبع الزلات .. ويتدثر بالألفاظ المجملات .. وما حال المذكور وأسلافه إلا كما وصفهم الإمام أحمد قائلاً: (يتكلمون بالمتشابه من الكلام , ويخدعون جهال الناس بما يشبِّهون عليهم) الرد على الزنادقة ص172.
وصاحبنا (العصري) مصاب بداء الوصاية ـ كما سبق ـ ومتلبِّس بـ (المصادرة) , إذ يستدل على قوله بنفس دعواه! وهو مفتون ومسحور بالفخر الرازي , ولا غرر فإن الرازي صاحب (السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم)!
ويتعمّد المؤلفُ التفاصحَ في عباراته , والتشدّق في تقريراته , والتشبّع والتطويل بالنقول وأنواع التقاسيم .. وهذه العبارات العسيرة وما فيها من غثاثة تشبه الجعجعة والضجيج الذي يُخوّف به الصبيان وأشباههم!
وأخيراً ففي الكتاب من الجفاء والوحشة والرعونة في حق الله - عز وجل - ما هو ظاهر بيِّن , وحشد أنواع التأويلات الفاسدة المتعسفة , والركون و اللياذ عقب إيراد هذه التحريفات إلى الجهالات والعمايات.
قال ابن تيمية: " وأكثر هذه التأويلات المخالفة لمذهب السلف وأهل الحديث تتضمن من عيب كلام الله ورسوله والطعن فيه ما هو من جنس الذين يلمزون النبي من المنافقين , لما فيها من دعوى أن ظاهر كلامه إفك ومحال وكفر وضلال , ثم صرفها إلى معان يُعلم أن إرادتها بتلك الألفاظ من الفهاهة و العِيِّ وسبيل أهل الضلال والغَيِّ , فالمدافعة عن الله ورسوله من سبيل المؤمنين و المجاهدين كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (جاهدوا المشركين بألسنتكم وأيديكم وأموالكم) أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي.
ومن ذلك بيان سخافة عقول هؤلاء المنحرفين , وكونهم من أهل الضلال المبين , كالذين ذمّهم الله من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه , والذين لا يفقهون , ولا يتدبرون القول , وشبّههم بالأنعام , والحُمُر المستنفرة , والحمار الذي يحمل أسفاراً " جواب الإعتراضات المصرية ص104.
وإذا كانت سائر الصفات لا تُعلم معانيها مطلقاً , فهل يتحقق التعبد بصفات الله عند أقوام لا يعلمون آيات الصفات إلا أمانيّ؟! وهل يحصل الأنس بالله - تعالى - , وتمام التعلق به , وتحقيق مقصده وتألهه إلا بالعلم بمعاني أسمائه وصفاته , والتفقه في هذا الباب الجليل والمطلب النفيس.
فأعظم الناس علماً بصفات الله , وأكملهم فقهاً لمعاني أسمائه الحسنى وصفاته العلا هو أتمّ الناس عبادة لله تعالى , وأشدهم حباً وخشية ورجاء لله - عز وجل -.
وإذا كان أهل الإسلام بفطرهم الوجدية يخافون الله ويرجونه , ويدعونه رغبا ورهباً , لما قام في قلوبهم من إثبات أسمائه وصفاته الدالة على كمال رحمته وإحسانه وبرّه , وعظيم بطشه وشديد غضبه وانتقامه. فهل يعي أهل التفويض هذا الأمر الفطري الضروري؟ أم ينكرون ما يجدون في أنفسهم من إقرار ومعرفة بمعاني الصفات؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سيف العصري من أهل اليمن وهو من تلاميذ صالح الأسمري ـ داعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالرياض! ـ ومدرسة صالح الأسمري تتقصد الطعن بمنهج السلف الصالح وعقائده واستدلالاته.
للاستزادة راجع هذا الرابط
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=300483
(2) كتب د. أحمد القاضي رسالة علمية رصينة بعنوان (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات عرض ونقد) كما كتب د. رضا معطي كتيباً بعنوان (علاقة الإثبات بالتفويض).
(3) أخبرني من أثق به أن الكتاب وُزِّع مجاناً في المدينة النبوية .. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المدينة حرام ما بين عير إلى ثور , فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى فيها محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. )) أخرجه خ م.
(4) كتب الباحث المحقق تميم القاضي رسالة علمية فريدة قوية بعنوان (قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات) وقد انتفعت بها , وستطبع قريباً بإذن الله وفيها من الحجج والبراهين ما يحقق (الخنق) و (الطحن) و (الإجهاز) على شبهات المتكلمين والفلاسفة.(57/41)
رسالة دكتوراه الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة والجماعة في مسألتي الإمامة والصحابة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1097344&postcount=4132
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:40 م]ـ
أحسنت يا مختار الديرة.
بارك الله فيكم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 04:14 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب مختار الديرة، وأحسنت في إفرادها في موضوع مستقل وفقك الله.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 04:44 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:41 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[14 - 08 - 09, 09:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وإفراد الرسائل المهمة بموضوع مستقل فيه فوائد لا تخفى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 09, 09:39 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:34 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي الكريم
وأحسن الله إليك
ـ[أبو فهد السني]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خير ..
موضوع الرسالة مهم جداً .. بارك الله فيك ووفقك الله لكل ما يحب ويرضى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 10 - 09, 07:21 ص]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 10 - 09, 09:15 ص]ـ
جزيت خيرا أخي مختار وبارك الله فيك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 04 - 10, 03:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و حياكم الله و نفع الله بكم
و نسأل الله لنا و لكم القبول
و أن يجعل ما نقدمه نوراً لنا يوم القيامه(57/42)
هذه بضعتهم
ـ[أبو أحمد عبد المقصود]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:35 ص]ـ
الثدي في الكتاب المقدس
المتأمل للكتاب المقدس "التوراة والإنجيل المحرفين" يجد أن لفظة الثدي قد ذكرت فيه ما يقرب من عشرين مرة {20} كلهن للنساء وذكر مرة واحدة للرجال وهذه للأمانة العلمية – ونحن إذ نعرض هذا البحث بالتدقيق العلمي فإننا نقول لهؤلاء الذين يهاجمون القرآن الكريم بكل السبل مستغلين حالة الجهل بين العوام المثل الشائع " إن الذي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة " وها نحن نرد عليهم بعضا من حربهم ضد كتاب الله ونقول لهم هذه بضاعتكم.
أولا: {رؤيا يوحنا الاصحاح الأول 14 - 12}
" فالتفت لأنظر الصوت الذي تكلم معي ولما التفت رأيت سبع منابر من ذهب وفي وسط السبع المنابر شبه ابن انسان متسر بلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب
تعليق
1 - رؤيا يوحنا " هذه الرؤية عبارة عن فلم سينمائي إذ استغرقت خمس وعشرين صفحة في العهد الجديد "
2 - ما معنى ابن إنسان
3 - لاحظ إنه متمنطق أي إنه يلبس حزام عند ثدييه
ثانيا: لوقا الإصحاح 23 - 26
" ولما مضوا به أمسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع. وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضا وينحن عليه فالتفت إليهن يسوع وقال. يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن. لأنه هوذا أيام تأتي يقولون فيها للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع "
التعليق على النص:
أ- سمعان هذا رجل جاء ليشاهد الرب يسوع وهم يحملون عليه الصليب فما كان من الحرس إلا أنهم أمسكوا به وقالوا أحمل أنت عنه الصليب ثم سار أمامه "الرب يسوع" كما يقولون.
ب- الرب يسوع هو الذي ذهب بإرادته لكي يصلب حتى يطهر المسيحيين من الذنوب بل كل أهل الأرض فلماذا تلطم النساء وينحن عليه ولماذا لم يضع فيهن الطمأنينة والأمان وهو ألآله الرحيم كما يزعمون. تعالى الله عما يقولون.
ج- يدعو الرب يسوع إلى عدم الزواج وعدم الخلفة وعدم الرضاع لأن ما سيأتي بعده كله شر وبالتالي فهي دعوة لقطع نسل البشرية.
د- وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء ألبست النساء من الشعب فلماذا عطف النساء على الشعب.
ثالثا: لوقا {الإصحاح 11 - 27}
" وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه "
التعليق:
- هذه امرأة فرحانة بيسوع فجأت واثنت ومدحت حمل مريم وثدييها ولكن المسيح ينفي المكرمة عن أمه ويصر على كلامه في النص السابق ويقول " بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ".
- في قول يسوع " بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه " نسأل هل هناك نصراني يحفظ الإنجيل والتوراة ".
رابعا: يؤيل {الإصحاح 2 - 16}
" اضربوا بالبوق في صهيون قدسوا صوما نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الأطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها "
التعليق:
هل هناك اعتكاف عند النصارى {قد يقولون إنه عمل الرهبان}
خامسا: هوشع {الأصحاح 9 - 14}
"اعطهم يا رب ماذا تعطي. اعطهم رحما مسقطا وثديين يبسين"
سادسا: هوشع {الأصحاح 2 - 2}
"حاكموا أمكم حاكموا لأنها ليست امرأتي وأنا لست رجلها لكي تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها. لئلا أجردها عريانة وأوقفها كيوم ولادتها واجعلها تقفز وأصيرها كأرض يابسة وأميتها بالعطش
ولا أرحم أولادها لأنهم أولاد زنى "
التعليق:
من الواضح أن هوشع له نظرة سلبية ضد الثدي، فهناك جريمة شنعاء حصلت فلقد زنت الزوجة فقام بتطليقها وقال لأولاده حاكموا أمكم لإنها ليست امرأتي وأنتم لستم أولادي فأنت أولاد زنى.
سابعا: {حزقيال 23 - 24}
" وكان إلي كلام الرب قائلا. يا ابن آدم كان امرأتان ابنتا أم واحدة وزنتا بمصر. في صباهما زنتا. هناك دغدغت ثديهما وهناك تزغزغت ثرائب عذرتهما "
ثامنا: حزقيال {الاصحاح 16 - 7}
" جعلتك ربوة كبنات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الأزيان. نهد ثده ياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية. فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب "
التعليق:
انظر هل هذه هي الفضيلة التي تدرس في الكنائس.
تاسعا: الأمثال {الإصحاح الخامس-17}
" لتكن لك وحدك وليس لأجانب معك. ليكن ينبوعك مباركا وافرح بامرأة شبابك. الظبية المحبوبة والوعلة الزهية. ليرويك ثدياها في كل وقت وبمحبثها اسكر دائما "
عاشرا: نشيد الأنشاء {الاصحاح الأول –13}
يقال على لسان سيدنا سليمان كما يزعمون تعالى الله عما يقولون
" ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني "نوع من العطور" رائحته. صر المر حبيبي لي. بين ثديي يبيت. طاقة فاغية حبيبي لي في كروم عين جدي "
أحد عشر: نشيد الأنشاد {الاصحاح السابع-7}
أرجو أن تترقبوا المفاجأة وهي بنصها منقولة من نشيد الأنشاد.
"ما أجملك وما أحلاك أيتها الحبيبة باللذات قامتك هذه شبيهة بالنخلة وثدياك بالعناقيد. قلت إلي أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها. وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح وحنكك كأجود الخمر ... لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين.
التعليق:
1 - أنعم وأكرم الكتاب المقدس يغذيكم باللذة
2 - قد يقولون أن هذه يقولوها المؤمن للكنيسة
- ورائحة أنفك كالتفاح ولا أجمل من شعر نزار قباني
- - هاتان العلامتان {--} معناها أن هناك نص محذوف أين ذهب أبحث مع الشرطة؟ من يجده يتصل بنا وانظر إليه في النسخة اليسيوعية(57/43)
نظم الشيبانية في العقيدة
ـ[ابوعاصم اليماني]ــــــــ[14 - 08 - 09, 01:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشائخ الفضلاء الاخوة النبلا ء السلام عليكم ورحمة الله
نظم الشبانية في العقيدة الذي بدايته
ساحمد ربي طاعة وتعبدا وانظم عقدا في العقيدة اوحدا
لمؤلفه (الشيباني)
هل يعرف احدا شيئا عن هذا الناظم بارك الله فيكم وهل هو في عقيدة اهل السنة والجماعة ام ان فيه دخن
بارك الله فيكم وزادكم علما وخيرا(57/44)
انتظر نصيحتكم قبل الرد على شبهة (الشاب الأمرد)
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتشرف ان يكون هذا هو أول موضوع لي بملتقي أهل الحديث، أخوكم في الله نور الدين الجزائري المالكي، لله الحمد منذ سنوات نرد على الرافضة الإثنى عشرية، وهناك شبهة بحثت عن الرد عليها،، لله الحمد ساعدني الأخ (على نصري) من السعودية، قمنا بتنسيق الرد و ترتيبه، و أريد من الأفاضل التوجيه و النصح و الزيادة في المعلومات ان أمكن، مع الملاحظة انه يرجى الإعتناء بالترتيب
نسال الله لنا و لكم الإخلاص و القبول، الموضوع سيتم نشره في المنتديات التي تدعوا الرافضة للحق حتى نرد على ما يعتقد البعض انها شبهة،
روايات الشاب الأمرد
تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (276 هـ) صفحة202
قالوا ومما يدل على ذلك أيضا حديث رواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في المنام في صورة شاب موفر في خضرة على فراشه فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب قال أبو محمد ونحن لم نذكر قول من تأول هذا التأويل في هذا لحديث أننا رأيناه صوابا وإنما ذكرناه ليعلم أن الحديث قد تأوله قوم واحتجوا له بهذين الحديثين اللذين ذكرناهما
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
الكامل لعبد الله بن عدي (365 هـ) الجزء2 صفحة260
www.yasoob.com/books/htm1/m021/24/no2467.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/24/no2467.html)
ثنا الحسن بن علي بن عاصم ثنا إبراهيم بن أبي سويد الذارع ثنا حماد بن سلمة وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن رافع ثنا اسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء
ثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي ثنا النضر بن سلمة شاذان ثنا الأسود بن عامر عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو قال رجليه في خصره
ثنا ابن أبي سفيان الموصلي وابن شهريار قالا: ثنا محمد بن رزق الله بن موسى ثنا الأسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد قال وزاد عليه ابن شهريار عليه حلة خضراء
علل الروايات:
- مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي «سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الإلهية) قد دست في كتبه وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/ 592).
- الرواية الثانية في سندها النضر بن سلمة كان يفتعل الحديث و لم يكن بذلك الصدوق و تأتي ترجمته لاحقا.
المعجم الكبير للطبراني (360 هـ) الجزء25 صفحة143
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213296560&SearchWords= صورة%20شاب%20موقر& HadithID=487498 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213296560&SearchWords=%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D8%B4%D8%A 7%D8%A8%20%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B1&HadithID=487498)
20031 حدثنا: أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا: يحيى بن بكير ح وحدثنا: أحمد بن رشد ين ثنا: يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا: ثنا: بن وهب أخبرني: عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: رأيت ربي في المنام في صورة شاب موقر في خضر عليه نعلان من ذهب وعلي وجهه فراش من ذهب الحديث
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
السنة لابن أبي عاصم (387 هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/45)
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=S&manSID=213296784&SearchWords= رأَيت%20ربي%20في%20المنام& HadithID=243483 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=S&manSID=213296784&SearchWords=%D8%B1%D8%A3%D9%8E%D9%8A%D8%AA%20%D8%B 1%D8%A8%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85% D9%86%D8%A7%D9%85&HadithID=243483)
384 ثنا: إسماعيل بن عبد اللّه ثنا: نعيم بن حماد ويحيى بن سليمان قالا حدثنا: عبد اللّه بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أَبي هلال حدثه أَن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يقول: رأَيت ربي في المنام في أحسن صورة وذكر كلاماً
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
الآحاد و المثاني لابن أبي عاصم (387 هـ)
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213296784&SearchWords= رأَيت%20ربي%20في%20المنام& HadithID=241947 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213296784&SearchWords=%D8%B1%D8%A3%D9%8E%D9%8A%D8%AA%20%D8%B 1%D8%A8%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85% D9%86%D8%A7%D9%85&HadithID=241947)
2989 حدثنا: عمر بن الخطاب ثنا: نعيم بن حماد ثنا: عبد اللّه بن وهب عن عمرو بن الحارث أَن سعيد بن أَبي هلال حدثه أَن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يقول: رأَيت ربي عز وجل في المنام في أحسن صورة فذكر الحديث
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
الأسماء والصفات للبيهقي (458 هـ) باب ما جاء في قول الله عز وجل
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords= شاب%20أمرد%20جعد& HadithID=631892 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords=%D8%B4%D8%A7%D8%A8%20%D8%A3%D9%85%D8%B 1%D8%AF%20%D8%AC%D8%B9%D8%AF&HadithID=631892)
[ الرواية طويلة لهذا تم اختصارها]
894 كما أخبرنا: أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنا: أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا: الحسن بن علي بن عاصم ثنا: إبراهيم بن أبي سويد الذراع ثنا: حماد بن سلمة ح وأخبرنا: أبو سعد الماليني أنا: أبو أحمد بن عدي الحافظ أخبرني: الحسن بن سفيان ثنا: محمد بن رافع ثنا: أسود بن عامر ثنا: حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء
قال: وأخبرنا: أبو أحمد ثنا: ابن أبي سفيان الموصلي و ابن شهريار قالا: ثنا: محمد بن رزق الله بن موسى ثنا: الأسود بن عامر فذكره بإسناده إلاّ أنه قال: في صورة شاب أمرد جعد.
قال: وزاد علي بن شهريار: عليه حلة خضراء.
ورواه النضر بن سلمة عن الأسود بن عامر بإسناده: أن محمداًً صلى الله عليه وسلم رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه ـ أو قال رجليه في خضرة
علل الروايات:
- مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي «سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الإلهية) قد دست في كتبه وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/ 592).
- الرواية الأخيرة في سندها النضر بن سلمة كان يفتعل الحديث و لم يكن بذلك الصدوق و تأتي ترجمته لاحقا.
الأسماء والصفات للبيهقي (458 هـ) باب ما جاء في قول الله عز وجل
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=212824072&SearchWords= المنام%20في%20صورة%20شاب%20موفر& HadithID=631893 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=212824072&SearchWords=%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%85%2 0%D9%81%D9%8A%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D8%B4% D8%A7%D8%A8%20%D9%85%D9%88%D9%81%D8%B1&HadithID=631893)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/46)
895 أخبرنا: علي بن أحمد بن عبدان أنا: أحمد بن عبيد ثنا: إسحاق بن الحسن الحربي ثنا: أحمد بن عيسى المصري ثنا: عبد الله بن وهب قال: أخبرني: عمرو بن الحارث الأنصاري عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب رضي الله عنه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر: أنه رأى ربه عز وجل في المنام في صورة شاب موفر في خضر على فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب وقوله: موفر يعني: ذا وفرة أي: شعرة وقوله: في خضر أي: في ثياب خضر وهذا شبيه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه وهو حكاية عن رؤيا رآها في المنام قال: أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف أو أنف على طريق التعبير
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463 هـ) الجزء11 صفحة214
www.yasoob.com/books/htm1/m021/24/no2467.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/24/no2467.html)
أخبرنا الحسين بن شجاع الصوفي أخبرنا عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حدثنا أبو حفص عمر بن فيروز حدثنا عفان حدثنا عبد الصمد يعني بن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي تعالى في صورة شاب أمرد عليه حلة حمراء
الرواية تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
الرد: يوجد في نهاية هذا البحث كلام بحث بسيط عن رواية بن عباس رضي الله عنه
ا - مثل هذا الحديث لا يوجد في كتب الحديث وإنما في كتب نقد الرواة كميزان الاعتدال (2/ 593). وفي هذا الكتاب ينقد الذهبي الكثير من الرواة الوضاعين والكذابين فهو ليس كتابا في الحديث كالبخاري ومسلم فتأمل!!!
وهذه الرواية مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي «سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الإلهية) قد دست في كتبه وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/ 592).
ب - هذه الزيادة منكرة تفرد بها عمر بن موسى بن فيروز التوري وهو مستور ذكره الخطيب في تاريخه (11/ 214) ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلا وقد خالف كلاً من الإمام احمد بن جنبل وحنبل بن إسحاق وفضل ابن سهل فرووه من غير هذه الزيادة.فهذا يدل على ان ما ورد في المتن من نكارة إنما هو من قلة ضبط من روى الحديث عن الأسود بن عامر وليس هو بمحفوظ بهذا المتن المنكر عن حماد بن سلمة وإنما المحفوظ عنه من حديثه لفظ (رأيت ربي عز وجل)
ج - إسناد هذا الحديث: قال أبي عبد الله محمد بن حمد النجدي محقق كتاب إبطال التأويلات ص (133) في الهامش على هذا الحديث:
حديث منكر أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 36) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2/ 512ـ513) مختصرا والبيهقي في الأسماء ص (444ـ445) عن شاذان به لكن فيه: حلة خضراء بدل حمراء.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 677) وابن الجوزي في العلل (1/ 35) والخطيب في تاريخه (11/ 214) عن عبد الصمد بن حسان عن حماد به وفيه: عليه حلة حمراء ووقع في العلل والتاريخ: ابن كيسان وهو خطأ وابن حسان له ترجمة في الجرح لابن أبي حاتم (6/ 51) وقال عن أبيه: صالح الحديث صدوق ووقع في الكامل المطبوع: ابن كيان وهو من تحريفات الناشرين للكتاب التي لا تعد قال الدارمي في كتاب النقض ص (163) عن هذا الحديث: والله اعلم بهذا الحديث وعلته غير أني استنكره جدا لأنه يعارض حديث أبي ذر انه قال لرسول هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه ويعارضه قول عائشة: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية وتلت (لا تدركه الإبصار) فهذا هو الوجه عندنا فيه
قال (النجدي) والحديث فيه عنعنة قتادة وهو مدلس فلعلها هي العلة والله اعلم.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463 هـ) الجزء13 صفحة312
www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2502.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2502.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/47)
أخبرنا: الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا: أخبرنا: محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا: محمد بن إسماعيل (هو الترمذي) حدثنا: نعيم بن حماد حدثنا: بن وهب حدثنا: عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل (امرأة أبي) أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر: أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب.
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (571 هـ) الجزء62 صفحة161
www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2502.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2502.html)
أخبرنا: أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد نا: أبو بكر الخطيب أنا: الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا: أخبرنا: محمد بن عبد الله ابن إبراهيم الشافعي نا: محمد بن إسماعيل (هو الترمذي) نا: نعيم بن حماد نا: ابن وهب نا: عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل (امرأة أبي) أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر: أنه رأى ربه في المنام في أحسن صورة شاباً موفرا رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب.
أخبرنا: أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنا: أبو طالب محمد بن علي بن الفتح أنا: أبو الحسن بن عمر الحافظ نا: أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا: علي ابن إسماعيل السلمي نا: نعيم بن حماد نا: ابن وهب أخبرني: عمرو بن الحارث عن سعيد ابن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل (امرأة أبي بن كعب) أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في الخف عليه نعلان من الذهب علي وجهه فراش من ذهب
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
الرؤية للدار قطني رواية أم الطفيل
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords= ذي%20وفرة& HadithID=504880 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords=%D8%B0%D9%8A%20%D9%88%D9%81%D8%B1%D8%A 9&HadithID=504880)
231 حدثنا: محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا: أبو زرعة الدمشقي حدثنا: أحمد بن صالح حدثنا: ابن وهب أخبرني: عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال أخبره أن مروان بن عثمان أخبره عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر: أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة قدماه في الخضرة عليه نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب
قال أبو زرعة: كل هؤلاء الرجال معرفون لهم أنساب قوية بالمدينة فأما مروان بن عثمان فهو مروان بن عثمان بن أبي سعيد المعلى الأنصاري وأما عمارة فهو ابن عامر بن عمر بن حزم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي هلال فلا يشك فيها وحسبك بعبد الله بن وهب محدثاًً في دينه وفضله
فيها علتان:
1 مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
2 - عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
الرؤية للدار قطني رواية أم الطفيل
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords= رأى%20ربه%20عز%20وجل%20في%20أحسن& HadithID=504881 (http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213231024&SearchWords=%D8%B1%D8%A3%D9%89%20%D8%B1%D8%A8%D9%8 7%20%D8%B9%D8%B2%20%D9%88%D8%AC%D9%84%20%D9%81%D9% 8A%20%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86&HadithID=504881)
232 حدثنا: أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا: محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا: نعيم بن حماد حدثنا: ابن وهب أخبرني: عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر: أنه رأى ربه عز وجل في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في الخضرة عليه نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/48)
روايات الدار قطني وهي روايتان وبنفس السند تقريباً فيه علتان:
الأولى: مروان بن عثمان وهو بن أبي سعيد بن المعلى قال أبو حاتم ضعيف قال أبو بكر بن الحداد الفقيه سمعت النسائي يقول ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله عز وجل وقال أحمد: مروان بن عثمان مجهول كما في المنتخب من العلل للخلال ص 285.
فيه مروان بن عثمان حكي الذهبي طعن أهل العلم به (ميزان الاعتدال7/ 42).
كذلك فعل الخطيب البغدادي في مروان بن عثمان (تاريخ بغداد13/ 311).
كذلك فعل ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية1/ 29).
كذلك فعل ملا علي قاري في (تنزيه الشريعة 1/ 245).
العلة الثانية: أن عمارة رحمه الله لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها كما قال البخاري في التاريخ الكبير لا يُعرف سماع عمارة من آم الطفيل وذكره ابن حبان في الثقات وقال انه لم يسمع من أم طفيل رضي الله عنها
قال الهيثمي» قال ابن حبان أنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات «(مجمع الزوائد7/ 179).
دفع الشبه عن الرسول للحصني الدمشقي صفحة37
وزاد فروى من حديث ابن عباس رضي الله عنه: أنه عليه السلام قال: لما أسري بي رأيت الرحمن علي صورة شاب أمرد نوره يتلألأ وقد نهيت عن صفته لكم فسألت ربي أن يكرمني برؤيته فإذا كأنه عروس حين كشف عنه حجابه مستو على عرشه
أولا: الرواية ليس لها سنداً.
ثانياً: قال عن رواية «لما أسرى بي إلى السماء فرأيت الرحمن الأعلى بقلبي في خلق شاب أمرد نور يتلألآ .. فسألت إلهي أن يكرمني برؤيته فإذا هو كأنه عروس حين كشفت عن حجلته مستويا على عرشه .. » ثم قال:
«هذه الألفاظ ينكر أهل المعرفة بالحديث أن تكون من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم (نقض التأسيس3/ 429)
الإيضاح للفضل بن شاذان الأزدي الجزء7 صفحة16 و 23
وقال الخطيب في تاريخه: أنبئنا الحسين بن شجاع العوفى أنبئنا: عمر بن جعفر بن محمد بن أسلم الجيلى حدثنا: أبو حفص عمرو بن فيروز حدثنا: عفان حدثنا: عبد الصمد يعنى ابن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربي تعالى في صورة شاب أمرد عليه حلة خضراء
وقال الطبراني: حدثنا: علي بن سعيد الرازي حدثنا: أحمد بن إبراهيم الدورقى حدثنا: حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الضحاك عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه عز وجل في صورة شاب أمرد وبه قال ابن جريج عن صفوان بن سليم عن عائشة قالت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه على صورة شاب جالس على كرسى رجله في خضرة من لؤلؤ يتلألأ.
الرد:
الرؤاية الأولى: إسناد هذا الحديث: قال أبي عبد الله محمد بن حمد النجدي محقق كتاب إبطال التأويلات ص (133) في الهامش على هذا الحديث:
حديث منكر أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 677) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 36) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (2/ 512ـ513) مختصرا والبيهقي في الأسماء ص (444ـ445) عن شاذان به لكن فيه: حلة خضراء بدل حمراء.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 677) وابن الجوزي في العلل (1/ 35) والخطيب في تاريخه (11/ 214) عن عبد الصمد بن حسان عن حماد به وفيه: عليه حلة حمراء ووقع في العلل والتاريخ: ابن كيسان وهو خطأ وابن حسان له ترجمة في الجرح لابن أبي حاتم (6/ 51) وقال عن أبيه: صالح الحديث صدوق ووقع في الكامل المطبوع: ابن كيان وهو من تحريفات الناشرين للكتاب التي لا تعد.
قال الدارمي في كتاب النقض ص (163) عن هذا الحديث: والله اعلم بهذا الحديث وعلته غير أني استنكره جدا لأنه يعارض حديث أبي ذر انه قال لرسول هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه ويعارضه قول عائشة: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد اعظم على الله الفرية وتلت (لا تدركه الأبصار) فهذا هو الوجه عندنا فيه.
قال (النجدي) والحديث فيه عنعنة قتادة وهو مدلس فلعلها هي العلة والله اعلم.
الرد على الرواية الثانية: هذا الحديث موجود في كتب نقد الرواة (ميزان الاعتدال1/ 594) لا في كتب الحديث كالبخاري ومسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/49)
فيه النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء
اللآلي المصنوعة للسيوطي جزء 1 صفحة130 كتاب التوحيد
أنبئنا: الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا: أنبئنا: محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا: محمد بن إسماعيل الترمذي حدثنا: نعيم بن حماد حدثنا: ابن وهب حدثنا: عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي مرفوعاًً: رأيت ربي في المنام في أحسن صورة شاباً موفراً رجلاه في خضرة له نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب نعيم وثقه.
قال الطبراني: حدثنا: روح بن الفرج حدثنا: يحيى بن بكيرح وحدثنا: أحمد بن رشيدين حدثنا: يحيى بن سليمان الجعفي وأحمد بن صالح قالوا: حدثنا: عبد اللّه بن وهب فذكره بسنده ومتنه وله طريق آخر قال الطبراني في السنة: حدثنا: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثنا: أبي حدثنا: الأسود بن عامر ح وحدثنا: محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الكوفي حدثنا: الحسن بن علي الحلواني حدثنا: عفان حدثنا: عبد الصمد بن كيسان ح وحدثنا: محمد بن صالح بن الوليد النرسي حدثنا: عيسى بن شاذان حدثنا: إبراهيم بن أبي سويد الدراع قالوا: حدثنا: حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي في صورة شاب له وفرة قال الطبراني سمعت أبا بكر بن صدقة يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في الرؤية صحيح رواه شاذان وعبد الصمد بن كيسان وإبراهيم بن أبي سويد لا ينكره إلاّ معتزلي.
وقال الطبراني: حدثنا: علي بن سعيد الرازي حدثنا: أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا: حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الضحاك عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه عز وجل في صورة شاب أمرد و به قال ابن جريج عن صفوان بن سليم عن عائشة قالت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه على صورة شاب جالس على كرسي رجله في خضرة من نور يتلألأ.
وقال الطبراني: حدثنا: علي بن سعيد الرازي حدثنا: محمد بن حاتم المؤدب حدثنا: القاسم بن مالك المزني حدثنا: سفيان بن زياد عن عمه سليم بن زياد قال: لقيت عكرمة مولى ابن عباس فقال: لا تبرح حتى أشهدك على هذا الرجل ابن لمعاذ بن عفراء فقال: أخبرني: بما أخبرك أبوك عن قول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: حدثني: أبي أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حدثه: أنه رأى رب العالمين عز وجل في حظيرة من القدس في صورة شاب عليه تاج يلمع البصر قال سفيان بن زياد فلقيت عكرمة بعد فسألته الحديث فقال: نعم كذا حدثني: إلاّ أنه قال: رآه بفؤاده.
