ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي أبا الحسنات، أكثر الله من حسناتك ..
الآن بان لي الفرق، والحمد لله ..
وهو من جهة كون إرادة العبد الاختيارية مؤثرة في الفعل أم لا ..
سبحانك اللهم، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك.(55/204)
أخطاء في العقيدة- (1)
ـ[مالك الكويتي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب71،، أما بعد
موضوعنا يتعلق بالعقيدة، والحديث عن العقيدة حديث ذو شجون خاصة في عصرنا الحاضر حيث أننا نشاهد حرب شعواء على المسلمين وعلى عقيدتهم بالذات حرباً موجهة علينا قد صوبت سهام إلينا منطلقة من مشارق الأرض ومغاربها. وما هو السبب؟ لأننا نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونعتقد ذلك اعتقاد جازماً فلأجل هذا كان حديثنا عن بعض الأخطاء الشائعة المتعلقة بالعقيدة وينبغي أن ننتبه في بادئ الأمر إلى أن هذه الأخطاء ما كانت لتكثر وتنتشر لولا أنه هناك تفاعلاً كبيراً في تعلم العقيدة وتعليمها.
والمتأمل في بلاد الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها يشاهد أنواعاً من الأخطاء، لا أقول الأخطاء الصغيرة ولكن الأخطاء الكبيرة المنتشرة وتلك الأخطاء بدأت تغزونا هنا، وبدأت تغزو البلد الذي ينهج مجتمعا منهج الشيخ محمد عبد الوهاب المجدد رحمه الله تعالى ومن ثم كان اقتداء المسلمين في كل مكان بما كان هذا الاقتداء يدعونا إلى أن ننتبه أكثر إلى أخطاءنا.
وحتى لا يطول بنا الوقت فإننا نبدأ بذكر هذه الأخطاء وقد قسمتها إلى مجموعات:
المجموعة الأولى: أخطاء في قضايا عامة تتعلق بالعقيدة.
وأولها: أخطاء في مفهوم لا إله إلا الله، فإن كثيراً من الناس يفهم مِنْ لا إله إلا الله أنها كلمة يقولها بلسانه وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أشياء وأشياء، ومن هذه الأشياء التي تقتضيها كلمه التوحيد ركناها:
النفي والإثبات ..
النفي: بأن ينفي الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
والإثبات: بأن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحدة لا شريك له.
ومدلول هذا: إخلاص الدين لله والكفر بالطاغوت. ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} النحل36 فمدلول لا إله إلا الله هو الإيمان بالله ومدلولها أيضا هو الكفر بالطاغوت.
والخطأ الذي يشيع عند بعض الناس اليوم هو ظنهم أن لا إله إلا الله هو عبادة الله فقط ونقول نحن:
هذا هو مقتضاها وركنها الأول، ولكن لها مقتضى آخر وركن لا بد منه ألا وهو الكفر بالطاغوت، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل السلام والتسليم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} الممتحنة4 وهذا الخطأ الشائع مما ينبغي أن ننتبه له جيداً.
ثانياً: ومن الأخطاء في القضايا العامة خلطاً في مفهوم الولاء والبراء فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذه الأصل من عدة وجوه: وجهان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/205)
أولهما: موالاة الكفار وموالاة الكفار مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت دياناتهم سواء أكانوا وثنيين أو كتابين فهم أعداء لنا والله سبحانه يقول وهو أصدق القائلين ومَن أصدق مِن الله قيلا ومَن أصدق مِن الله حديثا يقول {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} البقرة120 فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناقضاً لذلك الأصل الولاء والبراء.
الولاء للمسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، والبراء من الكفار جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها.
والوجه الثاني من الخلط في باب الولاء والبراء: هو استبدال استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد، استبدالها بعقيدة الولاء والبراء، وهذا أيضاً خطأ شائع، فإن بعض الناس يوالي الآخرين؛ لأنه من القبيلة الفلانية، لأنه من البلد الفلاني، ثم بعد ذلك لا يزن علاقاته بالناس بميزان التقوى القائم على ميزان الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله، تجد الواحد من هؤلاء يأتي أو يرى أمامه أحدهما فاسق ضالٌ مضل والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى، ثم تجده يوالي الأول؛ لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً لأنه من بلدته، ويعادي الثاني لأنه ليس من قبيلته أو لأنه ليس من بلدته وهذا مدخل خطير على الإيمان؛ لأن الإنسان إذا كان ميزانه فقط هو ميزان الجاهلية، ميزان القبيلة، ميزان الوطن، ميزان المصلحة الشخصية، أو المال، واستبدل بميزان الولاء والبراء تلك الموازين الجاهلية، فإن الإنسان والحالة هذه يكون على خطر عظيم، بل الواجب أن يكون دائماً عنوان قلبك ولسانك الحب في الله والبغض في لله، إذا رأيت الرجل التقي فهو أخي في الله وأحبه في الله ولو كان أبعد بعيد ولو رأيت الفاجر أو الخاطئ أو الكافر أو الفاسق، فإنني أبغضه بغضاً تاماً؛ إن كان كافراً، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقا، ولو كان أبي أو أخي أو أقرب الناس لديّ، هذا هو ميزان التوحيد.
إننا نرى ونشاهد يتعصب الإنسان فيها لبلدة تعصب الجاهلية فانتبهوا أيها الأحباب لمثل هذا.
ثالثاً: ومن الأخطاء أيضا العامة خطأ في مفهوم العبادة بحيث أن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصر على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والزكاة والحج والصيام ونسي أن العبادة تشمل كل شعب الإيمان ومسائل الإيمان والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) إذن العبادة تشمل كل شيء تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها، علاقاتك بالأسرة، بالجيران، أمورك الاقتصادية والتعليمية، علاقاتك كلها بالناس جميعاً، علاقة المجتمع بغيره، العلاقات الاقتصادية السياسية العسكرية العلمية إلى آخره، كل ذلك داخل في مفهوم الشرع وهو داخل في مفهوم العبادة، وإذا كان داخلاً في مفهوم العبادة فمقتضاه أن ينهج فيه وأن يسلك فيه ما أمر الله به وما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، إننا نجد بعض الناس يأتي ويقول: شأنك والمسجد أي الزم الصلاة في المسجد، ودع عنك الناس! هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسها على طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا.
إن هذا – إنِ استخدمنا مصطلحاً جديداً - نوع من العلمنة في مفهوم العبادة في الإسلام، نوع من العلمنة تريد أن تحصر العبادة في أنواع خاصة منها، وهذا خطأ يجب الانتباه له.
رابعاً: ومن المفاهيم العامة في هذا الأصل أيضاً مفهوم الوسط في الدين فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظ على السنة، قال له: يا أخي لا تتشدد، وكن وسطا، وهو رآه متمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك كأنك تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أنت بسنتك متشدد! لماذا لم تقل هكذا يا أبى بكر أو يا عمر أو أي واحد من الصحابة رضوان الله عليهم مِمّنْ تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزم بها، كأنك تقول له: هؤلاء متشددون، وكان الواجب عليهم أن يكونوا وسطا؛ لأننا نأتي إلى ابننا أو جارنا أو أخينا، فإذا رأيناه متمسكاً بسنة رسول الله عليه وسلم؛ جئنا لنقول له هذا الكلام: لا تتشدد، وكن وسطا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/206)
ولذا فإننا نقول حول هذه المسألة:
أولاً: إن التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة هو الحق وهو الوسط؛ لأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيها أبداً غلو ولا تقصير،ثم نقول:
ثانياً: إن الوسط ورد في القرءان في مثل قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} البقرة143 والمعنى: أن أمته الإسلام أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم هم وسطاً بين الأمم اليهود والنصارى وغيرهم، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أمة أهل السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون: أهل السنة وسط بين الطوائف المنحرفة والمبتدعة، فهم وسط مثلا في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والنواصب، وهم وسط في باب الإيمان ومسائل الأحكام، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية فهم وسط بين الطوائف جميعا، ثم نقول:
ثالثاً: أما ما يرد عند الناس ونحوهم من قولهم كن وسطا فهذا فيه تفصيل فإن قصد به: ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات وغيرها فلا شك أن هذا باطل؛ لأن الحق هو التزام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الوسط.
وأما إن وُجِّه إلى من غلا بالسنة وجاوز الحد فيها وقصر وقيل له كن وسطاً؛ فهذا صحيح .. لكن له أمثلة خاصة، مثل: ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا لا أتزوج النساء، نقول له: لا، تزوجْ فإن الرسول تزوج، وكن وسطا، مثل الذي قال: أنا أقوم الليل كله ولا أنام أبدا! نقول له: كن وسطاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال بهؤلاء وأمثالهم: (أما إني فأخشاكم في الله وإنني أتزوج النساء وأصوم وأفطر وأنام وأستيقظ فمن رغب عن سنتي فليس مني) ويقاتل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل نوافل الصلاة والصيام والأذكار ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم، فهذا أيضاً مقصر والأول قد غلا في جانب والوسط هو الصحيح.
إذن هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط، وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ، وذلك حينما نأتي على من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته في لباسه في صلاته في أموره كلها فنأتي ونقول له: لا تتشدد وكن وسطا، ونقول هذا مفهوم خاطئ.
رابعاً: من المفاهيم الخاطئة أيضاً مصطلح أهل السنة والجماعة، مصطلح أهل السنة والجماعة في الأرض مصطلح شرعي وردت فيه النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالجماعة) وهذان مفهومان ومصطلحان شرعيان.
ولذا كان مصطلح أهل السنة والجماعة مصطلح على كل من التزم بهما في تاريخ الإسلام فمتى وقع الخلط في هذا المصطلح؟ إن الخلط وقع في هذا المصطلح في بداية الافتراق وفي بداية القرن الرابع بشكل أخص وذلك حينما انتسب إلى أهل السنة والجماعة من ليس منهم.
لهذا فإننا نقول: إن انتساب كثير من طوائف الأشاعرة أو الماترودية إلى مصطلح أهل السنة والجماعة انتساب خاطئ ويجب أن يبين هذا المصطلح وأن لا نعدل عنه لأجل أن هناك آخرين تسموا به فإن تسمية الباطل باسم الحق لا يمنعنا بأن نقول الحق والتسمية به، فنقول: يجب التزام أهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى، وهذا المصطلح ربما لا نجد له هنا كثيرا الاستعمال لكنه مستعمل في كثير من بلاد الإسلام بحيث يظهر لنا بعض الناس أن تلك الطوائف المبتدعة هي أهل السنة وهم بالحقيقية عندهم مخالفات كثيرة لأهل السنة والجماعة.
خامساً وأخيراً: من الأشياء العامة التي وقع الخلط فيها أيضا مسألة وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه المسألة ظنّ بعض الناس أنها مقتصرة على فئة من الناس وهم الحكام، ونحن نقول: إن الحكم بما أنزل الله واجب على الجميع، واجب على الحكام في ما يحكون به بين الناس ولكنه أيضاً واجب على كل فرد في ما يتعلق بأعماله وأفعاله وخاصة شغله ولهذا كان مقتضى توحيد العبادة هذا المقتضى على: كمال الذل لله أولا، وكمال المحبة لله ثانيا، وكمال الطاعة لله ثالثا.
كمال الطاعة مقتضاها: أن تقدم طاعة الله وطاعة رسوله على طاعة من سواهما وأن تحكم بهما وأن تحكمهما بكل شأن من شؤونك.
المرأة المسلمة، الشاب المسلم، الأسرة المسلمة، المجتمع المسلم، البلد المسلم، الكل يجب عليهم طاعة الله، وأن يعلموا بأن هذا جزء من العقيدة. الطاعة وتحكيم شرع الله جزآن أصيلان من العقيدة؛ لأن أي إنسان لو قال: إنني أعبد الله وحدة لا شريك له فإننا سنقول له: فكيف ستعبد الله؟ على أي منهج؟ على طريق البوذيين أو على طريقة النصارى؟ أو على طريقة اليهود؟ إنك لن تستطيع أن تحقق العبودية لله وحدة لا شريك له إلا حينما تلتزم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وتعالوا مثلاً إلى الصلاة كيف سيصلي الإنسان إذا لم يلتزم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الصلاة وتفاصيلها؟ تعالوا إلى الزكاة، تعالوا إلى الصيام، والى الحج، تعالوا إلى صلة الأرحام، تعالوا إلى قسمة المواريث، تعالوا إلى باب الوصايا، تعالوا إلى أبواب النكاح، تعالوا وتعالوا إلى جميع شؤون الحياة، كيف كيف سننظم أمورنا ونتعبد رينا إلا بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
د. عبد الرحمن بن صالح المحمود
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/207)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[10 - 05 - 09, 11:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث الرائع
ـ[مرتضى ابوزيد]ــــــــ[17 - 05 - 09, 12:44 م]ـ
جزاك الله خيرا على جهدك وصبرك في كتابة هذا البحث.(55/208)
الأئمة من قريش .. لماذا لا تكون من للتبعيض
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[10 - 05 - 09, 01:02 م]ـ
إخواني الكرام، ما هو الفساد الذي يكون في نصّ الأئمة من قريش، إذا قيل إن من هنا للتبعيض، فيكون المعنى بعض قريش،
أرجو المساعدة في أوجه فساد هذا التقرير ..
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[16 - 05 - 09, 06:26 م]ـ
في انتظار من يتكرم بالإجابة.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 09, 12:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان
عند أئمة اللغة حمل "من" على معنى "بعض" شاذ
أما عند الفقهاء فهو تأويل خلاف الظاهر(55/209)
حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية فى الدولة الإٍسلامية
ـ[محمد منير أظهر]ــــــــ[10 - 05 - 09, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أصحاب الفضيلة المحققين والعلماء الكرام!
أنا أخوكم محمد منشا طيب طالب فى مرحلة الدراسات العليا بقسم العلوم الإسلامية بجامعة بنجاب
وأطروحتى للتحقيق: المعابد الشركية فى بلاد المسلمين / شرعا وتاريخا
ويحتوى البحث على العناصر والأبواب التالية:
الباب الأول: الدولة، معناها وميزاتها (أسس الدولة الإسلامية)
الباب الثانى: المعابد والآثار التاريخية (مفهومها وتصورها فى ثقافة المصريين واليونانيين والهندوس والفرس)
الباب الثالث: أهمية المعابد فى الأديان المختلفة فى العالم (شرعا وتاريخا)
الباب الرابع: المعابد الشركية فى الدولة الإسلامية / تاريخا
الباب الخامس: أحكام غير المسلمين الساكنين فى الدولة الإسلامية
الباب السادس: حكم بناء الكنائس والمعابد الجديدة فى الدولة الإسلامية.
أرجو من الاخوة الكرام أن يساعدونى فى البحث بدلالة المصادر الخاصة وفتاوى كبار العلماء فى جميع العالم شكرا لكم على هذه المنة والإحسان.
Email:hafiztayyab@hotmail.com
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[10 - 05 - 09, 06:00 م]ـ
تفضّل أخي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170261(55/210)
الشيخ الغفيص حول رؤية الكفار ربهم يوم القيامة
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[11 - 05 - 09, 02:46 ص]ـ
قال الشيخ الغفيص - حفظه الله- فى شرح العقيدة الطحاوية
"رؤية الكفار والمنافقين لربهم في عرصات القيامة، وهذه مسألة نزاع بين أهل السنة المتأخرين وغيرهم، قال شيخ الإسلام ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1119&ftp=alam&id=1000006&spid=1119) : ( ولم يحفظ للصحابة فيها قول بيَّن)، والأقوال التي يذكرها أصحاب السنة والجماعة ثلاثة، وبعضهم يزيد فيها إلى أربعة، وبعضهم يجعلها خمسة، وهي: القول الأول: أنه لا يراه في عرصات القيامة سائر أجناس الكفار سواء كانوا من المشركين، أو من أهل الكتاب أو من المنافقين، فلا يراه في عرصات القيامة إلا أهل الإيمان. القول الثاني: أنه يراه سائر الكفار من أهل الكتاب وأهل الشرك وأهل النفاق، ثم يحتجب عنهم. القول الثالث: أنه لا يراه إلا المنافقون دون بقية الكفار. القول الرابع: أنه يراه المنافقون وغبرات من أهل الكتاب، أي: بقايا من أهل الكتاب. القول الخامس: وهو التوقف في المسألة والكف عنها. "
هل يدلنى أحد على القائلين بالقولين الرابع والخامس
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 07:21 م]ـ
القول الرابع: هو قول السالمية، ذكره الحافظ عنهم في الفتح فقال:
(وَاسْتَدَلَّ بِهِ بَعْض السَّالِمِيَّة وَنَحْوهمْ عَلَى أَنَّ الْمُنَافِقِينَ وَبَعْض أَهْل الْكِتَاب يَرَوْنَ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ لِأَنَّ فِي سِيَاق حَدِيث أَبِي سَعِيد أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعْد رَفْع رُءُوسِهِمْ مِنْ السُّجُود وَحِينَئِذٍ يَقُولُونَ أَنْتَ رَبّنَا، وَلَا يَقَع ذَلِكَ لِلْمُنَافِقَيْنِ وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُمْ ... ) اهـ.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى على
بارك الله فى علمك وعملك و عمرك(55/211)
ماهو معتقد أهل السنة والجماعة في الاسماء والصفات
ـ[الصابرة]ــــــــ[11 - 05 - 09, 07:25 م]ـ
لدي بحث عن معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الاسماء والصفات ماالنقاط الرئيسية التي يجب أن أتطرق إليها في البحث بحيث يكون البحث شاملا لمعتقد السلف وماالكتب التي تفيدني في ذلك والرسائل العلمية أرجو إفادتي جزاكم الله عني كل خير
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 05 - 09, 01:11 ص]ـ
أختي عليك بكتاب القواعد المثلى للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
والواسطية لشيخ الإسلام وإن أحببت الزيادة فراجعي شرح الشيخ لها.
وكذا التدمرية والحموية.
فهذه كتب مختصرة فيها فوائد عظيمة
ـ[الصابرة]ــــــــ[12 - 05 - 09, 06:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولكن أريد من يساعدني في
حصر النقاط الرئيسية التي يجب تناولها في دراسة معتقد اهل السنة والجماعة في الاسماء والصفات
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[13 - 05 - 09, 10:19 ص]ـ
اعلمي وفقكي الله أن النقاط الرئيسية في الأسماء والصفات هي تلك القاعدة
(أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه وسنة رسوله، من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تأويل)
فمن خلال تلك القاعدة يكن بحثك، لأنها الفاصلة بين أهل السنة وغيرهم من المعتزلة والجهمية والأشاعرة ...
والله تعالى أعلى وأعلم
وجزاكم الله خيرًا
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[13 - 05 - 09, 05:24 م]ـ
من المسائل الهامة التى يجب ان تعتنى بها فى هذا البحث لانها مدخل هام للاشاعرة لنسب انفسهم لعقيدة السلف هى مسألأة التفويض وتبين اختلاف طريقة اهل السنة عن الاشاعرة فى التفويض واسال الله ان يوفقك ويجعل ذلك البحث فى ميزان حسناتك
ـ[الصابرة]ــــــــ[13 - 05 - 09, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا(55/212)
أطلب الإجابة للضرورة
ـ[مرتضى ابوزيد]ــــــــ[11 - 05 - 09, 08:08 م]ـ
Question أستأذنكم في طلب الدلالة على شيء أبحث عنه متعلق بمقارنة الأديان،
فأنا أبحث عن تناول كتب أهل الكتاب لقضية الدارالآخرة وموقفها من ذلك فهل من مراجع تناولت هذه القضية؛ ذلك بأني رأيت أن كثيرا من الباحثين في الأديان يقررون أن مما تتميز به العقيدة الإسلامية هو تفصيلها للحياة الآخرة، وقالوا في معرض حديثهم عن ذلك: وقد خلت كتب أهل الكتاب من ذلك ...
فأريدالتثبت من ذلك راجيًا منكم العون والمؤازرة
جزاكم الله خيرًا
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 09:51 م]ـ
نونية ابن القيم، وكتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والتذكرة للقرطبي
ـ[مرتضى ابوزيد]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ولكني أرجو إرشادي إلى بعض الأبحاث المتعلقة بمقارنة الأديان.
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:39 ص]ـ
هذا ما تريده
http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=169
واهتم بهذا الموقع(55/213)
إمام المتكلمين (الغزالي) يحدثك عن علم الكلام:
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*إن المتأمل في مسيرة الغزالي العلمية ليرى عجبا, فإنه قد تنقل _كما قال شيخنا عبد الرحمن المحمود_ بين أطوار خمس, هاك بيانها:
أولا: عاش وغاص في علم الكلام حتى صار من المبرزين فيه ومن الأئمة فيه وصنف فيه المصنفات.
ثانيا: ثم انتقل إلى أهل الفلسفة وغاص في علومهم , حتى صنف في علم الفلسفة المصنفات, كـ "مقاصد الفلسفة".
لكنه بعد ذلك تبين له حالهم , وسوء مخبرهم, فكفرهم , وصنف كتابه المشهور" تهافت الفلاسفة".
ثالثا: عاش بين أهل الصوفية وارتشف من علومهم , حتى عُدت كتبه في الصوفية والتصوف من المراجع لديهم.
رابعا: انتقل إلى أهل الباطنية_الاسماعلية_ وخبر ما عندهم _ وكان بحاثا عن الحق_ وعلم ما عندهم , لكنه بعد ذلك كفرهم , وقال فيهم مقولته الشهيرة: ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض.
خامسا: ثم في آخر حياته من الله عليه بالرجوع إلى العلم الصافي , والمنبع الذي لاتكدره الدلاء رجع إلى المعين الذي لا ينضب: إلى الكتاب والسنة , حتى قيل أنه توفي وصحيح البخاري على وجهه.
حتى قال مقالته الشهيرة: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام.
وإن في حياته _رحمه الله_ لعبرة , فيا عجبا للأولئك الذين بدئوا من حيث انتهى؟!! َ.
* ولقد وقفت على كلام له في كتابه "احياء علوم الدين " عن علم الكلام هو في غاية النفاسة, وفيه حجة لمن زعم أن فيه خيرا كثيرا.
وهذا أوان الشروع في المقصود
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:58 م]ـ
قال رحمه الله"
وينبغي أن يحرس سمعه من الجدل والكلام غاية الحراسة, فإن ما يشوشه الجدل أكثر مما يمهده , وما يفسده أكثر مما يصلحه, بل تقويته بالجدل تضاهي ضرب الشجرة بالمدقة من الحديد رجاء تقويتها بأن تكثر أجزاؤها وربما يفتتها ذلك ويفسدها وهو الأغلب.
والمشاهدة تكفيك في هذا بيانا فناهيك بالعيان برهانا.
فقس عقيدة أهل الصلاح والتقى من عوام الناس بعقيدة المتكلمين والمجادلين فترى اعتقاد العامي في الثبات كالطود الشامخ لا تحركه الدواهي والصواعق, وعقيدة المتكلم الحارس اعتقاده بتقسيمات الجدل كخيط مرسل في الهواء تفيئه الرياح مرة هكذا ومرة هكذا إلا من سمع منهم دليل الاعتقاد فتلقفه تقليدا كما تلقف نفس الاعتقاد تقليدا ...
ثم الصبي إذا وقع نشوه على هذه العقيدة إن اشتغل بكسب الدنيا لم ينفتح له غيرها ولكنه يسلم في الآخرة باعتقاد أهل الحق إذ لم يكلف الشرع أجلاف العرب أكثر من التصديق الجازم بظاهر هذه العقائد فأما البحث والتفتيش وتكلف نظم الأدلة فلم يكلفوه أصلا.
فإن قلت تعلم الجدل والكلام مذموم كتعلم النجوم أو هومباح أو مندوب إليه؟!
فاعلم أن للناس في هذا غلوا وإسرافا في أطراف فمن قائل إنه بدعة أو حرام وأن العبد إن لقي الله عز وجل بكل ذنب سوى الشرك خير له من أن يلقاه بالكلام ومن قائل إنه واجب وفرض إما على الكفاية أو على الأعيان وأنه أفضل الأعمال وأعلى القربات فإنه تحقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين الله تعالى.
* وإلى التحريم ذهب الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وسفيان* وجميع أهل الحديث من السلف.
قال ابن عبد الأعلى رحمه الله سمعت الشافعي رضي الله عنه يوم ناظر حفصا الفرد وكان من متكلمي المعتزلة يقول لأن يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير من أن يلقاه بشيء من علم الكلام, ولقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه وقال أيضا قد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننته قط ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام.
[وساق أقوال باقي الأئمة]
ثم قال: وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا
ولا ينحصر ما نقل عنهم من التشديدات فيه.
وقالوا: ما سكت عنه الصحابة مع أنهم أعرف بالحقائق وأفصح بترتيب الألفاظ من غيرهم إلا لعلمهم بما يتولد منه من الشر.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون " أي المتعمقون في البحث والاستقصاء.
واحتجوا أيضا بأن ذلك لو كان من الدين لكان ذلك أهم ما يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلم طريقه ويثني عليه وعلى أربابه فقد علمهم الاستنجاء و حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الاستنجاء أخرجه مسلم من حديث سلمان الفارسي _وذكر بقية استدلالهم_
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:59 م]ـ
ثم قال:
* أما مضرته, فإثارة الشبهات, وتحريك العقائد, وإزالتها عن الجزم والتصميم, فذلك مما يحصل في الابتداء , ورجوعها بالدليل مشكوك فيه, ويختلف فيه الأشخاص.
فهذا ضرره في الاعتقاد الحق , وله ضرر آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة, وتثبيتها في صدورهم, بحيث تنبعث دواعيهم, ويشتد حرصهم على الإصرار عليه, ولكن هذا الضرر بواسطة التعب الذي يثور من الجدل, ولذلك ترى المبتدع العامي يمكن أن يزول اعتقاده باللطف في أسرع زمان, إلا إذا كان نشؤه في بلد يظهر فيها الجدل والتعصب, فإنه لو اجتمع عليه الأولون والآخرون لم يقدروا على نزع البدعة من صدره, بل الهوى والتعصب وبغض خصوم المجادلين وفرقة المخالفين يستولي على قلبه, ويمنعه من إدراك الحق.
* وأما منفعته, فقد يظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه, وهيهات فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف, ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف.
وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوى ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا, فاسمع هذا ممن خبر الكلام, ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين, وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب علم الكلام, وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود.
ولعمري لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف, وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على الندور في أمور جلية تكاد تفهم قبل التعمق في صنعة الكلام.)).ا. هـ[الإحياء1/ 95]
وكلامه الأخير نفيس جدا, ينبغي العناية به.
ولذا قال ابن أبي العز: وكلام مثله في ذلك حجة بالغة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/214)
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:37 ص]ـ
أحسن الله إليك
نقل شيخ الإسلام كلام الغزالي هذا في المجلد السابع من العقل والنقل، وعلق عليه تعليقات لطيفة كعادته في هذا الكتاب الفذ، فلا بد من مراجعته.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:20 م]ـ
أحسن الله إليك
نقل شيخ الإسلام كلام الغزالي هذا في المجلد السابع من العقل والنقل، وعلق عليه تعليقات لطيفة كعادته في هذا الكتاب الفذ، فلا بد من مراجعته.
آمين ..
بارك الله فيك ..(55/215)
ما حقيقة هذا الكتاب "الدرر السنية في الرد على الوهابية"؟
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , وبعد
يستدل بعض الأشاعرة عندنا في هجومهم علي الدعوة السلفية أو الوهابية علي قولهم بكتاب: الدرر السنية في الرد على الوهابية لمؤلفها الشيخ أحمد بن زيني دحلان
و كتاب رسالة في الرد علي الوهابية لمؤلفه محمد إبراهيم محمد سالم
وكتاب الفجر الصادق لمؤلفه الشيخ أحمد المليجي
فهل من مترجم لهم و ما عقيدة القوم؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 06:02 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
دحلان شيخ الصوفية بمكة، افترى الأكاذيب في رسالته. تجد ردها في كتاب الشيخ ناصر العقل " إسلامية لا وهابية "، هنا:
http://alminbar.al-islam.com/images/books/370.doc
وهنا: من رد عليه من علماء السنة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115824
=======
والآخران، تجد الحديث عنهما في كتاب الدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب " .. هنا:
http://saaid.net/monawein/index.htm
وفقكم الله وجعلكم من أنصار دينه ..
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[12 - 05 - 09, 08:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم وفتح لك
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:04 ص]ـ
وفيه كتاب للشيخ السهسواني الهندي ردا على دحلان , واسم كتابه صيانة الانسان عن وسوسة دحلان حمله على رابط مباشر:
http://www.archive.org/download/SIYA...YANATINSAN.pdf
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم و في أهليكم(55/216)
عن ماقيل فى سر انجذاب القلوب الى البيت العتيق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 05 - 09, 02:53 م]ـ
مارأيكم فى الرأيين القادمين
قال الشيخ سفر الحوالى
•هوسفلاسفةاليونان
ومنالأمثلة العجيبة أنه لما جَاءَ فلاسفةاليونانوقد بلغهم أن بيتاً في بلاد العرب -وهو الكعبة- يؤمه النَّاس من جميعالأقطاب؛ لأن هذا البيت من أعظم الآثار الواضحة عَلَى النبوة -كما هو معلوم- من عهدآدمعَلَيْهِ السَّلام، ثُمَّ نوح عَلَيْهِ السَّلام، ثُمَّ إبراهيم عَلَيْهِالسَّلامالذي جدد بناءه، ثُمَّ بقي بناؤه من إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام إِلَىاليوم.
وهذاأيضاً مما يدل عَلَى النبوة، فتنجذب إليه قلوب البشر من أنحاءأفريقيا ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1030_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=amaken&id=3000019) ، ومنآسيا ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1030_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=amaken&id=3000040) ، ومن كل أقطار العالم، فأخذ الفلاسفة يفكرون عندماحاروافي أمر هذا البيت، فظلوا يفكرون لانجذاب القلوب نحو هذا البيت يتفق مع مايقولونبه من أنه لا نبوة، ولا دين، ولا شيء من هذا قالوا: إذاً حجر المغناطيسموضوعتحت الكعبة؛ فلذلك ينجذب إليه الناس!!
وَلَوْفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباًمِنَالسَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواإِنَّمَا سُكِّرَتْأَبْصَارُنَابَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الحجر:14 - 15]
فيقاللهم: ومن وضع هذا الحجر؟! فإن كَانَ من عند الله فلماذا لم يضعه إلا فيهذاالمكان؟! وإن كَانَ الذي وضعه بشر فلماذا وضعه في بلاد العرب؟! ومن هذا البشرالذيوضعه؟! ولماذا لم يضعه في الأرض الخصبة، والأراضي المتحضرة؟! إن ما يقولونه لايمكنأن يقبله العقل.
انتهى
-----------------
وانا قرأت فى مجلة التبيان منذ أشهر خبر علمى وهو ان المصلى اذا وضع رأسه على الارض تجاه مكة فان الارض تمتص الاشعة الكهرومغناطيسية وهذا يحدث اذا سجد تجاه مكة وهذا تفسير علمى للراحة التى يجدها المصلى فقط الى اخره لا أذكره كله
فما رأيكم؟؟(55/217)
القول الحق في أن الصحابة –رضي الله عنهم- بعد الرسل هم أفضل الخلق.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[12 - 05 - 09, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القول الحق في أن الصحابة –رضي الله عنهم- بعد الرسل هم أفضل الخلق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعدُ:
لا شك ولا ريب بأن الصحابة –رضي الله عنهم- هم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل أجمعين, وقد أثنى الله تعالى عليهم في الإنجيل والتوراة قبل أن يُخلقوا, وسبب التفضيل هو أنهم أمنوا بالله تعالى ورأت عيونهم النبي –صلى الله عليه وسلم- فكما ثبت في الحديث عن ومما يدلُ على أن الأفضلية لهم حصلت برؤية النبي –صلى الله عليه وسلم- ما ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أيضاً، عن النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قال: ((يأتي على الناس زمان، يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى مَن صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: هل فيكم مَن رأى مَن صَحِب من صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم)) رواه مسلم (2532).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: " وهذا الحديث الصحيحُ دالٌّ على أنَّ الصُّحبةَ للرسول –صلى الله عليه وسلم- تحصُل برؤيته –صلى الله عليه وسلم-، وإن لَم تطُلْ صحبتُه إيَّاه".الانتصار للصحابة الأخيار (ص21).
وقد أخطأ بعض الباحثين هداهم الله بأن لم يفرقوا بين (أعلم) , و (أفضل) , فظنوا أن وجود من هو أعلم من آحاد الصحابة في وقت التابعين أو أتباعهم أو من بعدهم يجعلهم أفضل من آحاد الصحابة الذين لم يشتغلوا بالعلم ونقله, وهذا الفهم خطأٌ محض, لأن الصحابة فضلوا على من بعدهم بصحبة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولو لحظة واحدة, كما جاء في ترجمة: أبو ذؤيب الهذَلي, وسويد بن غفله قدم المدينة يوم دفن النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو عمرو عَبيدة السلماني وقيس بن أبي حازم وعبد الرحمن بن عسيلة الصُنابحي علمَ بخبر وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في الجُحفة في طريقه إلى المدينة النبوية. تهذيب الكمال (17/ 282).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: "وهؤلاء يقال فيهم كادوا أن يكونوا صحابة" اتحاف العِباد بفوائد دروس شيخنا العَبَّاد (ص138).
ولذا قال الإمام أحمد –رحمه الله-:" ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة ورآه فهو من أصحابه له الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظر فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير" أصول السنة (ص62 - 64).
وقال الإمام علي بن المديني –رحمه الله-: ((ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يريد كبار الصحابة): القرن الذي بعث-الرسول صلى الله عليه وسلم- فيهم كلهم مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّوجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير) اعتقاد أهل السنة والجماعة/ للألكائي (1/ 187 - 188).
وقال الإمام ابن بطة –رحمه الله- في مَعْرِض كلامه عن عقيدة أهل السنة في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " ويُشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان, والتوبة والرحمة من الله, ويستقر علمك وتوقن بقلبك أن رجلاً رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- وشاهده وآمن به واتبعه ولو ساعة من نهار, أفضل ممن لم يرده ولم يشاهده, ولو أتى بأعمال أهل الجنة أجمعين". الإبانة الصغرى (ص290 - 291).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/218)
وقد سألتُ شيخنا عبد المحسن العبَّاد البدر –حفظه الله-: هل هناك من التابعين من هو أفضل من أي واحد من الصحابة؟ قال شيخنا-حفظه الله-: إن أي واحدٍ من الصحابة أفضل من أي واحدٍ من التابعين ومن بعدهم, وسبب تفضيلهم أن عيونهم رأت النبي –صلى الله عليه وسلم-. انظر: إتحاف العِباد بفوائد دروس الشيخ عبد المحسن العبَّاد (ص25).
ولذا قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في تفسير قوله –صلى الله عليه وسلم- (ثم الذين يلونهم): "مقتضى هذه الأحاديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين. لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة للجمهور أو الأفراد؟ محل بحث, وإلى الثاني نحا الجمهور, والأول قول ابن عبد البر". فتح الباري (7/ 8).
وقد جاء عن أبي عمر ابن عبد البر بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: "سألت أبا أسامة أيما كان أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لا نعدل بأصحابِ محمدٍ أحداً".انظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 227).
وفي ترجمة أبي ظبية الكُلاعي في تهذيب الكمال جاء فيها: " أبو ظبية من أفضل رَجُلٍ بالشام إلا رجلاً من الصحابة, وقال أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش: في هذا الحديث-أي حديث الوضوء-: وكانوا لا يعدلون به رجلاً إلا رجلاً صاحَبَ محمداً –صلى الله عليه وسلم- ". (33/ 449 - 450).
أما من استدلال بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة، فقال: ((السَّلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، وددتُ أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلَسْنا إخوانَك يا رسول الله؟! قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لَم يأتوا بعد)) الحديث، رواه مسلم (249) وغيرُه.
فالاستدلال بهذا الحديث لا ينبغي أبداً لأن الصحابة كما أنهم –رضي الله عنهم- أصحابه فهم إخوانه من باب أولى.
ولذا قال: شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((ومعلومٌ أنَّ قوله (إخواني) أراد به إخواني الذين ليسوا بأصحابي، وأمَّا أنتم فلكم مزيَّة الصُّحبة ...
فجعل هذا حدًّا فاصلاً بين إخوانه الذين ودَّ أن يراهم وبين أصحابه، فدلَّ على أنَّ مَن آمن به ورآه فهو من أصحابه، لا مِن هؤلاء الإخوان الذين لَم يَرَهم ولَم يَرَوْه، فإذا عُرف أنَّ الصُّحبةَ اسمُ جنسٍ تَعُمُّ قليلَ الصُّحبة وكثيرَها، وأدناها أن يصحبَه زمناً قليلاً، فمعلومٌ أنَّ الصِّديقَ في ذروةِ سَنَام الصُّحبة وأعلى مراتبها؛ فإنَّه صَحِبَه من حين بعثه الله إلى أن مات)). منهاج السنة (8/ 389).
قال شيخنا عبد المحسن العبَّاد –حفظه الله-: "فدلَّ الحديثُ على التمييز بين أصحابه وإخوانِه، وأنَّ أصحابَه هم الذين أدركوه ورأوه، وإخوانَه الذين يأتون مِن بعد ولَم يروه، والمرادُ بالأُخوَّة الأخوَّة الإيمانية، والصحابةُ جمعوا بين الصُّحبةِ والأُخوَّة، والذين بعدَهم نصيبُهم الأُخوَّة وحدها". الانتصار للصحابة الأخيار (ص21).
إذا فالصواب أن هذا الحديث لا يجوز الاستدلال به قطعاً على أن من كان أجره أكثر, فإنه أفضل!!!؛ وذلك لأن الصحابة فازوا بشرف الإيمان والصحبة التي لايعدلها شرفٌ أبداً, ولذا قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لو أنفق أحدكم مثل جبل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه).
وقال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-: " وقد كان تعظيمُ الصحابة -ولو كان اجتماعُهم به صلَّى الله عليه وآله وسلم قليلاً- مقرَّراً عند الخلفاء الراشدين وغيرهم، فمِن ذلك ما قرأتُ في كتاب أخبار الخوارج تأليف محمد بن قدامة المروزي، بخطِّ بعضِ مَن سمعه منه في سنة سبعٍ وأربعين ومئتين، قال: حدَّثنا علي بن الجعد، قال: حدَّثنا زهير هو الجعفي، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيْح العَنَزِي قال: كنت عند أبي سعيد الخدري))، ثمَّ ذكره الحافظ بإسناده إلى نُبيح قال: ((كنَّا عنده وهو متَّكئ، فذكرنا عليًّا ومعاوية، فتناول رجلٌ معاويةَ، فاستوى أبو سعيد الخدري جالساً، ثمَّ قال: كنَّا ننزلُ رفاقاً مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، فكنَّا رفقةً فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات وفيهم امرأة حُبلى، ومعنا رجلٌ من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أَيَسُرُّك أن تلِدي غلاماً، قالت: نعم! قال: إن أعطيتِنِي شاةً ولَدتِ غلاماً، فأعطَتْه، فسَجَع لها أسجاعاً، ثمَّ عمد إلى الشاةِ فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها ومعنا أبو بكر، فلمَّا علم بالقصَّة قام فتقيَّأ كلَّ شيءٍ أكل، قال: ثمَّ رأيتُ ذلك البَدَويَّ أُتِي به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصارَ، فقال لهم عمر: لولا أنَّ له صحبةً!! من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ما أدري ما نال فيها لَكَفَيْتُكموه، ولكن له صحبة مِن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم!! ".
قال الحافظ: "لفظ علي بن الجعد، ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقَّف عمر رضي الله عنه عن معاتبتِه فضلاً عن معاقبتِه لكونه علم أنَّه لقي النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك أبينُ شاهد على أنَّهم كانوا يعتقدون أنَّ شأنَ الصحبة لا يعدله شيء!!)). ابن حجر في الإصابة (1/ 20 ـ 21).
هذا وإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرني وإخواني أهل السنة في زمرة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
كتبه راجي عفو ربه المنان
عبد الرحمن بن محمد العميسان
يوم الثلاثاء 17/ 5/1430هـ
المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام(55/219)
بشري أول جريدة نقدية في العالم الاسلامي
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[13 - 05 - 09, 08:34 ص]ـ
بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعة المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.
تم إصدار أول عدد من الجريدة النقدية بفضل الله تعالي هذا الشهر 5/ 2009
http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/jc.jpg
(http://www.sheekh-3arb.net/%7Elibrary/jc.jpg)
والجريدة متعلقة بعلم النقد الكتابي للكتاب المقدس سواء النقد الاعلي الخاص بدراسة:
1_ قانونية السفر: اي اعتباره وحي من عند الله وقبوله من ضمن قائمة أسفار الكتاب المقدس.
2_ كاتب السفر: أي كاتب كل سفر من أسفار العهد القديم أو الجديد.
3_زمان كتابة السفر.
4_ مكان كتابة السفر.
5_لمن كتب السفر.
6 _ الظروف السياسية والادبية والثقافية حال كتابة السفر.
او النقد الادني ((النصي)) الخاص بدراسة لغة السفر الأصلية ومخطوطاته وترجماته ...
وهذه الجريدة تعتبر تكليل لدراسات وتحصيل شاق قام بهالدكتور/ حسام أبو البخاري المعروف علي المنتديات ب (- ANTI ) وهو طبيب بشري ومتخصص في علم النقد الكتابي
والاخ /أيمن تركي المعروف ب (أنا مسلم) وهو علي نفس الدرب ....
الجريدة برعاية دار الشيخ عرب لدراسة الكتب السماوية وهو موقع متخصص في تحليل مخطوطات الكتاب المقدس
موقع الجريدة النقدية
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net
من خلال هذا الموقع يمكن تصفح الجريدة و كذلك تحميل أو الإطلاع علي العدد كامل او محتوى العدد من أبحاث منفرده ...
مكن التواصل مع د. حسام أو الاخ أيمن أو الإدارة عن طريق
قسم اتصل بنا
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/mail.htm
محتويات الاصدار الأول:
1_ الجريدة النقدية وعظام ماعز
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/about-us.htm
2_ مقدمة تعريفية هامه في علم النقد النصي
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/1.htm
3_ ماذا عن نص الاغلبية
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/4.htm
4_ قصة الكتاب المقدس لكينون
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/8.htm
5_ اختلاف نص الاغلبية عن النص المستلم
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/7.htm
6_ عقلنة الفوضي: عدم الزيادات الغربية نموذج
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/9.htm
7_ رسالة يهوذا في تاريخ النص المقدس المفقود
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/6.htm
8_ لوقا3 - 22 و البنويين
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/2.htm
9_ قانونية أسفار العهد الجديد
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/3.htm
10_ النقد النصي واثره في الوحي والعصمة
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/5.htm
الجريدة شهرية وستضم مقالات حديثة في الاصدارات القادمة للمتخصصين في علم النقد الكتابي ....
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[13 - 05 - 09, 05:50 م]ـ
نرجو لها الاستمرار!!
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 06:25 ص]ـ
نسأل الله أن يوفقهم ويجعلهم سببا لهداية النصارى الضالين , وأن يحمي بهم حوزة الدين. آمين.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:50 م]ـ
الجريدة النقدية
(جريدة دراسات نقدية في الكتاب المقدس)
الإصدار الثاني (أكتوبر- 2009)
الجريدة النقدية - الإصدار الثاني أكتوبر2009 (فيلم ثورة الكتاب المقدس - مترجم) ( http://www.sheekh-3arb.net/vb/showthread.php?t=2782)
عدد خاص جداً يحتوي على
فيلم
ثورة الكتاب المقدس - مترجم
(روابط تحميل مباشرة - روابط للمشاهدة)
بالإضافة الى مقدمة للتعريف بالفيلم
لتصفح العدد يرجى زيارة الرابط التالي
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/oct-2009.htm (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/oct-2009.htm)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:52 م]ـ
الجريدة النقدية
(جريدة دراسات نقدية فى الكتاب المقدس)
http://www.sheekh-3arb.net/Library/img/web/2.gif (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/)
أول جريدة نقدية في الشرق الأوسط و العالم الإسلامي
تصدر دورياً بقلم
الدكتور / حسام أبو البخاري (- ANTI )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/220)
و
الأخ / أيمن تركي (أنا مسلم)
الإصدار الثالث
في هذا العدد نواصل الحقيقة التي بدأناها بالعدد الأول والتي تثبت ان هذا ليس كتاباً مقدساً وإنما هو في الحقيقة كتاباً بشرياً يحمل كل الملامح البشرية الخالصه من أخطاء نسخيه وتاريخيه تثبت ان هذا الكتاب كتبه بشر ونقله بشر وزاد عليه بشر وانقص منه بشر وغير فيه بشر حتي وصل الينا منتجا بشريا صافياً مائة فى المائة!
د. حسام أبو البخاري
أ. أيمن تركي
لتحميل الإصدار كاملاً
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/IPAPER.png (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/ipaper3.htm)
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/PDF%281%29.gif (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/books/mar-2010/tcj3.pdf)
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/word-icon.png (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/books/mar-2010/tcj3.doc)
محتويات الإصدار
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/mar-2010.htm
الجريدة النقدية و النقد النصي ( http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/15.htm)
Gordon D. Fee النقد النصي للعهد الجديد ( http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/13.htm)
نظرة نقدية في مقولة دع الأرقام تتحدث ( http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/12.htm)
هل مات يسوع مقتولاً؟ ( http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/11.htm)
نظرة نقدية في تعليقات الأب متى المسكين ( http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/articles/14.htm)
لتصفح و تحميل الإصدارات السابقة
العدد الاول
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/may-2009.htm (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/may-2009.htm)
العدد الثاني
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/oct-2009.htm (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/oct-2009.htm)
يمكن التواصل مع
د. حسام أبو البخاري (- ANTI )
أو الاخ أيمن تركي (انا مسلم)
أو الإدارة عن طريق قسم اتصل بنا
http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/mail.htm (http://www.tcjournal.sheekh-3arb.net/main/mail.htm)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 02:59 م]ـ
نرجوا لها الإستمرار أخي الحبيب بارك الله فيك ونفع بك وبهم ,,
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[27 - 03 - 10, 09:26 ص]ـ
نعم المولود الجديد أسأل الله لهم التوفيق
ـ[أبو تقية]ــــــــ[28 - 07 - 10, 08:26 ص]ـ
بارك الله فيك
ودكتور حسام أبو البحارى من الذين أحبهم فى الله فعلا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 07 - 10, 08:38 ص]ـ
مبارك على الإصدار الثالث يا دكتور أنتي
مادمت لا تتكلم فخليها في الملتقى ـ ابتسامة(55/221)
نداء إستغاثة من بلد المليون شهيد .. فهل من مغيث؟؟
ـ[أبو الوليد بن أبي الليث]ــــــــ[13 - 05 - 09, 05:46 م]ـ
الموضوع: التنصير في الجزائر .. هل من مغيث؟ * هل من مغيث ..
أحفاد طارق بن زياد في قبضة التنصير *
الحملات التنصيرية يكتسح منطقة القبائل في الجزائر ..
أين العرب والمسلمون؟ *
إرساليات التنصير تستغل حاجة الشباب المسلم الجزائري في منطقة القبائل؟
كشف شريط فيديو، تحصلت “الشروق” على نسخة منه، خطورة الحملة التنصيرية التي تشهدها الجزائر، في مختلف المناطق، بدعم من بعض القنوات التنصيرية الأجنبية التي تتخذ من الدعوة إلى النصرانية سوقا للدعاية لزرع الفتنة والبلبلة في صفوف أبناء البلد الواحد.
وعرض الشريط الذي بثته قناة متخصصة بالتنصير في شمال إفريقيا روبورتاجا مصورا عن واقع منطقة القبائل بعنوان “القبائليون البربر”، وحمل في طياته كثيرا من الأكاذيب والمغالطات، لاسيما ما تعلق منها بتاريخ المنطقة وتراثها وعلاقة أهلها بالإسلام، حيث حاول معدو البرنامج المسجل باللغة الإنجليزية اللعب على وتر الطائفية والادعاء بأن منطقة القبائل أكرهت على اعتناق الإسلام بعدما كانت تدين بالنصرانية، مع التركيز أثناء العرض على صور الملتحين والمتجلببات، على أساس أنهم دخلاء على الجزائر!
وركز الشريط في بداياته على التذكير بتاريخ المنطقة، وحاول تصوير سكان القبائل كأقلية مضطهدة من طرف “الغزاة العرب” الذين فرضوا دينهم على المنطقة، لينتقل إلى مشاهد من المدينة الجديدة بتيزي وزو على وقع أغنية للمطرب القبائلي معطوب الوناس، ثم مدينة الأربعاء ناث إيراثن حيث تُعرض مشاهد شباب يقومون بتشييد كنيسة في المنطقة.
وعرض الشريط المصور تجمعا في إحدى الكنائس بمنطقة القبائل، حضره ما يقارب مائة شخص، تقودهم مجموعة تضرب الدفوف، في حين يردد جميع الحضور أغاني بالأمازيغية مستوحاة من الإنجيل، تتقدمها كلمة “هاليلوليا” عند استهلال كل فقرة من الفقرات الإنشادية.
والمثير للانتباه أن الحاضرين يتوزعون عبر مختلف الأعمار والفئات، حيث لوحظ تواجد الشباب والشابات، والعجائز والفتيات والأطفال والرجال، وكلهم يرددون الأغاني التي يحفظونها عن ظهر قلب، لتتصاعد وتيرة الإيقاع ويدخل الجميع في طقوس “الحضرة” والرقص المصاحب للغناء، مع ما يرافقه من تأثر وبكاء من طرف بعض الشابات، قبل أن يُغمى على بعض الحضور بفعل “الوُجد” والصخب الذي شهده المجلس، مع التركيز على مشاهد الاستشفاء الروحاني التي يتعرض لها بعض الأشخاص، ليتخذها المنصرون حجة تؤكد شفاء المرضى ببركة المسيح!
ويأتي هذا الشريط الذي روّجت له قناة تنصيرية ليكشف عمق التواطؤ الحاصل بين المنصّرين الأجانب الذين ينشطون على المستوى الداخلي عن طريق القيام بحملات تنصيرية تستهدف زعزعة إيمان الجزائريين وعقيدتهم بإغرائهم بالحصول على تسهيلات مادية متعلقة بالاستقرار خارج الجزائر، وعلى المستوى الخارجي عن طريق الترويج لهذه الحملات في الفضائيات المتخصصة للحديث عن أقليات مسيحية في الجزائر تستدعي الحماية الأجنبية بموجب الاتفاقيات الدولية، وهو ما يعني المساس بسيادة الجزائر ووحدة ترابها ولحمة شعبها.
ويُحذّر خبراء في الدراسات الإستراتيجية من نشاط الحركات التبشيرية في دول العالم الإسلامي، بهدف خلق أقليات دينية تطالب بحقوقها الثقافية والاجتماعية ثم السياسية، معتبرين أن هذه المناورات من أخطر ما يهدد استقرار الدول الإسلامية في المستقبل القريب، مذكرين في السياق ذاته بنموذج “تيمور الشرقية” في إندونيسيا ومنحها استقلالا ذاتيا بعد سنوات من الصراع المسلح.
و كشف تحقيقان حديثان أعدهما ثلاثة باحثين جزائريين، عن تزايد مريب لمعدلات التنصير في الجزائر، لم تعهده البلاد من قبل، وصلت إلى عشرة آلاف شخص جلهم من الشباب، بات يندفع يوميا للانضمام إلى المسيحية،
في وقت يستغلّ فيه دعاة التنصير الأوضاع الاجتماعية الصعبة لهؤلاء الشباب للاستحواذ على عقولهم، في ظل إصرار الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، على التقليل من شأن الظاهرة، والاكتفاء بالقول إن الأرقام التي يتم الترويج لها «لا ترمي سوى إلى بث الحقد والضغينة».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/222)
وذكر الباحث «جلال موسى»، أن عدد الذين ارتدوا عن الإسلام بالجزائر واعتنقوا المسيحية يقدر ب10 آلاف شخص،
وقال في بحث حديث، أنّ المسيحية البروتستانتية، تنامت القناعة لديها بضرورة التسويق للطروحات الاستعمارية، بما يجعل من النشاط التنصيري الحاصل خطرا جسيما على مستقبل ووحدة وكينونة الجزائر. وركّز «موسى»، على أنّ المنصرين يتحركون كيفما شاؤوا دون أدنى مراقبة حكومية، حيث كثفوا خلال ال 4 سنوات الأخيرة من تحركاتهم التنصيرية مستهدفين أوساط الشباب بهدف إيجاد ما أسماه أقلية دينية تدافع عن حقوقها على غرار ما وقع في دول مجاورة، ويبدأ العمل التنصيري عن طريق العديد من الجمعيات الخيرية التي تتظاهر بالوقاية من الخمر والمخدرات والدعوة إلى الأخلاق الحسنة.
وصرّح الباحث أنّه يتم إدماج الشباب المتردد على المكتبات التابعة للكنائس حيث يتم استقبالهم من قبل الرهبان وتزويدهم بالكتب والمجلات التنصيرية وبأشرطة فيديو تحوي حصصا بالأمازيغية حول فضائل المسيحية كانت قناة فضائية تبث برامجها من جزيرة قبرص.
وتعد منطقة القبائل مرتعا خصبا للتبشير، إذ يلجأ الكثير من المنصرين القادمين من الغرب إلى منطقة القبائل الكبرى، مشيرا إلى تواجد 19 جمعية خيرية مسيحية تنشط بالقبائل، مع تسجيل متوسط المرتدين عن الدين الإسلامي بنحو 6 أفراد في اليوم.
من جهتهما تعرضت الباحثتان «سلاف رحموني» و «نسيمة رقيق» في تحقيق أكاديمي معمّق ظاهرة التنصير المسيحي بالجزائر مابين 2003 و2005، حيث قرنتا التنصير الواقع، ببنية الاستعمار الفرنسي الذي ظل يعمل على جذب الجزائريين إلى الدين المسيحي، وعاد اليوم لكي يبدّل دين الجزائر بدين النصرانية، بتوظيف طرق حديثة، وأساليب جديدة. وتضمنّ التحقيق الذي استغرق عامين كاملين، عديد الحقائق عن الأعمال التنصيرية التي تقوم بها الكنائس المنتشرة عبر القطر الجزائري، بشكل مثير ومقلق. وعمدت الباحثتان إلى تسليط الأضواء على ما يدور داخل الكنائس الجزائرية، أين تفاجأتا بما يحدث خلسة وعلانية، حيث اكتشفتا أعدادا هائلة ممن اختاروا التنصرّ، مثل «جمال» صاحب ال 29 سنة الذي قال من دون تحرّج: «اعتنقت المسيحية لأنها تبيح الخمر والنساء»، كما أشارتا إلى حالة «عبد السميع»، الذي لم ينقطع تردده على المساجد في أوائل التسعينيات، وأصبح الآن يسمى «جوزي» بعد ردته، حيث أصبح يتردد باستمرار على الكنائس،
وعن هذا التحول يقول المعني: «كل مرحلة من المراحل التي مرت بها الجزائر، بتفاعل وعن قرب، فأول ما ظهر الإسلاميون أواخر الثمانينيات، كنت في السابعة عشر من عمري، كنت جد متحمس لأفكارهم، لكن الخراب الذي حل بالبلاد جعلني أتخلى عنهم، خاصة وانه لم يصبح «الموضة»، وتخليت بذلك عن الصلاة، وعن الذهاب إلى المساجد، وأخوض الآن تجربة جديدة، فقد ذهبت منذ حوالي ثلاث سنوات إلى كنيسة «القلب المقدس»، أعجبني الدين المسيحي، خاصة وانه يبيح كل شيء من مأكل ومشرب، وبالأخص: النساء» - على حد تعبيره -. وليس بعيدا عن جمال وجوزي، هناك سماح، الطالبة بمعهد الإحصاء التي اعتنقت المسيحية وترتدي الحجاب عاديا، حيث ذكرتا الباحثتان أنّ سماح سمت نفسها «كاترين»، كما سمت نفسها بعد ردتها، وهي تشعل شمعة التمني، تحت تمثال العذراء والصليب، وقد أبدت أسفها لأنها تنتمي إلى عائلة مسلمة!، وأضافت: «عائلتي لا تدري عظيم خطئها، أما أنا فقد أدركت ذلك، وأشكر الرب الذي أنقذني في الوقت المناسب!!».
وحمل التحقيق حقائق مكتومة عما يحدث من تنصير بالجنوب الجزائري، حيث كشفت «رحموني» و «رقيق» النقاب عن زرع بذور التنصير في الصحراء أين استطاع جموع المنصرين الدخول إلى هذه المناطق بفضل اعتمادهم سياسة التغلغل، والاندماج والصبر الطويل، وأضحى القساوسة يشاركون الأهالي أكلهم وشربهم، يتكلمون لغتهم، ويمتهنون رعيهم، بل هناك من نسائهم من تحمل الجنسية الجزائرية، وتمارس مهنة التعليم، وتتبادل الزيارات مع نساء الطوارق بغية بث سمهن التنصيري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/223)
ورغم أن العمل التنصيري لا يتم بطريقة علانية، إلا أنه في الحقيقة متواصل، ومنظم، وموزع بطريقة عملية، مثلما هو واضح مع هؤلاء المنصرين، الذين وجدوا لأنفسهم مواقع إستراتيجية داخل المجتمع، ففي ولاية «تمنراست» 1900 كلم جنوب الجزائر، لا تزال كنيسة «أسكرام» تفتح أبوابها أمام المقبلين على العملية التنصيرية، بنفس الحماس القديم أو أشد، وبلغت نسبة المتمسحين في منطقة تيميمون في الجنوب الجزائري لوحدها 5? بزيادة 3? مقارنة بالسنوات الماضية، والملاحظ هنا، أن خطر التنصير يزيد استفحالا في الجنوب الجزائري كله، أي كلما كان الإبتعاد عن مركز «توات» أو «الزاوية التيجانية» أبرز رموز الدين الإسلامي وأهم من يهتم بنشره، في الجنوب الجزائري، وذلك بسبب الجهل بتعاليم الإسلام أو نقص التمسك بها.
وفي وقت شدّدت فيه الباحثتان على أنّ منطقة القبائل هي أكثر مناطق البلاد تضررا مما يمكن وصفه بحملة التنصير، استغربتا الإحاطة التي تحضى بها الحركة التنصيرية من طرف السلطات الجزائرية إلى منح الحماية للمرتدين خلال شهر رمضان حتى يمارسوا حياتهم دون التعرض للاستنكار أوالإحراج، وبهذا فهي لا تحمي المرتدين فحسب بل تشجعهم على ردتهم وتحثهم على الإصرار عليها. وليس هذا كل شيء بل تفتح الحدود البرية والبحرية والجوية أمام المنصرين لتمرير مختلف الكتب التنصيرية، مع أنّه كان جديرا حسب الباحثتين أن يتم قطع الطريق وجوبا على أساليب التنصير الحالية في منطقة القبائل، وركّزتا على أن أعلى معدلات الارتداد موجودة في المنطقة، خاصة في القبائل الكبرى، لأن ولاية بجاية والقبائل الصغرى بشكل عام، أكثر رسوخا في التمسك بتعاليم الإسلام، بسبب اختلاف البعد الحضاري بين مدينة بجاية أحد عواصم الإسلام الزاهرة في عهد الحماديين، ومدينة تيزي وزو التي برزت إلى الوجود بشكل مؤثر في العهد الاستعماري.
ونادت الباحثتان للإسراع بوضع استراتيجية فعالة للدفاع عن دين الشعب الجزائري، والعمل بجد على إيقاف هذه الردة، وما قد ينجر عنها من استغلال خارجي تستخدمه جهات خارجية مغرضة للدفاع عن الأقلية المسيحية في الجزائر.
* تنافس أمريكي ـ فرنسي لقيادة التنصير في الجزائر؟
كشف تقرير أمني وجود تنافس \'\'أمريكي - فرنسي\'\' حول من يقود حملات التنصير في الجزائر. ونبه إلى ضرورة الإسراع بتطويق الظاهرة قبل اتساع رقعتها وتصبح مطية لقوى أجنبية للتدخل في الشأن الداخلي بحجة حماية أقلية مسيحية في البلاد.
أوضح التقرير أن هذا التنافس يهدف للسيطرة وإحكام القبضة على \'\'كنيسة واضية\'\' بولاية تيزي وزو، والتي تعتبرها الجمعيات التنصيرية الأمريكية والفرنسية \'\'نواة حقيقية\'\' لأنشطة التنصير في منطقة القبائل التي تمتد إلى ولايات أخرى. ووصف نفس المصدر هذه الكنيسة بأنها \'\'أكثر الكنائس نشاطا وحركة\'\'.
ولا يفرق التقرير بين الكنائس البروتستانتية ومثيلتها الكاثوليكية، حيث أكد على أنهما وإن تختلفان في الشكل والطرق التي تستعملانها لاستمالة الجزائريين، فإنهما متفقتان تمام الاتفاق على هدف واحد وهو \'\'ضرب وحدة الجزائر في دينها على المدى المتوسط، وعلى المدى البعيد المساس بوحدة التراب الوطني\'\'،
وذلك من خلال \'\'إيجاد أقلية مسيحية في منطقة القبائل تحديدا، ما قد يؤدي إلى بروز وضع يصعب التعامل معه في المستقبل. ويدق التقرير ناقوس الخطر عندما يشير إلى ظاهرة جديدة تتمثل في \'\'تزايد عدد دور الحضانة ورياض الأطفال والفنادق ... \'\' في المنطقة، ويتم استخدامها فضاءات مفضلة لنشر المسيحية، علاوة على أماكن ممارسة الشعائر المسيحية التي يتم فتحها بدون رخصة.
وفي نفس التقرير، يقف المحققون على خروق خطيرة في هذا الجانب، حيث يؤكد أن \'\'مناهج التعليم المطبقة من طرف المشرفين على دور الحضانة ورياض الأطفال وأقسام ما قبل التمدرس (التحضيري) غير مطابقة لمناهج وزارة التربية الوطنية، وتتناقض مع مقومات الأمة ومبادئ الدولة الجزائرية\'\'.
وينبه التقرير إلى \'\'زيارات مشبوهة\'\' تقوم بها \'\'شخصيات وقساوسة أجانب\'\' إلى منطقة القبائل، في إطار ملتقيات ومؤتمرات ولقاءات، لكن في الحقيقة يقومون بأنشطة تنصيرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/224)
وذكر المحققون عددا من الأسماء زارت المنطقة خلال فترات مختلفة، من بينهم \'\'جاك بوفي (سويسري الجنسية)، وصاموئيل سميث ولوران شيفمان وإدوار كوفالسكي (فرنسيون) وإيريك لي جينكينس (أمريكي) \'\'.
ويوصي التقرير في هذا المجال \'\'بضبط عملية دخول وتنقل وإقامة رجال الدين المسيحيين وأعضاء البعثات التبشيرية، مع الالتزام بالصرامة في مراقبتهم وبأن تتضمن تصاريح الإقامة منعا صريحا لأي عمل أو نشاط ثقافي موجه للجماهير\'\'.
لكن ماذا عن الحملات التنصيرية وكيف تتعامل معها السلطات العمومية؟ يعود التقرير في البحث عن جذور هذه الظاهرة في الجزائر، إلى سرد وقائع حدثت قبل الاستقلال بعامين، حيث نجد أن تأسيس أول حملة تبشيرية بروتستانتية أمريكية رجع الفضل فيها إلى القس غريفيت الذي غادر الجزائر في سنة 1960 إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي توفي فيها سنة 1970.
وبعد الاستقلال، أسندت رئاسة الحملة لجزائري يدعى أرزقي لكلو الذي بقي على رأسها إلى غاية 1970، حيث كانت مشكلة أساسا من خمس جمعيات مسيحية تتمركز في كل من الجزائر العاصمة ومستغانم وقسنطينة، بعد أن تحالفت واتحدت لتشكيل الجمعية الثقافية للكنيسة الإصلاحية الجزائرية.
وفي الفترة ما بين 1990 إلى 2005، وبعد أن أشارت التحقيقات إلى أن \'\'الكنيسة البروتستانتية نجحت في تحويل عدد كبير من الجزائريين عن الإسلام واعتناق المسيحية من الاستقلال إلى اليوم\'\'، أكد التقرير أن السلطات العمومية كانت - طوال هذه الفترة - في مواجهة مستمرة مع أفراد هذه الكنيسة الذين كانوا \'\'لا يتوانون عن إنشاء جمعيات جديدة كلما أقدمت السلطات العمومية على حلها\'\'.
وهو ما حدث مع الكنيسة البروتستانتية الجزائرية التي ترأسها القس جاك بلان إلى غاية 1989 قبل أن يتم استخلافه بالقس الأمريكي جونسون هيوغ غريزون الذي غادر الجزائر قبل أسابيع، بعد أن صدر في حقه قرارا بالطرد. وحول حالة القس جونسون، ذكر التقرير أن قرارا بالطرد سبق أن صدر في حقه في سنة 1971 بسبب أنشطته التنصيرية، لكن القرار لم ينفذ يومها بسبب \'\'تجميده من طرف المديرية العامة للأمن الوطني\'\'.
ونجد في صفحة أخرى من التقرير، أن النشاط التنصيري للكنيسة البروتستانتية يمتد إلى وهران عبر جمعية الرجاء التي بدأت حملتها في 1998 ويرأسها أورحمان يوسف (من مواليد مدينة وجدة المغربية سنة 1956) وهو تاجر ومتزوج من سيدة تحمل الجنسية الماليزية.
وتتخذ هذه الجمعية من تعاونية الفجر بحي العقيد عباس في عين الترك، مقرا لها، في بناية مكونة من 3 طوابق، يضم الطابق الأرضي قاعة كبيرة تستخدم للصلاة وتتسع لـ100 شخص. كما تستخدم كأستديو لتسجيل البرامج والدروس التي تتحدث عن الدين المسيحي.
ويضم الطابقان، الأول والثاني، غرفا مخصصة لاستقبال وإيواء طلبة وأشخاص من فئات أخرى، إضافة إلى أعضاء الجمعية التي تتبع الكنيسة الرئيسية في الجزائر العاصمة التنصير قد يحول الجزائر إلى جنوب السودان؟
* أوّل تقرير رسمي عن ظاهرة التنصير في الجزائر:
كشف تقرير أعدّته جهة رسمية جزائرية حول النشاط التنصيري بمختلف مناطق ولاية تيزي وزو، أن شخصيات محلية نافذة تنشط تحت ظل بعض الحركات البربرية والأحزاب اللائكية والحركة الانفصالية وحركة العروش. سعت بكل ثقلها من أجل تدعيم الحركة التنصيرية في منطقة القبائل خلال السنوات الماضية وبذلت قصارى جهدها من أجل إشاعة الإباحية وطبعها بمختلف أنواع الفساد والرذيلة.
البروتستانت يحظون بدعم اللاّئكيين والانفصاليين وعناصر من العروش
وجّه التقرير أصابع الاتهام في ما تتعرّض له الجزائر عامة ومنطقة القبائل خصوصا، من حملات همجية لتنصير المسلمين، إلى كلّ من أعضاء البعثة الكاثوليكية المسؤولة عن تنصير شمال إفريقيا وأعضاء الكنيسة البروتستانتية المرتبطة بصفة مباشرة بالأطروحات والهيمنة الاستعمارية على المنطقة، وعلى الرغم من وجود اختلاف في منهجية العمل لدى الفرقتين إلا أنهما يلتقيان في الأهداف المسطرة والمرجوّة من وراء نشاطهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/225)
فقد أكّد التقرير أن هاتين الفرقتين تسعيان جاهدة للبحث عن سبل إيجاد الإطار الديني المناسب لأي مشروع انفصالي في المنطقة مستقبلا من أجل ضرب الوحدة الدينية والوطنية للأمة وزرع الشقاق بينها، ليفسح لهم المجال وبكل حرّية بتشكيل طائفة مسيحية بالجزائر، وقاعدة خلفية لتنصير الجزائر والشمال الإفريقي وسائر القارة السمراء لتستعمل لاحقا كورقة ضغط يصعب على الدولة الجزائرية التعامل معها في ظلّ العولمة وما يفرضه النظام الدولي الجديد.
هذه المخطّطات التنصيرية الهدامة التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد لقيت تأييدا هاما من طرف عدد من الشخصيات الفعّالة في بعض التنظيمات الحزبية اللاّئكية والحركات الانفصالية وحركة المواطنة، حيث يسعى عديد منهم، بفعل مراكز التأثير في تنظيماتهم، لتوفير جميع طرق الدعم اللاّزم لاستعمال ورقة التنصير وحرية المعتقد الديني في مختلف المحافل الدولية من أجل طلب الضغط على الدولة الجزائرية.
5جهات أجنبية وأزيد من 25 شخصا و4 قساوسة وطوائف حصر التقرير 5 أيادي أجنبية تنشط على مستوى منطقة القبائل بشكل فعّال في نشر الديانة المسيحية ودعم تنصير المسلمين وحدّدها على النحو التالي، سويسرا ومذهب البروتستانت، بعض الدوائر التنصيرية الفرنسية، دوائر تنصيرية في مالطا، دوائر تنصيرية قبطية ومارونية ودوائر تنصيرية أخرى إيطالية.
هذه الجهات سعت وبكل الوسائل المتاحة لها من أجل السيطرة على النشاط التنصيري بولاية تيزي وزو وتمكّنت من غرس جذور عديد الطوائف النصرانية.
ومن دون تبرئة الكنيسة الكاثوليكية فإن هذه الحملة التنصيرية الشاملة التي تحمل لواءها الكنيسة البروتستانتية توصّلت، حسب نفس التقرير، إلى إرساء دعائم نشاط 6 طوائف.
وقد توصّل التقرير إلى تحديد هوية 25 شخصا يبرز من بينهم 4 قساوسة أجانب، منهم 3 فرنسيين ورابعهم سويسري يشرفون على تنظيم وتنشيط الملتقيات الدينية والتدريبية وبصفة منتظمة على مستوى الكنائس في ولاية تيزي وزو، بمعيّة بعض المسؤولين المحلّيين الذين ينشطون في المصالح الخدماتية، التجارية، الاجتماعية والتربوية، حيث حوّل بعضهم منازلهم إلى كنائس، وبعضهم الآخر حوّلوا مكاتبهم والمصالح الخدماتية والاجتماعية التي يعملون بها ويقبل عليها المواطنون وبعض المؤسسات التربوية إلى مكاتب خاصة للتبشير بالديانة المسيحية.
33 كنيسة فوضوية تنشط في سرّيا داخل المساكن والدكاكين وتنشط مختلف الطوائف التنصيرية بربوع الولاية بتحويل المساكن الخاصّة والمستودعات والأكواخ والدكاكين بطريقة فوضوية وسرّية إلى أماكن خاصة لممارسة طقوس الديانة المسيحية، حيث تم إحصاء نشاط 33 كنيسة على مستوى مناطق الولاية احتلّت فيها بلدية \"آيت بوعدو\" بدائرة واضية الرتبة الأولى بمجموع 5 كنائس متبوعة ببلدية \"بوغني\" و\"الأربعاء ناث إيراثن\" بمجموع أربعة كنائس وبلدية \"واسيف\" بثلاثة وبلدية \"واضية\" بكنيستين.
ويستغلّ المنصّرون في مخطّطهم الهدّام عامل نقص التنمية على المستوى المحلي والوطني وتدني الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين البسطاء من أجل التقرّب إليهم وإمدادهم ببعض المغريات المادية والوعود الزائفة لدفعهم إلى ترك الإسلام واعتناق المسيحية.
هذا المخطّط الذي يشارك فيه أبناء المنطقة المغتربين المتواجدين بفرنسا والحاملين للجنسية الفرنسية كوسائط متحرّكة تدخل وتخرج من البلاد قصد تسهيل عملية الاتصال بجميع المتنصرين لإمدادهم بالدعم اللازم من مال، كتب، أشرطة سمعية وأفلام فيديو عن حياة المسيح عيسى عليه السلام.
ساقطات يستقطبن المخمورين في الملاهي:
ومن أهمّ الطرق والحيل التي يستعملها هؤلاء المنصّرون لتسميم عقول مسلمي المنطقة تركيزهم على استغلال مختلف الوسائل الدعائية والإعلامية المتاحة لهم من أجل التشهير بهذه الديانة. فمن الاتصّال السرّي المباشر بالأفراد وتوزيع الأناجيل والأقراص المضغوطة والكتب وقصص الأطفال التي تطبع على مستوى المطبعة الخاصّة المتواجدة بنواحي المدينة الجديدة، تمكّن هؤلاء المنصّرون من تسجيل عديد الحصص المتلفزة التي تتناول الواقع المعيشي لبعض الأسر المتنصّرة وتم بثّها لاحقا على موجات قنوات فضائية كالقناة البربرية (بي آر تيفي BRTV ) التي تبث من فرنسا وقناة (بور تيفي Beur Tv ) وقناة (سات 7 Sat )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/226)
وقناة الحياة.
إلى جانب تشجيع ظاهرة انتشار مختلف أنواع الفساد والانحلال الخلقي حيث يستغل المنصّرون النساء لدسهم في الملاهي اللّيلية للتأثير على عقول المخمورين وجرّهم في حالات غياب الوعي إلى اعتناق المسيحية.
كما يحرص هؤلاء المبشّرون على السيطرة على بعض المنشآت التربوية والتكوينية والثقافية والتعليمية العمومية منها والخاصّة من أجل تحويلها إلى فضاءات تغريبيّة لنشر هذه الديانة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو أن تبادر بنشرها والتفاعل معها أخي الكريم الفاضل .. وأعمل في خدمة إخوانك المسلمين في منطقة القبائل .. فالخطر على الإسلام عظيم هناك .. فأفيقوا أيها المسلمون قبل أن تدفعوا الجزية.
يا أخي عندما تجد جهود أفراد من عبدة الصليب لا يتجاوزوا المائة يتفوق على جهود مئات الجمعيات الخيرية والدعوية الإسلامية ..
هذا والله الذي يسبب الحسرة والكمد في القلب ..
هل وصل الحال إلى أن أحفاد طارق بن زياد ..
فاتح الأندلس وكاسح أوروبا يذعنوا للدين النصراني المحرف ..
أنا بعثت هذه الرسالة لكم لكي تقوموا بتنبيه الجمعيات والمؤسسات الناشطة في المجال الدعوي والإغاثي بالإستباق إلى هذه المنطقة قبل أن يأتي يوم نتمنى أن يرجع التاريخ إلى الوراء ..
فمثلا تنصرت الأندلس وأصبحت الآن أسبانيا والبرتغال ..
وتنصر جزء من أندونيسيا وأصبح الآن تيمور الشرقية ..
ويتنصر الآن في آسيا الوسطى ..
يا أخي عندنا الكثير من رجال الأعمال والأغنياء والثروات والأيدي الخيرة الدعوية ..
لماذا هذا الضعف في العمل الدعوي ..
أليس فينا رجل رشيد؟
أريد منك أن تبث الحماس في قلوب الجمعيات الخيرية لكي تقوم بنشر الدين بدلاً من الإحباط والركود الحاصل هذه الأيام في المجال الدعوي الإسلامي وتسابق المنظمات التبشيرية لقطف أكبر عدد من المسلمين ..
ونحن والله قادرون على أن نهزمهم في عقر دارهم بقوة الله ثم بقوة بديننا فما بالك في دارنا.
أخي الحبيب والله تبكي العين عندما ترى هذه المشاهد ..
ولكن حاجة الشباب المسلم في صحراء الجزائر والظروف والإهمال التي يعانون منها تسبب لهم الكثير من الحسرة والقسوة وأنهم يريدوا أن يظفروا بأي شيء للعيش ..
فهل ساعدناهم على فهم دينهم وأن نؤمن لهم حياة كريمة ..
والله يرعاكم،،
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد نداء إستغاثة .. أغيثوا \" أعراضنا \" في الجزائر.
المصدر: http://www.h-alali.cc/z_open.php?id=e0cfd1b6-9028-102c-834e-00e04d932bf7
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم و حسبي الله و نعم الوكيل .... الامر يحتاج الى عمل يا اخوان فهو امر خطير بحق(55/227)
تفريغ شرح القواعد ألأربع للشيخ خالد المصلح 1430
ـ[عبدالله الطيب]ــــــــ[13 - 05 - 09, 11:01 م]ـ
السلام عليكم
إليكم تفريغ شرح القواعد الأربع شرحها الشيخ خالد المصلح، وتجدون الصوتيات في موقع البث الإسلامي(55/228)
[تقارب الأديان، الأخوة الإنسانية .. عند بن باديس] ضمن سلسلة (التنبيهات السَّلفية .. ) [2]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - 05 - 09, 12:09 ص]ـ(55/229)
فهم كلام شيخ الاسلام!
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 12:11 ص]ـ
هذه المقاطع نقلتها من (مجموع الفتاوى) لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وَسُئِلَ عَنْ جَمَاعَةٍ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيَحْمَدُونَهُ وَيُكَبِّرُونَهُ هَلْ ذَلِكَ سُنَّةٌ أَمْ مَكْرُوهٌ؟ وَرُبَّمَا فِي الْجَمَاعَةِ مَنْ يُثْقِلُ بِالتَّطْوِيلِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ؟
الْجَوَابُ
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَد بْنُ تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ فَصْلٌ وَعَدُّ التَّسْبِيحِ بِالْأَصَابِعِ سُنَّةٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: {سَبِّحْنَ وَاعْقِدْنَ بِالْأَصَابِعِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ}. وَأَمَّا عَدُّهُ بِالنَّوَى وَالْحَصَى وَنَحْوُ ذَلِكَ فَحَسَنٌ وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُسَبِّحُ بِالْحَصَى وَأَقَرَّهَا عَلَى ذَلِكَ وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُسَبِّحُ بِهِ. (مجموع الفتاوى 5/ 225) الشاملة.
وَسُئِلَ عَنْ جَمَاعَةٍ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيَحْمَدُونَهُ وَيُكَبِّرُونَهُ هَلْ ذَلِكَ سُنَّةٌ أَمْ مَكْرُوهٌ؟ وَرُبَّمَا فِي الْجَمَاعَةِ مَنْ يُثْقِلُ بِالتَّطْوِيلِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ؟
الْجَوَابُ
وَأَمَّا التَّسْبِيحُ بِمَا يُجْعَلُ فِي نِظَامٍ مِنْ الْخَرَزِ وَنَحْوِهِ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ كَرِهَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَكْرَهْهُ وَإِذَا أُحْسِنَتْ فِيهِ النِّيَّةُ فَهُوَ حَسَنٌ غَيْرُ مَكْرُوهٍ وَأَمَّا اتِّخَاذُهُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ أَوْ إظْهَارُهُ لِلنَّاسِ مِثْلُ تَعْلِيقِهِ فِي الْعُنُقِ أَوْ جَعْلِهِ كَالسُّوَارِ فِي الْيَدِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَهَذَا إمَّا رِيَاءٌ لِلنَّاسِ أَوْ مَظِنَّةُ الْمُرَاءَاةِ وَمُشَابَهَةِ الْمُرَائِينَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ: الْأَوَّلُ مُحَرَّمٌ وَالثَّانِي أَقَلُّ أَحْوَالِهِ الْكَرَاهَةُ (مجموع الفتاوى 5/ 226).
وهذا يشعر بأنه ـ رحمه الله ـ يُجوّز التسبيح على السبحة، مع أنه يقول هنا:
وَسُئِلَ عَمَّنْ يَبْسُطُ سَجَّادَةً فِي الْجَامِعِ وَيُصَلِّي عَلَيْهَا: هَلْ مَا فَعَلَهُ بِدْعَةٌ أَمْ لَا؟.
الْجَوَابُ
فَإِنَّ الَّذِي لَا يُصَلِّي إلَّا عَلَى مَا يُصْنَعُ لِلصَّلَاةِ مِنْ الْمَفَارِشِ شَبِيهٌ بِاَلَّذِي لَا يُصَلِّي إلَّا فِيمَا يَصْنَعُ لِلصَّلَاةِ مِنْ الْأَمَاكِنِ. وَأَيْضًا فَقَدْ يَجْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ شَعَائِرِ أَهْلِ الدِّينِ فَيَعُدُّونَ تَرْكَ ذَلِكَ مِنْ قِلَّةِ الدِّينِ وَمِنْ قِلَّةِ الِاعْتِنَاءِ بِأَمْرِ الصَّلَاةِ فَيَجْعَلُونَ مَا ابْتَدَعُوهُ مِنْ الْهَدْيِ الَّذِي مَا أُنْزِلَ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ أَكْمَلَ مِنْ هَدْيِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ. وَرُبَّمَا تَظَاهَرَ أَحَدُهُمْ بِوَضْعِ السَّجَّادَةِ عَلَى مَنْكِبِهِ وَإِظْهَارِ الْمَسَابِحِ فِي يَدِهِ وَجَعْلِهِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ وَالصَّلَاةِ وَقَدْ عُلِمَ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَمْ يَكُنْ هَذَا شِعَارَهُمْ وَكَانُوا يُسَبِّحُونَ وَيَعْقِدُونَ عَلَى أَصَابِعِهِمْ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: " {اعْقِدْنَ بِالْأَصَابِعِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ} وَرُبَّمَا عَقَدَ أَحَدُهُمْ التَّسْبِيحَ بِحَصَى أَوْ نَوَى.
وَالتَّسْبِيحُ بِالْمَسَابِحِ مِنْ النَّاسِ مَنْ كَرِهَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ رَخَّصَ فِيهِ لَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: أَنَّ التَّسْبِيحَ بِهِ أَفْضَلُ مِنْ التَّسْبِيحِ بِالْأَصَابِعِ وَغَيْرِهَا وَإِذَا كَانَ هَذَا مُسْتَحَبًّا يَظْهَرُ فَقَصْدُ إظْهَارِ ذَلِكَ وَالتَّمَيُّزُ بِهِ عَلَى النَّاسِ مَذْمُومٌ؛ فَإِنَّهُ إنْ لَمْ يَكُنْ رِيَاءً فَهُوَ تَشَبُّهٌ بِأَهْلِ الرِّيَاءِ إذْ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَصْنَعُ هَذَا يَظْهَرُ مِنْهُ الرِّيَاءُ وَلَوْ كَانَ رِيَاءً بِأَمْرِ مَشْرُوعٍ لَكَانَتْ إحْدَى الْمُصِيبَتَيْنِ؛ لَكِنَّهُ رِيَاءٌ لَيْسَ مَشْرُوعًا. (مجموع الفتاوى 5/ 134) الشاملة.
فكيف نفهم هذا الكلام، وكيف نجمع بينه وبين أثر ابن مسعود عندما أنكر على أهل الكوفة التسبيح على الحصى؟
أفيدونا بارك الله فيكم.(55/230)
[وقفة مشرفة للشيخ عبد القادر المحمدي في] مؤتمر للأشاعرة في بغداد
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:44 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبعد:
فقد عقد مؤتمر للمدارس الكلامية في بغداد الاسبوع الماضي تحت عنوان (دور المدارس الكلامية البغدادية في الدفاع عن العقيدة)!!!!!
في الجامعة الاسلامية ببغداد،وقد شارك فيه مجموعة من الباحثيين، وبحضور مساعد رئيس الجامعة وعمداء الكليات ورأس المدرسة الاشعرية في العراق (محمد رمضان عبد الله)،،وباعتباري طالب علم في الجامعة دخلت الى المؤتمر لأطلع على ما فيه .. وعرض الباحثون بحوثهم وكان المؤتمر من بدايته هجوماً على المدرسة الأثرية الحنبلية (بالذات) والسلف الصالح عامة،حتى وصفوهم بالحشوية والظاهرية،وبلغ بأحدهم (الدكتور احسان الدوري) أن قال:ابتلي احمد باتباعه، ثم تهجم الأخيير على الشيخ سفر الحوالي بابشع التهم! واحسان أشعري محترف للمذهب معروف،وكاد الفؤاد أن ينخلع فالكل تهز رؤوسها طربا بهذه التهم،ولاسيما بعد أن سيطر الحزب الاسلامي على الجامعة الاسلامية،ورأيت بعض الشباب وعينه تكاد تدمع - كحالي أنا-
وبعد برهة من الوقت -لم يطل- انتفض شيخنا الدكتور عبد القادر مصطفى المحمدي -حفظه الله- كالاسد،وقام على المنصة ورد على المؤتمرين (المتآمرين على عقيدة السلف) بعبارات ونقل نصوصاً أذهل الحاضرين .. حتى رأيت أحد اخوتنا يبكي فرحاً لما قال الدكتور عبد القادر، وكان عنوان بحثه (دور مدرسة الحديث والأثر -السلفية- في الدفاع عن العقيدة الاسلامية)،وهذا العنوان بحد ذاته يعد صرخة قوية،فمن يستطيع اليوم في بغداد بل وفي العراق تقريبا أن يقول هكذا - سلفية-!!
ومن أهم ما قاله حسب ما أذكر:
1 - المؤتمر أشعري وبحثي هو الوحيد في بيان عقيدة السلف،فبحثي غريب فطوبى للغرباء.
2 - رد الدكتور على الهجوم على المدرسة السلفية وقال: من تهجم على الحنابلة فإنما أراد الامام أحمد و المدرسة السلفية عموماً. ونقل كلاما لأحمد لم احفظه وفيه:من قال أن أهل الحديث حشوية فهو زنديق،فكبرنا على إثر هذا الكلام
3 - رد الدكتور على احسان الدوري،وقال كلامك مردود عليك جملة وتفصيلا،فالحنابلة -على العموم- نصروا السنة وحفظوا الدين،ولولا الله تعلاى ثم موقف المدرسة الحنبلية ولاسيما موقف أحمد في الفتنة، وذكر بعض النصوص لوقع في الامة ما وقع،ونقل نصوصا يالله ما أروعها.
ودافع عن الشيخ سفر الحوالي بعبارات رائعة جدا جدا.
4 - ومن أعجب ما رأيت من شجاعة الدكتور كان كالقسورة - لله دره- أنه قال وسط الأشاعرة والصوفية أنا سلفي على منهج السلف الصالح .. وأتشرف بها، ثم نقل نصوصا بين فيها أن أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية هم أهل الحديث والسنة وبانحراف عقيدة الاشاعرة.ودافع عن الحنابلة بعبارات عظيمة منها:أن الشيخ عبد القادر الجيلاني اتفقت الامة على صلاحه وتقواه كان من الحنابلة وكذا ابن تيمية وابن القيم وابن رجب ... فمن من هؤلاء ابتلي أحمد بهم؟؟؟ وفند مزاعم القوم حتى أني رأيت الدكتور محمد رمضان عبد الله وهو على المنصة يضع يده على رأسه تسليما لما قاله الدكتور!!!! ولا أعهده فعل مثل ذلك من قبل.
وسأحاول جاهدا الحصول على البحث لنشره ههنا ...... أسأل الله العظيم أن ينصر السنة وأهلها على الكفرة والمرتزقة والمبتدعة،وأن يحفظ شيخنا الدكتور عبد القادر لنا ولبغداد ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 01:49 م]ـ
بيض الله وجه الشيخ عبدالقادر وحفظه من كل سوء
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:34 م]ـ
اللهم انصر السنة واقمع البدعة ولا يزال طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحق ظاهرين
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 04:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وأسأله تعالى أن يعلي راية أهل السنة والجماعة وينصرهم في كل مكان ,
أخي الكريم ذكر الشيخ سفر هنا منقبة له، فإذا أمثال هؤلاء تكالبوا على الشيخ وهو ليس من بلادهم فهو دليل على نصرة هذا الشيخ المبارك لعقيدة السلف أصحاب الحديث.
فأين من يتهم الشيخ سفر بالحزبي والإخواني وغيرها من التفاهات عن هذا الخبر؟!
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 05 - 09, 09:15 م]ـ
الدكتور عبد القادر عضو في الملتقى فلعله ينشر البحث فيه: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=4518
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 09:47 م]ـ
من انصاف الأشاعرة للشيخ سفر
اذكر أن احد الاخوة سأل أحد الدكاترة في الكلية عندنا - وهو أشعري - عن كتاب الشيخ سفر فأثنى عليه
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:14 م]ـ
حفظ الله الشيخ وأثابه , وأخرس الله أهل البدع به وبأمثاله الأفاضل.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:37 م]ـ
جزاه الله خيراً , وأكثر الله من أمثاله , وذب الله عن عرضه كما ذب عن العقيدة السلفية وعن أتباعها.
والحق منصور وممتحن فلا ... تعجب فهذي سنة الرحمنِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/231)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:41 م]ـ
أهذا ما يدعو إليه الأشاعرة! من التوحد وعدم الفرقة!! .. هذا هو الحصاد المر من مدرسة الأشعري والغزالي!
شتم وتجهيل لإمام مثل سفر!!
هذا درس عظيم لنا معاشر السلفية، فالتوحيد أولا يا دعاة الإسلام!
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 07:26 م]ـ
جزيتم خيرا على هذه التعليقات الطيبة،ووالله إن ما نعانيه اليوم في العراق من آثار الاحتلال من حرب على الدعوة والعقيدة أشد من وقع الاحتلال، ولا سيما بعد تطاول رؤوس المبتدعة القديمة الحديثة،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 01:34 م]ـ
الذب عن السنة أفضل من الجهاد بارك الله بكل قلم ولسان وسنان يدافع عن دين الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد ابتليت بلادنا بنير البدعة واهلها ومن كافة المشارب الباطلة وعلى رأسها الإمامية
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[10 - 06 - 09, 03:17 م]ـ
أقول اللهم احفظة احفظة احفظة
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 08:24 ص]ـ
اللهم ياحي ياقيوم يا ذا الجلال والإكرام يا من يجير ولا يجار عليه
ثبت الدكتور عبد القادر مصطفى المحمدي بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهم كما نصر دينك فأعلي درجته في الجنة واحفظه من كل سوء ومكروه
اللهم كما شفى صدورنا فأسعده ووفقه لما تحب وترضى ولا تريه مكروهاً يا رب العالمين
آمين.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:31 ص]ـ
اللهم ياحي ياقيوم يا ذا الجلال والإكرام يا من يجير ولا يجار عليه
ثبت الدكتور عبد القادر مصطفى المحمدي بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
اللهم كما نصر دينك فأعلي درجته في الجنة واحفظه من كل سوء ومكروه
اللهم كما شفى صدورنا فأسعده ووفقه لما تحب وترضى ولا تريه مكروهاً يا رب العالمين
آمين.
اللهم اْمين
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:50 ص]ـ
حدثنا اخي عن دور الحزب الاسلامي "العميل " في تحريف عقيدة اهل السنة، ودوره في الجامعه
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 07:21 م]ـ
حدثنا اخي عن دور الحزب الاسلامي "العميل " في تحريف عقيدة اهل السنة، ودوره في الجامعه
أخي الحبيب وفقك الله
القلب مليئ بالاسى منهم ومن تسلطهم على الجامعة الاسلامية وكلية العلوم الاسلامية وكلية اعداد الأئمة والخطباء في البلد ووالله ضررهم لا يقل عن ضرر البعثية من قبل،واسلوبهم واحد ..... استحوذوا على كل المناصب ومقياسهم الولاء والبراء للحزب؟؟ وشيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي وبعض من معه من الأخوة اساتذة وطلبة يعانون الأمرين منهم ولولا تاييد الله وبسبب بعض الجرأة والقوة لحصل ما هو أدهى وأمر .. فمثلا:لا يستطيع طالب العلم في هذه الدراسات أن يذكر الشيخ الألباني أو ينقل منه،لأنه سيحارب وربما ترد رسالته،لأن الشيخ يعتبر رأس السلفية في العالم،وهم ينتقصون من الشيخ جهارا نهارا سابقا ولاحقا!! على كل المحافل،ولا سيما أن غالب من تصدر الدراسات الشرعية الأكاديمية هم صوفية هلكى أو من هو حاقد على الشيخ،ولم أر أحدا يدافع عن الشيخ الألباني رحمه الله الا الدكتور بشار عواد معروف وكنت يومها في المرحلة الأولى في احد المناقشات العلمية،وشيخي الدكتور عبد القادر المحمدي رايته مرارا في دروسه ومناقشاته يعيب على الطلبة عدم الأخذ والرجوع الى مصنفات الشيخ الألباني رحمه الله،ومن ذلك ما حدث في كلية العلوم الاسلامية (الشريعة) في بغداد في مناقشة الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العاني في بحثه زوائد ابن خزيمة - على ما اظن- كنت بصحبة الدكتور في المناقشة وكان الدكور أحد المناقشين فتجاسر الدكتور ياس السامرائي -وهو صوفي ماتوريدي -وآخرون معه على الشيخ الألباني واتهموه بالجهل والنتاقض،وبالغوا بالطعن بالطالب،فلما بلغ الدور في المناقشة للدكتور عبد القادر المحمدي ويشهد الله على اني كنت حاضرا في تلك الجلسة قال أمام الحضور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/232)
الشيخ الألباني إمام مجدد ورأس من رؤوس علم الحديث في العالم،ولا يحق لأحد أن ينتقصه ومن انتقصه فانما عاب نفسه وكشف عورته، نعم نأخذ منه ونرد عليه،ولكن في حدود العلم والأدب،ثم التفت الى -الدكاترة - وقال لهم:ألفوا وصنفوا كما ألف الشيخ وصنف ثم قولوا ما تقولوا! أما أنه متناقض فهذه كلمات لا يقولها إلا جاهل أو حاقد لا يميز بين كوعه من بوعه!! فضحك الحاضرون كلهم ......
وغيرها من المواقف .. على أن الدكتور دائما يقول لنا في محاضراته أنا تعلمت من الشيخ الألباني عدم تقليد أحد من الناس وإنما عليكم بالاتباع.
وعلى كل حال فنحن لا يضيرنا أو يضرنا كثرة الباطل فالخير ان شاء الله في القلة المتبعة لأنهم ما ينفع الناس ان شاء الله تعالى.
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[13 - 06 - 09, 02:09 ص]ـ
أخي الحبيب وفقك الله
القلب مليئ بالاسى منهم ومن تسلطهم على الجامعة الاسلامية وكلية العلوم الاسلامية وكلية اعداد الأئمة والخطباء في البلد ووالله ضررهم لا يقل عن ضرر البعثية من قبل،واسلوبهم واحد ..... استحوذوا على كل المناصب ومقياسهم الولاء والبراء للحزب؟؟ وشيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي وبعض من معه من الأخوة اساتذة وطلبة يعانون الأمرين منهم ولولا تاييد الله وبسبب بعض الجرأة والقوة لحصل ما هو أدهى وأمر .. فمثلا:لا يستطيع طالب العلم في هذه الدراسات أن يذكر الشيخ الألباني أو ينقل منه،لأنه سيحارب وربما ترد رسالته،لأن الشيخ يعتبر رأس السلفية في العالم،وهم ينتقصون من الشيخ جهارا نهارا سابقا ولاحقا!! على كل المحافل،ولا سيما أن غالب من تصدر الدراسات الشرعية الأكاديمية هم صوفية هلكى أو من هو حاقد على الشيخ،ولم أر أحدا يدافع عن الشيخ الألباني رحمه الله الا الدكتور بشار عواد معروف وكنت يومها في المرحلة الأولى في احد المناقشات العلمية،وشيخي الدكتور عبد القادر المحمدي رايته مرارا في دروسه ومناقشاته يعيب على الطلبة عدم الأخذ والرجوع الى مصنفات الشيخ الألباني رحمه الله،ومن ذلك ما حدث في كلية العلوم الاسلامية (الشريعة) في بغداد في مناقشة الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العاني في بحثه زوائد ابن خزيمة - على ما اظن- كنت بصحبة الدكتور في المناقشة وكان الدكور أحد المناقشين فتجاسر الدكتور ياس السامرائي -وهو صوفي ماتوريدي -وآخرون معه على الشيخ الألباني واتهموه بالجهل والنتاقض،وبالغوا بالطعن بالطالب،فلما بلغ الدور في المناقشة للدكتور عبد القادر المحمدي ويشهد الله على اني كنت حاضرا في تلك الجلسة قال أمام الحضور:
الشيخ الألباني إمام مجدد ورأس من رؤوس علم الحديث في العالم،ولا يحق لأحد أن ينتقصه ومن انتقصه فانما عاب نفسه وكشف عورته، نعم نأخذ منه ونرد عليه،ولكن في حدود العلم والأدب،ثم التفت الى -الدكاترة - وقال لهم:ألفوا وصنفوا كما ألف الشيخ وصنف ثم قولوا ما تقولوا! أما أنه متناقض فهذه كلمات لا يقولها إلا جاهل أو حاقد لا يميز بين كوعه من بوعه!! فضحك الحاضرون كلهم ......
وغيرها من المواقف .. على أن الدكتور دائما يقول لنا في محاضراته أنا تعلمت من الشيخ الألباني عدم تقليد أحد من الناس وإنما عليكم بالاتباع.
وعلى كل حال فنحن لا يضيرنا أو يضرنا كثرة الباطل فالخير ان شاء الله في القلة المتبعة لأنهم ما ينفع الناس ان شاء الله تعالى.
حسبي الله ونعم الوكيل يعني زيادة على ان هذا الجزب خارب الجهاد في بلادكم، ونشر الخنوع لأعداء الله سياسيا ً، وضلل الناس شرعيا ً فسما لهم الكفر ايمان والايمان غلو وبطلان، زاد هذا الحزب من الهم وهو ينشر المذاهب الضاله بين الناس، بل ويحارب اهل التوحيد الخالص.
اللهم مكن اهل التوحيد اهل السنه والجماعة والحديث من حكم العراق.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 07:06 م]ـ
بارك الله فيكم وفي الدكتور عبدالقادر .. وجعلكم وإخوانكم من أسباب نشر السنة في العراق.
- لفت نظري قولكم: (فمثلا:لا يستطيع طالب العلم في هذه الدراسات أن يذكر الشيخ الألباني أو ينقل منه،لأنه سيحارب وربما ترد رسالته،لأن الشيخ يعتبر رأس السلفية في العالم) ..
ومن الحكمة - في ظني - أن لا تُربط السلفية لا بالشيخ الألباني رحمه الله ولا بغيره من العلماء؛ خشية أن يُظن أن من انتقد الشيخ لمسائل أخرى ليس سلفيًا، كما يفعله بعض المتعصبين له.
المهم: نشر عقيدة أهل السنة، ومحاربة الشرك والبدع، وتعليم العلم النافع، بأي طريقة شرعية " حكيمة "، تناسب الأحوال.
وفقكم الله ..
ـ[محمد السقار]ــــــــ[18 - 06 - 09, 10:15 م]ـ
ثبتكم الله .. أيدكم الله
نسأل الله لكم كل السداد والتوفيق ..
فأنتم على ثغر
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[19 - 06 - 09, 12:21 ص]ـ
أسأل الله أن يزيدكم ثباتاً وتوفيقاً وسداداً
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 06:42 م]ـ
كلام الشيخ سليمان الخراشي حقٌّ
ويجب عدم ربط السنة والسلفية بأحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/233)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:30 ص]ـ
نحن كدنا أن نبكي من قراءة ما حصل فكيف لو شهدناه!
وفق الله الشيخ وثبته
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 01:07 ص]ـ
عجيب أمر هذا الحزب الإسلامي!
أليس منهم: (عبدالمنعم العزي)؟!
صاحب تهذيب مدارج السالكين، وله كتابات في فقه الدعوة باسم (محمد الراشد) فيها من تبجيل ابن تيمية، و الحط على أهل البدع والتحذير منهم ومنهم الأشعرية ما يجعلك تخاله سلفياً!
فهل هو منهم؟ أم ماذا؟
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[24 - 06 - 09, 01:13 ص]ـ
جزاه الله خيرا و جعله سيفا للحق دائما
للهم انصر أهل السنة في كل مكان
-
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:14 ص]ـ
الله أكبر .... نسأل الله أن يثبت الشيخ وأن يحفظه من كيد الأعداء ...
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:43 ص]ـ
ذب الله عن وجهه النار كما ذب عن عقيدة سلفنا الصالح.
اللهم اجزه عنا خير الجزاء بمنك وكرمك.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:50 م]ـ
اللهم انصر أهل السنة في العراق و في كل مكان و ارفع رايتهم و أعلي مكانتهم
اللهم من أراد بأهل السنة شرا
فأخرس لسانه
و شل أركانه
و أشغله في نفسه
و رد كيده في نحره
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:11 م]ـ
هذا زمان الغربة فطوبى للغرباء.
من انصاف الأشاعرة للشيخ سفر
اذكر أن احد الاخوة سأل أحد الدكاترة في الكلية عندنا - وهو أشعري - عن كتاب الشيخ سفر فأثنى عليه
أخي الكريم: كيف يثني رجل على كتاب ينتقد عقيدته؟!
هلا وضحت لي المسألة.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:06 م]ـ
أجل لا سبيل للسؤدد إلا بالعلم لا الحماسة الفارغة
أستنفر هممكم يا طلبة العلم لتسدوا كل الثغور وإلا أوتينا من ظهورنا
كل ميسر لما خلق له
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:20 ص]ـ
قف شعري واقشعر بدني طربا وأنا أقرا هذا الموضوع
محمدي ورب الكعبة محمدي سني سلفي بطل هكذا فليكن السلفيون وإلا فلا
نصرك الله يا دكتور وأثابك عن الإسلام خيرا وحفظك من كل مكروه ونصرك على كل عدو ومبغض وحاسد
وجزاك الله خيرا باابن القطان فقد أشعرتنا بعزة الإسلام في زمن التخاذل، ولوددت والله أني لو شهدت الدكتور عبد القادر معك لكبرت ويكيت حتى يذهب صوتي
نريد ترجمة مفصلة للدكتور المحمدي حفظه الله تعالى
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:36 م]ـ
حفظ الله هذا الليث البطل والاسد الضرغام
اقسم بالله واشهده وملائكته وحملة عرشه والناس اجمعين اني احبك يا دكتور عبد القادر
قالوا قديما لكل شخص من اسمه نصيب وانت يادكتور محمدي الصفة والنسبة
بارك الله بك يا ابن القطان
واثني تأكيدا على طلب اخي ابي جعفر نريد ترجمة هذا البطل لنتحف بها انفسنا ونشنف بها اسماعنا
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:17 م]ـ
اللهم بيض وجه الشيخ عبدالقادر واحفظه من كل شر وسوء ..
وهذا الموقف فيه عبرة لطلبة العلم ان يكونوا جاهزين للرد على الخصوم والذود عن العقيدة السلفية عند الحاجة.
فاعتبروا ياأولي الألباب ..
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:41 م]ـ
والدكتور يكتب معنا في الملتقى:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=936384
وهنا بعض مقالات الدكتور:
يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
معرفة المحدث الناقد بأحاديث الرواة
مذهب نقاد الحديث في مرويات المبتدعة
http://www.midad.me/arts/author/206
وهنا تجد: شفاعة الصبر علة تربية الإناث
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1405
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:05 ص]ـ
أخي العوضي: أنتظر منك الإجابة على سؤالي السابق.
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:35 م]ـ
أخي العوضي: لم تبين لنا كيف كان إنصاف الأشاعرة للشيخ سفر عندما أثنى أحدهم على كتابه وهذا ليس من الإنصاف.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:15 م]ـ
بارك الله في الشيخ، ونصر به السنة.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[10 - 07 - 09, 01:47 ص]ـ
ولم أر أحدا يدافع عن الشيخ الألباني رحمه الله الا الدكتور بشار عواد معروف وكنت يومها في المرحلة الأولى في احد المناقشات العلمية،وشيخي الدكتور عبد القادر المحمدي رايته مرارا في دروسه ومناقشاته يعيب على الطلبة عدم الأخذ والرجوع الى مصنفات الشيخ الألباني رحمه الله،ومن ذلك ما حدث في كلية العلوم الاسلامية (الشريعة) في بغداد في مناقشة الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العاني في بحثه زوائد ابن خزيمة - على ما اظن- كنت بصحبة الدكتور في المناقشة وكان الدكور أحد المناقشين فتجاسر الدكتور ياس السامرائي -وهو صوفي ماتوريدي -وآخرون معه على الشيخ الألباني واتهموه بالجهل والنتاقض،وبالغوا بالطعن بالطالب،فلما بلغ الدور في المناقشة للدكتور عبد القادر المحمدي ويشهد الله على اني كنت حاضرا في تلك الجلسة قال أمام الحضور:
الشيخ الألباني إمام مجدد ورأس من رؤوس علم الحديث في العالم،ولا يحق لأحد أن ينتقصه ومن انتقصه فانما عاب نفسه وكشف عورته، نعم نأخذ منه ونرد عليه،ولكن في حدود العلم والأدب،ثم التفت الى -الدكاترة - وقال لهم:ألفوا وصنفوا كما ألف الشيخ وصنف ثم قولوا ما تقولوا! أما أنه متناقض فهذه كلمات لا يقولها إلا جاهل أو حاقد لا يميز بين كوعه من بوعه!! فضحك الحاضرون كلهم ......
جزاك الله خيرا اخي الفاضل ابن القطان ونفع بك
صدقت اخي والله فإن الدكتور بشار - حفظه الله - اليوم والامس من اكثر العلماء دفاعا عن المدرسة السلفية عامة والشيخ الالباني خاصة, ونحن نلاحظ ذلك من خلال دراستنا عليه في عمان
ولكم رأيت الدكتور فرحا حينما حدثته عن موقف الدكتور المحمدي وهو يقول - مفتخرا -: نعم هذا احد طلابي النجباء فأثنى على الدكتور المحمدي ثناءا عطرا ومدحه مدحا شافيا
الاخ الدكتور عبد القادر سوف ارسل لك رسالة على الخاص ارجو ان تصلك وتتمكن من الاجابة عليها
بارك الله بكم واحسن اليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/234)
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
بارك الله في الشيخ
وجزاه خير الجزاء
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:44 ص]ـ
أهل الحديث هم أهل السنة ينصر بعضهم بعضا لا يخشون في الله لومة لائم، جزى الله شيخنا الدكتور بشار خير الجزاء الذي خرَّج هذا الطالب المحمدي النجيب، فالدكتور بشار حفظه الله تعالى نعرف عنه تميزه بخدمة السنة تحقيقا وتأليا، وهاهو بإبداع جديد ينصر سنة المصطفى بتخريج الدعاة من أهل السنة وهذه ميزة قل أن تجتمع لعالم
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 02:08 م]ـ
جزاك الله خيرا على نقل الخبر وجزى الله خير الجزاء على من قام بالذود عن حياض الدين ومعتقد السلف
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[20 - 01 - 10, 04:57 م]ـ
الشيخ عبد القادر استاذي وشيخي وانا طالب عنده في لجامعة الاسلامية واسال الله ان يحفظه ويرعاه ويسدد خطاه وان يثبتنا على الحق انه ولي ذلك والقادر عليه(55/235)
ما رأيكم فى كتاب قواعد العقائد للشيخ الغزالى؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:10 ص]ـ
ما رأيكم فى كتاب قواعد العقائد للشيخ الغزالى؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:26 م]ـ
إن كنت تريد كلاماً عاما فالكتاب على طريقة الأشعرية في الاعتقاد.
أما التفصيل؛ فلعل من قرأ الكتاب يفيدك.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - 05 - 09, 05:45 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
هل معنى كلامك أن الكتاب ليس على عقيدة أهل السنة والجماعة
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 05 - 09, 01:42 ص]ـ
نعم، الكتاب ليس على عقيدة أهل السنة والجماعة، وإنما على عقيدة الأشعرية.
وهذه الرسالة تعرف أيضاً بالرسالة القدسية، وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري أن أحدهم رأى في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ امامه هذه الرسالة فأعجبته أو نحو ذلك، لكن من لا يعول على أحاديث الآحاد في الاعتقاد أنى يكون له حجة برؤيا منامية؟!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 05 - 09, 03:12 ص]ـ
بارك الله فيك و زادك علما
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:15 م]ـ
"وليت شعرى كيف يمثل"قواعد العقائد" عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو كتاب مبنى على المذهب الأشعرى (1)،وقد شحن بأساليب علم الكلام الذى ذمه سلف الأمة،ونفّروا منه،وهو كتاب يحوم حول شرح صفات المعانى السبع: الحياة والقدرة، والعلم، والإرادة، والسمع،والبصر، والكلام. كما أنه مشتمل على الجوهر،والعَرَض،ونحوهما من عبارات المتكلمين المبتدعة،"
نقلا عن كتاب أصول بلا أصول للشيخ محمد إسماعيل المقدم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) انظر "الأشاعرة فى ميزان أهل السنة والجماعة"لفيصل الجاسم المبرة الخيرية –الكويت،"موقف ابن تيميه من الأشاعرة عبدالرحمن المحمود –مكتب الرشد - الرياض
ـ[أبو عاصم البركاتي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:40 م]ـ
غفر الله للشيخ الغزالي، كان مذهبه العقل لا النقل، وقد رد كثيرا من أحاديث الصحيحين، وهو في العقيدة أشعري.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - 06 - 10, 06:32 م]ـ
آمين
بارك الله فيك
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 07:11 م]ـ
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري أن أحدهم رأى في المنام النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ امامه هذه الرسالة فأعجبته أو نحو ذلك، لكن من لا يعول على أحاديث الآحاد في الاعتقاد أنى يكون له حجة برؤيا منامية؟!
أضحك الله سنك مع يتوقف هؤلاء عن الفكاهة
هذا من طرق الصوفية في نشر التصوف و العقيدة الاشعرية. والمنامات عندهم أصح من أحاديث البخاري أو مسلم من التي لا تعجبهم!!
إذا عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي استبدال البخاري بها!!
يعني تنسخ ابواب الصفات في صحيحي البخاري ومسلم!
والبيجوري الاشعري يصحح (أو يرجو) ايمان أبوي النبي صلى الله عليه وسلم بالكشف!!!
يا للسخرية من اصحاب علم الكلام
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:36 م]ـ
مما يذكر هنا أن قواعد العقائد للغزالي هو الذي ألزم الناس صلاح الدين في وقته على الاعتقاد بما فيه ذكره بعض المؤرخين
ـ[المناوي الشافعي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:42 م]ـ
بعض اخوتي في منطقتي الآن هم بصدد التعليق على كتاب (قواعد العقائد) الغزالي رحمه الله الذي هو جزء من الإحياء واتمنى من افخوة أن يكون عاجلا لأني اطلعت على بعض تعليقاتهم على الكتاب وهو نافع بإذن الله(55/236)
هل ابن تيمية كان صوفياً؟
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 10:06 ص]ـ
هل ابن تيمية كان صوفياً؟؟؟؟؟؟
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 05 - 09, 11:27 ص]ـ
كان سنيا سلفيا سالكا
ـ[ابو هبة]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:24 م]ـ
كان سنيا سلفيا سالكا
ما المقصود ب (سالك) تحديداً؟
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:50 م]ـ
لعله يقصد سنيا سلفيا ناسكا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:51 م]ـ
حرر ما تقصد ب (صوفي) اولا يكن الجواب عليك ثانيا.
حتى لا نقع في أسر مشكلة المصطلحات
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:04 م]ـ
سمعت أحد مشايخنا المعروفين يقول بأنّ ابن القيّم كان صوفيا أو أنّه يميل إلى التصوّف، ويقول بأنّ هذا هو قول الشيخ ابن باز - رحمه الله -، واستدلّ على ذلك بكتاب (مدارج السالكين). وقال بما معناه: أنّ شيخ الإسلام كان له فضل على ابن القيم إذ أنّه دلّه وأرشده لمذهب السلف.
وحقيقة أنني أعترض على نقطة (مدارج السالكين). فكيف يستدلّ به على تصوّف ابن القيّم وهو لم يؤلّفه إلا ردّا على الصوفيه؟؟! بل إنّني أنصح كلّ من استحسن واستهوى سلوك الصوفية بقراءة مدارج السالكين ليرى كيف هو سلوكنا نحن أهل السنّة.
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:34 م]ـ
قرأت رسالة محمد بوخبزة حول رؤية الله في المنام وإليك نص ما كتب
(والاشكال هو ما كان باللون الاحمر)
قال محقق رسالة الشيخ (نشر الإعلام بمروق الكرفطي من الإسلام) أو (بيان للدجال القرمطي، عبد الله اليدري الكرفطي):
فائدة: بعد أن قدمت هذه الرسالة للمطبعة بهذا التعليق البسيط السريع دفع لي فضيلة شيخنا محمد بوخبزة كتابه النفيس: (رونق القرطاس، ومَجلَب الإيناس) (1/ 151). فإذا فيه كلام جميل يتعلق برؤية الله في المنام، ونصه: (قال ابن تيمية في الرد على أهل الوحدة: المسلمون في رؤية الله على ثلاثة أقوال، فالصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون وأئمة المسلمين على أن الله يُرى في الآخرة بالأبصار عياناً، وأن أحداً لن يراه في الدنيا بعينه، لكن يُرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، و من الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه، وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية، كما قد بُسط في غير هذا الموضع، والقول الثاني قول نفاة الجهمية: أنه لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة!! والقول الثالث قول من يزعم أنه يُرى في الدنيا والآخرة الخ قلت: وتجويزه رؤيةَ الله في المنام، لا دليل عليه إلا القياسَ على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رأى ربه في المنام في أحسن صورة، هذا اللفظ الصحيح في (جامع الترمذي) دون ألفاظ منكرة: كأتاني في صورة شاب أمرد الخ وأحوال النبوة من قبيل الوحي لا يقاس عليها، وقوله في الحديث الصحيح: (اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا) عام لا مخصص له فيشمل رؤيا المنام، وابن تيمية رحمه الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه في التصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك، فترى له في آخر وصيته الكبرى ومجموع الفتاوى (3/ 385/392) ما يؤيد ذلك وهو أول من يعلم أن ما يسميه المكاشفات ومشاهدات القلوب والصور المثالية إنما هو منقول عن الصوفية، وأنه بدعة لا شك فيه، ولم يُعرَف مثله عن السلف الصالح في العصور المشهود لها بالخير، وكان ينبغي له-رحمه الله- أن يشير إلى مذاهب العلماء في رؤية الله في المنام، وهو يعلم أن الحنفية ينكرونها أشد الإنكار بل يحكمون بردة من يزعمها كما نظَمَه صاحب (الشيبانية-هي منظومة طبعت ضمن مجموع الكبير بمصر كما قلنا سابقاًً) من دواوينهم الفقهية، يضاف إلى هذا أنه لم تنقل هذه الرؤية عن الصحابة وكبار التابعين، وما نقل منها عن أحمد بن حنبل والثوري وفلان يحتاج إلى نقد، وأغلبه لا أسانيد صحيحة له-يقول أبو عاصم: تتبعت النقول الواردة في رؤية الله مناماً فوجدتها تفوق عشرين نقلاً لكن لا تساوي فلساً واحداً بل ربعه، تلرة أجد بأن الإمام أحمد رأى ربه مائة مرة وتارة أبا حنيفة، وتارة أبا يزيد البسطامي، وتارة وتارة هكذا بهذا الاضطراب بل بهذا الكذب، وتارة وجدت أن رجلاً رأى ربه في المنام فقال: يا رب كيف الوصول إليك؟ قال: حُطَّ نفسَك ثم تعالى إلى غير ذلك من الخرافات التي لا يخلو منها كتاب من كتب الصوفية وربيبتها الرافضة، ومن لم يسعه هذا فعليه بـ (الروض الفائق)، و (بدائع الزهور)، و (إيقاظ الهمم)، و (الطبقات الكبرى) للشعراني، و (قوت القلوب)، و (نور الأبصار)، و (جواهر المعاني، وبلوغ الأماني)، و (بغية المستفيد)، وغيرها كثير من كتب الضلال التي يجب إحراقها بل أو الإستجمار بها لأنها لا يوجد فيها شيء صحيح حاش البسملة والحمدلة وما سوى ذلك فخبج-ثم إن المشكل كل المشكل معرفةُ المرئي من هو وما هو وما صفتُه؟ فإن الزاعمين للرؤية لا يجرءون على البيان، بل توالت عباراتهم على أن المرئي مثالٌ ورمزٌ؟! ولا يمكن أن يوصَف أو يكيف، وإنما هو خطابٌ أو إشارة يقع في رُوع النائم أنه الله، وما يدريه؟ وقد استغلَّ هذه المسألةَ الشيخُ محمد بن جعفر الكتاني وهو معروف بشطحاته الصوفية وقوله بالوحدة، فأعلن أنه يرى الله مناماً، وأنكر عليه فقهاء فاس، وانتصر له تلميذه عبد الله بن الصديق الغماري فنشر في مجلة (الإسلام) القاهرية مقالا بعنوان: (رؤية الله في المنام). ردَّدَ فيه تلك الدعاوى دون حجة ولا برهان مقبول، وتلقف ذلك المقال المتمشيخُ الدجال عبد الله الكرفطي بطنجة وكَتَبَ هذا بقلمه في إحدى رسائله فزعم أن أحد أنْعَامِهِ رأى الله تعالى في صورته هُو، وقال بأنه أَطْلَعَ شيخه أحمد بن الصديق على ذلك فصححها له وهو كاذبٌ لأنني قرأتُ تعبيره لرؤياه في رسالة له فإذا هو يقول له: بأن الرائي لم ير الله وإنما رآك ومعناه كذا في خَوَرٍ وهَذَرٍ، وشيخه المذكور ممَّن زعم أنه رأى الله فذكر في (الجؤنة) أنه رأى كأن صحافاً من الطعام توضع بين يديه وتأتي من ورائه فتَأَوَّلها بإكرام الله له بسبب عداوة إخوته له، وقال في أولها: رأيت رب العزة في المنام، وهذا ما رأى، فأين رؤية الله تعالى عن هذا الإفك؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/237)
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:37 م]ـ
فما هو ماضي شيخ الاسلام الذي كان متأثر فيه بالتصوف؟
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
وهي أبيات جميلة جدا فيها من العبرة الشيء الكثير , ولايمل المرء من تردادها
قال ابن القيم:
يا قوم والله العظيم نصيحة من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في تلك الشباك وكن ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي الذي لا زال يشخب فيه ميزابان
وقال في موضع آخر:
يا طالب الحق المبين ومؤثرا علم اليقين وصحة الإيمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه إزاره قد شد ميرزه إلى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ ـر لازم لطبيعة الإنسان
وتولد النقصان من فتراته أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة الـ ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد إلا قوة والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على طور المدينة مطلع الإيمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الإله بلطفه ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا مستشعر الإفلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقي إلى الثريا مصعدا من دون تلك النار في الإمكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ ـنة كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد يدعو إلى الإيمان والإيقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا ما قاله المشتاق منذ زمان
والله أعلم.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:13 م]ـ
وحقيقة أنني أعترض على نقطة (مدارج السالكين). فكيف يستدلّ به على تصوّف ابن القيّم وهو لم يؤلّفه إلا ردّا على الصوفيه؟؟!
ابن القيم لم يؤلف المدارج ردا على الصوفية بل شرح فيه المنازل الذي ألفه الهروي الصوفي!!
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:22 م]ـ
بورك فيك أخي المفضال عبدالعزيز، أقرأ هذه الأبيات لأوّل مرّة.
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:33 م]ـ
ابن القيم لم يؤلف المدارج ردا على الصوفية بل شرح فيه المنازل الذي ألفه الهروي الصوفي!!
وهل شرحه إلا دفاعا عن الهروي وردّا على المتصوّفة؟؟!
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 07:54 م]ـ
حتى وان كان صوفيا (ان ثبت ذلك) فلايهم، ولايقدح هذا في شخصه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فلايوجد عالم أو طالب علم في العقيدة والمنهج السلفي إلا وقد نهل من علمه الغزير، بل لم يوجد من زمانه إلى زماننا هذا من كان مثله، وينبغي أن لاتذكر مثل هذه الأسئلة ويستفاض في الحديث عنها، فان زلات العلماء (ان وجدت) فلا نتحدث عنها أو نذكرها، بل نترحم عليهم ونذكر فضائلهم وندعو لهم.
ـ[أم فراس]ــــــــ[17 - 05 - 09, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية أن ابن تيمية كان على غير منهج السلف، وقد ذكر هذا عن نفسه في مجموع الفتاوى.
قال الشيخ في شرحه للواسطية الشريط 29
شيخ الإسلام ابن تيمية نشأ على غير مذهب السلف، نشأ مبتدعاً،لم يكن على طريقة السلف الصالح بل نشأ على غير طريقة السلف الصالح، ومشايخه لم يكونوا على طريقة السلف الصالح، يعني أكثر مشايخه إلا نُدَّر منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/238)
هذه ذكرها عن نفسه قال في موضع في الفتاوى (وأما أنا فقد كنت في الأصلين على غير طريقة السلف الصالح) هذه موجودة النص في الفتاوى، شيخ الإسلام إنما هداه الله جل وعلا لذلك متأخراً يعني بعد سنة تسعين، ستمائة وتسعين، يعني وعمره جاوز الثلاثين أو هو حول الثلاثين، لم ينشأ على العقيدة الصحيحة، ولذلك رأى الغربة، وأكثر مشايخه من الحنابلة على طريقة السلف لكنهم في الصفات يفوضون، في الصفات عندهم يفهمون مذهب أحمد أنه التفويض.وهذا باطل.
فشيخ الإسلام كان يواجه أشياء عظيمة في زمنه رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة وجزاه عنا خير الجزاء.
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 05 - 09, 02:58 ص]ـ
قال الشيخ العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة: أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود بن عمر الواسطي الحزامي [ج2/ص 256]:
الزاهد القدوة العارف، عماد الدين أبو العباس، ابن شيخ الحزاميين: ولد في حاثي عشر- أو ثاني عشر- ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة بشرقي واسط.
وكان أبوه شيخ الطائفة الأحمدية. ونشأ الشيخ عماد الدين بينهم، وألهمه اللّه من صغره طلب الحق ومحبته، والنفور عن البدع وأهلها، فاجتمع بالفقهاء بواسط كالشيخ عز الدين الفاروتي وغيره. وقرأ شيئاً من الفقه على مذهب الشافعي. ثم دخل بغداد، وصحب بها طوائف من الفقهاء، وحج واجتمع بمكة بجماعة منهم. وأقام بالقاهرة مدة ببعض خوانقها، وخالط طوائف الفقهاء، ولم يسكن قلبه إلى شيء من الطوائف المحدثة. واجتمع بالإِسكندرية بالطائفة الشاذلية، فوجد عندهم ما يطلبه من لوايح المعرفة، والمحبة والسلوك، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم.
ثم قدم دمشق، فرأى الشيخ تقي الدين ابن تيمية وصاحبه، فدله على مطالعة السيرة النبوية، فأقبل على سيرة ابن إسحاق تهذيب ابن هشام، فلخصها واختصرها، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه، وطرائقه المأثورة عنه في كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولاً وفروعاً، وشرع في الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد. وبلغني: أنه كان يقرأ في "الكافي" على الشيخ مجد الدين الحراني الآتي ذكره إن شاء الله تعالى. واختصره في مجلد سماه "البلغة" وألف تآليف كثيرة في الطريقة النبوية، والسلوك الآثري والفقر المحمدي؛ وهي من أنفع كتب الصوفية للمريدين، انتفع بها خلق من متصوفة أهل الحديث ومتعبديها.
وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يعظمه ويجله، ويقول عنه: هو جنيد وقته. وكتب إليه كتاباً من مصر أوله "إلى شيخنا الإِمام العارف القدوة السالك".
قال البرزالي عنه في معجمه: رجل صالح عارف، صاحب نسك وعبادة، وانقطاع وعزوف عن الدنيا. وله كلام متين في التصوف الصحيح. وهو داعية إلى طريق الله تعالى، وقلمة أبسط من عبارته. واختصر السيرة النبوية. وكان يتقوت من النسخ، ولا يكتب إلا مقدار ما يدفع به الضرورة. وكان محباً لأهل الحديث، معظماً لهم. وأوقاته محفوظة.
وقال الذهبي: كان سيداً عارفاً كبير الشأن، منقطعاً إلى اللّه تعالى. وكان ينسخ بالأجرة ويتقوت، ولا يكاد يقبل من أحد شيئاً إلا في النادر. صنف أجزاء عديدة في السلوك والسير إلى اللّه تعالى، وفي الرد على الإتحادية والمبتدعة. وكان داعية إلى السنة، ومذهبه السلف الصالح في الصفات، يُمِزها كما جاءت، وقد انتفع به جماعة صحبوه، ولا أعلم خلف بدمشق محْي طريقته مثله.
قلت: ومن تصانيفه "شرح منازل السائرين" ولم يتمه، وله نظم حسن في السلوك.
كتب عنه الذهبي والبرزالي، وسمع منه جماعة من شيوخنا وغيرهم، وكان له مشاركة جيدة في العلوم، وعبارة حسنة قوية، وفهم جيد، وخط حسن في غاية الحسن. وكان معمور الأوقات بالأوراد والعبادات، والتصنيف، والمطالعة، والذكر والفكر، مصروف العناية إلى المراقبة والمحبة، والأنس باللّه، وقطع الشواغل والعوائق عنه، حثيث السير إلى وادي الفناء باللّه، والبقاء به، كثير اللهج بالأذواق والتجليات، والأنوار القلبية، منزوياً عن الناس، لا يجتمع إلا بمن يحبه، ويحصل له باجتماعه به منفعة دينية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/239)
ولم يزل على ذلك إلى أن توفي آخر نهار السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة إحدى عشر وسبعمائة. بالمارستان الصغير بدمشق، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع. ودفن بسفح قاسيون، قبالة زاوية السيوفي، رضي الله عنه)). انتهى
قلت: انظر ماقاله الشيخ ابن رجب الحنبلي عن ابن تيمية:
وكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية يعظمه ويجله، ويقول عنه: هو جنيد وقته. وكتب إليه كتاباً من مصر أوله "إلى شيخنا الإِمام العارف القدوة السالك".
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية أن ابن تيمية كان على غير منهج السلف، وقد ذكر هذا عن نفسه في مجموع الفتاوى.
قال الشيخ في شرحه للواسطية الشريط 29
شيخ الإسلام ابن تيمية نشأ على غير مذهب السلف، نشأ مبتدعاً،لم يكن على طريقة السلف الصالح بل نشأ على غير طريقة السلف الصالح، ومشايخه لم يكونوا على طريقة السلف الصالح، يعني أكثر مشايخه إلا نُدَّر منهم.
هذه ذكرها عن نفسه قال في موضع في الفتاوى (وأما أنا فقد كنت في الأصلين على غير طريقة السلف الصالح) هذه موجودة النص في الفتاوى، شيخ الإسلام إنما هداه الله جل وعلا لذلك متأخراً يعني بعد سنة تسعين، ستمائة وتسعين، يعني وعمره جاوز الثلاثين أو هو حول الثلاثين، لم ينشأ على العقيدة الصحيحة ..
هذا كلام عجيب!!
عموما انا بحثت عن هذا النص في الفتاوي بالشاملة فلم أجده
و لعل احد الاخوة يحقق ذلك النص
و قد قرات الجامع لسيرة الشيخ فلم اجد من تعرض لهذا فيه قط حسب اطلاعي
و ارجو ان لا يكون اختلط عليك ابن تيمية بابن القيم إذ من الملعوم ان الشيخ رحمه كان على نهج السلف من بداية عمره حتى ان الدكتور المحمود في موقف ابن تيمية من الاشاعرة ذكر ان كتب الشيخ غير المؤرخة يصعب تحديد تاريخا تقريبيا لها لمشابهة مصنفاته بعضها ببعض اولها و اخرها
فهذا الكلام مسلم في ابن القيم اما ابن تيمية فاحسب ان ثمت خطأ فشيخ الاسلام رحمه الله كان سلفيا من بداية أمره و لم يعرف بغير ذلك إذ لو كان لذكر و لحاججه به اخصومه من الاشاعرة الى غير ذلك من المتواتر المعروف عن الشيخ و قد صنف الشيخ رسالته الحموية قبل عام 694 و امتحن بسببها عام 694
والله اعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 09, 12:04 م]ـ
السلام عليكم ... وبارك الله فيكم
أما شيخ الإسلام فقال عن نفسه: لقد كنا نحسن الظن بابن عربي حتى رأيت "فتوحاته" و"فصوصه" فتبين لنا غرض الرجل ... أو كما قال
وكلامه في المتصوفة آية، يكثر ويصيب وينصف
أما ابن القيم فقال عن شيخه في معرض حديثه عن "منزلة السرور": وكان هذا هو مقام شيخنا ابن تيمية ... أو كما قال
ومقام السرور أعظم مقامات الإسلام وأصعبها ... وهو أن تفرح بكونك عبدا لله وتحب ذلك، وتفتخر به، وتفتخر بنعمة الإسلام والإيمان والتقوى، وبنعمة العلم والقرآن؛ تفتخر به على الناس، وعلى الشيطان؛ فهذه عبادة عظيمة، وصعوبتها في كون التمادي بها ينشئ الجرأة على الله، والإدلال المفضي إلى المعاصي، والبطر، والفرح المطلق؛ لأن الفرح بنعمة الله سرور؛ قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}
أما هل كان صوفيا أم لا؟
فقد كان عابدا، عاملا، زاهدا، متألها، ناسكا ... إلا صوفيا؛ لأنه التصوف صار علَمًا عندنا - نحن المتأخرين - على البدعة؛ فلينتبه
ـ[أم فراس]ــــــــ[17 - 05 - 09, 03:39 م]ـ
و ارجو ان لا يكون اختلط عليك ابن تيمية بابن القيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا - بارك الله فيك - الشيخ صالح تكلم عن ابن تيمية وهو يقصد ابن تيمية.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 07:28 م]ـ
ما الفائدة من معرفة ذلك؟
هل يوجد أحد من علماء السلف من زمانه إلى زماننا وجد خطأ على شيخ الإسلام في العقيدة
أو نحوها حتى نجني الفائدة من تصوف شيخ الإسلام؟
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 12:21 ص]ـ
ما الفائدة من معرفة ذلك؟
هل يوجد أحد من علماء السلف من زمانه إلى زماننا وجد خطأ على شيخ الإسلام في العقيدة
أو نحوها حتى نجني الفائدة من تصوف شيخ الإسلام؟
جزاك الله خيرا
كنت أظن أن الموضوع سيغلق، ولكن للأسف مازال مفتوحا
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 12:40 ص]ـ
سبحان الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/240)
انظر الى ترجمة شيخ الاسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله
ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية
نسبه:
هو شيخ الإسلام الإمام أبو العباس: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي.
مولده ووفاته:
ولد يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول بحران سنة 661 هـ، ولما بلغ من العمر سبع سنوات انتقل مع والده إلى دمشق؛ هربًا من وجه الغزاة التتار، وتوفي ليلة الاثنين العشرين من شهر ذي القعدة سنة (728) هـ وعمره (67) سنة.
نشأته:
نشأ في بيت علم وفقه ودين، فأبوه وأجداده وإخوته وكثير من أعمامه كانوا من العلماء المشاهير، منهم جده الأعلى (الرابع) محمد بن الخضر، ومنهم عبد الحليم بن محمد بن تيمية، وعبد الغني بن محمد ابن تيمية، وجده الأدنى عبد السلام بن عبد الله ابن تيمية مجد الدين أبو البركات صاحب التصانيف التي منها: المنتقى من أحاديث الأحكام، والمحرر في الفقه، والمسودة في الأصول وغيرها، وكذلك أبوه عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، وأخوه عبد الرحمن وغيرهم.
ففي هذه البيئة العلمية الصالحة كانت نشأة صاحب الترجمة، وقد بدأ بطلب العلم أولًا على أبيه وعلماء دمشق، فحفظ القرآن وهو صغير، ودرس الحديث والفقه والأصول والتفسير، وعرف بالذكاء وقوة الحفظ والنجابة منذ صغره. ثم توسّع في دراسة العلوم وتبحر فيها، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فلم يلبث أن صار إمامًا يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة، قبل بلوغ الثلاثين من عمره.
إنتاجه العلمي:
وفي مجال التأليف والإنتاج العلمي، فقد ترك الشيخ للأمة تراثًا ضخمًا ثمينًا، لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه معينًا صافيًا، توفرت لدى الأمة منه الآن المجلدات الكثيرة، من المؤلفات والرسائل والفتاوى والمسائل وغيرها، هذا من المطبوع، وما بقي مجهولًا ومكنوزًا في عالم المخطوطات فكثير.
المجالات العلمية التي أسهم فيها:
ولم يترك الشيخ مجالًا من مجالات العلم والمعرفة التي تنفع الأمة، وتخدم الإسلام إلا كتب فيه وأسهم بجدارة وإتقان، وتلك خصلة قلما توجد إلا عند العباقرة النوادر في التاريخ.
فلقد شهد له أقرانه وأساتذته وتلاميذه وخصومه بسعة الاطلاع، وغزارة العلم، فإذا تكلم في علم من العلوم أو فن من الفنون ظن السامع أنه لا يتقن غيره، وذلك لإحكامه له وتبحره فيه، وأن المطلع على مؤلفاته وإنتاجه، والعارف بما كان يعمله في حياته من الجهاد باليد واللسان، والذب عن الدين، والعبادة والذكر، ليعجب كل العجب من بركة وقته، وقوة تحمله وجلده، فسبحان من منحه تلك المواهب.
جهاده ودفاعه عن الإسلام:
الكثير من الناس يجهل الجوانب العملية من حياة الشيخ، فإنهم عرفوه عالمًا ومؤلفًا ومفتيًا، من خلال مؤلفاته المنتشرة، مع أن له مواقف مشهودة في مجالات أخرى عديدة ساهم فيها مساهمة قوية في نصرة الإسلام وعزة المسلمين فمن ذلك: جهاده بالسيف وتحريضه المسلمين على القتال، بالقول والعمل، فقد كان يجول بسيفه في ساحات الوغى، مع أعظم الفرسان الشجعان، والذين شاهدوه في القتال أثناء فتح عكا عجبوا من شجاعته وفتكه بالعدو.
أما جهاده بالقلم واللسان فإنه -رحمه الله- وقف أمام أعداء الإسلام من أصحاب الملل والنحل والفرق والمذاهب الباطلة والبدع كالطود الشامخ، بالمناظرات -حينًا- وبالردود -أحيانًا- حتى فند شبهاتهم، ورد الكثير من كيدهم بحمد الله، فقد تصدى للفلاسفة، والباطنية، من صوفية، وإسماعيلية ونصيرية وسواهم، كما تصدى للروافض والملاحدة، وفند شبهات أهل البدع التي تقام حول المشاهد والقبور ونحوها، كما تصدى للجهمية والمعتزلة والأشاعرة في مجال الأسماء والصفات، وبالجملة فقد اعتنى ببيان أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، ورد الشبهات حول هذه الأنواع.
والمطلع على هذا الجانب من حياة الشيخ يكاد يجزم بأنه لم يبق له من وقته فضلة، فقد حورب وطورد وأوذي وسجن مرات في سبيل الله، وقد وافته منيته مسجونًا في سجن القلعة بدمشق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/241)
ولا تزال -بحمد الله- ردود الشيخ سلاحًا فعالًا ضد أعداء الحق والمبطلين؛ لأنها إنما تستند على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهدي السلف الصالح، مع قوة الاستنباط، وقوة الاستدلال والاحتجاج الشرعي والعقلي، وسعة العلم، التي وهبها الله له، وأكثر المذاهب الهدامة التي راجت اليوم بين المسلمين هي امتداد لتلك الفرق والمذاهب التي تصدى لها الشيخ وأمثاله من سلفنا الصالح؛ لذلك ينبغي للدعاة المصلحين أن لا يغفلوا هذه الناحية؛ ليستفيدوا مما سبقهم به أولئك.
ولست مبالغًا حينما أقول: إنه لا تزال كتب الشيخ وردوده هي أقوى سلاح للتصدي لهذه الفرق الضالة والمذاهب الهدامة التي راجت اليوم، والتي هي امتداد للماضي، لكنها تزيّت بأزياء العصر، وغيّرت أسماءها فقط، مثل البعثية، والاشتراكية، والقومية، والقاديانية والبهائية، وسواها من الفرق والمذاهب.
خصاله:
بالإضافة إلى العلم والفقه في الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد وهبه الله خصالًا حميدة، اشتهر بها وشهد له بها الناس، فكان سخيًا كريمًا يؤثر المحتاجين على نفسه في الطعام واللباس وغيرهما، وكان كثير العبادة والذكر وقراءة القرآن، وكان ورعًا زاهدًا لا يكاد يملك شيئًا من متاع الدنيا سوى الضروريات، وهذا مشهور عنه عند أهل زمانه حتى في عامة الناس، وكان متواضعًا في هيئته ولباسه ومعاملته مع الآخرين، فما كان يلبس الفاخر ولا الرديء من اللباس، ولا يتكلف لأحد يلقاه، واشتهر أيضًا بالمهابة والقوة في الحق، فكانت له هيبة عظيمة عند السلاطين والعلماء وعامة الناس، فكل من رآه أحبه وهابه واحترمه، إلا من سيطر عليهم الحسد من أصحاب الأهواء ونحوهم.
كما عرف بالصبر وقوة الاحتمال في سبيل الله، وكان ذا فراسة وكان مستجاب الدعوة، وله كرامات مشهودة، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
عصره:
لقد عاش المؤلف - رحمه الله - في عصر كثرت فيه البدع والضلالات، وسادت كثير من المذاهب الباطلة، واستفحلت الشبهات وانتشر الجهل والتعصب والتقليد الأعمى، وغزيت بلاد المسلمين من قبل التتار والصليبيين (الإفرنج).
ونجد صورة عصره جلية واضحة من خلال مؤلفاته التي بين أيدينا؛ لأنه اهتم بأجل أمور المسلمين وأخطرها، وساهم في علاجها بقلمه ولسانه ويده، فالمتأمل في مؤلفات الشيخ يجد الصورة التالية لعصره:
كثرة البدع والشركيات خاصة حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة، والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموتى، وأنهم ينفعون ويضرون ويُدعون من دون الله.
انتشار الفلسفات والإلحاد والجدل.
هيمنة التصوف، والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس، ومن ثم انتشار المذاهب والآراء الباطنية.
توغل الروافض في أمور المسلمين، ونشرهم للبدع والشركيات وتثبيطهم للناس عن الجهاد، ومساعدتهم للتتار أعداء المسلمين.
وأخيرًا نلاحظ تَقَوّي أهل السنة والجماعة بالشيخ وحفزه لعزائمهم مما كان له الأثر الحميد على المسلمين إلى اليوم في التصدي للبدع والمنكرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم.
وقد وقف الشيخ -رحمه الله- في عصره إزاء هذه الانحرافات موقفًا مشهودًا، آمرًا وناهيًا، وناصحًا، ومبينًا، حتى أصلح الله على يديه الكثير من أوضاع المسلمين، ونصر به السنة وأهلها، والحمد لله.
وفاته:
إن من علامات الخير للرجل الصالح، وقبوله لدى المسلمين، إحساسهم بفقده حين يموت؛ لذلك كان السلف يعدون كثرة المصلين على جنازة الرجل من علامات الخير والقبول له؛ لذلك قال الإمام أحمد: "قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز". أي: أن أئمة السنة أكثر مشيعين يوم تموتون، ولقد شهد الواقع بذلك، فما سمع الناس بمثل جنازتي الإمامين: أحمد بن حنبل، وأحمد ابن تيمية حين ماتا من كثرة من شيعهما وخرج مع جنازة كل منهما، وصلى عليهما، فالمسلمون شهداء الله في أرضه.
هذا وقد توفي الشيخ -رحمه الله- وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق ليلة الاثنين 20 من شهر ذي القعدة سنة (728) هـ، فهب كل أهل دمشق ومن حولها للصلاة عليه وتشييع جنازته وقد أجمعت المصادر التي ذكرت وفاته أنه حضر جنازته جمهور كبير جدًا يفوق الوصف.
رحمه الله و جزاه عن الاسلام و المسلمين خير الجزاء
http://www.taimiah.org/biographies/taimia-t.asp
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:14 ص]ـ
الفائدة من الموضوع ان بعض المبتدعه من الصوفية يدعون تصوف شيخ الاسلام و يحتجون ببعض الكتب التي كتبها تلاميذه في ترجمته و التي فيها بعض المواقف لشيخ الاسلام رحمه الله يقولون انها تنسب للصوفية و هي مما ينكره عليهم اهل الحديث السلفيين
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:47 ص]ـ
الفائدة من الموضوع ان بعض المبتدعه من الصوفية يدعون تصوف شيخ الاسلام و يحتجون ببعض الكتب التي كتبها تلاميذه في ترجمته و التي فيها بعض المواقف لشيخ الاسلام رحمه الله يقولون انها تنسب للصوفية و هي مما ينكره عليهم اهل الحديث السلفيين
نعم، هذا الموضوع من أهم ما يجب أن يثار فيه الكلام، ليميز الله الخيث من الطيب، إنكارا للباطل ولأهله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/242)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 02:06 ص]ـ
لعلك تطّلع على كتاب: موقف ابن تيمية من الصوفية،
تأليف د. محمد العريفي.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 04:25 ص]ـ
أرى - والله أعلم - أن رأي الأخ الكريم الذي أشار على السائل بتحديد مفهوم الصوفية مهم جدا ..
فإن كان يقصد به الزهد والورع والتخلي عن أمور الدنيا وزينتها، فهذا حاصل لجمهور السلف من الصحابة والتابعين، وقد اثنى شيخ الإسلام على الجنيد والشبلي واضرابهما ممن كان تصوفهم مبني في الجملة على الكتاب والسنة .. واطلاق التصوف عليهم تجوزا ..
وإن كان يقصد بالتصوف هذه المذاهب الباطلة والمنحرفة كالاتحاد والحلول والبدع المهلكة عندهم، فشيخ الإسلام يستبعد عنه التلبس بمثل هذا أو حتى الرضى به دون انكار لما عرف من تربيته تربية سلفية في بيت علماء من أهل السنة وعلى منهج السلف ..
ومؤلفاته كلها لم يشار فيها باشارة إلى مثل هذا، ولو وجد لذكره شيخ الإسلام تحدثا بنعمة الله عليه وتحذيرا لعباد الله ..
وما ذكره الشيخ صالح يبحث عن مكانه في الفتاوى أو في مؤلفاته الأخرى .. فلعله يراد به أمر آخر ..
والله أعلى وأعلم.
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:55 م]ـ
أرى - والله أعلم - أن رأي الأخ الكريم الذي أشار على السائل بتحديد مفهوم الصوفية مهم جدا ..
فإن كان يقصد به الزهد والورع والتخلي عن أمور الدنيا وزينتها، فهذا حاصل لجمهور السلف من الصحابة والتابعين، وقد اثنى شيخ الإسلام على الجنيد والشبلي واضرابهما ممن كان تصوفهم مبني في الجملة على الكتاب والسنة .. واطلاق التصوف عليهم تجوزا ..
وإن كان يقصد بالتصوف هذه المذاهب الباطلة والمنحرفة كالاتحاد والحلول والبدع المهلكة عندهم، فشيخ الإسلام يستبعد عنه التلبس بمثل هذا أو حتى الرضى به دون انكار لما عرف من تربيته تربية سلفية في بيت علماء من أهل السنة وعلى منهج السلف ..
ومؤلفاته كلها لم يشار فيها باشارة إلى مثل هذا، ولو وجد لذكره شيخ الإسلام تحدثا بنعمة الله عليه وتحذيرا لعباد الله ..
وما ذكره الشيخ صالح يبحث عن مكانه في الفتاوى أو في مؤلفاته الأخرى .. فلعله يراد به أمر آخر ..
والله أعلى وأعلم.
لقد نقلت بارك الله فيك بعد ان سأل الاخ مالمقصود من الصوفية كلام بوخبزة كاملا وفيه الاشكال الذي جعلني استفهم عن هذا الموضوع
فاما ان يكون هذا افتراء على شيخ الاسلام واما ان تكون حقيقة ولكن ليست بالمفهوم الذي يعرفه الناس اليوم عن الصوفية
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 06:55 م]ـ
أخي الكريم .. بارك الله فيك.
قول الشيخ بو خبزة المذكور عن حديث: (اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا) عام لا مخصص له فيشمل رؤيا المنام،وابن تيمية رحمه الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه فيالتصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك .. الخ
فيه مسألتان:
الأولى قوله: أن الحديث عام لا مخصص له فيشمل رؤيا المنام يرده حديث رأيت ربي في أحسن صورة، وهو صحيح.
وثانيا: ما قاله عن شيخ الإسلام فيه تجني ظاهر وهذا نص كلامه:
قال في مجموع الفتاوى (3/ 390):
وَقَدْ يَرَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ فِي صُوَرٍ مُتَنَوِّعَةٍ عَلَى قَدْرِ إيمَانِهِ وَيَقِينِهِ؛ فَإِذَا كَانَ إيمَانُهُ صَحِيحًا لَمْ يَرَهُ إلَّا فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ وَإِذَا كَانَ فِي إيمَانِهِ نَقْصٌ رَأَى مَا يُشْبِهُ إيمَانَهُ وَرُؤْيَا الْمَنَامِ لَهَا حُكْمٌ غَيْرُ رُؤْيَا الْحَقِيقَةِ فِي الْيَقَظَةِ وَلَهَا " تَعْبِيرٌ وَتَأْوِيلٌ " لِمَا فِيهَا مِنْ الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ لِلْحَقَائِقِ. وَقَدْ يَحْصُلُ لِبَعْضِ النَّاسِ فِي الْيَقَظَةِ أَيْضًا مِنْ الرُّؤْيَا نَظِيرُ مَا يَحْصُلُ لِلنَّائِمِ فِي الْمَنَامِ: فَيَرَى بِقَلْبِهِ مِثْلَ مَا يَرَى النَّائِمُ. وَقَدْ يَتَجَلَّى لَهُ مِنْ الْحَقَائِقِ مَا يَشْهَدُهُ بِقَلْبِهِ فَهَذَا كُلُّهُ يَقَعُ فِي الدُّنْيَا. وَرُبَّمَا غَلَبَ أَحَدُهُمْ مَا يَشْهَدُهُ قَلْبُهُ وَتَجْمَعُهُ حَوَاسُّهُ فَيَظُنُّ أَنَّهُ رَأَى ذَلِكَ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَنَامٌ وَرُبَّمَا عَلِمَ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ مَنَامٌ. فَهَكَذَا مِنْ الْعِبَادِ مَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/243)
يَحْصُلُ لَهُ مُشَاهَدَةٌ قَلْبِيَّةٌ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى تُفْنِيَهُ عَنْ الشُّعُورِ بِحَوَاسِّهِ فَيَظُنَّهَا رُؤْيَةً بِعَيْنِهِ وَهُوَ غالط فِي ذَلِكَ وَكُلُّ مَنْ قَالَ مِنْ الْعِبَادِ الْمُتَقَدِّمِينَ أَوْ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ فَهُوَ غالط فِي ذَلِكَ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ. نَعَمْ رُؤْيَةُ اللَّهِ بِالْأَبْصَارِ هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ أَيْضًا لِلنَّاسِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ؛ كَمَا تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ
فشيخ الإسلام حكاه مجزوما به للمؤمن، وفصل أكثر أن ليس كل أحد يناله ..
وموضوع رؤية الله في المنام فيه خلاف وقد حكى الأكثر على وقوعه ..
قال المناوي في فيض القدير (6/ 171) عند شرح حديث: (من رآني في المنام فقد رآني):
وقال عياض: لم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في النوم وإن رئي على صفة لا يليق بجلاله من صفات الأجسام لتحقق أن المرئي غير ذات الله إذ لا يجوز عليه التجسم ولا اختلاف الحالات بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فكانت رؤيته تعالى في النوم من باب التمثيل والتخييل.
وقال ابن العربي: في رؤية الله في النوم أوهام وخواطر في القلب بأمثال لا تليق به في الحقيقة ويتعالى عليها وهي دلالات للرائي على أمر كان ويكون كسائر المرئيات وقال غيره: رؤيته تعالى في النوم حق وصدق لا كذب فيها في قول ولا فعل. اهـ
وفي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ عبد العزيز الراجحي (1/ 130):
س: هل ثبت عن أحد من السلف أنه رأى الله في المنام كما ذكرت ذلك بعض الكتب، وما مدى صحة ذلك؟
ج: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن رؤية الله في المنام ثابتة، وأن جميع الطوائف أثبتوا الرؤية في المنام إلا الجهمية من شدة إنكارهم لرؤية الله حتى أنكروا رؤية الله في المنام، ويقول شيخ الإسلام --رحمه الله-: إن جميع الطوائف يثبتون الرؤية في المنام ولا شيء في ذلك لكن لا يلزم من ذلك أن يكون ما رآه الإنسان مشابه لله، بل يقول: إن رؤيته على حسب اعتقاده، فإذا كان اعتقاده صحيح رأى الله برؤية حسنة، وإذا كان اعتقاده غير صحيح رأى الله رؤية مناسبة لاعتقاده، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أصح الناس اعتقادًا، وأكمل الناس عبودية رأى الله في أحسن صورة كما في الحديث (رأيت ربي في أحسن صورة فوضع كفيه فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الناس -هذا الاختصام في الملأ الأعلى- فقلت: لا يا رب فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله فعلمت ما بعد ذلك)
المقصود أن الرؤية في المنام يقول شيخ الإسلام: ثابتة عند جميع الطوائف عدا الجهمية.
وفي سلسلة الأسماء والصفات للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي (5/ 17):
اختلف في رؤية الله في النوم، فقالت طائفة من السلف: لا يمنع نص من رؤيته في النوم؛ لأن الرؤية في النوم إنما هي بالأرواح لا بالأشباح فليست راجعة للبصر، والنفي إنما جاء معلقاً بالأبصار بقوله: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103] وعلى هذا فالرؤيا غير الرؤية، فيمكن أن يرى من الرؤيا لا من الرؤية في الدنيا.
وروي عن الإمام أحمد أنه رآه في النوم مرات كثيرة، وأنه سأله عن أقرب ما يتقرب به المتقربون إليه؟ فقال: قراءة القرآن، فقال: أي ربي بفهم وبغير فهم؟ فقال: بفهم وبغير فهم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله: (رأيت ربي في أحسن صورة). اهـ
فقول بو خبزة عن شيخ الإسلام:
وابن تيمية رحمه الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه فيالتصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك. الخ
فيه تجن ظاهر على شيخ الإسلام لأن ما قاله مقيد أولا، ومنقول عن أهل السنة وأن ممن رده الجهمية كما ذكر الشيخ الراجحي ..
والله أعلم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 02:07 ص]ـ
أما شيخ الإسلام فقال عن نفسه: لقد كنا نحسن الظن بابن عربي حتى رأيت "فتوحاته" و"فصوصه" فتبين لنا غرض الرجل ... أو كما قال
أما ابن القيم فقال عن شيخه في معرض حديثه عن "منزلة السرور": وكان هذا هو مقام شيخنا ابن تيمية ... أو كما قال
بالنسبة لكلام شيخ الإسلام عن ابن عربي، ينظر: مجموع الفتاوى (11/ 239) و (4/ 131) و (2/ 356 و464)؛ والرجال الذين تكلم عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى لعبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني، ص: 15 - 19.
وبالنسبة لكلام ابن القيم في شيخه ابن تيمية، ينظر مختصر مدارج السالكين - لابن قيم الجوزية شرح منازل السائرين لأبي ذر الهروي المالكي - لخالد عبد الرحمن العكّ: باب ثمرة الرضى، ص: 78؛ ومن طلب الإسناد العالي فلينظر مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم (2/ 176).
وعلى الله قصد السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/244)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[21 - 05 - 09, 02:20 ص]ـ
هذا كلام عجيب!!
عموما انا بحثت عن هذا النص في الفتاوي بالشاملة فلم أجده
و لعل احد الاخوة يحقق ذلك النص
و قد قرات الجامع لسيرة الشيخ فلم اجد من تعرض لهذا فيه قط حسب اطلاعي
و ارجو ان لا يكون اختلط عليك ابن تيمية بابن القيم إذ من الملعوم ان الشيخ رحمه كان على نهج السلف من بداية عمره حتى ان الدكتور المحمود في موقف ابن تيمية من الاشاعرة ذكر ان كتب الشيخ غير المؤرخة يصعب تحديد تاريخا تقريبيا لها لمشابهة مصنفاته بعضها ببعض اولها و اخرها
فهذا الكلام مسلم في ابن القيم اما ابن تيمية فاحسب ان ثمت خطأ فشيخ الاسلام رحمه الله كان سلفيا من بداية أمره و لم يعرف بغير ذلك إذ لو كان لذكر و لحاججه به اخصومه من الاشاعرة الى غير ذلك من المتواتر المعروف عن الشيخ و قد صنف الشيخ رسالته الحموية قبل عام 694 و امتحن بسببها عام 694
والله اعلم
مجموع الفتاوى - (6/ 258)
وأنا وغيرى كنا على مذهب الآباء فى ذلك نقول فى الأصلين بقول أهل البدع فلما تبين لنا ما جاء به الرسول دار الامر بين أن نتبع ما أنزل الله أو نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فكان الواجب هو اتباع الرسول
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 05:23 ص]ـ
أخي قبل ما ذكرته بجملة بين شيخ الإسلام أنهما مسألتين فقط ..
فلا تجعل النص موهما الكثرة والشمول .. بارك الله فيك ..
