ومن الأدلة الكلية: أن القرآن العظيم كلام الله حقاً، أي أنه كلامه تكلم به هو تعالى وتقدس، ليس هو بكلام غيره وإن قاله وأداه ..
هذا هو المقصد الأعلى في الباب، أما كيفية تحمل جبريل عليه السلام للقرآن فتابع لهذا.
ولا شك أن المقصد الأعلى النصوص قاطعة به.
ثم إن الله تبارك وتعالى قطع بأن مبدأ القرآن منه، وبين أن جبريل عليه السلام نزل به من لدنه
قال تبارك وتعالى: (قل نزله روح القدس من ربك ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين)
والآية التي قبلها والآيتان اللتان بعدها في سورة النحل تتضمن نفي أن يكون هذا القرآن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ابتدأه هو ثم ادعى أنه كلام الله الذي أرسله، فإن هذا الفعل كذب وافتراء الجدير به هم المكذبون بآيات الله تعالى لا النبي الذي اعترفوا بصدقه وأمانته عن تمام معرفة منهم به وهو الذي شهد الله تعالى له أن يؤمن به وبكلماته، وأنه أول المسلمين والمؤمنين من هذه الأمة، فإنه آمن أن الذي أتاه وحي الله وكلامه، وأن جبريل هو رسول ربه بذلك ليس له إلا الرسالة (وما نتنزل إلا بأمر ربك، له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك، وما كان ربك نسياً)، فهذا الكلام الذي يقوله له جبريل، وقاله هو لقومه وللناس أجمعين ليس بكلامه هو ولا كلام جبريل الذي نزل عليه، ولكنه كلام ربه تعالى الذي تولى هو تنزيل روح القدس جبريل بكلامه على قلبه ليكون من المنذرين.
فالتركيز في هذه الأصول العظمى على الدلائل القطعية الكلية التي قررتها النصوص الكثيرة القاطعة أليق بها، وهي أجدر بالإبراز والتقديم ..
وإذا ثبت أن الله تعالى تكلم بالقرآن حقاً أغنى ذلك عن بحث مسألة صفة تلقي جبريل عليه السلام للقرآن منه تبارك وتعالى لأنها مسألة فرعية جزئية تابعة ..
ولا يكون الرسول الملكي الموكل بإنزال وحيه الله تعالى إلى رسله البشريين عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم بأقل من موسى كليم الرحمن الذي قطع الله تعالى وصرح بتكليمه إياه تكليماً مع أن موسى صلى الله عليه وسلم من جملة الأنبياء الذين نزل عليهم جبريل عليه السلام بكلام الله تعالى المرسل إليهم، فإذا ثبت تكليم الله تعالى لموسى صلى الله عليه وسلم حقيقة فجبريل النازل عليه وعلى غيره من النبيين صلى الله عليهم أجمعين وسلم هو أولى ولا سيما أنه الملك الموكل بالوحي، وأنه الرسول الكريم (ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين)، وأنه روح الله (فأرسلنا إليها روحنا) وروح القدس فكل هذه الأسماء والأوصاف التي وصف الله تعالى بها جبريل عليه السلام وعرفه بها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم إلى أمته من بعده تدل على أنه أولى بثبوت تكليم الله تعالى له ..
والإمام الكبير أبوعبدالله البخاري رحمه الله تعالى عقد في كتاب التوحيد من ((الجامع الصحيح)) أبواباً في تكليم الله تعالى للملائكة وغيرهم، وكذا غيره من الأئمة ..
فإذا ثبت أن الله تعالى مجده يتكلم حقاً وأنه منزه عما يظنه به الجاهلون من الخرس والعي ونحوه من النقائص، وأن مما تكلم به وحيه إلى رسله (الوحي الديني الرسالي الذي هو أشرف الوحي)، وأن القرآن العظيم أجل ذلك الوحي الذي تكلم به مخاطباً رسله (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم)، وأنه تعالى يكلم من يشاء من خلقه بما يشاء كيف شاء، وأنه يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس فيكلمهم وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنع علي حكيم، وأن جبريل عليه السلام هو أجل الرسل الملكيين قدراً وأنه روحه الأمين ..
فما المانع أصلاً من تكليم الله تعالى عبده ورسوله جبريل عليه السلام بالقرآن وإلقائه عليه بحيث يسمعه منه كفاحاً ..
وإنما الشبهة راجب على المذبذبين في إثبات حقيقة الكلام لله تعالى لما جاء في كتابة القرآن وغيره في اللوح المحفوظ والكتابة مرتبة لاحقة للكلام في باب القول، كما هي لاحقة للمشيئة في باب الفعل.
فالله تعالى كتب كلامه لخلقه وفعله فيهم خلقاً وتدبيراً في الذكر الذي كتب فيه كل شيء فأحصى فيه العلم المتعلق بالخلق وجعله إماماً مبيناً لسائر الكتب بعده الشرعية والقدرية التي منها صحائف بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة (في صحف مكرمة، بأيدي سفرة، كرام بررة).
وهذا من كمال الرب تعالى وكلامه، فاستوفى لكلامه المرتبتين التكلم والإلقاء، والخط والكتب ..
وكل شأن الرب تعالى إنما عرفناه من خبره ولا واسطة بين خبره وبيننا إلا الوقوف عليه وفهمه والإيمان به ..
والإيمان به منوط بحسن الظن بالرب تعالى وتكبيره وتقديسه وحمده وحمل كل ما تعرف به إلينا من شأنه تعالى وتقدس وتبارك على ما يليق بكبريائه وجلاله وعظمته وسبوحيته وصمديته وأحديته وأنه لا كفؤ له ولا مثل ولا عدل، ولا سمي، ولا سوي، ولا ند ولا ضد، بل هو العلي الأعلى المتعال، الأكبر السبوح الحميد الذي لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام، لا نحصي ثناء عليه ولو حرصنا، بل هو فوق ما نثني عليه وهو كما أثنى على نفسه.
سبحانه وبحمد أستغفره وأتوب إليه، وسلام على المرسلين وصلواته التامات على خاتم النبيين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/17)
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:27 م]ـ
أحسن الله إليكم
" وما تفضلتم به هو من الأدلة الجزئية على المقصود .. "
المقصود جزئي لذلك كانت الأدلة جزئية، فليس المقصود إثبات أن القرآن كلام الله وأنه تكلم به حقيقة، وإنما المقصود إثبات سماع جبريل لذلك، ولا ريب أنه قد ينازع منازع في الثاني دون الأول ويدعي عدم تلازم الأمرين، فنحتاج إلى إيراد دليل جزئي ليثبت التلازم.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم/
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه.
اولا - اتقدم بالشكر للاخ ابو الحسنات الدمشقي عل مشاركاته القيمة ومقالاته المفيدة الغالية.
-مسالة الكلام من المسائل الكبيرة التي افترقت فيها الامة واختلفت فيها اختلافا عظيما حتى حكى ابن القيم في نونيته ما يزيد
على السبعة مذاهب. ولست بحاجة الى ذكر اقوال هؤلاء.بل الذي يهمني هو ما اجمع عليه اهل السنة من ان الكلام صفة لله
ذاتية فعلية.وان القران سمعه جبريل من رب العالمين ثم انزله على سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه.
وهذه المسالة من المسلمات عند اهل السنة.
لكن ومع ذلك لما قرات سؤال الاخ ابو الحسنات تحيرت وما وجدت جوابا لسؤاله. مسالة عظيمة كهذه كان ولا بد لاي طالب علم
وخاصة من كان له عناية بعقيدة اهل السنة والجماعة ان يعد لها جوابا. ففتشت في ذهني وتاملت في طلب الدليل عليها فعجزت.
والعجز كا ن لقصر الباع وقلة الاطلاع ليس الا. فعندها نظرت في جواب الاخ ابو الحسنات فاذا بي اقف على حديث مر علي
في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب. لكن للاسف الحديث اسناده ضعيف كما هو مصرح به في بعض الشروح.
اعلوه لاجل نعيم ابن حماد فيه ضعف. وكذا الوليد ابن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعن الاسناد.
قال ابو زرعة الدمشقي-عرضت على عبد الرحمن بن ابراهيم.يعني دحيما. هذا الحديث الذي حدثنا نعيم بن حماد عن الوليد
بن مسلم ثم ذكر هذا الحديث فقال. لا اصل له. كما في تاريخ ابي زرعة الدمشقي. ونقله الذهبي في الميزان ترجمة نعيم بن حماد.
استفدت هذا من تخريج احاديث شرح كتاب التوحيد لابن باز. صاحب التخريج محمد بن علي العلاوي.
والمشكلة في هذا ان السامع للسؤال اذا لم يجد الجواب يشتبه عليه الامر وتشتبه عليه المسالة ويضطرب. اذ المسالة من
الغيبيات التي لا بد لها من نص. زد الى ذلك هي من اهم المسائل في باب الصفات يعلم ذلك من خبر كلام الخصوم.
فعلى هذا اقول وان كنت لست اهلا لان اتكلم مع الاخوان في الملتقى لاني اظنهم انهم اكثر مني علما واوسع مني اطلاعا.
لا يلزم من انتفاء الدليل المعين او ضعف الدليل المعين انتفاء المدلول. فالحديث وان لم يكن صالحا للاحتجاج فالمسالة مجمع
عليها بين اهل السنة والجماعة.
واحسن دليل يستدل به على المسالة حسب علمي القاصر هو الاجماع. الذي حكاه الشيخ أبا حامد الإسفرائيني كما في اول المقال.
يقول شيخ الاسلام في الواسطية/ ... والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين .....
ومن مزيا الاجماع انه يؤخذ منه ان فهوم اهل السنة والجماعة وعقيدتهم في المسالة المجمع عليها لم تختلف.فعصمت من الضلالة.
لان الامة لا تجتمع على ذلك.
وليعلم ان الاجماع متى تحقق فلا بد ان يكون له مستند من الكتاب او السنة علمه من علمه وجهله من جهله.
فلا يلزم من عجزنا على ايجاد الدليل المعين من الكتاب والسنة انتقاض الاجماع او المسالة المجمع عليها.
كما نبه على ذلك ابن جرير وابن تيمية في حديث - الماء طهور لا ينجسه شيء الا ما غلب على طعمه وريحه ولونه -
وان الزيادة وان كانت شاذة فهي مجمع عليها. وما من اجماع الا وله مستند وان كان دليله خفي علينا.
واعجبتني عبارة الاخ ابو الحسنات .... وقد تطلبت لهذا الاصل ....
فهي اصل بالاجماع قبل معرفة الدليل المعين. وهي اصل ولو لم نعرف ذلك الدليل.
بقي ان اسال اخي ابو الحسنات على اثر ابن مسعود رضي الله عنه. لما لا يستقل بالدلالة على المطلوب. لاني سالت منذ مدة
احد طلاب العلم بالجامعة الاسلامية على خبر ابن عباس رضي الله عنه في ان -الكرسي موضع قدمي الرحمان-
لما نجعله دليلا في الصفات.مع احتمال ان يكون ابن عباس سمعه ممن يروي عن بني اسرائيل.
فاجابني الاخ انه من الكبر ان يحكي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرا يكون مخالفا لعقيدة المسلمين او فيه تنقص لرب
العالمين. او يتكلموا في هذا الباب الخطير بمجرد الظنون او بما لا يعلمون انه الحق بعينه. فان في ذلك قول على الله بغير علم.
وان غالب ما يحكى عليهم في هذا الباب مما فيه مخالفة للمعتقد لا تصح نسبته اليهم.
فالموقوف الذي هو في حكم الرفع.اذا صح الى الصحابي الموقوف عليه.حكمه انه مرفوع ولا داعي الى ان نزيد زيادة
اذا لم يعرف قائله بالاخذ عن بني اسرائيل. والله اعلم وبارك الله فيك اخي ابو الحسنات وفي الاخوة الكرام.
وانا انتظر تعليقاتكم الغالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/18)
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:32 ص]ـ
أحسن الله إليكم
" وما تفضلتم به هو من الأدلة الجزئية على المقصود .. "
المقصود جزئي لذلك كانت الأدلة جزئية، فليس المقصود إثبات أن القرآن كلام الله وأنه تكلم به حقيقة، وإنما المقصود إثبات سماع جبريل لذلك، ولا ريب أنه قد ينازع منازع في الثاني دون الأول ويدعي عدم تلازم الأمرين، فنحتاج إلى إيراد دليل جزئي ليثبت التلازم.
جزاكم الله خيراً، وزادكم من فضله، وسددكم
يا أخي الكريم اعترف أنني استفدت بموضوعك.
ولعلك تنعم النظر فيما ذكرته فإنما ذكرته معضداً ومؤيداً لا معترضاً ومنتقداً ..
والطريقة التي بنيت عليها هي التي بنى عليها الأئمة في هذه المسألة الجزئية المندرجة في الأصل الكلي الثابتة بثبوته، ومن ذلك الرسالة البعلبكية لشيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وقد طبعت مفردة محققة عن دار الفضيلة، وطبعت قبل ذلك مراراً ضمن مجاميع، أقربها تناولاً مجموع ابن قاسم (12: 117).
وهذه الطريقة في إثبات المطالب يقينة تشفي صدور قوم مؤمنين، ولا سبيل للاعتراض عليها من مؤمن منصف.
أن الله تعالى يتكلم حقيقة كلاماً حقيقاً مسموعاً.
وأن القرآن من جملة ذلك الكلام، ومن أشرفه وأجله.
وأن بعض الخلق يسمعون كلام الله من الله تعالى وهذا الأصل اعتنى به البخاري في (كتاب التوحيد) من الجامع كثيراً، وذكر الحديث المشهور في ندائه تعالى أهل الموقف بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، وكذا كلام الرب مع الملائكة، ومع آدم، وغيرهم، والقرآن يدل على ذلك، بل فيه محاورة الرب تعالى لعدوه إبليس ..
وذكر تعالى في كتابه أنه يقول لأهل النار: اخسؤوا فيها ولا تكلمون .. الآيات.
فإذا تقرر بالنصوص القطعية والإمكان العقلي أن الله تعالى يكلم من شاء بما شاء كلاماً حقيقاً يقوم به سبحانه لأنه صفة له، ويسمعه المخاطب المكلَّم بإذن الله تعالى منه سبحانه ..
وقد أثبت الله تعالى ذلك للبشر في كتابه لكن مقيداً إما بكونه في نفسه وحياً أي إلهاماً وإلقاء في الروع والخلد، أو بكونه من وراء حجاب وهذا تكليم حقيقي قيده خارج عن ماهية الكلام، أو بكونه بواسطة الرسول الموحي بإذنه ما يشاء.
وأثبت تعالى أن كليمه موسى صلى الله عليه وسلم سمع ندائه وحاوره مراراً، وأنه كلمه تكليماً، وهو رسول بشري، وليس هو بأفضل البشر ولا سيد ولد آدم عليه وعلى سائر النبين الصلاة والسلام.
وأين قصة السبعين الذين اختارهم موسى صلى الله عليه وسلم لميقات ربه تعالى ..
فكيف ينفى التكليم من الرب تعالى لجبريل، ومخاطبته إياه بالقرآن وهو أفضل وحيه الشرعي إلى أفضل رسله عليه الصلاة والسلام؟، وجبريل ذو المنزلة الخاصة التي تكفل الله تعالى ببيانها مراراً بصور عديدة، مع مزيد اختصاصه من بين الرسل الملكيين والبشريين بالوحي وتلقي من الرب تعالى.
فالتكليم من الرب والسماع من جبريل هو الأصل، ولا ينبغي أن ننزل بالمسألة عن هذا المقام، ولكن يكون إبداء ما يوجد من الأدلة الجزئية الخاصة الصريحة الصحيحة من باب التبرع فقط، وإلا فإن النفي خلاف الأصل، والنافي هو المطالب بالدليل لا العكس، ولا يتنازل مع الخصم بأكثر من هذا أصلاً، ولا بد أن يفهم أن الأدلة الخاصة تبرع محض، والمسألة ثابتة بالدلائل القاطعة.
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:26 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:32 ص]ـ
أحسن الله إليكم
" وما تفضلتم به هو من الأدلة الجزئية على المقصود .. "
المقصود جزئي لذلك كانت الأدلة جزئية، فليس المقصود إثبات أن القرآن كلام الله وأنه تكلم به حقيقة، وإنما المقصود إثبات سماع جبريل لذلك، ولا ريب أنه قد ينازع منازع في الثاني دون الأول ويدعي عدم تلازم الأمرين، فنحتاج إلى إيراد دليل جزئي ليثبت التلازم.
بارك الله فيكم
توجيه سليم نفع الله بكم
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فليتنبه اذا من بعض ماذكره اصحاب علوم القران واصحاب أصول الفقه من ان جبريل اخذه -اي القران- من اللوح المحفوظ وذلك بناء على أصلهم الكبير وهو عدم قيام الافعل الاختياريه بالله تعالى فانكروا التكلم بالقران
فمذهب اهل السنة يصدقه النقل ويوافقه العقل ويدل عليه الاجماع من صدر هذه الامة
والله المستعان(56/19)
هل من كتب الله ما سمعها الرسل بلا واسطة
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:13 ص]ـ
قال الدكتور عبد السلام برجس العبد الكريم رحمه الله في كتابه المعتقد الصحيح ص 40/
.... ونؤمن بان هذه الكتب من كلام الله عزوجل لا من كلام غيره. وان الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء على الوجه الذي اراد.
فمنها المسموع منه من وراء حجاب بدون واسطة. كما كلم الله موسى تكليما بدون واسطة.
قال تعالى* ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه* وقال *قال ياموسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي*
السؤال / هل من كتب الله ما سمعها الرسل بلا واسطة.
وهل يصح الاستدلال بالايتين على هذا.
ارجوا لمن عنده علم بالموضوع ان يجبنا على السؤال او يحلنا على مصادر ومراجع المسالة وبارك الله فيه والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:39 ص]ـ
قد يكون أخي كصحف إبراهيم وموسى والله أعلم
تحتاج تتبع
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 07:07 ص]ـ
هذا غيب والغيب لا مجال للعقل فيه ولا طائل من هذا البحث احسن الله اليكم(56/20)
فوائد من كتاب (الأجوبة المفيدة) للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:06 ص]ـ
من كتاب العلامة عبد الرحمن الدوسري رحمه الله:
س) ما حكم التقليد؟
ج) التقليد في أصول الدين والتوحيد لا يجوز، بل يجب فهم الدين كما جاءت به الرسل على وجهه الصحيح الملهب للضمائر والدافع لجميع القوى والجوارح إلى الأمام في سبيل الله.
أما في فروع الدين فيجوز تقليد أي مذهب من المذاهب السنية، ولو لم يلتزم مذهباً معيناً.
بشرط أن لا يتتبع الرخص.
وعلى العالم البحث عن الدليل والحرص على التمسك بما كان أقرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم من غيره في تفريعات المذاهب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:11 ص]ـ
وأركان الصبر ثلاثة:
1) حبس النفس على المكروه.
2) وتحمل الأذى في سبيله.
3) انتظار الفرج.
ومن استكمل أنواع الصبر وأركانه فقد استكمل الصبر وكانت عاقبته الحصول على لذة الدنيا والآخرة، والفوز والظفر بما هو موعود فيهما، قال ابن القيم ما معناه: ولا يصل أحد إلى مقصوده إلا على جسر الصبر، كما لا يصل أحد إلى الجنة إلا على الصراط.
وقد قال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ا: (خير عيش أدركناه بالصبر).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:13 ص]ـ
س) سائل يقول: أنا مسلم مؤمن أصلي وأصوم ولكني أؤمن بالاشتراكية وأعتقد أنها حق، فهل يقدح ذلك في ديني؟
ج) الحمد لله رب العالمين.
أولاً: إن الإيمان ليس مقصوراً على الصلاة والصوم ونحوهما، بل لا بد في الإيمان من تحكيم شرع الله والرجوع إلى حكمه في جميع شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
قال سبحانه وتعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ... }، وقال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ... }.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)، والنصوص في هذا كثيرة من الكتاب والسنة.
وعلى السائل أن ينظر في منشئ ما يسمى بالاشتراكية وفلسفتها وطقوسها ليعرف المرجع فيها، هل هو إلى الله ورسوله أو إلى طواغيت اليهود الماكرين من (كارل ماركس) و (لينين) وإلى أتباعهم من كل ملحد منكر لله ورسله مستهزئ بالأديان سوى دين اليهود ومن كل سياسي عابد للمادة والقيادة قد صيرته أغراضه إلى ذلك؟
فللإسلام أحكامه المغنية لأهله عن كل مذهب ومبدأ مرجعها كتاب الله وسنة رسوله، ولا تلتقي مع غيرها في جوهرها وحقيقتها، إلا بالتأويل الفاسد، الذي هو من فروع تحريف اليهود وأشباههم للكلم عن مواضعه.
وقد حصر الله منبع المسلمين المؤمنين على القرآن والسنة وقصر أخذهم عليهما وحرم عليهم طاعة الكفار والاقتباس منهم والتشبه بهم بجميع أنواعهم.
ثانياً: لا بد للمسلم المؤمن بالله وما جاء عنه، من الكفر بالطاغوت بجميع أنواعه والطاغوت في اللغة مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد، تقول العرب: (طغى السيل) أي جاوز ماؤه حافتي الوادي، و (طغى الماء) إذا جاوز مده قامة الإنسان بحيث يغرقه، ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}.
فالله سبحانه وتعالى حد لبني الإنسان حدوداً في كل شيء من أمور الحياة فمن جاوز حدود الله وتعداها فقد طغى، قال الله تعالى {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي}.
وكلمة الشهادة "لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" مكونة من النفي والإثبات، فالنفي يقتضي الكفر بالطاغوت المتجاوز لحدود الله والذي آلهه بعض الناس من دون الله بطاعة أمره وإباحة ما يبيحه من الحرام وتحريم ما يحرمه من الحلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/21)
ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدي بن حاتم قوله تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}، قال عدي: إننا لم نتخذهم أرباباً!!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له (أليس يحلون لكم ما حرم الله فتستحلوه ويحرمون عليكم ما أحله الله فتحرموه؟)، قال: بلى، قال: (فتلك عبادتهم)، فجعل طاعتهم من دون الله عبادة لهم وجعلها معنىً اتخاذهم أرباباً من دون الله.
وطواغيت هذا الزمان من أنواع الاشتراكيين والقوميين الماديين يبيحون لشعوبهم ما حرمه الله من الخمور والزنى والقمار والربا وسائر الملاهي والفواحش، فتستحلها شعوبهم ولا يستهجنها إلا القليل، وأكثرهم يحبذها ويفرح بها.
ومن ناحية أخرى يحرمون عليهم الحلال من التكسب والتملك، ويسدون عليهم أبواب الابتغاء من رزق الله ويصادرون الممتلكات الحرة تأميماً، بحجة الاستغلال تحريماً منهم للحلال، فيحرمه الكثير من غوغاوية شعوبهم بجميع أنواع الطاغوتية والتسلط، فالذي يحبذ فعلهم ويؤمن بما يسمونه إشتراكية يكون مؤمناً بأنواع الطاغوت، غير كافر به، كما أمر الله، قال الله سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}، ومن لم يكفر بالطاغوت لم يحقق التوحيد، بل كان مناقضا لمدلول "لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ"، قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
فإذا اعتقد أن ما يسمونه إشتراكية هو من دين الله أو مطابق لوحيه فقد زاد بذلك افتراءً على الله وكانت جريمته أشد من جريمة المشرك، وحينئذٍ نقول له على سبيل التنزل وتوضيح خطئه: إذا كنت تعتقد أن اشتراكيتهم المزعومة من دين الله أو على طريقة وحيه، فهل دين الله ووحيه يبيح الخمور التي أباحوها وأكثروا من مصانعها وحموا باعتها وشاربيها بل جعلوها مخففة لعقوبات الجرائم أو مسقطة لها؟
وهل من الدين إباحتهم للزنى بحال الرضى وتشريع القوانين المعفية لمرتكبه من إقامة حدود الله؟ هل هذا من الدين؟ أو هذا يعتبر في العرف الشرعي والعربي الأصيل ديانة؟ فهذا الذي يزعم أنه مسلم مؤمن سينكر ذلك ويعلن أمامنا تحريمه والله يعلم بما يبطن وحينئذِ نقول له: يجب عليك أن تبغض من هذه صفته وتعاديه وتشك في جميع ما يزعمه من الإصلاحات الأخرى على الأقل إن لم تكفر بها، فكيف تعلن إيمانك بما يسمونه إشتراكية وتعتقد أحقيتها، والمشرع لها ليس أميناً في دينه على الأقل، بل هو من القسم الذي ذكرناه؟
وبهذا يتضح ثالثها: وهو أن هذا السائل حكم إيمانه بما يسمى الإشتراكية لم يدفعه إلى الإيمان بها إلا محبته لمن انتحلها وتبناها، وأجزم جزم اليقين أن هذه الإشتراكية المزعومة لو تبناها (قاسم العراف) لكان هذا السائل من أول الكافرين بها والمبغضين لها، فأصبح قبول أمثال هذا نابعٌ من محبته للأشخاص الذين انصرف قلبه إليهم من دون الله حتى صاروا كالأنداد، قال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ... وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}.
ولا شك أن الحب يعمي ويصم وأن للدعاية وسحر البيان تأثيرهما القوي وأنه لولا شعبية المحبوب الذي تبنَّى ما يسمى بالإشتراكية وقوة دعايته وتأثير أهل قطره أيضاً لما راجت هذا الرواج فإن مصر لا ينكر تأثيرها على العالمين العربي والإسلامي ولذلك صارت أكبر هدف للغزو الفكري والعسكري قبل هذا القرن.
وبالجملة فعلى السائل المحترم - طهر الله قلبه - أن ينظر في مراجعها لدى التطبيق ولا يغتر بتسميتها عربية، بل ينظر هل لهم مراجع في تطبيقها غير ما كتبه طغاتها اليهود (ماركس) و (لينين) واتباعهما ممن اجتهدوا في تفسير أقوالهما؟ أم لها مرجع وحيد يستقى من كتاب الله وسنة رسوله حتى يتقبلها المسلم؟ فإن كان الأمر على الأول فلا يجوز للمسلم بتاتاً قبولها بل يجب عليه رفضها من الأساس.
ولا يشك عاقل أن مراجعهم كلها من تلك الطواغيت وحينئذٍ يكون رفضها من مستلزمات الشهادتين اللتين لا يصح إيمان المسلم بدون السير والعمل على مدلولهما ولله در الخليفة الثاني عمر الفاروق حيث قال: (إنما ينتفض الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية).
والله أعلم
وصلى الله وسلم على محمد
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:17 ص]ـ
وفي الكتاب بقية فوائد مفيدة لكن هذا ما تيسر نقله والله تعالى أعلم,,,(56/22)
ساعدوني في فهم مقالة شيخ الإسلام
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:11 م]ـ
يقول شيخ الإسلام
وَقَدْ اسْتَقَرَّتْ السُّنَّةُ بِأَنَّ عُقُوبَةَ الْمُرْتَدِّ أَعْظَمُ مِنْ عُقُوبَةِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
مِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ بِكُلِّ حَالٍ، وَلَا يُضْرَبُ عَلَيْهِ جِزْيَةٌ، وَلَا تُعْقَدُ لَهُ ذِمَّةٌ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنْ الْقِتَالِ بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ الَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْقِتَالِ فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ كَأَبِي حَنِيفَة، وَمَالِكٍ، وَأَحْمَدَ. وَلِهَذَا كَانَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ أَنَّ الْمُرْتَدَّ يُقْتَلُ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ.
وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُرْتَدَّ لَا يَرِثُ، وَلَا يُنَاكَحُ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، بِخِلَافِ الْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحْكَامِ،
وَإِذَا كَانَتْ الرِّدَّةُ عَنْ أَصْلِ الدِّينِ أَعْظَمَ مِنْ الْكُفْرِ بِأَصْلِ الدِّينِ، فَالرِّدَّةُ عَنْ شَرَائِعِهِ أَعْظَمُ مِنْ خُرُوجِ الْخَارِجِ الْأَصْلِيِّ عَنْ شَرَائِعِهِ،
وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مُؤْمِنٍ يَعْرِفُ أَحْوَالَ التَّتَارِ وَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُرْتَدِّينَ الَّذِينَ فِيهِمْ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ شَرٌّ مِنْ الْكُفَّارِ الْأَصْلِيِّينَ مِنْ التُّرْكِ وَنَحْوِهِمْ،
وَهُمْ بَعْدَ أَنْ تَكَلَّمُوا بِالشَّهَادَتَيْنِ -مَعَ تَرْكِهِمْ لِكَثِيرٍ مِنْ شَرَائِعِ الدِّينِ- خَيْرٌ مِنْ الْمُرْتَدِّينَ مِنْ الْفُرْسِ وَالْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ.
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِمَّنْ كَانَ مُسْلِمَ الْأَصْلِ هُوَ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ كَانُوا كُفَّارًا، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ الْأَصْلِيَّ إذَا ارْتَدَّ عَنْ بَعْضِ شَرَائِعِهِ كَانَ أَسْوَأَ حَالًا مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ بَعْدُ فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ مِثْلُ: مَانِعِي الزَّكَاةِ وَأَمْثَالِهِمْ مِمَّنْ قَاتَلَهُمْ الصِّدِّيقُ.
وَإِنْ كَانَ الْمُرْتَدُّ عَنْ بَعْضِ الشَّرَائِعِ مُتَفَقِّهًا، أَوْ مُتَصَوِّفًا أَوْ تَاجِرًا، أَوْ كَاتِبًا، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ فَهَؤُلَاءِ شَرٌّ مِنْ التُّرْكِ الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ وَأَصَرُّوا عَلَى الْإِسْلَامِ،
وَلِهَذَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ عَلَى الدِّينِ مَا لَا يَجِدُونَهُ مِنْ ضَرَرِ أُولَئِكَ، وَيَنْقَادُونَ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَعْظَمَ مِنْ انْقِيَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِ الدِّينِ وَنَافَقُوا فِي بَعْضِهِ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ. ا. هـ
الذي فهمته أن شيخ الإسلام قسم الناس ثلاث طبقات
الطبقة الأولى وهي أشدها خطرا: المرتدون ردة كلية
الطبقة الثانية وهي دون ذلك المرتدون عن بعض شرائعه مع إسلامهم
الطبقة الثالثة وهي أقلهم الكفار الأصليون
فما رأيكم
لكن هناك بهض العبارات المشكلة علي: "الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ وَأَصَرُّوا عَلَى الْإِسْلَامِ، " وقوله "لِهَذَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ عَلَى الدِّينِ مَا لَا يَجِدُونَهُ مِنْ ضَرَرِ أُولَئِكَ، وَيَنْقَادُونَ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَعْظَمَ مِنْ انْقِيَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِ الدِّينِ وَنَافَقُوا فِي بَعْضِهِ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ"
بارك الله فيكم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:21 م]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:05 م]ـ
[ COLOR=Red] الذي فهمته أن شيخ الإسلام قسم الناس ثلاث طبقات
الطبقة الأولى وهي أشدها خطرا: المرتدون ردة كلية
الطبقة الثانية وهي دون ذلك المرتدون عن بعض شرائعه مع إسلامهم
الطبقة الثالثة وهي أقلهم الكفار الأصليون
فما رأيكم
أخي أبا صهيب السلام عليكم
تركت من كلام شيخ الإسلام طبقة لم تذكرها وبها يتبين الأمر
فتكون الطبقات أربعة
الطبقة الأولى وهي أشدها المرتدون ردة كلية
الطبقة الثانية وهي التي تلي السابقة الكفار الأصليون
الطبقة الثالثة وهي دون ذلك المرتدون عن بعض شرائعه بعد أن التزموها
الطبقة الرابعة الخارجون عن بعض شرائع الدين بالأصل أي لم يلتزموها من قبل
وهذا بين من كلامه رحمه الله فراجعه
قال رحمه الله
ويعلم أن المرتدين الذين فيهم من الفرس والعرب وغيرهم شر من الكفار الأصليين من الترك ونحوهم
وقال أيضا وإذا كانت الردة عن أصل الدين أعظم من الكفر بأصل الدين
وقال وهم ــــــ أي التتر ـــــــ بعد أن تكلموا بالشهادتين مع تركهم لكثير من شرائع الدين خير من المرتدين من الفرس والعرب وغيرهم
[ COLOR=Red]
لكن هناك بهض العبارات المشكلة علي: "الَّذِينَ لَمْ يَدْخُلُوا فِي تِلْكَ الشَّرَائِعِ وَأَصَرُّوا عَلَى الْإِسْلَامِ، "
أي كحال من أسلم لكنه لم يمتثل بعض شرائع الدين وهؤلاء الطبقة الرابعة
[ COLOR=Red]
" وقوله "لِهَذَا يَجِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ عَلَى الدِّينِ مَا لَا يَجِدُونَهُ مِنْ ضَرَرِ أُولَئِكَ،
ضرر من ارتد عن الشرائع بعد التزامها أشد من ردة من أسلم ولم يلتزمها
[ COLOR=Red]
وَيَنْقَادُونَ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَائِعِهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَعْظَمَ مِنْ انْقِيَادِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ بَعْضِ الدِّينِ وَنَافَقُوا فِي بَعْضِهِ، وَإِنْ تَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إلَى الْعِلْمِ وَالدِّينِ"
بارك الله فيكم
أي هؤلاء الذين لم يدخلوا في بعض الشرائع مع اسلامهم ينقادون إذا علموا أعظم من انقياد من أرتد عنها بعد التزامها
هذا والله أعلم وبه التوفيق(56/23)
محب الدين الخطيب رحمه الله ونقد الشيعه
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:40 م]ـ
كلام رائع للشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله ولقد كان الشيخ من المعارضين لفكرة التقريب لأن الشيخ يعلم حقيقة القوم
ولقد ذكر الشيخ في حاشيته على كتاب العواصم من القواصم لابن العربي المالكي رحمه الله
في معرض كلام ابن العربي عن تنازل الحسن لمعاويه للخلافة قال الشيخ محب رحمه الله
((من عناصر إيمان الرافضة – بل العنصر الأول في إيمانهم – اعتقادهم بعصمة الحسن وأبيه واخيه، وتسعة من ذرية اخيه. ومن مقتضى عصمتهم – وفي طليعتهم الحسن بعد ابيه – أنهم لا يخطئون، وان كل ما صدر عنهم فهو حق، والحق لا يتناقض وأهم ما صدر عن الحسن بن على بيعته لأمير المؤمنين معاوية، وكان ينبغي لهم أن يدخلوا في هذه البيعة، وان يؤمنوا بانها الحق لأنها من عمل المعصوم عندهم. لكن المشاهد من حالهم انهم كافرون بها. ومخلفون فيها لإمامهم المعصوم. ولا يخلو هذا من أحد وجهين: فإما أنهم كاذبون في دعوى العصمة لأئمتهم الإثنى عشر، فينهار دينهم من اساسه، لأن عقيدة العصمة لهم هي اساسه، ولا اساس له غيرها. وإما أن يكونوا معتقدين عصمة الحسن، وأن بيعته لمعاوية هي من عمل المعصوم، لكنهم خارجون على الدين، ومخالفوة للمعصوم فيما جنح إليه وأراد أن يلقى الله به. ويتواصلون بهذا الخروج على الدين جيلاً بعد جيل، وطبقة بعد طبقة، ليكون ثباتهم على مخالفة الإمام المعصوم عن إصرار وعناد ومكابرة وكفر. ولا ندري أي الوجهين يطوح بهم في مهاوي الهلكة اكثر مما يطوح بهم الوجه الآخر، ولا ثالث لهما. فالذين قالوا منهم إن الحسن ((مسود وجوه المؤمنين)) لا يحمل كلامهم إلا على اأنه ((مسود وجوه المؤمنين بالطاغوت)) اما المؤمنون بنبوة جد الحسن r فيرون صلحه مع معاوية وبيعته له من أعلام النبوة، لأنها حققت ما تنبا به r في سبطه سيد شباب أهل الجنة من انه سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين كما سياتى بيانه. وكل الذين استبشروا بهذه النبوة وبهذا الصلح يعدون الحسن ((مبيض وجوه المؤمنين)))))
انتهى عنه بنصه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:18 ص]ـ
بارك الله فيكم .. ورحم الشيخ الخطيب.
(الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تحول في مقالكم إلى حرف r ، ومثله الترضي عن الحسن. حبذا تعديلهما من المشرف).
ـ[فهد بن عبد القيوم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:40 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:56 م]ـ
للشيخ محب الدين كتيب اسمه الخطوط العريضة أثنى عليه الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمهما الله جميعا
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 11:35 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل الموفق , ورحم الله الشيخ و برَّد مضجعه.
كلام رائع للشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: .... ولا يخلو هذا من أحد وجهين: فإما أنهم كاذبون في دعوى العصمة لأئمتهم الإثنى عشر، ..... وإما أن يكونوا معتقدين عصمة الحسن، وأن بيعته لمعاوية هي من عمل المعصوم ....
قد نقض الفجرة هذا الحصر بفصلهم بين الفعل والإرادة , فقالوا: يجوز أن يصدر من المعصوم قول أو فعل لا يريد به شيئاً , بل قالوا بأشنع من هذا , كأن يصدر من المعصوم ما يريد نقيضه على وجه الوجوب و الحتمية!.
فسبحان موزع العقول.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
للشيخ محب الدين كتيب اسمه الخطوط العريضة أثنى عليه الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمهما الله جميعا
حفظك الله أخي جمال أرجو أن تعطيني نص كلام الإمام ابن باز ومصدره وبارك الله فيك(56/24)
من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس "!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:04 م]ـ
من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس "!
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
من تحريفات الأشاعرة تحريفهم لصفة الله تعالى " القيام بالنفس" , وهذه الصفة معلوم أنها مأخوذة من اسم الله تعالى " القيوم " , وسوف نبرز في هذا المقال وجه التحريف في هذه الصفة , والله هو الموفق ومنه نستمد العون.
معنى اسم القيوم عند السلف
عد بعض العلماء " الحي القيوم " أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى , وعللوا ذلك بغير الأثر الوارد؛ أنه يجمع وصف الله تعالى بصفات الكمال والغنى المطلق بل يجمع معاني الأسماء والصفات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: واسمه الحي القيوم يجمع أصل معاني الأسماء والصفات كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذا اجتهد في الدعاء.
مجموع الفتاوى (1|207)
وقال ابن القيم رحمه الله: وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته فإنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه , وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه , وهو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته , وهذا من كمال قدرته وعزته؛ فانتظم هذان الإسمان صفات الكمال والغنى التام والقدرة التامة.
بدائع الفوائد (2|410)
وقد انتظم من تفسير العلماء لمعنى القيومية ما يلي:
أ- الكمال في الأسماء والصفات والغنى المطلق كما تقدم.
ب- القائم بأمر كل شيء والمقيم له في كل شيء.
قال ابن القيم: واسمه القيوم مقتض لتدبير أمر العالم العلوي والسفلي وقيامه بمصالحه وحفظ له فمن أنكر صفات كماله لم يؤمن بأنه الحي القيوم.
التبيان (100)
قال ابن جرير: وأولى التأويلين بالصواب ما قاله مجاهد والربيع، وأنّ ذلك وصفٌ من الله تعالى ذكره نفسه بأنه القائم بأمر كل شيء، في رزقه والدفع عنه، وكلاءَته وتدبيره وصرفه في قدرته من قول العرب:"فلان قائم بأمر هذه البلدة"، يعنى بذلك: المتولي تدبيرَ أمرها.
تفسير الطبري (6|158)
ت- بمعنى الدائم الباقي الذي لا يزول – أي يتنزه عن العدم والزوال –
قال شيخ الإسلام: وقد بسطت الكلام في معنى القيوم فى موضع آخر وبينا أنه الدائم الباقى الذى لا يزول ولا يعدم ولا يفنى بوجه من الوجوه.
مجموع الفتاوى (1|25)
وقال الزجاج: القيوم هو فيعول من قام يقوم الذي بمعنى دام لا القيام المعروف وقال الله تعالى ذكره: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} أي دائما والله أعلم القيوم وهو الدائم وكان من قراءة عمر بن الخطاب رحمه الله" الحي القيام".
تفسير أسماء الله (56)
ث- من معانيه أيضا العلو.
قال ابن القيم: إن هذه الحجة العقلية القطعية ,وهي الاحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مباينا للعالم , وذلك ملزوم لكونه فوقه عاليا عليه بالذات لما كانت حجة صحيحة لا يمكن مدافعتها ...
الصواعق المرسلة (4|1328)
ج- إثبات الصفات الفعلية لله تعالى.
وقال ابن القيم: وقال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى: هو اسم الحي القيوم , والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام , ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شئ من الآفات ونقصان الحياة تضر بالأفعال , وتنافي القيومة فكمال القيومية لكمال الحياة فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوسل بصفة الحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال.
زاد المعاد (4|185)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/25)
وقال الدارمي في الرد على المريسي: وأما دعواه أن تفسير (القيوم) الذي لا يزول عن مكانه ولا يتحرك, فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه أو التابعين لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة إذ فسر نزوله مشروحا منصوصا ووقت لنزوله مخصوصا لم يدع لك ولا لأصحابك فيه لبسا ولا عويصا.
تفسير الأشاعرة لمعنى صفة " القيام بالنفس"
أما الأشاعرة ففسرو القيام بالنفس بمعنى عدم الاحتياج إلى المكان والمخصص!
ومعنى هذا كما يقول الغزالي في المقصد الأسنى:
" القيوم, أن الأشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل كالأغراض والأوصاف فيقال فيها إنها ليست قائمة بأنفسها , وإلى ما يحتاج إلى محل فيقال إنه قائم بنفسه كالجواهر إلا أن الجوهر , وإن قام بنفسه مستغنيا عن محل يقوم به فليس مستغنيا عن أمور لا بد منها لوجوده , وتكون شرطا في وجوده فلا يكون قائما بنفسه لأنه يحتاج في قوامه إلى وجود غيره , وإن لم يحتج إلى محل ...
المقصد الأسنى (132)
فأرادوا أنه الله تعالى ليس كالعرض في احتياجه إلى المكان , وإلى المخصص أي لمحدث أو موجد.
قال السنوسي: ويجب أيضا أن يكون تعالى قائما بنفسه أي ذاتا لا يفتقر إلى محل ويستحيل أن يكون صفة ومنهم من فسر قيامه بنفسه باستنغنائه عن المحل والمخصص ..
العقيدة الوسطى وشرحها (132) للسنوسي
وقال البيجوري: والدليل على عدم افتقاره إلى المحل أنه لو افتقر إلى محل لكان صفة ولو كان صفة لم يتصف بصفات المعاني والمعنوية وهي واجبة القيام به ..
والدليل على عدم افتقاره إلى المخصص أنه لو افتقر مخصص لكان حادثا .. .
تحفة المريد (69)
نقد كلام الأشاعرة
أ- أنهم جعلوا هذه الصفة من الصفات السلبية , وحقها أن تكون ذاتية وجودية.
قال ابن القيم رحمه الله
هذا ومن أوصافه القيوم ... والقيوم في أوصافه أمران
أحداهما القيوم قام بنفسه ... والكون قام به هما الأمران
فالأول استغناؤه عن غيره ... والفقر من كل إليه الثاني.
وقال رحمه الله: فالقيوم القائم بنفسه المقيم لغيره , فمن أنكر قيامه بنفسه بالمعنى المعقول فقد أنكر قيوميته وأثبت له قياما بالنفس يشاركه فيه العدم المحض بل جعل قيوميته أمرا عدميا لا وصفا ثبوتيا , وهي عدم الحاجة إلى المحل ومعلوم أن العدم لا يحتاج إلى محل , وأيضا فإنه يقال له ما تعني بعدم الحاجة إلى المحل تعني به الأمر المعقول من قيام الشيء بنفسه الذي يفارق به العرض القائم بغيره أم تعني به أمرا آخر , فإن عنيت الأول فهو المعنى المعقول والدليل قائم والإلزام صحيح , وإن عنيت به أمرا آخر فإما أن يكون وجوديا أو عدميا فإن كان عدميا فالعدم لا شيء كاسمه , فتعود قيوميته تعالى إلى لا شيء وإن عنيت به أمرا وجوديا غير المعنى المعقول الذي يعقله الخاصة والعامة فلا بد من بيانه لينظر فيه هل يستلزم المباينة أم لا؟
الصواعق المرسلة (4|1329)
ب- أرادوا بذلك نفي العلو عن الله تعالى.
قال ابن القيم: إن هذه الحجة العقلية القطعية ,وهي الاحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مباينا للعالم , وذلك ملزوم لكونه فوقه عاليا عليه بالذات لما كانت حجة صحيحة لا يمكن مدافعتها , وكانت مما ناظر بها الكرامية لأبي إسحاق الإسفرائيني؛ فر أبو إسحاق إلى كون الرب قائما بنفسه بالمعنى المعقول وقال: لا نسلم أنه قائم بنفسه إلا بمعنى أنه غني عن المحل؛ فجعل قيامه بنفسه وصفا عدميا لا ثبوتيا , وهذا لازم لسائر المعطلة النفاة لعلوه , ومن المعلوم أن كون الشيء قائما بنفسه أبلغ من كونه قائما بغيره , وإذا كان قيام العرض بغيره يمتنع أن يكون عدميا؛ فقيام الشيء بنفسه أحق أن لا يكون أمرا عدميا بل وجوديا , وإذا كان قيام المخلوق بنفسه صفة كمال وهو مفتقر بالذات إلى غيره فقيام الغني بذاته بنفسه أحق وأولى.
الصواعق المرسلة (4|1328)
ت- أن تعريفهم ليس بجامع مانع باعترافهم فالجوهر لا يفتقر إلى المحل , وهو لا يقوم بنفسه , ولزم على قولهم أن يكون قائما بنفسه ,كالرب سبحانه وهذا باطل ولذلك فروا إلى لفظة التخصيص فقالوا: لا يفتقر إلى المحل والمخصص.
وكذلك العدم أيضا لا يفتقر إلى المحل , فبان أن تفسير القيام بالنفس بمعنى عدم الاحتياج من تحريفات الأشاعرة.
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:23 م]ـ
قصدت في آخر الكلام عن الجوهر: وهو لا يقوم بنفسه أي لاحتياجه إلى الواجب وليس على مقتضى التعريف.(56/26)
ثقافة التلبيس (18): تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو السلفية!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقع في هذا التلبيس صنفان من المعاصرين:
1 - أناسٌ يدّعون الحياد والترفع عن التحزبات: جهلاً، أو خشية أن يوصموا بالتعصب و ضيق الأفق!
2 - أو أناسٌ ساءهم مايرونه من تفرق الأمة الإسلامية إلى مذاهب وفرق، فظنوا أنهم بالوقوع في التلبيس السابق يساعدون على تحقيق وحدة الأمة، عندما ينبذون جميع الفرق - بمافيها أهل السنة! -، ويُطالبون بالعودة للإسلام.
فالواقعون في هذا التلبيس يُفرقون بين الإسلام والسنة أو السلفية أو غيرها من مسميات أهل السنة، ويجعلون الإسلام مخالفًا لما عليه جميع أهل الفرق بمن فيهم أهل السنة والجماعة أو السلفيين. فيحشرون أهل السنة مع الفرق البدعية " شيعة – إباضية – أشاعرة .. إلخ "، ويجعلون الإسلام مخالفًا لها كلها!
فتجد أحدهم يؤلف كتابًا عن " إسلام بلا مذاهب "، يضع فيه " أهل السنة "، و " السلفية " من ضمن " المذاهب " الكثيرة التي تقابل الإسلام.
ويُسأل آخر عن مذهبه، فيقول: " أنا لستُ سنيًا ولا شيعيًا .. أنا مسلم "!
وآخر يُسأل فيقول: " أنا مسلم قبل هذه التقسيمات "!
وهذا تلبيس - بغض النظر عن نية صاحبه وقصده -؛ لأن الإسلام هو السنة وهو السلفية. ومايُقابل هذا هو الانحراف والبدعة. (ليس هنا مقام الحكم على المخالف).
كشف هذا التلبيس:
أن يُقال لصاحبه: هذا الإسلام الذي وجدتََه مخالفًا لما عليه جميع الفرق – بمافيها السنة – هل له حقيقة على أرض الواقع، أو هو مجرد أمرٌ يوجد في (الأذهان)؟
فحتمًا سيقول: بل له حقيقة على الواقع، وإلا لما ارتضاه الله لنا دينًا إذا لم يمكن امتثاله.
فيُقال له: وماهي حقيقته؟
فسيقول: هذا لايحتاج لسؤال. هو الإسلام المعروف، دين الله الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم.
فيُقال له: وأين نجده، وبفهم مَن نفهمه؟
فسيقول: في كلام ربنا عز وجل " القرآن "، وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم " السنة "، وبفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم -، الذين نزل عليهم الوحي، وقال الله عنهم: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا).
فيُقال له: وهذا هو منهج أهل السنة، وهذه هي السلفية!
لأن الإسلام المجرد الذي لاحقيقة له على الواقع أمرٌ لايوجد إلا في الأذهان - كما سبق -.
وما مثل صاحب هذا " الأمر الذهني " إلا مثل من يُسأل: هل أنت ذكر أو أنثى أو خنثى. فيقول: يا أخي، أنا لا أؤمن بهذا التقسيمات، أنا (إنسان)!
وهو يعلم أنه لايوجد " إنسان " مجرد إلا في الأذهان، أما في الواقع فلابد من واحد من التقسيمات السابقة - ذكر، أنثى، خنثى -. وقس على هذا القضايا المشابهة.
شبهة وجوابها:
ستعرض لصاحب التلبيس السابق شبهة، وسيقول:
كيف تكون السنة أو السلفية – إلخ أسمائها – هي الإسلام، ونحن نرى أصحابها يقعون في أخطاء، بل أحيانًا يختلفون فيما بينهم، وكلٌ يدعيها. فسنة أو سلفية مَن تقصد؟
فيُقال له: المنهج هو المعصوم، أما الجماعات أو الأشخاص المنتسبون والممتثلون للمنهج فهم بشرٌ معرضون للخطأ، وكلٌ منهم يؤخذ من قوله ويُرد، وتوزن أقواله وأفعاله بالمنهج.
وخير ما يقطع هذه الشبهة حالاً أن يُقال لصاحبها: الأمر نفسه سيُقال لك: هذا الإسلام الذي تخيلته مخالفًا للسنة أو السلفية، إسلام مَن على أرض الواقع؟ لأننا نجد المنتسبين له يختلفون .. إلخ! فسيقول: أقصد إسلام الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، أما الجماعات والأشخاص فغير معصومين! فيقال له: فقل هذا أيضًا في السنة أو السلفية!
من أقوال العلماء:
قال الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله - في تقديمه لكتاب " صيانة الإنسان " للسهسواني – رحمه الله – (ص 3): " والتحقيق أن ماكان عليه السلف في الصدر الأول لم يكن مذهبًا، ولا يصح أن يُسمى مذهبًا في الإسلام؛ لأنه هو الإسلام كله، وهو وِحدةٌ لاتفرق فيها ولا اختلاف، والله يقول: (إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيَعًا لستَ منهم في شيئ)، ويقول: (أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)، وإنما صار مذهبًَا بالإضافة إلى ماحدث من البدع التي تتعصب لها الشِيَع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/27)
وقال الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتّاب "، (3/ 50 - 52) ردًا على من وقع في شيئ من هذا التلبيس: " بل السلفية الحقة هي الإسلام .. تعجبت كيف عد كاتب العنوان السلفية بأنها ليست من الإسلام، وهي تعني اتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة؟ .. السلفية هي المنهج الحق الذي يجب علينا أن نسير عليه ونترك ماخالفه من المناهج، وأصحابه هم الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة، جعلنا الله منهم .. ".
وقال الشيخ بكر أبوزيد – رحمه الله – في " تصحيح الدعاء " (ص 215): " أما جماعة المسلمين، قفاة السنة والأثر، فهم لا يتخذون لقبًا يتميزون به؛ فإن ماتراه وتسمعه من ألقابهم الكريمة: أهل السنة، أهل السنة والجماعة، أهل الحديث، أهل الأثر، أهل الحديث والأثر، أتباع السلف، السلفية .. إنما جاءت لمّا نشب الافتراق، وبانت فرق الضلال، فيؤتى بواحدٍ من هذه الألقاب؛ لتميز الهداةُ عن الغواة، وإلا فهم جماعة المسلمين، ومايدعون إليه هو الإسلام ".
وقال – رحمه الله – في " حكم الانتماء " (ص 92): " تنبيه على خطأ كبير: بعض من الذين كتبوا عن الجماعات والفرق الإسلامية المعاصرة للموازنة بينها، ونقدها، يذكرون من أقسامها (أهل السنة والجماعة)، وهذا خطأ كبير في الفهم والتصور، والبعد عن الحقيقة؛ فإن (أهل السنة والجماعة) و (أهل الحديث) هم (جماعة المسلمين)، ليست في شكلها ومضمونها إلا (دعوة الإسلام) بجميع ما تعنيه هذه الكلمة، بخلاف الجماعات الأخرى فهي أحزاب وفرق، منها ما فيه دخل ومنها ما يدعو إلى شعبة من شعب الإسلام دون الأخرى. ومعاذ الله أن يكون المسلمون جميعهم جماعات وأحزاب، بل إن (الطائفة المنصورة) و (الفرقة الناجية) جماعة المسلمين الملتزمة بالكتاب والسنة والدعوة إليها، مازالت ولن تزال باقية قائمة إلى أن يأتي أمر الله. وانظر إلى فضل فقه المتقدمين في دين الله على المتأخرين حين كتبوا عن الفرق والملل والنحل، إنما خصصوها لما تناثر من الفرق "الجماعات" على جنبتي الصراط المستقيم (طريق جماعة المسلمين) أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فافهم ".
تنبيهان:
1 - لايُغير من حقيقة السنة أو السلفية نبز خصومها من أهل البدع وغيرهم لها بألقاب يريدون من ورائها الصد عنها والتشنيع عليها؛ كالوهابية أو الحشوية أو .. إلخ نبزهم القبيح.فالعبرة بالحقائق. (يُنظر كتاب الأخ خالد الغليقة " مسائل فقهية وقضايا فكرية معاصرة "، (ص 73 - 74).
2 - يُفرق بين من قال: " أنا مسلم "، ويكتفي بهذا، ويقصد الإسلام بمعناه الحق، الموافق للسنة أو السلفية. وبين من قال: " أنا مسلم "، ثم ينفي أن يكون سنيًا أو سلفيًا! فالثاني قد وقع في التلبيس السابق، أما الأول فلا يُنكر عليه، مادام يرى أن الإسلام هو السنة وهو السلفية، ولا يُنكر هذا أو يتبرأ منه.
وفق الله جميع المسلمين للزوم السنة، وجنبهم البدعة ..
(وأنتظر فوائد الفضلاء) ..
الحلقات السابقة من ثقافة التلبيس
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:43 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بكتاباتكم ,,,
ومما يمكن إضافته قول الإمام البربهاري - رحمه الله - في أول كتابه " شرح السنة ": (الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر).
وفي نظري أن الأصل هو الانتساب إلى الإسلام؛ لأنه هو أكثر ما ورد في النصوص الشرعية، وأما الأوصاف الأخرى فتستعمل عند الحاجة وبغير تعصب لها؛ خاصة اسم " السلفية " التي قد يُفهم منها مجموع السلفيين، لا السلفية بمعنى الإسلام الحق ,,,
قد يُقال أن السلفية هي فهم للإسلام الصحيح، وهي أقرب الفهوم للصواب، مع التفريق بين الانتساب إلى السلف الصالح والاقتداء بهم، وبين التسمي بالسلفية، بل احتكارها وإخراج كل من خالفنا منها ,,,
فتجد بعضهم ينتسب إلى السلفية ويتعصب لهذه التسمية، وفي دعوته يخاطب السلفيين وحدهم، ولا تجده يعرج إلى اسم الإسلام والمسلمين إلا قليلا، بل تأثره (وتعصبه) باسم السلفية أكثر من تأثره باسم الإسلام ,,,
وهذ في نظري مخالف للصواب، فدعوتنا تكون باسم الإسلام أولا وآخرا، وموجهة للمسلمين جميعا (وغيرهم طبعاً) ,,,
نعم، فهمنا للإسلام يكون على فهم السلف الصالح (وعلى رأسهم الصحابة الكرام) ,,,
وبعد، فهذه مجرد خاطرة عابرة ما أردتُ منها إلا الخير، أرجو منكم تأملها وتصحيح ما فيها من مجانبة للصواب، والله تعالى وأعلم.
ـ[أم فراس]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:42 م]ـ
بارك الله في الشيخ الخراشي.
الأخ فريد المرادي، ألا ترى بأن عبارتك الآتية فيها تناقض قد يُقال أن السلفية هي فهم للإسلام الصحيح، وهي أقرب الفهوم للصواب
في أول الجملة قلت بأن السلفية هي فهم للإسلام الصحيح، وهذه موافقة منك على الموضوع الأصلي.
وفي آخر الجملة قلت بأنها أقرب الفهوم للصواب، بمعنى أنها غير الذي قلته عنها أولا.
فأرجو منك التوضيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/28)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:33 م]ـ
الفضلاء الكرام
أباعمرو المصري - جهاد حلس - فريد المرادي - أم فراس
بارك الله فيكم جميعًا
- أخي فريد: أرجو تأمل ماكتبته الأخت أم فراس.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 01:06 ص]ـ
بارك الله فيك الشيخ سليمان/
عندي بعض الاسئلة
- ما حكم الانتساب للسلفية. و التسمي بها
- ماحكم الانتساب للاسلام.
اذا اختلف الحكمين ارجوا من الشيخ تبيين سبب ذلك. لاننا قلنا الاسلام هو السلفية والسلفية هي الاسلام.
- اذا كان اناس في منطقة ما يفهمون معنى السلفية بمفهومهم هم. اي يخرجون منها من ليس منهم و لو كان على الجادة. ويدخلون فيها من كان على شاكلتهم وافكارهم. وعرف الناس السلفية بهذا الفهم. فما حكم الانتساب للسلفية والامر كما ذكرت.
- ما هو حكم التعصب لمصطلح السلفي. لاني رايت والله اعلم ان بعض السلفيين وقعوا في التحزب بشعار اللا تحزب.
واخيرا اقول يا شيخنا الكريم. ان المسلم اذا رفض التسمي بالسلفية وخاصة اذا كان من طلاب العلم. لا اظنه قال ذلك رافضا لان يكون من اهل القران والسنة المتبعين لسلف الامة. وانما يقول ذلك مشيرا الى انه ليس داخلا في جماعة معينة فهو يقبل التعريف ولا يقبل التسمية لان التسمية غلب الواقع والمشاهد عليها فاصبح يفهم منها المشاهد لا ما اريد بها من وضعها والله اعلم. وانا انتظر توجيهاتك وفوائدك الغالية وشكرا.
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:39 م]ـ
بارك الله فيكم
شيخ الاسلام دائما يكثر من هذه العبارة (السنة في الاسلام كالاسلام في الملل) وينسبه في أحيانا لبعض السلف
وفقكم الله لخدمة الدين
ـ[عيسى 33]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:08 ص]ـ
هو الكلام عينه، حرفًا بحرف، كأنه خرج من كيسٍ واحد، بل هو في الأصل نتاج كيس واحد؛
ادخلوا مواقع المتصوفة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو التصوف
ادخلوا مواقع الشيعة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو التشيع، وحب آل البيت
ادخلوا أي مواقع لأي فرقة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. و ...
وهذا هو التلبيس بعينه، كل حزب بما لديهم فرحون
سمانا الله عَزَّ وجَلَّ مسلمين:
{وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بالله هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. [الحج: 78].
فَغَيَّرنا ما اختاره الله لنا، وتَحَوَّلنا إلى أسماء ما نَزَّلَ الله بها من سلطان؛
سُنَّة وشيعة، سلف وخلف، متصوفة وأهل طريق، شافعية، وحنفية، وحنبلية، ومالكية، وكلِ شيخ وله طريقته، وكل طريقة ولها أتباعها.
فإذا قلت لهم: يا قوم؛
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [فصلت: 33].
هنا ينظرون إليك نظرَ المَغْشِي عليه من الموتِ، ولو صدقوا لقالوا: سمعنا وأطعنا، وتركوا هذه الأسماء والمُسَميات، التي زينها الشيطانُ لأوليائه، لِصَدِّ الناس عن الإسلام، وما يَمُتُّ له بصلة.
والعجيب في هذا، وكله عجب، أن كل فرقة تُعيب على الأخرى الاسمَ الذي تَسَمَّتْ به.
أهلُ السنة يعيبون على الشيعة هذا الاسم، ويقولون بدعة، والشيعة تعيب أيضًا عليهم.
والسَّلَفيون يعيبون على المتصوفة ما تَسَمَّوْا به، ويقولون: هذا اسمٌ مُخترعٌ، ولا دليل عليه، ولم يقل السَّلَفيون في الوقت نفسة ما هو الكتاب، وما هي السنة، التي أخذوا عنهما اسم السَّلَفية هذا، لتقول: أنا سلفيٌّ؟!.
فإن قالوا: نحن نسير على فهم السَّلَف الصالح.
قلنا لهم: وهل قالت الشيعةُ، والمتصوفةُ، وأهلُ الطريق: نحن نسير على فهم السَّلَف الفاسد؟!.
إن سَلَفهم عندهم أصلح مِن سَلَفِكم، وأئمتَهُم عندهم أتقى وأنقى من أئمتكم.
وقد نتج هذا الفساد كله، عندهم جميعًا، لأنهم جعلوا كتابَ الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، واقرأ:
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}. [الحج: 78].
{وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [فصلت: 33].
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. [الأنعام: 163].
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [يونس: 72].
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [النمل: 91].
هذا هو الاسمُ الذي سَمَّاك الله به، وأمرك بأن تكون من المسلمين، لا تخترع لنفسك شيئًا، ولا تزد على ذلك حرفًا.
اللهم اشهد أنني من المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/29)
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[07 - 07 - 09, 03:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 06:41 م]ـ
-الأخ الكريم: أباعبدالكريم: بارك الله فيكم:
جواب أسئلتك – رعاك الله – يُلخصها الشيخ صالح الفوزان – وفقه الله – في قوله:
- (والانتساب إلى السلف الصالح شرف إذا تحقق هذا الانتساب ولم يكن مجرد دعوى , وأما أن يقول الإنسان: أنا سلفي أو هذه الجماعة جماعة سلفية فهذا إن كان له موجب فلا بأس , كما لو كان هناك فرق مخالفة وفرق مناوئة للسلف الصالح؛ فيُظهر الإنسان البراءة من هؤلاء المخالفين وينتسب إلى السلف، فلا بأس بذلك، بل هذا محتم ... أما إذا كان ليس هناك موجب، وإنما كل المجتمع وأهل البلد كلهم على عقيدة السلف وعلى منهج السلف فإنه لا ينبغي أن يقول الإنسان أنا سلفي؛ لأن هذا فيه تزكية للنفس من غير موجب، لهذا فالأمر كما يظهر لي فيه تفصيل والله أعلم).
أما قولك: (ان المسلم اذا رفض التسمي بالسلفية وخاصة اذا كان من طلاب العلم .. إلخ) فقد نبهت إليه في التنبيه 2 وفقك الله.
- الأخ الكريم: معاذ:
جزاكم الله خيرًا. وصدقتم. ونص عبارته – رحمه الله -: (فان السنة في الإسلام كالإسلام في الملل). " منهاج السنة: 7/ 456 ".
- الأخ الكريم: عيسى 33:
لو تأملت كلامي لما كتبتَ هذا الكلام " العاطفي " الجياش الذي مآله خلط الحق بالباطل، والسنة بالبدعة. فإن كان مجرد " ردة فعل " على من تحزب للسلفية وأخرج منها من شاء دون برهان، فعلاج هذا لايكون بمثل صنيعك، وإنكارك " التمايز " بين أهل السنة والفرق البدعية. إلا إذا كنتَ تعتقد أن الحق مع " الجميع " في دعاواهم، وتكتفي منهم جميعًا أن يقولوا " نحن مسلمون " وكفى الله المؤمنين القتال! ولو بقوا على بدعهم؛ حينها يكون التلبيس من نوع آخر .. وفي جواب الشيخ الفوزان مايُفيد. وفقني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..
- الأخت الكريمة: حنين:
وبارك ربي فيك.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 05:51 ص]ـ
بارك الله فيك الاخ سليمان وبالحاضرين
لكن نقطة هي معلومة لديكم بارك الله فيكم
وهو ان تسيمة شافعي مالكي حنبلي حنفي ليس فيها قدح وتفرقه بين هل السنة لان الخلاف هنا سائغ شرعي فترى ان المححقين او اكثرهم في كل مذهب هم على السنة والجماعه فكم من الشافعيه كمحمد بن نصر المروزي ومحمد بن حسين الملطي والمقدسي صاحب مختصر المحجه وابن كثير هم من اهل السنة وكذلك من المالكيه ابن عبدالبر وابن ابي زمنين غيرهم كثير خاصة تلاميذ هؤلاء الائمة انما هم على مذهب السلف الصالح على نهج الصحابه والتابعين وليس في الانتساب لامام معين مع سلامة العقيده قادح ابدا كما ظنه بعض من يطعن في كثرة المذاهب باضطراب هذا الدين ولاحول ولاقوة الا بالله
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:21 م]ـ
أنا مسلم ....
أُرتلها مع القرآن ترتيلا
محالٌ أن أُبَدِّلها بأقوالٍ
وساءت كلها قيلا
أنا مسلم ....
شراييني تُرددها
وأنفاسي تُغردها
ولن أرضى بأسماء
من الشيطان، تبديلا
أنا مسلم ....
كتاب الله سمَّاني
وفي الإنجيل تلقاني
وفي التوراة، موسى قالها: مُسلم
أنا مسلم ....
وإبراهيمُ رددها
وإسماعيلُ عاهدها
وقالا: {مُسْلِمَيْنِ لَكَ}
وجاء الوحيُّ تنزيلا
أنا مسلم ....
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:25 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد
تداخلت مطلق العاطفة مع المنهج العلمي المطلق، وتداخل مطلق المنهج العلمي مع العاطفة المطلقة، ولو كان كما يجب أن يكون لكان المنهج العلمي المطلق هو العاطفة المطلقة.
ومقصد كلامي:
أن المنهج العلمي المطلق (الكامل) هو المنهج الذي نقصان فيه من زوايا:
- الأسماء الشرعية
- الأسماء البدعية
- الأسماء المبهمة
1 - الأسماء الشرعية:
مسلم – مؤمن – محسن وغيرها من الأسماء المرضية الربانية وهي أسماء مرادة شرعاً.
وهذه لها مقابلات لا محالة وهي كافر – ومنافق – وزنديق وغيرها
ثم الفرق بين الفاسق الملي (فسق اعتقادي- فسق عملي) والفاسق الكافر.
2 - الأسماء البدعية:
الخوارج – النواصب - الجهمية – الرافضة – القدرية (النفاة – والجبرية) – المعتزلة وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/30)
وهذه مع كونها منسوبة للإسلام (معهم مطلق إسلام) غير أنها مجانبة لشيئ فيه إلا وهو السنة.
فنخلص: إلي أن معهم إسلام من جهة ومعهم ومخالفة له من جهة وهو السنة، وفيبقى الإسلام المطلق في السنة.
والسنة تمثلت عندنا في رسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما قال صلى الله عليه وسلم (مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) سنن الترمذي
ومعرض الحديث في الموضع في التفرق وهي أمر كوني قدري فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي)) الترمذي وقال حسن غريب وحسنه الألباني.
فكيف يحشر مع هؤلاء أصحاب النقص الكمل؟
(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) [النور: 16])
3 - الأسماء المبهمة:
- ننظر في كل عنوان وما تحته فإن كل شعار ودثار لابد أن نعرف حقيقته، إذ الحكم علي الشيئ فرع من تصوره، فإذا كان فيه حق كنا أهله وأولى به لأنا أصحاب الحق، وإن كان فيه باطل نرده على صاحبه بلا محاباة أو مجاملة، فالحق حبيبنا وإن جاء به بغيض، والباطل عدونا وإن جاء به حبيب.
- والأولى التزام الأسماء الشرعية التي جاءت عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم،وما رضيه لنا أولي الناس بالحق من أصحاب نبي رضى الله عنهم والتابعين لهم بإحسان.
وجزاك الله خيرا شيخنا الشيخ سليمان الخراشي على ما يجود به قلمه السيال في الحق، ونسأل الله أن يوفقه ويسدده، ويجزى الأخوة المشاركين خيرا، على ما جدت به قرئاحهم وأقلام وقلوبهم على الإسلام وأهله.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:01 م]ـ
هذا:
مع ملاحظة أن من الفرق من جاء بمكفر أو مفسق على ما ذكره بعض أهل العلم من تكفير الجهمية وأقوالهم المكفرة، وكذلك أقوال الرافضة في أئمتهم من علمهم الغيب وتحريف القرآن وغيرها من الأقوال المكفرة، وكذلك وقوع بعضهم في الفسق العلمى كارافضة (كمعتقد تكفير الصحابة) -والفسق العملي (كسبهم للصحابة)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[10 - 07 - 09, 12:07 م]ـ
.
ومقصد كلامي:
أن المنهج العلمي المطلق (الكامل) هو المنهج الذي نقصان فيه من زوايا:.
وتصحيحه / (أن المنهج العلمي المطلق (الكامل) هو المنهج الذي لا نقصان فيه من زوايا:)
-----
.ويجزى الأخوة المشاركين خيرا، على ما جدت به قرئاحهم وأقلام وقلوبهم على الإسلام وأهله.
وتصحيحه / (ويجزى الأخوة المشاركين خيرا، على ما جادت به قرائحهم وأقلامهم وقلوبهم على الإسلام وأهله)
والمشاركة الثانية:
كارافضة = (كالرافضة)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 09:39 م]ـ
الأخ أو الشيخ سليمان الخراشي هذه المقالات جميلة جزاك الله خيرا ... وأنا كنت قد كتبتت بعض المقالات في موضيع مقاربة، فإنني مهتم بفهم الواقع وقد كتبت مقالات في موضيع مقاربة. أحب أن أرسلها لك تنظر فيها لكن على الخاص إن سمحت لي
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:49 ص]ـ
الإسلام: دين.
والسلفية، والصوفية، وباقي الفِرَق: فِكر.
الإسلام: هو كتاب الله، وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم. فقط لا غير.
والسلفية، والصوفية، وباقي الفِرَق: اجتهاداتٌ من ناسٍ أمرهم الله بالإسلام، فتفرقوا واختلفوا.
أخرجوا لي مسلما واحدا، قال في خير القرون: أنا سلفي!!!
إذن؛ هي بدعة، لم يعرفها محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا تابعوهم بإحسان.
وأنتم تقولون: نحن نفهم الدين بفهم السلف الصالح.
هل قال واحد من خير القرون، والذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أنا سلفي!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/31)
لماذا يردد السلفي طوال عمره أنه سلفي، فإذا قال له مسلم: قُلْ: أنا مسلم، زاغت عيناه، واضطربت دقات قلبه، وارتفعت عنده جميع نسب السكر، وضغط الدم، وكأنك وضعتَ فوق رأسه سُباطةَ قومٍ؟!!
135]
أخي الفاضل:
فتحت مواضيع طويلة الذيول!!
وما أحسب الأخوة سيفوتون ذلك دون جواب، لكن على عجل، أقول لك: وجهة النظر هذه التي تقدمها هي إنعكاس لفهم خاطئ عند كثير من الناس لمعنى السلفية بما في ذلك بعض المنتمين إلى السلفية أنفسهم الذين يفهمون منها أنها شيء زائد عن الإسلام الصحيح.
السلفية - أيها الأخ الفاضل - تعني الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فلما أحدث الناس من الزيادة والتشويه في هذا الدين ما أحدثوا احتاج المتمسكون بالإسلام الصحيح الذي به جاء محمد صلى الله عليه وسلم لأن ينتسبوا إليه ليتبروا من بدع دخلت فيه ليست هي منه، فلا فرق بين أن تقول أنا مسلم على الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه بلا نقص ولا زيادة، وبين أن تقول أنا سلفي.
والعبرة بالعمل لا بالكلام؛ فكم من سلفي بمعتقده وأفعاله هو على الجادة ربما لم يقرأ كلمة واحدة عن السلفية التي يدندن الناس حولها الآن. لماذا؟ لأنه على الإسلام الصحيح فهو سلفي بالواقع وإن لم يتشدق بالمسميات.
وكم ممن يتكلم على السلفية ليل نهار هو أبعد الناس عنها اللهم إلا في مبحث الأسماء والصفات، أما في واقعه ومعاشه فالله المستعان.
ثم - أيها الأخ الكريم- هذه المسميات دعت إليها الحاجة، ومن ذلك قولهم (أهل السنة والجماعة). لماذا لم يكتفوا بقولهم (المسلمون)؟؟
وقد ورد بالفعل عن بعض العلماء في القرون المفضلة انتسابهم للسلف، ولعل بعض الأخوة يأتتينا به- والسبب كما ذكرت آنفا هو الحاجة لذلك.
- أما ما ذكرته أخيرا من ترديد بعضهم "أنا سلفي" دون "أنا مسلم" فهذا عجيب إن كان قد وجد بالفعل، وهو ينبئ عن جهل بالإسلام والسلفية (والتي لا تعنى سوى الإسلام الصحيح).
وهذا الجهل أتفق معك على وجوده بين بعض من ينتسبون إلى السلفية اليوم فضلا عمن يعادون السلفية.
ولعل لي عودة بتوضيح أكثر، والله يهدي جميعا إلى صراطه المستقيم.
شيخنا الفاضل /سليمان الخراشي
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم!
والموضوع يحتاج إلى شيء من التعمق، ولعل ما يطرح هنا من شبهات يؤكد هذا ويدعو إليه ويفيد فيه في نفس الوقت.
وصبرا على ما يطرحه بعض الأخوة، فتعلمون ما جره بعض المنتسبين إلى السلفية من بلاء لها ونفرة الناس منها بالغلو في التجريح والتبديع لكل من خالفهم أو خالف شيخهم حتى جعلوا السلفية أضيق من جحر ضب، فظهر للعامة أن السلفية كجماعة من الجماعات الموجودة على الساحة الآن لها أمير تسمع له وتطيع مطلقا، وتضلل من خالفه أو خالفهم. والله المستعان!
ـ[محمد الجيزي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:51 م]ـ
-
- الأخ الكريم: عيسى 33:
لو تأملت كلامي لما كتبتَ هذا الكلام " العاطفي " الجياش الذي مآله خلط الحق بالباطل، والسنة بالبدعة. فإن كان مجرد " ردة فعل " على من تحزب للسلفية وأخرج منها من شاء دون برهان، فعلاج هذا لايكون بمثل صنيعك، وإنكارك " التمايز " بين أهل السنة والفرق البدعية. إلا إذا كنتَ تعتقد أن الحق مع " الجميع " في دعاواهم، وتكتفي منهم جميعًا أن يقولوا " نحن مسلمون " وكفى الله المؤمنين القتال! ولو بقوا على بدعهم؛ حينها يكون التلبيس من نوع آخر .. وفي جواب الشيخ الفوزان مايُفيد. وفقني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..
الأخ سليمان الخراشي ليتك أنت تتأمل الكلام جيدا حتى تفهمه لأنك لم تفهم ما يقصد الأخ عيسى 33.
وأصدرت حكمك بناء على ذلك.
فهو لم يقصد أبدا أن الحق مع الجميع بل الحق واحد فقط وهو كما قال الله تعالى {هو سماكم المسلمين}.
فتدبر الكلام جيدا قبل أن تحكم عليه.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:37 م]ـ
الفضلاء الكرام
أباعبدالرحمن الطائفي – أبايحيى – أباالمنذر – أباهر – أباالطيب –
بارك الله فيكم وفي إضافاتكم ..
ولعلكم أخي أباهر تراسلوني على alkarashi1@hotmail.com
- الأخ الكريم: أباالطيب: صدقتم. وهذا ما يزيد كشف هذا التلبيس - مني أو ممن هم أقدر مني - أهمية.
- الأخ الكريم: محمد الجيزي: بارك الله فيكم. بل فهمتُ كلامه، وهذا من باب السؤال لا الحكم. أي: إن كان يقول به أصبح التلبيس من نوع آخر.
ثم: كيف تقول: (فهو لم يقصد أبدا أن الحق مع الجميع بل الحق واحد فقط وهو كما قال الله تعالى {هو سماكم المسلمين})، وهو يتحدث عن: " المتصوفة " و "الشيعة "، إضافة إلى أهل السنة؟ فأيهم على الحق؟ أو يكتفي من الجميع أن يقولوا: " نحن مسلمون "، وإن بقوا على بدعهم؟ إن قلتَ: يقصد: الحق مع أهل السنة. فلماذا حشر أهل البدع؟
أرجو التوضيح منك أو منه – وفقكما الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/32)
ـ[أم فراس]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:39 م]ـ
الأخ محمد الجيزي، الشيخ سليمان فهم ما كتبه الأخ عيسى33، ورده جاء مناسبا لما علق به، فالأخ عيسى ينكر التمايز - كما قال الشيخ سليمان - عن أهل البدع بالإنتساب إلى المنهج الحق سواء قلنا سلفية أو سنة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قارن هذا بصنيع الرافضة والصوفية، وخرج في الأخير بنتيجة الإكتفاء بقولنا أننا مسلمون، وكأن هناك من ينكر هذه التسمية أو هذا الإنتساب! فأرجو منك أن تتأمل كلامه جيدا .. فيبدو أنك لم تفهمه.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - 07 - 09, 08:03 م]ـ
هو الكلام عينه، حرفًا بحرف، كأنه خرج من كيسٍ واحد، بل هو في الأصل نتاج كيس واحد؛
ادخلوا مواقع المتصوفة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو التصوف
ادخلوا مواقع الشيعة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو التشيع، وحب آل البيت
ادخلوا أي مواقع لأي فرقة، ستجدون:
ثقافة التلبيس: تفريقهم بين الإسلام .. و ...
وهذا هو التلبيس بعينه، كل حزب بما لديهم فرحون
سمانا الله عَزَّ وجَلَّ مسلمين:
{وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بالله هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. [الحج: 78].
فَغَيَّرنا ما اختاره الله لنا، وتَحَوَّلنا إلى أسماء ما نَزَّلَ الله بها من سلطان؛
سُنَّة وشيعة، سلف وخلف، متصوفة وأهل طريق، شافعية، وحنفية، وحنبلية، ومالكية، وكلِ شيخ وله طريقته، وكل طريقة ولها أتباعها.
فإذا قلت لهم: يا قوم؛
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [فصلت: 33].
هنا ينظرون إليك نظرَ المَغْشِي عليه من الموتِ، ولو صدقوا لقالوا: سمعنا وأطعنا، وتركوا هذه الأسماء والمُسَميات، التي زينها الشيطانُ لأوليائه، لِصَدِّ الناس عن الإسلام، وما يَمُتُّ له بصلة.
والعجيب في هذا، وكله عجب، أن كل فرقة تُعيب على الأخرى الاسمَ الذي تَسَمَّتْ به.
أهلُ السنة يعيبون على الشيعة هذا الاسم، ويقولون بدعة، والشيعة تعيب أيضًا عليهم.
والسَّلَفيون يعيبون على المتصوفة ما تَسَمَّوْا به، ويقولون: هذا اسمٌ مُخترعٌ، ولا دليل عليه، ولم يقل السَّلَفيون في الوقت نفسة ما هو الكتاب، وما هي السنة، التي أخذوا عنهما اسم السَّلَفية هذا، لتقول: أنا سلفيٌّ؟!.
فإن قالوا: نحن نسير على فهم السَّلَف الصالح.
قلنا لهم: وهل قالت الشيعةُ، والمتصوفةُ، وأهلُ الطريق: نحن نسير على فهم السَّلَف الفاسد؟!.
إن سَلَفهم عندهم أصلح مِن سَلَفِكم، وأئمتَهُم عندهم أتقى وأنقى من أئمتكم.
وقد نتج هذا الفساد كله، عندهم جميعًا، لأنهم جعلوا كتابَ الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، واقرأ:
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ}. [الحج: 78].
{وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [فصلت: 33].
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. [الأنعام: 163].
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [يونس: 72].
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. [النمل: 91].
هذا هو الاسمُ الذي سَمَّاك الله به، وأمرك بأن تكون من المسلمين، لا تخترع لنفسك شيئًا، ولا تزد على ذلك حرفًا.
اللهم اشهد أنني من المسلمين.
أحسن الله إليك،
هذا الكلام هو التلبيس بعينه يا أخي الكريم،
إذ كيف يدعي الرافضي أنه على منهج السلف، وهو يكفرهم، بل يكفر عامة المسلمين، لأنهم لا يقولون بفكرة الإمامة التي ما أنزل بها من سلطان!!
وكيف يدعي المعتزلي أنه على منهج الصحابة رضي الله عنهم، وهو يحرف كلام الله!!
ومثله يقال في الصوفي، والأشعري، وكل الطوائف ...
فكون هذه الطوائف تدعي أنها على الحق، فهذه دعوى من غير دليل، وإنما جهالات وشبهات، لم تعد تنطلي حتى على عوام المسلمين ...
وأنا معك على ترك هذه الأسماء والمسميات، لكن الأمر في الحقيقة ضرب من المحال ...
والله المستعان
ـ[أم فراس]ــــــــ[11 - 07 - 09, 08:09 م]ـ
أعتذر فأنا لم أر رد الشيخ سليمان على الأخ محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/33)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 09:31 ص]ـ
شيخنا الفاضل/ سليمان الخراشي
اسمح لي بالتطفل بهذه المقالة عن مفهوم السلفية، كنت قد كتبتها قديما لمنتديات التراث قبل ان تغلق، ورجعت إليها الآن فحسبتها مناسبة للمقام.
الحمد لله وحده، وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده.
ثم أما بعد.
فبينا أتصفح في مجموعة مقالات في المكتبة الشاملة، إذ وجدت من بينها مقالة بعنوان أدعياء السلفية، وإذا هي عبارة عن سؤال هذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل ظهرت في الآونة الأخيرة في مجتمعنا (فلسطين) فرقة تطلق على نفسها (السلفية)، تعتبر الحكام الحاليين أولي أمر تجب مبايعتهم، ويحرم الخروج عليهم تحت أي ظرف، إلا إن استحلوا ترك الحكم بما أنزل الله استحلالاً قلبياً، وينسبون هذا القول إلى أهل السنة والجماعة، وإن كل من يخالف هذا القول يعتبر خارجياً تكفيرياً تجب معاداته والتحذير منه،فما صحة ما يدعون إليه مع بيان حكم التعامل معهم أو تكثير سوادهم؟ حفظك الله تعالى، ونفع بعلمك آمين.
وكانت إجابة المفتي – والحمد لله أنه ليس من المشهورين- هكذا: "الحمد لله رب العالمين، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذه جماعة بدأت بالانتشار فعلاً في مجتمعنا، وقد سمعنا عنها العجب العجاب،وقد نقل لنا كثير من طلاب العلم بعض ما يدعون إليه أبرزه ما تضمنه في سؤالك حفظك الله تعالى ... " إلخ كلام المفتي الذي انتهى فيه إلى كفر الحكام ووجوب الخروج عليهم.
وكل هذا لا يعنينا شيئا في هذا المقال، ولكن هذا السؤال وهذه الإجابة يعكسان صورة عن المشكلة التي تعيشها السلفية في هذا الوقت. أعني هذا الفهم الخاطئ من كثير من الناس للسلفية؛ إذ ينظرون إليها على أنها فرقة من الفرق، أو جماعة من الجماعات. بل هذا الفهم يقبع في مخيلة كثير من المنتسبين إلى العلم، لا فرق عندهم بينها وبين أي منهج من المناهج المبتدعة، أو الجماعات الضالة.
وأنكى من ذلك أن بعض الشباب المنتسب إلى السلفية يتعامل في منهجه على أنه جماعة من الجماعات، ويصل الأمر ببعضهم أن يوالى ويعادي على مجرد الانتساب إلى هذا المسمى، وفوق هذا وأشد منه نكاية أن بعض علية القوم من المنتمين إلى هذا المنهج القويم يرسم في ذهنه خطوطا للسلفية، ويضع لها إطارات بحيث أن مَن جاوزها قيد أنملة لم يعد سلفيا، بل هو من الفرق الضالة، ويجب التحذير منه ... إلى آخر هذا المصطلح التجريحي الذي يدمي القلب.
ويساعد على انتشار تلك الصورة المشوهة عن السلفية انتحال بعض ذوي الأغراض والمصالح لهذا الاسم مع قيامهم بأعمال من شأنها طمس الجوانب المشرقة لهذا المنهج الرباني، وفي ذات الوقت تتلقف قوي معادية لا للسلفية بل للإسلام نفسه هذا الانتحال وتصب وابلا من الحملات الإعلامية والدعائية على المنهج السلفي القويم. ومن يتأمل واقعنا اليوم يلمس هذه الحقيقة التي صارت من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى من يبرهن عليها، بل هي ظاهرة لكل ذي عينين.
وكل هذا الأمور مجتمعة تدعونا إلى وقفة طويلة لمعرفة أسباب تشويه هذه الصورة، ثم العمل بإخلاص على إزالة هذا التشويه سواء كان مصدره مَن بداخل الصورة، أو من ينظرون إليها و يحكمون عليها، أو ممن يقّعدون لها ويعرّفون بها، وإن كانوا هم ممن بداخل الصورة أيضا.
إلى هذا الوقت، وبعض المنتسبين للمعرفة يضيف السلفية وينسبها إلى الألباني، أو محمد بن عبد الوهاب، أو ابن تيمية، وإن ترقى أضافها إلى أحمد بن حنبل.
إلى هذا الوقت، وكثير من المنتسبين للمعرفة والعلم يظنون أن السلفية مذهب من المذاهب كالتصوف أو الإرجاء أو الاعتزال أو وغير ذلك مما هم – في ظنهم- مخيرون بين الدخول فيه أو اجتنابه أو معاداته لأنه قد يكون بدعة!!
ولم يدر هؤلاء وغيرهم أن السلفية منهج لازم لكل مسلم لا يسعه الخروج عنه، وأنه يرادف الإسلام، فبقدر نقص حظ المرء من السلفية بقدر نقص حظه من الإسلام؛ فمستقل ومستكثر ومقارب ومباعد.
بعض السلفيين يعرف السلفية على أنها: دعوة ترمي إلى نبذ البدع والخرافات، ومحاربة الشركيات، والعودة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ... إلخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/34)
وعندي- ولا عند لمثلي! - أن هذا غير دقيق، بل أحسن تعريف للسلفية: أنها عدم الانتماء إلى أفكار معينة، أو الانتساب إلى طائفة من الطوائف، بل البقاء على ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعوهم بإحسان دون زيادة أو نقصان، فمن حقق ذلك فهو السلفي حقا والسني صدقا، وإن لم يعرف أحمد بن حنبل، وإن لم يسمع بابن تيمية، وإن لم يقرأ للألباني.
وأدق من هذا وأخصر أن يقال: إن السلفية هي الإسلام الصحيح الذي كان عليه محمد صلى عليه وأصحابه ومن تابعهم بإحسان.
متى يفهم الناس أن لا خيار لهم أمام السلفية بل هم ملزمون بها كما هم ملزمون بالإسلام؟
متى يدرك كثير من المنتسبين إلى السلفية أن السلفية ثوب فضفاض كثوب الإسلام وليس حكرا عليهم يلبسونه من شاءوا وينزعونه عمن شاءوا؟
متى ندرك أنه ليس من حق طائفة دون غيرها أن تتكلم باسم السلفية، بل الكلام عن السلفية وباسمها من حق كل مسلم لكن بشرط أهليته للتعبير عنها، وبشرط أن يكون ما يقوله حقا؟
متى ندرك أن كل من لم يتلبس ببدعة عقدية أو فكرة محدثة هو سلفي المعتقد، وإن لم يقرا كلمة واحدة في كتب ابن تيمية؟
متى ندرك أنه ليس من شرط السلفية أن تقول: أنا سلفي! بل تقولها اعتقاداتك ومواقفك وسلوكك وسائر خصالك؟
متى ندرك أنه ليس كل بدعة تخرج صاحبها عن السلفية، كما أنها لم تخرجه عن الإسلام؟ بل كل بدعة يعامل صاحبها بقدرها، وكل خطا يعامل صاحبه بحجمه، ويلتمس للأفراد والهيئات من الأعذار ما أوجبه الإسلام لهم من ذلك، ويعامل الجميع بحسب ما أمر الله ورسوله.
متى ندرك ونطبق ونُفْهِم غيرنا أننا إذ ندعوهم إلى السلفية لا ندعوهم إلى شيء غريب أو محدث، بل ندعوهم إلى العودة إلى ما قبل هذه الغرائب والمحدثات؟
ليس عند السلفيين جديد: بل عندهم ما كان عليه محمد صلى عليه وسلم وأصحابه والتابعون فقط لا غير؛ فمن شاء فليلحق بالركب، ومن أعرض فلا يلومن إلا نفسه!
ـ[الباحث]ــــــــ[16 - 07 - 09, 09:37 ص]ـ
يا شيخ سليمان، ألا تلاحظ في السنوات الأخيرة التحالف المشترك بين الرافضة والأشعرية والصوفية ضد أهل السنة والجماعة؟
بات الرافضة يستعملون الصوفية والأشعرية بخبث لضرب أهل السنة والجماعة، فيقولون:
الصوفية والأشعرية هم أهل السنة والجماعة وهم الأكثرية، أما الوهابية فهم فرقة تكفيرية شاذة متطرفة مارقة لا تمثل أهل السنة والجماعة.
وأصبحوا يستخدمون كلمات علماء الأشعرية والصوفية في التحذير من علماء السلفية كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله وأمثالهم.
فما هو رأيك؟ وما الذي تنصح به في ظل ما يحصل من تكالب رافضي أشعري صوفي تجاه عدوهم اللدود السلفية؟
ـ[صفية وعائشة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:08 م]ـ
"أنامُسلم"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، النبي الأُمي، الذي بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
ورضي الله عن أصحابِ محمد صلى الله عليه وسلم، أولئك الأطهار الأخيار البررة، الذين ألزمهم الله كلمة التقوى، وكانوا أَحَقَّ بها وأهلَهَا.
وبعدُ؛
فقد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أن يَقتدي بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، فقال اللهُ سبحانه وتعالى، لنبيه ومصطفاه:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/35)
وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ. [الأنعام: 83 - 90]
فقد ذكر الله تعالى في تلك الآيات الكريمات الواضحات البينات ثمانية عشر نبيًّا كريمًا، وأَمَرَ نبيهُ الكريم أن يَقتدي بهم.
ومن ثَمَّ فإن الإنسانَ المسلمَ، الذي أسلَمَ نفسَهُ وقيادَهُ إلى الباري، عز وجل، مأمورٌ بأن يَقتدِي بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبهؤلاء الأنبياء الكرام، عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.
لأن الله سبحانه وتعالى قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}. [الأحزاب: 21].
وقال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهُ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}. [الممتحنة: 6].
إخواني الكرام؛ سمانا الله سبحانه وتعالى مسلمين، قال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ. [الحج: 78].
ماذا صنعنا؟ وبماذا تسمينا؟
اختلفنا وتفرقنا وتشرذمنا، وصار كل واحد منا ينتمي لطائفة مُعينة: سُنَّة وشيعة، سلف وخلف، متصوفة وأهل طريق، شافعية، وحنفية، وحنبلية، ومالكية، وكلُّ شيخ وله طريقتُه، وكل طريقةٍ ولها أتباعُها، وكل طائفة من تلك الطوائف والفرق تختلف مع بعضها البعض، فكل فرقة تنقسم في داخلها إلى عدة جماعات، وكل جماعة من هؤلاء تزعم أنها على الحق الذي لا شك فيه، وكل ما عداها على الباطل الذي لا شك فيه، حسب ما يعتقدون.
قال تعالى واصفًا حال هؤلاء جميعًا: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31، 32].
وقال تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 52، 53].
فنسأل الله تعالى أن نكون من المسلمين المنيبين.
وسوف نذكر ما ورد في كتاب اللهِ تعالى، من قول الأنبياء الكرام، الذين اصطفاهم اللهُ واجتباهم، وجعلهم خِيرَةَ خلقِهِ.
فهذا أبو الأنبياء، إبراهيم خليل الرحمن، وولده إسماعيل، عليهما السلام، يقولان، كما ذكر الله تعالى على لسانهم:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. [البقرة: 127، 128].
ثم وصَّى بها الخليل إبراهيم، بنيه.
قال تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. [البقرة: 131، 132].
وكذلك وصَّى بها يعقوب، عليه السلام، بنيه.
قال تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. [البقرة: 133].
وهذا نبي الله نوح، عليه السلام، أُمِرَ أن يكون من المسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/36)
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ. فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ. [يونس: 71، 72].
وكذلك نبي الله يُوسُف صلى الله عليه وسلم، يسألُ اللهَ أن يتوفاه مسلمًا.
قال اللهُ تعالى، على لسان نبيه يُوسُف، الكريمُ ابنُ الكريمِ ابنِ الكريم: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. [يوسف: 101].
وهذا نبي اللهِ سُليمان، عليه السلام، يقول: وَكُنَّا مُسْلِمِينَ.
قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ} [النمل: 42].
وهذا هو ختام المسك، وخاتم الأنبياء والمرسلين، مُحمد صلى الله عليه وسلم، يمتثل لما أُمِرَ به؛
قال تعالى، آمرًا نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم، أن يقولَ: {قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84].
وقال تعالى على لسان نبيه: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].
وقال أيضًا: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ} [النمل: 91].
وقال أيضًا: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ المُسْلِمِينَ} [الزمر: 11، 12].
هل رأيتم إخواني الكرام، كل هؤلاء الأنبياء والمرسلين قال: "أنا مُسلم" لم يقل واحد منهم: "أنا سلفي" أو "أنا خلفي"، وإنما امتثلوا جميعًا لما أمرهم اللهُ سبحانه وتعالى بأن يكونوا من المسلمين.
فلماذا لا نمتثل لأمر اللهِ سبحانه كما امتثل هؤلاء الكرام البررة الأخيار، ولماذا نُصِرُّ على أن نلهث وراء أفكار من صنع البشر.
الإسلام: دين جاء من عند اللهِ سبحانه وتعالى، فهو وحي السماء، وهو النور المبين
السلفية والصوفية والشيعة، وكل الفرق والطوائف: فكر ونتاج عقول البشر.
فلنلتزم وَحْيَ السماء النور المبين، ولنترك وَحْلَ البشر، ليغوص فيه من اخترعه وابتدعه.
وهذا أمر من اللهِ لجميع المؤمنين بأن لا يموتوا إلا وهم من المسلمين، قال سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
وحتى أصحابُ عِيسى مِن الحواريين قالوا: "وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ"، قال تعالى:
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة: 111].
وأحسن القول: (أنا من المسلمين) قال تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
هذا هو ما ندعوا أنفسنا وندعوكم إليه: "إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ".
فهل هناك أحسن وأجمل من هذا القول الذي أمرنا اللهُ به؟!!
هذا سؤال لا نريد الإجابة عليه مِن أحد، ولكننا نريد أن نلفتَ انتباهكم إلى أن كل الأسماء والمسميات، التي ينتسب إليها أصحاب كل طائفة ومذهب وطريقة، أسماء ما أنزل اللهُ بها من سلطان، فهي باطلة ولا أساس لها من كتاب، أو سُنة.
فلنرجع إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الذي كان عليه مُحمد صلى الله عليه وسلم، وصحبَهُ الكِرَام، رضوان اللهِ عليهم أجمعين، فهم خيرُ القُرون.
قال صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ .. ) الحديث.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي.
وأخيرًا وليس آخرًا؛ يقول اللهُ سبحانه وتعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}. [طه: 135].
نسأل اللهَ لنا ولكم الهداية والسداد، وأن نعود جميعًا إلى الإسلام عودًا حميدًا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربنا ولا تحمل علينا إِصْرًا كما حملته على الذين من قبلنا.
اللهم اشهد أننا من المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/37)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:25 م]ـ
- الأخ الكريم: الباحث: بارك الله فيكم ..
من يدخل على مواقع: (الرافضة)، (الأشاعرة)، (الصوفية) .. سيجد قواسم مشتركة بينهم في عداء أهل السنة، والتمحور حول بدع القبور ومتعلقاتها ..
وللأسف أن معظم أشاعرة اليوم قد هيمنت عليهم الصوفية القبورية .. التي هي خدين الرفض.
إلا بقية من فضلائهم ممن انحرف في جانب الصفات أو التصوف غير الشركي، إلا أنه أنف أن يكون مطية لأعداء الصحابة، في مقابل من يسميهم " الوهابية " ..
خذ على سبيل المثال: الشيخ الغرسي - وفقه الله للحق -، الأشعري الذي رد على الشيخ سفر، له كتاب قيم في الرد على الرافضة وبيان فضل الصحابة، طبعته دار الإفتاء بالسعودية.
وقد لمت الأستاذ إياد الغوج - أشعري معاصر صاحب دار الفتح - لتساهلهم مع الروافض في مقابل جهودهم ضد أهل السنة (الوهابية في نظره)، فاستاء من هذا اللوم، وأخبرني أنهم بصدد إصدار كتاب ضخم يحوي ردود الأشاعرة والصوفية على الروافض، وهذه خطوة طيبة، نأمل أن تتبعها خطوة البعد عن كل مايخالف عقيدة التوحيد.
والرأي - في نظري -: إثارة حميتهم تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكيرهم بأسلافهم، ممن لم يجعله عداؤه للسلفية أو الوهابية يقف في خندق واحد مع أعداء الصحابة؛ كابن العربي، والهيتمي، ودحلان، والنبهاني ..
- الأخت الكريمة: صفية وعائشة: بارك الله فيكِ ..
صدقتِ!
(فلنرجع إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الذي كان عليه مُحمد صلى الله عليه وسلم، وصحبَهُ الكِرَام، رضوان اللهِ عليهم أجمعين، فهم خيرُ القُرون) .. فحول هذا ندندن .. واللوم يوجه إلى من حرف الأمة عنه.
وفقكِ الله ..
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:42 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أبا مصعب
- الأخ الكريم: الباحث: بارك الله فيكم ..
من يدخل على مواقع: (الرافضة)، (الأشاعرة)، (الصوفية) .. سيجد قواسم مشتركة بينهم في عداء أهل السنة، والتمحور حول بدع القبور ومتعلقاتها ..
وللأسف أن معظم أشاعرة اليوم قد هيمنت عليهم الصوفية القبورية .. التي هي خدين الرفض.
إلا أن هناك بقايا منهم يرفضون القبورية لكنهم مع الأسف لا يبذلون جهوداً تذكر في إنكار هذا المنكر
إلا بقية من فضلائهم ممن انحرف في جانب الصفات أو التصوف غير الشركي، إلا أنه أنف أن يكون مطية لأعداء الصحابة، في مقابل من يسميهم " الوهابية " ..
خذ على سبيل المثال: الشيخ الغرسي - وفقه الله للحق -، الأشعري الذي رد على الشيخ سفر، له كتاب قيم في الرد على الرافضة وبيان فضل الصحابة، طبعته دار الإفتاء بالسعودية. سبحان انظر إلى إنصاف أهل السنة وعدلهم مع مخالفيهم
وقد لمت الأستاذ إياد الغوج - أشعري معاصر صاحب دار الفتح - لتساهلهم مع الروافض في مقابل جهودهم ضد أهل السنة (الوهابية في نظره)، فاستاء من هذا اللوم، وأخبرني أنهم بصدد إصدار كتاب ضخم يحوي ردود الأشاعرة والصوفية على الروافض، وهذه خطوة طيبة، نأمل أن تتبعها خطوة البعد عن كل مايخالف عقيدة التوحيد.وفقهم الله لما يحبه ويرضاه.
والرأي - في نظري -: إثارة حميتهم تجاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكيرهم بأسلافهم، ممن لم يجعله عداؤه للسلفية أو الوهابية يقف في خندق واحد مع أعداء الصحابة؛ كابن العربي، والهيتمي، ودحلان، والنبهاني .. صدقت بارك الله فيك مع كون المذكورين ليسوا سواء كما لا يخفى عليك يا شيخ.
- الأخت الكريمة: صفية وعائشة: بارك الله فيكِ ..
صدقتِ!
(فلنرجع إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الذي كان عليه مُحمد صلى الله عليه وسلم، وصحبَهُ الكِرَام، رضوان اللهِ عليهم أجمعين، فهم خيرُ القُرون) .. فحول هذا ندندن .. واللوم يوجه إلى من حرف الأمة عنه.
وفقكِ الله ..
وفي نظري أنك يا شيخ وضعت يدك على أهم نقطة وهي النقطة الوحيدة الحقيقية التي نجتمع فيها مع الأشاعرة في الأصول وهي توليهم للصحابة رضوان الله عليهم، ويجب علينا أن نحسن استغلالها ونظهر عداوة الروافض الأنجاس لهم وطعنهم فيهم لعل الله تعالى يحيي قلوب إخواننا ومشايخنا من الأشاعرة الذين نعلم في قلوب كثير منهم تعظيماً ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم بهذا وخصوصاً عندنا في الشام عقر دار المؤمنين حرسها الله من الشرور.
أسأل الله أن يحشرنا يوم القيامة مع أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم بمحبتنا وتولينا لهم وإن قصرنا وأذنبنا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:39 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبازرعة ..
فاتني أن أذكر: أن مَن قرّظ كتاب " دلائل الرسوخ " للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الذي تحدثت عنه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179786
هم من علماء التصوف بالعراق!
إلا أنهم - لديانتهم وتقواهم حيث لا مغريات - عندما تعلق الأمر بـ" التوحيد " وإخلاص العبادة لله، نصروا " الوهابي " على " القبوري المشرك "، وإن كان من أرضهم ..
فلله هذا الصدق والإنصاف منهم .. رحمهم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/38)
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:24 ص]ـ
يقول شيخ الاسلام في الوصية الكبرى/
فصل وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله مثل أن يقال للرجل أنت شكيلي أو قرفندي فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأئمة لا شكيلي ولا قرفندي والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول لا أنا شكيلي ولا قرفندي بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله
وقد روينا عن معاوية بن أبي سفيان أنه سأل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فقال انت على ملة علي أو ملة عثمان فقال لست على ملة علي ولا على ملة عثمان بل أنا على ملة رسول الله وكذلك كان كل من السلف يقولون كل هذه الاهواء في النار ويقول أحدهم ما أبالي أي النعمتين أعظم على أن هداني الله للإسلام أو أن جنبني هذه الأهواء والله تعالى قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان
بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها مثل انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم أو مثل الانتساب إلى القبائل كالقيسي واليماني وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري
فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الأسماء ولا يعادي عليها بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان
وأولياء الله الذين هم أولياؤه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون فقد أخبر سبحانه أن أولياءه هم المؤمنون المتقون وقد بين المتقين في قوله تعالى ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون والتقوى هي فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه
وقد أخبر النبي عن حال أولياء الله وما صاروا به أولياء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال يقول الله تبارك وتعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها في يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه
فقد ذكر في هذا الحديث أن التقرب إلى الله تعالى على درجتين إحداهما التقرب إليه بالفرائض والثانية هي التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء الفرائض
فالأولى درجة المقتصدين الأبرار أصحاب اليمين والثانية درجة السابقين المؤمنين كما قال الله تعالى إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
قال ابن عباس رضي الله عنهما يمزج لأصحاب اليمين مزجا ويشربه المقربون صرفا
وقد ذكر الله هذا المعنى في عدة مواضع من كتابه فكل من آمن بالله ورسوله واتقى الله فهو من أولياء الله
والله سبحانه قد أوجب موالاة المؤمنين بعضهم لبعض وأوجب عليهم معاداة الكافرين فقال تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم إنما وليكم الله ورسوله والذين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/39)
آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون
فقد أخبر سبحانه أن ولي المؤمن هو الله ورسوله وعبادة المؤمنين وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة سواء كان من أهل نسبة أو بلدة أو مذهب أو طريقة أو لم يكن وقال الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وقال تعالى إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض إلى قوله والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وقال تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى قوله تعالى فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون
وفي الصحاح عن النبي أنه قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وفي الصحاح أيضا أنه قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه وفي الصحاح أيضا انه قال والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وقال صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه وأمثال هذه النصوص في الكتاب والسنة كثيرة
وقد جعل الله فيها عباده المؤمنين بعضهم أولياء بعض وجعلهم إخوة وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين وأمرهم سبحانه بالائتلاف ونهاهم عن الافتراق والاختلاف فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله الآية فكيف يجوز مع هذا لأمة محمد أن تفترق وتختلف حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى وقد برأ الله نبيه ممن كان هكذا
فهذا فعل أهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم
وأما أهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله وأقل ما في ذلك أن يفضل الرجل من يوافقه على هواه وإن كان غيره أتقى لله منه
وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله ويؤخر من أخره الله ورسوله ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله وأن يكون المسلمون يدا واحدة فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفره وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كل من أخطأ يكون كافرا ولا فاسقا بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وقد قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول والمؤمنين ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وثبت في الصحيح أن الله قال قد فعلت
لا سيما وقد يكون من يوافقكم في أخص من الإسلام مثل أن يكون مثلكم
على مذهب الشافعي أو منتسبا إلى الشيخ عدي ثم بعد هذا قد يخالف في شيء وربما كان الصواب معه فكيف يستحل عرضه ودمه أو ماله مع ما قد ذكر الله تعالى من حقوق المسلم والمؤمن
وكيف يجوز التفريق بين الأمة بأسماء مبتدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وهذا التفريق الذي حصل من الأئمة علمائها ومشائخها وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة البغضاء
فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب
وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جيمعا ولا تفرقوا إلى قوله ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون المعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون فمن الأمر بالمعروف الأمر بالائتلاف والاجتماع والنهي الاختلاف والفرقة ومن النهي عن المنكر إقامة الحدود على من خرج من شريعة الله تعالى
فمن اعتقد في بشر أنه إله أو دعا ميتا أو طلب منه الرزق والنصر والهداية وتوكل عليه أو سجد له فإنه يستئاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه
ومن فضل أحدا من المشائخ على النبي صلى الله عليه وسلم أو اعتقد أن أحدا يستغني عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم استتيب فإن تاب وإلا ضربت عنقه
وكذلك من اعتقد أن أحدا من أولياء الله يكون مع محمد كما كان الخضر مع موسى عليه السلام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه لأن الخضر لم يكن من أمة موسى عليه السلام ولا كان يجب عليه طاعته بل قال له إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وكان مبعوثا إلى بني إسرائيل كما قال نبينا وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ومحمد مبعوث إلى جميع الثقلين إنسهم وجنهم فمن اعتقد أنه يسوغ لأحد الخروج عن شريعته وطاعته فهو كافر يجب قتله. انتهى المقصود.
يستطيع اي طالب علم ان ياخذ راي ابن تيمية في المسالة بجمع عباراته الدقيقة.
هدانا الله واياكم لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/40)
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:31 ص]ـ
معذرة عن عدم ابراز الايات عن سائر الكلام لاني نسخت الكلام كما هو ولم انتبه لذلك.
وشكرا
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[19 - 07 - 09, 05:32 ص]ـ
هم من علماء التصوف بالعراق!
إلا أنهم - لديانتهم وتقواهم حيث لا مغريات - عندما تعلق الأمر بـ" التوحيد " وإخلاص العبادة لله، نصروا " الوهابي " على " القبوري المشرك "، وإن كان من أرضهم ..
فلله هذا الصدق والإنصاف منهم .. رحمهم الله.
غريب هذا الكلام يا أخ سليمان
علماء التصوف في العراق، هل تعرفهم؟ هل قرأت كتبهم؟
أنا عشت في وسطهم، ورأيتهم من الطائفين والعاكفين والركع السجود حول قبر عبد القادر الجيلاني في الباب الشرقي ببغداد، يسألونه المدد، والحرث، والنسل.
إن أسوأ عقائد التصوف تراها في العراق، وقد عاشرتهم في مصر، فكانوا أقل شركًا، مع اجتماعهم على هذا الشرك.
ولكن إذا مدح المشركون الوهابيين، فجأة يتحولون إلى أصفياء أتقياء أنقياء، بل والترحم عليهم.
وغدا، ماذا سنفعل إذا مدحت الروافض الوهابيين.
أعتقد يا أخ سليمان، ستحولهم إلى أولياء الله الصالحين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياًّ أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء: 135].
وطبعا؛ كما تعودنا منك، أنتظر الآن فاصلا من الرد المنفرد، والدفاع المستميت، عن آرائك.
ولماذا نذهب بعيدأ أنت تشهد أن علماء التصوف في العراق، على ديانة، وتقوى، وصدق، وإنصاف، فقل معي: آمين؛
أسأل الله أن يحشرك معهم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:22 ص]ـ
- بارك الله فيكم أخي أباعبدالرحيم ..
- الأخ الكريم: أبايحيى: جزاكم الله خيرًا ..
1 - عبارتي واضحة: (هم من علماء التصوف بالعراق)، غير القبوري.
2 - مَن رأيتهم يسجدون للقبور .... إلخ لا يدخلون في كلامي؛ لأنهم من حزب " داود بن جرجيس " - الصوفية القبورية.
- جعلني الله -على تقصيري - وإياك والإخوة ممن قال عنهم شيخ الإسلام: (وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم؛ كما قال تعالى (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداء، بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا .. ).
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:01 ص]ـ
بارك الله في الشيخ سليمان الخراشي
ونفع الله به المسلمين
فهو من أفضل المشايخ الذين أتعامل معهم وَأَصُفُّ وأنسق لهم أعمالهم
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:44 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[11 - 12 - 09, 12:16 ص]ـ
تبصير الخلف
بشرعية الانتساب
إلى السلف
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
فإن لانتساب إلى السلف فخر وأي فخر وشرف ناهيك به من شرف، فلفظ السلفية أو السلفي لا يطلق عند علماء السنة والجماعة إلا على سبيل المدح.
والسلفية رسم شرعي أصيل يرادف {أهل السنة والجماعة} و {أهل السنة} و {أهل الجماعة}، و {أهل الأثر} و {أهل الحديث} و {الفرقة الناجية} و {الطائفة المنصورة} و {أهل الاتباع}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/41)
والسلف الصالح الذي تنسب إليه السلفية هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأئمة الدين والهدى، والسلفي هو من رضي بهذا الميراث واكتفى به ولزم الكتاب والسنة على فهم علماء الأمة من الصحابة فمن بعدهم من الأئمة، هذا هو السلفي.
((السلفية)) نسبة إلى السلف وقد نص عليها السلف
جاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على ذلك: من ذلكم: قوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة رضي الله عنها: ((فإنه: نعم السلف أنا لكِ)) رواه مسلم (2482).
وكلمة (السلف) دارجةٌ عند أئمة السلف:
? قال البخاري: باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مفسراً كلمة السلف: "أي من: الصحابة ومن بعهدهم" فتح الباري: (6/ 66)
وقال (5/ 2068): باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره
وقال أيضاً: قال الزهري في عظام الموتى – نحو الفيل وغيره –:"أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها، ويدّهنون بها ولا يرون بأساً" فتح الباري (1/ 342)
? وأخرج مسلم من طريق محمد بن عبد الله قال سمعت علي بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف. مقدمة صحيح مسلم ص6
? وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم قل بما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم". الشريعة للآجري ص58
الإجماع على مشروعية الانتساب إلى: ((السلف))
وحكى الإجماع على على صحة الانتساب إلى السلف: شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى: (1/ 149) في رده على قول العز بن عبدالسلام: " .. والآخر يتستر بمذهب السلف": (ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
علامة أهل البدع: كراهة الانتساب إلى: ((السلف))
ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/ 155) أن ((شعار أهل البدع: هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلف.
((السلفية)) في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
قال رحمه الله تعالى في:
· "درء التعارض" (5/ 356): فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط.
· "بيان تلبيس الجهمية" (1/ 122): أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي ولهذا يوجد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين يقولون إنه فوق العرش.
· "الفتاوى" (5/ 28): وأعلم أنه ليس فى العقل الصريح ولا فى شىء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريق السلفية أصلا.
· "الفتاوى" (12/ 349) ولهذا كانت الطريقة النبوية السلفية أن يستعمل فى العلوم الالهية قياس الأولى كما قال الله تعالى (ولله المثل الأعلى)
· "الفتاوى" (16/ 471): والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاما صحيحا ومن هؤلاء أصولا عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة فمن الناس من مال إليه من الجهة السلفية ومن الناس من مال إليه من الجهة البدعية الجهمية.
· "الفتاوى" (33/ 177): وأما السلفية فعلى ما حكاه الخطابى وأبو بكر الخطيب وغيرهما قالوا مذهب السلف إجراء أحاديث الصفات وآيات الصفات على ظاهرها مع نفى الكيفية والتشبيه عنها فلا نقول إن معنى اليد القدرة ولا أن معنى السمع العلم وذلك أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات يحتذى فيه حذوه ويتبع فيه مثاله فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية فكذلك إثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/42)
· "درء التعارض" (1/ 249): ومن المعلوم أن قول نفاة الرؤية والصفات والعلو على العرش والقائلين بأن الله لم يتكلم بل خلق كلاما في غيره ونفيهم ذلك لأن إثبات ذلك تجسيم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة والإجماع السلفي.
النسبة إلى: ((السلف)) جارية في كتب التراجم والسير
فهذ الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/ 6).
وقال في ترجمة الفسوي "وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا" السير (13/ 183)
وقال في ترجمة محمد بن محمد البهراني: "وكان ديناً خيراً سلفياً". معجم الشيوخ: (2/ 280)
وقال في ترجمة: أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي: "وكان على عقيدة السلف" معجم الشيوخ: (1/ 34)
وقال في السير (16/ 457) " وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إليّ من علم الكلام. قلت لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً".
وقال في ترجمة ابن الصلاح "قلت وكان سلفياً حسن الاعتقاد كافّا عن تأويل المتكلمين " تذكرة الحفاظ (4/ 1431)
وقال في ترجمة عثمان بن بن خرزاذ الطبري: "فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيا ذكيا نحويا لغويا زكيا حييا سلفيا" السير (13/ 380)
وقال في ترجمة الزبيدي "وكان حنفيا سلفيا" السير (20/ 317)
وقال في ترجمة ابن هبيرة "وكان يعرف المذهب والعربية والعروض سلفيا أثريا" السير (20/ 426)
وقال في ترجمة ابن المجد "وكان ثقة ثبتا ذكيا سلفيا تقيا" السير (23/ 118)
وقال في ترجمة يحيى بن إسحاق: "وكان عارفاً بالمذاهب خيراً متواضعاً سلفياً حميد الأحكام ... ". معجم الشيوخ رقم {957}
((السلفية)) في كتب الأنساب
· وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/ 273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
· قال السمعاني (المتوفى سنة 562هـ) في كتابهِ «الأَنساب» (1/ 136): «هذه النسبةُ إلى الأَثر؛ يعني: الحديثَ، وطلبَهُ، واتِّباعُه».
· قال ابن الأثير (ت630) عقب كلام السمعاني السابق: "وعُرِفَ به جماعة".
· وأوَّلُ أبياتِ «الألفيَّة الحديثيَّة» –الشهيرة- للحافِظِ العِرَاقيِّ (المتوفَّى سنة 806هـ) - قولُهُ:
يقولُ راجي ربِّهِ المُقْتَدِرِ عبدُالرحيم بنُ الحُسَين الأثري
· وقد شرحَها الحافظُ السخاويُّ (المتوفَّى سنة 902هـ) في «فتح المغيث» (1/ 3) بقولِهِ: «نسبة إلى الأثر، وانتسبَ لذلكَ جماعةٌ، وحَسُنَ الانتسابُ إليهِ ممَّن يصنِّفُ في فُنُونِهِ».
موقف علماء العصر من الانتساب إلى: ((السلف))
Hسماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله- A
? سئل– رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة).
من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف.
? وقال –رحمه الله- معقباً على محاضرة للشيخ ربيع المدخلي في الطائف بعنوان "التمسّك بالمنهج السلفي": ((ما ذكره فضيلة الشيخ ربيع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- هو الحقيقة، فإن الله مَنّ على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة وهي دعوة سلفية، لكن شوه أعداء الله هذه الدعوة؛ وقالوا: الوهابية المبتدعة التي فعلت وفعلت، وهم الضالون المبتدعون، وهم ما بين جاهل أو من قلد جاهلاً، إما جاهل وإما مقلد لجاهل، وإما ثالثهم متبع لهواه الذي يعصي الله على بصيرة، هؤلاء أعداء الدعوة السلفية، إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإلا صاحب هوى متعصب لهواه يريد المآكل ويريد إرضاء الناس على حساب مأكله ومشربه وهواه نسأل الله العافية)).
? وقال – رحمه الله - في وصيته لبعض طلاب العلم: "ونوصيك بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فهي جامعة سلفية تُعلم طلابها عقيدة أهل السنة والجماعة". [فتاواه 1/ 98]
Hاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء A
? جاء في فتاوى اللجنة الدائمة رقم {6149} {2/ 164}:
"س: أريد تفسيراً لكلمة السلف ومن هم السلفيون. . .؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/43)
ج: السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة، ولما سئل صلى الله عن الفرقة الناجية قال: "هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ... ".
? وجاء في الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
ج: السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو: عبدالله بن قعود، عضو: عبدالله بن غديان، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي،
الرئيس: عبدالعزيز بن باز
H محدث العصر العلامة الألباني – رحمه الله - A
قال - رحمه الله - في جوابه على سؤال نصه:
"لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} ".
[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87]
Hالعلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - A
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/44)
? قال في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: " ... يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! {فماذا بعد الحق إلا الضلال}، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".
? وقال في شرح العقيدة السفارينية الشريط الأول ما نصه: "من هم أهل الأثر؟ هم الذين اتبعوا الأثار، اتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق إلا على السلفيين الذين التزموا طريق السلف ... ".
? وقال -رحمه الله تعالى- في شريط " إتحاف الكرام" وهو شريط سجّل في عنيزة بعد محاضرة الشيخ ربيع فيها بعنوان "الاعتصام بالكتاب والسنّة":
((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب من السلفية طريق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام .. زيارة أخينا الشيخ ربيع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)).
Hالعلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان A
? قال في كتابه البيان {ص 130} ما نصه:
" ... فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم مازالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة، ويسمونهم أهل السنة والجماعة، وأتباع السلف الصالح، ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف".
? وقال أيضاً {ص 156}: " ... كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة؟! وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة، وحق وهدى؟!
قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم .. }.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... }.
فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم".
? وقال في المصدر السابق ص {133} في رده على قول البوطي: "إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية ".
قال: "ونقول: هذا التفسير للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} الحديث، فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: {إنها في النار إلا واحدة}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/45)
ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف، وتسير عليه، فقال: {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ... } فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة، وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار ... ".
? وقال في محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان {التحذير من البدع} الشريط الثاني، وذلك جواباً على سؤال نصه:
"فضيلة الشيخ، هل السلفية حزب من الأحزاب؟ وهل الانتساب لهم مذموم؟.
قال في الجواب: السلفية هي الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، ليست حزباً من الأحزاب التي تسمى الآن أحزاباً، وإنما هم جماعة، جماعة على السنة وعلى الدين، هم أهل السنة والجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم}، وقال صلى الله عليه وسلم: {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}.
فالسلفية طائفة على مذهب السلف على ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهي ليست حزباً من الأحزاب العصرية الآن وإنما هي جماعة قديمة من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم متوارثة مستمرة لا تزال على الحق ظاهرة إلى قيام الساعة كما أخبر صلى الله عليه وسلم ".
? وسئل– حفظه الله -: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً؟.
فأجاب: التسمّي بالسلفيه إذا كانت حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتمسى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
فالأشاعرة – مثلا – يقولون: نحن أهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين.
كل يدعي وصلاً لليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين، أما أنه يريد أن يجمع بين (الضب والنون) – كما يقولون -، أي: يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كفه؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم: (المسلم المعاصر)، وهو الذي يريد أن يجمع ظلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).
فالحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها).
[الأجوبة المفيدة عن أسألة المناهج الجديدة ص:16]
? وسئل– حفظه الله -: يتردد على ألسنة بعض الناس أن فلانًا هذا سلفي، وفلانًا غير سلفي، فما المقصود بالمذهب السلفي؟ ومن أبرز من دعا إليه من علماء المسلمين؟ وهل يمكن تسميتهم بأهل السنة والجماعة أو الفرقة الناجية؟ ثم ألا يعتبر هذا من باب التزكية للنفس؟
الجواب:
المقصود بالمذهب السلفي هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين من الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم والإيمان الصادق والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة وأدبًا وسلوكًا؛ خلاف ما عليه المبتدعة والمنحرفون والمخرفون.
ومن أبرز من دعا إلى مذهب السلف الأئمة الأربعة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلاميذه، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتلاميذه، وغيرهم من كل مصلح ومجدد، حيث لا يخلو زمان من قائم لله بحجة.
ولا بأس من تسميتهم بأهل السنة والجماعة؛ فرقًا بينهم وبين أصحاب المذاهب المنحرفة.
وليس هذا تزكية للنفس، وإنما هو من التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل.
Hالعلامة الشيخ محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ A
قال في الصفات الإلهية ص {64 - 65}: "ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه وبطبيعة الدعوة إليه. فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين. بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة وهم أصحاب هذا المنهج وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة من قوله صلى الله عليه وسلم: {لاتزال طائفة من أمتى منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم} ".
وقال تلميذه:
H فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله- A
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/46)
في حكم الإنتماء: (وإذا قيل: السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية؛ فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح: جميع الصحابة – رضي الله عنهم – من تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء .. والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك؛ فقيل لهم: السلف، السلفيون، والنسبة إليهم: سلفي، وعليه فإن لفظ السلف؛ يعني: السلف الصالح.
وهذا اللفظ عند الإطلاق، يعني: كل سالك في الاقتداء بالصحابة – رضي الله عنهم – حتى ولو كان في عصرنا، وهكذا، وعلى هذا كلمة أهل العلم.
فهي نسبة ليس لها رسوم خرجت عن مقتضى الكتاب والسنة، وهي نسبة لم تنفصل لحظة واحدة عن الصدر الأول، بل هي منهم وإليهم.
وأما من خالفهم باسم أو رسم؛ فلا، وإن عاش بينهم وعاصرهم). اهـ من كتاب "حكم الانتماء" ص: 36
الدولة السعودية: دولة ((سلفية)) وأئمتها أئمة سلفيين
إن هذه الدولة السعودية حرسها الله دولة سلفية ودعوتها سلفية كما نص على ذلك مؤسس دورها الثالث ـ على أساسها الأصل ـ الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ حين قال في الخطاب الذي ألقاه في منى خلال موسم الحج للعام 1365هـ وذلك في اليوم العاشر من ذي الحجة:
" ... إنني رجلٌ سلفي، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة"
? وقال في الخطاب نفسه: "يقولون إننا {وهابية} والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا، ونتبع كتاب الله وسنة رسوله، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " [المصحف والسيف ص 135]
?وقال عنه المحدث الشيخ أحمد شاكر في مقدمة عمدة التفسير {1/ 7}: "إمام أهل السنة، ومحيي مذهب السلف، وباعث النهضة الإسلامية ... ".
? وسئل الإمام ابن عثمين – رحمه الله – عن من يقول: أن أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة، وأن ولاتها ليسوا بأئمة سلفيين؟
فقال: ردنا على هذا أنهم كالذين قالوا للنبي أنه مجنون وشاعر وكما يقال: لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة وهي لا تخلو من الشر كسائر العالم، بل حتى المدينة في عهد النبي كان فيها من بعض الناس شر ... ". من شريط "كشف اللثام ... " دار بن رجب
-------------------
هذه بعض أقوال أهل العلم نقلتها لك من كتبهم سائلاً الله تعالى أن ينفعك بها، وأظن بعد هذا أن مفهوم السلفية قد أصبح واضحاً لديك غاية الوضوح، وأنك عرفت أن السلفية هم أهل السنة والجماعة وأن السلفية تتسع لكل مسلم اتبع ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم واكتفى به ورضي به ديناً ولزم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وجانب الأهواء والبدع المضلة، ولزم جماعة المسلمين وإمامهم، وإن لم يتسم بهذا الاسم، وإذا كنت قد فهمت أو أُفهمت عن السلفية معنى غير هذا فصحح.
ثم أوصيك أُخيَّ بلزوم الجادة وإياك وبنيات الطريق فإنها السبل. إياك أن تدخل في عجاج الحزبية وظلماتها فتهلك، إني أعيذك بالله أن تقع في حبائلهم أو تسمع لقيلهم، عليك بالأمر الأول الذي رضيه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان والإئمة الأخيار فإنه سبيل النجاة. وفقك الله لما يحب، وهداك إلى صراطه المستقيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول(56/47)
تناقضات الأشعرية (6): إثباتهم لصفات لها معاني مختلفة، وقولهم بأن كلام الله تعالى معنى واحد
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (6): إثباتهم لصفات لها معاني مختلفة، وقولهم بأن كلام الله تعالى معنى واحد.
الكلام النفسي بدعة من بدع الكلابية والأشعرية التي لم يقل بها أحد قبل عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري رحمه الله تعالى، وعنه تقلدها أئمة الأشعرية.
قالوا: " كلام الله معنى قائم بذات الله، هو الأمر بكل مأمور أمر به والخبر عن كل مخبر أخبر الله عنه، إن عُبِّر عنه بالعربية كان قرآناً، وإن عُبِّر عنه بالعبريَّة كان توراة، وإن عُبِّر عنه بالسريانية كان إنجيلاً، والأمر والنهي والخبر ليست أنواعاً له ينقسم الكلام إليها، وإنما كُلُّها صفات له إضافية كما يوصف الشخص واحد بأنه ابن لزيد وعم لعمرو وخال لبكر ".
والأشعرية يثبتون صفاتٍ لله تعالى، مخالفين بذلك الجهمية المعتزلة والفلاسفة، القائلين بأن: " القديم ذات واحدة قديمة، ولا يجوز إثبات ذوات قديمة متعددة، وإنما الدليل يدل على كونه عالماً قادراً حياً، لا على العلم والقدرة والحياة، وزعموا أن العلمية حال للذات وليست بصفة ".
وقريب من مذهب هؤلاء - وليس هو عينه - ما حكاه الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى عن الجهمية ص110 - 111 في رده عليهم؛ أن الله تعالى ليس له علم به يعلم، ولا هو يسمع بسمع، ولا يبصر ببصر إنما سمعه وبصره وعلمه بزعمهم شيء واحد، فلا السمع عندهم غير البصر ولا البصر غير السمع، ولا العلم غير البصر هو كله بزعمهم سمع وبصر.
قال مقيده عفا الله عنه: لما كان الأشعرية جامعين بين هذه الأمرين: وهما مخالفةُ الجهمية والفلاسفة في إثبات صفاتٍ لها معاني زائدة عن الذات، وقولُهم بأن الكلام معنى واحد قائم بالذات، أُورد عليهم إشكالٌ كبير، أورده عليهم مخالفوهم، كالإمام الفقيه أبي محمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في حكايته لمناظرة جرت بينه وبين بعض أشعرية زمانه ص34، وهو الوجه الثالث والثلاثون الذي ذكره شيخ الإسلام في التسعينية التي أبطل بها الكلام النفسي ص705 - 707، وقبلهما ذكره أئمة الأشعرية أنفسهم في كتبهم ثم لا ينفصلون عنه بجواب مستقيم.
قال الغزالي في الاقتصاد في تقرير هذا الإشكال: " قولكم " أمرٌ " مفهومه عين المفهوم من قولكم " آمرٌ وناه ومخبرٌ " أو غيره؟ فإن كان عينه فهو تكرار محض، وإن كان غيره فليكن له كلام هو أمر، وآخر هو نهي، وآخر هو خبر، وليكن خطاب كل شيء مفارقاً لخطاب غيره، فإن جاز أن تكون صفة واحدة تكون هي الأمر وهي النهي وهي الخبر وتنوب عن هذه المختلفات، جاز أن تكون صفة واحدة تنوب عن العلم والقدرة والحياة وسائر الصفات.
ثم إذا جاز ذلك؛ جاز أن تكون الذات بنفسها كافية ويكون فيها معنى القدرة والعلم وسائر الصفات من غير زيادة، وعند ذلك يلزم مذهبُ المعتزلة والفلاسفة ".
وكان للأشعرية في الجواب عن هذا الإشكال مسالك:
المسلك الأول: الرجوع إلى الإجماع، قالوا: " نحن إنما أثبتنا تعدد الصفات بالإجماع لا بالعقل، لأن الناس إما مثبت للصفات وإما ناف لها والمثبتون يقولون بتعددها، فالقول بإثباتها واتحادها خرق للإجماع ".
وهذا هو مسلك القاضي الباقلاني نقله عنه الفخر الرازي في نهاية العقول كما في التسعينية ص707، وعزاه ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (12/ 123) للجويني.
وانتقد الغزالي هذا المسلك في الاقتصاد قال بعد إيراده الإشكال: " وقد كَعَّ عنه أكثر المُحصِّلين وعدلوا إلى التمسك بالكتاب والإجماع، وقالوا: هذه الصفات قد ورد الشرع بها، إذ دل الشرع على العلم وفُهِم منه الواحد لا محالة، والزائد على الواحد لم يرد فلا يعتقده.
وهذا لا يكاد يشفي، فإنه قد ورد بالأمر والنهي والخبر والتوراة والإنجيل والقرآن فما المانع من أن يقال: الأمر غير النهي والقرآن غير التوراة؟ ".
وقال ابن تيمية في التسعينية ص 707 بعد نقل كلام الباقلاني: " وهذه الحجة وإن كانت صحيحة فلا يمكن طردُهَا، فإنه لا إجماع على أن الكلام النفسي معنى واحد ".
ومن المعلوم أن الدليل الصحيح يجب طرده ولا يجب عكسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/48)
المسلك الثاني: أن الفرق بين الصفات هو اختلافها في التأثيرات، وليس في التعلقات، أما الكلام فالاختلاف بين أنواعه في التعلقات لا في التأثيرات، قالوا: " يمتنع أن يكون الاختلاف بين القدرة والارادة بسبب التعليقات والمتعلقات، إذ القدرة معنى من شأنه تأتي الإيجاد به، والإرادة معنى من شأنه تأتي التخصيص الحادث بحال دون حال، وعند اختلاف التأثيرات لابد من الاختلاف في نفس المؤثر، وهذا بخلاف الكلام فان تعلُّقاته بمتعلقاته لا يوجب أثراً فضلاً عن كونه مختلفاً ".
قال أبو الحسن الآمدي في أبكار الأفكار بعد أن عزا هذا الجواب للأصحاب: " وفيه نظر، وذلك أنه وإن سُلِّمَ إقناعُ صدور الآثار المختلفة عن المؤثر الواحد، مع إمكان النِّزاع فيه، فهو موجب للاختلاف في نفس القدرة وذلك، لأن القدرة مؤثرة في الوجود والوجود عند أصحابنا نفس الذات، لا أنه زائد عليها، وإلا كانت الذوات ثابتة في العدم وذلك مما لا نقول به.
وإذا كان الوجود هو نفس الذات فالذوات مختلفة، فتأثير القدرة في آثار مختلفة فيلزم أن تكون مختلفة كما قرروه، وليس كذلك.
وأيضاً: فان ما ذكروه من الفرق وإن استمر في القدرة والإرادة، فغير مُستمِّرٍ في باقي الصفات، كالعلم والحياة والسمع والبصر، لعدم كونها مؤثرة في أثر ما ".
المسلك الثالث: ما سلكه الغزالي بعد أن قرر المسلك الثاني، واعترض عليه باعتراض فقال: " فإن قيل: ليس في هذا – أي المسلك الثاني - قطع دابر الإشكال، لأنك إذ اعترفت باختلافٍ ما بسببِ اختلاف المتعلق، فالإشكال قائم، فما لك وللنظر في سبب الاختلاف بعد وجود الاختلاف؟! ".
ثم قال: غاية الناصر لمذهب معين أن يظهر على القطع ترجيح اعتقاده على اعتقاد غيره، وقد حصل هذا على القطع، إذ لا طريق إلا واحد من هذه الثلاث: طرفان وواسطة، والاقتصاد أقرب إلى السداد، أما الطرفان فأحدهما في التفريط وهو الاقتصار على ذات واحدة تؤدي جميع هذه المعاني وتنوب عنها كما قالت الفلاسفة.
والثاني: طرف الإفراط وهو إثبات صفة لا نهاية لآحادها من العلوم والكلام والقدرة، وذلك بحسب عدد متعلقات هذه الصفات، وهذا إسراف لا صائر إليه إلا بعض المعتزلة وبعض الكرامية.
والرأي الثالث هو القصد والوسط، أو اختراع رابع لا يعقل.
وهذا الواحد إذا قوبل بطرفيه المتقابلين له علم على القطع رجحانه، وإذ لم يكن بد من اعتقاد ولا معتقد إلا هذه الثلاث، وهذا أقرب الثلاث، فيجب اعتقاده وإن بقي ما يحيك في الصدر من إشكال يلزم على هذا، واللازم على غيره أعظم منه ".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا ليس جواباً للإشكال، لأنه لم يذكر وجه كون مذهب الأشعرية وسطاً.
ثم هو لم يذكر مذهب أهل الحديث، لقلة خبرته بالحديث وبأقوال أهله، قال شيخ الإسلام في النبوات ص632: " والغزالي حصر أهل العلم الآلهي في أربعة أصناف: في الفلاسفة والباطنية والمتكلمين والصوفية، فلم يعرف مقالات أهل الحديث والسنة، ولا مقالات الفقهاء، ولا مقالات أئمة الصوفية، ولكن ذكر عنهم - أي: الصوفية - العمل وذكر عن بعضهم اعتقاداً يخالفهم فيه أئمتهم ".
ثم إن لوازم مذهبهم الذي يدعي أنه الوسط في غاية الشناعة، بل مذهبهم نص أهل العلم على أنه قريب من السفسطة، فأي وسطية هذه؟، قال ابن قدامة في المناظرة ص38 - 39: " إن قالوا إن القرآن والإنجيل والتوراة والزبور شيء واحد غير متعددة، فقد كابروا ويجب على هذا:
1 - أن تكون التوراة هي القرآن والإنجيل والزبور، وأن موسى لما أنزلت عليه التوراة فقد أُنزِلَ عليه كل كتاب لله تعالى، وأن نبينا عليه السلام لما أنزل عليه القرآن فقد أنزلت عليه التوراة والإنجيل والزبور.
2 - وأنَّ من قرأ آية من القرآن فقد قرأ كُلَّ كتاب الله تعالى، ومن حفظ شيئاً منه فقد حفظه كله، ويجب على هذا أن لا يتعب احد في حفظ القرآن، لأنه يحصل له حفظ كل كتاب لله تعالى بحفظ آية منه.
3 - ويجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه آية من القرآن أنزل عليه جميعه، وجميع التوراة والإنجيل والزبور.
وهذا خزي على قائله ومكابرة لنفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/49)
4 - ويجب على هذا أن يكون الأمر هو النهي والإثبات هو النفي وقصة نوح هي قصة هود ولوط وأحد الضدين هو الآخر، وهذا قول من لا يستحيي، ويشبه قول السوفسطائية.
وقد بلغني عن واحد منهم أنه قيل له: سورة البقرة هي سورة آل عمران؟ قال نعم! ".
وقال ابن تيمية: " وَجُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ يَقُولُونَ: إنَّ فَسَادَ هَذَا – أي مذهبهم في إنَّهُ مَعْنًى وَاحِدٌ هُوَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالْخَبَرُ: فَإِنَّ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعَرَبِيَّةِ كَانَ قُرْآنًا وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعِبْرِيَّةِ كَانَ تَوْرَاةً وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بالسريانية كَانَ إنْجِيلًا - مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ بَعْدَ التَّصَوُّرِ التَّامِّ، وَالْعُقَلَاءُ الْكَثِيرُونَ لَا يَتَّفِقُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَجَحْدِ الضَّرُورَاتِ مِنْ غَيْرِ تَوَاطُؤٍ وَاتِّفَاقٍ، كَمَا فِي الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ، وَأَمَّا مَعَ التَّوَاطُؤِ فَقَدْ يَتَّفِقُونَ عَلَى الْكَذِبِ عَمْدًا وَقَدْ يَتَّفِقُونَ عَلَى جَحْدِ الضَّرُورَاتِ، وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ كُلٌّ مِنْهُمْ أَنَّهُ جَاحِدٌ لِلضَّرُورَةِ، وَلَوْ لَمْ يَفْهَمْ حَقِيقَةَ الْقَوْلِ الَّذِي يَعْتَقِدُهُ لِحُسْنِ ظَنِّهِ فِيمَنْ يُقَلِّدُ قَوْلَهُ، وَلِمَحَبَّتِهِ لِنَصْرِ ذَلِكَ الْقَوْلِ كَمَا اتَّفَقَتْ النَّصَارَى وَالرَّافِضَةُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ الطَّوَائِفِ عَلَى مَقَالَاتٍ يُعْلَمُ فَسَادُهَا بِالضَّرُورَةِ.
وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ: نَحْنُ إذَا عَرَّبْنَا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَمْ يَكُنْ مَعْنَى ذَلِكَ مَعْنَى الْقُرْآنِ؛ بَلْ مَعَانِي هَذَا لَيْسَتْ مَعَانِي هَذَا وَمَعَانِي هَذَا لَيْسَتْ مَعَانِي هَذَا. وَكَذَلِكَ مَعْنَى: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " لَيْسَ هُوَ مَعْنَى: " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " وَلَا مَعْنَى آيَةِ الْكُرْسِيِّ هُوَ مَعْنَى آيَةِ الدَّيْنِ ". مجموع الفتاوى (12/ 121 - 122).
ورحم الله الإمام العز بن عبد السلام – وهو من أئمة الأشعرية – حيث سئل: كيف يعقل شيء واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار؟. فقال: ما هذا بأول إشكال ورد على مذهب الأشعري. نقله شيخ الإسلام في التسعينية ص951
المسلك الرابع: مسلك الآمدي، وهو التوقف، حيث صرح بأنه ليس عنده جواب لهذا الإشكال، قال بعد كلامه آنف الذكر: " والحق أن ما أوردوه من الإشكال على القول باتحاد الكلام وعود الاختلاف الى التعلقات والمتعلقات، مُشكلٌ!، وعسى أن يكون عند غيري حله ".
وبهذا يتبين أن الأشعرية عجزوا عن جواب هذا الإشكال، فوقعوا في هذا التناقض العظيم.
ما يلزم الأشعرية من هذا التناقض:
يلزم الأشعرية أحد أمرين:
الأول: إما أن ينخلعوا عن إثبات الصفات، ويأخذوا بقول الفلاسفة والمعتزلة، الذي هو تعطيل لصفات الباري وجحد لها.
الثاني: أن ينقضوا مذهبهم في الكلام النفسي، وليصيروا بعد ذلك:
- إما إلى مذهب الجهمية في أن القرآن مخلوق، وأن معنى كونه متكلماً أنه يخلق في غيره الكلام، وقد قال بتكفيرهم خمسمئة إمام من أئمة السنة.
- أو يصيروا إلى أهدى الطرق وأقوم السبل، إلى مذهب أهل الحديث في أن الله تعالى يتكلم متى شاء بما شاء كما شاء، لا حصر لكلامه ولا نفاد، قال وهو أصدق القائلين: " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا " وقال: " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ".
ونظم هذا المعنى الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله تعالى في سلم الوصول:
كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ = وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ = وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ
وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ = فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ
وقال الشيخ محمد سالم بن عبد الودود الشنقيطي رحمه الله تعالى:
وَيَتَكَلَّمُ مَتَى شَاءَ بِمَا=شَاءَ كَمَا شَاءَ لَوَ انَّ الكَلِمَا
مِدَادُهُ البَحْرُ بِسَبْعَةٍ أُمِدْ=وَشَجُرُ الأرْضِ قِلامٌ مَا نَفِدْ(56/50)
متى بدأت الصوفية وما أقوال الأئمة الأربعة؟
ـ[سامر المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
لدي سؤال: متى بدأت الصوفية وما قول الأئمة الأربعة فيها؟
فكرتي ببساطة: أعرف من بدءوا الميل للتصوف ظنا منهم أنه تقرب إلى الله، وأريد أن أساعدهم على الهدى ولا هادي إلا الله. فإن قلت أنا، سيقولون "من أنت لتفتي وتصدنا عن التقرب؟ "، وإن قلت قال الشيخ فلان، سيقولون "هؤلاء مغالون وما أدرانا أنهم أعلم وأفضل من شيوخنا الذين قالوا التصوف خير؟ ". ليس لهم في العلم باع، ولكني أعلم أن الأئمة المذاهب الأربعة عندهم هم الرأي ولا أراهم فاسقين عنيدين، فإذا ذكرت ما قالوا في التصوف سيتأنى العاقل منهم مهما كان مذهبهم وعلى الأقل سيبدأون البحث.
فإذا علمت متى بدأت أظهرت لهم أنها بدعة، ولو استطعت نقل ما قاله الأئمة الأربعة بكلامهم قصرت مناقشتهم.
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 03:43 م]ـ
اخي الكريم لو تصف لنا حال اولئك الاخوة يكون افضل
لان الكلام في التصوف عموما و هكذا باطلاق يطول و يحتاج الى تحرير مفهوم مصطلح التصوف بدقة و رصد التطورات التي مرت عليه
فاقصر الطرق ان تصف لنا حال اخوانك هؤبلء بشئ من التفصيل و من عنده شئ من اخواننا هاهنا شارك به
ـ[سامر المصري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 06:20 م]ـ
بارك الله فيك
أصدقاء من أيام الجامعة وليس لهم نصيب من العلم الإسلامي ولكن لهم الرغبة في التقرب لله، وبسبب الجهل في مصر والتيار العام المشجع ظنوا أن يبدؤوا بتجربة التصوف وتكلموا فيه أمامي، قلت لهم ما هذا الكلام إنها بدعة وضلالة من أكبر الضلالات وإذا بهم يقولون أنه اختلط علي الأمر وأنهم يتحدثون عن نوع جيد من التصوف وأنهم يعلمون أن الشيخ الشعراوي -رحمه الله وغفر له- والمفتي الحالي علي جمعة من المتصوفين، وقال أحدهم أنهم الجماعة التي يتحدث إليهم أخبروه أن تصوفهم من النوع السليم ومن السنة (!!)
فمن أجل هذا أبحث عن حجة قاطعة وتؤثر فيهم وأنا أعلم أن أئمة المذاهب عندهم هم قمة العلماء وهو السبيل لإقناعهم بأن الشيخ جمعة على خطأ بالغ في هذا وإذا علمت متى بدأ التصوف أظهرت لهم أنه بدعة لا علاقة لها بالسنة.
وبارك الله فيكم أعينونا على هدي الناس ولكم الثواب،(56/51)
موقع جديد لكشف أكاذيب الموقع الشيعي الأكبر باللغة الإنجليزية
ـ[فهد بن عبد القيوم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
إفتتح موقع جديد لكشف أكاذيب الموقع الشيعي الأكبر باللغة الإنجليزية - "آنسرنك أنصار" ( Answering-Ansar) - بإذن الله تبارك وتعالى
هذا الموقع الشيعي بدأ بالرد على القسم الإنجليزي من شبكة أنصار أهل البيت المشهور ثم صار أكبر المواقع في الرد على أهل السنة والجماعة جميعهم. هذا الموقع الشيعي إنحرف كثير العوام الجهال وإنتشر الشبهات حول عدالة الصحابة وعقيدة تحريف القرأن والأذان والتراويح ونكاح أم كلثوم وعائشة رضي الله عنها والمتعة ألخ على النت وفيه أكاذيب وسوء الأدب وغلو كثير لأن أصحاب هذا الموقع يسمون أهل السنة بالنواصب ويتهمون الصحابة بالتخنيث والظلم وهذا وذاك بالإستشهاد من الكتب المجهولة أو غير المعتبرة أو المستندة مع الكذب والتدليس والتحريف كما في عادة الشيعة الإثني العشرية
لكن الحمد لله ثم الحمد لله القهار - قام بعض الإخوان من أهل السنة والجماعة وفتحوا موقعاً في الرد على هذا الموقع الشيعي الإنجليزي بالإسم "أكاذيب آنسرنك أنصار" ( Lies of Answering-Ansar)
هذا الموقع السني الجديد يكشف تدليس وأكاذيب الموقع الشيعي على الناس ويظهر خداعهم للعوام
www.sunnidefense.com/exp
تنبيه: هذا الموقع السني المفتوح - "أكاذيب آنسرنك أنصار" - في الأصل فرع الموقع السني الرئيسي - "الدفاع السني" - في الرد على عقائد وشبهات الشيعة الإثني عشرية جميعاً ولكنه - أي الموقع الرئيسي - في طور التعديل حتى الآن
وعليكم السلام ورحمة الله
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:52 ص]ـ
موقع القطرة www.alqatrah.org العربي من لندن كذلكم موقع شيعي يجب الحذر منه!(56/52)
أريد نبذة عن بدعة خلق القرآن
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:15 م]ـ
الرجاء مساعدتي في نبذة موثقة عن بدعة خلق القرآن.
وبارك الله فيكم(56/53)
رد فضيلة الشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان على مقالة علي المتروك ليوم الأحد 28/ 6
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:56 م]ـ
الرد المبروك على المتروك (4)
حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
فقد انتقل علي المتروك من التعالم إلى الكذب على أئمة السنة وعلمائهم؛ ليفرج بها مضايق بدعه وليلبس الحق بالباطل. والمتروك بات بين عشية وضحاها، إماما في العقيدة، وإماما في الحديث ونقد الروايات، وتمييز سقيماها من صحيحها، فإلى الله المشتكى من تاجر يتشبع بما لم يعط، أو يُلقّن، أو يُكتب له!!!
قال علي المتروك كاذبا على الإمام مالك رحمه الله ((وقد صح عن الإمام مالك أن أباجعفر المنصور قال له في مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يا أباعبدالله! أستقبل القبلة أم أستقبل رسول الله عند الدعاء؟
فقال له مالك: ولم َ تصرف وجهك عنه، وهو وسيلتك و وسيلة أبيك آدم -عليه السلام- إلى يوم القيامة بل استقبله، واستشفع به يشفعه الله، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) [النساء: 64]
فتأمل عزيزي القارئ دعوى علي المتروك ((صح عن الإمام مالك)) واخفض صوتك من الضحك من التعالم، والكذب القبيح، من تاجر ليس من علماء الحديث، ولا طلبته، فكيف يصح يا سعادة التاجر وفي إسناده محمد بن حميد الرازي، قال إسحاق بن منصور: أشهد على محمد بن حميد بين يدي الله أنه كذّاب، وقد بين كذب هذه الرواية وشدة ضعفها شيخ الإسلام ابن تيمية في ((التوسل و الوسيلة))، وابن عبدالهادي في ((الصارم المنكي)) ص260.
وأما استدلاله بحديث الرجل الأعمى الذي أتى النبي –?صلى الله عليه وسلم- فقال: ادع الله يعافيني، فقال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، فقال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد-?صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، اللهم شفعه فيّ. وصححه البيهقي وزاد: فقام وقد أبصر.
فنقول إن قوله: ((أسألك بنبيك)) الباء إن كانت سببية فالمعنى: أسألك وأتوجه إليك بسبب محمد-?صلى الله عليه وسلم- فهو الدال عليه وهو السبب فيه، كما تقول: دخلت الجنة بمحمد رسول الله-?صلى الله عليه وسلم- واهتديت به أي بسببه، وليس هو إقساما به ولاسؤالا به.
وإن كانت ((الباء)) للمصاحبة فمعناه أسألك مع محمد –?صلى الله عليه وسلم- أي كلانا سائل ومتوجه، كما تقول: صليت مع محمد –?صلى الله عليه وسلم- وصمت مع محمد-?صلى الله عليه وسلم-.
وواضح أن سؤال الأعمى سؤال بالدعاء، يدل عليه قوله في آخر الحديث ((اللهم شفعه فيّ))، وفي أوله: ((ادع الله لي))، قال النبي –?صلى الله عليه وسلم- ((إن شئت دعوت)).
وهذا الحديث نظير ما هو أصح منه في صحيح البخاري أن امرأة كانت تصرع فتكشف، فأتته تسأله يدعو الله لشفائها، فنصحها بالصبر، فقالت: ادع الله ألا أتكشف، فدعا لها.