وقال الخطيب في تاريخه: أنبئنا: الحسين بن شجاع العوفي أنبئنا: عمر بن جعفر بن محمد بن أسلم الجيلي حدثنا: أبو حفص عمرو بن فيروز حدثنا: عفان حدثنا: عبد الصمد يعني ابن كيسان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربي تعالى في صورة شاب أمرد عليه حلة خضراء
وقال الدار قطني في الإفراد: حدثنا: أبو بكر أحمد بن عيسى الخواص حدثنا: سفيان بن زياد حدثنا: أبو ربيعة فهد بن عوف حدثنا: حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة ....... إلى أن يصل إلى قوله: وفي الميزان قال ابن عدي: حدثنا: عبد اللّه بن عبد الحميد الواسطي حدثنا: النضر بن سلمة شاذان عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: أن محمداًًً رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدماه في خضرة.
الرد:
- مروان بن عثمان و هو ضعيف وتأتي ترجمته لاحقا
- عمارة لم يلق أم الطفيل رضي الله عنها
- حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي «سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الإلهية) قد دست في كتبه وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/ 592).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/50)
- النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء» (الجرح والتعديل8/ 480).
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الجزء 1 صفحة118
روى بسنده إلى أبي بكر المروذى قال: حدثنا: عبد الصمد بن يحيى قال: سمعت شاذان يقول: أرسلت إلى أبي عبد الله أستأذنه في أن أحدث بحديث حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي: رأيت ربي فقال: قل له: قد حدث به العلماء حدث به.
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الجزء 1 صفحة118
بإسناده إلى أبي بكر المروذي إنه قال: قرأت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل حدثكم شاذان حدثنا: حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي عز وجل شاب أمرد جعد قطط عليه حلة خضراء قال المروذى: قلت: لأبي عبد الله: أنهم يقولون ما رواه إلاّ شاذان؟ فغضب وقال: من قال: هذا؟! ثم قال: أخبرني: عفان حدثنا: عبد الصمد بن كيسان حدثنا: حماد بن سلمة .... فقلت: يا أبا عبد الله أنهم يقولون ما روى قتادة عن عكرمة شيئاًً فقال: من قال: هذا؟! وأخرج خمسة أو ستة أحاديث عن قتادة عن عكرمة انتهى.
الرد:
- حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي «سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الإلهية) قد دست في كتبه وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/ 592).
إبطال التأويلات لأبي يعلى الحنبلي الجزء 1 صفحة140
نقل عن الطبرانى إنه قال: حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي في الرؤية صحيح من زعم إني رجعت عن هذا الحديث بعدما حدثت به فقد كذب.
و روى أيضاًً بسنده عن الطبرانى إنه قال: سمعت ابن صدقة الحافظ يقول: من لم يؤمن بحديث عكرمة فهو زنديق.
ثم روى بسنده إلى البرذعى قال: سمعت أبا زرعة الرازى يقول: من أنكر حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي فهو معتزلى.
السيف الصقيل رد ابن زنجفيل للسبكي صفحة112
تبيين كذب المفترى (لابن عساكر / ص 310) وفيه ما نصه: وأبوا إلاّ التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفى رجليه نعلان من ذهب
تذكرة الموضوعات للفتني صفحة12
في اللآلئ ابن عباس رفعه: رأيت ربي في صورة شاب له وفرة.
وروي في صورة شاب أمرد قال ابن صدقة عن أبي زرعة: حديث ابن عباس صحيح لا ينكره إلاّ معتزلي.
كشف الخفاء للعجلوني الجزء 1 صفحة436
1409 رأيت ربي يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف إمام الناس قال القارئ: موضوع لا أصل له في الدلائل.
وقال السبكي: حديث رأيت ربي في صورة شاب أمرد هو دائر على ألسنة بعض المتصوفة وهو موضوع مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن في اللآلئ عن ابن عباس رفعه رأيت في صورة شاب له وفرة.
وروى في صورة شاب أمرد قال ابن صدقة عن أبي زرعة: حديث ابن عباس لا ينكره إلاّ معتزلي.
وروى في بعضها بفؤاده والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وإن حمل على يقظة فأجاب عنه ابن الهمام أن هذا حجاب الصورة.
الموضوعات لابن الجوزي (597 هـ) الجزء1 صفحة125 باب حديث أم الطفيل
www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2585.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/25/no2585.html)
أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد العرار [القزاز] قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا عمرو بن الحرث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبى " أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفورا رجلاه في محصر [مخصر] عليه نعلان من ذهب في وجهه مراس فراش من ذهب "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/51)
أما نعيم فقد وثقه قوم وقال ابن عدى: كان يضع الحديث وكان يحيى ابن معين يهجنه في روايته حديث أم الطفيل وكان يقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا وليس نعيم بشيء في الحديث
وأما مروان فقال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على عن الله عز وجل؟ قال مهنى: سألت أحمد عن هذا الحديث فحول وجهه عنى وقال: هذا حديث منكر هذا رجل مجهول عنى مروان. قال: ولا يعرف أيضا عمارة
ميزان الاعتدال للذهبي (748 هـ) الجزء1 صفحة512
www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2638.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2638.html)
وقد روى أبو بكر الخطيب بقلة ورع عن الأهوازي عن أحمد بن علي الأطرابلسي عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب عن البغوي عن / هدبة بن خالد عن حماد ابن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين - مرفوعا: رأيت ربى بمنى على جمل أورق عليه جبة
قال أبو القاسم بن عساكر: المتهم به الأهوازي. وذكره أبو الفضل بن خيرون فوهاه. وقال الحافظ عبد الله بن أحمد السمرقندي قال لنا الحافظ أبو بكر: الخطيب أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا. وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفترى: لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس فيما يدعى من الروايات في القراءات. قلت: مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة. ولو حابيت أحدا لحابيت أبا على لمكان علو روايتي في القراءات عنه
ميزان الاعتدال للذهبي (748 هـ) الجزء1 صفحة593 ترجمة حماد بن سلمة
www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2638.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2638.html)
إبراهيم بن أبي سويد وأسود بن عامر حدثنا حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: رأيت ربى جعدا أمرد عليه حلة خضراء
وقال ابن عدي: حدثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي حدثنا النضر بن سلمة شاذان حدثنا الأسود بن عامر عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة
سير أعلام النبلاء للذهبي (748 هـ) الجزء10 صفحة602
www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html)
فأما خبر أم الطفيل فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا. فهذا خبر منكر جدا أحسن النسائي حيث يقول: ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله!؟ وهذا لم ينفرد به نعيم فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ
وأحمد بن عيسى التستري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب. قال أبو زرعة النصري: رجاله معروفون
قلت: بلا ريب قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال وهم معروفون عدول فأما مروان وما أدراك ما مروان فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري لئن جوزنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أدرى بما قال ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره عليه السلام ولا نحن نحسن أن نعبره فأما أن نحمله على ظاهره الحسي فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث إن بعض الفضلاء قال: تصحف الحديث وإنما هو: رأى رئيه بياء مشددة. وقد قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون. وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثا كثيرا مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول: لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء. والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره وعلم السحر والسيمياء والكيمياء والشعبذة والحيل ونشر الأحاديث الموضوعة وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة وسيرة البطال المختلقة وأمثال ذلك ورسائل إخوان الصفا وشعر يعرض فيه إلى الجناب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/52)
النبوي فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر ومن ابتلي بالنظر فيها للفرجة والمعرفة من الأذكياء فليقلل من ذلك وليطالعه وحده وليستغفر الله تعالى وليلتجئ إلى التوحيد والدعاء بالعافية في الدين وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت في الصفات لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها وإن أمكن إعدامها فحسن. اللهم فأحفظ علينا إيماننا ولا قوة إلا بالله
سير أعلام النبلاء للذهبي (748 هـ) الجزء18 صفحة16
www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2659.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2659.html)
قلت: الحديث أنبأني به ابن أبي الخير عن ابن بوش عن أحمد ابن عبد الجبار عن الأهوازي حدثنا أحمد بن علي الأطرابلسي عن عبد الله بن الحسن القاضي عن البغوي عن هدبة عن حماد بن سلمة عن وكيع بن عدس عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة "
في سند الحديث الأهوازي و هو: كذاب و تاتي ترجمته لاحقا
معجم الزوائد للهيثمي (807 هـ) الجزء 7 صفحة178
www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=105&SW=11738#SR1 (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=105&SW=11738#SR1)
11738 وعن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس مشرق الوجه - أو مسفر الوجه - فقلنا: يا رسول الله أنا نراك مسفر الوجه أو مشرق الوجه؟ فقال: ما يمنعني وأتاني ربي الليلة في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري أي رب قال: ذاك مرتين أو ثلاثاًً قال: فوضع كفيه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي حتى تجلى لي: ما في السماوات وما في الأرض ثم تلا هذه الآية: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض الآية ثم قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المسجد خلاف الصلوات وإبلاغ الوضوء في المكاره فمن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام وقال: يا محمد إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت في الناس فتنة فتوفني غير مفتون رواه أحمد ورجاله ثقات.
الرواية معجم الزوائد للهيثمي (7 - 176)
الرد:
روى عبد الرحمن بن عائش - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: فيم يختصم الملا الأعلى يا محمد قلت: أنت أعلم يا رب فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثدي فعلمت ما في السموات والأرض.
من صحح الرواية يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده إسماعيل ولم يفعل.
والحديث رواه الترمذي في سننه 5/ 369) وحسنه مرة وصححه أخرى والخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 152) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 125) والطبراني في الكبير (1/ 317) وأورده السيوطي في كتابه (اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة1/ 31). وذكره الذهبي في (سير أعلام النبلاء10/ 113 - 114) وقال «وهو بتمامه في تأليف البيهقي وهو خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين ... » اه.
ورواه البيهقي في (الاسماء والصفات ص300 بتحقيق الكوثري) وقال عقبه «وقد روي من وجه آخر وكلها ضعيف».
وقال عنه الحافظ ابن حجر في (النكت الظراف4/ 382) المطبوع بهامش تحفة الاشراف «قلت: قال محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم قدر الصلاة هذا حديث اضطرب الرواة في إسناده وليس يثبت عند أهل المعرفة» اه.
وقال الامام أحمد عنه كما في تهذيب التهذيب (6/ 185) «هذا ليس بشئ».
وقال الدارقطني كما في (العلل المتناهية1/ 34) لابن الجوزي «كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح» اه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/53)
وقال أحمد رضي الله عنه: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة يرويه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح ورواه قتادة عن أنس واختلف على قتادة فرواه يوسف بن عطية عن قتادة ووهم فيه ورواه هشام عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس ووهم في قوله عن ابن عباس وإنما رواه خالد عن عبد الرحمن بن عائش وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ. وقال أبو بكر البيهقي: فقد روي من أوجه كلها ضعيفة وأحسن طرقه تدل على أن ذلك كان في النوم.
وقد روي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه «قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتاني آت في أحسن صورة. فقال: فيم يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: لا أدري فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثدي فعرفت كل شيء يسألني عنه». وروي من حديث ثوبان قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد: فيم يختصم الملا الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري فتجلى لي ما بين السماء والأرض». وروي عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لما كنت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة».
وهذه أحاديث مختلفة وليس فيها ما يثبت وفي بعضها أتاني آت. وذلك يرفع الإشكال وأحسن طرقها يدل على أن ذلك كان في النوم.
معجم الزوائد للهيثمي (807 هـ) الجزء 7 صفحة179
www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=105&SW=11745#SR1 (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=272&CID=105&SW=11745#SR1)
11745 وعن أم الطفيل إمرة أبى بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب علي وجهه فراش من ذهب قال: الحديث رواه الطبراني.
الإصابة لابن حجر (852 هـ) الجزء8 صفحة424
www.yasoob.com/books/htm1/m021/27/no2701.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/27/no2701.html)
(12120) أم الطفيل امرأة أبي بن كعب سيد القراء أخرج لها أحمد والطبراني والحسن بن سفيان من طريق بسر بن سعيد عن أبي بن كعب قال نازعني عمر في المتوفى عنها وهي حامل فقلت تزوج إذا وضعت فقالت أم الطفيل أم ابني قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيعة الأسلمية أن تنكح إذا وضعت وفي سنده بن لهيعة وأخرج قال أبو عمر روى عنها محمد بن أبي بن كعب وعمار بن عمرو بن حزم قلت رواية عمارة أخرجها الدار قطني من طريق مروان بن عثمان عنه عن أم الطفيل امرأة عنه عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت أمي في المنام الحديث ومروان متروك قال بن معين من مروان حتى يصدق
كنز العمال للمتقي الهندي (975 هـ) الجزء1 صفحة228
www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=18&SW=1151#SR1 (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=18&SW=1151#SR1)
1151 رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت: يا رب في الكفارات قال: وما الكفارات قلت: إبلاغ الوضوء أماكنه على الكراهيات والمشي على الأقدام إلى الصلاة و انتظار الصلاة بعد الصلاة.
1152 رأيت ربي في صورة شاب له وفرة الوفرة: الشعر المجتمع علي الرأس أو ما سال على الأذنين منه أو ما جاوز شحمة الإذن انتهى القاموس ونقل عن أبي زرعة أنه قال: هو حديث صحيح قلت كذا وفي المنتخب قلت: قال الشيخ جلال الدين السيوطي: هو محمول على رؤية المنام وكذا الحديث الخ وهو محمول على رؤية المنام وكل الحديث السابق كالآتي
1153 رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في الخضر عليه نعلان من ذهب وعلي وجه فراش من ذهب
1154 رأيت ربي في حظيرة من الفردوس في صورة شاب عليه تاج يلتمع البصر
كنز العمال للمتقي الهندي كتاب فهارس و ليس كتاب حديث، لهذا فلا حاجة للرد على الروايات
ترجمة النضر بن سلمة
الجرح والتعديل الرازي (327 هـ) الجزء8 صفحة480
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/54)
2199 - النضر بن سلمة شاذان المروزي كان يسكن مكة روى عن إبراهيم بن خثيم بن عراك وعبد الله بن نافع روى عنه محمد بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عنه فقال: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق وسمعته يقول سمعت إسماعيل بن أبي أويس يذكر شاذان بذكر سوء وقال لي عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبي أويس ان شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض (167 م 6) بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء.
ميزان الاعتدال للذهبي (748 هـ) الجزء4 صفحة256
9063 - النضر بن سلمة شاذان المروزي. عن سعيد بن عفير وطبقته قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث وقال ابن عدي: كان مقيما بمدينة الرسول عليه السلام يكنى أبا محمد سئل عباس بن عبد العظيم عنه فأشار إلى فمه وسمعت عبدان يقول: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام خليل من حديث المدينة من أين له؟ قال: سرقها من عبد الله بن شبيب وسرقها ابن شبيب من شاذان ووضعه شاذان: واسمه النضر بن سلمة. وسمعت أبا عروبة يثنى على شاذان هذا خيرا وقال: كان حافظا لحديث المدينة. وحدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم حدثنا النضر بن سلمة شاذان المروزي بمكة حدثنا سعيد بن عفير - فذكر حديثا. وحدثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي حدثنا النضر حدثنا يحيى بن إبراهيم ابن أبي قتيلة حدثنا عبد الخالق بن أبي حازم عن أبيه عن عباس بن سهل ابن سعد عن أبيه - مرفوعا: اللهم بارك لأمتي في بكورها. وقال ابن حبان: سكن النضر بن سلمة مكة. يروى عن جعفر بن عون والعراقيين وعبد الله بن نافع والمديني. لا تحل الرواية عنه إلا للاعتبار. سمعت أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان يقول: عرفنا كذبه في المذاكرة. قلت: وهو الذي حدث عنه الرقي في التكبير
ترجمة مراوان بن عثمان
ميزان الاعتدال للذهبي (748 هـ) الجزء4 صفحة92
www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2641.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2641.html)
8433 مروان بن عثمان [س] بن أبي سعيد بن المعلى الزرقي. عن عبيد بن حنين عن أبي أمامة بن سهل. ضعفه أبو حاتم. وقال أبو بكر محمد بن أحمد الحداد الفقيه: سمعت النسائي يقول: ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله؟ قاله في حديث أم الطفيل
حديث حماد بن سلمة
ميزان الاعتدال للذهبي (748 هـ) الجزء1 صفحة590
2251 - حماد بن سلمة [م عن] بن دينار الامام العلم أبو سلمة البصري. عن أبي عمران الجوني وثابت وابن أبي مليكة وعبد الله بن كثير الداري وخلق. وعنه مالك وشعبة وسفيان وابن مهدى وعارم وعفان وأمم. وكان ثقة له أوهام قال أحمد: هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل وأثبتهم فيه. وقال ابن معين: هو أعلم الناس بثابت وقال آخر: إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الاسلام ....
الدولابي حدثنا محمد بن شجاع [ابن] الثلجي حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن ابن مهدي قال: كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعنى التي في الصفات - حتى خرج مرة إلى عبادان فجاء وهو يرويها فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه من البحر فألقاها إليه. قال ابن الثلجي: فسمعت عباد بن صهيب يقول: إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها دست في كتبه /. وقد قيل: إن ابن [أبى] العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه. قلت: ابن الثلجي ليس بمصدق على حماد وأمثاله وقد اتهم. نسأل الله السلامة. حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن أبي ليلى عن صهيب - مرفوعا: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال: هي النظر إلى وجه الله. حماد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: فلما تجلى ربه للجبل. قال: أخرج طرف خنصره وضرب على إبهامه فساخ الجبل. فقال حميد الطويل لثابت: تحدث بمثل هذا؟ قال: فضرب في صدر حميد وقال: يقوله أنس ويقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكتمه أنا! رواه جماعة عن حماد [وصححه الترمذي]. إبراهيم بن أبي سويد وأسود بن عامر حدثنا حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس - مرفوعا: رأيت ربى جعدا أمرد. عليه حلة خضراء. وقال ابن عدي: حدثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي حدثنا النضر بن سلمة شاذان حدثنا الأسود بن عامر عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/55)
خضرة. وحدثنا ابن أبي سفيان الموصلي وابن شهريار قالا: حدثنا محمد بن رزق الله ابن موسى حدثنا الأسود بنحوه. وقال عفان: حدثنا عبد الصمد بن كيسان حدثنا حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت ربى. وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا الحسن بن يحيى بن كثير حدثنا أبي حدثنا حماد بنحوه فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت.
سماع عمارة من أم الطفيل
التاريخ الكبير للبخاري (256 هـ) الجزء6 صفحة500
3111 - عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر انه رأى ربه في المنام - قاله يحيى بن سليمان عن ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث ان سعيد ابن أبي هلال حدثه ان مروان بن عثمان حدثه عن عمارة اسناده لا يعرف سماع عمارة من أم الطفيل
التاريخ الصغير للبخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة326
حدثني يحيى بن سليمان عن ابن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي مرفوع أنه رأى ربه في المنام ولا يعرف عمارة ولا سماعه من أم الطفيل
مجمع الزوائد للهيثمي (807 هـ) الجزء7 صفحة179
رواه الطبراني وقال ابن حبان إنه حديث منكر لان عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات.
الثقات لابن حبان (354 هـ) الجزء5 صفحة245
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي حديثا منكرا لم يسمع عمارة من أم الطفيل وإنما ذكرته لكي لا يغر الناظر فيه فيحتج به من حديث أهل مصر
أراء في الحديث
(354 هـ) بن حبان في الثقات 5/ 245: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي حديثا منكرا لم يسمع عمارة من أم الطفيل وإنما ذكرته لكي لا يغر الناظر فيه فيحتج به من حديث أهل مصر
(597 هـ) بن الجوزي في الموضوعات 1/ 125: وأما مروان فقال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على عن الله عز وجل؟ قال مهنى: سألت أحمد عن هذا الحديث فحول وجهه عنى وقال: هذا حديث منكر هذا رجل مجهول عنى مروان. قال: ولا يعرف أيضا عمارة
(458 هـ) البيهقي في الأسماء والصفات: أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف أو أنف على طريق التعبير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:07 م]ـ
بارك الله في جهودكم ..
تم تصويره لعرضه على شيخنا الدكتور سعد الحميّد للنظر فيه، ثم أفيدكم برأيه إن شاء الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:24 م]ـ
حماد بن سلمة ليس قوياً في قتادة
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:32 م]ـ
بارك الله فيكم اخي ويسر لكم امركم كله
نفع الله بكم
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 12:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شرفني مروركم شيخنا سليمان الخراشي في انتضار تعليقاتكم و اضافاتكم
بارك الله فيكم اخانا محمد الأمين، يا ريت اخي تذكر المصدر حتى اضيف ذلك للملف عند نشره
الله يبارك فيكم اخي ابونصرالمازري
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:31 م]ـ
لا أنصحك بالاستعجال في النشر فالبحث فيه قصور
أولا: حماد بن سلمة اعتمدت كلام ابن الثلجي فيه في عدة مواضع ولم تصرح بتعقب الذهبي على ابن الثلجي إلا في آخر موضع. حيث قال الذهبي (قلت: ابن الثلجى ليس بمصدق على حماد وأمثاله، وقد اتهم)
وقال المعلمي اليماني في " التنكيل " (كان ابن الثلجي من اتباع بشر المريسي جهمياً داعية عدواً للسنة واهلها، قال مرة: ((عند أحمد ابن حنبل كتب الزندقة، واوصى أن لا يعطي من وصيته إلا من يقول: القرآن مخلوق. ولم أر من وثقه، بل اتهموه وكذبوه قال ابن عدي ((كان يضع أحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم بذلك)) وذكر ما رواه عن حبان بن هلال، وحبان ثقة، عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة مرفوعا ((إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها)) وكذبه أيضاً الساجي والأزدي وموسى بن القاسم الأشيب. فأما ما نسب غليه من التوسع في الفقه إظهار التعبد فلا يدفع ما تقدم. وحكايته هذه يلوح عليها الكذب، وإبراهيم بن عبد الرحمن ابن مهدي ولد أبوه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/56)
وقال أيضا: (أنه تغير باخرة. وهذا لم يذكره إلا البيهقي، والبيهقي أرعبته شقاشق أستاذه ابن فورك المتجهم الذي حذا حذو ابن الثلجي في كتابه الذي صنفه في تحريف أحاديث الصفات والطعن فيها)
والحديث: تكلم عليه شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية وأنها كانت رؤيا منامية وكذلك صححه الشيخ منصور السماري في جزء خاص له. وقال العلامة المعلمي في" التنكيل"
(أن لهذا الحديث طرقاً معروفة في بعضها ما يشعر بأنها رؤيا منام، وفي بعضها ما يصرح بذلك، فإن كان كذلك اندفع الاستنكار رأساً، وإلا فلأهل العلم في تلك الأحاديث كلام معروف) و ظاهر كلام المعلمي تصحيح الحديث
وقال شيخ الإسلام في رؤية الله في المنام (فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه) (بيان تلبيس الجهمية - (ج 1 / ص 66)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:11 ص]ـ
قول العلامة المعلمي "وهذا لم يذكره إلا البيهقي" خطأ، والبيهقي مسبوق. وقد بالغ المعلمي في الرد على الكوثري فيجب عدم التسليم بكل ما جاء في التنكيل ... فتجد المسألة التي يذكرها فيه قد يخالفها في كتاب آخر كالأنوار الكاشفة.
أما عن مصدر ضعف حماد بن سلمة في قتادة، فقد قال الإمام مسلم في كتاب التمييز: "حماد بن سلمة يخطئ في حديث قتادة كثيرا"
كما أن حماداً قد خالف من هم أوثق منه في قتادة. كما أن أصحاب حماد الثقات لم يذكروا هذه الرواية عنه. فيتضح أنها خطأ منه ولا وزن لها.
وينظر هذين الرابطين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=539
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=79683&postcount=1
وعامة ما ورد عن الأئمة في تصحيحه (أعني في كتاب ابن أبي يعلى المتهم بالتجسيم) لم يصح عنهم. وحقيقةً فإن ضعفه ظاهر والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:20 ص]ـ
أخي نور الدين:
أفاد الدكتور سعد بأن الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري توسع في تخريج الحديث في تعليقه على " نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد ". فلعله يُراجع.
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي نور الدّين، ويسّر لكم أمركم، وتقبّل منكم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:03 م]ـ
قول العلامة المعلمي "وهذا لم يذكره إلا البيهقي" خطأ، والبيهقي مسبوق. وقد بالغ المعلمي في الرد على الكوثري فيجب عدم التسليم بكل ما جاء في التنكيل ... فتجد المسألة التي يذكرها فيه قد يخالفها في كتاب آخر كالأنوار الكاشفة.
أما عن مصدر ضعف حماد بن سلمة في قتادة، فقد قال الإمام مسلم في كتاب التمييز: "حماد بن سلمة يخطئ في حديث قتادة كثيرا"
كما أن حماداً قد خالف من هم أوثق منه في قتادة. كما أن أصحاب حماد الثقات لم يذكروا هذه الرواية عنه. فيتضح أنها خطأ منه ولا وزن لها.
وينظر هذين الرابطين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/57)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=539
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=79683&postcount=1
وعامة ما ورد عن الأئمة في تصحيحه (أعني في كتاب ابن أبي يعلى المتهم بالتجسيم) لم يصح عنهم. وحقيقةً فإن ضعفه ظاهر والله أعلم.
المعلمي اليماني - رحمه الله - أنكر على البيهقي الإعلال بتغير حماد بن سلمة لا بضعفه في قتادة. وقد ذكر ابن مهدي أنه تغير لكنه لم يحدث بعد التغير. وحمل المعلمي على البيهقي لأنه طعن في عكرمة مولى ابن عباس لأجل هذا الحديث!
أما ضعف حماد في قتادة. فقد قاله ابن معين و أحمد وابن مهدي كما نقله ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ومع ذلك صحح هذا الحديث أحمد و أبو زرعة الرازي. وقد بين الخليلي في الإرشاد عن بعض الحفاظ أن سبب الضعف هو حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس. لأنه كان يجمع الشيوخ عن أنس. ولم أر الشيخ الرفاعي ذكر حماد بن سلمة في كتابه "الثقات الذين ضعفوا في شيوخهم " فلا أدري هل فاته أما أني تصفحت الكتاب على عجل!
وأما غمزكم لأبي يعلي بالرمي بالتجسيم فهذا شهرها ابن العربي المالكي [وقد ذكر ابن تيمية عنه في "درء التعارض" أنه يشارك الجهمية في أصولهم الفاسدة كابن حزم وبشري المريسي وابن الثلجي] بإسناد لا يصح وتبعه غيره منهم ابن الجوزي وابن الأثير وهي عادة الأشاعرة رمي السلفيين بالتجسيم وقد رموا شيخ الإسلام بذلك بل الغلاة منهم رموا الإمام أحمد بذلك كما قاله ابن الثلجي. ومع ذلك فالقاضي أبو يعلى نص شيخ الإسلام أنه من المفوضة كما في "درء التعارض " والمفوض غاية ما عنده هو اثبات اللفظ دون المعنى. ومن تدبر كتاب إبطال التأويلات وجد كلام القاضي أبي يعلى كما قاله شيخ الإسلام
الثاني: على التسليم بإن القاضي أبا يعلى بالغ في الإثبات. فإن غاية ما في كتابه هو نقول أقرها عليه أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في "بيان تلبيس الجهمية " وأما تصحيح أبي زرعة فقد نقله الدارقطني في كتاب الرؤية. فلا يطعن في نقل القاضي أبي يعلى لشبهة التجسيم. نعم يرد رأيه في مخالفة الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة
الأمر الثالث: أن الرؤية منامية ولا إشكال فيها. ولذلك قال ابن داود إن صحت فإنها رؤية منام. وقد بين شيخ الإسلام اتفاق المسلمين إلا المعتزلة على جواز رؤية الله في المنام و أنه يظهر للرائي بحسب حاله وايمانه وإن كان المولى في الحقيقة بخلاف تلك الصورة
وقد راجعت حاشية الشيخ منصور السماري على (النقض على بشر المريسي) فوجدته قد ذكر جماعة من أهل العلم صححوا الحديث. وإن كان قد وهم في ذكر الألباني فإنه ضعف هذا الحديث من أجل عنعنة قتادة! والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 08 - 09, 11:56 م]ـ
للأسف يا أخي فكلامك فيه أخطاء. وقولك "المعلمي اليماني - رحمه الله - أنكر على البيهقي الإعلال بتغير حماد بن سلمة لا بضعفه في قتادة" أسلم به. والمعلمي مخطئ بهذا بلا شك. وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9|66): «حماد ساء حفظه في آخر عمره». وذكر رجلاً حدث عن حماد بعد أن ضعف حفظه. فالرواة القدامى عن حماد أحسن حالاً من الرواة الصغار.
وقولكم "وقد بين الخليلي في الإرشاد عن بعض الحفاظ أن سبب الضعف هو حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس " غير دقيق لأن كلام الخليلي كان عن سبب عدم إخراج البخاري لحماد (وإن كان في كلامهم نظر كذلك) ولم يكن الحديث عن سبب ضعف حماد في قتادة وغيره.
وليتك تذكر الإسناد إلى هؤلاء الذين صححوا الحديث من باب الفائدة، وجزاكم الله خيراً.
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 10:26 ص]ـ
لا أنصحك بالاستعجال في النشر فالبحث فيه قصور
والحديث: تكلم عليه شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية وأنها كانت رؤيا منامية وكذلك صححه الشيخ منصور السماري في جزء خاص له. وقال العلامة المعلمي في" التنكيل"
(أن لهذا الحديث طرقاً معروفة في بعضها ما يشعر بأنها رؤيا منام، وفي بعضها ما يصرح بذلك، فإن كان كذلك اندفع الاستنكار رأساً، وإلا فلأهل العلم في تلك الأحاديث كلام معروف) و ظاهر كلام المعلمي تصحيح الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/58)
وقال شيخ الإسلام في رؤية الله في المنام (فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه) (بيان تلبيس الجهمية - (ج 1 / ص 66)
وأنا أضم قولي لقول أبي عبد الرحمن فالعرض كان أوسع من البيان ورد الشبهة فالابحث فيه قصور
لأن التفنيد يكون من وجوه عدة كما هي سيرة علماء السلف رحمة الله عليهم
وأزيد نقلا عن شيخ الاسلام رحمة الله عليه في هذه المسألة: (ومن هؤلاء من يزعم ان دحية الكلبي كان أمردا وان جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة امرد ويقول له ما احب ان تأتيني الا في صورة امرد
وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا
ويجعل الأمرد ربه وهؤلاء الحلولية والاتحادية
منهم من يخصه بالصور الجميلة ويقول مظاهر الجمال ومنهم من يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه
فهو كما قال الله تعالى أرايت من أتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا سورة الفرقان 43 وقال أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون سورة الجاثية 23)
الاستقامة ج 2 ص 195 - 179 -
علما أن المقرر عند اهل السنة والجماعة أن المنامات ليست واقعا فرؤيا المنام ورؤيا الحقيقة بينهما بون شاسع وفرق كما بين النوم و اليقضة ,
وأن كثير ممن يقع في عبادة القبور بسبب المنامات
وأنصح أن يكون البحث مبني على كلام المعلمي رحمه الله إثبات انها رأيا منام وهذا ظاهر
ثم نقل كلام اهل العلم في الكلام على الحديث بما يوافق ماقرر عند اهل السنة والجماعة بالكتاب والسنة.