فهلا قلت ما قاله شيخ الإسلام بالنص (6/ 258):
وَلَكِنْ " هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ " وَ " مَسْأَلَةُ الزِّيَارَةِ " وَغَيْرُهُمَا حَدَثَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ فِيهَا شُبَهٌ. وَأَنَا وَغَيْرِي كُنَّا عَلَى " مَذْهَبِ الْآبَاءِ " فِي ذَلِكَ نَقُولُ فِي " الْأَصْلَيْنِ " بِقَوْلِ أَهْلِ الْبِدَعِ؛ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَنَا مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ دَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ أَنْ نَتَّبِعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَوْ نَتَّبِعَ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا فَكَانَ الْوَاجِبُ هُوَ اتِّبَاعُ الرَّسُولِ. الخ
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 05:03 ص]ـ
تحريره يكون بتحرير موقف شيخ الاسلام من التصوف جملة و هو يرى التصوف طريقة اجتهادية كبقية العلوم المستحدثة فيها الصحيح و الخطأ و المبتدع و انه علم نافع بالجملة الا ان علم السلف بالسلوك أصح منه و انفع و أقرب و ان مجاله مع ذلك ليس كمجال الفقه من حيث الدقة و الغموض فلا يحتاج في أغلب مسائله الى تقليد و لهذا فشيخ الاسلام في هذا العلم كما في غيره مستقل مجتهد ينحو الى الأخذ من مشكاة السلف مباشرة فلا يصح اطلاق لقب الصوفي عليه لما ذكر من استقلاله و ان كان لم ينكر التصوف جملة بل و اشتغل به و بمسائله و تنقيته و تصفيته لعلمه ان التصوف و ان قصر عن علم السلف في السلوك فلا يستغنى عنه و ينتفع به كثير من الناس
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[27 - 05 - 09, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم ...
ينظر كلام شيخ الإسلام في كتابه "الاستقامة"، فهو شبه مختص بالتصوف والصوفية، يضع النقاط على الحروف بما لا مزيد وراءه؛ حيث جاء في مقدمته:
"فصل: الرأي المحدث في الأصول وهو الكلام المحدث، وفي الفروع وهو الرأي
المحدث في الفقه، والتعبد المحدث كالتصوف المحدث، والسياسة المحدثة ... ".
وقال: "ولهذا استضعف أبو يزيد [البسطامي] متابعة العلم؛ فإن مجاهدة هوى النفس يفعلها غالب النفوس، مثل عبادات المشركين وأهل الكتاب من الرهبان وعباد الأنداد ونحوهم، وكل ذلك من هذا الباب، ولهم من الزهد والمجاهدة في العبادة ما لا يفعله المسلمون، لكنه باطل ليس بمشروع، ولهذا لا ينتج له من النتائج إلا ما يليق به. والمسلم الصادق إذا عبد الله بما شرع فتح الله عليه أنوار الهداية في مدة قريبة؛ فالمهتدون من مشايخ العباد والزهاد يوصون باتباع العلم المشروع، كما أن أهل الاستقامة من العلم يوصون بعلمهم الذي يسلكه أهل الاستقامة من العباد والزهاد، وأما المنحرفون من الطائفتين فيعرضون عن المشروع إما من العلم وإما من العمل، وهما طريق المغضوب عليهم والضالين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/245)
وقال: "وهذا من أصول أهل السنة وأئمة المشايخ، خصوصا مشايخ الصوفية؛ فإن أصل طريقهم الإرادة التي هي أساس العمل، فهم في الإرادات والعبادات والأعمال والأخلاق أعظم رسوخا منهم في المقالات والعلوم، وهم بذلك أعظم اهتماما وأكثر عناية، بل من لم يدخل في ذلك لم يكن من أهل الطريق بحال، وهذا حق؛ فإن الدين والإيمان قول وعمل، وأوله قول القلب وعمله، فمن لم ينقد بقلبه ولم يذل لله لم يكن مؤمنا ولا داخلا في طريق الله، ولهذا لم يتنازع المشايخ [المتصوفة] أن الإيمان يزيد وينقص، وأن الناس يتفاضلون فيه، وأن أعمال القلوب من الإيمان كما يتنازع غيرهم".
وقال: "وقال الإمام العارف معمر بن أحمد الأصبهاني شيخ الصوفية في أواخر المائة الرابعة - قبل القشيري - في رسالة له: أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنّة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر، وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين، قال فيها: وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، والاستواء معقول والكيف فيه مجهول، وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة؛ لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق، وأن الله سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء، فيقول: هل من داع فأستجيبَ له؟ هل من مستغفر فأستغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر، ونزول الرب إلى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل؛ فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال".
وقال: "ومما يعتبر به أن النسّاك وأهل العبادة والإرادة توسعوا في السمع والبصر، وتوسع العلماء وأهل الكلام والنظر في الكلام والنظر بالقلب، حتى صار لهؤلاء الكلام المحدث، ولهؤلاء السماع المحدث، هؤلاء في الحروف وهؤلاء في الصوت، وتجد أهل السماع كثيري الإنكار على أهل الكلام كما صنف الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي مصنفا في ذم الكلام وأهله، [وهو] من أئمة أهل السماع، ونجد أهل العلم والكلام مبالغين في ذم أهل السماع كما نجده في كلام أبي بكر بن فورك وكلام المتكلمين في ذم السماع وأهله والصوفية ما لا يحصى كثرة. وذلك أن هؤلاء فيهم انحراف يشبه انحراف اليهود أهل العلم والكلام، وهؤلاء فيهم انحراف يشبه انحراف النصارى أهل العبادة والإرادة، وقد قال الله في الطائفتين: ((وقالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب، كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم، فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)) [سورة البقرة 113]. ولهذا تجد تنافرا بين الفقهاء والصوفية، وبين العلماء والفقراء، من هذا الوجه. والصواب أن يحمد من حال كل قوم ما حمده الله ورسوله كما جاء به الكتاب والسنة، ويذم من حال كل قوم ما ذمه الله ورسوله كما جاء به الكتاب والسنة، ويجتهد المسلم في تحقيق قوله: ((اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) [سورة الفاتحة 6 - 7]؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون)) ".
وقال: "وهذا أصل عظيم من أصول سبيل الله وطريقه يجب الاعتناء به، وذلك أن كثيرا من الأفعال قد يكون مباحا في الشريعة أو مكروها أو متنازعا في إباحته وكراهته، وربما كان محرّما أو متنازعا في تحريمه، فتستحبه طائفة من الناس يفعلونه على أنه حسن مستحب ودين وطريق يتقربون به، حتى يعدون من يفعل ذلك أفضل ممن لا يفعله وربما جعلوا ذلك من لوازم طريقتهم إلى الله، أو جعلوه شعار الصالحين وأولياء الله ويكون ذلك خطأً وضلالا وابتداع دين لم يأذن به الله. مثال ذلك حلق الرأس في غير الحج والعمرة لغير عذر؛ فإن الله قد ذكر في كتابه حلق الرأس وتقصيره في النسك، وذكر حلقه لعذر في قوله: ((فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)) [سورة البقرة 196]؛ وأما حلقه لغير ذلك فقد تنازع العلماء في إباحته وكراهته نزاعا معروفا على قولين، هما روايتان عن أحمد، ولا نزاع بين علماء المسلمين وأئمة الدين أن ذلك لا يشرع ولا يستحب ولا هو من سبيل الله وطريقه ولا من الزهد المشروع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/246)
للمسلمين ولا مما أثنى الله به على أحد من الفقراء، ومع هذا فقد اتخذه طوائف من النساك الفقراء والصوفية دينًا، حتى جعلوه شعارا وعلامة على أهل الدين والنسك والخير والتوبة والسلوك إلى الله المشير إلى الفقر والصوفية، حتى أن من لم يفعل ذلك يكون منقوصا عندهم خارجا عن الطريقة المفضلة المحمودة عندهم، ومن فعل ذلك دخل في هديهم وطريقهم. وهذا ضلال عن طريق الله وسبيله باتفاق المسلمين، واتخاذ ذلك دينا وشعارا لأهل الدين من أسباب تبديل الدين، بل جَعْله علامةً على المروق من الدّين أقرب، فإن الذي يكرهه - وإن فعله صاحبه عادة لا عبادة - يحتج بأنه من سيماء الخوارج المارقين الذين جاءت الأحاديث الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم بذمهم من غير وجه [ ... ] كان هذا على بُعْدِه من شعار أهل الدين أولى من العكس".
وقال: "ولهذا تجد المشايخ الأصحاء من الصوفية يوصون بالعلم ويأمرون باتباعه، كما تجد الأصحاء من أهل العلم يوصون بالعمل ويأمرون به؛ لِما يُخاف في كل طريقة من ترك ما يجب من الأخرى".
ولا ينصح بما هو منشور في الشبكة (بصيغة وورد) ففيه أخطاء فادحة، كقوله:
"كما ذكر الشيخ يحيى بن يوسف الصرصري ونظمه في قصائده عن الشيخ على بن إدريس شيخه، أنه سأل قطب العارفين أبا محمد عبد القادر بن عبد الله الجيلي فقال: يا سيدي،
هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ فقال: ما كان ولا يكون". اهـ
وهذا القول للشيخ عبد القادر الجيلاني لا الجيلي؛ لأن هذا الأخير بعد شيخ الإسلام، وهو ضال جدا لا تصدر عن مثله هاته المقالة.
ملاحظة أخيرة: كل من يمدحهم شيخ الإسلام من المتصوفة، ومن يعتمد أقوالهم ... فهم الجنيد ومن كان في طبقته، ومن بعدهم إلى حدود المائة الخامسة، ولا يشذ عن هذا إلا القليل، والله أعلم.
رحم الله ابن تيمية، وأجزل له المثوبة والعطاء، كلامه ينقل من البلادة إلى الفقه، ومن الجهل إلى العلم ...
ـ[أحمد الغزاوي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 04:58 ص]ـ
هو شيخ الإسلام
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني الدمشقي
أحد علماء الأمة بل من ساداتهم على الإطلاق
من مجددي الدين في زمانه بل لقد نفع الله به أمة الإسلام من بعده إلى يومنا هذا
و لقد كان من أكثر المدافعين عن عقيدة أهل السنة و الجماعة بل لقد ألف في ذلك الأسفار و كتب الكتب و التنصانيف(55/247)
أرجو توضيح هذا الإشكال أكرمكم الله حول النبي والرسول
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:03 م]ـ
فيما يتعلق بالفرق بين الرسول والنبى
وأن الصحيح أن الرسول هو من جاء بشرع جديد
والنبى هو من جاء يدعو إلى شرع من قبله
فكيف الجواب على أن إسماعيل رسول بنص القرآن
ولم يعلم أنه جاء بشرع جديد؟
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[17 - 05 - 09, 01:03 ص]ـ
أنتظر جوابا
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[17 - 05 - 09, 01:32 ص]ـ
أخي أبا يوسف ارجع إلى الصفحة الثانية من هذا المنتدى على هذا العنوان وستجد بغيتك وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح (ارجو توضيح هذا الكلام في حاشية بن قاسم على ثلاثة الاصول)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 05:05 م]ـ
نعم أخي،،
أقول والعلم عند الله تعالى، واستغفره عزوجل:
عدم ذكر كونه جاء برسالة جديدة أو شرع، لا ينفي حصولها من الأدلة العامة ..
من مثل قوله تعالى:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد - 25]
ونبي الله اسماعيل عليه السلام ذكر في القرآن بأنه رسول، والرسول من جاء بشرع جديد ورسالة من الله، وهذا ما عليه جمهور العلماء ..
والله أعلم.
ـ[جلاءالأكدار]ــــــــ[25 - 05 - 09, 11:42 ص]ـ
اخي الكريم تسال عن مثل هذه المسالة ولم تبحث ولو يسيرا في كتب اهل العلم!!!!
لان مثل هذه المسائل سهلة ميسورة في كتب اهل العلم ولذا انا اطالبك ان تفدينا عنها من كلام اهل العلم كابن تيمية رحمه الله والشوكاني والقرطبي وغيرهم .... لانني ارى ان البحث ولنظر وعرض اقوال العلماء مطلب مهم لدى طالب العلم
راح انتظر مشاركتك القادمة من خلال ما قراته واستفدته وما ظهر لك من ارجح الاقوال؟؟
واذا تعسر لك ولم تستطع معرفة الاقوال راح اذكر لك بعض الكتب ومظانها التي ترشدك لذلك.(55/248)
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أبيات توبة ابن القيم من الصوفية والبدعة بعد اتصاله بابن تيمية.
وهي أبيات جميلة جدا فيها من العبرة الشيء الكثير , ولايمل المرء من تردادها
قال ابن القيم _ رحمه الله_:
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في ... تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لي الإله بفضله ... من ليس تجزيه يدي ولساني
حبر أتى من أرض حران فيا ... أهلا بمن جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله ... من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم **حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها ... نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها ... محجوبة عن زمرة العميان
ووردت رأس الماء أبيض صافيا** حصباؤه كلآلئ التيجان
ورأيت أكوازا هناك كثيرة ... مثل النجوم لوارد ظمآن
ورأيت حوض الكوثر الصافي ... الذي لا زال يشخب فيه ميزابان
وقال في موضع آخر:
يا طالب الحق المبين ومؤثرا ... علم اليقين وصحة الإيمان
اسمع مقالة ناصح خبر الذي ... عند الورى مذ شب حتى الآن
ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... قد شد ميرزه إلى الرحمن
وتخلل الفترات للعزمات أمـ ـر ... لازم لطبيعة الإنسان
وتولد النقصان من فتراته ... أو ليس سائرنا بني النقصان
طاف المذاهب يبتغي نورا ... ليهديه وينجيه من النيران
وكأنه قد طاف يبتغي ظلمة ... الـ ـليل البهيم ومذهب الحيران
والليل لا يزداد إلا قوة ... والصبح مقهور بذي السلطان
حتى بدت في سيره نار على** طور المدينة مطلع الإيمان
فأتى ليقبسها فلم يمكنه مع** تلك القيود منالها بأمان
لولا تداركه الإله بلطفه ... ولى على العقبين ذا نكصان
لكن توقف خاضعا متذللا ... مستشعر الإفلاس من أثمان
فأتاه جند حل عنه قيوده ... فامتد حينئذ له الباعان
والله لولا أن تحل قيوده ... وتزول عنه ربقة الشيطان
كان الرقي إلى الثريا مصعدا ... من دون تلك النار في الإمكان
فرأى بتلك النار آكام المديـ ـنة** كالخيام تشوفها العينان
ورأى هنالك كل هاد مهتد ... يدعو إلى الإيمان والإيقان
فهناك هنأ نفسه متذكرا ... ما قاله المشتاق منذ زمان
والله أعلم.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:59 م]ـ
[قالها بعدما رد على الأشاعرة والنفات_ في النونية_, وبين ضررهم عى الدين, فبين أنه وقع فيما وقعوا فيه, حتى أتاح الله من أزال عنه تلك الأوهام ’ وأخذ بيده إلى طريق الحق والسلامة وهو شيخ الاسلام ابن تيمية]
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 05:13 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ونفع بك أخي الكريم ..
سدد الله خطاك الى خير.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 02:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ونفع بك أخي الكريم ..
سدد الله خطاك الى خير.
وإياك ..
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[07 - 11 - 09, 04:33 م]ـ
بارك الله فيكم و احسن اليكم
و رحم شيخينا ابن القيم و ابن تيمية رحمة واسعة ...
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 05:03 م]ـ
انظر النونية مع شرح ابن عيسى: [الجزء الثاني/ 72](55/249)
هي يُدعى الله بهذه الاسماء؟
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[16 - 05 - 09, 08:00 م]ـ
بعض الأسماء صحّت سندًا، ولا نسمعها استعمالا ..
مثل:
المسعّر، الوتر، الجميل، الطبيب ..
فهل ثمّة مانع أن يُسمي أحدنا ابنه مثلا، عبد المسعّر، أو عبد الوتر، أو عبد الطبيب؟.
وهل القاعدة أن ما صحّ من الأسماء، صحّ التعبد به؛ أقصد أن نقول عبد الجميل مثلا!؟
وشكر الله لكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 05 - 09, 12:02 م]ـ
بعض الأسماء صحّت سندًا، ولا نسمعها استعمالا ..
مثل:
المسعّر، الوتر، الجميل، الطبيب ..
الأخ محمد وفقه الله: أسماء الله تعالى حُسنى، وهذه ليست من أسماء الله تعالى، وإنما هي من باب الإخبار عنه تعالى.
ولا بد من التفريق بين أسماء الله تعالى الحُسنى، وبين الإخبار عنه تعالى.
فباب الإخبار عن الله واسع أوسع من باب أسمائه الحسنى جل وعلا، فمثلاً قوله تعالى: {والله خيرٌ وأبقى} ليس " خير " من أسماء الله تعالى، ولا " أبقى "؛ لإن هذا من الإخبار عنه جل وعلا.
ومن هذا الباب - أعنى باب الإخبار - قوله تعالى: {والله من ورائهم محيط} فمحيط ليس من أسمائه تعالى، وقوله تعالى: {والله علي كل شيء شهيد} فشهيد أيضا ليس من أسمائه تعالى، وكذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن الله جميلٌ يُحب الجمال)
قال الإمام ابن القيم: " ويجب أن تعلم هنا أموراً:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، كالشيء والموجود والقائم بنفسه، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
الثاني: أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفعال لما يريد، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا.
الثالث: أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق، كما غلط فيه بعض المتأخرين، فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر، تعالى الله عن قوله؛ فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها ...
السابع: أن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا، كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه.
فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع.
الثامن: أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل، فيخبر به عنه فعلا ومصدرا، نحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو: (قد سمع الله) (فقدرنا فنعم القادرون) هذا إن كان الفعل متعديا، فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو: الحي، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل ... ".أهـ
بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 170).
فهل ثمّة مانع أن يُسمي أحدنا ابنه مثلا، عبد المسعّر، أو عبد الوتر، أو عبد الطبيب؟.
هذه ليست أسماء لله جل وعلا، فهي من باب الإخبار عنه جل وعلا.
والله أعلم
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[24 - 05 - 09, 08:49 م]ـ
ولكنني وجدت للشيخ ابن العثيمين في جمعه للأسماء الحسنى -إن لم تخني ذاكرتي- إيراده لبعض الاسماء التي ذكرتها، كالوتر مثلا، والجميل إن لم أكن مخطئا، ولكنني موقن بذكره بعضها ..
وإنما ذكرها -ابن العثيمين- رحمه الله، في "الاسماء" سواء بسواء مع الأسماء المتفقة، فكيف يُعلم التفريق والتخصيص، وقد جاءت بين "الحسنى" المدعو بها؟
فإما أن تكونن أسماء ندعوه بها، أو لا تكون .. أمّا أن نقول هذه للإخبار وهذه للدعاء، ففيه نظر.
ثم، أين محل الإجماع والجماعة في هذه؟.
وبارك الله فيكم
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[25 - 05 - 09, 06:13 م]ـ
أورد الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في كتابه القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى بعضاً من أسماء الله تعالى التي وردت في السنة ومنها:
"الجميل" فقد ورد في بعض الأحاديث عند مسلم
"الوتر" ورد في بعض الأحاديث عند البخاري ومسلم
"الطيب" وليس الطبيب كما ذكرت فقد ورد في بعض الأحاديث عند مسلم
أما اسم المسعِّر فلم يذكره الشيخ رحمه الله في كتابه
والله أعلم(55/250)
حروف الجر و ألفاظ الحلف
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[17 - 05 - 09, 09:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل كل حرف جر يدخل على كلمة غير لفظ الجلالة يُراد بها تأكيد الكلام و ليس التعظيم يسمى حلفا غير مشروعا، مثلا (بكذا لقد حصل كذا) (بكذا إن في الأمر خير كثير) ...
فمن هذه الألفاظ الدارجة على ألسن العامة:
-الرجولة
- الحق (عكس الكذب) و هل يجوز الحلف بالحق الذي هو اسم لله سبحانه
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[18 - 05 - 09, 02:00 م]ـ
فضلا أجيبوا يا اخوة فالأمر هام(55/251)
هل صح أن خازن الجنة رضوان؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 02:50 ص]ـ
هل صح أن خازن الجنة رضوان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد:
ففي حديث الشفاعة في الصحيحين: آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بلى .. أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك.
وفي حديث أبي هريرة في الصحيح: " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب، هلم .. ".
وكذلك حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أول زُمْرَةٍ تدخل الجنة من أمتي فقراء المهاجرين يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فيقول لهم الخَزَنَةُ أوقد حُوسِبْتُم قالوا بأي شيء نحاسب وإنما كانت أسيافُنا على عواتقنا في سبيل الله حتى مِتْنا على ذلك فيفتح لهم فيَقِيلُون فيها أربعين عامًا قبل أن يدخلها الناس ".
أخرجه الحاكم (2/ 80) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. ورواه البيهقى في شعب الإيمان (4/ 28) وصححه الألباني في الصحيحة.
هكذا جاء ذكره مبهما " الخازن" و " الخزنة " على الإفراد والجمع ..
وما اشتهر من أن خازن الجنة اسمه رضوان - كما هو مشهور - غير صحيح لعدم وجود الدليل الشرعي الصحيح عليه ..
وقد اشتهر على ألسنة كثير من العلماء في تفاسيرهم وشروحهم لكتب الحديث ..
- قال الإمام ابن القيم في حادي الأرواح (1/ 76):
قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة رضوان وهو اسم مشتق من الرضا وسمى خازن النار مالكا وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه. اهـ
- قال المناوي في فيض القدير (1/ 50):
سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده، والـ فيه عهدية والمعهود رضوان، وظاهره أن الخازن واحد وهو غير مراد، بدليل خبر أبي هريرة: " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب هلم ". فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم، وعظيم الرسل إنما يتلقاه عظيم الحفظة .. اهـ
- وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 53) عند ذكر خلق الملائكة:
ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها من ملابس ومصاغ ومساكن ومآكل ومشارب وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وخازن الجنة ملك يقال له رضوان جاء مصرحا به في بعض الأحاديث. اهـ
- وفي تفسير الرازي (5/ 313): أن قوله تعالى: {وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً} جاء على لسان رضوان خازن الجنة.
- وفي تفسير اللباب لابن عادل الحنبلي (3/ 474): في تفسير قوله تعالى {وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ} قال: أن المكسور اسم، ومنه رِضوان: خازن الجنة صلّى الله على نبينا وعلى أنبيائه وملائكته. اهـ
- ويقرره كثير من الأخوة الكرام الأفاضل ضمن أصل اعتقاد أهل السنة في الملائكة، كما في الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة (1/ 53) قال مؤلفه:
فأَهل السُنّة والجماعة: يؤمنون بهم إِجمالا، وأَمَّا تفصيلا فما صح به الدليل، ومَن سمّاه الله ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منهم كجبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالمطر، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وملك الموت الموكل بقبض الأَرواح، ومالك خازن النَّار، ورضوان خازن الجنة، وملكي القبر منكر ونكير. اهـ
- وقال الدكتور ياسر برهامي في منة الرحمن في نصيحة الأخوان (1/ 17) عن الملائكة: وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون: منهم: جبريل الموكل بالوحي, وميكائيل الموكل بالقطر, وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور, ومنهم ملك الموت وأعوانه, ومنكر نكير الموكلين بسؤال القبر وعذابه, ومالك خازن النار, ورضوان خازن الجنة, والكرام الكاتبين الذين يحصون على العباد أعمالهم وغيرهم كثير. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/252)
- وذكر الشيخ عطية سالم – رحمه الله - في شرح الأربعين النووية في الشفاعة الثالثة والرابعة: فيأتي صلى الله عليه وسلم ويطرق الباب ويجيبه رضوان خازن الجنة، فيقول: أنا محمد، فيقول: أمرت أن أبدأ بك، لا أفتح لأحد قبلك، فيدخل أهل الجنة الجنة. اهـ
وهو في كتب التفسير وشروح الحديث كثير جداً ..
وقد جاء ذكره في أحاديث ضعيفة غير ثابتة
- منها: ما رواه الواحدي في أسباب النزول (1/ 224) من طريق إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس مرفوعا قال في حديثه:
قال جبريل يا محمد أبشر، هذا رضوان خازن الجنة، فأقبل رضوان حتى سلم ثم قال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام ومعه سفط من نور يتلألأ ويقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له، فضرب جبريل بيديه إلى الأرض فقال: تواضع لله فقال: يا رضوان، لا حاجة لي في الدنيا، فقال رضوان: أصبت أصاب الله بك.
وإسناده مظلم، فيه إسحاق بن بشر متهم بالوضع، وجويبر متهم، والضحاك لم يلق ابن عباس، وهي أوهى طرق ابن عباس.
- ومنها: ما رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 353) عن ابن عباس مرفوعا: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادي الجليل رضوان خازن الجنة فيقول: لبيك وسعديك ... وفيه أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار.
حكم عليه بالوضع: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 187) والسيوطي في اللآليء (22/ 98 - 99) والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 87 حديث رقم 253) والألباني في ضعيف الترغيب والترهيب رقم 594.
- ومنها ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 156):
من طريق سفيان الثوري أخبرنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة ينصب منبران، فيجئ ملك من الملائكة فيرتقي على أحدهما فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل الجنة محبيه ومحبي عائشة بغير حساب، قال ثم يجئ ملك آخر فيرتقي على المنبر الآخر فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا مالك خازن جهنم وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد وأمرني محمد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل النار مبغضه ومبغض عائشة بغير حساب ..
قال أنا أبو بكر الدينوري لم يرو هذا الحديث عن فضيل بن مرزوق غير الحسين بن عبيد الله العجلي. اهـ
وعطية العوفي ضعيف باتفاق، والراوي عنه فضيل بن مرزوق وثقه الذهبي وضعفه النسائي وقال ابن حجر صدوق رمي بالتشيع، وقال ابن حبان في الضعفاء: كان يخطىء على الثقات، ويروى عن عطية الموضوعات.
ورواه عن فضيل الحسين بن عبيد الله العجلي أبو علي قال سبط ابن العجمي قي الكشف الحثيث (1/ 99): قال الدارقطني كان يضع، وقال ابن عدي يشبه أن يكون ممن يضع الحديث.
- وفي حديث عكس هذا، يرويه الشيعة في فضائل علي من طريق أبي حفص العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ..
وفيه أن رضوان أعطى مفاتيح الجنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاها لعلي، وأن مالك خازن النار أعطاه مفاتيح النار فأعطاها لعلي ..
إلى كذب وبهتان وزور .. وكيف لا، وراويه أبو حفص العبدي متروك وأبي هارون العبدي كذاب.
- ومنها: ما رواه القضاعي في مسند الشهاب (رقم 1036) عند فضائل سورة يس من حديث أبي بن كعب مرفوعا: من قرأ يس وهو في سكرات الموت جاء رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة حتى يسقيه وهو على فراشه حتى يموت رياناً، ويبعث رياناً.
وهو حديث منكر جداً في سنده مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان عنه في المجروحين: منكر الحديث جداً، وحكم بوضعه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 247) والألباني في الضعيفة (5870).
- ومنها: ما جاء في حديث خيثمة بن سليمان القرشي (1/ 121) عن مجاورة النبي أصحابه في الجنة وكلام رضوان على قصر عمر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/253)
فروى بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال يا عمر، لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء، شرفه لؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت، فأعجبني حسنه فقلت: يا رضوان، لمن هذا؟ فقال: هذا لفتى من قريش، فظننت أنه لي، فذهبت لأدخله، فقال لي: يا محمد، هذا لعمر بن الخطاب. اهـ
وهو حديث منكر في سنده عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن عمّار بن سيف وهما كما في ترجمتيهما يرويان المناكير.
وحديث قصر عمر في الصحيحين ثابت بدون ذكر رضوان.
- وروى الداراقطني في حديث الرؤيا رواية قتادة عن أنس مرفوعا وفيه:
فينادي رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو خازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري، فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هموا له بالسجود، فيناديهم تبارك وتعالى بصوته: ارفعوا رؤوسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء، سلوني ما شئتم .. الحديث
رواه بسنده الدارقطني في كتاب رؤية الله (1/ 82 رقم: 75)، ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 340) في ترجمة حمزة بن واصل المنقري وقال عنه: بصري عن قتادة مجهول في الرواية وحديثه غير محفوظ من حديث قتادة .. ثم رواه بسنده إليه ثم قال عقب الحديث: ليس له من حديث قتادة أصل. اهـ
وذكره ابن القيم في الحادي (1/ 270) مستشهدا به .. وزاد من رواية ابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن بطة في الإبانة ..
- ويروى كذلك عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت ليلة اسري بي إلى السماء .... ورأيت رضوان خازن الجنة فلما رآني فرح بي ورحب بى وأدخلني الجنة وأراني فيها من العجائب ما وعد الله فيها لأوليائه مما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ورأيت فيها درجات أصحابي ورأيت فيها الأنهار والعيون وسمعت فيها صوتا وهو يقول آمنا برب العالمين فقلت ما هذا الصوت يا رضوان قال هم سحرة فرعون وأزواجهم وسمعت آخر وهو يقول لبيك اللهم فقلت من هو قال أرواح الحجاج وسمعت التكبير فقال هؤلاء الغزاة في الأرض السابعة فإذا على بابها مكتوب وان جهنم لموعدهم أجمعين.
رواه بعضه ابن ماجة وهذا الحديث بهذا اللفظ ظاهر الوضع وليس له إسناد.
وقد روي أن خواتم سورة البقرة نزل بها رضوان خازن الجنة .. ومن ذكره لم يأت بدليل عليه ولا دلنا على مخرجه وسنده.
أما ما ذكر في تراجم العلماء أو من كلماتهم فكثير ..
كما في الحلية لأبي نعيم في ترجمة داود الطائي 7/ 353 وترجمة الخواص 10/ 331.
وذكره الذهبي في السير 11/ 226 ترجمة 2613 في قصة رحلة الحسن بن سفيان.
وذكرها ابن كثير في البداية في ترجمته وقصة جوعه هو ورفاقه فجاء رضوان كالفارس إلى الأمير طولون وطعنه في خاصرته وقال له: قم فأدرك الحسن بن سفيان وأصحابه، قم فأدركهم، قم فأدركهم، فإنهم منذ ثلاث جياع في المسجد الفلاني. فقال له: من أنت؟ فقال أنا رضوان خازن الجنة. فاستيقظ الأمير وخاصرته تؤلمه ألما شديدا، فبعث بالنفقة في الحال إليكم. ثم جاء لزيارتهم واشترى ما حول ذلك المجلس ووقفه على الواردين عليه من أهل الحديث، جزاه الله خيرا. اهـ
وجاء في الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 663) في ترجمة زائدة مولاة عمر بن الخطاب قال: وقع ذكرها في كتاب شرف المصطفى لأبي سعد النيسابوري وأورد حديثها أبو موسى في الذيل فسماها زيدة وكذا أوردها المستغفري فأخرجا من طريق الفضل بن يزيد بن الفضل عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل زاد في رواية المستغفري مولى أبي عتبة عن أبي نجيح وأيضا في رواية المستغفري أم يحيى قالت قالت عائشة كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فقالت كنت عجنت لأهلي فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقى الثياب طيب الريح كأن وجهه دارة القمر على فرس أغر محجل فقال هل أنت مبلغة عني ما أقول؟ قلت نعم إن شاء الله قال إذا لقيت محمدا فقولي له إن الخضر يقرئك السلام ويقول لك ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك لأن الله أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة وأعطاك نهرا في الجنة .. الحديث ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/254)
ووقع في رواية أبي سعد أن اسمها زائدة وأن الذي لقيها رضوان خازن الجنة قال أبو موسى واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى وقال الذهبي في الذيل أظنه موضوعا، قلت وهو كما ظن.
ومن الشعر المشهور في ذلك البيت المنسوب لعلي وهو:
فاعمل لدار البقاء رضوان خازنها ** الجار أحمد والرحمن بانيها.
وذكر الذهبي في السير 16/ 70 ترجمة رقم 5424 ومحمد بن طاهر القيسراني في تذكرة الحفاظ له في ترجمة ربيعة بن الحسن رقم 120 فنقلا عنه قوله:
ببيت لهيا بساتين مزخرفة كأنها سرقت من دار رضوان
أجرت جداولها ذوب اللجين على حصى من الدر مخلوط بعقيان
والطير تهتف في الأغصان صادحة كضاربات مزامير وعيدان
وبعد هذا لسان الحال قائلة ما أطيب العيش في أمن وإيمان.
ومن التنطع ما جاء في تعطير الأنام في تفسير الأحلام للنابلسي، قال:
وإن رأى (أي: صاحب الرؤيا) رضوان خازن الجنة، نال سرورا ونعمة وطيب عيش ما دام حيا وسلم من البلاء. اهـ
وهو كثير في كتب الأدب والتراجم ولا حاجة للإطالة بذكرها ..
أصل هذه التسمية
وقد يكون والله أعلم، أن الأصل في هذه التسمية راجعة إلى أن الجنة دار رضا الله عن المؤمنين كما قال تعالى: (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة-72
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله r :
إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟
فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً.
متفق عليه رواه البخاري 6549 مسلم 2829.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي:
رضواني: أي دوام رضواني .. فإنه لا يلزم من كثرة العطاء دوام الرضا ولذا قال: فلا أسخط عليكم أبداً .. أي لا أغضب.
وقال الطيبي: الحديث مأخوذ من قوله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة-72.
وقال الحافظ: فيه تلميح بقوله تعالى " وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ " لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عنه كان أقر لعينه وأطيب لقلبه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم.
فإن قيل: إذا جمعنا الأحاديث الضعيفة فيه مع ما اشتهر عن كثير من السلف، نقول بالاحتمال لأنه دلالة على أن له أصلا، فالأمر في الأسماء هين ..
فنقول: هذه المسألة من المسائل الغيبية والتي لا يقال فيها بالرأي، وإنما إذا صح النص فيه فلا عدول عنه، وهو هنا معدوم الصحة بل والحسن، وما وجد فإنما هو أحاديث ضعيفة غير ثابتة أو موضوعة ..
وقال شيخنا مصطفى العدوي في سلسلة التفسير: أما ما جاء أن رضوان خازن الجنة فلا أعلم فيه خبراً صحيحاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. اهـ
وفي فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية - (2/ 353):
س: هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه؟
ج: المشهور عند العلماء: أن اسم خازن الجنة رضوان، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر. والله أعلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
فالصحيح أن ينسب كما جاء به الحديث الصحيح فيقال: خازن الجنة أو خزنتها، كما يقال ملك الموت لأنه لم يتعين اسمه كذلك في دليل صحيح.
والله أعلم.
................
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 03:14 ص]ـ
قد أفادني أحد الأخوة الأفاصل- جزاه الله خيراً - على فائدة عند تعليقه على المقال في منتدى آخر، فقال:
قال الشيخ المحدث عبدالله السعد ـ حفظه الله ـ في شرح الأصول الثلاثة: " لم يثبت أن خازن الجنة اسمه رضوان"
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى (3/ 161): " وأما رضوان فموكل بالجنة واسمه هذا ليس ثابتاً ثبوتاً واضحاً كثبوت مالك لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الإسم والله أعلم ".
فالحمد لله على توفيقه ..
وأرجو ممن عنده فائدة حول الموضوع ألا يبخل على إخوانه ..
بارك الله فيكم أجمعين.
ـ[السيد زكي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 09:57 م]ـ
شكر الله لك اخي سيد ..
على مرورك العطر ..
سدد الله خطاك(55/255)
صفة الأطيط والثقل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 05 - 09, 10:09 ص]ـ
صفة الأطيط والثقل
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فقد أطلعني بعض الإخوة على تسجيل صوتي لأحد المخالفين تعرض فيه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وحاول التشنيع عليه في مسائل عدة , وكان من جملتها إثبات هذه الصفة , فأحببت أن أبين الأدلة في هذه المسألة , وقول أهل السنة في هذه المسألة , ومن الله نستمد العون والتوفيق.
الأحاديث التي فيها ذكر صفة الأطيط
1 - عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال يارسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا؛ فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك أتدري ما تقول؟ " وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال " ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سمواته لهكذا " وقال بإصابعه مثل القبة عليه " وإنه ليئط به اطيط الرحل بالراكب ". قال ابن بشار في حديثه " إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته ". قال أبو داود: والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضا وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني.
أخرجه أبو داود في سننه (4726) وابن خزيمة في التوحيد (1|239) وابن أبي عاصم في السنة (1|252) والطبراني في الكبير (2|128) والآجري في الشريعة (295) والصفات للدارقطني (31) والذهبي في العلو (43) من طريق وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده.
وعلة هذا الحديث ابن إسحق؛ فإنه مدلس ولم يصرح بالتحديث.
قال الذهبي بعد أن ساقه في العلو:هذا حديث غريب جدا فرد , وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند , وله مناكير وعجائب.
وقال المنذري:قال أبو بكر البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن النبي من جهة من الوجوه إلا من هذا الوجه, ولم يقل فيه محمد بن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة.
وقد أعله كذلك بابن إسحق؛ البيهقي وابن عساكر.
انظر عون المعبود (13|17)
2 - عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل له ما المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به وهو كسعة ما بين السماء والأرض ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى اكسوا خليلي فيؤتي بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون.
أخرجه الدارمي (2|419) والحاكم في مستدركه (2|396) من طريق عثمان بن عمير عن أبي وائل عن بن مسعود.
وهذا إسناد ضعيف , وقد أعله العلماء بعثمان بن عمير قال عنه أحمد والبخاري: منكر الحديث , وضعفه جماعة.
3 - عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة، فقال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: «إن عرشه فوق سبع سماوات، وإن له لأطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله».
ابن أبي عاصم في السنة (1|252) والسنة لعبدالله بن أحمد (1|301)
وقد أعله شيخنا الألباني رحمه الله في السنة لابن أبي عاصم بعبدالله بن خليفة لم يوثقه إلا ابن حبان , وفي سماعه من عمر نظر.
4 - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله عز و جل الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|176) والطبراني في الكبير (8|246) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة
وجعفر بن الزبير هو الحنفي متروك الحديث.
ومن الآثار في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/256)
أ- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل.
أخرجه الطبري في تفسيره (5|398) وابن أبي شيبة في العرش (78) وابن مندة في الرد على الجهمية (21) والسنة لعبدالله (1|303) والعلو للذهبي (107)
وقد صححه شيخنا الألباني في مختصر العلو (124)
و قال رحمه الله: عن عمارة بن عمير عن أبي موسى قال: " الكرسي موضع القدمين، و له أطيط كأطيط الرجل ".
قلت: و إسناده صحيح إن كان عمارة بن عمير سمع من أبي موسى، فإنه يروي عنه بواسطة ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، و لكنه موقوف، و لا يصح في الأطيط حديث مرفوع.
الضعيفة (906)
ب- عن الشعبي قال: إن الله تعالى قد ملأ العرش حتى إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد.
أخرجه ابن بطة في الإبانة (3|177) وأبو الشيخ في العظمة (2|593) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي.
وعطاء مختلط , وحماد سمع منه قبل الاختلاط وبعد كما ذكر ابن حجر في ترجمة عطاء في التهذيب.
ت- عن عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد ابن معدان أنه كان يقول: إن الرحمن سبحانه وتعالى ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش.
السنة لعبد الله بن أحمد (2|455) وعبدة أحاديثها منكرة جدا كما في أحوال الرجال للجوزجاني رقم (300)
ث- عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال: يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا تعلم وإن كان عالما ازداد علما ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلافي أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن.
الدارمي في الرد على الجهمية (59) وأبو الشيخ في العظمة (2|612)
قال ابن القيم:رواه أبو الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح عنه.
اجتماع الجيوش (164)
ما استدل به من القرآن على هذه الصفة
ا- قوله تعالى: {تكاد السموات يتفطرن من فوقهن} [الشورى:5]
قال ابن عباس في قوله {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: ممن فوقهن مثل الثقل.
ابن أبي شيبة في العرش (58) وأبو الشيخ في العظمة (2|613) والحاكم في مستدركه وصححه (2|480) من طريق عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس.
وخصيف هو بن عبد الرحمن الجزري ضعفه أحمد وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن جرير في تفسيره (21|501): حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) قال: يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى.
ومحمد بن سعد هومحمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي لين الحديث له ترجمة في اللسان , وسعد بن محمد متكلم فيه له ترجمة في اللسان وعمه الحسين بن الحسن ضعيف , والحسن بن عطية ضعيف أيضا وكذا عطية العوفي.
وقال ابن القيم:وهذا التفسير تلقاه عن ابن عباس الضحاكُ، والسديُّ، وقتادة، فقال سعيد، عن قتادة: يتفطرن من فوقهن قال: من عظمة اللّه وجلاله، وقال السدي: تشقق بالله.
"اجتماع الجيوش الإسلامية" (158)
2 - قوله تعالى: {السماء منفطر به} [المزمل:18]
فسرها مجاهد والحسن وعكرمة وغيرهما: أي مثقلة به.
تفسير الطبري (23|695)
هذا ملخص ما ذكر مما استدل به على إثبات هذه الصفة.
اختلاف العلماء في إثبات هذه الصفة لله تعالى
أولا:قبل أن نتحدث في هذه المسألة لا بد أن يعلم أن المعول عليه في إثبات الصفات لله كتاب الله أولا وثانيا السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلا تثبت الأسماء والصفات من الأحاديث الضعيفة.
قال ابن قدامة في ذم التأويل: ينبغي أن يعلم أن الأخبار الصحيحة التي ثبتت بها صفات الله تعالى هي الأخبار الصحيحة الثابتة بنقل العدول الثقات التي قبلها السلف ونقلوها ولم ينكروها ولا تكلموا فيها وأما الأحاديث الموضوعة التي وضعتها الزنادقة ليلبسوا بها على أهل الإسلام أو الأحاديث الضعيفة إما لضعف رواتها أو جهالتهم أو لعلة فيها لا يجوز أن يقال بها ولا اعتقاد ما فيها بل وجودها كعدمها وما وضعته الزنادقة فهو كقولهم الذي أضافوه إلى أنفسهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/257)
ثانيا: هذه الصفة لمن أثبتها ليست بأعجب من سائر الصفات , ولذلك قال الذهبي في العلو بعد أن ساق حديث جبير بن مطعم المتقدم.
:"وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره فأما ما في إسناده مقال واختلف العلماء في قبوله وتأويله فإنا لا نتعرض له بتقرير بل نرويه في الجملة ونبين حاله.
العلو (45)
ثالثا: لا يلزم من إثبات هذه الصفة محذور عند أهل السنة والجماعة لأن الله كما أخبر عن نفسه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهذه قاعدة أهل السنة في سائر الصفات.
رابعا: ممن لم يثبت هذه الصفة لله الذهبي في العلو إذ قال:الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل فذاك صفة للرحل وللعرش ومعاذ الله أن نعده صفة لله عزوجل ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت , وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره فأما ما في إسناده مقال واختلف العلماء في قبوله وتأويله فإنا لا نتعرض له بتقرير بل نرويه في الجملة ونبين حاله.
خامسا: ممن أثبت هذه الصفة لله سبحانه وتعالى جمع من علماء السلف , ولذلك قال الذهبي في العلو بعد أن أورد حديث جبير بن مطعم:وكذلك ساقه الذين جمعوا أحاديث الصفات كإبن خزيمة والطبراني وابن منده والدارقطني , وعدة.
العلو (44)
وكذلك شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمه الله الجميع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:و لفظ الأطيط قد جاء في حديث جبير بن مطعم الذي رواه أبو داود فى السنن , و ابن عساكر عمل فيه جزءا , و جعل عمدة الطعن فى ابن إسحاق , و الحديث قد رواه علماء السنة كأحمد و أبى داود و غيرهما , و ليس فيه إلا ما له شاهد من رواية أخرى و لفظ الأطيط قد جاء فى غيره.
مجموع الفتاوى (16|435)
وقال أيضا:وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل أو استبشاعا لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير ثم يقول بعضهم ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيتحمل أن يكون منقطعا , وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع إن هذا الحديث وأمثاله , وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولا بين أهل العلم خالقا عن سالف , ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية متلقين لذلك بالقبول حتى قد رواه الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه في التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بأحاديث الثقاة المتصلة الإسناد رواه عن بندار كما رواه الدرامي وأبو داود سواء وكذلك رواه عن أبي موسى محمد بن المثنى بهذا الإسناد مثله سواء ...
وقال عثمان بن سعيد في رده على الجهمية حدثنا عبد الله بن صالح المصري قال حدثني الليث وهو ابن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن زيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال: أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا يعلم وإن كان عالما ازداد علما قال: كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط العلا في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن.
وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة , ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدافعها ولا يصدقها ولا يكذبها؛ فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة , وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكرا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/258)
وقد ذكر ذلك القاضي أبو يعلى الأزجي فيما خرجه من أحاديث الصفات , وقد ذكره من طريق السنة عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو المغيرة حدثنا عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد بن معدان أنه كان يقول إن الرحمن سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش.
قال القاضي وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في تاريخه بإسناده حدثنا عن ابن مسعود وذكر فيه فإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم؛ فينظر فيه ثلاث ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم بغضبه الذي يحملون العرش يجدونه ثقل عليهم فيسبحه الذين يحملون العرش.
وذكر الخبر القاضي فقال: أعلم أنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره , وأن ثقله يحصل بذات الرحمن إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته. قال: على طريقته في مثل ذلك لأنا لا نثبت ثقلا من جهة المماسة والاعتماد والوزن؛ لأن ذلك من صفات الأجسام ويتعالى عن ذلك , وإنما نثبت ذلك لذاته لا على وجه المماسة كما قال الجميع أنه عال على الأشياء لا على وجه التغطية لها وإن كان في حكم الشاهد بأن العالي على الشيء يوجب تغطيته.
قال: وقيل أنه تتجدد له صفة يثقل بها على العرش ويزول في حال كما تتجدد له صفة الإدراك عند خلق المدركات وتزول عند عدم المدركات.
قال القاضي: قيل هذا غلط لأن الهيبة والتعظيم مصاحب لهم في جميع أحوالهم ولا يجوز مفارقتها لهم ولهذا قال سبحانه يسبحون الليل والنهار لا يفترون , وما ذكره من قول القائل الحق ثقيل وكلام فلان ثقيل؛ فإنما لم يحمل على ثقل ذات لأنها معاني والمعاني لا توصف بالثقل والخفة وليس كذلك هنا لأن الذات ليست معاني ولا أعراض فجاز وصفها بالثقل وأما قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} فقد فسره أهل النقل أن المراد به ثقل الحكم, ولأن الكلام ليس بذات.
قال؛ فإن قيل يحمل على إنه يخلق في العرش ثقلا على كواهلهم , وجعل لذلك إمارة لهم في بعض الأحوال إذا قام المشركون. قيل: هذا غلط لأنه يفضي أن يثقل عليهم بكفر المشركين , ويخفف عنهم بطاعة المطيعين , وهذا لا يجوز لما فيه من المواخذ بفعل الغير , وليس كذلك إذا حملناه على ثقل الذات لأنه لا يفضي إلى ذلك لأن ثقل ذاته عليهم تكليف لهم وله أن يثقل عليهم في التكليف ويخفف.
بيان تلبيس الجهمية (1|574)
وكذلك تكلم ابن القيم رحمه الله على حديث جبير بن مطعم ودافع عن صحته.
انظر تهذيب السنن (13|13)
وقال في النونية:
الله فوق العرش فوق سمائه ... سبحان ذي الملكوت والسلطان
ولعرشه منه أطيط مثل ما ... قد أط رحل الراكب العجلان
والشاهد أن هذه الصفة اختلف العلماء في إثباتها تبعا للاختلاف في صحة الأحاديث وضعفها , وإن كانت الآيات الكريمة كما تقدم تقوي إثبات هذه الصفة , وهذه الصفة ليست بأعجب من سائر الصفات , ولا يلزم من إثبات هذه الصفة محذور عند أهل السنة والجماعة لأن الله كما أخبر عن نفسه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
والله أعلم
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[18 - 05 - 09, 04:32 م]ـ
يا شيخ عبد الباسط وفقك الله ..
كل الكلام الذي نقلته ليس فيه أن الأطيط صفة لله -سبحانه- تعالى الله علوا كبيرا، بل الأطيط صفة للعرش وللسماوات، ليس في هذا إشكال قط، ومما طرّق للجهمية علينا طريقا هو مثل هذا الفهم ..
زادك الله توفيقا وحفظك من كل سوء ..
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 10:56 م]ـ
لا حول ولا فوة إلا بالله
لا أفهم كيف فهمت النصوص؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 05 - 09, 12:27 ص]ـ
الأطيط صفة العرش، والثقل صفته تعالى، وكلام الشيخ عبد الباسط صحيح مستقيم ككل مواضيعه!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 05 - 09, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إخواني الكرام , من قرأ كلامي يتبين له أن المسألة خلافية , والمرجع في ذلك إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , وبينت أنه لا يصح حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك , وأكدت أن العقيدة تثبت بالأحاديث الصحيحة كما ذكر ابن قدامة , وأردت الاعتذار لمن أثبت ذلك كشيخ الإسلام أن لا محذور على أصول أهل السنة لأن القاعدة التي يستندون إليها قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
فإن أخطأت فأستغفر الله وأتوب إليه , وإن أصبت فمن فضل الله وتوفيقه.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[19 - 05 - 09, 08:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح يا شيخ ..
وأعتذر منك إن فُهم من تعليقي الأول انتقاص أو نحوه ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 09, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إخواني الكرام , من قرأ كلامي يتبين له أن المسألة خلافية , والمرجع في ذلك إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , وبينت أنه لا يصح حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك , وأكدت أن العقيدة تثبت بالأحاديث الصحيحة كما ذكر ابن قدامة , وأردت الاعتذار لمن أثبت ذلك كشيخ الإسلام أن لا محذور على أصول أهل السنة لأن القاعدة التي يستندون إليها قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
فإن أخطأت فأستغفر الله وأتوب إليه , وإن أصبت فمن فضل الله وتوفيقه.
هل تقصد أن الخلاف في كون الثقل صفة لله عز وجل؟
أم تقصد الأطيط؟
فكما قال الإخوة
ظاهر النصوص أن الأطيط صفة للعرش وليس لله عز وجل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/259)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 05 - 09, 03:56 م]ـ
عمرو بسيوني وعبد الله سالم وزوجة وأم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الأطيط هو صفة للعرش وأصل الأطيط هو الصوت الذي يصدر من الثقل.
والخلاف في مسألة الثقل.
والله أعلم(55/260)
التفكير فريضة إسلامية مناقشة لـ عباس محمود العقاد
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التفكير فريضة إسلامية مناقشة لـ عباس محمود العقاد
غفر الله لنا وله
(التفكير فريضة إسلامية) عنوانُ كتابٍ لعبِّاس العقاد يستدل به قومٌ على أن الرجل كان إسلامياً .. بهذا الدين عليم، وعن حماه من المدافعين .. ولقضاياه من الشارحين!!
في هذا الكتاب (التفكير فريضة إسلامية) ثلاث قضايا، قضية (التفكير) أو قل: (إعمال العقل) والثانية قضية (الجدال)، والثالثة (الفلسفة الإسلامية) (1)، ثلاث قضايا رئيسية في الكتاب وفي رأس عباس العقاد. أناقش كل واحدة منهن وجهدي في إيصال المفاهيم الصحيحة للقارئ أزيل بذلك تلبيس عباس العقاد وغيره.
أولا: التفكير أو إعمال العقل.
يذكر عباس العقاد أن (القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه) (2).!
لاحظ أن العقل عنده (يجب العمل به والرجوع إليه). يؤكد على هذا الادعاء كثيراً، فمثلاً يقول: (الواقع المكرر في هذه المسألة بذاتها أن حرية العقل لا يقيدها في الإسلام حكم مأثور على مذهب راجح أو على مذهب مرجوح) (3).
ويذكر أن موانع العقل ثلاثة: عبادة السلف (4) التي تسمى بالعرف والاقتداء الأعمى بأصحاب السلطة الدينية والخوف المهين لأصحاب السلطة الدنيوية. ويدور حيناً حول التحذير من هؤلاء الثلاث (الأعراف والسلطة الدينية والسلطة الدنيوية) على العقل ويقرر أن أخطرها إتباع من سلف، ويحكي إجماع من كتبوا في التاريخ على ذلك (5)!!.
ثم يقرر بأن الإسلام يأمر العقل بأن يستقل في مواجهة السلف ومواجهة الأحبار ومواجهة الاستبداد.!!
وهي محاولة صريحة من العقاد لاستقال العقل في فهم النصوص دون إدراج من سلف.
هذا ما عند العقاد. يدعي بأن العقل حر طليق يعمل كيف يشاء وأين يشاء، وأن العقل مرجع نأوي إليه وجوباً حال التحدث في القضايا الشرعية.!
وفساد هذه الدعوى من البديهيات، إذ لو قلنا بقول عباس لما كانت هناك حقائق أبداً، فما أَستحسنه أنا وأراه صواباً يستقبحه غيري ويراه خطئاً، والعكس، حتى قيل أن الحقيقة ثلاثية الأبعاد، لك وجهة نظر، ولمن يخالفك الرأي وجهة نظر أخرى، ولثالث لا يرى رأيكما وجهة نظر تخالفكما (6)!!
فدعوى إطلاق العقل أو دعوى إعمال العقل في النصوص، والرجوع إليه في فهمها دعوى لا تصح عقلاً.
العقل يعمل في ثلاث مناطق:
ليس بصحيح أن الشرع يأمر بالرجوع للعقل في كل شيء.إعمال العقل (التفكير) يكون في ثلاث مناطق:
الأولى: حال المخاطبة بالشريعة الإسلامية. . حالَ مخاطبة من لم يؤمن أصلا. أو من لا يؤمن.
الثانية: في المناط (7).
الثالثة: في الدلالة والاستدلال.
الأولى: حال المخاطبة بالشريعة الإسلامية، نكلم الناس بما يفهمون، ننطق من الثابت المشترك بيننا وبين من نتحدث إليه. فأهل الأديان نتكلم معهم في أمارات النبوة، وهي قاسم مشترك متعارف عليه، يُنبئ بغيب ويأتي بمعجزات، أمارة على اتصاله بمن يعلم السر وأخفى ومَن هو على كل شيء قدير. والعقلانيون نبدأ من أدلة عقلية. والجميع نحدثهم عن الله وعن ما أعد للمتقين وما توعد به العاصين (8).
ولذا تجد أن التوحيد قسمان. قسم مقدمة لقسم. أو سبب ونتيجة.
والتسمية تدل على ذلك .. (علمي خبري وقصدي طلبي)، فعلم وخبر (قول القلب وهو المعرفة أو التصديق الخبري)، يعقبه ولا بد قصد (وهذا من عمل القلب) وطلب (وهذا من عمل الجوارح). أو يقال (توحيد الربوبية والأسماء والصفات وتوحيد الألوهية)
لا حظ توحيد الربوبية يأخذ حيّز المعرفة التي هي قول القلب في مصطلح أهل الاعتقاد، ويأخذ توحيد الألوهية عمل القلب ـ الناشئ من المعرفة التي هي قول القلب ـ، وعمل الجوارح، إذ هما مرتبطان سويا وجودا وعدما، قوة وضعفا.
& shy;
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/261)
فجُعل توحيد الربوبية والأسماء والصفات كالسبب لتوحيد الألوهية، أو كالمقدمة له. وهذا كثير في القرآن الكريم. من ذلك قول الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255]
بدأت الآية الكريمة بجملة خبرية تقريرية (الله لا إله إلا هو) ... لا معبود بحق إلا الله، أو لا يستحق العبادة إلا الله، ثم تبعت هذه الجملة بعدة جمل تعليلية، تبين سبب أحقية الله سبحانه وتعالى للتفرد بالعبادة، وكأنه سأل سائل: لماذا؟ فأتت الآية بعدها تعلل هذا الخبر (الحي القيوم) (لا تأخذه سنة ولا نوم) (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) (وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما) (وهو العلي العظيم).
ومن ذلك قول الله تعالى: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [فصلت:9]، والمعنى أن من خلق السموات والأرض في يومين لا يُكفر به ولا ينبغي أن يجعل له أندادا.
ومثله قول الله تعالى: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} [الكهف: من الآية 14]، والمعنى لأنه ربنا رب السموات والأرض، لذلك لن ندعو من دونه إلها.
في هذه المنطقة (الخطاب بالتوحيد) .. (مخاطبة من لا يؤمن أو من لم يؤمن) .. يعمل العقل.
الثانية: في المناط.
المناط غير الحكم الشرعي ... المناط هو المحل الذي يتنزل عليه الحكم الشرعي. أو العلة المؤثرة في الحكم.
مثلا: الحركة الكثيرة تبطل الصلاة. هذا حكمٌ شرعي. لا يعمل فيه العقل، لا يقال لماذا الحركة الكثيرة تبطل الصلاة؟
وإنما يعمل العقل في (المناط) .. في كون الحركة كثيرة أم لا؟ هل تحركتُ كثيرا أم لم أتحرك كثيرا؟ وبالتالي تبطل صلاتي أم لا؟
ومثلا خروج شيء من أحد السبيلين ينقض الوضوء. هذا حكم شرعي. لا يعمل العقل فيه. وإنما يعمل العقل في تحقيق المناط: هل خرج شيء من السبيلين أم لا؟ وبالتالي ينقض الوضوء أم لا؟
ومثله: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام (9).
هذا حكم شرعي لا دخل للعقل فيه، وإنما يعمل العقل في تحقيق المناط: هل شرب خمرا أم لا؟
ومثله: حين نقول (حرم الله الزنا وأوجب الحد على من زنا). هذا حكم شرعي لا يعمل العقل فيه.
وإنما يعمل العقل في الحادث محل النظر. . . ليتبين أهو زنا أم دون ذلك؟ وبالتالي هل يُحد أم لا؟ وما نوع الحد؟ رجم أم جلد وتغريب؟
ما يتكلم عنه العقاد وما يحدث الآن من (العلمانيين) و (المفكرين) و (الليبراليين) و (العصرانيين) ... إلى آخر هذه الأسماء ممن يناقشون (التعدد .. تعدد الزوجات)، و (الميراث) و (تحكيم الشريعة) و (الجهاد) , (الحجاب) و (حجية السنة النبوية). . الخ. شي آخر. هم يناقشون الأحكام. ومناقشة الحكم تشكيك في المُشَرِّع، ومن يناقش الحكم نخاطبه بالتوحيد من جديد .. نبين له أن الله هو (العليم) (الحكيم) (الخالق) (الرازق) (القدير) .. ، ومن خلق ورزق وعلم كل شيء وقدر على كل شيء قوله الحق وله الحكم.
ونبين له أن الله أرسل إلينا رسولا بلساننا ليبين لنا ما أراده منا، وقد كان، نبين له أن العقل عاجز، وأنه إذا تعارض العقل والشرع فالله أعلم وأحكم. " قل أأنتم أعلم أم الله "؟!
ومناقشة الحكم من جنس مناقشة إبليس لأمر الله تعالى له بالسجود.
ولا يجدي التأويل في هذا. نعم لا يجدي التأويل في هذا.
فإبليس كان متأولا (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) (الأعراف: 12) (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (الإسراء: 61).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/262)
عرضَ الحكم على عقله فما استقام عنده. لم ير أن الحكم منصفا. لذا ردَّه وأبى الامتثال له، وكان متأولا .. كانت له وجهة نظر ـ بلغة القوم ـ.وما صرَّح إبليس بأنه يريد الكفر. بل رد الأمر بتأويل (10).
ولا يتعارض العقل الصحيح مع النص الصريح، ولشيخ الإسلام ومشهور في ذلك (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله.
الثالثة: في الدليل والاستدلال
يعمل العقل في طلب الدليل على الحكم، أو في الحكم على الدليل هل هو صحيح أم غير صحيح؟ إن كان من أهل العلم، ويعمل في دلالة الدليل على المراد منه، وفي الاستدلال به هل هو صحيح أم لا؟.
تقول: الحركة الكثيرة تبطل الصلاة.
فيجيب ما دليلك؟!
فتقول كذا.
فيجيبك معارضاً بدليل آخر، أو ناقضاً للدلالة، أو ناقضاً لاستدلالك بالحديث معرضاً بعقلك أو بعلمك. أو معرضاً عنك ذاكراً لما يريد.
وهنا ما ورد من خلاف بين أهل الفقه. في تحقيق المناط، في فهم الدليل في مراتب الأدلة،.
وعباس العقاد بعيد عن هذا كله، الذي يتكلم عنه العقاد هو الهوى. الذي يعمل في الدليل ليأتي به على هواه. العقل الذي يتكلم عنه عباس وغيره هو الهوى.
قال الله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:18] (فأصحاب العقول هم أهل الدين الصحيح، وأهل الدين هم أصحاب العقول، ولهذا كان السلف لا يسمون المخالفين بالعقلانيين بل كانوا يسمونهم بأهل الأهواء.) (11)
وإن تتبعت هؤلاء العقلانيين .. المفكرين .. المستعظمين لعقولهم، ومنهم عباس العقاد، تجد أنهم يملكون ثوابت ويأتون للدليل فقط ليحملوه على القول بما يذهبون إليه، فهم يعتقدون ثم يستدلون، وهذا مذهب أهل الهوى، أما أهل الحق فإنهم ينظرون للدليل بتجرد .. ثم هم مع ما يمليه عليهم (12). وقد رأينا عباس العقاد كيف يستدل بالضعيف ويترك الصحيح، وكيف يركب الكذب وصولاً إلى ما يريد، وكيف أنه يأخذ النصارى بقولهم وهو شاهد على باطله وهو يعلم أن القرآن الكريم يخطئهم في قولهم. وكيف يعرض عن قول من نصحوه بل ويُعرِّض بهم. إنه هوى في النفوس يسير صاحبها بين الأدلة يمنة ويسرة .. يحتال حتى يصل لمراده. وهؤلاء هم أهل الهوى.
الانفراد بالنص
يؤكد العقاد على الثورة على الأسلاف، وعلى الاستقلال عنهم، وما كان لنا أن نقول بهذا. وما كان له أن يقول بأن تعظيم السلف نوع من العبادة والتقديس لهم، أو نوع من الخطر الداهم الذي يأكل الدين!! بل هو الدين.
وكلام العقاد عام عائم، وظني أن القضية مشوشة عنده، والثابت فقط هو أن الرجل يبحث عن استقلالية العقل (كل عقل) في فهمه لنصوص الشريعة دون الخضوع لفهم الجيل الأول أو غيره.
وهذه قضية محورية عند الجميع يصلون إليها من عدة طرق، بعضهم عن طريق التشكيك في السنة النبوية، وبعضهم عن طريق تقسيم السنة النبوية إلى تشريعية وغير تشريعية، وبعضهم عن طريق ذم الصحابة والتابعين ومن حمى الله بهم هذا الدين .. المهم أنها قضية محورية. يمكن التعبير عنها بـ (الانفراد بالنص).
وأريد معالجة هذا الأمر تحت العنوان التالي:
دلالة أخرى لمعنى النص:
اصطلح على أن تطلق لفظة (النّص) على منطوق الوحيين الكتاب والسنة الصحيحة. وهذا الأمر فيه نظر.
إذ أن منطوق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لا يمكن بحال أن ينفصل عن سياق عام يشمل فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعل الصحابة رضوان الله عليهم، أو قل سبب نزول (النص) وكيفية امتثال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته (للنص).
فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يبلغنا فقط منطوق القرآن الكريم ـ الذي يقال عنه النص في عرف القوم ـ وإنما بلغنا القرآن ومراد الله من كلامه، وهذا هو معنى البلاغ المبين المذكور في سبع مواضع من كتاب الله قال تعالى:
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92)
وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (التغابن: 12)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/263)
و قال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (النور: 54)
وقال تعالى: (وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (العنكبوت: 18)
وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل: 35)
وقال تعالى: ((فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82)
وقال تعالى: (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (يس: 17)
والبلاغ المبين هو: الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها (13). أو هو الَّذِي يُبِين عن معناه لمن (14) أَبْلَغَهُ, ويفهمه من أُرْسِلَ إليه (15).
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتنا فقط بألفاظ القرآن بل بألفاظ القرآن وبمراد الله من هذه الألفاظ.
والصحابة رضوان الله عليهم لم يتلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم فقط منطوق القرآن الكريم ثم ذهبوا يفهمونها كما شاءوا. لا. بل كانوا يتعلمون الإيمان ثم يضبطون ما فهموه بالقرآن الكريم كما جاء في الحديث. عن جُنْدُبِ بن عبد الله قال كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن فتيان حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا (16).
وجاء في مسند الإمام أحمد من حديث أَبِي عبد الرحمن (17) قال: حدثنا من كان يُقْرِئُنَا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم كانوا يَقْتَرِئُونَ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَشْرَ آيَاتٍ فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ قَالُوا فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ.
والمراد: أن الصحابة رضوان الله عليهم تلقوا (نص) ـ منطوق ـ وتلقوا معنى، وهذا كله هو ما نحن ملزمين به ـ كتابعين لهؤلاء الكرام ـ. قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137)
فالصحابة هم من أراد الله بوصف المؤمنين في هذه الآيات ذلك أن الله عز وجل شهد لهم بالإيمان في آيات أخرى من كتابه (18) قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).
وَقَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18).
والخلاصة أنه لا بد ـ من وجهة نظري ـ من إعادة تعريف النص الشرعي على أنه: منطوق القرآن كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم وأقرهم عليه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يجوز لأحد أن يأخذ آية من كتاب الله ثم بعد ذلك يفهمها ويطبقها بغير الفهم والتطبيق الذي كان عليه صحابة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ إذ أنه من المعروف أن (العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم حجة شرعية يجب إتباعها، وتلقيها بالقبول) (19).
فمن أراد أن يناقش النص فليناقشه في سياقه الكامل الذي يشمل دلالته الشرعية المأخوذة من فعل الصحابة رضوان الله عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/264)
أما القفز إلى النص ـ منطوق القرآن أو السنة ـ مباشرة وفهمه بمقدمات عقلية أو لغوية أو عرفية خاصة ببيئة المتكلم فهذا مما لا يقبل بحال.
ومن فعلَ هذا نرده بأننا تلقينا وحيين ـ كتابا وسنة ـ، وقد كان هناك قوم شاهدوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسمعوا منه ورأوا من أحواله وأفعاله ما يجعلهم أكثر الناس دراية بمراد الله من خطابه؛ فليس السامع الغائب كالسامع الشاهد، ومات رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو راض عنهم وزكاهم ربهم وأمرنا بإتباع سبيلهم قال الله: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137) وقال الله (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء: 115)
فنحن نرفض تماما التعامل مع منطوق القرآن والسنة بغير السياق العام الذي نزل فيه أعني التطبيق العملي المتمثل في فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومعهم إمامهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وأضرب مثالا أبين به قولي:
آيات الحجاب ـ وهي مما يكثر حولها دندنة القوم ــ أعني قول الله تعالى: ( ..... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ .... الآية) (الأحزاب: 53) وقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب: 59) وقول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى .... ) (الأحزاب: 33) وقول الله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .... الآية) (النور: 31)
هذه الآيات لها سياق نزلت فيه وتفهم دلالتها من خلاله ... المنافقون على نواصي الطرقات وبالأزقة يتحرشون بالسافرات
من النساء حين يخرجن ليلا لقضاء الحاجة، وعمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ يطالب بضرب الستر بين الرجال والنساء كي لا يرى الرجال أبدانهن ـ وهن العفيفات الطاهرات أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن أجمعين ـ ولا يرى النساء أشخاص الرجال ــ وهم صحابة النبي الكرام ــ ونزلت الآيات فشق النساء مروطهن وتخمرن بها (20) ... وأصبحن كالغرابيب لا يُعرفن ولا يرى منهن شيء لا بوصف ولا بكشف، ولا تطمع فيهن عين لزينة في الثياب أو زينة تسمع أو ترى من تحت الثياب وقد فارقن بهذا الثياب الكافرات، فلم يكن الأمر اقتباس من عادات الجاهلية كما يدعي الجهلة من المثقفين اليوم، ولا سرقة من ثقافة اليهود بل تشريع من رب العالمين للصادق الأمين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أقول من المعلوم أن التشريع في الإسلام ارتبط بالحركة؛ وأن الوحي كان يتنزل بناء على الأحداث لتوجيهها أو لتصحيحها، ولم ينزل القرآن مرة واحدة، ولم يكن المراد من الوحي هو مجرد التلاوة والإقرار بما يحمله من أحكام دون الامتثال العملي، فكيف ــ مع هذا كله ــ يؤخذ منطوق القرآن والسنة النبوية بمعزل عن ملابسات أسباب النزول، وامتثال الصحابة للأمر والنهي؟!
كيف مع هذا كله نسمع لعباس العقاد ونقف بعيداً عن سلفنا الصالح نخالفهم أو نناطحهم، بأي دعوى.!!
إن العقاد بعيد
أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
الأحد
23 /جمادى الأولى /1430
الموافق 24/ 05 /1430
========الهوامش ======================= [1]
(1) تكلم العقاد عن الفلسفة الإسلامية في أكثر من كتاب.
(2) التفكير ضرورة شرعية (ضمن المجلد الخامس من موسوعة عباس العقاد الإسلامية طبعة دار الكتاب لبنان) / 829
(3) التفكير فريضة إسلامية / 870
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/265)
(4) (عبادة السلف) مصطلح مستعمل عند المنشغلين بالأديان، يسمونه (عبادة الأسلاف) ويعنون به تعظيم الأولين بنحت الأصنام على هيئتهم أو شد الرحال إلى قبورهم وإقامة الأعياد عليها، وهي إحدى طرق الشيطان في تحريف الأديان.
(5) ص 849، وهو إجماع موارب يصدره بكلمة (يكاد)
(6) وهو كلام لا نسلم به، إذ الحقيقة واحدة، والباطل متعدد. واستشهدت بفحواه.
(7) المناط عند العرب ما نيِطَ (تعلق) به الشيء، يقال هذا مَنوط به أي مُعلق به، والأنواط المعاليق (القاموس المحيط، ط2ـ 1997 بيروت: مؤسسة الرسالة، ص892)، وعند علماء الشريعة هو (العلة التي نيط [تعلق] الحكم بها) أو (العلة التي رتب الحكم عليها) (شرح مختصر الروضة،3/ 233.)، والحكم الشرعي (التكييف الشرعي للفعل) يتعدد في ذات الشيء، فمثلا النفاق ليس كل أفعال النفاق وليست كل أحوال المنافقين كفر بالله، وإنما بعضها معصية، وبعضها كبيرة، وبعضها كفر أكبر مخرج من الملة، هذه أحكام متعددة تتعلق بمناطات متعددة، الغائي منها هو أقصاها وهو هنا الكفر الأكبر المخرج من الملة
(8) يرتكز الخطاب الدعوي على تعريف الناس بربهم، وما أعده لهم من ثواب وعقاب (اليوم الآخر)، وقد فصلت ذلك في معالجتي للسيرة النبوية مستقرئا الآيات ومطبقاً على أحداث السيرة.
(9) جزء من حديث عند مسلم /3733
(10) انظر للكاتب (التأويل أنواع)
(11) من مقال للشيخ جعفر شيخ إدريس منشور بموقعه الخاص.
(12) انظر للكاتب (ثم يستدلون).
(13) السعدي عند تفسير الآية 17 من سورة ياسين
(14) الطبري عند تفسير الآية 35 من سورة النحل.
[1] (15) راجع ـ إن شئت ـ تفسير الطبري للآية 35 من سورة النحل.
(16) الحديث في سنن بن ماجة ـ المقدمة ـ حديث رقم60 والحديث صحيح رجالة ثقات كما جاء في شرح السندي لسنن بن ماجه. والفتيان الحزاورة هم من قاربوا البلوغ.
(17) هو زيد بن خالد الجهني توفى بالمدينة 68 هـ. والحديث في مسند الإمام أحمد برقم 22384. ولأبي عبد الرحمن السلمي التابعي المشهور حديث بنفس المعنى أحفظه ولكني لم أستطع تخريجه لذا أمسكت عنه.
(18) مجموع فتاوى بن تيمية 4/ 3
(19) حراسة= الفضيلة للشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد عند الكلام على (المسألة الثالثة: أدلة فرض الحجاب على نساء المؤمنين)
(20) في ذلك عدة أحاديث عن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة ـ رضي الله عنهما ـ في البخاري ومسلم وفي سنن أبي داود. وغيرهم. وانظر سبب نزول الآيات في بن كثير والطبري والقرطبي ـ هذا ما اطلعت عليه ـ. وانظر ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله من كل سوء ـ فيما أورده من أدلة على الحجاب.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:44 م]ـ
مواضيع متعلقة بـ عباس محمود العقاد
من هو عباس محمود العقاد؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm)
التوحيد والأنبياء عند عباس محمود العقاد ( http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm)
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟! ( http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm)
عبقريات عباس العقاد ليست انتصاراً للإسلام ( http://saaid.net/Doat/alkassas/131.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد ركوب للكذب واستخفاف بالعقول ( http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد إنكار للوحي 1 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد إنكار للوحي 2 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/133.htm)
تطاول عباس محمود العقاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ( http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm)
.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[18 - 05 - 09, 04:29 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
موضوع متميز، ويحمل جملة من المزاياً أبرزها قلم الكاتب ومادته وصورة الورقة التي قدمها.
بيد أني سجل هنا بعض الملاحظات:
الملاحظة الأولى:
أبرز ما في كتاب العقاد هو العنوان "التفكير فريضة إسلامية" وأكثر ما يعيه الناس من من هذا الكتاب هو عنوانه، فكل ما في الكتاب إنما هو تفسير لهذه الجملة.
ولهذا فالكتاب يحمل ثقلا خاصاً منشؤه العنوان الشريف للكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/266)
ولذا فالحكمة تقتضي الأخذ بهذا العنوان والاحتفاء به، ومشاركة العقاد ولو بالعنوان فيما ابتلينا به من إهمال التفكير والانزواء في محاجر التقليد، والاستماتة في تعظيم الأشياخ.
أقول ذلك حتى لا يحسب موضوعك أنه "حجر عثرة" على منهجية التفكير التي استلم العقاد رايتها ولو بالشهرة.
لاسيما أيضاً، وهنا الملاحظة الثانية:
أنه ظهر في هذا الرد تقييد العقل في مناطق ثلاثة بحسب الحكم الشرعي.
وهذا فيه ملاحظة فتم إهمال بعض القضايا مثل فهم الخطاب الشرعي، البحث في علة الحكم الشرعي من نصه واستنباطه ...
ومع هذا فسأتجاوز هذا التقييد.
وأقول: إنما ظهر هذا التقييد عند الكاتب بهذه المناطق الثلاثة لأنه قد تم حصره بـ تحصيل "الحكم الشرعي"
وهذا لو سلمنا صحة حصره بالمناطق الثلاثة لما كان طرق هذا مناسباً في الرد على كتاب يعرض فيه صاحبه ما أهمه وأهم أمته بـ أن "التفكير فريضة إسلامية"
فهي قضية أوسع من قضية "تحصيل الحكم الشرعي"
وكان ينبغي مجاراة المؤلف في هذا العنوان العريض لأنه بحسب حدوده مقصدٌ شريف، فحث الشارع أولي الألباب لإعمال قلوبهم وبصائرهم هو من الأمر المقطوع به.
وتكون المجاراة بأن يعدِّد مع المؤلف مناطق التفكير فلو أنه جاوز بها ثلاثين منطقة لعد ذلك قليلاً.
فإذا ما استكثرنا من مناطق التفكير التي حث عليها الشارع، اكتفينا بها، ثم نأخذ على المؤلف حينئذ مجاوزته وإفراطه في عدِّ مناطق التفكير إلى حيث نهى الشارع وزجر.
الملاحظة الأخيرة:
ليت الكاتب حفظه الله أعرض عن الخوض في بعض التفاصيل المختصة بأهل العلم، فإن مثل هذا يضعف الرد، ويجعل له ملجئاً ومغارات ومدخلاً
وذلك كتعرضه لمصطلح "النص"، فإن له عند أهل العلم دلالة خاصة.
يضاف إلى ذلك ما في الرد من إيهام من قصور مصطلح " النص " عن الدلالة الشرعية للحكم حتى اضطره ذلك إلى توسيع دلالته ليشمل بقية الأحكام.
وليس المقام مقام مناقشة في توسيع دائرة هذا المصطلح أو إبقائه على ما هو عليه: بقدر ما هو إشكال من جهة إقحامه في مناقشة بعض الخائضين في العلوم الشرعية.
وينبغي عند مناقشة هؤلاء تحصين المناطق الداخلية لا الدلالة على بعض الإشكالات.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 05 - 09, 09:32 م]ـ
أهلا وسهلا أخي أبا فراس.
فقط أرحب بكم في موضوعي، وأعود ثانية لإثبات بعض الأشياء.
.(55/267)
ما هي طائفة المورمون؟
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
اخواني الكرام/
أريد أن تساعدوني في جمع مصادر ومراجع حول طائفة المورمون، فأريد ممن
لديه ولو معلومة بسيطة عن هذه الطائفة أن يتحفنا بها، (مع توثيق المعلومة وذكر مصدرها)
حتى لو كانت من مجلة أو دورية ... الخ. (مع توثيق المعلومة وذكر مصدرها)
وإن كانت هنالك كتب مصورة على الانترنت، أرجو أن تدلوني عليها.
وجزاكم الله خيرا ووفقكم.
ـ[أبو سالم الأنصاري]ــــــــ[18 - 05 - 09, 02:29 م]ـ
وعليكم السلام
أخي الفاضل: هذا تعريف موجز بالطائفة، نقلتها عن الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة.
المورمون: طائفة نصرانية جديدة نسبياً منشقة عن النصرانية الأم، تلبس لباس الدعوة إلى دين المسيح عليه السلام، وتدعو إلى تطهير هذا الدين بالعودة به إلى الأصل أي إلى كتاب اليهود، ذلك أن المسيح - في نظرهم - قد جاء لينقذ اليهود من الاضطهاد وليمكنهم من الأرض، إنها - كما تسمي نفسها - طائفة القديسين المعاصرين لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، نبيها المؤسس هو يوسف سميث وكتابها المقدس هو الكتاب المقدس الحديث .... 2/ 56.
ولعلك ترجع إلى هذه الموسوعة فهي مفيدة في هذا الباب.
وهنا رابط الموسوعة على المكتبة الوقفية. ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1243)
ـ[معز الأسود]ــــــــ[18 - 05 - 09, 03:54 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته?
هذا مقال في موقع التاريخ و هو على مايبدو منقول من مجلة الكوثر، العدد 44، يونيو 2003 ?
http://www.altareekh.com/new/doc/modules.php?name=*******&pa=showpage&pid=796&comm=0
وفقك الله(55/268)
هل هذه من الفراسة أم تخرصات وأوهام
ـ[أبو عروة]ــــــــ[19 - 05 - 09, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة باختصار ان احد الاخوان فيه صلاح احسبه كذلك والله حسيبه فهو معروف بالقيام والصيام ونفع الناس لكنه قليل البضاعة في العلم قال لاحد الشباب ناصحا له إني أجد في نفسي أن أنفاسك قليلة اشارة الى قرب اجله فألم بالشخص هم وتفكير ووسوسة
فأنكرت على الناصح فعله وقلت لم يكن السلف رحمهم الله ينصحون بطريقتك بل كانوا يتذاكرون الموت من غير تحديد لاحد بقرب موته و لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم بل كانت جل خطبه عن أصول الايمان
ثم تحجج لي بفعل ابي ذر رضي الله عنه وزهده
قلت ياخي هذا ليس دليل وليس داخل في حديثنا
التذكير بالموت مطلوب لاكن بغيرالطريقة التي انت عليها
وذكرته بان الموت لايعلمه الا الله وهو من مفاتح الغيب
وذكرته بخطورة فعله الذي ربما يؤدي الى ضرر للمنصوح قد لا تحمد عقباه من وسوسة وتفكير وعزلة مذمومة
فتعجبت كيف يخفى عليه هذا الشيء وأخبرته أنه ليس داخل في الفراسة
((فهل فعله يدخل في الفراسة ام انه مدخل شيطاني))
اتمنى من الاخوة التفاعل مع الموضوع
دمتم بخير نافعين مباركين
ـ[أبو عروة]ــــــــ[20 - 05 - 09, 05:21 م]ـ
الا من مجيب محتسب(55/269)
سؤال عن دروس التدمرية بجامع الحمودي
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 07:40 م]ـ
السلام عليكم
أين أجد على الشبكة دروس التدمرية للشيخ عبدالرحيم السلمي بجامع الحمودي؟
جزاكم الله خيراً(55/270)
هل تثبت هذه الخصائص للأنبياء عليهم السلام؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[19 - 05 - 09, 09:13 م]ـ
1 - أنهم يدفنون حيث يموتون.
2 - تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم (يصح رفع الحديث فيه؟)
3 - أن الأرض لا تأكل أجسادهم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 04:35 ص]ـ
ويضاف:
الأنبياء صلوات الله عليهم أحياء في قبورهم يصلون.
صححه ابن حجر والبيهقي والمناوي والهيثمي والألباني ..
واشار إلى أنها حياة برزخية لا يعلم كنهها إلا الله.
ورقمي (1) و (3) أنهم يدفنون حيث يموتون وأن الأرض لا تأكل أجسادهم، فهذا ثابت بنص الأحاديث فيهما ..
لكن رقم (2) المذكورة في أنهم تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم .. فلا أدري عل هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم أم هو عام لجميع الأنبياء .. والله أعلم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 05:38 ص]ـ
نعم .. وجدت نصه في الصحيحين عن أنس بن مالك قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} الأنبياء تنام اعينهم ولا تنام قلوبهم.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 05:51 ص]ـ
وثبت أنهم لا يموتون حتى يروا مقعدهم من الجنة ثم يخيروا ..
كما في البخاري من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيى أو يخير.(55/271)
أفضل نظم للطحاوية؟
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
أحد الإخوة يود حفظ نظم للطحاوية، فبأي نظم تنصحونه؟ مع ذكر أسباب التفضيل إن أمكن.
أحسن الله إليكم.
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[19 - 05 - 09, 10:39 م]ـ
للطحاوية منظومات كثيرة، وتختلف باختلاف عدد الأبيات، أما من حيث الشمول فلا علم لي بها.
رابط مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83332(55/272)
قول الرازي: الحدود غير مكتسبة ينقض نصف علم المنطق
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:52 ص]ـ
قول الرازي: الحدود غير مكتسبة ينقض نصف علم المنطق
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مما هو معلوم عند طلبة العلم أن علم الكلام يقوم على مقدمتين ,وهما التصور والتصديق؛ فالتصور يعرف بالحدود , والتصديق يعرف بالقياس.
1 - التصوّر:
هو إدراك الشيء أو إدراك بسيط لمعنى واحد مفرد كأن يتصور الإنسان معنى (شجرة) (شمس) أو بعبارة أخرى: استثبات معنى شيء مفرد في الذهن.
2 - التصديق:
هو الاعتقاد بالشيء. أو إدراك تتصور فيه شيئين أو معنيين بينهما علاقة ما؛ كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو أن (الشمس مضيئة) أو بعبارة أخرى: إدراك معقد فيه حكم شيء على شيء.
وجعل المناطقة من لم يعرف هذا العلم فلا يوثق بعلمه كما ذكر ذلك الغزالي في أول المستصفى.
ومسألة الحدود من المسائل المهمة التي تعتبر نصف هذا العلم , وقد قسموا التصور إلى تصور ضروري وإلى تصور مكتسب أو نظري , وهذا الأخير رتبوا له طرقا ومقدمات لمعرفته , مذكورة في كتب المنطق.
وأما الضروري فهو مستغن عن الحد.
وقد نقض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه القواعد والمقدمات التي رتبوها , وتكلم على مسألة الحدود والتعويل عليها.
وذكر رحمه الله أن التصورات مستغنية عن الحدود , وأكد ذلك باعتراف أكابر من خاض في هذا العلم , وهو فخر الدين الرازي.
قال شيخ الإسلام: وقد تفطن الفخر الرازي لما عليه أئمة الكلام , وقرر في محصله وغيره أن التصورات لا تكون مكتسبة , وهذا هو حقيقة قولنا إن الحد لا يفيد تصور المحدود.
مجموع الفتاوى (9|89)
وقال الإيجي: المذهب الثاني في هذه المسألة أن التصور لا يكتسب بالنظر بل كل ما يحصل منه كان ضروريا حاصلا بلا اكتساب ونظر بخلاف التصديق فإنه ينقسم إلى ضروري ومكتسب وبه قال الإمام الرازي واختاره في كتبه لوجهين:
أحدهما أن المطلوب التصوري إما مشعور به مطلقا فلا يطلب لحصوله بناء على أن تحصيل الحاصل محال بالضرورة أو لا يكون مشعورا به أصلا؛ فلا يطلب أيضا لأن المغفول عنه بالكلية , وهو المسمى بالمجهول مجهول المطلق لا يمكن توجه النفس بالطلب نحوه بالضرورة أيضا ... .
المواقف (1|67)
وهذه الكلمة من الرازي تنسف وتنقض نصف هذا العلم.
وقد أكد شيخ الإسلام ما قاله الرازي , فقال رحمه الله: إن الله جعل لابن آدم من الحس الظاهر والباطن ما يحس به الأشياء ويعرفها فيعرف بسمعه وبصره وشمه وذوقة ولمسه الظاهر ما يعرف ويعرف أيضا بما يشهده ويحسه بنفسه وقلبه ما هو أعظم من ذلك؛ فهذه هى الطرق التى تعرف بها الاشياء ,فأما الكلام فلا يتصور أن يعرف بمجرده مفردات الأشياء إلا بقياس تمثيل أو تركيب ألفاظ وليس شىء من ذلك يفيد تصور الحقيقة.
فالمقصود أن الحقيقه إن تصورها بباطنه أو ظاهره استغنى عن الحد القولى وإن لم يتصورها بذلك امتنع أن يتصور حقيقتها بالحد القولى ,وهذا أمر محسوس يجده الإنسان من نفسه؛فإن من عرف المحسوسات المذوقة مثلا كالعسل لم يفده الحد تصورها ومن لم يذق ذلك كمن أخبر عن السكر ,وهو لم يذقه لم يمكن أن يتصور حقيقته بالكلام والحد بل يمثل له ويقرب إليه ويقال له طعمه يشبه كذا أو يشبه كذا وكذا وهذا التشبيه والتمثيل ليس هو الحد الذى يدعونه.
وكذلك المحسوسات الباطنة مثل الغضب والفرح والحزن والعلم والغم والعلم ونحو ذلك من وجدها فقد تصورها ,ومن لم يجد ها لم يمكن إن يتصورها بالحد ولهذا لا يتصور الأكمه الألوان بالحد ولا العنين الوقاع بالحد فإذن القائل بأن الحدود هى التى تفيد تصور الحقائق قائل للباطل المعلوم بالحس الباطن والظاهر.
مجموع الفتاوى (9|48)
وقال رحمه الله: المحققون من النظار على أن الحد فائدته التمييز بين المحدود وغيره كالاسم ليس فائدته تصوير المحدود وتعريف حقيقته ,وإنما يدعى هذا أهل المنطق اليونانيون أتباع أرسطو ومن سلك سبيلهم تقليدا لهم من الإسلاميين وغيرهم؛فأما جماهير أهل النظر والكلام من المسلمين وغيرهم فعلى خلاف هذا وإنما أدخل هذا من تكلم في أصول الدين والفقه بعد أبي حامد في أواخر المائة الخامسة وهم الذين تكلموا في الحدود بطريقة أهل المنطق اليوناني ,وأما سائر النظار من جميع الطوائف الأشعرية والمعتزلة والكرامية والشيعة وغيرهم فعندهم إنما يفيد الحد التمييز بين المحدود وغيره وذلك مشهور في كتب أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر وأبي إسحق وابن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وإمام الحرمين والنسفى وأبي علي وأبي هاشم وعبد الجبار والطوسي ومحمد بن الهيصم وغيرهم.
ثم إن ما ذكره أهل المنطق من صناعة الحد لا ريب أنهم وضعوها وضعا وقد كانت الأمم قبلهم تعرف حقائق الأشياء بدون هذا الوضع وعامة الأمم بعدهم تعرف حقائق الأشياء بدون وضعهم وهم إذا تدبروا وجدوا أنفسهم يعملون حقائق الأشياء بدون هذه الصناعة الوضعية.
مجموع الفتاوى (9|89) والرد على المنطقيين (14)
والله أعلم(55/273)
ما رأيكم بهذه العبارة [فلان نفعنا الله برحمته؟]
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[20 - 05 - 09, 05:43 ص]ـ
فلان نفعنا الله برحمته؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 06:21 ص]ـ
فلان نفعنا الله برحمته؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
وفيك بارك،
بحسب علمي أن ذلك يختلف بطبيعة الأمر بحسب سياق الكلام، فإن بالإمكان أن تقول " نفعنا الله بعلم فلان، بخلق فلان، برحمة فلان "، وكلها صفات مادامت للنفع فإنها تعبر عن الذات، بالعمل والحال، وكذا إذا عبرت عن الذات لزم لها الصفات، وكلها عطايا وهبات، من رب البريات - عز وجل -، لكن ما السياق الوارد به الكلمة؟
وما دل على الصفة وعبر عن الصفة فهو دال على ذات صاحبها، باعتبار عمله، وصفة أي نفع إنما هي من الله تعالى.
ولكن ...
إذا ما تشابه حال العبارة مع بعض المتكلمين من الضالة والمبتدعة فإنه - باتفاق - ندين لله بالبعد عنها لما هو أتقى وأنقى وأثبت، من الكلم الطيب الذي علمناه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحبه الكرام.
والدليل، قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا " الآية.
وقفت على مثل العبارة المذكورة في كلمات أهل التشيع وأهل الابتداع من المتصوفة، في أقوالهم على أئمتهم، ومغالاتهم بهم، مثل:
فلان نفعنا الله برحمته
فلان نفعنا الله ببركته
فلان نفعنا الله بروحه
وهكذا،
وإذا اشتبه الأمر في استخدام مثل العبارة ومثل الكلام، فيجب الورع والتمسك بالثابت والوارد،
قال تعالى: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:40 ص]ـ
أحسنت يا أبكر، ما سطرته كان يجول في الخاطر.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:07 م]ـ
أحسنت يا أبكر، ما سطرته كان يجول في الخاطر.
شيخنا!
بارك الله فيك، وجعلك مباركا أينما كنت.
إن ما سطرتَه أنت لفخرٌ لي بحق.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[20 - 05 - 09, 02:03 م]ـ
هذه العبارة وجدتها مكتوبة على بعض الكتب بعد ذكر المؤلف وهو قد توفي منذ قرون (الإمام العلامة الحافظ فلان بن فلان نفعنا الله برحمته وأسكنه فسيح جناته) , بارك الله فيكم أحبتي.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[20 - 05 - 09, 03:05 م]ـ
هذه العبارة وجدتها مكتوبة على بعض الكتب بعد ذكر المؤلف وهو قد توفي منذ قرون (الإمام العلامة الحافظ فلان بن فلان نفعنا الله برحمته وأسكنه فسيح جناته) , بارك الله فيكم أحبتي.
أحبتي في الله
هذه العبارة فيها نظر
وإن كانت الرحمة من الصفات التي يشترك فيها الخالق والمخلوق كما في قول الله جلّ وعلا {وكان بالمؤمنين رحيما} وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))، ولا شك أن تشبّه المخلوق بالخالق في الصفات المشتركة كمال، وتشبيه الخالق بالمخلوق كفر، ومن هذه الصفات الرحمة والتي من لوازمها العطف والإحسان والبر وغير ذلك،،،
لكن رحمة المخلوق قائمة به يرجى نفعها ما دام مقتضى ذلك موجودا وهو الحياة، فإن مات فكيف ينفعنا الله برحمة هذا العبد الميت الذي قد أفضى إلى ما قدّم. ((وإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)) وليس فيها رحمته.
وعليه إذا لم يكن مقصود المتكلم بقوله (نفعنا الله برحمته) أي برحمة من الله نفعنا الله به أي بعلمه وبكتابه، فهذا الكلام غير صحيح بل باطل، وأخشى أن تكون من عبارات بعض المتصوفة الذين يعتقدون في مشايخهم، البركة والنفع في الحياة وبعد الممات، فليتنبّه!!! والله أعلم
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:43 ص]ـ
...
وعليه إذا لم يكن مقصود المتكلم بقوله (نفعنا الله برحمته) أي برحمة من الله نفعنا الله به أي بعلمه وبكتابه، فهذا الكلام غير صحيح بل باطل، وأخشى أن تكون من عبارات بعض المتصوفة الذين يعتقدون في مشايخهم، البركة والنفع في الحياة وبعد الممات، فليتنبّه!!! والله أعلم
نعم أخي، لا ريب أن الأمر يرجع إلى سياق الكلام، ومقصود المتكلم.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 04:38 ص]ـ
أحبتي في الله
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/274)
لكن رحمة المخلوق قائمة به يرجى نفعها ما دام مقتضى ذلك موجودا وهو الحياة، فإن مات فكيف ينفعنا الله برحمة هذا العبد الميت الذي قد أفضى إلى ما قدّم. ((وإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)) وليس فيها رحمته.
أحسنت أخي، وشرح الله صدورنا جميعا إليه.
وتأملوا أحبتي في الله،
لا بد من ضابط بمقصود ومراد المتكلم بالقول، حتى يكون الكلمة من رضوان الله لا من سخطه ...
وفي مسألة النفع وصفاته وأثرها:
فإنه الأصل أنها قائمة بذات المتصف وموصوله به، ومقتضاها الحياة بالحال والاستدلال،
ولكن ...
ولكن قد يجاب على هذا بأن الحياة الدنيا ما حسنت إلا بالإيمان والتوحيد والباقيات الصالحات،
وما دام ثواب الحياة عند خالقها، لا يملكها أحد إلا الله رب العالمين، فإن الله قادر على أن ينمي
العمل إلى ما شاء الله، وهذا ثابت. (رغم أن أعمال المخلوق مخلوقة وصفاته كذلك)
* عن فضالة بن عبيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
" كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر "
* وعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "
فإن من حكمة الله نماء الأعمال، لأن الله رفعها، بل هي (بمنطق) البشر ترفع إلى الله ينميها ويزيدها،
والصدقة الجارية، أليست رحمة؟
أودعها الله في قلب صاحبها، وكانت للنفس قرارا وأمنة ونعمة،
والصدقة رحمة، وبركة، ونفع، وكذا العلم النافع رحمة، وبركة، ونفع، حتى الولد الصالح ...
أما الصدقة، في قوله تعالى: " قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا "
وأما العلم فهو رحمة، بل هو مصدر ومناط للرحمة،
فقد قال تعالى: " وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ "
وقال سبحانه: " وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) "
وقال أيضا: " فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا "
والآداب رحمة وصالح الأخلاق رحمة،
قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "
وبالجمع بين الآية وبين قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنما بعثت ُ لإتممَ صالح الأخلاق " - يتضح الأمر.
وحتى الولد (*) - وهذا من أوضح الأمور - رحمة،
قال الله تعالى: " ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا " إلى قوله: " يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا "
وقال تعالى: "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا "
وقال الله - عز وجل - أيضا: " وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ "
وقد يقال، إذا كان مفهوم الرحمة بمثل ذلكم الشمول والاستيعاب، فلماذا لا تقال في سياق الدعاء، على قصد الخير والمنفعة، أن يقول أحدهم:
نفعنا الله بعلم فلان، برحمة فلان، ببركة فلان، بصدقته، بفضله، بإحسانه، بولده!
ولكن لما تشابه الكلام مع أهل البدع والضلال والأوهام، عدل عن ذلك الشبه واستخدم أهل الإيمان ما أذن الله لهم من الكلم الطيب،
فإن الله تعالى نهي الذين آمنوا عن قولهم " راعنا" لما كانت ليا بألسنة بني إسرائيل،
وقال -سبحانه -:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
و تأمل في قوله في تتمة الآية " ... وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " كما ذكر أهل العلم إشارة السياق،
لتبين مراد القرآن من الحكم - وهو النهي عن قول راعنا - فنفس الكلام هنا في عبارتنا،
فالحاصل من كل ذلك الآن أن:
هذه العبارة فيها نظر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لم أصف الولد بـ (الصالح) لأن الصفة مفهومة من السياق!! وهذا ما أرمي إليه!!!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[21 - 05 - 09, 06:50 م]ـ
شكر الله لك أخي أبابكر الأثري على ما تفضلت به
وماذكرته من أن العلم والصدقة الجارية والولد الصالح يدخل في الرحمة فهذا يقال من باب التجوز أي المجاز
لكن ظاهر استعمالات اللغة أنها لاتسمي مثل هذه الأعمال من العبد رحمة منه
ألا ترى أن كل ما سقته من الآيات إنما أضيفت الرحمة فيه إلى الرب سبحانه، وليس إلى العبد،
ورحمة العبد تتصور في مثل رحمة الأم بولدها، والحيوان بولده، والعالم بتلميذه، وصاحب العمل بأجيره، وهكذا
فالعبارة (((نفعنا الله برحمته))) تثير القلق، وهي إلى الخطأ أقرب
إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب، لكن يبقى الكلام غير تام في هذا السياق، لأنه يصبح لا علاقة له بصاحب الكتاب، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/275)
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:42 ص]ـ
فالعبارة (((نفعنا الله برحمته))) تثير القلق، وهي إلى الخطأ أقرب
إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب، لكن يبقى الكلام غير تام في هذا السياق، لأنه يصبح لا علاقة له بصاحب الكتاب، والله تعالى أعلم
نعم، وأثارت القلق أكثر لما رأيت بنفسي العديد من كتابات أهل البدع والأهواء وهم يعتزون بتلك العبارة، ولايألون جهدا في ذكرها، ولا يخفى ما في ذلك من فتنة، والله أعلى وأعلم ...
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:48 ص]ـ
...
إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب،
هذا بالضبط ما أقصده من سوق الآيات البينات، وما عدا ذلك فيخشى أن يكون تزكية على الله،
كأن يصف أحدهم، عظمة فلان، رحمة فلان، بركة فلان، وكأنهم يمثلون أو يضاهون الصفات، تنبه!
قال تعالى: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 11:54 م]ـ
وماذكرته من أن العلم والصدقة الجارية والولد الصالح يدخل في الرحمة فهذا يقال من باب التجوز أي المجاز
- بل من الحقيقة وليس المجاز؛ لأن الرحمة المضافة لله من باب إضافة الشيء لمصدره، لخالقه تشريفا وتعظيما - كما قال شيخنا ابن عثيمين - ولكنها أعمال العبد المخلوقة وكذا الرحمة في هذه الأعمال مخلوقة، راجع حديث " إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ... "
... هذه الرحمة المخلوقة، التي أضيفت لله تعظيما ... وتأدبا ...
وعلى هذا تكون أعمال الرحمة رحمة - على الحقيقة - ولا ينكر ذلك أحد!
قال في (الفصل في الملل والأهواء والنحل):
وأما الرحمة فقد قال رسول الله أن الله خلق مائة رحمة فقسم في عباده رحمة واحدة فيها يتراحمون ورفع التسعة وتسعين ليوم القيامة يرحم بها عباده أو كما قال وهذا رفع للأشكال جملة في أن الرحمة مخلوقة ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن إدخال الله عز و جل الجنة من أدخله فيها برحمته تعالى وأن بعثته محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة لمن آمن به وكل ذلك مخلوق بلا شك.
ومثل هذه - الحقيقة - قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "!
فإن قال قائل: هذا على التجوز لا الحقيقة.
فالجواب بحول الملك الوهاب: لا بل على الحقيقة لأنه لا يعدل عن الحقيقة إلى مجاز إلا ببرهان، والبرهان هنا بالحقيقة وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: "إنما أنا رحمة مهداة" ....
فهل يصح أن يقول أحدهم: " هذا من باب التجوز "؟!!!!!!!
وفي حديث عبد الله بن مسعود قال:
أصاب النبي ضيفا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاما، فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: فأهديت له شاة مصلية، فقال:
" هذه من فضل الله، و نحن ننتظر الرحمة "
نعم، هي ليست رحمة من العبد، هي رحمة من المعبود - عز وتعالى - وأضيفت لصاحب الرحمة تشريفا وتأدبا، وفي نفس الوقت هي من خلق أفعال العباد!
نعم، هي من خلق أفعال العباد على الحقيقة!
في الحقيقة،هذا الكلام حول كلمة " نفعنا الله برحمته " مثل إنكار بعضهم عبارة " والشر ليس إليك " والله خلق كل شيء؛ النفع والضر، والخير والشر، ولكن لما تعلم أن ذلك تأدبا ومكرمة لحسم الأمر!!!
يعني أننا من التأدب مع الله ننسب صفات الكمال لله وحده، حتى لو كانت باشترالك لفظي بين الخالق والمخلوق، مثل قوله تعال " فلله العزة جميعا " وما أشبه ذلك!
ومثل قول بعضهم " الكمال لله وحده " فيلتبس الأمر على من قال: " ما كامل إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "!!!!!!!
والحسم أن كمال الله كمال الإله، الذات والأسماء والصفات، كمال الألوهية وكمال الربوبية، وكمال رسوله كمال العبودية، وكمال البشرية، فتنبه!
فحقيقة الكمال في الأمر لم تعدل إلى غيرها، ولا يصار بها لمجاز، وعلى ذلك مبنى التأويل في المسالك ...
والله أعلى وأعلم.
راجع كلام ابن حزم في (الفصل) فما أحسنه ...
(خلق أفعال العباد) للبخاري ...
انتهى
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[25 - 05 - 09, 07:43 م]ـ
ألا ترى أن كل ما سقته من الآيات إنما أضيفت الرحمة فيه إلى الرب سبحانه، وليس إلى العبد؟
نعم؛ لأن الإضافة كانت أمرا مقضيا!
حتى العبد مضاف إلى الرب سبحانه!
ثم أن من الآيات ما أضافة الرحمة ولكن للعبد!
قال تعالى: "فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا "
والرُّحْم: الرحمة أصلا ومنها البر والصلة والرَّحِم، يعني أن الزكاة والرحمة أضيفت للولد الصالح لأنهما مخلوقتان.
فتنبه!
و قوله " وأقرب رحما " قرأها ابن عامر بضم الحاء والباقون بسكونها،
وقال في (المحكم والمحيط الأعظم): وما أقرب رُحْمَ فلان، أي ما أرْحَمهُ وأبرَّه.
وقال في (روح المعاني): {وَأَقْرَبَ رُحْماً} أي رحمة، قال رؤبة بن العجاج:
يا منزل الرحم على إدريسا ... ومنزل اللعن على إبليسا
وهما مصدران كالكثر والكثرة، والمراد أقرب رحمة عليهما وبراً بهما واستظهر ذلك أبو حيان، ولعل وجهه كثرة استعمال المصدر مبنياً للفاعل مع ما في ذلك هنا من موافقة المصدر قبله، وأخرج ابن أبي شيبة. وابن المنذر. وابن أبي حاتم عن عطية أن المعنى هما به أرحم منهما بالغلام.
وقال في (زاد المسير): ومعنى الرُّحْم والرُّحُم في اللغة: العطف والرحمة، قال الشاعر:
وكيف بظلم جَاريةٍ ... ومنها اللِّينُ والرُّحُم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/276)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[26 - 05 - 09, 12:08 ص]ـ
يا أخانا أباربكر كنت قد تلطفت في عبارتي حتى لا أصادم ما قاله الإخوة ولكن الآن أقول هذه العبارة (نفعنا الله برحمته) بعد أن قال أخونا الشيخ خالد سالم:
هذه العبارة وجدتها مكتوبة على بعض الكتب بعد ذكر المؤلف وهو قد توفي منذ قرون (الإمام العلامة الحافظ فلان بن فلان نفعنا الله برحمته وأسكنه فسيح جناته) , بارك الله فيكم أحبتي.
إن كان المقصود بالضمير هنا هذا العالم فهي عبارة باطلة من خزعبلات المتصوفة
وأنا لم أقل أن العبد ليس فيه رحمة، ولكن قلت الانتفاع برحمة العبد منوط بوجوده على قيد الحياة، ومتى سمعت أن العرب تقول نفعنا الله برحمة فلان وتقصد علمه أو صدقته، الأمر أوضح مما تتصوره، واقرأ ما كتبته في هذه المشاركة
شكر الله لك أخي أبابكر الأثري على ما تفضلت به
وماذكرته من أن العلم والصدقة الجارية والولد الصالح يدخل في الرحمة فهذا يقال من باب التجوز أي المجاز
لكن ظاهر استعمالات اللغة أنها لاتسمي مثل هذه الأعمال من العبد رحمة منه
ألا ترى أن كل ما سقته من الآيات إنما أضيفت الرحمة فيه إلى الرب سبحانه، وليس إلى العبد،
ورحمة العبد تتصور في مثل رحمة الأم بولدها، والحيوان بولده، والعالم بتلميذه، وصاحب العمل بأجيره، وهكذا
فالعبارة (((نفعنا الله برحمته))) تثير القلق، وهي إلى الخطأ أقرب
إلا إذا جعلنا الرحمةهنا مضافة إلى الرب، لكن يبقى الكلام غير تام في هذا السياق، لأنه يصبح لا علاقة له بصاحب الكتاب، والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[26 - 05 - 09, 07:27 ص]ـ
إن كان المقصود بالضمير هنا هذا العالم فهي عبارة باطلة من خزعبلات المتصوفة
هذا ما أصلت تماما على ما أردت وذكرت، وقد قلت:
لما تشابه الكلام مع أهل البدع والضلال والأوهام، عدل عن ذلك الشبه واستخدم أهل الإيمان ما أذن الله لهم من الكلم الطيب،
ولا ريب أن العبارة من أوهام أهل البدع والإيهام والصوفية الغلاة وأهل الأهواء.
والواجب التمسك بالهدي من الكتاب والسنة؛
قال تعالى: " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ".
فالخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في ابتداع من خلف.
وبالله التوفيق.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(55/277)
تبيين الكذب المفترى على أئمة الورى (1) الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 05 - 09, 01:11 م]ـ
تبيين الكذب المفترى على أئمة الورى
(1) على الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبمنته تُنال القربات، وبرحمته تزال المكروبات،وبطاعته تقسم الجنات، والصلاة والسلام على من تكلم بأفصح اللغات،بيّن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ووضّح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأتى بالبينات،بشّر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنذر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحذر من البُنيات، آله الطيبين أهل المسارعة في الخيرات، وصحبه الغُر الميامين الذين بلغوا عنه الحديث والآيات، اللهم صل وسلم وزد بارك عليه ومن اقتفي أثره حتى الممات.
يتشبث القبوريون بأي قصة أو أثر يرد عن الأئمة الربانيين من أهل السنة والجماعة،فيه شبهة - ظنوا-أو شيء يتوهمون أنه ينصر باطلهم،ودينهم الذي يخالف دين الله U ورسوله r وما كان عليه آله u وأصحابه t ، فقالوا عن الصحابة والتابعين بل لفقوا عن الأئمة الأربعة قصص يروجون بها لباطلهم ([1])،وكذلك على أتباع هؤلاء الأئمة ومن هذا كذبهم المفترى على الإمام إبراهيم الحربي ’ بقولهم والحافظ إبراهيم الحربي: توسل بقوله " قبر معروف الكرخي هو الترياق المجرب " تاريخ بغداد 1/ 122.
وحجتهم: رواية الخطيب ’: تاريخ بغداد - (ج 1 / ص 122)
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياق المجرب.
وعنه رواها الذهبي ’ بلا إسناد: سير أعلام النبلاء - (ج 9 / ص 343)
وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب.
التبيين:
قال الخطيب ’: أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب.
إسماعيل بن أحمد الحيري: سير أعلام النبلاء - (ج 17 / ص 539)
الحيري العلامة المفسر، أبو عبد الرحمن، إسماعيل بن أحمد، النيسابوري، الحيري، الضرير الزاهد، أحد الأعلام. له التصانيف في القرآن والقراءات، والحديث والوعظ، ونفع الخلق. روى عن: زاهر السرخسي، وأبي محمد المخلدي، وحفيد ابن خزيمة، وأبي الهيثم الكشميهني. وعنه: الخطيب، ومسعود بن ناصر. قال الخطيب: قدم علينا، ونعم الشيخ كان، له تفسير مشهور، قرأت عليه " صحيح " البخاري في ثلاثة مجالس، ميعادان في ليلتين.
ترجم له الخطيب ’ في تاريخه ([1] [1]) بقوله (إسماعيل بن احمد بن عبد الله أبو عبد الرحمن الضرير الحيري من أهل نيسابور قدم علينا حاجا في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وحدث ببغداد عن أبى طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة وأحمد بن إبراهيم العبدوي والحسن بن احمد المخلدى وأحمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي وأحمد بن محمد بن عمر الخفاف وأبى الحسن الماسرجسي ومحمد بن عبد الله بن حمدون وأبى بكر الجوزقى ومحمد بن احمد بن عبدوس المزكى النيسابوريين وأزهر بن احمد السرخسي والحاكم أبى الفضل محمد بن الحسين الحدادى المروزي وأبى نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني وأبى الهيثم محمد بن المكى الكشمهينى وأبى عبد الرحمن السلمي وغيرهم كتبنا عنه ونعم الشيخ كان فضلا وعلما ومعرفة وفهما وأمانة وصدقا وديانة وخلقا .... إلى أن قال وهو راوي كتاب أبي عبدالرحمن السلمي (طبقات الصوفية) وقد أكثر الخطيب البغدادي من النقل عنه في تاريخه أنظر: (ج 1 / ص 121)، (ج 1 / ص 330)، (ج 1 / ص 390)، (ج 2 / ص 48)، (ج 3 / ص 62)، (ج 4 / ص 11)، (ج 5 / ص 29)، (ج 6 / ص 86)،وغيرها كثير.
محمد بن الحسين السلمي: هو محمد بن الحسين بن خالد بن سالم بن راوية بن سعيد بن قبيصة بن سراقة، أبو عبد الرحمن. واشتهر أبو عبد الرحمن بنسبته إلى سليم، فهو حفيد الشيخ أبي عمرو، إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن سالم بن خالد السلمي، نسبة إلى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، وهي قبيلة مشهورة.فهو أبو عبدالرحمن السلمي صاحب طبقات الصوفية.
سير أعلام النبلاء - (ج 17 / ص 249)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/278)
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في " سياق التاريخ ": أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق، ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة، ورث التصوف من أبيه وجده، وجمع من الكتب ما لم يسبق إلى ترتيبه حتى بلغ فهرس كتبه المئة أو أكثر، حدث أكثر من أربعين سنة قراءة وإملاء، وكتب الحديث بنيسابور ومرو والعراق والحجاز، وانتخب عليه الحفاظ.
سمع من أبيه وجده ابن نجيد، وأبي عبدالله الصفار، وأبي العباس الاصم، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي إسحاق الحيري، وأبي جعفر الرازي ... إلى أخر ترجمه قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت: وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤال عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي " حقائق تفسيره " أشياء لا تسوغ أصلا، عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدها بعضهم عرفانا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين è.
مات السلمي في شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، وقيل: في رجب بنيسابور، وكانت جنازته مشهودة.
...... وقيل: بلغت تآليف السلمي ألف جزء، و " حقائقه " قرمطة، وما أظنه يتعمد الكذب، بلى يروي عن محمد بن عبدالله الرازي الصوفي أباطيل وعن غيره.
قال الإمام تقي الدين ابن الصلاح في " فتاويه ": وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر ’ أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي " حقائق التفسير "، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر ([2] [2]). ا. هـ
قلت: واغوثاه! واغربتاه!.
قال أبو عبد الرحمن السلمي في طبقاته:
سمعتُ أبا الحسن بن مِقْسَم المُقْرِىءَ، ببغدادَ، يقول: سمعتُ أبا على الصَّفَّارَ، يقول: سمعتُ إبرهيمَ بنَ الجَزَرِىِّ، يقولُ: " قبر معروف التِّرْياقُ المُجَرَّبُ " طبقات الصوفية (ج 1 / ص 39)
.
r فها هي طريق الخطيب البغدادي ’ في تاريخه.
r أيكون هذا تصحيف وقع في التاريخ، وأخذها عنه الذهبي ’؟
أبو الحسن بن مِقْسَم المُقْرِىءَ ت 380 هـ: ترجم له الخطيب ’ في تاريخه بقوله (هو أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبو الحسن المقرئ العطار حدث عن احمد بن الصلت الحماني ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وأبى القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهم حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ ومحمد بن عمر بن بكير النجار وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وأبو محمد الخلال وأحمد بن محمد العتيقي وكان يظهر النسك والصلاح ولم يكن في الحديث ثقة حدثني على بن محمد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول أبو الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ البغدادي حدث عمن لم يره ومن مات قبل أن يولد سمعت أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق يقول سمعت أبا يعلى الوراق يقول قال لي أبو الحسن بن مقسم اكتب لي من أحاديث محمود بن محمد الواسطي قال فقلت له متى سمعت منه قال وما كتبت له شيئا قال حمزة وسمعت الدارقطني وجماعة من المشايخ تكلموا في بن مقسم وكان أمره أبين من هذا سألت أبا نعيم الحافظ عن احمد بن محمد بن مقسم فقال لين الحديث سمعت أبا القاسم الأزهري يقول لم يكن أبو الحسن بن مقسم ثقة وقد رأيته وسمعته ذكره مرة أخرى فقال كان كذابا حدثني الأزهري قال سنة ثمانين وثلاثمائة فيها مات أبو الحسن بن مقسم ومولده سنة ست وتسعين ومائتين أخبرنا احمد بن محمد العتيقي قال سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفى أبو الحسن بن مقسم العطار يوم السبت لأربع عشرة خلت من شعبان وكان رجلا صالحا وكان مولده سنة ست وتسعين ومائتين قال لي العتيقي في موضع آخر توفى بن مقسم في يوم السبت السادس عشر من شعبان وكذلك قال محمد بن أبى الفوارس وقال ابن أبى الفوارس أيضا كان سيء الحال في الحديث مذموما ذاهبا لم يكن بشيء البتة قال الذهبي ’ في ميزان الاعتدال - (1/ 134) أحمد بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرى. حدث عن الباغندى. قال أبو القاسم الازهرى: كذاب. وقال الخطيب: حدثنا عنه أبو نعيم الحافظ، ومحمد بن عمر بن بكير، والخلال، وكان يظهر النسك والصلاح، ولم يكن في الحديث ثقة.)
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/279)
أبو علي الصَّفَّارَ الأديب النحوي ’ 247 - 341 هـ ترجم له الخطيب ’ في تاريخه ([3] [3]) بقوله هو (إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمن أبو على الصفار النحوي صاحب المبرد سمع الحسن بن عرفة العبدي وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي وزكريا بن يحيى المروزي وأحمد بن منصور الرمادي وسعدان بن نصر المخرمي وعباس بن عبد الله الترقفي وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن إسحاق الصاغاني والحسن بن على بن عفان العامري وزيد بن إسماعيل الصائغ وأبا البختري العنبري ومحمد بن عبيد الله المنادى وعلى بن داود القنطري وغير هؤلاء من أهل طبقتهم وممن بعدهم روى عنه محمد بن المظفر والدارقطني وجماعة نحوهما وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدى وأحمد بن محمد المتيم وأبو عبد الله بن دوست ومحمد بن احمد بن رزقويه وعبد العزيز بن محمد الستوري والحسين بن عمر بن برهان الغزال ومحمد بن عبيد الله الحنائي وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق وهلال الحفار والقاضي أبو القاسم بن المنذر والحسين بن الحسن المخزومي وأبو الحسين بن بشران وعبد الله بن يحيى السكري وأبو الحسين بن الفضل بن القطان وآخر من حدثنا عنه محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز أخبرني الأزهري عن أبى الحسن الدارقطني قال إسماعيل بن محمد الصفار ثقة وأخبرني الأزهري قال قال أبو الحسن الدارقطني صام إسماعيل الصفار أربعة وثمانين رمضانا قال وكان متعصبا للسنة.
قرأت في كتاب محمد بن على بن عمر الفياض أخبرني إسماعيل بن محمد المعروف بالصفار أنه ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين قلت وقيل أن مولده كان في ليلة الإثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه السنة وأخبرني الأزهري عن محمد بن العباس بن الفرات قال مولد إسماعيل الصفار سنة ثمان وأربعين ومائتين وتوفى سحر يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا بن قانع أن إسماعيل الصفار مات في يوم الخميس لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان إملاء قال توفى إسماعيل الصفار في يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وأربعين
وثلاثمائة قلت ودفن مقابل قبر معروف الكرخي بينهما عرض الطريق دون قبر أبى بكر الآدمي وأبى عمر الزاهد).
إبراهيم بن الجزري الذي روى عنه هذا الكلام، لم أهتدي لترجمة له فمن يعلم له ترجمة فليفدني وجزاه الله خيرا.
أما الحربي ’ فهذه نبذة عنه حتى نعلم لما ينتحلون عليه مثل هذا؟
أبو إسحاق إبراهيم الحربي ’ (198هـ-285ه)
هو إبراهيم بن بشر بن عبد الله أبو إسحاق الحربي، من تلاميذ الإمام أحمد الأوفياء، ومن طلابه النجباء، حسنة من حسناته الكثيرة، وصدقة من صدقاته الجارية الوفيرة، وثمرة من ثماره المفيدة، حيث تربى على يديه منذ الصغر، وأخذ عنه الأدب والسلوك قبل أن يأخذ عنه الحديث والفقه.
كان أبو إسحاق الحربي رحمه الله إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، قدوة في الزهد والفقر والصبر.
له التصانيف الكثيرة المفيدة، منها "غريب الحديث"، وهو أجلها، وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات محققة، و"دلائل النبوة"، و"كتاب الحمام"، و"سجود القرآن"، و"ذم الغيبة والنهي عن الكذب"، و"المناسك"، وغيرها كثير.
مولده في سنة ثمان وتسعين ومائة.
r وطلب العلم وهو حدث، فسمع من: هوذة بن خليفة، وهو أكبر شيخ لقيه، وعفان بن مسلم، وأبي نعيم وعمرو بن مرزوق، وعبد الله بن صالح العجلي، وأبي عمر الحوضي، وعمر بن حفص، وعاصم بن علي، ومسدد بن مسرهد.
وموسى بن إسماعيل المنقري، وشعيب بن محرز، وأبي عبد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن شبيب، وابن نمير، والحكم بن موسى، وأبي معمر المقعد، وأبي الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وسريج بن النعمان، وعلي بن الجعد، ومحمد بن الصباح، وخلف بن هشام، وأبي بكر بن أبي شيبة، وبندار، وخلق كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/280)
rحدث عنه خلق كثير، منهم: أبو محمد بن صاعد، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر الختلي، وأبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، وعبد الرحمن بن العباس والد المخلص، وسليمان بن إسحاق الجلاب، ومحمد بن مخلد العطار، وجعفر الخلدي، ومحمد بن جعفر الأنباري، وأبو بحر محمد بن الحسن البربهاري، وأمثالهم. قال أبو بكر الخطيب: كان إماما في العلم، رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعة للغة، صنف "غريب الحديث"، وكتبا كثيرة، وأصله من مرو.
روى المخلص، عن أبيه، قال: كان إسماعيل القاضي يشتهي أن يلتقي إبراهيم، فالتقيا يوما، وتذاكرا، فلما افترقا، سئل إبراهيم عن إسماعيل، فقال: إسماعيل جبل نفخ فيه الروح. وقال إسماعيل: ما رأيت مثل إبراهيم.
قلت: إسماعيل هو ابن إسحاق القاضي، عالم العراق.
r قال محمد بن مخلد العطار: سمعت إبراهيم الحربي يقول: لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم، ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي -‘- وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح.
r وقال أبو أيوب الجلاب سليمان بن إسحاق: قال لي إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئا من أدب رسول الله -‘- أن يتمسك به. قال: فقيل لإبراهيم: إنهم يقولون: صاحب السوداء يحفظ؟ قال: لا، هي أخت البلغم، صاحبها لا يحفظ شيئا، إنما يحفظ صاحب الصفراء.
r وقال عثمان بن حمدويه البزاز: سمعت إبراهيم الحربي يقول: خرج أبو يوسف القاضي يوما -وأصحاب الحديث على الباب- فقال: ما على الأرض خير منكم، قد جئتم أو بكرتم تسمعون حديث رسول الله -‘.
r قال هبة الله اللالكائي: سمعت أحمد بن محمد بن الصقر، سمعت أبا الحسن بن قريش يقول: حضرت إبراهيم الحربي -وجاءه يوسف القاضي، ومعه ابنه أبو عمر- فقال له: يا أبا إسحاق، لو جئناك على مقدار واجب حقك، لكانت أوقاتنا كلها عندك. فقال: ليس كل غيبة جفوة، ولا كل لقاء مودة، وإنما هو تقارب القلوب.
قال الحاكم: سمعت محمد بن عبد الله الصفار، سمعت إبراهيم الحربي -وحدث عن حميد بن زنجويه، عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث- فقال: اللهم لك الحمد، ورفع يديه فحمد الله، ثم قال: عندي عن عبد الله بن صالح قمطر، وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق، وأنا أحمد الله على الصدق. زادني فيه بعض أصحابنا: عن الصفار، فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، لما أقبل الله بهذه الوجوه عليك.
r ثم قال الحاكم: وسمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي، في الأدب والفقه والحديث والزهد.
ثم ذكر له كتابا في غريب الحديث، لم يسبق إليه.
r قال القاضي أبو المطرف بن فطيس: سمعت أبا الحسن المقرئ، سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن بيان البغدادي، سمعت إبراهيم الحربي -ولم يكن في وقته مثله- يقول، وقد سئل عن الاسم والمسمى: لي مذ أجالس أهل العلم سبعون سنة، ما سمعت أحدا منهم يتكلم في الاسم والمسمى.
r عمر بن عراك المقرئ: حدثنا إبراهيم بن المولد، حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد، حدثني إبراهيم الحربي، قال: كنا عند عبيد الله بن عائشة في مسجده، إذ طرقه سائل، فسأله شيئا، فلم يكن معه ما يعطيه، فدفع إليه خاتمه، فلما أن ولّى السائل دعاه، فقال له: لا تظن أني دعوتك ضنة مني بما أعطيتك، إن هذا الفص شراؤه علي خمس مائة دينار، فانظر كيف تخرجه. فضرب السائل بيده إلى الخاتم، فكسره، ورمى بالفص إليه، وقال: بارك الله لك في فصك، هذه الفضة تكفيني لقوتي وقوت عيالي اليوم.
r قال أبو العباس ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو، من خمسين سنة.
r قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي، فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه.
وقيل: إن المعتضد نفذ إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف، فردها.
ثم سير له مرة أخرى ألف دينار، فردها.
وروى أبو الفضل عبيد الله الزهري، عن أبيه عبد الرحمن، عن إبراهيم الحربي، قال: ما أنشدت بيتا قط إلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاثا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/281)
قال أبو الحسن الدارقطني: وإبراهيم إمام بارع في كل علم، صدوق.
أبو ذر الهروي: سمعت أبا طاهر المخلص، سمعت أبي: سمعت إبراهيم الحربي، وكان وعدنا أن يملي علينا مسألة في الاسم والمسمى، وكان يجتمع في مجلسه ثلاثون ألف محبرة، وكان إبراهيم مقلا، وكانت له غرفة، يصعد، فيشرف منها على الناس، فيها كوة إلى الشارع، فلما اجتمع الناس، أشرف عليها، فقال لهم: قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الاسم والمسمى، ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدي به، فرأيت الكلام فيه بدعة، فقام الناس، وانصرفوا.
فلما كان يوم الجمعة، أتاه رجل، وكان إبراهيم لا يقعد إلا وحده، فسأله عن هذه المسألة، فقال، ألم تحضر مجلسنا بالأمس؟ قال: بلى. فقال: أتعرف العلم كله؟ قال: لا. قال: فاجعل هذا مما لم تعرف.
وبالإسناد: قال إبراهيم: ما انتفعت من علمي قط إلا بنصف حبة، وقفت على إنسان، فدفعت إليه قطعة أشتري حاجة، فأصاب فيها دانقا، إلا نصف حبة، فسألني عن مسألة، فأجبته، ثم قال للغلام: أعط أبا إسحاق بدانق، ولا تحطه بنصف حبة.
وسمعته يقول: أقمت ثلاثين سنة، كل ليلة إذا أويت إلى فراشي، لو أعطيت رغيفي جارتي لاحتجت إليهما.
ويروى: أن إبراهيم لما صنف "غريب الحديث"، وهو كتاب نفيس كامل في معناه. قال ثعلب: ما لإبراهيم وغريب الحديث؟، رجل محدث. ثم حضر مجلسه، فلما حضر المجلس سجد ثعلب، وقال: ما ظننت أن على وجه الأرض مثل هذا الرجل.
rقال أبو ذر الهروي: حكى لي بعض أصحابنا ببغداد، أن إبراهيم الحربي كان سمع مسائل ابن القاسم علي بن الحارث بن مسكين، وحصل سماعه مع رجل، ثم مال إلى طريقة الكلام، فلم يستعرها منه إبراهيم، ورجع، فسمعها من الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ابن أبي الغمر، عن ابن القاسم.
قلت: نعم، يظهر في تصانيف الحربي أنه ينزل في أحاديث، ويكثر منها، وهذا يدل على أنه لم يزل طلابة للعلم.
وروى المخلص، عن أبيه: أن المعتضد بعث إلى إبراهيم الحربي بمال، فرده عليه أوحش رد، وقال: رُدها إلى من أخذتها منه، وهو محتاج إلى فلس. وكان لا يغسل ثوبه إلا في كل أربعة أشهر مرة. ولقد زلق مرة في الطين، فلقد كنت أرى عليه أثر الطين في ثوبه إلى أن غسله.
قال عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي الحنبلي: أخبرنا أبو الحسين العتكي، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زمانكم؟ فقال رجل: الغريب: من نأى عن وطنه. وقال آخر: الغريب: من فارق أحبابه. فقال إبراهيم: الغريب في زماننا: رجل صالح، عاش بين قوم صالحين، إن أمر بمعرف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا أمدوه، ثم ماتوا وتركوه.
قال أحمد بن مروان الدينوري: أتينا إبراهيم الحربي، وهو جالس على باب داره، فسلمنا وجلسنا، فجعل يقبل علينا، فلما أكثرنا عليه، حدثنا حديثين، ثم قال لنا: مَثل أصحاب الحديث مثل الصياد الذي يلقي شبكته في الماء، فيجتهد، فإن أخرج سمكة، وإلا أخرج صخرة.
قال أحمد بن جعفر بن سلم: حدثنا شيخ لنا، قال: قيل لإبراهيم الحربي: هل كسبت بالعلم شيئا؟ قال: كسبت به نصف فلس: كانت أمي تجري علي كل يوم رغيفين، وقطيعة فيها نصف دانق، فخرجت في يوم ذي طين، وأجمع رأيي على أن آكل شيئا حلوا، فلم أر شيئا أرخص من الدبس، فأتيت بقالا، فدفعت إليه القطيعة، فإذا فيها قيراط إلا نصف فلس.
وتذاكرنا حديث السخاء والكرم، فقال البقال: يا أبا إسحاق، أنت تكتب الأخبار والحديث، حدثنا في السخاء بحديث، قلت: نعم. حدثني أبو بكر عبد الله بن الزبير، حدثنا أبي، عن شيخ له، قال: خرج عبد الله بن جعفر إلى ضياعه ينظر إليها، فإذا في حائط لنسيب له عبد أسود، بيده رغيف وهو يأكل لقمة، ويطرح لكلب لقمة.
فلما رأى ذلك استحسنه، فقال: يا أسود، لمن أنت؟ قال: لمصعب بن الزبير. قال: وهذه الضيعة لمن؟ قال: له. قال: لقد رأيت منك عجبا، تأكل لقمة، وتطرح للكلب لقمة، قال: إني لأستحيي من عين تنظر إلي أن أوثر نفسي عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/282)
قال: فرجع إلى المدنية، فاشترى الضيعة والعبد، ثم رجع، وإذا بالعبد، فقال: يا أسود، إني قد اشتريتك من مصعب. فوثب قائما، وقال: جعلني الله عليك ميمون الطلعة. قال: وإني اشتريت هذه الضيعة. فقال: أكمل الله لك خيرها. قال: وإني أشهد أنك حر لوجه الله. قال: أحسن الله جزاءك.
قال: وأشهد الله أن الضيعة مني هدية إليك. قال: جزاك الله بالحسنى. ثم قال العبد: فأشهد الله وأشهدك أن هذه الضيعة وقف مني على الفقراء.
فرجع وهو يقول: العبد أكرم منا.
قال سليمان بن إسحاق الجلاب: سمعت الحربي يقول: الأبواب تبنى على أربع طبقات: طبقة المسند، وطبقة الصحابة، وطبقة التابعين، فيقدم كبارهم، كعلقمة والأسود، وبعدهم من هو أصغر منهم، وبعدهم تابع التابعين، مثل سفيان، ومالك، والحسن بن صالح، وعبيد الله بن الحسن، وابن أبي ليلى، وابن شبرمة، والأوزاعي.
وروى عن إبراهيم الحربي، قال: الناس على أربع طبقات: مليح يتملح، ومليح يتبغض، وبغيض يتملح، وبغيض يتبغض، فالأول: هو المنى، الثاني: يحتمل، وأما بغيض يتملح، فإني أرحمه، وأما البغيض، الذي يتبغض، فأفر منه.
قال ابن بشكوال في أخبار إبراهيم الحربي: نقلت من كتاب ابن عتاب: كان إبراهيم الحربي رجلا صالحا من أهل العلم، بلغه أن قوما من الذين كانوا يجالسونه يفضلونه على أحمد بن حنبل، فوقفهم على ذلك، فأقروا به، فقال: ظلمتموني بتفضيلكم لي على رجل لا أشبهه، ولا ألحق به في حال من أحواله، فأقسم بالله، لا أسمعكم شيئا من العلم أبدا، فلا تأتوني بعد يومكم.
مات الحربي ببغداد، فدفن في داره يوم الاثنين، لسبع بقين من ذي الحجة، سنة خمس وثمانين ومائتين في أيام المعتضد.
قال المسعودي: كانت وفاة الحربي المحدث الفقيه في الجانب الغربي، وله نيف وثمانون سنة. . . . وكان صدوقا، عالما، فصيحا، جوادا، عفيفا، زاهدا، عابدا، ناسكا، وكان مع ذلك ضاحك السن، ظريف الطبع. . . ولم يكن معه تكبر ولا تجبر، وربما مزح مع أصدقائه بما يستحسن منه، ويستقبح من غيره.
وكان شيخ البغداديين في وقته، وظريفهم، وزاهدهم، وناسكهم، ومسندهم في الحديث، وكان يتفقه لأهل العراق قال القفطي في "تاريخ النحاة" له: كان إبراهيم الحربي رأسا في الزهد، عارفا بالمذاهب، بصيرا بالحديث، حافظا له. . . . له في اللغة كتاب: "غريب الحديث"، وهو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع.
r قال الحسين بن فهم الحافظ: لا ترى عيناك مثل إبراهيم الحربي، إمام الدنيا، لقد رأيت، وجالست العلماء، فما رأيت رجلا أكمل منه.
r قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد. قلت: يريد من اجتمع فيه هذه الأمور الأربعة.
r قال سليمان بن الخليل: سمعت الحربي يقول: في كتاب أبي عبيد "غريب الحديث" ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل.
r قال أبو الحسن الدارقطني: الحربي إمام، مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق.
r قال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا، كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن أو باقة فجل.
r محمد بن أيوب العكبري: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين.
r قال أبو الحسين بن سمعون: حدثنا أحمد بن سليمان القطيعي قال: أضقت إضاقة، فأتيت إبراهيم الحربي لأبثه فقال لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أُضقت مرة، حتى انتهى أمري إلى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت الزوجة: هب أني أنا وأنت نصبر، فكيف بالصبيتين؟ هات شيئا من كتبك نبيعه أو نرهنه. فضننت بذلك، وقلت: أقترض غدا.
فلما كان الليل، دق الباب، فقلت: من ذا؟ قال: رجل من الجيران فقلت: ادخل. فقال:، فأطفئ السراج حتى أدخل. فكببت شيئا على السراج، فدخل، وترك شيئا، وقام، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمس مائة درهم، فأنبهنا الصغار وأكلوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/283)
ثم من الغد إذا جمَّال يقود جملين، عليهما حملان ورقا، وهو يسأل عن منزلي، فقال: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان، واستحلفني أن لا أقول من هو. إسنادها مرسل.
r قال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر، ولا أحدث عنه بشيء، لأني رأيته المغرب وبيده نعله مبادرا، فقلت: إلى أين؟ قال: ألحق الصلاة مع أبي عبد الله. فظننته يعني أحمد بن حنبل، ثم قلت: من أبو عبد الله؟ قال: ابن أبي دؤاد.
وقيل: إن المعتضد لما نفذ إلى الحربي بالعشرة آلاف فردها، فقيل له: ففرقها، فأبى، ثم لما مرض، سير إليه المعتضد ألف دينار، فلم يقبلها، فخاصمتْه بنته، فقال: أتخشين إذا مت الفقر؟ قالت: نعم. قال: في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها بخطي، فبيعي منها كل يوم جزءا بدرهم وأنفقيه.
r قال إبراهيم ’: رأيتُ رجالات الدنيا، فلم أر مثل ثلاثة: رأيتُ أحمد بن حنبل يعجز النساء أن يلدن مثله، ورأيتُ بشر بن الحارث ـ الحافي ـ من قرنه إلى قدمه مملوءاً عقلاً، ورأيتُ أبا عبيد ـ القاسم بن سلام ـ كأنه جبل نفخ فيه علم.
r وقال: ما شكوتُ إلى أمي، ولا إلى أختي، ولا إلى امرأتي، ولا إلى بناتي حُمَّى قط وجدتها، الرجل هو الذي يدخل غمه على نفسه، ولا يغم عياله. وكانت بي شقيقة خمساً وأربعين سنة قط، ما أخبرت بها أحداً قط. ولي عشر سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت بها أحداً قط. وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بها أمي أو أختي أكلت، و إلا بقيت جائعاً عطشاناً إلى الليلة الثانية. وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني به امرأتي أو إحدى بناتي أكلته، و إلا بقيت جائعاً عطشاناً إلى الليلة الأخرى. والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة، إن كان برنياً، أونيفاً وعشرين إن كان دَقلاً. ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهراً، فقام إفطاري في هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف ـ يعني إفطاره من الصيام ليلاً. ودخلت الحمام واشتريت لهم صابوناً بدانقين، فقامت نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانيق ونصف. ما أخذت على علم قط أجراً إلا مرة واحدة، فإني وقفت على باب بقال فوزنت قيراطاً إلا فلساً، فسألني عن مسألة فأجبته، فقال للغلام: أعطه بقيراط ولا تنقصه شيئاً، فزادني فلساً.
rوقال لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زمانكم هذا؟ فقال واحد منهم: الغريب من نأى عن وطنه، وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه، وقال كل واحد منهم شيئاً، فقال إبراهيم: الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه، ثم ماتوا وتركوه ـ كأن إبراهيم يعني بذلك نفسه.
rقال عبد الله بن الإمام أحمد: كان أبي يقول: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقي عليك الفرائض.
r وقال محمد بن صالح القاضي: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب، والحديث، والفقه، والزهد.
rوقال محمد بن خلف وكيع: كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه شيئاً كثيراً، قال: فمات، فجئت أعزيه، قال: فقال لي: كنت أشتهي موت ابني هذا؛ قلت: يا أبا إسحاق، أنت عالم الدنيا تقول مثل هذا في صبي قد أنجب ولقنته الحديث والفقه؟ قال: نعم، رأيت في النوم كأن القيامة قد قامت، وكأن صبياناً بأيديهم قلال فيها ماء يستقبلون الناس يسقونهم، وكأن اليوم حار شديد حره، فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، فنظر إلي وقال: لستَ أبي، فقلت: إيش أنتم؟ فقال: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، فخلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء، قال: فلهذا تمنيت موته.
r ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن إبراهيم الحربي؟ فقال: كان إماماً، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في علمه، وزهده، وورعه.
r وقال إبراهيم الحربي: ما أنشدت بيتاً من الشعر إلا قرأت بعد: "قل هو الله أحد" ثلاث مرات.
r وقال: التابعون كلهم خير، وخيرهم أحمد بن حنبل، وهو عندي من أجلهم.
rوقال: كل شيء أقول لكم "هذا قول أصحاب الحديث" فهو قول أحمد بن حنبل، فهو ألقى في قلوبنا منذ كنا غلماناً اتباع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة والاقتداء بالتابعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/284)
rوقال عن أحمد بن حنبل: والله ما أعرف لأحد من التابعين عليه مزية، ولا أعرف أحداً يقدره قدره، ولا نعرف من الإسلام محله، فما لقيته لقاه في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس.
rوقال: أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه.
r وقال: ما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئاً إنما هو باذنجان مشوي أوباقة فجل أونحو هذا.
r بعث إليه المعتضد الخليفة بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وردها، فرجع الرسول وقال: يقول لك الخليفة: فرقها على منت عرف من فقراء جيرانك، فقال: هذا شيء لم نجمعه ولا نسأل عن جمعه، فلا نسأل عن تفريقه، قل لأمير المؤمنين: إما أن يتركنا، وإما أن نتحول من بلده.
نقل الخطيب وطائفة: أن الحربي توفي لسبع بقين من ذي الحجة، سنة خمس وثمانين ومائتين وكانت جنازته مشهودة، صلى عليه يوسف القاضي، صاحب كتاب "السنن"، وقبره يزار ببغداد.
ألا رحم الله إبراهيم الحربي ورحم من رباه وعلمه من العلماء الأخيار، الربانيين الأطهار.
وبعد:
r فقد عقب العلامة شعيب الأرناوط ’ معلقا: (هذا الكلام لا يسلم لقائله، إذ كيف يكون قبر أحد من الأموات الصالحين ترياقا ودواءا للأحياء، وليس ثمة نص من كتاب الله يدل على خصوصية الدعاء عند قبر ما من القبور، ولم يأمر به النبي ‘، ولا سنه لامته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين الذين يقتدي بقولهم، بل ثبت النهي عن قصد قبور الأنبياء والصالحين لأجل الصلاة والدعاء عندها، فعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين الثقة الثبت، الفقيه أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي ‘، فيدخل فيها فيدعو، فدعاه، فقال: ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله ‘؟ قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم " أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 375، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ‘ رقم (20)، ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6726) من طريق سهيل، عن الحسن بن علي قال: رأى قوما عند القبر، فنهاهم، وقال: إن النبي ‘ قال: " لا تتخذوا قبري عيدا ".وأخرجه أبو داود (2042)، وأحمد 2/ 367 من طريق عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ‘: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم "، وهذا سند حسن.
وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " 2/ 376 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها، فقرأ بنا في الفجر: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لايلاف قريش)، فلما قضى حجه ورجع والناس يبتدرون، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله ‘، فقال: هكذا هلك أهل الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من عرضت له منكم فيه الصلاة، فليصل، ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة، فلا يصل.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وجاء في " مناسك الحج للإمام النووي 69/ 2، وهو من محفوظات الظاهرية ما نصه: كره مالك ’ لأهل المدينة كلما دخل أحدهم وخرج الوقوف بالقبر، قال: وإنما ذلك للغرباء، قال: ولا بأس لمن قدم من سفر، أو خرج إلى سفر أن يقف عند قبر النبي ‘، فيصلي عليه ويدعو له ولأبي بكر وعمر ù.
قال الباجي: فرق مالك بين أهل المدينة والغرباء، لان الغرباء قصدوا ذلك، وأهل المدينة مقيمون بها.
وقد قال ‘: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " فتأمل قول مالك: " يصلي عليه ويدعو له ولأبي بكر وعمر " فإن هذه هي الزيارة الشرعية للقبور أن نسلم على أصحابها وندعو لهم كما علمنا رسول الله ‘ في الحديث المخرج في صحيح مسلم (974) عن عائشة، و (975) عن بريدة.
فهل توسل الإمام إبراهيم الحربي ’؟!
أما كذب عليه المفتري بهذا البهتان وتلكم الطآمة، أليس في طبقاتهم فلماذا تمسكوا بما في التاريخ؟!، فلماذا الخيانة العلمية وعدم أداء الأمانة التي أوكلها الله U أهل العلم؟!
ألم يقرأ المفتري قوله I { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران/187]
وقوله I { أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} [الأعراف/169].
وصدق ربي إذ يقول {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)} [الأحزاب/57، 58]
--------------------------------------------------------------------------------
([1] [4]) سير أعلام النبلاء - (15/ 437،438)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) راجع سلسلة قِصَصٌ لَا تَثْبُتُ عَنْ أَئِمَّةِ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ للشيخ المكرم عبدالله زقيل حفظه الله تعالى:
1 - تَبَرُّكُ الشَّافِعِيِّ بِقَبْرِ أَبِي حَنِيفَةَ http://saaid.net/Doat/Zugail/202.htm
2- قِصَةُ الإِمَامِ مَالِكٍ مَعَ الخَلِيفَةِ أبِي جَعْفرٍ المَنْصُورِ http://saaid.net/Doat/Zugail/203.htm
--------------------------------------------------------------------------------
([1][1]) تاريخ بغداد - (ج 6 / ص 313)
([2] [2]) قال الشيخ الأرناؤوط ’ أي " حقائق التفسير "، قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ ": ألف " حقائق التفسير " فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية، نسأل الله العافية. وقال السبكي في " الطبقات ": وكتاب " حقائق التفسير " المشار إليه قد كثر الكلام فيه من قبل أنه اقتصر على ذكر تأويلات ومحامل للصوفية ينبو عنها ظاهر اللفظ. وانظر كتاب " التفسير والمفسرون " للدكتور محمد حسين الذهبي 2/ 384(55/285)
(مصطلح القبورية)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:08 م]ـ
تنبيه:
أصل هذه المشاركات من موضوع (الغزالي القديم والأوسط والجديد!)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1046020#post1046020
نقلت مشاركاتهم إلى هذا الموضوع
## المشرف ##
جزاك الله خيرا
تنبيه:
[ indent]
ثم حكى لي سيدنا الشيخ الإمام العلامة ولي الله جمال الدين عمدة المحققين محمد بن محمد بن محمد الجَمَالي حياه الله وبيّاه وأمتع ببقياه: أن قبر هذا الغزالي القديم معروف مشهور بمقبرة طُوس، وأنهم يسمونه الغزالي الماضي، (وأنه جرّب من أمره أنه من كان به هم ودعا عند قبره استجيب له) ". اهـ
قبورية!!!
هذا ما لم يكن يفعله أئمة السلف رضي الله عنهم، بل كانوا يحذرون من ذلك.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيكم
أخي الفاضل أبا فراس سأحاول لما أقترب من المكتبة ...
أخي الكريم صقر، كلام السبكي بين الأقواس، وكلام السلف بين الأضراس؛ فليَهْنِك العلم.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[22 - 05 - 09, 06:57 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الجزائري
[ indent]
ثم حكى لي سيدنا الشيخ الإمام العلامة ولي الله جمال الدين عمدة المحققين محمد بن محمد بن محمد الجَمَالي حياه الله وبيّاه وأمتع ببقياه: أن قبر هذا الغزالي القديم معروف مشهور بمقبرة طُوس، وأنهم يسمونه الغزالي الماضي، (وأنه جرّب من أمره أنه من كان به هم ودعا عند قبره استجيب له) ". اهـ
جزاك الله خيرا
تنبيه:
قبورية!!!
هذا ما لم يكن يفعله أئمة السلف رضي الله عنهم، بل كانوا يحذرون من ذلك.
هل يصح أن يقال عن القائلين بمشروعية دعاء الله عند قبور الصالحين أنهم قبورية؟
ثم ما حد مصطلح "القبورية" هل يقع على باشر الشركيات المتعلقة بالقبر، أو ما باشر الشركيات والبدعيات المتعلقبة بالقبور، أو ما باشر كل محرم عند القبر ولو كان يدخله الاجتهاد، وعرف عن بعض أهل العلم فعله.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[22 - 05 - 09, 07:22 م]ـ
لعل إطلاق القبورية على النوع الأخير فيه تجاوز وإفراط في الوصف، وإن كنت وقفت على كلام لابن تيمية في الاقتضاء يصف المحتجين على الدعاء عند القبر بالمقبريين.
وإلا فكيف يصح إطلاق لفظ القبورية سواء بسواء على من باشر الشركيات وعلى من وقع منه شيء على اجتهاد وتأويل، وهو أمرٌ دائر بين العفو أو الاجتهاد المحتمل الذي يكون أقصاه من جنس البدع العملية.
والذي يتصفح كتب التراجم يعلم أن المسألة كانت محل تسويغ عند جماعات من أهل العلم.
وليس الكلام هنا في مناقشة المسألة، وإنما الشأن في إطلاق وصف "القبورية" على من وقع منه بعض البدع العملية عند القبر.
كما أن في هذا التوسيع لدائرة هذا الوصف ما يضعف قوته وغلظته إذ يصح بناء على ذلك إطلاقها على المتخوضين في الشرك، وعلى المتلبسين بالبدع، وعلى المجتهدين المتأولين.
فوصف المسلم السني بأنه قبوري بمجرد تلبسه ببدعة واحدة في القبر شيء غير منطقي، فإنه يسوى بها مع الخائض في أوحال الشرك في لفظ واحد وهو "القبورية"!
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 05 - 09, 10:43 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري: " وكثير من الناس يرى أن الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين أفضل منه في المساجد - ولأهل البدع عبادات كثيرة قد بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع وبينا بطلانها - وهذا كله مما قد علم جميع أهل العلم بدين الإسلام أنه مناف لشريعة الإسلام وأنه لم ينقله أحد من علماء الأمة ".
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: " ... ونفيدكم أن الدعاء عند القبور غير مشروع سواء كان القبر قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، وليست محلا للإجابة، وإنما المشروع زيارتها، والسلام على الموتى، والدعاء لهم، وذكر الآخرة والموت ... "
http://www.binbaz.org.sa/mat/8327
وقال شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك: " وأما زيارة قبور الصالحين للدعاء عندها بناء على اعتقاد أن الدعاء عندها مستجاب، وأنه أفضل من الدعاء في سائر البقاع، أو أفضل من الدعاء في المساجد وفي الأسحار فهذا بدعة منكرة، والزيارة على هذا الوجه زيارة بدعية، وربما تنتهي إلى الزيارة الشركية؛ وهي زيارة القبور لدعاء الأموات والاستغاثة بهم وطلب شفاعتهم، فالواجب على المسلم أن يقف بكل أموره عند حدود الله، ويحكّم شرع الله، ولا يسير مع أهواء الناس ولا يكون مقلداً للآباء والأجداد الذين كان الجهل يغلب عليهم وربما كانوا يفعلون ذلك بسبب قلة العلم، وعدم وجود المرشد والموجه للحق. لم يكونوا على هدى من الله في أعمالهم، والدين مبناه على أمر الله المبلغ من رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وكل ما لم يكن موافقاً لأمر الله وهدي رسوله –صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز اتخاذه ديناً، كما قال – صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" البخاري (2697) ومسلم (1718) وفي رواية لمسلم (1718) "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وصلى الله على نبينا محمد.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=1319&id=25208
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/286)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:38 ص]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك، ونفع بك، ليس الكلام في المشروعية، الكلام في إطلاق وصف القبورية على المتأول بهذا العمل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك، ونفع بك، ليس الكلام في المشروعية، الكلام في إطلاق وصف القبورية على المتأول بهذا العمل.
لن تجد اتفاق على معنى هذا المصطلح عند عموم أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا، حيث ان هذا المصطلح به تتحدد معالم عقيدة الرجل.
ولا أظن المسألة تحتاج إلى تقرير عند أهل السنة، فهم يعنون بالقبورية من يعظم القبور بالمحرمات أو الشركيات.
ثم إن الوصف لا يتناول الحكم الأخروي والتأثيم فيه، فالوصف بالقبوري أي أنه يفعل ما يفعله القبوريون، أما العذر بالجهل والتأويل فهذه ليس محلها الوصف.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[23 - 05 - 09, 01:42 ص]ـ
حسنا، مادام هو مصطلح:
هل من العدل عند صياغة المصطلح:
أن يطلق هذا الوصف الغليظ " القبورية" على:
الخائض في ألوان الشرك وصنوف البدع.
ثم يشترك معه في نفس هذا الوصف من غير قيد أو إضافة:
المتمحض للتوحيد والسنة سوى أنه تأول في عمل يحسب من جملة البدع العملية التي لها محل من الاجتهاد والتأويل بين أهل العلم أنفسهم فضلا عمن سواهم.
ثم هل يجوز هذا من حيث اللغة أن يقال لمن به شيء من السمرة أسود، ولمن به لكنة أعجمي، هذا إنما يصلح في مبالغات أهل الأدب، وفي مجازات اللغة لا في الأوصاف المتعلقة بالحكم على الناس، فإنه أمرٌ ذو شأن، والشارع متشوف على أعراض المسلمين وحرماتهم، وشرع في ذلك الشرائع والأحكام والعقوبات.
ثم لاحظ أنك لو قصرتَ هذا الوصف على الخائض في البدع القبورية لكان له محل مناسب من الذم
لكن لو وسعته ليشمل كل من ارتكب بدعة أو محرماً عند القبر لاحتجت أن تتكلف كتابة مصنف في طبقات القبوريين ثم تدرج فيه جماعة من الأئمة إذ تأولوا، كأحمد في أحد قوليه في قراءة القرآن عند القبر، ومن قبله جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كابن عمر، وابن عمرو.
وجماعات كثيرة تعز عن الحصر، ودونك كتب التراجم.
وإن كنت تتأول لهم وتعتذر.
لكن لزوم التمادي في إطلاق هذا الوصف ألا يكون هؤلاء - على جلالتهم - بمنأى عن شراكه.
ثم هل الشارع يستجيز إطلاق الأوصاف الغليظة كالكفر والفسق والنفاق والابتداع لمن وقع منه ما يحسب منه؟
لا تقل هذه أوصاف شرعية
وهذا وصف اصطلاحي
ينبغي ان تسير أوصافنا الاصطلاحية على سنن الشارع وهديه وعدله فهو الأنموذج المثالي الذي ينبغي أن نسير على غرزه وأن نمشي في ظلاله.
وقد كان من اعتذار بعض أهل العلم لإطلاق عمر بن الخطاب وصف "المنافق" على "حاطب بن أبي بلتعة" مع أنه لم يكن كذلك أنه قد عمل ما هو من الأوصاف المطردة لأهل النفاق وهو موالاة الكفار، ففي مثل هذه الحدود يمكن أن يستجاز إطلاق هذا الوصف.
لكن من كذب كذبة واحدة أو من أخلف وعدا مرة هل يجوز أن يطلق على هؤلاء بأهل النفاق، اللهم ارحمنا برحمتك ولا تكلنا إلى أحدٍ سواك.
فإطلاق وصف "القبورية" على كل من وقع منه أي عمل بدعي أو محرم عند القبر ولو كان هذا المتأول متمحضاً للتوحيد والسنة:
ليس هو من العدل والإنصاف،
وليس هو من مقتضيات أحكام الشرع،
وليس هو من مقتضيات هذا الوصف الغليظ من حيث اللغة،
وليس هو من عمل السلف الكرام عمن بلغهم،
وليس هو من مقتضيات السياسة الشرعية.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:44 م]ـ
الأخ الكريم فؤاد قرأت ردك البارحة ولي عودة عليه بعد العصر بإذن الله.
أخي الكريم الجزائري نفع الله بك
لا أحد يبرر البدع عند القبور، وإنما النقاش في اطلاق مصطلح القبورية في شموله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 01:25 م]ـ
وقد كان من اعتذار بعض أهل العلم لإطلاق عمر بن الخطاب وصف "المنافق" على "حاطب بن أبي بلتعة" مع أنه لم يكن كذلك أنه قد عمل ما هو من الأوصاف المطردة لأهل النفاق وهو موالاة الكفار، ففي مثل هذه الحدود يمكن أن يستجاز إطلاق هذا الوصف.
.
بارك الله فيكم ونفع بكم
أخي الكريم عندما نطلق وصف الاصطلاح في لفظ " القبورية" فإننا نعني به اصطلاح أهل السنة، لأن غيرهم ممن يخالفهم لم يصطلحوا على هذا اللفظ للمعنى المراد.
وإذا خصصنا هذا الاصطلاح أنه عند أهل السنة فلا شك أنهم يراعون القواعد العامة كما هو في إطلاق لفظ الكافر والمنافق والفاسق.
وإذا أطلقنا لفظ قبوري على من يعمل عمل محرم عند القبور هو متأول فيه، لا يمنع من شمول المصطلح له، لأن اصطلاح أهل السنة يشمل المشرك فيه والمبتدع، هكذا اصطلحوا.
