ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:01 ص]ـ
للشيخ عبد الله الغنيمان شرح على التدمرية، حضرت بعضه في مدينة بريدة بالقصيم، ورأيته يتبسط في الشرح ويقرب المسائل بأسلوب بديع.
لا أدري إن كان طبع شرحه.
وما إذا كانت أشرطة هذه الدروس موجودة في التسجيلات.
كان هذا الدرس في حدود سنة 1418هـ.
ـ[أبو حذيفة القليوبي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كذلك شيحنا هناك شرح صوتي للشيخ محمد بن سعيد رسلان وهو تعليق جميل عليها وهو يقع في 14 محاضرة
وهو موجود على موقع الشيخ - بارك الله فيه- ونفعنا به اللهم آمين
ـ[محمد العنابي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ..
لا شك أن هذه التسجيلات الصوتية هي منة من الله على طلبة العلم , لكن لا بد لطالب العلم أن يتنبه إلى خطورة الغلو في الاعتماد عليها بحيث تصبح برزخاً بينه وبين أهل العلم , فهذه التسجيلات تُفيد علماً , لكنها لا تربي الطالب على آداب مجالس العلم من توقير العلماء وحسن عرض الإستشكالات والأسئلة عليهم ومناقشتهم فيما قد تخفى مآخذه على الطالب - مما حمل كثيراً من الطلبة على إساءة الظن بالعلماء - ومتى يتكلم الطالب ومتى يسكت .. إلخ مما لايمكن للطالب أن يكون عالماً ينفع الله به المسلمين دونها .. فينبغي على طلبة العلم المحافظة على مجالس العلماء والجلوس بين يديهم والتلقي عنهم مباشرة مع الإفادة من هذه التسجيلات المباركة .. ورسائل شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية الموسومة بالواسطية والحموية والتدمرية والتحفة العراقية والفرقان لا يمكن للطالب أن يحقق الفائدة المرجوة من دراستها إلا بقراءتها على المشايخ والعلماء مباشرة , ويعرف هذا من عانى دراستها ووقف على ما حوته من علم غزير وأصول مهمة ..
هذه كلمات أحببت أن أذكر نفسي وإخواني بها , وأسأل الله أن ينفع بها .. وصلى الله على محمد وآله وأصحابه أجمعين
ـ[حمدي أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:04 م]ـ
إخواني الأفاضل أجيبوني في مشكلتي رعاكم الله
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:37 م]ـ
رفضت أعمال من قبل من غير كما أخبرت وإلا لم يكطن عندي مانع
حاول فلن تخسر شيئا
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[21 - 04 - 09, 04:02 ص]ـ
هنا:
شرح القواعد السبع من التدمرية (صوتية ومفرغة) , لفضيلة الشيخ / يوسف الغفيص
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=1&lg=656
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 03:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بالإضافة إلى الكتب المذكورة هناك كتاب جيد و أعانني على الفهم هو كتاب الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف:
تقريرات ابن تيمية في بيان ما يشكل من الرسالة التدمرية.
و جزاكم الله خيرا
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:12 ص]ـ
من الكتب السهلة اليسيرة .. المعينة .. الأسئلة المئويّة على التدمريّة للغامدي؟
مفيد و لطيف و سهل و يسير، و لا ريب أنه يقرب و يُفهم، و لا يغني عن الأصل.
عندما كنت أدرس في المستوى الثامن في كلية الشريعة استفدتُ منه كثيراً ..
كذلك مما يُستفاد منه كتاب (التوضيحات الأثرية)
و ميزة هذا الكتاب
1 / أنه يُلخص مسائل كل باب.
2 / و يضع تشجيراً في نهاية كل باب تقريباً.
نصحتُ بهذا الكتاب الأخير أحد الإخوان في المستوى الثامن .. فنصح به طائفة من زملائه و أثنوا خيراً ..
و إن كنتُ أرى تميّزه في النقطتين اللتين ذكرتهما!
و الله يرعاكم
ـ[عبدالله بن عبدالقادر المسلم]ــــــــ[03 - 05 - 09, 09:17 م]ـ
إخواني الفضلاء
أين أجد شرح الشيخ د. أحمد عبد اللطيف على التدمرية سواء على الشبكة أو في التسجيلات؟
أفيدونا بارك الله فيكم(54/394)
عبقريات عباس العقاد: (2) ركوب للكذب واستخفاف بالعقول
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:53 م]ـ
[ RIGHT] بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبقريات عباس العقاد: (2) ركوب للكذب واستخفاف بالعقول
توطئة لابد منها
مَعْلَمٌ ثابت يأتي إليه عباس العقاد حال التحدث عن أي (عبقري) من (العباقرة)، أمِّ هذا العبقري وأبيه وأخته وأخيه .. أصلِ (العبقري) وبيئتهِ التي نشأ فيها، ويربط كلَّ الكرائم التي تظهر على هذا (العبقري) بأصله وبيئتهِ، ولا يجعل شيئاً من ذلك لعقيدته.
وفي كل مرَّةٍ يقبض العقاد بيديه ويضغط بقدميه ويَعضُّ بفكيه على نصٍ أو نصين، و ـ ربما ـ لا تدري من أين يأتي بهما، فهو لا يبالي بمصدر التلقي؛ كله عنده صحيحٌ إن وافق هواه، يسير بين المصادر يفتش فيها حتى يجد ما يوافق هواه فينقله، كان البخاري أم كان الأصفهاني.!!
وما درى العقَّاد أن الخبر بالمُخْبِرِ أو بشواهدٍ في ذات الخبر تشهد على صدقه، فنحن نفتش في النص (المتن) ونفتش فيمن نقل إلينا النص (السند)، ولا بد من صحٍة الاثنين معاً، فلا نقبل من الكذوب ولا نقبل ممن لا يَضْبِطُ ولا ممن خدشت عدالته؛ ولا نقبل نصاً يتعارض مع الصريح الصحيح.وما نفعله (نقد المتن والسند .. النص ومَنْ نقل إلينا النص) مُسَلَّمَةٌ عقلية لمن أراد الصدق فيما يقول ويفعل.
والعقاد لا يعرف هذا، عباس العقاد لا يبالي بالخبر أو بمن جاء بالخبر، المهم أن يتفق وهواه.
بل إن أمر العقاد أشد من هذا، فالرجل عنده ثوابت قدَّم من أجلها سيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفراً من صحابته الكرام.
عند العقاد قوالب فكرية جاهزة يحاول أن يخرج سيرة هؤلاء الكرام في قوالبه المعدة سلفاً.
الرجلُ يعتقد ثم يستدل، يثبت الأفكار ثم يتجول بين الكتب حتى يعثر على نصٍ يستدل به على ما استقر عنده ابتداءً (1)، وإن لم يجد وقف أمام النص يحتال عليه أو يضغط عليه حتى يخرج منه ـ رغما عنه ـ بما يريد؛ فمرةً يبتر النص من سياقه القولي أو العملي، ومرةً يعتمد الضعيف والشاذ وما لا يصح، ومرةً يقدم تفسيراته الكاذبة الخاطئة يحرف بها الكلم عن مواضعه ويضلل بها مَن يقرأ.
فالخطأ عند العقاد ليس فقط في مصادر الاستدلال كما يذهب الدكتور صالح اللحيدان في نقده للعبقريات، و إنما في المصادر وفي طريقة الاستدلال. وبالتالي هو خطأ متعمد.
فحيناً تجد الخطأ عنده أنه اعتمد على نصٍ ضعيف أو غير صحيح، وحيناً تجده يمسك بنص صحيح ولكنه يغير المعنى بطريقته في الاستدلال، وكثيراً ما يجمع بين الأمرين .. نص غير صحيح ومعالجة غير صحيحة. أو يتكلم من تلقاء نفسه بلا دليل صحيح أو غير صحيح.!!
وتسمع من العقاد بعض الجمل التي يضحك بها على من يسمع ويستغل جهالته، مثلا يقول: عن ابن عباس، ثم وكي يقتنع من يقرأ بما ينقله العقاد يعقب قائلا: وكان حاضراً، وكأن ابن عباس حدَّث العقاد بنفسه عن شيء رآه.!!
المشكلة ليست في الصحابي أبداً، ولكن فيمن يروي عن الصحابي من التابعين أو مَن بعدهم.
وتسمع منه (وأيده على ذلك بعض المجتهدين)، ولا تدري من هم المجتهدون هؤلاء، ولا أين يجتهدون، ولا فيم يجتهدون.!!
وهذا كله نوع من المحاصرة للقارئ وفرض الرأي عليه.
وتجد في هذا المقال بيانٌ لمذهب العقاد في التعامل مع النصوص. وتجد في هذا المقال تكملة لما مضى في المقال السابق .. تجد فيه بيان لإنكار العقاد أثر العقيدة في حياة الناس.
والآن مع الأمثلة، أبين في كل مثال أمرين: كيف يتعامل مع النصوص، وكيف أنه لا يرى أثراً للعقيدة في حياة الناس.أدعم ما سبق من الجزء الأول، وهو (عبقريات العقاد: إنكار للوحي).
بينت في الجزء الأول (عبقريات العقاد إنكار للوحي) أن عباس العقاد نسب الصفات الكريمة التي كانت في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى شخصه أو أصله!!، والآن أبين عدداً من الشخصيات الإسلامية التي تناولها بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ما علمنا عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ من صفات حميدة هي عند العقاد من عند أبي بكرٍ الصديق .. من نفسه يقول: (أدب الطبع الذي يهتدي من نفسه) (يدري بوحي نفسه) (2)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/395)
فأبو بكر ـ عند العقاد ـ أُعْجِب ببطولة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذا آمن به (3)، وأبو بكر ـ عند العقاد ـ سيَّر جيش أسامة بعد وفاة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقاتل المرتدين، وكان على هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كل شيء، لأنه مُعجب ببطولة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو ـ كما يقول العقاد ـ لأنها أوامر بطله العزيز عليه (4)!!
لا يرى عباس أثراً للعقيدة في حياة الصِّديق ـ رضي الله عنه ـ، ويتكلم من عند نفسه، يضرب بالأدلة عرض الحائط، ويقدم وجهة نظره التي لا دليل عليها، ولا يناقش العقاد أدلة المخالفين ولا يهتم.
أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ عاش قريباً من أربعين عاماً قبل البعثة نسياً منسياً، ولولا الله ما اهتدى ولا صام ولا صلى، ولمات كما ماتت ألوف من قومه لا يسمع بهم أحد. والله يقول: {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} النور46
والله يقول: { .. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} النور21
والله يقول: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {2} وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3} ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {4}
فكله من فضل الله علينا ابتداءً وسيراً وختاماً، وفي الحديث (وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا) (5)
السيدة عائشة رضي الله عنها
قدَّم للحديث عن السيدة عائشة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ بحديثٍ طويلٍ يتكلم فيه عن حال المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام وخاصة النساء اللاتي في بيوت سادة العرب، يقول كانت تستشار، واستشهد بحالتين تستشار كل منهما فقط في أمر زواجها، ينقل عن كتب الأدب، وعِلْمي أن ليس في كتب الأدب غير هاتين الحالتين (6). ثم ينثني بعد ذلك على بيت أبي بكر الصديق في الجاهلية فيقول: بيتُ سيادةٍ متحضر، رجاله رقاق القلوب يهيمون بنسائهم، ونساءهم حسناوات منعمات أو كما يقول هو واصفاً بيتَ أبي بكر ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ (ظرف الرجال وتدليل النساء) ويستدل بعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي بكر كان حازماً لا مُرِبٍّ بعرسه ـ كما يصوره العقاد ـ طلَّق زوجته وحملها إلى أهلها حين رأى من نفسه شدةَ ميلٍ لها، والعقاد يعرف ذلك (7).!!
ثم يبني على ذلك فيقول بأن هذه النشأة ـ في بيوت السيادة والشرف ـ جعلت لها شخصية قابلة للمشورة وللمشاركة في الأمور العامة، ويصورها بأنها كانت (سيدة المجتمع الأولى)، فقد كانت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (سفيرته الأولى لعالم النساء في عصره وفيما يليه من العصور، فكانت تحضره إذا بايع النساء أو صلى بهن أو جلسن إليه يسألنه في أمور الدين) (8)
وهذا الكلام غير صحيح. ما بنى عليه العقّاد غير صحيح، وبالتالي ما استنبطه العقَّاد غير صحيح.خطئ في الدلالة وخطئ في الاستدلال.
أبو بكر الصديق من بني تَيْمِ بن مُرَّةٍ، وبنو تيم بن مرة هم أضعف قريش نسباً وأقلهم حسباً فكانوا بين قريش في الجاهلية لا يفاخرون بغير بن جدعان، وهو صعلوكٌ مطرود عثر على كنز فراح ينفق أمواله فيما كانت العرب تفاخر به وهو إطعام الطعام ليخلد في الناس ذكره. واجتمع حوله عدد من الجياع ممن ينظمون الشعر يمدحوه إن أطعمهم ويذموه إن أطعموا ما هو أشهى (البر بالشهاد) عند غيره، فشاع بين الناس ذكره. وكله من فخر الجاهلية، ومشهورٌ قولَ أبي سفيان يوم بويع أبا بكرٍ بالخلافة (ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة وأذلها ذلة) (9)، ومشهورٌ أيضا قول أبي قحافة (أبو الصديق) يوم بويع أبا بكر بالخلافة: هل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم، فقال: لا واضع لما رفعت، ولا رافع لما وضعت (10)، فهو يشي إلى موضوعٍ رُفع، ومرفوعٍ وضع. والرجل حديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/396)
عهد بإيمان.
وحال بني تيم بن مرة في الجاهلية معروفٌ في كتب الأنساب وكتب السيرة وكتب الحديث، فكيف حاد عنها العقاد وقد مر عليها أكثر من مرة؟!
ولم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستشير السيدة عائشة في شأنه كله، بل ولا استشار السيدة أم سلمة يوم الحديبية كما هو مشهورٌ بين الناس، وإنما دخل خيمته وهي ـ رضي الله عنها ـ فيها وتحدث إليها حديث المدهش المأخوذ بما رأى من الناس وقد أمرهم فتباطئوا، فسمعت قوله وعرضت عليه رأياً فأخذ به. فلم يكن الحال هو المشورة وإنما حديث العفو، ولم يكن الحال أن تعقد مجالس الشورى بالنساء، لا في الجاهلية ولا في الإسلام، بل كانوا يأنفون من ذلك، وشاعرهم يقول مفاخراً بنفسه:
وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ (11)
ولم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفرد النساء بصلوات دون الرجال، ولا بمجلسٍ دون الرجال، يجلسن بين يديه أو يجلس إليهن مصطحباً السيدة عائشة أو أخرى من نسائه لم يكن يحدث هذا. فقط يأتين لبيته يسألن نسائه أو يسألنه في حضرة نسائه كالتي جاءت تجادل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فراق زوجها بعد أن جعل ظهر أمه كظهرها (12).
وما كان له ـ صلى الله عليه وسلم ـ سفيرة أولى ولا ثانية لعالم النساء.بالمعنى المعروف المتبادر للذهن من السفارة (13).
وكانت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ تُحَدِّثُ بما علمت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ النساءَ والرجالَ، بل وأكثر من روى عنها هو ابن أختها عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ. فلم تكن بين النساء فقط بما يشبه اليوم الجمعيات النسائية، وبما تصوره كلمات العقاد، كان مجتمعاً واحداً متكاملاً، النساء في البيوت شريفات مصونات يقمن بما خلقهن الله له من تربية الأولاد والقيام بحق الزوج، والرجال بالخارج يضربون في الأرض دعوة إلى الله وسعياً على الرزق.
وما كانت تفعله السيدة عائشة ـ رضي الله عنه ـ في بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غيرةٍ عليه، وأشياءٍ أقرب للفكاهة منها للجد بينها وبين أمهات المؤمنين، مرجعها لصغر السن، لا لأنها ولدت في بيت من بيوت سادات العرب فصبَّ عليها الدلال والجمال وأتاها العقل ولزم من يتزوجها أن يشاورها ولا يقطع أمراً دونها!!.
لو كان مرجع الأمر لبيت أبيها الذي نشأت فيه، لكان أولى منها السيدة أم حبيبة بنتُ سيد قريش أبي سفيان بن حرب، أو الحلوة المليحة التي تأخذ بنفس من يراها (14) .. الصوَّامة القوامة (15) بنت سيدِ قومها جويرة بنت الحارث أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ؛ وكذا بنت سيد قومها صفية ـ رضي الله عنها ـ زوجها نبي وعمها نبي وأبوها نبي ـ عليهم الصلاة والسلام (16) ـ.
فلم يكن الأمر متعلق بالبيت الذي نشأت فيه السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ وإلا ما كانت وحدها، وإنما بصغر السن، وقد صرحت هي بذلك كما في روايتها لوفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (17).
ولم تكن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها تشارك في الأمور العامة للدولة، فلم تكن ـ هي وغيرها من النساء جميعاً ـ من أصحاب الشورى. وما شاركت في الأمور العامة، وخرجت يوم الجمل للصلح بين الناس كما تفعل الأم مع أبنائها. والأحداث توالت ولم يكن هناك من يعد لها ويخطط، بل ولا من يتوقعها، وبقيت بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم أكثر من نصف قرن من الزمان تعبد ربها في بيتها وتحدث الناس بما سمعت ورأت في بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن قصدها أحد المؤمنين بشيء شفعت له، وهي في بيتها، وهي حالات قليلة جداً.
وما رفعت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ النعل على عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ كما يفتري العقاد. فلا هي مَن ترفع النعل على أحد، ولا هو (عثمان رضي الله عنه) من يُرفع عليه النعل مِن أحد، وإنما هو (عباس العقاد) وخليلاته (هند رستم ومديحة يسري ومي زياده و [سارة]) من يَفعل ويُفعل به مثل هذا.
مثال آخر لدلالة على فساد منهج العقاد في الاستدلال، وعلى قوله بأن لا أثر للعقيدة في حياة الناس.
عثمان بن عفان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/397)
في مكة كفر بنو أمية كلهم وآمن عثمان بن عفان،لا لأن خطاب الوحي أثر فيه فاستجاب لمن يدعوه إلى الله، صاحِبه أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ كما فعل الزبير بن العوام وأبي عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف حين استجابوا لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ. وإنما لأنه نشأ في بيت عقبة بن معيط ـ زوج أمه ـ.!!
فنشأة عثمان ـ رضي الله عنه ـ في كنف عمِّه وزوج أمه عقبة بن معيط الأموي أورثه جفاءً من ناحية الأسرة ومن ناحية بني أمية عموماً جعله لا يسايرهم في كفرهم ولذا أسلم (18). واشتد إقباله على الإسلام بحديث لخالته الكاهنة التي تنبأت له فاتبع محمداً صلى الله عليه وسلم.
هكذا يقول عبّاس. وكأنه يحكي قصة مسلسل!!
ولا تصدق عباس. فكل هذا من عنده. يتقمص شخصية الكاهن الذي يخلط قليلاً من الحقيقة بكثيرٍ من الكذب.
لم يكن عثمان وحده مَن أسلم من بني أميه، بل لم يكن وحده من السابقين إلى الإسلام من بني أمية، كان منهم غير عثمان بن عفان عمرو بن سعيد بن العاص، وخالد بن سعيد بن العاص، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (19) ـ، وهي من ذات البيت الذي نشأ فيه عثمان ـ رضي الله عنه وعنها ـ وقد أكثر العقادُ من الحديث عن بيت أبيها وكأنه كان يسكن فيه ولم يذكر شيئاً عن أم كلثوم بنت عقبة هذه ـ رضي الله عنها ـ.
فلم يكن بنو أمية كلهم صفاً واحداً ضد الإسلام، كونه خرج من بني هاشم؛ ولم يكن الأمر كما زعم العقاد جفاء بين عثمان وبني أمية دفعه إلى الإسلام وترك ما عليه قومه من الكفر، بل جاءت الأخبار أن عثمان كان محبباً لبني أمية، ولذا آووه يوم الحديبية ومنعوه، بل وعرضوا عليه أن يطوف آمناً بالبيت، وخاف عمر من توليته الخلافة حتى لا يجمع حوله بني أميه فيجتمع عليه الناس، بل وكانت قريش تحب عثمان كلها وكانت المرأة تهدهد طفلها وتقول: أحبك والرحمن حب قريش عثمان.
ولم يكن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ حبيس بيت عمه وزوج أمه (عقبة بن معيط)، يركله ويؤذيه، كما هو الحال اليوم فيما تصوره المسلسلات التليفزيونية تبغض الناس في الحلال، بل كان غنياً ثرياً يدير التجارة إلى الشام وداخل مكة، وكان زواج الأم بعد موت الأب من العم أو غيره أمراً عادياً، والعقاد يعرف ذلك في مكانٍ آخر وينكره أو يتنكر له هنا كما هي عادته (20).
المقصود هو بيان كيف أن العقاد لا يرى أثراً للعقيدة في أفعال أبي بكر والسيدة عائشة وعثمان بن عفان ـ رضي الله عنهم ـ.
والمقصود هو توضيح حال العقاد: بم يستدل؟ وعلى ماذا يبني تحليلاته.؟
المقصود هو بيان أن تحليلات العقاد خفيفة سخيفة تُضحك من يقرأ إن وقف أمامها ينظر قليلاً في حالها.
المقصود هو بيان أن عباس القعاد قليل الأدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
استراحة!
أكسرُ بها الملل، وأأكد فيها على ما مضى ثم أستأنف المسير.!!
نصٌ مجمل من كلام العقاد أبين فيه أن العقاد لا يرى أثراً للعقيدة في إسلام أحد من (العباقرة)، يقول في عبقرية الصديق: (وهكذا يبين لنا في إسلام أبي بكر كما بان لنا في إسلام كل رجل ذي بال من السابقين إلى الدعوة المحمدية أنها دعتهم إليها بأسبابها المقعولة فاستجابوا إليها بأسبابهم المعقولة التي توائم كلا منهم أصدق المواءمة ولا تحوج أحداً من المعللين والمفسرين إلى الخوارق المكذوبة، أو إلى تفسير الأمر بالوعد والوعيد ورغبة الجنة ورهبة السيف) (21)
وهو يكذب، وهو يسلك طريقَ الضالين، فالخطاب الشرعي ارتكز على الثواب والعقاب في دعوة الناس إلى الله رب العالمين، فلا تجد شبهةً ولا سؤالاً للمخالفين ولا تشريعاً للمؤمنين المتبعين إلا مشفوعاً بذكر اليوم الآخر تصريحاً أو تعريضاً (22).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/398)
بل وكل شيء في الشريعة مربوط بالوعد والوعيد الذي يسخر منه العقاد، فإيمان المؤمنين سببه معرفتهم باليوم الآخر {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} الأنعام 92، وكفر الكافرين سببه جهلهم باليوم الآخر {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} المؤمنون74، {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} النحل22. وهذا صريح أعرفه في كل سور القرآن الكريم بل في كل آياته، ولا أبالغ، ويضيق المقام عن التفاصيل.
والرجل ينكر المعجزات، ويسخر منها ويتطاول عليها بتسميته إياها (الخوارق المكذوبة)، وهي ليست مكذوبة، وإنما صادقة جاءت بها الأخبار عن جميع المرسلين.وهي ضرورة لتصديق النبي، أي نبي، فلا يكون النبي نبياً حتى يأتي بمعجزة حسية، كتكلم الجمادات بين يديه، وشفاء من لا يرجى شفاؤه، أو غيبية كالإخبار عن غيب، فهاتان أمارتان على أن المتكلم بها مؤيد من الله العليم الخبير القادر على كل شيء.
والعارفون من المختصين في الحوار مع النصارى وغيرهم يعلمون أن دعوى النبوة لا دليل عليها غير المعجزة والإخبار بالغيب (23) ولكن العقاد ينكر الوحي وينكر الرسالة ويعطي تفسيراً آخر للنبوة فأنى له أن يقر بالمعجزات؟!
لابد له أن يجحد كي يستر سوءته.
خالد بن الوليد رضي الله عنه
كالبقية (العباقرة) لا يرى أثراً للعقيدة فيهم. يقول عن خالد ـ رضي الله عنه ـ (مدخر للقيادة والرئاسة بميراث حسبه وطبعه، وملكات نفسه وجسده) (24)!!
بل هو لم يكتب عبقرية خالد إلا لبيان أنْ ليس للعقيدة أثر في شخصية خالد وإنما: (أعمال خالد تعنينا في هذا الكتاب لمقصدٍ واحد، وهو الرجوع بها إلى مصدرها من نفسه وعقله ومقومات شخصه) (25)، وفي (عبقرية خالد) يؤكد أن خالداً إنما انتصر بما له من صفات شخصية يقول في نهاية بحثه عن خالد وهو يلملم أفكاره ومفاهيمه التي يريد أن يقدمها للقارئ من هذا البحث يقول (وإجمال القول في توفيق خالد بن الوليد أنه لم تعوزه قط صفة من صفات القائد الكبير المفطور على النضال: وهي الشجاعة والنشاط والجلد واليقظة وحضور البديهة وسرعة الملاحظة وقوة التأثير. كان يضع الخطة في موضعها ساعة الحاجة إليها) (26).لا مجال للعقيدة أبداً.
وأقول: لولا الدعوة لبقى هؤلاء جميعاً في الوديان حول الآبار يرعون الإبل والأغنام وما سمعنا بهم، وما تجرأ أحدهم على الخروج من بين أغنامه إلا لتجارة أو سياحة. المؤثر الحقيقي هو العقيدة وليس الأفراد، وإن شاء الله تعالى أتعرض لأصرح نموذج يقدمه العقاد دليلا على فكرته، وهو خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ لأبين أن قراءته معكوسة لا تصلح، وأن الرجل يمتطي الكذب ويستخف بالعقول. فقط أسأل: كيف وصل العقاد إلى هذه الكلام الذي يقوله لخالد؟ ماذا تقول تحليلات العقاد؟
وصل إلى هذه النتيجة ـ الموجودة أصلاً قبل البحث ـ بالتلفيق واللف والدوران حول الدليل والتحايل عليه.كما هي عادته. وهاأنذا أبين لك حتى لا تخضع ثانية بالعقاد.
يريد أن يسند جَلَدَ خالد ـ رضي الله عنه ـ وقوته في الحرب إلى بيئته وليس إلى عقيدته، فيقول (وموضع الترجيح والاستنتاج هنا إنما هو في إرسال خالد إلى البادية قصداً لرياضة النفس والجسد على خشونة الأعراب وشدائد الميادين .. فهذا، وإن جرت به عادة بعض الأشراف في حواضر الحجاز، لم يقطع به قول من الأقوال في سيرة الوليد ابن المغيرة وبنيه (الشهود) على احتمال الشهادة للمعنى الذي قدمناه. ولكن الأمر الموثوق به كل الثقة، والذي لا موضع فيه لترجيح ولا استنتاج أن خالداً قد نشأ حيث نشأ في الحاضرة أو البادية مستعداً للخشونة مستطيعاً لمعيشة الأعراب، مستجيب السليقة والبيئة لما يتكلفه المجاهد في أوعر القفار وأعنف الحروب)
ماذا يفعل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/399)
يريد أن يثبت أن خالداً ـ رضي الله عنه ـ اكتسب القوة والجلد من البدو في الصحراء، ولم يجد دليلا على ذلك، بل وجد عدداً من الأدلة وقوفاً يقطعون عليه الطريق ويأمروه بالرجوع. منها أن القرآن الكريم صريحٌ بأن أولاد الوليد بن المغيرة ـ ومنهم خالد ـ كانوا شهوداً حول أبيهم بمعنى أنهم لم يتركوه {وَبَنِينَ شُهُوداً} المدثر13. ومنها أن خالداً ـ رضي الله عنه ـ لم يكن بدوياً، وإنما من حواضر الجزيرة .. من أم القرى (مكة المكرمة)، ولم تأتِ الأخبار بأنه عاشر البدو .. لا يوجد في الكتب خبر يفيد أن خالداً بادَ في الأعراب.
ماذا فعل العقاد أمام هذه الأدلة التي تقطع عليه الطريق وتأمره بالرجوع؟
كعادته راح يحتال ويكذب.
راح عباس العقاد يحور ويدور حول النص الصريح والحقائق الثابتة في التاريخ كي يثبت أن خالداً كان قوياً بنشأته وفطرته وأنه كان على علم تام بالصحراء والعرب ولذا استطاع أن يهزمهم في حروب الردة وما بعدها. ويتكلَّم من تلقاء نفسه، يكذب، أو قل يخدع القارئ البسيط، يقول: (فلعله سافر كثيراً في الجزيرة قبل الإسلام، ولعله عرف في تلك الأسفار دروبها العصية التي كان يطرقها من العراق إلى الحجاز ومن الحجاز إلى اليمن، ومن نجد إلى الشام)
ولنا أن نسأل: إذا كان السر في نشأة البادية، فكيف هزم خالد من نشأ عندهم وتحلى بصفاتهم وهم أوفر عدداً وعدة؟!
إننا لو قلنا بقول العقاد أن السر في النشأة في البادية لكان أولى بالنصر أهل البادية.
وخالد وأحدٌ من قريش لم يكن يتجول في الصحراء، بل كانوا يسيرون في الدروب المشهورة ولا يقتحمون الصحراء، وكانت رحلاتهم شمالا وجنوباً وليس تجوالا في دروب الصحراء، ولم يعرف خالد بتجارة، والعقاد يقر بذلك بعد هذا الكلام بقليل، وخالد كان يسير بدليل لا بغير دليل في الصحراء.!!
إنه العقَّاد. يكذب ويحتال ويلف الكذب في ثوب البيان .. إنه العقاد يتخبط ذات اليمين وذات الشمال، وليس عنده سوى:
إنكار أثر العقيدة في حياة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ.
سوى القول بأن الإسلام لم يضف شيئاً لخالد.
سوى القول أن السبب هو النشأة والصفات الموروثة وليس العقيدة.!!
فقط ألفت النظر إلى أن العقاد يملك مسلمات قبل البحث، ويحاول أن يصل إليها عنوة رغماً عن الدليل، وإن لم يطاوعه الدليل تخطاه وركب الكذب مستخفاً بعقول من يقرأ.
الفت النظر للعقاد وقد (نفخوه) حتى جعلوه (عملاقاً) قزم صغير ليس عنده سوى الكذب وخداع القراء.
وهذا دليل آخر يؤكد كلامي، يقول ـ وهو يتكلم عن خالد بن الوليد ـ بأن بني مخزوم (باءوا بأسباب المحافظة على القديم جميعاً حين تصدى الإسلام لتبديل ذلك القديم، فهم أول من يصاب بهذه الدعوة الجديدة وآخر من يلبيها وله مندوحة عنها، ومن ثم كانت المصاولة بين الإسلام والجاهلية في وجه من وجوهها مصاولة بين محمد عليه السلام وبين خالد بن الوليد الذي انتهى إليه شرف الرئاسة المخزومية في ذلك الأوان) (27)
هذا الكلام في صفحة 22، وبعده بقليل وهو يحسب عمر خالد بن الوليد يقول قولاً آخر، يقول بأن خالداً كان غلاماً صغيراً والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة.
وفي كل الأحوال العقاد يتعدى على الحقيقة بكثيرٍ من قلة الحياء، فخالد لم يكن يوماً رأس بني مخزوم، ولا رأس بني أبيه، فضلاً عن أن يكون رأس المشركين كلهم ويكون هو رأس الجاهلية في مواجهة سيد البشرية صلى الله عليه وسلم (28).
لاحظ شيء، آلية التفكير عند عباس واحدة، وتنبني على أن من آمن آمن لغرض ما غير العقيدة، إما إعجاباً بالنبي، وإما نكاية في أهله.
وفي كل مرة يفسر كل الخلافات استناداً للقرابة .. القبلية، فهذا مجافٍ لأهله ولذا خالفهم حين كفروا فآمن، وهؤلاء منافسين لبني هاشم ولذا لم يؤمنوا، وعائشة تريد طلحة لأنه من بني عمومتها، وأهل الشورى انقسموا على القرابة بين علي وعثمان.
حين يتكلم عن أحدٍ من بني أمية يصور لك جبهة الكفر وكأنَّ بنو أمية هم الكفر ومن يحمل الناس على الكفر، والآن يتكلم عن خالد بن الوليد فيصور لك جبهة الكافرين وكأن ليس فيها إلا بني مخزوم كفروا وحملوا الناس على الكفر. والتضارب شيمة المزورين الكذابين الأفاكين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/400)
قريش كلها، وسادة قريش كلهم كانوا في صف الكافرين، سادة بني مخزوم، وبني هاشم (أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم) وبني أمية (عتبة بن ربيعة ثم أبو سفيان)
وغيرهم من سادة قريش، وهذا حال الملأ في كل زمان ومكان {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} سبأ34وهم الملأ، وهي علة في مكذبين الضالين وليس خللاً في دعوة ولا شخص المرسلين (29).
ولم تكن زعامة قريش يوماً في يد خالد بن الوليد كي يكون طرفَ في الصراع مع الرسول صلى الله عليه وسلم كما يفتري العقاد.
ولم يكن بني مخزوم كلهم صفاً واحداً في وجه النبي، بل في أحد بيوتهم بدأت الدعوة الإسلامية، وهو بيت الأرقم بن أبي الأرقم، بل وكان من إخوان خالد بن الوليد وأبناء عمومته من أسلم سابقاً غيره إلى الإسلام، أعني الوليد بن الوليد بن المغيرة (أخا خالد) وكان أكبر منه سناً و سلمة بن هشام بن المغيرة (بن عم خالد)، وعياش ابن أبي ربيعة بن المغيرة (30)، وأم سلمة ـ أم المؤمنين رضي الله عنها ـ وزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. فانظر إلى العقاد كيف هو معوج؟!
الفتوحات العربية!
كلنا نقول (الفتوحات الإسلامية) إلا العقاد يتكلم عن (العرب)، تقرأ له كثيراً (وانتصر العرب)، (جيش العرب) (31) (لكن حركة العرب حركة إنشاء ونماء). فهي عنده عربية تكملة للجاهلية يقول: (وهناك حلقات من الحوادث تسوغ لنا أن نعتبر حرب فارس الثانية امتداداً للوقعة الأولى بذي قار، أو استئنافا لتلك الواقعة) (32)
والحديث عن أنها كانت عربية لا إسلامية هو أخف العجب فيما نقرأ للعقاد.وأعجب منه تحليلات العقاد لانتصار العرب ـ على حد قوله ـ على الفرس والروم، وهاك البيان فأعرني عقلاً وصبراً فو الله حريصٌ على الاختصار حتى لا يمل المقال.
عند عباس العقاد أن العامل الأساسي في النصر والهزيمة هو الخبرة بالفنون العسكرية، يقول بأن العرب كانوا أخبر وأقدر من الفرس والروم ولذا انتصروا عليهم!! .. عنده (كتب النصر لأولى الفريقين به في ميزان الفن العسكري الذي يشمل جميع المرجحات) (33)، ويقول (وفرة نصيب العرب يومئذ من أقطاب الرجال ذوي الحنكة والنظر البعيد، وإنهم قد ظهروا لأنهم كانوا على أهبة في هذا الباب حرمتها كلتا الدولتين) (34). وفي ذات السياق يشكك في أمر العدد، بما يشي أن المسلمين كانوا هم الأكثر أو مماثلين.!!
هل كان العرب على أهبة للقتال أكبر من الفرس والروم؟!
لم يقل بهذا أحد قبل عبّاس، يسرح عباس بعقل القارئ، وكأنه على ناصية شارع بليلٍ في إحدى الهجر (العزب) البعيدة في مطلع القرن الماضي بين قومٍ لم يقرءوا ولم يكتبوا ولم يخرجوا من مكانهم.
يقول جمع العرب بين جميع فنون القتال التي يمارسها أهل البادية والتي يمارسها أهل المدن، ويستشهد بالمناذرة والغساسنة، يقول بأن هذه القبائل جمعت بين خبرة البدو في حرب العصابات وخبرة أهل المدن في الحروب النظامية.!!
والعقاد يكذب فهذه القبائل كانت حرباً على الإسلام وأهله في (مؤته) و (تبوك) و (اليرموك) و (فتوحات العراق) و (وفتوحات الشام). (الفتوحات العربية) التي يتكلم عليها العقاد كانت في هذه القبائل.فكانت خبرتهم القتالية في حرب المسلمين وليست معهم. فانظر كيف يقلب الحقائق؟!!
ويقول بأن قريشاً تعلمت علم العالمين في الحرب، إذ كانت تنتقل إلى العرب وينتقل العرب إليها (فقلما غاب عنها علم عربي وصل إليه أبناء الحواضر والبوادي باجتهادهم واختبارهم، أو وصلوا إليه بالقدوة والسماع عن الأمم الأجنبية) (35)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/401)
والعقاد يكذب. أو يسرح بعقل من يقرأ كما هي عادته. قريش كانت ترحل إلى الأسواق تحمل البضائع على البعير والحمير تبحث عن رزقها، وينتقل العرب إليهم حجاج محرمون،ولم يكن الغساسنة ولا المناذرة ممن يأتي إلى مكة حاجاً أو معتمراً كونهم نصارى. وقريش كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، وما كان لها جيش نظامي، ولا قائد عام، فضلا عن علم بالفنون العسكرية، وهكذا كنانة وقيس وأبناء عمومتهم من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (36)، وإخوانهم في اللغة من أهل اليمن إلا ما دخل في حلف الفرس (اللخميين) والروم (الغساسنة) وألئك كانوا حرباً على الإسلام وفيهم كانت الفتوحات كما قدمت.
كانت حروبهم أشبه ما تكون بحرب العصابات. وغزوة بدر دليل على ذلك. تدبر كيف تجمعت قريش للقتال يوم بدر ويوم أحد والأحزاب، وكيف سارت للقتال، وكيف كانت تنفق على المقاتلين، وكيف باشرت القتال؟
وارجع إلى الوراء في التاريخ واستحْضِر أيامهم في الجاهلية (37)، فلن تجد فنونَ قتالٍ جاءت لقريش من خارجها أو خرجت منها. وإنما العقاد سينمائي ينسج من خياله، يركب الكذب ويستخف بعقل من يقرأ.
أكتفي بهذا وأعود ثانية بحول ربي وقوته للحديث عن العقاد في عبقرياته. والله أسأل العون والسداد وأن يبارك لي في كلماتي هذه.
محمد جلال القصاص
ظهر الأحد 03/ 04 /1430
29/ 03 /2009
[ CENTER] مواضيع ذات صلة
من هو عباس العقاد؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد
http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm
عبقريات عباس العقاد: (1) إنكار للوحي
http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm
============== الهوامش ===== الهوامش ==== الهوامش =======
(1) وهي طريقة أهل الباطل عموماً، تكلم عنها الشاطبي في موفقاته، وابن عثمين في شرح نظم الورقات.وللمزيد انظر للكاتب (ثم يستدلون) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد. http://saaid.net/Doat/alkassas/70.htm
(2 ) السابق /228
(3) انظر الأعمال الكاملة 1/ 230، 231، 239، 344
(4) السابق /287
(5) البخاري/3795
(6) يسميهم جواد علي (صاحب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) الإخباريين، ولا يأخذ كلامهم كله بل يقبل منه ويرفض، وقبوله ورفضه بهواه كا العقاد.
(7) مقدمة كتاب الصديقة بنت الصديق،.
(8) ص/65
(9) انظر المستدرك جـ3/ 83 ح (4462)، وانظر تاريخ الطبري 2/ 2237، وحياة الصحابة 2/ 148، وانظر كنز العمال 5/ 657 (ح 14155).
(10) انظر، أسد الغابة 1/ 650، تاريخ الخلفاء /73
(11) هذا البيت من (لامية العرب) للشنفري وهي من مشاهير شعر العرب وكانوا يحفظونها صغارهم، وجبأَ: جبان. وأكهى: أفعل من الكهاةِ يدور معناها على الضخامة والعظمة، والمقصود هياب متردد تكبر الأشياء في حسه، يدعم الوصف الأول (جبأ). والمربُّ: الملازم. انظر لسان العرب 15/ 234؛ والشنفري هو عمرو بن مالك الازدي، من قحطان، شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية. كان من فتاك العرب وعدائيهم. وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم. انظر الأعلام للزركلي 5/ 85
(12) هي خولة (أو خويلة) بنت ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت، والحديث في الصحيح.البخاري /360
(13) وأسماء بنت يزيد الأشهلية الأوسية الأنصارية، وافدة النساء، كانت وافدة ولم تكن سفيرة، تتحدث بما يدور بخاطرها، وحديثها ضعفه الألباني. انظر السلسلة الضعيفة / 6242
(14) هذا وصف السيدة عائشة لها. المستدرك للحاكم ح (6779)
(15) دخل عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت صائمة، وكانت حديث عهد بالإسلام. وهي التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الغداة تذكر الله ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة تذكر الله فعلمها وأرشدها إلى كلمات تعدل ذلك كله هي (سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشة ومداد كلماته). انظر البخاري /1850، وانظر مسلم /4905
(16) وحديث الترمذي (3827) الذي فيه (فكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى؟) ضعفه الألباني انظر السلسلة الضعيفة /4963
(17) البخاري /1300
(18) عبقرية عثمان /53.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/402)
(19) تجد أسماء من أسلم من بني عبد شمس في ذكر من هاجر للحبشة، وذكر من حضر بدراً في سيرة ابن هشام 1/ 323.
(20) تكرر في كتابه عن عثمان بن عفان (عثمان ذو النورين)
(21) موسوعة العقاد الإسلامية /276
(22) انظر للكاتب لم الخطاب الدعوي المنقوص؟ بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام. http://www.islamway.com/?iw_s=Article&...article_id=2115
( 23) انظر للكاتب فصل (مقاييس النبوة) من كتاب الكذاب اللئيم زكريا بطرس الجزء الأول. http://www.islamway.com/index.php?iw_s=lib...g=1&id=3054
( 24) عبقرية خالد /34. نشرتُ من قبل طرحاً مستقلاً عن أثر العقيدة في خالد بن الوليد بياناً للحق وكشفاً لزيف العقاد.موجود بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام تحت عنوان (أثر العقيدة في بناء الشخصة. خالد بن الوليد نموذجاً) http://www.islamway.com/?iw_s=Article&...article_id=2331
( 25) عبقرية خالد /126
(26) عبقرية خالد /163
(27) عبقرية خالد /21، مع أنه ذكر في ص 27 أي بعد ذلك بقليل أن خالداً كان (غلاما) في قريش .. صغير السن.!!
(28) أستنبط هذا مما ورد في قصة حبس الوليد بن الوليد في مكة عن الهجرة والحديث عند البخاري /762، والتراجم تصرح بأن الوليد كان أكبر من خالد.
(29) شرحت هذا وفصلته في أكثر من سبعين صفحة في مقدمة عن السيرة النبوية أسأل الله العظيم أن يخرج للناس قريباً.وشيء منه في مقالٍ بعنوان (جدال وقتال) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام.
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&...article_id=4001
( 30) أسد الغابة 1/ 37، 1/ 470، 1/ 682، 1/ 884
(31) انظر مثلا ص/3، ص/145 من عبقرية خالد، وما بعدها تجده مصر على أنه جيش العرب.
(32) عبقرية خالد /123
(33) عبقرية خالد /10
(34) عبقرية خالد 118، 119
(35) عبقرية خالد /15
(36) أهل النسب على أن العرب عدنانية وقحطانية، (مستعربة وعاربة) وبعضهم يخرج قضاعة من القحطانيين ويجعلها قسماً مستقلا. وقحطان اليوم هي مذحج بالأمس (فرع من قحطان الجد الكبير).
(37) انظر (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) 1/ 146عدَّ م أيامهم (حروبهم) في الجاهلية وشرحها. والكتاب موجود بالشاملة ومكتبة الوراق.
ـ[أبو محمد القلموني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:19 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي و جعل ما سطرته أناملك المباركة في ميزان حسناتك يوم القيامة.
بالمناسبة ما هي أفضل طبعات موسوعة العقاد الإسلامية؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:31 ص]ـ
وجزاكم أخي الفاضل
لم أقارن أخي الفاضل، ولم أطلع على غير موسوعة دار الكتاب لبنان. وقد اثبت المصادر في نهاية بحثي. وهذه المقالات مستخرجة من البحث.
وبعض الكتب معي من طباعة المكتبة العصرية. فقط قرأت رسالة (الله) من عدة طبعات .. قرأتها قديماً وقارنت بين نسختين حديثاً. ولم أفعل ذلك مع غيرها.(54/403)
العواصم والقواصم لابن الوزير
ـ[صهيب علي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 03:53 م]ـ
العواصم والقواصم لابن الوزير
أصل موضوع الكتاب هو الرد على الزيدية، لكنه تضمن بحوثاً قيمة في علوم مختلفة، مع ردِّه على أهل الأهواء والبدع، والذب عن الحق وأهله، والحث على اتباع السنة وإحياء ما اندرس من آثارها.
وقد طبع الكتاب من سنوات عدة بتحقيق أستاذ المحقيقين الشيخ شعيب الأرناؤوط في عشر مجلدات.
وقد طبعته مؤسسة الرسالة مؤخراً في ثلاث مجلدات، وقد تميزت هذه الطبعة عن السابقة بمييزات كثيرة أهمها: وضع عناوين رئيسية في أصل الكتاب مناسبة لمباحثه المتشبعة، وعناوين جانبية تلخص فكرة كل فقرة تسهيلاً لرجوع القارئ إلى أي فكرة في الكتاب، كما خُرِّجت أحاديث الكتاب وآثاره، وتُرجم للأعلام الواردة فيه وعُرِّف بالكتب التي نقل عنها المؤلف، مما هو غير مطبوع، أو مطبوع ولكن تداوله بين الطلبة قليل، إضافة إلى ذلك كلِّه التعليق على مسائل الكتاب بفوائد مهمة قد تخالف المؤلِّف أحياناً في بعض ما ذهب إليه من آراء.
http://www.resalah.com (http://www.resalah.com/)(54/404)
القصيدة القافيّة في بيان العقيدة السلفية
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 05:39 م]ـ
هذه أبيات نظمت فيها عقيدة أهل السنة والجماعة أحببت أن أتحفكم بها مع انشراح صدري للنقد والتوجيه والإرشاد فالمؤمن مرآة أخيه وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[31 - 03 - 09, 05:50 م]ـ
شكرا على القصيدة
وليتك تفرد نظما في الملل النحل
ـ[نواف البكري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:28 ص]ـ
رحمَ الإلهُ صداك يا إسحاقي
جزاك الله خيرا
المعنى طيب، ولكن القصيدة بحاجة إلى إصلاحات عدة نحوية وعروضية
بداية من (قيده قائله/ أبي عبد الله عبد الرحيم ... ) والصواب أبو عبدالله
إلى قولك: (مع سلامٍ باقي) والصواب: باقِ
وخلل العروض يحتاج إلى مختص فاستعن به
وهناك صور بيانية قاصرة غيرها أولى
وعلى كلّ وفقكم الله وشكر لكم(54/405)
نصوص احتاج الى تفهيمها وتفسيرها
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:43 م]ـ
السلان عليكم ورحمة الله
هناك قول للبزدوي ينقله علي القاري في شرح الفقه الاكبر لم اجد الجواب هل العبارة توافق معتقد أهل السنة ان لا
يقول:
"إثبات اليد والوجه حق عندنا, لكنه معلوم بأصله متشابه بوصفه ولا يجوز ابطال الأصل بالعجز عن درك الوصف بالكيف"
ماذا يقصد بالاصل و انه معلوم؟ هل هذا رد على المفوضة؟ ام هذا رد الصفة بالكلية؟ هلا تفضلتم بالشرح على العبارة
وكذلك قول صاحب بدء الامالي:
"ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن واتصال"
هل هو قول صحيح يحتج به؟
لاننا نحتاج الى أقوال أئمة الحنفية التي تؤيد مذهب السلف لتصنيف مقرر لا يخرج عن أقوال أئمتنا وفي نفس الوقت لا تخالف معتقد أهل السنة
جزاكم الله خيراً!
أخوكم فاتح حبيب من روسيا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:40 م]ـ
السلان عليكم ورحمة الله
هناك قول للبزدوي ينقله علي القاري في شرح الفقه الاكبر لم اجد الجواب هل العبارة توافق معتقد أهل السنة ان لا
يقول:
"إثبات اليد والوجه حق عندنا, لكنه معلوم بأصله متشابه بوصفه ولا يجوز ابطال الأصل بالعجز عن درك الوصف بالكيف"
ماذا يقصد بالاصل و انه معلوم؟ هل هذا رد على المفوضة؟ ام هذا رد الصفة بالكلية؟ هلا تفضلتم بالشرح على العبارة
وكذلك قول صاحب بدء الامالي:
"ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن واتصال"
هل هو قول صحيح يحتج به؟
لاننا نحتاج الى أقوال أئمة الحنفية التي تؤيد مذهب السلف لتصنيف مقرر لا يخرج عن أقوال أئمتنا وفي نفس الوقت لا تخالف معتقد أهل السنة
جزاكم الله خيراً!
أخوكم فاتح حبيب من روسيا
الحقيقة لو أنه قال إثبات الوجه واليد حق عندنا وسكت ,لكان خيرا له .. وعلى أية حال فإن باقي العبارة يفهم منها إثبات المعنى وتفويض الكيف وهذا مذهب أهل السنة ..
أما عن النقل الثاني فيحتاج إلى نقل قوله كاملا .. وإن كان يبدو أنه يقصد بلا مماسة للعرش من الذات العلية. وهذا قد خالف فيه شيخ الإسلام في مواضع.
والله أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:44 م]ـ
ثم إني قد نسيت الترحيب بإخواننا في القوقاز .. فمرحبا بكم أخي الحبيب في ملتقى أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:11 م]ـ
أهلا بك وجزاك الله خيراً أخي أحمد الغريب
ولكن القوقاز بعيد عنا نحن في جمهورية تتارستان و تبعد القوقاز عنا ب 2500 كم تقريباً.
بالنسبة للبيت فهو ليس مرتبط بما سبق ولا بما بعده.
وأما بقية اللنصوص فهي عن الشيخ أبي الشكور محمد بن عبدالله السالمي رحمه الله تعالى في التمهيد قال:
" صفات الله تعالى واحدة في الحقيقة لا تدخل تحت العدد، فأما تأثير وأسماء معدودة من أنكر صفة من صفات الله تعالى يصير كافراً فهي معدودة بالاسم والتأثير، والإيمان بالكل واجب وصفاته كلها واحدة في الحقيقة حتى أنه لو قال إن قدرة الله تعالى وحياته شيئان أو غيران اثنان ليصير كافراً. فنقول: إن الحياة صفة الله تعالى والقدرة صفة الله تعالى والقدرة ليست هي الحياة ولا غيرها كما في الصفة والذات لأن صفاته ليست من المعدودات، فنقول: إن الله تعالى يوجد بصفاته، وهذا هو المذهب عند أهل السنة والجماعة"
انتهى كلامه.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:48 م]ـ
أما عن هذا النقل الأخير فهو ليس قول أهل السنة .. بل ولا يقارب قولهم ..
وظاهر فيه رفع النقيضين في قوله لا يقال إن القدرة هي الحياة ولا هي غيرها ..
وعلى كل فهذا القول هو قول بعض الأشاعرة .... بل إن صفات الله كثيرة معدودة والقدرة غير الحياة غير الكلام غير السمع والبصر .. وعلى قولي هذا الذي هو قول أهل السنة. فأنا كافر عند هذا السالمي.
فالذات لها صفات .. وهذه الصفات متعلقة بالذات لا تقوم بنفسها .. ثم كيف يقول أنها لا تدخل تحت العدد مع أن كل اسم لله تشتق منه صفة له .. وقد ورد في الحديث (إن لله تسعة وتسعين اسما .. ) .. فهذا أكرم الخلق قد عد الأسماء التي تدل على الصفات .. إلا أن يقال إن قول النبي هذا غير مراد ظاهره وحينئذ يقال لهم إن العدد داخل تحت النص الذي لا يقبل التأويل .. على أية حال يا أخي الكريم أنا أراك تنقل نقول الأشاعرة والماتريدية فليتك تخبرنا بالموقع الذي تنقل عنه ..
وبالنسبة لترحيبي بك على أنك من القوقاز فاعذرني لجهلي بجغرافية روسيا فهي بعيدة عنا .. (ابتسامة)
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
طبعا انقل من العقائد الماتردية وهل الأحناف الا الماتردية))))
وهذا المقطع موجود في كتاب "الحجة البالغة الجنية في شرح العقائد الحنفية" للعلامة شهاب المرجاني
والعبارة ان الصفات غير الذات ولا هي هل صحيحة؟ حيث ترد على المعتزلة وعلى القول بتعدد القدماء؟ ام ليس كذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/406)
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:27 م]ـ
ما في احد يزودني بمعلومات أخرى؟(54/407)
فائدة في تكفير الذنوب بالعمل الصالح
ـ[السمحي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 12:22 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد:
اولاً: اعتذر بالنسبه لموضوع الاستحلال القلبي وما كتبته فلم اقراء موضوع الضوابط للمشاركة في قسم العقيدة فارجوا المعذرة والا يكفينا كلام العلماء الكبار في هذه القضايا فقط الدافع الاطلاع والفائدة
بالنسبه لموضوع تكفير الذنوب بالعمل الصالح هي مسالة مفيدة جداً تكلم عنها الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم وذكر الاقوال في ذلك ورجح ان الكبائر لابد من التوبه لتكفيرها اما الصغائر فتكفر بالعمل الصالح لان الله امر بالتوبه فلو كانت الاعمال الصالحة تكفر الكبائر ما اوجب الله التوبه وجعل تاركها ظالم وتكلم الشيخ الالباني عن هذه المسالة وكأن الشيخ رجح ان بعض الاعمال الصالحة تكفر الكبائر جمعا بين النصوص واعجبني كلام ابن القيم في الجواب الكافي فقد قرر رحمه الله ان التوبه واجبه في تكفير الكبائر ومع ذلك بين ان الاعمال الصالحة تكفر الصغائر فاذا ذهبت الصغائر وكفرت و لازال عند الانسان رصيد من العمل الصالح فأن هذا العمل يضعف مقام الكبائر ويخففها فلا تكفر الاعمال الصالحة الكبائر مطلقاً وانما تضعفها وهذا من بديع فقه ابن القيم في مثل هذه الابواب العظيمة فنرجوا من الاخوة المشاركة في الموضوع(54/408)
هل يجوز وصف الإنسان بالمبدع؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 04 - 09, 05:41 م]ـ
السلام عليكم
وصفت طالب عندي في الصف وفقلت هذا الطالب المبدع فأعترض علي بعض الإخوة بأن ما يحلى بأل من الصفات لا يطلق إلا على الله و أشتشهد بتغيير الرسول لأسم الحكم؟
فما حكم الشرع في ذلك
و أستغفر الله من زلل لساني
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:05 م]ـ
تفضل أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147815
وانظر أيضاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152050
وفقك الله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:42 م]ـ
بورك فيك و سددك الباري
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - 04 - 09, 05:27 ص]ـ
قال الشيخ محمد اسماعيل عن الشيخ أحمد الراشد أنه داعية مبدع(54/409)
سؤال هام ... و مسألة للبحث
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[02 - 04 - 09, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
زعم ابن حزم في كتابه في الملل و أهل الأهواء و النحل ... أنّ لفظ الصفات محدث مبتدع و لايجوز أن نقول أنّ لله صفات ... بخلاف الأسماء لأن القرأن ورد بالثاني و لم يرد بالأول.
و ذكر دليلا و رده من وجهين أحدهما ضعف الإسناد و الثاني ما تضمنه من المعنى
و الحديث هو حديث الصحابي الذي كان يقرأ قل هو الله أحد في كل ركعة ... و الشاهد
إنّها صفة الرحمن ...
و العجب نحن لا نشك في الحديث لثبوته عند البخاري في الصحيح و لست استحضر لفظه بالضبط الآن و كذلك هو عند الترمذي في السنن ...
و المشكلة:
1/- هل ما قال ابن حزم صحيح؟
2/- و من أول من قال بلفظ الصفات؟
3/- و كيف الرد على ابن حزم؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 06:54 ص]ـ
المسألة:
بحثت هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82198
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=99485
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115417
والله الهادي.(54/410)
السلفية وذكر من إنتسب إليها.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 09:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وقال سبحانه {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} وقال {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
السلفية وذكر من إنتسب إليها:
جاء في [اللسان] وغيره من كتب اللغة:والسلف، و السليف، والسلفة: الجماعة المتقدمون)).
والسلفية هي إنتساب إلى السلف الصالح والسلفي هو من يرجع في الأمورالشرعية إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم وقد إنتسب إليها وكتب بخطه (سلفي) جماعة من العلماء منهم الإمام المقرئ المحدث أبوالخير محمد بن محمد المشهور ب (الجزري).
قال الحافظ السخاوي في [الغاية ص16]: والسلف بفتح المهملة وللام وفي آخرها فاء نسبة إلى السلف لأنتحال مذهبهم ونقله وقد إنتسب لذلك من الرّواة جماعة منهم من المتأخرين الأستاذ أبوإسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري الخليلي فإنه كان يكتب ذلك بخطه وسئل عنه فقال: نسبة إلى طريق السلف)) إنتهى.
وهذا ردّ على من زعم أن الإنتساب إلى السلف الصالح ظهر في هذاالعصر بل كان قديما كماترى ويدخل في زمرة السلفيين المذاهب الأربعة وأتباعهم ولا يلتفت إلى ما تدعى بعض الفرق المتشدة في هذاالعصر من أن السلفية خاصة لها دون الآخرين من أهل السنّة ويبغونها عوجا والصحيح أن هذاالفهم مائل بعيد عن الحق والصواب وننصح هذه الفرق التي تعنى بما يعنّيها وتهمل مايعنيها وتتخلى مما يسم بالأخلاق وتتخلى بمحاسن الأخلاق وتتقلب مع الأهواء بتقوى الله سبحانه ونذكر بقول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
كتبه / جامع بن عبدالله الهيراني الصومالي
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:52 م]ـ
الحافظ ابن حجر عند ترجمة محمد بن قاسم بن سفيان (أبي اسحق المصري) قال الحافظ» كان سلفي المذهب «(لسان الميزان5/ 348).
ووصف الحافظ محمد بن القاسم بن سفيان المصري المالكي بأنه «سلفي المذهب» (لسان الميزان5/ 348).
وقال الذهبي عن أحمد بن محمد الأصبهاني «فالسلفي من كان على مذهب السلف» (سير أعلام النبلاء21/ 6).
وقال في السير أيضاً (16/ 457) عند ترجمة الدارقطني: "وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شئ أبغض إلي من علم الكلام. سمع هذا القول منه أبو عبدالرحمن السلمي. قال الذهبي: "قلت: لم يدخل الرجل أبداً في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً ... ".
نقل الشيخ إبراهيم بن محمد المقدسي عن أبي مظفر في ترجمة محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي «وكان على مذهب السلف الصالح حسن العقيدة» (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد2/ 349).
وقد قال شيخ الاسلام «لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا» (4/ 149)
منقول
ـ[ابو العابد]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:10 ص]ـ
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية - (29/ 8)
أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "عَلَيكُم بِسُنَّتي وَسُنََّة الخُلَفَاء الرَاشِدين"
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين، والواجب أن تكون الأمة الاسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف، إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب ولكن مشكلتهم كغيرهم أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً ويبدعه ويفسقه، ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة، والواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون: بيننا كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء، ولا إلى فلان أو فلان، فكلٌّ يخطئ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك طريق مستقيم يسلم فيه الإنسان، ولا ينتمي إلى أي فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/411)
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:27 ص]ـ
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الإمام أبي عمرو بن الصلاح رحمهما الله تعالى: " وكان سلفياً حسن الاعتقاد، كافاً عن تأويل المتكلمين، مؤمناً بما ثبت
من النصوص، غير خائض ولا معمق "
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[03 - 04 - 09, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,إضافات جيدة.(54/412)
هل يجب توثيق الشبهات ممن صدرت منه في نقاشها علميا؟
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 10:13 م]ـ
إذا ذكرنا شبهة في معرض نقدها نقدا علميا ومنهجيا فهل يجب علينا أن نوثق هذه الشبهة من مصدرها أو نتركها بدون توثيق ونرد عليها ونوثق الرد فقط، أو لا نوثق الاثنين؟
لأني وجدتُ من ألّف كتاباً للجواب عن شبهات لطائفة ضالة فيذكر الشبهة دون توثيقها لقائلها ودون ذكر مصدرها مما يجعل القراء لايثقون في المصداقية في كون هذه الشبهة حقيقة فيهم، فهل هذا خلل منهجي؟ وهل الأمانة العلمية مفقودة في مثل ذلك؟.
انتظر جواب الاخوة الباحثين ..
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:51 م]ـ
المسلك الأمثل في ذلك هو التوثيق الدقيق جدا و حبذا لو نقلت الشبهة من كتب المخالفين بنصها دون أدنى تصرف من الرادّ فإذا ما استوفاها و قررها على وجهها احسن تقرير أردف بعد ذلك بالرد و التفنيد و مثال ذلك ردود شيخ الاسلام على الرازي و الفلاسفة و غيرهم تجده ينقل اقوالهم بنصها من كتبهم ثم يرد عليها و كذلك فعل الشيخ المعلمي في رده علي الشيخ الكوثري في التنكيل تجده يورد كلامه بنصه ثم يرد عليه
اما عدم التوثيق فيعد خللا منهجيا في الرد لانه يعطي مساحة للتشكيك في صدق الكاتب و انه دلس و زور و لبس و كذب و نحو ذلك فاسلم الطرق التي تقطع شغب المشاغبين هو النقل بالنص و التوثيق الدقيق
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:16 م]ـ
نعم يجب توثيق الشبهة عند الرد عليها في كتاب ..
أما على شبكة الانترنت فلا يجوز وضع روابط لمواقع أهل الكفر أو البدعة بحجة التوثيق ..
وفي الحالتين ينبغي التشدد في نقل كلام المخالف بنصه كلما أمكن ..
أو بالمعنى مع الحرص على عدم تحريف المعنى أو إخراجه من سياقه ..
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 04 - 09, 09:02 ص]ـ
الأستاذ هشام عزمي - وفقه الله -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1016828#post1016828
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:19 ص]ـ
أشكر الاخوة المشاركين، وأخص بالشكر الدكتور هشام عزمي
وأنبه إلى أني اطلعتُ على كتاب صدر حديثا بعنوان (شبهات عصرانية مع أجوبتها) لأخينا سليمان الخراشي ولم أجد فيه أي توثيق لجميع الشبه التي أوردها، فكيف يثق القراء بأن الشبه التي ذكرها أخونا الخراشي هي ما ذكرها العصرانيون أنفسُهم، فهو حتى لم يذكر نصها بل تصرف فيها بصياغته دون توثيق، ولا مانع أن يتصرف بصياغته لكن لابد من التوثيق والتحقيق حتى يُلجم الخصم.
وكلام العصرانيين يسهل توثيقه من المجلات والصحف وكتبهم.(54/413)
من تفسير الرازي
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[04 - 04 - 09, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما قول الاخوة عما قاله الامام فخر الدين الرازي في تفسيره
لقول الله تعالى من سورة غافر آية 36 - 37 وما الجواب عنه؟
وانا بحاجة ماسة الى معرفة الحق والصحيح في الآية!
(المسألة الأولى: احتج الجمع الكبير من المشبهة بهذه الآية في اثبات ان الله في السموات وقرروا ذلك من وجوه ....... والجواب ان هؤلاء الجهال يكفيهم في كمال الخزي والضلال ان جعلوا قول فرعون اللعين حجة لهم على صحة دينهم ...... فظهر ان تعريف ذات الله بكونه في السماء دين فرعون وتعريفه بالخلاقية والموجودية دين موسى فمن قال لالأول كان على دين فرعون ومن قال بالثاني كان على دين موسى! ... الخ)
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[04 - 04 - 09, 05:32 م]ـ
السلام عليكم ... وحياك الله أخي الكريم نظمي.
أما عن طلبك لمعرفة الحق فهذا خلق المؤمن .. يدور مع الحق حيث دار ,ولا يجد غضاضة في تقبل الحق من حيث جاء .. أما عن الرازي عفا الله عنه .. فلقد كان معطلا لصفات الله نافيا لها بحجة التأويل .. وقد رد عليه شيخ الإسلام في كتابه درء تعارض العقل والنقل وهناك موضوع مثبت لأحد الإخوة الأفاضل فيه فوائد منتقاة من هذا الكتاب العظيم .. ومع هذا الطعن من الرازي لأهل السنة في إثباتهم نصوص الصفات على ظاهرها فهو قد وقع في التخليط والحيرة حتى قال في اخر عمره:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا.
ثم قال لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ,فما رأيتها تشفي عليلا ,ولا تروي غليلا وأقرب الطرق طريقة القرآن, اقرأ في الإثبات (على العرش استوى) و (إليه يصعد الكلم الطيب) .. الخ كلامه عفا الله عنه .. وهذا مذكور في كتابه الموسوم بأقسام اللذات وهو لم يطبع وتوجد منه نسخة خطية في أسبانيا كما أشار إليه الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
إذا علمت ذلك أخي الكريم. فاعلم أن استدلاله مردود عليه ولا حجة له فيه .. بل يقال إن فرعون الذي قال ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب هو الذي قال عنه الله وعن قومه (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا .. )
فهذا فرعون مع استكباره قد عرف ربه وهذه الاية وإن كانت في توحيد الألهية لكن يستفاد منها أنه قد عرف ربه وعرف صفته سبحانه وتعالى.ثم إن فرعون لما قال قولته هذه لم ينكر عليه موسى عليه السلام علو ربه سبحانه مع إنكاره في آيات أخرى كثيرة على فرعون في ادعائه الألوهية واقرأ إن شئت أول سورة الأعراف وكذلك طه وكذلك الأعراف .. إذا عرفنا ذلك عرفنا أن موسى عليه السلام وهو الكليم أحد أولي العزم قد أثبت لله العلو .. ثم أضف إلى ذلك حديث المعراج في تردد النبي محمد عليه الصلاة والسلام بين موسى وربه في أمر الصلاة .. أترى أن موسى يقول لمحمد عليه الصلاة و السلام ارجع إلى ربك وهو لا يعرف أنه فوقه وأن رسول الله كان يصعد إليه سبحانه إلى درجة لم يصل إليها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ثم ينزل إلى موسى.
ثم أليس موسى هو القائل لفرعون كما في آخر الإسراء (لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر .. ) ومعلوم أن الإنزال إنما يكون من فوق إلى أسفل ..
أقول إن ردود أهل السنة والجماعة على أهل البدع واضحة جلية ولله الحمد ومذهبهم هو الحق المبين الذي إن تمسك به أفلح ونجا .. وأنا لم أذكر أدلة علو الله من نصوص أخرى كثيرة .. وإنما اتبعت طريقة شيخ الإسلام التي ذكر فيها أن أهل البدع لا يأتون بدليل صحيح على بدعتهم إلا كان في هذا الدليل نقض لحجتهم وقد رأيت ذلك كما ذكرت لك أخي الكريم ..
ونصيحتي الأخيرة أخي الكريم أن تعرض عن كتب أهل البدع كتفسير الرازي وغيره وهو كما ذكرت لك قد رجع عما ذكر فيه من نفي للصفات .. واقرأ في التفسير كتب أهل السنة فإن أردت المختصر فاقرأ كتاب الشيخ السعدي تيسير الكريم الرحمن .. ثم تفسير ابن كثير ثم الطبري.
والله أعلم والسلام عليكم
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:55 ص]ـ
الله يجزيكم عني خيرا(54/414)
جواب عن شبهة: " لا داخل العالم ولا خارجه "
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:24 م]ـ
جواب عن شبهة: " لا داخل العالم ولا خارجه "
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله هو العلي الأعلى على عرشه استوى , وأهل السنة يثبتون هذه الصفة لله تعالى بالسمع والنظر؛أما السمع ففي الكتاب والسنة أكثر من ألف دليل على علو الله تعالى كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ وأما النظر فمن أدلة أهل السنة على علو الله كما ذكر الإمام أحمد رحمه الله في مناظرته للجهمية:
قال: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
الرد على الزنادقة والجهمية (40)
فكان من أدلة أهل السنة على ذلك بأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان؛ وهذا مما اتفق عليه العقلاء.
فإذا قيل هو داخل العالم أو خارجه لا بد من إثبات أحدهما فهما نقيضان ولا يصح أن يخلو عن واحد منهما.
جواب الأشاعرة على هذا الدليل النظري ورد أهل السنة عليهم
فأجاب المتكلمون كالأشاعرة على قول أهل السنة " النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان" أن ذلك إنما يكون بالنسبة إلى ما هو قابل للاتصاف بالشيء أو بنقيضه فهو الذي يجب في حقه الاتصاف بأحدهما ويستحيل خلوه عنهما فلا يصح أن يقال مثلا أن هذين الجسمين ليسا متصلين ولا منفصلين لأن الجسم قابل للاتصال والانفصال فلا بد من أحدهما ولكن الرب سبحانه ليس من شأنه لأن يتصف بالدخول ولا بنقيضه فيجوز حينئذ نفيهما عنه معا ولا يترتب على ذلك محال.
شرح القصيدة النونية (1|191) لهراس
قال الغزالي: فإن قيل فنفي الجهة يؤدي إلى المحال، وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه، وذلك محال، قلنا: مسلم أن كل موجود يقبل الاتصال فوجوده لا متصلاً ولا منفصلاً محال، وإن كان موجود يقبل الاختصاص بالجهة فوجوده مع خلو الجهات الست عنه محال، فإما موجود لا يقبل الاتصال، ولا الاختصاص بالجهة فخلو عن طرفي النقيض غير محال، وهو كقول القائل يستحيل موجود لا يكون عاجزاً ولا قادراً ولا عالماً ولا جاهلاً فإن أحد المتضادين لا يخلو الشيء عنه، فيقال له إن كان ذلك الشيء قابلاً للمتضادين فيستحيل خلوه عنهما وأما الجماد الذي لا يقبل واحداً منهما لأنه فقد شرطهما وهو الحياة، فخلوه عنهما ليس بمحال. فكذلك شرط الاتصال والاختصاص بالجهات التحيز والقيام بالمتحيز. فإذا فقد هذا لم يستحل الخلق عن متضادته فرجع النظر إذاً إلى أن موجوداً ليس بمتحيز، ولا هو في متحيز، بل هو فاقد شرط الاتصال، والاختصاص هل هو محال أم لا؟ فإن زعم الخصم أن ذلك محال وجوده فقد دللنا عليه بأنه مهما بان، أن كل متحيز حادث وأن كل حادث يفتقر إلى فاعل ليس بحادث فقد لزم بالضرورة من هاتين المقدمتين ثبوت موجود ليس بمتحيز. أما الأصلان فقد أتبتناهما وأما الدعوى اللازمة منهما فلا سبيل إلى جحدها مع الإقرار بالأصلين. الاقتصاد في الاعتقاد (15)
جواب أهل السنة على ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/415)
فأجاب أهل السنة على قول الأشاعرة بأن التفرقة بين القابل وغير القابل دعوى مجردة عن الدليل ومبنية على اصطلاح الفلاسفة الذين يزعمون أن التقابل إن كان بين الوجود والعدم كأن يقال الشيء إما موجود أو معدوم استلزم هذا التقابل الحكم عليه بأحدهما وأما إن كان تقابلا بين الملكة وعدمها كما في التقابل بين الحياة والموت والعلم والجهل والبصر والعمى إلخ فإن هذا التقابل لا يستلزم الاتصاف بأحدهما أي بالملكة أو بعدمها إلا فيما هو قابل للاتصاف بهما فلا يوصف بالموت مثلا إلا من شأنه أن يكون حيا ولا يوصف بالجهل إلا ما هو قابل للعلم ولا يوصف بالعمى إلا ما كان ذا بصر وهكذا.
قال أهل السنة: وهذا اصطلاح فاسد مخالف لما هو معروف عند أهل اللغات جميعا من جواز نفي الشيء عما هو له قابل وعن غيره.
وهذا لازم لكم أيضا فأنتم تنفون عنه الظلم سبحانه مع أنه غير قابل له عندكم لأن الظلم في حقه محال ممتنع.
وكذلك تنفون عنه السنة والنوم مع أنه غير قابل للاتصاف بشيء من ذلك لاستحالته عليه وتنفون عنه الطعم أيضا وقد نفاه سبحانه عن نفسه في قوله {وهو يطعم ولا يطعم} مع أن الطعم ليس مما يقبل الاتصاف به وتنفون عنه كذلك الزوجة والولد وهما محلان عليه ممتنعان.
قال أهل السنة:ومما يدل على أن الشيء قد يقع وصفا لغير ما هو قابل له أن الله قد وصف الجماد في كتابه بالموت والصمم والعمى ونفى عنه الشعور والنطق والقدرة على الخلق قال الله تعالى: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} وقال {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها} وقال حكاية عن إبراهيم {يا أبت لم تعبد ملا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} ومعلوم أن الجماد غير قابل للاتصاف بملكات هذه الأعدام من الحياة والسمع والبصر إلخ ومع ذلك جاز اتصافه بهذه الأعدام.
وقال أهل السنة: ولو سلمنا لكم بصحة هذا الشرط وهو قابلية الموصوف للاتصاف وأن غير قابل يجوز خلوه عن الشيء ومقابلة فإنما يكون ذلك في الضدين اللذين قد يرتفعان معا عن الشيء مثل البياض والسواد ولا يجوز في النقيضين الذين لا يرتفعان ولا يجتمعان ومعلوم أن التقابل بين دخوله سبحانه في العالم وبين مباينته له هو من قبيل التقابل بين النقيضين فلا بد من ثبوت أحدهما له.
وقالوا لهم: إن نفيكم عنه قبول أحد هذين الوصفين الدخول والخروج من شأنه أن ينفي إمكان وجوده فضلا عن أن يكون واجب الوجود بل هذا يجعله من قبيل المعدوم الممتنع وهو يشبه في الفساد نفي القيام بالنفس والقيام بالغير عنه بحجة أنه ليس من شأنه الاتصاف بواحد منهما مع أن العقل والفطرة يقضيان بأن كل موجود فإما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره فإذا استحال أن يقوم بغيره وجب أن يكون قائما بنفسه.
شرح القصيدة النونية (1|193) لهراس بتصرف يسير(54/416)
خالق بالقوة وخالق بالفعل ورازق بالقوة ورازق بالفعل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:51 م]ـ
خالق بالقوة وخالق بالفعل ورازق بالقوة ورازق بالفعل
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
يقرر أهل السنة والجماعة أن الله متصف بصفات الكمال منذ الأزل (كان ولم يزل) من سمع وبصر وخلق ورزق وغيرها من صفات الكمال كما قال الإمام الطحاوي: وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري.
وقال الإمام أحمد: (بل نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول: إنه كان ولا يتكلم حتى خلق.
درء التعارض (1|275)
وقال أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي الأصبهاني الشافعي في كتابه المعروف بالحجة على تارك المحجة: وكذلك قول من قال إن الخالق لا يسمى خالقا والرازق لا يسمى رازقا حتى يخلق ويرزق ويحصل منه الخلق والرزق وقالوا: إنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إذا خلا عن الفعل في الحال وإذا صح هذا صح أن الله لايتصف بالخالق والرازق ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون إن الخالق والرازق وأشباههما من صفات الله تعالى صفات للفعل لا صفات للذات وإذا كان الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل وهذا إنما يصح في فعل المخلوق لا في فعل الخالق وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق وقال أهل اللغة الفعل لا يوصف؛ لا يقال فعل قائم .. ولكن يقال زيد ضارب وعمرو ذاهب فقولهم الخالق والرازق صفة للفعل خطأ وإنا ذلك صفة للذات.
ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق والرازق والعادل والمحسن والمنعم والمحي والمميت والمثيب والمعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق والإحسان والإثابة والعقاب لكن لتحقق وجود معانيها قال أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية حنبل عنه: لم يزل متكلما عالما غفورا فوصفه بالغفران فيما لم يزل كما وصفه بالكلام والعلم خلافا لمن قال هي صفات محدثة لا يكون موصوفا بها في القدم ومن الدليل على صحة ما قلناه أن تحقق الفعل من جهته يوجب كونه صفة لازمة له قديمة بدليل وصفه في القدم أنه معيد وباعث ووارث وإن لم يعد ولم يبعث ولم يرث ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق مربوب وأنه آله قبل أن يخلق المألوه ومن نفى هذه الصفات قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين ويبين صحة هذا قول أهل اللغة سيف مقطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه.
الحجة في بيان المحجة (1|301)
والشبهة التي قامت في أذهان المتكلمين أنه لو اتصف بهذه الصفات لزم ووجب أن يكون معه حوادث منذ الأزل.
وقد وقع المتكلمون في حيرة وتناقض في هذه المسألة لما يلزم من إثبات النقص بصفات الله تعالى وتشبيهه بالمخلوق الذي كان معدوما ولم يكن قادرا على شيء حتى حصلت له كالكلام مثلا.
فأجاب بعض الأشاعرة بجواب كالجويني والغزالي وغيرهما أن الله كان – مثلا في صفة الخلق- خالقا بالقوة حتى خلق فصار خالقا بالفعل وهكذا في الرزق وهكذا في الكلام.
ويعنون بذلك قابلية اتصاف الله بصفة الخلق قبل أن يخلق فلما وقع منه الخلق صار خالقا بالفعل أي صارت هذه الصفة حقيقة.
قال الغزالي: ما يدل على الوجود مع إضافة إلى فعل من أفعاله كالجواد والرزاق والخالق والمعز والمذل وأمثاله، وهذا مختلف فيه، فقال قوم هو صادق أزلاً إذ لو لم يصدق لكان اتصافه به موجباً للتغير وقال قوم لا يصدق إذ لا خلق في الأزل فكيف خالقاً. والكاشف للغطاء عن هذا أن السيف في الغمد يسمى صارماً وعند حصول القطع به وفي تلك الحالة على الاقتران يسمى صارماً، وهما بمعنيين مختلفين، فهو في الغمد صارم بالقوة وعند حصول القطع صارم بالفعل وكذلك الماء في الكوز يسمى مروياً وعند الشرب يسمى مروياً وهما إطلاقان مختلفان فمعنى تسمية السيف في الغمد صارماً أن الصفة التي يحصل بها القطع في الحال لقصور في ذات السيف وحدته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/417)
واستعداده بل لأمر آخر وراء ذاته. فبالمعنى الذي يسمى السيف في الغمد صارماً يصدق اسم الخالق على الله تعالى في الأزل فإن الخلق إذ أجري بالفعل لم يكن لتجدد أمر في الذات لم يكن، بل كل ما يشترط لتحقيق الفعل موجود في الأزل. وبالمعنى الذي يطلق حالة مباشرة القطع للسيف اسم الصارم لا يصدق في الأزل فهذا حظ المعنى. فقد ظهر أن من قال إنه لا يصدق في الأزل هذا الاسم فهو محق وأراد به المعنى الثاني، ومن قال يصدق في الأزل فهو محق وأراد به المعنى الأول. وإذا كشف الغطاء على هذا الوجه ارتفع الخلاف.
الاقتصاد في الاعتقاد (48)
وهذا كلام يوافقهم عليه أهل السنة بالجملة إلا أن وجه المخالفة أن أهل السنة يرون أن الله لم يأت عليه زمان قد خلا فيه من الفعل من خلق ورزق إلخ وهي المسألة المسماة بجواز حوادث لا أول لها مع إثبات أولية الله سبحانه وتعالى.
فأن يخلق أكمل من أن لا يخلق كما قال ابن أبي العز: وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل , ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لا أول له؛ فلكل مخلوق أول , والخالق سبحانه لا أول له؛ فهو وحده الخالق , وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن.
"شرح الطحاوية" (130)
وقال شيخ الإسلام: والذات موصوفة بغاية الكمال الممكن؛ فإن كان كمالها في أن يكون ما فيها بالقوة هو بالفعل من غير إمكان ذلك ولا كون دوام الإحداث هو أكمل من أن لا يحدث عنها شيء كما قد يقوله هؤلاء الفلاسفة فيجب أن لا يحدث عنها شيء أصلا ولا يكون في الوجود حادث وإن كان كمالها في أن تحدث شيئا بعد شيء لأن ذلك أكمل من أن لا يمكنها إحداث شيء بعد شيء ولأن الفعل صفة كمال والفعل لا يعقل إلا على هذا الوجه ولأن حدوث الحوادث دائما أكمل من أن لا يحدث شيء ولأن هذا الذي بالقوة هو جنس الفعل وهذا بالفعل دائما.
منهاج السنة (1|207)
و قال شيخ الإسلام: فإن قال: إن نوع الفعل يجب أن يكون مسبوقاً بالعدم.
قيل له: من أين لك هذا، وليس في الكتاب والسنة ما يدل عليه، ولا في المعقول ما يرشد إليه؟ وهذا يستلزم أن يصير الرب قادراً على نوع الفعل بعد أن لم يكن قادراً عليه، فإنه إن لم يزل قادراً أمكن وجود المقدور، فإن كان المقدور ممتنعاً ثم صار ممكناً صار الرب قادراً بعد أن لم يكن، وانتقل الفعل من الامتناع إلى الإمكان من غير حدوث شيء ولا تجدده، فإن الأزل ليس هو شيئاً معيناً، بل هو عبارة عن عدم الأولية، كما أن الأبد عبارة من عدم الآخرية،فما من وقت يقدر إلا والأزل قبله لا إلى غاية.
الصفدية (1|65)
وقال الشنقيطي في كتابه رحلة الحج إلى بيت الله الحرام ص51: أما بالنظر إلى وجود حوادث لا أول لها بإيجاد الله، فذلك لا محال فيه ولا يلزمه محذور لأنها موجودة بقدرة وإرادة من لا أول له جل وعلا. وهو في كل لحظة من وجوده يحدث ما يشاء كيف يشاء فالحكم عليه بأن إحداثه للحوادث له مبدأ يوهم أنه كان قبل ذلك المبدأ عاجزاً عن الإيجاد سبحانه وتعالى عن ذلك. وإيضاح المقام أنك لو فرضت تحليل زمن وجود الله في الماضي إلى الأزل إلى أفراد زمانية أقل من لحظات العين أن تفرض أن ابتداء إيجاد الحوادث مقترن بلحظة من تلك اللحظات فإنك إن قلت هو مقترن باللحظة الأولى قلنا ليس هناك أولى البتة، وإن فرضت اقترانه بلحظة أخرى فإن الله موجود قبل تلك اللحظة بجميع صفات الكمال والجلال بما لا يتناهى من اللحظات وهو في كل لحظة يحدث ما شاء كيف شاء فالحكم عليه بأن لفعله مبدأ، لم يكن فعل قبله شيئاً يتوهم أن له مانعاً من الفعل قبل ابتداء الفعل، فالحاصل أن وجوده جل وعلا لا أول له وهو في كل لحظة من وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء فجميع ما سوى الله كله مخلوق حادث بعد عدم، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع الفعل سبحانه وتعالى عن ذلك. فظهر أن وجود حوادث لا أول لها إن كانت بإيجاد من لا أول له لا محال فيه وكل فرد منها كائناً ما كان فهو حادث مسبوق بعدم لكن محدثه لا أول له وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه وتعالى.
هذا النص والذي قبله مستفاد من " قدم العالم" لكاملة الكواري
فتبين أن قول بعض الأشاعرة بأن الله خالق بالقوة وخالق بالفعل ورازق بالقوة ورازق بالفعل على مذهبهم ليس موافقا لقول أهل السنة على التمام كما قدمنا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:03 ص]ـ
ثم وقفت على كلام لشيخ الإسلام يؤكد ما ذكرته
وقال شيخ الإسلام: وذكروا أشياء مما نقمت على أبي الحسن الأشعري وكان مما ذكروه قوله إن الرب لم يكن في الازل قادرا على الفعل وهذا أصل قول هؤلاء المتكلمين الذين احتجوا على حدوث العالم بأن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها ويلزم من ذلك امتناع أن يكون مقدورا للرب فقالوا صار الفعل ممكنا بعد أن لم يكن ممكنا
ومعلوم عند من يعلم الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة وأئمتها أنه ليس في الكتاب ولا السنة شيء يدل على أن الرب لم يكن الفعل ممكنا له في الأزل أو لم يكن الفعل والكلام ممكنا له في الأزل أو أنه لم يزل معطلا عن الفعل أو عن الفعل والكلام لم يزل معطلا ثم إنه صار قادرا فاعلا متكلما بعد أن لم يكن كذلك
وقد يجيبون عن هذا بجواب فيه مغلطة فيقولون لم يزل قادرا ولكن المقدور كان ممتنعا في الأزل وهذا تناقض فإن المقدور لا يكون ممتنعا بل لا يكون إلا ممكنا ولأن ذلك يتضمن الإنتقال من الإمتناع إلى الإمكان بلا حدوث شيء وهو باطل.
الصفدية (2|163)
ويعنون أن الله كان منذ الأزل متصف بهذه الصفات لكن كان معطلا عن الفعل كما تقدم بيانه؛ وهذه نقطة مهمة جدا في بيان الفرق بين كلام أهل السنة وكلام هؤلاء لأن طالب العلم ربما قرأ أن بعضهم يثبت الصفات لله منذ الأزل لكن ربما لم يفهم الفرق الدقيق بين كلام أهل السنة وكلامهم فحقيقة كلامهم أن الله كان معطلا عن الفعل حتى فعل وهذه المسألة مرتبطة بمسألة حوادث لا أول لها كما تقدم والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/418)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم .. ومووضعاتك شيقة ..
ومعلوم بأن الله لم يزل فعالا لما يشاء وهذا كمال له سبحانه .. ومسألة حوادث لا أول لها التي تذكر في هذا الباب تتكلم عن صفة الخلق لله ..
فما القول حينئذ في باقي صفاته التي أشرت إليها في نقولاتك بارك الله فيك .. مثل أنه يبديء ويحسن ويعاقب الخ .. هل رب العزة متصف بها ازلا وإذا كان ذلك كذلك فما أثرها في الأزل؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:10 م]ـ
وفيكم بارك الله وجزاك الله خيرا
تعلم أن أهل السنة والجماعة يقسمون الصفات إلى ذاتية وفعلية
والذاتية هي الملازمة لذات الله أزلا وأبدا كالعلم والسمع والبصر إلخ
والفعلية هي المتعلقة بمشيئته وإرادته كالخلق والرزق والإحياء والإماتة إلخ
وهذا القسم الثاني يفرق العلماء فيه بين النوع والآحاد وهو المعبر عنه " قديم النوع حادث الآحاد "
ويعنون أن نوع الصفة ثابت لله تعالى وهو المعبر عنه مثلا فاعل بالقوة رازق بالقوة متكلم بالقوة وهو قابلية الله لهذه الصفات.
وحادث الآحاد ويعنون أنه يفعل هذه الأفعال تبعا لمشيئته واختياره - وأفعال الله لا عد لها ولا حصر -.
وأهل السنة لما قالوا بجواز حوادث لا أول لها لأن من صفات الله الحياة والحياة لازمها الفعل والفعل من صفات الكمال وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل سبحانه كما تقدم كالخلق والرزق والمغفرة إلخ لأن استناد هذه الأفعال إلى الأول الذي ليس قبله شيء ولا يلزم من ذلك ما ظنه أهل الكلام أن يلزم قدم الممكنات لأن الفعل يسبق المفعول أو المعبر عنه أن العلة تسبق المعلول.
وأهل السنة - انتبه لهذه الكلمة (قالوا بالجواز أو الإمكان) وما بين القوسين نضع تحته خط يعني (يخلق أو لا يخلق يرزق أو لا يرزق إلخ) فالمرجع إلى مشيئته وإرادته سبحانه مع بيان ما قدمنا أن فعله أكمل من أن لا يفعل.
وفعله سبحانه يتعدد ولا حصر له كما قدمنا من خلق ورزق وإحياء وإماتة.
فلا يتصور الرب سبحانه معطلا عن أفعاله حتى يقال هل لابتداء هذه الصفة زمن فهو الأول الذي ليس قبله شيء.
فلا مانع من القول أن الله خالق ورازق ومحي ومميت وغفور إلخ من هذه الأفعال التي لا حصر لها منذ الأزل لأن تعلقها واستنادها إلى الحي الفعال الأول الذي ليس قبله شيء كما تقدم من كلام الشنقيطي رحمه الله.
هذه محاولة مني لتقريب الجواب والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:15 م]ـ
بارك الله فيكم ويبدو أنك تنبهت لما أردته .. إذا جاز أن يقال انه مميت ومحيي وباعث ومبعيد بالقوة لا بالفعل فكيف لا يقال ذلك في الخلق.أنا أعلم أن شيخ الاسلام قال بإمكانية حوادث لا أول أو بالجوازلكنه لم ينفِ حدوثها وهذا معلوم مشتهر وقرأت لبعضهم وهو الجامي أنه يقول بإمكانيته مع أنه لم يحدث .. المسألة دقيقة أرجو أن تفهم مقصودي إذا جاز القول بأنه رازق بالقوة او فاعل بالقوة لماذا لا يقال كذلك أنه خالق بالقوة سبحانه وتعالى .. ثم إن هنا نقطة مهمة وهي عندي فعلا مشكلة .. ألا وهي أننا نقول في بعض الصفات حادثة قديمة النوع حادثة الاحاد أو يقال إن جنس الصفة أزلي .. إذا قلنا ذلك وضممنا إليه قول بعض أهل السنة إن جنس المخلوق أزلي فقد يتبادر إلى الذهن والحالة هذه أن الصفة التي جنسها أزلي والمخلوق الذي جنسه أزلي قد اشتركا في قدر من الأزلية .. وهذا يرده العقل والمنطق بل وفي كلام شيخ الاسلام ما يرد هذا الكلام صراحة .. فهل يتعين حينئذ أن تحمل مسألة حوادث لا أول لها على الجواز أو الإمكانية فقط .. وتنبه لكم فقط بارك الله فيكم ..
والسلام عليكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 06:41 م]ـ
وفيكم بارك الله
1 - قولك "جنس المخلوق أزلي " هي بالذات قول أهل السنة حوادث لا أول لها؛ ولا يلزم أيها الفاضل أن تساوي أولية الله لسببين:
الأول:أنها مسبوقة بعدم والله هو الأول الذي ليس قبله شيء.
والثاني:وهو ما اتفق عليه العقلاء في عدم مقارنة الفعل للمفعول والعلة للمعلول فلا بد أن يتقدم الفعل على المفعول ومن باب أولى الفاعل وهذا واضح بين.
2 - أهل السنة قالوا بالجواز أو الإمكان لأن من صفات الكمال لله دوام الفاعلية كما قال الدارمي: الحي هو الفعال فمن لوازم الحياة الفعل؛والأكمل هو الفعل؛ فالله له المثل الأعلى سبحانه؛ وهذا يدل عليه استقراء النصوص وكان الله عزيزا حكيما ... قال ابن عباس كان ولم يزل.
وأهل السنة لما قالوا بالجواز والإمكان لأن مرد هذه الصفات الفعلية لمشيئته واختياره.
ومعلوم أن طرفي الجواز هما الفعل أو عدم الفعل وطرفا الممكن الوجود أو العدم فلذلك قالوا بالجواز والإمكان.
فملخص القول: الأرجح و الأكمل هو دوام الفعل لله بأنواعه من خلق ورزق وإحياء ...
والله أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
بارك الله فيك نعم هذا واضح في قضية أن الفعل يجب أن يتقدم على المفعول .. وهذا قد قرره شيخ الاسلام كثيرا في مواضع رحمه الله.
لكن هنا انا اتكلم في قضية أن هذا ممكن وجائز لا يستلزم وجوده ولا ينفي امتناعه .. وتبقى القضية أن الله كائن قبل كل شيء ولا أزلي غيره وهو سبحانه الأول الذي كان ولا شيء غيره .. وقولنا أنه موجود قبل كل موجود يدل على أن لكل موجود بداية وهو لا بداية له .. وإذا كان لكل مخلوق بداية فلا أستطيع أنا تصور وجود حوادث لا أول لها في الخارج مع إمكانيته في الذهن .. فهو ممكن في الذهن لكنني لا أتصوره في الخارج لأن القول أن كل منهما أزلي يقتضي القول بأنه لا بداية لجنس المخلوق وهذا الذي لم يطمئن قلبي إليه ..
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/419)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:05 م]ـ
وإذا كان هناك توضيح أكثر من إخواننا طلبة العلم فلا يبخلوا بعلومهم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
قال شيخ الإسلام:لم يقل أحد من سلف الأمة ولا أئمتها إن هذه السموات والأرض خلقتا وحدثتا من غير أن يتقدمها مخلوق وهذا وإن كان يظنه طائفة من أهل الكلام أو يستدلون عليه فهذا قول باطل فإن الله قد أخبر أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ...
بيان تلبيس الجهمية (1|459)
وقال ابن أبي العز الحنفي:وَاخْتَلَفُوا فِي أَوَّلِ هَذَا الْعَالَمِ مَا هُوَ؟ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (1).
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: «قَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ [أَوَّلِ] هَذَا الْأَمْرِ، فَقَالَ:"كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"، وَفِي رِوَايَةٍ:"وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مَعَهُ"، وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ:"وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ؛ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ"، وَفِي لَفْظٍ:"ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ». فَقَوْلُهُ:"كَتَبَ فِي الذِّكْرِ": يَعْنِي اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} (2)؛ يُسَمَّى مَا يُكْتَبُ فِي الذِّكْرِ ذِكْرًا، كَمَا يُسَمَّى مَا يُكْتَبُ فِي الْكِتَابِ كِتَابًا.
وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْمَقْصُودَ إِخْبَارُهُ بِأَنَّ اللَّهَ كَانَ مَوْجُودًا وَحْدَهُ وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ دَائِمًا، ثُمَّ ابْتَدَأَ إِحْدَاثَ جَمِيعِ الْحَوَادِثِ، فَجِنْسُهَا وَأَعْيَانُهَا مَسْبُوقَةٌ بِالْعَدَمِ، وَأَنَّ جِنْسَ الزَّمَانِ حَادِثٌ لَا فِي زَمَانٍ، وَأَنَّ اللَّهَ صَارَ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُ شَيْئًا مِنَ الْأَزَلِ إِلَى حِينِ ابْتِدَاءِ الْفِعْلِ ولا كَانَ الْفِعْلُ مُمْكِنًا.
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: الْمُرَادُ إِخْبَارُهُ عَنْ مَبْدَأ خَلْقِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَشْهُودِ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، كَمَا أَخْبَرَ الْقُرْآنُ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى مَقَادِيرَ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ». فَأَخْبَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ تَقْدِيرَ هَذَا الْعَالَمِ الْمَخْلُوقِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ كَانَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَأَنَّ عَرْشَ الرَّبِّ - تَعَالَى - كَانَ حِينَئِذٍ عَلَى الْمَاءِ.
دَلِيلُ صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ الثَّانِي مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ قَوْلَ أَهْلِ الْيَمَنِ"جِئْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ"، [هُوَ] إِشَارَةٌ إِلَى حَاضِرٍ مَشْهُودٍ مَوْجُودٍ، وَالْأَمْرُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَأْمُورِ، أَيِ الَّذِي كَوَّنَهُ اللَّهُ بِأَمْرِهِ. وَقَدْ أَجَابَهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَدْءِ هَذَا الْعَالَمِ الْمَوْجُودِ، لَا عَنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْبَرَهُمْ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَالَ كَوْنِ عَرْشِهِ عَلَى الْمَاءِ، وَلَمْ يُخْبِرْهُمْ عَنْ خَلْقِ الْعَرْشِ، وَهُوَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/420)
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ»، وَقَدْ رُوِيَ (مَعَهُ)، وَرُوِيَ (غَيْرَهُ)، وَالْمَجْلِسُ كَانَ وَاحِدًا، فَعُلِمَ أَنَّهُ قَالَ أَحَدَ الْأَلْفَاظِ وَالْآخَرَانِ رُوِيَا بِالْمَعْنَى، وَلَفْظُ الْقَبْلِ ثبتَ عَنْهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَفِي صحيح مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ»، الْحَدِيثَ. وَاللَّفْظَانِ الْآخَرَانِ لَمْ يَثْبُتْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَلِهَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِنَّمَا يَرْوِيهِ بِلَفْظِ الْقَبْلِ، كَالْحُمَيْدِيِّ وَالْبَغَوِيِّ وَابْنِ الْأَثِيرِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا اللَّفْظِ تَعَرُّضٌ لِابْتِدَاءِ الْحَوَادِثِ، وَلَا لِأَوَّلِ مَخْلُوقٍ.
وَأَيْضًا: فَإِنَّهُ قَالُ: «"كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ"أَوْ"مَعَهُ"أَوْ"غَيْرَهُ"،"وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ». فَأَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ بِالْوَاوِ، «وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» رُوِيَ بِالْوَاوِ وَبِثُمَّ، فَظَهَرَ أَنَّ مَقْصُودَهُ إِخْبَارُهُ إِيَّاهُمْ بِبَدْءِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الَّتِي خُلِقَتْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، لَا ابْتِدَاءَ خَلْقِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى خَلْقِهِمَا، وَذَكَرَ مَا قَبْلَهُمَا بِمَا يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ وَوُجُودِهِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِابْتِدَاءِ خَلْقِهِ.
وَأَيْضًا: فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ قَدْ وَرَدَ بِهَذَا وَهَذَا، فَلَا يُجْزَمُ بِأَحَدِهِمَا إِلَّا بِدَلِيلٍ، فَإِذَا رَجَحَ أَحَدُهُمَا فَمَنْ جَزَمَ بِأَنَّ الرَّسُولَ أَرَادَ الْمَعْنَى الْآخَرَ فَهُوَ مُخْطِئٌ قَطْعًا، وَلَمْ يَأْتِ فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الْآخَرِ، فَلَا يَجُوزُ إِثْبَاتُهُ بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَرِدْ «كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ» مُجَرَّدًا، وَإِنَّمَا وَرَدَ عَلَى السِّيَاقِ الْمَذْكُورِ، ولَا يُظَنُّ أَنَّ مَعْنَاهُ الْإِخْبَارُ بِتَعْطِيلِ الرَّبِّ - تَعَالَى - دَائِمًا عَنِ الْفِعْلِ حَتَّى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ.
وَأَيْضًا: فَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «"كَانَ اللَّهُ وَلم يكن شَيْءٌ قَبْلَهُ"، أَوْ"مَعَهُ"، أَوْ"غَيْرَهُ"،"وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»، لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى مَوْجُودٌ وَحْدَهُ لَا مَخْلُوقَ مَعَهُ أَصْلًا؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ: «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» يَرُدُّ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْجُمْلَةَ وَهِيَ: «كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» إِمَّا حَالِيَّةٌ، أَوْ مَعْطُوفَةٌ، وَعَلَى كِلَا التَّقْدِيرَيْنِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ مَوْجُودٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَعُلِمَ أَنَّ الْمُرَادَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنَ الْعَالَمِ الْمَشْهُودِ.
شرح الطحاوية
والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيك نعم هذا واضح في قضية أن الفعل يجب أن يتقدم على المفعول .. وهذا قد قرره شيخ الاسلام كثيرا في مواضع رحمه الله.
لكن هنا انا اتكلم في قضية أن هذا ممكن وجائز لا يستلزم وجوده ولا ينفي امتناعه .. وتبقى القضية أن الله كائن قبل كل شيء ولا أزلي غيره وهو سبحانه الأول الذي كان ولا شيء غيره .. وقولنا أنه موجود قبل كل موجود يدل على أن لكل موجود بداية وهو لا بداية له .. وإذا كان لكل مخلوق بداية فلا أستطيع أنا تصور وجود حوادث لا أول لها في الخارج مع إمكانيته في الذهن .. فهو ممكن في الذهن لكنني لا أتصوره في الخارج لأن القول أن كل منهما أزلي يقتضي القول بأنه لا بداية لجنس المخلوق وهذا الذي لم يطمئن قلبي إليه ..
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/421)
اللهم ارزقنا برد اليقين.
أخي الكريم .. كلامك هذا قد يرد على القلب لمن يستشكل كلام المتكلمين، لأنهم لما لم يتصوروا ذلك في خارج الذهن منعو تسلسل الآثار في الماضي لأنه يستلزم مشاركة الله سبحانه في الأزلية.
لكن هذه النكتة التي تقع في القلب قد أزالها الأئمة.
إذ كيف يقول - من يرد على قلبه هذا- في إطلاق الخلق على الله في الأزل وقبل وجود المخلوقات؟
سيقول: هي صفة بلا فعل! تعالى الله عن ذلك ..
يُردّ عليه: أليس الله منزّهٌ عن أن يصف نفسه بشيء لم يكن فيه في وقت من الأوقات.
سيقول: بلى.
يقال له حينئذ: أليست صفة الخلق علة سبقت المعلول (المخلوق)؟
سيقول: بلى.
فيقال له: أليست الأزلية في صفة الخلق سببًا في وجود المخلوق.
سيقول: بلى.
فيقال له: إذًا المخلوق ليس بأزلي.
سيقول: نعم.
فيقال له: وجود المخلوقات الآن هل هو مشاهد أم في الذهن.
سيقول: مشاهد محسوس.
فيقال له: ومالذي يجعله في الماضي في الذهن فقط دون الخارج والعلة واحدة؟
فإن قال: الذهن يقع فيه مالا يقع في الخارج، كإطلاق الوجود على الخالق والمخلوق يكون في الذهن لا في الخارج.
قيل: هذا صحيح، لكن لا يقع في مسألتنا لأن العلة والمعلول في المستقبل هما العلة والمعلول في الماضي فكيف يكون في المستقبل خارج الذهن وفي الماضي ذهنيا فقط.
وإن قال: أثر العلة (المعلول) مختلف بين الماضي والمستقبل!
يقال له: هذا تفريق بين متماثلات لأنه العلة واحدة.
وإن قال: التسلسل في المعلولات يقتضي الأزلية؟
قلنا له: ألست تؤمن بأن المعلول ليس أزلياً لأنه مسبوق بالعلة؟
فإن قال: لا، فهذه مكابرة للمحسوسات.
وإن قال: نعم. لزمه أن يقول بأزلية العلة مثل صفة الخلق لله تعالى وعدم منع معلولاتها عنها، وعلى هذا فيكون قائلا بقول أهل السنة والحديث بجواز حوادث لا أول لها.
هذه محاولة لمناقشة ما يقع في القلب، والله المستعان.
ـ[السيد زكي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وهدانا جميعا وثبتنا واماتنا على منهج اهل السنة والجماعة(54/422)
فتور العبادة مظاهره اسبابه وعلاجه
ـ[الجارف]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على خير الغرل المحجلين النبي المصطفى والنبي المجتبى وعلى آله وصحبه وسلم
موضوع قيم جدا وددت في طرحه لاهميته وكلي ثقة بأن يتم تناوله وابداء المداخلات الطيبة التي تثري مادته لتعم الفائدة وكلنا مقصر والله المستعان وهنا نطبق مبدأ التعاون والتناصح فيما بيننا تحقيقا للاخوة الحقة التي تربطنا عبر الاثير ..
الفتور
مظاهره، وأسبابه، وعلاجه
المقدمة:
حمداً كريماً لمن تفرد بالعظمة والكبرياء، وحمدًا متواصلاً لمن بيده مقادير كل شيء، حمداً له من كل قلب مؤمن، ومن كل نفس مخبتة، حمداً له على الإيمان، وحمدًا له على الإسلام، وحمدًا له على القرآن، حمدًا له على كل نعمة، وحمداً له في السراء والضراء، وحمدًا له على كل حال.
نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، اصطفاه على خلقه بأكرم رسالة، وأعظم نبوة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا.
? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?.
أما بعد: فإنه حينما تنجو سفينةُ المرءِ من بحر المعاصي المهلك، فترسو على ساحل الإيمان الآمن، يكون حينها عرضةً لحبائل الشيطان المغرضة، وشباكه المعقدة، وأنيابه المفترسة، وما ذاك إلا لأنه غرضٌ كم تمنى الشيطان أن يصيبه بسهمه المسموم، ليرديه قتيل الضعف الممقوت، والانتكاسة المهينة.
ولكن ما أهون هذا الشيطان، وما أقل حيلته، وما أضعف كيده، إذا واجهه المؤمن بسلاح الإيمان المضاء، ونوره الوضاء؛ فراجع أسباب ضعف إيمانه، ونظر في علل فتوره وتقصيره، واتخذ من أسباب الثبات على دينه ما ينصره على الشيطان في هذا الصراع العنيف.
والفتور _ أيها القارئ الكريم _ مرض يتسم بالتسلل الخفي حينما يريد أن يدس داءه في قلب المسلم أو عقله، كما أنه لا يأتي بغتة، بل إن نَفَس الشيطانِ فيه طويل، وكيده في الإصابة به متنوع، حتى يقتنع صاحبه أنه فيه على حق، وأنه كان على خطأ أو تطرف.
ولقد تنوعت في هذا الزمان وسائل الفتور، وتعددت صوره، واتخذ همه محلاً في صدر المصاب به، ربما بمعرفته له، أو بمعاينته لآثاره عليه، مع أن هذا الداء قد يتقمص في نفس المصاب به شخصية أخرى، وهي الكآبة أحيانًا، أو الحيرة، أو الخوف، أو الانطواء أو نحو لك.
والفتور: انكسار وضعف، ولعلك تلمح بوضوح أن هذه الكلمة تشير إلى أن هذا الضعف قد سُبق بقوة، وذلك الانكسار قد تقدمته صلابة، ولهذا قال علماء اللغة: (فتر: أي سكن بعد حِدّة، ولان بعد شِدّة) ().
فالفتور إذًا مرض يصيب الأقوياء، ويترصد لكل من يتطلع إلى الكمال في دينه، وعلى هذا فإن الأمر يزداد خطورة؛ إذ أن أهم المقصودين هنا هم شريحة أهل الإيمان من العاملين المنتجين، والمبدعين المتفوقين، الذين تنهض عليهم الأمة، وتنقاد لهم سفينتها.
وأخيرًا؛ فمن إدراكي لأهمية هذا الموضوع، أردت أن أزود نفسي المقصرة أولاً ببعض الجرعات الوقائية ضد هذا الداء؛ لأحمي نفسي منه بإذن الله، وأشارك في وقاية مجتمعي وأمتي من نفوذه وانتشاره، سائلاً المولى سبحانه أن يقينا شرور نفوسنا، وأن يهدينا إلى هداه، ويقبضنا إليه غير مفتونين، وأن يثبت قلوبنا على طاعته ودينه، إنه سميع مجيب.
فيصل بن سعود الحليبي
أسس مسلَّمة في مشكلة الفتور
إننا قبل التعرف على أسباب إصابة المؤمن بالفتور في العبادة، لابد من تبيين حقائق ومسلمات تتعلق بضعف إيمان المؤمن وفتوره، أذكرها في القواعد التالية:
القاعدة الأولى: أن جميع الخلق _ سوى من عصمه الله _ معرض للإصابة بالفتور، والوقوع في الأخطاء والمعاصي، وهذا أمر قد أثبته النبي ?، وجعله سمة لكل بني آدم فقال:
(كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/423)
ولما كان الإنسان مفطورًا على الوقوع في المعصية، واقتراف الخطأ، أرشده الله تعالى إلى طريق الخلاص منها، وهو التوبة النصوح، فمن توخاه نجا، ومن تنكب عنه خسِر، ومن هنا جاء الترغيب الرباني إلى طريق النجاة بالعفو عما اقترفه الإنسان من الذنوب، وليس هذا فحسب، بل وبتبديل السيئات السابقة إلى حسنات أيضًا، فيا له من فضل عظيم، وعفو كريم، يقول الله تعالى فيه: ? إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ?.
ويقول النبي ?: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ) ().
القاعدة الثانية: أن قلب المرء وإن صفا، وثبت على الإيمان، واستلذ بحلاوته، فإنه معرّض للانتكاسة، ومهيأ للانقلاب، قد يقرب من ذلك وقد يبعد عنه، يقول النبي ?: (إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ؛ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ) ().