والله ولي التوفيق.واعانكم الله في بيان الحق ونشره.
.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:27 م]ـ
أما ضعف حماد في قتادة. فقد قاله ابن معين و أحمد وابن مهدي كما نقله ابن رجب في "شرح علل الترمذي"
هذا وهم مني
وابن معين وأحمد وابن مهدي كان كلامهم عن جرير بن حازم البصري في قتادة
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:43 م]ـ
وقولكم "وقد بين الخليلي في الإرشاد عن بعض الحفاظ أن سبب الضعف هو حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس " غير دقيق لأن كلام الخليلي كان عن سبب عدم إخراج البخاري لحماد (وإن كان في كلامهم نظر كذلك) ولم يكن الحديث عن سبب ضعف حماد في قتادة وغيره.
وليتك تذكر الإسناد إلى هؤلاء الذين صححوا الحديث من باب الفائدة، وجزاكم الله خيراً.
شيخي الفاضل: وهذا ما أفهمه أيضا من كلام البرديجي الذي نقله ابن رجب في شرح العلل أن التضعيف خاص بحماد بن سلمة عن قتادة عن أنس.
قال البرديجي كما في ((شرح علل الترمذي لإبن رجب - (ج 2 / ص 20) (وأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد بن سلمة، وهمام، وأبان، والأوزاعي، فينظر في الحديث: فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعن أنس بن مالك من وجه آخر لم يدفع، وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من طريق عن أنس إلا نم رواية هذا الذي ذكرت لك كان منكراً)) انتهى
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[21 - 08 - 09, 02:02 م]ـ
قال القاضي عياض في "شرح مسلم " ((ج 7 / ص 112)
(ولم يختلف العلماء فى جواز صحة رؤية الله فى المنام)
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[22 - 08 - 09, 10:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الفاضل: أبو عبدالرحمن بن أحمد
لا أنصحك بالاستعجال في النشر فالبحث فيه قصور
أقول:
جزاك الله خيرا، لعلك أخي الفاضل المفضال لم تقرء العنوان و الموضوع، أصلا سبب كتابة الموضوع هو إستشارتكم اخواني الكرام و اعلم ان الموضوع به قصور.
أخي الفاضل أبو عبد الرحمن بن أحمد يريت تنسق الردود و تساعدنا جزاكم الله خيرا
قال شيخنا سليمان الخراشي
أخي نور الدين: أفاد الدكتور سعد بأن الشيخ منصور بن عبدالعزيز السماري توسع في تخريج الحديث في تعليقه على " نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد ". فلعله يُراجع.
جزاكم الله خيرا شيخنا سليمان و الشيخ الدكتور سعد،، في إنتظار ردكم المبارك
قال أبو معاذ الهلالي
بارك الله فيكم اخي نور الدّين، ويسّر لكم أمركم، وتقبّل منكم.
اللهم امين و اياكم اخي الفاضل ابو معاذ الهلالي
بارك الله في كل المشاركين و المتابعين،، ان شاء الله تعالى بعد الانتهاء من الموضوع سيتم نشره في المنتديات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/59)
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:54 م]ـ
أخي نور الدين الجزائري لقد أحسن أبا عبد الرحمن في نصيحته وفي توجيهه
ولقد كان الشيخ الالباني رحمة الله عليه ينهى طلبة العلم عن نشر ما يكته طالب العلم من مألفات ولايكتب طالب العلم في البداية إلا لنفسه
ويحتفض بها فما يمر عليه زمن إلا وهو يدرك أخطاءه التي كتبها
فأنا قرءت موضوعك فرأيت نفس الملاحظة
1 - - عدم نسبة القول لقائله في الحكم على بعض النصوص
2 - - عدم ذكر كلام لأهل العلم من أهل الحديث من أهل زماننا وهم كثر وكلامهم منشور في مألفاتهم لأننا طلبة علم نرجع لعلمائنا الاحياء ولانستقل عنهم كما أفاده الشيخ صالح السحيمي حفظه الله في شرحه لرسالة الشيخ العباد كيف يكون التفجير ....
3 - - عدم النقل عن شيخ الاسلام بن تيمية فقد تكلم وأجاد وأفاد في هذه المسألة وغيره من أهل السنة السلفيين
4 - - نقلت في ختام بحتك كلام عن البيهقي ومعلوم أن البيهقي عنده أخطاء في العقيدة قوله (458 هـ) البيهقي في الأسماء والصفات: أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهما يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف أو أنف على طريق التعبير ... وهذا لاينطبق على رأيا النبي صلى الله عليه وسلم وانه ليس كل رأيا يراها الرائي في النوم أنها من الله فبعضها من الشيطان كما جاء بذالك الحديث
وإن شاء الله تعيد النظر في هذا النقل.
-- وبعض النصوص لم تذكر حكم أهل الحديث عليها
-- والكثير منها ذكرت عللها ولكن لم تذكر درجتها عند أهل الخبرة بهذا الشئن
-- وأئكد على نسبت التخريج الحكم للعلماء لأن هذا الامر دين
-- واعلم انك لست اول من بحث هذه المسألة من أهل السنة فقد سبقك إليها غيرك فلو نقلت عنهم بعض النقول لكان ردك أقوى غن شاء الله
-- وان هذه المسألة ليست حديثية بحثة بل هي لها تعلق بالعقيدة وكلام أهل السنة واضح في هذه العقيدة لم نجد له نقلا لأن الموضوع كما قلت سينشر فسيقرءه الجاهل وطالب العلم ولعله يرءه العالم
وانه سيعلق شبه وتساؤلات عند القارئ الجاهل وربما يكون عندها ردود فعل بها شيء من الافراط
فالاولى ان تذكر مختصر أهل السنة والجماعة السلفيين في الرؤية ليكون البحث متكامل
-- وفي الختام لو صبرت النصوص وعرفت على من تجتمع وأين تفترق ليسهل عليك لحكم بالاستعانة بأهل العلم بهذا الشئن
وأرجوا ان لا أكون أثقلت على اخي لانك طالب نصح والمؤمنون نصحة
هذا والله ولي التوفيق
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
للفائدة:
أولا:
ورد في صحيح مسلم:
257 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَآهُ بِقَلْبِهِ
مسند أحمد:
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى
وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي أَمْلَى عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
2502 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ أَحْسِبُهُ يَعْنِي فِي النَّوْمِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ أَوْ قَالَ نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/60)
قَالَ وَمَا الْكَفَّارَاتُ وَالدَّرَجَاتُ قَالَ الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ إِذَا صَلَّيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً أَنْ تَقْبِضَنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ قَالَ وَالدَّرَجَاتُ بَذْلُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
ثانيا:
ورد في تفسير ابن كثير:
وقوله: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} قال مسلم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وَكيع، حدثنا الأعمش، عن زياد بن حُصَين، عن أبي العالية، عن ابن عباس: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، {وَلَقَدْ رَآهُ نزلَةً أُخْرَى} قال: رآه بفؤاده مرتين (5).
وكذا رواه سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله. وكذا قال أبو صالح والسّدي وغيرهما: إنه رآه بفؤاده مرتين [أو مرة] (6)، وقد خالفه ابن مسعود وغيره (7)، وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية، وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد. ومن روى عنه بالبصر فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة، رضي الله عنهم، وقولُ البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسنُ وعكرمة. فيه نظر، والله أعلم (8).
وقال الترمذي: حدثنا محمد بن عمرو بن نَبْهان (9) بن صفوان، حدثنا يحيى بن كثير العنبري، عن سَلْم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه. قلت: أليس الله يقول: {لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ} [الأنعام: 103] قال: ويحك! ذاك إذا تَجَلى بنوره الذي هو نُورُه، وقد رأى ربه مرتين.
ثم قال: حسن غريب (1).
وقال أيضا: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبًا بعرفة، فسأله عن شيء فكَبَّر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين. وقال مسروق: دخلتُ على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قَفَّ له شعري. فقلت: رُوَيدًا، ثم قرأتُ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}
فقالت: أين يُذهَبُ بك؟ إنما هو جبريل من أخبرك أن محمدا رأى ربه أو كتم شيئا مما أمرَ به، أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ} [لقمان:34]، فقد أعظم الفرية (2)، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في جياد (3)، وله ستمائة جناح قد سد الأفق (4).
وقال النسائي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الحُلَّة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد، عليهم السلام؟! (5).
وفي صحيح مسلم، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل رأيتَ ربك؟ فقال: "نورٌ أنّى أراه". وفي رواية: "رأيت نورا" (6).
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد، عن موسى بن عُبيدةَ، عن محمد بن كعب قال: قالوا: يا رسول الله، رأيت (7) ربك؟ قال: "رأيته بفؤادي مرتين" ثم قرأ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.
ورواه ابنُ جرير، عن ابن حُمَيد، عن مِهْرَان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلنا: يا رسول الله، هل رأيت ربك؟ قال: "لم أره بعيني، ورأيته بفؤادي مرتين" ثم تلا {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} (8).
ثم قال ابن أبي حاتم: وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أخبرني عَبَّاد بن منصور قال: سألت عكرمة: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، فقال عكرمة: تريد أن أخبرك أنه قد رآه؟ قلت: نعم. قال: قد رآه، ثم قد رآه. قال: فسألت عنه الحسن فقال: رأى جلاله وعَظَمته ورِداءَه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/61)
وحدثنا أبي، حدثنا محمد بن مجاهد، حدثنا أبو عامر العقدي، أخبرنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: "رأيت نهرا، ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير" (1).
وذلك غريب جدا، فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي عز وجل" (2).
فإنه حديث إسناده على شرط الصحيح، لكنه مختصر من حديث المنام كما رواه الإمام أحمد أيضا:
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن أيوب، عن أبي قِلابة عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني ربي الليلة في أحسن صورة -أحسبه يعني في النوم-فقال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ " قال: "قلت: لا. فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بَرْدَها بين ثدييّ -أو قال: نَحْرِي-فعلمت ما في السموات وما في الأرض، ثم قال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ " قال: "قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات". قال: "وما الكفارات والدرجات؟ " قال: "قلت: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجُمُعات (3)، وإبلاغ الوضوء في المكاره، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. وقال: قل يا محمد إذا صليت: اللهم، إني أسألك الخيرات (4) وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون". قال: "والدرجات بَذْلُ الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام" (5).
وقد تقدم في آخر سورة "ص"، عن معاذ نحوه (6). وقد رواه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس، وفيه سياق آخر وزيادة غريبة فقال:
حدثني أحمد بن عيسى التميمي، حدثني سليمان بن عُمَر بن سَيَّار، حدثني أبي، عن سعيد بن زَرْبِي، عن عمر بن سليمان (7)، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا رب. فوضع يده بين كتفي فوجدت بَرْدَها بين ثدييّ، فعلمت ما في السموات والأرض، فقلت: يا رب، في الدرجات والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجُمُعات (1)، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فقلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلا وكلمتَ موسى تكليما، وفعلت وفعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وِزْرَك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ قال: "فأفضى إلي بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها" قال: "فذاك قوله في كتابه: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، فجعل نور بصري في فؤادي، فنظرت إليه بفؤادي". إسناده ضعيف (2).أهـ
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[29 - 08 - 09, 07:34 ص]ـ
بارك الله فيك عزيزي نور الدين وجعله في موازين حسناتك. .
التنسيق والترتيب يبدوا انه اخذ منك وقتا وجهدا. . وهذا يدل على غيرتك لنصرة الدين بكل ما تستطيع. .
وعلى كل: قريبا بإذن الله. .
سيصدر بحث بعنوان (إسكات المهاترات حول خبر الشاب الأمرد وما أثير حوله من شبهات)
وسيتعرض لأهم النقاط التي تطرق لها المخالفون. .!!
والبحث عبارة عن (استقراء) لمشاركات الاخوة في هذا الملتقى وفوائدهم التي ادلوا بها. .
مضافا الى بعض الملاحظات. . والردود على بعض الاعتراضات التي لم تذكر. .!!
إلا انه لن يتعرض لذكر جميع الطرق كما نقل الأخ نور الدين. .
وسيعرض في هذا المنتدى لكي يحفل بملاحظات طلبة العلم وتوجيهاتهم بإذن الله
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:22 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الفاضل: بدري أبوعاصم
أخي نور الدين الجزائري لقد أحسن أبا عبد الرحمن في نصيحته وفي توجيهه
أقول:
جزاكم الله خيرا أخي الكريم و أخينا الفاضل أبو عبد الرحمن بن أحمد، والأخ أبو عبد الرحمن كان نصحه في محله كان تعقيبي فقط لتوضيح غرضي من طرح الموضوع لاغير فالأخ أعلم مني و منه اتعلم.
قال الفاضل: بدري أبوعاصم
ولقد كان الشيخ الالباني رحمة الله عليه ينهى طلبة العلم عن نشر ما يكته طالب العلم من مألفات ولايكتب طالب العلم في البداية إلا لنفسه، ويحتفض بها فما يمر عليه زمن إلا وهو يدرك أخطاءه التي كتبها
أقول:
رحم الله شيخنا الألباني فقد كان نعم المعلم و الأستاذ، اوضح لك وجهتي نظري لعلها تكون صحيح و ممكن تكون خاطئة
أخي الكريم، نحن في حوارات دائمة مع الإمامية الإثنى عشرية و هذه من الشبهات التي يطرحها هؤلاء، وسبب طرح الموضوع أمور:
- ان الموضوع لم يفصل فيه سابقا
- ان الأمر وجب الرد عليه و توضيح عقائد أهل السنة و الجماعة
- حتى لا يشبه الرافضة على عوام اهل السنة و الجماعة
- للاسف الشديد لم يكن هناك رد مفصل سابقا
قال الفاضل: بدري أبوعاصم
وأرجوا ان لا أكون أثقلت على اخي لانك طالب نصح والمؤمنون نصحة
أقول:
رفع الله قدرك في الدارين، و الغرض هو التعاون كلامك كان رائع اكيد في نهاية الموضوع سنضع ملف مشتمل على نصائح و توجيهات الإخوان، بارك الله في الجميع
أنصح نفسي و اخواني ان نرتب طرحنا بشكل جميل، و بالإبتعاد عن الفوضوية، للأسف الشديد ان الكثير الكثير من البحوث في المواضيع السابقة ينقصها التنسيق و الترتيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/62)
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:24 م]ـ
اخي الكريم ابو عبد الرحمن السقاف جزاكم الله خيرا و ننتظر منكم كل جديد
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:34 ص]ـ
أخي الفاضل نورالدين ننتظر بحثكم ان شاء الله بفارغ من الصبر ونسأل الله أن يكون في حلة جميلة ينال بها رضاه عزوجل.
وجزاك الله خيرا على سعة الصدر ولين الجانب فنفع الله بكم وسدد كم الله.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:50 ص]ـ
وإن ثبت الحديث الشاب الأمرد فلا إشكال عندنا، لأن هذه رؤية منامية لا تثبت فيها الأحكام، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال لا خلاف بين أهل السنة في إمكان وقوعها قال سماحة العلامة ابن بازا ـ رحمه الله ـ في (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة):
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى / 11 فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفو له.
وذكر الشيخ تقي الدين ـ رحمه الله ـ في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى.
وقد صحح الحديث الإمام أحمد، فما الإشكال في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه مناما على صورة شاب أمرد؟
لا إشكال
وقد ورد الحديث في كتب الرافضة كأصول الكافي وبحار [الظلمات] وغيرهما.
ولشيخنا العلامة عبدالعزيز الراجحي كلام نفيس في كتابه الذي جمعه في الفوائد، فقد جمع شتات المسألة بكلام لا مزيد عليه وأما من جهة إسناد الحديث فراجع تخريج السماري لكتاب نقض الدارمي على المريسي.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:43 م]ـ
من المهم جدا فيما أرى عند دراسة هذا الحديث تحديدا التروي في جمع الروايات عن حماد.
والفصل بين ما روي عن عدة بلفظ واحد.
وما روي عن كل راو على حدة.
ومعرفة ما هو على وجه اليقين من هذا الضرب وما هو على وجه الشك.
فالذي يظهر أن هناك زيادات دخلت من رواية النضر بن سلمة في رواية الأسود بن عامر وعبد الصمد.
ولهذا نرى الإمام أحمد صحح الرواية ونافح عنها بدون الزيادات "رأيت ربي".
ثم أنكرها لما ذكرت بالزيادة.
ولكنه ذكر له بالزيادة من حديث أم الطفيل وعلته واضحة.
وهذا في المنتقى من علل الخلال.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16808
وليس عندي كتاب القاضي أبي يعلى، وفيه عدة أسانيد لحديث حماد ولكلام الإمام أحمد عليها.
ولو أن واحدا جمع الأسانيد كلها ها هنا، لكان أقرب لمن لا تطول يده كل المصادر.
فالمشاركة الرئيسة في الموضوع تخلو من بعض أسانيد الرواية، وكل الأسانيد هنا سيكون لها أهمية للوقوف قدر الإمكان على ما هو من أصل الرواية، وما دخل من جمع أحاديث الرواة بلفظ واحد كما ذكرت في أول الكلام.
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الاضافات الطيبة
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أريد أن أذكر الباحث بأمور:
قال ابن حجر في الفتح:
" رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء حَقّ يَعْنِي لَيْسَتْ مِنْ الْأَضْغَاث سَوَاء كَانَتْ عَلَى حَقِيقَتهَا أَوْ مِثَالًا"
فمتى تكون على حقيقتها الرؤيا ومتى تكون مثالا:
يظهر أنها تكون على حقيقتها إن كانت أمرا من الله تعالى أو خبرا.
وتكون مثالا في حالات أخرى ومنها بعض أجزاء هذه الرؤيا " رأيت ربي في صورة شاب أمرد "
ورد في تفسير الطبري:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) قال: رؤيا الأنبياء حق إذا رأوا فى المنام شيئا فعلوه." أهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/63)
" لِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الْمَنَام عَلَى ظَاهِره أَنْ لَا يَكُون بَعْضه يَفْتَقِر إِلَى تَعْبِير، فَإِنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء حَقّ يَعْنِي لَيْسَتْ مِنْ الْأَضْغَاث سَوَاء كَانَتْ عَلَى حَقِيقَتهَا أَوْ مِثَالًا، وَاَللَّه أَعْلَم"
وماذا يتوقع أهل الشبه، الرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرى الله سبحانه على صورته، قال تعالى:
(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143))
ومعروف ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى جبريل على صورته الحقيقية:
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع - الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر) رواه البخاري (4641) ومسلم (161).
أما ظهور الله عز وجل في الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة بشر، فهذا مثال يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلم تحمله، ولقد قال تعالى:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)
وقال ابن القيم في بدائع الفوائد:
والجمهور على تفضيل البشر والذين فضلوا الملائكة هم المعتزلة والفلاسفة وطائفة ممن عداهم.
وفي العقيدة السفارينية للسفاريني:
وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر
قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترى
وأورد عبد الواحد التميمي في اعتقاد الإمام ابن حنبل:
إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطئ من يفضل الملائكة على بني آدم." أهـ
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك من فسر الآية الكريمة (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) بالحديث المذكور؟
علما بأن تفسير هذه الآية مختلف عليه بين العلماء.(57/64)
هل من توضيح ورد على كلام الكوثري الغريب في معنى كلمة "الظاهر" التي وردت عن الأئمة عند الحديث عن الصفات؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 08 - 09, 06:58 م]ـ
السلام عليكم
قال أحد أهل البدع:
قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل بعد كلام على (الظاهر) قال: (وقد يطلق الظاهر بمعنى المستفيض المشهور , وهو مراد من يقول من أهل السنة [بإجراء أخبار الصفات على ظاهرها] حيث يريد إجراء اللفظ المستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات الله على اللسان .. وهذا المعنى هو المراد في قول الفقهاء [هذا ظاهر الرواية] يعنون أنه المروي عن صاحب المذهب بطريق الاستفاضة والشهرة.)
ثم أحال على ما علقه على الاختلاف في اللفظ , فقال هناك: (أما ما يُروى عن بعض السلف من إجراء أحاديث الصفات وإمرارها على ظاهرها فليس بمعنى الظاهر المصطلح في أصول الفقه الذي يبقى حين ترجّح الاحتمال الآخر بالدليل كالنجم عند شروق الشمس , ولا بمعنى ما يظهر للعامة من اللفظ , بل بالمعنى المقابل للغريب الذي ينفرد بلفظه راوٍ في إحدى الطبقات , فيكون بمعنى تجويز إمرار اللفظ على اللسان وإجرائه عليه إذا كان اللفظ مرويا بطريق الظهور والشهرة في جميع الطبقات , كما وقع إطلاق الظاهر بهذا المعنى في كلام الإمام مالك رضي الله عنه وغيره , وقد يغالط بعضهم في ذلك فيضل ويضل فلزم التنبيه على ذلك) انتهى من هامش ص/156 من السيف الصقيل.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:06 ص]ـ
الكوثري هنا يرى أن لفظ الظاهر بمعنى المشهور في بعض الأحيان ويستدل باصطلاح فقهاء الحنفية في قولهم
"ظاهر الرواية " وفي ظني أن كلامه يرد عليه من وجهين
الأول: بالتسليم لما قاله فإن إجراء اللفظ على ظاهره في الصفات لأنه هو المشهور عن السلف
الثاني: أن ذلك في مذهب الحنفية وهو اصطلاح بهم عُدل به عن الأصل لقرينة ... فالأصل أن يبقى اللفظ على ظاهره حتى يأتي دليل يعدل به عن الأصل، والكوثري مسلم بهذه المقدمة لأنه قال (قد يطلق اللفظ .. ) و (قد) هنا للتقليل. والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 08 - 09, 09:56 ص]ـ
عجيب
كيف يفسر كلمة "الظاهر" التي أطلقها السلف وعلماء السنة بما يوافق اصطلاحًا خاصًا بالأحناف وأغلب من استخدم اللفظ لم يكونوا حنفية!!
ألا يكون هذا أيضا ردًا على قوله؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 09, 11:40 ص]ـ
هذا من تلبيس الكوثري
وقال ابن عابدين في أوائل (حاشيته)
اعلم أن مسائل أصحابنا الحنيفة على ثلاث طبقات أشرت إليها سابقا ملخصة ونظمتها: الاولى: مسائل الاصول، وتسمى ظاهر الرواية أيضا، وهي مسائل مروية عن أصحاب المذهب، وهم أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد، ويلحق بهم زفر والحسن بن زياد وغيرهما ممن أخذ عن الامام، لكن الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة وكتب ظاهر الرواية، كتب محمد الستة: المبسوط، والزيادات، والجامع الصغير، والجامع الكبير.
وإنما سميت بظاهر الرواية لانها رويت عن محمد بروايات الثقات، فهي ثابتة عنه، إما متواتره أو مشهورة عنه الثانية: مسائل النوادر، وهي المروية عن أصحابنا المذكورين، لكن لا في الكتب المذكورة، بل إما في كتب أخر لمحمد كالكيسانيات، والهارونيات، والجرجانيات، والرقيات، وانما قيل لها غير ظاهر الرواية لانها لم ترو عن محمد بروايات ظاهرة ثابتة صحيحة كالكتب الاولى، وإما في كتب
غير كتب محمد كالمحرر للحسن بن زياد وغيره.
ومنها كتب الامالي المروية عن أبي يوسف.
والامالي: جمع إملاء، وهو ما يقوله العالم بما فتح الله تعالى عليه من ظهر قلبه ويكتبه التلامذة، وكان ذلك عادة السلف، وإما برواية مفردة كرواية ابن سماعة والمعلى بن المنصور وغيرهما في مسائل معينة الثالثة: الواقعات، وهي مسائل استنبطها المجتهدون المتأخرون لما سئلوا عنها ولم يجدوا فيها رواية، وهم أصحاب أبي يوسف ومحمد وأصحاب أصحابها، هلم جرا، وهم كثيرون، فمن أصحابهما مثل عصام بن يوسف، وابن رستم، ومحمد بن سماعة، وأبي سليمان الجرجاني، وأبي حفص البخازري، ومن بعدهم مثل محمد بن سلمة، ومحمد بن مقاتل، ونصير بن يحيى، وأبي النصر القاسم بن سلام، وقد يتفق لهم أن يخالفوا أصحاب المذهب لدلائل وأسباب ظهرت لهم، وأول كتاب جمع في فتواهم فيما بلغنا كتاب النوازل للفقيه أبي الليث السمرقندي، ثم جمع المشايخ بعده كتبا أخر كمجموع النوازل والواقعات للناطفي، والواقعات للصدر الشهيد، ثم ذكر المتأخرون هذه المسائل مختلطة غير متميزة كما في فتاوي قاضيخان والخلاصة وغيرهما، وميز بعضهم كما في كتاب المحيط لرضي الدين السرخسي، فإنه ذكر أولا مسائل الاصول ثم النوادر ثم الفتاوي: ونعم ما فعل ... )
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 08 - 09, 02:28 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على فضح تلبيس ذلك الجهمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/65)
ـ[أم ريان]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:17 ص]ـ
جوزيتم خيرا(57/66)
إتحاف الخلف بمن كان من المالكية من أتباع السلف ... (2)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
هذا المبحث هو تابع للمبحث الذي كتبته منذ ست سنوات، وكلاهما جزء من رد كتبته على القرضاوي قبل اثنتي عشرة سنة.
فأفردته هنا لأهميته أولا.
وثانيا / لبيان خطأ عدد من المالكية - الأشاعرة!!!!!!!! - في مخالفتهم لاعتقاد إمامهم الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فضلا عن أنهم مخالفون للأشعري نفسه.
وسأورد بعضا من أئمة المذهب المالكي الذين كانوا من - أهل السنة و الجماعة - مبتدأ بإمامهم إمام دار الهجرة الفقيه المحدث البارع الإمام مالك بن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فقد كان إماماً من أئمة السلف أهل السنة والجماعة ومن المُقتدى بهم في هذا الباب العظيم، فحينما سأله أحد المبتدعة عن كيفية الاستواء؟ سكت الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأطرقَ حتى علته الرحضاء ثم قال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
وهذا الجواب من الإمام مالك قاعدة في جميع صفات الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
وأما تلامذة الإمام مالك فقد كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة، ومنهم:
الإمام الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
عبد الرحمن بن القاسم
عبد الله بن وهب
أشهب
أسد بن الفرات
عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
بشر بن عمر
يحيى الليثي
أبو مصعب الزهري
عبد الله بن مسلمة القعنبي
وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وغيرهم
وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة أمثال:
إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد.
وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي.
وإمام المالكية في زمانه الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني.
والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي.
والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي.
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين.
وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر ابن عبدالبر،
والإمام المقرئ الكبير الحافظ أبو عمرو الداني.
وغيرهم كثير ولله الحمد.
قال الإمام الذهبي: " كان علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان الأصيلي، وأبو الوليد بن الفرضي، وأبو عمرو الطلمنكي، ومكي القيسي، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، والعلماء ". أهـ
سير أعلام النبلاء 17/ 557
ولكن من التناقض الغريب العجيب اتباع بعض المالكية - المخالفين لاعتقاد الإمام مالك - للعقيدة الأشعرية، فهذا حقيقةً هو التناقض المعيب، المخالف لما كان عليه الإمام مالك بن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ولقد ذم وعابَ بعضُ العلماء هذا الأمر وعدَّه عاراً على هؤلاء.
قال الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي كتابه: [الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول] قال: " وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية ". أهـ
مجموع الفتاوى 4/ 177
ومن الماليكة المتأخرين ممن كان من أتباع السلف العلامة أحمد بن علي بن حسين بن مشرّف الأحسائي المالكي، وله نظم جميل لمقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة وهو مطبوع بتحيق العلامة بكر بن عبدالله بن أبي زيد
وأما المعاصرين من المالكية الذين وفقهم الله لاتباع مذهب السلف الذي كان عليه الإمام مالك وغيره من أئمة الهدى، فكثير ولله الحمد.
كالإمام محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله وغيره، ولمزيد الفائدة يُرجع للكتاب القيم " السلفية وأعلامها في موريتانيا "
والله الموفق.
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[19 - 08 - 09, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بما كتبت
وهذه من العجائب كما ذكر شيخ الاسلام يصوبونه ويفلدونه في الفقه ويخالفونه في العقيدة
حتى أنه قرر على الائمة والمدرسين في بلاد المغرب قول ابن عاشر الاشعري
في عقد أشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك
نسأل الله السلامة من انقلاب المفاهيم وعمى البصيرة فصاحب البيت يقدم الاشعري على مالك رحمة الله عليهما فيظن الجاهل ان الاشعري متقدم على الامام مالك وانه متابع له في العقيدة
فاذا علم الواحد منهم ان اباالحسن الاشعري رحمه الله متأخر عن الامام مالك أصابته الحيرة وأتى بالاهواء والشبه ليبرر موقفه
نسأل الله السلامة والاستقامة في المعتقد والقول والعمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/67)
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[19 - 08 - 09, 08:32 م]ـ
وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبد الوهاب المالكي.
ما الدليل على أن القاضي عبد الوهاب سلفي؟؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:22 ص]ـ
ما الدليل على أن القاضي عبد الوهاب سلفي؟؟
قال القاضي عبد الوهاب في شرح عقيدة الرسالة:
ص178: واعلم أن الوصف له تعالى بالاستواء اتباع للنص، وتسليم للشرع، وتصديق لما وصف نفسه تعالى به، ولا يجوز أن يثبت له كيفية؛ لأن الشرع لم يرد بذلك، ولا أخبر النبي عليه السلام فيه بشيء، ولا سألته الصحابة عنه، ولأن ذلك يرجع إلى التنقل والتحول وإشغال الحيز والافتقار إلى الأماكن، وذلك يؤول إلى التجسيم، وإلى قدم الأجسام، وهذا كفر عند كافة أهل الإسلام.
ص191: ولا يجوز أن تكون ذات القديم محلًا للحوادث.
ص320: وليس المجيء الذي أضافه إلى نفسه على سبيل ما يكون منا من الانتقال والتحرك والزوال وتفريغ الأماكن وشغلها؛ لأن ذلك من صفات الأجسام، والباري سبحانه وتعالى لا يجوز عليه ذلك. ولكن ليس إذا استحال عليه ذلك وجب صرف الكلام عن حقيقته؛ لأجل أن القضاء على الغائب بمجرد الشاهد لا يجب عندنا، ولا عند مسلم.