وقياسك هذا على من كذب كذبة أو أخلف وعداً مرة، قياس مع الفارق لأن الذي كذب مرة ليس مستحلا للكذب كل مرة كمن فعل المحرم أو البدعة عند القبر وهو يرى سنتها بل يتعبد الله بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/287)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 05 - 09, 01:48 م]ـ
أين هذا الاصطلاح عند أهل السنة والجماعة أن يطلق "القبوري" على كل من فعل فعلاً محرماً عند القبر ولو كان متأولاً فيه؟
وماذا تقول عن جماعة من الصحابة والأئمة الذين فعلوا ما تأولوا فيه واجتهدوا، أكل هؤلاء أيضاً "قبوريون"؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم
سأسرد لك بعض النقولات التي تدل على اصطلاح أهل السنة لفظة القبوري لتشمل من فعل البدع والشركيات عند القبر.
لكن قبل هذا أود أن تحرر لي مسائل تعلقت بذهنك لتذب عمن اعتاد فعل محرم أو بدعة عند القبور لا يسمى قبورياً أو على الأقل لايشمله كلام أهل السنة في القبوريين وبدع القبور:
- المتأول في البدع والشركيات. هل تأول بفهم لا سلف له؟ أم تأولَ عمَلَ سلفٍ له فعمل مثله متأولا؟ حتى تخرجه من دائرة القبورية.
- لازم لفظ القبوري كوصف يطلق عليه، هل يلزم من جواز الإطلاق عليه أن يكون حكمه الأخروي العقاب على البدعة و التأثيم أو الكفر أو قيام الحجة وعدم الجهل؟
بمعنى آخر: إذا أطلقتُ أنا لفظة قبوري على مَن أخرجته أنت من لفظة قبوري وهو اعتاد عمل محرمات عند القبر متأولاً، هل يلزم من وصفي له بالقبوري أن يكون حكمه حكم القبوريين من المشركين سواءًا بسواء.
وعليه يلزم أن يكون القبوريون على درجة واحدة من العمل والاعتقاد حتى يطلق عليهم الوصف، وبهذا يكون النفاق أيضًا والفسق كما استدللتَ أنت بذلك وقسته عليه.
وكذلك الحال بالنسبة للفظ الشرك الذي يطلق على الأصغر والأكبر.
طلب: أرجو من المشرف أن يستل الردود بيني وبين الشيخ أبي فراس في موضوع عن مصطلح القبورية، ويكون في الملتقى العقدي لنستفيد من المشايخ والإخوة.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 05 - 09, 03:45 م]ـ
بارك الله فيكم
سأسرد لك بعض النقولات التي تدل على اصطلاح أهل السنة لفظة القبوري لتشمل من فعل البدع والشركيات عند القبر.
لكن قبل هذا أود أن تحرر لي مسائل تعلقت بذهنك لتذب عمن اعتاد فعل محرم أو بدعة عند القبور لا يسمى قبورياً أو على الأقل لايشمله كلام أهل السنة في القبوريين وبدع القبور:
- المتأول في البدع والشركيات. هل تأول بفهم لا سلف له؟ أم تأولَ عمَلَ سلفٍ له فعمل مثله متأولا؟ حتى تخرجه من دائرة القبورية.
قد يكون المتأول له سلف، وقد لا يكون له سلف.
كما أن العالم المتأول من السلف قد يكون له سلف في عمله وقد لا يكون له.
فقضية التأول لها أسباب منها أن يكون المتأول اشتبه عليه فعل بعض السلف.
وقد لا يكون سبب تأوله ذلك، كأن يكون اعتمد على حديث ضعيف أو عموم نص، ونحو ذلك.
فقضية التأويل ليست قاصرة على ما سبق فيه فعل السلف.
-
لازم لفظ القبوري كوصف يطلق عليه، هل يلزم من جواز الإطلاق عليه أن يكون حكمه الأخروي العقاب على البدعة و التأثيم أو الكفر أو قيام الحجة وعدم الجهل؟
بمعنى آخر: إذا أطلقتُ أنا لفظة قبوري على مَن أخرجته أنت من لفظة قبوري وهو اعتاد عمل محرمات عند القبر متأولاً، هل يلزم من وصفي له بالقبوري أن يكون حكمه حكم القبوريين من المشركين سواءًا بسواء.
وعليه يلزم أن يكون القبوريون على درجة واحدة من العمل والاعتقاد حتى يطلق عليهم الوصف، وبهذا يكون النفاق أيضًا والفسق كما استدللتَ أنت بذلك وقسته عليه.
وكذلك الحال بالنسبة للفظ الشرك الذي يطلق على الأصغر والأكبر.
لا يلزم من ذلك
نعم لا يلزم ذلك، ولكنك قد أسأتَ عليه ولم تنصفه حين أشركته في وصف "القبورية" مع أهل الشرك وأهل البدعة من القبوريين، وهو إنما تأول في عمل ما، وهو متمحض للتوحيد والسنة علماً وعملاً وقصدا.
والكلام ليس فيما يلزم على هذا الإطلاق بقدر ما هو في صحة الإطلاق من حيث الأصل، وهو محل النزاع.
وما ذكرتَه - حفظكم الله - يصلح أن يكون دفاعاً عن جناب قولكم من جهة ما قد يوهمه هذا الإطلاق
وكما أجبتُ على أسئلتك فآمل أن تجيب على أسئلتي في المشاركات السابقة.
وقبل أن تسوق النقولات فأستبق بالجواب بأنه لا يخفاك أن مجرد الإطلاق عن بعض الأعيان من أهل العلم لا يصلح أن يكون بمجرد ذلك مصطلحاً عاماً عند أهل السنة والجماعة، فهو مما يدخله الاجتهاد والتأويل.
طلب: أرجو من المشرف أن يستل الردود بيني وبين الشيخ أبي فراس في موضوع عن مصطلح القبورية، ويكون في الملتقى العقدي لنستفيد من المشايخ والإخوة.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا، شيخنا أبا إبراهيم على هذه المدارسة الطيبة والنافعة معكم.
وأضع اقتراحي بجانب اقتراحكم، فقد أفسدنا على صاحب الموضوع موضوعه بهذا الاستطراد، وإن كان مهما وحساساً.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 05 - 09, 04:20 م]ـ
وهذه محاولات أولية لوضع ضابط في إطلاق مصطلح القبورية:
القبورية: مصطلح يطلق على مَنْ كان مِنْ شأنه عمل الشرك أو البدع عند القبور.
القبورية: مصطلح يطلق على معظمي القبور بمحدثات الأمور من الشرك أو البدع.
القبورية: مصطلح يطلق على أهل الابتداع في أحكام القبور.
وتكون المسائل التي يدخلها التأويل والاجتهاد، وما فيها الخلاف هو خارج عن حيز هذا الاصطلاح، ولو استجاز بعض أهل العلم إطلاق البدعة عليها، ولو استجاز بعض أهل العلم إطلاق لفظ القبوري عليه، فيكون من باب الإطلاق الخاص الذي لا يوافق عليه، نظراً إلى أصول الشرع في المسائل والأحكام، ونظراً إلى مقتضيات السياسة الشرعية، ونظرأً إلى أصول علم الاصطلاح. وإطلاق الأوصاف
كما يكون إطلاق هذا الوصف "القبوري" على مَنْ صحَّ إطلاق لفظة "المبتدع" عليه فيمن كانت بدعته في أبواب القبور، أما من عمل بدعة ما، فكما نمتنع عليه وصفه بالمبتدع، فنمتنع عليه كذلك وصفه بالقبوري، اتباعاً لسياسة الشارع إثباتاً ونفياً، والتزاما بمدى صحة إطلاق الوصف من عدمه.
وكل ما سبق يتسق وينتظم مع عموم كلام أهل العلم في هذا الباب، ومع موقف السلف في باب البدعة.
أتمنى من مشايخنا، التعليق والاستدراك، حفظنا الله وإياكم من مضلات الهوى والفتن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/288)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 05 - 09, 05:55 م]ـ
وهذا بعض ما ذكره أخونا أبو إبراهيم:
ولا أظن المسألة تحتاج إلى تقرير عند أهل السنة، فهم يعنون بالقبورية من يعظم القبور بالمحرمات أو الشركيات.
.
وإذا أطلقنا لفظ قبوري على من يعمل عمل محرم عند القبور هو متأول فيه، لا يمنع من شمول المصطلح له، لأن اصطلاح أهل السنة يشمل المشرك فيه والمبتدع، هكذا اصطلحوا.
.
ولعله يلخص لنا حداً في هذا المصطلح لعلنا نقرب من وجهات النظر، فالكلام هنا هنا على إطلاق "مصطلح القبورية" على كل من فعل فعلاً محرماً عند القبر ولو كان متأولاً فيه ولو كان متمحضاً للتوحيد والسنة علما وعملاً وقصداً.
فهذا العمل بنظري لا يكفي لوحده لاستجازة إطلاق لفظ القبوري عليه، ولو جاز ذلك لأدى إلى توسيع دائرة هذا اللفظ الذميم ليشمل جماعة من الصحابة والأئمة والمجتهدين ممن وقع لهم بعض التأويل في بعض المسائل المعينة في القبور.
كما أنه لا يعرف لغة أن يقال عمن حفظ كلمة حافظ، وعمن فقه باباً فقيه، وعمن أعرب كلمة نحوي، فالوصف إنما يطلق إذا ارتكز في صاحبه.
وشرعاً كما سبق.
ومنه وصف المبتدع فلا يطلق على من عملاً عملاً تأول فيه هو من جنس البدعة.
وإذا كان الأمر كذلك فليس من العدل والإنصاف أن يقال عن رجل تأول في عمل عند القبور كدعاء الله عندها، أن يقال عنه: قبوري!
إلا إن كان من شأنه عمل المحدثات عند القبور فهنا اندراجه في هذا المصطلح متجهٌ وظاهر.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 02:54 م]ـ
أين هذا الاصطلاح عند أهل السنة والجماعة أن يطلق "القبوري" على كل من فعل فعلاً محرماً عند القبر ولو كان متأولاً فيه؟
وماذا تقول عن جماعة من الصحابة والأئمة الذين فعلوا ما تأولوا فيه واجتهدوا، أكل هؤلاء أيضاً "قبوريون"؟
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن يتحرى الدعاء عند القبور:
(وأما المعقول فنقول عامة المذكور من المنافع كذب فإن هؤلاء الذين يتحرون الدعاء عند القبور وأمثالهم إنما يستجاب لهم في النادر ويدعو الرجل منهم ما شاء الله من دعوات فيستجاب له في واحدة ويدعو خلق كثير منهم فيستجاب للواحد بعد الواحد وأين هذا من الذين يتحرون الدعاء في أوقات الأسحار ويدعون الله في سجودهم وأدبار صلواتهم وفي بيوت الله فإن هؤلاء إذا ابتهلوا ابتهالا من جنس القبوريين لم تكد تسقط لهم دعوة إلا لمانع بل الواقع أن الابتهال الذي يفعله القبوريون إذا فعله المخلصون لم يرد المخلصون إلا نادرا ولم يستجب للقبوريين إلا نادرا
). الاقتضاء ص346 ط. الفقي.
هنا جعل شيخ الإسلام ابن تيمية الدعاءَ عند القبور وتحريه مع أنه محرم ليس شركًا جعله من جنس ما يفعله القبوريون.
وهذا واضح في أن الدعاء المراد به هو الدعاء الموجه لله تعالى وليس لصاحب القبر، لأن شيخ الإسلام قاس نفس الدعاء عند المخلصين ولكن في أوقات السحر والمواطن المأثورة للإجابة.
فأدخل هذا العمل الذي ربما يعمله شخص يعتقد أنه من مواطن الإجابة من عمل القبوريين ومن جنس أعمالهم.
ومثله لا يفعل ذلك مرة بل مرات، فيصح أن يوصف بجنس القبوريين.
- ثم يقول بعد هذا بسطرين: (وأما القبوريون فإنهم إذا استجيب لهم نادرا فإن أحدهم يضعف توحيده ويقل نصيبه من ربه ولا يجد في قلبه من ذوق طعم الإيمان وحلاوته ما كان يجده السابقون الأولون ولعله لا يكاد يبارك له في حاجته اللهم إلا أن يعفو الله عنهم لعدم علمهم بأن ذلك بدعة فإن المجتهد إذا أخطأ أثابه الله على اجتهاده وغفر له خطأه).
فهذا الوصف المعذور صاحبه، والعذر فيه إمَّا أنه جاهل بالحكم أو متأوِّل هو لمن سماهم شيخ الإسلام (القبوريون).
يتبع
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[25 - 05 - 09, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم جميعاً وجزاكم خيراً
شيخنا الكريم أبو فراس بارك الله فيك انظر مشكوراً هنا ما يقارب كلامك السديد إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174765
وهنا (وهذا ألصق بالموضوع)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174766
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 06:34 م]ـ
- للإمام الخطابي إطلاقات في كتابه الغنية لمصطلح القبوريين، منها:
قوله (واعلم أن من الشبه الباطلة التي يوردها المعتقدون في الأموات أنهم ليسوا كالمشركين من أهل الجاهلية لأنهم إنما يعتقدون في الأولياء والصالحين وأولئك اعتقدوا في الأوثان والشياطين وهذه الشبه داحضة تنادي على صاحبها بالجهل فإن الله سبحانه ...
ولا شك أن عيسى والملائكة أفضل من هؤلاء الأولياء والصالحين الذين صار هؤلاء القبوريون يعتقدونهم ويغلون في شأنهم مع أ رسول الله صلى الله عليه و سلم هو أكرم الخلق على الله وسيد ولد آدم وقد نهى أمته أن تغلو فيه كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام). من الشاملة
ولا شك أنّ من يعتقد استجابة الدعاء عند قبر الولي وهو يدعو الله تعالى داخل في هذا النص وهذا الاصطلاح.
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/289)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[27 - 05 - 09, 10:53 ص]ـ
بارك الله في الشيخ أبي إبراهيم الحائلي ردوده رصينة متينة ..
وأحب أن أضيف إضافة يسيرة كي يستمر الحوار
في رأيي أن الأخ الكريم أبا فراس يتكلم في مسألة والأخ الحائلي يتكلم في مسألة أخرى، ذلك أن أبا فراس يريد أن ينبه على الفرق بين الغالب والعارض في تصنيف الناس، بحيث ينبغى الحكم على الشخص وتصنيفه بما غلب عليه لا بما طرأ منه مرة أو مرتين، يدل على ذلك قوله: لكن من كذب كذبة واحدة أو من أخلف وعدا مرة هل يجوز أن يطلق على هؤلاء بأهل النفاق، اللهم ارحمنا برحمتك ولا تكلنا إلى أحدٍ سواك.
والشيخ الحائلي يتكلم في مسألة أخرى وهي: وجوب الاشتراك في التصنيف متى استوى جنس الأعمال الصادرة منهم، سواء صغرت أو كبرت، فالكفار ليسوا درجة واحدة في الكفر، فكفر أهل الكتاب مثلا ليس ككفر الوثنيين، وكفر الوثنيين ليس ككفر الملاحدة ومع هذا يشتركون في وصف الكفر، كذا أهل البدع فالأشاعرة أخف من المعتزلة، والمعتزلة أخف من الخوارج، والخوارج أخف من الرافضة لكن يجمعهم وصف الابتداع. وكذلك يمكن أن يضرب بمثال أوضح كالشيعة مثلا فإن التشيع يبدأ من مجرد تفضيل علي على عثمان أو تفضيله على أبي بكر رضي الله عنهم، وينتهي إلى إنكار أصول الإسلام من التوحيد والنبوة والمعاد، وبين هذا وذاك درجات متفاوتة جدًّا، ومع هذا فكلهم شيعة، ولا يعني ذلك أنهم متساوون في الأحكام سواء الدنيوية أو الأخروية.
وأظن أن أبا فراس يوافقه في ذلك، ولا يخالفه الحائلي في مسألته الأولى، هذا ما أراه والله أعلم.(55/290)
(وكلتا يديه يمين) اليس تفسير شيخ الإسلام على غير ظاهر النص؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت صغيراً في الإبتدائي أخبرنا مدرسنا أن كلتا يدا الله يمين
ومثل لنا هذا الفعل تعالى الله عما يقول فتعلقت في قلبي لكن نسيتها
لكن بعد أن كبرنا وعلمنا المقصود من هذا المعنى ظهرت لي شبهة أخرى؟
الحديث: وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين
عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)
فالمقصود بأن يدا الله يمين كما قال شيخ الإسلام: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد جاء ذكر اليدين في عدة أحاديث، ويُذكر فيها أن كلتاهما يمين مع تفضيل اليمين. قال غير واحد من العلماء: لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل، بحيث تفعل بمياسرها كل ما يُذمّ، كما يباشر بيده اليسرى النجاسات والأقذار - بَيَّنَ النبي صلى الله عليه و سلم أن كلتا يمين الربّ مباركة ليس فيها نقص ولا عيب بِوَجْهٍ من الوجوه كما في صفات المخلوقين، مع أن اليمين أفضلهما كما في حديث آدم قال: اخترت يمين ربى وكلتا يدي ربى يمين مباركة. فإنه لا نقص في صفاته، ولا ذمّ في أفعاله، بل أفعاله كلها إما فضل و إما عدل)
فهل هذا التفسير هو على غير ظاهره؟
فالظاهر أن كلتا اليدين يمين
فلماذا التفسير أتى على غير ظاهر النص؟
أرجو الرد على هذه الشبهة الموجودة لدي
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 05 - 09, 11:41 م]ـ
أخي الفاضل.
معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {كلتا يديه يمين}
أي كلتا يديه جل وعلا يمين في الشرف والفضل وعدم النقص. بخلاف يَدَيِّ الآدمي، فالشمال في الغالب الأكثر عنده ضعيفة، أما الرب سبحانه وتعالى فكلتا يديه يمين في القوة والشرف والفضل وعدم النقص.
هذا هو التفسير الموافق للنص، وهو الحق الذي لا محيد عنه.
ويجدر بطالب العلم ألا يتعلق قبله بالشبهات.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله ناصحاً تلميذه ابن القيم رحمه الله: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه. ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليه صار مقراً للشبهات.
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 02:30 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[22 - 05 - 09, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت صغيراً في الإبتدائي أخبرنا مدرسنا أن كلتا يدا الله يمين
ومثل لنا هذا الفعل تعالى الله عما يقول فتعلقت في قلبي لكن نسيتها
لكن بعد أن كبرنا وعلمنا المقصود من هذا المعنى ظهرت لي شبهة أخرى؟
الحديث: وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المقسطين
عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)
فالمقصود بأن يدا الله يمين كما قال شيخ الإسلام: (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد جاء ذكر اليدين في عدة أحاديث، ويُذكر فيها أن كلتاهما يمين مع تفضيل اليمين. قال غير واحد من العلماء: لما كانت صفات المخلوقين متضمنة للنقص فكانت يسار أحدهم ناقصة في القوة ناقصة في الفعل، بحيث تفعل بمياسرها كل ما يُذمّ، كما يباشر بيده اليسرى النجاسات والأقذار - بَيَّنَ النبي صلى الله عليه و سلم أن كلتا يمين الربّ مباركة ليس فيها نقص ولا عيب بِوَجْهٍ من الوجوه كما في صفات المخلوقين، مع أن اليمين أفضلهما كما في حديث آدم قال: اخترت يمين ربى وكلتا يدي ربى يمين مباركة. فإنه لا نقص في صفاته، ولا ذمّ في أفعاله، بل أفعاله كلها إما فضل و إما عدل)
فهل هذا التفسير هو على غير ظاهره؟
فالظاهر أن كلتا اليدين يمين
فلماذا التفسير أتى على غير ظاهر النص؟
أرجو الرد على هذه الشبهة الموجودة لدي
صدقت أخي سامي هو صرف لظاهر النص، لكن بدليل شرعي آخر اقتضى هذا الصرف
فالجواب أخي الكريم سامي أنه ورد في أحاديث أخرى وصف إحدى اليدين بأنها يمين، والثانية باليد الأخرى (أي الشمال)، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض) البخاري (6983) ومسلم (993).
فاستشف أئمة أهل السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام أن المقصود بإطلاق لفظ اليمين على كلتي يدي الربّ سبحانه وتعالى أنّه من باب التأدّب مع الله جلّ وعلا، لئلاّ يتوهّم السامع في الأخرى النقص الذي جبلت عليه شمال المخلوق،،،
فهو صرف لظاهر النص بدليل شرعي صحيح، وهو من التأويل المحمود كما في قوله تعالى {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قالوا عبر بالماضي وقصد المضارع أي سيأتي لتحقق الوقوع، والدليل على هذا الصرف هو قوله تعالى في آخر الآية {فلا تستعجلوه}،
فلا إشكال أخي سامي حفظك الباري، وزوجك الحواري وأنا أيضا، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/291)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 06:43 ص]ـ
صح لغة أن من معاني اليمين القوة, فهل تحمل على هذا؟ , أي: كلتا يديه قوية ...
ـ[محمود المصري]ــــــــ[22 - 05 - 09, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم
قد روى الإمام مسلم وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنه: يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة. ثم يأخذهن بيده اليمنى. ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله. ثم يقول: أنا الملك. أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟
وراجع هذا الرابط ففيه نقولات عن أهل العلم في هذه المسألة, ولا يفوتك أيضا البحث الذي وضعته أم هالة وفقها الله حيث تحدث عمن جمع بين هذا الحديث وحديث وكلتا يديه يمين, ومن رجح بينهما (الرابط ( http://ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=112076)).
بارك الله فيك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 12:40 م]ـ
ممن قال بإطلاق الشمال على الله عز وجل الدارمي وأبو يعلى ومحمد بن عبدالوهاب وصديق حسن خان وابن باز وعبد الله الدويش.
واستدلوا بحديث ابن عمر.
يقول الشيخ ابن باز: (وسمى أحدهما يمينًا والآخر شمالا من حيث الاسم ولكن من حيث المعنى والشرف كلتاهما يمين سبحانه وتعالى وليس في شيء منهما نقص).
ومن منع إطلاق الشمال على الله تعالى استدل بشذوذ لفظة الشمال في الحديث.
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 05 - 09, 01:09 م]ـ
قال شيخ الإسلام (6/ 19): " وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّا لَا نَذُمُّ كُلَّ مَا يُسَمَّى تَأْوِيلًا مِمَّا فِيهِ كِفَايَةٌ وَإِنَّمَا نَذُمُّ تَحْرِيفَ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَمُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْقَوْلَ فِي الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ.
وَيَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُفَسَّرَ إحْدَى الْآيَتَيْنِ بِظَاهِرِ الْأُخْرَى وَيُصْرَفَ الْكَلَامُ عَنْ ظَاهِرِهِ؛ إذْ لَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَإِنْ سُمِّيَ تَأْوِيلًا وَصَرْفًا عَنْ الظَّاهِرِ فَذَلِكَ لِدَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَلِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ؛ لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ بِالرَّأْيِ، وَالْمَحْذُورُ إنَّمَا هُوَ صَرْفُ الْقُرْآنِ عَنْ فَحْوَاهُ بِغَيْرِ دَلَالَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالسَّابِقِينَ كَمَا تَقَدَّمَ. وَلِلْإِمَامِ أَحْمَد - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - رِسَالَةٌ فِي هَذَا النَّوْعِ وَهُوَ ذِكْرُ الْآيَاتِ الَّتِي يُقَالُ: بَيْنَهَا مُعَارَضَةٌ وَبَيَانُ الْجَمْعِ بَيْنَهَا وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا يَظْهَرُ مِنْ إحْدَى الْآيَتَيْنِ أَوْ حَمْلُ إحْدَاهُمَا عَلَى الْمَجَازِ ".
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[22 - 05 - 09, 03:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه التحف وبارك الله لكم في علمكم جميعا
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 08:50 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني الكرام
وتكفيني هذه الجملة في حل الإشكال
صرف لظاهر النص، لكن بدليل شرعي آخر اقتضى هذا الصرف
لكن هل هناك مثال آخر على صرف ظاهر النص بدليل آخر أقتضى هذا الصرف؟
أم صفة اليدين هي الصفة الوحيدة التي تقتضي هذا الصرف؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[23 - 05 - 09, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
صدقت أخي سامي هو صرف لظاهر النص، لكن بدليل شرعي آخر اقتضى هذا الصرف
أخي الكريم هذا ليس صرفا لظاهر النص.
ولم يقل بذلك علماؤنا رحمهم الله تعالى، بل هو بيان للنص وتوضيح له لمن خفى عليه المعنى.
يوضحه أن ظاهر النص الوارد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو: {وكلتا يديه يمين} معناه: أن كلتاهما يمين في القوة والشرف والفضل وعدم النقص.
ولم يقل أحد من علماء السلف أن لها معنى آخر غير هذا حتى تُصرف عنه.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 05 - 09, 12:34 م]ـ
أخانا صقر حفظك الباري الظاهر أنك لم تقرأ جميع المشاركات، فقد أنكرت وقلت لم يقل بذلك علماؤنا، وأخونا الشيخ أبو الحسنات الدمشقي نقل لك كلاما صريحا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/292)
قال شيخ الإسلام (6/ 19): " وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّا لَا نَذُمُّ كُلَّ مَا يُسَمَّى تَأْوِيلًا مِمَّا فِيهِ كِفَايَةٌ وَإِنَّمَا نَذُمُّ تَحْرِيفَ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَمُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْقَوْلَ فِي الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ.
وَيَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُفَسَّرَ إحْدَى الْآيَتَيْنِ بِظَاهِرِ الْأُخْرَى وَيُصْرَفَ الْكَلَامُ عَنْ ظَاهِرِهِ؛ إذْ لَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَإِنْ سُمِّيَ تَأْوِيلًا وَصَرْفًا عَنْ الظَّاهِرِ فَذَلِكَ لِدَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَلِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ؛ لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ بِالرَّأْيِ، وَالْمَحْذُورُ إنَّمَا هُوَ صَرْفُ الْقُرْآنِ عَنْ فَحْوَاهُ بِغَيْرِ دَلَالَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالسَّابِقِينَ كَمَا تَقَدَّمَ. وَلِلْإِمَامِ أَحْمَد - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - رِسَالَةٌ فِي هَذَا النَّوْعِ وَهُوَ ذِكْرُ الْآيَاتِ الَّتِي يُقَالُ: بَيْنَهَا مُعَارَضَةٌ وَبَيَانُ الْجَمْعِ بَيْنَهَا وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا يَظْهَرُ مِنْ إحْدَى الْآيَتَيْنِ أَوْ حَمْلُ إحْدَاهُمَا عَلَى الْمَجَازِ ".
وهذه فوائد من إمام العصر العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله:
... قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وحقيقة تأويلهم: التحريف، وهو صرف اللفظ عن ظاهره؛ فنقول: هذا الصرف إن دل عليه دليل صحيح؛ فليس تأويلاً بالمعنى الذي تريدون، لكنه تفسير.
وإن لم يدل عليه دليل؛ فهو تحريف، وتغيير للكلم عن مواضعه؛ فهؤلاء الذين ضلوا بهذه الطريقة، فصاروا يثبتون الصفات لكن بتحريف؛ قد ضلوا، وصاروا في طريق معاكس لطريق أهل السنة والجماعة. القول المفيد (1/ 7).
... سئل فضيلة الشيخ: هل أهل السنة يؤولون اليد في قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم؟
فأجاب بقوله: ينبغي أن نعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه ما لم يدل عليه دليل، وما دل عليه الدليل يسمي تفسيراً، سواء كان الدليل متصلاً بالنص، أو منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره ليس مذموماً على الإطلاق.
ومثال التأويل بالدليل المتصل ما جاء في الحديث الثابت في صحيح مسلم في قوله تعالى في الحديث القدسي: (عبدي جعت فلم تطعمني، ومرضت فلم تعدني) فظاهر هذا الحديث أن الله نفسه هو الذي جاع وهو الذي مرض. وهذا غير مراد قطعاً، ففسر هذا الحديث بنفس الحديث: (فقال: أما علمت أن عبدي فلاناً جاع فلم تطعمه، وعبدي فلاناً مرض فلم تعده). فالذي صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى هو الحديث القدسي نفسه، فلا يقال: إن صرف ظاهر اللفظ الأول إلى هذا المعنى الثاني تأويل مذموم.
وقال تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) ظاهر اللفظ أنك إذا بدأت القراءة لم تستعذ. لكن قد دل الدليل المنفصل على أن معنى: (إذا قرأت) أي: إذا أردت أن تقرأ. لكن عبر عن الإرادة بالفعل ليبين أن المراد بذلك الإرادة المقترنة بالفعل لا الإرادة السابقة، ولو أراد التعبير بالفعل لكان الإنسان إذا أراد في الصباح أن يقرأ في المساء قلنا له: استعذ بالله من الشيطان الرجيم، لأنك ستقرأ في آخر الليل، لكن لما عبر بالفعل عن الإرادة دل على أن الإرادة هي الإرادة التي يقترن بها الفعل.
فإذا فهمنا هذا القاعدة وهي أن التأويل الذي قام الدليل عليه ليس مذموماً، عرفنا الجواب عن الآية التي ساقها السائل.
فهل الصحابة في صلح الحديبية كانوا يبايعون الله؟ هم في الحقيقة كانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم، مباشرة وذلك في قوله سبحانه: (يبايعونك) لكن لما كان الرسول مبلغاً عن الله سبحانه صارت مبايعة الرسول كمبايعة الله، وصار الذي يبايعه كأنما يبايع الله.
وقوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) المعلوم أن يد الله حقيقة ليست فوق أيديهم، وأن التي فوق أيديهم عند المبايعة هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول كان مبلغاً عن الله.
ويجوز أن نقول: (يد الله فوق أيديهم) على سبيل العلو المطلق، فالله سبحانه بذاته فوق كل شيء. والله أعلم. اهـ
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (1/ 113)
... وقال رحمه الله:
المعنى الثالث للتأويل: صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقتضيه. وإن شئت فقل: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر لدليل يقتضيه. وهذا اصطلاح كثير من المتأخرين الذين تكلموا في الفقه وأصوله وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وهل هو محمود، أومذموم، وهل هو حق، أو باطل؟
والتحقيق: أنه إن دل عليه دليل صحيح، فهو حق محمود يعمل به، ويكون من المعنى الأول للتأويل وهو التفسير، لأن تفسير الكلام تأويله إلى ما أراده المتكلم به سواء كان على ظاهره، أم على خلاف ظاهره ما دمنا نعلم أنه مراد المتكلم.
مثال ذلك قوله تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه). فإن الله تعالى: يخوف عباده بإتيان أمره المستقبل، وليس يخبرهم بأمر أتى وانقضى بدليل قوله: (فلا تستعجلوه)، ومنه قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) فإن ظاهر اللفظ إذا فرغت من القراءة والمراد إذا أردت أن تقرأ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ إذا أراد أن يقرأ لا إذا فرغ من القراءة.
وإن لم يدل عليه دليل صحيح كان باطلاً مذموماً، وجديراً بأن يسمى تحريفاً لا تأويلاً.
مثال ذلك قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى). فإن ظاهره أن الله تعالى: علا على العرش علواً خاصاً يليق بالله عز وجل وهذا هو المراد فتأويله إلى أن معناه استولى وملك، تأويل باطل مذموم، وتحريف للكلم عن مواضعه، لأنه ليس عليه دليل صحيح. اهـ
تقريب التدمرية ص (62ـ 63)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/293)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[24 - 05 - 09, 01:12 م]ـ
الحمد لله
من القواعد المقررة أن نصوص الصفات تُجرى على ظاهرها.
الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها.
ودليل ذلك: السمع، والعقل.
أما السمع: فقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192 - 195] وقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2]. وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 3]. وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.
وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان. فقال: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]. وقال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} الآية [النساء: 46].
وأما العقل: فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة.
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن صالح بن عثيمين - ص42
الأصل حمل النص على ظاهره: من قواعد أهل السنة المقررة أن الأصل أن يحمل النص على ظاهره، وأن الظاهر مراد، وأن الظاهر ما يتبادر إلى الذهن من المعاني، وأنه لا يخرج عن هذا الظاهر إلا بدليل، فإن عدم الدليل كان الحمل على الظاهر هو المتعين، والحمل على خلافه تحريف، فالنصوص الشرعية نصوص هداية ورحمة لا نصوص إضلال، فلو قدر أن المتكلم أراد من المخاطب حمل كلامه على خلاف ظاهره وحقيقته من غير قرينة ولا دليل ولا بيان لصادم هذا الفعل مقصود الإرشاد والهداية وأن ترك المخاطب والحالة هذه بدون ذلك الخطاب خير له وأقرب إلى الهدى ... ومن أسباب إخراج النصوص عن ظواهرها عند البعض دعوى معارضتها للمعقول كالشأن في كثير من العقائد الإسلامية، إذ أن من طالع كتب المؤولة وجد عندهم توسعا عجيبا في هذا الباب، وكلما خاضوا بالتأويل في باب جرهم ذلك إلى استسهال التأويل في باب آخر وهكذا حتى آل الأمر بالباطنية مثلا إلى تأويل جملة الشريعة حتى ما يتعلق منها بالأحكام الشرعية كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وجعل ذلك كله من قبيل الباطن المخالف للظاهر، ... والذي يعنينا هنا أن نؤكد على أن هذه النصوص الشرعية يجب حملها على ظواهرها ولا يصح تأويلها لمجرد تنزيلها على واقع حالي أو لتوهم معارضتها للمعقول، وأن تأويلها والحالة هذه مخرج لها عن قصد الشارع وبالتالي فتنزيلها بعد التأويل تنزيل لها على واقع غير مراد ولا مقصود للشارع.
منارات وعلامات في تنزيل أحاديث الفتن على الوقائع والحوادث لعبد الله بن صالح العجيري - ص89
يقصد بظاهر النصوص مدلولها المفهوم بمقتضى الخطاب العربي، لا ما يقابل النص عند متأخري الأصوليين، والظاهر عندهم ما احتمل معنى راجحاً وآخر مرجوحاً، والنص هو ما لا يحتمل إلا معنى واحدا، "فلفظة الظاهر قد صارت مشتركة، فإن الظاهر في الفطر السليمة، واللسان العربي، والدين القيم، ولسان السلف، غير الظاهر في عرف كثير من المتأخرين"، فالواجب في نصوص الوحي إجراؤها على ظاهرها المتبادر من كلام المتكلم، واعتقاد أن هذا المعنى هو مراد المتكلم، ونفيه يكون تكذيباً للمتكلم، أو اتهاما له بالعي وعدم القدرة على البيان عما في نفسه، أو اتهاما له بالغبن والتدليس وعدم النصح للمكلف، وكل ذلك ممتنع في حق الله تعالى وحق رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم. ومراد المتكلم يعلم إما باستعماله اللفظ الذي يدل بوضعه على المعنى المراد مع تخلية السياق عن أية قرينة تصرفه عن دلالته الظاهرة، أو بأن يصرح بإرادة المعنى المطلوب بيانه، أو أن يحتف بكلامه من القرائن التي تدل على مراده، وعلى هذا فصرف الكلام عن ظاهره المتبادر - من غير دليل يوجبه أو يبين مراد المتكلم - تحكم غير مقبول سببه الجهل أو الهوى، وهذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/294)
وإن سماه المتأخرون تأويلاً إلا أنه أقرب إلى التحريف منه إلى التأويل، ولا يسلم لهذا المتأول تأويله حتى يجيب على أمور أربعة:
أحدهما: أن يبين احتمال اللفظ لذلك المعنى الذي أورده من جهة اللغة.
الثاني: أن يبين وجه تعيينه لهذا المعنى أنه المراد. الثالث: أن يقيم الدليل الصارف للفظ عن حقيقته وظاهره؛ لأن الأصل عدمه، قال ابن الوزير رحمه الله: من النقص في الدين رد النصوص والظواهر، ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموجب للتأويل .. .الرابع: أن يبين سلامة الدليل الصارف عن المعارض، إذ دليل إرادة الحقيقة والظاهر قائم، وهو إما قطعي، وإما ظاهر، فإن كان قطعيا لم يلتفت إلى نقيضه، وإن كان ظاهراً فلابد من الترجيح.ومما يدل على إعمال الظواهر أنه لا يتم بلاغ ولا يكمل إنذار، ولا تقوم الحجة ولا تنقطع المعذرة بكلام لا تفيد ألفاظه اليقين، ولا تدل على مراد المتكلم بها؛ بل على خلاف ذلك، فينتفي عن القرآن – والعياذ بالله – معنى الهداية، وشفاء الصدور، والرحمة، التي وصف الله تعالى بها كتابه الكريم، ومعاني الرأفة والرحمة والحرص على رفع العنت والمشقة عن الأمة، التي وصف الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز، وهو الذي ترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فلا التباس في أمره ونهيه، ولا إلغاز في إرشاده وخبره، باطنه وظاهره سواء، كيف لا، وهو القائل: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم ... )).ودلالته صلى الله عليه وسلم للأمة في شأن اعتقادها أهم أعماله، وأولاها بالإيضاح والإفهام بلسان عربي مبين، والجزم واقع بأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فهموها على وجهها الذي يفهمه العربي، بغير تكلف ولا تمحل في صرف ظواهرها، ومن كان باللسان العربي أعرف ففهمه لنصوص الوحي أرسخ، وقد قال عمر رضي الله عنه: (يا أيها الناس، عليكم بديوان شعركم في الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم).وقال ابن تيمية رحمه الله: لم يكن في الصحابة من تأويل شيئا من نصوصه – أي نصوص الوحي – على خلاف ما دل عليه، لا فيما أخبر به الله عن أسمائه وصفاته، ولا فيما أخبر به عما بعد الموت ... .وفي إنكار التأويل الكلامي ومناهج الفلاسفة ومن تأثر بهم من المتكلمين، يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل – ولو كان مستكرهاً – ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم، وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل، فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف.ويقول ابن تيمية رحمه الله مبيناً خطورة التأويل: فأصل خراب الدين والدنيا، إنما هو من التأويل الذي لم يرده الله ورسوله بكلامه، ولا دل عليه أنه مراده، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل وهل وقعت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيرة إلا بالتأويل، وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل، وليس هذا مختصاً بدين الإسلام فقط؛ بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى دخلها التأويل، فدخل عليها من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد.
ففي لزوم الإيمان بالنصوص على ظاهرها ودفع التأويل المتعسف بغير دليل موافقة لنصوص الكتاب والسنة لفظا ومعنى، مع بعد عن التكلف في الدين، والقول على الله بغير علم، والافتراء على رسوله الأمين، فضلاً عن ما في ذلك من مصلحة سد باب الخروج على العقيدة ببدعة محدثة، وسد باب الخروج على الشريعة، والاجتراء على الحرمات، والتهاون بالطاعات والوقوع في المنكرات، بصرف ألفاظ الوعد والوعيد عن حقيقتها وظاهرها، ودعوى أن كل ذلك غير مراد."وهذه القاعدة تفيد بطلان مذهب المفوضة في الصفات، الذين يفوضون معاني النصوص إلى الله، مدعين أن هذا هو مذهب السلف، وقد علم براءة مذهب السلف من هذا المذهب بتواتر الأخبار عنهم بإثبات معاني هذه النصوص على الإجمال والتفصيل، وإنما فوضوا العلم بكيفيتها لا العلم بمعانيها".قال ابن تيمية رحمه الله: إن الصحابة والتابعين لم يمتنع أحد منهم عن تفسير آية من كتاب الله، ولا قال هذه من المتشابه الذي لا يعلم معناه، ولا قال قط أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة المتبوعين: إن في القرآن آيات لا يعلم معناها، ولا يفهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أهل العلم والإيمان جميعهم، وإنما قد ينفون علم بعض ذلك عن بعض الناس، وهذا لا ريب فيه.
بل كان قول أهل العلم: من الله البيان، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم. ومما يشهد للصحابة في فهمهم مراد الله ومراد نبيه صلى الله عليه وسلم، والأخذ بظواهر النصوص، وتفسيرها مما يظهر منها: قول ابن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.وقال مسروق رحمه الله: كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحثنا فيها ويفسرها عامة النهار، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: نعم ترجمان القرآن ابن عباس.وقال مجاهد رحمه الله: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها.
فلم يتوقف الصحابة عن تفسير النصوص والأخذ بظواهرها؛ ويستثنى من ذلك النصوص الخاصة بصفات الله تعالى، فقد أخذوا بظواهرها فأثبتوها دون تفسير أو تكييف لمعناها. قال الذهبي: قال سفيان وغيره: قراءتها – أي آيات الصفات – تفسيرها، يعني أنها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى بها مضايق التأويل والتحريف.
علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري - ص271
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/295)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 05 - 09, 05:24 م]ـ
عجيب والله
نحن لم ننكر أن الأصل في نصوص الصفات أنها تجرى على ظاهرها
لكن قلنا يُخرج عن هذا الأصل لوجود دليل اقتضى ذلك
وهذا كلام الأئمة أمامك، والأمثلة تنظر إليك
هل قرأت كلام شيخ الإسلام
هل قرأت كلام الشيخ ابن عثيمين مع الأمثلة التي أوردت على هذا الأصل، وكيف أجاب عنها الشيخ ثم أصّل لهذه المسألة
على كلّ أنت حر تقول ما تشاء وتعتقد ما تريد(55/296)
هل حج النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثه؟
ـ[ابن الحربي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل حجة الوداع (قبل البعثه)
لانني قراءت ان النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل البعثه وخالف المشركين ووقف بعرفه وافاض منها وقدم اليه لحم مذبوح على الازلام ولم يذكر اسم الله عليه فلم ياكل منه وقال انني لا اكل مما لم يذكر اسم الله عليه.وتجدون بالمرفقات مقتطفات مما قرات (وقد تعمدت ذلك حتى لاتحذف مشاركتي بسبب عدم ذكري للمرجع).
ـ[ابن الحربي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل حجة الوداع (قبل البعثه)
لانني قراءت ان النبي صلى الله عليه وسلم حج قبل البعثه وخالف المشركين ووقف بعرفه وافاض منها وقدم اليه لحم مذبوح على الانصاب ولم يذكر اسم الله عليه فلم ياكل منه وقال انني لا اكل مما لم يذكر اسم الله عليه.وتجدون بالمرفقات مقتطفات مما قرات (وقد تعمدت ذلك حتى لاتحذف مشاركتي بسبب عدم ذكري للمرجع).
اخواني لقد قمت بتعديل مشاركتي وتصحيح الخطأ اللغوي في وقدم اليه لحم ذبح على (الانصاب) وليس (الازلام).
وكذلك قمت بارفاق الملف المتعلق بذلك.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[23 - 05 - 09, 04:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل حج الفرض، وقبل أن يكون رسولا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قال الزرقاني: " ولما جاء الإسلام كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجتمع بالناس فى موسم الحج ليبلغهم الدعوة فى منى ثلاث سنين متوالية ".
شرح الزرقانى على المواهب ج 3 ص 105 ".
وقال القرطبى فى تفسيره: " كان الحج معلوما عند العرب مشهورا لديهم، وكان مما يرغب فيه لأسواقها وتبررها وتحنفها- أى الطاعة والعبادة-فلما جاء الإسلام خوطبوا بما علموا، وألزموا بما عرفوا. وقد حج النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل حج الفرض، وقد وقف بعرفة ولم يغير من شرع إبراهيم ما غيروا. حين كانت قريش تقف بالمشعر الحرام ويقولون: نحن أهل الحرم فلا نخرج منه، ونحن الحمس -المتشددون فى الدين.
ولكن الحج فرض فى الإسلام بقوله تعالى {ولله على للناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97] وكان ذلك فى السنة السادسة أو التاسعة للهجرة، ولم يحج الرسول عليه الصلاة والسلام بعد فرض الحج إلا حجة واحدة هى حجة الوداع ".
تفسير القرطبي ج 4 ص 143
ويقول القرطبى: " من أغرب ما رأيته أن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حج قبل الهجرة مرتين، وأن الفرض سقط عنه بذلك لأنه قد أجاب نداء إبراهيم حين قيل له {واذن فى الناس بالحج} [الحج: 27] وهذا بعيد ".
وقال الزرقاني: " أن ابن سعد قال: إن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحج غير حجة الوداع منذ تنبأ إلى أن توفاه الله تعالى، ولكن ابن حجر فى "الفتح " قال: إنه حج قبل أن يهاجر مرارا، بل الذى لا ارتياب فيه أنه لم يترك الحج وهو بمكة قط وأخرج الترمذى عن جابر أنه حج بمكة حجتين قبل الهجرة، وأخرج ابن ماجه والحاكم أنه حج قبل أن يهاجر ثلاث مرات، وهو مبنى-كما يقول ابن حجر- على مقابلته للأنصار بالعقبة، وهذا بعد النبوة، أما قبل النبوة فلا يعلم عدد حجه إلا الله. وكل ذلك استصحاب للأصل الذى درج عليه العرب من أيام إبراهيم عليه السلام ".
شرح الزرقانى على المواهب للقسطلانى "ج 3 ص 105"
انظر:
http://www.al-eman.com/Ask/ask3.asp?id=19469(55/297)
ما حكم هذا القول ((مع الله في سدرة المنتهى)
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هناك بعض المنشدين ينشدون انشودة بعنوان (مع الله)
وفيها
مع الله في سدرة المنتهى ... مع الله حين يَطيبُ النظرْ
فهل هذا الكلام منضبط؟ ام أن فيه مخالفة عقدية؟
نرجوا الافادة بارك الله فيكم
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[23 - 05 - 09, 11:51 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم(55/298)
خطأ خطير في تفسير ابن كثير من المكتبة الشاملة ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 07:36 م]ـ
خطأ خطير في تفسير ابن كثير من المكتبة الشاملة ..
نعم ..
وأثار عندي قلقاً من أهل الضلال والباطل الذين يتصيدون الأخطاء والتحريفات في مطبوعات أئمة السلف ..
وهو قول لعمر بن عبد العزيز ذكره ابن كثير في تفسير سورة مريم (5/ 234)
قال:
قال ابن أبي حاتم: ذكر هدبة بن خالد القيسي حدثنا حزم بن أبي حزم القطعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن صاحب الكوفة:
أما بعد فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت فجعل مصيرهم إليه وقال فيما أنزل في كتابه الصادق الذي خلقه بعلمه وأشهد ملائكته على حفظه: إنه يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون. اهـ
فرجعت إلى أصل ابن كثير المطبوع فوجدته:
كتابه الصادق الذي حفظه بعلمه وأشهد ملائكته على خلقه ..
وفي الدر المنثور من الشاملة:
كتابه الصادق الذي أنزله بعلمه وأشهد ملائكته على خلقه ..
وفي حلية الأولياء من الشاملة:
كتابه الصادق الذي حفظه بعلمه وأشهد ملائكته على حقه .. كذا في الشاملة.
أفيدونا جزاكم الله خيرا عن هذا التحريف ..
وما وجه الموجود في أصل ابن كثير المطبوع: وأشهد ملائكته على خلقه ..
على أنه من الممكن أن يكون الأثر ضعيفا فإني لم أجد القطعي ممن روى عن عمر بن عبد العزيز ..
وكذا ذكره ابن أبي حاتم معلقا ولا يعرف له رواية عن هدبة بن خالد القيسي، وإنما روى عنه أبيه .. فالله أعلم ..
وجزى الله خيراً، أخاً دلنا على الصواب.(55/299)
عقيدة الرافضة في هدم المسجد الأقصى!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 - 05 - 09, 08:39 م]ـ
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن المسجد الأقصى ثاني المساجد بناء وثالثها منزلة , له من المكانة في قلوبنا ما جعل دماءنا تسيل في ساحاته دفاعا عنه , لكن أن نجد من ينتسب للإسلام و المسلمين من ينتظر هدمه هذا أمر غريب!!!!
ان هدم المسجد الأقصى ليس ممنوعا عقلا ولا شرعا , بل ان الصليبيين حولوا بعضه الى كنيسة وبعضه الى اسطبل. فلما عاد صلاح الدين وضع منبره الشهير واعاد للمسجد هيبته. فازال الصليب واعاد المدرسة الى ما كانت عليه.
قبل سنوات. لفت انتباهي كتاب لعالم شيعي معروف وهو علي الكوراني يكتب فيه عن عصر ظهور المهدي. وتكلم ان من علامات ظهور المهدي كشف الهيكل. وأشار انه الظاهر انه هيكل سليمان. ولكن لم اكن أعلم بان اوقح منه سيتكلم علنا عن الأمر ويقول هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل!!!!
الكاتب أسمه: جابر البلوشي وما يتعلق بالموضوع هو:
كتاب ظهور الأمام المهدي عليه السلام عام 2015 ميلادية نبوءة قرآنية
كشف الهيكل وهدم المسجد الأقصى وخروج الدجال في فبراير عام 2019 ميلادية
نسمع كثيرا في وسائل الأعلام أن اليهود ينون تدمير المسجد الأقصى لبناء هيكلهم مكانه، لكن متى سيحدث هذا الأمر، لقد بحثت كثير في هذا الأمر، في القرآن الكريم وفي التوراة والإنجيل وغيرهم من المصادر واستخلصت بأن هذا الأمر سيكون في فبراير عام 2019 ميلادية وقد وجدت هذا الأمر في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية رقم 114، وكذلك مكتوب في الإنجيل في سفر الرؤيا الإصحاح الحادي عشر كما سأبين لكم.
سأبدأ أولا بنبوءة الإنجيل عن الهيكل.
Revelation - رؤيا إصحاح 11
1 ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا، وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلاً لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ.
2 وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ، فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا.
3 وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ، فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا
هذه النبوءة تشير إلى كشف الهيكل قبل اثنين وأربعين شهرا، 1260 يوما من معركة الساعة (هرمجدون)، وبما أن معركة الساعة ستبدأ عام 1444 هجرية 2022 ميلادية كما بينا لكم سابقا في الفصل الثاني والثالث من هذا الكتاب، فإذا رجعنا اثنين وأربعين شهرا 1260 يوما أي ثلاث سنوات ونصف من معركة الساعة عام 2022 ميلادية سنجد أنفسنا في فبراير من العام 2019 ميلادية، وهذا هو تاريخ نزول العذاب الذي سينزله الله تعالى عن طريق النيزك الكبير كما بيناه بالتفصيل في الفصل الرابع، وهو أيضا موعد هدم المسجد وبناء الهيكل مكانه لخرج الدجال (النبي الزائف)، ونلاحظ هنا بأن هذا الأمر سيتم بعد نزول السيد المسيح عليه السلام لان اليهود لن يؤمنوا به عند نزوله عليه السلام، لأنهم يؤمنون بمسيخهم الدجال.
أما عن هذا الأمر في القرآن الكريم فهو مكتوب في سورة البقرة في الآية رقم 114 كما سأبين لكم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) ... سورة البقرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/300)
الآية المباركة تشير إلى الخلاف بين اليهود والنصارى وهذا الخلاف سيكون سببه نزول السيد المسيح عليه السلام، لان المسيحيين سيؤمنون به وأما اليهود سينكرونه ويكذبوه، وتشير أيضا إلى منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه والسعي في خرابها أي هدمها من قبل اليهود كما تشير الآية المباركة وإنهم لن يدخلوها أي الأرض المقدسة إلا خائفين بسبب جرائمهم، ونلاحظ هنا بأن هذا الأمر سيحدث بعد ظهور الأمام المهدي عليه السلام ونزول السيد المسيح عليه السلام، وسيكون أيضا في فترة نزول العذاب على الأرض (النيزك القادم عام 2019 م) وهذا ما سيجهلهم يقومون بهدم المسجد ووضع هيكلهم مكانه لظهور مسيخهم الدجال.فإذا قمنا بحساب عدد الكلمات من بداية سورة البقرة المباركة إلى نهاية الآية رقم 114 لوجدنا بأن عدد الكلمات هو 2019 كلمة أي عام 2019 ميلادية سيتم تدمير المسجد الأقصى لبناء الهيكل مكانه أي بعد نزول العذاب كما قال الله تعالى (وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وهذا النيزك هو العذاب العظيم وهو العلامة لهم لهدم المسجد وبناء الهيكل مكانه لخروج الدجال الملعون الذي سيدعي النبوة ويدعي انه هو المسيح، وسيتبعه اليهود ويوالونه.
............................
.........
وهذا الرسم يبين لكم آخر سبع سنوات قبل معركة الساعة، تبدأ بظهور الأمام المهدي عليه السلام عام 2015 م ثم بعده بثلاث سنوات نزول السيد المسيح عليه السلام عام 2018 م ثم نزول العذاب على الأرض في منتصف السبع سنوات ثم بداية الأحداث في الاثنين والأربعين شهرا قبل معركة الساعة وهي هدم المسجد وبناء الهيكل وخروج الدجال والهجرة الكبرى لليهود إلى فلسطين في الثلاث سنوات الأخيرة، وبعد انتهاء مده السبع سنوات بداية معركة الساعة (هرمجدون).
........................................
ولهذا السبب ترك اليهود الضفة الغربية إلى الفلسطينيين ولم يحتلوها ويهجروا أهلها كما فعلوا بباقي المدن الفلسطينية، فعندما عاد اليهود الصهاينة إلى الأرض المقدسة ليقيموا دولة الفساد الثانية لهم عام 1948ميلادية، كنت أتساءل لماذا لم يهدموا المسجد الأقصى ويبنون مكانه الهيكل رغم قدرتهم الفائقة على فعل هذا الأمر، ألم يأتوا إلى الأرض المقدسة ليقيموا دولتهم القديمة التي دمرها الآشوريون والبابليون سكان بلاد ما بين النهرين في الفترة بين عامي 722 و 586 قبل الميلاد ولكي يعيدوا بناء هيكلهم (هيكل سليمان) كما يزعمون.
فلماذا إذا تركوا الضفة الغربية للفلسطينيين ولماذا تركوا أمر المسجد الأقصى ومسجد الصخرة للفلسطينيين واكتفوا فقط بحائط البراق أو حائط المبكى كما يسمونه فخلف وراء هذا الأمر سرا عظيم.
إنها لعبه لا يجيد لعبها إلا الأعور الدجال الذي يحكم اليهود والغرب سرا، فهو من وضع قوانين هذه اللعبة أو هذه المؤامرة على الجنس البشري كي يضللهم ويبعدهم عن عبادة الله تعالى ويحول الأرض إلى مركز للفساد.
معظم الناس أو لنقل 99 % منهم يعتقدون إن الذي يمنع الصهاينة من هدم المسجد الأقصى هو خوفهم من الأمة العربية والإسلامية ومن الجيوش العربية،، أن تفتك بهم وتلقيهم في البحر وان اليهود في إسرائيل يعيشون في رعب دائم من العرب،، وهذا غير صحيح بالمرة،، فلو أراد الصهاينة اليهود طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم مكانه لن يستطيع احد من العرب منعهم أبدا ولفعلوا ذلك عام 1948م،، ولن تجرأ أي دولة عربية على محاربتهم وهذا أمر معروف لدى الجميع، إذا هناك سبب كبير جدا جعل اليهود الصهاينة يمتنعون عن طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وهناك سبب اكبر جعلهم يمتنعون عن هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم مكانه.
والسبب واضح جدا وهو التحريف الذي وقع التوراة والإنجيل من قبل الدجال الملعون وأعوانه من الصهاينة كي يظلوا الناس، فعندما تقرأ في التوراة والإنجيل تعرف بأن السيد المسيح عليه السلام سيعود إلى الأرض عند نهاية الأسبوع (عند انقضاء مدة السبع سنوات) أي عند بداية معركة الساعة في فلسطين، وعودة المسيح عندهم لا تتحقق إلا بهدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل الثالث مكانه كما حرف وكتب في التوراة والإنجيل من قبل الدجل وأعوانه من الصهاينة المجرمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/301)
............................................. ، أي قبل أن ينتصف الأسبوع (ثلاث سنوات ونصف)، فلهذا السبب لم يهدموا المسجد الأقصى ليقيموا هيكلهم، لأنهم وبكل بساطة إذا هدموا المسجد الأقصى وبنو الهيكل مكانه قبل عودة السيد المسيح عليه السلام سيثبتون للعالم كله بأن التوراة الأنجيل محرفة وان ما كتب فيها عن عودة المسيح بعد بناء الهيكل كذب في كذب وان المسيح الذي سينزل يصلي خلف المهدي هو المسيح الحقيقي وهم بالطبع لا يريدون ذلك، لذلك هم تعمدوا أبقاء المسجد في يد الفلسطينيين وأوهام العالم بأنهم لا يستطيعون بناء الهيكل لان العرب لن يسمحوا لهم بذلك.
ولكن عند نزول السيد المسيح عليه السلام إلى الأرض سيقومون بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل لتضليل المسيحيين والعالم بالقول بأن المسيح الموجود الآن هو المسيح المزيف وان المسيح الحقيقي سينزل بعد هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه كما هو مكتوب في التوراة والإنجيل كي يضللوا المسيحيين وغيرهم وهذه هي اللعبة التي يلعبها الصهاينة مع زعيمهم الدجال الملعون على العالم كله، وهذا هو سبب أبقاء الضفة الغربية ومدينة القدس بيد الفلسطينيين، فوجود القدس عند العرب ضرورة ملحة حتى تسير اللعبة كما خطط لها، أما إذا قام اليهود الصهاينة بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم مكانه قبل نزول السيد المسيح عليه السلام، فأن هذه اللعبة ستنهار.لذلك هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه سيكون بعد نزول السيد المسيح عليه السلام أي في عام 2019ميلادية كي يجعلونه حجر مغناطيس يجلب لهم اليهود المشتتين في الأرض وليخرجوا دجالهم الملعون ويقدموه للناس على انه المسيح الحقيقي فهو مارق اليهود وتاج رؤوسهم الملعون.
بداية يعلم أن من استخدم الارقام لحساب عمر أمة الاسلام هم اليهود فلسنا مع عباد الارقام.
أولا معلوم أن العقائد سواء الدينية أو الحزبية هي ما يحكم على السياسة من خلالها. فاليهود والنصارى مثلا بينهم عداوة معروفة , وهذا لم يمنع النصارى الذين كانوا يقتلون اليهود شر قتلة ويمتهنونهم لأنهم يرمونهم بدم المسيح. أن يتفقوا على بعض المصالح مع اليهود , مع وجود الحقد الداخلي بينهم. كيف لا وهم فيما بينهم يكرهوا بعضا ومختلفين قال تعالى "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" اذا فحقيقة التوافق الظاهري هو التقاء مصالح تعلم من العقائد وتنفذ وفق سياسة تحقق الهدف العقائدي. فالنصارى يرون أن المسيح سينزل عند بناء اليهود الهيكل وأن اليهود سيؤمنوا به أو سيقتلهم. وهذه العقيدة معروفة عند النصارى بل ان "شهود يهوة " يصرحون ويعدون العدة لذلك. بينما يعتقد اليهود أن "الميسا" أمير السلام عندهم سينزل بعد بناء الهيكل وتقريب القربان وأنه سيقتل الوثنيين.
وبنفس الطريقة يقول بعض الشيعة أن ظهور المهدي الذي غاب في سرداب سامراء ثم اختفى لأكثر من قرن من الزمان لا بد أن يظهر بعد أن يكشف اليهود هيكلهم. وعندها سيدعوهم للاسلام بعد ان يحكم بحكم ال داوود ويتكلم العبرانية ويأتي بأمر جديد على العرب شديد!!!!
العرب سيقتلوا وفقا لقول اليهود والنصارى والشيعة!!! وهذا التوافق ليس عجيبا بل ان الله ذكر ذلك في كتابه بان اليهود قد ضلوا وأضلوا ...
فكل من يسير على خطى الصهاينة سواء في العقائد أم بالأفعال فهو يضل بضلالهم.
بالطبع لا يمكن أن يقال أن الشيعة يحبوا اليهود كما لا يمكن أن يقال أن النصارى يحبوا اليهود. ولكن هناك عامل يجعل سياسة العمل تتجه بإتجاه معين وتمتنع من إتجاه آخر.
واذا كان من الأفعال ما يكون متناقضا فانما ذلك يُظهر فساد العمل قال تعالى:"ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/302)
فقد كانوا يقتلون بعضهم ويخرجونهم من ديارهم ثم اذا رأوهم اسرى بعثوا بفديتهم ,وذلك لان الشرع يحرم عليهم الفعل الأول ويحضهم على الثاني.
فتلك السياسة فاسدة مع انهم خالفوا كتبهم.
مخبول آخر أسمه اليوسفي الغروي يقول:"من باب المثال نذكر من جملة العلامات كشف الهيكل، ولما ظهر صناعة التماثيل المقتبسة غربياً استعمارياً، من المستعمر الذي هيمن على مناطق من بلاد المسلمين وسيطر المتربين لديه من العلمانيين وكرس عليهم (املى عليهم) ثقافته بصنع التماثيل (المجسمات)، تماثيل البشر، تماثيل الانسان، وطبعاً هذه التماثيل كانوا يسترونها الى ان يكملوها ثم يرفعون الستار عنها، فطبق مسألة كشف الهيكل على هذه التماثيل، لفترة هذه المسألة (مسألة صنع التماثيل في البلاد الاسلامية) متزامنة مع اوائل دخول المستعمرين الى هذه البلاد، اكثر من سبعين او ثمانين سنة، طبّق مسألة عنوان كشف الهيكل على هذا الامر، بينما مرّت الايام والليالي واذا باليهود يكشفون عن ما يسمى ويدعى لديهم بهيكل سليمان، وكلمة الهيكل هي كلمة عبرية، فهل ما جاء الاخبار (اخبار علائم الظهور) من مسألة كشف الهيكل، هل المقصود به كشف الهياكل التماثيلية او المقصود بالخصوص وهذا اصرح واصدق واقرب تصديقاً وانطباقاً وتطبيقاً كشف الهيكل ولا سيما بكلمة الهيكل، كأنما يرمز الى هيكل خاص، على اي حال يكفينا هذا المثال لعدم التسرع في تطبيق العناوين التي جاءت."
اذا المقصود هيكل سليمان!!!!!!
يقول الكوراني في كتابه عصر الظهور:
"ومنها، حديث كشفهم للهيكل. فقد ورد في تعداد علامات الظهور عبارة: (وكشف الهيكل)، الذي يبدو أنه كشف هيكل سليمان عليه السلام.
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (ولذلك آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والقذف. وتخريق الزوايا في سكك الكوفة. وتعطيل المساجد أربعين ليلة. وكشف الهيكل وخفق رايات تهتز حول المسجد الأكبر، القاتل والمقتول في النار). (البحار:52/ 273).
ويحتمل أن يكون الهيكل أثراً تاريخياً غير هيكل سليمان عليه السلام، أو في محل آخر غير القدس، حيث ورد ذكره بصيغة (كشف الهيكل) بنحو مطلق، ولم يذكر من يكشفه."
وهذه العقيدة انما استقاها الرافضة من اليهود. ..
بنينما أخبرنا الله أن الإفساد الثاني لبني اسرائيل سيتبر البناء تتبيرا. فعن أي شيء يبحث ا اليهود وماذا ينتظر الرافضة؟(55/303)
[الطبقات للشعراني] في الميزان!
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 07:00 م]ـ
طبقات الشعراني
يعتبر كتاب الشعراني هذا، من أهم مراجع الخرافة في كتب الصوفية، وهم ينفون عن الشعراني ويدعون أن هذه الخرافات التي يواجهون بها نقلاً من كتاب الطبقات، هي مما زيد على الكتاب ودس على الشعراني بغير علمه.
وعلى فرض ثبوت هذا، فهناك مشكلتان:
الأولى ـ أن الصوفية أصبحوا إذا وجهوا بالخرافة قالوا مدسوسة، وإذا خلوا إلى بعضهم رووا هذه التخريفات، ومنها ما وثقناه صوتاً وصورة لداعية التصوف المعاصر "علي الجفري اليمني" وهو يروي أحد هذه الخرافات عن الشعراني اضغط هنا
الثانية ـ أن الكتاب بأكمله إلا النزر القليل جداً، ينضح ويفور بالخرافة، فلا نعلم أيها المدسوس الحق القليل أم التخريف الكثير. وللتوثيق إليك فيض من غيض:
قال الشعراني في الطبقات (2ـ 87) طبعة دار العلم للجميع: ((الشيخ حسين أبو علي رضي الله عنه،كان هذا الشيخ رضي الله عنه من كمل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى، وكان كثير التطورات تدخل عليه بعض الأوقات تجده جنديا، ثم تدخل فتجده سبعاً، ثم تدخل فتجده فيلاً، ثم تدخل فتجده صبياً وهكذا، ومكث أربعين سنة في خلوة مسدودة بابها ليس لها غير طاقة يدخل منها الهواء وكان يقبض من الأرض ويناول الناس الذهب والفضة، وكان من لا يعرف أحوال الفقراء يقول هذا كيماوي سيماوي)).
وقال أيضاً: ((فدخلوا على الشيخ فقطعوه بالسيوف وأخذوه في كيس ورموه على الكوم وأخذوا على قتله ألف دينار ثم أصبحوا فوجدوا الشيخ حسيناً رضي الله عنه جالساً فقال لهم: غركم القمر. وكانت النُّمُوس تتبعه حيث مشى في شوارع وغيرها فسموا أصحابه بالنموسية
وكان رضي الله عنه بريئاً من جميع ما فعله أصحابه من الشطح الذي ضربت به رقابهم في الشريعة)).
وقال أيضاً في الطبقات: (2ـ 66) في ترجمة يوسف العجمي الكوراني: ((وكان رضي الله عنه إذا خرج من الخلوة يخرج وعيناه كأنهما قطعة جمر تتوقد فكل من وقع نظره عليه انقلبت عينه ذهباً خالصاً، ولقد وقع بصره يوماً على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، إن وقف وقفوا وإن مشى مشوا)). إلى أن قال: ((ووقع له مرة أخرى أنه خرج من خلوة الأربعين فوقع بصره على كلب فانقادت إليه جميع الكلاب، وصار الناس يهرعون إليه (إلى الكلب) في قضاء حوائجهم، فلما مرض ذلك الكلب اجتمع حوله الكلاب يبكون ويظهرون الحزن عليه، فلما مات أظهروا البكاء والعويل، وألهم الله تعالى بعض الناس فدفنوه فكانت الكلاب تزور قبره حتى ماتوا)).
قال الشعراني: ((فهذه نظرة إلى كلب فعلت ما فعلت، فكيف لو وقعت على إنسان؟!!!)).
وقال أيضاً في ترجمة شمس الدين محمد الحنفي (2ـ88): ((ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي رضي الله تعالى عنه ورحمه)). إلى أن قال: ((ولما دنت وفاته بأيام كان لا يغفل عن البكاء ليلاً ولا نهاراً وغلب عليه الذلة والمسكنة والخضوع حتى سأل الله تعالى قبل موته أن يبتليه بالقمل والنوم مع الكلاب، والموت على قارعة الطريق، وحصل له ذلك قبل موته فتزايد عليه القمل حتى صار يمشي على فراشه، ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين وشيئاً، ومات على طرف حوشه، والناس يمرون عليه في الشوارع)).
قال: ((وقال له سيدي علي بن وفا: ما تقول في رجل رحى الوجود بيده يدورها كيف شاء.؟ فقال له سيدي محمد رضي الله عنه: فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن تدور؟)).
وقال أيضاً في ترجمة أبي الخير الكليباتي في الطبقات (2ـ143): ((كان رضي الله عنه من الأولياء المعتقدين وله المكاشفات العظيمة مع أهل مصر وأهل عصره، وكانت الكلاب التي تسير معه من الجن، وكانوا يقضون حوائج الناس، ويأمر صاحب الحاجة أن يشتري للكلب منهم إذا ذهب معه لقضاء حاجته رطل لحم، وكان أغلب أوقاته واضعاً وجهه في حلق الخلاء في ميضأة جامع الحاكم، ويدخل الجامع بالكلاب فأنكر عليه بعض القضاة فقال: هؤلاء لا يحكمون باطلاً ولا يشهدون زوراً)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ144): ((ومنهم سيدي سعود المجذوب رضي الله عنه كان رضي الله عنه من أهل الكشف التام، وكان له كلب قدر الحمار لم يزل واضعاً بوزه (فمه) على كتفه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/304)
وقال أيضاً في ترجمة بركات الخياط (2ـ144): ((وكان دكانه منتناً قذراً لأن كل كلب وجده ميتاً أو قطاً أو خروفاً يأتي به فيضعه داخل الدكان وكان لا يستطيع أحد أن يجلس عنده)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ 184): الشيخ الصالح عبد القادر السبكي أحد رجال الله تعالى كان من أصحاب التصريف بقرى مصر رضي الله عنه: ((وكان كثير الكشف لا يحجبه الجدران والمسافات البعيدة من اطلاعه على ما يفعله الإنسان في قعر بيته .... وخطب مرة عروساً فرآها فأعجبته فتعرى لها بحضرة أبيها، وقال: انظري أنت الأخرى حتى لا تقولي بعد ذلك بدنه خشن، أو فيه برص أو غير ذلك، ثم أمسك ذكره وقال: أنظري هل يكفيك هذا، وإلا فربما تقولي: هذا ذكره كبير لا أحتمله، أو يكون صغيراً لا يكفيني، فتقلقي مني، وتطلبي زوجاً أكبر آلة مني)).
وقال أيضاً: الشيخ علي أبو خودة الطبقات (2ـ135): ((وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرداً راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته، سواء كان ابن أمير، أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده، أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس، ولا عليه من أحد)).
وقال أيضاً في الطبقات (2 ـ185): ((الشيخ شعبان المجذوب رضي الله عنه، كان من أهل التصريف بمصر المحروسة، وكان يخبر بوقائع الزمان المستقبل وأخبرني سيدي علي الخواص رضي الله عنه أن الله تعالى يطلع الشيخ شعبان على ما يقع في كل سنة من رؤية هلالها، فكان إذا رأى الهلال عرف جميع ما فيه مكتوباً على العباد)).
وقال: ((وكان يقرأ سورا غير السور التي في القرآن على كراسي المساجد يوم الجمعة وغيرها فلا ينكر عليه أحد، وكان العامي يظن أنها من القرآن لشبهها بالآيات في الفواصل)).
وقال: ((وقد سمعته مرة يقرأ على باب دار، على طريقة الفقهاء الذين يقرؤون في البيوت فأصغيت إلى ما يقول فسمعته يقول: "وما أنتم في تصديق هود بصادقين، ولقد أرسل الله لنا قوماً بالمؤتفكات يضربوننا ويأخذون أموالنا وما لنا من ناصرين" ثم قال: اللهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز في صحائف فلان وفلان إلى آخر ما قال)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ142): ((الشيخ إبراهيم العريان رضي الله عنه،كان يُخرج الريح بحضرة الأكابر ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك، فيخجل ذلك الكبير منه، مات رضي الله عنه سنة نيف وثلاثين وتسعمائه)).
((وكان رضي الله عنه يطلع المنبر ويخطب عرياناً ...... فيحصل للناس بسط عظيم)).
وقال أيضاً: ((شيخنا أبو علي هذا كان من جماعته: الشيخ عبيد: وأخبرني بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت، فلم يستطع أحد أن يزحزحها، فقال الشيخ عبيد: اربطوها في بيضي (الخصيتين) بحبل وأنا أنزل اسحبها ففعلوا، فسحبها ببيضه حتى تخلصت من الوحل إلى البحر، مات رضي الله عنه في سنة نيف وتسعين وثمانمائه)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ 87): ((سيدي الشيخ محمد الغمري، أحد أعيان أصحاب سيدي أحمد الزاهد رضي الله عنه، كان من العلماء العاملين والفقراء الزاهدين المحققين سار في الطريق يسيرة صالحة وكانت جماعته في المحلة الكبرى وغيرها يضرب بهم المثل في الأدب والاجتهاد، قال: ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب الخيسي يوماً الخلوة فرآه جالساً في الهواء وله سبع عيون فقال له: الكامل من الرجال يسمى أبا العيون)).
وقال أيضاً في الطبقات (2ـ88): ((سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي كان رضي الله عنه من أجلاء مشايخ مصر وسادات العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية)) إلى أن قال: ((وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وصرفه في الكون)). إلى أن قال: ((قال الشيخ أبو العباس: وكنت إذا جئته وهو في الخلوة أقف على بابها فإن قال لي ادخل دخلت، وإن سكت رجعت فدخلت عليه يوما بلا استئذان فوقع بصري على أسد عظيم فغشي علي فلما أفقت خرجت واستغفرت الله تعالى من الدخول عليه بلا إذن ". ثم قال" وقد مكث في خلوته سبع سنين تحت الأرض ابتدأها وعمره أربع عشرة سنة".
"قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه: ولم يخرج الشيخ من تلك الخلوة حتى سمع هاتفا يقول: يا محمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات، وقال له في الثالثة: إن لم تخرج وإلا هيه. فقال الشيخ: فما بعد هيه إلا القطيعة، قال الشيخ فقمت وخرجت إلى الزاوية فرأيت على السقيفة جماعة يتوضؤون فمنهم من على رأسه عمامة صفراء ومنهم زرقاء، ومنهم من وجهه وجه قرد، ومنهم من وجهه وجه خنزير، ومنهم من وجهه كالقمر، فعلمت أن الله أطلعني على عواقب أمور هؤلاء الناس، فرجعت إلى خلفي وتوجهت إلى الله تعالى فستر عني ما كشف لي من أحوال الناس وصرت كآحاد الناس)).
وقال أيضاً في ترجمة علي وحيش في الطبقات (2ـ149): ((كان رضي الله عنه من أعيان المجاذيب أرباب الأحوال ... وله كرامات وخوارق واجتمعت به يوماً)). إلى أن قال: ((وكان إذا رأى شيخَ بلدٍ أو غيرَه ينزله مِن على الحمارة ويقول له: أمسِك رأسَها حتى أفعل فيها! فإن أبى الشيخ تسمَّر في الأرض لا يستطيع أن يمشي خطوةً، وإن سمح حصل له خجلٌ عظيمٌ والناس يمرُّون عليه)).
ويقول الشعراني عن نفسه في كتابه "الطبقات: ((إنَّ سبَبَ حضوري مولد "أحمد البدوي" كلَّ سَنَةٍ أنَّ شيخي العارف بالله تعالى "محمد الشناوي" رضي الله عنه! أحدَ أعيان بيته رحمه الله، قد كان أخذ عليّ العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه، وسلَّمني بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح! - بين الشعراني والبدوي نحو أربعة قرون! -وقبضت على يدي. وقال: يا سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك! فسمعتُ "سيدي أحمد" من القبر يقول: نعم.
ولما دخلتُ بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكرٌ، مكثتُ خمسةَ شهورٍ لم أقرب منها
فجاءني وأخذني وهي معي، وفرش لي فراشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي
الحلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه! وقال: أزِل بكارتها هنا! فكان الأمر تلك الليلة))
الطبقات (1ـ161).
نموذج من الكتاب
http://www.alsoufia.com/rtb_uploaded_images/tabakat545.jpg
منقول من موقع الصوفية(55/305)
أريد منكم جمع رسائل ابن تيمية في العقيدة،
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 08:39 م]ـ
السلام عليكم
اخواني الكرام
أريد منكم جمع رسائل ابن تيمية في العقيدة،
في روابط لكتب مصورة، وأفضل أن تكون موافقة للمطبوع. ضرووري
وجزاكم الله خيرا(55/306)
التفكير فريضة إسلامية ـ مناقشة لـ عباس محمود العقاد. . الحلقة الثانية.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - 05 - 09, 12:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مواضيع ذات صلة بـ عباس محمود العقاد
من هو عباس محمود العقاد؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm)
التوحيد والأنبياء عند عباس محمود العقاد ( http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm)
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟! ( http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm)
عبقريات عباس العقاد ليست انتصاراً للإسلام ( http://saaid.net/Doat/alkassas/131.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد ركوب للكذب واستخفاف بالعقول ( http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد إنكار للوحي 1 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm)
عبقريات عباس محمود العقاد إنكار للوحي 2 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/133.htm)
تطاول عباس محمود العقاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ( http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm)
التفكير فريضة إسلامية ـ مناقشة لـ عباس محمود العقاد الحلقة الأولى ( http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1346802&cnt=-2&Sec=0#0)
التفكير فريضة إسلامية ـ مناقشة لـ عباس محمود العقاد.
الحلقة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه:ـ
أَتى العقاد على السفسطة، والفلسفة في الحضارة اليونانية القديمة، وكيف أنها صارت إلى جدالٍ يضيع الوقت والجهد، ثم انثنى على الإسلام يبين أن الشريعة لم تُحرم سوى الجدل العقام ـ على تعبيره ـ الذي لا يهدف لشيءٍ، يقول: (وكل ما ورد عن علماء الإسلام الذين حرموا الجدل فإنما ينصرف إلى منع هذه اللجاجة التي لمسوا شرورها وتحققوا من جريرتها ولم يلمسوا معها منفعة) (1)، ويقول: (وعلى كثرة الفقهاء الذين عرضوا لهذا الموضوع لا تجد واحداً منهم قصد بالمنع أو التحريم شيئاً غير هذا الجدل العقام الذي يمزق وحدة الجماعة ويصرف العقل عن الفهم ويأتي إلى المعنى الواضح فيغمضه ولا يتفق له يوماً أن يأتي للغامض فيجلوه ويقربه لمن خفي عليه) (2)
ثم يمارس نوعاً من الحصر للقارئ فيذكر أن اثنين من العلماء (الغزالي وابن تيمية) هم من تعرضوا لقضية المنطق (المجادلة بالعقل)، وأنهم تعرضوا لها للتصحيح والتنقيح وليس للرد (3).
يدعم بذلك فكرته الأولى، (إعمال العقل)، فيقول ضمناً ـ بل يصرح ـ بأن الشريعة لا تمنع إعمال العقل والمناقشة من أجل الوصول للحقيقة، وأن هذا حال المنتسبين للشريعة.
عباس العقاد يتعرض لقضية (الجدال) لأمر آخر، وهو الدلالة على تعظيم العقل، وقد بينت أمر العقل وأننا لا نفرده ولا نطرده وإنما له مسار محدود يسير فيه على اعتبار أن العقل محدود الإمكانات. والآن أبين قضية الجدال.
طرفان ووسط
يوجد ثلاث حالات لتناول المسائل العلمية (النظرية تحديداً): مراء، وجدال، وترك للحوار بالكلية.
المراء إفراط، وترك الحوار بالكلية تفريط، والوسط هو جِدالٌ مشروط .. جدالٌ بالتي هي أحسن (وجادلهم بالتي هي أحسن).
المراءُ نوعٌ خاص من الجدال، يزيد على طلب الحق. فيه مشاحنة ومخاصمة بين الطرفين، كل واحد منهم ينزع ما بيد صاحبه (4).
المراء حالة لا يراد فيها الحق، وإنما يراد فيها الغلبة على الخصم. تكون هناك نتائج (مفاهيم) .. مسبقة يُقرأ النص من أجل الدلالة عليها .. أو يقرأ النص ليؤتى به شاهداً عليها. وقد نهينا عن المراء، «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِى وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ» (5).
والحق واضح أبلج، ولا سبيل للمراء إلا باتباع المتشابه أو بافتعاله، إذ أن الكلام في المتشابه لا ينضبط، وخاصة إن قل علم الخصم.
المحكم والمتشابه (6):
نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من حيث الإحكام وعدمه على ثلاثة أقسام: منها ما هو محكم حقيقي.ومنها ما هو متشابه حقيقي. ومنها ما هو محكم إضافي .. ويقال له أيضا متشابه إضافي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/307)
المحكم الحقيقي هو: الذي لا يحتاج لغيره لبيان معناه، وهو الغالب الأعم. . هو أم الكتاب كما قال منزل الكتاب. ولله الحمد.
والمتشابه الحقيقي: هو الذي لا يتضح معناه ولا بغيره. وهو قليل جدا في القرآن الكريم، ولا ينبني عليه حكم شرعي. فقط يُطلب فيه التسليم بأنه من عند الله.
والمتشابه الإضافي أو المحكم الإضافي: هو الذي يحتاج لغيره لبيان معناه. مثل المطلق مع مقيده، والعام مع مخصصه، والمنسوخ مع ناسخة، وهكذا. فهو وحده متشابه، وحين ينضم إليه غيره يصير محكما.
يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران: 7]
والمقصود أن الذين يمارون هم الذين يقفون في المتشابه الذي لا يتضح معناه. أو يفتعلونه من خلال المتشابه الإضافي، أو ما يقال له المحكم الإضافي. أو من خلال البتر للنص من سياقه القولي أو الفعلي. أو من خلال تحريف المعنى. كما يفعل النصارى (7).
والمقصود أن من يفعل هذا هم الذين في قلوبهم مرض، هم الذين في قلوبهم زيغ، كما وصفهم ربهم سبحانه وتعالى. ويفعلون ذلك ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
والذين يتركون النقاش بالكلية هم أصحاب البدع العملية في الغالب، كالمتصوفة (8)، لا يناقش .. يلوذ بالفرار من النقاش ويرمي في وجه كل من يتحدث إليه بجزء من حديث وابصة ـ رضي الله عنه ـ (استفت قلبك وإن أفتوك).
فالشريعة تقف للمراء، وتسمح لجدالٍ بالتي هي أحسن، وتستدعي أهل العزلة إلى النقاش والحوار ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حي عن بينة. والشريعة تعرف الدعوة إلى الله، مجادلةً لدعوة الناس إلى الله. لا مصالحة مع الباطل والتقاءٍ معه على المشترك.
والعقاد بعيد عن هذا. العقاد في وادٍ آخر، يتكلم عن أن المراء ممنوع ليقفز مباشرة إلى أن كل من كان ذو هدفٍ له أن يتكلم كيفما شاء.وأن يعمل عقله حيث شاء. يوطد لإباحة ما حرم الله بدعوى أنه الجدال المشروع، وإعمال العقل المشروع في الشريعة.
الاستدلال بالتاريخ
قبل المناقشة أريد أن ألفت نظرك ـ أخي القارئ ـ إلى طريقة الاستدلال التي ينتهجها عباس العقاد.
يعتمد في استدلاله على التاريخ، وليس الكتاب والسنة، يأتي بما في التاريخ ويدعي أن ذلك لا بد أنه هو حقائق الكتاب والسنة، يقول: (ولم يكن هذا الدليل الواقعي من روح الإسلام مقصوراً على وطن أو سلالة فيقال إنه مستمد من تراث ذلك الوطن أو تلك السلالة، ولكنه عمَّ بلاد المسلمين جميعاً في عصور كثيرة فلا يرجع به المؤرخ المنصف إلى وحي غير وحي الكتاب الكريم) (9)
ماذا يفعل العقاد؟
يستدل بالتاريخ. وليس فقط بل ويدعي أن التاريخ هو الكتاب والسنة.!!
قلتُ: والاستدلال بالتاريخ من المكر الكبار الذي يمارسه المستشرقون وإخوانهم من بني جلدتنا (المستغربون)، والاستدلال بالتاريخ إحدى الركائز الكبرى التي يعتمد عليها المحاربون للشريعة الإسلامية (من الكافرين والمنافقين).
كتبوا التاريخ بطريقة فاسدة، عن طريق إظهار الشواذ في الفكر والسلوك من أمثال حركات التمرد على الخلافة الإسلامية والملحدين من زنادقة القرون الأولى ومن الفلاسفة بعد ذلك؛ أو استغلوا أن مَن دونوا التاريخ سجلوا فقط الأحداث، ثم راحوا بعد ذلك يقرءون الأحداث بخلفياتهم الفاسدة، ويستدلون بها على ما يحدث اليوم.
ومن المسلم به أن أحداث التاريخ تُحاكَم إلى الشريعة الإسلامية لا أنها يؤخذ منها الأحكام الشرعية، أو نحاكم إليها الأحكام الشرعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/308)
وشيء آخر يفعله العقاد هنا حال الاستدلال على ما يذهب إليه في قضية (الجدال): يأتي بأقوال نفر يسير من أهل العلم مدعياً أن لم يتكلم في القضية إلا هؤلاء. ولا يناقش إلا يسيراً جداً .. فقط يعرض بعضاً مما عندهم ويدور حوله موهماً القارئ أنهم لم يخالفوه وأنه لا يخالفهم في شيء، ثم بعد ذلك يستنبط على هذه المقدمات الفاسدة أشياءً أفسد منها.!!
طريقهُ مغلوطٌ .. معوجٌ .. مظلمٌ .. سكنته الهوام .. فاعرفه ولا تسر فيه. وإن نادى عليك .. ونادى عليك، أو نادى عليك أتباعه.
أخطئ في التصور، وأخطأ في الاستدلال، وبالتالي خرجت النتيجة خاطئة آثمة لا يرضى بها شريف.
ما لم يأتِ به الأوائل
كان العقاد ـ ولا زال ـ منفرداً، يحب التميز ويبحث عنه، وقد رأينا أن الرجل متفرد في كل شيء، رأى الناس تسير في طريق سهل ٍ ذلول فارتقى صعباً وأقسم أن يسير فيه، ولذا ما سار إلى غير بعيد، ولن يسير إلى غير بعيد!!
رأيناه وهو يدافع عن (بولس ـ شاؤول)، ورأيناه وهو يدافع عن كتاب النصارى، ويمتدح غاندي الهندي عابد البقرة، ورأيناه وهو يتطاول على الكرام صحابة خير الأنام ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ورأيناه .. ورأيناه .. دائماً بعيد .. غريب .. .
وفي هذا الكتاب أتى العقاد بما لم يأت به الأوائل من الحاملين للواء الدين ـ ولو ادعاءً كما العقاد ـ، عَقَدَ العقَّاد فصولاً عن (الفلسفة) و (العلم الحديث .. التقني) و (الفنون الجميلة) و (المعجزة) و (الأديان) و (الاجتهاد في الدين) و (التصوف) و (المذاهب الاجتماعية والفكرية كنظرية التطور والوجودية) و (العرف والعادات).
القاسم المشترك بينها أنها قضايا كانت ثائرة في واقع العقاد، كانت قريبة من العقاد وهو يكتب، نشرها المستشرقون، وأوقعوا أهل (الفكر الإسلامي) في حصر وهمي، دفعوهم لمناقشتها والموافقة عليها حتى لا يرمون بالتخلف والرجعية .. الخ، وقد استجاب نفر منهم عباس العقاد، أقنع الناس بأن العقل هو المركوب الوحيد للوصول إلى حقائق الدين، ثم ركب عقله وانتهى إلى أن كل واحدةٍ من هذه لها من الدين مظلة. أو لها مكان تحت مظلة الدين.!!
ويستدل بالتاريخ فـ (دولة الإسلام كانت أرحب الدول صدراً وأسمحها فكراً مع الفلسفة على عمومها والفلسفة اليونانية في جملتها) (10) (ومن أصيب منهم يوماً بمكروه فإنما كان مصابه من كيد السياسة ولم يكن من حرج الفلسفة أو حجر على الأفكار) (11)
وهذا الكلام باطل، ولا يحتاج لمن يشهد على بطلانه، فمن قلة العقل أن يقال أن وجود الخارجين على الشريعة في التاريخ دليل على صحة مذاهبهم.أليس كذلك؟!
فمن يقرأ التارخي لا يجد هذه المذاهب ولا الداعين إليها محل ترحيب من عوام المسلمين وخواصهم، فمما يعرفه الجميع أن رؤوس أصحاب الفرق والمذاهب أصيبت ديانةً لا سياسةً، كالجهم بن صفوان، والجعد بن درهم والحلاج؛ ومما يعرفه الجميع أن نفراً غير قليل من الشعراء والأدباء قتلوا بتهمة الزندقة، كبشار بن برد وابن المقفع، بل إن من أشهر ما يمكن رصده في أحداث القرن الثاني الهجري هو (الزندقة) .. الاتهام بها وقتلُ نفرٍ بتهمتها.
والمستشرقون معوجُّون في حديثهم عن الزنادقة، فمرةً يقولون بأنها كانت تصفيات سياسية باسم الدين، وما كانت كذلك، فما قتل الجعد سياسياً، ولا الجهم، ولا بشار بن برد، ولا ابن المقفع.
ومرةً يستدلون بهؤلاء على وجود المذاهب المنحرفة في العصور الأولى، كما يفعل العقاد هنا وهو يدلل على شرعية الفلسفة بوجودها في أحداث التاريخ.
والحقيقة غير ذلك.
الحقيقة أن المنحرفين لم يلقوا ترحيباً من أحد، ودعوى أن تصفيتهم كانت سياسية دعوى خاطئة تنهض بنفسها ولا بغيرها.
والحقيقة أن فصل الدين عن السياسة لم يكن موجوداً في هذه الأيام. كانت كلها شرعية، ولم يكن مصطلح السياسة قد ظهر بلفظه أو بمعناه (12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/309)
بل إن العكس هو الصحيح، فقد كان هناك تآمر على الشريعة الإسلامية، حتى أن كل المذاهب التي ظهرت في الملة أصولها من الكافرين، وإن رحت تستقصي الأفكار الهدامة التي دخلت الإسلام تجد أن أصلها من الكافرين .. يهود وغيرِ يهود، أثَّر اليهود ـ أو الكافرون عموماً ـ في نفرٍ من الكارهين لبعض ما أنزل الله أو بعض المغرضين أو مرضى النفوس الذين يبحثون عن ذواتهم من خلال الدعوة إلى الله (المنافقين).مثلا بدعة القدرية (أن الإنسان حر في اختياره) أوَّلُ من تكلم بها سَوْسن في العراق وهو نصراني عراقي أسلم ثم ارتد ثانية إلى الكفر، هذا الكافر المرتد تكلم بالقدر وأخذ عنه معبد الجهني (13)
. ثم جاء بعده غيلان القدري وكان بليغا فتكلم وأكثر، وناظر الضعفاء؛ وعاند العلماء.والشيعة بدأها بن سبأ اليهودي، بعد أن دخل في الإسلام وتقمص دور (المؤمنين) وتعامل مع مرضى النفوس (المنافقين) والغافلين المتحمسين، فكان ما كان.وبدعة الجبر (أن الإنسان مجبور) و الإرجاء في الإيمان (14)، والتعطيل في الأسماء والصفات ظهرت على يد الجهمُ بن صفوان وشيخه الجعد بن درهم، كانت أسانيدهم (ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة) (15)، حتى الفلسفة والعلوم الأخرى التي دخلت للإسلام وأظهرت في المذاهب الفكرية المنحرفة، كان للآخر علاقة بها، متعاوناً مع الذين في قلوبهم مرض. وهذا يظهر أثر مخالطة المبتدعة. والضالين.
فهناك نفوس تشرب البدعة وتأبى إلا ذلك. هذه نفوسُ المنافقين، ويتصل بها (الآخر) بقصد ـ وهو الغالب ـ أو بدون قصد، ويقوم بتفعيلها لتحدث الفتنة في صفوف المؤمنين.
ولهذا السبب تأثر الفكر الإسلامي بالأفكار الأخرى مع أننا كنَّا الغالبين، والغالبُ في الغالبِ لا يتأثر بالمغلوب، وإنما أتينا من قبل المنافقين ـ مرضى القلوب ـ؛ اتصل (الآخر) بمرضى القلوب أو اتصلت بهم القلوب المريضة فشربت من حياضهم ثم عادت إلينا، تروي المهزومين والمتطفلين بما ارتوت به.
وعلى عجالة أضرب لك بعض الأمثال ولا تعجل فهذا من صلب ما تكلم فيه العقاد .. إنه الفكر خبيث في جملته يتسلل من كل طريق:
ابن المقفع، كان (أحد البلغاء والفصحاء، ورأس الكتاب) وكان الخلفاء يبحثون عن المتميزين، ويغضون الطرف قليلاً وكثيراً عن خلفياتهم العقدية، فأسلم هذا الفصيح البليغ الماهر كبيراً، وقام بترجمة كليلة ودمنة، وكان هذا الرجل أصل كل زندقة في هذا العصر، يقول الخليفة محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع) (16)
وكان خلفاء الدولة العباسية ـ المنصور والذين جاءوا من بعده ـ يتخذون أطباء من النصارى، وكان الطب يومها مقترناً بالفلسفة وبعلم الكواكب (الفلك)، وكان هؤلاء الأطباء يترجمون بأمر الخلفاء الكتب إلى العربية للإفادة منها ـ بزعمهم ـ، ولم يكن هؤلاء الأطباء فقط أطباء بل وفلاسفة ولهم مجالس عامرة، ولهم حظوة عند الخلفاء (17) ومن هنا تسللت الانحرافات الفكرية إلى المسلمين، عن طريق الآخر الذي كان يترجم كتب قومه، وعن طريق من أعجب بقوله من المنهزمين، ومن المنصرفين عن دينهم، المنافقين.والآخر يبحث عن هذه النوعية دائماً .. يبحث عن من لهم ولاءات متعددة داخل المجتمعات الإسلامية، سواءً أكان هذه الولاءات عرقية (كردي) (بخاري) (تركي) .. أو ولا ءات (تربوية) (فكرية) .. مبتعث تأثر بالغرب مثلاً.
وإن تدبرت في الذين قاموا بالتحولات الفكرية في مصر وجدت جلهم ممن لهم ولاءات أخرى يناهضون بها الأنظمة أو المجتمع أو الدين.
كان بعضهم من أصولٍ أجنبية مثل (قاسم أمين) على فصاحته وحسن بيانه، (المازني) (جمال الدين الإيراني) (عباس العقاد وكان كردي الأصل يفاخر بأصله الكردي).
وكان بعضهم لهم ولاءات دينية دخلوا بدعوى (الانفتاح) و (الحرية) و (الأدب)، كـ (مي زيادة) و (سلامة موسى) و (مرقص فهمي) وهو صاحب كتاب قاسم أمين على الحقيقة هو والدوق الفرنسي. ومثل (جوزيف قذى) و (شيخو).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/310)
ذلك. وليست دعوة للتعصب لجنس معين .. أبداً، وإنما: إشارة إلى ذوي الولاءات المتعددة. حتى لا نكثرهم بالبعثات، وفتح الأبواب لهم. فديننا لا يعرف الجنسية. والوزن بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وعلماء السلف جلهم من غير العرب، وحماة الدين بعد جيل الصحابة والتابعين من غير العرب. فليست عربية وإنما إسلامية تشير إلى ذوي الولاءات المتعددة كي نحذر منهم كان عرباً أو كانوا عجماً.
والمقصود هو بيان أن هؤلاء الخارجين على الدين .. رؤوس المذاهب لم يكونوا محل ترحيب، ولم يكونوا ممن يريدون الخير بل يريدون هدم الملة.
والعجيب أن عباس محمود العقاد يعرف هذا الأمر ويشير إليه، يقول: (وربما كمنت السياسة وراء دعوات المتفلسفين كما كانت وراء المصادرة من جانب الدولة وحكامها. لأن الزندقة التي كانت تتستر بستار الفلسفة إنما كانت في ناحية من نواحيها ثورة مجوسية ترمي إلى هدم الدولة الإسلامية وإقامة الدولة الفارسية في مكانها) (18)
الذي حصل: أنه بعد ضعف الدولة الإسلامية، وتسرب فكر علماء الكلام إلى الخلفاء (كالمأمون على سبيل المثال)، وجد هؤلاء متنفس، وصار لهم نوع من (الشرعية) المستمدة من السلطان، وليس من الشريعة الإسلامية.
الذي حصل أن عامة المثقفين مَلُّوا الخلاف والجدال فمالوا إلى الوسط بين الحق والباطل، فجاءنا باطل جديد انتشر بدعوى الوسطية.
الذي حصل أن نفوساً مريضة تحب التطفل، وتحب الغريب وغير المألوف، ذهبت إلى القوم بلا أي دافع سوى تعلم الغريب الشاذ، فحملت منهم وجاءت عندنا وباضت وفقس بيضها وشب فراخها.
هذا الذي حصل. واضح جلي في كل صفحات التاريخ.
وجاء عباس العقاد من بعدهم يقول لو لم يكن وجودهم هو صريح القرآن لما وجدوا!!
كعادته يستخف بعقل من يقرأ.!!
وقد أطال بن تيمية وابن القيم وغيرهم من علماء الإسلام في التصدي لأهل الفلسفة وأهل الفرق .. ، ولا أطيق حمل كتابات شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم، والغزالي ـ رحمهم الله ـ، وغيرهم، ووضعها هنا ملخصة في هذا البحث، ولا يطيقه القارئ. ولكن من شاء فليرجع إلى (درء تعارض العقل والنقل) و (
وما لي بمناقشة وضع الفلسفة في الفكر الإسلامي من حاجة ها هنا. ولا كان للعقاد بها حاجة حين تناولها في كتابه (التفكير فريضة شرعية) غير التدليل على أن وجودها في التاريخ الإسلامي أمارة على حرية التفكير في الإسلام. وهو كلام باطل كما مضى.
أبو جلال
محمد بن جلال القصاص
الأحد/ 30/ 05 /1430
24/ 05 /2009
========الهوامش=========================
(1) موسوعة عباس العقاد الإسلام / دار الكتاب / المجلد الخامس / دار الكتاب ـ بيروت / طبعة 1971/ 857 ـ 859
(2) التفكير فريضة إسلامية /858
(3) ص 858، 859
(1) يذكر صاحب مقاييس اللغة أن المراء يدور على أمرين: (مسح شيءٍ واستدرار) و (على صلابة في شيء). انظر مقاييس اللغة مادة مرى / 5/ 252
(2) أبو داود /4802، وانظر السلسلة الصحيحة 1/ 272، وربض الجنة أطرافها.
(3) أفضل من يقرأ له في المحكم والمتشابه هو الشيخ الدكتور عابد السفياني، وله أطروحات على الشبكة العنكبوتية، وأكتب من حفظي، وما منعي من التوثيق كسل، وأعلاه من الموافقات للشاطبي، وإعلام الموقعين، والقواعد الفقهية لابن عثيمين.
(7) في كتاب (الكذاب اللئيم زكريا بطرس وهو من جزئين) أكثر من مائة صفحة فيها بيان كيف تتكون شبهات النصارى، وأمثلة من كذبهم، وهي تصلح للاستشهاد هنا. وهذا كله من المحكم الإضافي.
(8) احتار العقاد في تأصيل معنى الصوفية في كتابه هذا (التفكير فريضة إسلامية)، وأتى على صوفة الذي كان يجيز الناس بعرفة ومنى في الجاهلية، وكلامه متخبط ولو يسع المقام أفردت له نقاشاً خاصاً، وخير منه في هذه النقطة جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
(9) التفكير فريضة إسلامية / 876
(10) ص 873
(11) 874
(12) السياسة من (ياسة .. كتاب التتار) أضيف إليها حرف السين ثم (أل) التعريف، وظهرت بعدد التتار
(13) ذكر ذلك الحافظ الذهبي في ترجمة معبد الجهني في سير أعلام النبلاء 4/ 187
(14) ذكر الدكتور سفر الحوالي في كتاب (الإرجاء) أن إرجاء الفقهاء ظهر قبل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان. وإنما عنيت هنا البدعة التي يفسق صاحبها أو يكفر في الإيمان وفي الأسماء والصفات والتي تسللت للدين عن طريق الجهم والجعد.
(15) الفتاوى 5/ 6
(16) يروي هذا الحافظ الذهبي في ترجمة ابن المقفع في سير أعلام النبلاء 9/ 412. وأخبار ابن المقفع مشهورة.
(17) انظر ترجمة يوحنا بن ماسوية الأعلام للزركلي 8/ 211، 210
(18) التفكير فريضة إسلامية / 875(55/311)
من أحسن ما كتب عن التصوف: منهج دراسة التصوف د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[25 - 05 - 09, 03:13 م]ـ
منهج دراسة التصوف
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن للإسلام أصولا وأحكاما معلومة متميزة، من التزم بها فهو كامل الإسلام، فإن أخل بشيء من أحكامه نقص من إسلامه بقدر ذلك، من غير أن ينتفي عنه وصف الإسلام، وإن أخل بأصله قاصدا عن علم ورضى، وأظهر ذلك، انتفى عنه الوصف كليا، فإن لم يُظهر فله اسم الإسلام الظاهر.
ومنه يتبين أن الإسلام في أصوله وأحكامه وخصائصه ثابت لا يتغير، والمنتسبون إليه يتغيرون ويختلفون، فمنهم الكامل، ومنهم دون ذلك، ومنهم المفرط، ومنهم من ليس له من الإسلام إلا الاسم.
وهكذا كل ملة ونحلة قد ثبتت أصولها واستقرت: لا تتغير. وأهلها يتغيرون ويتفاوتون بحسب تطبيقهم لأصولها وفروعها.
والتصوف فكرة ونحلة وملة قديمة، موجودة قبل الإسلام، أصولها وأحكامها معروفة مستقرة ثابتة، بإقرار كافة الباحثين، من متصوفة وغير متصوفة ومستشرقين، والمنتسبون إليه منهم المتحقق بالتصوف، ومنهم دون ذلك، ومنهم من ليس له إلا الاسم دون الحقيقة.
وبناء على هذا: إن أردنا التعرف على دين أو نحلة أو فكرة ما، فعلينا أن نعتمد مصادرها التي منها نبعت وظهرت واستقرت، منها نفهم حقيقة الفكرة كما هي، ولا يصح أن نلجأ إلى المنتسبين فنعتمدهم مصدرا، إذ يتفاوتون في الالتزام والتحقق، كما يندر أن تكون جميع حركاتهم مردها اتباع قواعد الفكرة:
- فالإسلام مثلا: لا تعرف حقيقته كما هي إلا من خلال القرآن والسنة، أما محاولة معرفة ذلك من خلال ما يصدر من المسلمين فهو محض الخطأ، فليسوا كلهم يطبقون الإسلام كما هو، وليس كل ما يصدر منهم فبالضرورة يكون عن تطبيق لتعاليم الإسلام، إذ الإنسان في طبعه اقتراف الحسنة والسيئة.
- وكذلك التصوف لا يمكن معرفة حقيقته كما هي إلا بالوقوف على مصادره الأصلية، وهو الذي نشأ وتأسس واستقر في الثقافات القديمة، بشهادة كافة الباحثين، أما الاعتماد على المنتسبين المقلدين من المسلمين فخطأ منهجي، فليسوا كلهم يطبقون التعاليم كما هي، وليس كل ما يصدر منهم فبالضرورة يكون عن التزام بالتصوف.
إن أكبر خطأ في دراسة التصوف: أن ينظر إلى الإمام الصوفي في الإسلام على أنه فكرة صوفية في كل ما يصدر عنه!! .. إن معنى ذلك أن يلصق بالتصوف ما ليس منه، مما قد يناقضه، كقولهم: "علمنا مقيد بالكتاب والسنة" [1]، فهذه المقولة توافق الإسلام، لأن المعرفة في الإسلام مصدرها من خارج النفس، من الوحي، لكن لا توافق التصوف، لأن المعرفة في التصوف مصدرها من داخل النفس، من الذوق والكشف والمنام، فعندما يطلق أحد الصوفية هذه المقولة، فمن الجناية نسبة هذا الأصل في التلقي إلى التصوف، لأنه يتناقض معه كليا، والواجب هنا: وضع كل تصرف يصدر من الصوفية في سياقه الخاص به الموافق لأصوله، بدون أن تحشر جميعها في سياق واحد ولو تشتت أصولها، فالقائل: "علمنا مقيد بالكتاب والسنة" إنما يتمثل الإسلام بقوله هذا، فلا تجوز إذن تزكية التصوف به، نعم قد يكون بابا لتزكيته قائله، أو دفع تهمة عنه، أو إحسان ظن به، أو الاعتذار له، لكن دون زيادة .. ولذا فإن المنهج الصحيح هو التفريق بين الفكرة والمنتسبين إليها، فالفكرة الصوفية باطنا وظاهرا مخالفة للإسلام، أما المنتسبون فمنهم كذلك، ومنهم دون ذلك، ومنهم ليس كذلك، معذور بجهل، أو قلة بصيرة وإدراك، أو شبهة، ونحو ذلك.
وعلى ذلك فلا يصح الاحتجاج بأحوال المتصوفة لتزكية التصوف، كأن يقال: هذا إمام صوفي كان مجاهدا، وهذا كان محدثا، وهذا نصر الله به الإسلام، وهذا قال كذا من الحق .. إلخ. فكيف تذمون التصوف؟!.
فكل هذه الأخبار صحيحة، وفي الطوائف الأخرى أمثلة مثلها، لكن ليس هذا هو محل النزاع، إنما النزاع في الفكرة ذاتها، فهل الإسلام يقبل أن يضم إلى أصوله القول بالحلول والاتحاد والوحدة، تحت أي ظرف كان؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/312)
فما يكون من متصوفة الإسلام من أعمال صادقة فمردها إلى تعاليم الإسلام، لا التصوف، وهم في ذلك مسلمون مستنون بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ليسوا متصوفة، فالتصوف لا يأمر بجهاد، ولا بطلب علم، ولا يجادل في هذا إلا من لا يعرف حقيقة التصوف كما هي، ولذا كان من الخطأ الفاحش نسبة هذه الأعمال ذات المقامات العالية إلى التصوف.
هذا هو المنهج العلمي: (معرفة حقيقة الفكرة من المصدر، لا من المنتسبين).
غير أن طائفة من الباحثين في التصوف لم تراع هذا المنهج، فاختل تقويمها وتحقيقها، ذلك أنها عمدت إلى أئمة التصوف في الإسلام فجعلتهم مصدرا لمعرفة صورة الفكرة الصوفية، فنسبت إلى التصوف كل ما صدر منهم، ولما كان أئمة التصوف يمزجون، في أقوالهم وأفعالهم، بين تعاليم التصوف الذي استمدوه من الثقافات القديمة، وتعاليم الإسلام الذي استمدوه من محيطهم، اختلط الأمر على هؤلاء الباحثين فظنوا ذلك المزيج هو الصورة الحقيقية للتصوف [2]، وقد كان هذا خطأ فاحشا، إذ بذلك جمعوا بين النقيضين، حيث إن أصل الإسلام التوحيد، وأصل التصوف الوحدة، وتوحيد الله تعالى ووحدة الوجود لا يجتمعان، وهذا مما حمل المستشرق نيكلسون عن إظهار تعجبه من تقبل المسلمين للمتصوفة وهذه عقيدتهم؟!. [3]
وقد ترتب على ذلك: الخطأ في تصوير الإسلام نفسه، حيث ألحق به ما ليس منه، مما يناقضه، وكذلك الخطأ في تصوير التصوف كما هو، حيث أدرجت أصوله قسرا تحت معاني النصوص الشرعية المخالفة لها، ولما كان مناقضة التصوف للإسلام واضحا لا يخفى، فقد اضطر طائفة من الباحثين كانوا أمثل طريقة من غيرهم، محاولة للتوفيق والجمع، أن يجعلوا التصوف على قسمين: إسلامي، وفلسفي.
فنسبوا إلى الفلسفي كل ما يناقض الإسلام، من الحلول والاتحاد والوحدة، وما عدا ذلك من الزهد والذكر والمجاهدة جعلوه من الإسلام، وهكذا قسموا الفكرة الواحدة إلى نقيضين، مخالفين بذلك العقل والواقع. [4]
وعلى ذلك: فالمنهج الصحيح لدراسة التصوف يكون وفق الطريقة التالية:
1 - حصر المنتسبين لهذه الطريقة، ممن عرف بالتصوف وأقر على نفسه بالانتساب، دون من لم يقر بذلك، إذ قد ألحق بالتصوف من لم يعرفه أصلا، وكان قبله.
2 - جمع ما نسب إليهم من أقوال وأفعال، سواء في كتبهم أو مما نقل على ألسنتهم، لأجل فحصها وتحليلها ومعرفة ما تدور عليه من معنى أو معاني.
3 - بعد تحديد المعاني واتجاهات كل إمام صوفي، تعقد مقارنة بينها وبين أصول الإسلام وأحكامه، فما وافق الإسلام فيلحق به، وما خالفه في شيء عزل جانبا.
4 - ينظر في هذا المعزول، للدراسة والتحليل، لمعرفة حقيقته أو حقائقه، ووسائله وغاياته، ولا بد في هذه العملية من الدقة والتمهل، لتمييز الأفكار والأصول منها خاصة، حتى لا تختلط بغيرها لمجرد شبه جزئي أو عارض.
5 - إذا عرفت حقيقة الفكرة ومعانيها، حينذاك تعرض على أدلة الشريعة، لمعرفة موقفها، وحكمها، ودرجة قبولها أو ردها، وهل هي من المكروهات؟، أو من الكبائر؟، أو من الكفر؟.
6 - هنا نصل إلى الحكم على الفكرة، فبعد معرفة حقيقتها، وعرضها على الأدلة الشرعية نخلص إلى الحكم النهائي على الفكرة، أما المنتسبين إليها فيؤجل إصدار الأحكام عليهم بالتعيين، للحاجة إلى معرفة تحقق الشروط وانتفاء الموانع.
7 - بعد ثبوت أجنبية الفكرة عن الإسلام، تأتي المرحلة الأخيرة في الدراسة وهي: البحث عن مصادر هذه الفكرة الدخيلة، فينظر في كتب المقالات، المتعلقة منها بمقالات أهل الأديان والملل القديمة قبل الإسلام تحديدا، لمعرفة موضوعها وأصولها.
8 - حين تتردد في تلك الثقافات كلمة "صوفية" أو اشتقاقاتها، فالبحث يقتضي تتبع هذه الكلمة ومعرفة كل ما ورد فيها من معان، فهي المقصودة بالبحث أصالة.
9 - بعد حصر تلك المعاني والأصول، تعقد المقارنة بينها وبين الأفكار التي وردت عن أئمة التصوف في هذا المعنى، لمعرفة مدى موافقتهم لأصول وفروع الفكرة في القديم، وما زادوا فيه وما نقصوا.
10 - بهذا تتم الدراسة من جميع جوانبها: عرضا، ونقدا، وردا إلى المصادر والجذور.
* * *
تلك مسألة، وأخرى تتعلق بنسبة الأقوال الغالية إلى أئمة التصوف ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/313)
فقد كان لثناء الإمام ابن تيمية على بعض أئمة التصوف: أثرا في المعظمين لعلمه وجهاده، حملهم على التشكيك في صحة نسبة الأقوال المنحرفة إلى أولئك الأئمة!!. وترجيح عدالتهم وصحة طريقتهم، وبنوا على ذلك صحة تقسيم التصوف إلى:
- معتدلٍ، وهم رجال القشيري والغزالي ونحوهم، على حد قول أبي الوفا التفتازاني [5].
- وغالٍ، يمثله الذين ثبت عنهم القول بالحلول.
وقد استفاد المتصوفة من موقف الإمام، لتخفيف حدة النقد، وبعضهم جعل الإمام من المتصوفة لأجل موقفه هذا، وبالغ آخرون فزعموا أنه لا خلاف بين التصوف والسلفية!! .. فهنا مسألتان جديرتان بالبحث:
- المسألة الأولى: التحقيق في نسبة الأقوال الغالية إلى أئمة التصوف.
- المسألة الثانية: تحليل موقف الإمام ابن تيمية من التصوف.
* * *
- المسألة الأولى: التحقيق في نسبة الأقوال الغالية إلى أئمة التصوف.
الأقوال المنسوبة إلى أحد أئمة التصوف: إما أن تكون واردة في كتاب للإمام نفسه، أو نقله عنه أحد المصنفين. فإن كانت في كتاب له، فإما أن يكون الكتاب صحيح النسبة إليه فالقول ثابت، وإلا فلا.
وإن كان نقله عنه أحد المصنفين في التصوف، فإما أن يكون تلقاه منه مباشرة فالقول ثابت حينئذ، إذا كان المصنف ثقة، أو بوساطة، فإن كانوا ثقات فالقول ثابت، وإلا فلا، وكذا إن رواه بغير سند.
فالحاصل أن نسبة القول إلى أحد الأئمة ثابتة في الأحوال التالية:
1 - إذا كان في كتاب له، قاله على سبيل التقرير.
2 - إذا كان الناقل ثقة، أو النقلة ثقات.
- فيما يتعلق بالحالة الأولى: فقد صنف الأئمة القدماء في التصوف، كأبي سعيد الخراز، والجنيد، والحلاج، والطوسي، والكلاباذي، والقشيري، والسلمي، وأبو طالب المكي، والحكيم الترمذي، والهروي كتبا ورسائل، لم يشكك أحد في نسبتها إليهم، لا من المتصوفة ولا غيرهم، فيها كل الأقوال والأفكار الغالية التي تمثل أصول التصوف، فهي إذن وثيقة صوفية تثبت أن مصنفي تلك الكتب يعتقدون بكل تلك الأقوال والأفكار المنحرفة، فإنهم ما علقوها على سبيل الحكاية، كلا، بل على سبيل التقرير والتأصيل.
ومعلوم أن مقام التقرير والتأصيل، ليس كمقام الإخبار والنقل المحض، فالذي ينقل الأقوال في حالة التأصيل والتقرير لفكر ما، وهو منتسب إلى ذلك الفكر، لا شك هو مؤمن معتقد بتلك الأقوال، والذي ينشئ الفكرة وينظّر لها كذلك هو مؤمن بها، وفي هذا الحال ما على من نسب إليه الإيمان بتلك الأقوال والأفكار من حرج.
- فيما يتعلق بالحالة الثانية: فإن الملاحظ أن كثيرا من أقوال الصوفية ليست بأسانيد أصلا، وما كان منها بأسانيد قد يكون البحث في صحتها مفيدا، من حيث تبرئة بعض الأئمة مما نسب إليهم من القول الغالي، في حال بطلان السند، غير أنه لا يفيد في تبرئة الفكر الصوفي من الانحراف، بعدما امتلأت مصنفات التصوف بهذه الأقوال على جهة التقرير والتأصيل، وذلك كاف في الحكم على التصوف، ووصفه بالوصف الذي يستحقه بحسب ما في تلك الأقوال من معاني.
غير أن مما قد يحتج به من لا يبرئ الأئمة أنفسهم مما نسب إليهم من الأقوال الغالية: ما جاء في تراجمهم من تعرضهم لإنكار العلماء واتهامهم بالزندقة، إذ أدى إلى قتل بعضهم، وسجن آخرين، وهروبهم، وتخفيهم، منهم الجنيد كان يتستر بمذهب ثور، ويدرس أحكام الطريقة خفية، بعد غلق الأبواب بمفتاح يضعه تحت وركه، وكذا الحكيم الترمذي الذي ذكر ما تعرض له من نكير وتهمة في كتابه (ختم الأولياء)، ولا تكاد تجد إماما صوفيا إلا وتعرض لمثل هذه المشكلات .. أفلا ينم ذلك عن صدق ما نسب إليهم؟. [6]
وفي كل حال نقول: إن الحكم والوصف إنما هو في حق الفكرة لا الأشخاص، فالفكر الصوفي ليس من الإسلام في شيء، وما عليه الفكر الصوفي من حق:
- إما أن يكون حقا متفقا عليه عند جميع العقلاء، سواء كانوا مؤمنين أو كافرين، كالصدق وعدم الكذب، وتوقير الكبير والضعيف، وعدم الغش، أو السرقة، أو الخيانة، ونحو ذلك ..
- وإما أن يكون أصله مما جاء به الإسلام، كالاجتهاد في العبادات .. ثم إن الصوفية زادوا فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/314)
لكن ذلك لا يسوغ تصحيح التصوف وقبوله، فإن الاشتراك في الوصايا الإنسانية، أو في بعض ما جاءت به الشريعة: لا يلزم منه التصحيح والقبول، إلا بشرط الاشتراك في الأصول الأساسية، وأصل دين الإسلام هو التوحيد الخالص لله وحده في: ربوبيته، وألوهيته. ومخالفة أية طائفة لهذا الأصل يقطع ما بينها وبين الإسلام من صلة، ولو اشتركت معه في أصل الزهد والذكر والمجاهدة .. إلخ.
* * *
- المسألة الثانية: تحليل موقف ابن تيمية من التصوف.
في تحليل موقف ابن تيمية، لا بد من ملاحظة أن ثناءه لم يكن على الفكرة الصوفية، بل على بعض الأئمة، وليس كلهم، ثم لم يكن ثناؤه عليهم بإطلاق، بل بكلمات صدرت عنهم تؤكد وجوب التقيد بالكتاب والسنة، ومن موقف كهذا لا يمكن انتزاع تزكية للفكرة والمذهب، فالثناء على الأشخاص لا يلزم منه تصحيح المذهب، وقد كان هذا منهجه، فردوده على المتصوفة وغيرهم من الفرق لم يكن يمنعه من التنويه والإشادة بما أصابوا فيه.
وهذا مفيد لعامة المتصوفة، الذين جعلوا من الشيخ إماما لا يخالفونه في شيء، ولو خالف الشرع، فاستثمار مثل هذه الكلمات لهدم هذا الصنم الصوفي المسمى بالشيخ، والعود بالمتصوفة إلى التقيد بالكتاب والسنة مكسب كبير، يدل على فطنة هذا الإمام، حيث استطاع نقض هذه الفكرة الغالية من الداخل، فالأتباع لا يسمعون إلا للمشايخ، فلم لا تستثمر كلماتهم في نقض مذهبهم؟.
ومما يؤكد أن ابن تيمية لم يقصد بثنائه على بعض الأئمة تزكية المنهج الصوفي: ردوده على البسطامي والحلاج وابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني وغيرهم، من الذين بينوا حقيقة التصوف، فالفكرة الصوفية كانت محل نقد الإمام، في قولهم: بالتشبه بالإله، والفناء، والحلول، والاتحاد، والوحدة [7]. حتى الهروي صاحب (منازل السائرين) كان محل نقد الإمام، إذ نسبه إلى القول بالحلول الخاص دون العام في كتابه الآنف، وحط عليه لأجل ذلك، هذا مع كونه من كبار أئمة المتصوفة، ومواقفه في باب الصفات معروفة [8].
* * *
بعد: فإن أهمية نقد الفكر الصوفي تأتي من جهتين:
الأولى – تتعلق بأصل الدين الأعظم، الذي به أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، ولأجله خلق الجن والإنس: ألا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، والإعراض عن عبادة ما سواه، فالرد على المتصوفة في هذا الباب تحقيق لهذا الأصل، الذي خالفوه وعارضوه.
الثانية – الحضور الكبير للتصوف في العالم الإسلامي، فما من بلد إلا ولهم فيه وجود، وهم في بعضها السواد الأعظم، ونعني بذلك كل من انتسب إلى التصوف ولو ظاهرا بالاسم، فإن من المتيقن أن الذين يدركون حقيقة هذا الفكر من الصوفية أنفسهم: قليلون. وأما أكثرهم فلا يعرفون منه إلا الموالد والذكر، دون القضايا الفلسفية التي تمثل أصول الفكرة.
إن كل واحد من هذين الأمرين، منفردا، سبب كافٍ للكلام في التصوف عرضا ونقدا، فكيف إذا انضم بعضهما إلى بعض؟.
ومن هنا كان من المهم العناية بدراسة التصوف، ومعرفة المنهج الصحيح لذلك، ولعلي أسهمت ولو يسيرا في فتح هذا الباب. والله الموفق
لطف الله بن عبد العظيم خوجه
عضو هيئة تدريس بقسم العقيدة
جامعة أم القرى
------------------------------------
[1]- من قول الجنيد. انظر: الرسالة للقشيري 1/ 117،118.
[2]- كان هذا سبيل كل من قسم التصوف إلى: إسلامي، وفلسفي. وهو تقسيم فاسد، لأنه يجعل من الفكرة الواحدة جامعة للنقيضين، وهو محال، فإما إيمان وإما كفر، أما الجمع بينهما فمحال، والتقسيم الصحيح هو المتعلق بالأشخاص، فيقال: متصوفة إسلاميين، ومتصوفة فلاسفة. وهذه مسألة تحتاج إلى بسط، ليس هذا موضعه.
[3]-قال: "ولعله أن يقال: كيف يمكن لدين أقامه محمد على التوحيد الخالص المتشدد أن يصبر على هذه النحلة الجديدة، بله أن يكون معها على وفاق؟. وإنه ليبدو أن ليس في الوسع التوفيق بين الشخصية الإلهية المنزهة، وبين الحقيقة الباطنة الموجودة في كل شيء، التي هي حياة العالم وروحه، وبرغم هذا فالصوفية بدل أن يطردوا من دائرة الإسلام، قد تقبلوا فيها!!. وفي تذكرة الأولياء شواهد على الشطحات الغالية للحلولية الشرقية". [الصوفية في الإسلام ص31]
[4]- انظر مثلا كتاب: "مدخل إلى التصوف الإسلامي" لأبي الوفا الغنيمي.
[5]- انظر كتابه: "مدخل إلى التصوف الإسلامي" ص19.
[6]- انظر اللمع للطوسي، باب: ذكر جماعة المشايخ الذين رموهم بالكفر ص497.
[7]- انظر: المجلد الثاني، والعاشر، والحادي عشر. من مجموع الفتاوى. فأما الثاني فقد خصص للرد على الغلاة.
[8]- انظر: الفتاوى 5/ 485.
المصدر
http://saaid.net/Doat/khojah/31.htm
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[27 - 05 - 09, 10:21 ص]ـ
مقال جيد بارك الله فيك(55/315)
من أحسن ما كتب عن التصوف: عموم المتصوفة من أهل السنة د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[25 - 05 - 09, 03:23 م]ـ
عموم المتصوفة من أهل السنة
د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
- الفكرة لا تجمع نقيضين.
قضية التصوف من المعارك، حتى بين المعارضين؛ ذلك أن:
- منهم من يجعله على قسمين: معتدلٍ، وغالٍ.
- ومنهم من ينكر هذه القسمة، ولا يرى التصوف إلا وجها واحدا، فلسفيا غاليا.
ولو تأملنا في حقيقة الخلاف لوجدنا: منزع هذا غير هذا.
فالفريق الأول قد جعل التصوف على قسمين، نظرا منه إلى (الأشخاص)، فمنهم المعتدل، ومنهم الفيلسوف الغالي، وهو كذلك، وأما الفريق الثاني فقد ذهب إلى إنكار القسمة نظرا منه إلى (الفكرة). وفي هذه الحال كلا الفريقين مصيب، لاختلاف محل النزاع، أما لو اتحد محل النزاع فلا:
- فلو كان الحكم مبنيا على أساس النظر إلى (الأشخاص)، فلا يصح القول بأن التصوف وجه واحد، لا قسمة فيه؛ ذلك أن الواقع يقرر وجود الأشخاص المعتدلين والغالين. يقول نيكلسون: " يقال إجمالا: إن كثيرين منهم كانوا من خيار المسلمين، وإن كثيرين منهم لم يكونوا مسلمين إطلاقا، ولعلها أن تكون أكبر الثلاثة مسلمة تقليدا". الصوفية في الإسلام ص33
- ولو كان الحكم مبنيا على أساس النظر إلى (الفكرة)، فلا يصح القول بأن التصوف على قسمين: معتدلٍ، وغالٍ؛ فإنه من المستحيل أن تنقسم الفكرة (في ذاتها) إلى: معتدلة، وغالية .. سنية، وفلسفية؛ فهذا القول يهدم نفسه بنفسه، ويحمل في طياته ما ينقضه جملة وتفصيلا:
فلا يتصور أن تجمع الفكرة الواحدة بين نقيضين، كما لا يمكن أن يتسع المكان الواحد لنقيضين:
- فإذا جاء الليل ذهب النهار، وإذا جاء النهار ذهب الليل.
- وإذا آمن المرء انتفى الكفر، وإذا كفر انتفى الإيمان.
ومن المحال اجتماعهما في مكان واحد، نعم قد تكون الفكرة على درجات، قوة وضعفا، لكن كل ذلك له حد معلوم، إذا خرج عنه انتفى الانتساب إلى الفكرة.
والأمر المشهور المعروف: أن التصوف فكرة، لها قواعد وأصول معروفة، من تحقق بها فهو متصوف حقيقة، ومن لم يتحقق بها، وكان ممتثلا لبعض فروعها، فنسبته إلى التصوف من باب التجوز في الإطلاق، ولا يأخذ حكم الصوفي الحقيقي الخالص، (وهذا حال أكثر المنتسبين إلى التصوف).
فالأشخاص متفاوتون في التحقق بالفكرة، فما مثلهم ومثل التصوف إلا كنقطة حولها دوائر، فالنقطة هي الفكرة، ومن كان على الدائرة القريبة كان أكثر قربا من الفكرة، فما يزال يدور حول النقطة حتى يتماهى فيها، فيتحقق بها، وحينذاك يكون صوفيا خالصا، وكلما ابتعدت الدائرة عن النقطة، كلما كان من عليها أبعد عن التحقق، حتى نصل إلى أفراد ليس لهم من التصوف إلا رسوم ظاهرة، لا تسمى في حقيقة الأمر تصوفا، ولا يسمون متصوفة، إلا من باب التجوز.
فإذا تقرر أن التصوف فكرة واحدة، بأصولها وقواعدها، والمتصوفة يقرون بهذا، فيبطل حينئذ أن تجمع بين السنة والفلسفة، فهي إما أن تكون سنية أو فلسفية؛ أما أن تكون كلتيهما فذلك باطل، لأنه محال، لما تقدم، فالسنة تناقض الفلسفة أصلا، فهما دينان مختلفان، السنة دين الرسول صلى الله عليه وسلم، والفلسفة دين الوثنين عباد الأصنام، من حكماء الهند والفرس واليونان.
هذه الحقيقة فرضت سلطانها على المستشرق نيكلسون، الذي قال: "ولعله أن يقال: كيف يمكن لدين أقامه محمد على التوحيد الخالص المتشدد أن يصبر على هذه النحلة الجديدة، بله أن يكون معها على وفاق؟.
وإنه ليبدو أن ليس في الوسع التوفيق بين الشخصية الإلهية المنزهة، وبين الحقيقة الباطنة الموجودة في كل شيء، التي هي حياة العالم وروحه، وبرغم هذا فالصوفية بدل أن يطردوا من دائرة الإسلام، قد تقبلوا فيها!!. وفي تذكرة الأولياء شواهد على الشطحات الغالية للحلولية الشرقية". الصوفية في الإسلام ص31
* * *
فإن قيل: فأين (الأضداد)؟.
أليست هي كلمات عربية تحمل معاني متضادة، فلم لا تكون (التصوف) منها؟.
قيل:
أولا: كلمة "صوفية" ليست من الأضداد.
ثم إن كلامنا في المصطلحات، لا في مجرد كلمات عربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/316)
فالمصطلحات كلمات مستعملة أصلا، قبل التواضع على اصطلاحها، ثم إنها استعملت مصطلحا للدلالة على مذهب أو فكرة أو نحو ذلك .. فصارت دليلا وعلامة على هذا المذهب أو تلك الفكرة، لتمييزها عن غيرها، وفي عادة المصطلحين أنهم ما وضعوا مصطلحاتهم إلا لمنع تداخل غيره بها، وبخاصة نقيضها، فلا يعقل إذن، بعد الاحتياط الشديد منهم على التميز، أن يضمنوها ما يضادها؛ لأن معناه حينئذ انتفاء التميز، وإذا انتفى التميز لم يعد للمصطلح أية فائدة في وضعه .. !!.
* * *
فإذا قيل: سلمنا أن الفكرة لا تنقسم، لكن ألا تفرق بين ما هو أصل، وما هو طارئ؟!.
- فهذا "التشيع" في أصله محمود؛ كونه في معنى مناصرة آل البيت. لكن لما انحرف هذا المعنى: ذم.
- وهذا "العقل" في أصله محمود، لكن لما صار حكما على الشريعة: ذم.
فلم لا تجعل التصوف من هذا القبيل: في أصله محمودا؛ لدلالته على معنى الإحسان والعبادة، لكن لما انحرف بدخول الفلسفة عليه: ذم. فالمذموم منه طارئ عليه؟.
فالجواب أن يقال: هذا الاعتراض يتضمن أمرين، هما:
- الأول: تقسيم الفكرة إلى: أصل، وطارئ.
- الثاني: جعل أصل فكرة التصوف: محمودا.
فأما الأول: فممكن غير ممتنع أن يكون مصطلح "التصوف" موضوعا لمعنى معين، ثم طرأ عليه ما يضاد ويناقض المعنى الموضوع، فاستعمل بعدئذ في المعنيين: في الأول حقيقة، وفي الثاني تجوزا.
لكن هذا لا يلغي التقرير الآنف المتضمن: امتناع وجود فكرة تحمل معنيين متناقضين؛ لأن الامتناع من جهة الأصل، وأما الإمكان فمن جهة الطروء، وشتان ما بينهما.
فكلامنا في الأصل، وقد تقدم التنبيه على هذا بالقول: (في ذاتها)؛ والمعنى: في أصل ما وضعت له. والمعتبر الأصل، فالحكم يتبعه حمدا أو ذما، وأما الطارئ فهو دخيل، ولا حكم له.
وأما الثاني: فافتراض أن أصل مصطلح "التصوف" محمود ..
هكذا ابتداء، فتلك دعوى لا تقوم إلا ببرهان .. !!.
فإن للمعترض أن يعكس فيقرر أنه مذموم، فيطالب هو أيضا بالبرهان؟.
فرجع تحصيل الحقيقة إلى البرهان في كل حال.
وما دام أنه تقرر: امتناع جمع الفكرة بين النقيضين، من جهة أصلها. فإن المهمة التالية هي: التحقيق في هذه المسألة، بتحديد أصل التصوف .. ما هو؟.
أهو سني محمود، أم فلسفي مذموم؟.
* * *
- أصل التصوف.
التوصل إلى حقيقة الفكرة وأصلها، له طريقه المعروف غير المجهول:
- فأول ما يطرق هنا: معرفة أصل الكلمة من جهة اللفظ: نسبته، واشتقاقه.
وهذه الخطوة من الأهمية بمكان؛ حيث تفتح غوامض مسائل التصوف، خلافا لمن ظن أنها خطوة لا فائدة منها .. ؟!!، فإن المعاني ترتبط بالألفاظ، ومن رام تحصيل المعاني من غير طريق الألفاظ، لم يأمن من الخطأ.
- ثم: معرفة المعنى الذي وضع للكلمة، وذلك من خلال التعريفات التي وردت عن أئمة المذهب.
- ثم: دراسة تاريخ نشأة الفكرة، وظروف تكونها، وتراجم الأئمة.
هذه الأمور تبين أصل الفكرة وحقيقة الفكرة، ولا أظن أحدا يخالف في هذا، وإذا طبقنا هذه الخطوات على الفكرة الصوفية: بانت لنا حقيقتها:
أولا: معرفة اشتقاق كلمة "الصوفية".
- بدراسة أصل كلمة "الصوفية"، ونسبتها: نقف على حقيقة مهمة هي: أنه لا علاقة للتصوف بالصوف:
- فهذا ما شهد به أئمة التصوف، كالقشيري والهجويري، وغيرهما من الصوفية.
- وهذا هو المشهور من أحوال الصوفية؛ فإنه لا يعرف عنهم لبس الصوف، لا قديما، ولا حديثا، والمقصود: أنه ليس مما اشتهروا به، ولا يعكر على هذا: أن بعضهم لبس الصوف. فالعبرة بالشهرة والكثرة، فإذا كان الاشتقاق من الصوف، فيلزم أن يكون الأصل فيهم لبس الصوف، فإذا كان العكس هو حالهم، فحينئذ لا معنى لأن يكون مشتقا من الصوف؛ لأنهم لم يمتازوا به، وهذا ما قرره القشيري من المتصوفة، ومن غير المتصوفة ابن تيمية (الفتاوى 11/ 16)، وبذلك يستوي هم وغيرهم فيه.
ثانيا: معرفة معنى "التصوف".
- بدراسة أصل معنى "التصوف": تتضح حقيقة التصوف. وهي: تخليص الروح من سجن البدن، لتعود وتتحد بمصدرها الأول، الذي خرجت منه، وذلك لن يكون إلا عن طريق الفناء عن الصفات البشرية أو البشرية!!. فالتصوف ليس زهدا، فهذا أمر يرده أئمة التصوف، وتعريفاتهم شاهدة، بل هو الفناء:
- شهد بهذا حذاق المتصوفة، كالطوسي، والهجويري، والشاذلي، وأبو الوفا التفتازاني.
ثالثا: دراسة نشأة التصوف، وتراجم الأئمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/317)
- بدراسة نشأة التصوف: يتضح أن هذه الفكرة لم تظهر في صورة مذهب، له حملته، وله أصوله وأفكاره، إلا في نهاية القرن الثاني، وبداية الثالث؛ أي بعد انتهاء القرون الثلاثة المفضلة، فليس من أئمته إذن من هو من التابعين، دع من فوقهم، وفي هذا دلالة على:
- أنه مذهب بدعي حادث، وهذا ما قرره الأئمة الذين أنكروا على ما جاء به المتصوفة.
- كما يدل على أن الذي كان عليه، أولئك المتصوفة الذين سلموا من الفلسفة والغلو، ليس الحالة الكاملة بلا شك، وهذا ما قرره ابن تيمية. (الفتاوى 10/ 358، الاستقامة 1/ 89).
- وبدراسة تراجم أئمة التصوف، منذ بدايته حتى القرون اللاحقة: نجد فيها حقائق خطيرة.
فإن كثيرا منهم تعرض للإنكار من العلماء والأئمة، فمنهم من سجن، ومنهم من هرب، واختفى، وتخفى بمذهب آخر .. (انظر: اللمع للطوسي).
فهذه الأحوال التي تعرضوا لها حَرِّية بدراسة أسبابها، فإن الخط العام الذي كان عليه الناس اتباع السنة، فمن خالفها تعرض للإنكار، فهؤلاء إذن خالفوا الأمة؛ أي أنهم أتوا ببدعة استوجبت هذا النكير، ليس من إمام واحد، بل من كثير من الأئمة السنة، ولا في بلد واحد، بل في كثير من البلاد، وكان هذا منذ ابتداء أمرهم في نهاية الثاني وبداية الثالث الهجري، أي لما كانت السنة مهيمنة.
ومما يزيد النتيجة التي توصلنا إليها آنفا تأكيدا: التقرير الذي ذهب إليه عامة الباحثين في التصوف، من المتصوفة وغيرهم:
- فإنهم يذكرون أن التصوف مذهب قديم قبل الإسلام، في الثقافات: الفارسية، والهندية، واليونانية.
- ويذكرون كذلك أن المتصوفة المسلمين أخذوا أفكار وتعاليم المتصوفة القدماء وتأثروا بهم.
وإذا أردنا التحقق مما ورد في هذا التقرير، فما علينا إلا المقارنة بين أصول وأفكار التصوف في القديم، والأصول والأفكار المقررة للتصوف في الإسلام، كالفناء، والمحبة، والمعرفة، والتشبه بالإله، والحلول، والاتحاد، والوحدة، كما قررت في كتب أئمة التصوف، لنقف على التوافق التام بين الطرفين .. !!.
وقد عني بمثل هذه المقارنة كثير من الباحثين، مثل: البيروني في كتابه عن الهند، وعمر فروخ في كتابه: "التصوف في الإسلام"، وإحسان إلهي ظهر في كتابه: "التصوف: المنشأ والمصادر".
فكل هذه الأدلة تبين أن نسبة الصوفية إلى الفلسفة أقرب منها إلى السنة، بل لا وجه لنسبتها إلى السنة:
- لا في لفظها فلا علاقة لها بالصوف، الذي هو شعار الزهد.
- ولا في معناها، فلا علاقة لها بالزهد.
- ولا في نشأتها، فإنها نشأت بانحرافها.
- ولا من جهة أئمتها، الذين تعرضوا للإنكار، بسبب ما أتوا به، مما هو مخالف لما هو سائد في مجتمع تهيمن عليه السنة والشريعة؛ فالإنكار إذن لما تضمنته دعوتهم ومذهبهم من مخالفات واضحة للسنة. - ولا من جهة المقارنة بين أفكار الصوفية في الإسلام، والصوفية ما قبل الإسلام، حيث ظهر التشابه. فكلها تمنع وتعيق نسبة التصوف إلى السنة والتوحيد، فهذه هي نتيجة البحث العلمي، والتاريخي، فمن أراد نقضها فعليه أن يسلك ذات الأدوات، وإلا فليس لكلامه قيمة.!!.
* * *
وأما من يرى أصل التصوف سنيا محمودا، فالبرهان الذي يقدمه:
- أن أئمة التصوف الأوائل ذكروا أن طريقتهم مقيدة بالكتاب والسنة، وعليه: فأسّ التصوف محمود في أصله؛ إذ هو المتقيد بالشريعة، والمذموم هو ما أحدثه من بعدهم؟.
وهذا التقرير مبني على: أن هناك طريقة صوفية، أسسها الأوائل، متقيدة بالشريعة، واضحة المعالم، مفصلة المسائل، تضاهي الطرق الصوفية الفلسفية والبدعية المنتشرة، في تفصيلها، وترتبيها (يلاحظ: أن هذا التقسيم بحسب الحال، وأما إنكار التقسيم فبحسب الأصل).
والشأن في وجود هذه الطريقة المتقيدة بالشريعة، فلو وجدت، وكانت على شرطها، فبها ونعمت. لكن كيف لو أنها معدومة، لا وجود لها؟!.
حينئذ تنتفي دعوى تقسيم التصوف إلى: محمود، ومذموم. كما ينتفي قول من زعم أن أصل التصوف محمود. فإنه قول في شيء لا وجود له إلا في الأذهان، والمعركة القائمة إنما في الخارج، فكيف لنا أن نقارن بين ما في الذهن وما في الخارج؟!.
ومن كان في شك من هذا، فليخرج لنا طريقة واحدة متقيدة بالكتاب والسنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/318)
وإذا كان الجنيد، أو التستري، أو الداراني، وغيرهم قد أعلنوا هذا التقيد، فأين هي طريقتهم، ومذهبهم؟. أين هي الطرق الصوفية القائمة على التقيد بالكتاب والسنة؟!.
مع العلم أن عامة المتصوفة، قديما وحديثا، يقولون أن طريقتهم متقيدة بالكتاب والسنة، غير أننا لا نرى إلا طرقا فلسفية، تقرر الزندقة بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وأمثلها طريقة التي تستعمل البدع، وتسير عليها في: الذكر، والعبادة.!!.
بل إننا نجد من الكلام (المنسوب) إلى هؤلاء الأئمة ما يخدم الطريقة الفلسفية، يساق جنبا إلى جنب مع أقوالهم في التقيد بالشريعة، والاتباع يسمعون هذا مع هذا، ولا يدركون التناقض، بل تفسر لهم مؤتلفة متفقة، فيعتنقون هذا التصوف بانحرافاته، وهم يزعمون ويظنون أنهم لم يخالفوا الشريعة!!.
فالحاصل والواقع أن طريقة هؤلاء الأئمة الذين أعلنوا التقيد بالشريعة: مجهولة، غير معروفة .. !!.
فإذا كان هذا هو الحال: فكيف يمكن أن يقال: إن تصوف هؤلاء الأوائل هو التصوف الصحيح المحمود؟.
فهذه إحالة إلى مجهول غير معلوم، إلى خطوط عامة، ليس تحتها تفصيلات جلية، كتلك التي في الاتجاه الفلسفي، فمريد التصوف لن يجد هذه الطريقة السنية المزعومة، لن يجد مفصلا إلا الفلسفي أو البدعي .. !!. ولو قيل: بل الطريقة معروفة، هي طريقة السلف، أهل القرون المفضلة.
فيقال: إذا كان كذلك فلا يصح تسميتها بالتصوف، وقد علم أن هؤلاء لا خبر لهم بالتصوف، وهل من فائدة تجتنى من ذلك إلا تصحيح الطريقة الصوفية الفلسفية؛ إذ لا وجود في الواقع لغيرها، فكل تحسين وتصحيح فلا يتجه إلا إليها؟.
ولو فرضنا جدلا: أن التصوف مصطلح دال على الزهد الشرعي في أصله. ثم إنه تلبس به ما فيه معارضة للشريعة، حتى صار هو الأشهر: لكان من الحكمة تركه والإعراض عنه، حتى لا يختلط الحق بالباطل؛ إذ لا موجب شرعيا ولا عقليا للتمسك به، وثمة مصطلح يغني عنه، ليس فيه لبس ولا تضليل هو: الزهد.
وهنا مثل: الأصل في (التشيع) أنه محمود؛ لأنه دال على نصرة آل البيت، لكن لما انحرف معناه، فصار مصطلحا دالا على سب الصحابة وتكفيرهم: ترك أهل السنة الانتساب إليه، منعا للتلبيس.
فكيف بمصطلح لا يثبت له أصل محمود، وهو متضمن لما يضاد الإسلام، ولا وجود للمحمود منه؟!.
فمهما قيل، فإن كافة الحجج التي يستند إليها من يرد تقسيم التصوف إلى: سني، وفلسفي. تنهار أمام البراهين العقلية، والشواهد التاريخية، وكذا الأدلة الشرعية.
* * *
- عموم المتصوفة من أهل السنة والجماعة.
وبعد هذا التقصي لأصل التصوف: هنا نأتي للتساؤل المنطقي بعد هذا العرض والتقرير:
إذا بطل تقسيم التصوف، فكان فكرة فلسفية غالية، فكيف يكون حينئذ عموم المتصوفة من أهل السنة؟!.
فالجواب أن يقال: هذا التعجب مبني على فكرتين خاطئتين، أولاهما:
- (تطبيق حكم الفكرة على المنتسبين إليها).
فإذا كان التصوف فلسفيا منحرفا، فالمتصوفة كذلك. وإذا كان سنيا خالصا، فالمتصوفة كذلك.
لا، ليس الأمر كذلك، بل البناء الصحيح: التفريق بين الفكرة والمنتسبين إليها. فما كل المنتسبين متحققون، كما أنهم ليسوا كلهم غير متحققين بالفكرة، بل الأمر بين ذلك.
فالمتصوفة على درجات:
- منهم المتحقق بالتصوف، الذي يصح أن يسمى به حقيقة.
- ومنهم من هو دون ذلك، يسمى متصوفا تجوزا لا حقيقة.
وإذا صح هذا التفريق، فيبطل حينئذ التسوية بين جميع المتصوفة في الحكم.
- بل من المتصوفة من هو خارج عن دائرة أهل السنة، وهم المتحققون بالتصوف؛ الصوفية الخلص، الذين يعتقدون بالحلول والاتحاد، والوحدة، والذين يقررون الذوق والكشف منهجا للتلقي.
- ومنهم من هو في دائرة أهل السنة، وهم الذين لم يتحققوا بالتصوف، بل أخذوا ظاهره، من التعبد والزهد، والمجاهدة.
ولا إشكال في خروج المتحققين بالتصوف من دائرة أهل السنة، بل من الإسلام، فلا مكان في الإسلام لمن يعتقد بالحلول، والاتحاد، ووحدة الوجود. إنما الذي قد يستشكل بقاء العموم من المتصوفة في دائرة السنة، مع ما هم عليه من البدع.
وهنا تبرز الفكرة الثانية الخاطئة، وهي:
- (إطلاق وصف المبتدع على كل من ارتكب بدعة).
فهذا خطأ؛ وذلك لأن الأصل في المسلم بقاؤه في دائرة السنة، فلا يخرج منها إلا ببرهان، والبرهان ليس مجرد مخالفته للسنة، بل محادته للسنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/319)
فإننا لو أخرجنا كل من خالف السنة بشيء، لما بقي في دائرة السنة أحد؛ فالمخالفة واردة، فلا يأمن أحد الخطأ ولا الزلة، سواء في صورة بدعة، أو معصية، حتى الكبار والمتقدمين السابقين.
أما المحاد، فهو المستحق أن يخرج من دائرة السنة، وهو الذي قد اتخذ منهجا بدعيا، وصار عليه، وبنى عليه مذهبه، كمن جعل منهجه العقل، أو الذوق، يرد بهما النصوص الثابتة. فهذا هو المبتدع.
وإذا طبقنا هذا الحد في تعريف المبتدع على المتصوفة: وجدنا عمومهم يعملون البدعة، دون محاداة، بل ظنا منهم أنها السنة، وآفتهم نقصان العلم، ولو علموا لتركوا، ومن هذا حاله لا يخرج من الدائرة.
قال ابن تيمية: "فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء، أو طريق أحد من العباد والنساك: أفضل من طريق الصحابة، فهو مخطئ، ضال مبتدع. ومن جعل كل مجتهد في طاعة، أخطأ في بعض الأمور: مذموما، معيبا، ممقوتا. فهو مخطئ، ضال مبتدع". (الفتاوى 11/ 15)
وبهذا يتبين أن عمومهم لا يستحق وصف المبتدع، ومن ثم فهم باقون في دائرة أهل السنة.
لكن إذا قيل: كيف حكمت أن هذا حال عمومهم، لم لا يكون العكس؟.
قيل: دليلنا على أن الكثرة غيرة متحققة بالتصوف:
1 - أن التحقق يحتاج إلى تعلم وذهن قادر على فهم المسائل الصوفية الفلسفية المعقدة، وليس كل المتصوفة لديهم الاستعداد.
2 - أن المتحققين بالتصوف يعملون على تعمية حقيقته عن العموم؛ لأن هؤلاء العموم لو أدركوا حقيقة التصوف، لما ترددوا في رفضه لما فيه من الكفر والإلحاد؛ لأن الأصل فيهم فطرة الإسلام، ولأن فهم صدق التدين.
3 - أنك لو سألت عمومهم عن حقيقة التصوف، ما أجابوا إلا بما يفيد أنه ذكر وعبادة، ليس إلا .. !.
إذن فالمتحققون قلة، وغير المتحققين هم السواد الأعظم، ومن هنا قلنا:
عموم المتصوفة من أهل السنة والجماعة.
وهذه النتيجة المجتناة من هذا البحث هي عينها ما يقرره ابن تيمية رحمه الله تعالى .. !!.
فهذا الإمام الذي أثنى على طائفة من أئمة التصوف: لم يترك للتصوف فكرة صوفية إلا ونقضها، وأبطلها، وحكم ببدعية التصوف، ولو كانت من السنة لما تعرض لها بالإبطال، ولما وصفها بالبدعة. (انظر: الاستقامة، والفتاوى 2/ 10/11)؛ ولأجله نفهم لم لا يقبله المتصوفة.
وموقف ابن تيمية من التصوف يمكن إيجازه في أربع كلمات:
- الكلمة الأولى:
أنه يقرر بدعية التصوف، كما يقرر بدعية الكلام، سواء بسواء. (الفتاوى [10/ 358،366،592]، [11/ 508،555]، [2/ 13،41،54]، الاستقامة 1/ 90،220 - 221])
- الكلمة الثانية:
لا يحكم بضلال عموم المتصوفة:
- بل من أصاب منهم شيئا من الحق (كالجنيد): أثنى عليه، وأمر بالاقتداء به، فيما أصاب فيه.
- ومن أخطأ (كالشبلي): اعتذر له. وذم خطأه، ونهى عن متابعته.
- ومن كان منهم رأسا في الكفر والزندقة (كابن عربي)، لم يتردد في بيان ضلاله.
- الكلمة الثالثة:
ثناؤه على المصيب من أئمة التصوف، ليس شهادة أنه على السنة في كل أموره، بل ثناء نسبي، ودليل ذلك: أنه لا يعدل بأهل القرون الثلاثة المفضلة أحدا، ويقرر أن أئمة التصوف دونهم في المنزلة واتباع السنة (الاستقامة [1/ 89،163]، الفتاوى [2/ 13]، [10/ 362]) وعندما يذكر موافقتهم للسلف، فإنما بحسب سياق المسألة التي بصددها، كما هو الحال حين كلامه على موقفهم من الصفات (الاستقامة 1/ 82 - 91، 94،102،111).
ولا يمتنع من بيان ما أخطؤوا فيه. وموقفه هذا مبني على أساس التزمه وعمل به، وهو: منهج الموازنة والمعادلة. فيعرف لأئمة التصوف ما لهم، وما عليهم، فلا يبخسهم حقهم، ولا يسكت عن خطئهم. (الفتاوى 10/ 362 - 366)
- الكلمة الرابعة:
أنه مع تقريره بدعية التصوف، يقرر كذلك أنه لا يخلو من حق، يؤخذ به، ويحمد عليه، وهكذا الأمر في الكلام والرأي، فالمنهج الذي يقرره: أن المذهب البدعي ليس كل ما فيه باطل، بل فيه من الحق بقدر ما فيه، والعدل والميزان: أخذ ما فيه من حق، وترك باطله.
مع الإشارة إلى أن ذلك الحق أصله موجود في السنة، وكأنه يرمي إلى أن الإشادة بالحق، ولو تضمنه مذهب بدعي، ينفع في هداية المعتنقين لهذا المذهب؛ إذ لا يتلقون إلا عنه. فهو إذن يتبع منهج المعادلة والموازنة في حكمه على الأفكار، كما في حكمه على الأشخاص (الفتاوى 10/ 82،370).
هذه الأمور ينبغي أن تلاحظ في تقريرات الإمام ابن تيمية لفكرة التصوف والمنتسبين إليها، فإن بعض الناس لما لم يفطن إليها: ظن أن الإمام يصحح بعض مذاهب التصوف، ويجعل منه: ما هو فلسفي، وما هو سني. وليس الأمر كذلك، بل هو عنده: بدعي، يتضمن حقا وباطلا، فيعرف حقه، وينكر باطله. وهذه المسألة تحتاج إلى بسط، والموضع لا يحتمل، غير أن المهم في الأمر هنا: أن المتبع لابن تيمية في نظرته إلى التصوف ينساق إلى العدل، وذلك بالتفريق في الحكم بين الفكرة والمنتسبين إليها.
- فأما الفكرة فإنها بدعة، هذا ما يقرره ابن تيمية.
- وأما المنتسبون، فمنهم الصالح، ومنهم المبتدع، ومنهم الزنديق.
ولأجل ذلك كان من اللازم: الحكم على عموم المتصوفة بأنهم من أهل السنة؛ لأن هذا هو العدل، والعدل هو الحق، لكن هذا لا يمنع من الحكم ببدعية فكرة التصوف في ذاتها؛ لأن هذا هو حقيقتها.
المصدر
http://saaid.net/Doat/khojah/5.htm (http://saaid.net/Doat/khojah/5.htm)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/320)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 03:35 م]ـ
قال: ((ولأجل ذلك كان من اللازم: الحكم على عموم المتصوفة بأنهم من أهل السنة؛ لأن هذا هو العدل، والعدل هو الحق، لكن هذا لا يمنع من الحكم ببدعية فكرة التصوف في ذاتها؛ لأن هذا هو حقيقتها)).
وهذا عجيب وأظنه أخطأ في استعمال التعبيرات ...
فهو نفسه قرر أن: ((بل من المتصوفة من هو خارج عن دائرة أهل السنة، وهم المتحققون بالتصوف؛ الصوفية الخلص، الذين يعتقدون بالحلول والاتحاد، والوحدة، والذين يقررون الذوق والكشف منهجا للتلقي.))
فأظن أن تركيباته بحاجة لمراجعة ... وهو خلط بين مطلق الحكم والحكم المطلق ..
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[25 - 05 - 09, 05:47 م]ـ
قال: ((ولأجل ذلك كان من اللازم: الحكم على عموم المتصوفة بأنهم من أهل السنة؛ لأن هذا هو العدل، والعدل هو الحق، لكن هذا لا يمنع من الحكم ببدعية فكرة التصوف في ذاتها؛ لأن هذا هو حقيقتها)).
وهذا عجيب وأظنه أخطأ في استعمال التعبيرات ...
أظنه عنى بعمومهم عوامهم لذلك عبر عن الخارجين عن دائرة السنة بالخلص المتحققين
كما قلتم وكلامه يفسر بعضه بعضاً:
فهو نفسه قرر أن: ((بل من المتصوفة من هو خارج عن دائرة أهل السنة، وهم المتحققون بالتصوف؛ الصوفية الخلص، الذين يعتقدون بالحلول والاتحاد، والوحدة، والذين يقررون الذوق والكشف منهجا للتلقي.))
فأظن أن تركيباته بحاجة لمراجعة ... وهو خلط بين مطلق الحكم والحكم المطلق ..
في هذه أصبت تماماً أيها المبارك وعلى كل تبقى مقالته قيمة في موضوعها لأن الكثير من الناس يعتبر الصوفية كتلة جامدة لا تباين فيهم ولا دركات
وهو قد بين معنى التصوف في مقاله الذي نقلته هنا:
منهج دراسة التصوف د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174765
ونسيت أن أذكر أن المقالين قديمان جداً وليسا حديثين
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 05 - 09, 08:07 م]ـ
ولأجل ذلك كان من اللازم: الحكم على عموم المتصوفة بأنهم من أهل السنة؛ لأن هذا هو العدل، والعدل هو الحق، لكن هذا لا يمنع من الحكم ببدعية فكرة التصوف في ذاتها؛ لأن هذا هو حقيقتها ..
غريب إصدار هذه الأحكام، والمجازفة في إطلاقها.
فأظن أن تركيباته بحاجة لمراجعة ... وهو خلط بين مطلق الحكم والحكم المطلق ..
وأنا أتمنى أن يراجع مؤلفه هذا ويعرضه على كبار العلماء حتى يستفيد من علمهم(55/321)
جهل الصوفية كان أمرا مستقرا في نفوس الناس منذ القدم!!
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 03:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهل الصوفية كان أمرا مستقرا في نفوس الناس منذ القدم!!
* قال الحافظ أبو سعد السمعاني [توفي:562]_ في ترجمة أبي القاسم القايني, بعد أن وسمه بالعلم _:
" ... ولا يظهر أنه يعلم شيئا من العلم البتة ..
حتى يظنه من يراه أنه من جملة الصوفية!! "
[المنتخب من معجم شيوخ أبي سعد السمعاني1/ 552]
وصلتني هذه الفائدة , فأحببت إتحافكم بها.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:52 ص]ـ
* من المعلوم أن مصطلح الصوفية مصطلح مطاط ..