وأما توسل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بالعباس –رضي الله عنه- في الاستسقاء، فهذا استسقاء بدعاء العباس –رضي الله عنه-، ولذلك بوّب عليه البيهقي في السنن الكبرى [3/ 352] "الاستسقاء بمن يرجى بركة دعائه " ويدل لذلك عدة أمور:
الأول: رواية البخاري نفسها دالة على أنه استسقاء بدعاء العباس –رضي الله عنه- لا بذاته، حيث قال عمر –رضي الله عنه- ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فاسقنا))، فهذا فيه بيان صفة استسقاء العباس –رضي الله عنه- أنه كاستسقاء النبي –?صلى الله عليه وسلم-، وكل صفات استسقاء النبي –?صلى الله عليه وسلم-كانت بالدعاء سواء كان على المنبر أو في المصلى.
الثاني: قد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس حيث قال –رضي الله عنه-: ((اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة)) إلى آخر ما دعا به –رضي الله عنه- كذلك ذكر ابن عساكر في كتاب الاستسقاء باسناده أن العباس –رضي الله عنه دعا، ومن جملة ما دعا به: ((اللهم إن عندك سحابا وإن عندك ماء، فانشر السحاب ثم أنزل منه الماء)).بواسطة عمدة القاري [6/ 13].
وأما دعوى المتروك أن أعمال الخلق تُعرض على أئمة آل البيت فتلك فرية متروكة ليس عليها دليل، ولا ندعيه نحن لصحابة رسول الله –?صلى الله عليه وسلم-، فنحن نحب الصحابة وآل البيت المتقدمين-رضي الله عنهم- لكن لا نغلو فيهم.
والله هو المسؤول أن يستعملنا في رد البدع والأهواء والضلالات.
والحمد لله رب العالمين.
منقول من
http://www.kwtsalafy.com/vb/showthread.php?t=852
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 11:45 م]ـ
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/54)
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 07:59 م]ـ
جزاك الله خيرا(56/55)
قرر الرازي أن القول بحلول الحوادث يلزم جميع الطوائف بمن فيهم الأشاعرة!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:32 م]ـ
قرر الرازي أن القول بحلول الحوادث يلزم جميع الطوائف بمن فيهم الأشاعرة!
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
حلول الحوادث تساوي الصفات الفعلية والاختيارية عند أهل السنة
من تلبيس أهل البدع والكلام قلب المعاني الصحيحة بمعان باطلة , فإثبات الصفات تجسيم , وإثبات العلو تحيز وجهة , وإثبات الحكمة غرض وعلة غائية , وإثبات الصفات الفعلية والاختيارية حلول حوادث!
قال شيخ الإسلام: " وإذا قالوا: لا تحله الحوادث , أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات , ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم , وهذا معنى صحيح , ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام , ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته , وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ,وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك.
"درء التعارض" (1|245)
وقال ابن القيم رحمه الله: وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين
قال: حمدني عبدي.فإذا قال:الرحمن الرحيم.قال: أثنى علي عبدي. وإذا قال: مالك يوم الدين. قال: مجدني عبدي.
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
"الصواعق المرسلة" (3|937)
اعتراف كبار الأشاعرة بإثبات الصفات الاختيارية
من المسائل التي ضاق بها ذرعا الأشاعرة , الصفات التي يفهم منها الفعل والتجدد , وسبب ذلك أنهم سلموا بقاعدة غير صحيحة باعتراف علمائهم , وهذه القاعدة: " أن كل ما تحله الحوادث فهو حادث ".
فعلى ذلك فروا من الصفات التي يفهم منها التجدد إلى القول بالتعلق والمتعلقات.
قال شيخ الإسلام: وقد عارض بعضهم الرازي فيما ذكره من أن هذه المسألة تلزم عامة الطوائف فقال: المراد بالحادث: الموجود الذي وجد بعد العدم ذاتا كان أو صفة أما ما لا يوصف بالوجود - كالأعدام المتجددة والأحوال عند من يقول بها والإضافات عند من لا يقول: إنها وجودية - فلا يصدق عليها اسم الحادث وإن صدق عليها اسم المتجدد فلا يلزم من تجدد الإضافات والأحوال في ذات الباري أن تكون محلا للحوادث.
قال: وما قاله الإمام - يعني الرازي - في هذا المقام إن أكثر العقلاء قالوا به وإن أنكروه باللسان وبينه بصور؛ فليس كذلك لأن أكثر ما ذكر من تلك الأمور فإنما هي متجددة لا محدثة والمتجدد أعم من الحادث فلا يلزم من وجود العام وجود الخاص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/56)
قلت – شيخ الإسلام -: ولقائل أن يقول: هذا ضعيف من وجوه: .. .
درء (1|350)
ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً.
الفتح (13|455)
وكذلك الآمدي اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…".
درء التعارض (2|195)
قال الدكتور حسن الشافعي: أما الآمدي فإنه كعادته ينقد أدلة المتكلمين على بطلان قيام الحوادث بذاته تعالى:
أولا: بادئا بدليل الأشاعرة المشهور لو جاز قيام الحوادث بذاته لاستحال خلوه عنها , وما استحال خلوه عن الحوادث حادث , وذلك محال عليه تعالى , وقد اعتمد عليه الجويني في الإرشاد والغزالي في الاقتصاد , ولكن الآمدي يرى أنه ضعيف جدا , وذلك لاستناده إلى عدة قضايا خاطئة أو مشكوك فيها كقولهم كل ما لا يخلو عن الحوادث حادث , وهذه يمكن الشك فيها ولئن سلمت؛ فلا يلزم من كونه تعالى قابلا للحوادث ألا يخلو منها إلا على أساس قاعدة أنه لا يخلو عن الاتصاف بالشيء أو ضده التي قال بها الأشعري , وقد سبق إبطالها بأن الضدين قد يرتفعان كما أنه لا يلزم من حدوث الشيء أن يكون ضده حادثا مثله. وقد سبق للرازي أن انتقد هذا الدليل من بعض الوجوه ... .
ثانيا: ثم يعرض الآمدي للدليل القائل: لو حلت الحوادث بذاته – تعالى – لكان متغيرا والتغير يحوج إلى مغير ومرجح والله منزه عن ذلك. وقد اعتمد عليه الشهرستاني قبله ثم جاء الرازي فأنكره واعتبره مصادرة على المطلوب لأنه يشبه القول: لو قامت به الحوادث لقامت به الحوادث فلا معنى للتغير إلا هذا , ويرى الآمدي أنه دليل غير حاسم إذ قد يتمسك الخصم بأن المرجح لهذه المتغيرات هو الذات نفسها؛ فلم يلزم الاحتجاج إلى الغير وهو المجمع على تنزيهه تعالى عنه.
الآمدي وآراؤه الكلامية (347,346)
وحقيقة الخلاف المزعوم بين القول بالإضافات أو المتعلقات وبين القول بحلول الحوادث – على اصطلاحهم - خلاف لفظي.
قال شيخ الإسلام: أن يقال: تسمية هذا متجددا وهذا حادثا فرق لفظي لا معنوي ولا ريب أن أهل السنة والحديث لا يطلقون عليه سبحانه وتعالى أنه محل للحوادث ولا محل للأعراض ونحو ذلك من الألفاظ المبتدعة التي يفهم منها معنى باطل؛ فإن الناس يفهمون من هذا أن يحدث في ذاته ما سمونه هم حادثا كالعيوب والآفات والله منزه عن ذلك سبحانه وتعالى وإذا قيل: فلان ولي على الأحداث أو تنازع أهل القبلة في أهل الأحداث فالمراد بذلك: الأفعال المحرمة كالزنا والسرقة وشرب الخمر وقطع الطريق والله أجل وأعظم من أن يخطر بقلوب المؤمنين قيام القبائح به والمقصود أن تفرقة المفرق بين المتجدد والحادث أمر لفظي لا معنى عقلي ولو عكسه عاكس فسمى هذا متجددا وهذا حادثا لكان كلامه من جنس كلامه.درء التعارض (1|351)
والشاهد اعتراف كبار علماء الأشاعرة بضعف المقدمات التي اعتمد عليها الأشاعرة على نفي الصفات الاختيارية لله تعالى بل وإقرارهم بها.
والله أعلم.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
وزادك علماً وجعلك ممن طال عمره وحسن عمله وأكثر في المسلمين من أمثالك
فلم يلزم الاحتجاج إلى الغير وهو المجمع على تنزيهه تعالى عنه.
طلب يا شيخنا الكريم:
أود لو تشرح لي موقف أهل السنة من مقولة أن الله تعالى خارج الزمن لأنه خالقه وتأثيرها على صفات الإرادة والخلق وغيرها
وسؤال: إذا كان الأشاعرة لا يقولون بإثبات الأفعال الاختيارية لربنا عز وجل فما معنى إثباتهم للإرادة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك , ولك بمثل ما دعوت.
أولا:أخي الكريم , لفظ الزمان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحتمل معنين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/57)
قال رحمه الله:ويقال له الزمان الذي رأينا الأشياء تحدث فيه هو مقدار حركة الشمس والقمر أو ما يشبه ذلك؛ إذ لم نشهد زمانا غير مقدار الحركة أو ما يقرب من ذلك لتنوع عبارات الناس في تفسير الزمان , وإذا كان الزمان من جملة الأعراض مفتقرا إلى الحركة والمتحرك إذا كان له وجود في الخارج فمعلوم أنا شهدنا حدوث سبب الزمان الموجب له المتقدم عليه بالذات وهو الحركات والحركة والزمان متقاربان في الوجود, والحركة متقدمة على الزمان بالذات , وإذا كان كل منهما مقارن للآخر لا ينفك عنه فليس القول باحتياج الحركة التي هي الحدوث والانتقال إلى الزمان بأولى من القول باحتياج الزمان إلى الحركة والحدوث بل هذا الثاني أقرب لأن افتقار المعلول إلى العلة والمشروط إلى الشرط والمسبب إلى السبب أظهر من الأول.
يوضح ذلك أن الزمان قد يراد به الليل والنهار كما يراد بالمكان السموات والأرض وهذا هو الذي يعنيه طوائف منهم الرازي في كتابه هذا كما ذكر ذلك حيث قال الحجة الحادية عشرة قوله {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} قال: وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى. وقوله تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى , ومجموع الآيتين يدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى.
وذلك يدل على تنزيهه عن المكان والزمان.
قال: وهذا الوجه ذكره أبو مسلم الأصفهاني في تفسيره واعلم أن في تقديم ذكر المكان على ذكر الزمان سرا لطيفا وحكمة عالية يشير إلى أنه سببه ما تقدم.
قلت- شيخ الإسلام -: وإذا كان المراد بالمكان والمكانيات السموات والأرض وما فيهما وبالزمان والزمانيات الليل والنهار وما سكن فيهما فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى {خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} وقد قال تعالى {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ونحو ذلك في القرآن ومعلوم أن النهار تابع للشمس وأما الليل فسواء كان عدم النور أو كان وجودا عرضيا كما يقوله قوم أو أجسام سود كما يقوله بعضهم؛ فالله جاعل ذلك كله وهو سبحانه وتعالى كما قال عبدالله بن مسعود: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه. وقد جاء في قوله تعالى {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} إن أهل الجنة يعرفون مقدار البكرة والعشي بأنوار تظهر من جهة العرش فيكون بعض الأوقات عندهم أعظم نورا من بعض إذ ليس عندهم ظلمة وهذه الأنوار المخلوقة كلها خلقها الله تعالى.
فقول القائل بعد هذا لم نعقل حدوث شيء إلا في زمان مخصوص ثم حكمنا بأن الزمان حدث لا في زمان مثل أن يقال أنا لم أعقل حدوث شيء وتكوينه إلا في ليل أو نهار ثم حكمنا بأن الليل والنهار حدثا لا في ليل ولا نهار ولم نعقل شيئا إلا في السموات والأرض ثم عقلنا حدوث السموات والأرض لا في سموات وأرض , ومعلوم أن هذا الكلام من أفسد الكلام في الحس والعقل فإن الإنسان كما يشهد حدوث الأشياء لا في ليل ونهار فهو يشهد أيضا حدوث الليل والنهار في غير ليل ولا نهار.
وقد يراد بالزمان مجرد التقدير بالحوادث كما يقال هذا قبل هذا بكذا وكذا وهذا بعد هذا بكذا وكذا فيكون المراد به تقدير ما بين الحوادث بحوادث أخر , وهذا التقدير من جنس العدد للمعدودات فإنه بالعدد يظهر وبزيادة أحد المعدودين على الآخر ونقصانه عنه ومساواته له ثم مع ذلك فليس العدد للمعدودات أمرا موجودا في الخارج قائم بنفسه أو عرض قائم فيها وإنما هو من باب الفصل والتمييز بين بعضها وبعضها وهي ممتازة ومنفصلة بذواتها وأعيانها لا بشيء غير ذلك والعدد لها كالحيز لها كما سنذكره إن شاء الله تعالى وكذلك الوقت لها ولهذا يفرق بين الوقت والعدد كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ذكر الله مأمور به في كل حال ليس له وقت ولا عدد أي ليس له وقت مخصوص ولا عدد مخصوص كالصلاة وغيرها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/58)
وهذا موضع تغلط فيه الأذهان حيث يشتبه عليها ما يأخذه الذهن من الحقائق الموجودة في الخارج بنفس الحقاق الموجودة في الخارج كما يشتبه على بعض الناس الصور الذهنية الكلية المطلقة أنها توجد في الخارج حتى يظن أنها بعينها موجودة في الخارج فالعلم بالحقائق وبعددها وزمانها ومكانها كله متقارب ولا ريب أن الحقائق موجودة في نفسها متميز بعضها عن بعض بنفسها بما فيها من الصفات القائمة بها وما يتبع ذلك من حيزها ووقتها وعددها وليست هذه الأمور جواهر وأعراضا منفصلة عن تلك الحقائق بل هي تارة لسبب بينها وبين غيرها إنما يعقل باعتبار الغيرين ولهذا يكثر تنازع الناس في مثل هذه الأمور هل هي أمور وجودية أو عدمية وبكل حال فقول القائل إن كل وقت يفتقر إلى وقت وكل حيز إلى حيز بمنزلة قوله كل عدد يفتقر إلى عدد وقوله كل حقيقة قائمة بنفسها تفتقر إلى حقيقة قائمة بنفسها
ومما يوضح ذلك أن يقال له أيضا قول القائل ثم حكمنا بأن الزمان حدث لا في زمان أضعف من قول القائل حكمنا بأن الحركة حدثت بلا حركة فإن الزمان هو مفتقر إلى الحركة دون زمان آخر والحركة هي سبب الزمان وإن كانت مقارنة له وليست مفتقرة إلى حركة أخرى فالتعجب من حدوث حركة بلا حركة وهي سبب الزمان وأعني عن الزمان من الزمان عنها أقرب إلى الصواب من تعجب المتعجب من حدوث زمان في غير زمان وإذا كان التعجب من عدم افتقار كل حركة إلى حركة نوعا من السخف والهذيان فالتعجب من عدم افتقار كل زمان إلى زمان أبلغ منه في السخف والهذيان كما يتعجب من عدم افتقار كل فاعل إلى فاعل وهذا السؤال من آخر ما يورده ويسأل عنه الشيطان لعلمه بأنه آخر مراتب الباطل والهذيان.
بيان تلبيس الجهمية (2|289)
فبين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الزمان يراد به أمران:
الأول:مقدار حركة الشمس والقمر , وهذا مخلوق لله , وينزه الله عنه.
الثاني: مجرد التقدير بالحوادث , كما يقال هذا قبل هذا فيراد تقدير ما بين الحوادث بحوادث أخر وهو من باب الفصل والتمييز. وهذا في الحقيقة كما ذكر شيخ الإسلام تقدير ذهني وليس حقيقي.
وأهل البدع اشتبه عليهم الأول بالثاني.
وبين أيضا أن الحركة تسبق الزمان وهي سبب الزمان , والزمان هو المفتقر إلى الحركة وليس العكس.
وأما كيف يثبتون الإرادة مع نفيهم الصفات الاختيارية أو الفعلية , فالجواب كما تقدم في مبحث سابق أنهم يقولون بالتعلق والمتعلقات فهم يفرقون بين تعلق الصفة القديم أي قيامها بذات الله منذ الأزل أي أن الله مريد منذ الأزل وبين تعلقها التنجيزي بعد ذلك فهو تعلق عدمي أي في الحقيقة لا شيء فهم ينكرون تجدد الإرادة , لأن التجدد من صفات المحدثات زعموا.
واصطلحوا على تسميتها بالتعلق , أو المتعلقات.
وقد تقدم كلام شيخ الإسلام في هذا المقال أنه لا فرق في الحقيقة بين التعلق وبين القول بالصفات الاختيارية إلا اللفظ , وهو لازم لهم بل وتناقض منهم.
والله أعلم.
راجع مقال التعلق والمتعلقات.
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:05 م]ـ
عندي استفسار بخصوص علاقة المالكية بالاشعرية خصوصا في عهد الايوبيين الشوافع الاشاعرة الذين شجعوا جميع المذاهب السنية في عهدهم?
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:26 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا وجزاك خيراً
سبحان الله كنت في مشاركتي الأولى اقتبست من مشاركتك لأصحح ثم سهوت عن ذلك
فلم يلزم الاحتجاج إلى الغير وهو المجمع على تنزيهه تعالى عنه.
لعل الصواب الاحتياج
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:03 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الكريم طلب آخر أسأل الله أن ينفع به واعذرني لكثرة طلباتي لكن هذا لمحبة نشر العلم والسنة
لو جمعتَ في موضوع مفرد مفردات الأشاعرة ومحدثاتهم في مسائل الاعتقاد وتكون على قسمين:
1 - ما لم يسبقهم إليها أحد.
2 - ما انقرض القائلون به من غير الأشاعرة وإن سبقوا له.
وفي موضوع آخر:
1 - ما نصر فيه الأشاعرة قول المعتزلة على قول أئمة أهل الستة كأحمد رحمه الله في مسألة خلق القرآن واليوم هم يجهرون بهذا ويقولون أن عقله لم يبلغ فهم المسألة أو في أحسن الأحوال يقولون فهمها لكنه كتمها تورعاً!!.
2 - ما صرحوا فيه بأن خلافهم مع المعتزلة لفظي.
قد يكون ذلك قد طرح من قبل في الملتقى لكن لم يستوعب ولم يختص ولعلمي بسعة اطلاعك على كتب القوم بارك الله فيك.
سبحان الله كنت قد قرأت مقالة التعلق والمتعلقات من قبل ولكنها غابت عني ولا أزال أعجب من مناقضة مذهبهم للعقل وعدم إمكان تصوره.
الحمد لله على نعم الإسلام والسنة والعقل.
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:41 م]ـ
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:58 م]ـ
وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك.
شيخنا الكريم ما معنى هذا الكلام من شيخ الاسلام
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/59)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:01 م]ـ
وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك.
شيخنا الكريم ما معنى هذا الكلام من شيخ الاسلام
بارك الله فيكم
أعتذر عن التقدم بين يدي الشيخ:
يا أخي محمد هذا كلام الأشاعرة يشرحه شيخ الإسلام ويدلل على بطلانه وتهافته.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
اعرف اخي الكريم ولكن اريد تفسير هذا الكلام بضرب امثله او توضيح اكثر
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 09, 06:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
معلوم في لغة العرب أن الأفعال المتعدية مثلا تحتاج إلى فعل وفاعل ومفعول , مثلا خلق = فعل , وخالق = فاعل , ومخلوق = مفعول.
وهذا لازم في لغة العرب , ففرت الأشاعرة من ذلك وقالوا الفعل هو المفعول , والخلق هو المخلوق , فخالفوا المعقول والمفهوم من لغة العرب , فاستطالت عليهم الفرق الأخرى كيف يكون الفعل هو المفعول , والخلق هو المخلوق , وأرادوا هم بذلك الفرار من لازم الفعل وهو قيام الصفة الاختيارية بالله تعالى.
فقالوا الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق ... .
قال شيخ الإسلام: و الجمهور المثبتون للصفات هم في الفعل على قولين:
منهم من يقول لا يقوم به فعل و إنما الفعل هو المفعول و هذا قول طائفة منهم الأشعرى و من وافقه من أصحابه و غير أصحابه كابن عقيل و غيره و هو أول قولى القاضي أبى يعلى
و هؤلاء يقسمون الصفات إلى ذاتية و معنوية و فعلية و هذا تقسيم لا حقيقة له فإن الأفعال عندهم لا تقوم به فلا يتصف بها لكن يخبر عنه بها .. .
مجموع الفتاوى (16|374)
وقال: وكذلك من وافق القدرية من أهل الإثبات على أن الرب تعالى لا تقوم به الأفعال وقالوا إن الفعل هو المفعول والخلق هو المخلوق كما تقوله الأشعرية ... .
منهاج السنة.
والله أعلم
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:38 م]ـ
ولا ريب أن أهل السنة والحديث لا يطلقون عليه سبحانه وتعالى أنه محل للحوادث ولا محل للأعراض
كم أعجبني هذا الوصف!
محل للحوادث
محل للاعراض
وسبحان الله كنت قبل يومين أفكر في الالزام بان الذات محلا للعلم!!
هل العلم في الذات أم خارج الذات!
فإذا كانت الذات محلا للعلم و محلا للحياة ومحلا للقدرة الخ = لزم التعدد!
لكنني في الواقع فكرت في العلم فقط لا في الصفات الاخرى.
هذا كلام جيد!
وموضع رائع وفيه اعترافات مهمة جدا أبحث عنها خاصة للآمدي.
جزاكم الله خيرا(56/60)
ابن عبد البر والتشيع؟؟؟!
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تصح نسبة ابن عبد البر رحمه الله الى التشيع كالنسائي والحاكم وغيرهما من ائمة الحديث؟
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 11:31 م]ـ
اضغط هنا - شيخ الإسلام ابن عبدالبر واتهامه بالتشيع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=907226)
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:08 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:32 ص]ـ
إضافة لما ذكره الأخ العوضي, هناك كتاب للشيخ سليمان الخراشي اسمه تهم لا تصح, ذكر فيه هذه التهمة و بينها جزاه الله خيرا.(56/61)
أعينوني على فهم الطوائف الزائغة كالرافضة والقدرية وغيرهم
ـ[سامر المصري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:50 م]ـ
أبحث عن كتاب أو مصدر أتعلم منه مبادئ الطوائف الزائفة الزائغة كالرافضة والقدرية والمعتزلة والجهمية وفروعهم.
أريد أن أفهم بشكل مختصر عقيدة كل منهم ومعرفة من أي قرن جاؤوا وما خلفيات أسمائهم ومثل ذلك. أتعينوني يا أخوة؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 06:56 ص]ـ
راجع كتاب الشيخ ناصر العقل
هو كتاب جيد للمبتدئ
او كتاب فرق معاصره للدكتور غالب العواجي (على مااظن)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:36 م]ـ
وأنا أنصحك أخي العزيز , بأن ترجع - فيما يخص الرافضة أخزاهم الله - إلى كتاب (مسألة التقريب بين السنة والشيعة) للشيخ ناصر بن عبد الله القفاري , فقد أجاد فيه وأفاد , وهو في مجلدين , الأول فيه مباحث عن عقيدة الرافضة من كتبهم المعتمدة , والثاني فيه أجوبتهم المتناقضة عن تلك العقائد و استعمالهم التقية والكذب مع مخالفيهم.
تجده مصوراً في هذه الوصلة
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة / المكتبة الوقفية. ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=534)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:42 م]ـ
أنا أنصحك بخلاف ما نصحك الإخوان
استعن بالله عز وجل واسأله الهدى والثبات على عقيدة أهل السنة وتعلم عقيدة أهل السنة وانقشها في قلبك واترك عنك ما عدا ذلك فماذا بعدالحق إلا الضلال .... أسأل الله لي ولك التوفيق
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[10 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
استعن بالله عز وجل واسأله الهدى والثبات على عقيدة أهل السنة وتعلم عقيدة أهل السنة وانقشها في قلبك واترك عنك ما عدا ذلك فماذا بعدالحق إلا الضلال .... أسأل الله لي ولك التوفيق
بارك الله بك
ـ[ابو العابد]ــــــــ[10 - 07 - 09, 05:08 م]ـ
أحسب أنك قد انتهيت من عقيدة أهل السنة والجماعة
فلكي تعرف وتفهم عقيدة الرافضة فهم فرق كثيرة
أهمها الإثنى عشريه
وأحسن كتاب في ذلك الأسئلة والأجوبة عن الإثنى عشريه
أما القدرية من أروع ما تعلمت
كتاب القضاء والقدر للشيخ محمد بن ابراهيم الحمد
فقد قرر علينا في الجامعة
فقد قرأت الكثير ولم أستوعبه حتى قرأت هذا الكتاب المرتب
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:52 م]ـ
عليك ياأخ سامر -أولا -بما قاله أبو الحسن الأثرى وفقه الله
وإضافة لما قاله الاخوة فالموسوعة الميسرة في الفرق والأديان والمذاهب المعاصرة -من الندوة العالمية -ففيها خير كثير
وإذاأردت التوسع فعليك بكتب إحسان إلهي ظهير - رحمه الله - في الشيعة فكل الصيد في جوف الفرا -كما يقال - والعصمة لله
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 10:13 م]ـ
بارك الله في الجميع على مانصحوا وصدقوا
اولا على المرء ان يتعلم عقيدة اهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة
ثانيا يقراء للمخالف لمعرفة ضلالهم والحذر منها
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 01:22 م]ـ
اوسع من تكلم ورد على القدريه والرافضه هو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى منهاج السنة
فهو قسمين 4مجلدات في الرد على القدريه والاخرى في الرد على الرافضه
وهناك اختصاران لهذا الكتاب
اختصار للامام الذهبي رحمه الله وهو معروف بروعة الاختصار
اختصار العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله تعالى
ملاحظة: الموسوعة الميسره فيها بعض الاخطاء فالينتبه لها
بارك الله في الجميع(56/62)
القصيدة التي أرقت عيون الشيعة!
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد عرض لي أثناء مشاهدتي لفيديو بعنوان الامامة
في آخره تحديدا قصيدة جميلة،،
يعرف كل طال للحق أنها الحق
,,,,
بَلْهَ كُلُّ ُمنْصِفْ
فَقُمْتُ بِقَصِّ الْمَقْطَعْ الْصَوْتِيْ
وَتَفْرِيِغِ الْقَصِيْدَةْ.
وَتَشْكِيْلِهَا،، وَتَجْمِيْلِهَا،،
ــــ كَمَا فَعَلْتُ مَعَ هَذا الْنَّصِ ـــــ
وَتَنْمِيْقِهَا في مَلَفِّ وُوْرْدْ
- - -
- - - - -
وها أنا أضعها بين أيديكم لعلكم تنتفعون بها،،
وبالله التوفيق،،
حمّل من هناااااااااااااااا ( http://www.salafishare.com/arabic/29
قال الشيخ الألباني :
4WY0LC9LL/MWFOSSF.rar)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:56 ص]ـ
جميلة جدا جزاك الله خيرا
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:27 م]ـ
حَيَّاْكُمُـ اللَّه،، يا مَرْحَبَاً
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:21 ص]ـ
هَذَا رَاْبِطْ عَلَىْ الإِرْشِيْف
مِنْ هُنَاااااااا ( http://ia301513.us.archive.org/1/items/qasida_973/Qasida.rar)
ـ[أمين نواري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:07 ص]ـ
جميلة جدا بارك اله فيك
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:48 م]ـ
حَيَّاْكُمُـ اللَّه
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[30 - 08 - 09, 11:03 م]ـ
حَيَّاْكَـ اللهُ وَبَيَّاْكَـ ـ أخِي الفَاَضِلْ
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:38 ص]ـ
بودي لو عرفتم من نسجها ألبسه الله من نساج الجنة
أرجو تصحيح
وَإِذَا نَادَاهُ للِْثَّوْرَةِ قُرْآنٌ الرَحِيْمْ
إلى
وَإِذَا نَادَاهُ للِْثَّوْرَةِ قُرْآنٌ رَحِيْمْ
لكي لا ينكسر البيت
وكذلك
بَعْضُهُ كَلْبٌ إلى الظَّالِمِ لِلْعَظْمِ لَحُوْقْ
إلى
بَعْضُهُمْ كَلْبٌ إلى الظَّالِمِ لِلْعَظْمِ لَحُوْقْ
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:44 ص]ـ
خطأ
نحوي
كُشِفَتْ فِيْهِ عَلى اْلأَشْهَادِ عَوْرَاتِ اْلنِّسَاءْ
الصواب برفع عورات
كُشِفَتْ فِيْهِ عَلى اْلأَشْهَادِ عَوْرَاتُ اْلنِّسَاءْ
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:48 م]ـ
بودي لو عرفتم من نسجها ألبسه الله من نساج الجنة
أرجو تصحيح
وَإِذَا نَادَاهُ للِْثَّوْرَةِ قُرْآنٌ الرَحِيْمْ
إلى
وَإِذَا نَادَاهُ للِْثَّوْرَةِ قُرْآنٌ رَحِيْمْ
لكي لا ينكسر البيت
وكذلك
بَعْضُهُ كَلْبٌ إلى الظَّالِمِ لِلْعَظْمِ لَحُوْقْ
إلى
بَعْضُهُمْ كَلْبٌ إلى الظَّالِمِ لِلْعَظْمِ لَحُوْقْ
أحْسَنَ اللهُ اليْكُمْ وَبَاْرَكُ فِيْكُمْ ...
جارِيْ تَصْحِيْحُهُاْ وَإِعَاْدَةُ رَفْعِهَاْ ــ إن شَاْءَ اللهُ،،
خطأ
نحوي
كُشِفَتْ فِيْهِ عَلى اْلأَشْهَادِ عَوْرَاتِ اْلنِّسَاءْ
الصواب برفع عورات
كُشِفَتْ فِيْهِ عَلى اْلأَشْهَادِ عَوْرَاتُ اْلنِّسَاءْ
لَعَلَّهُ سَبْقُ (كبيبورد) ــ مني دُوْنَ أنْ أَنْتَبِهْ،،
معَ أنَّيْ راجَعْتُهَاْ أكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ
سُبْحَاْنَ اللهُ!!
أحْسَنَ اللهُ اليْكُمْ،، وفِيْ جَعْبَتِيْ قَصِيْدَةُ الرّنْدِيْ ــ أبو البقَاْء ــ المشْهُوْرَةُ
لَعَلِّيْ أُرْسِلُهَاْ لَكُمْ على الخاصْ ــ حَفِظَكُمُ اللهُ ــ
لمُرَاجَعَتِهَاْ وتَدْقِيْقِهَاْ،، باركَ اللهُ فِيْكُمْ،،
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:56 م]ـ
رَاْبِطٌ معَ التَّصْحِيْحِ
مِنْ هُنَاْ اااااا ( http://www.shawati.cc/download.php?id=31579)
أرجُوْ من الاخوة والمشايخ الاداريين رفعها الى المشاركة الاولى،،
أحْسَنَ اللهُ اليكمْ ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:45 م]ـ
آمِيْنُ بارك الله فيكم،،
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 01:53 م]ـ
الحمد لله وحده, ...
هذه القصيدة لشخص شيعي مشهور بحريني و هو (غازي الحداد)
و هي طويلة و لكن بعض أهل السنة قطعها إلى قطع و وهذا الشيعي لم يترك التشيع و لكنه يحكي واقعه الأليم
و في نفس القصيدة يمتدح الخميني و يهاجم بعض شيوخ الشيخة و يمتدح حزب الله و يقول أنهم الشيعة الحقيقيون
حيث أنه في نفس القصيدة يقول
حالنا حال فظيعة وننادي نحن شيعة=إنما الشيعة حزب الله في أرض الجنوبْ
فهو ليس سني بل شيعي و لكنه يحكي خلافات الشيعة و خلافاتهم الإجتماعية و السياسية
و اسم القصيدة (عالم الإسلام) و يحكي فيها ظواهر اجتماعية و سياسية تخص الشيعة, يتناول فيها مشاكلهم و يمتدح فيها بعض الرموز
و الحمد لله أن جاء الحق على لسان شخص منهم لم يترك التشيع!
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[04 - 09 - 09, 11:15 م]ـ
بارك اللهُ فِيْكَ،، نعم هي لغَاْزِيْ حدادْ .. وَقَدْ أَلْقَاْهَاْ في التسجِيْلِ شَخْصُ يُلَقَّبُ بالرادُوْدْ ..
أما باقِيْ ما ذَكَرْتَ فَقَدْ أَفَدَّتَنا فيهِ كَثِيْرَاً ..
وأَجَبْتَ عَنْ اشْكَالاَتٍ كانِتْ فِيْ نفْسِيْ
أَحْسَنَ اللهُ اليْكَ وَبَاْرَكَ فِيْكَ ــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/63)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[04 - 09 - 09, 11:26 م]ـ
الروابط خربانة هلا وضعت رابطا اخر
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:45 ص]ـ
الروابط صالحة .. جزيت خيرا
وهي جميلة ورائعة أشكرك
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[05 - 09 - 09, 12:33 م]ـ
الروابط خربانة هلا وضعت رابطا اخر
راجعْ هذا الرَّاْبِطْ
مِنْ هُنَاْ اااااا ( http://www.shawati.cc/download.php?id=31579)
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:25 م]ـ
الروابط صالحة .. جزيت خيرا
وهي جميلة ورائعة أشكرك
حيّاكَ اللهُ .. وَبَاْرَكَ فِيْ سَعْيِكَ،، وتَقَبَّلَ اللهُ منْكم أعمالكم ..(56/64)
رسالة ماجستير أثر علم الكلام على المنتسبين إليه وموقف أهل السنة وكبار المتكلمين منه
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رسالة ماجستير أثر علم الكلام على المنتسبين إليه وموقف أهل السنة وكبار المتكلمين منه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1068152&postcount=3614 (http://www.mediafire.com/?mqgntnyltjk)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:28 م]ـ
هل هذه الرسالة بصيغة وورد أو بدف؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
هي مضغوطة بالوين رار ثم هي أكروبات ريدر ( pdf)
بس حجمها بعد الضغط 69 ميجا
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب مختار.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:35 م]ـ
و فيك بارك المولى و أسعدك(56/65)
الربط بين الرافضة والجهمية وبين الرافضة والخوارج من كلام شيخ الإسلام
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 09, 06:39 ص]ـ
الربط بين الرافضة والجهمية وبين الرافضة والخوارج من كلام شيخ الإسلام
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
بين الرافضة والجهمية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهو أن هؤلاء الجهمية فيهم من استعمال الألفاظ المجملة وإفهام الناس خلاف ما في نفوسهم مالا يوجد في غيرهم من أهل الأرض , والرافضة يشركونهم في ذلك؛ لكن هؤلاء أعظم كفرا ونفاقا؛ فلهذا قال عبدالرحمن بن مهدي: هما ملتان: الجهمية والرافضة. ذكره البخاري في كتاب خلق أفعال العباد , وقال البخاري: ما أبالي أصليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهودي والنصراني , .. .
وهذا مشروح في غير هذا الموضع؛ فإن الجهمية قدحوا في حقيقة التوحيد وهو شهادة أن لا إله إلا الله , والرافضة حقيقة قولهم قدح في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله , فإذا جمع الإنسان بين الرفض والتجهم يقرب حينئذ إلى الملاحدة القرامطة الباطنية ...
بيان تلبيس الجهمية (5|405)
بين الرافضة والخوارج
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله؛ فحض على كتاب الله ثم قال: وعترتى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى ثلاثا.
فوصى المسلمين بهم لم يجعلهم أئمة يرجع المسلمون إليهم؛ فانتحلت الخوارج كتاب الله , وانتحلت الشيعة أهل البيت؛ وكلاهما غير متبع لما انتحله؛ فإن الخوارج خالفوا السنة التى أمر القرآن باتباعها وكفروا المؤمنين الذين أمر القرآن بموالاتهم .. وأما مخالفة الشيعة لأهل البيت فكثيرة جدا قد بسطت فى مواضع.
مجموع الفتاوى (13|210)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 09, 12:10 ص]ـ
وفيكم بارك الله(56/66)
ما صحة هذه القاعدة:كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي؟
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[30 - 06 - 09, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذه القاعدة:كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي؟
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى نازع في هذه القاعدة في كتاب النبوات وأنكر أن ترقى كرامات الأولياء إلى رتبة معجزات الأنبياء
ممن قال بها:
- قال بذلك الإمام الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب:8/ 29 - 30
- وقال به أيضا الإمام الرملي في ((غاية البيان شرح زبد ابن رسلان)):1/ 14 - 15.
- وقال بذلك الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم في باب البر والصلة، وذكر أن الكرامة تجوز بخوارق العادات على اختلاف أنواعها.
- وقال به إمام الحرمين في الإرشاد.
- وابن حجر في فتح الباري 7/ 383 نحا نحو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى.
- وقال بذلك-أي بأن كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي العيني في عمدة القاري:7/ 283
- وقال به التفتازاني في شرح المقاصد في علم الكلام:2/ 203 - 206
- وقال به النيسابوري في الغنية في أصول الدين: 152 - 154
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 09, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ..
عامة من نقلت عنهم الجواز هم أشاعرة وبعضهم صوفية ولعل بعضهم أخذها عن بعض ..
ونحن نسأل إذا جاز هذا القول فأنا أطالب أكبر ولي بأن يشق لكفار اليوم الشمس كما انشق القمر لنبينا بأمر الله.
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:55 ص]ـ
ومما يدل على بطلان هذه القاعدة أن من أعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن، فهل يمكن أن تكون كرامة لولي، وغيرها يمكن جمعها بالتتبع، فليس كل ما وقع معجزة لنبي يمكن أن يكون كرامة لولي،
ولكن كرامة الأولياء تقع بالخوارق فيما لا يمتنع شرعاً.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:33 م]ـ
بارك الله فيكما
لطلب مزيد من الآراء
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 05:01 م]ـ
سُئل الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله تعالى هذا السؤال:
هل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي؟
فأجاب:
لا ولا يمكن أن يقع ذالك بحال من الأحوال لو كان كذالك لجاز أن ينزل الوحي على الأولياء الذين ليسوا بأنبياء فمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم الوحي المنزل إليه فلو كان كلما جاز أن يكون معجزة لنبي يجوز أن يكون كرامة لولي لادعى كثير من الناس أنهم أنزل إليهم قرءان يتلى وهذا لا يمكن أن يقع أصلا و لا يمكن أن يتصوره مؤمن لكن البحث في المسألة هو ما تصل إليه كرامات الأولياء فكرامات الأولياء حق ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إثباتها وهي أن الله يكرم من أطاعه فالله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ولا يمكن أن يتساوى لديه أهل الإيمان وأهل الكفر وهو الذي يقول في كتابه?أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون? فمن كان من أهل التقوى والورع و العبادة والصلاح لا يمكن أن يستوي مع الفاسق المجاهر أبدا لا يمكن أن يستويا عند الله تعالى فلذالك يكرم أولياءه بما يعينهم عليه من طاعته و يشرفهم بأنواع التشريف الذي منه العلم النافع والعمل الصالح وهذه الكرامات أعظمها الاستقامة على الدين أعظم كرامة يكرم الله بها الولي استقامته على أمر الدين بحيث يملك جوارحه عما حرم الله عليه والكرامات حق لكن اختلف في مبلغها إلى أي شيء تبلغ واتفقوا على أنها لا تبلغ نزول الوحي أو وجود ولد من غير والد أو إحياء الموتى لكنها تبلغ ما دون ذالك كالعلم من غير تعلم وكالعون على الطاعة كطي المسافات ووجود الأموال من غير تسبب ونحو ذالك فهذا حاصل فعمر بن الخطاب رضي الله عنه طوي صوته مسافة شاسعة ما بين المدينة و بين فارس حين نادى سارية ابن زنيم فقال يا سارية الجبل الجبل وهذا الحديث أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بعدة أسانيد أحدها إسناد صحيح وقد أخرجه ابن وهب في الجامع و عدد من المؤلفين في دواوين الحديث وهو حديث صحيح وكذالك فإن عثمان رضي الله عنه كان يرى أثر المعصية في وجه صاحبها فقد كان عنده أنس ابن مالك فدخل عليه رجل فقال: ما بال أحدكم يدخل علي وفي عينيه أثر الزنا فأقر الرجل فقال له أنس أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولكنها فراسة المؤمن وكذالك الحال بالنسبة لعدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حصلت لهم كرامات عظيمة فالعلاء ابن الحضرمي رضي الله عنه خاض البحر فيبس أمامه حتى قطعه وكذالك فإن المرأة المهاجرة تدلى لها دلو من السماء حتى شربت منه حين ظمأها أهلها، وكذالك فإن من دونهم من التابعين حصل لهم أيضا شيء كثير من هذا بل قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن الكرامات كلما انتقص الإيمان والعبادة في الناس وكلما انتقص العلم كلما ازدادت هي لأن الناس إذا كانوا أهل إيمان و ورع وتقوى لا يحتاجون إلى هذه الكرامات التي تزيد إيمانهم بالغيب وإذا نقص لديهم الإيمان بالغيب كثرت فيهم هذه الكرامات لأولياء الله أصحاب الإستقامة و الإلتزام بالحق ومع هذا فإن كثيرا من الناس تلتبس عليهم الكرامة بما ليس بكرامة.
المصدر: http://www.dedew.net/index.php?A__=5&type=4&h=1&linkid=20
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/67)
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 06:07 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((أما الصالحون الذي يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها، فتلك خوارقم من معجزات الأنبياء، فإنهم يقولون: نحن إنما حصل لنا هذا باتباع الأنبياء، ولو لم نتبعهم لم يحصل لنا هذا.
فهؤلاء إذا قدر أن جرى على يد أحدهم ما هو من جنس ما جرى للأنبياء؛ كما صارت النار بردًا وسلامًا على أبي مسلم، كما صارت إبراهيم؛ وكما يكثر الله الطعام والشراب لكثير من الصالحين؛ كما جرى في بعض المواطن للنبي، أو إحياء الله ميتًا لبعض الصالحين كما أحياه للأنبياء.
فهذه الأمور هي مؤكدة لآيات الأنبياء، وهي أيضًا من معجزاتهم بمنزلة ما تقدمهم من الإرهاص.
ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحدٍ قط إلى مثل معجرات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم، ولكن قد يشاركونهم في بعضها، كما قد يشاركونهم في بعض أعمالها)).
انظر: النبوات، ج 1 / ص 141 - 143
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:05 ص]ـ
ذكر الدكتور أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي محقق كتاب (شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم) للإمام الحافظ (هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي أبو القاسم) طبعة (دار طيبة) (الطبعة الثانية) في المدخل إلى المجلد الخامس من الكتاب وهو (كرامات أولياء الله عز وجل) (بداية من الصفحة 16) أن المذاهب في الكرامة ثلاثة:
المذهب الأول: جواز وقوعها على أيدي الصالحين ولكنها لا تصل إلى الخوارق التي أظهرها الله عز وجل على أيدي أنبيائه ورسله لإثبات نبوتهم وهذا ما قرره ابن تيمية رحمه الله ...
المذهب الثاني: جواز وقوعها بدون حد فما جاز وقوعه لنبي جاز وقوعه لولي بل الخارق للعادة يقع من النبي والولي والساحر ولا فرق إلا دعوى النبوة من النبي والصلاح من الولي وهذا مذهب الأشاعرة ...
المذهب الثالث: المنع من وقوع خرق العادة لغير الأنبياء وهذا قول المعتزلة وابن حزم ويُذكر عن أبي إسحاق الإسفراييني من الأشاعرة ...
القول الراجح في الكرامات: القول الراجح هو ما يشهد له الدليل من الكتاب والسنة ويؤكده الواقع والحوادث التي ينقلها الثقات وهو ما ذهب إليه سلف الأمة من جواز وقوعها بما دون خوارق الأنبياء ...
وهذا الرابط لصفحة تحميل الكتاب من موقع الألوكة (على هيئة ملف PDF)
شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7590)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:39 ص]ـ
بارك الله في جميع من شارك
لإتمام الفائدة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36524
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 09:36 ص]ـ
مراد من قال (كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي) التجويز العقلي لا الحصول الفعلي.
والمراد بالتجويز العقلي عندهم ما لا يلزم من فرضه محال لذاته.
فينبغي التنبه لاصطلاحات أهل العلم حتى لا يقع خلل في الفهم.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:44 ص]ـ
مراد من قال (كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي) التجويز العقلي لا الحصول الفعلي.
والمراد بالتجويز العقلي عندهم ما لا يلزم من فرضه محال لذاته.
فينبغي التنبه لاصطلاحات أهل العلم حتى لا يقع خلل في الفهم.
بارك الله فيك شيخنا الكريم نورت الموضوع
والإمكان الذهني ليس تحته حقيقة
وقد أطال الشيخ عبد الباسط حفظه الله في الكلام عليه هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167390
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:49 ص]ـ
لا أدري لماذا حذف موضوعي هنا في ملتقى أهل الحديث
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36794
ألا يحتج علينا الأشاعرة مخانيث الجهمية بالجواز العقلي في
إمكانية رؤية الله بغير عينين ولا في جهة وغيره
وجواز أن يرى أعمى الأندلس بقة في الصين
وأن نشم الألوان بألسنتنا ونذوق الأصوات بأنوفنا
وأقول:
ألا يجوز عقلاً أن يبعث الله الآن نبياً؟!
ألا يجوز عقلاً أن يدخل الله تعالى -حاشاه- أنبياءه وأولياءه النار ويدخل فرعون وأبا جهل الجنة؟!
كل هذا لا يلزم من فرضه محال لذاته
والله المستعان(56/68)
هل شيخ الاسلام ابن تيمية لا يثبت صفة الهرولة
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:04 م]ـ
قرات فتوى لاحد المشايخ حول الحديث القدسي الذي فيه { .... من اتاني يمشي اتيته هرولة ... }
ثم قال ان شيخ الاسلام ابن تيمية لا يجعل هذا الحديث من نصوص الصفات وعلى هذا لا يثبت صفة الهرولة.
وقرات فتوى لاحد طلبة العلم مضمونها ان الذين ينفون صفة الهرولة هؤلاء اهل بدع وضلال.
وعزا هذا للشيخ اللحيدان والشيخ الراجحي.
فشككت في نسبة القول الاول لشيخ الاسلام هل هو صحيح عنه. وهل الشيخ لا يثبت هذه الصفة.
ارجوا من الاخوة من عنده نقل او علم لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية بخصوص هذه الصفة ان ينقله لنا او يرشدنا اليه.
وبارك الله فيكم.
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:18 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29235
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 09:11 م]ـ
إذا فهمت معنى " أتاني يمشي " أمكنك ان تفهم معنى " اتيته هرولة" فالمقام مقام مقابلة ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 09:33 م]ـ
هل معنى هذا ان الحديث ليس فيه اثبات صفة الهرولة. انما التعبير من باب المشاكلة والمقابلة. ومعلوم ان المقابلة تدخل في باب المجاز.
يعني اذا كان المشي غير حقيقي اي يراد به التقرب بالعبادات. فناسب ان لا تكون الهرولة على الحقيقة. هل تريد هذا اخي الواحدي.
لكن مع هذا نستطيع ان نثبت من الحديث ان الهرولة صفة بطريقة اخرى. وهي ان الهرولة لو كانت نقصا في جناب الله لما حسن ان تضاف الى الله عز وجل ولو مشاكلة للفظ ومقابلة.
لكن اخي الواحدي انا عندي اشكال في النقل عن شيخ الاسلام. هل الشيخ رحمه الله لا يثبت صفة الهرولة. لحد الان انا ما وقفت على كلامه.
وبالمناسبة ارجوا ان لا تكون وجدت في نفسك شيئا في المناقشة الماضية. ولعلي ان شاء الله افتح لها موضوعا جديدا ان شاء الله.
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخولي جبة و قميصا
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 09:46 م]ـ
عفوا ربما طريقة الاثبات التي ذكرتها اكون مخطئا فيها لان اللفظ اذا لم يرد به حقيقته فقد اتفى دليل الاثبات والباب توقيفي.
ـ[أم حنان]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:23 م]ـ
هذا الحديث فيه معنيان:
1 - معنى اللفظ على حقيقته وفيه اثبات صفة الهرولة لله عزوجل كما يليق بجلاله
2 - معنى لازم اللفظ وهو المجازاة بأعظم مما يفعل العبد
وتأمل الكلام الذي قاله الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه على الواسطية وأورده أحد الإخوة في الرابط أعلاه:
وعليه فيمكن أن يقال إن كلام شيخ الإسلام رحمه الله إما لأنه في مقام المناظرة، في مقام الرد، أو أنه لشيخ الإسلام رحمه الله قول غير ما أصل في الفتاوى، وفي الفتاوى لم يذكر نص (الهرولة) فيما وقفت عليه، فنقول له قول في هذا يخالف عموميات أقواله وهو أن لا تكون الهرولة من صفات الله جل وعلا
وذلك يقول لأن السياق يدل على أنه لم يُرَدْ الصفة (من أتاني يمشي أتيته هرولة) لم يرَد الأول وهو أن العبد يأتي إلى الله ماشيا فإذن الثاني غير مراد.
هذا كلام شيخ الإسلام في رده على الرازي والكلام فيه نوع إشكال والمقصود أن عامة أهل السنة يثبتون (الهرولة)
ووقفت على كلام لعثمان بن سعيد رحمه الله في رده على بشر المريسي يقول فيه:
وقد أجمعنا أو اتفقنا وإياكم على إثبات صفة (الهرولة) وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة.المقصود أن هذا أصل البحث في هذه المسألة ولهذا من أهل العلم من قال يمكن أن يقال في قوله (ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) أنه يمكن أن يقال إنه من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي أتيته بثواب ورحمة سريعين.
وقد ذكر هذا الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ورجَح كما هو قول عامة أهل السنة القول الأول الذي ذكره وهو أنها صفة وهذا هو الصحيح، فهي من جنس الصفات، من جنس الحركة والله جل وعلا يتصف بما شاء سبحانه وتعالى وليس له حدود يعني ليس لصفاته حدود والعباد إنما يأخذون ذلك من الكتاب والسنة ولا يخوضون في ذلك بأفهامهم ولا بعقولهم فالمسألة عظيمة
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:07 م]ـ
المهم بارك الله فيكم جميعا. و مع هذا كان ولا بد من وقفات مع ما نقل الاخوة حول المسالة.
والوقوف على لب الخلاف واساسه.دون تطويل الموضوع بسوق مسائل جانبية هي معتقد لمن اثبت الصفة او نفاها.
وانا ان شاء الله ساذكر النقاط الهامة التي تحتاج الى عناية اكبر لان الخلاف فيها ليس الا /
*اذا اردنا ان نجعل الحديث نص في اثبات الهرولة كان ولا بد ان نجعل المشي المضاف الى العبد مشيا حقيقيا. والا يلزمنا في الهرولة ما قلناه في المشي فالحديث واحد بسياق واحد.
- وعلى هذا يكون التركيز على الفقرة الاولى من الحديث - من اتاني يمشي - هل المشي على حقيقته ام لا
وانما اريد منه التقرب بمطلق العبادات.
*هل الاجماع غلى اثبات هذه الصفة متحقق ام لا.
* كلام شيخ الاسلام المنقول من التلبيس لم يظهر لي فيه تناقض مع منهج الشيخ في الباب. لان الكلام يكون متناقضا لو عد الحديث من نصوص الصفات ثم اول. اما ان يقول ان الحديث سياقه لا يدل على اثبات الهرولة كصفة ويعلل بان المشي في الاول ليس حقيقي. هذا البيان والتعليل والتقعيد حتى ولو جاء في المناظرة فلا يقوله شيخ الاسلام ويسوقه الا وهو يعلم انه الحق بعينه. فكلام ابن تيمية بين في المسالة اذ تكلم في التلبيس كما نقل الاخوة على الصفة بعينها. وفي غير التلبيس كلام عام. فهل شيخ الاسلام اخرج الهرولة من العموم.ام هو يراها اصلا غير داخلة. وظاهر كلامه بلا اشكال انه يريد الثاني.
ودائما اقول للاخوة وارجوا منهم ان يسددوا كلامي وينصحوا لي فيما يرون اني جانبت فيه الصواب.
وكذلك نقطة مهمة ان تكون مشاركة الاخوة مركزة على نقاط الخلاف لكي لا يتشتت الموضوع ويطول بذكر ما قد ارتضاه الفريقان معتقدا ومنهجا. فالعلم نقطة.
الاخ الواحدي المقابلة تقصد منها ما ذكرت لك انفا. ام تقصد مقابلة الصفة بفعل المرء. اي تكون مثل المكر والكيد وغير ذلك من الصفات المقيدة وشكرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/69)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:58 ص]ـ
أبو عبد الرحيم الجزائري;1069610] هل معنى هذا ان الحديث ليس فيه اثبات صفة الهرولة. انما التعبير من باب المشاكلة والمقابلة. ومعلوم ان المقابلة تدخل في باب المجاز.
يعني اذا كان المشي غير حقيقي اي يراد به التقرب بالعبادات. فناسب ان لا تكون الهرولة على الحقيقة. هل تريد هذا اخي الواحدي.
وهل قال احد من العالمين أن المشي هنا على حقيقته؟ أرأيت المقعدين والزمنى؟ ألا ياتون الى ربهم؟ ثم ألا تأملت قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) وقوله حكاية عن ربه (وما تقرب الي عبدي بمثل ما افترضته عليه ... ) حتى ينكشف لك المعنى ويتبين لك المراد، وهو اسلوب عربي قح، سمه مجازا أو أي شيء آخر.
فإذا تبين لك هذا امكنك أن تقول ان الهرولة ليست على ظاهرها وإنما هي لمعنى آخر يقابل المعنى الموجود في المشي والله الموفق لا اله غيره
[/ QUOTE]
وبالمناسبة ارجوا ان لا تكون وجدت في نفسك شيئا في المناقشة الماضية. ولعلي ان شاء الله افتح لها موضوعا جديدا ان شاء الله.
رأى المجنون في الفلوات ذئبا ,,,,, فهز له من الاحسان ذيلا
فلاموه على ما كان منه ,,,,,, وقالوا قد انلت الذئب نيلا
فقال دعوا الملامة ان عيني ,,,,, رأته مرة في حي ليلى
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:00 ص]ـ
اخي الواحدي مشاركتي الاخيرة مجرد استفسار ليس الا.اعد النظر فيها يتبين لك ذلك. وانا طرحت الموضوع لكي استفيد ان شاء الله من مشاركة الاخوة الكرام.
وسؤالي على المشي هل هو على الحقيقة ام لا سؤال اظنه وجيه ايها الاخ الكريم.
لانه لو ثبت انه على الحقيقة لزم ان تثبت الهرولة على الحقيقة. ولا يلزم من هذا ان نعترض على هذا بالمرضى او المقعدين لانهم قلة بالنسبة للسالمين.والخطاب ياتي لعموم الناس والكل يدخل فيه بحسبه. ولك في خطاب الناس بالقيام في الصلاة مع ان المقعدين لا يستطعون ذلك. وكذا فضل اكثار الخطى الى المساجد شواهد على ما ذكر.
واذا كان لفظ المشي ليس على حقيقته غاية ما قلته ان الهرولة لا تكون على حقيقتها لان الحديث واحد وسياقه واحد. وتنبه الى اني لحد الان لم اقل الصحيح اثبات الهرولة ام الصحيح نفيها.
وانت ترى في هذه المشاركة والتي سبقتها لم ارد على احد لا عليك ولا غيرك. وانما كان غاية ما فيها الاستفسار ليس الا.
واذا سالتك هل يعني هذا ان لفظ الهرولة لم يرد به الحقيقة.او سالتك سؤالا اخر. فلا داعي لان تغضب علي اخي.وانا مطالب وانت ان نلتزما بما امرتني به سابقا من حسن الظن ببعضنا البعض. اما قولك *وهل قال احد من العالمين أن المشي هنا على حقيقته؟ *
نعم هناك من قال ذلك ولو رجعت للرابط الذي نصحني به الاخ صدام بن حسن الجزائري.لوجدت الشيخ ابن عثيمين وكذا الشيخ صالح ال الشيخ.قال يمكن ان يحمل على المشي التي تفتقر العبادة عليه. كالمشي الى الصلاة وكذا الطواف. لكن اظنك تعجلت نوعا ما.
اما قولك سمه مجازا او شيء اخر. انا سالتك فقط اخي.اسال الله عزوجل ان يعفو عني وعنك.
واظن اخي الواحدي ان السكوت عن بعض الكلام يكون اليق.لان اقل ما فيه السلامة. وشكرا.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:16 ص]ـ
حنانيك يا ابا عبد الرحيم. فوالله ما قصدت اغضابك ولا الاساءة اليك،ولو تأملت في ابيات المجنون لعلمت انني ابرك واكرمك لانتسابك الى اهل العلم الذين يحبهم الله تعالى، وكيف لا احب من يحبه الله تعالى، وقد وقع قديما بين طالبي علم ما يقع عادة في المناظرة ووقعت بينهما بسبب ذلك نفرة،فجاء احدهما وقبل راس صاحبه واعتذر اليه فقيل له: كيف تفعل هذا معه وهو ظلمك؟ فقال لهم:يا هؤلاء كفوا عني فقد رأيته ساجدا يمرغ جبهته بين يدي الله، وذكرت ابيات المجنون فقلت يا سبحان الله.هذا رجل عشق امرأة فرأى ذئبا يمشي في حيها مرة فحفظ له ذلك واكرمه ان وطئت اقدامه ارض محبوبته،أفلا احب من يسجد لمحبوبي؟
اللهم اغفر لي و لأبي عبد الرحيم ولمن قرأ هذا الدعاء.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:50 م]ـ
المهم بارك الله فيك اخي الواحدي /
ويمكن ان الخص ما فهمته من المشاركات ومن الرابط في نقاط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/70)
1 - ان شيخ الاسلام لا يثبت صفة الهرولة لان الحديث عنده لا يدل على هذا كما نقل الاخوة من التلبيس.
ولا يقولن قائل ان هذا الكلام لاجل المناظرة فقط لالزام الخصم لان هذا فيه ما فيه. يعلم ذلك من اطلع على اقوال العلماء في اداب البحث والمناظرة. وكذلك من قراء كلام ابن تيمية في المسالة لانه نفا ما الزم به وعلل سبب النفي. فالارجح ان يقال والله اعلم ان شيخ الاسلام لا يرى الحديث من احاديث الصفات فلا يجرى على قواعد الباب. هذا بدون ان نتكلف في تخريج كلام الشيخ والله اعلم.
2 - دعوى اجماع السلف على اثبات صفة الهرولة. يشكل عليها امران.
- كلام الترمذي المنقول عنه في ان بعض اهل العلم لم يجعلها صفة. فان في قوله دليل على ان من اهل العلم الذين سبقوه او من عاصروه لا يرون ان الهرولة صفة. فتحتاج المسالة الى استقراء كلام الترمذي في كتبه عندما ينسب قولا لاهل العلم من يقصد بهذا الاطلاق والكلام.
- ان المسالة لو كانت مجمع عليها لما خالف في هذا شيخ الاسلام. فالكل يعرف مدى دقة شيخ الاسلام رحمه الله في حكاية الاقوال ونسبتها وكذا حكاية الاجماع وخاصة في ابواب الاعتقاد.
* ولا يورد علينا احد ان السلف اجرو الحديث وامروه كما جاء. لان الكل يقول هذا. وخلافنا فيما فهموا منه.
فالذي لا يثبت يقول نعم امروه كما جاء بمعناه الذي اريد منه. ولم يرد منه اثبات الهرولة على انها صفة.
3 - وهي نقطة الخلاف. هل الاتيان والمشي المذكور هو على حقيقته ام لا. ولا بد ان ينظر في هذا بانصاف و عدل. ولا يخضع اللفظ للمعتقد السابق. لان الاستدلال قبل الاعتقاد كما هو منهج السلف خلافا لاهل الكلام
المذموم.
- فان كان الاتيان مشيا ليس على حقيقته لزم من ذلك ان لا تكون الهرولة على حقيقتها. فالحديث واحد بسياق واحد.
- وان كان الاتيان مشيا على حقيقته لزم ان تمر الهرولة على حقيقتها وان تكون صفة لمن اضيفت اليه.
وهذا الالزام ليس من عندي بل الناظر في كلام بعض العلماء ممن اثبتوا صفة الهرولة لما راوا هذا اللازم لا محيد عنه قالوا ان المشي يمكن ان يكون على حقيقته فيكون المذكور من العبادات التي تفتقر الى المشي ومثلوا بالطواف والاتيان الى المساجد. لكن ومع هذا يشكل عليه قوله من اتاني يمشي. ان الاتي لم ياتي حقيقة الى الله كما ذكروا في المسافة فيلزم التاويل. وكذلك الاصل حمل اللفظ على كل العبادات لا على بعضها كما قال الشيخ ابن عثيمين - وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون عشر العبادات الأخرى -
*واخيرا اقول - الا يلزم من اثبت صفة الهرولة على ظاهرها ان يخطا من قال ان المشي ليس على حقيقته فضلا عن ان يقول به. لان الحديث واحد والسياق كذلك فما تقوله في المشي قله في الهرولة. وما تقوله في الهرولة قله في المشي.
والله اعلم.
والنقول لتي نقلها الاخوة كلها نقول مباركة قيمة واصول في باب الاعتقاد يقول بها من اثبت صفة الهرولة ومن لم
يثبتها. لكنها لا تحسم المادة ولا ترفع الخلاف. والله اعلم.
ودائما اقول لاخواني واحبابي من راى خطا او زللا في كلامي ان ينبهني عليه. لكن بسهم مسدد بدقة كي يكون
مصيبا. وشكرا والسلام عليكم.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:45 م]ـ
لا يجوز التقول على العلماء و كيف عرفوا ان شيخ الاسلام لم يجعل هذا الحديث من نصوص الصفات ربما هؤلاء دخلوا قلبه ام هنا جمع لكل ماقال و قيل
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:56 م]ـ
ينبغي للمسلم أن يحذر عند الكلام على نصوص الصفات، ويسعه ماوسع سلف الأمة،
ولابد من تنبيه طلبة العلم ألا يخوضوا في هذه المسائل
ومثل هذه التساؤلات في العقيدة تشتت ذهن المبتدئين في طلب العلم، وينبغي ان يكون هناك احترام لفتاوى كبار العلماء، وهذا كلام الشيخ بن باز رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/71)
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.
فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.
انتهى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29235
ومن أراد العلم حقيقة فعليه بكلام الراسخين في العلم (والراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا اولوا الألباب)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
ومن أراد العلم حقيقة فعليه بكلام الراسخين في العلم (والراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا اولوا الألباب)
تصحيح الآية: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا. ومايذكر إلا أولوا الألباب)
ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمةا لله وبركاته وبعد
فأرجو أن أسجل مشاركتي في هذه المسألة المهمة في هذه النقاط
أولا: ينبغي أن نهتم بمسألة السياق اللغوي الذي تأتي به النصوص الشرعية، لأنها تساعدها على فقه النص
ثانيا: إن ابن قتيبة وهو معدود على أنه لسان أهل ا لسنة، لم يذهب إلى أن الحديث المذكور يعد في أحاديث الصفات بل فسره بسياقه اللغوي (المقابلة)، والرجوع إلى أفهام علماء اللغة من أهل السنة المؤتمنين على عقيدة السلف مفيد جدا
ثالثا: إن القول إن الهرولة لا تعني نقصا وما شابه هذا من الكلام في غير محله، حيث جاءت المقابلة فيها المكر والنسيان، مثل (نسوا الله فنسيهم) فهل نقول إن النسيان صفة!؟
رابعا: ما دام أن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى لم يعد هذا من أحاديث الصفات، وهو صاحب الاطلاع الواسع على عقيدة السلف، فهل نكون نحن أكثر حرصا أو أكثر اطلاعا، أو بعبارة أخرى: لماذا ينبغي أن نكون سلفيين أكثر من السلف؟!
خامسا: إن المعاصرين غير منزهين من ا لخطأ في تقرير أن هذه صفة أو غير صفة، خاصة أن بعضهم يغفل عن كون الحديث لم يرد لاثبات صفة من خلال التأمل في السياق اللغوي، وإذا كان الأمر كذلك لماذا نبالغ في إثبات ما لم يرد ولم يتوارد على أنه صفة، ولا يؤثر عن أحد الصحابة أو التابعين أو غيرهم من السلف أنه أُثبته على أنه صفة، وهل العقائد تثبت هكذا وهي التي يُتوخى فيها الثبوت والوضوح
سادسا: بالرجوع إلى كلام ا لشيخ ابن عثيمين في بعض كتبه ورسائله تجده مترددا في اعتماد الهرولة أنها صفة، وفي بعض كتاباته رحمه الله رجح أنها ليست صفة، والشيخ ابن عثيمين أقرب للتحقيق من كثير من المشايخ الحاملين للواء عقيدة السلف، حفظهم الله جميعا
سابعا: تجد في كتابات وردود بعض الباحثين أو المشاركين الربط بين الهرولة الواردة في الحديث وصفة الاتيان والمجيء الواردة في نصوص الكتاب والسنة، وهذا غير صحيح، خاصة أن بعضهم يصرح بالحركة، مع أن المجيء والاتيان لا يقتضي الحركة ولا يستلزمها خاصة في صفات الرب جلا وعلا. فلا يجوز أن نقيس صفات الرب بصفات العبيد، وإثبات الصفات بقتضي عدم الخوض في الكيفية، كما هو معلوم
ثامنا: ينبغي الانتباه إلى أن كثيرا ممن يتكلم على عقيدة السلف، قد يسيء إليها من خلال التوسع في إثبات صفات لم يقلها ا لسلف، من خلال الاعتماد إما على أحاديث غير ثابتة، أو الاعتماد على أحاديث ثابتة لكنها ليست صريحة في كونها من أحاديث الصفات، وإن أعتقد أن خدمة عقيدة أهل السنة لا تكون من خلال المبالغة والاندفاع إنما من خلال التحقيق ودقة البحث والاستناس بكلام العلماء المحققين، ولا يجوز ترك عقيدة ا لأمة لآراء واجتهادات المتحمسين، الذين تنقصهم الدراية الفقهية للنصوص والمعرفة اللغوية إضافة الى الاطلاع على كلام علماء الأمة الغيورين على عقيدة السلف. وفق الله الجميع
ثمنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/72)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:22 م]ـ
الأخ الفاضل. ياسر الشمالي. شكر الله لك و زادك من فيض علمه وتوفيقه. وحديثك هذا بعد بعض المداخلات ا
الرصينة، لا يدع مجالا لقائل الا أن يجتر مجتر، او يمضغ ماضغ ريحا، ولست والله احجر واسعا لو وجدت له مساغا،
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:56 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، وجزاكم خير الجزاء على ما قدمتم!
ولي إضافة صغيرة خلاصتها:
إن صفة الهرولة من الصفات المختلف فيها، هل النص الذي جاءت فيه أريد منه إثبات هذه الصفة؟ أم أن السياق جاء لمعنى آخر، ولا يراد به إثبات الصفة ابتداء؟
وهذه الصفة ليست بالصفة الوحيدة المختلف فيها، فهناك صفة الجنب وغيرها.
وبكل حال لا ينبغي تشنيع المثبت على النافي ولا النافي على المثبت ما دمنا متفقين أن المثبت والنافي على عقيدة أهل السنة والجماعة، وأن المأخذ عند كليهما ليس هو مأخذ المعطلة أو المشبهة.
ومن هنا أتحفظ على كلام أخي الفاضل الشمالي في قوله:
ولا يجوز ترك عقيدة ا لأمة لآراء واجتهادات المتحمسين، الذين تنقصهم الدراية الفقهية للنصوص والمعرفة اللغوية إضافة الى الاطلاع على كلام علماء الأمة الغيورين على عقيدة السلف. وفق الله الجميع
ثمنا
فلو أخذنا- مثلا- هذه الصفة التي نحن بصددها الآن، فهل ينطبق هذا الكلام على من أثبتها، وهم من تعلم علما وفقها وورعا؟
وليعلم أن لكل من الطائفتين سلفا، فلا حاجة لتشنيع كل فريق على الآخر.
- وأما بالنسبة لموقف شيخ الإسلام من هذه الصفة، فهو لا يرى هذا الحديث من نصوص الصفات ولا حاجة لإلزامه ما لا يلزمه، فإنه لم يقل إن هذا النص من نصوص الصفات ثم تأوله.(56/73)
ما حكم قولهم: انتقل فلان إلى جوار ربه؟ للعلامة البراك رحمه الله
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[01 - 07 - 09, 04:32 م]ـ
الحمد لله وبعد
قول بعض الناس: انتقل فلان إلى جوار ربه أو جوار الله لا يجوز، لأن الجوار مأخوذ من الجار، والجار قد يراد به القريب في المكان، ويراد به المستجير بغيره، فإذا قيل: انتقل فلان إلى جوار الله، كان معناه: صار جارا لله بسكنى الجنة، وهذه شهادة له بالجنة، أو يكون معناه صار جاراً لله وأن الله قد أجاره من النار، وهذا المعنى لازم للأول، والغالب أن الناس يريدون المعنى الأول، ويشبه هذا قولهم: انتقل فلان إلى رحمة الله، إلا أن يقيد بالمشيئة، وخير من ذلك الدعاء له بالمغفرة والرحمة والنجاة والفوز بالجنة، والله أعلم.
موقع الشيخ
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ولكن هل الشيخ البراك توفي؟؟؟؟
ـ[عبد الله موسى يعقوب]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ويا أبا أويس هل الرحمة خاصة بالأموات فقط والسلام عليكم (ورحمة الله)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:15 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفائدة ,
والكلمة متداولة ومنتشرة بين الناس , فالله المستعان
والشيخ لم يتوفَّ بعد , امد الله في عمره ,
وعذرا ,
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[10 - 07 - 09, 05:52 م]ـ
شيخنا من مشايخ مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ حفظهما الله (ابتسامة)
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:09 م]ـ
أيوه كده (ابتسامة)
أنا دهشت لأننا في هذه الأيام كثيرا ما نفجع ونفاجأ بوفاة العلماء فلهذا سألت.
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
بارك الله في علمائنا ..
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[25 - 07 - 09, 08:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا .....
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 06:17 ص]ـ
جزى الله الناقل خيرا وحفظ الله الشيخ البراك وأسأل الله أن يشفيه ويرده إلينا سالما فقد صرنا في زمن قلة الصالحين كل يوم نفقد واحدا والله المستعان(56/74)
ما رأي الأخوة في كتاب أسرار الطاقة لـ عبداللطيف العزيزي
ـ[المهندي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 06:37 م]ـ
الأخوة الكرام
انتشر في الآونة الأخيرة كتاب أسرار الطاقة لـ عبداللطيف العزعزي
والبعض يثني عليه، مما دفعني أن أقرأ شيئا منه
لكني أحسست أنه يحوي شيئا من الطقوس البوذية
فأرجو ممن قرأ الكتاب أن يبدي رأيه
وجزاكم الله خيراً
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:23 ص]ـ
هذه روابط قد تفيدك:
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=137&Itemid=2
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=131&Itemid=2
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=72&Itemid=2
وستجد روابط أخرى في هذا الموقع (الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه) www.alfowz.com
بوركت(56/75)
الرجاء مساعدتي في مراجع ومصادر حول بدعة النصب
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:43 ص]ـ
الرجاء مساعدتي في مراجع ومصادر حول بدعة النصب. وبارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:44 ص]ـ
النواصب هم من نصب العداء خاصةلآل بيته صلى الله عليه وسلم والنواصب هم مقابل الروافض الذين غلو في ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى وصل بهم غلوهم الى الكفر حيث اعتقدوا فيهم اعتقادات كفريه ولا حول ولاقوة الا بالله وقد قيل ان من النواصب فرق هي من الخوارج
اما المراجع فقد ذكر سيخ الاسلام في المنهاج تمورا في الرد عليهم
والله اعلم
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:33 ص]ـ
بارك الله فيك أخي. لكني أريد كتبي حول النواصب.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:25 م]ـ
سابحث ان شاء الله والله ييسر الامور
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 02:10 ص]ـ
أتصور أنه ليس ثمة كتب متخصصة والسبب أنّ النصب كانت مرحلة مرت على الشام ثم ولّت من غير رجعت، فلا يعرف ناصبي يبغض علياً رضي الله عنه، بخلاف بدعتي الرفض والخوارج فإنها ماضية في الأمة.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 10:52 م]ـ
سالت بعض مشايخي حفظهم الله تعالى والكتب الموحوده في هذا العنوان هي كالتالي:-
1 - سالة في جامعة ام القرى حول الامام زيد الذي تنسب اليه الزيديه
(شيخي الشيخ محمد سيدي عبدالقادر الشنقيطي حفظه الله تعالى+المنهاج لابن تيمية+ اخر كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي)
2 - كتاب بعنوان النصب والنواصب طبع دار المنهاج واصله رسالة ماجستير
(افادنا بها شيخي الشيخ عبدالله بن سليمان المهنا)
3 - رسالة ماجستير في جامعة الامام محمد بن سعود
(افادنا بها شيخي الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف)
4 - رسالة حول النواصب تاليف الشيخ بدر العواد وهي رسالة الماجستير الخاصه
(افادنا بها الشيخ الفاضل عمر المقبل)
5 - النواصب هم الخوارج فابحث عن مقالات الخوارج (افادنا بها شيخي الشيخ احمد بن عبدالعزيز العبداللطيف)
رحم الله الجميع وغفر الله لهم وحفظ لنا العلماء والمشايخ اجمعين
اللهم امين
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:33 ص]ـ
سالت بعض مشايخي حفظهم الله تعالى والكتب الموحوده في هذا العنوان هي كالتالي:-
1 - سالة في جامعة ام القرى حول الامام زيد الذي تنسب اليه الزيديه
(شيخي الشيخ محمد سيدي عبدالقادر الشنقيطي حفظه الله تعالى+المنهاج لابن تيمية+ اخر كتاب الفرق بين الفرق للبغدادي)
2 - كتاب بعنوان النصب والنواصب طبع دار المنهاج واصله رسالة ماجستير
(افادنا بها شيخي الشيخ عبدالله بن سليمان المهنا)
3 - رسالة ماجستير في جامعة الامام محمد بن سعود
(افادنا بها شيخي الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف)
4 - رسالة حول النواصب تاليف الشيخ بدر العواد وهي رسالة الماجستير الخاصه
(افادنا بها الشيخ الفاضل عمر المقبل)
5 - النواصب هم الخوارج فابحث عن مقالات الخوارج (افادنا بها شيخي الشيخ احمد بن عبدالعزيز العبداللطيف)
رحم الله الجميع وغفر الله لهم وحفظ لنا العلماء والمشايخ اجمعين
اللهم امين
رسالة أم القرى مطبوعة بعنوان الإمام زيد المفترى عليه لشيخ شريف خطيب الدين وليس لها دخل في النواصب لا من قريب ولا من بعيد.
أما الرسائل الباقية فهي رسالة واحدة، وهي لم تطبع حسب علمي.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:00 ص]ـ
جزى الله الاخ على مانصح به وانا نقلت الكلام بنصه لم ازد عليه
ولله اعلم ولعلهم كلهم قصدوا رسالة واحده او غيرها
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 10:53 م]ـ
هي بالتأكيد رسالة واحدة.(56/76)
القول بأن الأعمال شرط صحة أو شرط كمال للإيمان أقرب مايكون إلى مذهب المرجئة
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: خرج بعض المعاصرين بأقوال جديدة في الإيمان وقال: إن العمل شرط كمال في الإيمان وليس شرط صحة، فما صحة ذلك؟
الجواب: لا أعلم لهذا القول أصلاً، وذلك أن جمهور أهل السنة يقولون: الإيمان قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالقلب، وعمل بالجوارح، والإيمان عمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي، فالعمل جزء من الإيمان، والإيمان مكون من هذه الأشياء، من تصديق القلب وقول اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب، فكل هذه أجزاء الإيمان، فلابد من أن يقر المرء باللسان ويصدق بالقلب ويعمل بقلبه ويعمل بجوارحه. والمرجئة يقولون: الأعمال ليست من الإيمان، ولكنها دليل على الإيمان، أو هي من مقتضى الإيمان أو هي ثمرة الإيمان. أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة فلا أعلم له أصلاً من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة، فليس العمل شرط كمال ولا شرط صحة، وإنما هو جزء من الإيمان، والقول بأنه شرط كمال أو صحة لا يوافق مذهب المرجئة، ولا مذهب جمهور أهل السنة، بل قد يقال: إنه يوافق مذهب المرجئة من جهة أنهم أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان في الجملة، فهو أقرب ما يكون إلى مذهب المرجئة، فالذي يقول: إن العمل شرط كمال أو شرط صحة نقول له: هذا مذهب المرجئة التي أخرجت الأعمال عن مسمى الإيمان، فإما أن تقول: العمل داخل في مسمى الإيمان أو جزء من الإيمان، وإما أن تقول: العمل ليس من الإيمان، فإن قلت: العمل ليس من الإيمان فأنت من المرجئة، سواء أقلت: شرط كمال، أم قلت: شرط صحة، أم قلت: هو دليل على الإيمان، أم قلت: هو مقتضى الإيمان، أم قلت: هو ثمرة الإيمان، فكل من أخرج العمل من الإيمان فهو من المرجئة، ولكني لا أعلم أن المرجئة جعلوا الأعمال شرط كمال للإيمان.
الشيخ عبدالعزيز الراجحي
المصدر: الشبكة الإسلامية. شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد بن السلام للشيخ عبدالعزيز الراجحي. ج 4
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:31 ص]ـ
الايمان شرط صحة وركن من أركانه .. الإيمان بالاتفاق قول عمل واعتقاد لم يخالف فيه الا فرق الضلال ..
اما مذهب مرجئة الفقهاء فنسال الله أن يرحمهم رحمة واسعة فلا شك ان هذا ما وصلوا اليه من العلم ويدخلون في إطار اجتهاد لا كالزيغ والضلال والانحراف المتعارف عليه في زماننا ..
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:19 م]ـ
قول الشيخ حفظه الله: ((أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة فلا أعلم له أصلاً من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة))
لا أتطاول على الشيخ فهو من كبار العلماء لكن هذا الإطلاق غريب!!!!!!!!
قال تعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
((((((((((((فقد يكون التوكل على الله شرط لصحة الإيمان)))))) وقد يكون واجب الإخلال به شرك أصغر وقد يكون مستحب هذا معروف عند أهل السنة
ولعل الإخوة يصوبوني إن أخطأت
وجزيتم خيرا.
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:41 م]ـ
وهذه فتوى الشيخ بن جبرين -شفاه الله وعافاه-:
الفتوى (5667) موضوع الفتوى الفرق بين من قال إن الأعمال ركن في الإيمان ومن قال إن الأعمال شرط في الإيمان
السؤال:
ما الفرق بين من قال إن الأعمال ركن في الإيمان، وبين من قال إن الأعمال شرط في الإيمان؟ أرجو التوضيح توضيحًا كافيًا شافيًا؟ وهل الصواب أن الأعمال هي في ماهية الإيمان لا شرطًا ولا ركنًا فيه؟ وما قولكم فيمن يقر أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وموافقة يزيد وينقص، ولكنه قال إن الأعمال شرط في كمال الإيمان؟ وما الفرق بين من قال إن الأعمال شرط كمال ومن قال إن الأعمال شرط صحة؟ وهل كلا القولين خطأ؟
الاجابة:
عقيدة أهل السنة أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، فهي من الإيمان، وكل خصلة من خصال الخير فإنها من الإيمان، ولهذا يقول البخاري رحمه الله: (باب الصلاة من الإيمان) و (باب الزكاة من الإيمان)، وهكذا تتبع خصال الإيمان التي وردت فيها أحاديث تنص عليها، وأعم من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان فالأعمال كل منها جزء من الإيمان وبعض منه، وبتكاملها يكمل الإيمان، ولم يكن السلف رحمهم الله يفرقون بين الركن والشرط، وفرق الفقهاء فجعلوا الشرط يتقدم المشروط، فجعلوا شروط الصلاة تقع وتستقبل قبلها، وقالوا: إن ركن الشيء جزء ماهيته، فأركان الصلاة أجزاء منها، فعلى هذا نقول إن الأعمال أجزاء من الإيمان وأبعاض منه، ولا نقول إنها أركان في صحته، ولا أنها شروط في وجوده، ولكنها علامات ظاهرة على الإيمان، وأن ظهورها دليل واضح على أن العبد مؤمن بالله تعالى باطنًا وظاهرًا، فتكون الأعمال من ماهية الإيمان ولا تسمى شرطًا ولا ركنًا.
وقد نص العلماء على أن الإيمان: ((قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان))، وإذا كان كذلك فإن الأعمال جزء من الإيمان، ومن قال إنها شرط كمال فقد تناقض، فلو كانت كذلك لكان الإيمان موجودًا بدون الأعمال كما تقوله المرجئة، وهكذا من يقول إن الأعمال شرط كمال، فإن في زعمه يستغني عن الأعمال، وأما من قال أن الأعمال شرط صحة فهو أقرب إلى الصواب، وإذا قلنا إن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فلا حاجة إلى قول من قال إنها شرط كمال أو شرط صحة، فإنها تسمى إيمانًا. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن
الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5667&parent=3781
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/77)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:06 م]ـ
قول الشيخ حفظه الله: ((أما القول بأن العمل شرط كمال أو شرط صحة فلا أعلم له أصلاً من قول المرجئة ولا من قول أهل السنة))
لا أتطاول على الشيخ فهو من كبار العلماء لكن هذا الإطلاق غريب!!!!!!!!
قال تعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
((((((((((((فقد يكون التوكل على الله شرط لصحة الإيمان)))))) وقد يكون واجب الإخلال به شرك أصغر وقد يكون مستحب هذا معروف عند أهل السنة
ولعل الإخوة يصوبوني إن أخطأت
وجزيتم خيرا.
كل هذه الأقوال ماهي الا لكي تفهم أن المرجئة يخرجون العمل من مسمى الايمان سواءً أقالوا شرط كمال او أي شيء آخر .. هذا هو المراد ..
شرط صحة أو يسمى ايضا ركنا من اركان الايمان هو قول أهل السنة وشرط كمال هو قول اهل الارجاء لكي يجعلوا العمل لا علاقة له بالكفر او الشرك ...
والأمر واضح لا لبس فيه والله أعلم ..
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:23 م]ـ
لكن يرد على ما مضى هذا الإشكال الذي في كلام ابن حجر رحمه الله
قال رحمه الله تعالىوالكلام هنا في مقامين أحدهما كونه قولا وعملا والثاني كونه يزيد وينقص فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح ليدخل الاعتقاد والعبادات ومراد من ادخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى فالسلف قالوا هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشا لهم القول بالزياده والنقص كما سيأتي والمرجئة قالوا هو اعتقاد ونطق فقط والكراميه قالوا هو نطق فقط والمعتزله قالوا هو العمل والنطق والاعتقاد والفارق بينهم وبين السلف إنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته والسلف جعلوها شرطا في كماله وهذا كله كما قلنا بالنظر إلى ما عند الله تعالى
فتح الباري - ابن حجر - (1/ 46)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:56 م]ـ
لكن يرد على ما مضى هذا الإشكال الذي في كلام ابن حجر رحمه الله
من المعلوم لدى الجميع ان ابن حجر -رحمه الله- لديه أخطاء في العقيدة، غفر الله له، فلماذا تنقل كلامه؟
للأسف بعض طلبة العلم لديهم أخطاء في العقيدة فإذا نقلنا كلام كبار أهل العلم يرد كلامهم وكأنه أعلم منهم، أو آتاه الله فهما جديدا، والله يقول (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون)
وهذا كلام نقلته من مشاركة بعنوان (تنبيه على الأخطاء العقدية في فتح الباري):
قال الحافظ في الفتح 1/ 61: "قوله: (وهو) أي الإيمان (قول وفعل يزيد وينقص) …
والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته، والسلف جعلوها شرطاً في كماله". أهـ.
ت: الصواب أن الأعمال عند السلف الصالح: قد تكون شرطاً في صحة الإيمان، أي أنها من حقيقة الإيمان قد ينتفي الإيمان بانتفائها، كالصلاة. وقد تكون شرطاً في كماله الواجب فينقص الإيمان بانتفائها كبقية الأعمال التي تركها فسق ومعصية، وليس كفراً. فهذا التفصيل لابد منه لفهم قول السلف الصالح وعدم خلطه بقول الوعيدية. مع أن العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان الإيمان الثلاثة: قول وعمل واعتقاد، والإيمان عندهم يزيد وينقص. خلافاً للخوارج والمعتزلة. والله ولي التوفيق.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15293&highlight=%CA%DA%E1%ED%DE%C7%CA+%C7%E1%D4%ED%CE+%C 7%E1%C8%D1%C7%DF+%DA%E1%EC+%DD%CA%CD+%C7%E1%C8%C7% D1%ED
والملاحظ ان العلماء يذكرون ان الاعمال شرط في صحة الايمان او في كماله عند الرد على المبتدعة وتفنيد أقوالهم، أما عند التقرير فيقولون: الأعمال جزء من الإيمان وأنها قول وعمل واعتقاد ولايذكرون صحة أو شرط للإيمان
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
والملاحظ ان العلماء يذكرون ان الاعمال شرط في صحة الايمان او في كماله عند الرد على المبتدعة وتفنيد أقوالهم، أما عند التقرير فيقولون: الأعمال جزء من الإيمان وأنها قول وعمل واعتقاد ولايذكرون صحة أو شرط للإيمان
التصحيح: والملاحظ ان العلماء قد يذكرون ان الاعمال شرط في صحة الايمان او في كماله الواجب للتوضيح (كما في الفتوى السابقة) وعند الرد على المبتدعة وتفنيد أقوالهم، أما عند التقرير فيقولون: الأعمال جزء من الإيمان وأنها قول وعمل واعتقاد ولايذكرون صحة أو شرط للإيمان.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
من المعلوم لدى الجميع ان ابن حجر -رحمه الله- لديه أخطاء في العقيدة، غفر الله له، فلماذا تنقل كلامه؟
فاطمة السمرقندي بوركت
ما أوردت كلام ابن حجر محتجا به بل على سبيل التباحث آملا أن أجد من يحل الإشكال وقد فعلت جزاك الله خيرا
لكن أحب أن نتخير الألفاظ عندما نتكلم عن العلماء خاصة الذين لم يخرجوا من أهل السنة
فلا نقول ابن حجر لديه أخطاء في العقيدة بل نقول مثلا ابن حجر في بعض كلامه ما يحتاج إلى بيان وما أشبهه
قال الحافظ في الفتح 1/ 61: "قوله: (وهو) أي الإيمان (قول وفعل يزيد وينقص) …
والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته، والسلف جعلوها شرطاً في كماله". أهـ.
ت: الصواب أن الأعمال عند السلف الصالح: قد تكون شرطاً في صحة الإيمان، أي أنها من حقيقة الإيمان قد ينتفي الإيمان بانتفائها، كالصلاة. وقد تكون شرطاً في كماله الواجب فينقص الإيمان بانتفائها كبقية الأعمال التي تركها فسق ومعصية، وليس كفراً. فهذا التفصيل لابد منه لفهم قول السلف الصالح وعدم خلطه بقول الوعيدية. مع أن العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان الإيمان الثلاثة: قول وعمل واعتقاد، والإيمان عندهم يزيد وينقص. خلافاً للخوارج والمعتزلة. والله ولي التوفيق.
لو اكتفيت بهذا النقل لكنت قد أديت الغرض بوركتم جميعا ونفع الله الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/78)
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:50 م]ـ
إخواني في الله دعونا من هذه الأقوال "الإيمان شرط صحة أو شرط كمال أو مسألة تارك جنس العمل " التي هي ليست من أقوال السلف والتي أحدثت فرقة واختلافا بين أبناء المنهج السلفي فهذا يرمي هذا بإنه خارجي وهذا يرمي هذا بأنه مرجئ مع أنها في الغالب اختلاف في الاصطلاح مع الاتفاق على أن العمل داخل في مسمي الإيمان "ولا مشاحة في الاصطلاح"
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
وانقل لكم فتاوى للشيخ ابن باز _رحمه الله_
علاقة أعمال الجوارح بالإيمان
أعمال الجوارح هل تعتبر كمالاً للإيمان أو تعتبر كصحة للإيمان؟
أعمال الجوارح فيها ما هو كمال للإيمان، وفيها ما تركه منافٍ للإيمان، والصواب أن الصوم يكمل الإيمان، الصدقة من كمال الإيمان وتركها نقص في الإيمان وضعف في الإيمان، ومعصية، أما الصلاة فالصواب أن تركها كفر أكبر، نسأل الله العافية، وهكذا كون الإنسان يأتي بالأعمال الصالحات، هذا من كمال الإيمان، وكونه يكثر من الصلاة ومن صوم التطوع، ومن الصدقات، هذا من كمال الإيمان، مما يقوى به إيمانه.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون
http://www.binbaz.org.sa/mat/4140
ترك أعمال الجوارح هل يكون كفرا؟
هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح، مع تلفظه
بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة؟
هذا من أهل السنة والجماعة، من قال بعدم كفر من ترك الصيام، أو الزكاة، أو الحج، هذا ليس بكافر، لكنه أتى كبيرة عظيمة، وهو كافر عند بعض العلماء، لكن على الصواب لا يكفر كفراً أكبر، أما تارك الصلاة فالأرجح فيه أنه كفر أكبر، إذا تعمد تركها، وأما ترك الزكاة، والصيام، والحج، فهو كفر دون كفر، معصية وكبيرة من الكبائر، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في من منع الزكاة: ((يؤتى به يوم القيامة يعذب بماله))، كما دل عليه القرآن الكريم: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [1]، أخبر النبي أنه يعذب بماله، بإبله، وبقره، وغنمه، وذهبه، وفضته، ثم يرى سبيله بعد هذا إلى الجنة أو إلى النار، دل على أنه لم يكفر، كونه يرى سبيله إما إلى الجنة، وإما إلى النار، دل على أنه متوعد، قد يدخل النار، وقد يكتفي بعذاب البرزخ، ولا يدخل النار، بل يكون إلى الجنة بعد العذاب الذي في البرزخ.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة التوبة، الآية 35.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4135
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:54 م]ـ
فتاوى للشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
السؤال الثاني:
هناك من يقول: " الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه "، ويقول أيضاً: " لا كفر إلا باعتقاد ". . فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟
الجواب:
الذي يقول هذا ما فهم الإيمان ولا فهم العقيدة، وهذا هو ما قلناه في إجابة السؤال الذي قبله: من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
وقوله: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد. . ثم يقول: إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض!! كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه. وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين، فأراد أن يدمج بينهما. . فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطاً من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن. فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
السؤال الثالث:
هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه؟
الجواب:
هذا قريب من السؤال الذي قبله، سائل هذا السؤال لا يعرف حقيقة الإيمان. فلذلك تردد: هل الأعمال جزء من الإيمان أو أنها شرط له؟ لأنه لم يتلق العقيدة من مصادرها وأصولها وعن علمائها. وكما ذكرنا أنه لا عمل بدون إيمان ولا إيمان بدون عمل، فهما متلازمان، والأعمال هي من الإيمان بل هي الإيمان: الأعمال إيمان، والأقوال إيمان، والاعتقاد إيمان، ومجموعها كلها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=319&CID=2
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:52 م]ـ
هذا الموضوع ذو شجون وقد اشبع بحثا وتناولا من غالبية العلماء المعروفين بالتمكن في العقيدة, بل وحتى من طلاب العلم الصغار ..
ولكن الضابط في تناوله تحرير النية لله جل وعلا فيه ..
بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/79)
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 08:01 ص]ـ
ثمّت قضية مهمة لا بد من التنبيه عليها. وهو المعنى الصحيح لكلمة الشرط في اللغة.
يُعرّف كثير من العلماء في دروسهم ومؤلفاتهم ((الشرْط)) في اللغة بأنه العلامة. وهذا خطأ.
فالذي هو بمعنى العلامة هو ((الشَرَط)) بفتح الراء. وجمعه ((أشراط)).
أما ((الشرط)) بسكون الراء - الذي يُجمع على ((شروط)) - فهو الأمر اللازم للشيء. قال في القاموس: الشَّرْطُ: إلزامُ الشيءِ، والتِزَامُهُ في البيعِ. اهـ.
وعلى هذا، فالشرط في اللغة، هو الشيء اللازم، الذي لابد منه، سواء كان جزءا من الماهية، أم خارجا عنها. فالشروط في البيع - مثلا - تكون داخلا في ماهية العقد، وجزءا منه.
أما في اصطلاح الأصوليين والفقهاء، صار ((الشرط)) مخصوصا بما كان خارج ماهية العبادة، وسابقا عليها؛ و ((الركن)) بما كان جزءا منها. وهذا الفرق اصطلاح محض، وإلا فالشرط والركن، كلاهما لا بد منهما، ولا يصح العمل من دونهما.
وعلى هذا، فلا تثريب على من قال من أهل السنة: إن العمل شرط صحة في الإيمان. فهو لا يقصد أن العمل خارج مسمّى الإيمان، وإنما يقصد أن العمل لا بدّ منه في الإيمان، وأن الإيمان لا يصح إلا بعمل الجوارح. فمؤدّى كلامه هو ما قصده السلف بعباراتهم التالية:
1. قال قتادة: "لا يقبل الله قولا إلا بعمل" (تفسير الطبري بإسناد كالشمس)
2. قال الأوزاعي ومالك وسعيد بن عبد العزيز التنوخي: "لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان" (صريح السنة واللالكائي)
3. قال الشافعي: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر. (اللالكائي)
4. قال الحميدي: "لا ينفع قول إلا بعمل" (أصول السنة له)
5. قال الإمام المبجّل أحمد بن محمد بن حنبل: "الإيمان لا يكون إلا بعمل" (السنة للخلال)
... إلى غير ذلك من أقوالهم الكثيرة في هذا المعنى.
والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 12:46 م]ـ
جزى الله الأختَ الكريمة خيراً على هذه النقولات .. وليراجع من أراد التوسع:
-كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية
-حقيقة الإيمان للشيخ سعد الشثري
-براءة أهل السنة للشيخ حمود الكثيري(56/80)
من يدلني على موقع مخصص في الرد على الاشاعرة
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الاخوة الكرام رواد ملتقى اهل الحديث ان يدلوني على موقع مخصص لنقد شبهات الاشاعرة , وغن لم يتوفر موقع لذالك ,فهل من كتاب مخصص لذالك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:27 ص]ـ
أخي الكريم
شبهات الأشاعرة خصوصًا فيما يسمونه مسائل الإلهيات ستجد في الملتقى هنا أجوبة عن شبهاتهم في مواضيع الأخوين عبد الباسط الغريب وأبي الحسنات الدمشقي وفقهما الله.
علمًا أن شبهات الأشاعرة تختلط معها شبهات الصوفية في أبواب العبادات والكرامات والنبوات.
ـ[أبوعبدالله العرائشي المغربي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:25 م]ـ
أخي الكريم
شبهات الأشاعرة خصوصًا فيما يسمونه مسائل الإلهيات ستجد في الملتقى هنا أجوبة عن شبهاتهم في مواضيع الأخوين عبد الباسط الغريب وأبي الحسنات الدمشقي وفقهما الله.
علمًا أن شبهات الأشاعرة تختلط معها شبهات الصوفية في أبواب العبادات والكرامات والنبوات.
جزاك الله خيرا
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 06:07 م]ـ
انظر هذين الرابطين: وخصوصاً الثاني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26413
http://alagidah.com/vb/showthread.php?p=18257#post18257
ـ[أبو عبد الرحيم الصعيدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 01:57 ص]ـ
فعلا يجب ان يكون هناك موقع على مستوى عالي متخصص في الرد على الأشاعرة وتفنيد شبهاتهم ونشر مواضيع المنتدى العلمية فيه
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:08 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم هناك موقع بأسم كشف حقيقة الأحباش وهذا الموقع يشمل الاشاعرة والماتريدية كذلك، مؤسس هذا الموقع هو الشيخ عبد الرحمن الدمشقية والموقع تحت إدارتي ولكن الموقع ضعيف لعدم انتشاره وهذا رابط الموقع www.anti-ahbash.com
وإن شاء الله يفتح قسم كامل في موقع صوفية حضر موت لنقض عقائد الاشاعرة والماتريدية واذا راينا حصل اقبال وهناك جهود كبيره سوف نفتح موقع وشبكة متكاملة بهذا الخصوص، اما اذا اردت اي كتاب للأشاعرة او للرد على الاشاعرة او الماتريدية فانا تحت خدمتكم
ولكن الاخوان في هذا الموقع وموقع الالوكة وغيرها الكثير من المواقع لهم جهود ولعل الله ييسر جمعها في موقع واحد إن شاء الله
والسلام عليكم
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:30 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم هناك موقع بأسم كشف حقيقة الأحباش وهذا الموقع يشمل الاشاعرة والماتريدية كذلك، مؤسس هذا الموقع هو الشيخ عبد الرحمن الدمشقية والموقع تحت إدارتي ولكن الموقع ضعيف لعدم انتشاره وهذا رابط الموقع www.anti-ahbash.com (http://www.anti-ahbash.com)
وإن شاء الله يفتح قسم كامل في موقع صوفية حضر موت لنقض عقائد الاشاعرة والماتريدية واذا راينا حصل اقبال وهناك جهود كبيره سوف نفتح موقع وشبكة متكاملة بهذا الخصوص، اما اذا اردت اي كتاب للأشاعرة او للرد على الاشاعرة او الماتريدية فانا تحت خدمتكم
ولكن الاخوان في هذا الموقع وموقع الالوكة وغيرها الكثير من المواقع لهم جهود ولعل الله ييسر جمعها في موقع واحد إن شاء الله
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
نعم انا معك أخي أحمد الشمري
وقد تم فتح القسم ولله الحمد:
.. :: بوابة الرد على الأشاعرة والماتريدية:: .. ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86)
http://www.soufia-h.net/clear.gif الحوار مع الأشاعرة والماتريدية ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=87)
عقائد الأشاعرة والماتريدية ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=88)
الرد على الاشاعرة والماتريدية ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=89)
مكتبة الرد على الأشاعرة والماتريدية ( http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=90)
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86 (http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=86)
=========================
فنتمنى من طلاب العلم المشاركة معنا
وفق الله الجميع
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 05:17 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله نسأل الله ان يجزيكم خير الجزاء يا أخي وإن شاء الله بعدها نرى شبكة متكاملة للرد على هؤلا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:24 م]ـ
وإذا إحتجت إلى طرح تساؤلات أو نقاش حول الاشاعرة والماتردية والرافضة فعليك بـ:
غرفة الشيخ عبدالرحمن دمشقية بالبالتوك للرد على الصوفية والأشاعرة والأحباش باسم:
لبنان أنصار الحق.
http://www.soufia-h.net/forumdisplay.php?f=110
والمنتدى الرسمي للغرفة: شبكة صوفية حضرموت.
وهذا هو البث المباشر للغرفة من على البالتوك، لمن يريد الإستماع خارج البالتوك
http://wdoo7.com/anssar/index.htm
وهناك مدونة الاشاعرة .. الوجه الآخر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=1383311)
للرد على الاشاعرة والماتردية
ومؤخرا الصوفية (القبورية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/81)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 08:27 ص]ـ
فعلا يجب ان يكون هناك موقع على مستوى عالي متخصص في الرد على الأشاعرة وتفنيد شبهاتهم ونشر مواضيع المنتدى العلمية فيه
أحسنت بارك الله فيك(56/82)
تناقضات الأشعرية (7): ادعائهم نفي علو الله تعالى بألسنتهم، وإقرارهم بذلك عند الرجوع إلى فطرهم
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقضات الأشعرية (7): ادعائهم نفي علو الله تعالى بألسنتهم، وإقرارهم بذلك عند الرجوع إلى فطرهم
قال الإمام الأديب أبو محمد ابن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى في تأويل مختلف الحديث في معرض مناقشة الجهمية في قولهم إن الله في كل مكان: " ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما رُكِّبَت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى، وهو بالمكان الرفيع، وأن القُلوبَ عند الذكر تسمو نحوه، والأيدي ترفع بالدعاء إليه، ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق، وهنالك الكرسي والعرش والحجب والملائكة ".
وقال ابن تيمية في العقل والنقل (7/ 5) في تقرير الطرق العقلية لإثبات صفة العلو: " الطريق الثاني: أن يقال: عُلوُّ الخالق على المخلوق وأنه فوق العالم أمرٌ مُستقرٌّ في فطر العباد، معلومٌ لهم بالضرورة، كما اتَّفَقَ عليه جميعُ الأُمَم إقراراً بذلك وتصديقاً، من غير أن يتواطؤوا على ذلك ويتشاعروا، وهم يخبرون عن أنفسهم أنهم يجدون التصديق بذلك في فطرهم.
الطريق الثالث: أن يقال: هم عندما يضطرون إلى قصد الله وإرادته مثل قصده عند الدعاء والمسألة؛ يضطرون إلى توجه قلوبهم إلى العلو، فكما أنهم مضطرون إلى دعائه وسؤاله؛ هم مضطرون إلى أن يوجهوا قلوبهم إلى العلو إليه، لا يجدُون في قُلوبهم توجُّهَاً إلى جهة أخرى، ولا استواء الجهات كلها عندها وخلو القلوب عن قصد جهة من الجهات، بل يجدون قلوبهم مضطرة إلى أن تقصد جهة علوهم دون غيرها من الجهات.
وهذا الوجه يتضمن بيان اضطرارهم إلى قصده في العلو وتوجههم عند دعاءه إلى العلو، والأول يتضمن فطرتهم على الإقرار بأنه في العلو والتصديق بذلك، فهذا فطرة واضطرار إلى العلم والتصديق والإقرار، وذلك اضطرار إلى القصد والإرادة والعمل متضمن للعلم والتصديق والإقرار ".
وقال ابن القيم في القصيدة النونية:
وعلوه فوق الخليقة كُلِّهَا = فُطِرت عليه الخلقُ والثقلانِ
لا يستطيع معطل تبديلها = أبداً وذلك سُنَّةُ الرحمنِ
كل إذا ما نابه أمر يُرَى = متوجهاً بضرورةِ الإنسانِ
نحو العلو فليس يطلب خلفَهُ = وأمامَهُ أو جانبَ الإنسانِ
ونهاية الشُّبُهَات تشكيك وتخميش = وتغبير على الإيمان
لا يستطيع تعارض المعلوم والـ = معقول عند بدائه الإنسانِ
فمن المحال القدح في المعلوم = بالشبهات، هذا بَيِّنُ البُطلانِ
وإذا البدائه قابلتها هذه = الشبهات لم تحتج إلى بطلان
شتان بين مقالة أوصى بها = بعضٌ لبعضٍ أول للثاني
ومقالةٍ فطر الإله عباده = حقا عليها ما هما عِدْلانِ
قال مقيده عفا الله عنه: سلكت الأشعرية في مسألة العلو مسلك الجهمية، من جهة أنَّهم نفوه، وفارقوهم في أنهم لم يقولوا بأن الله في كل مكان، بل قالوا: هو ليس في مكان، فليس داخل العالم ولا خارجه، ومن المعلوم أن أئمة السلف قاموا على الجهمية في مقالتهم تلك، وكل نص في الرد على الجهمية مما استدل به السلف، يصلح رداً على الأشعرية، وكذلك كلمات الأئمة في تبديع أو تكفير من لم يقر بأن الله فوق عرشه، تصدق على الأشعرية، وهي مجموعة في سفر للحافظ أبي عبد الله الذهبي رحمه الله تعالى.
والمقصود هنا: بيان تناقض الأشعرية في نفيهم العلو بألسنتهم في كتبهم ومصنفاتهم، ومن ثم إقرارهم به إذا رجعوا إلى فطرهم، ونأخذ ما ذكره الحافظ الذهبي عن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني مثالاً على ذلك.
قال: قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني: انبأنا عبد القادر الحافظ بحران: أنبأنا الحافظ أبو العلاء: أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال: سمعت أبا المعالي الجويني وقد سُئِل عن قوله: " الرحمن على العرش استوى ".
فقال: كان الله، ولا عرش!. وجعل يتخبَّطُ في الكلام.
فقلتُ: قد علمنا ما أشرت إليه، فهل عندك للضَّرُورات من حيلة؟!.
فقال: ما تُريدُ بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/83)
فقلتُ: ما قال عارف قطُّ: يا ربَّاه! إلا - قبل أن يتحرك لسانه - قام من باطنه قصدٌ لا يلتفتُ يمنة ولا يسرة، يقصدُ الفوقَ، فهل لهذا القصد الضَّرُوريِّ عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت!.
وبكيتُ، وبكى الخلق.
فضربَ الأستاذُ بكُمِّهِ على السرير، وصاح: ياللحيرة!، وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني، إلا: يا حبيبي الحيرة الحيرة!، والدهشة الدهشة!.
فسمعتُ بعد ذلك أصحابه يقُولُون: سمعناه يقولُ: حَيَّرنِي الهمداني!.
قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في مختصر العلو: " هذه قصة مُسلسلةٌ بالحُفَّاظ ".
قال مقيده عفا الله عنه: تأمل حال هذا الإمام المقدم عند سائر الأشعرية، كيف تحير واضطرب عندما تناقضت لديه قضيَّةٌ فطرية ضرورية، مع قضيِّةٍ يزعمون أنها عقلية نظرية والأَولَى أن تُسمَّى جهلية.
وقد حاول الإمام الأصولي تاج الدين السبكي عفا الله عنه الطعن في صحة هذه القصة، فأتى بكلام خطابي لا وزن له عند أهل التحقيق، فكان كمن يضرب في حديد بارد، قال في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة الجويني: " ذكر ما وقع من التخبيط في كلام شيخنا الذهبي والتحامل على هذا الإمام العظيم " ثم قال بعد أن ذكر هذه القصة: " قد تكلف لهذه الحكاية وأسندها بإجازة على إجازة مع ما في إسنادها ممن لا يخفى محاطة على الأشعري وعدم معرفته بعلم الكلام.
ثم أقول: يا لله ويا للمسلمين! أيقال عن الإمام إنه يتخبط عند سؤال سأله إياه هذا المُحدِّث، وهو أستاذُ المُناظرين وعَلَمُ المتكلِّمين؟!
أو كان الإمامُ عاجزاً عن أن يقول له: كذبتَ يا ملعُون! فإن العارف لا يُحدِّثُ نفسه بفوقيَّة الجسميَّةِ، ولا يُحدِّدُ ذلك إلا جاهل يعتقد الجهة!.
بل نقول: لا يقول عارف يا رباه! إلا وقد غابت عنه الجهات، ولو كانت جهة فوق مطلوبة، لما مُنِع المصلي من النظر إليها، وشدد عليه في الوعيد عليها.
وأما قوله: " صاح بالحيرة "، وكان يقول: " حيرني الهمذاني " فكذبٌ ممن لا يستحيي!.
وليت شعري!، أيُّ شبهة أوردها؟ وأي دليلٍ اعترضه حتى يقول: حيرني الهمذاني!.
ثم أقول: إن كان الإمام مُتحيِّرَاً لا يدري ما يعتقد فواهاً على أئمة المُسلمِين، من سنة ثمان وسبعين وأربعمائة إلى اليوم، فإن الأرض لم تُخرج من لَّدن عهده أعرف منه بالله! ولا أعرف منه!.
فيالله! ماذا يكون حالُ الذهبي وأمثاله إذا كان مثل الإمام متحيراً؟ إن هذا لخزيٌ عظيم.
ثم ليتَ شعري! من أبو جعفر الهمذاني في أئمة النظر والكلام؟ ومن هو من ذوي التحقيق من علماء المسلمين؟ " اهـ كلامه.
وفي ما قاله وقفات:
الوقفة الأولى: الحجة التي يدور عليها كلامه هي استبعاد نكول الجويني عن الجواب وهو أستاذُ المُناظرين وعَلَمُ المتكلِّمين، والسائل محدِّثٌ ليس من أئمة النظر والكلام.
وهذا مُسلَّم، فالجويني منزلته في المناظرة والكلام غير خافية، لكن ما المانع أن يظهر الحق على لسان من هو أقل منه في النظر والكلام؟، فهذا غير ممتنع لا عقلاً ولا عادة، بل هو واقع ومشاهد.
ثم إن قبول الحق ممن هو أقل منك فضيلة وخلق كريم، فلم يريد السبكي تجريد الجويني منه؟.
الوقفة الثانية: قوله: " لا يقول عارف يا رباه! إلا وقد غابت عنه الجهات، ولو كانت جهة فوق مطلوبة، لما مُنِع المصلي من النظر إليها، وشدد عليه في الوعيد عليها ".
أقول: هذه من شبهات الجهمية الواهية التي رد عليها علماء السنة، قال شيخ الإسلام في العرشية: " وَلَيْسَ نَهْيُ الْمُصَلِّي عَنْ رَفْعِ بَصَرِهِ فِي الصَّلَاةِ رَدًّا عَلَى أَهْلِ الْإِثْبَاتِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ، كَمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ جُهَّالِ الْجَهْمِيَّة، فلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ لَكَانَ النَّهْيُ عَنْ رَفْعِ الْبَصَرِ شَامِلًا لِجَمِيعِ أَحْوَالِ الْعَبْدِ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ "، فَلَيْسَ الْعَبْدُ يُنْهَى عَنْ رَفْعِ بَصَرِهِ مُطْلَقًا، وَإِنَّمَا نُهِيَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُؤْمَرُ فِيهِ بِالْخُشُوعِ؛ لِأَنَّ خَفْضَ الْبَصَرِ مِنْ تَمَامِ الْخُشُوعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: " خُشَّعًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/84)
أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ "، وَقَالَ تَعَالَى: " وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ".
وَأَيْضًا: فَلَوْ كَانَ النَّهْيُ عَنْ رَفْعِ الْبَصَرِ إلَى السَّمَاءِ، وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلَهٌ، لَكَانَ لَا فَرْقَ بَيْنَ رَفْعِهِ إلَى السَّمَاءِ وَرَدِّهِ إلَى جَمِيعِ الْجِهَاتِ.
وَلَوْ كَانَ مَقْصُودُهُ أَنْ يَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَعْتَقِدُوا أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ أَوْ يَقْصِدُوا بِقُلُوبِهِمْ التَّوَجُّهَ إلَى الْعُلُوِّ؛ لَبَيَّنَ لَهُمْ ذَلِكَ، كَمَا بَيَّنَ لَهُمْ سَائِر الْأَحْكَامِ، فَكَيْفَ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ وَلَا فِي قَوْلِ سَلَفِ الْأُمَّةِ حَرْفٌ وَاحِدٌ يُذْكَرُ فِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ اللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، أَوْ أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاءِ، أَوْ أَنَّهُ لَا دَاخِلَ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجَهُ، وَلَا محايث لَهُ وَلَا مُبَايِنَ لَهُ، أَوْ أَنَّهُ لَا يَقْصِدُ الْعَبْدُ إذَا دَعَاهُ الْعُلُوَّ دُونَ سَائِر الْجِهَاتِ؟!
بَلْ جَمِيعُ مَا يَقُولُهُ الْجَهْمِيَّة مِنْ النَّفْيِ - وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ - لَيْسَ مَعَهُمْ بِهِ حَرْفٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ وَلَا قَوْل أَحَدٍ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا، بَلْ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ مَمْلُوءَةٌ بِمَا يَدُلُّ عَلَى نَقِيضِ قَوْلِهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ ظَاهِرَ ذَلِكَ كُفْرٌ؛ فَنُؤَوِّلُ أَوْ نُفَوِّضُ؛ فَعَلَى قَوْلِهِمْ لَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَقْوَالِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ إلَّا مَا ظَاهِرُهُ الْكُفْرُ، وَلَيْسَ فِيهَا مِنْ الْإِيمَانِ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ، وَالسَّلْبُ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ - الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَوْ خَوَاصِّ الْمُؤْمِنِينَ اعْتِقَادُهُ عِنْدَهُمْ - لَمْ يَنْطِقْ بِهِ رَسُولٌ وَلَا نَبِيٌّ وَلَا أَحَدٌ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ؛ وَاَلَّذِي نَطَقَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ وَوَرَثَتُهُمْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ هُوَ الْحَقُّ بَلْ هُوَ مُخَالِفٌ لِلْحَقِّ فِي الظَّاهِرِ؛ بَلْ وَحُذَّاقُهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْحَقِّ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ ".
أقول: ويضاف إلى ما ذكره أن هذا الحديث من أحاديث الآحاد، فإما أن يستدلوا بها في كل موطن أو يتركوا الاستدلال بها مطلقاً، لا أن يستدلوا بها إذا ظنوا أنها توافق اعتقادهم ويردوها إذا خالفته.
الوقفة الثالثة: زعمه أن الجويني لم يكن من أهل الحيرة والتردد، بل كان أعرف الناس بالله، قال: " إن كان الإمام مُتحيِّرَاً لا يدري ما يعتقد فواهاً على أئمة المُسلمِين، من سنة ثمان وسبعين وأربعمائة إلى اليوم ".
أقول: مما يدل على حيرة الجويني، أنه في كتابي الإرشاد والشامل يعتمد التأويل مسلكاً في أحاديث وآيات الصفات، ثم يتراجع عنه ويحكي الإجماع على خلافه في العقيدة النظامية.
أما ما ذكره السبكي بعد كلامه المنقول آنفاً من تبرير لهذا التراجع بأنه: " لا إنكار في التفويض ولا في مقابله، فإنها مسألة اجتهادية أي: مسألة التأويل أو التفويض، مع اعتقاد التنزيه ".
أقول: هذا يأباه نص الجويني في النظامية، فإنه لم يجعل المسألة اجتهادية، بل حكى الإجماع على التفويض، وأن سواه ابتداع، والمسائل الاجتهادية ليست كذلك.
وقد سبق نقل كلام الجويني والتعليق عليه.
ومما يدل أيضاً على تردد الجويني وحيرته ما ذكره الذهبي في ترجمة الإمام أبي عثمان الصابوني في سير أعلام النبلاء (18/ 43 - 44) قال: " قال معمر بن الفاخر: سمعتُ عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة، سمعت إسماعيل بن عبد الغافر، سمعت الامام أبا المعالي الجويني يقول: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: عليك باعتقاد ابن الصابوني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/85)
ومما يدلُّ على ذلك أيضاً ما نقله الذهبي في السير (18/ 471) عن السمعاني قال: وقرأت بخط أبي جعفر أيضا: سمعتُ أبا المعالي يقول: " قرأت خمسين ألفاً في خمسين ألفاً، ثم خليت أهل الاسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الاخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني ".
وهذه القصة نقلها السبكي ولم يستطع ردها، وإنما فسر كلامه بما لا يدل عليه فقال: " مراده أنه أنزل المذاهب كلها في منزلة النظر والاعتبار، غير متعصب لواحد منها بحيث لا يكون عنده ميل يقوده إلى مذهب معين من غير برهان، ثم توضح له الحق؛ وأنه الإسلام، فكان على هذه الملة عن اجتهاد وبصيرة، لا عن تقليد.
ولا يخفى أن هذا مقام عظيم لا يتهيأ إلا لمثل هذا الإمام وليس يسمح به لكل أحد فإن غائلته تخشى إلا على من برز في العلوم، وبلغ في صحة الذهن مبلغ هذا الرجل العظيم، فأرشد إلى أن الذي ينبغي عدم الخوض في هذا واستعمال دين العجائز.
ثم أشار إلى أنه مع بلوغه هذا المبلغ وأخذه الحق عن الاجتهاد والبصيرة لا يأمن مكر الله، بل يعتقد أن الحق إن لم يدركه بلطفه ويختم له بكلمة الإخلاص فالويل له ولا ينفعه إذ ذاك علومه وإن كانت مثل مدد البحر.
فانظر هذه الحكاية ما أحسنها وأدلها على عظمة هذا الإمام وتسليمه لربه تعالى وتفويضه الأمر إليه، وعدم اتكاله على علومه، ثم تعجب بعدها من جاهل يفهم منها غير المراد ثم يخبط خبط عشواء ".
أقول: لينظر المنصف نظرة متفهم لكلام الجويني ثم لينظر في هذه الكلمات، فيرى أن الجويني يتكلم عن تجربة مريرة خاضها ينصح الناس أن لا يخوضوها، وهذه التجربة هي تجربة الشكِّ، كما هو ظاهر من كلامه، وكما صرح به أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى ونقله الحافظ في الفتح (13/ 305)، فانظر كيف تُقلَبُ الحقائق وتصير التجربة المريرة التي ندم صاحبها على الخوض فيها " مقاماً عظيماً لا يتهيأ إلا لمثل هذا الإمام "!.
ثم إن الجوينى لو كان يقصد أن هذه التجربة لا يخوضها إلا من " برز في العلوم، وبلغ في صحة الذهن مبلغه "، لفصَّل وميَّز، ولما صرح بأنه لم يستفد من تجربته شيئاً: " فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز "، ولو كانت هذه التجربة مقاماً عظيماً لا يتهيأ إلا لمثل هذا الإمام لتمنى أن يموت على ما حصله منها لا على دين العجائز!.
ثم إن الرجوع إلى الحق ليس عيباً، بل هو فضيلة لصاحبه، فعلام يحاول السبكي تجريد الجويني من هذه الفضيلة؟.
الوقفة الرابعة: قوله: " إن الأرض لم تُخرج من لَّدن عهده أعرف منه بالله! ولا أعرف منه! ".
أقول: هذا من الغلو المذموم، والتقول الذي لا يمكن لأحد من الخلق ادعاءه، فهل شق السبكي عن قلوب الناس أجمعين خلال هذه القرون المتطاولة، فعرف أن الجويني أعرفهم بالله؟! فأنى له ادِّعاءُ ذلك؟.
ثم إن الجويني - كما مضى - تمنى أن يموت على دين العجائز، وهذا يدل على أن العجائز عنده أعرف منه بالله، وهذا ينقض زعم السبكي رأساً.
الوقفة الخامسة: قوله: " ماذا يكون حالُ الذهبي وأمثاله إذا كان مثل الإمام متحيراً؟ إن هذا لخزيٌ عظيم ".
أقول: هذا الكلام فيه تنقص للحافظ الذهبي وهو شيخ السبكي، وله أشد منه وأفحش في موضع من ترجمة أحمد بن صالح المصري.
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في تعليقه على الرفع والتكميل ص319: " وكأن السبكي في أكثر من موضع من كتابه نسي أن الذهبي رحمه الله تعالى شيخه ومعلمه ومطوق عنقه بالفضل؟! فخرج من حد الاعتدال!! والاعتدال حلية الرجال ".
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا الحسنات، ونفع بكم.
وهكذا تعودنا منكم حسن التحرير والاستشهاد والنقولات والتعليق منكم بما يفيد.
زادكم الله من فضله.
تناقضات الأشعرية (7): ادعائهم نفي علو الله تعالى بألسنتهم، وإقرارهم بذلك عند الرجوع إلى فطرهم
لعل تركهم التأويل، وانتقالهم منها إلى مرحلة الحيرة، تكفينا في نقض مذهبهم في التأويل وطرحه وعدم قبوله، وبيان بطلانه.
أما تصريحهم بالرجوع فأظن أنَّ ذلك يحتاج إلى عبارات صريحة منهم لإثبات العلو، أما الحيرة والتردد والشك فهذا ليس إقرارًا بالعلو والفوقية لله تعالى، حسب ما أفهمه.
وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا في الحموية:
(كيف يكون هؤلاء المتأخرون - لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه أمرهم حيث يقول:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ** وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر ** على ذقن أو قارعا سن نادم)
نفع الله بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/86)
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا الحسنات، ونفع بكم.
وهكذا تعودنا منكم حسن التحرير والاستشهاد والنقولات والتعليق منكم بما يفيد.
زادكم الله من فضله.
ولكم بالمثل. وهذا من حسن ظنكم.
أما تصريحهم بالرجوع فأظن أنَّ ذلك يحتاج إلى عبارات صريحة منهم لإثبات العلو، أما الحيرة والتردد والشك فهذا ليس إقرارًا بالعلو والفوقية لله تعالى، حسب ما أفهمه.
صدقت.
وفي عبارتي تجوُّز، وأنا متابع في ذلك للإمام الذهبي حيث ذكر الجويني في من يثبت العلو.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:42 ص]ـ
بارك الله في الاخ ابو الحسنات في الموضوع
وهذا دأب الاشاعرة واهل الكلام يذكرون دليلا في كتبهم في اولها ثم ينقضونها في اخرها
يتركون الاحاديث الصحاح ويبنون عقائدهم على الموضوعات والابيات الشعريه
يردون خبر الاحاد ويستدلون ببيت لكافر احاد
لاعقل ولانقل
ولاحول ولاقوة الابالله(56/87)
الإباضية
ـ[أبودجانةالحميدي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 08:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
من هم الإباضية لأني ما علمت عنهم الا يوم أمس
أفيدونا جعل الله الجنة مثوانا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:50 م]ـ
الإباضية
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82287&highlight=%C7%E1%C5%C8%C7%D6%ED%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:51 م]ـ
قيّد هذه الروابط المهمة في الرد على الإباضية عبر منتدى من هم الإباضية؟
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12331&highlight=%C7%E1%C5%C8%C7%D6%ED%C9)
ـ[أبودجانةالحميدي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 08:07 ص]ـ
جزاك الله خير
أخي نضال دويكات
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإباضية فرقة من الخواج،ولا يزالون الى الآن،في بعض البلدان،مثل ليبيا والصومال، وسنطنة عمان،والمذهب الإباضي هو المذهب الرسمي في سنطنة عمان،
ومفتي السنطنة هو المدعوأحمد بن حمد الخليلي الإباصي، الذي كتب كتابا سماه {الحق الدامغ} ينكر فيه رؤية الله يوم القيامة،والقول بخلق القرآن، والقول بتخليد الفساق في النار، وينكر آحاديث الآحاد في مجال الإعتقاد، الى غير ذلك من الإنحرافات، وله نائب ينوب عنه في الإفتاء يدعى القيوبي،
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإباضية وأصولهم البدعية
الإباضية فرقة من فرق الخوارج،تنتسب الى عبد الله بن اباض التميمي المتوفى سنة {80هجرية}
مذهبهم في الإعتقاد.
ومذهبهم في الإعتقاد هو مذهب الخوارج،ومن أهم بدعهم:
1 ـ القول بخلق القرآن
2 ـ انكار رؤية المومنين ربهم يوم القيامة
3 ـ اعتقادهم تخليد العصاة في النار
4 ـ القول بالتقية في الأقوال لا في الأفعال
5 ـ عدم الإيمان بعذاب القبر،والدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام
6 ـ وينكرون الميزان والصراط وصفات الله عزوجل
7 ـ عدم الأخذ بسنة الآحاد في باب العقائد
أهم كتبهم في العقيدة:
ـ مشارق الأنوار لنور الدين السالمي الإباضي
وهم يسمون أنفسهم باهل الدعوة،وأهل الإستقامة،وجماعة المسلمين،
يقال لهم الإباضية،والخوارج،والخوامس {يتبع}
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإباضية
مذهبهم في الفقه:
وأما مذهبهم في الفقه، فهو كما يلي:
1 ـ عدم جواز المسح على الخفين،كالشيعة الإمامية
2 ـ عدم رفع الأيدي في تكبيرة الإحرام،وارسال الأيدي كالشيعة
3 ـ الإقتصار على تسليمة واحدة
4 ـ القول بافطار من أصبح جنبا في رمضان
5 ـ كراهية الجمع بين بنات العم خشية القطيعة،وهي كراهية تنزيه
6 ـ جواز نكاح الصبي والصبية
7 ـ جواز امامة النساء
ومن أهم كتبهم في الفقه وأصوله يلي:
ـ منهج الطالبين
ـ الإيضاح
ـ الجامع
ـ قاموس الشريعة
ـ شرح النيل
ـ جوهر النظام،للسالمي
ـ وطلعة الشمس في أصول الفقه للسالمي أيضا.
أماكن وجودهم
توجد الإباضية في سنطنة عمان،بل هو المذهب الرسمي للدولة،وقد ظهرت في السنطنة في النصف الثاني من القرن الأول الهجري وذلك بعد سنة {64هجرية} وكذلك يوجدون في حضرموت اليمن،وفي شرق الخليج جهة ايران،وشرق افريقيا،والجزائر واليبيا وتونس الخ.
أشهر علماء الإباضية:
ـ نور الدين السالمي
ـ محمد بن يوسف بن اطفيش
ـ أحمد بن عبد الله الكندي
ـ الشقعبي
ـ الشماخي
ـ ابن بركة
ومن المعاصرين:
ـ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسنطنة حاليا.
ـ القيوبي نائب المفتي.
ـ تقي الدين النبهاني صاحب مشروع {طلب النصرة}.
O أذنابهم:
ـ محمود الخالدي
ـ فتحي محمد سليم،
ـ محمد الشويكي
والإباضية ينكرون الشفاعة،ويكفرون مرتب الكبيرة،ويكفرون الصحابة الكرام،كعثمان وعلي وعمرو بن العاص وطلحة والزبير رضي الله عنهم.
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:31 م]ـ
الخوارج وأصولهم البدعية.
الخوارج فرقة ضالة،ظهرت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،وزعيمهم الأول هو: {ذو الخويصرة} فنشأتهم اذا كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أول ظهور للخوارج،كان في خلافة الإمام علي رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين،يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،: {والخوارج هم أول من كفر المسلمين،يكفرون المسلمين بالذنوب،ويكفرون من خالفهم في بدعتهم،ويستحلون دمه وماله،وهذا حال أهل البدع،يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم}.مجموع الفتاوى 3/ 279.
من أهم بدعهم:
1 ـ الحكم على مرتب الكبيرة بأنه كافر مخلد في النار،حلال المال والدم والعرض.
2 ـ أن من خالف القرآن بعمل أو رأي أخطأ فيه فهو كافر.
3 ـ الخروج على الحاكم الظالم الفاسق.
4 ـ يردون الأحاديث الواردة عن طريق عثمان وعلي ومعاوية رضي الله عنهم ومن كان معهم.
5 ـ يردون أحاديث الآحاد التي فيها زيادة على القرآن،كأحاديث الرجم ونحوها.
هذه جملة المبادئ التي اتفق عليها الخوارج، والخوارج فرق ومنهم الوعيدية،والذين كذلك يأخذون نصوص الوعد والوعيد فينزلونها على المعين دون النظر في اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، كما هو مقرر عند أ هل السنة في هذا الباب، وهو من أوعر الأبواب وأ صعبها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/88)
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[27 - 11 - 09, 03:03 م]ـ
القدرية واصولهم البدعية
والقدرية هم نفاة القدر والذين قالوا لاقدر والأمر أنف،
أشهر القدريين:
1 ـ غيلان بن مسلم الدمشقي {105} هجرية،
2 ـ الجعد بن درهم
3 ـ الجهم بن صفوان {128} هجرية
4 ـ واصل بن عطاء {131} هجرية
عمرو بن عبيد البصري {144} هجرية
ومن أ هم بدعهم:
1 ـ انكار القدر
2 ـ انكار هم تكليم الله لموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام
3 ـ انكارهم اتخاذ الله ابراهيم خليلا
4 ـ انكارهم استواء الله على العرش،
يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: {أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن،كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر،فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد سلسة الضلال اذا، وغيلان هذا ناظره الإمام الأوزعي بين يدي الخليفة هشام بن عبد الملك، وظهر أنه من أهل الزيغ والضلال والزندقة، فأمر الخليفة بقطع يده ورجله ولسانه وضرب عنقه وصلب في دمشق،وقد كان عمر بن عبد العزيز نهاه عن عن أ قواله هذه ومنعه من نشرشكوكه وأو هامه ودعا عليه، ولكنه عاد داعيا الى بدعته،بعد موت عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[27 - 11 - 09, 03:47 م]ـ
الشيعة وأصولهم البدعية
والشيعة يدعون أنهم أنصار علي رضي الله عنه،والشيعة فرقة من الفرق الضالة،
من أهم بدعهم:
1 ـ القول بتحريف القرآن
2 ـ القول بأن الإمامة من أ ركان الإيمان
3 ـ القول بامامة علي نصا ووصية
4 ـ القول بعصمته وعصمة ذريته من بعده
5 ـ تفضيله على سائر الصحابة
6 ـ طعنهم في الصحابة ولعنهم،
7 ـ طعنهم في أمهات المؤمنين
8 ـ دعاء القبور والإستغاثة بهم
والشيعة فرق كثيرة،ويسمون بالروافض أيضا.(56/89)
تنبيه على خطأ في تعريف المعجزة في موسوعة نضرة النعيم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
جاء في نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - (1/ 520)
معجزات ودلائل نبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى اللّه عليه وسلّم
تمهيد:
أجرى اللّه- تبارك وتعالى- على يدي أنبيائه ورسله من المعجزات الباهرات والدّلائل القاطعات والحجج الواضحات ما يدلّ على صدق دعواهم أنّهم رسل اللّه، وكي تقوم الحجّة البالغة على النّاس فلا يبقى لأحد عذر في عدم تصديقهم وطاعتهم. فقال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ «1».
والفرق بين المعجزة وغيرها من الدّلالة والعلامة أنّ المعجزة يشترط فيها التّحدّي وأن يكون المتحدّى به ممّا يعجز عنه البشر في العادة المستمرّة. أمّا الدّلائل والعلامات فتقع دالّة على صدق الأنبياء والرّسل من غير سبق تحدّ وسمّيت المعجزة كذلك لعجز الخلق عن معارضتها والإتيان بمثلها.
والمعجزة على ضربين:
- ضرب هو من نوع قدرة البشر، فعجزوا عنه فتعجيزهم عنه فعل للّه دلّ على صدق نبيّه كتحدّي اليهود أن يتمنّوا الموت.
- وضرب خارج عن قدرتهم، فلم يقدروا على الإتيان بمثله كانشقاق القمر، ممّا لا يمكن أن يفعله أحد إلّا اللّه تعالى فيكون ذلك على يد النّبيّ من فعل اللّه تعالى وتحدّي من يكذّبه أن يأتي بمثله تعجيزا له «2».
ومعجزات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي ظهرت على يديه تشمل كلا النّوعين. فهو صلّى اللّه عليه وسلّم أكثر الرّسل معجزة وأبهرهم آية وأظهرهم برهانا فله من المعجزات ما لا يحدّ ولا يعدّ، وقد ألّفت في معجزاته صلّى اللّه عليه وسلّم المؤلّفات الكثيرة وتناولها العلماء بالشّرح والبيان. ممّن اعتنى بجمعها من الأئمّة أبو نعيم الأصبهانيّ والبيهقيّ.
ومعجزاته صلّى اللّه عليه وسلّم، منها ما نقل إلينا نقلا متواترا من طرق كثيرة تفيد القطع عند الأمّة.
ومنها ما لم يبلغ مبلغ الضّرورة والقطع وهو على نوعين:
- نوع مشتهر منتشر، رواه العدد وشاع الخبر به عند أهل العلم بالآثار، ونقلته السّير والأخبار، كنبع الماء من بين أصابعه الشّريفة صلّى اللّه عليه وسلّم، وتكثيره الطّعام.
- ونوع منه اختصّ به الواحد والاثنان ورواه العدد اليسير ولم يشتهر اشتهار غيره لكنّه إذا جمع إلى مثله اتّفقا في المعنى واجتمعا على الإتيان بالمعجز «3».
__________
(1) سورة الحديد: من الآية رقم (25).
(2) انظر الشفا للقاضي عياض (1/ 491، 492) بتصرف.
(3) المرجع السابق (1/ 495).
وما ذكروه في تعريف المعجزة هو تعريف الأشاعرة، حيث أنهم اشترطوا التحدي في المعجزة، وكذلك ذكر بعضم التعجيز عن قبول التحدي مع قدرتهم على ذلك ومن ذلك قولهم بمسألة الصرفة المشهورة!
وقد نبه أهل العلم من أهل السنة والجماعة على خطأ هذا التعريف وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وهذه بعض النقولات من موضوع الشيخ عبدالباسط بن يوسف الغريب، وهو في الملتقى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163730
قال شيخ الإسلام: ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لا تثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة.
وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/90)
على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثلا بالملك وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
النبوات (1|482)
وقال شيخ الإسلام: وأما الطريق الثانية وهي أجود وهي التي اختارها أبو المعالي وأمثاله فهو أن دلالة المعجز على التصديق معلومة بالاضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيل انه لا يفعل لحكمة انتفى العلم الاضطراري والأمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آية لرسوله أمرا خارجا عن عادته إنما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلت الدلالة وكذلك دليل القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبات الحكمة فإنه سبحانه وتعالى قادر على أن يميز بين الصادق والكاذب إذ كان قادرا على أن يهدي عباده إلى ما هو أدق من هذا فهداهم إلى أسهل لكن هذا يستلزم إثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيء من أفعاله الغائبة وأيضا فآيات الأنبياء تصديق بالفعل فهي تدل إذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهه عن الكذب وعلى أصلهم لا يعلم ذلك فإن ما يخلقه من الحروف والأصوات عندهم هو مخلوق من المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلاما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخر فإن هذا من باب المفعولات عندهم.
النبوات (2|932)
11 - تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
قال شيخ الإسلام: ومن الناس من فرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء بفروق ضعيفه مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
النبوات (1|138)
ثاثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.
وقد رد عليهم شيخ الإسلام في ذلك:
أ - كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف.
ب - وكون المعجزة خارقة للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كاحياء الموتى وهو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات.
قال شيخ الإسلام:كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم.
إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا لغيرهم فضلا عن كونه معتادا؛ فآية النبي لا بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتادة للآدميين وذلك لأنها حينئذ لا تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه لا بد أن تكون خارقة للعادة لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتاد لنظرائهم وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم.
النبوات (1|165)
وقال: فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات ثم هب أنه لا نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للأنبياء غير هذا فنفس خوارق العادات معتاد جميعه للأنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون الأنبياء كثيرين وقد روي أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلاء لا يكون معدوم النظير في العالم بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجزة هي الخارقة للعادة أنها خارقة لعادة أولئك المخاطبين بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فإن أكثر الناس لا يقدرون على الكهانة والسحر ونحو ذلك.
النبوات (1|172)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/91)
ت - وبين أنه لا يصح حد المعجز بالخارق للعادة لوجهين: أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الآية بل يعتاد هؤلاء مالم يعتد هؤلاء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الإضافية.
الثاني: أن مجرد ذلك مشترك بين الأنبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما لا يقدر الحاضرون على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختص بالأنبياء.
النبوات (1|174)
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.
12 - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك.
النبوات (1|134)
13 - فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.
النبوات (2|789)
14 - فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه.
النبوات (2|792)
وقد رد عليهم شيخ الإسلام فقال:
أ-: وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك وهذا قول من اتبع جهما على أصله في أفعال الرب من الجهمية وغيرهم حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كل أحد واحتاجوا مع ذلك إلى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن ادعى النبوة وهو كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليلا على صدقه لما يقترن بها مما يناقض ذلك فإن هذين قولان لهم.
فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم لا توجبون على الله شيئا فقالوا لأن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكون لغير صادق فالمجموع هو الممتنع وهو خارق العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلامة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم فقالوا إما لأنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لأنه علم دلالته على الصدق بالضرورة فقيل لهم إنما يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دلالتها معلومة بالضرورة هو مسلم لكنه يناقض أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجوز أن يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن ادعى النبوة دلت على صدقه وإن لم يدع النبوة لم تدل على شيء مع أنه لا فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبوة وغير مدعي النبوة بل كلاهما جائز فيه فإذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليلا دون الآخر ولم اقترن العلم بأحد المتماثلين دون الآخر ومن أين علمتم أن الرب لا يخرقها مع دعوى النبوة إلا على يد صادق وأنتم تجوزون على أصلكم كل فعل مقدور وخلقها على يد الكذاب مقدور.
(1|136)
ب- وهو أنه قد ادعى جماعة من الكذابين النبوة وأتوا بخوارق من جنس خوارق الكهان والسحرة ولم يعارضهم أحد في ذلك المكان والزمان وكانوا كاذبين فبطل قولهم إن الكذاب إذا أتى بمثل خوارق السحرة والكهان فلا بد أن يمنعه الله ذلك الخارق أو يقيض له من يعارضه وهذا كالأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واستولى على اليمن وكان معه شيطان سحيق ومحيق وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهان وما عارضه أحد وعرف كذبه بوجوه متعددة وظهر من كذبه وفجوره ما ذكره الله بقوله {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وكذلك مسيلمة الكذاب وكذلك الحارث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/92)
الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة الله عليهم وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما هي مع السحرة والكهان.
النبوات (1|498)
ت- أن آيات الأنبياء ليس من شرطها استدلال النبي بها ولا تحديه بالإتيان بمثلها بل هي دليل على نبوته وان خلت عن هذين القيدين وهذا كإخبار من تقدم بنبوة محمد فانه دليل على صدقه وان كان هو لم يعلم بما أخبروا به ولا يستدل به وأيضا فما كان يظهره الله على يديه من الآيات مثل تكثير الطعام والشراب مرات كنبع الماء من بين أصابعه غير مرة وتكثير الطعام القليل حتى كفى أضعاف من كان محتاجا إليه وغير ذلك كله من دلائل النبوة ولم يكن يظهرها للاستدلال بها ولا يتحدى بمثلها بل لحاجة المسلمين إليها وكذلك إلقاء الخليل في النار إنما كان بعد نبوته ودعائه لهم إلى التوحيد.
النبوات (1|500)
ث- أن الدليل الدال على المدلول عليه ليس من شرط دلالته استدلال أحد به بل ما كان النظر الصحيح فيه موصولا إلى علم فهو دليل وإن لم يستدل به أحد فالآية أدلة وبراهين تدل سواء استدل بها النبي أو لم يستدل وما لا يدل إذا لم يستدل به لا يدل إذا استدل به ولا ينقلب ما ليس بدليل دليلا إذا استدل به مدع لدلالته.
النبوات (1|500)
ج-وأما قولهم خاصة المعجز عدم المعارضة فهذا باطل وإن كان عدم المعارضة لازما له فإن هذا العدم لا يعلم إذ يمكن أن يعارضه من ليس هناك إذا كان مما يعلم أنه معتاد مثل خوارق السحرة والكهان فإنه وإن لم يمكن أن يعارض في هذا الموضع ففي السحرة والكهان من يفعل مثلها مع أنه ليس بنبي ودليل النبوة يمتنع ثبوته بدون النبوة وإذا قالوا الدليل هو مجموع الدعوى والدليل تبين خطأهم وان القوم لم يعرفوا دلائل النبوة ولا أقاموا دليلا على نبوة الأنبياء كما لم يقيموا دليلا على وجود الرب فليس في كتبهم ما يدل على الرب تعالى ولا على رسوله مع أن هذا هو المقصود من أصول الدين.
النبوات (2|795)
15 - حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها
أ - إذا جوز أن يكون ما ينفرد الرب بالقدرة عليه وعلى قولهم يأتي به النبي تارة والساحر تارة ولا فرق بينهما إلا دعوى النبوة والاستدلال به والتحدي بالمثل فلا حاجة إذا إلى كونه مما انفرد الباري بالقدرة عليه.
النبوات (1|228)
ب- وعلى هذا القول لا فرق بين المعجزة وغيرها
قال شيخ الإسلام: وإذا قال القائل آيات الأنبياء لا يقدر عليها إلا الله أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته أو أنها من فعل الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلام مجمل فقد يقال عن كل ما يكون أنه لا يقدر عليه إلا الله فإن الله خالق كل شيء وغيره لا يستقل بإحداث شيء وعلى هذا فلا فرق بين المعجزات وغيرها وقد يقال لا يقدر عليها إلا الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسطة قدرة العبد كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجة عن مقدور الإنس بمعنى أنه لا يقع منهم لا بإعانة الجن ولا بغير ذلك فهذا كلام صحيح وإن أراد أنه خارج عن مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى الإنس والجن والسحر والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى الإنس وهي مناقضة لآيات الأنبياء كما قال تعالى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وإن أراد أنها خارجة عن مقدور الملائكة والإنس والجن أو أن الله يفعلها بلا سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بلا سبب ومن أين له أنه لا يخلقها بواسطة الملائكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لم ينفخ في مريم حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين قال تعالى {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرر ومعين}.
النبوات (2|1065)
16 - و دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/93)
قال شيخ الإسلام: هذا كلام صحيح إذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد ما كان فانه عندكم لا ينزه عن فعل ممكن ولا يقبح منه فعل فحينئذ إذا خلق على يد الكاذب مثل هذه الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي لا تدل على الصدق البتة على أصلكم ويلزمكم إذا لم يكن دليل إلهي ألا يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلزم أن الرب سبحانه لا يصدق أحدا ادعى النبوة وإذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صدق الصادق إذا ظهرت هذه الأعلام على يده ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب لا يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعل من الأفعال هو قادر عليه وهو سبحانه لا يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرين إن قلتم لا يمكنه خلقها على يد الكاذب وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه لا يقدر على إحداث حادث قد فعل مثله وهذا تصريح بعجزه وأنتم قلتم فليست بدليل فلا يلزم عجزه فصارت دلالتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتم يقدر لكنه لا يفعل فهذا حق وهو ينقض أصلكم وحقيقة الأمر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنع أن يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقة على يد الكاذب فهو ممكن والله سبحانه وتعالى قادر عليه لكنه لا يفعله لحكمته كما أنه سبحانه يمتنع عليه أن يكذب أو يظلم والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو إذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب.
النبوات (1|241)
وقال شيخ الإسلام: وقالوا أيضا ما ذكره الأشعري المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب وهذا كلام صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصولهم فانه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
النبوات (1|483)
17 - قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم.
قال شيخ الإسلام: قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه فتبطل حجته وإذا قيل لهم لم قلتم إن الله لا بد أن يفعل هذا وهذا وعندكم يجوز عليه كل شيء ولا يجب عليه فعل شيء ولا يجب منه فعل شيء قالوا لأنه لو لم يمنعه من ذلك أو يعارضه بآخر لكان قد أتى بمثل ما يأتي به النبي الصادق فتبطل دلالة آيات الأنبياء فإذا قيل لهم وعلى أصلكم يجوز أنه يبطل دلالتها وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء.
النبوات (1|487)
وهناك بحث مفيد جدا لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد القرني جزاه الله خيرا بعنوان: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة، وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85041
ومما ذكره الشيخ القرني في بحثه السابق:
ومع مخالفة ما اشترطه الأشاعرة من التحدي بالمعجزة لثبوت دلالتها لمنهج الاستدلال، فإن ما ذكروه مخالف لواقع الحال، وما هو معلوم بالضرورة من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لم يكن يتحدى بالمعجزات ابتداء، فهذا الشرط إنما التزموا به لأن منهجهم يقتضيه، لا لأن الأمر كذلك, وليس لهم في إثباته وحصوله من النبي - صلى الله عليه وسلم - على الوجه الذي اشترطوه دليل.
وفي تقرير هذا المعنى يقول الإمام ابن حزم: " إن اشتراط التحدي في كون آية النبي آية دعوى كاذبة، سخيفة، لا دليل على صحتها، لا من قرآن, ولا سنة صحيحة ولا سقيمة, ولا من إجماع, ولا من قول صاحب, ولا من حجة عقل, ولا قال بهذا أحد قط قبل هذه الفرقة الضعيفة " (3).
وفي نفس المعنى يقول الإمام ابن تيمية: " إن عامة معجزات الرسول لم يكن يتحدى بها, ويقول ائتوا بمثلها, والقرآن إنما تحداهم لما قالوا إنه افتراه, ولم يتحداهم به ابتداء, وسائر المعجزات لم يتحد بها, وليس فيما نقل تحد إلا بالقرآن، لكن قد علم أنهم لا يأتون بمثل آيات الأنبياء, فهذا لازم لها, لكن ليس من شرط ذلك أن يقارن خبره " (1).
وإذا علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يتحدى بالمعجزات ابتداء، بل أكثر المعجزات لا يشهدها إلا الصحابة, ولا يمكن في حقهم التحدي بتلك المعجزات, بل هم مؤمنون به وإن لم يشهدوها، فعلم أن ما شرطوه من اقتران التحدي ودعوى النبوة لا أصل له، بل يلزم القدح في تلك المعجزات، لعدم تحقق ما شرطوه فيها.
وفي بيان هذا اللازم يقول الإمام ابن حزم: " إنه لو كان ما قالوا لسقطت أكثر آيات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كنبعان الماء من بين أصابعه, وإطعامه المئين والعشرات من صاع شعير وعناق، ومرة أخرى من كسر ملفوفة في خمار، وكتفله في العين فجاشت بماء غزير، إلى اليوم، وحنين الجذع، وتكليم الذراع, وشكوى البعير والذئب والإخبار بالغيوب، وتمر جابر، وسائر معجزاته العظام، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يتحد بذلك كله أحدا، ولا عمله إلا بحضرة أهل اليقين من أصحابه رضي الله عنهم، ولم يبق له آية حاشا القرآن, ودعاء اليهود إلى تمني الموت, وشق القمر فقط، وكفى نحسا بقول أدى إلى مثل هذا، فإن ادعوا أنه - عليه السلام - تحدى بها من حضر وغاب كذبوا واخترعوا هذه الدعوى, لأنه لم يأت في شيء من تلك الأخبار أنه تحدى بها أحدا, وإن تمادوا على أن كل هذه ليست معجزات ولا آيات أكذبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله إذ فعل ذلك أشهد أني رسول الله " (2).
__________
(1) …النبوات. لابن تيمية: (2/ 794).
(2) …الفصل في الملل والأهواء والنحل. لابن حزم: (5/ 7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/94)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 07:49 م]ـ
3 - أن أصح تعريف لآيات الأنبياء و براهينهم هو: ((الخوارق التي تخرق عادة جميع الثقلين)) كما حكاه ابن تيمية و فصل فيه، انظر (النبوات، 327 فما بعدها).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3357
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:09 م]ـ
بوركتي
كم هذا التعريف منتشر في اكثر الكتب خاصة الجامعيه منها
وجزاكي الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:36 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللامي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=15257#post15257)
3- أن أصح تعريف لآيات الأنبياء و براهينهم هو: ((الخوارق التي تخرق عادة جميع الثقلين)) كما حكاه ابن تيمية و فصل فيه، انظر (النبوات، 327 فما بعدها).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3357
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:55 ص]ـ
ما حكم صلاة العيد الاضحى بيومين من وقفة العرفة؛ الاجابة تكون سريعا ياخوة الكرام؟ السلام عليكم.
و يا شيخ عبد الرحمن الفقيه , اجزني بمروياتك المسوعة , حفظك الله
وان تفضلت وارسلها في اييميل لي شكرا.(56/95)
من يعرف مصحف الشمرلي؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 07:27 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,
أما بعد ,
فقد رأيت بعض الصفحات منمصحف الشمرلي , وأثارني في المعرفة عنه , فمن يعرف عنه شيئا أو بعضا من نسخه وما أصله؟ وكيف نشأ؟ ومن كتبه؟ وكيف انقرض؟
فلا يبخل علينا!!!
بارك الله فيكم ورفع قدركم في الدنيا والأخرة
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 08:01 م]ـ
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
المصحف موجود أخي الكريم ومتداول ومعروف لدى المكتبات وهو مصحف جيد لمن حفظ ويرغب في المراجعه لأنه لا يعتمد في نهاية الصفحة على نهاية الآيات بل قد تنتهي الصفحة في الغالب ولم تتم الأية، ولو بحثت على الشبكة فهو موجود
أتمنى أن أكون قد قدمت لك المفيد أخي الكريم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96765
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا مجاهد ,
وجزاك الله خيرا شيخنا إحسان
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 04:46 م]ـ
وكيف انقرض؟
لم ينقرض بحمد الله وكثير هم من لا يقرأون إلا فيه
وأنا واحد منهم لا أقرأ إلا به ولله الحمد
بل أرى إن من أحسن ما يتميز به عدم انتهاء صفحاته بآية
لكن يا شيخ إحسان جزاك الله خيرا الرابط لا يعمل فهلا تكرمت بالدلالة على غيره
واحتسب الأجر وندعو لك
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 07 - 09, 05:04 م]ـ
عدم انتهاء الصفحة بآية يساعد على الحفظ لأنه أدعى لأن تحفظ شكل الصفحة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 04:28 ص]ـ
أبشر
تفضل
مصحف الشمرلي
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1628
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 02:17 ص]ـ
بوركت يا شيخ إحسان
ودمت نافعا محسنا لإخوانك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 02:51 ص]ـ
حياك الله
وجزاك خيراً
ـ[أبو الخير الأزهري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:35 ص]ـ
أخي الكريم
من أي البلاد أنت
اعلم أن هذا المصحف من أوائل المصاحف طباعة في جمهورية مصر العربية
ولا يختم هذا المصحف بآية
وهو مشهور عند الأزاهرة القدامى
ويميز هذا المصحف أن كاتبة هو الخطاط الشهير حداد
ووقع في يدي نسخة قديمة ليست بخط حداد
أخي الكريم
مكتبة الشمرلي لا زالت موجودة
ومقرها شارع الفجالة رمسيس القاهرة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:17 م]ـ
نعم , جزاكم الله خيرا ووفقكم الله ,
و هذا هو رابط تحميل المصحف
http://www.quranflash.com/download/index.html
ـ[محمد جبر السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:38 م]ـ
من الطبعات الأولى لمصحف الشمرلي ما كان بخط الخطاط التركي مصطفى نظيف الشهير باسم: قدره غلي، وأحسب أن ما كتبه الخطاط حداد هو من فترة السبعينيات الماضية
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا يابن جبر
بارك الله فيكم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 03 - 10, 01:18 م]ـ
للنفع(56/96)
اشكال في كلام ابن القيم حول البطون والاحاطة
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
هذا وثاني عشرها وصف الظهو ... ر له كما قد جاء في القرآن
والظاهر العالي الذي ما فوقه ... شيء كما قد قال ذو البرهان
حقا رسول الله ذا تفسيره ... ولقد رواه مسلم بضمان
فاقبله لا تقبل سواه من التفا ... سير التي قيلت بلا برهان
والشيء حين يتم منه علوه ... فظهوره في غاية التبيان
أو ما ترى هذي السما وعلوها ... وظهورها وكذلك القمران
والعكس أيضا ثابت فسفوله ... وخفاؤه اذ ذاك مصطحبان
فانظر الى علو المحيط وأخذه ... صفة الظهور وذاك ذو تبيان
وانظر خفاء المركز الأدنى ووصف السفل فيه وكونه تحتاني
وظهوره سبحانه بالذات مثل علوه فهما له صفتان
لا تجحدنها جحود الجهم أو ... صاف الكمال تكون ذا بهتان
وظهوره هو مقتض لعلوه ... وعلوه لظهوره ببيان
وكذاك قد دخلت هناك الفاء للتبيب مؤذنة بهذا الشان
فتأملن تفسير أعلم خلقه ... بصفاته من جاء بالقرآن
اذ قال أنت كذا فليس لضده ... أبدا اليك من تطرق الاتيان
- اظن الاشكال ظاهر.