قلت (الأزهري): يظهر من النقل الأول والثالث أن القاضي عبد الوهاب يسير على قول طائفة من الأشاعرة وهو اعتقاد أن الصفات الخبرية صفات ذاتية لله عز وجل مقولة على صفات المخلوقين بالاشتراك اللفظي، ومن النقل الثاني أنه يستدل بقواعد أشعرية في أمور الاعتقاد، ومن تأمل طريقة استدلاله على سائر مسائل عقيدة الرسالة علم أنه أشعري. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:09 م]ـ
ما الدليل على أن القاضي عبد الوهاب سلفي؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظر تحقيق بدر العمراني لشرح القاضي عبد الوهاب لرسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله فقد أورد بيانا للشيخ أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة شفاه الله ذكر عقيدة القاضي عبد الوهاب السلفية إلا في مسألة الكسب فهي التي تكلم فيها بقول الأشاعرة (طبعة دار الكتب العلمية)
فائدة بالنسبة للتحقيق الذي قامت به دار البحوث الإسلامية بالإمارات فيه إساءة لعقيدة الإمام القاضي عبد الوهاب البغدادي فقد قام المحقق بالتدليس وإدراج شبهات وأباطيل وتحريف أقوال الإمام وقد سمعت أستاذا جامعيا يدرس العقيدة هنا في إحدى الجامعات المغربية يحذر الطلبة من اقتناء هذه النسخة
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:24 م]ـ
زيادة في الفائدة أحببت أن أذكر لكم أسماء علماء آخرين
منهم السلطان الإمام محمد بن عبد الله العلوي رحمه الله له كتاب طبق الأرطاب بين فيه عقيدة السلف وفقه المالكية حتى إن بعضهم قال إن السلطان كان على عقيدة الحنابلة وفقه المالكية وله رسالة صغيرة ألفها على نسق رسالة ابن أبي زيد القيرواني إلا أنها أخصر منها نفعا للأطفال الصغار وقد حصلت عليها وهي جميلة جدا.
والسلطان المولى سليمان رحمه الله فقد كانت بينه وبين شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رسائل خاصة مما جعل أهل البدع في المغرب يجمعون أمرهم على محاربة السلطان مما اضطره للتنازل عن الخلافة للسلطان المولى عبد الرحمن بن هشام رحمه الله
ومنهم السلطان المولى عبد الحفيظ رحمه الله فقد كان عالما وكان كل وقته يصرفه للعلم وله مؤلفات لكن للأسف لم تر الضوء بعد ويحكي لي الشيخ بعض المشايخ التقيتهم في جنوب المغرب أن السلطان صرف وقته للعلم وترك السياسة لبعض أقربائه مما تسبب في دخول الاستعمار وإني جد متأسف ومستغرب لما تكتبه الجرائد العلمانية بأن السلطان كان جل وقته الاستماع للموسيقى فهذا كله كذب وستكتب شهادتهم
وغيرهم وأحببت ذكر السلاطين ردا على من يقول بأن سلاطين المغرب كانوا كلهم أشاعرة ولكن الأشعرية وردت بلادنا مع دولة الموحدين المنحرفين سفاكي الدماء وقتلة العلماء
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 02:49 م]ـ
ذكر العلامة النفراوي في كتابه الفواكه الدواني في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ماملخصه أن المالكية كانوا على طريقتين في العقيدة سلف وخلف السلف. وطبعا هو رجح مذهب الخلف وقال هو أسلم وبأن منهج السلف أعلم وأحكم ولاحول ولاقوة إلا بالله.
ومن أعلام المالكية الذين كانوا على عقيدة السلف ابن حبيب المالكي صاحب الواضحة والذي لقبه البعض بالمشاغب على المذهب
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انظر تحقيق بدر العمراني لشرح القاضي عبد الوهاب لرسالة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله فقد أورد بيانا للشيخ أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة شفاه الله ذكر عقيدة القاضي عبد الوهاب السلفية إلا في مسألة الكسب فهي التي تكلم فيها بقول الأشاعرة (طبعة دار الكتب العلمية)
فائدة بالنسبة للتحقيق الذي قامت به دار البحوث الإسلامية بالإمارات فيه إساءة لعقيدة الإمام القاضي عبد الوهاب البغدادي فقد قام المحقق بالتدليس وإدراج شبهات وأباطيل وتحريف أقوال الإمام وقد سمعت أستاذا جامعيا يدرس العقيدة هنا في إحدى الجامعات المغربية يحذر الطلبة من اقتناء هذه النسخة
أرجو أن ترد على النقولات التي أوردتُها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/68)
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[21 - 08 - 09, 08:20 م]ـ
[ RIGHT] ما الدليل على أن القاضي عبد الوهاب سلفي؟؟
لو نقلت لنا عن أهل العلم المعتبرين الذين قالوا ان الشيخ القاضي عبد الوهاب انه غير سلفي
و بهذا يزول الاشكال إن شاء الله
وكذالك من صقر لو نقل عن اهل العلم الذين أثنوا على عقيدة القاضي عبد الوهاب
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[21 - 08 - 09, 09:37 م]ـ
يكفيني تصريح الإمام نفسه بكلام يفهم منه موقفه الأشعري .. أرجو أن تراجع المشاركة رقم 4
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[23 - 08 - 09, 07:51 م]ـ
ذكر الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد في "الردود" ص457، بأنه قد قيل بأن أول شارح لـ "الرسالة" القاضي عبدالوهَّاب بن نصر المالكي ت422، وقد بيعت أول نسخة من شرحه لها بمئة مثقال ذهبا. ثم ذكر الشيخ حفظه الله بأن شرح القاضي عبدالوهَّاب، وشرح آخر سمَّاه يلتقيان مع ابن أبي زيد رحمه الله على طريقة السلف، كما يفيده نقل ابن القيم عنهما في "اجتماع الجيوش الإسلامية"، والله تعالى أعلم وأحكم.
منقول للفائدة وعلمت انه صوب في مسائل و خطئ في مسائل
ولكن الذي يحكم على العالم هم العلماء النقاد لكي لاتكون فتنة
والعلم لله
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:16 ص]ـ
وكذلك مفتي ليبيا غير الرسمي الشيخ الصادق الغرياني المالكي فقد كان على مذهب المفوضة وهو الآن على منهج السلف في إثبات الاسماء والصفات وهذا ما لاحظته في فتاويه الأخيرة على موقعه "التناصح"
و من فتاويه
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=0&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=778
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=1&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=450
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
ولكن الذي يحكم على العالم هم العلماء النقاد لكي لاتكون فتنة
والعلم لله
ابن عساكر عده من الأشاعرة كما في ((تبيين كذب المفتري)) (ص 192).
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:23 ص]ـ
ابن عساكر عده من الأشاعرة كما في ((تبيين كذب المفتري)) (ص 192).
هكذا تستقيم الأمور واحسن الله إليك أخي الازهري
فأمر الشيخ يحتاج تحقيقا دقيقا لعله احدكم ينشط لذالك فيستفيد ويفيد
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 02:38 ص]ـ
ولكن من التناقض الغريب العجيب اتباع بعض المالكية - المخالفين لاعتقاد الإمام مالك - للعقيدة الأشعرية، فهذا حقيقةً هو التناقض المعيب، المخالف لما كان عليه الإمام مالك بن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ولقد ذم وعابَ بعضُ العلماء هذا الأمر وعدَّه عاراً على هؤلاء.
سبحان الله، لقد سمعت أحد هؤلاء يقول: {نحن في تونس، في الفقه مالكية، و في العقيدة أشاعرة}
و قد كانت تعلوه نبرة الفرح و الزهو، فكأنه يفتخر بذلك، نسأل الله السلامة.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 08 - 09, 08:43 ص]ـ
ومنهم
الامام عبدالسلام بن سعيد الشهير بـ
سحنون
أخذ عن أصحاب مالك
ممن أظهر السنة ونابذ اهل البدع
وله في ذلك كلام جميل نقل في
1 - طبقات علماء افريقيةللامام ابي العرب التميمي
2 - رياض التفوس
3 - سير اعلام النبلاء
لعل احد الاخوة ينشط لنقله
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[27 - 08 - 09, 06:14 م]ـ
الأخ أبو شهاب الأزهري
ما ذكرته ليس نصا في جعل القاضي عبد الوهاب من الأشاعرة، فثمة فحول من أهل السنة ذكروا نحوا من هذا الكلام ولم يكونوا أشاعرة
مثل الحافظ أبو بكر الاسماعيلي ذكر في معتقده نحوا من هذا الكلام، وقال أن الله منزه عن الانتقال
وكذلك الأشعري في الابانة ذكر هذا الكلام، وهو كتاب على منهج السلف بالاجماع، وإن كان ثمة ملاحظات، فلا يخرجه من منهج السلف كما لا يخفى
والامام الدارمي نفى الجوارح والأعضاء ... فهل هو أشعري!
نعم ترك الكلام في ذلك أولى، لكن إذا ذكره أحد الأئمة لا يلزم أن يكون بالضرورة أشعريا، لأنه ما ذكر هذا إلا ليدفع عن الأعداء شبهة التشبيه عن أهل الحديث.
بل في النقل الذي نقلته أنت حجة عليك لأنه قال:
والباري سبحانه وتعالى لا يجوز عليه ذلك -أي الحلول-. ولكن ليس إذا استحال عليه ذلك وجب صرف الكلام عن حقيقته
معنى ذلك أن يثبت الصفات على الحقيقة، فتأمل!
أما ذكر ابن عساكر له في الأشاعرة، فلا يقدم ولا يؤخر، فابن عساكر رحمه الله، قد ذكر من هم أعدل منه في الأشاعرة مثل الحاكم وابن حبان وغيرهم،،ذكرهم ضمن عداد الأشاعرة
بل الأشاعرة لا يستبعدون أن يكون الصحابة أشاعرة مثلهم!
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 08:14 م]ـ
ومنهم
الامام عبدالسلام بن سعيد الشهير بـ
سحنون
أخذ عن أصحاب مالك
ممن أظهر السنة ونابذ اهل البدع
عفوا، لكن أليس اسمه عبد السلام بن حبيب؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[28 - 08 - 09, 06:14 ص]ـ
عفوا، لكن أليس اسمه عبد السلام بن حبيب؟
حبيب جده
فهو عبدالسلام بن سعيد بن حبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/69)
ـ[صالح عبد الرزاق]ــــــــ[28 - 08 - 09, 05:36 م]ـ
وكذلك مفتي ليبيا غير الرسمي الشيخ الصادق الغرياني المالكي فقد كان على مذهب المفوضة وهو الآن على منهج السلف في إثبات الاسماء والصفات وهذا ما لاحظته في فتاويه الأخيرة على موقعه "التناصح"
و من فتاويه
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=0&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=778
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=1&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=450
كذلك راجع هذه الفتوى
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=0&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=674
وهذه أيضا
http://www.tanasuh.com/detailsearch.php?pageNum_RV=1&totalRows_RV=38&fatwa_tybe=0&id=142
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 09:03 م]ـ
يقول التاج السبكي في معيد النعم لم ير مالكي الا وكان اشعريا فما حكمكم في هذا القول ?
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:29 ص]ـ
السبكي!!!
حتى الصحابة لم يسلموا من دعواه هذه.
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 02:56 ص]ـ
بارك الله في الأخ كاتب الموضوع وفي الاخوة المشاركين
والدكتور \ فهد الرومي ذكر مجموعة منهم في كتابه الرائع (موقف علماء القيروان من مسألة خلق القرآن) وهو موجود مصور على الشبكة
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي موسى الكاظم على الفائدة وعلى البيان الذي استفدت منه والحمد لله
علما انه ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه كلمة يرددها علماؤنا رحمة الله عليهم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:55 م]ـ
ومنهم الشيخ العلامة " محمد سالم عدود " رحمه الله
حيث يقول في مقدمة نظمه المشهور لمختصر خليل:
بالبدءِ باسمِ الله في التقديمِ ... و الوصفُ بالرحمنِ والرحيمِ
قال محمدٌ بسالم شُفِعْ ... نجلُ محمدٍّ بعَالٍ قد تُبِعْ
الهاشميُّ المنتمي بالأسِّ ... إلى المباركِ الذي للخُمسِ
ثم إلى يعقوبَ منها ينتَمي ... بالله ربي أعتزي وأحتمي
أحمدهُ جَلَّ كما ابتَداني ... بنِعَمٍ مَالي بها يدانِ
ويقول فيها:
وما نقولُ في صِفاتِ قُدسهِ ... فرعُ الذي نقولهُ في نَفسهِ
فإن يقُلْ جهميهُم كيفَ استوى ... كيفَ يجيْ فقل لهُ كيفَ هُوَا
لا فَرقَ بينَ ما سَميُّهُ يُعَدْ ... وصفاً لنا كعَلمٍ أوجُزءاً كَيَدْ
البابُ في الجميعِ واحدٌ فلا ... تكُن مُعطِّلا ولا مُمثِّلا
يأتي يجيْ يكشفُ عن ساقٍ يضعْ ... قَدَمَه ُ على جهنَّمَ يَسَعْ
بفضلهِ الخلقُ يَداهُ بالعطَا ... مبسوطتانِ كَيفَ شاءَ بَسَطا
كلتاهُمَا في يُمنِها يمينُ ... فهو بذا مِن خَلقِهِ يَبِينُ
يَرى ولا يَراهُ مِنا ذو بَصَر ... حتى يموتَ مثلَ ما جَا في الخَبَر
يَسمعُ يُبصرُ يُحبُّ يَعجبُ ... يَضحكُ يَرضى يَستجيبُ يَغضبُ
ويقول فيها:
يَغارُ أن يَزنِىَ عبدٌ أو أمهْ ... لهُ ويَستحْيِيْ على مَا أكرَمهْ
وليسَ يَستحيِي من الخلقِ ولا ... من ضَربِهِ ما كالبَعوُضِ مَثلا
وليسَ يأذنُ لشيءٍ أذَنَهْ ... إلى تِلاوةِ نَبِيٍّ حَسَنَهْ
ولخلوفُ فمِ ذِي الصومِ الزَّكِيْ ... أطيبُ عِندَهُ مِنَ المسكِ الذَّكِي
يَفعلُ ما يَشاءُ لا يُستكرَهُ ... وهُوَ بالِغٌ تعالى أمرَهُ
فما يَشَأ فِينا يَكُنْ لوْ لمْ نَشا ... ولا يَكونُ ما نَشا ما لم يَشا
ويقول فيها:
أسماؤه الحسنى على الصفاتِ ... دلَّتْ فَذلَّتْ أوجُهُ النُّفاةِ
فأثبِتوا من وَصفِهِ ما السَّلفُ ... أثبتَ وانفوا ما نَفى ثمَّ قِفوا
واجتنبوا الشِّركَ الجَليِّ والخَفي ... ولو بما فيهِ اختلافُ السَّلفِ
فأفرِدُوهُ جلَّ بالعبادهْ ... لا تُشركوا في نَوعِها عِبادهْ
فلا تُسَمُّوا ولداً عَبد علي ... أو تَنذِروا لصالحٍ أو لِولي
ولا تَمسُّوا قبراً اوْ تَمسَّحوا ... ولا تَطوفوا حولَهُ أو تَذبحوا
لا تَعبدوهُ بِسِوى ما قَد شَرعْ ... قد نتقرَّبُ بجلبِ ما نَفَعْ
أو دَفعِ ما ضَرَّ لِمخلوقٍ ولا ... نَبلغُ ذا مِنْ مَالكِ المُلكِ عَلا
وبِالرُّبوبيَّةِ وَحِّدُوهُ ... فهْوَ الذي تَعنو لهُ الوُجُوهُ
لا تجعلوا إذا دَعوتُم وَسطا ... بينكُمُ وبَينَهُ فهْوَ خَطا
ذّلِكَ والإيمانُ كُلٌ قدْ شَمَلْ ... عقْداً بِقلبٍ مَعَ قولٍ وَعَمَلْ
بِنيَّةٍ في سُنةٍ وبِالعَملْ ... زيادةٌ و نقصاً المِثلَ احتَمَل
إلى آخرها
وقد أُفردت هذه المقدمة بالطبع تحت مسمى " اعتقاد السلف " بإشراف الشيخ محمد الحسن الددو(57/70)
هل لعلماء الشيعة دور فى إثراء التراث الإسلامى؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - 08 - 09, 03:30 ص]ـ
هل لعلماء الشيعة دور فى إثراء التراث الإسلامى؟ أو حتى نقله عبر كتبهم؟
يعنى من الممكن أن نجد فى كتبهم ما يمكن الاستفادة منه_إن كنت لن أفعلها وأقرأ فى كتبهم إلا لمعرفة باطلهم_؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:58 ص]ـ
كيف تستفيد من خبر أو نقل كذاب .. يتعبد الله بالكذب؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:12 ص]ـ
لهم - أخزاهم الله - كلام كثير في مباحث التوثيقات العامة , أكثروا فيه و ليس له مثيل عندنا , و سببه قلة التوثيقات الخاصة مع عوزهم الشديد إلى توثيق رواتهم.
كما أن غالب مباحث أصول الفقة عندهم تنحصر في مباحث الألفاظ.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - 08 - 09, 05:50 م]ـ
بارك الله فيك أخى أبا عبدالرحمن
وبارك الله فيك الأخ الفاضل أبابكر
لكن ماذا تقصد بمباحث التوثيقات العامة؟
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:56 ص]ـ
يا أخي الرافضة لو وجدت في كتبهم أن البحر به سمك لا تصدقهم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[16 - 08 - 09, 08:37 ص]ـ
لهم دور في هدم الإسلام
فهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " أجهل الناس في المعقول وأكذب الناس في المنقول "
وقال عنهم أيضا: " أخطر على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى "
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:09 م]ـ
لهم اعتناء كبير بالمنطق.
تجد بعض الكتب لها شروح وعلى الشروح حواشي، وكل هؤلاء رافضة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:28 م]ـ
أضحك الله سنك يا أبو مالك!
القوم عروشهم خاليه؛ والعجيب أنهم يطعنون في ديننا ومذهبنا ومراجعهم في التوثيق من كتبنا وتراثنا.
ولو عدم التراث الإسلامي لأهل السنة والجماعة والحديث؛ لرأيت المسلمين والعرب يعكفون على أعتاب أصفهان ويوقدون النيران!
ولكن الله تكفل بحفظ الإسلام بحفظ القرآن ومصادره وأنصاره.
ـ[سعود]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:19 م]ـ
الكذب لايبني شيء هداهم الله ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:41 م]ـ
بارك الله فى الأخوة والمشايخ
كان مجرد سؤال ليس أكثر
_إن كنت لن أفعلها وأقرأ فى كتبهم إلا لمعرفة باطلهم_؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخى أبا عبدالرحمن
وبارك الله فيك الأخ الفاضل أبابكر
لكن ماذا تقصد بمباحث التوثيقات العامة؟
التوثيقات العامة: طرق إجمالية , الغرض منها توثيق الرواة بدلالة الشمول.
فالتوثيق إما أن يكون شخصياً , كقولك فلان ثقة , وإما أن يكون عام , كأن تقول كل من روى عنه فلان فهو ثقة بشرط أن لا يكون دليلك في الكلية الإستقراء للتوثيقات الشخصية.
مثال ذلك عندنا , كل الرواة الذين أخرج لهم الإمام مالك في الموطأ فهم ثقات عنده , وكل من روى عنه من ثبت في حقه إنتقاء شيوخه فهو ثقة عند من روى عنه , وهكذا.
أما عندهم , كل شيوخ النجاشي ثقات , كل من وقع اسمه في أسانيد القمي في تفسيره فهم ثقات , وكذلك من وقع اسمه في أسانيد ابن قولويه في كامل الزيارات , و كل شيوخ الإجازة ثقات وغير ذلك الكثير , وعلى خلاف بينهم في بعضها.
وقد أولوا هذا المبحث إهتماما كبيراً , وبالذات في الفترة التي ساد فيها نفوذ الإخبارية , والسبب في هذا , أن الإخبارية في مناقشاتهم للأصولية , يتبعون طريقة معينة في مناقشتهم , وهي طريقة نقض المُسَلَّم , كأن تقول للأشعري مثلاً: كلانا يثبت أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى , وأنه حق لا باطل فيه , ولكن أنا أقول بذلك لقبح صدور الكذب من جهته سبحانه وتعالى , وأنت منكر للقبح العقلي , فلأي شيء أثبت صدق كلام الله سبحانه وتعالى , وأنت لا تحيل عليه الكذب عقلاً؟
فالإخبارية يضطرون الأصولية دائما إلى تضعيف الأخبار , لأن أغلبها مجاهيل , لم يوثقهم أحد , مع أن الرافضة الأولى قد عملت بأخبارهم , فيلزمونهم بإنكارها , و للخلاص من هذا الإلزام - وهو لازم لهم على كل حال - ابتدعوا هذه الطريقة , و أكثروا من إستخدامها.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:19 ص]ـ
لهم اعتناء كبير بالمنطق.
تجد بعض الكتب لها شروح وعلى الشروح حواشي، وكل هؤلاء رافضة.
ليس الأمر كما ذكرت بارك الله بك.
فكل ما يدرسونه في الحوزات في المنطق ثلاثة كتب , منطق المظفر - وهو رافضي معاصر - و حاشية ملا عبد الله اليزدي على التهذيب للسعد التفتازاني الماتريدي, و حاشية الكاتبي الأشعري على الشمسية , و كما ترى ليس من هذه الكتب رافضي خالص إلا الكتاب الأول , وقد أطلعت عليه - في نسخة إلكترونية - فإذا هو موجز جداً بحيث يصح جعله قبل السلم المنورق!!
كما أن المؤلف لا يفرق بين المثال و القياس الفقهي , مع أن له كتاب في أصول الفقة يدرس في بعض الحوزات!!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد القيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/71)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:40 ص]ـ
الأخ الكريم أبو بكر الغنامي بارك الله فيك ونفع بك
مداخلتك قيمة ومفيدة، أحسنت أحسن الله إليك، لكن اعتناءهم من حيث الدراسة فهذا مشهور عنهم، أما التأليف فقد رأيت كتاب المقرر لرائد الحيدري - وهو رافضي معاصر في قم- وهو شرح مطول من ثلاثة أجزاء على منطق المظفر، وقد أشار إجمالاً في مقدمة الكتاب إلى أن المظفر قد استوعب مؤلفات من سبقه في المنطق، وربما لا يعني بذلك أنهم شيعة.
وبارك الله فيك أخي الفاضل.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:25 م]ـ
الأخ الكريم أبو بكر الغنامي بارك الله فيك ونفع بك
مداخلتك قيمة ومفيدة، أحسنت أحسن الله إليك، لكن اعتناءهم من حيث الدراسة فهذا مشهور عنهم، أما التأليف فقد رأيت كتاب المقرر لرائد الحيدري - وهو رافضي معاصر في قم- وهو شرح مطول من ثلاثة أجزاء على منطق المظفر، وقد أشار إجمالاً في مقدمة الكتاب إلى أن المظفر قد استوعب مؤلفات من سبقه في المنطق، وربما لا يعني بذلك أنهم شيعة.
وبارك الله فيك أخي الفاضل.
بارك الله فيك , ونفع بك.
وما هذا الذي حكيته إلا من زهد أصحابنا - ثبتنا الله و إياهم على الحق - في هذا العلم.
و لطفاً منك يا أبا إبراهيم , إن كان عندك شرح منطق المظفر للمذكور فأرفقه تكرماً في خزانة الكتب و الأبحاث ,علني أستفيد منه في بعض المسائل , ولك مني الشكر.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:25 م]ـ
شرح منطق المظفر عندي مطبوع وليس على الجهاز، وهو كبير؛ ثلاثة أجزاء في مجلد واحد مضغوط، يفوق 600 صفحة وخطه صغير.
أهدانيه أحد أحبتي في الكويت، وهو من طبع دار الضياء الكويتية.
وإن كنت تريده، أبشر به أعطني عنوانك، أرسله لك أيها الفاضل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:28 م]ـ
وبخصوص زهد أهل السنة في المنطق = فهي نعمة كبيرة، وإن كنّا نحتاج بعض الدكاترة يتخصصون على حذر ولا نريدهم أن يتجاوزوا عدد أصابع اليد.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:21 ص]ـ
وفقك الله يا أبا إبراهيم , و جزيت خيراً على عزمك ونيتك , ولكن الهدية " في سَلْمِنَا " لا تُهدى و لا تُباع - إبتسامة -
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:12 ص]ـ
و حاشية الكاتبي الأشعري على الشمسية
نجم الدين عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي هو صاحب الرسالة الشمسية، وشرحها قطب الدين الرازي في ((تحرير القواعد المنطقية في شرح الرسالة الشمسية))، وعلى الرسالة عدة حواشي، منها: حاشية السيد الشريف الجرجاني، وحاشية عبد الحكيم السيالكوتي.
وبعض الشيعة يدعون زورًا وبهتانًا أن القطب الرازي كان على مذهبهم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 11:19 ص]ـ
ولكن الهدية " في سَلْمِنَا " لا تُهدى و لا تُباع - إبتسامة -
ونحن كذلك:)
وفي سلمنا أيضًا: أن ما بيدك يرخص لمن يطلبه منك، فكيف إذا كان طالب علم فاضل مثلك.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد أبو الأنوار]ــــــــ[09 - 10 - 09, 04:18 ص]ـ
اجهلهم في العقليات واكذبهم في النقليات
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:58 ص]ـ
أهل الرفض هم أبغض الخلق إلى قلبي، ولكن ما رأيكم في كتاب الكنى والألقاب لعباس القمي؟
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:12 م]ـ
هم ليس لهم الا الكذب فقط ولا شيء
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:30 م]ـ
لن تجد في البحر الميت السّمك, لن تنال منه الا الملح الأجاج.(57/72)
لله دره، الشيخ ال عبد اللطيف ينسف كتاب (القول التمام) و من قدم له!
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[15 - 08 - 09, 08:30 م]ـ
سوّد سيف العصري [1] كتاباً أسماه (القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام)، وقد طالعتُ الكتاب فإذا هو حافل بالمزالق والمغالطات والتلبيسات - كما سيأتي الإشارة إلى بعضها - وقدّم له نخبة من الأساتذة الأشياخ، وعلى رأسهم الشيخ د. يوسف القرضاوي.
• عندما تطالع مقدمة د. القرضاوي فإن وَهْم التشبيه والتجسيم عالق في ذهنية القرضاوي منذ كان صغيراً في ابتدائية الأزهر حتى ساعة كتابة المقدمة (1428هـ)، وهذا الوهم الجاثم هو امتداد لما كان عليه أسلافه (الأشاعرة) كما في جوهرة اللقاني والنسفية وموقف الإيجي ونحوها .. إذ انقدح في أذهانهم أن في إثبات أكثر الصفات الإلهية تمثيلاً وتشبيهاً، فدفعوه بالتأويل الفاسد أو التفويض والتضليل.
وليت الشيخ القرضاوي -وهو في معترك المنايا - أن يتحرر من هذا التقليد للأشاعرة والتسويغ لمقالة الداعية الكبير حسن البنا - رحمه الله - في تصوير مذهب التفويض (التجهيل)، لاسيما وأن الأشاعرة يوجبون "النظر"، ويجعلونه أول واجب، فغاية الإيمان هو العلم بحدوث العالم وقدم الصانع!! ويجعلون المقلد في التوحيد كافراً كما في الأقوال التي قررها البيجوري في شرح جوهرة اللقاني، والتي عَوّل عليها القرضاوي في دراسته ومقدمته.
• وقد حكى القرضاوي انفتاحه الكبير على مذهب السلف - أو مدرسة ابن تيمية وابن القيم على حدّ تعبيره - لكن هذا الانفتاح المرتقب بعد هذا العمر المديد سرعان ما تقشع بعد هذه الدعوى بسطور! فالقرضاوي يقول: " قال ابن تيمية بصريح العبارة ... لله جنب ولكن ليس كجنبنا".
وهذه كذبة صلعاء على شيخ الإسلام, فإنه قد قال - رحمه الله -: "لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنباً, نظير جنب الإنسان, وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56] , فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له, بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة كبيت الله, وناقة الله .. والتفريط ليس في شيء من صفات الله عز وجل. بل يراد به أنه فرّط في جهته وفي حقه ... ". الجواب الصحيح 3/ 145, 146 باختصار (طبعة المدني).
وهذا ما قرره الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على بشر (ص184) , وكذا الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة 1/ 250.
ولو تكرم الشيخ القرضاوي بالتفاتة عابرة على تراث ابن تيمية لما أوقع نفسه في هذه العثرة.
• الانفتاح "المنتظر" من الشيخ القرضاوي مع أهل السنة والجماعة قد صيّره بعيد المنال, لما عَرّض بأهل السنة ولمزهم بالإرهاب الفكري, وأن انتشار هذه المدرسة (السلفية) لأجل قوة سياسية أو اقتصادية.
ولو نطق بهذا اللمز غير القرضاوي من الأغمار وأشباههم لكان أمراً مكروراً! لكن أن يصدر هذا الطعن من أشهر الشخصيات الإسلامية في العالم, وأبرز علماء العصر! فهذا مردود شرعاً وعقلاً وفطرة وواقعاً.
أفيقال: إن ظهور مذهب السلف في أرض الكنانة مثلاً لأجل نصرة النظام المصري لمذهب السلف الصالح!! إن مذهب السلف الصالح يكابد أنواعاً من المكر الكبّار - خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر - ومع ذلك فمذهب السلف له الظهور والقبول والانتشار, إذ هو في غاية الاطراد والوضوح, وهو المذهب الذي تقبله العقول والفِطَر, والقائم على الرسوخ واليقين والتسليم للشرع والاستدلال به.
وكما قال ابن تيمية: "وإذا تأمل اللبيب الفاضل تبيّن له أن مذهب السلف والأئمة في غاية الاستقامة والسداد, والصحة والاطراد, وأنه مقتضى المعقول الصريح, والمنقول الصحيح, وأن من خالفه كان مع تناقض قوله المختلف الذي يؤفك عنه من أُفك خارجاً عن موجب العقل والسمع, مخالفاً للفطرة والسمع .. " الفتاوى 5/ 212, 213.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/73)
والمأمول من الشيخ القرضاوي أن يفتح قلبه ويشرح صدره لإخوانه أهل السنة والجماعة, وأن يطالع تراثهم بموضوعية وبلا مقررات سابقة, فالشيخ القرضاوي قد خاض غمار حياة حافلة بالمكتسبات والابتلاءات والتجارب, وأعقب ذلك مرونة ظاهرة, وانفتاحاً في غاية الاتساع, كما في مواقفه من الأنظمة والغرب .. وإخوان القرضاوي وأبناؤه من أهل السنة والجماعة هم أحق وأولى بهذا الانفتاح والتواصل!
• ويقرر الشيخ القرضاوي أن منهج القرآن عدم تجميع نصوص الصفات في نسق واحد, إذ قد يوهم التركيب والتجسيم - على حدّ دعواه -.
وهكذا فإن "كابوس" التشبيه قد استحوذ على القرضاوي, فظن أن هذا الإثبات يعدّ تجسيماً .. وما أجمل ما قاله أبو الحسن الأشعري لأبي علي الجبائي (المعتزلي): كأن القرآن قد نزل بلغة جبّاء! والقرضاوي يريد أن يجعل القرآن وفق "مقررات" الأزهر وعقائد البنا! وكما قال ابن تيمية: المعتزلي يجعل القرآن معتزلياً, والرافضي يجعله رافضياً .. وهكذا.
وهل إذا تمّ التفريق - بناء على قاعدة القرضاوي - يزول محذور الشبيه؟!
ها أنتم تزعمون التمثيل والتشبيه في أكثر نصوص الصفات وهي مفرّقة في القرآن ومع ذلك أعملتم التأويل المذموم, والتفويض والتجهيل!
وها هو صاحبكم البيهقي - رحمه الله - جمع ما يتعلق بالصفات في كتابه الشهير (الأسماء والصفات) ثم أعقبها بتأويلات المتكلمين كابن فورك وأشباهه والمقصود أن محذور (الجمع) و (التفريق) ليس مؤثراً عندكم, فأنتم عازمون وماضون في التأويل أو التجهيل سواء اجتمعت النصوص أو افترقت!
وبالجملة فهذه القاعدة المتهافتة من "جراب" القرضاوي فلا دليل عليها, وليس له سلف في ذلك.