إذ كان يطلق قديما على أهل العبادة والزهد , وهذا لايعني أن من يطلق عليه ذلك لايكون من أهل العلم, بل المراد أنه من المكثرين من العبادة.
× قال ابن تيمية" وكان السلف يسمون أهل الدين والعلم: القراء, فيدخل فيهم: العلماء والنساك, ثم حدث بعد ذلك اسم: الصوفية والفقراء ... " [الفرقان ص74]
فهذا القسم ليس داخلا في كلامي السابق , لأنه بالمعنى العام أكثر أهل العلم داخل فيه.
إنما المراد بما سبق_ وهو ظاهر_: من جعلوا اسم الصوفية ذلولا لإدخال البدع والمحدثات على أهل الإسلام, ممن هم أبعد الناس عن العبادة واستشعارها.
بل غاية ما معهم خرافات وأباطيل وتلبيس ابليس.
وهم مع ذلك يزعمون أن أصل العلم معهم, وأن الناس أصحاب ظواهر , وأما علمهم فباطن.
والله أعلم.
وقال _ رحمه الله_ عن محاولة بعض أهل البدع والإلحاد التستر خلف اسم الصوفية:
"فإن ابن عربي وأمثاله _وإن ادعوا أنهم من الصوفية_ فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة , ليسوا من صوفية أهل الكلام فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة , كالفضيل بن عياض , و إبراهيم بن أدهم , و أبي سليمان الداراني , و معروف الكرخي ,والجنيد بن محمد ,و سهل بن عبد الله التستري , وأمثالهم , رضوان الله عليهم أجمعين."
[الفرقان ص142, ط: اليحيى]
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:46 م]ـ
انحراف الصوفية
للإمام ابن الجوزي
"تأملت أحوال الصوفية و الزهاد، فرأيت أكثرها منحرفاً عن الشريعة، بين جهل بالشرع، و ابتداع بالرأي. يستدلون بآيات لا يفهمون معناها، و بأحاديث لها أسباب، و جمهورها لا يثبت.
فمن ذلك، أنهم سمعوا في القرآن العزيز: و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور إنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة
ثم سمعوا في الحديث:" للدنيا أهون على الله من شاة ميتة على أهلها" [رواه مسلم].
فبالغوا في هجرها من غير بحث عن حقيقتها.
و ذلك أنه ما لم يعرف حقيقه الشيء فلا يجوز أن يمدح و لا أن يذم.
فإذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذه الأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق، تخرج منها أقواتهم، و يدفن فيها أمواتهم.
و مثل هذا لا يذم لموضع المصلحة فيه.
و رأينا ما عليها من ماء، و زرع، و حيوان، كله لمصالح الآدمي، و فيه حفظ لسبب بقائه.
و رأينا بقاء الآدمي سبباً لمعرفة ربه، و طاعته إياه، و خدمته. و ما كان سبباً لبقاء العارف العابد، يمدح و لا يذم.
فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل، أو العاصي في الدنيا.
فإنه إذا اقتنى المال المباح، و أدى زكاته، لم يلم.
فقد علم ما خلف الزبير، و ابن عوف و غيرهما.
و بلغت صدقة علي ـ رضي الله عنه ـ أربعين ألفاً.
و خلفت ابن مسعود تسعين ألفاً.
و كان الليث ابن سعد يستغل كل سنة عشرين ألفاً.
و كان سفيان يتجر بمال.
و كان ابن مهدي يستغل كل سنة ألفى دينار.
و إن أكثر من النكاح و السراري، كان ممدوحاً لا مذموماً ..
فقد كان للنبي زوجات و سراري.
و جمهور الصحابة، كانوا على الإكثار من ذلك.
و كان لعلي بن أبي طالب أربع حرائر، و سبع عشرة أمة.
و تزوج ولده الحسن، نحو أربعمائة.
فإن طلب التزوج للأولاد، فهو الغاية في التعبد، و إن أراد التلذذ فمباح، يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى، من إعفاف نفسه و المرأة، إلى غير ذلك. و قد أنفق موسى ـ عليه السلام ـ من عمره الشريف عشر سنين في مهر بنت شعيب.
فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه.
و قد قال ابن عباس رضي الله عنهما: [خيار هذه الأمة أكثرها نساء].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/322)
و كان يطأ جارية له، و ينزل في أخرى.
و قالت سرية الربيع بن خيثم: كان الربيع يعزل.
و أما المطعم: فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل، و حق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله.
و قد كان النبي، يأكل ما وجد, فإن وجد اللحم أكله , و يأكل لحم الدجاج، و أحب الأشياء إليه الحلوى و العسل، و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح.
و جيء علي بفالوذج فأكل منه، و قال: " ما هذا "؟ قالوا: يوم النوروز، فقال: " نوروزا كل يوم ".
و إنما يكره الأكل فوق الشبع، و اللبس على وجه الاختيال و البطر.
و قد اقتنع أقوام بالدون من ذلك، لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد، و إلا فقد لبس النبي حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً.
وكان لتميم الداري حلة اشتريت بألف درهم، يصلي فيها بالليل.
فجاء أقوام، فأظهروا التزهد، و ابتكروا طريقة زينها لهم الهوى، ثم تطلبوا لها الدليل.
و إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها.
ثم انقسموا:
فمنهم:
_ متصنع في الظاهر، ليث الشرى في الباطن، يتناول في خلواته الشهوات، و ينعكف على اللذات. و يري الناس بزيه أنه متصوف متزهد، و ما تزهد إلا القميص، و إذا نظر إلى أحواله فعنده كبر فرعون.
_ و منهم: سليم الباطن، إلا أنه في الشرع جاهل.
_ و منهم: من تصدر، و صنف، فاقتدى به الجاهلون في هذه الطريقة، و كانوا كعمي اتبعوا أعمى.
و لو أنهم تلمحوا للأمر الأول، الذي كان عليه الرسول و الصحابة _رضي الله عنهم _ لما زلوا.
و لقد كان جماعة من المحققين،لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة، بل يوسعونه لوما.
* فنقل عن أحمد أنه قال له المروذي: ما تقول في النكاح؟ فقال: " سنة النبي ".
فقال: قد قال إبراهيم.
قال: فصاح بي و قال: "جئتنا ببنيات الطريق؟ "
*و قيل له: إن سريا السقطي قال: لما خلق الله تعالى الحروف، و قف الألف و سجدت الباء، فقال:" نفروا الناس عنه ".
و اعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب: أتظن أنا نظن أن طلحة و الزبير، كانا على الباطل؟ فقال له: " إن الحق لا يعرف بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله ".
و لعمري أنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام، فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله، لتعظيمهم في نفسه.
كما ينقل عن أبي يزيد، أنه قال: " تراعنت علي نفسي فحلفت لا أشرب الماء سنة ".
و هذا إذا صح عنه، كان خطأ قبيحاً , و زلة فاحشة، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن، و لا يقوم مقامه شيء. فإذا لم يشرب فقد سعى في أذى بدنه. و قد كان ُيستعذب الماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم.
أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له، و أنه لا يجوز التصرف فيها إلا عن إذن مالكها.
و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية، أنه قال: "سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض و لا أرفعها، و كان علي مسح، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني ".
و أمثال هذا كثير ..
و ربما حملها القصاص على الكرامات، و عظموها عند العوام، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي، و أحمد.
و لعمري، إن هذا من أعظم الذنوب و أقبح العيوب، لأن الله تعالى قال و لا تقتلوا أنفسكم.
و قال النبي عليه الصلاة و السلام:" إن لنفسك عليك حقاً" [متفق عليه].
و قد طلب أبو بكر، في طريق الهجرة للنبي، ظلا، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها [رواه البخاري].
و قد نقل عن قدماء هذه الأمة بدايات هذا التفريط، و كان سببه من وجهين:
أحدهما: الجهل بالعلم.
و الثاني: قرب العهد بالرهبانية.
* و قد كان الحسن يعيب فرقد السبخي، و مالك بن دينار، في زهدهما فرئي عنده طعام فيه لحم، فقال: " لا رغيفي مالك، و لا صحني فرقد ".
و رأى على فرقد كساء، فقال: "يا فرقد إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية ".
وكم قد ذوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء و هو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال، و أن الله تعالى لا يجرب عليه.
فربما سمعه جاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق، فصار للقائل نصيب من إثمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/323)
* و كم يروون عن ذي النون: أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته، و ينسون الأحاديث الصحاح: "لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم". [متفق عليه]
* و كم ينقلون: أن أقواماً مشوا على الماء .. و قد قال إبراهيم الحربي:" لا يصح أن أحداً مشى على الماء قط ".
فإذا سمعوا هذا قالوا: أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين؟
فنقول: لسنا من المنكرين لها، بل نتبع ما صح، و الصالحون هم الذين يتبعون الشرع، و لا يتعبدون بآرائهم.
و في الحديث: "إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم ". [رواه أبو داود]
و كم يحثون على الفقر حتى حملوا خلقاً على إخراج أموالهم، ثم آل بهم الأمر إما إلى التسخط عند الحاجة، و إما إلى التعرض بسؤال الناس.
و كم تأذى مسلم بأمرهم الناس بالتقلل، و قد قال النبي: "ثلث طعام، و ثلث شراب، و ثلث نفس ". [رواه أحمد]
فما قنعوا حتى أمروا بالمبالغة في التقلل.
فحكى أبو طالب المكي في " قوت القلوب ": أن فيهم من كان يزن قوته بكربة رطبة، ففي كل ليلة يذهب من رطوبتها قليل، و كنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا، فضاق المعي و أوجب ذلك، مرض سنين.
أفترى هذا شيئاً تقتضيه الحكمة، أو ندب إليه الشرع؟
و إنما مطية الآدمي قواه، فإذا سعى في تقليلها، ضعف عن العبادة.
_ ولا تقولن: الحصول على الحلال المحض مستحيل, لذلك وجب الزهد تجنبا للشبهات, فإن المؤمن حسبه أن يتحرى في كسبه هو الحلال, ولا عليه من الأصول التي نبتت من هذه الأموال.
فإنا لو دخلنا ديار الروم، فوجدنا أثمان الخمور و أجرة الفجور، كان لنا حلالاً بوصف الغنيمة.
أفتريد حلالاً، على معني أن الحبة من الذهب لم تنتقل مذ خرجت من المعدن، على وجه لا يجوز؟
فهذا شيء لم ينظر فيه رسول الله.
أو ليس قد سمعت أن الصدقة عليه حرام، فلما تصدق على بريرة بلحم فأهدته، جاز له آكل تلك العين لتغير الوصف.
و قد قال أحمد بن حنبل "أكره التقلل من الطعام، فإن أقواماً فعلوه فعجزوا عن الفرائض ".
و هذا صحيح. فإن المتقلل لا يزال يتقلل إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض، ثم يعجز عن مباشرة أهله و إعفافهم، و عن بذل القوى في الكسب لهم، و عن فعل خير قد كان يفعله.
و لا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث التي تحث على الجوع، فإن المراد بها إما الحث على الصوم , و إما النهي عن مقاومة الشبع.
فأما تنقيص المطعم على الدوام، فمؤثر في القوى، فلا يجوز.
ثم في هؤلاء المذمومين من يرى هجر اللحم، و النبي كان يود أن يأكله كل يوم.
و اسمع مني بلا محاباة: لا تحتجن علي بأسماء الرجال، فتقول: قال بشر، و قال إبراهيم بن أدهم. فإن من احتج بالرسول و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة. على أن لأفعال أولئك وجوهاً نحملها عليهم بحسن الظن.
و لقد ذاكرت بعض مشايخنا ما يروى عن جماعة من السادات، أنهم دفنوا كتبهم فقلت له: ما وجه هذا؟ فقال: "أحسن ما نقول أن نسكت"، يشير إلى أن هذا جهل من فاعله.
و تأولت أنا لهم، فقلت: لعل ما دفنوا من كتبهم، فيه شيء من الرأي، فما رأوا أن يعمل الناس به.
و لقد روينا في الحديث، عن أحمد بن أبي الحواري: أنه أخذ كتبه فرمى بها في البحر، و قال:" نعم الدليل كنت! و لا حاجة لنا إلى الدليل بعد الوصول إلى المدلول ".
و هذا ـ إذا أحسنا به الظن ـ قلنا: كان فيها من كلامهم ما لا يرتضيه.
فأما إذا كانت علوماً صحيحة، كان هذا من أفحش الإضاعة، و أنا و إن تأولت لهم هذا، فهو تأويل صحيح في حق العلماء منهم، لأنا قد روينا عن سفيان الثوري: أنه قد أوصى بدفن كتبه _ و كان ندم على أشياء كتبها عن قوم، و قال: حملني شهوة الحديث.
و هذا لأنه كان يكتب عن الضعفاء و المتروكين، فكأنه لما عسر عليه التمييز أوصى بدفن الكل.
و كذلك من كان له رأي من كلامه ثم رجع عنه، جاز أن يدفن الكتب التي فيها ذلك، فهذا وجه التأويل للعلماء.
فأما المتزهدون، الذين رأوا صورة فعل العلماء، و دفنوا كتباً صالحة لئلا تشغلهم عن التعبد، فإنه جهل منهم، لأنهم شرعوا في إطفاء مصباح يضيء لهم، مع الإقدام على تضييع مال لا يحل تضييعه.
و من جملة من عمل بواقعة دفن كتب العلم، يوسف بن أسباط، ثم لم يصبر عن التحديث فخلط، فعد في الضعفاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/324)
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أخبرنا محمد بن المظفر الشامي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: حدثنا يوسف بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: أخبرنا أحمد بن خالد الخلال. قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: قلت ليوسف بن أسباط: كيف صنعت بكتبك؟ قال: " جئت إلى الجزيرة، فلما نضب الماء دفنتها حتى جاء الماء عليها، فذهبت ".
قلت: ما حملك على ذلك؟
قال: " أردت أن يكون الهم هماً واحداً ".
قال العقيلي: و حدثني آدم، قال: سمعت البخاري قال: قال صدقة: "دفن يوسف بن أسباط كتبه، و كان يغلب عليه الوهم فلا يجيء كما ينبغي ".
قال المؤلف: قلت: الظاهر أن هذه كتب علم ينفع، و لكن قلة العلم أوجبت هذا التفريط، الذي قصد به الخير، و هو شر.
فلو كانت كتبه من جنس كتب الثوري، فإن فيها عن ضعفاء و لم يصح له التمييز، قرب الحال. إنما تعليله يجمع الهم هو الدليل على أنها ليست كذلك، فانظر إلى قلة العلم، ماذا تؤثر مع أهل الخير.
و لقد بلغنا في الحديث عن بعض من نعظمه، و نزوره، أنه كان على شاطئ دجلة، فبال ثم تيمم، فقيل له: الماء قريب منك، فقال: خفت ألا أبلغه!!.
و هذا و إن كان يدل على قصر الأمل، إلا أن الفقهاء إذا سمعوا عنه مثل هذا الحديث تلاعبوا به، من جهة أن التيمم، إنما يصح عند عدم الماء.
فإذا كان الماء موجوداً كان تحريك اليدين بالتيمم عبثاً. و ليس من ضرورة وجود الماء أن يكون إلى جانب المحدث، بل لو كان على أذرع كثيرة، كان موجوداً فلا فعل للتيمم و لا أثر حينئذ.
و من تأمل هذه الأشياء، علم أن فقيهاً واحداً ـ و إن قل أتباعه و خَفَتَ إذا مات أشياعه ـ أفضل من ألوف تتمسح العوام بهم تبركاً، و يشيع جنائزهم ما لا يحصى.
و هل الناس إلا صاحب أثر نتبعه، أو فقيه يفهم مراد الشرع و يفتي به؟ نعوذ بالله من الجهل، و تعظيم الأسلاف تقليداً لهم بغير دليل!
فإن من ورد المشرب الأول، رأى سائر المشارب كدرة.
و المحنة العظمى مدائح العوام، فكم غرت!!
كما قال علي: " ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً ".
و لقد رأينا و سمعنا من العوام، أنهم يمدحون الشخص، فيقولون: لا ينام الليل، و لا يفطر النهار، و لا يعرف زوجة، و لا يذوق من شهوات الدنيا شيئاً، قد نحل جسمه، و دق عظمه حتى أنه يصلي قاعداً، فهو خير من العلماء الذين يأكلون و يتمتعون.
ذلك مبلغهم من العلم، و لو فقهوا علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله، و يخبر بشريعته، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله تعالى خيراً و أفضل من عباده ذلك العابد باقي عمره!.
و قد قال ابن عباس: " فقيه واحد، أشد على إبليس من ألف عابد ".
و من سمع هذا الكلام فلا يظنن أنني أمدح من لا يعمل بعلمه.
و إنما أمدح العاملين بالعلم، و هم أعلم بمصالح أنفسهم. فقد كان فيهم من يصلح على خشن العيش، كأحمد بن حنبل. و كان فيهم من يستعمل رقيق العيش، كسفيان الثوري مع ورعه، و مالك مع تدينه، و الشافعي مع قوة فقهه.
و لا ينبغي أن يطالب الإنسان بما يقوى عليه غيره، فيضعف هو عنه.
فإن الإنسان أعرف بصلاح نفسه. و قد قالت رابعة: " إن كان صلاح قلبك في الفالوذج، فكله ".
و لا تكون أيها السامع ممن يرى صور الزهد. فرب متنعم لا يريد التنعم و إنما يقصد المصلحة.
و ليس كل بدن يقوى على الخشونة، خصوصاً من قد لاقى الكد و أجهده الفكر، و أمضه الفقر، فإنه إن لم يرفق بنفسه، ترك واجباً عليه من الرفق.
فهذه جملة لو شرحتها بذكر الأخبار و المنقولات لطالت، غير أني سطرتها على عجل حين جالت في خاطري، و الله ولي النفع برحمته.
[صيد الخاطر صـ66].
ولا يفهم من هذا التقعيد عدم الحث على الزهد والتقلل من فضولات المباحات .. والصبر على القليل ..
وإنما جاء ما ذكر في معرض الرد على من غلى وابتدع. والله أعلم.(55/325)
المشابهه بين أهل التأويل واليهود للعلامه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 10:41 ص]ـ
يقول العلامه محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى في كتابه أضواء البيان
(335/ 7):
((وقالوا على العرش استوى: مجاز فنفوا الاستواء، لأنه مجاز.
وقالوا: معنى استوى: استولى، وشبهوا استيلاءه باستيلاء بشر بن مروان على العراق.
ولو تدبروا كتاب الله، لمنعهم ذلك من تبديل الاستواء بالاستيلاء، وتبديل اليد بالقدرة، أو النعمة، لأن الله جل وعلا يقول في محكم كتابه في سورة البقرة {فَبَدَّلَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ?لَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ ?لسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}. ويقول في الأعراف {فَبَدَّلَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ?لَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ ?لسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} فالقول الذي قاله الله لهم، هو قوله حطة، وهي فعلة من الحط بمعنى الوضع خبر مبتدأ محذوف أي دعاؤنا ومسألتنا لك حطة لذنوبنا أي حط ووضع لها عنا فهي بمعنى طلب المغفرة، وفي بعض روايات الحديث في شأنهم أنهم بدلوا هذا القول بأن زادوا نوناً فقط فقالوا حنطة وهي القمح.
وأهل التأويل قيل لهم على العرش استوى.
فزادوا لا ما فقالوا استولى.
وهذه اللام التي زادوها أشبه شيء بالنون التي زادها اليهود في قوله تعالى {وَقُولُواْ حِطَّةٌ}. ويقول الله جل وعلا في منع تبديل القرآن بغيره: {قُلْ مَا يَكُونُ لِى? أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِى? إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى? إِلَىَّ إِنِّى? أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
ولا شك أن من بدل استوى باستولى مثلاً لم يتبع ما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فعليه أن يجتنب التبديل ويخاف العذاب العظيم، الذي خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم لو عصا الله فبدل قرآناً بغيره المذكور في قوله {إِنِّى? أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
واليهود لم ينكروا أن اللفظ الذي قاله الله لهم: هو لفظ حطة ولكنهم حرفوه بالزيادة المذكورة.
وأهل هذه المقالة، لم ينكروا أن كلمة القرآن هي استوى، ولكن حرفوها وقالوا في معناها استولى وإنما أبدلوها بها، لأنها أصلح في زعمهم من لفظ كلمة القرآن، لأن كلمة القرآن توهم غير اللائق، وكلمة استولى في زعمهم هي المنزهة اللائقة بالله مع أنه لا يعقل تشبيه أشنع من تشبيه استيلاء الله على عرشه المزعوم، باستيلاء بشر على العراق.
وهل كان أحد يغالب الله على عرشه حتى غلبه على العرش، واستولى عليه؟
وهل يوجد شيء إلا والله مستول عليه، فالله مستول على كل شيء.
وهل يجوز أن يقال إنه تعالى استوى على كل شيء غير العرش؟
فافهم.
وعلى كل حال، فإن المؤول، زعم أن الاستواء يوهم غير اللائق بالله لاستلزامه مشابهة استواء الخلق، وجاء بدله بالاستيلاء، لأنه هو اللائق به في زعمه، ولم ينتبه.
لأن تشبيه استيلاء الله على عرشه باستيلاء بشر بن مروان على العراق هو أفظع أنواع التشبيه، وليس بلائق قطعاً، إلا أنه يقول: إن الاستيلاء المزعوم منزه، عن مشابهة استيلاء الخلق، مع أنه ضرب له المثل باستيلاء بشر على العراق والله يقول {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ?لاٌّمْثَالَ إِنَّ ?للَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
ونحن نقول: أيها المؤول هذا التأويل، نحن نسألك إذا علمت أنه لا بد من تنزيه أحد اللفظين أعني لفظ {?سْتَوَى?} الذي أنزل الله به الملك على النبي صلى الله عليه وسلم قرآناً يتلى، كل حرف منه عشر حسنات ومن أنكر أنه من كتاب الله كفر.
ولفظة استولى التي جاء بها قوم من تلقاء أنفسهم من غير استناد إلى نص من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من السلف.
فأي الكلمتين أحق بالتنزيه في رأيك. الأحق بالتنزيه كلمة القرآن، المنزلة من الله على رسوله، أم كلمتكم التي جئتم بها، من تلقاء أنفسكم، من غير مستند أصلاً؟
ونحن لا يخفى علينا الجواب الصحيح، عن هذا السؤال إن كنت لا تعرفه.
واعلم أنما ذكرنا من أن ما وصف الله به نفسه من الصفات، فهو موصوف به حقيقة لا مجازاً، على الوجه اللائق بكماله وجلاله.
وأنه لا فرق ألبتة بين صفة يشتق منها وصف، كالسمع والبصر والحياة.
وبين صفة لا يشتق منها كالوجه واليد.
وأن تأويل الصفات كتأويل الاستواء بالاستيلاء لا يجوز ولا يصح.
هو معتقد أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
وهو معتقد عامة السلف، وهو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فمن ادعى على أبي الحسن الأشعري، أنه يؤول صفة من الصفات، كالوجه واليد والاستواء، ونحو ذلك فقد افترى عليه افتراء عظيماً.
بل الأشعري رحمه الله مصرح في كتبه العظيمة التي صنفها بعد رجوعه عن الاعتزال، (كالموجز)، (ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)، (والإبانة عن أصول الديانة) أن معتقده الذي يدين الله به هو ما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات ذلك كله من غير كيف ولا تشبيه ولا تعطيل.
وأن ذلك لا يصح تأويله ولا القول بالمجاز فيه.
وأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو مذهب المعتزلة ومن ضاهاهم.
وهو أعلم الناس بأقوال المعتزلة لأنه كان أعظم إمام في مذهبهم، قبل أن يهديه الله إلى الحق، وسنذكر لك هنا بعض نصوص أبي الحسن الأشعري رحمه الله لتعلم صحة ما ذكرنا عنه.))
ثم أخذ يذكرلأقوال أبي الحسن الأشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/326)
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 05 - 09, 11:02 ص]ـ
أمر اليهود بأن يقولوا حطة = فأبوا وقالوا حنطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى = فأبى وزاد اللام في الميزان
نون اليهود ولام جهمي هما = في وحي رب العرش زائدتان
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 10:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي(55/327)
ما رأيكم بهذه العبارة هل فيها محذور شرعي [الله لا يورينا قوته]
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 07:38 م]ـ
ما رأيكم بهذه العبارة هل فيها محذور شرعي
تقول العامة [الله لا يورينا قوته]؟
وكذلك أيضاً إذا شافوا ا الثعبان [الحية] قالوا صاخ وباخ فما معنى ذلك؟
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 12:59 ص]ـ
وين الاخوان؟؟؟؟؟
هل من مجيب!!!!
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - 05 - 09, 10:27 ص]ـ
ما رأيكم بهذه العبارة هل فيها محذور شرعي
تقول العامة [الله لا يورينا قوته]؟
وكذلك أيضاً إذا شافوا ا الثعبان [الحية] قالوا صاخ وباخ فما معنى ذلك؟
تقصد العامة بهذا الدعاء أن "يحفظنا الله من أن نرى ما يؤذينا من عذاب أو تحول نعمة أو فجاءة نقمة أو أخذة آسف ... فهذه كلها من الله يرينا بها طلاقة قدرته وعظم قدرته، وهذا لا محذور شرعي فيه إن شاء الله كما جاء في بعض الآثار "اللهم لا ترنا مكرك ولا تنسنا ذكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا من الغافلين"
أما عن قولهم عند رؤية الثعبان "صاخ وباخ " فإذا كان المقصود منها كلمتي زجر ونهر للثعبان بأن ينصرف فلا شيء في ذلك إن شاء الله كقولهم:هُشْ: هِشْ، لزجر الحمار وسوقهُ
والعرب تقول: بسّ إذا ارادوا زجر الجمل والهرّة الأهلية وفي بعض البلاد يقولو ن " كس "،و كانوا يقولون في دعوتهم الحمار إلى الماء: حئ حئ ويروى عنهم إستعمال حاحا لزجر الضأن كي يأكل،كِشْ لطرد الذباب والناموس واش لطرد الدجاج،هِسْ لزجر الحيوانات عموما
وانظر لمزيد معرفة هذه الألأفاظ كتاب "
قَاَمُوْسُ المُصْطََلَحَاتْ وَالمفْرَدَاتْ اَلإصْطِلاَحِيَّة فِيْ اللَهْجَةِ المَحْكِيَّةِ بِمُدُنِ الحِِْجَاَزْ
وَالمُعَنْوَنْ بِـ:
كَلاَمْ أَهْلُ الحِجَاَزْ
قَاَمُوُسْ لَهْجِيْ تَأْصِيْلِي لِلَّهْجَةِ الْعَاَمِيَّةِ فِيْ مُدُنِ الحِجَاَزِ
لـ: فريد عبدالحميد سلامة
أما إذا كانوا يستعملونها تعويذة لصرف الحيات عنهم فهذا لا يجوز لأنها قد تكون من أسماء الجن، وهذا الأقرب للصواب لأن العامة تتخوف كثيرا من الحيات والعقارب وهي من الحشرات السامة التي لا تنصرف بكلمات الزجر كالحيوانات فتراهم يهرعون لمثل هذه التعويذات ظنا منهم أنها تحميهم والله أعلم
ثم رأيت في بعض المنتديات أن " صاخ وباخ " من التعويذات، ودع ما يربك إلى ما يريبك
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 01:08 ص]ـ
جزاك الله خير على ما كتبته يداك وجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة وغفر الله لك ولوالديك
ـ[أبو السها]ــــــــ[30 - 05 - 09, 01:50 ص]ـ
خيرا جزاك أخي الكريم ولك بمثل ذلك(55/328)
كيفية التوكل على الله
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[27 - 05 - 09, 02:55 ص]ـ
كيفية التوكل على الله
فتوى للشيخ بن باز
سائل في مدينة كركوك بالعراق يقول في سؤاله: يحصل عندنا نقاش حول مسألة التوكل هل يكون التوكل مع الأسباب أو بغير الأسباب؛ لأننا نعلم عن توكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاءوالعكس ولم تتخذ الأسباب بل انقطعت للعبادة فأفيدونا عن ذلك بارك الله فيكم؟
التوكل يجمع شيئين: أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
الثاني: تعاطي الأسباب فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل؛ لأن الله عز وجل أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على الأخذ بها، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب بل لا يكون متوكلا حقيقة إلا بتعاطي الأسباب، ولهذا شرع النكاح للعفةوحصول الولد وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس أنا لا أتزوج وانتظر الولد بدون زواج لعد من المجانين، وليس هذا من أمر العقلاء، وكذلك لو جلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات لم يكن ذلك مشروعا ولا توكلا بل يجب عليه أن يسعى في طلب الرزق ويعمل ويجتهد مع القدرة على ذلك ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب ومنقال ذلك فقد غلط وقد قال الله لها: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فكليواشربي [1] الآية، وهذا أمر لها بالأسباب وقد هزت النخلة وتعاطت الأسباب، حتى وقع الرطب فليس في سيرتها ترك الأسباب، أما وجود الرزق عندها وكون الله أكرمها به وأتاح لها بعض الأرزاق فلا يدل على أنها معطلة للأسباب بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب، وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئا من الكرامات فهذا من فضله سبحانه لكن لا يدل على تعطيلهم الأسباب فقد ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجزن))، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [2]،فشرع لعباده العبادة له والاستعانة به وكلتاهما من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، والآيات الدالة على ذلك كثيرة.
--------------------------------------
[1] سورة مريم الآيتان 25 - 26.
[2] سورة الفاتحة الآية 5.(55/329)
بما يُرد على مدعي جواز رؤية النبي ـ عليه السلام ـ في اليقظة؟!
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا منشغل بكتابة ونقل بعض المواضيع الدينية في ملتقى المهندسين العرب
وأيضاً لي أنشطة متواضعة أخرى
لكن في القسم الديني للملتقى وجدت جدل حول إمكانية رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في اليقظة!!
وطبعاً تصدر بعض الزملاء للرد على من يُجّوز ذلك
لكن رأيت حجتهم غير قوية كفاية
وأحب أن أحد الأخوة أو المشايخ هنا يشاهد هذا الحوار ويقوم بالتسجيل ثم الرد برد مفحم
لأن للأسف الزميل الذي يبرر القول بالجواز صال وجال وأتى بكلام علمي يحتاج لعالم للرد عليه
وهذا الزميل للأسف له أيضاً أفكار وآراء مريبة فنحب أن نُفحمه ـ لله ـ
الأخ الكريم المحاور للنفي هو م / جاسر
منتظر الرد منكم إن شاء الله
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 05 - 09, 04:18 م]ـ
(15083)
سؤال: كيف ينصح بالدليل من يعتقد أنه يمكن رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقظة في الدنيا وأنه يحضر معهم و ينصح لهم و يبارك لهم أفعالهم، من بين الأفعال التي يقومون بها، التواعد على الاجتماع في منزل أحدهم والقيام جماعة مع ترك صلاة الجماعة في المسجد، لأنهم يفعلونها جماعة في المنزل؟
الجواب: يعتقد الصوفية والقبوريون حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حياة حسية، وهذا خطأ، فلو كان يتصور خروجه من قبره وكلامه مع الناس، وحضوره معهم في الاجتماعات، وتبريكه لأفعالهم، لحصل ذلك للصحابة، وقد اتفق الصحابة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أنه مات الموتة الدنيا، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه كما يدفنون غيره من الأموات، واتفقوا على أن قبره معروف، كان في حجرته التي كان يسكنها في حياته، فهؤلاء الذين يعتقدون رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقظة في الدنيا، وحضوره معهم، ويتواعدون على الاجتماع في منزل أحدهم، ويتركون الصلاة في المسجد لاعتقاد أنه يحضر معهم، كل هؤلاء من أهل الخرافات، فلا يجوز الانخداع بهم، ولا تصديقهم، لأن هذه الأقوال ظنية وكذب يريدون بها أن يموهوا على أتباعهم من العامة حتى يعتقدوا صدقهم، وقد أخبر الله تعالى بموته كما في قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، ومن مات فإنه لا يبعث إلا في يوم القيامة، وحياة الأنبياء في هذه الدنيا أكمل من حياة الشهداء، ولكنها حياة برزخية، ليست كحياتهم قبل الوفاة، والأحكام في البرزخ على الأرواح، فهي التي تصعد وتذهب، وتجيء وتعذب وتنعم. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
2/ 6/1427هـ
(2676)
س: هل تمكن رؤية الكافر أو المبتدع أو العاصي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام وهل هي كرامة له؟ وهل رؤيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تخص المسلمين المؤمنين فقط؟ وهل يكون - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسيلة هداية عند رؤيته في المنام
وهل صحيح أن العلامة ابن باز والشيخ العثيمين [رحمهما الله] قد أجازوا رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام حتى للكافر؟
الجواب: اعلم أن رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام غير مُمكنة غالبًا؛ حيث أن الذين يرونه لا يجزمون بأنه هو محمدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنهم لا يعرفونه، ولم يروه في الحياة، والأقرب أن رؤيته حقيقة تختص بالصحابة الذين عرفوه في اليقظة؛ فإنهم إذا رأوه في المنام جزموا بأنه هو النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأن الشيطان لا يتمثل به، فأما الذين ما رأوه في الحياة فقد يتمثل الشيطان بصورة إنسان مُقارب لصفته ويدَّعي أنه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فليس لأحد غير الصحابة أن يدَّعي رؤيته في المنام حقًا ولو كان ذلك الشخص الذي رآه مُشابهًا لصفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فإن الصفة لا تكفي في حقيقة الإنسان، فليس الخبر كالمُعاينة، فعلى هذا من ادعى أنه رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام لا ينبغي تصديقه ولا الجزم بأنه رآه حقًا، سواء كان من أهل السُنة والجماعة أو من العُصاة والفسقة أو من المبتدعة أو من الكُفار، فلا تُعد رؤيته كرامة له، والأقرب أن رؤيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المنام تختص بالمسلمين وتكون علامة خير وسعادة لمن رآه إذا صدقت رؤياه، وأما ما روي عن الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله في جواز رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى للكفار منامًا فنقول إن الغالب أن تلك الرؤية خيالية كما ذكرنا فلا ينبغي الجزم بها.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
23/ 11/1421 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/330)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 05 - 09, 04:37 م]ـ
هذه السلسلة للشيخ الفاضل محمد إسماعيل المقدم: سلسلة أصول بلا أصول فيها رد على من زعم ذلك وهي رد على علي جمعة مفتي مصر وهذا رابطها:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4251
وتشتمل على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد وفاته
2 أدَّعاء لقيا الخضر
3 أدلة نبوة الخضر
4 الأحوال الرحمانية، والأحوال الشيطانية
5 حيلٌ لا خوارق
6 توضيح الرؤية في الحلم والرؤية
7 إبطال حجية المنامات
8 الإلهام ليس بحجة
9 الكشف و التحديث
وهذه روابط مباشرة لها:
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/01.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/02.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/03.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/04.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/05.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/06.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/07.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/08.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ismael/126_AlMoqaddem_Asool/09.rm
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وإن كنت أريد رد على كلامه هو وليس إثبات عدم جواز الرؤية لأنه يرد على الإثبات بتأويلات من عنده تحتاج لرد
لكن جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 05 - 09, 07:46 م]ـ
يا أخي الكريم اضبط المسألة علميا أولا وسوف تستطيع الرد على شبهات هؤلأ المبتدعة فكلهم يستقون من مستنقع واحد.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 05 - 09, 04:58 م]ـ
يا أخي الكريم اضبط المسألة علميا أولا وسوف تستطيع الرد على شبهات هؤلأ المبتدعة فكلهم يستقون من مستنقع واحد.
أخي الكريم
قُلت إني لا أستطيع فليس عندي العلم الكافي وأحتاح أخ أقدر مني
لله(55/331)
ـ نظم الرد على من عذر ساب الله بالجهل ولم يكفِّره بالعين.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 05:16 م]ـ
ـ من سَبَّ ربَّ العِزَّةِ العَلِيْ كَفَرْ .... فِي ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ كَذَا ذَكَرْ.
ـ بَحْرُ العُلُومِ العَالِمُ الحَرَّانِي ............ كَفِّرْهُ بالعَيْنِ بِلاَ تَوَانِ.
ـ واسْتَثْنِ مُكْرَهاً وَمُخْطِئاً غَلِطْ .... أَصَّلَهُ أَحْبَارُنَا ذَرِ الشَّطَطْ.
ـ وَمَنْ أَبَوْا تَكْفِيرَهُ بالعَيْنِ أَوْ .... تَوقَّفُوا فِي حُكْمِهِ نُكْراً أَتَوْا.
ـ ضّلُّوا فَأَثْبَتُوا لَهُ إِيمانَا .......... فَوَافَقُوا جَهْمِيَّةً عُمْيّانَا.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:49 م]ـ
جزاك الله خيراً
ماذا عليَّ لو سمعت شخص يقول كلام بين طياته إنتقاص لله ـ والعياذ بالله العياذ بالله تعالى الله ـ؟
ماذا أفعل كشخص وحدي؟
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
سؤال جزاك الله خيرا ما معنى وحدود السب الذى تعنيه؟
وما يقع تحته وما لايقع نرجو التوضيح؟(55/332)
ابن عقيل والواقفيّة.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:26 م]ـ
هذا كلامٌ استبشعتُه، وهو للعلامةِ الشيخِ ابن عقيل ٍ الظاهريّ، أحببتُ نقله لما فيهِ من الخلل! والخطأ!، كي يردّ عليهِ من أو تي (العِلم) و (الحكمة) والفهم والدّراية والبصيرة والذكاء، فكلّ هذا مطلوب!
وإن كانت الإدارة تريد حذف الكلامِ فلتحذفه، وهي أدرى، غير أنّه منشور في صحيفةِ الجزيرة اليوم الأربعاء، ومقاله فيه حق كثير وانتصار للسنّة ومحق للمبتدعةِ من المتصوّفة، بقوّة حُجّة وجزالةِ لفظ، وتعقّب شيئاً مما جاء في منازل السائرين وكذا مدارج السالكين، والكلام الذي اقتبسته بدأه بالحق غير أنه ختم ذلكَ بقول استبشعته واستقبحتُه، حيثُ قال:
يا بعض مشايخي في مملكتنا الحبيبة .. يامن تسيئون الظن بمن نقد شيئاً من كلام ابن قيم الجوزية أو شيخه ابن تيمية في شيئ من العقيدة أو الأصول أو الأحكام العملية: كونوا على مقالتكم: (الحق يُعرف ببرهان المقال لا بأحوال الرجال)، وانتفعوا بقول ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي مضى آنفاً: (ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له)، وابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن حزم وغيرهم رحمهم الله داخلون في معنى هذا القول؛ فلا يحملنكم كثرة خيرهما وصوابهما وعبادتهما وجهادهما على التسليم لهما بكل قول؛ فتدَّعون لهما العصمة وأنتم لا تشعرون .. يامن تُضللون أحياناً من خالف ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى، أو خالفهما من أذكياء العلماء ومن أهل التخصص: اعلموا حفظكم الله أن ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله يخالفون تارة أو يخالفهما مَن كان البرهانُ في جانبه يقيناً أو رُجحاناً كمتابعتهما لإمام السلف الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى، ولكن إمامته للمنتسبين للسلف في زمنه ومن جاء بعدهم، وكلهم محكومون بالسلف قَبْلهم .. إنها مُتابعة بغير تدقيق في الحكم بأن من توقَّف في القول بأن القرآن غير مخلوق واقفي مُنْتَقَد .. مع أن الحق تضليل من قال: (القرآن مخلوق)، وتضليل من قال أيضا (القرآن غير مخلوق)؛ لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما؛ فوجب التوقُّف، وكيف لا يتوقَّف من لا يجد نّصاً في المسألة؟ .. بل وُجِدَ الإمام أحمد رحمه الله تعالى بعد أحداث الجعد بن درهم مقالته مسبوقاً بإجماع السلف على ترك الخوض في المسألة، والتحريمِ للقَفْوِ بغير علم؛ فمن جاء ببرهان على تعيُّنِ أحد الطرفين قبلتُ منه وأنفي راغم ..
وكم آمل تبيين أمور، هل يقتضي كلامه هذا نفي صفة الكلام أيضاً؟!
وهل يقتضي موافقته للواقفيّة الأُوَل؟
وإن كنا لانشكّ أبداً في أن كلامه لايقتضي موافقة الجعد على عقيدتِه، بل أصول ابن عقيل تدلّ على أنّه يعتبر الجعدَ مبتدعاً! هذا ما أفهمه.
حفظكم الله.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[27 - 05 - 09, 07:29 م]ـ
لا أظنه يعني هذا الذي فهمته أبدا أبدا ...
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 07:53 م]ـ
لا أظنه يعني هذا الذي فهمته أبدا أبدا ...
أحسنَ الله إليكَ، انظر قوله:
مع أن الحق تضليل من قال: (القرآن مخلوق)، وتضليل من قال أيضا (القرآن غير مخلوق)؛ لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما؛
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[28 - 05 - 09, 08:33 م]ـ
يقصد بهذا والله أعلم, أنه مخلوق باعتبار وغير مخلوق باعتبار, فلا يجوز النفي المجمل ولا الإثبات المجمل, بل يجب التفصيل, أو عدم الخوض في ما لم يخض فيه السلف رحمهم الله تعالى ...
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 11:36 م]ـ
باركَ الله في أيامك، يا أخي، هو يقول يجب الوقف لعدم النصّ - بزعمه -، ولم يقل باعتبار ولاغيرِه، ولم يتكلم عن مسألة الخوض في مثل هذه المواضيع، بل صرّح أن من قال هو غير مخلوق، فإنه يُضلل، كذا يقول وقد أتيتكَ بنصّ كلامه.
وهو يقول (فوجب التوقف)، ويقول ايضاً بتضليلِ من يقول بأنه غير مخلوق، هكذا يقول بنفسِه، وهو ادرى برأيهِ من غيرِه.
والله المستعان.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 05 - 09, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي, وإن كان توقف في هذا لكن من أين جئت بأنه يقتضي نفي صفة الكلام؟؟ , وأنه يوافق الواقفية الأول؟؟ , إذ قولهم قول الجهمية لكن عن نفاق, والرجل حي يرزق بإمكانك التأكد من حقيقة قوله, وجزاك الله خيرا ...
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[04 - 06 - 09, 04:07 م]ـ
لقد فهمت مراد الشيخ حفظه الله تعالى من كلام آخر له, فهو يرى التوقف عن التلفظ فيما لا نص فيه كما قلتُ لك سابقاً, فقال في أحد مقالاته التي يرد فيها على السقاف:
... الجسم والمكان لم يرد نص شرعي بإثباتهما أو نفيهما؛ لهذا لا يتكلم بهما السلف؛ لأن ما يتعلق بالله جل جلاله على التوقيف .. فلما استعملهما أهل الكلام قال السلف: نبحث فيما تريدون من المكان والجسم؛ فإن أردتم تشبيهاً بمكان وجسم فنحن نبرأ إلى الله من ذلك .. وإن أردتم نفي ما أثبته الله من العلو والإحاطة فنحن نبرأ إلى الله أيضاً من ذلك .. بل نثبت باللفظ والمعنى ما دل عليه الشرع، ولا نثبت من اللفظ (وإن احتمل معنى صحيحاً وغيره) إلا ما أثبته الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/333)
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
ذكر مثله في دراسته لكتاب: التقريب لحد المنطق لابن حزم (ص 94) ط. دار ابن حزم بتحقيق التركماني؛ فزعم أنها ليست من ضرورات الدين ولانص فيها ولا إجماع بل كان مسكوتًا عنها ثم حدث الخلاف، وأن الوقف ليس شنيعًا كما ذهب إليه أهل السنة والجماعة!! (1) بل هو عين الورع ...
_________________________
(1) كأنه يرجح بين مذاهب فقهية!
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[05 - 06 - 09, 12:41 ص]ـ
وكلامه عين الصواب, والله أعلم ...
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 12:22 م]ـ
قال القحطاني:
والوقف في القرآن خبث باطل ** وخداع كل مذبذب حيران
قل: غير مخلوق كلام إلهنا ** واعجل ولاتك في الإجابة وان
تأمل كلامه ويتبين لك وجه غلطه -مع وضوحه لمن عرف عقيدة أهل السنة والجماعة-
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:58 ص]ـ
والشيخ حفظه الله تعالى يثبت ما تقصده أنت, لكنه يفضل السكوت عما سكت عنه الصحابة, فلا يطلق اللفظ هكذا, وتفهم مراده من الكلام الذي نقلته عنه, في المشاركة السابعة, بل هو عين كلام ابن تيمية رحمه الله حين يقرر أننا لا نثبت له تعالى إلا ما أثبت لنفسه, ولا نخوض في المكان والحد والتحيز والجسم والعرض, ثم يتضح المراد بالتفصيل, فالأصل التوقف عن إطلاق هذه الألفاظ, إلا عند محاججة أهل البدع, والله أعلم ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 06 - 09, 03:20 ص]ـ
أقتبس من كلام الشيخ في مقالته في الجريدة قوله: (الحق يُعرف ببرهان المقال لا بأحوال الرجال) ..
ولأجل ذلك فإننا نرد كلام الشيخ في مسألة القرآن هنا جملة وتفصيلا .. بل كلام الله منزل غير مخلوق ولا نتوقف لا في تقرير العقيدة ولا في مجال المناظرات .. بل نقولها في كل مقام وعلى كل حال كلام الله منزل غير مخلوق وهو المقروء باللسان المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف ..
هذه عقيدتنا ولا للتشويش عليها.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:40 ص]ـ
أما عقيدة أهل السنة فهي إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم, ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم, ولا نتعدى هذا المقدار ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:21 م]ـ
الأخ البحريني نسيت أن تقول إثبات على فهم السلف الصالح .. ثم إني أقول أين في القرآن والسنة تعريف الإيمان أنه تصديق القلب وقول اللسان وعمل الجوارح وأنه يزيد (وينقص) .. هذا مثال واحد فقط. وما كان جوابا لك فقل به في أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق بلا توقف.
أماتنا الله وإياكم أخي البحريني على مذهب أهل السنة.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[06 - 06 - 09, 02:01 م]ـ
أخي الغريب بارك الله فيك كلامنا هنا في الصفات, والصفات على التوقف أصلاً, فلا تخلط, ثم نحن لا نختلف معهم في الفهم ...
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[07 - 06 - 09, 04:29 ص]ـ
أخي أبا العباس العقيدة كلها توقيفية فلا داعي للتفريق بين الصفات وغيرها ... فالخلط قد وقع منك أنت هدانا الله وإياك .. ثم إذا كنت لا تخالفهم في الفهم كما ذكرت فلا تخالفهم في النطق واللفظ.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[07 - 06 - 09, 09:34 ص]ـ
وعلى هذه لم نخرج من قواعد أهل السنة في الصفات, بل تلاحظ أن من زاد هو الذي خررج عن القاعدة والحمد لله ...
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 02:09 م]ـ
وعلى هذه لم نخرج من قواعد أهل السنة في الصفات, بل تلاحظ أن من زاد هو الذي خررج عن القاعدة والحمد لله ...
اعذرني فلم افهم
هل (الشيخ ابن عقيل) متوقف عن قول ان القران كلام الله؟
أم تتوقف عن القول بأن كلام الله من صفاته؟
أم تتوقف عن القول بان صفات الله غير مخلوقة؟
و ما هي المسالة من المسائل الثلاث السابقة التي ينقصها دليل؟
فان كنت مقر بالجميع فهذا يعني انك مقر بان القران غير مخلوق
و لا أدري باي شيء مما سبق توقف الصحابة حتى نسب اليهم انهم سكتوا عن هذا اللفظ!
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 02:20 م]ـ
مع أن الحق تضليل من قال: (القرآن مخلوق)، وتضليل من قال أيضا (القرآن غير مخلوق)؛ لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما
لم افهم الجملة الاخيرة "لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما" هل هذا تعليله لسبب تضليله لمن قال ان القران غير مخلوق ام ماذا؟
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 04:27 م]ـ
يبدو من الجملة الأخيرة والله أعلم
أن العقل والحس والشرع لاتحتمل معنى غير هذا المعنى الذي هو نفي الخلق عن القرآن يعني القرآن والحس والعقل والشرع تحتم أن القرآن كلام الله ليس مخلوقا
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:14 م]ـ
يبدو من الجملة الأخيرة والله أعلم
أن العقل والحس والشرع لاتحتمل معنى غير هذا المعنى الذي هو نفي الخلق عن القرآن يعني القرآن والحس والعقل والشرع تحتم أن القرآن كلام الله ليس مخلوقا
الذي لم افهمه معنى وجود هذه الجملة في السياق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/334)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[07 - 06 - 09, 07:56 م]ـ
ثمة نقاط يجب توضيحها
أولا: يجب التاكد من نسبة المقال للشيخ ابن عقيل، فكم نُسب للمشايخ شئ لم يقولوه، ولأني أشم من رائحة المقال، أسلوب حسن المالكي
فقد قال كلاما مشابها لهذا، وهو يحاول نقد الامام أحمد
ثانيا:
إن اثبت هذا الكلام عن الشيخ، ففيه من الباطل ما فيه، لأن تبديع الواقفة، ليس كلام ابن تيمية وابن القيم إنما هو كلام الامام أحمد والشافعي وغيرهم
ودعوى أن السلف قبل أحمد أجمعوا على الوقف في مخلوقية القرآن لأنهم لم يتكلموا .. دعوى منقوضة، لأنهم لم يقولوا أيضا (إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات) فهل معنى ذلك أنهم لم يثبتوا .. !!
وهل كان ما قاله الامام جعفر بن محمد الصادق-وهو قبل أحمد-: (كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود) هل كان هذا وقوفا .. ؟؟
هل جعفر الصادق حنبلي تيمي وهابي ...
وكيف يكون لا إجماع في المسألة، والمأمون أمر باستدعاء كل علماء أهل السنة لأنهم كلهم يقولون بأن القرآن ليس بمخلوق ورفضوا ذلك وبعضهم قاله تقية!
ولا ينكر هذا المخالف والموافق!
ونحيل أيضا إلى ما نقله العلامة الحافظ ابن الوزير اليماني في كتابه الماتع (العواصم والقواصم)، فقدنقل عن خلق كثير قبل الامام أحمد (أكثرهم من أهل البيت) قالوا بأن القرآن غير مخلوق وكفروا من قال بأنه مخلوق
أما بالنسبة للواقفة:
فيقول شيخ الإسلام بن تيمية: (ذم الواقفة وتضليلهم - الذين لا يقولون: مخلوق، ولا غير مخلوق، مأثور عن جمهور هؤلاء الأئمة)
إن اختار الشيخ ابن عقيل عدم تبديع الواقفة ولم يزد على ذلك، لكان الأمر هينا -على خطأه- لكن أن يقول أن الوقوف هو الصواب!
===
الموضوع خطير جدا يا أخوة، لا تكتفوا بالمرور مر الكرام، بل من له علاقة بالشيخ، فليسارع بالتأكد من نسبة هذا الكلام إليه -لأني لا أصدق -، وإن ثبت الكلام عنه، فليراجعه إخوانه من العلماء وطلبة العلم، وهذا ليس انتقاصا من أن يذهل العالم عن موضوع معين ثم يرجع إلى الحق.
ويسوؤني جدا أن نتكلم في بديهيات منهح أهل السنة، المسألة ليست تأويل صفة أو رأي قال به أحد من أهل السنة أو حتى عدم تبديع الواقف إنما اختيار الوقوف في كلام الله وتضليل مذهب أهل السنة، فالمسألة الآن وصلت إلى ترجيح مذاهب أهل البدع
أرجوكم لا تستهينوا بها، فيمكن للمعتزلة أن يطيروا فرحا بكلام الشيخ ويقولون عالم منصف قال شهادة حق ... إلخ
ويكون فتنة لهم (اللهم لا تجعلنا فتنة لهم)
ويكون فتنة لأبناء أهل السنة أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله
راجعوا الشيخ حفظه الله ورعاه
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .. )
فالمسألة جد خطيرة
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:03 م]ـ
لم افهم الجملة الاخيرة "لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما" هل هذا تعليله لسبب تضليله لمن قال ان القران غير مخلوق ام ماذا؟
ير يد أن يقول أن الشرع والحس والعقل، لايحتملان إلا إحدى أمرين:
إما أن يكون مخلوقا
أو أن يكون غير مخلوق
ولايوجد احتمال ثالث، ولايوجد مرجّح من النص لأحد الاحتمالين الواردين، فوجب التوقّف!!
فمن نفى أحد هذين الاحتمالين فهو ضال لأنه لادليل معه!
وهذا كلام باطل لاشكّ.
الكاظم، جزاكَ الله خيراً، ولو كتبت ردّك في ذاتِ الصحيفةِ وزدتُه خيراً، لزدت إحساناً.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[07 - 06 - 09, 10:19 م]ـ
بل لا يقصد هذا, فمن قرأ ما نقلته عنه في المشاركة السابعة فهم المراد, فلا تقولوا الشيخ مال لم يقل -هداني الله وإياكم- ...
أسهل العبارة: إذا قيل لك: هل الله في مكان أم ليس في مكان؟؟ , فإن أجبت بأنه في مكان فقد أخطأت, وإن أجبت ليس في مكان فقد أخطأت, لأن المكان يحتمل معنيين, فوجب التفصيل, والأصل في العقيدة التوقف عن إطلاق لفظ المكان, لأنه لا يوجد لا في كتاب ولا سنة ...
وهكذا في باقي الألفاظ الحادثة, فإن قلت -في القرآن- مخلوق فأخطأت, وإن قلت غير مخلوق فأخطأت -عند الشيخ حفظه الله-, لأن القرآن يحتمل الورق والمداد ... إلخ فهذه مخلوقة, ويحتمل كلام الله المتلو ومعانيه فإنها ليست مخلوقة, والله تعالى أعلم ...
فالشيخ لا ينكر أنه صفة الله, ولا أنه غير مخلوق, ولا يتوقف في اعتقاد ذلك, بل يتوقف في إطلاق الألفاظ التي لم ترد في كتاب ولا سنة ...
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 10:53 م]ـ
بل لا يقصد هذا, فمن قرأ ما نقلته عنه في المشاركة السابعة فهم المراد, فلا تقولوا الشيخ مال لم يقل -هداني الله وإياكم- ...
أسهل العبارة: إذا قيل لك: هل الله في مكان أم ليس في مكان؟؟ , فإن أجبت بأنه في مكان فقد أخطأت, وإن أجبت ليس في مكان فقد أخطأت, لأن المكان يحتمل معنيين, فوجب التفصيل, والأصل في العقيدة التوقف عن إطلاق لفظ المكان, لأنه لا يوجد لا في كتاب ولا سنة ...
وهكذا في باقي الألفاظ الحادثة, فإن قلت -في القرآن- مخلوق فأخطأت, وإن قلت غير مخلوق فأخطأت -عند الشيخ حفظه الله-, لأن القرآن يحتمل الورق والمداد ... إلخ فهذه مخلوقة, ويحتمل كلام الله المتلو ومعانيه فإنها ليست مخلوقة, والله تعالى أعلم ...
فالشيخ لا ينكر أنه صفة الله, ولا أنه غير مخلوق, ولا يتوقف في اعتقاد ذلك, بل يتوقف في إطلاق الألفاظ التي لم ترد في كتاب ولا سنة ...
كلام الشيخ مهما دافعت عنه و احسنا الظن فيه فهو مشكل فمن استطاع ان يصل للشيخ ليوضح كلامه فقد احسن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/335)
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 12:08 ص]ـ
ليلة الجمعة القادمة يستقبل الناس في بيته إن شاءالله فإن تيسر لي الحضور وتيسر السؤال شفيتكم إن شاءالله
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 01:14 ص]ـ
وهكذا في باقي الألفاظ الحادثة, فإن قلت -في القرآن- مخلوق فأخطأت, وإن قلت غير مخلوق فأخطأت -عند الشيخ حفظه الله-, لأن القرآن يحتمل الورق والمداد ... إلخ فهذه مخلوقة, ويحتمل كلام الله المتلو ومعانيه فإنها ليست مخلوقة, والله تعالى أعلم ...
أخي البحريني وفقني الله وإياك.
في ظني أن التعليل الذي ذكرته لتضليل الشيخ من قال القرآن غير مخلوق؛ هو عليل في نفسه.
لأن كلمة (القرآن) لا تحتمل المداد والورق إذا قيل إنه غير مخلوق.
بل يقلب عليك هذا بأن أئمة السلف بدعوا من قال (لفظي بالقرآن مخلوق) لاحتمال أن يكون اللفظ مرادا به فعل العبد وهو التلفظ أو ما تلفظ به (الملفوظ) وهو كلام الله.
ويكفي الشيخ ابن عقيل شناعة أنه يضلل الإمام أحمد ومن قال من السلف (القرآن غير مخلوق). وهم قطعاً أعلم بهذه المسألة منه.
وهل ذكر الشيخ له سلفا في هذا؟
أو دلَّل على كلامه بحجة؟
فإذا كان الحس والعقل لا يقبل إلا أحد معنييْن: إما أنه مخلوق أو غير مخلوق. فعدم القول بهما رفع للنقيضين وهو محال .. وهذا ما قال به الظاهري في التوقف.
والله المستعان
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[08 - 06 - 09, 06:32 ص]ـ
بل قد يوهم المداد والورق, ويلزم من كلامك أخي أبا إبراهيم الحائلي أنه من قال القرآن مخلوق لم يجانب الصواب أيضاً, فإذا قيل مخلوق لا يحتمل صفة الله تعالى, لأن صفات الباري ليست مخلوقة, وهذا باطل, فإطلاق أحد الأمرين -مخلوق وغير مخلوق- يوهم معنيين, فوجب تفصيل المراد, ومسألة اللفظ كمسألة الخلق, وكما قلنا الأصل عنده ما ثبت بالكتاب والسنة ولا يزيد على هذا, فمن زاد فهو الذي يأتي بالبرهان ...
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:00 م]ـ
وجدت كلامه
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:02 م]ـ
وجدت كلامه في جريدة الجزيرة
وهاكم إياه وقد تعرض فيه لشيخ الاسلام وتلميذه بكلام وأظن مقاله تحرك جديد منه بعد خمود مقالاته دهرا
والوقفة الثالثة عشرة: لم يُحرِّضني الأستاذ حمد القاضي، ولا قصيدة معاليكم؛ وإنما انتفضتُ غضباً للحق بسبب عربجات خاسئة في الإنترنت أحضرها لي الشباب؛ فلما وعيتها مزقتها.
والوقفة الرابعة عشرة: أعظم به بركةً نبْشَ ذلك المدفون، وما هو إلا الحب لمعاليه باحتفاظي بقصيدته في عدد قديم من جريدة (الجزيرة) .. ومنهجي أنني أقص من الجرائد والدوريات التي لن أُبقيها كاملة عندي عن كل أثير لدي، وأرتِّب ذلك في أضابير، ولا أكتفي بجمع مادة الأدب مثلاً، بل أُصُنِّفه؛ فأجعل للشعر أضابير، وللدراسات أضابير، ولتراجم الأدباء أضابير، وللأسلوبية .. إلخ أضابير .. وأما الدوريات التي أقتنيها فأصور منها فهرستَ كل عدد، وأضعه في أضابير، وأُصوِّر الكتب المحقِّقة وأُجِلِّدها مصنفة؛ ليسهل الرجوع إليها .. ومن بركات ذلك النبش أنني حركت ينابيع الدكتور فتدفَّقتْ، وأنه يُثري كتابي عن الدكتور غازي.
والوقفة الخامسة عشرة: أن أول صلتي بمعاليه حفظه الله أنني دُعيتُ إلى حفل ثقافي؛ فضيَّع دليلي الأستاذ سراج الدين إبراهيم رحمه الله المكان، وولج بنا على الدكتور في حفل له مع طلبته؛ فآثرنا البقاء عنده، وظلَّ يدعم مؤلفاتي بوزارة الإعلام لما كان وزيرها، كما ظل هو الأثيرَ في مُوْقي، النفيسَ في مهجتي إلى أن تخلل حبه سويداء القلب - مع مخالفتي له في أشياء يأتي ذكرها إن شاء الله -؛ لإحسانه المتوالي عليَّ وعلى الشيخ أبي تراب الظاهري رحمه الله، وأعظم ذلك رأفته بي لما نُوِّمت بمكة المشرَّفة ثم بجدة؛ بسبب جلطة خفيفة وقاني الله شرَّها بمنه وكرمه؛ فالحمدلله على العافية، وعلى الأجر بالتطهير؛ فإن الله إذا أحب عبده (وكان صابراً شاكراً مُسْتغفراً) أصابَ منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/336)
والوقفة السادسة عشرة: ذكر معاليه أن في مقالتي غمزاً؛ فراجعتُ مقالتي، وتفقَّدت ذنوبي: فما وجدت سوى موضوع ربما كان هو محل الشك؛ وذلك هو كلامي عن الغزل الإلهي - تعالى الله - عند الصوفية، ومعاليه يميل إلى التصوف، ولا أظن أنه يغلو، وكان يدعو إلى الواجب من حب رسول الله ژ، فظن معاليه أنني أغمز بهذا. قال أبوعبدالرحمن: كفى بالله عليَّ حسيباً أنني لا أُعرِّض إلا بالفجرة من الحلوليين والاتحاديين؛ لهذا أشرح لمعاليه موقفي من التصوف إظهاراً للحق، وهو بحمد الله أقدر على معرفة الحق بما منحه الله من علم ومواهب؛ فالتصوف عندي - وإن لم يكن مصطلحاً شرعياً - على ثلاثة أنحاء:
النحو الأول: تصوُّف على اصطلاح القوم، وإلا فالصوفية ليست من اصطلاح الشريعة، وهو تصوف المحسنين الذين نُشهد الله على حبهم، وهو زُهد: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزهد صاحبيه رضي الله عنهما، وزهد من هو دونهما من التقشُّف والورع ادِّخاراً لنعيم الله يوم التغابن وتفاوت الملك الكبير، مع الاستمتاع بطيبات الرزق أحياناً، لتعليم الأمة بالإباحة؛ ولفعل المباح .. وفي هذا الزمان في ذنب الدنيا يستحب الزهد مع التوسيع على رعيتك بالرزق .. ولكن أين نحن من ذلك؟؛ فهندامنا أنيق، وهكذا مركبنا ومسكننا ومأكلنا ومشربنا وأثاثنا، وكله بأغلى الأثمان؛ فلا نملك من الزهد إلا شكر المنعِم جل جلاله بالنية والقول والعمل .. وأما حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سيرته العطرة: فليس من الزهد، بل هو من أوجب الواجبات بلا غلوِّ كما فعل النصارى، ولا جفاء كما فعل اليهود وُضلال النحل؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوتنا، وسيرته تُرقِّق قلوبنا، ومن لم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس مؤمناً، ولا يكمل الإيمان حتى يكون هو بأبي وأمي أحب إلينا من أنفسنا وولدنا ووالدينا وأهلنا، وكل هذ الحبِّ فرعٌ لا يصح إلا بعد طاعته صلى الله عليه وسلم فيما بلَّغه عن ربه سبحانه وتعالى بوحي مَتْلُو وغيرِ متلو؛ لقوله سبحانه القطعي دلالة وثبوتاً: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (سورة آل عمران/ 31)؛ فحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حبنا لله، ومن فضله بعد الله علينا بهديه الكريم .. ولكن علينا أن نستحيِيَ من ربنا سبحانه في دعوى حُب كاذبة؛ فنزعم أننا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من صحابته رضوان الله عليهم الذين هم خيار الأمة؛ فنحدث من الطقوس ما لم يحدثوه، وننصرف عن نصوص الشرع القطعية إلى التعبد لله بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وماشغلهم جلال وجمال السيرة النبوية العطرة عن الإدلاج الطويل لمعرفة أحكام الشريعة، وأداء العبادات المشروعة النافلة والمستحبة .. والضعيف في مثل هذا الموطن باطل؛ لأنه مخالف لنصوص قطعية .. كما لا نتعبد لله بالحكايات والمنامات والأشعار واعتقاد الولاية لمن ليس بولي من مبتدع أو كذاب ليست سيرته سنة نبوية؛ فمن أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء الواجب، وترْكِ المنهيِّ عنه، ومغالبة النفس وجهادها في فعل المستحب وترك المكروه، والتوسُّع بالمباح وشكرِ الله عليه: فقد دخل في صميم الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ودخل الحب في سويداء قلبه، وعصر قلبه الألم في كل مصيبة دنيوية أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعدائه، ومقت أعدائه ولعنهم بقلبه ولسانه وفعله .. ويهتز طرباً لما أنعم الله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحب لذلك أحب الناس إليه وإلى نصرته الأقرب فالأقرب من الصِّدِّيق إلى الفاروق إلى بقية العشرة، إلى أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم؛ ويهتز طرباً أيضا لبسمة يبتسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرحه، ويغلب عليه حلم اليقظة بأن تهفو نفسه إلى حضور مشاهِده عليه الصلاة والسلام، فيحلم بأنه فيها؛ لشدة تأثره، وتدمع عينه لما يراه من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمواقفه كلما حز به أمر كدعائه اللحوح يوم بدر حتى أشفق عليه أبوبكر الصديق رضي الله عنه .. ثم إن النية التي يصدر عنها الحب نيتان: نية المقصود بالعمل وهو الله سبحانه، ولا تصح ولا تقبل هذه النية إلا بالنية الأخرى وهي (تمييز العمل المقصود)، وهو ما كان عليه أمر الشرع أو نهيه، وهو على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/337)
قسمين أيضاً: عمل مردود لا يقبل من جهة الثواب، ويُسقِط العقاب عن الترك كمن صلى في دار مغصوبة؛ فصلاته صحيحة على أرجح الأقوال وهو اليقين عندي، وغصبه الدار حرام يُعاقَب عليه ويُسقط أجر صلاته إلا أن يتداركه الله برحمته .. وعمل مردود وفيه وزر، وهو على قسمين أيضاً: عبادة الله بغير ما شرع من الشرك؛ فهذا مخرج من الملة .. واقتراف بدعة لا تخرج من الملة كالمسبحة الألفية مع الأمر بالتسبيح بالأصابع وأنهن مُستنطقات يوم القيامة، وأننا نسبح الله ولا نحصي، وبهذا صح النص الشرعي بالتسبيح بالأصابع، وصح النهي عن التسبيح بالحصى المعدود وهو مثل السُّبحة الألفية .. ويُخشى على من تمادى على البدعة وهو يعلمها سوء الخاتمة؛ لأن لله سبحانه مكراً بمن يمكر به، وفتنة في المحيا والممات.
والنوع الثاني من الصوفية: قوم يُعتذر لهم، ويُحبون لما فيهم من خير، ولا يُتَّبعون فيما أخطأوا فيه كخطرات لبعض الأئمة كسفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم، وبعض من ذكرهم أمثال أبي نعيم في حلية الأولياء .. وهكذا من غلبه وجد فنطق بالفناء وشبه ذلك، ولست أرى صواب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية (رحمهما الله تعالى، وهما العدوَّان اللدودان للتصوَّف) عندما يبلغ الاعتذار منهما لبعض الصوفية إلى توجيه كلامهم كما في الاستقامة ومدارج السالكين، ولقد أسهبت عن ذلك في أحد كتبي الأخيرة، وأظن أن ذلك في الجزء الأول من كتابي (عبد ربه في المعترك)، وبميزان العدل إن شاء الله - وأسأل ربي صدق القول والعمل - أذكر نماذج من المعادلة؛ فهذا أبوالفيض ذو النون بن إبراهيم المصري رحمه الله تعالى من عباد الله الصالحين العابدين الورعين الزاهدين رُوي عنه أنه جعل من القبيح في الدين أن تعبد الله وأنت تريد ثوابه، بل الطاعة الحقيقية أن يطلَّع الله على قلبك وأنت لا تريد منه شيئاً!! (4)، فمثل هذا أرجو أن لا يصح عنه، وإن صح عنه فهو مصادم لنصوص الشرع؛ فيعتذر له بجهله ولا يتابع عليه؛ ويكذبه قول الله سبحانه وتعالى المعصوم قطعي الدلالة في مدح من هم أفضل عند الله من ذو النون بلا ريب: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (سورة الأنبياء/ 89 - 90)، ومثل هذا كثير في الشرع، واجتهد عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم في العبادة وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لأنه يريد أن يكون عبداً شكوراً، وهو يعلم عِظَم الأجر لمثل هذا الشكر؛ إذ يبلغ في الآخرة درجة لا يبلغها أحد غيره من الثقلين؛ فقول ذو النون بدعة مخالف لما عليه النص الشرعي القطعي المحكم مخالفةَ البديلِ .. وهذه معادلة ثانية: وهي أن شيخ الإسلام أبا محمد إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم (من الحُفَّاظ أيضاً) ابن محمد الهروي القَرَّاب (وأخو إسماعيل أبويعقوب إسماعيل من الحفاظ أيضاً) (- 414هـ) رحمهم الله تعالى إمام من الأئمة في العلوم الشرعية وفي أكثر من فن، ومن العُبَّاد الزُّهاد، وقد داخله رحمه الله داء التصوف الذي هو فوق البدعي؛ فقال في منازل السائرين عن الدرجة الثالثة من درجات العارفين: (صفاء اتصال يُدْرِج حَظَّ العبودية في حق الربوبية؛ ويُغرْق نهايات الخبر في بدايات العيان، ويطوي خِسَّة التكاليف في عين الأزل) (5).
قال أبوعبدالرحمن: هذه الجُمل لا تُحيل إلى معانٍ معروفة في دين الله، وإنما تحيل إلى معهود كلام الصوفية الاتحاديين الحلوليين الذين يأتي الحديث عنهم، ويحتال بعضُ الخيِّرين من العباد العلماء كأبي محمد إسماعيل نفسه باصطلاح بشري يعني معنى شرعياً؛ فيجعلون الاتصال اتصالاً بلطف الرب سبحانه بعبده المؤمن وحبه له إذا تقرَّب إلى ربه بالعبودية الكثيرة الخالصة، ولكن ماذا نقول عن إدراج حظ العبودية (الذي هو أفعال العباد في عبادتهم لربهم) في حق الربوبية الذي هو أفعال الله في عباده من الخلق والتدبير .. إلخ؟ .. والله لا أعرف لهذا معنى إلا اتحاد الرب والمربوب، وهو يؤكد هذا بالسياق؛ إذ تغرق نهايات الخبر الشرعي عن الله سبحانه في بدايات العيان للرب سبحانه الذي سيكون اتحاداً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/338)
بِغَرَق حظ العبودية في حق الربوبية .. ثم ما هذا التعبير الشنيع الموحش عن أحكام الله الشرعية التي وصفها بِخِسَّة التكاليف؟ .. أتكون أحكام الله الشرعية التكليفية خسيسة؟ .. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .. ثم يؤكد الاتحاد ثالثة يطيِّ الأحكام الشرعية التعبدية في عين الأزل؛ فجعلوا ربهم محلاً لذوبان الخلق في الخالق تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ثم إن الأزل ليست صفة شرعية توقيفية للرب سبحانه، ونهاية ما تدل عليه (سرمدية الزمن) الذي لا يتصورون له بداية ونهاية، وقد حققتُ هذا رداً على الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في بداية كتاب التوحيد من كتابي (الإكثار في شرح المحلى بالآثار)؛ فماذا قال العلامة العابد أبوعبدالله محمد بن أبي بكر ابن أيوب ابن قيِّم الجوزية (691 - 751هـ) سامحه الله - وبعض القوم يتعبَّد لله بتقليد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله بتقليد محض، وتعصُّب أعمى كأنهما نبيان مرسلان معصومان من الخطإ؟ - .. لقد أجهد نفسه رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين)؛ ليجد لمثل هذه البلاغم معنى شرعياً، وهذه المرة - مع وضوح الضلال وقطعيته - كان موقفه رخواً عفا الله عنه؛ فقال: ِِوفي هذا اللفظ قلق وسوء تعبير يَجْبُره حسن حال صاحبه وصدقه، وتعظيمه لله ورسوله .. ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له، ولا ريب أن بين أرباب الأحوال وبين أصحاب التمكُّن تفاوتاً عظيماً، وانظر إلى غلبة الحال على الكليم عليه السلام لما شاهد آثار التجلي الإلهي على الجبل (إذن أهل الحلول يتجلى لهم الرب سبحانه!!)، كيف خرّ صَعِقاً؟ .. وصاحب التمكن صلوات الله وسلامه عليه لما أسْرِي به ورأى ما رأى: لم يصعق ولم يخر، بل ثبت فؤاده وبصره!! .. ومراد القوم بالاتصال والوصال اتصال العبد بربه، ووصوله إليه .. لا بمعنى اتصال ذات العبد بذات الرب كما تتصل الذاتان إحداهما بالأخرى، ولا بمعنى انضمام إحدى الذاتين إلى الأخرى والتصاقها بها؛ وإنما مرادهم بالاتصال والوصول إزالة النفس والخَلْق (6) من طريق السير إلى الله؛ ولا تتوهمْ سوى ذلك؛ فإنه عين المحال؛ فإن السالك لا يزال سائراً إلى الله تعالى حتى يموت؛ فلا ينقطع سيره إلا بالموت؛ فليس في هذه الحياة وصول يفرغ معه السير وينتهي، وليس ثَم اتصال حِسِّي بين ذات العبد وذات الرب؛ فالأول تعطيل وإلحاد، والثاني حلول واتحاد؛ وإنما حقيقة الأمر تنحية النفس والخلق عن الطريق؛ فإن الوقوف معهما هو الانقطاع، وتنحيتهما هو الاتصال .. وأما الملاحدة القائلون بوحدة الوجود فإنهم قالوا: (العبد من أفعال الله، وأفعاله من صفاته؛ وصفاته من ذاته)؛ فأنتج لهم هذا التركيب أن العبد من ذات الرب تعالى الله وتقدس عما يقولون علواً كبيراً .. وموضع الغلط أن العبد من مفعولات الرب تعالى لا من أفعاله القائمة بذاته، ومفعولاته آثار أفعاله، وأفعاله من صفاته القائمة بذاته، فذاته سبحانه مستلزمة لصفاته وأفعاله، ومفعولاته منفصلة عنه (7) .. تلك مخلوقة محدثة، والرب تعالى هو الخالق بذاته وصفاته وأفعاله؛ فإياك ثم إياك والألفاظ المجملة المشتبهة التي وقع اصطلاح القوم عليها؛ فإنها أصل البلاء، وهي مورد الصديق والزنديق؛ فإذا سمع الضعيف المعرفة والعلم بالله تعالى لفظ (اتصال وانفصال، ومسامرة، ومكالمة، وأنه لا وجود في الحقيقة إلا وجود الله، وأن وجود الكائنات خيال ووهم، وهو بمنزلة وجود الظل القائم بغيره) فاسْمَعْ منه ما يملأ الآذان من حلول واتحاد وشطحات .. والعارفون من القوم أطلقوا هذه الألفاظ ونحوها، وأرادوا بها معاني صحيحة في أنفسهم (8)، فغلط الغالطون في فهم ما أرادوه، ونسبوهم إلى إلحادهم وكفرهم .. واتخذوا كلماتهم المتشابهة تُرساً لهم وجُنة حتى قال قائلهم:
ومنك بدا حب بعزٍّ تمازجاً
بنا ووصالاً كنت أنت وصلته
ظهرت لمن أبقيت بعد فنائه
وكان بلا كون لأنك كُنْته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/339)
فيسمع الغِرُّ التمازج والوصال؛ فيظن أنه سبحانه نَفْسُ كونِ العبد (9)، فلا يشك أن هذا هو غاية التحقيق، ونهاية الطريق .. ثم لنرجع إلى شرح كلامه (يعني شيخ الإسلام إسماعيل الهروي) .. وقوله (يُدرج حظ العبودية في حق الربوبية) المعنى الصحيح الذي يُحمل عليه هذا الكلام أن من تمكن في قلبه شهود الأسماء والصفات، وصفا له علمه وحاله: اندرج عمله جميعه وأضعافه وأضعاف أضعافه في حق ربه تعالى ورآه في جنب حقه أقل من خردلة بالنسبة إلى جبال الدنيا؛ فسقط من قلبه اقتضاء حظه من المجازاة عليه؛ لاحتقاره له، وقلته عنده، وصغره في عينهِِ (10)، ثم قال ابن قيم الجوزية مفسِّراً كلام الهروي رحمهما الله تعالى: ِِقوله: (ويعرف نهايات الخبر في بدايات العيان) الخبرُ متعلَّق الغيبِ، والعيان متعلَّق الشهادة، وهو إدراك عين البصيرة لصحة الخبر، وثبوت مَخْبَرِه (11) ومراده ببدايات العيان أوائل الكشف الحقيقي الذي يُدخَل منه إلى مقام الفناء (12)، ومقصوده أن يرى الشاهد ما أخبر به الصادق بقلبه عياناً (13) .. قال الله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) (سورة سبأ/ 6) (14)، وقال تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) (سورة الرعد/ 19)؛ فقد قال: (أفمن رأى بعين قلبه أن ما أنزل الله إلى رسوله هو الحق كمن هو أعمى لا يبصر ذلك؟) (15)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في مقام الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه) ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يُقوِّي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهدة بالعين (16)، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سمواته على عرشه مُطَّلعاً على عباده ناظراً إليهم يسمع كلامهم ويرى ظواهرهم وبواطنهم، وكأنه يسمعه: وهو يتكلم بالوحي، ويكلم به عبده جبريل، ويأمره وينهاه بما يريد، ويدبر أمر المملكة (17) .. وأملاكه صاعدة إليه بالأمر، نازلة من عنده به .. وكأنه يشاهده وهو يرضى ويغضب ويحب ويبغض، ويعطي ويمنع، ويضحك ويفرح، ويثني على أوليائه بين ملائكته، ويذم أعداءه .. وكأنه يشاهده ويشاهد يديه الكريمتين وقد قبضت إحداهما السموات السبع، والأخرى الأرضين السبع، وقد طوَى السموات السبع بيمينه كما يطوى السِّجلُّ على أسطر الكتاب .. وكأنه يشاهده وقد جاء لفصل القضاء بين عباده؛ فأشرقت الأرض بنوره ونادى وهو مستوٍ على عرشه بصوت (18) يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب: (وعزتي وجلالي، لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم) .. وكأنه يسمع نداءه (سبحانه وتعالى) لآدم (عليه السلام): (يا آدم: قم، فابعث بَعْث النار بإذني الآن، وكذلك نداؤه لأهل الموقف (مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (سورة القصص/ 65)، وماذا كنتم تعبدون؟ (19)، وبالجملة فيشاهد بقلبه ربّاً عرَّفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل؛ وحقائق أخبرت بها الرسل؛ فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع؛ فهذا إيمانه يجري مجرى العيان، وإيمان غيره فمحض (20) تقليد العميان .. وقوله: (ويطوي خسة التكاليف) ليت الشيخ عبَّر عن هذه اللفظة بغيرها، فو الله إنها لأقبح من شوكة في العين، وشجى في الحلق .. وحاشا التكاليف أن توصف بخِسَّة، أو تلحقها خسة؛ وإنما هي قرة عين، وسرور قلب، وحياة روح .. صدَر التكليفُ بها عن حكيم حميد؛ فهي أشرف ما وصل إلى العبد من ربه، وثوابه عليها أشرف ما أعطاه الله للعبد (21) .. نعم لو قال: (يطوي ثقل التكاليف، ويخفف أعباءها) (22) ونحو ذلك فلعله كان أولى، ولولا مقامه في الإيمان والمعرفة والقيام بالأوامر لكنا نسيئ به الظن (23) .. والذي يحتمل أن يصرف كلامه إليه وجهان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/340)
أحدهما: أن الصفاء المذكور في هذه الدرجة لما انطوت في حكمه الوسائط والأسباب، واندرج فيه (24) حظ العبودية في حق الربوبية: انطوت فيه (25) رؤية كون العبادة تكليفاً؛ فإن رؤيتها تكليفاً خسة من الرائي (26)، لأنه رآها بعين أنَفَته وقيامه بها، ولم يرها بعين الحقيقة؛ فإنه لم يصل إلى مقام (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي) (27)، ولو وصل إلى ذلك لرآها بعين الحقيقة، ولا خسة فيها هناك ألبتة؛ فإن نظره قد تعدى من قيامه بها إلى قيامها بالقيوم الذي قام به كل شيئ؛ فكان لها وجهان: أحدهما هي به خسيسة وهو وجه قيامها بالعبد وصدورها منه (28)، والثاني هي به (29) شريفة وهو وجه كونها بالرب تعالى وأوليته أمراً وتكويناً وإعانة (30) فالصفاء يطويها من ذلك الوجه خاصة (31) .. والمعنى الثاني الذي يحتمله كلامه أن يكون مراده أن الصفاء يُشهده عين الأزل (32)، وسَبْقَ الرب تعالى، وأوَّليته لكل شيئ؛ فتنطوي في هذا المشهد أعماله التي عملها، ويراها خسيسة جداً بالنسبة إلى عين الأزل؛ فكأنه قال: (تنطوي أعماله، وتصير بالنسبة إلى هذه العين خسيسة جداً لا تذكر (33) .. بل تكون في عين الأزل هباء منثوراً لا حاصل لها (34)؛ فإن الوقت الذي هو طرف التكليف يتلاشى جداً بالنسبة إلى الأزل، وهو وقت خسيس حقير (35) حتى كأنه حاصل له، ولا نسبة له إلى الأزل والأبد في مقدار الأعمال الواقعة فيه، وهي يسيرة بالنسبة إلى مجموع ذلك الوقت الذي هو يسير جداً بالنسبة إلى مجموع الزمان الذي هو يسير جداً بالنسبة إلى عين الأزل؛ فهذا أقرب ما يُحمل عليه كلامه مع قلقه، وقد اعتراه فيه سوء تعبير، وكأنه أطلق عليها الخسة لقلتها وخفتها بالنسبة إلى عظمة المكلِّف بها سبحانه وما يستحقه (والله سبحانه أعلم)) (36).
قال أبوعبدالرحمن: يا بعض مشايخي في مملكتنا الحبيبة .. يامن تسيئون الظن بمن نقد شيئاً من كلام ابن قيم الجوزية أو شيخه ابن تيمية في شيئ من العقيدة أو الأصول أو الأحكام العملية: كونوا على مقالتكم: (الحق يُعرف ببرهان المقال لا بأحوال الرجال)، وانتفعوا بقول ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي مضى آنفاً: (ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له)، وابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن حزم وغيرهم رحمهم الله داخلون في معنى هذا القول؛ فلا يحملنكم كثرة خيرهما وصوابهما وعبادتهما وجهادهما على التسليم لهما بكل قول؛ فتدَّعون لهما العصمة وأنتم لا تشعرون .. يامن تُضللون أحياناً من خالف ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى، أو خالفهما من أذكياء العلماء ومن أهل التخصص: اعلموا حفظكم الله أن ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله يخالفون تارة أو يخالفهما مَن كان البرهانُ في جانبه يقيناً أو رُجحاناً كمتابعتهما لإمام السلف الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى، ولكن إمامته للمنتسبين للسلف في زمنه ومن جاء بعدهم، وكلهم محكومون بالسلف قَبْلهم .. إنها مُتابعة بغير تدقيق في الحكم بأن من توقَّف في القول بأن القرآن غير مخلوق واقفي مُنْتَقَد .. مع أن الحق تضليل من قال: (القرآن مخلوق)، وتضليل من قال أيضا (القرآن غير مخلوق)؛ لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما؛ فوجب التوقُّف، وكيف لا يتوقَّف من لا يجد نّصاً في المسألة؟ .. بل وُجِدَ الإمام أحمد رحمه الله تعالى بعد أحداث الجعد بن درهم مقالته مسبوقاً بإجماع السلف على ترك الخوض في المسألة، والتحريمِ للقَفْوِ بغير علم؛ فمن جاء ببرهان على تعيُّنِ أحد الطرفين قبلتُ منه وأنفي راغم .. ومن ذلك جَزْمُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الأسباط ذرية يعقوب عليه السلام بإطلاق، والصواب أن الأسباط يراد بهم ذرية يعقوب عليه السلام في موضع، ويراد بهم في موضع آخر الرسل والأنبياء من ذرية إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام .. والأسباط وقت التنزيل للذكور من الذرية وذريتهم، ثم خَصَّص العرفُ اللغوي بعد التنزيل السبطَ لأبناء البنت مهما نزلوا، وكإنكارهما المجاز بإطلاق، وكاتباعهما للإمام أحمد وإسحاق رحمهما الله بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن بلا تدقيق، وهو مخالف لبراهين أذكياء العلماء ومنهم ابن خزيمة رحمهم الله تعالى، وهو عندهما إمام الأئمة، ومخالف لإجماع السلف أن الله ليس كمثله شيئ، والرواية الشاذة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/341)
التي احتجوا بها ضعيفة، وهي في هذا الموطن باطلة؛ لمخالفتها للقطعي، ولهذا حملها البيهقي والقرطبي في كتاب الصفات رحمهما الله تعالى - لو صحَّتْ - على وَهْمِ الراوي في فهم المعنى، والاحتجاج بما أحدثه الملحدون في التوراة لا يجوز؛ وذلك هو نص (نخلق بشراً يشبهنا)؛ لأن القطعي من ديننا نَفَى ذلك؛ فكان في حق الرب سبحانه إلحاداً، وقد أفضتُ في ذلك في أجوبة أسئلة جريدة المدينة التي هي الآن قيد النشر .. وتارة يكون الحق معهما رحمهما الله يقيناً أو رجحاناً وإن كثر المخالِف كقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (لا أول لمخلوقات الله إلا أنها مسبوقة بوجوده وتدبيره سبحانه وتعالى)؛ فهذا هو الحق؛ لأن الله جل جلاله غير معطَّل لحظة عن الخلق والتدبير والهيمنة، وهذا بخلاف ضلال ابن رشد الحفيد في القول بِقدم العالم؛ فذلك قِدَمُ مَعِيَّة، وياله من كفر!! .. ومثل قولهما في الطلاق البدعي، وفي عدم قضاء صلاة من تركها عمداً من غير عذر حتى خرج وقتها، فلا سبيل له إلا التوبة، والاستكثار من الخير؛ فذانك هما الحق .. وجزى الله ابن قيم الجوزية خيراً ورحمه في براءته من أهل الحلول والاتحاد، ورده عليهم فيما سلف من كلامه وفي جمهرة كتبه، ولكن كلام ابن قيم الجوزية نفسه فيه أخطاء جسيمة أخَفُّها أنه تمحَّل في توجيه كلام سافل ضلالي؛ ليجد له مخرجاً شرعياً ولغوياً؛ لأجل إمامة الهروي رحمه الله وورعه؛ وبهذا التمحُّل يجوز لأهل كل كفر وبدعة أن يؤولوا ضلالهم بمعانٍ مخترعة .. والحق في هذا تخطئة الهروي رحمه الله بعزم وجزم واتكال على الله، والدفاع عن إمامته بأنه أحسن الظن بكلام أهل الحلول والاتحاد المخادعين بالعبارات العائمة؛ فأورده وله محمل صحيح عنده لم يفسره .. ومن أخطاء ابن قيم الجوزية الشنيعة ههنا أنه جعل عبدالله ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل التمكن، وجعل موسى الكليم عليه السلام من أهل الأحوال.
قال أبوعبدالرحمن: والله الذي لا إله إلا هو قسماً براً إن موسى عليه السلام وجميع أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاة والسلام كلهم من أهل التمكن في العلم بالله إلا أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوني على يونس بن متى) عليه الصلاة والسلام من كمال عبوديته، وتواضعه لإخوانه من النبيين والمرسلين .. ومن كمال عبوديته ترحُّمُه على أخيه لوط عليهما الصلاة والسلام، ثم معارضته له بقوله: (والله إنه ليأوي إلى ركن شديد) .. وليس عندنا يقين أن الله سبحانه وتعالى لو تجلَّى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلن يخرِّ صعقاً؛ فعظمة الله فوق الظنون، وقد جاء عليه الصلاة والسلام إلى خديجة رضي الله عنها وقلبه يرجف لنزول الوحي .. وثبات جنانه عليه الصلاة والسلام في الإسراء في مشاهدة الأهوال باختيار من ربه لا بطلب منه؛ فأراه آياته وثبَّته .. وإن كان قصد ابن القيم الجوزي رحمه الله أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الإسراء كما في حديث أنس رضي الله عنه في صحيح البخاري الذي بالغ ابن حزم رحمه الله في نفيه وقال: (إنه موضوع (37)، فليس كذلك، بل هو وهم وخطأ من أحد تلامذة أنس رضي الله عنه الذي خالف جميع الثقات الرواة عن أنس، وخالف الأحاديث الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه عن ربه سبحانه وتعالى: (نورٌ أنَّى أراه؟!)، وقول عائشة رضي الله عنها: (لقد أعظم الفرية على الله من زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه) .. كما أن تلميذ أنس رضي الله عنه الشاذ عن ثقات رواة أصحابه توهَّم أن (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) (سورة النجم/ 9)، وأن (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) (سورة النجم/ 8) راجعٌ للرب سبحانه وتعالى، ولا يصح إلا أن ذلك جبريل عليه السلام، ولا يليق هذا الوصف برب العزة والجلال .. ومن أخطاء ابن قيم الجوزية رحمه الله أنه كرر (أحوال العارفين) التي هي اصطلاح صوفي، وأدرج موسى عليه الصلاة والسلام وكرَّمه في سياق أصحاب الأحوال .. وليس في شريعة الله أحوال غيبوبةٍ وفناء وهلوسة؛ وإنما تلك الأحوال: إما شيطانية، وإما دعاوى كاذبة .. وبعض الكذبة يتناول مثلاً قطعة (أفيون)؛ لتحصل له حال!! .. وأعبد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم (وهو في غاية خشوعه لربه سَويٌّ بأبي هو وأمي ليست له أحوال كهذه)، وحال موسى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/342)
عليه السلام حال آية كونية من ربه، إذ تجلَّى ربه، ودعاوى التجلي عند الصوفية إما حال شيطانية وإما كِذْبة دجَّال أَفْيوني.
قال أبو عبدالرحمن: ليس هذا مجال إطالة، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفي كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله وتأويله واعترافه بالأحوال والمعارف والمقامات بمقابِل التمكُّن من المعرفة الشرعية محل نقد كثير، بل في سائر مجلدات (مدارج السالكين)، مجال للنقد أكثر، ولا ينبغي لمسلم أن يُزكِّي هذا الكتاب إجمالاً مهما كان علم ابن قيم الجوزية وورعه، بل يعتذر له بأنه حَمَل أحوال العباد الزهاد على أحسن الوجوه لورعهم (38)، فيقبل من تأويله ماله وجه، ويُرَدُّ مالا وجه له لغة وشرعاً وضرورةَ عَقْلٍ، وتأويل ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى جميل لو أمكن تأويل كل مقالة بما تدل عليه اللغة والشرع، ولا ينفيه لغة ولا شرع ولا ضرورة عقل، وإنما أتكلم ببرهان، وإيثار للحق غير مبالٍ بأحدِ حتى لو كان في ذلك منيَّتي، فمن حاجَّني ومعه برهان حقِّ غاب عني، وقدر على إبطال براهيني خضعتُ له وقبلتُ منه، ومن حاجَّني بالتهويش والتهويل والعصبية، وادعاء العصمة لعالمٍ ما فسأمسك عن محاجَّته، وأقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل)؛ فإن التقليد بلا برهان والحمية والعصبية للمذهب داء بلي به كثير منا، فتدرَّب عليه الصغير، وهَرِم عليه الكبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويكفي هذا القدر من المعادلة، وفي جعبتي ما تتسع له طروس. والفئة الثالثة: هم أهل التصوف من أهل الحلول والاتحاد، ونحلتهم خارجة عن ملة الإسلام، متنقِّصة لرب العالمين بدعوى واحديَّةٍ في الوجود تلغي خالقاً ومخلوقاً، وبدعوى تولُّد الخلق الذي هو مظهر من الخالق الذي هو جوهر؛ فسبحان الله وتعالى علواً كبيراً، ولعن الله هذا المذهب وقبَّحه، وأما تكفير القائل بهذا المذهب فالذي أدين لله به في بعض المسائل أنه لا تلازم بين الكفر والتكفير، فتكون العقيدة كفراً، ويكون المعتقد (بصيغة الفاعل) عنده شبهة؛ فيلزم إزالتها؛ فإذا التزم ما يلزمه بلا حجة جاز تكفيره في الدنيا، ولا نشهد بجنة ولا نار إلا لمن شهد له الشرع؛ لأننا لا نعلم حسن الخاتمة .. وأما في مثل هذا الموضع فالتفكير دنيوياً واجب؛ لأنه أمر لا يُعذر أحد بالجهل به؛ ولأن الشرع المُحْكَمَ الذي هو هداية للعقل جاء بالحق الصريح المحكم المنافي للحلول والاتحاد (39)، ولأن العقل قبل الشرع مطالب بالإيمان الإجمالي بكمال الرب سبحانه؛ ببراهين أن كل الرسل عليهم الصلاة والسلام قبل تبليغهم تفاصيلَ الشرع حاجُّوا قومهم بما في نفوسهم من مسؤولية الفؤاد والسمع والبصر - والفؤاد محل الاعتقاد -بما في الأنفس والآفاق من براهين ولأنه لم يخل زمن من نبي مرسل عُلِم دينُه إجمالاً بالتوار، وَوُجِدت آثار الهالكين المعَاقبين من قومه بسبيل مقيم، وإلى لقاء إن شاء الله مع (أدبيات الدكتور)، ثم لقاء ثالث مع (أدبيات الظاهري)، والله المستعان.
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:02 م]ـ
وجدت كلامه في جريدة الجزيرة
وهاكم إياه وقد تعرض فيه لشيخ الاسلام وتلميذه بكلام وأظن مقاله تحرك جديد منه بعد خمود مقالاته دهرا
والوقفة الثالثة عشرة: لم يُحرِّضني الأستاذ حمد القاضي، ولا قصيدة معاليكم؛ وإنما انتفضتُ غضباً للحق بسبب عربجات خاسئة في الإنترنت أحضرها لي الشباب؛ فلما وعيتها مزقتها.
والوقفة الرابعة عشرة: أعظم به بركةً نبْشَ ذلك المدفون، وما هو إلا الحب لمعاليه باحتفاظي بقصيدته في عدد قديم من جريدة (الجزيرة) .. ومنهجي أنني أقص من الجرائد والدوريات التي لن أُبقيها كاملة عندي عن كل أثير لدي، وأرتِّب ذلك في أضابير، ولا أكتفي بجمع مادة الأدب مثلاً، بل أُصُنِّفه؛ فأجعل للشعر أضابير، وللدراسات أضابير، ولتراجم الأدباء أضابير، وللأسلوبية .. إلخ أضابير .. وأما الدوريات التي أقتنيها فأصور منها فهرستَ كل عدد، وأضعه في أضابير، وأُصوِّر الكتب المحقِّقة وأُجِلِّدها مصنفة؛ ليسهل الرجوع إليها .. ومن بركات ذلك النبش أنني حركت ينابيع الدكتور فتدفَّقتْ، وأنه يُثري كتابي عن الدكتور غازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/343)
والوقفة الخامسة عشرة: أن أول صلتي بمعاليه حفظه الله أنني دُعيتُ إلى حفل ثقافي؛ فضيَّع دليلي الأستاذ سراج الدين إبراهيم رحمه الله المكان، وولج بنا على الدكتور في حفل له مع طلبته؛ فآثرنا البقاء عنده، وظلَّ يدعم مؤلفاتي بوزارة الإعلام لما كان وزيرها، كما ظل هو الأثيرَ في مُوْقي، النفيسَ في مهجتي إلى أن تخلل حبه سويداء القلب - مع مخالفتي له في أشياء يأتي ذكرها إن شاء الله -؛ لإحسانه المتوالي عليَّ وعلى الشيخ أبي تراب الظاهري رحمه الله، وأعظم ذلك رأفته بي لما نُوِّمت بمكة المشرَّفة ثم بجدة؛ بسبب جلطة خفيفة وقاني الله شرَّها بمنه وكرمه؛ فالحمدلله على العافية، وعلى الأجر بالتطهير؛ فإن الله إذا أحب عبده (وكان صابراً شاكراً مُسْتغفراً) أصابَ منه.
والوقفة السادسة عشرة: ذكر معاليه أن في مقالتي غمزاً؛ فراجعتُ مقالتي، وتفقَّدت ذنوبي: فما وجدت سوى موضوع ربما كان هو محل الشك؛ وذلك هو كلامي عن الغزل الإلهي - تعالى الله - عند الصوفية، ومعاليه يميل إلى التصوف، ولا أظن أنه يغلو، وكان يدعو إلى الواجب من حب رسول الله ژ، فظن معاليه أنني أغمز بهذا. قال أبوعبدالرحمن: كفى بالله عليَّ حسيباً أنني لا أُعرِّض إلا بالفجرة من الحلوليين والاتحاديين؛ لهذا أشرح لمعاليه موقفي من التصوف إظهاراً للحق، وهو بحمد الله أقدر على معرفة الحق بما منحه الله من علم ومواهب؛ فالتصوف عندي - وإن لم يكن مصطلحاً شرعياً - على ثلاثة أنحاء:
النحو الأول: تصوُّف على اصطلاح القوم، وإلا فالصوفية ليست من اصطلاح الشريعة، وهو تصوف المحسنين الذين نُشهد الله على حبهم، وهو زُهد: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزهد صاحبيه رضي الله عنهما، وزهد من هو دونهما من التقشُّف والورع ادِّخاراً لنعيم الله يوم التغابن وتفاوت الملك الكبير، مع الاستمتاع بطيبات الرزق أحياناً، لتعليم الأمة بالإباحة؛ ولفعل المباح .. وفي هذا الزمان في ذنب الدنيا يستحب الزهد مع التوسيع على رعيتك بالرزق .. ولكن أين نحن من ذلك؟؛ فهندامنا أنيق، وهكذا مركبنا ومسكننا ومأكلنا ومشربنا وأثاثنا، وكله بأغلى الأثمان؛ فلا نملك من الزهد إلا شكر المنعِم جل جلاله بالنية والقول والعمل .. وأما حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحياء سيرته العطرة: فليس من الزهد، بل هو من أوجب الواجبات بلا غلوِّ كما فعل النصارى، ولا جفاء كما فعل اليهود وُضلال النحل؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوتنا، وسيرته تُرقِّق قلوبنا، ومن لم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس مؤمناً، ولا يكمل الإيمان حتى يكون هو بأبي وأمي أحب إلينا من أنفسنا وولدنا ووالدينا وأهلنا، وكل هذ الحبِّ فرعٌ لا يصح إلا بعد طاعته صلى الله عليه وسلم فيما بلَّغه عن ربه سبحانه وتعالى بوحي مَتْلُو وغيرِ متلو؛ لقوله سبحانه القطعي دلالة وثبوتاً: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (سورة آل عمران/ 31)؛ فحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حبنا لله، ومن فضله بعد الله علينا بهديه الكريم .. ولكن علينا أن نستحيِيَ من ربنا سبحانه في دعوى حُب كاذبة؛ فنزعم أننا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من صحابته رضوان الله عليهم الذين هم خيار الأمة؛ فنحدث من الطقوس ما لم يحدثوه، وننصرف عن نصوص الشرع القطعية إلى التعبد لله بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وماشغلهم جلال وجمال السيرة النبوية العطرة عن الإدلاج الطويل لمعرفة أحكام الشريعة، وأداء العبادات المشروعة النافلة والمستحبة .. والضعيف في مثل هذا الموطن باطل؛ لأنه مخالف لنصوص قطعية .. كما لا نتعبد لله بالحكايات والمنامات والأشعار واعتقاد الولاية لمن ليس بولي من مبتدع أو كذاب ليست سيرته سنة نبوية؛ فمن أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء الواجب، وترْكِ المنهيِّ عنه، ومغالبة النفس وجهادها في فعل المستحب وترك المكروه، والتوسُّع بالمباح وشكرِ الله عليه: فقد دخل في صميم الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ودخل الحب في سويداء قلبه، وعصر قلبه الألم في كل مصيبة دنيوية أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعدائه، ومقت أعدائه ولعنهم بقلبه ولسانه وفعله .. ويهتز طرباً لما أنعم الله على عبده ورسوله صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/344)
وسلم، ويحب لذلك أحب الناس إليه وإلى نصرته الأقرب فالأقرب من الصِّدِّيق إلى الفاروق إلى بقية العشرة، إلى أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم؛ ويهتز طرباً أيضا لبسمة يبتسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرحه، ويغلب عليه حلم اليقظة بأن تهفو نفسه إلى حضور مشاهِده عليه الصلاة والسلام، فيحلم بأنه فيها؛ لشدة تأثره، وتدمع عينه لما يراه من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمواقفه كلما حز به أمر كدعائه اللحوح يوم بدر حتى أشفق عليه أبوبكر الصديق رضي الله عنه .. ثم إن النية التي يصدر عنها الحب نيتان: نية المقصود بالعمل وهو الله سبحانه، ولا تصح ولا تقبل هذه النية إلا بالنية الأخرى وهي (تمييز العمل المقصود)، وهو ما كان عليه أمر الشرع أو نهيه، وهو على قسمين أيضاً: عمل مردود لا يقبل من جهة الثواب، ويُسقِط العقاب عن الترك كمن صلى في دار مغصوبة؛ فصلاته صحيحة على أرجح الأقوال وهو اليقين عندي، وغصبه الدار حرام يُعاقَب عليه ويُسقط أجر صلاته إلا أن يتداركه الله برحمته .. وعمل مردود وفيه وزر، وهو على قسمين أيضاً: عبادة الله بغير ما شرع من الشرك؛ فهذا مخرج من الملة .. واقتراف بدعة لا تخرج من الملة كالمسبحة الألفية مع الأمر بالتسبيح بالأصابع وأنهن مُستنطقات يوم القيامة، وأننا نسبح الله ولا نحصي، وبهذا صح النص الشرعي بالتسبيح بالأصابع، وصح النهي عن التسبيح بالحصى المعدود وهو مثل السُّبحة الألفية .. ويُخشى على من تمادى على البدعة وهو يعلمها سوء الخاتمة؛ لأن لله سبحانه مكراً بمن يمكر به، وفتنة في المحيا والممات.
والنوع الثاني من الصوفية: قوم يُعتذر لهم، ويُحبون لما فيهم من خير، ولا يُتَّبعون فيما أخطأوا فيه كخطرات لبعض الأئمة كسفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم، وبعض من ذكرهم أمثال أبي نعيم في حلية الأولياء .. وهكذا من غلبه وجد فنطق بالفناء وشبه ذلك، ولست أرى صواب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم الجوزية (رحمهما الله تعالى، وهما العدوَّان اللدودان للتصوَّف) عندما يبلغ الاعتذار منهما لبعض الصوفية إلى توجيه كلامهم كما في الاستقامة ومدارج السالكين، ولقد أسهبت عن ذلك في أحد كتبي الأخيرة، وأظن أن ذلك في الجزء الأول من كتابي (عبد ربه في المعترك)، وبميزان العدل إن شاء الله - وأسأل ربي صدق القول والعمل - أذكر نماذج من المعادلة؛ فهذا أبوالفيض ذو النون بن إبراهيم المصري رحمه الله تعالى من عباد الله الصالحين العابدين الورعين الزاهدين رُوي عنه أنه جعل من القبيح في الدين أن تعبد الله وأنت تريد ثوابه، بل الطاعة الحقيقية أن يطلَّع الله على قلبك وأنت لا تريد منه شيئاً!! (4)، فمثل هذا أرجو أن لا يصح عنه، وإن صح عنه فهو مصادم لنصوص الشرع؛ فيعتذر له بجهله ولا يتابع عليه؛ ويكذبه قول الله سبحانه وتعالى المعصوم قطعي الدلالة في مدح من هم أفضل عند الله من ذو النون بلا ريب: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (سورة الأنبياء/ 89 - 90)، ومثل هذا كثير في الشرع، واجتهد عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم في العبادة وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ لأنه يريد أن يكون عبداً شكوراً، وهو يعلم عِظَم الأجر لمثل هذا الشكر؛ إذ يبلغ في الآخرة درجة لا يبلغها أحد غيره من الثقلين؛ فقول ذو النون بدعة مخالف لما عليه النص الشرعي القطعي المحكم مخالفةَ البديلِ .. وهذه معادلة ثانية: وهي أن شيخ الإسلام أبا محمد إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم (من الحُفَّاظ أيضاً) ابن محمد الهروي القَرَّاب (وأخو إسماعيل أبويعقوب إسماعيل من الحفاظ أيضاً) (- 414هـ) رحمهم الله تعالى إمام من الأئمة في العلوم الشرعية وفي أكثر من فن، ومن العُبَّاد الزُّهاد، وقد داخله رحمه الله داء التصوف الذي هو فوق البدعي؛ فقال في منازل السائرين عن الدرجة الثالثة من درجات العارفين: (صفاء اتصال يُدْرِج حَظَّ العبودية في حق الربوبية؛ ويُغرْق نهايات الخبر في بدايات العيان، ويطوي خِسَّة التكاليف في عين الأزل) (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/345)
قال أبوعبدالرحمن: هذه الجُمل لا تُحيل إلى معانٍ معروفة في دين الله، وإنما تحيل إلى معهود كلام الصوفية الاتحاديين الحلوليين الذين يأتي الحديث عنهم، ويحتال بعضُ الخيِّرين من العباد العلماء كأبي محمد إسماعيل نفسه باصطلاح بشري يعني معنى شرعياً؛ فيجعلون الاتصال اتصالاً بلطف الرب سبحانه بعبده المؤمن وحبه له إذا تقرَّب إلى ربه بالعبودية الكثيرة الخالصة، ولكن ماذا نقول عن إدراج حظ العبودية (الذي هو أفعال العباد في عبادتهم لربهم) في حق الربوبية الذي هو أفعال الله في عباده من الخلق والتدبير .. إلخ؟ .. والله لا أعرف لهذا معنى إلا اتحاد الرب والمربوب، وهو يؤكد هذا بالسياق؛ إذ تغرق نهايات الخبر الشرعي عن الله سبحانه في بدايات العيان للرب سبحانه الذي سيكون اتحاداً بِغَرَق حظ العبودية في حق الربوبية .. ثم ما هذا التعبير الشنيع الموحش عن أحكام الله الشرعية التي وصفها بِخِسَّة التكاليف؟ .. أتكون أحكام الله الشرعية التكليفية خسيسة؟ .. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .. ثم يؤكد الاتحاد ثالثة يطيِّ الأحكام الشرعية التعبدية في عين الأزل؛ فجعلوا ربهم محلاً لذوبان الخلق في الخالق تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ثم إن الأزل ليست صفة شرعية توقيفية للرب سبحانه، ونهاية ما تدل عليه (سرمدية الزمن) الذي لا يتصورون له بداية ونهاية، وقد حققتُ هذا رداً على الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في بداية كتاب التوحيد من كتابي (الإكثار في شرح المحلى بالآثار)؛ فماذا قال العلامة العابد أبوعبدالله محمد بن أبي بكر ابن أيوب ابن قيِّم الجوزية (691 - 751هـ) سامحه الله - وبعض القوم يتعبَّد لله بتقليد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله بتقليد محض، وتعصُّب أعمى كأنهما نبيان مرسلان معصومان من الخطإ؟ - .. لقد أجهد نفسه رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين)؛ ليجد لمثل هذه البلاغم معنى شرعياً، وهذه المرة - مع وضوح الضلال وقطعيته - كان موقفه رخواً عفا الله عنه؛ فقال: ِِوفي هذا اللفظ قلق وسوء تعبير يَجْبُره حسن حال صاحبه وصدقه، وتعظيمه لله ورسوله .. ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له، ولا ريب أن بين أرباب الأحوال وبين أصحاب التمكُّن تفاوتاً عظيماً، وانظر إلى غلبة الحال على الكليم عليه السلام لما شاهد آثار التجلي الإلهي على الجبل (إذن أهل الحلول يتجلى لهم الرب سبحانه!!)، كيف خرّ صَعِقاً؟ .. وصاحب التمكن صلوات الله وسلامه عليه لما أسْرِي به ورأى ما رأى: لم يصعق ولم يخر، بل ثبت فؤاده وبصره!! .. ومراد القوم بالاتصال والوصال اتصال العبد بربه، ووصوله إليه .. لا بمعنى اتصال ذات العبد بذات الرب كما تتصل الذاتان إحداهما بالأخرى، ولا بمعنى انضمام إحدى الذاتين إلى الأخرى والتصاقها بها؛ وإنما مرادهم بالاتصال والوصول إزالة النفس والخَلْق (6) من طريق السير إلى الله؛ ولا تتوهمْ سوى ذلك؛ فإنه عين المحال؛ فإن السالك لا يزال سائراً إلى الله تعالى حتى يموت؛ فلا ينقطع سيره إلا بالموت؛ فليس في هذه الحياة وصول يفرغ معه السير وينتهي، وليس ثَم اتصال حِسِّي بين ذات العبد وذات الرب؛ فالأول تعطيل وإلحاد، والثاني حلول واتحاد؛ وإنما حقيقة الأمر تنحية النفس والخلق عن الطريق؛ فإن الوقوف معهما هو الانقطاع، وتنحيتهما هو الاتصال .. وأما الملاحدة القائلون بوحدة الوجود فإنهم قالوا: (العبد من أفعال الله، وأفعاله من صفاته؛ وصفاته من ذاته)؛ فأنتج لهم هذا التركيب أن العبد من ذات الرب تعالى الله وتقدس عما يقولون علواً كبيراً .. وموضع الغلط أن العبد من مفعولات الرب تعالى لا من أفعاله القائمة بذاته، ومفعولاته آثار أفعاله، وأفعاله من صفاته القائمة بذاته، فذاته سبحانه مستلزمة لصفاته وأفعاله، ومفعولاته منفصلة عنه (7) .. تلك مخلوقة محدثة، والرب تعالى هو الخالق بذاته وصفاته وأفعاله؛ فإياك ثم إياك والألفاظ المجملة المشتبهة التي وقع اصطلاح القوم عليها؛ فإنها أصل البلاء، وهي مورد الصديق والزنديق؛ فإذا سمع الضعيف المعرفة والعلم بالله تعالى لفظ (اتصال وانفصال، ومسامرة، ومكالمة، وأنه لا وجود في الحقيقة إلا وجود الله، وأن وجود الكائنات خيال ووهم، وهو بمنزلة وجود الظل القائم بغيره) فاسْمَعْ منه ما يملأ الآذان من حلول واتحاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/346)
وشطحات .. والعارفون من القوم أطلقوا هذه الألفاظ ونحوها، وأرادوا بها معاني صحيحة في أنفسهم (8)، فغلط الغالطون في فهم ما أرادوه، ونسبوهم إلى إلحادهم وكفرهم .. واتخذوا كلماتهم المتشابهة تُرساً لهم وجُنة حتى قال قائلهم:
ومنك بدا حب بعزٍّ تمازجاً
بنا ووصالاً كنت أنت وصلته
ظهرت لمن أبقيت بعد فنائه
وكان بلا كون لأنك كُنْته
فيسمع الغِرُّ التمازج والوصال؛ فيظن أنه سبحانه نَفْسُ كونِ العبد (9)، فلا يشك أن هذا هو غاية التحقيق، ونهاية الطريق .. ثم لنرجع إلى شرح كلامه (يعني شيخ الإسلام إسماعيل الهروي) .. وقوله (يُدرج حظ العبودية في حق الربوبية) المعنى الصحيح الذي يُحمل عليه هذا الكلام أن من تمكن في قلبه شهود الأسماء والصفات، وصفا له علمه وحاله: اندرج عمله جميعه وأضعافه وأضعاف أضعافه في حق ربه تعالى ورآه في جنب حقه أقل من خردلة بالنسبة إلى جبال الدنيا؛ فسقط من قلبه اقتضاء حظه من المجازاة عليه؛ لاحتقاره له، وقلته عنده، وصغره في عينهِِ (10)، ثم قال ابن قيم الجوزية مفسِّراً كلام الهروي رحمهما الله تعالى: ِِقوله: (ويعرف نهايات الخبر في بدايات العيان) الخبرُ متعلَّق الغيبِ، والعيان متعلَّق الشهادة، وهو إدراك عين البصيرة لصحة الخبر، وثبوت مَخْبَرِه (11) ومراده ببدايات العيان أوائل الكشف الحقيقي الذي يُدخَل منه إلى مقام الفناء (12)، ومقصوده أن يرى الشاهد ما أخبر به الصادق بقلبه عياناً (13) .. قال الله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) (سورة سبأ/ 6) (14)، وقال تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) (سورة الرعد/ 19)؛ فقد قال: (أفمن رأى بعين قلبه أن ما أنزل الله إلى رسوله هو الحق كمن هو أعمى لا يبصر ذلك؟) (15)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في مقام الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه) ولا ريب أن تصديق الخبر واليقين به يُقوِّي القلب حتى يصير الغيب بمنزلة المشاهدة بالعين (16)، فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق سمواته على عرشه مُطَّلعاً على عباده ناظراً إليهم يسمع كلامهم ويرى ظواهرهم وبواطنهم، وكأنه يسمعه: وهو يتكلم بالوحي، ويكلم به عبده جبريل، ويأمره وينهاه بما يريد، ويدبر أمر المملكة (17) .. وأملاكه صاعدة إليه بالأمر، نازلة من عنده به .. وكأنه يشاهده وهو يرضى ويغضب ويحب ويبغض، ويعطي ويمنع، ويضحك ويفرح، ويثني على أوليائه بين ملائكته، ويذم أعداءه .. وكأنه يشاهده ويشاهد يديه الكريمتين وقد قبضت إحداهما السموات السبع، والأخرى الأرضين السبع، وقد طوَى السموات السبع بيمينه كما يطوى السِّجلُّ على أسطر الكتاب .. وكأنه يشاهده وقد جاء لفصل القضاء بين عباده؛ فأشرقت الأرض بنوره ونادى وهو مستوٍ على عرشه بصوت (18) يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب: (وعزتي وجلالي، لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم) .. وكأنه يسمع نداءه (سبحانه وتعالى) لآدم (عليه السلام): (يا آدم: قم، فابعث بَعْث النار بإذني الآن، وكذلك نداؤه لأهل الموقف (مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (سورة القصص/ 65)، وماذا كنتم تعبدون؟ (19)، وبالجملة فيشاهد بقلبه ربّاً عرَّفت به الرسل كما عرفت به الكتب، وديناً دعت إليه الرسل؛ وحقائق أخبرت بها الرسل؛ فقام شاهد ذلك بقلبه كما قام شاهد ما أخبر به أهل التواتر وإن لم يره من البلاد والوقائع؛ فهذا إيمانه يجري مجرى العيان، وإيمان غيره فمحض (20) تقليد العميان .. وقوله: (ويطوي خسة التكاليف) ليت الشيخ عبَّر عن هذه اللفظة بغيرها، فو الله إنها لأقبح من شوكة في العين، وشجى في الحلق .. وحاشا التكاليف أن توصف بخِسَّة، أو تلحقها خسة؛ وإنما هي قرة عين، وسرور قلب، وحياة روح .. صدَر التكليفُ بها عن حكيم حميد؛ فهي أشرف ما وصل إلى العبد من ربه، وثوابه عليها أشرف ما أعطاه الله للعبد (21) .. نعم لو قال: (يطوي ثقل التكاليف، ويخفف أعباءها) (22) ونحو ذلك فلعله كان أولى، ولولا مقامه في الإيمان والمعرفة والقيام بالأوامر لكنا نسيئ به الظن (23) .. والذي يحتمل أن يصرف كلامه إليه وجهان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/347)
أحدهما: أن الصفاء المذكور في هذه الدرجة لما انطوت في حكمه الوسائط والأسباب، واندرج فيه (24) حظ العبودية في حق الربوبية: انطوت فيه (25) رؤية كون العبادة تكليفاً؛ فإن رؤيتها تكليفاً خسة من الرائي (26)، لأنه رآها بعين أنَفَته وقيامه بها، ولم يرها بعين الحقيقة؛ فإنه لم يصل إلى مقام (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي) (27)، ولو وصل إلى ذلك لرآها بعين الحقيقة، ولا خسة فيها هناك ألبتة؛ فإن نظره قد تعدى من قيامه بها إلى قيامها بالقيوم الذي قام به كل شيئ؛ فكان لها وجهان: أحدهما هي به خسيسة وهو وجه قيامها بالعبد وصدورها منه (28)، والثاني هي به (29) شريفة وهو وجه كونها بالرب تعالى وأوليته أمراً وتكويناً وإعانة (30) فالصفاء يطويها من ذلك الوجه خاصة (31) .. والمعنى الثاني الذي يحتمله كلامه أن يكون مراده أن الصفاء يُشهده عين الأزل (32)، وسَبْقَ الرب تعالى، وأوَّليته لكل شيئ؛ فتنطوي في هذا المشهد أعماله التي عملها، ويراها خسيسة جداً بالنسبة إلى عين الأزل؛ فكأنه قال: (تنطوي أعماله، وتصير بالنسبة إلى هذه العين خسيسة جداً لا تذكر (33) .. بل تكون في عين الأزل هباء منثوراً لا حاصل لها (34)؛ فإن الوقت الذي هو طرف التكليف يتلاشى جداً بالنسبة إلى الأزل، وهو وقت خسيس حقير (35) حتى كأنه حاصل له، ولا نسبة له إلى الأزل والأبد في مقدار الأعمال الواقعة فيه، وهي يسيرة بالنسبة إلى مجموع ذلك الوقت الذي هو يسير جداً بالنسبة إلى مجموع الزمان الذي هو يسير جداً بالنسبة إلى عين الأزل؛ فهذا أقرب ما يُحمل عليه كلامه مع قلقه، وقد اعتراه فيه سوء تعبير، وكأنه أطلق عليها الخسة لقلتها وخفتها بالنسبة إلى عظمة المكلِّف بها سبحانه وما يستحقه (والله سبحانه أعلم)) (36).
قال أبوعبدالرحمن: يا بعض مشايخي في مملكتنا الحبيبة .. يامن تسيئون الظن بمن نقد شيئاً من كلام ابن قيم الجوزية أو شيخه ابن تيمية في شيئ من العقيدة أو الأصول أو الأحكام العملية: كونوا على مقالتكم: (الحق يُعرف ببرهان المقال لا بأحوال الرجال)، وانتفعوا بقول ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي مضى آنفاً: (ولكن أبى الله أن يكون الكمال إلا له)، وابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن حزم وغيرهم رحمهم الله داخلون في معنى هذا القول؛ فلا يحملنكم كثرة خيرهما وصوابهما وعبادتهما وجهادهما على التسليم لهما بكل قول؛ فتدَّعون لهما العصمة وأنتم لا تشعرون .. يامن تُضللون أحياناً من خالف ابن تيمية وابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى، أو خالفهما من أذكياء العلماء ومن أهل التخصص: اعلموا حفظكم الله أن ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله يخالفون تارة أو يخالفهما مَن كان البرهانُ في جانبه يقيناً أو رُجحاناً كمتابعتهما لإمام السلف الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى، ولكن إمامته للمنتسبين للسلف في زمنه ومن جاء بعدهم، وكلهم محكومون بالسلف قَبْلهم .. إنها مُتابعة بغير تدقيق في الحكم بأن من توقَّف في القول بأن القرآن غير مخلوق واقفي مُنْتَقَد .. مع أن الحق تضليل من قال: (القرآن مخلوق)، وتضليل من قال أيضا (القرآن غير مخلوق)؛ لأنه ينفى المعنى الآخر من معنيين لا يحتمل العقل والحس والشرع غيرهما؛ فوجب التوقُّف، وكيف لا يتوقَّف من لا يجد نّصاً في المسألة؟ .. بل وُجِدَ الإمام أحمد رحمه الله تعالى بعد أحداث الجعد بن درهم مقالته مسبوقاً بإجماع السلف على ترك الخوض في المسألة، والتحريمِ للقَفْوِ بغير علم؛ فمن جاء ببرهان على تعيُّنِ أحد الطرفين قبلتُ منه وأنفي راغم .. ومن ذلك جَزْمُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الأسباط ذرية يعقوب عليه السلام بإطلاق، والصواب أن الأسباط يراد بهم ذرية يعقوب عليه السلام في موضع، ويراد بهم في موضع آخر الرسل والأنبياء من ذرية إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام .. والأسباط وقت التنزيل للذكور من الذرية وذريتهم، ثم خَصَّص العرفُ اللغوي بعد التنزيل السبطَ لأبناء البنت مهما نزلوا، وكإنكارهما المجاز بإطلاق، وكاتباعهما للإمام أحمد وإسحاق رحمهما الله بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن بلا تدقيق، وهو مخالف لبراهين أذكياء العلماء ومنهم ابن خزيمة رحمهم الله تعالى، وهو عندهما إمام الأئمة، ومخالف لإجماع السلف أن الله ليس كمثله شيئ، والرواية الشاذة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/348)
التي احتجوا بها ضعيفة، وهي في هذا الموطن باطلة؛ لمخالفتها للقطعي، ولهذا حملها البيهقي والقرطبي في كتاب الصفات رحمهما الله تعالى - لو صحَّتْ - على وَهْمِ الراوي في فهم المعنى، والاحتجاج بما أحدثه الملحدون في التوراة لا يجوز؛ وذلك هو نص (نخلق بشراً يشبهنا)؛ لأن القطعي من ديننا نَفَى ذلك؛ فكان في حق الرب سبحانه إلحاداً، وقد أفضتُ في ذلك في أجوبة أسئلة جريدة المدينة التي هي الآن قيد النشر .. وتارة يكون الحق معهما رحمهما الله يقيناً أو رجحاناً وإن كثر المخالِف كقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (لا أول لمخلوقات الله إلا أنها مسبوقة بوجوده وتدبيره سبحانه وتعالى)؛ فهذا هو الحق؛ لأن الله جل جلاله غير معطَّل لحظة عن الخلق والتدبير والهيمنة، وهذا بخلاف ضلال ابن رشد الحفيد في القول بِقدم العالم؛ فذلك قِدَمُ مَعِيَّة، وياله من كفر!! .. ومثل قولهما في الطلاق البدعي، وفي عدم قضاء صلاة من تركها عمداً من غير عذر حتى خرج وقتها، فلا سبيل له إلا التوبة، والاستكثار من الخير؛ فذانك هما الحق .. وجزى الله ابن قيم الجوزية خيراً ورحمه في براءته من أهل الحلول والاتحاد، ورده عليهم فيما سلف من كلامه وفي جمهرة كتبه، ولكن كلام ابن قيم الجوزية نفسه فيه أخطاء جسيمة أخَفُّها أنه تمحَّل في توجيه كلام سافل ضلالي؛ ليجد له مخرجاً شرعياً ولغوياً؛ لأجل إمامة الهروي رحمه الله وورعه؛ وبهذا التمحُّل يجوز لأهل كل كفر وبدعة أن يؤولوا ضلالهم بمعانٍ مخترعة .. والحق في هذا تخطئة الهروي رحمه الله بعزم وجزم واتكال على الله، والدفاع عن إمامته بأنه أحسن الظن بكلام أهل الحلول والاتحاد المخادعين بالعبارات العائمة؛ فأورده وله محمل صحيح عنده لم يفسره .. ومن أخطاء ابن قيم الجوزية الشنيعة ههنا أنه جعل عبدالله ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل التمكن، وجعل موسى الكليم عليه السلام من أهل الأحوال.
قال أبوعبدالرحمن: والله الذي لا إله إلا هو قسماً براً إن موسى عليه السلام وجميع أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاة والسلام كلهم من أهل التمكن في العلم بالله إلا أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوني على يونس بن متى) عليه الصلاة والسلام من كمال عبوديته، وتواضعه لإخوانه من النبيين والمرسلين .. ومن كمال عبوديته ترحُّمُه على أخيه لوط عليهما الصلاة والسلام، ثم معارضته له بقوله: (والله إنه ليأوي إلى ركن شديد) .. وليس عندنا يقين أن الله سبحانه وتعالى لو تجلَّى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلن يخرِّ صعقاً؛ فعظمة الله فوق الظنون، وقد جاء عليه الصلاة والسلام إلى خديجة رضي الله عنها وقلبه يرجف لنزول الوحي .. وثبات جنانه عليه الصلاة والسلام في الإسراء في مشاهدة الأهوال باختيار من ربه لا بطلب منه؛ فأراه آياته وثبَّته .. وإن كان قصد ابن القيم الجوزي رحمه الله أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه في الإسراء كما في حديث أنس رضي الله عنه في صحيح البخاري الذي بالغ ابن حزم رحمه الله في نفيه وقال: (إنه موضوع (37)، فليس كذلك، بل هو وهم وخطأ من أحد تلامذة أنس رضي الله عنه الذي خالف جميع الثقات الرواة عن أنس، وخالف الأحاديث الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه عن ربه سبحانه وتعالى: (نورٌ أنَّى أراه؟!)، وقول عائشة رضي الله عنها: (لقد أعظم الفرية على الله من زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه) .. كما أن تلميذ أنس رضي الله عنه الشاذ عن ثقات رواة أصحابه توهَّم أن (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) (سورة النجم/ 9)، وأن (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) (سورة النجم/ 8) راجعٌ للرب سبحانه وتعالى، ولا يصح إلا أن ذلك جبريل عليه السلام، ولا يليق هذا الوصف برب العزة والجلال .. ومن أخطاء ابن قيم الجوزية رحمه الله أنه كرر (أحوال العارفين) التي هي اصطلاح صوفي، وأدرج موسى عليه الصلاة والسلام وكرَّمه في سياق أصحاب الأحوال .. وليس في شريعة الله أحوال غيبوبةٍ وفناء وهلوسة؛ وإنما تلك الأحوال: إما شيطانية، وإما دعاوى كاذبة .. وبعض الكذبة يتناول مثلاً قطعة (أفيون)؛ لتحصل له حال!! .. وأعبد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم (وهو في غاية خشوعه لربه سَويٌّ بأبي هو وأمي ليست له أحوال كهذه)، وحال موسى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/349)
عليه السلام حال آية كونية من ربه، إذ تجلَّى ربه، ودعاوى التجلي عند الصوفية إما حال شيطانية وإما كِذْبة دجَّال أَفْيوني.
قال أبو عبدالرحمن: ليس هذا مجال إطالة، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفي كلام ابن قيم الجوزية رحمه الله وتأويله واعترافه بالأحوال والمعارف والمقامات بمقابِل التمكُّن من المعرفة الشرعية محل نقد كثير، بل في سائر مجلدات (مدارج السالكين)، مجال للنقد أكثر، ولا ينبغي لمسلم أن يُزكِّي هذا الكتاب إجمالاً مهما كان علم ابن قيم الجوزية وورعه، بل يعتذر له بأنه حَمَل أحوال العباد الزهاد على أحسن الوجوه لورعهم (38)، فيقبل من تأويله ماله وجه، ويُرَدُّ مالا وجه له لغة وشرعاً وضرورةَ عَقْلٍ، وتأويل ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى جميل لو أمكن تأويل كل مقالة بما تدل عليه اللغة والشرع، ولا ينفيه لغة ولا شرع ولا ضرورة عقل، وإنما أتكلم ببرهان، وإيثار للحق غير مبالٍ بأحدِ حتى لو كان في ذلك منيَّتي، فمن حاجَّني ومعه برهان حقِّ غاب عني، وقدر على إبطال براهيني خضعتُ له وقبلتُ منه، ومن حاجَّني بالتهويش والتهويل والعصبية، وادعاء العصمة لعالمٍ ما فسأمسك عن محاجَّته، وأقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل)؛ فإن التقليد بلا برهان والحمية والعصبية للمذهب داء بلي به كثير منا، فتدرَّب عليه الصغير، وهَرِم عليه الكبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويكفي هذا القدر من المعادلة، وفي جعبتي ما تتسع له طروس. والفئة الثالثة: هم أهل التصوف من أهل الحلول والاتحاد، ونحلتهم خارجة عن ملة الإسلام، متنقِّصة لرب العالمين بدعوى واحديَّةٍ في الوجود تلغي خالقاً ومخلوقاً، وبدعوى تولُّد الخلق الذي هو مظهر من الخالق الذي هو جوهر؛ فسبحان الله وتعالى علواً كبيراً، ولعن الله هذا المذهب وقبَّحه، وأما تكفير القائل بهذا المذهب فالذي أدين لله به في بعض المسائل أنه لا تلازم بين الكفر والتكفير، فتكون العقيدة كفراً، ويكون المعتقد (بصيغة الفاعل) عنده شبهة؛ فيلزم إزالتها؛ فإذا التزم ما يلزمه بلا حجة جاز تكفيره في الدنيا، ولا نشهد بجنة ولا نار إلا لمن شهد له الشرع؛ لأننا لا نعلم حسن الخاتمة .. وأما في مثل هذا الموضع فالتفكير دنيوياً واجب؛ لأنه أمر لا يُعذر أحد بالجهل به؛ ولأن الشرع المُحْكَمَ الذي هو هداية للعقل جاء بالحق الصريح المحكم المنافي للحلول والاتحاد (39)، ولأن العقل قبل الشرع مطالب بالإيمان الإجمالي بكمال الرب سبحانه؛ ببراهين أن كل الرسل عليهم الصلاة والسلام قبل تبليغهم تفاصيلَ الشرع حاجُّوا قومهم بما في نفوسهم من مسؤولية الفؤاد والسمع والبصر - والفؤاد محل الاعتقاد -بما في الأنفس والآفاق من براهين ولأنه لم يخل زمن من نبي مرسل عُلِم دينُه إجمالاً بالتوار، وَوُجِدت آثار الهالكين المعَاقبين من قومه بسبيل مقيم، وإلى لقاء إن شاء الله مع (أدبيات الدكتور)، ثم لقاء ثالث مع (أدبيات الظاهري)، والله المستعان.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 02:26 ص]ـ
ويلزم من كلامك أخي أبا إبراهيم الحائلي أنه من قال القرآن مخلوق لم يجانب الصواب أيضاً
كيف يلزمني وأنا قد قلت لك أن لفظ (القرآن) يدلّ على كلام الله لا على المداد والورق ..
بل هذا يلزمك أنت لأن القرآن قد ينصرف عندك إلى المداد والورق.
ثم تلك الفتنة التي طالت واستطالت في خلق القرآن، قد أزالت ما يعتري الفهم من المراد بالقرآن هل هو الحروف المنزلة التي هي كلام الله أم المداد والورق، فلا شك أنها تعني الأول.
فالفتنة أوضحت المراد من القول بخلق القرآن وبان تفصيل القول فيها حتى صار المراد بالقرآن كلام الله تعالى.
فبعد هذه الأزمان التي اتضحت فيها معالم الفرق واندثر ما اندثر فيها نأتي بقول الواقفية على أن له وجه في الحق!!.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[10 - 06 - 09, 06:38 ص]ـ
قبل الخوض في هذه المسألة يجب أولًا التأكد من مدلول الكلام ومفهومه لدى قائله، وأظن أن لهم موقع خاص فلعل احد اخواننا يذهب ويسألهم عن مقصد الشيخ بهذا الكلام، ورأيه أيضًا، وندع كلامه في شيخ الإسلام وابن القيم_رحمهما الله_ الآن!!، ونركز على كلامه في هذه القضية؛ لأنه كلام موهم له أكثر من توجيه وأكثر من معنى، وأحلاهم مر.
فالأمر كما قال أحد إخواننا جد خطير.
والله المستعان!!
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[10 - 06 - 09, 03:27 م]ـ
بما أنك يا أخ أبا إبراهيم تقول أن معالم الفرق اتضحت, والأمر بين, فيكفي أن نقول بأن القرآن كلام الله ونكف عما وراء ذلك, فأثبتنا بهذا ما أثبته الله لنفسه, ولم نزد عليه حرفاً واحداً وهذا كافٍ ...
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:40 م]ـ
بما أنك يا أخ أبا إبراهيم تقول أن معالم الفرق اتضحت, والأمر بين, فيكفي أن نقول بأن القرآن كلام الله ونكف عما وراء ذلك, فأثبتنا بهذا ما أثبته الله لنفسه, ولم نزد عليه حرفاً واحداً وهذا كافٍ ...
أخي أبا العباس لا أعلم كيف تستدل على مذهب الواقفية.
رددتَ عليّ بأن القرآن قد ينصرف للمداد والورق.
فقلت لك أن لفظ القرآن ينصرف لكلام الله لذا نص العلماء في زمن الفتنة ومن بعدهم على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
والآن تستدل عليّ بما ليس لك، إذ أن الفرق لما اتضحت مقالاتها احتاج أهل السنة لتبيين مذهبهم بالتفصيل، والقول بأن القرآن كلام الله فقط دون قول (مخلوق أو غير مخلوق) ليس تفصيلا في زمن صار الكلام يحمل على المذهب الباطل.
بل عليك أن تقول لما اتضحت المقالات احتجنا لهذا التصريح وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/350)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:51 م]ـ
أخي البحريني المعتزلة يقولون القرآن كلام الله ما الفرق بينك وبينهم؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[14 - 06 - 09, 02:20 ص]ـ
الفرق أن كلام الله الذي يؤمنون به ليس هو صفة الله تعالى -عندهم, ويصرحون به-, وأما الذي نؤمن به هو صفة الله تعالى, وباختصار, الأصل أن نقتصر على ألفاظ الكتاب والسنة ...
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 03:33 ص]ـ
وباختصار, الأصل أن نقتصر على ألفاظ الكتاب والسنة ...
هل كل ما ردَّ به أهل السنة والجماعة -على من خالف الكتاب والسنة من أهل الملل و الفرق- مما يدلّ عليه الكتاب والسنة ألفاظهم من الكتاب والسنة؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 06 - 09, 10:28 ص]ـ
أخي البحريني لا تنكر على المعتزلة إذن حينما يقولون نحن أخذنا بالقرآن في أن القرآن كلام الله لكنه كناقة الله وبيت الله ... وعلى قاعدتك أين وردت هذه البعارة نصا في القرآن أن القرآن كلام الله؟
لن تجدها بهذا النص .. إذن يا أخي ارجع لمذهب السلف وقل غير مخلوق كلام إلهنا ولا تكُ في الإجابة واني.
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 06 - 09, 01:38 م]ـ
أخي البحريني لا تنكر على المعتزلة إذن حينما يقولون نحن أخذنا بالقرآن في أن القرآن كلام الله لكنه كناقة الله وبيت الله ... وعلى قاعدتك أين وردت هذه البعارة نصا في القرآن أن القرآن كلام الله؟
لن تجدها بهذا النص .. إذن يا أخي ارجع لمذهب السلف وقل غير مخلوق كلام إلهنا ولا تكُ في الإجابة واني.
قوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[15 - 06 - 09, 01:41 ص]ـ
يا أخي جوابي على كلامك موجود في المشاركة السابعة لي, وكيف لا ننكر على المعتزلة في قولهم أن صفة الله مخلوقة؟؟؟ , ولا يلزم من هذا شيء البتة ...
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 09, 02:14 م]ـ
يا أخي جوابي على كلامك موجود في المشاركة السابعة لي, وكيف لا ننكر على المعتزلة في قولهم أن صفة الله مخلوقة؟؟؟ , ولا يلزم من هذا شيء البتة ...
المشاركة السابعة لك تتحدث عن لفظ الجسم و المكان وما شابه من الالفاظ التي تحتمل حق و باطل بحسب مراد المتكلم
و الاخ احمد يطلب منك ان تقول "غير مخلوق كلام إلهنا" و هذه لا تحتمل الا معنى واحد و انت لا اظنك تخالفه في هذا فلا ادري اين الاشكال؟ Question
و مع هذا فقدخرجتما عن الموضوع
فالموضوع اساسا عن قول ابن عقيل ان القول بان"القران غير مخلوق ضلالة" محتاجا بان كلا الطرفين من قال القران مخلوق او غير مخلوق ليس معه الدليل بل يسبقه اجماع في عدم الخوض في المسالة و اخيرا قال"فمن جاء ببرهان على تعيُّنِ أحد الطرفين قبلتُ منه وأنفي راغم .. "
و هذه الجملة معناها انه لا يخوض في المسالة لعدم معرفته ببرهان لاحد القولين و ليس لا يخوض لعدم ورود اللفظ مع اتفاقنا على المعنى
فانت يا ابا العباس تصور المسالة و كأن الخلاف على اللفظ و لكن ظاهر كلام الشيخ انه يتكلم عن الخلاف بين المعتزلة الذين يقولون القران الذي هو كلام الله مخلوق و بين الامام احمد الذي يقول القران الذي هو كلام الله غير مخلوق و هذا الخلاف لم يكن على اللفظ و الشيخ يقول لكلا الطرفين فمن جاء ببرهان على تعيُّنِ أحد الطرفين قبلتُ منه وأنفي راغم
هذا ظاهر كلامه و نقل كلامه عن الظاهر لا يجوزالا ببرهان!
و هذا الظاهر هو تماما قول الواقفية؟
و ظاهر كلامه هنايعني ان انكاره على المعتزلة ليس لانهم خالفوا الصواب حين قالوا كلام الله مخلوق لكن لانهم خالفوا الصواب حين خاضوا في المسالة بلا علم او برهان و كان الواجب عليهم هو السكوت عن المسالة و ليس الواجب عليهم التلبس بضلالة من خالفهم حين قال بل كلام الله غير مخلوق!
هذا الذي افهمه من كلامه و لذا فالأمر كما قال الاخوة خطير و ينبغي التأكد من الشيخ
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[16 - 06 - 09, 06:00 ص]ـ
الشيخ حي يرزق فارجعوا له ...(55/351)
الرافضه تحاول تغير منهج التربيه الاسلاميه فى الكويت!!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 05 - 09, 02:07 ص]ـ
هذا ما يحدث الان فى بلادنا ....
يدندنون عليها دائما ... وفى كل وقت يخرج احد الرافضه فى الجرائد اليوميه ويقولها:
(ان التوسل والاستعانة بغير الله ما هو الا شرك اكبر يخرج صاحبه من الاسلام ويبيح دمه وماله.
ومثل هذا الكلام المقرر لا يجوز تدريسه لابنائنا وبناتنا في المدارس"
ويقول إن هذا الكلام سيخرج لنا جيلا ارهابيا تكفيريا
والغريبه انهم منظمين فى امورهم هذه؟ وكأنهم منظمه همها الوحيد هذه المناهج ...
فى كل فتره يخرج احدهم ويحاول ان يقذفها بين الجرائد ... بعدما اصبح لهم نفوذ فى البلاد و بأكثر من رافضى فى البرلمان ..
نسأل الله ان يجعل تدبيرهم تدمير لهم ويرد كيدهم فى نحورهم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 05 - 09, 02:18 ص]ـ
قال الشيخ فيحان سرور ردا على الرافضه:
وهو مقتطفات من مقال بعنوان: مقارنة بين مناهج المعارضين ومنهج التربية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله تعالى"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْأَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ"، وأنكر الله عز وجل على المخالفينالذين لا يتمعنون بالنصوص الواردة ولا يتدبرون معتقداتهم الباطلة المنافية لصريح المعقول وصحيح المنقول فقال «أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أوآذان يسمعون بها فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور»، فنفهم من الآيات السابقة أن من يريد الحق والتوصل إليه فإنه يحتاج إلى حاسة بصر سليمة لتكون عنده بصيرة يرى فيها الأشياء على حقيقتها،
لكن مع الأسف بعض الناس يرتطم في حِجر ما يسمى بالعلماء أو الأسياد فيلغي عقله ليكون شبيها بقطيع الأغنام، أينما يوجهها صاحبها توجهت ولو أدى ذلك إلى هلاكها وتلفها، فهو لايكلف نفسه عناء البحث للتحقق من صحة تلك النقولات والروايات والمعتقدات التي تنافيا العقل والنص.
تنص مناهج التربية الإسلامية على أن أركان الإسلام خمسة كما في الحديث «بني الإسلام على خمس»، وهي مذكورة صريحة في كتاب الله كالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج، وكلها تدعو إلى الخضوع والانقياد لله وحده لا شريك له، ومن حققها فهو مسلم حرام الدم والمال والعرض، بينما مناهج المعارضين لا تكتفي بالأركان الخمسة المعروفة بل يزيدون عليها ركنا سادسا وهوالولاية، فكتبهم تنص على أنها ركن من أركان الإسلام من لم يؤمن بها فهو منافق فيالدنيا كافر يوم القيامة ومخلد في نار جهنم والعياذ بالله ولو جاء بالشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر أعمال البر،
الخوئي يرى أن الاعتقاد ببطلان عمل من لا يؤمن بالولاية مجمع عليه بين الإمامية من غير خلاف، فعندهم جميع الفرق سواهم كفار على الرغم أن الولاية لم تذكر في كتاب الله عز وجل وهو القائل «اليوم أكملت لكم دينكم»، إذن فأي المنهجين أحق بالوصف بأنه منهج تكفيري، هل هي مناهج المعارضين أم مناهج التربية الإسلامية؟!
تنص مناهج التربية الإسلامية على أنه لايجوز إطلاق لفظ المنافق على المسلم الذي يشهد الشهادتين ويأتي بأركان الإسلام الخمس، وإنما المنافق هو الذي يبطن الكفر بالله وبرسوله ويظهرالإسلام، بينما منهج المعارضين عندهم تعريف المنافق مغاير ومختلف، فقد قال الميرزا القمي والحلي والطوسي وشيخهم المفيد وغيرهم وقد نصوا جميعا بقولهم «ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلى عليه إلا أن تدعو ضرورة إلى ذلك من جهة التقية فيغسله تغسيل أهل الخلاف وإذا صلى عليه لعنه في صلاته ولم يدع له» راجع ذلك في كتاب المقنعة للشيخ المفيد ص85، وقد نصوا كذلك على الدعاء عليه بالتكبيرة الرابعة، وإن كان ناصبيا قال في دعائه «اللهم العن عبدك ألف لعنة مؤتلفةغير مختلفة»، قال جعفر في كاشف الغطاء «ولا يغسل كافر ولا مخالف»، وقال الخوئي «المنافق هو المسلم المنكر للولاية يصلى عليه بأربع تكبيرات»، بالله عليك أيها القارئ أليست هذه الروايات تنشئ لنا جيلا يحمل بين جنبيه الحقد بأبشع صوره على عامةالمسلمين، أيها المثقف إن أملي بك كبير،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/352)
فأنقذ نفسك أولا من هذه الروايات المكذوبة والمدسوسة، ولا تكن إمعة أن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت بل أحسن.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 05 - 09, 02:23 ص]ـ
فتنص مناهج التربية الإسلامية على أن الطواف عبادة يجب صرفها إلى الله وحده، ويكون ذلك حولالكعبة ولا يجوز حول قبور وأضرحة الصالحين، وأن لا يستغاث بالأموات من دون الله وأن تنحصر زيارة المقابر للعظة وتذكر الآخرة والدعاء لهم، قال تعالى «أن طهرا بيتي للطائفين»، وقال «وليطوفوا بالبيت العتيق»، بينما منهج المعارضين فحدث ولا حرج، وانظر أيها القارئ الكريم إلى الفضائيات والقنوات التي تنقل مثل هذا لترى العجب العجاب من الدعاء والبكاء عند الأضرحة، فمنهج المعارضين وكتبهم ترغب في ذلك، ويقولون إن الأعمال تعرض على أصحاب القبور كما نص ذلك جمع منهم، راجع كتاب بصائرالدرجات لأبي جعفر الصفار الجزء التاسع ص227.
تنص مناهج التربية الإسلامية علىحب أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم أجمعين، بينما ينص منهج المعارضين وكتبهم على تكفير الصحابة أجمعين سوى ثلاثة، قال الكشي في كتابه رجال الكشي «وعلم أن المهاجرين والأنصار أرتدوا عن بكرة أبيهم سوى ثلاثة»،
فأي المنهجين أحق بأن يوصف بالمنهج التكفيري؟ هل هو منهج التربيةالإسلامية أم منهج المعارضين الذين يتباكون على الوحدة في كل حين؟!
تنص مناهج التربية الإسلامية على أن الزكاة تعطى لمستحقيها من المسلمين الذين يشهدون الشهادتين، ومصارف الزكاة الثمانية معلومة قد ذكرها الله في القرآن فقال «إنماالصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل»، بينما منهج المعارضين وكتبهم تنص على أن الزكاة لاتعطى لمنكر الإمامة لأنه كافر،
لكن يبقى أملنا في الشباب المثقف والمطلع في أن يحرر عقله من قيود الجهالة والتبعية، وأن ينفض عن دينه الخرافات والجهالات، ويعيد قراءة القرآن بتمعن وتدبر ويستقرأ سيرة وسنة محمد صلى الله عليه وسلم لينير الله بصيرته ويشرح صدره، فالفلاح والنجاح فيكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فلا غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط إنما نحن أمة وسط «وكذلك جعلناكم أمة وسطا»، وإلى هنا نصل وإياكم إلى نهاية هذه السلسلة في بيان حقيقة منهج التربية ومناهج المعارضين، وصلى اللهم على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ... ا. هـ
بتصرف يسير ...
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - 05 - 09, 03:57 ص]ـ
هذا كلام جديد!
لا بارك الله فيهم، ولا أقوى لهم شوكة ..
يكاد قلبك يتفجّر عندما ترى الرافضة يكثرون يوما بعد يوم في الكويت!!
آه ثم آه ثم آه، ليت شعري ماذا أقول؟
وعندما أقرأ فتاواهم الهدامة في صفحاتهم المخصصة لهم في الجرائد، يتصدّع رأسي ويفور دمي من هول ما أرى!
تخسأ والله أن تغيّر المنهج، ولا زال أهل السنة الكويتيين على الأرض يمشون ..
أسأل الله - جل جلاله - أن يخسف بهم مجلس الأمة، وعلى رؤوسهم النساء اللاتي ترأّسن به الآن، آمين ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[29 - 05 - 09, 07:03 ص]ـ
قال تعالى ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)) ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 05 - 09, 05:38 م]ـ
بارك الله فيكم ....
تحبسهم جميعا وقلوبهم شتا ...
نسأل الله الا يجمعهم على كلمه واحده ...
الله المستعان
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[05 - 06 - 09, 04:07 م]ـ
‘‘ يخسون! ’’ قاتَلَهُم الله ..
فَواللهِ لَإن وَصَلَ هذا الأمر إلى دَقِّ الأعناقِ في سَبيلِ الله لَكانَ هذا
فإنّ قَتل أولئكَ القَوم البُهت فيهِ قُربَةٌ إلى اللهِ تَعالى - قَصَمَ اللهُ ظَهرَ أوّلِهِم عَن آخِرِهِم -
إنّ الجُهدَ يَقَعُ عَلى أهلِ السُّنَّةِ وَالجَماعَةِ كافَّة، لا عَلى أعضاءِ مَجلِسِ الأمَّةِ فَقَط.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[19 - 07 - 09, 05:50 ص]ـ
حصل ما كنا نخشاه:
الوزيرة موضي: تغيير ما يمس الشيعة .. ولم أنفصل عن التحالف الديموقراطي
تعديل المناهج .. نهج خلاف!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/353)
كتب محمد الخالدي وأسامة القطري وأحمد الشمري وعبدالله الهاجري ومحمد الهاجري: موجة جديدة من مواجهات السلطتين ارتفعت امس مع حديث لوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الدكتورة موضي الحمود اعلنت فيه ان وزارتها «بصدد تغيير بعض المناهج الدراسية التي تمس معتقدات الشيعة .. لكن سنطلع النواب على القرار النهائي قبل بداية العام الدراسي».
واثار القرار سيلا من تصريحات برلمانية «تهدد وتتوعد»، واخرى «تشيد»، على الرغم من ان بيانا اصدرته وزارة التربية لاحقا: «ملاحظات النواب حول المناهج رفعتها الوزيرة الحمود الى اللجان العلمية الاكاديمية المختصة»، مؤكدة ان «الملاحظات تخضع للبحث، وأي تطوير للمناهج يجب ان يكون نتاج اللجان المختصة من اهل الميدان والاكاديميين المختصين».
واطلق النائب وليد الطبطبائي التحذير الاول للوزيرة: «نحذرك من العبث بالمناهج .. فلا يوجد فيها أي مساس أو انتقاص للشيعة»، مبينا ان «اهل الاختصاص هم من وضعوا هذه المناهج».
ورد النائب صالح عاشور: «نحن من يحدد المناهج التي تمس عقائدنا .. وليس انت .. فهناك اتفاق بين جميع شرائح الشيعة ان المناهج تمس معتقداتنا»، مشيدا بقرار الوزيرة موضي «ونتمنى ان تكون المناهج بعيدة عن أي تفرقة بين المسلمين».
وقال النائب جمعان الحربش إن «حدث ما وعدت به الوزيرة فتغييرها هو القادم».
ورأى النائب محمد هايف ان «تغيير المناهج خط احمر، وتعد على عقيدة أهل الكويت، وعلى الوزيرة تحمل العواقب السياسية والجنائية اذا مست المناهج».
وقال النائب حسين مزيد: «يا وزيرة التربية .. لا تأخذك العزة بالإثم بعد الاشادة بتعيين البدون .. ونحذرك من المساس بالمناهج، لأن ليس فيها أي مساس بالشيعة».
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=204&article_id=523293
الى متى هذه التنازلات والخوف ياحكومه
وغدا سيفرض عليكم تدريس مناهج أئمه ال البيت والخمس وان الطواف عباده ...
لا حول ولا قوة الا بالله
نسأل الله ان يرد كيدهم فى نحورهم ..
حرقه فى قلبى .... لا اله الا الله ......
الدعاء الدعاء عليهم وان لا يسمو مناهجنا ....
قيح الله الروافض
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:17 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا قتيبة.
و الغريب أن الحكومات السنية تعرف أن الروافض خوارج، ومتى ما سنحت لهم الفرصة ضربوا، ومع ذلك يمكّنون لهم!!
لكن المنهج الكويتي من أوله إلى آخره ليس فيه ذكر إطلاقا للشيعة، فيا ترى ما هو الذي يمس الشيعة؟!!!
أتوقع:
حذف خلافة أبي بكر الصديق، والترتيب الذي في الكتب عن الخلافة.
و أوتقع حذف بعض الكلام عن التوحيد الذي يطعن في عقائد القبورية.
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 12:43 م]ـ
أنا أعيش في الكويت منذ سبع سنوات
وأرى بأم عيني أن الكويت تسير في الطريق التي سارت عليه البحرين وزيادة
وكل يوم وشوكة الروافض تزداد، وأهل السنة مشغوليييين بالخلاف فيما بينهم (قبايل وجماعات وأسر وبدو وحضر ومصالح شخصية) وألئك يشتغلون ليل نهار.
وللعلم فإن شعار مرشحي الرافضة في آخر انتخاب برلماني (تغيير المناهج، إبراز المذهب الجعفري وإدارجه في الموسوعة الفقهية الكويتية، بناء حسينيات من قبل البلدية كما هو الحال في مساجد السنة)
الوضع ينذر بالخطر والكلام عن معتقدات الشيعة هنا خط أحمر لدى الدولة بينما هم يتكلمون بما بدى لهم فلا حرج.
الطريق بصراحة أراه مظلماً وإذا تمكن هؤلاء من قلب المناهج واعتماد المذهب الجعفري كمذهب رسمي وإدراج الحسينيات ضمن مخططات البلدية لكل قطعة في الكويت على مرأى ومسمع من الكويتيين السنة
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:36 م]ـ
بارك الله فيكم
اتدرى ما الذى يغيظ هؤلاء الروافض فى منهج التربيه الاسلاميه اخى الغزاوى؟؟؟ انها ماده الطواف على القبور.وانه شرك .. هذى الذى اثار حفيظتهم ودندنوا عليها طوال الايام الماضيه ...
وصدقت اخى ابو جمانه اهل السنه (خاصه العوام) نائمين ومتى يستقيظوا حتى تنتشر البدع وتدخل البيوت ....
اما معابدهم فهى فى ازدياد لو مررت على المناطق الحديثه ترى معابدهم الوثنيه تبنى وفى مكان بارز ... اسقطها الله على رؤوسهم ..
ولا يخفى ان مشايخنا ردودهم كثيره عليهم ولكن بعضها لا تنشر والبعض الاخر توضع فى اماكن ليست ذات اهميه (اى فى الصحف)
اخشى ان يتكرر ما فعله ابن العلقمى.خاصه وانهم ذو نفوذ وقريبين من البطانه .... ثم ترى ملالى طهران فى شوارعنا ...
نسأل الله العافيه
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
قال تبارك وتعالى (ومَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:46 م]ـ
وأهل السنة مشغوليييين بالخلاف فيما بينهم (قبايل وجماعات وأسر وبدو وحضر ومصالح شخصية) وألئك يشتغلون ليل نهار.
صدقت .... واخذت الرافضه هذه الخلافات وسيرتها لمصلحتها فى تشويه السمعه لدى السلطات واننا نحن من يريد الخير لهذا البلد .. وانظر ماذا يفعلون اهل السنه بينهم من تناحر وتكفير واستجوابات وتأزيم وغيره ... وغيرها من المخططات التى بدورها ساءت سمعه اهل السنه لديهم ....
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/354)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:00 م]ـ
ما دام في البرلمان علماني واحد , فحال المسلمين في تردي!!
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 07:41 ص]ـ
أمس جاءتني رسالة تؤكد كلامي آنفا، وهي أنّ الوزيرة تنوي تغيير معنى كلمة التوحيد!!!