وإن القلب أيها المؤمنون لشديد التقلب، ويضرب النبي ? لشدة هذا التقلب مثلاً فيقول: (لقلب ابن آدم أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا) ().
ومن الذي بيده تقليب القلوب وتصريفها، إنه الله سبحانه، يقول النبي ?:
(إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ) ().
القاعدة الثالثة: أن مذهب أهل السنة والجماعة في شأن الإيمان، أنه يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهل يستوي إيمان عبد تعلق قلبه بالمساجد، وشغف بحب الله ورسوله ?، وأضاء نور القرآن عقله، وأنارت السنة بصيرته، بمن صد عن هذا كله، فرضي بمستنقعات الرذيلة له موردًا ومشربًا، وامتلكت جوارحَهُ المعاصي، وسرى في دمه داءُ التبعية لكل ناعق، فاستمتع بالشهوات المحرمة، وسلَّم قياده لشيطان الهوى؟ لا والله الذي لا إله إلا هو لا يستوون، وهل يستوي من قال الله فيه: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ?، هل يستوي هؤلاء بمن قال الله تعالى فيهم:
? وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ? أقول: لا يستوون!!
القاعدة الرابعة: أن بقاء قلب المؤمن على الدرجة الرفيعة من الإيمان التي يجدها في أعظم العبادات قدرًا، وأكثرها تأثيرًا؛ كالصلاة، والحج، والصيام وتلاوة القرآن، وقيام الليل، أمر متعذر؛ لشدة انشغال القلب بأعمال الدنيا، وملذاتها، وما يعتريه فيها من أفراح وأتراح، وليس هذا من الرياء أو النفاق في شيء، وقد وجد هذا أفضل القرون من صحابة النبي ?؛ فقد روى مسلم في صحيحه: عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ ?، قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ?، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ? يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ? عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ?، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/424)
خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ، سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ).
مظاهر الفتور
إن سؤالاً تتحدث به قلوبنا، وإن لم تنطق به ألسنتنا، وهو: كيف أعرف أنني مصاب بداء الفتور، ما أعراضه، وأشكاله التي يظهر بها في عبادتي، وفي حياتي؟
أخي الكريم: إن ثمة مظاهر كثيرة لهذا الداء، تشير لك بثلمة في إيمانك تحتاج إلى ترميم، واهتزاز في علاقتك بربك تحتاج إلى تثبيت، أذكر لك طرفًا منها، فارع سمعك لذكرها، ولنتحسس وجودها أو عدمها في نفوسنا:
المظهر الأول: قسوة القلب، ذلك السياج المانع للقلب من الخشوع لله تعالى، الحابس لدمع العين من خشيته، الحائل دون قشعريرة الجلد وليونته ذلاً لله تعالى، فلا يعرف القلب بعد هذا معروفًا، ولا ينكر منكرًا، قد جفّت ينابيع الحب فيه، وأقفرت رياض الرحمة لديه، واصفرت خضرة المشاعر في فؤاده، ? فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ
مُبِينٍ ?.
وتستمر القسوة بالقلب حتى تصل إلى درجة تتضاءل أمامها صلابة الأحجار والصخور، ? ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ?.
وشتان بين من كان هذا حال قلوبهم، وبين من تنتفض أجسادهم كالعصافير المبللة بالمطر رهبة من الله تعالى، حتى خلّد الله ذكرهم ووصفهم في كتابه العزيز فقال: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ?.
ولا ريب أن ذكر الموت والاستعداد للآخرة وتمني حسن الخاتمة علاج لكل من قسا قلبه بالمعصية، يقول الرسول ?: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها؛ فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة) ().
المظهر الثاني: التهاون في فعل الطاعات، ما كان منها فرضًا، أو نفلاً، يسيرًا كالأذكار، أو غير ذلك، كالحج، والصلاة، والصيام، فإذا رأى الإنسان نفسه متثاقلاً في أداء العبادات، متكاسلاً في النهوض إليها، كارهًا لأدائها، يشعر كأنها أمثال الجبال على كاهله، فليعلم أن داء الفتور قد دب في أوصاله، وسرى في دمه، يقول تعالى ذامًا هذا الصنف من المصابين بهزال الإيمان وضعفه: ? وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ?، ويقول تعالى: ?وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ
كَارِهُونَ ?.
المظهر الثالث: بغض الصالحين الممتثلين للسنة، الحريصين على إقامة شعائر الدين في أنفسهم، وأهليهم، ووسطهم، فإذا ما رأيت العبد يجتنب مجالس الخير، ويأنس بأحاديث اللغو والتفاهة، فاعلم أنه يعيش صراعًا مع نفسه، فإنها تنازعه الثبات على الحق، وتدعوه إلى الإهمال فيه، والفتور في القيام به.
يقول الفاروق ?: (جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة).
ويقول أبو الدرداء ?: (لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/425)
المظهر الرابع: موت المشاعر الدينية، وعدم الغضب من أجل الله تعالى؛ فإن المرء يمر في يومه وليلته بفتن كثيرة، وامتحانات متتالية، على رأسها هذه المنكرات التي تموج بالناس حتى تكاد تغرقهم، وما تواجه به تعاليم الإسلام من السخرية والاستهزاء، وما تتعرض له بعض شعوب المسلمين من حروب الإبادة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، وما يشاهده المسلم اليوم من سقوط أكثر المسلمين في شباك الغرب والشرق.
فعزاؤنا كل العزاء في كل من لا يشعر بهذا البلاء، ولا يحاول المشاركة في دفعه أو رفعه، ولو كان بلسانه أو بقلبه، حتى غدا قلبه كأي قطعة لحم ميتة، لا نبض فيها ولا حراك.
يقول النبي ?: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادٌ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) ().
المظهر الخامس: عدم الشكر في السراء، وعدم الصبر في الضراء، وإنما يأتي ذلك من ضعف الإيمان، والفتور في الصلة بين العبد وخالقه، فلو أن العبد استحضر أن كل نعمة تصل إليه إنما هي من الله وحده، لشكر الله عليها، فتزداد صلته بخالقه الذي مَنَّ عليه بهذه النعم وغيرها، ولو أنه حينما تحل به مصيبة، أو تقع به كارثة، علم بأنها ابتلاء وامتحان من الله، ليصبر عليها، لينال أجر الصابرين، فيفوز مع الفائزين، ولا يكون الشكر في امتحان النعمة، والصبر في امتحان الشدة إلا من المؤمنين.
يقول النبي ?: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) ().
فلننتبه أن تغرقنا الفرحة بالنعمة في بحر الكفر بمن مَنَّ بها علينا، أو توقعنا المصيبة في فقدان الأمل في الفرج بمن عنده مفاتيح الفرج سبحانه وتعالى.
المظهر السادس: المجاهرة بالمعصية، وعدم مبالاة المرء بمعرفة الناس بوقوعه فيها، وهي من أعلى مراتب الفتور، حتى حذّر النبي ? منها في قوله: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) ().
وما أشنع هذا الفعل الذي تتوغل النفس فيه في غمرة المعصية المقترنة بالجهل، فيزيد على وباء الذنب، ظلمة الانسلاخ من الحياء من الله ومن خلقه، وإن الحياء لشعبة من شعب الإيمان، فكيف إذا كان من الله تعالى!!
أما تشتاق نفس هذا المجاهر بالمعصية، إلى ستر الله تعالى يوم القيامة، الذي جعله الله لمن أذنبوا ولم يجاهروا، يقول النبي ?: (إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ
حَسَنَاتِهِ) ().
هذه جملة من الأعراض التي تظهر على المصاب بداء الفتور، توخيت في اختيارها كثرة الوقوع، وغالبية الحدوث.
والشأن في أسباب الفتور كذلك أيضًا، فإنها كثيرة، وتختلف من بيئة إلى أخرى، ومن شخص لآخر، غير أنه يمكن تسليط الضوء على جملة منها، نتلمس فيها الواقعية والأهمية، فحاول أن تعيش معي معرفة هذه الأسباب، فإن معرفة سبب الداء، طريق إلى إتقان الدواء.
أسباب الفتور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/426)
المقصود بالأسباب هنا: هي تلك الطرق الموصلة إلى ضعف إيمان العبد بعد أن كان قويًا، وهي الوسائل التي كسرت صلابة بنيان الدين في قلبه حتى أردته هزيلاً واهنًا، تتلاعب به الشهوات، وتتقاذفه أمواجها، وتثقل عليه كل ما يتصل بدينه وعبادته.
السبب الأول: عدم تعهد العبد إيمانه من حينٍ لآخر، من حيث الزيادة أو النقص، فإن بدون مراجعة الإنسان نفسه مع حال إيمانه، تتكالب عليه أسباب الفتور من كل جانب، فتعمل معاولها الهدامة في بنيانه، ولذا فإنه يجب على المؤمن إذا رأى في إيمانه قصورًا، أو شعر بشيءٍ من مظاهر الفتور، أن يتزود من أسباب الإيمان، وينهل من معينه.
يقول أبو الدرداء ?: (من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم: أيزداد هو أم ينتقِص؟).
وكان عمر ? يقول لأصحابه: (هلموا نزدد إيمانًا، فيذكرون الله ?).
وكان ابن مسعود ? يقول في دعائه: (اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا وفقها).
وكان معاذ بن جبل ? يقول للرجل: (اجلس بنا نؤمن ساعة).
وقال عمار بن ياسر ?: (ثلاث من كُنَّ فيه فقد استكمل الإيمان: إنصافٌ من نفسه، والإنفاق من إقتار، وبذل السلام للعالَم) ().
السبب الثاني: الجهل بما أعده الله تعالى للمتقين من الجنان، أو تجاهله، أو نسيانه، أو عدم مذاكرته بين الحين والآخر، فإذا ما وقع الإنسان في شيء من هذا، فتر عن العبادة، وتكاسل عنها؛ لأنه فطر على التعلق بالشكر، وطلب الجائزة على المعروف، وقد هيأ الله ذلك لعباده إلى حدٍ لا تتصوره أذهانهم، ولا يخطر على بالهم، ? هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ?.
ويقول النبي ?: (قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ) ().
غير أن فئة منهم تباطئوا الثواب، أو غفلوا عنه، فماتت أحاسيس الرغبة فيه، وضعفت الهمة في طلبه.
السبب الثالث: استبعاد العقوبات الدنيوية، والاستهانة بالعذاب الأخروي، أو الشعور بأنه عذاب معنوي فحسب. وهذا السبب قسيم لسابقه، فإنما يسعد المؤمن بإيمانه على أمرين، الرجاء في ثواب الله، والخوف من عقابه، فإذا ما استبعد المسلم حلول النقمة عليه في الدنيا بسبب ذنب أصابه، أو خطيئة ارتكبها، تمادى في طريقها غير مبالٍ بنتائج هذا الفعل.
يقول بعض السلف: ((إنني أجد أثر المعصية في أهلي ودابتي)).
وإني لأعجب حقًا من عدد من الناس يعيشون في حياتهم ضيقًا ونكدا، وهمًا وغمًا، ونفرة واضطرابًا، وقد خلت بيوتهم من سماع القرآن وتلاوته، وجفت ألسنتهم من الذكر والدعاء، لا تعرف منازلهم النوافل، ولا يتراحمون بالتناصح، بل طلبوا السعادة في غير مظانها، ولهثوا خلف سراب التقليد، ففتروا عن الخير، وتباطئوا عن الخيرات، وسارعوا إلى الشهوات والملذات.
فأيُّ ثبات على الحق يبقى، وقد أمِنَ أولئك مع انحرافهم عن جادة الدين العقوبة التي حلت بغيرهم، فهل ينتظرون أن تحل بهم.
أما الغفلة عن عذاب الآخرة، أو الاستهانة به، فهو رأس الداء، وصميم البلاء، إن الواحد منا ليستمع من بعض هؤلاء مقولات تقشعر منها الأبدان، فمن قائل: إن هي إلا ساعات في النار، ثم نخرج منها، ومن قائل: إنما هو عذاب روحي ومعنوي ليس إلا، بل استمعت لبعضهم يقول: الموتة واحدة، ولا حساب ولا عقاب، وإنهم ليقولون منكرًا من القول وزورًا، ويحسبونه هينًا، وهو عند الله عظيم.
وإلا فأين هؤلاء من قول الله تعالى: ? إن الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا
حَكِيمًا ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/427)
أيها المسلمون: بمحبة الله، والخوف من عذابه، والرجاء في ثوابه، نجا أصحاب محمد ?، يقول عمر بن الخطاب ?: (لو نادى مناد من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحدًا، لخفت أن أكون هو، ولو نادى مناد: أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحدًا، لرجوت أن أكون هو) ().
ولما قرأ الفاروق ? سورة الطور فبلغ قوله تعالى ? إن عذاب ربك لواقع ? بكى واشتد بكاؤه حتى مرض فعادوه، بل حتى شق البكاء في وجهه خطين أسودين، وكان يقال له: (مصّر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح، فيقول: وددت أن أنجو لا أجر ولا وزر!).
ولما وقف عثمان بن عفان ? على القبر فبلّ البكاء لحيته قال: (لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!).
فلنضع الثواب أمام أعيننا؛ لننهض إلى العبادة ونجد فيها، ولنضع العقاب نصب أعيننا؛ لنصون أنفسنا من الوقوع في المعاصي.
السبب الرابع: الانبهار بالدنيا وزينتها، والاغترار بنعمها الزائلة، وإن للدنيا من الفتنة العظيمة ما يتغيّر به حال العباد من الثبات إلى الفتور، ومن القوة إلى الضعف، من هنا حذّر خالقها سبحانه من الاغترار بها فقال: ? يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ?.
إنه لابد أن نعلم أن أيام الدنيا كأحلام نوم، أو كظل زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيرًا،، وإن سرّت يومًا أو أيامًا ساءت أشهرًا وأعوامًا، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما حصّلت للعبد فيها سرورًا، إلا خبّأت له أضعاف ذلك شرورًا.
إنما الدنيا فناء
ليس في الدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبيت
نسجته العنكبوت
ـ[الجارف]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ
يقول الحسن البصري: والذي نفسي بيده، لقد أدركت أقوامًا كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه.
غير أنك أيها العبد لك أن تجعل هذه الدنيا بزينتها وبهرجها طريقًا إلى جنة ربك، كيف لا وهي مزرعة الآخرة وطريق لها، وهي وإن كانت ممرًا، فإنها توصلك إلى المقر، فاختر مقرك في ممرك.
لا تتبع الدنيا وأيامها ذمًا
وإن دارت بك الدائرة
من شرف الدنيا ومن فضلها
أن بها تستدرك الآخرة
قال الفضيل _ رحمه الله _: جعل الله الشرَّ كله في بيت، وجعل مفتاحه حبَّ الدنيا، وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.
وقال رجل للفضيل بن عياض: كيف أصبحت يا أبا علي؟ فكان يثقل عليه: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ فقال: في عافية، فقال: كيف حالك، فقال: عن أيّ حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا، فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب، وإن كنت تسأل عن حال الآخرة، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يخضع للموت، ولم يتشمر للموت، ولم يتزين للموت، وتزين للدنيا ().
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ: إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? إِذْ أَتَى عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، فَقَالَ: أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا) ().
فإذا علم العبد قيمة هذه الدنيا عند الله؛ بأن نعيمها يفنى، وجديدها يبلى، علم أنه لم يخلق لها، وإنما خلق للآخرة، فجد في العمل لها، ومزّق ثوب الفتور والتواني عن جسده، ولبس ثوب المثابرة في عبادته، ممتثلاً قول الله تعالى: ? واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ?.
السبب الخامس: طول الأمل، وهذا هو قاتل الهمم، ومفتر القوى، قرين التسويف والتأجيل، وحبيب الخاملين الهاملين، وعدو الأتقياء النابهين.
ويكفي طول الأمل مذمة الله له، حيث قال في كتابه: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/428)
ويقول الرسول ? واصفًا تعلق الإنسان بالدنيا وطول الأمل فيها: (لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الدُّنْيَا، وَطُولِ الْأَمَلِ) ().
المرء يرغب في الحيا
ة وطول عيش قد يضره
تفنى بشاشته ويبقى
بعد حلو العيش مرّه
وتسوءه الأيام حتى
ما يرى شيئًا يسرّه
(قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ) ().
أخي الحبيب: قل بربك، أي عمل سوف ينجزه المؤمن إذا كان طول الأمل يحيط بفكره، ويملأ عليه حياته، كلما سمع نداء الجد، قال: غدًا، كلما سمع صوت العمل، قال: سوف وسوف، من هنا تصاب الهمة بالتقاعس، وتنتهي إلى الكسل والخمول.
قال الحسن البصري: ((تؤمّل أن تعمّر عمر نوح، وأمر الله يطرق كل ليلة)).
يؤمّلُ دنيا لتبقى له
فوافى المنية قبل الأمل
حثيثًا يروّي أصول الفسيل
فعاش الفسيل ومات الرجل
السبب السادس: من أسباب الفتور: تحميل الإنسان نفسه في عبادته ما لا يحتمل عادة، فإنه وإن استمر على فعل الطاعة مع ثقلها عليه، إلا أنه سيصيبه الفتور بعد ذلك؛ لمخالفته المنهج النبوي الكريم، وهو أن المؤمن ينبغي أن يأخذ من الأعمال ما يطيق، حتى لا يصاب بالملل والسآمة، فيعود هذا على ترك العمل نهائيًا.
وقد أرشد الله تعالى إلى ذلك فقال: ? اتقوا الله ما استطعتم ?.
وعلم عباده ذلك الدعاء الكريم فقال: ? ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ?.
وهاهو نبي الأمة ? يرسم الطريق المستقيم في العمل بالعبادة، وهو التوسط فيها، فلا إفراط ولا تفريط، حتى يبقى المسلم على صلة دائمة لا تعرف الفتور، وطريقة مستمرة لا تعرف الانقطاع، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا) ().
ويدخل النبي ? ذات يوم في المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال:
(ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، فقال النبي ?: لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر، فليقعد) ().
ويتوعد النبي ? المتنطعين في الدين، المشددين على أنفسهم في العبادة بما لا يطيقون بالهلاك، فقال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثًا ().
واستمع إلى قصة عبد الله بن عمرو بن العاص ? في طلبه الزيادة في العبادة بما لا يطيق، كيف انتهت قصته بتمني الاعتدال والتوسط الذي أرشده إليه النبي ?، حيث قال عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي اللَّه عَنْهما: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ?: يَا عَبْدَاللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ؛ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، [قال عبد الله بن عمرو عن نفسه]: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ قَالَ نِصْفَ الدَّهْرِ، فَكَانَ عَبْدُاللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ().
وفي حديث آخر يحذّر النبي ? عبد الله بن عمرو بن العاص ? من الانقطاع عن قيام الليل، فيقول فيه: (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/429)
قال ابن حجر _ رحمه الله _: (إن المقصود بالحديث هو الترغيب في ملازمة العبادة، والطريق الموصل إلى ذلك؛ هو الاقتصاد فيها، لأن التشديد فيها قد يؤدي إلى تركها وهو
مذموم) ().
ويشير الإمام الشاطبي _ رحمه الله _ إلى هذا المعنى فيقول: ((إن المكلف لو قصد المشقة في عبادته، وحرص على الوقوع فيها، حتى يعرض نفسه لمضاعفة الثواب، فإنه يعرض نفسه في واقع الأمر لبغض عبادة الله تعالى، وكراهية أحكام الشريعة، التي غرس الله حبها في القلوب، كما يدل عليه قوله تعالى: ? ولكنَّ الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ?، وذلك لأن النفس تكره ما يفرض عليها، إذا كان من جنس ما يشق الدوام عليه، بحيث لا يقرب وقت ذلك العمل الشاق، إلا والنفس تشمئز منه، وتود لو لم تعمل، أو تتمنى أنها لم تلتزم)) ().
ويكفينا قول النبي ?: (خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ ? مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا) ().
السبب السابع: الابتداع في الدين، وإنه لسبب خفي من أسباب الفتور، ومدخل للشيطان على النفس البشرية قلما تتنبه له، وذلك لأن هذه الشريعة الغراء ليست من صنع البشر، بل أحكامها إلهية، مصدرها الوحي، جاءت مؤصلة بكلام الله تعالى، وسنة النبي ?، أي: بالوحي الذي لا ينطق عن الهوى، من هنا كانت أحكامها متصفة بالحكمة، قائمة على المصلحة، مملوءة بالرحمة، وكان على العبد أن يقتصر عليها دون زيادة أو نقصان.
أما النقصان، فالخلل فيه واضح لا يحتاج إلى بيان؛ لأنه لا يجوز أن يفعل الإنسان ما يحلو له من الدين ويترك ما لا يهوى، فقد قال الله تعالى: ? أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ?.
وأما الزيادة على الدين، ولو كان ذلك بإنشاء العبادات أو الأذكار، أو ابتكار طرق جديدة في أداء الطاعات، فإن في ذلك كله زيادة في التكليف، ومشقة على العباد، بسببها قد يبغض الإنسان العبادة المفروضة من ربه، والمشروعة من نبيه ?، وذلك لضيق وقت الإنسان، وتزاحم الواجبات عليه، مما يؤدي إلى ترك المطلوب المشروع، لفعل المبتدع المرفوض، وإنك سوف تجد هذا بوضوح في شأن المبتدعة، حيث ينشطون لبدعتهم، ويفترون عما أوجب عليهم، فما أجمل الاكتفاء بالسنة النبوية، وما أروع الاقتداء بالحبيب ?، وما أفضل السير على منهاج سلف الأمة المهديين.
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قال: (جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ?، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) ().
وكم يفرحنا كثيرًا هروب جملة من المبتدعة من ضلالة البدعة، بعد أن أرهقتهم تكاليف بدعتهم، ولكن يحزننا وقوعهم في نار المعصية، ولا غرابة في ذلك؛ فالبدعة ليس مصيرها الفتور عن العبادة المشروعة فحسب، بل الضياع والحيرة في الأمر كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/430)
يقول ابن القيم _ رحمه الله _: ((كان السلف يسمون أهل الآراء المخالفة للسنة، وما جاء به الرسول ? ... يسمونهم: أهل الشبهات والأهواء؛ لأن الرأي المخالف للسنة، جهل لا علم، وهوى لا دين، فصاحبه ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، وغايته الضلال في الدنيا، والشقاء في الآخرة)) ()
السبب الثامن: الرفقة السيئة، وهي الأخطبوط الذي يضم المصاب بداء الفتور، كلما حدثته نفسه بالعودة إلى الثبات، والعزيمة على الرشد، فتنته هذه الرفقة بعرض جديد من ألوان الهوى، وصور الفساد والخنا، فتراه يتوهم السعادة في مجالستهم، والسهر معهم، وإنها
لسعادة ? كَسَرَابٍ بقيعة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءه لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ?. وسوف يوفي الله تعالى المغتر برفقة السوء حسابه، ويريه كيف تكون الحسرة، فإن كان المتحسر في الدنيا يعض على إصبع واحد حسرة وندامة، فلسوف يعض على كلتا يديه فجيعة وقهرًا.
وقد صور الله تعالى هذه الحسرة فقال: ? وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ?.
الله أكبر: كم هدمت رفقة السوء من لبنات الخير في نفوس كثير من الناس، لهو ولغو، وغيبة ونميمة، ونظر إلى الحرام، واستهانة بالدين، وسخرية بالصالحين، وقتل للوقت، وتضييع للتكاليف.
فواعجبًا ممن ذاق حلاوة الإنس بالصالحين، كيف يفارقهم؟ يذكرونه بالله، ويحيون في نفسه محبة الدين والعمل له، كلما رآهم زاد إيمانه إيمانا، يعود منهم تشتاق نفسه لأداء العبادة، يرغبونه في الخير، وينهونه عن الشر، ويكفي القول فيهم: هم القوم لا يشقى جليسهم، ولعل من أنفع الدواء لضعف الإيمان: الصحبة الصالحة التي تذكر المسلم بالله عند غفلته، وتعينه على طاعة ربه، وقد أوصى الله ? نبيه ? بمرافقتهم فقال: ? وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ أتعشي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ?.
احذر _ يا رعاك الله _ من صحبة البطالين، فإنهم موتى القلوب، ولا يورثونك إلا موتًا، ولا يكسبونك من الله إلا بعدًا، فاجتنبهم كما تجتنب الداء العضال، والوحوش المفترسة، واربأ بنفسك أن تجالس من انحطت همتهم، وتمرغت في الخطايا كرامتهم، فانفر بنفسك قبل أن تحترق بكيرهم، أو تختنق من دخانهم.
يقول النبي ?: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذيَك وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) ().
ولقد حذّر الله نبيه ? من مصاحبتهم فقال: ? وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ?.
السبب التاسع: الانفراد والعزلة، ففي زمن كثرت فيه المغريات، وتنوعت فيه وسائل الشهوات، وسهلت فيه الخلوة بما حرم من المثيرات، أصبحت العزلة وسيلة إلى الفتور، وطريقًا إلى الخور والضعف؛ لأن المسلم حينما ينفرد لا يعرف صوابه من خطئه، ولا قوته من ضعفه، فتراه يسير متخبطًا في عمى، بلا دليل يدل، ولا حكيم يرشد، فيسهل قياده من الشيطان للتقصير والهوى، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
من هنا: جاءت التعليمات النبوية بالأمر بالتمسك بالجماعة، والتحذير من الفرقة والاختلاف، لأن الله لا يجمع الأمة على ضلالة، فمن تمسك بهديها اهتدى، ومن شق جماعتها ضل وغوى.
يقول النبي ?: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/431)
ولعلك _ أيها القارئ الكريم _ تذكر قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين رجلاً، فإنه لما هداه الله تعالى على يدي ذلك العالم، وتأكد العالم من توبته وصدق إنابته، لم يتركه يعبد الله وحده، بل قال له: (انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ، أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ) رواه مسلم.
وإنها لثمرة يانعة لمن قصد الله بالتوبة، وقصد أهل الخير والصلاح ليعينوه بعد الله على عبادة الله تعالى، فلنعم القصد، ولنعمت النتيجة.
السبب العاشر: عدم معرفة الله حق معرفته، والجهل بعظمته في النفوس؛ فإن من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته، لم تجرؤ نفسه على التقصير في عبادته، أو الوقوع في معصيته، أو الخلوة بالخطيئة، أو المجاهرة بالسيئة.
ومن جهل برقابة الله عليه، وسمعه لكلامه، ونظره إليه، وعلمه بحركاته وسكناته، ولم يؤمن بقدرة الله عليه، أو تغافل عن هذا كله، فقد نزع عن نفسه لبوس الحياء من الخالق سبحانه، ومن لم يستح فليصنع ما يشاء، فلا عجب بعد هذا إذا فتر أو قصر.
فأين هؤلاء من قول الله تعالى: ? يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ?.
أخي الحبيب: إن من تأمل أحوال المتنكبين عن طريق الهداية بعد التزامهم بها يجد غفلتهم عن عظمة الله ? تتربع في قلوبهم، وإلا فهل يستخف بالمعصية من يعلم بأن الله يراه ويسمعه ويحاسبه، وهل يسرق الناس أموالهم من يعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وهل من يستعلي على الخلق ويظلمهم يوقن بقدرة الله عليه؟؟ إن لتعظيم الله في النفوس لأثراً يعلم به الذين أسهروا ليلهم قياماً لله ركعاً وسجدا، وأمضوا نهارهم صياماً وذكرًا.
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل
خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
وأن ما تخفي عليه يغيب
السبب الحادي عشر: استحقار صغائر الذنوب، والاستهانة بعقوبتها، وإنها والله القطرات التي أجرت سيول الفجور، والحصى الصغيرة التي تراكمت منها جبال الذنوب، فمرة نقول: صغائرُ، ومرة نقول: لممٌ، وما الأمر إلا ملائكة يكتبون، وصحف تملا، ورب يحصي، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فهل علم الفاتر عن الطاعة ذلك كله؟
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا، فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا) ().
قال بعض السلف: (تسامحت بلقمة فتناولتها، فأنا اليوم من أربعين سنة إلى
خلف).
خل الذنوب كبيرها
وصغيرها ذاك التقى
واحذر كماش فوق أر
ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقر صغيرة
إن الجبال من الحصى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/432)
السبب الثاني عشر: التعلق في الالتزام بالدين بالأحياء من الصالحين، وإنه السوس الذي ينخر في دين الإنسان من حيث لا يشعر، فكم يفرح المرء بهدايته، غير أنه لم يهتد إلا لأجل إعجابه بشخصية فلان، أو استحسانه صوته أو صورته، حتى يصل الأمر بأن يتبعه في كل شيء، ويقلده في كل أمر، فإذا ما أصيب قدوته بالفتور، لحقه فيه دون تردد، ولو انتكس، انقلب كما انقلب على عقبيه، وإنه لا يضر الله شيئا.
إنه يجب أن نقتدي في سائر عباداتنا بالنبي ?، وبسلفه الأخيار، لا نرتضي بهم بدلا، وليكن ذلك نبراسنا في دعوتنا الناس إلى منابر الهداية المضيئة، فإن الأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة.
يقول عبد الله بن مسعود ?: (من كان منكم مستنًا، فليستن بمن مات، أولئك أصحاب محمد ?، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ?، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ? كانوا على الهدي المستقيم) ().
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح
السبب الثالث عشر: الانشغال بالعلوم العلمية البحتة، والانفتاح على شتى وسائل تحصيلها، من دون تفريق بين ما حلّ منها وما حرم، كالتعذر في تعلم اللغة الإنجليزية برؤية الأفلام الأجنبية، أو الاطلاع على مواقع منحلة في شبكة الانترنت، أو السفر إلى الخارج من غير أخذ الأهبة الدينية التي يجب أن يتسلح المسلم بها قبل ذهابه إلى هناك، أو السكن مع إحدى الأسر الكافرة، والاختلاط بهم؛ بحجة إجادة التعلم والاضطرار إليه.
فكم فجع الإنسان في دينه، حينما رأى نفسه تنحدر من سبيل التعليم إلى سبيل الغواية والانحلال، وما ذاك إلا بسبب نظرة محرمة، وإنها لتقع في قلبه كالسهم المسموم، الذي يردي قلبه بعد الحياة ميتًا، وبعد الهداية ضالًا، فليحكّم الإنسان الشرع في أفعاله وتصرفاته، ولا يكن مفتيًا لذاته، حاكمًا بهواه، ? وما كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ?.
السبب الرابع عشر: الغفلة عن محاسبة النفس، فترى أحدنا يسير في هذه الدنيا ولم يجعل على نفسه حسيبًا، فتكثر عثراته، وتتضاعف زلاته، لا يعرف ما فعل، ولا يدرك ماذا قال، ولا يتراجع عن خطأ، ولا ينشط لفعل طاعة، كل تصرفاته مرتجلة، لا يضع لنفسه أهدافًا، ولا يسأل نفسه ماذا أنجز في يومه، وكم قصّر في حق ربه، وكم ضيّع من حقوق عباده ... .
فهل حاولنا أن نخلو بأنفسنا ساعة نحاسبها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟ وهل حاولنا يومًا أن نعد سيئاتنا كما نعد حسناتنا؟ بل هل تأملنا أن طاعتنا قد لا يخلو بعضها من الرياء والسمعة، كيف القدوم على الله _يا عباد الله _ ونحن لأنفسنا غير محاسبين، ولحساب الله غير مطيقين، قال عمر بن الخطاب ?: ((حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية)).
إن محاسبة النفس _ أيها الأحبة _ هي من شأن الصالحين الأتقياء، المخبتين الأنقياء، المنيبين الأصفياء، الذين لبوا نداء الرحمن حينما قال: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ?.
ألم تروا إلى الصديق ?كيف كان يمسك بلسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد)، ألم تسمعوا عن عمر بن الخطاب ? أنه كان يضرب نفسه بدرته فيقول: ماذا فعلت اليوم؟ وأن الأحنف بن قيس ? كان يضع إصبعه على السراج فيقول: لماذا فعلت كذا وكذا يا حنيف؟
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا
فإنما الربح والخسران في العمل
قال ميمون بن مهران: (لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: (النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/433)
أخي الحبيب: إن محاسبة النفس في الدنيا، كفيلة أن تريحك من عناء الحساب في الآخرة، فإن من نوقش الحساب فقد عذب، أما يكفيك بذلك أن تتعرف على أخطاء نفسك فتصلحها، أما يحثك هذا على الندم على اقتراف الذنب، والإقلاع عن المعصية، أما تشعرك مساءلة نفسك بعفو الله وحلمه عليك أن لم يعجل عقوبته بك، أو يقبضك على ما أنت عليه من المعصية، أما تعطيك مراجعتك أعمالك دفعة قوية للاجتهاد في العبادة وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض، هدفك فيها أن تملأها بالطاعة والإحسان؟
يقول الحسن البصري: (إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته).
علاج الفتور
إذا كنا قد عرفنا جملة من أسباب الفتور في العبادة، ووضعنا أيدينا على الداء، فقد جاء دور الكلام على الدواء.
إن الدواء الناجع لداء الفتور هو بإيجاز قطع كل الأسباب التي سبق ذكرها، التي من شأنها أن توقع المسلم في خنادق الفتور، ومهاوي التقصير، ليسلك بدلها وسائل الثبات، وطرق الالتزام بالهداية، فيعظم العبد ربه في قلبه، ويطبع هذا التعظيم على أقواله وأفعاله واعتقاده، ويتّبع سنة النبي ? بلا زيادة أو نقصان، ويضع الموت والنار والجنة نصب عينيه، يرجو رحمة ربه، ويخاف عذابه، معظمًا في ذلك شعائر الله، فإن ذلك من تقوى القلوب، متعاهدًا لنفسه بالمحاسبة، وبالرفقة الصالحة، وبالوعظ والتذكير، مبتعدًا عن طرق الهوى والفتنة بشتى وسائلها، مرددًا دعاء النبي ?: (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) ().
أسأل الله سبحانه أن يحبب إلى إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، برحمتك يا عزيز يا غفار.
وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.
بقلم: د/ فيصل بن سعود الحليبي
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالأحساء
الكتاب خرج مطبوعًا لدى مدار الوطن بالرياض عام 1425هـ
() رواه مسلم.(54/434)
عقيدة الأشاعرة
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:11 م]ـ
((تنبيه من المشرف: هذا الكلام المنشور فيه مخالفات عقدية متعددة مخالفة لعقيدة السلف فلينتبه لذلك))
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, و بعد
1 - ماذا يعني الأشاعرة بهذا الكلام؟
وإجمال إعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى الذي هو اعتقاد أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له، ليس بجسم مصور، ولا جوهر محدود مقدر، ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ?ليس كمثله شىء وهو السميع البصير?، قديم لا بداية لوجوده، دائم لا يطرأ عليه فناء، لا يعجزه شىء، ولا تحيط به الجهات، كان قبل أن كون المكان بلا مكان، وهو الآن على ما عليه كان، لا يقال متى كان ولا أين كان ولا كيف، لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان، تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، وانه سبحانه منزه عن الجلوس والمماسة والاستقرار، والتمكن والحلول والانتقال، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك، حي، عليم، قادر، سميع بصير، متكلم وكلامه قديم كسائر صفاته لأنه سبحانه مباين لجميع المخلوقات في الذات والصفات والأفعال. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
وأنه سبحانه وتعالى خلق الخلق وأعمالهم، وقدر أرزاقهم وءاجالهم، لا دافع لما قضى ولا مانع لما أعطى، يفعل في ملكه ما يريد ?لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون?، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه سبحانه موصوف بكل كمال يليق به منزه عن كل نقص في حقه.
وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، مبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، صادق في كل ما يبلغه عن الله تعالى.
2 - هل هناك تعارض بين عقيدة السلف و بين ما هو مذكور هنا؟
جزاكم الله عنا و عن المسلمين خيراً
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[05 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
نعم يوجد الكثير من التعارض في عقيدتهم هذه .. لكن أتمنى الا تكون منهم يا أخي الكريم .. أما عن عقيدتهم هذه التي ذكرتها فالردود لعيها موجودة فيثنايا هذا الملتقى المبارك ..
ثم إن كان لك سؤال معين في هذه العقيدة فاذكره بارك الله فيك.
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 11:06 م]ـ
الحمد لله أخي لست منهم و لاكن غرضي هو أني بحاجة إلي رد مبسط علي ما يدعون من أن هذا هو عقيدة السلف.
و جزاكم الله خيراً(54/435)
سمعت النابلسي يقول في اسم الله الخالق أنه بمعنى التقدير
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:25 م]ـ
سمعت النابلسي يقول في اسم الله الخالق أنه بمعنى التقدير، هل صحيح نريد التوجيه لذلك بارك الله فيكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:41 م]ـ
راجع هذا الرابط وفقك الله:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2336
كلمة الخلق في ميزان العلماء (هام جدا)
الحمد لله الخلاق العليم و الصلاة و السلام على من أرسله الله تعالى بالهدى و الخير العميم و على آله و صحبه أصحاب الهدى و الصراط المستقيم و على من اقثفى أثرهم و سلك سبيلهم إلى يوم الزلزلة العظيم
و بعد
فقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة أخطاء جسيمة في كلام العرب الخواص فضلا عن العوام منهم و هذا نتيجة لبعدهم السحيق عن كلام العرب المتقدمين فهُم الذين كانوا مثالا يقتدى بهم في وجه اللسان العربي المبين و من بين هذه الأخطاء المرتكبة في هذه الأيام كثرة استعمال كلمة الخلق في غير محلها.
قال العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله في كتابه القيم الرائع تقويم اللسانين أي القلم و اللسان.
الخلق:
كثر استعمال الخلق في هذا الزمان بمعنى الإنشاء و الإيجاد , يقال مثلا: يجب علينا أن نسعى لخلق نهضة ثقافية و هو استعمال فاسد , جاء من جهلة المترجمين لكلمة في اللغات الأوربية مشتركة , تستعمل في إنشاء الله تعالى المخلوقات و إيجادها على غير مثال سابق , و تستعمل في تلك اللغات أيضا في معنى الإنشاء المطلق.
أما في اللغة العربية فإن الخلق بمعنى الإيجاد و الإنشاء خاص بالله تعالى , و من أسمائه الخالق و الخلاق , قال تعالى في سورة النحل (17) ((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون)) و قال تعالى في السورة نفسها (19/ 20) ((و الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون , و الذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا , و هم يخلقون)). و قال تعالى في سورة الرعد (16) ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء و هو الواحد القهار)).
أما في هذا الزمان الذي اختلت فيه الموازين و المقاييس و صار الناس فوضى في الإنشاء العربي , فلم يبق الخلق خاصا بالله تعالى , بل صار الناس كلهم خالقين و خلاقين.
قال في لسان العرب: خلق: الله تعالى , و تقدس الخالق و الخلاق: و في التنزيل: ((هو الله الخالق البارئ المصور)) و فيه ((بلى و هو الخلاق العليم)): و إنما قدم أول وهلة , لأنه من أسماء الله تعالى:
الأزهري: و من صفات الله تعالى الخالق و الخلاق , و لا تجوز هذه الصفة بالألف و اللام لغير الله , عز وجل , و هو الذي أوجد الأشياء جميعها , بعد أن لم تكن موجودة: و أصل الخلق التقدير , فهو باعتبار تقدير ما منه وجودها , و بالاعتبار للإيجاد على وفق التقدير: خالق:
والخَلْقُ في كلام العرب: ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه: وكل شيء خلَقه الله فهو
مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه: أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين. قال أَبو بكر
بن الأَنباري: الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر
التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن المُقدِّرين؛ وكذلك
قوله تعالى: وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً.
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً. ابن سيده: خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون
المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل: يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث؛
أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه
الرُّوح، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد
قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله تعالى: الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه؛ في قراءة من
قرأَ به؛ قال ثعلب: فيه ثلاثة أَوجه: فقال خَلْقاً منه، وقال خَلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه؛ وقوله عز وجل: فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله؛ قيل: معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/436)
على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم، عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن
كفر فقد غيَّر خلق الله، وقيل: هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله، وقال
الحسن ومجاهد: فليغيرن خَلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن عرفة: ذهب قوم إِلى أَن قولهما
حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ
الحُكْم، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين. وأَما قوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله؛ قال قتادة:
لدِين الله، وقيل: معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة
الدين. وقوله تعالى: ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم
كقدرتنا على خَلْقِكم.
و يطلق الخلق أيضا على التقدير قال في اللسان: و خلق الأديم يخلقه خلقا , قدره لما يريد قبل القطع , و قاسه ليقطع منه مزادة أو قربة أو خفا , قال زهير يمدح رجلا.
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يقول: أنت إذا قدرت أمرا قطعته و أمضيته , و غيرك يقدر مالا يقطعه , لأنه ليس بماضي العزم , و أنت مضاء على ما عزمت عليه. اه
أقول: و قد رأيت أهل البادية في الصحراء يدبغون جلد البعير و يقطعونه نعالا , فكلما احتاج أحدهم إلى نعلين يضع قدمه اليمنى على قطعة كبيرة من الجلد المذكور , فيأتي الشخص الذي يقطع النعلين و يخط خطا إلى جانب القدم دائرا بها و ذلك هو الخلق , ثم يقطع النعل على ذلك التخطيط , و ذلك القطع هو الفري , ثم يفعل ذلك بالقدم الأخرى , فتجيء النعلان على قدر القدمين بلا زيد و لا نقص: فقول الشاعر
و لأنت تفري ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفري
يريد أن ممدوحه متى عزم على شيء نفذ عزمه , و غيره يعزم و يقدر , ثم لا ينفذ شيئا , لأنه خائر العزيمة , ضعيف الإرادة.
و المعنى الثالث للخلق هو الكذب: قال تعالى في سورة العنكبوت ((إنما تعبدون من دون الله أوثانا و تخلقون إفكا)) أي تكذبون كذبا. و قال الشاعر:
لي حيلة فيمن ينم (()) و ليس في الكذب حيلة
من كان يخلق ما يقو (()) ل فحيلتي فيه قليلة
(تقويم اللسانين ص 14/ 16) بتصرف
و بهذا فقد علم إن شاء الله تعالى أن كلمة الخلق يستعملها كثيرا من الناس في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب العرباء و نص عليه أهل العلم الأكفاء و هي خاصة بالله رب العالمين , و ذلك عند قصد الإيجاد و الإنشاء
قال عز من قائل
((أفمن يخلق كمن لا يخلق , أفلا تذكرون))
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:07 م]ـ
جزاك الله خيرا(54/437)
لا في العير ولا في النفير للشيخ المسند عبدالعزيز بن عبدالله الزهراني
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
لا في العير ولا في النفير
العلمانيون العرب كالخنثا، لا هم في الشرق، ولاهم في الغرب، لا يُحسَبُ أحدهم في الرجال ولا يعد من النسوان معدود، {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}، يظهرون في ثوب التقدم والتطور وتنغمس حقائقهم في أكفان الرجعية الجاهلية، فحين ينادون بوجوب التطور العلمي والحضاري فهم لا يعنون التقدم الصناعي الذي يحقق الرقي الحضاري لا إنهم صفر من هذا وذاك فكل بنفق مما عنده وفاقد الشيء لا يعطيه، وإنما تنحصر رغباتهم فيما تعلموا من مبادئ التحلل، فحين ينعق غراب الغرب بعاطفته الرحيمة حول حقوق المرأة وظلم المرأة وامتهان المرأة ووجوب مساواة المرأة بالرجل من هنا ترتفع عقيرة أحدهم فيصور للملأ أن الإسلام ظلم المرأة بإلزامه لها بستر عورتها وجعلها حكرا على زوجها الشرعي فلا تخادن سواه ولا تختلي إلا به وهذا في عرف ما علموه ولقنوه من أساتذتهم أنه إجحاف وظلم فلها أن تذهب حيث تريد وتحب و تخادن من تريد، ثم هاجموا مشروعية الحجاب وكل ما يتصل بمكارم الأخلاق فصوروا الحجاب أنه كفن بدرج فيه إنسان على قيد الحياة 0
من جهل العلمانيين أنهم يحاولون التلبيس والدس ويقولون: أن المذهب العلماني يحرص على تحقيق العلم التجريبي، فإذا كان الأمر وهذا مع بطلانه يصفع العلمانيين العرب بالرد الحاسم إذا كان الأمر كذلك فأين أنتم من ذلك؟ وكيف تعلم من تخرجتم وإياه من جامعة واحدة فاهتدى غيركم إلى معرفة المخترعات التي سيروا بها الجماد وطاروا بالحديد بين الأرض والسماء وعمروا الأرض واكتشفوا أسرارا كانت غامضة، واخترعوا أسلحة الخراب والدمار الشامل وكونوا ثروة هائلة من الاختراعات النافعة والضارة وأسسوا حضارات في القديم والحديث! وكل موجود على ظهر الأرض لم يكن إلا بواسطة عقل الإنسان الغربي وهو الذي تخرج من الجامعات التي لقنت العلماني العربي مبادئ الهدم والتحلل ,توصل وحصل المتعلم الغربي إلى تلك الإنجازات والمخترعات المادية من ناحية! ولم توصلهم عقولهم إلى علم نافع يهديهم إلى التفكر في صنع الكائنات ,يذكرهم بصنع أ نفسهم و في بناء أجسامهم وما بث فيها من عجائب صنعه وخلق فيها من الآيات المعقدة المعجزة لهداهم ذلك إلى تعظيم الله.
ثم أعود إلى مناقشة تلاميذ الغرب من أبناء جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتنا كيف لم تهديهم عقولهم ومعارفهم إلا إلى محاربة الإسلام وهو الدين الصحيح وهو الدين الذي قدم المسلمين حين كانت الهيمنة له وتأخر غيرهم من أهل الأديان المحرفة، نعم تقدم المسلمون حين كان قائدهم الإسلام وليس غير الإسلام وتأخر المسلمون حين ساد مجتمعاتهم تلاميذ والغرب وصنائعه البابغوات، وقد كانت هداياهم لمجتمعاتهم المنكوبة بهم هي المناشدة المستميتة إلى ترك الأحكام الشرعية الإسلامية وإلى ترويج العهر والدعوة إلى الدعارة التحلل من الأخلاق والسفور في أمة الإيمان والطهارة والعفة، ولم تهدهم عقولهم وعلومهم ومعارفهم إلى فن الصناعات المادية، ولم تهد هم تلك العقول إلى عظمة من خلقهم وخلق الكون بعموم ما فيه من الآيات العظام؟ ومن هنا يعلم العارف بالله إنما وهبهم تلك العقول ا لمقلوبة إلا ليبتليهم بها وكيف توصلوا بها إلى علم زائل ولم تهدهم تلك العقول إلى معرفة من ابتلاهم بما عملوا من مخترعات, ما هي إلا قشرة رفيعة وغرور من زينة الحياة الزائلة؟
فإذا فهموا علم ما صنعوه واكتشفوه فإن الله هو الذي هداهم إلى ذلك ليقيم عليهم الحجة كيف اهتدوا إلى فن علم الدنيا الفانية ولم يفكروا في عظمة من خلقهم بعد أن كا نوا لا يعلمون شيئا؟ وأن مر دهم إلى الله فيحاسبهم على غفلتهم عن الآخرة وهم يعلمون أن مصيرهم إليها وصدق الله جل جلاله القائل {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (7) الروم].(54/438)
أغيثوني يا أهل الملتقي، من لهذه الشبهه؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[06 - 04 - 09, 04:09 ص]ـ
قال الشيخ الألباني في سلسلته الصحيحه
2008 - " قاتل عمار و سالبه في النار ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 18:
رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " (75/ 1 - 2) عن ليث عن
مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد ضعيف، ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط. لكن لم ينفرد
به، فقال عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد
به. أخرجه الحاكم (3/ 387) و قال: " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو
ثقة مأمون، فإذا كان محفوظا، فإنه صحيح على شرط الشيخين ".
قلت: له طريق أخرى، فقال الإمام أحمد (4/ 198) و ابن سعد في " الطبقات " (
3/ 260 - 261) و السياق له: أخبرنا عثمان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة
قال: أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال: " سمعت عمار بن ياسر
يقع في عثمان يشتمه بالمدينة، قال: فتوعدته بالقتل، قلت: لئن أمكنني الله
منك لأفعلن، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار،
فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين، قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته،
قال، فوقع فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر؟! و أخبر عمرو بن العاص، فقال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره)، فقيل لعمرو بن العاص:
هو ذا أنت تقاتله؟ فقال: إنما قال: قاتله و سالبه ".
قلت: و هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، و أبو الغادية هو الجهني و هو
صحابي كما أثبت ذلك جمع، و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن
ساق الحديث، و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار: " و الظن بالصحابة في تلك الحروب
أنه كانوا فيها متأولين، و للمجتهد المخطىء أجر، و إذا ثبت هذا في حق آحاد
الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى ".
و أقول: هذا حق، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض
القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة، إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل
لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قاتل
عمار في النار "! فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع
على خلافها، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث
الصحيح بها. و الله أعلم. و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن
أحمد في " زوائد المسند " (4/ 76) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: " كنا
بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له
: أبو الغادية، استسقى ماء، فأتي بإناء مفضض، فأبى أن يشرب، و ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم، فذكر هذا الحديث: لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك
ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض <1>. فإذا رجلا يسب فلانا، فقلت: والله
لئن أمكنني الله منك في كتيبة، فلما كان يوم صفين، إذا أنا به و عليه درع،
قال: ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع، فطعنته، فقتلته، فإذا هو عمار بن
ياسر! قال: قلت: و أي يد كفتاه، يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار
ابن ياسر؟! ".
قلت: و إسناده صحيح أيضا. و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر
المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
. أخرجه ابن عدي (85/ 1) و ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 421).
قلت: و هذا من تخاليط الحسن بن دينار، فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية
السابقة.
-----------------------------
[1] كذا الأصل، و كذلك هو في نقل " المجمع " (7/ 244) عنه، و الكلام غير
متصل. اهـ.
إنتهي
ما رأيكم أولا في كل هذا النقل وهل أبو الغاديه صحابي بلا خلاف ام هناك خلاف في صحبته؟
حيث يحتج أحد الناس السنه ولكنه يميل للروافض قبحهم الله بهذا الكلام في إثبات أن أبا الغاديه صحابي و هو في النار (حسب كلام الألباني السابق) و عليه ليس كل الصحابه من أهل الجنه و لايبعد ان يكون هناك من الصحابه من في النار
يحتج هذا الشخص أيضا بما ثبت في مسلم عن
حذيفه (فِى أَصْحَابِى اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا فِيهِمْ ثَمَانِيَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ ثَمَانِيَةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمُ الدُّبَيْلَةُ وَأَرْبَعَةٌ». لَمْ أَحْفَظْ مَا قَالَ شُعْبَةُ فِيهِمْ) أن من الصحابه بمعناهم الحالي لدينا منافقون ولكني رددت ان المراد بأصحابي هنا رفاقي والمصاحبين لي المعني اللغوي وليس الصحابه الذين نعرفهم الآن فهل يستقيم هذا الرد و هل هناك ما هوأسد منه؟
أجيبوني بالله عليكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/439)
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 08:14 ص]ـ
اخى الكريم سبق مناقشة الموضوع فى هذا الملتقى
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21392&highlight=%C7%E1%DB%C7%CF%ED%C9+%DA%E3%C7%D1
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[06 - 04 - 09, 08:45 ص]ـ
و هل هناك ما هوأسد منه؟
أجيبوني بالله عليكم؟
بارك الله فيك
المسألة في هذا الحديث واضحة ولا إشكال فيها بحمد الله
هذا الحديث (قاتل عمار وسالبه في النار) هو من أحاديث الوعيد
و أحاديث الوعيد وكذا آيات الوعيد في حق المؤمنين لا يلزم وقوعها
كقوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) الآية
وكقوله عليه الصلاة والسلام (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)
وقوله (لا يدخل الجنة نمام) (وقاطع رحم)
وقوله في القضاة (وقاض عرف الحق فلم يعمل به فهو في النار)
ونحو هذه النصوص، فهي حق، لكن هل كل قاتل أو مسبل أو قاطع رحم سيدخل النار لا محالة أم أنّ بعض أولئك لن يدخلوها فإنه قد يتخلّف الوعيد لسبب ما؟ الجواب الثاني
وأسباب تخلف الوعيد ذكر شيخ الإسلام انها عشرة منها التوبة الإستغفار
ودعوة المسلمين وعذاب الدنيا والقبر وعرصات القيامة وشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام
والمؤمنين ورحمة أرحم الراحمين وغير ها
وهذا الصحابي الذي قتل عمار لا شك أنه تحت الوعيد لأجل هذا الحديث
لكن هذا الوعيد قد يتخلف لأجل تأويله أو جهاده وعمله الصالح
ولعل من أعظم ما يمنع هذا الوعيد عنه هو شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالصحابة هم أحق الناس بشفاعته
فهذا هو جواب هذه الشبهة، وهي لا شك شبهة قوية جدا، لكن جوابها بحمد الله أقوى
والله أعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 10:55 ص]ـ
ما رأيكم أولا في كل هذا النقل وهل أبو الغاديه صحابي بلا خلاف ام هناك خلاف في صحبته؟
حيث يحتج أحد الناس السنه ولكنه يميل للروافض قبحهم الله بهذا الكلام في إثبات أن أبا الغاديه صحابي و هو في النار (حسب كلام الألباني السابق) و عليه ليس كل الصحابه من أهل الجنه و لايبعد ان يكون هناك من الصحابه من في النار؟
أخرج البخاري عن أبي هريرة قال
افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالْإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:33 م]ـ
بارك الله فيك
المسألة في هذا الحديث واضحة ولا إشكال فيها بحمد الله
هذا الحديث (قاتل عمار وسالبه في النار) هو من أحاديث الوعيد
و أحاديث الوعيد وكذا آيات الوعيد في حق المؤمنين لا يلزم وقوعها
كقوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) الآية
وكقوله عليه الصلاة والسلام (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)
وقوله (لا يدخل الجنة نمام) (وقاطع رحم)
وقوله في القضاة (وقاض عرف الحق فلم يعمل به فهو في النار)
ونحو هذه النصوص، فهي حق، لكن هل كل قاتل أو مسبل أو قاطع رحم سيدخل النار لا محالة أم أنّ بعض أولئك لن يدخلوها فإنه قد يتخلّف الوعيد لسبب ما؟ الجواب الثاني
وأسباب تخلف الوعيد ذكر شيخ الإسلام انها عشرة منها التوبة الإستغفار
ودعوة المسلمين وعذاب الدنيا والقبر وعرصات القيامة وشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام
والمؤمنين ورحمة أرحم الراحمين وغير ها
وهذا الصحابي الذي قتل عمار لا شك أنه تحت الوعيد لأجل هذا الحديث
لكن هذا الوعيد قد يتخلف لأجل تأويله أو جهاده وعمله الصالح
ولعل من أعظم ما يمنع هذا الوعيد عنه هو شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالصحابة هم أحق الناس بشفاعته
فهذا هو جواب هذه الشبهة، وهي لا شك شبهة قوية جدا، لكن جوابها بحمد الله أقوى
والله أعلم
بارك الله فيكم لكن جوابك هذا يستقيم لو كان الحديث مطلقا .. ولكن هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عين .. فيبقى الإشكال حينئذ وهذا من أخباره عليه صلوات الله وسلامه ولا يرد عليه ما ذكرت مما ذكره شيخ الإسلام في الإيمان الأوسط من الكفارات .. لأن هذا وإن كان حقا لآحاد المسلمين فضلا عن الصحابة رضوان الله عليهم .. لكن يبقى أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قد عين قاتله في النار فعلى فرض الثبوت القطعي لهذا الحديث لا يجوز تخلف هذا الخبر والخبر لا يقع فيه النسخ كما هو معلوم ..
وفعلا الشبهة مشكلة .. لكن يتبقى لنا أن الصحابة ليسوا معصومين لا من الكبائر ولا من الصغائر لكن حسناتهم الماحية أكثر وهذا القول هو القول العام .. لكن إذا ثبت هذا الحديث فليس لنا إلا قبوله
مع علمنا أن أهل التوحيد من المؤمنين إن دخلوا النار فدخولهم وقتي لا أبدي كما هو اعتقاد أهل السنة كافة.
والله أعلم.(54/440)
اريد تفصيلا في التشريع المباح وغيره
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - 04 - 09, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اريد تفصيلا في التشريع ومتى يكون مباحا ومتى يكون كفرا مع ذكر اقوال العلماء وجزاكم الله خيرا.
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:01 م]ـ
وجدت في كتاب للشيخ عبد الرحمن ال عمر قوله:
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، وأن تعلم وتعتقد بأن محمدا رسول الله إلى الناس جميعا، وأنه عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع، من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وأن تعلم وتعتقد بأن تلقي التشريع سواء في العقيدة، أم في شعائر العبادات التي أمر الله بها، أم في نظام الحكم والتشريع، أم في مجال الأخلاق، أو في مجال بناء الأسرة، أو في مجال التحليل والتحريم. . لا يكون إلا عن طريق هذا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله المبلغ عنه شريعته.
فما حكم من خالف هذا الاعتقاد؟
ووجدت الشيخ صالح الفوزان قال في كتاب التوحيد:
تشريع الأحكام التي يسير عليها العباد في عبادتهم ومعاملاتهم وسائر شئونُهم والتي تفصل النزاع بينهم وتنهي الخصومات حق للّه تعالى رب الناس وخالق الخلق: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
فمن قبل تشريعا غير تشريع اللّه فقد أشرك باللّه تعالى.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:10 م]ـ
لعلك توضح سؤالك أكثر.
ـ[الغُندر]ــــــــ[06 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
لعلك توضح سؤالك أكثر.
التشريع: اي اصدار امر ملزم للشعب او لطائفة معينة.
ـ[الغُندر]ــــــــ[28 - 04 - 09, 04:38 ص]ـ
الله المستعان(54/441)
هل تمتد الاستتابة إلى أكثر من ثلاث؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:22 م]ـ
هل يصح استتابة المرتد أكثر من ثلاثة أيام .. لرد الشبهات ونحوه؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:24 ص]ـ
هل من مجيب؟؟(54/442)
كلمة إنجيل ما معناها واصلها؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:25 م]ـ
السلام عليكم
هل كلمة الانجيل عربية ام اعجمية؟ قرأت في احد الكتب انها كلمة يونانية وتعني البشرى فان صح الخبر فما التوجيه ان الله سمى احد كتبه بلكلمة اعجمية؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 02:19 م]ـ
قال في تاج العروس
والإنْجيل بالكَسْر كإكْليلٍ وإخْريط ويُفتَحُ وبه قَرَأَ الحسَنُ قَوْله تَعالى: " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجيلِ " وليس هذا المثالُ في كلامِ العربِ قال الزّجّاج: ولقائلٍ أن يقول: هو اسمٌ أعجميٌّ فلا يُنكَر أنْ يقع بفتحِ الهمزةِ لأنّ كثيراً من الأمثلِةِ العجمِيّةِ تُخالِفُ الأمثلةِ العربيّةَ نحوُ آجَرَ وإبراهيمَ وهابيلَ وقابيلَ يُذَكَّرُ ويُؤنَّثُ فَمَنْ أنَّثَ أرادَ الصَّحيفةَ ومن ذكَّرَ أرادَ الكتابَ وهو: اسمُ كِتابِ اللهِ المُنَزَّلِ على عيسى عليه وعلى نبيِّنا أفضلُ الصلاةِ والسلام والجمعُ أناجيل ومنه الحديثُ في صِفةِ الصحابة: " صُدورُهم أناجيلُهم " وفي رواية: " وأَناجيلُهم في صُدورِهم ". واختُلفَ في لفظِ الإنْجيل فقيل: اسمٌ عِبْرانيٌّ وقيل: سُرْيانيٌّ وقيل: عربيٌّ
وعلى الأخيرِ قيل: مُشتَقٌّ من النَّجْلِ وهو الأصل أو من نَجَلْتُ الشيءَ: أي أَظْهَرتُه أو من نَجَلَه: إذا استخرجَه وقيلَ غيرُ ذلك وحكى شَمِرٌ عن الأَصْمَعِيّ: الإنْجيل: كلُّ كتابٍ مكتوبٍ وافرِ السُّطورِ وهو إفْعيلٌ من النَّجْل وقد أَوْسَعَ الكلامَ فيه الخَفاجِيُّ في شِفاءِ الغَليل وغيرُه. قال أبو عمروٍ: تَناجَلوا بينهم: إذا تنازَعوا. وانْتَجلَ الأمرُ انْتِجالاً: إذا استبانَ ومضى
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير
وأما الإنجيل فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه.
وهو اسم معرّب قيل من الرومية وأصله (إثَانْجَيْلِيُوم) أي الخبر الطيّب، فمدلوله مدلول اسم الجنس، ولذلك أدخلوا عليه كلمة التعريف في اللغة الرومية، فلمّا عرّبه العرب أدخلوا عليه حرف التعريف، وذكر القرطبي عن الثعلبي أنّ الإنجيل في السريانية وهي الآرامية (أنكليون) ولعلّ الثعلبي اشتبه عليه الرومية بالسريانية، لأنّ هذه الكلمة ليست سريانية وإنّما لما نطق بها نصارى العراق ظنّها سريانية، أو لعلّ في العبارة تحريفاً وصوابها اليونانية وهو في اليونانية (أووَانَيْلِيُون) أي اللفظ الفصيح. وقد حاول بعض أهل اللغة والتفسير جعله مشتقاً من النجل وهو الماء الذي يخرج من الأرض، وذلك تعسّف أيضاً. وهمزة الإنجيل مكسورة في الأشهر ليجري على وزن الأسماء العربية؛ لأنّ إفعيلاً موجود بقلة مثل إبْزِيممٍ، وربّما نطق به بفتح الهمزة، وذلك لا نظير له في العربية.
وقال الرازي في تفسيره
الإِنجيل: اسم عبراني أيضاً، وينبغي أن لا يدخله اشتقاق، وأنه لا يوزن، وقد قالوا: وزنه فعيل. كإجفيل، وهو مشتق من النجل، وهو الماء الذي ينز من الأرض. قال الخليل: استنجلت الأرض نجالاً، وبها نجال، إذا خرج منها الماء. والنجل أيضاً: الولد والنسل، قاله الخليل، وغيره. ونجله أبوه أي: ولده. وحكى أبو القاسم الزجاجي في نوادره: أن الولد يقال له: نجل، وأن اللفظة من الأضداد، والنجل أيضاً: الرمي بالشيء.
وقال الزجاج: الإنجيل مأخوذ من النجل، وهو الأصل، فهذا ينحو إلى ما حكاه الزجاجي.
قال أبو الفتح: فهو من نجل إذا ظهر ولده، أو من ظهور الماء من الأرض، فهو مستخرج إما من اللوح المحفوظ، وإما من التوراة. وقيل: هو مشتق من التناجل، وهو التنازع، سمي بذلك لتنازع الناس فيه.
وقال الزمخشري: التوراة والإنجيل اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الوري والنجل، ووزنهما متفعلة وإفعيل: إنما يصحح بعد كونهما عربيين. إنتهى. وكلامه صحيح، إلاَّ أن في كلامه إستدراكاً في قوله: متفعلة، ولم يذكر مذهب البصريين في أن وزنها: فوعلة، ولم ينبه في: تفعلة، على أنها مكسورة العين، أو مفتوحتها.
وقيل: هو مشتق من نجل العين، كأنه وسع فيه ما ضيق في التوراة
انتهى كلام الرازي
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 03:11 م]ـ
http://en.wikipedia.org/wiki/Evangelium_(disambiguation)
http://en.wiktionary.org/wiki/evangelium(54/443)
سؤال فى التوحيد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:27 ص]ـ
قال الشيخ محمد ابراهيم الحمد
ما ضد توحيد الألوهية؟
1 - الشرك؛ الذي يذهب به بالكلية.
2 - البدع؛ التي تذهب بكماله الواجب.
3 - المعاصي؛ التي تقدح فيه، وتنقص ثوابه
وسؤالى أن مالفرق بين الثانية والثالثة؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:38 ص]ـ
جاء في الحديث القدسي: ((لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة))
اُستدل به على فضائل التوحيد فما المراد بلا تشرك بى من نواقضها للشيخ الحمد؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:15 ص]ـ
يناقض التوحيد الشرك الأكبر .. وينقصه ما دونه من بدع وذنوب بحسب عظمها وصغرها .. أما عن الفرق بين المعصية والبدعة فالبدعة معصية لكن صاحبها لا يتوب منها إلا أن يشاء الله لأنه يظن أنه على حق لذلك كانت أحب إلى إبليس من كبائر الذنوب .. ولأنه ما ظهرت بدعة إلا ماتت سنة .. فالبدع شر من الذنوب لذلك وكلها من نواقص التوحيد إلا إذا كانت بدعة كفرية مخرجة من الملة كبدعة جهم وخلق القرآن وغلاة القدرية المنكرين لعلم الله وغلاة الرافضة .. وهكذا ..
والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:05 م]ـ
أسأل عن الفرق بين أثر البدعة وأثر المعصية فى التوحيد كما فى كلام الشيخ الحمد
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:14 ص]ـ
البدعة أخي خالد تعارض كمال الانقياد لشرع الله ففيها نوع مصادمة لشهادة أن محمّدا رسول الله، والمعصية تعارض أيضا كما الانقياد لشرع الله لأن فيها تقديما لشهوة النفس على رغبة الشارع، ففي كل منهما نوع محادة لكمال الانقياد الذي هو حقيقة التوحيد إذ التوحيد الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله وإن كان لا تصل إلى حد الإعراض عن الشرع الذي حقيقنه الكفر لذلك قيدناه بمعارضة كمال الانقياد لا نفس الانقياد، إلاّ أن متعلق البدع الشبهات والمعاني، ومتعلّق المعاصي الشهوات والمحسوسات، والله أعلم
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال بن قاسم فى حاشيته على كتاب التوحيد (و تحقيق التوحيد قدر زائد على ماهية التوحيد و تحقيقه من وجهين واجب و مندوب فالواجب تخليصه و تصيفته عن شوائب الشرك و البدع و المعاصى فالشرك ينافيه و البدع تنافى كمال وجوبه و المعصى تقدح فيه و تنقص ثوابه) و يظهر لى انه رحمه الله اراد ان ترك الشرك و البدع و المعصى هى الواجبات التى يتحقق بها التوحيد و لكن منها ما ان تواجد نفى التوحيد بالكليه و هو الشرك و منها ما ان تواجد انتفى به كمال التوحيد اى اصبح التوحيد به ناقص و هو البدع ومنها ما ينقص ثوابه مثل المعاصى و الفرق و الفرق بين الثانيه و الثالثه ان البدعه تقدح فى كماله و لكن المعصيه تنقص من الثواب و لكن مع بقاء كمال التوحيد و الله اعلم. (اخى الكلام الذى اتى بعد الاقواص هو فهمى انا فلا تأخذ به حتى تعرضه على شيخ ثقه قان كان صحيحا فادعوا لى و ان غير ذلك فسامحنى)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 10:16 ص]ـ
أسأل عن الفرق بين أثر البدعة وأثر المعصية فى التوحيد كما فى كلام الشيخ الحمد
هذا ليس فقط كلام الحمد
بل هو كلام أهل العلم من قبل، وأفردوا البدع لخطورتها ولدخول أمرها بين الأولى والثالثة فمنها ما يرتفع إلى درجة الكفر ومنها ما ينزل إلى درجة المعاصي المفسقة.
وكان الأولى أن يوحد العبارة، لتوحد الأثر مع الثالثة، أو يفصل في البدعة ويقول ما كان منها مكفرا نقض التوحيد وما لم يكن منها مكفرا نقص من كماله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
يعنى الشرك ينافى اصل التوحيد والبدع تنافى الكمال الواجب لا المستحب أما المعاصى فتنافى الكمال المستحب
أصحيح هذا؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:25 م]ـ
أشكرك أخي خالد على هذا التواضع الجم وأنت تطرح سؤالك على هيئة متعلّم، والله وحده هو الذي يعلم قد تكون عنده فوق كل الذين أجابوا على الإشكال الذي أوردته، فهنيئا لك هذا الهضم لحظ النفس الذي وفقك الله إليه، فاحمد الله على ذلك واسأله مزيدا من فضله لك ولإخوانك ولي خاصة.
وكلامك هذا صحيح لكن إذا قيدنا البدع بما لم يكن معارضا لأصل الدين، فالبدع منها ما يعارض أصل الدين كبدعة الحلول والاتحاد وبدعة التجهم، ومنها ما هو دون ذلك كبدعة الإرجاء فما دونها من البدع العملية، كما أن المعاصي منها ماهو معارض لأصل الدين كمعصية إبليس بالإباء والاستكبار ومنها دون ذلك كباقي المعاصي التي تدخل تحت المشيئة، ولذلك الفسق يطلق على الكفر تارة ويطلق على مادون ذلك وهذا موجود في القرآن، وكذا الشرك منه ما يعارض أصل الدين كالشرك في الألوهيى والربوبية، والأسماء والصفات على طريقة الجهمية، ومنه ما هو دون ذلك كيسير الرياء، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/444)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - 04 - 09, 04:51 م]ـ
طيب ورد فى ذهنى سؤال عن الدليل لهذا التفريق بين أثرى البدعة والمعصية
فوجدت كلاما لشيخنا عبد العظيم بدوى وسؤالى هل هذا هذا الكلام دليل مع ان الشيخ قاله فى مسألة أخرى غير هذه المسألة لكن أنا أظن أنه يصلح دليل فما رأيكم والكلام هو
ان شنئان النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يكون كفر أكبر أو أصغر فالاصغر هو ببغض السنة وحب البدعة انتهى مختصرا
فمارأيكم باستدلالى؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:38 م]ـ
أخي الكريم خالد الدليل قال الله، قال رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فمثل هذا الكلام يقال عنه: هل يصلح أن يكون مستندا أو يستأنس به في هذا التفريق.
أمّا بغض النبي صلى الله عليه وسلم فهذا كفر أكبر لا يجتمع في قلب امرء مسلم شهادة أن محمدا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع بغض النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وكذلك بغض سنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند من استبانت له وعلم أن ذلك من سنّته صلى الله عليه وسلم، إذ كيف يكون مسلما من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نبيا رسولا وهو يبغض سنة المصطفى هذان نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، إن وجد أحدهما انعدم الآخر ولابد
لكن قد يكون محبا للسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مستثقلا لها يراها شاقة عليه يتضجر من فعلها مع حبّه لها واعتقاده بأنها من سنة المصطفى بل قد يحث غيره عليها كسنن الصيام على سبيل المثال، هذا قد يجتمع في قلب المسلم، ففرق بين استثقال السنة وبين بغضها لابد من الانتباه له.
أما حب البدعة فصحيح قد يحبب الشيطان للعبد البدعة في قلبه ويزيّنها له حتى يراها في بعض الأحيان أفضل من السنة، فهذا ينافي الكمال الواجب في الإيمان ولا يذهب بأصل الإيمان، كما أن المعاصي قد يحببها الشيطان للعبد فيستمرؤها، فهي تنافي كمال الإيمان الواجب ولا تذهب بأصل الإيمان.
فالمعاصي والبدع المحدثات من باب واحد إلا أن المعاصي متعلقها الشهوات والبدع متعلقها الشبهات كم تقدّم.
لكن الذي يجدر التنبيه عليه أن من البدع ما يناقض أصل الإيمان بمعنى أنّ أصحابها كفار كغلاة الرافضة وغلاة الجهمية وأهل الحلول والاتحاد فليست البدع من جنس واحد فبعضها ينقص الإيمان وبعضها يذهب بأصل الإيمان نسأل الله العافية، والله تعالى أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:41 ص]ـ
لى ملاحظات كثيرة على كلامك
أولها
أما حب البدعة فصحيح قد يحبب الشيطان للعبد البدعة في قلبه ويزيّنها له حتى يراها في بعض الأحيان أفضل من السنة، فهذا ينافي الكمال الواجب في الإيمان ولا يذهب بأصل الإيمان، كما أن المعاصي قد يحببها الشيطان للعبد فيستمرؤها، فهي تنافي كمال الإيمان الواجب ولا تذهب بأصل الإيمان
فالمعاصي والبدع المحدثات من باب واحد إلا أن المعاصي متعلقها الشهوات والبدع متعلقها الشبهات كم تقدّم
كلامك هذا يجع البدع كالمعاصى فى التأثير على الايمان وهذا خلاف ما نقلناه عن الشيخ بن قاسم فى كلامه على حاشية كتاب التوحيد؟؟؟؟؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:20 ص]ـ
[ quote= أبو الأشبال الحنبلي;1018488] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال بن قاسم فى حاشيته على كتاب التوحيد (و تحقيق التوحيد قدر زائد على ماهية التوحيد و تحقيقه من وجهين واجب و مندوب فالواجب تخليصه و تصيفته عن شوائب الشرك و البدع و المعاصى فالشرك ينافيه و البدع تنافى كمال وجوبه و المعصى تقدح فيه و تنقص ثوابه)
أشكرك على تلك الملاحظات أخي خالد
وتفريق الشيخ ابن قاسم أخي خالد هو تفريق من حيث المتعلق فقط وإلا من حيث التأثير في الإيمان فمحلهما واحد، لأن القضية معنوية ليست حسية، فتكون المعاصي متعلقة بشيء والبدع بشيء آحر.
فالبدع ـ التي لا تنافي أصل الإيمان كما جرى التنبيه عليه ـ تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح في التوحيد وتنقصه وهي تنافي كمال الإيمان الواجب
لأن الإيمان أخي خالد ثلاثة أقسام:
أصل الإيمان: وهذا الذي ينافيه من الأعمال يخرج العبد من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر، كالشرك الأكبر والمكفرات والبدع التي تعارض أصل الإيمان كالحلول والاتحاد.
كمال الإيمان الواجب: وهذا الذي يجب على العبد أن يسعى لتحقيقه، فهذا الذي ينافيه أوينقصه البدع والمعاصي بحسب قدر وكمية ما تلطخ به العبد من ذلك ـ نسأل الله المغفرة ـ إلا أن العبد لا يخرج من دائرة الإسلام ويبقى معه أصل الإيمان.
كما الإيمان المستحب: وهذا الذي يُندب العبد إلى تحصيله والارتقاء فيه ويكون بفعل النوافل والمستحبان والمندوبات، والناس فيه درجات، فهذا الذي ينقصه التفريط في المستحبات، فإن ترك العبد جميع المستحبات انتفى عنه كما الإيمان المستحب، هذا والله أعلم أخي خالد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/445)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:41 ص]ـ
قال بن قاسم فى حاشيته على كتاب التوحيد (و تحقيق التوحيد قدر زائد على ماهية التوحيد و تحقيقه من وجهين واجب و مندوب فالواجب تخليصه و تصيفته عن شوائب الشرك و البدع و المعاصى فالشرك ينافيه و البدع تنافى كمال وجوبه و المعصى تقدح فيه و تنقص ثوابه)
جزاك الله خيرا
يعنى هل معناه ان الخلاف لفظى؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 02:53 م]ـ
تفريق الشيخ ابن قاسم أخي خالد من باب زيادة التوضيح فقط، فلك أن تقول إن التفرقة بينهما لفظية، وحتى يتبين لك حقيقة ما ذكرناه، خذ محصل كلام الشيخ رحمه الله:
الشرك ينافي التوحيد، والمقصود الشرك الأكبر
البدع تنافي كماله الواجب
المعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه
فهل المعاصي تنافي أصل الإيمان وأصل التوحيد؟
الجواب: لا
هل المعاصي تنافي كمال الإيمان المستحب (والذي يكون بالنوافل والمستحبات)؟
الجواب: لا
هل المعاصي تنافي كمال التوحيد المستحب (مثل ترك التداوي مثلا)؟
الجواب: لا
إذن ما الذي تنافيه المعاصي؟
الجواب: المعاصي تنافي كمال الإيمان الواجب، لأن اجتناب المعاصي واجب بأصل الشرع، فمن أخل بذلك نقص إيمانه الواجب.
فأنت ترى أن البدع التي لا تصل إلى حد الكفر والمعاصي كلاهما يؤثر في كمال الإيمان الواجب لا أصل الإيمان ولا كمال الإيمان المستحب.
والمسألة معنوية أخي خالد، إذا أخذتها بيسرها وسهولتها زال عنها الإشكال، وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، محبك غندر والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 05 - 09, 07:40 ص]ـ
وفقني الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، محبك غندر والله أعلم
آمين محبك خالد
كلامك صحيح وانا معك
ولنحاول فهم كلام الشيخ بن قاسم مرة أخرى
قال
1 - الشرك؛ الذي يذهب به بالكلية.
2 - البدع؛ التي تذهب بكماله الواجب.
3 - المعاصي؛ التي تقدح فيه، وتنقص ثوابه
هذا الكلام الملون الضمير فيه يرجع الى الكمال الواجب أم التوحيد عامة؟
ان كان يرجع الى الكمال الواجب فلااشكال
اما ان كان يرجع الى التوحيد عامة فيكون المعنى المستحب وهنا الاشكال لكن قد يزول الاشكال اذا علمنا الفرق الشاسع الذى بين البدعة أو المبتدع والمعصية أو العاصى والفرق واضح نقلته لكم من كلام شيخنا بن بدوى وفى هذا المعنى كلام لبن القيم فى اغاثة اللهفان
-----
لكن على كل حال دعنا اولا نتفق على فهم واحد لكلام بن قاسم وعود الضمير على أى نوع قبل النقاش(54/446)
ا الرد على من قال بأن الإمام الطحاوي رحمه الله من المفوضة؟!
ـ[أبو عبدالله البديوي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي في الله .. هل رمي الإمام الطحاوي رحمه الله بالتفويض؟ وأنه من مفوضي الصفات؟
وأين أجد ذلك؟ ومن رماه بالتفويض من أهل العلم؟ بارك الله فيكم ..
وسؤال آخر: هل حقق متن الطحاوية تحقيقا مفردا .. أي: بدون الشروح.
سؤال أخير: هل الشيخ حسن كافي الأقحصاري البوسنوي (شرح الطحاوية وأسمى شرحه "نور اليقين في أصول الدين") من أهل السنة والجماعة أم من أتباع أبي منصور الماتريدي؟
لأنه كثيرا مااينقل عن أبي منصور ويقول "وهكذا يقول إمامنا أبي منصور" والمحقق نسبه لأهل السنة وقد نال عليه درجة العالمية من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ..
لا أحد يبخل علينا بأي شيء عنده فوالله لنحن أحوج لذلك من الماء البارد في لفح هجير الحر(54/447)
هل هذه قاعدة في الإيمان عند أهل السنة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:11 ص]ـ
قال الشيخ مشهور في شرح مسلم [[[[متى ذكر الإسلام في محل الرضا والقبول فيراد به انضمام العمل مع التصديق ومتى ذكر الدين أو الاسلام في غير هذا الموطن فلا يستلزم منه اجتماع التصديق مع العمل]]]]
فهل ذكر هذه القاعدة أحد غير الشيخ مشهور
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:08 ص]ـ
الحقيقة هذه الكلمة أرى فيها شيء من الركاكة .. أو أن الركاكة في فهمي .. على أية حال قد يستفسر من الشيخ أكثر حتى يفهم ما مقصوده لأن الإسلام معلوم أنه هو الأعمال الظاهرة إذا اقترن مع الإيمان وهو المعلم عند أهل العلم بأن بينهما عموم وخصوص وجهي إذا اجتمعا افترقا وإن افترقا اجتمعا .. وهل المراد بقوله غير هذا الموطن مخاطبة عدم الراضي به او القابل له فيستفسر منه لأن عبارته كما ذكرت لك سابقا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:37 م]ـ
مثل الشيخ لهذه القاعدة بحديث إذا أتاكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه
قال فهذا فيه ذكر للدين وليس في معرض الرضا والقبول وإنما جاء في معرض الامتحان
فلا يلزم من قوله صلى الله عليه وسلم من ترضون دينه أن يكون دينا ....... الخ
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:06 م]ـ
وهل ينفك العمل عن الإسلام في أي إطلاق أريد به؟!!
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:24 م]ـ
وهل ينفك العمل عن الإسلام في أي إطلاق أريد به؟!!
أبا إبراهيم أنا ما أخالفك في ما ذكرت ولا أريد كثرة الأخذ والرد في الموضوع
أنا سألت سؤالا أردت من عنده علم أن يجيبني عليه
فهل ذكر هذه القاعدة أحد غير الشيخ مشهور
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:22 م]ـ
قال الشيخ مشهور في شرح مسلم [[[[متى ذكر الإسلام في محل الرضا والقبول فيراد به انضمام العمل مع التصديق ومتى ذكر الدين أو الاسلام في غير هذا الموطن فلا يستلزم منه اجتماع التصديق مع العمل]]]]
فهل ذكر هذه القاعدة أحد غير الشيخ مشهور
لعل أحد نجد عنده جوابا(54/448)
(لِلضَّرُورَةِ) أّبْحَثُ عَنْ [مُقَدِّمَةُ دِيوَانِ البُوصِيرِي] بِتَحْقِيقِ [محمّد سيّد كيلاني]
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
السلام عليكم
أحتاجُه لأمر ضروري وعاجل بارك الله فيكم.
ولقد بحثتُ عنه هنا في الملتقى وخارجه ولم أرَه.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:02 م]ـ
طيب، لو أجدُ عندكم ترجمة للبوصيري تكشف عن حال الرجل من قلّة علم وسلاطة لسان ... ؟؟
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 11:10 م]ـ
اللهُمَّ لا سهلَ إلا ما جعلتَهُ سهلا وأنت تجعلُ الحزْن إذا شئتَ سهلا(54/449)
في نفسي شيء من تعريف التوفيق لبعض المصنفين
ـ[الشفيعي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:20 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
يكثر عند المصنفين تعريف التوفيق بأنه: خلق قدرة الطاعة في العبد.
وفي نفسي شيء منه، فآمل من مشايخنا الأكارم الاطلاع وإفادتنا عن هذا التعريف.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:29 م]ـ
نبه على ذلك الشيخ المفيد صالح آل الشيخ في شرحه على الطحاوية فلعلك تراجعه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ
ما الذي في نفسك منه؟
لا أظن إلا أنهم أرادوا الاحتراز به من قول المعتزلة بأن الله لا يضل ولا يهدي
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
قال الشيخ صالح:
والتوفيق لفظٌ شرعي جاء في النصوص كما في قوله ? ?وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ? [هود:88]، ويقابله الخذلان. والتوفيق والخذلان متصلان بالقَدَرْ اتصالاً وثيقاً، ولأجل ذلك فَسَّرَتْ كل فرقة من الفِرَقْ الضالة التوفيق والخذلان بما عندها من الاعتقاد في القدر:
فالمعتزلة والقدرية يُفَسِّرُون التوفيق بما يوافق عقيدتهم.
والجبرية والأشاعرة والماتريدية ومن شابههم يفسرون التوفيق والخذلان بما يناسب عقيدتهم.
وأهل السنة يُفَسِّرُونَهُ بما يوافق ما دلَّ عليه القرآن والسنة ويوافق العقيدة السلفية التي كان عليها هدي السلف الصالح.
(المسألة الثانية:
(أولاً: معنى التوفيق والخذلان عند أهل السنة:
التوفيق الذي ذكره هنا يقول (وَلَا تَحَوُّلَ لِأَحَدٍ [عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ] إِلَّا بِمَعُونَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ لِأَحَدٍ عَلَى إِقَامَةِ طَاعَةِ اللَّهِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلَّا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ.)
(التوفيق: هو إعانَةٌ خاصة من الله ? للعبد بها يَضْعُفُ أثر النفس والشيطان وتقوى الرغبة في الطاعة، وإلا فالعبد لو وُكِلَ إلى نفسه لغلبته نفسه الأمّارة بالسوء والشيطان.
وهذا يُحِسُّ به المرء من نفسه فإنَّه يرى أنَّ هناك قدراً زائداً من الإعانة على الخير زَائِدْ على اختياره، فهو يختار ويتوجه لكن يُحِسُّ أنَّ هناك مدداً مَدَّهُ الله ? يُقَوِّيه على الخير فيما يتّجه إليه من الخير.
وهذا ليس لنفسه وليس من قدرته وقوته ولكن هذه إعانة خاصة.
ولهذا فإنَّ العبد المؤمن يرى أنّه لا شيءَ من الطاعات حَصَّلَهَا إلا والله ? وَفَّقَهُ إليها، يعني مَنَحَهُ إعانةً على تحصيلها وعدم الاستسلام للنّفس وللشيطان.
فالتوفيق فيه معنى الهداية والإعانة الخاصة، ويقابله الخذلان.
(فالخذلان: هو سلب العبد الإعانة التي تُقَوِّيْهْ على نفسه والشيطان.
(نعوذ بالله من الخذلان) يعني نعوذ بالله من أن نُسْلَبَ الإعانة على أنفسنا وعلى كيد الشيطان.
(ثانياً: معنى التوفيق عند الأشاعرة: أما تفسير التوفيق والخذلان عند الأشاعرة، ويحسُنْ التنبيه عليه لأنَّهُ أكثر ما تجد في كتب التفسير وكتب شروح الأحاديث، وخاصَّةً تفسير القرطبي وتفسير أبي السعود والرازي وأشباه هذه التفاسير، وشروح الأحاديث كشروح النووي والقاضي عياض وابن العربي ونحو ذلك من شروح الأحاديث، فإنَّ أكثر ما تجد تفسير التوفيق والخذلان هو تفسيره عند الأشاعرة.
لهذا ينبغي العناية بهذا الموطن لصلته بالقَدَرْ.
(التوفيق عندهم: خلق القُدْرَةْ على الطاعة، يعني جَعَلُوا التوفيق هو القُدْرَةْ.
(والخُذْلَان: هو عدم خلق القُدْرَةْ على الطاعة.
يعني إِقْدَارُ الله ? العبد على الطاعة هذا توفيق، وعدم إِقْدَارُ الله ? العبد على الطاعة هذا خذلان.
وهذا كما هو ظاهر لك فيه خلل كبير لأنَّهُ جعل التوفيق إقداراً، وجعل الخذلان سلباً للقدرة، وهذا فيه نوع قوة لاحتجاج المعتزلة على الجبرية في معنى التوفيق والخذلان.
وتفسير أهل السنة وسط في أنَّ التوفيق زائد على الإِقْدار، فالله ? أَقْدَرْ العبد على الطاعة بمعنى جَعَلَ له سبيلاً إلى فعلها وأعطاه الآلات وأعطاه القوة ليفعل؛ ولكن لن يَفْعَلَ هو إلا بإعانَةٍ خاصة؛ لأنَّ نفسه الأمارة بالسوء تحضُّهُ على عدم الفعل، عدم العبادة.
وهذا يلحظه كل مسلم من نفسه فإنه يريد أن يتوجه إلى الصلاة ويأتيه نوع تثاقل يريد أن يقوم بنوعٍ من العلم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويصيب نفسه نوع من التثاقل، وهذا من الشيطان ومن النفس الأمارة بالسوء، فإذا منحه الله التوفيق وأعانه على أن يَتَعَّبْد، أعانه على أن يقول ما يقول بموافَقَةٍ للشرع فهذا توفيق وإعانة خاصة يمنحها الله ? من يشاء من عباده.
(المسألة الثالثة:
أنَّ معرفة العبد المؤمن بحقيقة هذه الكلمة ومعنى توفيق الله ? ومعنى الخذلان يُوجِبُ له أن ينطَرِحَ دائماً بين يدي ربه ? متبرئاً من نفسه ومن حولها وقوتها ومن أن لا يكله الله إلى نفسه طرفة عين ....
انتهى النقل من الشاملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/450)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:25 ص]ـ
خلق القدرة على الطاعة في القلب، شامل للمؤمن والكافر
فإن الله خلق كل بني آدم قادرين على الطاعة لو أرادوا
فمقتضى العبارة أنّ الله وفّق الكافر للطاعة وهذا باطل فلو أنّ الله وفّقه لما كفر
فدل على أنّ التوفيق هو خلق للقدرة مع الهداية لفعلها فكانت لذلك خاصة بالمؤمن
والله أعلم
ـ[الشفيعي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:48 م]ـ
أخي الكريم
أبو إبراهيم الحربي
جزاك الله خيراً
والشكر موصول للإخوة الأكارم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:08 ص]ـ
جزى الله الأخ أبا إبراهيم على هذا النقل عن الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله خير الجزاء
وأقول صدق ظنك أخي الشفيعي فإن تعريفهم للتوفيق بأنه خلق قدرة على الطاعة في العبد، إنما ذكره الأشاعرة فرارا منهم من إثبات صفة التوفيق لله عز وجلّ وإرجاع الصفات الواردة في الكتاب أو السنة إلى صفتي الإرادة والخلق التي يزعمون أن العقل ورد بإثباتهما، فيقولون المحبة إرادة ثواب العبد، والتوفيق خلق القدرة على الطاعة في العبد والخذلان والبغض بعكسهما، والتوفيق من الصفات الفعلية التابعة لمشيئة الله وإرادته التي وصف الرب بهما نفسه كما في قوله تعالى: {وما توفيقي إلا بالله}، وقوله {إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}.
ومذهب أهل السنة أن التوفيق صفة خاصة بالرب لا يجوز أن يوصف بها العبد لأنها تتعلّق بهداية التمكين لاهداية الدلالة والإرشاد ولهذا لما تكلم الإمام الطحاوي رحمه الله على الاستطاعة التي بها يكون فعل العبد قسمها إلى قسمين فقال: (والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف المخلوق به تكون مع الفعل وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات - فهي قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب وهو كما قال تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} اهـ (2/ 633)
وعقب شيخنا د. سعود بن عبد العزيز العريفي حفظه الله على عبارة الطحاوي المتقدمة، فقال والأولى أن يقال: والاستطاعة التي يحصل بها الفعل لا يجب بها الفعل.
ومحل الشاهد أن التوفيق صفة خاصة بالرب تتضمن الرحمة والرأفة والتأييد للعبد لا مجرد الخلق للاستطاعة على الفعل، ولهذا فما أجمل ما قاله الشيخ العلاّمة د. صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرح معنى التوفيق لما قال:
(التوفيق: هو إعانَةٌ خاصة من الله ? للعبد بها يَضْعُفُ أثر النفس والشيطان وتقوى الرغبة في الطاعة، وإلا فالعبد لو وُكِلَ إلى نفسه لغلبته نفسه الأمّارة بالسوء والشيطان.
وهذا يُحِسُّ به المرء من نفسه فإنَّه يرى أنَّ هناك قدراً زائداً من الإعانة على الخير زَائِدْ على اختياره، فهو يختار ويتوجه لكن يُحِسُّ أنَّ هناك مدداً مَدَّهُ الله ? يُقَوِّيه على الخير فيما يتّجه إليه من الخير.
وهذا ليس لنفسه وليس من قدرته وقوته ولكن هذه إعانة خاصة.
ولهذا فإنَّ العبد المؤمن يرى أنّه لا شيءَ من الطاعات حَصَّلَهَا إلا والله ? وَفَّقَهُ إليها، يعني مَنَحَهُ إعانةً على تحصيلها وعدم الاستسلام للنّفس وللشيطان.
فالتوفيق فيه معنى الهداية والإعانة الخاصة، ويقابله الخذلان) نقلا من نقل الأخ أبي إبراهيم وفقه الله
فأعود وأقول صدق ظنّك أخي الشفيعي =ووفقني الله= وإياك وجميع الإخوة للعلم النافع والعمل الصالح(54/451)
الكلام النفسي
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:46 م]ـ
قال الشيخ الددو كلاماً معناه أن السلفيين والخلفيين متفقون على إثبات الكلام النفسي
وأن عبارة {قديم النوع} لا معنى لها إلا الكلام النفسي
وأن الخلاف منحصر في الكلام اللفظي
أرجو من المشايخ الكرام إبداء رأيهم حول هذا الكلام
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:35 م]ـ
حديث النفس لا يعد كلاماً عند أهل السنة، وعند الأشاعرة: يعدونه كلاماً.
وهذا فرق يتعلق بالكلام النفسي عند الفريقين ..
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:37 م]ـ
إنما يدندن حول أن الله لا يتكلم
فإن قوله (قديم النوع) معناه الكلام النفسي يدل على هذا
أهل السنة إذا قالوا كلام الله قديم النوع يريدون بذلك أنه لم يزل متكلما كلاما يُسمع بحرف وصوت منذ الأزل وأنه لا يزال يتكلم شيئا بعد شيء
وهو يقصد أن الله لا يتكلم بحرف وصوت، فأين فهمه من فهم السلفيين؟!!
إحذر من هذا الرجل ###
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 05:16 م]ـ
ابن محيبس، من أين لك قولك: (وهو يقصد أن الله لا يتكلم بحرف وصوت)؟!
أما رميك للشيخ بالابتداع فهو خطير، فمثل الشيخ حفظه الله يرد خطأه، ولا يتجرأ على مكانه ويرميه بالبدعة إلا العلماء، فتنبه، ولا تحمل نفسك ما لا طاقة لها به.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[09 - 04 - 09, 05:21 م]ـ
الشيخ محمد الحسن الددو عالم من العلماء، وهو ليس بمعصوم له اجتهادات يُصيب في بعضها ويُخطئ في بعض.
قال الشيخ الددو كلاماً معناه أن السلفيين والخلفيين متفقون على إثبات الكلام النفسي
وأن عبارة {قديم النوع} لا معنى لها إلا الكلام النفسي
وأن الخلاف منحصر في الكلام اللفظي
أرجو من المشايخ الكرام إبداء رأيهم حول هذا الكلام
الأخ أبو إبراهيم الحربي أين ذكر الشيخ الددو هذا الكلام بالضبط؟
وسنرد على هذا الكلام بغض النظر عن قائله:
هذا ليس بكلام السلف رحمهم الله، وإنما هو كلام الأشاعرة (المعتزلة) الذين خالفوا به أهل الملة، وقالوا بالكلام النفسي لكي ينفوا حقيقة كلام الله تعالى، وقد أقر الأشاعرة بصفة الكلام ولكن لم يجعلوه كلاما حقيقيا، وإنما يجعلوه معنى يقوم بالنفس، قالوا: إن كلام الله معنى قائم بنفسه، إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن، وإن عبر عنه بالعبرية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل، وهو شيء واحد لا يتعدد. هذا هو ما وصل إليه قولهم. ولا شك أن هذا قريب من قول المعتزلة في إنكار كلام الله تعالى.
وأما عبارة (قديم النوع) فالمراد بها أن الله متصف بصفة الكلام في الأزل، وأما ادعاء أن المراد بها الكلام النفسي فهذا تقول على السلف بما لم يقولوا، نسأل الله السلامة.
والخلاف بين السلف والخلف من الأشاعرة (المعتزلة) ليس منحصرا في الكلام اللفظي فقط بل فيهما معاً.
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:12 م]ـ
الشيخ ذكره في شرحه على السلم المنورق في علم المنطق.
ولعلي أنقله بلفظه الليلة إن شاء الله
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:37 ص]ـ
ابن محيبس، من أين لك قولك: (وهو يقصد أن الله لا يتكلم بحرف وصوت)؟!
كل من يقول بالكلام النفسي فهو ينفي الحرف والصوت عن الله عز وجل وهذا اوضح من أن يحتاج لدليل ولو تطلع على كلام شيخ الإسلام وابن القيم تعرف ذلك تماما.
قوله أن الخلاف بين السلف والخلف حول الكلام اللفظي أتدري ما معناه؟
معناه أن من يقول بأن كلام الله قديم النوع بمعنى أن كلامه كلام نفسي
ثم يقول أن كلام الله الذي يكون بعد ذلك هو كلام لفظي، معنى هذا ان الله لم يكن متكلما ثم صار يتكلم، فهو ينسب هذه العقيدة الفاسدة عقيدة المبتدعة لمذهب السلف
يجب الذب عن مذهب السلف ويجب معرفة الأقوال والرد عليها ولو قالها من قالها
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:05 م]ـ
ابن محيبس:
من قال لك أن الشيخ يقول بالكلام النفسي؟!
كلام الشيخ الددو المنقول هنا ليس فيه إشارة لما يعتقده في صفة الكلام، فكيف حكمت بأنه (يقصد أن الله لا يتكلم بحرف وصوت)؟!
أما قولك: (معنى هذا ان الله لم يكن متكلما ثم صار يتكلم)
فهذا المعنى من فهمك، و لا يقول به الأشاعرة أنفسهم - على فرض أن الددو أشعري -
فكيف تريد نسبته للددو؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/452)
وحدوث ألفاظ الكلام مع قدم نوعه لا يعني أن الله تكلم بعد إذ لم يكن متكلم!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:40 م]ـ
من أثبت الكلام النفسي لا يلزم منه أنه ينكر الكلام الحقيقي لله رب العالمين الذي هو بحرف وصوت فليس فيما نقله الأخ أبو إبراهيم الحربي عن الشيخ محمد الحسن ما يدلّ على ذلك، بل نص أن ما نقله إنما هي رواية بالمعنى، ولاشك أن أهل السنة يثبتون الكلام النفسي، كما يثبتون الكلام الحقيقي لله عزّ وجل الذي يكون بحرف وصوت، أما مستدهم في الكلام النفسي هو الحديث القدسي الي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) أخرجه البخاري برقم 6970 ومسلم برقم 2675.
وهذا الحديث أصل يستند إليه أهل السنة لإثبات الكلام النفسي للربّ جلّ جلاله وإثبات الكلام المسموع الذي يكون بحرف وصوت لأنه غاير بين ذكره لعبده في نفسه وذكره له في ملأ خير منه، الذكر في الملأ يقتضي أن يكون بحرف وصوت، مقابلة لذكر العبد لربه في الملأ سيكون بحرف وصوت، إضافة إلى الأدلة المتكاثرة التي وردت في الكتاب الدالة على أن كلامه سبحانه وتعالى بحرف وصوت على ما يليق بجلاله وعظمته
فلا يتعجّلن متعجل في الحكم على الناس وخاصة على علماء الأمة وخاصة الحكم على دينها ومعتقدها، فكيف بك أخي في الله أن تقف بين يدي الله وخصمك يوم القيامة مثل هذا الشيخ فأعدّ للسؤال جوابا، وربك لن يسألك عن معتقد فلان أو علان، لكن إن ظهر من أحد معتقده الباطل بصريح العبارة التي لنا عليها من الله برهان كالشمس في رائعة النهار فثمت يكون التنبيه و النصح بقصد البيان والهداية لا بقصد التعيير والنكاية، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:42 م]ـ
الا تروا ان اهل البدع صعبوا العلوم بمباحثهم هذه
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[11 - 04 - 09, 09:17 م]ـ
أوافق أخانا غندر بارك الله فيه على التحذير من القدح في أهل العلم إما جهلا .. وإما هوى .. والكل مذموم ..
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:52 م]ـ
إنما يقصد الأخ بن محيبس أنه إذا قال بأن خلافنا معهم لفظي أدى إلى أنه لا خلاف معهم في أصل المسألة, وهذا يترتب عليه إثبات كلام النفس فقط, والله أعلم بكلام الشيخ وما يريد به فلم أسمعه ....
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:14 ص]ـ
قال الشيخ الددو كلاماً معناه أن السلفيين والخلفيين متفقون على إثبات الكلام النفسي
وأن عبارة {قديم النوع} لا معنى لها إلا الكلام النفسي
وأن الخلاف منحصر في الكلام اللفظي
سواء صح هذا النقل عن الددو أم لم يصح
هذا القول من أبطل الباطل
وتفسير (قديم النوع) عند السلف بأنه الكلام النفسي كذب صريح عليهم
فمعناه نفي الكلام عن الله عز وجل
والقول أن الخلاف بين السلفيين والخلفيين منحصر في الكلام اللفظي قول فاسد بيّن الفساد
وأنهم متفقون على الكلام النفسي فما الفائدة من هذا الإتفاق؟!
لا فائدة فإن الخلفيين ينكرون ان الله يتكلم بحرف وصوت يُسمع
فلم التهوين من هذه العقيدة الضالة؟!
ابن محيبس:
من قال لك أن الشيخ يقول بالكلام النفسي؟!
كلام الشيخ الددو المنقول هنا ليس فيه إشارة لما يعتقده في صفة الكلام، فكيف حكمت بأنه (يقصد أن الله لا يتكلم بحرف وصوت)؟!
سواء كان يقول به أم لا
الكلام المنقول فاسد من أصله سواء إعتقده القائل ام لم يعتقده
أما قولك: (معنى هذا ان الله لم يكن متكلما ثم صار يتكلم)
فهذا المعنى من فهمك، و لا يقول به الأشاعرة أنفسهم - على فرض أن الددو أشعري -
فكيف تريد نسبته للددو؟!
وحدوث ألفاظ الكلام مع قدم نوعه لا يعني أن الله تكلم بعد إذ لم يكن متكلم!
أنا لم أقل (ان الله لم يكن متكلما ثم صار يتكلم) أنها عقيدة الأشاعرة!!
إنما ذكرت أنه إذا كان السلف يقولون قديم النوع هو الكلام النفسي ثم يقولون بالكلام اللفظي
فهذا يعني أنهم يقولون أن الله لم يكن متكلما ثم صار يتكلم، هذا هو ما قلته وهذا ما يدل على كذب النقل عنهم بهذا البهتان المبين
وأرجو أخي الكريم أن تراجع كلام شيخ الإسلام وابن القيم في هذه المسألة
فكلامك يُنبأ عن جهل كبير فيها وعدم معرفة لا بعقيدة أهل السنة ولا بعقيدة الأشاعرة
وهذه نصيحة مني أرجو أن تتقبلها بصدر رحب وروح كما يقولون رياضية
فإن (حدوث ألفاظ الكلام مع قدم نوعه) بالمعنى الذي فسره بأنه الكلام النفسي هو عين
(ان الله تكلم بعد إذ لم يكن متكلم)
من أثبت الكلام النفسي لا يلزم منه أنه ينكر الكلام الحقيقي لله رب العالمين الذي هو بحرف وصوت فليس فيما نقله الأخ أبو إبراهيم الحربي عن الشيخ محمد الحسن ما يدلّ على ذلك،.
الكلام المنقول هو عن الخلفيين أي الأشاعرة في الغالب فلا معنى لقولك (لا يلزم منه ... )
لأن الأشاعرة يثبتون الكلام النفسي وينكرون الكلام الحقيقي الذي هو بحرف وصوت،
فملاحظتك لا معنى لها وفقك الله، النقد هو ليس عاما لكل من أثبت الكلام النفسي إنما لمن أثبته ونفى الكلام الحقيقي
أما أهل السنة فيثبتون الكلامين كليهما هذا أمر مفروغ منه
وفق الله الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/453)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:01 ص]ـ
رويدك يابن محيبيس واحبس نفسك قليلا ولا تتعجلنّ علينا
قال أبو إبراهيم الحربي; قال الشيخ الددو كلاماً معناه أن السلفيين والخلفيين متفقون على إثبات الكلام النفسي
وأن عبارة {قديم النوع} لا معنى لها إلا الكلام النفسي
وأن الخلاف منحصر في الكلام اللفظي
أرجو من المشايخ الكرام إبداء رأيهم حول هذا الكلام
هل تجرأ أن تثبت من هذا الكلام ـ لو كان منطوقا ـ أن الشيخ الددو يثبت الكلام النفسي فقط لله عز وجل فضلا أن الكلام نقله الأخ أبو إبراهيم الحربي بالمعنى
وإذا قال قائل الأشاعرة يثبتون الكلام النفسي، وأهل السنة وأتباع السلف يثبتون الكلام النفسي والكلام الذي يكون بحرف وصوت مسموع، أليس معنى هذا أننا متفقون وإياهم على إثبات الكلام النفسي؟؟؟!!!
وأنا قلت ولا زلت أكرر أن الذي يثبت الكلام النفسي لله عزّ وجل لا يلزم منه إنكاره للكلام الحقيقي الذي بحرف وصوت وأنا أقصد مطلق العبارة، ثم هب أن عالما من علماء الشافعية المنتسبين لمذهب الأشاعرة في الأصول قال بإثبات الكلام النفسي ولم نجد له عبارة تثبت و لاتنكر الكلام الحقيقي هل تجرأ أن تتحمل المسؤولية أمام الله وتقول يارب فلان ينكر كلامك الحقيقي الذي بحرف وصوت، لك الظاهر ومنطوق الكلام وكِل ما وراء ذلك إلى عالمه ولست مكلفا ولا مسؤولا عنه يوم الحساب، ولازم قول الرجل ليس بلازم إلا إذا التزمه، فالنجاة النجاة فلحوم العلماء مسمومة
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
وإذا قال قائل الأشاعرة يثبتون الكلام النفسي، وأهل السنة وأتباع السلف يثبتون الكلام النفسي والكلام الذي يكون بحرف وصوت مسموع، أليس معنى هذا أننا متفقون وإياهم على إثبات الكلام النفسي؟؟؟!!!
وهل أنكرتُ هذا الإتفاق؟!! إنما ما الفائدة منه!!!
إذا كان الأشاعرة ينكرون أن الله يتكلم بحرف وصوت مسموع فما فائدة إتفاقهم مع السلف في الكلام النفسي؟!!
وراجع مشاركتاتي بارك الله فيك، فتفسير (قديم النوع) بالكلام النفسي كما نُقل عن الددو ليس من عقيدة السلف في شيء، فتفسيره لقديم النوع بالكلام النفسي ونسبته ذلك للسلف كذب عليهم من أقبح الكذب
قديم النوع عند السلف يعني أن الله لم يزل منذ الأزل يتكلم بكلام حقيقي بحرف وصوت مسموع
هذا تعريفه عند السلف وليس كما زعم أنه عندهم الكلام النفسي كما عند الأشاعرة
وفق الله الجميع
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:27 م]ـ
وأرجو أخي الكريم أن تراجع كلام شيخ الإسلام وابن القيم في هذه المسألة
فكلامك يُنبأ عن جهل كبير فيها وعدم معرفة لا بعقيدة أهل السنة ولا بعقيدة الأشاعرة
وأنا أرجوا أخي الكريم أن تتقي الله في نفسك!
فإنك ما رميتني بالجهل إلا بعد أن بان كذبك على الشيخ وخطأك في قولك عنه: (يقصد أن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت) وزدت الطين بلة حينما قلت (مبتدع)!
وكل ذلك من عجلتك وجرأتك!
فلا عيب أن تعود عن الخطأ وتترك أسلوب التجهيل والتهويل جانباً ..
أما النقطة التي أجلبت عليها بخيلك ورجلك، وقلت عنها: (كذب من أقبح الكذب) و (بهتان) ونحو ذلك، فهي لا تستحق كل هذا، وإنما هي خطأ من الشيخ غفر الله له!
غاية ما في الأمر: أنه فهم أن قول السلف بالكلام القديم الذي هو بمعنى القدرة عليه منذ الأزل يوافق إثبات الأشاعرة لكلام قديم يقوم بالنفس ..
وإن زاد السلف بإثبات حرف وصوت يتميز بهما وقت عن وقت.
فالكلام الأزلي نقطة اتفاق، وإن أخطأ الشيخ في رسم هذا الاتفاق فالأمر لا يستدعي كل هذا التهجم والتبديع!
هذا على فرض أنّ الشيخ يفهم الكلام النفسي كما يفهمه الأشاعرة ..
ومن يعرف للشيخ تفسيراً للكلام النفسي فليتفضل به علينا، فقد قرأت له كلاماً مخالفاً ونسيته.
ـ[*خالد العصيمي*]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:42 م]ـ
انصح الجميع بقراءة ما في هذا الملف الذي بالمرفقات لمعرفة حال هذا الرجل وان يترك الإنسان التعصب الممقوت فالرجال يعرفون بالحق، و لا يعرف الحق بالرجال
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:03 م]ـ
الأخ خالد، الشيخ الددو ليس معصوماً، ولن نوافقه على خطأه، ولكن -أيضاً - لن نرضى طريقتكم في التعصب ضده، التي لو سلكناها لما سلم لنا إمام من الأئمة إلا ونصمه بالبدعة!