ويقول في طريق الهجرتين/
....... فقد تعرف سبحانه إلى عباده بكلامه معرفة لا يجحدها إلا من أنكره سبحانه وإن زعم أنه مقربه والمقصود أن التعبد باسمه الظاهر يجمع القلب على المعبود ويجعل له ربا يقصده وصمدا يصمد إليه في حوائجه وملجأ يلجأ إليه فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه الظاهر استقامت له عبوديته وصار له معقل وموئل يلجأ إليه ويهرب إليه ويفر كل وقت إليه وأما تعبده باسمه الباطن فأمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته ويكل اللسان عن وصفه وتصطلم الإشارة إليه وتجفو العبارة عنه فإنه يستلزم معرفة بريئة من شوائب التعطيل مخلصة من فرث التشبيه منزهة عن رجس الحلول والاتحاد وعبارة مؤدية للمعنى كاشفة عنه وذوقا صحيحا سليما من أذواق أهل الانحراف فمن رزق هذا فهم معنى اسمه الباطن وضح له التعبد به وسبحان الله كم زلت في هذا المقام أقدام وضلت فيه أفهام وتكلم فيه الزنديق بلسان الصديق واشتبه فيه إخوان النصارى بالحنفاء المخلصين لنبو الأفهام عنه وعزة تخلص الحق من الباطل فيه والتباس ما في الذهن بما في الخارج إلا على من رزقه الله بصيرة في الحق ونورا يميز به بين الهدى والضلال وفرقانا يفرق به بين الحق والباطل ورزق مع ذلك اطلاعا على أسباب الخطأ وتفرق الطرق ومثار الغلط وكان له بصيرة في الحق والباطل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
وباب هذه المعرفة والتعبد هو معرفة إحاطة الرب سبحانه بالعالم وعظمته وأن العوالم كلها في قبضته وأن السموات السبع والأرضين السبع في يده كخردلة في يد العبد قال تعالى وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وقال والله من ورآئهم محيط ولهذا يقرن سبحانه
بين هذين الاسمين الدالين على هذين المعنيين اسم العلو الدال على أنه الظاهر وأنه لا شيء فوقه واسم العظمة الدال على الإحاطة وأنه لا شيء دونه كما قال تعالى وهو العلي العظيم وقال تعالى وهو العلي الكبير وقال ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم وهو تبارك وتعالى كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء بل ظهر على كل شيء فكان فوقه وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه وهو محيط به حيث لا يحيط الشيء بنفسه وكل شيء في قبضته وليس شيء في قبضة نفسه فهذا أقرب لإحاطة العامة
وأما القرب المذكور في القرآن والسنة فقرب خاص من عابديه وسائليه ودادعيه وهو من ثمرة التعبد باسمه الباطن قال الله تعالى وإذا سألك عبادى عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فهذا قربه من داعيه وقال تعالى إن رحمت الله قريب من المحسنين فذكر الخبر وهو قريب عن لفظ الرحمة وهي مؤنثة إيذانا بقربه تعالى من المحسنين فكأنه قال إن الله برحمته قريب من المحسنين وفي الصحيح عن النبي قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وأقرب ما يكون الرب من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/97)
عبده في جوف الليل فهذا قرب خاص غير قرب الإحاطة وقرب البطون وفي الصحيح من حديث أبي موسى أنهم كانوا مع النبي في سفر فارتفعت أصواتهم بالتكبير فقال أيها الناس اربعوا على أنفسكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب الى أحدكم من عنق راحلته فهذا قربه من داعيه وذاكره يعني فأي حاجة بكم إلى رفع الأصوات وهو لقربه يسمعها وإن خفضت كما يسمعها إذا رفعت فإنه سميع قريب وهذا القرب هو من لوازم المحبة فكلما كان الحب أعظم كان القرب أكثر وقد استولت محبة المحبوب على قلب محبه بحيث يفنى بها عن غيرها ويغلب محبوبه على قلبه حتى كأنه يراه ويشاهده فإن لم يكن عنده معرفة صحيحة بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وإلا طرق باب الحلول إن لم يلجه وسببه ضعف تمييزه وقوة سلطان المحبة واستيلاء المحبوب على قلبه بحيث يغيب عن ملاحظة ما سواه وفي مثل هذه الحال يقول سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ونحو هذا من الشطحات التي نهايتها أن يغفر له ويعذر لسكره وعدم تمييزه في تلك الحال فالتعبد بهذا الاسم هو التعبد بخالص المحبة وصفوة الوداد وأن يكون الإله أقرب إليه من كل شيء وأقرب إليه من نفسه مع كونه ظاهرا ليس فوقه شيء ومن كثف ذهنه وغلط طبعه عن فهم هذا فليضرب عنه صفحا إلى ما هو أولى به فقد قيل
إذا لم تستطع شيئا فدعه % وجاوزه إلى ما تستطيع
................ واعلم أن لك أنت أولا وآخرا وظاهرا وباطنا بل كل شيء فله أول وآخر وظاهر وباطن حتى الخطرة واللحظة والنفس وأدنى من ذلك وأكثر فأولية الله عز وجل سابقة على أولية كل ما سواه وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه فأوليته سبقه لكل شيء وآخريته بقاؤه بعد كل شيء وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيءومعنى الظهور يقتضي العلو وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه هذا لون وهذا لون فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد فكل سابق انتهى إلى أوليته وكل آخر انتهى إلى آخريته فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن فما من ظاهر إلا والله فوقه وما من باطن إلا والله ودونه وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه فسبق كل شيء بأوليته وبقي بعد كل شيء بآخريته وعلا على كل شيء بظهوره ودنا من كل شيء ببطونه فلا توارى منه سماء سماء ولا أرض أرضا ولا يحجب عنه ظاهر باطنا بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة والبعيد منه قريب والسر عنده علانية فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد فهو الأول في آخريته والآخر في أوليته والظاهر في بطونه والباطن في ظهوره لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
والتعبد بهذه الأسماء رتبتان الرتبة الأولى أن تشهد الأولية منه تعالى في كل شيء والآخرية بعد كل شيء والعلو والفوقية فوق كل شيء والقرب والدنو دون كل شيء فالمخلوق يحجبه مثله عما هو دونه فيصير الحاجب بينه وبين المحجوب والرب جل جلاله ليس دونه شيء أقرب إلى الخلق منه
والمرتبة الثانية من التعبد أن يعامل كل اسم بمقتضاه فيعامل سبقه.انتهى.
الاشكالات/
- فهمت من كلام ابن القيم ان الله قريب بذاته من كل شيء Question كما في قوله الباطن بذاته. ثم تفسير البطون بالقرب.
وانا الذي اعرفه غير هذا. اعتقد ان القرب لا يوجد قرب عام.وانما القرب المذكور في القران والسنة كقرب خاص فقط بخلاف المعية.
-الاشكال الثاني في تفسير احاطة الله بالخلق.تارة اقراء ما معناه ان الاحاطة احاطة علم وقدرة وسمع وبصر وغير ذلك من لوازم الربوبية. وتارة ارى ان بعض العلماء يجعلون الاحاطة ذاتية.
-الاشكال الثالث اليس اذا فسرنا الظهور بالعلو.الا يلزم من هذا ان نفسر البطون بالسفول.لان العلو يقابله السفول لا يجادل في هذا عاقل. ونحن قلنا ان الاسماء الاربعة متقابلة.
وشكرا.
</ SPAN></SPAN>
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:20 م]ـ
وكذلك الا يلزم من قوله ان الله باطن بذاته. ما الزم به الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المعية.
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 01:55 م]ـ
وصف الله بالسفول غير صحيح فهي لا شك صفة نقص (ألا تري إن قلت رجل يا سافل تكون قد سببته ألا ترضاه لنفسك وترضاه لربك) ووصف الله نفسه بالعلو وبالقرب (سبح إسم ربك الاعلي) (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
تفسير البطون هو الدنو كما فسره الرسول صلي الله عليه وسلم وليس السفول حيث قال (وأنت الباطن فليس دونك شيء) وليس بعد تفسير رسول الله صلي الله عليه وسلم تفسير
الواجب علينا تجاه صفات الله تعالي وأسماءه كلها ومنها الظاهر الباطن أن تمر كما جاءت بلا كيف وبلا توهم ولا يقال إن كان قريب يعني الحلول فلا ملزم لله أصلا حتي نلزمه بإلزامات باطلة فسبحانه يفعل ما يشاء
ولا نقسم الله بعقولنا المجرده فنقول علو بذاته ودنو بعلمه (قل هاتو برهانكم إن كنتم صادقين)
فصدق الله تعالي فيما وصف به نفسه وعجزت عقولنا عن الأحاطة به سبحانه فأخبرنا الله بعلوه فصدقناه وعلمنا أنه هو العلي الأعلي وأخبرنا بقربه ودنوه فصدقناه وعلمنا بقربه منا وأنه أقرب إلينا من أنفسنا
ومعرفة سر ذلك هو معرفة حقيقة الله تعالي وكيفيته وأني هي لنا فما هي لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عنا نحن المساكين
وهذا الغموض وعدم الأحاطة هو أهم أسرار هيبة الله في نفوس عباده فسبحانه (ولم يكن له كفوا أحد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/98)
ـ[سامي علي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:42 م]ـ
الا مجيب على إشكال الأخ خصوصا مسألة الإحاطة الذاتية فهل الله محيط بالعالم بذاته فيكون العالم داخله؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:09 م]ـ
الا مجيب على إشكال الأخ خصوصا مسألة الإحاطة الذاتية فهل الله محيط بالعالم بذاته فيكون العالم داخله؟
هذا لم يقل به أحد ولا يقبله عاقل ولا دلت عليه النصوص أصلا.
لعلك تنظر في الصفحة الثانية أو الثالثة في هذا الرابط:
ما معنى صفة اليد والوجه والقدم؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33116
- ريثما - يجيبك بعض طلبة العلم.
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:22 م]ـ
الا مجيب على إشكال الأخ خصوصا مسألة الإحاطة الذاتية فهل الله محيط بالعالم بذاته فيكون العالم داخله؟
قال شيخ الإسلام في الدرء: ((الوجه الثاني: أن يقال: هب أنه محيط بالعالم وفوقه من جميع الجهات فإنما يلزم ما ذكرت أن لو كان من جنس فلك من الأفلاك فإن المتخيل قد يتوهم أن ما استدار وأحاط بالأفلاك كان تحت بعض العالم من بعض الجهات
ومن المعلوم أن الله تعالى ليس مثل فلك من الأفلاك ولا يلزم إذا كان فوق العالم ومحيطا به أن يكون مثل فلك فإنه العظيم الذي لا أعظم منه
وقد قال تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر: 67]
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه ما يوافق ذلك مثل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: [يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يهزهن ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟] وفي رواية: [أنها تكون بيده مثل الكرة في يد الصبيان] وروي ما هو أقل من ذلك
والمقصود أنه إذا كان الله أعظم وأكبر وأجل من أن يقدر العباد قدره أو تدركه أبصارهم أو يحيطون به علما وأمكن أن تكون السماوات والأرض في قبضته لم يجب - والحال هذه - أن يكون تحت العالم أو تحت شيء منه فإن الواحد من الآدميين إذا قبض قبضة أو بندقة أو حمصة أو حبة خردل وأحاط بها بغير ذلك لم يجز أن يقال: إن أحد جانبيها فوقه لكون يده لما أحاطت بها كان منها الجانب الأسفل يلي يده من جهة سفلها ولو قدر من جعلها فوق بعضه بهذا الاعتبار لم يكن هذا صفة نقص بل صفة كمال
وكذلك أمثال ذلك من إحاطة المخلوق ببعض المخلوقات كإحاطة الإنسان بما في جوفه وإحاطة البيت بما فيه وإحاطة السماء بما فيها من الشمس والقمر والكواكب فإذا كانت هذه المحيطات لا يجوز أن يقال: إنها تحت المحاط وأن ذلك نقص مع كون المحيط يحيط به غيره فالعلي الأعلى المحيط بكل شيء الذي تكون الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كيف يجب أن يكون تحت شيء مما هو عال عليه أو محيط به ويكون ذلك نقصا ممتنعا
وقد ذكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل فقال للسائل: إذا كان باشق كبير وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكا لها في حال طيرانه وهو فوقها ومحيط بها فإذا كان مثل هذا ممكنا في المخلوق فكيف يتعذر في الخالق))
ـ[سامي علي]ــــــــ[21 - 11 - 10, 04:22 م]ـ
أخي الفاضل أبو نسيبة
راجعت الرابط وفهمت من كلامكم بأن العالم ليس داخل ذات الله تعالى لكن كيف يتم تفهم هذا مع قولنا بأن الأرض كروية والعرش كروي والله محيط بها من كل جهة؟ أرجو توضيح مبسط جزاك الله خيراً.
أخي الفاضل فارس
كلام شيخ الاسلام ابن تيمية واضح في نقض القول بأن الله سيصبح تحت لكنه لم يتعرض لكون العالم سيكون داخل ذاته أو جزء من ذاته.
ـ[سامي علي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:26 م]ـ
للرفع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 06:19 م]ـ
عزيزي الضيف سامي علي
أحس بأنك لم تقرأ محتويات الرابط بتأمل هذا في حال قرأته كله. وأقصد نهايته التي فيها الرد على الاشعري المتستر الذي يسجل في المنتدى ولأن هناك الكثير ممن هم على شاكلته فإنني منشغل بالمدونة الآن كمثل هذا الموضوع: ( http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html)
ملاحظات عند مناقشة الاشاعرة الجهمية والقبوريين
http://www.asha3ira.co.cc/2010/07/blog-post_7022.html
وعموما الافضل أن تبين تصورك للمسألة أكثر حتى يفهمك الاخوة أكثر ويجيبونك أفضل إجابة.
ـ[سامي علي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 07:24 م]ـ
أخي الفاضل
الأرض كروية، والسماء كروية والعرش كروي وهو سقف العالم، والله محيط بالعرش وبالعالم إحاطة ذاتية يعني بذاته وليس مجرد إحاطة بعلمه أو تدبيره. وبالتالي هذا معناه ان الله مكان أو محل للعالم.
هل هذا صحيح؟ أين مكمن الخطأ فيه؟
أيضاً كلام ابن القيم الذي لونه الأخ هل يعتبر كلاما صحيحاً؟ أرجو التوضيح من اهل الاختصاص والعلم(56/99)
الكتاب الموسوم بالفرقان الحق وبيان ما فيه من ضلال
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:47 م]ـ
منقول:
د. ناصر بن محمد الماجد
< B>http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg وصف الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#2)
http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg القائمون عليه: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#4)
http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg أهداف الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#6)
http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg بعض ما يدعو إليه الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#8)
http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg بعض النقد الموجه لكتاب الفرقان الحق: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#10)
http://www.islamtoday.net/baner/murtadah2.jpg الواجب تجاه هذا الكتاب وأمثاله: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#12)
باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن تولاه، وبعد:
فالكلام عن هذا الكتاب الموسوم بالفرقان الحق، وبيان ما فيه من ضلال ربما يطول، غير أني أختصر ذلك في الفقرات الآتية راجياً أن تكون أساسا لدراسة شاملة للكتاب:
وصف الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#1)
هو: عبارة كتاب يقع في ثمانية وستين وثلاثمائة ورقة (368)، ويتألف من عدد من الموضوعات، كل موضع جعل تحت اسم خاص، كهيئة سور القرآن الكريم، وبلغت تلك الموضوعات (أو السور): سبعا وسبعين، مع مقدمة وخاتمة، ومن الأمثلة على أسماء تلك الموضوعات (أو السور) التي تضمنها هذا الكتاب: الفاتحة، المحبة، المسيح، الثالوث، المارقين، الصَّلب، الزنا، الماكرين، الرعاة، الإنجيل، الأساطير، الكافرين، التنزيل، التحريف، الجنة، الأضحى، العبس، الشهيد، الأنبياء، ... .
كما أن الموضوعات (أو السور) مقسمة إلى مقاطع مرقمة، كهيئة الآيات القرآنية.
ومن الملفت للنظر أن محاولة مشابهة القرآن الكريم واضحة تماما، حتى طريقة خط الكتاب، تشابه رسم المصحف العثماني، ولذا قال د. أنيس شورش: "إن الكتاب مشابه للقرآن من حيث الأسلوب والجوهر ... لكنه يحتوي على رسالة الإنجيل".
وقد سماه الواضعون له باسم: الفرقان الحق، وكتب باللغة العربية، وترجم إلى اللغة الانجليزية.
ويزعم واضعوه أن هذا الكتاب وحي من الله تعالى إلى من دعوه بالصفي، كما ورد ذلك نصا في الكتب: "ولقد أنزلنا الفرقان الحق وحيا، وألقيناه نورا في قلب صفينا ليبلغه قولا معجزا بلسان عربي مبين، مصدقا لما بين يديه من الإنجيل الحق صنوا فاروقا محقا للحق، ومزهقا للباطل، وبشيرا ونذيرا للكافرين" (التنزيل:5، 4/ ص:325).
وقد صدر علنا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.، عن دار "واين بريس" و "أوميجا"، واستغرق العمل عليه سبع سنوات من عام 1991م.
القائمون عليه: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#3)
ينسب هذا الكتاب بشكل صريح وعلني إلى جماعة إنجيلية (بروتستانتية) تقع في ولاية تكساس الأمريكية، ولهم موقع الكتروني باسم: مركز المحبة الإلهية.
وأما الواضع الحقيقي لهذا الكتاب فهو د. أنيس شورش، أحد نصارى العرب من فلسطين، وكان ممن هاجر إلى أمريكا للعيش فيها، وله جهود كبيرة في التنصير، ومحاربة الإسلام ونبيه –صلى الله عليه وسلم-.
ويقال: إن الإدارة الأمريكية تدعم هذا المشروع وتقف وراءه، على أن وزارة الخارجية الأمريكية قد نفت ذلك، على موقعها الالكتروني في الشبكة العالمية.
أهداف الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#5)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/100)
هذا الكتاب جزء من مشروع، بعيد المدى، هادف إلى صرف المسلمين ـ خصوصا ـ عن دينهم، وإخراجهم من ملتهم، مع دعوة صريحة لعقيدة النصارى المحرفة، وقد جاء هذا صريحا على لسان د. أنيس شورش، حيث يصف الكتاب بأنه: "أداة لتنصير المسلمين".، وهذا من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى تقرير، فالكتاب دعوة إلى النصرانية بشكل صريح تماما، جاء في الكتاب: " إنا أنزلناه فرقانا حقا مصدقا لقولنا في الإنجيل الحق ومذكرا للكافرين فسنتنا واحدة وآيتنا واحدة لا نبدلها في إنجيل حق أو في فرقان حق ولا يغيرها زمان أو مكان ولا ينسخها الثقلان ولا أهل الضلال والبهتان" (المعجزات:7).
ولهذا رأينا حرصه الشديد على مشابهة أسلوب القرآن، وطريقته في ذكر السور والآيات، بل ورأينا منهم اقتباسا كثيرا لبعض الكلمات والجمل القرآنية، بل وحتى بعض الأساليب القرآنية، تأمل ما ورد في هذا الكتاب: " ومثل الذين كفروا وكذبوا بالإنجيل الحق أعمالهم كرماد، اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال الأكيد) (الثالوث: 18، ص:66) وقارن هذا بما في القرآن الكريم إذ يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ) (سورة إبراهيم أية: 18)، وهذا أمر مقصود من واضعي هذا الكتاب للتلبيس على الناس، وخداع الجهال من عامة المسلمين، آملين أن يبلغ بالمسلمين الجهل درجة يظنون معها أن هذا الكتاب هو القرآن المنزل من عند الله عز وجل.
والحقيقة أن الكتاب يأتي حلقة في سلسلة الحملة الصليبية المعاصرة، على الإسلام وأهله، هذه الحملة التي جيش لها الصليبيون، كل طاقاتهم وإمكاناتهم؛ العسكرية، والفكرية، والإعلامية، والتقنية.
ويأتي هذا الاستهداف المباشر للقرآن الكريم، لما علمه أهل الصليب من أثره على المسلمين، فمنه يستمدون قوتهم، وبه بقاؤهم وذكرهم، فعلموا ـ بعد طول تجارب ـ أنه لن يتحقق لهم ما يتمنونه من القضاء على الإسلام باعتباره دينا، ولا على المسلمين باعتبارهم أمة ذات هوية، إلا بإبعادهم عن هذا المصدر.
وفي هذا السياق؛ ما نراه من دعوات متزايدة من دول الغرب، المطالبة بتهذيب القرآن الكريم ـ زعموا ـ وذلك بحذف آيات منه، ولا سيما تلك التي تؤصل مبدأ الولاء والبراء، وتدعوا إلى جهاد الأعداء.
والقائمون على هذا الكتاب، يعلمون مدى الحساسية عند المسلمين تجاه هذه الدعوات وأمثالها، وهذا ما جعلهم يتدرجون في نشره بين الناس والدعوة إليه، حيث بدأ ظهوره على نطاق ضيق في العالم الإسلامي، في بعض المدارس الخاصة المنتمية في مناهجها للغرب، كما تم إرساله على بعض العناوين البريدية الإلكترونية، ونشره ككتاب على موقع إلكتروني.
بعض ما يدعو إليه الكتاب: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#7)
تضمن الكتاب كثيرا من الدعوات، إلا أنها تلتقي في محورين، هما:
الأول: الدعوة إلى النصرانية.
الثاني: الطعن في دين الإسلام.
فأما الدعوة إلى النصرانية فالكتاب طافح بها، فهو في الحقيقة كتاب يدعو إلى النصرانية، بكل عقائدها ومفاهيمها ونظرتها للحياة والإنسان، والثناء على المنتسبين إليها، وبيان أنها الملة الحقة التي لا يقبل الله غيرها، وأن المنتسبين إلى هذه الملة، هم أهل الجنة، وهاك مثالا على بعض هذا: جاء في الكتاب: "يا أيها الذين ظلموا من عبادنا لقد جاءكم الفرقان الحق يبين لكم كثيراً مما كنتم تجهلون من الإنجيل الحق، ومما كنتم تكتمون" (الصلب: 1، ص:44)، وفيه أيضا جاء: "فرقان أنزلناه نوراً ورحمة للعالمين، وما يزيد الذين كفروا إلا نفوراً، إذ جعل الشيطان على قلوبهم أكنة أن يفقهوه، وفي آذانهم وقرا، ويزيد الذين آمنوا بالإنجيل الحق من قبله نوراً وإيماناً فوق إيمانهم، فهم لا يعثرون) (الفرقان:13، ص: 56).
ويظهر في الكتاب جهد واضح لتبرير عقيدة التثليث وتسويغها في العقول، من ذلك قوله: " وما كان لكم أن تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم وتكفروهم بكفركم فسواء تجلينا واحدا أو ثلاثة أو تسعة وتسعين فلا تقولوا ما ليس لكم به من علم وأنا أعلم من ضل عن السبيل" (التوحيد:2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/101)
وأما الطعن في دين الإسلام، فكثير على نحو يدعو إلى الاستغراب من هذه المبالغة، ففيه طعن في الإسلام، والنبي الذي جاء به، والقرآن الذي أنزل عليه، والشريعة التي دعا إليها، والمسلمين الذي اتبعوا هذه الملة واعتنقوها، وهاك أمثلة على بعض هذا:
* في الكتب تأكيد على أن الله تعالى لم ينزل القرآن الكريم، وإنما هو وحي الشيطان وأن النبي –صلى الله عليه وسلم- تلقاه من الشيطان، والتأكيد على هذا الأمر في أكثر من موضع من هذا الكتاب، ووصف النبي –صلى الله عليه وسلم- بالكذب والزور والبهتان، وسوى ذلك من الألفاظ البذيئة النابية، جاء في الكتاب: "إن الشيطان إذا أراد أن يضل قوما استحوذ على أميِّ منهم فأغواه فأغوى قومه وزين لهم سوء أعمالهم فأضلهم وهم بضلالهم فرحون وأوردهم نارا تلظى وهم لا يشعرون" (الإفك:3، 4) وكقوله: "يا أيها الذين كفروا من عبادنا لقد ضل رائدكم وقد غوى .. إن هو إلا وحي إفك يوحى علمه مريد القوى .. فرأى من مكائد الشيطان الكبرى ... كلما مسه طائف من الشيطان زجره صحبه فأخفى ما أبدى .. .. وإذا خلا به قال إني معك، فقد اتخذ الشيطان ولياً من دوننا ... فلا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس إذ ينزل عليه رجزاً " (الغرانيق: 1، 11).
* الطعن في المسلمين وثلبهم ووصفهم بكل نقيصة، جاء في الكتاب: " فسيماؤكم كفر وشرك وزنى وغزو وسلب وسبي وجهل وعصيان" (الكبائر 3 - 259 - 260)، وفي موضع آخر: " ولا تغلوا في دين لقيط، ولا تقولوا علينا غير الحق المبين" (الفرقان" 29، ص:69).
* إثارة الشبه حول شرائع الإسلام وأحكامه، والتشكيك فيها.
ومما يجدر لفت النظر إليه؛ أن غالب الشبهات التي أثاروها، هي شبه قديمة، قد قال بها المستشرقون قديما، ولاكتها ألسنتهم حتى ملتها؛ كموقف الإسلام من المرأة، ومشروعية الصلاة والصوم، وهذا أمر كثير يطول تتبعه، جاء في الكتاب المزعوم: " وما كان النجسُ والطمثُ والمحيضُ والغائطُ والتيممُ والنكاحُ والهجرُ والضربُ والطلاقُ إلا كومةُ رِكْسٍ لفظها الشيطان بلسانكم " (الطهر: 6).
ومما يدعو إلى التأمل: هذه المحاولة المبالغ فيها، للنيل من شريعة الجهاد خصوصا، فقد كانت حاضرا بشكل ملفت في الكتاب، ومن الأمثلة على ذلك: " وافتريتم علينا الكذب إذ زعمتم بأنا أوحينا إليكم بشرعة الكفر والقتل والضلال. ألا إنا لا نوحي بقتل عبادنا ولو كانوا كافرين. لكنها شرعة الكفر من وحي شيطان عنيد" (الهدى:5،6) وفي موضع آخر: " وزعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين علي القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين" (الموعظة: 2) وفي موضع آخرها: " فلا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه إن قال لكم: كلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم".
بعض النقد الموجه لكتاب الفرقان الحق: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#9)
مع ما يدركه الناظر في هذا الكتاب، من الوهلة الأولى، من سيما الضعف وعلامات التهافت فيه، وفيما يدعو إليه، فمن الواجب أن يدرس دراسة شاملة له تأتي على جوانبه المختلفة، كمصدره، وموضوعاته التي يعالجها، ومضمونه الذي يدعو إليه، قياما بالحجة ودفاعا عن كتاب الله، ولكي تستبين سبيل المجرمين.
ويمكن أن تقوم دراسة الكتاب وبيان ما فيه من ضلال على محورين اثنين:
أولهما: النقد العام للكتاب، كالكلام عن مصدره، ونبيه الذي جاء به، ومعارضته لما علم من دين النصارى، ونحو ذلك، مما سأشير إليه قريبا بإذن الله تعالى.
ثانيهما: النقد التفصيلي، وهو النقد الذي يوجه إلى الكتاب تفصيلا، وذلك باستعراض الكتاب كاملا، وبيان ما فيه من ضلال على التفصيل، وهذا مما يطول بمثله المقام هنا، ولفضيلة الدكتور صلاح الخالدي كتاب صدر في عام 1426هـ، باسم: الانتصار للقرآن، تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن" اعتنى فيه بهذه الناحية التفصيلية.
وفيما يلي إشارات مختصرة إلى عدد من الجوانب العامة التي يمكن الطعن في الكتاب من خلالها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/102)
* إن أول ما يجب أن يتوجه له في بيان ضلال هذا الكتب، بيان ما في الملة التي يدعو إليها من تهافت وتعارض وتبديل، وهذا مجال واسع وميدان كبير، ولم يزل أهل الإسلام على مر التاريخ يقيمون الحجج والبراهين على ضلال هذه الملة وتبديل أهلها، ولو لم يكن في ذلك إلا نقض أصل عقيدة التثليث، وفكرة الصلب التي تقوم عليها النصرانية المحرفة لكفى.
* ثم إن رد الطعون والشبه التي أثارها هذا الكتاب على الإسلام وشرائعه، جانب آخر، يُؤكد به بطلان ذلك الكتاب وتهافته، وقد سبقت الإشارة إلى أن تلك الشبه قد أثارها المستشرقون قديما وأجاب على أكثرها الدارسون والباحثون.
* يُزعم في هذا الكتاب أنه وحي من الله تعالى، نزل على نبي يقال له: الصفي ـ كما تقدم ـ غير أن لا شيء يعرف عن هذا النبي، لا عن سيرته ولا دعوته ولا جهاده، فلا يعرف من هو؟ ولا إلى من ينتمي؟ ولا أين ظهر؟ ولا متى كان ظهوره؟ كل ما هنالك أن هذا الوحي نزل في سبعة أيام كما جاء في الكتاب نفسه: " واصطفيناه وشرحنا صدره للإيمان وجعلنا له عينا تبصر وأذنا تسمع وقلبا يعقل، ولسانا ينطق، وأوحينا إليه بالفرقان الحق، فخطه في سبعة أيام وسبع ليال جليدا" (الشهيد:2،ص:360 - 361) ومبالغة في الإيهام والتلبيس على الناس يقتل هذا " الصفي " على يد أعدائه المسلمين كما جاء في الكتاب "لقد طوعت لكم أنفسكم قتل صفينا شاهدين على أنفسكم بالكفر، أفتقتلون نفسا زكية، وتطمعون برحمتنا وأنتم المجرمون، لا جرم أنكم في الدنيا والآخرة أنتم الأخسرون، وختمتم بدمه آية تكوى بها جباهكم وتشهد عليكم بأنكم كفرة مجرمون، وأنه الصفي الأمين، وأن الفرقان الحق هو كلمتنا وهو الحق اليقين، ولو كره الكافرون " (الشهيد: 7، ص: 363)، وهنا يحق لنا أن نتساءل عن هذا النبي، الذي خرج وبعث، فلم يسمع به أحد، ثم قتل ولم يدر به بشر، هذا كله في هذا الوقت الذي تقارب فيه العالم، وتطورت فيه وسائل الاتصال وتقنيات التواصل بين البشر، فلو وقعت أدنى الحوادث وأقلها؛ لتسامع بها العالم، وتنادى بها البشر.
-حقيقة- هذا الكتاب ومن زعم أنه جاء به مثل الزنيم، لا يعرف له أصل ولا منبت، كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
* وأمر آخر يدل على تناقض من وضع هذا الكتاب مع اعتقاد النصارى، ووجه ذلك: أنا نعلم أن النصارى بملتهم المحرفة لا يؤمنون بنبي يأتي بعد عيسى عليه السلام، وإنما يؤمنون بعودته مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يزعمون في هذا الكتاب الداعي إلى ملتهم؛ أنه وحي الله النازل على نبي يقال له: "الصفي".
ومما يثير السخرية أن ذات الكتاب يقرر ـ في معرض تكذيبهم لنبوة محمد –صلى الله عليه وسلم- أنه لا نبي بعد عيسى عليه السلام، جاء في الكتاب" وما بشرنا بنى إسرائيل برسول يأتى من بعد كلمتنا وما عساه أن يقول بعد أن قلنا كلمة الحق وأنزلنا سنة الكمال وبشرنا الناس كافة بدين الحق ولن يجدوا له نَسْخا ولا تبديلا إلى يوم يُبْعَثون " (الأنبياء:16) فكيف يدعي واضعو هذا الكتاب بأنه وحي من الله لنبي يقال له الصفي.
* وفي الوقت الذي يقرر هذا الكتاب أن القرآن الكريم، إنما هو وحي الشياطين ورجسهم، نجده وبشكل فاضح ومخز، يحاكي القرآن الكريم، في ترتيبه، وأسلوبه، وطريقة تأليفه، بل ويقتبس من ألفاظه، وجمله، وتراكيبه ـ وفي الأمثلة التي سقناها من هذا الكتاب ما يدل على هذا ـ بل يصح أن يقال: إن هذا الكتاب تلفيق وتحوير لآيات القرآن الكريم، إذ رأيناه كثيرا ما يقتطع بعض الآيات من القرآن والمعاني فيسوقها يقرر بها باطله، ويحرف فيها ويغير، يدرك هذا من قرأ القرآن الكريم بدون أدنى مشقة، وإذا؛ فكيف يجوز لوحي الله ـ الذي زعموا ـ أن يحاكي مقلدا وحي الشياطين، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
وإن السبب الحقيقي وراء هذه المحاكاة لأسلوب القرآن الكريم شعورهم الباطني بمدى التميز والإعجاز في القرآن الكريم نظما ومعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/103)
* غير أن ما يثير السخرية حقا أن تلك المحاولة لمحاكاة القرآن الكريم ومشابهته، جاءت ركيكة على نحو مخجل، في نظم الكلام وألفاظه، وأساليبه ومعانيه، مع الأخطاء في اللغة والاشتقاق، مما يدل على أن من ألف هذا الكتاب، ليس له معرفة بأساليب العرب وبيانهم، يشعر بذلك أدنى من له تذوق للسان العربي، فضلا عن الضعف المخزي في بلاغة النظم، وبديع البيان، فسبحان من خذل أعداء الله تعالى مع ما عندهم من وسائل القوة وأسبابها، ومع ما نعرفه من تمكن نصارى العرب في اللغة، وصدق الله القائل: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.
* ومما يلاحظ في الكتاب، أنه موجه للمسلمين خصوصا، وهذا أمر غريب حقا، فالدعوة فيه إلى النصرانية، لم تستهدف أحدا سوى المسلمين، فلم تخاطب الأمم الوثنية، أو تلك الملحدة، مع أن تلك الأمم ـ بكل حال ـ أشد كفرا بالله تعالى وبعدا عن ملته، إذ هي لا تؤمن بالله، ولا كتبه، ولا رسله، ولا ملائكته، ولا اليوم الأخر، فهي أحق أن تدعى، أو على أقل تقدير أن يوجه لهم من الدعوة بقدر ما وجه للمسلمين، وأن يبين ضلال عقائدهم كما فعلوا مع المسلمين.
وأغرب من هذا أن الكتاب وهو موجه لدعوة المسلمين، فإنه يصدر أحكاما نهائية عليهم، بأنهم خاسرون، وأنهم من أهل النار، جاء في الكتاب: " وأوردكم جهنم جميعا وإنْ منكم إلا واردها وكان عليه أمرا مقضيا ..... وطبع الشيطان على قلوبكم وسمعكم وأبصاركم فأنتم قوم لا تفقهون. لا جَرَمَ أنكم في الآخرة أنتم الخاسرون " (المنافقون: 3، 6) فكيف يصح بعد هذا كله أن يكون كتاب دعوة للمسلمين.
* هذا الكتب ليس فيه أي أثارة من تسامح، على ما يزعم النصارى في دينهم، فهو كتاب قائم على البذاءة والشتيمة والوقيعة بفحش وإقذاع، على نحو مبالغ فيه، ينزه عن مثله الوحي الإلهي، ولا تكون مثل هذا البذاءة إلا من السوقة وسفلة الناس، ومن نظر في الكتاب ولو على عجل لن يخطئه هذا الشعور بتلك البذاءات الواردة فيه، فالكتاب يفيض بالبذاءات في حق الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فهو ـ في زعمهم ـ كافر ومنافق وضال، وسارق وقاتل، ومرجعه النار، وأتباعه منافقون كفرة ضالون، قتلة، ومصيرهم النار، جاء في هذا الكتاب وهو يصف شريعة المسلمين:" فشرعة أهل الكفر شرعة قومٍ حفاة، عراة، غزاة، زناة، أميين مفترين ومعتدين ضالين ظالمين" (سورة الجنة 14 - 266)، وأما الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين كما في القرآن الكريم فقد وصفها بالآتي: "فهم في كهوف تعج بالقتلة والكفرة والزناة يتمرغون في حمأة الفجور، تلفحهم زفرات الغرائز، وتسوطهم شهوة البهائم، فهم في الرجس والموبقات غارقون وفي شغل فاكهون، متكئون على سرر مصفوفة، والمسافحات مسجورات في المواخر يطوف عليهم ولدان اللواط بأكواب الرجس والخمر الحرام، يلغُون فيها، فلا هم يطفئون أوارهم ولا هم يرتوون" (الجنة 3، 4 - 262 - 263) فهل يجوز أن تكون هذه البذاءات والفحش في الكلام وحيا إلهيا يخاطب الناس ويدعوهم إلى الإيمان والهدى، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
* وفضلا عن هذا فالكتاب المزعوم يسلب عن محمد –صلى الله عليه وسلم- ودينه وأتباعه، أي أثارة من حق، وأي بقية من خير، وهذا ليس من العدل والإنصاف الذي هو من صفة الوحي الإلهي، القائم على العدل حتى مع كفار المشركين وأهل الكتاب، ومن المقطوع به أن عقلاء العالم على مر التاريخ ـ مهما كانت درجة مخالفتهم للإسلام ـ لم يزالوا يعرفون للنبي –صلى الله عليه وسلم- فضله وفضل شرائعه التي جاء بها، ومنكر هذا كمن يحجب الشمس بيده، لقد زُعم في هذا الكتاب أن محمدا –صلى الله عليه وسلم- لم تكن له أي حسنة ولم يدع إلى أي فضيلة وبر وعدل وإنصاف، وهذه كذبة كبرى لا يجرؤ عليها حتى الشيطان الرجيم، ذلك أننا نعلم يقينا أن كثيرا من الفضائل التي جاء بها النبي –صلى الله عليه وسلم- وتضمنها القرآن الكريم مما تتفق عليه الملل الإلهية جميعا، ومنها النصرانية على ما فيها من تحريف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/104)
وفي هذا السياق قارن ذلك بما تضمنه القرآن الكريم من عدل مع أهل الكتاب والملل السابقة، ففرق بين الحق والباطل، وذكر الذي لهم من الحق، الذي لا تحملنا مخالفتهم لنا على جحده، وتكذيبه، وهاك مثالا على ذلك يقول تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران: 113،114)
الواجب تجاه هذا الكتاب وأمثاله: ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#11)
إن هذا الكتاب وما يرمي إليه من أطماع، لا يستهدف فئة بعينها، ولا يوجه إلى دولة دون أخرى، إنه استهداف للإسلام باعتباره دين مليار مسلم، وللمسلمين باعتبارهم أمة تميزت بهويتها وملتها، وهذا الاستهداف العام يجعل المسؤولية عامة للأمة جميعها، كل بحسبه:
فعلى مستوى الدول، يجب أن يعلم قادة المسلمين؛ أن أهل الصليب هم الأعداء، ما بقي إيمان وكفر، ولن يرضوا بأقل من أن نكون شعوبا مغلوبة على أمرها، مستذلة لهم، مأسورة لسلطانهم، ولن يألوا ـ ما وسعهم ـ أن يبقونا على ما نحن فيه من تخلف وبعد عن التأثير في العالم، فليتقوا الله وليكونوا في مستوى الأمانة والمسؤولية، ولا تكن دنياهم أعظم عندهم من دينهم.
وعلى مستوى العلماء وأهل الرأي وقادة الفكر، فالمسؤولية عظيمة، في الوقوف سدا منيعا، أمام هذه المشاريع الصليبية، ببيان الحق والدعوة إليه، وكشف الباطل والتحذير منه، وهنا لا بد من إنشاء المراكز العلمية المختصة التي ترصد حراك أعداء الإسلام، وتحذر الأمة منهم وتكشف خططهم ووسائلهم.
وعلى مستوى الأفراد وعامة الأمة، يجب عليهم من الدفاع عن الإسلام والتحذير من خطط الأعداء بحسب جهدهم وقدرتهم، وما يبلغه علمهم.
ومما يجب أن يُعلم يقينا أن الخطورة ـ في حقيقة الأمر ـ ليست من أمثال هذا الكتاب المتهافت المبطل، وإنما الخشية كلها فيما تخطط له الدوائر الصليبية وترمي إليه من خلال هذه المشاريع وأمثالها، ونحن نعلم مدى تأثير تلك الدوائر الصليبية على القرار في العالم الإسلامي، سياسيا وإعلاميا، بل حتى على الصعيد التعليمي، فجيب أن تتضافر جهود أهل الإسلام عموما لصد غارات المبطلين، وفضح أهدافهم، وهتك أستارهم.
وبعد، فالله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه، ورد كيد المفسدين، وانتحال المبطلين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنت نبيه وعباده الصالحين، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(*) ( http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8006.htm#14) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية</ B>(56/105)
(فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة) هل هي هذه أم هذه؟
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 04:19 ص]ـ
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمـ?ن الرحيم
أسألُ اللهَ الكريم ربّ العرش العظيم أنْ يتولاّكَ في الدنيا والآخرة، وأنْ يجعلكَ مبارَكًا أينما كنتَ، وأن يجعلَكَ ممّن: إذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُلي صبَر، وإذا أذنبَ استغفر. فإنّ هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
****
الوجه الأول: يمكن ترتيبها هكذا:
1 - أسألُ اللهَ الكريم ربّ العرش العظيم أنْ يتولاّكَ في الدنيا والآخرة.
2 - وأنْ يجعلكَ مبارَكًا أينما كنتَ.
3 - وأن يجعلَكَ ممّن: إذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُلي صبَر، وإذا أذنبَ استغفر.
فإنّ هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
*****
الوجه الثاني: ويكن ترتيبها هكذا:
أسألُ اللهَ الكريم ربّ العرش العظيم أنْ يتولاّكَ في الدنيا والآخرة، وأنْ يجعلكَ مبارَكًا أينما كنتَ، وأن يجعلَكَ ممّن:
1 - إذا أُعطيَ شَكَرَ،
2 - وإذا ابتُلي صبَر،
3 - وإذا أذنبَ استغفر.
فإنّ هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
****
قال الشيخ خالد المصلح في شرح رسالة القواعد الأربع:
يقول المؤلف رحمه الله: (فإنّ هؤلاء الثلاث) الإشارة إلى المقامات الثلاث: الشكر عند العطاء، والصبر عند البلاء، والاستغفار عند الذنب، يحتمل، إلا أن أقرب منه في الاحتمال هو الدعوات الثلاث: (1 - أنْ يتولاّكَ في الدنيا والآخرة، 2 - وأنْ يجعلكَ مبارَكًا أينما كنتَ، 3 - وأن يجعلَكَ ممّن: إذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُلي صبَر، وإذا أذنبَ استغفر. فإنّ هؤلاء) يعني المسؤولات الثلاث، المطلوبات الثلاث في مقدم هـ?ذه الرسالة.
قال الشيخ صالح اللحيدان:
فيقول شيخ الإسلام: (إذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر) هـ?ذا يحوز السعادة الكاملة.
قال الشيخ عبد الرزاق البدر:
(وأن يجعلَكَ ممّن: إذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُلي صبَر، وإذا أذنبَ استغفر) دعا بهـ?ذه الأمور الثلاثة العظيمة التي جمعت الخير كله والسعادة برمتها.
ولهذا قال رحمه الله في خاتمة ه?ذه الدعوة مبينا مكانتها وشأنها، قال: (فإنّ هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.) أي أن السعادة اجتمعت في ه?ذه الثلاث، فإذا وجدت ه?ذه الأمور الثلاثة في العبد فإن السعادة اجتمعت فيه وتحققت فيه ونالها بأعلى صورها وأبهى حللها.
قال الشيخ صالح السحيمي:
ثم دعا بدعوة ثالثة، وهي أن يجعلك الله -تَبَارَكَ وَتَعَالى??- أخي المؤمن (ممّن: إذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُلي صبَر، وإذا أذنبَ استغفر)، هـ?ذه الكلمات الثلاث هنّ عنوان سعادة البشر، أيّ بشر على وجه الأرض إذا لم يتصف بهـ?ذه الصفات الثلاث فهو شقي.
إذن عنوان السعادة: الشكر عند النَّعماء، والصبر عند البلاء، والاستغفار من الذَّنب، هـ?ذه عنوان السعادة، فينبغي للمسلم أن يجتهد في أن يكون كذلك.
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
لهذا قال هنا: (وإذا أذنبَ استغفر، [و] هؤلاء الثلاث عنوان السعادة)، فإذن هذه متلازمة في حال كل موحّدٍ؛ وهي الشكر على العطاء، والصبر على البلاء، والاستغفار من الذنب والعصيان، وكلّما عَظُم العبد معرفةً بربه كلما عظَّم ه?ذه الثلاث، وكلما عظم التوحيد في القلب عظمت هذه الثلاث، حتى يصير العبدُ لا يرى سوى الله جلّ وعلا في استحقاق شيء من أعماله وتصرفاته، فإن غفل في ذلك كان استغفاره ليس استغفار الذي لا يفقه، ولهذا كان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ يستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من مائة مرة، () وفي رواية في الصحيح أنه: ((كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرّة))، () والموحد عليه خطر؛ خطر الغرور، الغرور لأنه من أهل التوحيد، أو من المحققين لاتباع السلف، أو ممن علِم هذا العلم، ثم لا يكون في قلبه من الخضوع والذل -الذي يعلمه الله منه- ما يكون ذلك سببًا لقَبول ه?ذه الوسيلة، وهي وسيلة التوحيد إلى الله جل جلاله، وشأن الله أعظم، وطلبَ من عباده شيئًا قليلا، وله?ذا عظم أمر التوحيد، وَقَبُحَ جدًّا الشرك وما جرَّ إليه.
.... إلخ
ما رأيكم هل الوجهن واردين، وما الأولى منهما؟
ـ[ناصف]ــــــــ[13 - 04 - 10, 10:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(56/106)
جديد عقائد الرافضة: المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جديد عقائد الرافضة: المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين
أحمدي نجاد يكرم معمماً لتأليفه كتاباً في السيرة يقول فيه أن المسجد الأقصى في السماء وليس في فلسطين ومسجد الكوفة أفضل منه
انظر هنا
http://www.alrased.net/rased_publishing.php
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[07 - 07 - 09, 07:20 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68811&stc=1&d=1246936564
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68812&stc=1&d=1246936564
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68813&stc=1&d=1246936564
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68814&stc=1&d=1246936564
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:56 م]ـ
ليس بغريب عليهم فمن ضاقت به الأرض فليأخذ كتب الرافضة ليضحك حتى تتكسر نواجذه
ألا يرى المسجد الأقصى في صورة كتابه الذي هو بكبر عمامته التي تكاد تنزلق من على صلعته ثم يقول المسجد الأقصى ليس في الأرض!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[10 - 07 - 09, 08:21 م]ـ
بارك الله فيك أبا أنس
حقيقة مع اطلاعي على كثير من مخازي الرافضة لكن هذي لم أكن أدري بها
والعجب كل العجب من وقاحتهم في إدعاء إرادة تحريره
أسأل أن يرزقنا صلاة فيه عاجلاً غير آجل
وأن يستخدمنا في تحريره من أيدي إخوان القردة والخنازير
وأرى أن من الضروري نشر هذا الموضوع في المنتديات الإسلامية لفضح دين الروافض المجوس أحفاد ابن سبأ
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 11:45 م]ـ
جزيتم كل خير
لكن الرابط لا يعمل
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
قد حدث الإخوة موقعهم فتغيرت الروابط
وهذا الرابط الجديد
http://alrased.net/site/topics/publishes
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا برهان على مولاتهم وحبهم لليهود فهم يقولون هذا الكلام
لكي يكون هناك حق لليهود في هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم
وكما قال شيخ الإسلام أنه إن كان هناك دولة لليهود كانت الرافصة خير أعوان لهم
فالأصل يهودي
والله أعلم
ـ[أبو البراء السيوطي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 05:36 م]ـ
أضحكني جداً تعليق أخي أبو انس
والله أسأل أن يستأصل شأفتهم وأن يكسر شوكتهم وأن يجعل بأسهم بينهم إنه على كل شيء قدير
والله كلما رأيتهم تذكرت القرود وكاد يغشى علي من الضحك الممزوج بالأسى على غبائهم
قاتلهم الله أينما حلوا ورحلوا(56/107)
الجويني وكتابه الإرشاد
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:41 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ,ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
من المسائل المهمة التي ينبغي لطالب العلم أن يتنبه لها في مذهب الأشاعرة , مسألة إبراز المفارقة بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم , فمتقدي الأشاعرة كالأشعري والباقلاني وغيرهم , كانوا من مثبتي الصفات الخبرية , بالإضافة إلى صفات أخرى كالعلو والاستواء , على عكس من طريقة متأخري الأشاعرة التي غلب عليهم التحريف والتأويل.
وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى ذلك , ولعل رأس البلاء بالنسبة لمتأخيري الأشاعرة الجويني وكتابه الإرشاد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الجويني:وقال أبو المعالي: في إرشاده المشهور الذي هو زبور المستأخرين من أتباعه , كما أن الغرر وتصفح الأدلة لأبي الحسين زبور المستأخرين من المعتزلة وكما أن الإشارات لابن سينا زبور المستأخرين من الفلاسفة؛ {تقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} وإن كانت طائفة أبي المعالي أمثل وأولى بالإسلام.
الفتاوى (6|507)
وقال شيخ الإسلام:قال أبو المعالي الجويني: ذهب أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل قال: والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة وحمل العينين على البصر وحمل الوجه على الوجود.
قلت - ابن تيمية -: فاتضح أن أئمة الكلامية والأشعرية يثبتون هذه الصفات فإنه خالف أئمته ووافق المعتزلة
قال شارح كلام أبو القاسم بن الأنصاري: أعلم أن مذهب شيخنا أبي الحسن أن اليدين صفتان ثابتتان زائدتان على وجود الإله سبحانه ونحوه قال عبد الله بن سعيد: ومال القاضي أبو بكر في الهداية إلى هذا المذهب
قلت: قد صرح بذلك في جميع كتبه كالتمهيد والإبانة وغيرهما.
الفتاوى الكبرى (6|598)
قال الدكتور حسن الشافعي بعد أن أشار إلى ذلك: والحق أن الجويني لم يكتف بالتأويل بل أوجبه ودعا إليه وقال إن التوقف عن التأويل بعد إحالة المعنى الظاهر لا يخلو من أخطار.
الآمدي وآراؤه الكلامية (336)
وهذه مسألة ينبغي إثارتها في حال إلزامهم.
والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 07:48 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
ومن رسالة " حجية الدليل النقلي بين المعتزلة والأشاعرة " للدكتور أحمد قوشتي:
- (وعندما جاء الجويني كانت فكرة تأويل الصفات الخبرية قد استقرت تماماً في المذهب، والجديد الذي أتى به هو تبنيه لبعض التأويلات التفصيلية التي رفضها من قبله، وعدوها من آراء المعتزلة الباطلة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تأويل الاستواء، فمع أن ابن فورك، وعبدالقاهر البغدادي، قد سبقاه إلى القول بتأويله، إلا إنهما رفضا أن يُحمل الاستواء على الاستيلاء، وأما الجويني فلم ير مانعاً من ذلك؛ لأن هذا المعنى شائع في اللغة، ولا يترتب عليه أي محذور- بزعمه -).
- (وانتقل المذهب الأشعري على يد الجويني نقلة كبيرة اقترب بها، إن لم يتشابه تماماً مع الموقف الاعتزالي من خبر الواحد، فهو لا يفضى إلى العلم، بل يصرح الجويني بأننا لو أضربنا صفحاً عن جميع ما يورده الخصوم من أخبار الآحاد في استدلالاتهم لكان سائغاً، ولا يلزم المسئول قبوله إن أورده السائل عليه، ولا على السائل قبوله إن أورده المسؤول، وأما إذا اجتمعت الأمة على قبول خبر من أخبار الآحاد، فتارة يميل إلى أن إجماعهم لا يوجب القطع بصحته، وتارة أخرى يرى أن ذلك دليل على صدقه).
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:18 م]ـ
وفيكم بارك الله شيخنا الكريم
ـ[جمال بن محمد]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:50 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - 07 - 09, 12:37 ص]ـ
وفيكم بارك الله(56/108)
إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا
ـ[أبو عبد الله بن فليفل]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
مشايخي الفضلاء، اخواني الأعزاء ............
عندي استفسار؟؟
حول حديث
أَبِى هُرَيْرَةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»
* هل هذه الأسماء محصورة في هذا العدد؟
أرجو الإفادة.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:51 م]ـ
الحديث لا يدل على أنها محصورة
إنما يدل على أن لله أكثر من 99 - ولو شئت لراجعت الكتب المعتنية بذلك - من تلك الأسماء الحسنى هناك 99 من أحصاها دخل الجنة.
راجع مثلا " القواعد المثلى في أسما الله وصفاته الحسنى " للعلامة العثيمين - رحمه الله تعالى -
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:53 ص]ـ
الحقيقة أخي أبو سلمى: الحديث يُشعر بالحصر، لكن التتبع أوصلنا إلى أن عدد الاسماء يفوق ذلك، فالتتبع هو الذي يحملنا على تفسير الحديث بما تفضلتم به وأن المعنى أن لله عز وجل أسماء كثيرة، منها تسعة وتسعون من أحصاها دخل الجنة. وهو المعنى البعيد، لكن جمعاً بين الحديث والواقع لجأنا لهذا التفسير.
والله أعلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 09, 03:05 م]ـ
أخي مسدد سددك الله
اللفظ الذي يفيد الحصر هو الاقتصار على [إن لله تسعة وتسعين اسماً] هكذا .. هذا يفيد الحصر نعم
أما الأول فلا، مثلا إذا قلت لك " عندي 5 دراهم أعددتها للصدقة " ليس مثل قولي " عندي 5 دراهم ".
لا يفهم أنه ليس لي إلا خمسة دراهم فقط.
وإن شئت يا أخي مسدد فقل أن الحديث لا يفيد الحصر ولا عدم الحصر بسبب تلك الزيادة " من أحصاها دخل الجنة " فإنها موردة للاحتمال
والله أعلمُ
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:07 ص]ـ
لا ليست محصورة في هذا العدد ....
والدليل: حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( ... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك .. )) فدل على أن أسماء الله ليست محصورة ...
والحديث المذكور ليس للحصروالدليل ذكره الأخ الفاضل أبوسلمى رشيد ...
بارك الله فيكم ...
ـ[مسدد2]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:40 م]ـ
أخي أبو سلمى، لهذا قلتُ " يُشعِر " بالحصر، ولم أقُل "يفيد" الحصر كما ذكرتم.
وجملتكم الاخير صائبة وجيدة ان شاء الله.
مسدد2
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:20 م]ـ
للأمانة العلمية فتلك الجملة الأخيرة من عندي أنا، ولا أعزوها لغيري
وإن شئت يا أخي مسدد فقل أن الحديث لا يفيد الحصر ولا عدم الحصر بسبب تلك الزيادة " من أحصاها دخل الجنة " فإنها موردة للاحتمال
والله أعلمُ(56/109)
قول "الله يعرف" كفر لا يجوز نقل عن الشيخ مشهور
ـ[عماد]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:43 ص]ـ
هذا جزء من فتوى لشيخنا ### / مشهور بن حسن حفظه الله ورعاه عن سؤال عن بعض الأسماء هل هي من أسماء الله.
قال حفظه الله:
..... والعلماء يمنعون من إطلاق العارف على الله، أو يقول أحد لما يسأل، فبدل أن يقول الله أعلم يقول الله يعرف، وهذا كلام كفر لا يجوز، لأنه يوجد فرق في اللغة بين العلم والمعرفة، ذلك أن المعرفة يسبقها جهل والعلم لا يسبقه جهل، فإذا قلت: يعرف الله، فلازم ذلك أن يكون الله جاهلاً ثم عرف، فيحرم على المسلم أن يقول، الله يعرف، أو يعرف الله، وينبغي أن يقال: يعلم الله، فالعارف ليست من أسماء الله وقد نصص على جمع من أهل العلم منهم: ابن اللحام في كتابه المختصر ص36، فقال: ولا يوصف سبحانه بأنه عارف، وذكره بعضهم إجماعاً، أما من قالها جهلاً فلا يكفر، ويعذر بها بالجهل، ولكن إن عذر بها بالجهل، فقد لا يسلم من الإثم.
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:53 ص]ـ
ولكن إن عذر بها بالجهل، فقد لا يسلم من الإثم
??
جزاكم الله خير ولكن هل من موضح كيف يعُذر وكيف لا يسلم؟؟؟
ـ[محمود المصري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي عماد على النقل.
أما عن عدم إطلاق إسم العارف على الله أو وصفه بالمعرفة فهذا لا نزاع فيه لأن باب الأسماء والصفات توقيفي.
ولكن عندي سؤال على قول الشيخ حفظه الله:
ذلك أن المعرفة يسبقها جهل والعلم لا يسبقه جهل
من قال من أهل اللغة أن المعرفة يجب أن يسبقها جهل؟ لأنني ظننتهما مترادفات, فالعلم قد يسبقه جهل أيضا؟
أما أن يقال إن علم الله ليس كعلم المخلوقين, فكذلك يمكن أن يقال إن "معرفة الله" للأشياء ليست كمعرفة المخلوقين, بحيث لا يسبقها عدم معرفة؟
فهلا نقل لنا أحد الإخوة من أحد المعاجم الفرق بين العلم والمعرفة, مع أقوال أهل العلم في المسألة؟
بارك الله فيكم
وكذلك هل من بيان عن إستشكال أخي عمر
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:32 ص]ـ
الاطلاقات توقيفية لا عمل فيها للتعليل والتفسير لا عقلاً ولا لغة .. وإذا ثبتت لفظة في الشرع، فينبغي التوقف عندها ولا يستحدث اشتقاقات جديدة من نفس الجذر ..
وهذه مقتطفة من طبقات الشافعية كنتُ قد مررت عليها قراءةً منذ دهر بعيد، أنقلها من أحد المواقع:
يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي – فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: "هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلاً؟ "
فقال الجبائي: "لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق".
فقال أبو الحسن الأشعري: " فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حَكَمَة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت – رضي الله عنه -:
فنحكم بالقوافي من هجانا = ونضربُ حين تختلط الدماء
وقول الآخر:
أبني حنيفة حكموا سفهاءكم = إني أخاف عليكمو أن أغضبا
أي نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم.
فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى".
قال: "فَلَمَ يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟ "
قال: "فقلت لهك لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته". أ. هـ. ذكره السبكي في الطبقات
والله أعلم
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:06 م]ـ
عندنا في الجزائر كثير من العوام يقولون لفظة (شوف ربي واش كتب لك) رجاء من الاحبة ان يسالوا لنا اهل العلم عن هذه اللفظة والله الموفق
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 10:48 ص]ـ
السلام عليكم أخي إبراهيم
مما لا يخفى عليك أن الله تبارك وتعالى قد قدر كل شي وكتب سبحانه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/110)
ذكر الشيخ بن جبرين حفظه الله: "ورد في الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب قال: ما أكتب قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لما خلق الله القلم أمره فكتب؛ كتب كل شيء يحدث صغير أو كبير، موت وحياة وجزاء ونشور، وبعث وموت، وغنى وفقر؛ كل ذلك قدره وقضاه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ورد ذلك في حديث: أنه سبحانه كتب كل ما هو كائن من أول الدنيا إلى آخرها قبل أن يوجد الخلق".
"وفي حديث ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك فالخلق لا يقدرون على أن يغيروا ما قدره الله، ولا أن يمحوا ما كتبه الله."
" [و] النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن النطفة إذا استقرت في الرحم يرسل الله إليها الملك، ويكتب ما يكون".
[المصدر ( http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=88&toc=6242&page=5532&subid=29292)]
فالله تعالى كتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق الخلق وكذلك يرسل الملك عند نفخ الروح لكتابة رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد كما في حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
فلا يبدو في عبارة (شوف ربي واش كتب لك) أي مخالفة شرعية, والله تعالى أعلم.
وهذه مشاركة لأخونا سمير زمال وفقه الله فيها زيادة تفصيل مع تعليق الشيخ ابن وهب عليها
«مَاكَتْبَتْشْ» «حقّ ربي» «جاب لي ربي» "بصحتك" ألفاظ في الميزان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142272)
هذه مجموعة من المصطلحات متداولة بكثرة بين سكان المغرب العربي وخاصة الجزائر
وهي مخالفة للدين الإسلامي ..
بين الشيخ فركوس حكمها
01 - في حكم عبارة: «مَاكَتْبَتْشْ»
السؤال:
انتشر على ألسنةِ كثيرٍ من الناسِ عبارة «مَاكَتْبَتْشْ»، أي: لم يُكتب هذا الأمرُ عنده سبحانه، فهل هذه العبارة صحيحة؟ أم أنَّها مُناقِضة لعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فاعلم أنَّ عِلْمَ اللهِ بكلِّ شيءٍ قبل وجوده أَزَلِيٌّ، ويعلم بأعمال العِباد قبل أن يعملوها، وقدَّرها لكلِّ كائنٍ تقديرًا عامًّا شاملاً، وهو المكتوبُ في اللوح المحفوظ، لذلك يجب الاعتقاد الجازم بأنَّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ مقاديرَ كلِّ شيءٍ إلى أن تقوم الساعة، وليس فيه شيء غير مكتوب، قال تعالى: ?أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ? [الحج: 70]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَوَّل مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» (1 - أخرجه أبو داود في «السنة»، باب في القدر: (4700)، والترمذي في «القدر»: (2155)، وأحمد في «مسنده»: (22197)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (21475)، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (2018)).
وللتقدير العامِّ تقديرٌ مُفصَّلٌ كالتقدير العُمُري أو الكتابة العُمُرية: التي تكون للجنين في بطن أُمِّهِ يُكتب له أجلُه ورزقُه وعملُه وشقاوتُه أو سعادتُه كما ثبت ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، والتقديرُ الحوليُّ: وهو ما يقدَّر في ليلة القدر من حوادث السَّنَة ووقائع العام، قال تعالى: ?فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ? [الدخان: 4 - 5]، والتقدير اليومي: وهو ما يقدَّر من وقائع اليوم من مرض ومعافاةٍ وموتٍ وحياةٍ، وعزٍّ وذُلٍّ ونحو ذلك، قال تعالى: ?كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ? [الرحمن: 29]، وتفريعًا عليه، فالواجب على المسلم الإيمان الجازم بما قَدَّره اللهُ على جهة العموم وعلى جهة التفصيل، فمن أنكر شيئًا من ذلك لم يكن مؤمنًا لاختلال ركن من الإيمان الخاصِّ، ومَن آمن ولم يجحد وجب عليه تصحيح الخطأ في العبارة بما يتماشى وإيمانه بالقدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/111)
جُملة وتفصيلاً، فلا يجوز له أن يتلفَّظ بهذه العبارة «ماكتبتش» لما فيها من مساسٍ بعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
وهذا نقل في زيادة فائدة من الشيخ ابن وهب حفظه الله:
بارك الله فيكم
....
وأما (مَاكَتْبَتْشْ) فمقصود قائله أن الله لم يكتب عليه كذا وكذا
فمثلا إذا أراد أن يتزوج امرأة وقوبل بالرفض فيقول (ما كتبتش)
فهذا المعنى صحيح فمراد قائله أن الزواج من فلانة لم يكن مما قدره الله له
وأظن أن غالب استعمال الناس لهذا الحرف هو بهذا المعنى
أي أن الله لم يكتب له هذا الأمر
وفي التنزيل
(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون)
في تفسير الطبري
(قال أبو جعفر: والصواب من القول في تأويل ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره قال: {وابتغوا} - بمعنى: اطلبوا - {ما كتب الله لكم} - يعني: الذي قضى الله تعالى لكم وإنما يريد الله تعالى ذكره: اطلبوا الذي كتبت لكم في اللوح المحفوظ أنه يباح فيطلق لكم وطلب الولد إن طلبه الرجل بجماعه المرأة مما كتب الله له في اللوح المحفوظ وكذلك إن طلب ليلة القدر فهو مما كتب الله له وكذلك إن طلب ما أحل الله وأباحه فهو مما كتبه له في اللوح المحفوظ)
انتهى
وكتب يأتي بمعنى قدر
فما كتبتش يعني لم يقدر الله لي حصول هذا الأمر
وفي الحديث
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ولا يسوم على سوم أخيه ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما كتب الله لها)
وفي الحديث
(حدثنا عبيدالله بن يعيش ومحمد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان ح وحدثنا محمد بن عبد
الله بن نمير (واللفظ له) حدثنا أبي حدثنا أبو حيان التيمي يحيى بن سعيد عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الغداة يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة قال بلال ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من إني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي)
انتهى
أي ما قدر الله لي أن أصلي
وهذا كثير و المقصود أن مراد القائل أن الله لم يقدر له هذا الأمر
والله أعلم بالصواب
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي مسدد على هذا النقل النافع
ويبقى الإشكال فيمن يقول "الله يعرف" من باب الإخبار لا من باب ذكر الأسماء والصفات هل يكون كلامه هذا كفر كما قال الشيخ خاصة أن بعض أهل اللغة جعلهم مترادفات ويبدو أن هذا هو المتبادر إلى الأذهان عند العوام ولا يخطر ببالهم هذا التفريق بين الكلمتين؟
في المعجم الوسيط: (علم) فلان علما انشقت شفته العليا فهو أعلم وهي علماء (ج) علم والشيء علما عرفه وفي التنزيل العزيز) لا تعلمونهم الله يعلمهم (والشيء وبه شعر به ودرى وفي التنزيل العزيز) قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي (والشيء حاصلا أيقن به وصدقه تقول علمت العلم نافعا وفي التنزيل العزيز) فإن علمتموهن مؤمنات (فهو عالم (ج) علماء
وثم كيف يعذرون بالجهل ولا يسلمون من الإثم؟
نفع الله بكم
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:24 م]ـ
بارك الله فى جميع الأخوة
ولازلت فى الانتظار
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:08 م]ـ
قال قتادة في تفسير قوله تعالى (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ... ) [ ... فلما عرف الله عزوجل منهم الصدق بقلوبهم التوبةو الندامة على ما مضىمنهم كشف عنهم العذاب بعد ان تدلى عليهم .... ]
وقال الالوسي: (وإسناد المعرفة إليه عز وجل بغير لفظها غير ممتنع وهو في القرآن الكريم شائع، على أن الصحيح جواز الإسناد مطلقاً لما في «نهج البلاغة» من إطلاق العارف عليه تعالى، وقد ورد في الحديث أيضاً على ما ادعاه بعض الأجلة)
ولعله يشير الىحديث انس (طوبى لكل غنى تقى ولكل فقير خفى يعرفه الله ولا يعرفه الناس)
أو الى الحديث الذي اخرجه الطبراني وفيه: (عن جابر بن عبد الله و عبد الله بن عباس في قول الله عز و جل {إذا جاء نصر الله والفتح} {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} ,,,, فلما نظر أبوبكر و عمر رضي الله عنهما إلى ذلك قاما فقالا: يا عكاشة هذان نحن بين يديك فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فقد عرف الله مكانكما ومقامكما .... ) وهو حديث موضوع باتفاق اهل المعرفة.
وقال ابن زيد، في قوله:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته"، قال: جاء أمر شديد! قالوا: ومن يعرف قدر هذا أو يبلغه؟ فلما عرف أنه قد اشتد ذلك عليهم، نسخها عنهم، وجاء بهذه الأخرى فقال: (فاتَّقُوا اللهَ مَا استَطَعْتُمْ)
فنسخها
وقال الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على حديث ابن عباس: (ومن فوائد الحديث: في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته.)
وقد نقل صاحب الفروق في الفرق بين المعرفة والعلم كلاما مؤداه أن الأمر في استعمال عبارة "عرف الله" يسير.
اقول:فلايبلغ بقائلها حد الكفر الا ان يعتقد ذلك الفرق الذي ذكره ابوحيان والجرجاني، وليس كل الناس يدركه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/112)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حياكم الله وجمعنا بكم في جناته
... ما توجيهكم لقوله صلى الله عليه وسلم (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة) .... وللحديث بقية و تفصيل إن شاء الله ـ حين أجد لوحة مفاتيح عربية .. إبتسامة ـ
.... محبم يدعو لكم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:32 م]ـ
(تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) ظاهر هذه العبارة غير مراد واعتقاده باطل لا يجوز وصف الله تعالى به، لأن الله يعلم حال العبد في حالتي الشدة والرخاء، وإنما هذا من باب المقابلة المراد به المكافأة والمجازاة، تقول لمن صنع اليك صنيعا:لأعرفن لك صنيعكـ، أي لأكافئنك,
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 08:28 م]ـ
السلام عليكم .... أوافقك الرأي أخي الكريم ومثاله حديث إن الله لا يمل حتى تملوا .... الحديث ... لكن أسئلك إخي الكريم هل من قال تلكم العبارة أو سمعها ممن يخاطبه ـ وأنا أعني العوام وليس طلاب العلم ـ هل يا ترى كان فهمه خلاف فهم أبن عباس الذي سمع مقالة رسول الله ... من ناحيتي وفي الوسط الذي أعيش فيه أستطيع أن أقول 99 بالمائة لا يعنون ولا يفهمون ما تفضلتم بقولكم أنا ظاهر هذه العبارة كفر ... وفي بلدي الحبيب الجزائر مثلا عبارة ـ أعلابالو .. أي يعلم وغيرها الشيء الكثير خاصة بالغة العامية
شيء آخرأعتقد أن باب الإخبار عن الله عز وجل بابه واسع خاصة في باب التعليم و الدعوة إلى الله ـ هذا طبعا بعد مراعات ما قرره سلفنا الصالح في باب الأسماء و الصفات رحمهم الله ..... أقول هذا لأن شيخنا الحبيب قد رتب حصول الإثم بمجرد قول العبارة ففي آخر العبارة التي نقلها الأخ في فتوى الشيخ .. فقد لا يسلم من الإثم.
وسؤالي لإخواني هل كما ـ ذكر فضيلة الشيخ الحبيب ـ يلزم من أن يكون الله جاهلاً ثم عرف ـ إذا سلمنا أن المعرفة يسبقها جهل والعلم لا يسبقه جهل ـ ألا يمكن أن يقول قائل أننا نثبت معرفة تليق به سبحانه كما أن له سبحانه علم يليق بجلاله ولإنسان علم و الفرق بينهما ظاهر بين .. وأن - المعرفة يسبقها جهل - هي معرفة العبد ليس معرفة الله
وللفائدة ... قال الزهري لا أصف الله بأنه عارف، ولا أعنف من يصفه بذلك؛ لأن المعرفة مأخوذة من عرفان الدار يعني آثارها التي تعرف بها ... - كتاب ((الفروق في اللغة)) -
لدي الكثير من الأمورأريد مناقشتها مع إخواني في هذا الموضوع الهام لكنني أجد صعوبة كبيرة في الكتابة بالعربية وأنا في دار سفر - لا توجد مفاتيح بالعربية في مقاهي الأنترنت -
والعلم لله
.. محبكم يدعو لكم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 08:54 م]ـ
سألت شيخنا الألباني رحمه الله هل يقال الله يعرف قال لا يقال يعلم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 09:00 م]ـ
السلام عليكم .... أوافقك الرأي أخي الكريم ومثاله حديث إن الله لا يمل حتى تملوا .... الحديث ... لكن أسئلك إخي الكريم هل من قال تلكم العبارة أو سمعها ممن يخاطبه ـ وأنا أعني العوام وليس طلاب العلم ـ هل يا ترى كان فهمه خلاف فهم أبن عباس الذي سمع مقالة رسول الله ... من ناحيتي وفي الوسط الذي أعيش فيه أستطيع أن أقول 99 بالمائة لا يعنون ولا يفهمون ما تفضلتم بقولكم أنا ظاهر هذه العبارة كفر ...
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته: أخوك لم يكفر أحدا وانما قال:
ظاهر هذه العبارة غير مراد واعتقاده باطل لا يجوز وصف الله تعالى به،
وفرق بين الحكم على الشيء والحكم بالشيء.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 12:45 ص]ـ
أرشيف ملتقى أهل الحديث 5 - (ج 1 / ص 3038):
س-ما الفرق بين المعرفة وبين العلم؟ الفرق بينهما:
*المعرفة أعمّ من العلم من وجه، وأخصّ من وجه آخر.
أ) فمن جهة أنها تشمل على يقين وظنّ، والعلم يشمل على يقين، فبالنسبة له في هذه الحال أعمّ.
ب) من حيث أنها علم مستحدث وانكشاف بعد لُبس، هي من هذه الناحية أخصّ من العلم، ولهذا قال أهل العلم-رحمهم الله-:
لا يوصف الله بأنه عارف. لا يجوز،قال الفتوحي-رحمه الله-في مختصر التحرير:"وعلم الله ليس ضرورياً و لا نظرياً، ولا يُوصف الله بأنه عارف؛ لأنه انكشاف بعد لُبس وعلم الله ليس كذلك".
ج) هناك فرق ثالث غالبي وهو: أن المعرفة غالباً تستعمل في المحسوسات، والعلم يُستخدم في الأمور المعنوية. يُقال: عرفت زيداً، ولا يقال: علمت زيداً.
إذا قال قائل: سبق أن أخذنا أنه لا يُقال أن الله عارف أي أن يوصف بذلك لا يجوز؛ لأن وصفنا له بذلك يستلزم أن يكون جاهلاً تعالى سبحانه عن ذلك ثم عَلِم، ما الجواب على قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"؟
نقول: المراد بالمعرفة هنا لازمها وهو العناية، يعني اعمل الصالحات في حال الرخاء، يعرفك أي يعتني بك في حال الشدّة، و إلاّ فإنه سبحانه وتعالى يعرفك سواء تعرّفت أم لم تتعرّف.
(من شرح الشيخ سامي الصقير على متن الورقات في أصول الفقه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/113)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[09 - 07 - 09, 12:56 ص]ـ
هذه كلمة لا يستخدمها غالباً إلا العوام, فيقولون: الله يعرف, أو يدري أن كذا وكذا, وعندهم يستوي معنى العلم والمعرفة, والله أعلم ...
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:15 ص]ـ
أستسمحك أخي الكريم فقد قولتك مالم تقل فمعذرة ..... كنت أقصد ـ ظاهر هذه العبارة غير مراد ـ على كل حال فكلمة يعرف أو يعلم أو يدري أو كما يقال عندنا أعلابالو كلها يقصد بها علم الله وهذا ما أشار له الأخ الكريم أبو العباس البحريني و قول من قال من الأفاضل فقد لا يسلم من الإثم .. تحتاج إلى مزيد بيان ..
مرة أخرى أعتذر لأخي أبي العلياء عن الخطإ
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:27 ص]ـ
مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص558
حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي قال بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرن فسأله عمر عن الناس قال فذكروا عند عمر من أصيب يوم نهاوند فقالوا قتل فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم فقال عمر لكن الله يعرفهم
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:49 ص]ـ
أظن – والله أعلم- أن كلمة الشيخ مشهور هذه أعني قوله:
(وهذا كلام كفر لا يجوز)،فيه مبالغة، و لو قال: إنها لا تجوز لكان لها وجه.
قال الحافظ ابن رجب في (جامع العلوم والحكم):
((ومعرفة الله أيضاً لعبده نوعان:
معرفة عامة وهي علمه سبحانه بعباده، واطِّلاعه على ما أسرُّوه وما أعلنوه، كما قال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}، وقال: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}.
والثاني: معرفة خاصة: وهي تقتضي محبته لعبده وتقريبَه إليه، وإجابةَ دعائه، وإنجاءه من الشدائد، وهي المشار إليها بقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكى عن ربِّه: ((ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافِل حتَّى أُحِبَّه، فإذا أحببتُه، كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، فلئن سألني، لأُعطِيَنَّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنَّه))، وفي رواية: ((ولئن دعاني لأجيبنّه))) اهـ.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الأربعين:
((يَعْرِفْكَ فِي الشَّدَّةِ) وكلمة (يَعْرِفْكَ) هذه جاءت على جهة الفعل، ومعلوم في باب الصفات أن باب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات، فهذا إذن لا يقتضي أن يكون من صفاته جل وعلا المعرفة، فإنه لا يوصف الله جل وعلا بأنه ذو معرفة، بل يقيّد هذا على جهة المقابلة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا (تَعَرَّفْ إلِى الله فِي الرخَاء يَعْرِفْكَ فِي الشَّدَّةِ) فيجوز أن تستعمل لفظ (يعرف) على الفعلية، وفي مقابلةِ لفظِ يعرف آخر، كما في نظائره كقوله عليه الصلاة والسلام «إن الله لا يمل حتى تملوا» وكما في قول الله جل وعلا: ? وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ? [الأنفال:30]، وفي قوله?مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ? [البقرة:14 - 15]، ?يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ? [النساء:142] وأشباه ذلك من الألفاظ التي جاءت بصيغة الفعل، ومجيئُها بلفظ الفعل لا يدل على إطلاقها صفة؛ لأنها جاءت على لفظ المقابلة، ومجيء بعض الصفات، يعني على جهة الأفعال بالمقابلة هذا يدل على الكمال، ومعلوم أن المعرفة غير العلم، العلم كمال.
• وأما المعرفة فإنها قد تشوبها شائبة النقص؛ لأن لفظ المعرفة، وصفة المعرفة هذه قد يسبقها جهل، لأنّ (عَرَفَ الشيءَ) يعني تَعَرَّفَ إليه بصفاته، وهذا يقتضي أنه كان ربما جاهلا به غير عالم به.
• أما العلم فهو صفة لا تقتضي ولا يلزم منها سبق عدم علم أو سبق جهل وأشباه ذلك، ولهذا كان من أسماء الله الحسنى العليم، ولم يكن من أسمائه جل وعلا العارف، وأشباه ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/114)
إذا تقرر هذا فلفظ المعرفة جاء في القرآن على جهة الذم قال جل وعلا ?يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا? [النحل:83] وقال جل وعلا ?الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ? [الأنعام:20] والآية الأخرى أيضا في الأنعام، والآية الأخرى أيضا في البقرة في هذا، فلفظ المعرفة جاء على جهة الذم في غالب ما جاء في الكتاب والسنة، وقد يكون يأتي على معنى العلم، كما في هذا الحديث.
فإذن قوله (تَعَرَّفْ إلِى الله فِي الرخَاء يَعْرِفْكَ فِي الشَّدَّةِ) من جهة الصفات هذا بحثه، ما معناه معرفة الله للعبد في الشدة؟ قال العلماء: هذه معناها المعيّة، ومعرفة الله جل وعلا للعبد في الشدة يعني أنْ يكون معه بمعية النصر والتأييد والتوفيق وأشباه ذلك) اهـ.
و قال العلامة العثيمين في (شرح الأربعين):
(("تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" تعرف: أي: اطلب معرفة الله لك –عزوجل- يعلم كل أحد سواء تعرف إليه أم لا، لكن هذه المعرفة معرفة خاصة؛ " ... "
"يعرفك" أي: الله –عزوجل- معرفة خاصة "في الشدة" أي: في حال الشدة عليك، فيعرفك إذا مرضت، يعرفك إذا افتقرت، يعرفك إذا خفت، وأهم شيء أن يعرفك عند الموت فيثبتك ويسددك، لأن أشد ما على الإنسان حين الموت، فإذا تعرفت إلى الله في الرخاء عرفك في الشدة)) اهـ.
ثم قال في فوائد الحديث-أعني العلامة العثيمين-:
((و من فوائد هذا الحديث: أن الله يوصف بأنه عارف، لقوله: "يعرفك"، ولكن هذا إذا أريد به المعرفة الخاصة لا العامة، و إلا فلا يجوز إطلاق عارف على الله تعالى بالمعنى العام، انتبه لهذا؛ إذاً يعرفك المراد بذلك ماذا؟
المعرفة الخاصة، أما المعرفة بالمعنى العام فلا يجوز أن يوصف الله بها.
قال العلماء – رحمهم الله تعالى -:
لأن المعرفة انكشاف بعد خفاء، ولأنها –أي المعرفة- تشمل العلم اليقيني و الظن، ولأنها تتعلق بالمحسوسات.
تقول: عرفت فلانا يعني عرفت جسمه، و لا تقل علمته اللهم إلا مجازا، فلهذا نص في "مختصر التحرير" على أن الله تعالى لا يُسمى عارفا، لا يوصف بأنه عارف، فإذا أورد عليه مورد هذا الحديث، قلنا: إن هذه معرفة خاصة)) اهـ.
و الله أعلم.(56/115)
حركة غريبة من مكتبة المصطفى
ـ[المنصور]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم في الحقيقة من هم القائمون على مكتبة المصطفى www.al-mostafa.com ولكني لاحظت اليوم أمرا غريبا. فقد وجدتهم وضعوا عنوانا لأحد الكتب (تفسير ملا سلطان علي؟) ثم كانت المادة تفسيرا لأحد الإمامية يدعي فيه نقص القرآن وأنه وقع فيه التحريف والنقص والزيادة. إلى غير ذلك من الخزغبلات التي يرونها في القرآن. وأقطع كما يقطع غيري أن هذا ليس من كلام الملا على قاري ولا مذهبه. فكيف ينسب الكتاب له كما يظهر.
بقي أن أشير إلى أن من قام بتصوير الكتاب أطاح بأوله وآخره فلم نعرف ماذا كتب على الغلاف ولم نتمكن من قراءة المقدمة أو الخاتمة لمعرفة أي معلومة. ولعل الإخوة يطلعون على الكتاب فيكشفون مؤلفه الحقيقي. فلعله نسخة من كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب).
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:26 م]ـ
التمس لهم العذر فجهدهم لا ينكر ولعله خطأ في بيانات أدرجت بطريق الخطأ والأفضل أن تراسلهم بملاحظتك القيمة.
ـ[المنصور]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:59 م]ـ
لم أجد عنوانا للمراسلة. فهل تعرف أخي الكريم؟
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[07 - 07 - 09, 11:47 م]ـ
موجود في الموقع
http://www.al-mostafa.info/books/htm/al-mostafa.com/guestbook.htm
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:09 ص]ـ
لقد وضعوا إشارتي استفهام عند اسم الكتاب واسم المصنف، دلالة على الشك
ـ[المنصور]ــــــــ[08 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
تم إرسال تنبيه للموقع. أسأل الله أن يتم التغيير عاجلا
وشكر الله للأخ محمد مبروك وللجميع كذلك.(56/116)
ما معنى هذه الجملة
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:08 ص]ـ
، وأما إرادته المتعلقة بفعل العبد، فتلك لها شأن آخر؛ فإن أراد فعل العبد، ولم يرد من نفسه أن يعينه عليه ويجعله فاعلاً، لم يوجد الفعل، وإن أراده حتى يريد من نفسه أن يجعله فاعلاً وجد الفعل. وهذه هي النكتة التي خفيت على القدرية والجبرية، وخبطوا في مسألة القدر، لغفلتهم عنها، وفرق بين إرادته أن يفعل العبد، وإرادة أن يجعله فاعلاً. (قرأتها في كتاب (حوادث لا أول لها) للشيخ سفر الحوالي)(56/117)
التشنيع على التوقيع
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:45 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
سبحان من قد سبق قضاؤه فعله، أدخل بعض عباده الجنة قبل أن يطيعوه، وأدخل آخرين النار قبل أن يعصوه.
لعل الكثير من الاخوة قد قرأ هذا الكلام الذي جعلته توقيعا اوقع به مشاركاتي في هذا الملتقى المبارك،هذا التوقيع الذي يجعلني أشعر ـ كلما قراته ـ بعظمة سلطان الله وقهره وجبروته ونفاذ مشيئته، ويتنازعني شعور بالخوف وشعور بالرجاء في آن واحد. وقد زعم بعض الاخوة أن هذا التوقيع يتنافى مع قول الله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فاجبته بما يعلم الله انني أعتقد صحته فلم يزد ـ غفر الله له ـ على ان رد علي بحديث " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق ... ) فأحببت أن أعرض المسألة على أعضاء الملتقى ليبدوا رأيهم في هذا التوقيع والله من وراء القصد.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:30 م]ـ
سبحان من قد سبق قضاؤه فعله، أدخل بعض عباده الجنة قبل أن يطيعوه، وأدخل آخرين النار قبل أن يعصوه.
وأنا أقرأ التوقيع تذكرت قول من قال: ليس بالطاعة سُعدوا ولكن بالسعادة أطاعوا، وليس بالمعصية شقوا ولكن بالشقاوة عصوا
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)
فالله عز وجل كتب لهم السعادة بحكمته وفضله قبل أن يطيعوه، وكتب لأهل الشقاء - بعدله - الشقاءَ قبل أن يعصوه
أترك التعليق على توقيعك لأهل الاختصاص، أتمنى أن يفيدونا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
وأنا أقرأ التوقيع تذكرت قول من قال: ليس بالطاعة سُعدوا ولكن بالسعادة أطاعوا، وليس بالمعصية شقوا ولكن بالشقاوة عصوا
سلمت يا حنين. قد أحسنت بالذي نقلت.وكل ميسر لما خلق له.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:01 م]ـ
كلاكما محق!!!!!!!!
ولا تعارض بين ما في توقيعك وبين ما ذكره صاحبك؛ فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلها وخلق النار وخلق لها أهلها، وأنه تعالى قبل أن يخلق الخلق قبض قبضة وقال هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، و قبض قبضة وقال: هؤلاء إلى النار ولا أبالي. وأنه علم ما الخلق عاملون وقدره وكتبه وخلقهم له.
ومن عقد أهل السنة أيضا أن الله لا يعذب أحدا بما سبق في علمه تعالى، فلا بد من بعث الرسول وإقامة الحجة على العباد، وأن العلم السابق لا يقع عليه الجزاء بل يقع الجزاء على ما يكون من أفعال العباد، وهذا هو القدر الذي أمرنا الله تعالى بالإيمان به واستأثر سبحانه بعلمه، وضل فيه أقوام أرادوا أن يفهموه بعقولهم المحدودة.
والله أعلم
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:55 م]ـ
كلاكما محق!!!!!!!!
ومن عقد أهل السنة أيضا أن الله لا يعذب أحدا بما سبق في علمه تعالى، فلا بد من بعث الرسول وإقامة الحجة على العباد، وأن العلم السابق لا يقع عليه الجزاء بل يقع الجزاء على ما يكون من أفعال العباد، وهذا هو القدر الذي أمرنا الله تعالى بالإيمان به واستأثر سبحانه بعلمه، وضل فيه أقوام أرادوا أن يفهموه بعقولهم المحدودة.
والله أعلم
أحسنت
جزاك الله خيراً
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 07:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177509
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[09 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
الأخ الواحدي ما تعقبك به الأخ في الرابط صحيح
ففي توقيعك خطأين كما ذكر الأخ وتوضيح ذلك أنك قلت (أدخل بعض عباده الجنة .. ) وهو لم يحصل فدخول أهل الجنة الجنة سيكون يوم الفصل بإذن الله سبحانه وتعالى وكذلك دخول أهل النار النار وكأنك يا أخي تقصد أنه كتب أنهم يدخلون الجنة قبل خلقهم وهذا غير الدخول نفسه.
أما الخطأ الثاني فهو قولك (سبحان من قد سبق قضاؤه فعله) فمن المؤكد ذكرك لهذه الجملة هو قصدك تنزيه الله سبحانه ومدحه بما يليق به والتقرب إليه بهذا الدعاء لكن هذه الجملة هل هي صحيحة ليس فيها خطأ؟
لو تأملت هذه الجملة لوجدتها تحتمل عدة معاني تحتاج إلى استفصال حتى يتضح المعنى الصحيح يعني أن هذه الجملة مجملة أو غير واضحة وفي الأدعية الشرعية من السنة غُنية عنها
فالمعروف هو أنا القضاء هو نفسه فعل لله سبحانه وتعالى ولم يوصف أحدهما بالسبق ولكن ما ورد في السنة أن رحمة الله سبقت غضبه كما في الحديث عند البخاري
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي "
ويظهر أنك تقصد بالفعل هو خلق الله سبحانه وتعالى فتكون الجملة التي ذكرتها تحتاج إلى ايضاح وتفصيل فيحسن تجنبها في الثناء على الله ...
ففي الثناء على الله ودعاؤه يستحسن تخير أفضل الألفاظ وأبلغها وأحبها إلى الله سبحانه وهي تجدها في القرآن والسنة
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/118)
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[09 - 07 - 09, 10:39 م]ـ
أخي الكريم اتصل على المشايخ و أهل العلم وأرقامهم موجودة على الشبكة.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
بارك الله في الجميع
لكن اليس تعذيب الله تعالى لعباده وادخالهم النار قبل ان يعصوه هو مخالف لقوله تعالى (وماربك بظلام للعبيد) وغيرها من الايات التي تدل على تحريم الله تعالى الظلم على نفسه ..
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى على شرحه للعقيده السفارينيه
وجاز للمولى يعذب الورى من غير ماذنب ولاجرم جرىقال الشيخ: هذا قول باطل مخالف للكتاب والسنة ومخالف لما تقتضبه اسماء الله الحسنى وصفاته
ثم قال الشيخ تعذيب الله بمحض عدله هذا صحيح لكن متى يكون العذاب عدلا؟
نقول: اذا وجد سببه صار عدلا ً أما إذا لم يوجد سببه صار ظلما لأنه سبحانه لايعذب على الإساءة الا بمثل السيئة قال تعالى (ومن جاء بالسئية فلا يجزى الا مثلها وهم لايظلمون)
وقال تعالى (وماكان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) وفوله (ان الله لايظلم الناس شيئا)
فاذا قلنا إن من آمن واتقى ومات جاز على الله ان يعذبه صار هذا القول مخالفا لنص القران
فتعذيب الطائع القائم بامر الله تعالى ليل نهار لاأحد يشك في انه ظلم
وقد يرد اشكال وهو حديث
(لوعذب الله اهل سماوته وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم) فكبف نجيب على هذا الحديث؟
الجواب من أوجه:
1 - ينظر في صحة الحديث
2 - فاذا صح كان المعنى ان الله لو عذب أهل سماواته وارضه لكان تعذيبه اياهم في غير ظلم أي لكان تعذيبه اياهم بسبب المعصيه
3 - لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم وذلك بان يقابل احسانه باحسانهم فصار احسانهم لاشيء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لن يدخل احد الجنة بعمله) اي من باب المقابله لان الله هو الذي منّ علينا بفعل الخيرات والحمد لله رب العلمين
شرح منظومة السفاريني البيت65
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 11:41 م]ـ
ففي توقيعك خطأين كما ذكر الأخ وتوضيح ذلك أنك قلت (أدخل بعض عباده الجنة .. ) وهو لم يحصل فدخول أهل الجنة الجنة سيكون يوم الفصل ...
نعم هو لم يحصل، لكنه قد قدّر الله تعالى حصوله، فالتعبير بـ (أدخل بعض عباده الجنة ... ) فيه نوع مجاز، والمراد: (قدّر عليهم دخول الجنة قبل أن يُطيعوه، بل وقبل أن يخلقهم) والقرينة على إرادة هذا المعنى، هو سباق الكلام، حيث قال فيه: "قد سبق قضاؤه فعله"، أي قد سبق قضاء الله تعالى بإدخال بعض عباده الجنة، قبل أن يخلقهم، ويخلق لهم أعمالهم الصالحة التي تكون سببا في دخولهم الجنة.
فالمعروف هو أن القضاء هو نفسه فعل لله سبحانه وتعالى ولم يوصف أحدهما بالسبق
لا أدري، لكن كأني أشم رائحة التمشعر من هذا الكلام. وبيان ذلك، أن الأشاعرة لم يثبتوا لله "الخلق" كصفة فعلية تقوم به سبحانه. وقالوا إنما خَلَق الخلْقَ بإرادته القديمة دون أن يقوم به عند الخلق صفة متجددة زائدة على الإرادة القديمة.
والصواب أن القضاء سابق على الفعل. وبهذا حجّ آدم موسى حين قال: "أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً "
والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
بارك الله في الجميع
لكن اليس تعذيب الله تعالى لعباده وادخالهم النار قبل ان يعصوه هو مخالف لقوله تعالى (وماربك بظلام للعبيد) وغيرها من الايات التي تدل على تحريم الله تعالى الظلم على نفسه ..
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى على شرحه للعقيده السفارينيه
وجاز للمولى يعذب الورى من غير ماذنب ولاجرم جرىقال الشيخ: هذا قول باطل مخالف للكتاب والسنة ومخالف لما تقتضبه اسماء الله الحسنى وصفاته
شرح منظومة السفاريني البيت65
أولا: توقيع أخينا أبي العلياء الواحدي، هو تعبير آخر لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
"إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ وَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ؟ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ"
[رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح من حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي]
ثانيا: كلام السفاريني مختلف تماما عن توقيع أخينا، فالسفاريني يقول: إن الله جائز له أن يعذّب الناس من غير ذنب.
وأما أخونا، فيقول: إن الله كتب على بعض عباده دخول النار قبل أن يفعلوا ما به يستحقون ذلك. فالأخ لم يقل:
أدخل بعض عباده الجنة دون أن يُطيعوه، وأدخل الآخرين النار دون أن يعصوه.
وإنما قال:
أدخل بعض عباده الجنة قبل أن يُطيعوه، وأدخل الآخرين النار قبل أن يعصوه.
ففي قوله "قبل" إشارة إلى أن الذي سبقت له الحسنى، سوف يفعل من الطاعات ما يكون سببا لدخوله الجنة، كما أنه سيصدر ممن قُدّر عليه دخول النار، ما يستحق به ذلك.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/119)
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:27 ص]ـ
سيحان الله العظيم
كلام الموقع في هذه العباره هو نفس كلام الناظم السفاريني
فالسفاريني يقول
وجاز للمولى يعذب الورى من غير ماذنب ولاجرم جرى
والموقع يقول
،وأدخل آخرين النار قبل أن يعصوه
فلافرق بين ان يعذيهم من غير ذنب وبين ان يدخلهم النار قبل ان يعصوه
فيجب التفريق بين كلمة كتب لاخرين النار قبل ان يعصوه ..
هذا لايشك فيه مسلم ان الله تعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ وعلى هذا اجماع اهل السنة والجماعة وان من مراتب الايمان بالقدر الايمان بالكتايه الشاملة لكل شيء
وبين كلمة ادخل اخرين النار قبل ان يعصوه
ولعل الاخ ابو اسحاق السندي لم يدقق في الفرق بين كلمة كتب وبين كلمة ادخل
فالفرق بينهما واضح في اللفظ وفي المعنى
لااشكال في كتابة الله لكل شيء في اللوح المحفوظ
وانما الاشكال موافقة التوقيع لكلام السفاريني
والله تعالى اعلم ..
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 06:34 ص]ـ
فيجب التفريق بين كلمة كتب لاخرين النار قبل ان يعصوه ..
وبين كلمة ادخل اخرين النار قبل ان يعصوه
ولعل الاخ ابو اسحاق السندي لم يدقق في الفرق بين كلمة كتب وبين كلمة ادخل
فالفرق بينهما واضح في اللفظ وفي المعنى
والله تعالى اعلم ..
لعلك - يا أخي الفاضل أبا عبد الرحمن - لم تقرأ ما كتبته في الرد على الأخ صالح بن عمير. بينت فيه أن عبارة الموقع فيه نوع مجاز، والمراد: (قدّر عليهم دخول الجنة قبل أن يُطيعوه) والقرينة على إرادة هذا المعنى، هو سباق الكلام، حيث قال فيه: "قد سبق قضاؤه فعله"، فالكلام كله على القضاء السابق.
فحينما قال الموقع: "سبحان من قد سبق قضاؤه فعله" كان فيه نوع إجمال، ثم جاء تفصيله وتفسيره في قوله: " أدخل بعض عباده الجنة قبل أن يطيعوه، وأدخل آخرين النار قبل أن يعصوه"
فقوله " أدخل بعض عباده الجنة / النار" هذا تفسير للقضاء الذي سبق. وقوله "قبل أن يطيعوه / يعصوه" هذا تفسير للفعل، فعل الله تعالى، أي خلقه لأفعال العباد التي تكون سببا لدخول الجنة أو النار.
لا بد أن يُفهم الكلام بسياقه، فقول الموقع في أول العبارة "قد سبق قضاؤه فعله" محكّم على ما بعده. ولو لا تأويل الإدخال بقضاء ذلك وإرادته، لما استقام الكلام، ولا حتى على مذهب السفاريني. إذ لو أُخذ الكلام على ظاهره، يصير المعنى أن دخول السعداء الجنة يكون قبل قيامهم بالطاعات، أي أنهم سقومون بالطاعة بعد دخولهم الجنة، لا قبله!!! وأن العصيان من أهل النار سيكون بعد دخولهم النار، لا قبله!!!
لا أحد يقول بهذا! لا السفاريني، ولا غيره!
وأما السفاريني، فيقول إنه يجوز أن يُدخَل الشخص النار من غير أن يعصي قط؛ ما قال: قبل أن يعصي!
لعلك يا أخي الحبيب: لا تفرق بين "قبل أن يفعل كذا " وبين "من غير أن يفعل كذا". الأول فيه إثبات للفعل لكنه متأخر في الوقوع، وفي الثاني نفيه من أصله.
فقول الموقع: "قبل أن يعصوه" فيه إثبات لوقوع العصيان، لكنه متأخر؛ متأخر عن أي شيء؟ متأخر عن دخولهم النار؟؟؟ لا أحد يقول به من الأولين والآخرين! إذن لا يبقى إلا أن يكون المراد: وقوع العصيان متأخر عن القضاء عليهم بإدخلاهم النار.
ومما يساعد على ما ذكرتُه من التأويل، أنه يُطلق اسم الفعل على إرادته الجازمة. قال تعالى: ((فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)) قال جمهور المفسرين أن المراد: إذا أردت قرآءة القرآن. وكذا قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ)) الآية.
وعلى هذا، لا يُستنكر أن يكون المراد من قول الموقع: " أدخل بعض عباده الجنة / النار" أي أراد ذلك، وشاءه، وقضاه، وقدّره.
والله تعالى أعلم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:07 م]ـ
قالون. قالون!(56/120)
هل تأويل ابن حبان رحمه الله يُعتبر خللاً في التوحيد أو بدعة؟
ـ[الباحث]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهر من الإمام ابن حبان رحمه الله بعض التأويلات للصفات كتأويل صفة القدم وغيرها.
وقد قرأتُ بعض كلام أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية، ولكنني لم أجد الإجابة على سؤالي:
هل تأويلات ابن حبان لبعض الصفات تعتبر خللاً في التوحيد أو بدعة؟
وإذا كان خللاً في التوحيد أو بدعة، فما هو المراد بوصف الذهبي وغيره من أهل العلم للإمام حبان بالإمامة؟
هل المراد بها الإمامة في الحديث دون غيره؟
ـ[الباحث]ــــــــ[14 - 07 - 09, 03:55 م]ـ
أين طلاب العلم في الملتقى؟
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:40 ص]ـ
س - {مالفرق بين التاويل اذا وقع لإمام من ائمة المسلمين وبين اهل البدع فلماذا فرقنا بين المبتدع والسني مع ان كل منهم قد أول هذه المسألة.
الجواب: اهل الحديث هم اهل السنة والجماعة انما يبنون كلامهم على الكتاب والسنة فيتكلمون ابيداءً من نصوص الوحي فمن وقع منهم في خطأ فهم مجتهدون مغفور لهم لاجتهادهم سواء في كان اجتهادهم في الاصول او الفروع (إن سلمنا صحة هذا التقسيم)
مثل الامام ابن خزيمة رحمه الله تعالى لما تكلم في مسألة الصورة وعودة الضمير ووافق في اجتهاده اهل البدع ومثل الامام ابن حجر والنووي وغيرهم في تأويل بعض الصفات عفا الله عنهم اجمعين فهؤلاء من اهل السنة والجماعة لان اصولهم هي الكتاب والسنة والاجماع ولو كان خطأهم كثير لان اصولهم الوحي والاجماع فلا يقال عنهم مبتدعه بل مخطيئين مجتهدين والصواب خلاف قولهم
(ملاحظه:- وليس الكلام هنا في المسائل الخلافيه الدائرة بين اهل السنة والجماعه كاثبات يد يمين وشمال لله وكإثبات صفة الجنب لله تعالى وغيرها فهذه لايبدع المخالف فيها قولا واحداً
وانما الكلام في المسالة التي اجمع العلماء على انها ليس من أقول اهل السنة والجماعة كالقول بان اليد بمعنى النعمة او ان الاستواء بمعنى الاستيلاء او فعل يخلقه في العرش)
اما اهل البدع فهم ضلال لان اصل استدلالهم العقل واتباع اصول وضعوها بانفسهم كالتاويل والتفويض والمجاز
وعدم اعتبار الكتاب والسنة كتب يستدل بها وان فيها الحق والبيان بل عادتهم رد الاحاديث الصحيحه واتباع العقل وتقديمه على النقل والاخذ بالمقايس في مقابلة النص ..
لذلك هم اهل ضلال ولو كان خطأهم قليل لان اصولهم بدعيه كابن فورك وبشر المريسي وغيرهم
لذلك والله اعلم العبرة بالمنهج اي منهج الاستدلال فاهل السنة منهجهم مستمد من الكتاب والسنة والاجماع
واهل البدع منهجهم مستمد من العقل والتاويل والمجاز والتفويض ورد خبر الاحاد وغيرها كثير
فبهذا الضابط يمكنك التفريق بين اهل البدع كالاشاعرة والصوفيوبين ه واهل السنة والجماعة
والله تعالى اعلم
من كان عنده فائدة ابو تعقيب فلايحرمنا الفائده
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:20 ص]ـ
ليس هناك أدنى خلل في التوحيد، وليست هناك بدعة
هذا إذا علمنا:
أن ابن حبان قرأ القرآن كما قرأه فلان وفلان، وملايين البشر
فاختلف فهم ابن حبان وابن حجر والبيهقي وفلان وفلان، مع فهم ابن تيمية، وابن القيم، وفلان وفلان
مشكلتنا أنه عندما يختلف مع فهمنا للقرآن أحد، نظن أنه اختلف مع القرآن، والإسلام، وبالتالي فهو مبتدع، ونحن أهل السنة والجماعة.
مع أنه أيضا للأسف وقع في نفس المشكلة عندما ظن أن فهمه هو الإسلام، وأنه أهل السنة والجماعة.
ولهذا؛ إخوتي ترون أن الأشاعرة يطلقون على إمامهم: إمام أهل السنة والجماعة.
وأنا وأنت نطلق على إمامنا: إمام أهل السنة والجماعة.
والسر في ذلك أننا جميعا اعتقدنا أن ما نفهمه هو الإسلام، وأن مخالفه مبتدع.
وهذا كله هو سبب المصائب.
اسأل نفسك منذ عشر سنين، كم من شيء كنت تعتقده أنه الإسلام، فلما قرأتَ وبحثتَ، غيرته، وتراه اليوم بدعة؟!!
ستجد الكثير، فهل غيرتَ دينك، أم فهمك؟!
ولو عرفتَ ذلك فسوف تستريح، ولا تضطر لأن تدخل في تناقضات صعبة، مثل التفرقة بين بدعة (السني)، وبدعة (البدعي)، والبدعة السوداء، والبيضاء.
واعلم أن كثيرا من علماء الأمة الأفاضل والأجلاء، من الحافظ ابن حجر، فصاعدًا يختلفون في فهمهم، مع ما يسميه السلفيون بقضية الأسماء والصفات.
فلا تشغل نفسك، هذا خلاف في الفهم، وارجع إلى الجيل الأول، أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وسلهم:
هل شغلوا أنفسهم الليل والنهار بتفسير (جنب الله)؟!!.
هل منهم أحد أتى بسيرة ذلك؟!!
هل سمعتَ أبا بكر الصديق يناقش عمر بن الخطاب، في (الهرولة)؟!!!
والسؤال: ولماذا تستبعد أن يكون تأويل ابن حبان هو الصحيح؟! وأن غيره هو المبتدع؟!
توضيح: طبعا سيتهمني إخوتي بأنني أشعري، أو شيء من هذا القبيل، وأنا والله لا أعرف اسم الأشعري هذا، ولا متى كان، ولم ولن أقرأ له شيئا، كما لم ولن أقرأ للذين شغلوا أنفسهم بهذا.
قراءتي، وبحثي، وحياتي، في الحديث الشريف، كما قرأه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فما فسره لأصحابه كفاني، وما سكت عنه فهو النور المبين أسكت عنه، وما وقع من خلاف بين فلان وفلان، فهذا شأن لا علاقة لي به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/121)
ـ[ناصر الاحمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:08 ص]ـ
اخي العزيز أبا عبدالرحمن قولك:مثل الامام ابن خزيمة رحمه الله تعالى لما تكلم في مسألة الصورة وعودة الضمير ووافق في اجتهاده اهل البدع: ينبغي أن تنبه معه على أمرين مهمين:
الأول: أن ابن خزيمة - رحمه الله - لما رجح عَوْدَ الضمير على الغلام المضروب فذلك كان منه -رحمه الله- لسببين:1 - أنه رأى أن هذا الحديث ليس من أحاديث الصفات فلا يقع فيه التأويل
2 - أنه لم تثبت عنده رواية " على صورة الرحمن" وقد رد عليه في ذلك شيخ
الأسلام وغيره تضعيف هذه الرواية.
الثاني -وهو الأهم: أن ابن خزيمة رحمه الله يثبت الصورة لله عز وجل من غير هذا الحديث فانظر إليه وقد بوَّب في " التوحيد" (1/ 45): باب ذكر صورة ربنا جلّ وعلا وصفة سبحات وجهه عزّ وجلّ ا. هـ
وقد روى في كتابه هذا حديث الصورة " فبأتيهم الله في صورته التي يعرفون".
وانظر حول هذا رسالة: براءة السلف ممّا نسب إليهم من انحراف في الإعتقاد (ص/ 18 - 20)
وهذا من ابن خزيمة مثل صفة الساق تماماً عند من فسّر الآية بالشدّة فإنه يثبت صفة الساق من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- " فيكشف الرب عن ساقه"
وأما أخي أبا يحيى فجزاه الله خيراً ولا أملك إلا أن أشير له إلى قول الإمام أحمد -عليه رحمة الله- حين سئل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق هل لهم رخصة أن يقول الرجل: كلام الله، ثم يسكت؟ قال: ولِمَ يسكت؟! لو لا ما وقع فيه الناس كان يسه السكوت ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟! (مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ص/263 - 264)
ثم أليس من الواجب أن نعلم معاني الكتاب والسنة ونفقه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!
وأن نعلم صفات الله عز وجل؟؟ أم هي نصوص لا معنى لها؟؟
هذا القول لازمه التفويض بل ظاهره كذلك.
أما ماوقع فيه خلاف بين فلان وفلان فنحن لنا شأن فيه بنصرة مذهب السلف على مذهب الخلْف، وهذا من نصر الدين " ولينصرن الله من ينصره"
وأظن أن التعبير بالخلاف تهوين لشأن هذا الأمر بل هو كما قال ابن القيم في " اجتماع الجيوش":
بل الذي بين أهل الحديث والجهمية من الحرب أعظم مما بين عسكر الكفر وعسكر الاسلام. اهـ
وفق الله الجميع للحق ..
وأعتذر عن الإطالة ..
ـ[ناصر الاحمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:27 ص]ـ
كنت ممن ابتلاني الله بما يسمى الأسماء والصفات.
وكنت أدعو أصدقائي إلى هذا الكلام معتقدا أن هذا هو أصل الدين، بل هو الدين كله، وذلك بعد أن قرأت ودرست كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن .. وكل من كنت أتبعهم.
فلما هداني الله لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولحديثه،
تأملوا قوله: فلما هداني الله لسنة .. !!
هل كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب و .. تدعو لغير السنة؟؟!!
" ولتعرفنهم في لحن القول "
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
- ابن حبان - رحمه الله - من أهل الحديث، أصوله أصولهم. ولا يُشترط في الإمام أن يكون معصومًا، وما أخطأ فيه لا يُتابع عليه، وتُحفظ له مكانته.
- قال الشيخ عبدالعزيز المبدل في ملخص رسالته «آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها»: (الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبيَّ بعده، وبعد:
فإنّ الحافظ أبا حاتم محمد بن حبان البستي من أوعية العلم وحفّاظ الحديث في القرن الرابع الهجري، وله باعٌ طويل وقدم راسخة في التصنيف والبحث والتحقيق في فنون شتى، وكان من بين تلك الفنون التي اعتنى بها علم العقيدة الذي هو من أشرف العلوم وأجلِّها على الإطلاق، وقد جاء كلامه فيها مفرَّقًا ومبثوثًا في مؤلفاته المختلفة، وهي بحاجة إلى جمع وترتيب ودراسة وتحقيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/122)
فجاءت رسالة «آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها» في مقدّمة تبيِّن أهمية الموضوع ودواعي اختياره، وتمهيد تضمَّن دراسةً موجزةً لحياة ابن حبان العلمية، وأربعة أبواب احتوت على عرض آرائه في علم العقيدة في مسائل الإلهيات والنبوات والسمعيات والأسماء والأحكام، وتمّت مناقشتها في ضوء عقيدة أهل السنّة والجماعة، فكانت له آراءٌ سار فيها على ما تقرَّر في العقيدة الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنّة، وكانت له آراءٌ أبعدَ فيها النجعة عن موافقة المعتقد الصحيح، وهي بحاجة إلى تصويب وتقويم؛ فالحقّ أحقّ أن يُتّبع.
وكانت هناك تُهَمٌ تقدح في معتقده افتراها عليه خصومه، وتبيَّن ــ بحمد الله ــ بطلانها بعد البحث والتدقيق.
وجماع القول: أنّ ابن حبان قد قرَّر عقيدة أهل السنة والجماعة في كثير من تعليقاته وتبويباته، وردّ على ما يخالفها، وخالف العقيدة الصحيحة في مسائل عدّة تتعلق بتوحيد الألوهية والأسماء والصفات وشيء من مسائل الإيمان، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك سوى رسول ربِّ العالمين ومجتباه الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه، وآخر دعواي أن الحمد لله ربِّ العالمين).
تعقيب على كلام الأخوين: أبي يحيى وراجي غفران - وفقهما الله لما يُحب ويرضى -:
- أما الأخ أبويحيى - عفى الله عنه -؛ فمآل كلامه يؤدي إلى " نسبية الحقيقة "! بل ضياعها، فالسنة يدعونها، والأشاعرة يدعونها، والصوفية يدعونها، والشيعة يدعونها ... و .. و إلخ الفرق، والمسألة مجرد أفهام. ولاندري الصواب مع من؟ وكأن الله قد تركنا هملاً، أو عمّى علينا دينه، ليختلط علينا الحق بالباطل. ثم يقول: " قراءتي، وبحثي، وحياتي، في الحديث الشريف، كما قرأه محمد، فما فسره لأصحابه كفاني "، وهذه تُلزمك أن تكون على معتقدهم، وأن توجه النقد والتعنيف إلى من ابتدع واضطر الأئمة إلى الرد على بدعه، بالتدقيق في أمور المعتقد حتى لا يحصل التلبيس على المسلمين، لا أن تعكس القضية، أو تلوم " الجميع " دون تفرقة بين محق ومبطل. وفقكم الله ..
- وأما الأخ راجي غفران - عفى الله عنه -: فيقول: " كنت ممن ابتلاني الله بما يسمى الأسماء والصفات. وكنت أدعو أصدقائي إلى هذا الكلام معتقدا أن هذا هو أصل الدين .. إلخ "، وأقول: بل هو من أصول الدين، ولايستقيم دين مسلم إلا به، وهو من معرفة العبد ربه الذي يعبده، بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، والتي لم يخترعها لا ابن تيمية ولا غيره. واللوم ينبغي أن يوجه ينصب إلى من ابتدع فيه، إما بتعطيل أو تأويل أو تفويض، وأشغل الأمة بالرد على انحرافاته.
وهنا بيان لأهمية هذا التوحيد، والرد على من أنكره أو هون من شأنه:
http://www.salafi.net/books/book34.html
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى، وألف قلوبنا على الحق ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:49 ص]ـ
تنبيه للإخوة الذين سيناقشون ما كتب الشيخ أبو يحيى أو راجي غفران أو غيرهم ممن سيكتب بنفس طريقتهم
هؤلاء الإخوة لا يرون الاشتغال بغير الكتاب والسنة، دراسة وعملا، ولا يقلدون أحدا كبيرا أو صغيرا، وليسوا ظاهرية ولا مقلدة لأحد المذاهب في الفقه، ولا سلفيين - بالمعنى الشائع - ولا خلفيين، بل يلتزمون باسم الإسلام فقط، والكلام يطول وقد يدخله إلزامهم ما لا يلتزمون، ولعل المتابع للملتقى يذكر المناقشات التي كانت تحصل قبل سنتين أو ثلاث حول هذه الأمور
أسأل الله للجميع الهداية والتوفيق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:05 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ خالد ..
قلتم: (بل يلتزمون باسم الإسلام فقط) ..
وهذا لا يكون إلا في " الخيال " و " الذهن " .. أما على أرض الواقع فليس ثمّ سوى: " سنة " .. إلخ أسمائها، أو " بدعة ".
وقد يكون " منزع " الأخوَين حسنًا، عندما رأوا الخلافات بين " الأمة " .. فلجؤوا إلى هذا الحل " الخيالي "، أو الحلم اللذيذ .. المخالف لسنن الله الكونية والشرعية.
فهم يُذكرونني بمن تألم من " الصراعات " بين البشر - دون تفريق بين صراع بحق أوبباطل - .. فلجأ إلى فكرة " السلم العالمي " .. وهي فكرة لا توجد إلا في الأذهان لا الأعيان .. مصادمة للسنن ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/123)
ومثلهم من اخترع " المدينة الفاضلة " وعاش فيها بذهنه؛ ليفر مما يرى من النقائص الدنيوية.
ولكن! كل ماسبق لايُغير من " الواقع " شيئًا .. إنما هو علاج مُسكّن، لا مزيل.
و المسلم " الموفق " هو من لا تصرفه الخيالات عن مواجهة الواقع، بحلوه ومره، ولزوم الحق، والدعوة إليه، والصبر عليه .. ثم: (لايضركم من ضل إذا اهتديتم).
والله الهادي ..
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:52 ص]ـ
جزى الله الحميع خيرا، وهداهم إلى صراطه القويم!
الأمر على ما قاله الشيخ الفاضل سليمان الخراشي، والأخ الفاضل ناصر الأحمد، فأهل البدع هم الذين أحدثوا الشقاق في مبحث الأسماء والصفات وغيرها ولو تركوها على ما كان عليه محمد وأصحابه لما اشتغلنا بهم، أما وقد زاغوا فلا بد من بيان الحق الذي كان عليه السلف الأول ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينة، ولتستبين سبيل المجرمين.
أخي الفاضل /خالد بن عمر سدده الله:
من يشتغل بالكتاب والسنة هل يمكنه الاعراض عن معرفة صفات خالقه وما يجب له وما ينزه عنه؟ أليس هذا أس الكتاب والسنة وأساسهما؟ ثم بعد ذلك إذا علم أن بعض الناس قال على الله في أسمائه وصفاته بغير علم فعطل وشبه وفوض، أيسعه أن يكون موقفه مجرد الاعراض عن كل هذا وإراحة نفسه من عناء هذه المباحث؟
أتحقق أنك لا توافق على هذه اللوازم.
ثم هم إن رضوا باسم الإسلام فحسب فأهلا ومرحبا لكن هل هذا يختلف مع السلفية قيد أنملة؟ فإن كانوا على الإسلام بمعناه الصحيح فهم على السلفية وإن لم يتسموا بها ولا يضرنا ذلك شيئا.
[ QUOTE= راجي غفران;1078897ولو قيل أن مبحث الأسماء والصفات اضطًُر له من تكلم فيه للرد على الزنادقة وأصحاب الأهواء والبدع.
قلت: كان كل ذلك وأكثر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينشغل الصحابة بذلك، بل وجهوا جهدهم للعمل بما في الوحي وما يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم.
وختاما أقول لكم كما قال الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} "المائدة". [/ QUOTE]
أخي راجي غفران غفر الله لي ولك ولجميع الإخوة في الملتقى.
هذا مجانب للصواب تماما، فهل كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم معتزلة وأشعرية ووو؟؟؟!!!
أظنه سبق قلم منك إن شاء الله.
ـ[الباحث]ــــــــ[15 - 07 - 09, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
- ابن حبان - رحمه الله - من أهل الحديث، أصوله أصولهم. ولا يُشترط في الإمام أن يكون معصومًا، وما أخطأ فيه لا يُتابع عليه، وتُحفظ له مكانته.
- قال الشيخ عبدالعزيز المبدل في ملخص رسالته «آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها»: (الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبيَّ بعده، وبعد:
فإنّ الحافظ أبا حاتم محمد بن حبان البستي من أوعية العلم وحفّاظ الحديث في القرن الرابع الهجري، وله باعٌ طويل وقدم راسخة في التصنيف والبحث والتحقيق في فنون شتى، وكان من بين تلك الفنون التي اعتنى بها علم العقيدة الذي هو من أشرف العلوم وأجلِّها على الإطلاق، وقد جاء كلامه فيها مفرَّقًا ومبثوثًا في مؤلفاته المختلفة، وهي بحاجة إلى جمع وترتيب ودراسة وتحقيق.
فجاءت رسالة «آراء ابن حبان في مسائل العقيدة ومنهجه في عرضها» في مقدّمة تبيِّن أهمية الموضوع ودواعي اختياره، وتمهيد تضمَّن دراسةً موجزةً لحياة ابن حبان العلمية، وأربعة أبواب احتوت على عرض آرائه في علم العقيدة في مسائل الإلهيات والنبوات والسمعيات والأسماء والأحكام، وتمّت مناقشتها في ضوء عقيدة أهل السنّة والجماعة، فكانت له آراءٌ سار فيها على ما تقرَّر في العقيدة الصحيحة المستقاة من الكتاب والسنّة، وكانت له آراءٌ أبعدَ فيها النجعة عن موافقة المعتقد الصحيح، وهي بحاجة إلى تصويب وتقويم؛ فالحقّ أحقّ أن يُتّبع.
وكانت هناك تُهَمٌ تقدح في معتقده افتراها عليه خصومه، وتبيَّن ــ بحمد الله ــ بطلانها بعد البحث والتدقيق.
وجماع القول: أنّ ابن حبان قد قرَّر عقيدة أهل السنة والجماعة في كثير من تعليقاته وتبويباته، وردّ على ما يخالفها، وخالف العقيدة الصحيحة في مسائل عدّة تتعلق بتوحيد الألوهية والأسماء والصفات وشيء من مسائل الإيمان، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك سوى رسول ربِّ العالمين ومجتباه الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه، وآخر دعواي أن الحمد لله ربِّ العالمين).
أفضل جواب مر علي في هذا الموضوع، جزاك الله خير الجزاء يا شيخ سليمان.(56/124)
الحيز والمكان والجهة والخلاء
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
الحيز والمكان والجهة والخلاء
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن البدعة لو كانت باطلا محضا لظهرت وبانت وما قبلت , ولو كانت حقا محضا لا شوب فيه لكانت موافقة للسنة؛ فإن السنة لا تناقض حقا محضا لا باطل فيه , ولكن البدعة تشتمل علي حق وباطل.
درء التعارض (1|120)
ولو تأمل طالب العلم في كثير من ضلالات أهل البدع وأخطائهم , لوجدها على هذا النحو , ظاهرها التنزيه وحقيقتها التعطيل والتحريف , وقد يكون من أسباب الخلط الاعتقاد قبل الاستدلال , فأخذ كثير من القواعد والأقوال على وجه التسليم ثم البناء على هذا الاعتقاد الخاطئ أو التسليم الفاسد ,وهذا بين في كثير من المسائل التي خلط فيها أهل البدع.
ومن مسائل ذلك نفي صفة العلو لله تعالى التي دل على إثباتها مئات النصوص والتي هي من الضروريات ومعارضتها بالأقيسة النظرية والعقلية والشبه الفلسفية.
الأشاعرة ومعتقدهم فوق العالم أو خارج العالم
يعتقد الأشاعرة أن فوق العالم أو خارجه خلاء , ويعنون بالخلاء الفراغ الموهوم الذي يمكن أن يحل فيه الشيء.
ففي شرح المواقف: (وأما) الخلاء (خارج العالم فمتفق عليه) إذ لا تقدر هناك بحسب نفس الأمر (فالنزاع) فيما وراء العالم إنما هو (في التسمية بالبعد فإنه عند الحكماء عدم محض) ونفي صرف (يثبته الوهم) ويقدره من عند نفسه، ولا عبرة بتقديره الذي لا يطابق نفس الأمر، فحقه أن لا يسمى بعداً ولا خلاء أيضا. (وعند المتكلمين) هو (بعد) موهوم كالمرفوض فيما بين الأجسام على رأيهم.
شرح المواقف (1|566) للجرجاني
وهذا الخلاء عند الأشاعرة منهم من يجعله أمرا عدميا وهم الأكثر , ومنهم من يجعله أمرا وجوديا كالرازي.
وقد رد عليهم ابن رشد فقال: وليس لهم أن يقولوا: إن خارج العالم خلاء , وذلك أن الخلاء قد تبين في العلوم النظرية امتناعه لأن ما يدل عليه اسم الخلاء ليس هو شيئا أكثر من أبعاد ليس فيها جسم أعني طولا وعرضا وعمقا لأنه إن وقعت الأبعاد عنه عاد عدما , وإن أنزل الخلاء موجودا لزم أن تكون أعراض موجودة في غير جسم وذلك لأن الأبعاد هي أعراض من باب الكمية.
الكشف عن مناهج الأدلة (148)
وقال ابن رشد: والمقدمة .. القائلة إن العالم في خلاء يحيط به كاذبة أو غير بينة بنفسها ,ويلزم عن وضعه هذا الخلاء أمر شنيع عندهم وهو أن يكون قديما، لأنه إن كان محدثا احتاج إلى خلاء.انتهى
بيان تلبيس الجهمية (1|222)
فترتب على هذا الاعتقاد أن خارج العالم أو فوقه خلاء وفراغ موهوم , ومنهم من يجعله وجودي دخلت شبهة الحيز والجهة والمكان.
الحيز , المكان , الجهة
فقالوا: لو كان فوق العرش ولو كان مختصا بجهة العلو للزم من ذلك أنه متحيز أو في مكان أو في جهة.
قال ابن رشد: والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هو أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب إثبات المكان, وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية.
الكشف عن مناهج الأدلة (145)
وقد رد العلماء عن من هذه الشبه بدقة متناهية , وأصول منضبطة , توافق السمع والنظر والعقل واللغة والفطرة.
ومن تلك الأصول طلب الاستفسار عن المعاني التي لم ترد في الكتاب والسنة , فالتفصيل في مثل هذه الألفاظ يزيل الإشكال.
فهؤلاء أخذوا هذه الألفاظ بالاشتراك وتوهموا وأوهموا إذا كان له صفة العلو كان في جهة أو حيز أو مكان كما يكون الإنسان في بيته ثم رتبوا على ذلك أنه يكون محتاجا إلى غيره , والله تعالى غني عن كل ما سواه , وهذا موضع الاشتباه , ولذلك أجاب أهل السنة عن ذلك بالاستفصال عن المراد بهذه الألفاظ.
فهذه الألفاظ تحتمل أمورا وجودية وأمورا عدمية , فإن كانت وجودية فأهل السنة ينزهون الله تعالى عن الحلول في شيء من مخلوقاته , وإن كانت عدمية , فالعدم لا شيء , ولا إشكال في وصف الله تعالى بالعلو , وإليك التفصيل:
الحيز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/125)
قال شيخ الإسلام: إن المتحيز في لغة العرب التي نزل بها القرآن يعنى به ما يحوزه غيره كما في قوله تعالى: {أو متحيزا إلى فئة} فهذا تحيز موجود يحيط به موجود غيره إلى موجودات تحيط به , وسمى متحيزا لأنه تحيز من هؤلاء إلى هؤلاء , والمتكلمون يريدون ب التحيز ما شغل الحيز والحيز عندهم تقدير مكان ليس أمرا موجودا؛ فالعالم عندهم متحيز , وليس في حيز وجودي, والمكان عند أكثرهم وجودى.
الرد على المنطقيين (1|239)
وقال: وأما التحيز الذي يعنيه المتكلمون فأعم من هذا فإنهم يقولون العالم كله متحيز , وإن لم يكن في شيء آخر موجود إذ كل موجود سوى الله؛ هو من العالم وقد يفرقون بين الحيز والمكان فيقولون الحيز تقدير المكان , وكل قائم بنفسه مباين لغيره بالحهة متحيز عندهم , وإن لم يكن في شيء موجود.
ولهذا يقول بعضهم: التحيز من لوازم الجسم ويقول بعضهم: هو من لوازم القيام بالنفس كالتحيز والمباينة , وعلى هذا التفسير فالحيز إما وجودي وإما عدمي فإن كان عدميا فالقول فيه كالقول في معنى الجهة العدمية , وإن كان وجوديا فإما أن يراد به ما ليس خارجا أو ما هو خارجا عنه فالأول مثل حدود المتحيز وجوانبه فلا يكون الحيز شيئا خارجا على المتحيز على هذا التفسير , وأما أن يعني به شيء موجود منفصل عن المتحيز خارج عنه فهذا هو التفسير الأول وليس غير الله إلا العالم؛ فمن قال إنه في حيز موجود منفصل عنه فقد قال: إنه في العالم أو بعضه , وهذا مما قد صرحنا بنفيه , وإذا كان كذلك فلا بد من تفصيل المقال ليزول هذا الإبهام والإجمال.
الفتاوى الكبرى (6|357)
وقال: وأما لفظ المتحيز فهو في اللغة اسم لما يتحيز إلى غيره كما قال تعالى {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة} وهذا لا بد أن يحيط به حيز وجودي , ولا بد أن ينتقل من حيز إلى حيز , وعلم أن الخالق جل جلاله لا يحيط به شيء من مخلوقاته؛ فلا يكون متحيزا بهذا المعنى اللغوي , وأما أهل الكلام فاصطلاحهم في المتحيز أعم من هذا؛ فيجعلون كل جسم متحيز والجسم عندهم ما يشار إليه فتكون السموات والأرض وما بينهما متحيزا على اصطلاحهم وإن لم يسم ذلك متحيزا في اللغة , والحيز تارة يريدون به معنى موجودا وتارة يريدون به معنى معدوما , ويفرقون بين مسمى الحيز ومسمى المكان؛ فيقولون المكان أمر موجود , والحيز تقدير مكان عندهم؛ فمجموع الأجسام ليست في شيء موجود؛ فلا تكون في مكان وهي عندهم متحيزة , ومنهم من يتناقض فيجعل الحيز تارة موجودا وتارة معدوما كالرازي وغيره كما بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع؛ فمن تكلم باصطلاحهم وقال إن الله متحيز بمعنى أحاط به شيء من الموجودات فهذا مخطىء؛ فهو سبحانه بائن من خلقه وما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق , وإذا كان الخالق بائنا عن المخلوق امتنع أن يكون الخالق في المخلوق وامتنع أن يكون متحيزا بهذا الاعتبار , وإن أراد بالحيز أمرا عدميا؛ فالأمر العدمي لا شيء, وهو سبحانه بائن عن خلقه؛ فإذا سمي العدم الذي فوق العالم حيزا , وقال يمتنع أن يكون فوق العالم لئلا يكون متحيزا؛ فهذا معنى باطل لأنه ليس هناك موجود غيره حتى يكون فيه , وقد علم بالعقل والشرع أنه بائن عن خلقه كما بسط في غير هذا الموضع.
بيان تلبيس الجهمية (1|521)
الجهة
قال شيخ الإسلام: وقد قدمنا فيما مضى أن لفظ الجهة يراد به أمر موجود وأمر معدوم؛ فمن قال إنه فوق العالم كله لم يقل أنه في جهة موجودة إلا أن يراد بالجهة العرش ,ويراد بكونه فيها أنه عليها كما قيل في قوله: أنه في السماء: أي على السماء , وعلى هذا التقدير؛ فإذا كان فوق الموجودات كلها وهو غني عنها لم يكن عنده جهة وجودية يكون فيها فضلا عن أن يحتاج إليها, وإن أريد بالجهة ما فوق العالم؛ فذلك ليس بشيء ولا هو أمر وجودي حتى يقال أنه محتاج إليه أو غير محتاج إليه , وهؤلاء أخذوا لفظ الجهة بالاشتراك وتوهموا وأوهموا إذا كان في جهة كان في شيء غيره كما يكون الإنسان في بيته ثم رتبوا على ذلك أنه يكون محتاجا إلى غيره والله تعالى غني عن كل ما سواه وهذه مقدمات كلها باطلة.
بيان تلبيس الجهمية (1|520)
المكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/126)
وقال: وما ذكره ابن رشد في اسم المكان يتوجه من يسلم له مذهب أرسطو , وأن المكان هو السطح الداخل الحاوي المماس للسطح الخارج المحوي , ومعلوم أن من الناس من يقول: إن للناس في المكان أقوالا آخر منهم؛ من يقول: إن المكان هو الجسم الذي يتمكن غيره عليه ومنهم من يقول: إن المكان هو ما كان تحت غيره وإن لم يكن ذلك متمكنا عليه ومنهم من يزعم أن المكان هو الخلاء وهو أبعاد
والنزاع في هذا الباب نوعان: أحدهما معنوي كمن يدعي وجود مكان هو جوهر قائم بنفسه ليس هو الجسم وأكثر العقلاء ينكرون ذلك.
والثاني: نزاع لفظي وهو من يقول المكان من يحيط بغيره يقول آخر: ما يكون غيره عليه أو ما يتمكن عليه.
ولا ريب أن لفظ (المكان) يقال على هذا وهذا ومن هنا نشأ تنازع أهل الإثبات: هل يقال: أن الله تعالى في مكان أم لا؟ هذا كتنازعهم في الجهة والحيز لكن قد يقر بلفظ الجهة من لا يقر بلفظ (الحيز) أو (المكان) وربما أقر بلفظ الحيز أو المكان ومن لا يقر بالآخر وسبب ذلك إما إتباع ما ورد أو اعتقاد في أحد اللفظين من المعنى المردود ما ليس في الآخر.
وحقيقة الأمر في المعنى أن ينظر إلى المقصود فمن اعتقد أن المكان لا يكون إلا ما يفتقر إليه المتمكن سواء كان محيطا به أو كان تحته؛ فمعلوم أن الله سبحانه ليس في مكان بهذا الاعتبار ومن اعتقد أن العرش هو المكان وأن الله فوقه مع غناه عنه فلا ريب أنه في مكان بهذا الاعتبار.
درء التعارض (3|221)
وقال: وأما علماء المسلمين فليس عندهم ولله الحمد من ذلك ما هو خفي بل لفظ المكان قد يراد به ما يكون الشيء فوقه محتاجا إليه كما يكون الإنسان فوق السطح , ويراد به ما يكون الشيء فوقه من غير احتياج إليه مثل كون السماء فوق الجو وكون الملائكة فوق الأرض والهواء وكون الطير فوق الأرض.
ومن هذا قول حسان بن ثابت رضي الله عنه
تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما
مع علم حسان وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله غنى عن كل ما سواه , وما سواه من عرش وغيره محتاج إليه , وهو لا يحتاج إلى شيء وقد أثبت له مكانا ... وقد يراد بالمكان ما يكون محيطا بالشيء من جميع جوانبه؛ فأما أن يراد بالمكان مجرد السطح الباطن أو يراد به جوهر لا يحس بحال؛ فهذا قول هؤلاء المتفلسفة , ولا أعلم أحدا من الصحابة والتابعين وغيرهم من أئمة المسلمين يريد ذلك بلفظ المكان وذلك المعنى الذي أراده أرسطو بلفظ المكان عرض ثابت لكن ليس هذا هو المراد بلفظ المكان في كلام علماء المسلمين وعامتهم ولا في كلام جماهير الأمم علمائهم وعامتهم ,وأما ما أراده أفلاطون فجمهور العقلاء ينكرون وجوده في الخارج وبسط هذه الأمور له موضع آخر
منهاج السنة (2|357)
وقال: أن يقال لفظ الحيز والمكان قد يعني به أمر وجودي وأمر عدمي وقد يعني بالمكان أمر وجودي وبالحيز أمر عدمي , ومعلوم أن هؤلاء المثبتين للعلو يقولون: إنه فوق سماواته وعلى عرشه بائن من خلقه , وإذا قالوا: إنه بائن من جميع المخلوقات؛ فكل ما يقدر موجودا من الأمكنة والأحياز فهو من جملة الموجودات فإذا كان بائنا عنها لم يكن داخلا فيها فلا يكون داخلا في شيء من الأمكنة والأحياز الوجودية على هذا التقدير , ولا يلزم قدم شيء من ذلك على هذا التقدير
وإذا قالوا: إنه فوق العرش لم يقولوا: إن العرش كان موجودا معه في الأزل بل العرش خلق بعد أن لم يكن وليس هو داخلا في العرش ولا هو مفتقر إلى العرش بل هو الحامل بقوته للعرش ولحملة العرش؛ فكيف يلزم على هذا أن يكون معه في الأزل؟ بل كيف يلزم على هذا أن يكون داخلا في العرش أو مفتقرا إليه وإنما يلزم ما ذكره من لا بد له من شيء مخلوق يحتوي عليه , وهذا ليس قول من يقول: إنه بائن عن جميع المخلوقات.
درء التعارض (3|266)
فالملخص: أن إثبات العلو لله جل وعلا لا يلزم منه الجهة والحيز والمكان الوجودي , وأما ما يتوهمه العقل من ذلك , فالعقل يفرض المستحيل والعدم , وهو عند التحقيق لا شيء , ومن اعتقد منهم أن خارج العالم خلاء وجودي فقد ناقض المعقول ولزم منه لوازم فاسدة كما تقدم من كلام ابن رشد.
والله أعلم.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[13 - 12 - 09, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 12 - 09, 11:17 م]ـ
السلام عليكم
ما هو المصدر الأصلي لقول حسان بن ثابت:
تعالى علوا فوق عرش إلهنا ... وكان مكان الله أعلى وأعظما
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 11:59 ص]ـ
بارك الله فيكم ...(56/127)
كيف يبحث سعيد فودة عن الحقيقة؟ لمحمد العواودة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 12:32 ص]ـ
هذا مقال لكاتب وباحث أردني من خلفية أشعرية كتب هذا المقال عن سعيد فودة في نقده لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
كيف يبحث سعيد فودة عن الحقيقة؟
محمد العواودة
من أهم ما يميز الفكر الصادق، أنه فكر حر، لا يبحث إلا عن الحقيقة، وهو ما يُلزم الذات بالاتصال والانفصال معرفيا مع موضوعها عند نقد المعرفة - التي تطلب الحق والحقيقة - بحسب ما يتوافر لها من حق على مطلب البحث، الذي تكون فيه الحقيقة مطلبا رئيسيا ليس إلا.
وتأسيسا على ذلك، فليس أظلم من ناقد للمعرفة، وهو يمارس النقد تحت طائل طلب الحقيقة، أن يدعي سلفا أنه توصل للحق " مطلقا "، والأظلم منه، أن يدعي الحق من فكر جاهز، فتكون الحقيقة هي ما تمثله تلك الأفكار والأحكام المعدة سلفا، والملقنة في اللاوعي تلقينا؛ حيث تكون الحقيقة امتصت امتصاصا من معارف مسبقة لتصديرها إلى الوعي العام كحقائق ويقينيات مطلقة، وإذ ذاك فان دعوى البحث الحر تكون تكرارا، وتكريسا للانتصار لتلك للمعرفة المعدة سلفا،أوتشويشا على الحقائق الأخرى التي تكون ضدا على مفاهيمه، أو حقائقه التي يرى أنها مطلقة، حيث يجب أن لا تخضع للخطأ أو للنقد.
هذا على الأقل، ما يمكن للمطالع في كتابات سعيد فودة أن يخرج به من تصورات وفهوم من تلك الكتابات، ومن تشخيص للذهنية التي يتحرك فيها هاجس الكاتب في صياغته للمعرفة التي يسميها " نقدا " لاستخلاص الحق من بين الفكر المضطرب، ولكن القاريء المدقق لتلك الكتابات،لا يحتاج إلى كبير جهد حتى يعرف من صريح عباراته انه لا ينتمي بشكل من الأشكال إلى الفكر الحر الذي يبحث عن الحقيقة، التي من أهم شروطها فصل الذات عن الموضوع كما قلنا، حتى يتسنى استخلاص الحق من بين اضطراب الأفكار.
كرس فودة معظم كتاباته في نقد المعارف الدينية التي أسس لها ابن تيمية، وهذا من حقه كباحث عن الحقيقة، ولكن النقد عندما ينطلق من هاجس معرفي آو موجه ايدولوجي، كما سيتبين لاحقا، فانه لا مجال لحاذق أن يسمي ذلك النقد نقدا ولا الحقيقة حقيقة وحقا، لأن الحقيقة ببساطة ستكون متصلة في الذات المتوترة، الملقنة بالأفكار والآراء المسبقة تلقينا، وهو بالضبط ما ينطلق به فودة في كتاباته.
وحيث أنه ليس من مقصود هذا المقال الدفع عن آراء وأفكار ابن تيمية وإن كانت جديرة بذلك، فيما أنتجه من معارف مميزة في دقيق المعرفة وجليلها، كباحث ومفكر غير ملقن، مع اعتقادنا أنه يطرد عليه من سنن الكون كما يطرد على غيره في غير المعصومين من احتمال للصواب والخطأ، وهو ما يستوجب على المنصف الدفع عما أصاب فيه وعذره فيما أخطأ فيه، إلا أن هذا المقال يحاول الكشف عن منهجية النقد التي مارسها فودة على آراء وأفكار ابن تيمية ونقدها، فإذا أبطلنا هذه المنهجية بالحكمة التي تقول " ما بني على باطل فهو باطل "، فلا حاجة للقاريء عندئذ أن يبحث في تفاصيل ما كتبه فودة.
أقام فودة منهجيته النقدية على أربعة أعمدة هي: الهدم بالتهمة، والبناء على الادعاء، والتغبيش على الواقع، والمصادرة على المطلوب بالحشو الفلسفي الزائد، وهذه المنهج يمكن لبسيط الدراية أن يتوصل إليه من كتابات الرجل بمجرد قراءة مقدمات كتبه، " نقض الرسالة التدمرية "، " الموقف "،" تدعيم المنطق " وهي الكتب التي تكشف بوضوح عن تلك التقية التي مارسها على متنه في نقد ابن تيمية.
الهدم بالاتهام
عندما يقبل الباحث على مشروع كتابة نقدية، يجب أن يتحلى بالإنصاف والتساوق مع المنهجية العلمية الصارمة التي تفصل الذات عن الموضوع، وتجعل الموضوع خاضعا بالكلية للجهاز المعرفي الذي يشتغل عليه في تحليله ونقده، كما يكون التفكيك بغيته الهدم والبناء معا بما توافق وتنافر مع ذلك الجهاز الذي يشتغل عليه، وليس مناطه الهوى والرغبة والاشتهاء، والتلبيس والمقايسة على فهوم معرفية مسبقة متوترة بهواجس المعرفة المؤدلجة، وهو ما نجده بتمام الكلام وكماله عند السيد فودة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/128)
وبينما يكون من ضرورات المقدمة عند الكاتب المنصف أن يفصح عن جهازه المعرفي للقاريء الذي يرسم به مناهجيته في النقد والتحليل التي يميز بها الحق من بين الفكر المضطرب، لم يقدم فودة شيئا من ذلك، واستعاض بدلا منه بمنهجية الهدم بالاتهام المباشر على فكر ابن تيمية، انطلاقا من الملقن في الذهن، والممتص من المسبق، كقوله في مقدمة " نقض الرسالة التدمرية " وأما عندنا، فما كتبه – ابن تيمية – واضح في مذهب الضلال، ونص صريح في نصرة مذاهب المجسمة والكرامية المبتدعة، ونحن في ردنا عليه ونقضنا لكلامه لا يتوقف هجومنا لصد أفكاره وتوهماته على موافقة الناس لنا ( ... ) ولذلك فإنهم لما ناظروه وبينوا له أنه لا دليل له على ما يقول طلبوا منه الكف عن الدعوة لهذا المذهب البطال فلما أبى حكموا عليه بالسجن، وهو عقاب أمثاله ممن ناقض أهل الحق وتفرد برأيه ودعا الناس إليه من غير وجه حق، لما يحدث ذلك من اضطرابات وفتن " وكان الأجدى بفوده من هذا الاتهام والهجوم الذي يثير الفتن بين الناس الصادر عن تفرده وإعجابه برأيه، الذي لا يتوقف على موافقة الناس لفكره كما يقول، أن يثبت لهم هذه التهمة بما يضفيه من مصداقية على صفاءه المعرفي الخالص لوجه الله تعالى، وليس انطلاقا من أحكام ماضوية مسبقة.
البناء على الادعاء
وبينما يكون من واجبات البحث الأصيل أن لا يبنى على ادعاءات مسبقة، حتى لا تكون نتيجة البحث إعادة لمقولات مكرره، ومعاودة الاتصال بالمؤدلج، يصر فودة على السير في طريق سلفه من المخاصمين لابن تيمية، فمن خلال هذا الادعاء الذي لا يستند إلى منهجية معززة بجهاز معرفي، فان ذلك قد أعطى فودة قدرة على الحركة الاعتبارية والممارسة العقلية الغائية، التي تلتصق التصاقا بالسابق والمؤدلج، وباعتباره كذلك، فإنه سعى سعية في إلصاق السابق والمؤدلج بابن تيمية بادعاء أنه " ألف بين قطع مذهب التجسيم ورتبه ونظمه حتى أسس أركانه وكان يسميه بمذهب السلف مجانبة منه للصواب، وتعصبا لرأيه ومحض عناد، وقد ألف كتبه لنصرة المذهب والتبس الأمر على كثير من الخلق من العلماء والعوام " وهذا البناء المبني على اتهام مسبق بتضليل ابن تيمية يجعل القاريء يتعفف من الخوض في البناء الذي قامت عليه تفاصيل كتاباته.
التغبيش على الواقع
التغبيش على الواقع هو ثالث أثافي المنهج الذي اتبعه فودة، فالواقع أن أفكار ابن تيمية لاقت رواجا كبيرا في هذا العصر، وذلك لأسباب عدة، أهمهما أنها مؤطرة بجهاز معرفي تمفصلي، حيث مارس النقد على الفكر الإسلامي هدما وبناء على الجذر المعرفي الطبيعي للعصمة، وبالتالي فإنه مهما افترق أو اتفق مع الآخر، فإنه يبقى في المجال التداولي لذلك الجذر، وهو ما يبعد عنه تهمة التضليل والتعاند التي يتهمه بها فوده، عوضا عن ميزة التجديد التي تتمتع بها كتابات ابن تيمية، التي أتت على العرفان الباطني والبيان الفلسفي الكلامي، الذي غرقت به الأمة منذ الصدر الإسلامي الأول.
إن منهج التغبيش على الواقع الذي ابتدعه فودة، " ومن هذا الباب اهتممت أن أنقد بعض الكتب التي كتبها ابن تيمية، وذلك للأثر الكبير الذي يلاحظ لفكره على كثير من الناس في هذا العصر " يفسر غائية مضمرة في نفسه، وهو بالضبط ما ينكره عن نفسه وعن سابق معرفته وتلقينه " وقد ظن كثير من العوام وتابعهم على ذلك من انتسب إلى العلماء إن علماءنا المتقدمين الذين قاوموا أفكار ابن تيمية إنما فعلوا ذلك حسد من عند أنفسهم "، ونكرانه لهذا، هو في محل الإثبات بما اعترف به من انتشار فكر ابن تيمية في هذا العصر، وحسد له علاقة بالصعود الإسلامي الذي اتكأ على أفكار ابن تيمية في العصر الحديث.
المصادرة على المطلوب بالحشو الفلسفي الزائد
وهذا فن من فنون الفلسفة، تمكن المتفلسف من المراوغة وتتيح له الحركة خشية الاحتباس الفكري، الذي يمكن للخصم أن يثبته فيه، كما تمنحه مساحة ذهنية لممارسة التقية المعرفية التي تستبطن الذات، وتفريغها فلسفيا على الموضوع، وإن كان فودة يحاول إلصاق هذا النوع الفلسفي على ذات ابن تيمية " لأنه اعتاد إتباع أساليب لفظية تتيح له التهرب عند المسائلة، وتترك لمن لم يتيقن فهم مراده التشكك فيما قصده، والرجل لا نظن نحن فيه إلا أنه تقصد ذلك،"، لكن القاريء لكتابات فودة، سيرى مدى التصاق ما وصف فيه ابن تيمية ملتصقا في كتاباته، هي نفسها التي اعتمد فيها اعتمادا كبيرا على الحشو الكلامي والفلسفي، فيما قد ينجيه عند المتابع من الهروب من تقية التكريس للمذهب الأشعري " المتأخر " واحيائية جديدة لعلم الكلام، الذي كان ما كان منه في صناعة الفتن بين الأمة الإسلامية.
أخيرا، سيكشف المطالع في كتابات سعيد فودة مقدار الظلم الذي مارسه على ابن تيمية فيما اسماه " نقدا " باسم طلب الحقيقة، وفي حقيقتها ما هي إلا هدم يقوم على الادعاء من تلقينات كلامية وفلسفية مسبقة،وتغبيش على واقع انتشار فكر ابن تيمية كمصلح ومجدد في الأمة، وحشو فلسفي للتشويش على الحقيقة التي حاول نقضها وترسيمها بالتلقين من خصوم الإمام السابقين منهم واللاحقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/129)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كاتب المقال والشيخ عبدالباسط على حسن النقل والاختيار
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:25 ص]ـ
أخيرا، سيكشف المطالع في كتابات سعيد فودة مقدار الظلم الذي مارسه على ابن تيمية فيما اسماه " نقدا " باسم طلب الحقيقة، وفي حقيقتها ما هي إلا هدم يقوم على الادعاء من تلقينات كلامية وفلسفية مسبقة،وتغبيش على واقع انتشار فكر ابن تيمية كمصلح ومجدد في الأمة، وحشو فلسفي للتشويش على الحقيقة التي حاول نقضها وترسيمها بالتلقين من خصوم الإمام السابقين منهم واللاحقين.
هذا الرجل عره بعض اتباعه الذين يصفقون له عند كل مشهد
ونفس الكلام المقتبس يتوجه عليه في نقده للامام ابن رشد الحفيد
فالرجل ليس همه الحق بل همه المذهب وان جانب الحق فافهم رعاك الله(56/130)
ماحكم هذه الرقية؟!! إخوانى طلبة العلم؟!!
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:06 ص]ـ
يقول صاحبها:
((((طريقة علاجية للمتخاصمين جربتها شخصيا على حالات ....
أولا هي قراءة آيات الشفاء والسكينة والشرح وسورة الجمعة على ماء يكفي للشرب فوق سبعة أيام ..
بان مثلا يأخذ الشخص الجالون الماء الذي يوضع على برادة أو ثلاجة الماء أو يأخذ ماء زمزم بان يكفي مدة أكثر للشرب
ثم يوضع فيه قليل من ماء الورد .. في العشرين اللتر فنجان يكفي من ماء الورد
ثم يقرأ الشخص الآيات الآتية على الماء مع النفث ولو أراد تكرار الآيات لأي عدد فلا باس بذلك معلومة مهمة (النفث على الماء أو الزيت وذكر اسم المريض ولفظ كلمة شفاء لها دور كبير جدا جدا) فقد اكتشف عالم ياباني تأثير البسملة على الماء مابالك بالآيات القرآنية وكذلك لفظ اسم الشخص له دور كبير في الماء والزيت ..