سبحان الله تعالى!
كيف يتجرأ مخلوق على حرب الله تعالى؟!!
أمثال هؤلاء كأنهم أخذوا صكا بالغفران!!
لكن ولو يرى أمثال هؤلاء إذ عُرضوا على ربهم ناكسي رؤوسهم، والذل يلفهم من كل مكان، و حينئذ يرون الندامة، وتوضع الأغلال في أعناقهم ثم يساقون إلى النار.
ـ[السني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:19 م]ـ
هذه العقيدة التي تؤرّقهم وتغض مضاجعهم، ويريدون حذفها
فلانامت أعين الجبناء، ولاخير فينا إن تركناهم يصلون إلى مايريدون.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69291&stc=1&d=1248113742
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:33 ص]ـ
لا حول ولا قوه الا بالله ...
بدأو حياتهم وكأنهم منا (تقيه طبعا) ومارسوا طقوسهم بخفيه عن اعين الناس الى كبرت شوكتهم فبدأو يضعون التربه امامك.وبدأت جباههم تسود منها بوضوح. .. قال العامى (سود الله وجييهم) .. وقل ما تجد سياره الا وعليها شعاراتهم بكل جراءه.فى السابق ينتظرك حتى تخرج من المسجد او المصلى ليصلى حتى لا تراه اما الان ما ان تسلم الا هو وراءك
لو سالته قال لك سنى او مسلم والان أسال احدهم فيقول بكل فخر شيعى (رافضى طبعا).النفاق بائن على وجوههم يتودد اليك وكانه منك فى السابق اما الان يقولها بكل صراحه ... وكل يوم نسمع عنهم اشياء جديده وجراءه عجيبه ..... امر تشمئز منه النفس والله
.. لو مررت على معاقلهم يضيق صدرك والله وتود الخروج بسرعه لغياب التوحيد ووجود البدع .. نسأل الله العافيه والثبات ... واصبح لديهم تكتل ذو نفوذ .... الا تريدهم ان يحاولو تغير المنهج.
لماذا .... لانهم
اشد من وطأ الحصى
نسأل الله ان من كان فى قلبه الخير الهدايه (هذا ما احسسناه خلال السنوات الماضيه فمنهم لا له ولا عليه فقط يريد السلامه ومنهم يتمنى التسنن ولكن الصوارف كثيره يطول ذكرها ... ) ....
وان يرد كيد من يكيد بنا فى نحره ويجعل تدبيره تدمير له
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:06 م]ـ
أخزاهم الله هم ومن يحاول التقريب معهم
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:25 م]ـ
الله ينصركم عليهم أخي الكريم
تاريخهم مخزي , والله أسأل ألا يقيم لهم قائمة ولا جماعة ..
هداهم الله ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:34 م]ـ
الله ينصركم عليهم أخي الكريم
تاريخهم مخزي , والله أسأل ألا يقيم لهم قائمة ولا جماعة .. ..
امين
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:34 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 05:33 م]ـ
و ماذا بعد الدعاء و التحسر ايها الاخوة
الن تخطوا خطوة اخرى الى الامام
الن تتخذوا اجراءا عمليا
مثل جمع توقيعات المعترضين على هذا القرار او الابراق الى ولي الامر عندكم في الكويت او مناقشة اعضاء مجلس الامه
ام ستقفون مكتوفي الايدي حتى ينفذ القرار و انتم تنظرون
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 07:42 م]ـ
حديث الفاضل / أبو القاسم الحائلي
أتفق معه مئة بالمئة ..
ما هو دورنا يا رجال الدين؟(55/355)
قال السنوسي: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 05 - 09, 05:02 م]ـ
قال السنوسي: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من هذه المسائل التي يعجب منها طالب الإنسان , مسألة إثبات وجود الله عند الأشاعرة , والتعويل عليها كثيرا , مع أن المعلوم أن وجود الله سبحانه لم ينكره إلا شرذمة قليلة من الناس , وحتى مشركي العرب كان يقرون بوجود الخالق كما أشار الله إلى ذلك في آيات كثيرة.
وقد رتب الأشاعرة لهذه المسألة – إثبات وجود الله – مطالب سبعة وبمعرفتها النجاة من النار حتى قال السنوسي كما في تحفة المريد (52) للبيجوري: وبها ينجو المكلف من أبواب جهنم السبعة!.
قال السنوسي: فمجموع الأصول التي ينبني عليها برهان حدوث العالم سبعة:
الأول: إثبات زائد على الأجرام.
الثاني:إبطال قيامه بنفسه.
الثالث: إبطال انتقاله.
الرابع: إبطال كمونه وظهوره.
الخامس:إثبات استحالة عدم القديم.
السادس: إثبات كون الأجرام لا تنفك عن زائد الزائد.
السابع: إثبات استحالة حوادث لا أول لها.
ووجه الاستدلال على هذه الأصول السبعة باختصار أن نقول: أما الأول وهو إثبات زائد على الأجرام تتصف به كالحركة ولا سكون فهو ضروري لا يحتاج إلى دليل إذ ما من عاقل إلا وهو يحس أن في ذاته معاني زائدة عليها ... .
وأما الثاني: وهو إبطال قيام العرض بنفسه.
والثالث: وهو إبطال انتقاله , فدليلهما أنه لو قام العرض بفسه أو انتقل لزم قلب حقيقة العرض , فإن الحركة مثلا حقيقتها انتقال جوهر من حين إلى حين.
فلو قامت بنفسها أو انتقلت هي قلب هذه الحقيقة وأيضا لو انتقلت لزم قيام انتقاله بها , وذلك الانتقال ينتقل أيضا فيقوم به انتقال آخر ويلزم التسلسل وقيام المعنى بالمعنى.
وأما الرابع: وهو إبطال الكمون والظهور فوجهه أن الكمون والظهور يؤدي إلى اجتماع الضدين في المحل الواحد لأن الجوهر إذا تحرك مثلا , والسكون كامن فيه زمان حركته لزم اجتماع الضدين فيه , وهما الحركة والسكون ضرورة ويؤدي أيضا إلى وجود العرض بدون صفة نفسه فإن الحركة مثلا من صفة نفسها أن ينتقل بها الجوهر فلو كمن لانقلبت حقيقتها وفارقتها صفة نفسها وأيضا فالكمون والظهور اللذان قاما بالعرض أو تعاقبا عليه على قولهم يلزم أن يكون عرضين أيضا في نفسها كالحركة والسكون المتعاقبين على الجوهر ... .
وأما الخامس: وهو إثبات استحالة عدم القديم فوجهه أنه لو انعدم لكان وجوده جائزا لا واجبا والجائز لا يكون حادثا فيكون القديم حادثا وهو تناقض.
وأما السادس: وهو إثبات كون الأجرام لا تنفك عن ذلك الزائد فهو ضروري لأنه لا يعقل كون الجرم منفكا عن كونه متحركا أو ساكنا مثله.
وأما السابع: وهو إثبات استحالة الحوادث لا أول لها ... .
العقيدة الوسطها وشرحها (94)
وقال البيجوري: بيان المطالب السبعة التي بمعرفتها النجاة من النار
واعلم أن اهم مطالب سبعة نظمها بعضهم بقوله:
زيد م قام ما انتقل ما كمنا ... ما انفك لا عدم قديم لا حنا
فقوله (زيد) رد لقول الفلاسفة لا نسلم ثبوت زائد على الأجرام حتى يصح الاستدلال به على حدوث الأجرام , ودليل ثبوت الزائد الذي هو العرض: المشاهدة.
وقوله (م قام) بحذف ألف (ما) للوزن رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أنه يقوم بنفسه إذا لم يتصف به الجرم , ودليل أنه لا يقوم بنفسه أنه لا يعقل صفة من غير موصوف فلا يعقل حركة من غير متحرك مثلا.وقوله (ما انتقل) رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أن ينتقل من جرم إلى جرم آخر , ودليل أنه لا ينتقل: أنه لو انتقل لكان بعد مفارقة الأول وقبل وصول الثاني قائما بنفسه وقد بطل قبل ذلك. وقوله (ما كمنا) رد لقولهم: لا نسلم عدم العرض لجواز أنه كمن في الجرم فتكمن الحركة في الجرم إذا سكن مثلا , ودليل أنه لا يكمن أنه لا يلزم عليه جمع الضدين وهو باطل , وقوله (ما انفك) رد لقولهم لا نسلم ملازمة الجرم للعرض لجواز أن ينفك عنه , ودليل أنه لا ينفك عنه: أنه لا يعقل جرم خال عن حركة ولا حركة مثلا لاستحالة ارتفاع النقيضين. وقوله (لاعدم قديم) رد لقولهم: لا نسلم حدوث العرض لجواز أن يكون قديما وينعدم , ودليل أن القديم لا ينعدم أن القديم لا يكون وجوده واجبا فلا يقبل العدم. وقوله (لا حنا) منتحت من قولنا حوادث لا أول لها , وهو رد لقولهم: لا نسلم أن ملازم الحادث حادث لجواز أن تكون الأعراض حوادث لا أول لها فيكون ملازمها قديما ... .
تحفة المريد (52)
نقد هذه الكلام
1 - قال شيخ الإسلام: فأما القول الباطل؛ فإذا بين؛ فبيانه يظهر فساده حتى يقال كيف اشتبه هذا على أحد , ويتعجب من اعتقادهم إياه , ولا ينبغى للإنسان أن يعجب؛ فما من شىء يتخيل من أنواع الباطل إلا , وقد ذهب إليه فريق من الناس.
مجموع الفتاوى (2|145)
لا شك أن تصور الإنسان للكلام المتقدم الذي لا يخلو من تكلف وتعقيد فضلا عن صعوبة فهم بعد عصر الذهن , يظهر حسن مذهب السلف الذي يستقي عقائده من كلام الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم , وأين فلسفة أهل الكلام من يسر وسهولة مذهب السلف.
2 - معرفة الله تعالى والإقرار بحدوث العالم , مستقر في نفوس الخلق ولم ينكر ذلك حتى باعتراف أهل الكلام إلا شرذمة قليلة من الناس؛ وخذ مثال ذلك العرب في جاهليتهم قبل الإسلام وقد بين الله ذلك في كتابه كثيرا.
3 - من التقول والتألي على الله أن معرفة هذه المطالب تنجي العبد من النار بل ومن أبواب جهنم السبعة , ومن العجب أن هذه المطالب جاءت سبعة بعدد أبواب جهنم , والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/356)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 05 - 09, 06:29 م]ـ
أنه لو انعدم لكان وجوده جائزا لا واجبا والجائز لا يكون حادثا فيكون القديم حادثا
تصحيح: والجائز لا يكون إلا حادثاً ...
وبارك الله فيك ونفعنا بك ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 05 - 09, 01:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والحمد لله الذي عافانا من هذه الضلالات.
وهذا البلاء والجهل العظيم بدين الإسلام هو بسبب إعراضهم عما جاء في الكتاب والسنة، واعتمادهم على كتب المتكلمين وضلالاتهم، وما فيها من الطرق الفاسدة في إثبات الله، وما يتبع ذلك من كثرة الجدل والاعتراضات المبنية على أصولهم المبتدعة الباطلة التي نصبوها لمعارضة الكتاب والسنة التي جاء لهداية البشر وتعريفهم بربهم تعالى وماله من الأسماء والصفات.
ولذا تجد الكتب الكبار لأئمتهم عامة ما فيها: قيل وقال
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 06:00 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(55/357)
سؤال حول سؤال الميت في القبر
ـ[السمحي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 06:31 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وبعد:-
الحديث الذي فيه سؤال الميت في قبره عن ربه وعن دينه وعن الرجل الذي بعث فيه هل يشمل كل ميت اي المسلم والكافر والمنافق ام المسلم والمنافق فقط وهل يشمل جميع المسلمين بما فيهم العصاة ام لا لأن عندي فيه اشكال افيدونا كتب الله لكم الاجر ونفع بكم ,
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 05 - 09, 06:39 م]ـ
هل عذاب القبر يشمل المؤمن العاصي أو هو خاص بالكفار؟
(154) وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه: هل عذاب القبر يشمل المؤمن العاصي أو هو خاص بالكفار؟
فأجاب فضيلته: عذاب القبر المستمر يكون للمنافق والكافر. وأما المؤمن العاصي فإنه قد يعذب في قبره لأنه ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي، صلى الله عليه وسلم، مر بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة). وهذا معروف أنهما كانا مسلمين
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - 05 - 09, 10:26 م]ـ
في هذين الحديثين الشريفين تجد الإجابة إن شاء الله:
عن البراء رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر، ثلاث مرات، - أو مرتين - ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس حتى يجلسون منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة يجيء ملك الموت فيقعد عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: هذا فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فيفتح لهم فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، قال: فيقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولان: ما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: ومن أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح حتى يجلسون منه مد البصر ثم قال: ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال: فتفرق في جسده، قال: فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المُسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/358)
الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} (الأعراف / 40)، قال: فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتطرح روحه طرحا وقال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} (الحج / 31)، قال: فيعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: وما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، قال: فينادي مناد من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار. قال: فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ".
رواه أبو داود (4753) وأحمد – واللفظ له – (18063).
صححه الألباني في " صحيح الجامع " (1676).
روى الترمذي (1071) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ.
وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ) والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 06:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخوتي الكرام ..
نعما نقله لنا أخونا الفاضل ..
فحديث البراء يوضح بجلاء أن السؤال للمؤمن والكافر ..
وحديث أبي هريرة جاء ببيان سؤال المنافق ايضا ..
وعليه .. فالسؤال للمؤمنين والمنافقين والكفار ..
وهل هناك فرق بين المنافق والكافر من حيث السؤال؟
الفرق في الإجابة ..
فالمنافق يقول بعدما يسألوه عن ربه ودينه والنبي الذي بعث فيه: سمعت الناس يقولون فقلت مثله .. أي بلا ايمان فهو مجرد قول باللسان بلا اعتقاد بالقلب أو عمل بالجوارح ..
وهذا بين في موقف المنافقين وكشفهم ..
أما الكافر فيقول: هاه هاه لا أدري.
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[10 - 06 - 09, 03:38 م]ـ
كنت أبحث عن أحاديث عن سؤال الملكين
هل توجد روايات أخرى؟
أثابكم الله
و أين أجد شرحا وافيا مختصرا
-
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 04:54 م]ـ
قد تناول الشيخ محمد بن صالح العثيمين هذه المسالة في شرحه للواسطية بدءا من قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الواسطية: فأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم ... الخ(55/359)
قياس الغائب على الشاهد بين أهل السنة والأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 05 - 09, 08:20 م]ـ
قياس الغائب على الشاهد بين أهل السنة والأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
هل اعتمد الأشاعرة على قياس الغائب على الشاهد؟
قال سعيد فودة في كاشفه (44):"اعلم أن قياس الغائب على الشاهد هو أصل أصيل عند ابن تيمية , وقاعدة أكيدة لا يستطيع أن يستغني عنها الإنسان لا في مجال المخلوقات , ولا في مجال الخالق , ومذهبه في العقائد وهو مذهب التجسيم قائم على هذه القاعدة .... .انتهى
وهذا الذي اتهم به سعيد فودة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ قد اعتمد عليه الأشاعرة في إثبات الصفات ونفيها مع تناقض واختلاف بينهم.
فأولا: " لا يخفى أن أقوى الأدلة التي استدلت بها الأشعرية على وجود الله وإثبات صفاته هو قياس الغائب على الشاهد يقول الإيحي: (احتج الأشاعرة بوجوه، الأول: ما اعتمد عليه القدماء، وهو قياس الغائب على الشاهد، فإن العلة والحد والشرط لا يختلف غائبًا وشاهدًا).
" عقيدة العادة عند الأشاعرة (18) للشيخ جابر السميري
وثانيا: أن السبب في نفي صفات الله الخبرية أو الاستواء والنزول أو غيرها من الصفات هو الفرار مما يتوهمه العقل من مشابهة المخلوقات وهذا عند التحقيق هو قياس الغائب على الشاهد.
قال حسن الشافعي في كتابه " الآمدي وآراؤه الكلامية " في مبحث قياس الغائب على الشاهد , وبيان شيوعه لدى المتكلمين.
: " ولكن القياس الفقهي مشروع ومبرر تماما مادام الأصل والفرع مشتركين في الوصف المؤثر في استحقاق الحكم , ولدينا الوسائل المختلفة لاختبار تحقق هذا الوصف فيهما , فيما يعرف (بمسالك العلة) أما بالنسبة للمسائل الإلهية فكيف يمكن التحقق من اشتراك الغائب والشاهد في وصف يعمهما أو في حكم يترتب على ذلك؟ وهل يجوز للعقل أن يطبق المقولات الإنسانية في ذات الله تعالى وما يتصل بها من صفات وأفعال؟ تلك هي أزمة هذا القياس الكلامي ومع ذلك فقد استخدمه المتكلمون بعد أن استعاروه من (أصول الفقه) ...
يقول الجرجاني: وإنما يسلكونه إذا حاولوا إثبات حكم لله تعالى فيقيسونه على الممكنات قياسا فقهيا ويطلقون اسم الغائب عليه تعالى. وقد شاع استخدامه لدى مختلف المدارس الكلامية: فالحشوية القائلون بأن الله جسم يعتمدون على أن كل موجود في الشاهد فهو كذلك.
والمعتزلة – المشهورون بالتنزيه - أخذوا به فيما يتعلق بأفعال الله تعالى فحكموا بحدوثها وأوجبوا عليه بعض الأمور طبقا لقواعد التحسين والتقبيح الإنسانية ... .
ومع ذلك فهم لا يسرفون في استخدامه في مجال الصفات إسراف الأشاعرة الذين يعترف بعضهم بذلك , والآمدي يحكي " اتفاق الأصحاب على إلحاق الغائب بالشاهد ". ولكنهم بدورهم يقللون من استخدامه بالنسبة لأفعال الله تعالى بعكس المعتزلة ... .
لكن الأشاعرة ومن وافقهم من المتكلمين حين قاسوا الغائب على الشاهد حاولوا أن يلتمسوا لذلك جامعا فقالوا: إن الحقائق أو التعريفات والأدلة والشروط والعلل يجب أن تطرد شاهدا وغائبا وأن توجب في الغائب ما توجبه في الشاهد من الأحكام والآمدي يحكي اتفاقهم على ذلك ويضرب له أمثلة توضيحية ويشير إلى ما ذهب إليه الإسفراييني من أن كل أمرين ثبت تلازمهما في الشاهد لزم أن يتلازما غائبا ولم يعتبر في ذلك جامعا -ثم نقل نقد الآمدي لذلك-.
وخلاف الأشاعرة في هذه المسألة.
" الآمدي وآراؤه الكلامية " (142)
وقال السنوسي: اعلم أن المعتزلة لما ساعدت على أن العالم القادر الحي المريد في الشاهد عالم بعلم وقادر بقدرة ومريد بإرادة وحي بحياة ألزمهم أهل السنة اعتبار الغائب بالشاهد.
قالوا: والجمع بين الغائب والشاهد يفتقر إلى جامع وإلا جر إلى التعطيل والتشبيه وعنوا بالشاهد الحادث وبالغائب القديم ...
قالوا: والجوامع أربعة:
1 - جمع بالحقيقة كقولهم العالم شاهدا من له العلم أو ذوي العلم والباري عالم فلع علم وهذه عمدة من ينفي الأحوال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/360)
2 - والجمع بالدليل كقولهم الأحكام شاهدا دليل في العقل على أن لفاعله علما به والباري تعالى محكم متقن لأفعاله فدل أن له علما.
3 - والجمع بالشرط كقولهم الباري مريد وكل مريد قاصد لفعله والقصد مشروط بالعلم والباري له علم وإلا لثبت المشروط بدون الشرط.
4 - والجمع بالعلة وهو عمدة من يثبت الأحوال كقولهم العلم واتلعالمية متلازمان والعالمية مترتبة على العلم .. .
" شرح العقيدة الكبرى " (175) للسنوسي
عندما يقارن طالب العلم بين كلام أهل السنة والجماعة وبين كلام غيرهم من أهل الكلام والفلسفة يجد الثبات والوضوح في منهج أهل السنة والجماعة , ويجد الاختلاف والتناقض في كلام أولئك الذين خالفوا منهج أهل السنة والجماعة , وخذ مثالا على ذلك هذه المسألة , وهي مسألة قياس الغائب على الشاهد عند الأشاعرة؛ فمن مثبت لها إلى ناف لها إلى متناقض في مطالبها.
فالآمدي يحكي اتفاق الأشاعرة على هذه المسألة وينقل قول الإسفراييني من أن كل أمرين ثبت تلازمهما في الشاهد لزم أن يتلازما غائبا ولم يعتبر في ذلك جامعا, والجرجاني يعتمده طريقا لإثبات الصفات , ومن قبله شيخ المذهب الأشعري يعتمده في اللمع , والباقلاني يعتمده وخصوصا في جامع العلة والدليل , والجويني والغزالي والرازي ينقدون هذه المسألة ولا يعتمدونها.
وانظر لذلك " الآمدي وآراؤه الكلامية " في مبحث قياس الغائب على الشاهد.
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا تبين ذلك فنقول المتكلمون والفلاسفة كلهم على اختلاف مقالاتهم هم في قياس الغائب على الشاهد مضطر بين كل منهم يستعمله فيما يثبته , ويرد على منازعه ما استعمله في ذلك , وإن كان قد استعمل هو في موضع آخر ما هو دونه وسبب ذلك أنهم لم يمشوا على صراط مستقيم بل صار قبوله ورده هو بحسب القول لا بحسب ما يستحقه القياس العقلي.
بيان تلبيس الجهمية (1|310)
ضابط أهل السنة في مسألة قياس الغائب على الشاهد
1 - قياس الغائب على الشاهد منه الحق ومنه الباطل
قال شيخ الإسلام: وإذا استدلوا بالنظر والقياس والمعقول والبراهين التي يحتج بنظيرها مخالفوهم بل بالبراهين التي هي أصح من ذلك وهي حق في أنفسها قرروا ذلك من وجوه:
أحدها: وفيه قاعدة جليلة جامعة وهو أن يقال لا ريب أن قياس الغائب على الشاهد يكون تارة حقا وتارة باطلا , وهو متفق عليه بين العقلاء؛ فإنهم متفقون على أن الإنسان ليس له أن يجعل كلما لم يحسه مماثلا لما أحسه؛ إذ من الموجودات أمور كثيرة لم يحسها ولم يحس ما يماثلها من كل وجه؛ بل من الأمور الغائبة عن حسه مالا يعلمه أو ما يعلمه بالخبر بحسب ما يمكن تعريفه به كما أن منها ما يعلمه بالقياس والاعتبار على ما شاهده , وهذا هو المعقول كما أن الأول هو المسموع والمحسوس ابتداء هو ما يحسه بظاهره أو باطنه , وهذا بين.
بيان تلبيس الجهمية (1|303)
2 - لا يلزم من الاشتراك اللفظي التشابه في الحقائق
قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية (105)
" وأما ما يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور الغائبة فقد يكون مما أدركوا نظيره بحسهم وعقلهم كإخبارهم بأن الريح قد أهلكت عاداً؛ فإن عاداً من جنسهم , والريح من جنس ريحهم , وإن كانت أشد.
وكذلك غرق فرعون في البحر , وكذا بعينه الإخبار عن الأمم الماضية , ولهذا كان الإخبار بذلك فيه عبرة لنا كما قال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}.
وقد يكون الذي يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يدركوا مثله الموافق له في الحقيقة من كل وجه لكن في مفرداته ما يشبه مفرداتهم من بعض الوجوه كما إذا أخبرهم عن الأمور الغيبية المتعلقة بالله واليوم الآخر فلا بد أن يعلموا معنى مشتركاً وشبهاً بين مفردات تلك الألفاظ , وبين مفردات ما علموه في الدنيا بحسهم وعقلهم.
فإذا كان ذلك المعنى الذي في الدنيا لم يشهدوه بعد , ويريد أن يجعلهم يشهدونه مشاهدة كاملة ليفهموا به القدر المشترك بينه وبين المعنى الغائب أشهدهم إياه , وأشار لهم إليه وفعل قولا يكون حكاية له وشبها به يعلم المستمعون أن معرفتهم بالحقائق المشهودة هي الطريق التي يعرفون بها الأمور الغائبة فينبغي أن يعرف هذه الدرجات:
أولها: إدراك الإنسان المعاني الحسية المشاهدة
وثانيها: عقله لمعانيها الكلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/361)
وثالثها: تعريف الألفاظ الدالة على تلك المعاني الحسية والعقلية
فهذه المراتب الثلاث لا بد منها في كل خطاب.
فإذا أخبرنا عن الأمور الغائبة فلا بد من تعريفنا المعاني المشتركة بينها وبين الحقائق المشهودة والاشتباه الذي بينهما , وذلك بتعريفنا الأمور المشهودة ثم إن كانت مثلها لم يحتج إلى ذكر الفارق كما تقدم في قصص الأمم , وإن لم يكن مثلها بين ذلك بذكر الفارق بأن يقال ليس ذلك مثل هذا ونحو ذلك.
وإذا تقرر انتفاء المماثلة كانت الإضافة وحدها كافية في بيان الفارق وانتفاء التساوي لا يمنع وجود القدر المشترك الذي هو مدلول اللفظ المشترك , وبه صرنا نفهم الأمور الغائبة , ولولا المعنى المشترك ما أمكن ذلك قط. انتهى
وقال رحمه الله: ويقال لهم: هذا كاشتراك الموجود الواجب والموجود الممكن في مسمى الوجود مع امتياز هذا بما يخصه وهذا بما يخصه؛فإن الوجوب المشترك الكلي ليس هو ثابتا في الخارج بل للواجب وجود يخصه وللممكن وجود يخصه كما أن لهذا حقيقة تخصه ولهذا حقيقة تخصه.
وكذلك إذا قيل لهذا ماهية تخصه ولهذا ماهية تخصه فإنهما يشتركان في مسمى الماهية ويمتاز أحدهما عن الآخر بما يختص به وإنما اشتركا في المسمى المطلق الكلي وامتاز كل منهما عن الآخر بالوجود الذي في الخارج.
درء التعارض (2|391)
وقال أيضا: وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر هو تشابهها من ذلك الوجه وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا لأن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله.
ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس متناقضا في هذا المقام فتارة يظن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرا من ملزومات التشبيه وتارة يتفطن أنه لا بد من إثبات هذا على تقدير فيجب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة.
مجموع الفتاوى (3|76)
3 - لا يستعمل في حقه تعالى قياس الشمول وقياس التمثيل بل يستعمل في حقه قياس الأولى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله: والأقيسة العقلية وهي الأمثال المضروبة كالتي تسمى أقيسة منطقية وبراهين عقلية , ونحو ذلك استعمل سلف الأمة وأئمتها منها في حق الله سبحانه وتعالى ما هو الواجب وهو ما يتضمن نفياً وإثباتاً بطريق الأولى لأن الله تعالى وغيره لا يكونان متماثلين في شيء من الأشياء لا في نفي ولا في إثبات بل ما كان من الإثبات الذي ثبت لله تعالى ولغيره؛ فإنه لا يكون إلا حقا متضمنا مدحا وثناء وكمالا , والله أحق به ليس هو فيه مماثلاً لغيره ,وما كان من النفي الذي ينفي عن الله وعن غيره؛ فإنه لا يكون إلا نفي عيب ونقص , والله سبحانه أحق بنفي العيوب والنقائص عنه من المخلوق فهذه الأقيسة العادلة والطريقة العقلية السلفية الشرعية الكاملة , فأما ما يفعله طوائف من أهل الكلام من إدخال الخالق والمخلوقات تحت قياس أو تمثيل يتساويان فيه؛ فهذا من الشرك والعدل بالله , وهو من الظلم , وهو ضرب الأمثال لله , وهو من القياس والكلام الذي ذمه السلف وعابوه , ولهذا ظن طوائف من عامة أهل الحديث والفقه والتصوف أنه لا يتكلم في أصول الدين , ولا يتكلم في باب الصفات بالقياس العقلي ,وأن ذلك بدعة , وهو من الكلام الذي ذمه السلف , وكان هذا مما أطمع الأولين فيهم لما رأوهم ممسكين عن هذا كله إما عجزاً أو جهلاً.
وإما لاعتقاد أن ذلك بدعة وليس من الدين وقال لهم الأولون: ردكم أيضاً علينا بدعة؛ فإن السلف والأئمة لم يردوا مثل ما رددتم , وصار أولئك يقولون عن هؤلاء إنهم ينكرون العقليات , وأنهم لا يقولون بالمعقول , واتفق أولئك المتكلمون مع طوائف من المشركين والصابئين والمجوس وغيرهم من الفلاسفة الروم والهند والفرس وغيرهم على ما جعلوه معقولاً يقيسون فيه الحق تارة والباطل أخرى , وحصل من هؤلاء تفريط وعدوان , ومن هؤلاء تفريط وعدوان أوجب تفرقاً واختلافاً بين الأمة ليس هذا موضعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/362)
ودين الإسلام هو الوسط وهو الحق والعدل وهو متضمن لما يستحق أن يكون معقولاً ولما ينبغي عقله وعلمه ومنزه عن الجهل والضلال والعجز وغير ذلك مما دخل فيه أهل الانحراف فسلك الإمام أحمد وغيره مع الاستدلال بالنصوص وبالإجماع مسلك الاستدلال بالفطرة والأقيسة العقلية الصحيحة المتضمنة للأولى , وذلك أن النجاسات مما أمر الشارع باجتنابها والتنزه عنها , وتوعد على ذلك بالعقاب كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: تنزهوا عن البول فإن عامة عذاب القبر منه.
وهذا مما علم بالاضطرار من دين الإسلام, وهي مما فطرت القلوب على كراهتها والنفور عنها واستحسان مجانبتها لكونها خبيثة؛ فإذا كان العبد المخلوق الموصوف بما شاء الله من النقص والعيب الذي يجب تنزيه الرب عنه لا يجوز أن يكون حيث تكون النجاسات , ولا أن يباشرها ويلاصقها لغير حاجة , وإذا كان لحاجة يجب تطهيرها ثم إنه في حال صلاته لربه يجب عليه التطهير؛ فإذا أوجب الرب على عبده في حال مناجاته أن يتطهر له وينزه عن النجاسة كان تنزيه الرب وتقديسه عن النجاسة أعظم وأكثر للعلم بأن الرب أحق بالتنزيه عن كل ما ينزه عن غيره.
"بيان تلبيس الجهمية " (2|536)
وقال شيخ الإسلام: " والله تعالى له المثل الأعلى فلا يجوز أن يقاس على غيره قياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع , ولا يقاس مع غيره قياس شمول تستوي أفراده في حكمه؛ فإن الله سبحانه ليس مثلاً لغيره ولا مساوياً له أصلاً بل مثل هذا القياس هو ضرب الأمثال لله وهو من الشرك ,والعدل بالله , وجعل الند بالله , وجعل غيره له كفوا وسميا , وهم مع هذا كثير والبراءة من التشبيه والذم له وهم في مثل هذه المقاييس داخلون في حقيقة التمثيل والتشبيه والعدل بالله , وجعل غيره له كفواً ونداً وسمياً كما فعلوا في مسائل الصفات والقدر وغير ذلك.
ولهذا ذكر الوزير أبو المظفر ابن هبيرة في كتاب" الإيضاح في شرح الصحاح" أن أهل السنة يحكون أن النطق بإثبات الصفات وأحاديثها يشتمل على كلمات متداولات بين الخالق وخلقه , وتحرجوا من أن يقولوا مشتركة لأن الله تعالى لا شريك له بل لله المثل الأعلى , وذلك هو قياس الأولى والأحرى فكلما ثبت للمخلوق من صفات؛ فالخالق أحق به وأولى وأحرى به منه لأنه أكمل منه , ولأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال فالمعطي الكمال لغيره أولى وأحرى أن يكون هو موصوفا به إذ ليس أعطى , وأنه سلب نفسه ما يستحقه وجعله لغيره؛ فإن ذلك لا يمكن بل وهب له من إحسانه وعطائه ما وهبه من ذلك كالحياة والعلم والقدرة , وكذلك ما كان منتفياً عن المخلوق لكونه نقصاً وعيباً , فالخالق هو أحق بأن ينزه عن ذلك وقد بسطت هذه القاعدة في غير هذا الموضع.
وعلى هذا فجميع الأمور الوجودية المحضة يكون الرب أحق بها لأن وجوده أكمل , ولأنه هو الواهب لها فهو أحق باتصافه بها , وجميع الأمور العدمية المحضة يكون الرب أحق بالتنزيه عنها لأنه عن العدم أبعد من سائر الموجودات.
ولأن العدم ممتنع لذاته على ذاته , وذاته بذاته تنافي العدم , وما كان فيه وجود وعدم كان أحق بما فيه من الوجود وأبعد عما فيه من العدم فهذا أصل ينبغي معرفته؛ فإذا أثبت له صفات الكمال من الحياة والعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر وغير ذلك بهذه الطريق القياسية العقلية التي لله فيها المثل الأعلى كان ذلك اعتباراً صحيحاً , وكذلك إذا نفي عنه الشريك والولد والعجز والجهل ونحو ذلك بمثل هذه الطريق , ولهذا كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة يستعملون مثل هذه الطريق في الأقيسة العقلية التي ناظروا بها الجهمية.
"بيان تلبيس الجهمية " (1|327)
وقال ابن أبي العز الحنفي: ومما يوضح هذا أن العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيلي يستوي فيه الأصل والفرع , ولا بقاس شمولي يستوي أفراده؛ فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء فلا يجوز أن يمثل بغيره , ولا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي أفرادها, ولهذا لما سلكت طوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الأقيسة في المطالب الإلهية لم يصلوا بها إلى اليقين بل تناقضت أدلتهم وغلب عليهم بعد التناهي الحيرة والاضطراب لما يرونه من فساد أدلتهم أو تكافيها ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى سواء كان تمثيلاً أو شمولاً كما قال تعالى {ولله المثل الأعلى} مثل أن يعلم أن كل كمال للممكن أو للمحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه , وهو ما كان كمالاً للوجود غير مستلزم للعدم بوجه؛ فالواجب القديم أولى به ,وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق والمربوب المدبر؛ فإنما استفاده من خالقه وربه ومدبره , وهو أحق به منه وأن كل نقص وعيب في نفسه , وهو ما تضمن سلب هذا الكمال إذا وجب نفيه عن شيء من أنواع المخلوقات والممكنات والمحدثات؛ فإنه يجب نفيه عن الرب تعالى بطريق الأولى.
"شرح الطحاوية" (119)
وقال شيخ الإسلام: … والثالثة طريق قياس الأولى وهي الترجيح والتفصيل , وهو أن الكمال إذا ثبت للمحدث الممكن المخلوق فهو للواجب القديم الخالق أولى , والقرآن يستدل بهذه وهذه.
ثم قال: وأما الاستدلال بطريق الأولى فقوله {ولله المثل الأعلى} ومثل قوله {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم}.
وأمثال ذلك مما يدل على أن كل كمال لا نقص فيه يثبت للمحدث المخلوق الممكن فهو للقديم الواجب الخالق أولى من جهة أنه أحق بالكمال لأنه أفضل.
"مجموع الفتاوى" (16/ 357)
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/363)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 08:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
و لعلك تكبر الخط بعد ذلك بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 05 - 09, 06:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 12:43 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبدالباسط, و مواضيعك دائما مفيدة, أعانك الله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 05 - 09, 12:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 05 - 09, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[30 - 05 - 09, 06:22 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ....
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 07:17 م]ـ
ربنا يفتح عليك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 05 - 09, 01:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(55/364)
كلمة "دكتور" بدل كلمة عالم او فقيه او شيخ او مقرء هل هو مصطلح نتشابه
ـ[ابو بكر البغدادي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 08:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة دكتور في الشريعة الاسلامية
كلمة "دكتور" بدل كلمة عالم او فقيه او شيخ او مقرء هل هو مصطلح نتشابه به مع اليهود والنصارى وهم من جلبه لنا عن طريق المتحررين العرب وغيرهم قبل الحرب العالميه الاولى ام هو مصطلح صنعه المسلمين وأخذه منا اليهود والنصارى كلمة دكتور كدرجه دينيه ارجوا ان تحملوا مقصدي على المحمل الحسن ارجوا من الذين يردون ان يكونوا رحماء بعيدين عن الغضب حتى لايغضب علينا ربنا اللهم يامعلم ابراهيم علمنا
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[30 - 05 - 09, 10:19 م]ـ
تكلم الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن هذه القضية في كتابه " تغريب الألقاب العلمية " فليراجعه من شاء ......
ـ[ابو بكر البغدادي]ــــــــ[31 - 05 - 09, 08:18 ص]ـ
نعم وجدته في منتديات الشبكة الإسلامية على شكل مشاركة وهذا هو نصها
"الألقاب الأجنبية
أيضاً من الألقاب التي ينبغي الامتناع من إطلاقها الألقاب الأجنبية التي تكون مصادرها من أمة أخرى من اليهود مثلاً، أو من النصارى، أو من أي أمة من الأمم الكافرة, أو من الشيوعيين أو غيرهم؛ وعلى سبيل المثال: الألقاب العلمية فالآن في الجامعات في البلاد العربية والإسلامية, قد يلقبون الإنسان إذا بلغ درجة معينة ببروفيسور، وأحياناً يلقبونه بدكتور إذا أَخَذَ الشهادة المعروفة, وهذه الألقاب العلمية لا شك أنها ألقاب أجنبية, وقد ذُكِر الدكتور ولا يصلح أن نقول: الدكتور، ونحن ننهى عنه. ما رأيكم؟ حسناً نقول: ذكر الشيخ بكر بن عبد الله في كتابه تغريب الألقاب العلمية وهي رسالة لطيفة مفيدة, وكذلك فيما أعتقد في معجم المناهي اللفظية ذكر لقب دكتور وأنه في الأصل كان اسماً عند اليهود لمن يكون حاخاماً عندهم عارفاً بالكتاب المُقَدَّس, ويشرحه للناس, ثم انتقل إلى النصارى وصاروا يطلقونه على من يعرف الإنجيل ويعلمه, ثم دخل إلى الجامعات في القرن الثاني عشر في بولونيا, ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعات في فرنسا وغيرها, ثم إلى الجامعات العربية والإسلامية, وحذَّر الشيخ بكر من إطلاق هذا اللقب، وقال: إنني كدت أن أنساق مع هذا التيار الذي يطلق لقب (دكتور) لكن الله تعالى حماني من ذلك، لا شك أنه من الجدير بالجامعات الإسلامية أن تسعى في تعريب هذا اللقب والبحث عن لقب عربي إسلامي له, بخلاف مثلاً لقب (محاضر) أو (معيد) فإنها ألقاب عربية لها أصولها التاريخية المعروفة. كذلك ألقاب الشهادات مثل (شهادة الدكتوراه) أو (الماجستير) أو (الليسانس) أو (الباكالوريا) أو (الباكالوريوس) -كما يقولون- كل هذه ألقاب أجنبية وأسماء أجنبية لهذه الشهادات, فينبغي تجنبها والبحث في إيجاد البديل من الأسماء العربية, التي هي باللسان العربي الذي نزل به القرآن الكريم. وكذلك من الألقاب التي تطلق على المناصب، سواءً أكانت مناصب عسكرية, أم غير عسكرية, فمن المناصب العسكرية المشهورة أنهم أحياناً يطلقون على بعض العسكريين (كولونيل) أو (مارشال) أو (ميجور) أو (سنيور) أو غير ذلك من الألقاب والأسماء الأجنبية الأعجمية, التي لا نعلم نحن معناها ولا أصلها, وكان في لغة العرب الواسعة ما يكفي للبحث عن أسماء صحيحة لهذه الأشياء, ولله دَرُّ حافظ إبراهيم، شاعر النيل حين تكلم على لسان اللغة العربية فقال: رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عداتي أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي إلى آخر القصيدة الجميلة التي تشتكي فيها اللغة العربية من تسرب الأسماء الأعجمية والأجنبية إليها. هذه أهم الأسماء التي ورد النهي عنها, وأود أن أشير إلى أنه جاء في القرآن الكريم ذكر الكنى، وأن هذا الموضع الذي جاء ذكره إنما يقصد فيه النهي عن الكنى المذمومة التي لا يرضى بها أصحابها, وذلك لأن سبب نزول الآية كما ذكر المفسرون أن الناس لما جاء الرسول عليه السلام إلى المدينة ربما كان للواحد منهم اسمان فيكره أحدهما, فنزلت هذه الآية. وبذلك نكون قد انتهينا إن شاء الله من مبحث الأسماء والألقاب والكنى, وفي الأسبوع القادم سنطرح موضوعاً جديداً إن شاء الله تعالى. أما الآن فإلى الأسئلة. "
ـ[ابو بكر البغدادي]ــــــــ[31 - 05 - 09, 08:41 ص]ـ
نعم وجدته في منتديات الشبكة الإسلامية على شكل محاضرة وهذا هو نصها المذكور اعلاه
(ما يكره من الألقاب) جزء من محاضرة: (الأسماء والكنى والألقاب) للشيخ: (سلمان العودة)
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:31 ص]ـ
ذكر الشيخ بكر رحمه الله فى كتابه [تغريب الألقاب العلمية] أن هذا اللفظ مُحدث وهو من كلام الغربيين وأول مَن أطلق عليهم هم رجال الكنيسة فكانت كلمة دكتور تطلق فقط على أستاذ اللاهوت ..
كما أن الشيخ رحمه الله لم يكتب الدكتور على أي من كتبه التى وقفت عليها بل يكتب بكر بن عبد الله أبو زيد من غير دكتور ولا شئ ..
وراجع الكتاب ففيه كثير فائدة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/365)
ـ[ابو بكر البغدادي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 05:26 م]ـ
ذكر الشيخ بكر رحمه الله فى كتابه [تغريب الألقاب العلمية] أن هذا اللفظ مُحدث وهو من كلام الغربيين وأول مَن أطلق عليهم هم رجال الكنيسة فكانت كلمة دكتور تطلق فقط على أستاذ اللاهوت ....
كثير من الشيوخ تسبق اسمائهم كلمة دكتور فهل اطلعوا على هذا ام لا وما هو دليلهم لابد هنالك شيئ يا ريت من يعرف ان ينقذنا بالجواب
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على ذكر كلمة {دكتور} أي {ديك ثور} من المركب المزجي،اتصل بي مدير كلية اسلامية في أوروبا، بالهاتف وقال لي نحن،محتاجون اليك، وطلب مني الحضور الى مقر الكلية،فوعدته خيرا وحضرت الى مقر الكلية،وبدأنا في الحديث، وسألني أين درستم وتلقيتم العلم؟
فأجبته الى سؤاله،وذكرت له شيوخي في المغرب وشيوخي في الشام،الذين تلقيت عنهم العلوم الشرعية من فقه وأصوله،وحديث وعلومه ونحو وصرف وبلاغة وتفسير وسيرة وتوحيد وتجويد الخ،لكن بما أني لا أحمل حرف الدال {د} دكتور، عينت أستاذا في المعهد التابع للكلية،لغير الناطقين بالعربية،مع العلم أن بعض من يدرس في الكلية لاينطبق عليه اسم المدرس لامن قريب ولامن بعيد،فأدركت عندها السر الذي كان يجعل الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله،لايرضى أن ينادى {ياشيخ} حتى قال لرجل مرة ناداه ياشيخ قال له قل لي {يادكتور} فالشيخ عندنا تقال للكلب! ورحم الله الشيخ محمد الزمزمي حينما قال: { .... فما دامت شهادة القرويين عنده في الصندوق فهو العالم ويحق له أن يفتي وان كان أجهل من حمار وأضل من بعير} ألا يعتبر هذا استهزاء وسخرية بالعلم وأهله بلى، فاللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:05 ص]ـ
هل هذا مما عمت به البلوى
ـ[ام حذيفة]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء
صدقا استفدت من الموضوع
لم انتبه مطلقا لهذا اللقب
افدتموني جزاكم الله خيرا
سنقاطع هذا اللقب باذن الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[11 - 10 - 09, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أليس علماء السلف كانوا يستخدمون كلمة "أستاذ" وهي أعجمية؟ حتى إن مسلماً قال عن البخاريّ رحمهما الله: "أستاذ الأستاذين"؟ فلا نحمّل اللفظة أكثر مِمَّا تحتمل.
والله أعلى وأعلم
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 06:06 م]ـ
المشكلة يا أخ احمد
ان هذه المصطلحات ستتمدد ولن تقف اذا اطلقنا لها العنان فغدا بدل العلامة البروفيسور وهكذا
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[11 - 10 - 09, 09:14 م]ـ
أبيات اعجبتني ذكرها الشيخ العلامة بكر ابو زيد رحمه ربي رحمةًَ واسعة في كتابه ((تغريب الألقاب العلمية
استبدلوا لفظ الفقيه بغيره **** و من العجيب محدثون دكاتره
والله لو علم الجدود بفعلنا **** لأتخذوها في المجالس نادرة
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
عودة حميدة الى موضوع الدكتور والدكاترة،فكلمة الدكتور،لا وجود لها في القاموس الإسلامي،فما قاله العلامة الشيخ بكر يغني ويكفي،لكنها أي كلمة دكتور من الناحية اللغويةفهي مركبة من كلمتين، والأخوة الذين يدرسون اللغة العربية يعرفون هذا، فالتركيب في علم النحو أنواع،نقتصر على المشهور منها:
ـ الإضافي
ـ التقييدي
ـ الإسنادي
ـ المزجي،وكلمة الدكتور هي من هذا النوع، {الدكتور} مركب من {ديك} و {ثور} وهذا الثور هو ذلكم الثور الذي أكله الأسد،يوم الغدر والخيانة، ثم حذفت الياء من {ديك} فأصبح هكذا {دك} ثم قلبوا الثاء تاء،لأن الثاء من خصائص لغة الضاد، ولا توجد في اللغات الميتة،فأصبحت الكلمة المركبة تركيبا مزجيا هكذا {دكتور} نكرة،ثم حاولوا تعريفها فادخلوا عليها {{أل}} فصارت معرفة وعلما على {الجهل} وهاأنا أنقل لكم قصة واقعية،ثم نترك للقارئ أن يتأمل، {يتبع}
ـ[ابو بكر البغدادي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..
أليس علماء السلف كانوا يستخدمون كلمة "أستاذ" وهي أعجمية؟ حتى إن مسلماً قال عن البخاريّ رحمهما الله: "أستاذ الأستاذين"؟ فلا نحمّل اللفظة أكثر مِمَّا تحتمل.
والله أعلى وأعلم
جهنم وتنور وأستاذ كلها فارسي معرب نحن لسنى نتكلم عن المستعرب
كلا بل نتكلم مصطلحات فقهية نأخذها من اليهود مثل حاخام شارح
لكتابهم سموه دكتور نحن نتشابة في كلمة عندنا اصلها ذكرت في القرآن
وتوارثناها عن اجدادنا فمالنا نترك ماعندنا ونأخذ من اليهود
الخلاصة الفرق مابين كلمة دكتور والمستعرب
المستعرب سميه لنا شيئ لم نسميه من قبل اما كلمة دكتور فجاءة فوق
شيئ له اسم محترم عندنا وهو شيخ محدث قارئ امام مجتهد نابغة
علامة فالماذا نرغب عن هذه المصطلحات الجميلة الى دكتور (حاخام شارح) الخ
abdalrahim6@gmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/366)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[05 - 11 - 09, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهنم وتنور وأستاذ كلها فارسي معرب نحن لسنى نتكلم عن المستعرب
كلا بل نتكلم مصطلحات فقهية نأخذها من اليهود مثل حاخام شارح
لكتابهم سموه دكتور نحن نتشابة في كلمة عندنا اصلها ذكرت في القرآن
وتوارثناها عن اجدادنا فمالنا نترك ماعندنا ونأخذ من اليهود
الخلاصة الفرق مابين كلمة دكتور والمستعرب
المستعرب سميه لنا شيئ لم نسميه من قبل اما كلمة دكتور فجاءة فوق
شيئ له اسم محترم عندنا وهو شيخ محدث قارئ امام مجتهد نابغة
علامة فالماذا نرغب عن هذه المصطلحات الجميلة الى دكتور (حاخام شارح) الخ
abdalrahim6@gmail.com بارك الله فيك .. مَن قال إن كلمة دكتور مأخوذة عن اليهود؟ هذه كلمة لاتينية معروفة ودخلت في معظم لغات العالم، ومن بينها لغتنا العربية المعاصرة. فهي كلمة معرَّبة شأنها شأن أستاذ.
وبالطبع أنا معك أنّ الأولى هو العودة إلى جذورنا العربية المتينة لإحياء الألقاب والمصطلحات والتسميات الأصيلة، حتى نستغني عن تلك الدخيلة.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 08:10 م]ـ
كثير من الشيوخ تسبق اسمائهم كلمة دكتور فهل اطلعوا على هذا ام لا وما هو دليلهم لابد هنالك شيئ يا ريت من يعرف ان ينقذنا بالجواب
أعجبني في هذا ما قاله مؤلف المشوق إلى القراءة و طلب العلم في حاشية طبعته الرابعة , ص 7\:
لكن بعض الصالحين لم يستطع التخلص من ضغط الواقع في اعتبار هذه (الألقاب السحرية) كل شيء, فمع يقينه أنها لا شيء إلا أنه ـ دائما ـ لا يستطيع أن يكتب اسمه دون أن يسبقه ب (اللقب) , و تالله لو وضع قبل اسمه ما شاء الله من ألقاب و شارات لما أغناه ذلك شيئا, و لكنه اللقب, فمتى سلب سلب معه كل شيء.
و كم من شهادات يغر جمالها********* و قيمتها النقش الذي في إطارها(55/367)
الجواب بالإلزام على شبهة علو الله علو مكانة ومنزلة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 05:58 ص]ـ
الجواب بالإلزام على شبهة علو الله علو مكانة ومنزلة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ,ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
لعل من الشبه القوية لمن نفى علو الله على خلقه؛ الاستدلال بأن علو الله علو مكانة ومنزلة وقهر وليس علوا حقيقيا؛ والاستدلال على ذلك بأسلوب من أساليب لغة العرب؛ بأن العرب تقول فلان فوق فلان وتريد به العلو المعنوي وليس الحقيقي.
ولعل من أقوى الأدلة التي وقفت عليها في رد هذه الشبهة؛ الرد عليهم بالإلزام في مسألة أخرى يقررونها؛ أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولم أر من نبه إليها - حسب علمي-؛ وهي كالآتي:
الفلاسفة المنتسبون للإسلام كابن سينا وغيره يرون أن هذا العالم موجب بالذات أي ملازم لذات الله أزلا؛ أي يقارنه مقارنة العلة للمعلول , ولا يتقدم عليه ويرون أن العالم قديم بقدم موجبه.
وهؤلاء الفلاسفة يجيبون من أثبت لله أولية أو قدما بأن هذه الأولية والتقدم ليس تقدما حقيقيا , وإنما هو تقدم وأولية في المنزلة والمكانة؛ ويستدلون على ذلك بأن لغة العرب تحتمل ذلك؛ فالعرب تقول فلان يتقدم فلان , ويريدون به التقدم المعنوي وليس الحقيقي!
ومعلوم أن من الصفات السلبية التي يثبتها = الأشاعرة = لله = صفة القدم = وهي انتفاء العدم السابق؛ وهو بمعنى الأولية والتقدم؛ وقد اشتد الأشاعرة على خصومهم الفلاسفة في المسألة المتقدمة وهي مسألة قدم العالم؛ وأثبتوا لله تقدما حقيقيا وليس فقط معنويا.
فيأتي الآن الإلزام:
وهو أن يقال لهؤلاء الأشاعرة ما تجيبون به أولئك الذين يجعلون تقدم الباري تقدم رتبة ومنزلة وليس ذاتيا حقيقيا؛ نجيبكم به أهل السنة والجماعة أن علو الله على خلقه علوا ذاتيا حقيقيا؟
فهذه المسألة شبيهة بذلك!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن جعل علوه على العالم ليس إلا بالرتبة والقدرة ونحوهما؛ فهو شبيه بمن جعل تقدمه على العالم ليس إلا بالرتبة والتوليد ونحوهما , وهذا في الحقيقة إنكار لكونه الأول وإثبات لمقارنة العالم له في الزمان , وذلك إنكار لكونه هو الظاهر وإثبات لمقارنة العالم له في المكان , وكلا القولين يعود إلى تعطيل الصانع في الحقيقة.
بيان تلبيس الجهمية (5|178,179)
وقال رحمه الله: ومن أعطى النظر حقه علم أن هؤلاء الملاحدة قلبوا الحقيقة ,ونفوا عن الرب التقدم الحقيقي ومنعوا إمكان التقدم الحقيقي بحال كما أنهم وملاحدة المتكلمين في العلو قلبوا الحقيقة فنفوا عن الرب العلو الحقيقي والمباينة الحقيقية بل منعوا إمكان العلو الحقيقي والمباينة الحقيقة ... والتقدم والتأخر قسيمان للمقارنة التي يعبر عنها بلفظ (مع) فيقال هو متقدم عليه أو متأخر عنه أو هو معه وإذا كان كذلك فالتقدم والتأخر والمقارنة إنما هي بالزمان والمكان كما أنه المستعمل في ذلك إذا قلب الزمان والمكان وهي الألفاظ التي تسمى ظروف الزمان والمكان.
بيان تلبيس الجهمية (5|192,193)
وهذه فائدة مهمة جدا - في ظني - لمن تدبرها.
والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 11:49 ص]ـ
وهذه فائدة مهمة جدا - في ظني - لمن تدبرها.
زادك الله من فضله ومنه.
نعم فائدة مهمة جدًا، أفدتنا بها بارك الله فيك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وقال شيخ الإسلام: والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة كما أن التقدم على الشيء قد يقال إنه بمجرد الرتبة كما يكون بالمكان مثل تقدم العالم على الجاهل وتقدم الإمام على المأموم فتقدم الله على العالم ليس بمجرد ذلك بل هو قبله حقيقة؛ فكذلك العلو على العالم قد يقال إنه يكون بمجرد الرتبة كما يقال العالم فوق الجاهل وعلو الله على العالم ليس بمجرد ذلك بل هو عال عليه علوا حقيقيا وهو العلو المعروف والتقدم المعروف فهذا هو الذي يدل عليه ما ذكره من الموازنة والمقابلة وكلاهما حق يقولون به فعلم أن الحجة عليه لا له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/368)
بيان تلبيس الجهمية (1|111) ط. الأولى
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 06 - 09, 01:28 م]ـ
لله درك أيها الحبيب الغريب .. ولله در شيخ الإسلام بصدق الذي جعله الله سببا لانتشار الحق؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 06 - 09, 02:32 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[17 - 06 - 09, 08:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم جميعا و رغم ان مسألة العلو متفق عليها بين الصحابة و السلف الا ان كثير من الناس يحبون الجدل فى هذا الموضوع و فيما يلى اقوال علماء السلف
قول حماد البوشنجي الحافظ:
روى شيخ الإسلام الهروي بإسناده إلى حماد بن هناد البوشنجي قال: هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار , وما دلت عليه مذاهبهم فيه , وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها , أن الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه. وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان. انتهى. ونقله الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية».
قول إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة:
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتابه «معرفة علوم الحديث»: سمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته , فهو كافر بربه , يستتاب , فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل , حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين , إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» ما رواه الشيخ الأنصاري بإسناده إلى خزيمة أنه قال: نحن نؤمن بخبر الله سبحانه أن خالقنا مستو على عرشه. وقال في كتاب «التوحيد»: «باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعال لما يشاء على عرشه وكان فوقه فوق كل شيء عاليا» ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة , ثم قال: «باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق السماء من الإيمان» وذكر فيه حديث الجارية.
قول الإمام الطحاوي:
قال في عقيدته المشهورة «ذكر بيان السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملّة أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن» نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله - إلى أن قال – والعرش والكرسي حق وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه. انتهى المقصود من كلامه.
قول الحسن بن علي بن خلف البربهاريّ:
ذكر القاضي أبو الحسين في «طبقات الحنابلة» أن البربهاريّ قال في «شرح كتاب السنة»: ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن , وما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه , وهو جل ثناؤه واحد: ? ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ? وهو على عرشه استوى , علمه بكل مكان لا يخلو من علمه مكان. انتهى المقصود من كلامه.
قول أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال في «كتاب السنة» له: «باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه بائن من خلقه» ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك.
قول أبي الحسن الأشعري:
قال في كتابه «مقالات الإسلاميين , واختلاف المصلين» جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله , وما جاء من عند الله , وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئاً إلى أن قال: وأن الله سبحانه على عرشه كما قال تعالى: ? الرحمن على العرش استوى ? ثم قال بعد إيراد أقوال أصحاب الحديث والسنة: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/369)
وقال في كتاب «الإبانة عن أصول الديانة» إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: ? الرحمن على العرش استوى ? واستدل بآيات من القرآن على علو الرب فوق السموات , ومنها قول الله عز وجل: ? أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ? ثم قال: فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال: ? أأمنتم من في السماء ? لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء. فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال: ? أأمنتم من في السماء ? يعني جميع السموات. وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش. انتهى.
قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري:
قد ذكرت كلامه في ذلك مع أقوال الذين نقلوا الإجماع على أن الله تعالى فوق العرش , وعلمه محيط بكل شيء من خلقه , وقد ذكر أن هذا قول المسلمين.
وقال في كتاب «الشريعة» قال جل ذكره: ? سبح اسم ربك الأعلى ? وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح دعاءه يقول: «سبحان ربي الأعلى الوهاب» وكان جماعة من الصحابة إذا قرءوا ? سبح اسم ربك الأعلى ? قالوا: سبحان ربنا الأعلى. منهم علي بن أبي طالب , وابن عباس , وابن مسعود , وابن عمر رضي الله عنهم , وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود: «سبحان ربي الأعلى ثلاثاً» وهذا كله يقوي ما قلنا أن الله عز وجل العلي الأعلى , عرشه فوق السموات العلى , وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية. نعوذ بالله من سوء مذهبهم.
وقال أيضاً: ومما يحتج به الحلولية مما يلبسون به على من لا علم معه قول الله عز وجل: ? هو الأول والآخر والظاهر والباطن ? وقد فسر أهل العلم هذه الآية: هو الأول قبل كل شيء من حياة وموت , والآخر بعد كل شيء بعد الخلق , وهو الظاهر فوق كل شيء , يعني ما في السموات , وهو الباطن دون كل شيء يعلم ما تحت الأرضين , دل على هذا آخر الآية: ? وهو بكل شيء عليم ? كذا فسره مقاتل بن حيان , ومقاتل ابن سليمان , وبينت ذلك السنة. ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء».
قال: ومما يلبسون به على من لا علم معه قوله تعالى: ? وهو الله في السموات وفي الأرض ? وبقوله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? وهذا كله إنما يطلبون به الفتنة. كما قال الله عز وجل: ? فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ? وعند أهل العلم من أهل الحق: ? وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ? هو كما قال أهل الحق: يعلم سركم. مما جاءت به السنن أن الله عز وجل على عرشه , وعلمه محيط بجميع خلقه , يعلم ما تسرون وما تعلنون , يعلم الجهر من القول , ويعلم ما تكتمون. وقوله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? فمعناه أنه جل ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض , هو الإله يعبد في السموات , وهو الإله يعبد في الأرض , هكذا فسره العلماء. ثم روى بإسناده عن قتادة في قول الله عز وجل: ? وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ? قال: هو إله يعبد في السماء , وإله يعبد في الأرض. انتهى.
قول الحافظ أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه
أنه قال في كتاب «العظمة»: ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظمة خلقهما,
وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه , ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك.
قول أبي الحسن بن مهدي تلميذ الأشعري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/370)
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» أنه قال في كتاب «مشكل الآيات» له: اعلم أن الله في السماء فوق كل شيء , مستو على عرشه بمعنى أنه عالٍ عليه , ومعنى الاستواء الاعتلاء كما تقول العرب: استويت على ظهر الدابة , واستويت على السطح بمعنى علوته , يدل على أنه في السماء عالٍ على عرشه قوله: ? أأمنتم من في السماء ? وقوله: ? يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ? وقوله: ? إليه يصعد الكلم الطيب ? وقوله: ? ثم يعرج إليه ? ثم قال: فإن قيل: ما تقولون في قوله: ? أأمنتم من في السماء ? قيل معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش كما قال: ? فسيحوا في الأرض ? بمعنى على الأرض. وقال: ? لأصلبنكم في جذوع النخل ? فكذلك: ? أأمنتم من في السماء ? انتهى المقصود من كلامه ملخصاً.
قول ابن بطة العكبري:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين أن على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه , وذكرت أيضاً كلامه على معنى قوله تعالى: ? وهو معكم ? وقوله: ? وهو الله في السموات وفي الأرض ? وقوله: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? وفيه الرد على من قال: إن الله معنا وفينا .. فليراجع كلامه.
قول أبي محمد بن أبي زيد القيرواني شيخ المالكية:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الأمة على أن الله تعالى فوق سمواته دون أرضه , وأنه في كل مكان بعلمه. ثم ذكر أن هذا قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث.
وقال في مقدمة رسالته المشهورة «باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات»: من ذلك الإيمان بالقلب , والنطق باللسان , بأن الله إله واحد لا إله غيره , ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له , وأنه فوق عرشه المجيد بذاته , وهو بكل مكان بعلمه. انتهى المقصود من كلامه. وقد نقله ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» وأقره قال: وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه. ونقل عنه أيضاً أنه قال في «مختصر المدونة»: وأنه تعالى فوق عرشه بذاته , فوق سبع سمواته دون أرضه. انتهى. وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «القاعدة المراكشية» قول ابن أبي زيد: إن الله تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , وهو في كل مكان بعلمه. وقال أيضاً: صرح ابن أبي زيد في «المختصر» بأن الله في سمائه دون أرضه. قال شيخ الإسلام أبو العباس: هذا لفظه. قال: والذي قال ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة أهل السنة من جميع الطوائف. انتهى. ونقل الذهبي في كتاب «العلو» قول ابن أبي زيد. وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , ثم قال: وقد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة , وعثمان بن سعيد الدارمي. وكذلك أطلقها يحيى بن عمار واعظ سجستان في رسالته , والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب «الإبانة» له فإنه قال: وأئمتنا كالثوري ومالك والحمادين وابن عيينة وابن المبارك والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته , وأن علمه بكل مكان , وكذا أطلقها ابن عبد البر , وكذا عبارة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري فإنه قال: وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه , وكذا قال أبو الحسن الكَرَجي الشافعي في تلك القصيدة:
عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب
وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلامة تقي الدين ابن الصلاح: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، وكذا أطلق هذه اللفظة أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ، والشيخ عبد القادر الجيلي، والمفتي عبد العزيز القحيطي وطائفة. والله تعالى خالق كل شيء بذاته. ومدبر الخلائق بذاته بلا معين ولا مؤازر، وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا، وبين كونه تعالى فوق العرش، فهو كما قال، ومعنا بالعلم، وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول: ? الرحمن على العرش استوى ? وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه، وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام. انتهى كلام الذهبي. وقد ذكرت بعد تعقيبه على ذكر الذات في كلام أبي نصر السجزي أن ذكر الذات ليس من فضول الكلام، وإنما هو من الإيضاح والتفريق بين علو الله تعالى فوق عرشه بذاته، وبين معيته بالعلم مع الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/371)
قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على خلاف من قال: إن الله في كل مكان , وعلى تخطئة قائل ذلك، وذكرت أيضاً قوله في إثبات استواء الله على عرشه وما استدل به من الآيات فليراجع كلامه.
قول الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه في سمائه دون أرضه , وأنه بائن من خلقه , والخلق بائنون من لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم.
قول معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني:
ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «الفتوى الحموية الكبرى» عنه أنه قال: أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة , وموعظة من الحكمة , وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين. قال فيها: وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل , والاستواء معقول , والكيف فيه مجهول , وأنه عز وجل مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق منه بائنون بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة , لأنه الفرد البائن من الخلق , الواحد الغني عن الخلق. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية».
قول أبي القاسم عبد الله بن خلف المقري الأندلسي:
نقل ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه ذكر حديث النزول ثم قال: في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش فوق سبع سموات – ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن. وذكر قول مالك بن أنس: الله عز وجل في السماء , وعلمه في كل مكان , لا يخلو من علمه مكان. إلى أن قال: ومن الحجة أيضاً في أن الله سبحانه وتعالى على العرش فوق السموات السبع أن الموجودين أجمعين إذا كربهم أمر رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم. وقوله صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها أن يعتقها: «أين الله»؟ فأشارت إلى السماء. ثم قال لها: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله , قال: «اعتقها فإنها مؤمنة» فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها برفع رأسها إلى السماء , ودل على ما قدمناه أنه على العرش , والعرش فوق السموات السبع. انتهى.
قول أبي عبد الله محمد بن أبي نعيس المالكي المشهور بابن أبي زمنين:
نقل ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة «باب الإيمان بالعرش» ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل: ? الرحمن على العرش استوى ? إلى أن قال: ومن قول أهل السنة أن الله بائن من خلقه , متحجب عنهم بالحجب , تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كثيراً – وذكر حديث النزول ثم قال: وهذا الحديث يبين أن الله تعالى على عرشه في السماء دون الأرض. انتهى. وقد ذكرت بعض كلامه مع أقوال الذين نقلوا إجماع أهل السنة على أن الله تعالى مستو على عرشه , بائن من خلقه. وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في الفتاوى جملة من أول كلامه. وذكر عنه أنه قال: فسبحان من بَعُدَ فلا يرى , وقرب بعلمه وقدرته.
قول القاضي عبد الوهاب المالكي:
نقل ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته , نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه , ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى.
قول الإمام أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد:
ذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه قال في عقيدته: وأنه سبحانه مستو على عرشه , وفوق جميع خلقه كما أخبر في كتابه , وعلى ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل , ولا تحريف ولا تأويل.
قول الحافظ أبي القاسم اللالكائي:
قد ذكرت كلامه في أول الفصل , وإنما قدمته من أجل ما ذكر فيه عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة رضي الله عنهم , ومن التابعين: ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان , ومن الأئمة مالك والثوري وأحمد , فكل هؤلاء يقولون: إن الله على عرشه وعلمه بكل مكان. وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/372)
قول يحيى بن عمار السجستاني الواعظ:
ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «القاعدة المراكشية» والذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال في رسالته: لا نقول كما قالت الجهمية إنه تعالى مداخل للأمكنة , وممازج بكل شيء , ولا نعلم أين هو. بل نقول: هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء , وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء , وذلك معنى قوله: ? وهو معكم أينما كنتم ? وقد ذكر ابن القيم بعض هذا الكلام في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية».
قول القادر بالله أمير المؤمنين:
قال الذهبي في كتاب «العلو» له معتقد مشهور قرئ ببغداد بمشهد من علمائها وأئمتها , وأنه قول أهل السنة والجماعة , وفيه أشياء حسنة. من ذلك: وأنه خلق العرش لا لحاجة , واستوى عليه كيف شاء.
قول أبي عمر الطلمنكي:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه , وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه , وأن معنى قوله: ? وهو معكم أينما كنتم ? ونحو ذلك في القرآن أن ذلك علمه , وأن الله فوق السموات بذاته , مستو على عرشه كيف شاء , وأن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز , وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «القاعدة المراكشية» عن أبي عمر الطلمنكي أنه ذكر في كتابه الذي سماه «الوصول إلى معرفة الأصول» عن أهل السنة والجماعة أنهم متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه. قال شيخ الإسلام: وكذلك ذكر محمد بن عثمان بن أبي شيبة حافظ الكوفة في طبقة البخاري ونحوه. ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة , وكذلك ذكره يحيى بن عمار السجستاني الإمام في رسالته المشهورة التي كتبها إلى ملك بلاده. وكذلك ذكر أبو نصر السجزي الحافظ في كتاب «الإبانة» له. وكذلك ذكر شيخ الإسلام الأنصاري وأبو العباس الطرقي (?) والشيخ عبد القادر الجيلي ومن لا يحصى عدده إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه. انتهى. وقد تقدم ذكر أخره بعد كلام السجزي في أول الفصل.
قول أبي عثمان الصابوني:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل عن أصحاب الحديث أنهم يعتقدون ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه , وأن علماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته.
قول أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي:
ذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه قال في كتابه في أصول الدين: ومن صفاته تبارك وتعالى فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته كما وصف نفسه في كتابه , وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف – ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن إلى أن قال: وعلماء الأمة واعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه. وعرشه فوق سبع سمواته , ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك: نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته على عرشه , بائن من خلقه. وساق قول ابن خزيمة: من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر – ثم ذكر حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين الله؟» فأشارت إلى السماء فقال لها: «من أنا؟» فأشارت إليه وإلى السماء. تعني أنك رسول الله الذي في السماء فقال: «اعتقها فإنها مؤمنة» فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. انتهى.
قول الإمام أبي بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي فقيه نيسابور:
ذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» ما رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي عنه أنه قال: لا أصلي خلف من لا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه بائن من خلقه.
قول أبي نصر السجزي:
قد ذكرت كلامه في أول الفصل وما نقله عن الثوري ومالك والحمادين وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد وإسحاق أنهم متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان , وإنما قدمت كلامه في أول الفصل من أجل ما نقله عن هؤلاء الأئمة من الاتفاق على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان , وفي هذا الاتفاق رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.
قول إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/373)
ذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه قال في كتاب «الحجة» «باب في بيان استواء الله على عرشه» قال الله تعالى: ? الرحمن على العرش استوى ? وذكر آيات ثم قال: قال أهل السنة: الله فوق السموات لا يعلوه خلق من خلقه , ومن الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم , ويدعونه ويرفعون إليه رءوسهم وأبصارهم – ثم قال: «فصل في بيان أن العرش فوق السموات وأن الله سبحانه وتعالى فوق العرش» إلى أن قال: قال علماء السنة: إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه. وقالت المعتزلة: هو بذاته في كل مكان – إلى أن قال: وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? قال: هو على عرشه , وعلمه في كل مكان – إلى أن قال: وزعم هؤلاء – يعني المعتزلة – أنه لا تجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرءوس والأصابع إلى فوق , فإن ذلك يوجب التحديد , وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى , ونطق بذلك القرآن , فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات. وعند المسلمين أن لله عز وجل علو الغلبة , والعلو من سائر وجوه العلو , لأن العلو صفة مدح فنثبت أن لله تعالى علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة. وفي منعهم الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل , لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق في الدعاء والسؤال , واتفاقهم بإجماعهم على ذلك حجة , ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق. انتهى المقصود من كلامه.
قول أبي عمر بن عبد البر:
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين على القول بأن الله تعالى على العرش وعلمه في كل مكان , وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله , وذكرت له أيضاً كلاماً حسناً على حديث النزول فليراجع كل ما تقدم عنه.
قول أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي:
قال في كتابه المسمى ب «الاعتقاد»: «باب القول في الاستواء» قال الله تبارك وتعالى: ? الرحمن على العرش استوى ? ثم ذكر آيات في ذكر استواء الرب على العرش , وآيات في ذكر علو الله على خلقه , وقد ذكر الآيات أيضاً والكلام عليها في كتابه المسمى ب «الأسماء والصفات» ونقلت من كلامه ما يتعلق بالرد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية فليراجع ذلك مع الكلام على قول الله تعالى: ? أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ? الآية.
قول أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال في كتاب «الحجة» له , وأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه كما قال في كتابه.
قول أبي جعفر الهمداني:
قال شارح العقيدة الطحاوية: ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين , وهو يتكلم في نفي صفة العلو ويقول: كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان. فقال الشيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا , فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة يطلب العلو , ولا يلتفت يمنة ولا يسرة. فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا؟ قال: فلطم أبو المعالي على رأسه ونزل , وأظنه قال: وبكى , وقال: حيّرني الهمداني. وقد ذكر هذه القصة ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» بنحو ما ذكرها شارح العقيدة الطحاوية. وذكرها الذهبي في كتاب «العلو» فقال: قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني: أنبأنا عبد القادر الحافظ بحران , أنبأنا الحافظ أبو العلاء , أنبأنا أبو جعفر ابن أبي علي الحافظ قال: سمعت أبا المعالي الجويني , وقد سئل عن قوله: ? الرحمن على العرش استوى ? فقال: كان الله ولا عرش , وجعل يتخبط في الكلام فقلت: قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيلة؟ فقال: ما تريد بهذا القول , وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت: ما قال عرف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق , فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة , فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت , وبكيت وبكى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/374)
الخلق , فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح يا للحيرة وخرق ما كان عليه , وانخلع وصارت قيامة في المسجد , ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة , فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيرني الهمداني. قال شارح العقيدة الطحاوية في الكلام على هذه القصة: أراد الشيخ أن هذا أمر فطر الله عليه عباده من أن يتلقوه من المرسلين يجدون في قلوبهم طلباً ضرورياً يتوجه إلى الله ويطلبه في العلو. انتهى.
قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال في كتاب «الصفات» له «باب استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة بائنا من خلقه من الكتاب والسنة» ثم ساق آيات وأحاديث – إلى أن قال: وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه وهو ينظر كيف تعملون. وعلمه وقدرته واستماعه ونظره ورحمته في كل مكان.
قول الحسين بن مسعود البغوي:
قال في الكلام على قول الله تعالى في سورة الحديد: ? وهو معكم ? بالعلم. وقال في الكلام على قول الله تعالى في سورة المجادلة: ? ما يكون من نجوى ثلاثة ? أي من إسرار ثلاثة ? إلا هو رابعهم ? بالعلم يعلم نجواهم.
قول أبي الحسن الكرجي وهو من كبار فقهاء الشافعية:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال في عقيدته الشهيرة:
عقيدة أصحاب الحديث فقد سمعت ... بأرباب دين الله أسمى المراتب
عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب
وقد ذكرت فيما تقدم قول الذهبي أنه مكتوب على هذه القصيدة بخط العلامة تقي الدين ابن الصلاح: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث.
قول العلامة أبي بكر محمد بن وهب المالكي في شرحه لرسالة الإمام أبي محمد بن أبي زيد:
ذكر الذهبي في كتاب «العلو» عنه أنه قال: أما قوله: «إنه فوق عرشه المجيد بذاته» فمعنى فوق وعلى عند العرب واحد. وفي الكتاب والسنة تصديق ذلك , وهو قوله تعالى: ? ثم استوى على العرش ? وقال: ? الرحمن على العرش استوى ? وقال: ? يخافون ربهم من فوقهم ? وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى – إلى أن قال: وقد تأتي لفظة «في» في لغة العرب بمعنى فوق كقوله: ? فامشوا في مناكبها ? و: ? في جذوع النخل ? و: ? أأمنتم من في السماء ? قال أهل التأويل: يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة , مما فهموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء , يعني فوقها وعليها , فلذلك قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه , ثم بيّن أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف , وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته. انتهى المقصود من كلامه. وقد ذكره ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية».
قول الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي:
ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في «الفتوى الحموية الكبرى» و الذهبي في كتاب «العلو» وابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه قال في كتاب «الغنية»: أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار , فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد – إلى أن قال: وهو بجهة العلو مستو على العرش , محتو على الملك محيط علمه بالأشياء: ? إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ? ? يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ? ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان. بل يقال: إنه في السماء على العرش كما قال: ? الرحمن على العرش استوى ? وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل , وأنه استواء الذات على العرش , وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل , على كل نبي أرسل , بلا كيف. قال ابن القيم: هذا نص كلامه في «الغنية» وذكر ابن القيم أيضاً عنه أنه قال في كتابه «تحفة المتقين وسبيل العارفين»: و الله تعالى بذاته على العرش وعلمه محيط بكل مكان.
قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/375)
ذكر ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» عنه أنه صرح بالفوقية بالذات فقال: وهو على عرشه بوجود ذاته. قال ابن القيم: هذا لفظه وهو إمام في السنة. ثم ذكر ابن القيم عنه أنه قال: إنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه , قال: وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: ? سبِّح اسم ربِّك الأعلى ? وأن لله علو الغلبة , والعلو العلى من سائر وجوه العلو , لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل , فنثبت بذلك أن لله علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة. وجماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله جل ثناؤه من جهة الفوق في الدعاء والسؤال. فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق حجة. ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق. انتهى.
وقد تقدم في كلام إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي مثل ما ذكره الزنجاني من الإجماع على الإشارة إلى الله تعالى من جهة الفوق , وأنه لم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل , ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق. وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية. ولو كان الأمر على ما زعمه من قال على الله بغير علم لكان يجوز أن يشار إلى الله تعالى من سائر الجهات. وهذا خلاف إجماع المسلمين.
قول الشيخ الموفق أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي:
قد ذكرت فيما تقدم أنه نقل إجماع السلف على أن الله تعالى فوق العرش , وذكرت أيضاً كلامه في كتابه «إثبات صفة العلو» وما ذكر فيه من إجماع جميع العلماء من الصحابة والأئمة من الفقهاء على إثبات صفة العلو لله تعالى , وأن الأخبار قد تواترت في ذلك على وجه حصل به اليقين. فليراجع كلامه في ذلك. الله سبحانه وتعالى وليراجع أيضاً ما ذكره مما جعله الله مغروزاً في طبائع الخلق عند نزول الكرب من لحظ السماء بالأعين , ورفع الأيدي للدعاء نحوها. وانتظار مجيء الفرج من الله تعالى , وأنه لا ينكر ذلك إلا مبتدع غالٍ في بدعته , أو مفتون بتقليده على ضلالته.
قول أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي مؤلف التفسير الكبير المسمى ب «الجامع لأحكام القرآن»:
قال في كتابه المسمى ب «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى» وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى , كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة , ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها ب «الإيماء إلى مسألة الاستواء» وحكايته عن القاضي عبد الوهاب أنه استواء الذات على العرش وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري كبير الطائفة , وأن القاضي عبد الوهاب نقله عنه نصاً وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه , وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهم من الأندلسيين , ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولاً: وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار , وقال جميع الفضلاء الأخيار: إن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه , هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات. انتهى. وقد نقله ابن القيم في كتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» وأقره.
قول شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية:
قال في بعض فتاويه: والرب سبحانه فوق سمواته على عرشه , بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته , ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. انتهى. وهو في صفحة 406 من الجزء الأول من مجموع الفتاوى المطبوع في القاهرة في سنة 1326 ه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/376)
وقال في أول «الفتوى الحموية الكبرى»: فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها , ثم عامة كلام الصحابة والتابعين , ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نص أو ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى , وهو فوق كل شيء , وأنه فوق العرش , وأنه فوق السماء ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن , ثم قال: وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بكلفة – وذكر عدة أحاديث في ذلك وقال بعد ذكرها – إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علماً يقيناً من ابلغ العلوم الضرورية أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين – أن الله سبحانه على العرش , وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته. ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفاً. ثم ليس في كتاب الله , ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان , ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف – حرف واحد يخالف ذلك. لا نصاً ولا ظاهراً. انتهى.
وفي كتب شيخ الإسلام وفتاويه من كلامه وما نقله عن أكابر العلماء في إثبات علو الرب على خلقه , وأنه سبحانه مستو على عرشه , بائن من خلقه , وتقرير ذلك بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع شيء كثير جداً. وقد ذكرت جملة منه فيما تقدم. وأما كلامه في المعية , وقوله إنها معية العلم فهو كثير أيضاً , وقد نقل أقوال بعض الذين حكوا الإجماع على ذلك في مواضع كثيرة من كتبه وفتاويه , وقد ذكرت بعض نقوله عنهم فيما تقدم فلتراجع ففيها أبلغ رد على من وعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.
وقد ذكر في «الفتوى الحموية الكبرى» عن سلف الأمة وأئمتها أئمة أهل العلم والدين
من شيوخ العلم والعبادة أنهم أثبتوا أن الله فوق سمواته على عرشه , بائن من خلقه وهم بائنون منه. وهو أيضاً مع العباد عموماً بعلمه , ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية , وهو أيضاً قريب مجيب. ففي آية النجوى دلالة على أنه عالم بهم. انتهى. وذكر في «شرح حديث النزول» قول الله تعالى في سورة الحديد: ? وهو معكم أينما كنتم ? وقوله تعالى في سورة المجادلة: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ? ثم قال: وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا: هو معهم بعلمه. وقد ذكر ابن عبد البر وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله , وهو مأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم.
ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ? وهو معكم ? قال: هو على العرش وعلمه معهم , قال: روى عن سفيان الثوري أنه قال: علمه معهم , وروى أيضاً عن الضحاك بن مزاحم في قوله: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? إلى قوله: ? أينما كانوا ? قال: هو على العرش وعلمه معهم. ورواه بإسناد آخر عن مقاتل ابن حيان. وهو ثقة في التفسير ليس بمجروح كما جرح مقاتل بن سليمان. وذكر أيضاً ما رواه عبد الله بن أحمد عن الضحاك في قوله تعالى: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ? قال: هو على العرش , وعلمه معهم , وروى أيضاً عن سفيان الثوري في قوله: ? وهو معكم أينما كنتم ? قال علمه. وذكر أيضاً ما رواه حنبل بن إسحاق في كتاب «السنة» قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما معنى قوله تعالى: ? وهو معكم أينما كنتم ? و: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? إلى قوله: ? إلا هو معهم أينما كانوا ? قال: علمه , عالم الغيب والشهادة , محيط بكل شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم الغيب , ربنا على العرش بلا حد ولا صفة , وسع كرسيه السموات والأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/377)
قلت: قوله: بلا حد ولا صفة معناه أنه لا يحد استواء الرب على العرش ولا توصف كيفيته كما قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك بن أنس: الاستواء معلوم , والكيف غير معقول. قال شيخ الإسلام: وأيضاً فإنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم , فكان السياق يدل على أنه أراد أنه عالم بهم. ثم ذكر أن لفظ المعية في اللغة – وإن اقتضى المجامعة والمصاحبة والمقارنة , فهو إذا كان مع العباد لم يناف ذلك علوه على عرشه , ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه , فمع الخلق كلهم بالعلم والقدرة والسلطان , ويخص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد. انتهى.
قول الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي:
قد صنف الذهبي رحمه الله تعالى في إثبات علو الله على عرشه كتابه المسمى ب «العلو للعلي الغفار» وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه ومع الخلق بعلمه , وقال في أثناء الكتاب: ويدل على أن الباري تبارك وتعالى عالٍ على الأشياء فوق عرشه المجيد , غير حال في الأمكنة قوله تعالى: ? وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ? ثم ساق آيات وأحاديث كثيرة في إثبات العلو فليراجع , وليراجع الكتاب كله فإنه كثير الفوائد عظيم المنفعة.
قول العلامة شمس الدين ابن القيم:
قد صنف ابن القيم رحمه الله تعالى في إثبات علو الله على خلقه كتابه المسمى ب «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه , وهو مع الخلق بعلمه , فليراجع الكتاب كله فإنه كثير الفوائد عظيم المنفعة.
ولابن القيم أيضاً فصول في كتابه المسمى ب «الكافية الشافية» وفي كتابه المسمى ب «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» قرر فيها علو الرب تبارك وتعالى فوق جميع المخلوقات , ورد فيها على أهل التشبيه والتعطيل. فلتراجع أيضاً.
قول الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير:
قال في تفسير سورة الحديد وقوله تعالى: ? وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ? أي رقيب عليكم , شهيد على أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم من بر أو بحر , في ليل أو نهار , في البيوت أو في القفار , الجميع في علمه على السواء , وتحت بصره وسمعه فيسمع كلامكم , ويرى مكانكم , ويعلم سركم ونجواكم. وقال في تفسير سورة المجادلة: ثم قال تعالى مخبراً عن إحاطة علمه بخلقه , واطلاعه عليهم وسماعه كلامهم , ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا فقال تعالى: ? ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة ? أي من سر ثلاثة ? إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ? أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم , ورسله أيضاً مع ذلك تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له. ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى , ولا شك في إرادة ذلك , ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم , وبصره نافذ فيهم , فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء. ثم قال تعالى: ? ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ? قال الإمام أحمد: افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم. انتهى.
فهذا ما تيسر إيراده من أقوال أكابر العلماء في إثبات العلو لله تعالى , وأنه فوق جميع المخلوقات , مستو على عرشه , بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , وأن معيته لخلقه معية العلم والإحاطة والاطلاع والسماع والرؤية. وأن له معية خاصة مع أنبيائه وأوليائه , وهي معية النصر والتأييد والكفاية. ولم يأت في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ما يدل على أن معية الله لخلقه معية ذاتية , وإنما جاء ذلك عن بعض أهل البدع , وهم الذين يقولون: إن الله بذاته فوق العالم , وهو بذاته في كل مكان. وهذا قول باطل مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع.
منقول من موقع التصوف العالم المجهول
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 06 - 09, 09:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ عبد الباسط، فهى بحق فائدة عظيمة.
وجزى الله بقية الإخوة خيرا على نقولهم الطيبة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 06 - 09, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهنا مسألة وهي أن قد يرد أحدهم فيقول أنه لا يجوز مقابلة المكان بالزمان؟
والجواب: أن الأشاعرة أنفسهم استعملوا مقابلة الزمان بالمكان والعكس.
قال الغزالي في التهافت:
الاعتراض أنه هذا كله من عمل الوهم , وأقرب طريق في دفعه المقابلة للزمان بالمكان .. .
نقلا تهافت التهافت (91) لابن رشد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/378)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:38 م]ـ
000000000(55/379)
ما رأيكم في كتاب الأدلبي حول الأشاعرة
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[04 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما رأيكم - إخوتي الأعزاء - عن كتاب للشيخ صلاح الدين بن أحمد الإدلبي
بعنوان "عقائد الأشاعرة: في حوار هادئ مع شبهات المناوئين"،
والذي ألفه ردا على كتاب "منهج الأشاعرة في العقيدة"؟
جزاكم الله خيرا
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[13 - 06 - 09, 06:30 م]ـ
اخواني الافاضل
من منكم مطلع على الكتاب وقادر على ادلاء رأيه عنه؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 10:42 م]ـ
هل هو رد على منهج الأشاعرة في العقيدة للشيخ سفر؟
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[14 - 06 - 09, 04:26 ص]ـ
اي .. نعم .. كما يبدو ..
جزيتم خيرا
ـ[أبوجواهر اليماني]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:41 م]ـ
هذا الرجل له كتاب في الرد على الألباني ويترفع في كتابه عن ذكر اسم الألباني بل بقول قال الباحث ويصغر كلمة باحث على منوال السقاف الذي كان يرد على الألباني ويصغر اسمه وأنا أعرف الرجل كان يدرس عندنا في جامعة الإمام فرع رأس الخيمة وله حقد عجيب في هذا الباب
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[15 - 06 - 09, 07:33 ص]ـ
كتابه هذا في الرد على الشيخ سفر: فيه لَسَن عجيب .. ومليء بالشبهات المضلة، لا ينبغي أن يقرأه إلا متضلع من عقيدة أهل السنة للرد عليه ..
فنصيحتي ألا تقرأه ولا أمثاله من الكتب واحفظ رأس مالك ..
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[22 - 04 - 10, 11:03 ص]ـ
هذا الرجل جلست معه منذ حوالي سنتين وكنت لا أعلم حينها منهجه فذكرت بعض أسماء علماء أهل السنة المعاصرين كالشيخ الألباني رحمه الله ةبرد مضجعه والشيخ الحويني حفظه الله وأمتع به
فتغير وجهه وغير مسار الحوار
والله المستعان
قال الإمام أحمد رحمه الله وبرد مضجعه: فُسَّاق أهل السنة أولياء الله، وزُهَّاد أهل البدعة أعداء الله
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[22 - 04 - 10, 02:40 م]ـ
على الرغم من عدم تخصصي في مثل هذه المواضيع، وعدم إطلاعي على الكتاب
إلا أني استغرب ممن يدعو إلى عدم قراءته
يا أخي لنطلع على الكتاب وما أشكل علينا نرجع فيه إلى أهل العلم ليبينوه لنا
ما كان فيه من حق يؤخذ به وما كان فيه من ضلال يرد عليه
كما استغرب من الجملة المنسوبة إلى الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله (فُسَّاق أهل السنة أولياء الله، وزُهَّاد أهل البدعة أعداء الله) كيف يكونوا فساقا وأولياء لله؟
كرهنا لإهل البدع لا يعني أن نجعل الفساق من أهل الولاية
إلا إذا كان هناك معنى لم ندركه في الجملة فبينوه لنا يرحمكم الله
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[22 - 04 - 10, 03:54 م]ـ
على الرغم من عدم تخصصي في مثل هذه المواضيع، وعدم إطلاعي على الكتاب
إلا أني استغرب ممن يدعو إلى عدم قراءته
يا أخي لنطلع على الكتاب وما أشكل علينا نرجع فيه إلى أهل العلم ليبينوه لنا
ما كان فيه من حق يؤخذ به وما كان فيه من ضلال يرد عليه
كما استغرب من الجملة المنسوبة إلى الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله (فُسَّاق أهل السنة أولياء الله، وزُهَّاد أهل البدعة أعداء الله) كيف يكونوا فساقا وأولياء لله؟
كرهنا لإهل البدع لا يعني أن نجعل الفساق من أهل الولاية
إلا إذا كان هناك معنى لم ندركه في الجملة فبينوه لنا يرحمكم الله
الأخ الكريم
علمني الله وإياك
لقد أجبتَ قبل أن تسأل
قلت بارك الله فيك
[على الرغم من عدم تخصصي]
ثم قلت بارك الله فيك
[لنطلع على الكتاب وما أشكل علينا نرجع فيه إلى أهل العلم ليبينوه لنا]
وأهل العلم ينصحون المبتدئين بتعلم الصواب والتمكن منه قبل تعلم الخطأ للتحذير من أن تقع شبهة في القلب ويتشربها ولا يستطيع فهم الرد على هذه الشبهة
فهذا هو الأصل
وهذا الرجل وأضرابه ممن يتفننون في إلقاء السم فيما يبدوا عسلا
وإن أسعفني الوقت ويسر الله لي فسأبين لك من ثنايا كتبه ما يبين لك تدليسه في نقل كلام العلماء وهمزه لبعضهم بعد المدح المقدم
أما بالنسبة لكلمة الإمام أحمد رحمه الله فهي شبيهة بكلمة الإمام البربهاري التي استغربتها علي وقد رددت عليكم بارك الله فيكم هناك فلينظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68317&goto=newpost
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[26 - 04 - 10, 01:10 م]ـ
وفي الآداب للعلامة ابن مفلح - رحمه الله تعالى - عن الطبراني قال: حدثنا عبد الله بن الإمام أحمد، قال: حدثني أبي، قال: قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزنادقة حفرة. فساق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله.
المصدر: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للسفاريني - (1/ 26)
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 12:50 ص]ـ
كتاب قوي في الدفاع عن الأشعرية ومليئ بالشبهات وخلط الحق بالباطل وتحميل الكلام ما لا يحتمل ويحتاج إلى رد عليه وكنت قد عزمت على رد عليه وثناني عن ذلك ظني أن غيري قد كفاني المؤنة لا سيما والكتاب ألف منذ فترة.
وفي كتب أهل السنة من رد الباطل ما يستغنى به عن تاليف كتاب جديد في رد باطل الإدلبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/380)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:16 ص]ـ
أن غيري قد كفاني المؤنة لا سيما والكتاب ألف منذ فترة.
من هو بارك الله فيك؟
ثم لو قلنا بان في كتب اهل السنة الغنية فلم تظهر كتب الردود؟ هل هناك شبهات جديدة لم يتم التعرض لها؟
الذي أؤمن به أنه ينبغي الرد على كل كتاب يكون له ظهور ملحوظ على السطح. أقصد غير مغمور.
واحد أهم الاسباب هو أن هناك الكثير ممن لا يستطيعون البحث. ووجود كتاب في الرد يسهل على المساكين امثالي النسخ واللصق!!!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:43 ص]ـ
كتب الردود التي تظهر فائدتها تخليص أقوال السلف في رد الشبهة وجمعها وتنسيقها وترتيبها، هذا فحسب.
وعلى الذي يريد الكتابة في الردود ان يكتب ردذًا شافيًا كافيًا مفحمًا بحيث لا يحتاج بعد رده إلى رد.
ويجب على طلبة العلم إلا يكثروا من الردود في مسألة إذا ظهر فيها رد مفحم لطالب علم أو عالم بحيث يكون الرد المفحم كلمة إجماع في المسألة.(55/381)
المعالم العقدية في الجنة والنار عند أهل السنة
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 09:02 م]ـ
المعالم العقدية في الجنة والنار عند أهل السنة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .. أما بعد:
فمن آكد أمور الإيمان، الإيمان بالجنة والنار .. وأنهما داري الجزاء ومثوى عباد الله عقوبة وثوابا خالدين فيهما أبدا بما كسبت أيدي الناس ..
والجنة هي قمة الفرح والسرور والنعيم الذي لا يدانيه ولا يماثله نعيم ..
والنار هي قمة الذل والبؤس والشقاء والعذاب الذي لا يدانيه عذاب ..
وقد يجمع هذا كله ويصوره أتم تصوير وأبلغه، ذلك الحديث العظيم الذي رواه مسلم [2807] في صحيحه عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب ..
ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ وهل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط.
اعتقاد أهل السنة والجماعة في الجنة والنار.
ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة:
الإيمان بالجنة والنار وأنهما حق من عند الله، وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن، وأن مكان الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن، وأن النار في مكان يعلمه الله، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآهما بعينيه، وأن الله خلق لكل منهما أهلاً، وأن لكل واحد في الدنيا منزلان أحدهما في الجنة والآخر في النار، وأنه حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات، وأنه أعطى النار نفسين في الصيف والشتاء، وأنهما خالدتان لا يفنيان، وأنهما عظيمتان في الاتساع وكبر الحجم .. كما نطقت بذلك الأدلة الصحيحة الصريحة في القرآن والسنة ..
وهذه نقاط بلغت أربعة عشرة مسألة جمعتها في عجالة عن بعض خصائصهما مشتركة .. لعل الله أن يبصر بها قلوبنا، فيهدينا إلى العمل للجنة والفرار من النار ..
فنقول والله ولي التوفيق والسداد.
1 - الجنة والنار حق
كما جاء في الصحيحين [البخاري 1120 ومسلم 199] عن ترجمان القرآن من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق .. الحديث. [ورواه وأبو داود 766 وابن ماجة 1355 كلهم عن ابن عباس]
وهذا من أساسيات الإيمان وثوابته، إذ لو لم يكن جنة ولا نار .. لم يكن ليخاف العاصي من عقاب، ولم يكن ليفرح المطيع بثواب.
2 - وأنهما مخلوقتان وموجدتان الآن
ومن الأدلة على خلقهما ووجودهما أنه تعالى قال عن الجنة: (وسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران-133]
وقال عن النار: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران-131]
قال ابن كثير: وقد استدل كثير من أئمة السنة بهذه الآية على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى: أُعِدَّتْ .. أي أرصدت وهيئت .. أهـ
وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم حفها بالمكاره ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ..
قال: فلما خلق الله النار قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فحفها بالشهوات ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها.
[رواه أحمد 8379 بسند حسن وأبو داود 4731 والترمذي2560 والنسائي 3772]
وفي صحيح مسلم [2844] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/382)
قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا، فالآن حين انتهى إلى قعرها.
ومعنى أرسله الله في جهنم من سبعين خريفاً: أي أنها مخلوقة موجودة.
وهناك كثير من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى ..
وقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيها قصراً لعمر ورأى مناديل سعد وسمع صوت خشخشة بلال في الجنة ورأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وغير ذلك مما صح ونقل في الأخبار ..
وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذه المسألة، وقالوا أن الجنة والنار يخلقهما الله يوم القيامة!! وقد رد عليهم كثير من أئمة أهل السنة وبينوا جهلهم بالآثار والسنن.
3 - الجنة فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن
قال تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ ?لْمُنتَهَى? * عِندَهَا جَنَّةُ ?لْمَأْوَى?) [النجم- 15]
وفي صحيح البخاري [7423] عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.
فثبت بهذا الحديث أن الجنة تحت عرش الرحمن ..
ونربطه بالحديث الآتي في قصة الإسراء في صحيح مسلم [162] من رواية أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
.. وقال في السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمارها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها وأوحى إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة كل يوم وليلة .. الحديث ..
وثبت بهذا الحديث أن سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، وعليه فالجنة يقيناً – والعلم الحق عند الله – فوق السماء السابعة وتحت عرش الرحمن كما دل عليه هذين الحديثين.
4 - وأن النار في مكان يعلمه الله
أما مكان النار فقيل فيه قوله تعالى: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) [المطففين]
قال ابن كثير: والصحيح أن سجيناً مأخوذ من السجن وهو الضيق، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع، فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة، ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين كما قال تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَـ?هُ أَسْفَلَ سَـ?فِلِينَ * إِلاَّ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ .. )
وقال هاهنا: (كَلاَّ إِنَّ كِتَـ?بَ ?لْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ .. )
وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى:
(وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً). اهـ
فالحق أنه لم يأت دليل صحيح يعين مكان جهنم الآن، غير أننا على يقين بأن الله خلقها وأنها موجودة وأنها تأتي يوم القيامة من مكان آخر غير التي ستكون فيه يوم القيامة كما دلت الآيات والأحاديث ..
ولعل عدم إطلاعنا على مكان النار من حكمة الله تبارك وتعالى .. إذ إنه لو علم مكانها يقيناً لما فرح مخلوق على وجه الأرض .. والله تعالى أحكم وأعلم.
5 - وأن رسول الله رآهما حقاً
وفي ذلك أحاديث كثيرة .. منها: حديث ابن عباس في قصة الخسوف:
ففي الصحيحين [البخاري 5197 ومسلم 907] قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط ورأيت أكثر أهلها النساء. الحديث.
وفي حديث الإسراء قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت لي أبواب السماء ورأيت الجنة والنار.
[أنظره في صحيح الجامع الصغير للألباني 128 وقد حسنه]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/383)
وفي صحيح مسلم [426 والنسائي 1363] من حديث أنس قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا - ثم قال- والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً .. قلنا ما رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت الجنة والنار.
والأحاديث في هذا كثيرة مشهورة جمعها ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم وابن القيم في حادي الأرواح وغيرهما ..
6 - وأنهما تتكلمان وتتحاجان
صح في الحديث أن النار تكلمت واشتكت إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضا. كما سيأتي بتمامه ..
وفي الصحيحين [البخاري 4850 ومسلم 2846] من حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ قال الله تعالى للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها .. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله رجله فتقول قط قط قط .. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا .. وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا.
7 - وأن الله خلق لكل منهما أهلاً
كما في صحيح مسلم [2662] عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا عائشة إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلاً وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم.
[ورواه أبو داود 4701 وابن ماجة 82 والنسائي 1946]
وهذا الحديث مجمل بينه الحديث الصحيح الذي فيه أن أهل الجنة وأهل النار معلومين بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء قبائلهم وأنهم مكتوبين في كتاب من عند رب العالمين، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين الكتابين كما رآهما بعض أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ..
ففي المسند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا: لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا ..
فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً ..
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلأي شيء إذاً نعمل إن كان أمراً قد فرغ منه؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار ليختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل، ثم قال بيده فقبضها ثم قال: فرغ ربكم عز وجل من العباد ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال: فريق في الجنة، ونبذ باليسرى فقال: فريق في السعير.
[رواه أحمد في المسند وصححه شاكر 6/ 132 رقم 6563 وصحيح الترمذى2/ 255 رقم1740 وقال الشيخ أحمد شاكر في شرحه: ظاهر الحديث أنهما كتابان حسيان حقيقيان وهما من عالم الغيب الذي أمرنا أن نؤمن به إيماناً وتسليماً. وراجع كذلك تحفة الأحوذي 6/ 296 للمباركفوري]
8 - وأن لكل واحد منزل في الجنة وآخر في النار
كما روى ابن ماجة عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما منكم من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى: أولئك هم الوارثون.
[رواه ابن ماجة4341 وابن أبي حاتم كما عند ابن كثير وصححه الألباني في الصحيحة 2279]
ومعنى الحديث كما هو ظاهر: أن الله كتب لكل واحد من أهل الدنيا منزلان أحدهما في الجنة لو عمل الصالحات، والآخر في النار لو عمل السيئات ..
فإذا دخل رجل الجنة بقي له بيت في النار فيرثه الكافر .. وإذا دخل رجل النار بقي له بيت في الجنة فيرثه المؤمن .. والعلم عند الله ..
فإن قيل:
لماذا يخلق الله له منزلان وفي علم الله أنه سيكون في الجنة أو في النار؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/384)
فالجواب والله أعلم: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغنا في حديث سيأتي في بعض صور نعيم أهل الجنة، أن المؤمن وهو في الجنة سيرى مكانه في النار لو عمل السيئات فيزداد شكراً على نعمة الله وعلى نجاته من النار ..
وأن الضال سيرى مكانه في الجنة لو كان عمل الصالحات فيزداد حسرة على عذابه .. وفي هذين الصورتين زيادة فرح وسرور أهل الجنة وزيادة عذاب وحسرة أهل النار .. نسأل الله العافية.
9 - وأنه حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات ..
في الصحيحين [البخاري 6487 ومسلم 2823] من حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره.
وفي رواية مسلم: حفت بدل حجبت.
يقول ابن حجر: وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحض على الطاعات وان كرهتها النفوس وشق عليها.
10 - وجعل للنار نفسين في الصيف والشتاء
كما في الصحيحين [البخاري 3087 ومسلم 615، 617] من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.
وفي رواية للبخاري: فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومها وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها.
وأن الجنة يشتم رائحتها أهل الإيمان والجهاد ..
كما في مسند أحمد [2/ 194] وسنن الترمذي [3200] والنسائي [كبرى 8291] بسند صحيح عن أنس قال: غاب عمى أنس بن النضر عن قتال بدر فلما قدم قال: غبت عن أول قتال قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين، لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف الناس فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس: فوجدناه بين القتلى، به بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم قد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه قال أنس: فكنا نقول: أنزلت هذه الآية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الأحزاب-23] أنها فيه وفى أصحابه.
لأن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف كما في مسند أحمد [4/ 396] وصحيح مسلم [1902] من حديث أبي موسى مرفوعا: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف.
فيالها من نعمة يستحقها أهلها ..
11 - وأنهما خالدتان لا تفنيان
خلود الجنة مما أجمع عليه العلماء من أهل السنة والجماعة ..
وخلود النار كذلك أيضاً لولا قول من قال – كما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم - بفنائها وخرابها وخروج أهلها ..
قال الأمير الصنعاني في كتابه الماتع رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (1/ 63) عن هذه المسألة الكبيرة والخطيرة:
واستوفى المقال فيها العلامة ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى ديار الأفراح نقلا عن شيخه العلامة شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية فإنه حامل لوائها ومشيد بنائها وحاشد خيل الأدلة منها ورجلها ودقها وجلها وكثيرها وقليلها وأقر كلامه تلميذه ابن القيم وقال في آخرها إنها مسألة أكبر من الدنيا وما فيها بأضعاف مضاعفة هذا كلامه في آخر المسألة في حادي الأرواح وإن كان في الهدي النبوي أشار إشارة محتملة لخلاف ذلك .. اهـ
فالبعض يرى أن موقف ابن تيمية وابن القيم غير واضح في هذه المسألة، ومنهم من قال أنهما كانا يميلان أولا لهذا القول ..
والحقيقة التي تنتج بالاستقراء لمؤلفاتهما أنهما ليسا بأصحاب هذا القول، وإن كانت هناك بعض النصوص في كلامهما وتقريراتهما تدل على ذلك، إلا أن المبهم منها يرد للواضح فيزول الإشكال. وليس ها هنا محل بسط ذلك ..
وحقيقة: أن من يرى أسلوب ابن القيم في الحجاج والتقرير وتوجيه الأدلة في كتابه حادي الأرواح وغيره، يكاد أن يميل للقول بهذه المسألة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/385)
ولكن سرعان ما يظهر الحق جليا مع مذهب الجمهور وهو خلود الجنة والنار خلوداً أبدياً لا انقطاع له. وأدلة هذا الأمر كالآتي:
من الآيات في خلود الجنة قوله تعالى:
(لِلَّذِينَ ?تَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ?للَّهِ وَ?للَّهُ بَصِيرٌ بِ?لْعِبَادِ) [آل عمران-15]
وقوله: (لَكِنِ ?لَّذِينَ ?تَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاٍ مِّنْ عِندِ ?للَّهِ وَمَا عِندَ ?للَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) [آل عمران-192]
وقوله: (وَمَن يُطِعِ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذ?لِكَ ?لْفَوْزُ ?لْعَظِيمُ) [النساء-13]
والآيات في هذا المعنى كثيرة ومتنوعة ..
ومن الأحاديث ما رواه مسلم [2837] عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبداً.
وحديث الصحيحين في ذبح الموت أمام أهل الجنة وأهل النار وقوله:
يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت.
والأحاديث فيه كثيرة أيضاً ..
وأما الآيات في خلود النار وأصحابها، فقد قال تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ?لْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ) [البقرة-162]
وقال تعالى: (إِنَّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ ?للَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذ?لِكَ عَلَى ?للَّهِ يَسِيراً) [النساء 168 - 169]
وقال تعالى: (وَمَن يَعْصِ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً) [الجن-22]
وقال تعالى: (إِنَّ ?للَّهَ لَعَنَ ?لْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) [الأحزاب 64 - 65]
وغيرها من الآيات ..
ومن الأحاديث ما ذكرناه أيضاً في قصة ذبح الموت ..
وفي الصحيحين [البخاري 5778 ومسلم 109] عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً.
وإذ ثبت بالأدلة خلود أهل الجنة والنار فمن ذلك قطعاً خلود الجنة والنار، وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى توضيح.
واعتمد الذين قالوا بفناء النار على ثلاث آيات في كتاب الله ..
وهن قوله تعالى عن الكفار: (قَالَ ?لنَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ?للَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) [الأنعام-128]
وقوله: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ?لسَّمَاوَاتُ وَ?لأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) [هود 106 - 107]
فقالوا: إن هذا الاستثناء يفيد عدم الدوام ..
وفي قوله عن الكفار: (لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً) [النبأ-23]
قالوا الحقبة وقت زمني محدود مهما طال أمده ..
واستدلوا بروايات عن بعض الصحابة منها عن الحسن عن عمر قال:
لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون فيه.
وعن ابن مسعود قال: ليأتين عليها – أي النار - زمان ليس فيها أحد.
وقد رد الأئمة الأجلة من السلف في رد هذا المذهب على أصحابه في مؤلفات عدة مفردة وفي أخرى في بعض الفصول ..
والحق أن الفريق القائل بفناء النار توهموا أدلة في الكتاب العزيز وتأويلها على غير ما أرادوا .. كما أنهم اعتمدوا على آثار واهية يقوونها ببعض الأحاديث الصحيحة وهي في غير ما أشاروا إليه ..
كما قالوا في الحديث: إن رحمتي غلبت غضبي .. أن من لوازم ذلك أن تسبق رحمته غضبه على أهل النار فيخرجون منها بعد أن يزول عذابها وينطفئ لهبها.
وقد قرروا ذلك بكلام كثير من جهة النظر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/386)
وللرد الإجمالي عليهم نقول:
أولاً: الآيتان السابقتان واللتان يحملان الاستثناء المذكور في قوله: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ?لسَّمَاوَاتُ وَ?لأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)
قال الجمهور من علماء التفسير: أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ممن يخرجهم الله من النار كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها، وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديماً وحديثاً في تفسير هذه الآية الكريمة.
وهناك قول بأن المدة التي استثناها هي مدة البرزخ في القبور إلى البعث .. ومعلوم أنه عذاب على الكافرين ما دامت السماوات والأرض قبل أن تتبدل ..
كما قال عن فرعون وقومه: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر-46]
وهو قول وجيه، وليس هناك مانع من حمل الآية عليه ..
وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية.
وأما الآية الثالثة: وهي قوله: (لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً) ففيها أقوال ثلاثة:
القول الأول: ما نقله ابن كثير عن خالد بن معدان قال:
هذه الآية: (لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً) وقوله تعالى (إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ) في أهل التوحيد. وهو رأي الكثير من السلف أيضاً ..
القول الثاني: وهو أن يكون قوله تعالى: (لَّـ?بِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً) متعلقاً بقوله تعالى: (لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً) ثم يحدث الله لهم بعد ذلك عذاباً من شكل آخر ونوع آخر. وهذا قاله ابن جرير ..
القول الثالث: أن الأحقاب ليس لها مدة إلا الخلود وإن عرف مقدارها.
قاله قتادة والربيع بن أنس، وقد روى ابن جرير عن الحسن وقد سأل عن الآية فقال: أما الأحقاب فليس لها عدة إلا الخلود في النار، ولكن ذكروا أن الحقب سبعون سنة كل يوم منها كألف سنة مما تعدون.
وعن قتادة قال: هو ما لا انقطاع له وكلما مضى حقب جاء حقب بعده.
وقال الربيع بن أنس: لا يعلم عدة هذه الأحقاب إلا الله عز وجل.
ذلك التفسير المختار لهذه الآيات عند جمهور السلف ..
وأما الأثر عن عمر وابن مسعود وغيرهما مما ورد عن الصحابة فإنه لم يصح السند إليهم، وقد ضعفها جمهور العلماء.
[وانظر للتوسع السلسلة الضعيفة تحت الحديث 342 وتخريج العقيدة الطحاوية ص 428]
والحاصل أن الجنة والنار خالدتان بأهلهما على الدوام ..
والمسألة منثورة في كتب العقائد والفرق ..
ومن قول السفاريني في عقيدته:
واجزم بأن النار كالجنة في ... وجودها وأنها لم تتلف.
وقال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله:
والنار والجنة حق وهما ... موجودتان لا فناء لهما.
والله أعلم.
- مسألة: فيمن دخل الجنة أو النار قبل يوم القيامة
ثبت أنه قد دخل الجنة قبل يوم القيامة نبي الله آدم وأمنا حواء ..
ويؤسس ذلك على خلاف قديم فيما إذا كانت الجنة التي أدخلها آدم هل هي جنة الخلد أم جنة في الأرض؟ والجمهور على أنها الجنة التي في السماء وهي جنة المأوى، وأدلة القائلين بأنها جنة أخرى في السماء أو الأرض – على خلاف بينهما - أقوى وأوضح كما ذكرها ابن القيم وابن كثير وغيرهما ..
وما قيل من دخول صاحب يس الجنة كما قال تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) [يس-26]
أو الشهداء عموماً لقوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران-169]
فإنما ذلك بالروح لا بالجسد كما روى مسلم [1887] مرفوعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهداء: أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل.
والمعروف والمشاهد أن جثث الشهداء في الأرض، فثبت بأن المقصود دخول أرواحهم فقط، كما صح [من حديث البراء بن عازب رواه أحمد في المسند رقم 18063] أن المؤمن في قبره يبشر بالجنة فيأتيه من نعيمها والكافر يبشر بالنار فيأتيه من لهيبها.
وهذا لا يستلزم دخولهم الجنة والنار حقيقة كما هو ظاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/387)
وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها ليلة الإسراء كما رواه البخاري في أول كتاب الصلاة، وعلى أساس أن جمهور العلماء من السلف والخلف يقولون أن الإسراء بالروح والجسد معاً.
أما دخول النار حقيقة ففيه أحاديث خاصة وعامة ..
فمن الخاصة حديث عمرو بن لحي فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح يجر قصبه في النار ..
وحديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها وهما في الصحيحين.
ومن العام أحاديث كثيرة منها ما جاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات؟ قالوا هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم .. الحديث.
[قال المنذري: رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وصححه الألباني]
وظاهره أنه رؤيا منامية، ورؤيا الأنبياء حق ووحي كما ورد.
والأعم من ذلك أيضاً ما جاء في الصحيحين [البخاري 3241 ومسلم 2738] عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.
ولا ندري هل دخلها هؤلاء بأجسامهم حقيقة أم لا ..
فالتحقيق في المسألة إن شاء الله:
أنه قد علم يقيناً أن الله خلق الجنة والنار، وأنهما موجودتان الآن، وإذا ثبت مما نقلناه من أحاديث أن أرواح الشهداء تدخل الجنة وأرواح الكافرين تدخل النار حقيقة، فدخول أرواح المؤمنين الجنة وأرواح الكافرين النار في صورة من صور البشر التي كانوا عليها ..
كما أفاد كلام ابن القيم في كتابه الروح:
أن الأرواح تأخذ شكل الجسد وهيئته بعد مفارقتها له وأن الله سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه فتسوية البدن تابع لتسوية النفس .. وساق أدلة قوية على ذلك فليراجعها من أراد الزيادة.
فيكون دخول المؤمن الجنة ودخول الكافر النار بروحه لا بجسده، وما يقع عليه من نعيم وعذاب يقع على الروح والجسد معا قبل يوم القيامة، كما رجح هذا الأخير جمهور أهل السنة ..
وإذ قد جاء عن رسول الله أنه رأى فيهما أناسا يعذبون وآخرون ينعمون رؤيا عين، فلابد وأن يكون هذا دخولا حقيقيا للروح في هيئة الجسد ..
ومن حجج الذين أنكروا وجود الجنة والنار الآن وأن الله يخلقهما يوم القيامة أنهم قالوا: كيف يخلقهما وهما معطلتان من أهلهما؟
فيكون هذا الذي قلناه رداً عليهم وجمعاً بين الأدلة .. والله اعلم.
12 - ما يوجد من الجنة والنار في الدنيا
ثبت أن الحر وشدة البرد وهو الزمهرير من نار الآخرة كما مر معنا في حديث الصحيحين [البخاري 3260 و 538 ومسلم 617] قول النبي صلى الله عليه وسلم عن النار: فأشد ما تجدون من الحر فمن سمومها وأشد ما تجدون من البرد فمن زمهريرها.
ومنه حديث أبي ذر في الصحيحين [البخاري 3258 ومسلم 616] وأبي سعيد في البخاري مرفوعا: أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم.
وثبت كذلك أن الحمى من نار جهنم كما روى البخاري عن عائشة وابن عمر مرفوعا: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء.
[متفق عليه رواه البخاري 3263 ومسلم 2210]
وصح من حديث أبي هريرة مرفوعا: ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم، قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية؟ قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها.
[رواه مسلم 7344 وأحمد 8126 والترمذي 2589]
أما ما ورد عما هو في الدنيا وأصله من الجنة فكثير ..
منها: أنهار سيحان وجيحان والفرات والنيل ..
كما في حديث أبي هريرة عند مسلم [2839] قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة.
قال الإمام النووي في شرح الحديث بعد أن أثبت أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون ورد على القاضي عياض في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/388)
والأصح أن الحديث على ظاهره وهذه الأنهار لها مادة من الجنة، والجنة مخلوقة اليوم عند أهل السنة، وقد ذكر مسلم في كتاب الإيمان في حديث الإسراء: أن الفرات والنيل يخرجان من الجنة وفي البخاري: من أصل سدرة المنتهى .. اهـ من النووي.
ومنها الحجر الأسود:
كما في حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة وأوراق (وأواق) تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والحجر (أي الحجر الأسود).
[انظر الحديث وتخريجه في الصحيحة رقم 3111]
وأما قوله عن الحجر الأسود: وما على الأرض من الجنة غيره [الصحيحة 3355] فقد بين الألباني رحمه الله أن المراد ما على الأرض من الحجارة غيره في الجنة. والله أعلم.
ومنها الركن والمقام:
وفيه حديث عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب.
[رواه الترمذي 878 وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: 1633]
ومنها قوائم المنبر النبوي وفيه حديثين في المسند:
الأول: عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قوائم منبري رواتب في الجنة.
والثاني: عن سهل بن سعد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
منبري على ترعة من ترع الجنة، فقلت له ما الترعة يا أبا العباس؟ قال الباب.
[الحديثان في المسند وصححهما الألباني في الصحيحة برقم 2050 و 2363]
والله أعلى وأعلم.
13 - عظم اتساع الجنة والنار
قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران-133]
وقال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد-21]
قال ابن كثير:
أي كما أعدت النار للكافرين .. وقد قيل إن معنى قوله (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) تنبيها على اتساع طولها كما قال في صفة فرش الجنة (بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) أي فما ظنك بالظهائر؟
وقيل: بل عرضها كطولها لأنها قبة تحت العرش والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله وقد دل على ذلك ما ثبت في الصحيح: إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن .. الحديث.
وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت هذا الليل قد كان ثم ليس شيء أين جعل؟ قال: الله أعلم .. قال: فإن الله يفعل ما يشاء.
[أنظره في صحيح ابن حبان 1/ 306 وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم ورواه الحاكم 1/ 92 وصححه]
وعن طارق بن شهاب: إن ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال لهم عمر: أرأيتم إذا جاء النهار أين الليل؟ وإذا جاء الليل أين النهار؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة.
وجاء مثله عن ابن عباس أن رجلا من أهل الكتاب قال: يقولون {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} فأين النار؟ فقال رضي الله عنهما: أين يكون الليل إذا جاء النهار؟ وأين يكون النهار إذا جاء الليل؟
قال ابن كثير: وهذا يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يكون المعنى في ذلك أنه لا يلزم من عدم مشاهدتنا الليل إذا جاء النهار أن لا يكون في مكان وإن كنا لا نعلمه وكذلك النار تكون حيث يشاء الله عز وجل وهذا أظهر كما تقدم في حديث أبي هريرة.
الثاني: أن يكون المعنى أن النهار إذا تغشى وجه العالم من هذا الجانب فإن الليل يكون من الجانب الآخر فكذلك الجنة في أعلى عليين فوق السموات تحت العرش وعرضها كما قال الله عز وجل {كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ} والنار في أسفل سافلين فلا تنافي بين كونها كعرض السموات والأرض وبين وجود النار والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/389)
وقال البغوي: وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شئ في الأغلب أكثر من عرضه يقول: هذه صفة عرضها فكيف طولها؟
قال الزهري: إنما وصف عرضها فأما طولها فلا يعلمه إلا الله.
وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجنة: أفي السماء أم في الأرض؟
فقال: وأي أرض وسماء تسع الجنة؟ قيل: فأين هي؟ قال: فوق السموات السبع تحت العرش.
وقال قتادة: كانوا يرون أن الجنة فوق السموات السبع وأن جهنم تحت الأرضين السبع.
14 - مجيء الجنة والنار يوم القيامة
والجنة والنار تأتيات يوم القيامة، كما قال تعالى:
) وَأُزْلِفَتِ ?لْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرزَتِ ?لْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ([الشعراء 90 - 91]
فتأتي جهنم يومئذٍ بأمر الله ليعاين الكفار ما كذبوا به من قبل ..
قال تعالى:) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِين ([الشعراء-91]
) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى ([النازعات-36]
) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً ([الكهف-100]
) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ([الفجر-23]
وروى مسلم [2842] والترمذي [2573] من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
وأن لها عند الحشر تغيظ وزفير عندما ترى أهلها كما قال تعالى:
) إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ([الفرقان-12]
ومن حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من ادعى مع الله إلهاً آخر، وبالمصورين.
وفي رواية أخرى صحيحة:
وبمن قتل نفساً بغير نفس، فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم.
[رواه أحمد 11374 و 8411 والترمذي 2574 وصححهما الألباني في الصحيحة]
وتقرب الجنة يومئذٍ ليراها من آمن بها وصدق ..
قال تعالى:) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيد ([ق-31]
وقوله تعالى) وََأُزْلِفَتِ (بمعنى أدنيت وقربت من المتقين ..
) غَيْرَ بَعِيدٍ (بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور وإنما أزلفت وقربت لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، كبيره وصغيره، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له.
وقيل) غَيْرَ بَعِيدٍ (يوم القيامة ليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب .. والأول هو الأليق بظاهر الآية والسياق. والله أعلم.
الخاتمة: وفيها مجمل وصف الجنة
الجنة هي الدار التي أعدها الله لعباده المتقين .. ولا نستطيع أن نقدر ما فيها من نعيم مقيم غير أننا نقول كما قال ابن القيم في الحادي:
" أنها دار غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص .. " اهـ
فالجنة أرضها وتربتها من المسك والزعفران، وسقفها تحت عرش الرحمن، وبلاطها المسك الأزفر، وحصبائها اللؤلؤ والجوهر ..
وفيها بيوت من قصب وقصور من ذهب وغرف من فوقها غرف مبنية، وبنائها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، تجري من تحتها الأنهار، وخيام منصوبة كالدرة المجوفة طولها ستين ميلاً.
ولها ثمانية أبواب، لكل بابٍ أهل عمل يدخلون منه بفضل ربهم ..
وأما سعة الأبواب فبين المصراعين مسيرة أربعين عاماً، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام ..
وأما أشجارها فما أكثرها وأبهاها .. فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة، وفيها شجرة طوبى التي يمشي الراكب المسرع في ظلها مائة عام لا يقطعها ..
وثمرها أمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل ..
فيها أنهار وعيون، أنهار من ماء صاف لا يشوبه كدر، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.
وفيها نهر الكوثر ووصفه يطول مع عيون وماء مسكوب.
وطعامهم فاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.
وشرابهم من عين التسنيم والزنجبيل والكافور وختامه مسك لذة للشاربين، وآنيتها وأكوابها وصحائفها من الذهب في بياض الفضة وفي صفاء القوارير.
ولباس أهلها السندس والحرير، وفراشها الإستبرق، وأسرتها مزررة بالذهب، وحليتهم الذهب واللؤلؤ وعلى رؤوسهم التيجان.
تعرف في وجوه أهلها النضرة والنعيم والفرح والسرور والجمال والحبور.
هم في الجنان خالدون لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ..
يسمعون غناء الحور العين .. وكلام رب العالمين .. فهم في روضة يحبرون ..
ولهم الزوجات من الحور العين مع صالح نسائهم من المؤمنين ..
والحور كواعب أترابا يرى مخ سوقهن شفافية وبياضاً وضوءاً ..
بكراً كلهن لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان، وهن خيرات حسان ..
عرباً متحببات عاشقات مطيعات .. مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط، قصرت الزوجة طرفها على حبيبها من أهل الجنة لا تنظر لسواه ..
وخدمهم ولدان مخلدون .. إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤ مكنون ..
وفوق كل هذا النعيم .. يرون رب العالمين، فيكشف لهم الحجاب ويرونه تعالى كما أراد فيخاطبهم بكلامه، ويرضى عليهم ولا يسخط أبداً، فينسون كل لذة رأوها في الجنة أمام لذة النظر إلى وجهه الكريم ..
وبالجملة: فـ " الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، في مقام أبدي في دار سلامة، وخير ونعمة في درر عالية بهية ".
[معناه في حديث مرفوع عند ابن ماجة بسند ضعيف]
وفي كل هذه الفقرات والكلمات أدلة صحيحة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
جعلنا الله من أهلها ومن خير سكانها .. اللهم آمين ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله أعلى وأعلم ..
وأستغفر الله من الخطأ والزلل.(55/390)
" كيف تقطع رجاء المخلوقين وخوفهم من قلبك "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 02:15 ص]ـ
الذي يحسم مادة رجاء المخلوقين من قلبك هو:
الرضى بحكم الله عز وجل وقسمه لك،
فمن رضي بحكم الله وقسمه، لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع.
والذي يحسم مادة الخوف من المخلوقين من قلبك،
هو:التسليم لله، فإن من سلم لله، واستسلم له،
وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه،
وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له،
لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع أيضا.
من كتاب مدارج السالكين لابن القيم ص 296.
ـ[عمر صالح]ــــــــ[07 - 06 - 09, 10:41 ص]ـ
كم نحتاج لمثل هذا الكلام فكم منا من يعتقد انه قد خلص من الشرك واذا دقق وجد في قلبه خوف ورجاء وطمع لمخلوق
ـ[أبو سليمان الأثري]ــــــــ[08 - 06 - 09, 12:38 ص]ـ
الله أكبر،، الله أكبر ,,
بارك الله فيك أخي الضبيطي ,, أخوك أبو سليمان الأثري
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 01:47 ص]ـ
كم نحتاج لمثل هذا الكلام فكم منا من يعتقد انه قد خلص من الشرك واذا دقق وجد في قلبه خوف ورجاء وطمع لمخلوق
أهلا بك عمر صالح
وجزاك الله خيرا على مرورك واهتمامك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 01:50 ص]ـ
الله أكبر،، الله أكبر ,,
بارك الله فيك أخي الضبيطي ,, أخوك أبو سليمان الأثري
أهلا بك أخي أبا سليمان الأثري
وبارك فيك
وشكر الله لك مرورك واهتمامك(55/391)
فضيحة تزوير وتدليس من الحجم الثقيل تمس شخص النبي صلى الله عليه وسلم بطلها دكتور علماني يدعي أنه سني
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 04:31 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
فضيحة تزوير وتدليس من الحجم الثقيل تمس شخص النبي صلى الله عليه وسلم, بطلها هو الزنديق العلماني الباطني الدكتور والأستاذ الجامعي المغربي الذي يدعي أنه مسلم سني المدعو في برنامج البالتولك ( morad )
دونت هذه الشهادة هنا لأنشر رابطها في الغرف المغربية والمنتديات التي يرتادها هذا الكذاب
خلاصة فضيحة الكذاب الأشر هي: ادعائه كذبا وزورا وجود رواية في كتاب السيرة لابن هشام وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد مفادها أن الصحابة أهملوا جثمان النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازرق بدنه (عياذا بالله) حسب تعبير الكذاب الأشر فاللهم اجعله عبرة لغيره قبل موته وبعد هلاكه وكل من عاند وأصر على نصرته والشهادة له بالنزاهة بعد قيام الحجة.
حمل من هنا الملف التسجيل الصوتي لتدليس الكذاب الأشر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68027&stc=1&d=1244161511)"
بتوفيق الله وعونه أنشر في هذا الملتقى المبارك تفاصيل فضيحة الزنديق الباطني المتستر الذي طالما تشدق بالأمانة العلمية, والقراءة النزيهة والعقلانية لموروثنا الديني حسب تعبيره المفلس. وغرضي من نشر هذا الموضوع (وقد أرفقت معه تسجيلا بصوت الكذاب مراد يُؤكد ما ذكرت) هو فضحه بنشر رابط هذا الموضوع بين المنخدعين به في الغرفة المناصرة له وبين الذين زعموا أني أكذب عليه رغم حضور ما يقدر بمائة شخص وقد شنع عليه عدد من الشهود الذي سمعوا ما سمعت فاستنكروا لكن رماهم الكذاب بالغفلة وعدم الاطلاع على المصادر, لكن الحمد لله التسجيل الصوتي فضحه بعد أن حاول التملص لما علم أن أسلوبه في التدليس افتُضح بعد أن واجهناه مرتين بالمصادر التي ذكرها كلما أعطيت لنا الكلمة وتحديناه أن يثبت لنا ما ادعاه فلم يُنقذه من الموقف الحرج إلا تدخل مشرفة الحوار العلمانية التي قاطعتني مرارا ومنعتني أثناء مداخلتي من ذكر اسمه في المجلس ومن ذكر المصادر وأن لا أعلق على ما ادعاه الكذاب.
فحمدت الله بعد أن استنكر واستهجن عدد من الضيوف في الغرفة أسلوب المشرفين الهمجي في ممارسة القمع على من يفضح تدليسهم وبهتانهم بعد أن وعدوه بالإنصاف والحياد, وهم المتشدقون بشعار الحرية والديموقراطية واحترام حق المخالف, فمقتهم عدد من الناس ممن كانوا يحسبون غرفتَهم غرفةَ حوار منفتح محايد, وبعد هذه الفضيحة أخبرت شيخنا الإدريسي فدخل الغرفة يتحداه ويطالب بمناظرة الزنديق الكذاب, لكن أثناء المناظرة ظلمه المشرفون بكثرة المقاطعة بالتنقيط بعد أن أفحم الكذاب, ولم ينصفوه في التوقيت لما لاحظوا ارتياح عدد كبير من الضيوف لحجج وبراهين الشيخ التي نسفت القواعد التي بنى عليها الكذاب مراد صرحه المنهار, قال تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
يقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 41]
ويقول أيضا: قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [يونس: 69]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/392)
هذا آخر تدليس فاجئنا به مراد قبل أسبوع في غرفة التجمع العلماني بحضور ما يقدر بمائة مستمع. وقصد الملعون بهذا الكذب الخبيث والكفر المبطن نزع صفة النبوة والرسالة عن النبي صلى الله عليه والحط من قدره في قلوب المغفلين والتعريض به والتصغير لشأنه والغض منه والإزراء عليه بطريقة غير مباشرة يخدع المتمسلمين الذي أعجبوا بمدرسته وأسلوبه ومصطلحاته التي يتشدق بها.
**** إليكم تفريغ حرفي لمحتوى التسجيل بصوت مراد الكذاب ****
هذه مصادرنا ونحن ننتمي إلى السنة, هذا بن سعد في الطبقات, وهذا ابن هشام في السيرة أن رسول الله لم يدفن حتى ازرق بدنه ...... السؤال في المعطى لماذا .... وهو الذي يقول فيما صححه البخاري: التعجيل بدفن الميت .... التعجيل بدفن الميت ..... ما الذي وقع!! ..... إش حصل!!! .... ما الذي وقع!!! أن تُهمل جثة الرسول ..... بمصادرنا يا فال ...... (اسم فال اختصار لاسم أخ مسلم كان يستنكر ويستشنع قوله ويكذبه بالكتابة في الغرفة)
ثم يسترسل مراد قائلا: بمصادرنا المعتمدة لا أحد يستطيع رفع صوته على ابن سعد في الطبقات, ولا أحد يستطيع أن ينعت ابن هشام في السيرة .... مشكلة هذه!! .... مشكلة هذه!! انتهى كلام الكذاب الأشر
حمل من هنا الملف التسجيل الصوتي لتدليس الكذاب الأشر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68027&stc=1&d=1244161511)
الآن تعالوا نفتح المصادر التي ذكرها الكذاب. لا أثر عياذا بالله لما ادعاه الكذاب "
بحثت في المكتبة الشاملة عن الكتب المذكورة وقرأت كل ما ورد تحت باب جهازره وغسله وتكفينه ودفنه صلى الله عليه وسلم
وعدت أيضا لسيرة ابن هشام للنسخة المطبوعة عندي في المكتبة فقرأت كل ما ورد تحت باب موت النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه فلم أعثر على أثر لما زعمه. وكذلك بحثت في آآلاف الكتب في أضخم برنامج للمكتبة الشاملة وكذالك عبر محركات البحث في الشبكة العالمية لعلي أقف على مصدر كذبه ولو في مصادر خصوم الإسلام لكن دون جدوى فأيقنت أنها من اختلاقه أو مما سمعه من الكذاب القس المنصر زكريا بطرس كما أخبرنا شيخنا الإدريسي الذي سمع من القس الملعون ما يشبه هذا الكلام
والآن إليكم ما ورد في الكتابين اللذين نسب إليهما الكذاب بهتانه واختلاقه. وإن عاند الكذاب وأصر فسأصور لاحقا صفحات الكتابين.
أولا: السيرة النبوية الجزء الثاني: الصفخة 662
********باب جَهَازُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَدَفْنُهُ ********
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمّا بُويِعَ أَبُو بَكْر ٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَقْبَلَ النّاسُ عَلَى جَهَازِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ الثّلَاثَاءِ فَحَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِنَا: أَنّ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالْعَبّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، وَالْفَضْلَ بْنَ الْعَبّاسِ وَقُثَمَ بْنَ الْعَبّاسِ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَشُقْرَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هُمْ الّذِينَ وُلُوا غَسْلَهُ وَأَنّ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيّ. أَحَدَ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ لِعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنْشُدُك اللّهَ يَا عَلِيّ وَحَظّنَا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ أَوْسُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَهْلِ بَدْرٍ قَالَ اُدْخُلْ
فَدَخَلَ فَجَلَسَ وَحَضَرَ غَسْلَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَسْنَدَهُ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إلَى صَدْرِهِ وَكَانَ الْعَبّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلّبُونَهُ مَعَهُ وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَشُقْرَانُ مَوْلَاهُ هُمَا اللّذَانِ يَصُبّانِ الْمَاءَ عَلَيْهِ وَعَلِيّ يُغَسّلُهُ قَدْ أَسْنَدَهُ إلَى صَدْرِهِ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ يُدَلّكُهُ بِهِ مِنْ وَرَائِهِ لَا يُفْضَى بِيَدِهِ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَلِيّ يَقُولُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي، مَا أَطْيَبَك حَيّا وَمَيّتًا وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَيْءٌ مِمّا يُرَى مِنْ الْمَيّتِ. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/393)
********************
الكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد البصري الزهري
المحقق: إحسان عباس. الناشر: دار صادر - بيروت. الطبعة: 1 - 1968 م. عدد الأجزاء: 8
لا وجود أيضا لما لما ادعاه مراد الكذاب الأشر
باب: ذكر غسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتسمية من غسله الباب يبدأ من الصفحة
********* المجلد الثاني: 280 *********
قال: فجاء العباس معه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب وجعل علي يقول بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا! قال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط،
********* المجلد الثاني: 281 *********
عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: التمس علي من النبي، صلى الله عليه وسلم، عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئا، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا! انتهى.
ولا وجود في هذا الكتاب لما زعمه الكذاب الأشرعليه من الله ما يستحق
إذا نحن أمام فضيحة تزوير وتدليس من الحجم الثقيل تمس شخص النبي صلى الله عليه وسلم, بطلها الزنديق الدكتور والأستاذ الجامعي المغربي المدعو مراد والذي يدعي في بعض مداخلاته أنه سني, وهو أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي كما ذكر لنا أصدقائه وأكد هذا أحد الطلبة الذين تتلمذوا عليه في الجامعة وزعم الطالب أن أستاذه له عدد من المقالات في الصحف وفي بعض المجلات الإلكترونية على الشبكة.
فنرجو من الإخوة في المغرب في مدينة مراكش بالخصوص أو غيرها ممن تعرف على صوته بعد الاستماع إلى التسجيل المرفق أن يوافينا باسمه إما الحقيقي أو الذي يكتب به في الصحف المغربية أو المنتديات الفكرية لننشر ما سجلناه عليه من تدليس وتزوير وتمثيل لأدوار مختلفة وخطتنا لفضه بعد عون الله وتوفيقه تعتمد على الآتي:
1 - تسجيل بصوته أثناء المداخلات والمناظرات وتقديم المقطع الذي يتعلق بالتدليس والتزوير
2 - الإحالة على الكتاب الذي نسب تدليسه المختلق إليه مع ذكر رقم الصفحة والمجلد
3 - إن استدعى الأمر نصور أيضا صفحة الكتاب الذي عزى إليه كذبه لنفضحه أمام المعجبين به المنخدعين
في كل مداخلة يفاجئنا المدعو مراد (وهو اسمه المستعار الذي يُعرف به في غرف الدردشة في برنامج البالتولك) وهو ملحد متستر, ويزعم أنه مسلم يُؤدي عددا من الأدوار, فهو في غرفة السرداب يُمثل دور الشيعي الرافضي وقد حضرت بعض مناظراته مع شيخ من الشيوخ غرفة السرداب, وفي بعض غرف الإلحاد المغربية كان يذب عن أصدقائه الملاحدة ويزين مقولاتهم ويبحث لها عن مبرر من خلال تحريفه لمعنى آية من كتاب الله أو في ضلالات الأقدمين من دهاة الملاحدة كابن الراواندي الملحد مؤلف كتاب الزمرد الذي حاول فيه عبثا أن يعارض القرآن
وتارة يزعم مراد هذا أنه سني كما ستسمعون في التسجيل المرفق!! والأمر يختلف طبعا حسب المجلس والمناسبة والمُخاطَبين, فقد أعد هذا الدكتور المضل لكل حفلة جلبابا ولكل مناسبة قناعا, فهو منافق بامتياز يحدث الناس من نفق مظلم مبهم بحيث لا يعرف أحد دينه ولا ملته, إلا عرفه بمداخلاته ومناظراته منذ ثلاث سنين في البالتولك, واللبيب تكفيه مداخلة واحدة ليعرف خبثه)
الدكتور المضل يعتمد على عدد من التدليسات والمغالطات والتهويلات والتحريفات التي يتفنن في اختلاقها فكلما ساق نصا من نصوص القرآن أو السنة أو رواية تتعلق بالسيرة أو التاريخ يحرف معاني الأحاديث الصحيحة ويتهم من خرجها بالوضع, ويشنع على أهل السنة بأحاديث هي عندهم موضوعة لا أصل لها, فيزعم الكذاب أنها صحيحة عند أهل السنة, ويجعل الأحاديث الصحيحة موضوعة, ويجعل الآيات المحكمات متشابهات تحتاج إلى إعادة قراءة, والمتشابهات محكمات, ويجعل المقيد منها مطلقا والمطلق مقيد ويجعل الخاص منها عاما, والعام خاصا
والمنسوخ ناسخا. والناسخ منسوخا, والمحرم مباحا والمباح محرم, ويجعل أخطاء بعض الأمراء والأفراد في التاريخ حجة على الإسلام, لا أن الإسلام بأحكامه حجة على البشر وهكذا دواليك
ويعول كثيرا في نقله على مصار خصوم الإسلام والمسلمين من مستشرقين وملحدين وعلمانيين وشيوعيين وضالين مضلين من رافضة وغيرهم من أهل الملل والنحل, ليلبس الحق بالباطل وقد يمهد لكلامه بكلمة حق ليحقق بها غاية باطلة واستنتاج فاسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/394)
وخطته هذه تستهدف بالخصوص السذج في البالتولك ممن لازال في قلبه بقية إسلام وإيمان مع جهل يُرثى له بمقتضيات الإسلام والإيمان, ممن انخدع بالعَلمانية من المسلمين, ليقتلع مراد بهذه التدليسات والتزويرات ما تبقى في قلبه من إيمان, فيتحول الضحية إلى علماني ملحد صريح فيلتحق بركب إخوانه العلمانيين المرتدين الذي يفتخرون بكفرهم وإلحادهم على الملأ بعد أن كانوا في بادئ الأمر يزعمون أنهم مسلمون لهم قراءتهم الخاصة وفهمهم الخاص للنص القرآني
مهد الكذاب الأشر لكذبته الكبرى بمقدمة ليخدع بها المغفلين الذين يصدقون كل منافق عليم اللسان. بقوله: هذه مصادرنا ونحن أهل السنة, فتجد في المجلس من المغفلين المُنخدعين ممن يزعمون أنهم مسلمون يُصفقون له ويُسلمون له في كل ما قال ونقل ويشهدون له بالكفاءة في قراءة النصوص وتحليلها فلما شاهدت حالهم هذا تذكرت قصيدة ساخرة كنت أحفظها في صغري
وزارة الإعلام
تقدم الأفلام
لتُفرحَ الأغنام
في ذاك المذبِح
ولما رويت قصة هذا المدلس وقصة المنخدعين به وأمثالهم لإمام مسجد في هولندا لما زرتها علق بهذه الأبيات لأحد الشعراء من حفظه فأنقلها لكم هنا لعموم الفائدة:
في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ **** والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ
تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ **** وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما **** سحر البيان يُري الظلماء كالنور
***************
وفي الختام أنقل لكم ما ذكره الإمام القاضي عياض السبتي المغربي في كتابه الشفا في التعريف بحقوق المصطفى:
في حكم من نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم, ويليه أقوال السلف ومنهم الإمام مالك, لأن هذا الكذاب أول ما دخل البالتولك قبل ثلاث سنوات قال نحن المغاربة على مذهب مالك ما لنا وللسلفية الحنبلية كأن مشكلته فقط معهم
قال الإمام القاضي عياض: اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له، أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه أو الغض منه، والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، يقتل كما نبينه، ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد، ولا نمتري فيه تصريحا كان أو تلويحا. وكذلك من لعنه أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام، وهجر ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء، والمحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة، والمعهودة لديه.
وهذا كله إجماع من العلماء، وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا.
وقال حبيب بن ربيع القروي: مذهب مالك، وأصحابه أن من قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: ما فيه نقص قتل دون استتابة.
ومن رواية أبي المصعب، وابن أبي أويس: سمعنا مالكا يقول: من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو شتمه، أو عابه، أو تنقصه قتل مسلما كان أو كافرا، ولا يستتاب
وأفتى أبو محمد بن أبي زيد بقتل رجل سمع قوما يتذاكرون صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية، فقال لهم: تريدون تعرفون صفته، هي في صفة هذا المار في خلقه ولحيته. قال: ولا تقبل توبته. وقد كذب لعنه الله، وليس يخرج من قلب سليم الإيمان.
وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشار، قال لرجل: أد، واشك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: إن سألت أو جهلت فقد جهل، وسألالنبي - صلى الله عليه وسلم - بالقتل. وأفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي، وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم، وختن حيدرة، وزعمه أن زهده لم يكن قصدا، ولو قدر على الطيبات أكلها، إلى أشباه لهذا.
وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل إبراهيم الفزاري، وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم، وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبي العباس بن طالب للمناظرة، فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله، وأنبيائه، ونبينا - صلى الله عليه وسلم -، فأحضر له القاضي يحيى بن عمر، وغيره من الفقهاء، وأمر بقتله، وصلبه، فطعن بالسكين، وصلب منكسا، ثم أنزل، وأحرق بالنار.
انتهى كلام القاضي عياض السبتي
فاللهم عليك بأعداء نبيك المتسترين بيننا فاللهم عامل هذا الكذاب المدلس بما يستحق
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا(55/395)
هل كان ذو القرنين نبيًّا أم ملكاً؟ سيّدنا عليّ رضي الله عنه يُجيب
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 09:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن استنّ بسنّته واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، فعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال:
قام عليٌّ رضي الله عنه على المنبر، فقال: سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي.
فقام إليه ابن الكوّاء فقال: ما كان ذو القرنين؟! أملكٌ كان أو نبيٌّ؟
قال عليٌّ رضي الله عنه:
لم يكن نبيًّا ولا ملكاً،
ولكنه كان عبداً صالحاً،
أحب الله فأحبّه، وناصح الله فنصحه،
ضُرِبَ على قرنه الأيمن فمات،
ثم بعثه الله عز وجل،
ثم ضُرِبَ على قرنه الأيسر فمات،
وفيكم مثله. اهـ.
قال الشيخ مشهور في تعليقه على كتاب الشيخ الطباخ " ذو القرنين " (ص 114 - 115):
أخرجه ابن إسحاق في المغازي (ص 185/ رقم 261)، وابن أبي شيبة في مصنفه (11/ 513 رقم11962) - وعنه ابن أبي عاصم في السنة (رقم 1318) والآحاد والمثاني (1/ 141 رقم 168) - والطحاوي في المشكل (2/ 350 ط. الهندية أو 5/ 121 ط. مؤسسة الرسالة) وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 334) من طريق بسام الطفيلي عن أبي الطفيل،
وهذا لفظ الطحاوي،
وإسناده صحيح.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 08:42 ص]ـ
وقال الشيخ مشهور بعد صفحات: وأخرج الضياء في " المختارة " (2/ 122 - 126 / رقم 494) ضمن خبر طويل جدًّا عن زاذان، وفيه أسئلة ابن الكواء له،
وفيه قوله: فما ذو القرنين؟
قال علي: رجل بعثه الله إلى قوم كفرة من أهل الكتاب، كان أوائلهم على حق، فأشركوا بربِّهم، وابتدعوا في دينهم، فأحدثوا على أنفسهم، فهم اليوم يجتهدون في الباطل، ويحسبون أنهم على حق. اهـ.
قال الشيخ مشهور: وإسناده صحيح، وذكر بعضه الدارقطني في العلل (3/ 208 - 209)، وورد هذا المعنى عن جماعة من التابعين.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:22 م]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:38 م]ـ
الله اعلم بهذه الاثار صحيحة او لا
في تفسير الاثر الثاني فيه نظر والله اعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
ما القرن عند ذي القرنين رحمه الله؟
ولماذا علي رضي الله عنه يقول (سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي.)
هل هذا من عادة الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[محمد بن إسماعيل]ــــــــ[16 - 06 - 10, 08:14 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الفاضل أبا معاوية
والمسألة خلافية، وقول علي ـ رضي الله عنه ـ لا يرفع الخلاف فيها، لأن قوله (لم يكن نبيا ولا ملكا) ليس مما لا يعرف من قبيل الرأي، بل يحتمل أن يكون هذا مقتضى نظره ـ رضي الله عنه ـ.
والأثر الثاني مشكل على الأول، والحافظ استشكله في الفتح، لأن فيه أن الله بعثه إلى قوم، وأجاب عنه أنه يحتمل أن يكون بعثا غير بعث الأنبياء، وهذا يكون محل بحث.
وقوله (لم يكن نبيا ولا ملكا) هل يريد بالملك هنا واحد الملائكة أم واحد الملوك؟ الظاهر الثاني لأنه قابله بأنه عبد صالح، والمتبادر المقابلة بين الملك والعبد كما في الحديث المعروف، وبذلك فهو مخالف من الجهتين، فقد قيل بنبوته وهو ظاهر القرآن، وقيل إنه ملِك، وقيل إنه ملَك ـ وهو أضعف الأقوال ـ وقيل بالتوقف، ويختاره من يقبل حديث (لا أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا).
فقط أردت أن أقول إن أثر علي لا يرفع هذا الخلاف، والنظر في هذا الخلاف سائغ، والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:08 ص]ـ
ولماذا علي رضي الله عنه يقول (سلوني قبل أن لا تسألوني، ولن تسألوا بعدي مثلي.)، هل هذا من عادة الصحابة رضي الله عنهم؟
الأخ المكرم أبا نسيبة حفظه الله ووفقه، بعد أن صحّ السّند إلى عليٍّ رضي الله عنه لا يعترض عليه بذلك، فهو من هو في المكان السامي والمرتبة الشريفة المنيفة.
وإنما قال ذلك زمان خلافته إذ سأله ابن الكواء؛ وبإجماع أهل العلم أنه كان أفضل من على الأرض في ذلك الزمان ــ إذ مات الثلاثة الراشدون الذين كانوا يفضلونه ــ، فلا عتب عليه إذا قال ذلك ولا لوم.
وقد قال غيره من الصحابة نحوًا من قوله ...
فقد قال عبدالله بن مسعود: والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه. متفق عليه
فأنت ترى قوله أنه أعلم الناس بكتاب الله تعالى.
فمثل هذه الأمور قد يقولها الصحابة ومن بعدهم لإرشاد الناس للأخذ من وافر علمهم قبل أن يفقدوهم بالموت فيدرس ما عندهم من العلم بموتهم، ولا عيب في ذلك ولا قدح.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/396)
ـ[محمود أمير]ــــــــ[19 - 06 - 10, 11:18 م]ـ
الدليل على أن ذى القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا
أن كل الأنبياء الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى، مذكورين فى سورة الأنبياء
والفرق بين النبى والرسول: أن النبى تجسد له سيدنا جبرئيل عليه السلام فى صورة بشر، ولذلك ذكرت السيدة مريم عليها السلام فى سورة الأنبياء، وما هى بنبى وفد ذكرها الله سبحانه وتعالى كناية ولم يُصّرح باسمها لأنها لبست بنبى.
أما الرسول من هاتفه سيدنا جبرئيل مناما أو يقظة، مثل سيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا يوسف وأصحاب سورة يس وكل من لم يُذكر فى سورة الأنبياء فهو رسول، عليهم السلام أجمعين.
ولم يرد فى الكتاب أو السُنة مهاتفة سيدنا جبرئيل لذى القرنين، وعليه: ذو القرنين عبد صالح، وينطبق هذا أيضا على سيدنا الخضر عليه السلام والعزير.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:24 ص]ـ
مريم عليها السلام كانت صديقة بنص الاية
اخي الفاضل أبا عبد الله جزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم على التنبيه.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:08 م]ـ
الدليل على أن ذى القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا
أن كل الأنبياء الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى، مذكورين فى سورة الأنبياء
والفرق بين النبى والرسول: أن النبى تجسد له سيدنا جبرئيل عليه السلام فى صورة بشر، ولذلك ذكرت السيدة مريم عليها السلام فى سورة الأنبياء، وما هى بنبى وفد ذكرها الله سبحانه وتعالى كناية ولم يُصّرح باسمها لأنها لبست بنبى.
أما الرسول من هاتفه سيدنا جبرئيل مناما أو يقظة، مثل سيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا يوسف وأصحاب سورة يس وكل من لم يُذكر فى سورة الأنبياء فهو رسول، عليهم السلام أجمعين.
ولم يرد فى الكتاب أو السُنة مهاتفة سيدنا جبرئيل لذى القرنين، وعليه: ذو القرنين عبد صالح، وينطبق هذا أيضا على سيدنا الخضر عليه السلام والعزير.
قولك عجيب أخي الحبيب!!
كل الانبياء مذكورين في القران هذا لا يعرف
بل عدد الانبياء أكثر من عدد الرسل
والرسل لم يذكرو جميعا في القران " قال تعالى " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك "
وقد روي في الحديث الذي ضعفه بعض أهل العلم وقد استشهد به البعض أن عدد الانبياء 12 الف وعدد الرسل 314 رسول "
فكل رسول نبي وليس العكس. بارك الله فيك
والفرق الذي ذكرته بين النبي والرسول يحتاج الى تدقيق ونظر والاستشهاد به على صحة قولك ليس بذاك
والله أعلى وأعلم(55/397)
خطبة للشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله المفتي للملكه السابق
ـ[فيصل البريكي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 07:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أني احب اهل التوحيد
واحب من يحبهم
وأسأل الله تعالى ان يجمعني بهم فى دار كرامته اللهم امين
اهديكم هذي الخطبه للعالم العلامه
الشيخ محمد بن أبراهيم آل الشيخ رحمه الله
المفتي السابق المملكه العربيه السعوديه
http://media.islamway.com/lessons/moalsek//M.ibrahim.rm (http://media.islamway.com/lessons/moalsek//M.ibrahim.rm)
أرجو منكم الدعاء لي أن يفَرج الهم والكرب الذي أصابني
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[06 - 06 - 09, 03:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ورحم الله العلامة محمد بن ابراهيم .. رحمة واسعة.(55/398)
من هم اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام؟
ـ[ابن الحربي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:43 ص]ـ
قال تعالى (انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)
ورواه الترمذي في صحيحه بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: لما أنزل الله هذه الآية * (ندع أبناءنا وأبناءكم) *، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا " وفاطمة وحسنا " وحسينا "، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (2). وروى مسلم في صحيحه بسنده عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: * (إنما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "). فهل يعني هذا ان زينب ورقيه وام كلثوم لم يكنّ من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما فهمنا من الاحاديث المبينه اعلاه اي انها محصورة في الاحياء دون الاموات حين نزلت الايه الكريمه اما ان موت بناته الثلاث رضي الله عنهن قبل نزول الايه المذكوره هو محض التمحيص والتطهير.لاْن فاطمه رضي الله عنها ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بشهور معدوده دون العامين والحسن والحسين قتلا شهيدين وكذلك علي رضي الله عنهم اجمعين.
وجمعت هؤلاء المذكورين جميعا الشهاده اما في مرض البطن او قتل الاعداء وبذلك قد ثبت بعد ان من الله عليهم برحمته شرط الاهليه لبيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو التمحيص واستحقوها بالشهاده.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:33 ص]ـ
هناك محاضره بعنوان (أهل البيت) للشيخ بدر بن نادر المشاري لعلك تسمعها و تشفي غليلك و هي أشبه بدرس موسع و تبيين للحقائق حول أهل البيت ..
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:34 ص]ـ
ورواه الترمذي في صحيحه
سؤال: هل للترمذي صحيح؟!
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 02:48 م]ـ
السلام عليكم
صحيح الترمذي هو سنن الترمذي بعض المحدثين كانوا يقولون صحيح الترمذي هكذا(55/399)
أليس هذا من تأويل الصفات المذموم الذى وقع فيه البغوى؟
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[07 - 06 - 09, 01:54 م]ـ
قال فى تفسير الرحمن الرحيم فى أول تفسيره: (والرحمة إرادة الله تعالى الخير لأهله. وقيل هي ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق).
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 06 - 09, 02:23 م]ـ
هذا تفسير باللازم والثمرة، وليس تأويلاً مذموماً.
وهذا نجد السلف ينهجونه في تفاسيرهم كقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى: " الله نور السماوات والأرض ": هادي السماوات والأرض.
والتفسير باللازم ينهجه أيضاً المبتدعة، لكن السبب الذي يجعلهم ينهجونه أصولهم الفاسدة كنفي الصفات الاختيارية، ونحو ذلك.