ويحق لمثلي أن يسأل: أين الأخلاق يا مسلمين -ولن أقول يا طلبة علم -؟
لماذا لا تنام لكم عين إلا إذا وصفتم المخطئ (بالكذب والجهل المركب والبهتان) ونحو ذي الألفاظ التي يزخر بها قاموسكم من دون تفريق بين مخطئ مجتهد وبين منافق أو جاهل؟!
أما الملف الذي وضعته، فخلفيته السوداء تناسب الظلام الخُلقي الذي كُتب فيه.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:04 ص]ـ
غاية ما في الأمر: أنه فهم أن قول السلف بالكلام القديم الذي هو بمعنى القدرة عليه منذ الأزل
من قال أن السلف يفسرون الكلام القديم بمعنى القدرة عليه منذ الأزل؟!!!
القدرة على الشيء لا يلزم منها فعله
قد يقدر الإنسان على أن يتكلم بكلام لكنه يشاء أن لا يتكلم
لا تكذب على السلف وعقيدتهم المباركة
الكلام القديم عند السلف الصالح هو أن الله لا يزال يتكلم وليس كما تنقله
فلا يلزم على تعريفك الكلام بالقدرة عليه أن يكون الله قد تكلم
فالسلف في واد وأنت في واد آخر
الله جل جلاله لم يزل متكلما منذ الأزل بكلام بحرف وصوت وليس قادرا على الكلام فقط
فالقدرة على الكلام لا يلزم منها التكلم
لماذا لا تتعلم عقيدتك من كتب شيخ الإسلام وابن القيم؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/454)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:22 ص]ـ
أصبت أخي الفاضل ابن محيبيس معنى قول السلف كلام الله قديم النوع حادث الآحاد أن الله لم يزل متكلما في الأزل بالقوة وبالفعل، وآحاد كلامه تابع لمشيئته وإرادته، وليس معنى ذلك أن له القدرة على الكلام بل معناه أنه لم يزل متكلما حقيقة، فكلم آدم وكلم إبليس وكلم جبريل عليه السلام في أزمنة متباينة، وكلّم محمّدا صلى الله عليه وسلّم عندما عرج به إلى سدرة المنتهى، وهذا لا يلزم أن يتعلمه الإنسان من كتب شيخ الإسلام أو ابن القيم وهما إماما هدى ومصابيح الدجى، فكلام الله فيه البيان الكافي والعلاج الشافي وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أيضا، ولو لم يخلق الله ابن تيمية ولا ابن القيم لبقي دين الله محفوظا لا يضره زيغ الزائغين ولا تحريف المبطلين ولا انتحال الجاهلين
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:41 ص]ـ
انصح الجميع بقراءة ما في هذا الملف الذي بالمرفقات لمعرفة حال هذا الرجل وان يترك الإنسان التعصب الممقوت فالرجال يعرفون بالحق، و لا يعرف الحق بالرجال
وجزاكم الله خيرا
جزاك الله ألف خير وخير
الحمد لله الذي ما خيّب ظني فيه
بارك الله فيك(54/455)
التنبيه إلى خطأ وقع فيه الدكتور الجيزاني في عرضه مذهب أهل السنة في التحسين والتقبيح
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد.
فإن كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة للدكتور محمد حسين الجيزاني من الكتب التي حاول مؤلفها تخليص أصول الفقه من بدع المتكلمين من الأشعرية والمعتزلة الذي عكفوا على هذا العلم تأليفا وشرحاً وتأصيلاً وتفريعاً على مدى قرون متطاولة، فكان جهده جهداً مشكوراً والله يجزيه خير الجزاء.
وقد اعتمدت عليه في معرفة مذهب أهل السنة في المسائل الخلافية، ومن أشهر هذه المسائل واهمها مسألة التحسين والتقبيح العقليين.
نظرت في كلام الشيخ مراراً، وأعجبني عرضه للمسألة، إذ ذكر تحرير محل النزاع كما يذكره الأشعرية، ثم الأقوال، ثم أصول أهل السنة -وهو أحسن ما ذكره -ثم ذكر تفضيل مذهب أهل السنة، ثم المحاذير التي وقع فيها كل من طرفي النزاع في المسألة.
ورغم أنه تميز لدي بعض الفروق بين مذهب أهل السنة - كما حرره الشيخ - ومذهب الأشاعرة، إلا أن قول الشيخ ص332 من الطبعة السابعة: " إذ الكل متفق على إثبات أن الشرع يحسن ويقبح، ويوجب ويحرم، وأن الثواب والعقاب والمدح والذم لا يعرف بالعقل، وإنما يعرف ذلك بالشرع وحده "، أورث لدي إشكالاً عظيماً، إذ ما دام هذا موضع اتفاق فأين الخلاف؟!
بيان هذا:
أن الشيخ نقل تحرير النزاع كما يذكره الأشعرية في كتبهم، فقال ص326: " يطلق الحسن والقبح بثلاثة اعتبارات (1):
الاعتبار الأول: بمعنى ملاءمة الطبع ومنافرته، فما لاءم الطبع فهو حسن؛ كإنقاذ الغريق، وما نافر الطبع فهو قبيح؛ كاتهام البريء.
الاعتبار الثاني: بمعنى الكمال والنقص، فالحسن: ما أشعر بالكمال؛ كصفة العلم، والقبيح: ما أشعر بالنقص؛ كصفة الجهل.
والحسن والقبح بهذين الاعتبارين: لا خلاف أنهما عقليان، بمعنى أن العقل يستقل بإدراكهما من غير توقف على الشرع.
والاعتبار الثالث: بمعنى المدح والثواب، والذم والعقاب.
والحسن والقبح بهذا الاعتبار: محل نزاع بين الطوائف ".
وما دمنا متفقين مع الأشعرية في محل النزاع فماذا بقي من خلاف؟
هذا الإشكال طرحته سابقاً هنا ولم أجد جواباً شافياً: ما هو محل غلط الأشاعرة في التحسين والتقبيح؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=985743)
والآن، وبعد أن من الله بفهم المسألة وأصولها وما ينبني عليها، أنبه إلى هذا الخطأ الذي وقع فيه الشيخ واغتررتُ به، حتى لا يغتر به غيري وتفهم المسألة على وجهها.
فأقول: قول الشيخ في النقطة (د) في تفصيل مذهب أهل السنة ص330: " أن ما عُرف حسنُه وقبحُه بطريق العقل والفطرة لا يترتب عليه مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب ما لم تأتِ به الرسل؛ لأن الدليل الشرعي إنما أثبت المدح والذم والثواب والعقاب على من قامت عليهم الحجة بالرسل والكتب، فالمدح والذم والثواب والعقاب إنما يترتب على ما عُرف حسنه وقبحه بطريق الشرع فقط ".
ونظمه الشيخ محمد علي آدم في التحفة المرضية ص139 بقوله:
وأن ما عرف حسنه كذا = قبحه بالقعل ما له احتذى
مدح ولا ذم ولا ثواب = إلا إذا جاء به الخطاب
أقول: وقع الشيخ في هذا الموضع في خطأ عظيم، وخلل جسيم، وهو أنه جعل المدح والذم ملازمينَ للثواب والعقاب وأن كلاهما منفي قبل ورود الشرع.
والحق هو التفريق بين المدح والذم والثواب والعقاب فنثبت الأولين بالعقل وننفي الآخرين.
بيان هذا: أن الفعل له صفة نشأت عن ذاته اقتضت المدح والذم، وهذا المدح والذم يدرك بالعقل، ولا معنى للحسن والقبح العقليين إلا هذا، فمن لم يقل بهذا وافق الأشعرية في المسألة وإن ادعى مخالفتهم.
والدليل على هذا قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {إنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إفْكًا}. فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ يَخْلُقُونَ إفْكًا قَبْلَ النَّهْيِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْخَلِيلِ لِقَوْمِهِ أَيْضًا: {مَاذَا تَعْبُدُونَ} {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} - إلَى قَوْلِهِ - {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/456)
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. فَهَذَا كُلُّهُ يُبَيِّنُ قُبْحَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ قَبْلَ النَّهْيِ وَقَبْلَ إنْكَارِهِ عَلَيْهِمْ وَلِهَذَا اسْتَفْهَمَ اسْتِفْهَامَ مُنْكِرٍ فَقَالَ: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} أَيْ وَخَلَقَ مَا تَنْحِتُونَ.
قال شيخ الإسلام (11/ 682): " فَلَوْلَا أَنَّ حُسْنَ التَّوْحِيدِ وَعِبَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَقُبْحَ الشِّرْكِ ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ لَمْ يُخَاطِبْهُمْ بِهَذَا إذْ كَانُوا لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئًا يُذَمُّونَ عَلَيْهِ بَلْ كَانَ فِعْلُهُمْ كَأَكْلِهِمْ وَشُرْبِهِمْ وَإِنَّمَا كَانَ قَبِيحًا بِالنَّهْيِ وَمَعْنَى قُبْحِهِ كَوْنُهُ مَنْهِيًّا عَنْهُ لَا لِمَعْنَى فِيهِ ".
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ قُبْحِ أَعْمَالِ الْكُفَّارِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ الرَّسُولُ. كَقَوْلِهِ لِمُوسَى: ? اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى، فَقُلْ هَلْ لَكَ إلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ?. وَقَالَ: ? إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ?. فَهَذَا خَبَرٌ عَنْ حَالِهِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ مُوسَى وَحِينَ كَانَ صَغِيرًا قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ بِرِسَالَةِ أَنَّهُ كَانَ طَاغِيًا مُفْسِدًا. وَقَالَ تَعَالَى: ? وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى، إذْ أَوْحَيْنَا إلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى، أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ?. وَهُوَ فِرْعَوْنُ فَهُوَ إذْ ذَاكَ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَلَمْ يَكُنْ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ بَعْدُ.
وَ أَيْضًا أَمَرَ اللَّهُ النَّاسَ أَنْ يَتُوبُوا وَيَسْتَغْفِرُوا مِمَّا فَعَلُوهُ، فَلَوْ كَانَ كَالْمُبَاحِ الْمُسْتَوِي الطَّرَفَيْنِ وَالْمَعْفُوِّ عَنْهُ وَكَفِعْلِ الصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ مَا أُمِرَ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ، فَعُلِمَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ السَّيِّئَاتِ الْقَبِيحَةِ، لَكِنْ اللَّهُ لَا يُعَاقِبُ إلَّا بَعْدَ إقَامَةِ الْحُجَّةِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {إنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} {قَالَ يَا قَوْمِ إنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ?. فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ ذُنُوبًا قَبْلَ إنْذَارِهِ إيَّاهُمْ. وَقَالَ عَنْ هُودٍ: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ
مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إنْ أَجْرِيَ إلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ} {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ ? فَأَخْبَرَ فِي أَوَّلِ خِطَابِهِ أَنَّهُمْ مُفْتَرُونَ. بِأَكْثَرَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ كَمَا قَالَ لَهُمْ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}. وَكَذَلِكَ قَالَ صَالِحٌ: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}. وَكَذَلِكَ قَالَ لُوطٌ لِقَوْمِهِ: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ فَاحِشَةٌ عِنْدَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَنْهَاهُمْ. بِخِلَافِ قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: مَا كَانَتْ فَاحِشَةً وَلَا قَبِيحَةً وَلَا سَيِّئَةً حَتَّى نَهَاهُمْ عَنْهَا؛ وَلِهَذَا قَالَ لَهُمْ: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}. وَهَذَا خِطَابٌ لِمَنْ يَعْرِفُونَ قُبْحَ مَا يَفْعَلُونَ وَلَكِنْ أَنْذَرَهُمْ بِالْعَذَابِ. وَكَذَلِكَ قَوْلُ شُعَيْبٍ: {أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/457)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:27 ص]ـ
أصبتَ وأحسنتَ ..
وأظهرُ من الموطن الذي نقلتَه عن الشيخ قول الشيخ: ((وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذا الأمر لاإشكال فيه، وكلام الشيخ صحيح مستقيم
وتوضيح ذلك أن الكلام هنا فيما يتعلق بالشرع فقط، فالثواب الشرعي والعقاب الشرعي والذم الشرعي والمدح الشرعي كل ذلك يعرف من طريق الشرع، ولايعرف بالعقل استقلالا.
فالثواب على صلة الرحم مثلا لايعرف بالعقل فلا يعرف ما مقدار ثوابه وماله عند الله يوم القيامة من أجر ولا إثم من قطع الرحم وعقابه إلا بالشرع، والعقاب على الزنا لايعرف بالعقل فلايعرف حكم من فعله في الدنيا كالرجم أو الجلد ولا مقدار عقوبته في الآخرة وكونه من الكبائر إلا بالشرع.
ولاتعرف عقوبة المشرك وكونه خالدا مخلدا في نار جهنم بالعقل، وإنما تعرف بالشرع.
والمدح لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية،فلو أن رجلا اعتزل الناس ولم يأكل ولم يشرب حتى هلك خشية منه أن يظلم الناس لم يمدح شرعا حتى لو مدح عقلا.
والذم لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية، فالزواج بالأخت مثلا لايذم إلا إذا ورد في الشرع ذما له.
فهذا القدر متفق عليه بين أهل السنة والأشاعرة، وهو ما قصده الشيخ الجيزاني حفظه الله.
فلا يظهر في كلام الشيخ أي إشكال.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
كلام فضيلة الشيخ الجيزاني وفضيلة الشيخ عبدالرحمن الفقيه حق وواضح
ويمكن تلخيص وإيضاح مذهب أهل السنة في هذه المسألة من خلال النقاط التالية:
1 - أن الحسن والقبح صفات ثابتة للأفعال، وهذا الثبوت قد يكون بطريق العقل، وقد يكون بطريق الفطرة، وقد يكون بطريق الشرع، فالشرع والعقل والفطرة تُحسن وتُقبح، فكل ما أمر به الشرع فهو حسن، وكل ما نهى عنه فهو قبيح. فثبت إذن أن الحسن والقبح قد يعرفان بالعقل، وقد يعرفان بالفطرة، وقد يعرفان بالشرع.
2 - أن ما أدركَ العقلُ أو الفطرة حسنه أو قبحه فحكمته معلومة لدينا ولا شك، أما ما عرف حسنه وقبحه بطريق الشرع فقد تغيب حكمته وعلته عن عقولنا القاصرة، ولكن الأمر الذي لا شك فيه أن جميع ما حسنه الشرع أو قبحه له علة وحكمة يعلمها الله – والواجب التسليم لشرع الله – فإن من صفاته العلم والحكمة، وهذا يقتضي أيضًا أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر بالظلم و لا ينهي عن العدل، لكمال حكمته سبحانه وتعالى.
3 - أن ما عُرف حسنُه وقبحُه بطريق العقل والفطرة لا يترتب عليه مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب ما لم تأتِ به الرسل؛ لأن الدليل الشرعي إنما أثبت المدح والذم والثواب والعقاب على من قامت عليهم الحجة بالرسل والكتب، فالمدح والذم والثواب والعقاب إنما يترتب على ما عُرف حسنه وقبحه بطريق الشرع فقط.
انظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/458)
مفتاح دار السعادة 2/ 7، 12، 43، 57، 59 وكذلك 2/ 355 وما بعدها، 44، 59
مجموع الفتاوى 8/ 90، 428، 431
الحكمة والتعليل في أفعال الله 89 – 91
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:57 ص]ـ
هذا الأمر لاإشكال فيه، وكلام الشيخ صحيح مستقيم
وتوضيح ذلك أن الكلام هنا فيما يتعلق بالشرع فقط، فالثواب الشرعي والعقاب الشرعي والذم الشرعي والمدح الشرعي كل ذلك يعرف من طريق الشرع، ولايعرف بالعقل استقلالا.
فالثواب على صلة الرحم مثلا لايعرف بالعقل فلا يعرف ما مقدار ثوابه وماله عند الله يوم القيامة من أجر ولا إثم من قطع الرحم وعقابه إلا بالشرع، والعقاب على الزنا لايعرف بالعقل فلايعرف حكم من فعله في الدنيا كالرجم أو الجلد ولا مقدار عقوبته في الآخرة وكونه من الكبائر إلا بالشرع.
ولاتعرف عقوبة المشرك وكونه خالدا مخلدا في نار جهنم بالعقل، وإنما تعرف بالشرع.
والمدح لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية،فلو أن رجلا اعتزل الناس ولم يأكل ولم يشرب حتى هلك خشية منه أن يظلم الناس لم يمدح شرعا حتى لو مدح عقلا.
والذم لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية، فالزواج بالأخت مثلا لايذم إلا إذا ورد في الشرع ذما له.
فهذا القدر متفق عليه بين أهل السنة والأشاعرة، وهو ما قصده الشيخ الجيزاني حفظه الله.
فلا يظهر في كلام الشيخ أي إشكال.
أخي هذا الكلام من كيسك، الشيخ لم يقيد المدح والذم بالشرعيين، فعلام تقيده؟ هذا أولا.
ثم ما هو مرادك بالمدح والذم الشرعيين؟ هل تريد بهما أن الله يمدح فاعل الحسن ويذم فاعل القبيح قبل بلوغ الدعوة؟ هذا المعنى ثابت بالعقل قبل قيام الحجة ويلوغ الدعوة.
ومن نفى هذا المعنى وافق الأشعرية وإن زعم خلافهم.
أما إن أردت ما يسلتزم الثواب والعقاب فهذا منفي عند أهل السنة، لكن النزاع في الملازمة، فلا تلازم بين المدح والذم والثواب والعقاب.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 05 - 09, 01:31 م]ـ
الطبعة التي أحلت عليها هي الطبعة السادسة (صفر 1428 هـ) وليس السابعة ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:33 م]ـ
أخي هذا الكلام من كيسك، الشيخ لم يقيد المدح والذم بالشرعيين، فعلام تقيده؟ هذا أولا.
ثم ما هو مرادك بالمدح والذم الشرعيين؟ هل تريد بهما أن الله يمدح فاعل الحسن ويذم فاعل القبيح قبل بلوغ الدعوة؟ هذا المعنى ثابت بالعقل قبل قيام الحجة ويلوغ الدعوة.
ومن نفى هذا المعنى وافق الأشعرية وإن زعم خلافهم.
أما إن أردت ما يسلتزم الثواب والعقاب فهذا منفي عند أهل السنة، لكن النزاع في الملازمة، فلا تلازم بين المدح والذم والثواب والعقاب.
السلام عليكم
المعذرة لم أنتبه لهذا الرد إلا الآن، والله يرعاكم ويحفظكم
ذكر الشيخ الجيزاني في كتابه التفصيل السابق ووضح خطأ الأشاعرة في مسألة التحسين
ثم ذكر هذا الكلام الذي كان موضع إشكال بالنسبة لك.
فكلامه في الموضع الآخر المشكل بالنسبة لك لايفهم مستقلا عن سابقه
إلا أن قول الشيخ ص332 من الطبعة السابعة: " إذ الكل متفق على إثبات أن الشرع يحسن ويقبح، ويوجب ويحرم، وأن الثواب والعقاب والمدح والذم لا يعرف بالعقل، وإنما يعرف ذلك بالشرع وحده "، أورث لدي إشكالاً عظيماً، إذ ما دام هذا موضع اتفاق فأين الخلاف؟!
فكتبك لك توضيحا لكلام الشيخ ونصه
هذا الأمر لاإشكال فيه، وكلام الشيخ صحيح مستقيم
وتوضيح ذلك أن الكلام هنا فيما يتعلق بالشرع فقط، فالثواب الشرعي والعقاب الشرعي والذم الشرعي والمدح الشرعي كل ذلك يعرف من طريق الشرع، ولايعرف بالعقل استقلالا.
فالثواب على صلة الرحم مثلا لايعرف بالعقل فلا يعرف ما مقدار ثوابه وماله عند الله يوم القيامة من أجر ولا إثم من قطع الرحم وعقابه إلا بالشرع، والعقاب على الزنا لايعرف بالعقل فلايعرف حكم من فعله في الدنيا كالرجم أو الجلد ولا مقدار عقوبته في الآخرة وكونه من الكبائر إلا بالشرع.
ولاتعرف عقوبة المشرك وكونه خالدا مخلدا في نار جهنم بالعقل، وإنما تعرف بالشرع.
والمدح لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية،فلو أن رجلا اعتزل الناس ولم يأكل ولم يشرب حتى هلك خشية منه أن يظلم الناس لم يمدح شرعا حتى لو مدح عقلا.
والذم لفعل من الأفعال المقصود به من ناحية شرعية، فالزواج بالأخت مثلا لايذم إلا إذا ورد في الشرع ذما له.
فهذا القدر متفق عليه بين أهل السنة والأشاعرة، وهو ما قصده الشيخ الجيزاني حفظه الله.
فلا يظهر في كلام الشيخ أي إشكال.
فالشيخ هنا يذكر محل الاتفاق بين أهل السنة والأشاعرة، وقد سبق له ذكر موضع الخلاف وبين خطأ الأشاعرة فيه، فلعلك تتأمل ذلك حفظك الله.
ثم جاء في ردك الأخير
أخي هذا الكلام من كيسك، الشيخ لم يقيد المدح والذم بالشرعيين، فعلام تقيده؟ هذا أولا.
ثم ما هو مرادك بالمدح والذم الشرعيين؟ هل تريد بهما أن الله يمدح فاعل الحسن ويذم فاعل القبيح قبل بلوغ الدعوة؟ هذا المعنى ثابت بالعقل قبل قيام الحجة ويلوغ الدعوة.
ومن نفى هذا المعنى وافق الأشعرية وإن زعم خلافهم.
أما إن أردت ما يسلتزم الثواب والعقاب فهذا منفي عند أهل السنة، لكن النزاع في الملازمة، فلا تلازم بين المدح والذم والثواب والعقاب.
فالتقييد ليس بالشرع فقط بل في موضع بالشرع وموضع آخر بالعقل على حسب تفصيل الشيخ حفظه الله.
وأما معنى الشرع في كلامي السابق فهو بعد وروده
فالأشعري والسني لايعرفان حد الزاني إلا بالشرع ولايعرفان ذلك بالعقل، وهذا أمر متفق عليه.
والأشعري والسني لايعرفان ثواب من حج فلم يرفث ولم يفسق إلا بالشرع ولايعرفان ذلك بالعقل، فالمقصود أن معرفة تحديد الثواب لايكون إلا بالشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/459)
ـ[صخر]ــــــــ[13 - 12 - 09, 04:24 م]ـ
لو طرح السؤال هنا
http://www.mmf-4.com/vb/t4120.html
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 04:45 م]ـ
الحمد لله وحده ..
كلام الأخ الفاضل عبد الحمن الفقيه = خطأ محض ..
وظاهر جداً لمن تتبع كلام الجيزاني أنه يجعل مطلق المدح والذم متوقفاً على الشرع .. وهذا هو عين الباطل الذي نبه عليه صاحب الموضوع ..
فالجيزاني يجعل جنس المدع والذم من جنس الذم والعقاب ولا يُثبت مدحاً وذماً بالعقل أصلاً بقطع النظر عن كونه مدح الشرع أو ذمه ..
وهذا خطأ منه في تصور جهة المدح والذم ومفهومهما ..
فلا ننتازع الأخ عبد الرحمن في أن المصنف يقصد المدح الشرعي ولكن جهة الباطل: أن المصنف لم يعقل سوى المدح الشرعي وبالتالي فبنفيه له= قد نفى مطلق المدح بالعقل وهذا هو موضع الباطل ..
وحل المسألة سهل: أن يُرشدنا الشيخ عبد الرحمن الفقيه لما يدل في كلام الجيزاني على إثبات مطلق مدح أو ذم بالعقل ..
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[13 - 12 - 09, 06:37 م]ـ
أحسنت أبا فهر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 10:58 ص]ـ
وإليك أحسن الله ..
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:52 م]ـ
كلام الشيخ الجيزاني حفظه الله خطأ بين غقرالله له
وهنا كلمة لابن القيم اضعتها منذ وقت طويل وهي في الحقيقة مربط الفرس كما يقال ولابد من التعمق في فهمها واظن ان الكثيرين لم يقفوا عتدها ويتاملوها
قال ابن القيم
والتحقيق في هذا أن سبب العقاب قائم قبل البعثة ولكن لا يلزم من وجود سبب العذاب حصوله لأن هذا السبب قد نصب الله تعالى له شرطا وهو بعثة الرسل وانتفاء التعذيب قبل البعثة هو لا نتفاء شرطه لا لعدم سببه ومقتضيه وهذا فصل الخطاب في هذا المقام وبه يزول كل إشكال في المسئلة وينقشع غيمها ويسفر صبحها والله الموفق للصواب ا. ه
والله اعلم(54/460)
ماحكم ياء النداء في قول: يا رسول الله كم تألمت من أجلنا .. مثلا
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني أرجو الإفادة ..
ماحكم ياء النداء في قول القائل:
يا رسول الله كم تألمت من أجلنا .. مثلا
أو يا رسول الله هل كان يرضيك حالنا ..
أو يا عمر ماذا كنت فاعلا لو كنت في زماننا ..
هذه أمثلة
أفيدوني بارك الله فيكم في أسرع وقت ..
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:36 م]ـ
الذي يظهر أخي أبا الحارث أن الحكم يختلف باختلاف قصد المتكلم، فقد يكون قصده الاستغاثة والطلب، وقد يكون القصد الأمر والنهي كما في مقولة عمر رضي الله عنه ((يا سارية الجبل))، وقد يكون القصد استحضار الحال وإثارة نفوس السامعين، كما في مقولة ((يا دنيا غري غيري)) فيكون النداء على غير بابه من باب المجاز كما في الأمثلة التي ذكرت.
فإن كان القصد الاستغاثة وهي محل النقاش ينظر هل المستغاث به مما يقدر على ما اُستغيث به لأجله، فإن كان كذلك كاستغاثة الأعمى بأي شخص أو الغريق بمن ينقذه كان مباحا، وإن كان مما لا يقدر عليه كالشفاء من المرض أو هبة الولد كان شركا.
والذي يظهر من الأمثلة التي سقتها ليست من باب الطلب والاستغاثة، ولكن من باب استحضار الحالة وتصوير الموقف وإعطاء صورة تمثيلية لما يريد أن يقرره المتكلم في نفوس سامعيه، بدليل أن كل من كان حاضرا يسمع الخطاب لا يفهم أن المتكلم يستغيث بمن ذكر أو يطلبهم، وهذا أسلوب من أساليب العربية معروف تجد له نظائر كثيرة في لغة العرب والله أعلم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
مما له علاقة بالموضوع:
قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن - رحمهما الله - في " مصباح الظلام "، (ص 323 - 325):
قال المعترض: (فشرف الدين يخاطبه صلى الله عليه وسلم كما خاطبه حسَّان بن ثابت رضي الله عنه بكاف الخطاب بعد موته؟ وكما خاطبه صدِّيق هذه الأمة أبو بكر رضي الله عنه بعد موته .. إلخ)
والجواب أن يقال: (هذا الخطاب الذي خاطبه البوصيري في بردته خطاب سائل، داع، لائذٍ، مضطرٍّ، محتاج بما لا يقدر عليه إلاَّ اللّه تعالى، وخطاب حسَّان خطاب متوجد متمنٍ أن يقي وجهه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التراب، وهذا من باب الوجد والأسف على فراقه، وذلك من باب الدعاء والطلب منه، فأين هذا من هذا؟
هل قال حسان: أعطني وأنا عائذ، أو لائذٍ بك في الحوادث والملمَّات؟ وقد جاء في السلام عليه والتشهُّد في الصلاة ما يفيد الفرق بين خطاب الْمُسَلِّم وخطاب الداعي الراجي، بل جاء في خطاب الموتى بالسلام ما يستبين به الفرق عند أولي الألباب والأفهام، وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: {السلام عليكم دار قوم مؤمنين} عند زيارتهم، ولو خاطبهم بغير ذلك من المطالب والدعاء، وقال: "جئتكم مستجيراً، عائذاً بكم، مستغيثا لائذاً بحماكم، طالباً لبركم ونعماكم، وما لي عند الحوادث والمهمات سواكم " لكان ذلك من الشرك الأكبر؛ الذي اتفقت الرسل ونزلت الكتب بتحريمه وتكفير فاعله، أفيقال: هذا خطاب وما قبله خطاب، ويسوى بينهما للاشتراك في الخطاب؟! هذا لا يقوله إلاَّ أضل الخلق وأجهلهم وقد جبل اللّه الخلق على الفرق بين دعاء الميت والدعاء له، واتفقت الفِطَر والشرائع على الفرق بين ذلك؛ وأكثر الناس اجتالتهم الشياطين، وأحدثوا من الدين ما لم يأذن به اللّه، وحللوا وحرموا بمجرَّد أهوائهم وآرائهم الضالة).
ـ[أبو الحارث الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
أخي أبا وائل غندر:
جزاك الله خيرا فقد أفتني ووفيت بما كتبت ... بارك الله فيك ..
أخي سليمان الخراشي:
جزاك الله خيرا على الإفادة .. كلام كنت أبحث عن مثله .. بارك الله فيك ونفع بك ..(54/461)
هل هذا شك من السبكي في كون الأشاعرة أهل السنة؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:05 م]ـ
السلام عليكم
قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (6/ 144) عند تعليقه على قصيدة الكرجي:
(وأطال في الأشاعرة ولا يخفى أن الأشاعرة إنما هم نفس أهل السنة أو هم أقرب الناس إلى أهل السنة.)
هل هذا شك منه في كون الأشاعرة أهل السنة؟
انظروا الصورة المرفقة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:21 م]ـ
المعذرة لم انتبه لطريقة طرحي للسؤال
وضعي لكلمة "هم" خطأ لم انتبه له
سأقوم بتعديله إذا لم ينتهي وقت التعديل بعد
إن شاء الله
أعلم أن السبكي أشعري جلد متعصب
لهذا استغربت من قوله وأردت السؤال عنه
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قول السبكي المتقدم ليس شكا منه.
والمعروف أنه من أشد الناس تعصبا في زمانه على أهل السنة، وعداوته لهم ولشيخ الإسلام ابن تيمية معروفة.
حتى إنه - بسبب فرط تعصبه - حكم بعد قبول كلام شيخه الإمام الذهبي في الناس، وأنه لا يعتمد عليه بسبب ميله للحنابلة وإطالته الثناء عليهم وإجتزائه في تراجمه للأشاعرة وعدم الإطالة بمدحهم.
ونقل السخاوي كلامه ذلك مؤيدا له في كتابه " الإعلان بالتوبيخ ".
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:49 م]ـ
عفوا
أنا أعلم عن شدة تعصب السبكي لعقيدته الأشعرية
وعداوته لأهل السنة وبغضه لهم ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وسؤالي ليس عن عقيدته
سؤالي عن معنى قوله (أو هم أقرب الناس إلى أهل السنة)
ماذا يقصد بقوله هذا؟
أريد توضيحا لمقصوده من هذه الكلمة
لأن ظاهر كلامه أنه - وإن كان أشعري العقيدة- يشك في كون الأشاعرة نفسهم أهل السنة، أو شك في أن بعض اعتقاداته (اعتقادات الأشاعرة) موافقة لاعتقاد أهل السنة، مع اعتقاده أن أغلبها موافقة لاعتقاد أهل السنة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:54 م]ـ
سؤالكِ وجيه
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[24 - 04 - 09, 07:08 ص]ـ
أفهم من كلام السبكي أنه يراهم أهل السنة أنفسهم وعندما خشي أن يُفهم منه حصر السنية بهم عبر بعبارته الأخرى لا ترددا
وكان عليه أن يقطع بأنهم ليسوا من أهل السنة لو علم حقيقة مفارقتهم لما كان عليه سلف الأمة فهم والله أعني من كانوا على أصول الأشعرية القائمة اليوم التي هي امتداد لعقيدة ابن فورك والقشيري والجويني والرازي والآمدي والإيجي فهم والله على خطا المعتزلة لكنهم يتسترون
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 05:45 م]ـ
كأني به يشك!؟
ـ[خالد بن مشافي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 12:51 ص]ـ
قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ج4/ص235
(وأنا لا أعتقد أن الشيخ أراد إبطال مذهب الإمام أحمد وليس الشيخ ممن ينكر مقدار هذا الإمام الجليل المجمع على علو محله من العلم والدين ولا مقدار الأئمة من أصحابه أهل السنة والورع وإنما أنكر على قوم عزوا أنفسهم إليه وهو منهم بريء , وأطالوا ألسنتهم في سب الشيخ أبي الحسن الأشعري وهو كبير أهل السنة بعده وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وكرر غير ما مرة أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[25 - 04 - 09, 02:14 ص]ـ
أولا آمل التؤدة وعدم العجلة
والسبكي لاشك أنه من الأشاعرة وقوله هذا لا يعني أنه يرى إخراج الأشاعرة من أهل السنة حسب دينه واعتقاده بتعبيره بالقرب والقرب يفيد المباينة
ولكن مراده ومراد غيره ما علم أنهم مجمعون على أن عقيدة أهل السنة هي (التفويض)
ثم بعد ذلك رأوا أن القرب من منهج أهل السنة حسب زعمهم هو (التأويل)
وهو مذهب المتأخرين ومذهب السبكي
وهم بعد ذلك:
(1) منهم من يرى أن التأويل قريب من مذهب أهل السنة ولم يصرحوا بانه منه لأنهم لم يجدوا هذا مطردا عند السلف وظنوا أن مذهبهم هو التفويض
(2) ومنهم من يرى أن التأويل مسلك للسلف أيضاً
وعلى العموم هو يريد بقربهم لأهل السنة القائلين بالتفويض لأن كل المؤولة لا ينكرون على المفوضة بعكس المفوضة فقد ينكرون على المؤولة ومن أهل التأويل من رجع إلى التفويض
والسلام(54/462)
التكفير و التفسيق و التبديع
ـ[أبو عمر القازانلي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:06 م]ـ
سلام الله عليكم إخواني!
من يعرف صحة هذا الكلام أن التكفير و التفسيق و التبديع بابها واحد. أي أن عليها يطبق نفس الشروط و نفس الموانع و أن لا بد أن تصدر من أهل العلم لا غير.
إن كان كل ذلك صحيحا هل ينطبق كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم: أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما على من قال لأخيه يا فاسق أو يا بدعي، حزبي
أفيدوني سلمكم الله
ـ[أبو عمر القازانلي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:23 م]ـ
و حبذا لو أوردتم كلام العلماء(54/463)
أريدُ شرحاً مبسطاً، للإيمانِ بالقدر على مذهبِ أهل السنة؟
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أريدُ شرحاً مبسطاً، للإيمانِ بالقدر على مذهبِ أهل السنة؟
و جزاكم الله خيراً ..
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:49 م]ـ
شرح كتاب التائية القدرية للشيخ السعدي.
ـ[ابوحفص الأثرى]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:09 م]ـ
عليك بكتاب القضاء والقدر من سلسلة العقيدة فى ضوء الكتاب والسنة للدكتور عمر سليمان عبد الله الأشقر(54/464)
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:26 م]ـ
تدرج التعطيل من الفلاسفة إلى المتكلمين
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
مما لا شك فيه تأثر المتكلمين بالفلاسفة؛ وتأثر الفلاسفة المسلمين بفلاسفة اليونان وهذه بعض النقولات عن فلاسفة المسلمين نقارن بينها وبين بعض آراء المتكلمين ونثبت كيف انبثقت كثير من آراء المتكلمين من الفلاسفة.
أقوال الفلاسفة المسلمين في الرب سبحانه وتعالى
قال أبو يوسف يعقوب بن اسحق الكندي: إن الله تبارك وتعالى أزلي واحد بإطلاق لا يسمح بأية كثرة، ولا تركيب، ولا ينعت ولا يتصف بأية مقولة، ولا يتحرك، وهو وحدة محضة، وعنه تصدر كل وحدة وكل ماهية، وهو الخالق والمبدأ لكل حركة.
وقال أبو نصر محمَّد بن محمَّد طرخان الفارابي: إن الله تبارك وتعالى هو واجب الوجود، وهو قائم بذاته منذ الأزل لا يعتريه تغير من حال إلى حال، وهو عقل محض، وخير محض، ومعقول محض، وعاقل محض، وهو العلة الأولى لسائر الموجودات، وتعينه هو تعين ذاته، وهو إذا وصف بصفات فإنها لا تدل على المعاني التي جرت العادة أنها تدل عليها، وهي صفات مجازية لا يدرك كنهها إلا بالتمثيل.
وقال ابن سينا: إن الله تبارك وتعالى واجب الوجود، ووجوده عين ماهيته، وهو واحد لا كثرة في ذاته بوجه، ولا تصدر عنه الكثرة، وهو عقل محض لا جنس له، ولا ماهية له، ولا كيفية ولا كمية، ولا أين له، ولا متى، ولا ندَّ له، ولا شريك، ولا ضد له، ولا حد له، ولا برهان عليه، وهو يستحيل عليه التغير، وهو مبدأ كل شيء، وليس هو شيئاً من الأشياء بعده، وهو لا يتحرك وإنما يحرك غيره على طريقة تحريك المعشوق لعاشقه.
وهو يرى أن الله لا يوصف إلا بالسلب أو الإضافة أو مركب منهما.
عن كتاب أقوال الفلاسفة في توحيد الربوبية للدكتور سعود الخلف
أهم مسائل هذه الأقوال
1 - قول الكندي: أزلي واحد بإطلاق لا يسمح بأية كثرة.
فقوله" بإطلاق" يحتمل أن الله فقط موجود في الأذهان لا حقيقة له في خارج الذهن وقوله:"لا يسمح بأي كثرة" تأكيد ما يعتقده بعض الفلاسفة أن الله لا وجود لها في الخارج فلا يتصف بصفة ولا نعت؛ ومن مثل هذا القول دخل على المعتزلة القول بأن إثبات الصفات يستلزم الكثرة أو تعدد القدماء فلنفي الكثرة نفوا صفات ونعوت الرب سبحانه.
2 - ومما يأكد ذلك قوله بعد ذلك " ولا ينعت ولا يتصف بأية مقولة" فالله غير متصف بصفة من الصفات أو النعوت فهو وجود مطلق؛ غير متحقق إلا في الأذهان ولذلك قال بعد ذلك " وهو وحدة محضة".
3 - وقوله: "ولا تركيب" من مثل هذا القول دخلت شبهة نفي الصفات الخبرية لله تعالى؛ لأن في نظرهم إثباتها يستلزم الجسمية والتركيب وهذه من صفات الأجسام فما يفهم منه التركيب ينفى عن الله سبحانه فنفى الأشاعرة لأجل شبهة التركيب الصفات الخبرية ونفى المعتزلة صفات ونعوت الرب ونفى لأجلها الجهمية الأسماء والصفات.
4 - وقوله: " ولا يتحرك" نفي للصفات الفعلية لله سبحانه وتعالى؛ وبذلك قالت الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من الفرق الكلامية لاستلزام إثبات الحركة والفعل الحدوث وذلك من صفات الممكنات.
5 - وقول الفارابي " لا يعتريه تغير من حال إلى حال" كذلك نفي لقيام الصفات الاختيارية بالله سبحانه وتعالى لأنه يلزم من قيامها به التغير والتحول من حال إلى حال.
6 - وقوله " وهو عقل محض، وخير محض، ومعقول محض، وعاقل محض" وهم يريدون بذلك نفي الكثرة عن الله ونفي الإثنينية عنه سبحانه وأنه ذات مجردة؛ وهذا يستلزم نفي الصفات عنه سبحانه وقولهم هو عاقل ومعقول يشبه قول الأشاعرة الفعل هو المفعول؛ ومؤداه نفي الصفات الفعلية عن الله.
7 - وقوله: وهو إذا وصف بصفات فإنها لا تدل على المعاني التي جرت العادة أنها تدل عليها" وهو يشبه قول بعض المتكلمين في القول بالتفويض؛ وعدم معرفة المعاني التي خاطبنا الله بها وهذا هو مذهب التجهيل؛ وكذلك يشبه قول المعتزلة في إثبات الأسماء دون الصفات سميع بلا سمع بصير بلا بصر.
8 - وقد أكد هذا بقوله: "وهي صفات مجازية " أي لا حقيقة لها ولا صدق لها وهذا هو الذي آلى إليه مذهب أهل التعطيل.
9 - وقول ابن سينا " ووجوده عين ماهيته" يحتمل الوجود الذهني فقط فلا مصداق ولا حقيقة لهذا الوجود لأن الماهية تعلقها بالذهن والوجود تعلقه بالخارج؛ والذهن يفرض المستحيل والعدم؛ وهذا قريب من قول بعض المتكلمين في تشبيهه بالمعدوم لا فوق ولا يرى في جهة .. إلخ.
10 - وقوله: وهو واحد لا كثرة في ذاته بوجه، ولا تصدر عنه الكثرة" وهو هو قول فلاسفة اليونان الواحد لا يصدر عنه إلا واحد؛ وترتب على ذلك نفي صفات الله سبحانه وتعالى لأن إثباتها يستلزم الكثرة كما تقدم.
11 - وقوله: "ولا ماهية له، ولا كيفية" وهذا هو مآل أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم من الفرق الكلامية.
12 - وقوله: ولا أين له " نفي لصفة العلو لله تعالى.
وكذلك وقوله: ولا حد له، ولا برهان عليه، وهو يستحيل عليه التغير.
نفي لعلوه سبحانه وإثبات الكيفية له سبحانه والذي مآلها نفي لحقيقته ووجوده؛ ونفي الاستحالة المراد بها نفي الصفات الاختيارية والفعلية له سبحانه وأكد ذلك بقوله "لا يتحرك".
يتلخص من ذلك
1 - بيان فضل طريقة السلف الصالح أهل السنة والجماعة الذين يسلكون في طريقة بحثهم الكتاب والسنة؛ وبيان ضلال طريقة الفلاسفة التي مردها إلى زنادقة اليونان التي لا يخلوا كلامهم من تعقيد وتشويش.
2 - بيان مدى تأثر المتكلمين بأسلافهم من الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام ومدى تأثر أولئك بضلال اليونان.
والحمد لله رب العالمين.(54/465)
معنى قول المعتزلة: الصفة لا تقوم بمحل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:18 م]ـ
معنى قول المعتزلة: الصفة لا تقوم بمحل
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
من عجائب المتكلمين قول أهل الاعتزال أن الصفة لا تقوم بمحل؛ وهذا القول كما بين العلماء لا يقبله العقل فالصفة لا تقوم إلا بذات أو موصوف أو محل ولا يتصور أن الصفة أو العرض على تسمية المتكلمين أن تقوم بنفسها بل لا بد لها من محل أو الأصح في العبارة أن تقوم في ذات أو موصوف ولذلك كان قولهم ذلك أضحوكة للعقلاء.
سبب قولهم بذلك
نظر المعتزلة إلى ذات الرب سبحانه مجردة عن كل وصف وقالوا بتغاير الصفات عن الذات والتزموا أن إثبات الصفات المتعددة للذات يستلزم منه تعدد القدماء أو الواجبات وهذا محال فأثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات ونفوا نعوت وصفات الرب سبحانه ولما علموا أن من مسلمات اللسان العربي أنه لا يمكن أن يقال عليم لمن لا علم له ولا قدير لمن لا قدرة له ولا سميع لمن لا سمع له .. فراموا الجمع بين ذلك وبين ماالتزموه فقالوا بقيام الصفة بلا محل؛ وأرادوا بذلك نفي قيام الصفات بالله سبحانه وتعالى؛ وهذا في الحقيقة مناف للمعقول فكيف يتصور أن يقوم العلم أو القدرة أو الكلام بغير موصوف أو ذات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهذا مما اتفقنا على بطلانه ومحال أن يكون خلقه لا في محل من جهة أن الكلام صفة والصفات لا بد لها من محل تقوم به ولو جاز أن يقال كلام الله لا في محل لجاز أن يقال إرادة وحركة وشهوة وفعل ولون لا في محل وهذا مما يعلم إحالته قطعا.
الفتاوى الكبرى (5|92)
وقال أيضا: كما أن كثيرا من أهل الكلام ألجأتهم أصول لهم فيها إلى أقوال يعلم فسادها بضرورة العقل مثل إرادة أو كلام لا في محل.
منهاج السنة (1|237)
قال شيخ الإسلام: فالمعتزلة القدرية: إما أن ينفوا إرادة الرب تعالى: وإما أن يقولوا بإرادة أحدثها في غير محل بلا إرادة كما يقوله البصريون منهم وهم أقرب إلى الحق من البغداديين منهم وهم في هذا كما قيل فيهم: طافوا على أبواب المذاهب وفازوا بأخس المطالب ـ فإنهم التزموا عرضا يحدث لا في محل وحادثا يتحدث بلا إرادة.
درء التعارض (1|192)
والله أعلم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:02 م]ـ
ليهنك العلم يا شيخ عبد الباسط، فالعلم الحقيقي هو تقريب المعضلات وتيسير المشكلات لتصبح واضحات بينات، ولقد فاز بقصب السبق في هذا الميدان الشيخ الإمام محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله؟
وفقك الله وزادك من فضله أخي عبد الباسط
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:31 م]ـ
الشيخ عبدالباسط يثري هذا القسم، وعجب من قلة المتابعة لمقالاته على أهميتها الكبيرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وجعلني الله كما تظنون وغفر لي ما لا تعلمون.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك اخي
كلام دقيق جدا ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:44 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[24 - 04 - 09, 06:52 ص]ـ
بفضل الله أنا أقدر قدر بحوث أخينا الغريب وأعتبرها من أهم البحوث لكني أقصر في تشجيعه لقلة دخولي لكن إ>ا دخلت أتتبعها جزاه الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 04 - 09, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 11:09 ص]ـ
الشيخ عبدالباسط يثري هذا القسم، وعجب من قلة المتابعة لمقالاته على أهميتها الكبيرة
صدقت أخي.
(الصفة لا تقوم إلا بذات أو موصوف أو محل ولا يتصور أن الصفة أو العرض على تسمية المتكلمين أن تقوم بنفسها ... ولذلك كان قولهم ذلك أضحوكة للعقلاء).
جزاك الله خيرا أيها الشيخ.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 12:42 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا ...
ـ[أحمد حسام الدين]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ونفع الله عزوجل بك الأمة الإسلامية
اللهم أمين
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 05:29 ص]ـ
الشيخ عبدالباسط يثري هذا القسم، وعجب من قلة المتابعة لمقالاته على أهميتها الكبيرة
هناك من يتابع مقالات الشيخ عبد الباسط جزاه الله خيرا فمقالاته مناسبة للمبتدئين ولا تكلف وقتا!!
وربما يكون خليفة العلامة ابن عثيمين رحمه الله من يدري.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 03:25 م]ـ
سوف نثري هذا البحث بطرح اسئلة واستشكالات حول هذا الموضوع لنستفد من اخينا عبد الباسط جزاه الله خيرا.
غالب هذه الاستشكالات من الفرق الضالة:
1 - هل يمكن ان تكون صفة بغير محل.
2 - هل الصفة اما زائد على الذات ام هي عين الذات فان كان احدهما فما الدليل وماذا يلزم. فان لم يكن الاول ولا الثاني فما هو (حسب القسمة العقلية).
وبارك الله في علمك.(54/466)
طلب: كتاب أعياني البحث عنه
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:02 م]ـ
من يدلني على هذا الكتاب الذي أعياني البحث عنه ولكن دون جدوى
كفاية السُّرسُور في العقيدة والفرق ومذاهب الدهور
وهي منظومة للشيخ الحربي والتي منها هذه الأبيات:
مَنْسُوْبَةٌ لِلصُّوْفِ لا لِلصُّفَّةِ ... وَلاَ الصَّفَاءِ فَالْقِيَاسُ غَيْرُ تِيْ
وَمِنْهُمُ النُّسَّاكُ والْعُبَّادُ ... كَالعَدَوِيَّةِ كَذَا الزُّهَّادُ
جُنَيْدُهُمْ وِبشْرُ وابْنُ أَدْهَمِ ... وَنَحْوُهُمْ مِمَّنْ إلى عِلْمٍ نُمِيْ
ثُمَّ ادَّعَى الْكَشَفَ فِئَامٌ وَادَّعَى ... مَعْرِفَةً طَائَفةٌ ذَاتُ ادِّعَا
وَكُلُّ والِهٍ بلَيْلَى يَذْكُر ... وَصْلاً وَلَيْلَى لاَ تَزَالُ تُنْكِرُ
وَوَحْدَةَ الْوُجُوْدِ بَعْضٌ اعْتَقَدْ ... قَالَ: الْوجُودُ كُلُّهُ اللهُ الأحَدْ
أَشَباهُ مُحْيِي الدِّينِ نَجْلِ عَرَبِيْ ** وَمِثْلُ نَجْلِ الفَارِضِ المُعَثْلَبِ
وَمِنْهُمُ أهْلُ اتِّحَادٍ وَحُلُولْ ... وَهَذِهِ عَقيْدةٌ ذَاتُ فُلُوْلْ
اُخْتُزِلَتْ مِنْ بِمَا مَاتُوْا عَلَيْهْ ... وَوَلَدُ الحَلاَّجِ فِيْهَا سَارَا
واللهُ أَعْلَمُ بِمَا مَاتُوْا عَلَيْهْ ** مِنْ بَعْدِ مَا سَارُوْا وَمَا صَارُوْا إِلَيْه
وَفِيْهِمُ طَرَائِقٌ تَفَرَّقَتْ ... فَلِلرِّفَاعِيْ فِئَةٌ قَدِ انْتَمَتْ
والأَحْمَدِيَّةُ انْتَهَتْ لِلْبَدَويْ ** فِي مِصْرَ، عَامَ (خَلَدٍ) 634مَاتَ الدَّوِي
هَذا، وَقَوْمٌ لِلدُّسُوْقِيْ إِبْرَهَمْ ... انْتَسَبُوْا، والشَّاذِلِيَّةُ الأُمَمْ
انْتَسَبُوا لِلشَّاذِلِيْ أَبِي الْحَسَنْ ** وانْتَشَرَتْ فِي مَغْرِبٍ وَفِي الْيَمَنْ
وَنَحْوُهَا الَّتِي لِنَقْشَبَنْدِ ... مَنْسُوبَةٌ، وَفَرَّخَتْ فِي الْهِنْدِ
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:13 م]ـ
أبشر بالذي يسرك أخي معاذ كنت أخذت نسخة من الشيخ نفسه، وسأبحث لك عن نسخة في معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى رأيتها عندهم، وإلا صورتها لك، ولكن كيف السبيل إلى إيصالها إليك(54/467)
التوحيد والوحدانية عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:49 م]ـ
التوحيد والوحدانية عند الأشاعرة
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
لعل أخطر القضايا التي أخطأ بها المتكلمون كالأشاعرة قضية تقرير الوحدانية لله سبحانه وتعالى والتي لا يتعدى هذا التقرير إثبات الربوبية لله سبحانه وتعالى؛ وفيه إغفال عظيم لتوحيد الألوهية والعبودية لله سبحانه وتعالى الذي هو الهدف والمقصد الأول من دعوة الرسل والأنبياء.
فجعلوا أخص صفات الإله القدرة على الاختراع ومعلوم أن هذا لا يتعدى توحيد الربوبية ومعلوم أن العرب الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يشكون بكون الرب سبحانه هو الخالق والرازق.
أمثلة لأقوال المتكلمين في تقرير الوحدانية لله.
قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري: إذا كان الخالق على الحقيقة هو الباري تعالى لا يشاركه في الخلق غيره فأخص وصفه تعالى هو: القدرة على الاختراع. قال: وهذا هو تفسير اسمه تعالى الله.
الملل والنحل (1/ 93)
وقال الجويني: صانع العالم واحد عند أهل الحق والواحد الحقيقي هو الشيء الذي لا ينقسم ,والدليل على وحدانية الإله أنا لو قدرنا إلهين اثنين وفرضنا عرضين ضدين وقدرنا إرادة أحدهما لأحد الضدين وإرادة الثاني للثاني فلا يخلو من أمور ثلاثة إما أن تنفذ إرادتهما أو لا تنفذ إرادتهما أو تنفذ إرادة أحدهما دون الآخر.
واستحال أن تنفذ إرادتهما لاستحالة اجتماع الضدين واستحال أيضا ألا تنفذ إرادتهما لتمانع الإلهين وخلو المحل عن كلا الضدين.
فإذا بطل القسمان تعين الثالث وهو أن لا تنفذ إرادة أحدهما دون الآخر فالذي لا تنفذ إرادته فهو المغلوب المقهور المستكره , والذي نفذت إرادته فهو الله القادر على تحصيل ما يشاء.
لمع الأدلة (86)
وقال الرازي في كتابه الإشارة: في أن الله تعالى واحد لا شريك له
اتفق العقلاء على استحالة موجودين متماثلين واجبي الوجود , والثنوية أثبتوا النور والظلمة ونسبوا الخيرات كلها إلى النور والشرور كلها إلى الظلمة ...
والحجة المشهورة في إثبات الوحدانية أن يقال لو قدرنا إلهين لكان لا يخلو إما أن يصح اختلافهما في الإرادة .. فذكر نحو ما ذكره الجويني.
الإشارة في أصول الكلام (234)
وفي شرح العقائد النسفية للتفتازاني عند قول الماتن:والمحدث للعالم هو الله تعالى الواحد.
قال:يعني صانع العالم واحد ولا يمكن أن يصدق مفهوم واجب الوجود إلا على ذات واحدة والمشهور في ذلك بين المتكلمين برهان التمانع المشار إليه بقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} وتقريره أنه لو أمكن إلهان لأمكن بينهما تمانع بأن يريد أحدهما حركة زيد والآخر سكونه ... .
نقد تقريرهم في الوحدانية
قال شيخ الإسلام: وبهذا وغيره: يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر: غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسم له وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له.
وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو (توحيد الأفعال) وهو أن خالق العالم واحد وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله حتى قد يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع.
ومعلوم أن المشركين من العرب الذي بعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم أولا: لم يكونوا يخالفونه في هذا بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء حتى أنهم كانوا يقرون بالقدر أيضا وهم مع هذا مشركون.
فقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك ولكن غاية ما يقال: إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله كالقدرية وغيرهم لكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم وإن قالوا إنهم خلقوا أفعالهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/468)
وكذلك أهل الفلسفة والطبع والنجوم الذين يجعلون أن بعض المخلوقات مبدعة لبعض الأمور هم مع الإقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة لا يقولون أنها غنية عن مشاركة له في الخلق فأما من أنكر الصانع فذاك جاحد معطل للمصانع كالقول الذي أظهر فرعون.
والكلام الآن مع المشركين بالله المقرين بوجود فإن هذا التوحيد الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون بل يقرون به مع أنهم مشركون كما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع وكما علم بالاضطرار من دين الإسلام.
وكذلك (النوع الثاني) - وهو قولهم: لا شبيه له في صفاته - فإنه ليس في الأمم من أثبت قديما مماثلا له في ذاته سواء قال أنه يشاركه أو قال: أنه لا فعل له بل من شبه به شيئا من مخلوقاته فإنما يشبه به في بعض الأمور.
وقد علم بالعقل بامتناع أن يكون له مقل في المخلوقات يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع عليه فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم ...
وكذلك (النوع الثالث) وهو قولهم: هو واحد لا قسيم له في ذاته أولا جزء له أولا بعض له لفظ مجمل فإن الله سبحانه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فيمتنع عليه أن يتفرق أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء لكنهم يدرجون في هذا اللفظ نفي علوه على عرشه ومباينته لخلقه وامتيازه عنهم ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله ويجعلون ذلك من التوحيد فقد تبين أن ما يسمونه توحيدا: فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل, ولو كان جميعه حقا؛فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لم يخرجوا من الشرك الذي وصفهم به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل لا بد أن يعترفوا أنه لا اله إلا الله.
وليس المراد (بالإله) هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع دون غيره وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا هو.
فإن المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون كما تقدم بيانه بل الإله الحق هو الذي يستحق بأن يعبد فهو إله بمعنى مألوه لا إله بمعنى آله والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له والإشراك أن يجعل مع الله إلها آخر.
وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنتسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية وإن الله رب كل شيء ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون ...
ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فظلا عن أن يكون وليا لله أو من سادات الأولياء.
التدمرية (108)
دليل التمانع أورده الله لتقرير الألوهية والربوبية وليس فقط لتقرير الربوبية كما يظن المتكلمون
وقال شيخ الإسلام: ومن عبد من دونه شيئا من الأشياء فهو مشرك به ليس بموحد مخلص له الدين وإن كان مع ذلك قائلا بهذه المقالات التي زعموا أنها التوحيد حتى لو أقر بأن الله وحده خالق كل شئ وهو التوحيد في الأفعال الذي يزعم هؤلاء المتكلمون أنه يقر أن لا إله إلا هو ويثبتون بما توهموه من دليل التمانع وغيره لكان مشركا وهذه حال مشركي العرب الذين بعث الرسول إليهم ابتداء وأنزل القرآن ببيان شركهم ودعاهم إلى توحيد الله وإخلاص الدين له فإنهم كانوا يقرون بأن الله وحده هو الذي خلق السموات والأرض كما أخبر الله بذلك عنهم في القرآن كما في قوله {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} .. .
بيان تلبيس الجهمية (1|479)
ولعل قولهم أن التوحيد معناه: واحد في ذاته لا قسم له ... متأثر بقول الفلاسفة فأفلاطون:" كان يقول عن الوجود الأول أو الواحد: هو واحد من جميع الوجوه، واحد في التصور الذهني، وواحد في الواقع، لا توجد فيه كثرة بأي اعتبار، والتركيب لا يتطرق إليه بأي وجه من الوجوه ".
دراسة في الفلسفة اليونانية (42) للدكتور صالح الرقب
وكقول الكندي من فلاسفة المسلمين عن الرب: أزلي واحد بإطلاق لا يسمح بأية كثرة، ولا تركيب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(54/469)
هل الاتحادية هم الحلولية؟
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:21 م]ـ
أم أن بينهما فروقا عقدية, و ماهي؟
جزاكم اللله خيرا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:35 م]ـ
الاتحادية زعموا أن الروح البشرية علت فاتحدت بالذات الآلهية .. والحلولية زعموا أن أن الذات العلية نزلت وحلت في أجساد بشرية أو غير بشرية كقول النصارى في نزول الروح القدس -وهو احد أقانم الثالوث عندهم- على جسد المسيح عليه السلام.
والله اعلم.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:23 ص]ـ
اروع تفصيل للتفريق بين الحلول والاتحاد
قال ابن تيمية جامع الرسائل (1/ 241 الشاملة)
فصل
واعلم أن هذه المقالات لا أعرفها لأحد من أمة قبل هؤلاء على هذا الوجه، ولكن رأيت في بعض كتب الفلسفة المنقولة عن أرسطو أنه حكى عن بعض الفلاسفة قوله: أن الوجود واحد ورد ذلك، وحسبك بمذهب لا يرضاه متكلمة الصابئين.
وإنما حدثت هذه المقالات بحدوث دولة التتار، وإنما كان الكفر الحلول العام أو الاتحاد أو الحلول الخاص. وذلك أن القسمة رباعية لأن من جعل الرب هو العبد حقيقة، فأما أن يقول بحلوله فيه أو اتحاده به، وعلى التقديرين فإما أن يجعل ذلك مختصاً ببعض الخلق كالمسيح أو يجعله عاماً لجميع الخلق.
فهذه أربعة أقسام:
الأول: هو الحلول الخاص وهو قول النسطورية من النصارى ونحوهم ممن يقول: أن اللاهوت حل في الناسوت وتدرع به كحلول الماء في الإناء، وهؤلاء حققوا كفر النصارى بسبب مخالطتهم للمسلمين، وكان أولهم في زمن المأمون. وهذا قول من وافق هؤلاء النصارى من غالية هذه الأمة، كغالية الرافضة الذين يقولون أنه حل بعلي بن أبي طالب وأئمة أهل بيته، وغالية النساك الذين يقولون بالحلول في الأولياء ومن يعتقدون فيه الولاية، أو في بعضهم كالحلاج ويونس والحاكم ونحو هؤلاء.
والثاني: هو الاتحاد الخاص وهو قول يعقوبية النصارى وهم أخبث قولاً وهم السودان والقبط، يقولون أن اللاهوت والناسوت اختلطا وامتزجا كاختلاط اللبن بالماء، وهو قول من وافق هؤلاء من غالية المنتسبين إلى الإسلام.
والثالث: هو الحلول العام، وهو القول الذي ذكره أئمة أهل السنة والحديث عن طائفة من الجهمية المتقدمين، وهو قول غالب متعبدة الجهمية الذين يقولون أن الله بذاته في كل مكان ويتمسكون بمتشابه القرآن كقوله (وهو الله في السموات وفي الأرض) وقوله (وهو معكم) والرد علىهؤلاء كثير مشهور في كلام أئمة السنة وأهل المعرفة وعلماء الحديث.
الرابع: الاتحاد العام وهو قول هؤلاء الملاحدة الذين يزعمون أنه عين وجود الكائنات، وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى من وجهين: من جهة أن أولئك قالوا أن الرب يتحد بعبده الذي قربه واصطفاه بعد أن لم يكونا متحدين، وهؤلاء يقولون ما زال الرب هو العبد وغيره من المخلوقات ليس هو غيره (والثاني) من جهة أن أولئك خصوا ذلك بمن عظموه كالمسيح وهؤلاء جعلوا ذلك سارياً في الكلاب والخنازير والقذر والأوساخ، وإذا كان الله تعالى قال (لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم) الآية. فكيف بمن قال أن الله هو الكفار والمنافقون والصبيان والمجانين والأنجاس والأنتان وكل شيء؟ وإذا كان الله قد رد قول اليهود والنصارى لما قالوا (نحن أبناء الله وأحباؤه) وقال لهم (قلم فلم يعذبكم بذنوبكم؟ بل أنتم بشر ممن خلق) الآية. فكيف بمن يزعم أن اليهود والنصارى هم أعيان وجود الرب الخالق ليسوا غيره ولا سواه؟ ولا يتصور أن يعذب إلا نفسه؟ وأن كل ناطق في الكون فهو عين السامع؟ كما في قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها " وإن الناكح عين المنكوح، حتى قال شاعرهم.
واعلم أن هؤلاء لما كان كفرهم في قولهم: أن الله هو مخلوقاته كلها أعظم من كفر النصارى بقولهم (أن الله هو المسيح بن مريم) فكان النصارى ضلال أكثرهم لا يعقلون مذهبهم في التوحيد إذ هو شيء متخيل لا يعلم ولا يعقل، حيث يجعلون الرب جوهراً واحداً ثم يجعلونه ثلاثة جواهر، ويتأولون ذلك بتعدد الخواص والأشخاص التي هي الأقانيم، والخواص عندهم ليست جواهر، فيتناقضون مع كفرهم، كذلك هؤلاء الملاحدة الاتحادية ضلال أكثرهم لا يعقلون قول رؤوسهم ولا يفقهونه، وهم في ذلك كالنصارى، كلما كان الشيخ أحمق وأجهل، كان بالله أعرف، وعندهم أعظم، ولهم حظ من عبادة الرب الذي كفروا به كما للنصارى. هذا ما دام أحدهم في الحجاب، فإذا ارتفع عن قلبه وعرف أنه هو فهو بالخيار بين أن يسقط عن نفسه الأمر والنهي ويبقى سدى يفعل ما أحب وبين أن يقوم بمرتبة الأمر والنهي لحفظ المراتب، وليقتدي به الناس المحجوبون، وهم غالب الحق. ويزعمون أن الأنبياء كانوا كذلك إذ عدوهم كاملين.
ا. ه
ما اروع هذا الرجل رحمه الله
اتى بكل مذهب وصوره ومن قال به ورد عليه(54/470)
ماذا قصد الشيخ عبد الوهاب؟
ـ[البتيري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:13 م]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
قرات مقالا لاحد الاشاعرة الحاقدين على الدعوة السلفية متطاولا على الامام محمد بن عبد الوهاب، ومما نقله مقالا عن الشيخ يقول فيه:
" ["لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معني لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخبر الذي من الله به وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى"] "
وذكر انه -على حسب هذا المقال- فان الشيخ يكفر نفسه وشيوخه من علماء العارض.
ارجو ازالة هذه الشبهة وتوضيح قصد الشيخ ومناسبة ذكر هذا القول.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 09:17 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اللامية المنسوبة إليه:
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يُسأل
وأسأل الله أن يكون مقصودك بهذا النقل أخي البتيري الاستفسار لا إثارة الشبه، فقد شبعنا من هذه المناوشات
هذا الكلام الذي نقلته عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله موجود في كتب مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب طبع جامعة محمد بن سعود الإسلاميةمية تحقيق د. عبد العزيز الرومي د. محمد بلتاجي د. سيد حجاب.
قال رحمه الله:
(لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معني لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي منّ الله به وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه وشاهد هذا أن عبد الله بن عيسى ما نعرف في علماء نجد ولا علماء العارض ولا غيره أحل منه وهذا كلامه واصل إليكم إن شاء الله فاتقوا الله عباد الله ولا تكبروا على ربكم ولا نبيكم واحمدوه سبحانه الذي من عليكم ويسر لكم من يعرفكم بدين نبيكم صلى الله عليه و سلم ولا تكونوا من الذين بدلوا نعمه الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار إذا عرفتم ذلك فاعلوا أن قول الرجل لا إله إلا الله نفي وإثبات إثبات الألوهية كلها لله وحده ونفيها عن الأنبياء والصالحين وغيرهم وليس معنى الألوهية أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر ولا يحيي ولا يميت إلا الله فإن الكفار الذين قاتلهم رسول الله يقرون بهذا كما قال تعالى قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر اأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون فتفكروا عباد الله فيما ذكر الله عن الكفار أنهم يقولون بهذا كله لله وحده لا شريك له وإنما كان شركهم أنهم يدعون الأنبياء والصالحين ويندبونهم وينذرون لهم ويتوكلون عليهم يريدون منهم أنهم يقربونهم إلى الله كما ذكر الله عنهم ذلك في قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اله زلفى إذا عرفتم ذلك فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم من أهل الخرج وغيرهم مشهورون عند الخاص والعام بذلك وأنخ يرشحون له ويأمرون به الناس كلهم كفار مرتدون عن الإسلام ومن جادل عنهم أو أنكر على من كفرهم أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا فلا يخرجهم إلى الكفر فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته ولا يصلي خلفه بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ومصداق هذا أنكم إذا رأيتم من يخالف هذا الكلام وينكره فلا يخلو إما أن يدعي أنه عارف فقولو له هذاالأمر العظيم لا يغفل عنه فبين لنا ما يصدقك من كلام العلماء إذا لم تعرف كلام الله ورسوله فإن زعم أن عنده دليلا فقولوا له يكتبه حتى نعرضه على أهل المعرفة ويتبين لنا أنك على الصواب ونتبعك فإن نبينا صلى اله عليه وسلم قد بين لنا الحق من الباطل وإن كان المجادل يقر بالجهل ولا يدعي المعرفة فيا عباد الله كيف ترضون بالأفعال والأقوال التي تغضب الله ورسوله وتخرجكم عن الإسلام إتباعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/471)
لرجل يقول إني عارف فإذا طالبتموه بالدليل عرفتم أنه لا علم عنده أو اتباعا لرجل جاهل وتعرضون عن طاعة ربكم) (ص 187 ـ 188)
والذي يظهر من مقصود الإمام رحمه الله هو معرفة معناها على التحقيق والتفصيل، ببيان مدلولها اللغوي، وما فيها من أقوى أدوات الحصر النفي والإثبات، وما يترتب على ذلك من لاوازم تلزم كل من نطق بها وأقر بمضمونها في الجملة وإلا لكان جامعا بينها وبين ما يناقضها، لذلك من توفيق الله للشيخ أن حرص بعد بيانه لمدلولها وعظمتها وقدرها على بيان ما يناقضها ويهدمها ثم بيان ما ينقصها و يخدشها ثم بيان ما يعكّر صفوها من كمالات التوحيد، فذكر بعد فضل التوحيد والدعوة إليه، من الشرك الذبح لغير الله ثم تدرج فذكر حكم تعليق التمائم، ثم بدأ يتدرج فذكر شرك الألفاظ، من قول ما شاء الله وشئت، وما جاء في (لو) وهكذا باختصار.
ولا شكّ أن في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الخرافة قل من وُفّق لتحقيق هذه المعاني من معاني التوحيد، وهذا لا يلزم منه تكفيره لنفسه ولا تكفيره لغيره، فهو لم يصرح بذلك فمعنى قوله لايعرف معنى لاإله إلا الله أي على هذا التفصيل، إلا إذا قلنا بدلالة الالتزام أي أنه يلزم من مقولته هذه التكفير، ولازم قول الشخص ليس بلازم على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأن لازم القول يكون معتبرا به كالمنطوق تماما إذا كان في لسان الشارع الذي لا يتوهم منه الذهول والغفلة عن اللوازم التابعة لكلامه، أما آحاد الناس كائنا من كان فيمكن أن يتكلّم بكلام ويذهل عن لازمه فلا يكون مؤاخذا عليه، إنما يؤلخذ على الظاهر الذي هو المنطوق، والذي يجعلنا نجزم بهذا التقرير هو تنصيصيه رحمه الله بأنه لا يكفر أحدا إلا بعد إقامة الحجة الرسالية التي يكفر جاحدها، ثم لا يعقل أن يصدر تكفير لجميع أهل الأرض حتى للعلماء من إنسان سوي سليم العقل فضلا عن أن يكون إماما من أئمة المسلمين في العلم والتقى، وعلى كلّ العبارة موهمة لاشك في ذلك والشيخ ليس بمعصوم ولكن هذا أولى ما يحمل عليه كلام إمام من أئمة المسلمين لا يشك أي منصف في هذه الدنيا أن الله جلّ وعلا خصه بمزيد فضله فجعله سببا لإحياء دعوة الأنبياء والمرسلين، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
ـ[البتيري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا وائل.
وارجو ان تحسن الظن بسؤالي فما قصدت اثارة الشبه والعياذ بالله، انما الاستفسار لازالة شبهة وقعت لدي من احد المبتدعة.
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ
اجتنب كتب المبتدعة جملة وتفصيلا .. فهي شر عظيم ..
واحمد الله أن هذه الشبهة لم تعلق بقلبك، فكم من واحد غيرك علقت بقلبه فأردته، وانته عنها خير لك في الدنيا والآخرة ..
واشغل وقتك بكتب العلم خير لك من كلام هذا الأشعري وغيره ..
محبك ..
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:01 ص]ـ
تكملة لرد أخي وائل جزاه الله خيرا ً وتوضيحا ً لكلامه بالادلة:
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
القول أنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
(الدرر السنية 1/ 100)
نسبوا إلينا أنواع المفتريات، فكبرت الفتنة، وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، فمنها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه فضلا عن أن يغتر به، ومنها: ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجبا كيف يدخل هذا عقل عاقل، وهل يقول هذا مسلم؟ 1
إني أبرأ إلى الله من هذا القول الذي ما يصدر إلا من مختل العقل فاقد الإدراك، فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة.
(الدرر السنية 1/ 80).
أنا أكفر من عرف دين الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ما عرف سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك. (الدرر السنية 1/ 73)
وهذا يا اخي القليل من الكثير
وهذه روابط مفيدة حول هذا الأمر:
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والتكفير
http://www.wahabih.com/10.htm
http://www.wahabih.com/(54/472)
[للمذاكرة] هل يغفر الشرك الأصغر أم لا بد من تعذيب صاحبه!
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:17 ص]ـ
أولا ً:- فإني أحمد الله لي ولكم ...
هل يدخل الشرك الأصغر مع كبائر ِ الذنوب!
ويكون صاحبه تحت المشيئة!
أم لا بد له أن يعذب!
- والمسألة للمذاكرة والفائدة ...
فمن كان عنده شيء نستأنس به فلا يبخل علينا ...
ولعلي أنقل ُ ما تيسر بعد مشاركة الأكارم ...
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:47 ص]ـ
أخي أنس خذ ملخصا يعطي تصورا عن هذه المسألة:
أصل هذه المسألة هو قول الله عزّ وجلّ: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء}
(يُشركَ) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، هذا المصدر إن قدرناه نكرة صار (إشراكا به) كانت هذه النكرة في سياق النفي المتقدم في قوله {لا يغفر} والنكرة في سياق النفي تفيد العموم كما هو مقرر في بابه من علم الأصول، فيكون تقدير الكلام إن الله لا يغفر أيّ إشراكٍ به، فيدخل الشرك الأصغر في هذا العموم، وعليه يستحق صاحبه العذاب، فلا تشمله المشيئة التي في آخر الآية، والتي نص أهل السنة كما ورد في أحاديث كثيرة أنها تلحق أهل الذنوب والمعاصر الصغائر والكبائر.
* وإذا قدرنا المصدر المنسبك من أن والفعل المضارع معرفةً (الإشراك به) انصرف لفظ الإشراك إلى الشرك المعهود ذكره في القرآن وهو الأكبر فتكون (ال) للعهد الذكري، وعليه يكون الشرك الذي نص عليه في الآية بأنه لا يُغفر هو الشرك الأكبر، ويبقى الشرك الأصغر داخلا تحت عموم المشيئة.
ولأجل هذا التردد اختلف قول شيخ الإسلام رحمه الله فقال مرة الشرك الأصغر لا يغفر وصاحبه لابد أن يأخذ جزاءه ولو لم يخلد في النار ويدخل الجنة بعد ذلك، ومرة قال إنه داخل تحت المشيئة.
قال الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
الأولى قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}.
{لا}: نافية، {أن يشرك به}: فعل مضارع مقرون بأن المصدرية، فيحول إلى مصدر تقديره: أن الله لا يغفر الإشراك به، أو لا يغفر إشراكاً به، فالشرك لا يغفره الله أبداً، لأنه جناية على حق الله الخاص، وهو التوحيد.
أما المعاصي، كالزنا والسرقة، فقد يكون للإنسان فيها حظ نفس بما نال من شهوة، أما الشرك، فهو اعتداء على حق الله تعالى، وليس للإنسان فيه حظ نفس، وليس شهوة يريد الإنسان أن ينال مراده، ولكنه ظلم، ولهذا قال الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].وهل المراد بالشرك هنا الأكبر، أم مطلق الشرك؟
قال بعض العلماء: إنه مطلق يشمل كل شرك ولو أصغر، كالحلف بغير الله، فإن الله لا يغفره، أما بالنسبة لكبائر الذنوب، كالسرقة والخمر، فإنها تحت المشيئة، فقد يغفرها الله، وشيخ الإسلام ابن تيمية المحقق في هذه المسائل اختلف كلامه في هذه المسألة، فمرة قال: الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، ومرة قال: الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الأكبر، وعلى كل حال فيجب الحذر من الشرك مطلقاً، لأن العموم يحتمل أن يكون داخلاً فيه الأصغر، لأن قوله: {أن يشرك به} أن وما بعدها في تأويل مصدر، تقديره: إشراكاً به، فهو نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم. قوله: {ويغفر ما دون ذلك}، المراد بالدون هنا: ما هو أقل من الشرك، وليس ما سوى الشرك. اهـ القول المفيد (1/ 140 ـ 141) دار ابن الجوزي طبعة ثلاثة مجلدات، الطبعة الأولى في جمادى الأولى 1417هـ
وجزم رحمه الله في (1/ 218) بأن الشرك الأصغر لا يغفر فقال:
قال ابن مسعود رضي الله عنه ((لأن أحلف بالله كاذبا أحبّ إلي من أحلف بغيره صادقا)) وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة، لأن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر، بخلاف الكبائر، فإنها تحت المشيئة. اهـ
وفي (1/ 267) قال رحمه الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله لو كان أصغر، لعموم قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 116]، و {أن يشرك به} مؤول بمصدر تقديره: شركاً به، وهو نكر في سياق النفي، فيفيد العموم.
وقال بعض العلماء: إن الشرك الأصغر داخل تحت المشيئة، وإن المراد بقوله: {إن يشرك به} الشرك الأكبر، وأما الشرك الأصغر، فإنه يغفر لأنه لا يخرج من الملة، وكل ذنب لا يخرج من الملة، فإنه تحت المشيئة، وعلى كل، فصاحب الشرك الأصغر على خطر، وهو أكبر من كبائر الذنوب، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً"
وفي الحاشية رقم (1) من الموضع الأول (1/ 141)
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ((جامع الرسائل)) (2/ 254):
وأعظم الذنوب عند الله الشرك به، وهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، والشرك جليل ودقيق وخفي وجلي. اهـ
وقال في الرد على البكري (ص146): وقد يقال الشرك لا يغفر منه لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك أي: الأصغر يموت مسلما، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة. اهـ
وقال ابن القيم في ((إغاثة اللهفان)) (1/ 98): فأما نجاسة الشرك، فهي نوعان: نجاسة مغلظة، ونجاسة مخففة؛ فالمغلظة: الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، والمخففة: الشرك الأصغر كيسير الرياء. اهـ
ونسأل الله أن يكون الشرك الأصغر مما يدخل تحت المشيئة، عسى الله أن يتجاوز ويعفو عنا بمنّه وكرمه، وإلا فمن هذا الذي يسلم من يسير الرياء، نعوذ بالله أن نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم، لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/473)
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:04 ص]ـ
أخي أنس خذ ملخصا يعطي تصورا عن هذه المسألة:
أصل هذه المسألة هو قول الله عزّ وجلّ: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء}
(يُشركَ) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، هذا المصدر إن قدرناه نكرة صار (إشراكا به) كانت هذه النكرة في سياق النفي المتقدم في قوله {لا يغفر} والنكرة في سياق النفي تفيد العموم كما هو مقرر في بابه من علم الأصول، فيكون تقدير الكلام إن الله لا يغفر أيّ إشراكٍ به، فيدخل الشرك الأصغر في هذا العموم، وعليه يستحق صاحبه العذاب، فلا تشمله المشيئة التي في آخر الآية، والتي نص أهل السنة كما ورد في أحاديث كثيرة أنها تلحق أهل الذنوب والمعاصر الصغائر والكبائر.
* وإذا قدرنا المصدر المنسبك من أن والفعل المضارع معرفةً (الإشراك به) انصرف لفظ الإشراك إلى الشرك المعهود ذكره في القرآن وهو الأكبر فتكون (ال) للعهد الذكري، وعليه يكون الشرك الذي نص عليه في الآية بأنه لا يُغفر هو الشرك الأكبر، ويبقى الشرك الأصغر داخلا تحت عموم المشيئة.
ولأجل هذا التردد اختلف قول شيخ الإسلام رحمه الله فقال مرة الشرك الأصغر لا يغفر وصاحبه لابد أن يأخذ جزاءه ولو لم يخلد في النار ويدخل الجنة بعد ذلك، ومرة قال إنه داخل تحت المشيئة.
قال الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
الأولى قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}.
{لا}: نافية، {أن يشرك به}: فعل مضارع مقرون بأن المصدرية، فيحول إلى مصدر تقديره: أن الله لا يغفر الإشراك به، أو لا يغفر إشراكاً به، فالشرك لا يغفره الله أبداً، لأنه جناية على حق الله الخاص، وهو التوحيد.
أما المعاصي، كالزنا والسرقة، فقد يكون للإنسان فيها حظ نفس بما نال من شهوة، أما الشرك، فهو اعتداء على حق الله تعالى، وليس للإنسان فيه حظ نفس، وليس شهوة يريد الإنسان أن ينال مراده، ولكنه ظلم، ولهذا قال الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].وهل المراد بالشرك هنا الأكبر، أم مطلق الشرك؟
قال بعض العلماء: إنه مطلق يشمل كل شرك ولو أصغر، كالحلف بغير الله، فإن الله لا يغفره، أما بالنسبة لكبائر الذنوب، كالسرقة والخمر، فإنها تحت المشيئة، فقد يغفرها الله، وشيخ الإسلام ابن تيمية المحقق في هذه المسائل اختلف كلامه في هذه المسألة، فمرة قال: الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، ومرة قال: الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الأكبر، وعلى كل حال فيجب الحذر من الشرك مطلقاً، لأن العموم يحتمل أن يكون داخلاً فيه الأصغر، لأن قوله: {أن يشرك به} أن وما بعدها في تأويل مصدر، تقديره: إشراكاً به، فهو نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم. قوله: {ويغفر ما دون ذلك}، المراد بالدون هنا: ما هو أقل من الشرك، وليس ما سوى الشرك. اهـ القول المفيد (1/ 140 ـ 141) دار ابن الجوزي طبعة ثلاثة مجلدات، الطبعة الأولى في جمادى الأولى 1417هـ
وجزم رحمه الله في (1/ 218) بأن الشرك الأصغر لا يغفر فقال:
قال ابن مسعود رضي الله عنه ((لأن أحلف بالله كاذبا أحبّ إلي من أحلف بغيره صادقا)) وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة، لأن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر، بخلاف الكبائر، فإنها تحت المشيئة. اهـ
وفي (1/ 267) قال رحمه الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله لو كان أصغر، لعموم قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 116]، و {أن يشرك به} مؤول بمصدر تقديره: شركاً به، وهو نكر في سياق النفي، فيفيد العموم.
وقال بعض العلماء: إن الشرك الأصغر داخل تحت المشيئة، وإن المراد بقوله: {إن يشرك به} الشرك الأكبر، وأما الشرك الأصغر، فإنه يغفر لأنه لا يخرج من الملة، وكل ذنب لا يخرج من الملة، فإنه تحت المشيئة، وعلى كل، فصاحب الشرك الأصغر على خطر، وهو أكبر من كبائر الذنوب، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً"
وفي الحاشية رقم (1) من الموضع الأول (1/ 141)
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ((جامع الرسائل)) (2/ 254):
وأعظم الذنوب عند الله الشرك به، وهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، والشرك جليل ودقيق وخفي وجلي. اهـ
وقال في الرد على البكري (ص146): وقد يقال الشرك لا يغفر منه لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك أي: الأصغر يموت مسلما، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة. اهـ
وقال ابن القيم في ((إغاثة اللهفان)) (1/ 98): فأما نجاسة الشرك، فهي نوعان: نجاسة مغلظة، ونجاسة مخففة؛ فالمغلظة: الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، والمخففة: الشرك الأصغر كيسير الرياء. اهـ
ونسأل الله أن يكون الشرك الأصغر مما يدخل تحت المشيئة، عسى الله أن يتجاوز ويعفو عنا بمنّه وكرمه، وإلا فمن هذا الذي يسلم من يسير الرياء، نعوذ بالله أن نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم، لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين.
اقول بقول ابى وائل
فلم يترك لى شيئا الا ان يزيدنا بعض الافاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/474)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:22 ص]ـ
هل يدخل الشرك الأصغر مع كبائر ِ الذنوب!
الشرك أكبره وأصغره هو من كبائر الذنوب
قال عليه الصلاة والسلام (ألا أنبؤكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله .. ) الحديث
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:51 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد في باب الخوف من الشرك:
قال الشيخ رحمه الله (وقول الله عز وجل: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ") هذه الآية من سورة النساء فيها قوله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ).
والمغفرة: هي السَّتر لما يُخاف وقوع أثره.
وفي اللغة: يقال غَفَرَ إذا سَتَرَ ومنه سُمِّي ما يوضع على الرأس مِغْفَرَة؛ لأنه يستر الرأس ويقيه الأثر المكروه من وقع السيف ونحوه على الرأس.
فمادة (المغفرة) راجعة إلى ستر الأثر الذي يُخاف منه، والشرك أو المعصية لها أثرها إمّا في الدنيا، وإمّا في الآخرة، أو فيهما جميعا، وأعظم ما يُمَنُّ به على العبد أن يُغفر ذنبه، وذلك بأن يُستر عليه، وأن يُمحى أثره، فلا يؤاخذ به في الدنيا، ولا يؤاخذ به في الآخرة، ولولا المغفرة لهلك الناس.
قال جل وعلا هنا: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)، (لَا يَغْفِرُ) يعني أبدًا، (لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) يعني أنه بوعده هذا لم يجعل مغفرته لمن أشرك به.
قال هنا: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ):
(قال العلماء: في هذه الآية دليل على أن المغفرة لا تكون لمن أشرك شركًا أكبر أو أشرك شركًا أصغر، فإن الشرك لا يدخل تحت المغفرة؛ بل يكون بالموازنة، ما يُغفر إلاَّ بالتوبة؛ فمن مات على ذلك غير تائب فهو غير مغفور له ما فعله من الشرك، قد يُغفر غير الشرك كما قال: (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).
فجعلوا الآية دليلًا على أن الشرك الأكبر والأصغر لا يدخل تحت المشيئة, وجه الاستدلال من الآية أن قوله (لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)، (أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) هذه (أَنْ) موصول حرفي مع (يُشْرَكَ) فِعل، وتُقَدَّر (أَنْ) المصدرية مع ما بعدها من الفعل- كما هو معلوم- بمصدر؛ والمصدر نكرة وقع في سياق النفي، وإذا وقعت النكرة في سياق النفي عمّت, قالوا: فهذا يدل على أن الشرك هنا الذي نفي الأكبر والأصغر والخفي, كل أنواع الشرك لا يغفرها الله جل وعلا؛ لعظم خطيئة الشرك؛ لأن الله جل وعلا هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي أعطى، وهو الذي تفضّل، فكيف يتوجه القلب عنه إلى غيره؟ لا شك أن هذا ظلم وهو ظلم في حق الله جل وعلا، ولذلك لم يُغفر، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأكثر علماء الدعوة.
(قال آخرون من أهل العلم: إن قوله هنا (لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) دالة على العموم، ولكن هذا عموم مخصوص؛ هذا عموم مراد به خصوص الشرك الأكبر (لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) يعني الشرك الأكبر فقط دون غيره، وأمّا ما دون الشرك الأكبر فإنه يكون داخلا تحت المشيئة، فيكون العموم في الآية مرادا به الخصوص، لماذا؟ قالوا: لأن القرآن فيه هذا اللفظ (أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ونحو ذلك، ويُراد به الشرك الأكبر دون الأصغر غالبا, فالشرك غالبا ما يطلق في القرآن على الأكبر دون الأصغر، قال جل وعلا " وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ " [المائدة:72]، (مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ) هنا (يُشْرِكْ) أيضا فعل داخل في سياق الشرط فيكون عامّا. فهل يدخل الشرك الأصغر والخفي فيه؟ بالإجماع لا يدخل؛ لأن تحريم الجنة وإدخال النار والتخليد فيها إنما هو لأهل الموت على الشرك الأكبر، فدلّنا ذلك على أن المراد بقوله (مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) أنهم أهل الإشراك الشرك الأكبر، فلم يدخل الأصغر، ولم يدخل ما دونه أو أنواع الأصغر، فيكون إذن فهم آية النساء على فهم آية المائدة ونحوها، " وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ " [الحج:31] في الشرك الأكبر، ونحو ذلك.
فيكون- إذن- على هذا القول، المراد بما نُفي هنا أن يغفر الشرك الأكبر.
ولما كان اختيار إمام الدعوة كما اختيار عدد من المحققين؛ كشيخ الإسلام وابن القيم وكغيرهما: أن العموم هنا للأكبر و الأصغر والخفي؛ بأنواع الشرك. قام الاستدلال بهذه الآية صحيحا؛ لأنّ الشرك أنواع، وإذا كان الشرك بأنواعه لا يُغفر فهذا يوجب الخوف منه أعظم الخوف؛ إذا كان الرياء لا يُغفر, إذا كان الشرك الأصغر؛ الحلف بغير الله، أو تعليق التميمة أو حلقة أو خيط، أو نحو ذلك من أنواع الشرك الأصغر؛ ما شاء الله وشئت، نسبة النعم إلى غير الله، إذا كان لا يُغفر؛ فإنه يُوجب أعظم الخوف منه، كذلك الشرك الأكبر. أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/475)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:12 م]ـ
الأخ الموقر الموفق ...
أبو وائل ..
وفقه الله ورعاه وزاده الله من فضله ووقاه ...
بارك الله فيك ...
يعلم الله كم أستفدت من ردك الكريم ...
الأخ الموقر ..
أبو معاذ ...
وفقه الله ..
أسعدت بمرورك ..
الأخ الموقر الموفق إبن محيبس ..
وفقه الله
الشرك أكبره وأصغره هو من كبائر الذنوب
قال عليه الصلاة والسلام (ألا أنبؤكم بأكبر الكبائر: الشرك بالله .. ) الحديث
جزاك الله عنا خيرا ً ... أقصد بكبائر الذنوب .. مادون الشرك حفظك الله ...
الأخ الموقر الموفق الفاضل ..
أبو سميه ...
وفقه الله ورعاه ...
بارك الله فيك ...
أستفدت كثيرا ً من ردك ...
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:57 م]ـ
الأخ الموقر الموفق غندور ....
أخي أنس
لبيه ..
خذ ملخصا يعطي تصورا عن هذه المسألة:
أسأل الله عزوجل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...
أصل هذه المسألة هو قول الله عزّ وجلّ: {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء}
(يُشركَ) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية، فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، هذا المصدر إن قدرناه نكرة صار (إشراكا به) كانت هذه النكرة في سياق النفي المتقدم في قوله {لا يغفر} والنكرة في سياق النفي تفيد العموم كما هو مقرر في بابه من علم الأصول، فيكون تقدير الكلام إن الله لا يغفر أيّ إشراكٍ به، فيدخل الشرك الأصغر في هذا العموم، وعليه يستحق صاحبه العذاب، فلا تشمله المشيئة التي في آخر الآية، والتي نص أهل السنة كما ورد في أحاديث كثيرة أنها تلحق أهل الذنوب والمعاصر الصغائر والكبائر.
* وإذا قدرنا المصدر المنسبك من أن والفعل المضارع معرفةً (الإشراك به) انصرف لفظ الإشراك إلى الشرك المعهود ذكره في القرآن وهو الأكبر فتكون (ال) للعهد الذكري، وعليه يكون الشرك الذي نص عليه في الآية بأنه لا يُغفر هو الشرك الأكبر، ويبقى الشرك الأصغر داخلا تحت عموم المشيئة.
إذا ً .. القول الأول: لا بد أن يعذب صاحب الشرك الأصغر ...
ولأجل هذا التردد اختلف قول شيخ الإسلام رحمه الله فقال مرة الشرك الأصغر لا يغفر وصاحبه لابد أن يأخذ جزاءه ولو لم يخلد في النار ويدخل الجنة بعد ذلك، ومرة قال إنه داخل تحت المشيئة ...
يقول شيخنا الشيخ صالح السندي حفظه الله ورعاه ...
أن قول شيخ الإسلام أن صاحب الشرك الاصغر لا بد وأن يعذب على هذه المعصية ....
بل وانتصر لهذا جماعة ٌ من أهل العلم والفضل منهم صاحب التيسر الشيخ سليمان فقد ....
نقل كلامه وأقره تأكيدا ً له في التيسير وصاحب فتح المجيد والشيخ صال ال الشيخ ...
- أما قول شيخ الإسلام فقد ذكره في كتابه - تفسير آيات اشكلت - .... كما ذكر الشيخ صالح
- ومال إليه في - كتابه قاعدة في المحبة - ...
- وأما قول الشيخ سليمان في التيسير " ولم أجده ولكن على ما ذكر الشيخ وفقه الله " ..
- وأما قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد ...
قال الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله:
الأولى قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}.
{لا}: نافية، {أن يشرك به}: فعل مضارع مقرون بأن المصدرية، فيحول إلى مصدر تقديره: أن الله لا يغفر الإشراك به، أو لا يغفر إشراكاً به، فالشرك لا يغفره الله أبداً، لأنه جناية على حق الله الخاص، وهو التوحيد.
أما المعاصي، كالزنا والسرقة، فقد يكون للإنسان فيها حظ نفس بما نال من شهوة، أما الشرك، فهو اعتداء على حق الله تعالى، وليس للإنسان فيه حظ نفس، وليس شهوة يريد الإنسان أن ينال مراده، ولكنه ظلم، ولهذا قال الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].وهل المراد بالشرك هنا الأكبر، أم مطلق الشرك؟
نعم هل يدخل في عموم الشرك - كبيره وصغيره - أم إنه فقط في الأكبر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/476)
قال بعض العلماء: إنه مطلق يشمل كل شرك ولو أصغر، كالحلف بغير الله، فإن الله لا يغفره، أما بالنسبة لكبائر الذنوب، كالسرقة والخمر، فإنها تحت المشيئة، فقد يغفرها الله، وشيخ الإسلام ابن تيمية المحقق في هذه المسائل اختلف كلامه في هذه المسألة، فمرة قال: الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، ومرة قال: الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الأكبر، وعلى كل حال فيجب الحذر من الشرك مطلقاً، لأن العموم يحتمل أن يكون داخلاً فيه الأصغر، لأن قوله: {أن يشرك به} أن وما بعدها في تأويل مصدر، تقديره: إشراكاً به، فهو نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم. قوله: {ويغفر ما دون ذلك}، المراد بالدون هنا: ما هو أقل من الشرك، وليس ما سوى الشرك. اهـ القول المفيد (1/ 140 ـ 141) دار ابن الجوزي طبعة ثلاثة مجلدات، الطبعة الأولى في جمادى الأولى 1417هـ
بارك الله فيك على هذا النقل المبارك ...
وجزم رحمه الله في (1/ 218) بأن الشرك الأصغر لا يغفر فقال:
قال ابن مسعود رضي الله عنه ((لأن أحلف بالله كاذبا أحبّ إلي من أحلف بغيره صادقا)) وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة، لأن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر، بخلاف الكبائر، فإنها تحت المشيئة. اهـ
فائدة ٌ عظيمة ٌ ...
وفي (1/ 267) قال رحمه الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الشرك لا يغفره الله لو كان أصغر، لعموم قوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 116]، و {أن يشرك به} مؤول بمصدر تقديره: شركاً به، وهو نكر في سياق النفي، فيفيد العموم.
.
فائدة ثمينة ...
وقال بعض العلماء: إن الشرك الأصغر داخل تحت المشيئة، وإن المراد بقوله: {إن يشرك به} الشرك الأكبر، وأما الشرك الأصغر، فإنه يغفر لأنه لا يخرج من الملة، وكل ذنب لا يخرج من الملة، فإنه تحت المشيئة، وعلى كل، فصاحب الشرك الأصغر على خطر، وهو أكبر من كبائر الذنوب، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلى من أن أحلف بغيره صادقاً"
وفي الحاشية رقم (1) من الموضع الأول (1/ 141)
.
وذكر الشيخ صالح السندي أنه قول ابن القيم وانتصر له الشيخ ابن سعدي في فتوى مطولة له وابن عثيمين في القول المفيد كما تفضلت ...
وذلك أن الشرك الأصغر يدخل مع سائر الكبائر دون الشرك الاكبر ...
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في ((جامع الرسائل)) (2/ 254):
وأعظم الذنوب عند الله الشرك به، وهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، والشرك جليل ودقيق وخفي وجلي. اهـ
وقال في الرد على البكري (ص146): وقد يقال الشرك لا يغفر منه لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك أي: الأصغر يموت مسلما، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة. اهـ
.
ما شاء الله ...
هذه فائدة ثمينة ...
وقال ابن القيم في ((إغاثة اللهفان)) (1/ 98): فأما نجاسة الشرك، فهي نوعان: نجاسة مغلظة، ونجاسة مخففة؛ فالمغلظة: الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، والمخففة: الشرك الأصغر كيسير الرياء. اهـ
ونسأل الله أن يكون الشرك الأصغر مما يدخل تحت المشيئة، عسى الله أن يتجاوز ويعفو عنا بمنّه وكرمه، وإلا فمن هذا الذي يسلم من يسير الرياء، نعوذ بالله أن نشرك به ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم، لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين.
سبحانه الله ...
ولعلي إن شاء الله ألخص كلام الشيخ صالح وأنقله في القريب العاجل بإذن الله ....
أخي الموفق غندر بارك الله فيك أسعدتني هذه المشاركة الكريمة ....
وننتظر باقي الأفاضل ...
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:19 م]ـ
أنظر المرفق وفقك الله
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:17 م]ـ
أخي أنس أشكر لك حسن ظنك بأخيك، وأسأل الله لي ولك ولسائر إخواننا المسلمين من واسع فضله وجوده وكرمه، فسبحانه ما أكرمه وسبحانه ما أعظمه، وسبحانه ما أرحمه
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عمدة القائلين بأن الشرك الأصغر لا يُغفر، هو قوله تعالى:
(إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء 48 و 116]
فقالوا: إن المصدر المؤول من (أن) وما دخل عليه نكرة في سياق النفي فيعُمُّ. أي إن الله لا يغفر إشراكا به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/477)
لكن أصحاب هذا القول لا يمكنهم أن يطردوا في هذا. هلا قالوا مثل ذلك في قوله تعالى:
(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)
والتقدير: إنه من يفعل إشراكا بالله فقد حرم الله عليه الجنة.
لأن الفعل المضارع له مدلولان: الزمن والمصدر، والمصدر في الأصل يكون نكرة، والنكرة هنا صارت في سياق الشرط فتعُمُّ! إذن، فمرتكب الشرك الأصغر مأواه النار والجنة عليه حرام!!؟
ومثله يقال في (ومن يشرك بالله قكأنما خر من السماء ... ) الآية.
والصواب أن المراد بآيتي النساء الشرك الأكبر دون الأصغر، وذلك لثلاثة براهين:
1. الشرك إذا أطلق في الكتاب والسنة فالمراد به الأكبر إلا لقرينة.
2. سياق الآيتين يدل على أن المراد به الشرك الأكبر
أما الآية الأولى في النساء برقم: 48 فقبلها قوله تعالى: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا ... )
وتتمتها: (ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)
وأما الآية الثانية فقبلها قوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى .... )
وتتمتها: (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا .... )
فبالتأمل في السياق والسباق واللحاق يتضح أن المراد هو الشرك الأكبر والله أعلم
3. أن عامة السلف والمفسرين فسروا الآيتين بالشرك الأكبر.
قال ابن عمر: «كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا عن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (إن الله عز وجل يقول: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقال: «إني أخرت دعوتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة» قال: (فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ونطقنا به ورجونا)
وفي رواية: "كُنَّا لا نَشُكُّ فِيمَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْنَا هَذِهِ الآيَةُ: " إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ " فَلَمَّا سَمِعْنَاهَا كَفَفْنَا عَنِ الشَّهَادَةِ وَأَرْجَيْنَا الأُمُورَ إِلَى اللَّهِ".
الظاهر من قول ابن عمر أن الصحابة فهموا أن الآية أدخلت كل المسلمين تحت المشيئة فأرجَو أمر جميع المسلمين - ومنهم من قد وقع في الشرك الأصغر - إلى الله، ورجوا لهم المغفرة.
وأصرح منه قول ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة عنه:
قال: (("وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار" فأنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، فحرّم الله تعالى المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته، فلم يؤيسهم من المغفرة.))
ففهم ابن عباس أن المراد بالذين لا يُغفر لهم هم الكفار أي المشركون الشرك الأكبر.
هذا، وقد فصل القول فيه شيخنا أحمد بن عمر الحازمي - حفظه الله - في الدرس الثامن عشر والتاسع عشر من شرح كتاب التوحيد.
تجدونه على هذا الرابط:
? http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=505
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:21 ص]ـ
يعني هل اذا انسان مسلم قال: بذمتك او والنبي دون ان يقصد شيئا يكون قد اشرك شرك اصغر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً جميعا ً ...
يتبع ...
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة أخي أبا إسحاق وزادك الله من واسع فضله، فائدة قيمة والله.
نعم أخي أحمد إذا كان الحلف بغير الله يجري على اللسان من غير قصد التعظيم للمحلوف به يكون من قبيل الشرك الأصغر كمن تعوّد على ذلك فيزل به لسانه وهو لم يقصد عقد اليمين، ومع ذلك لا ينبغي الاستخفاف به لكونه شركا أصغر، فالشرك ولو كان أصغر فهو أكبر من الكبائر على الصحيح، لأنه يتعلّق بحق الربّ جل وعلا ولا حظ للنفس فيه من شهوة أو غيره،فهو من الظلم الذي يمارسه العبد في حق الرب، ينزع حق الرب ليصرفه لعبد مخلوق ضعيف، ولكن إذا اعتقد عظمة المحلوف به صار شركا أكبر لأنه ساوى الخالق بالمخلوق وصرف حق الرب للعبد لا لفظا كما في الحلف الذي يجري على اللسان فقط لكن لفظا واعتقادا.
قال بعض أهل العلم وقد يصل الحالف إلى درجة يُجزم فيها بكفره وشركه الأكبر بالله العظيم وهو أنه قد يجرأ فيحلف بالله كاذبا، ويخشى أن يحلف بولي من الأولياء كاذبا وخوفا منه فمثل هذا لايشك في كفره نسأل الله العافية، والواجب على العبد أن يخلص قلبه ولسانه لله ربّ العالمين حتى يرتقي في سلّم الموحدين فهو مرتقى صعب يظن كثير من الناس أنه سهل، أسأل الله لي ولك ولسائر المسلمين من واسع فضله
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة أخي أبا إسحاق وزادك الله من واسع فضله، فائدة قيمة والله.
نعم أخي أحمد إذا كان الحلف بغير الله يجري على اللسان من غير قصد التعظيم للمحلوف به يكون من قبيل الشرك الأصغر كمن تعوّد على ذلك فيزل به لسانه وهو لم يقصد عقد اليمين، ومع ذلك لا ينبغي الاستخفاف به لكونه شركا أصغر، فالشرك ولو كان أصغر فهو أكبر من الكبائر على الصحيح، لأنه يتعلّق بحق الربّ جل وعلا ولا حظ للنفس فيه من شهوة أو غيره،فهو من الظلم الذي يمارسه العبد في حق الرب، ينزع حق الرب ليصرفه لعبد مخلوق ضعيف، ولكن إذا اعتقد عظمة المحلوف به صار شركا أكبر لأنه ساوى الخالق بالمخلوق وصرف حق الرب للعبد لا لفظا كما في الحلف الذي يجري على اللسان فقط لكن لفظا واعتقادا.
قال بعض أهل العلم وقد يصل الحالف إلى درجة يُجزم فيها بكفره وشركه الأكبر بالله العظيم وهو أنه قد يجرأ فيحلف بالله كاذبا، ويخشى أن يحلف بولي من الأولياء كاذبا وخوفا منه فمثل هذا لايشك في كفره نسأل الله العافية، والواجب على العبد أن يخلص قلبه ولسانه لله ربّ العالمين حتى يرتقي في سلّم الموحدين فهو مرتقى صعب يظن كثير من الناس أنه سهل، أسأل الله لي ولك ولسائر المسلمين من واسع فضله
جزاك الله خيرا اي ابو وائل غندر -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/478)
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:07 م]ـ
هناك من الشرك ما يغفر و هو الشرك الأصغر و الدليل ما أورده الإمام البخاري في الأدب المفرد (1/ 250):
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلِ الشِّرْكُ إِلاَّ مَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ. [صححه الألباني في (صحيح الأدب المفرد):551]
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 03:33 م]ـ
هناك من الشرك ما يغفر و هو الشرك الأصغر و الدليل ما أورده الإمام البخاري في الأدب المفرد (1/ 250):
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلِ الشِّرْكُ إِلاَّ مَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ. [صححه الألباني في (صحيح الأدب المفرد):551]
استدلالك بالحديث على أن من الشرك الأصغر ما يغفره الله صحيح لكنه في حق من تاب وهذه ليست محل نزاع لأن الحديث ذكر فيه اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم .. وإنما النزاع فيمن مات دون توبة.
مع أني أميل إلى القول بأن الله يغفر كل الذنوب إلا الشرك الأكبر إذا مات صاحبه من غير توبة.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:05 م]ـ
جزى الله أخاناعمْرا على هذا الحديث الذي نقله من صحيح الأدب المفرد فإنّه والله أثرى المسألة
ووفق الله أخانا أحمد على هذا الاستنباط الرائع وهو أن هذا النوع من الشرك الخفي يغفر بهذا الذكر، وأن المسألة مفروضة في الشرك الأصغر الذي لم يتب منه الإنسان ومات عليه ـ نسأل الله العافية والسلامة ـ
وأنا أزيد شيئا أسأل الله أن يكون صوابا:
قوله صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر رضي الله عنه (ألا أدلّك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره) ليس من باب المغفرة ولكن من باب الصد والدفع له قبل أن يقع ويستحكم في القلب، لأن سياق الكلام بيانُ أن هذا النوع لايمكن أن يتحرز منه لأنه من باب العوارض والخواطر التي تعرض للإنسان والتي هي خارجة عن نطاق الإرادة لقوله صلى الله عليه وسلّم (للشرك أخفى من دبيب النمل) وهذا أمر لا ينكره أحد فورود الرياء على قلب العبد هذا لا يمكن أن يدفع أبتداء فلا يخطر على قلبه أصلا، إنما هذا شأن الملائكة الذين {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، وهذا سرّ التكليف والمعركة القائمة داخل النفس بين الإنسان وبين نفسه والشيطان إلى الغرغرة، فأرشد النبيّ صلى الله عليه وسلّم أبا بكر إلى ذكر به يدفع هذا النوع بتوفيق الله للعبد وبكثرة ترديده لهذا الذكر، فهذا ليس من باب المغفرة أصلا، ولو كان لكان كما قال أخي أحمد هذا قد حصلت منه التوبة وإنما الشأن والكلام على الشرك الأصغر الذي مات منه صاحبه من غير توبة، ورحمة الله الواسعة وواسع فضله وكرمه يجعلنا نؤمل في العفو والمغفرة منه سبحانه لهذا لنوع الذي قد لا يسلم منه أحد، والله أعلم و أعود بالشكر والثناء والدعاء لصاحب أصل هذه المشاركة وهو أخي المفضال أنس الرشيد والشكر والدعاء موصول لجميع الإخوة الأحبة(54/479)
عبقريات عباس العقاد: (3) ليست انتصاراً للإسلام
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:47 م]ـ
... جاري التنسيق معذرة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبقريات العقاد: (3) ليست انتصاراً للإسلام
بِيَدِ القائلين بأن عباس العقَّاد كان إسلامياً .. ينتصرُ للإسلامِ وأهلهِ دليلٌ واحدٌ يقدموه لنا كلما أنكرنا عليهم قولهم بأن عباس العقاد كان إسلامياً يدافع عن حمى الدين وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ، هذا الدليل هو (عبقريات العقاد)، لا تسمع منهم غير هذا، وإن كان المتحدث مثقفاً ذكر لك عدداً آخر من كتبه التي تحمل أسماءً إسلامية كـ (التفكير فريضة شرعية) و (ما يقال عن الإسلام) و (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه).!!
وبدايةً نتحدث عن عبقريات العقاد باعتبار أنها أوضح وأشهر نموذج لإسلاميات العقاد المزعومة، ثم نعطف على باقي كتبه التي تتناول مواضيع إسلامية.
& shy;
هل حقاً كانت العبقريات إسلامية؟
هل كانت نصراً للدينِ وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟
للإجابة على هذا السؤال نتناول أموراً.
أولها: من هم العباقرة عند عباس العقاد؟!
ثانيها: لماذا كتب عباس العقاد العباقرة؟!
ثالثها: أكان ظلاماً؟!
أولا: من هم العباقرة عند عباس العقاد؟
هم: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والمسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ وأبو بكر وعمر وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ، ومحمد عبده، وسعد زغلول، وابن سينا، وابن رشد، وابن عربي، والحلاج. وغاندي الهندي عابد البقرة، وبنيامين فرانكلين (مؤسس أمريكا)، و (جيتي 1749م ـ 1832م) شاعر ألمانيا، و (فرنسيس باكون) و (شكسبير) و (برناردشو) (1)
يجمع العقاد بين سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين رسولِ الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسولِ الله المسيح عيسى بن مريم ـ عليه وعلى أمِّه الصلاة والسلام ـ، والصدِّيق، والفاروق، والإمام علي، والفيلسوف، والصوفي الملحد، والسياسي العميل العربيد (2)، والمنهزم فكرياً (3)، وعابد البقر!