وبعد تكرار أية يقول اللهم اشرح صدر فلان كان تقول الزوجة اللهم اشرح صدر زوجي وحبب قلبه لي وحبب قلبي إليه
والعكس من ذلك كأن يقول الزوج اللهم حبب قلب زوجتي إلي وحبب قلبي إليها واجمع بيننا على خير ولاتفرق بيننا
وكذلك الوالدين اللهم أصلح بين قلوب أهل وأبنائي واشرح صدورهم وألف بين قلوبهم
الآيات هي:
.................................. )))) اهـ.
الذى يعنينا هو ماكان باللون الأحمر أى ذكر اسم المريض فى الدعاء أثناء النفث على الماء وتشديد الراقى فى التركيز على ذكر الاسم وحجته " لابأس بالرقى مالم تكن شركاً " والحجة الثانية " أن ذلك جُرب فنفع مرات ومرات!! "
نتمنى التفصيل لا الاختصار!!!!!!!!!!!
دمتم ودام عطائكم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:03 م]ـ
لأمر ما اختفت الآيات!! أم تراك كتبتها على الماء؟
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:55 م]ـ
نقِ ماشئت من كلام الله وانفث به على الماء مع ذكر اسم المريض فى دعائك والنفث بهذا الدعاء المُطَعّم باسم المريض على الماء!!!
فماالحكم؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:58 م]ـ
الذي يقتضيه مذهب مالك رحمه الله جواز هذه الرقية وبخاصة ما شهدت له العادة او التجربة
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:17 م]ـ
أبانصر وأباالقاسم!!
بارك الله مروركما!
ونتمنى التفصيل الذى يريح الأعصاب!!
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:19 م]ـ
يا اخي الامام مالك يرى جواز الرقي بكلام العرب مالم يكن شركا فبان يكون من كلام المولي سبحانه وتعالى او النبيى صلى الله عليه وسلم احرى ان يؤخذ به ولايرد ... وربما نضع لك تفصيبلا
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:27 م]ـ
موضع النزاع لفظ اسم المريض فى الدعاء والنفث به فى الماء .. فتنبه!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 08:49 م]ـ
ألا تخش أن يكون صنيعك هذا من التولة، أو مشابه لها، لما يورثه بين الزوجين من التهييج الذي سميته انت تحبيبا؟ هذا سؤال مدارسة ليس الا. فلا تبتئس.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:09 م]ـ
إذا قال لى صاحب الرقية:
قل لأبى العلياء " لاأخشى "!!!
ورقيتى ليس فيها شرك وجربت فنفعت!!
بم نرد من باب المدارسة ولابأس وتأسَ!
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 - 07 - 09, 09:34 ص]ـ
الأصل في الرقى إذا خلت من الشرك وأسبابه الجواز لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رقية العقرب فأجازها وهي عهود ومواثيق
لكن مما ينبغي التفطن له أن تكرار بعض الأسماء والحروف بما يخرجها عن الكلام المفهوم هو نوع من أنواع الدجل وحيلة من حيل السحرة لخداع الناس وإيهامهم بأن ما يقومون به رقية شرعية وإنما يستغيثون ببعض الشياطين.
ومن ذلك تكرار بعضهم لبعض الأسماء الحسنى تكراراً مجرداً وإدخال بعض الحروف عليها ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام: نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها لأنها مظنة الشرك، وإن لم يعرف الراقي أنها شرك.
فإذا كان الراقي معروفاً بديانته وفقهه للرقى وكانت رقية بكلام مفهوم سليم من الشرك فلا بأس برقيته
وشرب ماء زمزم بالقصد المذكور في السؤال كاف بإذن الله وإن لم ينفث فيه
فإذا نفث وذكر الاسم جاز
كما رقى النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بقوله: اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس
والحديث في سنن أبي داوود والنسائي.
ـ[بن موسى]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:15 ص]ـ
بعض الاخوة من كبار طلاب العلم يرى عدم النفث في ماء او عسل وانما النفث يكون مباشرا للمصاب والله اعلم
بالصواب
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
نريد رأى العلم فيمن يرى جواز النفث فى لفظ اسم المريض بهذه الكيفية والتركيز عليه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/131)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:03 ص]ـ
قد كان صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا قال: (اللهم اشف عبدك " فلانا" ينكأ لك عدوا أو يمشي الى صلاة)
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:49 ص]ـ
يقول صاحبها:
((((طريقة علاجية للمتخاصمين جربتها شخصيا على حالات ....
(النفث على الماء أو الزيت وذكر اسم المريض ولفظ كلمة شفاء لها دور كبير جدا جدا) فقد اكتشف عالم ياباني تأثير البسملة على الماء مابالك بالآيات القرآنية وكذلك لفظ اسم الشخص له دور كبير في الماء والزيت ..
وبعد تكرار أية يقول اللهم اشرح صدر فلان كان تقول الزوجة اللهم اشرح صدر زوجي وحبب قلبه لي وحبب قلبي إليه
والعكس من ذلك كأن يقول الزوج اللهم حبب قلب زوجتي إلي وحبب قلبي إليها واجمع بيننا على خير ولاتفرق بيننا
وكذلك الوالدين اللهم أصلح بين قلوب أهل وأبنائي واشرح صدورهم وألف بين قلوبهم (آمين)
ألا تخش أن يكون صنيعك هذا من التولة، أو مشابه لها، لما يورثه بين الزوجين من التهييج الذي سميته انت تحبيبا؟ هذا سؤال مدارسة ليس الا. فلا تبتئس.
عندي سؤال أزعم أن جوابه يحل طرفا من الاشكال أعلاه.
نعلمحديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً: " ماء زمزم لما شرب له"
فلو شربته امرأة بنية كسب ود زوجها"فلان"و تسميه، هل يعد هذا من التولة؟
وهل إذا جاز التلفظ بالحاجة أو الدعاء عند شرب ماء زمزم تبركا به و طمعا في الاستجابة،جاز كذلك عند استعمال الماء المرقي ببركة القرآن قياسا؟
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:41 ص]ـ
ننتظر الإجابة على كل ماسبق ممن لايكتم علماً!!!!!!!!!!
يتضح من كل ماسبق أنه لاحرج فيما ذكرت وأشرت إليه في موضوعك. والله أعلم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:56 م]ـ
نعلم حديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً: " ماء زمزم لما شرب له"
فلو شربته امرأة بنية كسب ود زوجها"فلان"و تسميه، هل يعد هذا من التولة؟
التميمة في اللغة عوذة تعلق على الإنسان، وفي الحديث {من تعلق تميمة فلا أتم الله له} ويقال: هي خرزات كان العرب يعلقونها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم. وعرفها الفقهاء بأنها ورقة يكتب فيها شيء من القرآن أو غيره وتعلق على الإنسان ... والفرق بين الرقية والتميمة أن الرقية تكون بقراءة شيء من القرآن أو غيره. أما التميمة فهي ورقة يكتب فيها شيء من ذلك ...
لا خلاف بين الفقهاء في عدم جواز التميمة إذا كان فيها اسم لا يعرف معناه؛ لأن ما لا يفهم لا يؤمن أن يكون فيه شيء من الشرك، ولأنه لا دافع إلا الله، ولا يطلب دفع المؤذيات إلا بالله وبأسمائه. أما إذا كانت التميمة لا تشتمل إلا على شيء من القرآن وأسماء الله تعالى وصفاته، فقد اختلفت الآراء فيها على النحو التالي: ذهب الحنفية والمالكية والشافعية وأحمد في رواية إلى جواز ذلك، وهو ظاهر ما روي عن عائشة، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وحملوا حديث {إن الرقى والتمائم والتولة شرك} ". على التمائم التي فيها شرك.
والحاصل أن الرقية لا بد لها من شروط
أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره،
وأن يعتقد أن الرقية غير مؤثرة بنفسها بل بتقدير الله عز وجل (حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني)
وأما من يعلقها متبركا بذكر الله تعالى فيها، وهو يعلم أن لا كاشف له إلا الله ولا دافع عنه سواه، فلا بأس بها إن شاء الله تعالى. ثم روى البيهقي بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت (ليست التميمة ما يعلق قبل البلاء، إنما التميمة ما يعلق بعد البلاء لتدفع به المقادير) وفي رواية عنها قالت (التمائم ما علق قبل نزول البلاء، وما علق بعد نزول البلاء فليس بتميمة) قال البيهقي: هذه الرواية أصح، ثم روى بإسناد صحيح عنها قالت: (ليس بتميمة ما علق بعد أن يقع البلاء) قال البيهقي: وهذه الرواية تدل على صحة التي قبلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/132)
وعن ابن مسعود " من علق شيئا وكل إليه " وروى البيهقي بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب أنه كان يأمر بتعليق القرآن، وقال: لا بأس به، قال البيهقي هذا كله راجع إلى ما قلنا إنه إن رقى بما لا يعرف، أو على ما كانت عليه الجاهلية من إضافة العافية إلى الرقى، لم يجز وإن رقى بكتاب الله أو بما يعرف من ذكر الله تعالى متبركا به وهو يرى نزول الشفاء من الله تعالى لا بأس به والله تعالى أعلم
التولة
قال أبو عبيد: التولة بكسر التاء هو الذي يحبب المرأة إلى زوجها وهو من السحر
وهل إذا جاز التلفظ بالحاجة أو الدعاء عند شرب ماء زمزم تبركا به و طمعا في الاستجابة،جاز كذلك عند استعمال الماء المرقي ببركة القرآن قياسا؟
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح: قال بإصبعه: هكذا. ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها فقال: باسم الله، تربة أرضنا بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا بإذن ربنا"
عن أبي حثمة القرشي أن رجلاً من الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت: والله ما رقيت منذ اسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال: "أعرضي علي" فأعرضتها عليه فقال: "أرقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتابة"- قال الحاكم هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
النفث: نفخ نظيف بلا ريق. وهو جائز، لما ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، نفث عليه بالمعوذات. فلما مرض مرضه الذي مات فيه، جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نَفْسه، لأنها كانت أعظم بركة من يدي"
روى البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب: "رجل به أي سحر، أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه، أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به العلاج. فأما ما ينفع فلم ينه عنه" (57). ويحمل كلام ابن المسيب على نوع من النشرة لا يعلم أنه سحر. وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ المعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وقد حمل المجيزون للنشرة أحاديث المنع - كما قال القرطبي-على أنها خارجة عما في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن المداواة المعروفة.
وقال القرطبى أيضاً: "والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل، فهي كوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال صلوات الله وسلامه عليه: "لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، ومن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (58).
وقال ابن تيمية: ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيء من كتاب الله وذكره بالمداد المباح، ويغسل ويسقى. كما نص على ذلك أحمد وغيره. قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبى يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض، أو شئ نظيف… يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص إذا اشتكى المحرم عينه أن يضمدها بالصبر (67). قال ابن جرير الطبري: "وفى هذا الحديث دليل على فساد ما يقوله ذوو الغباوة من أهل التصوف والعباد، من أن التوكل لا يصح لأحد عالج علة في جسده بدواء. إذ ذلك عندهم طلب العافية من غير من بيده العافية والضر والنفع، وفى إطلاق النبي صلى الله عليه وسلم للمحرم علاج عينه بالصبر لدفع المكروه، أدل دليل على أن معنى التوكل غير ما قاله الذين ذكرنا قولهم. وأن ذلك غير مخرج فاعله من الرضا بقضاء الله …لأن الله لم ينزل داء إلاّ أنزل له دواء إلا الموت
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 07:46 م]ـ
علاج المتخاصمين إنما يكون بإزالة أسباب الخصام وسعي أهل الخير في الإصلاح بين المتخاصمين هذا الذي أعرفه .. إلا أن يعلم أن سبب الخصام سحر أو عين.
هذا أولا
وثانيا: هناك فرق بين ذكر اسم المريض مجردا وبين الدعاء له بذكر اسمه فإن الرقى المشروعة إنما هي قرآن أو دعاء.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا كان القراءة والنفث على الماء بحضور المريض على سبيل المثال
اللهم اشفي عبدالرحمن , ينفث
الله ابطل سحر عبد الرحمن , ينفث
اللهم ابطل كل عين لامة اصابت عبدالرحمن , ينفث
اللهم ألف بين عبدالرحمن وزوجه , ينفث
فهذه الطريقة يفعلها الرقاة
شكر الله لك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 08 - 09, 04:52 م]ـ
جريا على اصل البراءة الاصلية اقول انه لم يثبت نهي او كراهة في الموضوع لذا فذكر اسم الشخص لاحرج فيه
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:26 م]ـ
الأخ الكريم أبو همام
جزيت خيرا ونفع الله بك وأجرى على يديك الخير والشفاء
طريقة رائعة وتقبل الله منك(56/133)
هل حفظ الطحاوية يغني عن التوحيد والواسطية
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:44 م]ـ
أيها الإخوة الأفاضل
هل حفظ العقيدة الطحاوية يغني طالب العلم عن حفظ الواسطية وكتاب التوحيد
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:45 م]ـ
الطحاوية لا تغني عن التوحيد فالحرص على حفظ التوحيد
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 11:00 م]ـ
بورك فيك أخي
وهل تغني عن الواسطية
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:00 ص]ـ
حفظ الواسطية أفضل وبدون شك عندي
ـ[عبد الله السلفي الجزائري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:34 ص]ـ
هل يعني ان الواسطية اشمل من الطاحوية
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ
كتاب التوحيد في الالوهية خاصة
وكتاب الواسطيه اكثره في الاسماءوالصفات
الطحاويه اشبه ماتكون عقيده عامةوليس فيها من الاسماء والصفات الا القليل بالنسبة للواسطيه
فتوكل على الله تعالى وابدا بكتاب التوحيد ثم الواسطيه ثم الطحاويه او السفارينيه
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 11:15 ص]ـ
كتاب التوحيد في الالوهية خاصة
وكتاب الواسطيه اكثره في الاسماءوالصفات
الطحاويه اشبه ماتكون عقيده عامةوليس فيها من الاسماء والصفات الا القليل بالنسبة للواسطيه
فتوكل على الله تعالى وابدا بكتاب التوحيد ثم الواسطيه ثم الطحاويه او السفارينيه
أحسنت أخي الطائفي بهذا الترتيب و المهم أن يتوكل الطالب و يبدأ
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:27 م]ـ
أعتقد أن ذلك يجب أن يكون بعد:
1 - حفظ القرآن الكريم أولا
فهذا هو طريق السلف الصالح قبل تأليف الطحاوية، والسفارينية
2 - دراسة حديث النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعلى الأقل البدء بصحيح البخاري، وحفظ أقصى ما يستطيع الطالب من أحاديثه.
3 - التعرف على مصطلح الحديث، وتعلم الحكم على الرجال، ما استطاع الطالبُ إلى ذلك سبيلا.
فمن القرآن؛ سيعرف عقيدته الصحيحة، لا ريب فيه.
ومن الحديث؛ سيعرف عبادته الصحيحة، واتبعوه لعلكم تهتدون.
أما كتب الناس في العقائد، والفِرق، فإنه يُنظر فيها، ولا تُحفظ.
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:05 ص]ـ
عليك أخي بحفط كتاب التوحيد أولاً ثم العقيدة الواسطية وهما يغنيانك بإذن الله عن كثير من كتب العقائد
وما ذكره الأخ ((أبويحي)) من أخذ العقيدة من القرآن والسنة مباشرة فهذا صحيح لمن كانت له أهلية لذلك
ولكن هذا قد يكون فيه بعض الصعوبة على المبتدئين فلذلك ألف العلماء هذه المتون تسهيلاً للعلم وتقريبا له
ثم إن كتاب التوحيد من أوله إلى آخاره آيات وأحاديث وآثار وليس للشيخ محمد بن عبد الوهاب فيه من الكلام
سوى التبويب والمسائل وماعداه كله قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم, وكذلك الواسطية مملؤة بالآيات
والاحاديث بخلاف الطحاوية .. فبادر بحفظ هذين المتنين ففيهما خير عظيم وطالع عليها شرح الشيح ابن عثمين
فستجد الفائدة الكبرى بإذن الله.
وفق الله الجميع,,
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:30 م]ـ
نعم أحسن أخونا العياضي.
و خاصة إذا كنت صغير السن.
واحرص على أول كتابين: أعني التوحيد لإمام الدعوة، والواسطية وعلى شروحهما.
وفقك الله تعالى.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:46 م]ـ
الطاحوية اذا حفظتها وضبطت شرح ابن ابي العز وصالح الفوزان وابن باز والالباني والعثيمين ###
فهذا خير عظيم جدا جدا
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ أبو يحيى
لقد سمعت كثيرا من الفضلاء يقول بحفظ المتون بعد حفظ كتاب الله عز وجل فهل أفهم من كلامك أن حفظ المتون
غير مهم وإنما الحفظ للوحيين فقط؟
ـ[أبو البشير]ــــــــ[06 - 08 - 09, 01:48 ص]ـ
الدعوة إلى أخذ الاعتقادات أو الأحكام الفقهية من الكتاب والسنة مباشرة معناه أن الإنسان صار كمالك والشافعي أو كإمام من الإئمة المتقدمين الذين لهم استقلال بفهم الكتاب والسنة، وهذا يؤدي لا محالة إلى الخروج بأقوال تخالف إجماع المسلمين، والصحيح منها يكون ولوجا للأمر من غير بابه؛ إذ هو قائم على الهجوم المذموم، وقد بين النبي أن الذي قضى على جهل في النار، قال العلماء حتى ولو أصاب لأنه أتى الأمر من غير بابه
نعم ينبغي معرفة الدليل أثناء دراسة (أقوال أهل العلم) وربط المسألة بدليلها،، لكن تسنم درجة المجتهدين من غير دراسة فهيهات هيهات، هذا مضيعة للوقت ولن يصل صاحبها إلى شيء، أقول هذا عن تجربة شخصية، وتجارب آخرين رأيتها
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 08 - 09, 12:55 ص]ـ
وفقك الله لايغنى كتاب عن كتاب(56/134)
التلازم بين العقيدة والخلق
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 11:22 م]ـ
التلازم بين العقيدة والخلق
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , أما بعد:
مسألة التلازم بين الأصل وهو الاعتقاد وبين الفرع وهو الأعمال دلت عليها نصوص كثيرة في الكتاب والسنة بل نص العلماء أن ما يكون من فساد فرعي كسوء خلق وما شابه ذلك؛ لا يكون إلا لنقص في الأصل وهو الاعتقاد!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فلا ريب أن الاعتقادات توجب الأعمال بحسبها فإذا كان الاعتقاد فاسدا أورث عملا فاسدا ففساد العمل وهو الفرع يدل على فساد أصله وهو الاعتقاد كذلك الأعمال المحرمة التي تورث مفاسد كشرب الخمر الذي يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء فهذه المفاسد الناشئة من هذا العمل هي فرع لازم للأصل ففسادها يدل على فساد الأصل وهكذا كل أصل فهو علة لفرعه وموجب له.
بيان تلبيس الجهمية (3|78)
وهذه مسألة مهمة فأهل السنة والجماعة أولى الناس بالصدق والأمانة والخلق الحسن ومكارم الأخلاق والعفة والكرم وبذل الإحسان إلى غير ذلك.
ولا يصح أن يتكل المسلم على صحة الاعتقاد فيفسد العمل , ففساد الفرع دليل على خلل في الأصل.
فهل من نصوص أخرى من كلام العلماء يؤيد ذلك , وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 11:53 م]ـ
وهذا نص آخر من كلام شيخ الإسلام
قال رحمه الله: وأبو محمد بن قتيبة في أول كتاب مختلف الحديث لما ذكر أهل الحديث وأئمتهم وأهل الكلام وأئمتهم؛ قفى بذكر أئمة هؤلاء ووصف أقوالهم وأعمالهم , ووصف أئمة هؤلاء وأقوالهم وأفعالهم بما يبين لكل أحد أن أهل الحديث هم أهل الحق والهدى , وأن غيرهم أولى بالضلال والجهل والحشو والباطل , وأيضا المخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال إما عن سوء عقيدة ونفاق , وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان؛ ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهر لكل أحد , وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادته ما هو أرجح مما هو فيه.
ومن المعلوم أن العلم أصل العمل وصحة الأصول توجب صحة الفروع والرجل لا يصدر عنه فساد العمل إلا لشيئين إما الحاجة وإما الجهل؛ فأما العالم بقبح الشيء الغني عنه فلا يفعله اللهم إلا من غلب هواه عقله واستولت عليه المعاصي فذاك لون آخر وضرب ثان.
مجموع الفتاوى (4|54)
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:01 ص]ـ
بوركت اخي الفاضل على هذه اللفته الرائعه بحق
وجزالك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:57 ص]ـ
وفيكم بارك الله(56/135)
إشكال (للمدارسة)
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا إشكال عرضه علي أحد الإخوة يقول فيه:
أن الله سبحانه ما دام يعلم الغيب فلم يغضب من عصيان العبد إذا عصاه رغم أنه يعلم مسبقا بارتكاب العبد للمعصية؟
قد يجاب عنه بأن الله سبحانه يغضب لوقوع المعصية, فحالها وقت كونها معلومة لديه سبحانه قبل وقوعها يختلف عن حالها إذا وقعت.
أفيدونا بردودكم على هذا الإشكال و تعقيباتكم على هذا الجواب بارك الله فيكم و أدامكم على طاعته.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:52 ص]ـ
لاشك ان العلم صفة ذاتيه لله عز وجل فهو متصف بها ازلا وابدا لاتنفك عن البارئ في وقت من الاوقات
اما الغضب فهي من الصفات الفعليه (وتسمى الاختياريه) التي تتعلق بمشيئة الله تعالى واختياره
فالله يغضب سبحانه وتعالى اذا حصل او وقع من العبد فعل قبيح فيغضب الله تعالى بعد وقوعه -اي بعد وقوع العبد في الفعل- لذلك قال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه .. )
وقوله (كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون)
فمن جملة شرطيه وجواب الشرط فجزاءه ومابعده
فالله تعالى يكون غضباً من الكافر حال كفره ثم إذا آمن رضي الله عنه
بل المسلم اذا فعل كبيره قد يدخل في مقت الله تعالى فاذا تاب وعاد رضي الله عنه ورحمه
<خلافاً للكرامية الذين يقولون إن الله تعالى راضي عن الكافر حال كفره اذا علم انه سيسلم وغضباناً على المسلم حال اسلامه وهو يعلم انه سيكفر> ولايخفى بطلان هذا القول وللتفصيل راجع الايمان لشيخ الاسلام
فالصفات الاختياريه ظهورها يتعلق بالفعل بعد وقوعه ولا يتعلق ظهورها بالعلم
والله تعالى اعلم
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:02 ص]ـ
((حرره المشرف لمخالفته لكلام أهل السنة))
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التوضيحات النافعة و ما زال الموضوع موضوعا للمدارسة.
قال النووي رحمه الله في تفسير معنى الغضب: (المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه ممن عصاه وما يرونه من أليم عذابه , وما يشاهده أهل المجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون مثلها , ولا شك في أن هذا كله لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله , فهذا معنى غضب الله تعالى كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة ; لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضاء. والله أعلم.) انتهى من شرحه
هل هذا مستقر لدى أهل السنة و الجماعة أم أنه مما خالف به النووي رحمه الله أهل السنة؟
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
بل هذا تأويل منه وتعطيل لصفة الغضب وصفة الرضا، وهذا خطأ مخالف لمعتقد أهل السنة. والله يغفر له.
و أما لاستشكالك فالإجابة عنه بصورة ميسرة جدا:
أترى علمك بما ينوي ابنك من عمل خاطئ و ما يترتب عليه من الضيق والمقت، كغضبك و مقتك بعد أن يعمل العمل؟!!
و لله المثل الأعلى.
و الله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:30 ص]ـ
لاشك ان هذا مما اخطا في النووي رحمه الله تعالى فلا يعول عليه
والله المستعان
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا إشكال عرضه علي أحد الإخوة يقول فيه:
أن الله سبحانه ما دام يعلم الغيب فلم يغضب من عصيان العبد إذا عصاه رغم أنه يعلم مسبقا بارتكاب العبد للمعصية؟
قد يجاب عنه بأن الله سبحانه يغضب لوقوع المعصية, فحالها وقت كونها معلومة لديه سبحانه قبل وقوعها يختلف عن حالها إذا وقعت.
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لابد من التفريق بين علم الله الازلي السابق الذي لايترتب عليه ثواب ولاعقاب وبين علم الله
الذي يترتب عليه الثواب والعقاب
مثال الاول (والله بكل شيء عليم) وعلم الله أزلي ويشمل الحاضر والماضي والمستقبل
مثال الثاني: (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)
فالعلم هنا يترتب عليه الثواب والعقاب بعد الإبتلاء
وعندما يرتكب العبد معصية فالله عزوجل يعلمها ويغضب، ويترتب على هذه المعصية العقاب
وهذا يدخل في النوع الثاني (علم الله الذي يترتب عليه الثواب والعقاب)
هذا التفصيل ذكره الشيخ بن عثيمين رحمه الله في كتاب شرح الاربعين النووية
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:15 ص]ـ
قال النووي رحمه الله في تفسير معنى الغضب: (المراد بغضب الله تعالى ما يظهر من انتقامه ممن عصاه وما يرونه من أليم عذابه , وما يشاهده أهل المجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون مثلها , ولا شك في أن هذا كله لم يتقدم قبل ذلك اليوم مثله ولا يكون بعده مثله , فهذا معنى غضب الله تعالى كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة ; لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضاء. والله أعلم.) انتهى من شرحه، فهذا أمر لا أظن فيه اشكال.
كذلك وإن القرطبي رحمه الله قال عند تفسيره للآية: (غير المغضوب عليهم): (وَمَعْنَى الْغَضَب فِي صِفَة اللَّه تَعَالَى إِرَادَة الْعُقُوبَة , فَهُوَ صِفَة ذَات , وَإِرَادَة اللَّه تَعَالَى مِنْ صِفَات ذَاته ; أَوْ نَفْس الْعُقُوبَة , و.
ما فسر به الإمامان النووي والقرطبي-رحمة الله عليهما- صفتي الغضب والرضا هو مذهب الأشاعرة الذين يفسرون هذه الصفات الخبرية بلوازمها ولا شك في كون هذا النوع من التأويل الفاسد خطأً بعيدا عن منهج السلف في باب الصفات؛ حيث يلزم من تفسيرها باللازم معرفة الكنه وهو باطل، أما ما نقله أخونا الفاضل من كلام العلامة ابن جبرين -رحمه الله- فهو الموافق لما عليه السلف؛ حيث ذكر اللازم باعتاره أثرا من آثار الصفات،، وفرقٌ كبيرٌ بين من جعل المعنى هو اللازم وبين من أبقى للصفة معناها وخصوصيتها ولم يقتحم حماها بتفسرها باللازم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/136)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:45 ص]ـ
إلى الأخ عبد الرحمن العوضي
انظر جواب سؤالك من موقع الشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله
إلى الأخ بو عبد الرحمن .. ان بين كلام ابن جبرين وكلام النووي مفاوز
قد أجابك الأخ أبو ابراهيم الجنوبي بقوله:
[ما فسر به الإمامان النووي والقرطبي-رحمة الله عليهما- صفتي الغضب والرضا هو مذهب الأشاعرة الذين يفسرون هذه الصفات الخبرية بلوازمها ولا شك في كون هذا النوع من التأويل الفاسد خطأً بعيدا عن منهج السلف في باب الصفات؛ حيث يلزم من تفسيرها باللازم معرفة الكنه وهو باطل.
أما ما نقله أخونا الفاضل من كلام العلامة ابن جبرين -رحمه الله- فهو الموافق لما عليه السلف؛ حيث ذكر اللازم باعتاره أثرا من آثار الصفات،، وفرقٌ كبيرٌ بين من جعل المعنى هو اللازم وبين من أبقى للصفة معناها وخصوصيتها ولم يقتحم حماها بتفسرها باللازم .. ]
فجزاه الله خيراً
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع.
قرأت على الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله كلام النووي رحمه الله فقال بأن هذا تأويل باطل, فما ذكره النووي هو آثار غضب الله و آثار رضاه و لا يصح أن يقال عن آثار الغضب أنها هي الغضب كما لا يصح أن يقال عن المطر أنه هو رحمة الله تبعا لكونه من آثار رحمة الله.
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:39 م]ـ
الجواب بارك الله فيك هو أن الغضب و الرحمة و الرضا من صفات الله تعالى فيقال (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) فوصف الله نفسه بالرضا في هذه الآية.
أما آثار هذه الصفة فهي ما يترتب عليها أي نتيجتها, فعلى المثال السابق أن الله سبحانه لما رضي عن المؤمنين لما بايعوا النبي كان أثر رضاه قوله (فأثابهم فتحا قريبا).
فالصفة هي الرضا عن المؤمنين و أثرها أي نتيجتها هي إثابتهم فتحا قريبا, و كذلك المطر فهو من آثار رحمة الله, أي أن نزوله ناتج عن رحمة الله بخلقه, و على ما سبق يقاس الغضب فيقال أن من آثار الغضب شقاء الكفار في الآخرة و آثار الرضا منها تنعيم المؤمنين في الآخرة.
و عن كون سؤالك للتعلم لا لمجرد الجدال فذاك الظن بك بل اليقين بك و بباقي الإخوة في هذا الملتقى المبارك أسأل الله أن يعلمنا و إياك العلم النافع و أن يوفقنا للعمل بما نعلم.(56/137)
هل السبكي (الابن) الأشعري الصوفي كان تلميذاً عاقاًّ لشيخه الحافظ الذهبي السلفي؟
ـ[الباحث]ــــــــ[12 - 07 - 09, 03:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل من يقرأ كلمات السبكي الابن (ت 771 هـ) يُصاب بالذهول والدهشة من عقوق هذا التلميذ لشيخه الحافظ الذهبي (ت 748 هـ)، وذلك لما بينهما من المنافرة في الاعتقاد.
فالشيخ سلفي، والتلميذ أشعري صوفي غارقٌ في التعصب.
إليك بعض الكلمات لهذا التلميذ العاق في الحافظ الذهبي رحمه الله:
- ( ..... وأما تاريخ شيخنا الذهبى غفر الله له فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب المفرط لا واخذه الله فلقد أكثر الوقيعة فى أهل الدين أعنى الفقراء الذين هم صفوة الخلق واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين والحنفيين ومال فأفرط على الأشاعرة ومدح فزاد فى المجسمة هذا وهو الحافظ المدره والإمام المبجل فما ظنك بعوام المؤرخين ... ) قاعدة في المؤرخين للسبكي.
- (والحال فى حق شيخنا الذهبي أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه، وأنا أخشى عليه يوم القيامة من غالب علماء المسلمين وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية، فإن غالبهم أشاعرة وهو إذا وقع بأشعري لا يبقي ولا يذر، والذي أعتقده أنهم خصماؤه يوم القيامة عند من لعل أدناهم عنده أوجه منه، فالله المسئول أن يخفف عنه وأن يلهمهم العفو عنه وأن يشفعهم فيه).
وانظر في المقابل بعض الكلمات الذهبية لشيخ الإسلام ابن تيمية شيخ الذهبي رحمهما الله في الأشاعرة مما يثبت إنصافه وعدله مع الخصوم:
- في بيان تلبيس الجهمية (2/ 87): (وان كان في كلامهم من الادلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف فانهم اقرب طوائف أهل الكلام الى السنة والجماعة والحديث وهم يعدون من اهل السنة والجماعة عند النظر الى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم بل هم اهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون اهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم).
- وفي درء تعارض العقل والنقل (1/ 283): (ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف).
- وفي مجموع الفتاوى (6/ 55): (وهم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث).
- وفي مجموع الفتاوى (8/ 230) عندما تكلم عن أبي إسماعيل الأنصاري: (ويبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة).
- وفي درء تعارض العقل والنقل (3/ 251): (فإن الكلابية والكرامية والأشعرية أقرب إلى السنة والحق من جهمية الفلاسفة والمعتزلة ونحوهم باتفاق جماهير المسلمين وعوامهم).
بل ويثني على جهود علماء الأشاعرة في نصرة الإسلام:
فيقول في درء تعارض العقل والنقل (4/ 227): (فإن الواحد من هؤلاء له مساع مشكورة في نصر ما نصره من الإسلام والرد على طوائف من المخالفين لما جاء به الرسول فحمدهم والثناء عليهم بما لهم من السعي الداخل في طاعة الله ورسوله وإظهار العلم الصحيح الموافق لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم والمظهر لباطل من خالف الرسول).
- وفي النبوات (1/ 159): (فإن لهم حسنات وفضائل وسعياً مشكوراً وخطؤهم بعد الاجتهاد مغفور).
بل ويثني عليه عندما يقارنهم بالمعتزلة:
فيقول في مجموع الفتاوى (4/ 52):
(وأهل الإثبات من المتكلمين - مثل الكلابية والكرامية والأشعرية - أكثر اتفاقاً وائتلافاً من المعتزلة).
بل ويثني عليهم عندما يقارنهم بالجهمية والضرارية والنجارية من الطوائف المخالفة للسلفية في الصفات:
- مجموع الفتاوى (3/ 103): (والكلابية والأشعرية: خير من هؤلاء في باب الصفات).
ورغم التنافر العقدي بين ابن تيمية (السلفي) والسبكي الابن (الأشعري) والباجي (الأشعري) إلا أننا نرى ابن تيمية يتعامل بكل أدب واحترام وتقدير لهؤلاء العلماء:
وقال السبكي (الابن) في كتابه الجميل (طبقات الشافعية الكبرى 194، 342):
(وكان – أي ابن تيمية – لا يعظم أحدا من أهل العصر كتعظيمه له).
وذكر في ترجمة علاء الدين الباجي على بن محمد بن عبد الرحمن - وكان أشعرياً - أنه: (لما رآه ابن تيميه عظمه , ولم يجر بين يديه بلفظة فأخذ الشيخ علاء الدين يقول: تكلم نبحث معك , وابن تيمية يقول: مثلي لا يتكلم بين يديك، أنا وظيفتي الاستفادة منك).
هذا هو شيخ الإسلام وهذه دعوة أهل السنة والجماعة دعوة إنصاف وعدل وصدق مع المؤالف والمخالف.
وأختم الموضوع بكلام السخاوي في بيان حقيقة السبكي فأقول:
لما ذكر السخاوي في كتابه الآنف الذكر " الإعلان بالتوبيخ " منتقدي التاريخ وذكر مراتبهم السته، ذكر المرتبة الخامسة فقال:
" ومنهم من نسب بعضهم إلى التقصير والتعصب؛ حيث لم يستوعب القول فيمن هو منحرف عنهم، بل يحذف كثيرا مما يره مني ثناء الناس عليهم ويستوفي الكلام فيمن عداهم غير مقتصر عليهم ".
ثم قال في نقد هذه المرتبة بعد عدة صفحات:
" فالذي نسب الذهبي لذلك هو تلميذه التاج السبكي، وهو على تقدير تسليمه إنما هو في أفراد مما وقع التاج في أقبح منه؛ حيث قال فيما قرأته بخطه تجاه ترجمة سلامة الصياد المنبجي الزاهد ما نصه:
" يا مسلم استحي من الله، كم تجازف وكم تضع من أهل السنة الذين هم الأشعرية، ومتى كانت الحنابلة، وهل ارتفع للحنابلة قط رأس ".
ثم قال السخاوي معلقا على كلام السبكي:
" وهذا من أعجب العجاب، وأصحب للتعصب، بل أبلغ في خطأ الخطاب؛ ولذا كتب تحت خطه بعد مدة قاضي عصرنا وشيخ المذهب العز الكناني ما نصه:
" وكذا والله ما ارتفع للمعطلة رأس "
ثم وصف التاج بقوله:
" هو رجلٌ قليل الأدب، عديم الإنصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم، يدلك على ذلك كلامه ".
كتاب
" الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ "
للسخاوي
من ص 66 - 93 باختصار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/138)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 02:10 م]ـ
من يقرأ كلامه أخي الكريم فإنه سيخرج بالنتيجة التي ذكرتها
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 01:13 ص]ـ
سبحان الله منذ فترة يسيرة كنت قد طلبت من بعض إخواني أن يجمع كلام التاج السبكي الذي تجرأ فيه على شيخه الذهبي مما اشتمل عليه كتابه طبقات الشافعية الكبرى فجمع أخونا جزاه الله خيراً وريقات يسيرة مما وقف منه على ذلك وأعطانيها منذ بضعة أيام وسبحان الله لم أقرأها إلا اليوم في أول النهار وهاأنا ذا أقرأ هذا الموضوع الآن فما أدري قد يكون من عجائب الاتفاقات!
ومن قرأ هذه الوريقات وقف على جانب من جرأته على شيخه في اتهامه بالتعصب والحكم بالهوى بل والجهل ... وغير هذه الأوصاف التي لا يحق أن تصدر من طالب في شيخ كالذهبي رحمه الله.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:00 م]ـ
صحيح ان السبكي في العقيدة كما ذكرت الا ان منزلته في الفقه معروفة ودلك حتى لا نهضم منزلته
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 05:27 م]ـ
و من كلام السبكي الابن في حق شيخه أيضاً: أنه مطبوع على قلبه!!! بل قال: و اعلم أن هذه الرفقة: المزي و الذهبي و البرزالي و كثيراً من أتباعهم قد أضر بهم أبو العباس ابن تيمية إضراراً بيناً و حملهم من عظائم الأمور شيئاً ليس هيناً و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم و لأصحابهم!!! فانظر كيف حكم عليهم بالنار(56/139)
موقع فضيلة الشيخ / عبدالرحمن دمشقية - حفظه الله -
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:47 ص]ـ
http://www.dimashqiah.com/App_Themes/green/images/banner_title.gif
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[13 - 07 - 09, 11:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى العوضى
http://www.dimashqiah.com/
ـ[بو فوزي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 04:16 م]ـ
هل هو المشرف العام على شبكة الدفاع عن السنة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 02:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى العوضى
http://www.dimashqiah.com/
وإياك أخي الحبيب ويبدو أنني كنت مستعجلاً فلم أضع الرابط
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 02:48 ص]ـ
هل هو المشرف العام على شبكة الدفاع عن السنة؟
كلا على حسب علمي(56/140)
ظهور مصطلح السلفية
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[13 - 07 - 09, 03:21 م]ـ
الجذور التاريخية لظهور مصطلح السلفية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فسلف الرجل لغة: آباؤه المتقدمون ممن هم فوقه في السن والفضل، والمفرد: سالف، ومن الناحية التاريخية؛ فالمراد بالسلف: أئمةُ الصحابةِ -رضي الله عنهم-، والتابعين، وتابعيهم؛ ممن عُرفوا بالإمامة والفضل دون من اشتهر أو رُمي ببدعة.
واصطلاحًا: مذهب "السلف" -أو السلفية- والمراد به ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، ومَن تَبِعَهم وشُهِدَ له بالإمامة في الدين، وعُرِفَ فضلُه وعَظُم شأنه فيه، وتلقى الناس كلامه بالقبول؛ كالأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والنخعي، والبخاري، ومسلم، وأصحاب السنن.
فكل مَن التزم بمنهج وعقائد هؤلاء الأئمة من السلف نُسِبَ إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأزمان، وكل مَن خالفهم في المنهج أو العقيدة فلا يُنسَب إليهم وإن عاش بين أظهرهم وخالطهم.
فالسلفية هي المدرسة التي حافظت على ما كان عليه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنهج والاعتقاد؛ خاصة بعد أن ظهر الافتراق العقائدي في الأمة، وكثرت الفرق المختلفة التي خالفت -وخرجت- عن منهج الصحابة وما اعتقدوه، وقد تعددت مسميات هذا المذهب -أو قل: ترادفت- مع ثبات المضمون؛ فلما كان علماء الحديث في زمن التابعين هم ورثة علم الصحابة -رضي الله عنهم- وفهمِهم للكتاب والسنة؛ تَسَمَّى السائرون على منهج وعقيدة الصحابة بـ"أهل الحديث".
ولما تفاقمت البدع وشذ أهل الأهواء عن الجماعة في المنهج والاعتقاد؛ تسمى المتمسكون بمنهج وعقائد الصحابة وأهلِ الحديث في عهد تابعي التابعين بـ"أهل السنة والجماعة" في مقابلة "أهل البدعة" من المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، والرافضة، ونحوِهم، ولما حاول الخَلَفُ من الأشاعرة نصرةَ عقائد سلف الأمة بالمنهج العقلي -كطريقة المبتدعة من المتكلمين-؛ سُمِّيَ المتمسكون بمنهج السلف بـ"السلفيين"؛ فظهور مصطلح "السلفية" من الناحية التاريخية ارتبط بظهور "مذهب الخلف" من الأشاعرة الذين زعموا نصرة عقائد السلف بمنهج المتكلمين، ونزيد هذا الأمر وضوحًا؛ فنقول:
كمال الدين في عهد الصحابة مُجتمِعِينَ:
بلغ الدين كماله في عهد صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ لم يمت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن بلَّغ الرسالة كاملة؛ قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3)؛ فما من شيء يقربنا إلى الجنة إلا وأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- وبينه لنا، واجتمع علم ذلك في صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- مُجتمِعِينَ، ولم يكن مطلوبًا من المسلمين إلا أن يحافظوا على هذا الدين كاملاً -علمًا وعملاً- كما تلقاه الصحابة وطبَّقوه في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتميز جيل الصحابة -رضي الله عنهم- بأنهم كانوا على منهج وعقيدة واحدة لا يختلفون فيها، وما وقع بينهم -وهو قليل- من منازعات وخلافات؛ فلم تكن ذات طابع عقائدي، ولا شك أن اجتماعهم على المنهج وفي الاعتقاد حجةٌ في الدين؛ إذ إجماعهم أَوْلَى من أي إجماع؛ خاصة وهو ثابت عنهم معروف.
يقول ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة: "ويَعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء هم الصحابة، فلا يَنتصِر لشخص انتصارًا مطلقًا عامًّا إلا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا لطائفة انتصارًا مطلقًا إلا للصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-" (1).
ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في الفرقة الناجية عندما سئل عنها: (مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، قال ابن تيمية: "هو حديث صحيح مشهور"، وجاء في وصيته -صلى الله عليه وسلم- للأمة أن تتمسك بهدي أئمة الصحابة وسنتِهم؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- في بيان العلاج عند وقوع الافتراق والاختلاف: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)؛ فجمع النبي -صلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/141)
عليه وسلم- سنتَه وسنتَهم في ضمير واحد بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (عَضُّوا عَلَيْهَا)، ولم يقل: "عضوا عليهما"؛ فسنتهم هي سنته؛ فهم لم يخرجوا عنها -وحاشاهم-، بل نقلوها وطبَّقوها كما عَلَّمها لهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ولقد كان هَديُهم ومنهجُهم -رضي الله عنهم- تقديمَ الكتاب والسنة والاحتجاجَ بهما.
يقول د/ مصطفى حلمي -حفظه الله-: "ونفهم من استقراء أقوالهم وسلوكهم في جميع أصول الدين أنهم كانوا يتقيدون بهذا المنهج -أي تقديم الشرع على العقل- لا عن قصور في الفهم؛ ولكن لمعرفتهم بمكانة الشرع وضرورة تقديمه على الاستنباطات العقلية التي لا تستند إلى دليل" (2).
وما وقع في الأمة بعد ذلك من اختلافٍ في العقائد عمَّا كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، وتقديمِ العقل على الأدلة الشرعية؛ هو من نقصان الدين والخروجِ عليه.
يقول د/ مصطفى حلمي -حفظه الله-: "لم يكن الكلام في الدين إذن تطورًا من البسيط إلى المركب، أو من الأدنى إلى الأعلى، بل كان نكوصًا من الكمال إلى النقصان، وعصيانًا للأوامر، وانشقاقًا عن الجماعة" (3).
حفاظ الأمة على الدين في عهد التابعين وتابعي التابعين:
كان حال علماء الأمة من التابعين وتابعي التابعين -وهم الآخذون بعلم الصحابة وفهمِهم، والناقلون لما كانوا عليه؛ إذ كانوا أهل حديث- هو الامتدادَ التلقائيَّ لمنهج وفهمِ الصحابة -رضي الله عنهم-، وكانوا هم ومَن وافقهم جمهورَ الأمة وجماعتَهم؛ لذا كان مَن يأتي بما يخالفهم يواجَه بالإنكار ويوصَف بالشذوذ؛ لأنه خرج عن جماعة المسلمين، وامتد دور أهل الحديث من التابعين وتابعيهم مِن عصر الصحابة إلى عصر بني أمية وفترة من حكم الدولة العباسية، ورغم ظهور الخوارج والشيعة الرافضة ومَن بعدهم من المبتدعة؛ فإن هذا لم يُؤَثِّر في القاعدة العريضة من المسلمين؛ لذا لم يتميزوا خلال تلك الفترة باسم خاص؛ فهم "أهل الحديث" وكفى، وإنما تَسَمَّى مَن خرج عنهم؛ ليُعرَف ببدعته وانشقاقه؛ خاصة وإنهم قلة بجانب الكثرة المتمسكة بمنهج ومعتقد الصحابة -رضي الله عنهم- وأئمة التابعين وتابعي التابعين؛ لذا لما سُئل الإمام مالك عن تعريف أهل السنة والجماعة؛ قال: "الذين ليس لهم لقب يُعرَفون به؛ لا جَهْمِيٌّ، ولا رافِضِيٌّ، ولا قَدَرِيٌّ" (4).
لقب أهل السنة في مقابلة لقب المُعتَزِلة:
لما كثر خوض أهل البدع بمنهجهم العقلي في عقائد المسلمين، وظهر واستفحل علم الكلام والفلسفة على يد المعتزلة، خاصة في عهد الخليفة العباس المأمون؛ تَسَمَّى المتمسكون بمنهج الصحابة والتابعين وتابعيهم بـ"أهل السنة" في مقابلة أصحاب المنهج العقلي من المعتزلة؛ فصار لقب "السني" في مقابلة لقب "المعتزلي"، ولما تصدى الإمام أحمد بمنهجه المبنيِّ على الاحتجاج بالكتاب والسنة في مواجهة أئمة المعتزلة -المُدَعَّمِينَ بتأييد بعض الخلفاء العباسيين- وانتصر عليهم؛ الْتَفَّتِ الأمةُ حول إمامها؛ فسُمِّيَ بـ"إمام أهل السنة والجماعة" حتى صار اسم "الحنبلي" يُطلَق على "السني" عند البعض في تلك الفترة الزمنية.
يقول الإمام أحمد مبينًا منهجه في مقابلة المعتزلة في زمانه: "لست أتكلم إلا ما كان من كتاب أو سنة أو عن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين، وأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود" (5).
محاولة الأشاعرة نصرة عقائد السلف بمنهج المتكلمين:
ولد أبو الحسن الأشعري بالبصرة عام 260هـ، ودرس علم الكلام على مذهب المعتزلة على يد علي الجبائي، ولما تبين له فساد مذهب المعتزلة؛ قام بالرد عليهم، ومال إلى نصرة عقائد أهل السنة على منهج المعتزلة في الاستدلال، وقد تبين له في أواخر حياته صحة مذهب السلف منهجًا واعتقادًا؛ فالتزمه؛ يشهد لذلك آخر كتبه التي أَلَّفَها وهو "الإبانة عن أصول الديانة"، ولكنَّ أتباعَه ومَن وافقهم تمسكوا باستخدام المنهج الكلامي في الدفاع عن عقائد أهل السنة والجماعة في مواجهة المعتزلة، بل واعتبروا علمَ الكلام من جملة العلوم الشرعية المشروعة إذا أراد به مُتعلِّمُه نصرةَ عقائد أهل السنة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/142)
ورأوا أن طريقتَهم -طريقة الخلف- في الرد على المخالفين لأهل السنة بعلم الكلام أعلمُ وأحكمُ، وأن طريقةَ السلف في الاقتصار على الكتاب والسنة في الاستدلال أسلمُ وأحوطُ، وزعموا أنهم بمثابة امتداد للسلف، وأطلقوا على أنفسهم لقب "الخلف"، كما زعموا أنهم جمعوا بين العقل والنقل معًا، ولكنَّ طريقة الأشاعرة لم تلقَ تأييد "أهل الحديث" وأتباعِ الإمام أحمد -"أهل السنة والجماعة"- ورأوا أن منهج الأشاعرة في الرد على المعتزلة هو خروج عن منهج السلف ومذهبهم، خاصة وأن للأشاعرة مخالفاتٍ عقائديةً تظهر في قولهم بـ"نظرية الكسب" في تفسير أفعال العباد، وقولِهم: إن الإيمان هو المعرفة ولا يلزم النطق بالشهادة، ولا العملُ كغلاة المرجئة، وقولِهم: إن كلام الله كلامٌ نَفْسِيٌّ، وإن القرآن عبارةٌ عن كلام الله، واقتصارِهم في إثبات الصفات على صفات سبعة، والتكلمِ في صفات الأفعال بالتأويل (6).
والمذهبُ السَّلَفِيُّ يرفض علم الكلام؛ سواء على طريقة المعتزلة أو على طريقة الأشاعرة، والأشاعرةُ وإن أَيَّدُوا أهلَ السنة في عدة مسائلَ إلا أنهم ليسوا بسلفيين، وهم وإنْ يُذكَر لهم دورُهم في الرد على المعتزلة وبيانِ فساد ما هم عليه إلا أنهم ليسوا على منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال، والحقُّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ.
يتبين من هذا العرض التاريخي المختصَرِ أنه لما كان جمهور الأمة على ما كان عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لم يحتج الأمر أن يتسموا باسم، وإنما كان يُسَمَّى مَن خرج عنهم؛ ليُعرَف ببدعته، ولكنْ لما تَفَشَّت البدع وكثر الخروج عما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، وقَلَّ مَن منهجُهم التمسكُ بما ورد في الشرع، وكثرت الفرق وتعددت؛ كان لزامًا أن يكون لأهل الحق اسمٌ يميزهم عن غيرهم، ويشير إليهم، ويدل عليهم، ويكون عنوانًا لِمَا هم عليه، ولا يوجد مانعٌ شرعًا من التسمي باسم أو الاشتهار بلقب إذا كان المضمون موافقًا للشرع، ولقد ظل التمسك بمنهج الصحابة -رضي الله عنهم- ومعتقدِهم ثابتًا لا يتغير، ولكن لما حَمَل منهجَهم ومعتقدَهم أهلُ الحديث وعلماؤه؛ سُمِّيَ أهلُ الحق بـ"أهل الحديث"، ولما وقع الانشقاق في الأمة وكثرت البدع في مقابلة السنة؛ سُمِّيَ أهلُ الحق بـ"أهل السنة والجماعة"، ولما جاء الخلف مِن الأشاعرة وقالوا عن طريقتهم أنها أحكمُ وأعلمُ وخالفوا منهج السلف؛ كان اسم "السلفية" هو العنوانَ على ما كان عليه صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- من منهج ومعتقد؛ فتغيرت الأسماء ولم يتغير المضمون؛ فصارت هذه الأسماء بمثابة مترادفات لمضمون واحد.
ولا يخفى أن الأشاعرة لما زعموا أن طريقتهم في الاستدلال بمنهج المتكلمين أعلم وأحكم، وأن طريقة السلف أسلم وأحوط؛ كان ذلك مدعاةٌ أن يقال: طريقة الخلف وطريقة السلف، ومنهج الخلف ومنهج السلف، وظهور مصطلح السلفية والمذهب السلفي من كلام الأشاعرة أنفُسِهم؛ ولم يحتج الأمر إلى رفض أهل الحق لتلك المُسَمَّيَات، إنما كان رَدُّهم على ذلك أن طريقة السلف ومنهجَهم هي الأعلمُ والأحكمُ كما أنها الأسلمُ والأحوطُ.
ولقد تَسَمَّى البعض في زمن النبوة بـ"المهاجرين"، والبعضُ بـ"الأنصار"؛ فلم يُنكَر عليهم التَّسَمِّي بذلك؛ بل ربما كان للمهاجرين في القتال رايةٌ، وللأنصار رايةٌ، وكلاهما تحت لواء المسلمين، ولكن لما تنازع بعض المهاجرين مع بعض الأنصار، وصاح صائحهم: يا للمهاجرين، والآخرُ: يا للأنصار؛ قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ) (متفق عليه)؛ فأنكر عليهم العصبية للمسميات، ولم يُنكِر عليهم التسميَّ بها قبلَ ذلك أو بعدَه؛ فلا مانع شرعًا من التسمي بأسماء؛ إنما النظر للمضمون: ألاَّ يكون فيه مخالفةٌ للشرع، وألاَّ يكون هنالك التعصبُ للمسميات دون النظر للمضمون.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (7): "لا عيب على مَن أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقًّا، فإن كان موافقًا له باطنًا وظاهرًا؛ فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنًا وظاهرًا، وإن كان موافقًا له في الظاهر فقط دون الباطن؛ فهو بمنزلة المنافق؛ فتُقبَل منه عَلانِيَتُه، وتُوكَل سَرِيرَتُه إلى الله؛ فإنَّا لم نُؤمَر أن ننقُبَ عن قلوب الناس ولا نشقَّ بطونَهم" اهـ.
ــــــــــ
(1) من منهاج السنة لابن تيمية (3/ 66).
(2) "منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين" د/ مصطفى حلمي ط. دار الدعوة الثانية، ص:42.
(3) المصدر السابق، ص:59.
(4) نقلاً عن "الإمام مالك": لأبي زهرة، ص:18.
(5) من ترجمة الإمام أحمد للحافظ الذهبي، ص:23.
(6) راجع في ذلك "منهج علماء الحديث" د/ مصطفى حلمي، ص:172 - 176.
(7) نقض المنطق لابن تيمية، ص:123.
كتبه/ علاء بكر
نقلا عن موقع صوت السلف
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)[/COLOR](56/143)
تنبيه متعلق بكتابٍ للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن في الرد على ابن جرجيس
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ – رحمه الله – كتابان في الرد على داود بن جرجيس:
الكتاب الأول: " منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس "، قال في أوله (ص 11 ط دار الهداية): (ومن سنة أربع وخمسين ومائتين يبلغنا ويُرفع إلينا عن رجل من أهل العراق أنه تصدى لجمع تلك الشبه من أماكنها، وتتبعها من مظانها، فصار يبدي من الشبهات ما يمج سماعه، ويكفي الناقد في رده نظره واطلاعه، ويظهر بطلانه ببدائه العقول، ولا يتوقف الحكم بفساده على نظر في المعقول والمنقول، وقد رُفع إليّ رسالة سماها " صلح الإخوان "، فيها من تحريف الكلم عن مواضعه، والكذب على أهل العلم، وعدم الفقه فيما ينقله ويحكيه من كلامهم ما لايحصيه إلا الله .. إلخ). فهو ردٌ على رسالة ابن جرجيس " صلح الإخوان " التي دعا فيها إلى صرف العبادة لغير الله، حاشدًا حوالي خمسين موضعًا من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، يزعم أنها تشهد لضلاله!
إلا أن الشيخ عبداللطيف لم يتم رده. قال الشيخ ابن مانع - رحمه الله – في مقدمة " دلائل الرسوخ " (ص 5) مبينًا السبب: (مات قبل إكماله. قالوا: لأنه اشتغل بتأليف رد آخر على طاغية من أهل نجد من إخوان ابن جرجيس، فتم هذا الرد، وسماه " مصباح الظلام "). ومصباح الظلام رد به على ابن منصور - كما هو معلوم -، وهو – أي ابن منصور – من المتأثرين بابن جرجيس، وله قصيدة في مدحه!
وهنا شيئ عنه:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k09.rar
ولذا قام الشيخ محمود شكري الألوسي – رحمه الله – بإكمال " منهاج التأسيس "، بكتابه " فتح المنان "، وتجد طبعته الأخيرة هنا:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=178660
الكتاب الثاني: " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ ": قال في أوله: (أما بعد؛ فقد وقفت على أوراق أرسلها الملا داود بن سليمان الجرجيس العاني العراقي إلى بعض أصحابنا؛ فرأيت فيها من الصد عن سبيل الله، والدعوة إلى عبادة الأولياء والصالحين، ودعائهم، والحث على قصدهم في الملمات والشدائد، والإلحاد في آيات الله، وتحريف الكلم عن مواضعه، ما لايسع السكوت عليه .. ) إلخ. وهو رد على أوراق لابن جرجيس أرسلها إلى نجد، دعا فيها إلى صرف العبادة لغير الله، وتهجم فيها على دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -.
وقد طُبع الكتاب أول مرة بهذا العنوان عام 1305هـ. ولكنه كما قال الشيخ ابن مانع – رحمه الله – في مقدمته للطبعة الثانية: (نفذت طبعته، وقل وجوده حتى نسي، أو كاد يُنسى).فطبعه الشيخ المانع بالعنوان السابق عام 1381هـ، على نفقة الشيخ علي بن ثاني، حاكم قطر، رحمه الله.
ثم صورته الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالعنوان السابق، عام 1402هـ.
- ثم قام الشيخ عبدالسلام آل عبدالكريم – رحمه الله – بتحقيق كتاب " دلائل الرسوخ " عام 1408هـ، وطباعته بعنوان: " تحفة الطالب والجليس في كشف شُبه داود بن جرجيس ". قائلاً (ص 13): (طُبعت هذه الرسالة باسم " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ " في طبعتي عام 1382هـ و 1402هـ، وقد سماها بهذا الاسم الألوسي في كتابه " المسك الأذفر "، ويُنظر في الطبعة الأولى هل هي بهذا الاسم أم لا؟ ونسب الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ في كتابه " مشاهير علماء نجد "، ص 75 تسمية هذه الرسالة بهذا الاسم إلى الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، الذي كان مشرفًا على الطبعة الثانية).
مرجحًا أن العنوان الصحيح هو " تحفة الطالب .. "، لسببين: (الأول: أنه الاسم المثبت على النسختين الخطيتين – اللتين اعتمدهما -. والثاني: أنه الاسم المعتمد عند المترجمين للمؤلف) ومثّل بصاحب " الدرر السنية " الشيخ عبدالرحمن بن قاسم – رحمه الله -، وصاحب " مشاهير علماء نجد " – كما سبق -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/144)
قلتُ: والصواب – في نظري – أن عنوانه الأصلي " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ "، وأما " تحفة الطالب والجليس " فقد يكون عنوانًا آخر له، فيما بعد. – الله أعلم ممن - وأدلة هذا:
1 - قول الشيخ محمود شكري الألوسي – رحمه الله – في ترجمة داود بن جرجيس من كتابه " المسك الأذفر " (ص 460): (رد عليه الشيخ عبداللطيف، عالم نجد، بكتاب مفيد، سماه: " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ "). فالتسمية من الشيخ عبداللطيف لا من الألوسي، كما ذكر الشيخ عبدالسلام.
2 - قول الشيخ ابن مانع – رحمه الله – في مقدمته للطبعة الثانية (ص 4): (فانتدب للرد عليه .. الشيخ الإمام عبداللطيف بكتاب جليل سماه " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ ").
فهو – أيضًا - ينسب تسمية الكتاب لمؤلفه الشيخ عبداللطيف. فكيف يكون هو الذي سماه من عند نفسه؟!
3 - جاء التلميح لاسم الكتاب في التقريظ الشعري للكتاب من الشيخ عبدالقادر البغدادي، في قوله (ص 9 ط 2 وأظنها في الطبعة الأولى؛ لأن ابن مانع اعتمدها كما هي):
(" دلائلٌ " أشرقت كالشُهب أرسلها
عبداللطيف رجومًا للشياطين).
4 - ومثله قول علي أفندي، (ص 13 ط 2):
(أحكمتَ للورى " دلائل " قصدٍ
صار فيها على الهدى استدلال
" رسّخت " في قلوب قوم هداة
وذوو الزيغ عن هنالك زالوا).
-أما مانقله الشيخ عبدالسلام عن صاحب " مشاهير علماء نجد " من نسبة تسمية الكتاب للشيخ ابن مانع، فقد سبقه لهذا النقل الأستاذ علي جواد الطاهر في " معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية " (2/ 842 - 843). وقال بعدها: ( .. مما يُذكر أن مؤلف " مشاهير علماء نجد " نفسه ذكر اسم الكتاب في مؤلفه " علماء الدعوة " السابق على المشاهير: " دلائل الرسوخ .. "). يُنظر: " علماء الدعوة " (ص 49).
قلت: وقد تراجع صاحب " مشاهير علماء نجد " في الطبعة الثانية من كتابه (ص 98) عن نسبة تسمية الكتاب " دلائل الرسوخ " للشيخ ابن مانع، ونسبها لصاحبه بقوله: (طبعه بعنوان " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ "). فلعله تبين له خطأ تلك النسبة، وأن العنوان من وضع صاحب الكتاب الشيخ عبداللطيف. والله أعلم.
تنبيهات:
1 - قال الشيخ البسام - رحمه الله - في كتابه " علماء نجد .. " (1/ 210) عند ترجمة الشيخ عبداللطيف: (من مؤلفاته رحمه الله: " تأسيس التقديس في الرد على داود بن جرجيس " وأكمله الشيخ محمود شكري الألوسي، وسُمي الكتاب باسمَين آخرين: أحدهما " تحفة الطالب والجليس في الرد على داود بن جرجيس "، والآخر " دلائل الرسوخ .. " وبهذا الاسم الأخير طُبع).
فقد أضاف الشيخ البسام اسمًا ثالثًا للكتاب! (فليُحرر)، والمشتهر أن " تأسيس التقديس " عنوان رد الشيخ أبابطين - رحمه الله – على ابن جرجيس، وهو مطبوع.
وقد وهم الشيخ البسام – رحمه الله – في قوله: (وأكمله الشيخ محمود شكري الألوسي)؛ لأن الألوسي – رحمه الله – أكمل " منهاج التأسيس " – كما سبق -. ومن الغريب أن الشيخ البسام لم يذكر " منهاج التأسيس " ضمن مؤلفات الشيخ عبداللطيف، مع أنه الأشهر. فهل اشتبه عليه الكتابان؟ الله أعلم.
2 - قال محقق " المسك الأذفر "؛ للألوسي: الدكتور عبدالله الجبوري (هامش ص 460): (و"منهاج التأسيس" هو نفسه "تأسيس التقديس"). والصواب أنهما كتابان – كما سبق -.
3 - قال الدكتور عبدالله الطريقي في " معجم مصنفات الحنابلة " (6/ 160) في ذكر مصنفات الشيخ عبداللطيف: (منهاج التأسيس .. )، (تحفة الطالب والجليس " دلائل الرسوخ في الرد على المنفوخ ") ثم قال: (يحسن التأكد هل هو المتقدم أو غيره؟).
والصواب – كما سبق – أنه غيره. فـ" منهاج التأسيس " يرد فيه الشيخ على كتاب ابن جرجيس " صلح الإخوان ". و" دلائل الرسوخ .. " يرد فيه على أوراق بعثها ابن جرجيس إلى نجد.
والله أعلم. ومن عنده فضْل علمٍ فليجُد به ..
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[16 - 07 - 09, 01:53 ص]ـ
جزيت الجنة على مقالاتك النافعة ياشيخ سليمان, ولكن عندي سؤال بسيط: أين يمكن أن أجد كتاب مصباح الظلام أو منهاج التأسيس أو الضياء الشارق فقد أعياني البحث والسؤال عنها بلا فائدة!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:30 ص]ـ
وجزيت الجنة أخي عبدالكريم ..
" الضياء الشارق " مفقود من الأسواق منذ زمن، ولعل دار العاصمة تعيد طبعه؛ لأهميته.
أما " مصباح الظلام " فأظن وزارة الشؤون الإسلامية توزع طبعة د الزير.
وأمامنهاج التأسيس فلعلك تسأل الشيخ إسماعيل بن عتيق حفظه الله، فهو من طبعه قديمًا. وأظنه عند دار أطلس بالسويدي. وقد حُقق رسالة جامعية، ولم يُطبع للآن.
وفقكم الله ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 07 - 09, 09:57 ص]ـ
جهد مشكور يا شيخ سليمان
جزاك الله خيرا وبارك فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/145)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
نفع الله بك يا شيخ سليمان,,
ـ[علي ابو تراب]ــــــــ[02 - 12 - 09, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:08 م]ـ
بارك الله فيكم
كتاب منهاج التاسيس و التقديس وجدته في مكتبة الرشد حائل مصورا من قبل اضواء السلف و معه تتمته للعلامه الالوسي رحم الله الجميع
و اما الرد على المنفوخ فهو موجود على ما اظن مصورا في مكتبة الامر الاول بالرياض(56/146)
التذكرة بتحقيق التوحيد
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[13 - 07 - 09, 07:22 م]ـ
(التذكرة بتحقيق التوحيد)
الحمدلله المستحق للعبادة، والحمدلله الذي له كمال المحبة وغاية الذل.
إخواني: أوصيكم ونفسي بتحقيق توحيد الله، ولا يتم لنا تحقيق التوحيد إلا باجتناب الشرك والبدع والمعاصي.
وليعلم الموحد فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وأن من حققه دخل الجنة بغيرحساب ولاعذاب. وإذا علم فضل التوحيد وثواب من حققه، عليه بالدعاء إلى شهادة أن لاإله إلا الله، وبعد معرفة فضله وثوابه والدعوة إليه عليه الحذر والخوف الشديد من الوقوع في الشرك فقد خافه الأنبياء والصحابة والعلماء والدعاة،ولا أدل على ذلك من قول إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام). والحذر الحذر من أن يحارب الموحد دعاة الشرك وليس معه سلاح العلم والحجة، فغالب دعاة الشرك معهم حجج وشبهات تشبه الحق وتلتبس به جعلها الله فتنة لكل مفتون.
وليعلم الموحد أن بدعوته لتحقيق التوحيد تزداد أذيته بين الناس ويصبح غريباً بين أهله ومجتمعه، بل بين أقرب قريب إليه، كل ذلك امتحان من الله. وليحذر الموحد من ضياع عمره في ملح العلم فضلاً عن كثرة الجدال في مسائل لاطائل من تحتها، ويترك الأمر الذي خلق له وهوتوحيد الله فيغفل عن تحقيقه والدعوة إليه.
وعلى الموحد أن يعرف شبهات دعاة الشرك للرد عليها فغالب شبهاتهم متكررة أخذها مبتدع عن مبتدع ولا جديد كما سطر ذلك أئمتنا من أهل التوحيد.
وليحذر الموحد من مصاحبة أهل البدع والمعاصي فمصاحبتهم تضعف تحقيق التوحيد.
وعلى الموحد أن يعرف نعمة ما أنعم الله عليه من التوحيد وتحقيقه، ولا يغتر بنفسه من عدم الوقوع في الشرك فعليه أن يدعوا الله بالثبات على دينه , وإذا نظر لأهل الشرك والبدع والمعاصي فلا ينظر إليهم بعين الكبر والعجب، بل ينظر إليهم بعين الرحمة وطلب الهداية فقد يكون مثلهم.
وختاماً على الموحد أن يقرأ كثيراً في جهود وسير أئمة التوحيد، لتكون عوناً له في دعوته وتسلية لغربته.
جعلنا الله من أئمة التوحيد وختم لنا بالتوحيد، وحشرنا في زمرة المنعم عليهم، آمين ...
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التذكير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:42 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ رياض عن هذا التذكير بالأمر المهم ..
والمؤمّل من الفضلاء طلبة العلم أن لا يصرفهم الطلب عن الدعوة إليه، وجعله على قائمة الأولويات ..
وننتظر جهودكم المباركة ..
ـ[القاسم موسى]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:56 م]ـ
ممتاز اخي رياض السعيد جعلني الله واياك من السعداء في الدارين
وجيد انك كتبت المقال من وحي وجدانك وايمانك ان شاء الله لا سرقة وانتساب لغير ما لم تكتبه
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 07:33 م]ـ
يا أسعد الله قلباً أنت تحملهُ يا رياض.
أخي الكريم شكر الله لك هذه الدعوة إلى السبيل الأوحد للنجاة من مخاوف الدارين , ولو تأملنا حقيقة الإسلام العظمى لوجدناهُ يقوم على التوحيد في كل صغير وكبير.(56/147)
ما هي شروط لا إله إلا الله وضحها لنا يا شيخ؟
ـ[جمال بن محمد]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
س:ما هي شروط لا إله إلا الله وضحها لنا يا شيخ؟
فأجاب العلامة محمد بن صالح العثيمين_ رحمه الله تعالى_
: لا إله إلا الله يعني لا معبود حق إلا الله يجب أن يشهد الإنسان بذلك بقلبه ولسانه وجوارحه. فبقلبه يعتقد اعتقاداً جازماً أنه لا معبود حق إلا الله، وأن جميع ما يعبد من دون الله فهو باطل، كما قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
ثانياً: أن يقول ذلك بلسانه ما دام قادراً على النطق؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (حتى يشهدوا ألا إله إلا الله). فلابد من النطق لمن كان قادراً عليه، أما الأخرس فيكتفى باعتقاد قلبه.
ثالثا: ًلابد من تحقيق هذه الكلمة، وذلك بالعمل بمقتضاها، بأن لا يعبد إلا الله، وأن لا يصرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله، فمن أشرك بالله ولو شركاً أصغر فإنه لم يحقق معنى قول: لا إله إلا الله، ومن تابع غير الرسول عليه الصلاة والسلام مع مخالفته للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لم يحقق معنى لا إله إلا الله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكتفي بقول: لا إله إلا الله، حتى فيما يظن الإنسان أنه قالها غير مخلص بها، لحق أسامة بن زيد بن حارثة رجلاً مشركاً، فلما أدركه قال الرجل: لا إله إلا الله، فظن أسامة أنه قال ذلك خوفاً من القتل، فقتله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأسامة: (أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله)؟ قال يا رسول الله إنما قالها تعوذاً! فجعل يكرر الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: (ما تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)؟ يقول: حتى تمنيت أنني لم أكن أسلمت من قبل. فلهذا نقول: لابد من النطق بها باللسان، والعمل بمقتضاها بالأركان، والاعتقاد بمعناها ومدلولها في الجنان، أي: في القلب.
سلسلة نور على الدرب شريط رقم349 الوجه أ(56/148)
استفسار عن الرسالة الأشعرية للبيهقي
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أحد يدري عن هذا الكتاب شيئاً، هل هو مطبوع أم مخطوط أم مفقود
جزاكم الله خيرا(56/149)
انظرو الى هذين المقطعين للشيخ محمد العريفي (دعوة رافضي و دعوة نصراني)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 07 - 09, 01:52 م]ـ
السلام عليكم ..
أردت من نشر هذه المقاطع أن يتعلم الناس هذا الاسلوب في الحوار ..
وفق الله الشيخ العريفي
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=16ffeac4aae79181c2d8&page=&viewtype=&category(56/150)
ما معنى صفه كاشفه
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:55 م]ـ
يا اخوان الله يبارك فيكم
ما معنى صفه كاشفه
وما معنى صفه مشبهة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=899999
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
اجبت عن واحده
ما هي الصفه مشبهة
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:27 ص]ـ
هي الصفة المشبهة باسم الفاعل
راجع الفرق بينهما وبين اسم الفاعل في مغني اللبيب 5/ 397(56/151)
قلنا وقالوا وأنت الحكم!!
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
تأملت مشاركاتي في المنتديات التي تهتم بالتصوف فوجدها ربت على 13000 مشاركة غالبها في التصوف والصوفية فسألتني نفسي هذا السؤال: هل الخلاف مع الصوفية يستحق أن تقضي هذا الوقت الثمين من عمرك في نقاش التصوف والصوفية على صفحات الانترنت؟؟
فأجبتها وقلت: إن خلافنا مع الصوفية هو أعظم الخلاف بل قد يكون خلاف أديان وليس مذاهب!! يا نفس هذه أقوالنا وهذه أقوالهم فاحكمي يا نفس هل الكتابة عن التصوف والصوفية تستحق كل هذا الوقت أم لا، وهل تكفي الكتابة على صفحات الانترنت أم لا؟؟!!
قلنا وقالوا وأنت الحكم
قلنا: إن الله عز وجل خالق كل شيء والدليل قوله تعالى: ((ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) [الأنعام: 102].
قالوا والعياذ بالله: ((الله عين كل شيء)) كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي]، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي: (((لا إله) يعبد ويقصد في السماوات والأرض (إلا هو) لأنه عين كل شيء)) [الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي]
ونظم ابن عربي:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر]
قلنا: إن الله تعالى في السماء مستو على العرش كما قال تعالى: ((أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ)) [الملك: 16] وقوله: ((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً)) [الفرقان: 59]
قالوا: إن الله في كل مكان كما قال العارف بالله عبد الغني النابلسي قال: (( ... ولكن موجود في كل مكان)) [رسالة مسائل في التوحيد والتصوف ص 80، ط 1 دار الافاق العربية 2003 تحقيق سعيد عبد الفتاح]
قلنا: أن الله تعالى إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون وهذه من خصائصه كما قال تعالى: ((إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)) [النحل: 40]، وقوله: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [يس: 82]
قالوا: إن الولي يقول للشيء كن فيكون، كما حكي ذلك عن ممشاد الدينوري قال: ((تركت قولي للشيء كن فيكون منذ عشرين سنة أدباً مع الله عز وجل)) [طبقات الشعراني ص 147، دار الكتب العلمية ط 1، 1418 – 1997، تحقيق خليل منصور]، وكما قال علي ابن الاستاذ الأعظم قال: ((وأقول للشيء كن فيكون)) [المشرع الروي ص 211/ 2، المطبعة العامرة ط 2، سنة 1319]، وكما جاء في الغوثية المنسوبة إلى عبد القادر الجيلاني أن الله عز وجل قال له: ((الفقير له أمر في كل شيء إذا قال لشيء كن فيكون)) [الفيوضات الربانية ص 6، المكتبة الأزهرية للتراث ط 1، 1420 – 2000]
قلنا: إن العلوم الخمسة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله: ((إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [لقمان: 34] ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر)) [رواه البخاري ح 992]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/152)
قالوا: إن هذه العلوم لم يختص بها الله عز وجل وحده بل الأنبياء والأقطاب والغوث يعلمونها كم قال العارف بالله عبد العزيز الدباغ قال ابن المبارك تلميذ الدباغ: ((فيلزم أن يعلم أرباب هذا الكشف بالساعة ومتى تقوم وقد قال تعالى: {إن الله عند علم الساعة وينزل الغيث}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((في خمس لا يعلمنهن إلا الله تعالى)).
فقال رضي الله عنه: إنما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ظهر له في الوقت وإلا هو صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه شيء من الخمس المذكورة في الآية الشريفة، وكيف يخفى عليه ذلك والقطاب السبعة من أمته الشريفة يعلمونها، وهم دون الغوث، فكيف بالغوث، فكيف بسيد الأولين والآخرين الذي هو سبب كل شيء ومنه كل شيء؟؟)) [الابريز ص 534، المكتبة الوقفية]
قلنا: إن الذي ينجينا في ظلمات البر والبحر هو الله عز وجل قوله تعالى: ((قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64))) [الأنعام]، وقال تعالى: ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)) [النمل: 62]
قالوا: إن الولي ينجي في ظلمات البر والبحر كما قال يوسف النبهاني في ترجمة الشيخ غياث: (( ... ومن كراماته أنه كانت تجار اليمن وغيرهم يستغيثون في شداد البحر، ومضايق البر، فيجدون بركة الاستغاثة به، وينذرون له أشياء يرسلون بها إليه إذا تم غرضهم)) [جامع كرامات الأولياء ص 357/ 2، دار الكتب العلمية – بيروت ط 1، سنة 1417 – 1996، تحقيق الشيخ عبد الوارث محمد علي].
قلنا: الولي هو كل مؤمن تقي لقوله تعالى: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63))) [سورة يونس]
قالوا: الولي عندي قد يكون يتشوش من قول المؤذن الله أكبر: كما فعل الشعراني عندما جعل إبراهيم بن عصيفير ضمن الأولياء في كتابه الطبقات وقال: ((وكان يتشوش من قول المؤذن الله أكبر فيرجمه، ويقول: عليك يا كلب نحن كفرنا يا مسلمين حتى تكبروا علينا)) وقال أيضا: ((كان أكثر نومه في الكنيسة، ويقول النصارى لا يسرقون النعال في الكنيسة بخلاف المسلمين، وكان رضي الله عنه يقول: أنا ما عندي من يصوم حقيقة إلا من لا يأكل اللحم الضاني أيام الصوم كالنصارى، وأما المسلمون الذين يأكلون اللحم الضاني، والدجاج أيام الصوم فصومهم عندي باطل)) [ص 476، دار الكتب العلمية – بيروت ط 1، سنة 1418 – 1997، تحقيق خليل المنصور].
قلنا: الساحر لا يفلح حيث أتى لقوله تعالى: ((إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)) [طه: 69]، وذم الله تعالى السحر حيث قال: ((وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ)) [البقرة: 102]
قالوا: السحر من علوم الأولياء كما قال الشيخ الأكبر ابن عربي في كتابه الشهير الفتوحات قال: ((ومنهم الساحرون السحر بالإطلاق صفة مذمومة وحظ الأولياء منها ما أطلعهم الله عليه من علم الحروف وهو علم الأولياء فيتعلمون ما أودع الله في الحروف والأسماء من الخواص العجيبة التي تنفعل عنها الأشياء لهم في عالم الحقيقة والخيال فهو وان كان مذموماً بالإطلاق فهو محمود بالتقييد وهو من باب الكرامات وهو عين السحر عند العلماء فقد كانت سحرة موسى مازال عنهم علم السحر مع كونهم آمنوا برب موسى وهرون ودخلوا في دين الله وآثروا الآخرة على الدنيا ورضوا بعذاب الله على يد فرعون مع كونهم يعلمون السحر ويسمى عندنا علم السيمياء مشتق من السمة وهي العلامة أي علم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وتركيب أسماء وكلمات .... الخ)) [ص 201 – 202/ 3، دار الكتبة العلمية – بيروت ط 2، سنة 1427 – 2006، تحقيق أحمد شمس الدين]
فبعد هذا الخلاف يا نفس تلومينني على وقتي الذي قضيته في التصوف والصوفية؟؟!!
أيها القارئ الكريم قلنا وقالوا فاحكم بيننا هل خلافنا يستحق الخلاف أم لا، وهل خلفنا مع الصوفية خلاف تنوع أم خلاف تضاد، وهل عقائدهم التي اختلفنا معهم بها توافق الاسلام والفطرة أو تهدمها؟؟!!
قلنا وقالوا وأنت الحكم
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
=============
أبو عثمان
التصوف العالم المجهول ( http://almjhol.com/showthread.php?t=998)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/153)
ـ[القاسم موسى]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا قال الله عز وجل عن المنافقين الذين يدّعون الاسلام (هم العدو فاحذرهم)
والله هم يبكي وهم يضحك حين قال ابن عربي (ومنهم الساحرون السحر بالإطلاق صفة مذمومة)
كيف صفة مذمومة الله المستعان؟!
مثله كمن سب احد الدين فقال له رجل: عيب عليك لا تطلع منك
الله المستعان
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:07 ص]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ومن الحاضرين الضلال المشهورين
عبدالله فدعق وله كلام ضال رد عليه الشيخ الفاضل عبدالعزيز ال عبداللطيف حفظه الله تعالى
وكذلك من رؤسهم الجاهل المشهورحبيب الجفري
وغيرهم كثير من اهل الخزعبلات الكذب ولاحول ولاقوة الا بالله
والصوفيه المتاخرين اهل ضلالة وافعال كفريه يعلمها كل من نظر في كتبهم واقوالهم فهم يلبسون على العوام فيظهرون محبة النبي صلى الله عليه وسلم ويبطنون افعالهم الكفريه المخالفة لصريح الكتاب والسنة والاجماع ويستدلون بالخيالات المكذوية ككتاب طبقات الاولياء للشعراني وكتب محمد علوى المالكي
فالصوفيه افيون الشعوب وهم الباب الذي يدخل منه المشركون لاستعمار البلاد الاسلاميه
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 06:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً اخونا ابو عثمان عن الأمة الإسلامية خير الجزاء. وبارك الله في عمرك وفي بدنك وجعلك سيفا من سيوف اهل السنة تقطع به الشرك وأهله لعلهم يهتدون بك الى الصراط المستقيم
وانا الصراحة من المعجبين جداً بمشاركاتك ومناظراتك ضد الصوفية فجزاك الله خيراً(56/154)
((هل يعلم الأطباء ما في الأرحام؟)) [فائدة في العقيدة] (6)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:57 ص]ـ
قال الأخ المبارك سلمان أبو زيد وفقه الله في مجلس الألوكة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أيُّها الأحباب:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
((هل يعلم الأطباء ما في الأرحام؟)) [فائدة في العقيدة] (6)
السؤال:
كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى: {إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ?لْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ?لأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]. وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاٍّ سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى {مَا فِى ?لأَرْحَامِ؟.
الإجابة:
قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحبُّ أن أبيّن أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبدًا، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته، لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبدًا.
فإذا تبيَّن ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكرًا فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقًا فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكرًا أم أنثى، قبل أن يُخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أموره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرًا أم أنثى. وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك.
وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما تلد امرأته؛ فأنزل الله الآية. فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهدًا رحمه الله من التابعين.
وأما تفسير قتادة رحمه الله فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يُخلَّق، أما بعد أن يخلق فقد يعلمه غيره. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية لقمان: وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرًا أو أنثى أو شقيًّا أو سعيدًا علم الملائكة الموكَلون بذلك ومن شاء من خلقه. أ. هـ.
وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله تعالى: {مَا فِى ?لأَرْحَامِ}. فنقول: إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، والإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل، وكلامهم في ذلك معروف.
وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنّما يُراد بها ما قبله، فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته.
والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنّما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح، وأنكر خلافه من كل أمر واقع متيقن، فجلب بذلك الطعن إلى نفسه في قصوره أو تقصيره، أو الطعن في القرآن الكريم حيث كان في نظره مخالفًا للواقع المتيقن.
وطرف أعرض عمَّا دل عليه القرآن الكريم وأخذ بالأمور المادية المحضة، فكان بذلك من الملحدين.
وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع، وعلموا أن كلا منهما حق، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمرًا معلومًا بالعيان، فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول، وسلمت بذلك أديانهم وعقولهم، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وفقنا الله وإخواننا المؤمنين لذلك، وجعلنا هداةً مهتدين، وقادة مصلحين، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب. ا. هـ
((المصدر)):
[مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد ابن عثيمين - رحمه الله - (ج 1 ص 68)]
((أسعد الله أوقاتكم بكل خير.))
المصدر:
((هل يعلم الأطباء ما في الأرحام؟)) [فائدة في العقيدة] (6)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1138
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/155)
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم وزادكم من فضله
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:37 ص]ـ
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه
جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا عَلَى هَذَا النَّقْل
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:59 م]ـ
جزيت الجنة أخي و بارك الله بك و بعلمك
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:52 ص]ـ
هل لا يعلمون في بداية الحمل
ولذلك قال ابن كثير في تفسيره (
وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه [الله] تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى، أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك، ومَنْ شاء الله من خلقه.)(56/156)
الفتن التي جرت في عهد الصحابة من خلال الأحاديث النبوية
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 04:44 م]ـ
الفتن التي جرت في عهد الصحابة من خلال الأحاديث النبوية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
وجوب الإمساك عما شجر بين الصحابة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم:" من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" رواه الطبراني وحسنه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم:" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا" رواه الطبراني وصححه الألباني.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية" (ج 4 / ص 219):
"ولهذا كان من مذاهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة
فإنه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم وما وقع منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان ومنه ما تاب صاحبه منه ومنه ما يكن مغفورا فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك فإنهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله إما من ذم من لا يستحق الذم وإما من مدح أمور لا تستحق المدح".
وقال رحمه الله في "منهاج السنة النبوية " (ج 6 / ص 118):
"والمقصود أن الفتن التي بين الأمة والذنوب التي لها بعد الصحابة أكثر وأعظم ومع هذا فمكفرات الذنوب موجودة لهم وأما الصحابة فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة
قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا أبي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية حدثنا أيوب يعني السختياني عن محمد بن سيرين قال هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين وهذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقة ومراسيله من أصح المراسيل
وقال عبد الله حدثنا أبي حدثنا اسماعيل حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال قال الشعبي لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير علي وعمار وطلحة والزبير فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
وقال عبد الله بن أحمد حدثنا أبي حدثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا فقال كذب والله لقد ذاكرت الحكم بذلك وذاكرناه في بيته فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.
قلت هذا النفي يدل على قلة من حضرها وقد قيل إنه حضرها سهل بن حنيف وأبو أيوب وكلام ابن سيرين مقارب فما يكاد يذكر مائة واحد.
وقد روى ابن بطة عن بكير بن الأشج قال إما إن رجالا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم"انتهى كلامه.
قال الشيخ عثمان الخميس في كتابه "حقبة من التاريخ" ص 189: "الصَّحَابَةُ الَّذِينَ شَهِدُوا «الْجَمَلَ»، أَوْ «صِفِّينَ» هُمْ: عَلِيٌّ، الزُّبَيْرُ، طَلْحَةُ، عَائِشَةُ، ابْنُ الزُّبَيْرِ، الْحَسَنُ، الْحُسَيْنُ، عَمَّارٌ، ابْنُ عبَّاسٍ، مُعَاوِيَةُ، عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، الْقَعْقَاعُ ابْنُ عَمْرٍو، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، أَبُو قَتَادَةَ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْن التَّيِّهَانِ، سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فُضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/157)
وَالَّذِينَ امْتَنَعُوا وَلَمْ يُشَارِكُوا هُمْ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، مُحمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ، زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ، الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ، سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، بَلْ جُلُّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ"انتهى.
وقال شيخ الإسلام تغمده الله برحمته في "منهاج السنة النبوية" (ج 6 / ص 155):
"والثاني أن الخلاف ما زال بين بني آدم من زمن نوح واختلاف الناس قبل المسلمين أعظم بكثير من اختلاف المسلمين".
وقال أيضا رحمه الله في "منهاج السنة النبوية" (ج 6 / ص 116):
" والصحابة رضي الله عنهم كانوا أقل فتنا من سائر من بعدهم فإنه كلما تأخر العصر عن النبوة كثر التفرق والخلاف".
قتل عثمان مظلوما
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم " رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب وصححه الألباني.
عن ابن عمر قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال:" يقتل فيها هذا مظلوما لعثمان"
رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر. وحسن الألباني إسناده.
عن أبي الأشعث الصنعاني:" أن خطباء قامت بالشام وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام آخرهم رجل يقال له مرة بن كعب فقال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت وذكر الفتن فقربها فمر رجل مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان قال فأقبلت عليه بوجهه فقلت هذا قال نعم" رواه الترمذي وقال:هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني.
علي والزبير
عن إسماعيل بن أبي حازم قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا و أنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أتحبه فقلت: و ما يمنعني؟ قال: إنك ستخرج عليه و تقاتله و أنت ظالم" قال فرجع الزبير" أخرجه الحاكم و قال الذهبي في قي التلخيص: الحديث فيه نظر وقد صححه الألباني لطرقه في " السلسلة الصحيحة " 6/ 339 رقم 2659.
عن زر بن حبيش قال استأذن ابن جرموز على علي رضي الله عنه وأنا عنده فقال علي رضي الله عنه: "بشر قاتل ابن صفية بالنار" ثم قال علي رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "إن لكل نبي حواري وحواري الزبير" رواه أحمد وقال الأرنؤوط:إسناده حسن. وصحح إسناده الحافظ في الفتح.
معركة الجمل
عن قيس بن أبي حازم أن عائشة رضي الله عنها قالت لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت:" ما أظنني إلا راجعة إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا: " أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب" فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس" رواه أحمد وصححه الألباني والأرنؤوط.
وأما ما يذكره البعض أنه حينئذ شهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب، وخمسون رجلًا إليهما، وكانت أول شهادة زور دارت في الإسلام فهو من الأكاذيب.
عن أبى رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب:" إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال أنا يا رسول الله قال نعم قال أنا قال نعم قال فأنا أشقاهم يا رسول الله قال لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها" رواه أحمد وقال الأرنؤوط في تحقيق المسند: إسناده ضعيف الفضيل بن سليمان النميري عنده مناكير انتهى. وحسن إسناده الحافظ في الفتح.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية في " - (ج 6 / ص 173):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/158)
"وأما الحرب التي كانت بين طلحة والزبير وبين علي فكان كل منهما يقاتل عن نفسه ظانا أنه يدفع صول غيره عليه لم يكن لعلي غرض في قتالهم ولا لهم غرض في قتاله بل كانوا قبل قدوم على يطلبون قتله عثمان وكان للقتلة من قبائلهم من يدفع عنهم فلم يتمكنوا منهم فلما قدم علي وعرفوه مقصودهم عرفهم أن هذا أيضا رأيه لكن لا يتمكن حتى ينتظم الأمر فلما علم بعض القتلة ذلك حمل على أحد العسكرين فظن الآخرون أنهم بدأوا بالقتال فوقع القتال بقصد أهل الفتنة لا بقصد السابقين الأولين ثم وقع قتال على الملك".
عمار قتلته الفئة الباغية أي الخارجة عن طاعة الإمام
قال صلى الله عليه وسلم: " وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ " رواه البخاري.
قال الحافظ في فتح الباري (ج 2 / ص 178):
"فَإِنْ قِيلَ كَانَ قَتْله بِصِفِّينَ وَهُوَ مَعَ عَلِيّ وَاَلَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَة وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة فَكَيْف يَجُوز عَلَيْهِمْ الدُّعَاء إِلَى النَّار؟ فَالْجَوَاب أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّة، وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْم عَلَيْهِمْ فِي اِتِّبَاع ظُنُونهمْ، فَالْمُرَاد بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّة الدُّعَاء إِلَى سَبَبهَا وَهُوَ طَاعَة الْإِمَام، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّار يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَة عَلِيّ وَهُوَ الْإِمَام الْوَاجِب الطَّاعَة إِذْ ذَاكَ، وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلَاف ذَلِكَ لَكِنَّهُمْ مَعْذُورُونَ لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُمْ".
قاتل عمار في النار
عن أبي غادية قال قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه " رواه أحمد وقال الأرنؤوط: إسناده قوي. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 2008.
طائفة علي أولى بالحق
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة النبوية " (ج 1 / ص 279):
"والمنصوص عن أحمد وأئمة السلف أنه لا يذم أحد منهم وأن عليا أولى بالحق من غيره أما تصويب القتال فليس هو قول أئمة السنة بل هم يقولون إن تركه كان أولى".
حكم الخارجي الذي قتل عليا
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين (قلنا بلى يا رسول الله) قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضر بك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبتل هذه من الدم يعني لحيته " أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
قال الشيخ عثمان الخميس في " حقبة من التاريخ" (ص198):
" فَطَعَنَ ابْنُ مُلْجِمٍ عَلِيًّا، وَهُوَ خَارِجٌ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ بِخِنْجَرٍ قَدْ سَمَّهُ أُسْبُوعًا، وَقَالَ عَلِيٌّ لَمَّا طُعِنَ إِنْ أَنَا شُفِيْتُ فَأَنَا حَجِيجُهُ، وَإِنْ أَنَا مِتُّ فَاقْتُلَاه بي (يُخَاطِبُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ).
فَقَالَ ابْنُ مُلْجِمٍ: لَا وَاللهِ فِإِني سَمَمْتُهُ جُمُعَةً (يُرِيدُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ).
فَلَمَّا مَاتَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ جَاءُوا فَقَطَعُوا يَدَيِ ابْنِ مُلْجِمٍ وَسَمَلُوا عَينَيْهِ وَهُوَ ثَابِتٌ لَمْ يَجْزَعْ، فَلَمَّا أَرَادُوا قَطْعَ لِسَانِهِ خَافَ قَالُوا: الْآنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ فَتْرةً لَا أَذْكُرُ اللهَ فِيهَا!.
سُبْحانَ اللهِ!! هَذَا هُوَ الضَّلَالُ الْمُبِينُ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ، يَسْتَبِيحُ دَمَ وَلِيٍّ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ ثُمَّ يَخْشَى أَنْ تَمُرَّ عَلَيْهِ لَحْظَةٌ لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا! "انتهى.
ثناء الرسول على الحسن في موقفه من الفتنة
قال النبي صلى الله عليه و سلم " ابني هذا [يعني الحسن] سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " رواه البخاري.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في "منهاج السنة النبوية " - (ج 4 / ص 264)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/159)
"وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ولم يثن على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا كما في صحيح البخاري من حديث الحسن البصري سمعت أبا بكرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد وحقق ما أشار إليه من أن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين
وهذا يبين أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبا ممدوحا يحبه الله ورسوله وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يثن النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بترك واجب أو مستحب ولهذا لم يثن النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين فضلا عما جرى في المدينة يوم الحرة وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك من الفتن ولكن تواتر عنه أنه أمر بقتال الخوارج المارقين الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنهروان بعد خروجهم عليه بحروراء فهؤلاء استفاضت السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بقتالهم ولما قاتلهم علي رضي الله عنه فرح بقتالهم وروى الحديث فيهم واتفق الصحابة على قتال هؤلاء وكذلك أئمة أهل العلم بعدهم لم يكن هذا القتال عندهم كقتال أهل الجمل وصفين وغيرهما مما لم يأت فيه نص ولا إجماع ولا حمده أفاضل الداخلين فيه بل ندموا عليه ورجعوا عنه"انتهى كلامه.
قتل الحسين ظلما
قال صلى الله عليه وسلم " قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات "رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
و في "صحيح ابن حبان" - (ج 15 / ص 142) عن ثابت عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه و سلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه و سلم: (احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد) فبين هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه و سلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك: أتحبه؟ قال: (نعم) قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: (نعم) فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها
قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء "
قال شعيب الأرنؤوط: حديث حسن وقال عنه في تحقيق المسند: إسناده ضعيف.
قال الشيخ عثمان الخميس في حقبة من التاريخ (ص 257): "النَّاسُ فِي قَتْلِ الْحُسَيْنِ عَلَى ثَلَاثِ طَوَائِفَ:
الطَّائِفَةُ الْأُولَى: يَرَونَ أَنَّ الْحُسَيْنَ قُتِلَ بِحَقٍّ وَأَنَّه كَانَ خَارِجًا عَلَى الْإِمَامِ وَأَرَادَ أَن يَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَاءَكُم وَأَمْرُكُم عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ " [صَحِيح مُسلِم: كِتَاب الْإِمارة، بَاب حُكمِ مَن فَرَّقَ أَمرَ الْمُسلِمينَ وَهُوَ مُجتَمِعٌ حَدِيث رقم (1852)].، وَالْحُسَيْنُ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمينَ وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَائِنًا مَنْ كَانَ " اقْتُلُوهُ فَكَانَ قَتْلُهُ صَحِيحًا، وَهَذَا قَوْلُ النَّاصِبَةِ, الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ.
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ: قَالُوا: هُوَ الْإِمَامُ الَّذِي تَجِبُ طَاعَتُهُ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ الْأَمْرُ. وَهُوَ قَوْلُ الشِّيعَةِ.
الطَّائِفَةُ الثَّالِثَةُ: وَهُم أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قَالُوا: قُتِلَ مَظْلُومًا، وَلَمْ يَكُنْ مُتَوَلِّيًا لِلْأَمْرِ أَي: لَمْ يَكُنْ إِمَامًا، وَلَا قُتِلَ خَارِجِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَلْ قُتِلَ مَظْلُومًا شَهِيدًا، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
" الْحسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ " [أخرجه الترمذي].
وَذَلِكَ أَنَّهُ أَرَادَ الرُّجُوعَ أَوِ الذَّهَابَ إِلَى يَزِيدَ فِي الشَّامِ وَلَكِنَّهُم مَنَعُوهُ حَتَّى يَسْتَأْسِرَ لِابْنِ زِيَادٍ"انتهى
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(56/160)
سؤال:- العمل لغير الله
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 09:24 ص]ـ
ذكر ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب
فإن قيل فإذا تاب هذا هل يعود إليه ثواب العمل؟ قيل: إن كان قد عمله لغير الله تعالى وأقعه
بهذه النية فإنه لا ينقلب صالحا بالتوبة بل حسب التوبة أن تمحو عنه عقابه
كيف نوفق بين هذا القول وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام أسملت
على أسلفت من خير
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:27 ص]ـ
أخي الحبيب أبو معاذ
لا يوجد إشكال والحمد الله
إذ قول النبي صلى الله عليه وسلم (أسلمت على ما أسلفت من خير) أي ما كان من عمل صالح، ونحن نرى أن الكافر يتصدق على الفقراء ويحسن إلى الجيران ويفعل الصالحات إلا أنه ليس مؤمن بالله، فذلك الذي قال الله في حقه (إن مات على ذلك): (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)، لكن إن أسلم ذلك الكافر فإن من عدل الله ورحمته بعباده أن لا يضيع تلك الأعمال التي عملها في جاهليته ما لم يشرك بذلك العمل نفسه مع الله أحداً، أي أن يعمله لغير الله أصلاً وتقصداً، فإن الله سبحانه قال: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، ولذلك قال ابن القيم (نقلاً عن ما أشرت إليه): (إن كان قد عمله لغير الله تعالى وأقعه بهذه النية فإنه لا ينقلب صالحا بالتوبة بل حسب التوبة أن تمحو عنه عقابه)، قال القرطبي في تفسير الآية السابقة من سورة النساء: (فَقَالَ مُحَمَّد بْن جَرِير الطَّبَرِيّ: قَدْ أَبَانَتْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ كُلّ صَاحِب كَبِيرَة فَفِي مَشِيئَة اللَّه تَعَالَى إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ ذَنْبه , وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ عَلَيْهِ مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَته شِرْكًا بِاَللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ بَعْضهمْ: قَدْ بَيَّنَ اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ " [النِّسَاء: 31] فَاعْلَمْ أَنَّهُ يَشَاء أَنْ يَغْفِر الصَّغَائِر لِمَنْ اِجْتَنَبَ الْكَبَائِر وَلَا يَغْفِرهَا لِمَنْ أَتَى الْكَبَائِر.) انتهى كلامه، فإن كلامه كما قال فأقل ما في توبة المشرك أو الكافر في أعماله التي عملها مشركاً فيه مع الله أحد أن تمحو عنه عقابه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام يجبُّ ما كان قبله) صححه الألباني في صحيح الجامع والإرواء، أي ما كان قبله من الشرك والكفر المحض، وبذلك تجتمع الآثار والأقوال ولا خلاف والحمد لله والله أعلم.
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 11:22 ص]ـ
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص
جزيت خيرا أخي الحبيب
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
الكفار اربعة:
ــ كافر مسيء ومات على ذلك
ــ كافر محسن ومات على ذلك
ــ كافر مسيء أسلم فحسن اسلامه
ــ كافر محسن أسلم فحسن اسلامه
فأما الأول فيؤاخذ بما عمل في حياته كلها، وأما الثاني فقد يعجل الله له ثواب صالح عمله في الدنيا، وليس بنافعه منه شيء في الآخرة.قال: (إنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ , وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُعْطَى بِحِسَابِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إذَا أَفْضَى إلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا)
ولما سألت الصديقة عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن ابن جدعان وما كان يفعله في جاهليته من اعمال البر؟ قال لها: (لَا يَنْفَعُهُ إنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)
أما الثالث فيغفر له ما اساء في جاهليته بمجرد نطقه بالشهادةويستأنف العمل قال الله تعالى (قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) وقال عليه الصلاة والسلام: (الاسلام يجب ما قبله)
وأما الرابع فهو الذي في حديث حكيم بن حزام والله لا يضيع اجر من احسن عملا.
وأما استشكالك فقد أجاب عليه ابن القيم رحمه الله بقوله: (ولم يزل في نفسي من هذه المسألة: ولم أزل حريصا على الصواب فيها وما رأيت أحدا شفي فيها والذي يظهر ـ والله تعالى أعلم وبه المستعان ولا قوة إلا به ـ ان الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل ويكون الحكم فيها للغالب وهو يقهر المغلوبين ويكون الحكم له حتى كان المغلوب لم يكن فإذا غلبت على العبد الحسنات رفعت حسناته الكثيرة سيئاته ومتى تاب من السيئة ترتبت على توبته منها حسنات كثيره قد تربى وتزيد على الحسنة التي حبطت بالسيئة فإذا عزمت التوبة وصحت ونشأت من صميم القلب أحرقت ما مرت عليه من السيئات حتى كأنها لم تكن فإن التائب من الذنب لا ذنب له
وقد سأل حكيم بن حزام رضى الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم عن عتاقة وصلة وبر فعله في الشرك: هل يثاب عليه؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم أسلمت على ما أسلفت من خير فهذا يقتضي أن الاسلام أعاد عليه ثواب تلك الحسنات التي كانت باطلة بالشرك فلما تاب من الشرك عاد إليه ثواب حسناته المتقدمة فهكذا إذا تاب العبد توبة نصوحا صادقة خالصة أحرقت ما كان قبلها من السيئات وأعادت عليه ثواب حسناته يوضح هذا أن السيئات هي أمراض قلبية كما أن الحمى والاوجاع وأمراض بدنية والمريض إذا عوفي من مرضه عافية تامة عادت إليه قوته وأفضل منها حتى كأنه لم يضعف قط فالقوة المتقدمة بمنزلة الحسنات والمرض بمنزلة الذنوب والصحة والعافية بمنزلة التوبة وكما أن المريض من لا تعود إليه صحته أبدا لضعف عافيته ومنهم من تعود صحته كما كانت لتقاوم الأسباب وتدافعها ويعود البدن إلى كماله الأول ومنهم من يعود أصح مما كان وأقوى وأنشط لقوة أسباب العافية وقهرها وغلبتها لاسباب الضعف والمرض حتى ربما كان مرض هذا سببا لعافيته كما قال الشاعر:
(لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الأجسام بالعلل)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/161)
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:33 ص]ـ
جزى الله الاخ ابو العلياء على مانقل
بارك الله فيك اخي الحبيب وفي الحاضرين(56/162)
هل هذا من البدع! أجيبونا؟
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 07 - 09, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد ..
الإخوة والأخوات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ما يلي يدخل في البدع:
1 - تخصيص يوم في الشهر للذهاب إلى الحرم.
2 - تخصيص جزء من الراتب للتصدق به شهريا.
3 - تحديد مكان وزمان معين لقراءة الأذكار والتحصين، كقول: " أول ماتركب السيارة إقرأ الأذكار وحصن نفسك "، - ملاحظة: لا نعني دعاء ركوب الدابة -.
أفيدونا وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 05:26 م]ـ
أما الأول و الثاني،فلا حرج فيه إلا إذا كان يتعبد إلى الله تعالى بهذا التخصيص، ويعتقد أن هذا التخصيص له أجر خاص وفضيلة خاصة فحينئذ هو من البدع.
و أما الثالث فلا أدري.
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
هل من مجيب على الثالث؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:15 م]ـ
تعريف البدعة هو
طريقة في الدين تضاهي الطريقة الشرعية يقصد بها المبالغة في التعبد
فعلى هذا التعريف
كما أجاب الأخ الغزاوي لا حرج في الأمر الأول والثاني
أما الثالث
فإذا قصد به أن هذا المكان أو هذا الزمان أفضل من غيره
فقد دخل في الابتداع
أما على وجه التنظيم فقط فلا
لكن الأولى أن لا يفعل ذلك خشية الدخول في البدعة
وليجعل الأذكار في أي مكان أدركه وقتها فيه
وأما الزمان فقد حدد الشرع وقت الذكر
لكن لعل المقصود مثلا تحديد وقت خاص مما بين العصر والمغرب وكذا ما بين الفجر لطلوع الشمس
والله أعلم
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 08:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت السائله وفقنا الله وإياك على الحرص لاتباع السنة ونبذ البدعة.
فقد جاء في كتاب "تصحيح الدعاء" للشيخ بكر بن عبد الله بو زيد رحمه الله ما يلي في صفحة 107 تحت عنوان "تصحيح الدعاء الزماني":
(إن اختراع أدعية وأذكار مرتبة لبعض الأزمان من ساعة أو يوم أو ليلة أو أسبوع أو شهر أو عام لم يقم عليه دليل: يكون بدعة في الدين، وتعبداً بما لم يأذن به الشرع الكريم، ويجر إلى مضارعة الكافرين من اليهود والنصارى والوثنيين، في تقديسهم بعض الأزمان الحولية، فما دونها، وما يحدثونه فيها من الأذكار والترانيم، كأعيادهم، وساعات تعبدهم، ومواليد العظماء عندهم، وهكذا.
وقد حصل لدى بعض المسلمين شيء من الإحداث في ذلك، منها ما انقرض، ومنها ما زال قائماً في بعض الأقطار، ومنها ما أحدث في وقت لاحق، ... ) انتهى كلامه وذكر تتبعاته التي وجدها بين المسلمين من البدع في هذا المجال.
وقد ذكر قبل ذلك في صفحة 100 تحت عنوان "تصحيح الدعاء المكاني" ما نصه:
(قصد الذكر والدعاء، وأي من أنواع التعبد، في أي بقعة لم يدل الشرع عليها بخصوصها: من قبر، أو مسجد، أو جبل، أو بلد، أو قبة، أو مشهد ونحو ذلك، بدعة ضلالة، ... ) انتهى كلامه، ثم ذكر بعض البدع التي وقعت بين المسلمين في هذا النوع من البدع.
يتضح من كلامه رحمه الله أن من عين زمان أو مكان للتعبد بطريقة ما أو بذكر ما لم يأت الشرع بها فهو بدعة ضلالة حتى يدل الدليل على ذلك، إذ من أصول الفقه المعلومة والمشهورة (أن أصل العبادة المنع حتى يدل الدليل على جوازها)، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه "منظومة أصول الفقه" في صفحة 102 - 103 في شرح لبيت من أبيات المنظومة ما نصه:
(يعني لا تُجِزْ عبادة إلا بإذن الشارع، فلو تعبد شخص لله بعبادة فإننا نمنعه حتى يقيم دليلاً على مشروعيتها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي رواية "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، ووجه الدلالة: أن العبادة التي لم يشرعها الله ليس عليها أمر الله ورسوله قفتكون مردودة، فلو أن إنساناً تعبد لله تعالى بعبادة لم يشرعها الله كانت العبادة باطلة، سواء كانت لم تشرع من أصلها، أو شرعت على وجه آخر، وأثبت هو لها سبباً غير ثابت شرعاً، فإنها مردودة عليه) انتهى كلامه، ثم ذكر دليلاً من القرآن والنظر على (أن الأصل في العبادات الحظر، إلا ما قام الدليل على مشروعيته).
وعلى هذا كله فلا يستحب للسائلة تخصيص أي من العبادات على وجه المكان ولا الزمان في شيء لم يبينه الشارع، فقراءة أذكار خاصة عند ركوب الدابة أو المركوب بغير ما بينه الشرع يدخل في المحظور من البدع وكذلك تخصيص الصدقة، فإن الصدقة كما هو معلوم يأتي بها المستطيع من غير تحديد لها، فإذا حددها المسلم بمبلغ شهري لعل ذلك يكون مشقة عليه، حيث إن ضاقت به حاجته المادية في شهر من الشهور، فسيلزم نفسه بالصدقة التي حددها، فيحدث بذلك أمرن، أولهما التزام أمر لم يلزمه الله ولا رسوله إياه، ثانياً الضرر الذي يقع له في الشهر الذي ضاقت به ماديته.
ثم فوق ذلك أذكر كلمة أخيرة اشتهرت عن الشافعي -كما نقلها عنه أئمة مذهبه وعلمائها ونقلته من كتاب "البدعة وأثرها السيء في الأمة للشيخ سليم بن عيد الهلالي صفحة 28 - ، حيث قال الشافعي: (من استحسن فقد شرع).
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/163)
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 08:26 م]ـ
إلى الأخ علي الغزاوي حفظه الله
هناك استدراك على قولك أردت التنبيه عليه، وهو قولك: (إلا إذا كان يتعبد إلى الله تعالى بهذا التخصيص).
إن العبادة لا تخلو من ثلاث حالات، فهي إما أن تكزن لله، أو تكون لغيره، أو تكون لله ولغيره ممن أشركوا معه -تعالى الله عن الند والشريك-.
فإذا كان في سؤال الأخت أن المسلم يخصص هذه العبادات لله فهي بدعة لِما ذكرن لها سابقاً من أقوال مجملة للعلماء في هذه المسألة.
وإن كان لغير الله أو أشرك مع الله أحدا فذلك باطل محبط بلا شك ولا ريب.
فيكون قولك إذاً: (إلا إذا كان يتعبد إلى الله تعالى بهذا التخصيص) لا مفهوم له. والله أعلم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 08:39 م]ـ
الأخ بو عبد الرحمن أطلت في غير طائل
وحيرت السائلة
وكلام الشيخ بكر خارج عن سؤال الأخت
واستدراكك على الأخ الغزاوي غير جيد فقد أصاب في قوله
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 08:42 م]ـ
الاخ بو عبد الرحمن الاخ الغزاوي لا يقصد تخصيص الله بالعبادة. هو يقصد تخصيص زمان او مكان بتلك العبادة.
اذا كان الرجل يقصد بذلك التخصيص التقرب. كان يقول فيه مزية وفضل عن غيره من الاوقات والامكنة. فهذا التقرب
بهذا الوقت والمكان المخصص بدعة لعدم الدليل على هذه العبادة بهذه الصفة.هذا هو مقصود الاخ والله اعلم.
ـ[المحبرة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وشكر الله لكم جميعا حرصكم واهتمامكم لدلالتي على الحق
ـ[المحبرة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:12 م]ـ
الأخ بو عبد الرحمن أطلت في غير طائل
وحيرت السائلة
وكلام الشيخ بكر خارج عن سؤال الأخت
واستدراكك على الأخ الغزاوي غير جيد فقد أصاب في قوله
بداية الأخ أبو القاسم جزاك الله خيرا
وأقدر حرصك على تبيين الحق لنا من غير تشتيت أو لبس ..
ولكن الأخ بو عبدالله لم يطل في غير طائل، وكلام العلماء الذي نقله كان في الصميم وهو ما كنت أصبو إليه، ولم يوقعنا في حيرة ولله الحمد، فجزاه الله خيرا فقد كان حريصا على نقل كلام أهل العلم ..
نسأل الله أن يجنبنا البدع أجمعين، وجزاكم الله خيرا جميعا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:14 ص]ـ
بداية الأخ أبو القاسم جزاك الله خيرا
ءآمين وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 06:09 ص]ـ
ذكر شيخ الاسلام ابن تيميةرحمه الله تعالى في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم
البدع الزمانية والمكانيه ففيها تفصيل رائع جدا
فليراجع
ـ[منذر السعد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:55 ص]ـ
من أقوى الأدله في النهي عن بدعة التخصيص بعد حديث عائشة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي،
ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم". رواه مسلم
قال الحموي في غمز عيون البصائر: وإذا نهى عن هذه الليلة فغيرها بالمنع أولى، لأن التخصيص بدعة.
نعوذ بالله من البدع
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:08 م]ـ
ليس كل تخصيص منهي عنه وبدعة
فقد يكون تخصيص يوم أو أسبوع معين للعمرة مثلا أو لتدارس القرآن أو غير ذلك لأجل تفرغه في ذلك اليوم أو الأسبوع وليس لأجل اعتقاده أفضلية ذلك اليوم أو الأسبوع أو أنه سيؤجر إذا فعله في ذلك اليوم أو الأسبوع.
ـ[المحبرة]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:07 ص]ـ
سئل الشيخ اللحيدان حفظه الله /
هل الصلاة ركعتين لاجل ذنب فعلته يكفر عني ذلك الذنب وهل المداومة على هذه الركعات للغرض نفسه بدعة.
فاجاب /
لا ليس ببدعة. اذا صلى الانسان صلاة مفكر انه يستمر على هذه الركعتين ولم تكن في وقت نهي فلا حرج عليه.
والصلاة من اعظم ما يكفر الله به الخطايا. فالانسان اذا اذنب ذنبا ثم تذكر فتاب الى الله تعالى وقام ليصلي ركعتين يجتهد فيهما بطلب المغفرة و العفو عما حصل كل ذلك فيه خير كثير ان شاء الله.
من برنامج نور على الدرب 7 - 8 - 1430 هـ الضيف الشيخ صالح اللحيدان.
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:17 ص]ـ
أخي أبو عبد الرحيم
للفائده:
المداومة على هاتين الركعتين لهما أصل ودليل من السنة صحيح صريح، فعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يذنب ذنبا، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: (و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله)، إلى آخر الآية) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (حديث رقم 680، كتاب النوافل، الترغيب في صلاة التوبة)، فالحديث صريح بمشروعية الركعتين من كل ذنب، فهي ليست عبادة جديدة أو خاصه ابتدعها أحد وهي ليست داخلة في أي من البدع، وإني أظن أن الشيخ حفظه الله يستند على هذا الحديث أو ما أشبهها من التي ثبتت عنده، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/164)
ـ[فهدالحارثي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:42 م]ـ
أجاب الشيخ عبد الرحمن البراك على السؤال
هل ما يلي يدخل في البدع:
1 - تخصيص يوم في الشهر للذهاب إلى الحرم.
2 - تخصيص جزء من الراتب للتصدق به شهريا.
3 - تحديد مكان وزمان معين لقراءة الأذكار والتحصين، كقول: " أول ماتركب السيارة إقرأ الأذكار وحصن نفسك "، - ملاحظة: لا نعني دعاء ركوب الدابة -.
الجواب:
http://38.100.87.58/2009/10/barak2001.rm
ملاحظة: الجواب بعد 1:30:33 من بداية الدرس
ـ[المحبرة]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:03 م]ـ
استمعنا للإجابة ..
جزاكم الله خيرا(56/165)
جاءنى سؤال يقول صاحبه: هل النبلا طائفة تابعة للشيعة فى سوريا؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:10 م]ـ
صاحب السؤال يقول هل النبلاء اسم لطائفة تابعة للشيعة فى سوريا؟؟
ليت أحد الإخوة من سوريا يجيبنا
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:53 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(56/166)
حكم الذبيحة المنذورة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين
ـ[محمد رفيز]ــــــــ[17 - 07 - 09, 08:16 ص]ـ
إخوتي في المنتدى المبارك، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعلم أن الزكاة هي التي تحرم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله رضي الله عنهم. وطرح لدي سؤال ما نصه "هل الذبيحة التي نذرها صاحبها أن يذبحها لله تعالى كان أكله حراما على النبيى صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين" فأرجو من الإخوة ممن عنده الجواب المدعم بالدليل أن يتفضل بالجواب، وله منا جزيل الشكر وخالص الدعاء
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:28 ص]ـ
العنوان فيه إجمال يوقع في اللبس!
و قصد السائل:
لو أنّ إنسانا ما نذر أن يذبح ذبيحة لله تعالى، فلو ذبحها، هل للنبي -صلى الله عليه و سلم - أن يأكل من هذا النذر؟ و بداهة مثل هذه الصورة لا تكون إلا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فهل هذا المقصود من السؤال أخي؟!!
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:40 ص]ـ
فإن كان السؤال هو الذي فهمته فالجواب:
النذر شكرا لله تعالى، هو صدقة، و الصدقة لا تحل على النبي -صلى الله عليه وسلم -.
و الله أعلم.
ـ[محمد رفيز]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:06 ص]ـ
نعم هو المقصود، بارك الله فيك أخي الكريم. وهل هناك دليل خاص بهذا الموضوع أم نستدل بعموم ما ورد في عدم حل الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن هناك من يزعم بأنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم فهل يعمهم الحكم أم لا؟
جزاكم الله خيرا(56/167)
ضابط التشبه بالكفار، وحكم لُبس البنطال والكرفتة (سليمان الرحيلي)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
ما هو الضابط في التشبه بالكفار؟
فأجاب:
الضابط للتشبه بالكفار (أن يفعل الإنسان فعلًا لا يفعله إلا الكفار لا بمقتضى الإنسانية)، انتبهوا لهذه الضوابط، (لا يفعله إلا الكفار) فيُخرج ما يفعله الكفار وغيرهم، فإذا كان هذا الفعل يفعله الكفار وغيرهم؛ فإنه لا يكون تشبهًا، ومن ذلك - فيما يظهر لي أنا والله أعلم - لبس السروايل أو ما يسمى في هذه الأيام بالبناطيل للرجال - إذا لم يكن البنطال ضيقًا ولا شفافًا - فإن لبسه ليس تشبهًا، لأن هذا لا يختص به الكفار، بل يلبسه الكفار وغير الكفار من القديم، وكان يسمى قديما عند العرب بالسراويل.
وأقول: (مالا يفعله إلا الكفار بغير مقتضى الإنسانية) فإذا كان يفعلونه بمقتضى الإنسانية فإنه لا بأس أن نأخذه عنهم، مثلًا: السيارات، السيارات اختُرعت عند الكفار، ويركبون السيارات بمقتضى حاجة الإنسان إلى ركوبها، فنأخذ عنهم السيارات، ونركب السيارات، هذا بمقتضى الإنسانية، هذا ليس من باب التشبه، لكن إذا كان الفعل لا يفعله إلا الكفار، ويفعلونه بغير مقتضى الإنسانية، مثل بعض الألبسة الخاصة بهم، يمثِّل العلماء بطاقية اليهود مثلا، أو في الألبسة - أنا فيما يظهر لي والله أعلم - أن ما يسمى بالكرفتة من هذا الباب، من الألبسة الخاصة بالكفار التي يفعلها الكفار، بل قرأت في بعض الكتب التي تؤرخ لهم أن هذه الكرفتة إنما هي مكان الصليب، حيث كانوا يضعون في رقابهم صليبًا كبيرًا من خشب أو نحوه، فلما تمدنوا وثقل عليهم ذلك وضعوا ما يسمى بالفوونكا أو نحوها التي تكون لها وردة طويلة ثم حبل من أسفل، ثم طوروه إلى ما سموه بالكرفتة، ويشترطون أن يكون لها عُقَد جانبية وحبل في الوسط يقوم هذا مقام الصليب عندهم، فأنا - يظهر لي والله أعلم - أنه لا يجوز للمسلمين أن يلبسوها.
أ. هـ
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 48 بعد تحميل هذا الجزء من شرح ثلاثة الأصول
http://www.archive.org/download/sharh_al-osool_ath-thalaathah/sharh-3-osoul_16.rm[/URL
والشيخ سليمان - حفظه الله - أصولي مدقق بارع، وفقيه محقق ماتع، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:03 م]ـ
هذا سؤال ورد لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن المحمود حفظه الله على موقعه و قد نقلته حتى تتم الفائدة
سؤال: دائما نقرأ تحريم تقليد الكافرات في الملبس لكن يا شيخنا الفاضل في الأسواق معظم البضائع نسخ أو مشابهة لما يصمم عالميا فما الحكم فيما أراه واشتريه لأنه أعجبني لذاته وليس تقليدا والله اعلم بنيتي مع بغضي لهؤلاء الكافرات لكن قد أعجبني كما ذكرت وأحيانا لا اعلم من اشتهرت به منهن وأرتديه وما العمل إذا كان معظم إن لم يكن أكثر الموجود في الأسواق تصميم الكفار حتى المنتج المحلي تقليد له أفيدونا أثابكم الله.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فاعلمي يا أمة الله أن التشبه بالكفار المنهي عنه هو: ما كان تشبها فيما اختصوا به من شعائر دينهم وعاداتهم كلبس الصليب، والاحتفال بليلة عيد الميلاد (عيد الكرسمس). أما ما كان الأمر فيه مشتركاً عمله بين المسلمين والكفار، من أكل ولبس، فهذا خارج نطاق التشبه، إلا أن يلبس على هيئة يختص بها الكفار أو كان لباسا يميزهم. فالشيء إذا تفشى بين المسلمين والكفار ولم يكن خاصا بالكفار زال مانع التشبه وهذا اختيار ابن تيمية رحمه الله وقول الإمام مالك.
لكن لا خلاف أن لباس العري والتفسخ من التشبه بالكافرات لأن هذا ليس بلباس للمؤمنات وإنما عرفت به الكافرات، والله أعلم.
http://www.islamlight.net/almahmood/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=22743
و جزى الله الأخ أبو ناصر خيرا على أيراد هذا الموضوع المهم
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 09:37 ص]ـ
الأخ أبو ناصر المدني ((بارك الله فيك)) وشكراً على هذه الفائدة
وليتك تتحفنا بفوائد ونقول من دروس وشروح
الشيخ ((سليمان الرحيلي)) وفقه الله
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[04 - 08 - 09, 02:26 ص]ـ
حياك الله أخي أبا مشعل ..
أبشر، سأضع ما يمر من فوائد من دروس الشيخ هنا بشكل دوري إن شاء الله.
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم
القول بحرمة الكرفتة فيه ما فيه.
والقول انها بدل عن الصليب ليس عليه دليل بل لم نر قسا ولا كاهنا من النصارى يلبس الكرفته
مع انهم يلبسون ويحملون الصلبان الضخمة.
والله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/168)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[05 - 08 - 09, 01:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بل القول بحرمته هو الذي تعضده الأدلة، وهو خاص بلباس الكفار، وكونُ قس لا يلبسه لا يعني أنه ليس من اختصاصهم، بورك فيك.
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 09:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
ذكر لي أحد الطلبة الجامعيين يوم أن كان في الجامعة وهو يومئذ تخصص تاريخ، وبينما نحن نناقش مسألة الكرفتة انه يميل إلى التحريم ويدعم قوله هذا كون الكرفتة اسمها مشتق من اسم الدولة النصرانية كرواتيا ولا يخفى على ذي لب مدى دلالة اللفظة على معنى من معاني التعبد عند النصارى
ـ[أبو تسنيم محمد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:29 ص]ـ
أنا لا البس الكرفته وأحب ذلك ولا أرى ضروره في لبسه من باب الإحتياط ولكن لا يوجد في كلام الأخوة القائلين بالمانع دليل علمي موثق يؤيد قولهم فإن لم يأتوا به فالأولى لهم الإحتياط وعدم لبسها وعدم التكلم بكلام غيرموثق بمصادر ومراجع
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:05 م]ـ
القول بتحريم لبس الكرفتة على الأقل عندي ليس فيه أي لبس
بالمناسبة: والله إني لأحب العلامة ولد الددو إلا أني حينما أراه لابساً الكرفته يسقط من قلبي حينذاك فلم أعد أرى عليه وقار أهل العلم، ولكن سرعان ما تعود الصورة واضحة لما أراه لابساً لبوس أهل العلم هذا رأي والله أعلم
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:03 م]ـ
إذن هناك طريق لجعل ما أصله حراما من أجل التشبه بالكفار حلالا: وهي أن يفعله المسلمون حتى لا يختص بهم. فالكرافتة أصلها حرام حيث اختصت بالكفار, ثم صار حلالا لأن المسلمين ليسوها فلم تختص بالكفار .. وقس على ذلك لبس البانطلون, حفلة النكاح بما يشبه الغربيين, العيد القومي, عبد الاستقلال للوطن, اليوم الوطني .. إلى غير ذلك ..
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:34 ص]ـ
ننتظر مزيد تحرير للمسألة
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بل القول بحرمته هو الذي تعضده الأدلة، وهو خاص بلباس الكفار، وكونُ قس لا يلبسه لا يعني أنه ليس من اختصاصهم، بورك فيك.
ممكن الأدلة إذا لم يشق عليك نقلها
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:18 ص]ـ
ثبوت كونها من ألبسة الكفار الخاصة، وبعد ذلك جميع الأدلة التي تحرِّم التشبه بالكفار.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:34 ص]ـ
ثبوت كونها من ألبسة الكفار الخاصة.
هذا الإستدلال باطل عند الأصوليين لأنه استدلال بمحل الخلاف ولعل هذا الأمر لا يخفى عليكم
، وبعد ذلك جميع الأدلة التي تحرِّم التشبه بالكفار.
فإذ لم يثبت الأصل بطل الفرع
وأنتظر دليل التحريم
ـ[ابوحفص الأثرى]ــــــــ[06 - 10 - 09, 04:20 ص]ـ
الموضوع مفيد بارك الله فيكم
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[06 - 10 - 09, 04:43 م]ـ
لبس الكرفات من التشبه بالكفار من وجوه
أولا: لأن أصلها نصراني ومن فعل العلمانيين واشترطوا بألا يدخل أحد مجالسهم ومؤتمراتهم إلا بلباسهم، ثم اتبعناهم نحن شبرا بشبر وذراعا بذراع
ثانيا" هي لم تنتشر عند المسلمين بالصورة التي تجعلها ليست من خصائصهم، بل مازال المتدينين وأهل الحل والعقد وأهل العلم لا يلبسونها ودول الخليج واليمن بل والجزيرة العربية بأكملها التي هي أصل الاسلام، وكذلك بلاد ما وراء النهر وباكستان وأفغانستان والمغاربة وبلاد شنقيط والسودان وأهل القرى في مصر وغيرها
حتى أنه لو أراد رجلا من المفكرين الغربيين أن يرسم شخص عربي أو مسلم يرسمه بالجلباب ولا يلبسه بالبدلة ولا الكرفاته البته، لأنه يعلم أن هذا ما يميز المسلم عن غيره
فماذا بقي بالله عليكم، هل يٌعد لبس (بعض) أهل المدن من المصريين أو اللبنانيين أوالليبراليين والعلمانيين أو حتى من المتدينين حليقي اللحية، هل يُعد هؤلاء ممن يجعلونها ليست من خصائصهم؟!!!
إن هذا في القياس بديع
جاء في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها
ثالثا ما الفائدة المرجوة من الكرفاتة؟ هل هي ربط عنق القميص أم هي للزينة أم هو التقليد الأعمى!
ولله در الشيح الحويني حينما قال (إذا مشي رجل في الطريق يلبس البدلة والكرفاته، إذا سألت أي أحد: هل هذا مسلم أم نصراني أم ... ، لكان الجواب: لا أعلم)
فالعلة بمخالفة المشركين والتميز عنهم وليست العلة بأن نلبس ماهو مشتهر وفقط، وقل من يفطن لذلك
أنا أحترم مشايخنا الذين قالوا بأنها لم تعد من خصائصهم، لكن كل يؤخذ من قوله ويترك
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[06 - 10 - 09, 07:54 م]ـ
سؤال لمن يميل إلى تحريج الكرافتة والبنطلون:
لو واحد أمريكي, مثلا, أسلم, وهو مقيم هناك ولم يهاجر إلى البلد العربي, هل ينصح له أن يلبس الثوب العربي بدلا من الكرافتة والبنطلون والبدلة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/169)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:30 م]ـ
لبس الكرفات من التشبه بالكفار من وجوه
أولا: لأن أصلها نصراني ومن فعل العلمانيين واشترطوا بألا يدخل أحد مجالسهم ومؤتمراتهم إلا بلباسهم، ثم اتبعناهم نحن شبرا بشبر وذراعا بذراع
فإذا قلنا بقولك فلنحرم أيضاً الطربوش التركي لأنه لباس العلمانيين واشترطوا بألا يدخل أحد مجالسهم ومؤتمراتهم إلا بلباسه ثم أمروا الناس به فهو لباس العلمانيين في الأصل وفيه زيادة على الكرفتة بأنهم أكرهوا المسلمين على لبسه بدل العمامة فلنحرمها ولنسوق هذه الأحكام على غيرها!!!!
ثانيا" هي لم تنتشر عند المسلمين بالصورة التي تجعلها ليست من خصائصهم،
بل قد انتشرت عند المسلمين إلى أن أصبحت ليست من خصائص النصارى بل حتى ولا اليهود ولا المجوس ولا الملاحدة والدليل نقلك التالي
ولله در الشيح الحويني حينما قال (إذا مشي رجل في الطريق يلبس البدلة والكرفاته، إذا سألت أي أحد: هل هذا مسلم أم نصراني أم ... ، لكان الجواب: لا أعلم)
ومع هذا كله لو كانت ذات عقدة فهي محرمة لأنها تشبه الصليب بخلاف ما لو كانت بدون عقدة
وفقنا الله وإياكم للطاعة
ـ[علي سعيد الغامدي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:30 م]ـ
من المحاضرات الماتعة والمفيدة في هذا الموضوع محاضرة للشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت واسمها "التشبه" وهي موجودة بالتسجيلات الإسلامية, وقد غطى الشيخ الدكتور الموضوع من جميع جوانبه وذكر قواعد فقهيه في غاية الأهمية, وقد استفدت كثيراً عند سماع المحاضرة ,ولمن يرغب سماعها ففيها الفائدة المرجوة ولله الحمد.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[07 - 10 - 09, 01:07 ص]ـ
الأخ أبو أنس
نعم إن ثبت أن الطربوش لباس العلمانيين، فلا يجوز لبسه إلا إذا كان بالقوة كما تقول
ثانيا
قولك:
بل قد انتشرت عند المسلمين إلى أن أصبحت ليست من خصائص النصارى بل حتى ولا اليهود ولا المجوس ولا الملاحدة والدليل نقلك التالي
أقول
هي من سمات الكفار عموما سواء كانوا نصارى أو يهود أو ملاحدة
وقلدهم بعض المسلمين فبدأ العلمانيين (المنتسبين للإسلام) والليبراليين والمفكرين في الوقت الذي كان المسلمون كافة يلبسون الجلباب (إذا استثنينا هؤلاء منهم)
ثم أصبح أهل المدن يلبسونها في بعض الدول العربية، ولكن مازالت لا تلبس في الجزيرة العربية ولا ليبيا ولا المغرب العربي ولا بلاد ما وراء النهر من افغانستان والشيشان وتركستان وغيرها
وأنا أسألك: لو سألت من يلبس البدلة والكرفاته ما معنى قوله تعالى (ومن شر غاسق إذا وقب) أو قوله تعالى (والنازعات غرقا) ... أو قوله تعالى (ولم يكن له كفوا أحد)
أو ما أسماء بنات النبي صلى الله عليه وسلم، لا استبعد أن يعد منهن عائشة وحفصة!!!!!!!!!
هذا إن استطاع أن يقرأ آية واحدة من كتاب الله صحيحة-لا أقول سالمة من أخطاء التجويد- بل سليمة الحروف!
أنا طبعا لا أعمم، لكن أغلبيتهم هكذا، وهذه أسئلة في ابجديات الاسلام، لا تحتاج ثقافة ولا طلب علم!
هؤلاء يا أخي مسلمون بالبطاقة الشخصية فقط، ولا أعمم فمنهم من هم أعلم منا، لكن لا أتكلم عن الستثناء الذي لا ينفي القاعدة
فهل تعتبر هؤلاء ممن ينقضون الاجماع!!!!!!!!!
خصوصا أن الجلباب مازال يميز المسلم عن غيره في معظم الدول الاسلامية
أما نقلي عن الشيخ الحويني ليس تناقضا مع كلامي
فالكرفاتة منتشرة فعلا في المدن في مصر وهي بلد الشيخ وبلدي أيضا لذلك لا تفرق بين مسلم ومسيحي عندنا، لكن هذا لا ينفي القاعدة في أنها من لباس الكفار الذي أخذه المسلمون عنهم ولا ينفي أن أغلب المسلمون يلبسون الجلباب ولا عبرة بالعلمانيين
وإن لم يكن من مفاسد هذا اللباس أنه قد لغى هوية المسلم (في بعض الدول) وأنه بمجرد لباسه هذا يشك في دينه هل هو كافر أو مسلم، لكفى بها إثما وقبحا
أما قولك بأن الأمريكي الذي يسلم ماذا يفعل
أقول، الضرورة تقدر بقدرها، ويكون استثناء
ولكن أقول لك، أبشر فجُل الذين يسلمون من الغرب يلبسون الجلباب ويطلقون اللحى، وهذا مشاهد لا ينكره أحد،فسبحان الله
والبركة في المراكز الاسلامية السلفية
التي أسأل الله أن يكتب لهم الأجر والمثوبة
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:53 ص]ـ
أما قولك بأن الأمريكي الذي يسلم ماذا يفعل
لم أنطق بها
هي من سمات الكفار عموما سواء كانوا نصارى أو يهود أو ملاحدة
من سبقك بهذه العلة فقال (هي من سمات الكفار سواءً كانوا ملاحدة أو يهود أو نصارى)!!
فمن حرمها قال لأنها تقليد للنصارى فحسب وأصبحت في هذا الزمن لا تختص لا بنصراني
ولا بيهودي ولا مجوسي ولا مسلم وأدل شئ على هذا كلام الشيخ الحويني حتى وإن استدل بها على غير ذلك.
وقلدهم بعض المسلمين فبدأ العلمانيين (المنتسبين للإسلام) والليبراليين والمفكرين في الوقت الذي كان المسلمون كافة يلبسون الجلباب (إذا استثنينا هؤلاء منهم)
ماذا تقصد بالجلباب؟
، ولكن مازالت لا تلبس في الجزيرة
بل تلبس ولا أستغرب إذا رأيت من يلبسها وإن كان من يلبسها من غير السعوديين من المسلمين
[ QUOTE= موسى الكاظم;1133197]
هذا إن استطاع أن يقرأ آية واحدة من كتاب الله صحيحة-لا أقول سالمة من أخطاء التجويد- بل سليمة الحروف!
أنا طبعا لا أعمم، لكن أغلبيتهم هكذا، وهذه أسئلة في ابجديات الاسلام، لا تحتاج ثقافة ولا طلب علم!
هؤلاء يا أخي مسلمون بالبطاقة الشخصية فقط، ولا أعمم فمنهم من هم أعلم منا، لكن لا أتكلم عن الستثناء الذي لا ينفي القاعدة
فليسوا هم كذلك فحسب بل أكثر العوام
أما قولك (هؤلاء مسلمين بالبطاقة) فأبرأ إلى الله من هذه الكلمة وانتبه منها أخي موسى فقد تستدرك بلسانك فتقول (ولا أعمم) لكن العبرة بما يقوم بالقلب ولا ندري ونخشى والله أن نكون فيمن قال الله فيهم (عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية)
فهل تعتبر هؤلاء ممن ينقضون الاجماع!!!!!!!!!
أي إجماع في البداية اعتبرت قولنا مخالف للراجح وهذا لا إشكال فيه
والآن أصبحنا مخالفين لإجماع الأمة
لو كان هناك إجماع ما اختلفنا معك
وفقني الله وإياك للطاعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/170)
ـ[أبو يوسف القويسني]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:30 ص]ـ
الأفاضل الكرام ..
أنا لا أرتدي هذه الكرافتة منذ صغري لأنها تخنقني .. ولكن الحق أنه لو سألت أي انسان يرتديها (من المسلمين بل ومن الكافرين على حدٍ سواء) هل تعلم أصل هذه الكرافته وأنها تشبه الصليب .. فإجابته بالنفي مؤكدة .. وليس أدل على هذا من أن كل كفار الأرض يرتدونها بما فيهم اليهود والملاحدة وليسوا من أهل الصليب ..
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:52 ص]ـ
ثبوت كونها من ألبسة الكفار الخاصة، وبعد ذلك جميع الأدلة التي تحرِّم التشبه بالكفار.
أخي أبو ناصر المدني وفقه الله،
القول بأنها من ألبسة الكفار خاصة فيه نظر، ذلك لما يلي:
أولاً: لا يختلف إثنان على أنّ هذا اللباس اليوم إنتشر عند الجميع، ومن يقول خلاف ذلك معاند فالشام وبلاد المغرب العربي ومعظم دول شرق آسيا المسلمة وبعض دول الخليج ينتشر أو يلبس عندهم مثل هذا اللباس.
ثانياً: قولكم بأنّ هذا اللباس لا يلبس في الجزيرة العربية، فيه نظر، فمعظم أهل الخليج يلبسونها، وإن كان اللبس المتعارف عليه الثوب وذلك لعرف أهل البلد. أما ما كان في ليبيا والمغرب العربي فهذا بعيد أيضاً فقد رأيتهم وهم على عرفهم في اللباس لكنهم يلبسون البدلة أيضاً وقس على ذلك.
ثالثاً: اللباس من الزينة والعادات والأصل فيها الحل، ولا يخرج الحل عن أصله إلا بدليل قطعي لا ظني. وإستدلالكم بأنه من خصائص أهل الكفر بعيد.
رابعاً: الحرمة تقع إن كان اللباس له خاصية دينية ونحن نعلم علم اليقين أن لبس البدلة والكرافة اليوم لا دلالة دينية فيها. حتى إني لم أر من أثبت تاريخها المزعوم بأن الكرافة أصلها الصليب!! وإنما هي نقولات من نقولات!
خامساً: ثبت أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لبس من لباس أهل الكفر حينما أهدي إليه ولم يقل لا ألبسه لأنه من لباسهم، فلبس القباء وهو ثوب ضيق من ثياب العجم، كما أنّ المسلمين عرفوا البنطال (أي السروال) والقميص وجميع أنواع الألبسة، ولم ينهوا عن لباس إلا لحرمة فيه كأن يكون حريراً أو أن يكون خاص بدين غيرنا كلباس البرنس النصراني وما إلى ذلك.
سادساً: اللباس محله العرف وعليه مداره ما لم يخالف أو يعارض نصاً شرعياً.
ويكفي رداً لنسف إحتجاجك أنه من خصائص أهل الكفر أنك لو رأيت رجلاً يلبس بدلة أو كرافة، لما استطعت أن تجزم أنه نصراني أو يهودي أو ملحد! فتأمل.
نقول ذلك ونحن نفضل لباس العرب على لباس العجم، لكننا لا نحجر واسعاً ولكل مقام مقال (ابتسامة محب)
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 10:42 ص]ـ
هاتان فتوتان للشيخ العالِم عبد المحسن العبّاد مسموعتان عن حكم لبس ربطة العنق أو ما يسمى بالكرافيتة:
حملهما من هذين الرابطين:
الشيخ العالِم العبّاد حكم لبس الكرافتة من أجل الوظيفة. rar (http://www.flflh.com/download-15154- الشيخ العالِم العبّاد حكم لبس الكرافتة من أجل الوظيفة. rar.html)
الشيخ العالِم العبّاد حكم لبس الكرافتة .. rar (http://www.flflh.com/download-15155- الشيخ العالِم العبّاد حكم لبس الكرافتة .. rar.html)
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 11:14 ص]ـ
هل الكرافتة صليب؟
السؤال:
يسأل عمّن صلى وعلى عنقه صليب، ويقول: كالكرفتة! مثلا؟
الجواب:
(معلومٌ أنّ الكرافتة ليست صليبا، لكنها من لباس الكفّار، و من ألبسة الكفار، و هي: المسلمون إنما جاءتهم من الكفار.
فالذي يصلي فيه هذا صلاته صلاة صحيحة، و لكنه متشبه بالكفار) اهـ.
و استمع للفتوى السابقة بتحميلها من هذا الرابط:
الشيخ العالِم عبد المحسن العبّاد هل الكرفتة صليب ... rar (http://www.flflh.com/download-15156- الشيخ العالِم عبد المحسن العبّاد هل الكرفتة صليب ... rar.html)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:33 م]ـ
قد نتفق من باب الورع وترك الشبه على ترك لبس الكرفت.
لكن لو الزم احد بلبسها مع البدلة الرسمية ليزاول عمله لكان الامر ادعى لزيادة التثبت والتحري. اذ يكون كسبه من ذلك العمل متوقف على لبس المذكور.
فمشاركات الاخوة السابقة التي فيها ان الربطة ليست فيها فائدة. وان الدواعي ليست متوفرة لكي تلبس. كلامهم صحيح. لكن هذا الكلام لا يناسب الحالة التي ذكرتها في ان الرجل قد يبتلى بها. فماذا يكون الجواب.
وقد سالت الشيخ سليمان الرحيلي بواسطة منذ خمس سنوات تقريبا عن حكم لبس القبعة والكرفت والبدلة الرسمية للعمل.فاجاب بتحريم الكرفت لان لها اصلا في دين النصارى. اما البدلة الرسمية يعني السروال وما الى ذلك فاشترط ان لا يكون ضيقا شفافا وما الى ذلك من الشروط المعروفة. اما القبعة فقال انها ليست من الحلال البين ولا من الحرام البين واكبر ما يقال فيها انها شبهة ونحن لا نقول للرجل دع رزقك لاجل شبهة. هذا معنى ما قال الشيخ والله اعلم.
ومع هذا عندي اشكال في مسالة الكرفتة وهو ان الكفار تقريبا جميعا يلبسونها. فهل يلبس اليهودي ما يعلم ان اصله صليب وكذا الملحد وكذا اصحاب سائر الديانات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/171)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 10 - 09, 08:25 ص]ـ
قد نتفق من باب الورع وترك الشبه على ترك لبس الكرفت.
لا ريب في ذلك.
لكن لو الزم احد بلبسها مع البدلة الرسمية ليزاول عمله لكان الامر ادعى لزيادة التثبت والتحري. اذ يكون كسبه من ذلك العمل متوقف على لبس المذكور.
قد لا أتفق معك هنا، لأنّ من يلزم بذلك لأنه يعتبرها من مكملات الزينة التي يجب أن تتوافر في من يعمل عندهم لإعطاء إنطباع "الجدية والرسمية" لغيره، وهذا مرده للعرف لا أكثر ولا أقل. ومثاله كم ألزم الممرض بلبس لون معين لدخول غرفة الجراحة، فهذا مرده لما هو متعارف عليه عند أهل المهنة لا لحقيقة تخفى في نفس اللباس.
فمشاركات الاخوة السابقة التي فيها ان الربطة ليست فيها فائدة. وان الدواعي ليست متوفرة لكي تلبس. كلامهم صحيح. لكن هذا الكلام لا يناسب الحالة التي ذكرتها في ان الرجل قد يبتلى بها. فماذا يكون الجواب.
لا أوافقك الرأي هنا أيضاً، فالربطة من مكملات الزينة وعليه تنظر الفائدة، وإعتبارها أنها ليست من الزينة عند البعض لا يعني إنتفاء الزينة عنها عند الأخرين. ولا أدري لما يظن البعض أنّ فيها إبتلاء وأنها أمر عقدي أصلاً، فهي من اللباس وأصل الحلية حتى يأتي دليل بخلاف ذلك. وأثبتنا أنّ في ردنا السابق أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لبس من لباس العجم وهذا بنفسه دليل على الجواز وإن لم يكن لاستصحبنا الحال في المسألة.
وقد سالت الشيخ سليمان الرحيلي بواسطة منذ خمس سنوات تقريبا عن حكم لبس القبعة والكرفت والبدلة الرسمية للعمل.فاجاب بتحريم الكرفت لان لها اصلا في دين النصارى
لا أدري على أي أصل إعتمد الشيخ في تحقيق المسألة، وما ذكره ما هي إلا نقولات من نقولات لا أساس لها من الصحة! فليس للكرفتة أي أصل ديني وليس الكروات أول من لبسوها، فقد وجدت عن الصينين من قبلهم كما هو معلوم. لذا من قال بالتحريم بناءً على هذا الأصل أبعد النجعة، ولعلك تنقل للشيخ حقيقة الأمر في مسألة أصل الكرفته.
.اما البدلة الرسمية يعني السروال وما الى ذلك فاشترط ان لا يكون ضيقا شفافا وما الى ذلك من الشروط المعروفة. اما القبعة فقال انها ليست من الحلال البين ولا من الحرام البين واكبر ما يقال فيها انها شبهة ونحن لا نقول للرجل دع رزقك لاجل شبهة. هذا معنى ما قال الشيخ والله اعلم.
ومع هذا عندي اشكال في مسالة الكرفتة وهو ان الكفار تقريبا جميعا يلبسونها. فهل يلبس اليهودي ما يعلم ان اصله صليب وكذا الملحد وكذا اصحاب سائر الديانات.
الأصل في اللباس الحل ولا يخرج عن الأصل إلا بدليل قطعي، ولا يغني الظن في هذه المسائل شيئاً.
والله أعلم
ـ[أمة الودود]ــــــــ[11 - 10 - 09, 01:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهل تدخل دبلة الزواج في ذلك
ام انها الان منتشرة بين المسلمين
فلم تعد من خصائص الكافرين وحدهم؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 10 - 09, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهل تدخل دبلة الزواج في ذلك
ام انها الان منتشرة بين المسلمين
فلم تعد من خصائص الكافرين وحدهم؟
الحكم فيها الكراهة، إن لم يصاحبها إعتقاد غير شرعي، وسبب الكراهة فيها لأنّ أصل الدبة عند غير المسلمين يقوم على خرافة ومعتقد غير شرعي. وهذا الإعتقاد لم يعد له وجود اليوم لأنه أصبح من العادات المنتشرة بين الجميع.
وللفائدة: حكمها عند النصارى الحرمة، فقد عجبت مما قرأته، وإليكم الرابط وهو باللغة الإنجليزية
http://www.bibleviews.com/wr.html
ـ[أمة الودود]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[إبراهيم العتيق]ــــــــ[13 - 10 - 09, 08:02 ص]ـ
هذا الباب باب واسع والنقاش فيه يطول ولكن الحذر واجب وقد اتفق العلماء على ان الشبة أخت الحرام والحرام بين والحلال بين وبينهم امور مشتابهات وهذا من الامور المشتبهات
وفي الحقيقة هذا من الموضيع التى شدد عليها الشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ حمد وسعد بن عتيق وبن باز بانها محرمة
ـ[أبو محمد النفيعي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 11:23 ص]ـ
للفائدة
رسالة ماجستير للباحث جميل اللويحق بعنوان
(قواعد في التشبه المنهي عنه)
وهو رائع جدا وفيه إجابة عن كل ما سبق من إشكاليات
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:03 م]ـ
أكثر علماء أهل السنة على حرمة لبس هذه الأشياء خصوصا أئمة الدعوة كالشيخ ابن عتيق ومحمد بن إبراهيم بل أكثرهم يكفرون من يفعل ذلك إلا أن يكون جاهل بذلك
ونحن لا نقول بالتكفير لأن حتى غير الجاهل متأول بأن هذا اللباس لم يعد من اختصاص الكفار
لكن هناك فرق بين الحكم على الشئ والحكم على الأشخاص
ودعوى أن أعمال الكفار إذا انتشرت بين المسلمين لا تكون محرمة، دعوى لا نُسلم بها اصلا
بل إن ثبت أن أصل العمل من عند الكفار فلا يجوز فعله حتى ولو انتشر بين المسلمين
لأن في المسلمين الصالح والطالح والمتأسلم ومن لا يعرف في إسلامه شئ
فالعبرة بالصالحين
ولو قلنا بهذا لفتحنا باب المنكرات على مصراعيه
ولأحللنا حفلات الزواج على الطريقة الأوروبية وجلوس الزوج بجانب الزوجة في الكوشة أمام الناس بحجة أن هذا لم يعد من اختصاص الكفار!!!
نقول لهم: صدقتم: ولكن مأخوذ منهم
وهلم جرا
لا سيما إذا علمنا أن دخول هذه الألبسة إلى ديار المسلمين تتزامن مع زمن دخول تحرير المرأة
والعلمانية والديمقراطية وتنحية الدين عن الدولة، حتى جعلوا هذا اللباس عنوان الديمقراطية، أفيحب أحدكم أن يلبس لباس كان يعبر عن الديمقراطيين!
لما أراد أتاتورك إدخال الديمقراطية إلى بلاده أغلى اللبس الرسمي والعمامة وألغلى الحجاب والطربوش واحل محله البدلة ورابطة العنق والقبعة، فتأمل!
فالذين أدخلوا هذا اللباس إلى المسلمين هم المفكرين والعلمانيين من المتأسلمين وتبعهم ضحايا الغزو الفكري، أفيكون هؤلاء حجة على المسلمين!
ونعم السلف سلفكم!