لذا فمراد الأشعري - مثلاً - إذا فسر الرحمة بإرادة الإحسان ونحو ذلك، ليس كمراد السني إذا فسرها بذلك.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 06 - 09, 03:55 ص]ـ
تفسيره باللازم والثمرة هل يجعله يترك التفسير الصحيح ولا يورده؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 12:56 ص]ـ
هذا تفسير باللازم والثمرة، وليس تأويلاً مذموماً.
وهذا نجد السلف ينهجونه في تفاسيرهم كقول ابن عباس في تفسير قوله تعالى: " الله نور السماوات والأرض ": هادي السماوات والأرض.
والتفسير باللازم ينهجه أيضاً المبتدعة، لكن السبب الذي يجعلهم ينهجونه أصولهم الفاسدة كنفي الصفات الاختيارية، ونحو ذلك.
لذا فمراد الأشعري - مثلاً - إذا فسر الرحمة بإرادة الإحسان ونحو ذلك، ليس كمراد السني إذا فسرها بذلك.
يا شيخ. ماالفرق بين التأويل المذموم وبين هذا الذي تقول عنه انه تفسير باللازم والثمرة؟ وهل
اول من اول الا بمثل هذا اللازم وهروبا من لازم؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[11 - 06 - 09, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم،
يجب الحذر من نفي الحق من أجل اشتباهه بالباطل عند بعض الأفراد.
ولذلك فيجب أن يعلم أن هناك دلالة بالالتزام، ودلالة بالتضمن، ودلالة بالمطابقة، ومن أراد معرفة ذلك فعليه بشروح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين،،
وهذه سؤال ورد للشيخ صالح آل الشيخ يوضح بعض ما في السؤال وهو في مقدمة تفسير شيخ افسلام ابن تيمية:
سؤال (05): ذكرت أن من مدارس تفسير أهل السنة تفسير الإمام البغوي، فما تعليلكم لاضطرابه في بعض آيات الصفات؟
الجواب: هو لم يضطرب، ربما نقل تفسيرا ظاهره التأويل؛ لكن يُحمل على أنه تفسير باللازم، وهـ?ذا ربما وقع في تفسير ابن كثير وتفاسير بعض أهل السنة فإنهم يذكرون المعنى المراد الذي يلزم من المعنى الأصلي، مثلا في قوله تعالى: ?ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ? [فصلت:11]، يقول: ?اسْتَوَى? بمعنى قصد، ومعلوم أن الاستواء في اللغة وفي تفاسير السلف لا يكون بمعنى القصد؛ لكن هنا فسروا استوى بمعنى قصد لأنه عُدي بـ?إِلَى?، والتعدية بـ?إِلَى? أفادت أنّ ?اسْتَوَى? مضمّنة معنى فعل آخر يناسب التعدية بـ?إِلَى?، ?اسْتَوَى إِلَى? استوى معناها في اللغة في تفاسير السلف: علا، ?اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ? يعني علا على السماء، فلمَ فُسِّرت بالقصد هنا؟ فإن هـ?ذا التفسير لا يعد تأويلا؛ لأنه تفسير باللازم، لأن المعنى الأصلي معروف، وإنما هـ?ذا المعنى الثاني؛ لأن كلمة (استوى) مثلا مضمنة مع المعنى الأصلي معنى: قصَد، فَهُم لم يذكروا المعنى الأصلي لظهروه، وإنما ذكروا المعنى الثاني لأنه هو الذي يُحتاج إليه؛ لأن التعدية بحرف (إلى) مثلا في هـ?ذا الموضع يدل على أن المحتاج إليه لم عديت بـ?إِلَى?؟ وهـ?ذا يسمى تفسير باللازم، والتفسير هـ?ذا لا ينفي المعنى الأول ولا يعدّ تأويلا، وإنما هو تفسير بلازم الإثبات.
فإذن يكون تفسير ?ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ? بـ: (قصد) هـ?ذا تفسير باللازم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/400)
والفرق بين التفسير باللازم والتفسير بالمطابقة هـ?ذا سيأتي -إن شاء الله- مفصلا في قاعدة شيخ الإسلام أو في المقدمة؛ وهو أن اللفظ له دلالات: دلالة بالمطابقة، ودلالة بالتضمن، ودلالة التزام، وهـ?ذا اللازم هو خارج عن مطابقة اللفظ وعما تضمنه؛ لكن قد يكون مضمنا إذا كان معدًّى بحرف يناسب الفعل الذي ضُمِّن فيه مثل: ?اسْتَوَى إِلَى? فهي إذا كانت بمعنى (علا) فهي تكون معداة بـ: على. يعني (على) التي هي حرف جر كما قال جل وعلا: ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? [طه:5]، ?ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ? [الفرقان:59]، استوى تعدى بـ (على)، ?فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَن مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ? [المؤمنون:28]، هـ?ذا بمعنى العلو، فإذا أُريد أن يكون مع العلو معنى آخر ضُمِّن اللفظ الأول معنىً -معنى فعل آخر- ودُلّ عليه بتعديته بحرف جر يناسب المعنى الذي ليس فيه مطابقة اللفظ، مثل هنا ?اسْتَوَى إِلَى? لما عدي بحرف الجر (إلى) علمنا أنه ضُمن معنى (قصد).
وهـ?ذا التفسير فيه إثبات للمعنى الأول فيكون المعنى (على) على السّماء: قاصدا إلى السماء، فليس نفي للمعنى الأول فيكون تأويلا أو تحريفا للكلم عن مواضعه، وإنما فيه إثبات للمعنى الأول وإثبات معنى ثان دل عليه المقام.
وهـ?ذا له نظائر -التضمين له نظائر- مثلا في قوله جل وعلا في سورة الحج: ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ? [الحج:25]، قال: ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? معلوم أن كلمة (أراد) تتعدى بنفسها، يقال: أراد كذا، أراد الخير، أراد الشر، ?فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ? يعني فمن يرد الله هدايته، تتعدى بنفسها، هنا عدّى (أراد) بحرف جر الذي هو الباء ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? لو كانت (أراد) بمعنى (أراد) المعروفة لكانت التعدية بدون الباء: ومن يريد فيه إلحادا بظلم؛ لكن لما عداه بالباء دلّنا على أن (أراد) مع معناها الأصلي ضُمِّنت معنى فعل آخر يناسب هـ?ذا الحرف الذي عُدِّي به، والذي يناسب الباء هو الهمّ؛ لأنه يقال: همّ بكذا، ولهـ?ذا كثيرون من أهل التفسير يقولون: إن معنى قوله: ?وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ? يعني: من همّ فيه بإلحاد، وهـ?ذا من خصائص مكة كما قرره ابن القيم مفصلا في أول الهدي النبوي يعني أول زاد المعاد، وهـ?ذا له نظائر.
فإذن ليس كل ما يكون ظاهره -في تفسير البغوي أو في غيره- ليس تفسيرا للصفة بما هو معناها مطابقة أنه يكون تأويلا ومخالفة لمنهج السلف، لا، أحيانا يكون تفسيرا باللازم.
وهـ?ذا من العلم المهم أن يعرف، ويأتي إن شاء الله التنبيه عليه في مواضعه.
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:04 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزى الله خيرا أبا شعيب على هذا الإيضاح و البيان و النقل الطيب النافع
أحسنت أخي، ماشاء الله لا قوة إلا بالله
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[02 - 08 - 09, 05:19 م]ـ
تفسير باللازم والثمرة إذا كان السياق يقتضى ذلك أما هنا فليس يقتضيه.
ـ[أبو هريرة الغزاوي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 06:42 م]ـ
ألا يلزم للقول بأن هذا من تفسير اللازم؛ أن يكون البغوي قد أثبت هذه الصفة في موضع آخر؟ وإلاّ نكون قد حرّفنا ظاهر كلام البغوي، وإن كان العالم السني يوافق أهل السنة والجماعة في إثبات كثير من الصفات؛ فهل هذا يعني أنه لا يخالفهم في بعض الصفات؟ وألا نكون بهذه الطريقة قد نفينا الخلاف مطلقا بين علماء السنة بحجة أن تفسير المخالف منهم تفسير باللازم وليس تأويلا للصفة؟!!
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:29 م]ـ
قال فى تفسير الرحمن الرحيم فى أول تفسيره: (والرحمة إرادة الله تعالى الخير لأهله. وقيل هي ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق).
جزى الله الشيخ صالح كل خير فقد بين ووضح ما يحتاج إلى بيان
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 05:53 م]ـ
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن البغوي رحمه الله أراد تفسير حقيقة الرحمة بالمعنى المطابقي، ولم يقصد التفسير باللازم. يدل على ذلك أمران:
الأول: أنه ليس ثَم سياق يقتضي التفسير باللازم، كما يكون في بعض الآيات حيث يصح فيها تفسير الرحمة بالمغفرة، أو الرزق، أو الجنة، أو إثابة والأجر.
وإنما هنا أول موضع جاء فيها ذكر الرحمة في القرآن ضمن نعته سبحانه بالاسمين الكريمين (الرحمن الرحيم) فالمقام مقام بيان الرحمة من حيث هي هي بذكر معناها الحقيقي، وليس المقام مقام ذكر التفسير باللازم.
الثاني: تتمة كلام البغوي - رحمه الله - يدل على أنه أراد المعنى الحقيقي المطابقي. وإليكم نص كلامه:
والرحمة إرادة الله تعالى الخير لأهله. وقيل هي ترك عقوبة من يستحقها وإسداء الخير إلى من لا يستحق، فهي على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة فعل.
ومن الواضح أن الحكم على الشيء يكون حسب معناه المُطابَقي وليس بلوازمه. فمثلا (الحياة) من صفات الله الذاتية لكن لو نظرنا إلى لوازمها، فنجد من لوازمها أنه تعالى فعّال لما يريد، والفعل - كاسمه - صفة فعل. فلو قال قائل: "الحياة معناها أنه - تعالى - فعال لما يريد، وعلى هذا، فالحياة صفة فعل! " يكون قوله باطلا عند جميع العقلاء، لأنه حكم على حقيقة الشيء من خلال لوازمه. اهـ
فالمقصود، أن البغوي بنى على المعنيين المذكورين، كون الرحمة صفة ذات، أو صفة فعل. وهذا لا يكون إلا إذا اعتقد البغوي أن المعنيين المذكورين تفسيرٌ مُطابَقيٌ للرحمة. وإلا، فلا يصح -كما سلف - أن يُفسَرالشيء باللازم، ثم يُحكم على حقيقته من خلال هذا اللازم.
والله تعالى أعلم.(55/401)
أقرأ: الرد المبروك على المتروك.للشيخ حمد بن ابراهيم العثمان
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
الرد المبروك على المتروك 2
كتبه الدكتور الشيخ: حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد
في كل مرة يبرهن المتروك على عدم تحققه بالعلم على شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله, فلعل المتروك يراجع الرد الأول عليه وينظر هل عمر بن الخطاب وأبوموسى الأشعري وإجماع الصحابة قبل ابن تيميه أو بعد؟!!
أما استدلاله بتجارب بعض الأشخاص باستغاثتهم بعض الموتى فهذا من أوضح الأمور على جهله بأصول الاستدلال, فالأشخاص يُستدل لهم لا يُستدل بهم, والعقيدة والعبادة تؤخذ من الشريعة بأدلتها المعلومة من الكتاب والسنة, وأمور الدنيا هي التي مردها إلى التجارب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لما تركوا تلقيح النخل فلم يثمر: ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)) وكل من له خبرة بكتب التراجم يمكنه أن يحشد أضعاف ما ذكره المتروك مما يضاد ما حاول تقريره.
ولعل من أوضح ذلك هو أن ما يقع للناس من التجارب يقع لغيرهم ضده تماما, فهذا سماك بن حرب رحمه الله قال: ((ذهب بصري, فرأيت إبراهيم – خليل الرحمن – صلى الله عليه وسلم في المنام فمسح يده على عيني, فقال: ائت الفرات, فاغتمس فيه, وافتح عينك في الماء, ففعلت, فرد الله عليَ بصري)). النفح الشذى (1\ 321)
وغير سماك حصلت له الأسقام بضد ما وقع لسماك, قال بشر الخافي رحمه الله ((ما شرب أحدٌ ماء الفرات فسلم إلا عبدالله بن إدريس)). طبقات علماء الحديث (1\ 409)
وسر المسألة التي يجهلها المتروك هو أنه تقع اتفاقات عند دعاء هؤلاء فتوافق قدر الله فيتوهم هؤلاء أنه استجيب لهم بسبب استغاثتهم بغير الله, والعياذ بالله قال العلامة أبو المظفر السمعاني رحمه الله: ((إن مردة الجن كانوا صوروا لضعفاء الجن أنهم يعلمون الغيب, وكان يقع بعض الاتفاقات, فكانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب لغلبة الجهل)). تفسير القرآن (4\ 323)
ويوضح ذلك أن الشمس كسفت في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم, فتحدث الناس أن الشمس كسفت لموت إبراهيم, فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته)). رواه البخاري ومسلم
فالاستدلال بالتجارب لا يكون بأن يُسأل غير الله مالا يقدر عليه إلا الله, فواجبنا ممن لا يتدبر قوله تعالى (وإذا مرض فهو يشفين) ثم يأتي إلى مخلوق ميت ويسأله أن يشفيه.
قال علامة اليمن حسين بن مهدي النعمي رحمه الله (ت:1187هـ): ((إن الشيطان – بلطف كيده – يُحسن لمن حرموا العلم النافع: الدعاء عند القبر, وأنه أرجح من الدعاء في بيته ومسجده, فإذا صدقه في ذلك دعاه إلى درجه أخرى من الدعاء عنده, ثم إلى الدعاء به, والإسقام به على الله, وهذا أعظم من الأول, فإذا استجاب لذلك دعاه إلى دعاء الميت نفسه من دون الله, ثم ينقله إلى أن يتخذ قبره معتكفا, وأن يوقد عليه القنديل, بل ويضع عليه الستور, ويقيم عليه المسجد, ويعبده بالسجود له, والطواف حوله, والتقبيل, والاستلام, والحج إليه, والذبح عنده, ثم ينقله إلى دعاء الناس إلى عبادته, واتخاذه عيدا)). معارج الألباب في مناهج الحق والصواب صفحه 147
فالتوحيد وحق الله الخالص ليس فيزياء أو كيمياء حتى يقال جرب فلان فوقع له كذا فندع الحكم من نصوص الكتاب والسنة كقوله تعالى إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم) وقوله تعالى (والذين تدعون من دون الله ما يملكون من قطمير)
فالتوحيد والعقيدة ليست فيزياء أو كيمياء حتى تكون التجربة هي مصدر التلقي, قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: ((القضايا الطبيعية مبناها على ما ينقله بعض الناس من التجارب)) الرد على المنطقيين صفحة 389
ومما ذكره العلماء مما ينتقض من تجارب القبوريين ما ذكره الشوكاني رحمه الله في ترجمته الإمام يحي بن حمزه, حيث قال: ((مات في سنه 705 خمس وسبعمائة بمدينة ذمار ودُفن بها, وقبره الآن مشهور مزور, ومما شاع على الألسن أنه إذا دخل رجل يزوره ومعه شيء من الحديد لم تعمل فيه النار بعد ذلك, وقد جربت ذلك فلم يصح)). البدر الطالع (2\ 333) بواسطة القبورية صفحة 351
المختصر المفيد
إذا كان المتروك يعتقد أن الموتى من الأولياء والصالحين يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء ويجلبون النفع ويدفعون الضر عن الخلق, فيلته يرفع عن المسلمين الاحتلال الصهيوني لفلسطين, وليته يحل مشكلتنا الكبرى في الكويت كمشكلة غير محددي الجنسية وكذلك مشكلة الإسكان, والتعليم والصحة وسائر مشاكل دولتنا الحبيبة.
ولماذا تأخر هؤلاء كل هذه المدة؟!! ولماذا لم يدفع الأولياء من الموتى في مراقد العراق كل هذه السنوات الاحتلال الأمريكي؟!!
وليتك توصل سعر برميل النفط إلى 500 دولار, وليتك تجعل الأولياء يمنعون الردود عليك ليخلو لك الجو.
وليتك تخبرنا لماذا لم تدفع المراقد في العراق عن نفسها التفجيرات التي أفتعلها الإيرانيون لينسبوها لأهل السنة, ليغرقوا العراق في الفتنة؟!!
وليتك تساعد الإخوان المسلمين من خلال القبور فإنه قد طال انتظارهم للحكم منذ أيام عبد الناصر ولذلك شغبوا بالبلاد والعباد للحكم, ولنا رجاء أن تبعدهم عن حكم دولنا بالخليج فإن حكامنا خير منهم, ولعلك تجعلهم يحكمون إيران فإنهم عندنا أخف ضرراً من أحمدي نجاد, وعند دعاة تصدير الثورة لا فرق بينهم وبين أحمدي نجاد (تقية طبعا) , لأنه لو لم يكن تقية كان ما لا حاجة (تصدير الثورة).
الخاتمة الدامغة
إذا كان المتروك يعتقد حقا وصدقا أن الموتى في قبورهم يقضون حوائج الأحياء فلماذا يشغب بوزارة التربية خصوصا الأخ المكرم المنيفي, فليذهب إلى قبور الموتى ويطلب منهم تغير مناهج التوحيد بوزارة التربية إلى عقيدة الخرافيين في زمن العولمة
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/402)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 09, 03:31 م]ـ
تنبيه: حصل خطأ فى العنوان والصحيح الرد المبروك ..
نتمنى من المشرف تعديله
والله ولى التوفيق
ـ[أنور محمد السعد]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:02 م]ـ
بارك الله لنا في شيخنا وسدد خطاه واعانه على الرد على أهل البدع.
وجزاك الله خير يا أبا قتيببة
ـ[سالم الشمري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:47 م]ـ
شكر الله سعيك أخي: ابو قتيبة
وحفظ الله الشيخ حمد العثمان ونفع به
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:29 م]ـ
قال علامة اليمن حسين بن مهدي النعمي رحمه الله (ت:1187هـ): ((إن الشيطان – بلطف كيده – يُحسن لمن حرموا العلم النافع: الدعاء عند القبر, وأنه أرجح من الدعاء في بيته ومسجده, فإذا صدقه في ذلك دعاه إلى درجه أخرى من الدعاء عنده, ثم إلى الدعاء به, والإسقام به على الله, وهذا أعظم من الأول, فإذا استجاب لذلك دعاه إلى دعاء الميت نفسه من دون الله, ثم ينقله إلى أن يتخذ قبره معتكفا, وأن يوقد عليه القنديل, بل ويضع عليه الستور, ويقيم عليه المسجد, ويعبده بالسجود له, والطواف حوله, والتقبيل, والاستلام, والحج إليه, والذبح عنده, ثم ينقله إلى دعاء الناس إلى عبادته, واتخاذه عيدا)).
نسأل الله السلامه والعافيه .. والثبات على الدين
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:55 م]ـ
وهذا مقال لشيخنا حمد بن محمد الهاجرى:
الرد المسبوك على علي المتروك في دفاعه عن التمسح بالقبور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، اما بعد:
فقد قرأت مقالا بعنوان «زيارة القبور بين الاباحة والتحريم» للكاتب علي يوسف المتروك في جريدة «الوطن»، يوم الاحد 29 جمادى الاولى 1430هـ الموافق 24 مايو 2009 العدد 6433/ 11987 - السنة (48) وظهر لي بعد قراءة المقال ان الكاتب استعمل اصطلاحات مجملة تحتمل معنى صحيحا وآخر فاسدا، كما انه استدل بآية لا تصلح دليلا لما ذهب اليه من جواز اتخاذ المساجد على القبور، وترك ادلة كالشمس واضحة في رابعة النهار، واستدل بروايتين عن الامام احمد، فيهما تلبيس على عامة الناس وجهالهم، مع ان العلماء عندنا - اهل السنة والجماعة - يستدل لهم ولا يستدل بهم، لهذا كله كتبت هذا الرد - عسى ان ينفع به كاتبه ومن قرأه - وقد جاء الرد في النقاط الآتية:
أولا: عنوان مقال الكاتب علي المتروك غير دقيق في التعبير عن المقال، حيث عنون له بـ «زيارة القبور بين الاباحة والتحريم»، وزيارة القبور مصطلح مجمل يحتاج الى تفصيل، فاما الزيارة الشرعية للقبور، فلا اعرف احدا من اهل السنة والجماعة يخالف في جواز زيارة الرجال للقبور الزيارة الشرعية، التي تتضمن السلام على الميت والدعاء له والترحم عليه ويدل عليه ما جاء عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» رواه مسلم برقم «977» ورقم «1977».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل الى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وانا ان شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لاهل بقيع الغرقد» رواه مسلم برقم «974».
واما زيارة النساء للقبور فقد جاء النهي عنها كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن زوارات القبور» اخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي.
واما الزيارة البدعية للقبول والتي تتضمن دعاء الميت الاستعانة والاستغاثة به وطلب الحوائج عنده، والذبح له والصلاة عند قبره والتبرك به، فهذه محرمة باتفاق السنة والجماعة وذلك لقوله تعالى: {وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا} الجن: 18 وقوله سبحانه: {قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين} الانعام (163 - 162).
وأما استدلال كاتب المقال بقوله تعالى: {قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا} «الكهف:21» وأن هذا تأييد من القرآن بمشروعية التبرك بالقبور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/403)
فيجاب عنه: بأنه غير صحيح، لأن سياق الآيات في بيان قصة أهل الكهف، وأنه وصل الحال بمن اطلع عليهم أن قالوا ابنوا عليهم مسجداً، وليس فيه إقرار لهم على هذا العمل، بل دلت السنة على تحريم اتخاذ المساجد على القبور كما جاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً»، متفق عليه بل في الآية إشارة إلى أن اتخاذ المساجد على القبور هو قول «الذين غلبوا على أمرهم»، وليس هو قول منصوص ولا مأثور، بل هو قبول أهل الغلبة من الملوك ونحوهم ممن قولهم وفعلهم ليس بحجة «راجع للاستزادة في تفسير الآية، تفسير ابن كثير وتيسير الكريم الرحمن للسعدي».
ثانياً: ما نقله الكاتب عن الإمام أحمد «أنه سئل عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل؟ فقال الإمام أحمد: (لا بأس بذلك).
فيجاب عنه بما يأتي:
أولاً: أن بعض أصحاب أحمد بن حنبل استبعدوا ذلك، ويؤيده أن هناك روايتين عن الإمام أحمد نفسه تخالف ما نقله الكاتب عنه، وذلك أن الأثرم قال: قلت لأبي عبدالله- يعني الإمام أحمد-: قبر النبي صلى الله عليه وسلم يمس ويتمسح به؟ فقال أي الإمام أحمد ما أعرف هذا.
وقيل للإمام أحمد: رأيت من أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون ويقومون ناحية فيسلمون. قال أبو عبدالله- أي الإمام أحمد-: نعم وهكذا كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل: (انظر هاتين الروايتين في كتاب: «المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين للقاضي أبي يعلي 215/ 1 المغني 468/ 5».
وهاتان الروايتان تدلان على ان الامام احمد لا يرى مشروعية مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتمسح به.
اضف الى ذلك ما قطع وجزم به ائمة المذهب الحنبلي، واكتفى بنقلين اثنين عن امامين من ائمة الحنابلة المشهورين:
الاول: قال ابن قدامة في المغني 468/ 5: «ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقبيله، قال احمد: ما اعرف هذا».
الثاني: قال المرداوي في الانصاف مطبوع مع المقنع والشرح الكبير 277/ 9: «لا يستحب تمسحه بقبره عليه افضل الصلاة والسلام على الصحيح من المذهب».
ثانيا: على فرض صحة ما نقله الكاتب عن الامام احمد، فيجاب عنه بما يأتي:
-1 ان اهل السنة والجماعة لا يعتقدون عصمة الائمة والعلماء بل يرونهم بشرا يصيبون ويخطؤون، كما يرون ان الواجب على اتباع الائمة والعلماء أن يأخذوا منهم ما وافقوا فيه الحق، وان يتركوا ما خالفوا فيه الحق، مع احترامهم لعلمائهم وائمتهم واحسان ظنهم بهم وانهم يتحرون ويجتهدون في الوصول الى الحق الا انهم قد يصيبون وقد يخطئون.
ومن هؤلاء العلماء والائمة الامام احمدبن حنبل رحمه الله، فنقول: ان صح هذا النقل عنه، فهو مردود - مع احترامنا لهذا الامام واجلالنا له، لأن العبادات في شريعتنا توقيفية، فأي عبادة او قربة لم يدل عليها الكتاب والسنة، فهي بدعة محرمة.
-2 ان غاية ما تدل عليه هذه الرواية عن أحمد مشروعية مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم. اما تعدية مشروعية المسح إلى غير قبره عليه الصلاة والسلام، فلا تدل هذه الرواية عليه، اذ ان السؤال الذي وجه له عن قبره عليه الصلاة والسلام.
ثالثا: ما نقله العيني عن الإمام أحمد: «انه غسل قميصا للشافعي، وشرب الماء الذي غسله به».
فيجاب عنها: ان العيني رحمه الله لم يذكر لها سندا، ولا زمام لها، ولا خطام، فهي من الحكايات المكذوبة على الإمام أحمد، كما نبه على ذلك الشيخ ابوبكر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف في كتابه (وجاءوا يركضون صفحة 67)، والدكتور علي العلياني في كتابه (التبرك المشروع والتبرك الممنوع صفحة: 91 - 87).
ومما يؤكد كذب هذه القصة ما نقله ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (الحكم الجديرة بالاذاعة صفحة 54): «من ان رجلا جاء إلى الإمام احمد فمسح يده على ثيابه ومسح بهما وجهه، فغضب الإمام أحمد وانكر ذلك اشد الانكار وقال: عمن اخذتم هذا الامر». فلو كان ما نقله الكاتب عن الإمام أحمد صحيحا، لما غضب وانكر أشد الانكار على هذا الرجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/404)
وأخيرا فإني أدعو إلى تحري الامانة والنقد العلمي، والنظر في السند والمتن، ثم بعد ذلك يتم النقل والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
تاريخ النشر 01/ 06/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=511805&AuthorID=6101
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 01:01 ص]ـ
«الإمام أحمد بن حنبل والتبرك بالقبور!»
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اطلعتُ على ما كتبه «علي المتروك» في صحيفة الوطن «زيارة القبور بين الإباحة والتحريم»! في (29/جمادى الأولى) الموافق (24/ 5/2009)، وتطرق فيها إلى مسائل ما كان ينبغي له الخوض فيها، وهي قد حُسِمت منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بنصوص الشرع المبارك.
لكنه أراد بها ما أراد، والذي يهمنا في المقال ما نسبه للإمام أحمد من أنه لم يرى بأساً في تقبيل القبر ومسه كما جاء ذلك في كتاب «العلل ومعرفة الرجال» لعبد الله بن أحمد رحمه الله. وقد ذكر الكاتب أنَّ ما نُقِل عن أحمد يبطل ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية من إجماع العلماء على تحريم التقبيل والتبرك بالقبر مما عده مغمزاً في شيخ الإسلام رحمه الله وحكايته للإجماع!!.
والجواب عن نقله عن الإمام أحمد من وجوه:
الأول: أن الثابت عن الإمام أحمد يخالف هذا الكلام غاية المخالفة وما عُرِفَ عنه في هذا الباب، فقد نقل أبو بكر الأثرم -وهو مِن أَجَلِّ أصحاب الإمام أحمد- ما يلي مما فيه أكبر دليل على تحريم الإمام أحمد -مس القبر-: قال: قلتُ لأبي عبد الله «أحمد»: قبر النبي صلى الله عليه وسلم يلمس ويُتَمَسَّحُ به؟ فقال: ما أعرف هذا». وقلتُ له: رأيتُ أهل العلم من أهل المدينة لا يمسونه قبر النبي؟ ويقومون ناحية فيسلمون. قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر يفعل ثم قال أبو عبد الله بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم».
[نقل هذه الرواية عن إمامنا المبجل: شيخ الإسلام ابن تيمية في «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/ 726) الرشد الرياض ط 3، 1413ه)، و «الرد على الإخنائي» (305، 412) ط الخراز ط 1، 1420ه)، والإمام ابن عبد الهادي الحنبلي (ت: 744ه) في «الصَّارِمُ المُنْكِي» (145) مؤسسة الريان بيروت ط 1، 1412ه]، والعلامة مرعي الحنبلي (ت: 1033ه) في «شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور» (174) ط دار الإفتاء الرياض وغيرهم].
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله معلقاً على ما نقل عن الأثرم «وظاهر كلام الأثرم -وهو من أجل أصحابه- أن ميل أحمد إلى المنع. فإنه قال رأيتُ أهل العلم بالمدينة لا يمسون القبر» [حاشية ابن حجر الهيتمي على شرح الإيضاح في مناسك الحج (219)].
بل هنا رواية أُخرى صحيحة أيضاً عن صالح ابن الإمام أحمد قال: قال أبي: «ولا يمس الحائط ولا يُقَبِّلُهُ» يعني حائط القبر [«مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح» (3/ 60 رقم 1340) الدار العلمية الهند ط 1 1408ه]
وهنا ثالثة: قال علي الطيالسي وهو من أصحاب أحمد: مسَحتُ يدي على أحمد بن حنبل ثُمَّ مَسَحتُ يدي على بدني، فَغَضِبَ غضباً شديداً، وجعلَ ينفُضُ نفسَهُ ويقولُ: عمَّن أخذتُم هذا؟ وأَنْكَرَهُ إنكاراً شديداً» اه [رواه القاضي في طبقات الحنابلة» (1/ 228 ط الفقي)، و (2/ 138 ط العثيمين الرياض 1419)، وذكره البهوتي في «كشاف القناع» (2/ 130) ط دار الفكر بيروت 1402ه]. وهذا أثر واضحٌ بيِّنٌ في تشنيع الإمام على من بتبرك به وهو حي، فكيف يرضى أن يُتَبَرَّك بالقبور والتربة التي عليها؟!
الرواية الرابعة: ويزيد هذا وضوحاً وتحريماً ما قاله أبو الحسن علي بن عمر القزويني رحمه الله في أماليه [كما في «الرد على الإخنائي» (415 - 416)]: قرأتُ على عبيد الله الزُّهري قلت له: حدثك أبوك، قال حدثني عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي [أحمد بن حنبل] قال: سمعت أبا زيد حماد بن دليل قال لسفيان بن عيينة: كان أحد يتمسح بالقبر؟ قال: لا، ولا يلتزم القبر، ولكن يدنو قال أبي: يعني الإعظام لرسول الله».
فقول الإمام أحمد وروايته هذه عن سفيان دليل كبير على موافقته لما قال سفيان وتأييده له.
والنصوص في مذهب الإمام أحمد في إنكار هذا الفعل من التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم والتمسح به، فضلاً عن بقية القبور كثيرة جداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/405)
قال الإمام ابن قدامة المقدسي -إمام الحنابلة في زمانه- في كتابه العمدة «المُغْنِي» (5/ 468 ط دار هجر 2، 1412ه): «ولا يُستَحَبُّ التَّمَسُّحُ بحائط قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقبيله، قال أحمد: ما أعرفُ هذا. قال الأثرم: رأيتُ أهل العلم من أهل المدينة لا يمسُّونَ قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم، يقومون من ناحيةٍ فيُسَلِّمُون. قال أبو عبد الله -الإمام أحمد-: وهكذا كان ابن عمر يفعل».
وقد نقل القاضي أبو يعلى الحنبلي -وهو من متقدمي الأصحاب- (ت: 458ه) هذه الرواية وقال بعدها: «وهذه الرواية تدل على أنه ليس بِسُنَّةٍ وَضْعُ اليَدِ على القبر ... ووجهها أن طريق القربة تقف على التوقيف ولهذا قال عمر رضي الله عنه في الحَجَر الأسود: لولا أني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّلكَ ما قبَّلتُكَ». [«الروايتين والوجهين» تأليفه (1/ 215) ط المعارف الرياض ط 1، 1405ه].
وقال السمهودي في «وفاء الوفاء» (4/ 1402) ط دار إحياء التراث العربي بيروت 1401ه] في مجرد وضع اليد على القبر: «قد أَنْكَرَهُ مالك والشافعي وأحمد أشدَّ الإنكار» اه. هذا مجرد وضع فكيف بالتبرك؟!
الوجه الثاني في الجواب عن رواية التبرك بالقبر: أنه ذكر بعض أصحاب الإمام أحمد رحمه الله أن ما جاء عن الإمام في هذه المسألة من جواز مس القبر ليس المقصود منه التبرك، وإنما هو بمعنى مصافحة الحي، يقول القاضي أبو يعلى الحنبلي رحمه الله (ت: 458ه) في «الروايتين والوجهين» (1/ 215): «ووجه الرواية الأولى -مس القبر - أن الزِّيارة للميت جارية مجرى زيارة الحي، ولهذا يُستحب أن يُسَلِّمَ على الميت عند قبره، كما أنه يستحب أن يسلِّم على الحي، ويستحب مصافحة الحي، فجاز أن يستحب مس قبره، لأنه في معنى المصافحة» اه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الاقتضاء» (2/ 727): «والفرقُ بين الموضِعَيْن ظاهِرٌ».
وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي (ت: 763ه) رحمه الله: «وقد ذكر القاضي أبو الحسين أنه هل يستحب وضع اليد على القبر؛ لأنه في معنى مصافحة الحي؟ صححها أبو الحسين، أو لا يستحب لأن طريقه القربة يقف على التوقيف، بدليل قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – في الحجر الأسود ... » «الآداب الشرعية» تأليفه (3/ 221) مؤسسة الرسالة بيروت ط 2، 1417ه].
الوجه الثالث: أن هذه الرواية لا تصح بوجه من الوجوه، ولعلها مدسوسة في نسخ كتاب عبد الله ابن الإمام أحمد، وذلك لأمرين: الأول أن هذه الأمور لا تعرف عن أحمد. كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري» [(3/ 555) ط الريان ط 1، 1407ه] أن بعض أصحاب الإمام أحمد استبعد ثبوت ذلك عن أحمد.
الثاني: أن هذه الرواية تخالف الإجماع المعتبر عند أهل العلم، وهو محكي عن أحمد وغيره من أئمة الدين، وقد نقل الحافظ النووي الشافعي (ت: 676ه) الإجماع على المنع من تقبيل القبر أو مسحه باليد انظر: «الإيضاح في مناسك الحج والعمرة» تأليفه (456) دار البشائر بيروت ط2، 1414ه]، ونقل الإجماع أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728ه) ينظر «مجموع فتاوى ابن تيمية» (27/ 80)، والعلامة مرعي الكرمي في «شفاء الصدور» (179) وغيرهم ... وليس كما زعم «المتروك» أن ابن تيمية انفرد بحكاية الإجماع.
الوجه الرابع: أن العبادات مبناها على التوقيف، ونحن ندور مع السُّنة حيث دارت، فلا يصح شيء من العبادات إلا بدليل ثابت وهذا هو مذهب أحمد وطريقته فالأثر المزعوم يناقض مسلكه ومنهجه.
قال القاضي أبو يعلى الحنبلي (ت: 458ه) في مسألة تقبيل المصحف وتوقف الإمام أحمد في هذه المسألة: «إنما توقف عن ذلك وغن كان فيه رفعةٌ وإكرامٌ؛ لأنَّ ما طريقه القُرَب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يُسْتَحبُّ فعله وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف» [نقله ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (2/ 273)].
فهل وَرَدَ عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو غيرهم من الصحابة التمسح بقبره أو التبرك به وهم أشد الناس حباً وتعظيماً له؟ لم يرد شيء من ذلك بإسناد صحيح، بل لم تعرف هذه الأمور إلا بعدهم بقرون. لأنهم أبعد الناس عن هذه البدع، بل هذه البدع لم تعرف في الأمة إلا في أزمان متأخرة. فقد كان الصحابة يسافرون ويخرجون من المدينة ولا يعرف عنهم أنهم كانوا يأتون قبره ليتمسحوا به أو يتبركوا به حاشاهم رضي الله عنهم وهم حماة التوحيد، وكَمْ مِن مَوْضِعٍ مَرَّ به النبي ج وجلس فيه ووطأته قدماه ونام فيه ... إلخ فهل سنتخذ هذه الأماكن موضعاً للتبرك والتمسح؟!! فإن كان الجواب نعم، فقد أصبح المسلمون في وثنية عظيمة فكل المدينة مشى فيها النبي ج فهل نمشى فيها ونتمسح بحيطانها وأرضها وجبالها وسهولها؟!! وهل يقول بهذا عاقل؟ وهل فعل شيء من هذا القرن الأول المبارك بل القرون الثلاثة؟! فهذه الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها نحواً من ألف وأربعمائة من الصحابة ورضي الله عنهم بهذه البيعة ووعدهم بالجنة ومع ذلك قطعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حماية لجناب التوحيد وسداً لذريعة الشرك.
وإذا كان المسجد الحرام والمسجد النبوي ليس فيهما ما يقبل ويمسح إلا الحجر الأسود والركن اليماني فكيف يكون في القبور ما يمسح ويقبل ويتمرغ عليه؟!
فلا بد إذن -والحالة هذه- أن يصار إلى المنع وأن هذا مذهب أحمد وجماهير الأمة بل عليه إجماعهم.
فمما تقدم يتبين أنَّ ما نُقِلَ عن أحمد مما يخالف الإجماع المعتبر لا يخلو من حالين: إما أن يكون ضعيفاً شاذاً مخالفاً لرواية الثقات، أو أن يكون مدسوساً في نسخ «العلل» وخفي هذا على من حققها.
هذا بخصوص قول الإمام أحمد بن حنبل، أمَّا موقف علماء الكويت من بدع القبور فهذا ما سنسطِّرُه في مقالاتٍ لاحِقَةٍ إن شاء الله ...
وكتبه / دغش بن شبيب العجمي
نشر هذه المقال في صحيفة الوطن الكويتية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/406)
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[15 - 06 - 09, 01:19 ص]ـ
علي المتروك
سبحان الله له نصيب كبير من اسمه
فهو متروك اسما وقولا
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 06 - 09, 05:52 م]ـ
انور السعد وسالم الشمرى .. جزيتم خيرا على مروركم.نسأل الله لكم التوفيق
بارك الله فى اخانا خالد العازمى على المشاركه .... وفقك الله لما يحب ويرضى
بوركت ابو الاشبال .. فعلا انه كذلك ... وهو نكره ولن يكون له شأن
ولكن بعض الصحف تنشر مقالات هؤلاء و همها المال فقط ...
نسأل الله ان يكون علمائنا شوكه فى حناجر هؤلاء وامثالهم
ـ[أبو إبراهيم الحنبلي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 01:19 م]ـ
جزاهم الله خيرًا ..
الرد المبروك على المتروك 2
كتبه الدكتور الشيخ: حمد بن إبراهيم العثمان
وليتك تساعد الإخوان المسلمين من خلال القبور فإنه قد طال انتظارهم للحكم منذ أيام عبد الناصر ولذلك شغبوا بالبلاد والعباد للحكم, ولنا رجاء أن تبعدهم عن حكم دولنا بالخليج فإن حكامنا خير منهم, ولعلك تجعلهم يحكمون إيران فإنهم عندنا أخف ضرراً من أحمدي نجاد, وعند دعاة تصدير الثورة لا فرق بينهم وبين أحمدي نجاد (تقية طبعا) , لأنه لو لم يكن تقية كان ما لا حاجة (تصدير الثورة).
والحمد لله رب العالمين
ـ[أنور محمد السعد]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:37 م]ـ
الرد المبروك على المتروك (3)
كتبه الدكتور الشيخ: حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
برهان آخر يقدمه المتروك على تعالمه وجهله وإتباعه لهواه بغير هدى من الله, حيث قال في مقاله الرابع عن زيارة القبور: بتاريخ 28 جمادي الآخر 1430 هـ (من هؤلاء من يعتقد أن الأموات لا يضرون ولا ينفعون) إلى أن قال: (( ... وحذر الأمة من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يضر ولا ينفع, هكذا معترضا ثم أخذ يقرر أن النبي صل الله عليه وسلم ينفع ويضر فقال. وإذا كان نبي هذه الأمة صلوات الله عليه وسلامه موته كموتنا سواء بسواء فلماذا تتوجه ليه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات في اليوم ليقولوا بصوت واحد في ختام صلواتهم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؟)).
وهذا الإيراد لا شك أنه دال على جهله, فهو لا يعرف معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لذا توهم على انه دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم يضر وينفع، فصلاة المسلمين على نبيهم عليه الصلاة والسلام في الصلاة هو ثنائهم على نبيهم عليه السلام وإظهار فضله وسؤال الله أن يذكره ويثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة.
والنبي صلى الله عليه وسلم شهد على نسه واقر هو بنفسه مخاطبا الأمة كلها بأنه لا يضر ولا ينفع كما قال تعالى عنه {قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا}.
ثانيا: المتروك يحشر الحديث أو الأثر ولا يتحقق من ثبوته وصحته، فضلا عن أن يتأكد أنه دال على المقصود، من ذلك ما ذكره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله ملائكة سياحون في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام)، فتبلغ الملائكة سلام الأمة لنبيها عليه السلام أينما كانوا دليل ضده وأنه لا حاجه لشد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام, لذلك قال علي بن الحسين رحمه الله لما رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدث حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبورا, فإن تسليمكم ليبلغني أين كنتم). رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وفي رواية ((ما أنتم ومن في الأندلس إلا سواء)).
فتبليغ السلام للنبي صلى الله عليه وسلم غير دال على أنه هو الضار النافع فإن هذا مت حقوق الرب الخالص، وهذا يعرفه بداهة كل مسلم كما قال تعالى {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/407)
ثالثا: النبي صلى الله عليه وسلم شهد على هذه الأمة بمنطوق القرآن كما قال تعالى {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، وقد ذهل المتروك عن دليل القرآن وذهب بعيدا ليستدل بحديث لم يعزوه إلى مصدر أصلي من كتب السنة كمسند أحمد والأصول الستة، وعزاه إلى إتحاف السادة المتيقن للزبيدي وهو كتاب في شرح إحياء علوم الدين للغزالي ثم يأتي في خاتمة مقاله بخاتمه يضحك منها كل طالب علم زاعما: ((روايات تزخر بها أمهات المصادر)).
رابعا: إستدلاله بالموضوعات والمكذوبات على النبي صلى الله عليه وسلم كالخبر المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني)) فهذا في إسناده محمد بن الفضل بن عطية، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حديثة حديث أهل الكذب.
وليته إنتبه للمصدر الذي عزاه هو بنفسه حيث قال: ((رواه ابن عدي في الكامل)) وواضح أنه لا يعرف اسم هذا الكتاب كاملا, لأنه لو ذكره كاملا لدل الناس بنفسه على عدم ثبوته، وأسم الكتاب ((الكامل في الضعفاء)).
وأما الرواية التي استدل بها من رواية أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها أن أهل المدينة قحطوا قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت: انظروا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوا أي خرقا إلى السماء لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا ومطروا مطراً حتى نبت العشب وسمن الإبل حتى فتقت فسمي عام الفتق. رواه الدارمي فهذه الرواية منقطعة الإسناد ضعيفة، فأبو الجوزاء لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، وهذا الذي فسر به ابن عدي معنى قول البخاري في إسناده نظر لرواية أبي الجوزاء عن عائشة.
ومن أعظم ما يضحك القراء من تعالم المتروك ما نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا اشتد به الكرب لاذ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, هذا الأثر لم يذكر مصدره وإنما قال: ((تري كتب التراث))، فوا عجبا ممن يزعم في خاتمة مقالة ((روايات نزخر بها أمهات المصادر))، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)). رواه البخاري ومسلم
وهكذا شأن المبتدعة يلتفتون عن المقامات الصحيحة التي نطق بها القرآن وجاءت بها السنة الصحيحة إلى مصادر مجهولة مبهمة ((كتب التراث))، فخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار قال: ((حسبنا الله ونعم الوكيل))، ونبينا صلى الله عليه وسلم لما جمع له الناس قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابة إذا نزل بهم كرب أن يحققوا التوحيد، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئا.
فبهذا البيان المختصر يتبين أن المتروك بحاجة إلى معرفة الكتب التي ينقل عنها وأسماءها على الحقيقة ومحتوياتها وصحة ما ينقله منها فضلا عن دلالتها المقصود، فمن كان بهذه الرتبة من الجهل المركب كيف يكون حكما على أهل السنة فضلا عن علمائها وأئمتها كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
على كل حال خرابيط المتروك في هذا المقال وغيره كثيرة لعلنا نلتفت إليه بعد انتهاء الاختبارات بإذن الله.
والحمد لله رب العالمين
_____________________
ملاحظة: يرجى من الأخوه عدم التصرف بعنوان الموضوع ومادتة.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:46 م]ـ
بوركت اخى ابو ابراهيم ... وفقك الله
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:53 م]ـ
وفعلا من كان بهذه الرتبة من الجهل المركب
كانت خرابيطه كثيره
بوركت اخى على هذا النقل الطيب .... جزيت خيرا
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:15 ص]ـ
جزاكم الله خير جميعا على هذه النقول ... على كل حال .... الفتن زادت والله المستعان
و هذه جريدة الوطن ما تتغير ..
ترفع الاسافل وتغفل عن الاكابر.
.وهمها الاكبر جمع المادة
ولا أدل على ذلك نشرها بين الفينة والاخرى المسائل الطبولية (الغرائب)
بحجة حرية الرأي (زعموا) ..
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:38 ص]ـ
الأخ أبو قتيبة وفقك الله أين نشر الشيخ حمد هذا الرد، وشكرا
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:38 ص]ـ
لم تنشر بالجريده ..... انما سلمها الشيخ حفظه الله لاحد الاخوة ومن ثم قمت بنشرها بالملتقى وبعض المنتديات ...
والاولى ان تنشر فى صفحه مقال الرافضى المتروك ولكن لا اعرف اسباب عدم نشرها هناك ... اظن ان الجريده لم تقبل نشر مقال الشيخ
ولا اعرف مغزى الوطن من هذا الامر ,,,,
الله المستعان(55/408)
حمل الكتاب النادر (لن تلحد) لابن عقيل الظاهري
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 03:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل
يسرني أن أرفع لكم كتاب الشيخ الإمام الموسوعي أبي عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل المعروف بالظاهري حفظه الله
وهو كتاب عظيم يفضح الملاحدة ويهدم نظرياتهم ويعريهم أما القارئ
وهو كتاب نادر طبع قديما ولم تجدد له طبعة إلى الآن
وقد رأيت حاجة الكثيرين له وبحثهم عنه بعد انتشار الإلحاد واغترار الأغرار بفكرالملاحدة فقد أصبحوا يرون الملاحدة أذكياء وعباقرة
وهذا الكتاب جربت نفعه فأهديته إلى أحد من اغتروا بهرطقة القصيمي المقصوم فلما قرأه عاد إلى رشده وعلم أن القصيمي دجال مكابر مخذول نسأل الله العافية والسلامة
ومن البلية عذل من لايرعوي=عن جهله وخطاب من لايفهم
وكما قال الآخر
وإن بلاءا أن تفهم جاهلا=فيحسب جهلا أنه منك أفهم
فياكتائب الموحدين ياأهل الكتيبة الخضراء اغزوا الملاحدة واحجزوهم في أقماع السمسم كما قال ابن عقيل حفظه الله
ونقول لهم كما قال المتنبي:
وليس يصح في الأفهام شيء=إذا احتاج النهار إلى دليل
وهذه روابط لتحميل الكتاب مقسما فيها
وأرجو من الإخوة الذين لديهم مواقع تحميل أفضل وأكثر سعة أن يرفعوه عليها وينشروا روابطه مشكورين مأجورين
http://www.zshare.net/download/608599612dbb69a8/ http://www.zshare.net/download/608616091756592e/ http://www.zshare.net/download/608623015b3746f3/ http://www.zshare.net/download/6086332901a9c45a/ http://www.zshare.net/download/60862900151ef3e3/ http://www.zshare.net/download/60863770ef15af38/
ضع الروابط في المتصفح وحمل على بركة الله
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 04:29 م]ـ
تعديل وتنظيم الروابط
http://www.zshare.net/download/608599612dbb69a8/
http://www.zshare.net/download/608616091756592e/
http://www.zshare.net/download/608623015b3746f3/
http://www.zshare.net/download/6086332901a9c45a/
http://www.zshare.net/download/60862900151ef3e3/
http://www.zshare.net/download/60863770ef15af38/
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 09, 04:31 م]ـ
هل للشيخ مناظرات مع الملحدين؟
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 04:47 م]ـ
اخي
بارك الله فيك
الروابط لا تعمل
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:15 م]ـ
الروابط لا تعمل!!
يرجى إصلاحها
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:22 م]ـ
هل انتظرتم 47 ثانية؟
أرى الر ابط الأول تم تحميله 32مرة
ولكن ربما يكون الموقع ازدحم قليلا
سأنظر في الأمر
وأتمنى ممن استطاع تحميله أن يخبرنا لنطمئن
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:31 م]ـ
نعم تم تحميله ولكنه معطوب ولا يفتح
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:00 م]ـ
بارك الله فيكم
تم التحميل
لقد تصفحت الكتاب على عجل فوجدته جيدا في بابه يطرح عدة قضايا مهمة و متى سنح لي وقت للمطالعة تناولته
وجاري رفعه كاملا على الميجاابلود ـــ مع الإعتذار لمن حجب عنه هذا الموقع ـــ
ـ[أبو وئام]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
يمكن تحميل الكتاب كاملا
هنا ( http://www.megaupload.com/?d=ANE
قال الشيخ الألباني :
E
قال الشيخ الألباني :
6H)
مع الإعتذار للإخوة في المملكة لكون الموقع محجوب عندهم
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:57 م]ـ
السلام عليكم
يمكن تحميل الكتاب كاملا
هنا ( http://www.megaupload.com/?d=anekek6h)
مع الإعتذار للإخوة في المملكة لكون الموقع محجوب عندهم
بارك الله فيكما
جار وضعهما على عدة مواقع جيدة وغير محجوبة بعون الله تعالى
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[07 - 06 - 09, 07:18 م]ـ
رابط على الأرشيف:
http://www.archive.org/download/books-31_ahlalhdeeth/LanTolhidIbn3a9il.pdf
الصفحة:
http://www.archive.org/details/books-31_ahlalhdeeth
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 09:14 م]ـ
روابط مباشرة
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part1.rar
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part2.rar
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part3.rar
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part4.rar
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part5.rar
http://osragate.com/lan_tol7d/Lan_tolhd.part6.rar
روابط رابيد شير
http://rapidshare.com/files/24189851...olhd.part1.rar
http://rapidshare.com/files/24189848...olhd.part2.rar
http://rapidshare.com/files/24189848...olhd.part3.rar
http://rapidshare.com/files/24189849...olhd.part4.rar
http://rapidshare.com/files/24189850...olhd.part5.rar
http://rapidshare.com/files/24189845...olhd.part6.rar
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/409)
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[11 - 06 - 09, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تظهر هذه العبارة في روابط الرابيد شير
The file could not be found. Please check the download link.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[11 - 06 - 09, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخوتاه
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[11 - 06 - 09, 02:37 م]ـ
نرجو روابط اخري للكتاب
بارك الله فيكم
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 03:57 ص]ـ
أنا حملت الكتاب من رابط الأخ مهاجي في المشاركة رقم 11
الكتاب يحتاج لإعادة تنسيق وفصل لصفحاته
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 02:37 م]ـ
بارك الله فيكم
أحد الإخوة في منتدى الألوكة يعمل على فصل الصفحات
الذي استطعته هو إحضار الكتاب ونقله بالسكانر ورفعه وقد استغرق مني وقتا وطلبت مساعدات من أهل الخبرة
وهذا جهد المقل
ولو أستطيع غير هذا فعلت
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 06:02 م]ـ
بطاقة الكتاب:
العنوان: لن تلحد
المؤلف: أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
الناشر: تهامة للنشر والتوزيع
الطبعة: الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983 م
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 343
الحجم: 3.4 ميغابايت
للتحميل:
http://www.archive.org/download/lan-tulhid/lt.pdf
صفحة الأرشيف:
http://www.archive.org/details/lan-tulhid
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:29 ص]ـ
رابط آخر لكتاب لن تلحد، يعد الأفضل فى كل الروابط الموجوده، الصفحات معدلة، والخط جيد، حجم الكتاب 24 ميجا بايت.
http://www.4shared.com/file/11915827.../__online.html
جزى الله من عمل على تسهيله خيرا
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:21 ص]ـ
رابط آخر لكتاب لن تلحد، يعد الأفضل فى كل الروابط الموجوده، الصفحات معدلة، والخط جيد، حجم الكتاب 24 ميجا بايت.
http://www.4shared.com/file/11915827.../__online.html
جزى الله من عمل على تسهيله خيرا
الرابط لا يعمل
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
الشيخ الإمام الموسوعي أبي عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل المعروف بالظاهري حفظه الله
أما إمام فلا
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أما إمام فلا
!!!!!!
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 07:55 م]ـ
بل يعمل بارك الله فيكم
اضغط على المربع الأخضر
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:48 م]ـ
بل يعمل بارك الله فيكم
اضغط على المربع الأخضر
أخي الرابط ناقص , لا بد أن تنسخ الرابط بالكامل و تضعه لنا, لاحظ النقط وسط الرابط تدل على أن الرابط ناقص, لا بد أن تقوم بالضغط على الرابط الأصلي بزر الفأرة الأيمن ثم تختار نسخ اختصار أو نسخ مكان الوصلة في متصفح الفاير فوكس.
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:31 م]ـ
عفوا أخي الكريم
لعله الآن يفتح
http://www.4shared.com/file/119158271/6766f71b/__online.html
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[21 - 07 - 09, 12:32 ص]ـ
عفوا أخي الكريم
لعله الآن يفتح
http://www.4shared.com/file/119158271/6766f71b/__online.html
بارك الله فيكم
رابط على الأرشيف لهذه النسخة في هذه الصفحة:
http://www.archive.org/details/LanTolhid
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ..(55/410)
هل جنس "المكان" مخلوق أم ليس بمخلوق؟
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم
وجّهتُ إلى بعض المخالفين في العقيدة سؤالا هاما.
قالوا: كل شيء مخلوق لا بد أن يكون في مكان.
قلت: فماذا خلق الله أولاً: القلم أو الماء (على الخلاف) أم المكان؟ إن كان الأول فكيف يمكن وجود مخلوق بدون مكان؟ وإن كان الثاني فهذا مخالف للنصوص ولما عليه العلماء.
السؤال الأول: هل جنس المكان شيء مخلوق؟ أم هو شيء ذهني كثبوت "الوجود" مع الأشياء (أي كل شيء لا بد أن يكون له "وجود" فكذلك "المكان")؟
السؤال الثاني: إن كان الجواب الثاني هو الصحيح، فهل يصح - على سبيل الإخبار والعقل، لا على سبيل إحداث لفظ عَقَدي - أن نثبت لله تعالى مكانا كما نثبت له تعالى وجودا؟
السؤال الثالث: رد علينا أحد المبتدعة وقال: "كل شيء سوى الله مخلوق، والمكان ليس بإله، فهو مخلوق، وبالتالي لا نثبت له مكانا لأن الله لا يحل في المخلوقات." كيف يتم الرد على هذا في ضوء ما سبق؟
وتتمة للفائدة فقال أحد المخالفين في إجابة السؤال: "السلف لم يسألوا عن هذا - أي هل القلم أو الماء مخلوق قبل المكان أم العكس أم معا"، فرارا من الإجابة العلمية كما يظهر.
فما رأي الإخوة بارك الله فيكم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 03:43 ص]ـ
السؤال الثالث: رد علينا أحد المبتدعة وقال: "كل شيء سوى الله مخلوق، والمكان ليس بإله، فهو مخلوق، وبالتالي لا نثبت له مكانا لأن الله لا يحل في المخلوقات." كيف يتم الرد على هذا في ضوء ما سبق؟
الجواب:
قل له أنك تريد رد النصوص الصريحة في علو الله على خلقه وفهوم وأقوال سلفنا الصالح باستدلالك المنطقي الفاسد هذا
وهذا من أصله كافٍ كدليل على بطلان إبطاله العلو لله عز وجل.
ولعل لب الموضوع يكمن في حكم استعمال عبارة " المكان " في حق رب العزة جل وعلا .. لا في كون جنس المكان مخلوقاً أم غير مخلوق.
والله أعلمُ
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:07 ص]ـ
تأثر كثيرٌ من أهل السنة بالمتكلمين، وجروا على قواعدهم من حيث لا يدروا.
وأنا أتعجب عندما كنت أدرس هذه الأشياء وأقرأ في كلام شيخ الإسلام وغيره في الرد على المناطقة والفلاسفة وغيرهم من أهل البدع، وأقول في نفسي لو كان النبي صلى الله عليه وسلم موجود وسُأل عن هذه الأشياء أكان يُجاريهم ويرد عليهم بمذهبهم ويتكلم عن أشياء دقيقة عن ذات الله ووجوده وتسلسل الأحداث، والحادث بالأمر، ووواجب الوجود، أم سيجيب مثل ما أجاب عن الساعة، ليس المسئول عنها بأعلم من السائل، أو يقول الله أعلم، أو يقول مثل ما قال مالك عندما سُل عن الاستواء، ما الاستفادة من الخوض في مسائل غيبية وعقلية، تفتح مجال للشيطان بالوسوسة، ولا تقربنا من الجنة ولا تباعدنا عن النار، وهل الكلام في هذا من العلم المحمود أم امذموم؟
والله المستعان.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:11 ص]ـ
السلام عليك الأخ هيثم
سؤالي للمبتدعة "ماذا خلق الله أولا - الماء أو القلم، أم المكان" ليس من الأسئلة الدقيقة، بل فيه هدم لمذهبهم.
تأمل بارك الله فيك.
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:14 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ...
أخي الحبيب لا أتكلم عنك بل كلام مطلق في صدري من زمن، ولا أقصد نقدك إطلاقا.
بارك الله فيك، ونصرك عليهم، وجعل توبتهم على يديك _إن شاء الله.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:14 ص]ـ
من الممكن أن أغير العنوان شيء ما (والنتيجة واحدة):
المكان - هل له وجود مستقل أم وجوده مرتبط مع وجود الأشياء؟
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:22 ص]ـ
حتى لا يحصل هناك تشويش على الذهن فلن أذكر "الماء"، وإنما سأكتفي بـ"القلم"، تركا لذكر الخلاف في مسألة أول المخلوقات، ومشيا بترجيح من رجح أن القلم أول المخلوقات.
فالأشاعرة يقولون: الله خالق المكان، وأما كل مخلوق فمحدود في مكان ولا بد أن يكون له مكان.
فلنسألهم: ما هو أول المخلوقات: القلم أم المكان؟
إن كان القلم فهل هو محدود؟ هل كان في مكان لما خلقه الله؟ وكيف يمكن له وجود بدون مكان؟
وإن كان المكان، فهذا مخالف للنص الذي يثبت أن القلم هو أول المخلوقات.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:31 ص]ـ
قد يقال: ما الفائدة من هذا السؤال؟
أقول: الفائدة من هذا السؤال أن الأشعري سيضطر إلى القول بأن "المكان" مرتبط مع الشيء نفسه وليس له وجود مستقل، لأن المكان إنما هو عبارة عن حد الشيء طولا وعرضا وعمقا لا غير.
وإن اعترف الأشعري بهذا فحينئذ لا يصح قوله: "المكان مخلوق والله لا يحل في المخلوقات"، لأن المكان مرتبط مع الشيء نفسه وليس منفصلا عنه.
والله أعلم
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
أقسم بالله يا أخي حارث همام السلفي إني واهم إن كنت فهمت منك شيئا
حسبي ما طلبه مني ربي ورسولي صلى الله عليه وسلم قل ذلك للأشعري أيضا (ابتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/411)
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[08 - 06 - 09, 10:55 م]ـ
لعل لفظ المكان لفظ يحتمل المعنين لذا فلا يطلق في حق الله و لا يقال الله في مكان او لا
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[08 - 06 - 09, 11:12 م]ـ
سؤال الأخ حارث يريد إفحام الأشاعرة به, وهو سؤال في محله, لكن ننتظر أهل العلم لكي يبينوا أكثر ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 06 - 09, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا يلزم أن يكون كل مخلوق في مكان أو ظرف أو حيز.
وقد رد شيخ الإسلام على هذه الشبهة.
والاعتبار في ذلك بسطح العالم -والسطح هو أعلى الشيء فسطح البيت أعلاه وسطح العالم أعلاه –
فهذا العالم وسطحه مثلا غير موجود في شيء آخر
الموجودات والمخلوقات التي ترى هي في شيء آخر فالبيت في المدينة والمدينة في الأرض والأرض في السماء الدنيا وهذه السماء الدنيا في الثانية وهكذا ولكن سينتهي هذا إِلَى نهاية الكون أو سطح العالم وهو العرش والعرش ليس في شيء آخر الذي هو أعلى هذا الكون وهذا السطح ليس في شيء يحويه.وكذلك هذا العالم ليس في شيء يحويه.
قال شيخ الإسلام:ويقال لهم: ما تعنون بأن هذا إثبات للجهة والجهة ممتنعة؟ أتعنون بالجهة أمرا وجوديا أو أمرا عدميا؟
فإن أردتم أمرا وجوديا ـ وقد علم أنه ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والله فوق سماواته بائن من مخلوقاته لم يكن ـ والحالة هذه ـ في جهة موجودة فقولكم: إن المرئي لا بد أن يكون في جهة موجودة قول باطل فإن سطح العالم مرئي وليس هو في عالم آخر. انتهى
والله أعلم
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
الأخ أسامة، لنعلم أنه يجوز في باب الرد ما لا يجوز في باب التقرير. (إبتسامة)
الأخ أبا العباس، أحسنتَ بارك الله فيك.
الأخ عبد الباسط، جزاك الله خيرا كثيرا. الذي فهمتُ من كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن الجهة (والمكان والحيز والظرف كذلك) أمور عدمية لا وجودية، فالقول "بأن الجهة (والمكان والحيز والظرف) مخلوق" قول لا يصح. أليس كذلك!؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:34 ص]ـ
كما ذكرت أخي الكريم وقد ذكر شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية اعتراف الرازي أن الحيز أمر عدمي وليس وجودي!
وهذا الاعتراف منه دليل على عدم صحة هذه المقدمة (أن كل مخلوق في حيز ومكان).
فعلى ذلك لا يصح المعارضة بهذه المقدمة على نفي علو الله تعالى.
والله أعلم
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:44 ص]ـ
للتوضيح المزيد حتى لا تحصل شبهة لدى أحد، أسألك يا أخي عبد الباسط:
في ضوء ما سبق، هل قول الأشعري "الله خالق المكان" قول لغو، باعتبار أن المكان معدوم، وليس بموجود أصلا حتى يصح القول بأنه مخلوق، فلا يصح للأشعري أن يدعي: "المكان مخلوق"
؟؟؟
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[09 - 06 - 09, 01:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أولا: نقل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قول الرازي:وإن سلمنا أن ما ذكرتموه يدل على أن الحصول في الحيز زائد على ذات الجسم لكن معنا ما يدل على نفي ذلك وهو أمور ثلاثة:
الأول: وهو أن الحصول أمر نسبي والأمور النسبية تستدعي وجود أمرين لتتحق بينهما تلك النسبة فلو كان الحصول في الحيز أمرا ثبوتيا للزم أن يكون الحيز أمرا ثبوتيا وهو باطل .... .
بيان تلبيس الجهمية (3|598)
وهذا إثبات أن الحيز أمر عدمي.
ثانيا: أخي الكريم لفظ المكان والحيز والجهة؛ كلمات يراد بها معنى حقا ومعنا باطلا؛ والأصل في ذلك التفصيل عن المعنى المراد.
قال شيخ الإسلام: أن يقال لا نسلم أن كل ما يسمى حيزا وجهة فهو أمر وجودي؛ بل قد يقال إن المسمى بالجهة والحيز منه ما يكون وجوديا وهو الأمكنة الوجودية مثل داخل العالم؛ فإن الشمس والقمر والأفلاك والأرض والحجر والشجر ونحو هذه الأشياء كلها في أحياز وجودية ولها جهات وجودية وهو ما فوقها وما تحتها ونحو ذلك , ومنه ما يكون عدميا مثل ما وراء العالم , فإن العالم إذا قيل إنه في حيز أو جهة فليس هو في جهة وجودية وحيز وجودي لأن ذلك الوجودي هو من العالم أيضا والكلام في جهة جميع المخلوقات وحيزها ولأن ذلك يفضي إلى التسلسل ... الخ
بيان تلبيس الجهمية (3|604)
وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مثل الشمس وضوحا؛ ولولا طوله لنقلته.
فنأتي الآن إلى مسمى المكان على التفصيل الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله رحمة واسعة
فإن أراد - بخلق المكان- ما وراء العالم - فوق العرش فهو باطل.
وإن أراد ما هو في العالم فهو حق.
مع ملاحظة أن الواجب تحري ألفاظ الكتاب والسنة واجتناب ما لم يرد.
فتسمية ما فوق العرش مكانا هو من إلزامات الأشاعرة؛ ولم تثبت هذه التسمية في الشرع.
والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 06 - 09, 01:08 م]ـ
السلام عليكم
.....
السؤال الثالث: رد علينا أحد المبتدعة وقال: "كل شيء سوى الله مخلوق، والمكان ليس بإله، فهو مخلوق، وبالتالي لا نثبت له مكانا لأن الله لا يحل في المخلوقات." كيف يتم الرد على هذا في ضوء ما سبق؟
وعليكم السلام ورحمة الله
الجواب:
نحن نقول بـ وجود الله فوق العرش، ولا نستخدم كلمة "مكان" لأنها تُوهم أن الله داخل شيء ما، والله لا يُحيط به شيء، وهو بائن من خلقه.
والعرش هو نهاية المخلوقات، فوق جميع المخلوقات.
فمن أين لكم بأن فوق العرش مكان (مخلوق) حتى تقولوا بأن اعتقاد أن الله فوق العرش = اعتقاد أنه في مكان بمعنى أنه داخل خلقه وأنه محاط بمخلوق؟
وإذا أصررتم على القول بأن فوق العرش مكان فبيِّنوا لنا ما هو هذا "المكان"
وما دليلكم على وجود ذلك المكان فوق العرش؟ وما اسم ذلك المكان؟
وهل فوق ذلك المكان مكان آخر؟ وهل فوق ذلك المكان الآخر مكان آخر؟ وفوقه مكان آخر؟ إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى اعتقاد أن المخلوقات ليس لها حد ولا نهاية؟
هذا إلزام آخر إضافة إلى ما ذكره الإخوة جزاهم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/412)
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 06:56 ص]ـ
الحمد لله وحده , ...
وإذا أصررتم على القول بأن فوق العرش مكان فبيِّنوا لنا ما هو هذا "المكان"
وما دليلكم على وجود ذلك المكان فوق العرش؟ وما اسم ذلك المكان؟
وهل فوق ذلك المكان مكان آخر؟ وهل فوق ذلك المكان الآخر مكان آخر؟ وفوقه مكان آخر؟ إلى ما لا نهاية، مما يؤدي إلى اعتقاد أن المخلوقات ليس لها حد ولا نهاية؟
هذا إلزام آخر إضافة إلى ما ذكره الإخوة جزاهم الله خيرا
و هل يمكن أن نلزمهم بقول آخر أيضاً.
حيث أننا نسأل هل المكان (المخلوق) محدود أم لا نهاية له؟
فإذا كان لا نهاية له فهذا معناه أن الكون الذي هو مخلوق أكبر من الله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)
أما إذا كان يثبت أن المكان (المخلوق) محدود فهنا نقول له بأن الله ليس داخل هذا المكان و هو خلق هذا المكان ولا يلزم دخوله في المكان!
و هذا الرد الأخير هو نفسه الرد الذي رد به الشيخ الألباني على طلبة السقاف, حيث قال لهم بما معناه
أن الله كان ولا شيء معه, فسألهم فهل كان في مكان؟
فردوا عليه: لا
قال لهم: فهو بعد ذلك خلق المكان, و لم يدخل في المكان.
ثم أكد و كرر أكثر من مرة في التسجيل جملة و هي (أننا نثبت أن لله مكان و ليس له مكان)
فالشيخ -رحمه الله- يقصد بذلك كما قال الشيخ عبد الباسط الغريب أن المكان من الألفاظ المجملة التي تحتمل أكثر من معنى.
(هذا حسب ما أذكر من التسجيل)
و الله تعالى أعلم.
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[18 - 06 - 09, 02:16 م]ـ
السلام عليكم
وجّهتُ إلى بعض المخالفين في العقيدة سؤالا هاما.
قالوا: كل شيء مخلوق لا بد أن يكون في مكان.
قلت: فماذا خلق الله أولاً: القلم أو الماء (على الخلاف) أم المكان؟ إن كان الأول فكيف يمكن وجود مخلوق بدون مكان؟ وإن كان الثاني فهذا مخالف للنصوص ولما عليه العلماء.
السؤال الأول: هل جنس المكان شيء مخلوق؟ أم هو شيء ذهني كثبوت "الوجود" مع الأشياء (أي كل شيء لا بد أن يكون له "وجود" فكذلك "المكان")؟
السؤال الثاني: إن كان الجواب الثاني هو الصحيح، فهل يصح - على سبيل الإخبار والعقل، لا على سبيل إحداث لفظ عَقَدي - أن نثبت لله تعالى مكانا كما نثبت له تعالى وجودا؟
السؤال الثالث: رد علينا أحد المبتدعة وقال: "كل شيء سوى الله مخلوق، والمكان ليس بإله، فهو مخلوق، وبالتالي لا نثبت له مكانا لأن الله لا يحل في المخلوقات." كيف يتم الرد على هذا في ضوء ما سبق؟
وتتمة للفائدة فقال أحد المخالفين في إجابة السؤال: "السلف لم يسألوا عن هذا - أي هل القلم أو الماء مخلوق قبل المكان أم العكس أم معا"، فرارا من الإجابة العلمية كما يظهر.
فما رأي الإخوة بارك الله فيكم.
الكلم على أول المخلوقات
لشيخ الأسلام كلام فى مواضع كثيرة حول حوادث لا أول لها وأن ليس هناك ما يمكننا نحن من ان نطلق عليه أول مخلوق على الأطلاق
وما أختلاف فيه العلماء من ان القلم اول المخلوقات او العرش او الماء فله توجيه وجهه شيخ الاسلام
ومن المواضع التى تكلم فيها شيخ الأسلام عن حوادث لا اول لها
الجزء 18/ ص 211
اما القول بهل لله مكان فلقد سأل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الجارية اين الله؟
وأداة اين يسأل بها عن المكان
لكن المكان والجهة بالنسبة للبشر وليس معنى ذلك ان الله متحيز فى مكان
مثل ذلك مثل الرؤية فإن الؤمنون يرون الله فى الجنة وفى العرصات ولكن لا يحيطون به
فهو فى جه بالنسبة لنا ولكن ليس هناك مكان يتحيز فيه سبحانه
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 06 - 09, 01:45 ص]ـ
الجنس عند المناطقة من الكليات الخمس وهذه الكليات لا وجود لها إلا في الذهن.
أستغربُ كيف يُسأل عن شيء لا يوجد إلا في الذهن: " جنس المكان "، بسؤال لا يتوجه إلا للموجودات الخارجية، لأن الخلق أو عدمه لا يكون لشيء لا وجود له في الخارج.
فالسؤال نفسه - كما أراه - غلط أصلاً: " هل جنس المكان مخلوق "، لأن جنس المكان لا وجود له في الخارج حتى نحكم عليه بالخلق أو عدم الخلق.
والله تعالى أعلم.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
الجنس عند المناطقة من الكليات الخمس وهذه الكليات لا وجود لها إلا في الذهن.
أستغربُ كيف يُسأل عن شيء لا يوجد إلا في الذهن: " جنس المكان "، بسؤال لا يتوجه إلا للموجودات الخارجية، لأن الخلق أو عدمه لا يكون لشيء لا وجود له في الخارج.
فالسؤال نفسه - كما أراه - غلط أصلاً: " هل جنس المكان مخلوق "، لأن جنس المكان لا وجود له في الخارج حتى نحكم عليه بالخلق أو عدم الخلق.
والله تعالى أعلم.
في رأيي - والله أعلم - أن سؤالي ليس بغلط، فقد سألتُ: "هل جنس المكان مخلوق أم ليس بمخلوق؟ "
والذي فهمت من كلامك أن المكان كله لا وجود له أصلا حتى يقال: إنه "يُخلق". أليس كذلك؟
وبما أنه لا وجود له إلا في الذهن - كالأعداد - فهو غير مخلوق، أو كما قلتَ: "لأن جنس المكان لا وجود له في الخارج حتى نحكم عليه بالخلق أو عدم الخلق".
أظن أن الخلاف بيني وبينك لفظي، فكلانا اتفقنا على أن المكان لا يقال عنه: "إنه مخلوق".
...
أم قصدتَ أن عنوانَ هذا الموضوعِ ينبغي أن يُخذف عنه كلمة "الجنس"؟(55/413)
فضل التوحيد والتحذير مما يضاده
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:27 م]ـ
فضل التوحيد والتحذير مما يضاده
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
أخي في الله إليك كلمات موجزة عن فضل التوحيد والتحذير من ضده وما ينافيه من أنواع الشرك والبدع ما كان كبيراً أو صغيراً، إن التوحيد هو أول واجب دعا إليه الرسل، وهو أصل دعوتهم قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ النحل:36] والتوحيد هو أعظم حق الله تعالى على عبيده ففي الصحيحين من حديث معاذ http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً} فمن حقق التوحيد دخل الجنة ومن فعل أو اعتقد ما ينافيه ويناقضه فهو من أهل النار ومن أجل التوحيد أمر الله الرسل بقتال أقوامهم حتى يعتقدوه قال الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله} [متفق عليه]، وتحقيق التوحيد سبيل السعادة في الدنيا والآخرة. ومخالفته سبيل للشقأوة، وتحقيق التوحيد سبيل لاجتماع الأمة وتوحيد صفوفها وكلمتها والخلل في التوحيد سبب الفرقة والتشتت.
وأعلم أخي رحمني الله وإياك أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله يكون موحداً بل لا بد من توفر شروط سبعة ذكرها أهل العلم:
1 - العلم بمعناها والمراد منها نفياً وإثباتاً، فلا معبود بحق إلا الله تعالى.
2 - اليقين بمدلولها يقيناً جازماً.
3 - القبول لما تقتضيه هذه الكلمة بقلبه ولسانه.
4 - الانقياد لما دلت عليه.
5 - الصدق، فيقولها بلسانه ويوافق ذلك قلبه.
6 - الإخلاص المنافي للرياء.
7 - حب هذه الكلمة وما اقتضته.
أيها الأحبة في الله وكما يجب علينا تحقيق التوحيد وتوفير شروط لا إله الا الله، فيجب علينا أن نخاف من الشرك ونحذره بجميع أنواعه وأبوابه ومداخله أكبره وأصغره فإن أعظم الظلم الشرك، والله يغفر كل شئ إلا الشرك ومن وقع فيه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ النساء:48] وإليك يا أخي بعض ما ينافي التوحيد أو يخل به كما ذكرها أهل العلم لتكون على حذر منها:
1 - لباس الحلقة والخيط أياً كان نوعها من صفر أو نحاس أو حديد أو جلد لرفع بلاء أو دفعه فهو من الشرك.
2 - الرقى البدعية والتمائم، والرقى البدعية هي المشتملة على الطلاسم والكلام غير المفهوم والاستعانة بالجن في معرفة المرض أو فك السحر أو وضع التمائم وهو ما يعلق على الإنسان والحيوان من خيط أو ربطة سواء كان مكتوباً من الكلام البدعي الذي لم يرد في القرآن والسنة أو حتى الوارد فيهما – على الصحيح – لأنها من أسباب الشرك قال الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الرقى – أي الشركية – والتمائم والتولة شرك} [رواه احمد وأبو دأود].
ومن ذلك تعليق ورقة أو قطعة من النحاس أو الحديد في داخل السيارة فيها لفظ الجلالة أو آية الكرسي أو وضع مصحف في داخل السيارة واعتقاد أن ذلك يحفظها ويمنع عنها الشر من عين أو نحوها ومن ذلك وضع قطعة على شكل كف أو مرسوم فيها عين فلا يجوز وضعه حيث يعتقد فيه دفع العين قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من تعلق شئ وكل إليه} [رواه أحمد والترمذي والحاكم].
3 - ومما يخل بالتوحيد التبرك بالأشخاص والتمسح بهم وطلب بركتهم أو التبرك بالأشجار والأحجار وغيرها وحتى الكعبة فلا تمسح بها تبركاً، قال عمر بن الخطاب http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif وهو يقبل الحجر الأسود: أني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقبلك ما قبلتك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/414)
4 - ومما ينافي التوحيد الذبح لغير الله كالأولياء والشياطين والجن لجلب نفعهم أو ضرهم فهذا من الشرك الأكبر، وكما لا يجوز الذبح لغير الله، لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله ولو كان قصد الذابح أن يذبح لله عز وجل وذلك سداً لذريعة الشرك.
5 - ومن ذلك النذر لغير الله فالنذر عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله سبحانه وتعالى.
6 - ومن ذلك الاستعانة والاستعاذة بغير الله، قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif لابن عباس رضي الله عنهما: {وإذا استعنت فاستعن بالله وإذا سألت فسأل الله ... } وبذلك نعلم المنع من دعاء الجن.
7 - ومما يخل بالتوحيد الغلو بالأولياء والصالحين، ورفعهم عن منزلتهم وذلك بالغلو في تعظيمهم أو رفع منزلتهم إلى منزلة الرسل أو ظن العصمة فيهم.
8 - ومما ينافي التوحيد الطواف بالقبور، فهو من الشرك، ولا يجوز الصلاة عند القبر لأنها وسيلة إلى الشرك فكيف بالصلاة لها وعبادتها والعياذ بالله؟!
9 - ولحماية التوحيد جاء النهي عن البناء على القبور وجعل القباب والمساجد عليها وتجصيصها.
10 - ومما ينافي التوحيد، السحر وإتيان السحرة والكهنة والمنجمين ونحوهم، فالسحرة كفار ولا يجوز الذهاب إليهم ولا يجوز سؤالهم، أو تصديقهم وإن تسموا بالأولياء والمشايخ ونحو ذلك.
11 - مما يخل بالتوحيد الطيرة وهي التشائم بالطيور أو بيوم من الأيام أو بشهر أو بشخص، كل ذلك لا يجوز، فالطيرة شرك كما جاء بالحديث.
12 - ومما يخل بالتوحيد التعلق بالأسباب كالطبيب والعلاج والوظيفة وغيرها وعدم التوكل على الله، والمشروع هو أن نبذل الأسباب كطلب العلاج والرزق ولكن مع تعلق القلب بالله لا بهذا السبب.
13 - ومما يخل بالتوحيد التنجيم واستعمال النجوم في غير ما خلقت له، فلا تستخدم في معرفة المستقبل والغيب وكل هذا لا يجوز.
14 - ومن ذلك الاستسقاء بالنجوم والأنواء والمواسم واعتقاد أن النجوم هي التي تقدم المطر أو تأخره، بل الذي ينزل المطر ويمنعه هو الله فقل: "مطرنا بفضل الله ورحمته".
15 - ومما ينافي التوحيد صرف شئ من أنواع العبادة القلبية لغير الله مثل صرف المحبة المطلقة أو الخوف المطلق للمخلوقات.
16 - ومما يخل بالتوحيد الأمن من مكر الله وعذابه أو القنوط من رحمة الله، فلا تأمن مكر الله ولا تقنط من رحمته، فكن بين الخوف والرجاء.
17 - ومما يخل بالتوحيد عدم الصبر على أقدار الله والتجزع ومعارضة القدر بمثل قولهم "لماذا يا الله تفعل بي كذا أو بفلان كذا أو لماذا كل هذا يا الله". ونحو ذلك من النياحة، وشق الجيوب ونثر الشعر.
18 - ومن ذلك الرياء والسمعة وأن يريد الإنسان بعمله الدنيا.
19 - ومما ينافي التوحيد طاعة العلماء والأمراء وغيرهم في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فإن طاعتهم نوع من الشرك.
20 - ومما يخل بالتوحيد قول "ما شاء الله وشئت" أو قول "لولا الله وفلان" أو "توكلت على الله وفلان" فالواجب استعمال "ثم" في جميع ما سبق لأمره http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أنهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت} [رواه النسائي].
21 - ومما يخل بالتوحيد سب الدهر والزمان والأيام والشهور.
22 - ومما ينافي التوحيد، السخرية بالدين أو الرسل أو القرآن أو السنة، أو السخرية بأهل الصلاح والعلم، لما يحملونه من السنة وظهورها عليهم من إعفاء اللحية أو السواك أو تقصير الثوب عن الكعب، ونحو ذلك.
23 - ومنها التسمية بـ "عبد النبي" أو "عبد الكعبة" أو "عبد الحسين" وكل هذا لا يجوز بل تكون العبودية لله وحده كقولنا "عبد الله" و "عبد الرحمن".
24 - ومما يخل بالتوحيد تصوير ذوات الأرواح ثم تعظيم هذه الصورة وتعليقها على الجدار وفي المجالس وغير ذلك.
25 - ومما ينافي التوحيد وضع الصلبان ورسمها أو تركها موجودة على اللباس إقراراً لها والواجب كسر الصليب أو طمسه.
26 - ومما ينافي التوحيد موالاة الكفار والمنافقين بتعظيمهم واحترامهم وإطلاق لفظ "السيد" عليهم والحفأوة بهم ومودتهم.
27 - ومما ينافي التوحيد ويناقضه، الحكم بغير ما أنزل الله وتنزيل القوأنين منزلة الشرع الحكيم، باعتقاد أحقية القانون في الحكم وأن القانون مثل الشرع أو أنه أحسن من الشرع وأنسب للزمن، ورضى الناس بذلك داخل في هذا الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/415)
28 - مما يخل بالتوحيد الحلف بغير الله مثل الحلف بـ "النبي" أو "الأمانة" أو غير ذلك، قال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك} [رواه الترمذي وحسنه].
وبعد أخي المسلم وكما يجب علينا أن نحقق التوحيد ونحذر مما يضاده وينافيه يجب علينا أيضاً أن نكون على منهج أهل السنة والجماعة "الفرقة الناجية" منهج سلف هذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم في كل الجوأنب العقدية والسلوكية، فكما لأهل السنة منهج في العقيدة في باب الأسماء والصفات وغيره، كذلك لهم منهج في السلوك والأخلاق والتعامل والعبادات، وكل نواحي حياتهم، ولذلك لما ذكر الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن هذه الأمة سوف تفترق على ثلاث وسبعين فرقة قال: {كلها في النار إلا واحدة قيل من هم؟ قال: هم مثل ما أنا عليه الآن وأصحابي} فلم يقل هم من قال كذا أو فعل كذا ... فقط، ولكن هم من وافقوا منهج الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif والصحابة في كل شئ.
فيجب عليك أخي:
1 - في باب الصفات، أن تصف الله عز وجل بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ... إذاً فلا نفي إلا ما نفى الله ولا تشبيه على حد قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ الشورى:11].
2 - أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.
3 - الإيمان بما يكون بعد الموت من أحوال القبر وغيره.
4 - الاعتقاد أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
5 - لا نكفر أحد بذنب دون الشرك ما لم يستحله، وأن فاعل الكبيرة إن تاب تاب الله عليه، وإن مات ولم يتب فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ثم يدخله الجنة، وأنه لا يخلد في النار إلا من وقع في الكفر والشرك، وترك الصلاة من الكفر.
6 - أهل السنة يحبون الصحابة ويعظموهم ويتولونهم كلهم، سواء أكانوا من أهل البيت أم من غيرهم من الصحابة، ولا يعتقدون عصمة أحد منهم، وأفضل الصحابة هم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم، ويسكتون عما وقع بنيهم فكلهم مجتهدون، من أصاب له أجران ومن أخطاء فله أجر واحد.
7 - وهم يؤمنون بكرامات الأولياء وهم المتقون الصالحون قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ يونس:62 - 63].
8 - وهم لا يرون الخروج على الإمام ما أقام فيهم الصلاة، ولم يروا كفراً بواحاً عندهم فيه من الله برهان.
9 - وهم أيضاً، يؤمنون بالقدر خيره وشره بجميع مراتبه، ويعتقدون أن الإنسان مسير ومخير، فهم لم ينفوا القدر ولم ينفوا اختيار البشر، بل أثبتوهما جميعاً.
10 - وهم يحبون الخير للناس، وهم خير الناس بل هم أعدل الناس للناس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقول من دارالقاسم
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 01:29 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
فنقلك الطيب هو سبيل الأنبياء(55/416)
هل تصح هذه الحكاية عن الإمام أحمد؟
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 11:44 م]ـ
سأسوق لكم هذه القصة التاريخية والتي وردت في تاريخ اليعقوبي لأحمد بن أبي يعقوب المعروف باليعقوبي, ج3 ص 198, عند استعراضه لموقف الإمام أحمد بن حنبل أيام المحنة والقول بخلق القرآن.
قال: لما امتنع أحمد بن حنبل من القول بخلق القرآن وضرب عدة سياط قال إسحاق بن إبراهيم للمعتصم ولني يا أمير المؤمنين مناظرته فقال: شأنك به، فقال إسحاق للإمام أحمد ما تقول في خلق القرآن؟ فقال الإمام أحمد: أنا رجل علمت
علما ولم أعلم فيه بهذا، فقال: هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أم علمته من الرجال، فقال أحمد: بل علمته من الرجال، فقال إسحاق. علمته شيئا بعد شئ قال نعم، قال إسحاق: فبقي عليك شئ لم تعلمه؟ فقال: نعم، قال: فهذا مما لم
تعلم وعلمكه أمير المؤمنين، فقال أحمد: فإني أقول بقول أمير المؤمنين: فقال إسحاق به خلق القرآن، قال أحمد في خلق القرآن فاشهد عليه، وخلع عليه وأطلقه إلى منزله.
هذا منقول من أحد المواقع الشيعية حيث يستدل بها صاحبها على استعمال التقية من قبل الإمام أحمد
ـ[مدارج]ــــــــ[11 - 06 - 09, 02:19 م]ـ
سأسوق لكم هذه القصة التاريخية والتي وردت في تاريخ اليعقوبي لأحمد بن أبي يعقوب المعروف باليعقوبي, ج3 ص 198, عند استعراضه لموقف الإمام أحمد بن حنبل أيام المحنة والقول بخلق القرآن.
قال: لما امتنع أحمد بن حنبل من القول بخلق القرآن وضرب عدة سياط قال إسحاق بن إبراهيم للمعتصم ولني يا أمير المؤمنين مناظرته فقال: شأنك به، فقال إسحاق للإمام أحمد ما تقول في خلق القرآن؟ فقال الإمام أحمد: أنا رجل علمت
علما ولم أعلم فيه بهذا، فقال: هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أم علمته من الرجال، فقال أحمد: بل علمته من الرجال، فقال إسحاق. علمته شيئا بعد شئ قال نعم، قال إسحاق: فبقي عليك شئ لم تعلمه؟ فقال: نعم، قال: فهذا مما لم
تعلم وعلمكه أمير المؤمنين، فقال أحمد: فإني أقول بقول أمير المؤمنين: فقال إسحاق به خلق القرآن، قال أحمد في خلق القرآن فاشهد عليه، وخلع عليه وأطلقه إلى منزله.
هذا منقول من أحد المواقع الشيعية حيث يستدل بها صاحبها على استعمال التقية من قبل الإمام أحمد
قد أجبت نفسك بنفسك!!!
هذه مواقع المرض الخبيثة لا تدخلها , بل فر منها فرارك من الأسد , فهم أكذب خلق الله لا بارك الله فيهم, فهم لا يستحقون أن يُنظر إليهم.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 03:04 م]ـ
الرواية موجودة في تاريخ اليعقوبي بهذا السياق.ولكن ما يورده اليعقوبي لا يفرح به الا رافضي، فاليعقوبي
شيعي محترق،ومن طالع تاريخه وان شئت قل "تخاريفه" عرف مبلغ الحقد الذي يحمله على الصحابة رضوان الله
عليهم اجمعين والله المستعان.
ـ[السدوسي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 03:17 م]ـ
في دراسة لأحد الإخوة لتاريخ اليعقوبي في موقع نبي الإسلام ذكر مايلي:
عرض اليعقوبيُّ تاريخَ الدولةِ الإسلاميةِ من وجهةِ نظرِ الشيعةِ الإماميةِ, فهو لا يعترفُ بالخلافةِ إلا لعليِّ بنِ أبي طالبٍ وأبنائه, حسب تسلسل الأئمةِ عندَ الشِّيعةِ، ويُسمِّي علياً بالوصي. وعندما أرَّخَ لخلافةِ أبي بكرٍ, وعمر, وعثمان,- رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - لم يُضِفْ عليهم لقبَ الخلافةِ, وإنما قال: تولَّى الأمرَ فلانٌ .. , ثم لم يتركْ واحِداً منهم دُونَ أنْ يطعنَ فيه، وكذلك كبار الصَّحابَةِ, فقد ذَكَرَ عنْ عائشةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- أخباراً سيئةً, وكذلك عن خالدِ بنِ الوليدِ, وعمرو بن العاص, ومعاويةَ بن أبي سفيان. وعَرَضَ خبرَ السَّقيفةِ عَرْضاً مُشيناً ادَّعى فيه أنه حصلتْ مؤامرةٌ على سَلْبِ الخلافةِ مِنْ عليِّ بنِ أبي طالبٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- الذي هُو الوصيُّ في نظرِهِ، وبلغَ به الغُلو إلى أنْ ذَكَرَ أنَّ قولَ اللهِ - تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}. قد نزلتْ على أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالبٍ - صلوات الله عليه- يومَ النَّفرِ". وطريقتُهُ في سياقِ الاتهاماتِ هي طريقةُ قومِهِ من أهلِ التشيعِ والرَّفضِ, وهي إما اختلاق الخبر بالكلية, أو التزيد في الخبر, والإضافة عليه, أو عرضه في غير سياقه ومحله حَتَّى يتحرَّفَ معناه. ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأُمويين وصفهم بالملوك, وعندما ذكر خلفاءَ بني العَبَّاس وصفهم بالخلفاء، كما وصف دولتَهم في كتابه البلدان باسم الدولة المباركة؛ مما يعكس نفاقَهُ وتستره وراء شعار التقية, وهذا الكتابُ يُمثِّلُ الانحرافَ والتشويه الحاصلَ في كتابةِ التَّاريخِ الإسلاميِّ, وهو مرجعٌ لكثيرٍ من المستشرقين والمستغربينَ الذين طعنُوا في التَّاريخِ الإسلاميِّ وسيرة رجاله. مع أنه لا قيمة كبيرة له من الناحية العلمية إذ يغلب على القسم الأول: القصص, والأساطير, والخرافات. والقسم الثاني: كُتِبَ من زاويةِ نَظَرٍ طائفيةٍ حزبيةٍ, كما أنه يفتقدُ مِنَ النَّاحيةِ المنهجيةِ لأبسطِ قواعدِ التَّوثيقِ العلميِّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/417)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:04 م]ـ
ومَنْ منع مِن التقية عند خوف الهلاك و الأمن على الحق أن لا يَندرس؟
أما الروافض فينقولون عن أئمتهم - الذين لايجوز أن تخلو الأرض منهم لحظة بزعمهم - النفاق عينه , ويسمونه تقية كذبا وعدوانا على الحقائق الشرعيه.
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:57 ص]ـ
راويه ليس عدلا ً، وخبره مردود عليه.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 11:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1) هذه المناظرة من أضعف ما ذكر, وقد استدل القائلون بخلق القرآن بأدلة أقوى من هذه ومع ذلك فقد أجاب عنها الإمام أحمد.
2) هذه القصة ليس فيه أي إلزام للإمام أحمد, وها هي القصة وقد عكست شخصياتها
قال الإمام أحمد لإسحاق ما تقول في عدم خلق القرآن؟
فقال إسحاق: أنا رجل علمت علما ولم أعلم فيه بهذا،
فقال الإمام أحمد: هذا العلم الذي علمته نزل به عليك ملك أم علمته من الرجال،
فقال إسحاق: بل علمته من الرجال،
فقال الإمام أحمد. علمته شيئا بعد شئ
قال نعم،
قال الإمام أحمد: فبقي عليك شئ لم تعلمه؟
فقال: نعم،
قال: فهذا مما لم تعلم وعلمتك إياه
فهل يرون في هذا أي إلزام لهم؟! فكيف إذا يرون في هذا إلزام لإمام أهل السنة
3) أسلوب الإمام أحمد في ردوده مخالف لم تواتر عنه.
فقد كان يجيب من ناظره بقوله أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله أقول به.
فلو كان خالف منهجه لطار بذلك أهل البدع ولاشتهر ذلك عنه
فهذا مما يدل على أن هذه القصة مكذوبة عليه
4) مما يدل أيضا على ضعف هذه الرواية أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى كان يرى عدم الرواية أو الكتابة عن كل من أجاب في المحنة.
فكيف لا يعذرهم إن كان هو ممن أجاب؟!؟ وكيف لا ينكرون عليه تركه للكتابة عنهم لجوابهم إن كان هو ممن أجاب
5) هذا وقد بين لك الإخوة بما فيه كفاية حال راوي هذه القصة. فلا شك أن هذه القصة لا تصح عقلا ونقلا
ولعل في ما ذكر كفاية والله تعالى أعلم
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 11:17 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا(55/418)
أسماء الله الحسني الصحيحة وأدلتها من الكتاب والسنة
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[09 - 06 - 09, 07:22 ص]ـ
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ
المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ
الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ
الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ
العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ
الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ
القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ
الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ
الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ
الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ
الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ
المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ
الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنَّانُ القَادِرُ الخَلاَّقُ
المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ
الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ
السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ
الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ
الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[09 - 06 - 09, 07:23 ص]ـ
الادلة من الكتاب التي تفيد ثبوت تلك الاسماء عن غيرها
الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة بأدلتها مختصرة
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (فصلت:2)
الْمَلِك الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23)
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الحشر:24)
الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3)
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)
الْمَوْلَى النَّصِيرُ: (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: 78)
العفو الْقَدِيرُُ: (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) (النساء:149)
اللطيف الْخَبِير: (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)
الوِتْر حديث: (وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) (صحيح:خ م)
الجَمِيلُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ) (صحيح:م)
الْحَيِيُّ السِّتِير حديث: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (صحيح:د ن)
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالَ: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (الرعد:9)
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم:48)
الْحَقُّ الْمُبِينُ: (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (النور:25)
الْقُوَّيُِّ الْمَتِينُ: (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (الشورى:19)
(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58)
الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)
الشَّكُورُ الحليم: (وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن:17)
الْوَاسِعُ العليم: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:115)
التواب الحكيم: (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (النور:10)
الْغَنِيُّ الكريم: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/419)
الأَحَدُ الصَّمَدُ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص:2)
القريب المجيب: (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:61)
الْغَفُورُ الودود: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:14)
الولي الحميد: (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) (الشورى:28)
الحفيظ المجيد: (وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) (سبأ:21)
(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (البروج:15)
الفتاح: (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) (سبأ:26)
الشهيد: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج:17)
المقدم المؤخر حديث: (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) (صحيح:خ)
الْمَلِيكُ الْمُقْتَدِرْ: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:55)
المسعر القابض الباسط الرَّازِقُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) (صحيح:د)
الْقَاهِر: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) (الأنعام:18)
الدَّيَّانُ حديث: (يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ فَيُنَادِيهِمْ .. أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ) (صحيح خ)
الشَّاكِرُ: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158)
الْمَنانَّ حديث: (لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ) (صحيح:د)
الْقَادِرُ: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ) (المرسلات:23)
الْخَلاقُ: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ) (الحجر:86)
الْمَالِكُ حديث: (لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) (صحيح:خ)
الرَّزَّاقُ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58)
الوكيل: (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173)
الرقيب: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (الأحزاب:52)
المحسن حديث: (إن الله محسن يحب الإحسان) (صحيح: طب)
الحسيب: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (النساء:86)
الشافي حديث: (اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي) (صحيح:خ)
الرفيق حديث: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ) (صحيح:خ م)
المعطي حديث: (وَاللَّهُ الْمُعْطِى وَأَنَا الْقَاسِمُ)
المقيت: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (النساء:85)
السَّيِّدُ حديث: (السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) (صحيح:د)
الطيب حديث: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا) (صحيح:خ)
الحكم حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ) (صحيح:د)
الأكرم: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ) (العلق:3)
البر: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور:28)
الْغَفَّارِ: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)
الرءوف: (وَأَنَّ اللهَ رَءوفٌ رَحِيم ٌ) (النور20)
الوهاب: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) (صّ:9)
الجواد حديث: (إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ) (صحيح: حل)
السبوح: حديث: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ) (صحيح:م)
الْوَارِثِ: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) (الحجر:23)
الرب: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ:15)
الأعلى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى:1)
الإله: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة:163)(55/420)
عقيدة بني العباس
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:08 م]ـ
عقيدة بني العباس
وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة
قال النبي الهاشمي صلى الله عليه وآله وسلم (أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله و عترتي أهل بيتي) صحيح الجامع.
جمعه وأعده
الشريف أبو العباس
عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي
والشريف أبو عبدالرحمن
عبدالمحسن بن حاتم بن أحمد العباسي
a.h.a.abbasi @gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
وأثبت بنو العباس بأقوالهم وأفعالهم أنهم من آل البيت تدينا وعقيدة وليس نسبا فقط , فقد نصروا الدين و عقيدة السلف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنها وقاموا بحمايتها أتم حماية وشهد لهم بذلك أهل العلم في كتبهم , ولم يخالف ذلك منهم إلا من شذ فتبرأوا منه , ولا نعلم قبيلة أو عشيرة من بني هاشم بل من قريش بل من العرب بل من العجم قامت بعشر ما قام به بنو العباس من نصرة الدين والعقيدة والسنة وحمايتها وذلك من نعمة الله ومنته عليهم (ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) , ولذلك رماهم أهل البدع والأهواء والحاسدون والحاقدون عن قوس واحدة فتكلموا فيهم وكذبوا عليهم وشوهوا تاريخهم وحاربوهم بشتى الوسائل ولكن (إن الله يدافع عن الذين ءامنوا).
فأصبح من شعار أهل البدع التبرؤ من بني العباس كما قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 490):- قال القاضي أبو بكر ابن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. انتهى.
وأصبح كل من أثنى على بني العباس وذكر أخبارهم ناصبيا مهددا من الروافض , كما حصل مع الخطيب البغدادي عندما أخرج من دمشق بسبب أنه ناصبي يروي فضائل الصحابة وأخبار خلفاء بني العباس في الجامع فكان ذلك سبب إخراج الخطيب من دمشق كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (14\ 285).
فهذا كتاب عظيم جمعنا فيه مجموعة من العقائد التي كتبها بنو العباس بأنفسهم واعتقدوها , وجمعنا أيضا نقولات عن الأئمة يثنون فيها على بني العباس وعقائدهم , وذكرنا أيضا عقيدة بعض الأفراد من بني العباس وجهودهم في حماية ونصرة الدين والعقيدة والسنة , وجعلنا بعد ذلك مختصرا لعقيدة بني العباس التي ذكرت في هذا الكتاب , وتكلمنا في نهاية الكتاب عن بعض من شذ عن بني العباس وخالف طريقتهم , وجمعنا لهذا الكتاب له عدة أسباب منها:-
1 - هدية لبني العباس كلهم حتى يعلموا عقيدة أسلافهم , فمن كان عليها فليحمد الله , ومن خالف شيئا منها فليتق الله وليعتقد ما اعتقدوه حتى يكون منهم نسبا وعقيدة.
2 - حتى يعلم عامة الناس أن هذه عقيدة آل البيت وليست عقيدتهم الأشعرية أو الزيدية أو الرفض أو التصوف البدعي أوالشركي.
3 - الرد على بعض من تطاول على بني العباس فوصفهم بأوصاف سيئة وطعن في عقيدتهم.
4 - أن هذا من حقوق أجدادنا وأسلافنا علينا , فإن الخمسمائة سنة الأخيرة من تاريخ المسلمين كانت سنوات نحسات اندرس فيها العلم وانخفتت فيها أنوار العقيدة , فجهل كثير من بني العباس ما كان عليه أسلافهم وأجدادهم , فتبيين ما كانوا عليه حق لهم علينا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/421)
وهنا كلمة نوجهها لبني العباس فنقول لما كان بنو العباس أهل ديانة متمسكين بالسنة مبعدين ومحاربين للمبتدعة كانت دولتهم قوية عزيزة , فلما أظهر المأمون البدع لم تمكث إلا 14 سنة فسرعان ما أزالوها وأعادوا السنة وتمسكوا بها واستمروا على ذلك , ودخل الضعف فيهم لما ظهرت فيهم المعصية لكن مع التمسك بالعقيدة والسنة وقد فسدت عقائد كثير من الناس فكانت الدول تنشأ وتسقط دولة بعد دولة وهم باقون , فلما قويت ديانتهم قويت دولتهم ولم يكن لأحد معهم كلمة إلى أن جعل الخليفة المستعصم وزيره رافضيا بإختياره فحصلت القاصمة , مع أن المستعصم كما سيأتي كان على عقيدة السلف وكان الرافضة مهانين في وقته , فكان السقوط عقابا من الله لبني العباس لتقريبهم أهل البدع والله أعلم , فعلى بني العباس أن يتعظوا مما حصل مع أسلافهم فيكونون أهل ديانة وعقيدة معادين لأهل البدع والضلال وقدوة للناس.
ونحن نحمد الله عز وجل حمدا كثيرا طيبا على أن جعلنا من بني العباس وعلى عقيدتهم , وهذه النعمة وهي نعمة النسب ليس للإنسان أي يد فيها , فإن الإنسان يولد و معه نسبه ولم يبذل في تحصيله أي مشقة بعكس نعمة المال والصحة فإنها غالبا ما تحتاج إلى نوع من المشقة.
ومن حقوق القراء علينا أن نسرد نسبنا , فإن الإنتساب إلى بني هاشم لابد له من بينة ولا سيما أنه قد كثر في هذه الأيام ادعاءات النسب الهاشمي بمختلف فروعه.
فنحن عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن سليمان بن أحمد بن الحسين بن علي بن علاء الدين بن علي بن هاشم بن أبي بكر بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن أحمد بن جعفر بن علي بن شرف الدين بن تقي الدين أبي بكر بن موسى بن تقي الدين أبي بكر ابن جعفر بن الخليفة الطائع لله بن الخليفة المطيع لله بن الخليفة المقتدر بالله بن الخليفة المعتضد بالله بن الأمير الموفق طلحة بن الخليفة المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله بن الخليفة هارون الرشيد بن الخليفة المهدي بن الخليفة أبي جعفر المنصور بن الإمام محمد بن علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي.
وهذا النسب مذكور في الصك الصادر من نقابة الأشراف العباسيين في صفد عام 985 هـ وهو موجود اليوم مع الإضافات الملحقة به إلى يومنا هذا.
وأخيرا فكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) فبعد شكر الله عز وجل نشكر صاحب الفضل الأكبر علينا منذ الصغر من بعد فضل الله تعالى الوالد الشريف النسابة أبا عبدالمحسن حاتم بن أحمد العباسي فقد كانت له توجيهات مهمة استفدنا منها , ونشكر أيضا العم الأكبر الشريف النسابة أبا أحمد حسني بن أحمد العباسي الذي له جهود كبيرة في خدمة النسب العباسي وتعريف الناس بهم ومعه الوالد , وقد شجعانا على القيام بهذا الجمع المبارك , حفظهما الله من كل شر وسوء ومكروه ووفقهما لكل خير وسدد خطاهما وأيدهما على ضعاف الدين والأمانة والمبتدعين.
كتبه عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم العباسي - جدة - 10\ 6\1430 هـ
الفهرس
الموضوع الصفحة
المقدمة .................................................. ....................... 5
الفصل الأول:- عقائد بني العباس
1 - عقيدة أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله .............................. 8
2 - عقيدة القاضي الشريف أبو علي ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ............... 12
الفصل الثاني:- ثناء الأئمة على بني العباس ................................... 15
الفصل الثالث:- عقيدة وجهود أفراد بني العباس
1 - حبر الأمة الصحابي عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ......................... 18
2 - علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ............................ 18
3 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس السفاح ...................................... 19
4 - أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور ...................................... 20
5 - أمير المؤمنين الخليفة أبو موسى المهدي ....................................... 21
6 - أمير المؤمنين الخليفة الهادي ................................................ 25
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/422)
7 - أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد .......................................... 26
8 - أمير المؤمنين الخليفة الأمين ................................................. 29
9 - أمير المؤمنين الخليفة أبو الفضل المتوكل على الله .............................. 30
10 - أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله .......................................... 35
11 - أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله ............................................. 35
12 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس المعتضد بالله ................................ 36
13 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله .......................................... 38
14 - أمير المؤمنين الخليفة القاهر بالله ........................................... 38
15 - أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله .......................................... 39
16 - أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله ............................................. 39
17 - أمير المؤمنين الخليفة أبو بكر الطائع لله ..................................... 39
18 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله ................................. 40
19 - أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله ........................................ 42
20 - أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله ........................................ 43
21 - أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله ............................................ 44
22 - أمير المؤمنين الخليفة أبو أحمد المستعصم بالله ................................ 44
23 - الأمير محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس ........................ 45
24 - الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ............... 45
25 - الإمام سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ............... 46
25 - الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ..... 46
26 - الإمام هارون بن العباس بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس .... 47
27 - الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ... 47
28 - الشريف أبو جعفر عبد الخالق ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ................ 48
29 - الشريف القاضي أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي .............. 51
30 - أبو البركات عبدالله بن الحسين السويدي العباسي .......................... 52
31 - العلامة الشريف علي بن محمد بن سعيد بن عبدالله السويدي العباسي ........ 52
32 - العلامة الشريف أبو الفوز محمد أمين بن علي بن سعيد السويدي العباسي .... 52
الفصل الرابع:- مختصر عقيدة بني العباس المذكورة في الكتاب ................. 53
الفصل الخامس:- بعض من شذ فخالف هذا الإعتقاد من بني العباس
1 - أمير المؤمنين الخليفة المأمون ................................................. 57
2 - أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله ............................................ 59
3 - أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله ............................................. 63
4 - أمير المؤمنين الخليفة الناصر لدين الله ......................................... 66
الفصل السادس:- المراجع .................................................. . 67
وهذا هو الفصل الثاني من الكتاب، والباقي في المرفقات:
(الفصل الثاني:- ثناء الأئمة على بني العباس)
كان الخلفاء من بني أمية يسبون آل البيت إلا عمر بن عبدالعزيز ويزيد بن الوليد.
قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):- إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\ 170):- وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/423)
قلنا: ومن أخطائهم أيضا تأخير الصلاة عن وقتها بل أحيانا إخراجها عن وقتها , وتقديم الخطبة على الصلاة في العيدين , والتأذين لصلاة العيدين , وأنهم كانوا يخطبون قعودا , واستمروا على هذا حتى أماتوا السنن وظن الناس أن البدع هي السنن , فلما جاء بنو العباس رضوان الله عليهم أحيوا هذه السنن التي أميتت وأوقفوا سب الصحابة ولعنهم.
وهذه نصوص عن الأئمة في الثناء على بني العباس وعقيدتهم:-
1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له.
2 - قال أبو عبيد الآجري في السؤالات (1\ 290):-
حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن عبدة قال: سمعت معاذ بن معاذ قال لما قدم بنو العباس بدأوا بالصلاة قبل الخطبة، فانصرف الناس وهم يقولون: بدلت السنة بدلت السنة يوم العيد.
3 - قال الذهبي في تاريخ الإسلام (1\ 1007):-
قال عبيد الله العيشي: قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحميمة.
4 - قال ابن تيمية في منهاج السنة (6\ 225):-
وما زال بنو العباس مثبتين لخلافة الأربعة مقدمين لأبي بكر وعمر وعثمان على المنابر فلم يقاتل أحد من شيعتهم ولا من شيعة بني أمية قدحا في خلافة الثلاثة.
5 - وقال في منهاج السنة (8\ 169):-
ولهذا لما تولى بنو العباس كانوا أحسن مراعاة للوقت من بني أمية.
6 - وقال في منهاج السنة (8\ 171):-
ثم كان من نعم الله سبحانه ورحمته بالإسلام أن الدولة لما انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العباس فإن الدولة الهاشمية أول ما ظهرت كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد وكانت شيعة الدولة محبين لبني هاشم وكان الذي تولى الخلافة من بني هاشم يعرف قدر الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فلم يظهر في دولتهم إلا تعظيم الخلفاء الراشدين وذكرهم على المنابر والثناء عليهم وتعظيم الصحابة وإلا فلو تولى والعياذ بالله رافضي يسب الخلفاء والسابقين الأولين لقلب الإسلام ولكن دخل في غمار الدولة من كانوا لا يرضون باطنه ومن كان لا يمكنهم دفعه كما لم يمكن عليا قمع الأمراء الذين هم أكابر عسكره كالأشعث بن قيس والأشتر النخعي وهاشم المرقال وأمثالهم ودخل من أبناء المجوس ومن في قلبه غل على الإسلام من أهل البدع والزنادقة وتتبعهم المهدي بقتلهم حتى اندفع بذلك شر كبير وكان من خيار خلفاء بني العباس وكذلك الرشيد كان فيه من تعظيم العلم والجهاد والدين ما كانت به دولته من خيار دول بني العباس وكأنما كانت تمام سعادتهم فلم ينتظم بعدها الأمر لهم.
7 - وقال في منهاج السنة (4\ 358):-
قيل آل محمد يدخل فيهم بنو هاشم وأزواجه وكذلك بنو المطلب على أحد القولين وأكثر هؤلاء تذمهم الإمامية فإنهم يذمون ولد العباس لا سيما خلفاؤهم وهم من آل محمد صلى الله عليه وسلم ويذمون من يتولى أبا بكر وعمر وجمهور بني هاشم يتولون أبا بكر وعمر ولا يتبرأ منهم صحيح النسب من بني هاشم إلا نفر قليل بالنسبة إلى كثرة بني هاشم , وأهل العلم والدين منهم يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
8 - وقال في منهاج السنة (4\ 55):-
الوجه الثامن: أن يقال دعوى كون جميع الخلفاء كانوا مشتغلين بما ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب وقد علم أن فيهم العدل الزاهد كعمر بن عبدالعزيز والمهتدي بالله وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية وبني العباس وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب وقد يكون تاب منها وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لأحاد المؤمنين فلهم من الحسنات ما ليس لأحاد المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل ونحن لا نقول إنهم كانوا سالمين من الظالم والذنوب كما لا نقول إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من ذلك لكن نقول وجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم وعامهم لا يمنع أن يشارك فيما عمله من طاعة الله وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في معصيته.
9 - قال الماوردي في الحاوي (2\ 489):-
وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْوُلَاةِ أَحْدَثَ الْأَذَانَ لِصَلَاةِ الْعِيدِ، فَرَوَى أَبُو قِلَابَةَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ لَهَا لصلاة العيد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ لَهَا مُعَاوِيَةُ، وَخَطَبَ لَهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَكَانَ مَرْوَانُ مِنْ قِبَلِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَامَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ إِلَى مَرْوَانَ وَقَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُصَلُّونَ الْعِيدَ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ وَيَخْطُبُونَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فقَالَ تِلْكَ سُنَّةٌ مَتْرُوكَةٌ، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدَ أَدَّى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِكَ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِكَ وَذَلِكَ لَضَعْفُ الْإِيْمَانِ , ثُمَّ جَرَى عَلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ أَيَّامَ مُلْكِهِمْ إِلَى أَنْ وَلِيَ بَنُو الْعَبَّاسِ وَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى حَالِهِ.
10 - قال ابن واصل في مفرج الكروب (4\ 166):- وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/424)
ـ[محمد ين منير اليعقوبي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 07:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المجهود المبارك الذي قدمتموه في هذا الكتاب
أسأل الله أن ينفع بهذا العمل و يتقبله منكم و يوفقكم و يزيدكم من فضله
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:31 ص]ـ
الأخ محمد منير اليعقوبي: جزاك الله خيرا، وبارك فيك، آمين ولك بمثل ما دعوت لنا وزيادة.
هذا جزء من الفصل الأول من الكتاب:
عقيدة أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله
قال الذهبي في السير عن القادر (15\ 128):-
وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.
قال ابن الجوزي في المنتظم (4\ 384):-
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر بالله في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة الاعتقاد القادري الذي ذكره القادر فقرئ في الديوان وحضر الزهاد والعلماء وممن حضر الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني فكتب خطة تحته قبل أن يكتب الفقهاء وكتب الفقهاء خطوطهم فيه
أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر, وهو:-
يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل وحده لا شريك له.
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
ولم يكن له شريك في الملك.
وهو أول لم يزل وآخر لا يزال.
قادر على كل شيء غير عاجز عن شيء.
إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.
غني غير محتاج إلى شيء لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم.
يطعم ولا يطعم.
لا يستوحش من وحدة ولا يأنس بشيء.
وهو الغني عن كل شيء.
لا تخلفه الدهور والأزمان وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان والليل والنهار والضوء والظلمة والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق والبر والبحر وما فيهما وكل شيء حي أو موات أو جماد.
كان ربنا وحده لا شيء معه.
ولا مكان يحويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش لا لحاجته إليه فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقرار لراحة كما يستريح الخلق.
وهو مدبر السموات والأرضين ومدبر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم ويميتهم ويحييهم.
والخلق كلهم عاجزون والملائكة والنبيون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون.
وهو القادر بقدرة والعالم بعلم أزلي غير مستفاد.
وهو السميع بسمع والمبصر ببصر يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه.
متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين.
لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام.
وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي صفة حقيقية لا مجازية.
ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق تكلم به تكليماً وأنزله على رسوله صلى الله عيه وسلم على لسان جبريل بعدما سمعه جبريل منه فتلاه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وتلاه محمد على أصحابه وتلاه أصحابه على الأمة ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقاً لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به فهو غير مخلوق فبكل حال متلواً ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً ومن قال أنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه.
ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
وهو ذو أجزاء وشعب فأرفع أجزائه لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان.
والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
والإنسان لا يدري كيف هو مكتوب عند الله ولا بماذا يختم له فلذلك يقول مؤمن إن شاء الله وأرجو أن أكون مؤمناً ولا يضره الإستئناء والرجاء ولا يكون بهما شاكاً ولا مرتاباً لأنه يريد بذلك ما هو مغيب عنه من أمر آخرته وخاتمته.
وكل شيء يتقرب به إلى الله تعالى ويعمل لخالص وجهه من أنواع الطاعات فرائضه وسننه وفضائله فهو كله من الإيمان منسوب إليه.
ولا يكون للإيمان نهاية أبدا لأنه لا نهاية للفضائل ولا للمتبوع في الفرائض أبداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/425)
ويجب أن يحب الصحابة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ونعلم أنهم خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأن خيرهم كلهم وأفضلهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ويشهد للعشرة بالجنة ويترحم على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن سب سيدتنا عائشة رضي الله عنها فلا حظ له في الإسلام.
ولا يقول في معاوية رضي الله عنه إلا خيراً.
ولا يدخل في شيء شجر بينهم ويترحم على جماعتهم، قال الله تعالى: " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " وقال فيهم: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ".
ولا يكفر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة المكتوبة وحدها فإنه من تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها قوله صلى الله عليه وسلم بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر.
ولا يزال كافراً حتى يندم ويعيدها فإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يضمر أن يعيد لم يصل عليه وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.
وسائر الأعمال لا يكفر بتركها وإن كان يفسق حتى يجحدها.
هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين وعلى منهاج الدين والطريق المستقيم ورجى به النجاة من النار ودخول الجنة إن شاء الله تعالى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله , قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم.
وقال عليه السلام: أيما عبد جاءته موعظة من الله تعالى في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه فإن قبلها يشكر وإلا كانت حجة عليه من الله ليزداد بها إثماً ويزاد بها من الله سخطاً.
جعلنا الله لآلائه من الشاكرين ولنعمائه ذاكرين وبالسنة معتصمين وغفر لنا ولجميع المسلمين.
قال ابن الجوزي في المنتظم (4\ 326):-
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:18 ص]ـ
أحببت قبل أن أنقل عقيدة القاضي الشريف أبو علي ابن أبي موسى الهاشمي العباسي الحنبلي، أن أرجع إلى موضوع الخليفة القادر رحمه الله، لأني وجدت الكثيرين يجهلون هذا الإمام ويستغربون أنا بدأنا كتابنا بذكر عقيدته، فلهؤلاء وغيرهم هاكم هذه النقولات عن الأئمة الأعلام شيوخ الإسلام عن هذا الإمام الهاشمي العباسي الشافعي أمير المؤمنين وخليفة المسلمين لأكثر من أربعين سنة:
قال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 637) عنه:-
وقد كان حليما كريما، محبا لاهل العلم والدين والصلاح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان على طريقة السلف في الاعتقاد، وله في ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس، وكان أبيض حسن الجسم طويل اللحية عريضها يخضبها، وكان يقوم الليل كثير الصدقة، محبا للسنة وأهلها، مبغضا للبدعة وأهلها، وكان يكثر الصوم ويبر الفقراء من أقطاعه، يبعث منه إلى المجاورين بالحرمين وجامع المنصور، وجامع الرصافة.
وقال الذهبي في السير (15\ 128):-
وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.
قال ابن الجوزي في المنتظم (4\ 326):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/426)
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
قال بن تيمية في نقض التأسيس 2/ 331:-
(وكانت قد انتشرت إذ ذاك دعوة الملاحدة المنافقين، وكان هذا مما دعا القادر إلى إظهار السنة، وقمع أهل البدع، فكتب الاعتقاد القادري .. وأمر باستتابة من خالف ذلك من المعتزلة وغيره.)
وقال الحافظ الذهبي في العبر 3/ 98:-
(وفيها استتاب القادر بالله – وكان صاحب سنّة- طائفة من المعتزلة والرافضة، وأخذ خطوطهم بالتوبة.)
وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4/ 1286:-
(وكان [القادر] قد استتاب من خرج عن السنة من المعتزلة والرافضة ونحوهم .. فتحرك ولاة الأمور لإظهار السنة).
وقال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 626):-
(وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم).
قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: ونود التنبيه أن بعض أهل الأهواء والبدع في بعض المنتديات غاظهم هذا الاعتقاد، فكذبوا وزعموا أن القادر كان خليفة ضعيفا وجاهلا بالشرع "هكذا خرصا من عندهم" فكيف يكتب اعتقادا وكيف تعتمدانه أنتما وتبدآن به كتابكما، فنقول
قال ابن الأثير في الكامل 9/ 415:-
(وكانت الخلافة قبله قد طمع فيها الديلم والأتراك، فلما وليها القادر بالله أعاد جدّتها، وجدّد ناموسها، وألقى الله هيبته في قلوب الخلق، فأطاعوه أحسن طاعة وأتمها).
ومما يدل على أن القادر بالله يعدّ من أهل العلم وساداتهم، أن ابن الصلاح في كتابه طبقات الشافعية 1/ 324 عدّه من فقهاء الشافعية، وأنه من خيار خلفاء بني العباس وأحبارهم، وقد ذكر أيضا في طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 310
وأخيرا، فقد وصفه صاحب ذيل تجارب الأمم الروذراوري 3/ 207، 208 قائلا:-
(سلك من طريق الزهد والورع ما تقدمت فيه خطاه، فكان راهب بني العباس حقاً، وزاهدهم صدقاً ساس الدنيا والدين، وأغاث الإسلام والمسلمين، واستأنف في سياسة الأمر طرائق قويمة، ومسالك مأمونة، لم تعرف منه زلة، ولا ذمت له خلة، فطالت أيامه، وطابت أخباره، وأقفيت آثاره، وبقيت على ذريته الشريفة أنواره).
(قلت الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: كل من بعده من الخلفاء في بغداد والقاهرة من ذريته رحمه الله، وهم اليوم بالآلاف).
ـ[مهداوي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:15 م]ـ
بارك الله فيك
مبحث قيم، لكن لو تجنبتم تزكية النفس المبالغ بها
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:18 م]ـ
وفيك بارك، أخي الفاضل.
أخي، من حقنا عليك أن تبين لنا أين بالغنا في تزكية أنفسنا، التزكية التي نهى الله عنها في قوله (ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)، فأين زعمنا لأنفسنا التقوى؟ بل وأين مبالغتنا في ذلك؟ عفا الله عنا وعنك.
ونحن في انتظار ملاحظاتك في ما يتعلق بموضوع الكتاب، حتى تتم الفائدة لنا جميعا.
والسلام عليكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[مهداوي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
أخي عنيت لقب الشريف الذي (كأنك) لا تستسيغ ذكر اسم إلا مصدرا به
عهدنا من يكتب يقول قلت وأقول، أما قولكم (قلت الشريف) أفلا ترى فيه مبالغة بعض الشيء وكأن عدم ذكره عيب؟
أنا ما أنكرت تلقبك بالشريف مع أني لا أؤيده، لكني لمست بعض المبالغة
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:52 م]ـ
أولا: لقب الشريف، ليس فيه تزكية، إنما هو إخبار عن النسب الهاشمي، ثم ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم عن اليهود كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه!
ثانيا: بالنسبة للقاضي أبي علي الهاشمي فهو لا يذكر في كتب أهل العلم إلا بالشريف أبي علي، والشريف أبو جعفر الحنبلي أيضا الحنابلة لا يذكرونه إلا بالشريف وشيخ الإسلام بن تيمية منهم.
ثالثا: أما بالنسبة لذكر لقب الشريف قبل اسمي، فلم أذكره إلا في غلاف الكتاب، ولك أن تتصفح الكتاب كاملا صفحة صفحة من المقدمة إلى آخر الكتاب لن تجد ذكر كلمة الشريف قبل اسمي أبدا.
وأما ما في المقال الأخير النبذة عن القادر رحمه الله، فقد أضفتها مع أنها ليست في صلب الكتاب، للرد على الأشاعرة والصوفية والروافض الذين طعنوا في القادر، والذين لا يعتبرون العباسيين أشرافا ولا من آل البيت بل يعتبرونهم نواصب وأعداء آل البيت، ولذلك ذكرت هذا اللقب غيظا لهم.
وأما في حياتنا اليومية وتعارفنا مع الناس وحياتنا مع المشايخ وطلبة العلم فلا نستخدم هذا اللقب أبدا، وفي هذا الاقتباس توضيح لهذه النقطة:
قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي: ونود التنبيه أن بعض أهل الأهواء والبدع في بعض المنتديات غاظهم هذا الاعتقاد، فكذبوا وزعموا أن القادر كان خليفة ضعيفا وجاهلا بالشرع "هكذا خرصا من عندهم" فكيف يكتب اعتقادا وكيف تعتمدانه أنتما وتبدآن به كتابكما، فنقول
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/427)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:28 م]ـ
عقيدة القاضي الشريف أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (428هـ)
قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2\ 53):-
قرأت على المبارك بن عبد الجبار من أصله في حلقتنا بجامع المنصور قلت له: حدثك القاضي الشريف أبو علي قال: باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب الديانات.
حقيقة الإيمان عند أهل الأديان الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان:
أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد لا يغيره الأبد ليس له والد ولا ولد.
وأنه سميع بصير بديع قدير حكيم خبير علي كبير ولي نصير قوي مجير ليس له شبيه ولا نظير ولا عون ولا ظهير ولا شريك ولا وزير ولا ند ولا مشير.
سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها وعلم كون وجودها في نهاية عدمها.
لم تملكه الخواطر فتكيفه ولم تدركه الأبصار فتصفه.
ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأبين ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين.
ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين.
ولا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال ولا يدخل في الأمثال والأشكال.
صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
أراد ما الخلق فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو أراد أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه.
خلق الخلائق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم.
لا سمي له في أرضه وسماواته على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء.
كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا فقال: علمه.
والقرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته غير مخلوق ولا محدث.
كلام رب العالمين في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وأكف الكاتبين وملاحظة الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر.
وأن الله عز وجل كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً.
وأنه خلق النفوس وسواها وألهمها فجورها وتقواها , والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره.
أن مع كل عبد رقيباً وعتيداً وحفيظاً وشهيداً يكتبان حسناته ويحصيان سيئاته.
وأن كل مؤمن وكافر وبر وفاجر يعاين عمله عند حضور منيته ويعلم مصيره قبل ميتته.
وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان سوى النبيين فيسألان ويمتحنان عما يعتقده من الأديان.
وأن المؤمن يخبر في قبره بالنعيم والكافر يعذب بالعذاب الأليم.
وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور.
وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم ويحشرهم كما ابتدأهم من صفائح القبور وبطون الحيتان في تخوم البحور وأجواف السباع وحواصل النسور.
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار فيرونه بالعيون والأبصار.
وانه يخرج أقواماً من النار فيسكنهم الجنة دار القرار.
وأنه يقبل شفاعة محمد المختار في أهل الكبائر والأوزار.
وأن الميزان حق توضع فيه أعمال العباد فمن ثقلت موازينه نجا من النار ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار.
وأن الصراط حق يجوزه الأبرار.
وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون ويذاد عنه الكفار.
وأن الإيمان غير مخلوق وهو قول باللسان وإخلاص بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين.
وأمته خير الأمم أجمعين وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه.
وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه
وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه , وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض , وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار.
وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهم السلام.
وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/428)
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
والآن نبدأ بمقتطفات من الفصل الثالث (جهود أفراد من بني العباس في نصرة العقيدة والسنة) من الكتاب:
قبل البدء نذكر ببعض ما مر في كتابنا:
قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):- إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\ 170):- وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
قلنا: بل وصل الأمر بهم أحيانا إلى إخراجها عن وقتها , وتقديم الخطبة على الصلاة في العيدين , والتأذين لصلاة العيدين , وأنهم كانوا يخطبون قعودا , واستمروا على هذا حتى أماتوا السنن وظن الناس أن البدع هي السنن , فلما جاء بنو العباس رضوان الله عليهم أحيوا هذه السنن التي أميتت وأوقفوا سب الصحابة ولعنهم.
والآن نبدأ في استعراض الفصل الثالث من الكتاب:
1) أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس سفاح المال
1 - قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين (1\ 16):-
وقد روى أبو سليمان الخطابي عن أبي عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال أول خطبة خطبها السفاح في قرية يقال لها العباسية بالأنبار فلما افتتح الكلام وصار إلى ذكر الشهادة من الخطبة قام رجل من آل أبي طالب في عنقه مصحف فقال أذكرك الله الذي ذكرته إلا أنصفتني من خصمي وحكمت بيني وبينه بما في هذا المصحف , فقال له ومن ظالمك؟ فقال أبو بكر الذي منع فاطمة فدك , فقال له وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عمر , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عثمان , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , قال وأقام على ظلمك؟ فأسكت الرجل وجعل يلتفت إلى ما وراءه يطلب مخلصا , فقال له والله الذي لا إله إلا هو لولا أنه أول مقام قمته ثم إني لم يكن تقدمت إليك في هذا قبل لأخذت الذي فيه عيناك , اقعد , وأقبل على الخطبة.
2 - قال ابن كثير في السيرة النبوية (1\ 30):-
لما هلك أبرهة وابناه، وزال ملك الحبشة عن اليمن هجر القليس الذي كان بناه أبرهة وأراد صرف حج العرب إليه، لجهله وقلة عقله، وأصبح يبابا لا أنيس به, وكان قد بناه على صنمين، وهما كعيب وامرأته، وكانا من خشب طول كل منهما ستون ذراعا في السماء، وكانا مصحوبين من الجان، ولهذا كان لا يتعرض أحد إلى أخذ شيء من بناء القليس وأمتعته إلا أصابوه بسوء، فلم يزل كذلك إلى أيام السفاح أول خلفاء بنى العباس فذكر له أمره وما فيه من الأمتعة والرخام الذي كان أبرهة نقله إليه من صرح بلقيس الذي كان باليمن، فبعث إليه من خربه حجرا حجرا، وأخذ جميع ما فيه من الأمتعة والحواصل.
3 - قال في الوافي بالوفيات (1\ 2459):-
ولما صعد المنبر خطب قائماً، فقال الناس: يا ابن عم رسول الله أحييت السنة، وكانت بنو أمية يخطبون قعوداً.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:22 ص]ـ
أخي عبد الإله حفظه الله
هل ستقدّما بحثكما القيّم إلى إحدى دور النشر ليُطبَع الكتاب كاملاً وينتشر في المكتبات العامة وبين أيدي الناس؟
فلا يكفي نشر الكتاب على الشبكة في حلقات.
وهل من مانع من نقل بحثكما إلى منتدياتٍ أًُخَر؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 12:06 م]ـ
أخي الفاضل
نعم بإذن الله، سيقدم الكتاب إلى إحدى دور النشر قريبا.
لا مانع عندنا من نقل البحث إلى منتديات آخر.
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيراً و نفع بكم أخي و زادكم شرفاً و تشريفاً .......
لي سؤال:
هل هناك كتاب أو موقع جامع للعائلات العباسية و تواجدها في الديار الإسلامية.
ـ[القاسم موسى]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178497
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:23 م]ـ
أبو سليمان العسيلي:
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
هذا موقع الوالد النسابة حاتم بن أحمد العباسي "الأشراف العباسيون حول العالم"
www.alabbasiion.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/429)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:49 م]ـ
جزاكم الله كل خير
أخوتي في الله ......
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:28 م]ـ
2 - أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور (158هـ)
1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\ 336):-
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة فيها خرجت طائفة يقال لها الراوندية على المنصور. ذكر ابن جرير عن المدائني: أن أصلهم من خراسان، وهم على رأي أبي مسلم الخراساني، كانوا يقولون بالتناسخ، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم أبو جعفر المنصور, وأن الهيثم بن معاوية جبريل، قبحهم الله. قال ابن جرير: فأتوا يوما قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، فغضبوا من ذلك وقالوا: علام تحبسهم؟ ثم عمدوا إلى نعش فحملوه على كواهلهم وليس عليه أحد، واجتمعوا حوله كأنهم يشيعون جنازة، واجتازوا بباب السجن، فألقوا النعش ودخلوا السجن قهرا واستخرجوا من فيه من أصحابهم، وقصدوا نحو المنصور وهم في ستمائة، فتنادى الناس وغلقت أبواب البلد، وخرج المنصور من القصر ماشيا، لأنه لم يجد دابة يركبها، ثم جئ بدابة فركبها وقصد نحو الراوندية وجاء الناس من كل ناحية، وجاء معن بن زائدة، فلما رأى المنصور ترجل وأخذ بلجام دابة المنصور، وقال: يا أمير المؤمنين ارجع! نحن نكفيكهم , فأبى وقام أهل الأسواق إليهم فقاتلوهم، وجاءت الجيوش فالتفوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخرهم، ولم يبق منهم بقية.
2 - قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (9\ 163) عند ترجمة محمد بن سعيد المصلوب الذي وضع حديثاً عن أنس مرفوعاً: "أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله:- قال عبد الله بن أحمد عن أبيه قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة.
3 - قال ابن تيمية في الفتاوى (12\ 420):-
ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق الجعد بن درهم ثم الجهم بن صفوان وكلاهما قتلهم المسلمون وممن أفتى بقتل هؤلاء مالك بن أنس ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وسفيان ابن عيينة وأبو جعفر المنصور الخليفة و معتمر بن سليمان ويحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ ووكيع بن الجراح وأبوه وعبد الله بن داود الخريبى وبشر بن الوليد صاحب أبى يوسف وأبو مصعب الزهري وأبو عبيد الله القاسم بن سلام وأبو ثور وأحمد بن حنبل وغير هؤلاء من الأئمة.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:40 م]ـ
من منكم يذكر كيف مات أبو جعفر المنصور وما السبب؟؟؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:36 م]ـ
سؤال غريب وأجنبي عن الموضوع، فالموضوع ليس موضوع تراجم، وأسلوب السؤال أغرب منه، ولكن لا بأس، نجيب فنقول:
توفي جدنا سليل بيت النبوة أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور العباسي الهاشمي، محرما ملبيا قارنا الحج بالعمرة سائقا للهدي مقلدا له ومشعرا وفق سنة بن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
توفي قبل يوم التروية بيوم أو يومين داخل حرم الله عند بئر ميمون بن الحضرمي بأعلى مكة ودفن هناك ولم يغط رأسه ولا وجهه لحال إحرامه، رحمه الله وغفر له.
وقيل في موته:
قفل الحجيج وخلفوا ابن محمد ... رهنا بمكة في الضريح الملحد
شهدوا المناسك كلها وإمامهم ... تحت الصفائح محرم لم يشهد
وقيل أيضا:
لقي الله محرما وشهيدا ... فهنيئا له هنيئا مريئا
قلنا: قال الشاعر شهيدا لأنه مات مبطونا نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.
وقد قالت عصيمة سريته، وكانت معه في حجته التي توفي فيها، ما زال يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يعيد ذلك ويهلل ويكبر ويلبي حتى قبض.
وقالت عصيمة: كان المنصور في تسبيحه وتهليله وتشهده فكلمته فقال: كفي عني ساعة، فما قطع ذلك حتى شخص.
وقد قال جدنا رحمه الله لجدنا المهدي قبل خروجه للحج "وإني ولدت في ذي الحجة ووليت في ذي الحجة وقد هجس في نفسي أني أموت في ذي الحجة من هذه السنة وهذا الذي حملني على الحج فاتق الله وإياك والدم الحرام وافتتح عملك بصلة الأرحام وإياك والتبذير"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/430)
لعل في هذا كفاية، وسنعود لاستعراض كتابنا قريبا إن شاء الله.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:58 م]ـ
3 - أمير المؤمنين الخليفة المهدي (169هـ)
1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\ 532):-
وفيها - أي سنة 167 هـ - تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبرا بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي.
2 - قال ابن تيمية في الفتاوى (4\ 20):-
وكان المهدي من خيار خلفاء بني العباس وأحسنهم إيمانا وعدلا وجودا فصار يتتبع المنافقين الزنادقة كذلك.
3 - قال القلقشندي في مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1\ 84):-
وفي أيامه قتل المقنع الخراساني وهو رجل ساحر خيل للناس صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين وكان مشوه الصورة أعور قصيرا فاتخذ وجها من ذهب وتقنع به فسمي المقنع وادعى مع ذلك الربوبية وأطاعه خلق كثير وكان له قلعة فحصروه بها حتى قتلوه.
4 - قال الذهبي في ترجمة المهدي (1\ 1256):-
كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم.
5 - قال البخاري في خلق أفعال العباد (1\ 37):-
حدثني أبو جعفر قال سمعت الحسن بن موسى الأشيب وذكر الجهمية فقال منهم ثم قال: أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له شمغلة على المهدي فقال دلني على أصحابك فقال أصحابي أكثر من ذلك فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة , الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء , والقدري إذا غلا قال هما اثنان خالق خير وخالق شر , فضرب عنقه وصلبه.
5 - قال ابن الجوزي في المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم (3\ 92):-
وهو يؤرخ لعام 167 هـ: وفيها: جد المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، وولى أمرهم عمر الكلواذي، فأخذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس. أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: اتهم المهدي صالح بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر، فلما خاطبه أعجب بغزارة علمه وأدبه وحسن ثيابه فأمر بتخلية سبيله، فما ولي رده فقال: ألست القائل:
والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يواري في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذا الضنى عاد إلى نكسه
قال: بلى، قال: وأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك. ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر. قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات.
6 - قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4\ 720):-
سمعت الحسين الأخباري يقول قرأت في أخبار إبراهيم بن المهدي أنه حدث عن زبية المدني أن المهدي أشخص من المدينة ثلاثين شيخا ممن تكلم في القدر واشتهر به قال فكنت فيهم فلما مثلنا بين يديه ضربهم بالسياط أجمعين.
7 - قال الذهبي في السير (7\ 402):-
وذكر ابن أبي الدنيا أن المهدي كتب إلى الامصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الاهواء في شئ منها , وعن يوسف الصائغ قال: رفع أهل البدع رؤوسهم، وأخذوا في الجدل، فأمر بمنع الناس من الكلام، وأن لا يخاض فيه.
8 - قال الإسفراييني في التبصير في الدين (ص 35):-
الكاملية:- احداهما الكاملة وهم أتباع أبي كامل يقولون أن الصحابة كلهم كفروا بتركهم بيعة على وكفر علي أيضا بتركه قتالهم إذ كان واجبا عليه أن يقاتلهم كما قاتل أهل صفين والجمل , وكان بشار بن برد الشاعر منهم لما سئل عن الصحابة فقال كفروا فقيل له ما تقول في علي فأنشد قول الشاعر:-
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبيا
وبشار هذا زاد على الكاملية بنوعين من البدعة
أحدهما أنه كان يقول بالرجعة قبل القيامة كما كان يقولها الرجعية من الروافض
والثاني انه كان يقول بتصويب إبليس في تفضيل النار على الأرض ولذلك قال:-
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار
ووفق الله سبحانه المهدي بن منصور الخليفة حتى غرقه وأتباعه في دجلة ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وأما في حياتنا اليومية وتعارفنا مع الناس وحياتنا مع المشايخ وطلبة العلم فلا نستخدم هذا اللقب أبدا
ذكرتني جزاك الله خيرا بالإمام أحمد بن حنبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقد ذُكر عنه أنه لم يفتخر قط بنسبه
قال ابن معين: (ما رأيت خيرا من أحمد ما افتخر علينا بالعربية قط)
قال ابو النعمان عارم: قلت يوما لأحمد: بلغني أنك من العرب. فقال له الإمام أحمد: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين " ولم يفتخر بنفسه وعروبته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك خيرا، وهذا ما ربانا عليه آباؤنا وأجدادنا.
رحم الله إمام أهل السنة والجماعة الإمام المبجل أحمد بن حنبل الذي كان إماما في كل شيء علما وعملا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/431)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 10:44 م]ـ
4 - أمير المؤمنين الخليفة الهادي (170هـ)
1 - روى ابن الجوزي في المنتظم بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني (3\ 100):-
قال قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل.
2 - وقال في المنتظم وهو يؤرخ لسنة 169هـ (3\ 101):-
وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:
قل لأمين الله في خلقه وارث الكعبة و المنبر ماذا ترى في رجل كافر يشبِّه الكعبة بالبيدر؟
ويجعل الناس إذا ما سعوا حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟
فقتله موسى ثم صلبه.
وقال ابن الجوزي أيضا: وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 12:37 م]ـ
5 - أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد (193هـ)
1 - قال بن كثير في البداية والنهاية (13\ 562):-
وفيها – أي سنة 170 هـ - تتبع الرشيد خلقا من الزنادقة فقتل منهم طائفة كثيرة.
2 - وقال أيضا (14\ 45):-
وفضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا , قد ذكر الأئمة من ذلك شيئا كثيرا فذكرنا منه أنموذجا صالحا , وقد كان الفضيل بن عياض يقول: ليس موت أحد أعز علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمره من عمري , قالوا: فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن والحوادث والاختلافات، وظهر القول بخلق القرآن، فعرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك.
3 - قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1\ 127):-
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب عن المسعودي القاضي سمعت هارون أمير المؤمنين يقول بلغني أن بشرا المريسي يزعم إن القرآن مخلوق لله علي إن أظفرني به إلا قتلته قتلة ما قتلتها أحدا قط.
4 - قال ابن تيمية في الفتاوى (4\ 20):-
وتعظيم أئمة الأمة وعوامها للسنة والحديث وأهله في الأصول والفروع من الأقوال والأعمال أكثر من أن يذكر هنا وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوى كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك مثل دولة المهدي والرشيد ونحوهما ممن كان يعظم الإسلام والإيمان ويغزو أعداءه من الكفار والمنافقين كان أهل السنة في تلك الأيام أقوى وأكثر وأهل البدع أذل وأقل فإن المهدي قتل من المنافقين الزنادقة من لا يحصى عدده إلا الله والرشيد كان كثير الغزو والحج.
5 - روى الخطيب في تاريخ بغداد (6\ 173):_
عن خرزاذ القائد قال: كنت عند الرشيد فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: " أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة " وذكر الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/432)
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى قال: فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف زنديق والله يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: كانت منه بادرة ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى سكنه.
6 - روى الخطيب البغدادي بإسناده في شرف أصحاب الحديث (1\ 55):-
عن هارون الرشيد أنه قال: طلبت أربعة فوجدتها في أربعة , طلبت الكفر فوجدته في الجهمية , وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة , وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة , وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث.
7 - قال ابن الجوزي في المنتظم (3\ 107):-
وكان الرشيد يستقبح المدح بالكذب ويذم المادح به , قال يوماً لبعض ولاته: كيف تركت الناس؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أحسنت فيهم السيرة وأنسيتهم سيرة العمرين , فغضب الرشيد واستشاط وقال: ويلك يا ابن الفاعلة، العمرين العمرين، وأخذ سفرجلة فرماه بها فكادت تهلكه، وأخرج من بين يديه.
8 - وقال أيضا (3\ 108):-
وقام الرشيد إلى الصلاة، فجاء غلام ابن أبي مريم فقال: أمير المؤمنين قد قام إلى الصلاة، فألقى عليه ثيابه ومضى نحوه، فإذا هو يقرأ في صلاة الصبح " ومالي لا أعبد الذي فطرني " فقال له ابن أبي مريم لا أدري والله , فما تمالك أن ضحك في صلاته، ثم التفت كالمغضب فقال يا ابن أبي مريم في الصلاة أيضاً؟ قال يا هذا، ما صنعت؟ قال قطعت علي الصلاة , قال والله ما فعلت، إنما سمعت منك كلاماً غمني حين قلت " وما لي لا أعبد الذي فطرني " فقلت: لا أدري , فضحك وقال: إياك والقرآن والدين ولك ما شئت بعدها.
9 - روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (7\ 127):-
عن إسماعيل بن إبراهيم قال أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق لم تضرب عنقي يا أمير المؤمنين قال أريح العباد منك قال فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا.
10 - قال ابن بطة في الإبانة (5\ 370):-
حدثنا أبو بكر عبد العزيز، قال: نا أبو بكر الخلال، قال: حدثني روح بن الفرج، قال: نا أبو داود السجستاني، قال: نا عبد الرحمن بن قريب الأصمعي، قال: سمعت عمي الأصمعي، يقول: «أتي هارون برجل يقول: القرآن مخلوق فقتله».
11 - قال ابن بطة في الإبانة (5\ 371):-
حدثنا أبو بكر، قال: نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي طاهر الأزدي، قال: سمعت أبي: قال لي حسين الخادم المعروف بالكبير: «جاءني رسول الرشيد ليلا، فلبست سيفي ودخلت إليه، فإذا به على كرسي مغضبا، وإذا شيخ في نطع، فقال لي: يا حسين اضرب عنقه قال: فسللت سيفي فضربت عنقه. قال: فتغير من ذاك وجهي لأني لم أعرف قصته، قال: فرفع الرشيد رأسه إلي فقال لي: لا تكره ما فعلت يا حسين، فإن هذا كان يقول: القرآن مخلوق».
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:02 م]ـ
6 - أمير المؤمنين الخليفة الأمين (198هـ)
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (56\ 218):-
عن الإمام المبجل أحمد بن حنبل أنه قال: لما أن دخل إسماعيل ابن علية على محمد بن زبيدة أمير المؤمنين فلما بصره قال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق , قال فوقف إسماعيل وجعل ينادي يا أمير المؤمنين زلة من عالم , قال أبو عبد الله إني لأرجو أن يرحم الله محمدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن. اهـ.
قلنا:وأما ما يذكر عن أمير المؤمنين الأمين رحمه الله من مثالب، فأكثره كذب وافتراء، لأمور ثلاث:
1 - عداء الفرس له، حيث كانوا ضده مع المأمون، كونهم أخواله، وأما الأمين فكان هاشميا أبا وأما ولا يشاركه في ذلك من الخلفاء إلا أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان العرب هم أعوانه ضد المأمون.
2 - عداء المعتزلة له، وذلك لشدته على من قال بخلق القرآن.
3 - عداء الروافض له، وذلك لأنه في زعمهم ناصبي كأبيه الرشيد وأجداده المهدي والمنصور، وليس كأخيه الضال المعتزلي الشيعي المأمون.
ولا نعلم أحدا من علماء أهل السنة ومؤرخيها نعته بالفاسق، بل قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 335: بأن فيه صحة إسلام ودين.
وغاية ما نقم عليه رعونته وسوء تدبيره وإيثاره اللعب واللهو وذلك والله أعلم إن ثبت عنه ولم يكن من تلفيق الفرس والمعتزلة والروافض، فراجع إلى صغر سنه، لا إلى فسق فيه ,والله أعلم.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:34 م]ـ
بارك الله فيك؛ لعلك ترجع لهذين الكتابين المطبوعين:
1 - المنتقى المفصور على مآثر الخليفة المنصور (2 جزء)؛ وهو نادر
2 - النبراس في ذكر خلفاء بني العباس
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 09:35 م]ـ
بارك الله فيك؛ لعلك ترجع لهذين الكتابين المطبوعين:
1 - المنتقى المفصور على مآثر الخليفة المنصور (2 جزء)؛ وهو نادر
2 - النبراس في ذكر خلفاء بني العباس
وفيك بارك أخي الفاضل:
أما الأول: وهو كتاب المنتقى المقصور على مآثر الخليفة أبي العباس المنصور.
المؤلف: أحمد بن القاضي المتوفى سنة 1025 هـ.
المحقق: محمد رزوق.
الناشر: مكتبة المعارف - الرباط / المغرب - الطبعة الأولى - 1986م.
فالمقصود به أبو العباس أحمد المنصور السعدي أمير المسلمين بالمغرب.
وأما الثاني: فموجود عندنا، ولعلنا نراجعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/433)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 08 - 09, 12:02 م]ـ
صدقت رعاك الله يا عبد الإله /
وأما الكتاب فهو عندي؛ وقد كتب على غلافه (المنتفى المفصور على مآثر الخليفة المنصور) لأحمد بن الفاضي
وكنت قد قرأته على عجل منذ مدة؛ فأنشغلت عنه ولم أرجع إليه ثانيةً؛ وكنت أظنه وضع للخليفة أبو جعفر المنصور؛ وعندما قرأت تعليقك عدت للكتاب فكان كما قلت!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=974115&postcount=15
ـ[بن موسى]ــــــــ[03 - 08 - 09, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المميز
ولدي ملاحظة بسيطة ارجوا الاجابة عنها
وهي قولكم او قول من نسبتم عنه (وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة) اي ان ال البيت هم ما اخرجه مسلم
هل لو تكرمت تنقل لي من حكى الاجماع في ذلك ومن رمى من خالفه بالابتداع لانه كما تعلم ان هناك خلاف كبير جدا في ال بيت رسولنا الكريم ولم اعلم ان هناك من نقل الاجماع في ذلك لحد علمي القاصر جدا
شكرا لك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
هذا قول بن تيمية الذي نقلناه في المقدمة بعد كلامنا الذي استشكلته مباشرة، ونحن لا نقصد رمي المخالف بالابتداع، وإنما قصدنا أن أهل السنة متفقون على هذا بخلاف المبتدعة الشيعة من زيدية وروافض.
ـ[بن موسى]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:35 م]ـ
غفر الله لنا ولك
ذكرت حفظك الله ان كل من خالف في ذلك فهو من اهل البدع ولعلك ذكرت ذلك تعليلاً لقول شيخ الاسلام ان اهل السنة متفقون ... الخ
ولكن كما تعلم ان شيخ الاسلام لم ينقل الاجماع في ذلك وان كان غالبية اهل السنة على ما ذكرت ولكن هناك من خالف في ذلك من العلماء الخلف والسلف
ولو حذفت قولك (ولم يخالف في ذلك الا المبتدعه) لكان اولى
أو تقول واهل السنة متفقون ........ خالفا للشيعة والزيدية ثم تبن الخلاف معهم في الحاشية بعبارة موجزة
هذا اقتراح بسيط واشكر لك سعة صدرك وتقبلك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 03:24 م]ـ
غفر الله لنا ولك
ذكرت حفظك الله ان كل من خالف في ذلك فهو من اهل البدع
أين ذكرنا هذا بارك الله فيك، أرجو عدم التقول علينا، فكل الذي ذكرناه أن أهل السنة متفقون على هذا (كما ذكره شيخ الإسلام)، وأنه لم يخالف فيه إلا المبتدعة (الشيعة من زيدية وروافض)، والفرق بين العبارتين ظاهر وكبير، غفر الله لك.
ولكن هناك من خالف في ذلك من العلماء الخلف والسلف
أرجو أن تذكر أسماء هؤلاء العلماء من السلف والخلف، من غير النقل المبهم الذي ورد في كلام بعض العلماء (أعني أن تذكر أسماء محددة وليس أن تنقل خلافا منسوبا لمبهمين غير مسمين).
وأيضا مع تجنب ذكر أسماء بعض العلماء المتأخرين من أصحاب الخلفية الزيدية.
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[بن موسى]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
غفر الله لشيخنا
يبدوا ان هناك لبس في ادراك ما ادرتُ
اعلم وفقني الله واياك واخواني أنَ أهل العلم قد اختلفوا في ال بيت رسولنا الكريم والخلاف في ذلك محفوظ وليس فقط ما ذكرتَ انهم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي
وليس لنا ان نرمي كل من ذهب الى عدم القول بهذا بالابتداع كما ذكرت في مقدمتك وذلك لان الصحابة انفسهم اختلفوا في ذلك فذهب عطاء وعكرمه وابن عباس الى انهم ازواجه عليه الصلاة والسلام وذهب ابي سعيد الخدي وغيره أنهم: علىُّ وفاطمة والحسن والحسين خاصة.
وغيرها من الاراء والاجتهادات
فهذا ما قصدت وفقني الله واياك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:48 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/434)
فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .......... وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
فكما ترى كلامنا عن آل محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الاتفاق الذي نقله شيخ الإسلام هو كونهم من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس، ولم نكن نتكلم عن أهل البيت، وإن كان الصحيح أنه لافرق بينهما.
الأقوال التي نقلتها تحتاج تخريج وتحقيق، فمثلا جدي عبدالله بن عباس، ثبت عنه خلاف ذلك، فقد قال بعضهم:
"وأصح ما جاء في المهدي ما روى البيهقي في الدلائل والخلال وغيرهما من حديث محمد بن عمير ثنا حامد بن يحيى ثنا سفيان ثنا عمرو أخبرني أبو معبد أنه سمع ابن عباس يقول: إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاماً، لم يلبس الفتنَ ولم تلبَسه الفتن، كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمهُ بنا.
قال أبو معبد: قلتُ لابن عباس: عجزتْ عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم؟ قال: إن الله يفعل ما يشاء.
فسمعت محمد بن عمير، يقول: سمعت حامد بن يحيى، قال: قال لي أحمد بن حنبل: سألت عبد الرحمن بن مهدي: أي حديث أصح في المهدي؟.
قال: أصح شيءٍ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس.
وصحح إسناده الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية".اهـ.
هذه إجابة من الذاكرة ولعلي أرجع إلى نسبة القول لأبي سعيد الخدري، وهل ثبت عنه هذا.
ثم إنه حتى لو ثبت لا يمنع أن يكون استقر اتفاق أهل السنة على هذا بعد ذلك كما نقله شيخ الإسلام، وتصبح مثل مسألة متعة النساء والمسح على الخفين والتي ثبت فيها خلاف عن بعض الصحابة ومع هذا فقد اتفق عليها أهل السنة والجماعة وخالفهم فيها أهل البدع حتى أصبحت من شعارهم.
وأيضا لعل أبا سعيد الخدري يفرق بين أهل البيت والآل كما عليه جمع من أهل السنة، الذين يقولون أهل بيته هم بنو هاشم، وآله هم أتباعه المؤمنون به، هذا كله إذا ثبت عنه هذا الذي تقوله، ولا تنسى أننا الآن أمام ثلاثة من الصحابة كلهم أدخل آل العباس في أهل البيت وهم زيد بن أرقم كما في صحيح مسلم، وعبد الله بن عباس كما في الأثر الصحيح السابق عنه في المهدي، وزيد بن ثابت الذي قبل يد بن عباس وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا، ولذلك ينبغي علينا التأني إذا أردنا أن نثبت خلافا بين الصحابة ولا نثبته حتى نتأكد من ثبوته عن أحدهم.
ـ[بن موسى]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به
ولا اريد ان يتغير محور الموضوع الرائع
لذا حبذا لو افردت موضوع مستقل عن خلاف العلماء في ذلك
اكرر شكري لك على تقبلك وسعة صدرك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:44 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
7 - أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (247هـ)
1 - قال في البداية والنهاية (14\ 317):-
وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني - صاحب كتاب الحيدة - على المتوكل وكان من خيار الخلفاء لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة، بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون، فإنهم أساؤوا إلى أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلال من المعتزلة وغيرهم.