كل هؤلاء يحملون أعلى الأوسمة عند العقاد (عبقري) أو (عظيم). ويصرح بذلك في (عبقرية محمد) ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (العظماء في جميع الأمم وفي جميع العصور .. يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء، ويدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون، ويدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون .. ) (4)
أسأل: ما القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً؟
بأيهم العقاد معجب؟
بالشخصية القوية؟، أم بالشخصية المنهزمة التي تدعوا للانهزامية والذل كغاندي الهندي عابد البقرة؟
بالكافرين والضالين معجب أم بالمؤمنين الصالحين معجب؟!!
الحقيقة أن كل ذلك أوصاف لا تؤثر عند العقاد في الإعجاب، فلا هو مأخوذ بالأنبياء المرسلين، ولا بالمؤمنين الموحدين، ولا هو مأخوذ بالكافرين ولا بالفلاسفة الملحدين. مأخوذٌ فقط بكل مَن يصنع (مجداً)، بكلِ من يُؤَثِّر في حياة الناس ويكتب عنه التاريخ، كان مؤمناً أم كان فاسقاً!! فالفسق والإيمان ليس وصفاً مؤثراً عند العقاد. بل إن الكفر والإيمان مضطربان في حس العقاد، وقد قدَّمت بيان (التوحيد والأنبياء عند العقاد).
ويزداد الأمر بياناً بالنقطة الثانية.
ثانياً: لماذا كَتَبَ العقادُ العبقريات؟
في مقدمة (عبقرية محمد) (5) ـ صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ذكر أن دافعه لكتابة العبقريات هو رد تطاول الناس على العظماء، تحت وطأة المساواة التي جرت بينهم اليوم.
وفي مقدمة عبقرية الصديق أفصح العقاد عن تألمه الشديد لما نال العظماء من تطاول في العصر الحديث، حتى صحَّ عنده أن العظمة في حاجة إلى ما يسمى (برد الاعتبار) في لغة القانون، ولم ينصرف حتى أعلن احترامه واعترافه بالجميل لكل عظيم حتى ولو كان من غير المسلمين، أو كما يقول هو: من (عظماء الأديان) (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/480)
وحال حديثة عن الصديقة بنت الصديق .. حبيبة الحبيب .. أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذكر أن الغرض الأول أو الغرض الذي تنتهي إليه جميع الأغراض من تدوين سير العظماء هو (توثيق الصلة بين الإنسانية وبين عظمائها وعظيماتها، والنفاذ إلى الجانب الإنساني من كل نفس تستحق التنويه والدراسة) (7)
وحال حديثه عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أكد أن الذي يعنيه من عرض العبقريات هو (التعريف بالنفس الإنسانية في حالة من أحوال العظمة والعبقرية) (8)
وحال حديثة عن (بنيامين فرانكلين) بثَّ شكواه من تطاول الكثرة وظهور التخصص على العظماء، وأعلن أنه إذْ يؤرخ لبنيامين فرانكلين فهو ينقذ العظمة من هجمة الكثرة وظهور التخصصية بإبراز حياة هذا العبقري (9). وهو كاذب فلم يؤرخ لبنيامين فرانكلين وإنما علَّق على مذكراته.
نعم لا يشك عاقل في أن عبقريات العقاد لم تكتب أبداً انتصاراً للإسلام، بل كتبت لغرضٍ آخر هو الدفاع عن (الفردية) .. (العظماء) .. (رد هجمة التخصصية) .. إلى آخر ما يقول هو (10)، وهذا ما يفهمه المسوقون لبضاعة العقاد الفكرية، فمقدم رسالة (الصهيونية العالمية) يقول عن العقاد: (ومن يقرأ كتبه ولا سيما عبقرياته وحملاته ضد الحكم المطلق والمبادئ الهدامة يعرف أنه يدين بالقيم العليا، ويقيس عظمة الرجال والأعمال بالمقاييس الأخلاقية) (11)
يُقدَّمُ عباسُ العقاد للناس كأديب، والحقيقة أن عباسَ العقاد كشخص وكنتاج لم يكن أديباً إلا قليلا، فجل ما تركه لنا أطروحات فكرية وليست أدبية .. بل لا أكون مبالغاً إذا قلتُ إن عباس العقاد أعاد صياغة الشريعة الإسلامية من جديد، حاول إخراج الإسلام في ثوبٍ جديد!؛ لا أنه حاول الانتصار للإسلام كما جاء به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان عليه صاحبته والتابعين لهم.
ما عباس العقاد إلا قراءة جديدة للشريعة الإسلامية، لا أراه غير ذلك، ومن قدَّمه لنا يعرفون ذلك بل ويقصدوه، يقول صاحب دار الكتاب بدولة لبنان في تقديمه للمجلد الخامس والأخير من موسوعة العقاد الإسلامية: (يتألف هذا القسم من نتاج العقاد، والذي دعوناه ((بموسوعة العقاد الإسلامية)) من خمسة مجلدات هي العبقريات و ((شخصيات إسلامية)) و ((توحيد وأنبياء)) و ((القرآن والإنسان)) و ((بحوث إسلامية))، ويشمل على خمسة وعشرين كتاباً مختلفة، تؤلف الذخيرة اللازمة للاطلاع على حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة) (12).
هذا ما يدور في رأس من قدّمه لنا .. يُخرجه لنا لنطلع من خلاله على (حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة) .. يهدف إلى (بعث التراث العربي، وتوجيه الأفكار إليه، وحمل الجماهير العربية على الإعجاب به والاطمئنان إليه) (13) كما يقول هو بلسانه.!!
وزد على ذلك أنه إلى يومنا هذا تعقد الندوات والمؤتمرات من أجل تعريف الناس بأفكار عباس العقاد (14) فالأمر جدُّ خطير. والتصدي لعباس العقاد لابد منه، والتحدث عن عباس العقاد كأديب لابد أن يتوقف، ومن يروجون لكتبه على أنها نصوص نثرية ذات قيمة أدبية لابد أن يراجعوا أنفسهم من جديد.
المقصود هو بيان أن: عباسُ العقاد كتب العبقريات لشيءٍ آخر .. كتب من أجل (العظمة) من أجل (الإنسانية) يؤرخ للفردية.كما يقول هو.كتب عن الشاذين عقدياً وكتب عن الكافرين (غاندي وبنيامين فرنكلين مثلا)، كما كتب عن المرسلين والصِّديقين، فلا داعي أن نحمله على أكتافنا ونقول يدافع عن إسلامنا، فلا هو ابن أخينا ولا ابن اختنا!!
ثالثاً: هل كان ظلاماً؟
أحد المدافعين عن العقاد يقول: لم يكن هناك علم بالدين .. كان ظلاماً.!!
وكأنَّ العقاد جاء على فترة من الرسل، في أمة أمية لم تقرأ ولم تكتب ولم تسمع عن الأولين أو المعاصرين!!
وهو قولُ من لا يعرف. بل قولُ من لا يريد أن يعرف (15)، هو قول من يدفع الحقائق لا تكذيباً لها ولا لمن جاء بها وإنما مخافة ما تنطوي عليه!!
عايش عباس العقاد الصحوة الإسلامية في أوجها، وكانت الأكثر دوياً في تاريخنا المعاصر؛ كانت تناظر، وكانت تجاهد، وكانت منتشرة في كل مكان، وكانت موصولة بالجماهير تهتف بها فترد عليها من كل مكان .. الهند والعراق واليمن والحجاز والشام والمغرب ومصر والسودان (16).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/481)
عاصر عباسُ العقاد مَن لا زالوا بيننا أحياء ـ بذكرهم إلى اليوم ـ، الأستاذ حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، وعز الدين القسَّام، ومحمد شاكر، ومحمود شاكر، ومحمد عبد الله دراز (17)، ومحمد رشيد رضا، وعبد الكريم خطابي (المغرب العربي)، وعبد الحميد بادويس (الجزائر). وعاصر عباس العقاد ما حدث للتوجه الإسلامي على يد الأثيم الخاسر عبد الناصر، وكانت رحاها تدور على سيد قطب وهو صديق العقاد لأربعة عقود وكانا صفاً واحداً في حزب الوفد في العقد الثالث من القرن العشرين. وعاصر أحداثاً أضخم وأكبر مما نحن فيه .. سقوطَ الخلافة الإسلامية، وتسلل إخوان القردة والخنازير إلى بيت المقدس وفلسطين.
كانت الحركة الفكرية إسلامية كلها، أو بالأحرى ذات مواضيع إسلامية كلها ـ تؤيد أو تعارض ـ؛ وكانت الصحوة كبيرة برموزها وجماهيرها، وعريضة بمساحة انتشارها، ولم يكن عباس العقاد إلى يوم مماته ضمن المنظومة التي تدافع عن الإسلام أياً كان توجهها، لم يكن ما أفرزه عباس العقاد من بنات أفكارها، بل كان من المتحرشين برجالها.!!
إذ كان مجافياً للتوجهات السلفية المعنية بالسنة النبوية، وينظر بعين الازدراء إلى الدعوة السلفية في نجد (السعودية) (18)، واتهم (الإخوان المسلمون) بالعمالة للعدو الصهيوني وأسماهم (خدام الصهيونية)، وزعم أن الأستاذ حسن البنا من يهود ويعمل لصالح يهود، وكان هذا في فترة الخمسينيات وقد امتحنوا بأشد بلاء سمع به في التاريخ (19)، وقبل ذلك أسماهم (خُوَّان المسلمين) حين قتلوا النقراشي (باشا).
وأعرف أن الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ كان من بيت طيب يُعنى بالعلم الشرعي، وكان سعيه في خدمة الدين ـ والله حسيبه ـ، وهو عندي خير من ملئ الأرض من أمثال عباس العقاد، ولكني فقط أبين كيف كان العقاد مع من ينتصرون للدين، أبين أن العقاد كان عدواً للصحوة، كما أنه كان بعيداً تماماً عن طرحها وأفكارها وعن رجالها.
والرجل كان يقرأ في أمهات الكتب يعرف البخاري ومسلم، ويعرف ابن القيم (20)، ويعرف أئمة السلف وكثير من مشاهير الخلف، ويعرف أننا ننقد المتن وننقد السند ولك أن تراجع ما قاله حول قصة وأد عمر لابنته في الجاهلية (21) يتكلم عن السند والمتن، يرد المتن بعقله، ويشكك في السند دون أن يذكر عنه شيء، فقط بالتخمين والظن. وما يعنيني أنه يعرف أن ثّمَّ متن وسند .. يعرفه جيداً.!!
والشيخ الدكتور صالح سعد اللحيدان (22) في نقده للعبقريات يعتذر للعقاد بشيء قريبٍ من
هذا .. أنه يجهل المصادر الصحيحة، أو يجهل التفرقة بين الصحيح وغيره، وهذا غير صحيح.كان عالماً بها مطلعا على كثير منها، يدري أن ثمَّ صحيحاً مقبولاً وضعيفاً مردوداً.
أكتفي بهذا ويبقى للقارئ في ذمتي بيان أن العقاد لم يكن ينتصر للدين على الحقيقية في كتاباته الأخرى (الإسلامية) التي ليست من العبقريات. وإن شاء الله أبين ذلك بعد حلقتين من الآن. إذ العزم على بيان سوء أدب العقاد في عبقرياته مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين. ثم أبين عِمالة عباس العقاد للفكر الغربي. وبعد ذلك أبين هل انتصر عباس العقاد للدين أم لا وهنا أناقش ما تناثر في كتبه رداً على المستشرقين مما يعدونه دفاعاً عن الإسلام.
أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
غفر الله له ولوالديه
ظهر الجمعة
15/ 04 /1430
10/ 04 /2009
مواضيع ذات صلة
من هو عباس العقاد؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm)
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟ ( http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm)
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد ( http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm)
عبقريات عباس العقاد: (1) إنكار للوحي ( http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm)
عبقريات عباس العقاد: (2) ركوبٌ للكذب واستخفاف بالعقول ( http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm)
==================================
(1) الأول من هؤلاء الأعاجم له كتاب مستقل، والأربع بعده في المجلد التاسع من موسوعة العقاد. طبعة دار الكتاب الليبناني ـ بيروت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/482)
(2) أورد الأستاذ عبد الله بن محمد آل داود في كتابه (هل يكذب التاريخ) شهادات موثقة بإباحة سعد زغلول للزنا وغيرهم من المنكرات.فليرجع إلى الكتاب من شاء اليقين أو من شاء أن يستزيد.
(3) أعني به محمد عبد انظر للكاتب (محمد عبده نموذجاً. من زرعه ومن حصده؟) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام.
(4) ص/127، والعبقرية هي العظمة عنده انظر (عبقرية عمر) /327
(5) العقاد لا يصلي على النبي، يكتفي بقوله ـ عليه السلام ـ فقط. أو لا يقول شيئاً، تماماً كحال القذافي الآن.
(6) انظر مقدمة عبقرية الصديق.
(7) الصديقة بنت الصديق /23
(8) عثمان ذو النورين. /17، وعثمان ليس بعبقري عند العقاد.
(9) بنيامين فرانكلين / 14، 15
(10) رجاء النقاش وغيره يقولون بأن العقاد كتب للسوق، وهذا هدف والشواهد عليه قائمة ورد المحجوب عليه هزيل ضعيف، وسآتي عليه وأناقشه في سياق آخر إن شاء الله.
(11) المقدم هو محمد خليفة التونسي.الصهيونية العالمية /8.ط دار المعارف.
(12) المجلد الخامس ص/11
(13) مقدمة المجلد الخامس من (موسوعة العقاد الإسلامية) ـ دار الكتاب بلبنان /13
(14) في 2004 عقد المركز القومي للثقافة ندوة خاصة بعباس العقاد شارك فيها عدد من المثقفين، وكان لإحياء ذكرى وفاته، وتعريف الناس بأفكاره وأحواله، وتكرر الأمر في عام 2007م حاولوا إحياء ذكر ميلاد العقاد بندوة في مكتبة القاهرة تقدم للناس أفكاره.!!
(15) والصورة المظلمة القاتمة عن فترة ما قبل الثورة في مصر سببها الإعلام، والحقيقة أن واقعنا الآن أسوء في كل شيء من أيام ما قبل الثورة، اللهم ما جدَّ في وسائل المواصلات والاتصالات. وكأن ظلام الطرق كان في العقول!!
(16) مصر قديماً هي مصر والسودان حالياً عدا غرب السودان (يتبع منطقة الولايات تاريخياً) وجنوبها (يتبع الحبشة)، والسودان قديماً هي أفريقيا الآن عد مصر والمغرب العربي، وكانت تسمى سودان لسواد بشرة سكانها، وإفريقيا هي المغرب الأدنى (ليبيا وتونس)، والمغرب الأوسط الجزائر اليوم، والمغرب الأقصى قديماً هو المغرب وموريتانيا، والإنجليز هم من غيروا الأسماء.
(17) صاحب (النبأ العظيم)، وهو مصري توفي في الباكستان في مؤتمر حضره هناك، وكان ممن ابتعث للغرب.
(18) عقد فصلا في كتاب الإسلام في القرن العشرين تكلم فيه عن ما أسماء (الدعوة الوهابية).
(19) انظر كتاب (الصهيونية وقضية فلسطين) / 256 ط المكتبة العصرية.
(20) في كتابه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) ص/134 ذكر (إعلام الموقعين) لابن القيم، وفي صفحة /248 من الكتاب نفسه شرح منهج ابن القيم في تعاطي المسائل الفقهية شرح من قرأ وعلم.
(21) عبقرية عمر. موسوعة عباس العقاد الإسلامية ـ دار الكتاب.ص /511
(22) غير الشيخ صالح اللحيدان الشهير.
.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:04 ص]ـ
كون العقاد رمى الإخوان المسلمين بإنهم (خوان المسلمين) فهذه قد قالها العلامة حامد الفقي رئيس أنصار السنة كما نقلها عنه العلامة الألباني ... و حمل العقاد على اغتيال النقراشي باشا فقد فعل ذلك العلامة أحمد شاكر وسماهم (خوراج العصر) مقال موجود في " جمهرة مقالاته " سماه (المؤمن قيد الفتك) أو بهذا المعنى.
العقاد أديب كان منحرفا ثم مال إلى الإسلام والحق أننا لا نستطيع أن نقول أنه لم يكتبها انتصارا للإسلام .. فهذا دخول في النيات والعقاد حاله قريب من حال تلميذه سيد قطب فكلاهما كانا من أهل الأدب ثم اتجهوا للكتابة عن الإسلام دون علم ولذلك خبط سيد قطب في "تفسيره " ومقالاته خبط عشواء وجاء فيها بأشياء غريبة وتفسيرات من عنده وقد أصاب الأستاذ ربيع بن هادي في كثير مما انتقده على سيد قطب وعذر سيد - رحمه الله - أنه كان أديبا ثم كتب عن الإسلام وكانت أحد أمنيات العقاد أن يكتب تفسيرا للقرآن! وقد كتبه تلميذه في السجن .. أما سبب انفصال سيد قطب - رحمه الله - عن العقاد فهو سبب شخصي وقد ذكر ذلك أنيس منصور في كتابه" في صالون العقاد" خاصة بعد دفاع سيد قطب المستميت عن أستاذه العقاد ضد الرافعيين ومع ذلك لم يلق إلا التهميش من العقاد .. بل نجيب محفوظ يرى أن الفضل لسيد قطب في اكتشافه لأنه شجعه وكتب مقالات أدبية نقدية عن روايات نجيب محفوظ طبعا قبل رواية " أولاد حارتنا " رأى محفوظ أنها هي التي لفتت الانظار إليه. والفرق بين سيد قطب والعقاد أن العقاد ليس من جماعة الإخوان المسلمين التي لها قوية إعلامية تسقط المخالف وترفع الموافق ..
لا يمكن أن نطعن في نية العقاد و أنه لم يرد الانتصار للإسلام فهذا ليس بصحيح بل الظاهر خلاف ذلك لكنه أديب توجه إلى الإسلام ومشكلة العقاد أنه يرى نفسه يعلم كل شي وله الحق في أن يكتب في كل شيء وهو جاهل بالإسلام ومن رأى ردوده على الدكتورة بنت الشاطيء وكذلك ردها علي علم اعتداد العقاد بنفسه وعلمه ... وكذلك من قرأ ما حصل بين العلامة أبي فهر والأستاذ سيد رحم الله الجميع علم أن شخصية الأستاذ سيد قريبة من شخصية أستاذه العقاد والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/483)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:24 ص]ـ
أخي الكريم
بالله ماذا قرأت للعقاد؟
وماذا قرأت للاستاذ سيد؟
حتى تعطي حكماً هكذا أعني المساواة بين العقاد، وبين الاستاذ سيد
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:40 ص]ـ
يكفي في الدلالة على منهج الأخ القصاص أنه يرى أن العقاد نصراني أو شبه نصراني!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 08 - 09, 07:07 ص]ـ
لو قارنا بين رأي الأستاذ سيد قطب في الصحابي الجليل عثمان بن عفان
وبين رأي العقاد في عثمان بن عفان
وبين ما قاله الأستاذ سيد قطب في الصحابيين الجليلين معاوية وعمرو بن العاص؟
من الذي عنده انحراف منهم في هذا الباب؟
و أنا اكتب لكم وانا في سفر بعيد عن كتبي فاعذرني.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:03 م]ـ
يكفي في الدلالة على منهج الأخ القصاص أنه يرى أن العقاد نصراني أو شبه نصراني!
لم أقل هذا أخي خزانة الأدب. بل نفيت عنه النصرانية في نهاية المقالات.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:19 م]ـ
لو قارنا بين رأي الأستاذ سيد قطب في الصحابي الجليل عثمان بن عفان
وبين رأي العقاد في عثمان بن عفان
وبين ما قاله الأستاذ سيد قطب في الصحابيين الجليلين معاوية وعمرو بن العاص؟
من الذي عنده انحراف منهم في هذا الباب؟
و أنا اكتب لكم وانا في سفر بعيد عن كتبي فاعذرني.
أخي الكريم ...
سؤالي عن ما قرأته أنت ـ حفظك الله ـ للاستاذ سيد قطب، والاستاذ العقاد؟؟
لو أعطيتني إجابة محددة وجزاك الله خيراً.
أعتقد لا تحتاج الإجابة للرجوع للمصادر.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 08 - 09, 06:49 م]ـ
لم أقل هذا أخي خزانة الأدب. بل نفيت عنه النصرانية في نهاية المقالات.
صحيح، ولكنك أنت الذي اخترعت تهمة النصرانية!
لماذا تثير الشبهة إن كانت باطلة!
وإذا ثارت الشكوك حول دين الرجل فلا يمكن تبديدها بالنفي، بل لا بد أن تعلق به شوائبها، كما قال الشاعر (قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً)
والهدف من هذه الإشارة هو بيان المنهج الذي تسير عليه
وفقك الله
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 08 - 09, 07:57 م]ـ
أثنى على بولس، وعلى كتابهم (المقدس)، واحتار في نهاية المسيح. ثم وقف يسخر ممن ينصحه، فمشيتُ إليه.
هو من استدعاني.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:13 ص]ـ
ما هكذا تورد يا سعد الإبل!
يا أستاذ محمد!
صدقني هذا الذي تفعله يقلل من قيمة ما تكتبه ولا يضر العقاد شيئا إلا عند من يصدقون كل ما يقرأون!
يا أستاذ!
النقد لا يكون هكذا!
مرة تضع عنوانا فتقول عنه "نصراني"
مرة "عميل"
من أجل كلمة زل بها هنا أو هناك، أو استنتاج ركيك، وإذا حوققت تقول: أنا في نهاية المقال:نفيت هذه التهمة!
منهجك ليس علميا بل عاطفيا حماسيا لذا لن يقتنع به إلا مبغض للعقاد سلفا أو غر يقبل كل شيء.
عناوينك براقة تجذب الجمهور ولكن لا يثبتها ما كتب تحتها!
" كتابات العقاد ليست إسلامية" مم أخذت ذلك؟ من مقصوده بكتابة العبقريات كما مثلت، ومقصوده من نيته، ونيته تضره ولا تضرنا وتعنيه ولا تعنينا، لكن هل كتابته تخدم الإسلام ولو في أحد الجوانب كالرد على الكفار والعلمانين بحجج عقلية مع قوم لن يصلح معهم حدثنا وأخبرنا؟
الجواب نعم ومن قال غير ذلك فقد كذب، ثم هل عند العقاد شيء من الأدب يمكن أن يستفاد منه؟ الجواب:نعم.ومن قال غير ذلك فقد كذب. فلننتفع بذلك وليذهب العقاد إلى ..... فهذا لا يعنينا
فالرفق الرفق والقصد القصد!
وما على مثل العقاد يأسى السلفيون أو يدافعون، ولكن قد أمر الله بالعدل مع اليهود والنصارى، فكيف بالمسلم؟ والعقاد لا يخلو أن يكون مسلما كما هو ظاهره عندنا أو نصراني كما يزعم عنوانك، فاعدل معه وإلا وستبتلى بمن يجور عليك، ولقد رأينا ورأيتَ أناسا من خيرة الناس عمدوا إلى كلام بعض الدعاة الصالحين، وإلى كلام أناس خدموا الدين " كسيد قطب "الذي تحبه، فنقبوا عن أخطائهم وتتبعوا عوراتهم غيرة على المنهج السلفي الصافي فما ذهب الليل والنهار حتى رأيناهم قد تتبع الناس أخطاءهم وزلاتهم ورموهم بما رموا به مخالفيهم، وصاروا مجروحين كما جرحوا. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وستذكر ما أقول لك!
والسلام!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:33 م]ـ
أخي الكريم أبا الطيب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أولا، وأهلا وسهلا بك في موضوعي ثانياً.
ما هكذا تورد يا سعد الإبل!
من أجل كلمة زل بها هنا أو هناك، أو استنتاج ركيك، وإذا حوققت تقول: أنا في نهاية المقال:نفيت هذه التهمة!
والسلام!
عفر الله لي ولك.
كأنك لم تقرأ ما كتبت.
أخذتُ العقاد بسياق كامل في حياته، وفي كتاباته، وقدمت في كل شيء وصفته به أدلةً كثيرة. فلم يكن الأمر أبدا حكما على البواعث، وإنما على الأقوال والأفعال الظاهرة.
فصلت القول في عبقرياته (ما يقرب من ثمانين صفحة وورد).
ومثلها في كلامه على التوحيد والأنبياء.
ولم أكتب عن العقاد إلا وقد قرأت بضعة آلاف من الصفحات مما كتبت يداه ومما كتب عنه. مع أن البداية كانت فقط كتابة مقال عابر.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/484)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:30 م]ـ
لا تزعل يا أستاذ محمد!
هذا هو العقاد كما بينته لنا
وأنا أضع هنا في حلقات كتاب" العواصم مما في كتب سيد قطب من قواصم" وفيه سبه للصحابة و الاستهزاء بنبي الله موسى و ...
وثالث يجمع لنا ما على (الرافعي) الذي يقول مستغيثا بالسيد البدوي:
صريع على أعتاب أحمد منكب == فيا سيد الفتيان أنت له طب
ورابع يجمع لنا ما على (محمود شاكر) الذي حاول الانتحار وكان يشرب الدخان ويسمح في صالونه بحضور النساء.
وخامس
وعاشر
وأحسن شيء نرمي (طوبة) المصريين كلهم ونستريح.
ولا تزعل نفسك!
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:07 م]ـ
اخي الفاضل!
ليس ثم (زعل)، من ايه الزعل؟!، أهلا وسهلا بك
بخصوص العقاد لم أقتطع نصاً أو نصين، أو آخذ الرجل ببداياته وأترك خواتيم أعماله، وإنما قدمت سياقاً كاملاً .. نقدت بعد قراءة بضعة آلاف من الصفحات، اقرأ وألخص، ثم أقارن، ثم أعرض ما أجده على ما تعلمته، ثم كتبت.
لا أدري لم أجد في نفسي أنك لم تقرأ كلَّ كتبتُ؟!
ثم لا يوجد من سلم من النقد ... لا يوجد.
لا مصري ولا غير مصري.
القضية لا علاقة لها بالبلد.
أهلا وسهلا بك.(54/485)
ما أثر الإيمان بالصراط؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:12 م]ـ
ما هي آثار الإيمان بالصراط
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:21 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:28 ص]ـ
ما المقصود بأثر الإيمان بالصراط
ـ[ابوعبدالمحسن السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 04:28 م]ـ
السلام عليكم
ذكر بعد ذلك الصراط، وأن الصراط حق، يجوزه الأبرار يعني يجاوزونه، ويزل عنه الفجار، يمر الناس عليه.
ينصب الصراط على متن جهنم، يمر الناس عليه بأعمالهم، منهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا. وعلى جنتبي الصراط كلاليب مثل شوك السعدان تخطف من أمرت بخطفه، فناج مسلم، ومخدوش ومكردس في النار؛ من اجتذب بتلك الكلاليب واختطف، سقط في النار. وهذا هو الورود المذكور في قول الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا يمرون على هذا الصراط فمنهم من يحس بلهبها ومنهم من لا يحس بذلك وروي أنها تقول للمؤمن: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي وأنهم يقولون بعدما ينجون: الله تعالى أخبر بأننا واردوها وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا فأين هي؟ فقيل: إنكم مررتم عليها وهي خامدة. فهذا هو المرور.
فالصراط يجوزه يعني يجاوزه الأبرار، ذكر فيه أنه مسيرة ألف سنة؛ ولكن يقطعه المؤمنون في لحظات، وأنه أدق من الشعرة، وأحد من السيف؛ بمعنى أنه دقيق؛ ولكن يمشون عليه على قدر أعمالهم.
فنؤمن بهذا الصراط، أن الناس يمرون عليه، وقد فسر بذلك قول الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا يعني: الورود الذي ذكر في القرآن: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا يعني: وارد لهذه النار.
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ينجي: الله -تعالى- المتقين فيجوزون بسهولة.
إذا دخلوا الجنة قالوا: أخبرنا الله -تعالى- بأننا نرد النار، فأين هي؟ فيقولون: إنكم مررتم بها على الصراط، وهى خامدة، وفي بعض الرويات أنها تقول للمؤمن: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي، يعني: تجاوز فيتجاوز ولا يحس بها ولا يحس بحرارتها، جز يا مؤمن قد أطفأ نورك لهبي، كل ذلك دليل على أن الله -تعالى- رأف بعباده وأنه نجاهم.
أما هذه الكلاليب فإنها تتعلق بأحدهم فتخطفه -بإذن الله- فيسقط في النار، تخطف من أمرت بخطفه.
نؤمن بهذا الصراط، يقولون: إن الله -تعالى- نصب صراطا في الدنيا في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وأن الناس يسيرون عليه بأعمالهم.
فمن سار عليه بعمله إلى أن أتاه أجله، وتمسك به؛ سار على الصراط الأخروي سيرا سريعا ونجا منه، ومن كان سيره على هذا الصراط بطيئا أو بعيدًا عن التمسك به؛ صار سيره على ذلك الصراط بطيئًا.
كلام الشيخ بن جبرين رحمه الله تعالى
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وأريد التوضيح أكثر لأن عندي مطلب بهذا الاسم(54/486)
حمل الضبط الكامل لمنظومة: الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للسّفّاريني
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:08 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
أما بعد:
فهذه الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية للإمام السفاريني
نظمها على عقيدة أهل السنة والجماعة
قد ضبطتها كاملة بفضل الله تعالى واعتمدت على نسخة ابن القاسم.
وقد ذكر الإمام بعض الأشياء التي خرج فيها عن الجادة، نَبَّه عليها الشراح فقد قال ابن القاسم في شرحه عند قول الناظم:
فمن هنا نظمت لي عقيده ... أرجوزة وجيزة مفيده
وصدق رحمه الله وإن كان أدخل فيها من أراء المتكلمين ما لعله لم يتفطن له مما سننبه عليه إن شاء الله تعالى
ويقع كثيرا من غيره، يذكرون عبارات لم يتفطنوا لها ولو نُبِّهوا لتنبهوا لذلك.
وكنت قد اطلعت على نظم جوهرة التوحيد للإمام اللقاني رحمه الله
وحفظت بعض الأبيات منها لاستشهاد مشايخي بها رحم الله من مات وحفظ الله الحي.
ثم اطلعت على هذه العقيدة فوجدت فيهما تشابها كبيرا
بل كان الترتيب نفسه
توفي الإمام اللقاني سنة 1041 من الهجرة
أما إمامنا فقد توفي سنة 1188 من الهجرة رحم الله الجميع
بل قد قلت إن الدرة هي نظم آخر للجوهرة وشرح لبعض أبياتها على عقد أهل السنة والجماعة،
وَحَذَف الأبيات التي خالف فيها
معتقد أهل السنة. والله تعالى أعلم.
وقد راجعها أخي وصديقي الشيخ أبو علي المعامري الجبوري فتح الله عليه
ونبهني على بعض الأخطاء التي وقعت مني فجزاه الله خيرا وبارك فيه
والله تعالى أعلم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 06 - 09, 01:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125688
ـ[بندار]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:06 ص]ـ
شكر الله لك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 06:12 ص]ـ
الأخ الكريم عدي محمد
يرجى مراجعة الخاص
ـ[د. سعيد بن فاضل الولغاني]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيراً يا أخي على هذا المَجهود المُبارك.
ـ[ابو محمد الغباري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:51 م]ـ
هذه الدرة في ملف وورد ارجو من ابي مالك تصحيح ما فيها من اخطاء ثم رفعها من جديد
http://www.islamdor.com/book/Dorah.rar
ـ[ابو محمد الغباري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:23 م]ـ
واياكم غفر الله لنا ولكم:)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغباري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:29 م]ـ
جميعا غفر الله لكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:59 م]ـ
هذه الدرة في ملف وورد ارجو من ابي مالك تصحيح ما فيها من اخطاء ثم رفعها من جديد
http://www.islamdor.com/book/Dorah.rar
وفقك الله وسدد خطاك
هذه أبرز الأخطاء التي فيها، وقد تركت ما هو من اختلاف النسخ أو يحتمل وجها:
= (بأن ذي الأمةِ سوف تفترق)
الصواب: بأن ذي الأمةَ بالنصب، وللفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1065097&postcount=99
= ( فعِقدنا الإثبات يا خليلي)
الصواب: فعَقدنا بالفتح.
= (ويده وكلُّ ما من نهجه)
الصواب: وكلِّ بالكسر.
= (وسائر الأشياء غيرُ الذات .... وغيرُ ما الأسماء والصفات)
الصواب: غيرَ في الموضعين؛ لأن المراد الاستثناء لا الإخبار، وقوله (سائر) مبتدأ وخبره في البيت الذي بعده.
= (وأمرُ يأجوج ومأجوج اثبت)
الصواب: وأمرَ بالنصب.
= (كثيرة تجُل عن إحصاء)
الصواب: تجِل بكسر الجيم.
= (منها كلام الله معجزِ الورى)
الصواب: معجزُ بالرفع؛ لأن المراد الإخبار عن القرآن لا عن الله عز وجل.
= (والأول أولى للنصوص المحكمة)
الصواب: والأول اولى بدرج الهمزة للوزن.
= (على مِلاك ربنا كما اشتهر)
الصواب: على مَلاك بفتح الميم، والمقصود الملك واحد الملائكة.
= (ولا غنى لأمة الإسلام ..... في كل عصر كان من إمام)
الصواب: عن إمام
= (وفعلُ معروف وتركُ نكر ......... ونصرُ مظلوم وقمعُ كفر)
(وأخذُ مال الفيء ... )
الصواب بالجر فيها جميعا لأنها معطوفة على ما سبق.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابو محمد الغباري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:10 م]ـ
غفر الله لك
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا كريم(54/487)
الكرام الكاتبين هل يكتبون نية لم تلفظ وظن يسبب الإثم؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
الكرام الكاتبين هل يكتبون نية لم تلفظ وظن يسبب الإثم؟
سؤال وجه إلي؟
فما رأيكم بوركتم.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:14 ص]ـ
قال القرطبى عن هذه الآية توضحها الآية فى سورة ق (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وعند تفسيرها كان مما قال رحمه الله
اى مايتكلم بشىء الا كتب عليه مأخوذ من لفظ الطعام وهو اخراجه من الفم
الى ان قال
قال ابو الجوزاء ومجاهد يكتب على الانسان كل شىء حتى الانين فى مرضه وقال عكرمة لايكتب الا مايؤجر عليه او يؤزر عليه وقيل يكتب عليه كل مايتكلم به
قال (ابو معاذ المصرى)
ظاهر الآيتين هذه والمسئول عنها من اختنا ان الملك لايكتب الا مايتلفظ به المرء وهو ماتقوم به الحجة على العبد ويدعم فهمى هذا الحديث (ان الله غفر لامتى ماحدثت به نفسها مالم تقل او تعمل)
والله اعلم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:15 ص]ـ
يعلم الله أن هذه المسألة شغلت بالي مدة من الزمن فسألت الشيخ العلاّمةد. يوسف الغفيص حفظه الله عن هذه المسألة مرتين متباينتين في الزمن والموضع فقلت:
أليس الله قد استأثر بعلم ما في الصدور، فما هو السبيل للكرام الكاتبين لكتابة أعمال القلوب من الخشية والإنابة والتوكل والرجاء والحب، أو غيرها من أعمال الشر ـ نسأل الله العافية ـ كالحسد والبغض والكبر والرياء، فكأنه كره السؤال، وكان جوابه حفظه الله ورعاه: أن هذه المسائل مما لم يخض السلف في تفاصيلها، ونؤمن أن الأعمال كلها تحصى، والأولى ترك التعرض لها.
وبقي الموضوع يشغل بالي، فأقول تارة إن الله قادر على أن يُطلع ملائكته على أعمال قلب العبد حسنها وسيئها وإن كانت من الغيب الذي استأثر الله بعلمه لأن الله تعالى استثنى بعض خلقه بقوله {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا} [الجن 26ـ 27 ـ28]، ولا مانع من أن يدخل الكرام الكاتبون في هذا الاستثناء
وتارة أقول لعل الملائكة الكرام الكاتبين يكتبون الأعمال الظاهرة فقط، ثم يوم القيامة يبرز الله لعبده الأعمال الباطنة التي استأثر الله بعلمها وخفيت على الملائكة.
حتى أثرت هذه المسألة مع أحد طلبة العلم ـ ويعلم الله أني نسيت اسمه ولو تذكرته لذكرته من باب الأمانة العلمية ونسبة العلم إلى أهله فأعوذ بالله أن أكون ممن يحب أن يحمد بما لم يفعل ـ فذكرني بحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل. قال قال (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)
قلت: ولا شك أن الهمّ من أعمال القلوب لا أعمال الجوارح فتبيّن بذلك أن أعمال القلوب يكتبها الكرام الكاتبون ولو خفيت علينا طريقة اطّلاعهم عليها، فنؤمن أقلّ شيء بهذا القدر الذي ورد في الحديث الصحيح، والمقصود بالأعمال العزائم لا الخواطر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها) وحديث النفس هو الخواطر والعوارض، لا العزائم أما العزائم وهي أعمال القلوب فالإنسان مؤاخذ عليها بدليل قوله تعالى {وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء}،والمسألة خاضعة للبحث والإثراء، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، ونسأله أن نجد صحائفنا مليئة بما يسر يوم العرض عليه
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخوي الفاضلين أبو معاذ وأبو وائل، أشكركم وجزاكم الله تعالى كل خير على هذا التوضيح.
أما ما يدور في ذهني، فهو التالي:
قال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق:16)
{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} (ق:17)
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق:18)
سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب، لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات:12).
لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة، فقلت أسأل.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/488)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:18 م]ـ
أختي الكريمة وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح:
ليس في الآية دليل على أن الوساوس التي تراود الإنسان تكتب عليه، ليس فيها إلا إثبات علم الله بها، والآية سيقت مساق التهديد والوعيد، ليحذر الإنسان أن يتبع الوساوس، فتصبح عنده بعد ذلك عزائم، لأن الوساوس والخواطر أمر غير إرادي لا يستطيع الإنسان دفعه، وتقدم لك الحديث الذي فيه (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها مالم تتكلم أو تعمل) وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان أخرجه مسلم برقم 209.، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله
قال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله في تعليقه على صحيح مسلم قوله (فليقل آمنت بالله) معناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه قال الإمام المازري رحمه الله ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها قال والذي يقال في هذا المعنى إن الخواطر على قسمين فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها وعلى هذا يحمل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة فكأنه لما كان أمر طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم، اهـ (1/ 119)
قلت والقائل أبو وائل: والإمام المازري رحمه الله يريد أن يفرق بين الخواطر فيقول: هناك خواطر تعرض لجميع الناس عالمهم وجاهلهم صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم هذه أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى دفعها بقولنا آمنت بالله، والاستعاذة من الشيطان.
أما الخواطر الناتجة عن شبهة كمن قرأ في كتب الفلاسفة والملحدين الطبعيين والحسيين فعلقت بذهنه شبهة من شبههم، فهذا يحتاج إلى رد تلك الشبه والخواطر بالدليل والبرهان السمعي والعقلي.
قلت: ولا يمنع أن حتى أصحاب هذا القسم عليهم أن يدفعوا تلك الخواطر بقولهم (أمنت بالله) لعموم قوله صلى الله عليه وسلّم إضافة إلى الدليل العقلي والنقلي، لأنه قد يقال إن مجرد تلفظ الإنسان بهذه العبارة فيه تجديد لإيمانه الذي لا يستغني عنه أصحاب القسمين، فتأمّل.
وعلى كلّ تتفق في أن كلّها خواطر لا يؤاخذ عليها الإنسان مالم تستحكم في قلبه، فإن انتقلت من كونها خاطرة ووسوسة إلى أن تصبح عقيدة أُوخذ عليها الإنسان ولو لم يتلفظ بها، لأنها أصبحت عزيمة
فعليك أن تفرقي بين الوساوس والخواطر والعوارض، والعزائم والجوازم والقواطع، والله أعلم
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:41 ص]ـ
اقتباس
وعلى كلّ تتفق في أن كلّها خواطر لا يؤاخذ عليها الإنسان مالم تستحكم في قلبه، فإن انتقلت من كونها خاطرة ووسوسة إلى أن تصبح عقيدة أُوخذ عليها الإنسان ولو لم يتلفظ بها، لأنها أصبحت عزيمة
فعليك أن تفرقي بين الوساوس والخواطر والعوارض، والعزائم والجوازم والقواطع، والله أعلم
بارك الله فيك اخى ابا وائل
هناك امور قلبية لاينطق المرء بها بل قد يحاول يخفيها ولكن يؤاخذ عليها كأمراض القلوب من نفاق ورياء وكبر وعجب وحسد وشماتة ونحو ذلك
فلاتكون هذه من الخواطر العارضة المعفو عنها بل هى من المهلكات
زظنى ان اخى ابا وائل يشير لذلك
بارك الله فيكم ونفعنا بكم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:28 ص]ـ
أشكركم أخوي الفاضلين استفدت مما نقلتم وكتبتم وأفدتم.
وتذكرت بالمناسبة، شخصية قالت لي أنها نوت في نفسها أن تصلي نافلة،ولم تتلفظ بالنية مع ذلك شعرت بثقل، فقالت لي من يحبطني الشيطان أم النفس فاحترت ولم أجد جوابا أليس عندكم توجيه؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:45 م]ـ
نعم أخي المفضال أبا معاذ أشرت إليها في المشاركة الأولى عند قولي:
(فما هو السبيل للكرام الكاتبين لكتابة أعمال القلوب من الخشية والإنابة والتوكل والرجاء والحب، أو غيرها من أعمال الشر ـ نسأل الله العافية ـ كالحسد والبغض والكبر والرياء)
وقولي:
(أما العزائم وهي أعمال القلوب فالإنسان مؤاخذ عليها بدليل قوله تعالى {وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء})
وأيم الله إنها من الموبقات المهلكات كما ذكرت، وللفائدة راجع تفسير ابن سعدي عند هذه الآية من سورة البقرة ففيها فائدة عظيمة وفقك الله أخي أبا معاذ ورفع قدرك وأعلا ذكرك.
أختي في الله:
قد يكون الذي أثقلها عن العمل الصالح نفسها الأمارة بالسوء أو الشيطان أو هما معا وغالبا لاينفك هذا العاملان عن تثبيطنا عن عمل الخير وكلّنا ذلك الرجل، وأما مسألة التلفظ بالنية فلا يخفى عليك أن النية محلها القلب والتلفظ بها بدعة فإقدام العبد على صلاة الظهر تلك هي نيته وإقدامه على الوضوء تلك هي نيته، استثنى بعضهم التلفظ بنية الإحرام فقط في الحج والعمرة، والذي يظهر أن قول الإنسان لبيك اللهم حجا أو عمرة ليس تلفظا بالنية إنما هو شروع في الدخول في النسك، كتبيرة الإحرام للدخول في الصلاة، وليست تكبيرة الإحرام هي نية الصلاة، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/489)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
جزاك الله أخي الفاضل كل خير،
وما قصدته هو أن الشخصية تقول كيف للشيطان أن يثبط عن عمل لم يدري بنيته، ورجحت الشخصية أن النفس من جعلتها تشعر بالثقل وحبطتها؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:36 ص]ـ
أمَا إنّ الشيطان مثبط ويحول دون العبد ودون طاعة ربّه فهذا معلوم وواضح ومتيقن بل يوسوس في صدور العباد كما قال ربنا جلّ وعلا: {الذي يوسوس في صدور الناس من الجنّة والناس}، أمّا كيف يثبط عن عمل لم يخرج إلى حيز الفعل إنما هو لا يزال في قلب صاحبه يراود نفسه على فعله، فهذا قد يقال فيه: إنّ الصراع الذي يقع داخل العبد حين تحدثه نفسه المطمئنة على فعل طاعة إنما هو بينها وبين النفس الأمارة بالسوء، فالأخيرة جندي مطيع لإبليس اللعين، فإذا خرج العمل الصالح إلى حيّز الوجود جاء دور االلعين للصدّ عن فعله بالملهيات والمغريات والشواغل التي تُعنى بصرف العبد عن ذات الفعل، وهذا لا يعني أنه قبل خروج العمل إلى حيّز الوجود كان الشيطان غافلا عن العبد لاهيا عنه، بل هو لا يزال يوسوس له ويحاول إشغاله عن مطلق الطاعات جملة لا على فعل بعينه، ولو لم يدر اللعين عمّا يجول في خاطر العبد وقلبه من إقدام على عبادة وطاعة معينة وعمل صالح محدد، بأصناف من الصوارف والملهيات والشهوات كالنوم والأكل والكلام، وووو ..... فمثل هذه الملهيات تصلح لصرف العبد عن أي طاعة وعن أي عمل صالح كان، لكن إذا تبين له من خلال تصريح العبد نفسه لغيره مثلا، أو عن طريق القرائن ما ينوي العبد فعله أحدث له شواغل أكثر دقة تعنى بصرفه عن نفس العمل.
فمثلا إذا نوى قيام الليل وراح يتجهز له أو يضع المنبه مثلا للاستيقاظ حدثه بأنه سينام متأخرا وعليه أشغال يوم الغد وعليه أن يأخذ قسطا لابأس به من الراحة في النوم، أو حاول أن يصوم مثلا فأراد أن يتسحّر ذكره بعدم وجود السحور، أو أن الصيام غدا سيؤثر على أعماله الأخرى وقد يؤثر على طاعات أخرى كحفظ قرآن أو حضور درس بعد المغرب مما يجعله يؤخر الإفطار إلى ما بعد العشاء، وهكذا تقريبا.
والمقصود أنه دائم الوسوسة لا يفتأ عنها ما دامت الروح لم تبلغ الحلقوم ـ نسأل الله حسن الخاتمة ـ فهو يحاول صرف العبد عن الأعمال الصالحة بملهيات عامة تصلح في جميع الأعمال، فإذا تبيّن له من خلال تصريح العبد لغيره أو القرائن من فعله ما يرمي إليه العبد من عمل معيّن جاء بعد ذلك التخصص فيورد على العبد الملهيات التي تعين على صرفه على عين العمل، هذا حسب تصوري القاصر، لأنّنا عندنا أصل لا ينبغي أن نشكّ فيه وهو أنه لا أحد يعلم ما تكنه الصدور إلا ربّ الأرباب ومجري السحاب سبحانه جلّ في علاه، والله أعلم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:46 ص]ـ
لأنّنا عندنا أصل لا ينبغي أن نشكّ فيه وهو أنه لا أحد يعلم ما تكنه الصدور إلا ربّ الأرباب ومجري السحاب سبحانه جلّ في علاه، والله أعلم
الله أكبر
جزاك الله عني كل خير أخي الفاضل.
يعلم الله أنك أعنتني على بر، فالشخصية ممن وجب علي برهم وقد أمرتني بالسؤال.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:53 ص]ـ
اللهم لك الحمد عدد خلقك ولك الحمد رضا نفسك ولك الحمد زنة عرشك ولك الحمد مداد كلمات
اللهم لا تحرمني وإخوتي بذنوبنا فضلك، واجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا ياحي ياقيوم يا أرحم الراحمين
شكر الله لك أختاه حسن ظنك بأخيك، والفضل بعد الله جلّ وعلا يعود لك فأنت من أثار هذا الموضوع وصاحبة المشاركة الأصل، والشكر موصول إلى أخي المفضال أبي معاذ الذي ظهرت أخلاقه الكريمة العالية من بين سطور مشاركته.(54/490)
طلب من الكرام: أريد كتاب يتحدث عن عقيدة يوسف النبهاني
ـ[عبد الله سفيان]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:05 ص]ـ
بحاجة الى كتاب او رسائل تحدثت عن عقيدة يوسف النبهاني
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:42 ص]ـ
وجزاك خيرًا ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23902
ـ[أزماراي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:01 م]ـ
للنبهاني كتاب جامع كرامات الأولياء فيه من عقيدته ما يبينها
وجزا الله الشيخ الفاضل سليمان الخراشي خير الجزاء(54/491)
المد الشيعى والصد السنى
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:20 م]ـ
الاخوة الكرام
المطالع للاحداث على الساحة الاسلامية والتطوارات الاخيرة يشعر باستقراء واستشراف ان الامور في السنوات القادمة لاتبشر بخير كثير
وفي ضل المد الشيعى المتنامى وصفه الموحد والدعم اللامحدود من مختلف الطوائف والتيارات الشيعية،
نجد انه لامفر لدينا معشر اهل السنة الا بمواجهة هذا المد بمشروع موحد عصري الخطاب والرد
واطلب من الجميع ان تتسع صدورهم وافهامهم لما سا قول والمتلخص في النقاط التالية:
1) ضرورة الكتابة في التحذير من هذا الخطر ليس باستجلاب النصوص القديمة ولكن الكتابة في تبيين الخطر الشيعى من مختلف النواحى العقدية والنفسية و الاستراتيجية والخطر المحدق بالوجود السنى والخطر الامنى القومى،،،
2) ضرورة توحيد صفوف جميع اهل السنة بمتلف مشاربهم والتخندق في خندق واحد، فالسلفية والصوفية والاشاعرة والوهابية وغيرهم يجب ان يتناسوا اختلافاتهم والالتفات الى هذا الخطر الى لايرقب فيهم جميعا الا ولا ذمة، وقد استطاعوا تاليب الكثير من المتصوفة ضد السلفية بمسائل التوسل والمولد والموالد وغيرها لخلق هوة بينهم، حتى اننى رايت من ينتصر لعلماء الشيعة ضد علماء السنة لمثل هذه الامور، ودعوة الحب لآل البيت يثيرونها في المتصوفة لكسب ودهم وتعاطفهم ولضرب اهل السنة باخوانهم،فيجب العمل لتنبيه الصوفية لحقيقة الامر وان الشيعة لايفرقون بين الجميع وانهم يستغلونهم كمخالب لهم لتوطئة الامر، واب يكون الحوار باسلوب المودة والحسنى
3) انشاء المزيد من المواقع التى تفضح الرافضة وتنشر الردود في قمع باطلهم
4) العمل على انشاء قنوات متخصصة لاهل السنة والجماعة تبرز الحقائق الخفية ونتمنى ان تكون هناك ساعات بث باللغة الفارسية، فللاسف كل يوم نري قناة شيعية جديدة، ولا نقابلها الا بقنوات الاغانى والمنوعات والكوميديا،
5) تاليف كتب تدافع عن الصابة وامهات المؤمنين، وليس ذلك من باب التراجم او الفضائل، ولكن الكتاب مثلا عن معاوية كشخصية لعبت دورا بارزا في التاريخ الاسلامى، نتحدث عن شخصيته واصلاحاته وزهده والدولة التى قامت فى عهده مع ابراز الشبهات والرد عليها باسلوب متطور،
6) الكتاب المبرزون في التاليف المسرحى او الدرامى لماذا لايكتبون مسلسلا بتناول سيرة الصحابى معاوية فيه ابراز لمعالم هذه الشخصية المفتراة عليها، فقد رايا مسلسل عن الامين وعن ابى جعفر المنصور وعبدالرحمن الداخل فهلا كتبنا عن معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما والفاع عنهما
7) كتابة رسائل صغيرة تفضح المذهب الشيعى سهلة الاسلوب واضحة العبارة مركزة المضامين
8) تخصيص منتدى في هذا الموقع المبارك للشيعة وما يتعلق بهم بدل الاحالة الى المواقع الاخرة وبعضها محجوب لدينا، بمعنى ان العضو يجد في هذا الملتقى كل ما يتعلق بالشيعة من كتابات وصوتيات ومرئيات دون البحث في منتدى العقيدة الذى ياخذ جهدا كبيرا للوصول الى المعلومة
9) ضرورة الوقوف مع الشيخ القرضاوى والتنديد بما كتب عنه، ولوم الذين خذلوه من المنتبين لاهل السنة كمحمد سليم العو ا وفهمى هويدى وكمال ابو المجد، والتذكير بما يتعرض له اهل السنة عند صدعهم بالحق وكيف استشهد حسين الهى ظهير
10) تحذير المسلمين من المتشيعين وحكم الصلاة خلف من يطعن في الصحابة وعدم الاقداء به بل الواجب على اهل السنة فضحه والتحذبر منه وكذلك كشف ادعاءات حزب الله والانتصارات المزعومة
التى انطلت على السذج والعوام وبطلان ما يدعى بالتقارب السنى الشيعى
ارجو من الاخوة الكرام اثراء الموضوع لان الخطر داهم قد يراه البعض ويغفل عنه الاخر
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد عبدالعزيز المسلم]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:50 م]ـ
يقال أن خير طريقة للدفاع الهجوم
خطوات عملية واقعية لو خلت من هذه العبارة (((ضرورة توحيد صفوف جميع اهل السنة بمتلف مشاربهم والتخندق في خندق واحد، فالسلفية والصوفية والاشاعرة والوهابية وغيرهم))
فجزاك الله خيرا ورفع قدرك في عليين.
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:57 ص]ـ
ولماذا لايتم توحيدهم لان الخطر يداهم الجميه وكما قيل انا واخى على البن عمى وانا وابن عمى على الغريب
بارك الله فيكم على المداخلة
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:11 ص]ـ
) ضرورة توحيد صفوف جميع اهل السنة بمتلف مشاربهم والتخندق في خندق واحد، فالسلفية والصوفية والاشاعرة والوهابية وغيرهم يجب ان يتناسوا اختلافاتهم والالتفات الى هذا الخطر الى لايرقب فيهم جميعا الا ولا ذمة، وقد استطاعوا تاليب الكثير من المتصوفة ضد السلفية بمسائل التوسل والمولد والموالد وغيرها لخلق هوة بينهم، حتى اننى رايت من ينتصر لعلماء الشيعة ضد علماء السنة لمثل هذه الامور، ودعوة الحب لآل البيت يثيرونها في المتصوفة لكسب ودهم وتعاطفهم ولضرب اهل السنة باخوانهم،فيجب العمل لتنبيه الصوفية لحقيقة الامر وان الشيعة لايفرقون بين الجميع وانهم يستغلونهم كمخالب لهم لتوطئة الامر، واب يكون الحوار باسلوب المودة والحسنى
المشكلة يا أخي الكريم أنّ وجود الصوفيّة سبب لسهولة نشر التشيّع , وانظر إلى سوريا مثالا واقعيّا.
جزاك الله خيرا على تنبيهك.
أكثر شيء يسهّل علينا وقف المدّ الرافضي هو ترسيخ الموقف العقائدي للمسلم, فمهما علا شأن الرافضة ومهما قاتلوا اليهود والنّصارى يجب أن يبقى موقفنا منهم عقائديا .. إذن فالسبيل هو ترسيخ العقيدة أوّلا وآخرا.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/492)
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:37 ص]ـ
الذى اريد الوصول اليه ان لانترك هؤلاء في صف الروافض فلماذا لا نعمل على هدايتهم بالحسنى وكسبهم في صفنا وكثير من الصوفية يعلمون الخطر الشيعى فالشيعة لا تصوف عندهم بل يحاربونهم
ان ما رايناه في البقيع والبحرين والتصريحات الاخيرة من قبل المسؤولين الايرانيين وخلية حزب الله في مصر واغلاق السفارة الايرانية في المغرب
كل ذلك يحتاج منا الى وقفات سريعة وجادة وعملية لاتنظيرية تاخذ منا الوقت والجهد دون نتائج مباشرة وملموسة على ارض الواقع
ـ[د. المجولي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
وكما قلت .. فالخلاف في الفروع ليس كالخلاف في الأصول!
المشكلة أن معتقد القوم يسهل على كل ذي لب بصير أن يقف على فساده وبطلانه ..
والمهمة سهلة والله في بيان هذا الفساد والبطلان، فما أكثرهما!
لكن يحسن بنا فعلا التحرك الآن، فهم لا بهدأون عن نشر باطلهم .. وأولى للحق أن ينتهض
ليجابه هذه السيول الجاعفة من الباطل ..
جزاكم الله خيرا
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:48 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على موضوعك الطيب
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:33 م]ـ
لقد اجاد وافاد الدكتور البلوشي في اخر الحلقة الثانية من برنامج المستقلة حول الشيخ محمد عبد الوهاب
وقال الكلام الذى يجب ان يقال ويؤخذ في الاعتبار فاطلعو عليه غير مامورين
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:30 م]ـ
افحم الشيخ البلوشي الشيعى تامر الميالى اتهمه بنه ناصبى وهكذا هم الروافض عندما لايحيرون جوابا انظر نهاية الحلقة السادسة(54/493)
أحوالٌ و أهوالٌ ـ بحثٌ للشّيخ عبد الرّحمن بن صالح المحمود
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:39 م]ـ
كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعلم أصحابه أن يتعرفوا على تلك الأحوال والأهوال، وجاء في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام التفصيلات الكاملة التي لا توجد في غيرهما، فإذا جئت إلى التوراة وإلى الإنجيل وما يتبعهما من الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى لا تجد الحديث عن هذه الأحوال والأهوال إلا حديثاً هو نزر قليل، ومن ثم رأينا في عالم اليوم -وخاصة عند النصارى وهم الكثرة الغالبة اليوم -رأينا مادية طاغية تظهر آثارها مشرقاً ومغرباً.
أما نحن المسلمين فقد أكرمنا ربنا سبحانه وتعالى وأنعم علينا بالإسلام الذي جاءت فيه تفاصيل تلك الأحوال والأهوال وكأنما نراها رأي العين، لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وما يكون لمثلي وأنا العبد الفقير المذنب المقصر أن أنقل إليك بعضاً من هذه الأحوال والأهوال، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياك في تلك الأحوال والأهوال من العاملين الفرحين المسرورين الفائزين.
سنذكر في هذا البحث إن شاء الله تعالى بعض مظاهر هذه الأحوال والأهوال، ولكن ينبغي أن يستقر في نفس كل واحد منا وهو يقرأ عرضاً مختصراً عن بعضها وأحداثها استشعار حقائق تلك الأهوال والأحوال، ويصور نفسه وكأنه ذلك الذي تتحدث عنه الحادثة، أو تشرح حاله الآية، أو يبين أمره حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:41 م]ـ
الموت وأهواله:
لنقف مع بعض تلك الأحوال والأهوال، ونبدأها بذلك الأمر الذي كتبه الله على جميع الخلائق، إنه الموت الحق الذي لا شك فيه، والدليل الذي نشاهده كل يوم بأعيننا، نودع فيه أناساً كثيرين من الأحباب والأصحاب، بل حتى من الأعداء؛ لأن سنة الله سبحانه وتعالى فيه أن الله كتبه على الجميع ((فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)) [الأعراف:34].
لحظات الوفاة
وأول حدث من أحداث الموت هو أن الإنسان إذا جاءه الموت فقبل قبض روحه تحضر ملائكة الموت، فملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة، وتأتي الكافر والمنافق في صور فظيعة مخيفة.
ففي حديث البراء بن عازب عند أبي داود وغيره -وهو حديث صحيح- يقول فيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط -وهو الطيب وما يتبعه مما يوضع بين الأكفان- من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد بصره)، وهذا كله قبل الموت عند حضور موت المؤمن، وهذا دليله قول الله تبارك وتعالى ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)) [فصلت:30].
إنها حالة الموت يبشر بها المؤمن بالله سبحانه وتعالى، ويا لها من حالة ما أطيبها للمؤمن وإن كان أهله وأحبابه من ورائه في ألم شديد، لكن شتان بين الحالتين، أولاد وأحباب يبكون، والميت مبتسم يستقبل الملائكة بهذه الأشكال الطيبة، إنه فرِحٌ مسرور في لحظة هي من أشد اللحظات التي تمر على الإنسان. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: يا أيتها النفس الطيبة -وفي رواية: يا أيتها النفس المطمئنة- اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها)، هذه حالة للمؤمن الصادق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/494)
الحالة المقابلة لها، هي من الأهوال الفظيعة، يقول الصادق المصدوق في نفس الحديث: (وإن العبد الكافر -وفي رواية: الفاجر- إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبال من الدنيا، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد سود الوجوه، معهم المسوح)، والمسوح: هي ما يلبس من الشعر من الألبسة والأكسية الغليظة، تلك التي يلبسها البعض تقشفاً؛ قال: (معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: يا أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده)، يعني أن الروح يصيبها الرعب من هذا الخطاب الرهيب فتنكص إلى الجسد لا تريد أن تخرج؛ لأنها إنما تقبل على غضب من الله، قال: (فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، قال: فتتقطع معها العروق والعصب)، يعني أن ملك الموت ينزع هذه الروح الخبيثة نزعاً من أعماق العروق والعصب، ويا لها من رحلة لهذه الروح حين تخرج هذا المخرج الذي وصفه لنا رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.
ومصداق حضور الملائكة سود الوجوه قول الله تبارك وتعالى: ((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ *ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)) [الأنفال:50 - 51].
حالات الناس في السكرات:
حالة أخرى هي سكرات الموت، ويكفي في بيان سكرات الموت أن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم لما جاءه الموت كانت عنده ركوة فيها ماء، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يدخل يده في الركوة ويمسح بها جبينه ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات)، وإذا كان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بحال من عداه، ثم كيف بنا نحن المساكين المذنبين! ومن هنا فإن أعظم من يعاني من السكرات الكفار، فإنهم يعانون من السكرات أشدها، وتلك عقوبات تكون لهؤلاء معجلة؛ لأنهم كفروا بالله وبيوم الحساب.
وفي حال السكرات تكون للناس حالتان:
الحالة الأولى: الكافر والعاصي يتمنيان الرجعة، قال الله تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)) [المؤمنون:99 - 100]، فالكافر يتمنى العودة ليسلم ويؤمن بالله، وأما العاصي فإنه يتمنى العودة ليتوب مما فرط فيه من الذنوب والمعاصي في حياته الدنيا.
أما الحالة الثانية: فإن المؤمن يفرح بلقاء ربه، وكيف لا يفرح والملائكة تتنزل عليه بتلك الصور المشرقة تبشره؟ روى البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
إنه حديث مؤثر في النفس؛ لأننا جميعاً نكره الموت ونفر من الموت، فهل نحن جميعاً من الصنف الثاني؟ لا. لقد كانت بصائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نور من ربها، فعندما قال المصطفى هذا الحديث قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! إنا لنكره الموت. تعني: ما الصنيع؟ فإذا كنت تقول: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فإننا نكره الموت بالطبيعة والجبلة، فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام موضحاً ومفرجاً للهموم: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاءَ اللهِ وأحب اللهُ لقاءَه).
وعليه فالموت هو عنوان اللقاء، واللقاء إنما يكون يوم القيامة، فالمؤمن يبشر بالرضوان فيفرح ويستبشر فيحب ما أمامه ويفرح به، فإذا أحب لقاء الله أحب الله لقاءه؛ قال: (وأما الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره مما أمامه، فكره لقاءَ الله فكره اللهُ لقاءه).
وروى أبو سعيد الخدري -كما في صحيح البخاري - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الجنازة إذا احتملها الرجال إن كانت صالحة قالت: قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها -وأهلها في الغالب هم حملة نعشها-: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق)، إنها حالة الموت وسكرات الموت، فماذا تختار؟ حالتان للموت لا ثالثة لهما، حالة البشرى والسعادة، وحالة البؤس والشقاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/495)
أما المشمرون في مسألة سكرات الموت، فقد روى الترمذي في حديث حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة) إنها المجازاة، قدم نفسه لربه تبارك وتعالى فأعاضه الله ألا يكون معه من السكرات إلا ألم القرصة، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يرزق الشهادة في سبيله.
حالات الناس في حسن الخاتمة وسوءها:
وفي لحظة الموت تبرز حالتان كبريان ينقسم إليهما الناس:
الأولى منهما: حسن الخاتمة.
والثانية: سوء الخاتمة.
وسنبدأ بالحديث عن سوء الخاتمة – نسأل الله لنا ولكم العافية- وهي:
أن يأتي الموت الإنسان وهو غير مستعد له، وأعظم ما يكون من سوء الخاتمة الموت وهو على ضلالة وكفر ونفاق، أو على معصية،
فسوء الخاتمة على درجتين:
أعلاهما وأخطرهما: أن يموت على شرك أو كفر، أو يموت جاحداً أو شاكاً في دين الإسلام، أو تاركاً للصلاة ونحو ذلك، فهذه خاتمة عنوانها هو الخسران المبين.
وحالة أخرى دونها: وهي أن يموت على الإسلام، لكن يموت مصراً على المعاصي غير تائب، فهذا له الحسرة بحسب ذلك، وحسبك بإنسان يموت وهو على مسكر، أو على عقوق والدين، أو ذاهب لخنى وفجور، أو يردد أغنية ماجنة، أو غير ذلك من أحوال سوء الخاتمة، نسأل الله السلامة والعافية.
وسوء الخاتمة لها أسباب - يجب أن يقف عندها كل مسلم -، منها:
فساد الاعتقاد، والإصرار على المعاصي، وسلوك طريق أهل الاعوجاج، والتعلق بالدنيا وعبادتها، ونسيان الآخرة، ومرافقة أصحاب السوء الذين قد يموت الإنسان وهو معهم.
أما الحالة الأخرى: فهي حسن الخاتمة التي تكون للمؤمنين الموفقين، وكم سمعنا من أحوال الصالحين الطيبة، ذلك الصالح الذي أحسن الله له الختام فاستعد لما أمامه بتوبة لربه سبحانه وتعالى، فذاك يموت في سبيل الله، وآخر يموت مهاجراً إلى الله ورسوله، وثالث يموت وهو ذاهب إلى الحج أو راجع منه، ورابع يموت وهو ذاهب إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
وقد أُخْبِرتُ عن مجموعة من الأخيار ذهبوا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في أقصى هذه البلاد، وبينما هم مسافرون لخطبة الجمعة وإلقاء بعض الدروس إذا بالحادث يأتي فيموت اثنان منهم ويصاب الثالث، أسأل الله تبارك وتعالى أن يتغمد الميتين برحمة منه وفضل، وأن يرزق الثالث الشفاء العاجل، إنها علامة -فيما نحسبهم والله حسيبهم- على حسن الخاتمة.
حال يموت فيها مؤمن وهو يصلي لله رب العالمين، رجل خطب الجمعة ثم لما صلى بالناس مات في السجود في الركعة الثانية، وآخر جلس يصلي لصلاة الظهر وبينما هو يصلي إذا به في الركعة الثالثة يسجد السجود الأخير، إنها من علامات حسن الخاتمة، وآخر ينتظر الصلاة فتذهب الروح إلى ربها سبحانه وتعالى وهو يسبح لله رب العالمين.
والاستعداد لحسن الخاتمة فمن وفقه الله تبارك وتعالى لذلك فليبادر إلى مسيرة جديدة، وإلى توبة نصوح قبل أن يأتيه الموت، ولا بد أنه آت: ((إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)) [يونس:49].
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:44 م]ـ
أهوال القبور وأحوالها
القبور أهوالها وأحوالها: مات الميت وسارع بحمله أهله، فأحبُّ الناسِ إليه يسارعون في نقله إلى ظلمة القبر، فهل رأينا حالة أعجب من هذه الحالة؟! وهل تدبرنا هذه الحال؟!
القبر حقيقة لا شك فيها، وسنقف عند بعض أهوالها وأحوالها:
القبر مظلم، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام سمع بامرأة كانت تقمّ المسجد أنها ماتت، ولم يعلموه بموتها، فسأل عنها، ثم ذهب إلى قبرها فصلى عليها بعد دفنها، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (إن هذه القبور مليئة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل منورها لهم بصلاتي عليهم)، فصلى الله على هذا النبي الكريم الذي يسأل عن أمة سوداء ماتت لم يعرف بموتها إلا القليل.
ظلمة القبر هي التي أقضت مضاجع الصالحين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/496)
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل له: يا أمير المؤمنين! تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟! فقال رضي الله عنه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه). قال رضي الله عنه: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه) رواه الترمذي و ابن ماجة، وهو حديث صحيح.
فلنعدّ لذلك المقام مقالا، وكل إنسان سيدخل قبره، فالمؤمنون يدخلون القبور، بل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم دفنه أحبابه في القبر وأهالوا عليه التراب، ولما رجعوا قالت فاطمة رضي الله عنها: كيف سمحت لكم نفوسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟! هذا القبر يدفن فيه كذلك الكفار؛ لأن غالب الكفار يستخدمون القبور إلا النادر منهم، ثم إن القبر حالة برزخية لا ينفك عنها من دفن ومن لم يدفن، ولذا فإن من أهوال القبر ضمة القبر، روى النسائي وغيره -وهو حديث صحيح- في قصة موت سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز عرش الرحمن لموته أنه قال: (لقد ضم ضمة ثم فرج عنه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ)، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها نجا منها سعد بن معاذ) رواه الإمام أحمد، فهل ينجو منها أحد؟ عن أنس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أفلت أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي)، فما موقفك إذا وضعت في القبر وضمك القبر ضمة، هل تراك ناجياً بعد ذلك؟!
وفي القبر فتنة القبر وسؤال الملكين، فلا ينجو من السؤال أحد، وهي:
من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فالناس على حالتين: مجيب يتحول القبر بعده إلى روضة من رياض الجنة، يفتح له فيه مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها وريحانها.
وآخر لا يجيب على الأسئلة الواضحة وضوح الشمس، فيضرب بمطرقة من حديد فيصرخ صرخة يسمعها جميع المخلوقات إلا الثقلين، ولو سمعناها ما تدافنا، كما قال صلى الله عليه وسلم.
وهنا يكون عذاب القبر ونعيمه، حالتان من حالات القبر تستمران مع عباد الله إلى يوم يبعثون، فالكفار يتحول القبر عليهم إلى حفرة من حفر نار جهنم النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46].
الكفار في لهيب النار، وإن كنا -إذا نظرنا إلى القبر- لا نرى شيئاً، فهو عذاب برزخي.
أما المؤمنون الصادقون فما أطيب مقعدهم! أحباب الميت يرجعون إلى بيوتهم أسفين حزينين، والواحد منهم ربما رجع من الباب الآخر فرحاً أنه نجا من الموت، ولكنه لم يعلم أن أخاه الذي مات على الإيمان والطاعة أحسن حالاً وأطيب منزلاً من قصره المعمور.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:46 م]ـ
مشاهد وأوصاف يوم القيامة:
يبقى الناس في قبورهم من مات ومن سيموت ومن تقوم عليهم الساعة، يبقون في قبورهم ما شاء الله تبارك وتعالى على تلك الحال إلى يوم القيامة، ويوم القيامة جاء تفصيل أحداثه في كتاب الله تعالى، وجاءت له أسماء معبرة، فهو يوم القيامة، وهي الساعة، وهي الحاقة، وهي الآزفة، وهو يوم التناد .. إلى آخر أسماء يوم القيامة. لكن هناك أسماء تدل على هول ذلك اليوم، فيكفي أن يصفه ربنا تبارك وتعالى بأنه يوم عظيم، قال تعالى: أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:4 - 6]. وهو يوم ثقيل
إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا [الإنسان:27].
وهو يوم عسير، قال تعالى: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [المدثر:9 - 10].
هذا اليوم تجتمع فيه الأهوال من كل جانب، وهو يوم الرعب والفزع العظيم، ووالله إن تصوير ذلك اليوم لا يستقيم التعبير عنه أمام كلام الله تبارك وتعالى لأحد، فاقرأ القرآن تعرف حقائق ذلك اليوم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:1 - 2].
وهو يوم تشخص فيه أبصار الظلمة على مختلف أنواع ظلمهم، قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [إبراهيم:42 - 43]، شاخص البصر لا يرتد إليه طرفه من شدة الهول. وهو يوم تبلغ فيه القلوب الحناجر، قال تعالى: وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ [غافر:18]. وهو يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، وهو يوم يجعل الولدان شيباً، إنه يوم عظيم، فهل أحضرت في ذهنك ذلك اليوم العظيم وتصورت نفسك واحداً من ذلك الجمع الكبير؟ ما هي حالك يا عبد الله؟ ويكفي في هول ذلك اليوم أنه يوم طويل جداً، نحن في الدنيا نعيش سنوات معدودات، لكن ذلك اليوم قال تعالى عنه: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4]، وبعد أن يكسى إبراهيم يكسى محمد صلى الله عليه وسلم ثم الأنبياء ثم المؤمنون.
أما الكفار والفجار فهل يكسون يوم القيامة؟ الجواب: لا. ولكن يسربلون بسرابيل القطران ودروع الجرب من نار جهنم، نسأل الله السلامة والعافية.
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/497)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:48 م]ـ
الحساب ودواوينه:
وننتقل مختصرين إلى حالة أخرى من أحوال وأهوال يوم القيامة، ألا وهي الحساب ودواوين الحساب: تصور نفسك واقفاً للحساب وللجزاء، تلاقي ربك ليس بينك وبينه ترجمان، ويكلمك ربك بأعمالك، ويُنشَر كتاب بسطت فيه أعمالك لا يترك الكتاب منها شيئاً، كما قال تعالى عن المجرمين: مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا [الكهف:49]، ويبدأ الحساب والمحاضرة الربانية، فماذا عملت في دنياك؟ يحاسب الله العباد في ساعة واحدة، كما يبعثهم في ساعة واحدة، إنه الله الذي لا إله إلا هو وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67].
وفي الحساب ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدواوين ثلاثة ..
ديوان لا يقبل الله معه صرفاً ولا عدلاً: إنه ديوان الشرك والكفر إذا مات العبد عليه، فلا يكتب له حسنات ولا عمل صالح، ومهما عمل الصالحات في دنياه فإنها تكون هباء منثوراً، قال تعالى:
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23]، فهل تصورنا فظاعة الموت على الشرك بالله؟ هل تصورنا فظاعة الموت على الكفر بالله سبحانه وتعالى؟ إنه الوقوف العظيم بين يدي الله تبارك وتعالى حيث لا يقبل الله مع الكفر صرفاً ولا عدلاً، هذا الديوان الأول.
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، فعلى كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها أن يتقي الله ولا يتعلق بغير الله من ولي أو صاحب قبر أو طاغوت، وليخلص التوحيد لربه؛ فإن الأمن يوم القيامة لا يكون إلا للمؤمنين الموحدين.
الديوان الثاني: ديوان لا يترك الله منه شيئاً، فلا بد من تدقيق الحساب فيه، وهو حقوق العباد بعضهم على بعض، فيوم القيامة يبنى على المشاحة، لا قريب ولا صديق، ومن ثم فكل إنسان يريد حقه لأنه خائف، ومن ثم فالحقوق بين العباد لا يترك الله منها شيئاً، حق مال، أو حق عرض، أو حق دم، أيما حق عليك لأي أحد من أهل الجنة أو من أهل النار فوالله لتحاسبن عليه في هذا اليوم في ذلك الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً، وإنما يقتص العباد بعضهم من بعض. فهل تدبرت تاريخك وحياتك مع عباد الله وتذكرت يوم تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى؟ فيا من تعادي إخوانك المؤمنين وتكيد لهم! ألا تعلم أنهم سيأخذون حقوقهم منك يوم القيامة؟ فتب إلى الله سبحانه وتعالى، فإن هذا ديون عظيم أيها الأخ المسلم.
وأما الديوان الثالث: فهو ديوان بعد ذينك الديوانين، فمن نجح في الديوان الأول وهو التوحيد الخالص لله، ثم صفى الديوان الثاني وهو حقوق العباد، فالديوان الثالث هو ما بين العبد وبين ربه، فمن رحمة الله للعبد المؤمن أن هذا الديوان لا يترك الله منه شيئاً، فيغفره جميعه لعبده المؤمن، فأين نحن من ربنا الغفور الرحيم؟ أين نحن من حسن الظن بربنا سبحانه وتعالى؟ اللهم آمنا في ذلك اليوم واغفر لنا ذنوبنا يا رب العالمين.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:49 م]ـ
انحلال العلاقات الدنيوية يوم القيامة
ومن الأهوال هول عجيب، هول إذا عشنا صورة منه في الدنيا تكاد الأفئدة تتقطع، ألا وهو علاقة القرابة والأحبة، تأمل أحوال الناس في هذه الرابطة الدنيوية، كيف أن الأم تموت حسرة وكمداً خوفاً على وليدها، والأب كذلك، والزوج والزوجة والأخ والأخت.
الإنسان -في هذه الدنيا- يقدم لمن يعز عليه نفسه فداءً، وهذا موجود والحمد لله.
فالأم دائماً دعاؤها أن لا تذوق يوم وفاة ولدها، أن تموت هي قبله فتفديه بنفسها، والأب والزوج والزوجة، لكن إذا جاء يوم القيامة فالهول فظيع، فالأنساب تتقطع فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ [المؤمنون:101]، بل والله إن هول ذلك اليوم لأشد من ذلك، ليته اقتصر على تقطع الأنساب في ذلك اليوم، إنه أعظم هولاً وأفظع، إن من صور هول ذلك اليوم أن المجرم يود لو يفتدي من عذاب جهنم بأحبته، فهل تصورنا ذلك اليوم الذي يتمنى أن ينجو فيه وأن يقذف بأمه وأبيه وصاحبته في نار جهنم! قال الله تبارك وتعالى: (يُبَصَّرُونَهُمْ) يعني أنهم في ذلك اليوم يرون الحقائق (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى [المعارج:11 - 16]، ولا يمكن أن يُفتدى.
ويجوز أن يفتدي الإنسان نفسه بملء الأرض ذهباً، لكن أن يفدي المجرم نفسه بأحبته فهذا والله هول شديد، يقول الله تبارك وتعالى: وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ [يونس:54]، إذاً لماذا تظلم اليوم من أجل الأرض والمال ومتاع الدنيا الزائل، ألا نتذكر أننا في يوم القيامة لا تتمنى قليلاً من المال لتفتدي به، وإنما تتمنى ما في الأرض جميعاً، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ [الرعد:18] فالظالمون والكافرون يتمنى أحدهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدي به، لكن أنى له ذلك؟ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ [الرعد:18].
أما الكافر فإن الله يقول: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ [آل عمران:91]، ثم إن بعض الناس يبيع دينه لأجل عرض من الدنيا! روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: (يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقال: كنت سألتك ما هو أيسر من ذلك، سألتك أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا الشرك).
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/498)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:51 م]ـ
صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وأبأسهم في الجنة:
وفي أهوال يوم القيامة صور متنوعات عجيبات، سنقف مع مواقف مختصرة منها، موقف يجتمع فيه الخلائق، ثم يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار.
هذا الموقف سيكون أمام العالم كله، أمام الأولين والآخرين، فقبل دخولهم النار يؤتى بأنعم أهل الدنيا، ولك أن تتصور أنعم أهل الدنيا وما الذي اجتمع له من الجاه والسلطان والمال والبساتين إلى آخر النعم التي تتصور، يؤتى به يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة واحدة في ثانية أو أقل من ثانية، ثم يقال له: يا ابن آدم! هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله -يا رب- ما رأيت خيراً قط، وما مر بي نعيم قط. نسي نعيم الدنيا.
وصورة أخرى مقابلة، يؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة ممن اجتمع عليه المرض والفقر والجوع والابتلاء ... إلخ، ثم يصبغ صبغة في الجنة، فيقال له والناس يسمعون: هل رأيت بؤساً؟ هل مر بك بؤس قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما رأيت بؤساً وما مر بي بؤس. مشاهد عظيمة من مشاهد يوم القيامة، والناس ينظرون وينتظرون بقية الحساب.
موقف الفرط المحتسب:
وهناك مشهد آخر هو مشهد الصبي الذي مات قبل البلوغ، لكن أباه مؤمن وأمه مؤمنة، فاحتسبا أجره عند الله وصبرا.
صبيً يوم القيامة يبحث في ذلك الهول الفظيع؛ إنه يبحث عن والديه، فيمسك بهما والله أعلم ما حال والديه، فقد يكونان مقصرين، وقد يكونان مذنبين، لكن الصبي يأخذ بهما ويشفع عند ربه ويقول: يا رب! لا أدخل الجنة إلا مع والدي، فيشفعه الله فيهما، لاحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى والصبر عنده.
موقف الشهيد من الشفاعة
وهناك مشهد آخر، فالشهيد ورد أنه يشفع لسبعين من أهل بيته، فلك أن تتصور كيف حال الشهيد مع أهل بيته في عرصات القيامة، فيختار منهم سبعين يطلب لهم الشفاعة ويشفعه الله فيهم، فهل سيقدم على والديه أحداً؟ هل سيقدم على زوجه وأولاده أحداً؟ الجواب لا. لكن سينتقل أيضاً إلى الآخرين، ولك أن تتأمل حالك وأحد أقربائك من الشهداء وأنت في هول فظيع، وهو صاحب لك في الدنيا يعرفك، أراك ستقبل عليه تريه وجهك لعله يتذكرك فيعدك من السبعين الذين يطلب الشفاعة لهم، فما حال ذلك الذي يسخر من الشهداء في سبيل الله ويقول: فلان مجنون راح للجهاد ومات فيه، أمه مسكينة ذهب ولدها ومات في سبيل الله، لكن أن يموت في حادث سيارة أو يموت مدمناً للمخدرات، فهذا حدث عادي لا يستنكره الناس.
تصنيف وتمييز أهل الجنة والنار
ويجتمع العباد ويأتي الهول الفظيع، وسأحكي الحديث لأنه يصور الأمر صورة واضحة تماماً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يقول الله: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. ثم يقول الله: أخرج بعث النار. قال -أي آدم-: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: فذاك حين يشيب الصغير، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله! وأينا ذلك الرجل؟ ولكن البشير صلى الله عليه وسلم قال لهم: أبشروا؛ فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً. ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. ثم قال: شطر أهل الجنة).
مشهد فظيع (أخرج بعث النار يا آدم) وهو أبو البشر، فما حالك يا عبد الله؟ هل تكون من هؤلاء الذين يؤمر بهم إلى النار، أم من أولئك الذين يؤمر بهم إلى جنات النعيم؟
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:54 م]ـ
الجزاء والمقر الأخير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/499)
ونبدأ بالنار أعاذنا الله وإياكم منها: والصراط منصوب على متن جهنم يمر عليه الناس جميعاً، قال تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71]، يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (ورأيت النار، فلم أر كاليوم منظراً قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء) متفق عليه. ونار جهنم يلقى فيها من أهل النار الأعداد الكثيرة، والكافر فيها يضخم جسمه حتى يصير ضرسه مثل جبل أحد، كما ثبت في الحديث الصحيح، وما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام، فتصور الكافر بهذا الحجم العظيم، ويلقى فيها الكفار جميعاً، ويتكردس من يتكردس من عصاة الموحدين، والنار تشتد تغيظاً وزفيراً وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30] يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30]، نار قعرها بعيد، الحجر يهوي فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها.
وجهنم يؤتى بها يوم القيامة، فهل تصورت جهنم يؤتى بها ونحن في القيامة واقفون بين يدي الله للحساب والجزاء، وهل تصورت كيف يؤتى بها؟ روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك)، ألا ما أعظمها من نار! نسأل الله تبارك وتعالى أن ينجينا منها. وأبواب الجنة ثمانية، لكن أبواب النار سبعة لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ [الحجر:44] ويساق الكفار إلى جهنم زمرا، أي: جماعات.
وصف النار فظيع جداً، إن الناس في الدنيا يتقون الحر والكرب بالماء والهواء، والحر هو الكرب في الدنيا، ونجد كثرة استخدام الناس الماء والهواء للتبريد والظل بعداً عن الشمس وحرارتها، لكن النار يكون أهلها في عذاب شديد حتى في هذه الأمور الثلاثة، فأهل النار في سموم وفي ظل من يحموم وماؤهم الحميم الذي بلغ الغاية في الغليان وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ [الواقعة:43]، وهو ظل دخان نار جهنم لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ [الواقعة:44]، انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ *لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ *كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ [المرسلات:30 - 33]، ومن ثم فهذه النار لا تبقي ولا تذر، بل تدمر كل شيء وتأكل كل شيء، وهذه النار وقودها الناس والحجارة، وهي دائمة لا تنقطع كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا [الإسراء:97].
وهي نار تتكلم، فهل تصورت ناراً تتكلم؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج يوم القيامة عنق من النار لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق، تقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلهاً آخر، وبالمصورين) صححه الترمذي.
وأما الحالة الاجتماعية فالأقارب في نار جهنم، والضعفاء والأسياد حالهم شر حال، وأهل النار يلعن بعضهم بعضاً كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا [الأعراف:38]، ويكون الحوار بين الضعفاء والمستكبرين، ولكنه حوار لا ينفع، إنها الدعاوى التي لا تقبل أبداً.
هل تأملنا ذلك اليوم وأمامك نار جهنم حين تزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلى جثا على ركبتيه من الخوف؟ هل تصورنا المشهد فعملت لذلك المشهد؟ تذكر في جميع أحوالك في هذه الدنيا نار جهنم، وتمثل ذلك اليوم وأنت ذليل خائف وجل لا تدري متى يؤمر بك إلى النار، إن هول ذلك اليوم أقض مضاجع الصالحين العابدين القانتين، فكان الواحد منهم يبكي فإذا قيل له: ألست على كذا وكذا من الخير؟ فيقول: ولكن أخاف في ذلك اليوم أن يقول الله: خذوه إلى النار ولا يبالي تبارك وتعالى.
يوم يغضب الله فيه غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإذا كان هذا حال الصالحين فكيف حال المقصرين؟ ألا يخاف العبد أن يأمر الله الملائكة بأن تأخذه إلى نار جهنم ولا يبالي تبارك وتعالى وهو الغني عن العالمين؟ ويشتد الهول في نار جهنم حين يذبح الموت، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جزاء أهل السعادة
ويقابل أحوال أهل النار الأحوال الأخرى النيرة المضيئة، أحوال أهل الجنة، يدخل الجنة أهلها زمرا، وتفتح لهم الأبواب قبل ذلك، فما أطيبه من مدخل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/500)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر:54 - 55].
هل تصورت دخول أهل الجنة الجنة، هل تخيلت اللحظة التي فيها تخطو أول خطوة إلى الجنة.
الإمام المجاهد أحمد رحمه الله قال له ولده: يا أبتي متى تستريح؟ قال: يا بني! عند أول خطوة نخطوها إلى الجنة.
تأمل كيف يختصر الإمام أحمد أكدار الدنيا وأحزانها، ويختصر -وهو الخبير بالسنة والكتاب- أهوال القيامة كلها، ويرى أن الأمر لا يستقيم لراحة عبد حتى يخطو أول خطوة ليأمن في ذلك اليوم الذي هو يوم الفزع الأكبر، فيا بشرى المؤمنين إذا دخلوا الجنة في نعيم متنوع فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نعيم يكفي أن موضع السوط فيه خير من الدنيا وما فيها، يكفي أن غطاء رأس المرأة -نصيفها- في الجنة خير من الدنيا وما فيها.
ومن مشاهد الجنة العظيمة التي يعظم فيها الفوز المبين، اجتماع الشمل والتئام الأحبة في الجنة، فيا طيبه من مقام إذا اجتمعت فيها الأحبة، قال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الطور:21].
فيا طيب جنة معك فيها الأبوان والزوجة والأولاد والأحبة على سرر متقابلين في جنات النعيم!
هل تصورت ذلك اليوم الذي تخطو فيه أول خطواتك في جنات النعيم؟ إنه مشهد تحصل عليه بقليل من العمل؛ لكن بإخلاص للواحد القهار تبارك وتعالى. وفي الجنة يعظم الأنس ويكثر حديث المؤمنين عن أحوالهم فيها، فما أطيبها من أحاسيس! وفي الجنة أيضاً يعظم حال المؤمنين حين يرون أهل النار في نار جهنم، وفي المقابل يشتد الأمر على الكافرين حين يرون أهل الجنة.
هذا المشهد من أعظم المشاهد، وتصور أهل الجنة في نعيم، وأهل النار في عذابهم ينظر بعضهم إلى بعض، تصور أنك في الجنة تنظر إلى أهل النار وما فيها من العذاب والنكال، وتصور أنك في النار تنظر إلى أهل الجنة وما فيها من النعيم، فأي الحالتين نختار؟ ((وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ)) [الأعراف:50]، فأهل الجنة يكلمون أهل النار قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ [الأعراف:50]. ويطلع المؤمن على أهل النار فيتذكر صاحباً له من قادة الضلالة كان يسخر منه ومن إيمانه، يبحث عنه فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ [الصافات:55] أي: في وسط نار جهنم، فيكلمه وهو في الجنة وذاك يسمع وهو في نار جهنم: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ [الصافات:56] إنهم الأصدقاء والصديقات وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا الفرقان:27 - 28].
عجيب حديث أهل الجنة مع أهل النار، فلنجعل هذا المشهد أمامنا دائماً، ولنقرأ الآيات إذا مررنا عليها في كتاب الله تبارك وتعالى بتدبر ويقظة. ويتم النعيم بزوال الخوف والأحزان والأكدار حين يؤتى بالموت ويذبح بين الجنة والنار، ويقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثبت ذلك في حديث صحيح عند الشيخين.
أما تمام النعيم وأعظمه فهو يوم المزيد، قال تعالى: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:34 - 35]، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، فسرها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بأن الزيادة رؤية المؤمنين لربهم تبارك وتعالى في الجنة.
فيا له من يوم ما أعظمه! وما أشد سرور المؤمنين حين ينظرون إلى ربهم عياناً كما نرى الشمس اليوم ليس دونها سحاب، وكما نرى القمر ليلة البدر! يرون ربهم فيصيبهم من النور والضياء، ويجدون من اللذة ما يصغر معه نعيم الجنة على ما فيها من أنواع النعيم، ويرجعون إلى بيوتهم قد ازدادوا نوراً وضياءً، فهل اشتقنا إلى رؤية الله تبارك وتعالى (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه).
وتختم الأهوال أهوال أهل النار وفظاعتها، وتختم الأحوال أحوال أهل الجنة وطيبها بذلك الأمر المفظع، وهو الخلود أبد الآباد، فأهل الجنة يخاطبهم ربهم تبارك وتعالى فيقول: (ماذا تريدون؟ فيقولون: وماذا نريد يا ربنا، ألم تبيض وجوهنا وتنجنا من النار وتدخلنا الجنة؟ فيقول الله تبارك وتعالى: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً) ولهذا تكون خاتمة قول أهل الجنة إذا دخلوا الجنة وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الزمر:75].
أما أهل النار فيا شدة ذلك اليوم حين يقال لهم: خلود فلا موت.
هل من طالب وراغب إلى الجنة؟ أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدنى أهل الجنة منزلة، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة أن الله يعطيه من نعيم الجنة مثل الدنيا من أولها إلى آخرها عشر مرات، إذاً فما حال المؤمنين الصادقين والمقربين والشهداء؟
دعوة إلى العمل:
هذه الأحوال والأهوال التي عرضنا لمشاهد منها نريد منها عبرة واحدة، ألا وهي تجديد المسار وصدق التوبة، والبدء بحياة جديدة تهاجر فيها إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، إلى الله بالتوحيد والإخلاص والمحبة والطاعة والامتثال، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالاتباع بعيداً عن الابتداع. فهل نبدأ المسيرة فينطلق الأب والأم والزوج والزوجة والأخ والأخت؟ هل نأخذ من هذا عبرة لنجدد ونحدد المسار؟
ـــــــــــــــــــــــــ
تمّ و الحمد لله.
المصدر ( http://islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=13372&Itemid=34)
جعلني الله و إيّاكم و والدينا و أهلينا من أهل الجنّة بمنّه و فضله إنّه هو البرّ الرّحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/1)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:33 م]ـ
البحث مرفق بصيغة بي دي اف.(55/2)
هل الماجد من أسماء الله عز و جل؟
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:05 ص]ـ
هل الماجد من أسماء الله عز و جل؟ و ما الدليل عليه؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:16 ص]ـ
(الماجد) من أسمائه تعالى.
• الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: ?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُوُدُ ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? [البروج: 15]
2 - و قوله: ?رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ?
[هود: 73].
• الدليل من السُّنَّة:
حديث: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)). رواه البخاري (4797) ومسلم (614).
قال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)) (ص 19): (مجد الله): شرفه، وكرمه)) اهـ.
وقال ابن القيم في ((النونية)) (2/ 66):
((وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ
ـظِيمٍ فَشَأْنٌ الوَصْفِ أعْظَمُ شَانِ))
وقال أيضاً في ((جلاء الأفهام)) (ص 174): ((وأما المجد؛ فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال؛ كما يدل على موضوعه في اللغة؛ فهو دالٌّ على صفات العظمة والجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام، والله سبحانه ذو
الجلال والإكرام، وهذا معنى قول العبد: ((لا إله إلا الله والله أكبر))؛ فلا إله إلا الله دال على ألوهيته وتفرده فيها، فألوهيته تستلزم محبته التامة، والله أكبر دال على مجده وعظمته)) اهـ.
قال ابن منظور في ((لسان العرب)): ((المجد: المروءة والسخاء، والمجد: الكرم والشرف، والمجيد: من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهَّاب والكريم)).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في ((التفسير)) (5/ 300): ((المجيد الكبير العظيم الجليل: وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال 000)).
المرجع
صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ
تأليف علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ
(الماجد) من أسمائه تعالى.
• الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: ?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُوُدُ ?ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ? [البروج: 15]
2 - و قوله: ?رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ?
[هود: 73].
• الدليل من السُّنَّة:
حديث: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد)). رواه البخاري (4797) ومسلم (614).
قال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)) (ص 19): (مجد الله): شرفه، وكرمه)) اهـ.
وقال ابن القيم في ((النونية)) (2/ 66):
((وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أَوْصَافُ تَعْـ
ـظِيمٍ فَشَأْنٌ الوَصْفِ أعْظَمُ شَانِ))
وقال أيضاً في ((جلاء الأفهام)) (ص 174): ((وأما المجد؛ فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال؛ كما يدل على موضوعه في اللغة؛ فهو دالٌّ على صفات العظمة والجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام، والله سبحانه ذو
الجلال والإكرام، وهذا معنى قول العبد: ((لا إله إلا الله والله أكبر))؛ فلا إله إلا الله دال على ألوهيته وتفرده فيها، فألوهيته تستلزم محبته التامة، والله أكبر دال على مجده وعظمته)) اهـ.
قال ابن منظور في ((لسان العرب)): ((المجد: المروءة والسخاء، والمجد: الكرم والشرف، والمجيد: من صفات الله عَزَّ وجَلَّ، وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهَّاب والكريم)).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في ((التفسير)) (5/ 300): ((المجيد الكبير العظيم الجليل: وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال 000)).
المرجع
صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ
تأليف علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
بوركت اخي
لكن السؤال ليس عن اسمه سبحانه المجيد و لا عن صفة المجد بل عن اسم الماجد
و هذه الأدلة كلها عن المجيد و عن صفة المجد
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:37 ص]ـ
هذه أدلة المجيد وليس الماجد
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:01 ص]ـ
يقول ابن فارس فى مقاييسه 5 __ 297
مجد الميم والجيم والدال اصل صحيح يدل على بلوغ النهاية ولايكون الا فى محمود
منه المجد بلوغ النهاية فى الكرم والله الماجد والمجيد
وتقول العرب ماجد فلان فلانا فاخره
ويقول ابن منظور فى اللسان 3_ 395 بتصرف
المجد المروءة والسخاء والكرم والشرف
قال ابن سيده
المجد نيل الشرف وقيل المجد الأخذ من الشرف والسؤدد مايكفى
والماجد على وزن فاعل والمجيد فعيل منه للمبالغة
وقال الخطابى
المجيد الواسع الكرم واصل المجد فى كلامهم السعة يقال رجل ماجد اذا كان سخيا واسع العطاء
اما الادلة فقد بينها اخى نضال
ولكن فات الاخوة ان المجيد والماجد بمعنى واحد
ولكن مجيد مبالغة على وزن فعيل كما سبق بيانه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/3)
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:08 ص]ـ
يقول ابن فارس فى مقاييسه 5 __ 297
مجد الميم والجيم والدال اصل صحيح يدل على بلوغ النهاية ولايكون الا فى محمود
منه المجد بلوغ النهاية فى الكرم والله الماجد والمجيد
وتقول العرب ماجد فلان فلانا فاخره
ويقول ابن منظور فى اللسان 3_ 395 بتصرف
المجد المروءة والسخاء والكرم والشرف
قال ابن سيده
المجد نيل الشرف وقيل المجد الأخذ من الشرف والسؤدد مايكفى
والماجد على وزن فاعل والمجيد فعيل منه للمبالغة
وقال الخطابى
المجيد الواسع الكرم واصل المجد فى كلامهم السعة يقال رجل ماجد اذا كان سخيا واسع العطاء
اما الادلة فقد بينها اخى نضال
ولكن فات الاخوة ان المجيد والماجد بمعنى واحد
ولكن مجيد مبالغة على وزن فعيل كما سبق بيانه
هل إتحاد المعنى يجوّز نسبة الإسم لله تعالى بدون دليل؟!
مثلا الكريم بمعنى السخيّ؟ هل يجوز نسبة إسم السخيّ لله؟!
أسماء الله توقيفية وباب الصفات فيه سعة والله أعلم
سؤال الأخ عن الإسم وليس عن الإتصاف بالصفة
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:08 م]ـ
الحمدالله رب العالمين
يوصف الله بالماجد إن كان معناه صحيح وموافق لما في السنة
كوصفه بالقديم لكن لا يسمى بها إلا بدليل من الكتاب والسنة وهذه قاعدة
وقال الشيخ البراك في شرح العقيدة الطحاوية (لكن القديم يصح الإخبار بهما عن الله .... لكن لاتقل أن من اسمائه
(قديم) بل من أسمائه الأول والآخر) انتهى كلام الشيخ حفظه الله
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:47 م]ـ
السؤال: (هل الماجد من أسماء الله تعالى)؟
الجواب: (نعم، ورد في قوله في الحديث القدسي: " ذلك بأني واجدٌ ماجدٌ، عطائي كلام، وأخذي كلام " ورد في الحديث القدسي) انتهى.
.................................................. ..............
المصدر: (شرح كتاب عمدة الأحكام)، لفضيلة الشيخ (صالح الفوزان) الشريط (3) الوجه (1).
وسئل الشيخ مرتين في شرحه لهذا الكتاب: (هل الماجد من أسماء الله الحسنى)؟، فأجاب هذه الإجابة وإجابة أخرى تشابهها ..
وقد بحثت عن تخريج الحديث قبل وضعه، فوجدت تخريجا للشيخ الألباني - رحمه الله؛ ولا أعلم هل هناك من خرّج له غيره أم لا ..
(ذلك بأني جواد واجد ماجد، أفعل ما أريد، عطائي كلام، و عذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون) ضعفه الألباني / ضعيف الجامع / 6437.
مأخوذ من: (يقول الله عز وجل يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون) ضعيف بهذا السياق وأكثره صحيح / ضعيف الترمذي / 2495.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:29 م]ـ
21406 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد ثنا شهر حدثني بن غنم ان أبا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان الله عز وجل يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ويا عبدي ان لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة وقال أبو ذر ان الله عز وجل يقول يا عبادي كلكم مذنب الا من أنا عافيته فذكر نحوه الا انه قال ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام
تعليق شعيب الأرنؤوط: صحيح مرفوعا.
وهذا من مسند الإمام أحمد.
21405 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: يا عبادي كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفرونى أغفر لكم ومن علم انى أقدر على المغفرة فاستغفرنى بقدرتي غفرت له ولا أبالي وكلكم ضال الا من هديت فاستهدونى أهدكم وكلكم فقير الا من أغنيت فاسألونى أغنكم ولو أن أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب من قلوب عبادي ما نقص في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد في ملكي من جناح بعوضة ولو ان أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسألني كل سائل منهم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منهم ما سأل ما نقصني كما لو ان أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيه أبره ثم انتزعها كذلك لا ينقص من ملكي ذلك بأني جواد ماجد صمد عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف.
وإذا ثبت فهو اسم من أسمائه مع الإشارة إلى القاعدة أن باب الأخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.فالأسماء يشتق منها الصفات ولا عكس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/4)
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:21 ص]ـ
21406 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد ثنا شهر حدثني بن غنم ان أبا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان الله عز وجل يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ويا عبدي ان لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة وقال أبو ذر ان الله عز وجل يقول يا عبادي كلكم مذنب الا من أنا عافيته فذكر نحوه الا انه قال ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام
تعليق شعيب الأرنؤوط: صحيح مرفوعا.
وهذا من مسند الإمام أحمد.
21405 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: يا عبادي كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفرونى أغفر لكم ومن علم انى أقدر على المغفرة فاستغفرنى بقدرتي غفرت له ولا أبالي وكلكم ضال الا من هديت فاستهدونى أهدكم وكلكم فقير الا من أغنيت فاسألونى أغنكم ولو أن أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب من قلوب عبادي ما نقص في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد في ملكي من جناح بعوضة ولو ان أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسألني كل سائل منهم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منهم ما سأل ما نقصني كما لو ان أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيه أبره ثم انتزعها كذلك لا ينقص من ملكي ذلك بأني جواد ماجد صمد عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف.
وإذا ثبت فهو اسم من أسمائه مع الإشارة إلى القاعدة أن باب الأخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.فالأسماء يشتق منها الصفات ولا عكس.
بارك الله فيك
هذا الحديث بحثت عنه في الدرر السنية قبل ان أسأل و وجدت ان الشيخ الالباني رحمه الله ضعفه فهل صححه الشيخ في موضع اخر؟
كما اني وجدت ان الحافظ حسنه.
و هل روي عن احد من الصحابة في اثر موقوف انه دعا الله او اخبر عن الله بهذا الاسم؟
ـ[أبو لؤى وليد بن محمود]ــــــــ[16 - 04 - 09, 01:30 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الصلاة و السلام على رسول الله
بارك الله فى كل من شارك فى هذا الموضوع، و اليكم هذه المشاركة المتواضعة.
- ورد السؤال: هل اسم الماجد من الأسماء الحسني؟
- ونحن جميعا نعلم أن أسماء الله عز و جل توقيفية، أي لا يجوز أن نسمى الله
تعالى بأي اسم الا بدليل من القرآن أو السنة.
- ولم يرد فى القرآن هذا الاسم مطلقا، وعليه فلا دليل فى القرآن علي أنه من
الأسماء الحسني.
- ونظرنا فى السنة فوجدنا أن هذا الاسم قد ورد فى حديثين:
- الأول رواه الامام الترمذى فى سننه، وهو المشهور بحديث الوليد بن مسلم فى
سرد الأسماء الحسنى، حيث جاء فيه ذكر تسعة و تسعين اسما، وهو حديث
مشهور عند العامة. ولكن هذا الحديث ضعيف، حيث ضعف أهل العلم
المعتبرين هذه الرواية للحديث التى جاء فيها سرد الأسماء،
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى مجموع الفتاوى {22/ 482}:
" ان التسعة وتسعين اسما لم يرد فى تعيينها حديث صحيح عن النبى
صلي الله عليه وسلم و أشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذى الذى رواه
الوليد بن مسلم عن شعيب ابن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه
الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه " انتهى.
أى أن هذه الزيادة مدرجة فى الحديث وليست من كلام النبى صلى الله عليه
وسلم. وانظر الرواية بتمامها فى ضعيف سنن الترمذى {3507}، وكذلك راجع
كلام الامام ابن حجر فى فتح الباري {11/ 218} على هذا الحديث، فهو بحث
جميل جدا.
- أما الحديث الثانى فهو ما جاء ذكره فى المشاركات السابقة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/5)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: يا عبادي كلكم مذنب الا من عافيت فاستغفرونى أغفر لكم ومن علم انى أقدر على المغفرة فاستغفرنى بقدرتي غفرت له ولا أبالي وكلكم ضال الا من هديت فاستهدونى أهدكم وكلكم فقير الا من أغنيت فاسألونى أغنكم ولو أن أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب من قلوب عبادي ما نقص في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد في ملكي من جناح بعوضة ولو ان أولكم وأخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسألني كل سائل منهم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منهم ما سأل ما نقصني كما لو ان أحدكم مر بشفة البحر فغمس فيه أبره ثم انتزعها كذلك لا ينقص من ملكي ذلك بأني جواد ماجد صمد عطائي كلام وعذابي كلام إذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون.
وقد رواه الامام أحمد و الترمذى و ابن ماجه وابن أبى شيبة و عبد الرزاق
والطبرانى فى الدعاء والخطيب فى تاريخه و أبو نعيم فى الحلية و البيهقى فى
الأسماء و الصفات، كلهم من طريق شهر بن حوشب، وهو الى الضعف أقرب،
ولذلك ضعف الشيخ الألبانى و غيره من علماء الحديث هذه الرواية، خاصة وقد
جاءت للحديث رواية أخرى عند مسلم ولم يرد فيها اسم الماجد.
فعلى هذا تكون كل روايات هذا الحديث التى ورد فيها اسم الماجد ضعيفة.
ويتبين لنا أن هذا الحديث الثانى ضعيف أيضا.
- أما بالنسبة لما ذكر عن الشيخ الفوزان فقد يكون وهم فى تصحيح الحديث أو نحو
ذلك، أو يكون قد أخذ بقول من حسن حديث شهر بن حوشب، فلو كانت الثانية،
فأرى - والله تعالى أعلم - أن الصواب مع الشيخ الألبانى وغيره ممن ضعف
الحديث برواية شهر، خاصة و قد خولف عند مسلم كما تقدم.
- وأما بالنسبة لما قاله الأخ الفاضل أبو معاذ: ان المجيد والماجد بمعنى واحد
فيكون الماجد من الأسماء الحسنى، ففى تعليق الأخ الكريم أبو يحيى المسلم
عليه الكفاية، فان أسماء الله تعالى توقيفية، ولم أعلم ابدا أحدا من أهل العلم
قال: ان كل الأسماء التي تكون بمعنى أى اسم من الأسماء الحسنى،تدخل
فى الأسماء الحسنى، فكما جاء فى المشاركة: الكريم بمعنى السخى، و لا
أعلم احدا من أهل العلم قال ان السخى من الأسماء الحسنى.
وكذلك من معاني اسم " الرب ": المربى {بضم الميم وفتح الراء، من التربية}
ولا أعلم كذلك احدا من أهل العلم المعتبرين قال انه من الأسماء الحسنى.
فعلى كل ما سبق لايكون اسم الماجد من أسماء الله تعالي الحسنى، والله تعالى
أعلم.(55/6)
أيها المباركون أجيبوا علي
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:32 م]ـ
ماهو كسب الأشعري، وماهو وجه التسمية، مع أنها مسألة تتعلق بالقدر وأفعال العباد، حقيقة لم افهم كيف يتداخل المعنيان، مع علمي أنها من مستحيلات علم الكلام كما ذكرها أهل العلم .. رعاكم الله
تنبيه من المشرف:
يظهر في مواضيعك عدم التزامك بوضوح العناوين وهي مخالفة لشروط الكتابة في الملتقى، فسيتم إلغاء مواضيعك في حالة التكرار.
إضافة إلى أن هذا الموضوع قد نوقش سابقا في الملتقى فلعلك تبحث عنه في محرك البحث قبل السؤال.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86233
تجد كلاما حولها في هذا الرابط بارك الله فيك.
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشيخ أحمد الغريب وبار ك الله فيك، وكثير الله خيرك وبيض الله وجهك(55/7)
"كل بدعة ضلالة" هل يلزم منه ان كل مبتدع ضال
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:17 ص]ـ
التضليل والتكفير والتفسيق هي في الحقيقة قسمان
قسم بإعتبار الجنس
وقسم باعتبار الشخص
فبإعتبار الجنس يصح ان نقول كل مبتدع ضال اوفاسق او كافر حسب ماتقتضيه بدعته
وبإعتبار الشخص والتعين نقول بدعته ضلالة لكن لا نصفه بالفسق او الكفر حتى توجد شروط التكفير وتنتفي موانعه لكن ماذهب اليه من البدعة نقول إنه كفر او فسق او ضلال حسب ماتقتضيه النصوص الشرعية ولا نبالي بهذا
فإذا قلنا تحريف ايات الصفات عن ظاهرها ضلال ومن قال بهذا فقوله قول ضلال اما القائل إذا عرفنا منه النصح لله ولكتابه ولائمة المسلمين نقول هو مخطئ ولا نقول هو ضال امثال النووي و ابن حجر و السيوطي (شرح ابن عثيمين لكتابه تلخيص الحموية ص51)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سلمان أجدت وأفدت موفق بإذن الله تعالى
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:20 ص]ـ
اخي غندر اثابك الله الجنان
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[14 - 04 - 09, 03:49 م]ـ
الحمد لله
ما أرحم أهل السنّة بأنفسهم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:38 م]ـ
بل قل أخي أبا يحي ما أرحم أهل السنة بأنفسهم وما أرحمهم بغيرهم لأنّ أصل حكمهم على الغير هو العدل الذي هو ميزان معرفة الحق فلا الجور الذي أساسه الكبر والخيلاء بالحق الذي وفقهم الله إليه، ولا المجاملة التي يضيع معها الحق ولكن الوسط الذي هو العدل {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} بارك الله فيك أخي أبا يحي ورفع قدرك وأعلا ذكرك
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
أهل السنة أعلم الناس بالحق و أرحمهم بالخلق كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:35 م]ـ
عندي لك سؤال واريدك ان تفكر فيه:
هل يقال ان فاعل البدعة مبتدع؟
طيب لو كان لا يدري انها بدعة مع التفريق في كونها كفري ام غير كفري!!!