والمقصود أن حشد نصوص الصفات الثابتة والصريحة يحقق إقراراً بمعانيها, وفهماً لدلالتها, وهذا لا يروق لأرباب التفويض والتأويل! وكذا فإن نَفَس التفويض قد أحكم قبضته على القرضاوي حتى أنه أورد نقلاً جلياً في إثبات الصفات لعثمان الدارمي, فزعم أنه تفويض!!
ومن تقريرات السلف الصالح في بيان أن معاني الصفات معلومة وليس مجرد مذهب ابن تيمية وابن القيم كما يظن القرضاوي, ماقاله شيخ الإسلام الصابوني (ت449هـ): "ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها, فيعظموا الله حق عظمته, ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف أسمه وكنيته, واسم أبيه وجدّه, وسأل عن صغير أمره وكبيره, فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها" الحجة في بيان المحجة 1/ 22.
• وأما مقدمة وهبي غاوجي، فهي تحكي إفلاس المذكور, فما جدوى مقدمة يكتبها "الشيخ العلامة. "وهي مجرد استلال نقول من مريده سيف (العصر)؟! فهل (القول التمام) ألحق بغاوجي عيّاً فاقتصر على الترداد والنقل الحرفي عن التلميذ, اللهم إلا أن غاوجي زعم قائلاً: "لقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض؟! "
وهل بلغ بغاوجي الحنق على ابن تيمية فلا يذكر اسمه! وإنما "رجل في القرن السابع!! " فهل هذا من الإلغاز والتعمية والذي يتفق مع مذهب القوم وما فيه من تلوّن وتجهيل!
أم هو الاحتقار والازدراء لإمام الدنيا, وناصر السنة, وواراث علم النبوة شيخ الإسلام ابن تيمية؟! ومع ذلك فغاوجي ينقل عن السبكي, ما ظاهرة تكفير ابن تيمية, ويؤيده! كما في كتابه أركان الإيمان ص298 (انظر منهج الأشاعرة في العقيدة ص135).
إنها حماقة مكشوفة ومكابرة للبديهيات لا تسترعي تطويلاً .. لكنه النَفَس البدعي والذي يحاكي سبيل الباطنية, حيث يقول أبو حاتم الباطني "إن من جملة المجسِّمة قوماً يقال لهم المالكية, ينسبون إلى رجل يقال له: مالك بن أنس, وقوماً يقال لهم الشافعية, ينسبون إلى رجل يقال له: محمد بن إدريس". انظر: منهاج السنة 2/ 106, وشرح الطحاوية 1/ 86.
• وأما مقدمة أ. د. حسن الأهدل ففيها تناقض فاضح, إذ يردد صاحبها أن التفويض هو عين مذهب السلف ثم ينقض ترداده قائلاً "وما يسعنا في هذا الباب إلا أن نقول مثل ما قال سلفنا الصالح" الاستواء معلوم, والكيف مجهول ... "، "فالمذكور يحتج بما يبطل مذهبه! قال تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18] قالوا: هي المرأة لا تتكلم بحجة لها إلا كانت عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/74)
• وأما تقديم (الشاعر) د. هنداوي فهي عبارة عن أبيات نظمها في محاولة يائسة في تلميع مسلك التأويل الفاسد والتفويض والتجهيل, ونقض الغبار عن هذا المذهب المتناقض وترداد ما قاله الأشاعرة - في ترويج التحريف والتجهيل .. ويأتي تقديم د. أبي حسان فإذا أغلبه في واد, وموضوع الكتاب في واد آخر!
• وقبل الشروع في أهم مزالق الكتاب نذكِّر بأن مذهب السلف الصالح في صفات الله تعالى هو الوسط والعدل بين تحريفات المتأولين وجهالات المفوِّضين وعماياتهم, فمعاني الصفات معلومة, وهذا متقرر في كتاب الله – تعالى -, حيث أمر الله – تعالى - بتدبّر الكتاب كلّه أي عقله وفهم معانية, وآيات الصفات تدخل في ذلك دخولاً أوليّاً, قال - عز وجل -: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص: 29] , والتعرّف على الله – تعالى - وفهم أسمائه وصفاته أمر فطري ضروري, فأعظم ما تتوق له النفس, وأحوج ما تكون إليه هو العلم بالله وعَقْل أسمائه وصفاته والتعبّد بها فلا تتحقق عبادة الله – تعالى - إلا بفقه أسماء الله – تعالى - وصفاته, وتحريك القلوب بالدعاء بها, قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
أما كيفية صفات الله – تعالى - وحقائقها فإنها مجهولة كما في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} [آل عمران: 7].
قال ابن تيمية - رادّا على أهل التأويل والتفويض -: "فمن كان يرى أن الذي أمر الله به إما أن تكون الأمةُ كلها أمّيةً لا تعقل معاني الكتاب, وإما أن تكون فيها من يُحرِّفه بالتأويلات المبتدعة, فهو ممن يدعو إلى الإعراض عن معاني كتاب الله ونسيانها, ولهذا صار هؤلاء يَنْسَون معانية حقيقة, فلا يخطر بقلوبهم المعنى الذي أراده الله ولا يتفكرونه, وهذا نسيان حقيقي لمعاني كتاب الله". جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص25.
وخلاصة الكتاب المذكور:
هو التسويق لمذهب الأشاعرة والقائم على التلفيق والتناقض, و التأويل الفاسد, والتفويض الجاهل, وإسقاط حرمة النصوص الشرعية ومن هذا التمشعر ما حواه الكتاب من تقرير مذهب التفويض وهو عندهم (أن لنصوص الصفات معان لا يعلمها إلا الله) وإلصاق ذلك بسلف الأمة، وهذا المذهب الرديء, من طرائق الأشاعرة, وهو من شر أقوال أهل البدع والأهواء, وقد تولى سلفنا الصالح الردّ على هذا المذهب وكشف عواره وتناقضه, كما في الفتوى الحموية والرسالة التدمرية والقاعدة المراكشية وجواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية والصواعق المرسلة لابن القيم [2].
وسيف العصر يعمد في هذا الكتاب إلى نبش هذه الجهالات - مذهب التضليل والتفويض - وبعث رميمها .. وطباعة وتوزيع "القول التمام" [3] مؤذنٌ بالعثار والمحاق, وظهور بدعة التفويض يعقبه زوالها ومزيد ظهور وقبول لمذهب السلف الصالح, وكما قال سحنون - رحمه الله -: " أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهرها " ترتيب المدارك لعياض 1/ 611.
وقال ابن تيمية: "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين, وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .. وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات، أقام الله - تعالى - مما يحقّ به الحق, ويبطل به الباطل من الآيات والبينات بما يظهره من أدلة الحق, الجواب الصحيح 1/ 13.
• إن آفة (السيف العصري) في عموم كتابه هو أن وَهْم التمثيل في سائر الصفات الإلهية قد استولى على عقله وتقريراته .. ففرّ من هذا الوهم إلى عمايات التفويض والتجهيل, فإثبات الصفات ـ التي لا يروق له إثباتها ـ تستلزم التجسيم (ص43) , ولا يفهم المسكين من إثبات اليد لله - تعالى - إلا الجارحة (ص44) , والافتقار و الاحتياج (ص56).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/75)
وهذا سبيل الزائغين من باب الصفات, إذ توهموا التمثيل في نصوص الصفات فدفعوه بالتحريف أو التجهيل. وإمعاناً في (الوصاية) و إتباعاً للأسلاف: جهم السمرقندي وبشر اليهودي وأضرابهما .. فإن سيفاً يريد أن يحشرك في مسائل وفق عقله الكليل وتمثيله المبطن, فصاحب (المقال) يردد: لو كان لله - تعالى - يد حقيقة فإما أن تمثِّلها بالمخلوقات وإلا ففوِّض (ص57) , وهذا مسلك الجهمية القائلين مثلاً لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. (ينظر: الحموية ص274, وبيان تلبيس الجهمية 3/ 683, الدرء 6/ 290).
والمقصود أن داء التشبيه قد أغرق القوم, واستحوذ على أذهانهم وسيطر على أدمغتهم, فعالجوه بالولوج في دهاليز التجهيل والتفويض.
والأسطوانة التي يكررها سيف و نابتة التفويض عموماً هي أن يُخْضِع ويطوِّع السلفي لآراءه, فإما أن تكون ممثلاً أو مفوضاً, ولا سبيل غيرهما!! فقياس التمثيل جاثم عليه, كما كان جاثماً على أسلافه الجهمية.
فقاسوا الخالق على المخلوق قياس تمثيل, فنفوا العلو والاستواء عن الله – تعالى -, إذ انقدح في ذهنهم التمثيل فقالوا: لو كان الله فوق العرش للزم أن يكون العرش أكبر أو أصغر أو مساوياً .. أو على حدّ جواب امرأة جهم: محدود على محدود! لما قيل لها: الله – تعالى - على عرشه.
• واللُهاث في سراب التجهيم لا طائل من وراءه, ويوقع صاحبه في أنواع من السفسطة والمكابرات, فالعلامة العصري يتفاصح ويطالب بتعريف النزول واليد والمحبة والرضا .. كلّ ذلك من أجل أن يوقع غيره في (الشراك) الذي تخبط فيه من (تمثيل عالق) إلى (تفويض واقع) , فلا يعقل السيف المذكور آنفاً من إثبات (اليد) - على سبيل المثال - إلا الافتقار والحاجة! لأن اليد - عند المخلوق - لحاجته وافتقاره, فلازم الاحتياج والافتقار في صفات المخلوق نقله إلى الله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ولو انعتق عقله من أَسْر التمثيل وأثبت ما يختص به الربّ من جميع صفات الكمال الواردة في نصوص الوحيين لاستراح وأراح.
• والنصوص الشرعية التي جاء فيها وصف الله باليد - مثلاً - قد جاء فيها إضافة تلك الصفات إلى الله – تعالى -, وما أضيف من الصفات إلى شيء فإنه يكون لائقاً بما أضيف إليه, فإذا قيل: يد الفيل, فهم السامع لهذا الكلام من (اليد) معنى مناسباً لذات من أضيفت إليه, أي الفيل, ولم يفهم منه ما يناسب قولنا ـ مثلاً ـ يد النملة.
•والنصوص الشرعية قد جاء فيها إضافة اليد إلى الله – تعالى -, ففهمنا أن ظاهر تلك النصوص يدل على أن تلك الصفات لائقة بالذات التي أضيفت إليها وذات الله ليست كذات المخلوق, فكذا صفاته كصفة اليدّ ليست كصفات المخلوق.
• ولما كان مذهب التفويض لسائر الصفات قائماً على تحكم وترجيح بلا مرجح, وتفريق بين نصوص الصفات, فالصفات السبع يثبتونها, وسائر الصفات يعتريها التفويض والتجهيل .. عندئذ شَرِقوا بقاعدة شرعية عقلية متينة تنسف مذهب أرباب التجهيل والتلفيق, وهي أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر, فعمد المسفسط إلى تسطير هذا العنوان: (بطلان مقولة القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر) وقد أشار بعضهم إلى هذه القاعدة كالأشعري في الإبانة (ص89) وابن الزاغوني في (الإيضاح في أصول الدين) ص284, والباقلاني في الإبانة (انظر الفتوى الحموية لابن تيمية ص508) وابن قدامة في (تحريم النظر في كتاب الكلام) ص57 - 64, فليست مقولة لابن تيمية وابن القيم فحسب كما ظن العصري.
• ويقال لهؤلاء الحيارى ها أنتم تثبتون صفة العلم لله – تعالى -, وتنكرون اليدين والساق لله - عز وجل -, بحجة أن في إثبات اليدين والساق افتقاراً وحاجة, فشبهة الحاجة والافتقار تنقلب على هؤلاء الأشاعرة (أرباب التجهيل) , فإن المعتزلة - نفاة العلم - يقولون: (لو كان لا يعلم إلا بعلم لكان محتاجاً في كونه عالِماً إلى ذلك .. وقد ثبت أنه غنيّ من كل الوجوه, ولا تجوز عليه الحاجة) المختصر في أصول الدين ضمن رسائل العدل والتوحيد لعبدالجبار المعتزلي 1/ 182.
فإن كان ثبوت اليدين يستلزم الحاجة, فكذا ثبوت العلم, وإن قلتم ثبوت الصفات لا يستلزم الحاجة, فقد بطلت دعواكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/76)
كما أن الافتقار المنفي عن الله - عز وجل -, هو افتقار إلى ما هو خارج عن نفسه, وأما ما هو داخل في مسمى نفسه المقدسة كالصفات - ومنها اليدين - فليس هو شيئاً خارجاً عن نفسه [4].
ومن أوجه .. تناقض واضطراب القوم, أنهم يثبتون الإرادة لله – تعالى -, ولا يَرِد عارض التمثيل عليهم ها هنا, فإذا جاء إثبات الصفات الخبرية توهموا التمثيل فركنوا إلى التفويض والتجهيل.
فيقال لهم: وهم التمثيل يلاحقكم ويلازمكم فيما أثبتم, فالإرادة هي ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة, فإن قالوا هذه إرادة المخلوق, وإرادة الله تليق به, فكذا يقال: إن يد الافتقار والحاجة هي يد المخلوق, ويد الله تليق به سبحانه.
• هرع العصري والغرسي والكبيسي - ومن ورائهم القرضاوي - ففرقوا من غير هدى ولا كتاب منير, فزعموا أن إثبات الصفات الخبرية يوهم التركيب .. بخلاف الصفات السبع, فيقال: هذا التركيب - مع ما فيه من إجمال - يلزمكم فيما أثبتموه من الصفات كالحياة والسمع والبصر .. ! كما بسطه ابن تيمية في مجموعة الفتاوى 13/ 305.
ويقال لهؤلاء كما قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله - منكراً أصل تلك العبارات المبتدعة - والتي يرددها العصري وأصحابه -: (وهذا الذي تكرر مرة بعد مرة - جارح, وعضو, وما أشبهه - حشو وخرفات, وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين, وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنقول كما قال, ونعني بها كما عنى, والتكييف عنا مرفوع, وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع)) الرد على بشر 2/ 689.
يأبى العصري - وكذا صاحبه أحمد الكبيسي ومن قبلهم البوطي وغاوجي وآخرون - إلاّ اللحوق بذيل هذا القافلة المتنكبة: سبيل القرون الثلاثة المفضلة, فيقلد الأشاعرةَ في الغلو في المعقولات, وتقديمها على المقولات, وإن كانت هذه المعقولات في الحقيقة والواقع مجهولات وكسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً .. إذ افتعل الأشاعرة تعارضاً بين العقل والنقل, ثم قدّموا عقولهم .. فالعصري وشركاؤه قد أهدروا حرمة النصوص الشرعية, فالصفات الخبرية التي تثبت بالسمع لهم أن يعبثوا بها عبر تأويلات متعسفة وجهالات مضللة.
وهكذا يمتهن القوم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية, ويجوّزون لعقولهم الكاسدة الاستدراك والتعقيب على نصوص الوحيين, وهكذا كان أسلافهم فالرازي يزعم أن الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين - وهذا من مقدمات الزندقة التي يشركه فيها فئام من ملاحدة هذا العصر - وصاحبهم (السنوسي) في أم البراهين يتفوّه قائلاً: من أصول الكفر التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة!!
قال ابن القيّم: "فالقوم على شركهم وشدة عداوتهم لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كانوا أصح أفهاماً من الجهمية الذين نسبوا ظاهر القرآن إلى هذه الصفة القبيحة ولكن الأذهان الغُلف, والقلوب العمي, والبصائر الخفاشية لا يكثر عليها أن تفهم هذا من ظاهر القرآن". الصواعق المرسلة 1/ 242.
وأحسب أن ما دُوِّنَ آنفنا هو الأهم في ... بيان عوار الكتاب, وأختزل المآخذ الباقية على النسق الآتي:
تصنّع المؤلفُ الترفق والاقترابَ من مذهب السلف الصالح, وتظاهر بأن الخلاف بين مذهبه وبين مذهب السلف لفضي تارةً, أو أنه مجرد خلاف لغوي لا عقائدي!!
كما جاء في مطلع الكتاب. فهذا التلوّن والمداهنة جادة مطروقة قررها بشير المريسي كما قال الإمام عثمان الدارمي: (بلغنا أن بعض أصحاب المريسي قال: كيف بهذه الأسانيد التي يحتجون بها علينا في ردّ مذهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؟ قال: لا تردوه فتفضحوا ولكن غالطوهم بالتأويل, فتكونوا قد رددتموها بلطف إذا لم يمكنكم ردّها بعنف) الردّ على بشر ص556.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/77)
لكن النَفَس البدعي قد طغى على الكتاب! والطعن في علماء السلف الصالح ظاهر مكشوف, فيتهم ابن تيمية بالاضطراب (ص49) , ويفتري على الشيخين ابن باز والشيخ صالح الفوزان, فيزعم أنهم لا ينفون النقص عن الله إلا بورود نصّ خاص (ص53) , وينبز السلف الصالح بالتجسيم والتشبيه ويحتج بالمتشابه من الكلام .. ويعرض عن المحكمات .. ويتتبع الزلات .. ويتدثر بالألفاظ المجملات .. وما حال المذكور وأسلافه إلا كما وصفهم الإمام أحمد قائلاً: (يتكلمون بالمتشابه من الكلام, ويخدعون جهال الناس بما يشبِّهون عليهم) الرد على الزنادقة ص172.
وصاحبنا (العصري) مصاب بداء الوصاية ـ كما سبق ـ ومتلبِّس بـ (المصادرة) , إذ يستدل على قوله بنفس دعواه! وهو مفتون ومسحور بالفخر الرازي, ولا غرر فإن الرازي صاحب (السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم)!
ويتعمّد المؤلفُ التفاصحَ في عباراته, والتشدّق في تقريراته, والتشبّع والتطويل بالنقول وأنواع التقاسيم .. وهذه العبارات العسيرة وما فيها من غثاثة تشبه الجعجعة والضجيج الذي يُخوّف به الصبيان وأشباههم!
وأخيراً:
ففي الكتاب من الجفاء والوحشة والرعونة في حق الله - عز وجل - ما هو ظاهر بيِّن, وحشد أنواع التأويلات الفاسدة المتعسفة, والركون و اللياذ عقب إيراد هذه التحريفات إلى الجهالات والعمايات.
قال ابن تيمية: "وأكثر هذه التأويلات المخالفة لمذهب السلف وأهل الحديث تتضمن من عيب كلام الله ورسوله والطعن فيه ما هو من جنس الذين يلمزون النبي من المنافقين, لما فيها من دعوى أن ظاهر كلامه إفك ومحال وكفر وضلال, ثم صرفها إلى معان يُعلم أن إرادتها بتلك الألفاظ من الفهاهة و العِيِّ وسبيل أهل الضلال والغَيِّ, فالمدافعة عن الله ورسوله من سبيل المؤمنين و المجاهدين كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((جاهدوا المشركين بألسنتكم وأيديكم وأموالكم))؛ أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي.
ومن ذلك بيان سخافة عقول هؤلاء المنحرفين, وكونهم من أهل الضلال المبين, كالذين ذمّهم الله من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه, والذين لا يفقهون, ولا يتدبرون القول, وشبّههم بالأنعام, والحُمُر المستنفرة, والحمار الذي يحمل أسفاراً". جواب الإعتراضات المصرية ص104.
وإذا كانت سائر الصفات لا تُعلم معانيها مطلقاً, فهل يتحقق التعبد بصفات الله عند أقوام لا يعلمون آيات الصفات إلا أمانيّ؟! وهل يحصل الأنس بالله - تعالى -, وتمام التعلق به, وتحقيق مقصده وتألهه إلا بالعلم بمعاني أسمائه وصفاته, والتفقه في هذا الباب الجليل والمطلب النفيس.
فأعظم الناس علماً بصفات الله, وأكملهم فقهاً لمعاني أسمائه الحسنى وصفاته العلا هو أتمّ الناس عبادة لله تعالى, وأشدهم حباً وخشية ورجاء لله - عز وجل -.
وإذا كان أهل الإسلام بفطرهم الوجدية يخافون الله ويرجونه, ويدعونه رغبا ورهباً, لما قام في قلوبهم من إثبات أسمائه وصفاته الدالة على كمال رحمته وإحسانه وبرّه, وعظيم بطشه وشديد غضبه وانتقامه.
فهل يعي أهل التفويض هذا الأمر الفطري الضروري؟ أم ينكرون ما يجدون في أنفسهم من إقرار ومعرفة بمعاني الصفات؟!
ـــــــــــــــــــــ
[1] سيف العصري من أهل اليمن وهو من تلاميذ صالح الأسمري ـ داعية بوزارة الشؤون الإسلامية بالرياض! ـ ومدرسة صالح الأسمري تتقصد الطعن بمنهج السلف الصالح وعقائده واستدلالاته.
للاستزادة راجع هذا الرابط: http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=300483
[2] كتب د. أحمد القاضي رسالة علمية رصينة بعنوان (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات عرض ونقد) كما كتب د. رضا معطي كتيباً بعنوان (علاقة الإثبات بالتفويض).
[3] أخبرني من أثق به أن الكتاب وُزِّع مجاناً في المدينة النبوية .. وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المدينة حرام ما بين عير إلى ثور, فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى فيها محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .. )) أخرجه خ م.
[4] كتب الباحث المحقق تميم القاضي رسالة علمية فريدة قوية بعنوان (قلب الأدلة على الطوائف المخالفة في توحيد المعرفة والإثبات) وقد انتفعت بها, وستطبع قريباً بإذن الله وفيها من الحجج والبراهين ما يحقق (الخنق) و (الطحن) و (الإجهاز) على شبهات المتكلمين والفلاسفة. د. عبد العزيز آل عبد اللطيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/78)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:03 ص]ـ
يقول القرضاوي في كتاب الإسلام والعلمانية 36:
فالعقل - كما قرَّر علماؤنا - هو أساس النقل؛ إذ به ثبت وجود الله تعالى وثبتت النبوة
ـ[السدوسي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:32 ص]ـ
ومثل كلامه في العقل تعزيته للبابا نسأل الله الثبات ... ولست أدري والله أي علم يحمله القرضاوي!!
يقول في مقدمة برنامج الشريعة والحياة تاريخ الحلقة: 3/ 4/2005:
(فقد جرت عاداتنا في هذا البرنامج أن نتحدث عن أعلام العلماء من المسلمين حينما ينتقلون من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة ونحن اليوم على غير هذه العادة نتحدث عن عَلم ولكن ليس من أعلام المسلمين ولكنه عَلم أعلام المسيحية وهو الحَبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية وأعظم رجل يُشار إليه بالبنان في الديانة المسيحية.
لقد توفي بالأمس وتناقلت الدنيا خبر هذه الوفاة ومن حقنا أو من واجبنا أن نقدم العزاء إلى الأمة المسيحية وإلى أحبار المسيحية في الفاتيكان وغير الفاتيكان من أنحاء العالم وبعضهم أصدقاء لنا، لاقيناهم في أكثر من مؤتمر وأكثر من ندوة وأكثر من حوار، نقدم لهؤلاء العزاء في وفاة هذا الحَبر الأعظم الذي يختاره المسيحيون عادة اختيارا حرا، نحن المسلمين نحلم بمثل هذا أن يستطيع علماء الأمة أن يختاروا يعني شيخهم الأكبر أو إمامهم الأكبر اختيارا حرا وليس بتعيين من دولة من الدول أو حكومة من الحكومات، نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تذكر وتشكر له، ربما يعني بعض المسلمين يقول أنه لم يعتذر عن الحروب الصليبية وما جرى فيها من مآسي للمسلمين كما اعتذر لليهود وبعضهم يأخذ عليه بعض أشياء ولكن مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته وكان له مواقف سياسية يعني تُسجل له في حسناته مثل موقفه ضد الحروب بصفة عامة.
فكان الرجل رجل سلام وداعية سلام ووقف ضد الحرب على العراق ووقف أيضا ضد إقامة الجدار العازل في الأرض الفلسطينية وأدان اليهود في ذلك وله مواقف مثل هذه يعني تُذكر فتشكر .. لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدَّم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ونقدم عزاءنا للمسيحيين في أنحاء العالم ولأصدقائنا في روما وأصدقائنا في جمعية سانت تيديو في روما ونسأل الله أن يعوِّض الأمة المسيحية فيه خيرا).
فتوى الشيخ ناصر العمر ..
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلنا أخيراً نبأ وفاة بابا الفاتيكان فرأينا الكثير من المسلمين يتباكون ويعزون في وفاته وسؤالي فضيلة الشيخ وأرجو ألا تتأخروا في الإجابة لأهمية الأمر:
أولاً: هل هذا البابا كافر أم مسلم؟
ثانياً: هل يجوزالدعاء له بالرحمة؟
ثالثاً: هل يجوز لعنه والدعاء عليه؟
رابعاً: هل الترحم عليه والحزن لأجله من الموالاة الناقضة للإسلام أم لا؟
أرجو الإجابة بأسرع ما يمكن لأهمية الأمر وجزاكم الله خيراً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن مما ابتليت به الأمة في عصورها المتأخرة كثرة الجهل وضعف العلم، مع كثرة قرائها وكتابها، ومن أثر ذلك ضعف معالم الولاء والبراء، والجهل بالبدهيات من أمور العقيدة، والرقة بالدين، ومداهنة أعداء الله.
وبعض ما ذكره السائلون يندرج في هذا الباب مثل السؤال هل البابا كافر أو مسلم، فإذا لم يكن البابا كافراً فمن الكافر، وهل عن مثل ذلك يسأل لولا ما ذكرت، وقريب منه الدعاء له بالرحمة. والله المستعان.
وأشك في صحة النقل بأن أحد المشايخ يوجب الترحم عليه، ولا يقول بذلك من له أدنى علم بالشرع فضلاً عن أن يكون من المشايخ، ولكن لعل السائل نُقِل له ذلك، أو التبس عليه ما قال، فإن ثبت ذلك فلانقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل قال سبحانه (ومن يرد أن يضله فلن تملك له من الله شيئا).
وخلاصة الأمر:
1 - البابا كافر، لا شك في كفره، ووصيته وشهادة قومه تؤكد أنه مات على ذلك، وما شهدنا إلا بما علمنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/79)
2 - لا يجوز الترحم عليه، وهذا من الدعاء المنهي عنه، قال سبحانه: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة:113)، وقال سبحانه: (ولاتصل على أحد منهم مات أبدا ولاتقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) (التوبة:84) والبابا مشرك لأنه يعتقد أن عيسى ابن الله، تعالى الله عما يقولون (وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) (التوبة: من الآية30)، ويقول بعقيدة التثليث، وهذا من بدهيات عقيدة النصارى.
3 - أما لعنه، فالصحيح أنه يجوز لعن من مات كافراً، أما إعلان اللعن والدعاء عليه فتراعى فيه قاعدة المصالح والمفاسد – كما قرر أهل العلم -.
4 - أما التعزية ففيها تفصيل:
إن كان المراد تعزية أهله وقرابته لا أهل ملته، فقد كرهه بعض السلف، لكن الراجح جواز ذلك، لأن من السلف من عزى أهل الذمة في أمواتهم، ذكر ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الرائع (أحكام أهل الذمة) ج1/ص438 فصل في تعزيتهم.
لكن يجدر التنبيه إلى أنه لايجوز في التعزية الدعاء للميت بالرحمة ولالأهله الكفار بحصول الأجر والثواب،كما يقال ذلك للمسلمين،لأن الله لايقبل من الكافر عملا ولاطاعةحتى يسلم،وإنما يقال أخلف الله لكم خيرا منه،ونحو ذلك من الكلمات،كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله قال في (أحكام أهل الذمة) {قال الحسن إذا عزيت الذمي فقل لا يصيبك إلا خير وقال عباس بن محمد الدوري سألت أحمد بن حنبل قلت له اليهودي والنصراني يعزيني أي شيء أرد إليه فأطرق ساعة ثم قال ما أحفظ فيه شيئاً وقال حرب قلت لإسحاق فكيف يعزي المشرك قال: يقول أكثر الله مالك وولدك"}.اـ هـ
أما تعزية أهل ملته إذا مات منهم قسيس ونحوه فلا يجوز، لأن مفسدتها تربو على مصلحتها، وحيث يوهم الجهال بأن ما هم عليه حق، وبذلك فيغتر أهل الكتاب والمسلمون على السواء،بل إن تعزيته وبخاصة إذا كان معظما فيهم كالبابا، أشد أثراً خطرا من مجرد تهنئتهم على عيدٍ أو شعيرةٍ دينية،وهذا أمرٌ لا يخفى
قال الشيخ محمد بن عثيمين في حكم تعزية الكافر: {والراجح أنه إذا كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً وإلّلا فينظر في المصلحة} مجموع فتاواة 2/ 303ً.
والذي يطالع كثيراً مما كتبته بعض وسائل الإعلام حول وفاة البابا يحزن لما وصلت إليه حال كثير من المسلمين، حتى إن بعضهم يمدحه بأنه خدم أهل ملته ونشر دينه، وصاحب هذا القول يخشى عليه؛ لأن خدمته لدينه هو نشر الكفر والشرك وحرب الإسلام – كما هو مشاهد وواقع – نسأل الله أن يلطف بنا ولا يؤاخذنا بما فعل السفهاء والجهّال منا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د. ناصر العمر)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:33 ص]ـ
رب ضارة نافعة
كنا ندرس الواسطية والطحاوية والتدمرية ونقول في أنفسنا ليس لهذه المذاهب العقدية في تعلمها قيمة
فجل العالم الإسلامي عوام والمشائخ عندهم المضحين في سبيل نشر المذهب الأشعري أندر من الكبريت الأحمر ولا مستمع لهم
فإذا بنابتة الأشاعرة طلعت من بيننا وطلعها كأنه رؤوس الشياطين بقيادة صالح الأسمري
فجعلت طلبة العلم يزيدون من قرائة كتب العقائد ويتظلعون منها
فرب ضارة نافعة
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:02 ص]ـ
ولأحد طلبة العلم الكبار وهو الشيخ محمد بن إبراهيم اللحيدان رسالة في بطلان هذا المذهب, وبيان خطأ نسبته للسلف وهي"تبرئة السلف من تفويض الخلف"يضاف إلى ذلك ماكتبه المشايخ: ابن باز،والفوزان،وبكر أبوزيد، من الردود على الصابوني.فلله در مشايخ الإسلام!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 07:10 ص]ـ
حفظ الله علماء أهل السنة
مذهبان رديئان نسبا ظلما وزوراً لأهل السنة
" الإرجاء " و " التفويض "
ولم يقصِّر علماء أهل السنة في " محق " الإرجاء، و "طرد " أهله من أهل السنَّة
والمطلوب: فعل مثل ذلك مع أهل " التفويض "
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[17 - 08 - 09, 12:26 م]ـ
جزى الله الشيخ آل عبداللطيف خيرًا، ونفع بجهوده في الذب عن عقيدة اهل السنة والجماعة ...
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:37 م]ـ
جزى الله الشيخ آل عبداللطيف خيرًا، ونفع بجهوده في الذب عن عقيدة اهل السنة والجماعة ...
بارك الله في الجميع
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:09 م]ـ
حفظ الله علماء أهل السنة
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:35 م]ـ
جزاك الله كل خير الحمد لله الذي جعل في كل زمان من علماء أهل السنة من يرد على أهل البدع
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:41 م]ـ
جزى الله مشايخنا خيرا وحفظهم الله وجعلهم للحق انصارا وللبدع والاهواء اعداءا ونفعنا الله بعلهم وجعلنا الله على طريق السلف ثابتين
وجزى الله المشاركين خير الجزاء
أخوكم في الله ضيف عليكم جديد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/80)
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:57 م]ـ
حيا الله ضيفنا الكريم بدري.