2 - وقال أيضا (14\ 341):-
أمر المتوكل أهل الذمة أن يتميزوا عن المسلمين في لباسهم وعمائمهم وثيابهم، وأن يتطيلسوا بالمصبوغ بالقلى وأن يكون على عمائمهم رقاع مخالفة للون ثيابهم من خلفهم ومن بين أيديهم، وأن يلزموا بالزنانير الخاصرة لثيابهم كزنانير الفلاحين اليوم، وأن يحملوا في رقابهم كرات من خشب كثيرة، وأن لا يركبوا خيلا، ولتكن ركبهم من خشب، إلى غير ذلك من الأمور المذلة لهم المهينة لنفوسهم، وأن لا يستعملوا في شيء من الدواوين التي يكون لهم فيها حكم على مسلم، وأمر بتخريب كنائسهم المحدثة، وبتضييق منازلهم المتسعة، فيؤخذ منها العشر، وأن يعمل مما كان متسعا من منازلهم مسجد، وأمر بتسوية قبورهم بالأرض، وكتب بذلك إلى سائر الأقاليم والآفاق، وإلى كل بلد ورستاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/435)
3 - وقال أيضا (14\ 346):-
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور، ونودي في الناس من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق.
4 - وقال أيضا (14\ 349):-
وفي عيد الفطر منها أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي والجمع بين رأسه وجسده وأن يسلم إلى أوليائه، ففرح الناس بذلك فرحا شديدا، واجتمع في جنازته خلق كثير جدا، وجعلوا يتمسحون بها وبأعواد نعشه، وكان يوما مشهودا.
ثم أتوا إلى الجذع الذي صلب عليه فجعلوا يتمسحون به، وأرهج العامة بذلك فرحا وسرورا، فكتب المتوكل إلى نائبه يأمره بردعهم عن تعاطي مثل هذا وعن المغالاة في البشر، ثم كتب المتوكل إلى الآفاق بالمنع من الكلام في مسألة الكلام والكف عن القول بخلق القرآن، وأن من تعلم علم الكلام لو تكلم فيه فالمطبق مأواه إلى أن يموت.
وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير، ثم أظهر إكرام الإمام أحمد بن حنبل واستدعاه من بغداد إليه.
5 - وقال أيضا (14\ 375):-
وفيها أمر الخليفة المتوكل على الله بضرب رجل من أعيان أهل بغداد يقال له عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، فضرب ضربا شديدا مبرحا، يقال إنه ضرب ألف سوط حتى مات.
وذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجلا عند قاضي الشرقية أبي حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم.
فرفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حد السب، ثم يضرب بالسياط حتى يموت ويلقى في دجلة ولا يصلى عليه، ليرتدع بذلك أهل الإلحاد والمعاندة.
ففعل معه ذلك قبحه الله ولعنه.
6 - وقال أيضا (14\ 412):-
فلما ولي المتوكل على الله الخلافة استبشر الناس بولايته، فإنه كان محبا للسنة وأهلها، ورفع المحنة عن الناس، وكتب إلى الآفاق لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن، ثم كتب إلى نائبه ببغداد - وهو إسحاق بن إبراهيم - أن يبعث بأحمد بن حنبل إليه.
7 - وقال أيضا (14\ 413):-
ثم إن رجلا من المبتدعة يقال له ابن البلخي وشى إلى الخليفة شيئا فقال: إن رجلا من العلويين قد أوى إلى منزل أحمد بن حنبل وهو يبايع له الناس في الباطن.
فأمر الخليفة نائب بغداد أن يكبس منزل أحمد من الليل.
فلم يشعروا إلا والمشاعل قد أحاطت بالدار من كل جانب حتى من فوق الأسطحة، فوجدوا الإمام أحمد جالسا في داره مع عياله فسألوه عما ذكر عنه فقال: ليس عندي من هذا علم، وليس من هذا شيء ولا هذا من نيتي، وإني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر والعلانية، وفي عسري ويسري ومنشطي ومكرهي، وأثره علي، وإني لأدعو الله بالتسديد والتوفيق، في الليل والنهار، في كلام كثير.
ففتشوا منزله حتى مكان الكتب وبيوت النساء والأسطحة وغيرها فلم يروا شيئا.
فلما بلغ المتوكل ذلك وعلم براءته مما نسب إليه علم أنهم يكذبون عليه كثيرا، فبعث إليه يعقوب بن إبراهيم المعروف بقوصرة - وهو أحد الحجبة - بعشرة آلاف درهم من الخليفة، وقال: هو يقرأ عليك السلام ويقول: استنفق هذه، فامتنع من قبولها.
8 - وقال أيضا (14\ 419):-
وكتب رجل رقعة إلى المتوكل يقول: يا أمير المؤمنين إن أحمد يشتم آباءك ويرميهم بالزندقة.
فكتب فيها المتوكل: أما المأمون فإنه خلط فسلط الناس على نفسه، وأما أبي المعتصم فإنه كان رجل حرب ولم يكن له بصر بالكلام، وأما أخي الواثق فإنه استحق ما قيل فيه.
ثم أمر أن يضرب الرجل الذي رفع إليه الرقعة مائتي سوط، فأخذه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم فضربه خمسمائة سوط.
فقال له الخليفة: لم ضربته خمسمائة سوط؟ فقال: مائتين لطاعتك ومائتين لطاعة الله، ومائة لكونه قذف هذا الشيخ الرجل الصالح أحمد بن حنبل.
وقد كتب الخليفة إلى أحمد يسأله عن القول في القرآن سؤال استرشاد واستفادة لا سؤال تعنت ولا امتحان ولا عناد.
وقال أحمد بن مروان المالكي: ثنا أحمد بن علي البصري قال: وجه المتوكل إلى أحمد بن المعذل وغيره من العلماء فجمعهم في داره ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم إليه إلا أحمد بن المعذل.
فقال المتوكل لعبيد الله: إن هذا لا يرى بيعتنا؟ فقال: يا أمير المؤمنين بلى! ولكن في بصره سوء.
فقال أحمد بن المعذل: يا أمير المؤمنين ما في بصري سوء، ولكن نزهتك من عذاب الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/436)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ".
فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه.
9 - وقال أيضا (14\ 454):-
وكان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين.
وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.
وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.
وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور قال فقلت: المتوكل؟ قال: المتوكل.
قلت: فما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي.
قلت: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.
10 - قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4\ 21):-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.
11 - وقال في مجموع الفتاوى (3\ 25):-
ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين.
12 - قال الزركلي في الأعلام (7\ 180):-
محمود بن الفرج ( .. - 235 ه = .. - 850 م) محمود بن الفرج النيسابوري: متنبئ، أصله من نيسابور, ظهر بسامراء في أيام المتوكل العباسي، فزعم أنه نبي وأنه (ذو القرنين) وتبعه 27 رجلا، وكتب مصحفا سماه (القرآن) وزعم أن جبريل نزل به عليه , وخرج أربعة من أصحابه ببغداد، فانتشر خبره، فقبض عليه المتوكل وأمر به فضرب ضربا شديدا وحمل إلى بغداد، فأكذب نفسه، وأمر أصحابه أن يضربه كل واحد منهم عشر صفعات , ومات من الضرب، وحبس أصحابه.
13 - قال في الوافي بالوفيات (1\ 1015):-
أبو عبد الله الجهمي أحمد بن محمد بن حميد بن ثور بن سليمان بن حفص بن عبد الله ابن أبي الجهم بن حذيفة العدوي القرشي من بني عدي بن كعب يعرف بالجهمي، نسبة إلى جده أبي الجهم، يكنى أبا عبد الله، حجازي نشأ بالعراق، وكان أديباً راوية شاعراً خبيث اللسان هجاء، وقع بينه وبين قومٍ من العمريين والعثمانيين كلام فذكر سلفهم بأقبح ذكر، فنهاه بعض العباسيين فذكر العباس بأقبح ذكر ورماه بأمر عظيم، وتشاهدوا عليه وأنهي خبره إلى المتوكل فأمر بضربه مائة سوط فضربه إياها إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم في مجلس العامة بسر من رأى.
14 - قال الخلال في كتابه السنة (1\ 84):-
أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبدالله وذكر الخليفة المتوكل رحمه الله فقال إني لأدعو له بالصلاح والعافية وقال لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 02:56 ص]ـ
8 - أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (255هـ)
قال الطبري في التاريخ (5\ 419):-
وكان محمد بن عمران الضبي مؤدب المعتز قد سمى رجالا للمعتز للقضاء نحو ثمانية رجال فيهم الخلنجي والخصاف وكتب كتبهم , فوقع فيه شفيع الخادم ومحمد بن إبراهيم بن الكردية وعبدالسميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر , وقالوا إنهم من أصحاب ابن أبي داود وهم رافضة وقدرية وزيدية وجهمية , فأمر المعتز بطردهم وإخراجهم إلى بغداد.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 12:10 م]ـ
9 - أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله بن الواثق بالله (256هـ)
قال الذهبي في السير (12\ 535):-
قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو النضر المروزي، قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء، فقلت له: كان أحمد بن حنبل يقول به، ولكنه كان يخالف، كأني أشرت إلى آبائه - فقال: رحمه الله أحمد بن حنبل، لو جاز لي لتبرأت من أبي، تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني.
وكان قد اطرح الملاهي، وحرم الغناء، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين، يجلس بنفسه، ويجلس بين يديه الكتاب، يعملون الحساب، ويلزم الجلوس يومي الخميس والاثنين، وقد ضرب جماعة من الكبار، ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد لرفض فيه.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:11 ص]ـ
10 - أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (289هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/437)
1 - قال ابن تيمية في الفتاوى (4\ 22):-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المعتضد والمهتدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك.
2 - قال بن كثير في البداية والنهاية (14\ 642):-
وفيها نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات، وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس، وذلك بهمة أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام.
3 - وقال أيضا (14\ 659):-
وفيها نهى المعتضد الناس أن يعملوا في يوم النيروز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيران وصب الماء وغير ذلك من الأفعال المشابهة لأفعال المجوس، ومنع من حمل هدايا الفلاحين إلى المنقطعين في هذا اليوم وأمر بتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران وسمي النيروز المعتضدي، وكتب بذلك إلى الآفاق.
4 - وقال أيضا (14\ 699):-
قال له مسامره علام قتلت أحمد بن الطيب وقد كان خادمك ولم يظهر جناية؟ فقال – أي المعتضد – ويحك إنه دعاني إلى الإلحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه فقلت له: يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة وأنا منتصب في منصبه فأكفر حتى أكون من غير قبيلته؟ فقتلته على الكفر والزندقة.
5 - وقال أيضا (14\ 701):-
عن ابن سريج القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: دخلت يوما على المعتضد فدفع إلى كتابا فقرأته فإذا فيه الرخص من زلل العلماء قد جمعها بعض الناس - فقلت: يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق.
فقال: كيف؟ فقلت: إن من أباح المتعة لم يبح الغناء، ومن أباح الغناء لم يبح إضافته إلى آلات اللهو، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه.
فأمر بتحريق ذلك الكتاب.
6 - وقال أيضا (14\ 761):-
جاء القاضي يوما بعض خدم الخليفة المعتضد فترفع في المجلس على خصمه فأمره حاجب القاضي أن يساوي خصمه فامتنع إدلالا بجاهه عند الخليفة، فزبره القاضي وقال: ائتوني بدلال النخس حتى أبيع هذا العبد وأبعث بثمنه إلى الخليفة، وجاء حاجب القاضي فأخذه بيده وأجلسه مع خصمه، فلما انقضت الحكومة رجع الخادم إلى المعتضد فبكى بين يديه فقال له: ما لك؟ فأخبره بالخبر وما أراد القاضي من بيعه، فقال: والله لو باعك لأجزت بيعه ولما استرجعتك أبدا، فليس خصوصيتك عندي تزيل مرتبة الشرع فإنه عمود السلطان وقوام الأديان.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 08:30 م]ـ
11 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (323هـ)
1 - قال في البداية والنهاية (14\ 750):-
أمر المقتدر بأن لا يستخدم أحد من اليهود والنصارى في الدواوين، وألزموا بلزومهم بيوتهم، وأن يلبسوا المساحي ويضعون بين أكتافهم رقاعا ليعرفوا بها، وألزموا بالذل حيث كانوا.
2 - وقال أيضا (14\ 737):-
ورد الحلاج إلى محبسه وتأخر جواب المقتدر ثلاثة أيام حتى ساء ظن الوزير حامد بن العباس، فكتب إلى الخليفة يقول له: إن أمر الحلاج قد اشتهر ولم يختلف فيه اثنان وقد افتتن كثير من الناس به , فجاء الجواب بأن يسلم إلى محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة وليضربه ألف سوط، فإن مات وإلا ضربت عنقه ففرح الوزير بذلك.
3 - وقال أيضا (15\ 18):-
وفي صفر منها – أي سنة 313 هـ - بلغ الخليفة أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثا فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد ويدعون أنه المهدي ويتبرأون من المقتدر وممن تبعه.
فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم , وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 10:41 م]ـ
12 - أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله (329هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\ 82):-
وفيها ظهر ببغداد رجل يعرف بأبي جعفر بن علي الشلمغاني ويقال له ابن العرافة، فذكروا عنه أنه يدعي ما كان يدعيه الحلاج من الإلهية، وكانوا قد قبضوا عليه في دولة المقتدر عند حامد بن العباس، واتهم بأنه يقول بالتناسخ فأنكر ذلك.
ولما كانت هذه المرة أحضره الراضي وادعى عليه بما كان ذكر عنه فأنكر ثم أقر بأشياء، فأفتى قوم أن دمه حلال إلا أن يتوب من هذه المقالة، فأبى أن يتوب، فضرب ثمانين سوطا، ثم ضربت عنقه وألحق بالحلاج، وقتل معه صاحبه ابن أبي عون لعنه الله وكان هذا اللعين من جملة من اتبعه وصدقه فيما يزعمه من الكفر.
وقد بسط ابن الأثير في كامله مذهب هؤلاء الكفرة بسطا جيدا، وشبه مذهبهم بمذهب النصيرية.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:33 م]ـ
13 - أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله (357هـ)
قال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 151):-
وفيها (في إحدى سنوات خلافة المتقي) كثر الرفض ببغداد فنودي بها من ذكر أحدا من الصحابة بسوء فقد برئت منه الذمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/438)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:43 ص]ـ
14 - أمير المؤمنين الخليفة الطائع لله (393هـ)
قال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 476):-
وبعث الخليفة الطائع لله إلى ابن سمعون من أحضره إليه وهو مغضب عليه، فخيف على ابن سمعون منه، فلما جلس بين يديه أخذ في الوعظ، وكان أكثر ما أورده من كلام علي بن أبي طالب، فبكى الخليفة حتى سمع نشيجه، ثم خرج من بين يديه وهو مكرم، فقيل للخليفة: رأيناك طلبته وأنت غضبان، فقال: بلغني أنه ينتقص عليا فأردت أن أعاقبه، فلما حضر أكثر من ذكر علي فعلمت أنه موفق، فذكرني وشفى ما كان في خاطري عليه.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 05:45 م]ـ
15 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله (422هـ)
1 - قال ابن الجوزي في المنتظم (4\ 326):-
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
2 - قال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 519):-
وفي عاشر رجب - سنة 398 هـ - جرت فتنة بين السنة والرافضة، سببها أن بعض الهاشميين قصد أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رباح، فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني، وجرت فتنة عظيمة طويلة، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود، وهو مخالف للمصاحف كلها، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم جمعة لليلة بقيت من رجب، وعرض المصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد الإسفراييني والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكم يا منصور، وبلغ ذلك الخليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة، وجرت خطوب شديدة، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فقيه الشيعة، فأخرج منها ثم شفع فيه، ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين، وعلي رضي الله عنهم، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته.
3 - وقال أيضا (15\ 576):-
ثم دخلت سنة تسع وأربعمائة في يوم الخميس السابع عشر من المحرم قرئ بدار الخلافة في الموكب كتاب في مذهب أهل السنة وفيه أن من قال القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم.
4 - وقال أيضا (15\ 626):-
وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله، فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل السنة، وفيه الرد على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكناني من المناظرة، ثم ختم القول بالمواعظ، والقول بالمعروف، والنهى عن المنكر.
وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المرسي والكناني أيضا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة، وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ما سمعوه.
وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم.
5 - وقال أيضا عن القادر (15\ 637):-
وقد كان حليما كريما، محبا لاهل العلم والدين والصلاح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان على طريقة السلف في الاعتقاد، وله في ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس، وكان أبيض حسن الجسم طويل اللحية عريضها يخضبها، وكان يقوم الليل كثير الصدقة، محبا للسنة وأهلها، مبغضا للبدعة وأهلها، وكان يكثر الصوم ويبر الفقراء من أقطاعه، يبعث منه إلى المجاورين بالحرمين وجامع المنصور، وجامع الرصافة، وكان يخرج من داره في زي العامة فيزور قبور الصالحين.
6 - قال الذهبي في السير عن القادر (15\ 128):-
وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/439)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 02:31 م]ـ
16 - أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (467هـ)
1 - قال بن كثير في البداية والنهاية (15\ 669):-
وفيها - أي سنة 429 هـ - استدعى الخليفة بالقضاة والفقهاء وأحضر جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وألزموا بالغيار.
2 - وقال أيضا (15\ 685):-
وفيها - أي سنة 433 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي جمعه الخليفة القادر، وأخذت خطوط العلماء والزهاد عليه بأنه اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فسق وكفر، وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني، ثم كتب بعده العلماء، وقد سرده الشيخ أبو الفرج بن الجوزي بتمامه في منتظمه، وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف.
3 - وقال أيضا (15\ 736):-
وفيها - أي سنة 448 هـ - ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح، وبعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة.
وأمر رئيس الرؤساء الوالي بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض، لما كان تظاهر به من الرفض والغلو فيه، فقتل على باب دكانه، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.
4 - وقال أيضا (16\ 7):-
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم وأحضروا نساء ينحن على الحسين، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة، فحين وقع ذلك أنكرته العامة، وطلب الخليفة أبا الغنائم وأنكر عليه ذلك.
فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، وأنه حين علم أزاله، وتردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك، وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع.
5 - وقال أيضا (16\ 14):-
وفي يوم السبت النصف من جمادى الآخرة - سنة 460 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة، والإنكار على أهل البدع، وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب التوحيد لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين.
وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام، واعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة، وذلك لسماعه له من الخليفة القادر بالله مصنفه.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 04:24 م]ـ
النبراس في ذكر خلفاء بني العباس
وأما الثاني: فموجود عندنا، ولعلنا نراجعه.
هل هو لأبي إسحاق إبراهيم بن حبيب الذي ترجم له عمرُ كحالة في معجم المؤلفين (103)، وذكر أنه عاش في القرن الرابع الهجري، وأنه من أصحاب أبي جعفر الطبري ومن المتفقهة على مذهبه، وذكر بعض كتبه؟
وهل الكتاب عندكم مطبوع أم مخطوط؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:59 ص]ـ
الأخ / أبو معاوية البيروتي
الكتاب هو النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس لابن دحية.
وهو عندنا مطبوع في غلاف، وهذه صورة غلافه من موقع الوالد:
http://www.alabbasiion.com/albums-action-show-id-54.htm
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:07 ص]ـ
17 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (487هـ)
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء (1\ 174):-
وفي سنة ثمان وستين خطب للمقتدي بدمشق وأبطل الأذان بحي على خير العمل وفرح الناس بذلك.
قال ابن الجوزي في المنتظم (4/ 494):-
وخرج توقيع من المقتدي بأمر الله ينقض ما علا من دور بني الحرر اليهود وسد أبواب لهم كانت تقابل الجامع، وأخذ عليهم غض الصوت بقراءة التوراة في منازلهم، وإظهار الغيار على رؤوسهم، ونودي بالأمر بالمعروف النهي عن المنكر، والتقدم إلى والي كل محلة بالسد من الطائفة الصمدية، وأريقت الخمور، وكسرت الملاهي، ونقضت دور أهل الفساد.
وقال أيضا (5/ 2):-
نودي في يوم الخميس غرة المحرم برفع الضرائب و المكوس بتوقيع شريف صدر عن المقتدي بأمر الله، وكتبت ألواح ألصقت على الجوامع بتحريم ذلك.
وقال أيضا (5/ 8) نقلا عن ابن عقيل:-
وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم على السطوح، وارتفعوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعج عن مساكنتهم، فنفر المقتدي إمام العصر نفرة قبض فيها على العوام، وأركب الأتراك، وألبس الأجناد الأسلحة، وحلق الجمم و الكلالجات، وضرب بالسياط، وحبسهم في البيوت تحت السقوف.
وقال أيضا (5/ 11):-
وفي رابع عشر صفر خرج توقيع الخليفة بإلزام أهل الذمة بلبس الغيار والزنار، والدرهم الرصاص المعلق في أعناقهم مكتوب عليه: ذمي، وأن تلبس النساء مثل هذا الدرهم في حلوقهن عند دخول الحمام ليعرفن، وأن تلبس الخفاف فرداً أسود وفرداً أحمر، وجلجلاً في أرجلهن.
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (2/ 47):-
العلاء بن الحسن بن وهب بن الموصلايا أبو سعد الكاتب الفاضل , كتب في الإنشاء للخلفاء خمساً وستين سنة , وكان نصرانياً فأسلم في سنة أربع وثمانين وأربعمائة على يد الخليفة المقتدي بالله العباسي. اهـ.
قلنا: وقد كان أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله مع أهل السنة ضد الأشاعرة عندما حصلت فتنة ابن القشيري في بغداد سنة 469 هـ التي سوف يأتي تفصيلها عند كلامنا عن الشريف أبي جعفر العباسي الحنبلي فهو الذي تصدى للمبتدعة في تلك الفتنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/440)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:45 ص]ـ
أخوَيّ عبد المحسن وعبد الإله،
بارك الله فيكما،
هل عندكما هذا الكتاب؟ فإن أجبتما بنعم؛ فما تقييمكما له؟ وهل تنصحوني باقتنائه؟
تاريخ العباسيين
تأليف: ابن وادران
ترجمة، تحقيق: المنجي الكعبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190773
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 05:19 م]ـ
الأخ الفاضل / أبو معاوية البيروتي
بارك الله فيك، هذا الكتاب ليس عندنا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 03:39 م]ـ
18 - أمير المؤمنين الخليفة المقتفي لأمر الله (555هـ)
1 - قال ابن الجوزي في المنتظم عن أيام المقتفي (5/ 172):-
في يوم السبت – سنة 547 هـ -: أخذ البديع صاحب ابي النجيب وكان متصوفاً يعظ الناس، فحمل إلى الديوان واخذ من عنده الواح من طين فيها قبل وعليها مكتوب، اسماء الائمة الاثنا عشر، فاتهموه بالرفض، فشهر بباب النوبي وكشف رأسه وأدب والزم بيته.
2 - قال الذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 474):-
قال ابن النجار: حكى ابن صفية أن المقتفي كان قد نزل يوما في المخيم بنهر عيسى والدنيا صيف فدخل إليه المستنجد وقد أثر الحر والعطش فيه
فقال: أيش بك
قال: أنا عطشان
قال: ولم تركت نفسك
قال: يا مولانا فإن الماء في الموكبيات قد حمي
فقال: أيش في فمك
قال: خاتم يزدن عليه مكتوب اثني عشر إمام وهو يسكن من العطش
فضحك المقتفي وقال: ويلك يريد يصيرك يزدن رافضيا , سيد هؤلاء الأئمة الحسين ومات عطشانا , أرمه من فمك.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 11:18 ص]ـ
19 - أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله (566هـ)
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ - (ج 5 / ص 89):-
في هذه السنة أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية، لما ظهر من فسادهم، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمداً لما حصر بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم عن البلاد، وكانوا منبسطين في البطائح، فلا يقدر عليهم، فتوجه يزدن إليهم، وجمع عساكر كثيرة من راجل وفارس، وأرسل إلى ابن معروف مقدم المنتفق، وهو بأرض البصرة، فجاء في خلق كثير فحصرهم وسد عليهم الماء، وصابرهم مدة، فأرسل الخليفة إلى يزدن يعتب عليه ويعجزه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع، وكان يزدن يتشيع، فجد هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم في الماء، فاستسلموا حينئذ، فقتل منهم أربعة آلاف قتيل، ونادى فيمن بقي: من وجد بعد هذا في المزيدية فقد حل دمه؛ فتفرقوا في البلاد، ولم يبق منهم في العراق من يعرف، وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:25 ص]ـ
20 - أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله (575هـ)
1 - قال الذهبي في السير عن المستضيء (21/ 70):-
ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الامن، ولله المنة.
2 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (16\ 541):-
وكان من خيار الخلفاء آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مزيلا عن الناس المكوسات والضرائب، مبطلا للبدع والمعائب، وكان حليما وقورا كريما.
3 - وقال أيضا (16\ 530):-
وفيها - سنة 554 هـ - احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض يقال له ابن قرايا , يقف في الأسواق ويذكر أشعارا يضمنها ذم الصحابة وسبهم و تجويرهم وتهجين من يحبهم، فعقد له مجلس بأمر الخليفة واستنطق فإذا هو رافضي جلد خبيث داعية إليه، فأفتى الفقهاء بقطع لسانه ويديه، ففعل به ذلك، ثم اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالآجر حتى ألقى نفسه في دجلة فاستخرجوه منها وقتلوه حتى مات، فأخذوا شريطا وربطوه في رجله وجروه على رجله حتى طافوا به البلد وجميع الأسواق، ثم ألقوه في بعض الأتونات مع الآجر والكلس وعجز الشرط عن تخليصه منهم.
وقال ابن الجوزي عن هذه الحادثة في المنتظم (5/ 231):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/441)
كبس بالكرخ على رجل يقال له أبا السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال إنه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتباً كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط إلى الشط ليحمل إلى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب إلى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء فطفا بعد أيام فقالت العامة مارضيته السمك وقالت العامة فيه الشعر الكثير المسمى بكان.
ثم تتبع جماعة من الروافض فجعلوا يحرقون كتباً عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود.
4 - قال ابن الجوزي عن أيام المستضيء (5/ 220):-
وكان الرفض في هذه الايام - سنة 571 - قد كثر فكتب صاحب المخزن إلى أمير المؤمنين إن لم تقوي يدي ابن الجوزي لم تطق على دفع البدع , فكتب أمير المؤمنين بتقوية يدي فأخبرت الناس بذلك على المنبر وقلت إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد بلغه كثرة الرفض وقد خرج توقيعه بتقوية يدي في إزالة البدع فمن سمعتموه من العوام يتنقص بالصحابة فأخبروني حتى انقض داره واخلده الحبس وإن كان من الوعاظ حدرته المشان فانكف الناس.
5 - وقال أيضا عن أيام المستضيء (5/ 231):-
وفي ليلة السبت تاسع عشرين رمضان: حضر الجماعة على طبق صاحب المخزن فتكلم ابن البغدادي الفقيه فقال إن عائشة قاتلت علياً رضي الله عنه فصارت من جملة البغاة فتقدم صاحب المخزن بإقامته من مكانه ووكل به في المخزن وكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فخرج التوقيع بتعزيره فجمع الفقهاء فقيل لهم ما تقولون فيما قال؟ وهل يجوز أن يترك تعزيره إذا أقر بالخطأ؟ فجعل هو يناظر على ما قال , والفقهاء يردون ما يقول , فقلت أنا من بين الجماعة هذا رجل ليس له علم بالنقل وقد سمع إنه جرى قتال , ولعمري لقد جرى قتال ولكن ما قصدته عائشة ولا علي إنما أثار الحرب سفهاء الفريقين ولولا علمنا بالسير لقلنا مثل ما قال , وتعزير مثل هذا إن يقر بالخطأ بين الجماعة ويصفح عنه، فكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فوقع إذا كان قد أقر بالخطأ فيشترط عليه أن لا يعاود ثم أطلق.
6 - وقال أيضا عن أيام المستضيء (5/ 228):-
وجاء قوم من أهل المدائن بعد العيد- سنة 537 هـ- فشكوا من يهود بالمدائن وإنه كان لهم مسجد يصلي فيه الجماعة ويكثر فيه التأذين وهو إلى جانب كنيسة اليهود فقال بعض اليهود قد آذيتمونا بكثرة الآذان فقال المؤذن ما نبالي تأذيتم أم لا فتناوشوا وجرت بينهم خصومة استظهر فيها اليهود فجاء المسلمون يستنفرون ويستغيثون مما جرى عليهم من اليهود.
وتقدم أمير المؤمنين بنقض الكنيسة التي بالمدائن وأمر أن تجعل مسجداً.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:52 ص]ـ
21 - أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله (623هـ)
قال القلقشندي في مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1\ 199):-
لما ولي الخلافة أظهر العدل وأزال المكوس وأخرج المسجونين من السجن ومشى على مذهب أهل السنة وترك ما كان عليه أبوه من التشيع. اهـ.
قلنا: يعني القلقشندي رحمه الله بأبيه الناصر بن المستضيء، راجع في هذا الفصل الخامس من كتابنا، وعنوانه "بعض من شذ فخالف هذا الإعتقاد من بني العباس"، وقد تكلمنا فيه عن الناصر رحمه الله.
وقد نقلنا سابقا في الفصل الثاني من الكتاب، قول بن واصل في مفرج الكروب (4\ 166):- وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك. اهـ.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[09 - 11 - 09, 02:03 م]ـ
الأخ الكريم نشكرك على هذه المعلومات القيمة، وإن كنت أرى أنك هضمت تاريخ بني أمية رحمهم الله ودفنت مآثرهم على حساب بني العباس غفر الله لهم.
لكني سأرجئ الكلام عن هذه القضية ولي سؤالان أحب أن أعرف إجابتهما منك لو تفضلت
أولهما: إذا كان خلفاء بني عباس على عقيدة أهل السنة فلماذا انتشر في عهدهم المذهب الأشعري في جل أرجاء البلاد التي تحت أيديهم ولم يظهر منهم إنكار لذلك وإلزام بعودة مذهب السلف الصالح، حيث كان المذهب منتشرا في مصر والشام والمغرب والعراق والجزيرة وخراسان وما وراء النهر .. إلخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/442)
وثانيهما: هل ترى أن خلفاء بني العباس الذي سكنوا القاهرة في زمن سلاطين المماليك كانوا أيضا على نهج أجدادهم أم لهم طريق آخر؟
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 05:54 م]ـ
قلت
الأخ الكريم نشكرك على هذه المعلومات القيمة، وإن كنت أرى أنك هضمت تاريخ بني أمية رحمهم الله ودفنت مآثرهم على حساب بني العباس غفر الله لهم.
فأقول
بارك الله فيك
نحن لم نهضم شيئا من تاريخ أبناء عمنا خلفاء بني أمية.
فالكتاب عن عقيدة بني العباس وليس عن مآثر بني العباس فضلا عن أن يكون عن مآثر خلفاء بني أمية.
ولم نأتي لذكر بني أمية في مقدمتنا إلا عندما نقلنا عن القاضي أبي بكر ابن الطيب كلامه عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. اهـ، وهذا ليس فيه أي ذم لهم.
وفي الفصل الأول من الكتاب لم يأت ذكر لهم أبدا، وإنما جاء ذكرهم في الفصل الثاني، وذلك عند ذكرنا لثناء أهل العلم على بني العباس وأنهم رفعوا واجتنبوا أعظم ما نقمه الناس على بني أمية من سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن تأخير الصلاة عن مواقيتها بل وإخراجها عن وقتها أحيانا.
فذكرنا لهذين الشيئين إنما جاء عرضا وليس قصدا، وذلك لتبيان أن دولة بني العباس أول قيامها أنهت هاتين العادتين الخبيثتين وقامت بنصرة الدين والسنة، وأيضا بدلت ما كان عليه بنو أمية من تقديم الخطبة على الصلاة والخطبة وهم قعود في العيدين والأذان لهما.
فيكونوا بهذا قد صححوا ما كان عليه بنو أمية، وقاموا بنصرة السنة أول توليهم للخلافة.
وقد قيل:
والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء
ومما يدل على هذا (أي عدم قصدنا ثلب بني أمية) ابتداؤنا لهذا الفصل بهذا النقل عن بن كثير:
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له. اهـ.
فكأننا نقول لمن يمدح بني أمية ويثني عليهم في حسن عقيدتهم، أن بني العباس كانوا كذلك على عقيدة حسنة مثلهم وزادوا على ذلك أن أنهوا ما كان عليه بنو أمية من بدع.
قلت أيضا
لكني سأرجئ الكلام عن هذه القضية ولي سؤالان أحب أن أعرف إجابتهما منك لو تفضلت
أولهما: إذا كان خلفاء بني عباس على عقيدة أهل السنة فلماذا انتشر في عهدهم المذهب الأشعري في جل أرجاء البلاد التي تحت أيديهم ولم يظهر منهم إنكار لذلك وإلزام بعودة مذهب السلف الصالح، حيث كان المذهب منتشرا في مصر والشام والمغرب والعراق والجزيرة وخراسان وما وراء النهر .. إلخ
فأقول
1 - الإنحراف في توحيد الأسماء والصفات لا يكون منتشرا انتشارا ظاهرا بين الناس لأن الخائضين فيه هم المنشغلون بالعلم ولا يمثلون إلا نسبة قليلة من الناس , وذلك بعكس عقائد الشيعة التي تظهر وتنتشر بين العامة والخاصة.
2 - دولة بني العباس مرت بمرحلة من الضعف بعد قوتها وذلك عند فساد الناس والزمان وتمكن الأعاجم ضعاف الدين من تقليل قوة الخلافة وهيبتها.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 264) عن سنة 347 هـ وهي إحدى سنوات الضعف:-
وقد امتلأت البلاد رفضا وسبا للصحابة من بني بويه وبني حمدان والفاطميين، وكل ملوك البلاد مصرا وشاما وعراقا وخراسان وغير ذلك من البلاد، كانوا رفضا، وكذلك الحجاز وغيره، وغالب بلاد المغرب، فكثر السب والتكفير منهم للصحابة. انتهى.
ففي مثل ذلك الزمان لم يجد الخليفة أعوانا على الحق حتى يقوم بنصرة الدين.
وعندما يجد الخليفة أعوانا لا يتوانى في نصرة الدين , ذكر الذهبي في السير (15/ 125) أنه في سنة 381 هـ جرت فتنة بين السنة والشيعة , فحبس الطائع رأس الشيعة وشيخهم ابن المعلم , فعند ذلك غضب بنو بويه وكانوا شيعة وكان ابن المعلم من خواصهم , فجاؤوا إلى الطائع وقبلوا الأرض بين يديه ثم غدروا به وأخذوه وخلعوه من الخلافة رفع الله قدره في الدنيا والآخرة وأخزى عدوه.
والأمثلة كثيرة وسنفرد فيها موضوعا قريبا بإذن الله.
3 - مواقف خلفاء بني العباس من عقائد المبتدعة في باب الأسماء والصفات سلفية قوية , وهنالك بحث لنا في هذا الموضوع سينشر قريبا , ولقد ذكر أكثره في هذا المنتدى في هذا الموضوع (عقيدة بني العباس) إلى الآن.
وقد ذكرنا سابقا عقيدة أمير المؤمنين الخليفة القادر بالله المخالفة لعقائد الأشاعرة , وجهوده ضدهم حتى قام والي غزنة محمود بن سبكتكين بلعن الأشاعرة على المنابر.
وذكرنا أيضا ما قام أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله ضد الأشاعرة عندما حصلت فتنة ابن القشيري في بغداد سنة 469 هـ التي سوف يأتي تفصيلها عند كلامنا عن الشريف أبي جعفر العباسي الحنبلي فهو الذي تصدى للمبتدعة في تلك الفتنة.
فقد كان ذلك أول لظهور لعقائد الأشاعرة في العراق كما ذكر ذلك ابن تيمية وابن رجب.
قلت
وثانيهما: هل ترى أن خلفاء بني العباس الذي سكنوا القاهرة في زمن سلاطين المماليك كانوا أيضا على نهج أجدادهم أم لهم طريق آخر؟
فأقول
لم ينقل عن أحد منهم شيء من البدع مع حسن سيرتهم بل المنقول عن أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله المصري (763 هـ) أنه كان حسن المعتقد كما سوف يأتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/443)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 11 - 09, 06:44 م]ـ
22 - أمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله (640هـ)
1 - قال الذهبي في تاريخ الإسلام - (ج 1 / ص 4780):
قال ابن النجار: فنشر العدل في الرعايا وبذل الإنصاف في القضايا وقرب أهل العلم والدين وبنى المساجد والربط والمدارس والمارستانات وأقام منار الدين وقمع المتمردة ونشر السنن وكف الفتن وحمل الناس على أقوم سنن وقام بأمر الجهاد احسن قيام وجمع الجيوش لنصرة الإسلام وحفظ الثغور وافتتح الحصون.
2 - وقال أيضا في سير أعلام النبلاء - (ج 23 / ص 379):
فقام الوجيه القيرواني ومدح الخليفة (يعني المستنصر) بأبيات منها: لو كنت في يوم السقيفة حاضرا * كنت المقدم والامام الاورعا فقال الناصر (أحد السلاطين): أخطأت، قد كان العباس جد أمير المؤمنين حاضرا ولم يكن المقدم إلا أبو بكر الصديق، فأمر (يعني الخليفة المستنصر) بنفي الوجيه فسافر وولي بمصر تدريسا، ثم خلعوا على الناصر وحاشيته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:55 ص]ـ
23 - أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله (656هـ)
1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (17\ 366):-
وقد كان حسن الصورة جيد السريرة، صحيح العقيدة مقتديا بأبيه المستنصر في المعدلة وكثرة الصدقات وإكرام العلماء والعباد.
وقد استجاز له الحافظ ابن النجار من جماعة من مشايخ خراسان منهم المؤيد الطوسي، وأبو روح عبد العزيز بن محمد الهروي , وأبو بكر القاسم بن عبد الله بن الصفار وغيرهم.
وحدث عنه جماعة منهم مؤدبه شيخ الشيوخ صدر الدين أبو الحسن علي بن محمد بن النيار.
وأجاز هو للإمام محيي الدين بن الجوزي، وللشيخ نجم الدين البادرائي، وحدثا عنه بهذه الاجازة.
وقد كان رحمه الله سنيا على طريقة السلف واعتقاد الجماعة كما كان أبوه وجده، ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ ومحبة للمال وجمعه.
2 - قال ابن إياس الحنفي في بدائع الزهور في وقائع الدهور (1/ 287) بإفادة الأخ الفاضل أبي معاوية البيروتي:-
وقال شمس الدين الجزري: وأرسل إليهم الخليفة المستعصم بالله يقولُ: " أعلمونا إن كان ما بقي عندكم في مصر من الرجال مَن يصلح للسلطنة، فنحن نرسل إليكم من يصلح لها! أما سمعتم في الحديث عن رسول الله: " لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة " ". وأنكر عليهم بسبب ذلك غاية الإنكار ... فلمّا بلغ شجرة الدرّ ذلك، جمعت الأمراء والقضاة وخلعت نفسها من السلطنة برضاها، فكانت مدَّة سلطنتها بمصر ثلاثة أشهر إلاّ أيّاماً.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:34 ص]ـ
24 - أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله المصري (763 هـ)
1 - قال الإمام المؤرخ المفسر الحافظ المحدث ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 209) في منظومته عن الخلفاء:-
ثم تولى وقتنا المعتضد ... ولا يكاد الدهر مثله يجد
في حسن خلق واعتقاد وحلي ... وكيف لا وهو من السيم الأولي
2 - وقال أيضا في البداية والنهاية (14/ 245):-
شاب حسن الشكل مليح الكلام متواضع جيد الفهم حلو العبارة رحم الله سلفه.
3 - قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة (1/ 149):-
كان خيراً متواضعاً محباً لأهل العلم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:34 م]ـ
25 - الأمير محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس (173هـ)
1 - قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (4\ 51):-
عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة , زنديق مفتر.
قال أبو احمد بن عدي لما أخذ ليضرب عنقه قال لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث احرم فيه الحلال واحلل الحرام.
قتله محمد بن سليمان العباسي الأمير بالبصرة.
2 - قال الإسفراييني في التبصير في الدين (ص 137):-
وكان عبد الكريم ابن أبي العوجاء خال معن بن زائدة في السر على دين المانوية.
وكان يقول بالتناسخ وكان في الظاهر ينتسب إلى القدرية والرافضة ووضع كثيرا من الأحاديث اغتر بها الروافض وأفسد على الروافض صومهم ووضع لهم حسابا يغيرون به رؤوس الشهور ونسب ذلك إلى جعفر بن محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنه ولما ظهر خبر وضع الحساب أمر بقتله أبو جعفر محمد بن سليمان الهاشمي فصلب.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 11:03 ص]ـ
3 - أمير المؤمنين الخليفة المهدي (169هـ)
نقل العلامة محمد جمال الدين القاسمي (ت1332هـ /1914م) في كتاب ((إصلاح المساجد من البدع والعوائد)) (ص 63) عن بعض المؤرخين في حوادث عام (161هـ) أن الخليفة محمد المهدي - الذي زاد في المسجد الحرام والمسجد النبوي - قَصَّرَ المنابر وصيَّرها مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القاسمي – رحمه الله - معقبًا على ذلك: «ولعمر الحق لقد أصاب؛ إذ كم من منبرٍ كبيرٍ هائلٍ أخذ فراغًا عظيمًا من الجوامع فإنا لله».
فعقب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – على ذلك بقوله:
(قلت: وصار سببًا لقطع الصفوف، وربما أدى إلى إبطال صلاة البعض).
========================
أفادها الأخ أبو أميمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/444)
ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[09 - 12 - 09, 04:26 م]ـ
نقل العلامة محمد جمال الدين القاسمي (ت1332هـ /1914م) في كتاب ((إصلاح المساجد من البدع والعوائد)) (ص 63) عن بعض المؤرخين في حوادث عام (161هـ) أن الخليفة محمد المهدي - الذي زاد في المسجد الحرام والمسجد النبوي - قَصَّرَ المنابر وصيَّرها مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القاسمي – رحمه الله - معقبًا على ذلك: «ولعمر الحق لقد أصاب؛ إذ كم من منبرٍ كبيرٍ هائلٍ أخذ فراغًا عظيمًا من الجوامع فإنا لله».
فعقب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – على ذلك بقوله:
(قلت: وصار سببًا لقطع الصفوف، وربما أدى إلى إبطال صلاة البعض).
========================
أفادها الأخ أبو أميمة
شكر الله للقائل و الناقل .. بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 08:07 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
وبالنسبة لما ذكرتموه عن أمير المؤمنين الخليفة المهدي رحمه الله، فقد زدناه ضمن جهوده التي ذكرناها سابقا، والتي كنا نود ذكرها بعد الانتهاء من استعراض الكتاب، وبما أن الأخ أبا معاوية قد ذكرها، فسنذكر جهود المهدي التي زدناها:
9 - قال الطبري في تاريخه (4/ 561):-
وفيها أمر المهدي بنزع المقاصير من مساجد الجماعات وتقصير المنابر وتصييرها إلى المقدار الذي عليه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب بذلك إلى الآفاق فعمل به.
10 - قال الطبري في تاريخه (4/ 612):-
وذكر محمد بن عطاء بن مقدم الواسطي أن أباه حدثه أن المهدي قال لموسى - وهو الخليفة الهادي - يوما وقد قدم إليه زنديق فاستتابه فأبى أن يتوب فضرب عنقه وأمر بصلبه:
يا بني إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابه يعني أصحاب ماني فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة ثم تخرجها إلى تحريم اللحم ومس الماء الطهور وترك قتل الهوام تحرجا وتحوبا ثم تخرجها من هذه إلى عبادة اثنين أحدهما النور والآخر الظلمة ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات والاغتسال بالبول وسرقة الأطفال من الطرق لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور فارفع فيها الخشب وجرد فيها السيف وتقرب بأمرها إلى الله لا شريك له فإني رأيت جدك العباس في المنام قلدني بسيفين وأمرني بقتل أصحاب الإثنين.
قال فقال موسى بعد أن مضت من أيامه عشرة أشهر أما والله لئن عشت لأقتلن هذه الفرقة كلها حتى لا أترك منها عينا تطرف.
ويقال إنه أمر أن يهيأ له ألف جذع فقال هذا في شهر كذا ومات بعد شهرين.
11 - قال ابن الأثير في الكامل (3/ 78):-
ولما حضرت القاسم بن مجاشع التميمي الروزي الوفاة أوصى إلى المهدي فكتب (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم ..... الآية) [آل عمران: 18] ثم كتب (والقاسم يشهد بذلك، ويشهد أن محمداً عبده ورسوله وأن علي بن أبي طالب وصي رسول الله ووارث الإمامة من بعده) فعرضت الوصية على المهدي بعد موته فلما بلغ إلى هذا الموضع رمى بها ولم ينظر فيها.
ـ[أبو عاصم البركاتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 09:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 01:54 م]ـ
وإياك.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 11:47 م]ـ
26 - الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الشهرستاني في الملل والنحل (ص 52):-
الخطابية: أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم , فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدد القول في ذلك وبالغ في التبري منهم واللعن لهم؛ فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه.
زعم أبو الخطاب: أن الأئمة أنبياء ثم آلهة وقال بإلهية جعفر بن محمد وإلهية آبائه رضي الله عنهم؛ وهم أبناء الله وأحباؤه , والإلهية نور في النبوة، والنبوة نور في الإمانة، ولا يخلو العالم من هذه الآثار والأنوار , وزعم أن جعفراً هو الإله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه؛ ولكن لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها.
ولما توقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[23 - 12 - 09, 02:33 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا البحث القيم و الذي يوضح لنا الصوره الناصعة البياض لقلوب أحبت نصرة دينها و سنة نبيها من التحريف و التبديل و الابتداع و اتباع الهوى ..
لدي سؤال /
هل صحيح أن هارون الرشيد -رحمه الله- هو من قتل أو أمر بقتل موسى الكاظم -رحمه الله-؟!
و ان كان الجواب "لا" فكيف نرد هذه المزاعم التي يزعمها أهل الرفض و الزندقه؟!
و ما هي نظرة أهل السنه و الجماعه لموسى الكاظم؟!
وفقك الله أخي عبدالاله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/445)
ـ[أبو أسماء السني المغربي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا على المجهود المبارك
بارك الله في الجميع
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أجمعين
أما بالنسبة لموضوع موسى الكاظم
فحتى لا نخرج عن موضوع هذا البحث كتبت بحثا آخر عن موسى الكاظم في منتدى السيرة والتاريخ والأنساب
وهذا رابطه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1197946#post1197946
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 12 - 09, 10:20 م]ـ
لعلكم تراجعوا رسالة الجاحظ (مناقب خلفاء بني العباس)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72866&stc=1&d=1261682347
حمل الرسالة من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1013322&postcount=24)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 01:40 م]ـ
جزاك الله خيرا، أخي مصعب، وسيتم ذلك قريبا، وإن كنا في غنى عن كلام هذا الضال المبتدع، ولكن لا بأس بالاطلاع والاستفادة.
27 - الإمام الأمير سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبدالله بن عباس (ت 229هـ)
1 - قال الذهبي في السير (10\ 625):-
قال الزعفراني: قال لي أبو عبد الله الشافعي: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
2 - قال الخطيب في تاريخ بغداد (9\ 31):-
قال ابن خراش بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم استخلفت سليمان بن داود الهاشمي.
3 - قال ابن تيمية في درء التعارض (1\ 442):-
قال سليمان بن داود الهاشمي - أحد أئمة الإسلام نظير الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد و أبي بكر بن أبي شيبة وأمثالهم - قال: (من قال القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال: {أنا ربكم الأعلى} من هذا؟ وكلاهما عنده مخلوق) فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه , ذكر ذلك البخاري في كتاب خلق أفعال العباد.
4 - قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (2\ 118):-
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ: الِاسْتِثْنَاءُ جَائِزٌ وَمَنْ قَالَ: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا وَلَمْ يَقُلْ: عِنْدَ اللَّهِ وَلَمْ يَسْتَثْنِ؛ فَذَلِكَ عِنْدِي جَائِزٌ وَلَيْسَ بِمُرْجِئِ.
5 - قال البخاري في خلق أفعال العباد (1\ 34):-
قال سليمان بن داود الهاشمي: من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 09:08 ص]ـ
28 - الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال القاضي عياض في الشفا في التعريف بحقوق المصطفى (2\ 309):-
وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم إلى موسى بن عيسى العباسي فقال من حضر هذا فقال ابن أبى ليلى أنا فجلد ثمانين وحلق رأسه وأسلمه للحجامين.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:24 ص]ـ
29 - الإمام هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس
قال الخلال في كتابه السنة (1\ 237):-
قال أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي من رد حديث مجاهد فهو عندي جهمي , ومن رد فضل النبي فهو عندي زنديق لا يستتاب ويقتل لأن الله عز و جل قد فضله على الأنبياء عليهم السلام .... فاحذروا من رد حديث مجاهد , وقد بلغني عنه أخزاه الله أنه ينكر أن الله عز و جل ينزل فمن رد هذا وحديث مجاهد فلا يكلم ولا يصلى عليه.
ـ[أبو أسماء السني المغربي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الإله العباسي
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 07:36 م]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرا.
30 - الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الخلال في كتابه السنة (1\ 237):-
قال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي , ومن رد حديث مجاهد فقد دفع فضل رسول الله ومن رد فضيلة الرسول فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام.
وقد كان ورد علي كتاب منه فيه إن العرش سرير مثل عرش بلقيس وعرش سبأ وعرش يوسف وعرش إبليس فأنكرت هذا وغيره من قوله وأنكره أهل العلم والإسلام إنكارا شديدا , والذي ندين الله عز وجل به حديث مجاهد يقعده على العرش فمن رد هذا فهو عندنا جهمي كافر.
وبلغني أنه قال الهاشميون معي على مثل قولي وكذب أخزاه الله ما هاشمي يدفع فضيلة لرسول الله إذ كان ذلك فخرة وله , ومن فعل ذلك من الهاشميين فيجب التفتيش عنه والنظر في أمره ولا أعرفه ولا رأيته قط من حيث أعرفه , ولقد كان عند صالح بن علي الهاشمي رضي الله عنه بالمدينة فقربه وأدناه ثم إنه ظهر منه العداء لله على ما حبسه عليه وأطال حبسه من دفعه هذا الحديث وغيره مما أطلق به لسانه ووضع في الكتب , وذكر أن بيعة أبي مسلم أصح من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه , ووضع لآل أبي طالب كتابا يذكر فيه أن العلوية أحق بالدولة من أبي بكر الصديق يتقرب بذلك إليهم , وقد أراد صالح بن علي رضي الله عنه حين حبسه أراد أن يقدم عليه حتى أخرجه ابني في جوف الليل , فسمعت صالح بن علي يذكر ذلك كله عنه ويضعه فينبغي لسامع ذكره أن يتقي الله وحده لا شريك له ويحذر عنه الناس ويتبين عليه ما هو فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/446)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 04:29 ص]ـ
31 - الأمير أبو جعفر عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد - (ج 2 / ص 100):
أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جعفر بن أحمد الاديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال: أنبأنا أبو الحسن بن فراش حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال: سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول: في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة
فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي:
طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع أبي بكر لهما، لا يخلو من منع أبي بكر حقا يجب لهما، أو يكونا طلبا ما لا يجب لهما، فليس يخلو أن يكون مع أحدهما الحق.
قال أبو محمد التيمي: ورأيتهم كانوا يحبون مناظرته على ذلك.
فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: الحق معهما فقالوا: كيف ذا؟
قال: ذا لا يشك أنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة) فتأولت فاطمة والعباس أن ذلك في الكراع والسلاح وآلة الجهاد دون المال فهما طالبان لحق بتأويل تأولاه
ومنعهما أبو بكر لأن المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ما يملكه من كراع وسلاح.
قال: ولم يجز لابي بكر بعد أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهما من ذلك شيئا ومنع بحق وكان طلب فاطمة والعباس بحق. اهـ.
فهذا موقف عظيم لأحد أمراء بني العباس فيه الذب عن أبي بكر الصديق وفاطمة والعباس رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 04:04 م]ـ
32 - القاضي الشريف أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (428هـ)
قال في كتابه الإرشاد إلى سبيل الرشاد (ص 5):-
{باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب الديانات}
حقيقة الإيمان عند أهل الأديان الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد لا يغيره الأبد ليس له والد ولا ولد.
وأنه سميع بصير بديع قدير حكيم خبير علي كبير ولي نصير قوي مجير ليس له شبيه ولا نظير ولا عون ولا ظهير ولا شريك ولا وزير ولا ند ولا مشير.
سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها وعلم كون وجودها في نهاية عدمها.
لم تملكه الخواطر فتكيفه ولم تدركه الأبصار فتصفه.
ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأيين ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين.
ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين.
ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين.
ولا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال ولا يدخل في الأمثال والأشكال.
صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
أراد ما الخلق فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو أراد أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه.
خلق الخلائق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم.
لا سمي له في أرضه وسماواته , ولا عديل له في حكمه وإردته.
على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء.
كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا فقال: علمه.
والقرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته غير مخلوق ولا محدث.
كلام رب العالمين في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وأكف الكاتبين وملاحظة الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر.
وأن الله عز وجل كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً.
وأنه خلق النفوس وسواها وألهمها فجورها وتقواها.
والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره كلٌ من الله تعالى.
أن مع كل عبد رقيباً وعتيداً وحفيظاً وشهيداً يكتبان حسناته ويحصيان سيئاته.
وأن كل مؤمن وكافر وبر وفاجر يعاين عمله عند حضور منيته ويعلم مصيره قبل ميتته.
وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان سوى النبيين فيسألان ويمتحنان عما يعتقده من الأديان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/447)
وأن المؤمن يخبر في قبره بالنعيم والكافر يعذب بالعذاب الأليم.
وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور.
وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم ويحشرهم كما ابتدأهم من صفائح القبور وبطون الحيتان في تخوم البحور وأجواف السباع وحواصل النسور.
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار فيرونه بالعيون والأبصار.
وأنه يخرج أقواماً من النار فيسكنهم الجنة دار القرار.
وأنه يقبل شفاعة محمد المختار في أهل الكبائر والأوزار.
وأن الميزان حق توضع فيه أعمال العباد فمن ثقلت موازينه نجا من النار ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار.
وأن الصراط حق يجوزه الأبرار.
وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون ويذاد عنه الكفار.
وأن الإيمان غير مخلوق وهو قول باللسان وإخلاص بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين , وأمته خير الأمم أجمعين.
وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه.
وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان.
وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه.
وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه.
وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض.
وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار.
وأفضل الأربعة أبوبكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذوالنورين ثم علي الرضا عليهم السلام.
وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم.
ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.
يتبع ...
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 11:01 م]ـ
تابع للقاضي الشريف أبي علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي
وقال أيضا في كتابه الإرشاد إلى سبيل الرشاد (ص 65):-
ولا تجوز إمامة جهمي ولا قدري ولا معتزلي ولا واقفي ولا لفظي , ومن ائتم بهم لم تجزه الصلاة , وأعاد ما صلى بصلاتهم , قل ذلك أم كثر.
وكذلك لا يجوز الائتمام برافضي ولا مرجئ , ولا تجوز إمامة إباضي ولا حروري.
وقال أيضا (ص 267):-
ومن زوج معتزليا أو جهميا أو قدريا أو حروريا فرق بينه وبين امرأته.
ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولا يزوج , ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب وتظهر توبته.
وقال أيضا (ص 492):-
ولا يجوز قضاء جهمي , ولا قدري , ولا معتزلي , ولا ساب السلف من الروافض , ولا مرجئ , ولا أهل البدع المتظاهرين بأهوائهم المضلة وبدعهم , الدعاة إليها , ولا التقدم إليهم , ولا الشهادة عندهم , ولا تجوز ولايتهم في إنكاح من لا ولي لها من الأيامى.
وقال أيضا (ص 507):-
ولا تجوز شهادة قدري لأنه مجوسي , ولا شهادة جهمي , ولا معتزلي , ولا شهادة مرجئ يعتقد أن الإيمان قول بلا عمل , ولا شهادة رافضي يسب السلف لأنه مشرك , ولا شهادة مبتدع يعلن ببدعته , ولا شهادة شارب الخمر , إلا أن يتوبوا وتظهر توبتهم.
وقال أيضا (ص 518):-
والخوارج كلاب أهل النار كذلك قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه لحديث فيهم من عشرة أوجه (الخوارج كلاب أهل النار) , والحكم فيهم ما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سمع رجلا في ناحية المسجد يقول: لا حكم إلا لله , فقال علي (كلمة حق أريد بها باطل , لكم علينا ثلاث: أن لا نمنعكم مساجد الله تذكرون فيها اسم الله عز وجل , ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا , ولا نبدؤكم بقتال).
وقال أيضا (ص 524):-
وعلم أصول التوحيد فريضة على الأعيان , والأخذ فيه بما صحت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما ثبت من قول أئمة السلف عليهم السلام , وترك ما أحدثه المحدثون.
وقال أيضا (ص 531):-
وفرض عليه [أي المؤمن] النصيحة لإمامه وطاعته في غير معصية الله عز وجل , والذود عنه , والجهاد بين يديه إذا كان فيه فضل لذلك , واعتقاد إمامته , فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه , وإن بات ليلة لا يعتقد فيها إمامته فمات على ذلك , كانت ميتته ميتة جاهلية.
وقال أيضا (ص 531):-
والهجران الجائز هجران ذي البدعة أو مجاهر بالكبائر , ولا يصل إلى عقوبته , ولا يقدر على موعظته أو لا يقبلها , ولا غيبة في هذين في ذكر حالهما , ولا فيما يشاور فيه من النكاح أو مخالطته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/448)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:01 م]ـ
33 - الشريف أبو جعفر عبد الخالق ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (470 هـ)
1 - قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة عن الشريف (2\ 102):-
وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم عليه ذلك جداً وعرف فيه الكراهة الشديدة , وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم ودحض كلمتهم وإبطالها.
ولم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه متظاهرين على أهل البدع لا يرد يدهم عنهم أحد.
2 - وقال أيضا (2\ 103):-
وصل إلى مدينة السلام بالجانب الشرقي ابن القشيري وأظهر على الكرسي مقالة الأشعري ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رؤوس الأشهاد لما كان يلحقهم من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم فعظم ذلك عليه – أي الشريف - وأنكره غاية الإنكار وعاد إلى نهر المعلى منكراً لظهور هذه البدعة وقمع أهلها فاشتد أزر أهل السنة وقويت كلمتهم وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات وكانت الغلبة لطائفتنا طائفة الحق.
3 - قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (1\ 13):-
وفي سنة ستين وأربعمائة كان أبو علي بن الوليد- شيخ المعتزلة- قد عزم على إظهار مذهبه لأجل موت الشيخ الأجل أبي منصور بن يوسف، فقام الشريف أبو جعفر، وعبر إلى جامع المنصور، هو وأهل مذهبه، وسائر الفقهاء وأعيان أهل الحديث، وبلغوا ذلك. ففرح أهل السنة بذلك، وقرأوا كتاب التوحيد لابن خزيمة. ثم حضروا الديوان، وسألوا إخراج الاعتقاد الذي جمعه الخليفة القادر. فأجيبوا إلى ذلك. وقرىء هناك بمحضر من الجميع، واتفقوا على لعن من خالفه وتكفيره. وبالغ ابن فَورك في ذلك.
ثم سأل الشريف أبو جعفر، والزاهد الصحراوي: أن يسلم إليهم الاعتقاد، فقال لهم الوزير: ليس ههنا نسخة غير هذه. ونحن نكتب لكم به نسخة لتقرأ في المجالس. فقالوا: هكذا فعلنا في أيام القادر، قرىء في المساجد والجوامع. فقال: هكذا تفعلون، فليس اعتقاد غير هذا، وانصرفوا. ثم قرىء بعد ذلك الاعتقاد بباب البصرة، وحضره الخاص والعام.
وكذلك أنكر الشريف أبو جعفر على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وغيره، فاختفى مدة ثم تاب وأظهر توبته.
يتبع باقي جهود الشريف أبي جعفر رحمه الله ....(55/449)
هل توجد دراسات وأبحاث الشرك عند الشيعة؟
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الشرك عند الشيعة شائع ومشهور لكل من اطلع على طقوسهم او نظر في كتبهم
و قد وقفت-بفضل الله- على كتاب صغير حول هذا الموضوع وهو " الشيعة والتوحيد" قصة الهدم الشيعي للتوحيد لحافظ موسى عامر
فهل من كتب اخرى؟؟؟
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 06:53 م]ـ
أخي الكريم / معاذ
لقد تحدث العلماء عن الشركة عند الشيعة في مصنفاتهم
ولقد جمعت في هذا الرابط ما استطعت من الكتب في الرد على الرافضة وربما يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33995
ـ[أبو سليمان الأثري]ــــــــ[10 - 06 - 09, 09:05 م]ـ
أخي إليك بكتب وأشرطة الشيخ العلامة /
إحسان إلهي ظهير.
وأيضاً عليك بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وأخص بالذكر منهاج السنة.
وفقك الباري(55/450)
ما معنى " استعمال مجمله " في العبارة التالية
ـ[أبو محمد صفحشم]ــــــــ[11 - 06 - 09, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله الله وبركاته
ما معنى " استعمال مجمله " في العبارة التالية
و أن القرآن كلام الله و ما فيه حق من عند الله يجب الإيمان بجميعه و استعمال مجمله
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[11 - 06 - 09, 01:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله الله وبركاته
ما معنى " استعمال مجمله " في العبارة التالية
و أن القرآن كلام الله و ما فيه حق من عند الله يجب الإيمان بجميعه و استعمال مجمله
و جزاكم الله خيرا.
لعله يعني عدم التعطيل لمعانيها الظاهرة الله أعلم
أو إرجاعها للمفصل من الآي والآثار لمعرفة المراد من هذا المجل ليستعمل على الحقيقة
أجبتك على سبيل المذاكرة
ـ[أبو محمد صفحشم]ــــــــ[11 - 06 - 09, 09:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله خيرا
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[13 - 06 - 09, 01:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله خيرا
وإياكم أخي(55/451)
ما معنى العبارة التالية إن إثبات الخالق في القرآن بنفس آياته التي يستلزم العلم بها العلم به ...
ـ[أبو محمد صفحشم]ــــــــ[11 - 06 - 09, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله الله وبركاته
ما معنى العبارة التالية
إن إثبات الخالق في القرآن بنفس آياته التي يستلزم العلم بها العلم به كاستلزام العلم بالشعاع العلم بالشمس من غير احتياج إلى قياس و لا غيره.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 02:17 م]ـ
إن إثبات الخالق في القرآن بنفس آياته التي يستلزم العلم بها العلم به كاستلزام العلم بالشعاع العلم بالشمس من غير احتياج إلى قياس و لا غيره.
أي إن إثبات وجود الخالق جل جلاله بنفس آياته التى في كتابة دلة على وجوده سبحانه فإنه عرف بنفسه وماله من صفات الكمال والجمال كما في كتابه الكريم الذي بين أيدينا حيث الآيات الكثير الدالة عليه كقوله تعالى: ( ... السميع البصير) فالله سميع وبصير وغير لك من الآيات التي تصفه سبحانه وتعالى والتي يجمعها كلها قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فوجوده سبحانه دلة عليه دلائل كثير كما دل على وجود الشمس شعاعها.
فاستلزام وجود الخلق يلزم منه وجود الخالق كما أن وجود الشعاع يلزم منه وجود الشمس. فلولا وجود الخالق لعدم المخلوق عدم لا يلزم منه عدم الخالق فالخالق هو الذي أوجد الخلق من غير حاجة إليه.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو محمد صفحشم]ــــــــ[16 - 06 - 09, 05:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم و بارك الله فيك(55/452)
ما معنى " إيمانه المجمل " في العبارة التالية: "كما نؤمن بأن من والى على ملة غير ملة الإسلام
ـ[أبو محمد صفحشم]ــــــــ[11 - 06 - 09, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله الله وبركاته
ما معنى " إيمانه المجمل " في العبارة التالية: "كما نؤمن بأن من والى على ملة غير ملة الإسلام فقد نقض بذلك توحيده، وإيمانه المجمل ".
و جزاكم الله خيرا.(55/453)
استشكال في العقيدة أرجو الاجابة
ـ[محمد مبارك]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل المشايخ الكرام،، حفظكم الاله ورعاكم
أرجو الاجابة عن هذا الاستشكال؟
سمعت من أحد المشايخ الكرام، شرحا له في العقيدة، يقول:
بأن عقيدة أهل السنة: ((أن تؤمن بأن لله يدا حقيقية كما يليق بجلاله من غير تكيف ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تمثيل))
فأهل السنة يثبتون المعنى، ويفوضون الكيفية
ومعنى حقيقية بأن لها معنى معلوم أي: لها كيف من غير تكييف،
فالكيف معلوم عند الله ولكننا نفوض الكيفية.
الاستشكال:
هل هذا الكلام صحيح: نؤمن بأن الله عز وجل له يد على الحقيقة ولها كيف من غير تكييف ونفوض الكيفية.
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:15 ص]ـ
نحن نؤمن بانه له يد من غير ما نكيف نحن اما ماهيتها وشكلها يعلمه الله عزوجل لاننا اذا انكرنا وجود يد فقد كذبنا القرآ، واذا اولناها فلم نقف (اي علماء اهل السنة) على تفسير من القرآن او السنة او سلف الامة واذا شبهناها فقد قال الله عزوجل (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)
اما كلمة ولها كيف من غير تكييف اي من غير ما نكيف نحن محدودي العقل والعلم
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:27 ص]ـ
نحن نؤمن بانه له يد من غير ما نكيف نحن اما ماهيتها وشكلها يعلمه الله عزوجل لاننا اذا انكرنا وجود يد فقد كذبنا القرآ، واذا اولناها فلم نقف (اي علماء اهل السنة) على تفسير من القرآن او السنة او سلف الامة واذا شبهناها فقد قال الله عزوجل (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)
اما كلمة ولها كيف من غير تكييف اي من غير ما نكيف نحن محدودي العقل والعلم
بارك الله فيك اخي.
وازيد الاخ ليس كون الصفه شابهة صفة المخلوق بشرط تشابهها في الكيفيه، فهناك صفات تتشابه بين البشري والحيوان في الاسم دون الكيف، فمثلا للحيوانات وجه وللبشر وجه، ولكن وجه البشر لا يشبه وجه الحيوان.
ولله المثل الاعلى، الله حي و البشر احياء لكن صفة الحياه عند البشر لا تتشابه بحال من الاحوال بحياة الخالق.
ولله المثل الاعلى، ليس كمثله شئ سبحانه وتعالى عما يصفون.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[12 - 06 - 09, 01:39 م]ـ
وأما بالنسبة للحقيقة فكما أن لله ذاتا حقيقية فكذلك صفاته .. وإذا كنا نقر بأن ذات الله حقيقتها ليست كحقيقة ذات المخلوق فكذلك صفات الخالق حقيقتها ليست كحقيقة صفات المخلوق ... واعلم أن كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.
ـ[محمد مبارك]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التوضيح
وأنا مؤمن بما ذكرتم
لكن الاستشكال القول بأن لها كيف من غير تكييف
أليست الجملة تثبت الكيفية من جانب وتفوض من جانب
إذ الذي درسناه بأن أهل السنة يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية
والمقصود من هذه العبارة بأن له عزوجل يد حقيقية معلومة المعنى عند الله مجهولة عندنا من غير تكيف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل
ان شاء الله وضح الاستشكال الآن
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:41 ص]ـ
الاشكال واقع في الخلط بين معنى الصفة وكيفية الصفة
فاليد مثلا لها معنى وهذا المعنى هو المتبادر للذهن فقط بمعنى أن الصفة لا تعرف اذا كانت ظاهرة المعنى كالعين واليد ونحوها فلا نحتاج الى تعريف العين أو اليد لأن معناها واضح متبادر للذهن
أما الصفات التي لا يعرف معناها بداهة فهي التي تحتاج الى تعريف مثل الصمد المقيت ..... الخ
وأما الكيف فهو عندنا مجهول أما بالنسبة لله عز وجل فهو معلوم قطعا
فمن أثبت لله كيفا يعلمه سبحانه ونجهله نحن، فهو محق.
وهذا هو تفويض الكيف المعروف عن السلف
فقوله أن لها كيف من غير تكييف أي لها كيف (حقيقة) يعلمها الله، ولها معنى نعرفه (وهو المتبادر للذهن) وهذا الكيف الذي يعلمه الله نحن لا نعلمه.
اذا فنحن أمام أمرين:
معرفة معنى الصفة
ومعرفة كيفية الصفة أي حقيقتها
أظن أن الأمر قد وضح
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 12:37 م]ـ
اخبرنا الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن الله تعالى خلق آدم على صورته (صورة الله تعالى)،و الظن أن الملائكة ما سجدت له الا أن صورته كصورة
ربه وارد، وأخبرنا الله تعالى عن نفسه أن له يدا، وجاءت الآثار بإثبات الأصابع له والكف و بأنه يقبض يده ويبسطها،و إذا كانت عقيدتنا هي اثبات اليد لله
حقيقة بالمعنى الذي نعرفه، ألا يستلزم ذلك إثبات يد حقيقية لله تعالى تشبه صورتها صورة يد آدم غير أنها تخالفها ولا تشبهها في الحجم؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 06 - 09, 01:52 م]ـ
اخي ابا العلياء رعاكم الله ... قولك تشبه صورتها صورة يد آدم هذا تشبيه صريح يا اخي تب الى الله منه ولا يجوز لك ان تتخيل ولا ان تشبه صفة الله بخلقه .. قف حيث وقف القوم ولا تتعدى الكتاب والسنة ثم قولك ما الظن ان الملائكة سجدوا له الا لاجل انه على صورته فإن العقيدة يا اخي لا تؤخذ بالظن فإنه اكذب الحديث ..
فكما ان بدعة التعطيل ونفي الصفات مذمومة فكذلك الغلو في الاثبات مذموم واعلم ان كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ولا تتعمق في مثل هذه الامور تعمقا يؤدي بك الى الخوض فيما ليس لك به علم واعلم ان الكلام على ذات الله وصفاته من اجل العلوم واعظمها واخطرها فلنتوقَ الحذر لئلا نقول على الله وكنهه ما لا نعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/454)
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 01:25 ص]ـ
قال الألباني في الصحيحة بعد حديث [خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه؛ قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن]
فائدة: قال الحافظ في الفتح: وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم والمعنى: أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل في النشأة أحوالا ولا تردد في الأرحام أطوارا كذريته بل خلقه الله رجلا كانلا سويا من أول ما نفخ فيه الروح. قلت: وأما حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن؛ فهو منكر كما بينته بتفصيل في الضعيفة برقم 1175 و 1176
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 01:37 ص]ـ
أخي الفاضل محمد مبارك بارك الله فيك
انظر هذا الرابط تستفد
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26627
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
سؤال: ما المراد بقولنا: يد حقيقية؟؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:51 م]ـ
يعني يد هي صفة حقيقية لله ليست مؤولة بمعنة القدرة او النعمة ولا هي شئ ثابت لله لا نعرف معناه و لا علاقة له من حيث الدلالة اللغوية بمعنى اليد كما يقوله المفوضة بل هي صفة لله يصح من حيث الدلالة اللغوية اطلاق اسم اليد عليها و فوق ذلك تختص بمزيد من المعاني و الاوصاف التي تليق بجلال الموصوف بها و كماله كما ان اليد في حق البشر صفة حقيقية لهم يصح اطلاق لفظ اليد عليها من حيث الاطلاق اللغوي و تختص بعد ذلك بمزيد من المعاني و الاوصاف التي تليق بموصوفها من حيث النقص و الفقر و الحاجة و ان كانت هذه المعاني المختصة معلومة لنا في جهة البشر لوجود اصل الرؤية والاحاطة فهذا معدوم في حق الله لانه تعالى لا يحاط به علما و البحث في هذه القضية دقيق شائك و يكتفى فيه بالايمان المجمل و الاطتفاء بالدلالات الاجمالية للالفاظ في جهة الغائب اما التحديد و التدقيق فلا يصلح فيه قط
و انظر هذا الرابط ففيه افادة ان شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[أبو بكر رجب]ــــــــ[21 - 06 - 09, 05:54 م]ـ
اخبرنا الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن الله تعالى خلق آدم على صورته (صورة الله تعالى)،و الظن أن الملائكة ما سجدت له الا أن صورته كصورة ربه وارد، وأخبرنا الله تعالى عن نفسه أن له يدا، وجاءت الآثار بإثبات الأصابع له والكف و بأنه يقبض يده ويبسطها،و إذا كانت عقيدتنا هي اثبات اليد لله حقيقة بالمعنى الذي نعرفه، ألا يستلزم ذلك إثبات يد حقيقية لله تعالى تشبه صورتها صورة يد آدم غير أنها تخالفها ولا تشبهها في الحجم؟
بكل تأكيد: كلا أخي الكريم .. لأنك فهمت معنى "الصورة" خطأ .. إليك كلام أهل العلم في المسألة على هذا الرابط
http://www.islam-qa.com/ar/ref/21949/
معنى حديث خلق الله آدم على صورته
ومما جاء فيه من كلام (ابن عثيمين) رحمه الله:
((ليس في هذا الحديث ما يدل على أن صورة آدم عليه السلام مماثلة لصورة الله تعالى، بل هذا المعنى باطل قطعاً، ولم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى يقول: {ليس كمثله شيء} ..
ولا يلزم من تشبيه شيء بشيء أن يكون مثله مطابقاً له من كلِّ وجه، بل تحصل المشابهة بالاشتراك في بعض الصفات ولا يشترط تطابق كل الصفات وتماثلها.
ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ " رواه البخاري (3327) ومسلم (2834)
فليس معنى هذا الحديث أنهم دخلوا الجنة وصورتهم مطابقة لصورة القمر من كلّ وجه، وإلا لزم من ذلك أنهم دخلوا الجنة وليس لهم أعين ولا أفواه، وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار!!
وإنما معنى الحديث أنهم على صورة القمر في الحسن والوضاءة والجمال واستنارة الوجه، وما أشبه ذلك.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله عز وجل ويكون آدم عليها؟
قلنا: إن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه، لكن ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه بالقمر، لكن بدون مماثلة. وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.)).(55/455)
شيخ الاسلام بن تيميه لا يقول بفناء النار (من مجموع فتاويه) -رحمه الله -
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:12 ص]ـ
سُئِلَ:
عَنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {سَبْعَةٌ لَا تَمُوتُ وَلَا تَفْنَى وَلَا تَذُوقُ الْفَنَاءَ: النَّارُ وَسُكَّانُهَا وَاللَّوْحُ وَالْقَلَمُ وَالْكُرْسِيُّ وَالْعَرْشُ} فَهَلْ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ: هَذَا الْخَبَرُ بِهَذَا اللَّفْظِ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَامِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ اتَّفَقَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا وَسَائِرُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى أَنَّ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ مَا لَا يَعْدَمُ وَلَا يَفْنَى بِالْكُلِّيَّةِ كَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْعَرْشِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَلَمْ يَقُلْ بِفَنَاءِ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ إلَّا طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدِعِينَ كَالْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ وَهَذَا قَوْلٌ بَاطِلٌ يُخَالِفُ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ وَإِجْمَاعَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا. كَمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الدَّلَالَةِ عَلَى بَقَاءِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِهَا وَبَقَاءِ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا تَتَّسِعُ هَذِهِ الْوَرَقَةُ لِذِكْرِهِ. وَقَدْ اسْتَدَلَّ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ والمتفلسفة عَلَى امْتِنَاعِ فَنَاءِ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ بِأَدِلَّةِ عَقْلِيَّةٍ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مجموع الفتاوي (18\ 307)
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 02:07 م]ـ
>>>>>>>>>>>>>
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[15 - 06 - 09, 06:23 م]ـ
جزيت خيراً, وفي هذا الكتاب مزيد تحرير:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2100
ـ[ابو عبدالملك الأثري]ــــــــ[16 - 06 - 09, 02:00 م]ـ
جزيت خيراً, وفي هذا الكتاب مزيد تحرير:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2100
فك الله اسره.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 09:05 م]ـ
يا أبا عبد الملك، بوركت.
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 09:34 م]ـ
والذي أعلمه من كلام أهل العلم حول هذا الأمر، هو حمل أمر الفناء على فناء نار العصاة من المسلمين، وذلك على اعتبار أنها نار خاصة، أو على اعتبار أنها دركة من النار.
وقد تكلم أهل العلم في ثبوت ما جاء من الشرع على ما هو، كما أن مشيئة الله لا تحد، ولا يسأل عما يفعل، ونؤمن بالله وبمشيئاته ونرضى أتم الرضى.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[17 - 06 - 09, 12:48 ص]ـ
فك الله اسره.
آمين
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[18 - 06 - 09, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك، فائدة مهمة.(55/456)
ليس من التابعين -أيَّن كان- من هو أفضل من الصحابة -أيَّن كان-
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[12 - 06 - 09, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعدُ:
لا شك ولا ريب بأن الصحابة –رضي الله عنهم- هم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل أجمعين, وقد أثنى الله تعالى عليهم في الإنجيل والتوراة قبل أن يُخلقوا, وسبب التفضيل هو أنهم أمنوا بالله تعالى ورأت عيونهم النبي –صلى الله عليه وسلم- فكما ثبت في الحديث عن ومما يدلُ على أن الأفضلية لهم حصلت برؤية النبي –صلى الله عليه وسلم- ما ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أيضاً، عن النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قال: ((يأتي على الناس زمان، يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: فيكم مَن رأى مَن صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم، ثمَّ يغزو فئامٌ من الناس، فيُقال لهم: هل فيكم مَن رأى مَن صَحِب من صَحب رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم-؟ فيقولون: نعم! فيُفتَح لهم)) رواه مسلم (2532).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: " وهذا الحديث الصحيحُ دالٌّ على أنَّ الصُّحبةَ للرسول –صلى الله عليه وسلم- تحصُل برؤيته –صلى الله عليه وسلم-، وإن لَم تطُلْ صحبتُه إيَّاه".الانتصار للصحابة الأخيار (ص21).
وقد أخطأ بعض الباحثين هداهم الله بأن لم يفرقوا بين (أعلم) , و (أفضل) , فظنوا أن وجود من هو أعلم من آحاد الصحابة في وقت التابعين أو أتباعهم أو من بعدهم يجعلهم أفضل من آحاد الصحابة الذين لم يشتغلوا بالعلم ونقله, وهذا الفهم خطأٌ محض, لأن الصحابة فضلوا على من بعدهم بصحبة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولو لحظة واحدة, كما جاء في ترجمة: أبو ذؤيب الهذَلي, وسويد بن غفله قدم المدينة يوم دفن النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو عمرو عَبيدة السلماني وقيس بن أبي حازم وعبد الرحمن بن عسيلة الصُنابحي علمَ بخبر وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في الجُحفة في طريقه إلى المدينة النبوية. تهذيب الكمال (17/ 282).
قال شيخنا العبَّاد –حفظه الله-: "وهؤلاء يقال فيهم كادوا أن يكونوا صحابة" اتحاف العِباد بفوائد دروس شيخنا العَبَّاد (ص138).
ولذا قال الإمام أحمد –رحمه الله-:" ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة ورآه فهو من أصحابه له الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظر فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير" أصول السنة (ص62 - 64).
وقال الإمام علي بن المديني –رحمه الله-: ((ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يريد كبار الصحابة): القرن الذي بعث-الرسول صلى الله عليه وسلم- فيهم كلهم مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّوجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير) اعتقاد أهل السنة والجماعة/ للألكائي (1/ 187 - 188).
وقال الإمام ابن بطة –رحمه الله- في مَعْرِض كلامه عن عقيدة أهل السنة في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " ويُشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان, والتوبة والرحمة من الله, ويستقر علمك وتوقن بقلبك أن رجلاً رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- وشاهده وآمن به واتبعه ولو ساعة من نهار, أفضل ممن لم يرده ولم يشاهده, ولو أتى بأعمال أهل الجنة أجمعين". الإبانة الصغرى (ص290 - 291).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/457)
وقد سألتُ شيخنا عبد المحسن العبَّاد البدر –حفظه الله-: هل هناك من التابعين من هو أفضل من أي واحد من الصحابة؟ قال شيخنا-حفظه الله-: إن أي واحدٍ من الصحابة أفضل من أي واحدٍ من التابعين ومن بعدهم, وسبب تفضيلهم أن عيونهم رأت النبي –صلى الله عليه وسلم-. انظر: إتحاف العِباد بفوائد دروس الشيخ عبد المحسن العبَّاد (ص25).
ولذا قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في تفسير قوله –صلى الله عليه وسلم- (ثم الذين يلونهم): "مقتضى هذه الأحاديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين. لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة للجمهور أو الأفراد؟ محل بحث, وإلى الثاني نحا الجمهور, والأول قول ابن عبد البر". فتح الباري (7/ 8).
وقد جاء عن أبي عمر ابن عبد البر بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: "سألت أبا أسامة أيما كان أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لا نعدل بأصحابِ محمدٍ أحداً".انظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 227).
وفي ترجمة أبي ظبية الكُلاعي في تهذيب الكمال جاء فيها: " أبو ظبية من أفضل رَجُلٍ بالشام إلا رجلاً من الصحابة, وقال أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش: في هذا الحديث-أي حديث الوضوء-: وكانوا لا يعدلون به رجلاً إلا رجلاً صاحَبَ محمداً –صلى الله عليه وسلم- ". (33/ 449 - 450).
أما من استدلال بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة، فقال: ((السَّلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، وددتُ أنَّا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلَسْنا إخوانَك يا رسول الله؟! قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لَم يأتوا بعد)) الحديث، رواه مسلم (249) وغيرُه.
فالاستدلال بهذا الحديث لا ينبغي أبداً لأن الصحابة كما أنهم –رضي الله عنهم- أصحابه فهم إخوانه من باب أولى.
ولذا قال: شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((ومعلومٌ أنَّ قوله (إخواني) أراد به إخواني الذين ليسوا بأصحابي، وأمَّا أنتم فلكم مزيَّة الصُّحبة ...
فجعل هذا حدًّا فاصلاً بين إخوانه الذين ودَّ أن يراهم وبين أصحابه، فدلَّ على أنَّ مَن آمن به ورآه فهو من أصحابه، لا مِن هؤلاء الإخوان الذين لَم يَرَهم ولَم يَرَوْه، فإذا عُرف أنَّ الصُّحبةَ اسمُ جنسٍ تَعُمُّ قليلَ الصُّحبة وكثيرَها، وأدناها أن يصحبَه زمناً قليلاً، فمعلومٌ أنَّ الصِّديقَ في ذروةِ سَنَام الصُّحبة وأعلى مراتبها؛ فإنَّه صَحِبَه من حين بعثه الله إلى أن مات)). منهاج السنة (8/ 389).
قال شيخنا عبد المحسن العبَّاد –حفظه الله-: "فدلَّ الحديثُ على التمييز بين أصحابه وإخوانِه، وأنَّ أصحابَه هم الذين أدركوه ورأوه، وإخوانَه الذين يأتون مِن بعد ولَم يروه، والمرادُ بالأُخوَّة الأخوَّة الإيمانية، والصحابةُ جمعوا بين الصُّحبةِ والأُخوَّة، والذين بعدَهم نصيبُهم الأُخوَّة وحدها". الانتصار للصحابة الأخيار (ص21).
إذا فالصواب أن هذا الحديث لا يجوز الاستدلال به قطعاً على أن من كان أجره أكثر, فإنه أفضل!!!؛ وذلك لأن الصحابة فازوا بشرف الإيمان والصحبة التي لايعدلها شرفٌ أبداً, ولذا قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لو أنفق أحدكم مثل جبل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه).
وقال الحافظ ابن حجر –رحمه الله-: " وقد كان تعظيمُ الصحابة -ولو كان اجتماعُهم به صلَّى الله عليه وآله وسلم قليلاً- مقرَّراً عند الخلفاء الراشدين وغيرهم، فمِن ذلك ما قرأتُ في كتاب أخبار الخوارج تأليف محمد بن قدامة المروزي، بخطِّ بعضِ مَن سمعه منه في سنة سبعٍ وأربعين ومئتين، قال: حدَّثنا علي بن الجعد، قال: حدَّثنا زهير هو الجعفي، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيْح العَنَزِي قال: كنت عند أبي سعيد الخدري))، ثمَّ ذكره الحافظ بإسناده إلى نُبيح قال: ((كنَّا عنده وهو متَّكئ، فذكرنا عليًّا ومعاوية، فتناول رجلٌ معاويةَ، فاستوى أبو سعيد الخدري جالساً، ثمَّ قال: كنَّا ننزلُ رفاقاً مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، فكنَّا رفقةً فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات وفيهم امرأة حُبلى، ومعنا رجلٌ من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أَيَسُرُّك أن تلِدي غلاماً، قالت: نعم! قال: إن أعطيتِنِي شاةً ولَدتِ غلاماً، فأعطَتْه، فسَجَع لها أسجاعاً، ثمَّ عمد إلى الشاةِ فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها ومعنا أبو بكر، فلمَّا علم بالقصَّة قام فتقيَّأ كلَّ شيءٍ أكل، قال: ثمَّ رأيتُ ذلك البَدَويَّ أُتِي به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصارَ، فقال لهم عمر: لولا أنَّ له صحبةً!! من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ما أدري ما نال فيها لَكَفَيْتُكموه، ولكن له صحبة مِن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم!! ".
قال الحافظ: "لفظ علي بن الجعد، ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقَّف عمر رضي الله عنه عن معاتبتِه فضلاً عن معاقبتِه لكونه علم أنَّه لقي النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك أبينُ شاهد على أنَّهم كانوا يعتقدون أنَّ شأنَ الصحبة لا يعدله شيء!!)). ابن حجر في الإصابة (1/ 20 ـ 21).
هذا وإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرني وإخواني أهل السنة في زمرة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
تنبيه: كنت قد كتبتُ هذا المقال بعنوان:
القول الحق في أن الصحابة بعد الرسل هم أفضل الخلق.
ولكني رأيتُ أن العنوان قد لا يدل على المضمون الدلالة الوافية .... فأحببت التنبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/458)
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[13 - 06 - 09, 02:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و لكن عندي سؤال او اشكال و هو ما معنى افضل؟ أو افضل من أي ناحية؟
هل معنى ان اي صحابي افضل من أي تابعي انه بالضرورة اعلى منه في مرتبته في الجنان؟ أم أن معناه ان كل صحابي فله فضيلة علي كل تابعي و قد يكون للتابعي فضيلة على الصحابي من وجه اخر
أقصد هل يصح ان يقال الصحابي افضل من التابعي من جهة انه رأى النبي صلى الله عليه و سلم و من جهة ان الله عز وجل شهد بعدالة جميع الصحابة و أنهم هم أول من حفظ و نقل الدين و غير ذلك من الفضائل التي اختصصوا بها و لا يمكن لغيرهم ان يدركوها, و لكن عند الله عز وجل قد يكون التابعي المعين خير من الصحابي و اعلى في درجات الجنة؟
او بعبارة اخرى هل معنى ان الصحابة افضل من التابعين "أن كل صحابي فله فضائل على اي تابعي من عدة أوجه و لكن ليس أي تابعي له فضائل على اي صحابي؟؟ "
مثلا
التابعي العابد افضل في عبادته من الصحابي غير العابد و لكن الصحابي هذا افضل من التابعي من الاوجه السابقة التي ذكرناها
و التابعي العالم افضل من جهة علمه من غيير العالم من الصحابة و لكن الصحابي هذا افل من التابعي من الاوجه السابقة
فكل صحابي له فضيلة على التابعي و ليس كل تابعي له فضيلة على الصحابي
اما بالنسبة لمرتبة الصحابي المعين التابعي المعين فقيد يكون هذا في الجنة اعل من ذاك
فهل هذا الفهم صحيح؟؟ ام معنى الافضلية بالضرورة انهم اعلى منهم في الجنان؟
اسئلة ما زالت منذ زمن تدور في ذهني حول معنى الأفضلية هنا فمن كان عنده علم و حل للاشكال فلا يبخل علي به
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[20 - 06 - 09, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
وبعدُ:
إن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- أفضل الخلق لتفضيل الله -عزوجل- لهم كما تبين ذلك من كلام السلف وغيره؛ فالله سبحانه وتعالى اختارهم لصحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- من بين الخلق وأثنى عليهم قبل أن يوجدوا في هذه الدنيا ...
قال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ? تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ? سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ? ذَ?لِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ? وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح: (29)
فأعز الله بهم الدين وأعزهم بالدين ....
ولذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- (لو أنفق أحدكم مثل جبل أحدٍ ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه)
فيا أخي هم خير الخلق عبادة وإن قلَّت عبادة بعضهم كما جاء في وصف الخوارج: (تحقرون صلاتكم عند صلاتهم .... )
ولكن فضلهم لم يأتِ من ذا وإنما فضلَّهم الله تعالى لأمور كثيرة نصروا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم خذله الناس وبذلوا له أنفسهم رخيصة لدين الله تعالى ودفعوا أموالهم يوم شحَّ بها أناس ....
فهم أفضل الخليقة كما نصَّ عليه السلف قاطبة وأجمع على ذلك المسلمون ....
وهذا الفضل يؤتيه الله لمن يشاء من عبادة, قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ?)
فالفضائل في حقهم كثيرة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير الناس قرني ثم الذين يلونهم .....
والخيرية هنا جنساً وفرداً ...
قال تعالى: وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ? أُولَ?ئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ? وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى? ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)
ثم إني أكرر أنه قد يوجد من هو أعلم من أفراد الصحابة ولكن لن يوجد من هو أفضل من الصحابة؛ للنصوص الواردة في ذلك وراجع كلام السلف السابق يتبين لك ذلك ....
بارك الله فيك ونفع بك .....
والله تعالى أعلم
ـ[أبو وئام]ــــــــ[20 - 06 - 09, 06:41 م]ـ
السلام عليكم
المعلوم أن الصحابة هم أفضل القرون وورد في فضلهم وخيريتهم كثير من الأثار ويكفي كون بغضهم وكرههم والتنقص فيهم شعار أهل الإلحاد والرفض والبدع
لكن لا مجال للمقارنة بين جيل الصحابة و الأجيال التي تلته، كمن يقارن بين الثريا والقمر فهذه مجموعة نجمية وهذا تابع لكوكب, فبالتالي لا داعي للمقارنة والمفاضلة فلكل خصائصه وميزاته
والله أعلم
ـ[مالك بن حشر]ــــــــ[21 - 06 - 09, 05:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخوتي هل تقطعون بالجنة لاحد لم يقطع له الرسول صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم هذا بخلاف كل الصحابة؟
الم يصل الينا من كلام المصطفى صلى الله عليه و سلم انه رجال من امته لو اقسموا على الله تعالى لابرهم من غير صحابته صلى الله عليه و سلم؟
الم يصل الينا ان من امة محمد صلى الله عليه و سلم في زمن ما اجر الرجل منهم بكذا وكذا من الصحابة رضوان الله عليهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/459)
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:55 م]ـ
أخي مالك بارك الله فيك ....
لا نخلط بين الأجر والفضل ...
كما لا نخلط بين الكم والكيف ....
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:18 ص]ـ
وقد جاء عن أبي عمر ابن عبد البر بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: "سألت أبا أسامة أيما كان أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لا نعدل بأصحابِ محمدٍ أحداً".انظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 227).
وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
أولاً: أنعقد الإجماع على ما ذكرتُ يا أخ سامر وهو دليل قطعي!!
ثانياً: الصحابة ليس فيهم منافقين البتة -رضي الله عنهم-.
وأنصحك أن تقرأ عقيدة السلف المختصرة فستدرك ذلك لا محالة في كلامهم.
ثالثاً: ابحث عن كلامٍ للسلف تؤيد به كلامك! ولا تغتر بالفهم!
لأنه لا بد من إمام سبقك بذلك بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:24 ص]ـ
قولك: (((فمن الأصحاب العصاة والجهلة والمنافقين، وهذا هو بيت القصيد هنا!!!)))
للأسف أنت لا تعرف حق الصحابي ولا تفرق بين المؤمن والمنافق وهذا هو بيت القصيد والله .....
كبرت كلمة أن تقول: (عبد الله بن أبي بن سلول!!) كان صحابياً وهو رأس المنافقين والله يقول: ((ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون)) التوبة
وأعذرك لأنك قلت في ملفك الشخصي عن هويتك: (((زاهد دنيا محترف، طالب علم مبتدئ!!!))))
"مقتضى هذه الأحاديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين. لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة للجمهور أو الأفراد؟ محل بحث, وإلى الثاني نحا الجمهور, والأول قول ابن عبد البر". فتح الباري (7/ 8).
فهذا ابن حجر ينقل الإجماع وكلام السلف السابق يدل عليه ونقل -رحمه الله- شذوذ ابن عبد البر في ذلك ...
أما قولك: ((ولم تذكر الدليل وكان عليك بأن تأتي بدليلك أولا بدلا من أن تطلبه مني، وما تقوله معناه أن نتخذ رأيك ومقولة شيخان ونصمت!! وهذا لا يجوز يا أخي بل هذا هو قلب ما يؤخذ على المذاهب التي ضلت طريقها))
فأقول أولاً: أنا أجزم أنك ما قرأت عقيدة السلف ولو المختصرات لجدالك في المُسلمات.
وإلا ما يعني كلام:
قول الإمام أحمد –رحمه الله-:" ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة ورآه فهو من أصحابه له الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظر فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير" أصول السنة (ص62 - 64).
وقول الإمام علي بن المديني –رحمه الله-: ((ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يريد كبار الصحابة): القرن الذي بعث-الرسول صلى الله عليه وسلم- فيهم كلهم مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّوجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير) اعتقاد أهل السنة والجماعة/ للألكائي (1/ 187 - 188).
أليس هذا فهم جبلين من جبال السنة! إن كنت تعتقد إمامتهم في السنة!! وتعتقد صحت عقيدتهم!!
أما قولك: "عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ ...
- طيب فرق لي بين حديث: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أي الناس خير؟ فقال: طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، قال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ....
-وحديث سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم ماذا يا رسول الله قال بر الوالدين قلت ثم ماذا يا رسول الله قال أن يسلم الناس من لسانك ثم سكت ولو استزدته لزادني
هذا يدل على عدم الفقه, وللأسف!!!
لأن هذا التفاضل فيما بينهم -أي الصحابة- ولا يعدوهم.
فلا يفاضل بين الصحابة وغيرهم ...
فكل له فضل بحسبه!!! فتنبه!!!
وكثرة الأعمال لا تدل على الأفضلية ...
فالصحابة رضي الله عنهم كما قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو أنفق احدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) فليست العبرة بالكثرة أبداً
بل الخوارج كان في ظاهرهم أعبد كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وقيامكم إلى قيامهم يمرقون من الدين .....
فيا أخي أنت تبحث في شيء أنت لا تحسنه!!!
وافقه ما قاله الحافظ ابن حجر في آخر مقالي: "لفظ علي بن الجعد، ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقَّف عمر رضي الله عنه عن معاتبتِه فضلاً عن معاقبتِه لكونه علم أنَّه لقي النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك أبينُ شاهد على أنَّهم كانوا يعتقدون أنَّ شأنَ الصحبة لا يعدله شيء!!)). ابن حجر في الإصابة (1/ 20 ـ 21).
وأنا أطلب منك الدليل الواضح على ما جنحت إليه وعالماً من السلف واحداً يكفي!! قال بالذي قلت به!! ولن تجد!!
والدعاوى إن لم تقم عليها بينات فأهلها أدعياءُ
أرجو أن تكون قد فهمت فوالله لا أريد إلا نصحك والوقت لا يسعفني أبداً,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/460)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 12:55 م]ـ
لا شك ولا ريب بأن الصحابة –رضي الله عنهم- هم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
الإخوة الكرام، عندي تعقيب قصير خارج بعض الشيء عن الموضوع، و هو ما ذكر الأخ أبو عبد الله العميسان، أن الصحابة رضي الله عنهم أفضل الناس بعد الأنبياء و المرسلين و هذا لا ريب فيه، أما "أفضل الخلق" فهذا مما يحتاج إلى دليل، فربما الأخ قصد أفضل الناس و ليس الخلق و الله تعالى أعلم.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:30 م]ـ
قال العلاّمة السفّاريني في (الدرة المضية):
وبعدهم فالتابعون أحرى ... بالفضل ثُمَّ تابعوهم طرا
قال العلامة العثيمين في شرح السفّارينية:
((قوله: (أحرى): أجدر بعد الصحابة التابعون، التابعون لهم بإحسان وهم القرن الثاني من هذه الأمة،
واعلم أن القرن يُعتبر بأكثره كما قال شيخ الإسلام رحمه الله،
وليس معنى التابعين أنه لا يوجد أحدٌ من الصحابة لا، فإذا كان القرن أكثره من التابعين أي ممن لم يشاهدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يُسمى قرن التابعين وإن كان يوجد العشرة والمائة وما أشبه ذلك من الصحابة وكذلك يقال في تابع التابعين فالقرن يُعتبر بأكثر أهله،
التابعون هم أحرى الناس بالفضل بعد الصحابة رضي الله عنهم،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، والتفضيل هنا تفضيلٌ للجملة على الجملة وليس لكل فردٍ على كل فرد، بمعنى أنه قد يوجد في تابع التابعين من هو أفضل من التابعين في العلم والعبادة والجهاد،
كذلك أيضاً يوجد في التابعين من هو أفضل من الصحابة في العلم والجهاد ليس الصحابة عموماً، بل من بعض الصحابة الواحد من هؤلاء قد يفضل الواحد من هؤلاء، إلا أن الصحابة يتميزون بخصيصةٍ ليست لغيرهم وهي الصحبة هذه لا يمكن أن ينالها أحد من التابعين لكن الفضل والعلم والجهاد ربما يوجد في التابعين من خيرٌ من بعض الصحابة كما يوجد في تابع التابعين من هو خيرٌ من التابعين،
فالتفضيل إذن للجملة لا لكل فرد إلا ما ذكرت لكم من تميز الصحابة رضي الله عنهم بهذه الخصيصة وهي الصحبة)) اهـ.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:46 م]ـ
إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل:
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين,,,,
وقال الإمام علي بن المديني –رحمه الله-: ((ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يريد كبار الصحابة): القرن الذي بعث-الرسول صلى الله عليه وسلم- فيهم كلهم مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه، أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّوجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير) اعتقاد أهل السنة والجماعة/ للألكائي (1/ 187 - 188).
وقال الإمام ابن بطة –رحمه الله- في مَعْرِض كلامه عن عقيدة أهل السنة في أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " ويُشهد لجميع المهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان, والتوبة والرحمة من الله, ويستقر علمك وتوقن بقلبك أن رجلاً رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- وشاهده وآمن به واتبعه ولو ساعة من نهار, أفضل ممن لم يرده ولم يشاهده, ولو أتى بأعمال أهل الجنة أجمعين". الإبانة الصغرى (ص290 - 291).
وقد سألتُ شيخنا عبد المحسن العبَّاد البدر –حفظه الله-: هل هناك من التابعين من هو أفضل من أي واحد من الصحابة؟ قال شيخنا-حفظه الله-: إن أي واحدٍ من الصحابة أفضل من أي واحدٍ من التابعين ومن بعدهم, وسبب تفضيلهم أن عيونهم رأت النبي –صلى الله عليه وسلم-. انظر: إتحاف العِباد بفوائد دروس الشيخ عبد المحسن العبَّاد (ص25).
ولذا قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في تفسير قوله –صلى الله عليه وسلم- (ثم الذين يلونهم): "مقتضى هذه الأحاديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين. لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة للجمهور أو الأفراد؟ محل بحث, وإلى الثاني نحا الجمهور, والأول قول ابن عبد البر". فتح الباري (7/ 8).
وقد جاء عن أبي عمر ابن عبد البر بإسناده إلى إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: "سألت أبا أسامة أيما كان أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال لا نعدل بأصحابِ محمدٍ أحداً".انظر: جامع بيان العلم وفضله (2/ 227).
وفي ترجمة أبي ظبية الكُلاعي في تهذيب الكمال جاء فيها: " أبو ظبية من أفضل رَجُلٍ بالشام إلا رجلاً من الصحابة, وقال أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش: في هذا الحديث-أي حديث الوضوء-: وكانوا لا يعدلون به رجلاً إلا رجلاً صاحَبَ محمداً –صلى الله عليه وسلم- ". (33/ 449 - 450).
للأسف أنك سلفي كما تزعم.
ولم تستشهد بكلام السلف على ما قلت!!!!
أرجو أن تستشهد بكلامهم, أما كلامك فلا قيمة له عند كلامهم؟؟!!
قال الأوزاعي -رحمه الله- «عليك بآثار السلف وان رفضك الناس، واياك وآراء الرجال وان زخرفوا لك القول».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/461)
ـ[أبو الحسن القرشي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيراً أين أرجع حتى أعرف من هم التابعون بالأسماء والتراجم؟(55/462)
عقائد أصحاب القواميس والمعاجم
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[13 - 06 - 09, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤالي: هل أصحاب المعاجم التالية على عقيدة السلف عموما وفي باب أسماء الله وصفاته على وجه الخصوص، وما هو مذهبهم في إثبات أو نفي المجاز؟ وما هو أفضل المعاجم المذكورة من ناحية الفوائد اللغوية والدقة والصحة اللغوية؟
1 - الصحاح في اللغة للجوهري (والإمام ابن القيم ينقل من هذا الكتاب في كتبه كثيرا)
2 - لسان العرب
3 - القاموس المحيط للفيروزأبادي
4 - تاج العروس للزبيدي
5 - جمهرة اللغة لابن دريد
6 - تهذيب اللغة للأزهري
7 - المحيط في اللغة للصاحب بن عباد
8 - مقاييس اللغة لابن فارس
9 - المحكم المحيط لابن سيده
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 06 - 09, 01:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يوجد كتاب يبين عقيدة الإمام أبي منصور الأزهري (صاحب تهذيب اللغة) رحمه الله
يمكنك تحميله من هنا:
http://waqfeya.net/book.php?bid=1911
وهو على عقيدة السلف الصالح في الصفات
ـ[زاهر بن محمد الشهري]ــــــــ[16 - 06 - 09, 12:58 م]ـ
الأخ أبو رواحة السمري سلمه الله:
يوجد رسالة علمية عنوانها:
مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري
تأليف: د. محمد الشيخ عليو محمد
مكتبة دار المنهاج، الطبعة الأولى 1427 هـ
أصل هذا البحث رسالة تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
ونالت الرسالة درجة الدكتوراه بتقدير: ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى
الباب الأول: سياق من كان على منهج أهل السنة والجماعة في تقرير العقيدة
1. منهج نصر بن عاصم الليثي في تقرير العقيدة
2. منهج عبد الرحمن بن هرمز الأعرج في تقرير العقيدة
3. منهج أبي عمرو بن العلاء التميمي في تقرير العقيدة
4. منهج حماد بن سلمة بن دينار البصري النحوي في تقرير العقيدة
5. منهج الخليل بن أحمد الفراهيدي في تقرير العقيدة
6. منهج عمرو بن عثمان (سيبويه) في تقرير العقيدة
7. منهج يونس بن حبيب البصري في تقرير العقيدة
8. منهج علي بن حمزة الكسائي في تقرير العقيدة
9. منهج النضر بن شميل النحوي في تقرير العقيدة
10. منهج عبد الملك بن قريب الأصمعي في تقرير العقيدة
11. منهج أبي عمرو الشيباني في تقرير العقيدة
12. منهج أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي في تقرير العقيدة
13. منهج أبي عمر صالح بن إسحاق الجرمي في تقرير العقيدة وثناء الأئمة عليه
14. منهج محمد بن زياد بن الأعرابي في تقرير العقيدة
15. منهج العباس بن الفرج الرياشي في تقرير العقيدة
16. منهج أبي الهيثم الرازي في تقرير العقيدة
17. منهج ابن قتيبة في تقرير العقيدة
18. منهج إبراهيم بن إسحاق الحربي في تقرير العقيدة
19. منهج أحمد بن يحي (ثعلب) في تقرير العقيدة
20. منهج سعيد بن محمد المشهور بـ (ابن الحداد) في تقرير العقيدة
21. منهج ابن دُريد في تقرير العقيدة
22. منهج نفطويه في تقرير العقيدة
23. منهج أبي بكر بن الأنباري في تقرير العقيدة
24. منهج أبي جعفر النحاس في تقرير العقيدة
25. منهج أبي عمر الزاهد في تقرير العقيدة
26. منهج أبي منصور الأزهري في تقرير العقيدة
27. منهج أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي في تقرير العقيدة
28. منهج ابن فارس في تقرير العقيدة
29. منهج بديع الزمان الهنداني في تقرير العقيدة
الباب الثاني: سياق من كان على منهج المعتزلة أو اتهم بشيء من مبادئهم على الترتيب الزمني
1. منهج هارون بن موسى الأعور في تقرير العقيدة
2. منهج يحيى بن المبارك اليزيدي في تقرير العقيدة
3. منهج محمد بن المستنير (قطرب) في تقرير العقيدة
4. منهج أبي زيد الأنصاري في تقرير العقيدة
5. منهج سعيد بن مسعدة (الأخفش الأوسط) في تقرير العقيدة
6. منهج عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي في تقرير العقيدة
7. منهج أبي عثمان المازني في تقرير العقيدة
8. منهج أبي حاتم السجستاني في تقرير العقيدة
9. منهج الجاحظ في تقرير العقيدة
10. منهج عبد الله بن شِرشِير (الناشئ الأكبر) في تقرير العقيدة
11. منهج محمد بن أحمد بن كيسان في تقرير العقيدة
12. منهج أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي في تقرير العقيدة
13. منهج أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي في تقرير العقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/463)
14. منهج أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري في تقرير العقيدة
15. منهج محمد بن عمران المرزباني في تقرير العقيدة
16. منهج علي بن عيسى الرماني في تقرير العقيدة
17. منهج الصاحب بن عباد في تقرير العقيدة
18. منهج أبي الفتح عثمان بن جني في تقرير العقيدة
19. منهج إسماعيل بن حماد الجوهري في تقرير العقيدة
20. منهج أبي هلال العسكري في تقرير العقيدة ودلائله
21. منهج الشريف الرضي في تقرير العقيدة
الباب الثالث: سياق من اضطرب منهجه في أمر الصفات، وشابه الأشاعرة في إثبات بعض الصفات وتأويل البعض منها، مع موافقته لأهل السنة في المسائل العقيدة الأخرى
1. منهج أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء في تقرير العقيدة
2. منهج أبي العباس محمد بن يزيد المبرد في تقرير العقيدة
3. منهج أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج في تقرير العقيدة
4. منهج أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي في تقرير العقيدة
5. منهج ابن خالويه في تقرير العقيدة
6. منهج أبي سليمان الخطابي في تقرير العقيدة
7. منهج أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي الباشاني في تقرير العقيدة
الباب الرابع: سياق من اتهم ببدع أخرى كالقول برأي الخوارج، والتشيع، والرفض، والباطنية، وكذا الفسق، والزندقة، مع مناقشة ذلك وتحريره على الترتيب الزمني
1. منهج أبي الأسود الدؤلي في تقرير العقيدة
2. منهج يحي بن يعمر العدواني في تقرير العقيدة
3. منهج عبد العزيز القارئ المدني (بشكست) في تقرير العقيدة
4. منهج أبان بن تغلب الجريري في تقرير العقيدة
5. منهج عبد الله بن المقفع الفارسي في تقرير العقيدة
6. منهج معاذ بن مسلم الهراء في تقرير العقيدة
7. منهج أبي عبيدة معمر بن المثنى في تقرير العقيدة
8. منهج ابن السكيت في تقرير العقيدة
9. منهج أبي حنيفة الدينوري في تقرير العقيدة
10. منهج أبي بكر بن السراج في تقرير العقيدة
11. منهج أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي في تقرير العقيدة
12. منهج ابن عبد ربه في تقرير العقيدة
13. منهج أبي الفرج الأصفهاني في تقرير العقيدة
الخاتمة
وهذه هي خاتمة كتاب مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الشيخ عليو محمد
عن موقع الدرر السنية
الخاتمة
((لا يسعني في ختام هذا البحث إلا أن أشكر المولى عز وجل الذي أمدني بفضله وآلائه وأعانني على إنجاز البحث المتواضع فبنعمته تتم الصالحات وتبلغ الغايات وحسبي أني بذلت فيه مقدار طاقتي أو قاربته فما كان فيه من صواب فهو من فضل الله وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله منه وأتوب إليه وقد رأيت أن ألخص أهم معالمه في هذه النقاط التالية:
1 - تبين فيما مضى أن المنهج لغة: هو الطريق البين الواضح واصطلاحا: خطوات عملية منظمة يتخذها الباحث لمعالجة أمر ما للوصول إلى نتيجة ذهبية أو محسوسة.
2 - للمنهج أهمية كبيرة وعظيمة في المعارف كلها إذ بدونه يحصل الاضطراب ويصعب الوصول إلى نتائج حاسمة وتتجلى أهمية العقيدة في المناهج كونها الركيزة الأولى التي تنبني عليها المذاهب المختلفة فما من فرقة إلا وتسلك في مناهجها مع ما يتفق مع عقيدتها وأهوائها ولذلك فإن معرفة منهج الشخص هو الطريق إلى معرفة عقيدته.
3 - للإنسانية مناهج مختلفة في تقرير العقائد عموما منها: المنهج المادي والمنهج العقلاني والمنهج التجريبي والمنهج الإسلامي بين تلك المناهج المختلفة هو: المنبني في تقرير عقيدته على الوحي بقسميه: الكتاب والسنة الصحيحة من غير تمييز بينهما.
4 - وللإسلاميين كذلك مناهج متباينة في تقرير العقائد منها: منهج الخوارج المنبني على التشدد والغلو في الدين ومنهج الرافضة المنبني على الغلو في أهل البيت وتنقص السلف ومخالفة المسلمين ومنهج المرجئة المنبني على التساهل ومنهج المتكلمين المنبني على تقديم العقل على النقل ونفي الصفات أو تأويلها ومنهج الفلاسفة المنبني على الإلحاد والتعطيل ومنهج الصوفية المنبني على الغلو في الأشخاص والرهبانية المبتدعة ومنهج أهل السنة والجماعة بين تلك المناهج المضطربة هو: المنبني على الاعتصام بالكتاب والسنة وما اتفق عليه السلف والتابعون فمن قال بالكتاب والسنة وإجماع السلف كان من أهل السنة والجماعة وتوسط بين الغالين والمقصرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/464)
5 - اختلف اللغويون قبل القرن الرابع الهجري في تعاملهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد تبعا لاختلاف مناهجهم العقيدة فتوزعوا في خمسة مناهج رئيسة هي: منهج أهل السنة والجماعة ومنهج المعتزلة ومنهج الأشاعرة ومن شابههم ومنهج الشيعة والرافضة ومنهج الخوارج.
6 - لمنهج أهل السنة والجماعة في تعامله مع اللغة العربية في تقرير العقائد قواعد وأسس منها: اعتبار العربية أصلا من أصول الدين والتثبت من روايتها ورواتها والاحتكام إلى قوانين العربية وقواعدها والأخذ بالقياس والظاهر وبما تفهمه العرب من خطابها دون الشاذ والغريب والبعيد إلا بقرينة والابتعاد عن المصطلحات الكلامية المستحدثة ومراعاة دلالة السياق وأحوال المتكلم والمخاطب والقرائن في الألفاظ اللغوية والشرعية وتقديم المدلولات الشرعية على اللغوية والاعتماد في تفسير ألفاظ الكتاب والسنة والآثار واللغة على الكتاب والسنة وأقاويل السلف لا على اللغة المجردة
7 - وللمنهج الاعتزالي في تعامله مع اللغة العربية لتقرير العقائد سمات منها: الاعتماد على العقل أو اللغة المجردة أو الأشعار في تفسير المفردات اللغوية الشرعية وتجريد الألفاظ العربية من المعاني التي تدل عليها وحملها على ما يتلاءم مع عقائدهم من غير مراعاة للسياق والتصرف في معاني الألفاظ الشرعية بالوجوه الإعرابية والقراءات الشاذة وتحريف مدلولات الصيغ الفعلية والأدوات والحروف حتى تنسجم مع مبادئهم والتحكم في سياقات اللغة العربية بالتأويل والتقدير وادعاء أن هناك محذوفا يجب تقديره ورد دلالات الألفاظ الشرعية بالأساليب البلاغية المستحدثة وعدم الأخذ بتفسير السلف للغة العربية ورده.
8 - كذلك للمنهج الأشعري في تعامله مع اللغة العربية في تقرير العقائد سمات منها: الاعتماد على المنهج الاعتزالي مع اللغة العربية السالف الذكر وتفسير المصطلحات العقدية باللغة المجردة أو الأشعار وتطويع اللغة العربية لمتطلبات المذهب وصرف اللفظ عن ظاهره مع عدم بيان المراد منه وهو ما يعرف عندهم بالتفويض غير أنهم يخالفون المعتزلة فيما إذا كان تخريجهم للغة مخالفا لعقائدهم ويتقبلون ألفاظ النصوص المتعلقة بالغيبيات بناء على إثباتهم للسمعيات.
9 - وللمنهج الشيعي الرافضي أيضا خصائص في تعامله مع اللغة العربية لتقرير العقائد منها: الكذب على اللغة وتحريف الكلم عن مواضعه والتصرف في الحروف والوجوه الإعرابية النحوية لدعم المذهب واختيار الأوجه الغريبة والشاذة للاحتجاج بها وتوظيف فقه اللغة لخدمة معتقداتهم وأسمائهم ورد تفاسير السلف للغة العربية جملة وتفصيلا.
10 - أما منهج الخوارج فليس له سمات واضحة في تعامله مع العربية لتقرير العقائد لأنه كان قليل الحظ لدى اللغويين غير أن قدماءهم كانوا نصيين يغالون في فهم ظاهر ألفاظ الكتاب والسنة ولا يلتفتون إلى الأدلة الأخرى الواردة في المعنى نفسه فأوقعهم ذلك في التكذيب لما يخالف ظنهم من الآيات والأحاديث والتكفير على الكبائر وتوابعه أما متأخروهم فقد تأثروا بالمعتزلة وأخذوا بمناهجهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد.
11 - تعد العربية أصلا من أصول الدين ومعتمدا من معتمدات الشريعة لأنه لا يفهم معاني الكتاب والسنة إلا بمعرفتها وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما أن لها تأثيرا مباشرا ودورا حيويا في فهم العقيدة الصحيحة وتجلى ذلك بوضوح في المسائل اللغوية العقدية المذكورة والتي اختلف فيها أهل السنة والجماعة مع غيرهم وذلك كله مما يدل على أهمية معرفة عقائد اللغويين الذين يرجع إليهم في تفسير كتاب الله وأخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن اتباعهم على الأخطاء اللغوية يؤدي إلى الوقوع في المهالك العقدية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/465)
12 - ظهر في الباب الأول تقرير الأئمة اللغويين: نصر بن عاصم الليثي وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة والخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه ويونس بن حبيب البصري والكسائي والنضر بن شميل النحوي والأصمعي وأبي عمرو الشيباني وأبي عبيد القاسم بن سلام وأبي عمر الجرمي وابن الأعرابي والرياشي وأبي الهيثم الرازي وابن قتيبة وإبراهيم الحربي وثعلب وابن الحداد المغربي وابن دريد ونفطويه وأبي بكر ابن الأنباري وأبي جعفر النحاس وأبي عمر الزاهد (غلام ثعلب) والأزهري وأبي بكر الزبيدي وابن فارس وبديع الزمان الهمذاني لمنهج أهل السنة والجماعة في عقائدهم ومدى الجهود الجبارة التي بذلوها في الرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة.
13 - وتبين في الباب نفسه أنه لم يصح اتهام نصر بن عاصم وأبي عمرو بن العلاء بالإرجاء كما لم يثبت اتهام الخليل بمذهب الزيدية أو الإمامية مثلما لم يصح ادعاء المعتزلة والإمامية لسيبويه وتم توجيه مقصد سيبويه في قوله: إن الاسم غير المسمى وظهر صواب تسميته ما سمي بالمجاز بعده بـ (اتساع كلام العرب واختصاره) واتضح طهارة الكسائي من التهم الأخلاقية التي رماه بها حاسدوه وبراءة الإمامين الأصمعي وابن قتيبة من الأشياء المفتراة عليهما كما تبين بُعدُ ابن دريد ونفطويه وابن فارس من التشيع مع توجيه اتهام البعض ابن دريد وابن فارس بالتشيع والأخذ على أبي بكر ابن الأنباري وأبي جعفر النحاس والأزهري وابن فارس في تأويل بعض الصفات وبالأخص الصفات المقرونة بما يقابلها وبيان أن ذلك يخالف منهجهم العام في إثبات الصفات الإلهية على منهج السلف.
14 - وأما الباب الثاني وهو المعقود للمعتزلة فظهر فيه التزام قطرب والأخفش والجاحظ والناشئ الأكبر وابن كيسان وأبي علي الفارسي والمرزباني والرماني والصاحب بن عباد وابن جني والجوهري وأبي هلال العسكري والشريف الرضي بمنهج المعتزلة في تقرير العقيدة مع اختلاف درجاتهم في تقرير المذهب والاستدلال له والدفاع عنه بحسب تمكنهم من العربية وعلم الكلام وتقلد الرئاسة على حين ترجح اتهام هارون الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي وابنه عبد الله بن يحيى بن المبارك وأبي حاتم السجستاني وأبي عثمان المازني وأبي سعيد السيرافي وأبي أحمد العسكري بالاعتزال للقرائن التي ذكرناها في مواضعها وتأكد اتهام أبي زيد الأنصاري والمازني بالقدر مع عدم وجود دلائل قاطعة في ذلك.
15 - وظهر في الباب نفسه تأثر كثير من متأخري المعتزلة بالتشيع كالمرزباني والرماني والجوهري وغيرهم أو بالرفض كالصاحب بن عباد والشريف الرضي نظرا لتأثر المعتزلة بالشيعة والعكس منذ أيام المأمون كما بيناه بالتفصيل عند كلامنا على تشيع علي بن عيسى الرماني.
16 - وأما الباب الثالث فظهر فيه وجود جمع من اللغويين الذين سلكوا مسلك الاضطراب في إثبات الصفات الإلهية نفعا وإثباتا كالفراء والمبرد والزجاج والزجاجي وابن خالويه والخطابي وأبي عبيد الهروي الباشاني مع موافقتهم أهل السنة والجماعة في المسائل العقدية الأخرى وعليه فإن ذكرنا لهم عند كلامنا على المنهج الأشعري في التمهيد هو من حيث مشابهتهم للأشاعرة في إثبات بعض الصفات ونفي بعضها لا من حيث الانتساب إليهم كمذهب فإنهم لم يلتزموا لا بقواعد الأشاعرة ولا بقواعد الكلابية في تقرير الصفات وبعضهم مات قبل ولادة الأشعري حسب اطلاعي.
17 - وأما الباب الأخير فظهر فيه ثبوت تشيع أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر العدواني وأبان بن تغلب الجريري ومعاذ بن مسلم الهراء وابن السكيت وأبي حنيفة الدينوري وأبي الفرج الأصفهاني وأبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي مع التنصيص على أن تشيع الخمسة الأول كان على نمط قدماء الشيعة الذين كانوا يقدمون عليا على عثمان رضي الله عنهما من غير نيل من باقي الصحابة والسلف على حين كان الأخير شيعياً إسماعيلياً باطنياً شديد العداوة لأهل السنة والجماعة وإن حاول إخفاء مذهبه.
18 - كما ظهر في الباب نفسه انتساب عند عبد العزيز القارئ (بشكست) وأبي عبيدة معمر بن المثني للخوارج وبيان اضطراب أبي عبيدة في باب الصفات الإلهية واتهامه بالشعوبية وإن كانت بعض مؤلفاته تدل على براءته منها وبعد منهج ابن المقفع وأبي بكر بن السراج عن منهج أهل السنة والجماعة مع عدم ثبوت انتسابهما لأحد الفرق وبراءة ابن عبد ربه من التشيع وإن كان فيه انحرافا عن بعض الأمويين وكون منهجه على نمط منهج أهل السنة والجماعة في عصره بصفة عامة وإن كنا لا نعرف تفاصيل منهجه لعدم تأليفه في العقائد.
وفي الختام أوصي إخواني الباحثين الاعتناء بجمع المسائل اللغوية العقدية التي اختلف فيها أهل السنة مع مخالفيهم ودراستها لإبراز أدلة أهل السنة والجماعة اللغوية على مسائل العقيدة والكشف عن مناهجهم مع اللغة العربية لتقرير العقائد وإظهار جهودهم الكبيرة في الرد على المتطفلين على العربية باللغة العربية من أرباب الفرق والأهواء خاصة وأنه لا يوجد كتب مستقلة في ذلك.)) .. انتهى
</ i>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/466)
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[17 - 06 - 09, 03:45 ص]ـ
بارك الله فيك هل من طريقة لتحميل رسالة الدكتوراة هذه؟(55/467)
هل في لفظة "دعها سماوية! " محذور شرعي؟
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[13 - 06 - 09, 01:28 م]ـ
دعها سماوية!
يقوله بعضهم كناية عن تيسيرك للأمر , مثل: لو أنني أردت أن أجعل بيني وبين شخص موعدا في يوم محدد وساعة محددة , فيقول: يارجل دعها سماوية.
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 04:26 م]ـ
اهل الكتاب يعبرون عن الإله ب"السماء" فيقولون مثلا: يد السماء و غضب السماء وارادة السماء ... الخ ويعنون
بذلك الإله الذي في السماء، فالاولى اجتناب مثل هذا اللفظ من حيث هذا المعنى والله اعلم
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[13 - 06 - 09, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي.
لكن هلا إجابة علمية مؤصلة!
أرجو أن يفيدنا الإخوة.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:27 م]ـ
دعها سماوية هذه إن أراد بها دعها بتقدير من هو في السماء ولعل هذا مقصود المتكلم فلا بأس بها ... وهي أحسن من كلمة (خليها بظروفها) ... ولعل من يقول دعها سماوية دلالة على فطرته السليمة التي دلته على علو الله تعالى.
أما أن أهل الكتاب يسمون الله بالسماء فهذا ليس الغالب عندهم بل النصارى يسمونه إما الآب أو الروح القدس أو يسوع واليهود يقولون عنه إنه (يهوه) أو (ألوهيم) .. وقد كثر في بعض كتابات المفكرين الإسلامين! ذكر هذه الكلمة شاءت السماء ونحوها.
والله أعلم.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[13 - 06 - 09, 11:12 م]ـ
جاء فى موسوعه البحوث ص8:
عن
أصبغ ابن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثا لم نطعم شيئا من الجوع، فخرجت إلي ابنتي الصغيرة وقالت يا أبتي الجوع، تشكو الجوع، قال فأتيت مكان الوضوء - انظروا إلى من اللجاءة، انظروا إلى من يلجئون- فتوضأت وصليت ركعتين، وألهمت دعاء دعوت به وفي آخره: اللهم افتح علي رزقا لا تجعل لأحد علي فيه منة، ولا لك علي فيه في الآخرة تبعة برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قامت إلي وقالت: يا أبه جاء رجل يقول أنه عمي بهذه الصرة من الدراهم وبحمال عليه دقيق وحمال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرءوا أخي السلام وقول له إذا احتجت إلى شيء فأدعو بهذا الدعاء تأتيك حاجتك.
قال أصبغ ابن زيد والله ما كان لي أخو قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير.
فقلت للفكر لما صار مضطربا ....... وخانني الصبر والتفريط والجلد
دعها سماوية تمشي على قدر ........ لا تعترضها بأمر منك تنفسد
فحفني بخفي اللطف خالقنا ........ نعم الوكيل ونعم العون والمدد
قلت:
نقلته للشاهد فى البيت ..
ولا اعلم مدى صحه هذه القصه ...
والله اعلم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:54 ص]ـ
ونقل السخاوي في ترجمة أحمد بن رجب بن طيبغا المجدي وقعة لصاحب الترجمة فضمن هذه اللفظة فيجملة ابيات نظمها,
ودكر الصفدي في الوافي بالوفبات في ترجمة الصاحب بهاء الدين بن حنَّا المصري أن القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر قدمدحه بقصيدة يقول فيها:
قالت سعادةُ مولانا لصابغها: ... دعها سماويّةً تمضي على قَدَرِ
ونقل السيوطي في حسن المحاضرة ان الحافظ ابن حجر رثى البلقيني بابيات قال في بعضها:
تسقي الورى فمتى لا العذول اقل ....... دعها سماوية تمشي على قدر
وقال ابن نباتة المصري:
قالت صبابة مشغوف بزرقتها ,,,,, دعها سماوية تمشي على قدر
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:58 ص]ـ
ومنها:
دعها سماوية تجري على قدرٍ - كما أتى ربَه موسى على قدرِ
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[08 - 06 - 10, 04:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 06:06 ص]ـ
اهل الكتاب يعبرون عن الإله ب"السماء" فيقولون مثلا: يد السماء و غضب السماء وارادة السماء ... الخ ويعنون
بذلك الإله الذي في السماء، فالاولى اجتناب مثل هذا اللفظ من حيث هذا المعنى والله اعلم
معذرة ما هو المعنى الفاسد أو الاولى اجتنابه؟(55/468)
عقائد الشيعة بأختصار من كتبهم
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 02:07 م]ـ
الخطر القادم:
نعم إنه الخطر القادم إنهم الشيعة لعنهم الله فهم يتربصون بنا أهل السنة ويريدون القضاء علينا فلا بد أن نحذرهم ونحذر من انخدع بحسن معاملتهم وتلطفهم ونصحآ للأمة فقد استعنت بالله في كتابة بعضآ من عقائد الرافضة الأثنى عشرية لنبين لعامة أهل السنة والجماعة حقيقتهم ويعرفوا عدوهم الحقيقي وقد اعتمدت على الله اولآ وآخرآ ثم على كتاب سؤال وجواب في الأثنا عشرية للشيخ عبدالرحمن الشثري (كتاب رائع جدآ) ويدور محتوى الكتاب حول عقيدة الرافضة من خلال مؤلفاتهم وكيف أن بعضهم يناقض بعضهم الأخر وقد علق المؤلف على تناقضاتهم بتعاليق جميلة جدآ ومقنعة
وإليك عقائد الشيعة بإختصار:
1 - يعتقد بعض الشيعة أن الله بعث جبرئيل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبرئيل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.كتاب المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص 30. . .
2 - يعتقد شيوخ الشيعة أن القرآن الكريم ناقص وأن القرآن الحقيقي صعد به إلى السماء حينما أرتد الصحابة رضوان الله عليهم.كتاب التنبية والرد ص 25 للملطي.
3 - قالوا بسخافة بعض آيات القرآن قال أحد شيوخ الشيعة وهو شيخهم الطبرسي في كتاب الوثيقة صفحة 211: وعلى أختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر. . .ألخ كلامه.
4 - يعتقد شيوخ الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ جزءآ من الشؤيعة وجعل الباقي عند علي بن أبي طالب ليبلغه.
تعليق شهاب الدين النجفي على إحقاق الحق للتستري ج2/ 288 - 289.
5 - يعتقد شيوخ الشيعة أن أئمتهم هم الواسطة بين الله وبين خلقه.كتاب بحار الأنوار ج23/ 99
6 - شيوخ الشيعة يقولون أن الحج إلى قبور الأئمة أهم عندهم من الحج إلى الكعبة المشرفة.كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 121 - 122.
7 - شيوخ الشيعة يقولون أن من زار قبر الحسين كمن زار الله في عرشه (تعالى الله عما يقولون).كتاب المزار المفيد ص51.
8 - شيوخ الشيعة يقولون ان تراب وطين قبر الحسين شفاء من كل داء.كتاب الأمالي ص 318 ح 93.
9 - شيوخ الشيعة لا يفرقون بين الله تعالى وبين أئمتهم كما في كتاب مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار ج2/ 397 ح 222.
10 - يقول شيخ الشيعة الكليني في كتابه الروضة من الكافي ج8/ 2103 ان الكواكب والنجوم لها تأثير في السعادة والشقاوة وفي دخول الجنة والنار.
11 - تعتقد الشيعة ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعلم الغيب ويقولون انه يقول وحاشاه يقول: أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به. ينظر كتاب مرآة الأنوار ص 59 للعاملي ويعتقدون أيضآ ان علي يتصرف في الدنيا والأخرة وينظر كتابهم أصول الكافي ج1/ 308 وأن علي هو من يحدث الصواعق والرعد والبرق.
12 - شيوخ الشيعة يقولون أن عليآ يحي الموتى ينظر كتاب أصول الكافي ج1/ 347.
13 - نفى شيوخ الشيعة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وحكموا على من أثبت هذه الصفة بالكفر. كتاب أصول الكافي ج1/ 90 - 91.
14 - شيوخ الشيعة الإمامية الأثني عشرية يصفون أئمتهم بصفات الله تعالى ويسمونهم باسماء الله تعالى ينظر كتال أصول الكافي ج1/ 103.
15 - شيوخ الشيعة يقولون انه ولا بد مع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ان تشهد أن علي ولي الله تعالى فيرددونها في أذانهم وبعد صلواتهم ويلقنوها موتاهم.كتاب فروع الكافي ج3/ 82.
16 - شيوخ الشيعة يقولون أن من لعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية بن أبي سفيان وعائشة وحفصة رضي الله عنهم بعد كل صلاة فقد تقرب إلى الله بأفضل القربات.كتاب فروع الكافي ج3/ 224.
17 - شيوخ الشيعة يقولون أن أئمتهم يملكون الضمان لشيعتهم بدخول الجنة ينظر كتاب رجال الكشي ج5/ 490 - 491.
18 - يقولون شيخ الشيعة إن إيمان المؤمن لا يكمل حتى يتمتع والتمتع عندهم بإن يعرض الرجل على المرأة أن يتمتع بها فتوافق دون شهود أو ولي (وهو والله الزنا بعينه) ولقد قالوا أن من تمتع بامرأة مؤمنة فكأنما زار الكعبة سبعين مرة كتاب مصباح التهجد ص 252 للطرسي.
19 - قال إمامهم الخميني وأما سائر الأستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس به حتى في الرضيعة. كتاب تحرير الوسيلة ج2/ 221.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/469)
20 - يعتقد إمامهم الخميني ان البكاء على سيد الشهداء الحسين وإقامة المجالس الحسينية هي التي حفظت الإسلام من أربعة عشر قرنآ.جريدة الاطلاعات الإيرانية العدد 15901 في تاريخ 16/ 8/ 1399هـ.
21 - شيوخ المذهب الشيعي يقولون أن الملائكة خلقهم الله من نور أئمتهم وإن من وظائف الملائكة البكاء على قبر الحسين وإن قد وكل بقبر الحسين اربعة الأف ملك يبكونه إلى يوم القيامة وإن كل الملائكة يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ففوج ينزل وفوج يعرج.كتاب كنز جامع الفوائد ص 334 للكراجكي.
22 - شيوخ الشيعة يقولون إنه إذا تشاجر الملائكة فإن جبرئيل عليه السلام ينزل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيعرج به إلى السماء لكي يصلح بينهم. ينظر كتاب الأختصاص ص213 للمفيد.
23 - كان شيخ الشيعة العلباء بن دراع يفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول إن الذي بعث محمدآ هو علي وزعم أن محمد صلى الله عليه وسلم قد بعثه الله ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه وكان العلباء يذم محمد صلى الله عليه وسلم. ينظر كتاب بحار الأنوار ج 25/ 305 حاشية رقم1.
24 - شيوخ الشيعة يقولون إن الأئمة صلوات الله عليهم لا يتكلمون إلا بالوحي وهذا من ضروريات دين الإمامية. كتاب بحار الأنوار ج17/ 155.
25 - يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص52 يقول أن لأئمتنا مقامآ لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
26 - يقول جواد مغنية: ان الخميني أفضل من نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم كما في كتاب الخميني والدولة الإسلامية ص107.
27 - عند الشيعة إن أول ما يسأل عنه الميت في قبره هو عن حب آل البيت.ينظر كتاب بحار الأنوار ج27/ 79.
28 - عند الشيعة إن أهل مدينة قم بإيران مركز الدولة الصفوية يحاسبون في حفرهم ويحشرون من حفرهم إلى الجنة. ينظر كتاب بحار الأنوار ج 57/ 218 ح48 ويقولون مشائخ الشيعة إن للجنة ثمانية أبواب فثلاثة منها لأهل قم.
29 - يقول شيخ الشيعة الحر العاملي: إن حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمة عليهم السلام. ينظر كتاب الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1/ 446.
30 - يقول شيخهم الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج1/ 81 يقول: أرتد الناس كلهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة: سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وهذا مما لا إشكال فيه.
31 - يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص69يقول الصحابة الذين يسمونهم المنافقين.
32 - يعتقد شيوخ الشيعة بإن أبا بكر رضي الله عنه خدم أكثر عمره للأوثان عابدآ للأصنام وأن إيمانه كإيمان اليهود والنصارى وأنه كان يصلي خلف الرسول صلى الله عليه وسلم والصنم معلق في عنقه ويسجد له. كتب الصراط المستقيم ج25/ 155 ـــ ينظر كتاب بحار الأنوار ج 25/ 172 ـــ ينظر الكشكول ص 104 لحيدر بن علي حيدر الحلي الآملي ــ الأنوار النعمانية ج1/ 53.
33 - يعتقد شيوخ الشيعة عليهم لعنة الله أن عمر بن الخطاب كان مخنثآ وبه داء لا يداويه إلا ماء الرجال وينظر كتاب الأنوار النعمانية ج1/ 63.
34 - تعتقد الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يظهران لهم في كل موسم حج حتى يرمونهما بالحجارة اثناء رمي الجمار.
35 - تزعم الشيعة أن كفر عمر بن الخطاب رضي الله مساو لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه بل قالوا الشيعة إن إبليس يتعجب من شدة مضاعفة العذاب على عمر رضي الله عنه فيقول إبليس: من هذا الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعآ.انظر تفسير العياشي ج2/ 240ح9 سورة إبراهيم.
36 - يقول شيخ الشيعة المجلسي في كتابه جلاء العيون ص45: لامجال لعاقل أن يشك في كفر عمر فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من أعتبره مسلمآ وعلى كل من يكف عن لعنه. . . بل إن الخميني في كتابه كشف الأسرار ص 126 يصف عمر بن الخطاب بالكفر والزندقة. . . وأخيرآ يحتفل شيوخ الشيعة بيوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويجعلونه عيدآ بل إنهم يقدسون أبو لؤلؤة المجوسي ويصفونه بالشجاع لإنه قتل عمر رضي الله عنه.
37 - يقول المجلسي في كتابه حق اليقين ص522: إن أبا بكر وعمر كانا كافرين. . . والذي يحبهما فهو كافر أيضآ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/470)
38 - يقول شيوخ الشيعة: عثمان بن عفان كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق. كتاب الأنوار النعمانية ج1/ 81.
39 - يعتقدون الشيعة في أن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان بن عفان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله كافر بما أنزل الله.كتاب نفحات اللأهوت في لعن الجبت والطاغوت ق 57 لعلي بن هلال الكركي.
40 - ذكر شيخهم الطبرسي في كتابه الأحتجاج ج1/ 86 أن منزل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر نار جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فأستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب.
41 - يعتقد شيوخ الشيعة أن من تبرأ من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة. ينظر كتاب أصول الكافي ج2/ 751.
42 - يعتقد شيوخ الشيعة كفر عائشة بنت أبي بكر الصديق وكفر حفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين. كتاب تفسير القمي ص 597 سورة غافر.
43 - يعتقد شيوخ الشيعة أن أحد أبواب النار السبعة لعائشة رضي الله عنها. ينظر تفسير العياشي ج2/ 362. . . وأن عائشة رضي الله عنها زانية!!! (هذا بهتان عظيم) وأن مهديهم المنتظر سوف يحييها ويقيم عليها الحد (أين العقول ياعقلاء الشيعة) كتاب علل الشرائع ج2/ 565 وكتاب حق اليقين للمجلسي ص 347.
44 - قال شيخهم وسيدهم علي غروي أحد أكبر شيوخ الحوزة: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يدخل فرجه النار لإنه وطئ بعض المشركات (يقصدون عائشة وحفصة) ينظر كتاب كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص 24 للموسوي.
45 - يعتقد شيوخ الشيعة أن زيارة قبور وأضرحة الأئمة والأولياء فريضة من الفرائض ويكفر تاركها. ينظر كتاب كامل الزيارات ص183.
46 - التقية عند الشيعة هي كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه وكتمان المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررآ في الدين أو الدنيا وقالوا لا إيمان لمن لا تقية له. كتاب شرح عقائد الصدوق ص 261 ملحق بكتاب أوائل المقالات ــ وكتاب أصول الكافي ج2/ 573.
47 - عند شيوخ الشيعة أن من ترك التقية كمن ترك الصلاة وتركها من الموبقات ويتعاملون معنا معاشر السنة بالتقية بل إنهم قالوا إن تارك التقية كافر خارج عن دين الله. ينظر كتب من لا يحضره الفقيه ج2/ 313.ــ والمكاسب المحرمة ج2/ 163.
48 - قالوا شيوخ الشيعة: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية. . . ويقصدون بدولة الباطل ديار المسلمين من أهل السنة فعلماء الشيعة يسمون دار الإسلام دار التقية. كتاب جامع الأخبار ص 110.
49 - صلاة الشيعة خلف أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي تقية فقد رووا: من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة. كتاب جامع الأخبار ص 110.
50 - شيوخ الشيعة يعتقدون بالرجعة وهي رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها. كتاب أوائل المقالات ص 46.
51 - عندما يرجع كثير من الأموات إلى الدنيا يكون من ضمن الذين رجعوا الأنبياء والمرسلين والسبب في رجعتهم كما يقول شيوخ الشيعة لكي يصبحوا جنودآ ومرسلين يقاتلون تحت رأية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بحار الأنوار ج53/ 41ح9باب الرجعة.
52 - يعتقد مشائخ الشيعة أن مهديهم المنتظر قد دخل سردابآ في بيت والده في سامراء في العراق وكان عمره خمس سنوات والصحيح أن مهديهم المزعوم قد توفي سنة 260هـ وليس له عقب ينظر كتاب المقالات والفرق ص 102. . . وقد قالوا بغيبته ليأكلوا أموال الناس.
53 - شيوخ الشيعة يقولون ان صلاة الجمعة لا تجب عليهم حتى يخرج مهديهم المزعوم من سردابه لكي يصلي بهم. ينظر مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة لمحمد جواد العاملي ج2/ 69 كتاب الصلاة.
54 - شيوخ الشيعة يقولون ان الجهاد قبل خروج المهدي المنتظر حرام كحرمة الميتة والدم ولحم الخنزير ينظر كتاب فروع الكافي ج5/ 787.
55 - صرح شيوخ الشيعة بإن مهديهم المنتظر يحي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ثم يصلبهما على جذع نخلة ويقتلهما كل يوم الف قتله.
ينظر كتاب مختصر بصائر الدرجات ص 187/ 188.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/471)
56 - روى إمامهم النعماني في كتابه الغيبه ص 241 أنه قال قال أبو عبدالله عليه السلام " مابقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى الحلق.
57 - يعتقد مشائخ الشيعة بإن المهدي المنتظر يقتل الحجاج بين الصفا والمروة ويهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي والحجرة النبوية ويحكم بحكم آل داوود ينظر كتب بحار الأنوار ج53/ 40. . . والغيبة للطوسي ص 306 وأصول الكافي ج1/ 300.
58 - يعتقد مشائخ الشيعة بإن الشيعي خلقه الله من طينة خاصة والسني خلقه الله من طينة أخرى وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثره بطينة السني وما في السني من صلاة وصيام وصلاح وأمانة هو من تأثرة بطينة الشيعي فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة.
كتاب علل الشرائع ج2/ 478.
59 - عقيدة الشيعة في أهل السنة والجماعة بإنهم أهل النار وأنهم كفار أنجاس ولا تجور الصلاة عليهم ولا تحل ذبائحهم وإنهم أولاد زنا وأنهم قردة وخنازير ويجب قتالهم واغتيالهم ويجب سرقة اموالهم والأختلاف معهم بل جعلوا لعن أهل السنة من أفضل العبادات ينظر كتب بحار الأنوار ج8/ 368 - 370 والأنوار النعمانية ج2/ 306 والروضة من الكافي ج8/ 2109 وكتاب علل الشرائع ج2/ 584 - 585 وكتاب وسائل الشيعة ج12/ 437 وكتاب جواهر الكلام ج 22/ 62.
60 - إذا قاموا الشيعة بالصلاة على جنائز أهل السنة في الحرمين الشريفين (وبعضهم لا يصلي) فصلاتهم من أجل الدعاء على أموات أهل السنة. ينظر فروع الكافي ج3/ 122 وانظر ماذا يقول شيخهم ابن بابويه القمي في كتابه فقه الرضا ص 178 باب الصلاة على الميت يقول: وإذا كان الميت مخالفآ فقل في تكبيرتك الرابعة: اللهم اخز عبدك وابن عبدك هذا، اللهم أصله نارك، اللهم أذقه أليم عقابك وشديد عقوبتك، وأورده نارآ، وأملا جوفه نارآ، وضيق عليه لحده، فإنه كان معاديآ لأوليائك، ومواليآ لأعدائك، اللهم لا تخفف عنه العذاب، وأصبب عليه العذاب صبآ، فإذا رفع جنازته فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه.
61 - يقول الشيخ الموسوي وقد كان شيعيآ فعرف طريق الحق فلم يتكبر ويتبع هواه فأصبح من أهل السنة والجماعة يقول في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص 46: وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها وبين المرأة وأختها وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو لا يدري بل فعل ذلك أحد كبار مشائخهم حيث تمتع بامرأة فولدت منه بنتآ وقام بعد سنين فتمتع بتلك البنت.
62 - يجوز للشيعي العمل تحت حكومة سنية إذا كان الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو الحد من المظالم أو من أجل إحداث انقلاب على القائمين بالأمر. كتاب ولاية الفقية ص 142/ 143 للخميني.
63 - لتعلم أن الشيعة لم يفتحوا شبرآ واحدآ من ديار الكفر بل سلموا ما استطاعوا من بلاد المسلمين وعوراتهم وأموالهم للكفار من جميع الديانات كما فعل ابن العلقمي الرافضي حينما سلم الخليفة العباسي المستعصم بالله للقائد المغولي هولاكو وكان دليل المغول في هجومهم على بلاد المسلمين رافضي آخر هو نصير الدين الطوسي.
64 - هل شيوخ الشيعة يجتمعون معنا نحن أهل السنة على رب واحد ونبي واحد وإمام واحد؟
أجاب على هذا السؤال إمامهم نعمة الله الجزائري بقوله: إنا لم نجتمع معهم على إله واحد ولا على نبي واحد ولا على إمام واحد وذلك إنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآله نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا. كتاب الأنوار النعمانية ج2/ 278.
65 - يقولون الشيعة إن فضل زيارة قبر علي بن أبي طالب رضي الله يقولون يكتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ويكتب الله له أجر مائة الف شهيد ويغفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويبعث من الآمنين ويهون عليه الحساب وتستقبله الملائكة. كتاب وسائل الشيعة ج10/ 458 وكتاب تهذيب الأحكام ج6/ 1306.
نداء إلى كل شيعي عاقل:
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يرتد جميع الصحابة.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يدخل فرج الرسول صلى الله عليه وسلم النار.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من كافرات دون أن يخبره الله.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يسجد أبو بكر وعمر للأصنام خلف رسول الله فلا يفضحهم الله في حياته صلى الله عليه وسلم.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يعلم علي بن أبي طالب والأئمة الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بكفر عثمان بن عفان ويزوجه أبنتيه.
ياعقلاء الشيعة أنتم تريدون خيرآ فشرآ جنيتم ياعقلاء الشيعة كيف تتبعون المجوس إيران ياعقلاء الشيعة قتلتكم الأوهام والشكوك في دينكم فهو متناقض أموالكم ذهب خمسها إلى المعممين والملالي بإي حق تذهب أم في إنتظار المهدي المنتظر الذي دخل السرداب والن يخرج منه، ياعقلاء الشيعة اعبدوا الله بدون واسطات بدون سب الصحابة بدون قذف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا. . . اعبدوا الله بدون تقرب للقبور فأهل القبور لو يستطيعون النفع لنفعوا أنفسهم اعبدوا الله بدون خوف إلا منه جل جلاله فالخوف منه من أفضل العبادات.
هذا ما تيسر لي جمعه في هذه الرسالة سائلآ الله أن يوفق الشيخ عبدالرحمن الشثري ويرفع قدره ويحسن خاتمته على كتابه الرائع عقائد الشيعة الأثنى عشرية سؤال وجواب فهو بحق كتاب رائع ننصحك بقراءته وأن تهدي هذا الكتاب لمن تعرف منهم فربما هداهم على يدك ولا تنسى أن تنشر هذه الرسالة بين اخوانك من أهل السنة ليعرفوا عدوهم الحقيقي.
عبدالله بن عبدالكريم المحمدي
موقع المختار الإسلامي. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/472)
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[14 - 06 - 09, 01:31 ص]ـ
أخانا عبد الله العتيبي! هل تعرف دراسة حول الأحاديث التي استدل بها الشيعة على تأييد مذاهبهم الباطلة؟؟؟
لأني أنوي الجمع في هذا الموضوع .. أرجو الإفادة.
وقد شاركت في الملتقى بجمع أقوال بعض العلماء في الشيعة وذلك قبل سنتين تقريبا، والله اعلم.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 01:57 ص]ـ
بعض ماقيل أعلاه قد أراحنا الله - عز وجل - من قائليه , فلم يعد يقل به أحد كالمسألة رقم واحد.
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 06:59 م]ـ
الذي أعرفه من كلام مشائخنا أنهم يعتمدون على كتب مذهبهم الباطل ككتب علامتهم نعمة الله الجزائري ومن هم على شاكلته كالكليني في كتابه الكافي وغيرهم كثير لأعرفهم. . .
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[07 - 07 - 09, 03:23 ص]ـ
فتح الله عليكم ووقاكم الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[سامر المصري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 05:25 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا،
نقلته لأخوة لي لنشره
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي في الله أمجد
هذا رابط من منتدانا المبارك إن شاء الله يحتوي على كثير من كتب الرد على الشيعة ومن بينها كتاب الشيخ عبد الرحمن الدمشقية صاحب المناظرة في قناة المستقلة "أحاديث يحتج بها الشيعة" والكتاب كثير الفائدة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78965
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 09:05 ص]ـ
للعلامة محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة جزءا أفرد به ما يستدل به الرافضة ولكن لا يحضرني أي مجلد هو، والأجر على قدر المشقة.
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[03 - 09 - 09, 08:06 م]ـ
بالرغم من اني لا اكتب في المواضيع عن الشيعة والسنة ... قادني القَدر اليوم لأطلع على ما كُتب هنا ...
1 - يعتقد بعض الشيعة أن الله بعث جبرئيل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبرئيل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.كتاب المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص 30. . .
بالرغم من اني اعيش وعشت بين الشيعة اكثر من عقد من الزمان، لم أر منهم من يؤمن بهذا ... ولا حتى يعلمه ...
ولم اجده في كتبهم المتداولة بين ايديهم ..
فهل هي عقيدة بعض فرق الشيعة البائدة؟
اما انها من أوهام مخاليفهم ... عندما لم يكن ثمة (مصادر مفتوحة للمعلومات) ...
15 - شيوخ الشيعة يقولون انه ولا بد مع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ان تشهد أن علي ولي الله تعالى فيرددونها في أذانهم وبعد صلواتهم ويلقنوها موتاهم.كتاب فروع الكافي ج3/ 82.
التشهد بالولاية في الاذان، امرٌ مختلفٌ فيه بينهم، منهم من يقوله ومنهم من ينكره ... ورايت من ائمة الجماعة لديهم من لا يقوله (طبعا هو منحرف وغير ولائي في نظر العوام!!!)
والامر يحتاج لبحث اعمق، فقد رايت من علئماهم القدماء من لا يرى هذا ... ولا اذكر من هو ...
أياً يكن، مثل هذا التجميع السقيم، يسئ اكثر من نفعه ... لانه لا يتناول الواقع الذي نعيش ويعيشون ... فقد خلط ما يعتقدون وما ينكرون ....
تحياتي
ـ[الباحث]ــــــــ[09 - 09 - 09, 10:55 م]ـ
للعلامة محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة جزءا أفرد به ما يستدل به الرافضة ولكن لا يحضرني أي مجلد هو، والأجر على قدر المشقة.
نعم، الشيخ الألباني رحمه الله رد على شيخ الرافضة الدجال عبد الحسين الموسوي في السلسلة الضعيفة في أكثر من 90 حديثاً.
راجع السلسلة الضعيفة (2/ 295 وما بعدها) و (10/ 497 وما بعدها).
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 07:38 ص]ـ
شكرآ لكم. . .
يعتقد بعض الشيعة أن الله بعث جبرئيل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبرئيل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.كتاب المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص 30. . .
وقد ذكر ذلك الشيخ عدنان عرعور في برنامج كلمة سواء وأن من يقول بهذا القول موجودون في العراق في زماننا. . .
الدكتور محمد العطار مهما أختلفنا معهم فلن نكذب عليهم وإلا لم نضع المصادر فلتراجعها ولتبين الصادق من الكاذب ولاتترك الموضوع هكذا تنشر إتهاما مبطنا ثم تتوارى بدون تقصي. . .
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:50 ص]ـ
بعد التحية
فقد خلط ما يعتقدون وما ينكرون
الرغم من اني اعيش وعشت بين الشيعة اكثر من عقد من الزمان، لم أر منهم من يؤمن بهذا ... ولا حتى يعلمه ...
ولم اجده في كتبهم المتداولة بين ايديهم ..
هل كتاب الملل والنحل الذي تعده كمصدر، معتمد لديهم؟ اصلا هل هو كتاب شيعي؟ كي يكون مصدر لهم فضلاً ان يكون معتمداً؟
لو ذكرت مضمون الخبر الذي ذكرته من كتاب كالكافي لما اختلفنا ... واصبح هناك تشيع في المجتمع، وآخر في الكتب غيره ...
ومع هذا لم اكذب الكتاب، فربما كان الامر
فهل هي عقيدة بعض فرق الشيعة البائدة؟
ولن يفيد البحث في الكتب عن عقائد فرق بائدة في التحاور مع الفرق الموجودة حالياً، وقد يسبب سوء فهم ينتج عنه الضرر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/473)
ـ[أبومهدي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:53 م]ـ
1 - يعتقد بعض الشيعة أن الله بعث جبرئيل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبرئيل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.كتاب المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص 30. . .
أظن هذه عقيدة الشيعة النصيرية -و يسمون أنفسهم "العلوية"- فهذا مشهور عنهم، لا عن الإمامية.
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
أبو مهدي، هل هؤلاء (العلوية) يعيشون في سوريا؟
هل ثمة كتب عنهم، فحسب ما اعلم عقائدهم مستورة، لا يطلع الفرد منهم عليها الا بعد الاربعين ...
طبعا اقصد بالكتب، كتب يمكن الاعتماد عليها ...
تحياتي
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 11:07 م]ـ
من أعطاه الله الحجة في مناظرة هؤلاء الرافضة فليبادر أخواني بالتسجيل في منتدى الدفاع عن السنة ليتسنى له رد كيد الروافض وحججهم الواهية كبيت العنكبوت. . .
أخواني عليكم بفضح الروافض في كل المنتديات. . .
هذه بعض عقائدهم من مصادرهم فأفضحوهم بها فهي منهم وإليهم. . .
وكما أوصى الشيخ عدنان العرعور حينما طلب من أهل السنة إذا قتلته الرافضة أن يأخذوا بثأره عن طريق القراءة من كتبهم المتناقضة. . .
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:16 ص]ـ
عزاؤنا أنهم منافقون وأنهم في الدرك الأسفل من النار وبئس القرار(55/474)
فوائد من كتاب الوجازة في شرح الأصول الثلاثة (متجدد)
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 07:32 م]ـ
بعض الفوائد اقتبستها من شرح الشيخ علي الخضير على الاصول الثلاثة أنقلها لكم للفائدة
-اسم الرسالة (الأصول الثلاثة) و اختار ابن القاسم و الشيخ محمد صالح العثيمين (الثلاثة أصول).
-زمن تأليف الرسالة لعل الشيخ ألفها بعد أن صار له دار و منعة لأنه تحدث في الرسالة عن الهجرة, و يحتمل أنه ألفها في عيينة و يحتمل في الدرعية.
-من شفقة المؤلف و محبته للسامع يدعو له بقوله (اعلم رحمك الله)
-قول المصنف (يجب علينا) لم يرد بها كلمة الواجب الإصطلاحي لأن ما أشار إليه يعتبر من الأصول و الأركان (أي معرفة الله و الدين و النبي هي أركان و أصول).
-قوله (علينا) يدخل فيه المسلم و الكافر و الجن كذلك.
- (العلم) هو المعرفة كما أراد المصنف وهو اختيار أبو الخطاب.