وهل فاعل البدعة مستقيم (اي على الصراط المستقيم)
وهل يجوز ان يقال: ان كل فاعل بدعة ضال بالبدعة التي تلبس بها ولا يقال هو ضال عموما!!!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:20 ص]ـ
عندي لك سؤال واريدك ان تفكر فيه:
هل يقال ان فاعل البدعة مبتدع؟
طيب لو كان لا يدري انها بدعة مع التفريق في كونها كفري ام غير كفري!!!
وهل فاعل البدعة مستقيم (اي على الصراط المستقيم)
وهل يجوز ان يقال: ان كل فاعل بدعة ضال بالبدعة التي تلبس بها ولا يقال هو ضال عموما!!!
أخي الفاضل أحمد: هذا ما يسمى بباب الأسماء والأحكام في عقيدة أهل السنة والجماعة، أي متى نسمي هذا الفعل معصية، أو بدعة، أو كفرا، ومتى نسحب هذا الحكم على الفاعل فنقول هذا عاص، وهذا مبتدع، وهذا كافر.
والأصل أن أهل السنة يعتنون ببيان حكم الأفعال، بغض النظر عن فاعليها، لأجل التحذير منها، والتنفير عن فعلها، فالله جلّ وعلا لم يبعثنا حكاما على الناس، ولكن دعاة إلى الهدى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: 108)، إلاّ إذا اقتضت الضرورة أنّ نصف زيد بن عمرو بن خالد من الناس بحكم ما لأجل التنفير منه والتحذير من شره، ولا يكون ذلك إلا بعد أن نُقيم عليه الحجة التي لا يبقى معها عنده أدنى لبس، فحينها نحذّر منه ولا كرامة، لكن تقدّر بقدرها، وحظوظ النفس في هذا الباب، ليست بالأمر السهل، والله المستعان.
والأصل الذي عليه أهل السنة، أنه ليس كل من وقع في البدعة يكون مبتدعا بالضرورة، بل قد يكون مخطئا ليس إلا، قال شيخ الإسلام رحمه الله وهو يتكلم على منهج أهل البدع في الولاء والبراء على ما ابتدعوه من بدع محدثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/8)
حتى يوالي الرجل طائفة ويعادي طائفة أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى، وقد برّأ الله نبيّه ممن كان هكذا، فهذا فعل أهل البدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين واستحلوا دماء من خالفهم، وأما أهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله، وأقل ما في ذلك أن يفضل الرجل من يوافقه على هواه وإن كان غيره أتقى لله منه، وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله، ويؤخر من أخره الله ورسوله، ويحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، وينهى عما نهى الله عنه ورسوله، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله، وأن يكون المسلمون يدا واحدة، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفره، وقد يكون الصواب معه، وهو الموافق للكتاب والسنة، ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كل من أخطأ يكون كافرا ولا فاسقا بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وقد قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول والمؤمنين {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وثبت في الصحيح أن الله قال قد فعلت. اهـ مجموع الفتاوى (3/ 420)
فأهل السنة يحرصون على بيان حكم الأفعال على وفق نصوص الشرع، فيقولون من فعل كذا فهو عاص فاسق، ومن فعل كذا فهو مبتدع ضال، ومن فعل كذا فهو كافر مرتد عن دين الله، ولا يلزم من ذلك أن يكون من وقع في هذه الأفعال أن يكون بالضرورة فاسقا، أو مبتدعا، أو كافرا، حتى تقوم عليه الحجة التي بمثلها يحكم عليه بمقتضى تلك النصوص، قال شيخ الإسلام رحمه الله:
هذا الاعتقاد هو المأثور عن النبيّ وأصحابه رضي الله عنهم، وهم ومن اتبعهم الفرقة الناجية، فإنه قد ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه قال: الإيمان يزيد وينقص، وكل ما ذكرته في ذلك فإنه مأثور عن الصحابة بالأسانيد الثابتة لفظه ومعناه، وإذا خالفهم من بعدهم لم يضر في ذلك.
ثم قلت: لهم، وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكا، فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته، وإذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له لا يجب أن يدخل فيها المتأوّل، والقانت، وذو الحسنات الماحية، والمغفور له، وغير ذلك، فهذا أولى، بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجيا وقد لا يكون ناجيا. اهـ مجموع الفتاوى (3/ 179).
وأمّا الجواب على سؤالك:
وهل فاعل البدعة مستقيم (اي على الصراط المستقيم)
فسأجعله ضمن مشاركة مستقلة بعنوان (الوصف بالبدعة لا يعارض الوصف بالصلاح والتقى)
فلتترقبها حفظك الله ووفقك
ـ[حيدره]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:20 ص]ـ
أهل السنة أعلم الناس بالحق و أرحمهم بالخلق كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
كلام يكتب بماء الذهب .. وهي فائدة جديدة تضاف الى رصيدي المتواضع
نفع الله بك وجزاك الله عني خير الجزاء انت وصاحب الموضوع ..(55/9)
الفرق بين الاشاعرة والماتريدية
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:37 ص]ـ
الجواب: الفرق بينهما ان الماتريدية يزيدون صفة ثامنة وهي الخلق فيثنتونالخلق بخلاف الاشاعرة وهذا في الصفات اما في اسماء الايمان والدين والقدر فقد يختلفون عنهم كما ان الجهمية والمعتزلة يتفقون في باب الصفات ويختلفون في باب اسماء الايمان والدين وفي باب القدر
*الصفات التي يثبتها الاشاعرة:
حي عليم قدير و الكلام له إرادة و كذاك السمع و البصر
وإقرارهم بهذه الصفات ليس كإقرار اهل السنه
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:45 ص]ـ
عفوا لم اذكر المصدر
المصدر: "الدرة العثيمينة شرح تلخيص الحموية"
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:45 م]ـ
كما اعلم ان حسب فهم الاشاعرة الفعل والمفعول نفس شيء فبناء على هذا لا يمكن ان تكون صفة التكوين (الخلق الترزيق الاماتة) ازلية
وفي فهم الماتردية الفعل ليس مفعولا ولذلك جاز عندهم كون صفة التكوين ان يكون ازلية
هل فهمي صحيح؟
وثانيا هل هذه الامور اذا لا يعلمها الانسان يأثم؟ اقصد عند الفرقتين؟
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:22 ص]ـ
جزيت الجنة أخي ابوحبيب
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 09 - 09, 08:04 ص]ـ
ليس هذا هو الفرق الوحيد بينهما، وإن كان الخلاف بينهما قليلاً جداً، وأكثره لفظي كما يصرحون أنفسهم.
الماتريدية يثبتون أربع صفات بالاتفاق:
1 - الحياة
2 - العلم
3 - القدرة
4 - الإرادة،
وبينهم خلاف في إثبات صفتي السمع والبصر،
ويزيدون على الأشاعرة بذكر صفة التكوين، وهو مبدأ الإخراج من العدم إلى الوجود، وهو مرجع جميع صفات الأفعال المتعدية .. وأن الصفات الفعلية كلها من متعلقات التكوين وليست صفات حقيقية.
"ونقل تاج الدين السبكي عن والده تقي الدين السبكي أن المسائل الخلافية بينهم وبين الأشاعرة ثلاث، ثم ذكر أنها ثلاث عشرة مسألة: ست فيها خلاف معنوي، وأما السبع الباقية ففيها خلاف لفظي. ومشى على ذلك أبو عذبة وأقره الزبيدي، وهذا يوافق ما ذكره المقريزي.
ويرى عبد الرحيم شيخ زاده: أنها أربعون مسألة ثم ساقها.
وأوصلها كمال الدين البياضي إلى خمسين مسألة ثم ذكرها، وساق الزبيدي نصه أيضا ". فرق معاصرة، د. غالب عواجي.
ومن مسائل الخلاف بينهما:
1 - هل يجوز عقلا أن يعذب الله تعالى المطيع أم لا؟ فالأشعرية يجوزون ذلك، و الماتريدية لا يجوزونه.
2 - هل معرفة الله واجبة بالشرع أم بالعقل؟
فقالت الأشعرية: معرفة الله واجبة بالشرع لا بالعقل.
وقالت الماتريدية: معرفة الله واجبة بالعقل ولو لم يكن الشرع.
3 - هل يجوز التكليف بما لا يطاق؟ فالأشعرية على الجواز، والماتريدية على المنع.
4 - هل يجوز أن يسمع كلام الله تعالى أم لا؟ الأشعرية على الجواز، و الماتريدية على عدم الجواز.
وبالله التوفيق
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انظر بارك الله فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166067
ـ[حيدره]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:16 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع الله بك ...(55/10)
هنا مفقود تبحثون عنه
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25527&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD+%E6%C7%E1%C3%D5%E6%C7 %CA
أيها المباركون: وجدت على الرابط المذكور أعلاه، أن بعض الأخوة يطلبون كتاب النووي الذي يظهر منه مخالفته للأشاعرة وتراجعه عنه كما يظهر والله أعلم
وقد كنت كتبت مقالاً عن هذا الموضوع لكن يبدوا أن الأخوة قد أزالوه،
المهم في الأمر أن الأخوة طلبوا هذا الكتاب ومن باب النصح للجميع وحب الخير لجميع الأخوة أحببت رفع هذا الكتاب إليكم وهو بعنوان: اعتقاد السلف في الحروف والأصوات
بارك الله فيكم
ولاتنسونا من خالص دعائكم
((تنبيه من المشرف:
سبق وضع الكتاب في الملتقى سابقا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=996763&postcount=199 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=996763&postcount=199)
فليتك ذكرت مصدرك في ذلك، إضافة إلى ان عنوان الموضوع مخالف لضوابط الكتابة في الملتقى من ناحية وضوحه ودلالته على الموضوع، فنرجو التنبه مرة أخرى وفقك الله))
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و لعلك تزودنا بمقالك الذي كنبته و لو تتحفنا بتوثيق للكتاب و صحة نسبته للامام النووي بارك الله فيك(55/11)
هل يصلى خلف من تلبس بالشرك الأصغر؟
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 03:36 م]ـ
وهذا السؤال متعلق بمسألة المذاكرة في الشرك الأصغر هل يغفر أو لا يغفر.
والحقيقة المسألة مما عمت بها البلوى في كثير من مساجد المسلمين خارج بلاد الحرمين .. فلعل من عنده نقل عن أهل العلم يتحفنا به بارك الله فيكم.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم وجدت هذه الفتوى من فتوى اللجنة الدائمة لعلها تفيد ان شاء الله
الصلاة خلف الذي يكتب التمائم
السؤال الثالث من الفتوى رقم (2853):
س 3: إنسان يكتب التمائم وهو إمام المسجد هل تجوز الصلاة وراءه؟
البيان: إن هذا الإنسان يكتب هاته التمائم لا للسحر وإنما لأغراض صغيرة ومنها: صداع الرأس، وللصبي حين نزوله من أمه للرضاع، وهناك مسائل أخرى مثل هاته أرجو أن تبين لي هذه المسألة فهناك علماء يقولون إنه مشرك لا تجوز الصلاة خلفه؟
ج 3: تجوز الصلاة خلف الذي يكتب التمائم من القرآن والأدعية المشروعة ولا ينبغي له أن يكتبها؛ لأنه لا يجوز تعليقها، وأما إذا كانت التمائم تشتمل على أمور شركية فلا يصلى خلف الذي يكتبها ويجب أن يبين له أن هذا شرك والذي يجب عليه البيان هو الذي يعلمها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل حفظكم الله .. لكن يتبقى أن الذي يكتب التمائم الشركية داخل تحت الشرك الأكبر وليس الأصغر حفظكم الله فيبقى السؤال مطروحا.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
نعم بارك الله فيك ... لكن لتوضيح الاجابة
نسال سؤال: ما حكم من حلف بغير الله؟ أشركه اصغر ام اكبر؟
بل شركه اصغر .. ومع هذا تجوز الصلاة خلفه ...
فلو قلنا ان الشرك الاصغر على مراتب على قول من يقول بذلك فانه حتما وبالااتفاق لا يخرج من الملة. فاذا تقرر ذلك فيجوز الصلاة خلف من وقع بالشرك الاصغر.
والله تعالى اعلم واحكم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:44 م]ـ
نعم لكنني ربطت السؤال بالسؤال هل يعذب صاحب الشرك الأصغر ..
ومن قال بعذابه هل يصلى خلفه أو لا ...
جزى الله من أدى إلينا علما خيرا.
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله: أحبتى في الله زادكم الله حرصا , حسب رأيي أن المسألة محتاجة إلى ضوابط لمعرفة وتفريق الشرك الأصغر عن الأكبر ثم بعد ذلك أظن أن المسأله تتضح أكثر ولعل هذا الموضوع يستفيض في مسألة ضوابط معرفة الشرك الأصغر ... واليكم الرابط للمطالعة والله الهادي الى سواء السبيل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92124
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:11 م]ـ
يذكر أصحابنا الحنابلة ضابطا في حكم إمامة من تلبس بمعصية أو فسق فيقولون: ((من صحّت صلاته لنفسه صحّت إمامته لغيره)) فإن كانت صلاة من تلبّس بشرك أصغر صحيحة فإمامته صحيحية والعكس بالعكس، والله أعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:02 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله جزيت خيرا أخانا أبا وائل .. ورحم الله أصحابنا ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:51 م]ـ
وهذا السؤال متعلق بمسألة المذاكرة في الشرك الأصغر هل يغفر أو لا يغفر.
جزاك الله خيرا.
بعض طلبة العلم يتوهم أن الخلاف بين أهل العلم هو أنّ صاحب الشرك الأصغر هل يخلد في النار أو لا يخلد؟ فيظن أن قولهم-على أحد القولين-: الشرك الأصغر ليس داخلا تحت المشيئة، وأنه لا يُغفر، يظن أن معناه الخلود في النار! وهذا غير صحيح، بل المعنى أنه لا يغفر ابتداء لصاحبه، بل لابد أن يعذب بالنار، ولكنه لا يخلد في النار، لأن الشرك الأصغر كسائر المعاصي في هذه الأخيرة وهي عدم الخلود في النار.
والله أعلم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزيتم خيرا وإضافة مهمة ..
رعاكم الله(55/12)
مناظرة بجامعة قطر بين الفكر الأشعري والفكر السلفي
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
تنظم كلية الشريعة بجامعة قطر مناظرة علمية حول التراث الأشعري
وسيمثل المذهب الأشعري في المناظرة أحد الدكاترة في الجامعة
وهو مصري أشعري يقال أنه قوي في الأصول والمنطق والعقيدة
وأنه ذو اطلاع على كتب شيخ الاسلام ابن تيمية
وللأسف الشديد هذا الدكتور ممن يوقع طلاب الشريعة عندنا في الجامعة في الكثير من الاشكالات، مستغلاً بذلك كون أكثرهم صغار السن -طلاب بكالوريوس-، وينخدع بعض الطلاب ويغتر بما أوتيه من حسن بيان وفصاحة لسان فيصرفه هذا الانبهار عن التأمل في ضعف كلامه وسخفه، وقد أسمعني طلابه شيئاً مما يلقيه عليهم في القاعة عن طريق التسجيل الصوتي.
وهو يطلب المناظرة مع السلفيين من سنتين -تقريباً-
ويعتبر عدم حصول المناظرة هروباً وضعفاً من السلفيين
فأرجو منكم أن ترشحول من علماء أهل السنة من يصلح لمناظرته لأنه حسب ما بلغني اليوم أن الكلية عازمة على إقامتها وينتظرون المرشح السلفي، وأرجو منكم مراعاة الصفات التالية في الشخصية المرشحة:
1) قوة التمكن في العقيدة.
2) سعة الاطلاع على المعتقد الأشعري.
3) أن يكون متمكناً في الأصول والمنطق.
4) أن يكون متحدثاً جيداً سريع البديهة قوي الحجة.
للعلم: المنهج العقدي المتبع في كلية الشريعة بجامعة قطر هو المنهج الأشعري -والله المستعان-.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
راسل الشيخ عبدالرحمن دمشقية عن طريق صفحته بشبكة الدفاع عن السنة. فهو منذ سنوات يطلب المناظرة مع بعضهم، وهم يتهربون.
http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=26
وقولكم: (المنهج العقدي المتبع في كلية الشريعة بجامعة قطر هو المنهج الأشعري) .. مستغرب؛ لأن المعروف عن قطر وجهتها السلفية - ولله الحمد -. وحبذا رفع الموضوع للحاكم وتذكيره بنهج آبائه وأجداده. وحبذا ذكطر اسم الدكتور الأشعري.
وفقكم الله ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:24 م]ـ
د. عبدالرحمن المحمود ..
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:45 م]ـ
الدكتور يوسف الغفيص أو الشيخ عبد الرحمان دمشقية
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
الشيخ الفاضل / يوسف الغفيص يجمع الصفات السابقة , نحسبه والله حسيبه , ولعل الله يظهر الحق على يديه , فالمذهب الأشعري هش متناقض.
ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:24 م]ـ
د. محمد العريفي
د. ناصر الحنيني
وكلهم ممن تخصص في العقيدة , ومن خريجي أصول الدين في جامعة الإمام , ولهم سبق في المناظرات مع الرافضة.
ـ[أبو جعفر الأسلمي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:56 م]ـ
لعلي أضيف اسما ً يتصف بالصفات أعلاه ..
الشيخ الدكتور: عبد العزيز العبداللطيف ...
وهو من أصحاب الحجة، وصاحب عقل راجح كما عرفت عنه ..
وأيضا ً كما قال الإخوة، الشيخ يوسف الغفيص أيضا ً مناسب جدا ً ..
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:30 م]ـ
الشيخ دمشقية
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:36 م]ـ
الشيخ يوسف الغفيص
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:06 م]ـ
والشيخ ناصر العقل ...
الذين يصلحون كثر بحمد الله لكن من الذي سيقوم بالأمر ومن من إخواننا له علاقة بهؤلاء المشايخ يعرض الأمر عليهم لأن الأمر حقيقة مهم جدا وله أهمية في نصر عقيدة السلف أمام هذا الأشعري المتحذلق ... فمن كان قادرا على بلاغ الأمر إلى أهل العلم فليفعل وليجزه الله عن الإسلام والمسلمين وأهل السنة خير الجزاء.
ملحوظة أنا لي تحفظ على الشيخ عبدالرحمن الدمشقية مع احترامي له لكن مع ما ذكره الأخ القطري أبو الهمام أظن أن الشيخ الدمشقية لا يصلح.
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:21 م]ـ
الشيخ يوسف الغفيص ان كان يقبل المناظرة.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:17 م]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
اصبحنا في زمان اهل الباطل يطلبون المناظرة لتثبيت باطلهم دون حياء
كلام الاخ احمد الغريب مهم، فدمشقية حفظه الله لا يصلح لمثل هذه المناظرات و الله اعلم
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[14 - 04 - 09, 11:00 م]ـ
الدكتور عبد الرحمن المحمود و الشيخ الدكتور ناصر العقل
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:03 ص]ـ
أرشح الشيخ يوسف الغفيص حفظه الله و لعلك توافينا بانباء هذه المناظرة
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:44 ص]ـ
أرشح الشيخ فيصل الجاسم من الكويت
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:20 ص]ـ
أرجو معرفة اسم الدكتور الأشعري هذا
وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:45 ص]ـ
بعيدا عن الموضوع ...
لدينا دكتور في كلية الدراسات بدبي وهو أشعري وقوي في اللغة والحجة
وكان يقول لنا أجمل شيء عنده المناظرات وكان مستعداً أن يسهر معنا إلى الصباح , وكان يقول الدرجات والمادة في جهة والنقاش العلمي في جهة.
وأرى أخي الكريم أن تقوم بمراسلة المشايخ الذين تم ذكرهم من قبل الاخوة
وحقيقة عن نفسي أشرح الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن الخميس فالدكتور له كتب في الرد على الأشاعرة وغيرهم وجميع كتبه في العقيدة
وغيره كثيره في المملكة وحولها ولله الحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/13)
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:33 ص]ـ
لا أظن أحدًا تجتمع فيه الصفات المذكورة
غير الشيخ العالم يوسف الغفيص
ونسأل الله أن ينصر كتابه وسنة رسوله
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم
أعجب من كلام الأخوة أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية لا يصلح
بل هو صاحب خبرة في مذهب الأشاعرة خصوصاً ولا أعلم مثيلاً له في هذا الباب
وله خبرة بالمناظرات ممتازة ومستعد للمناظرة بل هو يطلبها في الأصل ولم يجبه أحد
وهو من أشهر المناظرة سواء في الشبكة أو على الفضائيات
وله اطلاع عجيب على كتب القوم ومن قرأ كتابه موسوعة أهل السنة وغيره علم ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165473
أما من ذكرتم من المشايخ الفضلاء فأرى بعضهم وإن كان عالماً ومختصاً في المذاهب لكن المناظرة تحتاج لمعرفة وتجربة وأظن أكثرهم لم يناظر أهل البدع من قبل مواجهة مباشرة
ونصيحة محب لظهور السنة فليكن ممثل أهل السنة الشيخ عبد الرحمن حفظه الله
http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=26
http://saaid.net/Doat/dimashqiah/index.htm
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:00 ص]ـ
وهذ موقع الشيخ حفظه الله
http://www.dimashqiah.com/
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:02 ص]ـ
وهذ موقع الشيخ حفظه الله
http://www.dimashqiah.com/
ـ[صخر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:10 م]ـ
أرشح الشيخ الرضواني
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:05 م]ـ
أعجب ممن يرشح العريفي لهذه المناظرة , فالشيخ نفعه الله ونفع به لا يصلح لمناظرة شخصٍ متضلعٍ بأصول الفقه والمنطق ومطلعٍ بقوة على كتب شيخ الإسلام.
وفرقٌ بين الوعظ والدعوة وبين متين العلم.
ولا يفهمْ أحدٌ استنقاصي إياه بذلك فأنا أعرفُ من مساعيه في الدعوة ما يجهله كثيرون عنه وإن كانوا أحب له مني.
وأكرر ترشيح الشيخ الغفيص.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:13 م]ـ
الشيخ ناصر العقل
الشيخ عبدالرحمن المحمود
الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
الشيخ عبدالرزاق الرضواني
الشيخ يوسف الغفيص
كلهم من اهل الحجة و العلم و هم على الحق
القضية هي
من يوصل هذه الدعوة الى احد المشائخ؟
انا ارشح و فلان يرشح لا ينفع.
المهم من ياخذ الامر بالجدية يخبر احد المشائخ عن هذه المناظرة؟؟
ـ[مهداوي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:18 م]ـ
الشيخ يوسف الغفيص بهدوئه وعلمه المتين، قادر على كسر عظام هذا الرجل بعون الله
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:31 م]ـ
الشيخ عبدالله الغنيمان يستحضر كتب الشيخ بن تيمية إستحضارا عجيبا
وأيضا الشيخ الكبير القدر والعلم الشيخ عبدالعزيز الراجحي
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:43 م]ـ
أنا أرشح الإعراض عن المناظرة
لأن الفكر السلفي في أوج ازدهاره وانتشاره
وهذه المناظرة لو فشلت فإنها قد تحدث انكسارا
فالمناظرة من مصلحة الفكر الأشعري على فرض كل نتائجها
لاسيما وأن المناظر منهم صاحب حجة وذا لسان
ومثل هذا لا يغلب في العادة مهما كانت الحجة عليه.
فهو بين المنتصر وبين أن يكون قريبا من الانتصار في حال الحياد، لأن مجرد ثباته يكفي الفكر الأشعري في وقف امتداد الفكر السلفي.
بل أذهب إلى أبعد من قضية الإعراض عن مثل هذه المناظرات
وهو إحالة الناس إلى نصوص الوحي، وإلى عقيدة عجائز نيسابور
وما دام أن ظاهر النصوص يقتضي المذهب الحق فإنه لا يحيد عنها إلا من ظن أن في عقيدته ما يخالف هذه الظواهر.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:47 م]ـ
قول سديد يا شيخ أبا فراس ـ بارك الله فيك ـ،
اللّهمّ إذا كانت المناظرة ثنائيّة و ليست أمام العوامّ من النّاس،
فقد يكون ذلك أدعى للخصم إلى التّسليم إلى الحقّ متى ما بان له،
و لا تكون المناظرة انتصارا للنّفس.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:42 م]ـ
الشيخ يوسف الغفيص بهدوئه وعلمه المتين، قادر على كسر عظام هذا الرجل بعون الله
المسألة ليست كسر عظام يا أخي ولعل الله يهديه
أنا أرشح الإعراض عن المناظرة
لأن الفكر السلفي في أوج ازدهاره وانتشاره
وهذه المناظرة لو فشلت فإنها قد تحدث انكسارا
فالمناظرة من مصلحة الفكر الأشعري على فرض كل نتائجها
لاسيما وأن المناظر منهم صاحب حجة وذا لسان
ومثل هذا لا يغلب في العادة مهما كانت الحجة عليه.
فهو بين المنتصر وبين أن يكون قريبا من الانتصار في حال الحياد، لأن مجرد ثباته يكفي الفكر الأشعري في وقف امتداد الفكر السلفي.
بل أذهب إلى أبعد من قضية الإعراض عن مثل هذه المناظرات
وهو إحالة الناس إلى نصوص الوحي، وإلى عقيدة عجائز نيسابور
وما دام أن ظاهر النصوص يقتضي المذهب الحق فإنه لا يحيد عنها إلا من ظن أن في عقيدته ما يخالف هذه الظواهر.
كلامك سديد يا شيخنا الكريم لكن إن حصلت المناظرة في جامعة فلعل المستوى العلمي يكون جيداً
وقد يكون في الإعراض عنها ظن ضعف عند أهل السنة وجبنهم عنها
أما أنه ينتصر فهيهات ومن قرأ كتب الشيخ دمشقية كتصدع المذهب الأشعري من الداخل وغيره علم ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/14)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:46 م]ـ
أما عن اعترضنا عن الشيخ الدمشقية مع علمه وقدره فهو لأن هذا الرجل سيكون عالما بالأصول واللغة وسيعرف تماما كيف يستخدمها والعلوم يخدم بعضها بعضا والكتابة والمناظرة مع الجهال بالأصول واللغة ليست كالمناظرة مع رجل عارف بهما ...
أكرر حبي للشيخ الدمشقية وتقديري له لكن الشيخ يوسف أو الشيخ ناصر العقل سيكونا أقدر على ذلك ..
وسهونا عن شيخنا الدكتور العلامة سفر الحوالي فهو من أعلم الناس بمذهبهم وأقدرهم على كسرهم بعون الله فحبذا ذاك الرجل لو كان هو المناظر لهم وكتابه المختصر في توضيح مذهبهم شهد له القاصي والداني كالعلامة العثيمين وغيره من أهل العلم ...
بارك الله في الجميع.
ـ[محمدزين]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:48 م]ـ
جزى الله أخانا أبا همام خيرا
وجميع من شارك
لكن أشكل علي أمر ألا وهو: أني لا أشك في كون الأشعرية فكرا - لكن يشكل علي وصف السلفية بأنها فكر. لأنها دين الاسلام المنزل من عند رب العالمين وليست فكرا لا لفلان ولا غيره
وكما لا يخفى عليكم أن سبب ربط الإسلام بالسلف هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالخيرية
أحببت أن أنبه (وإن كنت لا أشك في أن المشايخ الأفاضل لا يخفى عليهم هذا الكلام) - وإن كنت مخطأ فنبهوني بارك الله فيكم
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بالنسبة للمناظرة فرأيت بعض الإخوة ممن فضلوا عدم الدخول فيها لما وقع في نفوسهم من ترجيح مفاسدها على مصالحها و أنا لا أوافقهم في ذلك و أرى الدخول في مثل هذه المناظرات خاصة أنها كما يبدو موجهة لطلبة العلم و تقام في جامعة
أما بالنسبة لمن هو المرشح الأفضل فالأنظار تختلف بحسب اطلاع كل أحد و لذا اختلفت الآراء
و أنا أقترج على من له اطلاع واسع على كتابات المذكورين أن يقارن بينها و يخرج لنا باسم تجتمع فيه الصفات المطلوبة و هي التمكن في العقيدة و خاصة في باب الأسماء و الصفات و الإلمام بشبهات الأشاعرة و الإطلاع الواسع على كتبهم و مصادرهم
و قد لمحت شيئا من التهيب و التخوف من المناظر الخصم لاطلاعه على كتب شيخ الاسلام
و هذا أمر وارد و ذلك أن كثيرا من الخصوم ينقلون بعض أقوال شيخ الإسلام و يشكلون عليها و من خبرتي بمثل هذه الأمور تبين لي أن من يخوض في الرد عن شيخ الإسلام لا بد له أن يكون معرفة جيدة بأقواله فإنه كثيرا ما يقرر المسألة في موضع بإجمال و يفصلها في موضع آخر مما يزيل الإشكال و لكن الخصم يتغافل عن المفصل و يستمتك بالمجمل و هذا خلل في الطرح .. و هذا غالب ما تدور عليه شبهات الخصم حول شيخ الإسلام هذا إن سلم من التدليس و البتر و الخيانة العلمية و الله المستعان
و أما بالنسبة لكلام بعض الإخوة عن الشيخ الفاضل دمشقية فالشيخ له عضوية بالملتقى و يمكن مراسلته عبر موقعه و الاتصال به و أنا حاليا لا املك هاتفه
و الشيخ له باع في المناظرة و قد سبق له المناظرة مع أحد الأزهريين الأشاعرة و قد ظهر عليه بحمد الله و منته و له كتابات كثيرة في هذا الباب و المعترض على الشيخ لم يقدم أي حجة،و إنما اقتصر على الاعتراض بمجرد الدعوى و هذا مما لا ينبغي أن يصدر من طالب العلم السلفي المنصف فمن يعترض على الشيخ ينبغي أن يقدم الأدلة العلمية على ذلك و ينبغي له قبل هذا أن يعرف قدر الشيخ و قدر نفسه فلا يتكلم بغير علم أو بمجرد الظنون و النوهم
جزى الله أخانا أبا همام خيرا
وجميع من شارك
لكن أشكل علي أمر ألا وهو: أني لا أشك في كون الأشعرية فكرا - لكن يشكل علي وصف السلفية بأنها فكر. لأنها دين الاسلام المنزل من عند رب العالمين وليست فكرا لا لفلان ولا غيره
وكما لا يخفى عليكم أن سبب ربط الإسلام بالسلف هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالخيرية
أحببت أن أنبه (وإن كنت لا أشك في أن المشايخ الأفاضل لا يخفى عليهم هذا الكلام) - وإن كنت مخطأ فنبهوني بارك الله فيكم
أحسنت أخي الفاضل و قد كنت عزمت أن أتعقب الأخ المذكور في هذا اللفظ فسبقتني و يراجع في هذه المسألة كلام الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في حكم ما يسميه البعض ب "الفكر" الإسلامي و الله العالم
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:03 م]ـ
جزى الله أخانا أبا همام خيرا
وجميع من شارك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/15)
لكن أشكل علي أمر ألا وهو: أني لا أشك في كون الأشعرية فكرا - لكن يشكل علي وصف السلفية بأنها فكر. لأنها دين الاسلام المنزل من عند رب العالمين وليست فكرا لا لفلان ولا غيره
وكما لا يخفى عليكم أن سبب ربط الإسلام بالسلف هو وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالخيرية
أحببت أن أنبه (وإن كنت لا أشك في أن المشايخ الأفاضل لا يخفى عليهم هذا الكلام) - وإن كنت مخطأ فنبهوني بارك الله فيكم
ليس بين وصف الإسلام بأنه فكر وأنه رباني تعارض، وكذا السلفية.
لأنه ليس المراد بالفكر هنا أنه من نتاج عقول البشر، وكلمة الفكر كلمة معاصرة، كثيراً ما يراد بها مطلق ما تعتنقه طائفة معينة من عقائد وأيدلوجيات، مع قطع النظر عن مصدرها سواء كان ربانياً أو أرضياً.
فليس في وصف الإسلام بأنه فكر بهذا المعنى غلط، والله أعلم.
أما إذا أريد به كونه من نتاج عقول البشر كغيره من الفكر فهذا بطلانه معلوم، ومن انتقد من أهل العلم لفطة الفكر الإسلامي إنما انتقد هذا الإطلاق.
في معجم المناهي اللفظية للدكتور بكر أبو زيد رحمه الله: " الفكر الديني: ?
الإسلام ليس مجموعة أفكار، لكنه وحي منزَّل من ربِّ العالمين في القرآن العظيم، وفي سنة النبي الكريم ? الذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [لنجم:4].
أما الفكر فهو قابل للطرح والمناقشة، قد يصح وقد لا يصح؛ لهذا فلا يجوز أن يطلق عليه: ((فِكْر))؛ لأن التفكير من خصائص المخلوقين، والفكر يقبل الصواب، والخطأ، والشريعة معصومة من الخطأ، ولا يقال كذلك: ((المفكر الإسلامي))؛ لأن العالم الذي له رُتْبَةُ الاجتهاد، والنظر، مقيد بحدود الشرع المطهر، فليس له أن يفكر، فيُشرِّع، وإنما عليه البحث وسلوك طريق الاجتهاد الشرعي لاستنباط الحكم.
نعم يطلقون: ((الفكر الإسلامي)) في عصرنا، مريدين قدرته على الاستنباط، ونشر محاسن الإسلام، فمن هنا يأتي التَّسمُّح بإطلاقها، والأولى اجتنابها ".
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:16 م]ـ
- حقيقة الموجودات عند أهل السنة والأشاعرة
الشيخ عبدالرحمن دمشقية + المعتصم الأشعري
http://www.11emam.com/11/almo3tassem.rm
14- صفة العلو وتقليد الأشاعرة للمعتزلة
الشيخ عبد الرحمن دمشقية + المعتصم الأشعري
http://www.11emam.com/12/debating20001.rm
- هل قال ابن تيمية بفناء النار
الشيخ عبد الرحمن دمشقية + الكردي
http://wearemuslems.abed-alkarem.com/Debates&Lectures/General%20debates/sheik%20dimishqiah001.rm
- السمع والبصر
الشيخ عبدالرحمن دمشقيه + شيخ المعتزلة امين نايف ذياب
http://www.soutiat.com/sounds/f/68.rm
- الأشاعرة
الشيخ عبد الرحمن الدمشقيه + ابراهيم الشافعي الأشعري
http://www.11emam.com/11/demashgia.rm
- قيام الحوادث بالله
الشيخ عبد الرحمن دمشقية + المعتصم الأشعري
1 - الجزء الأول
http://www.4shared.com/file/95963005/d61d49f0/_______1_.html
2- الجزء الثاني
http://www.4shared.com/file/95966289/2328ab8f/_______2_.html
3- الجزء الثالث
http://www.4shared.com/file/95970671/b569e1c2/________3.html
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:30 م]ـ
يا أخي مثل المعتصم هذا أنا ناقشته وقصمته ولله الحمد مرارا وتكرارا وغيرهم كثير مع قلة علمي لكن في وضع كالوضع الذي نتكلم عنه أرى أن الشيخ سفر الحوالي هو الأولى والأعلم بهم وبالعلوم الجدلية المتعلقة بهم ...
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:14 م]ـ
ليجمعوا أمرهم وليأتوا صفا وسنقدم لهم الشيخ يوسف الغفيص ..
نسأل الله أن يهديهم وأن يأخذ بأيدينا وأيديهم ..
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:37 م]ـ
الأشاعرة في هذا الزمن أقل من أن يعنى لهم أو يُهتم لأمرهم
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:21 م]ـ
أيا كان المناظر، أقترح أن يكون المناظرة على عقيدة السلف إلى غاية القرن الثالث.
وأن يُشترط فيه عدمُ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وذلك ليعلمَ الجميع أن عقيدتنا ليس عقيدة ابن تيمية ولا غيره، بل عقيدتنا عقيدة الصحابة، والتابعين، وأئمة الدين أمثال مالك والسفيانين والحمادين، وابن المبارك، الشافعي وأحمد، وابن راهويه، والبخاري، والترمذي وغيرهم الذين اختارهم الله وارتضاهم لحفظ السنة، وجَعَلَ الأمة كلها - أشعريّها و ماتريديّها - عالةً عليهم في معرفة سنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فإن لم يكون هؤلاء عقيدتهم صحيحة، فمَن الناس غيرهم؟
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:39 م]ـ
والله لا أرى أحدا مناسبا غير الشيخ يوسف الغفيص
أو الشيخ عبدالعزيز الراجحي
أو الشيخ عبدالرحمن المحمود
أو الشيخ خالد فوزي المدرس في دار الحديث
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:56 م]ـ
الشيخ العلامة سفر الحوالي حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/16)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:12 م]ـ
الشيخ عبد الله بي المدني المغربي شيخ متمكن من علوم الآلة و علم العقيدة مع رزانته و سكونه.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:13 م]ـ
عفوا أقصد بن المدني.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:21 م]ـ
د. ناصر الحنيني
أما زميلنا الأخ د/ ناصر الحنيني، فإني لا أظنه يستطيع ذلك.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:23 م]ـ
وجهة نظر:
هل كان من منهج أهل السنة فعل هذا (المناظرة) أمام عامة الناس أو عند من لا يفقه؟
ـ[محمد سمير]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:41 م]ـ
هناك مشكلة مع الشيخ الدمشقية اذا كانت المناظرة مباشرة
لأنني شاهدت الشيخ في المستقلة يعتمد على جهاز الحسوب الذي امامه في قناة المستقلة وكان حضور الشيخ العرعور حفظه الله أفضل في مناظرة الروافض
أنا أرشخ الشيخ يوسف الغفيص
اذا كانت المناظرة وجها لوجه بدون كومبيوتر
ووفق الله جميع مشايخنا
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:56 م]ـ
تنبيه:
ترشيحك لبعض أهل العلم من خلال معرفتك بتأهله وصلاحيته لا يلزم من ذلك انحطاط غيره عنه، ولذا فلا داعي للمقارنة والتفضيل، كما أنه لا يلزم بالضرورة أنه هو أولى الناس بها لاسيما من لا يمكن عارفاً إلا بمن انتخبه، إنما نرشح بحسب حدود علمنا.
الأمر الآخر،
تفانينا بانتخاب من نعتقد أنه هو أقوى المناظرين من جماعتنا حتى تنازعنا فيمن يكون لنا في هذه المناظرة رأساً، أثير في طريقتنا هذه: هذا السؤال:
هل مناظرنا هو رأس عندهم هل نتكلف له رأسنا؟!
لا زلتُ على رأيي - مع بالغ احترامي لرأي الإخوة –:
أن الإعراض عن مثل هذه المناظرات في مثل هذه الساعة هو أولى، فالمناظرة تكون للحاجة، ولا أرب لنا بها الساعة، فهي معادلة خاسرة في أفضل نتائجها، ومن خلال قراءة مناظرات السلف من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريقة عالم المدينة الإمام مالك إلى التفقه في طرائق أحمد مع مناظريه إلى من جاء بعدهم.
نجدهم يقبلون ويعرضون عن المناظرة بحسب ما هو أصلح، فإذا كانت السنة قائمة، أعرضوا، وإن كانت خافتة أقبلوا.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:20 م]ـ
مع أنا اخترنا المناظرين إلا أنا لا ندري عن موافقتهم؟
هو مجرد ترشيح ليس إلا.
و مثل هذا لا بد أن يوقف عند حده , فهو يلقي الشبه على طلاب العلم ويدرس طلاب شريعة , ويظن بذلك أنه في مقام المنتصر , خصوصاً أنه قد انخدع به بعضهم , وهو في بلد أهل سنة غير أن مدرسي الجامعات فيهم من هو متمشعر.
وإذا كانت المناظرة خاصة أو يحضرها طلبة العلم و ليست علانية فما المانع؟
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:42 م]ـ
وجهة نظر:
هل كان من منهج أهل السنة فعل هذا (المناظرة) أمام عامة الناس أو عند من لا يفقه؟
بارك الله فيك على التبيه .. وهي ليست وجهة نظر فحسب .. بل هذا هو الصحيح ..
لا زلتُ على رأيي - مع بالغ احترامي لرأي الإخوة –:
أن الإعراض عن مثل هذه المناظرات في مثل هذه الساعة هو أولى، فالمناظرة تكون للحاجة، ولا أرب لنا بها الساعة، فهي معادلة خاسرة في أفضل نتائجها، ومن خلال قراءة مناظرات السلف من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريقة عالم المدينة الإمام مالك إلى التفقه في طرائق أحمد مع مناظريه إلى من جاء بعدهم.
نجدهم يقبلون ويعرضون عن المناظرة بحسب ما هو أصلح، فإذا كانت السنة قائمة، أعرضوا، وإن كانت خافتة أقبلوا.
بارك الله فيك أخي .. وفقك الله ..
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 05:07 م]ـ
هناك مشكلة مع الشيخ الدمشقية اذا كانت المناظرة مباشرة
لأنني شاهدت الشيخ في المستقلة يعتمد على جهاز الحسوب الذي امامه في قناة المستقلة وكان حضور الشيخ العرعور حفظه الله أفضل في مناظرة الروافض
أنا أرشخ الشيخ يوسف الغفيص
اذا كانت المناظرة وجها لوجه بدون كومبيوتر
ووفق الله جميع مشايخنا
صدقت (مع كامل الاحترام لشخصه وجهده)
فهو فى الحديث المباشر يختلف عنه فى الكتابة
شاهدته منذ فتره لم يوفق فى كبح جماح رجل مغربى لا اذكر اسمه بل كان الرجل يتكلم بتعال وكأنه لا احد يحادثه
وفق الله الجميع
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 05:09 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/17)
إخواننا في قطر مولعون بالإثارة ويبدو أن ثقافة الإتجاه المعاكس قد انتقلت من وسائل الإعلام إلي الجامعات!! فما الهدف من هذه المناظرة؟ وماذا ستجني هذه الأمة من ورائها؟ لماذا ننبش في مساوئ الماضي لنعيد لها الحياة من جديد؟ وما الفائدة المرجوة من إحياء الصراع بين الأشاعرة والحنابلة أو الشافعية والحنابلة أو الأحناف والحنابلة كما سمي هذا الصراع عبر التاريخ؟ أليس الأولي بالجامعة بدل إدخال طلبتها في نزاعات عقدية وفكرية أن تسعي إلي إصلاحهم وتنشئتهم وتوجيههم إلي ما يفيدهم في حالهم ومآلهم من كتاب الله وصحيح السنة وتحصينهم ضد المسخ الحضاري الغربي الذي يغزونا؟ فما ذاسيستفيد هؤلاء الطلبة عندما تثار قضية القرآن (وكون الأشاعرة يثبتون القرآن كلاماً لله عز وجل ولكنهم ينفون عنه المشيئة، وأنه تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به) وحالهم بين من لا يقرأ القرآن أصلا وهو عنه مشغول ومن يعلم أنه خطاب الله له ليتبعه ويكون هاديا له ولم تخطر له المقولة السابقة علي بال. فالأشعرية كما يري المنصفون من أهل العلم إحدي طوائف السنة لها مالها وعليها ماعليها "ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم". وقد كان الفكر الأشعري متواجدا عبر التاريخ الإسلامي وتأثر يه به العديد من علماء الأمة الأجلاء ثم انحسر أو خبا ذكره لعدة أسباب منها:
1 - أنه فكر فلسفي عويص يخوض فيه الخواص ونحن أمة أمية ......
2 - فشو الجهل والبعد عن الدين في هذا العصر وهو فكر يمثل نوعا من الترف فمن لا يقرأ القرآن لا يهتم إن كان الله تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به أم لا, كما أن من لا يطيع الله ولا يمتثل أوامره لا يهتم إن أولت الصفات أو أجريت علي ظاهرها
3 - كون العالم أصبح كقرية واحدة فانتشرت كتب عقائد أهل السلف من القرون المزكاة قبل أن تدخل الفلسفة وعلم الكلام واطلع الناس عليها ونشرها أهل العلم.
وبحكم كوني في بلد يدرس فيه العقد الأشعري فإنه لم يبق منه إلا بعض الكلام في تأويل الصفات عند من يعتقده من خواص الناس أو ما يدرس عند تدريس متونه و الغالب أن من درسه لا يتجاوز معه الحلقة أو الإمتحان ولا يظهر في معتقده في حياته العادية.
وقد قال بعض أهل العلم معلقا علي حديث (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) أن الطوائف انشغلوا بالنزول هل هو حقيقة أم مجاز عن المقصود من الحديث وهو الترغيب في دعاء الكريم الغفار في الوقت المذكور من الليل ولذلك أورده مسلم ضمن أحاديث ترغب في الدعاء في وقت من الليل بعد ذكره للقنوت.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:46 م]ـ
أخي الكريم ..
كلامك جميل .. غير قولك ..
فالأشعرية كما يري المنصفون من أهل العلم إحدي طوائف السنة لها مالها وعليها ماعليها
الأشعرية ليست من أهل السنة بارك الله فيك ..
ومن ألحقهم بأهل السنة لم ينصف أهل السنة في شيء ..
وفقك الله ..
ـ[البتيري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:18 م]ـ
ذكر الشيخ سليم الهلالي:
ومما هو جدير بالتدوين؛ ليحفظه التاريخ: أن الخليلي مفتي الخوارج الإباضية في «عُمان» القائل بخلق القرآن طلب مناظرة شيخنا العلامه الإمام ابن باز -رحمه الله- في حجر الكعبة وأن تنقل على «الفضائيات»؛ فعرف شيخنا ابن باز -رحمه الله- مغزاه، وأدرك مقصده، فرده، وزجره، وأمره: أن يتوب قبل كل شيء ... هكذا العلماء الربانيون ... أما المخدوعون المغرورون؛ فلو سئلوا الفتنة (المناظرة) لأتوها، وما تلبثوا بها إلا قليلاً.
ولقد رأيت بعض المغرورين يناظر مبتدعاً خبيثاً حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فكان (الرويبضة المبتدع) يراوغ، ويجادل، وذاك (المسكين) لا يستطيع حيلة، ولا يهتدي سبيلاً ... فالله المستعان.
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:36 م]ـ
أخي الكريم ..
كلامك جميل .. غير قولك ..
الأشعرية ليست من أهل السنة بارك الله فيك ..
ومن ألحقهم بأهل السنة لم ينصف أهل السنة في شيء ..
وفقك الله ..
بارك الله فيك أخي الكريم وهدانا وإياك لما اختلف فيه من الحق أعتقد أنك لو قلت حفظك الله أنه ليسوا حنابلة لوافقتك , وقد يكون خلافنا من رواسب البيئة التي تربينا فيها فهذا الشيخ الددو حفظه الله يقول عن الأشاعرة والماتريدية أنهم أخطؤوا في مسائل لا تخرجهم عن أن يكونوا من أهل السنة ولذلك فإن من ائمة أهل السنة كل من البيهقي والحاكم والنووي وابن حجر وهؤلاء كلهم من الأشاعرة بل هم ائمة الأشاعرة. وإنما ذكر الشيخ هؤلاء تمثيلا واللائحة تطول من ائمة المسلمين من علماء المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنفية رحمة الله علي الجميع ممن يصعب إخراجهم من كونهم من أهل السنة. والله تعالي أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/18)
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:01 ص]ـ
الأخ أبو محمد الجعفري بارك الله فيك
يجب التفريق بين من تلبس بقول الأشاعرة ووافقهم في مسائل أو أقوال معينة وبين من منهجه وعقديته أشعرية من رأسه إلى أخمص قدميه، بل وينافح عن الأشاعرة، ففرق بين الحالين لا يخفى على أمثالك.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:41 ص]ـ
فما ذاسيستفيد هؤلاء الطلبة عندما تثار قضية القرآن (وكون الأشاعرة يثبتون القرآن كلاماً لله عز وجل ولكنهم ينفون عنه المشيئة، وأنه تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به) وحالهم بين من لا يقرأ القرآن أصلا وهو عنه مشغول ومن يعلم أنه خطاب الله له ليتبعه ويكون هاديا له ولم تخطر له المقولة السابقة علي بال.
ليست فقط مسألة كلام الله تعالى، بل حتى صفات الله جل وعلا،كالنزول والاستواء وغيرها.
فالأشعرية كما يري المنصفون من أهل العلم إحدي طوائف السنة لها مالها وعليها ماعليها "ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم".
الأشعرية أقسام قسم منهم اتبعوا أبا الحسن الأشعري في آخر طوره وأخذوا بما في كتاب الإبانة ورسالة إلى أهل الثغر.
وقسم بقوا على ما كان عليه سابقا من القول بمذهب المعتزلة وهذا هو الغالب على الأشاعرة المنتسبين إليه.
وقد كان الفكر الأشعري متواجدا عبر التاريخ الإسلامي وتأثر يه به العديد من علماء الأمة الأجلاء ثم انحسر أو خبا ذكره لعدة أسباب منها:
1 - أنه فكر فلسفي عويص يخوض فيه الخواص ونحن أمة أمية ......
2 - فشو الجهل والبعد عن الدين في هذا العصر وهو فكر يمثل نوعا من الترف فمن لا يقرأ القرآن لا يهتم إن كان الله تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به أم لا, كما أن من لا يطيع الله ولا يمتثل أوامره لا يهتم إن أولت الصفات أو أجريت علي ظاهرها
3 - كون العالم أصبح كقرية واحدة فانتشرت كتب عقائد أهل السلف من القرون المزكاة قبل أن تدخل الفلسفة وعلم الكلام واطلع الناس عليها ونشرها أهل العلم.
بقي أن تذكر سببا مهما من أسباب انحسار المذهب الأشعري ألا وهو بعده عن مذهب السلف أهل السنة والجماعة، ومخالفته لما كان عليه أئمة الإسلام من القرون الثلاثة المفضلة.
وبحكم كوني في بلد يدرس فيه العقد الأشعري فإنه لم يبق منه إلا بعض الكلام في تأويل الصفات عند من يعتقده من خواص الناس أو ما يدرس عند تدريس متونه و الغالب أن من درسه لا يتجاوز معه الحلقة أو الإمتحان ولا يظهر في معتقده في حياته العادية.
بل على العكس هناك من يظهر هذا المذهب عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، ولا يخفا هذا على أحد.
وقد قال بعض أهل العلم معلقا علي حديث (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) أن الطوائف انشغلوا بالنزول هل هو حقيقة أم مجاز عن المقصود من الحديث وهو الترغيب في دعاء الكريم الغفار في الوقت المذكور من الليل ولذلك أورده مسلم ضمن أحاديث ترغب في الدعاء في وقت من الليل بعد ذكره للقنوت.
هذا قول بعيد عن الحق، إذ أن هذا الحديث العظيم اشتمل على بيان صفة ثابتة لله تعالى تليق بجلاله وعظمته وهي النزول، وعلى فضيلة الدعاء في هذا الوقت، بسبب التنزل الإلهي.
فقول ذلك الشخص مردود عليه.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:52 ص]ـ
فهذا الشيخ الددو حفظه الله يقول عن الأشاعرة والماتريدية أنهم أخطؤوا في مسائل لا تخرجهم عن أن يكونوا من أهل السنة ولذلك فإن من ائمة أهل السنة كل من البيهقي والحاكم والنووي وابن حجر وهؤلاء كلهم من الأشاعرة بل هم ائمة الأشاعرة. وإنما ذكر الشيخ هؤلاء تمثيلا واللائحة تطول من ائمة المسلمين من علماء المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنفية رحمة الله علي الجميع ممن يصعب إخراجهم من كونهم من أهل السنة. والله تعالي أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/19)
الشيخ الددو، كلامه هذا مردود، وهو بنفسه قد قام بطبع مقدمة شيخه العلامة محمد سالم العدود التي في نظم مختصر خليل، وهذه المقدمة اشتملت على العقيدة الإسلامية السلفية، والتي لا يقول بها لا الأشاعرة ولا الماتريدية، إذ يقول في مقدمتها: " فهذه منظومة محتوية على أهم مباحث العقيدة على مذهب السلف أهل السنة والجماعة، دون التعرض للخلافات، ينتفع بها إن شاء الله كل من حفظها من طلاب العلم ومعلميه، وهي محتوية على كثير من النصوص من القرآن والحديث عليها مدار العقائد، ويُلمح إليها في النظم تلميحا مليحا ".
وطبعت هذه المنظومة باسم " مجمل اعتقاد السلف " ويقول فيها ناظمها:
بالبدءِ باسمِ الله في التقديمِ ... و الوصفُ بالرحمنِ والرحيمِ
قال محمدٌ بسالم شُفِعْ ... نجلُ محمدٍّ بعَالٍ قد تُبِعْ
الهاشميُّ المنتمي بالأسِّ ... إلى المباركِ الذي للخُمسِ
ثم إلى يعقوبَ منها ينتَمي ... بالله ربي أعتزي وأحتمي
أحمدهُ جَلَّ كما ابتَداني ... بنِعَمٍ مَالي بها يدانِ
ويقول فيها:
وما نقولُ في صِفاتِ قُدسهِ ... فرعُ الذي نقولهُ في نَفسهِ
فإن يقُلْ جهميهُم كيفَ استوى ... كيفَ يجيْ فقل كيفَ هُوَا
لا فَرقَ بينَ ما سَميُّهُ يُعَدْ ... وصفاً لنا كعَلمٍ أوجُزءاً كَيَدْ
البابُ في الجميعِ واحدٌ فلا ... تكُن مُعطِّلا ولا مُمثِّلا
يأتي يجيْ يكشفُ عن ساقٍ يضعْ ... قَدَمَه ُ على جهنَّمَ يَسَعْ
بفضلهِ الخلقُ يَداهُ بالعطَا ... مبسوطتانِ كَيفَ شاءَ بَسَطا
كلتاهُمَا في يُمنِها يمينُ ... فهو بذا مِن خَلقِهِ يَبِينُ
يَرى ولا يَراهُ مِنا ذو بَصَر ... حتى يموتَ مثلَ ما جَا في الخَبَر
يَسمعُ يُبصرُ يُحبُّ يَعجبُ ... يَضحكُ يَرضى يَستجيبُ يَغضبُ
ويقول فيها:
يَغارُ أن يَزنِىَ عبدٌ أو أمهْ ... لهُ ويَستحْيِيْ على مَا أكرَمهْ
وليسَ يَستحيِي من الخلقِ ولا ... من ضَربِهِ ما كالبَعوُضِ مَثلا
وليسَ يأذنُ لشيءٍ أذَنَهْ ... إلى تِلاوةِ نَبِيٍّ حَسَنَهْ
ولخلوفُ فمِ ذِي الصومِ الزَّكِيْ ... أطيبُ عِندَهُ مِنَ المسكِ الذَّكِي
يَفعلُ ما يَشاءُ لا يُستكرَهُ ... وهُوَ بالِغٌ تعالى أمرَهُ
فما يَشَأ فِينا يَكُنْ لوْ لمْ نَشا ... ولا يَكونُ ما نَشا ما لم يَشا
ويقول فيها:
أسماؤه الحسنى على الصفاتِ ... دلَّتْ فَذلَّتْ أوجُهُ النُّفاةِ
فأثبِتوا من وَصفِهِ ماالسَّلفُ ... أثبتَ وانفوا ما نَفى ثمَّ قِفوا
واجتنبوا الشِّركَ الجَليِّ والخَفي ... ولو بما فيهِ اختلافُ السَّلفِ
فأفرِدُوهُ جلَّ بالعبادهْ ... لا تُشركوا في نَوعِها عِبادهْ
فلا تُسَمُّوا ولداً عَبد علي ... أو تَنذِروا لصالحٍ أو لِولي
ولا تَمسُّوا قبراً اوْ تَمسَّحوا ... ولا تَطوفوا حولَهُ أو تَذبحوا
لا تَعبدوهُ بِسِوى ما قَد شَرعْ ... قد نتقرَّبُ بجلبِ ما نَفَعْ
أو دَفعِ ما ضَرَّ لِمخلوقٍ ولا ... نَبلغُ ذا مِنْ مَالكِ المُلكِ عَلا
وبِالرُّبوبيَّةِ وَحِّدُوهُ ... فهْوَ الذي تَعنو لهُ الوُجُوهُ
لا تجعلوا إذا دَعوتُم وَسطا ... بينكُمُ وبَينَهُ فهْوَ خَطا
ذّلِكَ والإيمانُ كُلٌ قدْ شَمَلْ ... عقْداً بِقلبٍ مَعَ قولٍ وَعَمَلْ
بِنيَّةٍ في سُنةٍ وبِالعَملْ ... زيادةٌ و نقصاً المِثلَ احتَمَل
وهذا هو ما يتناقض مع ما يقوله الشيخ الددو هداه الله.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:59 ص]ـ
وهذا هو ما يتناقض مع ما يقوله الشيخ الددو هداه الله.
هل وقفت على كلام للشيخ يتناقض مع هذا؟
أم هل وقفت على كلامه في ذم التأويل وبيان خطأ المؤولة؟
إذا كان السؤال يتعلق بتأويل صفات الباري سبحانه وتعالى فإن أصل تأويلها إنما هو خوف من تشبيهه بخلقه، هذا الحامل عليه في الأصل، لكن الواقع أننا لا نحتاج إليه أصلا، لأن من آمن بالله وبما جاء به رسوله من عنده وعرف أنه لا أحد أعلم بالله من الله، ولا أحد بعد ذلك أعلم بالله من رسول الله r، وأن الرسول r هو الناصح الأمين الحريص على هداية الأمة لم يكن ليتركهم في مضلة وضياع، ولم يكن ليأتيهم بما هو موهم للتشبيه أو موهم للضلال ويسكت حتى يموت ويلقى الله ولم يشرح ذلك لأمته ولم يبينه لهم! هل تعلمون أحدا أنصح للناس من رسول الله r ؟ هل تظنون أن أحدا أحرص على عقائد الناس من رسول الله r، لماذا يترك رسول الله r ذلك التأويل ثم يأتي أقوام آخرون فيؤولون، إن الرسول r هو أنصح الناس للناس، وهو الحريص عليهم كما أخبر بذلك ربنا سبحانه وتعالى وشهد له به، فقال: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} ولهذا يقال لمن أراد ذلك القول هذا الذي تدعو إليه هل دعا إليه رسول الله r وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أم لم يدعوا إليه؟ فإن أقر أنهم لم يدعوا إليه يقال فمن أين لك علمه؟ ومن أين لك أن تدعو إليه ولم يدع إليه أولئك؟ فهذا الجواب المسكت في حق أولئك.
http://www.dedew.net/index.php?A__=5&type=4&h=1&linkid=979
إن بعض أهل العلم أثبتوا لله العين و القدم و الرجل و بعض الصفات الأخرى فما هو صواب هذا القول من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
أن الله سبحانه و تعالى ?لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير? و أنه لا يمكن أن يكون له مثل لقوله تعالى: ?ليس كمثله شيء و هو السميع البصير? فلا يمكن أن يعرف إلا عن طريق الخبر و قد أخبرنا عن نفسه بهذه الصفات فنحن نؤمن بها كما أخبر الله سبحانه و تعالى و هذا واجب على كل مسلم و على هذا فيجب عليه أن يؤمن بأنهالا تشبه صفات المخلوقين و أن الله سبحانه و تعالى له ذات لا تشبه ذوات المخلوقين فكما له ذات لا تشبه ذواتهم فكذالك له صفات لا تشبه صفاتهم و القول في الصفات كالقول في الذات و القول في بعض الصفات كالقول في بعضه.
http://www.dedew.net/index.php?A__=5&type=4&h=1&linkid=390
أما مسألة إدخاله للأشاعرة في أهل السنة فهو مبحث آخر غير مبحث اعتقاد الشيخ في الصفات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/20)
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:05 ص]ـ
إخواننا في قطر مولعون بالإثارة ويبدو أن ثقافة الإتجاه المعاكس قد انتقلت من وسائل الإعلام إلي الجامعات!! فما الهدف من هذه المناظرة؟ وماذا ستجني هذه الأمة من ورائها؟ لماذا ننبش في مساوئ الماضي لنعيد لها الحياة من جديد؟ وما الفائدة المرجوة من إحياء الصراع بين الأشاعرة والحنابلة أو الشافعية والحنابلة أو الأحناف والحنابلة كما سمي هذا الصراع عبر التاريخ؟ أليس الأولي بالجامعة بدل إدخال طلبتها في نزاعات عقدية وفكرية أن تسعي إلي إصلاحهم وتنشئتهم وتوجيههم إلي ما يفيدهم في حالهم ومآلهم من كتاب الله وصحيح السنة وتحصينهم ضد المسخ الحضاري الغربي الذي يغزونا؟ فما ذاسيستفيد هؤلاء الطلبة عندما تثار قضية القرآن (وكون الأشاعرة يثبتون القرآن كلاماً لله عز وجل ولكنهم ينفون عنه المشيئة، وأنه تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به) وحالهم بين من لا يقرأ القرآن أصلا وهو عنه مشغول ومن يعلم أنه خطاب الله له ليتبعه ويكون هاديا له ولم تخطر له المقولة السابقة علي بال. فالأشعرية كما يري المنصفون من أهل العلم إحدي طوائف السنة لها مالها وعليها ماعليها "ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم". وقد كان الفكر الأشعري متواجدا عبر التاريخ الإسلامي وتأثر يه به العديد من علماء الأمة الأجلاء ثم انحسر أو خبا ذكره لعدة أسباب منها:
1 - أنه فكر فلسفي عويص يخوض فيه الخواص ونحن أمة أمية ......
2 - فشو الجهل والبعد عن الدين في هذا العصر وهو فكر يمثل نوعا من الترف فمن لا يقرأ القرآن لا يهتم إن كان الله تكلَّم به - أي القرآن - بعد أن لم يكن تكلم به أم لا, كما أن من لا يطيع الله ولا يمتثل أوامره لا يهتم إن أولت الصفات أو أجريت علي ظاهرها
3 - كون العالم أصبح كقرية واحدة فانتشرت كتب عقائد أهل السلف من القرون المزكاة قبل أن تدخل الفلسفة وعلم الكلام واطلع الناس عليها ونشرها أهل العلم.
وبحكم كوني في بلد يدرس فيه العقد الأشعري فإنه لم يبق منه إلا بعض الكلام في تأويل الصفات عند من يعتقده من خواص الناس أو ما يدرس عند تدريس متونه و الغالب أن من درسه لا يتجاوز معه الحلقة أو الإمتحان ولا يظهر في معتقده في حياته العادية.
وقد قال بعض أهل العلم معلقا علي حديث (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) أن الطوائف انشغلوا بالنزول هل هو حقيقة أم مجاز عن المقصود من الحديث وهو الترغيب في دعاء الكريم الغفار في الوقت المذكور من الليل ولذلك أورده مسلم ضمن أحاديث ترغب في الدعاء في وقت من الليل بعد ذكره للقنوت.
كلامك اخي عن الاشاعرة على انهم من اهل السنة وعلى ان خلافهم مع اهل السنة هو من جنس خلاف المذاهب الفقهية:
كلام باطل جملة وتفصيلا
وانما قلت ماقلت لجهلك بحقيقة معتقد الاشاعرة او بجهلك بحقيقة معتقد اهل الحق اهل السنة والجماعة.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وهدانا وإياك لما اختلف فيه من الحق أعتقد أنك لو قلت حفظك الله أنه ليسوا حنابلة لوافقتك , وقد يكون خلافنا من رواسب البيئة التي تربينا فيها فهذا الشيخ الددو حفظه الله يقول عن الأشاعرة والماتريدية أنهم أخطؤوا في مسائل لا تخرجهم عن أن يكونوا من أهل السنة ولذلك فإن من ائمة أهل السنة كل من البيهقي والحاكم والنووي وابن حجر وهؤلاء كلهم من الأشاعرة بل هم ائمة الأشاعرة. وإنما ذكر الشيخ هؤلاء تمثيلا واللائحة تطول من ائمة المسلمين من علماء المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنفية رحمة الله علي الجميع ممن يصعب إخراجهم من كونهم من أهل السنة. والله تعالي أعلم
أخي الكريم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه ..
ما دخلنا بالحنابلة هنا ..
وحتى لو أدخلهم الشيخ الددو في إطار أهل السنة والجماعة .. فهذا لا يغير من حقيقة كونهم مبتدعة وخارجين عن أهل السنة ..
والقائل أيا كان ومن كان لا يغير من حقيقة الأمر شيء ..
بل هو مردود عليه .. ولا يقبل منه ..
ثم خطأ الأشاعرة والمادريدية إذا لم يخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة للزمنا إدخال غيرهم ..
وهذا حقيقة منهج التمييع الحاصل الآن مع أهل البدع ..
وليس كوننا نحب الحافظ ابن حجر والنووي مثلا يجعلنا نقول أن الأشاعرة من أهل السنة ..
ففرق بين حبهم وإجلالهم وبين إدخال الأشاعرة في أهل السنة ..
إن كنا نمشي على هذه القاعدة الباطلة .. كيف نفعل إذا واجهنا من الأشاعرة من يكفرنا ويبدعنا .. ؟؟
أرجو أن المعلومة وصلت إليك ..
والكلام في هذا الأمر يطول .. والمجال لا يتسع لمثله .. فهلا فتحت موضوعا للنقاش حتى يستفيد الكل من قول الآخر .. طبعا إذا كان مناسبا ..
وإلا في نظري مثل هذا الكلام لا يسبب سوى البلبلة ..
فموقف أهل السنة معلوم من الأشاعرة والماترودية ..
ولا يؤثر فيهم بعض الشخصيات .. حتى يؤول الأمر بهم إلى ما تقول ..
وأيضا لا يقول هذا من عرف الأشعرية حق المعرفة ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
وآسف على الإطلاة .. لأن الموضوع ليس في هذه المسألة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/21)
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:10 ص]ـ
أخي الكريم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه ..
ما دخلنا بالحنابلة هنا ..
وحتى لو أدخلهم الشيخ الددو في إطار أهل السنة والجماعة .. فهذا لا يغير من حقيقة كونهم مبتدعة وخارجين عن أهل السنة ..
والقائل أيا كان ومن كان لا يغير من حقيقة الأمر شيء ..
بل هو مردود عليه .. ولا يقبل منه ..
ثم خطأ الأشاعرة والمادريدية إذا لم يخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة للزمنا إدخال غيرهم ..
وهذا حقيقة منهج التمييع الحاصل الآن مع أهل البدع ..
وليس كوننا نحب الحافظ ابن حجر والنووي مثلا يجعلنا نقول أن الأشاعرة من أهل السنة ..
ففرق بين حبهم وإجلالهم وبين إدخال الأشاعرة في أهل السنة ..
إن كنا نمشي على هذه القاعدة الباطلة .. كيف نفعل إذا واجهنا من الأشاعرة من يكفرنا ويبدعنا .. ؟؟
أرجو أن المعلومة وصلت إليك ..
والكلام في هذا الأمر يطول .. والمجال لا يتسع لمثله .. فهلا فتحت موضوعا للنقاش حتى يستفيد الكل من قول الآخر .. طبعا إذا كان مناسبا ..
وإلا في نظري مثل هذا الكلام لا يسبب سوى البلبلة ..
فموقف أهل السنة معلوم من الأشاعرة والماترودية ..
ولا يؤثر فيهم بعض الشخصيات .. حتى يؤول الأمر بهم إلى ما تقول ..
وأيضا لا يقول هذا من عرف الأشعرية حق المعرفة ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
وآسف على الإطلاة .. لأن الموضوع ليس في هذه المسألة ..
صدقتَ، جزاكَ اللهُ خيرا.
وشتّان بين من كان الأصلُ فيه تأويل الصّفات (التّحريف)، وبين من أخطأ وزلّ بتأويل بعضها اجتهادا منه، وقد بلغَ من العلم ما بلغ وانتفع به أهل الإسلام أيّما انتفاع.
وعلى كلّ حال ـ كما قال الأخُ جزاهُ الله خيرا ـ ليس هذا موضع بسط الكلام في المسألة.
بارك اللهُ في الجميع.
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
كلامك اخي عن الاشاعرة على انهم من اهل السنة وعلى ان خلافهم مع اهل السنة هو من جنس خلاف المذاهب الفقهية:
كلام باطل جملة وتفصيلا
وانما قلت ماقلت لجهلك بحقيقة معتقد الاشاعرة او بجهلك بحقيقة معتقد اهل الحق اهل السنة والجماعة.
علي رسلك أخي عادل فلا أنت ناقشت كمن سبقك من الإخوة ولا عدلت في نقلك ولا ردك فالذي ذكرته أن هذا الخلاف كان يسمي أحيانا في المراجع التاريخية خلافا بين الحنابلة والشافعية أوالأحناف أو المالكية لأن أكثر منتحلي الفكر الأشعري من المذاهب الثلاثة ومع ذلك فهذا الشيخ الددو حفظه الله يقول عن الأشاعرة أنهم (لا يخرجون من دائرة أهل السنة فهم كا ذكرنا لديهم أخطاء لا تخرجهم من أهل السنة ومثلهم في ذلك مثل المذاهب الفقهية المالكي والحنبلي والشافعي والحنفي كلها مذاهب من مذاهب أهل السنة فيها أخطاء وفيها صواب وأخطاؤها لا تخرجها عن أن تكون مذاهب لأهل السنة.)
ثم إنني لا يمكنني أن أصف البيهقي والقاضي عياضا والشاطبي والنووي وابن دقيق العيد والسبكي وغيرهم من أعلام الأمة بأنهم ليسوا من أهل السنة لتأثرهم الواضح بالأشعرية كما تشهد بذلك كتبهم.
أما قولك أخي الحبيب صقر
وهذا هو ما يتناقض مع ما يقوله الشيخ الددو هداه الله.
فليس قيه أي تناقض فالشيخ لا يخالف خاله العلامة محمدسالم شفاه الله وعافاه وأبقاه ذخرا للأمة فهو لا يعتقد معتقد الأشاعرة ولكنه لا يخرجهم من عداد أهل السنة لمخالفتهم.ليست فقط مسألة كلام الله تعالى، بل حتى صفات الله جل وعلا،كالنزول والاستواء وغيرها.
صدقت أخي وقد أشرت الي ذلك
بل على العكس هناك من يظهر هذا المذهب عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، ولا يخفا هذا على أحد.
.
صدقت أخي الحبيب فنحن في هذه البلاد إبان حكم الرئيس المخلوع الأول وخلال حبس علماء البلد مثل الشيخ الددو والتقي والنووي وعبدالله ومزيد والشاعر وغيرهم سخرت الدولة إمكانياتها وأبواقها للنيل منهم والقول أن أهل البلاد هم علي عقيدة الأشعري وتشدق بذلك علماء الدولة وجهالها وأن العلماء المسجونين من" أتباع الوهابية" حتي سخرت منهم إحدي الصحف الساخرة بتسميتها للحزب الحاكم الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي "المالكي الأشعري الجنيدي السالك"اشارة لبيت ابن عاشر: في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجنيد السالك
ورغم ذلك فكانوا كأنما ينفخون في رماد.
هذا قول بعيد عن الحق، إذ أن هذا الحديث العظيم اشتمل على بيان صفة ثابتة لله تعالى تليق بجلاله وعظمته وهي النزول، وعلى فضيلة الدعاء في هذا الوقت، بسبب التنزل الإلهي.
فقول ذلك الشخص مردود عليه.
نعم أخي الحبيب الصفة هي أنه "ينزل إلي السماء الدنيا" كما جاء بذلك النص إلا أن هذا لا ينفي أن مسلما أورده هنا بين أحاديث فضل الدعاء ليببن فضل الدعاء في ذلك الوقت.
وقد خرجنا كثيرا عن الموضوع وهو كما قلت لا أري أي فائدة من المناظرة فلن ترد المناظر عن أشعريته وستنبش الأقوال والحجج المهجورة وتثير العامة وتحيي التعصب.
واستغفر الله من جميع ما قلت مما أخطأت فيه وسأتوقف فقد وصفني أخي عادل بأن كلامي باطل وأنني جاهل وأخاف أن يتطور الأمر أكثر فلن أعدم من يبدع أو يكفر وأعوذ بالله من جميع ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/22)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:13 ص]ـ
الأخ الكريم: أبامحمد الجعفري: وفقك الله لما يُحب ويرضى.
الحنابلة أو الشافعية أو المالكية أو الحنفية = مذاهب " فقهية " سنيه.
وقد تجد الفرد من أتباعهم - حنبليًا أو غيره - يوافق أهل السنة في معتقدهم. أو يشذ إلى مذهب آخر بدعي " كالماتريدية أو الأشعرية ".
فجعل: " الحنابلة " في مقابل " الأشاعرة ": خطأ تسبب منه حرف البعض عن معتقد أهل السنة؛ لتوهمه أنه معتقد " الحنابلة " فقط! دون غيرهم من المذاهب الفقهية السنية الأخرى.
والصواب: أن يُجعل: " أهل السنة " - حنابلة أو شافعية أو حنفية أو مالكية " = في مقابل " الأشاعرة أو غيرهم ممن انحرف " - حنابلة أو شافعية أو حنفية أو مالكية -.
والتعلق بكلام الشيخ الددو أو غيره ممن أراد " جمع " الأمة بمثل هذا التهاون غير سائغ. بل جمعها يكون بالمصارحة وتصحيح الخطأ .. والدواء المر كُره لابد منه لمن أراد العافية ..
وإلا كنا كما قال تعالى: (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) ..
سددكم الله ..
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان الخراشي
وجزاك الله خيرا
كلامك جميل جدا وعين الصواب ..
اللهم اهدنا إلى الصواب .. وجنبنا الزيغ والإرتياب ..
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:37 ص]ـ
كما أحب التنبيه على أن المنهج السلفي .. منهج أهل السنة والجماعة ...
ليس فكرا .. بل هو عقيدة مقتبسة من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ..
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:13 م]ـ
من يقول أن (الأشاعرة من أهل السنة) فلا يخلو:
إما أنه لا يعرف الأشاعرة
أو أنه لا يعرف أهل السنة حق المعرفة
والله الموفق. . .
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:53 م]ـ
إن قصد أنهم من أهل السنة بمعنى أنهم ليسوا من الرافضة أو الشيعة فهذا حق ..
وإن قصد أنهم على مذهب السنة أهل الحديث فلا ولا كرامة.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:22 م]ـ
نعم أخي جزاك الله خيرا ..
لكن لا يصلح الإطلاق في كل موطن هكذا حتى لو أراد أنهم في مقابل الشيعة ..
لأن الإطلاق لا يفهم منه إلا أنهم من أهل السنة أهل الحديث ..
ولا نفهم أنهم في مقابل الشيعة إلا إذا كان في مقام الرد على الشيعة أو مناقشتهم وما أشبه ..
أنا أعلم أننا لا نختلف في هذا ولكن أحببت أن أوضح ..
وفقني الله وإياك ..
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:23 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
لماذا يتم الانتقال بهذا الشكل من الموضوع الرئيسي إلى موضوع آخر يتناقش حوله
يا إخوان افتحوا موضوعاً جديداً عن الأشاعرة هل هم من أهل السنة أم لا وتناقشوا هناك
بالنسبة للإخوة الذين يقولون أن المناظرة إنما تكوت للحاجة ولا حاجة هنا فاسمح لي لست أنت من يحدد الحاجة عندنا من عدمها، بل نحن الذين نعيش الواقع وتقطعت قلوبنا من انحراف بعض إخواننا، نحن الذين نحدد الحاجة من عدمها
أقول لكم الجامعة كانت عازمة على عقد المناظرة أو المحاضرة، وأنتم تقولون: الأولى بالجامعة كذا والأولى بالجامعة كذا!!!
نعم لا شك أن هناك أولويات ينبغي للجامعة الاعتناء بها لكن هذا لا يلغي الأولويات الأخرى، لكن بعض الإخوة لن يشعر بما نشعر به حتى يتغلل المد الأشعري في بلده ويلوح ويناطح رموز الاعتقاد السلفي -وأسأل الله أن لا يكون ذلك-
وهذه هي إشكاليتنا، أقر إقراراً كاملاً بأن الفكر الأشعري هش ويمكن القضاء عليه بسهولة -والدليل البشرى التي سأزفها لكم بعد قليل-، لكن المصيبة هي سكوتنا بحجة أنه ضعيف، وفي ظني أن الفكر الأشعري لو قدر له الانتشار -لا سمح الله - فإنه لن يكون لقوته وإنما لسكوتنا نحن. والله المستعان
وأريد أن أقدم شكري الخالص وامتناني لكل من شارك في هذا الموضوع بحرقة وصدق
لا حرمنا الله من غيرتكم وصدقكم
وأما البشرى:
فقد اتصل بي أحد تلاميذ الدكتور الأشعري في وقت متأخر من الليلة الماضية وأخبرني بأن الدكتور في غاية الغضب والتوتر على تضخيم الموضوع -كما يزعم-، وأنه لم يكن يتوقع أن يصل إلى هذا الحد، ولذلك فهو يترااااااااااااااااجع عن طلب المناظرة، ويريد إغلاق هذا الموضوع نهائياً، فهنيئاً للأشاعرة في منتدى الأصلين الذين قالوا بأن هذا الدكتور لو ناظرنا فإنه لن يبقى وهابي على وجه الأرض
هذا هو أستاذهم الذي خيب ظنهم
فإذا كان طلب المناظرة قد فعل فيه ما فعل فكيف لو تمت؟!!
أكرر شكري لكل من أدلى في هذا الموضوع بدلوه
والحمد لله رب العالمين
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:59 م]ـ
الله أكبر ورزقن الله وإياك لذة النظر إلى وجهه الكريم ...
ـ[عيسى حسين]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:08 م]ـ
''جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي الحبيب أبا الهمام والحمدلله
اللهم ثبتنا على الحق الذي نتبعه.والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/23)
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:24 ص]ـ
فهنيئاً للأشاعرة في منتدى الأصلين الذين قالوا بأن هذا الدكتور لو ناظرنا فإنه لن يبقى وهابي على وجه الأرض
هذا هو أستاذهم الذي خيب ظنهم
فإذا كان طلب المناظرة قد فعل فيه ما فعل فكيف لو تمت؟!!
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا أخي الحبيب.
هذا المنتدي الذي ذكرت مليء بالسب والشتم والتكفير لبعض كبار ائمة هذه الأمة ودعاتها مما تقشعر منه الأبدان بالإضافة إلي كم كبير من الأقوال المنسوبة إلي هؤلاء الأئمة ولذلك فإنني أقترح أن يشترك فيه بعض من أهل العلم من ملتقانا الحبيب علي أن يكون:
1 - له اطلاع جيد علي أقوال الأشاعرة كما أنه متمكن من عقيدة السلف
2 - واسع الصدر للمناقشة لا يخاطب إلا بالتي هي أحسن يقول قولا لينا.
3 - صادقا في دعوته لهم يريد بها وجه الله تعالي
4 - لا يريد كسر عظم ولا قصم ظهر بل يريد أن يجعله الله هاديا مهديا وسببا لاجتماع الأمة علي ماكان عليه الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام.
هذا إن كان سيتسع صدرهم لمشاركاته وإلا فلتكن الردود عليهم في هذا الملتقي الكريم بالشروط السابقة.
أسأل الله تعالي أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق وأن يجعلنا هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:34 ص]ـ
اقترح ان تكون المناظرة في الصفات بين التعطيل و الاثبات
ما رأيكم؟
هذا في حال عاد الدكتور الهارب للمناظرة
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:38 ص]ـ
أهل منتدى الأصلين لعله من المحال النقاش معهم
فليس غرض الموقع وصول اعضاءه الى الحق بقدر ما يكمن غرضهم في (مجرد) الحط على شيخ الاسلام ابن تيمية و لا شئ وراء ذلك و كأن الشيخ قد قتل لهم قتيلا
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 02:33 ص]ـ
دائما ما يقول شيخنا الحويني
أن من الشقاء و البلاء أن يجد العالم نفسه وحيدا منفردا في وسط أهل البدع والأهواء , لأن في وجود إخوانه عوننا له
فإذا رأى أهل البدع انتشار أهل الحق ودفاعهم عن حقهم
دخل أهل البدع الجحور
تذكرت كلام الشيخ عند معرفتي بهروب الدكتور
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[21 - 04 - 09, 03:55 ص]ـ
أنصح نفسي و إياكم بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية.
وكتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة للعلامة / سفر الحوالي.
وشروحات فضيلة الشيخ / يوسف الغفيص. كشرحه على متن الطحاوية و شرحه للتدمرية.
ففيها درر و وفوائد جليلة.
وهي موجودة في موقع الشبكة الإسلامية مفرّغة.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 06:12 ص]ـ
((وكفى اللَّهُ المؤمنين القتال))
ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[21 - 04 - 09, 12:36 م]ـ
أيها الأخوة الفضلاء
أنا أضم صوتي إلى صوت الأخوة أن الشيخ يوسف الغفيص هو خير من يصلح لمثل هذه الأمور
لأني سمعته مرة يقول في إحدى المناقشات حول ترااث شيخ الإسلام أنه يعرف كلام شيخ ألإسلام بن تيمية كلمة كلمة.
وأرشح كذلك الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فهو من أقوى المشائخ في العقيدة
كذلك الشيخ عبد المجيد بن محمود الريمي وهو من مشائخ وعلماء اليمن السعيد.
وكذلك الشيخ حامد العلي
وبارك الله فيكم
وسدد الله خطاكم
وأذكركم أن حصلت المناضرة أيها الأخوة أن الكذب على أهل السنة هو ديدن المخالفين، واقتصاص كلام شيخ الإسلام وعدم فهم المراد منه هو سبيلهم ومنهجم
والله المستعان
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[22 - 04 - 09, 05:52 م]ـ
أسأل الله أن يعافي الشيخ سفر الحوالي, آمين
والشيخ يوسف الغفيص هو الأقدر الآن على هذا ..
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 04 - 09, 04:38 ص]ـ
الموضوع
هين
لو استطاع الشيخ الحوالي الحضور فسوف تكون كارثة على الأشعرية أو ربما تلغى المناظرة.
الشيخ الغفيص لايمكنه ولن يقبل ...
ربما مسؤوليته ومنصبه تسبب له إحراج.
أنا اقترح الشيخ دمشقية ...
وكذلك إن وجدتم الشيخ الهدلق أو الشيخ الشويقي أو الشيخ أبو محمد مجدي (الكاتب بمنتدى انا المسلم سابقا) فهم اهل للمناظرة.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 04:07 م]ـ
الأشاعرة في هذا الزمن أقل من أن يعنى لهم أو يُهتم لأمرهم
السلام عليكم و رحمة الله
كيف هذا أخي في الله؟
للاشاعرة انتشار كبير في الامة الاسلامية في زماننا, ناهيك عن المؤسسات التعليمية في كثير من الدول. و بدع الاشاعرة قد توجد في غيرهم من الطوائف من مثل الاحباش.
فأرجو التنبه لذلك أخي الحبيب, و قد تكون أنت في بلد لا توجد فيها بدعهم فاحمد الله, و لكن هناك دول كثيرة فيها أشاعرة كالأردن و سوريا و لبنان (احباش) و مصر الخ ....
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر السكندري]ــــــــ[27 - 04 - 09, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
الدكتور لم يهرب
وما قيل في ذلك كذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/24)
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
الدكتور لم يهرب
وما قيل في ذلك كذب
هذه المشاركة موجودة في موقعهم الأصلين!
فهل نقلتها أم أنت الأشعري ذاته!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:51 م]ـ
أما زميلنا الأخ د/ ناصر الحنيني، فإني لا أظنه يستطيع ذلك.
أعجبتني هذه.
الاعراض عن هذا الأشعري أولى.
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 03:04 م]ـ
هههههههه
طبعاً هو يريد أن يستغل أن لا وجود لإثبات قطعي على ذلك
فالأمر كان في مكالمة هاتفية
لو كنت أعلم انه كذلك - أي: ليس هارباً فقط بل هارب ومتلون- لطلبت من صاحبي أن يسجل تلك المكالمة
ولو كان صادقاً فليكتب باسمه، وليبين لنا أنه لم يتراجع وأنه لا يزال مصراً على المناظرة
واهل السنة له بالمرصاد
نحن لم نبدأ طلب المناظرة، هو الذي بدأ، فليظهر الآن، وليقل: "أنا لم أتراجع"، وسيرى بعد ذلك ما يكون
سبحان الله
ما أعظم اضطرابهم
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 09:34 م]ـ
الشيء بالشيء يذكر
منتدى المناظرات التابع للملتقى هل هناك نية لفتحه مجددا
نرجوا من الادراة الموقرة توضيح الامر
ـ[محمد السقار]ــــــــ[07 - 05 - 09, 01:05 ص]ـ
الشيخ الغفيص لايمكنه ولن يقبل ...
ربما مسؤوليته ومنصبه تسبب له إحراج.
أي منصب تقصد؟؟
فالشيخ حفظه الله الآن خارج تشكيلات هيئة كبار العلماء ..
ـ[ياسر فريد]ــــــــ[07 - 05 - 09, 02:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،،،،
منهج أشاعرة الأزهر معروف ولا أظن أن ذالكم الدكتور بالقوة أو بالأهمية التى ذكرها أخونا أبو الهمام القطرى فأنا أعرف هؤلاء جيدا حيث يشرف على رسالتى أحدهم _بل من كبارهم أشعرى العقيدة شافعى المذهب _ فهم ليسوا بأقوياء ولا علماء كما يظن الكثير _ إلا ما رحم ربك وقليل ماهم _ فانا أعرفهم عن كثب فلو ناظر ذلك المغرور واحد من هؤلاء الجبال الأعلام الأكابر الذين ذكرهم الأخوة لكفى وشفى ولدحضه وبين عواره فالحق واضح أبلج والباطل لجلج وأما السيل فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض
إلا أننى لى رأى فى مسألة المناظرة وهى الإعراض عنها بالكلية وذلك لأمرين
الأول: هذا الرجل نكره ولا أظن إلا أنه يريد الشهرة والصعود على أكتاف علماءنا أو نشر مذهبه
الثانى: لو تركناه وأعرضنا عنه لمات بغيظه موتورا كمدا ولم نفتح على الناس بابا من أبواب
الشر فليس كل من دعى للمناظرة أجبناه ورحم الله الشوكانى إذ يقول فى إرشاد الغبى:" ..... ولم أشتغل بجواب على غيره لأنهم ليسوا بإهل لذلك وفى الجوابات مالا يقدر على تحريره إلا عالم ولكنهم لم يسموا أنفسهم فلم أشتغل بجواب من لا أعرفه ".فأرى ألا يشتغل بمناظره مثل هذا ولا سيما أنه نكرة
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[25 - 03 - 10, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
أعجب من كلام الأخوة أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية لا يصلح
بل هو صاحب خبرة في مذهب الأشاعرة خصوصاً ولا أعلم مثيلاً له في هذا الباب
وله خبرة بالمناظرات ممتازة ومستعد للمناظرة بل هو يطلبها في الأصل ولم يجبه أحد
وهو من أشهر المناظرة سواء في الشبكة أو على الفضائيات
وله اطلاع عجيب على كتب القوم ومن قرأ كتابه موسوعة أهل السنة وغيره علم ذلك
[/ URL]
[URL]http://saaid.net/Doat/dimashqiah/index.htm (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=26)
لا شك في هذا
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 03 - 10, 12:14 م]ـ
هذه مناقشة لشيخنا و حبيبنا / سالم الطويل حفظه الله. . مع أشعري في أمريكا شاهد أخي الكريم لتعلم كيف أن عقيدة أهل السنة و الجماعة هي عقيدة الفطرة الصافية الخالية من الفسططات و الفلسفات المعقدة.
شكرا أبا سعد. . فوالله أثلجت صدورنا
الرابط من موقع الشيخ الكريم. .
http://www.saltaweel.com/lectures/10
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[25 - 03 - 10, 01:19 م]ـ
الشيخ العلامة سفر الحوالي حفظه الله
الشيخ مريض لا يتكلم إلا بصعوبة
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 03:41 ص]ـ
عندما قرأت انسحاب الأشعري
تذكّرتُ: ونصرتُ بالرعب مسيرة شهر .. !!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 10:47 ص]ـ
إن قصد أنهم من أهل السنة بمعنى أنهم ليسوا من الرافضة أو الشيعة فهذا حق ..
وإن قصد أنهم على مذهب السنة أهل الحديث فلا ولا كرامة.
هذه حجة المراوغين، وإلا فلِمَ لا يُصرِّحون بأن الخوارج من أهل السنة، والمعتزلة من أهل السنة؛ إذْ هؤلاء ليسوا رافضةً؟؟!!!
ـ[عبدالله البدري]ــــــــ[02 - 04 - 10, 11:40 م]ـ
ما أدري ليش حاس أن الموضوع مفبرك ....
1 - لا توجد دولة تقبل بخلافات مذهبية قوية تناقش داخل أسوار الجامعات (لأنها في العقائد) بشكل رسمي.
2 - إلى الآن -على كثرة المشاركات- لم يعرفنا بهذا الدكتور الأشعري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/25)
ـ[محمد بن نبيل]ــــــــ[03 - 04 - 10, 04:11 م]ـ
لعله المدعو محمد سالم أبو عاصي أحد المقربين من مفتي مصر علي جمعة!
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 03:55 ص]ـ
ومن الغريب أن العبد الضعيف ناظر اشعريا في قطر من شهور مضت ..
وكانت سريعة خاطفة الا ان الحق يعلو ولا بعلى عليه ..
لما فتح النقاش وعلم انني سلفي، وذلك بمناسبة انني اهديته أحد كتبي المطبوعة وهو كتاب [البحر عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن] وكنت ذهبت اليه ليراجع بحث لي جديد مراجعة لغوية ففتح موضوع الكلام النفسي واستشهد ببيت الأخطل: ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ..
فقلت له: ان البيان وليس ان الكلام .. وذكرت ثبوته هكذا من كلام لابن القيم ..
ثم تكلم على العقل والنقل فذكرت مثلا ذكره ابن القيم في الصواعق المرسلة وقلت له: ابن تيمية رد على هذا في عشرة مجلدات ولحضرتك أن تقرأ تهذيبها في مائتين وأربعين وجها عند ابن القيم في الصواعق المرسلة ..
فتغير لونه وضحك مستهزئا وقال: أقرأها إن سنح لي الوقت .. وبهت وتخاذل وراوغ وسألني عن أشياء خاصة بعد ذلك ..
صحيح هي ليست مناظرة، وانما دلت على خوارهم وجبنهم عموما ..
كما اصابني الذهول أن يكون في قطر السلفية بعض الأشاعرة ..
فلعل الأخ أبي همام يذكر لنا بعض الأسماء لنحذرها هنا في قطر ..
وأعتذر عن عدم ذكر اسم الدكتور فقد أفضى أمره الى الله.
نسأل الله أن تكون خاتمتنا على مذهب السلف الصالح متمسكين بكتاب الله عاضين على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه بالنواجذ ..
وسامحونا على التطفل.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 04:05 ص]ـ
أخي الكريم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه ..
ما دخلنا بالحنابلة هنا ..
وحتى لو أدخلهم الشيخ الددو في إطار أهل السنة والجماعة .. فهذا لا يغير من حقيقة كونهم مبتدعة وخارجين عن أهل السنة ..
والقائل أيا كان ومن كان لا يغير من حقيقة الأمر شيء ..
بل هو مردود عليه .. ولا يقبل منه ..
ثم خطأ الأشاعرة والمادريدية إذا لم يخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة للزمنا إدخال غيرهم ..
وهذا حقيقة منهج التمييع الحاصل الآن مع أهل البدع ..
وليس كوننا نحب الحافظ ابن حجر والنووي مثلا يجعلنا نقول أن الأشاعرة من أهل السنة ..
ففرق بين حبهم وإجلالهم وبين إدخال الأشاعرة في أهل السنة ..
إن كنا نمشي على هذه القاعدة الباطلة .. كيف نفعل إذا واجهنا من الأشاعرة من يكفرنا ويبدعنا .. ؟؟
أرجو أن المعلومة وصلت إليك ..
والكلام في هذا الأمر يطول .. والمجال لا يتسع لمثله .. فهلا فتحت موضوعا للنقاش حتى يستفيد الكل من قول الآخر .. طبعا إذا كان مناسبا ..
وإلا في نظري مثل هذا الكلام لا يسبب سوى البلبلة ..
فموقف أهل السنة معلوم من الأشاعرة والماترودية ..
ولا يؤثر فيهم بعض الشخصيات .. حتى يؤول الأمر بهم إلى ما تقول ..
وأيضا لا يقول هذا من عرف الأشعرية حق المعرفة ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
وآسف على الإطلاة .. لأن الموضوع ليس في هذه المسألة ..
جزاك الله خيرا
احسنت
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:50 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
لسماعي للمناظرات صوتيا ومرئيا وبالبالتوك ارشح هولاء:
الشيخ عدنان بن محمد العرعور
والشيخ عبدالرحمن الدمشقية
والشيخ سالم الطويل
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[08 - 04 - 10, 12:52 ص]ـ
المناظرة مع الخصم لا تتطلب غزارة العلم فحسب، بل لابد من أشياء أخرى غير العلم مثل: الثقة بالنفس، ورباطة الجأش، والذكاء الحاد لألاعيب الخصم مع هدوء في الأعصاب، ولهذا نجد من يكون عنده علم ولكنه يخفى عليه أساليب محاوره الملتوية أمام الناس لإظهار باطله، وقد يكون هناك من هو أعلم من رجال المناظرة ولكنهم لا يصلحون كما سبق بيانه.
ومن أمثال هؤلاء الأفذاذ في رأيي الشيخ صالح المغامسي حفظه الله، والشيخ عبد السلام المغربي، والشيخ عدنان عرعور وغيرهم ..
لكن الشيخ عدنان عرعور ماهر في مناظرة الفرق الخرافية أمثال الصوفية والشيعة، أما الفرق الكلامية فأظنه لا ..
وقد رأينا من كان حظه من العلم كبيرا لكنه لم يحظ بالصفات آنفة الذكر، فخدعه المبطل بألاعيبه، مثال ذلك مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مع الرفاعي الصوفي، رأينا كيف حول هذا الخرافي المناقشة إلى من حوار بين الصوفية والسلفية إلى حوار بين الرفاعية والسلفية ولم يفطن الشيخ لذلك، وأمثال هذا يتكرر.
على أني أرجو أن يقام في مصر هنا مناظرة بين الخرافي علي جمعة وأحد المشايخ الكرام، وليكن محمد بن إسماعيل المقدم، أو الشيخ أبو إسحاق الحويني
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 05:03 ص]ـ
فليأت الأشعري إلينا إن كان يريد الحق أوليطلب المناظرة ممن ذكره الأخوة
فوالله كلي ثقة بأن أصغر طالب علم يستطيع أن يهز كيانه لاأشك في ذلك لحظة
أما الشيخ الدمشقية فله خبرة طويلة بالمناظرات ومضائقها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/26)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 06:59 ص]ـ
ان صح الخبر و صح غضب الدكتور و تبرمه من تضخم الأمر ... فما أرجح عقله و ماأبعد فعله عن صفة الهروب ... فما أمر كان يهرب منه الأئمة قديما أو حديثا كهروبهم من فتن العقائد .. و ما أكثر ما كانوا يحمدون اخماد نارها ... و ما أكثر ما كانوا يتطلبون ما تحته عمل و تآلف من بعدها ... و ما أحسن ما قال اخ كريم هنا ان كثيرا من الأشاعرة قد آل أمرهم أخيرا الى قبول بالظواهر و ان بنوع تفويض ... وأن يترك الوقوف على الظاهر يعمل عمله فيهم و فينا ...
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[09 - 04 - 10, 12:03 ص]ـ
ان صح الخبر و صح غضب الدكتور و تبرمه من تضخم الأمر ... فما أرجح عقله و ماأبعد فعله عن صفة الهروب ... فما أمر كان يهرب منه الأئمة قديما أو حديثا كهروبهم من فتن العقائد .. و ما أكثر ما كانوا يحمدون اخماد نارها ... و ما أكثر ما كانوا يتطلبون ما تحته عمل و تآلف من بعدها ...
يا رجل لا تذكرني بذلك الدكتور
قد ظهرت عليه سمات مريدي الفتن لا الهاربين منها كما تظن
وقد غضب عندما علم أننا نشرنا هروبه، وعاتب الأخ الذي نقل لي ذلك عبر اتصاله معه بالهاتف
وهو يزداد في نشاطه في التشويش على طلاب جامعة قطر المساكين
واله المستعان
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:57 م]ـ
بشرى
الدكتور شاكر العاروري-حفظه الله-
يدعو رأس الأشاعرة للمناظرة
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 10, 11:40 ص]ـ
من يتصدى لمناظرة الأشاعرة يجب أن يكون ممن درس أصولهم وتعمق بها وعرف خبايايها وله دراية كبيرة بعلم المنطق والجدل الذي هو أساس مذهبهم في المناظرة ومثل هذه الصفات ربما لا تتوفر في الكثير من مشايخ السلفية ومعرفتى المتواضعة بمشايخ الدعوة السلفية في هذه المسألة تجعلنى أضع المشايخ التالية أسمائهم والذي أرى أنهم قادرين علي كسر شوكة الأشاعرة:
الشيخ سفر الحوالى
الشيخ محمد الخميس
الشيخ عبد الرحمن دمشقية
الشيخ مصطفى الرضوانى
ملاحظة هامة / نتمنى من الأخوة التأكد من أن جامعة قظر تعتمد المذهب الأشعرى في الجامعة لان هذا الأمر مستغر ب جداَ.
والله تعالى أعلم ...
ـ[ابو معاوية العنزي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 12:20 م]ـ
ارشح وأكدعليه الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف
وهذا رقم جوال الشيخ وعليك التنسيق مع الشيخ
0505259086
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:51 ص]ـ
أبشر الأخوة الكرام ..
بكتاب جديد يخص الموضوع .. وهو الآن يجهز للطباعة باذن الله تعالى ..
وسيطبع في مطابع علي بن علي وتنشره دار الثقافة بقطر ..
بعنوان:
تشييع جنازة الفكر الأشعري
ويقع في 600 صفحة
نسأل الله خروجه بسلام ..
اللهم آمين.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 06:37 ص]ـ
أبشر الأخوة الكرام ..
بكتاب جديد يخص الموضوع .. وهو الآن يجهز للطباعة باذن الله تعالى ..
وسيطبع في مطابع علي بن علي وتنشره دار الثقافة بقطر ..
بعنوان:
تشييع جنازة الفكر الأشعري
ويقع في 600 صفحة
نسأل الله خروجه بسلام ..
اللهم آمين.
آمين آمين آمين
وبشرك الله بالفردوس
ليتك أخي الفاضل تعطينا فكرة عن محتويات الكتاب وما الجديد فيه او المميز.
وتنشره دار الثقافة بقطر .. = هذه قوية!!!
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 10:27 م]ـ
ان شاء الله عن قريب أخي أبو نسيبة ..
سدد الله الخطى وأعاننا جميعا على البر والتقوى.
آمين
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:44 م]ـ
ما أسخف هذه العقول!! خبر مجهول عن دكتور أشعري مجهول عينا وحالا يطلب مناظرة عالم سلفي،فإذا انتم فريقان تختصمون،فمنكم من يقبل الدعوة ومنكم من يدعوا الى الاعراض عنها، ثم الذين قبلوا الدعوة لم يتفقوا على "عالم"مناظر!! وبعد أن ضيعتم وقتنا في تصفح ثلاث صفحات إذا بـ "الهمام" ابي الهمام يسند الى مجهول (خبر هاتفي) أن الدكتور المجهول قد تراجع عما دعا اليه من المناظرة!! فتطيرون لهذه "البشرى" فرحا،وتوسعون المنتدى طربا ومرحا،!! فحتام تصارعون طواحين الهواء؟
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:27 ص]ـ
على رسلك .. ورفقا باخوانك يا ابا العلياء!!!
لماذا تتسرع فتصفهم بسخافة العقول؟!
إن لم يكن في هذا النقاش إلا التصدي لأي محاولة ولو بالنقاش لكفى ..
فكيف به وقد تتباين الآراء في نقاشها عن من هو الأقدر لمثل هذه المناظرة من علماء السلفية وطلاب العلم ..
بل يكفي أن يرى أهل البدعة أن السلفيون في قطر وغيرها دوما على اهبة الاستعداد للتصدي للمبتدعة ..
وكان اولى بك الا تتهم صاحب الخبر بالكذب وتقوم على تصديقه من باب حسن الظن ..
وظني ان كثرة المناقشات في هذا الموضوع المطروح هو ما جعل ذلك المبتدع الى الهرب خوفا وهلعا اذ انه يعلم انه على بدعة ولا يستطيع ان يتناظر مع اصغر طالب علم سلفي العقيدة يحتج بقول الله وقول رسوله واعتقاد الائمة حتى القرن الثالث .. وهو - ذاك الاشعري - ليس عنده الى قال الأخطل كذا وقرر الرازي والايجي كذا، واعتقد الجويني والغزالي كذا .. أو مما قاله صاحب الجوهرة وشارحها كذا وكذا ..
فمثل هذا أولى أن يجبن عن المناظرة ويتراجع القهقرى ..
المهم:
أنك لم تفيد في مشاركتك .. وإنما تثبط الهمم وتكذب ما لم تحط به علما ..
وأنا مقيم في قطر وأعلم ما لم تعلمه أنت .. فهلا تريثت قليلا واحسنت الظن باخوانك؟
عفا الله عني وعنك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/27)
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أسخف هذه العقول!! خبر مجهول عن دكتور أشعري مجهول عينا وحالا يطلب مناظرة عالم سلفي،فإذا انتم فريقان تختصمون،فمنكم من يقبل الدعوة ومنكم من يدعوا الى الاعراض عنها، ثم الذين قبلوا الدعوة لم يتفقوا على "عالم"مناظر!! وبعد أن ضيعتم وقتنا في تصفح ثلاث صفحات إذا بـ "الهمام" ابي الهمام يسند الى مجهول (خبر هاتفي) أن الدكتور المجهول قد تراجع عما دعا اليه من المناظرة!! فتطيرون لهذه "البشرى" فرحا،وتوسعون المنتدى طربا ومرحا،!! فحتام تصارعون طواحين الهواء؟
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
الله يهديك.
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:46 م]ـ
السلام عليكم
انا اقترح الشيخ مختار طيباوي وهو من الجزائر
فهو متخصص في تراث ابن تيمية والمدهب الاشعري بل له من المعرفة بمصادر الاشاعرة الشيء الكثير
وعن معرفته بالفلسفة لا تسال فهو من المتخصصن ان شاء الله
وعنده رد على كتاب البوطي السلفية
ورد على هجال
والغزالي في نظرية المعرفة
و ....... و ....... و ......... و ....... و الحمد لله
ولكن الشيخ مشكلته الوحيدة عدم المداهنة والتزلف لاين كان فهو يتمتع بشخصية قوية
ومع هذا هو اواب للحق متى علمه
والمهم نحن في الخدمة ان شاء الله
والسلام عليكم
والسلام عليكم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:46 م]ـ
ما أسخف هذه العقول!! خبر مجهول عن دكتور أشعري مجهول عينا وحالا يطلب مناظرة عالم سلفي،فإذا انتم فريقان تختصمون،فمنكم من يقبل الدعوة ومنكم من يدعوا الى الاعراض عنها، ثم الذين قبلوا الدعوة لم يتفقوا على "عالم"مناظر!! وبعد أن ضيعتم وقتنا في تصفح ثلاث صفحات إذا بـ "الهمام" ابي الهمام يسند الى مجهول (خبر هاتفي) أن الدكتور المجهول قد تراجع عما دعا اليه من المناظرة!! فتطيرون لهذه "البشرى" فرحا،وتوسعون المنتدى طربا ومرحا،!! فحتام تصارعون طواحين الهواء؟
الاخ أبا العلياء الواحدي
1 - هل أنت اشعري؟
2 - هل أنت صوفي؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 01:29 ص]ـ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
.................................................. ..........................
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:06 ص]ـ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
.................................................. ..........................
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ
شكرا لك
كما توقعت .. لقد عرفت الاجابة
للعلم: لا يهم الاسم انما ما يحمل من اعتقادات.
ـ[مهداوي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 08:03 م]ـ
ما أسخف هذه العقول!! خبر مجهول عن دكتور أشعري مجهول عينا وحالا يطلب مناظرة عالم سلفي،فإذا انتم فريقان تختصمون،فمنكم من يقبل الدعوة ومنكم من يدعوا الى الاعراض عنها، ثم الذين قبلوا الدعوة لم يتفقوا على "عالم"مناظر!! وبعد أن ضيعتم وقتنا في تصفح ثلاث صفحات إذا بـ "الهمام" ابي الهمام يسند الى مجهول (خبر هاتفي) أن الدكتور المجهول قد تراجع عما دعا اليه من المناظرة!! فتطيرون لهذه "البشرى" فرحا،وتوسعون المنتدى طربا ومرحا،!! فحتام تصارعون طواحين الهواء؟
ما أسخف هذه المشاركة!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 08:22 م]ـ
ما أسخف هذه المشاركة!
أخي الحبيب .. شخصيا لم اجب على "مشاركته" لانني عملت بتعليقه. ألم تر أنه كتب فيه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ,,,,, فخير من إجابته السكوت
والله هذا ما فعلته .. وسؤالي عن اعتقاده ليس جوابا عن مشاركته بالتأكيد.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:04 م]ـ
غفر الله لك أبا نسيبة
وجزاك الخير والجنة،،، وقد سبقتني بقولك:
شخصيا لم اجب على "مشاركته" لانني عملت بتعليقه. ألم تر أنه كتب فيه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ,,,,, فخير من إجابته السكوت
وهذا هو عين ماراودني حينما أردتُ الرّد عليه هداه الله.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:21 م]ـ
غفر الله لك أبا نسيبة
وجزاك الخير والجنة،،، وقد سبقتني بقولك:
وهذا هو عين ماراودني حينما أردتُ الرّد عليه هداه الله.
وجمعنا في الجنة وغفر لكم أخي الحبيب الاثري الفراتي وبارك فيكم
الارواح جنود مجندة ايها الحبيب.
لعل أبا العلياء يتفكر في تعليقه فيحاول أن يكون قدوة حسنة بأقواله وأفعاله. ولعلها كانت زلة يعتذر عنها وكأن شيئا لم يحدث. ولن نعطي للمسألة اكثر مما يجب. المهم عندنا الكتاب يسر الله استلامنا لنسخة منه!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/28)
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:37 م]ـ
أيها الإخوة ألا تعرفون فضيلة الشيخ الدكتور / خليفة التميمي حفظه الله من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فهو متكن جدا في باب توحيد الأسماء والصفات، وله مؤلفات قيمة حول هذا الموضوع والأشاعرة.
واقتراحي أن لا تقع المناظرة مع هؤلاء الضلال. والله أعلم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:43 م]ـ
وهناك ايضا الدكتور:
د. تميم بن عبد العزيز القاضي
يثني على رسالته في الماجستير الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف كثيرا.
لكن المناظرات فن كيف تؤكل الكتف. فلها خصوصيات منها الوقت و العاطفة والخطابة و الكر والفر الخ
لا يعرف هذا إلا من تتبع المناظرات. ومن خاضها من باب أولى.
ـ[مهداوي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:43 م]ـ
أخي الحبيب .. شخصيا لم اجب على "مشاركته" لانني عملت بتعليقه. ألم تر أنه كتب فيه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ,,,,, فخير من إجابته السكوت
والله هذا ما فعلته .. وسؤالي عن اعتقاده ليس جوابا عن مشاركته بالتأكيد.