وبالطبع، أنا لا اقول بأن الذي يلبس هذا اللباس متشبه بالكفار، لأنه متأول في فعله هذا، إنما أحكم على المسألة بشكل عام وهناك فرق كما لا يخفى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/172)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
فتوى مُحدّث العصر الشيخ الألباني
قال رحمه الله (لقد أصبح التشبه بالكفار أمراً سهلاً جداً، فضربت لكم مثلاً: (البرنيطة) ولننزل درجة، فنأخذ وضع العقدة هذه التي يسمونها (الكرفتة)، هذه ما المقصود منها يا ترى؟ لا شيء أبداً إلا أن هذا زي كافر نقله الكفار حينما استحلوا بلادنا، فزين الشيطان لنا ذلك الزي فقلدناهم وتشبهنا بهم، وإلا يكفي أن يستحضر العاقل الوقت الذي يضيعه -هذا إن صح التعبير- عندما يقف أمام المرآة ويضيع كذا من الدقائق بل الساعات حتى يزينها، ثم هو يتضايق فعلاً كما يتضايق كل واحد منكم مبتلى بلباس هذا البنطلون وأمثاله. فالخلاصة: هذا أيضاً لا يراد به إلا التشبه فقط، وإن هذا الذي يلبس (الكرفتة) تشبهه بالكفار ليس كالذي تشبه بوضع (البرنيطة)، وكما كنا نسمع بعض المشايخ هنا من بني قومي كانوا يقولون: إن هذا الذي وضع (البرنيطة) على رأسه معناه وضع الغطاء وانتهى الأمر، أي: أعلن أنه ليس مسلماً. ثم ننزل إلى مراتب أخرى، هذا اللباس الذي ابتلي به جماهير الشباب اليوم في لبس البنطلون والقميص، لا سيما البنطلون كالمنخدعين بالموضات كما يسمونها، وقد ذكرت نكتة كانت تقال في النساء فأصبحت تقال في الرجال .. قرأت ذات مرة: أن رجلاً رأى صديقه يحمل في ذراعه شيئاً وهو يركض، فقال له: إلى أين؟ لماذا تستعجل؟ قال: هذا فستان أهديه لزوجتي، وأنا ذاهب لأسلمها إياه قبل أن تطلع موضة جديدة وسأضطر أن أشتري لها غيره! أصبحت الموضة وتجددها أمراً ليس خاصاً بالنساء فقط، بل تعدى حتى إلى الشباب، وهذا كله يدل ويؤكد لنا أن المسلمين أصبحت عقولهم مع غيرهم، وليس هناك مسلمون أمثالهم) أهـ
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=109340
ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:18 م]ـ
بارك الله في شيخنا سليمان الرحيلي
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:11 م]ـ
أكثر علماء أهل السنة على حرمة لبس هذه الأشياء خصوصا أئمة الدعوة كالشيخ ابن عتيق ومحمد بن إبراهيم بل أكثرهم يكفرون من يفعل ذلك إلا أن يكون جاهل بذلك
أخي الكريم موسى الكاظم، وفقه الله
أبعدت النجعة في كلامك، ولو أنك نقلت لعذرت إن لم تفقه كلام أهل العلم في ما قالوه!!
ثم إن إدعاءك أنّ أكثر علماء أهل السنة على حرمة لبس هذه الأشياء، على زعمك، دعوى بلا دليل والاوقع يثبت خلاف ما تقول.
ونحن لا نقول بالتكفير لأن حتى غير الجاهل متأول بأن هذا اللباس لم يعد من اختصاص الكفار
لكن هناك فرق بين الحكم على الشئ والحكم على الأشخاص
أنصحك بالرجوع لأهل العلم ولا تفتي من نفسك على فهمك.
ودعوى أن أعمال الكفار إذا انتشرت بين المسلمين لا تكون محرمة، دعوى لا نُسلم بها اصلا
بل إن ثبت أن أصل العمل من عند الكفار فلا يجوز فعله حتى ولو انتشر بين المسلمين
لأن في المسلمين الصالح والطالح والمتأسلم ومن لا يعرف في إسلامه شئ
فالعبرة بالصالحين
لا أنقل لك عن الصالحين، بل سأنقل لك عن سيدهم وقائدهم الذي لبس من لباس أهل الكفر، الذي لم يختص بعقيدتهم، ولو تعنيت وقرأت ما سطر من قبل لما كتبت ما كتبت! فلا تهرف بما لا تعرف، حفظكم الله.
وأقوال العلماء في مسألة لباس أهل الكفر منحصرة في مسألتين:
ما اختصوا به من لباس أو ظاهر، بحيث لو لبسه غيرهم لظن أنه منهم
ما كان له خصوصية دينية، كلبس القسيس والراهب وغيره
والحكم في كلا المسألتين مختلف
\
ولو قلنا بهذا لفتحنا باب المنكرات على مصراعيه
ولأحللنا حفلات الزواج على الطريقة الأوروبية وجلوس الزوج بجانب الزوجة في الكوشة أمام الناس بحجة أن هذا لم يعد من اختصاص الكفار!!!
نقول لهم: صدقتم: ولكن مأخوذ منهم
وهلم جرا
ولو قلنا بقولك لحجرنا واسعاً، ولحرمنا لا دليل عليه والأصل في الحل.
وما مثلت به لا يستقيم في معرض حديثنا عن اللباس، فتنبه.
لا سيما إذا علمنا أن دخول هذه الألبسة إلى ديار المسلمين تتزامن مع زمن دخول تحرير المرأة
والعلمانية والديمقراطية وتنحية الدين عن الدولة، حتى جعلوا هذا اللباس عنوان الديمقراطية، أفيحب أحدكم أن يلبس لباس كان يعبر عن الديمقراطيين!
في ما قلته تجني، ونحن نأصل واقعاً لا ماضياً، والأحام تتغاير من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان. والبنطال والقميص مما عرفه العرب أصلاً
لما أراد أتاتورك إدخال الديمقراطية إلى بلاده أغلى اللبس الرسمي والعمامة وألغلى الحجاب والطربوش واحل محله البدلة ورابطة العنق والقبعة، فتأمل!
لا يستدل بهذا على منع اللباس لإنتفاء العلة اليوم أصلاً.
فالذين أدخلوا هذا اللباس إلى المسلمين هم المفكرين والعلمانيين من المتأسلمين وتبعهم ضحايا الغزو الفكري، أفيكون هؤلاء حجة على المسلمين!
ونعم السلف سلفكم!
لو تأدبت في كلامك لكان أليق بكم، فقد قال بالجواز الكثير من أهل العلم، وحجتنا أصول ديننا لا سلف غيرنا، والعبرة بالدليل وفقهه. فتنبه
وبالطبع، أنا لا اقول بأن الذي يلبس هذا اللباس متشبه بالكفار، لأنه متأول في فعله هذا، إنما أحكم على المسألة بشكل عام وهناك فرق كما لا يخفى.
لكن من يلبس هذا اللباس يرى الجواز مستند على أصول وأدلة، وما تراه راجحاً يراه غيرك مرجوحاً، فتمهل.
أرجو أن يستع صدرك لما عقبت به
حفظكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/173)
ـ[أبو محمد النفيعي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 10:26 م]ـ
أيها الأحبة
علينا أن نفرق بين تقليد الكفار فيما هو من عاداتهم وفيما هو من عباداتهم
الأصل عدم جواز تقليدهم في كلا القسمين
لكن يفرق بين القسمين بعد انتشارهما
فما كان من عاداتهم ثم انتشر بين المسلمين مثل البنطال، فبعد انتشاره يحكم بجوازه، ويكون انتشاره مثلا بدخول أقوام من الكفار في الإسلام، فمثل هؤلاء لا يطالبون يتغيير عاداتهم وملابسهم غير المخالفة للشرع أصلا كالحرير ولباس الشهرة، وإلا كان عليهم مشقة كبيرة في مثل هذا، فتخيل كل من أسلم يمنع من لبس لباسه الأصلي (غير المنهي عنه أصالة) لأنه تشبه، لعل في هذا حرج واضح
وما كان من عباداتهم وثبت كونه منها فلا يجوز تقليدهم فيه بحال ولو انتشر بين كل المسلمين، مثل كالاحتفال بما هو من مناسباتهم كعيد الحب
(انظروا للاستزادة قواعد في التشبه المنهي عنه)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم الحاذق يعلم أن الاستعمار الحاقد على بلاد المسلمين هو من نشر ارتداء ربطة العنق بين المقلدين من ضعفاء المسلمين في بلاد الشام والرافدين والسند والهند وأرض الكنانة والمغرب العربي، وما ربطة العنق إلا رسن يضعه المرء على عنقه إعلانا لذله وهوانه وتقليده الأعمى للكفرة واليهود والنصارى وليس في إرتدائه فائدة البتة.
وعلينا أن نتمعن قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه والحديث في صحيح البخاري: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن "
وربطة العنق من صلب زي ولباس اليهود والنصارى خاصة قساوستهم ورهبانهم وحواخيمهم ورجالات دياناتهم، وانتشارها بين ضعفة المسلمين من أهل الصغار لا يدل على انتفاء التشبه، فإن من نظر لحال الكفرة في عصرنا الحاضر وجد التزامهم بارتداء ربطة العنق في أعيادهم واحتفالاتهم واجتماعاتهم الدينية خاصة، ثم ارتدؤها بصفة رسمية بين المتكبرين من رجالات الدولة وأساتذة جامعاتهم ومعاهدهم وكبار تجارهم، وهذا يوضح خصوصية ربطة العنق بالكفار واليهود والنصارى ومن شابهمهم في الضلالة.
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي رواه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما والحديث (حسن) في صحيح الجامع بتحقيق الألباني رحمه الله تعالى "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود و لا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، و تسليم النصارى الإشارة بالأكف"
والناظر في هذا الحديث يرى تدقيق الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة تحذيره من التشبه باليهود والنصارى، وعلى المسلم المعتز بدينه أن يتجنب تقليدهم بكل وسعه، والحلال بين والحرام بين، وعندنا من الملابس المباحة ما يكفينا عن ارتداء زي أحفاد القردة والخنازير والنصارى.
والله أسأل أن يرفع راية الإسلام وأن يعز أهله، وأن يرفع ذل وهوان المتقاعسين والمقلدين من أصحاب النفوس الضعيفة، وأن يهديهم وإيانا سبل الرشاد.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:29 م]ـ
وما كان من عباداتهم وثبت كونه منها فلا يجوز تقليدهم فيه بحال ولو انتشر بين كل المسلمين، مثل كالاحتفال بما هو من مناسباتهم كعيد الحب
()
أخي الكريم ممكن توضح كيف أن عيد الحب من عباداتهم؟ أليس مناسبة دنيوية سنوية , ومثله عيد الأم و الى أخر هرائهم ....... ؟(56/174)
هل يجوز قول: وشاءت قدرة الله؟
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قول الاخوة الكرام في جملة شاعت عند الصحفيين وضحايا الثقافة وهي:
وشاءت قدرة الله ان يكون كذا وكذا
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:45 م]ـ
أخي الكريم:
مثل هذه العبارة خطأ، ذلك أن القدرة وصف يقوم في موصوف، فالوصف لا يشاء شيئا، وإنما الذي يشاء هو الموصوف.
و قد نبه على خطئها طائفة من أهل العلم كالعلامة العثيمين.
و الله أعلم.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-:
((المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى من يستحقها، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة. فيقال: شاء الله سبحانه، ولا يقال: شاءت حكمة الله، ولا يقال: شاءت قدرة الله، ولا: شاء القدر، ولا: شاءت عناية الله، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، وإنما يقال: شاء الله، واقتضت حكمة الله، وعنايته سبحانه.))
معجم المناهي اللفظية - حرف الشين.
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 06:14 ص]ـ
بارك الله في الاخوان ابوخالد النجدي وعلى الغزواي فما قالاه هو الصواب
واشير الى مسالة قريبة يقع فيها المعتزلة وهو قولهم الله وقدرته الله وعلمه
وياتون بالعطف بين الصفة والموصوف وذلك على مذهبهم ان الصفات مخلوقه وان الله ليس له صفات يتصف بها ومعلوم عنهم انكار الصفات واثبات الاسماء
ـ[منذر السعد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:33 ص]ـ
شكر الله الاخوة على البيان
لكن ماذا لو كان القائل يريد الكلام مقدراً مثل
من يقول شاءت حكمة الله فقطعا يريد: شاء الله بحكمته
ومثله شاءت قدرته الله اي شاء الله في قدره ونحو ذلك
فيكون الاشكال في العبارة الاولى حتى لايساء الظن بمراد قائلها
والله اعلم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:57 م]ـ
السؤال:
ما حكم قول قضت إرادة الله؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالصواب أن يقال: قضى الله أو أراد الله؛ فأفعال الله -تعالى- تضاف إليه لا إلى صفاته.
السؤال:
قرأت هذه اللفظة لأحد العلماء: ( ... وكأن القدر يقول له)، فهل إضافة لفظة (كأن) تشكل فارقا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فالعبرة بالمعنى المذكور بعده فلو كان صحيحاً فهذا مجاز، وإن كنتُ أفَضِّلُ عدمَ استعمال هذه المجازات فيما يتعلق بأصول الإيمان؛ فالقدَرُ لا يقول، بل القدَرُ قدْرَةُ الله -سبحانه- وإرادته، ولا يصح أن تقول: "إرادة الله تقول".
[فتاوى فضيلة الشيخ ياسر برهامي - موقع صوت السلف](56/175)
الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يكفر المجتمعات!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:46 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا يخفى على كثير منا أنه قد لبس على كثير من المسلمين، بل بعض طلبة العلم من أهل السنة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يكفر المجتمعات، ولرد هذه الشبهة ذكر الشيخ عبدالمحسن العباد - حفظه الله - في شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، ذكرَ عدة نقولات للشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة في أن الشيخ محمد لا يكفر بالعموم، ويعذر أولئك بالجهل، لذا سأنقلها إليكم هنا - إن شاء الله -.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: ((وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم)). الدرر السنية (1/ 66)،
وقال أيضاً: ((بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك)). مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (3/ 34)،
وقال أيضاً: ((ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم: إني أقول: من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضاً من البهتان، إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن نكفر من أقرّ بدين الله ورسوله ثم عاداه وصدّ الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنه دين المشركين وزينه للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلاّ رجلاً معانداً أو جاهلاً)). مجموع مؤلفات الشيخ (3/ 33).
وقال أيضاً: ((وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله)). مجموع مؤلفات الشيخ (3/ 14).
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب (منهاج التأسيس والتقديس ص: 98 - 99): ((والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: ((وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً)). وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور)).
وقال أيضاً رحمه الله في (مصباح الظلام ص: 499): ((فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له)).
وقال أيضاً في (مصباح الظلام ص: 516): ((وشيخنا رحمه الله لم يكفر أحدا ابتداء بمجرد فعله وشركه، بل يتوقف في ذلك حتى يعلم قيام الحجة التي يكفر تاركها، وهذا صريح في كلامه في غير موضع، ورسائله في ذلك معروفة)).
قال الشيخ عبدالمحسن العبَّاد بعد ذكر تلكم النقول في رسالته المذكورة آنفًا:
وإنما أفضت بذكر النقول عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في تقرير هذه المسألة، وهي أن تكفير المعين الذي وقع في الشرك في العبادة لجهله، إنما يكون بعد البيان له وإقامة الحجة، لا قبل ذلك، لأن من الجاهلين والحاقدين عليه وعلى دعوته، المبنية على الكتاب والسّنّة، وما كان عليه سلف الأمّة، من يشنع عليه وينفّر من دعوته، برميه بتكفير المسلمين، والتكفير بالعموم، وهو إنما يكفر من قامت عليه الحجة، وبانت له المحجة، ولأن نفراً يسيراً من طلبة العلم من أهل السّنّة فيما علمت يعيبون على من يقرّر ذلك وهو عيب لما قرّره شيخا الإسلام، ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما من أهل العلم، ومع ذلك فإن الخطأ في العفو في الأمور المشتبهة، خير من الخطأ في العقوبة، وهم في عيبهم القول الذي قرّره الشيخان والحرص على خلافه يفسحون المجال للمتربصين بأهل السّنّة الذين يصطادون في الماء العكر، فيردّدون صدى نعيق أعداء الإسلام والمسلمين، الذين يزعمون أن تطرف من ابتلي بالتفجير والتدمير، راجع إلى دراسة مناهج التعليم المبنية على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل السّنّة، وهو بهت وزور ممن افتراه أو ردّده، فإن الذين ردّدوا هذا النعيق من أهل هذه البلاد، قد درسوا كما درس غيرهم هذه المناهج، ولم يحصل لهم ضرر منها بل حصل النفع العظيم منها لكل من شاء الله هدايته وتوفيقه، وإنما حصل التطرف من هؤلاء المتطرفين لفهومهم الخاطئة التي شذّوا بها وخرجوا عن جماعة المسلمين، وقدوتهم في ذلك الخوارج الذين شذّوا وخرجوا على الصحابة نتيجة لفهومهم الخاطئة، ولكل قوم وارث، والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/176)
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:44 م]ـ
لا أستطيع أن أسمي من عبد قبراً مسلماً ولو كان جاهلاً!
كما لا يستطيع الشيخ عبدالمحسن أن يسمي من عبد عيسى مسلماً ولو كان جاهلاً!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:18 م]ـ
عمومًا مسألة العذر بالجهل في مسائل التوحيد مسألة اجتهادية يسوغ فيها الخلاف بين أهل السنة،
كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد، وفي شرح كشف الشبهات.
وإنما المقصود بيان أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يكفر المجتمعات كما يزعم بعض المضلِّلين.(56/177)
ما هو اسم الله الأعظم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 12:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال تعالى "ادعونى استجب لكم " ومن المعلوم أن للدعاء اداب ينبغى التحلى بها وهنا أوقات يرجى فيها الإجابة وهناك ذكر وثناء على الله يرجى به الاجابة ومن هذا الذكر "اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى فما هو هذا الاسم .... هل هو لاإله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين "
أم انك انت الواحد الاحد الفرد الصمد الذى لم تتخذ صاحبة ولا ولد ...... أم ماذا أفيدونى حفظكم الله
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:33 م]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:42 م]ـ
ام اسمه الاعظم سبحانه
هو ياحى ياقيوم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 07 - 09, 06:29 م]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113168
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثبت عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أنه قال:
(سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فقال صلى الله عليه و سلم: (قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب) رواه أحمد و غيره
أليس هذا الحديث صريح؟
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 10:28 م]ـ
وجزاك الله بمثله
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:01 ص]ـ
بعض العلماء يقول هو ياحي ياقيوم
لان هذين الاسمين وردى في بعض النصوص ذكر البيهقي باسناده عن القاسم اباعبدالرحمن اسم الله الاعظم لفي ثلاث سور من القران البقرة-ال عمران- طه طبعا هي الحي القيوم
وذكر ابوداود في سننه من حديث انس: اللهم اني اسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ياحي ياقيوم
فقال صلى الله عليه وسلم (لقد دعا باسم العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سال به اعطى) اخرجه ابوداود والترمذي واحمد وابن حبان وصححه الالباني
وعند النسائي في النعوت باسنادين:كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ياحي ياقيوم
وغيرها كثير من النصوص
ثم كمال الحياة فيه اثبات جميع الصفات الذاتيه
و وكمال القيومه فيه اثبات الصفات الفعليه فاجتمع من كمال هذين الاسمين جميع الصفات
كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى و قال فكأن المستغيث بهما مستغيث بكل اسم من اسماء الرب تعالى وبكل صفة من صفاته فما اولى ان يكون هذين الاسمين مظنة لتفريج الكربات واغاثة اللهفات وانالة الطلبات
فعلى هذين الاسمين مدار الاسماء الحسنى كلها
ويفهم من كلام بعض العلماء رحمهم الله تعالى
ان يارب يارب هو الاسم الاعظم
لذلك قال الامام مالك لما سئل عن بعض الادعيه قال ادعوا بما كانت تدعوا به الانبياء يارب يارب
وبارك الله في الجميع(56/178)
عن الأشاعرة
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 04:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام , أريد أن أقرأ عن الأشاعرة وعقيدتهم , فهل يدلني أحد المشائخ أو طلبة العلم على كتب أبدأ من عندها؟
وبارك الله فيكم ,,,
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 05:55 م]ـ
أخي الكريم: إليك هذا المختصر المفيد:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=89&book=539
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:40 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
وأثابك الله الجنة ..(56/179)
حكم الاطلاع على التوراة أو الانجيل؟
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[18 - 07 - 09, 06:43 م]ـ
حكم الاطلاع على الإنجيل والتوراة
يقول السائل: هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطلع على الإنجيل وأقرأ فيه من باب الاطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله أم نؤمن بما جاء فيها؟ أفيدونا أفادكم الله.
على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفاً فيها الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار، ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبر أو يقرأ فيها؛ لأن في هذا خطراً؛ لأنه ربما كذب بحق أو صدق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حرفت وغيرت، وتدخلها من أولئك اليهود النصارى، وغيرهم التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم: القرآن الكريم.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر شيئاً من التوراة فغضب، وقال: ((أفي شكٍ أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي)) عليه الصلاة والسلام.
والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئاً، لا من التوراة، ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئاً، ولا تقرأوا فيها شيئاً، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرِّقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقاً، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.
وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.
فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي، كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وُجد عندهم شيء من التوراة والإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محلٍ طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.
الفتوى للشيخ بن باز رحمه الله(56/180)
حكم قول الله آنسك
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 06:49 م]ـ
جرت العادة عندنا عندما يأتى ضيف فيقول له صاحب الدار (آنست)
فيرد بقوله:الله آنسك
من باب الدعاء
فماحكم هذه الكلمة
ثم انى وجدت هذا القول:
قال أبو سليمان: لا آنسني الله إلا به أبداً (جامع العلوم والحكم ص: 47)
فما حكم الكلمة وجزاكم الله خيرا(56/181)
حديث نبوي يرد على الأشاعرة - هل هناك سلف في هذا الاستدلال؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلوم من مذهب الأشاعرة أن الكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء.
واستدلوا بالبيت المنسو ب للأخطل النصراني:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا
أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف – ومنها القرآن – فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ... الخ]
أما عقيدة السلفيين أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة.
هذه كمقدمة
أما سبب فتحي لهذا الموضوع فهوحديث استدل به أحد مشايخنا على نسف تقييد الأشاعرة لكلام الله بالكلام النفساني
الشيخ هو: عبد الحكيم ناصري الجزائري.
الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) رواه البخاري.
وجه الدلالة من الحديث: أن الله تبارك وتعالى يثبت لنفسه الكلام المسموع عند الغير بقوله ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ كما يثبت لنفسه الكلام النفساني بقوله ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي؛ يعني هو تعالى فرق بين الكلام المسموع من طرف الغير وبين الكلام النفساني. ومعلوم أنه لا يعدل بلفظ الكلام إلى الكلام النفساني إلا بقرينة؛ وهو عين الأمر الوارد في هذا الحديث.
السؤال: من من أهل العلم استدل بهذا الحديث هذا الاستدلال؟
وبارك الله فيكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا سلمى
استدلَّ به غير واحد من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان الكبير في المجلد السابع.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:39 ص]ـ
واستدل به الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139237
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:53 ص]ـ
واستدل به الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو
المصدر: العلو للعلي الغفار للذهبي رحمه الله:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله يعني يقول الله عزوجل
(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا حديث صحيح
وفيه التفريق بين كلام النفس والكلام المسموع فهو تعالى متكلم بهذا وبهذا وهو الذي كلم موسى تكليما وناداه من جانب الطور وقربه نجيا. ا. هـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:43 م]ـ
ولكن ينبغي أن نعرف أن الكلام النفسي في هذا الحديث يختلف عن الكلام النفسي المزعوم عند الأشاعرة.
فالكلام النفسي عند الأشاعرة هو شيء واحد قديم من صفات الذات في الأزل، أما الكلام النفسي في هذا الحديث فهو أفراد حادثة لصفة الكلام.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:49 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي مالك
لكن هل يجوز في لغة العرب إطلاق لفظة " الكلام " على حديث النفس والذكر في النفس؟
فإن كان يجوز فدلونا عليه
وإن كان لا يجوز فالباب مغلق ابتداءا في أوجه الأشاعرة:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:52 م]ـ
صحيح وفقك الله
ولذلك قال في الحديث (ذكرته في نفسي) ولم يقل (كلمته في نفسي).
وحتى لو فرض أن الكلام يمكن أن يطلق على ما في النفس، فلا بد أن يكون ذلك مقيدا، وقد قيد في هذا الحديث (في نفسي).
والله أعلم.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:04 م]ـ
حديث النفس لا يسمى كلاما
وذلك لحديث رسول الله إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به
ففرق بين حديث النفس وبين الكلام
ولو كان حديث نفس يسمى كلاما لبطلت به الصلاة والله اعلم
وراجع شرح الطحاوية لابن ابي العز الحنفي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:09 م]ـ
وجدت الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الطحاوية يقول:
" (كَلامُ الله) هذا اللفظ الثاني، كلام الله هو صفة من صفاته.
والكلام أصله في اللغة: ما سُمِعَ من الأقوال وتَعَدَّى قائله.
وهذا مأخوذ من اشتقاق المادة أصلاً، مادة (الكاف واللام والميم).
فإنَّ (كَلَمَ) هذه تدل على قوة وشدة في تصريفاتها وتفريعاتها في لغة العرب كما حرَّرَ ذلك العلامة ابن جني في كتابه (خصائص اللغة).
وهذا يدل على أنَّ حديث النفس لا يسمى في اللغة كلاماً، وعلى أنَّ القول الذي يسمعه صاحبه دون غيره -يعني ما يجريه على نفسه- لا يسمى كلاماً - يعني في اللغة -، أو يحرك به لسانه لا يسمى كلاماً حتى يُسمِعَ غيره.
وهذا يدل عليه من حيث الاشتقاق الأكبر والأوسط أنَّ هذه الأحرف الثلاثة هذه (كَلَمَ) حيثما فَرَّقْتَهَا لا تدل على خفاء ولا تدل على لين ولا تدل على رخاوة؛ بل هي تدل على قوة وصلابة وشدة.
فخذ مثلا كَلَمَ بمعنى جَرَحَ.
وكَلَّمَ بمعنى تحدّث.
وقلب هذه الكلمة مَلَكَ فيه قوة.
ولَكَمَ فيه قوة.
وكمُلَ فيها قوة.
فحيث تَصَرَّفت هذه المادة وقَلَّبْتَهَا مُسْتَخْدِمَاً الاشتقاق الأكبر أو الاشتقاق الأوسط فإنَّ هذا يدل على قوة وشدة، ولا يدل على خفاء ورخاوة ولين، وهذا أصل مهم في هذا الباب في فهم معنى الكلام لغة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/182)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:42 م]ـ
هذا الآن ملخص الأدلة التي تنفي أن يكون الكلام بمعنى ما في النفس
(منقول)
الدليل الأول: قول النبي إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وقوله:"إن الله يحدث من أمره ما شاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة"
وقد اتفق العلماء على أنه إذا تكلم في الصلاة عامدا لغير مصلحتها بطلت صلاته، واتفقوا كلهم على أن ما يقوم بالقلب من حديث لا يبطل الصلاة، وإنما يبطلها التكلم بذلك، فعلم اتفاق المسلمين على أن هذا ليس بكلام.
الدليل الثاني: ما جاء في الصحيحين عن النبي أنه قال:" إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به"
فقد أخبر أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم، ففرق بين حديث النفس وبين الكلام، وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به، والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء، فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة لأن الشارع كما قرر إنما خاطبنا بلغة العرب.
الدليل الثالث: ما جاء في السنن من أن معاذا قال له يا رسول الله:"وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به"، فقال: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"
فبين أن الكلام إنما هو ما يكون باللسان.
الدليل الرابع: ما جاء في الصحيحين عنه أنه قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
فجعل محل الكلام اللسان
الدليل الخامس: قول الله تعالى (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)
فجعل الكلام ما يخرج من الفم لا ما يقع في النفس إذ أن ذلك يسمى اعتقادا لا كلاما
الدليل السادس: قول الله تعالى حكاية عن مريم (إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا)
مع أننا نقطع أنه يقع في نفسها أحاديث ومعاني ولو كان ذلك كلاما لما صح صومها
الدليل السابع: قول الله تعالى لنبيه زكريا (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا)
فنفى عنه الكلام مع القطع بأنه يقع في نفسه معانيه.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
بارك الله فيك اخي رشيد
لكن الذهبي رحمه الله قال: وفيه التفريق بين كلام النفس والكلام المسموع فهو تعالى متكلم بهذا وبهذا وهو الذي كلم موسى تكليما وناداه من جانب الطور وقربه نجيا
تمعن في قوله: فهو متكلم بهذا وبهذا
وهذا الذي كان يبحث عنه شيخنا الفاضل عبد الحكيم ناصري لما قال ان كان هناك من سلفني في هذا التقسيم
وفقك الله يا رشيد
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:57 م]ـ
نعم نعم وجدنا سلفاً للشيخ عبد الحكيم .. هذه مسألة بل هي المراد من فتح الموضوع هذا
لكن
هناك مسألة ثانية نتجت هنا وهي هل ثبت في لغة العرب اطلاق لفظة " الكلام " على الذكر في النفس وحديث النفس؟
وجدتُ يا أخي ابراهيم أن أول من قال إن الكلام يطلق على المعنى النفسي هو عبد الله بن سعيد بن كُلاّب، رأس الطائفة الكلابية
ولم يسبقه إليها أحد
وهو متأخر في زمن محنة أحمد بن حنبل، وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة وعلماء البدعة
.
وقد رأيت كلام الشيخ صالح آل الشيخ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 04:42 م]ـ
.
.
.
.
قال شيخ الإسلام: "وفى الجملة حيث ذكر الله في كتابه عن أحد من الخلق من الأنبياء أوأتباعهم أو مكذبيهم أنهم قالوا ويقولون وذلك قولهم وأمثال ذلك فإنما يعني به المعنى مع اللفظ، فهذا اللفظ وما تصرف منه من فعل ماض ومضارع وأمر ومصدر واسم فاعل من لفظ القول والكلام ونحوهما إنما يعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب إذا كان لفظا ومعنى، وكذلك أنواعه كالتصديق والتكذيب والأمر والنهى وغير ذلك، وهذا مما لا يمكن أحداً جحدُه، فانه أكثرُ من أن يحصى، ولم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وتابعيهم لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة، بل أول من عرف في الإسلام أنه جعل مسمى الكلام المعنى فقط هو عبد الله بن سعيد بن كُلاَّب، وهومتأخر في زمن محنة أحمد بن حنبل، وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة وعلماء البدعة، فيمتنع أن يكون الكلام الذي هو أظهر صفات بني آدم كما قال تعالى: {فورب السماء والأرضإنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} ولفظه لا تحصى وُجُوهُهُ كثْرةً لم يعرفه أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى جاء من قال فيه قولا لم يسبقه إليه أحدٌ من المسلمين ولاغيرهم " مجموع الفتاوى (7/ 134).
.
.
.
.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم
لقد اتصلت هاتفيا بشيخنا الجليل و أعلمته بما ذكرتم لنا فكان رده كالتالي:
ان الكلام النفسي ورد في القران فضلا عن كلام العرب في قوله تعالى: ويقولون في أنفسهم ... ولاشك ان جمهورا من علماء اللغة عرفوا الكلام بانه قول ... كما في قطر الندى
والذكر كذالك هو كلام وقول اذ انه لا يكون الا باللسان أصلا ثم استعمل فيما يستحضره الرجل في القلب والعقل وفي الاثر (ذكرته في ملإ) هذا فيه تقييد الذكر الاول الذي في قوله (ذكرته في نفسي) بالكلام والقول في النفس , لان تقدير الثاني ذكرته يعني تكلمت عنه واثنيت عليه في ملإ خير منهم
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/183)
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:51 ص]ـ
وهناك حديث آخر أخرجه البخاري تعليقا وأحمد بتمام سياقه وهو صحيح من حديث جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن عبد الله بن أُنيس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله تعالى العباد أو قال يحشر الله الناس قال وأومى بيده إلى الشام عراة غرلا بهما قال قلت ما بهما قال ليس معهم شيء فينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ... الحديث
هل سبق أحد إلى الإستدلال بهذا الحديث؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:17 ص]ـ
أخانا أبا بكر التونسي إن كنت تقصد بحديث (ينادي بصوت .. ) .. هل استدل به أحد من أهل السنة على إثبات الصوت لكان الأولى بك أن تقول وهل لم يستدل بهذا الحديث أحد من الأئمة.
فهو العمدة في إثبات الصوت.
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
عجباً من الأشاعرة!
الأدلة التي تناقض جزئيات مذهبهم أمتن من الصواعق المرسلة، ومع ذلك ....... لا حول ولا قوة إلا بالله!
لكن والحق يقال، فقد أشكل علي من أدلتهم أمران:
قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في السقيفة: (زوَّرت في نفسي كلاماً)
وقد ذكر هذا اللفظ الباقلاني في الإنصاف وهو في البخاري بلفظ (وكنت قد زورت مقالة أعجبتني)
وحديث البخاري:
عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟]. قالوا: بلى يا رسول الله. قال [الإشراك بالله وعقوق الوالدين] وجلس وكان متكئا فقال [ألا وقول الزور]. فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ... قالوا ومن المعلوم أنهم لم يقولوا بلسانهم شيئاً
هل عند الأخوة تعليق على هذين النقلين؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:59 ص]ـ
نعم أخي ابراهيم
الكلام هو قول كما في قطر الندى " الكلمة قول مفرد "، هذا لا بد منه لأن القول أعم من الكلام
وفي ألفية ابن مالك:
8 ـ كلامنا لفظ مفيد كاستقم * * * واسم وفعل ثم حرف الكلم
9 ـ واحده كلمة والقول عم * * * وكِلْمة بها كلام قد يُؤَم
قوله (و القول عم) أي أن القول يعم الجميع.
لكن من قال أن القول هو حتما كلام؟ بتعبير آخر من قال أن كل قول كلام؟
هذا محل بحثنا فيما أظن
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:37 م]ـ
أخي الحبيب نور الدين الشامي
الاثران الذان اوردتهما هنا يؤيدان القول بورود الكلام النفسي في النص ولغة العرب خلافا لمن قال لا وجود لشيئ اسمه كلام نفسي في الوحيين وكلام العرب
هذا الذي افهمه ولعل الاخ رشيد يفيدنا اكثر وغيره كذالك
وفقك الله تعالى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لكن والحق يقال، فقد أشكل علي من أدلتهم أمران:
قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في السقيفة: (زوَّرت في نفسي كلاماً)
وقد ذكر هذا اللفظ الباقلاني في الإنصاف وهو في البخاري بلفظ (وكنت قد زورت مقالة أعجبتني)
الجواب عليه أن عبارة " مقاله " و عبارة " كلام " هنا بحسب المآل أي أنه هيأها وزوقها في نفسه ليقولها لتصير مقالاً وكلاماً له
لاحظ أنه لم يقل تكلمتُ في نفسي
وحديث البخاري:
عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟]. قالوا: بلى يا رسول الله. قال [الإشراك بالله وعقوق الوالدين] وجلس وكان متكئا فقال [ألا وقول الزور]. فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ... قالوا ومن المعلوم أنهم لم يقولوا بلسانهم شيئاً
هل عند الأخوة تعليق على هذين النقلين؟
الجواب عليها أن هذا مثل قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ}؛ وكما سبق أن ذكرنا أن القول أعم من الكلام بكثير فهو يشمل اللفظ المفيد والغير المفيد والمهمل والكلام وحديث النفس.
ويشمل أيضاً الفعل فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ بَنُو سَاعِدَةَ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ بَسَطَهُنَّ كَالرَّامِي بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ) رواه البخاري.
.
والله أعلمُ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:04 ص]ـ
صحيح وفقك الله
ولذلك قال في الحديث (ذكرته في نفسي) ولم يقل (كلمته في نفسي).
وحتى لو فرض أن الكلام يمكن أن يطلق على ما في النفس، فلا بد أن يكون ذلك مقيدا، وقد قيد في هذا الحديث (في نفسي).
والله أعلم.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
إثبات القول لله عزّ وجل وهذا كثير في القرآن الكريم، وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة من أن كلام الله يكون بصوت، إذ لا يطلق القول إلا على المسموع.
فإن قال قائل: أليس الله تعالىيقول: (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ) (المجادلة: الآية8) وهذا قول يقولونه بقلوبهم؟
فالجواب: بلى، لكن هذا القول مقيد (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) وأما إذا أطلق القول فالمراد به ما يُسمع. ا. هـ. (شرح الأربعين النووية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/184)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 05:27 م]ـ
واستدل به الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139237
السلام عليكم
قد دلل شيخ الاسلام والشيخ صالح على قوليهما بأن اعتبار الكلام النفسي فقط كلام هو بدعة في لغة الصحابة ومن سبقهم ومن جاء بعدهم
حتى ... جاء ... عبد الله بن سعيد بن كلاب وهو متأخر فى زمن محنة أحمد بن حنبل وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة وعلماء البدعة.
أما نقل أختنا لقول الذهبي فلعله ليست فيه حجة إلا أن يكون هو في حد ذاته حجة - أي الذهبي -، ولعل الأمر ليس كذلك.
إنما الأخت كانت مجيبة على طلبي لا غير. أي ذكرت لنا من سبق شيخنا عبد الحكيم.
والله أعلمُ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 07 - 10, 09:50 م]ـ
هل من مُفيد لنا أكثر؟
ـ[العلوشي الشنقيطي]ــــــــ[27 - 07 - 10, 10:14 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي مالك
لكن هل يجوز في لغة العرب إطلاق لفظة " الكلام " على حديث النفس والذكر في النفس؟
فإن كان يجوز فدلونا عليه
وإن كان لا يجوز فالباب مغلق ابتداءا في أوجه الأشاعرة:)
قال الاخطل
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا
لان النطق هو القوة المفكرة وليس النطق فقط
ولهذا ميز الانسان عن الحيوانات الاخرى بانه الحيوان الناطق
او الجسم الحساس النامي الناطق
هذا على طريقة المتكلمين طبعا
ومن هنا وقع خطؤهم بان جعلوا لله صفة نفسية
تعالى الله عن ذالك
فان الصفات يقسمونها الى معنوية وسلبية ونفسية والنفسية هي الوجود
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[28 - 07 - 10, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
الحمد لله كلام شيخنا عبد الحكيم ناصري حفظه الله ورعاه ابين من ان يبين ومقام الاستدلال من الحديث نصي صريح في التفريق بين الكلام النفسي والكلام المطلق ومزيدا للفائدة اقول ان الكلام يطلق على التكلم وهو المصدر اي الحدث نفسه ومنه قول الشاعر
كلامك هندا وهي مصغية يشفيك****قلت صحيح ذاك لو كان
وعلى هذا يتخرج الحديث اي اذا ذكر العبد ربه في نفسه وهو نفس الحدث اي المصدر قابله الله بالذكر في نفسه على ما يليق بالله جل وعلى فهنا قيد الذكر بالنفس فدل عليه واما الذكر المطلق لم يقيده وانما ذكر مقامه اي اذ ذكره العبد في ملاء الحال ان الله يذكره في ملاء افصل منه زيادة في الفضل وترغيبا في الذكر
وقول الاخ ابو مالك العوضي فالكلام النفسي عند الأشاعرة هو شيء واحد قديم من صفات الذات في الأزل، أما الكلام النفسي في هذا الحديث فهو أفراد حادثة لصفة الكلام.
اقول ان الحديث يرد على الاشاعرة في القولين اطلاق لفظ الكلام على الكلام النفسي ونفي الصفة الفعلية من صفة الكلام فهو بيان لمجمل الحق في المسالة لا اختصاص لجزئية منها في ردها اذ الحق سابق على الباطل.
ويطلق الكلام عند كثير من المتاخرين عن المعاني التي في النفس وهذا لادليل عليه لا من اللغة و لا من الشرع ومن هنا حرفو صفة الكلام
واجمع اهل اللغة ان مسمى الكلام اذا اطلق لفظ الكلام والقول بدون قرينة انصرف الى المعنى واللفظ جميعا مثل لفظ انسان اذا اطلق فانه ينصرف الى الى الجسد واروح جميعا لا اختصاص ولا ترجبح لاحدهما عن الاخر عند الاطلاق الا بقرينة ومن ذلك قال تعالى *ويقولون في انفسهم* فقيده لانه لو اطلقه لانصرف الى اللفظ والمعنى جميعا.
فلا يطلق الكلام على المعنى النفسي البتة الا بقرينة
والله اعلم
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[28 - 07 - 10, 03:15 ص]ـ
بالنسبة لأول المشاركة: من استدل به؟ فكثير من أهل السنة يستدلون بالحديث أعلاه ..
أما هل هو ملزم للاشاعرة؟
الجواب: لا ليس بملزم لهم ...
لأنهم لا يقبلون بأحاديث الآحاد في العقيدة ..
وهو معول اخترعه المعتزلة ليبطلوا به الاستدلال بالسنة رأسا ..
والله أعلم.(56/185)
هل نثبت لله تعالى أنه لاينزل إلا الثلث الأخير من الليل؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 09:51 ص]ـ
هل نثبت لله تعالى أنه لاينزل إلا الثلث الأخير من الليل؟
وغيره مما ثبت في نزوله
وننفي ماعداه
بأن نقول ولا ينزل غير هذا حسب علمنا
أرجو إفادتي وشكرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:34 ص]ـ
نُثبِت ما دل عليه الدليل كنزوله في الثلث الأخير ويوم عرفة أو غيرها
أمَّا النفي فهو كالإثبات لا يكون إلا بدليل
فالأولى أن يقال ما ثبت في النزول نؤمن به ولا ننفي ما عداه الا بدليل
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:24 ص]ـ
لاشك ان النزول من الصفات الاختياريه (الفعليه) التي يفعلها الله تعالى متى شاء كيفما شاء وهي تتعلق بمشيئته واختياره سبحانه وتعالى
فثبت في الصحاح وتواتر من الاحاديث ان الله تعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا
وثبت في الحديث ان الله تعالى ينزل ليلة عرفه فهذا النزول للحجيج دون غيرهم ولو كان في عرفه
وثبت ان الله تعالى ينزل يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده
فالله على كل شيء قدير وماشاءه سبحانه وتعالى سيكون لامحاله
فنؤمن بالنزول كما ثبت به الاحاديث اما مالم يرد به دليل فلايقال فيه بنفي ولااثبات لان هذا الباب لامدخل للعقل فيه
وللتفصيل راجع شرح حديث النزول للامام ابن تيمية رحمه الله تعالى فهو مفيد جدا لمن طالعه
وكذلك كتاب النزول للامام الدارقطني رحمه الله تعالى
والله تعالى اعلم
ـ[ابو العابد]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:34 ص]ـ
جزاكما ربي كل خير
ووفقكما إلى الحق
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:07 م]ـ
هل نثبت لله تعالى أنه لاينزل إلا الثلث الأخير من الليل؟
وغيره مما ثبت في نزوله
وننفي ماعداه
بأن نقول ولا ينزل غير هذا حسب علمنا
أرجو إفادتي وشكرا
جزاكم الله خيراً على هذه الأجوبة الموفقة.
و يكمن تحرير الجواب بالدليل العقلي , بأن يقال:
بما أن أفعال الله تعالى مما لا يُعلم صدورها من جهته بدلالة الحس أو العقل , و إنما بطريق الشرع فقط , و بعد حصر و تتبع كل الأدلة الشرعية المتعلقة بالمسألة , يصبح عندنا علم قاطع 1 - بدلالة الإستقراء التام لأدلة الباب , 2 - و إنحصار ما يلصح للدلالة في العينة المستقرأة دون سواها.
فنقطع بإستحالة صدق دعوى نزوله - سبحانه و تعالى - في زمن لم يرد بالدليل الشرعي , كعصر يوم أمس مثلا , ومع ذلك لا يمتنع علينا إعتقاد أنه - سبحانه - يفعل مايشاء كيف و متى شاء , وذلك لأن إستحالة صدق الدعوى , لا يلزم منه وجوب كذبها , فقد يستحيل عندك إثبات صدقها و يستحيل إثبات كذبها في آن واحد , و ذلك لعدم وجود الدليل الذي يوجب الصدق أو الكذب عندك , فيلزمك التوقف مع القطع - بدلالة إستقراء ما يصلح أن يكون دليلا في الباب - بإستحالة إثبات صدق الدعوى المخالفة.
و مثل هذه المسألة ما أشار إليه الإمام الشوكاني في تفسيره , حينما ذكر قول بعض المفسرين - أظنه الرازي - حين قال ما معناه: أن ورود عدد السموات في القرآن الكريم و المذكور بسع سموات , لا يلزم منه حصر عددها في العدد سبعة , لأن الآيات في هذا المقام قد خلت من دلالة الحصر اللغوية كلفظ " إنما " وما في معناها من الألفاظ والأساليب.
و مثل هذا القول , يجاب عنه بإنحصار العلم , أي كالجواب السابق , بأن يقال: لا شيء من الأدلة يصلح للإستدلال في هذا الباب غير الأدلة السمعية , ولا شيء من الأدلة السمعية يدل على أن عدد السموات يزيد على العدد سبعة , و بذلك يثبت بطلان إعتقاد صدق دعوى أن عدد السموات أكثر من سبع سموات كما يقول الفلاسفة. و مع ذلك لا يستحيل عليه سبحانه أن يخلق مائة سماء.
و بذلك يصح لنا أن نمنع من صدق الدعوى , ولا ننفي القدرة.
ـ[ابو العابد]ــــــــ[17 - 08 - 09, 09:04 م]ـ
أشكركم على ما أدليتم به من الإجابة على السؤال
وأخص بالذكر أخي الفاضل أبوبكر الغنامي
على البسط والإيضاح مما اطمأنت إليه النفس بارتياح
وشكرا(56/186)
ـ تنوير العقول بنظم ثلاثة الأصول:
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 05:35 م]ـ
ـ الحمد لله رب العالمين هذه بدايات نظم متن الأصول الثلاثة أردت بعرضها هنا تعجيل المنفعة واستقبال التوجيهات والنصائح لترتقي إلى الأفضل والله أعلم.
ـ تنوير العقول بنظم ثلاثة الأصول:
ـ الحَمْدُ لِلَّهِ العَلِيِّ الوَاحِدِ ......... مُصَلِّياً عَلَى النَبِيِّ العَابِدِ.
ـ والآلِ وَالصَّحْبِ وَتَابِعِينَا .......... لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مُُوَحِّدِينَا.
ـ يَقُولُ مًصطفَى الْبَجَمْعَوِيُّ ........... رَحِمَهُ إِلهُنَا القَوِيُّ.
ـ لَمَّا رَأَيْتُ النَّظْمَ حُلْواً سَهَّلاً .... حِفْظَ العُلُومِ صَعْبَهَا قَدْ ذَلَّلاَ.
ـ يُصَيِّرُ المَنْثُورَ سَهْلَ المُرْتَقَى ..... سَلَكَهُ أَئِمَّةٌ ذَوُو تُقَى.
ـ أَحْبَبْتُ نَظْماً لِثَلاَثَةِ الْأُصُولْ .... سَمَّيْتُهُ يَاصَاحِ تَنْوِيرُ الْعُقُولْ.
ـ سَهْلُ البُحُورِ للأَرِيبِ الرَّجَزُ ........ لِذَا رَكِبْتُهُ بِهِ سَأَخْرُزُ.
ـ نَظْمُ أَتَاكَ دُرَراً جُمَانَا .......... فَلْنَسأَلِ الإخلاصَ مِنْ مَوْلانَا.
ـ فَلْنَنْوِ رَفْعَ الجَهْلِ عَنْ أَنْفُسِنَا ..... كَذَا عَنِ الْوََرَى تَذَكَّرْ وَافْطُنَا.
ـ وَبالإِمَامِ أَقْصِدُ المُجَدِّدَا ............... مُحَمَّدُ التَّقِيُّ جَا مُوَحِّدَا.
ـ أَرْجُوا بِهِ مَثُوبَةً فِي الآجِلَهْ ....... قَالَ الإِمَامُ بَعْدَ ذِكْرِالبَسْمَلَهْ.
ـ فَلْتَعْلَمَنْ رَحِمَكَ الرَبُّ العَلِي ............. لَزِمَنَا تَعَلُّمُ المَسَائِلِ.
ـ الأَربَعِ العِلْمُ كَذَاكَ العَمَلُ .......... بِهِ وَدَعْوَةٌ إِلَيْهِ تَحْصُلُ.
ـ صَبْرٌ عَلَى الإِيذَاءِ فِيهِ رَابِعٌ ......... مَنْ حَازَهَا للأَنْبِيَاءِ تَابِعٌ.
ـ وَ العِلْمُ ذُو دَعَائِمٍ يَشْمَلُهَا ........ ثَلاثَةُ الأُصُولِ ذَا مُجْمَلُهَا.
ـ مَعْرِفَةُ الإلَهِ وَ الرَّسُولِ ............ مَعْرِفَةُ الإِسْلاَمِ بِالدَّلِيلِ.
ـ دَلِيلُهَا فِي سُورَةٍ (وَالعَصْرِ) .... تَفْسِيرُهَا: جَمِيعُنَا فِي خُسْرِ.
ـ إِلاَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ..... الصَّالِحَاتِ بِالتَّوَاصِي عَامَلُوا.
ـ بَعْضَهُمُ بَعْضاً عَلَى الحَقِّ كَذَا ... لُزُومِ صَبْرٍ ذِي خِصَالٌ تُحْتَذَى.
ـ لَوْ أُنْزِلَتْ لِوَحْدِهَا فَقَطْ كَفَى ... أَفَادَنَاهُ الشَّافِعِيُّ فَاعْرِفَا.
ـ حَوَتْ بَرَاهِينَ تُضِيءُ سَاطِعَهْ ... كَذَا عُلُوماً لِلْعِبَادِ نَافِعَهْ.
ـ الجُعفِي: عِلْمٌ قَبْلَ قَوْلٍ أَوْ عَمَلْ ... مُخَالِفٌ طَرِيقَ حَقٍّ مَنْ جَهِلْ.
ـ .............................. مُتَرْجِمٌ بِذَاكَ فِي الصَّحِيحِ قُلْ:
ـ عِلمٌ بِلا إلهَ إلاَّ اللهُ ....... ...... مُقَدَّمٌ دَلِيلُهَا تَرَاهُ.
ـ فِي آيَةٍ تُوجَدُ فِي مُحَمَّدِ .... .. وَرَقْمُهَا تِسْعَةَ عَشْرَةَ اعْدُدِ.
ـ لاَ تَدْعُوَنَّ معْ إلَهِي أحَداً .......... بُرْهَانُهُ أَنَّ لَهُ المَسَاجِدَا.
ـ دَلِيلُ هَذَا كَائِنٌ فِي آيَهْ ........... فِي سُورَةِ الجِنِّ بِهَا كِفَايَهْ.
ـ لِرَبِّنَا صَلاَتُنَا وَذَبْحُنَا ......... كَذَا لَهُ حَيَاتُنَا مَمَاتُنَا.
ـ كَذَلِكُمْ قَدْ قَالَ ابْرَاهِيمُ .... زَادَتْ لَهُ الصَّلاَةُ والتَّسْلِيمُ.
ـ وَ فِي الحَدِيثِ جَاءَ لَعْنُ مَنْ ذَبَحْ .. لِغَيْرِ رَبِّهِ فَضلَّ مَا فَلَحْ.
ـ وَ نَذْرُنَا عِبَادَةٌ دَلِيلُنَا ...... (يُوفُونَ بالنَّذْرِ) كَلاَمُ رَبِّنَا.
ـ وَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ (مَنْ نذَرا) ..... طَاعَةَ رَبِّهِ يُوَفِّي فَاحْذَرَا.
ـ نَذْراً لِعِصْيانٍ فَلاَ تُوَفِّي ...... وَقُلْ لِنَفْسٍ: اتَّقِي وَكُفِّ.
ـ وَصَارِفٌ عِبَادَةً لِغَيْرِ ...... إِلَهِهِ فَمُشْرِكٌ فَلْتَدْرِ.
ـ (فلا تخافُوهُمْ وَخَافُونِ) بِذَا ..... قَدْ ثَبَتَ الخَوْفُ عِبَادَةً خُذَا.
ـ وَحُجَّةُ اسْتِعَانَةٍ تَبِينُ ....... بِقَوْلِهِ (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
ـ (إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ) .... صَحَّ إِلَى نَبِيِّنَا الأوَّاهِ.
ـ والاِسْتِعَاذَةُ تَجِي فِي [النَّاسِ] ... وَالفَلَقِ الدَّلِيلُ كَالأَسَاسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/187)
ـ وَشَاهِدُ الدَّلِيلِ: (قُلْ أَعُوذُ) ..... إلَى العَلِي مُوَحِّدٌ يَلُوذُ.
ـ بِ (وَأنِيبُوا .. ) حُجَّةُ الإِنَابَهْ .... وَقَاكَ رَبُّنَا العَلِي عَذَابَهْ.
ـ من كان داعياً إلَى القِبَابِ ..... تمَسُّحٌٍ بالطِّينِ والتُّرَابِ.
ـ دَاعيَةٌ للشِّرْكِ وَالعَذَابِ .... قَدْ صَارَ طَاغُوتاً بِلاَ ارْتِيَابِ.
ـ غَدَى بِذَا أَضَلَّ مِنْ دَوَابِ ... أَضَلَّ مِن حميرٍ اَوْ كِلاَبِ.
ـ وَيَسْتَحِقُّ اللَّعْنَ والخُلُودَا .... في النَّار، عَادَى رَبَّنا الْوَدُودَا.
ـ وَلاَ يُصلِّ مُسْلِمٌ عَلَيْهِ ..... إِنْ مَاتَ وَهْوَ ثَابِتٌ عَلَيْهِ.
ـ مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ ........ صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا الرّحِيمُ.
ـ بَعَثَهُ الإِلهُ بالتَّوْحِيدِ ...... مُحَرِّماً عِبَادَةَ العَبِيدِ.
ـ هُوَ: ابنُ عَبْدِ اللَّهِ فَابْنُ عَبْدِ .... مُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ذُو مَجْدِ.
ـ القُرَشِي وَهذِهِ مِنَ العَرَبْ ..... وَعَربٌ تَمَيَّزُوا ذَوُو نَسَبْ.
ـ مِنْ نَسْلِ إِسْمَاعِيلَ يَا ذَكِيُّ ..... ابْنُ الخَلِيلِ ذَلِكَ النَبِيُّ.
ـ مَدْلُولُ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ ....... لا تَعْبُدُوا بالحَقِّ قُلْ: إِلاَّهُ.
ـ فَكُلُّ مَعْبُودٍ سِوَاهُ بَاطِلُ ...... وَمُشْرِكٌ مِنَ الدَّلِيلِ عَاطِلُ.
ـ فَإِنْ سُئِلْتَ يَا أخِي: مَنْ رَبُّكَا ...... أجِبْ: مُرَبِّي عَبْدَهُ أيْ نَفْسُكَا.
ـ وَهْوَ مُرَبِّي الْعَالَمِينَ بِالنِّعَمْ ........ وَهْوَ الإلَهُ فَالشَّرِيكُ ذُو عَدَمْ.
ـ وَكُلُّ مَا سِوَى الإِلَهِ عَالَمُ ...... وَ أَنْتَ مِنْ أَفْرَادِهِ يَا فَاهِمُ.
ـ مَسْأَلَةٌ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَا ...... آيَاتُهُ وَخَلْقُهُ يَدُلُّكَا.
ـ آيَاتُهُ كَاللَّيْلِ والنَّهَارِ ....... وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ذِي الأَنْوَارِ.
ـ وَخَلْقُهُ مِثْلَ السَّمواتِ العُلَى ...... وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَالحَقُّ انْجَلَى.
ـ دَلِيلُ آيٍ كَائِنٌ فِي فُصِّلَتْ ..... (لاَ تَسْجُدُوا للشَّمْسِ) فِيهَا وُجِدَتْ.
ـ دَلِيلُ خَلْقٍ جَاءَ فِي الأَعْرَافِ ..... ذا شَاهِدٌ عَلَى المُرَادِ كَافِ.
ـ وَرَبُّنَا العَلِي هُوَ المَعْبُودُ ...... فِي البَقَرَهْ دَلِيلُهُ مَوْجُودُ.
ـ أَوَّلُ أَمْرٍ جَاءَ فِي القُرْآنِ ..... الأَمْرُ بالتَّوحِيدِ للرَّحْمَنِ.
ـ قَالَ تَعَالَى ذُو الجَلاَلِ الأَحْكَمُ: .. (يَا أَيُّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
ـ وَسَمِّ بالطَّاغُوتِ مَا تَجَاوَزَا ..... عَبْدٌ بِهِ حَدّاً لَهُ وَمَيِّزَا.
ـ سَوَا يَكُنْ مَعْبُوداً اَوْ مَتْبُوعَا ..... كَذَا المُطَاعُ فَاحْفَظِ الجَمِيعَا.
ـ عَرَّفَهُ بِذَلِكَ ابْنُ القَيِّمِ ...... مُجَاهِدٌ مُحَقِّقٌ ذُو شِيَمِ.
.................... أَو نَقُول:
ـ عَرَّفَهُ ابْنُ القَيِّمِ الإِمَامُ ....... مُجَاهِدٌ مُحقِّقٌ هُمَامُ.
ـ كَثِيرَةٌ هِيَ الطَّوَاغِيتُ اسْمَعَنْ .... رُؤُوسُهَا فِي خَمْسَةٍ يَا مَنْ فَطُنْ.
[خاتمة]
ـ مَتْنٌ عَظِيمٌ وَكَثِيرُ البَرَكَهْ ...... تَنْجُوا بِهِ تِلْكَ النُّفُوسُ المُشْرِكَهْ.
ـ شَرَحَهُ أَئِمَّةٌ كِبَارُ ............ يَحْفَظُهُ الشُّيُوخُ وَ الصِّغَارُ.
ـ لِنَجْلِ قَاسِمٍعَلَيْها حَاشِيَهْ ....... لِدُرَرٍ مِنَ العُلُومِ حَاوِيَهْ.
ـ أَئِمَّةُ الدَّعْوَةِ دَرَّسُوهَا ............ دَعائِمُ التَّوحِيدِ كَرَّسُوهََا [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1).
ـ قَدْ أدْخَلُوا الأعْمَالَ فِي التَّوْحِيدِ .... وَحَارَبُوا الدَّاعِي إِلَى التَّنْدِيدِ.
ـ كَذَا ابْنُ بَازٍ شَرْحُهُ مَتِينُ ................. عَلاّمَةٌ وَصَادِقٌ أمِينُ.
ـ وَابْنُ عُثَيْمِينَ التَّقِيُّ العَالِمُ ............. وَشَرْحُهُ مُيَسَّرٌ مُلائِمُ.
ـ شرحها العلاَّمةُ الفَوزانُ ............ حَفِظَهُ إِلَهُنَا المَنَّانُ.
ـ وَغَيْرُهُمْ مِنَ المَشَايِخِ الهُدَاةْ .......... تعدادُهُمْ يَطُولُ أَيُّهَا الثِّقاتْ.
ـ تِلْكَ شُرُوحُ العُلَمَاءِ الكُمَّلِ ........ أُسْلُوبُهَا غَيْرُ مُعَقَّدٍ جَلِيْ.
ـ فلْتَحْفَظَنْ ثَلاثَةَ الأُصُولِ ......... وَصِيَّةٌ مِنْ عُلَمَا فُحُولِ.
ـ وإن شئت قُل:
ـ فلْتَحْفَظَنْ ثَلاثَةَ الأُصُولِ ........... وَصِيَّةُ الْأَئِمَّةِ الفُحُولِ.
ـ لاتُصغِيَنَّ للمُنَاوِئِينَا ............ لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى المُزَهِّدِينَا.
ـ مَنْ جَهِلُوا تَوْحِيدَنَا عَادَوْهُ .......... بِتُهَمٍ عَظِيمَةٍ رَمَوْهُ.
ـ وقدْ يَكُونُ ذَاكَ عنْ عِنَادِ ... كَمْ أَفْسَدُوا فِي الأَرْضِ وَالبِلاَدِ.
ـ مِنْ قِلَّةِ السَّالِكِ لاَ تَسْتَوْحِشَنْ .. عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ كَابِدْ واصْبِرَنْ.
ـ فَاعْنَ بِهاِ وَذَا بِشَرْطِ العَمَلِ ..... بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ طَرِيقَ الكَسَلِ.
ـ ............................ بِمُقْتَضَاهَا، دَعْ صَنِِيعَ الهَمَلِ.
ـ لاَ تَنْسَ دَعْوَةً لِهَذَا النَّاظِمِ ... حِينَ السُّجُودِ للعَلِيِّ العَالِمِ.
ـ أنْ يَغْفِرَ الذُّنُوبَ وَالخَطَايَا ... أَكْرَمَكَ الإِلَهُ بِالعَطَايَا.
ـ والحمدُ للّهِ عَلى التَّمامِ ...... صَلاَةُ رَبِّنَا مَعَ السَّلاَمِ.
ـ عَلَى النَبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدِ .... وَكُلِّ تَابِعٍ لَهُ مُوَحِّدِ.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) التَّكريسُ تَأسِيسُ البناءِ وقَدْ كَرَّسَهُ. اهـ. [تاج العروس مادة [ك،ر، س]]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/188)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 05:45 م]ـ
ـ وقد كنت عرضته سابقا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=893531#post893531
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:22 م]ـ
اللهم بارك .. بارك الله فيكم ورزقكم العلم النافع والعمل الصالح
أخوك المحب
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:00 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
ـ[محمدزين]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أخي الفاضل هل اطلعت على منظومات الأصول الثلاثة الأخرى كنظم الأنصاري و نظم إسراج الخيول للشيخ سعود الشريم ونظم قبس الوصول للشيخ حماد الشنقيطي
أخي الكريم فإن كنت قد اطلعت عليها فما الذي يميز منظومتك عن باقي تلك المنظومات
والله يعلم أني لا أقصد من هذا تثبيطك أبدا وإنما قلت في نفسي لعلك لم تطلع على منظومات من نظمها قبلك
وبالله التوفيق
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 05:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أخي الفاضل هل اطلعت على منظومات الأصول الثلاثة الأخرى كنظم الأنصاري و نظم إسراج الخيول للشيخ سعود الشريم ونظم قبس الوصول للشيخ حماد الشنقيطي
أخي الكريم فإن كنت قد اطلعت عليها فما الذي يميز منظومتك عن باقي تلك المنظومات.
ـ ولم أوردت هذا السؤال؟
والله يعلم أني لا أقصد من هذا تثبيطك أبدا وإنما قلت في نفسي لعلك لم تطلع على منظومات من نظمها قبلك
وبالله التوفيق.
ـ
نعم اطلعت عليها والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:23 ص]ـ
أنا من وجهة نظري أن حفظ الأصول الثلاثة نثراً أفضل منه نظماً لأنه يربطك بالآيات والأحاديث ..
وبورك فيك ..
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 04:33 م]ـ
أنا من وجهة نظري أن حفظ الأصول الثلاثة نثراً أفضل منه نظماً لأنه يربطك بالآيات والأحاديث ..
وبورك فيك ...
وفيك بارك الله.(56/189)
سلسلة التآليف في عقيدة أهل السنة والحلقات المفقودة
ـ[أبو البشير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 06:40 م]ـ
أمر يراودني بين الحين والحين، وهو أني ألاحظ أن المؤلفات في عقيدة أهل السنة سلسلة بها حلقات مفقودة، فمن القديم كانت مؤلفات اللالكائي وابن بطة وابن خزيمة وغيرهم،
ثم انتشرت مؤلفات شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم (وذ1لك في اأواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن إلى منتصفه) ثم مؤلفات شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب ومشايخ الدعوة
النجدية، هكذا أرى الوضع - وأظنني لقلة اطلاعي مخطئا أو مقاربا للخطأ، لكن هكذا ألاحظ - على حين إن التأليف في بقية العلوم كالفقه والأصول وغيرها لا نكاد
نرى هذه الحلقات المفقودة بل هي سلاسل متصلة، في كل عصر مؤلفات ومؤلفات.
فهل ملاحظتي صحيحة، أم أنني مخطأ، وإذا كنت مخطئا فأرجو وضع المؤلفات العقدية لأهل السنة في كل عصر ولو بصورة مختصرة تثبت اتصال السلسلة؟
وإذا كانت ملاحظتي صحيحة - وأرجو ألا تكون كذلك - فما هو التفسير لهذا الأمر؟
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:10 م]ـ
للفائدة:
اقرأ كتاب تاريخ تدوين العقيدة السلفية للشيخ عبدالسلام بن برجس العبد الكريم ط. دار الصميعى
ـ[أبو البشير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم، وأنا أحاول الآن البحث عنه
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:30 م]ـ
((دليل المكتبة العقدية))
معجم موضوعي للكتب والرسائل والبحوث في العقيدة
إعداد
محمد بن عبد العزيز بن محمد الشايع
طبع
دار زدني للطباعة والنشر
الطبعة الأولى 1428هـ / 2007م
ويقع الكتاب في (702) صفحة وهو على درجة عالية من الأهمية في معرفة ما طبع من الأبحاث في فروع العقيدة المختلفة، أسأل الله أن يجزي مؤلفه خيرًا وأن يجعله في ميزان حسناته.
صورة الغلاف فى المرفقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132414
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:33 م]ـ
تدوين علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة مناهجه ومصنفاته (جمع ودراسة لمؤلفات أهل السنة والجماعة مع تتبع للمخطوط والمفقود منها). للدكتور يوسف الطريف، الطبعة الأولى 1430هـ دار ابن خزيمة
ـ[أبو البشير]ــــــــ[25 - 07 - 09, 09:01 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا، لكن ليس عندي الآن من تلك الكتب شيء، فلو تفضل أحدكم وذكر لي من خلالها كتابين أو ثلاثة في تلك الفترات التي كنت أظن أنها من الحلقات المفقودة(56/190)
الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى العقيدة
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ..
فهذه دعوة للمشاركة فى جمع الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى العقيدة للحذر والتحذير منها
و بالله التوفيق ..
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
1 - " من قال: لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله يبقي ويفني كل شىء، عوفي من الهم والحزن ".
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (427)
2 - " لواعتقد أحدكم بحجر لنفعه ".
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (450)
3 - " الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي، وزيادته ونقصه كفر ".
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (464)
4 - " لولاك لما خلقت الأفلاك ".
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (282)
5 - " من حول خاتمه أو عمامته أو علق خيطا في أصبعه ليذكره حاجته فقد أشرك بالله عز وجل، إن الله هو يذكر الحاجات ".
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (267)
6 - " الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده ".
منكر. السلسلة الضعيفة للألبانى (223)
7 - " لأن أحلف بالله وأكذب، أحب إلي من أن أحلف بغير الله وأصدق "
موضوع. السلسلة الضعيفة للألبانى (91)
8 - " توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم ".
لا أصل له. السلسلة الضعيفة للألبانى (22)
9 - " حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة ".
منكر. السلسلة الضعيفة للألبانى (209)
10 - " إن الله عز وجل خلق السموات سبعا، فاختار العليا منها فسكنها، وأسكن سائر سمواته من شاء من خلقه، وخلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم،
واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم ".
منكر. السلسلة الضعيفة للألبانى (338)
يتبع إن شاء الله
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:12 ص]ـ
بارك الله فيك ... واصل موضوع مبارك إن شاءالله ...
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:22 ص]ـ
11 - " من لم يرض بقضاء الله، ويؤمن بقدر الله، فليلتمس إلها غير الله ".
ضعيف جدا. السلسة الضعيفة للألبانى (506)
12 - " أسست السموات السبع والأرضون السبع على (قل هو الله أحد) ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (592)
13 - " إن الله عز وجل يقول: أنا الله لا إله إلا أنا، ملك الملوك، ومالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، وإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع أكفكم مولككم ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (602)
14 - " الإيمان نصفان، نصف في الصبر، ونصف في الشكر ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (625)
15 - " إن الله عز وجل قد رفع لي الدنيا، فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كأنما أنظر إلى كفي هذه، جليانا من أمر الله عز وجل جلاه لنبيه كما جلاه للنبيين قبله ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (957)
16 - " إن لله ملائكة وهم الكروبيون، من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوقته مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (923)
17 - " ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا صعدت لا يردها حجاب، فإذا وصلت إلى الله عز وجل نظر إلى قائلها، وحق على الله أن لا ينظر إلى موحد إلا رحمه ".
منكر.السلسة الضعيفة للألبانى (919)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/191)
18 - " يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم، فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأو قد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأو قد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأو قد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لوأن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه، ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لوأن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فأموت، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي، فقال: تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به، فقال: مالي لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء! لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس، فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي ابتلي مثل ما ابتلي به هاروت وماروت، قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام، فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه، فارتفع جبريل عليه السلام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم؟! لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .. فنودي: يا محمد! لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (910)
19 - " كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (906)
20 - " جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول: لا إله إلا الله ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (896)
21 - " من لم يكثر ذكر الله تعالى قد برىء من الإيمان ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (890)
22 - " إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ".
منكر.السلسة الضعيفة للألبانى (866)
23 - " إن الله تعالى فضل المرسلين على المقربين، فلما بلغت السماء السابعة لقيني مالك من نور، على سرير من نور، فسلمت عليه، فرد علي السلام، فأوحى الله إليه: يسلم عليك صفيي ونبيي فلم تقم إليه، وعزتي وجلالي لتقومن فلا تقعدن إلى يوم القيامة ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (846)
24 - " إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته، فلا تقع عليه عين أحد إلا أحبه ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (806) وانظر (805)
25 - " الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (804)
26 - " من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له: اللهم أنت حي لا تموت، وخالق لا تغلب، وبصير لا ترتاب، وسميع لا تشك، وصادق لا تكذب ... (الحديث وفيه!) والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات والأسماء على صفائح الحديد لذابت، ولودعا بها على ماء جار لسكن، ومن بلغ إليه الجوع والعطش ثم دعا ربه أطعمه الله وسقاه، ولوأن بينه وبين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه إلى الموضع، ولودعي على مجنون لأفاق، ولودعا على امرأة قد عسر عليها ولدها لهو ن عليها ولدها. (الحديث وفيه) ومن قام ودعا فإن مات شهيدا، وإن عمل الكبائر، وغفر لأهل بيته، ومن دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (780)
27 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا ".
منكر جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (755)
28 - " قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس ربا غيري ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (747)
29 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) في جبهة إسرائيل ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (726)
30 - " من أشرك بالله فليس بمحصن ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/192)
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (717)
31 - " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه، و كان نقشه: أنا الله لا إله إلا أنا، محمد عبدي ورسولي ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (703) وانظر (702)
32 - " الإيمان بالنية واللسان، والهجرة بالنفس والمال ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (697)
33 - " أو حى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم: يا داود! ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت الهوى من تحت قدميه، وما من عبد يطيعني إلا و أنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (688)
34 - " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي، القدرية والمرجئة. قلت يا رسول الله: ما المرجئة؟ قال: قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل. قلت: ما القدرية؟ قال: الذين يقولون المشيئة إلينا ".
موضوع بهذا التمام.السلسة الضعيفة للألبانى (662)
35 - " كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث، [فبدأ بي قبلهم] ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (661)
36 - " عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك منذ كذا وكذا سنة (وفي رواية: ألف سنة)، ثم جعلتني في أس كنيف؟ فقال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجالس القضاة؟ ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (658)
37 - " إذا أضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (656)
38 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (655)
39 - " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا؟ قالوا: يا رسول الله الملائكة؟ قال: هم كذلك، ويحق ذلك لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها؟ بل غيرهم. قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة والرسالة؟ قال: هم كذلك ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها؟ بل غيرهم. قال: قلنا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني، ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (648) وانظر (647)
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 12:10 م]ـ
السلام عليكم الاخ الفاضل عبدالباقي السلفي بارك الله فيك فالموضوع مفيد جدا
لكن عندي وجهة نظر وهي انك تذكر احاديث بلفظ ضعيف وهي احاديث ثابتة صحيحه عن اهل العلم وانما نص الامام الالباني رحمه الله تعالى على لفظة معينة
مثال ذلك الحديث رقم 16 - " إن لله ملائكة وهم الكروبيون، من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوقته مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (923)
قلت:- جاء هذا الحديث من حديث جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (أذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش مابين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) هذا الحديث رواه ابوداود وصححه الالباني ورواه البيهقي في الاسماء والصفات قال الامام ابن كثير هذا اسناد جيد رجاله كلهم ثقات وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ا اسناده على شرط الصحيح وصححه الحاكم ورواه الضياء في المختاره
فالضعيف هو لفظة معينة وليس اصل الحديث فالحديث ثابت مشهور
2 - ذكرت الحديث رقم 19 وهو-
" كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (906)
قلت:-
هذا الاثر ثبت من قول ابن عباس وابي موسى الاشعرى رضي الله عنهما موقوفا
وهو بهذا اللفظ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه (الكرسي موضع القدمين والعرش لايقدره قدره الا الله تعالى) رواه الدارمي وصححه وقال هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهوراً وراوه ابن منده في التوحيد وصححه ورواه عبدالله بن احمد في السنة ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخان ووافقه الذهبي وقال في العلو رجاله ثقات ورواه البيقهي من حديث ابي موسى وقال هذا اثر صحيح عن ابي موسى
قال الامام الالباني رحمه الله تعالى صحيح موقوفا (بتصرف)
فياليت بارك الله فيك اخي الكريم اذا ذكرت حديثا فلتبين هل هو ضعيف مرفوعاً فقط وصحيح موقوفا أم الضعيف لفظة معينة من الحديث دون سائر الحديث وهكذا اما الموضوع فلااشكال فيه مثل حديث عرق الخيل رواه ابن ابي عاصم وحديث ان الله تعالى ينزل على جمل اورق يوم عرفه يصافح الركبان
ولا أرى أن تذكر الحديث كاملا ثم تقتطع من كلام الشيخ العلامة رحمه الله تعالى الالباني لفظة ضعيف حتى لايتوهم القارئ ان الحديث ضعيف وانما المقصود هذه الفظه او الرفع دون الوقف
مع ان الالباني رحمه الله نعالى يبين بعد ذلك ماهو الصحيح ويذكر طرق اخرى كما بين في هذا الحديث حديث ابن عباس ان الموقوف اولى بالصواب والمرفوع لايثبت
واقول الموضوع جميل جدا ونافع وهو يدعوا طالب العلم للبحث حتى يستفسد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/193)
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:30 م]ـ
السلام عليكم الاخ الفاضل عبدالباقي السلفي بارك الله فيك فالموضوع مفيد جدا
لكن عندي وجهة نظر وهي انك تذكر احاديث بلفظ ضعيف وهي احاديث ثابتة صحيحه عن اهل العلم وانما نص الامام الالباني رحمه الله تعالى على لفظة معينة
مثال ذلك الحديث رقم 16 - " إن لله ملائكة وهم الكروبيون، من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوقته مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه ".
ضعيف جدا.السلسة الضعيفة للألبانى (923)
قلت:- جاء هذا الحديث من حديث جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (أذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش مابين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) هذا الحديث رواه ابوداود وصححه الالباني ورواه البيهقي في الاسماء والصفات قال الامام ابن كثير هذا اسناد جيد رجاله كلهم ثقات وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ا اسناده على شرط الصحيح وصححه الحاكم ورواه الضياء في المختاره
فالضعيف هو لفظة معينة وليس اصل الحديث فالحديث ثابت مشهور
2 - ذكرت الحديث رقم 19 وهو-
" كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (906)
قلت:-
هذا الاثر ثبت من قول ابن عباس وابي موسى الاشعرى رضي الله عنهما موقوفا
وهو بهذا اللفظ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه (الكرسي موضع القدمين والعرش لايقدره قدره الا الله تعالى) رواه الدارمي وصححه وقال هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهوراً وراوه ابن منده في التوحيد وصححه ورواه عبدالله بن احمد في السنة ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخان ووافقه الذهبي وقال في العلو رجاله ثقات ورواه البيقهي من حديث ابي موسى وقال هذا اثر صحيح عن ابي موسى
قال الامام الالباني رحمه الله تعالى صحيح موقوفا (بتصرف)
فياليت بارك الله فيك اخي الكريم اذا ذكرت حديثا فلتبين هل هو ضعيف مرفوعاً فقط وصحيح موقوفا أم الضعيف لفظة معينة من الحديث دون سائر الحديث وهكذا اما الموضوع فلااشكال فيه مثل حديث عرق الخيل رواه ابن ابي عاصم وحديث ان الله تعالى ينزل على جمل اورق يوم عرفه يصافح الركبان
ولا أرى أن تذكر الحديث كاملا ثم تقتطع من كلام الشيخ العلامة رحمه الله تعالى الالباني لفظة ضعيف حتى لايتوهم القارئ ان الحديث ضعيف وانما المقصود هذه الفظه او الرفع دون الوقف
مع ان الالباني رحمه الله نعالى يبين بعد ذلك ماهو الصحيح ويذكر طرق اخرى كما بين في هذا الحديث حديث ابن عباس ان الموقوف اولى بالصواب والمرفوع لايثبت
واقول الموضوع جميل جدا ونافع وهو يدعوا طالب العلم للبحث حتى يستفسد
بارك الله فيك
نصائح مفيدة وفى محلها
و أرجو من الجميع أن يشارك لكى نستفيد كلنا، سواءً بهذه الإستدركات أو بذكر الأحاديث و الأثار.
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:47 م]ـ
19 - " كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (906)
قال الألبانى فى تخريج هذا الحديث:
((رواه الضياء في " المختارة " (252/ 1 - 2) عن شجاع بن مخلد الفلاس عن أبي عاصم عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله (وسع كرسيه السموات والأرض) قال: فذكره.
ورواه من طرق أخرى عن أبي عاصم به موقوفا على ابن عباس وقال: " إنه الأولى ". والموقوف أخرجه الطبراني في " معجمه الكبير " (ج 3) وقد فاتني موضعه منه، وغالب الظن أنه بين الورقة (150 والورقة 170) وقال الهيثمي (6/ 323): " ورجاله رجال الصحيح ".
وكذلك أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " العرش " (114/ 2) والحاكم (2/ 282) عن أبي عاصم به موقوفا وقال: " صحيح على شرط الشيخين " ووافقه الذهبي. ورواه ابن مردويه من طريق شجاع بن مخلد به مرفوعا كما في " تفسير ابن كثير " وقال: " وهو غلط.
ورواه ابن مردويه من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي وهو متروك عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ولا يصح أيضا ". وروى ابن أبي شيبة أيضا (114/ 1 - 2) وابن جرير في تفسيره (5/ 398 طبع ... ) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 290 - هند) عن عمارة بن عمير عن أبي موسى قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/194)
" الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرجل ". قلت: وإسناده صحيح إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى، فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، ولكنه موقوف، ولا يصح في الأطيط حديث مرفوع، كما تقدم تحت رقم (866)، وانظر تفسير ابن كثير (2/ 13 - 14 طبع المنار).))
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:55 م]ـ
-
30 - " من أشرك بالله فليس بمحصن ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (717)
قال الألبانى فى تخريج هذا الحديث:
((أخرجه الدارقطني في " سننه " (350) والبيهقي (8/ 216) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي: أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به، وقال الدارقطني: " لم يرفعه غير إسحاق، ويقال: إنه رجع عنه، والصواب موقوف ".
قلت: الرفع ليس من إسحاق، بل هو تلقاه مرفوعا تارة، وموقوفا تارة أخرى، فروى كما سمع، فقد ساقه الزيلعي في " نصب الراية " (3/ 327) ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه وهو ابن إبراهيم الحنظلي وقال عقبه: " قال إسحاق: رفعه مرة، فقال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقفه مرة ".
وقال الزيلعي عقبه وبعد أن نقل كلام الدارقطني المتقدم: " وهذا لفظ إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما تراه وليس فيه رجوع، وإنما أحال التردد على الراوي في رفعه ووقفه ".
قلت: وأنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فإنه وإن كان ثقة ومن رجال مسلم، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ بقوله فيه في " التقريب ": " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر ".
قلت: وهذا من روايته عن عبيد الله كما ترى فهو منكر مرفوعا، والمحفوظ موقوف على ابن عمر، كذلك رواه جمع من الثقات عن نافع. فأخرجه الدارقطني والبيهقي من طريق موسى بن عقبة، والبيهقي من طريق جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا.
وقال البيهقي: " هكذا رواه أصحاب نافع عن نافع ".
وأما ما رواه الدارقطني والبيهقي من طريق أحمد بن أبي نافع: أخبرنا عفيف بن سالم: أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة به عن ابن عمر مرفوعا فهو وهم، قال الدارقطني: " وهم عفيف في رفعه والصواب موقوف من قول ابن عمر ".
قلت: عفيف ثقة عند ابن معين وغيره، وإنما الوهم عندي من أحمد بن أبي نافع، فإنه لم تثبت عدالته، وبه أعله ابن عدي فقال: عن أبي يعلى الموصلي: " لم يكن موضعا للحديث ". وذكر له أحاديث أنكرت عليه منها هذا
فقال: " هو منكر من حديث الثوري ". قلت: وجدت له طريقا أخرى. رواه ابن عساكر (13/ 394 / 1) عن الهيثم بن حميد: أخبرنا العلاء بن الحارث:
أخبرنا عبد الله بن دينار: أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف، العلاء بن الحارث كان اختلط. وشيخه عبد الله بن دينار إن كان هو الحمصي المتقدم في الحديث (714) فهو ضعيف، وإن كان المدني فهو ثقة، والأول أقرب لأن العلاء دمشقي، والله أعلم))
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 07:06 م]ـ
-
38 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (655)
قال الألبانى:
((" إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم ".
ضعيف.
رواه الطبراني (3/ 81 / 1) وأبو يعلى في " مسنده " (254/ 1) وعنه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (500) كلاهما من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة (1) عن عبد الله بن مسعود مرفوعا. قلت: وهذا سند ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: معروف هذا، فإنه غير معروف! قال ابن أبي حاتم (4/ 1 / 333) عن أبيه إنه " مجهول ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/195)
وأما ابن عدي فقال: إنه " منكر الحديث "، وبهذا أعله الهيثمي (10/ 132)، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى والطبراني: " وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف ". الثانية: الانقطاع، وبه أعله الحافظ ابن حجر فقال: " حديث غريب، أخرجه ابن السني والطبراني، وفي السند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود ". نقله ابن علان في " شرح الأذكار " (5/ 150). وقال الحافظ السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر والحاج " (ص 39): " وسنده ضعيف، لكن قال النووي: إنه جربه هو وبعض أكابر شيوخه ". قلت: العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة! كيف وقد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص. والله المستعان.
وما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68 / 1) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، وكان قد بلغه أن من اضطر (كذا الأصل، ولعل الصواب: ضل) في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أعين، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز. أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده ". قلت: فهكذا فليكن الاتباع. ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 140) بمثل هذه المناسبة: " وأقول: السنة لا تثبت بمجرد التجربة، ولا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا.
وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة وهو أرحم الراحمين، وقد تكون الاستجابة استدراجا ".
وللحديث طريق آخر معضل، أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (12/ 153 / 2) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه. وهذا مع إعضاله، فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه، والأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه في آخر الحديث التالي.
(1) هكذا هو في " الطبراني " ووقع في ابن السني: " عن ابن بردة عن أبيه " والظاهر أنه خطأ من بعض النساخ كما يشعر بذلك كلام الحافظ الآتي. والله أعلم. اهـ.
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 07:09 م]ـ
37 - " إذا أضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثا، وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عبادا لا نراهم ".
ضعيف.السلسة الضعيفة للألبانى (656)
قال الألبانى:
((رواه الطبراني في " الكبير " (مجموع 6/ 55 / 1): حدثنا الحسين بن إسحاق: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وزاد في آخره: " وقد جرب ذلك ". قلت: وهذا سند ضعيف. وفيه علل:
1 و2 - عبد الرحمن بن شريك وهو ابن عبد الله القاضي وأبوه كلاهما ضعيف، قال الحافظ في الأول منهما: " صدوق يخطيء ".
وقال في أبيه: " صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ". وقد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " (10/ 132): " رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن يزيد (كذا) بن علي لم يدرك عتبة ".
3 - الانقطاع بين عتبة وابن علي، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث (ابن علي) غير مسمى، وقد سماه الهيثمي كما سبق (يزيد)، وأنا أظنه وهما من الناسخ أو الطابع، فإنه ليس في الرواة من يسمى (يزيد بن علي) والصواب (زيد بن علي) وهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة ثمانين، ومات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته وولادة زيد بن علي دهر طويل!
وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار ": " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا وزاد في آخره " وقد جرب ذلك ". ثم قال الحافظ: " كذا في الأصل، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني، ولم أعرف تعيين قائله، ولعله مصنف المعجم، والله أعلم ".
فقد اقتصر الحافظ على إعلاله بالانقطاع، وهو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/196)
وأما دعوى الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب، فلا يجوز الاعتماد عليها، لأن العبادات لا تثبت بالتجربة، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله. ومع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق من غير البشر، بدليل قوله في الحديث الأول: " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم ". وقوله في هذا الحديث: " فإن لله عبادا لا نراهم ".
وهذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن، لأنهم الذين لا نراهم عادة، وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ:
" إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ".
قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ".
وحسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " وقال الهيثمي: " رجاله ثقات ". قلت: ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي.
فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء والصالحين، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء، ولوسمعوا لما استطاعوا الاستجابة وتحقيق الرغبة، وهذا صريح في آيات كثيرة، منها قوله تبارك وتعالى:
(والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم، ولوسمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير) (فاطر 13 - 14).
هذا، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا وثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق.
أو كما قال أبي، ورواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح. وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد وهو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1). وجعفر بن عون أو ثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما وإن كانا من رجال
الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ: " صحيح الكتاب، صدوق يهم ". وقال في جعفر: " صدوق ". ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لواطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا، والله أعلم.))
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:39 م]ـ
من الاحاديث الموضوعه في هذا الباب
1 - حديث عوسجة (من أين الأين لابقال له أين) هذا الحديث موضوع باتفاق اهل المعرفة رواه العقيلي وقال لااصل له
ومع هذا يستدل به الاشاعرة في نفي جهة العلو لله تعالى وتركون الاحاديث الصحيحه المشهوره ويتمسكون بالموضوعات
فلاعقل ولانقل
2 - حديث العقل وهو (لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل ثم قال له أدبر، فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إلي منك، بك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليك العقاب)
قال ابن الجوزي موضوع وقال العقيلي لم يثبت في هذا شيء قال الدارقطني لايثبت وقال احمد هذا الحديث موضوع ليس له اصل
3 - حديث عرق الخيل (خلق الله تعالى الخيل فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق) قال الدارمي رحمه الله تعالى هذا من وضع الزنادقة كالثلجي رواه ابن ابي عاصم وهو متفق على وضعه
4 - حديث (إن الله تعالى ينزل الى الارض فيصافح الحجاج) موضوع بالاتفاق
5 - كل حديث مرفوع فيه ان الايمان قول وعمل واعتقاد لايصح رفعه بهذا اللفظ وانما المشهور هو موقوف عن السلف فقد جاء عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه مثل ذلك وهو ثابت من قول أئمة المسلمين
6 - (إن الله تعالى خلق العالم في ستة ايام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت) من وضع اليهود تعالى الله عما يقول الظلمون علوا كبيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/197)
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 11:34 م]ـ
40 - " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، العلم علم باللسان وعلم بالقلب، فأما علم القلب فالعلم النافع، وعلم اللسان حجة الله على بني آدم ".
موضوع. السلسة الضعيفة (1098)
رواه ابن النجار في " الذيل " (10/ 88/2) عن عبد السلام بن صالح: حدثنا يوسف ابن عطية: حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد هالك، يوسف بن عطية وهو الصفار الأنصاري قال البخاري:
" منكر الحديث ".
وقال النسائي والدولابي:
" متروك الحديث ". زاد النسائي: " وليس بثقة ".
وعبد السلام بن صالح، وهو أبو الصلت الهروي أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" اتهمه بالكذب غير واحد، قال أبو زرعة: لم يكن بثقة، وقال ابن عدي: متهم.
وقال غيره: رافضي ".
قلت: وقد رواه بعض الضعفاء عن الحسن موقوفا عليه.
أخرجه ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " (رقم 93 بتحقيقي) من طريق جعفر بن سليمان: نا زكريا قال: سمعت الحسن يقول:
" إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ".
وهذا سند ضعيف من أجل زكريا هذا وهو ابن حكيم الحبطي، قال الذهبي في " الميزان ":
" هالك ". وأقره الحافظ في " اللسان ". لكن قال المناوي في " الفيض " تحت قول السيوطي: " رواه ابن النجار والديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس ": " قال العلائي: حديث منكر، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد، قال النسائي متروك. وقال ابن عدي: مجمع على ضعفه، وقد روي معناه بسند جيد عن الحسن من قوله. وهو الصحيح. إلى هنا كلامه، وبه يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرضى " قلت: فلعل العلائي وقف على سند آخر لهذا الأثر عن الحسن؛ ولذلك جوده. والله أعلم.
41 - " الإسلام يزيد ولا ينقص ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (1123)
أخرجه أبو داود (2913) وابن أبي عاصم في " السنة " (954 بتحقيقي) والحاكم (4/ 345) والبيهقي (6/ 294) والطيالسي (568) وأحمد (5/ 230 و236) والجوزقاني في " الأباطيل " (2/ 157) من طريق شعبة حدثني عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود قال:
" أتي معاذ بيهودي وارثه مسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، فورثه ".
وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: لكنه معلول بالانقطاع، فقد أخرجه أبو داود من طريق عبد الوارث عن عمرو ابن أبي حكيم الواسطي: حدثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر: يهودي ومسلم، فورث المسلم منهما، وقال: حدثني أبو الأسود أن رجلا حدثه أن معاذا حدثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، فورث المسلم.
فهذا يدل على أن أبا الأسود لم يسمعه من معاذ، بينهما رجل لم يسم، فهو مجهول، فهو علة الحديث، وبه أعله البيهقي، فقال بعد أن ساقه من طريق أبي داود:
" وهذا رجل مجهول، فهو منقطع ".
وقال الحافظ في " الفتح " (12/ 43) بعدما ذكر تصحيح الحاكم له:
" وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ، ولكن سماعه منه ممكن، وقد زعم الجوزقاني أنه باطل، وهي مجازفة ".
قلت: الذي يبدو لي أن حكم الجوزقاني عليه بأنه باطل، إنما هو باعتبار ما فيه من توريث المسلم من اليهودي الكافر، فإن الأحاديث الصحيحة على خلاف ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يتوارث أهل ملتين شتى "، وهو مخرج مع غيره مما في معناه في كتابي " إرواء الغليل " (1673).
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الجوزقاني بإسناد آخر له عن يحيى بن يعمر به وأعله بأن فيه محمد بن مهاجر، وهو المتهم به فظننت أن الجوزقاني حكم عليه بالبطلان بالنظر إلى هذه الطريق، ولذلك تعقبه السيوطي في " اللآليء " (2/ 442) بأن ابن المهاجر بريء منه. ثم ساق بعض الطرق المتقدمة، ولم يعزه لأبي داود، وذهل عن العلة الحقيقية في هذا الحديث، وهو ما نبه عليه البيهقي ثم العسقلاني. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/198)
والحديث عزاه الشيخ المنتصر الكتاني في كتابه " نصوص حديثية " لأبي داود بزيادة: " الإسلام يعلوولا يعلى، ويزيد ولا ينقص ". وهي زيادة لا أصل لها عند أبي داود ولا عند غيره ممن أخرج الحديث، اللهم إلا عند بحشل في "
تاريخ واسط " فإنه أخرج الحديث من طريق عمران بن أبان عن شعبة به بلفظ: " الإيمان يعلو ولا يعلى " بدل " يزيد ولا ينقص "، وابن أبان ضعيف. وهو بهذا اللفظ حسن لمجيئه من طرق كما بينته في " الإرواء "، رقم (1255).
والحديث جزم المناوي بضعفه.
42 - " اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله يلجأ إليه ونذرك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك، تباركت وتعاليت. قال صلى الله عليه وسلم: هكذا كان داود عليه السلام يقول ".
موضوع. السلسة الضعيفة (1153)
رواه الطبراني (رقم - 7300) وأبو نعيم في " الحلية " (1/ 155 و373 و6/ 47) عنه وعن غيره والحاكم (3/ 401) وابن عساكر (5/ 359/1) عن عمرو بن الحصين: نا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن عبد الرحمن بن مغيث عن كعب قال: أخبرني صهيب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عمرو بن الحصين، قال الخطيب:
" كذاب ".
وقال الذهبي في " الضعفاء ":
" تركوه ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" متروك ".
وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/ 179):
" رواه الطبراني، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك ".
ونقله المناوي عنه، ولم يزد عليه.
قلت: وفوقه ثلاث علل أخرى:
الأولى: فضيل بن سليمان النميري. أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس الحديث. وقال النسائي:
ليس بالقوي، ووثقه مسلم ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له خطأ كثير ".
والثانية: أبو مروان والد عطاء وليس بالمعروف كما قال النسائي.
والثالثة: عبد الرحمن بن مغيث مجهول كما في " التقريب ".
وعمرو بن الحصين تابعه عند أبي نعيم عمرو بن مالك الراسبي، وهذه متابعة لا تجدي، لأن الراسبي هذا قال فيه ابن عدي:
" يسرق الحديث ".
قلت: وتركه أبو زرعة، فلا يبعد أن يكون سرقه من عمرو بن الحصين.
وروى الحاكم (2/ 619 - 620) من طريق اليمان بن سعيد المصيصي: حدثنا يحيى بن عبد الله المصري: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله ابن عمر قال:
" كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهو ري بدوي يماني على ناقة حمراء، فأناخ بباب المسجد، فدخل فسلم، ثم قعد، فقالوا: يا رسول الله! إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة، قال: أثم بينة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة، وإن لم تقم فرده إلي، قال: فأطرق الأعرابي ساعة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فأدل بحجتك، فقالت الناقة من خلف الباب: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني، ولا ملكني أحد سواه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما الذي قلت؟ قال: قلت: اللهم إنك لست برب استحدثناه، ولا معك إله أعانك على خلقنا، ولا معك رب فنشك في ربوبيتك، أنت ربنا كما نقول، وفوق ما يقول القائلون، أسألك أن تصلي على محمد، وأن تبرئني ببراءتئ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك، فأكثر الصلاة علي ".
وقال الحاكم:
" رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات، ويحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه بعدالة ولا جرح ".
وتعقبه الذهبي بقوله:
" قلت: هو الذي اختلقه ".
وقال في ترجمته من " الميزان ":
" ... عن عبد الرزاق فذكر حديثا باطلا بيقين، فلعله افتراه ".
وأقره الحافظ في " اللسان " وزاد: أن الحديث أورده الحاكم وقال:
" وهذا موضوع على الإسناد المذكور، وقد أخرجه الطبراني في " الدعاء " من طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما فذكر نحوه بطوله، واليمان ضعيف كما سيأتي في ترجمته، وهو بسعيد أشبه، فلعله انقلب على اليمان، وسعيد تقدم أنه متهم بالوضع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/199)
1154 - " من سأل القضاء وكل إلى نفسه، ومن أجبر عليه ينزل الله عليه ملكا فيسدده ".
ضعيف
أخرجه أبو داود (3578) والترمذي (1/ 248) والحاكم (4/ 92) والبيهقي (10/ 100) وأحمد (3/ 118 و220) من طرق عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال الترمذي:
" هذا حديث حسن غريب " وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
كذا، وعبد الأعلى هذا هو ابن عامر الثعلبي ضعيف، أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " وقال:
" ضعفه أحمد وأبو زرعة ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يهم ".
قلت: ومع ضعفه، فقد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فرواه إسرائيل عنه كما تقدم وقال أبو عوانة: عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة البصري عن أنس.
علقه أبو داود، ووصله البيهقي والترمذي وقال:
" هو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى ".
قلت: كأنه يعني أن أبا عوانة واسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري، أحفظ من إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق، ولست أشك في ذلك، ولكن عبد الأعلى هذا ليس بالحافظ الضابط؛ حتى إذا اختلف عليه في الإسناد صرنا إلى الترجيح! كلا، بل الصواب أن نجعل اختلاف الثقات عليه دليلا على ضعفه هو، وأنه لم يضبط الإسناد. والله أعلم.
43 - " من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، ووجبت له الجنة ومن قال: سبحان الله
وبحمده مائة كتب الله له ألف حسنة وأربعا وعشرين حسنة، قالوا:
يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد؟ قال: بلى، إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو
وضعت على جبل أثقلته، ثم تجيء النعم، فتذهب بتلك، ثم يتطاول الرب بعد ذلك
برحمته ".
موضوع. السلسلة الضعيفة (1308)
أخرجه الحاكم (4/ 251) من طريق أحمد بن شريح أنبأ محمد بن يونس السامي (1).
حدثنا يحيى بن شعبة بن يزيد: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره
وقال:
" صحيح الإسناد شاهد لحديث سليمان بن هرم ".
قلت: ووافقه الذهبي، وذلك من أوهامه، فإن يحيى بن شعبة بن يزيد، وأحمد
ابن شريح لم أجد لهما ترجمة. ومحمد بن يونس؛ هو الكديمي، وهو واه جدا،
اتهمه غير واحد بالكذب والوضع، فأنى لحديثه الصحة، ولا سيما من فوقه ومن
دونه مجهول.
__________
(1) الأصل (اليمامي) والتصحيح من " التهذيب " و" تاريخ الخطيب " و" المشتبه " للذهبي. اهـ
44 - " يا عجبا كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلقه، بل عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى الأولى، ويا عجبا كل العجب للمكذب بنشور الموت وهو يموت كل يوم وفي كل ليلة
ويحيى، ويا عجبا كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور، ويا عجبا كل العجب للمختال الفخور، وإنما خلق من نطفة، ثم يعود جيفة وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به ".
موضوع. السلسلة الضعيفة (1078)
رواه القضاعي (49/ 1 - 2) عن موسى الصغير عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرفوعا.
قلت: وهذا حديث موضوع، آفته عبد الله بن مسور هذا، وهو من أتباع التابعين كذاب وضاع، رماه بذلك جماعة من الأئمة كأحمد والبخاري والنسائي وغيرهم، وكان يفتعل ذلك حسبة! قال ابن المديني:
كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يضع إلا ما فيه أدب أو زهد، فيقال له في ذلك؟ فيقول: إن فيه أجرا!
قلت: وهذا الحديث من اختلاقه، فإن علامات الوضع عليه لائحة، قبحه الله وقبح أمثاله من الكذابين الذين شوهو ا جمال حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بما أدخلوا فيه من الغرائب والأباطيل.
وقد جاء هذا الحديث في كتاب " المنازل والديار " (ص 102) من المخطوطة التي قام بطبعها المكتب الإسلامي في دمشق.
45 - " أول ما خلق الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة، وذلك في قول الله:
" ن. والقلم وما يسطرون "، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال:
ما كان وما هو كائن من عمل أوأجل أوأثر، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم ختم على في القلم فلم ينطق، ولا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق
العقل فقال الجبار: ما خلقت خلقا أعجب إلي منك، وعزتي لأكملنك فيمن أحببت،
ولأنقصنك فيمن أبغضت، وأنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعته ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/200)
باطل. السلسة الضعيفة (1253)
رواه ابن عدي (313/ 1) وابن عساكر (16/ 48/2) عن محمد بن وهب الدمشقي:
حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
مرفوعا وقال:
" وهذا بهذا الإسناد باطل منكر ".
قال الذهبي:
" وصدق ابن عدي في أن الحديث باطل ".
قلت: وآفته محمد بن وهب هذا، وهو محمد بن وهب بن مسلم القرشي، قال ابن
عساكر:
" ذاهب الحديث ".
وهو غير محمد بن وهب بن عطية الذي أخرج له البخاري، وقد ترجم له ابن عساكر
أولا، ثم ترجم لابن مسلم هذا، وساق له هذا الحديث. فأصاب.
وأما ابن عدي فذكره في ترجمة الأول، ظنا منه أنه هو صاحب الحديث. قال الحافظ
في " التهذيب ":
" وليس كما ظن، وقد فرق بينهما أبو القاسم بن عساكر فأصاب ".
قلت: ويبدو أن الدارقطني أيضا توهم أنه هو، ففي " اللسان " أن الدارقطني
أورد الحديث في " الغرائب " وقال:
" هذا حديث غير محفوظ عن مالك ولا عن سمي، والوليد بن مسلم ثقة، ومحمد بن
وهب، ومن دونه ليس بهم بأس، وأخاف أن يكون دخل على بعضهم حديث في حديث ".
قلت: ومنشأ الوهم أن كلا من الرجلين دمشقي، وكلاهما يروي عن الوليد بن مسلم
، وعنهما الربيع بن سليمان الجيزي، ولم يقع في إسناد هذا الحديث منسوبا إلى
جده بل كما تقدم " محمد بن وهب الدمشقي "، فاشتبه الأمر على ابن عدي
والدارقطني والمعصوم من عصمه الله. على أنهما قد اتفقا على إنكار الحديث،
وذلك مما يدل اللبيب على دقة نقد المحدثين للمتون، فإنهما مع ظنهما أن راوي
الحديث هو محمد بن وهب بن عطية الثقة فقد أنكراه عليه، وحاول الدارقطني أن
يكتشف العلة بقوله: " وأخاف .. "، لكن الله تعالى ادخر معرفتها للحافظ ابن
عساكر، مصداقا للمثل السائر: كم ترك الأول للآخر!
وإذا عرفت هذا فقد أخطأ الإمام القرطبي خطأ فاحشا في عزوه هذا الحديث لرواية
الوليد بن مسلم فقال في " تفسيره " (18/ 223):
" روى الوليد بن مسلم قال: حدثنا مالك .. " إلخ.
فإن جزمه بأن الوليد روى ذلك معناه أن من دون الوليد ثقات محتج بهم، وكذلك من
فوقه كما هو باد للعيان، فينتج من ذلك أن إسناد الحديث صحيح، ولا يخفى ما
فيه!
ويشبه صنيع القرطبي هذا، عزوالجويني لحديث " الاغتسال بالماء المشمس يورث
البرص ". وهو باطل كهذا (1) عزاه للإمام مالك، فأنكر العلماء ذلك عليه،
فقال الحافظ بان حجر في " التلخيص ":
" واشتد إنكار البيهقي على الشيخ أبي محمد الجويني في عزوه هذا الحديث لرواية
مالك! والعجب من ابن الصباغ كيف أورده في " الشامل " جازما به، فقال: " روى
مالك عن هشام ". وهذا القدر هو الذي أنكره البيهقي على الشيخ أبي محمد ".
ثم تذكرت أن الوليد بن مسلم وإن كان ثقة كما قال الدارقطني آنفا؛ لكنه كثير
التدليس والتسوية كما قال الحافظ في " التقريب "، وتدليس التسوية هو أن يسقط
من السند رجلا من فوق شيخه، كأن يكون مثلا بين مالك وسمي رجل فيسقطه، فهذا
الفعل يسمى تدليس التسوية عند المحدثين، والوليد معروف بذلك عندهم،
فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلا بالتحديث أوالسماع.
والله أعلم.
وعليه ففي الحديث علة أخرى وهي العنعنة.
وقد وجدت له شاهدا من رواية الحسن بن يحيى الخشني عن أبي عبد الله مولى بني
أمية عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به، دون قوله:
" ثم قال صلى الله عليه وسلم: فأكملهم .. ".
أخرجه الواحدي في " تفسيره " (4/ 157/2) وابن عساكر في " تاريخه " (17/ 247/1
)، ومن طريقه فقط ذكره الحافظ ابن كثير في " تفسيره " مجتزأ من إسناده على
قوله: " عن أبي عبد الله .. " مشيرا بذلك إلى أنه علة الحديث. وقد فتشت عنه
في كتب الرجال، فلم أجده، فهو مجهول غير معروف.
على أنه كان يحسن بالحافظ ابن كثير بل يجب عليه أن يبتدئ بإسناده من عند
الخشني الراوي عن هذا المجهول، لكي لا يتوهم الواقف عليه أنه لا علة فيه غير
المجهول المشار إليه، كيف والخشني هذا متروك متهم برواية الأحاديث الموضوعة
التي لا أصل لها! وقد سبق أحدها برقم (201)، فراجعه والذي قبله.
نعم قد صح من الحديث طرفه الأول:
" إن أول شيء خلقه الله القلم، وأمره فكتب كل شيء ".
وهو مخرج في السلسلة الأخرى برقم (133).
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/201)
(1) راجع الكلام عليه في كتابنا " إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل " رقم (18). اهـ
46 - " من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (1266)
أخرجه الحاكم (4/ 216 و417) وعبد الله بن وهب في " الجامع " (111) من طريق حيوة بن شريح قال: حدثنا خالد بن عبيد المعافري أنه سمع أبا مصعب مشرح بن هاعان المعافري أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
كذا قالا! وخالد بن عبيد المعافري أورده ابن أبي حاتم في كتابه (1/ 342) من
رواية حيوة هذا عنه ليس إلا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. والظاهر أنه
لا يعرف إلا في هذا الحديث، فقد قال الحافظ في " التعجيل ":
" وثقه ابن حبان. قلت: ورجال حديثه موثقون ".
كأنه يعني حديثه هذا. ويشير بقوله: " موثقون " إلى أن في بعض رواته كلاما،
وهو مشرح بن هاعان، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" تكلم فيه ابن حبان ".
قلت: لكن وثقه ابن معين، وقال عثمان الدارمي: " صدوق ".
وقال ابن عدي في " الكامل " (403/ 1):
" أرجوأنه لا بأس به ".
قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى، وإنما علة هذا الحديث جهالة خالد بن
عبيد هذا.
وقد صح الحديث عن عقبة بن عامر بإسناد آخر بلفظ:
" من علق تميمة فقد أشرك ".
وهو في الكتاب الآخر برقم (488).
والحديث قال المنذري (4/ 157):
" رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد والحاكم وقال: صحيح الإسناد "!
47 - " من زنى أوشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (1274)
أخرجه الحاكم (1/ 22) من طريق سعيد بن أبي أيوب: حدثنا عبد الله بن الوليد عن
ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره وقال:
" [صحيح] على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الله بن الوليد
وهما شاميان ".
كذا قال، ووافقه الذهبي. وقد وهما من وجوه:
الأول: أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن
حجيرة، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد. كما جاء في ترجمتيهما.
وعلى هذا ففي الإسناد إشكال، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة
ولا عن غيره من الصحابة، وكل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير.
وعلى هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله: " عن أبيه ". والله أعلم.
الثاني: أن عبد الله بن الوليد وابن حجيرة ليسا شاميين، وإنما هما مصريان.
الثالث: أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا.
وكذا عبد الله بن الوليد، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وضعفه
الدارقطني فقال:
" لا يعتبر بحديثه ".
وقال الحافظ:
" لين الحديث ".
ومنه يتبين أن الإسناد ضعيف.
نعم قد جاء الحديث بإسناد صحيح لكن بلفظ:
" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان وكان كالظلة، فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان ". وهو في " الأحاديث الصحيحة " (509).
ومثل حديث الترجمة في الضعف ما رواه عمرو بن عبد الغفار: حدثنا العوام بن
حوشب: حدثني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
" إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان، فإن تاب رد عليه ".
أخرجه البيهقي في " الشعب " (2/ 119/1 - 2).
وعمرو هذا قال أبو حاتم:
" متروك الحديث ".
وقال ابن عدي:
" اتهم بوضع الحديث ".
48 - " عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله (ثلاث مرات)، ثم قرأ: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان، واجتنبواقول الزور حنفاء لله غير مشركين به " ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (1110)
أخرجه أبو داود (3599) والترمذي (2/ 49) وابن ماجه (2372) وأحمد (4/ 321) من طريق محمد بن عبيد: حدثني سفيان - وهو ابن زياد العصفري - عن أبيه عن حبيب بن النعمان الأسدي عن خريم بن فاتك قال: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائما فقال: ... " فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه علتان: الجهالة، والاضطراب في سنده.
أما الجهالة، فمن قبل حبيب بن النعمان. قال ابن القطان:
" لا يعرف ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/202)
ومثله الراوي عنه ابن زياد العصفري. قال ابن القطان:
" مجهول ".
وقال الذهبي:
" لا يدرى من هو؟ عن مثله! " يعني حبيبا.
وأما الاضطراب، فإن محمد بن عبيد رواه كما ذكرنا، وخالفه مروان بن معاوية الفزاري فقال: عن سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خريم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا ... " الحديث.
أخرجه أحمد (4/ 178 و232 و322) والترمذي (2/ 48) وقال:
" هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، واختلفوا عليه في رواية هذا الحديث، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم ".
ثم ساقه من الطريق الأولى، ثم قال:
" هذا عندي أصح، وخريم بن فاتك له صحبة ".
قلت: لكن الراوي عنه مجهول، وكذا الذي بعده كما عرفت، فالحديث ضعيف، وقد أشار إلى ذلك الترمذي بقوله: " حديث غريب ".
(تنبيه): قد عرفت مما تقدم أن حبيب بن النعمان والراوي عنه زياد العصفري هما من رجال أصحاب السنن حاشا النسائي، ومع ذلك فالأول منهما رمز له الحافظ في كتابيه " التهذيب " و" التقريب " ثم الخزرجي في " الخلاصة " بـ (دق) ففاتهم الرمز له بـ (ت) أيضا. والآخر رمزوا به بـ (س) أي النسائي، ففاتهم الرمز له بالثلاثة (د ق ت)، ثم لا أدري إذا كان الرمز المذكور (س) أرادوا به سننه الكبرى أم الصغرى. والراجح الأول. والله أعلم.
ثم إن محمد بن عبيد الذي رجح روايته الترمذي هو الطنافسي الأحدب ثقة حافظ احتج به الشيخان، ومثله المخالف له مروان بن معاوية، وليس فيه علة سوى أنه كان يدلس أسماء الشيوخ، وشيخه في إسناده فاتك بن فضالة مجهول أيضا!
49 - " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر، ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول: من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتخذ ربا غيري ".
باطل. السلسلة الضعيفة (1082)
رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " (265/ 1 - 2): حدثنا محمد ابن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد: حدثنا إسماعيل ابن أبي إدريس: حدثنا مالك بن أنس: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
قلت: وهذا حديث باطل، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد بن الحسن، أوشيخه الحسين بن محمد بن أحمد، فقد جاء في " الميزان ":
محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري، عن وراق الحميدي، فذكر حديثا موضوعا في الدعاء عند الملتزم، وأقره الحافظ في " اللسان " وزاد عليه فقال:
ووجدت في " كتاب معاني الأخبار " للكلاباذي خبرا موضوعا.
ثم ذكره بإسناد كما نقلناه عنه، إلا أنه وقع فيه عنده تحريف في بعض الأسماء، وقال عقبه مشيرا إلى الأنصاري هذا الذي ترجمه الذهبي:
وقد غلب على ظني أنه هذا، وشيخه ما عرفته بعد البحث عنه.
وقال في ترجمة شيخه الحسين بن محمد بن أحمد:
عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل مضى ذكره قفي ترجمة محمد بن الحسن ابن علي بن راشد.
وقوله: " مضى " سبق قلم منه رحمه الله، والصواب: " يأتي " كما هو ظاهر، وقول المصحح في تعليقه على " اللسان ":
هكذا في الأصل، ولكن كيف يمكن مضيه من قبل، ولم يأت إلى الآن من اسمه محمد؟! فلعله تصحيف اسم آخر.
وأقول: لا تصحيف، ولورجع إلى ترجمة محمد بن الحسن، لوجد فيها الحديث المشار إليه، ولعلم أن الخطأ في قوله " مضى "، والله أعلم.
واعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في هذا الحديث من خروج المهدي، ونزول عيسى، وبالقدر خيره وشره، كل ذلك واجب الإيمان به، لثبوته في الكتاب والسنة، ولكن ليس هناك نص في أن " من أنكر ذلك فقد كفر "، ومن أجل هذا أوردت الحديث وبينت وضعه، وهو ظاهر الوضع، وكأنه من وضع بعض المحدثين أوغيره من الجهلة، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء والمعتزلة، ولن تقوم الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والافتراء على الله تعالى، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/203)
والتكفير ليس بالأمر السهل، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه، فهو الكافر الذي يتحقق فيه حقيقة معنى كفر، وأما من أنكر شيئا لعدم ثبوته عنده، أولشبهة من حيث المعنى، فهو ضال، وليس بكافر مرتد عن الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم، والله أعلم.
50 - " لهم ما لنا، وعليهم ما علينا. يعني أهل الذمة ".
باطل لا أصل له. السلسلة الضعيفة (1103)
وقد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة، على ألسنة
كثير من الخطباء والدعاة والمرشدين، مغترين ببعض الكتب الفقهية، مثل " الهداية " في المذهب الحنفي، فقد جاء فيه، في آخر " البيوع ":
" وأهل الذمة في المبايعات كالمسلمين، لقوله عليه السلام في ذلك الحديث، فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم ".
فقال الحافظ الزيلعي في " تخريجه ": نصب الراية " (4/ 55):
" لم أعرف الحديث الذي أشار إليه المصنف، ولم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث معاذ، وهو في " كتاب الزكاة "، وحديث بريدة وهو في " كتاب السير "، وليس فيهما ذلك ".
ووافقه الحافظ في " الدراية " (ص 289).
قلت: فقد أشار الحافظان إلى أن الحديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن صاحب " الهداية " قد وهم في زعمه ورود ذلك في الحديث. وهو يعني - والله أعلم - حديث ابن عباس؛ وهو الذي إليه الزيلعي:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال: إنك تأتي قوما أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم .. " الحديث. وهو متفق عليه. فليس فيه - ولا في غيره - ما عزاه إليه صاحب " الهداية ".
بل قد جاء ما يدل على بطلان ذلك، وهو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. فإذا فعلوا ذلك فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين ".
وإسناده صحيح على شرط الشيخين كما بينته في " الأحاديث الصحيحة " (299).
فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الجملة:
" لهم ما لنا، وعليهم ما علينا ".
ليس هم أهل الذمة الباقين على دينهم، وإنما هم الذين أسلموا منهم، ومن
غيرهم من المشركين!
وهذا هو المعروف عند السلف، فقد حدث أبو البختري: " أن جيشا من جيوش المسلمين - كان أميرهم سلمان الفارسي - حاصروا قصرا من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبد الله ألا تنهد إليهم؟ قال: دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، فأتاهم سلمان، فقال لهم: إنما أنا رجل منكم فارسي، ترون العرب يطيعونني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا، وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينكم، تركناكم عليه، وأعطونا الجزية عن يد، وأنتم صاغرون .. ".
أخرجه الترمذي وقال: " حديث حسن " وأحمد (5/ 440 و441 و444) من طرق عن عطاء بن السائب عنه.
ولقد كان هذا الحديث ونحوه من الأحاديث الموضوعة والواهية سببا لتبني بعض الفقهاء من المتقدمين، وغير واحد من العلماء المعاصرين، أحكاما مخالفة للأحاديث الصحيحة، فالمذهب الحنفي مثلا يرى أن دم المسلمين كدم الذميين،
فيقتل المسلم بالذمي، وديته كديته مع ثبوت نقيض ذلك في السنة على ما بينته في حديث سبق برقم (458)، وذكرت هناك من تبناه من العلماء المعاصرين!
وهذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من الخطباء والمرشدين يرددونه في خطبهم، يتبجحون به، ويزعمون أن الإسلام سوى بين الذميين والمسلمين في الحقوق، وهم لا يعلمون أنه حديث باطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأحببت بيان ذلك، حتى لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل!
ونحوه ما روى أبو الجنوب قال: قال علي رضي الله عنه:
" من كانت له ذمتنا، فدمه كدمنا، وديته كديتنا ".
أخرجه الشافعي (1429) والدارقطني (350) وقال:
" وأبو الجنوب ضعيف ".
وأورده صاحب " الهداية " بلفظ:
" إنما بذلوا الجزية، لتكون دماؤهم كدمائنا، وأموالهم كأموالنا ".
وهو مما لا أصل له، كما ذكرته في " إرواء الغليل " (1251).
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:13 ص]ـ
ومن الاحاديث الموضوعة
1 - مارواه الحاكم (إن آدم عليه السلام لماعصى ربه نظر الى العرش فاذا فيه مكتوب لااله الا الله محمد رسول الله فقال ادم لربه اسالك بمحمد فقال الله له وماادراك من محمد قال مكنوب على العرش فقال الله له لولا محمد لماخلقتك)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا حديث موضوع
2 - جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع منشدا يقول
لقد لسعت حية الهوى كبدي
فلاطبيب لها ولا راقي
الا الذي قد شغفت به
فعنده رقيتي وترياقي
فتمايل النبي صلى الله عليه وسلم حتى سقطت البرده من عليه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية هذا حديث موضوع مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/204)
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:15 ص]ـ
ومن الاحاديث الموضوعة
1 - مارواه الحاكم (إن آدم عليه السلام لماعصى ربه نظر الى العرش فاذا فيه مكتوب لااله الا الله محمد رسول الله فقال ادم لربه اسالك بمحمد فقال الله له وماادراك من محمد قال مكنوب على العرش فقال الله له لولا محمد لماخلقتك)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا حديث موضوع
2 - جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع منشدا يقول
لقد لسعت حية الهوى كبدي
فلاطبيب لها ولا راقي
الا الذي قد شغفت به
فعنده رقيتي وترياقي
فتمايل النبي صلى الله عليه وسلم حتى سقطت البرده من عليه
قال شيخ الاسلام ابن تيمية هذا حديث موضوع مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخى الحبيب .. يا حبذا لو تدعم منقولاتك بذكر المصادر لتعم الفائدة إن شاء الله
وجزاك الله خيرا على تفاعلك ونصائحك.
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:36 م]ـ
51 - " إن للشيطان كحلا ولعوقا ونشوقا، فأما لعوقه فالكذب وأما نشوقه فالغضب وأما كحله فالنوم ".
ضعيف جدا.السلسلة الضعيفة (1501)
أخرجه الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " (2/ 14 / 2) وأبو علي الهروي في الجزء الأول من الثاني من " الفوائد " (9/ 2) والقاسم ابن عبد الرحمن ابن عبد العزيز الحلبي في " حديث السقا " (3/ 1 - 2) وأبو نعيم في الحلية (6/ 309) والبيهقي في الشعب (2/ 44 / 2) والأصبهاني في " الترغيب " (243/ 2) من طرق عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، يزيد - وهو ابن أبان الرقاشي - ضعيف جدا. قال النسائي وغيره: " متروك ".
وضعفه آخرون. والربيع بن صبيح ضعيف. وأعله المناوي بعاصم بن علي أيضا، وليس بشيء فإنه قد تابعه سفيان الثوري عند الخرائطي وغيره. وتابعه عمر بن حفص العبدي عن يزيد الرقاشي به. أخرجه ابن عدي (246/ 1). والعبدي هذا متروك كما قال النسائي أيضا.
52 - " إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها: إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا، فإن عادت فاقتلوها ".
ضعيف الإسناد.السلسلة الضعيفة (1508)
أخرجه أبو داود (2/ 351) والترمذي (1/ 281 طبع بولاق) واللفظ له من طريق ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبو ليلى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال:
" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى ". قلت: وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي، وهو صدوق سيء الحفظ جدا، فالإسناد من أجل ذلك ضعيف. (تنبيه): أورد السيوطي الحديث في " الجامع " من رواية الترمذي عن ابن أبي ليلى
وأوضحه الشارح المناوي بقوله: " عن عبد الرحمن (ابن أبي ليلى) الفقيه الكوفي قاضيها: لا يحتج به، وأبو ليلى له صحبة واسمه يسار ". فأوهما أن الحديث ينتهي إسناده إلى ابن أبي ليلى وليس كذلك، بل فوقه تابعيان وصحابي، وزاد المناوي في الإيهام أن زعم أن عبد الرحمن بن أبي ليلى هو الفقيه القاضي، وهو الذي لا يحتج به، وكل هذا خطأ، وإنما هو ابنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما سبقت الإشارة إليه، وأما والده عبد الرحمن بن أبي ليلى فثقة حجة من رجال الشيخين، وأما جزمه بأن اسم أبي ليلى يسار فغير جيد، فقد ذكر الحافظ في " التقريب " خمسة أقوال في اسمه هذا رابعها، ولم يجزم مع ذلك بواحد منها. وإن مما يؤكد وهم المناوي الأول، أنه جعل الحديث في " التيسير " أيضا من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه الكوفي!
53 - " ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1538)
أخرجه ابن عدي (3/ 1132) والطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 63 / 1) وعنه الضياء في " المختارة " (1/ 285) عن سليمان بن أيوب بن عيسى: حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا. قلت: وهو إسناد ضعيف فيه عدة علل: سليمان هذا قال الذهبي:
" صاحب مناكير، وقد وثق ". وأبو ه وجده لم أجد من ترجمهما، وإليهما أشار الهيثمي بقوله (7/ 307): "
رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/205)
54 - " قال إبليس لربه عز وجل: يا رب! قد أهبط آدم، وقد علمت أنه سيكون له كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال الله عز وجل: رسلهم الملائكة، والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك ما لم يذكر اسم الله عز وجل عليه، وشرابك من كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصائدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق ".
منكر.السلسلة الضعيفة (1564)
أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهو ى " (ص 155) من طريق الطبراني، وهذا في " المعجم الكبير " (3/ 112 / 2) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: حدثنا يحيى ابن بكير قال: حدثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " تفرد به يحيى بن صالح ". قلت: قال العقيلي: " روى عن إسماعيل عن عطاء مناكير ". وقال ابن عدي: " أحاديثه غير محفوظة ". قلت: وقد ثبت من الحديث قوله: " وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه ". صح ذلك من
طريق أخرى عن ابن عباس، وقد خرجته في الكتاب الآخر (708).
55 - " آتي يوم القيامة باب الجنة، فيفتح لي، فأرى ربي وهو على كرسيه، أوسريره، فيتجلى لي، فأخر له ساجدا ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1579)
أخرجه الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على المريسي " (ص 14) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في " كتاب العرش " (ق 113/ 1) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير علي بن زيد - وهو ابن جدعان - فإنه ضعيف، كما قال الحافظ في " التقريب ". وقد ذكره الذهبي في " العلو" من رواية البخاري عن أنس مختصرا جدا، إلا أنه قال: " وأخرجه أبو أحمد العسال في " كتاب المعرفة " بإسناد قوي عن ثابت عن أنس ... "، فذكره مثل حديث الترجمة. قلت: ولم أقف على إسناده، ولذلك لم أتكلم عليه في كتابي " مختصر العلو" (ص 87 - 88)، فإذا ثبت بإسناده ولفظه وجب نقله إلى الكتاب الآخر. والله أعلم.
56 - " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1580)
أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهو ى " (ص 190) من طريق ابن أبي الدنيا قال: حدثنا عمار بن نصر قال: حدثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد مرسل ضعيف، الهيثم بن مالك هو أبو محمد الشامي الأعمى، تابعي ثقة. وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه. وبقية مدلس.
57 - " إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإذا تاب رد عليه ".
ضعيف جدا.السلسلة الضعيفة (1584)
أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهو ى " (ص 190) من طريق يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا عمر [و] بن عبد الغفار قال: حدثنا العوام بن حوشب قال: حدثنا علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، رجاله ثقات، على كلام في يحيى لا يضر، غير عمرو بن عبد الغفار وهو الفقيمي. قال أبو حاتم: " متروك الحديث ". وقال ابن عدي: " اتهم بوضع الحديث ". وقال العقيلي وغيره: " منكر الحديث ". والحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (1/ 163 / 2) من رواية البيهقي في " شعب الإيمان " وابن مردويه عن أبي هريرة، ولكنه أساء بذكره إياه في " الزيادة على الجامع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/206)
58 - " أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحا، فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له: احث، حتى إذا جعله في حجره وأحرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسا، أوعجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أوثمان سنين أوتسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1588)
أخرجه أحمد (3/ 37 و52) من طريق المعلى بن زياد: حدثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، العلاء بن بشير مجهول، كما قال ابن المديني، وتبعه الحافظ وغيره، لم يروعنه سوى المعلى بن زياد كما في " الميزان ". نعم قد جاء الحديث من طريق أخرى عن أبي الصديق، ولكنه مختصر، ليس فيه هذا التفصيل الذي رواه العلاء، وإسناده صحيح، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر (711).
1589 - " أبشروا يا أصحاب الصفة! فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه اليوم راضيا بما فيه، فإنه من رفقائي يوم القيامة ".
ضعيف جدا.
رواه أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في " الأربعين في أخلاق الصوفية " (2/ 2) وعنه الديلمي (1/ 1 / 24): أخبرنا محمد بن سعيد الأنماطي أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى بن سلام أخبرنا محمد بن علي الترمذي أخبرنا سعيد بن حاتم البلخي أخبرنا سهل بن أسلم عن خلاد بن محمد عن أبي حمزة السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على أصحاب الصفة، فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم، فقال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، مظلم، فإن مخرجه السلمي نفسه متهم بأنه كان يضع الأحاديث للصوفية، وما بينه وبين أبي حمزة السكري لم أعرفهم، غير محمد بن علي الترمذي، وهو صوفي مشهور، صاحب كتاب " نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول "، وهو مطعون فيه من حيث عقيدته، فأنكروا عليه أشياء، منها أنه كان يفضل الولاية على النبوة، وقد تبعه في هذا ابن عربي صاحب " الفصوص " وغيرها، كما يعلم ذلك من اطلع على كتبه. والله المستعان. والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (1/ 6 / 1) للسلمي في " سنن الصوفية " والخطيب، والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأورده في " الزيادة على الجامع الصغير ". ولم أره في فهرس " تاريخ بغداد " وهو المراد عند إطلاق العزوإلى " الخطيب " كما نص عليه في المقدمة. والله أعلم.
59 - " اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا، ثم قال: وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيِّي ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1605)
أخرجه الواحدي في " أسباب النزول " (ص 136) والديلمي (1/ 1 / 84) من طريق مسلمة قال: حدثني زيد بن واقد عن القاسم بن نجيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد واه جدا، القاسم بن نجيد لم أجد له ترجمة، ولعل (نجيدا) قد تحرف على الناسخ أو الطابع. ومسلمة، هو ابن علي الخشني، وهو ضعيف اتفاقا، وتركه جماعة، وقال الحاكم: " روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات ". والحديث رواه البيهقي في " كتاب البعث "، والحكيم، والديلمي، وابن عساكر من هذا الوجه، وضعفه البيهقي، وقال المناوي: " وحكم ابن الجوزي بوضعه، وقال: تفرد به مسلمة الخشني، وهو متروك، والحمل فيه عليه. ونوزع بأن مجرد الضعف أوالترك لا يوجب الحكم بالوضع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/207)
قلت: مسلمة قد اتهمه الحاكم - على تساهله - بالوضع، فليس بعيدا ما صنعه ابن الجوزي من الحكم على حديثه بالوضع، ولذلك لم يستطع السيوطي أن يتعقبه بأكثر من قوله (1/ 272): " قلت: أخرجه البيهقي في " الشعب "، ومسلمة من رجال ابن ماجة. والله أعلم ". وهذا لا شيء كما ترى، وإن شايعه عليه ابن عراق (1/ 333) وزاد قوله: " والخشني وإن ضعف فلم يجرح بكذب ". فقد علمت تجريح الحاكم إياه بالوضع، وهو شر من الكذب في الجرح، كما لا يخفى على أهل العلم. ثم إنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا ". رواه مسلم، وهو مخرج في " الإرواء " (286).
60 - " انتهاء الإيمان إلى الورع، من قنع بما رزقه الله عز وجل دخل الجنة، ومن أراد الجنة لا شك، فلا يخاف في الله لومة لائم ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1616)
أخرجه الدارقطني في " الأفراد " (ج 2 رقم 35 - منسوختي) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: " حديث غريب من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، تفرد به المعلى بن عرفان عنه، وتفرد به عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى ".
قلت: وهما متروكان، والآخر أشد ضعفا من الأول، فالمعلى قال فيه البخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".
وأما الآخر، فقال فيه أبو حاتم: " متروك الحديث، كان يضع الحديث ". وقال النسائي أيضا: " متروك ". وقال الأزدي: " كذاب ". وقال ابن حبان: " هو صاحب أشياء موضوعة ". قلت: ومع هذه البلايا، فقد سود السيوطي بهذا الحديث " جامعه "!
61 - " نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1648)
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (24/ 155 / 399) من طريق علي بن عروة عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا موضوع، آفته ابن عروة هذا، قال الهيثمي في " المجمع " (5/ 106)، والسخاوي في " المقاصد ": " وهو كذاب ". قلت: وهو مما سود به السيوطي " الجامع الصغير "! وانظر " الصحيحة " (747).
62 - " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1862)
رواه ابن عدي (90/ 1) وأبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " (36
/ 2) وابن عساكر (4/ 322 / 2 - 14/ 124 / 1) عن الحسن بن يحيى الخشني عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الهروي (99/ 1) وابن حبان في " الضعفاء " (1/ 235)، وقال في الخشني: " منكر الحديث
جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، والحديث باطل موضوع ". قلت: وهذا سند
ضعيف جدا، الحسن بن يحيى هذا متروك كما قال الدارقطني وغيره، وقد روى
أحاديث موضوعة سبق ذكر بعضها، فانظر الحديث رقم (199). وهذا الحديث من
جملة أحاديث أوردها ابن عدي في " الكامل " (90/ 1) في ترجمة الخشني، ثم قال
: " وهي أنكر ما رأيت له، وهذا لا يعرف إلا به ". هذا كل ما جرح به ابن عدي
هذا الحديث، وهو وإن كان ليس بالأمر الهين، فهو لا يطابق ما حكاه ابن الجوزي عنه في " الموضوعات "، فقد ساق الحديث من طريق ابن عدي، ثم قال (1/ 271): " قال ابن عدي: موضوع، الخشني يروي عن الثقات ما لا أصل له، وإنما
يعرف نحوهذا من قول الفضيل ". فلعل ابن عدي ذكر هذا في مكان أوكتاب آخر. و
الله أعلم. وقد تعقبه السيوطي بأقوال حكاها عن بعض الأئمة لا تخرج عن كون
الرجل ضعيفا لسوء حفظه، وهذا لا ينافي الضعف الشديد الذي تبين لغيرهم ممن
حكينا أقوالهم فيه وغيرهم، ولذلك فهو تعقب لا طائل تحته. ثم قال السيوطي:
" وقد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " (8/ 500 / 2):
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن الشخير أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثنا أحمد بن
سفيان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة به. وهذه
متابعة قوية ". قلت: لا شك في قوة هذه المتابعة، لأن الليث بن سعد إمام جليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/208)
لا يسأل عن مثله، لكن ينبغي النظر في صحة السند إليه، ولقد بحثت عن تراجم
رجاله وأحوالهم واحدا بعد واحد، فلم أجد فيهم ما يمكن إعلال السند به إلا أن
يكون العباس بن يوسف هذا، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخه " (12/ 153 - 154)
، ثم ابن عساكر (8/ 500 / 2) وذكرا عنه رواة كثيرين، ولم يذكرا فيه جرحا
ولا تعديلا، اللهم إلا قول الخطيب: " وكان صالحا متنسكا ". وما أعتقد أن
هذه العبارة تفيد توثيق الرجل في الرواية، إذ لا تلازم بين كون الرجل صالحا
متنسكا، وبين كونه ثقة ضابطا، فكم في الصالحين من ضعفاء ومتروكين، كما هو
معروف لدى من له عناية بهذا العلم الشريف، ولهذا فإن القلب لم يطمئن لصحة هذا
السند، ولاسيما أن السيوطي نفسه قد نص في مقدمة كتابه " الجامع الكبير "، أن
كل ما عزاه للعقيلي وابن عدي والخطيب وابن عساكر، وللحكيم الترمذي في "
نوادر الأصول "، أو للحاكم في " تاريخه "، أولابن النجار في " تاريخه "، أو
للديلمي في " مسند الفردوس " ; فهو ضعيف. وأما سائر رجال السند فثقات كلهم
، فالذين فوق العباس هذا من رجال " التهذيب " وأما ابن الشخير فترجمه الخطيب (
2/ 333) وقال: " كان صدوقا ". وأما الحسن بن علي فهو أبو محمد الجوهري
ترجمه الخطيب أيضا (7/ 393) وقال: " كتبنا عنه، وكان ثقة أمينا كثير
السماع ". وأما محمد بن عبد الباقي فترجمه ابن عساكر (15/ 293 / 1 - 295 /
1) لكن ورقتان منها بياض! وله ترجمة طيبة في " اللسان " (5/ 241 - 243).
ثم رأيت الحديث في " ذم الكلام " للهروي (99/ 1) من طريق آخر عن ابن الشخير
به. فالعلة شيخه العباس بن يوسف الشكلي، والله أعلم. ثم الحديث أورده ابن
الجوزي من طرق أخرى واهية منها عن أبي نعيم في " الحلية " (5/ 218) عن أحمد
بن معاوية بن بكر: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد
الله بن بسر مرفوعا. وقال: " غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور ".
قلت: لكن أحمد هذا قال ابن الجوزي: " حدث بالأباطيل ". وهو أخذه عن ابن عدي
وتمام كلامه: " وكان يسرق الحديث ". ثم رواه أبو نعيم (6/ 97) وابن
عساكر (9/ 247 / 1) ويوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش والدساكر على ابن
عساكر " (9/ 1) من طريقين عن بقية بن الوليد عن - وفي " الحلية " وابن
عساكر: حدثنا - ثور عن خالد عن معاذ مرفوعا به. وكذلك رواه الطبراني في
" المعجم الكبير " (20/ 96 / 188). وقال أبو نعيم:
" كذا رواه بقية
، فقال: عن معاذ، ورواه عيسى بن يونس عن ثور عن خالد عن عبد الله بن بسر
مثله ". يعني الرواية التي قبلها، وقد عرفت سقوطها، فلا تنهض لمعارضة هذه
الرواية ورجالها ثقات، لولا ما يخشى من تدليس بقية، ولكنه قد صرح بالتحديث
عند من ذكرنا، وكذلك رواه الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " اللآلىء " (
ص 151) وعنه رواه أبو نعيم، فإذا كان سماع بقية له من ثور محفوظا، فالسند
قوي لوسلم من الانقطاع بين خالد ومعاذ، وقد غفل عنه في " المجمع " (1 /
188)، فأعله بضعف بقية فقط!! وعزاه في " الجامعين " لـ (طب) عن عبد الله
بن بسر، وأظنه وهما. وأما قول ابن عبد الهادي عقبه: " إسناد جيد ". فليس
بجيد بالنظر لطريقه الذي عنعن فيه بقية مع الانقطاع المشار إليه. ثم قال ابن
عبد الهادي: " وروي من طرق عديدة مرسلا عن إبراهيم بن ميسرة ومحمد بن مسلم و
ابن عيينة وغيرهم ". قلت: وقد رواه اللالكائي في " شرح أصول السنة " (1 /
35/ 1) عن ابن ميسرة موقوفا عليه. ورواه ابن الأعرابي في " المعجم " (193
/ 2) عن الحسن موقوفا. لكن فيه داود بن المحبر وهو كذاب.
63 - " لكل شيء أس، وأس الإيمان الورع، ولكل شيء فرع، وفرع الإيمان الصبر، ولكل شيء سنام، وسنام هذه الأمة عمي العباس، ولكل شيء سبط، وسبط هذه الأمة حبيباي الحسن والحسين، ولكل شيء جناح، وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر، ولكل شيء مجن، ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1913)
رواه ابن عساكر (8/ 471 / 2) من طريق أبي بكر الخطيب بسنده عن
إبراهيم بن (الحكم بن) ظهير عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/209)
مرفوعا. وقال الخطيب: " الحكم بن ظهير ذاهب الحديث ". قلت: وقال صالح
جزرة: " يضع الحديث ". وقال البخاري: " متروك الحديث، تركوه ". وقال
يحيى: " كذاب ". قلت: وابنه إبراهيم ليس خيرا منه، فقد قال فيه أبو حاتم:
" كذاب ". والحديث أورده السيوطي في " ذيل الموضوعات " (ص 53)، ثم ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " (177/ 2) من رواية الديلمي فقط من هذه الطريق، و
أعلاه بإبراهيم هذا فقط وهو قصور. ثم إن السيوطي تناقض حيث أورد الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية الخطيب وابن عساكر هذه!. وأما المناوي فخفي عليه
أن الحديث من رواية هذين الكذابين، فقال: " ورواه الديلمي، وفيه من لا
يعرف ". وأما في " التيسير " فقد بيض له المناوي! ثم إن إطلاق السيوطي العزو
للخطيب يشعر أنه في " تاريخه " كما نص عليه في مقدمة " الجامع الصغير "، وليس
فيه، ولعله استلزم من رواية ابن عساكر له من طريق الخطيب أنه في " تاريخه "،
وليس ذلك بلازم كما لا يخفي.
64 - " سيأتي على الناس زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يقسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة، خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة، وإليهم تعود ".
ضعيف جدا.السلسلة الضعيفة (1936)
أخرجه الديلمي في " مسنده " (107/ 1) من طريق الحاكم بسنده
عن خالد بن يزيد الأنصاري عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. قلت
: خالد هذا الظاهر أنه العمري المكي، فإنه يروي عن ابن أبي ذئب، كذبه أبو
حاتم ويحيى، وقال ابن حبان (1/ 258): " يروي الموضوعات عن الأثبات ".
ثم رواه الديلمي من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ نحوه.
قلت: وهذا - كالذي قبله - موضوع، آفته إسماعيل هذا، وهو السكوني
القاضي، قال ابن حبان (1/ 129): " شيخ دجال، لا يحل ذكره في الحديث إلا
على سبيل القدح فيه ". وقد وجدت له طريقا ثالثا، فقال ابن أبي الدنيا في
كتاب " العقوبات ": أخبرنا سعيد بن زنبور قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد
الله بن دكين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، فذكره مرفوعا. قلت: وهذا إسناد واه، عبد الله بن دكين مختلف فيه
، وفي ترجمته ساق الحديث الذهبي مشيرا إلى نكارته. وهذا هو الوجه عندي إن
كان قد صح رواية يزيد له عنه، فإن سعيد بن زنبور لم أجد من ترجمه. وقد خالفه
محمد بن مسلمة فقال: حدثنا يزيد بن هارون به لكنه أوقفه على علي رضي الله عنه
. أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " (19 - 20 مخطوط حلب): حدثنا
يزيد بن هارون .. ومحمد بن مسلمة هو الواسطي صاحب يزيد بن هارون، مختلف فيه،
والأكثرون على تضعيفه، بل قال أبو محمد الخلال. " ضعيف جدا ". وقال الذهبي
: " أتي بخبر باطل اتهم به ". لكن الدينوري نفسه متهم، فراجع ترجمته في "
الميزان ". وجملة القول أن هذا الحديث بهذه الطرق الثلاث، يظل على وهائه
لشدة ضعفها، وإن كان معناه يكاد المسلم أن يلمسه، بعضه أوجله في واقع
العالم الإسلامي، والله المستعان.
65 - " يخرج الدجال على حمار أقمر، ما بين أذنيه سبعون عاما، معه سبعون ألف يهودي عليهم الطيالسة بالحضر، حتى ينزلوكوم ابن الحمراء ".
ضعيف جدا.السلسلة الضعيفة (1968)
رواه الحسن بن رشيق العسكري في " المنتقى من الأمالي " (42/ 2): حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا سليمان بن بلال عن محمد أبو عقبة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا إسناد ضعيف
جدا، عبد العزيز بن يحيى المدني، قال الحافظ: " متروك، كذبه إبراهيم بن
المنذر ". والحديث أورده في " المشكاة " (5493) دون قوله: " معه سبعون ألف
". وقال: " رواه البيهقي في كتاب (البعث والنشور) ". قلت: وهذه
الزيادة في " صحيح مسلم " (8/ 207) عن أنس مرفوعا بلفظ: " يتبع الدجال من
يهو د أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ". وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى
الله عليه وسلم رأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام، فسئل النبي صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/210)
الله عليه وسلم عن الدجال فقال: رأيته فيلمانيا أقمر هجانا ... أخرجه أحمد (1/ 374) بسند حسن. وقد جاءت الجملة الأولى في حديث آخر إسناده خير من هذا،
دون قوله: " أقمر "، ولكنه ضعيف أيضا، مع الاختلاف في بعد ما بين أذني
الحمار، وهو الحديث الآتي بعده:
66 - " يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم، وله أربعون يوما يسيحها، اليوم منها كالسنة واليوم كالشهر واليوم كالجمعة، ثم سائر أيامه مثل أيامكم، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، يأتي الناس، فيقول: أنا ربكم وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر، يقرأه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب، يمر بكل ماء ومنهل، إلا المدينة ومكة، حرمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1969)
أخرجه أحمد (3/ 367) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 31 - 32) و
الحاكم (4/ 530) من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وقال الحاكم: " صحيح
الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، فهي علة
الحديث. وقد سكت عنها في " المجمع " (7/ 344) وادعى أنه رواه أحمد
بإسنادين! وإنما روى منه قوله: " مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن ".
أخرجه (3/ 327) من طريق حسين بن واقد: حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وإسناده جيد. وهذا القدر منه
صحيح، بل متواتر، جاء عن جمع من الصحابة، منهم: أنس، وبعض أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم. رواهما مسلم (8/ 193) وابن عمر عند ابن حبان (1896 -
موارد) وانظر " الفتح " (13/ 100) و" المجمع " (7/ 327 - 350). و
قوله: " يأتي الناس .. " إلخ، ثابت في أحاديث صحيحة مشهورة.
1970 - " مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره، فبقي معلقا بخيط في آخره
، فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع ".
ضعيف.
رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (2/ 13 / 1) عن يحيى بن
سعيد: حدثنا أبو سعيد خلف بن حبيب عن أنس بن مالك رفعه. قلت: وهذا
إسناد ضعيف، يحيى بن سعيد، وهو العطار ضعيف كما قال الحافظ. وأبو سعيد خلف
بن حبيب لم أعرفه. وتابعه أبان عن أنس به. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8
/ 131) وقال: " أبان بن أبي عياش لا يصح حديثه، لأنه كان نهما بالعبادة، والحديث ليس من شأنه ".
67 - " يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ".
موضوع.السلسلة الضعيفة (1978)
رواه ابن ماجه (رقم 4313) والعقيلي في " الضعفاء " (ص 331) و
ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (1/ 30) ونصر المقدسي في " جزء من
حديثه " (255/ 1) وابن عساكر (9/ 391 / 1) عن عنبسة بن عبد الرحمن بن
عنبسة القرشي عن علاق بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان
مرفوعا. أورده العقيلي في ترجمة عنبسة هذا، وقال: " لا يتابع عليه ". و
روى عن البخاري أنه قال فيه: " تركوه ". قلت: وقال أبو حاتم: " كان يضع
الحديث ".
قلت: ومنه تعلم تساهل العراقي في قوله في " تخريج الإحياء " (1/ 6): " إسناده ضعيف "! وأسوأ منه السيوطي، ثم المناوي، فإن هذا قال في " فيضه ": " رمز المصنف لحسنه، وهو عليه رد، فقد أعله ابن عدي والعقيلي
بعنبسة، ونقل عن البخاري أنهم تركوه ". ثم نكل المناوي عن هذا، فقال في "
التيسير ": " إسناده حسن "! وقلده الغماري كعادته (4579)!
68 - " ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1994)
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " (172/ 1) والبخاري في " التاريخ "
(3/ 1 / 264) وابن أبي الدنيا في " اليقين " (ق 2/ 1) والكلاباذي في "
مفتاح المعاني " (234/ 1) وابن عساكر (14/ 375 / 1) من طريق سعيد بن أبي
أيوب عن عبد الرحمن بن بزرج سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن بزرج،
فأورده ابن أبي حاتم (2/ 2 / 216) من رواية سعيد هذا وابن لهيعة عنه، ولم
يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك صنع البخاري. وأما ابن حبان، فذكره في "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/211)
الثقات " (5/ 95).
69 - " شعار أمتي إذا حملوا على الصراط: لا إله إلا الله ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1972)
رواه العقيلي في " الضعفاء " (416) والطبراني في " الأوسط " (159 - بترقيمي) عن عبدوس بن محمد المصري عن منصور بن عمار عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا. وقال: " منصور بن عمار القاص
لا يقيم الحديث، وكان فيه تجهم من مذهب جهم ". قلت: وابن لهيعة ضعيف أيضا
. والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الشيرازي عن ابن عمرو نحوه.
وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء! ومن رواية الطبراني في " المعجم
الكبير "، وقال المناوي: وكذا " الأوسط "، وفيه من وثق على ضعفه، و
عبدوس بن محمد لا يعرف ". قلت: هذا قول الهيثمي في " المجمع " (10/ 359)
بشيء من التصرف.
70 - " شعار المسلمين يوم القيامة على الصراط: رب سلم، رب سلم ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (1973)
رواه الترمذي (2/ 70) والحاكم (2/ 375) وعبد بن حميد في
" المنتخب من المسند " (50/ 1) والحربي في " الغريب " (5/ 30 / 1) عن
عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة مرفوعا. قال الترمذي:
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق ". ومن هذا الوجه رواه
ابن عدي (234/ 1) والعقيلي في " الضعفاء " (229) وروى تضعيف عبد الرحمن
هذا، وهو أبو شيبة الواسطي عن ابن معين وأحمد، ثم قال:
" والحديث فيه
رواية من وجه لين ". قلت: كأنه يعني الذي قبله، وأما الحاكم فقال: " صحيح
على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وهو وهم منهما سببه أنه وقع في إسناده "
عبد الرحمن بن إسحاق القرشي ". والقرشي هذا ثقة من رجال مسلم، لكن وصفه بذلك
في الإسناد وهم من الناسخ أوبعض الرواة، لأن الذي يروي عن النعمان بن سعد
إنما هو الأول أبو شيبة الواسطي، وهو أنصاري. ثم إن النعمان بن سعد مجهول لم
يروله مسلم أصلا، ولا أحد من الستة سوى الترمذي، وقال الذهبي: " ما روى
عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء ". قلت: فتأمل مبلغ تناقض الذهبي!
لتحرص على العلم الصحيح، وتنجومن تقليد الرجال. وخلاصة القول أن الحديث
ضعيف كالذي قبله، على الاختلاف الذي بينهما. نعم، ثبت في " صحيح مسلم " عن
حذيفة بن اليمان مرفوعا في حديث الشفاعة: " ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب
سلم سلم ... ". فهو من دعائه صلى الله عليه وسلم يومئذ.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:56 ص]ـ
جزاك الله كل خير و نفع بك أخي ابن عبد الباقي ....
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[23 - 07 - 09, 01:18 م]ـ
جزاك الله كل خير و نفع بك أخي ابن عبد الباقي ....
و جزاك مثله يا أبا سليمان
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:00 م]ـ
71 - " كفر بالله العظيم جل وعز عشرة من هذه الأمة: الغال، والساحر، والديوث،
وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ومات
ولم يحج، والساعي في الفتن، وبائع السلاح أهل الحرب، ومن نكح ذات محرم
منه ".
موضوع. السلسلة الضعيفة (2005)
رواه ابن عساكر (15/ 143/1) عن محمد بن خالد الدمشقي:
حدثنا مطر بن العلاء عن حنظلة بن أبي سفيان عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعا.
أورده في ترجمة محمد بن خالد هذا، وذكر أنه الفزاري قرابة مطر بن العلاء،
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وفي طبقته من " الميزان " و" لسانه ":
" محمد بن خالد الدمشقي عن الوليد بن مسلم؛ قال أبو حاتم: كان يكذب ".
فالظاهر أنه هذا.
وشيخه مطر بن العلاء ترجمه ابن عساكر (16/ 295/2)، ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا، غير أنه روى عن أبي حاتم أنه قال فيه: " شيخ ".
والحديث أورده السيوطي من رواية ابن عساكر هذه، وتبعه المناوي في " الفيض "
بقوله:
" وظاهر صنيع المؤلف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر، مع أن الديلمي أخرجه
باللفظ المزبور عن البراء المذكور من هذا الوجه ".
ولم يتكلم عليه بشيء؛ تضعيفا أوتصحيحا، وكذلك فعل في " التيسير "!
72 - " إن إبليس ليضع عرشه على البحر دونه الحجب، يتشبه بالله عز وجل، ثم يبث
جنوده، فيقول: من لفلان الآدمي؟ فيقوم اثنان، فيقول: قد أجلتكما سنة، فإن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/212)
أغويتماه وضعت عنكم التعب، وإلا صلبتكما ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2009)
رواه أبو نعيم في " الحلية " (2/ 28 - 29)، وابن عساكر (8/ 65/2) عن يحيى
ابن طلحة اليربوعي: حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد - يعني الكندي - عن عبادة
ابن نسي عن أبي ريحانة مرفوعا.
قال: فكان يقال لأبي ريحانة: لقد صلب فيك كثيرا!
قلت: وهذا سند ضعيف. يحيى بن طلحة لين الحديث كما في " التقريب ".
وحميد الكندي؛ لا يعرف إلا برواية أبي بكر بن عياش عنه.
كذلك أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/232)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأما
ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات " (6/ 192) بهذه الرواية أيضا!
والحديث قال في " المجمع " (1/ 114):
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي، ضعفه النسائي،
وذكره ابن حبان في (الثقات) (1) ".
(تنبيه): أبو ريحانة اسمه (شمعون) بالشين المعجمة، وقيل بالمهملة، ولم
أره في النسخة المطبوعة من " المعجم الكبير "، ولا في " الأسماء والكنى ".