-إيمان المقلد صحيح وهو اختيار ابن قدامة و الشنقيطي
-لا تلازم بين العمل و الدعوة فيجب على من يفعل معصية أن ينهى غيره عن فعلها و يأمره بتركها.
يتبع ...
أبو معاذ
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 04:39 م]ـ
-الشرك أن تجعل لله ندا في الأسماء و الصفات أو الربوبية أو الألوهية.
-العبادة باعتبار المتعبد به: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه .... (تعريف شيخ الإسلام)
باعتبار التعبد: الذل و الخضوع لله بالطاعة.
-الشرك الأصغر لا يغفر على الراجح
-تعريف النبي: من أرسل إلى قوم مؤمنين يجدد رسالة الرسول الذي قبله, و الرسول: من أرسل إلى الكفار بشريعة جديدة.
-معنى الموالاة: المحبة و النصرة و المتابعة و الموافقة.
-ضابط المولاة الصغرى الغير مخرجة من الملة: كل ما يؤدي إلى توقير الكفار و احتراهم و تعظيمهم بشرط بغضهم و معاداتهم و تكفيرهم و عدم توليهم.
-الحنيف: هو المائل إلى التوحيد.
-الملة: ما تكرر فعله مما شرعه الله على لسان رسوله من العقائد و الأحكام.
يتبع ...
أبو معاذ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 06:36 م]ـ
-اسم الرسالة (الأصول الثلاثة) و اختار ابن القاسم و الشيخ محمد صالح العثيمين (الثلاثة أصول).
بارك الله فيكم أخي أبا معاذ، ولكن هنا تنبيه نبّه عليه معالي الشيخ صالح آل الشيخ:
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على (ثلاثة الأصول):
(الشيخ -رحمه الله تعالى- له رسالة أخرى بعنوان: (الأصول الثلاثة)، رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار تلك يقال لها: (الأصول الثلاثة) , وأما (ثلاثة الأصول) فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه (ثلاثة الأصول)، أو (الأصول الثلاثة)، لكن تسميتها المعروفة أنها (ثلاثة الأصول وأدلتها)) اهـ.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 02:23 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي علي على الملاحظة و لعل الشيخ أشار إلى وجود عدة رسائل شبيهة بهذه الرسالة حيث قال
المصنف رحمه الله ذكر في الدرر المجلد الأول أربع رسائل تقريبا كلها تتكلم عن ثلاثة أصول، وجامع الدرر رحمه الله جعلها متتابعة ابتداء من ص 125 إلى ص 158، أطولها الرسالة الأول من ص 125 إلى نهاية ص 136، وهي الرسمية المنشورة باسم الأصول الثلاثة، وقد نص المصنف على اسمها فقال: 1/ 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم سردها. وهذه الرسالة فيها زيادة ذكر الطاغوت ورؤسه وزاد في أولها تعلم ثلاث مسائل وفي آخرها ذكر مسائل اليوم الآخر.
والثانية أقل من الأولى وهي من ص 137 إلى نهاية ص 143. وزاد فيها ذكر نوعي التوحيد باختصار ـ الربوبية والألوهية ـ، ولم يذكر فيها مسائل الطاغوت ولا اليوم الآخر. ولا أصول الإيمان الستة.
أما الثالثة من ص 147 إلى 151. فقد كتبها متأخرا في الدرعية بطلب من الأمير: عبد العزيز بن محمد بن سعود، طلب من الشيخ رحمه الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها، وهي التي سماها المصنف ثلاثة أصول كم في النص التالي 1/ 147 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد: فاعلموا وفقكم الله لمراضيه، وجنبكم طريق معاصيه، أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة: معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن. ثم ذكرها وهي: الأصل الأول: في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك، الأصل الثاني: في معرفة دين الإسلام، الأصل الثالث: في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر فيها مسائل الطاغوت ولا اليوم الآخر. ولا أصول الإيمان الستة.
أما الربعة والأخيرة من ص 151 إلى 158، فذكر نوعي التوحيد باختصار ـ الربوبية والألوهية ـ،وذكر أصول الإيمان الستة مختصرا، لكن فيها بعض الألفاظ العامة مثل كلمة (ايش؟) وهي بمعنى ماذا؟.انتهى
ملاحظة:
الإختيارات و الترجيحات التي أذكرها هي للشيخ علي الخضير و ليست لي فأنا لست أهلا لذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/475)
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 09:16 م]ـ
يكون المرائي مشركا شركا أكبر في هذه الحالات:
-أن يدخل في الدين رياءا.
-أن يرائي بالأعمال التي تركها كفر كالصلاة مثلا.
-أن يكون الغالب على أعماله الرياء من حيث الكمية و هذا لا يصدر إلا عن منافق.
-إذا طرأ الرياء بعد العمل لا يضر
-كلمة الرب و كلمة الله إذا اجتمعا افترقا و أذا افترقا اجتمعا, إذا اجتمعا في السياق افترقا في المعنى, و إذا اجتمعا في السياق افترقا في المعنى.
-كلمة الرب و كلمة الله عند أهل البدع تأتي بنفس المعنى فلا فقر بين اجتماع و افتراق.
-الأدلة في معرفة الرب و انه الخالق المعبود ثلاثة:
1 - دليل فطري
2 - دليل عقلي
3 - دليل نقلي.
-أهل البدع عندهم أدلة اخرى فلسفية لإثبات وجود الله فقط لا لإثبات أنه المعبود, من ذلك دليل الأعراض و الأجسام.
-الأولى عدم ذكر الإسلام و الإيمان و الإحسان في أنواع العبادات لأن عادة أهل العلم ذكر هذه الأمرو في معرض الحديث عن مراتب الدين, كما سيفعل المصنف فيما بعد.
يتبع ....
أبو معاذ
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 07:07 م]ـ
-سؤال الأموات شرك أكبر مطلقا حتى لو سألهم ما يقدرون عليه لو كانوا أحياءا.
-مخاطبة الأموات من با العظة و العبرة جائز.
-الخوف الذي يؤدي بالشخص إلى ترك واجب أو فعل محرم بعض أهل العلم جعله من الشرك الأصغر و البعض الآخر جعله من جملة المحرمات.
-مراتب الأذية
1 - أذية شديدة غير محتملة وهو ما يسمى بالإكراه كالضرب الذي لا يحتمل و السجن الكثير.
2 - أذية فيها مشقة لكنها محتملة كالضرب المحتمل لا يجوز أن يخاف منها المرء فيفعل المحرم أو يترك الواجب
3 - أذية قليلة محتملة كالسب و السخرية فهذه كالالتي قبلها في عدم جواز الخوف الذي يؤدي إلى ترك واحب ...
4 - الوهن و الجبن: كالخوف من كل شيء و بعض الأشياء التي لا حقيقة لها.
-الرجاء:وصف قائم بالقلب يؤدي على التوقع و التأمل.
-التوقع من المخلوق فيما يقدر عليه مع الإعتماد عليه (الثقة التامة) شرك أصغر.
-الإعتماد على الأسباب شرك أصغر مثال الثقة بكثرة الجيش في حصول النصر, بنما الإرتياح للأسباب لا شيء فيه كمن أصلح سيارته و أعدها جيدا للسفر فهو يشعر براحة دون أن يثق ثقة تامة في عدم حصول المكروه.
-اختلف في حكم قول (توكلت عليك) بين مجيز و مانع.
-قول (متوكل على الله ثم عليك) لا يجوز التلفظ بها لأن المحذور في اللفظة نفسها سواء أفردها أم عطفها.
يتبع ....
أبو معاذ.
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:02 م]ـ
بارك الله فيكم أخي علي على الملاحظة و لعل الشيخ أشار إلى وجود عدة رسائل شبيهة بهذه الرسالة حيث قال
المصنف رحمه الله ذكر في الدرر المجلد الأول أربع رسائل تقريبا كلها تتكلم عن ثلاثة أصول، وجامع الدرر رحمه الله جعلها متتابعة ابتداء من ص 125 إلى ص 158، أطولها الرسالة الأول من ص 125 إلى نهاية ص 136، وهي الرسمية المنشورة باسم الأصول الثلاثة، وقد نص المصنف على اسمها فقال: 1/ 127 فإذا قيل لك: ما الأصول الثلاثة، التي يجب على الإنسان معرفتها؟ فقل: معرفة العبد ربه، ودينه،ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم سردها. وهذه الرسالة فيها زيادة ذكر الطاغوت ورؤسه وزاد في أولها تعلم ثلاث مسائل وفي آخرها ذكر مسائل اليوم الآخر.
والثانية أقل من الأولى وهي من ص 137 إلى نهاية ص 143. وزاد فيها ذكر نوعي التوحيد باختصار ـ الربوبية والألوهية ـ، ولم يذكر فيها مسائل الطاغوت ولا اليوم الآخر. ولا أصول الإيمان الستة.
أما الثالثة من ص 147 إلى 151. فقد كتبها متأخرا في الدرعية بطلب من الأمير: عبد العزيز بن محمد بن سعود، طلب من الشيخ رحمه الله، أن يكتب رسالة موجزة في أصول الدين، فكتب هذه، وأرسلها عبد العزيز إلى جميع النواحي، وأمر الناس أن يتعلموها، وهي التي سماها المصنف ثلاثة أصول كم في النص التالي 1/ 147 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد: فاعلموا وفقكم الله لمراضيه، وجنبكم طريق معاصيه، أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة: معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن. ثم ذكرها وهي: الأصل الأول: في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك، الأصل الثاني: في معرفة دين الإسلام، الأصل الثالث: في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر فيها مسائل الطاغوت ولا اليوم الآخر. ولا أصول الإيمان الستة.
أما الربعة والأخيرة من ص 151 إلى 158، فذكر نوعي التوحيد باختصار ـ الربوبية والألوهية ـ،وذكر أصول الإيمان الستة مختصرا، لكن فيها بعض الألفاظ العامة مثل كلمة (ايش؟) وهي بمعنى ماذا؟.انتهى
ملاحظة:
الإختيارات و الترجيحات التي أذكرها هي للشيخ علي الخضير و ليست لي فأنا لست أهلا لذلك.
ابو معاذ
كلمة (ايش) ليست عاميه وانما فصحى.(55/476)
سؤال في التوحيد حول التوكل
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[13 - 06 - 09, 07:39 م]ـ
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-
من أثبت سببا - يعني: ادّع ى أنه يحدِث ا لمسبب، أ و
يُحْدِث النتيجة - لم يجعله الله سببا، لا شرعا، ولا قدرا: فقد أشرك، يعني الشرك الأصغر.
هذه القاعدة صحيحة - في الجملة - لكن قد يُشْكِل دخول بعض الأمثلة فيها
ماهي هذه الأمثلة وهل يدخل في ذلك التمائم من القرآن
واذا كان هناك ما يشكل على هذه القاعدة هل يعد ذلك نقض للقاعدة فلا تصح ضابطا للشرك الأصغر
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[13 - 06 - 09, 07:41 م]ـ
ما معنى قول أهل العلم في بعض المسائل (نوع شرك أو نوع تشريك)
مع بيان بعض الامثلة اذا تفضلتم
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[13 - 06 - 09, 07:47 م]ـ
يقول الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله- في شرح كتاب التوحيد
والأظهر عندي أن قوله في هذا الحديث {لا يسترقون ولا يكتوون ولا
يتطيرون} أنه مخصوص بهذه الثلاثة.
لماذا هذه الخصوصية والعلة في هذا الحديث عدم التفات القلب الى غير الله وهذا ما ذكره الشيخ -حفظه الله-
وهذا القصد والالتفات حاصل في هذه الأشياء وغيرها
فلماذا الخصوصية
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:01 م]ـ
هل من مجيب يرحمكم الله
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:31 ص]ـ
اخي عبد الملك تجد دندنة حول سؤالك الاول واشكالات حول مسالة الاسباب في
موضوعي هل التبرك عبادة.وهو عبارة عن اشكالات طرئت علي حول مسالة
التبرك والاخذ بالاسباب. عرضتها على الاخوة لعل الله عزوجل ينفعني بمشاركاتهم
وتوجيهاتهم رعاهم الله واصلح احوالهم.
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[20 - 06 - 09, 04:46 م]ـ
أرجوا من أهل العلم والمشائخ المتخصصين التكرم والإجابة على سؤالي
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:10 ص]ـ
ضابط في الشرك الأصغر: من أثبت سببا, لم يجعله الله سببا، لا شرعا، ولا قدرا, فقد أشرك الشرك الأصغر.
هذا الضابط مفيد جدا في تحديد الأسباب التي يفعلها الناس , وهل هي من الشرك الأصغر أم لا , والشيخ ابن عثيمين يعمم هذا الضابط , ويجعله كليا حيث قال: في شرحه لكتاب التوحيد في باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ... :
" وكان لبس هذه الأشياء – يعني الحلقة والخيط ونحوهما – من الشرك، لأن كل (وانتبه لقول الشيخ " كل ") من أثبت سبباً لم يجعله الله سبباً شرعياً ولا قدرياً، فقد جعل نفسه شريكاً مع الله ".
وقال أيضا باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء:
" .... لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ولا بقدره، فهو مشرك شركاً أصغر ".
ولا يشكل على هذا الضابط كون بعض أمثلة الشرك الأصغر لا تدخل في هذا الضابط: كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت , ونحو ذلك من شرك الألفاظ , وكيسير الرياء , وكمن يخاف مذمة الناس فيترك ما أوجب الله عليه , فهذه ونحوها لا تدخل في الضابط المذكور لأنها لا تفعل على أنها أسباب , ولكن هي من الأصغر لأنها وسائل وذرائع للشرك الأكبر.
وأما التمائم من القرآن فمن رخص فيها من السلف فهي كالرقية بالقرآن وبالأدعية المأثورة , فهي عنده سبب شرعي , ومن حرمها ومنعها رأى أنها داخلة في عموم النهي " من تعلق تميمة فلا أتم الله له "
يبقى القول لِمَ لم يكن تعليق التمائم من القرآن من الشرك الأصغر , عند من يحرمها؛ لأنها ليست سببا شرعيا , ولا قدريا؟
فالجواب – والعلم عند الله – أن تعليق التمائم من القرآن , له جانبان:
الأول: جانب اعتقادي , وهو التعلق بالقرآن (أعني اعتقاد المعلِّق نفع القرآن وأنه سبب للشفاء) , فهذا جائز.
الثاني: جانب عملي , وهو التعليق , فتعليق القرآن لَمَّا كان فيه تعريض له للامتهان , وفيه وسيلة لتعليق تمائم ليست من القرآن, كان ممنوعا من هذه الجهة.
وللتوضيح أكثر انظر لقراءة القرآن ثم النفث في الماء , وأوضح من ذلك كتابة القرآن في إناء ثم غسله بالماء وشربه , فهذه الصورة شبيهة بصورة التميمة من القرآن في الجانب الاعتقادي , وتختلف عنه في الجانب العملي لخلوها من المحاذير التي سبق ذكرها , ولهذا أجازها كثير من السلف.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/477)
بارك الله فيك اخي عبد الوهاب الاثري. لكن اريد اخي ان انبهك على اشياء ربما بها يتضح لك قول الشيخ صالح حفظه الله.
هذه القاعدة صحيحة - في الجملة - لكن قد يُشْكِل دخول بعض الأمثلة فيها-كذا قال الشيخ صالح.
-اخي من اثبتت سببا لم يجعله الله عز وجل سببا شرعا ولا قدرا. فقد جعل نفسه شريكاً مع الله ".بمعنى
اما ان يكون جعل نفسه شريكا مع الله في الربوبية اذا اثبت سبب قدري. بمعنى انه يدعي انه يخلق سببا. او يخلق التاثير
في سبب يدعي انه يفعل ذلك استقلالا. فهذا شركه في الربوبية. لكن هل من ادعى هذا شركه شرك اصغر ام اكبر. اترك الجواب لك.
واما ان يثبت سببا شرعيا.وهو يعلم ان الله لم يجعله سببا. فهذا شركه في تشريع ما لم يشرعه الله وهو يعلم انه لم يشرعه.
وهل من فعل هذا شركه شركا اصغر ام اكبر. اترك الجواب لك. لكن ادلك على حديث ربما يساعدك على ذلك.
حديث عدي ابن حاتم في تفسير قوله تعالى -اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله-وان كان الحديث فيه ضعف. لكن
معناه صحيح عند العلماء. ومن المعنى الذي تضمنه. ان من اطاع العلماء في تحليل ما احله الله او تحريم ما حرمه الله وهو يعلم ان الله
لم يحلل ذلك ولم يحرم ذاك فقد خرج من الاسلام لانه يعد عابدا لذلك المشرع. لقوله صلى الله عليه وسلم -اليسوا يحلوا لكم
الحرام فتحلونه ويحرمون لكم الحلال فتحرمونه-قال عدي بلا يا رسول الله -فقال -تلك عبادتم- او كما قال صلى الله عليه وسلم.
فاذا كان التابع للمشرع على حسب الصورة المذكورة كافر. فكيف يكون حكم المشرع.
وانت تعلم ان الاعمال اسباب لدخول الجنة. فمن احدث عملا من عنده وادعى انه سبب لدخول الجنة وهو يعلم ان الله
لم يجعله سببا فقد جعل نفسه مشرعا مع الله. هل هو مشرك شرك اصغر ام اكبر.
اخي عد هذا اشكال.واعرضه على من تثق فيه من العلماء. وانا انتظر الجواب لاستفيد منه باذن الله. بار ك الله فيك اخي.
*اما عن القاعدة وانها مضبوطة يدخل فيها كل شيء. انا اتيك بمثالين. وانت انظر هل يدخلان فيها ام لا.
من تعبد لله ببدعة فقد اتخذها سببا يوصل الى الجنة. اي الاعمال اسباب لدخول الجنة. فمن تعبد لله ببدعة. فقد جعلها سببا
يوصل الى الجنة والى محبة الله ورضوانه. هل هو مشرك شرك اصغر.وهل هذا يعم كل البدع صغيرها وكبيرها. هذا في
من اتخذ سببا شرعيا.
اما من اتخذ سببا قدريا. فمثاله كالمتداوي بدواء. انت تعلم ان الدواء سبب للشفاء. فلو ان انسان شرب دواءا لم يجعله الله
عز وجل سببا لذلك الداء. فالمتخذ لذلك الدواء قد اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا لذلك الداء قدرا. وانت انظر ان كان
هذا شركا اصغر ام لا.
اما عن التمائم التي من غير القران. فاعلم ان متخذيها مادعوا انهم خالقين لها.
او انهم خلقوا فيها التاثير. ولو ادعوا ذلك لكفروا كفرا اكبر.
وكذلك لو ادعوا انها مؤثرة في نفسها استقلالا لكفروا ايضا. وانما كفروا كفرا اصغر باعتقادهم ان الله جعل فيها التاثير
شرعا او قدرا.
وهو لم يجعل فيها ذلك.لم يكفروا لانهم شرعوا مع الله ام خلقوا مع الله لان هذا كفرا اخر. والله اعلم.
اخي ما هذا الا اشكال ارجوا منك ومن صاحب الموضوع ان تفهموا كلامي على ما هو عليه وتعرضوه على من تثقوا فيه من العلماء
او طلبة العلم ان تيسر. وان شاء الله استفيد منكم ومنهم وارجوا ان تحسنوا الظن بي وانا في انتظار الاجابة.
ومن المناسب كذلك ان يذكر من له علم بالقاعدة اول من تكلم بهذه القاعدة. ومظانها في الكتب والمراجع. وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:23 ص]ـ
اما عن التمائم التي من القران. فاما ان تقول ان الله عزوجل جعلها نافعة مؤثرة ام لم يجعلها.
فان قلت ان الله عز وجل لم يجعلها نافعة مؤثرة لذا كانت غير مشروعة. لزمك ان تقول هي شرك اصغر. لان من اتخذها
وعلقها قد اتخذ سببا لم يجعله الله عزوجل سببا لا شرعا ولا قدرا. والقاعدة تقول.
من أثبت سببا, لم يجعله الله سببا، لا شرعا، ولا قدرا, فقد أشرك الشرك الأصغر.وهذا لا محيد لك عنه.
اما جوابك للاخ للاخ عبد الملك بان تعليق التمائم من القران له جانبان عقدي وعملي فصحيح. لكنه ليس جوابا لاشكاله. يتضح
ذلك فيما يلي.
الذي يحرم تعليق التمائم من القران يقول بانها ليست اسباب تحصل المطلوب. او انها لم يجعلها الله عز وجل اسبابا مؤثرة.
فيلزم من القاعدة ان يقول ان هذا شرك اصغر والا تناقض. فالقاعدة ربما لا تكون مطلقة تدخل فيها كل الافراد.
فلتجعل محل بحث وسؤال لمن هو اهل بان يسال
تنبيه/ يستدل كثير من الناس بتحريم التمائم من القران بعموم حديث *ان الرقى والتمائم والتولة شرك* فيلزمه من هذا ان يحكم
على التمائم من القران انها شرك بنص الحديث. والا تناقض. لا يقول تدخل في عموم النهي فتكون هي منهي عنها لكن ليست بشرك.
-وقد يستدل البعض على ان التمائم من القران على انها شرك لتعلق القلب باللوح او الورق المكتوب عليه القران. لكن لا بد لمن يقول
هذا ويحكم على ان التمائم القرانية شرك لا بد له من سلف. ومعلوم ان السلف اختلفوا في ذلك.لكن هل يوجد من قال منهم انها شرك.
-اما عن الاستفسار الذي طرحته الاخ عبد الملك عن قول العلماء في بعض المسائل انها فيها نوع تشريك.
فلتعلم ان العبد ملزم بطاعة الله ورسوله. فاذا عصى العبد الله ورسوله في عمل ما كان طائعا لهواه او لنفسه الامارة بالسوء
او للشيطان الذي وسوس له وحبب اليه المعصية. فلم تخلص طاعته لله عزوجل في ذلك العمل فكان فيه نوع تشريك في الطاعة
وان لم يصل الى درجة الشرك الاصغر او الاكبر. المهم يتكلم العلماء بنحو هذا الكلام في هذا الاشكال المطروح. والله اعلم.
ومع ذلك اقول للاخوة الكرام المشاركين في الموضوع.قاعدة الاسباب المذكورة انفا قد اشكلت علي كثيرا. لاني ما تصورت
دخول بعض الافراد فيها فمن وقف على كلام سديد لاهل العلم فليتحفنا به وجزاه الله خيرا. والسلام عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/478)
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:28 م]ـ
الأخ أبو عبد الرحيم الجزائري وفقك الله لما يحب ويرضى.
رأيت مشاركتك رقم (8) التي بعد مشاركتي (7) , وقد عزمت على الجواب عما ورد فيها من إشكال , رغبة في نفع إخواني ...
حتى رأيت مشاركتك رقم (9) وفيها قولك:
" فالقاعدة ربما لا تكون مطلقة تدخل فيها كل الأفراد. فلتجعل محل بحث وسؤال لمن هو أهل بأن يسأل ".
فعرفت أنك تشير إلى تقليل ما عند غيرك , عندها حمدت الله أن عافاني من الجواب على ما قلت , فالله جل وعلا أعلم حيث يجعل رسالته.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:19 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الوهاب وهداني الله واياك لما يحبه ويرضاه.
اخي لو نظرت في مشاركة صاحب الموضوع الاخيرة وهي قوله.
*أرجوا من أهل العلم والمشائخ المتخصصين التكرم والإجابة على سؤالي* ثم ربطت بينها وبين قولي -
- فلتجعل محل بحث وسؤال لمن هو أهل بأن يسأل -
لعلمت اخي ان عبارتي هذه لم تكن موجهة اليك او الى غيرك والله شهيد على ما اقول.
غاية ما في ذلك اني خشيت من صاحب الموضوع ان يعيد الجملة الانفة الذكر. فقلت ذلك ليعلم ان مشاركاتي ماهي الا اشكالات
طرئت علي في فهم عموم القاعدة على جميع الافراد. فعرضت الاشكال كاملا على ماهو عليه. لياتي الجواب كاملا ان شاء الله.
وكذلك قلت ذلك ليعلم صاحب الموضوع ان كلامي ليس جوابا لسؤاله لان العلم يؤخذ من افواه الرجال.
وكلامي هذا اخي عبد الوهاب ليس تبرئة لنفسي مما ظننته من عبارتي. بل هو تبيين لك اخي انك والله لم تكن مقصودا بها.
اما انك تجبني عن اشكالاتي واشكالات الاخ عبد الملك فان ذلك يعد من حسناتك علي وتكون مدينا علي بالفضل.
فتوكل على الله واحسن الظن باخوك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(55/479)
رسالة مختصرة فى الرد على العقلانيين
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى المرفقات تجدون رسالة مختصرة فى الرد على العقلانيين
للشيخ عبد المنعم الشحات حفظه الله تعالى(55/480)
هكذا ترتيب أحداث القيامة عند المحققين (صالح آل الشيخ)
ـ[أبوجواهر اليماني]ــــــــ[15 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
كتاب اتحاف السائل بما فى الطحاوية من مسائل
للشيخ صالح آل الشيخ
حفظه الله تعالى
[المسألة التاسعة]:
وهذه المسألة في ترتيب هذه الأشياء يوم القيامة، وهي مسألة مهمة.
فإنَّ ما يحصل يوم القيامة وما يكون فيه الذي جاء في الكتاب والسنة أشياء كثيرة، مثل ما ذَكَرْ قيام الناس، الحوض، الميزان، الصحف، الحساب، العرض، القراءة، تطاير الصحف، الكتاب، الصراط، الظلمة، وهذه أشياء متنوعة، فكيف ترتيبها؟
الظاهر والذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيبها كالتالي:
1 - إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر، ثم يقومون في أرض المحشر قياماً طويلا، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً؛ لأجل طول المقام ويقينهم بالحساب وما سيُجري الله - عز وجل - عليهم.
2 - فإذا طال المُقام رَفَعَ الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود، فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة إذا اشتد قيامهم لرب العالمين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
فمن مات على سنّته غير مًغَيِّرٍ ولا مُحْدِثٍ ولا مُبَدِّلْ وَرَدَ عليه الحوض وسُقِيَ منه فيكونُ أول الأمان له أن يكون مَسْقِيَاً من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه، فيُسْقَى منه صالح أمته.
3 - ثم يقوم الناس مُقاماً طويلاً ثم تكون الشفاعة العظمى -شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله - عز وجل - حساب الخلائق في الحديث الطويل المعروف أنهم يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم إلى آخره، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له: يا محمد، ويصِفُونَ له الحال وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك، يقول «أنا لها، أنا لها»، فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله - عز وجل - بمحامد يفتحها الله - عز وجل - عليه، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب. (1)
4 - بعد ذلك يكون العرض -عرض الأعمال-.
5 - ثم بعد العرض يكون حساب.
6 - وبعد الحساب الأول تتطاير الصحف، والحساب الأول من ضمن العرض؛ لأنه فيه جدال ومعاذير، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين وأهل الشمال كتابهم بشمالهم فيكون قراءة الكتاب.
7 - ثم بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب.
8 - ثم بعدها يكون الوزن، الميزان، فتوزن الأشياء التي ذكرنا.
9 - ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم، ولواء إبراهيم، ولواء موسى إلى آخره، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم، كل شَكْلٍ إلى شكله.
والظالمون والكفرة أيضاً يُحْشَرُونَ أزواجاً يعني متشابهين كما قال {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الصافات:22 - 23]؛ يعني بأزواجهم يعني أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة، ويُحْشَرْ منكري البعث مع منكري البعث، ويُحْشَرْ منكري الرسالة وهكذا في أصناف.
10 - ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله - عز وجل - الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار، فتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُم ْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى} [الحديد:13 - 14] الآيات، فيُعْطِيْ الله - عز وجل - المؤمنين النور فيُبْصِرُون طريق الصراط، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور فيكونون مع الكافرين يتهافتون في النار، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله.
11 - ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ويكون على الصراط، ويسأل الله - عز وجل - له ولأمته فيقول: «اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم». فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم وتَمُرُّ أمته على الصراط، كُلٌ يمر بقدر عمله ومعه نور أيضاً بقدر عمله، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله - عز وجل - له، ويبقى في النار يسقط في النار في طبقة الموحّدين من شاء الله - عز وجل - أن يُعَذبه.
ثم إذا انتهوا من النار اجتمعوا في عَرَصَات الجنة يعني في السّاحات التي أعدها الله - عز وجل -؛ لأن يُقْتَصَّ أهل الإيمان بعضهم من بعض ويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل.
12 - فيدخل الجنة أول الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين، فقراء الأنصار إلى آخره ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَرْ الأغنياء لأجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ولأجل محاسبتهم على ذلك.
إلى آخر ما يحصل في ذلك مما جاء في القرآن العظيم. أسأل الله - عز وجل - أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، وأن يعيذنا من سَخَطِهِ والنار.
اللهم لَقِّنَّا حُجَّتَنَا في القبور واجعلنا ممن يأخذه كتابه باليمين وتُحَاسِبُهُ حساباً يسيراً يا أكرم الأكرمين.
أسأل الله - جل جلاله - لي ولكم ولأحبابنا جميعاً ولمن له حق علينا المغفرة والرضوان، وأن لا يؤاخذنا بسيئات أعمالنا وأن يغفر لنا ذنوبنا فإنه سبحانه أهل للجود والكرم والمغفرة والرحمة.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم بارك على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/481)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[احمد عبدالعزيز عبدالله]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:44 ص]ـ
بارك الله فيك اخي، ولكن لم اجد فيما قرأت اعلاه - ان لم اهم - نزول الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء!. فاين ترتيب ذلك؟ ثم اين تقع ارض المحشر هذه، هل هي في السماء ام في الارض؟
انا أسالك هذا السؤال لأن الاشاعرة لا يؤمنون بنزول الرب بذاته لفصل القضاء.فارجو ان توضح ذلك.
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
وأين القنطرة؟(55/482)
إشكال حول قوله تعالى:فمن شاء ذكره
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[16 - 06 - 09, 12:22 ص]ـ
أيها الأحباب يقول تعالى في سورة المدثر
"فمن شاء ذكره" ويقول أيضا "ما يذكرون إلا أن يشاء الله"
أليس هناك تعارض متوهم بين الآيتين؟ فكيف نزيل هذا التعارض المتوهم؟
أرجو الإفادة ممن عنده علم
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 09, 02:58 ص]ـ
أيها الأحباب يقول تعالى في سورة المدثر
"فمن شاء ذكره" ويقول أيضا "ما يذكرون إلا أن يشاء الله"
أليس هناك تعارض متوهم بين الآيتين؟ فكيف نزيل هذا التعارض المتوهم؟
أرجو الإفادة ممن عنده علم
-1 - من المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان الله عزوجل له مشيئتان مشيئة كونية ومشيئة شرعية/
فالكونية هي كل ماشاء الله عزوجل له ان يقع في ملكوته. فكل مخلوق سواء كان عينا او وصفا وقع في الكون
بمشيئة الله عزوجل له وهو كذالك خلق لله. فهو الذي شائه وهو الذي خلقه. وقد يكون هذا المخلوق مما يحبه الله ويرضاه
وقد يكون مما يبغضه ويسخطه. اذ لا تلازم بين المشيئة الكونية والمحبة. فقد يشاء الله عز وجل ويخلق ما يكون مبغضا له
لترتب عبادات وغايات وحكم لا تتحقق الا بوجود ذلك المبغض.
اما المشيئة الشرعية او الارادة الشرعية فهي بمعنى المحبة.فهي كل ما اراده الله عزوجل من عباده ان يفعلوه
شرعا. فيدخل في هذا جميع افراد العبادة من واجبات ومستحبات.
والفرق بين المشيئتين/ان المشيئة الكونية واقعة لا محالة فكل ما وقع في الكون انما وقع بمشيئة الله وتقديره فبهذا
كانت هذه المشيئة داخلة في مراتب الايمان بالقدر. علم كتابة مشيئة خلق. وكذلك من الفروق بينها وبين المشيئة الشرعية
ان الكونية قد يكون المراد محبوب وقد يكون مبغض كما سبق.
اما الشرعية فقد تقع وقد لا تقع. فلا يلزم من الشيء ان يكون مرادا لله شرعا ان يقع. هذا ضابط. الثاني ان كل
ما شائه الله شرعا فهو محبوب له.
لذا كان المؤمن المطيع في عمله الذي اطاع الله فيه تحققت فيه المشيئتان الشرعية والكونية. فطاعته شائها الله شرعا
ووقوعها كان بمشيئته سبحانه كونا.
-اما الكافر فمعصيته شائها الله عز وجل كونيا. لا شرعا. فتخلفت في معصيته الارادة الشرعية لان الله عز وجل
لا يشاء الكفر والفسوق والعصيان شرعا فتنبه.
-2 - ومن عقيدة اهل السنة والجماعة ان للعبد مشيئة واختار هي مناط التكليف. اذ لولاها لانتفت الحكمة من التكاليف.
بل لانتفت الحكمة من الخلق.فيكون خلقه تعالى للمخلوقات عبثا لانهم مجبورون على اعمالهم. لان المجبور هو من
يفعل بلا ارادة منه ولا اختيار. فيكون تعذيب العاصي على هذا ظلما له وحشاه سبحانه عن ذلك فهو احكم الحاكمين.
-3 - وهذا الباب ظلت فيه طائفتان الجبرية والقدرية. فالجبرية نفت مشيئة العبد وسلبته اختياره. والقدرية نفت مشيئة
الله عز وجل الكونية. وقالت ان عمل العبد لا دخل لله عز وجل فيه. فعندهم ان ملك الله عزوجل يقع فيه ما لا
يريده ولا يشائه. فغلبت مشيئة العبد لفعله هذا مشيئة الله.
ومن هذا الباب دخل على بعض الجبرية مذهب الحلول والاتحاد. فانه لما كان عندهم ان العبد لا مشيئة له ولا اختيار.
فالفاعل ليس هو.كما يقولون الفاعل الحقيقي هو الله. والعبد كالالة التي يعمل بها. ثم بعد ذلك لما رأوا ان المخلوق
هو الذي يعمل. رأوا ذلك بام اعينهم. فيلتبس عليهم ما قرروه من ان الفاعل هو الله فلا يكادون يفرقون بين هذا الذي
قرروه وراوه. اما القدرية فقالوا بان العبد هو الذي يخلق فعله.فاثبتوا خالقين مع الله عزوجل.وهذا له علاقة بما سبق
اذ لما كا فعل العبد بدون مشيئة الله فلن يكون من خلقه طبعا. اذ لا يكون مخلوقا غير مراد في نفس الوقت.
فيكون سؤال الاخ مبنيا على معرفة ما سبق. فالذكر في الاية الاولى المشيئة المذكورة فيه مشيئة العبد. وفي الاية الثانية
المشيئة المذكورة فيه مشيئة الله الكونية. فالعبد اذا شاء الذكر كما في الاية الاولى فلا يقع هذا الا بمشيئة الله الكونية.
فلا تعارض بين المشيئتين. ويظهر لك جليا هذا في ما سبق في طاعة المؤمن كيف كانت بمشيئته ومع هذا كانت داخلة في مشيئة
الله. كما هو معتقد اهل السنة والله اعلم.
تنبيه
/ذكر الاخ صفوت سلام في مشاركته الاخيرة هذه العبارة-ففعل الله بمشيئة العبد وبمشيئة الله واذنه-
واظنه سبق قلم منه اعانه الله اذ فعله تعالى لا يتوقف على ارادة العبد له. وهذا من الضروريات التي لا تحتاج الى بيان.
واظنه رعاه الله اراد العبارة ان تكون هكذا
ففعل العبد بمشيئة الله وارادته واذنه.والله اعلم.
وانبه اخوتي اني دائم الاستفادة من بحوث ومقالات الاخوة الكرام لكن بدون مشاركة لاني اظن اني قد كفيت بالمباحث والفوائد المتناثرة
من الاخوة الافاضل واني اراهم احسن مني علما وفهما.فكانت الاستفادة هي المطلوب والنظر فيما سطروه هو المرغوب.
فاذا بي اقف على هذه العبارة التي كانت الدافع لي للمشاركة فان فيها تنقص عظيم لرب العالمين وان كان بدون قصد لذلك قطعا.
فما كان ينبغي لي ان اترك هذا بدون تغيير.فان كل مكتوب مقروء. والاعداء يتربصون بنا الدوائر وخاصة في هذا الموقع بالذات.
فرايت من المناسب ان اذكر مع ذلك ما هو مقرر في المعتقد حول المسالة.
.فالدين النصيحة. ومن راى منكرا فلا يسعه الا التغيير بالمستطاع. والله المستعان ولا حولة
ولا قوة الابه سبحانه وتعالى.
ولا تبخلوا علي حفظكم الله ورعاكم بتسديداتكم وتنبيهاتكم وفقكم الله لما يصلح دينكم ودنياكم.
لان اتكلم بكلام يقال لي فيه اخطئت خير من ادع كلام يقال لي فيه.قد رايت الكفر فما فعلت فيما قرات ورايت. فلا احب ان اقول تركته ومضيت.
اللهم اني استغفرك واتوب اليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/483)
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[17 - 06 - 09, 11:27 م]ـ
أشكر أخي على هذه الإجابة الوافية
ـ[محمد أبو مالك]ــــــــ[19 - 06 - 09, 12:57 م]ـ
اظن ان الأخ صفوت سلام اراد ان يثبت ان للعبد ارادة فى فعله وهى موافقة لمشيئة الله
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:18 م]ـ
ففعل الله بمشيئة العبد وبمشيئة الله واذنه-هذه العبارة لا يفهم منها الا ان فعل الله عز وجل متوقف على ارادة العبد وهذا الذي يظهر منها لذا عقبت على الاخ وذكرت انه قطعا لا يريد هذا لان هذا باطل قطعا ببداهة العقول مع انه من الضروريات التي لا يختلف فيها رجلان.
وشكرا بارك الله فيك اخي(55/484)
التفكير فريضة إسلامية: مناقشة لـ عباس محمود العقاد الحلقة الثالثة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - 06 - 09, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التفكير فريضة إسلامية: مناقشة لـ عباس محمود العقاد
الحلقة الثالثة
توطئة:
علاقة الإسلام بالعلم التقني الحديث، أو طلب العلم التقني الحديث من عند الغرب، قضية ثائرة منذ اتصل الشرق بالغرب في القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا. والحديث في علاقة الشريعة بالعلوم التقنية الحديثة أو طلب العلوم التقنية الحديثة من الغرب، حديثٌ لا يراد لذاته وإنما يراد لأشياءٍ أخرى. يتضح ذلك بالنظر في حال المتحدث ـ في هذه القضية أعني ـ، وبالنظر في سياق الحال الذي تعرض فيه هذه القضية.
عامةُ المنادين بالتقدم تقنياً كما تقدم الغرب ليسوا من المنشغلين بالتقنية الحديثة، و ليسوا من القائمين على تطوير المجتمعات الإسلامية تَقَنِياً، وإنما من المنشغلين (بالفكر) .. من المنشغلين بـ (الفن) و (الأدب)، أو من الشرعيين المنشغلين (بتحسين) صورة الإسلام أمام الغرب والشرق.
هذا ملحظ لابد من الانتباه إليه!!
والسياق العملي الذي يطرح فيه الحديث عن (تخلفنا التقني)، أو طلب ما عند الغرب والشرق من (تقدم تقني) هو القول بأن (التقدم) و (التطور) و (الرقي)، و (التحضر) لا يكون مع سيطرة المتدينين على عباد الله، كانوا مسلمين أم كانوا كافرين، وبالتالي على من يريد أن (يتقدم) و (يرتقي) و (يتحضر) أن ينبذ الدين وراء ظهره، تماماً كما فعلت أوروبا مع النصرانية.
هذا إن كان المتكلم علمانياً لا يؤمن بما أنزل على محمد وهو الحق من ربه.
وإن كان المتكلم من (الشرعيين) فإن الحديث يأخذ طريقاً ملتوياً إلا أنه يصل إلى ذات النتيجة أو قريباً منها!!
فتجد هؤلاء (الشرعيين) أو (الصحويين) يتحدثون عن (الانغلاق) و (التشدد) و (الكهنوت)، و (احتكار تفسير النص)، و كل هذا إزاحة للدين عن طريق التطاول على المتدينين. وليس ثَمَّ مَنْ يَطْعَنُ مباشرة في الدين، وإنما يطعنون في المتدينين؛ كل الطاعنين في الدين يأتونه من قبل الطعن في المتدينين.!!
الدعوة إلى التقدم التقني وما يتبعه من رقي مادي وحضاري ورفاهية في المعيشة. . الخ هي النقطة التي انطلق منها دعاة التغريب بالأمس، إذ كان الهدف المُعلن من الاتصال بالغرب عند من اتصل بهم وزيَّن للناس الاتصال بهم هو التقدم كما تقدموا، وغني عن الذكر أننا لم نحصل على شيء مما تكلموا به، وصار حالنا اليوم على هذه الحالة من التخلف المادي والعلمي. مع أننا امتثلنا أمرهم، وسرنا في دربهم واقتفينا آثارهم!!
ما شأن هذا بعبَّاس العقاد؟
أو ما شأن عبّاس العقاد بهذا؟
عبّاس العقاد كان يكتب في كل شيء، بدعوى الثورة على التخصصية، وبدعوى أنه موسوعي يفهم في كل شيء!!
وفي كتابه (التفكير فريضة إسلامية) تحدث باسم الشريعة لعامة المسلمين بأن يخرجوا ويتعلموا العلوم التقنية كي نتقدم كما تقدم القوم .. ينادي في الناس بأن ليس ثم ما يمنع من تعاطي ما يأتي من الغرب .. كل ما يأتي من الغرب .. (العلوم التقنية الحديثة) و (الموسيقى) و (الغناء) و (التمثيل) و (التماثيل) و (الفنون الجميلة) .. وليس فقط (العلوم التقنية الحديثة).!!
وقف يقول كل ذلك حلال.!!
عبّاس في هذا الكتاب يتسلل من أن العقل محل احترامٍ في الإسلام، وأن (التفكير فريضة إسلامية) إلى القول بأن نُعمل التفكير فيما يأتينا من الغرب .. ثم يُعْمِلْ هو التفكير ويقول: لا شيء حرام.!!
يبيح التمثيل والتماثيل
(العلوم التقنية) و (الموسيقى) و (الغناء) و (التمثيل) و (التماثيل) و (الفنون الجميلة) ليست حرام عند عباس العقاد. في هذا يتكلم عباس العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية.
ويستدل بأن لا تحريم مع انتفاء الضرر، وأن الزينة مباحة في الإسلام، وأن الصحابة كانوا يسمعون الغناء!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/485)
وهذا ينقله عن أستاذه محمد عبده، وعن ما تسرب من دراسات الاستشراق، وبرز هذا الكلام بشكل موسع في تلك الأيام، وكان الإطار العام هو التحدث للغرب بأننا مثلكم، لا (خير) عندكم لا يمكن لنا أن يكون عندنا مثله، وإن كان (رقصا) وإن كان (تمثيل) أو (تماثيل)، فلم يكن العقاد وحده من تكلم بهذا، وإنما نفر قبله ونفر بعده.
وكل الضرر في التماثيل، فثلثي بني آدام ممن يعبدون الأحجار في شرق المعمورة، بل تسعة أعشارهم (إذا اعتبرنا أن النصارى وثنيون بتقديسهم للصورة والأيقونات، بل إن النصرانية إنحراف وثني لم يخرج عن الوثنية كثيراً، هي الحقيقة وإن أنكروها)، وقد حدثنا الصادق الأمين بأن الناس سيعبدون ثانية اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. ومن له معرفة بعقلية إبليس، وكيف يفكر، يعلم أن الأصنام .. أو الصور .. أو الأوثان .. أو المشاهد هي محور أساسي في عقلية إبليس وقد شرحت هذا وبينته في مكانٍ آخر (1). فكيف يقول عباس وغيره بأن لا ضرر مع التماثيل؟!
والصحابة لم يسمعوا الغناء، بل حرموه والعقاد يكذب عليهم (2).
ولا أحد يقول بأن ما يعرضه أهل التمثيل مباح؟ لا أحد يقول بهذا. وقد كان حال التمثيل والممثلين في زمن العقاد أسوء بكثير من حالهم اليوم. حتى لا يبادرني أحدهم بالقول بأن الرجل رأى أطهاراً على الشاشات فتكلم بتلك الكلمات.
فالتمثيل و (الفنون الجميلة) ليست أبداً من المباح. وعملياً لا تنهض بالمباح (3) فلم يقل أحد أن النظر للساقطين والساقطات في شاشات السينما والتلفاز مباح أبداً، إلا عباس العقاد ومن قال بقوله.
قلتُ: أكثر الرجل من غزو النساء، وكانت كتاباته (الإسلامية) حال عشقه لإحدى الممتثلات (الفنانات) الصغيرات (مديحة يسري أعني)، ومعلوم أنها رفضته مع إعجابها بشخصه لكبر سنه ربما، إذ قد تجاوز الخمسين، فلربما حاول أن يركب حماراً من (الحلال) ليتفيء ظلالها .. ربما. وقد سبقه نموذج شهير، انحرف حين أعجب بإحداهن، وما وجد سبيلاً غير محاولة تحريف الملة لينال من قدِّ حبيبته، أعني بن عربي.
فقط أبين لحضراتكم فيما يتكلم العقاد في كتابه (التفكير فريضة إسلامية). ذاك الكتاب الذي ذاع صيته في كل مكان. وأبين لحضراتكم إلى أين ينتهي العقاد حين بدأ الحديث عن (التفكير)، أو عن احترام الإسلام للعقل. إلى حيث طه حسين، وقف بجواره يدعو بدعوته.!!
العقاد في هذه الجزئية مثل طه حسين ـ في هذه الجزئية أعني ـ فطه حسين (وهو صديق العقاد) قال: نأخذ منهم كل شيء، فثارت الدنيا عليه، وعباس العقاد عاد إلينا وسنَّ قلمه وراح يقول لنا ليس في ديننا ما يمنع ما يأتينا من الغرب من فنون وتمثيلٍ وتماثيل .. الخ. فما الفرق؟!
أثم فرق؟!
الفرق فقط في الأسلوب. بل حين تدقق النظر تجد أن العقاد أشد وطئة علينا من طه حسين.
فلا داعي ثانية أن نحفل بالعقاد، ونقول مفكر إسلامي يدافع عن الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ولا داعي أن نحفل بكتابة (التفكير فريضة إسلامية).
تخلفنا التقني من السبب؟
يا سادة!
التحدث عن (التطور) و (الرقي) و (تعلم العلم الحديث) ذر رمادٍ في العيون، الحقيقة أننا حين اتصلنا بالغرب ذهبنا إليهم لنتعلم منهم ما نهدم به ديننا، كانت البعثات أدبية .. عقدية .. تتعلم ما يضاد العقيدة، ولم تكن البعثات علمية تقنية كبعثات اليابان. فقد كان المتحدثون عن ضرورة أخذ ما عند الغرب من علوم حديثة في وادٍ وما يحدث على أرض الواقع في وادٍ آخر. والحقيقة أننا لم نحصل على شيء مما تكلموا به، وصار حالنا اليوم على هذه الحالة من التخلف التقني. مع أننا امتثلنا أمرهم، وسرنا في دربهم واقتفينا آثارهم!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/486)
والعجيب أنه إلى اليوم تجد بعض الشرعيين ممن يجنح للعقلانية في تناول المسائل الشرعية يتكلم من وقت لآخر عن التقدم التقني وأنه ضرورة، ويظنون أن سبب تخلفنا التقني ـ وبالتالي الحضاري كما يحلو لبعضهم تسميته ـ هو وجود النظرة المتشائمة للعلوم التقنية عند الإسلاميين، أو أننا بعد لم نأخذ بالأسباب اللازمة لذلك، ولم نحاول تلك المحاولة الجادة، وعلينا المحاولة من جديد وبذل الأسباب المادية وتيسير الفتاوى الشرعية المؤدية لذلك، فنشجع الموهوبين ونبرز مدى اهتمام الشرع بعلوم الطبيعة وتحريضه على عمارة الأرض.
وهذا الكلام منقوص ـ أقول منقوص ـ لا يمكن أن يُقبل وحده بل يحتاج لكلامٍ قبله وكلامٍ بعده، وهذه بعض الملحوظات تزيل الغبش وتجلي الحقائق في هذه القضية التي تتجدد من وقت لآخر.
أولا: من البديهي أن نتاج التقدم التقني في شتى المجالات عبارة عن وسائل تخضع لمن يتعامل بها، فهي في ذات نفسها لا توصف لا بحلال ولا بحرام، وإنما على حسب من يستخدمها،فمثلا الحاسوب (الكومبيوتر) والتلفاز، والأسلحة المتطورة، وفن العمارة، قد يستخدم في النافع وقد يستخدم في الضار، وذلك تبعا لمن يستخدمه.
وقد رأينا الكيمائي حين تَفْسُد أخلاقة ينتج المواد المتفجرة، والسموم المخدرة، ورأينا الطبيب حين تفسد أخلاقه يتاجر بالطب ويبتز المريض وقد يتعدى على الحرمات حال التشخيص. وجملةً لم تستفد البشرية كثيرا من الرقي المادي الذي جاءها على يد من لا خلاق لهم من العلمانيين، وتحولت المعمورة لساحة من الصراع والاقتتال، والمتاجرة بأرواح الناس وأموالهم، وفسد الجو والبر والبحر بل والطعام والشراب من نتاج الحضارة والرقي، كونها وسائل يتحكم فيها مَن لا خلاق لهم.
فالقضية الأولى التي لا بد من حسمها أولا هي ضبط الأخلاق. . . ضبط القيم قبل التقدم التقني حتى لا يعود علينا شرا ونجني منه حنظلا. وذلك عند الأفراد الذين يعملون في هذا المجال وعند الأمة التي تستعمل نتاج هذه العقول. والتقدم التقني بلا قيم صحيحة لا يأتي أبدا بخير.لذا إصلاح العقيدة أولاً، وهي قضية لا نتحرك إلا غيرها قبلها، أو معها، بل هي أولاً، ثم نتحرك منهاإلى غيرها. أو نتحرك لغيرها مستوثقين بوثاق منها .. هي الثابت ندور في فلكه بما يسمح لنا.
ثانيا: في الشرع ربطٌ واضح بين الإيمان بالله والرقي المادي والحضاري، أو بتعبيرٍ أدق جُعلَ الرقي الحضاري والمادي إحدى ثمار الاستقامة على شرع الله. قال الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]، والمصائب، والفساد في البر والبحر كله بسبب البعد عن طاعة الله عز وجل. قال الله {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41] وقال الله {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]
فبغير الإيمان بالله تنقلب وسائل التقدم على البشر ولا يستفيدون منها كما هو حاصل اليوم. ولهذا الأمر تنظير عقلي وتاريخي أوضحه في النقطة التالية.
ثالثا: لَمْ يتقدم العلم التقني مع اليونانيين والإغريقيين وتقدم مع العرب البدو الأميين ـ وهم أجدادي يرحمهم الله ـ.كيف حدث ذلك؟
في جملة واحدة: حدث ببركة الامتثال لأمر الله.
وتدبر.جاء في القرآن الكريم الحديث عن النظر في الأرض والتدبر في مخلوقات الله، مرة بصيغة الأمر بأن يسيروا في الأرض من أجل النظر وتدبر آيات الله في خلقه، ومرة بأسلوب الحض، ومرة بصيغة التراخي (ثم) تنادي على من ضرب في الأرض غازيا أو تاجرا أو زائرا أو مهاجرا أن ينظر حال السير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/487)
ففهم العربي البدوي الأمي ـ جدِّي يرحمه الله ـ المحب لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه مأمور بتدبر آيات الله الكونية، فعاد من الغزو ومن الترحال يتكلم عن أنواع الجبال (صخرية ورملية .. الخ) وعن أنواع الصخور، ويصف بعض الظواهر الغريبة وبالتالي يبحث لها عن تفسير، كأن يرى بحيرة ملحاء في وسط الصحراء فيقول أن البحر كان هاهنا يوما ما ثم انحسر بفعل الريح التي حملت الرمل ... وانتهى الأمر بعلم الجيولوجيا، وعاد بعضهم يصف النباتات وخرجوا علينا بعلم (المورفولوجي Morphology ) ، وقل مثل ذلك في نظريات الفلك والهندسة والطب. . الخ. تحول العلم من نظري إلى تجريبي فحدثت النقلة النوعية في العلم التقني. كل هذا ببركة الامتثال لأمر الله.
رابعا: الخطاب الشرعي أخروي. معنيٌ بالآخرة، وصلاح الدنيا يكون إحدى ثمار طاعة الله. بكلمات أوضح أتت الشريعة لتعبيد الناس لله، وعمارة الأرض يأتي في سياق مستلزمات تعبيد الناس لله، والعدل بين الناس يأتي كثمرة من ثمار عبادة الله في الأرض. فالخطاب الشرعي أخروي في جميع مفرداته وقضايا الدنيا تكون تبعا لقضايا الآخرة، مثلا الصلاة تعبد في جوهرها إلا أنها تثمر إصلاحا في واقع الناس {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: من الآية 45] ولكنها ما شرعت أساسا للنهي عن الفحشاء والمنكر بل النهي عن الفحشاء والمنكر إحدى أهدافها الفرعية، والزكاة فيها تكافل اجتماعي، ولكن التكافل الاجتماعي وسدِّ حاجة الفقراء ليس هو الأساس من فرض الزكاة وتشريع الصدقة وإنما {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103] {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37]،فتزكية النفس وتطهيرها لتنال رضوان الله والفوز في الآخرة هو المقصد الأول وغيره فرغ عليه ولا يقبل بدونه، وفي موسم الحج {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: من الآية 28] ولكن الحج لم يشرع أساسا لأغراض اقتصادية وإنما تأتي الأغراض الاقتصادية إحدى الأهداف الجانبية، وكذا الصوم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] هذا هو هدفه الرئيسي تحقيق التقوى، وتأتي أهداف جانبية للصوم منبثقة من هدفه الرئيسي مثل صلاح الفرد (الصائم) في بيئته ((وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)) (4)، فخطاب الشرع في الأساس لم يَفْصل الدنيا عن الآخرة، بل رتبهم فجعل هذا من ذاك، الأخروي يتحكم في الدنيوي والأخروي هو الأساس.
وفائدة هذا الكلام هو أننا لسنا معنيين بتقدم تقني وحضاري دون أن ننطلق من أساس شرعي. دون بناء قاعدة صلبة على مستوى الأمة والجماهير والأفراد المعنية بالبحث في هذا المجال. والنقطة التالية تزيد هذا الكلام وضوحا.
خامسا: إبراز التقدم التقني على أنه مطلب أساسي وملح، وخاصة حين يتكلم بهذا الكلام الشرعيون أدى إلى أن توجه طاقات الأمة إلى هذا المجال وانفضوا عن العلم الشرعي، فنحن نرى اليوم المتفوقين من أبنائنا يتجهون للكليات الخدمية مثل الطب بفروعه، وبالتالي توجَه إلى العلم الشرعي من لا يرغبه. . من حَمَلَهُ (المجموع) على دخول الكليات الشرعية. وانعكس ذلك على مستوى الدعاة في المساجد. فقد اعتلى المنابر قوم مكرهون وتجرأ عليهم العامة وصاروا يتندرون بفعالهم، وهي صورة واضحة جداً في مصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/488)
وبما قدمت من أنه لابد أولا من ضبط القاعدة الشرعية عند الجماهير وعند من يتوجهون للمجال التقني يلزم علينا أن نوجه طاقتنا الفاعلة للمجال الشرعي والتربوي حتى نفرغ من ضبط القيم. فهذه المرحلة ليست مرحلة التوجه للمجال التقني تحديدا. وقد قدمت أسباب ذلك.
سادسا: المساحة التقنية التي نتحرك فيها ـ نحن المسلمين ـ محدودة جدا، وهذا الكلام يفهمه كل ذي عقل، فالعقول تُستقطب لصالح الغرب الكافر أو الشرق الملحد، ولا يسمح لها أن تثمر في بلدها، ووسائل التقدم الحديثة بيد غيرنا ونحن المسلمين في البلاد الإسلامية سوق استهلاكية لما تنتجه عقول هؤلاء أو عقول أبناءنا عندهم ممن يحملون جنسيتهم.
في إحدى حلقات برنامج ساعة حوار بإذاعة ( B . B .C ) سأل مقدم البرنامج أحد أساتذة الاقتصاد في جامعة القاهرة: لماذا لم تتقدم مصر مع أنها تمتلك كل إمكانات التقدم من عقول وأرض وثروات الخ؟
فأجاب بجملة واحدة: لأن التقدم قرار سياسي في الأساس.
وهو والله الرأي. خريجي العلوم والهندسة والصيدلة ـ وهي الكليات المعنية بالتقدم التقني ـ مطحون بين الناس بحثاً عن رزقه.، وحاملي الدراسات العليا بالكاد يجدون قوت يومهم. وبعد أن يتخرجون يتحولون إلى أدوات لابتزاز الناس من أجل الحصول على لقمة عيشهم، وسلوا المستوصفات والمستشفيات الخاصة، ومصانع الأدوية وشركات الدعاية الدوائية.
إنه سياج غليظ مرتفع من حديد مطلي بالقطران لا تكاد تبصر آخره. أزيحوا هذه السدود ولن تجدوا حاجة للكلام على التقدم التقني. فهؤلاء هم السبب الرئيس في تخلفنا التقني، أبعدونا عن شرع ربنا، وفرطوا في ثرواتنا الفكرية والمادية، فهل يعقل قومنا؟!
سابعا: التكلمُ في التقدم التقني من قبل الشرعيين في القديمة، محمد عبده، وعباس العقاد ومَن يتكلمون اليوم، توريطةٌ من الخبثاء المكّارين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون. هدفها الرئيس هو تقديم بعض التنازلات الشرعية، ويتضح هذا حين يوضع أصحاب العمائم أمام أصحاب الكرافتات ويتصبب الشرعيون عرقا حين تتكلم هذه الذئاب البشرية بأنها أنطقت الحديد، وركبت الجو والبحر ونقلت بالصوت والصورة كل شيء من كل مكان وماذا قدم العمائم للناس ... اللهم هذا حلال وهذا حرام أو كما يعبر بعضهم بسخرية أحيانا: (هذا حرام وهذا حرام)؟!
وينقلب هؤلاء على الشريعة ليفكوا حالة الحرج والضيق هذه فيقولون الشرع لا يعارض العقل والشرع مع التقدم التقني والله أمرنا بعمارة الأرض،ويبترون النصوص من سياقها الفعلي والقولي لتنطق بمراد هذه الذئاب البشرية , و. .، و ينتهي الأمر بانحراف جديد في مفاهيم الشرع وليس بتقدم تقني كما أراد المشايخ ـ وفقهم الله ـ (5)
ثامنا: والعلوم التطبيقية بوضعها الحالي تحتاج لمراجعة شرعية أيضا، فهي تُدَرَّس بخلفيات علمانية، فآيات الله في كونه تفسر على أنها ظواهر طبيعية، والأمراض في مناهجنا نتيجة اختلال فسيولوجي (وظيفي) في جسم الإنسان، والعلاج بالدواء، والدواء هو المؤثر في المرض، وحين لا يؤثر العلاج فذلك إنما لأسباب تتعلق بكذا أو كذا، ودارسي هذه العلوم ومدرسيها بهم حالة من الاستعلاء على العلوم الشرعية وطالبي العلم الشرعي بل ومفاهيم الشريعة. ـ أتكلم عن المجموع لا الجميع ـ وبهذا تضيع الفائدة الشرعية التي يستند إليها الشرعيون في تدريس هذه المواد، فإن كنتم لا بد متكلمون ومزينون للناس تعلم هذه الأشياء فراجعوا هذه العلوم أولا من ناحية شرعية حتى لا تخرج لكم تقنيون يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
=======================
(1) انظر للكاتب (قراءة في عقلية إبليس) و (دور الشيطان في تحريف الأديان) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام،
(2) انظر تطاول عباس العقاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) عبارة عباس العقاد ملتوية يقول: (وليس من الحق أن فن التمثيل يضيق بالمباح المقبول من الشريعة الإسلامية) 905من موسعة دار الكتاب، ومفاد كلامه وكلام من ينقل عنه ومن يتكلمون بجواره في ذات الموضوع، أن التمثيل مباح. ولا داعي لاستحضار صورة ذهنية ليست موجودة اليوم ولم تكن موجودة في زمن العقاد لنتكلم عنها. فتلك من حيل من لا خلاق لهم.
(4) جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ـ عند البخاري كتاب الصوم / 1771، ومسلم. كتاب الصوم / 1944
(5) ولمزيد بيان راجع (محمد عبده: من زرعه ومن حصده) للكاتب، بالصفحة الخاصة في موقع صيد الفوائد، وشبكة القلم الفكرية. وموقع المختار الإسلامي.
مقالات وردت في المقال
قراءة في عقلية إبليس ( http://saaid.net/Doat/alkassas/114.htm)
أثر الشيطان في تحريف الأديان
( http://saaid.net/Doat/alkassas/100.htm)
محمد عبده: من زرعة ومن حصده؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/1.htm)
تطاول عباس العقاد على الصحابة ( http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm)
مقالات ذات صلة بالموضوع
التفكير فريضة إسلامية: الحلقة الأولى ( http://saaid.net/Doat/alkassas/135.htm)
التفكير فريضة إسلامية: الحلقة الثانية ( http://saaid.net/Doat/alkassas/136.htm)
من هو عباس العقاد؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm)
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm)
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد ( http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm)
عبقريات عباس العقاد: ليست إنتصاراً للإسلام ( http://saaid.net/Doat/alkassas/131.htm)
عبقريات عباس العقاد: إنكار للوحي 1 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm)
عبقريات عباس العقاد إنكار للوحي 2 ( http://saaid.net/Doat/alkassas/133.htm)
عبقريات عباس العقاد: ركوب للكذب واستخفاف بالعقول ( http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm)(55/489)
تنبيه لتأويل في أوضح المسالك وشرح الشيخ عبدالحميد
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كتاب (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) لابن هشام - رحمه الله - وفي باب الإضافة، حيث تكلم عن حذف المضاف، ومثل بقوله تعالى: (وجاء ربك) ثم قال: أي أمر ربك ..
وقد علق الشيخ محمد عبدالحميد - شارح الكتاب - على ذلك فقال كلاماً حاصله: أن هذا التقدير مرجوح، وأن المجيء لا يتعلق بالمعاني وإنما بالأجسام، ولما كان الله منزهاً عن الجسمية وجب تقدير مضاف مناسب، ثم قدّر المضاف وهو: (وجاء رسول ربك)
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ومعه عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك للشيخ عبدالحميد (3/ 150)
ولا يخفى ما في ذلك من مخالفة لمذهب أهل السنة، وموافقة لأهل التأويل المذموم، غفر الله للشيخين.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[16 - 06 - 09, 09:47 م]ـ
أحسن الله إليك أخانا أيا يعرب
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[17 - 06 - 09, 12:20 ص]ـ
أليس الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد من أهل السنة؟
أظنه غفل عن هذا و لم يكن عامدا؟
و الله أعلم
-
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 06 - 09, 01:46 ص]ـ
الشيخ محمد محي الدين رحمه الله أشعري.
يظهر ذلك في تعليقه على كتاب المسامرة شرح المسايرة للكمال بن أبي الشريف وينقل فيه من الاقتصاد للغزالي.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 02:20 م]ـ
أحسن الله إليك أخانا أيا يعرب
وإليك أخي الفاضل
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 06 - 09, 09:46 م]ـ
والشيخ محيي الدين وافق عامة الأشاعرة في مسألة الإيمان على مذهب المرجئة .. وللاستزادة ينظر تعليق الشيخ سفر الحوالي على كلامه في كتابه ظاهرة الإرجاء.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[19 - 06 - 09, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا غفر الله لك
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا غفر الله لك
وإيّاك أخي الفاضل
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[22 - 06 - 09, 12:15 م]ـ
جزيتم خيرا وغفر الله لي ولكم!
- طالب علم لا في العير ولا في النفير، سني سلفي وبس.
- تركتم الإمام ابن هشام وتعقبتم المعلق، لماذا هذا قدر وذاك أيضا - رحم الله الجميع -؟
- هذه أمور ومسائل في العربية فُرغ منها، أرى أنه لا فائدة في بعثها وتسويد الصفحات بها.
- ما قولكم في وسئل القرية؟ يقدر مضاف أم لا؟
- هذه سؤالات في شكل نقول تحتاج إجابة معتدلة شافية، لا همز فيها ولا غمز ولا لمز.
جاء في الفصل: (قال أبو محمد وهذا إنما هو فعل يفعله الله تعالى في سماء الدنيا من الفتح لقبول الدعاء وان تلك الساعة من مظان القبول والإجابة والمغفرة للمجتهدين والمستغفرين والتائبين وهذا معهود في اللغة تقول نزل فلان عن حقه بمعنى وهبه لي وتطول به علي ومن البرهان على أنه صفة فعل لا صفة ذات أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علق التنزل المذكور بوقت محدد فصح أنه فعل محدث في ذلك مفعول حينئذ وقد علمنا أن ما لم يزل فليس متعلقا بزمان البتة وقد بين رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض ألفاظ الحديث المذكور ما ذلك الفعل وهو أنه ذكر عليه السلام أن الله يأمر مالكا ينادي في ذلك الوقت بذلك وأيضا فإن ثلث الليل مختلف في البلاد باختلاف المطالع والمغارب يعلم ذلك ضرورة من بحث عنه فصح ضرورة أنه فعل يفعله ربنا تعالى في ذلك الوقت لأهل كل أفق وأما من جعل ذلك نقلة فقد قدمنا بطلان قوله في أبطال القول بالجسم بعون الله وتأييده ولو انتقل تعالي لكان محدودا مخلوقا مؤلفا شاغلا لمكان وهذه صفة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد حمد الله إبراهيم خليله ورسوله وعبده صلى الله عليه و سلم إذ بين لقومه بنقلة القمر أنه ليس ربا فقال فلما أفل قال لا أحب الآفلين وكل منتقل عن مكان فهو آفل عنه تعالى الله عن هذا وكذلك القول في قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله تعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر فهذا كله علي ما بينا من أن المجيء والإتيان يوم القيامة فعل يفعله الله تعالى في ذلك اليوم يسمى ذلك الفعل مجيئا وإتيانا وقد روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال وجاء ربك إنما معناه وجاء أمر ربك
قال أبو محمد لا تعقل الصفة والصفات في اللغة التي بها نزل بها القرآن وفي سائر اللغات وفي وجود العقل وفي ضرورة الحس إلا أعراضا محمولة في الموصوفين فإذا جوزوها غير أعراض بخلاف المعهود فقد تحكموا بلا دليل إذ إنما يصار إلى مثل هذا فيما ورد به نص ولم يرد قط نص بلفظ الصفات ولا بلفظ الصفة فمن المحال أن يؤتى بلفظ لا نص فيه يعبر به عن خلاف المعهود وقال تعالى للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ثم قال تعالى فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون فلو ذكروا الأمثال مكان الصفات لذكر الله تعالى لفظة المثل لكان أولى ثم قد بين الله تعالى غاية البيان فقال فلا تضربوا لله الأمثال وقد أخبر الله تعالى بأن له المثل الأعلى فصح ضرورة انه لا يضرب له مثل إلا ما أخبر به تعالى فقط ولا يحل أن يزاد على ذلك سيء أصلا وبالله تعالى التوفيق 2/ 132
وجاء في مقدمات أوضح المسالك: (ابن هشام عالم ورِع، لم يتهم باعتقاده، ولا بتدينه، ولا بسلوكه، وهو شافعي المذهب، وتحنبل في أواخر حياته6، وهذا يدل على أنه كان متعمقا في كلا المذهبين.)
وفي موضع آخر: كان ابن هشام، يتمتع بذكاء خارق، وذاكرة قوية، حيث استطاع أن يجمع عدة علوم، وأن يبرز فيها، وهو "المتفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مسهبا وموجوزا"4، وما يدلنا على مدى فطنته، وقوة حافظته حتى أواخر حياته، أنه حفظ مختصر الخرقي في دون أربعة أشهر قبل موته بخمس سنين"5.)
4 بغية الوعاة: 2/ 69.
5 المصدر نفسه.
6 المصدر نفسه، ص: 68.
- تذكر أخي أننا طلبة علم: نأخذ ونعطي، ونخطئ ونصيب، والحق في الكتاب والسنة وما وافقها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/490)
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[22 - 06 - 09, 12:24 م]ـ
جزيتم خيرا وغفر الله لي ولكم!
- طالب علم لا في العير ولا في النفير، سني سلفي وبس.
- تركتم الإمام ابن هشام وتعقبتم المعلق، لماذا هذا قدر وذاك أيضا - رحم الله الجميع -؟
- هذه أمور ومسائل في العربية فُرغ منها، أرى أنه لا فائدة في بعثها وتسويد الصفحات بها.
- ما قولكم في وسئل القرية؟ يقدر مضاف أم لا؟
- هذه سؤالات في شكل نقول تحتاج إجابة معتدلة شافية، لا همز فيها ولا غمز ولا لمز.
جاء في الفصل: (قال أبو محمد وهذا إنما هو فعل يفعله الله تعالى في سماء الدنيا من الفتح لقبول الدعاء وان تلك الساعة من مظان القبول والإجابة والمغفرة للمجتهدين والمستغفرين والتائبين وهذا معهود في اللغة تقول نزل فلان عن حقه بمعنى وهبه لي وتطول به علي ومن البرهان على أنه صفة فعل لا صفة ذات أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علق التنزل المذكور بوقت محدد فصح أنه فعل محدث في ذلك مفعول حينئذ وقد علمنا أن ما لم يزل فليس متعلقا بزمان البتة وقد بين رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض ألفاظ الحديث المذكور ما ذلك الفعل وهو أنه ذكر عليه السلام أن الله يأمر مالكا ينادي في ذلك الوقت بذلك وأيضا فإن ثلث الليل مختلف في البلاد باختلاف المطالع والمغارب يعلم ذلك ضرورة من بحث عنه فصح ضرورة أنه فعل يفعله ربنا تعالى في ذلك الوقت لأهل كل أفق وأما من جعل ذلك نقلة فقد قدمنا بطلان قوله في أبطال القول بالجسم بعون الله وتأييده ولو انتقل تعالي لكان محدودا مخلوقا مؤلفا شاغلا لمكان وهذه صفة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد حمد الله إبراهيم خليله ورسوله وعبده صلى الله عليه و سلم إذ بين لقومه بنقلة القمر أنه ليس ربا فقال فلما أفل قال لا أحب الآفلين وكل منتقل عن مكان فهو آفل عنه تعالى الله عن هذا وكذلك القول في قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله تعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر فهذا كله علي ما بينا من أن المجيء والإتيان يوم القيامة فعل يفعله الله تعالى في ذلك اليوم يسمى ذلك الفعل مجيئا وإتيانا وقد روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال وجاء ربك إنما معناه وجاء أمر ربك
قال أبو محمد لا تعقل الصفة والصفات في اللغة التي بها نزل بها القرآن وفي سائر اللغات وفي وجود العقل وفي ضرورة الحس إلا أعراضا محمولة في الموصوفين فإذا جوزوها غير أعراض بخلاف المعهود فقد تحكموا بلا دليل إذ إنما يصار إلى مثل هذا فيما ورد به نص ولم يرد قط نص بلفظ الصفات ولا بلفظ الصفة فمن المحال أن يؤتى بلفظ لا نص فيه يعبر به عن خلاف المعهود وقال تعالى للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ثم قال تعالى فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون فلو ذكروا الأمثال مكان الصفات لذكر الله تعالى لفظة المثل لكان أولى ثم قد بين الله تعالى غاية البيان فقال فلا تضربوا لله الأمثال وقد أخبر الله تعالى بأن له المثل الأعلى فصح ضرورة انه لا يضرب له مثل إلا ما أخبر به تعالى فقط ولا يحل أن يزاد على ذلك سيء أصلا وبالله تعالى التوفيق 2/ 132
وجاء في مقدمات أوضح المسالك: (ابن هشام عالم ورِع، لم يتهم باعتقاده، ولا بتدينه، ولا بسلوكه، وهو شافعي المذهب، وتحنبل في أواخر حياته6، وهذا يدل على أنه كان متعمقا في كلا المذهبين.)
وفي موضع آخر: كان ابن هشام، يتمتع بذكاء خارق، وذاكرة قوية، حيث استطاع أن يجمع عدة علوم، وأن يبرز فيها، وهو "المتفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مسهبا وموجوزا"4، وما يدلنا على مدى فطنته، وقوة حافظته حتى أواخر حياته، أنه حفظ مختصر الخرقي في دون أربعة أشهر قبل موته بخمس سنين"5.)
4 بغية الوعاة: 2/ 69.
5 المصدر نفسه.
6 المصدر نفسه، ص: 68.
- تذكر أخي أننا طلبة علم: نأخذ ونعطي، ونخطئ ونصيب، والحق في الكتاب والسنة وما وافقها
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:14 م]ـ
الأخ أبا زيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/491)
لا أدري ما هو مرادك بقولك: " ما قولكم في وسئل القرية؟ يقدر مضاف أم لا؟ "، فلو قيل لك: نعم، هل تريد بذلك إلزامه أن يقدر مضافاً في قوله تعالى: " وجاء ربك "؟ هذا لا يلزم، لأننا لو قلنا إننا نقدر مضافاً في الأول فهو لوجود قرينة، وهي منعدمة في الثاني.
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى في الرسالة: " باب الصنف الذي يبين سياقه معناه: قال الله تبارك وتعالى وهو يحكي قول إخوة يوسف لابيهم: " ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون " فهذه الآية في مثل معنى الآيات قبلها، لا تختلف عند أهل العلم باللسان أنهم إنما يخاطبون أباهم بمسألة أهل القرية وأهل العير، لأن القرية والعير لا ينبئان عن صدقهم ".
قولك: "هذه أمور ومسائل في العربية فُرغ منها، أرى أنه لا فائدة في بعثها وتسويد الصفحات بها "
ما هو المشار إليه بهذه أمور ... ؟!
أما ما نقلته عن ابن حزم فلا أدري ما الذي تريد السؤال عنه، فضلاً أنه لا صلة له بالموضوع، على أن اعتقاد ابن حزم في الصفات شر من اعتقاد الأشعرية، وهذا الذي نقلتَه عنه من إنكار الصفات بحجة أنها أعراض صريح في ذلك قال شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية: " وقد قاربهم - أي القرامطة - في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات وقرمطة في السمعيات فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور
وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور كان قد أحسن في مناجاة ربه وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته وأن الله أنكر على المشركين الذين امتنعوا من تسميته بالرحمن فقال تعالى وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا وقال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال تعالى كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم تتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب وقال تعالى قل ادعو الله أوادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه وإنما امتنعوا عن بعضها وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده
فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا وانتسابا أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية وأن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث منهم ".
أما قول ابن حزم: " ولم يرد قط نص بلفظ الصفات ولا بلفظ الصفة "
قلت: ماذا يفعل بما أخرجه البخاري في كتاب التوحيد عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب {قل هو الله أحد}. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال (سلوه لأي شيء يصنع ذلك). فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم (أخبروه أن الله يحبه.
وقد نبه الشيخ ابن العثيمين لمذهب ابن حزم عند شرحه لهذا الحديث من شرح البخاري الصوتي.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[22 - 06 - 09, 06:46 م]ـ
أحسنت أبا الحسنات، زاد الله فى حسناتك.(55/492)
في أسماء وصفات الله الحسنى
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 06 - 09, 10:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني عندي استفسار في موضوع الأسماء والصفات.
هل قام أحد العلماء قديماً أو حديثاً بجمع أسماء الله وصفاته التي هي مختصة به عز وجل ولا يجوز اشتقاقها أو نسبتها لغيره سبحانه؟ مثل الرحمن والرزاق وغيرها من الأسماء والصفات.(55/493)
هل التبرك عبادة؟
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 06 - 09, 02:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم/
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله-
سؤال /هل التبرك عبادة/
قبل الحكم في هذا بجواب كان ولا بد معرفة حقيقة التبرك اذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
وتهمني في هذا عبارة للشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله ورعاه قال فيها-
فالتبرك هو طلب الخير الكثير. وطلب ثباته.وطلب لزومه. فتبرك يعني طلب البركة. انتهى
وطلب البركة هنا ليست بلسان المقال لان هذا يسمى دعاء. بل الطلب هنا بفعل صاحبه رجاء حصول النفع من الشيء المتبرك به.
فاذا تصورنا ونظرنا في حال المتبركين وجدنا ان افعالهم تختلف باختلاف المتبرك به. فالمتبرك بماء زمزم تبركه كان بشربه. والمتبرك بالعلماء تبركه كان باخذ العلم عنهم والاقتداء بهم. والمتبرك بالحبة السوداء مثلا تبركه كان باكلها.
فهل يصح ان نسمي التبرك في هذه الافراد كلها بالعبادة.
مع العلم ان العبادة لا تثبت الا بالشرع. فاين ورد الامر بالتبرك او الثناء على فاعله.او الثواب على فعله. وهل يصح ان يقال التبرك عبادة وصرفه لغير الله كفرا اكبر .........
نعم قد يكون عبادة في بعض الافراد ليس لاجل ان التبرك عبادة. بل لاجل ان الفعل في تلك الحالة كان عبادة كما مثلنا بالتبرك بالعلماء. فان طلب العلم عنهم عبادة بنص الشريعة. فكان التبرك في هذه الحالة عبادة لاجل الفعل. وبالمقابل قد يكون مباحا كاكل الحبة السوداء وشرب ماء زمزم لان الاكل والشرب مباح ليس بعبادة. الى غير ذلك.
اليس التبرك جنس تدخل تحته افراد عديدة لا يكون الواحد منها عبادة الا اذا كان لذلك الفرد دليلا شرعيا يدل على انه عبادة. ويكون التبرك مباحا اذا كان الفعل مباحا. ويكون التبرك شركا اذا تبرك بصرف عبادة لغير الله عز وجل.
وهنا اشكال اخر/
يظهر تحت هذا السؤال- متى يكون التبرك شركا اكبر –
لو جعلنا الضابط هو اعتقاد النفع الذاتي في المتبرك به. اي اعتقد ان ذاك الحجر او الشجر مثلا ينفع بنفسه لا انه سبب. لزم من كلامنا ان المشركين ليس عندهم تبرك مخرج من الملة. الا اذا كان فيه صرف عبادة لغير الله عز وجل.
يظهر ذلك في ذكر حالات التبرك عند المشركين. فان كان/
-التبرك بفعل للمتبرك به ذلك الفعل قد ثبت شرعا انه عبادة. فهذا شرك في العبادة والالوهية و يسمى تبركا شركيا.
-وان كان بفعل اصله مباح كالتمسح بالمتبرك به وتعليق الاسلحة به كما في حال المشركين المذكورين في قصة ذات انواط. لكن صاحب هذا اعتقاد النفع والضر في المتبرك به كان هذا شركا اكبر في الربوبية وربما كذلك في الالوهية لان هذا الفعل متضمن لرجاء منفعة من المتبرك به. والرجاء عبادة قلبية من اجل العبادات لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل. لكن هذا النوع من التبرك لا يكون عند المشركين لانه قد تقرر ان شرك المشركين كان في العبادة وليس في الربوبية فهم لا يعتقدون ان الهتم تنفع وتضر.
-فلا يبقى من الحالات الا ان يتبرك بشيء يكون تبركه بفعل مباح في الاصل لكن اعتقد ان ذاك المتبرك به سببا من الاسباب ليس الا. فلو قلنا في هذه الحالة ان هذا شرك اكبر لزم اطراد الصورة في جميع احادها. فيكون كل من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا لا شرعا ولا قدرا مشركا شركا اكبر فيدخل في هذا ان كل من تعبد ببدعة ولو صغرت يكون مشركا لان تلك البدعة لم يجعلها الله عز وجل سببا يقرب اليه. وكذلك تدخل افراد قد تكون اقل من هذا.وهذا لا يستقيم.
ومن فرق بين الاسباب لزمه ان ياتي بضابط عليه دليل شرعي على تفريقه والا كان متحكما في الافراد والصور بلا برهان ولا بيان.
فهل يصح بعد هذا ان نقول ان تبرك المشركين الاوائل كما في قصة ذات انواط شركا اكبر ام ان شركهم كان في صرفهم العبادة لغير الله.
اشكال اخر /
ذكر الشيخ صالح ال الشيخ ضابطا يفرق به بين التبرك المخرج من الملة والذي يكون شركا اصغر لا يخرج من الملة.
فقال/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/494)
-فيكون التبرك شركا اكبر. اذا طلب بركتها. معتقدا انه بتمسحه بهذا الشجر او الحجر. او القبر او تمرغه عليه. او التصاقه به يتوسط له عند الله.فاذا اعتقد فيه انه وسيلة الى الله فهذا اتخاذ اله مع الله جلا وعلا وشرك اكبر. وهذا هو الذي كان يعتقده اهل الجاهلية في الاشجار والاحجار التي يعبدونها.وفي القبور التي يتبركون بها. يعتقدون انهم اذا عكفوا عندها. وتمسحوا بها. او نثروا ترابها على رؤوسهم. فان هذه البقعة. او صاحب هذه البقعة. انه يتوسط له عند الله جل وعلا.فهذا الفعل اذا رجع الى اتخاذ الانداد مع الله جل وعلا.وقد قال سبحانه * والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى * الاية.
المتامل في كلام الشيخ يجد ان هذا التبرك لا يخرج عن مسالة الاسباب ومسبباتها. يتضح ذلك بذكر صورتين للمسالة لا يخرج هذا التبرك عنهما.
الاولى – اما ان يجعل المتبرك الشيء المتبرك به سببا يقربه ويوصله الى الله فيصرف عبادة له فيكون تبركه شركا لاجل هذه العبادة المصروفة. لا لاجل الاعتقاد في السبب انه سبب.ويستدل لهذا بالاية التي ذكرها الشيخ.
الثانية- ان ياتي بنفس الاعتقاد السابق لكن لا يصحبه صرف عبادة بل يكون تبركه بفعل اصله في الشرع انه مباح كالتمسح وتعليق الاسلحة كما في قصة ذات انواط.فلو قلنا ان هذا شرك اكبر لزمنا اجراء الحكم في جميع الصور في مسالة الاسباب. اي من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا لا شرعا ولا حسا كان كافرا كفرا اكبر. وهذا لا يستقيم لانه يلزم منه تكفير اهل البدع برمتهم لانهم يتعبدون لله ويتقربون باعمال لم يجعلها الله عز وجل اسبابا تقرب اليه. ومن فرق بين هذه الصور لزمه دليل شرعي على التفرقة. وهذا النوع من التبرك الخالي من صرف العبادة لا يصح الاستدلال بالاية السابقة عليه.
-وكذا يمكن ان يستدل على هذا النوع على انه ليس بشرك مخرج من الملة بان الشرك اما ان يكون في الربوبية او الالوهية او الاسماء والصفات.
-اما انه شركا في الربوبية- فلا يصح لان المشركين يعتقدون ان النافع والضار هو الله.
-اما في الالوهية- فلا يصح لانه لاتوجد عبادة مصروفة.
-اما الاسماء والصفات- فكذلك لا يصح لان المتخذ للسبب الذي ليس بسبب شرعا ولا حسا لايثبت في السبب ما هو من خصائص الله عز وجل في باب الاسماء والصفات.
-وكذلك لا يقال ان اتخاذه ذلك السبب تنقصا لله يخرج به صاحبه عن الاسلام. لانه يلزم من هذا. ان كل من اتخذ سببا ليس بسبب يكون قد تنقص الله عزوجل تنقصا يخرج به عن الاسلام.والله اعلم.
فالخلاصة/ ان تبرك المشركين انما كان كفرا اكبرا لاجل صرفهم العبادة لغير الله. فيصح على هذا ان يقال ان عبادة المشركين لالهتهم افرادها كلها تدخل تحت مسمى التبرك لانهم ما عبدوها الا وهم يرجون من عبادتها حصول البركة والنفع كما في الاية.
اشكال/
فهل اتخاذ الاسباب التي لم يجعلها الله عز وجل اسبابا شرك في التوحيد.
ان جعلنا الشرك من باب التشريع وجعل السبب سبب. فهذا خاص بالله عزوجل. ومن ادعى انه يخلق السبب ويجعله مؤثر كان كفره كفرا اكبر. ومن شرع سببا من عنده مضاهيا لله في التشريع كان ذلك كذلك كافرا كفرا اكبر لان التشريع حق للرب عز وجل.تبقى الصورة مطروحة في الذي يتخذ السبب ويقول انه مؤثر معتقدا ان الله عزوجل جعله سببا مؤثر سواء شرعا او قدرا. فاين صورة الشرك في هذه الحالة.
و لما لا يجرى هذا في جميع صور المسالة. فيقال كل من اتخذ سببا لم يجعله الله عزوجل سببا قد اشرك.فيدخل في ذلك كل من تعبد ببدعة صغيرة كانت او كبيرة.لان الله عز وجل لم يجعلها اسبابا.بل يدخل في هذا ما هو اقل من هذا لمن تامل المسالة.
وهل يصح هذا الضابط/
من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا رجاء النفع الدنيوي من الله كان شركا اصغر قياسا على التمائم والودائع ونحوها. لانه يرجى فيها النفع الدنيوي.
اما من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا رجاء الثواب والقربة كان ذلك معصية وذنبا. لان هذه الصورة تصدق على البدع كبيرها وصغيرها ما لم تصل لى درجة الشرك.
ومع هذا يبقى الاشكال قائما في النوع الاول –
هل كل من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا رجاء النفع الدنيوي يكون فعله ذلك شركا اصغر. ولو كان فاعل ذلك مخطئا لعظم الشبهة في السبب على انه يحدث النتيجة كاختلاف الناس في دواء بعينه هل جعله الله عز وجل مؤثرا قدرا في ذلك الداء ام لا.
وهل يفرق على هذا بين ما تعظم فيه الشبهة ويكون محل خلاف بين الناس هل هو سبب ام لا.
فنخلص بالنتيجة التالية/
ان من اتخذ سببا لم يجعله الله عز وجل سببا رجاء النفع الدنيوي يكون فعله كفرا اصغر اذا كان ذلك السبب ليس سببا عند عقلاء الناس وليس فيه كبير شبهة يتعلق بها من اتخذه سببا. فان كان محل خلاف العقلاء او فيه شبهة ظاهرة كان متخذه مخطئا لا مشركا. والله اعلم.
هل يستقيم هذا الكلام
ارجو من الاخوة الافادة في الموضوع وابداء النصيحة لمن كان عنده علم في المسالة. فالمسالة والله التبست علي لبسا عظيما.
سبحانك اللهم بحمدك استغفرك واتوب اليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/495)
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:05 ص]ـ
ارجو من الاخوة الافادة في الموضوع وابداء النصيحة لمن كان عنده علم في المسالة. فالمسالة والله التبست علي لبسا عظيما.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:06 ص]ـ
هل أستطيع أن أفهم مما سبق أن التبرك ليس بشرك إنما الشرك في الاعتقاد المتعلق بالمتبرك به؟
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:06 م]ـ
اخي صالح الموضوع عبارة عن مجموعة اشكالات طرئت علي في مسالة التبرك.اردت ان اعرضها على الاخوة
لعلي استفيد من وراء مشاركاتهم. لكني ربما لم احسن سياق ما اشكل علي لاني رايت اني اطلت الكلام كثيرا
وكان يكفيني ان اختصر الاشكال في عبارات مختصرة وادق.
ولعلي اعرض بعض ما اشكل علي مبنيا على ما فهمت/
- ما هي حقيقة التبرك. وهل نستطيع ان نعطيه حكما يشمل جميع صوره.
- هل التبرك عبادة.
- هل تبرك المشركين بالهتهم كفر لاجل ان التبرك كفر. ام هو كفر لان تبركهم متضمن لصرف العبادة لغير الله.
- المشركين كانوا يعتقدون ان النافع الضار هو الله. فهل تبركهم بالهتهم كان شركا لاعتقادهم انها تنفع وتضر بنفسها. ام ان تبركهم كان شركا لاجل ما كان فيه من صرف العبادة لغير الله.
- هل الصورة التي طلبها الصحابة في قصة دات انواط صورة كفرية مخرجة من الملة. ام انها لا تصل الى حد الكفر المخرج. لان غاية ما طلبوا. ان تكون لهم سدرة ينوطون بها اسلحتهم رجاء البركة من الله لا منها. لان الكل كان يعتقد ان النافع الضار هو الله.
- هل الاعتكاف عند الشيء عبادة له. والمعتكف يطلب البركة التي يظن ان الله عز وجل جعلها فيه.
اما مسالة الاسباب والمسببات فقد نبهت على ما اشكل علي فيها تحت موضوع اشكال في التوكل وانا انتظر الجواب عليه هناك.
فارجوا من الاخوة من عنده معرفة بالباب ان لا يبخل علينا بما يراه جوابا لما اشكل. والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:35 م]ـ
للرفع
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:01 م]ـ
جواز التبرك بشخصه صلى الله عليه وسلم وأجزائه
فلهذا لا تمس القبور لقصد التبرك بتربتها أو لقصد التقرب إلى أصحابها؛ لأن ذلك من جنس العبادة، وقد سبق أن العبادة لا بد أن تصرف كلها لله، وإن كان التبرك في نفسه ليس عبادة؛ ولهذا جاز التبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان التبرك عبادة لما جاز بمخلوق. والتبرك بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمور الجائزة التي ينتفع بها في مجال الدنيا، ولكنه لا ينفع في مجال الآخرة، وهنا الفرق: فإن التبرك إنما ينفع في مجال الدنيا؛ لأن البركة معناها النماء الدنيوي، فيمكن أن يحصل عن طريق البركة شفاء مرض أو نحو ذلك، لكن لا يمكن أن تغفر به الذنوب، أو أن يدخل به الإنسان الجنة مثلاً، فهي نافعة في المجال الدنيوي فقط. وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبركون به، فكانوا يتبركون بوضوئه وبريقه ومخاطه وبكل شيء مسه، حتى شربت بركة أم أيمن بول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرب عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما دمه صلى الله عليه وسلم فقال له: (ويل للناس منك، وويل لك من الناس)، معناه أنه سيكون شجاعاً، وسيكون بشربه للدم أيضاً محل عداوة؛ فسيعاديه الناس كما عادوا الأنبياء، فالأنبياء هم أشد الناس بلاءً، وقد حصل ذلك. وقد كانوا يتبركون بكل شيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إن عروة بن مسعود حينما رجع إلى قريش من الحديبية وصف حال الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا معشر قريش! لقد وفدت على كسرى في ملكه، وعلى قيصر في ملكه، وعلى النجاشي في ملكه، فما رأيت أحداً منهم يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً، فوالله ما امتخط إلا وقع مخاطه في يد أحدهم فدلك به وجهه ورأسه، ولا توضأ إلا كادوا يقتتلون على وضوئه، ولا تكلم إلا أنصتوا حتى كأن على رءوسهم الطير. وكذلك فإن من التبرك به صلى الله عليه وسلم تبركهم بوضع يده في الماء كما حصل في عدة غزوات، فإنهم عطشوا في غزوة فلم يبق معهم إلا ماء قليل في ركوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه ذلك، فأمر بقدح، وأمر أن يصب الماء فيه، وجعل يده فيه، فجعل الماء يفور من بين أصابعه، والناس يستقون حتى ملئوا ما معهم من الآنية والظروف، فشربوا، وسقوا نواضحهم ودوابهم، وهذا الماء هو أفضل ماء على وجه الأرض إذ ذاك؛ لأن خير المياه الماء الذي نبع من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يقول أحد الفقهاء: وأفضل المياه ماء قد نبعْ بين أصابع النبي المتبعْ يليه زمزم فماء الكوثرِ فنيل مصر ثم باقي الأنهُرِ
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 09:23 م]ـ
ما ذكرت انما هو نقل لكلام الشيخ محمد الحسن الددو وفقه الله(55/496)
هل ورد شئ حول صفة الفم والشفتين لله
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[19 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
السلام عليكم
هل هناك أدلة من الشريعة أو اللغة أو نصوص من السلف والعلماء على هاتين؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 03:33 م]ـ
الاخ يسأل مستفهما و يجب علينا إرشاده لا غير
أخي الكريم حارث همام لا توجد أدلة على نسبة ذلك لله جل وعلا لا كتابا و لا سنة و لا أثرا عن أحد ممن مضى من سلفنا الصالح
لكن ما الذي جعلك تسأل هذا السؤال؟
هل ادعى احد ان السلفيين ينسبون ذلك لله؟
عموما نحن ما اثبته الله لنفسه و رسوله و لا نزيد على ذلك
وفقك الله
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 06 - 09, 06:46 م]ـ
أذكر أن بعضهم نقل عن أبي يعلى الفراء إن لم تخني الذاكرة المبالغة في الإثبات والقول بذلك ولعله نقله عنه شيخ الإسلام في بعض المواطن من الفتاوي .. وليس عليه دليل لا من كتاب ولا سنة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 11:30 م]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله: [ورأيت من أصحابنا ــ الحنابلة ــ من تكلم في الأصول بما لا يصلح وانتدب للتصنيف ثلاثة أبو عبد
الله بن حامد وصاحبه القاضي وابن الزاغوني فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام
فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجها زائدا
على الذات وعينين وفما ولهوات وأضراسا وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع وكفا وخنصرا وإبهاما وصدرا
وفخذا وساقين ورجلين،وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس،وقالوا يجوز أن يمس ويمس ويدني العبد من ذاته وقال
بعضهم ويتنفس]
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:54 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ مسلمة، سؤالي - بعبارة أخرى - كان: "هل جاء شيء في الشريعة عن هاتين حتى نثبتهما، أم لا فنتوقف؟ "
الأخ الدرعمي، إن أحد المبتدعة كرر علي السؤال عنهما في المنتدى الإنجليزي، فكيف يتم الجواب عنه علما بأن القاضي قد يكون قاله؟ بارك الله فيك.
الأخ أحمد، ماذا قال عن المسألة شيخ الإسلام تيمية إن كان هناك من عنده كلام حول المسألة؟ بارك الله فيك.
الأخ الواحدي، ماذا تقصد بنقل كلام ابن الجوزي؟
وعلى كل حال فوجدت هذا في نقض الإمام الدارمي:
"وأما قول من زعم أنه خرج من جسم فهو كافر فليس يقال كذلك ولا أراك سمعت أحدا يتفوه به كما ادعيت غير أنا لا نشك أنه خرج من الله تبارك وتعالى دون من سواه وذكر الجسم والفم واللسان خرافات وفضول مرفوعة عنا لم نكلفه في ديننا ولا يشك أحد أن الكلام يخرج من المتكلم"
ووجدت هذا في الرد على الجهمية والزنادقة:
"وكذلك الله تكلم كيف شاء من غير أن يقول بجوف ولا فم ولا شفتين ولا لسان"
فوجب فيهما التوقف والحمد لله.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:07 ص]ـ
لا القاضي ابو يعلى و لا ابن الجوزي من محققي الأئمة في بعض ابواب الاعتقاد و هذا امر معروف مشهور فابن الجوزي له كتاب دفع شبه التشبيه باكف التنزيه مال فيه رحمه الله عن اعتقاد السلف في باب الصفات الخبرية و اذكر ان ابا بكر بن العربي (و هو اشعري جلد) رحمه الله كان نقل عن احد العلماء و اظنه ابا يعلى ان لم تخني الذاكرة مقالة مفادها انه يلزمه كل شئ الا الفرج و اللحية لكن لم يفصح ابن العربي عمن نقل له ذلك فخبر كهذا يستراب فيه ايما ريبة بل يكاد يقطع المرء بعدم ثبوته عن ابي يعلى الا ان ابا يعلى رحمه الله لم يكن على جادة السلف في هذا الباب مثل غيره من ائمة الحنابلة كالاجري و المروزي و الخلال و ابن تيمية و غيرهم
فالاول يتثبت في نسبة هذه الاقوال هل قالها احد هؤلاء العلماء ام لا فان كان لا فقد كفينا مؤنة الرد و ان كان قالها فيكون من مردود الاراء لعدم قيام دليل عليه والله اعلم
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
بواسطة عبدالرحمن السديس
فائدة
قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في تعليقه على فتح الباري لابن حجر تحقيق الشيخ نظر الفاريابي 5/ 215:
قوله [ابن حجر] " ... مع أنه سبحانه وتعالى منزه على استطابة الروائح .. الخ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/497)
هذا الجزم من الحافظ رحمه بنفي الشم عن الله تعالى الذي هو إدارك المشمومات لم يذكر عليه دليلا إلا قوله: "إذ ذاك من صفة الحيوان" وهذه الشبهة هي بعينها هي شبة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وهي شبهة باطلة، فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به، ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه، وسائر صفاته، وصفة الشم ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها، وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث، وهو قوله:" لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ". ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إنه صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي أو الأثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد قال ابن القيم عند هذا الحديث:" ثم ذكر كلام الشراح في معنى طيبه، وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضا بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كانه قد بورك فيه فهو موكل به.
وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله، والرضا بفعله، وإخراج اللفظ عن حقيقته؟
وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له.
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به، و إلا كانت شهادة باطلة، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم.
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمثّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا، وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه؛ فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم، وأفعالهم لا تشبه أفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه، والعمل الصالح فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا. ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال؛ إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا، فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين، فقولوا: استطابة ليست كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجئ من هذا الباب.
الوابل الصيب ص44 - 54.
ويراجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=574277#post574277
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[20 - 06 - 09, 08:50 م]ـ
جزيتم خيرا أخانا أهل الحديث لكن السؤال عن الفم واللهوات .. ولم يرد عليها دليل لا من كتاب ولا سنة .. فحسبنا السنة والكتاب.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر صفة الفم والأضراس واللهوات أبو يعلى محمد ابن الحسين بن الفراء الحنبلي المتوفى سنة 458هـ في كتابه ((إبطال التأويلات لأخبار الصفات)):
استدل أبو يعلى بأثر لا يصح ### (2/ 387) ذكر الأثر الباطل التالي: ((كأن الناس إذا سمعوا القرآن من في الرحمن عز وجل يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قبل ذلك)) اهـ
وهذا مع كونه أثرا لا يثبت، ### فقال: ((اعلم أنه غير ممتنع إطلاق الفي عليه سبحانه)) اهـ!!
وأنه: ((صفة قد ورد الخبر بها)) اهـ!!
في (1/ 214) يذكر أبو يعلى خبرا باطلا نصه: ((يضحك الله .. حتى بدت لهواته وأضراسه)) اهـ!!
ثم يقول أبو يعلى (1/ 218): ((لا نثبت أضراسا ولهوات هي جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر، وإن لم نعقل معناها)) اهـ.
###
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك على التوضيح فقد كنت اظن ان هذا من جملة تشنيعات ابي بكر بن العربي رحمه الله و لم اطلع بعد على كتاب ابطال التأويلات
جزاك الله خيرا
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:41 م]ـ
تم النقاش حول المسألة في الإنجليزية هنا ( http://forums.islamicawakening.com/f15/uncovering-muslim-underscores-addiction-his-questioning-lips-etc-25793/)
ويبدو أن تكراره للسؤال عن الشفتين مبني على ما ورد في بعض كتب السلف من كلمة "مشافهة"، فنسب إثبات الشفتين إلى الحنابلة!!!
على أن معنى المشافهة معناها المخاطبة بلا واسطة، لا التكلم مع شفتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/498)
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:19 ص]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في غير موضع من كتبه: (أن المثبت عليه الدليل كما ان النافي عليه الدليل) انتهى كلامه رحمه الله تعالى
وباب الاسماء والصفات خبري توقيفي فماورد بالاسانيد الصحاح ثابتا فانه صفة كمال لاتشبه صفات المخلوقين كاليد والكف والساق والوجه والاصابع والكلام والعلو والاستواء وغيرها كثير مماثبتت به النصوص.وما نفي فيجب نفيه كالسنة والنوم واللغوب وغيرها كثير
مع مراعاة القواعد العامة في هذا الباب كقاعدة: ان الاثبات مفصل والنفي مجمل. وقاعدة ورد النفي وتفسبره
أما مالم يرد في كتاب ولاسنة ثابته فانه لاينفى كما انه لايثبت فاذا لم يرد الشرع الكريم به فانه يتوقف عن اثباته ونفيه لان عقل الانسان ليس هو الاصل والمرجع في الاثبات والنفي كما هو المشهور من أصول المتكلمين
وإنما الاصل الثابت المتبع هو الوحي من الكتاب والسنه واجماع سلف الامة فمن نفى عليه الدليل ومن اثبت عليه الدليل والتوقف في الاثبات والنفي بغير دليل هو قول جماهير علماء المسلمين لان النافي متكلف بما لاعلم له كذلك المثبت
والله تعالى اعلم
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 05:51 ص]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في غير موضع من كتبه: (أن المثبت عليه الدليل كما ان النافي عليه الدليل) انتهى كلامه رحمه الله تعالى
وباب الاسماء والصفات خبري توقيفي فماورد بالاسانيد الصحاح ثابتا فانه صفة كمال لاتشبه صفات المخلوقين كاليد والكف والساق والوجه والاصابع والكلام والعلو والاستواء وغيرها كثير مماثبتت به النصوص.وما نفي فيجب نفيه كالسنة والنوم واللغوب وغيرها كثير
مع مراعاة القواعد العامة في هذا الباب كقاعدة: ان الاثبات مفصل والنفي مجمل. وقاعدة ورد النفي وتفسبره
أما مالم يرد في كتاب ولاسنة ثابته فانه لاينفى كما انه لايثبت فاذا لم يرد الشرع الكريم به فانه يتوقف عن اثباته ونفيه لان عقل الانسان ليس هو الاصل والمرجع في الاثبات والنفي كما هو المشهور من أصول المتكلمين
وإنما الاصل الثابت المتبع هو الوحي من الكتاب والسنه واجماع سلف الامة فمن نفى عليه الدليل ومن اثبت عليه الدليل والتوقف في الاثبات والنفي بغير دليل هو قول جماهير علماء المسلمين لان النافي متكلف بما لاعلم له كذلك المثبت
والله تعالى اعلم
يراجع هذا الرابط فضلا وتكرما:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139261
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:33 م]ـ
زيادة توضيح
مما لاشك فيه ان النفي للصفات يحتاج الى علم من الكتاب او السنة او الاجماع
وبعض الصفات التي تناقض صفات الكمال لاشك انها تنفى لورود الدليل الخاص في اثبات صفة الكلام واثبات صفة الكلام يستلزم نفي ضدها فصفة القيوميه لله تعالى كم تنفي كثيرا من صفات النقص كالتعب والعجز والضعف
مثل مامثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى -بالمعده والامعاء- تعالى الله عن ذلك لان الله تعالى هو الصمد ومن نظر في تفسير ابن عباس رضي الله عنه والسلف الصالح في هذه الاية علم كمال هذا الاسم لله تعالى ونفي مايضادها من صفات النقص وبين الصفات التي لم يرد ماينفيها كما لم يرد مايثبتها فهذا النوع هو الذي يتوقف فيه لعدم ورود مايناقضه من صفات الكمال ولعدم ورود الشرع بالتوضيح مثل مامثل الشيخ البراك-بالاذن- نقلا عن احد الاخوة في الرابط الموجود بالاعلى.
فيها لان العقل ليس له مدخل في الصفات وانما يعتمد في هذا الباب على نصوص الكتاب والسنة والاجماع
والله تعالى اعلم
ـ[سامر المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:15 م]ـ
سبحان الله، أفيدوني بالله عليكم ما الذي يجعل علماء أجلاء يدقون على أبواب الغيب كذلك ويفتحوا على أنفسهم شبهات البدع من دون هدف؟ ما الذي يمكن استفادته من التنقيب وراء ذات الله في أمور شاء المولى ألا يظهرها لنا؟ أفكر في كل من كان عالما وجرح عقيدته بانضمامه للجهمية أو المعتزلة أو ما إلى ذلك.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
آمنتُ بالله.
أرجو من الإدارة حذف هذا الموضوع.
هذا بابٌ خطيرٌ للوسوسة والزندقة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/499)
قال القاضي أبو يعلى في إيضاح البيان: " وقال أحمد في الجزء الذي فيه الرد على الجهمية والزنادقة: وكذلك الله يتكلم كيف شاء من غير أن نقول جوف ولا فم ولا شفتان " نقله شيخ الإسلام في العقل والنقل (1/ 274) وفي شرح الإصفهانية.
والنص موجود في الرد على الزنادقة والجهمية ص35 طبعة المطبعة السلفية:
" باب ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى
فقلنا: لم أنكرتم ذلك؟
قالوا: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم وإنما كون شيئا فعبر عن الله وخلق صوتا فأسمع
وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين
فقلنا: هل يجوز لمكون أو غير الله أن يقول: {يا موسى * إني أنا ربك} (طه: 12) أويقول: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} (طه: 14)؟ فمن قال ذلك زعم أن غير الله ادعى الربوبية.
ولو كان كما زعم الجهمي: أن الله كون شيئا كان يقول ذلك المكون: {يا موسى إني أنا الله رب العالمين} (القصص: 30) وقد قال جل ثناؤه {وكلم الله موسى تكليما} (النساء: 164) وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} (الأعراف: 143) وقال تعالى: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} (الأعراف: 144) هذا منصوص القرآن.
فأما ما قالوا: (إن الله لا يتكلم) فكيف يصنعون بحديث الأعمش عن خثيمة عن عدي بن حاتم الطائي قال: [قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان]
وأما قولهم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان وأدوات، فقد قال تعالى: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن} (الأنبياء: 79) أتراها أنها يسبحن بجوف وفم ولسان وشفتين والجوارح إذا شهدت على الكافر فقالوا: {لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} فصلت: 21) أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان؟ ولكن الله أنطقها كيف شاء.
وكذلك الله يتكلم كيف شاء من غير أن نقول: بجوف ولا فم ولا شفتين ولا لسان
فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى إلا أن كلامه غيره فقلنا: وغيره مخلوق؟ قالوا: نعم قلنا: مثل قولكم الأول إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة وحديث الزهري قال: [لما سمع موسى كلام الله قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي وإنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ولي قوة الألسن كلها وأنا أقوى من ذلك وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك فقال سبحان الله! وهل أستطيع أن أصفه لكم؟ قالوا: فشبهه قال: هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله]
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:21 م]ـ
السلام عليكم
استغربت أنا كيف دعا بعض الإخوة إلى حذف هذا الموضوع.
كيف وقد ناقشَنا فيه المبتدعة بنصوص من كتب العلماء الحنابلة!؟ هل نسكت على تساؤلاتهم!؟ هل نلقي مثل هذه الأشياء وراء الظهر فرارا منهم!؟
كلا والله، سنقيِّم الأمور بميزان الكتاب والسنة. وها قد أوضحنا الأمر حول الشفتين وغير ذلك واتفقنا أن الأدلة التي استخدمت في إثبات هذه الصفة لا تنهض لذلك أصلا.
إني فتحتُ هذا الموضوع كطالب علم، واستفدتُ من المعلومات والنقول التي طُرحت، فما معنى أن هذا الموضوع مدعاة أو سبيل إلى "الوسوسة والزندقة"؟ إن هذا لشيء عجيب.
متعلق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37002
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139261
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42570
أقول: وهل دعا أحد إلى حذف هذه المواضيع أيضا؟
والسلام عليكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:18 ص]ـ
أحسنت اخي حارث همام، وجزاك الله خيراً على هذا التوضيح، وكنت قد كتبت مشاركة في الرد على هذا القول فكتفيت بما ذكرت ـ حفظك الله ـ وفيه الفائدة.(55/500)
المصادر التي نقل عنها شيخ الإسلام في كتبه
ـ[الباحث]ــــــــ[20 - 06 - 09, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثناء تصفحي لكتاب (موقف ابن تيمية من الصوفية) وجدتُ فائدة جميلة في (1/ 106) ملخصها أن شيخ الإسلام قد رجع إلى 43 كتاباً من كتب الصوفية للرد على مذاهبهم، ثم ذكر المؤلف - جزاه الله خيراً - أسماء هذه الكتب مواضعها في كتب شيخ الإسلام.
هذه الفائدة تبين لنا مدى الدقة في النقل عند شيخ الإسلام رحمه الله والأمانة العلمية التي يشهد له بها الكثير من الباحثين، وأن شيخ الإسلام حينما يرد وينسب معتقداً لطائفة أو شخص فإنه لا يأتي بها من عنده أو بكلام مرسل بل بأدلة ونصوص من كتب القوم.
فهل يوجد كتاب أو عدة كتب تناولت موارد شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه، فتبين لنا عدد كتب الفلاسفة والأشاعرة والمعتزلة وغيرها التي اعتمدها شيخ الإسلام رحمه الله في حكاية مذاهب هذه الفرق والرد عليها؟!
أرجو إفادتي في هذا الأمر بارك الله فيكم.(56/1)
المطلوب المساعدة فى هذا الموضوع لتخرج الطبعة فى حلة قشيبة من التحقيق والإتقان
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:01 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
أبشر الأخوة فى الملتقى بأن أحد الأفاضل قد قطع شوطا كبيرا فى تحقيق كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائى وسوف تكون هذه الطبعة أفضل الطبعات إن شاء الله
والمطلوب من الأخوة المساعدة فى أمرين
1 - إحصاء جميع الطبعات السابقة فقد وقف المحقق على أربعة منها فنرجو من كل من وقف على طبعة أن يذكرها ولو كانت تجارية
2 - على كل من وقف على خطأ فى مطبوعة الدكتور الغامدى الصادرة عن دار طيبة أن يذكره لنا وله جزيل الشكر حتى يستفيد منه المحقق
أتمنى من الأخوة أن يبدوا الاهتمام بالتعاون فى الموضوع بشدة لتخرج طبعة على أعلى ما يكون من الجودة والإتقان إن شاء الله
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:25 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 04:08 م]ـ
اقتراحي البسيط:
ضبط النص وتجويده على النسخ المتوفرة عنده
ولايرهق الأخ نفسه بتتبع اوهام الغامدي الكثيرة فقد أفسد الكتاب بحق.
وليحذر مما درج عليه المحققون من التعقبات السمجة والورع البارد لديهم من ذلك: تعقب الأئمة في ذكرهم مثالب بعض اهل البدع المتبوعين!
أبلغه سلامي ودعواتي له بالتوفيق والتسديد.(56/2)
نرجو تفصيل المسألة من السادة (موقف أهل السنة والجماعة من الروح)
ـ[عبدالرحمن عبدالعزيز محمد الوهابي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:35 ص]ـ
نرجو تفصيل المسألة من السادة
(موقف أهل السنة والجماعة من الروح)
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 07:10 ص]ـ
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} الإسراء85
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36(56/3)
مجمل عقيدة أحمد بن حنبل من كتاب طبقات الحنابلة (مهم)
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:33 م]ـ
أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري قال قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.
هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ....(56/4)
القول على الله بغير علم أعظم من الشرك
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[22 - 06 - 09, 06:52 م]ـ
قال بعض إخواني هناك ما هو أعظم من الشرك والكفر، ألا وهو القول على الله بغير علم
ودليله قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} حيث تدرج الله من الأخف إلى الأثقل فجاء القول على الله بغير علم بعده ونسب ذلك المعنى لشيخ الإسلام لأنه قال إن الشرك جزء منه
فقلت له لعل المراد أنه بعض أفراده ولا يعني ذلك أنه أعظم منه.
لاسيما أن العموم أعراض للألفاظ
فما رأي إخواني؟
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:12 م]ـ
و لقد سمعت الشيخ محمد حسان حفظه الله يقول بهذا القول، فاستحضرت قول الله عز و جل "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء" فتوقفت في هذا الكلام لأن الله تعالى جعل كل الذنوب تحت الشرك به.
و الله تعالى أعلم.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:40 م]ـ
و لقد سمعت الشيخ محمد حسان حفظه الله يقول بهذا القول، فاستحضرت قول الله عز و جل "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء" فتوقفت في هذا الكلام لأن الله تعالى جعل كل الذنوب تحت الشرك به.
و الله تعالى أعلم.
سمعت بعضهم يستدل بهذه الآية ويقول أن هناك ما هو أعظم من الشرك لأن الله يغفر ما دون الشرك ولا يغفر الشرك وما هو أعظم منه
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:09 م]ـ
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكبر الكبائر هي الشرك بالله تعالى،وأجاب من سأله عن أي الذنوب أعظم،فقال:أن تجعل لله ندا وهو خلقك.
فليس ذنب أعظم من الشرك بالله تعالى وكل ذنب هو دونه في المنزلة، وصاحبه داخل تحت المشيئة، بخلاف
الشرك فإن الوعيد فيه متحقق و نافذ.
والقول بأن لله ولدا وصاحبة وشريكا هو من الافتراء على الله ومن القول عليه بغير علم (ومن يشرك بالله فقد
افترى إثما عظيما).
فتحصل أن بين الشرك وبين القول على الله بغير علم خصوص وعموم، فكل شرك هو من القول
على الله بغير
علم،لكن ليس كل قول على الله بغير علم يكون صاحبه مشركا.فقد يقول الرجل في مسألة من مسائل الدين
برأيه وهو لا يعلم فيها حكما لله أو لرسوله، أو لعدم قيام الحجة عنده بما بلغه من الادلة لأسباب توجب ضعف ذلك
الدليل لديه، فلا يكون بذلك مشركا بالله تعالى، الا ترى الى ابن مسعود يسأل عن مسألة فيقول: (اقول فيها
برأيي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان؟
وقول من قال: هناك ما هو أعظم من الشرك لأن الله يغفر ما دون الشرك ولا يغفر الشرك وما هو أعظم منه هو من القول على الله بغير علم الذي لا يكون قائله مشركا. والله المستعان.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:43 ص]ـ
لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف
الشرك أعظم الذنب
بذلك دل الدليل من الكتاب والسنة
ودلالة التدرج التي ذكرها أخونا لا نسلم بها
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:52 ص]ـ
لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف
الشرك أعظم الذنب
بذلك دل الدليل من الكتاب والسنة
ودلالة التدرج التي ذكرها أخونا لا نسلم بها
والله يا أخي لا أقول بها ولا أصدق بها ولكن منذ أن سمعتها وهي شبهة عالقة بقلبي فقلت لعلي أذكرها فقد يزيلها عني من له علم
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:30 ص]ـ
لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف
الشرك أعظم الذنب
بذلك دل الدليل من الكتاب والسنة
ودلالة التدرج التي ذكرها أخونا لا نسلم بها
نعم ... لو سكت من لا يعلم لقلّ الخلاف!
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:
((وقد حرم الله ـ سبحانه ـ القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها؛ فقال ـ تعالى ـ: (قُُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33].
فرتّبَ المحرمات أربع مراتب:
وبدأ بأسهلها وهو الفواحش.
ثم ثَنَّى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم.
ثم ثَلَّث بما هو أعظم تحريما منها وهو الشرك به سبحانه.
ثم ربَّع ما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم. وهذا يعم القول عليه ـ سبحانه ـ بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه.
ومما يدل أيضًا على أنه من كبائر الإثم: قول الله ـ تعالى ـ: (وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النحل/116 - 117.
فتقدم إليهم ـ سبحانه ـ بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه، وقولهم لما لم يحرمه: هذا حرام، ولما لم يحله: هذا حلال، وهذا بيان منه ـ سبحانه ـ أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أحله وحرمه)) انتهى من (إعلام الموقعين): (1/ 38).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/5)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:05 م]ـ
ألا يمكن أن يقال
الشرك أعظمها ذنبا
والقول على الله بغير علم أعظمها ضررا
لأن المشرك قد يكون في حاله، وقد يخرج من صلبه الموحدون أما القائل بغير علم يضر نفسه وغيره ويجعل الحق باطلا والباطل حقا ويخرج الموحدين من بساتين الإيمان جيلا بعد جيل وهكذا
والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:29 م]ـ
وقال رحمه الله في مدارج السالكين 1/ 372 - 374
وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريما وأعظمها إثما ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال بل لا تكون إلا محرمة وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال.
فإن المحرمات نوعان محرم لذاته لا يباح بحال ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت قال الله تعالى في المحرم لذاته قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال والإثم والبغي بغير الحق ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به وتغيير دينه وتبديله ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثما وهو أصل الشرك والكفر ووعليه أسست البدع والضلالات فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب الآية.
فكيف بمن نسب إلى أوصافه سبحانه وتعالى ما لم يصف به نفسه أو نفى عنه منها ما وصف به نفسه؟
قال بعض السلف ليحذر أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم الله كذا فيقول الله كذبت لم أحل هذا ولم أحرم هذا يعني التحليل والتحريم بالرأي المجرد بلا برهان من الله ورسوله.
وأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم فإن المشرك يزعم أن من اتخذه معبودا من دون الله يقر به إلى الله ويشفع له عنده ويقضى حاجته بواسطته كما تكون الوسائط عند الملوك فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس إذ القول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والإبتداع في دين الله فهو أعم من الشرك. والشرك فرد من أفراده.
ولهذا كان الكذب على رسول الله موجبا لدخول النار، واتخاذ منزلة منها مبوءا، وهو المنزل اللازم لا يفارقه صاحبه لأنه متضمن للقول على الله بلا علم كصريح الكذب عليه لأن ما انضاف إلى الرسول فهو مضاف إلى المرسل والقول على الله بلا علم صريح افتراء الكذب عليه ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا. اهـ
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أحبتي في الله وإخواني في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم من المنتفعين المتعلمين وأن يصلح لنا ولكم النيات وأن يعيذنا وإياكم من فتنة القول والعمل
إخواني الأكارم
ما أيسر أن لا يعدم الواحد منا ردا على موضوع ما
وما أيسر أن يجد من كلام أهل العلم ما يؤيد مذهبه وينصر رأيه
وأنا أعيذ نفسي وإخواني أن يكون حالنا كذلك
وإنما شأن أهل التقوى وغايتهم الوصول إلى الحق الذي يرتضيه الله رب العالمين
وأما ما يتعلق بمسألتنا هذه فأقول وبالله التوفيق والسداد
القول على الله بغير علم باب واسع يدخل فيه أبواب من المحرمات ويشمل أصنافا كثيرة مما نهى الله ورسوله عنه
فيدخل فيه ما يوصف بالمكروه ويدخل فيه الحرام وتتغلظ بعض أنواعه عن بعض حتى تصل بعض أنواعه إلى أغلظ الشرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/6)
فمن نسب إلى الله الولد فهو من القول على الله بغير علم وكذا من نسب لله سبحانه وتعالى الصاحبة تعالى الله عما يقول الظالمون
وهذا أعظم الشرك والكفر
قال سبحانه
قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون (68) قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون (69) متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون
ويدخل في القول على الله أيضا تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم سبحانه وهذا مما نعاه الله على أهل الجاهلية
قال سبحانه وتعالى
ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون
وقال سبحانه
يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
وقال سبحانه
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
وهذا باب واسع جدا يشمل كل من تكلم في دين الله بغير سلطان من الله وبغير حجة بينة وهو أصل في الرد على أهل البدع الخائضين في دين الله بغير هدى
ويدخل فيه أيضا ما هو أهون من ذلك من أصحاب الوجوه الشاذة والضعيفة من أهل المقالات حتى لا يبعد أن يدخل فيه من تكلم في الفقه بلا حجة صحيحة
حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيمن جعل ما ليس مفطرا مفطرا
قال رحمه الله
واذا لم يكن على تعليق الله ورسوله للحكم بهذا الوصف دليل كان قول القائل ان الله ورسوله انما جعلا هذا مفطرا لهذا قولا بلا علم وكان قوله (ان الله حرم على الصائم ان يفعل هذا (قولا بان هذا حلال وهذا حرام بلا علم وذلك يتضمن القول على الله بما لا يعلم وهذا لا يجوز
ومثل هذا ما قال ابن القيم رحمه الله في بعض أهل التقليد فقال: وأيضا فنقول لكل من قلد واحدا من الناس دون غيره ما الذي خص صاحبك أن يكون أولى بالتقليد من غيره فإن قال لأنه أعلم أهل عصره وربما فضله على من قبله مع جزمه الباطل أنه لم يجيء بعده أعلم منه قيل له وما يدريك ولست من أهل العلم بشهادتك على نفسك أنه أعلم الأمة في وقته فإن هذا إنما يعرفه من عرف المذاهب وأدلتها وراجحها من مرجوحها فما للأعمى ونقد الدراهم وهذا أيضا باب آخر من القول على الله بلا علم
وأعود فأقول من هاهنا يتبين أن القول على الله بغير علم يدخل فيه أجناسا كثيرة بعضها أغلظ من بعض ولا يمكن أن يكون جميعها أغلظ من الشرك
نعم بعضها شرك وكفر كمن ادعى لله الصاحبة والولد
وبعضها هو من جنس الحرام
وبعضها قد ينزل عن ذلك
فقد تختلف على المجتهد الحجاج ويكون بين أن يكون قوله قولا على الله بغير علم وأن يكون اجتهادا سائغا مقبولا شيئا لا يدركه غير أهل الاجتهاد
وفي ذلك يقول:
وقد يخطر على بالك أن تقرير الأئمة المجتهدين لبعض الوقائع أحكاماً من طريق الاستنباط، قد يستندون في ذلك إلى دليل يفيد الظن بالحكم، ولا يصل إلى أن يفيد العلم به، فيكون إفتاؤه من قبيل القول على الله بغير علم، ويزاح هذا الخاطر بأنه قد انضم إلى ذلك الدليل الظني أصل انعقد عليه الإِجماع وأصبح مقطوعاً به، وهو أن كل مجتهد بحق يكون حكم الشرع في حقه أو حق من يتابعه هو الحكم الذي أداه إليه اجتهاده، وبمراعاة هذا الأصل المقطوع به لم يكن المجتهد المشهود له بالرسوخ في العلم قائلا على الله ما لا يعلم أ. هـ
تفسير الوسيط - (1/ 270)
وأختم فأقول
من قال أن القول على الله أعظم من الشرك لا شك أنه عنى ما بينا من بعض أجناسه التي هي شرك بالله العظيم
وإلا فمن ذا الذي ينكر أن في بعض ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى وغيرهما ما هو خارج عن الشرك
ومن أجمل ما قرأت في ذلك كلاما للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى يقسم فيه أجناس هذا الباب
فيقول
أحب أن أوجه إلى إخواننا عامة المسلمين التحذير من الفتوى بغير علم فإن الفتوى بغير علم جناية كبيرة حرمها الله عز وجل وقرنها بالشرك في قوله (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) فإن قوله سبحانه (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) يشمل القول على الله
في أسمائه
وصفاته
وفي أفعاله
وأحكامه
فالذي يفتي الناس بغير علم قد قال على الله ما لا يعلم ووقع فيما حرم الله عليه فعليه أن يتوب إلى الله وعليه أن يمتنع عن صد الناس عن سبيل الله.
فتاوى الحج من برنامج نور على الدرب للشيخ بن عثيمين 001 - (1/ 117)
تنبيه
ما استدل به بعض الإخوة الكرام من دلالة السياق ((الترتيب)) في الآية دلالة ضعيفة وقد تدخل في دلالة الاقتران بل هي أضعف منها فدلالة الاقتران عند جمهور الأصوليين ضعيفة ودلالة السياق أضعف منها
وصلى الله على نبينا محمد وآله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/7)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:06 ص]ـ
جزى الله أخانا أبا القاسم المصري خيرا على هذا التفصيل الطيب ..
وهنا أمرٌ أحب أن ألفت النظر إليه، وهو قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} أن لفظة (دون) تعني الأقل وليس (غير) إذ هناك من الكفريات التي لا يغفرها الله تعالى وليس من الشرك، كالاستهزاء بآيات الله ورسوله، وقتل الأنبياء وتحريف كتب الله، ومظاهرة الكافرين على المؤمنين، والدعوة إلى عبادة الأوثان، وتبديل شريعة الله، وإنكار المعاد أو الشك فيه ... إلخ هي مما لا يغفره الله تعالى.
فليست كل النواقض التي تُخرج من الإيمان إلى الكفر منحصرة في الشرك بالله، وإنما يمكن أن يقال إنما خُصَّ الشرك بذلك باعتباره أقرب النواقض التي لا يغفرها الله وما بعدها أعظم منها، أو أن النواقض بمجملها ترتد إليه، فلا يقع الكفر إلا ممن أشرك بالله؛ لأنه لا يترك أحد ربه ومعبوده إلا التمس له ربا آخر شاء أم أبى.
وأحب أن يكتب الأخ الكريم أبو القاسم رأيه في ذلك.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 01:10 م]ـ
تنبيه
ما استدل به بعض الإخوة الكرام من دلالة السياق ((الترتيب)) في الآية دلالة ضعيفة وقد تدخل في دلالة الاقتران بل هي أضعف منها فدلالة الاقتران عند جمهور الأصوليين ضعيفة ودلالة السياق أضعف منها
وصلى الله على نبينا محمد وآله
هل يعني ذلك أن ليس للترتيب في هذه الآية فائدة؟
بارك الله فيك
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:36 م]ـ
لا شك ان من ادعى لله ولدا فقد قال على الله بغير علم وأعظم الفرية وجاء بما هو أشد من الشرك
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:36 م]ـ
هل يعني ذلك أن ليس للترتيب في هذه الآية فائدة؟
بارك الله فيك
أخي أبا صهيب بارك الله فيك
لايمكن أبدا أن لا يكون للترتيب فائدة وإنما أخذ حكم من مجرد الترتيب هذا المأخذ ضعيف عند أهل الأصول
لكن بقي أن يكون للترتيب سر وغرض يتكلم فيه أهل التفسير ومما قاله بعض أهل التفسير ولا أذكره على التعيين الآن
أن نسق الآية جاء على هذا الترتيب
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
فكان تزييل الآية بقوله وأن تقولوا على الله مالا تعلمون لأنه أشمل المذكورات
فقد يمتنع على بعض الناس أن يأتي بعض المذكورات فإن البغي لايأتيه كل أحد وكذلك الفاحشة يمتنع كثيرا من الناس عنها لا تدينا وإنما لأغراض أخرى
أما القول على الله بغير علم فالجميع يشتركون فيه من حيث مقدرتهم عليه وإن كان قد يشبه الإشراك في ذلك غير أن القول أيسر وفتنة الشيطان به أعم وأشمل والله سبحانه أعلم
بوركتم جميعا
ـ[سامر المصري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:47 م]ـ
إجابة أكثر من شافية من الأخ أبو القاسم، وبارك الله في علمك وكذلك أسلوبك المتواضع المهدئ للنفوس، وعسى أن نتحلى دائما كمسلمون بهذا وأن نخزي شياطيننا التي دائما ما توسوس لنا بالفرقة والتعصب وخلط ما نجهل من الإسلام بما نهوى. جزاكم الله كل خير
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:53 م]ـ
أخي هشام أبو يزيد
أخي سامر المصري
جزيتم خيرا ونفعنا الله وإياكم والمسلمين
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:41 ص]ـ
أخي كما في أصول التفسير قد يطلق اللفظ ويراد به أحد الأفراد أو شيء معين ولعل منها قوله تعالى (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فيقصد بها من ادعى لله ولدا.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:30 م]ـ
أخي أبا صهيب بارك الله فيك
لايمكن أبدا أن لا يكون للترتيب فائدة وإنما أخذ حكم من مجرد الترتيب هذا المأخذ ضعيف عند أهل الأصول
لكن بقي أن يكون للترتيب سر وغرض يتكلم فيه أهل التفسير ومما قاله بعض أهل التفسير ولا أذكره على التعيين الآن
أن نسق الآية جاء على هذا الترتيب
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
فكان تزييل الآية بقوله وأن تقولوا على الله مالا تعلمون لأنه أشمل المذكورات
فقد يمتنع على بعض الناس أن يأتي بعض المذكورات فإن البغي لايأتيه كل أحد وكذلك الفاحشة يمتنع كثيرا من الناس عنها لا تدينا وإنما لأغراض أخرى
أما القول على الله بغير علم فالجميع يشتركون فيه من حيث مقدرتهم عليه وإن كان قد يشبه الإشراك في ذلك غير أن القول أيسر وفتنة الشيطان به أعم وأشمل والله سبحانه أعلم
بوركتم جميعا
لكن القول بأن القول على الله بغير علم أعظم من الشرك في النفس من هذا الإطلاق شيء لاسيما أنه يوحي بأن القول بغير علم جنس مستقل عن الشرك
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:22 م]ـ
والقول بأن لله ولدا وصاحبة وشريكا هو من الافتراء على الله ومن القول عليه بغير علم (ومن يشرك بالله فقد
افترى إثما عظيما).
فتحصل أن بين الشرك وبين القول على الله بغير علم خصوص وعموم،فكل شرك هو من القول على الله بغير علم،وليس كل قول على الله بغير علم شركا
.فقد يقول الرجل في مسألة
من مسائل الدين برأيه وهو لا يعلم فيها حكما لله أو لرسوله، أو لعدم قيام الحجة عنده بما بلغه
من الادلة لأسباب توجب ضعف ذلك الدليل لديه، فلا يكون بذلك مشركا بالله تعالى، الا ترى
الى ابن مسعود يسأل عن مسألةفيقول: (اقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان؟
بارك الله في الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/8)
ـ[سامر المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:33 م]ـ
وفقنا الله وإياكم،
أخي أبو صهيب، لو كان الحديث عن الله بغير علم أعظم من الشرك ألم يكن أولى أن يحذرنا الرسول الكريم منه أكثر من الشرك والكفر؟ وكيف نخالف أمرا ظاهرا متفق عليه "إن الشرك أعظم الذنوب" بفكرة جاءت باعتقاد باطن مبني على ربما ولعل؟
للتعامل مغ الفكرة بطريقة مختلفة (ليست مبنية على علم فليصححني من له)، لنفترض أنه أعظم من الشرك الذي عقابه في الإسلام القتل حدا للردة لو تم من مسلم والخلود في جهنم دون فرصة المغفرة "إن الله لا يغفر أن يشرك به" أو الشفاعة من أحد حتى الرسول، ما العقاب الأعظم من ذلك والذي يتناسب معه وكيف لم يذكر مفصلا في عشرات الأحاديث إذا كان يبلغ ذلك الهول من الشناعة؟
رأيي أن أبو القاسم أتم وزاد في إجابته بأن الترتيب لا يؤخذ منه حكما مثل هذا.
والله ورسوله أعلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:16 م]ـ
لكن القول بأن القول على الله بغير علم أعظم من الشرك في النفس من هذا الإطلاق شيء لاسيما أنه يوحي بأن القول بغير علم جنس مستقل عن الشرك
صدقت أخي أبو صهيب
لايمكن أن يطلق القول بأن القول على الله بغير علم أعظم جرما من الشرك بالله إلا مع القيد بأن يكون ذلك متضمنا شركا كما قدمنا وبهذا تتفق الأدلة جميعها
نفع الله الجميع
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:12 م]ـ
صدقت أخي أبو صهيب
لايمكن أن يطلق القول بأن القول على الله بغير علم أعظم جرما من الشرك بالله إلا مع القيد بأن يكون ذلك متضمنا شركا كما قدمنا وبهذا تتفق الأدلة جميعها
نفع الله الجميع
هكذا بدأ قلبي يشعر بالراحة ولكن ... ؟!(56/9)
فقال عبد الرحمن (ابن مهدي) - قد هلك قوم من وجه التعظيم فقالوا: الله أعظم من أن ينزل كتاباً أو ...
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:23 ص]ـ
السلام عليكم
____
وقال عبد الرحمن بن مهدي: وذكر عنده أن الجهمية ينفون أحاديث الصفات، ويقولون: الله أعظم من أن يوصف بشيء من هذا، فقال عبد الرحمن (ابن مهدي) - قد هلك قوم من وجه التعظيم فقالوا: الله أعظم من أن ينزل كتاباً أو يرسل رسولاً، ثم قرأ (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء) ثم قال: هل هلكت المجوس إلا من جهة التعظيم؟ قالوا: الله أعظم من أن نعبده، ولكن نعبد من هو أقرب إليه منا، فعبدوا الشمس وسجدوا لها، فأنزل الله عز وجل: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
المصدر: الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم اسماعيل الأصبهاني(56/10)
هل يجوز التسمي بـ نور الحكيم و نورالله
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 04:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , وبعد
هل يجوز التسمي بـ نور الحكيم و نورالله ..... و هكذا
و سبب سؤالي هو إنتشار مثل هكذا أسماء في بلادنا.
و جزاكم الله خيراً(56/11)
مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين أصل من أصول التربية غفل عنه الكثيرون ناهيك عن السلفيين!!
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد ,,,
"مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين" , كتاب يحق له أن يكتب بمداد الذهب نعم فيه بيان طلب صفات أهل الاستقامة وعنوان الوصول الى الله عز وجل لأنه يهتدي بنور الوحي ألا وهو اتباع السنة المطهرة وسلوك طريق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم , لذلك يبقى على عاتقنا نحن ومن نحن؟ (الذين اجتمعنا على أن نسير على منهج اهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح وفق الكتاب والسنة) يبقى على عاتقنا اظهار الحق الذي ظهر به سلفنا ونشره بين الناس بشتى السبل وبكل الوسائل الممكنة حتى يتبين للمسلمين (الذين هم بعيدين كل البعد عن منهج السلف الصالح) انه الحق المبين .. فأنا على يقين تام انه لا يوجد خلاف بين المسلمين على ان هذا الكتاب يمكن اعتباره قاعدة القواعد في تبيان صفات سلوك المسلم الحق بحسب اجتهاد كل واحد أن يطبق الاستقامة والالتزام على منهج اهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح وبالتالي لزم علينا ان وجدنا خيرا أجراه الله على أيدي علمائنا وتوفيقا وتسديدا لزم علينا نشره وان يكون أحد قواعد الدعوة الصحيحة وهي أولا تربية النفس ومعرفة دائها و التبصرة بدوائها , ولنا هنا وقفة مع المقولة المشهورة التي كان يرددها الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله أن اسلام المسلمين في زماننا هذا شابه شوائب فلابد من (التصفيه والتربيه)! , لذلك أنصح نفسي أولا وأخواني في الملتقى الذين أحبهم في الله أن يكون هذا هو همنا كيف نوصل الهدى والنور الى قلوب اخواننا في مشارق الأرض ومغاربها بكل ما نستطيعه كأن ندندن مرارا وتكرارا على هذا المنهاج حتى يصل الى قلوب الشباب الحيارى ويملأ قلبها النور , أحبتي أريد منكم أن تصارحوني أليس هذا هم كل طالب علم أو الداعية الى الله على بصيرة؟ فلماذا اذا غاياتنا وامالنا يشوبها الضعف في الوصول بعد الحصول الى قلوب أهل الغفلة؟ لأننا نسينا أنه لا هداية الا من الله العليم الحكيم فلم نكن لنهتدي لولا أن هدانا الله فقد كنا لا نعرف المنهاج وسلوك أهل السنة الا بعد أن هدانا الله , فالشاهد أنه حتى نبلغ مبلغ الرجال ونصل الى الغاية ألا وهي معرفة الله عز وجل حق معرفته لابد من السير على ما سار عليه العلماء وهم سلفنا أهل الدراية فلا نحيد عن منهجهم أبدا لأنهم خير من قرننا فالفوز كل الفوز بالسير على ما ساروا عليه ,ومن هاهنا راودتني هذه الخاطرة أن يكون مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين لمؤلفه العلامة بن القيم الجوزية رحمه الله الذي هو غني عن التعريف ولكن هناك من لا يعرفه! انتبه معي أقصد أنهم لا يعرفون منهاجه وبالتالي لا يعرفون بقلوبهم وليس بعقولهم ما معنى أن تستقيم على منهج أهل السنة والجماعة كيف لهم أن يعرفوا وهذه اللالئ مدفونة بين الرفوف عرفها من عرفها وجهلها من جهلها فهذا هو ملخص الموضوع أن هبو جميعا لنشر هذا الكتاب الرائع في أوساط الشباب دراسة وتحليلا مبسطا وتصويرا لمعانيه سلوكا ينتهج في الحياة , أسأل الله العلي القدير أن تكون الفكرة قد وصلت , فأتمنى من كل واحد أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع وأن يصلح ما أخطأنا وينصح فيه ويزيدنا تبصرة وعلما , كتبت هذا الموضوع الهام جدا وو الله لست بعالم ولا بطالب علم وانما ولجت وأدركت الطريق وأسأل الله أن يعلمني ما ينفعني وينفعني بما علمني و أن يزدني علما .. رزقني الله واياكم الفردوس الأعلى من الجنة مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , أحبكم في الله يا ملتقى أهل الحديث(56/12)
مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين أصل من أصول التربية غفل عنه الكثيرون ناهيك عن السلفيين!!
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله اجمعين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد ,,,
"مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين" , كتاب يحق له أن يكتب بمداد الذهب نعم فيه بيان طلب صفات أهل الاستقامة وعنوان الوصول الى الله عز وجل لأنه يهتدي بنور الوحي ألا وهو اتباع السنة المطهرة وسلوك طريق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم , لذلك يبقى على عاتقنا نحن ومن نحن؟ (الذين اجتمعنا على أن نسير على منهج اهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح وفق الكتاب والسنة) يبقى على عاتقنا اظهار الحق الذي ظهر به سلفنا ونشره بين الناس بشتى السبل وبكل الوسائل الممكنة حتى يتبين للمسلمين (الذين هم بعيدين كل البعد عن منهج السلف الصالح) انه الحق المبين .. فأنا على يقين تام انه لا يوجد خلاف بين المسلمين على ان هذا الكتاب يمكن اعتباره قاعدة القواعد في تبيان صفات سلوك المسلم الحق بحسب اجتهاد كل واحد أن يطبق الاستقامة والالتزام على منهج اهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح وبالتالي لزم علينا ان وجدنا خيرا أجراه الله على أيدي علمائنا وتوفيقا وتسديدا لزم علينا نشره وان يكون أحد قواعد الدعوة الصحيحة وهي أولا تربية النفس ومعرفة دائها و التبصرة بدوائها , ولنا هنا وقفة مع المقولة المشهورة التي كان يرددها الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله أن اسلام المسلمين في زماننا هذا شابه شوائب فلابد من (التصفيه والتربيه)! , لذلك أنصح نفسي أولا وأخواني في الملتقى الذين أحبهم في الله أن يكون هذا هو همنا كيف نوصل الهدى والنور الى قلوب اخواننا في مشارق الأرض ومغاربها بكل ما نستطيعه كأن ندندن مرارا وتكرارا على هذا المنهاج حتى يصل الى قلوب الشباب الحيارى ويملأ قلبها النور , أحبتي أريد منكم أن تصارحوني أليس هذا هم كل طالب علم أو الداعية الى الله على بصيرة؟ فلماذا اذا غاياتنا وامالنا يشوبها الضعف في الوصول بعد الحصول الى قلوب أهل الغفلة؟ لأننا نسينا أنه لا هداية الا من الله العليم الحكيم فلم نكن لنهتدي لولا أن هدانا الله فقد كنا لا نعرف المنهاج وسلوك أهل السنة الا بعد أن هدانا الله , فالشاهد أنه حتى نبلغ مبلغ الرجال ونصل الى الغاية ألا وهي معرفة الله عز وجل حق معرفته لابد من السير على ما سار عليه العلماء وهم سلفنا أهل الدراية فلا نحيد عن منهجهم أبدا لأنهم خير من قرننا فالفوز كل الفوز بالسير على ما ساروا عليه ,ومن هاهنا راودتني هذه الخاطرة أن يكون مدارج السالكين في اياك نعبد واياك نستعين لمؤلفه العلامة بن القيم الجوزية رحمه الله الذي هو غني عن التعريف ولكن هناك من لا يعرفه! انتبه معي أقصد أنهم لا يعرفون منهاجه وبالتالي لا يعرفون بقلوبهم وليس بعقولهم ما معنى أن تستقيم على منهج أهل السنة والجماعة كيف لهم أن يعرفوا وهذه اللالئ مدفونة بين الرفوف عرفها من عرفها وجهلها من جهلها فهذا هو ملخص الموضوع أن هبو جميعا لنشر هذا الكتاب الرائع في أوساط الشباب دراسة وتحليلا مبسطا وتصويرا لمعانيه سلوكا ينتهج في الحياة , أسأل الله العلي القدير أن تكون الفكرة قد وصلت , فأتمنى من كل واحد أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع وأن يصلح ما أخطأنا وينصح فيه ويزيدنا تبصرة وعلما , كتبت هذا الموضوع الهام جدا وو الله لست بعالم ولا بطالب علم وانما ولجت وأدركت الطريق وأسأل الله أن يعلمني ما ينفعني وينفعني بما علمني و أن يزدني علما .. رزقني الله واياكم الفردوس الأعلى من الجنة مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ,أحبكم في الله يا ملتقى أهل الحديث
__________________
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:50 م]ـ
قول الألباني في (مدارج السالكين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:50 ص]ـ
قول الألباني في (مدارج السالكين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/13)
حتى ولو قال امامنا الألباني رحمه الله في هذا الكتاب ما قال ليس الداعي لكتابة هذا الموضوع اثارة الخلافات والتحقيقات في ما ليس فيه علينا نفعا طالما نعلم جليا من هو الامام بن القيم الجوزية رحمه الله ورفع قدره ,العالم الموفق والمسدد بحق يشهد له كل سلفي في أرجاء المعمورة, أخانا فرحان ليس من دواعي الخير اثارة أمور الغرض منها فقط وفقط فقط تبرير الاتهامات والتشكيك في منهج رجل نافح عن السنة المطهرة بقدر هائل من التأليف في ميادين العلوم الشرعية وبالأخص علم أمراض القلوب يكفيه شرفا أن ما خطه بن القيم في هذا الأمر الهام لم يسبقه أحد عليه بل أن من كراماته (هذه ليست تصوف عذرا لا تذهب بعيدا!) ما لا ينكره ذو عقل أن أكرمه الله ببركة ما خط وكتب فصار بن القيم في زماننا هذا أساس من أساسات تبيان منهج السلف الصالح عقيدة وفقها ومنهاج سلوك تربوي في اتباع الرسول صلى الله عليه واله وسلم فريدا من نوعه أليس هذا توفيق من الله؟ ثم من أدبيات أهل السنة والجماعة اذا رأوا هفوة لرجل يحسب أنه على طريق السنة وخيره أغزر وأوفر من سيئه فعلينا أن نغطي زلاته ونذكر فضله وعلمه وورعه وكل ما فيه من خير بل أن حال ما ذكرتم عن العلامة بن القيم يدل على أنه كان متصوفا متأثرا ببعض مصطلحات تصوف ثم تاب وأصبح سلفيا فما يضيره اذا كان من أصحاب دعوة التوحيد لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يأتي بما يناقض التوحيد. هذا واجبنا نحن نحوه بالدفاع والذب عنه لأنه ركن من أركان الدعوة السلفية وأحد تلامذة جهبذ السنة شيخ الاسلام بن تيمية , يجب أن يكون هذا هو منهاجنا وسلوكنا مع اخواننا السلف ليس اظهار منقصتهم والبحث والتنقيب عن ما يثير الفتن ويجلب المحن نحن دعاة خير علمنا رسول الله هذا أن نظن الخير في أخواننا طالما هم كذلك , ثم خذ مني هذه القاعدة " من كان قويا في الجاهلية كان قويا في الاسلام في الصدع بالحق
جزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء
[ COLOR=red] أحبكم في الله يا ملتقى أهل الحديث
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:05 م]ـ
إي .. صدقت أخي الحبيب
ويؤخذ ما حسن ويذر ما اشتبه
ويُجعل في العلم اليقيني: أن الإمام رحمه الله لا يريد التصوف أي التصوف المعروف .. فلقد وقفت على طائفة مما يشكل ويجمله رحمه الله لكنه يفصله بعدها بعدة أسطر. وهذا بيّن
ثم إذا وقفت على شيء مما يقال أنه فيه تصوف، فارجع إلى خطبة الكتاب واقرأها تجد البيارق السلفية. وتجد حدة وشدة على المبتدعة جميعهم وعلى من استعاض طريقة الخلف طريقة السلف.
وتجد روعة أدبية وتشبيهات لها من الوقع بمكان. والله المستعان.
وقد أتى الإمام رحمه الله بردود لطيفة على القدرية والجبرية، هي في غاية الدقة .. فأنّى له أن يزل ويتكرر منه الخطأ في " تصوف "!؟
وكثيرا ما يرد على " صاحب المنازل " رحمه الله.
وفيه كلمته المليحة عن ذوي التصوف " وكثيرا ما يقول أصحاب الخيالات والجهالات حدثني قلبي عن ربي، فصحيح أن قلبه حدثه لكن عمن؟ حدثه عن شيطانه "
وجزاك الله خيرا أخي في الله على ذكراك فالكتاب طيب أنصح به كل من يريد أن يجد حلاوة الإيمان.
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:29 م]ـ
أسأل الله أن ينير بصيرتك بالحق حتى تعرف الحق حقا فتعرف من بعد أهل الحق ... فوالله هذا ما نحتاجه أن نتبين القاعدة " اعرف الحق تعرف أهله " فاذا عرفت أهل الحق فانتصر له وبين قدره تكن عدلا مع أخيك في الله .. فجزاك الله عني خير الجزاء
أحبكم في الله يا ملتقى أهل الحديث
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الكتاب شرحه الدكتور فريد الأنصاري نسأل الله له الشفاء، في حلقات،والشرح عبارة عن حلقات في المسجد،وقد أجاد في شرحه وأفاد، جزاه الله خيرا،ولعل بعض الحلقات توجد على الشبكة.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:23 ص]ـ
رحم الله الامام وغفر له
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[11 - 10 - 09, 01:47 ص]ـ
مدارج السالكين من أحسن كتب التربية. وشبابنا في زمننا هذا بحاجة إلي تربية كما ربي رسول الله صلي الله عليه وسلم الصحابة الكرامفي دار الأرقم بن الأرقم.
ما أحوجنا إلي التربية
ما أحوجنا إلي مراقبة النفس
تجد البعض منا يحسن جمع أقوال العلماء ويستحضر النصوص ومع ذالك إذا نظرت في عمله تجده ليس بكثير عمل.بل يفشل في مواقف يسيرة ويعصي ربه وقد يظلم إخوانه
ما أكثر هذه النماذج
لانقول هذا الكلام من باب أن غيرنا ذوعيوب ونحن مبرؤون.حاشا ولله (وما أبرؤ نفسي إن النفس لأمارة باسوء إلا مارحم ربي إن ربي غفوررحيم)
نقول هذا الكلام لأننا بأشد الحاجة إليه.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 06:01 م]ـ
بل ما احوجنا الى التزكية
اما التربية فهي للاطفال الصغار وهذا معناها عند سلفنا الصالح
وبارك الله فيكم حتى ابن القيم مع قلة ذكر مصطلح التربية فهو ايضا يعني بها تربية الصغار كما هو المعنى عند السلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/14)
ـ[ابو سفيان يزيد ابن عبد القادر]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
السلام عليكم احبتي في الله
لا احب الخوض في مواضيع النقد و التزكية فيما يخص العلماء و الكتب لكن اقول ما قال شيخي و حبيبي حفظه الله. الشيخ محمد حسين يعقوب في هذا الباب.
قال الشيخ: هذا الكتاب هو شرح لكتاب منازل السائرين لابي اسماعيل الهروي. الذي قسم الطريق الى الله الى مئة منزلة.السؤال 1 هل ثبت في الكتاب و السنة ان الطريق الى الله مقسم الى مئة منزلة. الجواب لا
السؤال 2 اذا كيف قسم الشيخ الطريق الاما استند الشيخ في تقسيمه اذا. الجواب ; هو شخص عبر و مشى في هذا الطريق و في النهاية التفت الينا و قال يوجد في هذا الطريق كذا و كذا ... . و انت حبيبي كطالب علم عليك التحري و البحث فما وجدته موافقا للكتاب و السنة فخذه و ما خالف فدعه.
و لقد قام الشيخ محمد حسين يعقوب بشرح الكتاب في عدت سلاسل منها سلسل من ستين حلقة على قناة المجد.
لتحميل السلسلة اضغط هنا ;
http://www.yaqob.com/site/docs/multimedia.php?selsela_id=23
و اسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا و ان ينفعنا بما علمنا انه هو العليم الخبير
و السلام عليكم ورحمت الله و بركاته
ملاحظة: هذا ليس كلام الشيخ محمد يعقوب حرفية بل هو مافهمته من كلامه.
ـ[ابو سفيان يزيد ابن عبد القادر]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
احبتي في الله اريد اسم الشيخ الذي الف كتاب تهذيب مدارج السالكين.
هو على ما اظن كويتي من اصول عراقية و سمعت مرة انه مريض و لا ادري ان كان حيا ام ميتا.
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[17 - 10 - 09, 02:59 م]ـ
احبتي في الله اريد اسم الشيخ الذي الف كتاب تهذيب مدارج السالكين.
هو على ما اظن كويتي من اصول عراقية و سمعت مرة انه مريض و لا ادري ان كان حيا ام ميتا.
افيدونا بارك الله فيكم
هو: عبد المنعم صالح العلي العزي، وهو أيضًا: محمد أحمد الراشد.
وهذه هي ترجمة مختصرة له منقولة من وكيبيديا:
عبد المنعم صالح العلي العزي (مواليد بغداد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) ، 8 يوليو ( http://ar.wikipedia.org/wiki/8_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88) 1938 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1938) م، واسمه الحركي: محمد أحمد الراشد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_ %D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF) ) وهو داعية إسلامي وأحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7% D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) في العراق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82) ، تتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF) ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%87% D8%A7%D9%88%D9%8A) والشيخ العلامة محمد القزلجي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B2% D9%84%D8%AC%D9%8A)، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A% D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) إلى أوروبا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7)، ويعتبر الراشد من أهم منظري و مؤلفي الحركة الإسلامية فهو مؤلف العديد من الكتب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%AA%D8%A8) التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات والتأكيد على الأخلاق الإسلامية. وترجمت كتبه للكثير من اللغات الأجنبية.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_ %D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF
ـ[ابو سفيان يزيد ابن عبد القادر]ــــــــ[19 - 10 - 09, 05:45 م]ـ
اخي ابو يوسف بارك الله فيك و نفع بك و زادك علما و فقها و توفيقا
و اساله ان يجزيك عني خير الجزاء
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخواني في الله , لقد أفدتمونا بمداخلاتكم الطيبة(56/15)
ما الدليل على أن جبريل عليه السلام سمع القرآن العظيم من الرب تبارك وتعالى؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرخي الشافعي في كتابه الذي سماه الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول: " سمعت الإمام أبا بكر عبيد الله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعاً من الله تعالى، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمعه من جبريل، والصحابة سمعوه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا، فما بين الدفتين وما في صدورنا مسموعاً ومكتوباً ومحفوظاً ومنقوشاً كل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين ". نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح الأصفهانية.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية:
لكن أهل الحق قالوا إنما = جبريل بلغه عن الرحمن
ألقاه مسموعا له من ربه = للصادق المصدوق بالبرهان
قال مقيده عفا الله عنه: وقد تطلبت لهذا الأصل دليلاً، فوجدت أن أحسن ما يستدل به حديثان الأول مرفوع والثاني موقوف.
أما الأول: فقد قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ص348 - 349: " بَاب صفة تكلم الله بالوحي وشدة خوف السموات منه وذكر صعق أهل السموات وسجودهم لله عزوجل
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُوحِيَ بِالأَمْرِ تَكَلَّمَ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رَجْفَةً أَوْ قَالَ رِعْدَةً شَدِيدَةً خَوْفًا مِنَ اللَّهِ فَإِذَا سَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَعِقُوا وَخَرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ جِبْرِيلُ فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا أَرَادَ ثُمَّ يَمُرُّ جِبْرِيلُ عَلَى الْمَلائِكَةِ كُلَّمَا مَرَّ بِسَمَاءِ سَمَاءٍ سَأَلَهُ مَلائِكَتُهَا مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يَا جِبْرِيلُ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ قَالَ فَيَقُولُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ مَا قَالَ جِبْرِيلُ فَيَنْتَهِي جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ ".
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (7/ 94 - 95) والبيهقي في الأسماء والصفات برقم (435).
والثاني: قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله في كتاب السنة رقم (536): " حدثني أبي رحمه الله نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن مسلم [بن صبيح وهو أبو الضحى] عن مسروق عن عبدالله: إذا تكلم الله عز و جل بالوحي سمع صوتَه أهل السماء فيخرون سجداً، حتى إذا فزع عن قلوبهم، - قال: سكن عن قلوبهم - نادى أهل السماء ماذا قال ربكم؟ قال صلى الله عليه و سلم: الحق قال كذا وكذا ".
قال أبو نصر السجزي رحمه الله في رسالته لأهل زبيد بعد ذكره: " ما في رواته إلا إمام مقبول ".
قلت: وهذا الأثر لا يستقل بالدلالة على المراد، وإنما يوضح ما في حديث النواس الأول، من إبهام في صفة التكليم، إذ صرح ابن مسعود رضي الله عنه أن التكليم يكون بصوت مسموع، والله أعلم
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:22 ص]ـ
وما ذكرت من أحاديث فيها دلالة على سماع القرآن وغيره من الوحي.
واستنباط جيد.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:01 م]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
وما تفضلتم به هو من الأدلة الجزئية على المقصود ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(56/16)