لا بأس أخي الكريم .. إن لم يعجبه طعم أعجبه آخر!
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 09:48 م]ـ
وجمعنا في الجنة وغفر لكم أخي الحبيب الاثري الفراتي وبارك فيكم
الارواح جنود مجندة ايها الحبيب.
لعل أبا العلياء يتفكر في تعليقه فيحاول أن يكون قدوة حسنة بأقواله وأفعاله. ولعلها كانت زلة يعتذر عنها وكأن شيئا لم يحدث. ولن نعطي للمسألة اكثر مما يجب. المهم عندنا الكتاب يسر الله استلامنا لنسخة منه!!
وفيكم بارك الله شيخنا الحبيب
وجزاكم الله خير الجزاء ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.(55/29)
قاعدة في المشيئة والحكمة.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:16 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه المفيد القول المفيد:
قوله (من يشاء):كل فعل مقيد بالمشيئة, فإنه مقيد بالحكمة, لأن مشيئة الله ليست مجردة يفعل ما يشاء لمجرد أنه يفعله فقط, لأن من صفات الله الحكمة, ومن أسمائه الحكيم, قال الله تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما).
تحت باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.(55/30)
مداخلتي في جريدة عكاظ (كاملة) بخصوص برنامج الشيخ العودة ورسالة محمد عبده
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يادعاة الإسلام: فرقوا بين القَبول (الرباني) والقَبول (المزيَّف)!
أُذكِّر الشيخ العودة وغيره برسالة (التوحيد) لمحمد عبده .. قبلها النصارى .. وقرّظها الشيعة .. وطبعها المستشرقون!
لا أريد أن أُفسد لذة الفرح بحصول برنامج الشيخ سلمان العودة – وفقه الله – (الحياة كلمة) على نسبة عالية من المشاهدة في العالم العربي، ضمن أفضل البرامج الدينية .. فالمسلم يسعد ويفرح بكل خير ينتشر، وكل حق يُبلَّغ، وكل قَبول يوضع لعالم أو داعية أو طالب علم، لكني أُنبه هنا - في كلمة حان وقتها؛ تُساهم ولو قليلاً في تصحيح المسيرة - إلى: أن لاتُنسينا – الشيخ أو أحبابه – هذه النشوة وهذا الفرح التفريق بين قَبولين إذا ماخلط البعض بينهما، حصل اللبس، وكثر الاختلاف، وإذا ماتُنبه للفرق بينهما؛ أعطى ذلك الداعية والعالم قوة، واستعصاء على الباطل، بحول الله.
أعني بهما: قبول رباني، ورد مدحه في قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: " إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القَبول في الأرض "، وهذا القَبول مما يتنافس فيه المتنافسون.
وقبول آخر مزيَّف، قد لا يُتنبه له كثيرًا، يُذكرنا بالفجر الكاذب الذي يغر المسلم بوميضه السريع عن الفجر الحقيقي الصادق، أو هو كما قال تعالى: (كسراب بقيعة .. حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا)، أو كما تقول العرب: " برقٌ خُلّب "، لاغيث فيه.
وتوضيح هذا: أن:
1 - القبول الرباني؛ هو القبول بين المؤمنين والصالحين من شهداء الله في الأرض، ومداره – بعد تفضل الله القائل (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)، وقوله: (وجعلنا لهم لسان صدق) – على أمر " الإخلاص "، وقول " الحق " – في جميع المسائل - دون كتم شيئ منه، أو لبسه ولو بيسير من الباطل، مما يوقع المسلم في المنهي عنه: (ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون).
2 - والقَبول المزيَّف، هو القَبول من أهل الباطل المتنوعين، ومداره على التخفف من أمور " الحق " تدريجيًا؛ إما بكتمان أو لبس بغيرها؛ أو استعمال لغة " ضبابية " تقبل التفسيرات المتنوعة، أو " تحييد للنفس " في مواقف لاتحتمل " الحياد "، وكل هذا في محاولة " فاشلة " لإرضاء جميع الأطراف؛ لهدف أو أجندة يُسعى لها، إلى أن يُصبح الساعي لهذا القَبول كما قال تعالى: (وإذًا لاتخذوك) - أي أهل الباطل - (خليلا).
ويحضرني من هذا القَبول المزيّف: " رسالة التوحيد " التي ألفها الشيخ محمد عبده، وأقامها – لكي يرضي الأطراف المتباينة! - على تقرير " توحيد الربوبية "، الذي أقر به حتى المشركون؛ حيث قال في مقدمتها (ص62): (أصل معنى التوحيد اعتقاد أن الله واحد .. وهذا المطلب كان الغاية العظمى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم)! ولم يحتمل هذا تلميذه الشيخ رشيد رضا " وهو السلفي! "، رغم مبالغته في مدح الرسالة؛ لعلمه أنه يُخالف الحق، فقال في الهامش: (فات الأستاذ أن يُصرح بتوحيد العبادة .. إلخ)! وكيف يفوته هذا الأمر العظيم وهو يؤلف في توحيد الله؟!
فكانت النتيجة أن وجدت الرسالة وصاحبها " القبول المزيّف " بين الناس؛ فقال أحد النصارى! عن " الشيخ ": (إن جميع الطوائف عندنا تُجل سماحة الأستاذ، وتعشق مشربه في الإصلاح)! (المرجع السابق، ص 25)، وقرَّظ رسالته نصراني آخر (المرجع السابق، ص 26)، وقرّظها أيضًا أحد علماء الشيعة! (المرجع السابق، ص33 - 34)، بل اقترح أحد النصارى تدريسها في المدارس النصرانية! (المرجع السابق، ص24). وطبعها بعض المستشرقين! (المرجع السابق، ص 51).
فعلى العالم أو الداعية أن يزن قَبوله بميزان الشرع، لا بميزان القَبول المزيّف، وأن يكون (مقصد) دعوته تعبيد الناس لرب العالمين؛ بالدعوة إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة، وقول الحق في المسائل العلمية، دون مداهنة أو مجاملة، وليُبشر بعدها بما يسره في الدنيا والآخرة، أجرًا وقبولا وحُسن عاقبة. وفق الله الشيخ العودة ودعاة الإسلام إلى مايُحب ويرضى.
ويحسن في الختام أن أقول ما قاله الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله – في رسالته لصاحبه الوزير لطفي الحفار – رحمه الله -: (وكنتُ أؤثر أن أجعل رسالتي هذه إليك مخطوطة لا مطبوعة، ومطوية لا منشورة، لولا أن الذين أحببتُ أن يقرؤوها معك كثير عددهم، وهي في معنى الخير، والخير لا يُستخفى). (مجلة الفتح ع 644). والله الهادي ..
* * * * * * * * * * *
(تنبيه: قام المشرف على ملحق الدين والحياة بجريدة عكاظ بنشر جزء من المداخلة السابقة! هذا اليوم: الخميس: 20/ 4 / 1430هـ رغم وعده بنشرها كاملة!، وجعل العنوان " أُحذر العودة "! بدل " اُذكّر الشيخ العودة "، وشتان بينهما! - هداه الله -).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/31)
ـ[د/ألفا]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:05 ص]ـ
وفقك الله لمرضاته يا شيخ
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:43 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
و نرجوا أن تكون للشيخ العودة عودة
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مداخلة جميلة
وتنطبق على قبول كثير من (الشيوخ) و (الدعاة)(55/32)
القواعد النيرة من كلام إمام دار الهجرة رحمه الله تعالى
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:07 م]ـ
لم أستطع وضع الموضوع بالتنسيق المراد فجعلته في المرفقات
ليت المشرف بارك الله فيه ينشره
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد النيرة من كلام إمام دار الهجرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)).
أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
منذ زمن طويل وأنا معجب بكلام إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى فإني مذ سمعت قوله في صفات الله عز وجل (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) عرفت قدره في السنة وعلمتُ لِمَ قال الشافعي: (إذا ذكر العلماء فمالك النجم) ثم سمعت وقرأت من كلام هذا الإمام رضي الله عنه ما هو آية في إصابة المعنى الحق بأوجز عبارة وأجمعها فأحببت أن أجمع من كلامه ما يصلح أن يكون قاعدة في بابه، في مباحث أصول الدين والمنهج أما الفقه والحديث فله مكانه. ولم أقصد الاستقصاء وإنما هذا ما تيسر من خلال مطالعة سريعة لترجمة الإمام في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي وكتاب (اعتقاد الأئمة الأربعة) للشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس وكتاب (ذم الكلام) لأبي إسماعيل الأنصاري الهروي وبحث للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر بعنوان (الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء، دراسة تحليلية) (مجلة الجامعة الإسلامية - العددان 111 و112) ولم أكثر من العزو والتخريج لشهرة ما سأذكره وكثرة رواته من أئمتنا المؤلفين في السنة وغيرهم ولسهولة الوصول إلى مصادر الكلام. وقد أذكر نظائر لكلام الإمام أو تتمات وزيادات نافعة وإن لم تكن على شرطي.
وليس غرضي هنا بيان مذهب الإمام مالك في أصول الدين ولا الترجمة له والتعريف به ولا جمع آرائه الفقهية والأصولية، فذاك قد كتب فيه العلماء الكثير ووضحوا وبينوا وجمعوا وأفادوا فجزاهم الله عنا خيراً.
العبد الفقير لله الغني
أخوكم الصغير أبو زرعة حازم
بين يدي الكلام
((قال الشافعي: "العِلمُ يدور على ثلاثة: مالك، والليث، وابن عيينة".
وروي عن الأوزاعي أنه كان إذا ذكر مالكاً يقول: "عالم العلماء، ومفتي الحرمين".
وعن بقيّة أنَّه قال: "ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنّةٍ ماضية منك يا مالك".
وقال أبو يوسف: "ما رأيت أعلمَ من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى".
وذكر أحمد بن حنبل مالكاً فقدّمه على الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحَكم، في العلم، وقال: "هو إمام في الحديث، وفي الفقه".
وقال القطّان: "هو إمام يُقتدى به".
وقال ابن معين: "مالكٌ من حُجج الله على خلقه".
وقال أسد بن الفرات: "إذا أردتَ الله والدارَ الآخرة فعليك بمالكٍ".
بيان أهميّة القواعد وعظم نفعها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/33)
لا ريب أنَّ معرفةَ القواعد والأصول والضوابط الكليّة الجامعة يُعدُّ من أعظم العلوم وأجلِّها نفعاً وأكثرها فائدةً، ذلك أنَّ "الأصول والقواعد للعلوم بمنزلة الأساس للبنيان والأصول للأشجار لا ثبات لها إلاّ بها، والأصول تبنى عليها الفروع، والفروع تثبت وتتقوّى بالأصول، وبالقواعد والأصول يثبت العلم ويقوى وينمي نماءً مطَّرداً، وبها تُعرف مآخذ الأصول، وبها يحصل الفرقان بين المسائل التي تشتبه كثيراً، كما أنَّها تجمع النظائر والأشباه التي من جمال العلم جَمعُها" إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة والمنافع الجليلة التي لا تحصى.
بل إنَّ "من محاسن الشريعة وكمالها وجمالها وجلالها: أنَّ أحكامَها الأصوليَّة والفروعية والعبادات والمعاملات وأمورها كلّها لها أصولٌ وقواعدُ تَضبِطُ أحكامَها وتَجمعُ مُتفرِّقَها وتَنشر فروعَها وتَردُّها إلى أصولها".
والقاعدة: هي أمرٌ كلّيٌّ ينطبق على جزئيّاتٍ كثيرةٍ تُفهم أحكامُها منها.
فإذا ضُبطت القاعدةُ وفُهم الأصلُ أمكن الإلمام بكثيرٍ من المسائل التي هي بمثابة الفرع لهذه القاعدة، وأُمن الخلطُ بين المسائل التي قد تشتبه، وكان فيها تسهيلٌ لفهم العلم وحفظه وضبطه، وبها يكون الكلام مبنياًّ على علمٍ متينٍ وعدلٍ وإنصافٍ.
ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "لا بُدَّ أنْ يكون مع الإنسان أصولٌ كليّةٌ تُردُّ إليها الجزئيّات؛ ليتكلّم بعلمٍ وعدلٍ، ثمّ يعرف الجزئيّات كيف وقعت، وإلاّ فيبقى في كذبٍ وجهلٍ في الجزئيّات، وجهلٍ وظُلمٍ في الكليّات فيتولّد فسادٌ عظيمٌ".
لأجل هذا عُني أهل العلم كثيراً بوضع القواعد وجَمعها في الفنون المختلفة، فلا تكاد تجد فناًّ من الفنون إلاّ وله قواعدُ كثيرةٌ وضوابطُ عديدةٌ تَجمع مُتَفرِّقَه، وتُزيل مشتَبهَه، وتُنير معالمَه، وتُيسِّر فهمَه وحِفظَه وضبطَه، "ويحصل بها من النفع والفائدة على اختصارها ما لا يحصل في الكلام الطويل" ولهذا فإنَّه يترتَّب على العناية بالقواعد المأثورة والأصول الكليّة المنقولة عن السلف الصالح - رحمهم الله - من الفوائد والمنافع ما لا يعلمه إلاّ الله؛ لأنَّ فيها كما يقال وضعُ النقاط على الحروف، وفيها تجليةٌ للأُمور، وتوضيحٌ للمسائل، وإزالةٌ للّبْس، وأَمْنٌ من الخَلْط، إلى غير ذلك من الفوائد.)). [من بحث الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله]
كلام الإمام مالك رحمه الله في العلم والعمل
جُنَّة العالم: " لا أدري " فإذا أغفلها أصيبت مقاتله.
قال ابن وهب: لو شئت أن أملا ألواحي من قول مالك: " لا أدري " لفعلت.
قال الهيثم بن جميل: سمعت مالكاً سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ " لا أدري ".
وعن خالد بن خداش، قال: قدمت على مالك بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل.
ابن وهب، عن مالك، سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: " لا أدري ". حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه.
قال ابن عبد البر: صح عن أبي الدرداء أن: " لا أدري "، نصف العلم.
قوله رحمه الله:
كل أحد يؤخذ من قوله، ويترك، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.
قال ابن وهب: قال مالك:
العلم حيث شاء الله جعله، ليس هو بكثرة الرواية.
قال الحافظ ابن عبد البر في " التمهيد ": هذا كتبته من حفظي، وغاب عني أصلي: إن عبد الله العمري العابد كتب إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل. فكتب إليه مالك:
إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد.
فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر.
قال عبد الرحمن بن مهدي سألت مالك بن أنس عن حديث وهو واقف فأبى أن يحدثني فلما قعد قال:
يا هذا إنك سألتني وأنا واقف وكرهت أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا واقف.
عن ابن القاسم قال: قيل لمالك: لِمَ لَم تأخذ عن عمرو بن دينار؟ قال: أتيته، فوجدته يأخذون عنه قياماً،
فأجللت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخذه قائماً.
إسماعيل بن أبي أويس، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/34)
سألت خالي مالكاً عن مسألة، فقال لي: قر، ثم توضأ، ثم جلس على السرير ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان لا يفتي حتى يقولها.
خالد بن خداش قال ودعت مالك بن أنس فقلت أوصني يا أبا عبد الله قال
تقوى الله وطلب العلم من عند أهله
قال إسماعيل بن أبي أويس سمعت خالي مالك ابن أنس يقول
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فقد أدركت سبعين وأشارت بيده إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يقول قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آخذ عنهم شيئا ولو أن أحدهم أؤتمن على بيت مال لكان به أمينا وكان يقدم علينا ابن شهاب الزهري فنزدحم على بابه.
إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن، وغيره، عن مالك، قال:
لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه، وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.
قال يحيى بن سليمان بن نضلة المدني سمعت مالك بن أنس يقول
لا أوتى برجل يفسركتاب الله غير عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالا.
عن خلف بن عمر، سمع مالكاً يقول:
ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك. فقلت: فلو نهوك؟ قال:
كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه.
ابن وهب، قال لي مالك:
العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إلي، وكذلك كان الناس.
سأل رجل مالكاً عن مسألة، فأجابه، فقال: أنت من الناس، أحيانا تخطئ، وأحيانا لا تصيب، قال: صدقت. هكذا الناس.
فقيل لمالك: لم تدر ما قال لك؟ ففطن لها، وقال:
عهدت العلماء، ولا يتكلمون بمثل هذا، وإنما أجيبه على جواب الناس.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
حق على من طلب العلم أن يكون له وقار، وسكينة، وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره، وهم قسم من الله تعالى، فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من
شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه.
عن آيات وأحاديث صفات الله عز وجل:
عن يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} فكيف استوى؟، قال: فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:
الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ مبتدعاً.
فأمر به أن يُخرج
[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 305،306). وفي الاعتقاد (ص:56)، وقال الذهبي هذا ثابت مختصر العلوّ (ص:141). ورواه عن مالك طائفة]
في بعض روايات الأثر أن الرجل ناداه: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلاَّ هو، لقد سألتُ عن
هذه المسألة أهلَ البصرة والكوفة والعراق، فلم أجِد أحداً وُفِّق لما وُفِّقت له
وقال يحيى بن خلف الطَرسوسي: "كنت عند مالك فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق، اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله، إنّما أحكي كلاماً سمعته، قال: إنّما سمعته منك، وعظَّم هذا القول".
أخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا:
أمروها كما جاءت
كلامه رضوان الله عليه في الحث على الاعتصام بالسنة
والتنفير والتحذير من البدع في الدين
قال بشر بن عمر الزهراني سمعت مالك بن أنس يقول
من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أخرج الهروي عن الشافعي قال: سئل مالك عن الكلام والتوحيد , فقال مالك:
محال أن يظن النبي صلى الله عليه وسلم , انه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد , والتوحيد ما قاله النبي صله الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد
(اعتقاد الأئمة الأربعة ولم أجده في كتاب الهروي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/35)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: رَوَى الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ فِي ذَمِّ الْكَلَامِ , قَالَ سَمِعْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ جَابِرًا السُّلَمِيُّ , قَالَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ الْأَزْهَرِ الْفَقِيهَ يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إلَى الْمُزَنِيّ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الْكَلَامِ , فَقَالَ إنِّي أَكْرَهُ هَذَا بَلْ أَنْهَى عَنْهُ كَمَا نَهَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ , وَلَقَدْ سَمِعْت الشَّافِعِيَّ يَقُولُ سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الْكَلَامِ فِي التَّوْحِيدِ قَالَ مَالِكٌ مُحَالٌ أَنْ يُظَنَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَلَّمَ أُمَّتَهُ الِاسْتِنْجَاءَ وَلَمْ يُعَلِّمْهُمْ التَّوْحِيدَ بِالتَّوْحِيدِ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ} فَمَا عُصِمَ بِهِ الدَّمُ وَالْمَالُ فَهُوَ حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ ذَلِكَ مَا قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ فِي كِتَابِ ذَمِّ الْكَلَامِ [الفتاوى الكبرى 6/ 650]
قال الإمام مالك رحمه الله:
مَن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة؛ لأنَّ الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))، فما لَم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً
الاعتصام للشاطبي (1/ 28).
وأخرج أبو نعيم عن عبدالله بن نافع قال (سمعت مالكاً يقول:
لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاماً - دخل الجنة)
قال الإِمام مالك بن أَنس رحمه الله تعالى:
السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ
«مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة» للسيوطي.
ساق ابن العربي بإسناده عن سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك بن أنس - وأتاه رجل - فقال: يا أبا عبد الله، من أين أحرم؟ قال: من ذى الحليفة من حيث أحرم رسول الله {صلى الله عليه وسلم}، فقال: إنى أريد أن أحرم من المسجد، فقال: لا تفعل. قال: إنى أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإنى أخشى عليك الفتنة. قال: وأيّ فتنة فى هذا؟ إنما هي أميال أزيدها. قال:
وأيّ فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم! إني سمعت الله يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
قال ابن القيم في [إغاثة اللهفان]: ما أحسن ما قال مالك بن أنس رحمه الله:
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
وأخرج الهروي عن عبدالرحمن بن مهدي قال دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام ,
ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع
قال ابن أبي أويس سمعت مالك بن أنس يقول
ما قَلّت الآثار في قوم إلا ظهرت فيهم الأهواء،
ولا قلت العلماء إلا ظهر في الناس الجفاء.
قال مطرّف بن عبد الله: سمعتُ مالكاً يقول:
سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووُلاة الأمر بعده سُنناً، الأخذُ بها اتّباع لكتاب الله، واستكمالٌ بطاعة الله، وقوّةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلُها، ولا النّظرُ في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى، وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً.
في كتاب الانتقاء لابن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال:
أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي.
كلامه رحمه الله في النهي عن الجدل والخصومات في الدين
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
قوله رحمه الله الذي أخرجه كثير من الأئمة:
أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!
كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/36)
أما إني على بينة من ديني، وأما أنت، فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه.
قال القاضي عياض: قال معن: انصرف مالك يوما، فلحقه رجل يقال له: أبو الجويرية، متهم بالارجاء.
فقال: اسمع مني،
قال: احذر أن أشهد عليك.
قال: والله ما أريد إلا الحق، فإن كان صوابا، فقل به، أو فتكلم.
قال: فإن غلبتني.
قال: اتبعني.
قال: فإن غلبتك، قال: اتبعتك.
قال: فإن جاء رجل فكلمنا، فغلبنا؟ قال: اتبعناه.
فقال مالك:
يا هذا، إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بدين واحد، وأراك تتنقل.
وعن مالك قال:
الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي، ويورث الضغن.
قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك رحمه الله أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقضا للعراقيين.
قال عبد الرحمن بن مهدي سمعت مالك بن أنس يقول
لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان
قال عبد الله بن نافع سمعت مالك بن أنس يقول:
لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجو أن يكون في أعلى درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز وجل فهو منه على رجاء وكل هوى ليس منه على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر
قال يحيى بن سليمان بن نضلة سمعت مالك بن أنس يقول
لو أن رجلا ارتكب جميع الكبائر ثم لم يكن فيه شيء من هذه الأهواء لرجوت له، من مات على السنة فليبشر
قال يعقوب بن حميد بن كاسب قال مالك بن أنس
لو لقي الله رجل بملء الأرض ذنوباً ثم لقي الله بالسنة لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال كان مالك بن أنس يقول:
الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل.
عن عبد الله بن عمر بن الرماح، قال: دخلت على مالك، فقلت:
يا أبا عبد الله، ما في الصلاة من فريضة؟ وما فيها من سنة؟ أو قال نافلة، فقال مالك: كلام الزنادقة، أخرجوه.
قوله رحمه الله في الصحابة:
أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري (104) قال (قال مالك بن أنس:
من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً). فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق.
وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية
(مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء - حتى بلغ - يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار).
فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.
وصايا
قال ابن وهب قال لي مالك:
لا تحملن أحدا على ظهرك ولا تمكن الناس من نفسك أد ما سمعت وحسبك ولا تقلد الناس قلادة سوء
وسمعت مالكاً يقول:
الدنو من الباطل هلكة والقول في الباطل يصدف عن الحق ولا خير في شيء من الدنيا بفساد دين المرء ولا مرؤته ولا بأس على الناس فيما أحل الله لهم
وسمعت مالكاً يقول
دخلت على أبي جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث ورزقني الله العافية من ذلك فلم أقبل له يداً.
ابن وهب، عن مالك، قال:
دخلت على المنصور، وكان يدخل عليه الهاشميون، فيقبلون يده ورجله عصمني الله من ذلك.
ابن وهب، عن مالك قال:
بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلا نطق بالحكمة.
ابن وهب، عن مالك قال:
إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه، ذهب بهاؤه.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الانسان بكل ما يسمع.
هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم،
وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه ويتقبله مني وأن ينفع به المسلمين،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:55 م]ـ
للفائدة
ـ[د. سعيد بن فاضل الولغاني]ــــــــ[13 - 07 - 09, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي ..
هل هذا من كتابتك؟
ـ[د. سعيد بن فاضل الولغاني]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:01 ص]ـ
أخي الملف المرفق لا يعمل .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/37)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي ..
هل هذا من كتابتك؟
نعم بارك الله فيك
أخي الملف المرفق لا يعمل .. !!
لعل ذلك حصل بسبب الصيانة التي أجراها الإخوة للموقع قريباً
على كل هذا هو مع زيادة قاعدة جديدة في المرفقات
ادع لي بالهداية إلى الصراط المستقيم
هذه هي القاعدة التي زدتها:
أتى رجل مالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله من أين أحرم؟ قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد. فقال: لا تفعل. قال: فإني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة.
فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها (وفي رواية: وأي فتنة في ازدياد الخير). قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ترى أن اختيارك لنفسك خير من اختيار الله واختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إني سمعت الله يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة النور الآية 63].
ذكره الخطيب البغدادي والشاطبي وابن العربي وأخرجه أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في ذم الكلام وأهله وأبو شامة في الباعث على إنكار البدع والحوادث بألفاظ متقاربة.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد النيرة من كلام إمام دار الهجرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)).
أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
منذ زمن طويل وأنا معجب بكلام إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى فإني مذ سمعت قوله في صفات الله عز وجل (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) عرفت قدره في السنة وعلمتُ لِمَ قال الشافعي: (إذا ذكر العلماء فمالك النجم) ثم سمعت وقرأت من كلام هذا الإمام رضي الله عنه ما هو آية في إصابة المعنى الحق بأوجز عبارة وأجمعها فأحببت أن أجمع من كلامه ما يصلح أن يكون قاعدة في بابه، في مباحث أصول الدين والمنهج أما الفقه والحديث فله مكانه. ولم أقصد الاستقصاء وإنما هذا ما تيسر من خلال مطالعة سريعة لترجمة الإمام في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي وكتاب (اعتقاد الأئمة الأربعة) للشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس وكتاب (ذم الكلام) لأبي إسماعيل الأنصاري الهروي وبحث للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر بعنوان (الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء، دراسة تحليلية) (مجلة الجامعة الإسلامية - العددان 111 و112) ولم أكثر من العزو والتخريج لشهرة ما سأذكره وكثرة رواته من أئمتنا المؤلفين في السنة وغيرهم ولسهولة الوصول إلى مصادر الكلام. وقد أذكر نظائر لكلام الإمام أو تتمات وزيادات نافعة وإن لم تكن على شرطي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/38)
وليس غرضي هنا بيان مذهب الإمام مالك في أصول الدين ولا الترجمة له والتعريف به ولا جمع آرائه الفقهية
والأصولية، فذاك قد كتب فيه العلماء الكثير ووضحوا وبينوا وجمعوا وأفادوا فجزاهم الله عنا خيراً.
العبد الفقير لله الغني
أخوكم الصغير أبو زرعة حازم
بين يدي الكلام
((قال الشافعي: "العِلمُ يدور على ثلاثة: مالك، والليث، وابن عيينة".
وروي عن الأوزاعي أنه كان إذا ذكر مالكاً يقول: "عالم العلماء، ومفتي الحرمين".
وعن بقيّة أنَّه قال: "ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنّةٍ ماضية منك يا مالك".
وقال أبو يوسف: "ما رأيت أعلمَ من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى".
وذكر أحمد بن حنبل مالكاً فقدّمه على الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحَكم، في العلم، وقال: "هو إمام في الحديث، وفي الفقه".
وقال القطّان: "هو إمام يُقتدى به".
وقال ابن معين: "مالكٌ من حُجج الله على خلقه".
وقال أسد بن الفرات: "إذا أردتَ الله والدارَ الآخرة فعليك بمالكٍ".
بيان أهميّة القواعد وعظم نفعها
لا ريب أنَّ معرفةَ القواعد والأصول والضوابط الكليّة الجامعة يُعدُّ من أعظم العلوم وأجلِّها نفعاً وأكثرها فائدةً،
ذلك أنَّ "الأصول والقواعد للعلوم بمنزلة الأساس للبنيان والأصول للأشجار لا ثبات لها إلاّ بها، والأصول تبنى
عليها الفروع، والفروع تثبت وتتقوّى بالأصول، وبالقواعد والأصول يثبت العلم ويقوى وينمي نماءً مطَّرداً، وبها
تُعرف مآخذ الأصول، وبها يحصل الفرقان بين المسائل التي تشتبه كثيراً، كما أنَّها تجمع النظائر والأشباه التي من جمال العلم جَمعُها" إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة والمنافع الجليلة التي لا تحصى.
بل إنَّ "من محاسن الشريعة وكمالها وجمالها وجلالها: أنَّ أحكامَها الأصوليَّة والفروعية والعبادات والمعاملات وأمورها كلّها لها أصولٌ وقواعدُ تَضبِطُ أحكامَها وتَجمعُ مُتفرِّقَها وتَنشر فروعَها وتَردُّها إلى أصولها".
والقاعدة: هي أمرٌ كلّيٌّ ينطبق على جزئيّاتٍ كثيرةٍ تُفهم أحكامُها منها.
فإذا ضُبطت القاعدةُ وفُهم الأصلُ أمكن الإلمام بكثيرٍ من المسائل التي هي بمثابة الفرع لهذه القاعدة، وأُمن
الخلطُ بين المسائل التي قد تشتبه، وكان فيها تسهيلٌ لفهم العلم وحفظه وضبطه، وبها يكون الكلام مبنياًّ على علمٍ متينٍ وعدلٍ وإنصافٍ.
ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "لا بُدَّ أنْ يكون مع الإنسان أصولٌ كليّةٌ تُردُّ إليها الجزئيّات؛
ليتكلّم بعلمٍ وعدلٍ، ثمّ يعرف الجزئيّات كيف وقعت، وإلاّ فيبقى في كذبٍ وجهلٍ في الجزئيّات، وجهلٍ وظُلمٍ في
الكليّات فيتولّد فسادٌ عظيمٌ".
لأجل هذا عُني أهل العلم كثيراً بوضع القواعد وجَمعها في الفنون المختلفة، فلا تكاد تجد فناًّ من الفنون إلاّ وله
قواعدُ كثيرةٌ وضوابطُ عديدةٌ تَجمع مُتَفرِّقَه، وتُزيل مشتَبهَه، وتُنير معالمَه، وتُيسِّر فهمَه وحِفظَه وضبطَه، "ويحصل بها من النفع والفائدة على اختصارها ما لا يحصل في الكلام الطويل" ولهذا فإنَّه يترتَّب على العناية بالقواعد المأثورة والأصول الكليّة المنقولة عن السلف الصالح - رحمهم الله - من الفوائد والمنافع ما لا يعلمه إلاّ الله؛ لأنَّ فيها كما يقال وضعُ النقاط على الحروف، وفيها تجليةٌ للأُمور، وتوضيحٌ للمسائل، وإزالةٌ للّبْس، وأَمْنٌ من الخَلْط، إلى غير ذلك من الفوائد.)). [من بحث الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله]
كلام الإمام مالك رحمه الله في العلم والعمل
جُنَّة العالم: " لا أدري " فإذا أغفلها أصيبت مقاتله.
قال ابن وهب: لو شئت أن أملا ألواحي من قول مالك: " لا أدري " لفعلت.
قال الهيثم بن جميل: سمعت مالكاً سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ " لا أدري ".
وعن خالد بن خداش، قال: قدمت على مالك بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل.
ابن وهب، عن مالك، سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: " لا أدري ". حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه.
قال ابن عبد البر: صح عن أبي الدرداء أن: " لا أدري "، نصف العلم.
قوله رحمه الله:
كل أحد يؤخذ من قوله، ويترك، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.
قال ابن وهب: قال مالك:
العلم حيث شاء الله جعله، ليس هو بكثرة الرواية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/39)
قال الحافظ ابن عبد البر في " التمهيد ": هذا كتبته من حفظي، وغاب عني أصلي: إن عبد الله العمري العابد كتب إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل. فكتب إليه مالك:
إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد.
فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن
يكون كلانا على خير وبر.
قال عبد الرحمن بن مهدي سألت مالك بن أنس عن حديث وهو واقف فأبى أن يحدثني فلما قعد قال:
يا هذا إنك سألتني وأنا واقف وكرهت أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا واقف.
عن ابن القاسم قال: قيل لمالك: لِمَ لَم تأخذ عن عمرو بن دينار؟ قال: أتيته، فوجدته يأخذون عنه قياماً،
فأجللت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخذه قائماً.
إسماعيل بن أبي أويس، قال:
سألت خالي مالكاً عن مسألة، فقال لي: قر، ثم توضأ، ثم جلس على السرير ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان لا يفتي حتى يقولها.
خالد بن خداش قال ودعت مالك بن أنس فقلت أوصني يا أبا عبد الله قال
تقوى الله وطلب العلم من عند أهله
قال إسماعيل بن أبي أويس سمعت خالي مالك ابن أنس يقول
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فقد أدركت سبعين وأشارت بيده إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يقول قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آخذ عنهم شيئا ولو أن أحدهم أؤتمن على بيت مال لكان به أمينا وكان يقدم علينا ابن شهاب الزهري فنزدحم على بابه.
إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن، وغيره، عن مالك، قال:
لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه، وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.
قال يحيى بن سليمان بن نضلة المدني سمعت مالك بن أنس يقول
لا أوتى برجل يفسركتاب الله غير عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالا.
عن خلف بن عمر، سمع مالكاً يقول:
ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك. فقلت: فلو نهوك؟ قال:
كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه.
ابن وهب، قال لي مالك:
العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إلي، وكذلك كان الناس.
سأل رجل مالكاً عن مسألة، فأجابه، فقال: أنت من الناس، أحيانا تخطئ، وأحيانا لا تصيب، قال: صدقت. هكذا
الناس.
فقيل لمالك: لم تدر ما قال لك؟ ففطن لها، وقال:
عهدت العلماء، ولا يتكلمون بمثل هذا، وإنما أجيبه على جواب الناس.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
حق على من طلب العلم أن يكون له وقار، وسكينة، وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره، وهم قسم من الله تعالى، فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه.
عن آيات وأحاديث صفات الله عز وجل:
عن يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}
فكيف استوى؟، قال: فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:
الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ مبتدعاً.
فأمر به أن يُخرج.
[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 305،306). وفي الاعتقاد (ص:56)، وقال الذهبي هذا ثابت مختصر العلوّ (ص:141). ورواه عن مالك طائفة]
في بعض روايات الأثر أن الرجل ناداه: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلاَّ هو، لقد سألتُ عن
هذه المسألة أهلَ البصرة والكوفة والعراق، فلم أجِد أحداً وُفِّق لما وُفِّقت له
وقال يحيى بن خلف الطَرسوسي: "كنت عند مالك فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول:
القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق، اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله، إنّما أحكي كلاماً سمعته، قال: إنّما سمعته منك، وعظَّم هذا القول".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/40)
أخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في
الصفات فقالوا:
أمروها كما جاءت.
كلامه رضوان الله عليه في الحث على الاعتصام بالسنة
والتنفير والتحذير من البدع في الدين
قال بشر بن عمر الزهراني سمعت مالك بن أنس يقول
من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أخرج الهروي عن الشافعي قال: سئل مالك عن الكلام والتوحيد , فقال مالك:
محال أن يظن النبي صلى الله عليه وسلم , انه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد , والتوحيد ما قاله النبي صله الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) فما عصم به المال والدم حقيقة
التوحيد
(اعتقاد الأئمة الأربعة ولم أجده في كتاب الهروي)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: رَوَى الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ فِي ذَمِّ الْكَلَامِ , قَالَ سَمِعْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ جَابِرًا السُّلَمِيُّ , قَالَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ الْأَزْهَرِ الْفَقِيهَ يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إلَى الْمُزَنِيّ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الْكَلَامِ , فَقَالَ إنِّي أَكْرَهُ هَذَا بَلْ أَنْهَى عَنْهُ كَمَا نَهَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ , وَلَقَدْ سَمِعْت الشَّافِعِيَّ يَقُولُ سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الْكَلَامِ فِي التَّوْحِيدِ قَالَ مَالِكٌ مُحَالٌ أَنْ يُظَنَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَلَّمَ أُمَّتَهُ الِاسْتِنْجَاءَ وَلَمْ يُعَلِّمْهُمْ التَّوْحِيدَ بِالتَّوْحِيدِ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ} فَمَا عُصِمَ بِهِ الدَّمُ وَالْمَالُ فَهُوَ حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ ذَلِكَ مَا قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ فِي كِتَابِ ذَمِّ الْكَلَامِ [الفتاوى الكبرى 6/ 650]
قال الإمام مالك رحمه الله:
مَن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة؛ لأنَّ الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ))، فما لَم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً
الاعتصام للشاطبي (1/ 28).
وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال (سمعت مالكاً يقول:
لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاماً - دخل الجنة)
قال الإِمام مالك بن أَنس رحمه الله تعالى:
السنَّة سَفينةُ نوح مَن رَكبَها نجَا ومَن تَخَلّفَ عنَها غَرِقَ
«مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة» للسيوطي.
ساق ابن العربي بإسناده عن سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك بن أنس - وأتاه رجل - فقال: يا أبا عبد الله، من أين أحرم؟ قال: من ذى الحليفة* من حيث أحرم رسول الله {صلى الله عليه وسلم}، فقال: إنى أريد أن أحرم من المسجد، فقال: لا تفعل. قال: إنى أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. قال: لا تفعل فإنى أخشى عليك الفتنة. قال: وأيّ فتنة فى هذا؟ إنما هي أميال أزيدها. قال:
وأيّ فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم! إني سمعت الله يقول: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
قال ابن القيم في [إغاثة اللهفان]: ما أحسن ما قال مالك بن أنس رحمه الله:
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
وأخرج الهروي عن عبدالرحمن بن مهدي قال دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام ,
ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع.
قال ابن أبي أويس سمعت مالك بن أنس يقول
ما قَلّت الآثار في قوم إلا ظهرت فيهم الأهواء،
ولا قلت العلماء إلا ظهر في الناس الجفاء.
قال مطرّف بن عبد الله: سمعتُ مالكاً يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/41)
سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووُلاة الأمر بعده سُنناً، الأخذُ بها اتّباع لكتاب الله، واستكمالٌ بطاعة الله،
وقوّةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلُها، ولا النّظرُ في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن
استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى، وأصلاه جهنّم وساءت مصيراً.
في كتاب الانتقاء لابن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال:
أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي.
كلامه رحمه الله في النهي عن الجدل والخصومات في الدين
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
قوله رحمه الله الذي أخرجه كثير من الأئمة:
أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله؟!
كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال:
أما إني على بينة من ديني، وأما أنت، فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه.
قال القاضي عياض: قال معن: انصرف مالك يوما، فلحقه رجل يقال له: أبو الجويرية، متهم بالارجاء.
فقال: اسمع مني،
قال: احذر أن أشهد عليك.
قال: والله ما أريد إلا الحق، فإن كان صوابا، فقل به، أو فتكلم.
قال: فإن غلبتني.
قال: اتبعني.
قال: فإن غلبتك، قال: اتبعتك.
قال: فإن جاء رجل فكلمنا، فغلبنا؟ قال: اتبعناه.
فقال مالك:
يا هذا، إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بدين واحد، وأراك تتنقل.
وعن مالك قال:
الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي، ويورث الضغن.
قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك رحمه الله أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقضا للعراقيين.
قال عبد الرحمن بن مهدي سمعت مالك بن أنس يقول
لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان
قال عبد الله بن نافع سمعت مالك بن أنس يقول:
لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئا ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجو أن يكون في أعلى درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز وجل فهو منه على رجاء وكل هوى ليس منه على رجاء إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر من مات على السنة فليبشر
قال يحيى بن سليمان بن نضلة سمعت مالك بن أنس يقول
لو أن رجلا ارتكب جميع الكبائر ثم لم يكن فيه شيء من هذه الأهواء لرجوت له، من مات على السنة فليبشر
قال يعقوب بن حميد بن كاسب قال مالك بن أنس
لو لقي الله رجل بملء الأرض ذنوباً ثم لقي الله بالسنة لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال كان مالك بن أنس يقول:
الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل.
عن عبد الله بن عمر بن الرماح، قال: دخلت على مالك، فقلت:
يا أبا عبد الله، ما في الصلاة من فريضة؟ وما فيها من سنة؟ أو قال نافلة، فقال مالك: كلام الزنادقة، أخرجوه.
قوله رحمه الله في الصحابة رضوان الله عليهم:
أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال (قال مالك بن أنس:
من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً). فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق.
وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال: كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية
(مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء - حتى بلغ - يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار).
فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.
وصايا
قال ابن وهب قال لي مالك:
لا تحملن أحدا على ظهرك ولا تمكن الناس من نفسك أد ما سمعت وحسبك ولا تقلد الناس قلادة سوء
وسمعت مالكاً يقول:
الدنو من الباطل هلكة والقول في الباطل يصدف عن الحق ولا خير في شيء من الدنيا بفساد دين المرء ولا مرؤته ولا بأس على الناس فيما أحل الله لهم
وسمعت مالكاً يقول
دخلت على أبي جعفر فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبل يده المرتين والثلاث ورزقني الله العافية من ذلك فلم أقبل له يداً.
ابن وهب، عن مالك، قال:
دخلت على المنصور، وكان يدخل عليه الهاشميون، فيقبلون يده ورجله عصمني الله من ذلك.
ابن وهب، عن مالك قال:
بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلا نطق بالحكمة.
ابن وهب، عن مالك قال:
إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه، ذهب بهاؤه.
ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الانسان بكل ما يسمع.
هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم،
وأسأل الله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه ويتقبله مني وأن ينفع به المسلمين،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه.(55/42)
تناقضات الأشعرية (1): قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء، وإثباته قبح أن يخاطب الله الناس بما لا
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:08 م]ـ
تناقضات الأشعرية (1): قول الرازي بأن الله لا يقبح منه شيء، وإثباته قبح أن يخاطب الله الناس بما لا يفهمون معناه
قال الفيلسوف المتكلم الأصولي أبو عبد الله محمد بن عمر الرزاي المعروف بابن خطيب الري، المتوفى سنة 606هـ، أحد أساطين الأشعرية وعمدة المتأخرين منهم، رحمه الله تعالى في كتابه المحصول في أصول الفقه (1/ 385 - 386) في الفصل الأول: " الباب التاسع: في كيفية الاستدلال بخطاب الله وخطاب رسوله صلى الله عليه و سلم على الأحكام.
وفيه مسائل: المسألة الأولى: في أنه لا يجوز أن يتكلم الله تعالى بشيء ولا يعني به شيئاً.
والخلافُ فيه مع الحشويَّةِ.
لنا وجهان: أحدهما: أن التكلم بما لا يفيد شيئاً هذيان، وهو نقص، والنقص على الله تعالى محال.
وثانيها: أن الله تعالى وصف القرآن بكونه هدى وشفاء وبياناً وذلك لا يحصل بما لا يفهم معناه ".
قال مقيده عفا الله عنه: أراد الرازي هنا الرد على أهل السنة المثبتين لصفات الله تعالى، وسماهم حشوية، كما هو عادة المبتدعة في التشنيع على أهل السنة،كما قال الإمام المحدث أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى أحد أئمة أهل الحديث: " علامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية " كما ذكره الذهبي في العلو ص190.
وما ذكره ابن الخطيب محتجاً عليهم به راجع إلى فهمه مذهبهم، إذ ظن أن التفويض هو مذهبهم، إذ هم عنده لا يفهمون من نصوص الصفات شيئاً.
قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الفرق تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني، الشهير بابن تيمية وشيخ الإسلام، رحمه الله تعالى في الفتوى الحموية ضمن مجموع الفتاوى (5/ 9): " هؤلاء إنَّمَا أُتُوْا مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا: أَنَّ طَرِيقَةَ السَّلَفِ هِيَ مُجَرَّدُ الْإِيمَانِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ فِقْهٍ لِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ} ".
وقد وقع الرازي هنا في غلط وتناقض، أما الغلط فهو في تصويره المسألة بقوله: " لا يجوز أن يتكلم الله تعالى بشيء ولا يعني به شيئاً "، قال شيخ الإسلام في الإكليل في المتشابه والتأويل ضمن مجموع الفتاوى (13/ 286) بعد أن قال: " الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَمْ يَمْتَنِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا قَالَ هَذِهِ مِنْ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ وَلَا قَالَ قَطُّ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَلَا مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ: إنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٍ لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهَا وَلَا يَفْهَمُهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ جَمِيعُهُمْ، وَإِنَّمَا قَدْ يَنْفُونَ عِلْمَ بَعْضِ ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ، وَهَذَا لَا رَيْبَ فِيهِ.
وَإِنَّمَا وَضَعَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ الطَّوَائِفِ بِسَبَبِ الْكَلَامِ فِي آيَاتِ الصِّفَاتِ وَآيَاتِ الْقَدَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَلَقَّبُوهَا: " هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَشْتَمِلَ الْقُرْآنُ عَلَى مَا لَا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ ". وَمَا " تَعَبَّدْنَا بِتِلَاوَةِ حُرُوفِهِ بِلَا فَهْمٍ " " وَمِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ مَنْ وَضَعَ الْمَسْأَلَةَ بِلَقَبِ شَنِيعٍ " - وهو يعني به الرازي كما صرح في موضع آخر -، قال: " وَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ مُسْلِمٌ إنَّ اللَّهَ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا مَعْنَى لَهُ. وَإِنَّمَا النِّزَاعُ هَلْ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ؟ وَبَيْنَ نَفْيِ الْمَعْنَى عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ وَنَفْيِ الْفَهْمِ عِنْدَ الْمُخَاطَبِ بَوْنٌ عَظِيمٌ ".
أما التناقض – وهو المقصود هنا – فهو في تعليله لمذهبه في نفي ذلك بقوله: " أن التكلم بما لا يفيد شيئاً هذيان، وهو نقص، والنقص على الله تعالى محال "، وهذا يناقض قاعدته في نفي التحسين والتقبيح العقليين.
قال الإمام الأصولي شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى في نفائس الأصول في شرح المحصول (3/ 1044 - 1045) متعقباً كلام الرازي: " قلنا: مذهب أهل الحق أن الله تعالى لا يجب تعليل أفعاله ولا أحكامه بالأغراض، ولا يجب على الله تعالى رعاية مصلحة ولا درء مفسدة، وإنما تصح هذه الدعوى على قاعدة المعتزلة في الحسن والقبح ".
وقال شيخ الإسلام: " احْتَجَّ - أي: الرازي - بِمَا لَا يَجْرِي عَلَى أَصْلِهِ، وَعِنْدَهُ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبُحُ مِنْهُ شَيْءٌ أَصْلًا، بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقُولَ: الْعَبَثُ صِفَةُ نَقْصٍ فَهُوَ مُنْتَفٍ عَنْهُ؛ لِأَنَّ النِّزَاعَ فِي الْحُرُوفِ وَهِيَ عِنْدَهُ مَخْلُوقَةٌ مِنْ جُمْلَةِ الْأَفْعَالِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَشْتَمِلَ الْفِعْلُ عِنْدَهُ عَلَى كُلِّ صِفَةٍ.
فَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا عَقْلٌ صَرِيحٌ ".
قال مقيده عفا الله عنه: رغم وضوح هذا التناقض، وتنبيه القرافي وهو إمام من أئمة الأشعرية عليه، فإن بعض جهلة الأشاعرة من المتأخرين لا يزال يقرر هذا في ترجيح مذهب التأويل على التفويض، كما في نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع الخلاف فيها بين الماتريدية والأشعرية في العقائد ص203 معزواً لمشايخ الأشاعرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/43)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك أبا الحسنات ..
وهذا التناقض من الأشعرية يجري في مسائل عديدة، ويمكن إرجاع هذه المسائل إلى قاعدة يصح أن تطلق عليهم: (القول بما يخالف الأصل والقاعدة) أو (مناقضة القول للأصل).
ومثل هذا قولهم: بأن معرفة الله تجب بالشرع، وتجدهم في إثبات الله تعالى يسلكون مسالك عقلية صرفة، وعرة الطريق، صعبة الفهم.
وجزيتم خيراً
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:15 م]ـ
أحسن الله إليك
ومثل هذا قولهم: بأن معرفة الله تجب بالشرع، وتجدهم في إثبات الله تعالى يسلكون مسالك عقلية صرفة، وعرة الطريق، صعبة الفهم.
هذا لا يعد تناقضاً، وإنما ظننتَه كذلك لخلطك بين وجوب المعرفة وحصول المعرفة، والثاني عندهم عقلي دون الأول.
وهذا ينبهون عليه كثيراً، ومما يحضرني الآن قول ابن المنير في حاشيته على الكشاف: " العقل عمدة في حصول المعرفة لا في وجوبها، وبين الحصول والوجوب بون بعيد ".
نعم، قولهم إن وجوب المعرفة بالشرع ضعيف، وألزمهم المعتزلة أن ذلك يقتضي إفحام الرسول ولم يكن لهم عن ذلك جواب مستقيم، كما بسط في موضعه.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:54 ص]ـ
هذا لا يعد تناقضاً، وإنما ظننتَه كذلك لخلطك بين وجوب المعرفة وحصول المعرفة، والثاني عندهم عقلي دون الأول.
بارك الله فيك أبا الحسنات
تفريقهم هذا تحصيل حاصل، لا فائدة منه، بل هو عين تناقضهم الآخر. بل أستغرب منك أن تؤيدهم على هذا التفريق.
وذلك: أنّ قولهم بأول واجب على المكلف مبناه على دليلٍ عقلي لا شرعي، فمن أين جاءوا بوجوب المعرفة أو النظر إلا من عقولهم. وما قيمة الشرع هنا؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (8/ 16): (وأما من قال بالوجوب العقلي كما هو قول المعتزلة والكرامية ومن وافقهم من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وغيرهم فهؤلاء هم الذين قالوا ابتداء أول ما يجب المعرفة أو النظر المؤدي إليها لكن اخذ كلامهم من أراد أن يبنيه على اصوله من الاشعرية ونحوهم فتناقض كلامه).
ثم بعيدًا عن هذا الكلام كله، أقول لك:
إذا كان الأشاعرة لا يثبتون وجود الله تعالى إلا بمسالك عقلية! ومن لم يسلكها فهو آثم، وهم مختلفون في صحة إيمانه، ويحرمون التقليد في ذلك.
وهذا كله ما جاء إلا من تقديمهم العقل على النقل، فأين اعتبار الشرع في المعرفة هنا وجوبًا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:46 م]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (8/ 16): (وأما من قال بالوجوب العقلي كما هو قول المعتزلة والكرامية ومن وافقهم من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وغيرهم فهؤلاء هم الذين قالوا ابتداء أول ما يجب المعرفة أو النظر المؤدي إليها لكن اخذ كلامهم من أراد أن يبنيه على اصوله من الاشعرية ونحوهم فتناقض كلامه). [/ SIZE]
جزاك الله خيرا على هذا النقل.
لكن أنت زعمت التعارض بين قولهم إن الوجوب شرعي وبين استخدامهم المسالك العقلية، وهذا خلط بين الوجوب والحصول، فالقول بأن الأول شرعي والثاني عقلي لا يعد تعارضاً بحد ذاته، نقل شيخ الإسلام في الدرء (8/ 25) عن أبي الفرج صدقة بن الحسين البغدادي من كتاب محجة الساري في معرفة الباري - وذكر أنه على طريقة المتكلمين - قوله: " وهنا مزلة أقدام لبعض أصحابنا الحنابلة، لأنهم إذا سئلوا مطلقا عن معرفة الله وقيل لهم بم يعرف الله قالوا بالشرع من غير فصل بين الوجوب والحصول قال وقد نبهتهم على هذا غير مرة فما هبوا من رقدتهم ولا انتبهوا من سنتهم ".
أما التعارض الذي تكلم عنه شيخ الإسلام في النقل الذي نقلته فهو تعارض آخر لا علاقة له بكلامك،فهو تعارض بين قولهم بأن أول واجب على المكلف هو النظر وبين قولهم بأن وجوب النظر شرعي، فكلتا المسألتان في الوجوب، ولا علاقة لاستخدام المسالك العقلية وعدم استخدامها (أي حصول المعرفة) هنا، فانتبه لهذا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:14 م]ـ
فأين اعتبار الشرع في المعرفة هنا وجوبًا. [/ size]
هذا أيضاً من خلطك بين الوجوب والحصول.
نعم، اعتبار الشرع عندهم في الحصول ضعيف جداً، ومعلوم قدح الرازي في الأدلة النقلية، لكن فرق بين بطلان مذهب وتناقضه، وأنا في هذه السلسة قصدي الأول بيان تناقضهم، ولم أنكر عليك إلا قولك بتناقضهم في هذه المسألة.
أما اعتبار الشرع في الوجوب، فهم يقولون به.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:22 م]ـ
فأين اعتبار الشرع في المعرفة هنا وجوبًا. [/ size]
هذا أيضاً من خلطك بين الوجوب والحصول.
نعم، اعتبار الشرع عندهم في الحصول ضعيف جداً، ومعلوم قدح الرازي في الأدلة النقلية، لكن فرق بين بطلان مذهب وتناقضه، وأنا في هذه السلسة قصدي الأول بيان تناقضهم، ولم أنكر عليك إلا قولك بتناقضهم في هذه المسألة.
أما اعتبار الشرع في الوجوب، فهم يقولون به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/44)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل.
لكن أنت زعمت التعارض بين قولهم إن الوجوب شرعي وبين استخدامهم المسالك العقلية، وهذا خلط بين الوجوب والحصول، فالقول بأن الأول شرعي والثاني عقلي لا يعد تعارضاً بحد ذاته، نقل شيخ الإسلام في الدرء (8/ 25) عن أبي الفرج صدقة بن الحسين البغدادي من كتاب محجة الساري في معرفة الباري - وذكر أنه على طريقة المتكلمين - قوله: " وهنا مزلة أقدام لبعض أصحابنا الحنابلة، لأنهم إذا سئلوا مطلقا عن معرفة الله وقيل لهم بم يعرف الله قالوا بالشرع من غير فصل بين الوجوب والحصول قال وقد نبهتهم على هذا غير مرة فما هبوا من رقدتهم ولا انتبهوا من سنتهم ".
بارك الله فيك وزادك توفيقا ..
أخي الكريم لا زلتَ تستدل عليّ بكلامهم، وهذا غير ملزِمٍ لي في عدم صحة وصفهم بالتناقض.
ونقْلُ شيخ الإسلام لكلام أبي الفرج لا يعني أنه موافق له. هذا أولاً ..
بل إنه قبل ذلك بصفحة بيّن أن كثيرًا من هذا النزاع لفظيًا لو تأملت. هذا ثانيًا ..
ثم كأنك هنا توافق الأشاعرة بأن حصول المعرفة له معنى، ووجوبه له معنى آخر بالطريقة التي يسلكونها.
فإن كان ذلك صحيحًا؛ كيف تجعل التناقض الذي وصفه شيخ الإسلام في النقل السابق هو في وجوب المعرفة لا في حصولها، وحصولها لا يكون إلا بالنظر عندهم؟!.
أي - على كلامك - أن مسألة أول واجب على المكلف ومسألة أن النظر شرعي، هما في الوجوب لا في الحصول، وهم يعدون النظر محصلٌ للمعرفة.
بل إن أبا الفرج -الذي استدللتَ بكلامه عليّ- جعل النظر داخل في الحصول لا في الوجوب. فتأمل كلامه حيث قال: (والنظر متقدم على المعرفة لأنه طريق إليها وطريق الشيء متقدم عليه فصح أن النظر متقدم على كل شيء واجب، وهنا التقدم في النظر إنما هو في وجوده لا في وجوبه وإلا فالواجب الأول هو المعرفة يعني الواجب قصدا)
يعني أن النظر الذي به وقع حصول المعرفة المتقدمة على سائر الواجبات جاء بعد المعرفة التي وجبت أولاً.
وهذا ليس باطلاً فقط بل هو معارضٌ لما تُبنى عليه المعرفة، حيث جعل المعرفة الواجبة بالشرع تحصل بطريق عقلي لا شرعي.
وهذا تعارض من حيث أنه لا يُثبَت صحة (ما ثبت شرعًا وهو وجوب المعرفة) إلا إذا حصلت المعرفة بالعقل. فصار العقل هو المثبت للشرع لا الشرع مثبت للعقل.
فليس التعارض عندهم في أن يتفرع من الوجوب الشرعي دليل أو مسلك عقلي، إنما التعارض هو أنه لا يصح الوجوب الشرعي (الذي ثبت عندهم أولاً) إلا بالحصول العقلي، فلا معنى لهذا الوجوب الشرعي أصلا، هذا هو وجع التعارض والتناقض.
ويظهر لك أيضًا هذا التعارض في قول أبي الفرج نفسه بعد النقل الذي نقلتَه بصفحتين من درء التعارض: (
وأما حجتنا في حصول المعرفة بمجرد العقل فقوله تعالى {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت})
فانظر كيف صارت وجوب المعرفة بالشرع لا تتم إلا بحصولها عن طريق العقل عائدة إلى الشرع مرة أخرى!.
أما أنا أخي أبا الحسنات فلا أفهم كيف تكون معرفة الله واجبة بالشرع لكن لا تحصل أبدًا إلا بالعقل!!.
وانتبه: إلى أني لستُ عاجزًا عن وصفك بالخلط والوهم و .. و .. . لأن المحمل الحسن هو مطية طلبة العلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:26 م]ـ
هناك موضع من كلامك أحتاج إلى مناقشته، لكن بعد أن ننتهي من أن مسألة وجوب المعرفة بالشرع عند الأشاعرة هل هي تناقض أم مجرد بطلان لما ألزموه من حصول المعرفة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:50 م]ـ
أخي لي منك طلب:
هذه الحلقة من سلسلة تناقضات الأشعرية ما أردت بها نقاش هذه القضية، ولم أرد من تعقيبي على كلامك إلا تنبيهك لخلطك بين الحصول والوجوب، وظننت أنك ستنتبه فوراً، لكن بدا لي الآن أن المعنيين غير محررين لديك فلا بد من تحرير معنى وجوب المعرفة ومعنى حصول المعرفة عند الأشعرية ثم نرى إن كانوا متناقضين أم لا، فأود منك أن تؤجل تعقيباتك إلى موضوع يتعلق بهذه المسألة، إذا يسر الله كتابته.
أحسن الله إليك وجزاك خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
لك ما طلبت أخي المبارك.
وكان يكفيك أن تحصر الفرق بينهما من كلام أهل السنة لا من كلامهم ولو في سطر واحد.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:23 ص]ـ
لكن أنت زعمت التعارض بين قولهم إن الوجوب شرعي وبين استخدامهم المسالك العقلية، وهذا خلط بين الوجوب والحصول، فالقول بأن الأول شرعي والثاني عقلي لا يعد تعارضاً بحد ذاته
.
أقول: بل فيه نوع تعارض، ووجه ذلك:
فالوا: وجوب المعرفة عُلم بطريق الشرع
لكن هذا الشرع لا يُعلم كونه شرعا وحقّا إلا بعد معرفة الشارع، وهذه المعرفة حصولها بالعقل.
إذ لولا حصول معرفة الشارع بالعقل أولا، لما عُرف شرعه الذي منه وجوب النطر - عندهم -!
إذن وجوب المعرفة متوقف على حصول المعرفة، وهو أمر عقلي.
إذن رجع وجوب المعرفة إلى كونه في نهاية المطاف أمر عقليا!
وكأن فيه دور، إذ لا يقدم الناظر على حصول المعرفة إلا إذا عرف وجوبه عليه، ولا يعرف وجوبه إلا بعد أن قد حصل له المعرفة بالمُوجب - سبحانه -.
هذا ما خطر لي عند قراءتي للموضوع. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/45)
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 07 - 10, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب عن اعتراض على مراد الرازي بالحشوية
قال مقيده عفا الله عنه: أراد الرازي هنا الرد على أهل السنة المثبتين لصفات الله تعالى، وسماهم حشوية، كما هو عادة المبتدعة في التشنيع على أهل السنة،كما قال الإمام المحدث أبو حاتم الرازي رحمه الله تعالى أحد أئمة أهل الحديث: " علامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية " كما ذكره الذهبي في العلو ص190.
اعترض بعض الجهلة على هذه العبارة بأن الرازي لا يريد بالحشوية هنا ما ذكرتُه، وبالغ في السب والشتم والطعن بصاحب المقال من أجل كلمته هذه، ثم شرع يقرر كلاماً يخترعه من رأسه ويعزوه للرازي.
والجواب باختصار: أن ما ذكرتُه من تفسير لمراد الرازي بالحشوية ليس محض تخمين أو ادعاء، بل هو عين ما صرح به في كتابه «أساس التقديس» حيث طرح هذه المسألة عينها وطرح الحجج عينها مع بسط وتوسع، وذلك في القسم الثالث الذي عنون له بقوله (ص222): " القسم الثالث في تقرير مذهب السلف " قال هناك: " الفصل الأول في أنه هل يجوز أن يحصل في كتاب الله تعالى ما لا سبيل إلى العلم به؟ ".
أقول: هذه المسألة هي المسألة عينها التي طرحها في «المحصول»، ونصب الخلاف فيها مع الحشوية، أما هنا فقال: " اعلم أن كثيراً من الفقهاء والمحدثين والصوفية، يجوزون ذلك، والمتكلمون ينكرونه ".
ثم عرض الحجج نفسها التي ذكرها في المحصول مع شيء من البسط.
فتبين أنه إنما يعني بالحشوية هؤلاء الذين ذكرهم من المحدثين والفقهاء والصوفية، وأن ما عزوناه إليه ثابت رغم أنف ذاك المعترض الجاهل.
وليس هذا عجيباً من مثل الرازي الجهمي الجبري - كما نعته بذلك شيخ الإسلام في «المجموع» (16/ 213)، فإنه عقد فصلاً مخزياً في هذا الكتاب في رد أحاديث الآحاد (ص215 - 219) قال فيه (ص216): " والعجب من الحشوية. أنهم يقولون: الاشتغال بتأويل الآيات المتشابهة غير جائز لأن تعيين ذلك التأويل: مظنون، والقول بالظن في القرآن لا يجوز ثم إنهم يتكلمون في ذات الله تعالى وصفاته بأخبار الآحاد، مع أنها في غاية البعد عن القطع واليقين ".
فالحشوية هنا هم الحشوية الذين عناهم في «المحصول».
وهذا الفصل نقله الدكتور سفر الحوالي بتمامه في كتابه «الأشاعرة الكبير» أو «الأشاعرة عرض ونقض» (ص112 - 119)، وهو غير موجود ضمن ما رد عليه شيخ الإسلام في نقضه لهذا الكتاب المسمى «بيان تلبيس الجهمية، ولكن محققي الكتاب (طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) أشاروا إليه في المقدمة (1/ 237 - 240) قالوا عن هذا الفصل- وقد صدقوا -: " قد جاء بكلام أشبه ما يكون بكلام الزنادقة، خلط فيه وأغرب، وبالغ في القدح في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلام الأمة من أئمة الحديث ورواته بما لا يتفوه بمثله إلا قليل الديانة والأمانة ".
ومن عجائب السنوسي الإمام الأشعري المتأخر،قوله في «شرح الكبرى» في الكلام على معنى ما رويَ عن الرازي أنه قال عند موته: " اللهم إيمان العجائز "، وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " ما نصُّه: " يحتملُ أن يكون سبب دعائهِ بهذا ما عُلم من حاله من الولوعِ بحفظ آراء الفلاسفة وأصحابِ الأهواءِ، وتكثيرِ الشُّبَه لهُم، وتقويةِ إيرادها مع ضعفِهِ عن تحقيق الجواب عن كثيرٍ منها، على ما يظهرُ من تأليفِه.
ولقد استرقُّوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيعِ أهوائِهم، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثيرٍ من تأليفه.
قال الشيخ أبو عبد الله المَقَّرِي التلمساني رحمه الله تعالى: من تحقَّق كلام ابن الخطيب وجده في تقرير الشبهة أشد منه في جوابه عنها، وفي هذا ما لا يخفى.
أنشدني شيخي أبو عبد الله الأيلي قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم الزَّمُوري قال: أنشدني تقيُّ الدين ابنُ تيمية لنفسه:
محصّلٌ في أصول الدين حاصله = من بعد تحصيلهِ علمٌ بلا دين
أصل الضلالة في الإفك المبين فما = فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان بيده قضيبٌ فقال: لو أدركتُ فَخر الدين لضربته بقضيبي على رأسه. ا. هـ كلام السنوسي بلفظه. انظر حاشية اليُوسي على شرح الكبرى، وحاشية الأمير على شرح الجوهرة.
والعجب أن السنوسي يستشهد بكلام شيخ الإسلام في الرازي!! وقد علم الجميع حال الأول وحال الثاني!!
وقال الذهبي في ترجمة الرزاي من ميزان الاعتدال: " وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث الحيرة نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا "
وينظر في حال الرازي كتاب «موقف ابن تيمية من الأشاعرة» للدكتور عبد الرحمن المحمود حفظه الله ص (651 - 671).
ولعل الجاهل الذي اعترض يعلم أن اعتراضه لا صلة له بأصل التقرير الذي في المقال أعلاه، الذي قررت به التناقض، والحمد لله على توفيقه لأهل السنة وخذلانه لأهل الضلالة والبدعة.(55/46)
تناقضات الأشعرية (2): في قياس الأولى
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:26 م]ـ
تناقضات الأشعرية (2):اعتماد قياس الأولى في إثبات صفتي السمع والبصر وغيرهما، ورده في إثبات صفة الحكمة
قال الإمام أبو الحسن الأشعري إمام المذهب ورئيسه، أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة ثم رجع عنه، كما حكاه إمام الدنيا أبو القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى في تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري، قال في اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع ص178: " ما خلق الله القدرة فينا عليه فهو عليه أقدر، كما ما خلق فينا العلم به فهو به أعلم، وما خلق السمع له فهو به أسمع ".
وقال المتكلم الأصولي أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني المعروف بإمام الحرمين رحمه الله تعالى في العقيدة النظامية ص23 في إثبات صفتي السمع والبصر: " إن أنكر منكر كون الله تعالى مدركاً لحقيقة الأشياء فقد أثبت للمخلوق في الإحاطة والإدراك مزية على الخالق، ولا خفاء ببطلان ذلك، وكيف يصح في العقل أن يخلق الرب للعبد الدرك الحقيقي وهو لا يدرك حقيقة ما خلق للعبد إدراكه ".
وقال الإمام المتكلم المتصوف الذي وصفه الذهبي بحجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي رحمه الله تعالى في الاقتصاد في الاعتقاد ص72 في إثبات صفتي السمع والبصر: " وأما المسلك العقلي، فهو أن نقول: معلوم أن الخالق أكمل من المخلوق، ومعلوم أن البصير أكمل ممن لا يبصر، والسميع أكمل ممن لا يسمع، فيستحيل أن يثبت وصف الكمال للمخلوق ولا نثبته للخالق ".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا المسلك في إثبات صفتي السمع والبصر وغيرهما، هو الذي يسميه العلماء قياس الأولى، وصورته أن كل كمال ثبت للمخلوق غير مستلزم للنقص فخالقه ومعطيه إياه أحق بالاتصاف به، وكل نقص في المخلوق فالخالق أحق بالتنزه عنهوهو مسلك صحيح دل عليه قوله تعالى: " وله المثل الأعلى في السموات والأرض " وغيره.
والأشعرية تناقضوا حين استخدموا هذا القياس في إثبات هذه الصفات، ولم يستخدموه – بل ردوه – في صفة الحكمة، فلم يثبتوه في تنزه الله تعالى عن أفعال يتنزه عنها خلقه، كالكذب.
وصورة هذا القياس في إثبات الحكمة أن يقال: " إذا كان الفاعل الحكيم الذي لا يفعل فعلاً إلا لحكمة وغاية مطلوبة له من فعله؛ أكملَ ممن يفعل لا لغاية ولا لحكمة ولا لأجل عاقبة محمودة وهي مطلوبة من فعله في الشاهد؛ ففي حقه تعالى أولى وأحرى.
فإذا كان الفعل للحكمة كمالاً فينا؛ فالربُّ تعالى أولى به وأحق، وكذلك إذا كان التنزه عن الظلم والكذب كمالاً في حقنا فالرب تعالى أولى وأحق بالتنزه عنه ".
قال الغزالي في المستصفى في علم الأصول في رد هذا القياس: " نحن لا ننكر أن أهل العادة يستقبح بعضهم من بعض الظلم والكذب، وإنما الكلام في القبح والحسن بالإضافة إلى الله تعالى، ومن قضى به فمستنده قياس الغائب على الشاهد ".
قال الإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة (2/ 479 - 480) بعد أن نقل كلام الغزالي آنف الذكر: " النفاة – أي نفاة التحسين والتقبيح - إنما ردُّوا على خصومهم من الجهمية المعتزلة في إنكار الصفات بقياس الغائب على الشاهد، فقالوا العالم شاهداً من له العلم، والمتكلم من قام به الكلام، والحي والمريد والقادر من قام به الحياة والإرادة والقدرة، ولا يعقل إلا هذا.
قالوا: ولأن شرط إطلاق الاسم شاهداً وجود هذه الصفات، ولا يستحق الاسم في الشاهد إلا من قامت به، فكذلك في الغائب.
قالوا: ولأن شرط العلم والقدرة والإرادة في الشاهد الحياة، فكذلك في الغائب.
قالوا: ولأن علم كون العالم عالماً شاهداً وجود العلم وقيامه به، فكذلك في الغائب.
فقالوا بقياس الغائب على الشاهد في العلة والشرط والاسم والحد فقالوا حد العالم شاهدا من قام به العلم فكذلك غائباً، وشرط صحة إطلاق الاسم عليه شاهداً قيام العلم به فكذلك غائباً، وعليه كونه عالماً شاهدا قيام العلم به، فكذلك غائباً.
فكيف تنكرون هنا قياس الغائب على الشاهد، وتحتجون به في مواضع أخرى؟
فأي تناقض أكثر من هذا؟
فإن كان قياس الغائب على الشاهد باطلاً بطل احتجاجكم علينا به في هذه المواضع، وإن كان صحيحاً بطل ردكم في هذا الموضع، فأما أن يكون صحيحاً إذا استدللتم به باطلا إذا استدل به خصومكم، فهذا أقبح التطفيف، وقبحه ثابت بالعقل والشرع ".
وقال شيخ الإسلام في بيان تلبس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 326): " المتكلمون والفلاسفة كلهم على اختلاف مقالاتهم هم في قياس الغائب على الشاهد مضطربون، كل منهم يستعمله فيما يثبته ويرد على منازعه ما استعمله في ذلك، وإن كان قد استعمل هو في موضع آخر ما هو دونه، وسبب ذلك أنهم لم يمشوا على صراط مستقيم، بل صار قبوله ورده هو بحسب القول لا بحسب ما يستحقه القياس العقلي، كما تجدهم أيضا في النصوص النبوية كل منهم يقبل منها ما وافق قوله ويرد منها ما خالف قوله، وإن كان المردود من الأخبار المقبولة باتفاق أهل العلم بالحديث، والذي قَبِلَه من الأحاديث المكذوبة باتفاق أهل العلم والحديث.
فحالهم في الأقيسة العقلية كحالهم في النصوص السمعية لهم في ذلك من التناقض والاضطراب، مالا يحصيه إلا رب الأرباب".(55/47)
فائدة في ثبوت حديث
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:04 ص]ـ
عن عثمان ابن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان قي حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين. ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي عز وجل ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح إلي حتى أروح معك. فانطلق الرجل فصنع ما قال عثمان له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة. وقال له: ما كان لك من حاجة فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلمته في، فقال عثمان ابن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي. فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ائت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات. قال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه - لم يكن به ضرر قط. رواه الطبراني في معجمه الصغير.
جاء في تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد قوله: (إن في ثبوته نظراً، لأن أبا جعفر لا يُعرف). ا. هـ
قلتُ: يقصد أبا جعفر الخطمي، ولكنه لم يسمه الخطمي لأن الترمذي قال: (إن أبا جعفر ليس بالخطمي). وهذا غير صحيح، لأن الذي في السند هو الخطمي، وهو عمير بن يزيد وهو ثقة. (الشفاعة للوادعي) بتصرف.
ومَن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إلى كتاب (التوسل والوسيلة) لشيخ الاسلام بن تيمية.
وجزيتم خيرًا.
أبو تميم التميمي(55/48)
تناقضات الاشعرية (3): إدخال بعضهم أعمال القلب في الإيمان وإخراجهم أعمال الجوارح
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:36 م]ـ
تناقضات الاشعرية (3): إدخال بعضهم أعمال القلب في الإيمان وإخراجهم أعمال الجوارح
أجمع السلف على أن الإيمان قول وعمل كما حكاه الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وغيره، وخالفهم في ذلك الوعيدية والمرجئة، ومع أن الفريقين على طرفي نقيض، فقد اتفقوا على حقيقة بدعية نتج عنها قول كل طائفة وهي أن الإيمان شيء واحد لا يتبعض.
قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الفرق تقي الدين أحمد بن عد الحليم بن عبد السلام الحراني رحمه الله تعالى في شرح عقيدة الأصفهاني ص143: " وإنما أوقع هؤلاء المرجئة كلهم ما أوقع الخوارج والمعتزلة في ظنهم أن الإيمان لا يتبعض بل إذا ذهب بعضه ذهب كله.
أما أئمة السنة والجماعة فعلى إثبات التبعيض في الاسم والحكم، فيكون مع الرجل بعض الإيمان لا كله، ويثبت له من حكم أهل الإيمان وثوابهم بحسب ما معه، كما يثبت له من العقاب بحسب ما عليه، وولاية الله تعالى بحسب إيمان العبد وتقواه، فيكون مع العبد من ولاية الله تعالى بحسب ما معه من الإيمان والتقوى ".
والأشعرية من جملة المرجئة، المخرجين الأعمال من الإيمان، قرروا أن الإيمان شيء واحد هو التصديق، وظنوا أن الوعيدية لا يبطل قولهم بتكفير الفاسق المرتكب للكبيرة إلا إذا أخرجوا الأعمال من الإيمان، قال المتكلم الأصولي النظار أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني المعروف بإمام الحرمين رحمه الله تعالى في كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد ص379 بعد أن ذكر القول المرضي عنده بأن حقيقة الإيمان هي التصديق: " ثم الغرض من هذا الفصل أن من مذهب أهل الحق وصف الفاسق بكونه مؤمناً، والدليل تسميته مؤمناً من حيث اللغة أنه مصدق على التحقيق ".
قال مقيده عفا الله عنه: رغم هذا التقرير بأن الإيمان شيء واحد هو التصديق، فقد وقع في كلام بعض الأشعرية أن أعمال القلب كالإذعان والخضوع تدخل في حقيقة الإيمان، وهذا القول يناقض القول بأن الإيمان شيء واحد هو التصديق.
قال الشيخ برهان الدين إبراهيم الباجوري أستاذ الأشعرية المتأخرين رحمه الله تعالى في تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد للقاني ص91 - 91 عند قوله:
وفُسِّرَ الإيمانُ بالتصدَّيقِ = والنُطقُ فيهِ الخلفُ بالتحقيقِ
قال: " (بالتصديق) أي: التصديق المعهود شرعاً وهو تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به، وعلم من الدين بالضرورة.
والمراد بتصديق النبي في ذلك: الإذعان لما جاء به، والقبول له، وليس المراد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول له حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا يعرفون حقيقة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، ومصداق ذلك قوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ".
قال شيخ الإسلام في كتاب الإيمان ضمن مجموع الفتاوى (7/ 550) بعد أن أورد كلام الأشعري في مذاهب المرجئة: " عَامَّةَ فِرَقِ الْأُمَّةِ تُدْخِلُ مَا هُوَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ حَتَّى عَامَّةِ فِرَقِ الْمُرْجِئَةِ تَقُولُ بِذَلِكَ ".
ما يلزمهم من هذا التناقض:
يلزم الأشعرية من تناقضهم هذا أحد أمرين:
الأول: أن يدخلوا أعمال الجوارح أيضاً، لأنهم أثبتوا أن الإيمان ليس شيئاً واحداً بل مركب من التصديق وعمل القلب، فليدخل في عمل الجوارح أيضاً.
الثاني: أن يخرجوا أعمال القلب، فيصير مذهبهم مطابقاً لمذهب الجهم بن صفوان في أن الإيمان هو التصديق، وهذا القول يلزم عليه إيمان فرعون واليهود، وقد كفر الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام الجهمية بهذا القول، وكذا الإمام وكيع بن الجراح وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام (7/ 194): " إذَا لَمْ يُدْخِلُوا أَعْمَالَ الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ قَوْلُ جَهْمٍ، وَإِنْ أَدْخَلُوهَا فِي الْإِيمَانِ لَزِمَهُمْ دُخُولُ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ أَيْضًا ".
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:57 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا أبا الحسنات.
حتى قول الجهم قد يكون فيه إدخال عمل القلب في الإيمان، فإن معرفة الرب من عمل القلب وكسبه.
قال البخاري رحمه الله في الصحيح: "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله، وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم".
والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:13 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا أبا الحسنات.
حتى قول الجهم قد يكون فيه إدخال عمل القلب في الإيمان، فإن معرفة الرب من عمل القلب وكسبه.
قال البخاري رحمه الله في الصحيح: "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله، وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم".
والله أعلم.
أحسن الله إليك.
لا، لأن المعرفة التي أرادها الجهم ليست هي المعرفة التي أرداها الإمام البخاري، ولا يصح تفسير كلام ذاك بكلام هذا، بل ينظر في مراد جهم مما نقله عنه أئمة السنة.
ومعلوم أن أئمة السنة وكيعاً والقاسم بن سلام وأحمد كفروا جهماً بهذا القول، وألزموه الحكم بإيمان فرعون وهذا يدل أن المعرفة عنده ليست هي المعرفة التي أرادها البخاري.
ولم يرد البخاري إلا أن يثبت أن للقلب فعلاً وكسباً، بقوله تعالى: "ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم" وهذا من الأدلة لأهل السنة على أن للقلب عملاً كما أن للجوارح عمل.
قال ابن رجب: " مراده بهذا التبويب: أن المعرفة بالقلب التي هي أصل الإيمان فعل للعبد وكسب له، واستدل بقوله تعالى {بِمَاكَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 225] فجعل للقلوب كسبا كما جعل للجوارح الظاهرة كسبا.
والمعرفة مركبة من تصور وتصديق، فهي تتضمن علما وعملا وهو تصديق القلب، فإن التصور قد يشترك فيه المؤمن والكافر، والتصديق يختص به المؤمن، فهو عمل قلبه وكسبه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/49)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:02 م]ـ
كلام الأخ هيثم خطأ من جهة:
أن محل الإلزام ليس هو أن يُعرف الإيمان بأنه عمل واحد من أعمال القلوب:
المعرفة عند الجهم
التصديق عند الأشاعرة (ولا فرق بينهما على التحقيق)
فكلاهما عمل قلبي ... جعلوه هم مفهوماً لللإيمان .. إلى هاهنا وهذا قول باطل فقط ...
وإنما محل الإلزام والوصف بالتناقض هو أن يُقرن هذا العمل بشيء آخر تُجعل حقيقة الإيمان مركبة منهما ... كما وصف أبو الحسنات قول الأشاعرة ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأنا اردت أن أبين أن كلام الإمام البخاري ليس فيه حصر لفعل القلب بالمعرفة، كما هي المعرفة عند الجهم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:04 م]ـ
صحيح والشيخ هيثم أراد أن المعرفة من عمل القلب فالجهم لما أثبتها أثبت شيئاً من عمل القلب وهو -أي الأخ هيثم- مصيب من هذه الجهة وإن أخطأ من الجهة التي نبهتُ عليها ..
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:04 ص]ـ
المعرفة عند الجهم
التصديق عند الأشاعرة (ولا فرق بينهما على التحقيق)
فكلاهما عمل قلبي ......
الذي أعتقده هو أن بين المعرفة والتصديق عموم وخصوص،فالتصديق وليد المعرفة (مع ملاحظة أن ليس كل معرفة علما)،فكل تصديق معرفة وليس كل معرفة تصديقا. واسم الإيمان التصديق (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين) ومسمى الايمان عمل القلب والجوارح.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك ..
في بعض عبارات أحمد تفريق بين التصديق والمعرفة .. وليس هذا مقام ذلك ..
كلامنا عن (معرفة) الجهمية، و (تصديق) الأشاعرة ... هل بينهما فرق (؟؟)
الجواب .. يقول شيخ الإسلام:
((وَأَيْضًا فَإِنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَبَيْن مُجَرَّدِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ الْخَالِي عَنْ الِانْقِيَادِ الَّذِي يَجْعَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ؛ أَمْرٌ دَقِيقٌ وَأَكْثَرُ الْعُقَلَاءِ يُنْكِرُونَهُ وَبِتَقْدِيرِ صِحَّتِهِ لَا يَجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُوجِبَ شَيْئَيْنِ لَا يُتَصَوَّرُ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا وَأَكْثَرُ النَّاسِ لَا يَتَصَوَّرُونَ الْفَرْقَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَتَصْدِيقِهِ وَيَقُولُونَ: إنَّ مَا قَالَهُ ابْنُ كُلَّابٍ وَالْأَشْعَرِيُّ مِنْ الْفَرْقِ كَلَامٌ بَاطِلٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَكَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اعْتَرَفَ بِعَدَمِ الْفَرْقِ)).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:48 م]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
الخلاف الذي ذكره الشيخ أبو الحسنات بين البخاري والجهم في علاقة المعرفة بالإيمان لا يعفي الجهم من التناقض. تماماً كما لم يعفِ الأشاعرة زعمهم أن التصديق الذين يحصرون الإيمان فيه ليس من عمل القلب.
فالمعرفة من عمل القلب، أقر بذلك الجهم أم لم يقر.
ويكون بذلك قد قرن "هذا العمل بشيء آخر تُجعل حقيقة الإيمان مركبة منهما"، سواء شعر بذلك أم لم يشعر ... وهو ما طالب به الشيخ أبو فهر.
والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:22 م]ـ
ما هو هذا الشيء الآخر الذي اقترن بالمعرفة عند الجهم؟
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:31 م]ـ
هل يتصور تصديق من غير معرفة؟؟ فمن يثبت التصديق يثبت المعرفة ضرورة عقلية،و لا عكس .. والله تعالى أثبت لأقوام معرفة بلا تصديق فقال (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) فعرفوا الحق ولم يصدقوا به .. وقال جل وعلا (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) فلم تنفعهم معرفتهم شيئا إذ لم يصدقوا بها،بخلاف من قال فيه (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:20 م]ـ
أخي شيخ الإسلام تكلم عن التصديق الخالي عن الانقياد، وهو التصديق المنطقي الذي هو قسيم التصور والذي هو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه، وهذا لا فرق بينه وبين المعرفة المجردة، و أما التصديق المذكور في قوله تعالى: " والذي جاء بالصدق وصدق به " فهو تصديق مع انقياد.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 11:27 م]ـ
ومما يلزم به بعض الأشاعرة في هذه المسألة = ما يُلزم به من قال منهم بأن التصديق يزيد وينقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/50)
فهؤلاء يرون أن التصديق مركب من أجزاء، فلم يكن الإيمان شيئًا واحدًا بل هو أجزاء من التصديق يزيد وينقص. فيلزمهم أن يكون الإيمان مركب أيضًا من عمل القلب وعمل الجوارح.
ربما يعترض البعض أن هذا غير لازم لهم بسبب التفريق بين الجنس والنوع، ولا أظن هذا يَرِد، لأن القول بتركيب النوع مع آخر كالقول بتركيب الجنس مع غيره.
والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:57 ص]ـ
ومما يلزم به بعض الأشاعرة في هذه المسألة = ما يُلزم به من قال منهم بأن التصديق يزيد وينقص.
فهؤلاء يرون أن التصديق مركب من أجزاء، فلم يكن الإيمان شيئًا واحدًا بل هو أجزاء من التصديق يزيد وينقص. فيلزمهم أن يكون الإيمان مركب أيضًا من عمل القلب وعمل الجوارح.
ربما يعترض البعض أن هذا غير لازم لهم بسبب التفريق بين الجنس والنوع، ولا أظن هذا يَرِد، لأن القول بتركيب النوع مع آخر كالقول بتركيب الجنس مع غيره.
والله أعلم
أحسن الله إليك.
ونظير ما تفضلت به ما ذكره شيخ الإسلام عن أبي الحسن الأشعري أنه جوز الاستثناء في الإيمان مع قوله بأن الإيمان التصديق قال في الفتاوى (7/ 120): " وَأَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ نَصَرَ قَوْلَ جَهْمٍ فِي " الْإِيمَانِ " مَعَ أَنَّهُ نَصَرَ الْمَشْهُورَ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ أَنَّهُ يَسْتَثْنِي فِي الْإِيمَانِ فَيَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ؛ لِأَنَّهُ نَصَرَ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَلَا يُخَلَّدُونَ فِي النَّارِ وَتُقْبَلُ فِيهِمْ الشَّفَاعَةُ وَنَحْوُ ذَلِكَ.
وَهُوَ دَائِمًا يَنْصُرُ - فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَغَيْرِهِمْ - قَوْلَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَبِيرًا بِمَآخِذِهِمْ فَيَنْصُرُهُ عَلَى مَا يَرَاهُ هُوَ مِنْ الْأُصُولِ الَّتِي تَلَقَّاهَا عَنْ غَيْرِهِمْ؛ فَيَقَعُ فِي ذَلِكَ مِنْ التَّنَاقُضِ مَا يُنْكِرُهُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كَمَا فَعَلَ فِي مَسْأَلَةِ الْإِيمَانِ وَنَصَرَ فِيهَا قَوْل جَهْمٍ مَعَ نَصْرِهِ لِلِاسْتِثْنَاءِ؛ وَلِهَذَا خَالَفَهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي الِاسْتِثْنَاءِ كَمَا سَنَذْكُرُ مَأْخَذَهُ فِي ذَلِكَ وَاتَّبَعَهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ عَلَى نَصْرِ قَوْل جَهْمٍ فِي ذَلِكَ. وَمَنْ لَمْ يَقِفْ إلَّا عَلَى كُتُبِ الْكَلَامِ وَلَمْ يَعْرِفْ مَا قَالَهُ السَّلَفُ وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ؛ فَيَظُنُّ أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ هُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ وَهُوَ قَوْلُ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ بَلْ قَدْ كَفَّرَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَوَكِيعٌ وَغَيْرُهُمَا مَنْ قَالَ بِقَوْلِ جَهْمٍ فِي الْإِيمَانِ الَّذِي نَصَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ ".
وممن قال يأن التصديق يزيد وينقص الإمام الغزالي رحمه الله، قال في الاقتصاد بعد أن ذكر إن الإيمان يطلق لثلاثة معان: " وهل يتطرق بسبب المواظبة على العمل تفاوت إلى نفس التصديق؟
هذا فيه نظر، وترك المداهنة في مثل هذا المقام أولى والحق أحق ما قيل.
فأقول: إن المواظبة على الطاعات لها تأثير في تأكيد طمأنينة النفس إلى الاعتقاد التقليدي ورسوخه في النفس، وهذا أمر لا يعرفه إلا من سبر أحوال نفسه وراقبها في وقت المواظبة على الطاعة وفي وقت الفترة ولاحظ تفاوت الحال في باطنه، فإنه يزداد بسبب المواظبة على العمل أنسة لمعتقداته، ويتأكد به طمأنينته، حتى أن المعتقد الذي طالت منه المواظبة على العمل بموجب اعتقاده أعصا نفساً على المحاول تغييره وتشكيكه ممن لم تطل مواظبته، بل العادات تقضي بها، فإن من يعتقد الرحمة في قلبه على يتيم فإن أقدم على مسح رأسه وتفقد أمره صادف في قلبه عند ممارسة العمل بموجب الرحمة زيادة تأكيد في الرحمة، ومن يتواضع بقلبه لغيره فإذا عمل بموجبه ساجداً له أو مقبلاً يده ازداد التعظيم والتواضع في قلبه ولذلك تعبدنا بالمواظبة على أفعال هي مقتضى تعظيم القلب من الركوع والسجود ليزداد بسببها تعظيم القلوب، فهذه أمور يجحدها المتحذلقون في الكلام الذين أدركوا ترتيب العلم بسماع الألفاظ ولم يدركوها بذوق النظر ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/51)
وقوله: " ولذلك تعبدنا بالمواظبة على أفعال هي مقتضى تعظيم القلب من الركوع والسجود ليزداد بسببها تعظيم القلوب " يدل أن أعمال القلوب تدخل عنده في الإيمان كما تقدم عن الباجوري.
وكذلك وقفت على كلام صريح في لأبي الحسن الأشعري في دخول أعمال القلب في الإيمان على الشبكة نقله عن ابن فورك رحمه الله في مجرد المقالات ص 154قال: "وحكى في بعض كتبه عن أبي الحسين المعروف بالصالحي أنه كان يقول: إن الإيمان خصلة واحدة وهو المعرفة بالله تعالى أنه واحد ليس كمثله شيء، وأن العبادة لا تصلح إلا له، وأنه لا أحد أولى بأن يطاع من الله تعالى.
وكان يقول في المعرفة: إنها الخضوع لله تعالى لأنها اعتقاد الإنسان أن الله تعالى خالقه ومدبّره، وأنه لم يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا صحة ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وأن اعتقاده أن الله تعالى هو المالك لذلك منه هو خضوعُه لله تعالى، وهذا هو التعظيم لله تعالى وهو التوحيد له؛ لأن معرفة الإنسان بأن الله تعالى واحد ليس كمثله شيء هو التوحيد لله تعالى وهو التصديق له ".
وقال: " وكان أي الأشعري يقول: التعظيم لله تعالى والإجلال له من شرط الإيمان، وكذلك المحبة والخضوع. وما يجعله شرطا بالله تعالى يجعله شرطا في الإيمان برسوله؛ لأن التهاون بالرسول والاستخفاف به كفر، كما أنّ التهاون بأمر الله تعالى والاستخفاف به كفر ".
قال مقيده عفا الله عنه: تعبيره بالشرطية يكون أجرى على قاعدته في أن الإيمان شيء واحد، وأنت ترى أن الذي دفعه لذلك إجماع الأمة على تكفير المستهزىء بالله ورسوله، وهذا يخالف ما نقله عنه ابن حزم حين قال في المحلى (12/ 435): " "وأما سب الله تعالى فما على وجه الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد، إلا أن الجهمية والأشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما، يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفرا، قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى".
وكذلك قال الرازي بتفاوت التصديق كما في تفسيره مفاتيح الغيب (15/ 96).
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:27 م]ـ
نقله عنه ابن فورك وليس نقل عن ابن فورك
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:42 ص]ـ
الاخ ابو الحسنات كاني فهمت من العنوان ان بعض الاشاعرة فقط ادخلوا عمل القلب في الايمان. في الحين نقلت عن شيخ الاسلام - " عَامَّةَ فِرَقِ الْأُمَّةِ تُدْخِلُ مَا هُوَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ حَتَّى عَامَّةِ فِرَقِ الْمُرْجِئَةِ تَقُولُ بِذَلِكَ ".
فهل يوجد اشاعرة يقولون ان الايمان مجرد تصديق لا يدخل معه عمل القلب. بغض النظر عما يلزمهم. وشكرا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 07:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قولك إن الأشاعرة تناقضوا في ذلك بلا تفصيل بأن تقول: أن التناقض إنما وقع فيه من أدخل بعض اعمال القلب في الإيمان ..... غلط.
إنما المتناقضون هم الذين أدخلوا بعض أعمال القلب في الإيمان، وما أظن أولئك هم المحققين في القوم، بل عامة أقوال أئمتهم على أن الإيمان هو التصديق ولا يدخل فيه أعمال القلب ... لأن أعمال القلب مستلزم لأعمال الجوارح كما هو مذهب أهل السنة ......
فلا تناقض على قولهم: الإيمان هو التصديق. ولكن هذا القول غلط، ومحله التفصيل ليس هذا المحل.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 02 - 10, 07:51 ص]ـ
يبدو أنك لم تقرأ العنوان ..
وقولك: " وما أظن أولئك هم المحققين في القوم " فهذا مذهب البيجوري بل نص عليه الأشعري ..
وقولك: " بل عامة أقوال أئمتهم على أن الإيمان هو التصديق ولا يدخل فيه أعمال القلب ... " فأنت مطالب بالإتيان بأقوال ينصون فيها على عدم دخول أعمال القلب في الإيمان.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 07:54 ص]ـ
ما يلزمهم من هذا التناقض:
يلزم الأشعرية من تناقضهم هذا أحد أمرين:
الأول: أن يدخلوا أعمال الجوارح أيضاً، لأنهم أثبتوا أن الإيمان ليس شيئاً واحداً بل مركب من التصديق وعمل القلب، فليدخل في عمل الجوارح أيضاً.
الثاني: أن يخرجوا أعمال القلب، فيصير مذهبهم مطابقاً لمذهب الجهم بن صفوان في أن الإيمان هو التصديق، وهذا القول يلزم عليه إيمان فرعون واليهود، وقد كفر الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام الجهمية بهذا القول، وكذا الإمام وكيع بن الجراح وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنهم.
.
قرأته! ورب الكعبة!
ولكن قيدت في العنوان وأطلقت فيما تحته خط وكان ينبغي التقييد ببعضهم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 02 - 10, 08:05 ص]ـ
اعترض مثل هذا الاعتراض على قوله تعالى: " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .. ".
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 08:10 ص]ـ
يا أخي كان الأفضل أن تقولوا: يلزم الأشعرية الذين أدخلوا بعض عمل القلب في الإيمان ..... كذا وكذا، كما ذكرت .... هذا قولي ليس أكثر.
والشكر موصول لكم على هذه السلسلة النافعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/52)
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(55/53)
أخبار اختراق الشيعة للطرق الصوفية بمصر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:17 ص]ـ
عثرت على صورة مكتوب عليها: "لبيك يا حسين" .. مباحث أمن الدولة تعتقل شيخ الطريقة الهاشمية وتلغي احتفالات الليلة الكبيرة لمؤسسها
كتب صبحي عبد السلام (المصريون):: بتاريخ 17 - 4 - 2009 داهمت قوة من مباحث أمن الدولة، مجمع الخدمات والمسجد التابعين للطريقة الهاشمية الشاذلية في أبو حمص بمحافظة البحيرة، الذي يضم جثمان شيخ ومؤسس الطريقة الشيخ محمد الهاشمي، واعتقلت شيخ الطريقة الشيخ مصطفى الصافي، بعد مداهمة منزله وتفتيش محتوياته.
واقتاد الأمن الصافي وهو عضو اللجنة الخماسية المكلفة إدارة مشيخة الطرق الصوفية، وأحد أركان جبهة الشيخ علاء أبو العزائم الذي يتنازع على منصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية إلى مقر مباحث أمن الدولة بكفر الدوار، وطلبت منه إلغاء الاحتفال بالليلة الكبيرة التي كانت مقررة أمس الأول الخميس.
وكانت قوة من الشرطة قامت بتفتيش منزل الشيخ الصافي، ومجمع الخدمات والمسجد التابعين للطريقة الهاشمية الشاذلية، وأمروا بطرد المتواجدين بداخله، الذين كانوا قد توافدوا بأعداد كبيرة للاحتفال بالليلة الكبيرة لمؤسس الطريقة الشيخ محمد الهاشمي.
ولم تعرف بعد أسباب اعتقال شيخ الطريقة الهاشمية الشاذلية، لكن القيادات الأمنية التي قادت الهجوم على المجمع لتابع للطريقة ومنزله توقفت كثيرا أمام صورة كبيرة للإمام الحسين مكتوب عليها "لبيك يا حسين"، وقام قائد القوة باستجوابه عن علاقته بالشيعة وأسئلة أخرى تتعلق بالتشيع.
وقال الشيخ الطاهر الصافي شقيق الشيخ مصطفى الصافي والذي يشغل منصب الأمين العام للمشيخة إلى جانب كونه نقيب الأشراف بمحافظة البحيرة، إن قوات الأمن حاولت الاستيلاء على الذبائح التي كانت مجهزة لرواد الاحتفال بالليلة الكبيرة مساء الخميس وطردت جميع رواد المولد وتركت النساء فقط، وقامت الحشود الأمنية بقطع جميع الطرق المؤدية إلى مقر ومجمع الطريقة الهاشمية الشاذلية.
وفي الوقت الذي رفض فيه الطاهر تأكيد أو نفي علاقة ذلك بقضية التشيع، التزم الشيخ علاء أبو العزائم الصمت، ورفض التعليق على اعتقال حليفه، بينما أعرب الشيخ محمد الشهاوي رئيس اللجنة الخماسية عن دهشته الشديدة من هذا الهجوم على مقر الطريقة الهاشمية واعتقال شيخها.
وقال "هذه أول مرة يحدث فيها هجوم من قوات الأمن على مقر طريقة صوفية واعتقال شيخها مؤكدا أن الطرق الصوفية ومشايخها لم يكونوا في أي لحظة يشكلون تهديدا للأمن والاستقرار في مصر".
واستبعد الشهاوي أن يكون لذلك علاقة بقضية "حزب الله" المثارة حاليا أو الحرب التي تشنها الدولة ضد التشيع، مؤكدا أن الشيخ مصطفى الصافي ليس له علاقة بالتشيع، بل أنه لم يسافر في حياته خارج حدود مصر وليس له أية اتصالات بأية جهة.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=62826&Page=1
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:42 ص]ـ
اعتبرها قاصرة على بعض الأفراد .. الشيخ القصبي ينفي وجود أي اتصالات بين المجلس الأعلى للطرق الصوفية وجهات شيعية
كتب محمد رشيد (المصريون):: بتاريخ 17 - 1 - 2009
نفى الشيخ عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وجود أي علاقات أو اتصالات بين المجلس وأية جهات شيعية، داعيًا إلى التفريق بين العلاقات الفردية التي تربط بعض أعضاء الطرق الصوفية بشخصيات وجهات شيعية وبين سياسة المجلس كهيئة دينية كبرى تخدم الدعوة الإسلامية.
وقال الشيخ القصبي: دعوتنا إلى وحدة الصف الإسلامي ونبذ الخلافات والصراعات والتصدي للمخططات المعادية للأمة الإسلامية لا تعني أن تربطنا علاقات مع جهات شيعية، فالوقت الراهن يحتاج إلى وحدة الصف وتضافر كل الجهود لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة.
وأعلن عن إعداد خطة جديدة لتعزيز موارد الطرق الصوفية المالية والإدارية وإعادة صياغة علاقتها بالمؤسسات الدينية الرسمية وعلى رأسها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء.
كما أكد الشيخ القصبي أن المجلس لا يستطيع في الوقت الراهن إطلاق القناة الفضائية التي تعهد بتدشينها رئيس المجلس السابق الشيخ حسن الشناوي لنقص القدرة المالية اللازمة لإطلاق هذه القناة رغم أهميتها في نشر المفاهيم الصحيحة عن التصوف، مشيرًا إلى أن مجلة التصوف الإسلامي هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة للمجلس لكنها تحتاج إلى إعادة صياغة وترتيبات جديدة حتى تعبر عن " 11 مليون صوفي" بمصر.
يُذكر أن الشيخ محمد علاء ماضي أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أعلن في شهر مايو الماضي أن بداية العام الجديد ستشهد تدشين وبدء بث قناة فضائية باسم مشيخة عموم الطرق الصوفية للرد على الإساءات المستمرة ضدهم وللتعريف بحقيقة مبادئهم والدور الذي يقومون به في العالم الإسلامي.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=58945
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/54)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:27 م]ـ
==================
ـ[سامر المصري]ــــــــ[20 - 08 - 09, 12:28 ص]ـ
الحمد لله أن خلعوا تركيزهم من على أهل السنة والأخوة الملتحين وبدؤوا التدبر والاحتراس من أعداء الأمة الحقيقيين، رغم أني لا أرغب لأحد تجربة هراواتهم ولا أشمت أبدا في مسلم أو غير مسلم.
بارك الله فيك يا أخي تابعنا إن أمكن بما يستجد
سامر المصري(55/55)
هل يقتضي العطف هاهنا تغايرا بين المذكورات؟
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:33 ص]ـ
جاء في الصحيح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سئل: أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله قال ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قال ثم ماذا قال حج مبرور وفي رواية قال إيمان بالله ورسوله .....
ألا يدل ظاهر الحديث على أن الأعمال لا تدخل في مسمى الايمان؟
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:42 ص]ـ
هذه مسألة من أصول أهل السنة والجماعة التي وقع عليها إجماع السلف، وأن العمل من الإيمان إما ركن فيه أو شرط صحة (لا شرط كمال؟؟!!!!) لا يصح إيمان عبد بدونه، وهل يصح للإنسان أن يجعل إشكالا سبّبه له حرف العطف مستندا يخرق به الإجماع الذي نقله أئمة أعلام وعلى رأسهم الشافعي والحميدي والآجري ومكي أبو طالب وابن بطة وشيخ الإسلام رحمهم الله، وكان الأولى بك أن تستشكل بقوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة: 82) فقد وقع عطف العمل الصالح عل نفس الإيمان، ولكن هذا من باب عطف الخاص على العام كما في قوله تعالى {تنزّل الملائكة والروح فيها} فالعطف ههنا لا يقتضي المغايرة، وليس كل عطف يقتضي المغايرة، وهل يعقل أن يكون الشيء ركنا في الشيء ثم يمكن أن يسغني عنه فنحن ندندن ونقول: أركان الإيمان ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالإركان، ثم يكون عمل الأركان شرط كمال ليس داخلا في الإيمان، هذا كذب وتدليس وغش في العبارة، لو كان العمل شرط كمال في الإيمان لوجب بيان ذلك للناس وأن نقول لهم أركان الإيمان ركنان: قول باللسان واعتقاد بالجنان، وأمّا العمل فهو شرط في كمال الإيمان لا في حقيقة الإيمان لايقول هذا الكلام إلا مرجئ خبيث، والمرجئة أخبث وأضر على هذا الدين من الأزارقة لأن الإرجاء مؤداه انسلاخ الناس من الدين بدعوى أن العمل ليس من الإيمان، وخذ هذا النقل عن شيخ الإسلام يرد به عن نفس الإشكال الذي أوردته قال رحمه الله:
(وأما إذا استعمل إسم الإيمان مقيدا كما فى قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وقوله {الذين آمنوا وكانوا يتقون} وقول النبى صلى الله عليه وسلم ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت)) ونحو ذلك فهنا قد يقال إنه متناول لذلك وان عطف ذلك عليه من باب عطف الخاص على العام كقوله تعالى: {وملائكته وجبريل وميكال} وقوله: {واذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم} وقد يقال إن دلالة الاسم تنوعت بالافراد والاقتران كلفظ الفقير والمسكين فان أحدهما إذا أفرد تناول الآخر وإذا جمع بينهما كانا صنفين كما فى آية الصدقة ولا ريب أن فروع الإيمان مع أصوله كالمعطوفين وهي مع جميعه كالبعض مع الكل ومن هذا الموضع نشأ نزاع وإشتباه هل الأعمال داخلة فى الإيمان أم لا لكونها عطفت عليه
ومن هذا الباب قد يعطف على الايمان بعض شعبه العالية أو بعض أنواعه الرفيعة كاليقين والعلم ونحو ذلك فيشعر العطف بالمغايرة فيقال هذا أرفع الايمان أي اليقين والعلم أرفع من المؤمن الذي ليس معه هذا اليقين والعلم كما قال الله تعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ومعلوم أن الناس يتفاضلون فى نفس الإيمان والتصديق فى قوته وضعفه وفى عمومه وخصوصه وفى بقائه ودوامه وفى موجبه ونقيضه وغير ذلك من أموره فيخص أحد نوعيه بإسم يفضل به على النوع الآخر ويبقي إسم الإيمان فى مثل ذلك متناولا للقسم الآخر وكذلك يفعل فى نظائر ذلك كما يقال الإنسان خير من الحيوان والانسان خير من الدواب وان كان الإنسان يدخل فى الدواب فى قوله ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
فإذا عرف هذا فحيث وجد فى كلام مقبول تفضيل شيء على الايمان فانما هو تفضيل نوع خاص على عمومه أو تفضيل بعض شعبه العالية على غيره) مجموع الفتاوى (7/ 647 ـ 648)
و اجعل هذا النقل عن شيخ الإسلام هجيراك ولا تلتفت إلى ما يقوله مرجئة العصر الذين لم يأخذوا علم العقيدة والتوحيد عن أهله المختصين، قال رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/56)
(وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا ولا صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا غير ذلك من الواجبات لا لأجل ان الله أوجبها مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث أو يعدل فى قسمه وحكمه من غير إيمان بالله ورسوله لم يخرج بذلك من الكفر فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور فلا يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التى يختص بإيجابها محمد ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات ـ سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه فهذا نزاع لفظي ـ كان مخطئا خطئا بينا وهذه بدعة الارجاء التى أعظم السلف والأئمة الكلام فى أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف والصلاة هى أعظمها وأعمها وأولها وأجلها) المصدر السابق (7/ 621)
وقال أيضا: (وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما فى القلب ولازمه ودليله ومعلوله كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضا تأثير فيما فى القلب فكل منهما يؤثر فى الآخر لكن القلب هو الأصل والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله والأصل يثبت ويقوى بفرعه كما فى الشجرة التى يضرب بها المثل لكلمة الإيمان قال تعالى: {وضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها} وهي كلمة التوحيد والشجرة كلما قوي أصلها وعرق وروي قويت فروعها وفروعها أيضا إذا إغتذت بالمطر والريح أثر ذلك فى أصلها) (ج/ 541 ـ542)
وعليك بأجلّ كتاب كتب في هذا الموضوع للشيخ محمد بن محمود آل خضير قدم له مجموعة من كبار مشايخ بلاد الحرمين طبعة مكتبة الرشد، وابحث عن مقالاته والمعارك التي خاضها لله هو وإخوانه طلبة العلم ضد من نادى إلى هذا المذهب الخبيث، باسم (الموحد) خاصة في موقع صيد الفوائد والدرر السنية وغيرهما، وقبل ذلك المجلد السابع من مجموع الفتاوى فقد ناقش هذه القضية على وجه الخصوص.
ولا تظنّ أني أقصدك بهذه الشدة، ولكن أثرت مكامني، وهذا الموضوع مات واندثر واسترحنا من الذين كانوا يرجفون به، وصدرت فيهم بيانات من اللجنة الدائمة، وحمدنا الله أن سلّم أهل السنة من فتنة الذي يتكلمون في غير تخصصهم، حتى أثرته أخي أبا حمزة من جديد بهذا الإشكال، غفر الله لي ولك
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:51 م]ـ
ولا تظنّ أني أقصدك بهذه الشدة، ولكن أثرت مكامني، وهذا الموضوع مات واندثر واسترحنا من الذين كانوا يرجفون به، وصدرت فيهم بيانات من اللجنة الدائمة، وحمدنا الله أن سلّم أهل السنة من فتنة الذي يتكلمون في غير تخصصهم، حتى أثرته أخي أبا حمزة من جديد بهذا الإشكال، غفر الله لي ولك
ولماذا هذه الشدة والحدة والتشنج في الجواب؟ يا غندر! إنما أنا أحد رجلين:إمارجل جاهل فعلمني برفق، أو رجل مجادل فجادلني بالتي هي أحسن،أم تراك تستكثر علي أن تجعلني في مقام أهل الكتاب؟!
وأما قولك: (وهذا الموضوع مات واندثر واسترحنا من الذين كانوا يرجفون به، وصدرت فيهم بيانات من اللجنة الدائمة، وحمدنا الله أن سلّم أهل السنة من فتنة الذي يتكلمون في غير تخصصهم) فغفلة منك، وشطط في التمني ــ لو تنفع المنى ـ فليس بمثل هذا الاسلوب "الشديد" تقبر هذه الفكرة،ولكن بالعلم والرفق والحلم ... والعجب أنك لا تدري حال من تخاطب ولا منزلته من العلم ثم تورد عليه من النقولات ما لعله أعلم بها منك،فهلا جئت بشيء من كيسك يدل على فهمك وكيسك ــ بسكون الياء ــ؟!