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 09:32 ص]ـ
وحياك الله وبياك أخي السدوسي وجعل البسمة في محياك
واكرمك الله واياي وجميع الحضور برؤيته في الجنة
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 09:45 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالعزيز وزاده علماً ونفع به
واقترح لنسف هذا الكتاب أن يقوم الشيخ عبدالعزيز او الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس بكتابة رد مفصل على الأباطيل التي بكتاب سيف العصري
وبعدها يقدم للكتاب عالم له مكانته من كل بلد كالمملكة والمغرب ومصر والأردن .. الخ
لأن سيف العصري اتبع نفس الطريقة فقدم له من اليمن والأردن وقطر , وحاول أن ينتقي من سمعه
لأن سيف العصري نشر كتابه في الكثير من المنتديات و المواقع وروج له كثيراً فيجب قطع دابره
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لكم
ـ[أم البراء الحنبلية]ــــــــ[27 - 08 - 09, 12:42 ص]ـ
وفقكم الله وبارك في الشيخ وعلمه(57/81)
أفيدونا بارك الله فيكم عن صلاة ليلة النصف من شعبان
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ماصحه هذا الكلااام ..
وكيف الرد عليه ..
سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن صلاة ليلة النصف من شعبان فأجاب: (إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن) , وقال في موضع آخر: (وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا). انتهى. (مجموع فتاوى ابن تيمية ج 3 / ص131 - 132).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في (لطائف المعارف) (ص 263): وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة , وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما من تابعي الشام يقومون في المسجد ليلة النصف , ووافقهم الإمام إسحاق ابن راهويه على ذلك , وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة. انتهى باختصار وتصرف.
والحاصل أن فضل هذه الليلة المباركة قد ثبت بالأحاديث الصحيحة واستحب قيامها كثير من السلف , فالقول ببدعيتها قول منكر , لم يعتمد في مذهب معتبر ولا غير معتبر.
وجزاكم الله خير
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة
لاحظت أنك تنقلين بعض الشبه وترغبين في الرد عليها ... فإن كنت بارك الله فيك تدخلين لمنتديات أهل البدع أو بعض المنتديات التي يختلط فيها الحابل بالنابل ..... فنصيحتي إليك أن تتركي ذلك وتتفرغي لما ينفعك بدخول ملتقيات أهل السنة المحضة (مع أن ترك النت أولى) ... والسبب في ذللك كما نبه عليه أهل العلم وكما هو منهج السلف عدم مجادلة أهل البدع إلا في أحوال ضيقة تعرف في مظانها ... أما أن نكون أنا وأنت من المبتدئين في الطلب غرضاً لسهام أهل البدع وشبههم وأن ننصب أنفسنا في الرد عليهم فلا ... هي مجرد نصيحة لأن الدين النصيحة ... والله أعلى وأعلم
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:06 م]ـ
وفيكم بارك ..
ولكن انا مشرفه في منتدى اسلامي تابع لاهل السنه والجماعه ..
ويشتهر اهل المنطقه اصحاب هذا المنتدى بالصوفيه والاخوان ..
لذلك يناقشني في موضوع ..
وانا اعلم انه صوفي ولكن ارغب في نصحه وبيان الحق له
او تركه وعدم مناقشته ..
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:38 ص]ـ
بدعة ليلة النصف من شعبان
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:40 ص]ـ
بدعة ليلة النصف من شعبان
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.
أما بعد: فقد قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا الآية من سورة المائدة، وقال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ الآية من سورة الشورى وفي الصحيحين عن عائشة عن النبي قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي صحيح مسلم عن جابر، أن النبي كان يقول في خطبة الجمعة:
(أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعدما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام من أقوال أو أعمال، فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، الإسلام من أقوال أو أعمال، فكله بدعة مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم، فأنكروا البدع وحذروا منها، كما ذكر ذلك
كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة كابن وضاح، والطرطوشي، وأبي شامة وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/82)
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله وورد فيها أيضا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي أجمع عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب، في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام: أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية. وأنا أنقل لك: أيها القارئ، ما قاله بعض أهل العلم في هذه المسألة، حتى تكون على بينة في ذلك، وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب: رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله- عز وجل، وإلى سنة رسول الله، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خالفهما وجب اطراحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعله، فضلا عن الدعوة إليه وتحبيذه، كما قال سبحانه في سورة النساء يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ الآية من سورة الشورى، وقال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، الآية من سورة آل عمران، وقال عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل، وأحسن تأويلا: أي عاقبة. قال الحافظ ابن رجب - - في كتابه: (لطائف المعارف) في هذه المسألة- بعد كلام سبق- ما نصه: "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم، ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم: عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله.
والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى، إلى أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان: من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه (في رواية) لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي وأصحابه، واستحبها (في رواية)، لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف، لم يثبت فيها شيء عن النبي ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام"انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/83)
وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي ولا عن أصحابه شيء في ليلة النصف من شعبان، وأما ما اختاره الأوزاعي من استحباب قيامها للأفراد، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول، فهو غريب وضعيف. لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعا، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفردا أو في جماعة، وسواء أسره أو أعلنه. لعموم قول النبي: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها، وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي في كتابه: (الحوادث والبدع) ما نصه: (وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلا على ما سواها).
وقيل لابن أبي مليكة: إن زيادا النميري يقول: (إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر)، فقال: (لو سمعته وبيدي عصا لضربته) وكان زياد قاصا، انتهى المقصود
وقال العلامة: الشوكاني في: (الفوائد المجموعة) ما نصه: "حديث: (يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات قضى الله له كل حاجة) إلخ وهو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل، وقال في: (المختصر): حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها)، ضعيف وقال في: (اللآلئ): (مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات) مع طول فضله، للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع. وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب (الإحياء) وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة- أعني: ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلي سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم بني كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه" انتهى المقصود.
وقال الحافظ العراقي: (حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله وكذب عليه، وقال الإمام النووي في كتاب: (المجموع): (الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب: (قوت القلوب)، و (إحياء علوم الدين)، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غالط في ذلك).
وقد صنف الشيخ الإمام: أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما، فأحسن فيه وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جدا، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطلعنا عليه من كلام في هذه المسألة، لطال بنا الكلام، ولعل فيما ذكرنا كفاية ومقنعا لطالب الحق.
ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم، يتضح لطالب الحق أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجعل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وما جاء في معناها من الآيات، وقول النبي: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم) فلو كان تخصيص شيء من الليالي، بشيء من العبادة جائزا، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرها. لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/84)
بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله، فلما حذر النبي من تخصيصها بقيام من بين الليالي، دل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى، لا يجوز تخصيص شيء منها بشيء من العبادة، إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص.
ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبه النبي على ذلك، وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه، كما في الصحيحين عن النبي علي أنه قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب أو ليلة الإسراء والمعراج يشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة، لأرشد النبي الأمة إليه، أو فعله بنفسه، ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة إلى الأمة، ولم يكتموه عنهم، وهم خير الناس، وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورضي الله عن أصحاب رسول الله وأرضاهم، وقد عرفت آنفا من كلام العلماء أنه لم يثبت عن رسول الله، ولا عن أصحابه شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في ليلة النصف من شعبان، فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصها بشيء من العبادة، بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها، للأدلة السابقة، هذا لو علمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة، ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى ................... وشر الأمور المحدثات البدائع
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها، والحذر مما خالفها، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
منقول للفائدة
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:33 م]ـ
قال الشيخ العلوان في شرح الترمذي ص 91:
الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان ضعيفة ولا يصح من ذلك خبر وهذا الذي ذهب إليه الأكابر البخاري وأحمد وجماعة من الحفاظ بعض العلماء ذهب إلى تصحيح بعض الأحاديث الواردة ولكن الأكثر وأئمة هذا الشأن يضعفون كل الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان، فحينئذ لا يشرع إحياء هذه الليلة ولا يشرع زيادة عبادة فيها ولم يرد فضل أو زيادة أجر في شعبان، باستثناء الصيام فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص شعبان بمزيد من الصيام قالت عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله إلا قليلاً) والخبر متفق على صحته.
وقال بعده بقليل:
لا يصح في الباب شيء لا في الأحاديث الواردة بأن الله ينظر إلى عباده ليلة النصف من شعبان ولا إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان ولا أن الله يغفر ليلة النصف من شعبان لكل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا لرجلين متشاحنين أو مشرك، هذه الأحاديث كلها ضعيفة والثابت والمحفوظ والمتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له) وقلت قبل قليل إن هذا قول الأكثر أي أن هذه الأحاديث ضعيفة، فيه نعم من ذهب إلى تحسين هذه الأحاديث وتقويتها ولكن الصواب أنها ضعيفة ومعلولة وهذا قول الأكثر من أئمة الشأن ..(57/85)
التعقيب على كتاب الخطيب عن دعوة محمد بن عبد الوهاب
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:01 م]ـ
كتب العلامة: صالح الفوزان - حفظه الله تعالى:
التعقيب
على ما ذكره الأستاذ عبد الكريم الخطيب
في كتاب " الدعوة الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب "
الحمد لله , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فقد اطلعت على كتاب عنوانه:
" الدعوة الوهابية , محمد بن عبد الوهاب: العقل الحر والقلب السليم "
للأستاذ عبد الكريم الخطيب.
والكتاب في جملته يتضمن دراسة تحليلية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حيث الأسس التي قامت عليها وطريقتها , وثمرتها , والحاجة إليها , وما قوبلت به من خصومها.
وهو كتاب جيد في بعض مواضيعه وسيئ في مواضيع أخرى منه، فقد أدركت عليه ملاحظات مهمة لا يسعني المرور بها دون تعليق عليها بيانًا للحق , ونصحًا للخلق وإنصافا لهذه الدعوة المباركة برد ما يلصقه بها أعداؤها من تهم وما يقذفونها به من شبهات، شأنها في ذلك شأن كل دعوة إصلاح.
ناهيك بما حصل لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على يد خصومها في ذلك.
ولعل الأستاذ الخطيب قد وقع في تلك الأخطاء تأثرًا بما يسمع أو يقرأ مما يمليه أو يلقيه خصوم هذه الدعوة، دون تنبه لأهدافهم وأغراضهم، وإن كان الأستاذ قد أزاح عن هذه الدعوة المباركة كثيرًا مما لفقه أعداؤها من شبهات، لكنه أبقى على بعضها مما لولاه لكان كتابه جيدا مئة في المئة.
وكان الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم وفقه الله قد لاحظ على الأستاذ كثيرًا من تلك الأخطاء بملاحظات مختصرة طبعت مع كتابه في طبعته الأخيرة، دون أن يغير من واقع تلك الأخطاء شيئًا، مما يدل على إصراره عليها.
وهذا مما يؤكد على ملاحظاتي هذه بدافع النصح وتجليه الحقيقة، لعل الأستاذ يعيد النظر في كتابه فينحي عنه تلك الهفوات، ليسلم من تبعتها ويجنب القراء – خصوصًا الذين لا يعرفون هذه الدعوة معرفة جيدة عن الوقعية فيها، - فالرجع إلى الحق خير من التمادي في الباطل -.
وهذه الملاحظات بعضها جاء عرضًا في غير صميم الموضوع وإليك بيانها بالتفصيل:
1 - تسميته لدعوة الشيخ بالدعوة الوهابية , وتسميته لأتباعها أيضا بالوهابية.
- ولعل الأستاذ فعل ذلك مجاراة لخصوم الدعوة الذين ينبزوها بهذا اللقب لمقصد خبيث لم يتنبه له فهذه التسمية خطأ من ناحية اللفظ ومن ناحية المعنى:
أما الخطأ من ناحية اللفظ، فلأن الدعوة لم تنسب في هذا اللقب إلى من قام بها- وهو الشيخ محمد -، وإنما نسبت إلى عبد الوهاب - الذي ليس له أي مجهود فيها - فهي نسبة على غير القياس العربي، إذ النسبة الصحيحة أن يقال: (الدعوة المحمدية).
لكن الخصوم أدركوا أن هذه النسبة نسبة حسنة لا تنفر عنها فاستبدلوها بتلك النسبة المزيفة.
وأما الخطأ من ناحية المعنى، فلأن هذه الدعوة لم تخرج عن منهج مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم، فكان الواجب أن يقال: الدعوة السلفية لأن القائم بها لم يبتدع فيها ما نسب إليه كما ابتدع دعاة النحل الضالة من الإسماعيلية والقرمطية، إذ هذه النحل الضالة لو سميت سلفية، لأبى الناس والتاريخ في هذه التسمية؛ لأنها خارجة عن مذهب السلف، ابتدعتها من قام بها.
فالنسبة الصحيحة لفظًا ومعنى لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب أن يقال الدعوة المحمدية، أو الدعوة السلفي.
لكن لما كانت هذه النسبة تغيظ الأعداء حرفوها ولذلك لم تكن الوهابية معروفة عند أتباع الشيخ وإنما ينبزهم بها خصومهم بل ينزهون بها كل من دان بمذهب السلف، حتى ولو كان في الهند أو مصر وإفريقية وغيرها والخصوم يريدون بهذا اللقب عزل الدعوة عن المنهج السليم , فقد أخرجوها من المذهب الأربعة , وعدُّوها مذهبًا خامسًا {حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
2 - قال الأستاذ في (ص 12):
" فالحرب التي دارت بين علي ومعاوية قد اختلط فيها الرأي بالهوى , والدين بالسياسة ".
- هكذا قال سامحه الله , مع أن من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعدم الخوض فيما شجر بينهم؛ لأنهم في ذلك معذورون , إما مجتهدون مصيبون , وإما مجتهدون مخطئون , إن أصابوا فلهم أجران , وإن أخطؤوا فلهم أجرٌ واحد , والخطأ مغفور.
قال الشيخ الإسلام ابن تيمية: -
" ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسبتهم , من الإيمان بالله ورسوله , والجهاد في سبيله , والهجرة , والنصرة , والعلم، النافع , والعمل الصالح , ومن نظر في سيرة القوم , بعلم وبصيرة - وما منَّ الله عليهم به من الفضائل , علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ".
3 - في (ص 53) يقول الأستاذ:
" ولقد كان الخلاف بين الحسن البصري وتلميذه أبي الحسن الأشعري خلافًا في الرأي. . . " إلخ.
- كذا يقول!! مع أن بين الحسن البصري والأشعري زمنا طويلا , فالحسن البصري توفي - رحمه الله - سنة (110هـ). وهو تابعي، وأبو الحسن الأشعري ولد سنة (260هـ). فبين وفاة الحسن وولادة الأشعري مئة وخمسون سنة كما ترى , كيف يتحقق هذا التتلمذ الذي قاله الأستاذ؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/86)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:02 م]ـ
4 - في (ص20) لما تحدث عن الكائنات، قال:
" لا بد من قوةٍ وراءَ هذه الظواهر جميعها , لا بد من موجد لها , قائم عليها , منظم لوجودها , ممسك ببقائها , سم هذه القوة ما شئت من أسماء , وبأية لغة , وعلى أي لسان , إنها (الله)، خالق الكون , ومدبر الوجود , وهذا ما يسمى بالتوحيد , أي: الإيمان بالقوة الواحدة الموجدة لكل شيء , والمتصرفة في كل شيء " اهـ.
- ولنا على هذه الجملة ملاحظتان:
الأولى: أنه جوز أن يسمى الله قوة , وهذا خطأ , لأن أسماء الله توقيفية , فلا يسمى إلا بما يسمي به نفسه , أو سماه به رسوله , وقد سمى نفسه بالقوي , كما قال تعالى: {يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ}.
وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.
والقوة صفته , كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
فالقوي: اسمه , والقوة صفته سبحانه , وهناك فرق بين الاسم والصفة.
ثم إنه لا يجوز لنا أن نسمي الله بما شئنا من أسماء؛ لأن أسماءه توقيفية , فلا نسميه إلا بما سمى به نفسه.
الملاحظة الثانية: أنه فسر التوحيد بأنه الإقرار بأن الله هو مدبر الوجود وموجده , فإن أراد أن هذا هو توحيد الربوبية , فهذا صحيح , لكن هذا التوحيد لا يكفي ولا ينجي من عذاب الله , ولا يدخل صاحبه في الإسلام , ولا يعصم دمه وماله , لأن الكفار يقرون بهذا وهم كفار.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} , {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
وإن أراد أن هذا هو التوحيد المطلق المطلوب من الخلق , فهذا خطأ واضح: لما ذكرنا من أن الكفار أقروا به ولم ينفعهم في الدنيا , ولا ينفعهم في الآخرة , وسماهم الله كفارًا لما لم يقروا بتوحيد الإلهية الذي هو عبادته وحده لا شريك له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" فإقرار المرء بأن الله رب كله شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله إن لم يقترن به إقرارًا بأنه لا إله إلا الله , فلا يستحق العبادة أحد إلا هو , وأن محمدًا رسول الله , فيجب تصديقه فيما آخر به وطاعته فيما أمر ".
وقال أيضًا:
" وقد أخبر الله سبحانه عن المشركين من إقرارهم بأن الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه , فقال:
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أو أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}.
وذكر آيات كثيرة في هذا المعنى , ثم قال:
وبهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد , فإن عامة المتكلّمين الذي يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع، فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له , وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث، وهو توحيد الأفعال، وهو أن خالق العالم واحد. . ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب , وأن هذا هو معنى قولنا " لا إله إلا الله "، حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع. ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولا لم يكونوا يخالفونه من هذا , بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء، حتى إنهم كانوا يقرون بالقدر أيضًا , وهم مع هذا مشركون " اهـ.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:03 م]ـ
5 - في (ص47) ذكر الأستاذ أن الشيخ محمد عبد الوهاب التقى في المدينة بالشيخ أبي المواهب البلعي الدمشقي وأخذ عنه الفقه.
- ولا ندري علي أي شيء اعتمد في ذلك مع أن الذين ترجموا للشيخ وكتبوا في سيرته من أحفاده وتلاميذهم غيرهم لم يذكروا أبا المواهب من جملة شيوخه، والظاهر أن بينهما مدة زمنية تمنع من إدراك الشيخ لأبي المواهب.
ثم قال الأستاذ (ص63):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/87)
" ثم اتصل (يعني: الشيخ محمدًا) بالشيخ محمد السندي المدني، وأخذ ما اطمأن إليه وعارضه فيما لم يقبله عقله ويطمئن إليه قلبه ".
- ولا ندري ما مستند الأستاذ في هذا القول الذي لم يسبقه إليه أحد ممن ترجم للشيخ من تلاميذه وأحفاده، والخبراء بسيرته، كالشيخ ابن غانم، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ ابن بشر وغيرهم.
- ثم هل المرجع فيما يقبل ويرد في الأخذ عن العلماء هو العقل أو ميزان الشرع وقواعده الثابتة؟!
- إن الأستاذ جعل الشيخ يرجع في ذلك إلى عقله، وهذا ما لا نوافقه عليه ولا يوافقه عليه غيرنا، لاسيما في حق مثل الشيخ الذي كان يحرص كل الحرص على اتباع الدليل والانقياد له ولأن صحيح النقل لا يخالف صريح العقل أبدًا كما هو معلوم.
- وفي هذا تجريح للشيخ محمد حياة السندي في علمه بأن عنده ما لا يقره العقل ولا يطمئن إليه القلب.
6 - في (ص74 - 75) يقول الأستاذ:
" بدأت الدعوة (يعني: دعوة الشيخ) حادة عنيفة مطبوعة بطابع التطرف والمغالاة، فكان طبيعيًا أن يلقاها الناس بعناد وتطرف، ومثل هذا لا يجعل للمسلم مجالًا بين الطرفين المتقابلين. . . . "
إلى أن قال:
" بدأت (يعني: الدعوة) بإنكار المجتمع الإسلامي كله , فالمسلمون جميعًا في نظر الوهابيين قد انسلخوا عن الإسلام بما أدخلوا على دينهم من بدع ومحدثات كالتوسل بغير الله ورفع القباب على قبور الموتى ممن يعتقد فيهم الصلاح، وهذا لون من الشرك بالله وفي هذا بعض الحق ولكن فيه كثيرًا المبالغة والغلو. . . . . . . . . . . . . ".
إلى أن قال:
" كان لا بد أن يحدث هذا (يعني: شدة الخلاف بينهم وبين غيرهم) بعد أن وضع الوهابيون دعوتهم في هذا الإطار الذي يحصر الإسلام في دعوتهم، ويجعل كل من انحرف عنها منحرفًا عن الإسلام، داخلًا في مداخل الكفر والإلحاد ونجد هذا واضحًا في الكتب التي ألفها علماء الوهابيين " اهـ.
- والجواب أن نقول: هكذا يصف الأستاذ دعوة الشيخ بهذه الأوصاف:
أ- الغلو والتطرف والعنف.
ب_ تكفر جميع المسلمين، وحصر الإسلام في تلك الدعوة، وتكفير من انحرف عنها.
ج-- أن كتب علماء الوهابية تشتمل على تكفير المسلمين.
جوابنا على ذلك أن نقول:
أولًا: قد تناقض الأستاذ في كتابه هذا تناقضًا واضحًا في موضوع دعوة الشيخ فبينما هو يصفها بهذه الصفات المنفرة التي ربما يكون قد قرأها من كتب خصومها، أو سمعها من أفواههم , {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} بينما هو يسطر هذه الصفات هنا، إذا هو في آخر كتابه يقول في (ص111 - 112):
" ودعوة محمد بن عبد الوهاب من الكلم الطيب , لأنها تستند إلى الحق , وتدعو له , وتعمل في سبيله , ولهذا كانت دعوة مباركة , وفيرة الثمر , كثيرة الخير , لقد قام صاحبها يدعو إلى الله لا يبغي بهذا جاهًا , ولا يطلب سلطانًا , وإنما يضيء للناس معالم الطريق , ويكشف لهم المعاثر والمزالق التي أقامها الشيطان على جوانبه.
ولقد اصطدمت هذه الدعوة وهي وليدة في مهدها بقوة عاتية , ولو لم تكن تستند إلى أصول ثابتة من الحق , وتقوم على دعائم قوية من الإيمان , لقضي عليها من أول صدمة , ولما واصلت سيرها في الحياة , ولما بقي منها في قلوب الناس أثر ينتفع به. . ".
إلى أن يقال:
" لقد وقف أتباع هذه الدعوة وقفة لا يمكن أن توصف بأقل من مواقف الشهداء من أتباع الأنبياء وحوارييهم. . ".
إلى أن قال بعدما ذكر موقفهم من حملة إبراهيم باشا:
" وهكذا الدعوات الخاصة والمبادئ السليمة أشبه بالمعادن الكريمة , تزيدها النار وهجًا وبريقًا , وكالنبت الطيب يزيده الحريق أريجًا وطيبًا , فقد كانت هذه الدماء الزكية التي أريقت في سبيل الدعوة أكرم على الله من أن تذهب هدرًا , أو تضيع هباء , ولقد كانت غذاء طيبًا لتلك الشجرة المباركة , فزكت وأينعت وأطلعت أطيب الثمرات. . ".
هذا ما قاله الأستاذ في ثنائه على الشيخ وتزكيتها.
فهل تراه نسي ما كتبه قبل ذلك من وصفها بتلك الصفات المنفرة: الغلو , والتطرف , وتكفير جميع المسلمين؟
كيف نجمع بين طرفي كلامه وهما نقيضان , والجمع بين النقيضين مستحيل , فكيف يجتمع في دعوة الشيخ هذا وذاك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/88)
ثانيًا: إذا كانت دعوة الشيخ هي الحق , كما شهد به الأستاذ وغيره , وكما هو الواقع الذي لا شك فيه , فما خالفها , فهو الباطل قطعًا , {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}.
وليست هذه المخالفة في مسألة اجتهادية فروعية , بل في صميم العقيدة.
فهل يرى الأستاذ أن جهاد المخالف الذي أصر على مخالفته وعائد , هل يرى جهاده في سبيل العقيدة غلوًا وعنفًا وتطرفًا؟
إذا: فأين موضوع الجهاد في سبيل الله؟
وهل الشيخ وأتباعه جاهدوا إلا لأجل تصحيح العقيدة والقضاء على الشرك؟
وهل جاهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من قبل إلا لأجل هذا الغرض , فلهم فيهم القدوة؟
ثالثًا: وأما دعواه أن من سمات الدعوة تكفير المسلمين , فلنترك الجواب عنها للشيخ محمد بن عبد الوهاب نفسه.
قال - رحمه الله - في رسالته إلى السويدي- عالم من أهل العراق كان قد أرسل إليه كتابًا , وسأله عما يقول الناس فيه- فأجابه بهذه الرسالة ومنها:
" وأخبرك أني ولله الحمد متبع , ولست بمبتدع , عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين , مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة , لكني بينت للناس إخلاص الدين لله , ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم , وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل , وهو الذي دعت إلى الرسل من - أولهم إلى آخرهم وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة. . ".
إلى أن قال - رحمه الله -:
" ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني , وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة , ويا عجبًا كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ هل يقول هذا مسلم؟ إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا عن مختل العقل ".
ثم قال:
" وأما التكفير , فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه , ونهى عنه , وعادى من فعله , فهذا هو الذي أكفره , وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك " اهـ.
وقال - رحمه الله - في رسالة له:
" وأما ما ذكر لكم عني , فإني لم آته بجهالة , بل أقول- ولله الحمد والمنة , وبه القوة: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم , مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم , بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له , وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم , وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني , بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم من الحق , لأقبلنه على الرأس والعين , ولأضربن الجدار بكل ما خالفه من أقوال أئمتي حاشا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يقول إلا الحق " اهـ ,.
فهذا منهج الدعوة , يصفه لنا إمام الدعوة نفسه - رحمه الله - , فهل في هذا غلو وتطرف وتكفير لجميع المسلمين كما زعم ذلك خصومه؟
إنه يجب عليك أيها الأستاذ أن تحاسب نفسك على ما تقول وتكتب , ولا ترسل القول جزافًا , وأن تتثبت قبل أن تصدر الحكم، عملًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
رابعًا: وأما دعواه أن كتب علماء الوهابية تشمل على تكفير المسلمين إلا من كان يدية بدعوتهم , فنحن نطالبه أن يبرز لنا كتابًا واحدًا من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو من كتب أبنائه وأحفاده وكتب تلاميذهم. . إلى يومنا هذا يصدق ما نسبه إليهم من تكفيرهم للمسلمين.
وبالجملة , فالأستاذ وصف دعوة الشيخ بصفات مذهب الخوارج: الغلو , والتطرف , والعنف , وتكفير المسلمين , وحصر الإسلام فيهم.
من أين استقى هذه المعلومات الخاطئة عن الدعوة؟
لا بد أنه استقاها من كتب خصومها , وما هذا شأن الباحث المنصف , فضلًا عن العالم المسلم الذي يعلم أنه سيحاسب بين يدي الله عن كل كلمة يقولها أو يكتبها، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/89)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:04 م]ـ
7 - ويقول الأستاذ في (ص82):
" وإذن، فنستطيع أن نقول: إن هذه الدعوة مهما كان اتصالها بالسياسة , فقد بقي اللون الغالب عليها- وهو الدين-، وظل صاحب الدعوة هو صاحب الكلمة في المجتمع الذي استجاب له بما فيه من حكام ومحكومين. . إلخ ".
ونقول له: هل الدين منفصل عن السياسة؟
إن الدين هو السياسة الصحيحة , والشريعة الإسلامية دين ودولة , فالسياسة الصحيحة لا تقوم إلا على الدين.
8 - في (ص93) يتكلم الأستاذ في موضوع هدم القباب المقامة على القبور , فيقول:
" وقد بدأ هذا العمل صاحب الدعوة محمد بن عبد الوهاب , فهدم القبة المقامة على قبر زيد بن الخطاب , ثم تلا ذلك هدم كثير من قباب الصحابة والتابعين , ثم تجاوز هذا إلى قبر الرسول الكريم وإلى الكعبة الشريفة , فحالوا بين الناس وبين التمسح بهما والتماس البركة منهما , وكان ذلك هو الذي أثار ثائرة المسلمين في كل مكان , وعدوا من أجله الوهابيين حربًا على الإسلام , لأنهم لا يقدسون مقدساته , ولا يوقرون حرماته ".
والجواب على ذلك أن نقول: إن هدم القباب المقامة على القبور هو واجب. جميع المسلمين , تنفيذًا لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (ولا تدع قبرًا مشرقًا إلا سويته). كما رواه مسلم وغيره.
وأما التمسح بالكعبة , فالوارد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو استلام الحجر الأسود , وتقبيله , واستلام الركن اليماني دون بقية الأركان.
ولهذا أنكر ابن عباس رضي الله عنهما على معاوية رضي الله عنه لما كان يستلم أركان الكعبة كلها , ويقول: ليس من البيت شيء مهجور. وذكر له ابن عباس فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتلا عليه هذه الآية الكريمة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
فتراجع معاوية رضي الله عنه عن رأيه , اتباعا للرسول، قال: صدقت.
وهذا شأن المسلم , {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُّبِينًا}.
فادعاء الأستاذ أن علماء الدعوة يمنعون التمسح بالكعبة مطلقًا ادعاء خاطئ , وأما التمسح بقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهو حرام , ووسيلة من وسائل من وسائل الشرك , وكذا التمسح بقبر غيره من باب أولى , والمنع من ذلك واجب , وهو من محاسن الدعوة لا من مثالبها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (26/ 97):
" وأما سائر جوانب البيت والركنان الشاميان ومقام إبراهيم , فلا يقبل , ولا يتمسح به , باتفاق المسلمين المتبعين للسنة المتواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , فإذا لم يكن التمسح بذلك وتقبيله مستحبًا , فأولى ألا يقبل ولا يتمسح بما هو دون ذلك.
واتفق العلماء على أنه لا يستحب لمن سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره أن يقبل الحجرة , ولا يتمسح بها , لئلا يضاهي بيت المخلوق بيت الخالق , ولأنه قال - صلى الله عليه وسلم -:
(اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد). وقال: (ولا تتخذوا قبري عيدًا).
وقال: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد , ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
وقال أيضا (26/ 121):
" ولا يستلم من الأركان إلا الركنين اليمانيين دون الشاميين , فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما استلمهما خاصة , لأنهما على قواعد إبراهيم , والآخران هما في داخل البيت , فالركن الأسود يستلم ويقبل , واليماني يستلم ولا يقبل , والآخران لا يستلمان ولا يقبلان , والاستلام هو مسح باليد , وأما سائر جوانب البيت ومقام إبراهيم وسائر ما في الأرض من المساجد وحيطانها ومقابر الأنبياء والصالحين وصخرة بين المقدس , فلا تستلم , ولا تقبل , باتفاق الأئمة " اهـ.
فالتبرك بالبقاع والقبور والآثار إذا كان القصد منه التعلق على الله في حصول البركة وطلبها من غيره , فهذا شرك , فماذا على علماء الدعوة إذا حالوا بين الناس وبين الشرك ووسائله , نصحًا للخلق وغيرة للحق؟
ثم يعد الأستاذ منع التمسح بقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعريضًا لمقامه وقبره للأذى. انظر (ص94) من كتابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/90)
ويا سبحان الله إن الذي يؤذي الرسول حقيقة هو الذي يجعل قبره وثنًا يعبد , ويرتكب ما نهى عنه , أو يدافع بلسانه وقلمه عمن يفعل ذلك.