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________
(1) ج9/ 262، وقال: " كان يغرب ". وخلط بينه وبين يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي - الثقة - محقق " الإحسان "، فجعلهما في فهرسه (ص 268) واحدا! وفرق بينهما في التخريج، وهو الصواب. اهـ.
73 - " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه ".
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2027)
أخرجه الطبراني في " الصغير " ص (200)، وعنه الضياء في " المختارة " (ق
217/ 1) من طريق زهير بن عباد الرؤاسي: حدثنا داود بن هلال عن هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعا، وقال:
" تفرد به زهير بن عباد ".
قلت: وثقه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الدارقطني: "
مجهول "، وفيه نظر؛ كما في " اللسان ".
ومن فوقه من الرواة ثقات؛ غير داود بن هلال، ولم أجد له توثيقا في شيء من
كتب الرجال التي عندي، حتى ولا في " ثقات ابن حبان "! ولم يذكر له ابن أبي
حاتم راويا غير (زهير) هذا، فهو في حكم المجهول.
وقد قال الهيثمي (10/ 302):
" رواه الطبراني في " الصغير " و" الأوسط "، وفيه داود بن هلال، ذكره ابن
أبي حاتم ولم يذكر فيه ضعفا، وبقية رجاله رجال الصحيح ".
قلت: وهذا الإطلاق غير صحيح، لأن زهير بن عباد ليس من رجال الصحيح، ولا من
رجال أحد السنن الأربعة.
وزعم المناوي في " التيسير شرح الجامع الصغير " أن إسناده حسن، وليس بحسن،
فإن داود بن هلال لم يوثقه أحد كما تقدم، وغاية ما قال فيه الهيثمي ما سمعت:
" ولم يذكر فيه ضعفا "، وهذا ليس بتوثيق، والله أعلم.
وقد تقدم من طريق أخرى عن أنس مرفوعا نحوه تحت الحديث (1916)، فراجعه إن
شئت.
74 - " إذا أدخل الله الموحدين النار أماتهم فيها، فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم
ألم العذاب تلك الساعة ".
موضوع. السلسلة الضعيفة (2028)
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/ 1/92)، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
معاني الآثار " (106/ 2): حدثنا أبو الفضل الشهيد: حدثنا أبو سعيد الحسن بن
علي العدوي: حدثنا الحسن بن علي بن راشد: أنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن
عمروعن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد موضوع، وآفته العدوي هذا. قال السيوطي:
" هو أحد المعروفين بالوضع ".
قلت: وقد سبقت ترجمته وبعض الأحاديث مما وضعه - قبحه الله -، فانظر الحديث
(رقم 131 و132).
والحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير "، وعزاه للديلمي في " مسند
الفردوس "، وتعقبه المناوي، فأبعد النجعة حيث قال:
" قال الهيتمي - كذا بالتاء المثناة -: فيه الحسن بن علي بن راشد، صدوق؛ رمي
بشيء من التدليس، وأورده الذهبي في (الضعفاء) ".
قلت: وهذا يوهم أن ليس في السند من هو أولى بإعلال الحديث به من ابن راشد هذا
، وليس كذلك؛ لما عرفت من حال العدوي الكذاب!
ثم إن ما عزاه للهيتمي من ترجمة ابن راشد إنما هو كلام الحافظ ابن حجر بالحرف
الواحد في " التقريب "، فلعله سبق قلم من المؤلف، أوخطأ من الناسخ أوالطابع
. وانظر خرافة تحديث إلياس أخي الخضر أحد المجهولين بمعنى هذا الحديث ثم غاب
عنه! في " ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار (17/ 211 - ط).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/213)
75 - " أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وأوثق العرى كلمة التقوى،
وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف
الحديث ذكر الله جل وعلا، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها،
وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء صلى الله عليهم، وأشرف
الموت قتل الشهداء، وأعمى الضلالة ضلالة بعد الهدى، وخير العمل ما نفع،
وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب.
واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر
المعذرة عند حضرة الموت، وشر الندامة نادمة يوم القيامة، وشر الناس من لا
يأتي الجمعة إلا نزرا، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا
اللسان الكذوب، وخير الغنا غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة
مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة
من عمل الجاهلية، والغلول من جمر (كذا) جهنم، والسكر من النار، والشعر
من إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من
الجنون، وشر الكسب كسب الربا، وشر المال أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ
بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أذرع،
والأمر إلى آخرة، وملاك الأمر فرائضه، وشر الرؤيا رؤيا الكذب، وكل ما هو
آت قريب.
سباب المسلم فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله جل وعز،
وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن تألى على الله كذبه، ومن يغفر يغفر الله له،
ومن سمع المستمع سمع الله به، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره
الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يضم يضاعفه الله، ومن
يعص الله يعذبه الله، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي
- ثلاث مرات -. أستغفر الله لي ولكم ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (2059)
رواه أبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " (ق 5/ 2 - 6/ 1) من
طريقين عن عبد الله بن نافع الصائغ: أخبرني عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد
ابن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد، قال: تلقيت هذه الخطبة من
في رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتبوك قال: سمعته: يقول .. فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن مصعب وأبو ه فيهما جهالة؛ كما قال
الذهبي.
وعبد الله بن نافع الصائغ، ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين، كما قال الحافظ.
والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الدلائل "، وابن
عساكر عن عقبة بن عامر الجهني، وأبي نصر السجزي في " الإبانة " عن أبي
الدرداء، وابن أبي شيبة في " المصنف " عن ابن مسعود موقوفا. وزاد المناوي
في تخريجه فقال:
" رواه العسكري والديلمي عن عقبة، وأبو نعيم في " الحلية "، والقضاعي في "
الشهاب " عن أبي الدرداء، قال بعض شرائحه: حسن غريب ".
وقال في " التيسير " في حديث ابن مسعود الموقوف:
" وإسناده حسن ".
قلت: وفي إسناد حديث عقبة عند الديلمي (1/ 2/216 - 217) عبد العزيز بن عمران
، وهو متروك. ويعقوب بن محمد الزهري وأبو أمية الطرسوسي، وهما ضعيفان.
76 - " إن الإسلام بدأ جذعا، ثم ثنيا، ثم رباعيا، ثد سديسا، ثم بازلا ".
ضعيف.السلسلة الضعيفة (2064)
أخرجه أحمد (3/ 463 و5/ 52)، وأبو يعلى (1/ 192)، وابن نصر في " الصلاة "
(361) عن عوف عن علقمة بن عبد الله المزني قال: حدثني فلان أنه شهد عمر بن
الخطاب يقول لرجل من جلسائه: يا فلان، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينعت الإسلام؟ فقال: سمعته يقول: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير " فلان " شيخ المزني، فإنه مجهول
لم يسم. وبه أعله الهيثمي (7/ 279).
77 - " من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية ".
لا أصل له بهذا اللفظ. (2069)
كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر الحلي في " منهاج السنة
" (1/ 26 - 27)، وقال الحافظ الذهبي في مختصره: " المنتقى " (ص 28) تبعا
لأصله: " المنهاج ":" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ". كما تقدم (1/ 525).
قلت: والشيعة في كتبهم يتناقلون هذا الحديث تقليدا منهم لـ (الحلي)، لكن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/214)
بعضهم يدلس، بل يكذب على المسلمين ليضلوهم، فهذا هو المدعو: روح الله
الخميني يقول في كتابه: " كشف الأسرار " (ص 197):
" وهناك حديث معروف لدى الشيعة وأهل السنة منقول عن النبي يقول: .. " فذكره.
وهذا الذي عزاه لأهل السنة من اختلاقه، وله من مثله الشيء الكثير، كما ترى
في المجلد العاشر من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ابتداء من (4881 - 4975)،
فقد رأيت الذهبي ومن قبله ابن تيمية يجزمان بأنه لا أصل له.
ويشير بقوله: " هكذا " إلى أن له أصلا بلفظ:
" من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية ".
رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة " (984).
78 - " اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون، سألوني أن أسكنهم، فأسكنت
المسلمين الجلس، وأسكنت المشركين الغور ".
ضعيف جدا. (2074)
رواه أبو الشيخ في " العظمة " (12/ 28/1)، والطبراني في " المعجم الكبير "
(1/ 358/1143) عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف المزني عن أبيه عن جده عن
بلال بن الحارث، قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فخرج لحاجته، وكان
إذا خرج لحاجته يبعد، فأتيته بإداوة من ماء، فانطلق، فسمعت عنده خصومة رجال
ولغطا لم أسمع مثلها، فجاء، فقال: بلال؟ قلت: بلال، قال: أمعك ماء؟
قلت: نعم، قال: أصبت، فأخذه مني، فتوضأ، فقلت: يا رسول الله، سمعت عندك
خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألسنتهم، قال: فذكره.
قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير:
" ما الجلس وما الغور؟ قال: الجلس: القرى والجبال، والغور: ما بين
الجبال والبحار، قال كثير: ما رأينا أحد أصيب بالجلس إلا سلم، ولا أصيب
أحد بالغور إلا لم يكد يسلم ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، كثير بن عبد الله هذا متروك. وبه أعله الهيثمي
في " المجمع " (1/ 203)
79 - " إني عند الله (وفي رواية: عبد الله) في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن
آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى
قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى
أمهات النبيين صلوات الله عليهم ".
ضعيف. (2085)
أخرجه أحمد (4/ 128)، والبزار (كشف - 2365)، والطبري في " تفسيره " (
رقم 2071 - 2073)، وأبو نعيم في " الحلية " (6/ 89 - 90)، والحاكم (
2/ 600)، وابن عساكر (1/ 157) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد
عن العرباض بن سارية مرفوعا. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ".
ورده الذهبي بقوله:
" قلت: أبو بكر ضعيف ".
قلت: وقد خولف في إسناده كما يأتي.
وسعيد بن سويد، قال ابن أبي حاتم عن أبيه (2/ 1/240):
" صدوق، وكان يدلس، يكثر ذاك. يعني التدليس ".
قلت: وقد عنعنه.
وتابعه معاوية بن صالح، لكنه خالفه في إسناده، فقال: عن سعيد بن سويد
الكلبي عن عبد الأعلى (وقال بعضهم: عبد الله) بن هلال السلمي عن عرباض بن
سارية به.
أخرجه ابن حبان (2093 - الموارد)، وأحمد (4/ 127)، وابن سعد في "
الطبقات " (1/ 149)، والطبري، وابن عساكر.
قلت: وعبد الأعلى هذا أورده ابن أبي حاتم (3/ 25) من رواية ابن سويد هذا فقط
عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فالإسناد ضعيف. وذكره ابن حبان في "
الثقات " (5/ 128).
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن
نفسك، فقال: " دعوة أبي إبراهيم ... " الحديث نحوه؛ دون قوله:
" وكذلك ... ". وهي رواية عبد الأعلى المتقدمة. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وإنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن
إسحاق.
نعم؛ الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة:
" وكذلك ترى ... "، فانظر حديث:
" أنا دعوة إبراهيم ... " (1546 و1925) من " الصحيحة ".
80 - " [يا] أيها الناس! مروا بالمعروف، وانهو ا عن المنكر قبل أن تدعوا الله؛
فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه؛ فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا، ولا يقرب أجلا، وإن الأحبار من اليهو د
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/215)
والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لعنهم الله
على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء ".
ضعيف. (2092)
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (2/ 217/1389)، ومن طريقه أبو نعيم في
" الحلية " (8/ 287)، والأصبهاني في " الترغيب " (1/ 157/299) من طريق
إبراهيم بن إبراهيم بن دنوقا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي: حدثنا عبد الله
ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن
عمر عن أبيه مرفوعا. والسياق للأصبهاني، والزيادة للطبراني، وقال:
" تفرد به ابن دنوقا ".
قلت: وهو ثقة. كما قال الدارقطني وابن حبان، ومن فوقه ثقات؛ غير (
الرازي) هذا، فلم أجد له ترجمة، وقد ذكره المزي في الرواة عن (عبد الله بن
عبد العزيز العمري).
وقال المنذري (3/ 171):
" رواه الأصبهاني عن ابن عمر مرفوعا ".
وأشار إلى ضعفه. وقال الهيثمي (7/ 266):
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه من لم أعرفهم ".
قلت: كلهم ثقات غير (الرازي)، فتنبه. وقد جاء مفرقا في أحاديث، فانظر:
" ألا لا يمنعن أحدكم ... "، وهو صحيح مخرج في " الصحيحة " (168). و" كان
من كان قبلكم من بني إسرائيل ... "، ومضى تخريجه برقم (1105).
81 - " من أمر بمعروف، فليكن أمره بمعروف ".
ضعيف جدا. (2097)
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 99/7603) من طريق أبي العباس بسنده عن
سلم بن ميمون الخواص عن زافر: حدثني المثنى بن الصباح عن عمروبن شعيب عن
أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء:
الأول: المثنى بن الصباح؛ قال الحافظ:
" ضعيف، اختلط بأخرة، وكان عابدا ".
الثاني: زافر، وهو ابن سليمان الإيادي؛ قال الحافظ:
" صدوق كثير الأوهام ".
الثالث: سلم هذا، شديد الضعف. قال ابن عدي:
" ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة، وهو من كبار الصوفية. قال: ولعله كان يقصد
أن يصيب فيخطئ في الإسناد والمتن، فإن الحديث لم يكن من عمله ".
وقال أبو حاتم:
" لا يكتب حديثه ".
والحديث عزاه العراقي في " تخريج الإحياء " (2/ 292) للبيهقي في " الشعب " من
رواية عمروبن شعيب ... وسكت عمن دونه من الضعفاء، فما أصاب.
وعزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (2/ 228/1) للديلمي فقط عن ابن عمرو!
وفي " الصغير " لـ " الشعب ".
وقد سبق تخريجه من رواية أبي العباس الأصم برقم (590)، وهو شيخ شيوخ
البيهقي فيه، وقد قدر لي إعادة تخريجه هنا سهو ا؛ لأضم إليه طريقا أخرى عثرت
عليها في كتاب ابن وضاح القرطبي " البدع والنهي عنها " (ص 92) لأتكلم عليها.
أخرجه من طريق بقية قال: أنا إسحاق بن مالك الحضرمي قال: حدثني أبو نزار
القرشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد مظلم.
أبو نزار لم أعرفه.
والحضرمي، قال في " الميزان ":
" هو من شيوخ بقية، قال الأزدي: ضعيف ".
82 - " أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء ".
موضوع. (2111)
أخرجه البزار (3471)، والخطيب في " التاريخ " (11/ 177 - 178)، والديلمي
في " المسند " (1/ 1/7) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن أبي مسلم عن
أبان بن عثمان عن أبيه عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عنبسة بن عبد الرحمن، وهو الأموي. قال
الحافظ:
" متروك، رماه أبو حاتم بالوضع ".
وعلاق بن أبي مسلم؛ مجهول.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:32 ص]ـ
بارك الله في الاخ الفاضل ابن عبدالباقي السلفي
وجزاه الله خيرا على ماقدم
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 10:13 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبدالرحمن وجزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم التميمي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 04:07 ص]ـ
انظر هذا الرابط
http://aqeeda.org/index.php?page=treatise&action=treatise&treatise=536
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 05:56 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/216)
18 - " يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم، فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأو قد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأو قد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأو قد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لوأن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه، ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لوأن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فأموت، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي، فقال: تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به، فقال: مالي لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء! لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس، فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي ابتلي مثل ما ابتلي به هاروت وماروت، قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام، فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه، فارتفع جبريل عليه السلام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم؟! لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .. فنودي: يا محمد! لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا ".
موضوع.السلسة الضعيفة للألبانى (910)
فمثل هذا الحديث يستشهد بمثلة كثير من أئمة المساجد فهل لهذا الحديث رواية صحيحه، خاصة الكلام عن النار ( .. أمر بجهنم فأو قد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأو قد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأو قد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة ..
فهل هناك رواية مشابه لها صحية،، ارجو إذا: التوضيح لنا عن ما إذا كان هناك رواية الضعيفة و رواية صحيحة وهكذا ...
يا ليت يا مشايخنا
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:28 ص]ـ
*جميع الروايات لهذا الحديث: وبيان هذا فيما يلي:
الروابة التي ذكرتموها عند الألباني (موضوعة).، السلسة الضعيفة للألبانى (910)
يا جبريل ما لي أراك متغير اللون فقال ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل صف لي النار وانعت لي جهنم فقال جبريل إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي فقال تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به قال ومالي لا أبكي أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل عليه السلام فما زالا يبكيان حتى نوديا أن ياجبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا فارتفع جبريل عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون فقال أتضحكون ووراءكم جهنم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما أسغتم الطعام والشراب ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل فنودي يا محمد لا تقنط عبادي إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا. (موضوع) _ سلسلة الضعيف ج3 ص472
((أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى أبيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة)) الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه. " (10/ 387)
وفي السلسلة الضعيفة" (910)
((أوقدتُ النار ألف سنة فابيضت ........ ضعيف سنن ابن ماجه، عند الألباني ص 4396
وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100261) أيضا رواية:
وقد بُيِّن ضعفها في: العلل المتناهية ج1/ص115 .... العلل المتناهية ج2/ص733
، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي الكندي قال: قال عمر بن الخطاب: [فذكر الحديث بطوله].
قلت: هذا إسناد تالف؛ فيه علتان:
الأولى: سلام الطويل؛ قال الحافظ ابن حجر: "متروك".
الثانية: الانقطاع بين عدي الكندي، وبين عمر بن الخطاب.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 89 - 91/ 2583) من طريق سلام الطويل
وقد ذكر الشيخ عبد الله زقيل حفظه الله هنا ( http://saaid.net/Doat/Zugail/321.htm) ما يغني بإذن الله تعالى في هذا الحديث وغيره"
أعانكم المولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/217)
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 05:34 ص]ـ
اختي / طويلبة علم حنبلية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=57139)
اشكرك على البيان والإيضاح، وأسأل الله أن ينفع بك.
إخواني الفضلاء: أقول هكذا يكون التأصيل العلمي ودقة البحث في هكذا أمور، بمثل ما سطرته أختنا /طويلبة علم حنبلية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=57139)
والذي اطلبه وارجوه واتمناه من الجميع إعادة صياغة البحث في (الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى العقيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1088337#post1088337) ) من جميع الروايات إن أمكن حتى نميز بين الصحيح والضعيف والموضوع من مختلف الروايات والطرق،
فلا يقتصر على ذكر حديث ما على أنه ضعيف فقط بل أرجو التنبية على ذكر جميع طرقة ورواياته
فيكون البحث حينئذ اتقن وأدق واشمل.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزل لإخينا ابن عبدالباقى السلفى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=29249) صاحب الموضوع خيرالجزاء وعضيم المثوبة فهو والله مشروع بحثي نفيس كيف لا وهو يتعلق بالعقيدة.
والشكر موصول لجميع من ساهم في هذا الموضوع، ولكني ايضا اكرر
طلبي ورجائي للجميع يا رعاكم الله.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:49 ص]ـ
لللشيخ أسامة العتيبي رسالة ماجستير بعنوان: الأحاديث الموضوعة المنافية لتوحيد العبادة –جمعاً ودراسة- بإشراف الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي. وحصل على درجة: ممتاز، وهي تحت الطبع او طُبعت بمكتبة الرشد.
وجزى الله ابن عبدالباقي خيرًا.
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[01 - 08 - 09, 10:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[صبحي حيزان]ــــــــ[11 - 08 - 09, 10:26 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[23 - 08 - 09, 07:23 ص]ـ
اختي / طويلبة علم حنبلية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=57139)
اشكرك على البيان والإيضاح، وأسأل الله أن ينفع بك.
إخواني الفضلاء: أقول هكذا يكون التأصيل العلمي ودقة البحث في هكذا أمور، بمثل ما سطرته أختنا /طويلبة علم حنبلية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=57139)
والذي اطلبه وارجوه واتمناه من الجميع إعادة صياغة البحث في (الأحاديث الضعيفة والموضوعة فى العقيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1088337#post1088337) ) من جميع الروايات إن أمكن حتى نميز بين الصحيح والضعيف والموضوع من مختلف الروايات والطرق،
فلا يقتصر على ذكر حديث ما على أنه ضعيف فقط بل أرجو التنبية على ذكر جميع طرقة ورواياته
فيكون البحث حينئذ اتقن وأدق واشمل.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزل لإخينا ابن عبدالباقى السلفى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=29249) صاحب الموضوع خيرالجزاء وعضيم المثوبة فهو والله مشروع بحثي نفيس كيف لا وهو يتعلق بالعقيدة.
والشكر موصول لجميع من ساهم في هذا الموضوع، ولكني ايضا اكرر
طلبي ورجائي للجميع يا رعاكم الله.
أخى الحبيب أنا أذكر هنا ما أقف عليه من أحاديث تتعلق بموضوعنا من خلال السلسلة الضعيفة للشيخ الألبانى رحمه الله
ولعلنا نجد من الإخوة من يساعد فى جمع الطرق والروايات المختلفة
و جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[23 - 08 - 09, 08:54 ص]ـ
83 - (إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: أكثر الله مالك وولدك).
ضعيف جدا. السلسة الضعيفة (2559)
رواه ابن حبان في " الضعفاء " (2/ 15 - 16)، وابن عدي (215/ 2)، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 289)، وعنه الديلمي (1/ 1/114)، وابن عساكر (15/ 465/2) عن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار قال: لا أراه إلا عن عبد الله بن عمر مرفوعا. وقال ابن عدي:
" عبد الله بن جعفر عامة حديثه لا يتابعه أحد عليه، وهو مع ضعفه يكتب حديثه ".
قلت: هو والد الحافظ علي بن المديني، وفي " الميزان ":
" متفق على ضعفه، قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن المديني: أبي ضعيف. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الجوزجاني: واه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/218)
ولعل أصل هذا الحديث الوقف، فوهم الراوي فرفعه، فقد روى البخاري في " الأدب المفرد " (1112) وغيره عن عقبة بن عامر الجهني: أنه مر برجل هيئته هيئة مسلم، فسلم، فرد عليه، فقال له الغلام: إنه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك، وأكثر مالك وولدك. وسنده حسن كما في " الإرواء " (5/ 115). وانظر ما يستفاد منه فيما علقته عليه في " صحيح الأدب المفرد " (430/ 847/1112).
84 - (إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحد، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجب له الجنة، إنه وتر يحب الوتر: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، السلام ... إلى قوله: الرشيد الصبور).
ضعيف. السلسة الضعيفة (2563)
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (10/ 380) من طريق أبي العباس القاسم بن القاسم السياري: حدثنا أحمد بن عباد بن سلم - وكان من الزهاد -: حدثنا محمد بن عبيدة النافقاني: حدثنا عبد الله بن عبيدة العامري: حدثنا سورة بن شداد الزاهد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب مرفوعا، وقال في آخره:
" مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة.
حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه. وحديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر، لا صحة له ".
قلت: وموسى بن يزيد لم أعرفه. ومثله سورة الزاهد وعبد الله العامري وأحمد بن عباد بن سلم!
وأما محمد بن عبيدة النافقاني؛ فقال أبو نصر بن ماكولا:
" صاحب مناكير ".
فهذا الحديث من منكراته.
قلت: وحديث الأعرج الذي أشار إليه أبو نعيم والمتفق عليه؛ ليس فيه " ما من عبد ... " إلخ، ولا فيه سرد الأسماء، وإنما جاءت الأسماء في بعض الطرق الواهية كما بينته في " تخريج المشكاة " (2288).
85 - (إن العجب ليحبط عمل سبعين سنة).
موضوع. السلسة الضعيفة (2567)
رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " (71/ 1)، والديلمي (1/ 2/286) عن محمد بن خلف بن عبد السلام: حدثنا موسى بن إبراهيم: حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه عن الحسين بن علي مرفوعا.
قلت: وهذا موضوع؛ موسى بن إبراهيم هو المروزي؛ متروك. ومحمد بن خلف بن عبد السلام مروزي أيضا؛ كذبه يحيى بن معين. قال ابن الجوزي - وساق له حديثا آخر في فضل علي -:
" هذا موضوع، آفته محمد بن خلف ".
ووافقه السيوطي في " اللآلي " (1/ 320).
ثم غفل عنه، فأورد له حديث الترجمة في " الجامع الصغير "! كما غفل عنه المناوي، فأعل الحديث بشيخه موسى بن إبراهيم فقط!
86 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم خصماء الله، وهم القدرية).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2582)
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (336)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (6/ 317/6510) من طريق بقية: حدثنا حبيب بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن أبيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن عمر - وهو الأنصاري -؛ قال الدارقطني:
" مجهول ".
قلت: وأبوه عمر الأنصاري لم أعرفه.
والحديث في " المجمع " (7/ 206) من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال الهيثمي:
" وبقية مدلس، وحبيب بن عمرو - كذا - مجهول ".
قلت: بقية قد صرح بالتحديث فبرئت ذمته منه، فالعلة من شيخه.
87 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه قبل أبي بكر وعمر).
ضعيف جدا.السلسلة الضعيفة (2585)
رواه ابن عساكر (13/ 20/2) عن الفضل بن جبير الوراق: أخبرنا داود بن الزبرقان عن مطر عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: بينما عمر يمر في الطريق إذ هو برجل يكلم امرأة فعلاه بالدرة، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما هي امرأتي، فقام عمر فانطلق، فلقي عبد الرحمن بن عوف فذكر ذلك له، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما أنت مؤدب وليس عليك شيء، وإن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله يقول: فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف جدا؛ داود بن الزبرقان قال ابن معين:
" ليس بشيء ". وقال أبو زرعة:
" متروك ". وقال النسائي:
" ليس بثقة ". وقال الجوزجاني:
" كذاب ".
والفضل بن جبير الوراق؛ قال العقيلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/219)
" لا يتابع على حديثه ".
88 - (الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟! فيقال لهم: ليس من علم كمن لا يعلم).
منكر. السلسلة الضعيفة (2588)
أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه من حديثه لأهل البصرة " (ق 122/ 1)، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (8/ 286): حدثنا أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السيريني: حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي: حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به. وقال أبو نعيم:
" غريب من حديث أبي طوالة، تفرد به عنه العمري ".
قلت: وهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري الزاهد المدني؛ وهو ثقة كما قال النسائي والحافظ وغيرهما.
وسائر رجال الإسناد ثقات رجال البخاري، غير السيريني هذا؛ قال الذهبي:
" وعنه الطبراني بخبر منكر في عذاب فسقة القرآن، علقته في " التاريخ " في ترجمة عبد الله العمري ".
قلت: فهو علة الحديث، ولم تنكشف للمنذري، بل إنه أوهم أن العلة ممن فوقه فقال (1/ 76) - بعد أن ساق كلمة أبي نعيم السابقة -:
" يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد. ولهذا الحديث مع غرابته شواهد ... ".
وقوله: " ابن عمر " مقحم، ولعله سبق قلم من المؤلف أو الناسخ، أو خطأ من الطابع.
والشاهد الذي أشار إليه المنذري، إنما هو حديث أبي هريرة في " الصحيح ":
" إن أول من يدعى به يوم القيامة رجل جمع القرآن ... " الحديث.
قلت: وهو شاهد قاصر، لأنه إنما يشهد للطرف الأول من الحديث دون سائره كما هو ظاهر.
وقولة: " في (التاريخ) " لعله سبق قلم، فإنه لم يذكر شيئا من ترجمته في " التاريخ " سوى سنة وفاته، وإنما أورد الحديث في ترجمته في " السير " (8/ 335)، وقال ما تقدم من استنكاره للحديث.
89 - (إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله عز وجل معك حيث كنت).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2589)
أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه " (ق 122/ 2)، وعنه أبو نعيم في " الحلية " (6/ 124) من طريق نعيم بن حماد: حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال أبو نعيم:
" غريب من حديث عروة، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر ".
قلت: وهو الأنصاري الشامي؛ وهو ثقة، وكذلك سائر الرواة غير نعيم بن حماد فهو ضعيف من قبل حفظه، بل اتهمه بعضهم.
وعثمان؛ هو ابن سعيد بن كثير الحمصي.
90 - (حضر ملك الموت عليه السلام رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا، وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئا، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله، فغفر الله له بكلمة الإخلاص).
منكر. السلسلة الضعيفة (2590)
رواه المحاملي في " الثالث من الأمالي " (30/ 1)، والخطيب في " التاريخ " (9/ 125)، والديلمي (2/ 97)، والضياء في " المختارة " (10/ 98/1) عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر: حدثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال: أخبرني رجل من ولد عبادة بن الصامت كان ثقة: أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره مرفوعا.
ورواه أبو حاتم الرازي في " كتاب الزهد " (2/ 2) من طريق الأويسي قال: حدثنا ابن أبي الزناد به. دون قوله في السند: " وكان ثقة ". وكذا رواه ابن أبي الدنيا في " المحتضرين " (2/ 2): حدثنا محمد بن الصباح: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به؛ إلا أنه قال: عن رجل من آل عمارة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل، وقد سمي في طريق أخرى أخرجها أبو نعيم في " ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " (ق 124/ 1) وهذا أخرجه في " الدعاء " (3/ 1486) (1): حدثنا الحسن بن علي المعمري: حدثنا أبو المغلس عبد ربه بن خالد النميري: حدثنا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيةى بن طلحة عن أبي هريرة به.
قلت: وإسحاق هذا - وهو التيمي - ضعيف. وفضيل بن سليمان النميري صدوق له خطأ كثير؛ كما في " التقريب ".
وعبد ربه بن خالد لم يوثقه غير ابن حبان، لكن روى عنه جمع من الحفاظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/220)
طريق ثالث: رواه أبو الحسين بن المهتدي في " المشيخة " (2/ 20) عن مبادل بن أيوب قال: حدثنا خالد بن عبد الله: حدثني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير مبادل بن أيوب فلم أعرفه.
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا في " المحتضرين "، والبيهقي فقط في " شعب الإيمان "، وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء.
وهو عند البيهقي في " الشعب " (2/ 9/1015) من طريق الحسن بن علي بن زياد: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا ابن أبي الزناد مثل رواية أبي حاتم.
وللحسن هذا حديث آخر بإسناده هذا، وسيأتي إن شاء الله تعالى في " المجلد الثالث عشر " برقم (6150).
ثم إن الحديث منكر عندي يناقض بعضه آخره، لأن قوله: لا إله إلا الله، لا ينفعه ما دام لم يوجد في قلبه شيء من الإيمان إلا على مذهب بعض المرجئة الغلاة الذين لا يشترطون مع القول الإيمان القلبي. فتأمل.
__________
(1) ومنه صححت بعض الأخطاء
91 - (إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول: يارب! قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به، وقرأ ابن عباس: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) إلى آخر الآية).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2602)
رواه الطبراني (3/ 153 - 154) وفي " المعجم الصغير " (133 - هندية) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: أخبرنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته ابن غزوان هذا، قال الذهبي:
" حدث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا، قال الدارقطني وغيره: كان يضع الحديث، وقال ابن عدي: له عن ثقات الناس بواطيل ".
وقال الحاكم:
" روى عن مالك وإبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة ".
وشريك؛ هو ابن عبد الله القاضي؛ وهو سيىء الحفظ.
92 - (لكل شيء مفتاح، ومفتاح السماوات قول: لا إله إلا الله).
ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2605)
أخرجه الطبراني في " الكبير " (ق 79/ 2 - المنتقى منه) عن داود بن بكر التستري: حدثنا حبان بن أغلب بن تميم: حدثنا أبي: حدثنا المعلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، له ثلاث علل:
الأولى: أغلب بن تميم؛ قال البخاري:
" منكر الحديث ". وقال ابن معين:
" ليس بشيء ".
وقال ابن حبان:
" منكر الحديث، خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه ".
وبه وحده أعله الهيثمي كما نقله المناوي.
الثانية: ابنه حبان؛ وهاه أبو حفص الفلاس. وقال أبو حاتم:
" ضعيف الحديث ".
الثالثة: داود بن بكر التستري؛ لم يترجموه.
93 - (ويحك لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك تدري ما الله عز وجل؟ إن عرشه على سماواته وأرضيه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة - وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2639)
رواه أبو دواد (2326)، وابن خزيمة في " التوحيد " (103 - 104) والطبراني (رقم 1547) من طرق عن وهب بن جرير: حدثني أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق: يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال:
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يارسول الله! جهدت الأنفس وضاع العيال، وهلكت الأموال ونهكت الأنعام فاستسقي الله لنا فإنا نستشفع بك على الله عز وجل ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. ومن هذا الوجه رواه ابن منده في " التوحيد " (117 - 1 - 2) وقال:
" وهذا الحديث رواه بكر بن سليمان وغيره، وهو إسناد صحيح متصل ".
قلت: كلا فإن ابن سليمان مدلس وق عنعنه، وبكر بن سليمان الذي ذكر ابن منده أنه روى هذا الحديث هو من الرواة عن ابن إسحاق فمدار الحديث عليه، ولم يصرح بسماعه فيه، فهو علة الحديث، ولذلك استغربه الحافظ ابن كثير في تفسيره لآية الكرسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/221)
94 - (المقام المحمود يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به، وهو كسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم حفاة، عراة، غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم، يقول الله تعالى: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة، ثم أكسى على أثره، ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2640)
أخرجه الدرامي (2/ 325): حدثنا محمد بن الفضل: حدثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عميرعن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له: ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم .. الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن عمير وهو أبو اليقظان، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال
" ضعفه الدارقطني وغير واحد ".
وقال الحافظ في " التقريب ".
" ضعيف ".
ومن دونه ثقات على ضعف يسير في الصعق بن حزن.
ومحمد بن الفضل هو أبو الفضل السدوسي الملقب بعارم، قال الحافظ:
" ثقة ثبت تغير في آخر عمره ".
95 - (إذا سئل أحدكم: أمؤمن أنت؟ فلا يشك).
منكر. لسلسلة الضعيفة (2643)
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " (2/ 186)، قال: حدثني، وأبو نعيم في " الحلية " (7/ 238) من طريق أحمد بن حماد بن سيفان قالا: حدثنا أحمد بن بديل: حدثنا أبو معاوية: حدثنا مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري مرفوعا. وقال أبو نعيم:
" تفرد برفعه أحمد بن بديل عن أبي معاوية ".
قلت: يشير إلى نكارة رفعه، وذلك لسببين:
أحدهما - وهو الأقوى - أن أحمد بن بديل مضعف من قبل حفظه، كما قال ابن عدي في " الكامل " (1/ 186).
" له أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه ".
وقد خالفه ثقة حافظ من رجال الشيخين، فقال ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " (9 - 10/ 27 - بتحقيقي): حدثنا وكيع عن مسعر به موقوفا على (عبد الله بن يزيد).
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم رجال الشيخين، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، الراجح عندي أنه (الخطمي)، صحابي صغير، ولي الكوفة لابن الزبير.
والحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " (1/ 55) من حديث عبد الله بن يزيد - كذا - الأنصاري مرفوعا، وقال:
" رواه الطبراني في " الكبير " وفي إسناده أحمد بن بديل، وثقه النسائي وأبو حاتم، وضعفه آخرون ".
قلت: وفيما ذكر نظر من وجهين:
الأولى: التوثيق، ففيه خطأ وتسامح.
أما الخطأ، فقوله: " أبو حاتم "، والصواب: (ابن أبي حاتم)، فإنه لم يحك عن أبيه شيئا في (أحمد بن بديل)، ولا عن غيره، وإنما قال هو من عنده (1/ 43):
" ومحله الصدق ".
وكذلك غزوه إليه في " التهذيب ".
وأما التسامح، فهو نسبته التوثيق إليهما، فقد عرفت آنفا ما قال ابن أبي حاتم فيه، وذلك لا يساوي عنده أنه ثقة، بل هو دونه كما نص عليه في مقدمة كتابه (1/ 37)، وذلك يساوي عندي أنه وسط حسن الحديث عنده.
ونحو يقال فيما نسب إلى النسائي، فإنه لم يوثقه، وإنما قال: لا بأس به ". كما قال في " التهذيب ".
وذلك يساوي أيضا أنه وسط. ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الكاشف ":
" قال (س): لا بأس به، ولسنه ابن عدي والدارقطني، وكان عابدا ".
ولخص ذلك الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له أوهام ".
قلت: ورفعه لهذا الحديث - خلافا للثقة الحافظ - مما يؤكد وهمه.
وأما الوجه الآخر: فقوله: " عبد الله بن زيد "، وقد أشرت آنفا إليه، وذلك لأن (زيد) تحريف (يزيد) خلافا لزعم الأخ الداراني، فإنه أثبت المحرف (زيد) في طبعته لـ " مجمع الزوائد " وعلق عليه بقوله (1/ 354):
" في (مص) وعند أبي نعيم " يزيد "، وهو تحريف "!
وهذا من عجائب تعليقاته، وبالغ أخطائه، وبيان ذلك من الوجوه الآتية:
أولا: لم يذكر عمدته فيما ادعاه من التحريف.
ثانيا: ما عند أبي نعيم موافق لما في " كتاب الإيمان " كما سبق.
ثالثا: ومطابق أيضا لرواية أخرى عنده (10/ 32) من طريق الشيباني، عن ابن علاقة، عن عبد الله بن يزيد النصاري قال:
" تسموا باسمكم الذي سماكم الله به؛ بـ (الحنيفية) و (الإسلام)، و (الإيمان) ".
وإسناده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/222)
رابعا: وهو رواية الطبراني أيضا، ولم يققف عليها الداراني.
خامسا: وهو كذلك في " الجامع الكبير " للسيوطي (1/ 62) برواية الطبراني.
سادسا: قوله: " في (مص) وعند أبي نعيم .. " إلخ.
قلت: كل ما سبق من الوجوه مما يبطل زعم الأخ الداراني التحريف المذكور يعود جلها إلى عدم اطلاعه عليها، فالخطب سهل، ولكن العجب من مخالفته لما في (مص)، وهو رمز يشير به إلى النسخة المصرية التي اعتمد عليها في تحقيق " مجمع الزوائد "، وحق له ذلك، فإنها أصح النسخ المخطوطة عنده، لأنها قرئت على المؤلف الهيثمي من قبل ثلاثة من العلماء أحدهم الحافظ ابن حجر العسقلاني تلميذ الهيثمي، كما نص على ذلك في المقدمة (45)، فكيف استجاز مخالفتها، ودون أن يذكر عمدته في ذلك إلا مجرد الدعوى؟!
وإن من أوهامه أنه وثق أحمد بن بديل، وقد عرفت الضعف الذي فيه الدال على أنه جرح مفسر، فإعراضه عنه، مما يدل على جهله أو تجاهله لما عليه العلماء من القواعد العلمية، وهذا شائع - مع الأسف - في تعليقاته بصورة رهيبة جدا،يضاف إلى ذلك أنه ليس لديه ثقافة عامة وحفظ للأحاديث النبوية، ولا معرفة - بالأولى - بالآثار السلفية، فإن ذلك مما يساعد الباحث على أن يكون أبعد ما يمكن عن التتابع والوقوع في الأخطاء. وها هو المثال بين أيدينا: (أحمد بن بديل)، فقد دلتنا أقوال أئمة الجرح أنه (وسط)، فمن كان كذلك، فحديثه معرض للوهن والضعف والنكارة بالمخالفة كما سبق.
وهنا شيء آخر، وهو أنه مخالف للآثار السلفية المجمعة على أن الإيمان يزيد وينقص، وأن زيادته بالطاعة، وقد تفرع منه جواز الاستثناء فيما إذا سئل المؤمن - كما في الآثار -: هل أنت مؤمن؟ أن يقول: أنا مؤمن إن شاء الله. خلافا لما في حديث ابن بديل. وذلك مشروح في كتب السنة والعقيدة، ومنها كتاب الإمام الطبري المتقدم " تهذيب الآثار "، وغيرها، فليرجع إليها من شاء، فمن كان على علم بها مسبقا،؟ كان عونا له على تحقيق القول في حديث ابن بديل والقطع بأنه حديث منكر. والله الموفق.
هذا؛ ولفظ الحديث عند الطبراني كلفظة الترجمة، وقد أورده السيوطي في " جامعيه " بزيادة: " في إيمانه "، وعزاه في " الكبير " للطبراني وأبي نعيم، وفي " الصغير " للطبراني وحده! وقد عرفت أنه لا أصل لها عند المصدرين المذكورين، فلعلها سبق قلم من السيوطي رحمه الله تعالى.
96 - (إني محدثكم بحديث فاحفظوه، وحدثوا به من بعدكم:
إن الله تبارك وتعالى اصطفى من خلقه خلقا، ثم تلا هذه الآية: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) خلقا قد خلقهم للجنة، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه، ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر! فقام. . . الحديث.
وهو طويل جدا في ثلاث صفحات. وفيه قصة مؤاخاته صلى الله عليه وسلم بين بعض الصحابة، كالمؤاخاة بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وسعد وعمار، وأبي الدرداء وسلمان، ويتخللذلك ذكر بعض فضائلهم، منها ما يصح، وهو قليل، كقوله في أبي بكر: " لو كنت متخذا خليلا، لا تخذتك خليلا " ومنها ما لا يصح، وهو الأكثر، كقوله لسلمان:
" أنت منا أهل البيت،قد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر، والكتاب الأول والكتاب الآخر "!
وفي آخر الحديث المؤاخاة بينه وبين علي، وأنه قال له:
" والذي بعثني بالحق، ما أخرتك إلا لنفسي، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووزيري ووارثي. . ما أورثت الأنبياء، كتاب الله، وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة. . . ") الحديث بطوله.
منكر جدا بل موضوع ظاهر الوضع.السلسلة الضعيفة (2657)
أخرجه البزار في في " مسنده " (3/ 215/217)، وعبد الله بن أحمد في " الفضائل " (2/ 638/1085)، والقطيعي في " زياداته عليه " (2/ 666/667)، والطبراني في " المعجم الكبير " (5/ 251/353) من طريقين عن عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي: حدثنا يزيد بن معن - وقال الآخر: زيد بن معن - حدثني عبد الله بن شر حبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/223)
دحلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة، فجعل يقول: " أن فلان؟ أين فلان؟ " فلم يزل يتفقدهم، ويبعث إليهم، حتى اجتمعوا عنده، فقال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، مسلسل بالعلل:
الأولى: عبد المؤمن العبدي هذا، ال ابن أبي حاتم (3/ 1/66) عن أبيه:
" ضعيف الحديث ".
وقال البخاري:
" لا يتابع على حديثه ".
وذكره الساجي وابن الجارود في " الضعفاء " كما في " اللسان ". وشذ ابن حبان فذكره في " الثقات " (8/ 117).
الثانية: زيد أو يزيد بن معن، لم أعرفه، ويحتمل أن يكون محرفا من (يحيى ابن معن)، تحرف على (العبدي)، فقد جاء في " الميزان " وذيوله:
" يحيى بن معن، عن سعد بن شراحيل، مجهول، كشيحه ".
وقال الحافظ في " اللسان ":
" وفي " الثقات " لابن حبان [(9/ 260) في طبقة تبع أتباع التابعين]: " يحيى بن معن الأنصاري عن أبيه عن سعيد بن المسيب، وعنه أهل المدينة ". قلت (الحافظ): فيحتمل أن يكون هو:
يحيى بن المنذر الكندي، عن إسرائيل، ضعفه الدارقظني وغيره، وقال العقيلي: في حديثه نظر ".
الثالثة: عبد الله بن شر حبيل، وهو ابن حسنة، ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (5/ 14) برواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا.
الرابعة: الرجل القرشي الذي لم يسم، فهو مجهول.
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 361/2598) بأسناد يختلف عن هذا فقال:
" سألت أبي عن حديث رواه حسان بن حسان عن إبراهيم بن بشر عن يحيى ابن معين (!) عن إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال. . . فذكره مختصرا ملخصا. وقال:
" قال أبي: هذا حديث منكر، وفي إسناده مجهولون ".
97 - (إذا كان يوم القيامة يجاء بالأعمال في صحف مختمة فيقول الله عز وجل: اقبلوا هذا وردوا هذا، فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل، فيقول: صدقتم إن عمله كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي).
ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2672)
رواه السلفي في " معجم السفر " (50/ 2) عن عمر بن يحيى الأبلي: حدثنا الحارث بن غسان عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحارث بن غسان مجهول.
وعمر بن يحيى الأبلي (1)؛ اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث عن يحيى بن بسطام؛ وهو ضعيف جدا.
__________
(1) كذا في مسودتي بالباء الموحدة قبل اللام، وفي " اللسان ": (الأيلي) بالمثناة التحتية
98 - (إن لله عز وجل في الخلق ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام، ولله تعالى خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاث مئة، وإذا مات من الثلاث مئة أبدل الله تعالى مكانه من العامة، فبهم يحيي ويميت، ويمطر وينبت ويدفع البلاء).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2681)
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 8 - 9)، وابن عساكر في " التاريخ " (1/ 70/2)، والذهبي في " الميزان " من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأدمي: حدثنا عثمان بن عمارة: حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيي ويميت؟ قال: لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء.
وقال الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة هذا:
" وهو كذب ". ثم قال:
" فقاتل الله من وضع هذا الإفك ".
وقال في ترجمة عبد الرحيم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/224)
" أتهمه به أو بعثمان ". وأقره الحافظ في الترجمتين من " اللسان ".
99 - (الحجر في الأرض يمين الله عز وجل، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله عز وجل ألا يعصيه).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2685)
رواه أبو محمد القاري في حديثه (2/ 202/2) عن أبي سالم الرواس العلاء بن مسلمة: حدثنا أبو حفص العبدي عن أبان عن أنس مرفوعا. ثم قال:
" حديث غريب تفرد بروايته عن أبان أبو حفص عمر بن حفص العبدي، ولا نحفظه إلا من حديث أبي سالم الرواس ".
قلت: قال فيه ابن حبان:
" يروي الموضوعات عن الثقات ". وقال ابن طاهر:
" كان يضع الحديث ".
قلت: ومع ذلك فقد سود السيوطي بحديثه هذا كتابه " الجامع الصغير "، أورده من رواية الديلمي في " مسند الفردوس "، وتعقبه المناوي بأن فيه الرواس هذا قال الذهبي: متهم بالوضع.
قلت: وفاته أن فيه عمر بن حفص العبدي؛ قال علي:
" ليس بثقة ". وقال النسائي:
" متروك ".
وقد روي موقوفا؛ فقال الأزرقي في " أخبار مكة " (ص 229): حدثني مهدي بن أبي المهدي: حدثنا الحكم بن أبان قال: حدثني أبي عن عكرمة قال:
" إن الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح الركن فقد بايع الله ورسوله ".
قلت: إسناده مقطوع ضعيف، الحكم بن أبان صدوق له أوهام. لكني لم أر من ذكر له رواية عن أبيه، ولا رأيت أحدا ترجم لوالده، وأغلب الظن أنه سقط من السند اسم الراوي عن الحكم بن أبان؛ وهو إبراهيم بن الحكم بن أبان، وعليه فالضمير في قوله: " عن أبيه " إنما يعود إلى أبي إبراهيم وهو الحكم بن أبان نفسه. ويؤيده أن الحكم مشهور بالرواية عن عكرمة. والله أعلم.
وإبراهيم بن الحكم؛ ضعيف كما في " التقريب ".
ومهدي بن أبي المهدي؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/335):
" شيخ ليس بمنكر الحديث ".
100 - (أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة، من أسفل درجة من درجاتها، على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال، وأجراها الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض)، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن، والعلم كله، والحجر من ركن البيت، ومقام إبراهيم، وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: (وإنا على ذهاب به لقادرون)، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا).
موضوع.السلسلة الضعيفة (2686)
رواه ابن عدي في " الكامل " (380/ 1)، والخطيب في " تاريخه " (1/ 57 - 58) عن مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا، وقال ابن عدي:
" رواه مسلمة عن مقاتل، وهو غير محفوظ، بل هو منكر المتن ".
قلت: ومسلمة بن علي - وهو الخشني - متهم بالكذب كما تقدم مرارا، فالحديث موضوع، ولوائح الوضع ظاهرة عليه.
101 - (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2688)
روي من حديث علي، وأبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة.
1 - أما حديث علي؛ فيرويه العباس بن الوليد بن بكار الضبي وعبد الحميد بن بحر الزهراني عن خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن الشعبي عن أبي جحيفة عنه مرفوعا.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 12/1)، وابن الأعرابي في " معجمه " (54/ 1 و 98/ 2)، وتمام في " الفوائد " (71/ 1 - 2)، وأبو الحسين البوشنجي في " المنظوم والمنثور " (181/ 2)، والدينوري في " المجالسة " (27/ 5/2)، والقطيعي في " الجزء المعروف بالألف دينار " (27/ 1)، وابن منده في " معرفة الصحابة " (2/ 293/2)، والحاكم (3/ 153 و 161) وقال:
" صحيح على شرط الشيخين "! ورده الذهبي بقوله:
" قلت: لا والله، بل موضوع، والعباس قال الدارقطني: كذاب. وعبد الحميد قال ابن حبان: كان يسرق الحديث ".
وزاد في " الميزان ":
" وكذا قال ابن عدي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/225)
2 - وأما حديث أبي هريرة؛ فيرويه عمرو بن زياد الثوباني: أخبرنا عبد الملك بن سليمان عن عطاء عنه مرفوعا به.
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (6/ 69/1).
قلت: والثوباني هذا - وهو الباهلي - كذاب.
3 - وأما حديث أبي أيوب؛ فيرويه محمد بن يونس: أخبرنا حسين بن الأشقر: أخبرنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنه مرفوعا به وزاد:
" فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق ".
قلت: وهذا موضوع أيضا، مسلسل بالوضاعين؛ أو المتهمين بالوضع:
الأول: الأصبغ بن نباتة؛ قال الحافظ:
" متروك، رمي بالرفض ".
قلت: وكذبه أبو بكر بن عياش.
الثاني: سعد بن طريف؛ قال الحافظ:
" متروك، رماه ابن حبان بالوضع ".
الثالث: محمد بن يونس وهو الكديمي؛ قال الحافظ:
" ضعيف ".
كذا قال! وهو أسوأ مما ذكر، فقد قال ابن عدي:
" قد اتهم الكديمي بالوضع ".
ونحوه قال الدارقطني:
" يتهم بوضع الحديث، وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله ".
وقال ابن حبان:
" لعله قد وضع أكثر من ألف حديث ".
ثم إن حسين الأشقر قيس بن الربيع ضعيفان، لكن الآفة من غيرهما.
4 - وأما حديث عائشة؛ فيرويه الحسين بن معاذ بن حرب أبو عبد الله الأخفش الحجبي، واضطرب عليه في إسناده، فقال أحمد بن سلمان النجاد: حدثنا حسين بن معاذ بن أخي عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي: حدثنا شاذ بن فياض عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي الخراساني: حدثنا أبو عبد الله الأخفش المستملي: حدثنا الربيع بن يحيى الأشناني قال: حدثني جار لحماد بن سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة ... فذكره.
أخرجه الخطيب في ترجمة الأخفش هذا من " التاريخ " (8/ 141 - 142)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وطعن فيه الذهبي فقال عقب الحديث:
" فالحسين قد اضطرب في إسناده، فإن اللذين روياه عنه ثقتان، ومع اضطرابه أتى بمثل هذا الخبر المنكر ".
وأقره الحافظ في " اللسان ".
وذكر ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/ 418) عن الذهبي أنه قال في " تلخيص الواهيات " عن الحسين هذا:
" ليس بثقة ". وقال في حديثه المذكور:
" إنه باطل ".
ثم قال ابن عراق:
" وتابعه على الرواية الثانية أبو عبد الله الأخفش المستملي. أخرجه الخطيب ".
قلت: وهذا من أوهامه رحمه الله؛ فإن أبا عبد الله هذا هو الحسين بن معاذ نفسه كما رأيت.
ثم ذكر أنه أخرجه أبو الفتح الأزدي في " الضعفاء "، من حديث أبي هريرة أيضا. وفيه عمير بن عمران ومحمد بن عبيد الله العرزمي. ومن حديث أبي سعيد أخرجه الأزدي أيضا من طريق داود بن إبراهيم العقيلي، ثم قال:
" حديث أبي هريرة من الطريقين لا يصلح للاستشهاد، وكذا ما بعده ".
قلت: أما الطريق الأولى فقد عرفت علتها. وأما الأخرى؛ فلأن عمير بن عمران قال ابن عدي فيه:
" حدث بالبواطيل ". والعرزمي متروك.
وأما داود بن إبراهيم العقيلي؛ فكذبه الأزدي، ونص عبارته كما في " اللسان ":
" مجهول كذاب، لا يحتج به ". ثم ساق الحديث عن أبي سعيد. ثم قال الأزدي:
" هذا منكر لا يحتمله هذا الإسناد ".
وبالجملة؛ فالحديث موضوع من جميع طرقه، فما أبعد عن الصواب من أورده في " الموضوعات " كابن الجوزي خلافا للسيوطي فإنه قد تعقبه! قال المناوي:
" فلم يأت بشيء سوى أن له شاهدا ".
قلت: يعني حديث أبي هريرة وغيره.
ثم أقول: لقد وقفت للشيخ أحمد الغماري على كلام عجيب في هذا الحديث يدل على انحرافه عن أهل الحديث والسنة، وميله إلى التشيع ومحاباته لأهل البيت ولو بتقوية الأحاديث الموضوعة، فقد ذكر في " المداوي " (1/ 451 - 542) أسماء الصحابة الذين روي الحديث عنهم دون أن يسوق أسانيدهم - على خلاف عادته من تسويد صفحات بها - ودون أن يبين من فيها من الكذابين والسراقين، اللهم إلا حديث علي رضي الله عنه، فقد ساق إسناده، ولكنه خنس عنه، ولم يبين علته، مع أن فيه (العباس بن بكار الضبي)، وهو كذاب كما تقدم عن الإمام الدارقطني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/226)
وإن من انحرافه واتباعه لهواه أنه أجمل الكلام فيها وألانه، ورمى رواة الحديث وأئمتهم الذين أعرضوا عن رواية هذه الموضوعات في كتبهم بالنصب ومعاداة أهل البيت - حاشاهم -، فقال:
" والطرق التي ذكرها المصنف (يعني السيوطي في " الجامع ") وإن كانت كلها ضعيفة (!) إلا أن زهد النواصب (!) ونفور غيرهم من التهمة بالرفض إذا رووا فضائل أهل البيت، كما كان معروفا في عصر الرواية، هو الذي جعل الضعفاء ينفردون بمثل هذا، والأمر لله "!
فأقول والله المستعان:
قوله: " الضعفاء " كلمة مضللة للقراء كما هو ظاهر من التخريج. وفاطمة رضي الله عنها أرفع وأغنى أن تمدح بالكذب على أبيها صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة وأئمة الحديث ليسوا بـ (النواصب) كيف وهم الذين رووا بالأسانيد الصحيحة في فضلها أنها بضعة منه صلى الله عليه وسلم يريبه ما يريبها، ويؤذيه ما يؤذيها، وأنها سيدة نساء العالمين، وأنها سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم ... إلى غير ذلك من الفضائل.
102 - (إذا قال العبد: يارب - أربعا -، قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعط).
ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2693)
أخرجه البزار (ص 308 - زوائده): حدثنا إسحاق بن وهب العلاف: حدثنا يعقوب بن محمد (كذا): حدثنا الحكم بن سعيد: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره؛ وقال:
" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ".
قال الشيخ - يعني الهيثمي -:
" الحكم ضعيف ".
قلت: بل هو أسوء حالا من ذلك، فقد قال فيه البخاري:
" منكر الحديث ".
ومن المعلوم أنه لا يقول هذا إلا فيمن هو في أدنى درجات الضعف.
ويعقوب بن محمد؛ الظاهر أنه ابن عيسى الذهري المدني؛ قال الحافظ:
" صدق، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا وحده في " الدعاء "؛ قال المناوي:
" مرفوعا وموقوفا، وأيا ما كان، ضعيف، لأنه فيه يعقوب الزهري لا يعرف عن الحكم الأموي مضعف، لكن يقويه خبر البزار: إذا قال العبد. . . ".
قلت: وهذا من عجائبه؛ فإنه يقوي الحديث الضعيف بنفسه! فقد عرفت أن إسناد البزار هو عين إسناد ابن أبي الدنيا، غير أننا استفدنا منه تسمية والد يعقوب، واستفدنا من إسناد ابن أبي الدنيا أنه زهري فتأكدت بذلك من صحة ما استظهرته أنه عيسى الذهري المدني، وظاهر بعد ذلك أن المناوي لم يقف على إسناد البزار، وإلا لما قوى به إسناد ابن أبي الدنيا وهو هو!!
103 - (إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2706)
أخرجه الخطيب (4/ 159)، والديلمي (1/ 1/151 - 152) عن أبي بكر التمار: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد واه؛ آفته أبو بكر التمار واسمه محمد بن السري كما وقع في إسناد الخطيب؛ لكن أصابه تحريف من الطابع. قال الذهبي:
" يروي المناكير والبلايا، ليس بشيء، روى له الدارقطني حديثا فخبط، فقال: لعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث ".
لكنه لم يتفرد به، فقد رواه الخطيب من طريق أحمد بن روح أبي يزيد: حدثنا عمرو بن مرزوق به؛ وقال:
" الإسناد صحيح، والمتن منكر، وكنت أظن أحمد بن روح هذا تفرد بروايته، حتى أخبرني ... ".
قلت: ثم ساقه من طريق التمار.
وقوله: " الإسناد صحيح "، لعله يعني من فوق ابن روح هذا، وإلا فهو مجهول كما قال الذهبي، لكنه قال:
" تابعه أبو إسماعيل الترمذي ".
فتعقبه الحافظ بقوله:
" ولكن المتابعة من رواية محمد بن السري بن عثمان التمار عن أبي إسماعيل، وابن السري كان مخلطا ".
والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " (ص 48) عن الخطيب بطريقيه، ثم قال:
" وأخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " وقال: مدار الطريقين على عمران القطان، قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف الحديث. وأما عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/227)
قلت: عمرو بن مرزوق من رجال البخاري وهو صدوق له أوهام؛ كما قال الحافظ، فلا يعل الحديث به، ونحوه عمران القطان؛ فإنه حسن الحدي، فالعلة ممن دونهما، والعجب من السيوطي كيف سكت عن هذا الإعلان الخاطىء. وعجب آخر منه؛ وهو أنه حكم عبى الحديث بالوضع - من حيث إسناده، فإن السند لا يساعد عليه - ثم أورده في " الجامع الصغير "!
104 - (إن لكل شيء بابا، وإن باب العبادة الصيام).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2720)
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (1423): أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدثني ضمرة بن (1) حبيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ ضمرة بن حبيب تابعي ثقة.
وأبو بكر بن أبي مريم؛ ضعيف مختلط.
ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي (ق 87/ 1).
105 - (أربعة لا يجتمع حبهم في قلب منافق، ولا يحبهم إلا مؤمن: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي).
ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2743)
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (11/ 107/1) من طريق أبي عبد الله البكاء عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا به. ومن طريق أبي عامر التوري عن عطاء الخراساني عنه مرفوعا به نحوه دون قوله: " ولا يحبهم إلا مؤمن ".
قلت: والإسناد الأول هالك؛ أبو خلف كذبه يحيى بن معين.
وأبو عبد الله البكاء قال الأزدي:
" متروك الحديث ".
والإسناد الآخر ضعيف؛ عطاء الخراساني قال الحافظ:
" صدوق يهم كثيرا ويدلس ".
وأبو عامر التوري؛ لم أعرفه.
106 - (أرواح المؤمنين طيور خضر في حجر من الجنة، يأكلون من الجنة، ويشربون، ويتعارفون، يقولون: ربنا ألحق بنا إخواننا، وآتنا ما وعدتنا، وأرواح أهل النار في حجر من النار، يأكلون من النار ويشربون من النار، يقولون: ربنا لا تلحق بنا إخواننا، ولا تؤتنا ما وعدتنا).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2747)
رواه ابن منده في " المعرفة " (2/ 349/1) عن الفرج بن عبيد: أخبرنا مروان عن علي بن الوليد عن عبد الله بن يزيد عن أم مبشر بنت البراء قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي في نفر من أصحابه يأكل من طعام صنعته لهم، فسألوه عن الأرواح، فذكرها بذكر امتنع القوم من الطعام؛ ثم قال من بعد: .... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ من دون أم مبشر لم أعرف أحدا منهم. وقد صح الحديث عن كعب بن مالك وأم مبشر طرفه الأول منه دون قوله: " ويشربون .... " إلخ. انظر المشكاة (1631).
107 - (استكثر من الناس من دعاء الخير لك، فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم، ولذلك جعل الله عز وجل المسلمين شفعاء بعضهم لبعض).
باطل. السلسلة الضعيفة (2763)
رواه تمام في " الفوائد " (262/ 1) عن زكريا بن يحيى: حدثنى نصير بن أبي عتبة البالسي الدقاق: حدثنا علي بن عيسى الغساني: حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال:
كان آخر ما أوصاني به النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الغساني والبالسي مجهولان؛ كما قال الخطيب والذهبي.
وقد أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك "، والخطيب في " الرواة عن مالك " كلاهما من طريق زكريا بن يحيى الساجي به. وقال الدارقطني:
" لم يروه عن مالك إلا علي بن عيسى وهو مجهول و [كذا] الذي قبله ".
وقال الذهبي:
" الخبر باطل ". وأقره الحافظ.
108 - (أسري بي في قفص من لؤلؤ، وفراشه من ذهب).
منكر جدا. السلسلة الضعيفة (2764)
رواه الديلمي (1/ 1/174) من طريق البغوي في " معجمه ": حدثني أبو بكر محمد بن عتاب الأعين: حدثنا علي بن جعفر الأحمر: حدثنا إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن سعد بن زرارة مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو كثير الأنصاري ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/429) من رواية إسماعيل بن مسلم العبدي عنه، سمع علي بن أبي طالب، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وسائر الرجال موثقون من رجال " التهذيب " غير علي بن جعفر الأحمر؛ ترجمه ابن أبي حاتم أيضا (3/ 1/178) وقال عن أبيه:
" وكان ثقة صدوقا ".
وفي إسناد الحديث اضطراب ذكره الحافظ في ترجمة ابن زرارة هذا من " الإصابة " من طرق ذكرها ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/228)
" ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدا ".
109 - (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) إلى آخره).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2772)
رواه الطبراني (3/ 177/1): حدثنا محمد بن زكريا الغلابي: أخبرنا جعفر بن جسر بن فرقد: أخبرنا أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته الغلابي هذا، قال الدارقطني:
" كان يضع الحديث ".
وجعفر بن جسر وأبوه ضعيفان، وأبوه أشد ضعفا منه.
قلت: وقد ثبت أن اسم الله الأعظم في فاتحة آل عمران، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (1343)، و " الصحيحة " (746).
110 - (اسم الله الأعظم في ست آيات في آخر سورة الحشر).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2773)
رواه الواحدي في تفسيره (4/ 138/2)، والديلمي (1/ 1/173) عن يحيى بن ثعلبة: حدثني الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير (وقال الديلمي: ميمون بن مهران) عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن ثعلبة ضعفه الدارقطني.
111 - (اسم الله على فم كل مسلم).
موضوع. السلسلة الضعيفة (2774)
رواه الطبراني في " الأوسط " (1/ 130/2)، وابن عدي (6/ 385)، وعنه البيهقي (9/ 240) عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الطبراني:
" لم يروه عن الأوزاعي إلا مروان ". وقال ابن عدي:
" وعامة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه ".
قلت: وقال أحمد وغيره:
" ليس بثقة ". وقال الدراقطني:
" متروك ". وقال الشيخان وأبو حاتم:
" منكر الحديث ". وقال أبو عروبة الحراني:
" يضع الحديث ".
وقال البيهقي عقبه:
" وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد ".
وقال عبد الحق الأشبيلي في " الأحكام الكبرى " (192/ 2):
" حديث ضعيف ".
وقال ابن كثير في " التفسير " (2/ 170):
" إسناده ضعيف، فإن مروان بن سالم القرقساني ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة ".
112 - (اسم الله الأعظم؛ الذي إذا دعي به أجاب؛ وإذا سئل به أعطى؛ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
ضعيف. السلسلة الضعيفة (2775)
أخرجه الحاكم (1/ 505 - 506) عن أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي: حدثني أبي عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" هل أدلكم على اسم الله الأعظم ... ".
فقال رجل: يا رسول الله! هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع قول الله عز وجل (ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)، وقال رسول الله عليه وسلم: " أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك؛ أعطي أجر شهيد، وإن برأ وقد غفر له جميع ذنوبه ".
سكت عنه الحاكم، وكذا الذهبي؛ مع أنه أورد عمرو بن بكر السكسكي في " الميزان " وقال:
" واه، أحاديثه شبه موضوعة ". وقال في " الضعفاء ":
" اتهمه ابن حبان ".
وقد تابعه على بعضه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به دون قوله: " أيما مسلم دعا بها ... " وزاد: " فهو شرط من الله لمن دعاه به ".
أخرجه ابن جرير في " التفسير " (17/ 82).
يتبع إن شاء الله ..(56/229)
كتاب (لن تلحد) برابط واحد.
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:35 م]ـ
اضغط هنا ( http://rapidshare.com/files/258352984/Lan-tolhed.rar)
والشكر للأخ خالد السهلي
وقد وضعته في موضوع جديد نظراً لكثرة الروابط في الموضوع السابق(56/230)
هل تغير رأي الأستاذ (أنور الجندي) في المؤرخ (عبدالله عنان)؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- كانت البداية عندما نشر الأستاذ المؤرخ عبدالله عنان مقالاً في جريدة " السياسة الأسبوعية " بتاريخ 7 سبتمبر 1929م بعنوان " فلسطين بين اليهود والعرب "، زمن مأساة فلسطين واحتلالها من قِبل الإنجليز، تمهيدًا لتسليمها لليهود، حاول فيه أن يكون " حياديًا " " عقلانيًا "! كما يزعم، وكما هي وجهة الجريدة التي يكتب فيها وتتبع " حزب الأمة " الذي يمثل مدرسة تلاميذ محمد عبده؛ مما أداه إلى مدح جهود الحركة الصهيونية ذلك الوقت! وتحكيم العقل الموهوم في القضايا الشرعية الدينية.
- تولت صحيفة " الفتح " للشيخ المجاهد محب الدين الخطيب – رحمه الله – الرد على مقال عنان بعدد من المقالات، أبرزها مقال مَن رمز لنفسه بـ (ن) – ويقال إنه شكيب أرسلان -، وصدّرت به (العدد 165 و 166)، وعنوانه: (هل ماكتبه عبدالله عنان في قضية فلسطين هو جهل أو تجاهل؟). وهذه صورة حلقته الأولى:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13645
http://www.shawati.cc/download.php?img=13646
http://www.shawati.cc/download.php?img=13647
- اعتمد الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – على مقالات الفتح في كتابه القديم " الشعوبية في الأدب العربي الحديث "، فأدرج عبدالله عنان ضمن دعاة الشعوبية (ص 166 – 169)، ونبه – أيضًا – إلى مجاراته لدعاة تغريب المرأة في قضاياها المطروحة في ذلك الزمن. وأيضًا ذكر هذا في كتابه " مقدمات العلوم والمناهج " (4 538 – 540).
وهذه صورة ماكتبه الجندي – رحمه الله -:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13648
http://www.shawati.cc/download.php?img=13649
http://www.shawati.cc/download.php?img=13650
http://www.shawati.cc/download.php?img=13651
http://www.shawati.cc/download.php?img=13652
- ولكنه عاد في كتابه " مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " (ص 253 – 259)، فكتب عن جهود عنان في التاريخ الأندلسي، ومدحه، وأطلق عليه: (مؤرخنا الإسلامي الكبير). ولم يتعرض لنقده. وهنا صورة ما كتب:
http://www.shawati.cc/download.php?img=13653
http://www.shawati.cc/download.php?img=13654
http://www.shawati.cc/download.php?img=13656
http://www.shawati.cc/download.php?img=13657
http://www.shawati.cc/download.php?img=13658
- قلتُ: الذي أظنه أن الأستاذ الجندي علم بعد مرور السنين أن عبدالله عنان خاض فيما خاض فيه سابقًا عن جهل ومجاراة لمدرسة " حزب الأمة "، وأن محور حياته الفكرية وأبحاثه ومقالاته وكتبه هي في التاريخ (خاصة الأندلسي)، أما الفلتات السابقة فلا يُبنى عليها توجه معين له، على سوئها ووجوب الرد عليها، ولهذا أنصفه في كتابه " مفكرون وأدباء ".
-ويشهد لهذا: ماذكره الأستاذ عنان في " مذكراته " التي طبعتها دار الهلال المصرية، وأنتقي منها: قوله (ص 7 - 8): " أود أن أنوه قبل كل شيء بأن كل ما يصدر مني خلال هذه المذكرات من آراء وتعليقات، إنما يصدر مني أولاً كمصري، لم تكن له طوال حياته أي ميول أو أهواء سياسية خاصة، ولم يتصل مطلقاً بأي حزب أو أية طائفة سياسية، وقد عاش طول حياته مصرياً فقط، ينظر إلى سائر الأحداث والتقلبات بنظرته المصرية ليس غير. وثانياً كمؤرخ، ينظر إلى الحوادث ويحللها بمعياره وقوانينه التاريخية، وأنه بالرغم من اشتغاله بالصحافة فترة من الزمن لم يشأ أن يغمس قلمه قط في غمر المسائل السياسية الحزبية، وأنه حرص طول حياته على الابتعاد عن أي مؤثرات أو اتجاهات خاصة، ولبث يحمل قلمه حراً، منزها عن مثل هذه المؤثرات والاتجاهات، وهو ما كان دائماً وما يزال موضع فخره واعتزازه ".
وقوله (ص 12): " أكتب هذه الصفحات، وهي خاتمة ما يخطه قلمي، الذي خط الكثير خلال هذه الحياة الطويلة الحافلة وأنا على استعداد في كل لحظة إلى لقاء ربي، قرير العين، مغتبط النفس بما قدمته في حياتي، إلى وطني العزيز مصر، وإلى أمتي العربية العظيمة من ثمار تفكيري وبحوثي، راجياً أن تكون للخلف خير ذخر، ولكاتبها خير ذكرى ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/231)
وقوله (ص 54 - 55): " وكنا سواء في المجتمع أو في الصحافة، نبدي أشد الإعجاب بمصطفى كمال قائد تركيا الحديثة ومنقذها، ولم نكن ندري يومئذ أن هذا الزعيم سوف يتنكر بعد ذلك، وبعد أن اشتد ساعده للإسلام والعالم الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن، ويعمل جاهداً لمقاومة تراث الإسلام والعربية في تركيا، ويُصدر مختلف القوانين للحد من آثاره، ويأمر بإلغاء معظم الكلمات والأصول العربية التي استعارتها اللغة التركية واستبدالها بكلمات أوربية حيثما اتفق، وإلغاء الكتابة العربية للغة التركية، واستبدالها بحروف لاتينية، وإلغاء الأذان بالعربية، ثم إلغاء الشريعة الإسلامية، التي كانت تقوم في تركيا مدى عصور على أساس الفقه الحنفي، واستبدالها بتشريعات أوربية حديثة، ألغيت فيها سائر الاعتبارات الدينية، وسمح بمقتضاها للمرأة التركية المسلمة أن تتزوج بنصراني، بل لقد ذهبت العصبية الكمالية فيما بعد إلى محاولة إلغاء الصلاة الإسلامية كلية، واستبدالها بصلاة الوقوف بالأحذية في المسجد، ومتابعة الموسيقى على نحو ما يتبع في الكنيسة النصرانية، لولا ما أثارته هذه المحاولة الجريئة من السخط في سائر أنحاء العالم الإسلامي. والخلاصة أن الحركة الكمالية التي حيوناها في البداية بفيض حبنا وإعجابنا، انتهت بمختلف المحاولات إلى فصل تركيا عن العالم الإسلامي، ومخاصمة سائر الأمم الإسلامية، ومحاولة الاندماج في العالم الأوربي النصراني ".
قلت: رحم الله الأستاذين " الخطيب والجندي "، وجزاهما خير الجزاء عن جهادهما، ودفاعهما عن الإسلام وقضاياه، في زمن التيارات والأمواج العاتية التي مرت بالأمة؛ حيث أصبحت كتاباتهما عن الشخصيات والأحزاب التي ماجت بها أرض الإسلام منارة للسائلين، وعفى الله عن الأستاذ عنان خوضه وفلتاته، التي لم يتبقَ منها إلا جهوده التاريخية النافعة، والله الهادي.
- للفائدة: كتب الأستاذ عنان مقالاً في مجلة " الرسالة " شنّع فيه على أتاتورك وأنصاره بعنوان (حرب منظمة يُشهرها الكماليون على الإسلام) إلا أنه عمم الإساءة على جميع الأتراك! فقال: (إن الإسلام أقوى وأرسخ من أن يتأثر بمثل هذه الثورات العصبية الطارئة ... – إلى أن قال – ولن يضير الإسلام أن يُسقط من عداده تركيا الكمالية، وإذا كان الإسلام لم يعتز قط بتركيا يوم كانت دولة قوية شامخة، فكيف يحاول اليوم أن يعتز بهذه البقية الضئيلة من تركيات القديمة؟). فآذت هذه العبارة التي تحتها خط الشيخ مصطفى صبري – رحمه الله -؛ فجعلها مدخلاً لكتابه الشهير " موقف العقل .. " قائلاً (1/ 71 – 72): (إن لهذا الكتاب المعروض على نظر القارئ قصة تستحق الذكر هنا، وهي أني كنت قرأت مقالة نشرتها مجلة الرسالة قبل أكثر من عشر سنوات للأستاذ محمد عبدالله عنان ... ) إلخ رده على عنان في مقالته السابقة وفيما ذكره في كتابه " مصر الإسلامية " عن الأتراك. (موقف العقل .. ، 1/ 71 – 102).
- لعل الأستاذ محمد مبروك – الكاتب معنا في الألوكة - يُفيد بما عنده، بحكم تخصصه في تراث الأستاذ الجندي، فهو يحضر رسالة دكتوراة عنه.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[22 - 07 - 09, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكم
الذي تغير هو محمد عبد الله عنان!!!
لدي مجموعة من الحقائق تجيب عن تساؤلكم
1 - الحقيقة الأولى التي أبدأ بالإشارة إليهاهي أن الأستاذ أنور الجندي مر بمراحل فكرية متعددة تغيرت لديه عدد من المفاهيم وتكشفت لديه حقيقة كثير من الأعلام كانوا ملء السمع والبصر لفترة طويلة من القرن العشرين.
وقد أشار إلى ذلك في كتابه "شهادة العصر التاريخ" حيث ذكر أنه تغيرت لديه الكثير من المسلمات ووضحت الرؤية أمامه بمرور السنين يقول الجندي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/232)
( ... فقد وقعت أخطاء كثيرة حول بعض الشخصيات التي كنّا نقيّمها في ظل المسلمات الضالة التي كانت مطروحة في ساحة الفكر الإسلامي والتي كان علينا من بعد تصحيحها وكشف زيفها، وكذلك شاركنا مع إخوة أبرار في تعرية هذه الزيوف من ذلك الموقف مع الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية والسلطان عبد الحميد وجلينا الموقف المضبب حول مدحت ومصطفى كمال أتاتورك ومفهوم القومية العربية الذي طرحه أمثال ساطع الحصري وميشيل عفلق ومن مفاهيم الإقليمية المصرية التي طرحها سعد زغلول والأحزاب السياسية ومن بعض الشخصيات اللامعة.
وفي هذه المرحلة كانت لنا أخطاء في متابعة التيار الغالب سواء في فهم الشخصيات التاريخية (أمثال السلطان عبد الحميد أو مدحت، أو الشخصيات المعاصرة) (أمثال غاندي ونهرو) أو بالنسبة لأناس عرفناهم من أهل العصر (أمثال سعد زغلول ولطفي السيد) أم من العاملين في الصحافة وممن أسدوا
إلينا بعض الخدمات (أمثال زكي عبد القادر ومصطفى أمين) فقد اختلفت الوجهة.)
ثم يشير إلى حقيقة يتغافل عنها عدد من الكتاب وهي التراجع عن الخطأ بعدما تبين الصواب "على الكاتب المسلم أن يكشف ما أخطأ فيه إذا تبين له وجه الحق،ولقد كانت هناك جوانب من التاريخ خفيت علينا زمناً، ومن ثم فقد ضللنا الطريق بالنسبة لمجموعة من الأعلام فكتبنا عنهم سواء في موسوعة (الأعلام الألف) أو في مؤلفات أخرى. جاء الخطأ من نقص في المعلومات التي كانت بين أيدينا والتي كان النفوذ الأجنبي قد قدمها إلينا سواء في مناهج الدراسة أو في الثقافة وكانت أخطر ما هنالك كان خفي عنا من مخططات الشعوبية أو الماسونية أو بروتوكولات صهيون.
وهذه بعض الأخطاء التي تنبه إليها الأستاذ أنور الجندي تجاه شخصيات بعينها لعبت الشهرة وعدم التوثيق الصحيح لحيوات هؤلاء بالإضافة إلى عوامل أخرى على نشر تلك الصورة المغلوطة عن مشاهير ظلموا وشوه تاريخهم أو طمس بغير وجه حق أو نالوا شهرة ليسوا جديرين بها:
أولاً: كان الخطأ في تقدير شخصية السلطان عبد الحميد وما أثير حوله
من شبهات ولم تكن الصفحة الخاصة بموقفه من اليهودية العالمية قد كشفت به وخاصة ما يتعلق بالاتصالات التي جرت بينه وبين هرتزل.
ثانياً: ما يتصل بالعصر التركي الذي جاء بعد السلطان عبد الحميد وهو عصر الاتحاديين ودورهم الخطير في التسليم للصهيونية العالمية وإسقاط عبد الحميد وتقسيم طرابلس (الغرب) وإدخال الدولة العثمانية في الحرب العالمية دون وجه من وجوه الحاجة إلى ذلك.
ثالثاً: ما يتصل بالدور الذي قام به مصطفى كمال أتاتورك مكملاً لدور الاتحاديين وإسقاطه للخلافة الإسلامية وإلغائه للحروف العربية والشريعة الإسلامية.
وقد أثر هذا كله على عدة شخصيات: منها بعد شخصية السلطان
عبد الحميد شخصية (مدحت) الذي كان على رأس مخططات الماسونية وكنا نظن كما كان يطلقون عليه (أبي الأحرار).
رابعاً: ما يتصل بأعلامنا في الأدب والفكر الذين تابعوا التغريب
والنفوذ الأجنبي وكل ما يتصل بما قدموه من سموم وفي مقدمة هؤلاء طه
حسين وسلامة موسى وعلي عبد الرزاق ومحمود عزمي.
ومن هنا كانت شخصيات فرويد، وماركس ودوركايم من الشخصيات الموصومة التي كانت داخل إطار المؤامرة التلمودية الصهيونية لإفساد مفاهيمنا الإسلامية.
خامساً: ما يتصل بإحياء الفكر الوثني اليوناني والفكر الشعوبي الشرقي وإحياء أمثال الحلاج وابن عربي والسهروردي، وأبي نواس وبشار وغيرهم وكذلك شخصيات ابن المقفع وإخوان الصفا.
سادساً: ما يتصل بالتاريخ الوطني والقومي والشخصيات التي أعطيت مزيداً من الشهرة والبطولة الكاذبة أمثال سعد زغلول، لطفي السيد، قاسم أمين.
سابعاً: الشخصيات التي كانت من وجهة نظر السياسة الحزبية والنظرة الوطنية ذات أهمية بينما هي في موازين الإسلام لا تعد شيئاً من أمثال:
طلعت حرب الذي كان ضالعاً في طريق النظام الربوي أو مختار الذي كان يعمل في مجال التماثيل.
ثامناً: كل ما يتصل بالشخصيات الفرعونية والجاهلية أمثال أخناتون ورمسيس والإسكندر وتوت عنخ آمون.
تاسعاً: الشخصيات التي خدعت المسلمين في بلادها واغتصبت منها حركة النهضة أمثال غاندي في الهند والدور الذي قام به في سلب زعامة المسلمين للحركة الوطنية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/233)
عاشراً: شخصيات أعطاها التغريب والماركسية قدراً أكبر من مكانها وحقها، وذلك تحليل آثارها التي لم يكن في طريق المفهوم الإسلامي أمثال رفاعة الطهطاوي والكواكبي.
حادي عشر: شخصيات أخذت طابع البطولة الوطنية بينما لم يكونوا إلا أعداء للإسلام ومحاربين له أمثال سوكارنو، عبد الناصر، ميشيل عفلق.
ثاني عشر: شخصيات كان لها دور عظيم في مجال العالم الإسلامي والحضارة الإسلامية سواء في مجال الطب أو الكيمياء ولكنهم كانوا في مجال الفلسفة معارضين للمفهوم الإسلامي أو خاضعين لمفهوم الفكر الباطني والإغريقي وتوابع له، أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد والكندي.
ثالث عشر: أسماء لمعت في مجال الصحافة وكانت في خدمة النفوذ الأجنبي أمثال شبلي شميل وفرح أنطون وجبرائيل نقلا وأنطون الجميل
وجرجي زيدان ويعقوب صروف.
ونحن نأسف كثيراً لما كتبناه عن السلطان عبد الحميد قبل أن نتبين دوره الحقيقي وقد وضعناه مرة في صف الطغاة ومرة في صف المستبدين ولم يكن
من ذلك من شيء.
كما نأسف لما التمسناه من إعجاب بشخصيات غربية ضالة لها أسماء
لامعة، ولكنها لم تكن إلا شطائر الصهيونية التلمودية والماسونية أمثال فرويد وداروين، وكرومويل، ونهرو، ومنزيني، ومارتن لوثر، وسافونارولا (وقد جاء ذلك في كتابنا "الأعلام الألف").
ويرجع هذا كله أساساً إلى المرحلة المضطربة التي جرفتنا قبل أن نتنبه
إلى تطبيق مفهوم الإسلام الصحيح في مجال التاريخ والتراجم) (كتاب شهادة العصر والتاريخ)
الحقيقة الثانية: تراجع بعض الكتاب عن آرائهم
عدد من الكتاب تراجع عن بعض آرائه بعدما سار في دروب التغريب والفلسفات والمناهج الغربية حينا من الدهر ومنهم الدكتور محمد حسين هيكل والدكتور منصور فهمي ومحمد عبد الله عنان فهؤلاء وغيرهم كانوا قد التمسوا العلم في أوروبا وظنوا في بادئ الأمر أن الغرب لديه الحلول السحرية للأزمة التي كان يعاني منها العالم العربي في تلك الفترة ونادوا بحلول تبتعد تماما عن المنهج الإسلامي لكن سرعان ما تكشفت لهم الحقيقة فعادوا مسرعين إلى المنهج الإسلامي وابتعدوا عما كانوا ينادون به من أفكار أو نظريات لا تتوافق والفكر الإسلامي لذا كان من الطبيعي أن تجد رأيين مختلفين للأستاذ أنور الجندي في شخص واحد وقد امتدح أنور الجندي هذا المسلك من هؤلاء الكتاب والمفكرين الذين تراجعوا عن أفكارهم وغيروا من آرائهم وذكر ذلك في أكثر من موضع منها "موسوعة مقدمات العلوم والمناهج"
وتناول مراجعات محمد حسين هيكل ومنصور فهمي وزكي مبارك وغيرهم فيما سماه (مرحلة الانتقاض على حركة التغريب).ص402
وهنا نأتي إلى قضية جديدة كل الجدة وهي الصهيونية وموقف المفكرين المصريين منها:
فالصهيونية لم تكن تعد في نظر البعض خطر في ذلك الوقت ا-كما هو حادث الآن- لذا كانت هناك أصوات عربية تقف مع الدعوة لتعايش اليهود مع الفلسطينيين في وطن وواحد وهذه وجهة نظر تبناها أحد اليهود ودعا إليها في أوساط المفكرين العرب الذين تحمسوا لهذه النظرية.
فقد كان هناك من المفكرين اليهود الداعين إلى إقامة وطن لليهود مع الشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي عدوان على حقوق الفلسطينيين وقد تبنى اليهودي ماجنس الذي كان يؤمن بضرورة قيام كياني سياسي لليهود في فلسطين باتفاق مع العرب يأخذ شكل دولة ثنائية الهوية، يهودية عربية ... وهو ما جعله
يختلف مع أتباع الصهيونية السياسية في فلسطين من أمثال دافيد بن جوريون. وفي خضم هذا الاختلاف عمل ماجنس على تأسيس الجامعة العبرية كصرح ومنبر للمطالبين بحل يأخذ مصالح الفلسطينيين واليهود بعين الاعتبار ... وقد أخذ الاختلاف داخل الحركة الصهيونية في فلسطين مأخذ الجد عند بعض رجال الفكر والسياسة في مصر ... فكان أحمد لطفي السيد وعد من أتباعه من أمثال طه حسين والأستاذ محمد عبد الله عنان وغيرهم على وعي ومعرفة بالخلافات الصهيونية وكان من رأيهم دعم أفكار ماجنس الداعية لحل توافقي يهودي عربي ... وبالفعل ذهب وفد من مصري وشارك في افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 شارك فيه الأستاذ أحمد لطفي السيد و طه حسين ... وبعد عودتهما تابع طه حسين عن طريق تلميذه إسرائيل ولفنسون الذي كان قد درس في دار العلوم وقدم رسالة الدكتوراه تحت إشراف طه حسين ... ثم انتقل للعمل في الجامعة العبرية وكان كثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/234)
ما يتواصل مع طه حسين وغيره من زملاء دراسته في القاهرة ... وتوالت زيارات بعض المفكرين المصريين الى فلسطين كنوع من دعم الجناح الصهيوني الثقافي والحل القائم على دوله لشعبين فزار الأستاذ المؤرخ والصحفي محمد عبد الله عنان فلسطين وكتب عدة مقالات بعد عودته في جريدة السياسة الأسبوعية عن انطباعاته عن تل أبيب وانبهاره بحركة التعمير والحداثة التي جلبها يهود أوربا إلى فلسطين .... وكانت السياسة من أوسع الجرائد المصرية انتشارا وكان يترأس تحريرها محمد حسين هيكل ... وفي ذات الوقت زار أيضا توفيق الحكيم المدن اليهودية الحديثة في فلسطين ... محمد
حسين هيكل سمح لرئيس تحرير جريده هاارتس الصهيونية بنشر بعض المقالات لتوضيح وجهة
نظر الصهيونية السياسية.
هكذا تبدو ملامح الصورة تتضح فالذي كتبه محمد عبدالله عنان وانتقده بشده أنور الجندي بشدة كانت هي تلك الكتابات التي تبنى فيها محمد عبد الله عنان تلك النظرية التي ظهر من بعد فسادها وأن الصهيونية ما هي إلا حركة استعمارية جديدة زرعت لتكون يدا للغرب في قلب العالم العربي والإسلامي وقد تنبه الكثيرون ممن كانوا يتبنون التسامح مع الصهيونية في بدايتها ورجعوا إلى الدفاع عن العروبة والإسلام في مواجهة الصهيونية.
الحقيقة الثالثة:
أن كتاب أنور الجندي مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " هذا الكتاب قد صدر في عام1967م وهذا التاريخ يعد نهاية مرحلة الكتابات الأدبية والتوجه الكامل إلى الكتابة في الإسلاميات وتجريد القلم لتصحيح المفاهيم وكشف الشبهات وتصحيح الأخطاء وبيان حقيقة القمم والشوامخ وهي المرحلة التي سيعرف فيها أنور الجندي بكتاباته الغزيرة في مجال الفكر الإسلامي ومن خلال النظرة الإسلامية الجامعة بعد أن ظل عقدين من الزمن يشتغل بالتأريخ الأدبي والاجتماعي والصحافي لمصر والعالم العربي خلال مائة سنة بدءا من 1845حتى1945 وظهرت له في خلال هذه المرحلة موسوعته الأدبية الضخمة معالم الأدب العربي المعاصر وكثير من الكتابات وهو يشير إلى ذلك في بداية هذا الكتاب- مفكرون وأدباء من خلال آثارهم- فقد كان هذا الكتاب أول عمل بعد الموسوعة وقبل التوجه إلى الكتابات الإسلامية كما قلت سابقا. فهناك في الكتاب بعض الأمور احتاجت إلى المراجعة من أنور الجندي وقد قام بذلك فيما بعد كما أشرت في الحقيقة الأولى في بدء حديثي.
وعلى الرغم مما يحويه هذا الكتاب من متعة أدبية وحقائق جديد عن عدد من الكتاب والمفكرين إلا أن عيبا كبيرا يشوبه فالكتاب يقوم منهجه على تناول عمل واحد للكاتب أو المفكر وفي هذا قصور في الرؤية الشاملة لفكر الكاتب أو الأديب المتحدث عنه ففي هذاالكتاب نجد أنور الجندي تناول مجموعة من الكتاب والأدباء من خلال عمل واحد يرى أنه الأبرز واختصه بالحديث دون أن يربط أو يتتبع المراحل الفكرية لهؤلاء الكتاب والأدباء وشاهد على ذلك فصول الكتاب فنجده اختار كتاب تاريخ الأندلس لمحمد عبد الله عنان دون أن يتحدث عن باقي مؤلفاته وهكذا كل علم من الأعلام تجد أنور الجندي قد تناوله من خلال كتاب أو عمل أدبي واحد وإليك بعضا من عناوين تلك الفصول لتتبين لكم الصورة عن طبيعة هذا الكتاب والمنهج الذي سار عليه أنور الجندي في فصوله:
عمر الدسوقى - تطور الأدب العربي ......... 125
كامل السوافيرى - شعر فلسطين ......... 177
كامل كيلانى - أدب الطفل العربي ......... 185
محب الدين الخطيب - مجلة الفتح ......... 193
الدكتور محمد صبري - دراسات الشعر العربي المجهول ......... 207
محمد صبيح - دراسة القومية والتاريخ العربي ......... 225
محمد عبد الغنى حسن - أدب التراجم والترجمة ......... 233
محمد على دبوز - كتابة تاريخ المغرب الكبير ......... 247
محمد عبد الله عنان - الإسلام والأندلس ......... 253
الدكتور محمد محمد حسين - تطور الأدب ......... 261
الدكتور مصطفى الحفناوى - تاريخ قناة السويس ......... 267
هلال ناجى - الزهاوى وديوانه المفقود ......... 273
وديع فلسطين - قضايا الفكر العربي ......... 281
الدكتور يوسف عز الدين - الأديب العربي والثورة ......... 289
ـ[بندر التركي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/235)
-ويشهد لهذا: ماذكره الأستاذ عنان في " مذكراته " التي طبعتها دار الهلال المصرية، وأنتقي منها: قوله (ص 7 - 8): " أود أن أنوه قبل كل شيء بأن كل ما يصدر مني خلال هذه المذكرات من آراء وتعليقات، إنما يصدر مني أولاً كمصري، لم تكن له طوال حياته أي ميول أو أهواء سياسية خاصة، ولم يتصل مطلقاً بأي حزب أو أية طائفة سياسية، وقد عاش طول حياته مصرياً فقط، ينظر إلى سائر الأحداث والتقلبات بنظرته المصرية ليس غير. وثانياً كمؤرخ، ينظر إلى الحوادث ويحللها بمعياره وقوانينه التاريخية، وأنه بالرغم من اشتغاله بالصحافة فترة من الزمن لم يشأ أن يغمس قلمه قط في غمر المسائل السياسية الحزبية، وأنه حرص طول حياته على الابتعاد عن أي مؤثرات أو اتجاهات خاصة، ولبث يحمل قلمه حراً، منزها عن مثل هذه المؤثرات والاتجاهات، وهو ما كان دائماً وما يزال موضع فخره واعتزازه ".
وقوله (ص 12): " أكتب هذه الصفحات، وهي خاتمة ما يخطه قلمي، الذي خط الكثير خلال هذه الحياة الطويلة الحافلة وأنا على استعداد في كل لحظة إلى لقاء ربي، قرير العين، مغتبط النفس بما قدمته في حياتي، إلى وطني العزيز مصر، وإلى أمتي العربية العظيمة من ثمار تفكيري وبحوثي، راجياً أن تكون للخلف خير ذخر، ولكاتبها خير ذكرى ".
وقوله (ص 54 - 55): " وكنا سواء في المجتمع أو في الصحافة، نبدي أشد الإعجاب بمصطفى كمال قائد تركيا الحديثة ومنقذها، ولم نكن ندري يومئذ أن هذا الزعيم سوف يتنكر بعد ذلك، وبعد أن اشتد ساعده للإسلام والعالم الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن، ويعمل جاهداً لمقاومة تراث الإسلام والعربية في تركيا، ويُصدر مختلف القوانين للحد من آثاره، ويأمر بإلغاء معظم الكلمات والأصول العربية التي استعارتها اللغة التركية واستبدالها بكلمات أوربية حيثما اتفق، وإلغاء الكتابة العربية للغة التركية، واستبدالها بحروف لاتينية، وإلغاء الأذان بالعربية، ثم إلغاء الشريعة الإسلامية، التي كانت تقوم في تركيا مدى عصور على أساس الفقه الحنفي، واستبدالها بتشريعات أوربية حديثة، ألغيت فيها سائر الاعتبارات الدينية، وسمح بمقتضاها للمرأة التركية المسلمة أن تتزوج بنصراني، بل لقد ذهبت العصبية الكمالية فيما بعد إلى محاولة إلغاء الصلاة الإسلامية كلية، واستبدالها بصلاة الوقوف بالأحذية في المسجد، ومتابعة الموسيقى على نحو ما يتبع في الكنيسة النصرانية، لولا ما أثارته هذه المحاولة الجريئة من السخط في سائر أنحاء العالم الإسلامي. والخلاصة أن الحركة الكمالية التي حيوناها في البداية بفيض حبنا وإعجابنا، انتهت بمختلف المحاولات إلى فصل تركيا عن العالم الإسلامي، ومخاصمة سائر الأمم الإسلامية، ومحاولة الاندماج في العالم الأوربي النصراني ".
[استفسار]
هل كان للمؤرخ محمد عبدالله عنان مذكرات؟
وأن كان يوجد أتمنى أن تدلني عليها وأكون لك من الشاكرين
في انتظار ردك
وشكراً
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:31 م]ـ
- أستاذنا القدير: محمد: بارك الله في قلمكم وتوضيحكم وفوائدكم .. وننتظر رسالتكم التي أتمنى أن تعتنوا بطباعتها؛ لأن كثيرًا من دور النشر ستهتم بها - إن شاء الله -.
- الأخ الكريم: بندر: له مذكرات بحجم صغير، طبعتها دار الهلال في مصر. أظن عام 96م. فلعلك تراسل موقعهم. وفقك الله.(56/236)
عقيدة العلامة عبدالله بن عودة بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي السلفية
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 12:56 ص]ـ
أقوم باذن الله على كتابة معتقد العلامة عبدالله بن صوفان القدومي الحنبلي رحمه الله تعالى، و الذي يتفق رحمه الله من حيث المعتقد مع علماء ألدعوة السلفية (أهل السنة و الجماعة)، و سأقوم بجمع ذالك من كتبه التي بين أيدينا و لا سيما كتابي (درء المثالب) و كتاب (الرحلة الحجازية)، هذا و الله أسأل التوفيق و السداد.
محبكم
أبو (عبدالله بن جبرين) محمود بن غنام المرداوي الحنبلي
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:15 ص]ـ
قال شرف الدين أبو عبدالرحمن عبدالله بن عودة بن صوفان القدومي رحمه الله في كتابه درء المثالب:
((و منها ما هو أهم بيانا و ألزم تبانا، و هو ذكر جمل من عقائد أئمة الحنابلة المشتهرة التى تلقيناها عن مشائخنا الكرام و أئمتنا الأعلام، معربة عن برآئتهم من التشبيه و التجسيم و من كل اعتقاد ذميم، ثم اني لما عزمت على جمع هذه الرسالة ترددت بين الاقدام و الاحجام، لقصور شأوي عن ادراك هذا المقام، فقلت قصار أمري أن ألخص مسائل من الكتب المتداولة، و أرجوا أن يكون لي بذالك أجر المناولة، فاستخرت الله تعالى، و عزمت على جمعها هذا مع اشتغال البال بالهموم، و تشويش الخاطر بالأكدار و الغموم، كيف لا و العلم قد أفلت شموسه و تقوضت محافله و دروسه، و ذهب معظم العمر في اللهمو و المحال، و كثر الاشتغال بالقيل و القال، و لم يبق لأبناء هذا العصر، الا الشدة و الحصر، و لكن قد شاع في الأثر، و استفاض الحذاق من أهل النظر، أنه لا بد في كل عصر و مصر للدين من حملة، و للعلم من نقلة، لقوله صلى الله عليه و سلم (لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله و هم على ذالك) أخرجاه في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة، و في حديث صحيح (لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها حتى تقوم الساعة، و في سنن الترمذي باسناد حسن عن أنس رضي الله عنه (مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره) رواه الامام أحمد عن عمار بن ياسر و الطبراني عن ابن عمر (فلو لم يكن في آخر هذه الامة علماء قائمون بحجج الله تعالى لم يكونوا موصوفين بهذه الخيرية، و أيضا قد جعل الله تعالى العلماء في هذه الأمة كالأنبياء في بني اسرائيل.
و في الحديث
(يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين).
و في صحيح ابن حبان مرفوعا (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته، و غرس الله هم أهل العلم و العمل).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ
بارك الله فيكم .. وأعانكم.
مع التنبيه على خطئه في إدخاله - رحمه الله - الأشاعرة ضمن أهل السنة، (ص 42 من درئه) ورد عليه المحقق - جزاه الله حيرًا -.
وتجويزه شد الرحل للقبور. والرد على شيخ الإسلام (ص 83 ومابعدها).
وجعله " الوهابية " من الغلاة! (ص 92) - ورد عليه المحقق -.
واعتقاد " تفويض الخلف " (ص 142) - فات المحقق أن يعلق -.
فقولكم: (و الذي يتفق رحمه الله من حيث المعتقد مع علماء الدعوة السلفية) الصواب (يتفق في الجملة).
غفر الله له ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
تصحيح:
و في الحديث
(يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين)
من كل خَلَفٍ
تنبيه:
و في صحيح ابن حبان مرفوعا (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته، و غرس الله هم أهل العلم و العمل).
الجملة الأخيرة هل هي مدرجة من كلام ابن حبان أو غيره؟
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:30 م]ـ
الأخ الفاضل سليمان الخراشي و فقه الله
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به علينا من تنبيه دقيق، و أما عن ادخاله الأشاعرة ضمن أهل السنة و الجماعة فهو يسير على ما سار عليه الامام السفاريني رحمه الله، و قد رد عليه في ذالك العلامة ابن عثيمين عندما شرح عقيدته، و كذالك رد عليه العلامة عبدالكريم الخضير عندما شرح عقيدته
انظر في هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=682
و في هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/list/85
و اما عن مخالفته لشيخ الاسلام تقي الدين فقد خالفه مع محبته له، و خالفه و ذهب الى ما ذهب اليه أئمة المذهب الحنبلي، و هذا بلا شك خطأ.
و أما عن وصفه للوهابية بالغلاة، بالاصل لا شئ هناك اسمه وهابية، و قد طرأ ذالك من قبل شيوخ المتصوفة، و أشاعوا بين الناس الباطل، فما من شخص الا و عنده أخطاء حتى أتباع الامام محمد بن عبدالوهاب، و مما لا شك فيه أنه لبس على ابن صوفان كما لبس على الامام السفاريني، فللشيخ السفاريني رسالة يرد فيها على الدعوة النجدية، و كذالك ابن صوفان له رسالة يرد فيها على دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب مع أن أكثر طلاب الشيخ في المدينة النبوية من أتباع الامام محمد بن عبدالوهاب النجدي و هم الذين يقال لهم (الشروق) لذا أخي الحبيب ما من رجل الا و له أخطاء و أخطاءه تذوب في بحر صوابه، فحبذا لو ساعدتنا على نشر عقيدة الشيخ التى توافق أئمة الهدى و جزاك الله خيرا
الأخ الفاضل صقر بن حسن و فقه الله
بارك الله فيك على ما صححتنا من خطأ كتب، و أما عن التنبيه فعبارة (و غرس الله هم أهل العلم و العمل) فهي ليست من صحيح ابن حبان و الله تعالى أعلم، و نرجوا منك و من الاخوة الأفاضل مواصلة المشاركة معنا في هذا الشأن، و لكم منا جزيل الشكر.
و سنكمل الموضوع باذن الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/237)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 07:18 م]ـ
يقول العلامة ابن صوفان رحمه الله في كتابه الدرء ص 18: (اعلم رحمك الله تعالى أن أشهر عقائد علمائنا المتأخرين عقيدة العالم الرباني الشيخ بدر الدين الشهير بالبلباني، اختصرها من نهاية المبتدئين في اصول الدين للامام ابن حمدان، و يليها عقيدة العالم القائم بأمر الله المتبع لسنة رسول الله خاتمة السلف بقية الخلف الصالح مع الاجتهاد في كل كدح ناجح الشيخ عبدالباقي البعلي ثم الدمشقي مفتي السادات الحنابلة في الديار الشامية، فعليهما أعتمد في النقل مع الضبط و الاتقان و عدم الزيادة و النقصان، و من الله أستمد المعونة و السداد و التوفيق لاتباع سبيل الرشاد انه ولي الاجابة.
قال الشيخ بدر الدين البلباني في عقيدته:
الباب الأول في معرفة الله تعالى: تجب معرفته تعالى شرعا بالنظر في الوجود و الموجود على كل مكلف قادر، و هي أول واجب له تعالى، فالكافر ان مات قبل أن تبلغه الدعوة لا يعاقب، و المراد بمعرفته تعالى معرفة وجود ذاته بصفات الكمال في ما لم يزل و لا يزال دون معرفة حقيقة ذاته لاستحالة ذالك، لانها مخالفة لسائر الحقائق، و تحصل المعرفة بالله تعالى و صفاته شرعا بقوله آمنت بالله و بما جاء من عنده على مراده، و آمنت برسله و بما جاء عنهم على مر آدهم، و العقل آلة الادراك و أول نعم الله الدينية على المؤمن و أعظمها و أنفعها ان قدره على معرفته تعالى، و أول نعم الله الدنيوية الحياة العرية عن ضرر، و شكر المنعم واجب و هو اعترافه بنعمته على جهة الخضوع و الاذعان و صرف نعمه في طاعته).
يتبع باذن الله
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:22 ص]ـ
الباب الأول في معرفة الله تعالى: تجب معرفته تعالى شرعا بالنظر في الوجود و الموجود على كل مكلف قادر، و هي أول واجب له تعالى
هل أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود والموجود؟؟؟
وهل هذا مذهب السلف؟؟؟
وهذه هي البداية للمعتقد الذي يوافق علماء الدعوة السلفية!!! ولا أدري ما يكون الحال لما سيأتي بعدها؟
دمتم على السنة
ـ[الشاطري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:54 ص]ـ
أخي الكريم محمود غنام المرداوي ابو (عبدالله بن جبرين)
اسمح لي أن اطرح بين يديك سؤالاً بسيطاً ألا وهو: ما الفائدة من نشر عقيدة العلامة عبدالله بن صوفان القدومي أو غيره؟
هل أمرنا الله أن نتعبده بعقيدة فلان أو فلان؟!!
أم أمرنا أن نتعبده بعقيدة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من العالمين ...
لا زال عجبي لا ينقضي من كثير من طلبة العلم الذين تضيع اعمارهم بين جمع عقائد فلان ونقد عقائد علان ويغفل هؤلاء عن أمر اساسي وهو تصحيح عقائد الناس بردهم إلى النبع الصافي الكافي نبع محمد صلوات الله وسلامه عليه ....
أخي الفاضل
لو استعرضت كثيرا من الرسائل العلمية في اقسام العقيدة في الجامعات السعودية وبالذات قسم العقيدة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام لوجدت عددا ضخما من الرسائل التي تفرغ أصحابها لدراسة عقائد ائمة المسلمين ونقدها طبعاً (في ضوء عقيدة اهل السنة والجماعة)!!
هذا النوع من الرسائل لم يسلم منه ابن عبدالبر وابن حجر والسفاريني وغيرهم!!!
اي منهج هذا الذي يقوم على جمع الأخطاء ورصد العثرات وتتبع الزلات؟!!
وهل هذا منهج صحيح لتصحيح عقائد الناس؟!!
وآخرون انشغلوا بجمع عقائد الأئمة وتحقيقها ونشرها في تكريس عميق للتقليد وانصراف-غير مقصود طبعا- عن نصوص الوحي المبارك.
أتمنى أخي الكريم أن تحرص على الوحي كتاباً وسنة وبالذات في مسالة العقيدة وألا تنشغل بغير ذلك إلا لغرض فهم نصوصهما فهي كافية في ذلك.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 05:42 م]ـ
هل أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود والموجود؟؟؟
وهل هذا مذهب السلف؟؟؟
وهذه هي البداية للمعتقد الذي يوافق علماء الدعوة السلفية!!! ولا أدري ما يكون الحال لما سيأتي بعدها؟
دمتم على السنة
الأخ الفاضل أبو اسحاق السندي نفع الله به
أرجوا أن تعذرني علي تأخري فقد غبت عن الملتقى فترة من الزمن
و لا حظت من ردك الاستغراب، و مما لا شك فيه أنك تبغى قرآئة ردي.
فأقول لك حبا و كرامه، هاك ما تيسر منه ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/238)
أخي الحبيب الأريب:
ينبغي عليك أولا أن تدقق في قرآءتك للنصوص جيدا!!!!، و احذر يا رعاك الله اقتطاف جزء و ترك آخر، فهذا بالتأكيد خطأ شنيع!!!!!، لأنه بذالك و الله أعلم يحدث التدليس من غير قصد حفظك الله و جمعني و اياك في جنات الخلد. آمييييييييييييييين
ثانيا: يبدوا أنك لم تقرأ كلام العلامة ابن صوفان الذي بين فيه مسلك من يسلك في العقيدة و هو: (يقول العلامة ابن صوفان رحمه الله في كتابه الدرء ص 18: (اعلم رحمك الله تعالى أن أشهر عقائد علمائنا المتأخرين عقيدة العالم الرباني الشيخ بدر الدين الشهير بالبلباني، اختصرها من نهاية المبتدئين في اصول الدين للامام ابن حمدان، و يليها عقيدة العالم القائم بأمر الله المتبع لسنة رسول الله خاتمة السلف بقية الخلف الصالح مع الاجتهاد في كل كدح ناجح الشيخ عبدالباقي البعلي ثم الدمشقي مفتي السادات الحنابلة في الديار الشامية، فعليهما أعتمد في النقل مع الضبط و الاتقان و عدم الزيادة و النقصان، و من الله أستمد المعونة و السداد و التوفيق لاتباع سبيل الرشاد انه ولي الاجابة)
فالشيخ أيها الحبيب نقل كلام العلامة البلباني في المعتقد، فاذا أردت معرفة المقصود بالعبارة التى وضعتها، فاقرأ ما بعدها، و يتضح لك المقصود.
أخي الحبيب:
اذا أردت معرفة عقيدة العلامة البلباني، فأقول لك أيها الحبيب حبا و كرامة، هاك ما تيسر منها: (
محمد بن بدر الدين البلباني
له رسالة في الاعتقاد اسمها [مختصر المبتدئين في أصول الدين] اختصر فيها عقيدة النجم ابن حمدان الحنبلي المتوفى سنة 695 ومما قال أولها (ص66 مكتبة العمرين): وبعد: فلما رأيت عقيدة الإمام العالم العامل الزاهد الورع المحقق المدقق المتقن [أبي عبد الله أحمد] بن حمدان -رضي الله عنه وأرضاه وجعل بحبوحة الجنان مسكنه ومثواه- قد تُلُقيت بالقبول والتعظيم، وحظيت بالاحترام والتكريم، وكيف لا وهي من أنفع العقائد، وأجل الفوائد، وأعذب الموارد، وأجمع الشوارد، إلا أن فيها تطويلاً يمل منه غالب أهل هذا الزمان، وتعجز عن إدراكه أفهام أكثر أهل ذا الأوان، وتقصر عن حفظه همم أهل التّوان، فأحببت اختصارها إلى نحو ثلثها.
ففي هذا الكلام فائدة اشتهار تلك العقيدة في زمنه بالقبول، ومما قاله ابن حمدان في عقيدته: [نقول بحديث النزول مما سنده صحيح ولفظه صريح]، نقله الشطي في شرحه على [العقيدة السفارينية] (ص141 مع شرح ابن مانع)
قال البلباني (ص74 - 77): أسماء الله تعالى وصفاته قديمة توقيفية، فلا يجوز أن نسميه أو نصفه إلا بما ورد في الكتاب والسنة، أو عن جميع علماء الأمة، فنكفّ عمّا كفّوا عنه من التأويلات، ونقف حيث وقفوا، ولا نتعدى الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، فكل ما صح نقله عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو جميع علماء أمته وجب قبوله والأخذ به وإمراره كما جاء وإن لم يعقل معناه. فيحرم تأويل ما يتعلق به تعالى وتفسيره، كآية الاستواء، وحديث النزول، وغير ذلك إلا بصادر عن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض الصحابة. وهذا مذهب السلف قاطبة، وهو أسلم المذهبين وأولاهما، لموافقته لسلف الأمة وخيار الأئمة رضوان الله عليهم أجمعين.
فلا نقول في التنزيه كقول المعطلة، ولا نميل في الإثبات إلى إلحاد الممثلة، بل نثبت ولا نحرف، ونصف ولا نكيّف.
فالإيمان على مقتضى ذلك واجب من غير ردّ ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تجسيم، ولا تأويل على مقتضى اللغة.
وأقول وبالله التوفيق وعليه التكلان: هذا اعتقادي في السر والإعلان، ولا يسعني خلافه إلى أن ألقى الملك الديان، المنزه عن مشابهة شيء من الأكوان، فالذي أدين الله به وأرجو أن ألقاه عليه الوقوف عن تأويلات الصفات وأحاديثها وما شابهها، إلا أن يكون واردا في الكتاب والسنة، أو تجتمع عليه علماء الأمة، اتباعاً لإجماع السلف الصالح واقتداء بهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/239)
وإني ولله الحمد من حين نشأت على هذا الاعتقاد، وقد زادني محبة له وتمسكاً به؛ وأكّده عندي؛ أني رأيت في المنام إمامنا الإمام أحمد رضي الله عنه، فأخبرته باعتقادي؛ فأقرني عليه، وشافهني بأن التأويل بغير ورود إجماع غير جائز، بل أفهمني أن ما نقله عنه أصحابه من امتناع التأويل هو مذهبه لا غير، حتى سألته عن الاستدلال بكلام الأخطل وغيره مما استدل به أهل التأويل، فغضب من ذلك غضباً بليغاً وأعرض عني وتغيّر لونه، ثم قال: لا يجوز ذلك ولا يصح، وأشار إليّ بالاعراض عن جميع ذلك، وأفهمني أنه لا يجوز قياس أسماء الله وصفاته ولا تخريجها على شيء من ذلك أصلاً، مع أنني كررت مراراً ذلك عليه وهو لا يجاوبني إلا بمثل ذلك، وهذا وشبهه هو الذي كان عليه في حياته كما نقل عنه أصحابه، وكانت هذه الرؤيا في أواخر ذي القعدة سنة 1049 وهي رؤيا حق.
ثم قال البلباني (ص77 - 78): والحاصل أن الصحابة والتابعين وتابعيهم اكتفوا بالإيمان بجميع ما ورد في لكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته، مع إمراره كما جاء من غير تشبيه ولا تعطيل، ولا تعرض لتفسيره أو تأويله بلا ورود.
ولو كان تفسير ذلك أو تأويله واجباً لبيّنه صلى الله عليه وسلم، ولما تركه الصحابة رضي الله عنهم، إذ لم ينقل عنهم ما يدل على ذلك، مع أنهم أعلم الأمة وأعرفها بذلك وغيره بالإجماع.
وسكتوا عنه مع أنهم هداة الأمة وأئمتها، فلو كان تمام إيمانها ورشاد الدين موقوفاً على شيء من ذلك لبيّنوه ولم يسعهم كتمه.
وإذا كان كذلك فليسعنا ما وسعهم، فنسكت عما سكتوا، ولنكف عما كفّوا، لأنه أهون وأسلم، وأصون وألزم، والله أدرى وأعلم، وأعز وأكرم.
إذا علمت هذا فاعلم أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أنه لا شبيه له في ذاته، لا شبيه له في صفاته، فصفاته معلوم وجودها، ولا يعلم حقائقها إلا هو سبحانه، ونحن نضرب عن كيفيتها، فمذهب أهل السنة حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، وهو إثبات الأسماء والصفات مع نفي التشبيه والأدوات.
ولمحقق الكتاب كلام جميل في شرح كلام المؤلف ببعضه، والتوفيق مما قد يتوهمه البعض تناقضاً ومخالفة.
ففي كلامه إبطال للتأويل وتنزيه واضح، ولا يقال تعطيل، لقوله بأنه لا يقول بتعطيل المعطلة، بل يثبت ولا يحرف، وصرح أن الكلام في الصفات فرع من الكلام في الذات، وصرح أنه متبع لمذهب السلف، وهو معلوم، فيجب أخذ كلامه في الصفات كاملاً بلا اقتطاع ما قد يناسب المعطلة والجهمية.
هذا والبلباني في عقيدته مع كونها مختصرة مجردة عن الأدلة والنقول غالباً، إلا أنه نقل في الاعتقاد عن ابن تيمية (ص99) ونعته بشيخ الإسلام.
وفي رسالة ابن بلبان بعض المصطلحات المتأثرة بالأشعرية الغالبة في زمنه، إلا أن مجمل كلامه يرد لمفصله مما نقلت، وكان شيخه عبد الباقي الحنبلي أصرح وأقل مداراة لزمانه، وشيخه مرعي الكرمي كان أصرح منهما)
أخي الكريم السندي
اعلم أن العلامة ابن صوفان هو من أعلام الدعوة السلفية، و ان كان عنده بعض الأخطاء التى لا نتفق معه بها، فهذا لا يقلل من مكانته و علمه و أنه من اعلام أهل الحديث، و من أعلام الفقه الحنبلي، و يؤكد ذالك مؤلفاته الرقيقة الرقراقة الطيبة.
و كتبه
محمود بن غنام المرداوي الحنبلي
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 05:58 م]ـ
أخي الكريم محمود غنام المرداوي ابو (عبدالله بن جبرين)
اسمح لي أن اطرح بين يديك سؤالاً بسيطاً ألا وهو: ما الفائدة من نشر عقيدة العلامة عبدالله بن صوفان القدومي أو غيره؟
هل أمرنا الله أن نتعبده بعقيدة فلان أو فلان؟!!
أم أمرنا أن نتعبده بعقيدة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من العالمين ...
لا زال عجبي لا ينقضي من كثير من طلبة العلم الذين تضيع اعمارهم بين جمع عقائد فلان ونقد عقائد علان ويغفل هؤلاء عن أمر اساسي وهو تصحيح عقائد الناس بردهم إلى النبع الصافي الكافي نبع محمد صلوات الله وسلامه عليه ....
أخي الفاضل
لو استعرضت كثيرا من الرسائل العلمية في اقسام العقيدة في الجامعات السعودية وبالذات قسم العقيدة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام لوجدت عددا ضخما من الرسائل التي تفرغ أصحابها لدراسة عقائد ائمة المسلمين ونقدها طبعاً (في ضوء عقيدة اهل السنة والجماعة)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/240)
هذا النوع من الرسائل لم يسلم منه ابن عبدالبر وابن حجر والسفاريني وغيرهم!!!
اي منهج هذا الذي يقوم على جمع الأخطاء ورصد العثرات وتتبع الزلات؟!!
وهل هذا منهج صحيح لتصحيح عقائد الناس؟!!
وآخرون انشغلوا بجمع عقائد الأئمة وتحقيقها ونشرها في تكريس عميق للتقليد وانصراف-غير مقصود طبعا- عن نصوص الوحي المبارك.
أتمنى أخي الكريم أن تحرص على الوحي كتاباً وسنة وبالذات في مسالة العقيدة وألا تنشغل بغير ذلك إلا لغرض فهم نصوصهما فهي كافية في ذلك.
أخي الكريم الشاطري وفقك الله و نفع بك
جزاك الله خيرا على ما سألت، فأنت أخي الكريم في ملتقى علمي عريق، يجتمع فيه الكثير من طلاب العلم و محبيه، فهذا الملتقى العملاق كان سببا و لايزال في تحقيق الكثير من المؤلفات القيمة المخطوطة باذن الله، فنحن نبحث عن مؤلفات العلماء حتى نتدارسها و نستفيد منها، و اعلم رحمك الله أن التحقيق و تحرير المسأئل من الدعائم القوية التى تقوى طلاب العلم، فمؤلفات العلماء القدماء التى حرردت و حققت هن عمدتنا في الطب بلا شك، الا أن المراس في التحقيق و التدقيق و التنسيق سبب قوي للهمة العالية في الطلب.
و اعلم أخي الحبيب أني و الله ما هدفي و لا قصدي تتبع الزلات و العثرات، يلعم الله أن هدفي طلب العلم و تعريف العالم الاسلام بأعلامه العظام، و من أجل الاستفادة، فنحن نقرأ و نقرأ و نتعلم ان شاء الله، و ان كثرت المؤلفات فما المانع في ذالك!!!!، و ما المانع من الاشتغال بالتحقيق و التدقيق!!!!!!
لا مانع من ذالك أخي الحبيب
و قبل القدوم على مثل ذالك قد اسشرنا جملة من مشايخنا العلماء حفظهم الله، أمثال فضيلة الشيخ محمد ابراهيم شقرة حفظه الله، فشجعنا لمثل هذا العمل مع حسن النية.
أخي الحبيب الشاطري
بارك الله فيك على ما نصحتني به
فأسأل الله أن نكون ممن يحرصون على الكتاب و السنة في كل شئننا كما فعل العلامة ابن صوفان و الامام السفاريني و الامام محمد بن عبدالوهاب
اللهم آمين
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 06:04 م]ـ
سنكمل معتقد الشيخ باذن الله تعالى
نسأل الله التوفيق و السداد
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 06:08 م]ـ
الأخ الفاضل أبو اسحاق السندي نفع الله به
أرجوا أن تعذرني علي تأخري فقد غبت عن الملتقى فترة من الزمن
و لا حظت من ردك الاستغراب، و مما لا شك فيه أنك تبغى قرآئة ردي.
فأقول لك حبا و كرامه، هاك ما تيسر منه ان شاء الله
أخي الحبيب الأريب:
ينبغي عليك أولا أن تدقق في قرآءتك للنصوص جيدا!!!!، و احذر يا رعاك الله اقتطاف جزء و ترك آخر، فهذا بالتأكيد خطأ شنيع!!!!!، لأنه بذالك و الله أعلم يحدث التدليس من غير قصد حفظك الله و جمعني و اياك في جنات الخلد. آمييييييييييييييين
ثانيا: يبدوا أنك لم تقرأ كلام العلامة ابن صوفان الذي بين فيه مسلك من يسلك في العقيدة و هو: (يقول العلامة ابن صوفان رحمه الله في كتابه الدرء ص 18: (اعلم رحمك الله تعالى أن أشهر عقائد علمائنا المتأخرين عقيدة العالم الرباني الشيخ بدر الدين الشهير بالبلباني، اختصرها من نهاية المبتدئين في اصول الدين للامام ابن حمدان، و يليها عقيدة العالم القائم بأمر الله المتبع لسنة رسول الله خاتمة السلف بقية الخلف الصالح مع الاجتهاد في كل كدح ناجح الشيخ عبدالباقي البعلي ثم الدمشقي مفتي السادات الحنابلة في الديار الشامية، فعليهما أعتمد في النقل مع الضبط و الاتقان و عدم الزيادة و النقصان، و من الله أستمد المعونة و السداد و التوفيق لاتباع سبيل الرشاد انه ولي الاجابة)
فالشيخ أيها الحبيب نقل كلام العلامة البلباني في المعتقد، فاذا أردت معرفة المقصود بالعبارة التى وضعتها، فاقرأ ما بعدها، و يتضح لك المقصود.
أخي الحبيب:
اذا أردت معرفة عقيدة العلامة البلباني، فأقول لك أيها الحبيب حبا و كرامة، هاك ما تيسر منها: (
محمد بن بدر الدين البلباني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/241)
له رسالة في الاعتقاد اسمها [مختصر المبتدئين في أصول الدين] اختصر فيها عقيدة النجم ابن حمدان الحنبلي المتوفى سنة 695 ومما قال أولها (ص66 مكتبة العمرين): وبعد: فلما رأيت عقيدة الإمام العالم العامل الزاهد الورع المحقق المدقق المتقن [أبي عبد الله أحمد] بن حمدان -رضي الله عنه وأرضاه وجعل بحبوحة الجنان مسكنه ومثواه- قد تُلُقيت بالقبول والتعظيم، وحظيت بالاحترام والتكريم، وكيف لا وهي من أنفع العقائد، وأجل الفوائد، وأعذب الموارد، وأجمع الشوارد، إلا أن فيها تطويلاً يمل منه غالب أهل هذا الزمان، وتعجز عن إدراكه أفهام أكثر أهل ذا الأوان، وتقصر عن حفظه همم أهل التّوان، فأحببت اختصارها إلى نحو ثلثها.
ففي هذا الكلام فائدة اشتهار تلك العقيدة في زمنه بالقبول، ومما قاله ابن حمدان في عقيدته: [نقول بحديث النزول مما سنده صحيح ولفظه صريح]، نقله الشطي في شرحه على [العقيدة السفارينية] (ص141 مع شرح ابن مانع)
قال البلباني (ص74 - 77): أسماء الله تعالى وصفاته قديمة توقيفية، فلا يجوز أن نسميه أو نصفه إلا بما ورد في الكتاب والسنة، أو عن جميع علماء الأمة، فنكفّ عمّا كفّوا عنه من التأويلات، ونقف حيث وقفوا، ولا نتعدى الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، فكل ما صح نقله عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو جميع علماء أمته وجب قبوله والأخذ به وإمراره كما جاء وإن لم يعقل معناه. فيحرم تأويل ما يتعلق به تعالى وتفسيره، كآية الاستواء، وحديث النزول، وغير ذلك إلا بصادر عن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض الصحابة. وهذا مذهب السلف قاطبة، وهو أسلم المذهبين وأولاهما، لموافقته لسلف الأمة وخيار الأئمة رضوان الله عليهم أجمعين.
فلا نقول في التنزيه كقول المعطلة، ولا نميل في الإثبات إلى إلحاد الممثلة، بل نثبت ولا نحرف، ونصف ولا نكيّف.
فالإيمان على مقتضى ذلك واجب من غير ردّ ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تجسيم، ولا تأويل على مقتضى اللغة.
وأقول وبالله التوفيق وعليه التكلان: هذا اعتقادي في السر والإعلان، ولا يسعني خلافه إلى أن ألقى الملك الديان، المنزه عن مشابهة شيء من الأكوان، فالذي أدين الله به وأرجو أن ألقاه عليه الوقوف عن تأويلات الصفات وأحاديثها وما شابهها، إلا أن يكون واردا في الكتاب والسنة، أو تجتمع عليه علماء الأمة، اتباعاً لإجماع السلف الصالح واقتداء بهم.
وإني ولله الحمد من حين نشأت على هذا الاعتقاد، وقد زادني محبة له وتمسكاً به؛ وأكّده عندي؛ أني رأيت في المنام إمامنا الإمام أحمد رضي الله عنه، فأخبرته باعتقادي؛ فأقرني عليه، وشافهني بأن التأويل بغير ورود إجماع غير جائز، بل أفهمني أن ما نقله عنه أصحابه من امتناع التأويل هو مذهبه لا غير، حتى سألته عن الاستدلال بكلام الأخطل وغيره مما استدل به أهل التأويل، فغضب من ذلك غضباً بليغاً وأعرض عني وتغيّر لونه، ثم قال: لا يجوز ذلك ولا يصح، وأشار إليّ بالاعراض عن جميع ذلك، وأفهمني أنه لا يجوز قياس أسماء الله وصفاته ولا تخريجها على شيء من ذلك أصلاً، مع أنني كررت مراراً ذلك عليه وهو لا يجاوبني إلا بمثل ذلك، وهذا وشبهه هو الذي كان عليه في حياته كما نقل عنه أصحابه، وكانت هذه الرؤيا في أواخر ذي القعدة سنة 1049 وهي رؤيا حق.
ثم قال البلباني (ص77 - 78): والحاصل أن الصحابة والتابعين وتابعيهم اكتفوا بالإيمان بجميع ما ورد في لكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته، مع إمراره كما جاء من غير تشبيه ولا تعطيل، ولا تعرض لتفسيره أو تأويله بلا ورود.
ولو كان تفسير ذلك أو تأويله واجباً لبيّنه صلى الله عليه وسلم، ولما تركه الصحابة رضي الله عنهم، إذ لم ينقل عنهم ما يدل على ذلك، مع أنهم أعلم الأمة وأعرفها بذلك وغيره بالإجماع.
وسكتوا عنه مع أنهم هداة الأمة وأئمتها، فلو كان تمام إيمانها ورشاد الدين موقوفاً على شيء من ذلك لبيّنوه ولم يسعهم كتمه.
وإذا كان كذلك فليسعنا ما وسعهم، فنسكت عما سكتوا، ولنكف عما كفّوا، لأنه أهون وأسلم، وأصون وألزم، والله أدرى وأعلم، وأعز وأكرم.
إذا علمت هذا فاعلم أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أنه لا شبيه له في ذاته، لا شبيه له في صفاته، فصفاته معلوم وجودها، ولا يعلم حقائقها إلا هو سبحانه، ونحن نضرب عن كيفيتها، فمذهب أهل السنة حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين، وهو إثبات الأسماء والصفات مع نفي التشبيه والأدوات.
ولمحقق الكتاب كلام جميل في شرح كلام المؤلف ببعضه، والتوفيق مما قد يتوهمه البعض تناقضاً ومخالفة.
ففي كلامه إبطال للتأويل وتنزيه واضح، ولا يقال تعطيل، لقوله بأنه لا يقول بتعطيل المعطلة، بل يثبت ولا يحرف، وصرح أن الكلام في الصفات فرع من الكلام في الذات، وصرح أنه متبع لمذهب السلف، وهو معلوم، فيجب أخذ كلامه في الصفات كاملاً بلا اقتطاع ما قد يناسب المعطلة والجهمية.
هذا والبلباني في عقيدته مع كونها مختصرة مجردة عن الأدلة والنقول غالباً، إلا أنه نقل في الاعتقاد عن ابن تيمية (ص99) ونعته بشيخ الإسلام.
وفي رسالة ابن بلبان بعض المصطلحات المتأثرة بالأشعرية الغالبة في زمنه، إلا أن مجمل كلامه يرد لمفصله مما نقلت، وكان شيخه عبد الباقي الحنبلي أصرح وأقل مداراة لزمانه، وشيخه مرعي الكرمي كان أصرح منهما)
أخي الكريم السندي
اعلم أن العلامة ابن صوفان هو من أعلام الدعوة السلفية، و ان كان عنده بعض الأخطاء التى لا نتفق معه بها، فهذا لا يقلل من مكانته و علمه و أنه من اعلام أهل الحديث، و من أعلام الفقه الحنبلي، و يؤكد ذالك مؤلفاته الرقيقة الرقراقة الطيبة.
أخي الحبيب السندي
انظر في هذا الرابط:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=7193
و كتبه
محمود بن غنام المرداوي الحنبلي
نسأل الله الاخلاص في القول و العمل
اللهم آميييييييييييييين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/242)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 06:09 م]ـ
أخي الحبيب السندي
انظر في هذا الرابط:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=7193
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 10:50 م]ـ
أخي الكريم الشاطري وفقك الله و نفع بك
جزاك الله خيرا على ما قد سألت، فأنت أخي الكريم في ملتقى علمي عريق، يجتمع فيه الكثير من طلاب العلم، فهذا الملتقى العملاق كان سببا و لايزال في تحقيق الكثير من المؤلفات القيمة المخطوطة باذن الله، فنحن نبحث عن مؤلفات العلماء حتى نتدارسها و نستفيد منها، و اعلم رحمك الله أن التحقيق و تحرير المسأئل من الدعائم القوية التى تقوى طلاب العلم، فمؤلفات العلماء القدماء التى حررت و حققت هن عمدتنا في الطلب، الا أن المراس في التحقيق و التدقيق سبب قوي للهمة العالية في طلب العلم الشرعي.
و اعلم أخي الحبيب أني و الله ما هدفي و لا قصدي تتبع الزلات و العثرات، يعلم الله أن هدفي طلب العلم و تعريف العالم الاسلام بأعلامه العظام، و من أجل الاستفادة، فنحن نقرأ و نتعلم ان شاء الله، و ان كثرت المؤلفات فما المانع في ذالك!!!!، و ما المانع من الاشتغال بالتحقيق و التدقيق!!!!!!
لا مانع من ذالك أخي الحبيب
و قبل القدوم على مثل ذالك قد استشرنا جملة من مشايخنا العلماء حفظهم الله، أمثال فضيلة الشيخ محمد ابراهيم شقرة حفظه الله، فشجعنا على مثل هذه الاعمال مع حسن النية.
أخي الحبيب الشاطري
يعلم الله أنا نتقرب الى الله بطاعته لا بالاشخاص و عقائدهم، و كذالك نتقرب اليه بالعلم، و العقيدة علم مهم و أساسي، و التعريف بعقائد العلماء و مناهجهم واجب على كل طالب نفع أيها اللبيب، فلو لم نتعرف بالشيخ رحمه الله لما سمعت به!!!!!
أليست هذه منفعة أم لا!!!!!!
أم تريدون يا أخي أن نقرأ لعلماء و نترك آخرين؟!!!!!، ما ينبغى ذالك و ما كان ليكون ان شاء الله تعالى.
أخي الكريم
بارك الله فيك على ما نصحتني به، و نفع الله بك و بالجميع.
لذا فاني أسأل الله أن نكون ممن يحرصون على الكتاب و السنة في كل شئننا كما فعل العلامة ابن صوفان و الامام السفاريني و الامام محمد بن عبدالوهاب.
اللهم آمين
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 03:11 م]ـ
أخي المرداوي - وفقك الله وسدد خطاك -
كان كلامي - فيما أظن - واضح جدّا ...
قال الشيخ البلباني - مخالفا في ذلك السنة والسلف - بإن أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود.
ونفل ذلك الشيخ القدومي في (درء المثالب) مُقِرّا له.
ونقلتَ أنت هذا النقلَ والإقرار للشيخ القدومي، مقرا لهما على أنه مذهب السلف. إنما أقول: (نقلتَه مقرا لهما) لأنك سقتَ الكلام مستشهدا به على سلفية عقيدة الشيخ القدومي، ولم تتعقبه بشيء.
ولذا قلت مستنكرا - لا مستفهما:
((هل أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود والموجود؟؟؟
وهل هذا مذهب السلف؟؟؟))
لكنك - أخي - لم تتعرض لما استنكرتُه بالتصويب أو الرد، بل شرّقت وغرّبت بعيدا بذكر كلامه في الأسماء والصفات ... الخ
ينبغي عليك أولا أن تدقق في قرآءتك للنصوص جيدا!!!!
... فاذا أردت معرفة المقصود بالعبارة التى وضعتها، فاقرأ ما بعدها، و يتضح لك المقصود.
فهلاّ بيّنتَ لي - أخي الحبيب - المقصود الصحيح للعبارة التي انتقدتُها ...
... فاقرأ ما بعدها، و يتضح لك المقصود.
رجعتُ إلى العبارة مرّة أخرى لأقرأ ما بعدها - عسى أن أجد ما يتبيّن به صواب كلام البلباني، وخطأ انتقادي ... كأن يكون فسّر المعرفة بمعرفة التوحيد أو نحو ذلك .... لكني وجدتُ أنه قال بعدها:
... و المراد بمعرفته تعالى معرفة وجود ذاته بصفات الكمال في ما لم يزل و لا يزال دون معرفة حقيقة ذاته لاستحالة ذالك ... اهـ
إذن يخلص لنا من كلام البلباني، أمران:
1. أن أول واجب على المكلف هو النظر في الوجود والموجود!
2. الغرض من هذا النظر حصول معرفة وجود الله!
وكلا الأمرين - مخالف للسنة ومذهب السلف.
هذا الذي ظهر لي من كلام البلباني الذي أقره القدومي وأقررته أنتَ، فإن كنتُ أخطأت في الفهم لعدم تدقيقي في القراءة، فبيّنْ لي وجهَ الصواب مشكورا مأجورا ...
والله تعالى أعلم
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 11:58 م]ـ
أخي المرداوي - وفقك الله وسدد خطاك -
كان كلامي - فيما أظن - واضح جدّا ...
قال الشيخ البلباني - مخالفا في ذلك السنة والسلف - بإن أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود.
ونفل ذلك الشيخ القدومي في (درء المثالب) مُقِرّا له.
ونقلتَ أنت هذا النقلَ والإقرار للشيخ القدومي، مقرا لهما على أنه مذهب السلف. إنما أقول: (نقلتَه مقرا لهما) لأنك سقتَ الكلام مستشهدا به على سلفية عقيدة الشيخ القدومي، ولم تتعقبه بشيء.
ولذا قلت مستنكرا - لا مستفهما:
((هل أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى بالنظر في الوجود والموجود؟؟؟
وهل هذا مذهب السلف؟؟؟))
لكنك - أخي - لم تتعرض لما استنكرتُه بالتصويب أو الرد، بل شرّقت وغرّبت بعيدا بذكر كلامه في الأسماء والصفات ... الخ
فهلاّ بيّنتَ لي - أخي الحبيب - المقصود الصحيح للعبارة التي انتقدتُها ...
رجعتُ إلى العبارة مرّة أخرى لأقرأ ما بعدها - عسى أن أجد ما يتبيّن به صواب كلام البلباني، وخطأ انتقادي ... كأن يكون فسّر المعرفة بمعرفة التوحيد أو نحو ذلك .... لكني وجدتُ أنه قال بعدها:
... و المراد بمعرفته تعالى معرفة وجود ذاته بصفات الكمال في ما لم يزل و لا يزال دون معرفة حقيقة ذاته لاستحالة ذالك ... اهـ
إذن يخلص لنا من كلام البلباني، أمران:
1. أن أول واجب على المكلف هو النظر في الوجود والموجود!
2. الغرض من هذا النظر حصول معرفة وجود الله!
وكلا الأمرين - مخالف للسنة ومذهب السلف.
هذا الذي ظهر لي من كلام البلباني الذي أقره القدومي وأقررته أنتَ، فإن كنتُ أخطأت في الفهم لعدم تدقيقي في القراءة، فبيّنْ لي وجهَ الصواب مشكورا مأجورا ...
والله تعالى أعلم
عبيد الله
أتحفنا بما عندك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/243)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:20 ص]ـ
1 - الباب الأول في معرفة الله تعالى: تجب معرفته تعالى شرعا بالنظر في الوجود و الموجود على كل مكلف قادر، و هي أول واجب له تعالى
2 - الأشاعرة ضمن أهل السنة، (ص 42 من درئه)
3 - تجويزه شد الرحل للقبور. والرد على شيخ الإسلام (ص 83 ومابعدها).
4 - جعله " الوهابية " من الغلاة! (ص 92)
5 - اعتقاد " تفويض الخلف " (ص 142)
هذا ملخص لبعض ملاحظات الاخوة
فأي سلفية مع هذا لابن صوفان وليس الانتساب للحنابلة عاصم من البدعة!
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:34 ص]ـ
1 - الباب الأول في معرفة الله تعالى: تجب معرفته تعالى شرعا بالنظر في الوجود و الموجود على كل مكلف قادر، و هي أول واجب له تعالى
2 - الأشاعرة ضمن أهل السنة، (ص 42 من درئه)
3 - تجويزه شد الرحل للقبور. والرد على شيخ الإسلام (ص 83 ومابعدها).
4 - جعله " الوهابية " من الغلاة! (ص 92)
5 - اعتقاد " تفويض الخلف " (ص 142)
هذا ملخص لبعض ملاحظات الاخوة
فأي سلفية مع هذا لابن صوفان وليس الانتساب للحنابلة عاصم من البدعة!
عبيد الله
أتحفنا بجميع الملاحظات التى تحتفظ بها أنت و غيرك
و نحن بالانتظار
و الله الموفق و المعين على سبيل الرشاد
ملاحظه:
نريد منكم الملاحظات ولا نريد التنقيص من مقام الرجال بغير حق
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 01:15 م]ـ
نريد كامل الملاحظات على معتقد العلامة الهمام و لكم جزيل الشكر .....................
نحن بالانتطار ..............(56/244)
هذا اعتراف من الأشاعرة بأنهم جهمية
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم
في ترجمة الحافظ المزي رحمه الله:
(شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض وقالوا نحن المقصودون بهذا
فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه.)
إذا كانت الردود على الجهمية هي ردود عليهم فهم الجهمية، لا تفسير له غير ذلك.
فهذا اعتراف غير مباشر منهم على أنهم على عقيدة الجهمية
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:43 ص]ـ
لو أعملنا الفكر .. لكان ردنا على الرافضي كافيا لردنا على الصوفي .. كذا على الماتريدي كذا على الأشعري كذا على من يسبح تسبيحا جماعيا كذا من يخرج على الولاة كذا من يجهر بالنية ... إلخ
نقول لهم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
فهل معنى هذا أنهم على حد سواء؟؟!
فيه فوارق جلية بين الطائفتين. وحسبك تقلد تكفيرهم.
وإني لك ناصح: دعي عنك الإجتهاد بقول جديد لم يسبق إليه أحد خصيصى: المسائل العقدية طالما أن أهل الاجتهاد متوافرون وبالإمكان الرجوع إليهم.
أعلم أن مخرجك السؤال (إن شاء الله) مع مشايخنا وإخوتنا الفضلاء. بيد أن هذه نصح عام.
نفع الله بكم وزادكم من فضله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 07 - 09, 12:16 م]ـ
المعذرة على عدم التوضيح
ليس مقصودي هو أن كل اعتقاداتهم موافقة لاعتقاد الجهمية
كان مقصودي هو اعتقادهم في المسائل التي رد فيها البخاري رحمه الله على الجهمية
بالذات مسألة الأسماء والصفات
وجزاكم الله خيرًا على النصيحة
وإني لك ناصح: دعي عنك الإجتهاد بقول جديد لم يسبق إليه أحد خصيصى: المسائل العقدية طالما أن أهل الاجتهاد متوافرون وبالإمكان الرجوع إليهم.
أرجو منك أن توضح لي أين قمت بالإجتهاد في أي مسألة عقدية وأتيت بقول جديد
موضوعي هو عن كون الأشاعرة المتأخرين خاصة أشاعرة اليوم جهمية، وليس المقصود أنهم جهمية 100% ولكن في مسألة الصفات وعلو الله عز وجل
هو مثل قولنا بأن فلان صوفي أو مرجئ أو جبري أو خارجي ... إلخ
ونقصد به أنه يعتقد اعتقادًا تتميز به تلك الفرقة وتُعرف به ولا يعني أنه موافق لتلك الفرقة في كل اعتقاداتها
إلا إذا كنت تقصد أني فعلت ذلك في موضوع آخر
فإذا كان كذلك فأرجو أن توجهني إليه فلعلي لم أنتبه له.
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:04 م]ـ
في هذا أخطأتُ وفي ذاك أصبتِ
((تنبيه من المشرف:
نرجو من الأخ عبدالرحمن الخوجة التمهل في الإجابة والرجوع لكلام العلماء وذكر كلامهم في مشاركاته حتى لانضطر لحذف مشاركاته)).
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض وقالوا نحن المقصودون بهذا
فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه.)
إذا كانت الردود على الجهمية هي ردود عليهم فهم الجهمية، لا تفسير له غير ذلك.
فهذا اعتراف غير مباشر منهم على أنهم على عقيدة الجهمية
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولو حددت هنا أن مذهبهم موافق للجهمية في مسألة القدر لكان أدق، مع أنهم وافقوا الجهمية في مسائل أخرى ولكنها قليلة.
فليس هناك فرق حقيقي بين مذهب الأشاعرة والجهمية في مسألة القدر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والفرق بين أبي الحسن و جهم بن صفوان في مسألة القدر غالبه فرق لفظي)
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:33 م]ـ
إطلاق الجهمية بعمومه قد يدخل فيه الأشاعرة، ولكن الإطلاق الخاص هو للفرقة المعروفة، وهم درجات فمنهم غلاة ومنهم غير ذلك!
فمثلاً حينما يرد عن السلف: (إذا قال لك الجهمي أنا لا أؤمن برب ينتقل من مكانه ... الخ) فهنا المراد كل من ينكر أفعال الله المتعلقة بمشيئته، ومنهم الأشاعرة.
وهو بالإطلاق العام يصير مماثلاً لقولنا في باب الصفات: (المعطلة)، والمعطلة منهم صغار المتأولين، ومنهم كبار الملاحدة الذين لا يثبتون شيئاً حتى الوجود!
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أختنا على هذا الموضوع وكل الاخوة على التعليقات
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 09:27 م]ـ
جزاكِ الله خيرا - "زوجة وأم" - على هذه الفائدة القيمة. لو أحلتينا على مصدر القصة، بورك فيكِ.
ولو حددت هنا أن مذهبهم موافق للجهمية في مسألة القدر لكان أدق، مع أنهم وافقوا الجهمية في مسائل أخرى ولكنها قليلة.
قلت: أهم من ذلك موافقة متأخري الأشاعرة للجهمية في نفي علو الله على خلقه. والسلف كانوا يسمّون من ينفي علو الله على خلقه جهميًا. قال الإمام البخاري في كتابه خلق أفعال العباد:
"وقال وهب بن جرير: الجهمية الزنادقة انما يريدون أنه ليس على العرش استوى "
"وقال سعيد بن عامر: الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء "
"وحذر يزيد بن هارون عن الجهمية وقال: من زعم ان الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي"
وهم الذين قصدهم ابن القيم بكتابه: "اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية"
وسمّى شيخ الإسلام ردّه على الرازي: "بيان تلبيس الجهمية"
وليس موافقات الأشاعرة للجهمية بقليلة. بل هي كثيرة جدا: نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين، نفي الأفعال الاختيارية، نفي الصوت والحرف، خلق القرآن، نفي كون الله يُحَبُّ من قِبَل عِبَاده حقيقة، مسألة تسلسل الحوادث، القول بالجبر بإنكار استطاعة العبد قبل الفعل ...
ومن قرأ كتابَي الدارمي سيجد أن كثيرا من كلام بشر المريسي والجهمية هو عين كلام الأشاعرة المتأخرين. والله المستعان
دمتم بخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/245)
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 07 - 09, 09:42 م]ـ
بالنسبة لصلة الأشعرية بالجهمية فلشيخ الإسلام رحمه الله تعالى كلام نفيس في المسألة المصرية (12/ 201 - 206) أنقله بطوله قال: " وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: مَنْ قَالَ إنَّ مَذْهَبَ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ هُوَ مَذْهَبُ الْأَشْعَرِيِّ أَوْ قَرِيبٌ أَوْ سَوَاءٌ مَعَهُ فَهُوَ جَاهِلٌ بِمَذْهَبِ الْفَرِيقَيْنِ؛ إذْ الْجَهْمِيَّة قَائِلُونَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَبِخَلْقِ جَمِيع. . . وَالْأَشْعَرِيُّ يَقُولُ بِقِدَمِ الْقُرْآنِ وَإِنَّ كَلَامَ الْإِنْسَانِ مَخْلُوقٌ لِلرَّحْمَنِ فَوَضَحَ لِلَّبِيبِ كُلٌّ مِنْ الْمَذَاهِبِ الثَّلَاثَةِ.