لا تغضب! فإني أحب لإخواني أن يكونوا حلماء متوقرون في جدالهم للمخالفين لهم،بله المتعلمين منهم.والسلام
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:38 م]ـ
ولماذا هذه الشدة والحدة والتشنج في الجواب؟ يا غندر! إنما أنا أحد رجلين:إمارجل جاهل فعلمني برفق، أو رجل مجادل فجادلني بالتي هي أحسن،أم تراك تستكثر علي أن تجعلني في مقام أهل الكتاب؟!
وأما قولك: (وهذا الموضوع مات واندثر واسترحنا من الذين كانوا يرجفون به، وصدرت فيهم بيانات من اللجنة الدائمة، وحمدنا الله أن سلّم أهل السنة من فتنة الذي يتكلمون في غير تخصصهم) فغفلة منك، وشطط في التمني ــ لو تنفع المنى ـ فليس بمثل هذا الاسلوب "الشديد" تقبر هذه الفكرة،ولكن بالعلم والرفق والحلم ... والعجب أنك لا تدري حال من تخاطب ولا منزلته من العلم ثم تورد عليه من النقولات ما لعله أعلم بها منك،فهلا جئت بشيء من كيسك يدل على فهمك وكيسك ــ بسكون الياء ــ؟!
لا تغضب! فإني أحب لإخواني أن يكونوا حلماء متوقرون في جدالهم للمخالفين لهم،بله المتعلمين منهم.والسلام
وليس لي شيء من كيسي وإنما أنا ناقل ومتبع ولست بمبتدع والنبي صلى الله عليه وسلم ما جاء بشيء من عنده وإنما كان متبعا للرسل قبله قال الله جلّ وعلا آمرا له أن يقول {قل ما كنت بدعا من الرسل} جزاك الله عنّي خير الجزاء وآسف أني داخلت، وأنا شدتي كانت على المسألة ولم أنل من شخصك كما نلت من شخصي وبإذن الله لن أرى اسمك في مشاركة إلا وسلكت واديا آخر وشكر الله لك أخلاقك العالية(55/57)
السؤال بوجه الله جائز
ـ[راشدالشمري]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:13 ص]ـ
ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز السؤال بشيء من الدنيا بوجه الله مستدلين بحديث (لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة)
لكن هذا الحديث ضعيف لا يصح من حيث إسناده
ومما يدل على بطلانه من جهة النظر
أن من قال به قال أن وجه الله أعظم من أن يسأل به مخلوق فيقول (اسألك بوجه الله أن تأتي معي) مثلا
فيلزمه على قوله أن يمنع أن يقال (أسألك بالله ان تأتي معي)
فإذا كان يمنع السؤال بصفة من صفات الله، فكيف يجوّز السؤال بالله متصفا بجميع صفاته بما فيها وجهه الكريم؟!!
وكما أن وجه الله عظيم فكذلك ذاته الكريمة عظيمة فما الذي أجاز الثاني ومنع الأول!!
وللأسف أن كثيرا من علماء دعوة التوحيد يفتون بتحريم السؤال بوجه الله دون أن يتنبهوا لضعف الحديث سندا ومتنا
والله أعلم
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:37 ص]ـ
الحديث رواه أبو داود وفيه سليمان بن قرم ضعيف متكلم فيه
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
و يكون إيجاء السؤال للوجوب أو للاستحباب و ذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"من استعاذ بالله فأعيذوه، و من سألكم بوجه الله فأعطوه ... " أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (رقم 216) و أبو داود (1/ 389 , 2/ 622) و النسائي (1/ 358) و ابن حبان في " صحيحه " (رقم 2071) و الحاكم (1/ 412) و البيهقي (4/ 199) و أحمد (2/ 68 , 99) و أبو نعيم في "الحلية " (9/ 56) و قال الألباني في السلسلة الصحيحة "صحيح على شرط الشيخين.
و كذلك حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما جاء فيه "ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل يسأل بوجه الله و لا يعطي" -صحيح الترغيب للألباني.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 11:48 م]ـ
قال السخاوي:
(والظاهر أن النهي فيه للتنزيه ولا يمنع استحباب الإجابة لمن سئل به بل قد ورد الترهيب من كليهما فعند الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح إلا شيخه فيه وهو ثقة وفيه كلام عن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله يقول (ملعون من سأل بوجه الله وملعون من يسأل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا) يعني شيئا قبيحا لا يليق أو يكون سؤاله بلفظ قبيح).(55/58)
تناقضات الأشعرية (4): الدعوة إلى اتباع السلف مطلقاً ومخالفتهم في مذهبهم المزعوم في التفويض
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:34 م]ـ
تناقضات الأشعرية (4): الدعوة إلى اتباع السلف مطلقاً ومخالفتهم في مذهبهم المزعوم في التفويض
الأشعرية كثيراً ما يعتمدون على إجماع السلف في احتجاجهم على خصومهم المعتزلة في المسائل التي خالفوا فيها السنة، فمن ذلك قول الإمام المتكلم الفيلسوف أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي رحمه الله تعالى في الاقتصاد في الاعتقاد في الرد على المعتزلة في زعمهم أن العبد يخلق فعله: " لزمت المعتزلة شناعتان عظيمتان: إحداهما: إنكار ما أطبق عليه السلف رضي الله عنهم من أنه لا خالق إلا الله ولا مخترع سواه ".
وقال في الرد عليهم في أن المعاصي غير مرادة:" كل حادث مراد والشر والكفر والمعصية حوادث، فهي إذاً لا محالة مرادة، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذا مذهب السلف الصالحين ومعتقد أهل السنة أجمعين وقد قامت عليه البراهين ".
قال مقيده عفا الله عنه: انظر كيف رجع في هذه الأصول إلى اعتقاد السلف، وهذا هو الواجب على كل منتسب إلى السنة، إذ لا معنى لهذا الانتساب إن كان المنتسب مخالفاً لهم في أصولهم.
وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم اللقاني المالكي رحمه الله تعالى في منظومته الشهيرة المعول عليها عند سائر الأشعرية المسماة جوهرة التوحيد:
فكلِّ خيرٍ في اتباعِ من سلفْ = وكلُّ شَرٍّ في ابتداعِ مَنْ خَلَفْ
فتابعِ الصالَح ممنْ سَلَفا = وجانِبِ البدعةَ ممن خَلَفا
وليت الأشعرية طردوا أصلهم هذا واعتمدوا قول السلف في أصول الدين كلها، لكنهم تناقضوا وخالفوا هذا الأصل حين زعموا أن التفويض مذهب السلف ثم تراهم يرجحون مذهب الخلف في التأويل عليه.
واعلم أن التأويل هو مذهب أئمة الأشعرية، والتفويض عندهم مذهب مرذول، بل جعل الشيخ عبد الرحيم بن علي الشهير بشيخ زاده رحمه الله تعالى في كتابه نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع الخلاف فيها بين الماتريدية والأشعرية في العقائد قول الأشعرية بالتأويل وقول الماتريدية بالتفويض من المسائل الخلافية بين الفريقين.
وقال الشيخ إبراهيم الباجوري أستاذ الأشعرية المتأخرين والمعاصرين في شرحه لمنظومة اللقاني ص156 عند قوله: "
وكُلُّ نصٍ أُوهَمَ التَّشْبِيها ... أَوِّلْهُ أَو فَوِّضْ، ورُمْ تَنْزِيها
قال: " أوله: أي: احمله على خلاف ظاهره من بيان المعنى المراد، فالمراد: أوله تأويلاً تفصيلياً بأن يكون فيه بيان المعنى المراد كما هو مذهب الخلف: وهم من كانوا بعد الخمسمائة، وقيل: من بعد القرون الثلاثة.
وقوله: (أو فوض) أي: بعد التأويل الإجمالي الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره، فبعد هذا التأويل فوض المراد من النص الموهم إليه تعالى على طريق السلف: وهم من كانوا قبل الخمسمائة، وقيل القرون الثلاثة: الصحابة والتابعون وأتباع التابعين.
وطريقة الخلف أعلم وأحكم، لما فيها من مزيد الإيضاح والرد على الخصوم، وهي الأرجح، ولذلك قدمها المصنف، وطريقة السلف أسلم لما فيها من السلامة من تعيين معنى قد يكون غير مراد له تعالى ".
قال مقيده عفا الله عنه: ليس هذا موضع الرد عليهم في نسبة التفويض إلى السلف وإنما المراد بيان تناقضهم، فإن في تفضيل مذهب الخلف عليهم مناقضة لدعوتهم إلى اتباع السلف، فكيف يدعُون إلى اتباعهم ثم يخالفونهم ويرجحون مذهب الخلف على مذهبهم؟
وقال الأصولي المتكلم أبو المعالي الجويني الشهير بإمام الحرمين أحد أئمة الأشعرية وأساطينهم رحمه الله تعالى في العقيدة النظامية ص23 - 24: قد اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر، وامتنع على أهل الحق فحواها وإجراءوها على موجب ما تبرزه أفهام أرباب اللسان منها، فرأى بعضهم تأويلها والتزام هذا المنهج في آي الكتاب وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وذهبت أئمة السلف إلى الإنكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب عزوجل.
والذي نرتضيه رأياً، وندين الله به عقداً، اتباع سلف الأمة، فالأولى الاتباع، وترك الابتداع، والدليل السمعي القاطع في ذلك، أن إجماع الأمة حجة متبعة، وهو استناد معظم الشريعة، وقد درج صحب النبي صلى الله عليه وسلم على ترك التعرض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام، والمستقلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي يحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الآي والظواهر مسوغا أو محتوما لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين رضي الله عنهم على الإضراب عن التأويل كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع بحق ".
قال مقيده عفا الله عنه: ليتأمل العاقل اللبيب كيف جعل هذا الإمام القول بالتأويل قولاً مبتدعاً مخالفاً لإجماع السلف، فكيف يكون التأويل مذهباً سائغاً عند الأشعرية بل مذهباً راجحاً، وهذا إمام من كبار أئمتهم يحكي أنه مخالف لطريق السلف؟ هذا تناقض بين الدعوى والفعل.
ثم هو مناقض أيضاً لكون الإجماع حجة من حجج الشرع عندهم، فهذا نقل لإجماع السلف لم ينقله حشوي أحمق، ولا مجسم متهوك، بل نقله إمام من أئمة الأشعرية ومقدم من مقدميهم، فكيف يخالفونه؟.
فمقتضى الأخذ بهذا الكلام، أن يُبدَّع كل من قال بالتأويل، وأن يعتمد التفويض مذهباً لا يجوز سواه، وإلا كان الأشعرية متناقضين أقبح التناقض.
- تنبيه: كلام الجويني هذا ليس فيه رجوع إلى مذهب السلف لأن التفويض الذي نسبه للسلف ليس هو مذهبهم، والغرض من نقله هنا بيان أن التأويل مذهب بدعي مخالف للإجماع من كلام إمام من أئمة الأشعرية.
ما يلزمهم من هذا التناقض:
يلزم الأشعرية من تناقضهم بين دعوة اتباع السلف وبين مخالفتهم في أخذهم بالتأويل أحد أمرين:
الأول: أن يقروا بأنهم مبتدعة، خالفوا السلف في تركهم التأويل.
الثاني: أن يأخذ جميعهم بالتفويض، وأن يجعل التأويل مذهباً يبدع القائل به، لا مذهباً سائغاً بله أن يجعل مذهباً راجحاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/59)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك أبا الحسنات
واعلم أني أول المستفيدين من مواضيعك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:40 م]ـ
وفيكم بارك.
وأنا أول المستفيدين من تعقيباتك وفوائدك.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 03:41 م]ـ
بارك الله فيك
أبو الحسنات الدمشقي
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع تعليق (سعيد فودة) على كلام (الجويني)
لم أزل أتعجب من كل (متمشعر) وقف على كلام الجويني؛ كيف أنه (يدفعه) بكل ما أوتي من قوة، مع أنه نص قاطع في تحريم التأويل ومخالفته للإجماع، لا يحتمل (تأويلاً)!
ولست أدري: ما يضيرهم أن يقروا بمخالفة (الجويني) للأشاعرة في هذه المسألة، كما أن بعضهم أقر بمخالفته لهم في (القدر)؟!
وقد ذكرت في إحدى حلقات هذه السلسلة ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1075097) موقف الإمام تاج الدين السبكي من كلام الجويني وتعقبته.
ويوم أمس: كنت أتصفح >>>>وهذا الملتقى أدخله عادة لأتفهم كيف (يفكر) من ينتسب إلى الأشعري من المعاصرين - فوقفت على موضوع عنوانه: " لماذا الأشاعرة يكرهون ابن تيمية وبعض أتباعه؟ "، وخلال النقاش نقل أحد (الأخوة) هناك كلام الجويني الذي نقلته سابقاً، ثم قال: " فلم يقل - أي الجويني - بجواز مذهب التأويل، وايضاً انصرام عصر الصحابة خير دليل على ترك التأويل إلا إذا كنت أفضل من الصحابة في تنزيه الله تعالى وغفر الله ذنبي وذنبك ".
فأجابه مشرف الموقع (سعيد فودة): " قصور الفهم مع الهوى والعناد يعمي ويصم ...
إن الإمام الجويني في عبارته التي نقلتها إنما نفى حتمية التأويل، فقال:" (فَلَوْ كَانَ تَأْوِيل هَذِهِ الظَّوَاهِر حَتْمًا لَأَوْشَكَ أَنْ يَكُون اِهْتِمَامهمْ بِهِ فَوْق اِهْتِمَامهمْ بِفُرُوعِ الشَّرِيعَة) وهذا يفيد نفي وجوب التأويل ولا يفهم منه عدم جواز التأويل كما زعمتَ أنت بسوء فهمك وتعنتك فقلتَ:"فلم يقل بجواز مذهب التأويل" بل إن نفي الوجوب يبقي مجالا للجواز .... "
ثم ملأ بقية تعليقه بالسب والشتم لأهل السنة وابن تيمية، وهو الذي جعلني أتيقن أن (سعيد فودة) يجيد الكلام الخطابي، ولا يستطيع المناقشة العلمية.
قال مقيده عفا الله عنه: الذي أوقع هذا الطائش (سعيد فودة) في هذه التحريف والكذب على الجويني، أنه بادر بالتعليق على كلام الجويني الذي نقله ذاك الأخ دون أن يرجع إلى النسخة المطبوعة من (العقيدة النظامية)، فكذب على الجويني وحرف كلامه!
ولو رجعنا إلى نص كلام الجويني في (العقيدة النظامية) نسخة (محمد زاهد الكوثري) ص23 - وهي النسخة التي اعتمدت عليها في نقل كلام الجويني أعلاه لوجدناه يقول بصريح العبارة: " فلو كان تأويل هذه الآي والظواهر مسوغا أو محتوما لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين رضي الله عنهم على الإضراب عن التأويل كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع بحق "
فالجويني - إذن - يرى أن التأويل ليس (مسوغاً) ولا محتوماً، للعلة التي ذكرها، وهذه الكلمة (مسوغاً) ترد فرية (سعيد فودة): أن الجويني ينفي وجوب التأويل لا جوازه.
ومن حماقة (فودة) هذا أنه قال بعد ذلك - راداً على ذلك الأخ -: " فالصحابة لم يتركوا التأويل مطلقا، حتى يتوهم واحد مثلك أنهم حرموه، ثم من قال لك إن الترك دليل التحريم فإنه لم يكن هناك داعٍ للمبالغة في التأويل لأن أفهام الناس كانت مستقيمة وفهمهم للقرآن مع صحة عربيتهم كان متوافراً "
قلت: ألم تدر أيها (الطائش) (الأحمق) أن الذي احتج بترك الصحابة للتأويل، وجعله دليلاً على التحريم هو (الجويني) وليس (الأخ الذي ترد عليه) فحسب! فكلامك هذا (رد) على الجويني وليس (تقريراً) لمذهبه - كما هو المناسب لذلك المقام -!
لكنك - والله - تحفظ كلاماً (تردده) كما يفعل (الببغاء)!
وصدق من قال - وكأنه يصف (فودة) هذا:
لو أنَّ خفَّةَ عقله في رجلِه = سبقَ الغزال ولم يفُتْه الأرنَبُ
وبالمناسبة: فيظهر أنه من عادة (سعيد فودة) أن يعلق دون أن يرجع إلى النسخ المطبوعة، فيفضح نفسه، وهذا مثال آخر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=925001&postcount=33)
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:50 م]ـ
شكر الله لك يا أبا الحسنات
لكن؛ هل تظن أن (سعيد فوده ومن معه) إن بان له الحق رجع إليه؟!!!
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:24 م]ـ
ولك بالمثل.
لا أظن ذلك ..
ولك أن ترى مكابرته عندما اعتُرض على حماقته في إحدى (مسوداته) عندما قال: " ومعلوم تأثر الشوكاني بالمقبلي وابن الوزير والمعلمي " (!!)
فالشوكاني المتوفى سنة (1250) هـ، يتأثر بالمعلمي المتوفى سنة (1386 هـ)!
وهذا الغلط في غاية الظهور!
ومع ذلك انظر كيف كابر وحاول التقليل من شأن غلطه .. وكيف أنه أوقف اشتراك الأخ الذي (فضحه) وكتب عند اسمه: " موقوف بسبب عدم قدرته على الفهم أو الحوار " (!!)
ابحث في جوجل عن هذه الجملة: " إلى الشيخ الفاضل سعيد فودة مع الضرورة "، لترى الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/60)
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:28 م]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي الحبيب أبا الحسنات ضاعف الله لك الحسنات وتجاوز عن السيئات ورفع لك الدرجات
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:23 م]ـ
ولك بالمثل - أخي الفاضل -
وهذه صورة عن النسخة المطبوعة -نسخة الكوثري ص (23 - 24) - لمن يحب التأكد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77153&stc=1&d=1278599470
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:46 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا، وبارك في جهودك.
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:20 م]ـ
السلام عليكم
اشكرك اخي براء على سعيك الحثيث في بيان تناقضات الاشاعرة وابشرك ان تناقضاتهم لاتكاد تنحصر لما وقع لهم من الخليط بين الحق والباطل فلا هم نفو فاستراحو ولا اثبتو فاراحو.
قال تعالى *ولو كان من عند غير الله لوجدو فيه اختلافا كثيرا* واعجبني في طرحك انك ترد عليهم من جنس قولهم من ائمتهم ونظارهم وهذه الطريقة تلزمك النظر في اصول مؤلفاتهم وهذا لايكون الا لمن وقع له نظر في اصول اهل السنة والجماعة مع التمرس في دراسة العقيدة السلفية وكمال الفهم لاصول النزاع والالمام بالمقدمات المنطقية واللغة وكثير من اصول الفقه ومقدرة على النقد ليخرج من كتب القوم بالمطلوب والثمرة المرجوة و يعصمه الله من الزلل والخلل والشبه وانصحك ان لم يحصل عندك ما سبق انفا وما نبه عليه اهل العلم وكان ولابد ان تقرء اصولهم مع الرد عليهم و منها رد شيخ الاسلام على الرازي في بيان تلبيس الجهمية وغيرها من المؤلفات فهو ائمن على طالب العلم الذي لم يصل للغاية في هذا العلم والله اعلم
وفقك الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:30 م]ـ
بارك الله فيك.
لا تقلق أخي الفاضل، فأنا - بحمد الله تعالى - أسير في صناعة مقالاتي على منهجية مرسومة، لعل ملامحها اتضحت لمن قرأ المقالات جميعها، وسأبينها بإذن الله تعالى في مقدمة هذه المقالات إذا فرغت من تنفيذ الخطة التي رسمتها، وجمعتُ المقالاتِ كلَّها في كتاب واحد - بإذن الله تعالى -.
والله - وحده - يعصمني والقراء من الزلل والضلال، ويقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 08:45 م]ـ
ولك بالمثل - أخي الفاضل -
وهذه صورة عن النسخة المطبوعة -نسخة الكوثري ص (23 - 24) - لمن يحب التأكد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77153&stc=1&d=1278599470
وهي كذلك في (ص/166) من النسخة المحققة على الأصول والتي نشرها الدكتور محمد الزبيدي بدار النفائس ..
وجاءت (محتوماً) في بعض النسخ (محبوباً) ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 10, 09:41 م]ـ
أخي الحبيب أبا فهر:
جزاك الله خيراً
ـ[صالح القاسمي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الحسنات ونفع بك
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 07 - 10, 03:46 م]ـ
هذا جواب على جواب الجويهل سعيد فودة
هذيان سعيد الذي كتبه في الرد علينا دال على أنه وقع في حرج فصار يخبط يميناً وشمالاً، ولا أدل على ذلك من أنه افتتح هذيانه بكلام ماقلناه ولا قاله غيرنا حيث قال: " زعم بعض الجهلة ان الإمام الجويني أراد نفيَ التأويل مطلقا في كل نصٍّ من النصوص لواردة في الكتاب " وهذا لم نقله قط، لكن يريد هذا الجويهل أن يستر عورته بتصور (خصم وهمي) يرد عليه، حتى لا (يُفضح) بين صبيانه الجبناء الذين تعلموا منه الكذب والجبن.
وها هو مقالنا فيه (التقرير) الذي (حررناه) واضحاً، وليس فيه شيء من (مقالات) خصمك الوهمي الذي توهمته وصرت ترد عليه، كما يفعل سكان (المصحات النفسية).
واعلم أن هؤلاء الجهمية المعطلين لصفات رب العالمين، المعاندين لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، لا عجب أن يعاندوا في كل صغيرة وكبيرة، فالعناد هو رأس بضاعتهم ولولاه لما كان لهم وجود أصلاً.
وحتى لا يضيع المقصود من النقد، فلنلج إلى ما دافع به (سعيد فودة) عن نفسه مباشرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/61)
قال " وأما من زعم لجهله أنني لم أراجع العبارة المنقولة في مشاركة سابقة عن الإمام الجويني فهو واهم مع كونه كاذبا ... فما نقلته في تلك المشاركة دالٌّ على أنني راجعت كتاب النظامية وإلا فمن أين نقلت تلك النصوص الأخرى التي لم ترد في مشاركة الأخ المردود عليه من قبلُ؟ ".
يقال: هذا كلام لا يجري إلا على (صبيانك) الذي استخففت عقولهم فأطاعوك، فبأي وجه يكون نقلك لكلام الجويني في مواضع من (النظامية)، دليلاً على أنك راجعت (النص المقصود)، وهو في مكان غير مكان (النصوص) التي نقلتها؟!
ومن المضحك أنك بعد ذلك ذكرت أن هذه العبارة:" فَلَوْ كَانَ تَأْوِيل هَذِهِ الظَّوَاهِر حَتْمًا لَأَوْشَكَ أَنْ يَكُون اِهْتِمَامهمْ ... " إلخ، وردت في فتح الباري وفي تفسير الألوسي وفي عون المعبود، ونسيت أنك زعمت أنك راجعت النسخة المطبوعة ولم تراجع فتح الباري ولا تفسير الآلوسي ولا عون المعبود، فإن كانت نسختك نسخة الزبيدي فليس النص فيها هكذا .. وإن كانت نسخة الكوثري فليس الأمر كذلك .. فعلى من تضحك أيها (المهرج)؟!
وإن كنت راجعت نسختك - نسخة الزبيدي أو الكوثري - ثم رأيت النص (مخالفاً) لها فلم لم تعلق عليه كما هو في نسختك، وصرت تشتم ذاك الأخ وتهدده بالطرد مثل (المجنون)؟!
فاستح على نفسك، ولا تجعل من نفسك أضحوكة للعالمين.
ثم قلت بكل بلادة – وقد تصورت نفسك أهلاً للفهم والتفهيم -: " ولكن ماذا لو أراد بكلمة مسوغا أي جائزا: هل يدلُّ ذلك على أنه يمنع التأويل منعا تاما في كل الموارد؟
طبعا لا يدلُّ كلامه على ذلك، كما يزعمه بعض الحمقى، لأنَّ ذكرناه ونذكره من أن الإمام الجويني يتكلم عن (هذه الظواهر) أي ظواهر بعينها حصل فيها النزاع، لا عن كل ما يسمى تأويلا في كتاب الله تعالى "
قلنا: ومن زعم أنه يمنع التأويل في كل الموارد؟! ومن زعم أنه لا يقول ببدع الأشعرية في الكلام النفسي ونفي الجهة والحيز وغير ذلك؟!! لكنك تحاول الهروب من (ورطتك) فأتيت بهذا التفصيل بعد أن كنت قد قلت: " وهذا يفيد نفي وجوب التأويل، ولا يفهم منه عدم جواز التأويل كما زعمتَ أنت بسوء فهمك وتعنتك فقلتَ:"فلم يقل بجواز مذهب التأويل" بل إن نفي الوجوب يبقي مجالا للجواز ".
فقد كان النص بالأمس لا يفهم منه عدم جواز التأويل ـ والذي يفهم ذلك سيء الفهم ومتعنت، والآن: صار يفهم منه عدم الجواز لكن في موارد دون موراد (!!)، وهذه عاقبة العناد والجهل.
ثم تقول: " أنت أيها الجاهل تنقل النصَّ عن نسخة الإمام الكوثري بصيغة:"مسوغا أو محتوماً" ونجده في الطبعة التي حققها الزبيدي:"مسوغا ومحتوما".
واختلاف النسخ لا يمنع في هذا القدر الذي لا يضر في المعنى إلا عند الجهلة "
قلنا: لقد علمت أيها الجهمي أن ذاك الخلاف - بين النسخة المطبوعة والنص الذي علقت عليه - خلاف (معنوي) يبطل عليك هذيانك الذي علقت به على نقل ذلك الأخ، وليس مثل هذا الخلاف الذي لا يضر شيئاً، فـ (ابلع لسانك) يكن خيراً لك، ودع عنك هذا الهذيان، فما هذا التطويل الذي حاولت فيه (دفن) (فضيحتك) إلا لرد (اعتبارك)، وإيهام نفسك وصبيانك أنك لم تقع في غلط ..
وسواء علينا أعترفت بغلطك أم لم تعترف، فأنت واقع فيه لا محالة، ولا يفيدنا اعترافك أو عدمه شيئاً وأنت ما زلت على عقيدتك (الجهمية) (الخبيثة)، فما لجرح بميت إيلام ..
ولا تحلم إن علقت على كلامنا هذا أن ترى حرفاً واحداً منا، فقد كشفت (عورتك) ولن تستطيع سترها .. والمسألة واضحة ولا تحتاج لكثير كلام.(55/62)
هل يجوز الصلاة في مساجد الإباضية أو خلف الإباضي؟
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, و بعد
أحد الأخوة ذاهب إلي سلطنة عمان للعمل و يسأل:-
1 - هل يجوز الصلاة في مساجد الإباضية أو خلف الإباضي؟
2 - هل هناك مساجد للسنة في مسقط عاصمة سلطنة عمان؟ و أين؟
جزاكم الله خير
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47495
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:28 م]ـ
وهذه بعض فتاوى أهل العلم المعاصرين في الصلاة خلف الإباضية
-فتوى الشيخ ابن جبرين (موقع الشيخ)
السؤال: هل تجوز الصلاة خلف الإباضية؟
الاجابة نقول حيَّاكم الله وأهلا وسهلا بأسئلتكم وسوف نُجيب عليها بحسب القُدرة، ولكم أن تبحثوا في المؤلفات ومع العلماء ممن حولكم وسوف تجدون إن شاء الله الأجوبة السديدة، فنقول أولا: طائفة الإباضية قديمًا كانوا من الخوارج الذين يُكفِّرون بالذنوب، وفي هذا الوقت اعتنقوا مذهب المعتزلة، فيقولون بتعطيل الله تعالى عن صفات الكمال، فينفون السمع والبصر والكلام وغيرها ويعتقدون أن القرآن مخلوق وأن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يُبصر، ويُنكرون رؤية أهل الجنة لربهم تعالى، ومن عقيدتهم قديمًا التكفير بالذنوب، ولكنهم الآن انتشرت عندهم الذنوب كشرب الخمور وبيعها علانية وتعطيل الحدود وإباحة السفور، ثم هم مع ذلك يكفِّرون أهل السنة ويمنعون الصلاة خلفنا، فلذلك نقول لا يُصلى خلف هذه الطائفة.
-موقع الإسلام سؤال و جواب
السؤال
ما هو رأيكم في فرقة الإباضية وهل صحيح أن ابن باز (رحمه الله) قد كفر هذه الفرقة فنحن هنا في مسجد في أمريكا ويوجد به فرق مختلفة منهم الزيدية والشيعة أيضا فهل نسمح لأحد منهم بالإمامة والصلاة خلفه أم تكون لأهل السنة؟.
الجواب
الحمد لله
الإباضية إحدى الفرق الضالة، كما جاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم 6935، ونصها:
السؤال: هل تعتبر فرقة الإباضية من الفرق الضالة من فرق الخوارج وهل يجوز الصلاة خلفهم؟
فكان جواب اللجنة كما يلي:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
فرقة الإباضية من الفرق الضالة لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهما، ولا تجوز الصلاة خلفهم.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
للمزيد عن الإباضية راجع سؤال رقم (11529)
ولم نقف على تكفير الشيخ ابن باز رحمه الله لهذه الفرقة.
وانظر حكم الصلاة خلف الشيعة، في جواب السؤال رقم 20093
ولا يجوز تمكين أهل البدع المكفِّرة من إمامة الصلاة، لعدم صحة الصلاة خلفهم عند جمع من أهل العلم، ولكونهم أهلا للهجر والزجر لا للإمامة والتقديم، ولما يترتب على تقديمهم للصلاة من اغترار الجاهل بهم.
والبدع المكفرة: كبدعة القول بخلق القرآن، ونفي رؤية المؤمنين لربهم في الجنة، والقول بتكفير مرتكب الكبيرة أو تخليده في النار، وتكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أو القول بتحريف القرآن، أو ادعاء أن الأئمة يعلمون الغيب، أو الاستغاثة بالأموات، وغير ذلك من صور الكفر والشرك.
وهذا بخلاف صاحب البدعة غير المكفرة، فإن الصلاة خلفه صحيحة.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (7/ 364) السؤال التالي:
هل تجوز الصلاة خلف الإمام المبتدع؟
جواب اللجنة:
من وجد إماما غير مبتدع فليصل وراءه دون المبتدع، ومن لم يجد سوى المبتدع نصحه عسى أن يتخلى عن بدعته، فإن لم يقبل وكانت بدعته شركية كمن يستغيث بالأموات أو يدعوهم من دون الله أو يذبح لهم فلا يصلى وراءه لأنه كافر وصلاته باطلة ولا يصح أن يجعل إماما وإن كانت بدعته غير مكفرة كالتلفظ بالنية صحت صلاته وصلاة من خلفه.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
والله أعلم.
-فتوى الشيخ سلمان العودة (الإسلام اليوم)
السؤال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/63)
أنا أسكن خارج المملكة، ويوجد مسجد داخل المجمع السكني الذي أسكن به، ويصلي معي زملائي في بعض الأحيان، ولكني أكثر الأوقات أصلي وحدي، أو أنا مع ابني، ويتخلفون عن الصلاة دائماً، ويوجد بالقرب من المجمع السكني مسجد يؤمه أباضي، ويوجد به جماعة، فهل أصلي معهم، أم أصلي بمسجدي القريب، ولو كان لم يحصل لي جماعة؟ مع العلم أنني أرغب الصلاة معهم، وذلك للمحافظة على صلاة الجماعة في أوقاتها.
الجواب
المقصود المحافظة على صلاة الجماعة سواء صليت هنا أو هناك فهذا واسع، لكن كلما تيسر كثرة الاجتماع فهو الأفضل والأكمل، وأما الصلاة خلف إمام أباضي فهذا يترك لما هم فيه من البدع في صفات الله، وأحكام الإيمان، والكبائر، ولشدة طعنهم على المسلمين فإنهم يرونهم كفاراً كفر نعمة، فهذا لا يصلى خلفه.
-موقع صوت السلف (بإشراف الشيخ البرهامي)
السؤال:
اضطرني عملي إلى الذهاب لعمان- مسقط. والمذهب الرئيسي للبلدة هو الإباضية.
هل يجوز الصلاة خلفهم؟ علماً بأنهم يقولون بخلق القرآن، والتكفير بالمعصية وصلاتهم مختلفة في بعض الصفات عنا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الإباضية فرقة من الخوارج، وهم من شر أهل البدع، وأقوالهم في خلق القرآن، وتكفير المسلمين، وعدم رؤية الله في الآخرة وغيرها أقوال في حقيقتها كفر، إلا أن الجمهور لا يكفرونهم بالأعيان ولا بالعموم، وتكره الصلاة خلفهم إلا أن لا تجد غيرهم من أهل السنة في الجماعة، أما في الجماعة فابحث ولو عن واحد تصلى معه من أهل السنة، وأنصحك أن تعود.
-فتوى الشيخ سليمان الغصن
أرجو أن تعطوني حكماً مفصلاً حول الصلاة خلف الأباضي؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن من مخالفات الأباضية للعقيدة الصحيحة ما يلي:
1 – تكفير مرتكب الكبيرة – كفر نعمة – والقول بخلوده في نار جهنم، فلا تنفعه شفاعة الشافعين، ولا تناله رحمة أرحم الراحمين، وإن كان عنده أعمال صالحة كثيرة، فإنها حابطة بمجرد الإصرار على كبيرة واحدة.
2 – القول بخلق القرآن الكريم.
3 – إنكار صفات الله _تعالى_ كالاستواء والعلو.
4 – إنكار رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
وهذه البدع وإن كانت كبيرة قد تخرج صاحبها من الملة إذا لم يكن له عذر يدرأ عنه التكفير، إلا أنه بالنسبة للأباضية فإنهم لا يكفرون لعذر التأويل الملحق بالخطأ والجهل.
ومن كانت هذه حاله من عموم أهل البدع فإنه لا تنبغي الصلاة خلفه لا لعدم صحتها في نفسها، وإنما من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يصلى خلفه إلا في الحالات التالية:
1 – إذا خيف من ترك الصلاة خلفه فتنة.
2 – إذا لم يوجد غيره بحيث يكون ترك الصلاة خلفه سبباً في ترك الجمعة أو الجماعة.
3 – إذا كانت الصلاة خلفه تحقق مصلحة أعظم. والله _تعالى_ أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبو لجين]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:08 ص]ـ
إباضية اليوم خليط بين المعتزلة والأشاعرة. وكان أئمة السلف يروون عن الخارجي ويعدلونه. وحالهم اليوم أقرب إلى السنة من سائر المبتدعة. والقول بالصلاة خلف الأشعري والمعتزلي وترك الصلاة خلف الإباضي فيه نظر!(55/64)
كلام بديع لشيخ الإسلام في الرد على الدهريين و الشيوعين
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:55 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح الجنات
(( .... و هذا هو السؤال الذي يقال:أن بعض ملوك الهند أورده على بعض متكلمة المسلمين في إمارة هارون،فقال: هل يستطيع ربك أن يخلق مثل نفسه؟ إن قلتَ نعم فقد جعلت لله مثلاً،و إن قلتَ:لا فقد عجزتَه (بتشديد الجيم)، فقال له:هذه المسألة ممتنعة مستحيلة في نفسها، و إذا كانت في نفسها ممتنعة لم يكن جوابها إلا كذلك، لأنك إذا قلتَ:خلق مثلَ نفسه فقد فرضتَ مثلين أحدهما خالقُ الآخر، و لو كان مثله لم يكن مخلوقاًَ له و لا كان الآخر خالقاً له، فإن التماثل يمنع هذا الإختلاف و يوجب التساوي في القدم و الحدوث. فبُهِتَ الذي كفر.))
جواب الإعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص 121
صدق من قال
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *****مقام سيد تيم إذ عصت مضرُ
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:11 م]ـ
متابعة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية المذكور آنفا
يقول رحمه الله
((و هذا جواب سديد، فإن السائل إذا فرض اجتماع ما يمنع اجتماعهما فقال:ماذا يكون على هذا التقدير؟
قيل له:لا يكون على هذا التقدير الممتنع المحال إلا ما هو ممتنع محال،و إجتماع متماثلين أحدهما خالقُ الآخر محالٌ في نفسه. كما يقال:لو فُرِضَ أن صانعَ العالم موجود معدوم أكان يصنعه أم لا؟ و لو فُرِضَ أنه خلق العالم و لم يُرِد أن يخلُقَه، أو خلقَه و لم يكن قادراً على خلقه، أو خلقه و لم يعلم كيف يخلقُه، أو لو فُرِض أن الذي خلق العالم كان عدماً أو مواتاً، أو غير ذلك من التقديرات الممتعنة في نفسها.
و مثل هذه الأغلوطات من المسائل يسلكها أهل اللد في الجدل في أمر الدنيا و الدين في الأصول و الفروع، و من جنس الأغلوطات الذي ابتدعه العََمِيدي السمرقندي في مثل نكته التي يسميها البرهان و يدعي أنها قطعية و غير ذلك بفرض أمور ممتنعة،و يستنتج نتائجها على ذلك التقدير الذي يمتنع وجوده،و فإن هذه المقدرات التي لو تُوجَد: منها ما هو ممتنع في نفسه، فيكون لازمه ممتنعاً،و منها ما قد علمنا أنه لا يكون،و إن كان في نفسه غير ممتنع، فيكون لازمه ما لا يكون، و يسمى هذا ممتنعاً لغيره، لمشيئة الله و لعلمه و إخباره بأن ذلك لا يكون. مثل قولهم: لو لم يُقتل المقتول هل كان يعيش؟ فهذا التقدير معلوم العدم ممتنع لغيره، فإن الله شاء ذلك و علمه و كتبه، فلم يكن يمكن لمشيئة الله و علمه أن لا يقع إلا ذلك. فإذا قُدر عدم المشيئة لقتله و عدمُ تعلق العلم كان على هذا التقدير عدم الوجود، فيلزم عدم ُ الموجود و هو قتله، فإذا لم يُقتل أمكن أن يعيش و أن يموت بسبب آخر، فلو لم يُقتل لزم أحدُ الأمرين لكن قتله لابد من وجوده ........ ))(55/65)
ماذا تعرف عن الدكتور طه جابر العلواني؟؟؟
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ......
إلى كل من يجد في نفسة القدرة على العطاء من غير حساب إلى كل من ألهم حب المساعدة وشغف بالإحسان من غير إنتظار للجزاء إلى كل مخلص يسعى إلى أن تكون كلمة الله هي العليا
إلى كل غيور على دينه ............... بصمتك في هذا الموضوع قد تفتح لنا الأفاق فلا تبخل علينا بما تعلم!!
وبعد هذه المقدمة أتمنى أن يحصل القصد لأنني سبق وأن أنزلت الموضوع ولم يرد علي أحد
فأرجو المساعدة!!!
من حيث:
المنهجية المعرفية عند الكتور طه جابر العلواني، وأرائة: الخلل الفكري لدى المسلمين، القواعد المعرفية العقدية, والقرائة الكونية, وغيرها
وأهم معتقداته وهل فيها أمور شركية؟
وكيف الوصول إلى مؤلفاتة من طريق النت والتي لها علاقة بالنقاط التي أشرت إليها.
جعله الله في موازين أعمالكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/82.htm
http://www.saaid.net/Minute/259.htm
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:14 ص]ـ
مقدمة صفة صلاة النبي للألباني طبعة دار المعارف.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:47 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل سليمان الخراشي ,,,,,,, وقفت على كتاباتك وستفدت منها كثيرا نفع الله بك وجزيت خيرا.
صلاح الدين حسين ............................. جزاك الله خير.
الهاشمي السلفي (مقدمة صفة صلاة النبي للألباني طبعة دار المعارف) هل يوجد فيها شئ من ما ستفسرت عنه؟؟ وشكرا.(55/66)
أريد بحثا جامعا عن (الله-عز و جل)
ـ[فيصل أيمن]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد بحثا جامعا عن الله تعالى، أسمائه، صفاته، حكمته، رحمته، كرمه، إعجازه في خلقه، سننه الكونية، شبهات الملاحدة حول وجوده، إدعائهم بغياب العدل في خلقه، و الردود على جميع شبهاتهم.
هل يوجد مثل هذا البحث؟
جزاكم الله خيرا
ـ[سامى بن صالح الجعيدي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:25 م]ـ
هناك كتاب للشيخ ناصر مسفر الزهراني يسمى الله اهل الثناء والمجد
جميل في هذا الباب ولعله يفي بالغرض
ـ[فيصل أيمن]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:17 م]ـ
أخ سامي
أين يمكن لي أن أجد هذا الكتاب؟
و الأخوة الكرام، هل هذا كل ما يتعلق بهذا البحث الخطير-الله عز و جل؟؟!
أخوكم
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:52 م]ـ
انظر في أي كتاب يتكلم عن منهج أو آراء علم ما تجد بابا في الإيمان بالله وما يتعلق بتوحيده؛ فالربوبية وما تقتضيه وأدلتها .... وأسماء الله الحسنى وصفاته ... والألوهية .. وأرشح لك كتاب منهج ابن حجر في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري أو منهج ابن أبي العز في العقيدة لعبدالله العتيبي فهما جيدان ويحققان بغيتك،،خصوصا الأول فهي رسالة قوية مبنية على التحقيق،، ولا تنسى سلسلة الأشقر في أبواب الأيمان كلها،،، والله أعلم
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:19 ص]ـ
كتاب العقيدة في الله للأشقر(55/67)
حركة التشيع المعاصرة
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
أسأل عن كتب أو بحوث عن التمدد الشيعي المعاصر
سواء في مصر او المغرب أو غير ذلك من الدول الافريقية
وكذلك ما يتعلق بالتشيع في الخليج
فأرجو تزويدي بما يتعلق بذلك من عناوين لكتب أو مقالات أو مواقع ونحو ذلك
محبكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:25 م]ـ
- وجاء دور المجوس. لعبد الله محمد الغريب
وفي الخليج:
حزب الله لعلي الصادق.(55/68)
شبهة والرد عليها
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 12:13 ص]ـ
سمعت في إحدى القنوات الفضائية أحدهم يقولفي معرض كلامه: هل يقدر الله أن يخلق مثل نفسه؟ فإن كان الجواب نعم، فإنك تثبت إلهين، وإن كان الجواب لا، فإنك قد أثبت العجز لله؟
والشبهة بحمد لله شبهة واهية كما قال الناظم:
شبهٌ تهافت كالزجاج تخالها = حقاً وقد سقطت على صفوان
وقد عرضت تلك الشبهة الآثمة على أحد مشايخنا اليوم فأجاب بجواب أعجبني فأحببت أن أنقله لكم بمعناه لا بنصه:
أ- الشبهة مبنية على فصل حكمة الله عن قدرته، فإن قدرة الله الشاملة موقوفة على حكمته.
ب- أن الشبهة باطلة بما يلي:
1 - قوله (يخلق مثل نفسه) فهو يثبت أنه مخلوق وأن الله خلقه فكيف يكون إلهاً وهو مخلوق وكيف يكون مثل الله وهو مخلوق لله.
2 - ثم على فرض وجوده كيف يكون مثل الله وهو لم يكن موجوداً أي سُبق بعدم والله أولٌ لم يسبقه شيء.
3 - ثم كيف يكون مثل الله وهو مخلوق وكل مخلوق يفنى إلا ما استثناه الله جل جلاله ويجري عليه ما يجري على المخلوق من صفات النقص.
ج- أن وجود مثل الله مثال عند المتكلمين على مستحيل الوجود.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:29 ص]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170376
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 05:58 ص]ـ
الرجاء من المشرفين حذف الموضوع ... مع احترمي و تقديري لصاحبه
انته و اقرأ "قل هو الله أحد"
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 07:06 ص]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
" فليستعذ بالله ولينته "
مع كامل التقدير للمشاركة إلا أني أرجو عدم الترويج - إن صح اللفظ - للشبهات، وهي واهية باطلة.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 07:42 ص]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[22 - 04 - 09, 05:24 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت موضوعك فتذكرت الآية الكريمة: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}
ـ[الجعفري]ــــــــ[22 - 04 - 09, 06:23 ص]ـ
مثل هذه الأسئلة مبتدعة ولا فائدة منها بل هي من وساوس الشيطان.
وهل ترى مسلم يخطر في باله مثل هذا السؤال؟؟!!
سبحان الله ..
ويقال أيضاً في قناة على العامة ..
ـ[أم فراس]ــــــــ[22 - 04 - 09, 03:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح الجنات
(( .... و هذا هو السؤال الذي يقال:أن بعض ملوك الهند أورده على بعض متكلمة المسلمين في إمارة هارون،فقال: هل يستطيع ربك أن يخلق مثل نفسه؟ إن قلتَ نعم فقد جعلت لله مثلاً،و إن قلتَ:لا فقد عجزتَه (بتشديد الجيم)، فقال له:هذه المسألة ممتنعة مستحيلة في نفسها، و إذا كانت في نفسها ممتنعة لم يكن جوابها إلا كذلك، لأنك إذا قلتَ:خلق مثلَ نفسه فقد فرضتَ مثلين أحدهما خالقُ الآخر، و لو كان مثله لم يكن مخلوقاًَ له و لا كان الآخر خالقاً له، فإن التماثل يمنع هذا الإختلاف و يوجب التساوي في القدم و الحدوث. فبُهِتَ الذي كفر.))
جواب الإعتراضات المصرية على الفتيا الحموية ص 121
متابعة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية المذكور آنفا
يقول رحمه الله
((و هذا جواب سديد، فإن السائل إذا فرض اجتماع ما يمنع اجتماعهما فقال:ماذا يكون على هذا التقدير؟
قيل له:لا يكون على هذا التقدير الممتنع المحال إلا ما هو ممتنع محال،و إجتماع متماثلين أحدهما خالقُ الآخر محالٌ في نفسه. كما يقال:لو فُرِضَ أن صانعَ العالم موجود معدوم أكان يصنعه أم لا؟ و لو فُرِضَ أنه خلق العالم و لم يُرِد أن يخلُقَه، أو خلقَه و لم يكن قادراً على خلقه، أو خلقه و لم يعلم كيف يخلقُه، أو لو فُرِض أن الذي خلق العالم كان عدماً أو مواتاً، أو غير ذلك من التقديرات الممتعنة في نفسها.
و مثل هذه الأغلوطات من المسائل يسلكها أهل اللد في الجدل في أمر الدنيا و الدين في الأصول و الفروع، و من جنس الأغلوطات الذي ابتدعه العََمِيدي السمرقندي في مثل نكته التي يسميها البرهان و يدعي أنها قطعية و غير ذلك بفرض أمور ممتنعة،و يستنتج نتائجها على ذلك التقدير الذي يمتنع وجوده،و فإن هذه المقدرات التي لو تُوجَد: منها ما هو ممتنع في نفسه، فيكون لازمه ممتنعاً،و منها ما قد علمنا أنه لا يكون،و إن كان في نفسه غير ممتنع، فيكون لازمه ما لا يكون، و يسمى هذا ممتنعاً لغيره، لمشيئة الله و لعلمه و إخباره بأن ذلك لا يكون. مثل قولهم: لو لم يُقتل المقتول هل كان يعيش؟ فهذا التقدير معلوم العدم ممتنع لغيره، فإن الله شاء ذلك و علمه و كتبه، فلم يكن يمكن لمشيئة الله و علمه أن لا يقع إلا ذلك. فإذا قُدر عدم المشيئة لقتله و عدمُ تعلق العلم كان على هذا التقدير عدم الوجود، فيلزم عدم ُ الموجود و هو قتله، فإذا لم يُقتل أمكن أن يعيش و أن يموت بسبب آخر، فلو لم يُقتل لزم أحدُ الأمرين لكن قتله لابد من وجوده ........ ))
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170376
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/69)
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:47 ص]ـ
الموضوع باختصار شديد
قدرة الله على الممكنات لا المستحيلات
فكل ممكن الله قادر عليه
وأما المستحيلات فلا لأنه المستحيل أو العدم ليس بشيء اصلا
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:05 م]ـ
بسم الله الواحد الاحد
الفرد الصمد
الذى لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا احد
ــــــــــــــ
الاحبة الكرام
ارجوكم بكل محبة واحترام
ان تحذفوا هذا الموضوع من ملتقاكم الكريم
لما فية من الفتنة على الاخوة الزائرين للملتقى
ــــــــــــــــ
فارى ان كان لى الحق فى ذلك
ان تحذفوا هذا الموضوع
ــــــــــــــــــ
ارى ان الاخوة والحمد لله قد اجابوا اجابات جيدة على هذه الشبهة الواهية
(ان صح التعبير)
ـــ
الا انه يبقى انها مدخل للشيطان الى قلب (من لا يعرف عقيدته بتمكن)
ـــــــــــــــ
ارجوا تلبية طلبى
معذرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(55/70)
ملخص لوجوه إبطال المجاز عند ابن القيم
ـ[أحمد بن صالح الزهراني]ــــــــ[21 - 04 - 09, 11:19 م]ـ
أثناء دراسة الدكتوراة طلب مني الأستاذ تلخيص ما ذكره ابن القيم في إبطال المجاز في كتابه الصواعق، ففعلت وعلقت تعليقات يسيرة، أضعها هنا في المرفقات للفائدة نسأل الله النفع بها في الدارين.(55/71)
شرح اسماء الله الحسنى
ـ[ابوعلوان]ــــــــ[22 - 04 - 09, 03:03 ص]ـ
هذة سلسلة خطب فى شرح أسماء الله الحسنى للشيخ محمد علوان ارجو أن يستفيد منها أحبائى رواد هذا المنتدى الكبير وهذا هو رابط التحميل
http://up2.m5zn.com/download-2009-4-21-03-5ougqi1ke.rar(55/72)
الحلف بغير الله
ـ[ابوعلوان]ــــــــ[22 - 04 - 09, 04:08 ص]ـ
هل أنت من المتعودين تحلف بأبوك وجدك وبالامانة اسمع هذه الخطبة سوف تنتهى ان شاء الله عن ذلك ولن تحلف بغير الله
وهذا هو الرابط
http://uploading.com/files/XUMREE6T/ الحلف بغير الله للشيخ محمد علوان. rar.html
وهذا رابط اخر
http://up2.m5zn.com/download-2009-4-21-04-070ibi6xu.rar
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 04 - 09, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا علوان ونفع الله بك وبمداخلاتك ومشاركاتك جميع الإخوة والأخوات في هذا الملتقى المبارك(55/73)
ترقيع القماش في الرد على الاحباش (الرسالة الاولى)
ـ[علي سليم]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الانبياء و المرسلين اما بعد:
فحرص الاسلام منذ نعومة اظفاره على اظهار الحق و قوله حتى بات هذا الاخير من افضل انواع الجهاد فقال صلى الله عليه و سلم (افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) او كما قال ...
و جعل الساكت عنه شيطانا اخرس و لذا استعنت بالله تعالى ان اقوم لله وحده في بيان عوار من شذّ من المسلمين و انتقيت من الشذوذ اشنعه فرأيت اتباع نزار و عبد الله الحبشي لهم الحظ الاوفر و الكم الاخطر فزرت موقعهم على صفحات الشبكة العنكبوتية فغلبتني الشفقة و الرحمة و امتثلت قول النبي صلى الله عليه و سلم (الحمد لله الذي عافني ..... ) فتجولت في شوارع الفقه و العقيدة و السيرة و غيرها فرأيت عجبا فاردفت ذلك حمدا و شكرا ...
ففي المناسبات الاسلامية البدع و محو السنة فلا تكاد ترى موضوعا الا و البدعة اهم اركانه ...
ثم الرسائل المفتوحة فالشرك بانواعه ...
و السفينة الاسلامية تلتطم بموج الكذب و الكفر من جانب و الاحتيال و البدعة من جانب آخر ...
ففي العقيدة يتأسف بصرك عندما يخطف بريقه تلك الطامات من سلب صفات الكمال عن رب العباد و وصفه بصفات العدم فالاستواء هو الاستيلاء و الاول صفة كمال و الاخر صفة نقص و عجز و ظلم و ليس الاستعلاء كالاستيلاء و ليس العلو و الارتفاع كالقهر و الاستبداد ...
و نزوله هي رحمته و يده نعمته او بطشه و هكذا الى آخر الصفات ....
ثم قسم الردود على الاباطيل لم يتورع اهله حياء من دحض الحق الابلج بباطلهم الاخرق ...
فكل سلفي هو على الباطل يردّ قوله و شخصه ... بل يجب حربه و جهاده ... ثم قتله و التمثيل به كما حدث لشيخنا اسامة القصاص و اجد من نفسي القاصرة الوقوف وقفة مضطر مع هذا العلم الشاب الشهيد باذن الله تعالى ...
فكل من قرأ لاسامة ليجد حلاوة و طراوة في رده الباطل بحجة دامغة فلم يرتد اليه بصره ولم ينبض قلبه الا بحب اهل السنة و الجماعة و بغض اهل البدعة و الشرذمة ...
فمن مؤلف الى حلقة ذكر و من مسجد الى ناد يبوح فاه بعوار مذهبهم و سوء معتقدهم فاشار اليهم بسبابته الموحدة فاشاروا اليه بالموعّدة و شتان بين السبابتين!!!
ففروا من حرصه ووفروا لحمه و دمه ....
دعاهم الى الموعظة الحسنة فتلكأ كبيرهم فبأبأ و تأتأ بما يشبه الطلاسم فعجزوا عن مواجه كلامه و اعملوا جوارحهم الجارحة فالى الله تعالى اشكوا امرهم ....
فجعلوه عبرة لغيره و نكّلوا بصديقه و امتدت كلتا يمينهم الى اعيان سلفية قضوا نحبهم واحد تلو الاخر و الله المستعان ....
و اعدهم و اياكم بنشر سيرة سلفنا اسامة العطرة و حقيقة مواقفه منهم , فمن مهده الى لحده و من فيه اخوانه و اصحابه فانا بصدد جمعها ثم نشرها بعون الله تعالى.
عود على بدء:
فسلبوا صفة العزة و جعلوها خالصة لعدو من اعداء الله تعالى فنطق احدهم في محفل خاص لحزب اجرامي مارس ابشع و افظع جرائم القتل لابناء بلدتنا فعقروا بطون الحبالى و قطعوا رؤوس العجائز و مثّلوا بالرضع ليس الا انهم سنة ....
قال ذاك المنحرف و لم يخش في الله لومة لائم (لولاك لكان العزّ في النسيان) سبحان الله هذه بهتان عظيم.
ثم عكفت على موضوع في احدى الساحات يتكلم كاتبه عن عبد الله الحبشي و سيرته بين قومه و عند ضيوفه فرأيت من التزوير ما يندى له الجبين فتعقبت قوله على عجل فكان التالي:
قال الحبشي (هو العلاّمة المحدّث)
قال السلفي و هو انا (و من كانت هذه حاله و تلك صفته فلا بد من شهرته اولا و الجلوس بين يديه ثانيا في وقت عز فيه علم الحديث و اهله و اصبحت كلمة المحدث آية تصبوا اليها اعناق البشر .... ثم شروط هذه العلم مدونة و حدوده محررة ...
ثم محدثكم هذا لم يشتهر الا بين اتباعه!!! و محدثنا_على سبيل المثال_ أي ناصر الدين الالباني اشتهر بين طلابه و ما اكثرهم و حسّاده و ما أفقرهم و حتى الغماري لم يتورع عن لقبه بالمحدث رغم عداوته ...
و اصبح يتلى ذكره عقب محدثي القرون الوسطى امثال البخاري و مسلم و مرورا بالسخاوي و الذهبي و العسقلاني ... فلا تكاد تجد كتابا الا و تخريجه منسوبا او مسروقا ...
بيد محدثكم لم نسمع فضلا على ان نقرأ له تخريجا او تصحيحا او تضعيفا!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/74)
ثم طلاب محدثنا مما يعجز المرء عن احصائهم ففيهم القريب و البعيد و المدين و الدائن و السلفي و الخلفيّ ...
هذا و كُتب الشيخ قد بلغت النّصاب و اشرطته فوق ذلك بكثير .... و جلّ كتبه طابع الحديث عليها عملا و اعتقادا ...
و شيخكم لا رسائل حديثية علمية و لا اشرطة ثقافية فقهية و مهما بلغت لا تعدو اصابع اليدين و الرجلين معا و خمسة اصابع من نوع السبابة او المسبحة ....
فان كنتم و شيخكم تريدون للحق انتصارا و رفعة فليزمنا و اياكم الوقوف عند شروط المحدث التي نصّ عليه الاولون و مقارنتها مع علم شيخكم كما و كيفا .... )
ثم قال الحبشي (نشأ لأسرة معروفة بحب العلم ونشره)
قال السلفي علي سليم (من دوّن هذا؟؟؟ فالشيخ مجهول فضلا عن اسرته و الجهل نوعان و هذا من علم الحديث ....
فقال الحبشي ثم تخرج على أيدي جمع غفير من مشاهير علماء موطنه وغيرهم من علماء الحجاز والشام (. قال السلفي (اود ذكر هذه المشاهير الغفيرة من علماء الحجاز و الشام و غيرها ... و يلزمك التقيد بما خطت يمينك (جمع غفير)!!!
ثم قال الحبشي) أقول ليس العلامة الهَرَرِي ممن يتوقع أن يشاركوا في الفتن أو يتعاونوا مع أعداء الإسلام والمسلمين، أو يحدث فتنة بين المسلمين، ... )
قلت انا السلفي (عجبا ....
من قتل اسامة القصاص الشاب العالم؟؟؟؟
من قطع سبابة مسلم في مسجد عيسى ابن مريم؟؟؟
من رفع السلاح في كثير من مساجد بيروت على المصلين .. ؟؟
اليس من الفتنة ان نقول (من قال ان الله في السماء فهو حلال الدم)؟؟
من سبب باغلاق بعض المساجد؟؟؟
هذا تاريخكم ....
ثم قال الحبشي المنحرف (عكف الشيخ عبد الله الحبشي الهرري على الاغتراف من بحور العلم فحفظ عددًا من المتون في مختلف العلوم، ثم أولى عِلم الحديث اهتمامه فحفظ الكتب الستة وغيرها بأسانيدها حتى إنه أجيز بالفتوى ورواية الحديث وهو دون الثامنة عشرة.)
فقلت انا السلفي (اما ان يكون تاريخ ظلم شيخكم او هي المبالغة و التزوير!!!!
و التاريخ لم يظلم احدا قدّم معروفا الا ذكره و جل او كل العلماء لا يتورعون عن ذكر شيخكم بالسوء .... فهل هذا الجمع الغفير على وجه من الضلالة!!!!
ثم تلك الصفات هي صفات المحدث ..... و لا مجالس و لا كتب تفي بالمقام .... فليأت أي منكم لنناقشه في اختصاصه ثم ليتضح للعيان كذبكم و افتراؤكم ....
ثم قال الحبشي (كلما سمع بعالِم شدّ رحاله إليه ليستفيد منه وهذه عادة السلف الصالح،)
فقلت (من كانت هذه حاله كثر مشايخه ..... و للشيخ استاذة عدد اليد الواحدة او اكثر بقليل ....
ثم للناظر في مشايخ الشيخ كلها من عائلة الحبش و لا يتفق هذا مع شدّ الرحال الى كل عالم .... فليصحح العنوان و ليكن علماء بلدته و عائلته .... )
ثم قال الحبشي وقد شرع الشيخ عبد الله الحبشي الهرري يُلقي الدروس مبكرا على الطلاب الذين ربّما كانوا أكبر منه سنّا فجمع بين التعلّم والتعليم.)
فقلت له (فاشرطتكم السمعية موجودة في كل بيت سلفي .... و كلام الشيخ الذي يتورع المسلم عن ذكر بعضا منها لما يتخللها الشتائم و كلام خبيث ....
ثم ذاك الحبشي اكثر من الكلام فتورعت عن تعقبه لثمن الوقت العزيز و اكتفيت بنماذج ذكرت بعضا منها و سامر على بعض منها في رسالة مستقلة ان شاء الله تعالى.
يتبع في الرسالة الثانية ............(55/75)
العقيدة في الصفات الفعلية
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 09:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
العقيدة في الصفات الفعلية
من عقيدتنا في كلام الله تعالى أنه صفة ذاتية من حيث أصله و صفة فعلية من حيث آحاده.
هل يمكن أن نقول نفس الشيء عن المحبة و ما شابهها من الصفات؟ مع الا هتمام بالأدلة
و جزاكم الله خيرا(55/76)
تناقضات الأشعرية (5): كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟!
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:20 ص]ـ
كتبت مشاركة بعنوان:تناقضات الأشعرية (5): كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟!
ونشرتها دون مراجعة، ثم لما نظرت فيها وجدت فيها بعض الاخطاء المطبعية والنحوية فعدلتها، فهل يمكنكم تبديل هذه النسخة المعدلة بتلك.
هذه هي:
تناقضات الأشعرية (5): كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟! (1)
قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الفرق تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى (4/ 12 - 14): " الرَّادُّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ مُجَاهِدٌ، حَتَّى كَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى يَقُولُ: " الذَّبُّ عَنْ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ الْجِهَادِ ".
وَالْمُجَاهِدُ قَدْ يَكُونُ عَدْلًا فِي سِيَاسَتِهِ، وَقَدْ لَا يَكُونُ، وَقَدْ يَكُونُ فِيهِ فُجُورٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ وَبِأَقْوَامِ لَا خَلَاقَ لَهُمْ ".
وَلِهَذَا مَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنْ يُغْزَى مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَالْجِهَادُ عَمَلٌ مَشْكُورٌ لِصَاحِبِهِ فِي الظَّاهِرِ لَا مَحَالَةَ، وَهُوَ مَعَ النِّيَّةِ الْحَسَنَةِ مَشْكُورٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَوَجْهُ شُكْرِهِ نَصْرُهُ لِلسُّنَّةِ وَالدِّينِ، فَهَكَذَا الْمُنْتَصِرُ لِلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ يُشْكَرُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
فَحَمْدُ الرِّجَالِ عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا وَافَقُوا فِيهِ دِينَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ وَشَرْعَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَصْنَافِ؛ إذْ الْحَمْدُ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْحَسَنَاتِ.
وَالْحَسَنَاتُ هِيَ مَا وَافَقَ طَاعَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ التَّصْدِيقِ بِخَبَرِ اللَّهِ وَالطَّاعَةِ لِأَمْرِهِ، وَهَذَا هُوَ السُّنَّةُ.
فمُتَكَلِّمَةُ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ: مِثْلَ الْكُلَّابِيَة والكَرَّامِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ إنَّمَا قُبِلُوا وَاتُّبِعُوا واستحمدوا إلَى عُمُومِ الْأُمَّةِ بِمَا أَثْبَتُوهُ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ مِنْ إثْبَاتِ الصَّانِعِ وَصِفَاتِهِ وَإِثْبَاتِ النُّبُوَّةِ، وَالرَّدِّ عَلَى الْكُفَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ، وَبَيَانِ تَنَاقُضِ حُجَجِهِمْ، وَكَذَلِكَ استحمدوا بِمَا رَدُّوهُ عَلَى الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَقَالَاتِ الَّتِي يُخَالِفُونَ فِيهَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ.
فَحَسَنَاتُهُمْ نَوْعَانِ:
إمَّا مُوَافَقَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ.
وَإِمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ بِبَيَانِ تَنَاقُضِ حُجَجِهِمْ.
وَلَمْ يَتَّبِعْ أَحَدٌ مَذْهَبَ الْأَشْعَرِيِّ وَنَحْوَهُ إلَّا لِأَحَدِ هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ أَوْ كِلَيْهِمَا، وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَانْتَصَرَ لَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ فَإِنَّمَا يُحِبُّهُ وَيَنْتَصِرُ لَهُ بِذَلِكَ.
فالْمُصَنِّفُ فِي مَنَاقِبِهِ الدَّافِعُ لِلطَّعْنِ وَاللَّعْنِ عَنْهُ - كالبيهقي والقشيري أَبِي الْقَاسِمِ وَابْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيِّ -؛ إنَّمَا يَحْتَجُّونَ لِذَلِكَ بِمَا يَقُولُهُ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ أَوْ بِمَا رَدَّهُ مِنْ أَقْوَالِ مُخَالِفِيهِمْ، لَا يَحْتَجُّونَ لَهُ عِنْدَ الْأُمَّةِ وَعُلَمَائِهَا وَأُمَرَائِهَا إلَّا بِهَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ، وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَقْرَبِ بَنِي جِنْسِهِ إلَى ذَلِكَ لَأَلْحَقُوهُ بِطَبَقَتِهِ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ كَشَيْخِهِ الْأَوَّلِ أَبِي عَلِيٍّ وَوَلَدِهِ أَبِي هَاشِمٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/77)
لَكِنْ كَانَ لَهُ مِنْ مُوَافَقَةِ مَذْهَبِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ وَالْإِمَامَةِ وَالْفَضَائِلِ وَالشَّفَاعَةِ وَالْحَوْضِ وَالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ، وَلَهُ مِنْ الرُّدُودِ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَبَيَانِ تَنَاقُضِهِمْ مَا أَوْجَبَ أَنْ يَمْتَازَ بِذَلِكَ عَنْ أُولَئِكَ، وَيُعْرَفَ لَهُ حَقُّهُ وَقَدْرُهُ: " قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ".
وَبِمَا وَافَقَ فِيهِ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ صَارَ لَهُ مِنْ الْقَبُولِ وَالْأَتْبَاعِ مَا صَارَ ".
قال مقيده عفا الله عنه: عنى شيخ الإسلام رحمه الله بتصنيف الحافظ ابن عساكر كتاب تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري.
وهذا الكتاب مصنفه حافظ من حفاظ الدنيا وإمام من أئمة المحدثين، وقد ذكر فيه من المنتسبين إلى الأشعري جماعة من أئمة الحديث وكبرائهم، منهم: الإمام أبو بكر الجرجاني المعروف بالإسماعيلي، والحاكم أبو عبد الله بن البيع النيسابوري صاحب المستدرك، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني والحافظ أبو ذر الهروي، والحافظ أبو بكر البيهقي والحافظ الخطيب البغدادي وغيرهم، رحمة الله عليهم جميعاً.
ولا يخفى عليك الآن بعد أن قرأتَ كلام شيخ الإسلام المتقدم، السببُ الذي جعل هؤلاء الأئمة ينتمون إلى فرقة الأشعري.
ورسالةُ البيهقيِّ المشارِ إليها أوردها الحافظُ ابن عساكر في التبيين ص100 - 108، ومما قاله فيها (2): " شيخنا أبو الحسن الأشعري رحمه الله لم يحدث في دين الله حدثاً، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين، فنصرها بزيادة شرح وتبيين، وأن ما قالوا في الأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول، خلاف ما زعم أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء، فكان في بيانه تقوية ما لم يدل عليه من أهل السنة والجماعة، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من اهل الكوفة، والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين، ومن نحا نحوهما من الحجاز وغيرها من سائر البلاد، وكأحمد ابن حنبل وغيره من أهل الحديث، والليث بن سعد وغيره، وأبي عبد الله محمد بن اسمعيل البخاري وأبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهم أجمعين ".
ثم قال: " وحين كثرت المبتدعة في هذه الأمة وتركوا ظاهر الكتاب والسنة، وأنكروا ما ورد به من صفات الله عزوجل نحو الحياة والقدرة والعلم والمشيئة والسمع والبصر والكلام، وجحدوا مادلا عليه من المعراج وعذاب القبر والميزان، وأن الجنة والنار مخلوقتان، وأن أهل الإيمان يخرجون من النيران، وما لنبينا صلى الله عليه وسلم من الحوض والشفاعة، وما لأهل الجنة من الرؤية، وأن الخلفاء الأربعة كانوا محقين فيما قاموا به من الولاية، وزعموا أن شيئاً من ذلك لا يستقيم على العقل ولا يصح في الرأي، أخرج الله عزوجل من نسل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه إماماً قام بنصرة دين الله، وجاهد بلسانه وبيانه من صد عن سبيل الله، وزاد في التبيين لأهل اليقين أن ما جاء به الكتاب والسنة وماكان عليه سلف هذه الأمة مستقيم على العقول الصحيحة والآراء ".
قال مقيِّدُهُ عفا الله عنه: تضمَّن هذا الكلام من هذا الإمام الهمام، جملة من كنوز الحقائق تبيِّنُ لك السبب الذي من أجله انتصر من انتصرَ من المُحدِّثينَ لمذهب الأشعري
الأولى: أن العقل والنقل لا يتعارضا خلافاً لما يزعمه أهل الأهواء.
وقد أنشد ابن عساكر في التبيين ص170 لبعضهم أبياتاً بهذا المعنى وهي قوله:
واعلَم بأنَّ الأشعريَّ=عدوُ أصحابِ البدعْ
فهو المجيدُ الذبَّ عن =سُننِ الرَّسُولِ وما شَرَعْ
واختَار ما قال الرسُو= لُ من الأصُول وما اخترعْ
لكنَّهُ نصب الدليـ = ل لمن تسنَّنَ واتَّبعْ
وأبانَ أنَّ العقل لا = ينفي الصَّوابَ المُتَّبعْ
من آيةٍ أو سُنَّةٍ = كان الرَّسُول بها صَدَعْ
الثانية: أن المبتدِعَةَ الذين قام الأشعريُّ بجهادهم تركوا ظواهر الكتاب والسنة.
الثالثة: أن الإمام الأشعري نصر قول المحدثين الآنفي الذكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/78)
وإذا كان مذهب الأشعري بهذه المثابة فهل يلام من نصره وعول عليه؟ وهل يكون التمشعر إلا محض التسنن والاتباع؟.
إلا أن هذه الكلام لا بد من تنزيله على كلام الأشعرية المعتمد في كتبهم، لا سيما إمام المتأخرين منهم أبي عبد الله الرزاي، لنرى إن كانت هذه الأصول معمُولاً بها عندهم، أو أنها تناقض أقوالهم.
الأصل المنهجي الأول الذي خالف فيه الرزاي البيهقي:
هناك قانونٌ كليٌّ اتفق عليه متكلمُو الأشعرية؛ الجويني والغزالي والرازي ومن تبعهم، ولا أطول هنا بذكر ألفاظهم في بيانه، وإنما أكتفي بكلام الفخر الرازي لتأخره عنهم، ولكونه إمام من بعده من الأشعرية، فتأمل ما ستقرأه وقارنه بكلام البيهقي المتقدم.
قال في أساس التقديس ص220 - 221: " اعلم أن الدَّلائلَ القطعيَّة العقلية إذا قامت على ثبوت شيء، ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك، فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة: إما أن يصدق مقتضى العقل والمنطق؛ فيلزم تصديق النقيضين، وهو محال.
وإما أن نبطلها؛ فيلزم تكذيب النقيضين، وهو محال.
وإما أن نكذب الظواهر النقلية، ونصدق الظواهر العقلية.
وإما أن تصدق الظواهر النقلية وتكذب الظواهر العقلية، وذلك باطل، لأنه لا يمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية، إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع، وصفاته، وكيفية دلالة المعجزة على صدق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وظهور المعجزات على يد محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولو صار القدح في الدلائل العقلية القطعية، صار العقل متهماً، غير مقبول القول، ولو كان كذلك لخرج عن أن يكون مقبول القول في هذه الأصول.
وإذا لم تثبت هذه الأصول، خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة، فثبت: أن القدح في العقل لتصحيح النقل، يفضي إلى القدح في العقل والنقل معاً وإنه باطل.
ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة: بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال أنها غير صحيحة، أويقال: إنها صحيحة، إلا أن المراد منها غير ظواهرها.
ثم إن جوزنا التأويل: اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل، وإن لم نجوز التأويل فوضنا العلم بها إلى الله تعالى.
فهذا هو القانون الكلي المرجوع إليه في جميع المتشابهات، وبالله التوفيق ".
وقد نظم بعضهم هذا القانون بقوله:
إذا ما النقل خالف حكم عقل= نؤله فنكسبه رجوعا
لأن العقل أصل النقل مهما =يخالف أصله، سقطا جميعا
قال مقيده عفا الله عنه: ألا ترى أن تحكيم هذا القانون نظير فعل أهل الأهواء الذين أخبر عنهم البيهقي؟ وهل يكون الراد على هؤلاء الناقض لهذا القانون إلا مجاهداً يستحق النصرة والتأييد؟.
هذا شيخ الإسلام ابن تيمية تصدى لهذا القانون الكلي، ونقضه في سفره الشهير درء تعارض العقل والنقل، فإن كان الموجبُ لمدح الأشعري أنه ردَّ على أهل الأهواء زعمَهُم أنَّ بعض ما قاله الصحابة والتابعون لا يستقيم في الآراء، فابن تيمية أولى الناس بالمدح والثناء، فعلام وقف منه الأشعرية موقف العداء؟!.
وقد صرح البيهقي رحمه الله في موضع آخر بأن من يعول على عقله ويدع النصوص خائضٌ في علم الكلام الذي ذمه السلف، فقال في تفسير قول الشافعي: " من ارتدى بالكلام لم يفلح ": قال: " إنما يعني كلام أهل الهواء الذين تركوا الكتابَ والسنَّةَ، وجعلوا مُعوَّلهم عقولهم، وأخذوا في تسوية الكتاب عليها، وحين حملت عليهم السنة بزيادة بيان لنقض أقاويلهم اتهموا رواتها، وأعرضوا عنها، فأما أهل السنة فمذهبهم في الأصول مبني على الكتاب والسنة، وإنما أخذ من أخذ منهم في العقل إبطالاً لمذهب من زعم إنه غير مستقيم على العقل، وبالله التوفيق ". نقله ابن عساكر في التبيين ص345.
قال شيخ الإسلام في كتابه المذكور (7/ 274 - 275) بعد أن نقل كلام البيهقي هذا: " وهذا اتفاق من علماء الأشعرية مع غيرهم من الطوائف المعظِّمين للسَّلف على أن الكلام المذموم عند السلف كلام من يترك الكتاب والسنة ويعول في الأصول على عقله، فكيف بمن يعارض الكتاب والسنة بعقله؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/79)
وهذا هو الذي قصدنا إبطاله، وهو حال أتباع صاحب الإرشاد الذين وافقوا المعتزلة في ذلك، وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا في ذلك على المعتزلة، فإن المعتزلة لا تقول إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين، بل يقولون إنها تفيد اليقين ويستدلون بها أعظم مما يستدل بها ".
الأصل الثاني المنهجي الذي خالف فيه الرزاي البيهقي:
صنف الرازي كتاباً سماه: أساس التقديس، رد فيه على كتاب التوحيد لإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى، وهذا الإمام منزلته عند أهل الحديث لا تخفى، فإذا علمت أن الرازي كَفَّر هذا الإمام، لم يعد لديك شك في عداوته لأهل الحديث.
وقد عقد الرازي في كتابه هذا الفصل الحادي والثلاثون في كلام كلي في أخبار الآحاد، وإذا طالعت هذا الفصل زادت معرفتك لمكانة الحديث وأهله عند الرازي، ومكانته في علم الحديث وعند أهله.
وكان مما قاله فيه ص217 - 218: " اشتهر فيما بين الأمة: أن جماعة من الملاحدة، وضعوا أخباراً منكرة، واحتالوا في ترويجها على المحدثين. والمحدثون لسلامة قلوبهم ما عرفوها، بل قبلوها. وأي منكر فوق وصف الله تعالى بما يقدح الإلهية، ويبطل الربوية؟ فوجب القطع في أمثال هذه الأخبار بأنها موضوعة.
وأما البخاري والقشيري فهما ما كانا عالمين بالغيوب، بل اجتهدا واحتاطا بمقدار طاقتهما، وأما اعتقاد أنهما علما جميع الأحوال الواقعة في زمان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى زماننا، فذلك لا يقوله عاقل، وغاية ما في الباب: أنا نحسن الظن بهما، وبالذين رويا عنهم.
إلا أنا إذا شاهدنا خبراً مشتملاً على منكر، لا يمكن إسناده إلى الرسول e قطعنا بأنه من أوضاع الملاحدة، ومن ترويجاتهم على أولئك المحدثين ".
قال مقيده عفا الله عنه: أين هذا الكلام من كلام البيهقي الذي جعل الأشعري ناصراً لأقوال المحدثين شارحاً لها، ومن بينهم الإمامان أبو عبد الله محمد بن اسمعيل البخاري وأبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري إماما أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدار الشرع رضي الله عنهما.
والحمد لله أن الرازي تنزل وأحسن الظن بهما ولم يخرجهما من الملة كما أخرج ابن خزيمة!.
ثم إن كان هؤلاء المحدثون بهذه الدرجة من الحماقة والسذاجة، فعلام ينصر الأشعري أقوالهم ويشرحها؟ أما كان له أن يقف منهم موقفاً يوبخهم فيه على حماقتهم وسذاجتهم وضررهم على الأمة؟.
ما يلزم الأشعرية من هذا التناقض:
يلزم الأشعرية من هذا التناقض أحد أمرين:
الأول: أن يخرجوا البيهقي وأمثاله من المحدثين من حزبهم، إذ أصوله في التلقي والاستدلال مناقضة لأصولهم.
الثاني: أن يخرجوا الرزاي وأمثال من المتكلمين، إذ هم أعداء للمحدثين، فكيف يكون الجميع أشعريين؟.
ولا ريب أنَّ الأشعرية لا يعتمدون على شيء من كلام البيهقي وأمثالِه، بل معولهم على أولئك المتكلمين الذين أسسوا بنيان المذهب وشيدوا أركانه، وإن كنت في شك من ذلك فانظر كتب الأشعرية في أصول الدين التي يعتمدون عليها، هل فيها اعتماد لقول محدث واحد ممن انتسب إلى الأشعري؟.
فإن قلت: وما شأن هؤلاء المحدثين في هذه المضايق؟ وأين محلهم من العلوم العقلية حتى تصير أقوالهم كالحقائق؟.
فأقول: هب أن الأمر كذلك، فثمة مسائل في أصول الدين مدخل النقل فيها أكبر من مدخل العقل، بحيث يكون مقتضى المنهج العلمي أن تعتمد أقوال أهل النقل والآثار لا أقوال النظار والمتكلمين.
وخذ مسألة الإيمان مثالاً على ذلك، فمعرفة حقيقة الإيمان لا مدخل للعقل فيها، فلماذا لم يعول الأشعرية على كلام محدثيهم؟
فهذا أبو المعالي الجويني ينقل في إرشاده ص396 قول أصحاب الحديث في أن الإيمان معرفة بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان ثم يصرح بخلافه.
وهذا يهون إذا قارنته بقول الآمدي في غاية المرام ص311: " .. وبهذا أيضاً يتبين فساد قول الحشوية أن الإيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان ".
فهل بقي لأهل الحديث مكانة عند الأشعرية بعد نبز هذا الإمام منهم إياهم بالحشوية؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/80)
وإذا تبين لك هذا عرفت أن وصف التسنُّنِ والعلم بالحديث الذي اتصف به من انتسب من المحدثين للأشعري، لا تأثير له في المذهب البتة، بل هؤلاء المحدثون لا تذكر أسماؤهم إلا عند التكثُّر، ولإيهام الغِرِّ فضلَ المذهب بانتساب الأفاضل إليه.
ورغم هذا كله، فإن انتساب الأفاضل لحزب الأشعري يبقى خيطاً يمكن للسُّنِّيِّ أن يتمسك به عند جدالهم ودعوتهم إلى الحق، وهذا ما فعله شيخ الإسلام في الفتوى الحموية، حيث حشد أقوال أفاضل انتسبوا للأشعري في مسألة العلو والصفات الخبرية، ليكون ذلك ذريعة يرجى لمن تذرع بها الهداية، قال في تلك الرسالة (5/ 100): " وَلَكِنَّ كَثِيراًَ مِنْ النَّاسِ قَدْ صَارَ مُنْتَسِباً إلَى بَعْضِ طَوَائِفِ الْمُتَكَلِّمِينَ، وَمُحْسِناً لِلظَّنِّ بِهِمْ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَمُتَوَهِّمًا أَنَّهُمْ حَقَّقُوا فِي هَذَا الْبَابِ مَا لَمْ يُحَقِّقْهُ غَيْرُهُمْ، فَلَوْ أُتِى بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعَهَا حَتَّى يُؤْتَى بِشَيْءِ مِنْ كَلَامِهِمْ، ثُمَّ هُمْ مَعَ هَذَا مُخَالِفُونَ لِأَسْلَافِهِمْ غَيْرُ مُتَّبِعِينَ لَهُمْ، فَلَوْ أَنَّهُمْ أَخَذُوا بِالْهُدَى الَّذِي يَجِدُونَهُ فِي كَلَامِ أَسْلَافِهِمْ لَرُجِيَ لَهُمْ - مَعَ الصِّدْقِ فِي طَلَبِ الْحَقِّ - أَنْ يَزْدَادُوا هُدًى، وَمَنْ كَانَ لَا يَقْبَلُ الْحَقَّ إلَّا مِنْ طَائِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ، ثُمَّ لَا يَتَمَسَّكُ بِمَا جَاءَتْ بِهِ مِنْ الْحَقِّ فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ الْيَهُودِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "، فَإِنَّ الْيَهُودَ قَالُوا: لَا نُؤْمِنُ إلَّا بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ: " فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "، أَيْ: إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لَا لَمَّا جَاءَتْكُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُكُمْ تَتَّبِعُونَ وَلَا لَمَّا جَاءَتْكُمْ بِهِ سَائِرُ الْأَنْبِيَاءِ تَتَّبِعُونَ؟ وَلَكِنْ إنَّمَا تَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَكُمْ.
فَهَذَا حَالُ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ الْحَقَّ لَا مِنْ طَائِفَتِهِ وَلَا مِنْ غَيْرِهَا، مَعَ كَوْنِهِ يَتَعَصَّبُ لِطَائِفَتِهِ بِلَا بُرْهَانٍ مِنْ اللَّهِ وَلَا بَيَانٍ ".
____________________________
(1) المقصود من ذكر هذين الرجلين التمثيل فحسب، وإلا فالخلاف المنهجي بينهما واقع بين كل متسنن وكل متجهم انتسبا للأشعري.
(2) هذه الرسالة لها قصة، وذلك أنه في سنة 445 هـ جرت في نيسابور قاعدة بلاد خرسان فتنة عظيمة، سببها أن الملك طغرلبك أحد ملوك السلاجقة وكان – فيما قاله ابن عساكر - رجلاً سنياً حنفياً، وكان وزيره عميد الملك رجلاً رافضياً خبيثاً، فحسَّن هذا الوزير للسلطان لعن المبتدعة على المنابر، فعند ذلك أمر السلطان بأن تلعن المبتدعة على المنابر، فاتخذ الوزير ذلك ذريعة إلى ذكر الأشعرية وصار يقصدهم بالإهانة والأذى والمنع عن الوعظ والتدريس وعزلهم عن خطابة الجامع.
فعندها ضج علماء الأشعرية، فكتب أبو القاسم القشيري إلى علماء المسلمين رسالة أسماها شكاية أهل السنة لما نالهم من المحنة، قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في طبقات الشافعية:"وقد جالت هذه الرسالة فى البلاد وانزعجت نفوس أهل العلم منها، وقام كل منهم بحسب قوته، ودخلت بيهق فوقف عليها الحافظ البيهقى ولبى دعوتها وكتب رسالة إلى العميد ".
وبعد ذلك تقضت دولة العميد هذا وقتل شر قتلة، بعد أن مات طغرلبك وتولى ابنه ألب أرسلان، واستوزر ألب أرسلان نظامَ الملك الذي نصر الأشعرية وقربهم وكان له الأثر البالغ في تقوية المذهب الأشعري.
والقصد هنا الإشارة إلى هذه الحادثة، والتفصيل موجود لمن طلبه في كتب التاريخ.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:38 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/81)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.اما بعد. فهمت اخي الدمشقي من موضوعك ان/
الاشاعرة قسمان.قسم متاثر باهل الحديث. معظم للنصوص.اخذ بظواهرها. والاخر موغل في علم الكلام.
مقدم لماعقله بزعمه على النصوص.
فلفظ الاشاعرة اصبح يطلق على القسمين. فمن هو الحقيق بهذا الاسم.
- لاننا لو عنينا بالاشعرية ما كان عليه الصنف الاول من تعظيم النصوص والتعويل على المنقول. لم يدخل فيه القسم الثاني.
- ولو عنينا بهم المتكلمين منهم المزهدين في النصوص وحملة السنة. لم يدخل فيه القسم الاول.
فهل يصح ان نقول/
-من عنى بالاشعرية حقيقة ما حكاه البيهقي عن صاحبها الاول ابو الحسن. لا ضير عليه في ادخالها في
القسمة. كما قلت/
* إذا كان مذهب الأشعري بهذه المثابة فهل يلام من نصره وعول عليه؟ وهل يكون التمشعر إلا محض التسنن والاتباع؟.
- ومن عنى بالاشعرية ما هو مدون في كتب متاخريهم كالرازي وغيره. فلا مكان لدخولهم مع اهل السنة
والجماعة. بل ليسوا اشاعرة في الحقيقة بناءا على كلام البيهقي. وابن عساكر.
وعلى هذا /من قال من اهل السنة ان الاشاعرة من اهل السنة وهو يقصد اهلها بالحقيقة وهم من كان على حقيقة مذهب الاشعري.
الذي حكاه البيهقي. لا تثريب عليه.
وخاصة اذا قال ذلك من كان معروف بالسنة وسلامة العقيدة. ناقضا في ثنايا كتبه ودروسه منهج المتكلمين منهم.
- اما عن القواعد الاربعة النافعة التي ذكرتها. يهمني منها القاعدة الاولى.
ما دام الحكم لم ينزل على الاشاعرة المحدثين منهم لعظم الشبهة في هذه المسائل ودقتها وبعد الزمان وغير ذلك من
الموانع. فلا يزالون على ماكانوا عليه.من انهم اهل سنة مجتهدون عندهم اخطاء او نحو من هذا الكلام.
وماهي العبارة الادق في مثل هؤلاء/
- ان نقول هم اهل سنة لهم اخطاء وهفوات ما دام اننا اعتذرنا لهم. ولم ننزل عليهم الحكم.
- ام نقول فيهم انهم اهل سنة من وجه اهل بدعة من وجه اخر. او نحوا من هذا الكلام.
ومع هذا فاني اعلم انه قد يشكل على كلامي ان مصطلح الاشاعرة اصبح يطلق على من صار على منهج المتاخرين منهم
وعلى ما هو مدون في كتب مقدميهم كالرازي والامدي وغيرهم.
ومعذرة اخي الدمشقي على الاطالة وارجوا الاجابة على اشكالي الاخير لعلي استفيد من مشاركاتكم و فوائدكم الغالية وشكرا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:46 م]ـ
بسم الله ..
1 - " لفظ الاشاعرة اصبح يطلق على القسمين. فمن هو الحقيق بهذا الاسم ".
لا يهمنا من هو الحقيق بهذا الاسم، وإنما المهم أن يُعلم أنه ليس كل المنتسبين للأشعري على درجة واحدة، بل بينهم خلاف في أمور منهجية، وإدارج الجميع تحت اسم واحد تناقض، يؤدي إلى تلبيس.
2 - ولينتبه أن الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى من القائلين بدليل حودث الأجسام الذي أسس الأشعرية عليه إثبات وجود الله تعالى، ومن أجل ذلك يكون في كلامه تأويل للصفات التي تعارض هذا الدليل.
وللشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعليقات على مواضع من كتابه الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، بين فيها أخطاءه.
3 - المنهج الدقيق في معرفة قرب علماء الأشعرية من السنة أو بعدهم عنها، دراسة اختيارات وأقوال كل واحد على حدة، حتى لا يحصل لبس من التعميمات والإطلاقات، وشيخ الإسلام في شرح حديث النزول - مثلاً - تكلم عن منهجية بعض علمائهم كالغزالي والزراي والآمدي كل واحد منهم على حدة.
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:00 م]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم
أخي الجزائري حفظك الله في كلامك نوعُ خطإٍ:
فأما أن الأشاعرة ليسوا على مرتبة واحدة فهذا مسلم به وأما أن الذين انتسبوا للأشعري ممن كان على طريقة البيهقي بأنه من أهل السنة وأنه كان على مذهب أبي الحسن الذي مات عليه فهو لا يصح البتة بل البيهقي ومن كان على طريقته هم على أصول ابن الكلاب التي آل إليها أمر الأشعري بعد رجوعه عن الاعتزال وقبل أن يرجع إلى مذهب أهل الحديث
كيف والبيهقي يؤول كثيرا من الصفات التي أثبتها أهل السنة بنفس تأويل الأشاعرة ويكفيك قوله بأن لفظ القرآن وحروفه مخلوقة وأنه كلام الله بالمجاز وأنه عبارة عما في نفس الله لا أنه حقيقة كلامه
إلى تأويلات كثيرة كما في كتابه الأسماء والصفات ومنها تأويل صفة النزول
وما يوجد في كلامه مما ظاهره الإثبات فهو إما مراد به التفويض كما يدل عليه بقية كلامه أو هو [وهو قليل] إثبات قاصر مفعم بالتفويض مض
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:23 م]ـ
مضاف إليه نفي ما لم ينفه الله عن نفسه وتوهم ما لا توهمه الصفة
ويكفي البيهقي نفيه عن الله الفعل حقيقة ونفيه قيام الأفعال الاختيارية بذاته
فلا أعلم منتسبا للأشعري إلا وهو يعتقد أن ربه هامد جامد توقف عن كل صفات الكمال منذ الأزل فلا يسمعنا ولا يبصرنا ولا يصدر منه شيء منذ الأزل وإنما منذ الأزل سمع وأبصر وتكلم و .. و .. و دفعة واحدة ثم تعطل وهمد [حاشاه تعالى من هذه الزندقة]
اللهم عليك بمن ينتقصونك غاية الانتقاص ويزعمون أنهم ينزهونك اللهم نزه الإسلام والمسلمين منهم
فأرجو من إخواني في مقام الكلام عن مسائل الاعتقاد أن يكونوا دقيقين فالبيهقي وإن كان أخف من الرازي إلا أنه على مذهب الأشعري الموافق لابن كلاب وأما اشتغاله بالرواية والحديث فجملة من الأشاعرة الكلابية كانوا كذلك بل وبعض من كانوا أقرب إلى الرازي كابن فورك
وأما الرازي والآمدي والجويني والغزالي والإيجي فهم على أصول المعتزلة والجهمية وهذا المذهب هو الذي يمثله أكثر الأشاعرة اليوم وانظر إن شئت دلالة على هذا ما عليه الكوثري والطاهر بن عاشور صاحب التحرير والمعتوه السقاف وتلميذه سعيد فودة فهم جهمية والله وبالله وتالله
هؤلاء ومن على شاكلتهم جلهم يؤولون حتى صفة السمع والبصر ويرجعونهما إلى صفة العلم نعوذ بالله من هذا التعطيل وهذا التجهم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/82)
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:57 ص]ـ
فلا أعلم منتسبا للأشعري إلا وهو يعتقد أن ربه هامد جامد توقف عن كل صفات الكمال منذ الأزل فلا يسمعنا ولا يبصرنا ولا يصدر منه شيء منذ الأزل وإنما منذ الأزل سمع وأبصر وتكلم و .. و .. و دفعة واحدة ثم تعطل وهمد [حاشاه تعالى من هذه الزندقة]
شكر الله لك ..
لكن من المعلوم أن الكلام في هذه المباحث ينبغي ان يكون في غاية الدقة، فلا أدري من أين أتييت بهمد .. وهامد وجامد .. وتوقف عن صفات الكمال ..
فإذا أردت نقل مذهب قوم فائت بكلامهم بألفاظه ومعانيه وإلا كان الضرر أكبر من النفع.(55/83)
منظومة في أحداث يوم القيامة
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمن يا إخواني بارك الله فيكم يستطيع أن يدلني على منظومة تحتوي على نظم ما يحدث في يوم القيامة بالترتيب
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 08:14 ص]ـ
تجدها في آخر منظومة (السبل السوية في فقه السنن المروية)، ولا تكاد تجد مثلها ...
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 08:34 ص]ـ
هل تقصد أخي منظومة الحكمي
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 08:46 ص]ـ
نعم أخي الكريم ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 04 - 09, 11:18 ص]ـ
لعل هذه مايقصده الأخ الكريم:
خذ واضح الحِلِّ ودع ما اشتبها
[1] مخافة المحظور يا من فقها
وازهد بدنياك وقصِّر الأمل
[2] واجعل لوجه الله أجمع العمل
وزهرة الدنيا بها لا تفتتن
[3] ولا تغرنك وكن ممن فطن
والمال والأولاد فتنة وما
[4] للمرء نافع سوى ما قدَّما
هم المقلُّون الذين أكثروا
[5] إلا إذا لم يسرفوا ولم يقتروا
وإنما الغنى غنى النفس ولا
[6] تيأس ولا تأمن وكن محسبلا
وعن محارم الإله فاصبر
[7] واستعن بالله وإياه اشكر
ثم عليه فتوكَّل واكتف
[8] من يك ربي حسبه فقد كفي
وللسان احفظ ولا تكلَّم
[9] إلا بخير أو فصمتًا الزم
وخشية الله فلازم وانته
[10] عما نهاك وامتثل لأمره
تالله لو علمت ما وراءكا
[11] لما ضحكت ولأكثرت البكا
قد حُفَّت الجنان بالمكاره
[12] والنار بالذي النفوس تشتهي
مع كون كل منهما إلينا
[13] مع كون كل منهما إلينا
وإن من علامة القيامه
[14] إضاعة الأمة للأمانه
إياك والسمعة والريا ولا
[15] تعجب وللنفس فجاهد عاجلا
وإن عمِلْتَ سيِّئًا فاستغفر
[16] وتب إلى الله بدارًا يغفر
وبادرن بالتوبة النصوح
[17] قبل احتضار وانتزاع الروح
لا تحتقر شيئًا من المآثم
[18] وإنما الأعمال بالخواتم
ومَنْ لقاء الله قد أحبَّا
[19] كان له الله أشدَّ حُبَّا
وعكسه الكاره فالله اسأل
[20] رحمته فضلاً ولا تتِّكل
والموت فاذكره وما وراءه
[21] فمنه ما لأحد براءه
وإنه للفيصل الذي به
[22] ينكشف الحال فلا يشتبه
ويعلم العبد الذي عليه
[23] يقدم مع ما صائر إليه
يتبعه أهل ومال وعمل
[24] فيرجع اثنان ويبقى العمل
يليه الامتحان في القبور
[25] وبرزخ دام لنفخ الصُّور
فالقبر روضة من الجنان
[26] أو حفرة من حفر النيران
إن يك خيرًا فالذي من بعده
[27] أفضل عند ربنا لعبده
وإن يك شرًّا فما بعد أشد
[28] ويل لعبد عن سبيل الله صد
والنفخ في الصور ثلاثًا أولا
[29] لفزع والنفخ للصعق تلا
وانشقَّت السماء ثم انكدرت
[30] نجومها والنيران كوِّرت
وتنسف الجبال والبحار
[31] تسجر ثم تهمل العشار
وارتجت الأرضون ثم زلزلت
[32] بما عليها وبغير بُدِّلت
وعن رضيع مرضع قد ذهلت
[33] وتسقط الحامل ما قد حملت
وكل مخلوق عليها قد فني
[34] لم يبق غير الصمد المهيمن
والنفخة الأخرى إلى النشور
[35] لبعث الأموات من القبور
غرلاً حفاة مثل خلق أول
[36] أعادهم مبدؤهم وهو العلي
ثم يساقون لنحو المحشر
[37] خلفهم النيران ذات الشرر
فيوقفون شاخصي الأبصار
[38] منتظري فصل قضا الجبَّار
في موقف يلجمهم فيه العرق
[39] ويعظم الهول ويشتد الفرق
قد ضوعف الكرب على النفوس
[40] ودنت الشمس من الرءوس
وانشقَّت السماء بالغمام
[41] لمهبط الملائك الكرام
ثم يحيطون بأهل الأرض
[42] جميعهم ذلك يوم العرض
وجنَّة للمتقين أزلفت
[43] وللغواة فالجحيم بُرِّزت
واستشفع الناس بأهل العزم في
[44] إراحة العباد من ذا الموقف
وليس فيهم من رسول نالها
[45] حتى يقول المصطفى أنا لها
ثم تجلَّى الله للقضاء
[46] بين عباده بلا امتراء
واقتص للمظلوم ممن ظلمه
[47] بحكمه العدل كما قد علمه
وكل عبد سيرى ما كسبا
[48] ومن يناقش الحساب عُذَّبا
لكل عامل كتاب ينشر
[49] فيه جميع سعيه مسطَّر
يعطاه باليمين ذو الإيمان
[50] ومن وراء الظهر ذو الكفران
ويوضع الميزان هذا يثقل
[51] وذا خفيف الوزن وهو المبطل
وجيء بالرسل وبالأشهاد
[52] وامتاز أهل الجرم بالإبعاد
يوم على الأفواه فيه يختم
[53] وتشهد الأعضا بما قد كتموا
واتبع الكفار ما قد عبدوا
[54] فبئس وِرد للجحيم وردوا
ثم تجلى لذوي الإيمان
[55] معبودهم ذو الفضل والإحسان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/84)
حتى إذا رأوه خرُّوا سُجَّدا
[56] جميع من مات به موحِّدا
ومن يمت منافقًا لم يستطع
[57] إذ للسجود قد دعي فلم يطع
يأذن بالرفع لهم ثم يمدّْ
[58] جسرًا على النار من السيف أحدّْ
ويقسم النور بقدر العمل
[59] يتمه الله لمن له ولي
وينطفي نور المنافقينا
[60] فوقفوا إذ ذاك حائرينا
لأنهم بالوحي ما استضاؤوا
[61] بل كذَّبوا فذا لهم جزاء
ثم ينجِّي الله كل مُتَّقي
[62] وكُبَّ في نار الجحيم من شقي
واستفتح الرسول باب الجنه
[63] للمؤمنين الناصرين السنه
من بعد وِرد حوضه الذي وعد
[64] يشرب من كل عبد قد سعد
وزيد كل الأشقياء عنه
[65] وما لهم قط شراب منه
وانقسم الخلق إلى قسمين
[66] وما لهم مأوىً سوى الدارين
فأولياء ربنا بداره
[67] فازوا بدار الخُلد في جواره
دار بها ما ليس عين قد رأت
[68] كلا ولا أذن به قد سمعت
ولا درى قلب به ولا خطر
[69] قطُّ ببال أحد من البشر
بناؤها من فضة ومن ذهب
[70] ليس بها من صخب ولا نصب
ملاطها كان بمسك أذفر
[71] حصباؤها من لؤلؤ وجوهر
ترابها من زعفران وبها
[72] ما لا يعد قدرها من البَها
في غرف مبنية ظهورها
[73] تحكي البطون دائمٌ حُبُورها
في درجات بُعد ما بين السَّما
[74] والأرضِ والفردوسُ أعلاها سما
منها انفجار أنهر الجنان
[75] وسقفها العرش بلا نكران
فيدخلون أولاً على زمر
[76] أول زمرة على ضوء القمر
أبنا ثلاث وثلاثين سنه
[77] جُرْدًا مكحَّلين مُرْدًا حُسنه
وجوههم من السرور مسفره
[78] لا ذلة ترهقها أو قتره
صفوفهم عشرون بعد المائة
[79] أمَّا ثمانون فمن ذا الأمَّة
في عيشة راضية مرضيه
[80] وفُرُش مرفوعة عليَّه
آنية من ذهب وفضة
[81] لهم مجامر من الأُلُوَّةِ
رشحهم المسك قلوبهم على
[82] قلب امرئٍ من كل حقد قد خلا
لو واحد منهم بدا أساوره
[83] أضاءت الدنيا به أو ظفره
لهم من الحرير ملبس
[84] إستبرق فيها وخضر السندس
عليهمو من لؤلؤ تيجان
[85] تضيء للؤلؤة الأكوان
بلا انقطاع رزقهم مدرار
[86] جارية تحتهم الأنهار
في فنن ممدودة الظلال
[87] شبه ما تثمر بالقلال
طعامهم من كل لون فُكِّهوا
[88] فيها ولحم طائر مما اشتهوا
شرابهم فيها من التسنيم
[89] والسَّلسبيل نزَّل الرحيم
أزواجهم حور حسان عين
[90] كأنهن اللؤلؤ المكنون
قد أُخدِموا فيها من الولدان
[91] ما قصَّة الرحمن في القرآن
أدناهمو ولا دنيء فيهموا
[92] له ثمانون ألوف خدموا
زُوِّج من خيراتها الحسان
[93] سبعين حوراء تلا اثنتان
في قبة اللؤلؤ والزبرجد
[94] تنصب دون الشهر لم تجدد
فيها له ملك من الدنيا ملك
[95] وعشرة أمثاله بدون شك
لكنما موضع سوط فيها
[96] خير من الدنيا وما عليها
أما الذي أعلاهمو في المنزله
[97] فذاك غير الله لا واصف له
في غرف تُنظر كالدُّرِّيِّ
[98] في الأفق الشرقي أو الغربي
أخفى لهم من قرة الأعين ما
[99] ليس سوى الله به قد علما
وإن فوق كل ذي النعيم
[100] رؤيتهم لربنا الكريم
يوم المزيد موعد الزياده
[101] يدعو إلى زيارةٍ عباده
فقُرِّبت فيها إليهم نُجُبُ
[102] إليه فوقها صفوفًا ركبوا
منابر النور ومن زبرجد
[103] ولؤلؤ وفضة وعسجد
ينصبها للأوليا والشهدا
[104] وبعدهم يجلس باقي السعدا
على كثيب المسك والكافور لا
[105] يرون أصحاب الكراسي أفضلا
أبرز عرشه لهم رب السما
[106] ثم تجلَّى جهرة مسلِّما
يرونه كما يرون الشمس في
[107] ظهيرة صحوًا بلا تكلُّف
هناك عن كل النعيم اشتغلوا
[108] وكل ما هم فيه عنه ذهلوا
يقول ما اشتهيتموه فاسألوا
[109] أعطيكموا وما لدي أفضل
حتى بهم تقصر الأماني
[110] وقد أُحِلُّوا أكبر الرضوان
وأُتحفوا بأجزل الإكرام
[111] وانصرفوا بإذن ذي الإنعام
لسوق جنَّة بها ما تشتهي
[112] أنفسهم من كل ملتذ به
فما أرادوا أخذوا لم يصرفوا
[113] شيئًا بها إذ قبل ذا قد أسلفوا
وينشئُ الله لهم سحابا
[114] يمطرهم كواعب أترابا
وانقلبوا منها إلى أهليهم
[115] وقد تضاعف البهاء فيهم
ليس بها لغو ولا تأثيم
[116] عليهمو من ربهم تسليم
فيها خلود غير إخراج ولا
[117] تفنى ولا يبغون عنها حولا
هذا وإن الأشقيا لفي سقر
[118] ألا فساءت المقام والمقر
يؤتى بها في موقف القيام
[119] سبعون آلاف من الزمام
زُمَّت بها كل زمام في يدي
[120] سبعين ألف ملك مؤيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/85)
إن زفرت ثم رمت بالشرر
[121] جثا لذاك كل من في المحشر
ثلاثة الآلاف عامًا أضرمت
[122] حتى غدَت مسودَّة فأظلمت
لو تسقط الصخرة من شفيرها
[123] سبعون عامًا لم تصل لقعرها
أما الذين كُتبوا من أهلها
[124] أعني به من خُلقوا لأجلها
فهم خلود أبد الآباد لا
[125] حياة لا موت فساءت نزلا
مهادهم من تحتهم جحيم
[126] يُصَبُّ من فوقهم الحميم
قوتهم الضريع والزقوم
[127] وبئس ظل لهم اليحموم
يسقون فيها من حميم آن
[128] على كلاليب من النيران
يشوي الوجوه والجلود يصهر
[129] ويقطع الأمعاء حين يقطر
فهم على الوجوه يُسحبونا
[130] فيها وفي الحميم يُسجرونا
بهم ملائك غلاظ وُكِّلوا
[131] وفي سلاسل الجحيم سُلسلوا
غُلَّت نواصيهم إلى الأقدام
[132] وفي مزيدهم من الآلام
يهوونا في أمدها المديد
[133] لم ينتهوا لقعرها البعيد
سبعون عامًا ولهم أنكال
[134] مقامع الحديد والأغلال
يُقلَّبون الدهر في سعيرها
[135] بين سمومها وزمهريرها
وكل ما رامو خروجًا منها
[136] فيها أعيدوا لا محيص عنها
جلودهم تبدَّل فيها كلما
[137] تنضج عادت ليذوقوا الألما
أدناهمو في ألم من نعلا
[138] نعلين منهما دماغه غلا
فكيف حال من عليه تؤصد
[139] يهبط تارة وأخرى يصعد
وفي جهنم الكفور يعظم
[140] جدًّا ليزداد عليه الألم
لكن عصاة من أولي التوحيد
[141] قد يدخلونها بلا تأبيد
فيها يُجازون بقدر ما جنوا
[142] ثم يُنجَّون بما قد آمنوا
ويدخلون جنَّة النعيم
[143] برحمة المهيمن الرحيم
وقضي الأمر وكل استقر
[144] بداره وذاك حصد ما بذر
وإن ترد تبيان ذا مستكملا
[145] موضَّحًا مبيَّنًا مفصَّلا
فدونك اطلبها من القرآن
[146] والسنن الصحاح والحسان
فلا سبيل من سوى الوحي إليه
[147] فلا تكن معوِّلاً عليه
يا ربِّ أسكنَّا فسيح جنَّتك
[148] والنار منها نجِّنا برحمتك
غفرانك اللهم ذا الإنعام
[149] والطول والجلال والإكرام
تولَّنا في من تولَّيت ولا
[150] تُضلَّنا بعد الهدى يا ذا العلا
واغفر لنا ما كان من ذنوبنا
[151] وزيِّن الإيمان في قلوبنا
ثمَّ إلينا كرِّه الطغيانا
[152] والكفر والفسوق والعصيانا
وسعينا اجعل خالصًا صوابا
[153] أعذه يا ربَاه أن يُشابا
بشرك أو بدعة أو إعجاب
[154] وتب علينا أحسن المتاب
يا حي يا قيوم يا ذا البِرِّ
[155] يا من يجيب دعوة المضطر
وتمَّ نظم [السُبل السويه
[156] لقصد فقه السنن المرويه]
والحمد لله لها ختام
[157] بعونه كان لها الإتمام
حمدًا كثيرًا أوَّلاًَ وآخرا
[158] سرًّا وجهرًا باطنًا وظاهرا
ثم الصَّلاة والسَّلام سرمدا
[159] بلا انتها متَّصلاً مؤبَّدا
على محمد إمام الخيره
[160] وخاتم الرُسْل الكرام البرره
وآله وصحبه الأخيار
[161] من المهاجرين والأنصار
ومن بإحسان لهم قد اتبع
[162] أئمة السنة قامعي البدع
من رضي الرحمن عنهم ورضوا
[163] عنه فحبُّنا لهم مفترض
وهذا الكتاب كاملا للتحميل: بحمد الله تعالى أكتمل عقد منظومة (السبل السوية للحكمي) حملها / وورد + الشاملة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78685)(55/86)
من أول يجوز الصراط وشعار المؤمنين عليه؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:18 م]ـ
من أول من يجوز الصراط وشعار المؤمنين عليه؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 04 - 09, 03:41 م]ـ
للرفع(55/87)
الفرق بين الكفر والشرك
ـ[همام النجدي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 09:43 م]ـ
السؤال:
هل هناك فرق بين الكفر والشرك.
الجواب:
الحمد لله. الكفر معناه في الأصل الجحود والستر فكل من جحد الرب وأنكر ذاته أو أفعاله أو أسماءه وصفاته أو أنكر الرسالة أو أنكر أصلا من أصول الإيمان فهو كافر كالملحدين وأهل الكتاب. قال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا). وقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا). وإذا أطلق هذا الاصطلاح في الكتاب انصرف إلى أهل الكتاب غالبا. والكفر أنواع منه تكذيب واستكبار وشك ونفاق وغيره وكل هذه الأنواع تعود إلى معنى التكذيب والإنكار.