وقوله: " وكان ذلك هو الذي أثار ثائرة المسلمين في كل مكان. . " إلخ قول فيه مجازفة وتقول على المسلمين , فالمسلمون بالمعنى الصحيح يؤيدون علماء الدعوة في ذلك ولا ينكره إلا الجهال الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه أما المعاندون من عباد القبور وهؤلاء وأولئك لا اعتبار لإنكارهم في ميزان الحق ومجال النقد.
ثم الداعية إلى الحق لا بد أن يعادى وتحاك ضده التهم، ولنا بما جرى لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جرى لإخوانه النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وما جرى على أتباعهم، لنا في ذلك أكبر أسوة وأعظم عبرة.
ثم إن الأستاذ أراد أن يلطف الموضوع ويغطي ما مر في كلامه من شطحات فقال:
" إن هذه الأمور " يعني: الأمور التي أنكرها الشيخ " بمنزلة ورم خبيث يحتاج إلى يد نطاسي بارع للقضاء عليه "!!
9 - ثم قال:
" ولو أن الوهابية قد أخذت الأمر مأخذًا هينًا ودعت أول ما دعت إلى ترك البدع الصارخة، كالزار وغير ذلك مما كان يعيش عليه كثير من المسلمين في ذلك الحين , لو أن الوهابيين فعلوا هذا، لكان تمهيدًا طيبًا ومقدمة ناجحة لما تنطوي عليه دعوتهم من تحرير العقل الإسلامي وتحرير العقيدة الإسلامية مما غشيها من جهل وضلال ".
- هكذا يرى الأستاذ طريقة الدعوة الناجحة أن يترقى بها من الأدنى إلى الأعلى، بحيث يبدأ بإنكار البدع أولا ثم بإنكار الشرك.
ولنا على ذلك ملاحظتان:
الأولى: عده التمائم من البدع، مع أنها قد تكون شركًا إذا اعتقد معلقها أنها تدفع الشر بذاتها، وكذلك إذا كان فيها ألفاظ شركية، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) رواه أحمد وأبو داود.
الثانية: أن هذه الطريقة التي وصفها للدعوة مخالفة لطريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فالرسول أول ما بدأ بإنكار الشرك، فلبث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد وإنكار الشرك قبل أن يأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج، والنهي عن البدع إنما يكون بعد صلاح العقيدة، بحيث يبدأ بالأهم فالمهم، بل هذه طريقة جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كل نبي أول ما يبدأ قومه بقوله:
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:05 م]ـ
10 - يتكلم الأستاذ عن الاستعانة بالمخلوق فيقول في (ص101 - 102): " إن الإنسان الذي يؤمن بالله ويضم قلبه على توحيد لا يخلو أبدًا في حالات مختلفة من أن ينظر من غير قصد إلى غير الله فيما يطرقه من أحداث ذلك في الوقت الذي لا يخلو فيه قلبه من ذكر الله والإيمان بتفرده بالألوهية، ونحن نرى أن مثل هذه الالتفاتات العارضة لا يمكن أن تقطع الطريق على المسلم وأن تعزله عن ربه، وتسلكه في عداد الكافرين الملحدين، كما تقول بذلك الدعوة الوهابية، فأي إنسان لا تخف نفسه من غير قصد إلى التماس العون من ذوي الجاه وأصحاب السلطان؟. "
إلى أن قال:
" فهل لو ألقي مسلم اليوم في النار ثم جاءه أحد يمد إليه يد الخلاص، أيكون هذا المسلم كافرًا أو ملحدًا إذا قبل العون؟!
إن التوحيد الخالص على الوجه الذي تصوره الدعوة الوهابية يحتم على مثل هذا الإنسان ألا يستعين بغير الله.
فكيف الأمر إذن وصاحب الدعوة نفسه قد مد يده إلى أمير العيينة أولًا، ثم إلى الأمير محمد بن مسعود ثانيًا؟!
فهل في هذا ما ينقص التوحيد أو يفسد العقيدة؟! فإن الأخذ بالأسباب أمر يدعو إليه العقل، ويزكيه الدين، وغاية ما في الأمر أن يضل بعض الناس عن جهل عن الاتجاه إلى الأسباب السليمة المتصلة بالمسببات، وذلك ما يمكن أن نفسر به تعلق بعض الجهلة بالأضرحة ونحوها، إنهم ضلوا الطريق فلم يتعرفوا على الأسباب الصحيحة ومثل هذا يوصف بالكفر والخروج عن الدين " ا هـ.
- وقد كرر الأستاذ كلمة " من غير قصد فهل مراده أن هذه الأشياء التي ذكرها تصدر من نائم أو ناس أو مجنون أو غير مميز أو مكره؟! فكل من هؤلاء مرفوع عنه القلم بنصوص الأحاديث، فلا داعي إلى هذا التطويل.
وماذا قصده بالالتفاتة العارضة إلى غير الله التي تنسب إلى الدعوة الوهابية تكفير من فعلها؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/91)
إن كان قصده الالتفات بطلب الحاجات وتفريج الكربات إلى الأموات والغائبين، فهذا كفر بإجماع المسلمين، ليس في الدعوة الوهابية فحسب، لأنه دعاء لغير الله {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} والآيات في هذا كثيرة.
وإن قصد بهذا الالتفات الاستعانة بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه، كما يظهر قوله: " فأي إنسان لم تخف نفسه من غير قصد إلى التماس العون من ذوي الجاه والسلطان " , فهذا مباح، وقد تجنى الأستاذ على دعوة الشيخ في قوله: " إنما تكفر من فعل ذلك وتعده ملحدًا ".
وهو يرد على نفسه ويتناقض في قوله حين يقول " وصاحب الدعوة قد مد يده إلى أمير العينية أولا ثم إلى الأمير محمد بن سعود ثانيًا "
فقد رد على نفسه فيما نسب إلى هذه الدعوة ونحن نرد في هذه المسألة من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث يقول - رحمه الله - في كشف الشبهات ما نصه:
فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها , كما قال الله تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق , ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء، أو في غيبتهم، في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله " ا هـ.
وأما قوله عن تعلق بعض الجهلة بالأضرحة " إنهم ضلوا الطريق، فلم يتعرفوا على الأسباب الصحيحة، ومثل هذا يوصف بالجهل، ولا يهتم صاحبه بالكفر والخروج عن الدين "
فنقول له: من تعلق على الأضرحة عن جهل، بين له الحق ودعي إلى التوحيد فإن أصر على التعلق بالأضرحة بعد ذلك يستغيث بها، ويطلب الحاجات منها فهو كافر خارج عن الدين، كشأن المشركين الأولين الذين دعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى التوحيد فأبوا وقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا}، لأن الجهل يوزل بالبيان ولا يبقى على الضلال بعد البيان إلا معاند للحق.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:05 م]ـ
11 - وفي الصفحات (103و104و105) يكتب الأستاذ كلامًا معناه أن الوهابية تسارع إلى تكفير الناس بتعليقهم التمائم، وتمسحهم بالأضرحة، مع كثرة من يفعل ذلك، وخطورة التكفير وقسوته وكون من يفعل هذه المخالفات فعلها عن جهل ومن أنه يمكن العلاج عن طريق النصح والإرشاد. . . . إلخ.
- ونحن نجيب الأستاذ عن ذلك بما سبق أن شرحناه بأن علماء الدعوة لا يكفرون الناس بمجرد تعليق التمائم، والتمسح بالأضرحة مطلقًا، بل في ذلك تفصيل:
فمن علق التميمة أو تمسح بالضريح يعتقد في ذلك جلب النفع ودفع الضر من دون الله فهذا شرك.
ومن فعله يعتقده سببًا من الأسباب فقط مع اعتقاده أن جلب النفع والضر من الله فهو محرم ووسيلة من وسائل الشرك.
ومن فعل ذلك جاهلًا بين له، وأرشد، فإن استمر بعد ذلك منع عنه بالقوة.
وكثرة من يفعله ليست حجة {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}.
وأما كون التكفير فيه قسوة وخطورة فذلك لا يمنع من إطلاقه على من اتصف به، وعلماء الدعوة –والحمد لله- لا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله.
وأما قول الأستاذ " إنه بعد أن انتشر العلم في المجتمع الإسلامي وخلصت العقول من تصورات الجهل، ذهبت أو كادت تذهب كل هذه السور التي كانت تعيش في المجتمع الإسلامي من تعظيم القبور والتمسح بالأضرحة " فهذا كلام ينقضه الواقع، وما قبر أحمد البدوي، ومشهد الحسين، وغيرهما. . . وما يفعل عند هذه الأضرحة الآن من الشرك الأكبر بخافٍ على الأستاذ ولا بعيد عن بلده.
12 - قد أكثر الأستاذ من وصف الدعوة بالحدة والعنف والمبالغة والغلو والتعصب والخطأ في أسلوبها وهذه صفات ذميمة قد برأ الله الدعوة منها، فهي ولله الحمد دعوة حكيمة صافية مبنية على العلم النافع والجهاد الصادق والصبر، أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترسمًا لخطاه.
وسأنقل فقرات مما كتبه الأستاذ في صفحات متعددة ما كان ينبغي له أن يكتبها:
ففي (ص 74) يقول:
" بدأت الدعوة حادة عنيفة مطبوعة بطابع التطرف والمغالاة. . . فلقد بدأت بإنكار المجتمع كله ".
ويقول في (ص76):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/92)
" كان ينبغي أن تسلك الدعوة مسلكًا أسلم عاقبة من هذا لو أنها بدأت أقل عنفًا مما كانت عليه ".
ويقول في (ص81):
ولكن تعصب الوهابيين (كذا! والصواب: الوهابيون) لرأيهم فبالغوا فيه وتعصب عليهم المجتمع الإسلامي في جملته، فأنكر دعوتهم.
وفي (ص93) يقول:
" وفي الحق إن الدعوة الوهابية في بدئها قد أخطأت خطأ بينًا في أخذ الناس بهذا الأسلوب الحاد العنيف، دون أن تدخل في حسابها الأثر النفسي الذي يطغى على شعور المسلمين ".
وفي (ص95) يقول:
" فموضوع الدعوة سليم غاية السلام، ولكن في أسلوبها بعدًا كثيرًا عن أساليب التربية ". وفي (ص103) يقول:
" ونقول: إن هذه المبالغة وهذا الغلو في تنقية العقيدة الإسلامية من رواسب الشرك قد وسعت هوة الخلاف بين جمهور المسلمين والوهابيين " ا هـ.
-والجواب أن نقول للأستاذ: من أي مرجع استقيت هذه المعلومات وعرفت هذه الصفات عن الدعوة التي قام بها الشيخ محمد عبد الوهاب وأتباعه؟
هل وجدت في كتب أصحابها ما يسوغ قولك؟ فها هي –ولله الحمد- موجود وميسورة، دلنا على واحد منها يصدق ما تقول.
أم تلقيت ذلك من كتب خصومها؟ فما كان يجوز لك أن تحكم على الخصم اعتمادا على كلام خصمه.
ثم قوله " إن المجتمع الإسلامي بأسره أو معظمه قام في وجه هذه الدعوة ورفضها " قول مردود فهذه كتب علماء مسلمين بالعشرات والمئات تثني على هذه الدعوة وتناصرها وتدافع عنها، من علماء الهند، واليمن , والعراق، والشام , ومصر، وغيرهما مما لا أحصيه الآن مما تضمنه المكتبة الإسلامية من الكتب التي تنافح عن هذه الدعوة , إنما قام في وجهها فئات من علماء الضلال الذين قال فيهم وفي أمثالهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين). وهؤلاء لا عبرة بهم.
إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء تترسم خطى دعوة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: فقد بدأ دعوته بتبصير الناس طريق الحق , وتصحيح العقيدة بالبيان والتعليم , فلما اجتمع حوله تلاميذ وأنصار اقتنعوا بدعوته , طلب من الأمراء من يحميه ويناصره حتى يبلغ هذه الدعوة إلى ما حوله من البلاد , كما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على القبائل , يطلب من يؤيده حتى يبلغ دعوة ربه , فلما وجد الشيخ من الأمراء من يساعده , جهر بالدعوة , وكتب إلى العلماء والولاة في البلدان المجاورة يدعو إلى الله سبحانه , ويطلب منهم المناصرة , فاستجاب له من استجاب , وعاند من عاند , فكان لا بد من الجهاد في سبيل الله , لإعلاء كلمة الله , وتطهير البلاد من الشرك , أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هاجر إلى المدينة ووجد له أنصارًا فيها.
وليس في هذا عنف أو غلو أو تعصب , كما زعمت أيها الأستاذ , بل هو سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في جهاد من عاند الحق , وأصر على الطغيان بعد البيان والإنذار.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:06 م]ـ
وختامًا. نقول: يجب على الأستاذ أن يعيد النظر في كتابه , فيصفيه من هذه التناقضات التي شوهت جماله , وطمست معالمه , ويستقي معلوماته من المراجع الصحيحة عن الدعوة المباركة , وعلى الأخص كتب الشيخ ورسائله , ككتاب التوحيد , وكتب أحفاده وتلاميذهم وغيرهم من العلماء , مثل " تيسير العزيز الحميد ". و " فتح المجيد و " الدر السنية في الأجوبة النجدية ". و " غاية الأماني في الرد على النبهاني ". لعلامة العراق محمود شكري الألوسي , و " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ". لعلامة الهند محمد بشير السهواني ,. . وغيرهما مما يوضح أهداف هذه الدعوة المباركة، ويرد شبهات خصومها.
هذا ما نرجوه من الأستاذ الكريم.
ونسأل الله لنا وله التوفيق فيما نقول ونعمل , وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:54 م]ـ
تعديل بعض أخطاء الكتابة
في المشاركة 78: في التعقيب الأول:
في السطر العاشر:
الدعوة السلفي، والصواب: الدعوة السلفية.
وفي السطر الثالث عشر:
المذهب الأربعة، والصحيح: المذاهب الأربعة.
وفي التعقيب الثاني:
في السطر السادس:
الشيخ الإسلام، والصواب: شيخ الإسلام [مع الإعتراف بالإمامة وعدم الإقرار للتلقيب]
وفي السطر السابع:
ومحاسبتهم، والصواب: ومحاسنهم.
وسيأتي بقية التصحيحات .. إن شاء الله
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:14 م]ـ
وفي المشاركة 79: في التعقيب الرابع:
في السطر الثامن عشر:
رب كله شيء، والصواب: رب كل شيء
يقترن به إقراراً، والصواب: إقرارٌ
وفي السطر التاسع عشر:
فيما آخر به، والصواب: فيما أخبر به
وفي السطر قبيل الأخير:
يخالفونه من هذا، والصواب: يخالفونه في هذا
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:54 م]ـ
وهناك أخطاء أخرى أعرضت عنها لانشغالي، فليعذرني العاذرون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/93)
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:55 م]ـ
جزاك الله خيراً
ونسأل الله أن يجزى الشيخ الفوزان خيراً على ملاحظاته القيمة.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:44 م]ـ
وجزاك الله مثله سيدي الفاضل على مرورك.
ـ[الحسيني يحيى]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل الطيب
ورحم الله الإمام محمد بن عبد الوهاب
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:15 ص]ـ
جزى الله خيرا فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله ورعاه - رأس السنة في هذا العصر.
والشكر موصول لناقل الموضوع , جزاه الله خيرا وبارك في مسعاه.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:18 م]ـ
شكر الله مروركم أيها الأحبة وعذرا عن عدم الرد طيلة الفترة الماضية
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:37 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء وبارك الله فيك
ـ[أبو عبد العزيز السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:45 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 12:04 م]ـ
أشكر الجميع على المرور، وأسأل الله للجميع النجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.(57/94)
ماهي أفضل المتون للمبتدئ؟
ـ[سعود]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ....
ماهي أفضل المتون في علم العقيده وعلم الفقه وعلم الحديث للمبتدئين؟
وهل بإمكاني أن أوفق بين الدراسه الجامعيه وبين الدروس اليوميه؟
وجزاكم الله كل الخير .. .
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:22 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للحديث فالكثير من المشايخ وطلبة العلم ينصحون بمتن الأربعين النووية
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:53 م]ـ
بالنسبة للعقيدة:
1 - الاصول الثلاثة
2 - القواعد الاربعة
3 - كشف الشبهات
4 - لمعة الاعتقاد
5 - الواسطية
بالنسبة للفقه: منهج السالكين او عمدة الفقه
بالنسبة لعلم مصطلح الحديث: البيقونية ثم نخبة الفكر
ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:11 م]ـ
في العقيدة عليك بمتن رائع هو مجمل اصول اهل السنة والجماعة في العقيدة للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل والمقدمة العقدية للرسالة الفقهية لابن ابي زيد القيراوني
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:55 م]ـ
لعلك تسفيد من هذي المواضيع المهمة لأبي فهر السلفي - وفقه الله -:
منهج متكامل لطلبة العلم البعديدن عن المشايخ. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76071)
إذا أردت أن ترسخ في نفسك أصول مسائل العلم فعليك بما يأتي. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87350)
متون مختصرة مقترحة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156489)
وفقنا الله وإياكم وهو المستعان.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - 08 - 09, 10:27 م]ـ
اضافة لما ذكره الاخوة وابو معاذ
اضف في العقيدة متن الواجبات المتحتمات
فهو عظيم النفع وغزير الفائدة
والفقه: منهاج السالكين
والبقية مر عليه الاخوة
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:12 ص]ـ
العقيدة (ثلاثة الاصول+القواعد الاربعة+التوحيد+الواسطية)
الفقه (منهج السالكين أو عمدة الفقه)
الحديث (الاربعين ثم عمدة الاحكام)
أصول الفقه (الورقات)
المصطلح (نخبة الفكر)
النحو (الاجرومية)
كررها و إحفظ ماتستطيع منها وأسمع عليها الشروح و احضر لها عند العلماء و أبشر بالخير العظيم(57/95)
الجامع في ما كتب في الملتقى حول الأشاعرة والرد عليهم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طرأت لي فكرة بجمع كل المواضيع المتعلقة بالأشاعره فهممت بتطبيق الفكرة.
فقد قمت بحول الله وقوته بجمع لأغلب المواضيع في الملتقي للرد على الأشاعرة والمتعلقة بأقوالهم حتى يسهل على الباحث الوصول إلى ما يريد دون عناء البحث.
طالباً من الله الأجر والثواب وأن يرزقني برها وزخرها وأن يهبني غنمها ويعفو عن غرمها إنه ولي ذلك والقادر عليه
نظرة في مذهب الأشاعرة للشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71891
ثقافة التلبيس (17): تقسيم أهل السنة إلى " حنابلة - أشاعرة - ماتريدية " .. !
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171024
عصف الذهن (3) .. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة .. والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134340
الاختلاف الأشعري الأشعري، مقال للشيخ دمشقية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141505
تسفيه أدعياء التنزيه _ النسخة الجديدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146659
تسفيه أدعياء التنزيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77810
الكشف عن حقيقة حسن السقاف من كتبه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76964
إجماع العلماء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182485
موقف الحاكم النيسابوري من الأسماء والصفات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181085
ما هو محل غلط الأشاعرة في التحسين والتقبيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161629
تناقضات الأشعرية (1): قول الرازي بأن؟ لا يقبح منه شيء، وإثباته قبح أن يخاطب الله الناس بما لا يفهمون معناه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169917
تناقضات الأشعرية (2): في قياس الأولى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169930
تناقضات الاشعرية (3): إدخال بعضهم أعمال القلب في الإيمان وإخراجهم أعمال الجوارح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170044
تناقضات الأشعرية (4): الدعوة إلى اتباع السلف مطلقاً ومخالفتهم في مذهبهم المزعوم في التفويض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170224
تناقضات الأشعرية (5): كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170817
تناقضات الأشعرية (6): إثباتهم لصفات لها معاني مختلفة، وقولهم بأن كلام الله تعالى معنى واحد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177931
تناقضات الأشعرية (7): ادعائهم نفي علو الله تعالى بألسنتهم، وإقرارهم بذلك عند الرجوع إلى فطرهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178786
لماذا ينتظر سعيد فودة وجماعته رداً على الكاشف الصغير؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172640
كلام للإمام أبي حامد الغزالي في التفريق بين الإرادة والمحبة وإثبات الحكمة والتعليل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163270
مذهب الخطيب البغدادي في التعليل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161990
هل الأشاعرة على مذهب أهل الحديث في تعريف الإيمان؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181382
قرر الرازي أن القول بحلول الحوادث يلزم جميع الطوائف بمن فيهم الأشاعرة! عبد الباسط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178192
من تناقض الأشاعرة في مسألة كلام الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167256
مقابلة المكان بالزمان في رد الشبهات حول العلو
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182586
الجويني وكتابه الإرشاد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178948
كيف يبحث سعيد فودة عن الحقيقة؟ لمحمد العواودة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179433
الحيز والمكان والجهة والخلاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179432
الإمكان الذهني والإمكان الخارجي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/96)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167390
الجواب بالإلزام على شبهة علو الله علو مكانة ومنزلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175522
نقض الكاشف لسعيد فودة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108030
من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس "!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177908
قال السنوسي: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175258
هل يثبت الأشاعرة أسماء الله؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172024
قياس الغائب على الشاهد بين أهل السنة والأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175272
قول الرازي: الحدود غير مكتسبة ينقض نصف علم المنطق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174105
ما المراد بصفة التكوين التي أثبتها الماتريدية؟ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142559
الصفة الثامنة عند الأشاعرة إدراك المذوقات والمشمومات والملموسات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171994
التوحيد والوحدانية عند الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169053
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169029
خالق بالقوة وخالق بالفعل ورازق بالقوة ورازق بالفعل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168370
جواب عن شبهة: " لا داخل العالم ولا خارجه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168316
الموافاة بين أهل السنة والأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167389
تناقض الأشاعرة في مسألة الرؤية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167261
مسائل تخالف العلم الضروري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167255
نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165810
كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164523
ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162641
نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163730
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162048
هل يقع التجدد في علم الله تعالى؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162046
مسألة عجيبة للأشاعرة ترتبت على قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161534
تماثل الأجسام عند الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159603
التعلق والمتعلقات عند الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160787
ضابط تفسير الصفة باللازم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160565
مسائل ترتبت على القول بالجوهر الفرد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160077
مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159978
دليل الأعراض عند المتكلمين أصل بلية التعطيل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157291
قول الأشاعرة: العرض لايبقى زمانين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142469
هل يثبت الأشاعرة صفتي السمع والبصر لله؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153944
نقد نظرية الجوهر والعرض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127729
ماهية الأشياء هل هي عين وجودها؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151194
الاشتراك في الأذهان ولكل شيء وجود يخصه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151065
من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته، فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144716
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/97)
تأويل النصوص" عقيدة باطنية سرت إلى عقائد المسلمين " بيان ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112223
من تناقضات الأشاعرة – خرافة الجوهر الفرد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108632
كيف تأثر أبو ذر الهروي بمذهب الأشاعرة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109134
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109134)
ما معنى قول أهل السنة عن المعتزلة - مشبهة الأفعال؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105649
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105649)
هل ورد في السنة إثبات صفة المس لله؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96301
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96301)
ما المقصود بالتناهي في صفات الله عند المتكلمين؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92865
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92865)
تلبية لرغبة الكثير: المقدمة الرائعة للعلامةبوخبزة الحسني لكتاب {ذم الأشاعرة من كلام أحمد الغماري}
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150844
ما الفرق بين عقيدة الأشاعرة في الجبر المتوسط وعقيدة أهل السنة والجماعة في القدر؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172823
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172823)
الأشاعرة يؤولون الإستواء بالإستيلاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175420
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175420)
سليمان العلوان: سبب اختلاف أهل السنة في تكفير الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164959
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164959)
الفرق بين الأشاعرة والماتريدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166067
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166067)
أفضل كتاب معاصر في الرد على الأشاعرة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160060
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160060)
هل عند الأشاعرة دليل على صدق كلام الله جل و علا؟!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139754
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139754)
أين أجد أقوال الأشاعرة في خبر الآحاد (أرجوكم المساعدة) ....
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149557
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149557)
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149557)
اقوال الائمة الاعلام في نقض مقولة سعيد فودة المخالفة لعقيدة الإسلام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74559
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74559)
هل في وسع سعيد فودة أن يناظر أينشتاين؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156306
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156306)
خيانة سعيد فودة العلمية وتحريف كلام شيخ الاسلام ابن تيمية (وثيقة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35634
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35634)
كتب ورسائل سعيد فودة في ميزان النقد العلمي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89411
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89411)
بعض العثرات في عرض سعيد فودة لكتاب" النبوات"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156098
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156098)
نقض الكاشف الصغير للصغير سعيد فودة
http://ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=150237 (http://ahlalhdeeth.com/%7Eahl/vb/showthread.php?t=150237)
(http://ahlalhdeeth.com/%7Eahl/vb/showthread.php?t=150237)
أوجز رد على كتاب حسن المحاججة لسعيد فودة!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155715
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155715)
هل لسعيد فودة إمام في تحريفه لعبارة الإمام الترمذي؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153462
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/98)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153462)
حسن السقاف وعلاقته بالرافضة الخوارج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=66246
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=66246)
أين الرد على شبهه السقاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1060
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1060)
\
الإتحاف بكذب وجهل حسن السقاف (1)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4898
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4898)
الإتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) (2)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5418
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5418)
الإتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) (3)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5490
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5490)
الاتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) [4]:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8812
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8812)
الإتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) [6]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8986
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8986)
الإتحاف بردود أهل العلم على السقاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13515
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13515)
رد الشيخ سليمان العلوان على الجهمي حسن السقاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74753
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74753)
ورطة الأشعرية في تعليل "رؤية" رب البرية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156491
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156491)
النحو على أصول السادة الأشعرية!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34436
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34436)
إمام الأشعرية في عصره كان جاهلا بالسنة والحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119364
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119364)
متى انتشر مذهبي الأشاعرة والماتريدية؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51748
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51748)
مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164198
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164198)
مقدمة "طبقات أهل السنة السنية، المجانبين للكلابية الأشعرية "
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36474&highlight=%C7%E1%C3%D4 (http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36474&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9)
%C7%DA%D1%C9 (http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36474&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9)
(http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36474&highlight=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9)
صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ والمذهب الأشعري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129848
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129848)
ما الراجح في توبة أبي الحسن الأشعري رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4724
هل السبكي (الابن) الأشعري الصوفي كان تلميذاً عاقاًّ لشيخه الحافظ الذهبي السلفي؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179565
هجاء أبي الحسن الكرجي-من كبار علماء الشافعية-لأبي الحسن الأشعري و الأشعرية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29081
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29081)
هل الأشاعرة أكثر الأمة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106582
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106582)
هل البيهقي على عقيدة أهل السنة والجماعة ... هذه دراسة علمية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44032
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44032)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/99)
الرد على المبتدع الهارب محمود في قوله: إن الخطيب البغدادي كان أشعريًا!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1076185
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1076185)
من هم الشافعية الذين لم يتأثّروا بعقيدة الأشاعرة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47079
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47079)
تحقيق نسبة ابن حجر وأمثاله لمذهب الأشاعرة. (الشيخ سفر الحوالي)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108781
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108781)
تاريخ الصراع بين أهل السنة و الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129975
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129975)
كبار الأشاعرة يثوبون لعقيدة السلف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91378
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91378)
هل الأشاعرة جمهور أهل السنة والجماعة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36102
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36102)
دراسة مهمة عن مواقع الأشاعرة و منتدياتهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120685
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120685)
كتاب للإمام النووي في عداد المفقود ينشر يبين عقيدته المخالفة لعقيدة الأشاعرة!!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527)
( أحد الأشاعرة يحرف كلام شيخ الاسلام متعمداً)!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=973493
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=973493)
لقاء مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- حول شبهات للمفوضة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183)
التتلمذ على أشعري العقيدة (فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83403
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83403)
الأشاعرة بين علم الكلام وعلم الأثر ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47823
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47823)
مخالفة الأشاعرة للسلف في الإيمان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3177
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3177)
أحد الأشاعرة يعترف أن الإمام أحمد أخطأ والمعتزلة كانوا على صواب!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106525
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106525)
كلام نفيس للعلامة العثيمين عن الأشاعرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132234
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132234)
الأشاعرة وعلو الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104144
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104144)
:: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ د/ عبد الله بن محمد القرني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85041
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85041)
... عقيدة العادة عند الأشاعرة ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12773
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12773)
أئمة الأشاعرة ونار الزندقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60945
حديث نبوي يرد على الأشاعرة - هل هناك سلف في هذا الاستدلال؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180359
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180359)
موقف الرازي من الاشاعره
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127039
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127039)
(( حقيقة عقيدة الاشاعرة بين يديك)) ( http://asha3ira.blogspot.com/2009/07/blog-post_16.html)
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?t=5846 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../vbe/showthread.php?t=5846)
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/../vbe/showthread.php?t=5846)
الإمام النووي سلفي تراجع عن أشعريته أنتظر تعليقاتكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86379
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86379)
... وقفات مع مقدمة الشيخ القرضاوي لكتاب سيف العصري في التفويض.
..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165466
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165466)
سيف العصري ونسبته التفويض للسلف
[ LEFT]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162523
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/100)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:40 م]ـ
جزيت خيرا على هذا الجهد المبارك ولدي طلب
كتاب الإمام النووي في رجوعه عن مذهب الأشاعرة
فليت الإخوة المصريين يفيدوننا حول هذا الكتاب وقد قيل أنه طبع في مصر ولم ينتشر كثيرا
ولكن في نظري أمره غريب!!!
فمع كثرة الكلام فيه لم يثبته أحد من المحققين على أصول الإثبات المعتبرة عند المحققين
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[16 - 08 - 09, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
هناك موضوعان حول هذا الكلام سوف تجدهم في الروابط السابقه
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:29 م]ـ
تكملة لما سبق
لله دره، الشيخ ال عبد اللطيف ينسف كتاب (القول التمام) و من قدم له!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183222
المشابهه بين أهل التأويل واليهود للعلامه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174860
الرد على من قال الله في كل مكان بذاته ... ابن عثيمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96804
علو الرحمن جل وعلا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1100461
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 09:41 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
هناك موضوعان حول هذا الكلام سوف تجدهم في الروابط السابقه
قرأتها ولم أجد شيء يثبت ذالك بالطرق العلمية المثبتة في التحقيق
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[05 - 03 - 10, 07:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
بوابة الرد على الأشاعرة والماتريدية ... فى موقع صوفية حضرموت
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86(57/101)
منهج أبي عبد الله الرازي وعقيدته
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:19 ص]ـ
منهج أبي عبد الله الرازي وعقيدته
نقلا عن كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة)
للشيخ عبد الرحمن المحمود
* * *
ـ فخر الدين الرازي: ت 606هـ.
هو محمد بن عمر بن الحسن بن علي، فخر الدين أبو عبد الله، القرشي البكري، الطبرستاني، الرازي (674)، ولد سنة 544هـ، تتلمذ على والده ضياء الدين (675) المعروف بخطيب الري، ولذلك اشتهر ولده الفخر بابن خطيب الري، ولما توفي والده تتلمذ على الكمال السمناني (676)، ومجد الدين الجيلي (677) الذي لازمه الفخر حتى في أسفاره وقد أخذ عنه الفلسفة كما أخذ عن أبيه ضياء الدين الفقه وعلم الكلام.