فَيُقَالُ: لَا رَيْبَ أَنَّ قَوْلَ ابْنِ كُلَّابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ وَنَحْوِهِمَا مِنْ الْمُثْبِتَةِ لِلصِّفَاتِ لَيْسَ هُوَ قَوْلَ الْجَهْمِيَّة بَلْ وَلَا الْمُعْتَزِلَةِ بَلْ هَؤُلَاءِ لَهُمْ مُصَنَّفَاتٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَبَيَانِ تَضْلِيلِ مَنْ نَفَاهَا بَلْ هُمْ تَارَةً يُكَفِّرُونَ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةَ وَتَارَةً يُضَلِّلُونَهُمْ. لَا سِيَّمَا وَالْجَهْمُ هُوَ أَعْظَمُ النَّاسِ نَفْيًا لِلصِّفَاتِ بَلْ وَلِلْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى. قَوْلُهُ مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الْبَاطِنِيَّةِ الْقَرَامِطَةِ حَتَّى ذَكَرُوا عَنْهُ أَنَّهُ لَا يُسَمَّى اللَّهُ شَيْئًا وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي يُسَمَّى بِهَا الْمَخْلُوقُ. لِأَنَّ ذَلِكَ بِزَعْمِهِ مِنْ التَّشْبِيهِ الْمُمْتَنِعِ. وَهَذَا قَوْلُ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ. وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ لَا يُسَمِّيهِ إلَّا " قَادِرًا فَاعِلًا "؛ لِأَنَّ الْعَبْدَ عِنْدَهُ لَيْسَ بِقَادِرِ وَلَا فَاعِلٍ إذْ كَانَ هُوَ رَأْسَ الْمُجْبِرَةِ. وَقَوْلُهُ فِي الْإِيمَانِ شَرٌّ مِنْ قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ فَإِنَّهُ لَا يَجْعَلُ الْإِيمَانَ إلَّا مُجَرَّدَ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ. وَ ابْنُ كُلَّابٍ " إمَامُ الْأَشْعَرِيَّةِ أَكْثَرُ مُخَالَفَةً لِجَهْمِ وَأَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ الْأَشْعَرِيِّ نَفْسِهِ وَالْأَشْعَرِيُّ أَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْبَاقِلَانِي. وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَأَمْثَالُهُ أَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ أَبِي الْمَعَالِي وَأَتْبَاعِهِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ نَفَوْا الصِّفَاتِ: كَالِاسْتِوَاءِ وَالْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ. ثُمَّ اخْتَلَفُوا هَلْ تَتَأَوَّلُ أَوْ تُفَوَّضُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ أَوْ طَرِيقَيْنِ فَأَوَّلُ قَوْلَيْ أَبِي الْمَعَالِي هُوَ تَأْوِيلُهَا كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ فِي " الْإِرْشَادِ " وَآخِرُ قَوْلَيْهِ تَحْرِيمُ التَّأْوِيلِ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي " الرِّسَالَةِ النِّظَامِيَّةِ " وَاسْتَدَلَّ بِإِجْمَاعِ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ التَّأْوِيلَ لَيْسَ بِسَائِغِ وَلَا وَاجِبٍ. وَأَمَّا الْأَشْعَرِيُّ نَفْسُهُ وَأَئِمَّةُ أَصْحَابِهِ فَلَمْ يَخْتَلِفْ قَوْلُهُمْ فِي إثْبَاتِ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَفِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ يَتَأَوَّلُهَا كَمَنْ يَقُولُ: اسْتَوَى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى. وَهَذَا مَذْكُورٌ فِي كُتُبِهِ كُلِّهَا كَ " الْمُوجَزِ الْكَبِيرِ " وَ " الْمَقَالَاتِ الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ " وَ " الْإِبَانَةِ " وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَهَكَذَا نَقَلَ سَائِر النَّاسِ عَنْهُ حَتَّى الْمُتَأَخِّرُونَ كَالرَّازِيَّ وَالْآمِدِيَّ يَنْقُلُونَ عَنْهُ إثْبَاتَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَلَا يَحْكُونَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ قَوْلَيْنِ. فَمَنْ قَالَ: إنَّ الْأَشْعَرِيَّ كَانَ يَنْفِيهَا وَأَنَّ لَهُ فِي تَأْوِيلِهَا قَوْلَيْنِ: فَقَدْ افْتَرَى عَلَيْهِ؛ وَلَكِنْ هَذَا فِعْلُ طَائِفَةٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي أَصْحَابِهِ كَأَبِي الْمَعَالِي وَنَحْوِهِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَدْخَلُوا فِي مَذْهَبِهِ أَشْيَاءَ مِنْ أُصُولِ الْمُعْتَزِلَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/246)
وَ " الْأَشْعَرِيُّ " اُبْتُلِيَ بِطَائِفَتَيْنِ: طَائِفَةٌ تُبْغِضُهُ وَطَائِفَةٌ تُحِبُّهُ كُلٌّ مِنْهُمَا يَكْذِبُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: إنَّمَا صَنَّفَ هَذِهِ الْكُتُبَ تَقِيَّةً وَإِظْهَارًا لِمُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ مِنْ الْحَنْبَلِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. وَهَذَا كَذِبٌ عَلَى الرَّجُلِ فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ قَوْلٌ بَاطِنٌ يُخَالِفُ الْأَقْوَالَ الَّتِي أَظْهَرَهَا وَلَا نَقَلَ أَحَدٌ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ وَلَا غَيْرُهُمْ عَنْهُ مَا يُنَاقِضُ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الْمَوْجُودَةَ فِي مُصَنَّفَاتِهِ. فَدَعْوَى الْمُدَّعِي أَنَّهُ كَانَ يُبْطِنُ خِلَافَ مَا يُظْهِرُ دَعْوَى مَرْدُودَةٌ شَرْعًا وَعَقْلًا؛ بَلْ مَنْ تَدَبَّرَ كَلَامَهُ فِي هَذَا الْبَابِ - فِي مَوَاضِعَ - تَبَيَّنَ لَهُ قَطْعًا أَنَّهُ كَانَ يَنْصُرُ مَا أَظْهَرَهُ؛ وَلَكِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيُخَالِفُونَهُ فِي إثْبَاتِ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ يَقْصِدُونَ نَفْيَ ذَلِكَ عَنْهُ لِئَلَّا يُقَالُ: إنَّهُمْ خَالَفُوهُ مَعَ كَوْنِ مَا ذَهَبُوا إلَيْهِ مِنْ السُّنَّةِ قَدْ اقْتَدَوْا فِيهِ بِحُجَّتِهِ الَّتِي عَلَى ذِكْرِهَا يُعَوِّلُونَ وَعَلَيْهَا يَعْتَمِدُونَ. وَ " الْفَرِيقُ الْآخَرُ ": دَفَعُوا عَنْهُ لِكَوْنِهِمْ رَأَوْا الْمُنْتَسِبِينَ إلَيْهِ لَا يُظْهِرُونَ إلَّا خِلَافَ هَذَا الْقَوْلِ وَلِكَوْنِهِمْ اتَّهَمُوهُ بِالتَّقِيَّةِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هُوَ انْتَصَرَ لِلْمَسَائِلِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ الَّتِي خَالَفَهُمْ فِيهَا الْمُعْتَزِلَةُ؛ كَمَسْأَلَةِ " الرُّؤْيَةِ " وَ " الْكَلَامِ " وَإِثْبَاتِ " الصِّفَاتِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لَكِنْ كَانَتْ خِبْرَتُهُ بِالْكَلَامِ خِبْرَةٌ مُفَصَّلَةٌ وَخِبْرَتُهُ بِالسُّنَّةِ خِبْرَةٌ مُجْمَلَةٌ؛ فَلِذَلِكَ وَافَقَ الْمُعْتَزِلَةَ فِي بَعْضِ أُصُولِهِمْ الَّتِي الْتَزَمُوا لِأَجْلِهَا خِلَافَ السُّنَّةِ وَاعْتَقَدَ أَنَّهُ يُمْكِنُهُ الْجَمْعُ بَيْنَ تِلْكَ الْأُصُولِ وَبَيْنَ الِانْتِصَارِ لِلسُّنَّةِ كَمَا فَعَلَ فِي مَسْأَلَةِ الرُّؤْيَةِ وَالْكَلَامِ وَالصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَالْمُخَالِفُونَ لَهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَمِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْفَلَاسِفَةِ يَقُولُونَ: إنَّهُ مُتَنَاقِضٌ وَإِنَّ مَا وَافَقَ فِيهِ الْمُعْتَزِلَةَ يُنَاقِضُ مَا وَافَقَ فِيهِ أَهْلَ السُّنَّةِ كَمَا أَنَّ الْمُعْتَزِلَةَ يَتَنَاقَضُونَ فِيمَا نَصَرُوا فِيهِ دِينَ الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُمْ بَنَوْا كَثِيرًا مِنْ الْحُجَجِ عَلَى أُصُولٍ تُنَاقِضُ كَثِيرًا مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ؛ بَلْ جُمْهُورُ الْمُخَالِفِينَ لِلْأَشْعَرِيِّ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والْنُّفَاةِ يَقُولُونَ: إنَّمَا قَالَهُ فِي مَسْأَلَةِ الرُّؤْيَةِ وَالْكَلَامِ: مَعْلُومُ الْفَسَادِ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ. وَلِهَذَا يَقُولُ أَتْبَاعُهُ: إنَّهُ لَمْ يُوَافِقْنَا أَحَدٌ مِنْ الطَّوَائِفِ عَلَى قَوْلِنَا فِي " مَسْأَلَةِ الرُّؤْيَةِ وَالْكَلَامِ "؛ فَلَمَّا كَانَ فِي كَلَامِهِ شَوْبٌ مِنْ هَذَا وَشَوْبٌ مِنْ هَذَا: صَارَ يَقُولُ مَنْ يَقُولُ إنَّ فِيهِ نَوْعًا مِنْ التَّجَهُّمِ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَإِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَتَنْزِيلَ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ.
وَقَوْلُ جَهْمٍ هُوَ النَّفْيُ الْمَحْضُ لِصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ حَقِيقَةُ قَوْلِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَمُنْحَرِفِي الْمُتَفَلْسِفَةِ: كالفارابي وَابْنِ سِينَا. وَأَمَّا مُقْتَصِدَةُ الْفَلَاسِفَةِ كَأَبِي الْبَرَكَاتِ صَاحِبِ الْمُعْتَبَرِ وَابْنِ رُشْدٍ الْحَفِيدِ - فَفِي قَوْلِهِمْ مِنْ الْإِثْبَاتِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ؛ فَإِنَّ الْمَشْهُورَ عَنْهُمْ إثْبَاتُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَإِثْبَاتُ أَحْكَامِ الصِّفَاتِ فَفِي الْجُمْلَةِ قَوْلُهُمْ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ وَقَوْلُ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِيِّ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِهِمْ. وَأَمَّا ابْنُ كُلَّابٍ والقلانسي وَالْأَشْعَرِيُّ فَلَيْسُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ بَلْ هَؤُلَاءِ مَعْرُوفُونَ بالصفاتية مَشْهُورُونَ بِمَذْهَبِ الْإِثْبَاتِ؛ لَكِنْ فِي أَقْوَالِهِمْ شَيْءٌ مِنْ أُصُولِ الْجَهْمِيَّة وَمَا يَقُولُ النَّاسُ إنَّهُ يُلْزِمُهُمْ بِسَبَبِهِ التَّنَاقُضُ وَإِنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الضِّدَّيْنِ وَإِنَّهُمْ قَالُوا مَا لَا يُعْقَلُ وَيَجْعَلُونَهُمْ مُذَبْذَبِينَ لَا إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إلَى هَؤُلَاءِ فَهَذَا وَجْهُ مَنْ يَجْعَلُ فِي قَوْلِهِمْ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ الْجَهْمِيَّة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/247)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 07 - 09, 11:22 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا - "زوجة وأم" - على هذه الفائدة القيمة. لو أحلتينا على مصدر القصة، بورك فيكِ.
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (6/ 230)
شرع المزي يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية فغضب بعض وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - (1/ 170)
ثم في ثاني عشرى رجب قرأ المزي فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضب وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه
العقود الدرية لابن عبد الهادي (1/ 220)
وكان الحافظ جمال الدين المزي يقرأ صحيح البخاري لأجل الاستسقاء فقرأ يوم الإثنين الثاني والعشرين من رجب في أثناء ذلك فصلا في الرد على الجهمية وأن الله فوق العرش من كتاب أفعال العباد تأليف البخاري تحت النسر
فغضب لذلك بعض الفقهاء الحاضرين وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوا الأمر إلى قاضي القضاة الشافعي فطلبه ورسم بحبسه
أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (3/ 78)
فلما كان بعد ذلك في يوم الإثنين ثاني عشري شهر رجب الفرد قرأ الشيخ جمال الدين المزي فصلاً في الردّ على الجهمية من كتاب أفعال العباد تصنيف البخاري، وكانت قراءته لذلك تحت قبة النسر في المجلس المعقود لقراءة الصحيح، فغضب لذلك بعض الفقهاء الحاضرين، وقالوا: نحن المقصودون بهذا، ورفعوا الأمر الى قاضي القضاة الشافعي، فطلبه، وحبسه
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:21 م]ـ
الاخ ابو اسحاق.قولك عن مذهب الاشاعرة - نفي كون الله يُحَبُّ من قِبَل عِبَاده حقيقة -
الذي كنت اعلمه في المسالة. ان المعتزلة نفوا محبة العبد لله ونفوا محبة الله للعبد.
اما الاشاعرة فنفوا المحبة التي هي صفة لله مشيا مع مذهبهم المعلوم. اما ان العبد يحب الله ما علمت عنهم انهم ينفون هذا. فان عضدت كلامك بكلام اهل العلم والتحقيق كان ذلك اتماما للفائدة والنصح بارك الله فيكم.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:51 ص]ـ
اما ان العبد يحب الله ما علمت عنهم انهم ينفون هذا. فان عضدت كلامك بكلام اهل العلم والتحقيق كان ذلك اتماما للفائدة والنصح بارك الله فيكم.
وفيك بارك ربي! دونك أقوال مفسري الأشاعرة عند تفسيرهم لآيات المحبة:
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
قال الرازي:
... فقال جمهور المتكلمين: إن المحبة نوع من أنواع الإرادة، والإرادة لا تعلق لها إلا بالجائزات، فيستحيل تعلق المحبة بذات الله تعالى وصفاته، فإذا قلنا: نحب الله، فمعناه نحب طاعة الله وخدمته، أو نحب ثوابه وإحسانه. وأما العارفون فقد قالوا: العبد قد يحب الله تعالى لذاته ... اهـ
قال البيضاوي:
{كَحُبّ الله} كتعظيمه والميل إلى طاعته، أي يسوون بينه وبينهم في المحبة والطاعة، والمحبة: ميل القلب من الحب، استعير لحبة القلب، ثم اشتق منه الحب لأنه أصابها ورسخ فيها، ومحبة العبد لله تعالى إرادة طاعته والإِعتناء بتحصيل مراضيه، ومحبة الله للعبد إرادة إكرامه واستعماله في الطاعة. اهـ
قال الخطيب الشربيني:
... فمحبة العبد لله طاعته والإعتناء بتحصيل مراضيه. اهـ
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قال الواحدي في الوجيز:
ومعنى محبَّة العبد لله سبحانه إرادته طاعته وإيثاره أمره، ومعنى محبَّة الله العبد إرادته لثوابه وعفوه عنه وإنعامه عليه. اهـ
قال أبو حيان:
فمحبة العبد لله عبارة عن ميل قلبه إلى ما حدّه له تعالى وأمره به، والعمل به واختصاصه إياه بالعبادة. اهـ
قال النسفي الماتريدي:
محبة العبد لله إيثار طاعته على غير ذلك، ومحبة الله العبد أن يرضى عنه ويحمد فعله. اهـ
قال الخازن:
وقال العلماء: إن محبة العبد لله عبارة عن إعظامه وإجلاله وإيثار طاعته واتباع أمره ومجانبة نهيه، ومحبة الله للعبد ثناؤه عليه ورضاه عنه وثوابه له وعفوه عنه. اهـ
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
قال البيضاوي:
ومحبة العباد له إرادة طاعته والتحرز عن معاصيه. اهـ
قال أبو حيان:
محبة الله لهم هي توفيقهم للإيمان كما قال تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان} وإثابته على ذلك وعلى سائر الطاعات، وتعظيمه إياهم، وثناؤه عليهم، ومحبتهم له طاعته، واجتناب نواهيه، وامتثال مأموراته. اهـ
قال الخطيب الشربيني:
ومحبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته وأن لا يفعلوا ما يوجب سخطه وعقابه. اهـ
لكن مِن الأشاعرة مَن أثبت محبة العبد لربه محبّة حقيقية. من هؤلاء: الرازي في تفسيره عند تفسير آية البقرة، وأحمد بن المنير الاسكندري في حاشيته على الكشاف عند تفسير آية المائدة.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/248)
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيك اخي السندي. اسال الله عز وجل ان يجعلك من القوم الذي قال عنهم انه * .. يحبهم ويحبونه .. *
امين يارب.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 07 - 09, 01:35 م]ـ
سبحان الله!
ولماذا لا يثبتون محبة العبد لله حقيقة
محبته لذاته
ما الذي يجعلهم يفسرون محبة العبد لله هكذا؟؟!!
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[27 - 07 - 09, 01:38 ص]ـ
يقول الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله في الصفات الالهية/
... أما الجهمية النفاة فإنهم يزعمون أن الله لا يُحِب ولا يُحَب، هذا هو المبدأ عندهم، .................
وقد يحاولون إيجاد مسوغ لهذا التصرف حيث يزعمون: إن المحبة ملائمة ومناسبة بين المحب والمحبوب، وتوجب للمحب بدرك محبوبه فرحاً ولذة وسروراً إلى آخر ما هنالك من الثرثرة العقيمة التي نعرفها لأهل الكلام.
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:19 ص]ـ
"الأشاعرة والمعتزلة ينفون صفة المحبةلله، بدعوى أنها توهم نقصاً في حق الخالق عز وجل، إذ المحبة بالنسبة للمخلوق معناها ميله إلى ما يناسبه أو يستلذه، فأماالأشاعرة، فيرجعوا إلى صفة الإرادة، فيقولون: إنّ محبةالله لعبده المؤمن لا معنى لها إلا إرادته لإكرامه ومثوبته. وأما المعتزلة، فلأنهم لا يثبتون إرادة قائمة به، فيفسرون المحبةبأنهانفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء، بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي (شرح الواسطية ,هراس ص134 - 135)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (الذين أنكروا محبةالله وإرادته بنواذلك على أصل لهم للقدرية والمجبرة والنافية، وهو أنّ المحبة والإرادة والرضا والمشيئة شيء واحد، ولا يتعلق ذلك إلا بمعدوم، وهو إرادة الفاعل أن يفعل ما لم يكن فعله، فاعتقدوا أنّ المحبةوالإرادة لا تتعلق إلا بمعدوم. فالموجود لا يحب ولا يراد ... فأما أنّ يحب موجودًا من خلْقه فهذا باطل عند الطائفتين: لكن المجبرة يقولون: محبته هي مشيئته، وقد شاء خلق كل شيء فهو يحب كل شيء. والنفاةيقولون: محبته هيإرادته إثابة المطيعين، وهي مشيئته خاصة" (النبوات ص118 - 119) ط دار الكتاب العربي" *
* محبة الله لعبادة المؤمنين دراسة عقدية تأصيليةد. سهل بن رافع العتيبي
http://www.mediafire.com/download.php?ezmmgmid2kx
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:29 م]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بهم.
تنبيه:
بخصوص ما ذكره الشيخ الفاضل أبو الحسنات في النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية فإن المعني به هو أبو الحسن الأشعري إمام المذهب، وليس كل أشعري.
لأنه من المعلوم أن الأشاعرة المتأخرين من عهد الجويني ثم الغزالي ثم الرازي وافقوا الجهمية في أمور كثيرة:
1 - نفي العلو.
2 - نفي المشيئة والاختيار في أفعاله سبحانه، وهذا شبيه بمذهب الفلاسفة في قولهم بالعقل الفعال.
3 - نفيهم أن يكون القرآن كلام الله، وهذا حقيقته موافقة الجهمية في خلق القرآن. فلازمُ قولهم هو قول الجهمية، وإن لم يُصرحوا به.
4 - مذهبهم في الكسب، كمذهب الجهمية في انتقال الجسم من مكان إلى مكان دون واسطة؟!
فماذا ترك متأخروا الأشاعرة للجهمية؟!
فأحسن الله لأختنا المباركة " أم وزوجة ".
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:43 م]ـ
لكن متأخري الأشاعرة لم يكونوا نفاة خلص كي يطابقوا بالجهمية
ثم إن مشكلة الأشاعرة كمذهب أنه من الصعب نسبة قول واحد لهم كلهم يتفقون عليه و مثال ذلك نفي المشيئة و الاختيار فلم يصرح به احد قبل الرازي و يتبقى البحث فيمن بعد الرازي هل وافقه عليه بخصوصه ام لا؟
و بخصوص نفي العلو فقد كان معروفا قبل الجويني فصرح به عبدالقاهر بن طاهر أبو منصور صاحب الفرق بين الفرق و يعد هو اول من صرح به في المذهب
و على العموم عنوان الاخت حفظها الله فيه تعميم غير مقبول
والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 05:59 م]ـ
أخي الدرعمي أغلب الأشاعرة المتأخرين على ماذكرتُ، فكل المتأخرين على هذا - أعني أئمتهم -.
ثم ما هي قيمة الصفات السبع التي يُثبتونها؟!
هي تعطيلٌ أيضًا، فالله تعالى ليست له قدرة في المستقبل ولا إرادة ولا سمع ولا بصر، والكلام عندهم نفسي.
إذًا .. متأخرو الأشاعرة طابقوا الجهمية إلا في صفات معدودة، فهم بحق جهمية وصدقت الأخت الكريمة.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:19 م]ـ
الله المستعان .... ثم يأتي آتٍ ويقول هم من أهل السنة ...... نشكو إلى الله غربة الدين ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 11:31 م]ـ
الله المستعان .... ثم يأتي آتٍ ويقول هم من أهل السنة ...... نشكو إلى الله غربة الدين ..
وليت من يقول هذا من العوام أو أهل السياسة!
لكن يقول هذا الكلام من تخرج من مدارس سلفية ودرسوا ودرّسوا الطحاوية والتدمرية و .. و .. .
حقيقة شيء يحرق الفؤاد ويفتُّه فتًّا يا أبا حمزة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/249)
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:42 ص]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بهم.
تنبيه:
بخصوص ما ذكره الشيخ الفاضل أبو الحسنات في النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية فإن المعني به هو أبو الحسن الأشعري إمام المذهب، وليس كل أشعري.
لأنه من المعلوم أن الأشاعرة المتأخرين من عهد الجويني ثم الغزالي ثم الرازي وافقوا الجهمية في أمور كثيرة:
1 - نفي العلو.
2 - نفي المشيئة والاختيار في أفعاله سبحانه، وهذا شبيه بمذهب الفلاسفة في قولهم بالعقل الفعال.
3 - نفيهم أن يكون القرآن كلام الله، وهذا حقيقته موافقة الجهمية في خلق القرآن. فلازمُ قولهم هو قول الجهمية، وإن لم يُصرحوا به.
4 - مذهبهم في الكسب، كمذهب الجهمية في انتقال الجسم من مكان إلى مكان دون واسطة؟!
فماذا ترك متأخروا الأشاعرة للجهمية؟!
فأحسن الله لأختنا المباركة " أم وزوجة ".
أخي الكريم:
كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام أصالة، ولا يختلف مذهب الأشعري نفسه عن المذهب المعتمد عند المتأخرين من الأشعرية في شيء بالنسبة لهذه الصفة، فما ذكره شيخ الإسلام ينطبق على كل الأشعرية، لأنهم وإمامهم على مذهب واحد فيها.
ثم إن شيخ الإسلام قال: " وَقَوْلُ جَهْمٍ هُوَ النَّفْيُ الْمَحْضُ لِصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ حَقِيقَةُ قَوْلِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَمُنْحَرِفِي الْمُتَفَلْسِفَةِ: كالفارابي وَابْنِ سِينَا "
فهل يمكنك أن تقول: إن الأشعرية المتأخرين قالوا هذا القول عينه؟!.
وهلا أخبرتني أين نفى الجويني والغزالي صفة المشيئة؟!.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:23 ص]ـ
أخي الكريم:
كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام أصالة، ولا يختلف مذهب الأشعري نفسه عن المذهب المعتمد عند المتأخرين من الأشعرية في شيء بالنسبة لهذه الصفة، فما ذكره شيخ الإسلام ينطبق على كل الأشعرية، لأنهم وإمامهم على مذهب واحد فيها.
ثم إن شيخ الإسلام قال: " وَقَوْلُ جَهْمٍ هُوَ النَّفْيُ الْمَحْضُ لِصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ حَقِيقَةُ قَوْلِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَمُنْحَرِفِي الْمُتَفَلْسِفَةِ: كالفارابي وَابْنِ سِينَا "
فهل يمكنك أن تقول: إن الأشعرية المتأخرين قالوا هذا القول عينه؟!.
وهلا أخبرتني أين نفى الجويني والغزالي صفة المشيئة؟!.
الشيخ أبا الحسنات:
1 - إن كان كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام خاصة، فكلامنا عن مقارنة الجهمية بالأشاعرة عامة.
فكيف تأتي بنص في مسألة واحدة لتقارن بين مذهبين ضمن كلام في مسائل متعددة. (اسأل نفسك هذا السؤال).
هذا إذا سلمتُ لك أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن.
فصريح قول الجهمية ومؤدَّى قول الأشاعرة في الكلام النفسي أنَّ القرآن بألفاظه وحروفه مخلوق.
فإذا الأشاعرة لم يسلموا من تشابههم مع الجهمية في هذا المسألة التي أنت نقلت مقارنة فيها، بينما كان يجدر بك أن تنقل نصًا يتكلم عن مقارنة عامة لا مسألة واحدة.
2 - أنا لم أنفِ عنهم الإثبات مطلقًا، ذكرتُ أنهم أثبتوا شيئًا من الصفات.
لكن ماذا يغني هذا الإثبات عند الإثبات الحقيقي لكل صفة أثبتوها.
فهل القدرة عندهم يا أبا الحسنات هي القدرة التي أثبتها الله لنفسه؟ قطعًا: لا
وهل الإرادة هي الإرادة التي أثبتها الله لنفسه؟ قطعًا: لا
وهل السمع والبصر كذلك؟ قطعًا: لا
وهل الكلام كذلك؟ قطعًا: لا
ماذا بقي لهم إذًا؟
بقي صفتان: العلم والحياة!
هذا إذا ثم إذا أحسنّا بهم الظن وقلنا إن العلم لا يلزمها تجدد الصفة في المستقبل وإلا مآلها مآل الصفات الأربع الأخرى التي أثبتوا فيها ما أثبت فيه الفلاسفة للعقل الفعال بأنه تصدر عنه المفعولات صدورًا دون اختيار متجدد في المستقبل.
3 - إن كنت تقصد صفة المشيئة التي أثبتها الغزالي والجويني وهي عندهم الإرادة، فهي قديمة عندهم، لا يريد الله في المستقبل، فإرادته خلق فلان ابنًا لفلان لم يخلق لإرادة حدثت وإنما لإرادة قديمة أزلية خصصتها القدرة القديمة.
وانظر رأي الجويني في ذلك في الإرشاد (ص 94)، ورأي الغزالي في ذلك في قواعد العقائد (ص187).
نعم نفرّق بين إثبات الأشاعرة للقدرة والإرادة لكن هذا التفريق لا ينفي عنهم التجهم حتى في هذا الإثبات الذي لم يخلُ من تعطيل.
أخيرًا لو طبقت كلام أبي حنيفة فيمن نفى عن الله العلو كالغزالي والجويني يا أبا الحسنات لحُقَّ لي أن أصفهم ليس بأنهم جهمية بل بـ ... ،
لكن أسأل الله أن يكونا قد تابا من ذلك، وأنت تعرف يا أبالحسنات قول أبي حنيفة فيمن أنكر أن الله في السماء.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:29 م]ـ
المعذرة مرة أخرى على عدم التوضيح
المقصودون هم الأشاعرة المتأخرين من وقت الجويني إلى يومنا هذا
وقد نبهت على أنهم ليسوا جهمية 100%
ولكنهم وافقوهم في مخالفة عقيدة السلف الصالح وأهل السنة في عدد من الاعتقادات حتى كان الرد على الجهمية ردًّا عليهم في تلك الاعتقادات
هداهم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/250)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 07 - 09, 03:00 م]ـ
المعذرة مرة أخرى على عدم التوضيح
المقصودون هم الأشاعرة المتأخرين من وقت الجويني إلى يومنا هذا
وقد نبهت على أنهم ليسوا جهمية 100%
ولكنهم وافقوهم في مخالفة عقيدة السلف الصالح وأهل السنة في عدد من الاعتقادات حتى كان الرد على الجهمية ردًّا عليهم في تلك الاعتقادات
هداهم الله
بارك الله فيك
قال شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ
السلف يَنْسِبُونَ كل من انحرف في الصفات إلى جهم فيقولون هو جهمي؛ لأنَّه ما انحرف إلا بموافقته لجهم في هذا الأصل الذي أصَّلَهُ وانحرف به عن منهج السلف
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:23 ص]ـ
هذا إذا سلمتُ لك أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن
[/ COLOR]
سبحان الله!.
كلام شيخ الإسلام أعلاه واضح جداً: " وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَإِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَتَنْزِيلَ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ ".
فلعلك تغير عبارتك إلى: " هذا إذا سلمتُ لشيخ الإسلام أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن " لأن الكلام ليس لي في الحقيقة.
فكلامنا عن مقارنة الجهمية بالأشاعرة عامة. [/ COLOR]
أنت لم تكتب كلاماً قبل مشاركتي فكيف تقول: " كلامنا عن مقارنة الجهمية بالأشاعرة عامة ".
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:18 م]ـ
الحمد لله أن المسألة انحصرت عندك في هذه النقطة فقط.
سبحان الله!.
كلام شيخ الإسلام أعلاه واضح جداً: " وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَإِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَتَنْزِيلَ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ ".
فلعلك تغير عبارتك إلى: " هذا إذا سلمتُ لشيخ الإسلام أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن " لأن الكلام ليس لي في الحقيقة.
.
لو راجعت عبارة شيخ الإسلام السابقة وعبارتي لعرفت أنني لم أخالف شيخ الإسلام وإنما أخالفك أنت فقط.
وبيان ذلك يا أبا الحسنات:
- أن شيخ الإسلام أبطل من ماثل قول الأشاعرة بقول جهم في صفة الكلام مماثلة تامة.
- أن شيخ الإسلام أبطل من نفي مشابهة قول الأشاعرة بقول جهم لأن القرآن عند جهم وعند الأشاعرة مخلوق.
وما قلتهُ أنا في التعقيب السابق عليك: (هذا إذا سلمتُ لك أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن) وليس في صفة الكلام.
ففرِّق يا أبا الحسنات بين مناقشة الأشاعرة في صفة الكلام وعدم إلزامهم بقول جهم
وبين قولهم في القرآن وإلزامهم بقول جهم.
يقول ابن تيمية في المسألة المصرية:
(ثم رأى " فريق " أن قدم الأصوات ممتنع فجعلوا القديم هو المعنى ثم رأوا أن تعدد المعاني القديمة ممتنع وأنه يفضي إلى وجود معاني لا نهاية لها فقالوا هو معنى واحد. ورأى " فريق آخر " أن كون المعاني المتنوعة معنى واحدا ممتنع وكون الرب لم يتكلم بحروف القرآن بل خلقها في غيره موافقة لمن جعل الكلام لا يقوم بالمتكلم؛ فإن تلك الحروف المنظومة - كالقرآن العربي - إن قالوا هو كلام الله لزم أن لا يكون كلامه قائما به بل بغيره؛ وإن قالوا ليس كلاما لله لزم أن يكون كلاما لمن خلقت فيه فلا يكون الكلام العربي كلاما لله؛ بل كلاما لمن خلق فيه.
وهذا هو الذي أنكروه على من قال القرآن مخلوق. والذي قال إنه مخلوق لم يقل إلا هذا؛ فلزمهم أن يوافقوا في الحقيقة قول من يقول: القرآن مخلوق وإن ضموا إلى ذلك قولا لا حقيقة له يخالف العقل والنقل: وهو إثبات معنى واحد يكون هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن؛ لكنهم إنما قالوا ذلك فرارا من أقوال ظنوها باطلة فلم يقصدوا إلا الفرار عما رأوه باطلا فوقعوا في أقوال لها لوازم تقتضي بطلانها أيضا).
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:48 م]ـ
ذلك نفي المشيئة و الاختيار فلم يصرح به احد قبل الرازي و يتبقى البحث فيمن بعد الرازي هل وافقه عليه بخصوصه ام لا؟
والله أعلم
تصحيح:
سبقني ذهني فكتبت ما كتبت و الذي قصدته أن الرازي أول من صرح بالجبر لا أنه أول من نفي المشيئة و الاختيار و هذا التصريح رده بعض متأخري الأشاعرة أظنه اللقاني
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:01 ص]ـ
لو راجعت عبارة شيخ الإسلام السابقة وعبارتي لعرفت أنني لم أخالف شيخ الإسلام وإنما أخالفك أنت فقط.
في ماذا تخالفني؟!!.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:49 ص]ـ
في ماذا تخالفني؟!!.
فيما اعتقدتَ أني أخالف فيه شيخ الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/251)
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 09, 11:23 ص]ـ
فيما اعتقدتَ أني أخالف فيه شيخ الإسلام.
وما هو؟!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:10 م]ـ
وما هو؟!
اسأل نفسك، أنت الذي وصفتني بمخالفة شيخ الإسلام، فأنت أدرى بادّعائك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 09, 05:45 م]ـ
أين وصفتك بمخالفة شيخ الإسلام؟!
ولو أنصفت أيها الفاضل لعلمت أت طريقتك في الحديث غلط من البداية، لأنك قلت: " هذا إذا سلمتُ لك أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن "، وأنا لم أنشأ حرفاً واحداً من عندي وإنما نقلت كلام شيخ الإسلام، فهذه العبارة تقال لمن يقول: إنه ليس هناك فرق بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن، وهذه لم أقله أنا قط.
وإن كنت تريد أن مذهب الأشعرية في هذا القرآن العربي الذي هو حروف وكلمات وسور وآيات موافق لمذهب الجهمية فمن الذي يعترض عليك حتى تسلم له أو لا تسلم له؟! فهذا لا يشك فيه أحد؛ أن مذهب الجهمية والمعتزلة ومذهب الأشعرية فيه سواء، فالكل يقول إنه مخلوق تصريحاً وليس كما قلت أنت: " فصريح قول الجهمية ومؤدَّى قول الأشاعرة في الكلام النفسي أنَّ القرآن بألفاظه وحروفه مخلوق " بل الكل يصرح بأنه مخلوق وليس ذلك مؤدى قولهم فحسب، كما صرح به البيجوري مثلاً بذلك في شرح الجوهرة.
على أن كلام شيخ الإسلام أعلاه ليس فيه تعرض لهذه المسألة البتة فلماذا حولت الكلام إليها؟!
فالحاصل أنك تتخيل صورة في ذهنك وترد عليها، وأنا لا علاقة لي إلا بما أقوله أما ما تظن أنه كلامي وتطفق ترد عليه - وإنا لم أقله - فهذا لا علاقة لي به.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 07:50 م]ـ
- موضوع الأخت عن إطلاق الجهمية على الأشاعرة ..
- وبينما الردود كانت تدور حول هذا الموضوع = كانت أول مشاركة لك في هذا الموضوع -تعقيب رقم 9 - هو عبارة عن نقل لشيخ الإسلام يتحدث فيه عن قول أبي الحسن الأشعري في صفة الكلام و ما لونت فيه بالأحمر هو الآتي: (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْكَلَامَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ وَإِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَتَنْزِيلَ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ.)
والإخوة يتحدثون عن مقارنة عامة بين الأشاعرة والجهمية.
فنبهت في تعقيبي أن نقلك إنما هو عن رأي أبي الحسن الأشعري، وفي مسألة الكلام، ولا يصلح للمقارنة العامة.
خصوصًا أن ما لونته أنت بالأحمر يوهم أن قول شيخ الإسلام (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ) يوهم القارئ في موضوعنا أنه قول جهم غير قول أبي الحسن في كل مقارنات الإخوة.
- ثم اعترضتَ على اعتراضي بهذا:
أخي الكريم:
كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام أصالة، ولا يختلف مذهب الأشعري نفسه عن المذهب المعتمد عند المتأخرين من الأشعرية في شيء بالنسبة لهذه الصفة، فما ذكره شيخ الإسلام ينطبق على كل الأشعرية، لأنهم وإمامهم على مذهب واحد فيها.
ثم إن شيخ الإسلام قال: " وَقَوْلُ جَهْمٍ هُوَ النَّفْيُ الْمَحْضُ لِصِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ حَقِيقَةُ قَوْلِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ وَمُنْحَرِفِي الْمُتَفَلْسِفَةِ: كالفارابي وَابْنِ سِينَا "
فهل يمكنك أن تقول: إن الأشعرية المتأخرين قالوا هذا القول عينه؟!.
وهلا أخبرتني أين نفى الجويني والغزالي صفة المشيئة؟!.
وبالرغم من أني ذكرتُ شيئًا من إثباتهم إلا أنك مع ذلك تأتي وتسألني هل الأشعرية يقولون بقول جهم؟!!.
الآن وفي اعتراضي الأول عليك أخبرتك بأنهم أثبتوا شيئًا من الصفات، ثم تأتي وتسألني عن مشابهة قولهم بقول جهم هكذا مشابهة مطلقة!!.
فمن قرأ كلامي عرف أني أفرق بينهم وبين جهم. فلا داعي لسؤالك.
ومما يزيد الأمر ريبة أنك تسألني عن رأي الجويني والغزالي في المشيئة!!
فإن كنت جاهلاً تريد الفائدة فما لمثل أبي الحسنات الدمشقي والذي كتب عدة مواضيع عن تناقضات الأشعرية أن يجهل هذا الأمر.
وإن كنتَ تريد أن تلزمني بأنهم يثبتون صفة الإرادة على الوجه الصحيح فقد أجبتك بأنهم لا يثبتونها على الوجه الصحيح الموافق للأدلة. فلا معنى لسؤالك عن الجويني والغزالي في خضم هذا الاعتراضات بيني وبينك.
ثم أرجعتني إلى قول شيخ الإسلام وقلتَ: (فلعلك تغير عبارتك إلى: " هذا إذا سلمتُ لشيخ الإسلام أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن ")
وهذه هي المخالفة التي اعترضتَ بها عليّ وللأسف أنك لم تفهمها بعد ..
فحديثنا عن مقارنة عامة، ونصّك عن مسألة خاصة.
وهذه المسألة الخاصة قلتُ لك أيضًا لا تخل من تشابه بين جهم وأبي الحسن وهي القول بخلق القرآن.
فكان ينبغي عليك أن تحرر أن مفارقة شيخ الإسلام إنما كانت على هذه المسألة فقط وهي صفة الكلام، وليس كل مسائل أبي الحسن الأشعري.
فلا أدري بعد هذا كله هل استوعبتَ أم لا؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/252)
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 09, 09:52 م]ـ
فلا أدري بعد هذا كله هل استوعبتَ أم لا؟!!! [/ COLOR]
[/INDENT]
الذي لا أستوعبه سبب كلامك بهذه الطريقة، وسبب هذه الخصومة، فأنت صيرتني خصماً لك من البداية بقولك: " هذا إذا سلمتُ لك أنَّ هناك فرقًا بين قول الجهمية والأشاعرة في القرآن " مع أنني نبهتك في المشاركة الماضية بما أغنى عن إعادته، وكذلك بقولك:" وإنما أخالفك أنت فقط " ولما سألتك عما تخالفني فيه قلت لي: اسأل نفسك!، فقد حيرتني: ما الذي تريده بالضبط؟!.
وعلى أية حال فكلام شيخ الإسلام أعلاه جلي ظاهر مستغن عن تنبيهاتك وتخصيصاتك.
وقولك: " خصوصًا أن ما لونته أنت بالأحمر يوهم أن قول شيخ الإسلام (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: إنَّ قَوْلَهُ قَوْلُ جَهْمٍ فَقَدْ قَالَ الْبَاطِلَ) يوهم القارئ في موضوعنا أنه قول جهم غير قول أبي الحسن في كل مقارنات الإخوة ".
أقول: فعلى هذا الذنب عندك ذنب شيخ الإسلام، لأن الإيهام وصف للكلام، والكلام كلام شيخ الإسلام وليس لي، إلا أن يكون " التلوين بالأحمر " يقلب المعاني ويصير الحق باطلا!!.
ومن الأمور الغريبة أنك " تقبل التلقين " لكن ليتك تلقنت الكلام كما هو، فلما قلت لك: " كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام أصالة "، قلتَ: " إن كان كلام شيخ الإسلام في صفة الكلام خاصة، فكلامنا عن مقارنة الجهمية بالأشاعرة عامة ".
وفرق بين كونه في صفة الكلام أصالة وبين كونه في صفة الكلام خاصة، فكلامه أعلاه هو في صفة الكلام أصالة لكنه تعرض بالتبع إلى صلة قول الأشعري بالجهم في الصفات عامة وغيرها، وكلامه مثبت أعلاه فما المانع أن تقرأه؟ ومنه قوله: "وَأَمَّا ابْنُ كُلَّابٍ والقلانسي وَالْأَشْعَرِيُّ فِي أَقْوَالِهِمْ شَيْءٌ مِنْ أُصُولِ الْجَهْمِيَّة وَمَا يَقُولُ النَّاسُ إنَّهُ يُلْزِمُهُمْ بِسَبَبِهِ التَّنَاقُضُ وَإِنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الضِّدَّيْنِ وَإِنَّهُمْ قَالُوا مَا لَا يُعْقَلُ وَيَجْعَلُونَهُمْ مُذَبْذَبِينَ لَا إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إلَى هَؤُلَاءِ فَهَذَا وَجْهُ مَنْ يَجْعَلُ فِي قَوْلِهِمْ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ الْجَهْمِيَّة "
وتأمل قوله: " في أقولهم " وهذا يشمل قولهم في الكلام والصفات وغير ذلك.
فأنت تلقنت هذه الكلمة مني على غير وجهها، وكررتها في المشاركة الأخيرة.
فتبين أن كلامك في مسألة المقارنة العامة والمقارنة الخاصة مع كونه ساذجاً فهو غلط، لأن نقلي ليس في صفة الكلام خاصة كما فهمتَ، ولو كان كذلك، فما المانع من نقل بعض أفراد العام بحيث إذا جمع إليه غيرُه حصلت المقارنة العامة؟.
مع أنه لا شأن لك بما أنقله، لأن صاحبة الموضوع لم تشترط نقل مقارنة عامة أو خاصة حتى تلزمني أنت بهذا أو ذاك!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 10:39 م]ـ
وعلى أية حال فكلام شيخ الإسلام أعلاه جلي ظاهر مستغن عن تنبيهاتك وتخصيصاتك.
يا أبا الحسنات اعلم أنك أرغمتني على أن أقول لك:
أيضًا شيخ الإسلام غنيٌّ عن إنزالك الكلام في غير منزله، وأرجو ألا تُرغمني على مثيل لها.
واختصارًا للوقت عليّ وعليك:
فكلامه أعلاه هو في صفة الكلام أصالة لكنه تعرض بالتبع إلى صلة قول الأشعري بالجهم في الصفات عامة وغيرها
ما هو هذا التعرض الذي ذكره شيخ الإسلام؟!!
شيخ الإسلام تعرّض لأراء الأشعري وليس لمذهب المتأخرين:
: "وَأَمَّا ابْنُ كُلَّابٍ والقلانسي وَالْأَشْعَرِيُّ فِي أَقْوَالِهِمْ شَيْءٌ مِنْ أُصُولِ الْجَهْمِيَّة وَمَا يَقُولُ النَّاسُ إنَّهُ يُلْزِمُهُمْ بِسَبَبِهِ التَّنَاقُضُ وَإِنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الضِّدَّيْنِ وَإِنَّهُمْ قَالُوا مَا لَا يُعْقَلُ وَيَجْعَلُونَهُمْ مُذَبْذَبِينَ لَا إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إلَى هَؤُلَاءِ فَهَذَا وَجْهُ مَنْ يَجْعَلُ فِي قَوْلِهِمْ شَيْئًا مِنْ أَقْوَالِ الْجَهْمِيَّة "
ثم رددتَ عليّ بأن هذا ينسحب عليهم لأن قولهم في الكلام واحد. وشيخ الإسلام في نقلك انت جعلته عامًا في كل الأقوال وليس في الكلام فقط فهو قطعًا يتعرض لرأي ابن كلاب والأشعري وليس للمتأخرين.
فالقضية ليست هي فهم كلام شيخ الإسلام فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/253)
القضية هي في دفاعك عن المتأخرين عندما قلت لي: (فهل يمكنك أن تقول: إن الأشعرية المتأخرين قالوا هذا القول عينه؟!.)
ثم سألتني عن رأي الجويني والغزالي في المشيئة.
وهذا يدل على أنك أنزلت نصّ شيخ الإسلام على المتأخرين.
ولا يمكن أن نأخذ من هذا النص لشيخ الإسلام حكمًا عامًا نطبقه على المتأخرين منهم، إنما نأخذ منه حكمًا عامًا على أقوال أبي الحسن وابن كلاب فقط.
لذا أنا نبهت في البداية أن هذا النص لشيخ الإسلام لا ينطبق على المتأخرين، وهذا ما أيدهُ لي اعتراضك عليَّ بعد ذلك بسؤالك عن الغزالي والجويني.
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:27 م]ـ
القضية هي في دفاعك عن المتأخرين .. وهذا يدل على أنك أنزلت نصّ شيخ الإسلام على المتأخرين
عجيب أنك تتمادى في نفس الغلطة التي بدأت بها، وهي أنك تناقش آراء تتخيل أنني أقول بها، ولا تلتفت إلى كلامي المسطور أمامك.
وعجيب أيضاً أنك تستدل بسؤالي عن مذهب الجويني والغزالي في الإرادة على أنني أنزلت كلام شيخ الإسلام على المتأخرين، ولا أدري بأي دلالة استدللت على هذا، أبدلالة المطابقة أم التضمن أم الالتزام، أبمنطوق اللفظ أم بمفهومه، أم يأي دلالة؟ أم هو تقول منك وادعاء بلا دليل بل بمحض الهوى والظن الكاذب!.
فمن الأمور المخجلة حقاً - والله - أنك تتكلم بهذه الطريقة مع أخ لك في التوحيد والعقيدة، تظن به أسوء الظنون، وتتوهم أسوء الأوهام - ولا تحسبن أن هذا من الفطنة في شيء بل هو من الظن السيء المؤدي إلى الجدل المذموم - فكيف سيكون حالك إذا تكلمت مع مبتدع من المبتدعة؟!!.
أما قضية التفريق بين آراء الأشعري نفسه وآراء أتباعه، فهذا أشار شيخ الإسلام أعلاه بقوله: " وَ ابْنُ كُلَّابٍ " إمَامُ الْأَشْعَرِيَّةِ أَكْثَرُ مُخَالَفَةً لِجَهْمِ وَأَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ الْأَشْعَرِيِّ نَفْسِهِ وَالْأَشْعَرِيُّ أَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْبَاقِلَانِي. وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَأَمْثَالُهُ أَقْرَبُ إلَى السَّلَفِ مِنْ أَبِي الْمَعَالِي وَأَتْبَاعِهِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ نَفَوْا الصِّفَاتِ: كَالِاسْتِوَاءِ وَالْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ "، فكيف تظن أنني " أنزلت نصّ شيخ الإسلام على المتأخرين " وشيخ الإسلام في كلامه نفسه يفرق بين الأشعري وأتباعه؟!
أما ما ذكرته لك من موافقة سائر الأشعرية للأشعري في صفة الكلام، فأردت به الإشارة إلى أن هناك أقوالاً أجمعوا عليها، وهناك أقوالاً فارق فيها متأخروا الأشعرية إمامهم، فالمسائل الأولى ما ينطبق على مذهب الأشعري - في المقارنة بينه وبين مذهب الجهم - ينطبق على كل من يقول بقوله، أما الأخرى فينظر في كل منها قرباً أو بعداً من مذهب الجهم.
1 - نفي العلو.
2 - نفي المشيئة والاختيار في أفعاله سبحانه، وهذا شبيه بمذهب الفلاسفة في قولهم بالعقل الفعال.
3 - نفيهم أن يكون القرآن كلام الله، وهذا حقيقته موافقة الجهمية في خلق القرآن. فلازمُ قولهم هو قول الجهمية، وإن لم يُصرحوا به.
4 - مذهبهم في الكسب، كمذهب الجهمية في انتقال الجسم من مكان إلى مكان دون واسطة؟!
وعليه ما ذكرته في كلامك أولاً من المسائل التي وافق فيها متأخروا الأشعرية الجهمية، فأنت مطالب بأن تبين أنها من القسم الثاني وليس من الأول، أي من المسائل التي فارق فيها متأخروا الأشعرية إمامهم، فأنت مطالب ببيان الفرق بين مذهب الأشعرية وإمامهم في الإرادة والاختيار - مع انه من الغلط جعل الرزاي مع الجويني والغزالي في هذه المسألة.
وكذلك ببيان الفرق بين مذهب الأشعرية وإمامهم في القرآن.
أما الكسب فمن الغلط أصلاً أن تجعل الجويني مع الرازي والغزالي، لأن قوله مباين لهم وقد أثنى عليه ابن القيم وعده عبد الرحمن المحمود من أقوال أهل السنة في كتابه في القدر، كما أن الأشعرية أنفسهم لهم أقوال مختلفة في تفسير الكسب كما يظهر بمراجعة نهاية الإقدام للشهرستاني.
ولو أنك كلفت نفسك بقراءة كلام شيخ الإسلام أعلاه ولم تتعجل لما احتجت لهذا التطويل، لأنه بين الفرق بين الأشعري وأتباعه بصريح القول كما تقدم.
وأختم بهذا النص لشيخ الإسلام ليضاف إلى النص السابق ولا يعترض علي أحد بظنونه وأوهامه، وهو كلام له في إمام الأشعرية المتأخرين أبي عبد الله الرازي: " وَهَكَذَا الْجَهْمِيَّة تَرْمِي الصفاتية بِأَنَّهُمْ يَهُودُ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ مُتَقَدِّمِي الْجَهْمِيَّة وَمُتَأَخَّرِيهِمْ مِثْلُ مَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِي الجهمي الْجَبْرِيُّ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَخْرُجُ إلَى حَقِيقَةِ الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَوْثَانِ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ. وَصَنَّفَ فِي ذَلِكَ كِتَابَهُ الْمَعْرُوفَ فِي السِّحْرِ وَعِبَادَةِ الْكَوَاكِبِ وَالْأَوْثَانِ. مَعَ أَنَّهُ كَثِيرًا مَا يُحَرِّمُ ذَلِكَ وَيَنْهَى عَنْهُ مُتَّبِعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكُتُبِ وَالرِّسَالَةِ. وَيَنْصُرُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ كَمَا يُشَكِّكُ أَهْلَهُ وَيُشَكِّكُ غَيْرَ أَهْلِهِ فِي أَكْثَرِ الْمَوَاضِعِ. وَقَدْ يَنْصُرُ غَيْرَ أَهْلِهِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ. فَإِنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِ التَّشْكِيكُ وَالْحَيْرَةُ أَكْثَرُ مِنْ الْجَزْمِ وَالْبَيَانِ " (16/ 213 - 214).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/254)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 03:19 م]ـ
التطابق المعتزلي الأشعري في التأويل
سلسلة للشيخ الدمشقية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=85335
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 06:29 م]ـ
أخي أبا الحسنات أنت أخ لي في الله -هذه الإخوة هي:التي تجمعنا على العقيدة والإيمان والدعوة وحسن الخلق والتناصح ولين الجانب وإفادة أحدنا الآخر -.
ومن كان شاكًا في ذلك فليراجع مواضيع أبي الحسنات هنا في قسم العقيدة سيجدني أول المعقبين والمعجبين بمواضيعه.
لكن اعلم أخي أنك بمجرد ما يعترض عليك أحد تأخذ المسألة على المخاصمة حتى أوصلتها في ردك الأخير هذا إلى الدخول في النيات وما أدع القاريء إلى أن يستنبطه من صريح كلامك مما يتنافى مع أخوة العقيدة. وهذا أمرٌ لا يعجز عنه أحد بالمناسبة.
في كل اعتراضاتي السابقة كنتُ في صلب الموضوع لم أخرج عنه قيد أنملة إلى الرمي وإساءة الظنون.
ولستُ في كل تعقيب بحاجة إلى أن أقول لك إنني قرأت كلام شيخ الإسلام السابق جيدًا.
أخي الكريم لا داعي - لي ولك - بإطالة النقاش من غير فائدة، أو شحنه بما تمليه علينا طبائعنا وسجايانا، فمن الكسب المحمود لنا أن يجبر المسلم نفسه على كسر جبلته السيئة.
المسألة وما فيها أني معترضٌ على إدخالك هذا النص في حق المتأخرين، والقاري له وللنص الآخر الذي أضفته عن الرازي يعرف أن بينهما مفازة كبيرة في الحكم على جهمية المتأخرين، وقارن بين ما لونته بالأحمر أولاً وبين نصك الأخير.
ففي الأول يتحدث عن الأشعري - حتى وإن أشار إلى من أتى بعده من الأتباع الذين ابتليَ بهم - إلا أن ما فيه من نفي الجهمية متوجه إليه هو لا المتأخرين من أتباعه.
ونصك الأخير يؤيد كلامي هذا.
وإن رمتَ فهمًا عميقًا قد حرمنا منه؛ فما إخالُك إلا أنك محروم مثلنا من الفهم عندما قلتَ: ((فأنت مطالب بأن تبين أنها من القسم الثاني وليس من الأول، أي من المسائل التي فارق فيها متأخروا الأشعرية إمامهم،))
فهل فهمتَ يا أبا الحسنات أني في المسائل الأربع أني أدخل فيها متقدمي الأشاعرة؟؟!!
والعجب كل العجب يا أبا الحسنات أن الحديث عندك عن متأخري الأشاعرة بالجملة ينبغي فيه فصل الأقوال التي وافقوا فيها أهل السنة والتصريح بها. بينما هي إما محتملة وإما مضطربة وإما خروج من أحدهم عن قولهم ودخل في قول أهل السنة بينما أكثر المتأخرين على خلافه.
فهل يجبُ على كل من تحدث عن متأخري الأشاعرة أن يُصرح بقولَيْ أبي المعالي في مسألة الكسب في الإرشاد وفي العقيدة النظامية؟! وأن يذكر ميلان العضد الإيجي إلى إثبات الحرف والصوت لله في موضع والتصريح به في موضع آخر، و إثبات الرازي في آخر أمره إلى أن تجدد الحوادث لا مفر للعقلاء من القول به؟!
وهم قد نظروا وقعّدوا في كتبهم ما يخالف ما رجعوا إليه!
فيكون عندك أنه لا يحسن بأي أحد أن يتكلم عن مسألة الكسب أو تعريف الإيمان أو .. أو .. في حق متأخري الأشاعرة ويعطي حكماً عامًا من أجل أن أحدهم له عدة أقوال وافق في أحدها أهل السنة!!
أخي الكريم أسأل الله أن ينفع بي وبك، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، و أن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يرزقنا حسن القصد والقول والعمل.(56/255)
ما الفرق ين بين مرجئة الفقهاء والمرجئة
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:57 م]ـ
أيها الأحبة الكرام
ما الفرق بين مرجئة الفقهاء وبين المرجئة كفرقة ضالة خرجت؟
و هل يعذر من يفصل العمل عن القول ويقول إن العمل لا يدخل في مسمى الايمان وإن كان موافق لأهل السنة في باب الاسماء والصفات وفي التوحيد
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:27 م]ـ
شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم للشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله:
حقيقة الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء في مسائل الإيمان
السؤال: ما رأيكم فيمن يقول: إن خلافنا مع مرجئة الفقهاء خلاف حقيقي من وجوه عدة، من جهة مخالفتهم للنصوص الصريحة، وإجماع السلف على أن الأعمال من الإيمان، ومن جهة حكمهم على أهل الكبائر وعدم تكفيرهم لبعض من تلبس بالكفر العملي، ومن جهة ما يثمر عن ذلك من الولاء والبراء، وأن الفاسق والفاجر والمؤمن في الإيمان سواء، فالمحبة لهم سواء، والراجح أنهم فتحوا باباً للفسقة والفجرة أن يفعلوا ما شاءوا، ويقولون: إن إيماننا كامل؟
الجواب: نعم، سبق أن خلافهم ليس خلافاً لفظياً، ولكنه خلاف له آثار تترتب عليه، أما أهل السنة فقد تأدبوا مع النصوص فقالوا: إن العمل داخل في مسمى الإيمان، ومرجئة الفقهاء خالفوا النصوص في اللفظ وإن وافقوها في المعنى، ومنها فتح الباب للفسقة، وفتح الباب للمرجئة. أما حكم أهل الكبائر فمرجئة الفقهاء من أهل السنة يرون أن صاحب الكبيرة يستحق الوعيد، ويقام عليه الحد في الدنيا، إذا كانت الكبيرة عليها حد، أما المرجئة المحضة الجهمية، فهم الذين يرون أن صاحب الكبيرة ليس عليه شيء. وهم يرون أنه مؤمن كامل الإيمان؛ لأن التفاضل بين الناس بالأعمال ليس التفاضل بينهم بالإيمان، فالإيمان عندهم واحد وأهله في أصله سواء. أما عدم تكفيرهم لبعض من تلبس بالكفر العملي، فهم يفصلون في هذا؛ لأنهم يرون أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والكفر إنما يكون بالجحود، والجحود يكون بالقلب، فهم يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الجحود، ودليل على ما في القلب، والصواب أن الأعمال الكفرية هي كفر، فمن سجد للصنم كفر على الصحيح، ومن سب الله أو سب الرسول أو سب دين الإسلام فهذا كفر، وليس هو دليل على الكفر، فهم يقولون: إن هذا دليل على الكفر ودليل على ما في قلبه. والصواب أن الكفر يكون بالجحود، كأن يجحد فرضية الصلاة وفرضية الزكاة أو فرضية الحج، أو ينكر البعث، أو الجنة أو النار، أو يجحد صفة وصف الله بها نفسه، أو خبراً أخبر الله به، بعد قيام الحجة، ويكون أيضاً بالقول كما لو سب الله، أو سب الرسول أو سب دين الإسلام، أو استهزأ بالله، أو بكتابه، أو برسوله أو بدينه، كما قال الله تعالى في الذين استهزءوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالقراء من أصحابة في غزوة تبوك، فأنزل الله فيهم هذه الآية: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة:65 - 66]. فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان، ويكون الكفر في العمل أيضاً، كما لو سجد للصنم، فالسجود للصنم كفر عمل، ويكون الكفر أيضاً بالإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعبد الله. فالكفر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالعمل، ويكون بالرفض والترك والإعراض عن دين الله، أما المرجئة فإنهم يرون أن الكفر لا يكون إلا بالقلب، وأن السجود للصنم أو السب إنما هو دليل على ما في القلب، والصواب أنه كفر مستقل بنفسه، فالسجود للصنم كفر بنفسه، والسب والاستهزاء لله ولكتابه ولرسول دينه كفر بنفسه، وكذلك أيضاً الإعراض عن دين الله، فمن لا يتعلم الدين ولا يعبد الله كفر، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ] [الأحقاف:3]، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) السجدة:22]. كذلك يرى مرجئة الفقهاء أن الناس قسمان: ولي لله، وعدو لله، فالمؤمن سواء كان عاصياً أو مطيعاً فهو ولي لله، والكافر عدو لله، وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام: ولي لله كامل الولاية وهو المؤمن التقي، الذي أدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/256)
الواجبات، وانتهى عن المحرمات، وعدو شر العداوة وهو الكافر، وهناك قسم ثالث، ولي لله من وجه وعدو لله من وجه، وهو المؤمن العاصي، فهو ولي لله في إيمانه وطاعته، وعدو لله في معصيته وفسقه، فيوالى من وجه، ويعادى من وجه، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، أما مرجئة الفقهاء فهم فتحوا باباً للفسقة أن يقولوا: نفعل ما نشاء، وإيماننا كامل لا يتأثر، فهم يرون أن المفاضلة بين الناس في أعمال البر وأن الإيمان ليس فيه تفاضل.
افتراق أهل العلم في الإيمان إلى فرقتين
قال المصنف: [اعلم رحمك الله أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين، فقالت إحداهما: الإيمان بالإخلاص لله بالقلوب، وشهادة الألسنة، وعمل الجوارح، وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بالقلوب والألسنة، فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبر، وليست من الإيمان]. قوله: (اعلم) يعني: انتبه وألق سمعك لهذا الأمر. قوله: (رحمك الله) دعاء، وهذا من نصحه رحمه الله. قوله: (أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر) يعني: في مسمى الإيمان، ما هو مسمى الإيمان؟ قوله: (فرقتين) الفرقة الأول: الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة، قالوا: إن مسمى الإيمان قول باللسان، وقول القلب وعمل القلب، وعمل الجوارح، وقالوا: الإيمان بالإخلاص لله بالقلوب، وشهادة الألسنة، وعمل الجوارح، وهذا هو المذهب الحق الذي دلت عليه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فينطق الإنسان بلسانه، ويشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمداً رسول الله، ويعمل بجوارحه، فيصلي ويصوم ويزكي ويحج ويبر بوالديه ويصل رحمه ويحسن إلى جيرانه، ويحسن إلى الفقراء واليتامى والمساكين والأرامل، ويكف جوارحه عما حرم الله عز وجل، فكل هذه أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان، ولهذا قال المؤلف رحمه الله: (فقالت إحداهما: الإيمان بالإخلاص لله بالقلوب) عمل القلب، (وشهادة الألسنة) يعني: النطق باللسان، الألسنة جمع لسان، (وعمل الجوارح) الجوارح تعمل، واللسان ينطق، والقلب عنده إخلاص، وبر ونية وانقياد، ومحبة وخوف ورجاء من الله عز وجل، كل هذه من أعمال القلوب، والخوف من الله والرجاء، والنية والإخلاص، والمحبة والانقياد مع قول اللسان ومع أعمال الجوارح، كل هذه داخلة في مسمى الإيمان، هذه الفرقة الأولى. قوله: (وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بالقلوب والألسنة) وهذا هو مذهب مرجئة الفقهاء، كأبي حنيفة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000084&spid=215) وأصحابه من أهل الكوفة وهم طائفة من أهل السنة، قالوا: إن الإيمان شيئان: في القلب، وفي اللسان، في القلب التصديق والإقرار، وفي اللسان النطق، أما عمل الجوارح كالصلاة والصوم والزكاة والحج، فليست من الإيمان، ولكنها تقوى وبر، قالوا: نسميها تقوى ونسميها براً، ولا نسميها إيماناً ولو كانت مطلوبة، قالوا: فالإنسان عليه واجبان، واجب الإيمان وواجب العمل، ولا يدخل أحدهما في مسمى الآخر. واختلفوا في أعمال القلوب: هل هي داخلة أو ليست داخلة؟ فمنهم من أدخلها ومنهم من أخرجها من مسمى الإيمان، وأما جمهور أهل السنة فقالوا: الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، أعمال القلوب وأعمال الجوارح، نسميها إيماناً ونسميها تقوى ونسميها براً، هي تقوى وبر وإيمان، أما مرجئة الفقهاء فقالوا: هي تقوى وبر وليست إيماناً، فالبر والتقوى غير الإيمان، الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان، وأما أعمال الجوارح نسميها تقوى ونسميها براً وهي مطلوبة وواجبة، ويثاب فاعلها، ويعاقب تاركها، ويقام الحد على من ارتكب كبيرة، لكن لا نسميها إيماناً، فهي ليست من الإيمان. وإذا نظرنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجدنا أن النصوص أدخلت الأعمال في مسمى الإيمان: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) الأنفال:2 - 4] وفي الحديث: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، والبضع من ثلاثة إلى تسعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/257)
وقد ألف الإمام البيهقي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000234&spid=215) رحمه الله مؤلفاً في هذا سماه شعب الإيمان، تتبع ما ورد في النصوص بتسميته إيمان ووضعه في كتابه، وأوصلها إلى تسع وسبعين شعبة. فالمؤلف رحمه الله يقول: إن أهل العلم والعبادة بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين: جمهور أهل السنة، ومرجئة الفقهاء، كلهم من أهل العلم والدين؛ لأن مرجئة الفقهاء طائفة من أهل السنة، لكنهم خالفوا النصوص في اللفظ وإن كانوا من أهل العلم والدين، إلا أن الفرقة الأولى أسعد منهم بالدليل، وهم الذين وافقوا النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لفظاً ومعنى، وتأدبوا مع النصوص وسموا الأعمال إيماناً، وأما مرجئة الفقهاء فإنهم أخرجوا الأعمال ولم يدخلوها في الإيمان. وهناك فرقة ثالثة، لكنهم ليسوا من أهل العلم والدين، وهم المرجئة المحضة كالجهمية وغيرهم فإنهم قالوا: إن الإيمان مجرد معرفة القلب، ويتزعمهم الجهم بن صفوان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) ويقول: الإيمان معرفة الرب بالقلب، والكفر هو جحد الرب بالقلب، فمن عرف ربه بإيمانه فهو مؤمن عند الجهمية، ومن جهل ربه بقلبه فهو كافر، وعلى هذا ألزم العلماء الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) بأن إبليس مؤمن؛ لأنه عرف ربه بقلبه، (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَالحجر:36]، وكذلك فرعون الذي ادعى الربوبية وقال للناس (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) النازعات:24] مؤمن على مذهب الجهم؟ لأنه يعرف ربه بقلبه، قال الله تعالى عنه وعن ملائه:] وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا النمل:14]، واليهود على مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) مؤمنون؛ لأنهم يعرفون ربهم بقلوبهم ويعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة:146]، و أبو طالب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000507&spid=215) ثبت في صحيح البخاري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000052&spid=215) أنه مات على الشرك، فيكون على مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) مؤمناً؛ لأنه يعلم صدق النبي صلى الله عليه وسلم، قال في قصيدة مشهورة: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا والجهمية ليسوا من أهل العلم والدين، ولهذا ما ذكرهم رحمه الله، ويسمون المرجئة المحضة، فهم يرون أن الأعمال ليست واجبة، وأن الإنسان لو ارتكب جميع الكبائر والمنكرات، وهدم المساجد وقتل الأنبياء والصالحين، وهو يعرف ربه بقلبه يكون مؤمناً! هذا مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) كما بين ذلك العلامة ابن القيم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000007&spid=215) رحمه الله في الكافية الشافية، و الجهم بن صفوان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) ملحد كفره أهل العلم، والجهمية هناك من العلماء من كفرهم بإطلاق، ومنهم من بدعهم، ومنهم من كفر غلاتهم، وقد ذكر العلامة ابن القيم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000007&spid=215) رحمه الله أنه كفرهم خمسمائة عالم، قال: ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان أي خمسمائة والإمام اللالكائي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004128&spid=215) قد حكاه عنهم بل قد حكاه قبله الطبراني ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000511&spid=215) . فالمقصود أن أهل العلم والدين -كما قال المؤلف رحمه الله- افترقوا في مسمى الإيمان إلى فرقتين: فرقة أدخلت أعمال القلوب وأعمال الجوارح في مسمى الإيمان مع تصديق القلب، والإقرار باللسان، وهذا هو مذهب الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة: مالك ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000028&spid=215) و الشافعي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000032&spid=215) و أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000008&spid=215) ، وغيرهم من أهل العلم. والطائفة الثانية: مرجئة الفقهاء وهم أبو حنيفة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000084&spid=215) وأصحابه وأهل الكوفة ومن تبعهم يرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان، وأن الإيمان إنما هو الإقرار باللسان وتصديق القلب، وأما أعمال الجوارح وأعمال القلوب فهي مطلوبة، ويجب على الإنسان أن يؤدي الواجبات ويترك المحرمات إلا أنهم لا يسمونها إيماناً بل يسمونها تقوى وبراً، وأما جمهور أهل السنة فإنهم يسمونها إيماناً ويسمونها تقوى ويسمونها براً، فهي تقوى وإيمان وبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/258)
ـ[محمد أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:52 م]ـ
السلام عليكم
انظر أخي الكريم أدب العلماء مع الإئمه والعلماء الكبار من أهل السنة من مرجئة الفقهاء {الأحناف}
سماهم الشيخ في السطر الثالث في الجواب
قال: فمرجئة الفقهاء من أهل السنة لم يخرجهم من أهل السنة
فالأدب الأدب مع العلماء
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:01 م]ـ
بارك الله فيك الاخت فاطمة لكن عندي ثلاث وقفات مع كلام شيخنا حفظه الله ورعاه اود معرفة مراد الشيخ منها/
1 - فمن سجد للصنم كفر على الصحيح، هل يقصدبقوله على الصحيح ان المسالة مختلف فيها.
2 - فهم يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الجحود، ودليل على ما في القلب. هل المرجئة الفقهاء يسمون الاعمال التي ذكرها الشيخ اعمال كفرية. ام انها في نفسها عندهم ليست كفرية وانما دلت على الكفر.
3 - وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام. قول الشيخ الجمهور هل يفهم من كلامه بوجود المخالف من اهل السنة.
وشكرا بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:19 م]ـ
كذلك/
الشيخ جعل المرجئة الفقهاء من اهل السنة. مع انهم قد خالفوا في اصل من اصول الدين. والامام احمد يقول في اصول السنة بعد ان ساق جملة من السنن قال - * .... ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها.لم يكن من اهلها ..... *
فشيخنا عبد العزيز حفظه الله ورعاه نظر الى من خالف. لا فيما خالف. والله اعلم.
لكن السؤال المطروح هنا - هل المرجئة الفقهاء من اهل السنة -
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك الاخت فاطمة لكن عندي ثلاث وقفات مع كلام شيخنا حفظه الله ورعاه اود معرفة مراد الشيخ منها/
1 - فمن سجد للصنم كفر على الصحيح، هل يقصدبقوله على الصحيح ان المسالة مختلف فيها.
2 - فهم يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الجحود، ودليل على ما في القلب. هل المرجئة الفقهاء يسمون الاعمال التي ذكرها الشيخ اعمال كفرية. ام انها في نفسها عندهم ليست كفرية وانما دلت على الكفر.
3 - وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام. قول الشيخ الجمهور هل يفهم من كلامه بوجود المخالف من اهل السنة.
وشكرا بارك الله فيكم.
1 - أخي الكريم، المرجئة المحضة يرون ان الايمان في القلب ولايضر معه عمل، فهم يرون أن الأعمال ليست واجبة، ولو ارتكب المحرمات فهو مؤمن اذا آمن بقلبه، لذلك فهم لايعدون السجود للصنم كفرا، أما مرجئة الفقهاء فيقولون ان السجود ليس عملا كفريا وانما دليل على الكفر،،لأن الكفر عندهم هو الجحود والجحود يكون بالقلب، فقوله الصحيح أي القول الصحيح في هذه المسألة.
2 - مرجئة الفقهاء يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الكفر وليست كفرا،والإختلاف هنا لفظي لأنهم يرون أن صاحب الكبيرة يستحق الوعيد، ويقام عليه الحد في الدنيا، إذا كانت الكبيرة عليها حد، ويرون ان الاعمال واجبة
3 - لا أعلم. أرجو أن يجيبك الإخوة على هذا السؤال
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:10 م]ـ
قول الشيخ على الصحيح. اشعرني بخلاف في المسالة. والا فالسجود للصنم كفر عملي مخرج من الملة.
لكن اشكل علي قول الشيخ على الصحيح.
اما الثاني فنحن متفقون على هذا لكن الاشكال في - هل يسمي المرجئة الفقهاء العمل بالكفر. يعني يقولون عمل كفري.
والشيخ ذكر ضابطا مهما في عدم اخراج المرجئة الفقهاء من اهل السنة وهو - العلم والديانة - والله اعلم.
شكرا بارك الله في الجميع.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:15 م]ـ
النقطة الثانية في كون الخلاف لفظي تحتاج الى مزيد تامل.
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خير
لكن من يقول إن العمل غير داخل في مسمى الإيمان هل يعتبر من أهل السنة
بحيث يقول لا يضر مع الايمان ذنب؟ (مع العلم أنه في الاسماء والصفات على عقيدة السلف)
وهل هناك فرق بين المصر على المعصية والمصر على ترك الطاعة؟
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
النقطة الثانية في كون الخلاف لفظي تحتاج الى مزيد تامل.
يقول الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه العقيدة الطحاوية عن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة:
(إذاً فتحَصَّلْ من هذه الجهة أنّ الخلاف ليس صورياً من كل جهة؛ بل ثَمَّ جهة فيه تكون لفظية، وثَمَّ جهة فيه تكون معنوية.
والجهات المعنوية والخلاف المعنوي كثيرة متنوّعة، لهذا قد ترى من كلام بعض الأئمة من يقول أنَّ الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة صوري؛ لأنهم يقولون العمل شرط زائد لا يدخل في المسمى، وأهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيكون إذاً الخلاف صوري.
من قال الخلاف صوري فلا يُظَنْ أنَّهُ يقول به في كل صُوَرِ الخلاف، وإنما يقول به من جهة النظر إلى التكفير وإلى ترتب الأحكام على من لم يعمل.
أما من جهة الأمر، من جهة الآيات والأحاديث والاعتقاد بها والإيقان بالامتثال فهذا لابد أن يكون الخلاف حينئذ حقيقياً.)
أخي الكريم، لايقول مرجئة الفقهاء عمل كفري بل يقولون دليل على الكفر، أما قول الشيخ (مرجئة الفقهاء يرون أن الأعمال الكفرية دليل على الكفر) يقصد الأعمال الكفرية التي يراها أهل السنة كذلك،أما مرجئة الفقهاء فلايرونها أعمالا كفرية وانما دليلا على الكفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/259)
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خير
لكن من يقول إن العمل غير داخل في مسمى الإيمان هل يعتبر من أهل السنة
بحيث يقول لا يضر مع الايمان ذنب؟ (مع العلم أنه في الاسماء والصفات على عقيدة السلف)
وهل هناك فرق بين المصر على المعصية والمصر على ترك الطاعة؟
أخي الكريم لو تأملت كلام الشيخ عن المرجئة المحضة:
ويسمون المرجئة المحضة، فهم يرون أن الأعمال ليست واجبة، وأن الإنسان لو ارتكب جميع الكبائر والمنكرات، وهدم المساجد وقتل الأنبياء والصالحين، وهو يعرف ربه بقلبه يكون مؤمناً! هذا مذهب الجهم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) كما بين ذلك العلامة ابن القيم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000007&spid=215) رحمه الله في الكافية الشافية، و الجهم بن صفوان ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1002320&spid=215) ملحد كفره أهل العلم، والجهمية هناك من العلماء من كفرهم بإطلاق، ومنهم من بدعهم، ومنهم من كفر غلاتهم.
ـ[محمد أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[23 - 07 - 09, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
انظر أخي الكريم أدب العلماء مع الإئمه والعلماء الكبار من أهل السنة من مرجئة الفقهاء {الأحناف}
سماهم الشيخ في السطر الثالث في الجواب
قال: فمرجئة الفقهاء من أهل السنة لم يخرجهم من أهل السنة
فالأدب الأدب مع العلماء
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 02:48 ص]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان الاوسط.
- ................................
وانكر حماد بن ابي سليمان ومن اتبعه تفاضل الايمان. ودخول الاعمال فيه والاستثناء فيه.
وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء.
واما ابراهيم النخعي امام اهل الكوفة شيخ حماد بن ابي سليمان وامثاله. ومن قبله من اصحاب ابن مسعود كعلقمة والاسود. فكانوا من اشد الناس مخالفة للمرجئة. وكانوا يستثنون في الايمان. لكن حماد بن ابي سليمان خالف سلفه. واتبعه من اتبعه. ودخل في هذا طوائف من اهل الكوفة ومن بعدهم.
ثم ان السلف والائمة اشتد انكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم. ولم اعلم احدا منهم نطق بكفرهم. بل هم متفقون على انهم لا يكفرون في ذلك.
وقد نص احمد وغيره من الائمة على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. ومن نقل عن احمد او غيره من الائمة تكفيرا لهؤلاء. او جعل هؤلاء من اهل البدع المتنازع في تكفيرهم.فقد غلط غلطا عظيما. والمحفوظ عن احمد وامثاله من الائمة انما هو تكفير الجهمية المشبهة وامثال هؤلاء.ولم يكفر احمد الخوارج ولا القدرية اذا اقروا بالعلم. وانكروا خلق الافعال وعموم المشيئة. لكن حكي عن احمد في تكفيرهم روايتان.
واما المرجئة فلا يختلف قوله في عدم تكفيرهم. مع ان احمد لم يكفر اعيان الجهمية. ولا كل من قال انه جهمي. ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم كفره ...............................
وهؤلاء المعروفون من الفقهاء مثل حماد ابن ابي سليمان. وابي حنيفة وغيرهما من فقهاء الكوفة. كانوا يجعلون قول اللسان. واعتقاد القلب من الايمان. وهو قول ابي محمد بن كلاب وامثاله. ولم يختلف قولهم في ذلك. ولا نقل عنهم انهم قالوا الايمان مجرد تصديق القلب ........... انتهى المقصود.
واهل السنة دائما يقولون - ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه.
وكذلك البدعة ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه.
بل لا يحكم على معين بكفر ولا فسق ولا بدعة حتى تقام الحجة الرسالية عليه.
فان انكرها وخالفها بعد ذلك استحق نزول حكم الشيء الذي وقع فيه.
هذا في عموم الناس. فكيف بافاضل العلماء اهل الصدق والامانة والتقوى والديانة.
والله اعلم وبارك الله فيكم.
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:39 ص]ـ
أكثر ما قرأت خرج به الأخوة عن جواب السؤال، فجوابهم كان عن الفرق بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة، أما السؤال فكان عن الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء، والجواب على اختصار، أن كليهما يجتمعان في إخراج العمل من الإيمان، وأن الإيمان عندهم، قول وتصديق فقط، ولكنهما يفترقان في الأثر المترتب على هذا، وهو ان المرجئة يقولون لا يضر مع الإيمان معصية، ومرجئة الفقهاء يقولون إن صاحب المعصية يعاقب عليها، وتضره معصيته، ولكنها لا تخرجه من الملة، وهذا ما جعل بعضهم يجعل خلافهم مع أهل السنة لفظيا، وهو خطأ كما بين الأخوة.(56/260)
قتل العرب والمسلمين وتدنيس مقدساتهم عقيدة علماء الشيعة وهدفهم
ـ[أبو الأشبال]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود منكم مطالعة هذا البحث بعنوان:
(قتل العرب والمسلمين عقيدة علماء الشيعة الامامية)
على موقع صيد الفوائد وهذا الرابط انشر تؤجر:
http://saaid.net/book/11/4397.doc(56/261)
شيعي يدعو نصرانيًّا ويهوديًّا إلى التشيّع ..... فبماذا أجابوه؟!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:27 م]ـ
تقابل يهودي ونصراني وشيعي على غير موعد في إحدى النوادي الماسونية، وبعد تجاذبهم أطراف الحديث اتفقوا على التكاتف والتعاون للقضاء على عدوهم المشترك (أهل السنة) عند ذلك انتهز الشيعي الفرصة لدعوتهما إلى التشيّع، فالتفت إلى النصراني وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً:
الشيعي: أنتم تزعمون أن المسيح صُلِب ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة, والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك, فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم، في صورة مقززة منفرة, تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه, فما الفرق بيننا؟.
الشيعي: لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة.
النصراني: وكذلك فعلتم مع الحسين، فغلوتم فيه وفي ألائمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً, وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وأنهم يعلمون متى يموتون, وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم!!.
الشيعي: على كل حال، أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبد المسيح فان المسيح عبد من عباد الله.
النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن علي قال: أنا وجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر, وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله؟
الشيعي: ولكنكم ترجون من المسيح مالا ترجون من الله، فتدعونه وتستغيثون به من دون الله, وتعظمون قبور القديسين والرهبان.
النصراني: وأنتم تدعون غير الله فتقولون يا علي!! ... يا حسين!! ولا أدري متى تدعون ربكم؟! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتنذرون لهم بإلقاء الأموال الطائلة عند قبورهم, بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم, وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء!!.
الشيعي: أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه.
النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السموات وفى الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن, فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم.
الشيعي: لكن الأمر وصل بكم أن قلتم: إن مجرّد حب المسيح والإيمان به كاف للنجاة والخلاص.
النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محباً لآل البيت, وتقولون: إن حب آل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها, وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة!!.
الشيعي: (مغضباً) كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان والتحريف.
النصراني: وأنتم معشر الشيعة زعمتم أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه, ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب, فالناس – في نظركم – ضائعون بدون كتاب منذ أكثر من 1400سنة!!
الشيعي: المهم، هل ستصبح مسلماً موالياً وتتشيّع؟
النصراني: أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير والعالم والمتعلم من أبناء جلدتي!! ... لأني لا أرى جديدا عندكم, فعندكم من التناقضات أكثر مما عندنا, فهل هناك فِرَقٌ أخرى سواكم؟.
الشيعي: نعم هناك فرقة ضالة مضلة خرجت من الإسلام وهم النواصب (أهل السنة) وأنا أحذرك منهم.
النصراني: وماذا يدعون ويعتقدون؟
الشيعي: يدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة، ويصفون الله بكل ما وصف به نفسه، وأنه ليس كمثله شيء، ويعتقدون أن الرسول نجح في دعوته ولذلك أصحابه على دينه، فلم يحرفوا ولم يبدلوا ولم يرتدوا، وأنه لم يمت حتى أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أياً كان أصحابها و ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/262)
النصراني: أحسنت!! فهذا هو الدين الصحيح الذي كنت أبحث عنه، فهو الدين الذي أجبر الناس على الدخول فيه أفواجاً لسماحته وموافقته لفطرهم!!
وبعد أن فقد الشيعي الأمل في تشيع النصراني, التفت إلى اليهودي,
ودار بينهما الحوار التالي:
الشيعي: أنتم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.
اليهودي: وأنتم تقولون: لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذب!
الشيعي: لكنكم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء, ووصفتم الله بالجهل وبالتعب.
اليهودي: وأنتم تنسبون البداء إلى الله, فتدعون أنه يقضي أمراً ثم يبدو له فيغيره، فما الفرق بيننا؟!
الشيعي: أنتم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة.
اليهودي: وأنتم كذلك تقول إن جبريل خائن وأنه أخطأ فنزل على محمد بالوحي وكان عليه أن يتنزل على علي ولهذا تقولون: (خان الأمين وصدها عن حيدره) وتقولون أيضاً (تاه الأمين) و (خان الأمين).
الشيعي: أنتم تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً.
اليهودي: وأنتم تقدحون في عرض نبيكم وتنسبون الفاحشة لعائشة وتقولون إنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة.
الشيعي: أنتم تحتقرون الناس بقولكم: إن السرقة من غير اليهودي لا تعد سرقة, وأن الزنا بغير اليهود لا عقاب عليه, وإن باقي الشعوب كالأنعام مسخرة لكم.
اليهودي: وأنتم تقولون إن الناصبي (أي السني) حلال الدم وكل شيء يملكه حلال, وتقولون إن الناس كلهم أولاد زنا أو أولاد بغايا ما خلا شيعتكم.
الشيعي: المهم ... هل ستدخل في ديننا؟
اليهودي: ههههه ... دينكم هذا من صنعنا معاشر اليهود, فهل نسيت أن عبدالله بن سبأ منا وقد تظاهر بالإسلام ليكيد بكم, فهو أول من قال بإمامة علي وأنه وصيّ النبي وأظهر الطعن في أبي بكر وعمر حتى أصبحتم تتقربون إلى الله بلعنهم وسبهم، فكيف تريدني أن أدين بدينٍ أعلم فساده وبطلانه؟!.
-------------------------
محمد غريب الشويعر - 2009 - 05 - 20
------------------------
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 07:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
فعلا افضل طريقة لدعوة هؤلاء ليست باظهار محاسن مذهب اهل السنة لهم
بل ببيان لوازم مذهبهم وغايات عقائدهم التي توصل المتبع لها الى متاهه لا يعلم مداها الا الله
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[23 - 07 - 09, 07:21 م]ـ
أحسنت أخي على هذا العرض، وأحسن من كتبه، بارك الله فيكم جميعا وسددكم ..
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:35 م]ـ
(ضحكة كبيرة)
أضحك الله سنك أخي الكريم ..
نقل موفق وموفق وموفق ..
جزاك الله خيرًا ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:50 م]ـ
شكرا لك ايها البيروتى
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:53 م]ـ
هو عرض طيب للمذاهب الباطلة على اختلاف أنواعها لولا هذه الكلمة:
"تقابل ............... الخ "
فهذا يوهم بأنه حدث فعلاً، و ليس الأمر كذلك!!!
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 06:23 ص]ـ
لعله من ضرب الأمثال .. والباب واسع إن شاء الله.
جزاك الله خيرا .. أنعم بهما من مطروح وطارح
إلا أنك لو استعضت عن لفظة " الشيعي " ب" الرافضي " كان أولى وأحلى.
لأن من كانت هذه عقيدته فهو رافضي طرق مطارق الكفر
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:17 ص]ـ
مقال جميل جدا بورك فيك أخانا الفاضل وزادك الله من فضله
ـ[الشاطري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 09:59 ص]ـ
أسلوب جميل في المناظرة والجدل
الشكر لك أخي الكريم وللأستاذ الشويعر
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:02 ص]ـ
بارك الله فيك أبومعاوية ... نقلته للفائدة ..
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:06 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك
وأدعو إخواني إلى نشرها سواء بطبعها وتعليقها في المساجد أو على هيئة مطويات ونشرها بين الناس
ـ[أبو وئام]ــــــــ[08 - 08 - 09, 04:43 م]ـ
كلام مفيد ومختصر، وفيه باقتضاب شديد الكثير الكثير من المسائل,
بارك الله فيكم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[11 - 08 - 09, 12:42 م]ـ
ننتظر الصوفي الذي يدعو الشيعي إلى الله!!
و لكن لي رأي قاصر ..
لو ذكرتم مصدر حجة اليهودي على الرافضي ..
مثلاً:
اليهودي: وأنتم تقولون: لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذب (المصدر الكتاب الفلاني الصفحه الفلانيه)
لأن من السهل أن ينكر الروافض هذا الكلام ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 07:24 م]ـ
جزاك الله خير ...
محاورة جيدة ... تدل على التشابه بين عقيدة الروافض وعقيدة اليهود والنصارى ... فسبحان الله
أما آن للروافض واليهود والنصارى وكل مخالف لأهل السنة العودة إلى عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من كتاب الله عز وجل وما صح من سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ـ[بو خليفة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 12:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي
محاورة اظهرت فساد عقيدة الثلاثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/263)
ـ[سامر المصري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:02 م]ـ
لا دين لمن لا تقية له فتسعة أعشار دينكم في الكذبأي والله،
والمصيبة أنهم اتلموا على المتصوفين والأشاعرة في مصر وبدأوا التكالب على أهل السنة باستخدام التقية، وأصبحت تكثر تعليقات مصرية على الإنترنت أن الشيعة "إخوتنا" في الإسلام. ارحمنا يا رب واستر على أرض الكنانة.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[18 - 08 - 09, 11:15 م]ـ
الأخ يوسف القرون حفظك الله
رأيك أسمه راشد
ـ[بوحمد الحمد]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:50 م]ـ
جزاكم الله كل الخير
وبارك الله فيكم ..
دمت بكل خير .. بتوفيق
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الكريم .. حوار رائع حقاً
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 03:26 ص]ـ
حقا شر البرية ما يضحكُ
سلمت يمناك أخي و هدى الله الجميع إلى دين الحق
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 12:26 ص]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:19 ص]ـ
ماشاء الله مقال جميل الله يحفظك من كل سوء
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 06:04 م]ـ
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ومن أهل السنة , الحمد لصاحب الفضل والمنة
ـ[سنا]ــــــــ[10 - 09 - 10, 12:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا(56/264)
هل الأشاعرة مخالفون لأهل السنة في الميزان والحوض والصراط
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 07 - 09, 10:18 ص]ـ
هل الأشاعرة مخالفون لأهل السنة في الميزان والحوض والصراط؟ أريد التوضيح في تلك المسائل
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 09, 11:59 ص]ـ
ليسوا بمخالفين أخي الكريم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 07 - 09, 12:34 م]ـ
أريد التوضيح في ذلك وهل هم موافقون لأهل السنة في اعتقادهم الميزان والحوض والصراط كما قرر ذلك أهل السنة من الصفات الواردة في القرآن والسنة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:32 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[27 - 07 - 09, 10:50 ص]ـ
لا يخالفون في إثباتها ولكنهم يضعونها تحت باب ابتدعوه يسمونه السمعيات وتعريفهم له (ما دل عليه السمع دون أن يخالف العقل)
وهو تقسيم مبتدع لأن ما يخالف عقولهم الفاسدة يرد أو يؤول أو يفوض وما لا يخالف يثبت لأن العقل لا يخالفه زعموا
فتقسيمهم قضايا الاعتقاد إلى سمعيات وعقليات مبتدع لأنهم يبنون عليه أحكام وهو تقسيم لا يدل عليه الشرع فوجب عدم بناء أحكام عليه(56/265)
ضابط التشبه بالكفار، وحكم لُبس البنطال والكرفتة (سليمان الرحيلي)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 07 - 09, 10:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
ما هو الضابط في التشبه بالكفار؟
فأجاب:
الضابط للتشبه بالكفار (أن يفعل الإنسان فعلًا لا يفعله إلا الكفار لا بمقتضى الإنسانية)، انتبهوا لهذه الضوابط، (لا يفعله إلا الكفار) فيُخرج ما يفعله الكفار وغيرهم، فإذا كان هذا الفعل يفعله الكفار وغيرهم؛ فإنه لا يكون تشبهًا، ومن ذلك - فيما يظهر لي أنا والله أعلم - لبس السروايل أو ما يسمى في هذه الأيام بالبناطيل للرجال - إذا لم يكن البنطال ضيقًا ولا شفافًا - فإن لبسه ليس تشبهًا، لأن هذا لا يختص به الكفار، بل يلبسه الكفار وغير الكفار من القديم، وكان يسمى قديما عند العرب بالسراويل.
وأقول: (مالا يفعله إلا الكفار بغير مقتضى الإنسانية) فإذا كان يفعلونه بمقتضى الإنسانية فإنه لا بأس أن نأخذه عنهم، مثلًا: السيارات، السيارات اختُرعت عند الكفار، ويركبون السيارات بمقتضى حاجة الإنسان إلى ركوبها، فنأخذ عنهم السيارات، ونركب السيارات، هذا بمقتضى الإنسانية، هذا ليس من باب التشبه، لكن إذا كان الفعل لا يفعله إلا الكفار، ويفعلونه بغير مقتضى الإنسانية، مثل بعض الألبسة الخاصة بهم، يمثِّل العلماء بطاقية اليهود مثلا، أو في الألبسة - أنا فيما يظهر لي والله أعلم - أن ما يسمى بالكرفتة من هذا الباب، من الألبسة الخاصة بالكفار التي يفعلها الكفار، بل قرأت في بعض الكتب التي تؤرخ لهم أن هذه الكرفتة إنما هي مكان الصليب، حيث كانوا يضعون في رقابهم صليبًا كبيرًا من خشب أو نحوه، فلما تمدنوا وثقل عليهم ذلك وضعوا ما يسمى بالفوونكا أو نحوها التي تكون لها وردة طويلة ثم حبل من أسفل، ثم طوروه إلى ما سموه بالكرفتة، ويشترطون أن يكون لها عُقَد جانبية وحبل في الوسط يقوم هذا مقام الصليب عندهم،
فأنا - يظهر لي والله أعلم - أنه لا يجوز للمسلمين أن يلبسوها. أ. هـ
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 48 بعد تحميل هذا الجزء من شرح ثلاثة الأصول
http://www.archive.org/download/shar...-3-osoul_16.rm (http://www.archive.org/download/sharh_al-osool_ath-thalaathah/sharh-3-osoul_16.rm)
والشيخ سليمان - حفظه الله - أصولي مدقق بارع، وفقيه محقق ماتع، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية(56/266)
سؤال عن الايمان عند الجهمية وعند الاشاعرة
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[25 - 07 - 09, 09:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
قرات في بحث لاحد طلاب العلم البارزين عن مسالة الايمان واختلاف الفرق فيها.
ذكر في اول بحثه كلام المرجئة في الايمان وذكر انهم اتفقوا كلهم على ان الايمان شيء واحد لا يتجزا ولا يقبل الزيادة ولا النقصان واتفقوا كذلك على عدم دخول الاعمال في الايمان.
ثم قال انهم بعد هذا افترقوا الى ثلاث طوائف.
1 - الجهمية/ ذهبوا الى ان الايمان هو المعرفة. وبنحو قول الجهمية قال الصالحي حيث ذهب الى ان الايمان مجرد تصديق القلب ومعرفته. وقال ان هذا القول هو المشهور عن الاشعري واصحابه.
ثم ذكر قول.
2 - الكرامية.
3 - ثم مرجئة الفقهاء.
وعزا هذا الى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.
الاشكال/
في ادخاله قول الجهمية والصالحي والاشعري تحت قول واحد.
فهل تعريف الجهمية للايمان هو عين تعريف الاشعري والصالحي.
بمعنى هل هناك فرق بين من يذهب الى ان الايمان هو التصديق وبين من يقول انه المعرفة.
ام ليس هناك فرق.وبارك الله فيكم.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 07 - 09, 11:17 م]ـ
ليس هناك فرق بين الجهمية والأشاعرة في تعريف الإيمان؛ لإن كليهما يعرفانه بأنه مجرد التصديق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - بأنه يعسر التفريق بينه وبين مذهب الجهمية.
يقول العلامة سفر الحوالي حفظه الله: " الأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي، واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عند تصديق القلب أم لا بد منه، قال صاحب الجوهرية:
وفسر الإيمان بالتصديق ... والنطق فيها لخلف بالتحقيق
وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي. فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه، وهو من شابهه على مذهبهم من أهل الجنة!!
هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان.
ولهذا أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر انهم على مذهب جهم بعينه ". أهـ
وسبق بيان شيء من ذلك في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3177(56/267)
موقف الحاكم النيسابوري من الأسماء والصفات
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 12:47 م]ـ
موقف الحاكم النيسابوري من الأسماء والصفات
وهو فصل من كتابي " الجامع لترجمة أبي عبد الله الحاكم " (طبعته دار البشائر الإسلامية / بيروت)
الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمّد, وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وبعد, فهذا بحث في موقف الحاكم النيسابوري من الأسماء والصفات, استخرجته من كتابي "الجامع لترجمة أبي عبدالله الحاكم"/الفصل السابع/عقيدة الحاكم السلفيّة, فقد عدّ تاج الدين السبكيُّ الحاكم أشعريّاً في طبقات الشافعية الكبرى (4/ 162) , وذكر أنّ مشايخه الذين كانت له بهم خصوصية من المتصلّبة في عقيدة الأشعري, كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي, وأبي بكر بن فورك, وأبي سهل الصعلوكي, وذكر أن ابن عساكر أثبته في عداد الأشعريين في كتابه "تبيين كذب المفتري".
فأقول, وبالله العلي أستعين:
1 - إن ابن عساكر ذكر الحاكم في كتابه من الأشعريين من غير أن يأتي بدليل من كلام الحاكم أو غيره يشهد له بالأشعرية.
2 - إن السبكي لا يقبل قوله, لأنه – كما قيل – لو استطاع لعدّ الشافعي أشعرياّ, والمضحك أنه نقل في ترجمته لابن خزيمة في طبقاته (2/ 135/ط. دار المعرفة) تأويله لحديث الصورة, ثم قال أن تأويل ابن خزيمة "شاهد صحيح لا يرتاب فيه من أن الرجل بريءعما ينسب إليه المشبهة [1] وتفتريه عليه الملحدة, وبراءة الرجل منهم ظاهرة في كتبه وكلامه (!!) ولكن القوم يخبطون عشواء ويمارون سفها". وتغاضى السبكي النظر عن أن تأويل ابن خزيمة لحديث الصورة [2] ذكره في "كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل التي وصف بها نفسه" الذي ملأه من أوله إلى آخره بإثبات الصفات لله عز وجل, كصفة الوجه والعينين واليدين والاستواء والكلام والضحك والنزول وغيرها من الصفات. فلماذا أعرضت يا سبكي عن كتاب الرجل بأكمله وتعلقت بهذه المسألة الواحدة, فنقول لك: "إن كلام ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" شاهد صحيح لا يرتاب فيه من أنه سلفي العقيدة, بريء عما نسبته إليه من الأشعرية".
3 - ذكر السبكي "أن مشايخ الحاكم الذين كانت له بهم خصوصية من المتصلبة في عقيدة الأشعري, كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي ... "اهـ.
قال عبد الغافرالفارسي: "اختص الحاكم بصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي, فكان في الخواص عنده والمرموقين" [3].
وترجم الحاكم للصبغي أول ترجمة في طبقة شيوخه من "تاريخ نيسابور", وذكر أنه توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة, أي أن سن الحاكم وقتها كان إحدى وعشرين, فهو شيخه الذي تأسس عليه منذ بداية طلبه للعلم, فهل عقيدة شيخه أشعرية كما "زعم" السبكي؟
قال البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" (ص 531): قال أبوعبدالله الحافظ [4]: قال الشيخ أبو بكر أحمدبن إسحاق بن أيوب الفقيه: "قد تضع العرب (في) بموضع (على) , قال الله عز وحل: {فسيحوا في الأرض} وقال: {لأصلبنكم في جذوع النخل} ومعناه على الأرض وعلى النخل, فكذلك قوله {في السماء} , أي: على العرش فوق السماء, كما صحت الأخبار عن النبي صلّى الله عليه و سلم"اهـ.
وفي بيان الصّبغي لعقيدته الذي عرضه على ابن خزيمة [5] قال: "وأنه ينزل تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: "هل من داع فأجيبه". فمن زعم أن علمه تنزّل أو أمره, ضلّ, ويكلّم عباده بلا كيف. {الرحمن على العرش استوى} لا كما قالت الجهمية: إنه على الملك احتوى, ولا استولى, وأنّ الله يخاطب عباده عودا وبدءاً, ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه, ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع".اهـ.
4 - قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص139) – عند كلامه على الإمام ابن خزيمة –: "وأنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره أبوالعبّاس بن سريج ما يستدل به على كثير من علومه, ... سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه, يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه, وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته, وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين, إذ "المسلم لا يرث الكافر" كما قال صلى الله عليه وسلم".اهـ.
الله أكبر! يعد الحاكم هذا الكلام من "دقيق كلامه" و "ما يستدل به على كثير من علومه" من أنه "من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه, يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه", فلو كان الحاكم كما "زعم" السبكي أشعريا لما أثنى على كلام ابن خزيمة, لأن الأشاعرة ينكرون بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته, ولعد الحاكم هذا الكلام من الضلال المبين بدلا من الثناء على قائله. ولكنه أثنى على قائله, لأنه يوافق عقيدته السلفية, عقيدة السلف الصالح أصحاب الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3/ 359) عن الحاكم أن عقيدته وعقيدة ابن قتيبة الدينوري "فيما يتعلق بالصفات واحد". أما عقيدة ابن قتيبة, فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 298 ـ 299): "ما رأيت لابي محمد (ابن قتيبة) في كتاب "مشكل الحديث" ما يخالف طريقة المثبتة والحنابلة, ومن أن أخبار الصفات تمر ولا تتأوّل".
___
[1] يقصد السبكي ب"المشبهة" أهل الحديث السلفيين كعادته, وأحيانا يسميهم "الحشوية".
[2] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 375 - 376): تأوّل ابن خزيمة حديث الصورة, فليعذر من تأول بعض الصفات. وأما السلف فما خاضوا في التأويل.
[3] السياق لتاريخ نيسابور (المنتخب/ص 16).
[4] هو الحاكم, ويقصده البيهقي عند إطلاقه لفظ (أبي عبدالله الحافظ) , وقد فعل هذا البيهقي آلاف المرات في كتبه.
[5] نقله الذهبي – عن الحاكم في "تاريخ نيسابور" – في سير أعلام النبلاء (14/ 381).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/268)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:45 ص]ـ
.....
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:28 ص]ـ
قال ابن المبرد الحنبلي في جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص184: " ثم ذكر - أي ابن عساكر - أبا عبد الله الحاكم بن البيع، وقد كذب وافترى على هذا - أي في عده من أعيان مشاهير أصحاب الأشعري - و ساق له ترجمة طويلة، وهو كذلك وفوق ذلك ".
قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص139) – عند كلامه على الإمام ابن خزيمة –: "وأنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره أبوالعبّاس بن سريج ما يستدل به على كثير من علومه, ... سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه, يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه, وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته, وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين, إذ "المسلم لا يرث الكافر" كما قال صلى الله عليه وسلم".اهـ.
قلت: كيف يقبل ذو لب بعد هذا أن يكون الحاكم على منهج أولئك المعطلة، سيما إذا علمت أن ابن خزيمة كافر عند إمام متأخريهم الفخر الرازي - كما نقله السقا في تحقيق أساس التقديس وهو رد على كتاب التوحيد لابن خزيمة - ويسمي كتابه: " كتاب الشرك " كما نقله الكوثري في تعليقه على نونية ابن القيم؟!.
فإما أن يكون الحاكم على الحق أو يكون الرازي على الحق، أما أن يكون كلاهما على الحق، فهو فاسد في بدائه العقول.
إثبات ضدين معا في حال = أقبح ما يأتي من المُحال
وعبارة ابن خزيمة هذه لم تعجب أيضاً بعض شيوخ الأشعرية المعاصرين - وهو سعيد حوى رحمه الله - ولا يحضرني موضع كلامه الآن.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 07:53 ص]ـ
قال ابن المبرد الحنبلي في جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ص184: " ثم ذكر - أي ابن عساكر - أبا عبد الله الحاكم بن البيع، وقد كذب وافترى على هذا - أي في عده من أعيان مشاهير أصحاب الأشعري - و ساق له ترجمة طويلة، وهو كذلك وفوق ذلك ".
جزاك الله خيراً،
هل طُبِعَ كتاب " جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر "؟ وإن لا، فأين أجده على الشبكة؟
ـ[محمود المصري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 08:15 ص]ـ
نفع الله بك أخي أبو معاوية
وهذا كتاب "جمع الجيوش والدساكر" للتحميل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165225
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:48 م]ـ
أظن أن أبو معاوية اقتبس هذا الكلام من مقدمة تحقيق تاريخ نيسابور
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 09:27 ص]ـ
نعم!
بحثي هذا أودعته أيضا في مقدمة تحقيقي لكتاب " تاريخ نيسابور " الذي جمعته وطبعته في دار البشائر الإسلامية / بيروت.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 12:57 ص]ـ
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 298 ـ 299): "ما رأيت لابي محمد (ابن قتيبة) في كتاب "مشكل الحديث" ما يخالف طريقة المثبتة والحنابلة, ومن أن أخبار الصفات تمر ولا تتأوّل".
أخي الفاضل: أبو معاوية , شكر الله جهدك , ونفع بك.
ولكن لي تعليق موجز , نقلت في الأعلى كلام الحافظ الذهبي , لبيان معتقد ابن قتيبة , لتساوي به - وفق كلام الحافظ ابن حجر - بين عقيدة الحاكم , وابن قتيبة في مسألة الصفات.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3/ 359) عن الحاكم أن عقيدته وعقيدة ابن قتيبة الدينوري "فيما يتعلق بالصفات واحد".
وهذا خلط فاحش , فإن الحافظ الذهبي قد ذكر قبيل الكلام الذي نقلته من السير:
(عهدي بالحاكم يميل إلى الكرامية , ثم ما رأيت لأبي محمد - ابن قتيبة - مايخالف طريقة المثبتة والحنابلة .. ).
و كل هذا تفسير لكلام الحافظ السلفي حينما إعترض على كلام الحاكم في ابن قتيبة , قال أبو طاهر السلفي: (ابن قتيبة من الثقات , و أهل السنة , لكن الحاكم قصده لاجل المذهب) [السير (13/ 298 ـ 299)].
ففسر الحافظ الذهي قوله (لأجل المذهب) بأن الحاكم يميل إلى مذهب الكرامية في الصفات , و ابن قتيبة على مذهب الحنابلة والمثبتة.
وفسرها الحافظ ابن حجر بالنصب كما في لسان الميزان 3/ 359
فلا يصح أن تخلط بين كلام ابن حجر و الذهبي , ولا تتناول وصف الذهبي له بالميل لمذهب الكرامية مع أنه من صلب بحثك!
وفقك الله و متع بك.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 07:53 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا بكر
بحثي هذا هو فصل من كتابي، كان أحد الإخوة قد صفه لي قديما كملف على (فلوبي)، وأنزلت ملفه كما هو،
وليتك تملك إحدى كتابي " ترجمة الحاكم " أو "تاريخ نيسابور "
لقرأت في أول صفحة تلي بحثي عن موقف الحاكم من الأسماء والصفات - وهو الفصل السابع -،
أني بدأت بالفصل الثامن وهو الانتقادات التي وجهت إلى الحاكم،
وأولها اتهام الذهبي له بالميل إلى الكرامية،
ورجحت في بحثي أن ميل الحاكم إلى الكرامية وتأثره بهم لم يكن من جهة عقيدتهم الضالة
وإنما كان من جهة عبادتهم وأخلاقهم ووعظهم وزهدهم في الدنيا،
وكتابي طبعته منذ ثلاث سنوات، وقدر الله ليس عندي نسخة منه على CD
فإن تيسر نسخة منه سأنزل بحثي عن اتهام الذهبي للحاكم إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/269)
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[17 - 08 - 09, 12:57 م]ـ
اخواني المشايخ من كان عنده شيء عن مذهب الهررية وافكارهم و الرد عليها لاني لااملك الا القليل من افكارهم المنحرفة كا نفي الصفات و غيرها لاني بحاجه لجمع افكارهم و طرق الرد عليها لانهم ينشطون في بلدنا في هذه الايام
الغوث .............. يا اهل السلف ............
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:05 ص]ـ
ذكر ابن تيمية ان الحاكم كان على مذهب ابن خزيمة في نزاعه المشهور مع تلامذته
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 07:36 م]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيرا .. أول مرة أعلم عن عقيدة الحاكم رحمه الله وذلك في الصفات
واستغرب كيف يوثق في كلام السبكي هذا وهو يروي الخرافات عن أبيه و له طوام أخرى. مثلا
يقول التاج السبكي الابن عن السبكي الاب انه يتلو القران جهرا حتى في الحمام!!! و يكتب رسالة في ورقة ويعلقها على خشبة السطح ويضعها حتى يجيبه الله عليها!!!!
مذكور في طبقات السبكي
المجلد العاشر نسخة محققة
صفحات 205و 215
مجلد سادس أو ثالث؟ نسخة غير محققة
172و 177
ذكره عبد الرحمن دمشقية في محاضرة بعنوان: الاحباش و الوهابية - الجزء الرابع
الدقيقة 22
رابط المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=5231 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=86149&scholar_id=18&series_id=5231)
ـ[أبو شذا محمود النحال البيهقي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
شيخنا الفاضل البيروتي حفظه الله تعالى من كل مكروه وسواء أريد منك أن ترفع لنا مخطوطة تلخيص تاريخ نيسابور للحليفة النيسابوري التي اعتمدت عليها في فصل شيوخ الحاكم الذي طبع لدى البشائر.
علما أن المخطوط على الشبكة لكن بصورة سيئة جدا وينقص فصل شيوخ الحاكم، ولكوني أقوم بعمل مشيخة للحاكم رحمه الله تعالى أود الحصول على نسخة منه، أعني المخطوط.
الرجاء التكرم بتلبية طلبي.
موفق بإذن ربي
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
شيخنا الفاضل البيروتي حفظه الله تعالى من كل مكروه وسواء أريد منك أن ترفع لنا مخطوطة تلخيص تاريخ نيسابور للحليفة النيسابوري التي اعتمدت عليها في فصل شيوخ الحاكم الذي طبع لدى البشائر.
علما أن المخطوط على الشبكة لكن بصورة سيئة جدا وينقص فصل شيوخ الحاكم، ولكوني أقوم بعمل مشيخة للحاكم رحمه الله تعالى أود الحصول على نسخة منه، أعني المخطوط.
الرجاء التكرم بتلبية طلبي.
موفق بإذن ربي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أخي محمود،
بارك الله فيك وأعانك على إتمام مشروعك الذي تنجزه،
مخطوطة " تلخيص نيسابور " صوّرتها قديماً عن كتاب إنكليزي موجود في مكتبة " الجامعة الأميركية في بيروت " أثناء جردي لكتب التاريخ فيها،
واستعملت المخطوطة المصوّرة كمسودّة لكتابي،
فإن عثرت على نسخة أخرى نظيفة من المخطوطة سأرسلها لك متى تيسّر إن شاء الله،
فراسلني بعنوانك البريدي،
والله المستعان.
ـ[أبومهدي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 09:26 ص]ـ
نعم!
بحثي هذا أودعته أيضا في مقدمة تحقيقي لكتاب " تاريخ نيسابور " الذي جمعته وطبعته في دار البشائر الإسلامية / بيروت.
كنت أظن أن "تاريخ نيسابور" في عداد الكتب المفقودة، فهل قمت بتحقيق الكتاب نفسه أم المختصر المعروف؟؟ وأين أجد "تاريخ نيسابور" على الشبكة إن كان غير مفقود؟؟(56/270)
حكم قول: بقي على رمضان كذا
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:21 م]ـ
انتشر كثيرا في هذه الآونة الأخيرة قول بعض الإخوة: بقي على رمضان كذا يوم
والذي أراه أن هذا تأثر بالشيعة الذي يثبتون الشهر بالفلكي
والأولى التردد في الرقم كأن يقال بقي: 28 أو 27 يوما إن شاء الله
والله تعالى أعلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 02:49 م]ـ
لعلك تبين زيادة فإني لم أر في الأمر شيئا
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 03:48 م]ـ
لعلك تبين زيادة فإني لم أر في الأمر شيئا
أخي الكريم لم أفهم كلام
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:17 م]ـ
مبنى رأي على أمور ثلاثة:
1 - أن من مقاصد الشريعة المبالغة في مخالفة أهل الأهواء والكفر.
2 - الشيعة يبالغون في مخالفتنا فعلى سبيل المثال - وفي أمور ليست أصولا-التسمية تسمعهم يقولون بسمك اللهم بدلا من بسم الله، والله العالم بدلا من الله أعلم تميزا عن جمهور المسلمين
3 - تحديد اليوم-حتى مع الاستثناء- فيه إشعار باعتماد الحساب الفلكي وإلا فلماذا اختار هذه الرقم مع احتمال غيره، مثال: لو بقي فلكيا 20 يوما مع تمام شعبان ترى الإخوة يقولون: "بقي 20 يوما على رمضان إن شاء الله"
هذا بالرغم من أنه يمنكن أن يكون 19 يوما مع نقصان شعبان فلا ترى أحدا يقول "بقي 19 يوما إن شاء الله" فتدبر
هذا والله أعلم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 02:12 م]ـ
أليس ثمة مناقش يا إخوان بالحجة والبرهان
العلم يزكو بالمذاكرة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 02:34 م]ـ
أخي أبو صهيب ـ حفظه الله ـ:
الكلام عادة يخرج مخرج الغالب، والغالب في الشهر ثلاثون يوماً، وقد يكون تسعة وعشرين يوماً.
فمن قال: بقي على رمضان كذا يوماً فهو يقول على الغالب والأصل، وهو أن الأصل والغالب فيه ثلاثون يوماً.
فلا ضير إن شاء الله.
ـ[اسماعيل الراوي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 02:58 م]ـ
أخي أبو صهيب ـ حفظه الله ـ:
الكلام عادة يخرج مخرج الغالب، والغالب في الشهر ثلاثون يوماً، وقد يكون تسعة وعشرين يوماً.
فمن قال: بقي على رمضان كذا يوماً فهو يقول على الغالب والأصل، وهو أن الأصل والغالب فيه ثلاثون يوماً.
فلا ضير إن شاء الله.
نعم كلام طيب فهذا يخرج مخرج الغالب
وما علاقة ذلك بالشيعة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 03:08 م]ـ
الشيعة ـ أخي الكريم أبو صهيب ـ شر كلهم.
فمادام قولنا فيه نوع من الصحة، فالحمد لله رب العالمين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[04 - 08 - 09, 03:13 م]ـ
ثم إن التحديد الفلكي ليس منكرا من القول و زورا بهذا الإطلاق، بل هو قول فقهاء معاصرين وسابقين محترمين ولا دخل لذلك بالشيعة خصوصا، وسواء قيل بأرجحيته أو مرجوحيته ـ في الإثبات والنفي أو في النفي ـ فإنه لا يصح جعله مناطا لحكم آخر، إذ أن في ذلك خللا لا يخفي، وسبق عرض ذلك ومناقشته في الملتقى غير مرة.
ـ[عائشة السلفية]ــــــــ[05 - 09 - 09, 10:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على التنبيه
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 08:26 م]ـ
فائدة:
جرت عادة الكتاب أن يؤرخوا بالماضي من الليالي أو الأيام فرارا من المجهول الى المتحقق، فيقولون:قد خلت ثلاث ليال أو مضت ثلاث ليال، أو لثلاث خلون ومضين ولأربع خلون ولعشرة خلون ومضين فإن زادت الايام على العشرة كتبوا: لإحدى عشرة ليلة خلت أو مضت ولسبع وعشرين ليلة خلت و مضت.
قيل عنه مذهب الفقهاء، ومن الكتاب من يؤرخ بالباقي ولهم فيه طريقتان:
الاولى: أن يجزم بالتاريخ بالباقي فيكتب لما بعد النصف الاول من الشهر: لأربع عشرة ليلة بقيت ثم لثلاث عشرة ليلة بقيت وهكذا
الثانية: أن يكتبه على التردد فيعلقه بقوله:لأربع عشرة ليلة إن بقيت.
وبالطريقة الاولى تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن ليلة القدر (التمسوها في العشر الاواخر من رمضان، في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى ... )
والله أعلم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:05 م]ـ
فائدة:
جرت عادة الكتاب أن يؤرخوا بالماضي من الليالي أو الأيام فرارا من المجهول الى المتحقق، فيقولون:قد خلت ثلاث ليال أو مضت ثلاث ليال، أو لثلاث خلون ومضين ولأربع خلون ولعشرة خلون ومضين فإن زادت الايام على العشرة كتبوا: لإحدى عشرة ليلة خلت أو مضت ولسبع وعشرين ليلة خلت و مضت.
قيل عنه مذهب الفقهاء، ومن الكتاب من يؤرخ بالباقي ولهم فيه طريقتان:
الاولى: أن يجزم بالتاريخ بالباقي فيكتب لما بعد النصف الاول من الشهر: لأربع عشرة ليلة بقيت ثم لثلاث عشرة ليلة بقيت وهكذا
الثانية: أن يكتبه على التردد فيعلقه بقوله:لأربع عشرة ليلة إن بقيت.
وبالطريقة الاولى تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن ليلة القدر (التمسوها في العشر الاواخر من رمضان، في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى ... )
والله أعلم
جزاك الله خيرا وجميع الإخوة المشاركين على هذه المحاورة الطيبة المؤدبة وأشكر المشرفين على حذفهم المشاركات المتعدية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/271)
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 06:38 ص]ـ
بارك الله بجهدكم
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:08 م]ـ
الأمر سهل و بسيط، واللغة العربية تحتمل أكثر من هذا ولسان العرب واسع، و إن سهل عليك فقل: بقي على رؤية هلال رمضان كذا ...(56/272)
هل من شرح لمسألة تسلسل الحوادث
ـ[محمود صلاح محمد]ــــــــ[26 - 07 - 09, 04:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من شرح لمسألة تسلسل الحوادث
وأفضل أن يكون صوتيا بارك الله فيكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 07 - 09, 05:25 م]ـ
لعل في الشريطين الرابع والخامس من شرح الدكتور عبد الرحمن المحمود للطحاوية فائدة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3238&scholar_id=9
ـ[محمود صلاح محمد]ــــــــ[26 - 07 - 09, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك(56/273)
توضيح من الشيخ زهير الشاويش بخصوص صورة (الكوثري) في (الأعلام)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلعني أحد الفضلاء على ما جاء في كتاب " الملك عبدالعزيز في عيون شعراء الشام " (ص 61 ومابعدها) من حديث عن (دور العلماء والمفكرين)، وقوله: " أما إسهامات رجال الفكر من بلاد الشام في النهضة الثقافية للمملكة .. – ثم ذكر منهم – فؤاد الخطيب، خالد الحكيم، يوسف ياسين، بهجة البيطار، محب الدين الخطيب، فؤاد حمزة، محيي الدين رضا، رشدي ملحس، محمد أمين سويد، محمد كامل القصاب، خير الدين الزركلي، ثم قال: " وإلى جانب هؤلاء كثير من المفكرين الذين لمعت أسماؤهم في مجال الحركة الثقافية؛ كالشيخ محمد زاهد الكوثري، و و و يوسف النبهاني و و غيرهم كثير، ماجمعهم إلا التحاب والتواد في ظل رعاية فيها الأمن والاستقرار والطمأنينة، وقد عرف لهؤلاء جميعًا نفعهم وفضلهم، فكان لهم من التقدير والتكريم ما يستحقون "!!
ثم أحال في الهامش إلى " خطط الشام 4/ 69 ".
قلت: لا أدري ماعلاقة الكوثري والنبهاني بالملك عبدالعزيز رحمه الله؟ والكتاب يتحدث عنه؟
وبالرجوع إلى " خطط الشام " يجد القارئ أن كرد علي يتحدث (4/ 66 – 70) عن (المعاصرين من العلماء والأدباء) أي في بلاد الشام، ولا علاقة لهم بالملك عبدالعزيز!، وذكر منهم الصوفي " يوسف النبهاني "، ولم يذكر " الكوثري ".
فأفاد أحد الفضلاء بأن المؤلف قد يكون اعتمد على صورة الملك عبدالعزيز التي نشرها الزركلي عند ترجمته في الأعلام (4/ 19ط7)، والملتقطة له إبان زيارته لمصر، ويقف خلفه فيها مجموعة من الشخصيات، من ضمنهم من قيل بأنه " الكوثري "، والبعض يُشكك في كونها له، بسبب أن الزركلي وضع بعد اسمه علامة (؟) مما يعني أنه متشكك في أنها له.
مما دعاني إلى سؤال الشيخ الجليل زهير الشاويش عن أمر الصورة، لا سيما وهو الخبير بكتاب " الأعلام " كما هو معروف. فأفاد بالتالي:
http://www4.0zz0.com/2009/07/25/16/347621453.jpg
http://www.shawati.cc/download.php?img=16011
http://www.shawati.cc/download.php?img=15230
[CENTER] نموذج من تحريفات الكوثري
http://www.shawati.cc/download.php?img=16020
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[27 - 07 - 09, 07:20 م]ـ
بوركت أيها الشيخ المفيد ..
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا , و زادك حرصاً على الإسلام و أهله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 12:06 م]ـ
جزيت خيرا أخي على هذه النفيسة، والكوثري مشهور بالتدليس والطعن،وهذا ثوبه وثوب اتباعه.
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
الذين اشتغلوا بالتحقيق والمراجعة، والتدقيق والمقابلة، يعلمون عن هذا الكوثري شيئًا عجيبا، وتوافقًا غريبًا، وعندما أكتبه الآن لن يستغربه أخي الشيخ سليمان الخراشي، وهو:
أن الكوثري، في تلبيساته، وخداعه، وتزويره لا يختلف عن عقيدة الشيعة الروافض، لعنة الله الدائمة على رؤوسهم جميعًا، فهم يصدرون عن (كنيفٍ) واحد.
فهم، يبحثون عن الروايات الساقطة التي تدعم ضلالهم، ويعرفون أنهم ساقطة، ثم يبرزونها للناس قائلين: انظروا هذا في كتب أهل السنة!!
وكذلك دين الكوثري، خاصة في دفاعه عن أبي حنيفة، ثم في طعنه في كبار علماء الحديث الأكارم الذين تكلموا في إمامِهِ أبي حنيفة، والبحث عن الميتة، والدم، ولحم الخنزير، من الروايات الموضوعة لنصرة باطله.
وقد لاحظت مدى عداوته للحافظ ابن حَجَر، رحمة الله على ابن حَجَر، وبحثه عن كل شاردة وواردة للغمز واللمز في حق هذا الحافظ الكبير، وبمجرد قراءة مقدمة كتاب نصب الراية، التي (قاءها) الكوثري يشعر بمدى كراهية هذا الحنفي للحديث وأهله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:12 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
أقول للأخ أبي يحيى:
إنَّ ما قلتَه شيء قد لا نعجب منه إذا رأينا ذلك في المؤلفات والمقالات التي لهم، لكن الذي يُحيِّر العقول ويُدهش اللبيب هو فيمن يتعلق اليوم بالكوثري ويصفه بالإمام والمحدث ويزعم عن نفسه أنه متمسك بمنهج أهل السنة والجماعة بعيدًا عن التصوف الباطل والخرافات و غيرها مما يزعم.
فأعوذ بالله تعالى من مضلات الفتن وغشاوة القلب.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 05:16 م]ـ
الفضلاء الكرام
حلية الأولياء - أبوبكر الغنامي - عبدالقادر المحمدي - أبو يحيى - أبوإبراهيم الحائلي
شرفني مروركم، بارك الله فيكم، وأسعدكم في الدارين
- صدقت أخي " أبويحيى "، والعجب ممن يدعي التمذهب بمذهب الشافعي عندما يسكت عن تطاولات الكوثري على إمامه الشافعي ومَن بعده من أتباعه؛ كابن حجر وغيره، نكاية في أهل السنة!
وليت أحد الإخوة يُفردها في مقال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/274)
ـ[الشاطري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:04 ص]ـ
شيخ سليمان
لم افهم سبب استغرابك وجود الكوثري في صورة خلف الملك عبدالعزيز رحمه الله!!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 05:57 ص]ـ
الأخ الكريم: الشاطري: لم أستغرب وجوده! استغربت إقحام مؤلف كتاب " الملك عبدالعزيز في عيون شعراء الشام " له ..
وسبب سؤال الشيخ زهير: أن يُفيدنا عنها؛ بسبب خلاف البعض حولها، وعن سبب وضع الزركلي لعلامة (؟) بعد اسم الكوثري .. وفقكم الله.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:22 ص]ـ
بارك الله فيه يا شيخ سليمان الخراشي ((فائدة جيدة، وتوثيق دقيق)).
ـ[الشاطري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:36 ص]ـ
شكراً شيخ سليمان على تلطفك بالرد
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:43 م]ـ
الشيخ سليمان حفظه الله
وقع خلط واضطراب في آخر كلام الشاويش بعد كلمة (الأعلام 6/ 129)، بسبب الأقواس، واختلط كلام الزركلي بكلام الشاويش
الزركلي إنما قال (موظفاً في دار المحفوظات لترجمة ما فيها من الوثائق التركية إلى العربية)، وبقية الكلام للشاويش، بدليل قوله (كتابي الرد الوافر)، فكان يجب إغلاق القوس.
وقد نقل الشاويش (وقد ادعى أحدهم أن هذه العبارة ... إلخ) نقلاً صحيحاً عن حاشية الأعلام، ولكن عبارة الزركلي المشار إليها غير واضحة ولا محصورة بأقواس، وقد نقلها الشاويش بالمعنى بقوله (وفي آخر ترجمته ... )، ولكنه عكس المعنى! لأن عبارة الزركلي هكذا (وتناوله بعض الفضلاء بالنقد في كتاب الكوثري وتعليقاته)، أي إنه منقود لا ناقد، وهو الصواب بطبيعة الحال. فمراد الزركلي (وتَنَاوَلَهُ بعضُ الفضلاء)، بينما قرأها الشاويش (تَنَاوُلِهِ بعضَ الفضلاء)، أو أنه قرأها على الصواب ولم يوفَّق في أدائها.
وبهذا يتضح أن الشخص المشار إليه في الحاشية قد استكثر على الزركلي أن يشير إلى الكوثري قد نقده ناقد! فزعم أن الشاويش دسَّ هذه العبارة! على أن ذلك الشخص معذور لفزعه من هذه العبارة (البريئة!)، لأنه يدرك جيِّدًا عفَّة لسان الزركلي وإشاراته البليغة! وقد اتهم الناقدُ الكوثريَّ بالخيانة العلمية، ويريد الزركلي أن يلفت النظر إلى هذه التهمة لأنها قوية في نظره!
وليس معنى هذا التشكيك في أمانة الشاويش، لأن الإشكال من ناسخ الكمبيوتر، أو من الغفلة عن الترقيم والتشكيل لوضوح المعنى في ذهن صاحب الكلام، ولا يعقل أن يُسند الشاويش كتاب الرد الوافر إلى الزركلي، ولا أن يعكس كلام الزركلي لمصلحة الكوثري!
إلا أن يكون هناك اختلاف في طبعة الأعلام، مع العلم بأنني رجعت إلى المصورة على الشبكة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:19 م]ـ
الأخ الكريم: ضيدان: وبارك ربي فيك.
- الأخ الكريم: الشاطري: وشكرًا عن حُسن أدبك.
- الأخ الكريم: خزانة الأدب: بارك الله فيكم وشكرًا لاهتمامكم.
1 - فات الطابع إغلاق القوس! والأعلام في متناول الجميع.
2 - قرأها على الصواب. بدليل ذكر كتاب المتناوِل " الكوثري وتعليقاته ". وهل سيخفى هذا على الشيخ زهير؟ فخطأ الطابع يُعدل إلى " .. عن تناول بعض الفضلاء له .. ".
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:06 ص]ـ
بارك الله في أخينا المجاهد سليمان الخراشي
ولكن الخطأ ليس من جنس أخطاء الطباعه! بل الظاهر أنه سهو من الكاتب، وجلَّ من لا يسهو!
وقد راجعت مستدركات الطبعة الثالثة فوجدت مصداق قول المشرف (فإنها من المؤلف)، إذ قال الزركلي في المستدرك الثاني ص 194 (يزاد في آخر ترجمته: وقد تناوله ... إلخ)، وتاريخ طباعته 1970
وقد أعد الزركلي مستدركات الطبعة الثالثة لتسد الفراغ إلى أن تصدر الرابعة، وقد صدرت سنة 1980 - بعد وفاته سنة 1976 - طبقاً لوصيته وتوجيهاته.
فاتضح أن الذي اتهم الشاويش بالدسّ: مُفْتَرٍ!(56/275)
أين الخطأ المكنون في دعاء: "يا مَنْ أمرُهُ بينَ الكافِ والنّون".
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:16 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
بعدَ حمدِ الله تعالى والثّناءِ عليه، وبعد الصّلاة على نبيّنا محمّد والسّلام عليه، فلدى قراءتي للدّعاء المشهور: "يَا مَنْ أمرُهُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ" قراءَةً شرعيّةً ولغويّةً متأنّيتينِ، تبيّنَ لي أنّ فيه إشكالاً كبيراً لا بدّ من الإشارة إليه وتوضيحه، على الصّعيدين الشّرعيّ واللّغويّ، أجمله بعون الله تعالى وحكمته فيما يأتي:
أوّلاً: المعنى اللّغويّ لهذا الدّعاء هو: "يا مَنْ أمرُهُ مستقرٌّ بين حرف الكاف وحرف النّون"؛ أي: أدعو اللهَ الّذي أمره مستقرٌّ بين حرف الكاف وحرف النون، وهذا يعني على المستوى الحقيقيّ للعبارة أنّ لأمر الله تعالى مكاناً محدّداً، هو بعد حرف الكاف وقبل حرف النون، وهذا بيِّنُ الفسادِ؛ لأنّ الله جلّ وعلا بذلك يكون قد وضع أمره وقضاءه بعد حرف الكاف، ولم يبقَ أمام تحقيقه إلاّ حرف النّون، وهذا محالٌ عقلاً وديناً وعرفاً ولغةً؛ لقوله تعالى: "فإذا قضى أمراً فإنّما يقولُ: له كُنْ فيكونُ" غافر/68.
فقضاء الله عزّ وجلّ لا يعلمه إلا الله، وهو غير محصور لا بمكان ولا بزمان، كما يتّضح من الآية الكريمة أنّ الله تعالى يقضي أوّلاً ثمّ بعد ذلك يقول للأمر "كُنْ"، فـ "يكونُ" بإذن الله، وعليه فلا مكان لأمره ولا جواز لأيّة عبارة أن تحدَّ أمر الله تعالى بمكانٍ معلومٍ.
ثانياً: ومن هنا لا يجوز أيضاً أن نقول: "يا مَنْ أمره قبل الكاف والنون" للأسباب الّتي ذكرتها، فلا أحد يعلم عن قضاء الله شيئاً، كي يحدّده في فضاء معيّن، ملموس أو محسوس، سواء بعد حرف الكاف أو قبله.
ثالثاً: كما لا يجوز إدخال الجملة في باب الكناية؛ لأنّ الكناية لها معنيان: الأوّل قريب مباشر، مقبول ولكنّه غير مقصود، والثاني بعيد غير مباشر مقبول وهو المقصود، فالمعنيان في الكناية مقبولان ولكنّ الأوّل غير مقصود والثاني هو المقصود، كقولنا مثلاً: "فلانٌ كثير الرّماد" كنايةً عن الكرم، فالمعنى الأوّل "كثير الرّماد" مقبول لكنّه غير مقصود، والمعنى البعيد "الكرم" مقبول وهو المقصود ...
أمّا عبارة الدّعاء فالمعنى الأوّل القريب فيها غير مقبول؛ ففسد بذلك المعنى البعيد؛ فلا يجوز أن نؤوّلها ما لا تحتمله من تأويل في معنى بعيد باطل.
وكذلك لا يجوز إدخالها في باب المجاز كالاستعارة أو المجاز المرسل؛ لأنّها ليست جملة خياليّة بل هي جملة عقليّة لا تقرب الخيال.
رابعاً: وكذلك لا يجوز أن يقصد بالدّعاء الفترة الزّمنيّة، لتحقيق مراد الله تعالى وأمره الذي قضاه؛ لأنّ ذلك في علم الله وحدَهُ، ولا نعلمُ شيئاً عنه: أهو بالوحي، أم بالكلام، أم بالمشيئة، أم بغير ذلك من الطرق الّتي تخص الذات الإلهيّة في علمها الأزليّ؟ وعليه فلا يجوز تحديد الفترة الزّمنيّة، ووضعها في مسافة سريعة أو بطيئة بين حرفي الكاف والنّون.
خامساً: والغريب في ذلك أن نجعل في هذا الدّعاء أمرَ الله تعالى وقضاءَهُ في مكانٍ محدّدٍ، وزمانٍ محدّدٍ، وهو القائل: "سبحانَه إذا قضى أمراً فإنّما يقولُ له: كُنْ فيكونُ" مريم/35.
والقضاء بذلك سابقٌ على القول كلّه؛ أي: القضاء أوّلاً، ثُمَّ حرف الكاف، فالنّون، وهو القائل جلّ وعلا: "ويومَ يقولُ: كنْ فيكونُ"، فزمن القول مجهولٌ لنا، معلومٌ لدى الله تعالى؛ لأنّ "يومَ" ظرف زمان مُبْهَم لدى السامع، معلوم لدى المتكلّم، وعليه فزمن القضاء مُقَدَّمٌ على قوله تعالى: "كن".
سادساً: والأخطر من ذلك كلّه: عندما نرى بعض العبارات في الكُتيِّبات الصغيرة، وضع فيها أصحابها قضاء الله تعالى وأمره وكلّ مرادِهِ بين حرفَي الكاف والنّون في قولهم: "سبحانَ مَنْ جعلَ خزائنَهُ بين الكاف والنّون"، وكأنّ القضاء بعد ذلك لا حاجةَ إليه، بعد أن استقرّ بعد الكاف، وكذلك لا حاجةَ إلى قوله تعالى: "كُنْ"، بل يكفي أن يقول "نون"؛ لأنّه قد قال "الكاف" وانتهى.
سابعاً: ولا بدّ من الإشارة إلى أنّني لم أجد هذا الدّعاء في كتب الصّحاح جميعها، فهو دعاء غير مأثور، وهذا ما دفعني إلى الجرأة في النظّر فيه من زاويةٍ نقديّة جريئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/276)
ثامناًً: وأنا لا أنكرُ على جميع مَنْ يردّد هذا الدّعاء أنّه يقصد من ورائه المعاني الجليلة، ولكنَّ المشكلة تكمن في اللفظ غير الدّقيق المنافي لأصول الدّين ومعاني التنزيل، و"ما بُنِِيَ على باطلٍ فهو باطل"، و"الغايةُ لا تبرِّر الوسيلة"، وخصوصاً أنّنا نجهل النّاطق الأوّل لهذا الدّعاء كما نجهل نواياه ومقاصده ومراميه، وما يهمّنا هو أنّ هذا الدّعاء منافٍ في ظاهرِ لفظِهِ وباطنِه لقوله تعالى: "إنّما قولُنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقولَ له: كُنْ فيكونُ" النّحل / 40. وقوله جلّ وعلا: "إنّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أن يقولَ له: كُنْ فيكونُ"، ولا ننسَ أنّ الله تعالى قالَ: "كُنْ فيكونُ" دون أن يحدّد الفترة الزّمنيّة للفعل "يكون"، بل اكتفى بقوله: "فيكون"، ولم يذكر متى؟ أو كم يستغرق؟ أو أين؟ فهذا كلّه عائدٌ إلى حكمته عزّ وجلّ.
ولطالما تساءَلْتُ: لماذا لا نستبدلُ هذا الدُّعاءَ "يا من أمره بين الكاف والنّون" الذي لا نعلم له قائلاً، بمضمون قوله تعالى: يا من أمرُهُ إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فنبتعد عن كلّ شبهة ونسلم؟
وأخيراً أقولُ:
إنّي في هذا المقام أقدّمُ موضوعاً للنّقاش والدّراسة والنقد، فالرّجاء إنْ ثبت لديكم ما يُثبِتُ صحّةَ هذا الدّعاء بالحُجَّةِ أو البرهان أو العقل أو النّقل، فلتعلمونا به ولكم الشّكر والأجر، علماً بأنّني قد عرضتُ هذا الموضوع على طائفة كبيرة من العلماء وأيّدوني بشدّة فيه، بل وطلبوا منّي أن أكتبه في كتيّب صغير لعموم الفائدة، وأوقفوا الدّعاء به ولهم الأجر من ربّهم.
وأشير أيضاً إلى أنّني بحثت كثيراً في الكتب لأرى عالماً من العلماء قد تنبّه إلى ذلك، فأطمئنّ لرأيي، وأخيراً عثرتُ بفضل الله ومنّه على قول للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح الأربعين النّوويّة، إذ يقولُ: "وبهذه المناسبة أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون: (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلطٌ عظيمٌ؛ لأنّ ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون، لأن الكاف المضمونة ليست أمراً والنون كذلك، لكنْ باجتماعهما تكون أمراً".
وأخيراً أحمد الله تعالى وأشكر له أن منّ عليّ بنشر هذا الموضوع الجليل راجياً من كلّ من يقرؤه أن يبلّغه وله من ربّه حسن الثّواب، والله من وراء القصد والله أعلم والحمد لله ربّ العالمين.
بقلم الأستاذ ياسر محمد مطره جي
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:02 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:47 م]ـ
أشار إلى هذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 08:51 م]ـ
هذ رابط ذو صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62941
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 10:58 م]ـ
أشار إلى هذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح البلوغ
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 12:56 ص]ـ
واشار اليه الشيخ رحمه الله تعالى في التعليق على رياض الصالحين
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:21 ص]ـ
وهذا رابط فيه تتمة للرابط السابق:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=23561&highlight=%C7%E1%DF%C7%DD
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:27 ص]ـ
و هذا رابط فيه أثر لابن المبارك العالم الزاهد المجاهد، استخدم فيه هذه العبارة:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=112777&highlight=%C7%E1%DF%C7%DD
ـ[أبوهمام الهمام]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:57 ص]ـ
وسمعت الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي في درسه الصيفي في جامع الملك سعود بجدة
يشير الى خطأ هذا الدعاء-يعني بالصيغة المذكورة- في شرحه لاعتقاد أهل السنة لابي بكر الاسماعيلي درس الاحد
4/ 8/1430وهذا من التوافق العجيب.
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:45 ص]ـ
وجزاك الله عنا كلّ خير أخي الكريم أبا عبد الرحمن بن أحمد
أمّا فيما يخصّ ما ذكره الإخوة الكرام أبو عبد الرحمن الطائفيّ، وأبو البراء الثاني، ومحمّد الخالدي فإنَّ الأستاذ ياسراً قد ذكره في نهاية هذه الدراسة بقوله:
وأشير أيضاً إلى أنّني بحثت كثيراً في الكتب لأرى عالماً من العلماء قد تنبّه إلى ذلك، فأطمئنّ لرأيي، وأخيراً عثرتُ بفضل الله ومنّه على قول للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح الأربعين النّوويّة، إذ يقولُ: "وبهذه المناسبة أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون: (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلطٌ عظيمٌ؛ لأنّ ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون، لأن الكاف المضمونة ليست أمراً والنون كذلك، لكنْ باجتماعهما تكون أمراً".
وجزاهم الله كلّ خير
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:35 ص]ـ
وكلّ الشكر لباقي الإخوة الكرام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/277)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:40 ص]ـ
انظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31903
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 06:13 م]ـ
مشكور أخي اليامي على إيراد هذا الضابط للإحاطة بشمولية الموضوع من أجل عموم الفائدة لنا وللإخوة الكرام
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 06:18 م]ـ
ولله الحمدُ أنَّ هذا الدعاء بدأ يتوقّف على ألسنة الكثير من المشايخ ورجال الدين
بعد أن ثبت بطلانه عند كثير من الأئمة الذين نبّهوا إليه
ولكنَّ الجديد في هذا الموضوع أنَّ الكاتب أشار إلى أسباب البطلان من جوانب عديدة بدراسة شاملة منتهياً بنقل قول الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى
وللعلم:
إنَّ الأستاذ ياسر محمّد مطره جي
حاصل على درجة الماجستير في كليّة الآداب قسم اللغة العربية / تخصّص نحو / جامعة تشرين / اللاذقية / بتقدير ممتاز
ويحضر للآن للدكتوراه
وهو ممّن علموني وأفدتُ منه الكثير جزاه الله كلّ خير
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 11:11 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبو عمار السوري ونفع بكم.
بحث طيب ومفيد، لا حرمك الله الأجر والثواب .. آمين.
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[01 - 08 - 09, 10:11 ص]ـ
قال الشيخ بن عثيمين الصحيح أن يقال يامن أمره بعد الكاف والنون.
لا أذكر المرجع لعله في فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 11:02 ص]ـ
قال الشيخ بن عثيمين الصحيح أن يقال يامن أمره بعد الكاف والنون.
لا أذكر المرجع لعله في فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى.
لو قرأت المشاركات السابقة لعرفت المرجع (ابتسامة).
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 11:06 ص]ـ
ولله الحمدُ أنَّ هذا الدعاء بدأ يتوقّف على ألسنة الكثير من المشايخ ورجال الدين
إيش رجال دين؟!!
في الإسلام ما في شيء اسمه رجال دين وغير رجال دين!!
الظاهر أن هذه القسمة كنسية.
في الإسلام الكل مطالب بالدين.
ثم أراك لم تعرج على أثر ابن المبارك!!
هيك علمك الأستاذ ياسر؟! (ابتسامة).
بانتظار تعريجك عليه أبا عمار.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 11:10 ص]ـ
و بعض تعليلات الأستاذ ياسر عليلة.
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[01 - 08 - 09, 03:26 م]ـ
كنتُ أمنّي النفس لو أنّ الأخ علي الغزاوي السّلفي أزعجه لفظ الدّعاء بقد ما أزعجه لفظ "رجال الدّين"
ثمّ راح يدفع شبهته وخطورته بدلاً من أن يدفع معنىً لهذه الجملة التي يبدو أنّه قد شغل باله أكثر
ويا حبذا لو أشار لنا الأخ عن بعض تلك التعليلات العليلة التي رآها شرط أنا يتناولها بالعرض والنقد والتحليل لا مجرد الإشارة العابرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع
ناهيك عن أنّ تقديم النصيحة لها الكثير من الطرق الإسلامية الأخرى التي غابت عن سلوكه
وهل ترى بات أمر التعلّم والتعليم موضع سخرية؟؟؟!!!
يا سبحان الله / هذا عينه النقد البناء الذي تشكر عليه يا صاحبي!!!!
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 06:20 م]ـ
دع عنك هذا وخذ فيما ينفع،
هل عندك جواب أو بالأحرى ما جواب أستاذك عن أثر ابن المبارك؟
ـ[أبوعمار السوري]ــــــــ[01 - 08 - 09, 08:03 م]ـ
دع عنك هذا وخذ فيما ينفع،
هل عندك جواب أو بالأحرى ما جواب أستاذك عن أثر ابن المبارك؟
لكي نذهب إلى ما ينفع أخي اسمح لي أن أقتبس عبارة قالها الكاتب في نهاية هذا الموضوع، وهي:
إنّي في هذا المقام أقدّمُ موضوعاً للنّقاش والدّراسة والنقد، فالرّجاء إنْ ثبت لديكم ما يُثبِتُ صحّةَ هذا الدّعاء بالحُجَّةِ أو البرهان أو العقل أو النّقل، فلتعلمونا به ولكم الشّكر والأجر،
هذا بالحرف ماقاله الأستاذ ياسر، وسأبحث عن قول الإمام ابن المبارك، فإن صحّ في سنده، فسأعرضه على الأستاذ ياسر وسأكتبُ هنا تعليقه عليه بعونِهِ تعالى، فمن عبارته التي اقتبستها دعوةٌ واضحة للبحث والتمحيص عن حقيقة ماهيّة هذا الدّعاء
والله من وراء القصد
سائلاً الله تعالى أن يكونَ ذلك كلّه ابتغاء لوجهه الكريم وثربةً منه لا مجرّد مشاحنات لا تقدّم ولا تؤخّر شيئاً في معرفة الحقائق(56/278)
هل الأشاعرة على مذهب أهل الحديث في تعريف الإيمان؟
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 12:48 م]ـ
الشيخ الألباني في أكثر من شريط ينسب للأشاعرة أن مذهبهم في الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد وينقص.
فهل هذه النسبة صحيحة؟
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:04 م]ـ
الإيمان عند الأشاعرة: مجرد التصديق فقط.
قال الشيخ سفر الحوالي - حفظه الله -:
((لأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي، واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عنه تصديق القلب أم لابد منه، قال صاحب الجوهرة:
وفسر الإيمان بالتصديق والنطق فيه الخلف بالتحقيق
وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي، فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه، وهو وَمَن شابهه على مذهبهم من أهل الجنة!!
هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان.
ولهذا أطال شيخ الإسلام رحمه الله الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر أنهم على مذهب جهم بعينه)) ا. هـ
ولعل الشيخ الألباني رحمه الله يقصد أن أبا الحسن الأشعري رحمه الله رجع في آخر حياته إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فكان يقول بقولهم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:05 م]ـ
الأشاعرة مرجئة في باب الإيمان.
ولا يقولون بأن العمل من الإيمان بل هو ثمرة من ثمرات الإيمان أو دليل على الإيمان. لكنه -أي العمل- خارج مسمّى الإيمان.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:33 م]ـ
بارك الله فيكم.
إذن لعل الشيخ يريد المعتزلة، فقال: الأشاعرة، وبقيت دون تنبيه.
ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[29 - 07 - 09, 09:54 م]ـ
وقد يراد بأن الأشاعرة يقولون بأن المراد بالعمل هنا هو عمل القلب ولا يقصدون بالعمل الجوارح، ويكونون مع هذا مخالفين لمذهب السلف من الأيمان قول وعمل والعمل هو عمل القلب وعمل الجوارح ... والله أعلم ..
ياليت الإخوة يصححون كلامي إن أخطأت ..
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:56 م]ـ
الاخ الفاضل على الغزواري حفظه الله تعالى
المعتزله وعيديه وليسوا مرجئة قطعا ولاينتسبون للارجاء بشيء ومن اطلق الاشاعرة من اهل العلم لايريد بهم المعتزلة فهذا الفهم بعيد جدا
ولايخفى على العلامة الالباني رحمه الله تعالى هذا القول فالمعتزلة ليسوا مرجئه
اما اخي الفاضل ابو عبدالخالق حفظه الله تعالى
س/ هل الاشاعرة يعدون العمل من الايمان؟
الجواب لا. لان هذا مااجمعوا عليه وهو اخراج العمل عن الايمان
س/ هل عندهم فرق بين عمل القلب وعمل الجوارج؟
قال الشيخ سفر حفظه الله تعالى: الاشاعرة لايدخلون الاعمال في الايمان لا اعمال الجوارح ولا اعمال القلوب
وانما اختلفوا في النطق باللسان اهو واجب أم يكفي مجرد حصول التصديق الذي هو مجرد كلام النفس
والا اعمال الجوارح واعمال القلوب يخروجها عن مسمى الايمان
وذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان
رحم الله علماء المسلمين على مابينوا
وبارك الله في الجميع ونفع بهم
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:50 م]ـ
الأشاعرة هم مرجئة في باب الإيمان و هذا أمر مشهور عنهم و واضح، فهم يقولون بأن الإيمان هو التصديق
و الرجاء من أخينا علي الغزاوي أن يأتينا برابط لكلام الشيخ الألباني في معتقد الأشاعرة في الإيمان
و إن ثبت كلام الألباني رحمه الله تعالى، نقول خطأمغمور في بحر لجي من علمه رحمه الله و رفع درجته
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 12:48 ص]ـ
اما اخي الفاضل ابو عبدالخالق حفظه الله تعالى
س/ هل الاشاعرة يعدون العمل من الايمان؟
الجواب لا. لان هذا مااجمعوا عليه وهو اخراج العمل عن الايمان
من حكى هذا الإجماع بورك فيكم؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 06:33 ص]ـ
من الأمور التي استدركها صلاح الدين الأدلبي على الشيخ سفر في كتابه رسالة في عقيدة الأشاعرة أن الشيخ عد أن الأشاعرة في الإيمان على مذهب غلاة المرجئة - الجهمية - , واستعظم الأدلبي هذا القول!
والحقيقة أن الشيخ سفر أصاب في هذه المسألة , وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغير واحد
قال ابن حزم رحمه الله: قال أبو محمد اختلف الناس في ماهية الإيمان فذهب قوم إلى أن الإيمان إنما هو معرفة الله تعالى بالقلب فقط وإن أظهر اليهودية والنصرانية وسائر أنواع الكفر بلسانه وعبادته فإذا عرف الله تعالى بقلبه فهو مسلم من أهل الجنة وهذا قول أبي محرز الجهم بن صفوان وأبي الحسن الأشعري البصري وأصحابهما.
الفصل (3|106)
وقال الشهرستاني: قالت الأشعرية الإيمان عبارة عن التصديق في وضع اللغة وقد قرره الشرع على معناه.
واختلف جواب أبي الحسن رحمه الله في معنى التصديق فقال مرة هو المعرفة بوجود الصانع وإلاهيته وقدمه وصفاته وقال مرة التصديق قول في النفس يتضمن المعرفة ثم يعبر عن ذلك باللسان فيسمي الإقرار باللسان أيضاً تصديقاً والعمل على الأركان أيضاً من باب التصديق بحكم الدلالة أعني دلالة الحال كما إن الإقرار تصديق بحكم الدلالة أعني دلالة المقال فكان المعنى القائم بالقلب هو الأصل المدلول والإقرار والعمل دليلان.
نهاية الإقدام (165)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/279)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:15 م]ـ
شيخنا عبد الباسط: هل المعرفة هي التصديق؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه , فأنا لست بشيخ فأنا طالب علم , ومن يعرفني بنبئك عني.
أولا: التصديق عند أهل السنة أعم من المعرفة فهو يتضمن القول والعمل والإقرار , قال شيخ الإسلام: وأحمد قال لابد مع هذا الإقرار أن يكون مصدقا وأن يكون عارفا وأن يكون مصدقا بما عرف وفى رواية أخرى مصدقا بما أقر وهذا يقتضي أنه لابد من تصديق باطن ويحتمل أن يكون لفظ التصديق عنده يتضمن القول والعمل جميعا كما قد ذكرنا شواهده أنه يقال صدق بالقول والعمل فيكون تصديق القلب عنده يتضمن أنه مع معرفة قلبه أنه رسول الله قد خضع له وانقاد فصدقه بقول قلبه وعمل قلبه محبة وتعظيما وإلا فمجرد معرفة قلبه أنه رسول الله مع الإعراض عن الانقياد له ولما جاء به إما حسدا وإما كبرا وإما لمحبة دينه الذى يخالفه وإما لغير ذلك فلا يكون إيمانا ولابد فى الإيمان من علم القلب وعمله فأراد احمد بالتصديق أنه مع المعرفة به صار القلب مصدقا له تابعا له محبا له معظما له فإن هذا لابد منه ومن دفع هذا عن أن يكون من الإيمان فهو من جنس من دفع المعرفة من أن تكون من الإيمان وهذا أشبه بأن يحمل عليه كلام احمد لأن وجوب انقياد القلب مع معرفته ظاهر ثابت بدلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة بل ذلك معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ومن نازع من الجهمية فى أن انقياد القلب من الإيمان فهو كمن نازع من الكرامية فى أن معرفة القلب من الإيمان فكان حمل كلام أحمد على هذا هو المناسب لكلامه فى هذا المقام
وأيضا فإن الفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالى عن الانقياد الذى يجعل قول القلب أمر دقيق وأكثر العقلاء ينكرونه وبتقدير صحته لا يجب على كل أحد أن يوجب شيئين لا يتصور الفرق بينهما وأكثر الناس لا يتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه ويقولون إن ما قاله ابن كلاب والأشعري من الفرق كلام باطل لا حقيقة له وكثير من أصحابه اعترف بعدم الفرق .. .
مجموع الفتاوى (7|398)
أما الفرق بين معرفة جهم , وتصديق الأشاعرة , فلا فرق بينهما لأن كليهما يخرجان عمل القلب والجوارح.
وبعض الأشاعرة يدخل عمل القلب ويخرج عمل الجوارح ولذلك قال شيخ الإسلام: لكنهم إذا لم يدخلوا أعمال القلوب فى الإيمان لزمهم قول جهم وان أدخلوها فى الإيمان لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضا فإنها لازمة لها.
مجموع الفتاوى (7|194)
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:09 م]ـ
وقال السفاريني: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لما صنف الفخر الرازي مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه ذكر قوله في الإيمان أنه قول باللسان وعقد بالجنان وعمل بالأركان كقول الصحابة والتابعين وقد ذكر الإمام الشافعي أنه إجماع من الصحابة والتابعين ومن لقيه وقد استشكل الرازي قول الإمام الشافعي جدا لأنه انعقد في نفسه شبهة أهل البدع في الإيمان ... .!
لوامع الأنوار (1|417)
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:37 م]ـ
نقل الشهرستاني عن الأشعرى قوله
(الإيمان هو التصديق بالجنان، وأما القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه، فمن صدق بالقلب، أي أقر بوحدانية الله تعالى، واعترف بالرسل تصديقا لهم فيما جاءوا به من عند الله صح إيمانه، حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا، ولا يخرج من الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك)
وقال الباقلاني في الإنصاف
(وأن يعلم أن الإيمان بالله عز وجل هو: التصديق بالقلب)
أما عند أهل السنة فهذا قول البخاري وهو ما عليه أهل السنة
(كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة، لم أكتب إلا عمن قال: الإيمان: قول وعمل .. ولم أكتب عمن قال: الإيمان قول) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
الاخ الفاضل على الغزواري حفظه الله تعالى
المعتزله وعيديه وليسوا مرجئة قطعا ولاينتسبون للارجاء بشيء ومن اطلق الاشاعرة من اهل العلم لايريد بهم المعتزلة فهذا الفهم بعيد جدا
ولايخفى على العلامة الالباني رحمه الله تعالى هذا القول فالمعتزلة ليسوا مرجئه
أخي المكرم أبا عبد الرحمن:
و من الذي تكلم عن المرجئة هنا؟!! - أعني كلفظ-، فهل ترى لسؤالي ذكرا لهم، إنما كان سؤالي كان معتقد الأشاعرة في الإيمان لأن العلامة الألباني نسب لهم أنهم يقولون مثل قول أهل الحديث في باب الإيمان! فاستغربت هذه النسبة لما أعرفه مسبقا من عقيدتهم.
و الرجاء من أخينا علي الغزاوي أن يأتينا برابط لكلام الشيخ الألباني في معتقد الأشاعرة في الإيمان
أخي ناصر الدين:
لا أعرف كيفية وضع الرابط، لكني سأحيلك على موضع كلامه، و تكرر في أكثر من موضع، لكن يكفينا واحد:
فاسمع الشريط (446) من سلسلة الهدى والنور. الدقيقة: (17:21).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/280)
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:14 م]ـ
فصل العمل عن الايمان ارجاء بلا مثنوية.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:46 ص]ـ
ليس هناك فرق بين الجهمية والأشاعرة في تعريف الإيمان؛ لإن كليهما يعرفانه بأنه مجرد التصديق.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - بأنه يعسر التفريق بينه وبين مذهب الجهمية.