وحياة الرازي (678) برز فيها جانبان:
الأول: رحلاته المتكررة، إلى كل من خوارزم، وطوس، وبلاد ما وراء النهر، وهراة التي استقر ومات بها، وقد جرت له في رحلاته مناظرات عديدة مع المعتزلة والكرامية وغيرهم، وكثيراً ما تشتد الخصومة بينه وبين معارضيه فيضطر إلى مغادرة المكان الذي هو فيه.
الثاني: اتصاله بالملوك والسلاطين، وتأليفه أغلب كتبه لهم، وقد استفاد من صلته بهم ـ خاصة خوارزم شاه وولده محمدا ـ مالاً وجاهاً عريضاً، وقد توفي الرازي سنة 606هـ.
أما تلاميذ الرازي فهم كثيرون ـ بخلاف شيوخه ـ ومن أبرزهم:
أفضل الدين الخونجي (679) ـ صاحب المنطق ـ وأثير الدين الأبهري (680)، وتاج الدين الأرموي (681) وغيرهم (682).
أما مؤلفاته فكثيرة جداً شملت فنون التفسير، والفقه، وأصوله، وعلم الكلام والفلسفة، والبلاغة، وغيرها، وقد استقصى الحديث عنها ـ مع بيان مخطوطاتها وما طبع منها ـ محمد صالح الزركان في كتابه “ فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية “ (683)، وأهم كتبه المطبوعة:
1ـ التفسير.
2ـ المحصول في أصول الفقه.
3ـ المباحث المشرقية.
4ـ محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين.
5ـ أساس التقديس.
6ـ معالم أصول الدين.
7ـ لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات.
8 ـ شرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا.
9ـ الأربعين في أصول الدين.
10ـ عصمة الأنبياء.
11ـ مناظرات فخر الدين الرازي في بلاد ما وراء النهر.
12ـ نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز.
13ـ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين.
14ـ مناقب الإمام الشافعي.
15ـ الخمسين في أصول الدين.
16ـ لباب الإشارات.
أما المخطوطة فمنها.
17ـ المطالب العالية، طبع منه جزء يتعلق بالنبوات، ولم يتمه وهو من أواخر كتبه.
18ـ أقسام اللذات، آخر كتبه.
19ـ الملخص في الحكمة والمنطق.
20ـ شرح عيون الحكمة لابن سينا.
21ـ نهاية العقول.
وغيرها كثير.
* منهج الرازي وأثره في تطور المذهب الأشعري:
أولاً: يمثل الرازي مرحلة خطيرة في مسيرة المذهب الأشعري، فهذا الإمام الشافعي الأشعري (684) ترك مؤلفات عديدة دافع فيها عن المذهب الأشعري بكل ما يملكه من حجج عقلية، كما أنه أفاض في بعضها في دراسة الفلسفة فوافق أصحابها حيناً وخالفهم حيناً آخر، بل وصل الأمر به إلى أن يؤلف في السحر والشرك ومخاطبة النجوم. وقد اختلفت آراء الناس فيه بين مادح وقادح، ومدافع عنه منافح، وناقد له جارح، وقد انتهى في آخر عمره إلى أن الحق في الرجوع إلى مذهب أهل الحديث وهو الاستدلال بالكتاب والسنة، ولكن بقيت المشكلة في مؤلفاته الكلامية والفلسفية التي انتشرت وتلقفها المهتمون بهذه الأمور، لذلك اختلفت أقوال الناس فيه وفي مؤلفاته: فالسبكي ـ على عادته في أمثاله ـ كال له المدح كيلاً بلا حساب، حتى وصل الأمر إلى أن يقول فيه “ وله شعار أوى الأشعري من سننه إلى ركن شديد، واعتزل المعتزلي، علماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد “ (685)، وفي معيد النعم لما هاجم الفلسفة وأعلامها كابن سينا والفارابي ونصير الدين الطوسي وهاجم الذين حاولوا مزج الفلسفة بكلام علماء الإسلام أورد على نفسه هذا الاعتراض قائلاً: “ فإن قلت: فقد خاض حجة الإسلام الغزالي والإمام فخر الدين الرازي في علوم الفلسفة ودونوها، وخلطوها بكلام المتكلمين فهلا تنكر عليهما؟ “ ـ ثم أجاب قائلاً ـ: “ قلت: إن هذين إمامان جليلان، ولم يخض واحد منهما في هذه العلوم حتى صار قدوة في الدين، وضربت الأمثال باسمهما في معرفة علم الكلام على طريقة أهل السنة والجماعة من الصحابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/102)
والتابعين فمن بعدهم، فإياك أن تسمع شيئاً غير ذلك، فتضل ضلالاً مبيناً، فهذان إمامان عظيمان وكان حقاً عليهما نصر المؤمنين وإعزاز هذا الدين بدفع ترهات أولئك المبطلين، فمن وصل إلى مقامهما لا ملام عليه بالنظر في الكتب الفلسفية، بل هو مثاب مأجور “ (686)، وليس هذا موضع مناقشة هذه الفكرة التي يطرحها السبكي مدافعاً فيها عن شيوخه من الأشاعرة، وإنما القصد الاستشهاد بأقوال الذين دافعوا عن الرازي وفلسفته، وكان منهم ابن خلكان الذي قال عنه بعد تعداده لمؤلفاته: “ وكل كتبه ممتعة، وانتشرت تصانيفه في البلاد، ورزق فيها سعادة عظيمة، فإن الناس اشتغلوا بها ورفضوا كتب المتقدمين، وهو أول من اخترع هذا الترتيب في كتبه: وأتى فيها بما لم يسبق إليه “ (687)، كما دافع عنه أبو حيان والصفدي وأبو شامة (688).
أما الذين انتقدوه فكثيرون جداً، منهم ابن جبير الذي قال عنه في رحلته ـ كما نقل الصفدي ـ: “ دخلت الري فوجدت ابن خطيبها قد التفت عن السنة وشغلهم بكتب ابن سينا وأرسطو “ (689)، ونقل أبو شامة أن الشناعات عليه قائمة بأشياء منها “ أنه كان يقول: قال محمد التازي (690) يعني العربي: يريد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقال محمد الرازي، يعني نفسه، ومنها أنه كان يقرر في مسائل كثيرة مذاهب الخصوم وشبههم بأتم عبارة فإذا جاء إلى الأجوبة اقتنع بالإشارة “ (691)، ثم مدحه ودافع عنه، وقال في بعض المغاربة: “ يورد الشبه نقداً، ويحلها نسيئة “ (692)، وقال الطوفي الصرصري المتوفى سنة 716هـ: “ وأجمع ما رأيته من التفاسير لغالب علم التفسير كتاب القرطبي، وكتاب مفاتيح الغيب، ولعمري كم فيه من زلة وعيب، وحكى لي الشيخ شرف الدين النصيبي (693) المالكي أن شيخه الإمام الفاضل سراج الدين المغربي السرمساحي (694)، المالكي صنف كتاب المآخذ على مفاتيح الغيب، وبين ما فيه من البهرج والزيف في نحو مجلدين، وكان ينقم عليه كثيراً، خصوصاً إيراده شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من القوة وإيراد جواب أهل الحق منها على غاية ما يكون من الوهي (695)، ولعمري إن هذا لدأبه في غالب كتبه الكلامية والحكمية، كالأربعين، والمحصل، والنهاية، والمعالم، والمباحث المشرقية، ونحوها، وبعض الناس يتهمه في هذا وينسبه إلى أنه ينصر بهذا الطريق ما يعتقده ولا يجسر على التصريح به، ولعمري إن هذا ممكن، لكنه خلاف ظاهر حاله، فإنه ما كان يخاف من قول يذهب إليه، أو اختيار ينصره، ولهذا تناقضت آراؤه في سائر كتبه، وإنما سببه عندي، أنه كان شديد الاشتياق إلى الوقوف على الحق كما صرح به في وصيته التي أملاها عند موته، فلهذا كان يستفرغ وسعه ويكد قريحته في تقرير شبه الخصوم، حتى لا يبقى لهم بعد ذلك مقال، فتضعف قريحته عن جوابها على الوجه، لاستفراغه قوتها في تقرير الشبه ... “ (696)، وقال الذهبي عنه ـ وقد ترجم له في الميزان في حرف الفاء باسم الفخر ـ: “ رأس في الذكاء والعقليات لكنه عري عن الآثار، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا، وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى “ (697).
أما الشهرزوري المتوفى سنة 687هـ، تقريباً ـ فقد نقده نقداً لاذعاً ـ من منطلق فلسفي إشراقي (698) وقال عنه “ له مصنفات في أكثر العلوم إلا أنه لا يذكر في زمرة الحكماء المحققين، ولا يعد في الرعيل الأول من المدققين، أورد على الحكماء شكوكاً وشبهاً كثيرة وما قدر أن يتخلص منها، وأكثر من جاء بعده ضل بسببها، وما قدر على التخلص منها “ (699)، ويقول عنه أيضاً: “ هو شيخ مسكين، متحير في مذاهبه التي يخبط فيها خبط عشواء “ (700).
هذه أقوال الناس فيه مدحاً وذماً، ومنها يتبين كيف كان الرازي ـ بمؤلفاته العديدة ذا أثر واضح فيمن جاء بعده من الأشاعرة الذين رأوا فيه علماً من أعلامهم المنافحين عن مذهبهم ضد مخالفيهم من مختلف الطوائف.
ثانياً: هناك مسألة تحتاج إلى بيان، وهي أن الرازي بلا شك خاض في علم الكلام والفلسفة، فعلى أي وجه كان خوضه فيهما؟ وما خلاصة منهجه وعقيدته؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/103)
هل كان فيلسوفاً مثل ابن سينا والفارابي وغيرهما؟ أم كان متكلماً مناهضاً للفلسفة؟ أم أنه متكلم متفلسف يؤيد الفلاسفة حيناً ويؤيد المتكلمين حيناً آخر؟ أم أنه مر بمراحل في حياته، يميل إلى الفلسفة في مرحلة ثم يتخلى عنها إلى علم الكلام في مرحلة لاحقة؟ (701).
هذه أهم الأقوال في حقيقة منهج الرازي وعقيدته التي سطرها في كتبه، والأقوال الثلاثة الأولى منها لا تعارض بينها، لأن من وصفه بأنه فيلسوف فقد بنى قوله على كتبه الفلسفية الواضحة كالمباحث المشرقية وشرح الإشارات، وشرح عيون الحكمة، وهذه كتب نهج فيها الرازي نهج الفلاسفة وهو و إن ناقشهم فيها أحياناً أو جعل فيها قسماً للإلهيات فذلك لأن كتب فلاسفة الإسلام نفسها فيها أشياء من هذا ولم تخرج كتبهم عن أن تكون كتباً فلسفية، ومن قال إنه متكلم ـ أشعري ـ فقد بنى ذلك على كتب الرازي التي تبنى فيها ـ بقوة ـ مذهب الأشاعرة كالأربعين وأساس التقديس ونهاية العقول والمعالم وغيرها وهؤلاء جعلوا خوضه في الفلسفة مثل خوض الغزالي فيها وإنما هو للرد على الفلاسفة ونقض أقوالهم، ومن قال إنه متكلم متفلسف فقد عبر فعلاً عن ما تحويه كتبه من موافقة لأهل الفلسفة وأهل الكلام.
أما القول الرابع وهو أن الرازي مر بمراحل فقد تبناه الدكتور محمود قاسم، وتابعه في ذلك تلميذه محمد صالح الزركان، وعلى هذا الرأي بنى رسالته العلمية عن الرازي (702)، فذكر ـ في كل مسألة من مسائل الفلسفة أو العقيدة ـ أن الرازي مر فيها بمرحلتين أو أكثر حسب ما هو موجود في كتبه المختلفة، ونظراً لأن هذه الدراسة انتشرت وتناقل أفكارها كثير من الباحثين، فأود أن أسجل عليها الملاحظات التالية وهي ملاحظات تفيد في التعرف على منهج الرازي وعقيدته:
أ ـ يقول الزركان “ نظراً إلى اختلاف آراء الرازي في معظم المسائل فقد تبادر إليّ بادئ الأمر أنني حيال تناقض واضطراب، وبالفعل كتبت الرسالة مفسراً ما أجده من تعارض آرائه بالتناقض، إلا أن أستاذنا الدكتور محمود قاسم رأى ـ بعد أن قرأ ما كتبت ـ أن الأمر ليس تناقضاً، بل هو تطور، وعندئذ عدت إلى أوراقي أقرؤها واضعاً نصب عيني الترتيب الزماني لمؤلفات الرازي، فاتضح لي صدق نظرة أستاذنا ومن ثم اضطررت إلى تغيير أكثر ما دونته أولاً “ (703)، والذي يتبادر إلى الذهن من هذا الكلام أنه قصد من تغيير منهجه في الدراسة إلى أن يتخلص من الحكم بتناقض الرازي، وليس هناك مبرر واضح لهذا التغيير، وكل إنسان ألف كتباً عديدة لابد أن يكون قد ألفها في أزمان متتالية، والتطور إنما يكون للآراء والأفكار، ولو أن الرازي كان أشعرياً في أول أمره ثم تحول إلى الفلسفة ورد على الأشاعرة، أو بالعكس، لكان هذا تطوراً واضحاً، ولكن من خلال تتبع مؤلفاته تبين أنه ألف في وقت مبكر كتباً فلسفية وأشعرية، وكذا في وسط حياته، ومثله في آخر حياته، ثم إن الرازي في واحد من كتبه المتقدمة التي وافق فيها بعض آراء الفلاسفة وصف بعض أقوالهم بأنها خرافات، وقال: إنه لا يقبل مقالات الأولين (704)، فكيف يقال: إنه في أول أطواره كان أرسطياً مشائياً؟ وإن كتابه “ المباحث المشرقية “ يمثل هذه المرحلة؟ والرازي يتناقض في الكتاب الواحد من كتبه، وقد ذكر الزركان مثالاً على ذلك (705)، فهل يقال في مثل هذا: إن مذهبه قد تطور؟
ب ـ سار الزركان في دراسته على تتبع جزئيات المسائل، وعرض تطور مذهبه في كل واحدة منها على حده، ومن المعلوم أن المسائل يترتب بعضها على بعض، فمن وافق الفلاسفة أو المعتزلة أو الأشاعرة فلا بد أن تكون موافقته لعموم المسائل التي يقوم عليها هذا المذهب ـ خاصة الأصولية منها ـ، والمتتبع لما عرضه الباحث لتطور مذهب الرازي في كل مسألة لا يرى أنها تسير نسقاً متقارباً ـ ولا أقول واحداً ـ والسبب في ذلك أن الرازي ـ وهو المكثر في تآليفه ـ كان يرجح في كل مسألة ما يتوصل إليه عند كتابتها، ثم قد يعود إلى المسألة نفسها في كتاب آخر ويرجح ترجيحاً مخالفاً لترجيحه الأول، والناظر فيما كتبه الباحث حيال ثلاث من أهم المسائل الفلسفية والكلامية، وهي مسألة: هل الوجود زائد على الماهية، والمثل الأفلاطونية، وتماثل الأجسام (706) وتطور مذهب الرازي في كل واحد منها، يستنتج منها أنه كان مضطرباً بشكل واضح وأن من الصعوبة بمكان القول بأن مذهبه تطور فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/104)
جـ ـ يقول الرازي في كتابه في الفرق عن الفلاسفة ـ وقد صنفهم ضمن الفرق الخارجين عن الإسلام بالحقيقة والاسم ـ: “ مذهبهم أن العالم قديم وعلته مؤثرة بالإيجاب، وليست فاعلة بالاختيار، وأكثرهم ينكرون علم الله تعالى، وينكرون حشر الأجسام، وكان أعظمهم قدراً أرستطاليس، وله كتب كثيرة، ولم ينقل تلك الكتب أحد أحسن مما نقله الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا الذي كان في زمن محمود بن سبكتكين، وجميع الفلاسفة يعتقدون في تلك الكتب اعتقادات عظيمة “ ثم يقول بعد هذا مباشرة مبيناً أسباب دراسته لكتبهم: “ وكنا نحن في ابتداء اشتغالنا بتحصيل علم الكلام تشوقنا إلى معرفة كتبهم لنرد عليهم، فصرفنا شطراً صالحاً من العمر في ذلك حتى وفقنا الله تعالى في تصنيف كتب تتضمن الرد عليهم ككتاب نهاية العقول، وكتاب المباحث المشرقية، وكتاب الملخص، وكتاب شرح الإشارات ... [وذكر كتباً أخرى] ... وهذه الكتب بأسرها تتضمن شرح أصول الدين وإبطال شبهات الفلاسفة وسائر المخالفين، وقد اعترف الموافقون والمخالفون أنه لم يصنف أحد المتقدمين والمتأخرين مثل هذه المصنفات، وأما المصنفات الأخرى التي صنفناها في علم آخر فلم نذكرها هنا “ ثم يقول عن الاتهامات التي وجهت إليه بسبب كتبه: “ ومع هذا فإن الأعداء والحساد لا يزالون يطعنون فينا وفي ديننا، مع ما بذلنا من الجد والاجتهاد في نصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة، ويعتقدون أني لست على مذهب أهل السنة والجماعة، وقد علم العالمون أنه ليس مذهبي ولا مذهب أسلافي إلا مذهب أهل السنة والجماعة، ولم تزل تلامذتي ولا تلامذة والدي في سائر أطراف العالم يدعون الخلق إلى الدين الحق والمذهب الحق، وقد أبطلوا جميع البدع، وليس العجب من طعن هؤلاء الأضداد الحساد بل العجب من الأصحاب والأحباب كيف قعدوا عن نصري والرد على أعدائي “ (707)، وهذا الكلام يدل على أن الرازي وهو يؤلف في الفلسفة كان قاصدا للرد على أصحابها من منطلق مذهبه الأشعري، ولكنه لما خاض في هذه الأمور اجتهد في عرض مذاهبهم وأقوالهم وحججهم بأسلوبه، كما فعل الغزالي في مقاصد الفلاسفة، وكانت للرازي في أثناء عرضه لهذه الأمور ترجيحات وافق في بعضها مذهب الفلاسفة، ولم يكن في وقت من الأوقات فلسفياً خالصاً حتى يقال: إن مذهبه قد تطور.
د ـ هناك جانب لابد من الانتباه إليه بالنسبة للذين خاضوا في الفلسفة من علماء الأشاعرة، وهو أنهم يحرصون كثيراً على إخفاء ما عندهم من عقائد توافق مذاهب الفلاسفة، ولذلك فهم يكتمون بعض أمورهم ويلمحون لذلك في مواضع من كتبهم، وأبرز الأمثلة على ذلك الغزالي ـ كما سبق ـ أما الرازي فكان خوضه في علوم الفلاسفة صريحاً حتى هاجمه وانتقده ـ بسبب ذلك ـ بعض علماء الأشاعرة ومع ذلك فوصل الأمر به إلى إخفاء بعض الأمور، ومن الأمثلة على ذلك:
1ـ قوله في المباحث المشرقية حين عرض لمسألة العقول والجواهر المجردة التي قال بها الفلاسفة: “ هذا ما نقوله في هذا الموضع وهذا الفصل من كلامنا، وهو مشتمل على رموز ونكت من استحضر الأصول الماضية وقف عليها، وظفر منها بالحق الذي لا محيص عنه، ولكنا تركناها مستورة لئلا يصل إليها إلا من هو أهلها “ (708).
2ـ وفي شرحه لكتاب الإشارات والتنبيهات قال بعد ذكر قول ابن سينا في آخرها: “ خاتمة ووصية: إني قد مخضت لك في هذه الإشارات عن زبدة الحق، وألقمتك قفيّ الحكم في لطائف الكلم، فصنه عن الجاهلين والمبتذلين، ومن لم يرزق الفطنة الوقادة، والدربة والعادة، وكان صغاه مع الغاغة، أو كان من ملاحدة هؤلاء الفلاسفة ومن همجهم، فإن وجدت من تثق بنقاء سريرته واستقامة سيرته وبتوقفه عما يتسرع إليه الوسواس، وبنظره إلى الحق بعين الرضا والصدق، فآته ما يسألك منه، مدرجا، مجزأ، مفرقا، تستغرس مما تسلفه لما تستقبله، وعاهده بالله وبأيمان لا مخارج لها، ليجرى فيما تأتيه مجراك متأسياً بك، فإن أذعت هذا العلم، أو أضعته فالله بيني وبينك وكفى بالله وكيلاً “ (709)، قال الرازي معلقاً على هذا الكلام: “ وأنا أيضاً أوصيك يا أخي في الدين وصاحبي في طلب اليقين أن تعمل بهذا الشرح ما أمرك الشيخ به، وأن لا تعدل عن قانون قوله، فإنك بعد اطلاعك على ما فيه، ووقوفك على حقائقه ومعانيه تعلم أن الضنة إن حسنت في المشروح فهي واجبة في الشرح لكثرة ما فيها من الحقائق الدقيقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/105)
والمباحث العميقة “ (710).
3ـ والرازي ـ مثل الغزالي ـ يقسم الناس إلى خواص وعوام، فيقول في معرض تعداده لما ذكره العلماء من فوائد للمتشابهات في القرآن: “ الوجه الخامس ـ وهو السبب الأقوى في هذا الباب ـ أن القرآن كتاب مشتمل على دعوة الخواص والعوام بالكلية، وطبائع العوام تنبو في أكثر الأمر عن إدراك الحقائق، فمن سمع من العوام في أول الأمر إثبات موجود ليس بجسم ولا بمتحيز ولا مشار إليه، ظن أن هذا عدم ونفي فوقع في التعطيل، فكان الأصلح أن يخاطبوا بألفاظ دالة على بعض ما يناسب ما يتوهمونه ويتخيلونه، ويكون ذلك مخلوطاً بما يدل على الحق الصريح “ (711)، وليس المقصود رد ما في كلامه من الباطل، وإنما بيان منهجه وأنه يقسم الناس إلى عوام وخواص.
فهذه الشواهد ـ من كلامه ـ تدل على أن الرازي يوافق الفلاسفة ويحسن الظن بعلومهم ويعتقد أنها لا تخالف علم الكلام (712)، وهذا يدل على خطورة مذهبه ومنهجه، وأنه متكلم متفلسف خلط هذا بهذا، وقد اقتدى به كثير ممن أتى بعده.
ثالثاً: من القضايا المتعلقة بمنهج الرازي أنه يعتبر من الذين خلطوا الكلام بالفلسفة، وقد انتقده في ذلك بعض متأخري الأشعرية حتى قال السنوسي في شرح السنوسية الكبرى عنه “ وقد يحتمل أن يكون سبب دعائه بهذا ما علم من حاله من الولوع بحفظ آراء الفلاسفة وأصحاب الأهواء وتكثير الشبه لهم، وتقوية إيرادها، ومع ضعفه عن تحقيق الجواب عن كثير منها على ما يظهر من تآليفه، ولقد استرقوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيع أهوائهم، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثير من تآليفه “ (713)، وقال أيضاً في شرحه لعقيدته الأخرى “ أم البراهين “: “ وليحذر المبتدي جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشيت بكلام الفلاسفة وأولع مؤلفوها بنقل هوسهم وما هو كفر صراح من عقائدهم التي ستروا نجاستها بما ينبههم على كثير من اصطلاحاتهم وعباراتهم التي أكثرها أسماء بلا مسميات، وذلك ككتب الإمام الفخر في علم الكلام، وطوالع البيضاوي ومن حذا حذوهما في ذلك، وقل أن يفلح من أولع بصحبة الفلاسفة “ (714)، وأشعرية الرازي لا يتطرق إليها أي شك، وهو وإن خالفهم أحياناً أو ردّ على بعض أعلام الأشاعرة إلا أنه وضع بعض التآليف التي أصبحت فيما بعد عمدة يعتمد عليها الأشاعرة، وذلك مثل كتابه المحصل، والمعالم، والأربعين، والخمسين، وأساس التقديس، وهذا الأخير يعتبر من أقوى كتبه الأشعرية وأهمها ولذلك أفرد له شيخ الإسلام ابن تيمية كتاباً من أهم كتبه وأكبرها ـ وهو وإن كان لم يصل إلينا كاملاً ـ إلا أن الذين ذكروه تحدثوا عنه بما يفيد أنه أكبر من درء تعارض العقل والنقل، وما وجد من هذا الكتاب ـ مطبوعاً ومخطوطاً ـ يدل على أن شيخ الإسلام تتبع أقوال الرازي كلمة كلمة وعبارة عبارة ونقضها وبين ما فيها من مخالفة لمذهب السلف، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة رده على الرازي مكانته ومنزلته بين أتباعه فقال: “ فلهذا ذكرت ما ذكره أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، المعروف بابن خطيب الري، الإمام المطلق في اصطلاح المقتدين به من أهل الفلسفة والكلام، المقدم عندهم على من تقدمه من صنفه في الأنام، القائم عندهم بتجديد الإسلام، حتى قد يجعلونه في زمنه ثاني الصديق في هذا المقام لما رده في ظنهم من أقاويل الفلاسفة بالحجج العظام، والمعتزلة ونحوهم، ويقولون: إن أبا حامد ونحوه لم يصل إلى تحقيق ما بلغه هذا الإمام، فضلاً عن أبي المعالي ونحوه ممن عندهم فيما يعظمونه من العلم والجدل بالوقوف على نهاية الإقدام، وأن الرازي أتى في ذلك منتهى نهاية العقول والمطالب العالية بما يعجز عنه غيره من ذوي الإقدام، حتى كان فهم ما يقوله عندهم هو غاية المرام، وإن كان فضلاؤهم مع ذلك معترفين بما في كلامه من كثر التشكيك في الحقائق، وكثرة التناقض في الآراء والطرائق، وأنه موقع لأصحابه في الحيرة والاضطراب، غير موصل إلى تحقيق الحق الذي تسكن إليه النفوس وتطمئن إليه الألباب، لكنهم لم يروا أكمل منه في هذا الباب، فكان معهم كالملك مع الحجاب، وكان له من العظمة والمهابة في قلوب الموافقين له والمخالفين ما قد سارت به الركبان، لما له من القدرة على تركيب الاحتجاج والاعتراض في الخطاب “ (715).
أما ما يدل على دخوله في الفلسفة فأمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/106)
أ ـ اهتمامه بكتب ابن سينا وغيره، ففي المباحث المشرقية اعتمد كثيراً على أقوال ابن سينا ونقلها، كما أنه شرح الإشارات، واختصرها، وشرح عيون الحكمة ـ وكلها لابن سينا ـ وقد سبق نقل كلام الرازي في مدحه وأنه قال عنه أنه أحسن من نقل كتب الأقدمين من الفلاسفة، واهتمام الرازي بهذه الكتب بحد ذاته يدل على إعجابه بها، وهو وإن نقد بعض فصولها إلا أنه في نفس الوقت وافقهم على ما في الفصول الأخرى.
ب ـ لم يقتصر الأمر على شرح كتب الفلاسفة، بل دافع عنها، حتى أنه لما ورد بخارى وسمع أن أحداً من أهلها أورد إشكالات على إشارات ابن سينا، رد عليه وناقشه في قصة ذكرها القزويني (716)، كما أنه دافع عن عموم الفلاسفة فقال في إحدى المناسبات: “ وإذا أمكن تأويل كلام القوم على الوجه الذي فصلناه فأي حاجة بنا إلى التشنيع عليهم وتقبيح صورة كلامهم “ (717).
جـ ـ لما ذكر الأقوال في المعاد وهل يكون للروح أو للجسد والروح ذكر قول القائلين بالمعاد الروحاني والجسماني معاً ـ وقال بعد ذكر عنوان هذا الفصل ـ: “ اعلم أن كثيراً من المحققين قالوا بهذا القول، وذلك لأنهم أرادوا الجمع بين الحكمة والشريعة “، ثم قال بعد شرح قولهم: “ فهذا المعنى لم يقم على امتناعه برهان عقلي، وهو جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الفلسفية فوجب المصير إليه “ (718)، ونصوص المعاد من أوضح ما ورد بيانه في القرآن، ومع ذلك فالرازي يرى وجوب المصير إلى هذا القول لموافقته للقوانين الفلسفية!
د ـ موافقته لأقوال الفلاسفة في بعض المسائل التي اختصوا بها، وهو وإن رجع عن بعضها إلا أن أقواله وترجيحاته بقيت مدونة في كتبه، ومن أهم الأمثلة على ذلك:
1ـ قوله بالعقول المجردة، وأن لكل ملك نفساً (719)، ويرى أن دليل المتكلمين على إبطال ما قاله الفلاسفة من وجود العقول المجردة دليل ضعيف (720).
2ـ قوله بالمثل الأفلاطونية في بعض كتبه، فقد أثبتها في الملخص في الحكمة والمنطق (721)، وقال في شرح الإشارات: “ ما قامت الدلالة القاطعة على فسادها “ (722)، ولكنه في المباحث المشرقية أبطلها (723).
3ـ وأخطر قضية قال بها ووافق فيها الفلاسفة قوله بالتنجيم وأن للكواكب أرواحاً تؤثر في الحوادث الأرضية، وكذلك قوله في السحر، وتأليفه في ذلك كتاباً مستقلاً سماه “ السر المكتوم في مخاطبة النجوم “ وقد أثار هذا الكتاب جدلاً حول صحة نسبته إليه، واختلف حوله، بين نافٍ، وشاكٍ، ومثبتٍ، وقد عرض الزركان الخلاف حوله، واستقصى أقوال العلماء في ذلك، ثم رجح صحة نسبته إليه (724)، وممن رجح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع متفرقة من كتبه (725)، وكتاب السر المكتوم أشار إليه الرازي وأحال عليه في بعض كتبه (726)، وقد وصل إلينا وطبع في الهند، إلا أن الذي يدل دلالة قاطعة على صحة نسبة هذا الكتاب إليه أنه ذكر هذه المسألة في كتاب من أواخر كتبه وأشهرها ـ ولم يتمه ـ وهو كتاب المطالب العالية، وقد قال فيه ـ عند حديثه عن السحر وأقسامه وهو القسم الثالث في كتاب النبوات ـ “ اعلم أنا ما رأينا إنساناً عنده من هذا العلم شيء معتبر، وما رأينا كتاباً مشتملاً على أصول معتبرة في هذا الباب إلا أنا لما تأملنا كثيراً حصلنا فيه أصولاً وجملاً، فمن جاء بعدنا وفاز بالفوائد والزوائد في هذا الباب فليكن شاكراً لنا حيث رتبنا له هذه الأصول المضبوطة والقواعد المعلومة “ (727)، ثم يقول: “ ثبت بالدلائل الفلسفية أن مبادئ حدوث الحوادث في هذا العالم هو الأشكال الفلكية والاتصالات الكوكبية، ثم إن التجارب المعتبرة في علم الأحكام [أي أحكام النجوم] انضافت إلى تلك الدلائل، فقويت تلك المقدمة جداً “ (728)، ثم ذكر الأدلة على صحة هذا العلم وأن منها إطباق العالم من قديم الدهر على التمسك بعلم النجوم (729)، ثم قال بعد ذكره لوجوه صعوبة هذا العلم: “ فهذا ضبط الوجوه المذكورة في بيان أن الوقوف على أحوال هذا العلم بالتمام والكمال صعب، إلا أن العقلاء اتفقوا على أن ما لا يدرك كله لا يترك كله، فهذا العلم وإن كان صعب المرام من هذه الوجوه إلا أن الاستقراء يدل على حصول النفع العظيم فيه، وإذا كان كذلك وجب الاشتغال بتحصيله والاعتناء بشأنه، فإن القليل منه كثير بالنسبة لمصالح البشر “ (730)، وله بعد ذلك كلام غريب وخطير في هذا الباب (731).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(57/107)