يقول العلامة سفر الحوالي حفظه الله: " الأشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي، واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عند تصديق القلب أم لا بد منه، قال صاحب الجوهرية:
وفسر الإيمان بالتصديق ... والنطق فيها لخلف بالتحقيق
وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي. فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه، وهو من شابهه على مذهبهم من أهل الجنة!!
هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان.
ولهذا أطال شيخ الإسلام -رحمه الله- الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر انهم على مذهب جهم بعينه ". أهـ
فمذهب الأشاعرة أن الإيمان هو التصديق، ويخرجون بقية أعمال القلب وأعمال الجوارح من الإيمان.
والمعروف أن أعمال القلب أعم وأشمل من التصديق، فمن أتى بالتصديق من دون بقية الأعمال القلبية كالرجاء، والمحبة، والخشية، والانقياد، واليقين وغيرها لا يكون مؤمناً، ولذا نجد أن السلف رحمهم الله ذكروا في تعريفهم للإيمان بأنه " اعتقاد بالقلب ... " دون كلمة " التصديق" لدلالة على عموم أعمال القلب وأنها جميعا جزء من الإيمان، بخلاف كلمة "التصديق" التي تعني نوعاً واحداً من أعمال القلب.
وتعريف الإيمان بأنه مجرد التصديق هو قول الجهمية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من هنا يظهر خطأ قول "جهم بن صفوان" ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان ... )
[مجموع الفتاوى 7/ 188 - 189]
وقال: (وزعم جهم ومن وافقه أنه يكون مؤمناً في الباطن وأن مجرد معرفة القلب وتصديقه يكون إيماناً يوجب الثواب يوم القيامة بلا قول ولا عمل ظاهر، وهذا باطل شرعاً وعقلاً ... )
[مجموع الفتاوى 14/ 121]
وقال أيضا: (وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية)
[مجموع الفتاوى 12/ 206]
وقال أيضاً: (وأبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان، مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة أنه: يستثني في الإيمان … وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ماذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة …)
[مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 120 – 121]
الشيخ الألباني في أكثر من شريط ينسب للأشاعرة أن مذهبهم في الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد وينقص.
فهل هذه النسبة صحيحة؟
هذا خطأ بلا ريب.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد.
فإنه لا يفوتني قبل أن أدلي بدلوي مع أخواني و أحبتي , أن أشكر الأخ السائل على هذا السؤال الذي لجوابه إجتمعت ألفاظنا , وإن إختلفت أرآؤنا , كما أشكر الأخوة المجيبين على إحسانهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/281)
و لا يفوتني أيضاً أن أوصيكم بدرة ثمينة في هذا الباب , أعني مذاهب أهل الكلام في الإيمان , و هي رسالة الشيخ أحمد بن عطية الغامدي لنيل درجة الماجستير و هي بعنوان: " الإيمان بين السلف والمتكلمين " , عرض فيها موقف الخوارج و المرجئة و الجهمية و الكرامية و المعتزلة و الأشاعرة و مذهب السلف رحمهم الله , كما عقد فصلا كاملا في تحرير مذهب أبي حنيفة في الإيمان , والرسالة جد نافعة.
وقد أثبت المصنف مذهب الأشاعرة في الإيمان , وهو تصديق في القلب , وأن الإيمان لغة و شرعا شيء واحد " أي أن كلاهما تصديق " , إلا من جهة ما أمرنا بتصديقه , فالإيمان شرعا أخص من هذه الجهة , فالأعمال لا تدخل عندهم في مسمى الإيمان , ولكنها شرط له خلافاً للجويني الذي جعل الإيمان مركب من التصديق و الإقرار باللسان إلا أن يمنع عذر من الإتيان به.
قال الأيجي: (والتلفظ بكلمتي الشهادتين مع القدرة شرط , فمن أخل به فهو كافر مخلد في النار , و لا تنفعه المعرفة القلبية من غير إذعان و قبول فإن من الكفار من كان يعرف الحق يقيناً , وكان إنكاره عناداً و استكباراً) العقائد العضدية بشرح جلال الدين الدواني ج2ص285,286 نقلاً عن كتاب الشيخ الغامدي ص153.
وبذلك يكون الإيمان عند الجويني مركب و عند غيره بسيط , فعند الجويني يتركب الإيمان من التصديق و الإقرار اللساني إلا أن يتعذر عليه , و عند غيره هو التصديق القلبي فقط , و الإقرار اللساني شرط إلا أن يتعذر و إلا فالإيمان عندهم لا ينفع صاحبه و هو كافر عندهم كما سبق نقله.
و بذلك يتبين أن نسبة مذهبهم إلى مذهب الجهمية في الإيمان و هو ماذهب إليه شيخ الإسلام و ابن حزم , وتابعهم الشيخ الحوالي خطأ عليهم , و بذلك قال الشيخ أحمد بن عطية الغامدي , و وضحه في المصدر السابق ص 153 , و الخطأ من وجه: أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية.
و الله أعلم.
..
الشيخ الألباني في أكثر من شريط ينسب للأشاعرة أن مذهبهم في الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد وينقص.
فهل هذه النسبة صحيحة؟
أما هذا فهو مذهب الأشعري كما في الإبانة عن أصول الديانة ص 10 المنيرية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
لا يزال محور الخلاف وهو (هل المعرفة هي التصديق) بين موافق عليه ومخالف.
يقول اللقاني في شرح بيته السابق (وفسر الإيمان بالتصديق .. ) في هداية المريد:
(إن جمهور المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فسروا الإيمان عرفا بأنه تصديق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كلما عُلم مجيئه به من الدين بالضرورة، أي فيما اشتُهِرَ بين أهل الإسلام وصار العلم به يشابه العلم الحاصل بالضرورة أي الإذعان والقبول مع الرضا والتسليم وطمأنينة النفس .. )
فهل هذا التفسير للتصديق موافق للمعرفة عند جهم.
المسألة تحتاج نقل وتحرير من كتب الأشاعرة أنفسهم.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:00 ص]ـ
لا يزال محور الخلاف وهو (هل المعرفة هي التصديق) بين موافق عليه ومخالف.
يقول اللقاني في شرح بيته السابق (وفسر الإيمان بالتصديق .. ) في هداية المريد:
(إن جمهور المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فسروا الإيمان عرفا بأنه تصديق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كلما عُلم مجيئه به من الدين بالضرورة، أي فيما اشتُهِرَ بين أهل الإسلام وصار العلم به يشابه العلم الحاصل بالضرورة أي الإذعان والقبول مع الرضا والتسليم وطمأنينة النفس .. )
فهل هذا التفسير للتصديق موافق للمعرفة عند جهم.
المسألة تحتاج نقل وتحرير من كتب الأشاعرة أنفسهم.
أهلاً بأخي في الله , و حبيبي في الله , أبو إبراهيم الحائلي.
أراك إستشكلت قول شيخنا المتواضع عبد الباسط: " أما الفرق بين معرفة جهم , وتصديق الأشاعرة , فلا فرق بينهما لأن كليهما يخرجان عمل القلب والجوارح "
و الحقيقة أن بين معرفة الجهم و تصديق الأشعري فرق , إذ معرفة الجهم لا تستلزم الإقرار بصدق المعلوم , أي لا يلزم عنده أن يصدق العبد ماعلمه من أمر الدين حتى يسمى مؤمناً! , وهذا لا شك خلاف مذهب الأشعرية.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - في آخر كتاب الإيمان:
قالت الجهمية: الإيمان معرفة الله بالقلب، وإن لم يكن معها شهادة لسان، ولا إقرار بنبوة، ولا شيء من أداء الفرائض , احتجوا في ذلك بإيمان الملائكة، فقالوا: قد كانوا مؤمنين قبل أن يخلق الله الرسل.
و بذلك وصف العلماء معتقد الجهم بأنه المعرفة , ولم يقولوا بأنه التصديق , و لذلك ألزموا الجهمية بإيمان من عُلِم كفره بالإضطرار كأبليس و فرعون.
و لأجل ظهور فساد هذا القول شك تاج الدين السبكي في نسبة هذا المذهب للجهم حيث قال:
وأما جهم فلا ندري ما مذهبه ونحن على قطع بأنه رجل مبتدع ومع ذلك لا أعتقد أنه ينتهي إلى القول بأن من عاند الله وأنبياءه ورسله وأظهر الكفر وتعبد به يكون مؤمنا لكونه عرف بقلبه فلعل الناقل عنه حمل اللفظ ما لا يطيقه أو جازف كما جازف في النقل عن غيره.
وما لنا ولجهم وهو عندنا من شر المبتدعة من قال بهذه المقالة فهو كافر لا حياه الله ولا بياه كائنا من كان والمسلمون مجمعون قاطبة على أن تلفظ القادر لا بد منه وأبو طالب إن سلم أنه اعتقد فلم يتلفظ بل رد.
طبقات الشافعية ج1 ص91
و قوله هذا في معرض الرد على كلام ابن حزم في حكاية مذهب الأشعري في الايمان.
و انظر مشكورا غير مأمور: كتاب أسئلة و أجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي , السؤال الرابع على هذا الرابط ( http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/282)
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:47 ص]ـ
[ B][FONT=Traditional Arabic] و بذلك يتبين أن نسبة مذهبهم إلى مذهب الجهمية في الإيمان و هو ماذهب إليه شيخ الإسلام و ابن حزم , وتابعهم الشيخ الحوالي خطأ عليهم , و بذلك قال الشيخ أحمد بن عطية الغامدي , و وضحه في المصدر السابق ص 153 , و الخطأ من وجه: أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية. [/ FONT
الإيمان عند الجهم = المعرفة.
الإيمان عن الأشعرية = التصديق.
المعرفة = التصديق
الإيمان عند الجهم = الإيمان عن الأشعرية
الإشكال في أي عبارة من هذه العبارات؟
فالغامدي هو المخطىء وليس شيخ الإسلام ومن معه.
أما هذا التفريق المدعى: وهو " أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية ".
فهذا فيه عدم تدقيق قي عرض أقوال الأشعرية، إذ قول الأكثرين منهم كما قال البيجوري في شرح الجوهرة هو أن القول باللسان شرط في إجراء الأحكام الدنيوية، وليس شرطاً للنجاة في الآخرة، ومحل البحث هو في الإيمان المنجي في الآخرة قطعاً، فلم يعد بينهم وبين مذهب الجهم فرق.
أما قول الجويني، فقد أشار إليه اللقاني بقوله: " وقيل بل شطر "، وهذا القول كقول الحنفية أو مرجئة الفقهاء، لكنه كما ترى قول في المذهب وليس قول الجميع.
ولا شك أن القول الأول أجرى على قاعدتهم في أن الإيمان هو التصديق فقط، إذ أنهم لو أدخلوا النطق في حقيقته لكانوا مقرين بالحقيقة المركبة للإيمان وأنه ليس شيئاً واحداً، فلا تبقى لهم حجة على من أدخل أعمال الجوارح في حقيقة الإيمان، لذا وجدنا محققيهم قد رجحوه.
وهذه كلمات كنت كتبتها في مذهب الأشعرية في النطق باللسان لعل فيها فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=948054&postcount=5
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
والذي يظهر لي والله أعلم أن الفرق بين مذهب الأشعرية في الإيمان ومذهب الجهم إنما يحصل بمعرفة مرادهم بالتصديق، أو: هل أعمال القلوب تدخل عندهم في الإيمان أم لا؟
فمن فسر التصديق منهم بالعلم، كالقاضي الباقلاني في التمهيد، أو بالمعرفة كما نقل الشهرستاني في نهاية الإقدام عن أبي الحسن أنه فسر التصديق تارة " بالمعرفة بوجود الصانع وإلهيته وقدمه وصفاته "، أو فسره بالتصديق المجرد عن الإذعان والقبول؛ فهذا قوله قول الجهم قطعاً.
قال شيخ الإسلام (7/ 398): " إِنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَبَيْن مُجَرَّدِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ الْخَالِي عَنْ الِانْقِيَادِ الَّذِي يَجْعَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ؛ أَمْرٌ دَقِيقٌ وَأَكْثَرُ الْعُقَلَاءِ يُنْكِرُونَهُ ".
وأود أن أنبه إلى أن شيخ الإسلام إنما حاكم الأشعرية في كتاب الإيمان وقال إن الأشعري نصر مذهب الجهم في الإيمان، كان ذلك بناء على اعتماده هذا التفسير للتصديق، وأن أعمال القلوب لا تدخل عندهم في الإيمان.
أما الآخرون، وهم الذين أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان، فالتصديق عندهم غير التصديق عند أولئك، ومن هؤلاء البيجوري حيث قال: " والمراد بتصديق النبي في ذلك: الإذعان لما جاء به، والقبول له، وليس المراد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول له حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا يعرفون حقيقة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، ومصداق ذلك قوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ".
وهذا القول - وهو إدخال أعمال القلوب في الإيمان منقول عن الأشعري كما في مجرد المقالات 154، وهو مقتضى كلام الغزالي في الاقتصاد.
فمن فسر التصديق بهذا التفسير فقوله غير قول الجهم قطعاً، وشيخ الإسلام لم يعنيه عندما سوى بين مذهب الأشعرية والجهم، لأنه - أعني شيخ الإسلام- كما تقدم إنما اعتمد على تفسير التصديق بالمعنى الأول، أما بهذا المعنى فلم اجد له أثراً في كتابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/283)
وهذا القول الثاني إلى مذهب مرجئة الفقهاء أقرب، وقد وقع أصحابه في تناقض أشرت إليه هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170044
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:46 ص]ـ
الإيمان عند الجهم = المعرفة.
الإيمان عن الأشعرية = التصديق.
المعرفة = التصديق
الإيمان عند الجهم = الإيمان عن الأشعرية
الإشكال في أي عبارة من هذه العبارات؟
بارك الله فيك , و أحسنت في هذا الأسلوب العلمي , و أنا والله أعلم أنك و الشيخ الفاضل عبد الباسط الغريب أعلم مني إجمالا في هذا الباب و في غيره ,و لا أدل على ذلك من تخصصكم في مشاركاتكم في هذا المنتدى المبارك في مقالات أهل الكلام عموما والأشاعرة خصوصا.
وهذا لايمنع من أشير إلى الخطأ , إذا ثبت عندي أنه خطأ , بل كشف الخطأ لأمثالكم أولى , حتى لا تتخذوا من الخطأ مقدمة لبعض ححجكم , فتفسد و لا يقوم مقاكم ويسد مكانكم أحد.
الإشكال في قولك: المعرفة = التصديق.
فإن كنت تقصد أن المعرفة عندك = التصديق عندك , فهذا كما لا يخفاك أجنبي عن موضوعنا.
و إن كنت تقصد أن المعرفة عند الجهمية = التصديق عند الأشاعرة , فهذا فيه نظر.
المعرفة عند الجهمية:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - في آخر كتاب الإيمان: قالت الجهمية: الإيمان معرفة الله بالقلب، وإن لم يكن معها شهادة لسان، ولا إقرار بنبوة، ولا شيء من أداء الفرائض , احتجوا في ذلك بإيمان الملائكة، فقالوا: قد كانوا مؤمنين قبل أن يخلق الله الرسل.
فهو كما ترى معرفة بلا إذعان و لا إقرار.
التصديق عند الأشاعرة:
قال الأيجي: (والتلفظ بكلمتي الشهادتين مع القدرة شرط , فمن أخل به فهو كافر مخلد في النار , و لا تنفعه المعرفة القلبية من غير إذعان و قبول فإن من الكفار من كان يعرف الحق يقيناً , وكان إنكاره عناداً و استكباراً
فهو كما ترى معرفة بإذعان و إقرار.
مع العلم أن الإيمان عند الأيجي بسيط كجمهور الأشاعرة , وهو التصديق فقط!
قال في المواقف: (و أما في الشرع - يقصد الإيمان - وهو متعلق ما ذكرنا من الأحكام فهو عندنا و عليه أكثر الأئمة كالقاضي و الأستاذ و وافقهم على ذلك الصالحي وابن الراوندي من المعتزلة: التصديق للرسول فيما علم بمجيئه به ضرورة تفصيلا فيما علم تفصيلا و إجمالا فيما علم اجمالا , فهو في الشرع تصديق خاص). المواقف بشرح الجرجاني ج8ص322 ط السعادة.
فإذا كان الإيمان عنده هو التصديق فقط , و أن من لم يذعن لن تنفعه المعرفة القلبية , كما هو ظاهر في النقل الأول والثاني.
فهل تراه - حفظك الله و طهر قلبك - يقول بخلود بعض من يصدق عليه اسم الايمان - عنده - في نار جهنم؟
و أنا كذلك أقول دلني أين أخطأت؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:58 ص]ـ
و الذي يظهر لي والله أعلم أن الفرق بين مذهب الأشعرية في الإيمان ومذهب الجهم إنما يحصل بمعرفة مرادهم بالتصديق، أو: هل أعمال القلوب تدخل عندهم في الإيمان أم لا؟
فمن فسر التصديق منهم بالعلم، كالقاضي الباقلاني في التمهيد، أو بالمعرفة كما نقل الشهرستاني في نهاية الإقدام عن أبي الحسن أنه فسر التصديق تارة " بالمعرفة بوجود الصانع وإلهيته وقدمه وصفاته "، أو فسره بالتصديق المجرد عن الإذعان والقبول؛ فهذا قوله قول الجهم قطعاً.
بارك الله فيك , الآن إنحل الإشكال , و استبان لي أن لهم في التصديق قولان: أنه مجرد المعرفة الخالية من الإذعان , وهذا لا شك هو عين مذهب الجهمية في الإيمان كما قلت.
و الثاني هو جعل التصديق مركب من المعرفة و الإقرار كما سبق عن الأيجي و البيجوري كما أفدته.
أما الآخرون، وهم الذين أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان، فالتصديق عندهم غير التصديق عند أولئك، ومن هؤلاء البيجوري حيث قال: " والمراد بتصديق النبي في ذلك: الإذعان لما جاء به، والقبول له، وليس المراد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول له حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا يعرفون حقيقة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، ومصداق ذلك قوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ".
وهذا القول - وهو إدخال أعمال القلوب في الإيمان منقول عن الأشعري كما في مجرد المقالات 154، وهو مقتضى كلام الغزالي في الاقتصاد.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 04:14 ص]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه أخي الغنامي، وأحي الشيخ الكريم الدمشقي.
ولو أنني استغربتُ منه إنكاره على الشيخ أحمد عطية ما قاله.
لأني الذي أعرفه عن أبي الحسنات أنه لا يلزم الأشاعرة بقول جهم في مقالات سابقة، ومنها أنه لا يصح إلزام الأشاعرة بإيمان أبي طالب الذي حقق المعرفة عند الجهمية، لأن قولهم ليس كقول جهم.
ثم إن من قال بأن التصديق يدخل فيه أعمال القلوب، لا يدخل في مسألتنا لأنه قطعًا لا يلزمه قول جهم من أي جهة.
إنما مسألتنا هي التصديق الذي وصف به شيخ الإسلام ابنُ تيمية الأشاعرةَ أنه عين قول جهم وهي المعرفة.
فلا وجه لاستنكار أخي أبي الحسنات على الغنامي في أول تعقيب له، لأنه مادام:
- أن الأشعري صحَّ عنه وعموم متأخري الأشاعرة أنهم يدخلون أعمال القلوب في التصديق.
- وأنَّ شيخ الإسلام استصعب التفريق بين المعرفة عند جهم وبين التصديق الخالي من الانقياد بقوله السابق.
فلا يصحُّ أن نستنكر على من فرّق بين مذهب الأشعري ومذهب جهم في تعريف الإيمان إلا من قبل رجل لا يعرف عن الأشاعرة إلا قول الباقلاني وما نسبه الشهرستاني لأبي الحسن!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/284)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 04:16 ص]ـ
أقول هذا إنصافًا لمشهور قول الأشاعرة عامة في أن تصديقهم ليس كالمعرفة عند جهم، وهو ظاهر التعقيبات الأولى لهذا الموضوع.(56/285)
سؤال عن كتاب
ـ[سعيد توفيق زين العابدين]ــــــــ[29 - 07 - 09, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
فقد ظهر في معرض القاهرة المنصرم كتاب منسوب للإمام النووي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -،كتب على غلافه {جزء فيه ذكر ما يجب اعتقاده عند علماء السلف في الحروف والأصوات} وقد أشار المحقق إلى أنه ينشر لأول مرة.
فأود أن أسأل أهل العلم والفضل عن صحة نسبة هذا الجزء لإمام النووي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؛خاصة وأن الأخ المحقق _وفقه الله _ لم يأت بأي شيء عن الأصل المخطوط الذي اعتمده أصلا:لا مكان وجوده،ولا من أين حصل عليه، ولا ما هي صفته؛ مما يثير الشك في النفس في أن هذا الجزء ليس للإمام النووي عليه رحمة الله.
والكتاب من مطبوعات مكتبة الأنصار للنشر والتوزيع.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 05:44 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67474
ـ[سعيد توفيق زين العابدين]ــــــــ[29 - 07 - 09, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
فجزاك الله خير الجزاء _فضيلة الأخ الفاضل مختار الديرة على ما أسديت من فضل وأرشدت إليه من علم، وأسأله سبحان أن يوفقني وإياك إلى ما فيه نفعنا وصلاحنا في دنيانا وآخرتنا،والسلام.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم و جعل لكم بمثل ما دعوتم به(56/286)
فوائد من شرح حديث جبريل فى تعليم الدين
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من شرح حديث جبريل فى تعليم الدين طبعة دار بن عفان)) للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله.
1 - الفائدة الأولى ((القدرية الغلاة وحكمهم)) المنكرون لعلم الله:قال حفظه الله ص 12 ((وقد قال كثيرٌ من أئمَّة السلف: "ناظروا القدرية بالعلم، فإن أقرُّوا به خُصموا، وإن جحدوه فقد كفروا. يريدون أنَّ مَن أنكر العلم القديم السابق بأفعال العباد وأنَّ الله قسمهم قبل خلقهم إلى شقيٍّ وسعيد، وكتب ذلك عنده في كتاب حفيظ، فقد كذَّب بالقرآن، فيكفر بذلك، ".
2 - الفائدة الثانية ((القدرية المثبتين لعلم الله وحكمهم)) قال ص12 وفى نفس السياق السابق ((وإن أقرُّوا بذلك ((أى بعلم الله)) وأنكروا أنَّ الله خلق أفعال عباده وشاءها وأرادها منهم إرادة كونية قدرية، فقد خُصموا؛ لأنَّ ما أقرُّوا به حجَّة عليهم فيما أنكروه، وفي تكفير هؤلاء نزاع مشهور بين العلماء، وأمَّا مَن أنكر العلم القديم، فنصَّ الشافعي وأحمد على تكفيره، وكذلك غيرهما من أئمَّة الإسلام".
3
- الفائدة الثالثة ((قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الحديث ((على فخذيه)) ص،17،16 قال:السابعة: ذكر النووي في شرح مسلم (1/ 157) أنَّ الضمير في "فخذيه" يرجع إلى جبريل، وقال غيرُه: إنَّه يرجع إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ في الفتح (1/ 116): "وفي رواية لسليمان التيمي: ليس عليه سحناء السفر، وليس من البلد، فتخطَّى حتى برَك بين يدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدُنا في الصلاة، ثم وضع يده على ركبتي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكذا في حديث ابن عباس وأبي عامر الأشعري: "ثم وضع يده على ركبتي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم" فأفادت هذه الرواية على أنَّ الضمير في قوله: (على فخذيه) يعود على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبه جزم البغوي وإسماعيل التيمي لهذه الرواية، ورجَّحه الطيبي بحثاً؛ لأنَّه نسق الكلام، خلافاً لِمَا جزم به النووي، ووافقه التوربشتي؛ لأنَّه حمله على أنَّه جلس كهيئة المتعلِّم بين يدي من يتعلَّم منه، وهذا وإن كان ظاهراً من السياق لكن وضعه يديه على فخذ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صنيع منبِّه للإصغاء إليه، وفيه إشارة لِمَا ينبغي للمسؤول من التواضع والصَّفح عمَّا يبدو من جفاء السائل، والظاهر أنَّه أراد بذلك المبالغة في تعمية أمره ليقوى الظنُّ بأنَّه من جُفاة الأعراب، ولهذا تخطَّى الناسَ حتى انتهى إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، وفي سنن النسائي (4991) أنَّه وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4 - الفائدة الرابعة: ((الفرق بين الإسلام والإيمان)) قال ص 17:
الأولى: أجاب النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريل عندما سأله عن الإسلام بالأمور الظاهرة، وعندما سأله عن الإيمان، أجابه بالأمور الباطنة، ولفظَا الإسلام والإيمان من الألفاظ التي إذا جُمع بينها في الذِّكر فُرِّق بينها في المعنى، وقد اجتمعا هنا، ففُسِّر الإسلام بالأمور الظاهرة، وهي مناسبة لمعنى الإسلام، وهو الاستسلام والانقيادُ لله تعالى، وفسِّر الإيمان بالأمور الباطنة، وهي المناسبة لمعناه، وهو التصديق والإقرار، وإذا أُفرد أحدُهما عن الآخر شمل المعنيين جميعاً: الأمور الظاهرة والباطنة، ومن مجيء الإسلام مفرداً قول الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، ومن مجيء الإيمان مفرداً قول الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، ونظير ذلك كلمتَا الفقير والمسكين، والبر والتقوى وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/287)
5 - الفائدة الخامسة ((لا يصح العمل الخالص إذا كان لا يوافق الشرع)) قال حفظه الله ص 19: ولا يُقال: إنَّ العمل إذا كان خالصاً لله، ولَم يكن مبنيًّا على سنَّة، وكان قصدُ صاحبه حسناً أنَّه محمود ونافعٌ لصاحبه، ومِمَّا يدلُّ على ذلك أنَّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال للصحابيِّ الذي ذبح أضحيتَه قبل صلاة العيد: "شاتُك شاة لحم"، فلَم يعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أضحية؛ لأنَّها ذبحت قبل ابتداء وقت الذبح الذي يبدأ بعد صلاة العيد، والحديث أخرجه البخاري (5556) ومسلم (1961)، وقد قال الحافظ في شرحه في الفتح (10/ 17): "قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: وفيه أنَّ العمل وإن وافق نيَّة حسنة لَم يصح إلاَّ إذا وقع على وفق الشرع".
6 - الفائدة السادسة ((معنى قوله عز وجل فى الحديث القدسى (إلا الصوم فإنه لى وانا أجزى به)): قال حفظه الله ص 23: صومُ رمضان عبادة بدنية، وهي سرٌّ بين العبد وبين ربِّه، لا يطَّلع عليه إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ لأنَّ من الناس مَن يكون في شهر رمضان مفطراً وغيرُه يظنُّ أنَّه صائم، وقد يكون الإنسانُ صائماً في نفل وغيرُه يظنُّ أنَّه مُفطر، ولهذا ورد في الحديث الصحيح أنَّ الإنسانَ يُجازَى على عمله، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله عزَّ وجلَّ: "إلاَّ الصوم فإنَّه لي، وأنا أجزي به" رواه البخاري (1894)، ومسلم (164)، أي: بغير حساب، والأعمال كلُّها لله عزَّ وجلَّ، كما قال الله عزَّ وجلَّ: ُ {قلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، وإنَّما خُصَّ الصوم في هذا الحديث بأنَّه لله لِمَا فيه من خفاء هذه العبادة، وأنَّه لا يطَّلع عليها إلاَّ الله.
7 - الفائدة السابعة ((النسبة بين أقسام التوحيد الثلاثة)) قال حفظه الله فى ص و 28،27، 29 ((والنسبةُ بين أنواع التوحيد الثلاثة هذه أن يُقال: إنَّ توحيدَ الربوبيَّة وتوحيدَ الأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهيَّة متضمِّنٌ لهما، والمعنى أنَّ مَن أقرَّ بالألوهيَّة فإنَّه يكونُ مُقرًّا بتوحيد الربوبيَّة وبتوحيد الأسماء والصفات؛ لأنَّ مَن أقرَّ بأنَّ اللهَ هو المعبودُ وحده فخصَّه بالعبادة ولم يجعل له شريكاً فيها، لا يكون منكراً أنَّاللهَ هو الخالقُ الرازقُ المُحيي المميتُ، وأنَّ له الأسماء الحسنى والصفات العُلَى.
وأمَّا مَن أقرَّ بتوحيد الربوبيَّة وتوحيد الأسماء والصفات، فإنَّه يلزمه أن يُقرَّ بتوحيد الألوهيَّة، وقد أقرَّ الكفَّارُ الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوحيد الربُوبيَّة، فلَم يُدخلهم هذا الإقرارُ في الإسلام، بل قاتَلَهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى يَعبدوا اللهَ وحده لا شريك له، ولهذا يأتي كثيراً في القرآن تقريرُ توحيد الربوبيَّة الذي أقرَّ به الكفَّارُ؛ لإلزامهم بالإقرار بتوحيد الألوهيَّة، ومن أمثلة ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/288)
ففي كلِّ آية من هذه الآيات تقريرُ توحيد الربوبيَّة للإلزام بتوحيد الألوهيَّة، فيقول في كلِّ آية من هذه الآيات الخمس عقب تقرير توحيد الربوبيَّة {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}، والمعنى أنَّ مَن تفرَّد بهذه الأفعال التي هي من أفعال الله وحده، يجبُ أن يُخصَّ بالعبادة وحده؛ لأنَّ مَن اختصَّ بالخلْق والإيجاد وغيرها من أفعال الله يَجب أن يُخصَّ بالعبادة وحده، وكيفيُعقل أن تكون المخلوقات التي كانت عَدَماً، وقد أوجدَها الله، كيف يُعقل أن يكون لها نصيبٌ من العبادة وهي مخلوقةٌ لله، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}.
8 - الفائدة الثامنة (ما يمتاز به القرأن عن باقى الكتب)) قال حفظه الله ص 30: 31 الترقيم من عندى ((ومِمَّا يمتاز به القرآن على غيره من الكتب السابقة 1 - أنَّه يجب الإيمانُ به تفصيلاً، فتُصدَّق أخبارُه، وتُمتثل أوامرُه، وتجتنب نواهيه، ويُتعبَّد الله طبقاً لِما جاء فيه وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
2 - وأنَّه المعجزة الخالدة التي تُحدِّي أهل الفصاحة والبلاغة على أن يأتوا بسورة مثله، فعجزوا ولن يستطيعوا، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.
3 - ويمتاز أيضاً بتكفُّل الله بحفظه وسلامته من التحريف، قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،
4 - ويمتاز بنزوله منجَّماً مفرَّقاً، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}.
5 - وكونه مهيمناً على الكتب السابقة؛ قال الله عزَّ وجلَّ: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ}، فهذه الآية تدلُّ على أنَّ القرآنَ مُهيمنٌ على الكتب السابقة، وسنَّة رسول الله شارحةٌ للكتاب وموضِّحة له، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، ولا بدَّ من العمل بما جاء في الكتاب والسُّنَّة، ومن كفر بالسُّنَّة فقد كفر بالقرآن، والله عزَّ وجلَّ فرض الصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج، وبيانُها وبيان غيرها حصل بالسُّنَّة، فالله قد أمر بإقام الصلاة، وبيَّنت السُّنَّة أوقاتَ تلك الصلوات وعدد ركعاتها، وبيَّنت كيفياتها، وقال صلى الله عليه وسلم: "صلُّوا كما رأيتُمونِي أُصلِّي" رواه البخاري (631).
وأمر بإيتاء الزكاة، وبيَّنت السُّنَّة شروطَ وجوبها، وأنصباءها ومقاديرها، وأمر بالصيام، وبيَّنت السُّنَّة أحكامَه ومُفطِّراته.
وأمر بالحجِّ، وبيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم كيفياته، وقال: "لتأخذوا مناسككم، فإنِّي لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حَجَّتِي هذه" رواه مسلم (1297).
6
– الفائدة السادسة ((الجن ليس فيهم رسل بل نذر)) قال حفظه الله ص33 ((والجنُّ ليس فيهم رسُل، بل فيهم النُّذُر، كما قال الله عزَّ وجلَّ:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، فلم يذكروا رسلاً منهم، ولا كتباً أنزلت عليهم، وإنَّما ذكروا الكتابين المنزلين على موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، ولم يأت ذكر الإنجيل مع أنَّه منَزَّلٌ من بعد موسى؛ وذلك أنَّ كثيراً من الأحكام التي في الإنجيل قد جاءت في التوراة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/289)
قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات: "ولم يذكروا عيسى؛ لأنَّ عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم، وهو في الحقيقة كالمتمِّم لشريعة التوراة، فالعمدة هو التوراة، فلهذا قالوا: {أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} ".
7 – الفائدة السابعة ((الفرق بين النبى والرسول)) قال حفظه الله 35:36 ((وأمَّا الفرق بين النَّبيِّ والرسول فقد اشتهر أنَّ النَّبيَّ هو مَن أُوحي إليه بشرع ولم يُؤمَر بتبليغه، والرسولَ هو مَن أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، لكن هذا التفريق قد جاء في بعض الأدلَّة ما يدلُّ على عدم صحَّته، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ}، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وذلك يدلُّ على أنَّ النَّبيَّ مرسَلٌ مأمورٌ بالتبليغ، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} الآية، فهذه الآيةُ تدلُّ على أنَّ أنبياءَ بنِي إسرائيل من بعد موسى يَحكمون بالتوراة ويدعون إليها، وعلى هذا فيُمكن أن يُقال في الفرق بين الرسول والنَّبيِّ: إنَّ الرَّسولَ مَن أُوحي إليه بشرع وأُنزل عليه كتاب، والنَّبيَّ هو الذي أُوحي إليه بأن يُبلِّغ رسالةً سابقة، وهذا هو المتَّفق مع الأدلَّة، لكن يبقى عليه إشكال، وهو أنَّ من المرسَلين مَن وُصف بأنَّه نبِيٌّ رسول، كما قال الله عزَّ وجلَّ في نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}، وقال في موسى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}، وقال في إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً}، ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم نَزَل عليه الوحيُ أوَّلاً ولم يُؤمَر بالتبليغ، ثم أُمر بعد ذلك بالتبليغ بقوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ}، ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في الأصول الثلاثة: "نُبِّئ بـ {اقْرَأْ}، وأُرسل بـ {الْمُدَّثِّرُ} "، وعلى هذا فيُقال: النَّبيُّ مَن أُوحي إليه ولم يُؤمَر بالتبليغ في وقت ما، أو أُمر بأن يبلِّغ شريعة سابقة، أو يُقال: النَّبيُّ يُطلق عليه الرسول، والرسول يُطلق عليه النَّبي.
8 - الفائدة الثامنة ((هل البعث يوم القيامة يكون بأجساد جديدة؟!!)) قال حفظه الله ص:47:46: والبعثُ يوم القيامة يكون بإعادة الأجساد التي كانت في الدنيا لتلقى مع الأرواح الثواب والعقاب، وليس لأجساد جديدة لم تكن موجودةً في الدنيا، وهذا هو الذي استبعده الكفَّارُ وأنكروه، قال الله عزَّ وجلَّ: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}، فبيَّن سبحانه أنَّه عالِم بكلِّ ذَرَّة من ذرَّات أجسادهم التي تنقصها الأرض منهم، فيُعيدُها كما كانت فيبعث ذلك الميت بجسده الذي كان عليه في الدنيا، وقال تعالى: {وََإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، والمعنى كما ذكر ابن كثير عن جماعة من السلف أنَّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام قطع الطيورَ الأربعة وخلط لحومَها، وجعل على كلِّ رأس جبل منها قطعة، ثم دعاهنَّ فتجمَّعت أجزاءُ كلِّ طائر، حتى عادت الطيورُ على ما كانت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/290)
عليه، وأتت إليه سعياً.
وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وهذه الآياتُ تدلُّ على أنَّ الأجسادَ التي في الدنيا هي التي أُعيدَت وشهدت الأسماعُ والأبصارُ والجلودُ بالمعاصي التي عملها أصحابُها.
ومثل هذه الآيات قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
ويدلُّ على ذلك من السُّنَّة حديث قصَّة الرَّجل الذي أوصى بَنِيه إذا مات أن يحرقوا جسدَه ويَرموا جزءاً من رماده في البَرِّ وجزءاً منه في البحر، فأمر الله عزَّ وجلَّ البحرَ بأن يُخرج ما فيه، والبَرَّ بأن يُخرج ما فيه، حتى عاد الجسدُ كما كان، والحديث رواه البخاري (7506)، ومسلم (2756) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
9 - الفائدة التاسعة ((الرد على الرافضة فى إستدلالهم بحديث (الحوض ولفظ: أصحابى) قال حفظه الله ص 50
: ومن الناس مَن يُذادُ عن ورود الحوض، فقد روى البخاري في صحيحه (6576) عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرَطُكم على الحوض، وليُرفعَنَّ رجالٌ منكم، ثمَّ ليُختلَجنَّ دونِي، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيُقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
والمراد بهؤلاء الأصحاب أُناسٌ قليلون ارتدُّوا بعد موت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقُتلوا على أيدي الجيوش المظفَّرة التي بعثها أبو بكر الصديق رضىالله عنه لقتال المرتدِّين.
والرافضةُ الحاقدون على الصحابة تزعمُ أنَّ الصحابةَ ارتدُّوا بعد وفاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ نفراً يسيراً منهم، وأنَّهم يُذادون عن الحوض، والحقيقة أنَّ الرافضةَ هم الجديرون بالذَّود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّهم لا يغسلون أرجلَهم في الوضوء، بل يمسحون عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ للأعقاب من النار" أخرجه البخاري (165) ومسلم (242) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وليست فيهم سِيمَا التحجيل التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أمَّتِي يُدعون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين من آثار الوضوء" أخرجه البخاري (136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
10 - الفائدة العاشرة: ((الوزن يوم القيامة يكون للعامل وللعمل ولسجلات الأعمال)) قال حفظه الله ص51:52: والأعمالُ وإن كانت أعراضاً فالله يجعلها أجساماً توضَع في الميزان، والحكمة من وزن أعمال العباد إظهار عدل الله وإيقاف العبد على أعماله؛ فإنَّه سبحانه وتعالى عليمٌ بكلِّ شيء، ومن ذلك أعمال العباد وُزنت أو لَم تُوزَن.
والوزنُ كما يكون للأعمال يكون لصحائف الأعمال، كما في حديث البطاقة والسِّجِلاَّت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلاً من أمَّتِي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ، كلُّ سجِلٍّ مثلُ مدِّ البصر، ثمَّ يقول: أتُنكرُ من هذا شيئاً أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحافظون؟ فيقول: لا يا ربِّ! فيقول: أَفَلَك عُذر فيقول: لا يا ربِّ! فيقول: بلى، إنَّ لك عندنا حسنة، فإنَّه لا ظُلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أنَّ محمداً عبدالله ورسولُه، فيقول: احضُر وزنك، فيقول: يا ربِّ! ما هذه البطاقة أمام السِّجِلات فقال: إنَّك لا تُظلَم، قال: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كفَّة والبطاقة في كفَّة، فطاشت السِّجِلاَّت وثقلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/291)
البطاقةُ، فلا يثقُلُ مع اسم الله شيء" أخرجه الترمذي (2639) وحسَّنه، والحاكم (1/ 6) وصحَّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني (135).
ويكون الوزنُ أيضاً للعامل لقوله صلى الله عليه وسلم عن ساقَي ابن مسعود رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده لَهما أثقلُ في الميزان من أُحُد"، وهو حديث حسن، أخرجه أحمد (3991) وغيرُه.
11 - الفائدة الحادية عشر ((عدد الشفاعات)) قال حفظه الله ص53:54:ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالشَّفاعات التي وردت في الكتاب والسنَّة، منها الشفاعة العظمى الخاصَّة بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم في تخليص أهل الموقف مِمَّا هم فيه، وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الأوَّلون والآخرون، من لَدن آدم عليه السلام إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد مرَّت الإشارةُ إليها قريباً في كلام الإمام ابن كثير رحمه الله.
ومنها الشفاعة فيمَن استحقَّ النارَ ألاَّ يدخلها، ويدلُّ لذلك قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء على الصراط: "اللَّهمَّ سلِّم سلِّم"، وقد مرَّ الحديثان في ذلك قريباً عند المرور على الصراط.
ومنها الشفاعة في رفع درجات مَن يدخل الجنَّة فيها فوق ما كانيقتضيه ثواب أعمالهم، ويدلُّ لذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، ومنه رفع درجات زوجاته صلى الله عليه وسلم إلى درجته.
ومنها الشفاعة لدخول الجنَّة بغير حساب، ويدلُّ له دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعكاشة بن محصن ليكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنَّة بغير حساب، رواه البخاري (5811) ومسلم (216).
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمِّه أبي طالب حتى جُعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، أخرجه البخاري (3883) ومسلم (209)، وهذا التخفيف مخصِّصٌ لقول الله عزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول الجنَّة، ويدلُّ له قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أوَّل الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثرُ الأنبياء تَبَعاً" رواه مسلم (196)، وفي لفظ له: "أنا أكثر الأنبياء تَبَعاً يوم القيامة، وأنا أوَّلُ مَن يقرعُ بابَ الجنَّة"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "آتي باب الجنَّة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أُمرتُ لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم (197).
ومنها الشفاعة في إخراج أهل الكبائر من النار، وقد تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكره شارح الطحاوية (ص:290)، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجَّل كلُّ نبيٍّ دعوتَه، وإنِّي اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله مَن مات من أمَّتي لا يشركُ بالله شيئاً" رواه البخاري (6304) ومسلم (199)، واللفظ لمسلم. وهذه الشفاعة تحصلُ من الملائكة والنَّبيِّين والمؤمنين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد في صحيح مسلم (183): "فيقول الله عزَّ وجلَّ: شفعت الملائكة، وشفع النَّبيُّون، وشفع المؤمنون، ولَم يبق إلاَّ أرحمُ الرَّاحمين ... " الحديث.
12 – الفائدة الثانية عشر ((المراد بقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت): قال حفظه الله ص:65:64: وأمَّا قول الله عزَّ وجلَّ: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}، فقد فُسِّر بأنَّ ذلك يتعلَّق بالشرائع، فينسخ اللهُ منها ما يشاء ويُثبتُ ما يشاء، حتى خُتمت برسالة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، التي نَسخت جميع الشرائع قبلها، ويدلُّ لذلك قوله في الآية التي قبلها {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}، وفُسِّر بالأقدار التي هي في غير اللَّوح المحفوظ، كالذي يكون بأيدي الملائكة، وانظر: شفاء العليل لابن القيم، في الأبواب: الثاني والرابع والخامس والسادس، فقد ذكر في كلِّ باب تقديراً خاصًّا بعد التقدير في اللَّوح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/292)
المحفوظ.
وأمَّا قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يَردُّ القضَاءَ إلاَّ الدعاءُ، ولا يزيد في العُمر إلاَّ البرُّ" أخرجه الترمذي (2139)، وحسنه، وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني (154)، فلا يدلُّ على تغيير ما في اللَّوح المحفوظ، وإنَّما يدلُّ على أنَّ اللهَ قدَّر السَّلامةَ من الشرور، وقدَّر أسباباً لتلك السَّلامة، والمعنى أنَّ اللهَ دفع عن العبد شرًّا؛ وذلك مقدَّرٌ بسببٍ يفعله وهوالدّعاء، وهو مقدَّرٌ، وكذلك قدَّر أن يطولَ عُمرُ الإنسان، وقدَّر أن يحصلَ منه سببُ لذلك، وهو البِرُّ وصلة الرَّحم، فالأسبابُ والمسبَّباتُ كلُّها بقضاء الله وقدره، وكذلك يُقال في قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقه أو يُنسَأ له في أثره فليَصِلْ رَحِمَه" رواه البخاري (2067)، ومسلم (2557)، وأجَلُ كلّ إنسان مُقدَّرٌ في اللوح المحفوظ، لا يتقدَّم عنه ولا يتأخَّر، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا}، وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}، وكلُّ مَن مات أو قُتل فهو بأجله، ولا يُقال كما قالت المعتزلة: إنَّ المقتولَ قُطع عليه أجلُه، وأنَّه لو لَم يُقتَل لعاش إلى أجل آخر؛ فإنَّ كلَّ إنسان قدَّر الله له أجلاً واحداً، وقدَّر لهذا الأجل أسباباً، فهذا يموتُ بالمرض، وهذا يموت بالغرق، وهذا يموتُ بالقتل، وهكذا.
13 – الفائدة الثالثة عشر ((هل الإنسان مسير أو مخير؟!)) قال حفظه الله ص 69: وبهذا يُجابُ عن السؤال الذي يتكرَّر طرحُه، وهو: هل العبدُ مسيَّرٌ أو مُخيَّر؟ فلا يُقال: إنَّه مسَيَّرٌ بإطلاق، ولا مُخيَّرٌ بإطلاق، بل يُقال: إنَّه مُخيَّرٌ باعتبار أنَّ له مشيئةً وإرادةً، وأعماله كسب له يُثاب على حَسَنها ويُعاقَب على سيِّئها، وهو مسيَّرٌ باعتبار أنَّه لا يحصل منه شيءٌ خارجٌ عن مشيئة الله وإرادته وخلقه وإيجاده.
14 – الفائدة الرابعة عشر ((الإستثناء فى الإيمان)) قال حفظه الله ص 74:
وللتفاوت في هذه الدرجات ((يقصد الإسلام والإيمان والإحسان)) فإنَّه يُستثنى في الإيمان عند أهل السنة، فإذا قيل للرَّجل: أنت مؤمن قال: إن شاء الله أو أرجو؛ لأنَّ في ذكر الإيمان بدون استثناء تزكية للنفس، ومَن جاء عنه من أهل السنة ترك الاستثناء في الإيمان، فإنَّ مقصودَه أصل الإيمان الذي هو الإسلام، وليس التزكية.
15
- الفائدة الخامسة عشر ((هل يقال الله أعلم أو يقال الله ورسوله أعلم، عدم علم النبى بحال أمته بعد وفاته)) قال حفظه الله ص 79:ويُشرَع للمسئول إذا لم يكن عنده جواب أن يقول: لا أدري، أو الله أعلم؛ لصلاحية ذلك لكلِّ سؤال، بخلاف: الله ورسوله أعلم، فلا تصلح لكلِّ سؤال، فلو سأل سائل: متى تقوم الساعة تعيَّن في الجواب قول: الله أعلم؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة.
وأيضاً فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يعلم بما يحصلُ لأمَّته من بعده؛ لحديث ابن مسعود رضىالله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرطُكم على الحوض، وليُرفعنَّ رجالٌ منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا ربِّ أصحابي! فيُقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك" رواه البخاري (6576) ومسلم (2297).
والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.(56/293)
الطريقة الصوفية العلاوية بالجزائر ... اختلاط وفلسفة وزيارة أضرحة!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:08 ص]ـ
مستغانم - (العربية) أحمد حرزالله
يثار الجدل مرة أخرى حول التصوف والطرقية في الذكرى المئوية لطريقة صوفية في الجزائر، هي الطريقة "العلاوية" التي زاوجت بيت التقاليد والعصرنة في الإسلام.
ويؤخذ على الطريقة العلاوية في الجزائر ما وصفه البعض بالانفتاح المبالغ فيه، خصوصاً في ما تعلق بالاختلاط بين النساء والرجال في أماكن العبادة، وزيارة الأضرحة.
غير أن مريدي الطريقة لا يرون مانعاً من منطلق الايمان بالفلسفة العلاوية ودعواتها إلى الاخاء والتسامح.
يقول سعدي ادريس من فقراء الطريقة في المغرب: "في مكة يكون طواف بين نساء ورجال، والشيخ ربانا على الانسان ينظر للمرأة كأخته".
وتصنع مئوية الطريقة العلاوية في غرب الجزائر الحدث، وتجمع أكثر من 5000 باحث وتابع ومريد، قدموا من مختلف مناطق العالم ....
---------------------
منقول بتصرف
فلو يعرّفنا الإخوة في الجزائر وغيرها عن هذه الفرقة المنحرفة ....(56/294)
هل هناك فرق بين الماتردية والاشاعرة؟
ـ[ابو ابراهيم السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:42 م]ـ
اريد الفرق بين الاشاعرة والماتردية وجه الاتفاق بينهم ووجه الاختلاف بينهم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:02 م]ـ
نعم يفترقون في حوالي أربعين مسألة تقريبًا، لكن الأصول العامة متفقون فيها.
وصنفت كتب في المسائل المختلف فيها بين الأشاعرة والماتريدية.
منها كتاب لأبي عذبة الروضة البهية.
ومنها قصيدة نونية للسبكي الابن.
ومنها لشيخ زاده سماه نظم الفرائد وجمع الفوائد.
أخرجها وحققها كلها بسام الجابي في رسالة.
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:20 م]ـ
هناك اختلافات، وليس كلها لفظي، فإن الماتريدية يثبتون الارادة للعبد اثباتاً حقيقيا مؤثراً، والاشعرية ينفونها، والماتريدية ينفون كلام الله لموسى ويقولون بقول المعتزلة أن الله خلق صوتاً فكلم به موسى، والاشعرية يجوزون سماع الكلام الألهي، وهكذا والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:50 م]ـ
هناك اختلافات، وليس كلها لفظي، فإن الماتريدية يثبتون الارادة للعبد اثباتاً حقيقيا مؤثراً، والاشعرية ينفونها، والماتريدية ينفون كلام الله لموسى ويقولون بقول المعتزلة أن الله خلق صوتاً فكلم به موسى، والاشعرية يجوزون سماع الكلام الألهي، وهكذا والله أعلم
بارك الله فيك أخي الكريم.
الماتريدية افترقوا مع الأشاعرة في مسألة إرادة العبد بجزء بسيط وهو أنهم قالوا بإردة جزئية يملكها لا إرادة كاملة، هذا متقدموهم أما المتأخرين منهم فقولهم قريب من كسب الأشاعرة.(56/295)
هديه الى القبوريين!!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:54 م]ـ
قال أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّاءَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ
وَا رَأْسَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ وَا ثُكْلِيَاهْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ ثُمَّ قُلْتُ يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ)
تأمل أيها الموحد الذي طهر الله قلبه من ادران الشرك قوله عليه الصلاة والسلام لأحب الناس اليه: ( ... ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ) ففيه البيان الواضح والدليل الفاضح لأولئك القبوريين الذين يأتون قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقبور غيره يسألونهم الاستغفار و الدعاء و الشفاعة. وهذه فائدة جليلة من هذا الحديث الذي لما سمعه أحمد بن حنبل قال: لو كان لي زاد وراحلة لرحلت الى يحيى حتى اسمعه منه،لم اجد من نبه عليهاولله الحمد والمنة.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 06:56 م]ـ
أحسنت.
استدلال جميل.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:09 م]ـ
هدية ثانية:
عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذ قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون. رواه البخاري
- ومعنى قول عمر: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه و سلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه و سلم ونطلب منه أن يدعو لنا ونتقرب إلى الله بدعائه والآن وقد انتقل صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم:
اللهم بجاه نبيك اسقنا ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه و سلم: اللهم بجاه العباس اسقنا لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:12 م]ـ
هدية ثالثة:
- أيضا ما رواه الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في (تاريخه) بسند صحيح عن التابعي الجليل سليم ابن عامر الحبائري:
(أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الحرشي؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الحرشي يا زيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم)
فهذا معاوية رضي الله عنه أيضا لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم لما سبق بيانه وإنما يتوسل بهذا الرجل الصالح: يزيد بن الأسود رحمه الله تعالى فيطلب منه أن يدعو الله تعالى ليسقيهم ويغيثهم. ويستجيب الله تبارك وتعالى طلبه.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:15 م]ـ
هدية رابعة:
روى ابن عساكر أيضا بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضا: قم يا بكاء (زاد في رواية: فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه)
ليتهم يتقبلون هدايانا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 09:41 م]ـ
لا عليك يا أبا سلمى:
علي (ك) نحت القوافي من معادنها ,,,,,, ولا علي (ك) إذا لم تفهم البقر
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 09:50 م]ـ
ان شاء الله يتقبلون الهدايا ويفهمون ولا يكونون بقراً إلا .....
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 10:57 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[03 - 08 - 09, 11:01 م]ـ
* قال الله تعالى: ((قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله))
*وقال تعالى: ((قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء))
* (فأقول يا ربي أَصحابي فيقال لا تدري ما أَحدثوا بعدك)
*في حديث جبريل (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)
* الرسول صلى الله عليه وسلم يطلعه الله على بعض الغيب فمن ذلك قصة اليهودية التي وضعت السم في الشاة فلو كان يعلم أن فيها السم لنبه صاحبه ولم يأكلا منه لكنه أخبر
بعد أن أكلا فلفظها أما صاحبه رضي الله عنه فمات فلم يكن يعلم الغيب قبل ذلك.
*لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا كحياتنا فإن الصحابة قد خانوه فدفنوه حيا ثم لو كان حيا لماذا لم يخرجوه من قبره فكيف يرضى هؤلاء المتصوفة أن يكونوا فوق الأرض ورسول الله تحت الأرض
أما نحن فنقول أنه حي حياة برزخية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/296)
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:56 م]ـ
كان على الشيخين ابي العلياء وأبي سلمى سامحهما الله ان بترفعا عن هذا الاستشهاد احتراما لمقام الطرح وتأسيا بحسن الدعوة إلى الله بسيد الدعاة ومعلم الإنسانية مكارم الأخلاق
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 08 - 09, 11:04 ص]ـ
أخي نزيه أرجوك بين لي هنا على العام أين أخطأتُ
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 02:12 م]ـ
قال أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّاءَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ
وَا رَأْسَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ وَا ثُكْلِيَاهْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ ثُمَّ قُلْتُ يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ)
تأمل أيها الموحد الذي طهر الله قلبه من ادران الشرك قوله عليه الصلاة والسلام لأحب الناس اليه: ( ... ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ) ففيه البيان الواضح والدليل الفاضح لأولئك القبوريين الذين يأتون قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقبور غيره يسألونهم الاستغفار و الدعاء و الشفاعة. وهذه فائدة جليلة من هذا الحديث الذي لما سمعه أحمد بن حنبل قال: لو كان لي زاد وراحلة لرحلت الى يحيى حتى اسمعه منه،لم اجد من نبه عليهاولله الحمد والمنة.
ما صحة هذا الحديث؟؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 08 - 09, 02:49 م]ـ
ما صحة هذا الحديث؟؟
أليس رواه البخاري؟
وهذا سنده: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّاءَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ ... الحديث
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 08:11 م]ـ
كما في الحديث الصحيح:
«أيها الناس إربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم». والحديث نص على أنه لا يجوز دعاء الغائب سواء كان حيا أو ميتا. ولا يقال إن النبي يسمع من بعيد لأنه ليس بأصم ولا غائب. لأن السميع القريب هو الله وحده.
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[05 - 08 - 09, 09:50 م]ـ
بسم الله
عندما دعا النبي صلى الله عليه وسلم المشركين إلى الإسلام جاءه الخطاب الإلهي (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة السلام (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وهذا فيما يخص المشركين فكيف بك وانت تصف من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله بالبقر وإن كانوا فعلوا ما تصفهم به انهم يعبدون القبور واصحاب القبور وإن كنت لم اسمع ان إنسانا عبد صاحب قبر ولكن من جهلهم يظنون ان صاحب القبر له مكانة عند الله فعلينا تبيان بطلان ذلك بالحجة والدليل وبالحسنى وليس بوصم الناس بالبقر هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل ومعذرة ثم معذرة فهذه نصيحة اخ مخلص فالكلمة الطيبة تدخل إلى القلب بغير استئذان والكلمة القاسية تنفر ولو جئت بمائة دليل
وكانت هديتك طيبة لولا أن اخانا علق بهذا البيت من الشعر وأضفت استثناءك بردك (إلا .... )
علي (ك) نحت القوافي من معادنها ,,,,,, ولا علي (ك) إذا لم تفهم البقر
ان شاء الله يتقبلون الهدايا ويفهمون ولا يكونون بقراً إلا .....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 08 - 09, 10:01 م]ـ
يعني عبارة (إلا .... ) أنت تحملها على أسوأ المحامل؟
حتى ولو جاء القبوري وحملها على المحمل الحسن. فلما يرى كلامك .. أنت ستغير له نيته إلى ظن السوء
الله يهيني ويهديك يا أخي.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 11:12 م]ـ
أيها الفاضل نزيه. لو تأملت في الدليل الذي ابتدأت به الموضوع لوجدته موجها الى "طبقة" من القبوريين لا يمكن أن يكونوا من العوام الذين لا يعلمون الكتاب الا أماني و إن هم إلا يظنون, كلامي وتعليقي موجه الى أئمة الضلال الذين يزينون للعوام شركهم ويوهمونهم أنهم على هدى (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا.فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).
ومع هذا فقد دعوت يا نزيه الى خير فما ينبغي للداعي الى الله الا أن يعود لسانه على ان لا ينطق الا بحسن من القول بل و احسن الاقوال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/297)
ـ[خرشوش إسماعيل]ــــــــ[05 - 08 - 09, 11:44 م]ـ
بارك الله أخي وجزاك الله خيرا وجعلها في موازين حسناتك
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 02:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 05:01 ص]ـ
وإن كنت لم اسمع ان إنسانا عبد صاحب قبر
سبحان الله! أما سمعتَ أحدا ينادي (يا فلان أغثني) (يا عبد القادر شيئا لله!) (يا علي!)؟؟؟ أليس هذا بعبادة؟؟؟ نعم، هم لا يسمّونه عبادة، لكنه عبادة، بل "هو العبادة" كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!
ولكن من جهلهم يظنون ان صاحب القبر له مكانة عند الله
وهل عُبدت الأصنام إلا بالجهل - الجهل المركّب! قال ابن عباس عن أصنام قوم نوح: " فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ " [رواه البخاري]
أما ظنهم أن لهم مكانة عند الله، فهو بعينه ظن المشركين الأوائل:
{هؤلاء شفعاؤنا عند الله}
{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلا الله زلفى}
فالظن هو الظن، والشرك هو الشرك، والجهل هو الجهل، الإعراض هو الإعراض!
وأما وصف من بلغته دعوة التوحيد فأعرض عنها بـ "البقر"، فقد قال تعالى:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
- وجزى الله الشيخين أبا العلياء وأبا سلمى خير الجزاء .... ونحن في انتظار المزيد من الهدايا ...
دمتم على التوحيد.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:31 م]ـ
.... ونحن في انتظار المزيد من الهدايا ...
تفضل
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أبكي فقال لي: (ما يبكيك؟) قلت: يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن يخرج الدجال وأنا حي كفيتكموه وإن يخرج الدجال بعدي فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه أشرار أهلها حتى يأتي فلسطين باب لد فينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا) [أحمد وغيره]
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
أحسن الله إليك أبا سلمى!
وفي نفس المعنى حديث النواس بن سمعان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا عند مسلم، وفيه:
" ... إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ... "
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:45 م]ـ
حفظك الله يا أبا إسحق
ـ[عبدالله عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 08 - 09, 10:00 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيكم.
استدلال جميل، و هدية جميلة، نرجو من المخالفين أن يتقبلوها و يعملوا بها.
همسة لي و لكم جميعا: " و قولوا للناس حسنا ".
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:56 ص]ـ
*وقال تعالى: ((قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء))
هكذا الآية بارك الله فيكم: ((ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء))
ـ[عبدالله عبدالوهاب]ــــــــ[28 - 08 - 09, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا(56/298)
هل (الحد) ثابت لله (سبحانه وتعالى وتقدس)
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:01 م]ـ
رقم الفتوى (127681)
العقيدة» التوحيد» الأسماء والصفات
هل "الحد" ثابت لله؟!
السؤال: هل الله عز وجل محدود أم غير محدود؟!
الجواب:
الحمد لله
أولا:
الأصل في الكلام عن الأسماء والصفات النقل، إذ إن أسماء الله وصفاته توقيفية كما حرر ذلك أهل العلم.
ينظر: إجابة السؤال رقم: (106256)
ثانيا:
باب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الأسماء والصفات.
قال ابن القيم رحمه الله:
" ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، كالشيء والموجود والقائم بنفسه؛ فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا " انتهى.
"بدائع الفوائد" (1/ 169)
وقال أيضا:
" ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا، فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه: هل هي توقيفية، أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع " انتهى مختصرا.
"بدائع الفوائد" (1/ 170)
ثالثا:
قد ذم أهل العلم إطلاق القول، نفياً أو إثباتاً، في الألفاظ المحدثة المجملة، قبل الاستفصال عن معناها عند قائلها، ورد القول في ذلك إلى المحكم الثابت من الكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله:
" إذا منع إطلاق هذه المجملات المحدثات في النفي والإثبات، ووقع الاستفسار والتفصيل: تبيَّنَ سواءُ السبيل.
وبذلك يتبين أن الشارع عليه الصلاة والسلام، نص على كل ما يعصم من المهالك، نصا قاطعا للعذر، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) سورة التوبة /115، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) المائدة/3 ".
ثم قال:
" وهذه الجملة: يُعلم تفصيلها بالبحث والنظر، والتتبع والاستقراء، والطلب لعلم هذه المسائل في الكتاب والسنة؛ فمن طلب ذلك وجد في الكتاب والسنة من النصوص القاطعة للعذر في هذه المسائل، ما فيه غاية الهدي والبيان والشفاء. وذلك يكون بشيئين:
أحدهما: معرفة معاني الكتاب والسنة.
والثاني: معرفة معاني الألفاظ التي ينطق بها هؤلاء المختلفون، حتى يحسن أن يطبق بين معاني التنزيل، ومعاني أهل الخوض في أصول الدين؛ فحينئذ يتبين له أن الكتاب حاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، كما قال تعالي: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} البقرة /213، وقال تعالي {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} الشورى /10، وقال {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} النساء / 59 – 61.
ولهذا يوجد كثيرا في كلام السلف والأئمة: النهي عن إطلاق موارد النزاع بالنفي والإثبات، وليس ذلك لخلو النقيضين عن الحق، ولا قصور أو تقصير في بيان الحق؛ ولكن لأن تلك العبارة من الألفاظ المجملة المتشابهة، المشتملة علي حق وباطل؛ ففي إثباتها إثبات حق وباطل، وفي نفيها نفي حق وباطل، فيمنع من كلا الإطلاقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/299)
بخلاف النصوص الإلهية، فإنها فرقان فرق الله بها بين الحق والباطل. ولهذا كان سلف الأمة وأئمتها يجعلون كلام الله ورسوله هو الإمام والفرقان الذي يجب اتباعه؛ فيثبتون ما أثبته الله ورسوله، وينفون ما نفاه الله ورسوله، ويجعلون العبارات المحدثة المجملة المتشابهة ممنوعا من إطلاقها: نفيا وإثباتا؛ لا يطلقون اللفظ ولا ينفونه إلا بعد الاستفسار والتفصيل؛ فإذا تبين المعنى أثبت حقه ونفي باطله، بخلاف كلام الله ورسوله فإنه حق يجب قبوله وإن لم يفهم معناه، وكلام غير المعصوم لا يجب قبوله حتى يفهم معناه.
وأما المختلفون في الكتاب، المخالفون له، المتفقون علي مفارقته: فتجعل كل طائفة ما أصلته من أصول دينها الذي ابتدعته هو الإمام الذي يجب اتباعه، وتجعل ما خالف ذلك من نصوص الكتاب والسنة من المجملات المتشابهات التي لا يجوز اتباعها، بل يتعين حملها علي ما وافق أصلهم الذي ابتدعوه، أوالإعراض عنها وترك التدبر لها ".
"درء تعارض العقل والنقل" (1/ 73 - 77).
رابعاً:
إذا وقع الاستفصال عن المعنى، ورددنا محل النزاع إلى كتاب وسنة رسوله: ساغ استخدام اللفظ الحادث، للدلالة على معنى ثابت، عند من يحتاج إلى ذلك.
قال شيخ الإسلام:
" اذا أثبت الرجل معنى حقا، ونفى معنى باطلا، واحتاج إلى التعبير عن ذلك بعبارة لأجل إفهام المخاطب، لأنها من لغة المخاطب ونحو ذلك: لم يكن ذلك منهيا عنه؛ لأن ذلك يكون من باب ترجمة أسمائه وآياته بلغة أخرى، ليفهم أهل تلك اللغة معاني كلامه وأسمائه، وهذا جائز، بل مستحب أحيانا، بل واجب أحيانا. وإن لم يكن ذلك مشروعا على الإطلاق؛ كمخاطبة أهل هذه الاصطلاحات الخاصة في أسماء الله وصفاته وأصول الدين باصطلاحهم الخاص، إذا كانت المعاني التي تبيَّن لهم هي معاني القرآن والسنة، ... وهذه الترجمة تجوز لإفهام المخاطب، بلا نزاع بين العلماء ". انتهى.
بيان تلبيس الجهمية (2/ 389).
خامسا:
من هذا الباب لفظ " الحد " المذكور في السؤال؛ فمن أراد بإثبات الحد، أنه سبحانه وتعالى بائن عن خلقه بحد فاصل، بين الخالق والمخلوق، فلا يحل شيء من المخلوقات بذاته جل جلاله، كما أنه لا يحل بشيء من خلقه ولا يتّحد به: فهذا معنى صحيح، يُخْبَر به عن الله تعالى، وإن لم يكن صفة ثبوتية، تضاف إليه سبحانه.
قال شيخ الإسلام:
" ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه: إن الخالقَ لا يتميّز عن الخلقِ، فيجحدون صفاته التي يتميّز بها، ويجحدون قدره، فبيّن ابن المبارك أنّ الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه، منفصلٌ عنه، وذكر الحدّ لأن الجهمية كانوا يقولون: ليس له حدٌّ، وما لا حدّ له لا يباينُ المخلوقاتِ، ولا يكون فوق العالم، لأن ذلك مستلزم للحدِّ، فلما سألوا أمير المؤمنين عبد الله بن المبارك: بماذا نعرفه؟ قال: بأنه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، فذكروا لازم ذلك الذي تنفيه الجهمية، وبنفيهم له ينفون ملزومه الذي هو وجوده فوق العرشِ، ومباينته للمخلوقات، فقالوا له: بحدٍّ؟ قال: بحدّ.".
انتهى باختصار. بيان تلبيس الجهمية (1/ 443).
وقال شيخ الإسلام أيضا:
" هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة؛ بل بيّنّا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته ".
"بيان تلبيس الجهمية" (1/ 445)
ومن هنا نتبين أن إطلاق جمع من السلف لهذا اللفظ كان ردا على الجهمية والحلولية وأشباههم من أهل البدعة، وبياناً لمعنى شرعي صحيح في نفس الأمر، وإن كان الشرع لم يعبر عنه بهذا اللفظ.
سادساً:
إثبات الحد لله تعالى، والإخبار به عنه: لا يعني أن الخلق يُحيطون به علماً، سبحانه، أو أنهم يعلمون منتهى ذلك الحد، قال تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) طه/110، وقال: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء) البقرة/255.
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله:
" والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن يؤمن بالحد، ويَكِل علم ذلك إلى الله.
ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته.
فهذان حدان اثنان ". انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/300)
"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223 - 224)، وينظر: "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (7/ 193).
والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:04 م]ـ
الفهرس» العقيدة الإسلامية» أركان الإيمان» الإيمان بالله» توحيد الأسماء والصفات» منهج السلف في الأسماء والصفات (78)
رقم الفتوى: 118156
عنوان الفتوى: مذهب السلف في الحد
تاريخ الفتوى: 19 صفر 1430/ 15 - 02 - 2009
السؤال
ابن تيمية يقول بأزلية العالم، ما رأيكم؟ وكيف له أن يقول بأن الله محدود، وقد قال علي رضي الله عنه: من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود. وأئمة السلف ينفون الحد، قال الطحاوي: وتعالى عن الحدود والغايات والآلات والأدوات، وهو مذهب كل السلف. ما رأيكم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قولك إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول بأزلية العالم فغير صحيح، ولعل الأمر التبس عليك، وإنما وقع الخلاف في المسألة المسماة بحوادث لا أول لها، وهي مسألة من المسائل الدقيقة التي لا ينبغي أن يشتغل بها عوام المسلمين، والتي لا يتسع المقام للبحث فيها، ويمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 63117 بخصوص هذه المسألة.
وأما قولك بأن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول بأن الله محدود إلى آخر كلامك، فجوابه أن لفظ الحد من الألفاظ المجملة التي لم ترد في الكتاب والسنة، فالصواب فيها عدم إثباتها ولا نفيها بالإجمال، وفي بيان ذلك يقول ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدة الطحاوية عند شرحه لكلام الطحاوي الذي ذكرته: الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال: فطائفة تنفيها، وطائفة تثبتها، وطائفة تفصل وهم المتبعون للسلف، فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين ما أثبت بها فهو ثابت وما نفي بها فهو منفي، لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إجمال وإبهام كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي، ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا، ويذكرون عن مثبتها ما لا يقولون به، وبعض المثبتين لها يدخل لها معنى باطلا مخالفا لقول السلف ولما دل عليه الكتاب والميزان، ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها، وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله نفيا ولا إثباتا وإنما نحن متبعون لا مبتدعون.
فالواجب أن ينظر في هذا الباب أعني باب الصفات، فما أثبته الله ورسوله أثبتناه وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات والنفي فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني وننفي ما نفته نصوصهما من الألفاظ والمعاني، وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى ينظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحا قيل لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجملة إلا عند الحاجة مع قرائن تبين المراد، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها ونحو ذلك. اهـ.
ثم قال ما خلاصته: فالمعنى الذي أراده الشيخ – يعني الطحاوي - رحمه الله من النفي الذي ذكره هنا حق لكن حدث بعده من أدخل في عموم نفيه حقا وباطلا فيحتاج إلى بيان ذلك وهو أن السلف متفقون على أن البشر لا يعلمون لله حدا وإنهم لا يحدون شيئا من صفاته .. وسيأتي في كلام الشيخ: وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به، فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده؛ لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم، سئل عبد الله بن المبارك: بم نعرف ربنا قال: بأنه على العرش بائن من خلقه، قيل: بحد قال: بحد. انتهى.
ومن المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء، ويتميز به عن غيره، والله تعالى غير حال في خلقه ولا قائم بهم، بل هو القيوم القائم بنفسه المقيم لما سواه، فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا، فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته، وأما الحد بمعنى العلم والقول وهو أن يحده العباد فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/301)
فهذا الكلام النفيس - والذي نقلناه بطوله لنفاسته – يبين لك الصواب في مسألة لفظ الحد وما يشابهه، وهذا المعنى – وهو إطلاق الألفاظ المجملة التي لم ترد في الكتاب والسنة - قد قرره شيخ الإسلام في مواضع من كتبه.
أما الأثر المروي عن علي رضي الله عنه فلا يصح، فقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب فذكر قصة فيها الكلام المذكور ضمن كلام طويل، ثم قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً. اهـ.
وهذا إسناد لا يصح لعلتين: الأولى لأن النعمان بن سعد قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: النعمان بن سعد الأنصاري الكوفي روى عن علي .. روى عنه ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قال أبو حاتم، وذكره بن حبان في الثقات قلت – القائل هو الحافظ ابن حجر: والراوي عنه ضعيف كما تقدم فلا يحتج بخبره. اهـ. وعبد الرحمن بن إسحاق الذي تفرد بالرواية عن خاله النعمان بن سعد متفق على تضعيفه كما في تهذيب الكمال وتقريب التهذيب.
العلة الثانية: أن في السند انقطاعاً بين محمد بن إسحاق و النعمان بن سعد، فإن النعمان بن سعد لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق فهناك واسطة بين محمد بن إسحاق والنعمان بن سعد، ولهذا قال أبو نعيم: كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً.
وننبه هنا إلى أن القول بأن الله في السماء هو الذي دلت عليه نصوص الوحي، وراجع في ذلك فتوانا رقم: 101609.
كما ننبه على أن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام فذ من أئمة أهل السنة، مشهود له بالعلم والاستقامة وسلامة المعتقد، وقد أفنى حياته العامرة في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ونقد الفرق المنحرفة بأداة قوية وبيان ناصع، وقد أثنى عليه الموافق والمخالف، ويمكنك مراجعة نبذة مختصرة من ترجمته في فتوانا رقم: 45282، كما يمكنك مراجعة نبذة من ثناء العلماء عليه في الفتاوى ذوات الأرقام: 7022، 32029، 32476، 53961، 60591.
وينبغي أن يعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع علمه وفضله وجلالته بشر يصيب ويخطئ، وليس معصوماً، فيؤخذ من قوله ويرد كما هو الشأن مع جميع العلماء، والعلماء إن أخطؤوا فخطؤهم مغمور في بحور فضائلهم، ولا يكون ذلك مدعاة لتنقصهم ولا الطعن فيهم لما وجب لهم من الاحترام والأدب والتوقير، وقد قرر هذا المعنى الحافظ الذهبي في عدة مواضع في كتابه سير أعلام النبلاء.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب) مركز الفتوى
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 10, 10:59 ص]ـ
"
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله:
" والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن يؤمن بالحد، ويَكِل علم ذلك إلى الله.
ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته.
فهذان حدان اثنان ". انتهى.
"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223 - 224)
كلام مسدد
سئل الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله في شرح الطحاوية هذا السؤال:
س4/ذكر العلماء لفظ الحد لله، فما المراد به؟
فأجاب:
ج/ الحد لله ? يريدون به أنَّ الله ? غير مختلط بخلقه، فالله ? قالوا بِحَدْ يعني أنه غير مختلط بالخلق، غير ممازج لخلقه؛ لأنه لو كان ممازجاً كان ما صار فيه حد، لكن بِحَدْ يعني ثَمَّ حَدٌ ينتهي إليه الخلق، الخلق فيه حد ينتهون إليه ويبقى رب العالمين، هذا معنى بِحَدْ.
هل قال أحدٌ منهم أنه أراد به العلو؟
هو العلو من ضمنه، فهو أوضح المسائل تطبيقاً، يعني استوى على عرشه.
قال بحد؟
قال نعم بحد، مثل ما قال سفيان وغيره وحماد بن سلمة، بحد يعني أنه مستوي على عرشه بذاته ? غير ممازج لخلقه غير مخالط لخلقه، هذا معنى بحد.
قال نعم، بحد؛ يعني غير مخالط منفصل.
قال نعم بحد؛ يعني فيه حد ينتهي الخلقُ إليه، فيكون ما ثمَّ إلا رب العالمين.
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيكم ايها الاحبة الكرام.
لكن اشكلت علي عبارة في كلام الامام الدارمي رحمه الله وهي في قوله
- ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته -
ما ذا يقصد رحمه الله بالمكان المحدود.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[24 - 04 - 10, 12:24 ص]ـ
قال الدشتي في كتابه في إثبات الحد:
فقد أطلق أحمدُ القول بإثبات الحد لله تعالى، وقد نفاه في رواية حنبل وهو الذي يعلمه خلقة، والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين: أحدهما على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصةٍ، وليس هو تعالى ذاهب في الجهات الستة، بل هو خارج العالم، مُمَيَّزٌ عن خلقه، ينفصل () عنهم، غير داخل في كل الجهات، وهو معنى قول أحمد: «له حدٌ لا يعلمه إلا هو».
والثاني: أنَّهُ على صفة يَبِنٌ بها عن غيره، ويميز، ولهذا سمي البواب حداداً لأنه يمنع غيره عن الدخول، فهو تعالى فرد واحد، يمتنع عن الاشتراك معه في أخص صفاته». هذا ما وجدت في كتاب القاضي أبي يعلى بخط يده. انتهى
والكتاب يمكنك تحميله من هذا الرابط:
http://www.otiby.net/book/files/elemia/dshty.doc
والحد المضاف إلى الله تعالى معناه أنه مباين لخلقه كما تقدم في كلام الشيخ صالح وكما هو صريح قول ابن المبارك الذي أقره أحمد.
والله له حد عن خلقه وخلقه لهم حد يحدهم عن الله فلا اختلاط: وكل موجودين غير متمازجين احدهما فوق الآخر لكل منهما حد يحده عن الآخر وهو البينونة بينهما.
واحيانًا تجد في نصوص السلف نفي الحد والغاية ويعنون بذلك كيفية الصفات وعلم حقيقتها.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/302)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[24 - 04 - 10, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيك اخي وليد ارجو ان تكون بخير.
وجه الاشكال ليس في اثبات الحد او نفيه او تفصيل ذلك. بل في اثبات المكان لله الذي وصف بالحد
يعني انت تعلم مسالة وجود الله هل هو في مكان وجودي او مكان عدمي. او كما يقال ما فوق العرش الى الله يعني وجوده ليس في مكان مخلوق.
فقول الامام الدارمي رحمه الله- ولمكانه ايضا حد وهو على عرشه فوق السموات - اشكل علي في اضافة المكان الى الله على حسب ما فهمت من عود الضمير ثم هذا المكان له حد. الا يلزم من هذا ان يكون المكان شيء وجودي على كلامه ليس عدمي.
هذا هو وجه الاشكال ارجوا ان تكون فهمت قصدي.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 12:31 ص]ـ
نعم، بارك الله لك.
لا اظن الدارمي يعني بمكانه غير أقرب خلقه إليه وهو العرش يعني أن له حدًّا.
ولا أراه عنى مكان الله لنخوض في مسألة الوجودي والعدمي.
والله أعلم.(56/303)
أول من قدم النقل على العقل
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 01:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول من قدم النقل على العقل هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه وذلك عندما شاع خبر الأسراء والمعراج فذهب كفار قريش إلى أبي بكر يزفون، فلما أن رأوه قالوا له شامتين: انظر ماذا يقول صاحبك! وقصَّوا عليه الخبر، وبكل هدوء ودون طويل وقت ـ ولماذا؟ ووعيه حاضر معه ـ أجابهم رضي الله عنه: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه".
لذلك سمي صديقاً فلو كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقدم العقل على النقل لذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقش وإستفسر وجادل لأن ذلك لا يستسيغه العقل
ولكنه رضي الله عنه قال قولته الشهيرة "والله لئن كان قد قاله فقد صدق" من غير تفسير ولا تأويل أو حتى محاولة عرض ذلك على العقل.
ـ[أبو عبيدة الجزائري]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ ناصر، لو غيرت العنوان من "أول من قدم النقل على العقل"إلى "أول من قدم النقل على الرأي" لكان أولى. لأنه لا تعارض بين النقل و العقل حتى يقدم أحدهما على الآخر. و القصد بالنقل هنا النقل الصحيح الذي هو الإسلام، و القصد بالعقل العقل الصريح والذي لم يأتي إلا ممدوحا في الإسلام. قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ولو تأملت الكلام الذي نقلته عن الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لوجدته عين العقل حين أجابهم بقوله: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه". ففيه استدلال بدليل الأولى العقلي.
ـ[مسدد2]ــــــــ[03 - 08 - 09, 05:32 م]ـ
تعقيب متين ..
وليس مرادي أن أدفع ما أراده الاخ ناصر ولا أن أدافع عنه و انما الاشارة الى ان الدليل الذي أراده الاخ الكريم غير متماسك ولا مؤد للمراد. حيث ان العقل دل كذلك على كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتى بمعجزة القرآن فإنه ليس من المستحيل ولا المستبعد ان يأتي - او ان يؤيده الله بتعبير آخر - بمعجزة غيرها، هذا من منظور أبي بكر وغيره من المؤمنين.
مع التنبيه الى ان الاخ ناصر لم يتطرق الى ما يلي، لكنها تبقى نقطة لصيقة بالموضوع. فإنه من غير الممكن الشرعي ان يمتحن الله الناس بما يخالف العقل (هذا بالنسبة للمسلمين والكافرين على السواء). فسواء الاسراء او غيرها من المعجزات، فإن مشركي قريش لم يكونوا ينكرون قدرة الله وانما كذبوا ان يكون هذا الشخص بذاته (محمد صلى الله عليه وسلم) هو الرسول، او شق عليهم ترك ما كان يعبد آباؤهم. ولم يكن مطلوباً منهم اما ان يؤمنوا و يعارضوا العقل، او ان يبقوا كفاراً و يحافظوا على ما يرونه موافقاً للعقل.
وينبغي التدقيق في العبارة للتمييز بين ما يرّده العقل وما لا يقبله العقل لأنه لا يحصل "عادة ً".
وجزى الله الاخوين خيراً.
والله اعلم
وهو من وراء القصد
مسدد2
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ ناصر، لو غيرت العنوان من "أول من قدم النقل على العقل"إلى "أول من قدم النقل على الرأي" لكان أولى. لأنه لا تعارض بين النقل و العقل حتى يقدم أحدهما على الآخر. و القصد بالنقل هنا النقل الصحيح الذي هو الإسلام، و القصد بالعقل العقل الصريح والذي لم يأتي إلا ممدوحا في الإسلام. قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
ولو تأملت الكلام الذي نقلته عن الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لوجدته عين العقل حين أجابهم بقوله: "والله لئن كان قد قاله فقد صدق. إنَّه ليخبرني أنَّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه. فهذا أبعد مما تعجبون منه". ففيه استدلال بدليل الأولى العقلي.
اخي الحبيب
يبدو ان التعبير بالعقل احكم حتى لا يتخذ المخالفون هذا ذريعة فيفرقون بين الراي والعقل المجرد , وقد قال العلامة المحدث المجدد محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله ان العقل قسمان عقل شرعي وعقل مجرد فالذي كان عند ابي بكر هو العقل الشرعي اما الذي هو ياتي في معرض الذم على لسان اهل السنة والجماعة فهو العقل المجرد
والله اعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:48 م]ـ
العقل والنقل لا يمكن أن يتناقضا، وهذا أمر متفق عليه بين جميع الطوائف في الجملة.
حتى فلاسفة الإسلام يصرح من يصرح من كبرائهم ومتقدميهم كالكندي أن العقل والنقل لا يمكن أن يحصل بينهما تعارض.
وقد زعم بعض المعاصرين أنه لا يوجد نص عن أحد من السلف يفيد أن العقل والنقل لا يتعارضان، وهذا سبب مشاركتي.
قال العلاء بن الحضرمي للمنذر بن ساوى لما جاءه برسالة النبي صلى الله عليه وسلم:
(( ... النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول: ليت ما أمر به نهى عنه، أو ما نهى عنه أمر به، أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه، إن كل ذلك منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل البصر))
والنصوص كثيرة عن السلف في ذلك، ولكن هذا النص أعجبها إلي.
وكل زعم للتعارض بين العقل والنقل إنما يكون موجها إلى كذب الناقل أو خطئه.
قال شيخ الإسلام في التسعينية:
((ولو فرض على سبيل التقدير أن العقل الصريح الذي لا يكذب يناقض بعض الأخبار للزم أحد الأمرين: إما تكذيب الناقل، أو تأويل المنقول، لكن ولله الحمد هذا لم يقع ولا ينبغي أن يقع قط، فإن حفظ الله تعالى لما أنزله من الكتاب والحكمة يأبى ذلك)).(56/304)
استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:23 م]ـ
استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال الشيخ حافظ رحمه الله: س: إذا قيل لنا: هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟
جـ: اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد.
أعلام السنة المنشورة
ووجه الإشكال ظن بعض الإخوة أن الشيخ حافظ حكمي رحمه الله لا يجعل هذه من المكفرات , إلا لاستلزامها اعتقاد أو قل استحلال!
وكان الجواب لهذا الإشكال كما يلي:
1 - الأصل أن يؤخذ كلام العالم في مواضعه المختلفة ويجمع بينها , ولا يصح التعلق بلفظة أو جملة من كلامه.
2 - أنه حكم على هذه الأفعال أنها من الكفر العملي المخرج من الملة , وقوله بالكفر العملي زيادة وأعم من مجرد استلزام الاعتقاد أو الاستحلال.
وقوله بالكفر العملي تأكيد لمذهب أهل السنة في أن الكفر العملي منه المخرج من الملة ومنه غير ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للضم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد.
الصلاة وحكم تاركها (72)
3 - أن أهل السنة عابوا على من جعل مثل هذه المكفرات ليست كفرا بحد ذاتها بل دلالة وعلامة على الكفر.
قال ابن حزم رحمه الله في رده على المرجئة: وقال هؤلاء إن شئتم الله عز و جل وشئتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس كفرا لكنه دليل على أن في قلبه كفرا.
ثم قال بعد ذلك: وأما قولهم إن شتم الله تعالى كفرا وكذلك شتم رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فهو دعوى لأن الله تعالى: {قال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم}
فنص تعالى على أن من الكلام ما هو كفر وقال تعالى: {وإذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}
فنص تعالى أن من الكلام في آيات الله تعالى ما هو كفر بعينه مسموع.
وقال تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة}
فنص تعالى على أن الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان , ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الاستهزاء , ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى.
الفصل (2|224 - 219)
وقال أيضا: وأما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد إلا أن الجهمية والأشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفرا. قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى.
المحلى (11|411)
ومعلوم أن شيخ الإسلام صوب معتقد ابن حزم في القدر والإيمان.
وقال شيخ الإسلام: و ذلك أن نقول: إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرا و باطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء و سائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول و عمل.
الصارم (512)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/305)
وقال: و هذا موضع لابد من تحريره و يجب أن يعلم أن القول بأن كفر الساب في نفس الأمر إنما هو لاستحلاله السب زلة منكرة و هفوة عظيمة و يرحم الله القاضي أبا يعلى قد ذكر في غير موضع ما يناقض ما قاله هنا و إنما وقع من وقع في هذه المهواة بما تلقوه من كلام طائفة من متأخري المتكلمين ـ و هم الجهمية الإناث الذين ذهبوا مذهب الجهمية الأولى في أن الإيمان هو مجرد التصديق الذي في القلب و إن لم يقترن به قول اللسان و لم يقتض عملا في القلب ولا في الجوارح.
الصارم (515)
4 - أو يحمل كلامه على قول أهل السنة على الارتباط بين الظاهر والباطن.
قال شيخ الإسلام: كما لو أخذ يلقي المصحف فى الحش ويقول أشهد أن ما فيه كلام الله أو جعل يقتل نبيا من الأنبياء ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التى تنافى إيمان القلب فإذا قال أنا مؤمن بقلبى مع هذه الحال كان كاذبا فما أظهره من القول فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب.
مجموع الفتاوى (7|616)
وقال ابن القيم: قاعدة الإيمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه وقوته دليل قوته فالإيمان قلب الإسلام ولبه واليقين قلب الإيمان ولبه وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول.
الفوائد (86)
و قال ابن القيم: وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره.
الصلاة وحكم تاركها (71)
والله أعلم
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:40 م]ـ
جزاك الله خيرا علي هذا الموضوع الطيب
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 07 - 09, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا تصويب لجملة ابن حزم
قال ابن حزم رحمه الله في رده على المرجئة: وقال هؤلاء إن شتم الله عز و جل وشتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس كفرا لكنه دليل على أن في قلبه كفرا(56/306)
ما نوع النفاق الذي خشيه السلف على انفسهم
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 10:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
اورد البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن ابي مليكة انه ادرك ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.
سمعت في محاضرة مسجلة لاحد الطلاب نفع الله بهم ان النفاق الذي كان يخشاه الصحابة والسلف على انفسهم هو النفاق العملي لا الاعتقادي.
لكن اشكل علي ما ورد عن عمر رضي الله عنه في انه كان يذهب الى حذيفة رضي الله عنه ويساله هل عده رسول الله صلى الله عليه من المنافقين الذين اسرهم اليه ام لا.
وكذلك توقف عمر رضي الله عنه عن الصلاة على الجنازة حتى يصلي عليها حذيفة رضي الله عنه.
وجه الاشكال/
الذي كنت اعلمه ان المنافقين الذين اسرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حذيفة وكان يسال عمر رضي الله عنه هل هو منهم نفاقهم كان نفاق اكبر اعتقادي لا عملي.
فهل النفاق الذي خشيه السلف على انفسهم هو النفاق العملي فقط.
فقد تعذر علي الجمع بين الاثار.
افيدونا بارك الله فيكم.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:02 م]ـ
لا تعارض بين الأمرين، فعمر من ورعه وشدة خوفه من الله تعالى سأل حذيفة-رضي الله عنه-
وكونه يسأل عن ذلك فإنه لا يعارض ما اتفق عليه أهل العلم بأن النفاق الذي خافه الصحابة على أنفسهم هو الأصغر.
و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 08 - 09, 12:38 م]ـ
موضوع ذو صلة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172137
ـ[خرشوش إسماعيل]ــــــــ[05 - 08 - 09, 11:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي(56/307)
ما نوع النفاق الذي خشيه السلف على انفسهم
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 10:34 م]ـ
اورد البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن ابي مليكة انه قال - ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق علبى نفسه -
سمعت في احدى المحاضرات المسجلة لاحد الطلاب نفع الله بعلمهم ان النفاق الذي كان يخشاه الصحابة والسلف بعامة على انفسهم هو النفاق العملي لا الاعتقادي.
وجه الاشكال/
ان الاثر الوارد عن عمر رضي الله عنه في انه كان يذهب الى حذيفة ويساله هل عده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين اسرهم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا امتناع عمر عن الصلاة على الجنازة حتى يصلي عليها حذيفة رضي الله عنهما.
فهل نفاق المنافقين الذي كان يخشاه عمر هو نفاق عملي ام هو اعتقادي كما هو نفاقهم.
من له علم بالمسالة او اطلاع على كلام اهل العلم في ذلك فلا يبخل علينا به. وشكرا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:34 ص]ـ
لعل هذا يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172137(56/308)
كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
ـ[عبدالله بن ناصر]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:55 م]ـ
السلام عليكم،،،،
أخواني أبحث عن كتاب مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
نسخة إللكترونية مرقونة بحيث يمكن أبحث فيها،،،،، وشكرا،،،،
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:57 م]ـ
كنت بحثتُ فما وجدتُ شيئًا.
عسى أن يكون بحثي قاصرًا فنجدها.
ـ[عبدالله بن ناصر]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:13 م]ـ
كنت بحثتُ فما وجدتُ شيئًا.
عسى أن يكون بحثي قاصرًا فنجدها.
شكرا أخي الكريم عسى الأخوة يسعفونا،،،
ـ[عمر السفياني]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:38 م]ـ
أخي لعل هذا يفيدك
http://1aim.net/fourm/showthread.php?t=16780
وهذا أيضا
http://english.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?ID=1&idfrom=1&idto=177&bk_no=114
ـ[عبدالله بن ناصر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:45 ص]ـ
جمعته من موقع الشبكة الإسلامية،،،،(56/309)
هل الكافر لما يمرض أو يبتلى
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني في الله عندي سؤال خفيف الوطء
هل الكافر لما يمرض أو يبتلى هل يجازيه الله به يعني يكفر به سيئاته.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 04:05 ص]ـ
لا ..
لايكفر عنه سيئاته سواء مرض أو ابتلي أو عمل أعمال طاعات كالصدقة ومساعدة الاخرين وغيرها
ومايأخذه من نعيم في الدنيا هو بسبب الاعمال الحسنة التي يفعلها فانه ياخذ ثوابها في الدنيا
اما في الاخرة فلايقيم الله لهم وزنا
والله تعالى اعلم(56/310)
ما حكم وصف الرجل بـ: الحميد الحكيم المحمود
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 01:35 ص]ـ
دخلت إحدى المنتديات وقرأت هذا الموضوع ...
الموضوع طويل وقد مدح فيه كاتبه رجلاً بهذه الصفات وهذا جزء من المقال.
" ... ذلك الرجل الوقور والعقيد الحكيم والحَمِيدٌ و المَحْمودٌ في كل الأمور الطيبة دقها وجلها , بعيدها وقريبها
كان سبب انزعاجكم في قولي الحميد والمحمود تقولون انها من أسماء الله عز وجل وأنا اتفق معاكم في أن الحكيم والحميد من اسماء الله عز وجل ..
طيب " القاضي , الملك , حميد , حكيم " ما رأيكم بهذه الاسماء .. ؟
حينما يقال القاضي فلان بن فلان .. في حين أن الله هو القاضي هل في قولنا ذلك شرك؟
مثلها كلمة "الملك" نقول: الملك عبد الله حفظه الله .. أليس الله هو الملك .. هل أشركنا بالله في قولنا هذا؟
علاوة على ذلك يقول الله في كتابة " تنزيل من حكيم حميد "
هل هذا يعني ان من تَسمّى باسم " حكيم " أو من كان أسمه " حميد " يعني انه كفر أو أشرك بالله .. !!
هل في قولنا ..
ذلك الرجل الحكيم الحميد في الأمور الطيبة يعني أننا رفعناه فوق منزلة البشر إلى الملكوت الأعلى .. !!
مالكم كيف تحكمون؟ ... "
فما رأي المشايخ في هذا الوصف؟
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 06:15 ص]ـ
لا حرج فيه، ذلك أنه ليس مما يختص بالله عزوجل.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرًا(56/311)
الردّ على المدعو دويسان، وكشف باطل المفترين على أهل السنة البهتان.
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:55 ص]ـ
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله المتفرِّد بإستحقاق العبادة، أشهد أن لا إله إلا هو أحقّ الشهادة، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله، وصحابته، ذوي المكارم، والفضائل، والريادة.
وبعد:
فقد وصلنا سؤال، يسأل مرسلُه عن كلام نُشر قبل أيام من جاهل من ذوي البهتان، قد ملأ كلامه بوساوس الشيطان، وتخبطّات الهذيان، حاول فيه أنَّ يوهم الناس، أنَّ عبادة أرواح الموتى، وما يفعله المشركون عند قبور الصالحين، من الشرك الأكبر، والكفر الأظهر، لم يحاربه إلاَّ شيخ الإسلام، الإمام أحمد بن تيمية رحمه الله، وأتباعه!
وأنَّ أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، حفظةُ وحي الله القرآن، والمجاهدون الذائدون عن الإسلام بالسِّنان، واللِّسان، أتباع الصحابة وأهل البيت الكرام، والقائمون على رعاية المسجد النبويِّ، والحجرة المتشرِّفة بجسد خير الأنام، وعلى خدمة البيت المعظم الحرام، طيلة تاريخ الإسلام، أنهَّم على غير هذا النهج، وسلكوا غير هذا الفج!
وسنردّ عليه بعون الله، من كلام أئمة أهل السنة من مختلف العصور إلى عصرنا هذا، ومن غير كلام المدرسة السلفية أيضا، ولاننقل في ذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شيئا، حتى تبين للقارئ أن ليس لشيخ الإسلام اختصاص في هذا الباب، إذْ هو لم يتجاوز ما قاله أئمة أهل السنة.
وسنبيّن أولاً أن جميع مذاهب المتسننّين المثبتين لخلافة الخلفاء، من جميع المذاهب الأصوليّة، والفروعيّة، يتبرؤون من دين الرافضة، ولايرونه من دين الإسلام أصلا.
وثانيا: نبيِّن أنَّ محاربة عبادة الموتى، وإتخاذ القبور أوثانا، أمرٌّ متفق عليه بين المذاهب السنية كلَّها، وحاربته رموز الحركة الإسلامية عموما، وليس المدرسة السلفية فحسب.
ثالثا: نبيِّن أصول دين الرافضة من مصادرهم، وأنَّ خلافهم مع المسلمين ليس في مسائل في التبرُّك، والتوسل بجاه الصالحين، كما يحاولون إيهامه
وهذا التفصيل بعد الإجمال:
البيان ـ بتوفيق من الله ـ أنَّ البراءةَ من دين الرافضة برمِّته، بما فيه من شرك، وتكفير للصحابة، وإعتقاد تحريف للقرآن، وطعن في أمهات المؤمنين، عرض النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والكذب على أهل بيته عليه الصلاة والسلام، والغلو فيهم إلى درجتهم عبادتهم، ونسبة خصائص الربوبية، والألوهية إليهم .. إلخ
أنَّ البراءة من هذا الدين المبدَّل، أمرٌ مجمع ٌعليه بين جميع علماء المذاهب الأربعة السنة، بل جميع المذاهب الكلامية المنسوبة إلى أهل السنة بالمعنى العام.
فجميع المنتسبين إلى أهل السنة المعتقدين حفظ التنزيل، وتنزيه الصحابة من الردَّة والتبديل، جميعهم ـ وإنْ كان جرى بينهم ما جرى من الخلاف في مسائل في الأصول و الفروع ـ كلُّهم براءٌ من دين الرافضة، وما كانوا أصلاً يحكون مذهبهم إلاَّ في سياق الذم، و التحذير من الإبتداع، ولايعتدّ به في حكاية خلاف، ولا ذكر إجماع.
ولننقل ما يبين هذه الجملة، من كلام العلماء المتقدِّمين، والمتأخِّرين، لا على سبيل الحصر:
الإمام مالك:
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا كعبدالله يقول، قال مالك: (الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام)
السنة للخلال 2/ 557.
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله، والذين معه، أشداء على الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله، ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )
قال: (ومن هذه الآية، انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). تفسير ابن كثير 4/ 219.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/312)
قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم، أو طعن عليه في روايته، فقد ردَّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين).تفسير القرطبي 16/ 297.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام.
وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين). السنة للخلال 2/ 557 – 558
وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام.
وجاء في كتاب السنة للخلال قوله عن الرافضة: (هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويسبونهم، وينتقصونهم، ويكفرون الأئمة إلاَّ أربعة: علي، وعمار، والمقداد، وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء). السنة للإمام أحمد ص 82.
قال ابن عبد القوي: (وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين). كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21
الإمام البخاري
قال رحمه الله: (ما أبالي صليت خلف الجهمي، والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم).خلق أفعال العباد ص 125.
الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان الجهمية والرافضية.
يقصد هما ملتان، غير ملة الإسلام.خلق أفعال العباد ص 125.
الإمام الفريابي
روى الخلال قال: (أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال:
كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به، وهو يقول لا إله إلا الله، قال: لا تمسُّوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته). السنة للخلال 2/ 566.
الإمام ابن قتيبة الدينوري
قال: (إن غلو الرافضة في حب عليِّ المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته عليه، وادعاءهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوّته، وعلم الغيب للأئمة من ولده، وتلك الأقاويل، والأمور السرية، قد جمعت إلى الكذب، والكفر، أفراط الجهل، والغباوة) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص 47.
الإمام عبد القاهر البغدادي
يقول: (وأما أهل الأهواء من الجارودية، والهشامية، والجهمية، والأمامية الذين كفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم).الفرق بين الفرق ص 357.
الإمام القاضي أبو يعلى
قال: وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفَّر الصحابة أو فسَّقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر). المعتمد ص 267 ..
الإمام ابن حزم الظاهري
قال: (وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب، والكفر). الفصل في الملل والنحل 2/ 213.
وقال وأنه: (ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة، والخوارج، والمرجئة، والزيدية، في وجوب الأخذ بما في القرآن المتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا). الإحكام لابن حزم (1/ 96).
الإمام الإسفراييني
قال بعدما نقل عقائدهم وطوامهم: (وليسوا في الحال على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين). التبصير في الدين ص 24 - 25.
الإمام القاضي عياض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/313)
قال رحمه الله: (نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إنَّ الأئمة أفضل من الأنبياء). وقال: (وكذلك نكفر من أنكر القرآن، أو حرفاً منه، أو غير شيئاً منه، أو زاد فيه، كفعل الباطنية، والإسماعيلية).
الإمام السمعاني
قال رحمه الله: (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم، وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم).
الأنساب (6/ 341).
الإمام ابن كثير
قال بعدما رد على الرافضة في دعواهم الوصية لعلي رضي الله عنه: (ولو كان الأمر كما زعموا لما ردَّ ذلك أحد من الصحابة، فإنهم كانوا أطوع لله، ولرسوله، في حياته، وبعد وفاته، من أن يقتاتوا عليه، فيقدّموا غير من قدمه، ويؤخّروا من قدمه بنصّه، حاشا، وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور، والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام، فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام).
البداية والنهاية (5/ 252).
الإمام أبو حامد محمد المقدسي
قال بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم: (لا يخفى على كل ذي بصيرة، وفهم، من المسلمين، أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفرٌ صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم، والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام).رسالة في الرد على الرافضة ص 200.
الإمام أبو المحاسن الواسطي
قال: (إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى: (فإن يكفر بها هؤلاء، فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين). الورقة 66 من مخطوط المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي ..
الإمام علي بن سلطان القاري
قال: (وأما من سب أحداً من الصحابة، فهو فاسق، ومبتدع بالإجماع، إلاَّ إذا اعتقد أنه مباح، كما عليه بعض الشيعة، وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب، كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة، وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع).شم العوارض في ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط
الإمام الآلوسي
وقال علامة عصره الإمام الآلوسي البغدادي رحمه الله، في كتاب الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية: (وبالجملة تكفير أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين تحقق إيمانهم، وصدقهم، وعدم نفاقهم، والإقدام على لعنه، بمجرد شبهة هي أوهن من بيت العنكبوت -كفر صريح، لا ينبغي أن يتوقف فيه، وللشيعة الذين في زماننا الحظ الأوفى من هذا الكفر؛ لأنّهم كفروا أناسا من الصحابة كان الأمير ـ يقصد علي رضي الله عنه ـ يصلي وراءهم، ويقتدي بهم في الجمع والجماعات، كأبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وقد درج معهم على أحسن حال، وأرفه بال حتى زوج بنته أم كلثوم، من عمر رضي الله تعالى عنه، ونكح هو كرم الله وجهه، من سبي أبي بكر رضي الله تعالى عنه خولة الحنفية رضي الله تعالى عنها، وصدر منه كرم الله وجهه من حسن المعاملة مع الخلفاء، ما لا يقبل تأويلا، وهو مما يلقم الشيعة حجرا) انتهى
وقال في كتاب صب العذاب على من سبِّ الأصحاب: (وفي كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير، للعلامة الشهير بالعزيزي، أنَّ الإمام أبا منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي، ألَّف في شرح هذا الحديث، كتابا قال فيه: قد علم أصحاب المقالات أنّه صلى الله تعالى عليه وسلم، لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه، من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذمّ من خالف أهل الحقّ في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة، والرسالة، وفي موالاة الصحابة، وما جري هذه الأبواب ... فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة، إلى هذا النوع من الاختلاف، وقد حدث في آخر أيام الصحاب خلاف القدرية من معبد الجهني، وأتباعه، وتبرأ منهم المتأخرون من الصحاب كعبدالله بن عمر، وجابر، وأنس، ونحوهم، ثم حدث الخلاف بعد ذلك شيئا فشيئا، إلى أن تكاملت الفرق الضالة اثنتين وسبعين فرقة، والثالثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/314)
والسبعون هم أهل السنة والجماعة، وهي الفرقة الناجية) انتهى
ثانيا: بيان أنَّ تحريم عبادة أرواح الموتى، من الصالحين، مقرَّرة عند جميع مذاهب المسلمين، وأنهَّا شرك، تجب محاربته:
ولنبدأ ـ لحكمةٍ لاتخفى ـ ببيان أنَّ مدرسة (الإخوان المسلمين) الشامخة، هي من المدارس الحركيِّة التي حاربت، وحذَّرت من هذا الشرك أيضا، وليس للمدرسة السلفية خصوصية في هذا الشأن، كما حاول المبطل أن يوهم الناس، وإن كانت عناية المدرسة السلفية المباركة بحرب الشرك والخرافة أكثر،
كما:
قال الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى: (وزيارة القبور أياً كانت مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا، وندائهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب، أو بعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، وإضاءتها، والتمسح بها، والحلف بغير الله، ومايلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها, ولا نتأول لهذه الأعمال) الأصول العشرين.
وقال الشيخ القرضاوي مثنيا على جهود المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في محاربة الشرك، وعبادة القبور، ومؤيِّدا لها: (فالإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية، كانت الأولوية عنده للعقيدة، لحماية حمى التوحيد من الشركيات، والخرافيات التي لوَّثت نبعه، وكدَّرت صفاءه، وألَّف في ذلك كتبه، ورسائله، وقام بحملاته الدعوية، والعملية، في هدم مظاهر الشرك).
ومن أحسن من تكلَّم في التحذير من هذه الخرافات من المعاصرين، الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، ولننقل ما ذكره في كتابه عقيدة المسلم.
قال رحمه الله: (ولماذا نستحي من وصف القبوريين بالشرك، مع أن الرسول وصف المرائين به، فقال: (الرياء شرك)، وإنّ واجب العالم أنْ يرمق هذه التوسلات النابية باستنكار، ويبذل جهده في تعليم ذويها طريق الحق، لا أن يفرغ وسعه في التمحُّل والاعتذار، ولستُ ممن يحب تكفير الناس بأوهى الأسباب، ولكن حرام أن ندع الجهل بالعقائد ونحن شهود) عقيدة المسلم ص 73
وقال أيضا: (والمعابد التي أقاموها على قبور الصالحين قدسوها، وسلكوها مسلك الأصنام في الشرك، فلما جاء الإسلام أعلن على هذين المظهرين من مظاهر الوثنية، حرباً شعواء، وشدد تشديداً ظاهراً في محق هذه المساخر المنافقة، وقد رأينا كيف أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أرسل إلى ابن عمه علي رضي الله عنه، وأمره أن يسوِّي بالأرض كلَّ قبر، ويهدم كلَّ صنم، فجعل الأضرحة العالية، والأصنام المنصوبة، سواء في الضلالة، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في البيان عن سفاهة القدامى، وفي التحذير من متابعتهم، (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، فإنّي أنهاكم عن ذلك)، وكان يرفع الخمرة عن وجهه في مرض الموت، ويكرّر هذا المعنى، وكأنّه توجَّس شرّا مما به فدعا الله: (اللهمّ لاتجعل قبري من بعدي وثنا يعبد) عقيدة الإسلام ص 69
ثم قال في موضع آخر: (وقول الله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك " ليس تصريحا، ولا تلميحا، إلى جواز التوسل، والآية ناطقة بأنَّ المجيء للظفر بإستغفار الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ـ بداهةً ـ في أثناء الحياة، لا الموت .. فإذا كان بعض الناس، يحكي أموراً عن مجيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، وأنه سلم فسمع الرد، ثم حظي بتقبيل اليد، فهو بين حالتين:
إمّا أن يكون كذَّابا فلا قيمة لكلامه.
وإما أن يكون مجذوبا ـ يعني مجنونا ـ تخيَّل فخال، ولاقيمة لكلامه كذلك.
ونحن لاندع كتاب ربِّنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الحكايات، أمَّا ذلك الذي يوجب التوسُّل، ويرى أنَّ تأثير الميت أقوى من الحي، فهو رجل مخبول، وزعمه بإنتفاء الشرك، مادام الإعتقاد أنَّ الفاعل هو الله، كلامٌ فارغ.
وقد أبَنَّا أنَّ المشركين القدماء كانوا يعرفون أنَّ الفاعل هو الله، وأنَّ توسَّلهم كان من باب (ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى)، وأنّ ندمهم يوم القيامه، إنّما هو على تسويتهم المخلوق بالخالق، (تالله إنْ كنَّا لفي ضلال مبين، إذ نسوِّيكم برب العالمين)، وهناك عشرات الآيات تؤكد هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/315)
سيقول بعض الناس: إنَّ القدماء كانوا يعبدون، أما عوامّ اليوم فهم يدعون، ويسألون فقط، وشتَّان بين عبادة الجاهلين، وتوسُّل المحدثين بأولياء الله.
ونقول: هذه مغالطة، فالسؤال، والدعاء، بنص القرآن، عبادة محضة، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إنَّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، وفي الحديث (الدعاء مخ العبادة)
فلماذا نتوجّه إلى البشر، بما هو من خصائص الألوهية؟!
وإذا وقع الجهال في تلك الخطايا بغباوتهم، فلماذا لا نسارع إلى إنقاذهم منها، بل تزوير الفتاوى) أ. هـ. المصدر السابق 73 ـ 76
وهذه بعض النقول عن أئمة العلماء من مختلف المذاهب في إنكار، ومحاربة، ما يفعله الرافضة عند القبور من الشرك الأكبر:
قال الإمام ولي الله الدهلوي وهو إمام السادة الحنفية في عصره: (كل من ذهب إلى بلدة أجمير، أو إلى قبر سالار مسعود، أو ما ضاهاها لأجل حاجة يطلبها؛ فإنه آثم إثمًا أكبر من القتل والزنى، ليس مثله إلاَّ مثل من كان يعبد المصنوعات، أو مثل من كان يدعو اللات والعزى ... ) كتاب جهود السادة الحنفية للشمس الأفغاني ص 1141 - 1142
وقال الفقهاء الحنفية: (من قال: أرواح المشايخ حاضرة تعلم؛ كفر) المصدر السابق ص: 839
وقال الشيخ محمد سلطان بن أبي عبد الله المعصومي الحنفي المتوفى عام 1318هـ، بعد أن ضرب عدة أمثلة لاستغاثات الصوفية بالأولياء ثم قال: (اعلموا أيها المسلمون، يا أيها الحنفيون، هداني الله وإياكم، أنَّ هذه الكلمات كلُّها شرك، وكفر، وضلال في الدين الإسلامي، والشرع المحمدي، والمذهب الحنفي، بل والمذاهب الأربعة إجماعا، وقائلها مشرك لا تصحّ صلاته، ولا صيامه، ولا حجه، ولا إمامته، إلاَّ إذا تاب، وآمن، وأعلن توبته كما أشهر شركه) المصدر: كتاب حكم الله الواحد الصمد 4/ 7
قال العلاَّمة الشنقيطي في تفسيره 2/ 98: " التحقيق في معنى الوسيلة، هو ما ذهب إليه عامة العلماء، في أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول .... وبهذا التحقيق تعلم أنَّ ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهال المدعين للتصوف، من أنَّ المراد بالوسيلة في الآية، الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين الله، أنَّه تخبُّط في الجهل، والعمى، وضلالٌ بَيّن، وتلاعب بكتاب الله تعالى،
واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار، كما صرح به تعالى في قوله عنهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، وقوله: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات والأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)، فيجب على كلِّ مكلف أنَّ يعلم أن الطريق الموصلة إلى رضا الله، وجنته، ورحمته، هو إتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل". اهـ.
وقال الشيخ قاسم في شرح درر البحار: (النذر الذي يقع من أكثر العوام، بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلاً: يا سيدي؛ إن رُدّ غائبي، أو عُوفي مريضي، أو قُضيت حاجتي؛ فلك من الذهب أو الطعام أو الشمع كذا وكذا؛ باطلٌ إجماعاً، لوجوه منها: أن النذر للمخلوق لا يجوز، ومنها، أنه ظنَّ الميت يتصرف في الأمر، واعتقاد هذا كفر، ... ، وقد ابتُلي الناس بذلك ولاسيما في مولد الشيخ أحمد البدوي) أ. هـ.
وقال الشيخ محمد عابد السندي الحنفي في كتابه "طوالع الأنوار شرح تنوير الأبصار مع الدر المختار ": (ولا يقول: يا صاحب القبر، يا فلان، إقض حاجتي، أو سلها من الله، أو كن لي شفيعا عند الله، بل يقول: يا من لا يشرك في حكمه أحدا؛ اقض لي حاجتي هذه).
وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي رحمه الله: (هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين جماعات يدَّعون أن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات، ويستغاث بهم في الشدائد، والبليات، وبهم تنكشف المُهّمات، فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات، مستدلِّين على أن ذلك منهم كرامات!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/316)
وهذا كلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي، والعذاب السرمدي، لما فيه من روائح الشرك المحقّق، ومصادرة الكتاب العزيز المصدّق، ومخالفة لعقائد الأئمة، وما أجمعت عليه هذه الأمة، وفي التنزيل (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) أ. هـ.
وبهذا قال من أئمة الحنفية المتأخرين الإمام أحمد السرهندي، والإمام أحمد الرومي، والشيخ سجان بخش الهندي، ومحمد بن علي التهانوي، ومحمد إسماعيل الدهلوي، والشيخ أبو الحسن الندوي، وشدد في ذلك) ينظر المصدران: سيف الله على من كذب على أولياء الله ص 15ـ 16، و المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة
التوحيد ص 412ـ 418
وقال أبو بكر الطرطوشي من أئمة المالكية: في كتاب الحوادث والبدع ص 39 لما ذكر حديث الشجرة المسماة بذات أنواط: (فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة، أو شجرة يقصدها الناس، ويُعظمون من شأنها، ويرجون البُرء، والشفاء، لمرضاهم من قِبَلِها؛ وينوطون بها المسامير، والخرق؛ فهي ذات أنواط، فاقطعوها)
وقال الإمام العلامة أحمد بن علي المقريزي المصري الشافعي رحمه الله في كتابه تجريد التوحيد 52ـ 53: (وشرك الأمم كلُّه نوعان: شرك في الإلـ?هية، وشرك في الربوبية، فالشرك في الإلـ?هية والعبادة، هو الغالب على أهل الإشراك، وهو شرك عُباد الأصنام، وعباد الملائكة، وعباد الجن، وعُباد المشايخ، والصالحين، الأحياء، والأموات، الذين قالوا: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده، وينالونا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة، كما هو المعهود في الدنيا من حصول الكرامة والزلفى لمن يخدم أعوان الملك وأقاربه خاصته.
والكتب الإلـ?هية كلها من أولها إلى آخرها تبطل هذا المذهب، وتردُّه، وتقبّح أهله، وتنصّ على أنّهم أعداء الله تعالى.
وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك، من أوِّلهم إلى آخرهم، وما أهلك الله تعالى من أهلك من الأمم، إلاِّ بسبب هذا الشرك ومن أجله) أ. هـ.
وقال الإمام ابن عقيل الحنبلي: (إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج، ويقول: يا مولاي ويا سيدي عبد القادر: (إفعل لي كذا)؛ هو كافر بهذه الأوضاع، ومن دعا ميتا وطلب قضاء الحوائج فهو كافر)
وقال أيضا في كتابه الفنون: (لما صعُبت التكاليف على الجهال والطَغَام؛ عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع، وضعوها، فسهُلت عليهم إذ لم يَدخلوا بها تحت أمر غيرهم، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور، وخطاب الموتى بالحوائج، وكَتب الرقاع فيها: (يا مولاي، افعل لي كذا وكذا)، أو إلقاء الخرق على الشجرة اقتداء بمن عبد اللات والعزى).
وفي هذه النقول في هذه العجالة كفاية، وإلاَّ فكتب العلماء من مختلف المذاهب طافحة بإنكار هذه البدعة القبيحة، والشرك الشنيع، التي يقوم عليها دين الرافضة.
ثالثا: بيان أصول دين الرافضة من مصادرهم، وأنَّ خلافهم مع المسلمين ليس في مسائل في التبرُّك، والتوسل بجاه الصالحين، كما يحاولون إيهامه!
قولهم بتحريف القرآن:
عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبدالله إلى أن قال أبو عبدالله ـ جعفر الصادق ـ وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت وما مصحف فاطمة؟
قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. الكافي للكليني 1/ 239ـ طهران ـ دار الكتب الإسلامية.
وقد قال الحر العاملي عن الكليني: (إن الأصول والكتب التي كانت منابع إطلاعات الكليني، قطعية الإعتبار، لأنّ باب العلم، وإستعلام حال تلك الكتب بوسيلة سفراء القائم المهدي! كان مفتوحا عليه) كتاب الوسائل
وهذا الكافي، مليء بروايات نقص القرآن، وتحريفه، والغلوّ في الأئمة إلى إعتقاد أنهم يُوحى إليهم، وأنهّم يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لايخفى عليهم شيء، وأنهم إذا شاءوا أن يعلموا علمُوا، وأنهم يعلمون متى يموتون، ولايموتون إلاّ بإختيار منهم، وفيه تكفير الصدِّيق، والفاروق، وعثمان رضي الله عنهم!!
تكفير الصحابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/317)
وقال المجلسي في كتابه حق اليقين 519 (وعقيدتنا (الشيعة) في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم وأنهم شرُّ خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم).
الوثيقة التي وقع عليها: محسن حكيم طباطبائي، والخوئي، والخميني، ومحمود الحسيني الشابرودي، وشريعتمداري، وفيها:
(اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وإفكيهما، وابنتيهما، الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك، وحرفا كتابك)، كتاب تحفة العوام ص 422
وفي تفسير القمي 2/ 394 المليء بشتم الصحابة، قال عن عائشة، وحفصه رضي الله عنهما: (والله ما عنى بقوله: فخانتاهما إلاّ الفاحشة، وليقمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق ... ،وكان فلان يحبها).
وبعد زوال عذر التقية، بقيام الدولة الصفوية، فسّر البحراني، المبهم من كلام القمي فقال: (فلانة أي عائشة، وطريق البصرة، وفلان يحبّها: طلحة)!! تفسير البرهان للبحراني8/ 62
الغلوُّ في الأئمة ونسبة خصائص الربوبية والإلهية إليهم:
قال الخميني: (فإنّ للإمام مقاما محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينيّة، تخضع لولايتها، وسيطرتها، جميع ذرات هذا الكون) الحكومة الإسلامية 52
وقال: (وإنّ من ضرورات مذهبنا أن لأئمّتنا مقاما، لايبلغه ملك مقرَّب،ولا نبيُّ مرسل) المصدر السابق
وفي كتاب (سلوني قبل أن تفقدوني)، كذبوا أنَّ عليا رضي الله عنه كان يقول:
لقد حزتُ علم الأوّلين وإنّني ** ضنينٌ بعلم الآخرين كتوم
[ CENTER] وكاشف أسرار الغيوب بأسرها** وعندي حديث حاداث وقديم
وإني لقيّوم على كلِّ قيّم ** محيطٌ بكل العالمين عليم
فأيّ وثنية وشرك،بعد هذه الوثنيّة و الشرك؟!
تكفيرهم كلّ من لايقول بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم
قال القمّي الملقَّب عندهم بالصدوق، في رسالة الإعتقادات: (وإعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والأئمة من بعده ـ عليهم السلام ـ أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء) ص 103 مركز نشر الكتاب ـ إيران 1370م
وفي أصول الكافي 1/ 457: (عن أبي جعفر قال: ياسدير فأريك الصادّين عن دين الله، ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان، وهم حلق في المسجد، فقال: " هؤلاء الصادون عن دين الله، بلا هدى من الله، ولا كتاب مبين)
وكما في أوائل المقالات ص 51:
قال المفيد: (واتفقت الإماميّة على أنّ أصحاب البدع كلَّهم كفَّار).
قال المجلس في بحار الأنوار 37/ 34: (كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالّة على كفر الزيدية، وأمثالهم، القطعيّة، والواقفيّة، وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة)
وأما أهل السنة عندهم، فيطلقون عليهم نواصب، ويقصدون بالناصبي كلّ من لايقدم عليا رضي الله عنه على سائر الصحابة، ويعتقد إمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال البحراني في كتابه المحاسن النفسية 147، 157: (بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأنّ النواصب، هو ما يقال له عندهم سنيّا .. ولاكلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن).
وفي بحار الأنوار 27/ 29: (عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام، قال: قلت له: ما فضلنا على من خالفنا، فوالله إني لأرى الرجل منهم أرخى بالا، وأنعم عيشا، وأحسن حالا، وأطمع في الجنة، قال: فسكت عني حتى كنا بالأبطح من مكة،ورأينا الناس يضجون إلى الله،قال: ما أكثر الضجيج، والعجيج، وأقل الحجيج، والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه وسلم، وعجل بروحه إلى الجنة، ما يتقبل الله إلا منك ومن أصحابك خاصة، قال: (ثم مسح يده على وجهي فنظرت، فإذا أكثر الناس خنازير، وحمير، وقردة، إلاّ رجل بعد رجل .. وفي رواية أخرى قال: والله ما أبصرت إلا كلبا، وخنزيرا، وقردا، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال: هذا الذي ترى، هذا السواد الأعظم، ولو كشف الغطاء للناس، منا نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصورة .. )!!
فهذا هو الدين الباطل، الذي يريد الرافضة، أن يدسُّوه بين المسلمين، تحت شعار "تعديل المناهج"، وليس القضية هي مسائل مختلف فيها في التبرِّك بآثار الصالحين، ودعاء الله تعالى بجاه الأنبياء، ولو كانت هذه لهان الخطب.
هذا .. ونسأل الله تعالى أن يردَّ كيدهم في نحورهم، ويقي أهل الإسلام شرورهم، وأن يجعل تدبيرهم الخبيث دمارهم آمين.
والله أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير)) انتهى(56/318)
سلسلة: معاصر يسأل عن الرافضة وابن تيمية يجيب. متجددة.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:52 ص]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
فهذه كلمات ميسرة وسهلة ومركزة تكشف لك عن مذهب الرافضة بأبسط عبارة وأيسر أسلوب، لرجل اتفق العلماء على إمامته وجلالته وقدره. هو شيخ الإسلام أبوالعباس أحمد ابن تيمية. رحمه الله. نسق تلك الكلمات وجعلها على هيئة السؤال والجواب الأستاذ: شريف الراجحي حفظه الله في كتابه إعانة المحتاج من كتاب المنهاج حيث عمد إلى كتاب ابن تيمية منهاج السنة، فأخذ يكون أسئلة ويجيب عليها من كلام ابن تيمية تسهيلا وتقريبا له، وهاأنذا أنقل إليكم سؤالات الأخ شريف الراجحي غفر الله له، وإجابات ابن تيمية عليها، ولاء لدين الإسلام وبراء من أعدائه ومحبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحماية لأتباعه من ترك إتباعه.
وعدة الأسئلة اثنان وستون سؤالا، سأجزئها على أجزاء؛ ليسهل على متصفحها قراءتها، هذه بين يديك، أنقلها بنصها دون حذف أو تعديل. وهو يذكر في نهاية كل سؤال موقعه من كتاب ابن تيمية منهاج السنة لمن أراد التثبت أو الاستزادة، والله حسبنا ونعم الوكيل.
س1 - ما قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة؟
ج1 - هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم ورضوا عنه - ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين. [ص 20 جـ (1)]
س2 - هل هم متعاونون مع اليهود؟
ج2 - معاونتهم لليهود أمرٌ شهير. [ص 21جـ (1)]
س3 - يدعي البعض أنّ قلوبهم طيبة، ما قولكم؟
ج3 - من أعظم خُبث القلوب أن يكون في قلب العبد غلٌ لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين. [ص 22 ج (1)]
س4 - متى أطلق عليهم لقب الرافضة، ولماذا، ومن أطلقه؟
ج4 - من زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني. فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه. [ص 35 جـ (1)]
س5 - ممن يتبرأ الرافضة؟
ج5 - يتبرؤون من سائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاّ نفراً قليلاً نحو بضعة عشر. [ص 39 جـ (1)]
س6 - لماذا يكثر فيهم الكذب والجهل؟
ج6 - لما كان أصل مذهبهم مستنداً إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً. [ص 57 جـ (1)]
س7 - بماذا امتاز الروافض؟
ج7 - اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. [ص 59 جـ (1)]
س8 - هل صحيح أنهم يقدسون الكذب والخداع وماذا يسمونه؟
ج8 - يقولون: ديننا التّقيّة!! وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق. [ص 68 جـ (1)]
س9 - ما هو موقف الرافضة من ولاة أمور المسلمين؟
ج9 - هم أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلاّ كرهاً. [ص 111 جـ (1)]
س10 - كيف تنظرون إلى أعمالهم؟
ج10 - أيُ سعي أضلُ من سعي من يتعب التعب الطويل، ويُكثر القال والقيل، ويفارق جماعة المسلمين، ويلعن السابقين والتابعين، ويعاون الكفار والمنافقين، ويحتال بأنواع الحيل، ويسلك ما أمكنه من السّبل، ويعتضد بشهود الزور، ويدلّي أتْباعه بحبل الغرور
[ص 121 جـ (1)]
ـ[الضبيطي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:57 ص]ـ
س11 - إلى أي حدٍ بلغ الغلو عندهم فيمن زعموا أنهم أئمة لهم؟
ج11 - اتخذوهم أرباباً من دون الله. [ص 474 جـ (1)]
س12 - هل الروافض من عبّاد القبور؟
ج12 - صنف شيخهم ابن النعمان ... كتاباً سمّاه مناسك المشاهد، جعل قبور المخلوقين تُحجُ كما تحج الكعبة. [ص 476 جـ (1)]
س13 - هل من أصولهم الكذب والنفاق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/319)
ج13 - أخبر الله تعالى عن المنافقين أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التّقيّة، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي. وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقاً وتحقيقاً للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية. [ص 46 جـ (2)]
س14 - في أي أصناف الناس يوجد الرافضة؟
ج14 - أكثر ما تجد الرافضة: إمّا في الزنادقة المنافقين الملحدين، وإمّا في جهال ليس لهم علم لا بالمنقولات ولا بالمعقولات. [ص 81 جـ (2)]
س15 - هل عند الرافضة زهد وجهاد إسلامي صحيح؟
ج15 - حُبّهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين - رضي الله عنه - فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قدم بنفسه، غدروا به وباعوا الآخرة بالدنيا، وأسلموه إلى عدوه، وقاتلوه مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم، وقد ذاق منهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من الكاسات المرّة ما لا يعلمه إلاّ الله، حتّى دعا عليهم فقال: اللهم إني سئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني. [ص 90 - 91 جـ (2)]
س16 - هل هم من الضالين؟
ج16 - هل يوجد أضلّ من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويوالون الكفار والمنافقين. [ص 374 جـ (3)]
س17 - ما موقفهم من المنكرات؟
ج17 - هم غالباً لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر البلاد منكراً من الظلم والفواحش وغير ذلك. [ص 376 جـ (3)]
س18 - ما موقفهم من الكفار؟
ج18 - هم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم. [ص 378 جـ (3)]
س19 - ماذا أدخلوا في دين الله؟
ج19 - أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما لم يكذبه غيرهم، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم، وحّرفوا القرآن تحريفاً لم يحرفه غيرهم. [ص 404 جـ (3)]
س20 - دعوى الرافضة متابعتهم لإجماع أهل البيت ما مدى صحتها؟
ج20 - لا ريب أنهم متفقون على مخالفة إجماع العترة النبوية، مع مخالفة إجماع الصحابة، فإنه لم يكن في العترة النبوية - بنو هاشم - على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - من يقول بإمامة الاثني عشر، ولا بعصمة أحد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بكفر الخلفاء الثلاثة، بل ولا من يطعن في إمامتهم، بل ولا من ينكر الصفات، ولا من يكذب بالقدر. [ص 406 - 407 جـ (3)]
ـ[الضبيطي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:59 ص]ـ
س21 - نرغب في ذكركم لبعض الصفات الخاصة بطائفتهم؟
ج21 - الكذب الذي يوجد فيهم، والتكذيب بالحق، وفرط الجهل، والتصديق بالمحالات وقلة العقل، والغلو في اتّباع الأهواء، والتعلق بالمجهولات، لا يوجد مثله في طائفة أخرى. [ص 435 جـ (3)]
س22 - لماذا يطعنون في الصحابة؟
ج22 - الرافضة يطعنون في الصحابة ونقلِهِم، وباطنُ أمرهم: الطعن في الرسالة. [ص 463 جـ (3)]
س23 - من الذي يوجّه الشيعة؟
ج 23 - الشيعة ليس لهم أئمة يباشرونهم بالخطاب، إلاّ شيوخهم الذين يأكلون أموالهم بالباطل، ويصدونهم عن سبيل الله.
[ص 488 جـ (3)]
س24 - بماذا يأمُرُ شيوخُ الرافضة أتباعهم؟
ج24 - يأمرونهم بالإشراك بالله، وعبادة غير الله، ويصدونهم عن سبيل الله فيخرجون عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنّ حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده، فلا يُدعى إلا هو، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتّقى إلا هو، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلاّ له، لا لأحدٍ من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم.
[ص 490 جـ (3)]
س25 - ما حالهم مع الشهادة؟
ج25 - الرافضة ... إن شهدوا: شهدوا بما لايعلمون، أو شهدوا بالزور الذي يعلمون أنه كذب، فهم كما قال الشافعي - رحمه الله -: ما رأيت قوماً أشهد بالزور من الرافضة. [ص 502 جـ (3)]
س26 - أصول الرافضة هل وضعها أهل البيت؟
ج26 - هم مخالفون لعلي - رضي الله عنه - وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة. [ص 16 جـ (4)]
س27 - ما قولكم فيما تنسبه الرافضة إلى جعفر الصادق؟
ج27 - كُذِب على جعفر الصادق أكثر مما كُذب على من قبله، فالآفة وقعت من الكذّابين عليه،لا منه، ولهذا نُسب إليه أنواع من الأكاذيب [ص 54 جـ (4)]
س28 - ما رأيكم في انتساب الرافضة لآل البيت؟
ج28 - من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم. [ص 60 جـ (4)]
س29 - بِمَ يحتجُ الرافضة لإثبات دينهم ومذهبهم؟
ج29 - الرافضةُ غالبُ حججهم أشعارٌ تليق بجهلهم وظلمهم، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يُثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار، إلاّ من ليس معدوداً من أولي الأبصار.
[ص 66 جـ (4)]
س30 - للشعر دور في خدمة الإسلام فهل أثبتم شيئا منه؟
ج30 - إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ... تنال به الزلفى وتنجو من النارِ
فدن بكتاب الله والسنة التي ... أتت عن رسول الله من نقل أخيار
ودع عنك دين الرفض والبدع التي ... يقودك داعيها إلى النار والعار
وسر خلف أصحاب الرسول فإنهم ... نجوم هدى في ضوئها يهتدي الساري
وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس ... على الكفر تأسيساً على جُرُفٍ هار
هما خطتا إما هدىً وسعادة ... وإما شقاءً مع ضلالة كفار
فأي فريقينا أحق بأمنه ... وأهدى سبيلاً عندما يحكم الباري
أمن سبّ أصحاب الرسول وخالف الـ ... ـكتاب ولم يعبا بثابت أخبار
أم المقتدي بالوحي يسلك منهج الـ ... صحابة مع حب القرابة الأطهار [ص 128 جـ (4)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/320)
ـ[الضبيطي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:20 ص]ـ
س31 - مذهب الرافضة ماذا جمع؟
ج31 - جمع عظائم البدع المنكرة:فإنّهم جهمية قدرية رافضة.
[ص 131 جـ (4)]
س32 - مذهب الرافضة هل يشتمل على المتناقضات؟
ج32 - الرافضة من جهلهم وكذبهم يتناقضون تناقضاً كثيراً بيّناً، إذ هم في قول مختلف، يؤفكُ عنه من أفك. [ص 285 جـ (4)]
س33 - هل الرافضة مُحبّون لعلي - رضي الله عنه - حقاً وصدقاً؟
ج33 - هم من أعظم الناس بغضاً لعلي - رضي الله عنه -.
[ص 296 جـ (4)]
س34 - ما موقفهم من أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -؟
ج34 - هم يرمون عائشة بالعظائم، ثم منهم من يرميها بالفاحشة التي برأها الله منها وأنزل القرآن في ذلك.
[ص 344 - 345 جـ (4)]
س35 - هل يعتبر صنيعهم هذا أذىً للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟
ج35 - من المعلوم أنّه من أعظم أنواع الأذى للإنسان أن يكذب على امرأته رجل ويقول: إنّها بغي. [ص 345 - 346 جـ (4)]
س36 - من الذي ابتدع مذهب الرافضة؟
ج36 - الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله. [ص 363 جـ (4)]
س37 - بماذا يصفون علياً - رضي الله عنه -؟
ج37 - الرافضة يتناقضون: فإنّهم يصفون علياً بأنه كان هو الناصر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لولا هو لما قام دينه، ثم يصفونه بالعجز والذل المنافي لذلك. [ص 485 جـ (4)]
س38 - الرافضة يجعلون الصحابة شراً من إبليس، فما جوابكم؟
ج38 - من جعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شراً من إبليس فما أبقى غاية في الافتراء على الله ورسوله والمؤمنين، والعدوان على خير القرون في مثل هذا المقام، والله ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. [ص 516 جـ (4)]
س39 - هل تصفون لنا شيوخهم؟
ج39 - إن كان أحدهم يعلم أنّ ما يقوله باطل، ويظهره، ويقول: إنّه حق من عند الله، فهو من جنس علماء اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون، وإن كان يعتقد أنّه حقّ، دلّ ذلك على نهاية جهله وضلاله. [ص 162 جـ (5)]
س40 - ما قولكم في أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق؟
ج40 - لا ريب أنّ هؤلاء من سادات المسلمين، وأئمة الدين، ولأقوالهم من الحرمة والقدر ما يستحقّه أمثالهم، لكنّ كثيراً مّمّا يُنقل عنهم كذب. [ص 163 جـ (5)]
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[03 - 08 - 09, 03:16 ص]ـ
أكمل جزاك الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 09:23 ص]ـ
س41 - كيف ينظر أهل السنة إلى علي - رضي الله عنه -؟
ج41 - أهل السنة يحبّونه ويتولّونه، ويشهدون بأنّه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين. [ص 18 جـ (6)]
س42 - الرافضة ماذا يسمون الفاروق - رضي الله عنه -؟
ج42 - الرافضة تسميه: فرعون هذه الأمة. [ص 164 جـ (6)]
س43 - ما هو موقف علي من أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم -؟
ج43 - علي - رضي الله عنه - قد تواتر عنه من محبتهما وموالاتهما وتعظيمهما وتقديمهما على سائر الأمة، ما يُعلم به حاله في ذلك، ولم يُعرف عنه قط كلمة سوءٍ في حقهما، ولا أنه كان أحق بالأمر منهما، وهذا معروف عند من عرف الأخبار الثابتة المتواترة عند الخاصة والعامة، والمنقولة بأخبار الثّقات. [ص 178 جـ (6)]
س44 - هل الرافضة من الزائغين؟
ج44 - الرافضة من شرار الزائغين الذين يبتغون الفتنة الذين ذمّهم الله ورسوله. [ص 268 جـ (6)]
س45 - كلام الرافضة المشتمل على رواياتهم وأقوالهم هل هو متناقض؟
ج45 - الرافضة تتكلم بالكلام المتناقض الذي ينقُضُ بعضه بعضا.
[ص 290 جـ (6)]
س46 - من أين ظهرت الفتنة في الإسلام؟
ج46 - أمّا الفتنة فإنّما ظهرت في الإسلام من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشرّ، وهم قطب رحى الفتن. [ص 364 جـ (6)]
س47 - لمن يوجهون سيوفهم؟
ج47 - أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلّت في الإسلام إنما كانت من جهتهم.
[ص 370 جـ (6)]
س48 - ماذا تقولون لكل مخدوع بالرافضة؟
ج48 - دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرّ وإيقاع الفساد بين الأمة. [ص 372 جـ (6)]
س49 - رسالة توجّهونها للذين يمكّنون الرافضة، ماذا بداخلها؟
ج49 - الرافضة إذا تمكّنوا لا يتّقون. [ص 375 جـ (6)]
س50 - الرافضة ينافقون أهل السنة ويخادعونهم فكيف ذلك؟
ج50 - الرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يُظهر أحدهم دينه، حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة ما يتوددون به إلى أهل السنة.
[ص 423 جـ (6)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/321)
ـ[الضبيطي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
س51 - هل من توضيح أكثر؟
ج51 - الرافضي لا يعاشر أحداً إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد، يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبالاً ولا يترك شراً يقدر عليه إلاّ فعله بهم. [ص 425 جـ (6)]
س52 - هل تكثر فيهم صفات المنافقين؟
ج52 - الله وصف المنافقين في غير موضع: بالكذب والغدر والخيانة، وهذه الخصال لا توجد في طائفة أكثر منها في الرافضة.
[ص 427 جـ (6)]
س53 - هل مذهب الرافضة معادٍ للإسلام؟
ج53 - أصل الرفض كان من وضع قوم زنادقة منافقين، مقصودهم الطّعن في القرآن والرسول ودين الإسلام. [ص 9 جـ (7)]
س54 - إلى ماذا ينتهي بأصحابه؟
ج54 - الرفض أعظم باب ودهليز إلى الكفر والإلحاد.
[ص 10 جـ (7)]
س55 - من أين كان اشتقاقه وخروجه؟
ج55 - الرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق. [ص 27 جـ (7)]
س56 - ما هو الهدف من ابتداع هذا المذهب؟
ج56 - الذي ابتدع الرفض كان مقصوده إفساد دين الإسلام، ونقض عراه وقلعه بعروشه .. وهذا معروف عن ابن سبأ وأتباعه، وهو الذي ابتدع النّص في علي، وابتدع أنه معصوم. [ص 219 - 220 جـ (7)]
س57 - هل لأهل البيت علاقة بمذهب الرافضة؟
ج57 - أهلُ البيت لم يتّفقوا - ولله الحمد - على شيء من خصائص مذهب الرافضة، بل هم المبرّؤون المنزّهون عن التدنّس بشيء منه. [ص 395 جـ (7)]
س58 - ما هو النقل الثابت عن أهل البيت تجاه الخلفاء الراشدين؟
ج58 - النقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما: أنهم كانوا يتولّون أبا بكر وعمر وكانوا يفضلونهما على علي والنقول عنهم ثابتة متواترة. [ص 396 جـ (7)]
س59 - الرافضة تزعُم أنها تُبجل أهل البيت، هل هذا صحيح؟
ج59 - الرافضة من أعظم الناس قدحاً وطعناً في أهل البيت.
[ص 408 جـ (7)]
س60 - ما هو مُنتهى أمر الرافضة؟
ج60 - منتهى أمرهم: تكفير علي وأهل بيته بعد أن كفّروا الصحابة والجمهور. [ص 409 جـ (7)]
ـ[الضبيطي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:47 م]ـ
س61 - ما الذي تسعى إليه الرافضة؟
ج61 - الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده. [ص 415 جـ (7)]
س62 - هل لمذهب الرافضة علاقة بالإسلام؟
ج62 - من له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أنّ مذهب الرافضة مناقض له. [ص 479جـ (8)]
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
المرجع
* منهاج السنّة النبوية.
* لأبي العباس شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية - رحمه الله-.
*أشرف على طباعته ونشره إدارة الثقافة والنشر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .. الطبعة الأولى عام 1406هـ ....
اختصره وجعله على هيئة سؤال وجواب
شريف الراجحي رفع الله قدره في الدارين وإيانا وجميع المسلمين.
انتهت الأسئلة (62) سؤالا، وبعد أن عرفت منهجهم احذرهم وحذر منهم.
وختاما نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الإسلام والسنة وأن يتوفانا عليهما إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.(56/322)
هذا هو رأي ابن تيمية في الصوفية، فلم تنكب عنه المعاصرون؟
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 12:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (14/ 176)
" ...... ولأجل ما وقع في كثير منهم من الاجتهاد والتنزع فيه تنازع الناس في طريقهم؛ فطائفة ذمت " الصوفية والتصوف ". وقالوا: إنهم مبتدعون، خارجون عن السنة، ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام.
وطائفة غلت فيهم، وادعوا أنهم أفضل الخلق، وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم.
و " الصواب " أنهم مجتهدون في طاعة اللّه، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة اللّه، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب.
ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه، عاص لربه.
وقد انتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة؛ ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم: كالحلاج مثلا؛ فإن أكثر مشائخ الطريق أنكروه، وأخرجوه عن الطريق. مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره. كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي؛ في " طبقات الصوفية " وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد " انتهى
هكذا نرى شيخ الإسلام ابن تيمية يفصل القول في الصوفية ولا يحكم عليهم جميعا بحكم واحد.
أما المعاصرون من علمائنا فلا تجد لهذا التقسيم أثرا في كلامهم،بل الموجود هو الذم للصوفية بإطلاق، ولينظر على سبيل المثال في كتابات الشيخ حامد الفقي والشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمهما الله تعالى.
وبلغ الأمر أن أحد العلماء الفضلاء – وفقه الله- كان يشرح كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام،وترقبت وصوله إلى قول شيخ الإسلام:
" وأنت تجد كثيراً من المتفقهة، إذا رأى المتصوفة والمتعبدة لا يراهم شيئاً ولا يعدهم إلا جهالاً ضلالاً، ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئاً، وترى كثيراً من المتصوفة، والمتفقرة لا يرى الشريعة ولا العلم شيئاً، بل يرى المتمسك بها منقطعاً عن الله وأنه ليس عند أهلها مما ينفع عند الله شيئاً. وإنما الصواب: أن ما جاء به الكتاب والسنة، من هذا وهذا: حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل" اقتضاء الصراط المستقيم - (3/ 19)
فإذا بالشيخ يتجاوز هذا الكلام أصلا ولا يَعْرض له مع أن طريقته أن يقرأ " مقدم البرنامج " كل فقرة ويعلق الشيخ عليها!!
فما تفسير هذا؟ وما الباعث عليه؟ وهل هناك ما يمنع من ذكر كلام شيخ الإسلام والرد عليه إن كان خطأ؟
وأخيرا: أنا أربأ بإخواني أن يظنوا في كلامي هذا محاولة للدفاع عن الصوفية والمتصوفة!
كلا والله!
بل أسأل عن غياب شيء طالما تميز به أهل السنة: وهو إنصاف المخالف وعدم هضمه حقه حتى قال أهل البدع في حق أهل السنة كما نقله شيخ الإسلام" أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا"
وقد طرق الشيخ الدكتور محمد الموسى سمعي بكلام غريب عليّ عندما قال في أحد اللقاءات معه على قناة المجد: إنه سأل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن رأيه في كلام شيخ الإسلام في الصوفية، فأجاب: هذا هو رأيي فيهم!!
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 01:23 م]ـ
لأن التصوف الذي يتكلم عنه شيخ الإسلام ابن تيمية (قبل سبعمائة عام من الآن) ليس له علاقة بالتصوف الموجود الآن إلا قليلاً ..
فصوفية اليوم صوفية كفر وشرك وسحر وعبادة للأوثان ..
وأنا أحدثك عن السودان .. فأقسم بالله العظيم أنه لا يوجد شيخ طريقة صوفية إلا وهو طاغوت كافر يتعامل بالسحر ويتقرب للشياطين .. سواء كان ذلك عن معرفة بالسحر والكفر أو عن غش وتلبيس على الناس ..
فالسحر والكفر بالله هو الأساس في مشايخ الصوفية اليوم .. أضف إلى ذلك مظاهر الكفر الأخرى من الذبح لغير الله ودعاء غير الله وتأليه النبي عليه الصلاة والسلام عند بعضهم ..
وأما الأتباع فأحسن حالهم هو الغبي الجاهل الذي ليس له حظ من التصوف سوى الأكل والشرب والرقص في حلقات الذكر .. هذا أحسنهم حالاً والله .. وأما عامتهم فدعاء غير الله وعبادة الأوثان والأولياء هو التصوف عندهم ..
فلا مقارنة أصلاً بين زماننا وذلك الزمان ..
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 11:36 ص]ـ
أخي الفاضل/ أبا البراء
جزيتم خيرا!
أوافقك الرأي فيما ذكرت من حال صوفية زماننا.
لكن المشكلة أن المعاصرين لا يقتصرون في ذم الصوفية على عصرنا، فالقضية في الإطلاق وعدم التفصيل النوعي أو الزمني.
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 02:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
لكنني يا أخي أخالفك الرأي
فكما تعلم إن معاصري الصوفية ليسوا كأسلافهم .......
و علمائنا الآن عندما يتكلمون بإطلاق فإنهم يقصدون أهل زمانهم
و لكنك تقول ((لكن المشكلة أن المعاصرين لا يقتصرون في ذم الصوفية على عصرنا، فالقضية في الإطلاق وعدم التفصيل النوعي أو الزمني))
وهذا يخالف ما نجده في فتاوى أهل العلم
فهم يفرقون بين قديمي الصوفية و حديثيهم .....
و هذا واضح من كتب أهل العلم و مقالاتهم ...... إلخ
و التفريق هذا مشتهر عندهم بارك الله فيك
أخوك أبو ذر السلفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/323)
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:08 م]ـ
بظني أن إطلاق الأحكام العامة على الصوفية فيه نوع مجازفة، فكلام شيخ الإسلام قد يحمل على بعض المتصوفة في عصرنا كما كان يحمل في عصره ... ولذلك فنحن نحتاج إلى التفصيل أكثر في التصوف بدلا من إطلاق العبارات العامة في الذم ... فمنهم الغلاة ومنهم الجهلة، ومنهم الأقرب إلينا.
ومن يدري فلعلنا نجد قريبا تيارا صوفيا كبيرا معتدلا يصدق عليه كلام شيخ الإسلام رحمه الله مقارنة مع غيرهم ..
فالمسألة تحتاج إلى العدل والإنصاف والحكمة في الطرح ... لعل الله أن يهديهم إلى السنة
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[06 - 08 - 09, 08:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ينظر هنا للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174765
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174766
http://saaid.net/Doat/khojah/s.htm
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[06 - 08 - 09, 10:24 م]ـ
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية في الرسالة العدوية/
... فقد أخبر سبحانه أن ولي المؤمن هو الله ورسوله وعبادة المؤمنين وهذا عام في كل مؤمن موصوف بهذه الصفة سواء كان من أهل نسبة أو بلدة أو مذهب أو طريقة أو لم يكن .....
ومع هذا الامر الذي استشكلته الاخ ابو الطيب استشكله قبلك الشيخ حسن اله ظهير رحمه الله. فاراد ان يؤلف كتابا يرد فيه على الذين يذمون الصوفية ذما مطلقا وان هذا ليس من العدل.
فجمع مادة الكتاب وعكف عليها فخلص بنتيجة انه سيدافع عن القوم بغير حق.
فغير عنوان الكتاب الى - لا اعتدال في التصوف -
وهو رحمه الله بين اصول الصوفية ومشاربها. واشترط ان ياتي بكلام من يعدون انهم من المعتدلين عند الصوفية. لكن ومع هذا ....... لا اعتدال في التصوف .........
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[06 - 08 - 09, 10:33 م]ـ
عفوا عنوان الكتاب - التصوف المنشأ والمصادر - وتجد ما ذكرت في مقدمة الكتاب.
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 11:15 م]ـ
أخي في الله كما أسلفت لك علمائنا الآن يفرقون كما فرق شيخ الإسلام سابقاً
و لكن يجب ذم الصوفية بالجملة
فنحن و إن فرقنا بيهم فإن أفضلهم مذموم
ثم يا أخي الكريم هؤلاء الذين يقدسون إبن عربي وهو من هو
يكفيه أنه هو من رسم مخططاً لعرش الرحمن و العياذ بالله
و هذا المخطط موجود في كتابه الفتوحات المكية الجزء الثالث ص 422
و صورة الصفحة في الملفات المرفقة
ثم إن من كلامهم ما يعف اللسان عن ذكره و تعف اليد عن كتابته
ولو راجعت الصورة فسترى أنه رسم ما يقول أنه الجسم و العياذ بالله
أعوذ بالله من هذا
و من يريد أن يستزيد عن هؤلاء فأنا موجود إن شاء الله
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 01:54 ص]ـ
بارك الله فيكم , ونفع بعلمكم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[07 - 08 - 09, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الرابط يمكن يفيدكم في موضوع البحث
http://almjhol.com/showthread.php?t=58
أما بالنسبة لي التصوف كله بدعة ولكنه يتفاوت وليس على درجة واحده، ولا يوجد شيء اسمه تصوف سني والذي يدعي وجود فليثبته، ولكن يوجد صوفي يتبع بعض السنن فيكون في هذه سني مثل الاشاعرة يعتبرون من اهل السنة فيما وافقوهم عليه.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 05:04 ص]ـ
إذاً لماذا وافق الشيخ ابن باز شيخ الإسلام في رأيه عن الصوفية والأول من المتأخرين ويعلم حال القوم اليوم
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 08:43 م]ـ
أخي محمد
نحن كذلك نوافق شيخ الإسلام في مقالته حول الصوفية و إن بعضهم أفضل من بعض و لكننا كذلك نقول إن أفضلهم مبتدع و لكن بعضهم أقل بدعة من بعض
و هذا ما قررته فيما سبق و ذكره الأخ أيضا
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 08:51 م]ـ
وهذه الصورة التي قلت لكم عنها من كتاب بن عربي
http://up.7cc.com/upfiles/N7i63712.bmp
و العياذ بالله رب العالمين
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 11:23 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا!
وجزاكم خير الجزاء وأوفاه!
وجزى الله خيرا الفاضل أبا زرعة على الروابط التي وضع
على أن في بعض كلام الدكتور نظرا:
فهو يقرر أن الأصل في التصوف والصوفية النزعة الفلسفية:
قال:
" وبدراسة تراجم أئمة التصوف، منذ بدايته حتى القرون اللاحقة: نجد فيها حقائق خطيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/324)