وأما الشرك فمعناه في الأصل التسوية بين الخالق والمخلوق في شيء من خصائص الله كالألوهية والأسماء والصفات فكل من شرك بين المخلوق والخالق في فعل أو صفة ما تليق إلا بالله وصرف إلى مخلوق نوعا من أنواع العبادة فهو مشرك. قال تعالى: (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ). قال تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ). وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا). وفي السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم مفسرا للشرك: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك). وإذا أطلق هذا الاصطلاح انصرف لمشركي قريش وغيرهم من غير أهل الكتاب غالبا.
وقد يجتمع الكفر والشرك في شخص أو طائفة من وجه عام أو خاص كحال أهل الكتاب فقد جمعوا بين الكفر بجحودهم برسالة محمد والشرك بعبادة عيسى. وكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك فالكفر أعم من الشرك وبينهما نوع من التداخل.
وإذا أطلق أحدهما دخل في معناه الآخر. قال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ). وقال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ). وإذا اقترنا دل كل واحد منهما على معنى خاص. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا). فإذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا.
ولا فرق بينهما في الأحكام والآثار المترتبة عليهما من البراءة والهجران والمناكحة والولاية وغير ذلك من الأحكام. إلا أن الله عز وجل خص أهل الكتاب اليهود والنصارى بشيء من الأحكام دون غيرهم من الكفار في إباحة طعامهم ونسائهم ورد السلام وغير ذلك لما معهم من أصل الكتاب وإن كان محرفا فهم أخف درجة وأدنى منزلة في الكفر من غيرهم ولذلك خفف الشارع في أحكامهم والتعامل معهم.
والحاصل أن معنى الكفر في مدلوله الخاص يدل على معنى تكذيب ما يجب الإيمان به بالله ومقتضياته. والشرك يدل على العبادة والتقرب لغير الله والمشرك في الحقيقة كافر لأنه أنكر شيئا من حق الله وعبادته وصرفها لغيره. والكافر قد يكون مشركا أيضا وقد لا يكون مشركا كالملحد الذي ينكر وجود الرب ولا يعبد شيئا. وبهذا يمكن أن نقول أن الكفر بمعناه العام جنس يشمل كل من خرج عن الإيمان الصحيح والشرك نوع داخل فيه. قال في تهذيب اللغة: (وروى عن عبد الملك أنه كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن الكفر، فقال: الكفر على وجوه، فكفر هو شرك يتخذ مع الله إلها آخر، وكفر بكتاب الله ورسوله، وكفر بادعاء ولد لله، وكفر مدعي الإسلام، وهو أن يعمل أعمالا بغير ما أنزل الله: يسعى في الأرض فسادا ويقتل نفساً محرمة بغير حقٍّ، ثم نحو ذلك من الأعمال).
والكفر كفران أكبر وهو كفر التكذيب وأصغر وهو كفر النعمة. وكذلك الشرك شركان أكبر وهو صرف العبادة لغير الله وأصغر وهو ما وصف بالشرك ولم يصل إلى حد الأكبر أو ما كان ذريعة ووسيلة للأكبر. وجميع ذلك ورد في نصوص الكتاب والسنة وأجمع عليه أهل السنة والجماعة.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com (binbulihed@gmail.com)
15/4/1430(55/88)
أصبحت المذاهب الفقهية _عند هؤلاء_ نحل!!
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 10:46 م]ـ
قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان":
قال العمراني:
الرَي
بلد بناه فيروز بن يزدجرد وسماه رام فيروز ثم ذكر الرَي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين ولا أعرف الأخرى، فأما الرَي المشهورة فإني رأيتها وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق ادكم الملمع بالزرقة مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرعُ لا ينبت فيه شيء وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها
واتفق أنني اجتزتُ في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلا أنها خاوية على عروشها فسألت رجلاً من عقلائها عن السبب في ذلك فقال أما السبب فضعيف ولكن اللّه إذا أراد أمرا بلغه:
كان أهل المدينة ثلاث طوائف شافعية وهم الأقل وحنفية وهم الكأثر وشيعة وهم السواد الأعظم لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعية أحد فوقعت العصبية بين السنة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعية وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية هذا مع قلة عدد الشافعية إلا أن الله نصرهم عليهم وكان أهل الرستاق وهم حنفية يجيؤون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يعنهم ذلك شياً حتى أفنوهم فهذه الحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محال الري ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودورهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أْهلها:
الري دارٌ فارغَه ... لها ظلال سابغه
على تيوس ما لهم ... في المكرُمات بازغَهْ
لا يَنفُقُ الشعر بها ... ولو أتاها النابغة
وقال إسماعيل الشاشي يذم أهل الرَي:
تنكَت حدَةَ الأحد ... ولا تركَن إلى أحد
فما بالرَي من أحد ... يؤهل لاسم الأحد
انتهى كلامه.
نعوذ بالله من الضلال ... أصبحت المذاهب الفقهية _عند هؤلاء_ "نحل"!!(55/89)
إشكالات حول مفهوم القدرية
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 07:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرا ما يطرح بعض المعاصرين اشكالات كثيرة حول صحة ما نسب إلى القدرية في قولهم بالقدر ... من ذلك أن هذه الفرقة إنما قامت كردة فعل على قول بني أمية بالجبر , و أنها ليست فرقة عقدية بل سياسية ...
و مما يلبسون به على الطلبة و الباحثين قولهم مثلا أن غيلان الدمشقي لو كان مبتدعا صالا لما استعمله عمر ابن عبد العزيز على أموال المسلمين؟؟ و قولم ردا على من ينسب أخذ هذه العقيدة القدرية من النصارى بأن النصارى جبريين و ليسوا قدريين؟؟ و أن هذا الفكر هو امتداد لمدرسة محمد بن الحنفية؟؟ ...
و في الواقع أنني كثيرا ماكنت أبحث عن أقوال و مواقف تنسب للقدرية فكل ما أجد و ملخصات عامة ينقصها التفصيل العلمي المنطقي ... أو مسلمات يتناقلها الباحثون هنا وهناك دون رجوع للمصادرالتييمكن أن نبين بها عقيدة القوم و نأمن تلبيس المحدثين ...
لذلك آثرت أن أكتب موضوعا أصيغه على طريقة اشكالات ربما تثير بعضالباحثين و يضعوا لنا أجوبة شافية كافية تبين لنا أصول هذا المذهب من مصادره عسى اللأن ينفع به.
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 07:51 ص]ـ
و تجدر الإشارة إلى أنه من أم المسائل و الشبه التي تثار و التي تحتاج إلى إجابات هي:
هل كان الأمويون جبرية؟؟
هلحقا استعان عمر بن عبد العزيز بغيلان الدمشقي؟؟ و إن حصل ذلك كيف يمكن الرد عليه؟ ...(55/90)
ثقافة التلبيس (17): تقسيم أهل السنة إلى " حنابلة - أشاعرة - ماتريدية " .. !
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 09:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- هذا التلبيس ينسب أصحابه عقيدة أهل السنة والجماعة لـ" الحنابلة " فقط! ثم يجمعون بينهم وبين " الأشاعرة والماتريدية " تحت مسمى " أهل السنة والجماعة "!
- وهذا التلبيس يقع فيه ثلاثة أصناف:
الأول: بعض الأشاعرة والماتريدية، بهدف إقحام عقيدتهم " البدعية " ضمن عقيدة أهل السنة؛ لعلها تروج بين المسلمين، أو لعل هذا يزيل الحرج الذي يجدونه في صدورهم عندما يوصمون بالبدعة.
الثاني: بعض أهل السنة - للأسف -، ممن يسوؤهم تفرق الأمة الإسلامية إلى " سنة "، و" أشاعرة .. "، فيسعون – باجتهاد خاطئ - إلى هذا التلبيس؛ لـ" جمع " كلمتها، فيدَّعون أن أهل السنة ينقسمون إلى " أشاعرة وماتريدية وحنابلة "! فالجميع متساوون في الحق، فلا يُثرّب أحد على أحد!. يظنون أنهم بهذا " التلبيس " والحل الخيالي يجمعون كلمة الأمة، فيقعون فيما نهى الله عنه بقوله: (ولاتلبسوا الحق بالباطل)، ويغشون الأمة؛ حيث يزهد السني في دعوة المبتدعة إلى السنة، ويبقى المبتدع على بدعته؛ لظنه – بسبب تلبيسهم – أنه على الحق.
ثم نهاية " تجميعهم " أن تصبح الأمة كما قال الله: (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى). أوكما قال الشاعر:
فان الجُرح ينفر بعد حينٍ
إذا كان البناءُ على فسادِ
وهذا الصنف أكثر مايوجد في عصرنا الحاضر في بعض دعاة جماعة الإخوان المسلمين، ومن تأثر بمنهجهم من " الدعاة " الذين تتمحور دعوتهم حول " التجميع " و " التركيز على الحاكمية " ..
الصنف الثالث: مقلد. رأى هذا التقسيم الخاطئ في كتب من سبقه، فسار عليه.
نماذج ممن وقع في هذا التلبيس قديمًا وحديثًا:
" العين والأثر " لعبد الباقي المواهبي الحنبلي، (ص 52)، والسفاريني في " لوامع الأنوار "، (1/ 73)، و" المذاهب الفقهية الأربعة "؛ لأحمد تيمور، (ص 95)، و " تاريخ المذاهب الإسلامية "؛ للشيخ محمد أبوزهرة، (ص 103)، و " هكذا ظهر جيل صلاح الدين "؛ للدكتور ماجد الكيلاني، (ص 43)، و " العقيدة وعلم الكلام "؛ للدكتور محمود الخالدي، (ص 71)، و" شرح كتاب التوحيد "؛ للشيخ الددو، و " المنهجية العامة في العقيدة .. "؛ لعبدالفتاح اليافعي، (ص 22). ورسالة " أسس الاتفاق والاختلاف في قضايا أصول الدين بين متكلمي الحنابلة والأشاعرة .. "؛ لمشعل الضفيري ... وغيرهم.
كشف هذا التلبيس:
أن يُقال: الإمام أحمد - رحمه الله -، والحنابلة من بعده، ليس لهم أي اختصاص عن غيرهم من أهل السنة بعقيدة. فالإمام أحمد والإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي – رحمهم الله – جميعهم على عقيدة واحدة هي عقيدة أهل السنة. وإنما اشتهرت نسبة عقيدة أهل السنة لأحمد؛ لموقفه المشرِّف زمن المحنة أيام الخليفة العباسي المأمون ومن بعده. وإلا فلا تميز له عن غيره من أئمة أهل السنة في العقيدة.
ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد أبدأ فيه وأعاد، وأطال القول؛ لكشفه. ومن أقواله:
قال - رحمه الله -: " وأحمد وغيره من علماء أهل السنة والحديث مازالوا يعرفون فساد مذهب الروافض والخوارج والقدرية والجهمية والمرجئة، ولكن بسبب المحنة كثر الكلام، ورفع الله قدر هذا الإمام فصار إمامًا من أئمة السنة وعَلمًا من أعلامها؛ لقيامه بإعلامها وإظهارها، واطلاعه على نصوصها وآثارها، وبيانه لخفي أسرارها، لا لأنه أحدث مقالة أو ابتدع رأيًا. ولهذا قال بعض شيوخ المغرب: المذهب لمالك والشافعي، والظهور لأحمد. يعنى أن مذاهب الأئمة في الأصول مذهب واحد. وهو كما قال ". "منهاج السنة "، (2/ 605 - 606).
وقال - أيضًا -: " الإمام أحمد رحمه الله لما انتهى إليه من السنة، ونصوص رسول الله، أكثر مما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/91)
انتهى إلى غيره، وابتلي بالمحنة، والرد على أهل البدع، أكثر من غيره؛ كان كلامه وعلمه في هذا الباب أكثر من غيره، فصار إمامًا في السنة أظهر من غيره، وإلا فالأمر كما قاله بعض شيوخ المغاربة العلماء الصلحاء، قال: المذهب لمالك والشافعي، والظهور لأحمد بن حنبل. يعنى أن الذي كان عليه أحمد عليه جميع أئمة الإسلام "." الفتاوى "، (3/ 170).
وقال - أيضًا -: " والاعتقاد إنما أضيف إلى أحمد؛ لأنه أظهره وبينه عند ظهور البدع، وإلا فهو كتاب الله وسنة رسوله، حظ أحمد منه كحظ غيره من السلف: معرفته والإيمان به وتبليغه والذب عنه، كما قال بعض أكابر الشيوخ: الاعتقاد لمالك والشافعي ونحوهما من الأئمة، والظهور لأحمد بن حنبل ... "." درء التعارض "، (2/ 327).
وقال – أيضًا -: " ولهذا ما زال كثير من أئمة الطوائف: الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وإن كانوا في فروع الشريعة متبعين بعض أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين، فإنهم يقولون: نحن في الأصول أو في السنة على مذهب أحمد بن حنبل، لا يقولون ذلك لاختصاص أحمد بقول لم يقله الأئمة، ولا طعنًا في غيره من الأئمة بمخالفة السنة، بل لأنه أظهر من السنة التي اتفقت عليها الأئمة قبله أكثر مما أظهروه، فظهر تأثير ذلك لوقوعه وقت الحاجة إليه، وظهور المخالفين للسنة، وقلة أنصار الحق وأعوانه، حتى كانوا يشبهون قيامه بأمر الدين ومنعه من تحريف المبتدعين المشابهين للمرتدين بأبي بكر يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم حروراء ونحو ذلك مما فيه تشبيه له بالخلفاء الراشدين فيما خلفت فيه الرسل وقام فيه مقامهم، وكذلك سائر أئمة الدين كلٌ منهم يخلف الأنبياء بقدر ما قام به من ميراثهم وما خلفهم فيه من دعوتهم، والله يرضى عن جميع السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ". " بيان تلبيس الجهمية "، (2/ 91 – 92).
بقي أن يُقال:
1 - المذهب " الحنبلي " و " الحنفي " و " المالكي " و " الشافعي "، هي مجرد مذاهب " فقهية " داخل إطار " أهل السنة "، كغيرها من المذاهب " الفقهية " " السنية " التي اندثرت؛ كمذهب الأوزاعي أو الليث بن سعد أو غيرهم من أئمة أهل السنة.
2 - قد تجد في المنتسبين " فقهيًا " للمذاهب السابقة – خاصة من المتأخرين - من هو " سني " العقيدة، موافق لأئمة تلك المذاهب. وقد تجد من هو بدعي العقيدة " أشعري أو ماتريدي "، فهذا قد خالف الأئمة الأربعة في عقيدتهم السنية. ومثله يُقال له ما قاله الإمام السمعاني الشافعي: " فلا ينبغي لأحد أن ينصر مذهبه – أي الشافعي – في الفروع، ثم يرغب عن طريقته في الأصول ". " فصول من كتاب الانتصار لأصحاب الحديث "؛ للسمعاني، (ص 9).
فأهل السنة قد تجد فيهم " الحنبلي " و " الحنفي " و" المالكي " و " الشافعي ".
والأشاعرة والماتريدية قد تجد فيهم " الحنبلي " و " الحنفي " و" المالكي " و " الشافعي ".
3 - يُنصح - للمزيد - بهذه الرسائل:
- (منهج الإمام مالك رحمه الله تعالى في إثبات العقيدة)؛ للشيخ سعود بن عبدالعزيز الدعجان.
- (منهج الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في إثبات العقيدة)؛ للشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل.
- (عقيدة الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رحمه الله تعالى)؛ للشيخ محمد الخميِّس.
- (اعتقاد الأئمة الأربعة: أبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد)؛ للشيخ محمد الخميِّس.
حمل رسالة (أصول الدين عند الأئمة الأربعة واحدة)
للدكتور ناصر القفاري
http://kabah.info/uploaders/norh/asol.pdf
الحلقات السابقة من (ثقافة التلبيس)
ثقافة التلبيس (16): تعظيم الفلسفة والمطالبة بتدريسها
ثقافة التلبيس (15): (مصطلح التنوير)
ثقافة التلبيس (14): الوسطْ .. الغلطْ
ثقافة التلبيس (13): عدم تكفير اليهود والنصارى .. !
ثقافة التلبيس (12): خلطهم بين الحب الشرعي للوطن والحب الوثني!
ثقافة التلبيس (11): قولهم: لابد من فتح المجال لجميع المذاهب في السعودية!!
ثقافة التلبيس (10): مصطلح: " الآخر " .. !
ثقافة التلبيس (9): قولهم بـ (نسبية الحقيقة)
ثقافة التلبيس (8): (مصطلح: الإسلام السياسي)
ثقافة التلبيس (7): الإسلام دين العدل لا المساواة
ثقافة التلبيس (6): مصطلح التسامح
ثقافة التلبيس (5): مدح الاختلاف بين المسلمين وتسويغه
ثقافة التلبيس (4) " المجتمع المدني " الموضة الجديدة لأصحاب " اللحى الليبرالية "
ثقافة التلبيس (3): مصطلح (الحياد)
ثقافة التلبيس (2): مصطلح (الإصلاح)
ثقافة التلبيس (1): مصطلح "أهل القبلة"! ..
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/thkafa.htm
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:55 ص]ـ
حفظك الله يا فضيلة الشيخ، وجزاك خيرًا، وسددك وأعانك.
ولو سلطت الأقلام لدراسة انحراف أتباع المذاهب في (باب أصول الدين) لاتضح اللبس، واختفى، لكن يأبى أرباب التعصب هذه الحقائق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/92)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[25 - 04 - 09, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا .......
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
هناك سبب مهم - في نظري - لهذا التلبيس:
وهو انتساب الأشعرية الأوائل إلى الإمام أحمد بن حنبل.
فقد كان الأشعري ومن تبعه كالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني ينتسبون إلى الإمام أحمد، ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الباقلاني كان يختم بعض رسائله وكتبه بقوله: " القاضي أبو بكر الباقلاني الحنبلي ".
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا المقولة المشهورة: " إنما نفقت الأشعرية بين الناس بانتسابهم إلى الحنابلة ".
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 04 - 09, 03:37 م]ـ
[ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد أبدأ فيه وأعاد، وأطال القول؛ لكشفه. ومن أقواله:
أحسن الله إليك.
كلام شيخ الإسلام رحمه الله الذي نقلتَه ليس في كشف التلبيس الذي عنونت له بقولك: " تقسيم أهل السنة إلى حنابلة - أشاعرة - ماتريدية "، وإنما هو في بيان عدم اختصاص مذهب أحمد العقدي به دون غيره من الأئمة، وهذان أمران متغايران تمام التغاير.
وأيضا من التلبيس ما يزعمه كثير من المتأخرين من موافقة أبي حنيفة لاعتقاد الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد رحمهم اللهرغم اجماع السلف على ثلبه وتبديعه وبيان مخالفته للكتاب والسنة.
لا أدري إن كان ابن تيمية من هؤلاء الملبسين حين يقول (5/ 256): " الْحَمْدُ لِلَّهِ، اعْتِقَادُ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَاعْتِقَادُ " سَلَفِ الْإِسْلَامِ " كَمَالِكِ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِي وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه؛ وَهُوَ اعْتِقَادُ الْمَشَايِخِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ كالْفُضَيْل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَغَيْرِهِمْ. فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ وَأَمْثَالِهِمْ نِزَاعٌ فِي أُصُولِ الدِّينِ. وَكَذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - فَإِنَّ الِاعْتِقَادَ الثَّابِتَ عَنْهُ فِي التَّوْحِيدِ وَالْقَدَرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مُوَافِقٌ لِاعْتِقَادِ هَؤُلَاءِ وَاعْتِقَادُ هَؤُلَاءِ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَهُوَ مَا نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. "
ثم هذا الإجماع الخطير الذي ادعيته غلط، فمن ادعاه من الأئمة؟!، ولا أدري إن كان الشافعي وأبو داود ويحيى بن معين من السلف عندك أم لا؟.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:21 م]ـ
الأخ الشيخ "سليمان الخراشي": أحسن الله إليكم وبارك فيكم ..
ومن المعاصرين ممن قال بتقسيم أهل السنة إلى: سلفيين و أشاعرة، الشيخ مبارك الميلي- رحمه الله تعالى - كما في كتابه: (تاريخ الجزائر .. )، والشيخ أحمد حماني - رحمه الله تعالى-، ولعلهم من الصنف الثاني الذي ذكرت، والله أعلم.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 07:04 م]ـ
بارك الله فيك
و جزاك عنا خيراً
فقد سددت ثغراً
و أثلجت صدراً
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 08:18 م]ـ
أحسن الله إليك.
كلام شيخ الإسلام رحمه الله الذي نقلتَه ليس في كشف التلبيس الذي عنونت له بقولك: " تقسيم أهل السنة إلى حنابلة - أشاعرة - ماتريدية "، وإنما هو في بيان عدم اختصاص مذهب أحمد العقدي به دون غيره من الأئمة، وهذان أمران متغايران تمام التغاير.
حقيقة أبا الحسنات أني قرأت كلامك هذا عصر اليوم.
وأعدته بعد المغرب، ومرة ثانية، ورجعت إلى كلام الخراشي في الأعلى، فوجدت أنّ استشهاده بكلام شيخ الإسلام موافق لكشف هذا التلبيس ووجيه جداً.
فوضح لي الأمرين المتغايرين وكيف أصبحا متغايرين؟.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[25 - 04 - 09, 09:20 م]ـ
شكرا للشيخ سليمان
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 04 - 09, 09:33 م]ـ
الأمران المتغايران هما:
الأول: اختصاص اعتقاد أحمد به أم هو اعتقاده واعتقاد الأئمة المتبوعين كمالك والشافعي؟. وهذا هو الذي تكلم عليه شيخ الإسلام في النقول أعلاه، ولا صلة لاعتقاد الأشعري والماتريدي بكلامه.
الثاني: اختصاص السنية بعقيدة أحمد أم هي تشمل عقيدة الأشعري والماتريدي؟ وهذا هو الذي يتكلم عليه الأخ سليمان.
ومما يبين لك تغايرهما أن المخالف في الأمر الثاني قد يكون موافقاً في الأول، فيقول: نعم، عقيدة أحمد هي عقيدة الشافعي ومالك، لكن لا يلزمني من هذا أن أخرج الأشعرية والماتريدية من أهل السنة.
فالعلامة محمد الحسن ولد الددو حفظه الله يعبر أحياناً بأهل الحديث بدل الحنابلة، يقول: أهل السنة ثلاثة: أهل الحديث والأشعرية والماتريدية، فكيف سيكون كلام شيخ الإسلام رداً عليه حينئذٍ؟
ولا أظن هذه القسمة الثلاثية كانت معروفة زمن شيخ الإسلام فضلاً عن كونها ذائعة حتى يرد على القائل بها.
والطريقة الصحيحة في مناقشة هؤلاء العلماء هو بتحرير المراد بالسنية، ثم بالنظر في تحققه في الأشعرية والماتريدية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/93)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:19 م]ـ
ومما يبين لك تغايرهما أن المخالف في الأمر الثاني قد يكون موافقاً في الأول، فيقول: نعم، عقيدة أحمد هي عقيدة الشافعي ومالك، لكن لا يلزمني من هذا أن أخرج الأشعرية والماتريدية من أهل السنة.
أبا الحسنات
الذي يخالف في الأمر الثاني هو في الحقيقة لا يوافق القول الأول.
لأن من يخالف في أن لقب أهل السنة محصور على مذهب أحمد ثم يدخل مالك والشافعي في ذلك (موافق للأمر الأول كما تقول) لا ينطبق عليه كلام شيخ الإسلام.
لأن شيخ الإسلام قطعاً لا يقصد بدخل مالك والشافعي في عقيدة أحمد أن الأشاعرة كذلك (قطعاً) لا يعني ذلك شيخ الإسلام.
فكيف يكون موافقاً للأمر الأول ويكون كلام شيخ الإسلام دليلاً له.
ثم إن شيخ الإسلام هنا يتكلم عن المخالفين لأهل السنة وأن مذهب مالك والشافعي هو مذهب أهل السنة، فخرج بكلام شيخ الإسلام جميع المخالفين.
وهو وجيه في استدلال الشيخ سليمان من ناحية: أن عقيدة مالك وعقيدة الشافعي على عقيدة أحمد وأن كل ذلك رد على من يجعل الحنابلة قسيم الأشاعرة والماتريدية ويجعل الشافعية والمالكية هكذا عائمين بين الماتريدية والأشعرية.
فإن كنا نقصد بالحنابلة أهل السنة فالشافعية والمالكية كذلك ..
وإن كنا نقصد بالحنابلة المخالفين لعموم المسلمين من الأشاعرة والماتريدية فالمالكية والشافعية مخالفين لهم كذلك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 11:10 م]ـ
الأخ الكريم: أبابكر المكي: وجزاك ربي خيرًا، وبارك فيك.
الأخ الكريم: صلاح الدين حسين: وجزاك خيرًا، ونفع بك.
الأخ الكريم: صقر بن حسن: بارك الله فيك. أظن ماذكرتَه يدعو إلى عكس التلبيس، مادام الجميع – سنة وأشاعرة متقدمون – ينتسبون لمذهب واحد. فلعلك تعيد التأمل. رعاك الله.
الأخ الكريم: أباالحسنات الدمشقي: وأحسن ربي إليك. ليس هناك مغايرة؛ فكشف " عدم اختصاص مذهب أحمد العقدي به - وبأصحابه - دون غيره من الأئمة " الذي بينه شيخ الإسلام، يعني – لزامًا - أن الأئمة الأربعة على عقيدة " سنية " واحدة تقابل الأشاعرة الذين كانوا مناكفين للشيخ - وحديثه موجه لهم كما في " مناظرة الواسطية " - ممن يحاول بعض غلاتهم عزل الحنابلة عن أهل السنة، وأما البعض الآخر – وهم من يقع في التلبيس السابق – فيرى أنهم يدخلون ضمن أهل السنة مع الأشاعرة.
وفقكم الله ..
الأخ الكريم: عبدالحق آل أحمد: جزاكم الله خيرًا عن الإضافة. وحبذا إعادة ما أرسلتم لي على بريدي
Alkarashi1@hotmail.com
الأخ الكريم: أباجعفر الشامي: وبارك الله فيك، ورفع قَدْرك.
الأخ الكريم: أبا إبراهيم الحائلي: شرفت بمروركم. وأشكر إضافاتكم وتوضيحكم ..
الأخ الكريم: مصطفى سعد: وشكرًا لك.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 12:52 ص]ـ
بارك الله فيك ونصرك ....
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
كشف " عدم اختصاص مذهب أحمد العقدي به - وبأصحابه - دون غيره من الأئمة " الذي بينه شيخ الإسلام، يعني – لزامًا - أن الأئمة الأربعة على عقيدة " سنية " واحدة تقابل الأشاعرة الذين كانوا مناكفين للشيخ - وحديثه موجه لهم كما في " مناظرة الواسطية " - ممن يحاول بعض غلاتهم عزل الحنابلة عن أهل السنة، وأما البعض الآخر – وهم من يقع في التلبيس السابق – فيرى أنهم يدخلون ضمن أهل السنة مع الأشاعرة.
وفقكم الله ..
كون كلام شيخ الإسلام موجها للأشعرية أو لغير الأشعرية لا يدل على أنه يريد أن يبطل تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق.
وكلام شيخ الإسلام لا صلة له بإبطال هذه القسمة الثلاثية، لا بطريق المطابقة ولا اللزوم ولا التضمن، ولا بمنطوق اللفظ ولا مفهومه، ولا أية دلالة يعرفها عربي يفهم ما يقرأ، ومن ادعى أن هذا الكلام الذي نقله الأخ يُفهَمُ منه إبطال تقسيم أهل السنة إلى ثلاثة فرق فليراجع فهمه.
والعجب منك تريد أن تأتي بكلام لشيخ الإسلام في إبطال قسمة لم يعرفها فضلاً أن تكون ذائعة في زمنه كما - زعمتَ -.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:10 ص]ـ
الأخ الكريم: أباالعباس البحريني: وبارك ربي فيك ويسّر أمرك ..
الأخ الكريم: أباالحسنات:
هل أفهم أن الإشكال عندك: أن شيخ الإسلام لم " يُصرح " بالقسمة السابقة .. ولذا فكلامه لا علاقة له بكشف " التلبيس " السابق؟
مهما كان مؤديًا له؟
حسنًا .. انسَ قضية " القسمة ". وأفدني: هل ترى كلام الشيخ يكشف التلبيس أو لا؟ ولماذا؟
- وللتذكير؛ فعبارتي في المقال: (ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية .. ). وليس " ولأجل أن القسمة .. ".
وفقك الله ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أيها الشيخ الفاضل
لكن لدي تعقيب وهو أن أشاعرة اليوم (أغلبهم إن لم يكن كلهم) عندما يقولون بأن الحنابلة أو الأثرية من أهل السنة
فإنهم لا يقصدون السلفيين أو "الوهابية" أو "التيمية" كما يسموننا.
هم يقولون بأن السلفيين مجسمة ومشبهة والإمام أحمد بريء منهم
ويقولون بأن الحنابلة والأثرية كانوا مفوضة، ويذكرون ابن الجوزي (وبعضهم يذكر ابن قدامة أيضا) مثالا على الحنابلة المفوضة الذين هم أهل السنة في نظرهم.
ففي الحقيقة هم لا يعتقدون أن الحنابلة لهم عقيدة مختلفة، بل يرون بأنهم مفوضة مثل الأشاعرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/94)
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 04 - 09, 03:23 م]ـ
حسنًا .. انسَ قضية " القسمة ". وأفدني: هل ترى كلام الشيخ يكشف التلبيس أو لا؟ ولماذا؟
- وللتذكير؛ فعبارتي في المقال: (ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية .. ). وليس " ولأجل أن القسمة .. ".
كيف أنسى القسمة؟!
أنت قلت: ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد أبدأ فيه وأعاد، وأطال القول؛ لكشفه.
والتلبيس السابق هو المعنون له بقولك: تقسيم أهل السنة إلى " حنابلة - أشاعرة - ماتريدية " .. !
وهو الذي عقدت له موضوعك كله ..
وأنت تدعي الآن أن هناك فرقاً بين القسمة والتلبيس فهلا بينته؟
أما قولك: " وأفدني: هل ترى كلام الشيخ يكشف التلبيس أو لا؟ ولماذا؟
فأكرر ما قلته سابقاً: كلام شيخ الإسلام لا صلة له بإبطال هذه القسمة الثلاثية، لا بطريق المطابقة ولا اللزوم ولا التضمن، ولا بمنطوق اللفظ ولا مفهومه، ولا أية دلالة يعرفها عربي يفهم ما يقرأ، ومن ادعى أن هذا الكلام الذي نقله الأخ يُفهَمُ منه إبطال تقسيم أهل السنة إلى ثلاثة فرق فليراجع فهمه.
أما عن السبب فأنت المطالب ببيان الصلة بين كلامه كشف هذا التلبيس أو القسمة ...
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:41 م]ـ
مقالات ثقافة التلبيس للشاملة
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:52 م]ـ
الشيخ سليمان .. زادكم الله علما ونفع بكم
يقول العلماء: إذا كانت الشبهة أقوى من الرد؛ فلا تطرح الشبهة من أصلها، وعليه يكون رأي الأخ أبو الحسنات .. فيه وجه
ثم، لو رأينا كلام شيخ الإسلام في رسائله التقريرية (وهي التي تؤخذ منها آراؤه الأصيلة) لوجدناه يضع علامات لأهل السنة تتمثل في:
- مصدر التلقي: الكتاب، السنة، الإجماع
- منهج الإستدلال.
باعتبار الأول: يكون أهل السنة - بالإضافة إلى السلف الصالح - الأشاعرة والماتردية، وهم بهذا الاعتبار يقابلون أصول الفرق المبتدعة: الشيعة، الخوارج، المعتزلة، الجهمية، المرجئة
وباعتبار الثاني: يكون أهل السنة هم السلف المثبتون وحسب، ويقابلون بهذا الاعتبار الأشاعرة والماتوردية المتؤولة والمفوضة
شيء آخر: من ضم الأشاعرة والماتريدية إلى أهل السنة نظروا إلى مذهب السلف باعتبارهم المفوضة ... وهذا خطأ شائع؛ فليحرر
أخوكم إبراهيم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:08 م]ـ
قد تجد في المنتسبين " فقهيًا " للمذاهب السابقة – خاصة من المتأخرين - من هو " سني " العقيدة، موافق لأئمة تلك المذاهب. وقد تجد من هو بدعي العقيدة " أشعري أو ماتريدي "، فهذا قد خالف الأئمة الأربعة في عقيدتهم السنية
والقسم الثاني كثير وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام .... وعندي أنهم أكثر من القسم الأول ...
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:14 م]ـ
مقالات ثقافة التلبيس مع بحوث أخرى محال عليها للشاملة
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:36 م]ـ
كم من قول لإمام استُدل به على أمر حادث لم يكن في عصره.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 12:31 ص]ـ
- الأخت الكريمة: زوجة وأم: وجزاكِ الله خيرًا ..
س / لو كان هذا " البعض " الذي أعنيه (يرون بأنهم مفوضة مثل الأشاعرة) – كما تقولين -، فلماذا يُفردونهم عنهم؟ أي: لماذا لايكونون داخلين ضمن مصطلح الأشاعرة؛ كحال الجويني أو غيره من مفوضة الأشاعرة؟
ولذا أدخل الحاكم شيخ الإسلام ابن تيمية ضمن الحنابلة الممايزين للأشاعرة فقال له: (أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد، فنقول: هذا اعتقاد أحمد، يعنى والرجل يصنف على مذهبه فلا يُعترض عليه). " الفتاوى: 3/ 169".
وحبذا مراجعة تقديم هيتو لكتاب " الأشاعرة هم أهل السنة " ..
- الأخ الكريم: أبا الحسنات: بارك الله فيك.
من باب الاستفادة:
لو حذفتُ عبارة: (ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد أبدأ فيه وأعاد، وأطال القول؛ لكشفه). هل يستقيم الاستدلال بكلام شيخ الإسلام على أن عقيدة أحمد هي عقيدة الأئمة الثلاثة، وهي عقيدة أهل السنة. وهي تخالف عقيدة الأشاعرة المخاصمين للشيخ؟
- الأخ الكريم: أحمد بسيوني: بارك الله فيك، ونفع بجهدك.
- الأخ الكريم: إبراهيم الجزائري: آمين، ولكم بمثل.
وهل تتكرمون بنقل شيئ من كلام الشيخ يشهد لهذا الذي نسبتموه إليه؟
- الأخ الكريم: أبافهر: جزاكم الله خيرًا. وصدقتم في: (وعندي أنهم أكثر من القسم الأول).
قال شيخ الإسلام في المناظرة السابقة: (قد انتسب إلى مالك أناس مالك بريء منهم، وانتسب إلى الشافعي أناس هو بريء منهم، وانتسب إلى أبى حنيفة أناس هو بريء منهم).
وفق الله أهل السنة ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 04 - 09, 09:11 ص]ـ
حسب ما فهمت من مناقشتي لهم أنهم يفردون الأثريين/الحنابلة لأنهم يقولون بأن الأثريين يركزون على الأثر أكثر ويتجنبون علم الكلام، وربما تكون هناك فروق أخرى لا أعلمها فلم أسألهم الفرق، ولعلي أفعل ذلك مستقبلا إن شاء الله.
ولكن مسألة أنهم يفرقون بين الحنابلة الأثريين وبيننا أنا متأكدة منه، فقد ذكروا ذلك عدة مرات في نقاشاتنا (نحن السلفيين) معهم في المواقع الأجنبية، يقولون بأن السادة الحنابلة الاثريين بريؤون من عقيدة المجسمة السلفيين اليوم
وأنهم كانوا على عقيدة الإمام أحمد المفوض.
هذا على الأقل اعتقاد كثير منهم، ولا أستطيع أن أجزم بأن كل الأشاعرة يعتقدون ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/95)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
الشيخ سليمان الخراشي بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا الاحتساب
وودي المرة القادمة ما تذكر الشيخ الددو وأنا أضمن لك إنك ما ترى شيئا من الانتقادات ولا المداخلات، لا من أبو الحسنات ولا غيره ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:14 م]ـ
الأخت الكريمة: زوجة وأم: جزاكِ الله خيرًا ..
صدقتِ، فمنهم من يرى ماذكرتيه، وهؤلاء غلاتهم، ممن لم يهادن أهل السنة، وهم واضحون. ولكني أقصد الفئة التي تمارس التلبيس السابق.
وبالمناسبة؛ فابن الجوزي - رحمه الله - ليس مفوضًا - كما يدعون -، ولكنه " مضطرب " في العقيدة. كما أنه ليس من صالح الأشاعرة أن يتقووا به على أهل السنة؛ لأن موقفه من الأشاعرة وإمامهم " شديد ". فهو صاحب العبارة الشهيرة عن أهل الكلام - وعلى رأسهم الأشاعرة -:
(أهل الكلام يقولون: ما في السماء رب، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم)!
وموقفه منهم يحتاج لمقال يُتحفنا به أحد الفضلاء ..
- الأخ الكريم: عبدالله الجنوبي: وبارك ربي فيك، وجزاك خيرًا ..
والشيخ الددو على عيني ورأسي .. ولكني أربأ به أن يمارس " التدليس " السابق؛ ولو كان هدفه " جمع الأمة " كيفما اتفق - كما هو ديدن حزبه " الإخوان " -؛ لأن هذه الطريقة ليست في صالح الأمة - سنيها وبدعيها - كما سبق.
والأولى: بيان الحق، ونُصح المبتدع أن يرجع عن بدعته ..
ومن سمى السُم سمسمًا .. فلن يغير من حقيقته شيئًا.
والأليق بطلاب العلم أن يناصحوه مع حفظ مكانته وشكر جهوده. لا أن يجاملوه أو يتمحلوا له الأعذار ..
وفقكم الله ..
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[27 - 04 - 09, 08:40 م]ـ
وهل تتكرمون بنقل شيئ من كلام الشيخ يشهد لهذا الذي نسبتموه إليه؟
أما عن مصدر التلقي:
فقال شيخ الإسلام (الواسطية):
"ثم من طريقة أهل السنة والجماعة: اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً، واتباع سبيل السابقينالأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليهابالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))، ويعلمون أن أصدق الكلامكلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤثرون كلام الله على غيره منكلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدى كل أحد، ولهذاسموا أهل الكتاب والسنة وسموا أهل الجماعة، لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرق، وإن كان "لفظ" الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين، والإجماع هوالأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين.
وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثةجميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين، والإجماعالذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح، إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة". اهـ
أما عن منهج الاستدلال فقال (نفس المصدر أعلاه):
[مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة]: "فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهلالتعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة، وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبريةوالقدرية وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفيباب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية، وفي أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج". اهـ
قلت: أهل السنة والجماعة وسط، وسائر الفرق الأخرى أطراف متساقطة على جنبتي الصراط، وبهذا المعنى الأشاعرة - أيضا - ليسوا بالطرف المحض:
- فهم في باب الصفات يثبتون الصفات الخبرية التي يسمونها المعاني والمعنوية والنفسية كالسمع والبصر والحياة وأنه سميع بصير حي؛ فيتفقون مع أهل السنة في هذا؛ ويؤولون الصفات الفعلية كالنزول والضحك، وباقي الصفات الخبرية كاليد والوجه؛ فهم ليسوا طرفا محضا كسائر الفرق الأخرى؛
- وفي باب أفعال الله يثبتونها، ويثبتون الكسب للعبد؛ وهم بهذا ليسوا جبرية ولا قدرية، وإن قاربوا الجبرية في القول بالكسب المجازي؛
- وفي باب وعيد الله لا يوجبون على الله شيئا كالمعتزلة والقدرية والخوارج؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/96)
- وفي باب أسماء الإيمان والدين يجعلون العمل شرط كمال؛ فهم ليسوا فيه بالطرف الغالي ولا الجافي وإن كانوا على غير هدى؛
- وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خلاف بيننا وبينهم.
فهم في كل هذا وذاك قاربوا، وحاولوا التوسط فأخطؤوا الرمية، وخلطوا استدلال أهل السنة باستدلال أهل الكلام.
.................
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 04 - 09, 09:22 م]ـ
-من باب الاستفادة:
لو حذفتُ عبارة: (ولأجل أن " التلبيس " السابق كان رائجًا زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد أبدأ فيه وأعاد، وأطال القول؛ لكشفه). هل يستقيم الاستدلال بكلام شيخ الإسلام على أن عقيدة أحمد هي عقيدة الأئمة الثلاثة، وهي عقيدة أهل السنة. وهي تخالف عقيدة الأشاعرة المخاصمين للشيخ؟
وفيكم بارك.
الاستدلال يصح إلى قولك: " أن عقيدة أحمد هي عقيدة الأئمة الثلاثة، وهي عقيدة أهل السنة "، أما ما بعده وهو قولك: " وهي تخالف عقيدة الأشاعرة المخاصمين للشيخ " فليس في كلام شيخ الإسلام ذكر للأشاعرة فضلاً عن الحكم عليهم بشيء، فلا أدري من أين فهمت ذلك!.
وانتبه إلى ان الكلام كله حول النقول التي نقلتها، وإلا فموقف شيخ الإسلام من الأشاعرة معروف، لكن هذا الكلام الذي نقلته لا صلة له بالأشاعرة.
ثم حتى لو كان يريد أن يبين بهذا الكلام أن الأشاعرة عقيدتهم تخالف عقيدة الأئمة الأربعة، فأين الماتريدية؟ أم أن في كلامه ان الماتريدية كذلك؟!.
وإذا أردت أن يستقيم موضوعك، فاحذف كلام شيخ الإسلام من تحت عنوان: " كشف هذا التلبيس "، ويمكنك كشف التلبيس بالطريقة التي ذكرتها سابقاً وهي تحرير المراد بالسنية، ثم النظر في تحققها في الأشعرية والماتريدية.
أما قول الأخ الجنوبي: "وودي المرة القادمة ما تذكر الشيخ الددو وأنا أضمن لك إنك ما ترى شيئا من الانتقادات ولا المداخلات، لا من أبو الحسنات ولا غيره .. "
فهو يدل أنه لم يقرأ كلامي، أو قرأه ولم يفهم الاعتراض الذي اعترضته على الأخ الكاتب، لأن الددو لا صلة له بالاعتراض، فحتى لو ذكر الكاتبُ الددو أو لم يذكره فالاعتراض قائم.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:40 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:35 ص]ـ
سألت الشيخ الفاضل عصاماً البشير المراكشي حفظه الله قبل أكثر من سنة عن رأيه بكلام الشيخ الددو فأجابني جواباً مختصراً نافعاً:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم
التفصيل يطول لكن هذه بعض النقاط المفيدة إن شاء الله تعالى:
- كلام الشيخ الددو معروف لدي، لكنه ليس محررا، وفيه إطلاقات غير صائبة، ويشبه أن يكون شيئا قاله ارتجالا ولم يمحصه.
- الأشعرية مثل الماتريدية (إلا في مسائل يسيرة حصرها أهل العلم) فما سأقوله هنا ينطبق عليهما معا.
- ليس للحنابلة خصوصية عقدية، بل أهل السنة – وإن كانوا كثيرين في الحنابلة – فإنهم موجودون في المذاهب الفقهية كلها. لذلك لا يصح أن يقال (الحنبلية من طوائف أهل السنة). هذا شيء لا معنى له.
- من الخطأ التاريخي الجسيم أن يعد البربهاري مؤسسا لمعتقد الحنابلة!! وأين كلام أحمد وتلامذته وأصحابه في أصول العقائد؟ وأين إسهام أئمة السنة من غير الحنابلة كابن عبد البر وأبي إسماعيل الأنصاري وابن زمنين وابن خويز منداد وغيرهم ممن لا يمكن إحصاؤهم؟
- الأشعرية ليسوا من أهل السنة على سبيل الإطلاق، وإن وافقوهم في بعض الأصول كالإمامة والصحابة وبعض المعتقد في اليوم الآخر. لكن خالفوهم في أصول أخرى عظيمة الشأن، وهذا ملخصها:
1 - الأشعرية يقولون بتأويل كل الصفات الإلهية، إلا سبعة معروفة هي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام. والتأويل لا يختلف عن التعطيل في شيء. فتأويل الأشعرية الاستواء بمعنى من المعاني التي يخترعونها، لا يختلف في النتيجة عن نفي الاستواء جملة وتفصيلا.
2 - الأشعرية يقولون إن الإيمان هو التصديق، وليس العمل داخلا في حقيقته. وهذا مذهب المرجئة.
3 - الأشعرية يقولون بنظرية الكسب، وهو عند التحقيق العلمي مرادف للجبر.
فتلخص أن الأشعرية معطلة مرجئة جبرية. فكيف يقال إنهم ليسوا من المبتدعة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/97)
4 - الأشعرية منهجهم في الاستدلال منهج كلامي مخالف لمنهج السلف. ونتج عن ذلك أنهم لا يعظمون شأن النصوص في أبواب العقيدة، وإنما معولهم على أصول المنطق والكلام. والعقل عندهم مقدم على النقل عند وهم التعارض.
5 - الأشعرية لا يعتدون بخبر الآحاد في العقائد مطلقا.
6 - الأشعرية لا يعتدون بتوحيد الألوهية مطلقا، وإنما التوحيد عندهم مقصور على توحيد الربوبية. ومعنى (لا إله إلا الله) عندهم، (لا قادر على الاختراع إلا الله). فأين استحقاق العبادة، ووجوب تمحيضها لله تعالى؟؟
- رغم أن المعتزلة أكثر ضلالا من الأشعرية في مسائل، فإن في كلامهم من التماسك وقلة التناقض ما لا يوجد عند الأشعرية، والسبب أن الأشعرية في بدايات أمرهم سعوا إلى التوفيق بين الأصول الكلامية والنصوص الشرعية، فحصل لهم كثير من الخلط والتناقض الصريح.
- الأشعرية مروا بمراحل عديدة، وفي كل مرحلة يقع لهم ابتعاد عن منهج السلف بشكل تدريجي. فمثلا أبو الحسن الأشعري والباقلاني كانا يثبتان الاستواء على طريقة السلف، وأما من جاء بعدهم، فليس عندهم إلا التأويل أو التفويض وكلاهما بدعة. وآخر مراحل هذا التطور مرحلة الفخر الرازي في كتبه الفلسفية والكلامية، وفي هذه المرحلة اتسع فيها الخرق على الراقع.
- لمزيد من البيان أرجو أن ترجع إلى رسالة الشيخ سفر الحوالي عن الأشاعرة، وإلى كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ عبد الرحمن المحمود، وكتاب (منهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى) لخالد نور، وإلى كافة كتب ابن تيمية وابن القيم في العقائد فإنه يبين كثيرا من بدعهم، وليس من المنهج العلمي الصحيح أن تؤخذ كلمة واحدة لابن تيمية لترد بها مئات الأوراق التي ألفها في الرد على الأشعرية وتبديع رؤوسهم.
وراجع هذا الرابط ففيه فائدة:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/112.htm
- الحكم على الطائفة بأنها طائفة بدعة، وليست من أهل السنة، لا يقتضي الحكم بأن أعيان تلك الطائفة كلهم ليسوا معذورين. بل نقول: من الأشعرية من قد يكون معذورا لأنه أراد الصواب، لكن أخطأه. فهاتان قضيتان مختلفتان.
والله أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 11:47 ص]ـ
الأخ الكريم: إبراهيم: بارك الله فيكم ..
الأفضل من هذا لو قيل بأنهم من أهل السنة - بالمعنى العام - في مقابل الرافضة.
والمهم – في نظري – أن الجميع – من يُدخلهم ومن يُخرجهم ومن .. إلخ - متفقون على مخالفتهم للسنة، وهذا ما يُحفز المسلم لنُصحهم والإنكار عليهم بالطريقة الشرعية. وفقكم الله ..
*******
الأخ الكريم: أباالحسنات: زادك الله من الحسنات: منكم أستفيد، وأنا أنوي طبع هذه الحلقات بعد اكتمالها – إن شاء الله -.
ونشري لها – قبل – يفيدني كثيرًا عندما يقرأها أمثالكم ممن يمحصونها، فجزاكم الله خيرًا. وتحملوني قليلا:
- (فليس في كلام شيخ الإسلام ذكر للأشاعرة فضلاً عن الحكم عليهم بشيء، فلا أدري من أين فهمت ذلك!). فهمته لأنه يُخاطبهم. ولو كان لايراهم مخالفين لعقيدة أحمد التي هي عقيدة الثلاثة التي هي عقيدة أهل السنة – لما خاصمهم ولما خاصموه.
- (لكن هذا الكلام الذي نقلته لا صلة له بالأشاعرة). كيف والحديث موجه لهم؟
- (فأين الماتريدية). كما تعلم لافرق كبير بينهم. وفي الغالب لا يُفردون عنهم. فمايصدق على الأشاعرة يصدق عليهم.ولذا قال الشيخ عصام في نقلك عنه: (الأشعرية مثل الماتريدية إلا في مسائل يسيرة حصرها أهل العلم فما سأقوله هنا ينطبق عليهما معا). وتعلم – وفقك الله – أن من يقع في التقسيم السابق يذكرهم.
- (ويمكنك كشف التلبيس بالطريقة التي ذكرتها سابقاً وهي تحرير المراد بالسنية، ثم النظر في تحققها في الأشعرية والماتريدية). بورك فيكم. لكن الهدف من كشف التلبيس: أن أحمد كالثلاثة = سنة. فهم جميعًا – لهذا - مخالفون للأشاعرة. لأن الموافقين والمخالفين متفقون على أن عقيدة أحمد أو الحنابلة كما يقولون مخالفة للأشاعرة. فإذا ثبت أن عقيدته كالثلاثة الذين هم " سنة " بلاشك، ثبت – لزامًا – أن الثلاثة – أيضًا – مخالفون للأشاعرة. وهو ما أريد الوصول إليه: أن الأشاعرة لا علاقة لهم بالسنة. وأما نقض عقائدهم وسبب مخالفتها للسنة، فليس مقصدي، بل سأحيل إلى الرسائل المخصصة لهذا الموضوع - إن شاء الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/98)
أخيرًا: ما أحسن قول الشيخ البشير - جزاه الله خيرًا - الذي نقلتموه: (رغم أن المعتزلة أكثر ضلالا من الأشعرية في مسائل، فإن في كلامهم من التماسك وقلة التناقض ما لا يوجد عند الأشعرية، والسبب أن الأشعرية في بدايات أمرهم سعوا إلى التوفيق بين الأصول الكلامية والنصوص الشرعية، فحصل لهم كثير من الخلط والتناقض الصريح).
الأخ الكريم: أبايعرب: وبارك ربي فيك، ويسّر أمرك ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:25 م]ـ
وإياكم
كونه يخاطبهم لا يدل على ما فهمته.
والأشعرية يقرون بأن عقائد الأئمة الأربعة واحدة، فلا يكون في بيان شيخ الإسلام أنها واحدة رد عليهم، أرجو منكم التنبه لهذا.
قال ابن عساكر رحمه الله في التبيين: " فإن قال بعض الجهال من البتدعة لسنا نعرف غير المذاهب الأربعة فمن أين أتى هذا المذهب الخامس الذي اخترعتموه ولم رضيتم لأنفسكم بالانتساب إلى الأشعري الذي اتبعتموه وهلا اقتنعتم بالانتساب إلى الإمام الألمعي أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي فإنه أولى بالإنتساب إليه ممن سواه وأحق بالإنتماء إلى مذهبه ممن عداه قلنا هذا قول عري عن الصدق وقائله بعيد عن الحق فمن ذا الذي حصر المذاهب بالعدد الذي حصرتم ومن يصحح لكم من قولكم ماذكرتم بل المذاهب أكثرها لا ينحصر بهذا العدد الذي عددتم ولو كانت منحصرة به لم يحصل لكم بذلك ما قصدتم وكأنكم لم تسمعوا بمذهب الليث بن سعد المصري وعثمان بن سليمان البتي البصري واسحق بن راهويه الخراساني وداود ابن علي الأصبهاني وغيرهم من علماء الإسلام الذين اختلفوا في الفتاوى والأحكام لا في أصول الدين المبنية على القطع واليقين وليس انقراض أرباب هذه المذاهب التي سمينا يصحح لهذا الجاهل هذه المقالة التي عنه حكينا ولسنا نسلم أن أبا الحسن اخترع مذهبا خامسا وإنما أقام من مذاهب أهل السنة ما صار عند المبتدعة دارسا وأوضح من أقوال من تقدمه من الأربعة وغيرهم ما غدا ملتبسا وجدد من معالم الشريعة ما اصبح بتكذيب من اعتدى منطمسا ولسنا ننتسب بمذهبنا في التوحيد إليه على معنى أنا نقلده فيه ونعتمد عليه ولكنا نوافقه على ما صار إليه من التوحيد لقيام الأدلة على صحته لا لمجرد التقليد وإنما ينتسب منا من انتسب إلى مذهبه ليتميز عن المبتدعة الذين لا يقولون به من أصناف المعتزلة والجهمية المعطلة والمجسمة والكرامية والمشبهة السالمية وغيرهم من سائر طوائف المبتدعة وأصحاب المقالات الفاسدة المخترعة لأن الأشعري هو الذي انتدب للرد عليهم حتى قمعهم وأظهر لمن لم يعرف البدع بدعهم ولسنا نرى الأئمة الأربعة الذين عنيتم في أصول الدين مختلفين بل نراهم في القول بتوحيد الله وتنزيهه في ذاته مؤتلفين وعلى نفي التشبيه عن القديم سبحانه وتعالى مجتمعين والأشعري رحمه الله في الأصول على منهاجهم أجمعين فما على من انتسب إليه على هذا الوجه جناح ولا يرجى لمن تبرأ من عقيدته الصحيحة فلاح فإن عددتهم القول بالتنزيه وترك التشبيه تمشعرا فالموحدون بأسرهم أشعرية ولا يضر عصابة انتمت إلى موحد مجرد التشنيع عليها بما هي منه برية ".
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 04:13 م]ـ
بوركتم ..
1 - (فلا يكون في بيان شيخ الإسلام أنها واحدة رد عليهم) .. إذن؛ ماالمقصود ببيانه؟ مادام أحمد عندهم كالثلاثة؟ - كما يدل عليه كلام ابن عساكر أيضًا -.
2 - في ظني أن ابن عساكر - رحمه الله - لايرى فرقًا بينهم (الأربعة والأشعري)؛ لأنه يعتمد " الإبانة "، وتعلم مافي مقدمتها من انتساب الأشعري لأحمد. والحديث هنا عمن يبرأ من " الإبانة " ..
ـ[السيد زكي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:34 ص]ـ
2 - الأشعرية يقولون إن الإيمان هو التصديق، وليس العمل داخلا في حقيقته. وهذا مذهب المرجئة.
قال اللقاني في "جوهرة التوحيد":
وفسر الإيمان بالتصديقِ - ** - والنطق فيه الخُلف بالتحقيق
فقيل شرط كالعمل وقيل بل - ** - شطْر والإسلام اشرحنّ بالعمل
فقوله: شرط كالعمل: يعني به حكاية الخلاف في إدخال النطق باللسان في مقتضى الإيمان؛ فقالت جماعة هو شرط كالعمل، وقالت أخرى بل شطر، ومحققيهم على أنه شرط كمال لا شرط صحة؛ فليُعلم.
وليس من المنهج العلمي الصحيح أن تؤخذ كلمة واحدة لابن تيمية لترد بها مئات الأوراق التي ألفها في الرد على الأشعرية وتبديع رؤوسهم.
وهل المختصرات العلمية تعتبر كلمة واحدة؟ بل فيها عصارة القول ولبه
بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 04 - 09, 02:12 م]ـ
قال اللقاني في "جوهرة التوحيد":
وفسر الإيمان بالتصديقِ - ** - والنطق فيه الخُلف بالتحقيق
فقيل شرط كالعمل وقيل بل - ** - شطْر والإسلام اشرحنّ بالعمل
فقوله: شرط كالعمل: يعني به حكاية الخلاف في إدخال النطق باللسان في مقتضى الإيمان؛ فقالت جماعة هو شرط كالعمل، وقالت أخرى بل شطر، ومحققيهم على أنه شرط كمال لا شرط صحة؛ فليُعلم
لهذا يعتقد بعضهم إيمان أبي طالب (خاصة الصوفية الغلاة منهم)
ولا يقبلون الحديث في وفاته كدليل على موته مشركا لأنه خبر آحاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/99)
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:07 م]ـ
ومحققيهم على أنه شرط كمال لا شرط صحة؛ فليُعلم. [/ size][/b][/font]
[/indent]
هذا معلوم
وهذه هي بدعة الإرجاء بعينها
فهل تعرف أخي الكريم قول السلف في الإيمان؟
أنصحك بدراسة هذا النظم وشرحه: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=52376&d=1198360918
وهذه المنظومة منغمة: http://www.khayma.com/tajweed/taha/khalaed.mp3
ولي عودة لكلام الشيخ سليمان.
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:11 م]ـ
[/ SIZE][/B][/FONT]
لهذا يعتقد بعضهم إيمان أبي طالب (خاصة الصوفية الغلاة منهم)
ولا يقبلون الحديث في وفاته كدليل على موته مشركا لأنه خبر آحاد
[/ INDENT]
لعلك لم تفهمي مراد الأخ.
ونسبتك هذا الكلام للأشعرية غلط، فليس منهم أحد يقول بإيمان ابي طالب
انظري:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=948054&postcount=5
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:29 م]ـ
بوركتم ..
1 - (فلا يكون في بيان شيخ الإسلام أنها واحدة رد عليهم) .. إذن؛ ماالمقصود ببيانه؟ مادام أحمد عندهم كالثلاثة؟ - كما يدل عليه كلام ابن عساكر أيضًا - ...
مقصود الشيخ الرد على هذا القول بصرف النظر عن قائله.
وهل لك أن تأتيني بنقل عن إمام من أئمة الأشعرية في أن عقيدة أحمد مخالفة لغيره من الأئمة؟
ولا تستهن بكلام ابن عساكر، فهو معتمد عندهم.
وأزيدك بكلام للسبكي: وذلك أنه لما وقعت فتنة ابن القشيري المعروفة بين الحنابلة والأشعرية كتب الوزير نظام الملك الذي كان سند الأشعرية وملجأهم إلى الإمام أبي إسحاق الشيرازي بعد شكوى أبي إسحاق الحنابلة إليه: " لا يمكن تغيير المذاهب ولا نقل أهلها عنها والغالب على تلك الناحية مذهب أحمد ومحله معروف عند الأئمة وقدره معلوم في السنة "
فعلق السبكي على هذا الكلام بقوله: "وأنا لا أعتقد أن الشيخ - الشيرازي - أراد إبطال مذهب الإمام أحمد وليس الشيخ ممن ينكر مقدار هذا الإمام الجليل على علو محله من العلم والدين ولا مقدار الأئمة من أصحابه أهل السنة والورع وإنما أنكر على قوم عزوا أنفسهم إليه وهو منهم بريء
وأطالوا ألسنتهم في سب الشيخ أبي الحسن الأشعري وهو كبير أهل السنة بعده وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وكرر غير ما مرة أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه ".
ولو أن الأشعرية طعنوا في عقيدة أحمد وجعلوه مخالفاً لغيره لأعانوا بذلك على أنفسهم ولم يعد لهم قبول عند أحد، وهذا ما لم يحصل.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 04 - 09, 09:07 م]ـ
لعلك لم تفهمي مراد الأخ.
ونسبتك هذا الكلام للأشعرية غلط، فليس منهم أحد يقول بإيمان ابي طالب
انظري:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=948054&postcount=5
ناقشت بعضهم في احدى المنتديات الأجنبية
وقال بعضهم بأنه مسلم وليس بكفار ولا يشترط نطقه بالشهادة ليكون مسلما
وقالوا بأنهم لا يقبلون الإستدلال بالحديث الذي فيه ذكر وفاته لأنه خبر أحاد.
مع العلم أنهم أشاعرة متصوفة
وبعضهم صوفية غلاة
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 10:52 م]ـ
أختي لا تعتمدي على هذه النقاشات في معرفة مذهب الأشعرية أو غيرهم، لأن الذي تناقشينه لا يمثل إلا نفسه، وكتب القوم مبذولة لمن تطلبها، وليس فيها شيء مما ذكرتيه.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:17 م]ـ
عفوا أخي الفاضل
ولكن الأشاعرة المتصوفية ليسوا كالأشاعرة غير المتصوفة
ربما هذا الاعتقاد له علاقة بتصوفهم وليس أشعريتهم
الله أعلم
ولكنني ذهبت لاحد منتديات الأشاعرة المشهورة ورأيت احد الأعضاء كتب موضوعا يبين فيه الأدلة على موت أبي طالب كافرا
فكان كل الأعضاء الذين ردوا عليه سوى عضو أو عضوين (عددهم تقريبا 12 إلى 15) معترضين عليه ويقولون بإيمان أبي طالب.
ورأيتهم يذكرون عددا من الكتب في إيمان أبي طالب.
فمجرد كون كثير من الأشاعرة خاصة السابقين منهم يرون كفر أبي طالب لا يعني بأنه اعتقاد جميعهم
خاصة المتصوفة الغلاة منهم
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:30 م]ـ
فمجرد كون كثير من الأشاعرة خاصة السابقين منهم يرون كفر أبي طالب لا يعني بأنه اعتقاد جميعهم
خاصة المتصوفة الغلاة منهم
أختي طريقتك هذه في معرفة مذهب الأشعرية أو أي فرقة غيرهم غلط من أساسها
الأشعرية هم الباقلاني والجويني والرازي والآمدي والغزالي ونحوهم وليس أولئك النكرات الذين يكتبون في النت.
وكل من قال بإيمان أبي طالب فقوله مناقض لمذهب الأشعرية، وإن زعم أنه منتسب إليهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:48 م]ـ
كما أخبرتك
قد يكون له علاقة بتصوفهم وليس أشعريتهم والله أعلم
كثير من أشاعرة اليوم أو غالبيتهم متصوفة
خلطوا عقيدة الأشاعرة والصوفية، فخلطوا ضلالتين
فتجد كثير من أشاعرة اليوم يعتقدون أمورا لم يعتقدها الأشاعرة السابقين خاصة ممن لم يكونوا متصوفة
وذلك لان تلك الاعتقادات لها علاقة بتصوفهم
كما أننا نجد من الصوفية السابقين ممن لم يكونوا أشاعرة، يبغضون عقيدة الأشاعرة ويردون عليهم، خاصة فيما يتعلق بصفات الله عز وجل لأنهم لم يكونوا مؤولة في صفات الله عز وجل وكانوا يثبتونها على ظاهرها، ويرون التأويل عقيدة باطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/100)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 10:37 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
- (وهل لك أن تأتيني بنقل عن إمام من أئمة الأشعرية في أن عقيدة أحمد مخالفة لغيره من الأئمة؟) ..
من تقصد بأئمتهم؟ لاتحصرني بأسماء محدودة. فكل من يُعد عندهم من " العلماء " يدخل في شرطي وقصدي.
******
الأخت الكريمة زوجة وأم نبهت إلى مسألة مهمة حبذا لو تُفرد برسالة. وهي (الصلة بين الأشاعرة والتصوف). وسيجد الباحث زادًا لها في مسائل:
1 - مصادر التلقي.
2 - مسألة وحدة الوجود. وابن عربي. (فهم فريقان: أحدهما يُعظّم والآخر يذم).
3 - وفاة أبي طالب.
4 - والدي النبي صلى الله عليه وسلم.
...
وليكن الهدف منها: الاستفادة من ردود الأشاعرة غير المتصوفة على الأشاعرة المتصوفة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 04 - 09, 12:40 م]ـ
طيب .. هات كلاماً لأي واحد يعد من علماء الأشعرية.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 02:51 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ومحاولة التلبيس قديمة خاصة في زمان انتشار السنة.
قال ابن تيمية _في مناضرة الواسطية_ " ولما رأى الإمام ممالأتهم , وتعصبهم, ورأى قلة العرف الناصر, وخافهم قال: أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد, فتقول هذا اعتقاد أحمد, يعني والرجل يصنف على مذهبه فلايعترض عليه, فإن هذا مذهب متبوع, وغرضه بذلك قطع مخاصمة الخصوم.
فقلت: ماجمعت إلاعقيدة السلف الصالح, ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا والإمام أحمد إنما هو مبلغ العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم , ولو قال أحمد من تلقاء نفسه مالم يجئ به الرسول لم نقبله, وهذه عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم" {الفتاوى3/ 169}
وكان مما يؤسف وقوع جمع كبير من العلماء _من الأشاعرة_ في هذا التفريق فتجده عندما يشرح مسئلة في العقيدة يقول وذهب الأشاعرة ... وذهب الحنابلة_ والمراد قول أهل السنة_ إلى كذا وكذا ... وهذا موجود بكثرة.
من أجل ذلك _والله أعلم_ قال الشيخ أبو اسماعيل الهروي_رحمه الله_:
أنا حنبلي ماحييت وإن أمت ... فوصيتي للناس أن يتحنبلوا.
راجع "المدخل المفصل1/ 56"
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[01 - 05 - 09, 08:38 م]ـ
أخيرًا: ما أحسن قول الشيخ البشير - جزاه الله خيرًا - الذي نقلتموه: (رغم أن المعتزلة أكثر ضلالا من الأشعرية في مسائل، فإن في كلامهم من التماسك وقلة التناقض ما لا يوجد عند الأشعرية، والسبب أن الأشعرية في بدايات أمرهم سعوا إلى التوفيق بين الأصول الكلامية والنصوص الشرعية، فحصل لهم كثير من الخلط والتناقض الصريح).
يظهر ذلك جليا في مسألة الرؤية ..
إذ لما طرّد المعتزلة تحكيم العقل وتقديمه في الإلهيات والنبوات والسمعيات كان مذهبهم نفي الرؤية ..
ولما قصر الأشاعرة ذلك على الأوليين دون الثالث ظهر الخلطُ في كلامهم والتناقضُ، وحكموا بأن الله يرى، لكن لا إلى جهة!! ..
وانظر حول ذا:
درء التعارض 1/ 203
وفيه: (ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف)
بيان تلبيس الجهمية 2/ 376
[استفدت هاتين الإحالتين من أبي مالك العوضي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159137)]
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:56 م]ـ
أظن هذه القسمة خارجة عن قضية أن يكون هناك أشعري يرى أن عقيدة الإمام أحمد مخالفة لأهل السنة.
وإنما القضية في تعقيبات الشيخ أبي الحسنات هي في أن هذه القسمة هل حدثت زمن شيخ الإسلام ابن تيمية؟
هذا هو المطلوب تحقيقه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 06:10 م]ـ
أهلا بك أخي أبا إبراهيم.
أولا نحن جميعاً متفقون على أن هذه القسمة الثلاثية باطلة.
ومحل الخلاف في كلام شيخ الإسلام الذي نقله الأخ سليمان هل فيه إبطال لها أم لا.
بعد المرحلة الأولى من النقاش، اتفقت أنا والشيخ سليمان على أن كلام شيخ الإسلام ليس فيه إبطال القسمة الثلاثية.
واتفقنا أن كلامه يدل على أن عقيدة الأئمة الأربعة واحدة.
ثم اختلفنا في كون كلامه فيه رد على الأشعرية.
وحل هذا الخلاف لا يكون إلا ببيان أن الأشعرية يقولون باختلاف عقائد الأئمة الأربعة.
فأتيت أنا بنقل عن إمامين من أئمتهم: ابن عساكر والسبكي في أن عقائد الأئمة واحدة.
وهو مطالب الآن بالإتيان بما يعارضه.
وإذا اتفقنا على هذه النقطة، اتفقنا أن كلام شيخ الإسلام لا صلة له بالأشعرية بوجه من الوجوه.
أما المسألة التي تطرحها أخي الكريم، وهي هل كانت هذه القسمة موجودة زمن شيخ الإسلام، فأنا أزعم أنها لم تكن موجودة، ودليلي على ذلك أن شيخ الإسلام تصدى لإبطال الأفكار المنحرفة الشائعة في زمنه كبيرها وصغيرها، فلو كانت هذه الفكرة معروفة أو ذائعة لأبطلها.
وليت أصحاب الاطلاع الواسع والاستقراء التام يفيدوننا بمعرفة أول قائل بهذه القسمة.
ويظهر من الأسماء التي ذكرها الأخ سليمان أن جل القائلين بها من المعاصرين، وأقدم من ذكره هو عبد الباقي الحنبلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/101)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 06:21 م]ـ
وأهلا بك أيها الفاضل
الذي فهمته أن الشيخ سليمان -من باب التنزّل معك - قال بأن كلام شيخ الإسلام ليس في إبطال القسمة الثلاثية. ليصل بك إلى أن كلامه يريد به الأشعرية.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 06:31 م]ـ
توفي عبد الباقي الحنبلي سنة 1017 هـ
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 06:34 م]ـ
حتى لو وصل بي إلى أن شيخ الإسلام يريد الأشعرية، فكيف سيصل بي بعد ذلك إلى أنه يريد بكلامه ذلك إبطال القسمة الثلاثية؟!
لا أظنه قالها تنزلاً، وإنما قد اتفق معي على ذلك وهو موجود وله أن يخبرنا بمراده (ابتسامة).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 08:28 م]ـ
بورك فيكم ..
- أخي أباالحسنات: قلتم: (واتفقنا أن كلامه يدل على أن عقيدة الأئمة الأربعة واحدة).
سؤالي - الواضح -: لماذا يُشغل شيخ الإسلام نفسه بتوضيح هذا الأمر الواضح لمن يُخاطبهم؟
أي:
لماذا لم يقل لهم منذ بداية المشكلة معهم - دفاعًا عن نفسه -:
(أنا على معتقد أحمد) .. ؟
وأحمد عندكم كالثلاثة ..
قد تقول: هم لا يرونه على معتقد أحمد ..
فأقول: يلزمه حينها أن يبين أن عقيدته موافقة لعقيدة أحمد ..
لا أن يُبين أن عقيدة أحمد موافقة للثلاثة ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:59 م]ـ
إن كنت تعني ما جرى في المناظرة في العقيدة الواسطية، فليس القائل بأن عقيدة الإمام أحمد مختصة به أحد خصوم شيخ الإسلام من الأشعرية، وإنما هو أحد القضاة الذين حضروا، وأراد بكلامه هذا الانتصار لشيخ الإسلام قال شيخ الإسلام (3/ 169): " وَأَخَذَ بَعْضُ الْقُضَاةِ الْحَاضِرِينَ وَالْمَعْرُوفِينَ بِالدِّيَانَةِ: يُرِيدُ إظْهَارَ أَنْ يَنْفِيَ عَنَّا مَا يَقُولُ وَيَنْسُبُهُ الْبَعْضُ إلَيْنَا فَجَعَلَ يَزِيدُ فِي الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ .... وَلَمَّا رَأَى هَذَا الْحَاكِمُ الْعَدْلُ مُمَالَأَتَهُمْ وَتَعَصُّبَهُمْ وَرَأَى قِلَّةَ الْعَارِفِ النَّاصِرِ وَخَافَهُمْ قَالَ: أَنْتَ صَنَّفْت اعْتِقَادَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فَتَقُولُ هَذَا اعْتِقَادُ أَحْمَدَ؛ يَعْنِي وَالرَّجُلُ يُصَنِّفُ عَلَى مَذْهَبِهِ فَلَا يُعْتَرَضُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ هَذَا مَذْهَبٌ مَتْبُوعٌ.
وَغَرَضُهُ بِذَلِكَ قَطْعُ مُخَاصَمَةِ الْخُصُومِ.
فَقُلْت: مَا جَمَعْت إلَّا عَقِيدَةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ جَمِيعِهِمْ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ اخْتِصَاصٌ بِهَذَا، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ إنَّمَا هُوَ مُبَلِّغُ الْعِلْمِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ قَالَ أَحْمَدُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِهِ الرَّسُولُ لَمْ نَقْبَلْهُ وَهَذِهِ عَقِيدَةُ مُحَمَّدٍ ".
فتنبه: أن الكلام ليس صادراً من أشعري، وليس كلام شيخ الإسلام موجهاً لأشعري.
أما لماذا أشغل شيخ الإسلام نفسه بكشف هذه الشبهة فله جوابان:
الأول: أنه من المعلوم من عادته ترك المجاملة، فلا يمر كلاماً يراه مخالفاً للحق دون تعقيب، بصرف النظر عن قائله، وقصة أبي حيان معروفة.
الثاني: أن هذه الشبهة وإن كان الأشعرية لا يقولون بها، فيمكنهم استغلالها في التقليل من تأثير كلام ابن تيمية، فلو سلم ابن تيمية لذلك القاضي الطيب كلامه، فإن الأشعرية - والله أعلم - لن يعترضوا ويقولوا: بل مذهب أحمد كغيره، بل سيجعلون ذلك إقراراً من ابن تيمية بأن مذهبه مذهب خاص، وليس عقيدة لا يسع أحد مخالفتها، وهذا يقلل من شأن كلامه واعتقاده كما لا يخفى.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 11:50 م]ـ
أخي أبا الحسنات.
هذه القسمة كانت موجودة زمن شيخ الإسلام لا أنَّ الكلَّ متفق على أن الآخر من أهل السنة جملة، وإنما أنها هي التي كانت تتسمى بأهل السنة وكل يرد على الآخر.
وإليك إشارات تدل على ذلك:
- يقول المقريزي في الخطط عن الأشعرية بعد أن انتشرت على يد السلاطين: (كان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الاسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب وجهل، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلا أن يكون مذهب الحنابلة- أتباع الامام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- رضي الله عنه-، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف لا يرون تأويل ما ورد من الصفات- إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية).
- أن ابن تيمية نفسه كان يرد على بعض الحنابلة الذين يميلون إلى التفويض، وينص على أن الحنابلة أقل انحرافا من غيرهم.
- يقول الشيخ المحمود (يتهم السبكى الذهبى أنه يعلى من شأن الحنابلة ويحط من شأن الأشاعرة، وليس هذا موضع مناقشة هذه التهمة، وقد ناقشها بشار عواد في مقدمته لسير أعلام النبلاء (ص: 127 - 135)، ولكن نقول. أن السبكي وقع في تراجم الأشاعرة في طبقاته في نفس الشيء الذى اتهم به الذهبي)
- أن العز بن عبد السلام ت 660هـ ألف في ذلك عقيدته المسماة "الملحة في اعتقاد أهل الحق" قرر فيها مذهب الأشاعرة في كلام الله وإنكارالحرف والصوت وشنع على مخالفيه من الحنابلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/102)
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:32 ص]ـ
ليس محل البحث في وجود الأشعرية والحنابلة كمذهبين متغايرين، كما في النقول التي تفضلت بها، فهذا لا ينكره أحد، والمذهبان موجودان قبل ابن تيمية بدهور، وإنما محل البحث أن يكون مشهوراً زمن ابن تيمية أن أهل السنة ثلاثة أقسام حنابلة وأشعرية وماتريدية على الصورة التي قال بها المشايخ الذين ذكرهم الأخ سليمان في المقال.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 04:18 م]ـ
الأخ الكريم أباالحسنات:
- قلتم لأبي إبراهيم: (ليس محل البحث في وجود الأشعرية والحنابلة كمذهبين متغايرين) .. وهذا هو التلبيس الذي أتحدث عنه! أن يُقابَل الأشاعرة بالحنابلة، ثم يأتي من يجعلهما جميعًا " أهل سنة " (من بعض الأشاعرة المائلين للتجميع أو من يوافقهم على هذا المقصد من أهل السنة).
--------
- وتعليقًا على جوابكم الأخير لي:
1 - قال الشيخ في مناظرته معهم: (وقلت ايضا فى غير هذا المجلس الامام أحمد رحمه الله لما انتهى اليه من السنة ونصوص رسول الله أكثر مما انتهى الى غيره وابتلى بالمحنة والرد على أهل البدع أكثر من غيره كان كلامه وعلمه فى هذا الباب أكثر من غيره فصار إماما فى السنة اظهر من غيره وإلا فالأمر كما قاله بعض شيوخ المغاربة العلماء الصلحاء قال المذهب لمالك والشافعى والظهور لأحمد بن حنبل يعنى أن الذى كان عليه أحمد عليه جميع أئمة الإسلام .. ) (3/ 170). فهو يُكرر هذا، لا أنه يجيب عما طرحه القاضي الفاضل في موقف واحد.
2 - قال (3/ 170 - 171): (وطلب الأمير الكلام فى مسألة الحرف والصوت لأن ذلك طلب منه، فقلت هذا الذى يحكيه كثير من الناس عن الامام احمد وأصحابه أن صوت القارئين ومداد المصاحف قديم أزلى كما نقله مجد الدين ابن الخطيب وغيره كذب مفترى لم يقل ذلك أحمد ولا أحد من علماء المسلمين لا من أصحاب أحمد ولا غيرهم) ..
فبعضهم في زمن الشيخ يرى حتى أحمد قد خالف الثلاثة - خاصة في مسألة القرآن وصفة الكلام -، وإلا لما حشره مع الحنابلة، ولاكتفى بأن الحنابلة خالفوا شيخهم.
وفقكم الله، وأشكر حواركم المفيد أنتم وأبوإبراهيم والإخوة الفضلاء ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 05 - 09, 05:18 م]ـ
يا شيخ ما بالك؟!
عندنا أمران: الأول: وجود مذهبين متغايرين أو ثلاثة مذاهب: أشعرية وحنابلة وماتريدية، وهذا لا ينكره أحد، وإن كنت تنازع في تسمية الحنابلة باسمهم هذا، فهي ليست من عندي، فكتب التاريخ طافحة بهذه التسمية.
الأمر الثاني: إدراج هذه المذاهب الثلاثة تحت اسم أهل السنة وهذا هو التلبيس الذي تحدثتَ عنه.
وأنا ليس في كلامي إلا أن الأمر الأول واقع قبل ابن تيمية.
فالبحث الذي بيني وبين أبي إبراهيم: هل كانت هذه القسمة الثلاثية موجودة زمن ابن تيمية؟ والمقصود بوجودها ليس الأمر الأول، وإنما الأمر الثاني، أي: هل شاع زمن ابن تيمية أن أهل السنة ثلاثة أقسام؟، وليس محل البحث أن هذه الفرق الثلاثة موجودة زمنه أو قبله فهذا لا ينكره أحد.
فكيف التبس عليك الأمران؟!.
أما عن قضية أن الأشاعرة يقولون بأن عقيدة أحمد غير عقيدة الأئمة الأريعة، فلا أظن الإصرار على ذلك بعد الاطلاع على كلام ابن عساكر والسبكي إلا ضرب من المكابرة.
ثم هل لك أن تخبرني من هو مجد الدين ابن الخطيب الذي نقل هذا الكلام عن أحمد؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 08:34 م]ـ
بورك فيكم ..
- شيخ الإسلام يقول في الموضع السابق: (فقلت هذا الذى يحكيه كثير من الناس عن الامام احمد .. ). من هم هؤلاء الكثير؟ أليس على رأسهم الأشاعرة؟ وأنت تريد حصري بابن عساكر أو السبكي. وعبارتي في مقالي الأساس: " بعض الأشاعرة "، ولم يكن في ذهني عندما كتبت المقال شخصًا بعينه، ولكن في ذهني من قراءاتي أن بعضًا منهم يقول بهذا - أي أن الحنابلة يخالفون الأشاعرة ومن ضمنهم في نظرهم: الأئمة الثلاثة -. وقد أراحني شيخ الإسلام بنقله السابق عن بعضهم عناء البحث عن " الأشخاص "؛ لأثبت لك أن هناك من يقول منهم أن عقيدة أحمد تخالف عقيدة الثلاثة التي لايرونها تعارض أشعريتهم.
- ثم: لماذا خص هذا " الكثير " النقل والنقد بأحمد؟
- و (مجد الدين) - والله أعلم -: أظنها محرفة من " فخر الدين " - فالفاء تشبه الميم، والدال تشبه الراء -، وهو الرازي " ابن الخطيب ". ولتراجع كتبه وماقاله في الحنابلة.
الخلاصة مما فهمته من نقاشنا:
- أنك تُنكر وجود من يقول بأن أهل السنة 3 فرق زمن الشيخ.
- أنك تنكر أن أحدًا من الأشاعرة يرى أن عقيدة أحمد تخالف عقيدة الثلاثة.
- أنك توافق على خطأ التقسيم الثلاثي.
- أنك ترى أن كلام شيخ الإسلام لاعلاقة له بالقسمة الثلاثية.
- أنك ترى أن كلامه ليس موجهًا للأشاعرة - بخصوص عقيدة أحمد.
-----
- أنني أرى أن كلام الشيخ مناسب لإبطال التلبيس؛ لأنه يقضي على مسبباته الأولى. وهو أن عقيدة أحمد تخالف الثلاثة. ولا يُشترط أن " ينص " على القسمة الثلاثية. بل يكفي أن كلامه المهم يساهم في " كشف التلبيس ".
- أنني أرى أن " بعض " الأشاعرة يرون أن عقيدة أحمد نفسه تخالف عقيدة الثلاثة. خاصة في مسألة الكلام. كما سبق النقل عنهم.
- أنني أرى أن كلامه المتكرر موجه أكثره إلى الأشاعرة " خصومه ".
أرجو التصحيح .. وفقك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/103)
ـ[محمد براء]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:05 م]ـ
- شيخ الإسلام يقول في الموضع السابق: (فقلت هذا الذى يحكيه كثير من الناس عن الامام احمد .. ). من هم هؤلاء الكثير؟ أليس على رأسهم الأشاعرة؟.
لا أدري والله، هو قال: كثير من الناس، أما أنه قال على رأسهم الأشاعرة، فليس في كلام شيخ الإسلام تعرض للأشاعرة.
ولكن في ذهني من قراءاتي أن بعضًا منهم يقول بهذا - أي أن الحنابلة يخالفون الأشاعرة ومن ضمنهم في نظرهم: الأئمة الثلاثة -
الحنابلة شيء والإمام أحمد شيء آخر.
فلا شك أن الأشاعرة يرون الحنابلة مخالفين لهم، أما الإمام أحمد فلا.
وقد تقدم كلام السبكي.
- و (مجد الدين) - والله أعلم -: أظنها محرفة من " فخر الدين " - فالفاء تشبه الميم، والدال تشبه الراء -، وهو الرازي " ابن الخطيب ". ولتراجع كتبه وماقاله في الحنابلة.
هذا محتمل، لكنه يحتاج إلى دليل.
أنني أرى أن كلام الشيخ مناسب لإبطال التلبيس؛ لأنه يقضي على مسبباته الأولى. وهو أن عقيدة أحمد تخالف الثلاثة. ولا يُشترط أن " ينص " على القسمة الثلاثية. بل يكفي أن كلامه المهم يساهم في " كشف التلبيس ".
أولاً: لو كان القول بأن عقيدة أحمد تخالف عقائد الثلاثة أصلاً للقول بأن أهل السنة ثلاثة أقسام: أشعرية وماتريدية وحنابلة، لوجدنا العلماء الذين ذكرتهم يقولون بذلك، وأنا أعلم أن السفاريني والددو - على الأقل - لا يقولون بذلك.
ثانياً: القول بأن عقيدة أحمد تخالف عقائد الأئمة أدعى إلى إبطال هذه القسمة، وليس للقول بها، وأن يكون الأشاعرة وحدهم هم أهل السنة، سيما إذا كانت هذه الخلاف غير مستساغ كما في مسألة الكلام.
أنني أرى أن " بعض " الأشاعرة يرون أن عقيدة أحمد نفسه تخالف عقيدة الثلاثة. خاصة في مسألة الكلام. كما سبق النقل عنهم.
ليس في كلام ابن تيمية ذكر للأشاعرة، إلا أن يكون الاحتمال الذي ذكرته في تحريف مجد الدين، وعلى صحته، فلا صلة بين هذه المسألة والقسمة الثلاثية كما تقدم آنفاً.
ـ[*خالد العصيمي*]ــــــــ[04 - 05 - 09, 08:31 م]ـ
أقوال أهل السلف في الاشاعرة:
1 - الإمام ابن تيمية-رحمه الله- قد بين أنهم مبتدعة بطرق؛ منها أنه نص على ذلك فقال كما في مجموع الفتاوى (2/ 50): كما يقوله بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبرائيل أو محمد مضاهاة منهم فى نصف قولهم لمن قال انه قول البشر من مشركى العرب ممن يزعم أنه أنشأه بفضله وقوة نفسه ا. هـ
ومنها أنه جعلهم من المتكلمين وبجعله لهم من المتكلمين أخرجهم من أهل السنة إلى أهل البدع فقال في الدرء (6/ 183): وأهل الكلام من الأشعرية وغيرهم ا. هـ
وفي أكثر من موضع يذكر أنهم أقرب إلى أهل السنة من غيرهم فهذا يدل على أنهم ليسوا منهم قال في مجموع الفتاوى (6/ 55): (و أما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث، وهم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث. .)
2 - الشيخ العلامة من أئمة الدعوة النجدية السلفية سليمان بن سحمان -رحمه الله- فقد رد على السفاريني قوله في لوامع الأنوار: إن الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية كما قال هؤلاء المفتون فقال: (هذا مصانعة من المصنف- رحمه الله تعالى- في إدخاله الأشعرية والماتريدية في أهل السنة والجماعة، فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت، ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم، فهم يقرون بالرؤية ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب الرائي. ويقول: الإيمان مجرد التصديق وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة) لوامع الأنوار البهية (1/ 73)
3 - الشيخ العلامة من أئمة الدعوة النجدية السلفية عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين - رحمه الله- فقد رد على السفاريني قوله في لوامع الأنوار: إن الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية كما قال هؤلاء المفتون فقال: (تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق فيه نظر، فالحق الذي لا ريب فيه أن أهل السنة فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية التي بينها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سئل عنها بقوله: (هي الجماعة)، وفي رواية: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو (من كان على ما أنا عليه وأصحابي). وبهذا عرف أنهم المجتمعون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ولا يكونون سوى فرقة واحدة. والمؤلف نفسه يرحمه الله لما ذكر في المقدمة هذا الحديث، قال في النظم:
وليس هذا النص جزماً يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر
يعني بذلك: الأثرية. وبهذا عرف أن أهل السنة والجماعة هم فرقة واحدة الأثرية والله أعلم) المصدر السابق (1/ 73).
4 - الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (6/ 285) حيث قال: (فإن ما أنا فيه من الاشتغال بالمشروع العظيم - تقريب السنة بين يدي الأمة - الذي يشغلني عنه في كثير من الأحيان ردود تنشر في رسائل و كتب و مجلات من بعض أعداء السنة من المتمذهبة و الأشاعرة و المتصوفة و غيرهم، ففي هذا الانشغال ما يغنيني عن الرد على المحبين الناشئين، فضلا عن غيرهم. و الله المستعان، و عليه التكلان) ا. هـ
5 - الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-في شرحه للواسطية استدرك في أولها على السفاريني لما جعل الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية وبين أن الفرقة الناجية واحدة وهم أهل الحديث أهل السنة دون الأشعرية والماتردية وقال (2/ 372) أيضاً: أن الأشاعرة والماتردية ونحوهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ا. هـ
6 - شيخنا العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- سئل: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول: هل الأشاعرة والماتريدية يعدون من أهل السنة والجماعة؟
الجواب:
لا يعدون.
لم يعدهم أحد من أهل السنة والجماعة قط.
لكن هم يسمون أنفسهم من أهل السنة وهم ليس من أهل السنة ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/104)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[05 - 05 - 09, 11:42 ص]ـ
حول مسألة هل الأشاعرة يقولون أن عقيدة أحمد تخالف عقيدة أهل السنة:
للدكتور البوطي كلام في أن أحمد رحمه الله يخالف مذهب أهل السنة ولو في بعض المسائل:
بعد كلامه على صفة الكلام ومعناها عند المعتزلة والجمهور - ويعني بهم الأشاعرة والماتريدية - قال:
((إذا تأملت فيما ذكرناه، أدركت النقطة الخلافية بين المعتزلة وأهل السنة والجماعة، وهي: أن
هنالك معنى لألفاظ القرآن يتكون منه الأمر والنهي والإخبار المتوجه للناس وهو قديم. فما اسم هذا
المعنى؟
المعتزلة: اسمه العلم إذا كان إخباراً، والإرادة إن كان أمراً أو نهياً ..
الجمهور: اسمه الكلام النفسي، وهو صفة زائدة على كل من العلم والإرادة، قائمة بذاته تعالى.
أما الكلام الذي هو اللفظ، فاتفقوا على أنه مخلوق وعلى أنه غير قائم بذاته سبحانه، باستثناء أحمد بن حنبل وبعض أتباعه، فقد ذهبوا إلى أن هذه الحروف والأصوات أيضاً قديمة بذاتها، وأنها هي
المعني بصفة الكلام. (2)
ولا ندخل - بعد أن عرفت نقطة الوفاق والخلاف - في شيء من المناقشة والجدال اللذين قاما حول
هذا البحث، لاعتقادنا أن الخطب أيسر من ذلك، وإن كنا نعتقد ما ذهب إليه الجمهور من أن المعنى الذي هو مدلول العبارات اسمه الكلام النفسي، وأنه صفة زائدة على كل من صفتي العلم والإرادة، غير أن المعتزلة متفقون على كل مع الجمهور في ثبوت هذا المعنى لله تعالى، وأنه صفة قديمة قائمة بذاته، وإن لم يسموها مثلنا كلاماً. ومعظم ما تسمعه من الأصداء الرهيبة للخلاف التاريخي في هذه المسألة، إنما منشؤه الخلاف بين أحمد بن حنبل رضي الله عنه والفرق الأخرى كالجهمية والمعتزلة.
________
(2) نص على ذلك الإمام أحمد بن حنبل في رسالته: الرد على الزنادقة، وهي رسالة مطولة مطبوعة ضمن مجموعة من الرسائل الكبرى لابن تيمية. وانظر كتاب: نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام للدكتور النشار: 1/ 253 فما بعد.)) اهـ. [كبرى اليقينيات الكونية / 126].
فمن كلام الدكتور نستنج عدة مسائل منها:
- أن الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة - في اعتبار الدكتور - خلاف لفظي محض في إطلاق اسمين
على مسمى واحد متفق على إثباته.
- أن الخلاف الحقيقي هو حول بين المعتزلة وأهل السنة من جهة وأحمد بن حنبل وبعض أتباعه من
جهة أخرى حول كون الألفاظ غير مخلوقة.
- أن الحق كله على أحمد بن حنبل الجاهل بعلم التوحيد اليوناني ولولاه لما وصلت الأمور بين المعتزلة وأهل السنة إلى ما وصلت وكان الكل حبايب.
- أن كل الشهداء والمسجونين من العلماء كأحمد بن نصر الخزاعي والبويطي صاحب الشافعي وغيرهم لا قيمة لدمائهم وأعمارهم بل كانوا جهلة لاعتراضهم على المعتزلة في مسألة لفظية لا عمل تحتها. هذا إن ثبت وجودهم أصلاً إذ أن أحمد بن حنبل وحده هو القائل بذلك.
ليت شعري هل قرأتم في كتاب أن المعتزلة أن كانوا يعذبون الناس حتى يقولوا: أن معاني القرآن
القائمة بذات الله تسمى إرادة إن كانت أمراً أو نهياً وتسمى علماً إن كانت إخباراً.
وهل المعتزلة يثبتون الصفات هذه أصلاً. فهم يقولون عن الله تعالى أنه عليم بلا علم، مريد بلا
إرادة وهكذا يثبتون الأسماء دون الصفات.
بل كانوا يمتحنون الناس حتى يقولوا بخلق القرآن فهم لم يكونوا يعرفون بدعة الكلام النفسي بعد.
والخلاف بين السلف والمعتزلة كان حول خلق القرآن ولم يعرفوا مذهب الدكتور يوماً.
وقال د. وهْبَة الزُّحَيلي في كتابه (مُجدِّد الدِّينْ في القَرن الثاني عشرْ) عند كلامه عن أن مذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب موافق لمذهب الإمام أحمد بن حنبل:
يقرر ابن تيمية: أن مذهب أحمد هو أن القرآن غير مخلوق، ولا يقول: إنه قديم؛ بل حادث بحدوث
التكلم من الله سبحانه وتعالى بمشيئته وإرادته عندما يتكلم، وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالروح الأمين: جبريل. (ابن حنبل لأستاذنا الجليل المرحوم محمد أبي زهرة: ص 140). اهـ.
فنرى هنا أنه الدكتور خص أحمد بهذا المذهب دون غيره من أئمة السنة. وإن كان كلامه أخف وطأة من كلام البوطي هداهما الله.
كان بعض الأشاعرة يقول إذا ذكر الحنابلة: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) لست أذكر الآن من هو.
أعتذر للإطالة وإن كنت خرجت عن الموضوع قليلاً إلا أني رأيت هذه النقول مهمة.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 05:10 م]ـ
مايشير اليه الشيخ سليمان من ان بعضا من الناس قد يجعل مذهب الأشعري تبعا للشافعي و مذهب الحنابلة تبعا لأحمد و لهذا اشتهر قديما نعت الأشاعرة بالشافعية و من هذا اللبس جعل الناس هذا الاختلاف بين المنتسبين خلافا بين من انتسبوا اليهم للتلبيس بان الجميع فرقة واحدة فكان فض هذا التلبيس من شيخ الاسلام بالاجهاز عليه من أصله ليس باتباث ان هذا معتقد احمد بل باتباث انه معتقد بقية الأئمة و كافة السلف تبعا لدفع تلبيس من يحاول حشر الاعتقاد السلفي في الاعتقاد الحنبلي مع ان فض هذا الالتباس لا يعني ان كل الأشاعرة قائلون به لا سيما المحدثون المحققون منهم لمقالات السلف ... بل القائل به بعض منهم ... كما لا يعني ان كل الأشاعرة يقولون ان معتقد احمد يخالف اعتقاد الأشاعرة المتأخرين .. فحيال اعتقاد احمد و الحنابلة متصلون به بسند اختلفت مواقف الأشاعرة فالمحققون منهم جعلوا اعتقاد الأشعري بالجملة موافقا لاعتقاد احمد و لم يتعرضوا لمذهب المتأخرين و آخرون جعلوا اختلاف المتأخرين من جنس الخلاف المذهبي لما رأوا من المباينة بين مذهب المتأخرين و مذهب أحمد عمدوا الى هذا التلبيس و جعلوه من جنس اختلاف المذاهب و جنس آخر من الآشاعرة جعل الجميع الأشعري و احمد وغيرهم على اعتقاد متأخري الأشاعرة ... و من هنا نشأت تلبيسات و تلبيسات لا تلبيس واحد ابتسامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/105)
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 06:45 م]ـ
قال الشيخ العلامة / عبدالله الغنيمان وفقه الله تعالى:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فسبق أن أجاب الدكتور عبدالعزيز القارئ على سؤال في حكم التعاون على الخير مع من يعتقد مذهب الأشعرية وأيده في ذلك فضيلة الشيخ محمد السحيباني ووقعت أنا على جوايبهما مؤيداً لهما فكان في الجواب أن الإشارة في الأمور العامة من أهل السنة ففرح بذلك بعض من أشرب قلبه حب الباطل ممن تمسك ببدعة الأشعرية وضلالها كما أنكر من لم يفهم المراد من أهل السنة، فصار أولئك ينشرون تلك الفتوى، ويحتجون بها على أن الأشعرية من أهل السنة، فلزم لذلك البيان والإيضاح.
فأقول: من تأمل الجواب علم أن المقصود ليس ذكر حكم مذهب الأشعرية وإنما المقصود التعاون معهم في أمور الإسلام العامة سواءً صار من له الأمر منهم أومن أهل السنة، والمراد بالأمور العامة مثل الإمامة وقيادة الجيوش في قتال الكفار ومثل القضاء وإمامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك فإذا كان إمام المسلمين أشعرياً في عقيدته أو كان قائد الجيش في قتال الكفار أشعرياً، أوكان في جنود المسلمين أشاعرة , وكان القاضي أشعرياً أو إمام الصلاة وما أشبه ذلك فلا يجوز أن يُعصوا في ذلك ويفارقوا بل حكمهم في ذلك حكم أهل السنة ولم يزل المسلمون على ذلك منذ وجد هذا المذهب كما هو واضح عند أهل العلم.
فملوك بني أيوب مثل صلاح الدين وكذلك مماليكهم الذين صاروا ملوكاً كلهم على هذا المذهب الأشعري وكثير من العلماء الكبار مثل الباقلاني وابن وابن فورك والاسفراييني والعز بن عبدالسلام والحليمي والبيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير على هذا المذهب.
وغالب قضاة المسلمين في مصر والشام والعراق والحجاز وسائر بلاد المسلمين كانوا أشاعرة بل كان أمير المؤمنين المأمون وأخوه المعتصم وابنه الواثق على مذهب المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن وإنكار صفات الله تعالى، ولم يأمر أحد من العلماء المعتبرين بخلعهم والخروج عليهم وعدم طاعتهم أو القعود عن القتال معهم ولأن هذا من الأمور الهامة ينص عليه العلماء عليه في عقائدهم وكان الإمام أحمد وغيره من علماء السنة يأمرون بطاعتهم وينهون أشد النهي عن الخروج عليهم ويقاتلون العدو معهم ويدعون لهم.
وهذا واضح على مذهب أهل السنة لأنهم لا يرون الأشاعرة ونحوهم كفاراً بل هم على الإسلام وإن كانوا قد ضلوا في توحيد الأسماء والصفات وغيره فهم مسلمون.
أما مذهب الأشاعرة في صفات الله تعالى وفي بعض مسائل الإيمان والقدر فهو ضلال بين وفيه تناقض واضح فهم في ذلك بعيدون عن أهل السنة فليسوا منهم بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة , وإذا لم يخلص الحق من الباطل فلا يكون على السنة التي جاء بها رسول صلى الله عليه وسلم، وكان عليها أصحابه وأتباعهم إلى اليوم , ثم الإنتساب إلى مذهب الأشعرية بدعة ضلالة ويقال مثل ذلك في مذهب الماتريدية , وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل مسألة الاستواء على العرش وعلو الله تعالى على خلقه ونحو ذلك.
ونسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية إلى الحق وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعل علينا الأمر ملتبساً فنضل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وجميع صحبه والله أعلم
قاله وكتبه
عبدالله بن محمد الغنيمان
16/ 1/1428هـ
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:38 م]ـ
عودًا على بدء ..
أقول: لم يكن -بعد هذا- في الموضوع أكثر مما قيل - فيما أرى -.
ومع النقولات الأخيرة نجد أن القسمة حاصلة، لكن الفرق بين زماننا وزمانهم:
1 - في زمانهم عدم الاعتراف بالآخر أنه من أهل السنة.
2 - في زماننا ظهر - المُمَيِّعُون - فقالوا الكل (القسمة التي طال النزاع بينها) من أهل السنة توفيقًا.
والتلبيس حاصل في الثاني بما يدعيه كل طرف في الأول.
ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[28 - 05 - 09, 12:54 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فشكر الله للشيخ الخراشي هذا النقل وهذا الأدب الجم، وجميع الإخوة الذين أثروا الموضوع، والختام الذي ذكره أخونا أبو إبراهيم مسك؛ بارك الله في الجميع.
ولا ريب أن الأشاعرة في الزمن الأول ما كانوا يرون الحنابلة إلا حشوية بزعمهم مشبهة في نظرهم، وما كانوا يعترفون بهم على أنهم من أهل السنة؛ بل كانوا في أوج قوتهم يقولون: أهل السنة هم الأشاعرة في قلب العالم الإسلامي ومغربه، والماتريدية في شرق العالم الإسلامي.
وأما التقسيم والاعتراف بأن الحنابلة من أهل السنة فهذا نشأ بعدُ والله تعالى أعلم.
وهناك صنف يضاف لمن يقول بهذا التقسيم وهو أن أهل السنة أقسام، ومن ثم يبينون أن التيميين ويعنون به أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية لا التيميين من الحنابلة أو الوهابية أتباع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى ليسوا إلا غلاة مكفرة، ومخالفين لأهل السنة بزعمهم، سواء في باب الأسماء والصفات، أو في باب السلوك، أو في الألوهية!؟؟
وهذه شنشة الروافض والصوفية اليوم، سواء في المقالات اليومية أو المجلات المتخصصة، أو المؤلفات المستقلة.
فهم يريدون تفريق أهل السنة، حتى يمكنهم التقريب ممن يمكن أن يلتقوا معهم في التبرك بالقبور، أو في السلوك، أو في باب الأسماء والصفات؛ كالمعتزلة ونحوهم.
وهذا كلام قلته مرتجلاً من الواقع الذي نعيشه ونراه ونسمعه؛ وإلى الله المشتكى؛ فكونوا أسودا على الروافض وأذنابهم الصوفية الطرقية ونحوهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/106)
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:18 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
اظن ان صاحب الموضوع وفقه الله الى كل خير نسي اهم الاسباب الحاملة على هذا التقسيم/
الا وهو *وجود علماء ربانيين هم على العقيدة الاشعرية او الماتريدية*.فلو حصرنا
اهل السنة والجماعة في اهل السنة المحضة الذين كانو على مذهب الامام احمد وسائر
الاربعة. لكان في هذا اخراج لهؤلاء العلماء الاجلاء من مصطلح اهل السنة والجماعة.
فهذا السبب هو اكبر الاسباب والدوافع لهذا التقسيم.
وقد كنت وقفت على مثل هذا في كلام بعض العلماء حول مسالة الايمان. انه قول وعمل.
هل المسالة مجمع عليها ام لا. فمن العلماء من يقول نعم المسالة مجمع عليها بين اهل السنة
ويعتبر المرجئة الفقهاء الذين خالفوا في هذا وعلى راسهم الامام ابو حنيفة رحمه الله قول
شاذ لا يعتد به. واظن الشيخ صالح ال الشيخ تكلم نحو هذا الكلام في شرحه للطحاوية. واعتبر الامام
ابو حنيفة من اهل السنة في ما وافق فيه اهل السنة. وليس منهم فيما خالف ومن ذلك مسالة
الايمان.
والبعض قال لا المسالة مختلف فيها.وجمهور اهل السنة على ان الايمان قول وعمل
قال هذا لكي لا يخرج الامام ابو حنيفة ومن قال بقوله من اهل السنة.
لانك لو قلت ان المسالة غير مختلف فيها بين اهل السنة.لم يدخل في ذلك قول ابو حنيفة
فيكون الامام ليس داخل في اهل السنة والجماعة. وهذا الكلام سمعته من بعض شروحات
الشيخ محمد امان رحمه الله تعالى. واظنه في تعليقاته على شرح ابن ابي العز على الطحاوية.
-واشير الى ان من قال ان ابو حنيفة من اهل السنة فيما وافق وليس منهم فيما خالف.
كلامه هذا يساعد قول من قال ان الاشاعرة اهل السنة فيما وافقوا فيه السنة وليسوا منهم فيما خالفوا. واظن
ان الدكتور ناصر العقل يقول مثل ذلك وقد عرض كلامه على الشيخ امان الجامي رحمه الله فلم يرتضيه
وقال انه يكفيه عبارة شيخ الاسلام ابن تيمية في انهم اقرب الفرق الى اهل السنة. فهذا ادق.
*لعل هذا السبب الحامل على التقسيم يقحم في القسم الثاني من الاصناف.فيكون تعليلهم بهذا السبب يهون عليهم
نوعا ما من الحملة عليهم وان كانوا قد حادوا عن الصواب فيه.فلا مداهنة في دين الله.او في مصطلح شرعي
قد اجمع عليه اهل الحق.
ويحسن هنا ان اذكر عبارة للامام احمد رحمه الله فانه قال بعد ان ساق جملة من العقائد والسنن-قال/
* .... ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها.لم يكن من اهلها ..... * اصول السنة.
فالرجل قد يترك سنة او عقيدة واحدة يخرج بها من اهل السنة. خلافا لجعجة من قال ان الرجل لا يؤخذ بالخطا والخطئين.
فالعبرة فيما خالف لا في كم خالف.
* وهذا اشكال اعرضه على الاخوة الكرام وخاصة صاحب الموضوع لعل الله عز وجل ينفعني بعلومهم.
لما لا تخرجون افراد الاشاعرة كالعز ابن عبد السلام والنووي وغيرهم ممن كان على منهج الاشاعرة في العقيدة. تخرجوهم
من اهل السنة والجماعة.
اليس اذا حكمت على عقيدة رجل بانها ليست عقيدة اهل السنة والجماعة ولا هو يمشي على اصولها ثم لم تخرجه من
اهل السنة والجماعة الا يعد هذا تناقضا .... عقيدته ليست سنية بل اشعرية وهو سني ...........
وبارك الله فيكم.سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:54 ص]ـ
واذا لم يبدع الاشاعرة باعيانهم فردا فردا. لزم انهم داخلون في اهل السنة والجماعة.
اذ لا توجد منزلة بين المنزلتين.فاما سني واما اشعري.
واذا ادخلت فردا منهم في اهل السنة لزمك ان تدخل من كان على شاكلته. والا لزمك التناقض.
فتدخلهم كلهم في اهل السنة.فيصير الكل من اهل السنة وان كانت هناك اخطاء و اغلوطات
عند من ادخلوا.
وهل اجمع اهل السنة على تبديع الاشاعرة باعيانهم. فانهم اذا لم يبدعوا كانوا داخلين في اهل
السنة عند من لم يبدعهم.
اليس اذا لم يبدعوا باعيانهم كان كلامنا تحت الموضوع لغوا. اذ العقيدة ملازمة للرجل.
فلا توجد عقيدة بلا رجال.
ووالله ثم تالله كلامي هذا لا يعدوا ان يكون اشكالات ارجوا ان انتفع من ورائه بمشاركات
الاخوة. فلتحسنوا الظن باخوكم.وسلام الله عليكم وبركاته.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/107)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه/
اعتذر الى الاخ الخراشي وكل الاخوة المشاركين في الموضوع على المشاركات الاخيرة لي. لاني احسست
ان الموضوع قد فرغ منه. لكن لما كان الموضوع جميلا شيقا. وكان من المسائل المثارة في الساحة.
كان ولا بد ان يعطى حقه وقدره. لانه ينبني عليه على حسب ما غلب على ذهني القاصر -وقد اكون مخطئا-
تبديع علماء ربانيين مخلصين ناصحين لهم قدم صدق في الامة الاسلامية. اعوذ بالله من ذلك.
اقول هذا. وهو قول ثقيل. لكن مكره اخاك لا بطل. فان ذهني القاصر راى ذلك لازما لا محيد عنه.
يتبين ذلك ويتجلى في غاية الجلاء. في هذا السؤال/
من هم الاشاعرة الذين حكمنا عنهم انهم ليسوا من اهل السنة ...............
اليست السنة تقابلها البدعة.
فاني والله محتاج لجواب لا حيدة فيه ولا خفاء. يحيا قلبي فيه على بينة. ويسكن فؤادي للجواب منحنيا.
جوابا على هؤلاء الافراد الذين دخلوا تحت مسمى الاشاعرة. لا جواب على العقيدة الاشعرية كعقيدة.
بل سؤالي عن هؤلاء ...... ثم احكم عنهم وهم متزاحمين تحتى مسمى الاشاعرة ....
هل هم اهل سنة ام مبتدعة.
* تنبيه ذكر اخي سليمان الخراشي. موضوعه مقدما بهذه العبارة.-
هذا التلبيس ينسب أصحابه عقيدة أهل السنة والجماعة لـ" الحنابلة " فقط!
ثم يجمعون بينهم وبين " الأشاعرة والماتريدية " تحت مسمى " أهل السنة والجماعة "!
- لما تمعنت في هذه العبارة.وانا الطويلب الصغير. رايت التناقض قد عرش في ذهني.
ذلك ان الاخ وفقه الله لما يحبه ويرضاه. قال وهو يتكلم بلسان القوم. ان هؤلاء ينسبون عقيدة اهل السنة والجماعة
الى الحنابلة فقط فقط فقط.
ثم يجمعون بينهم وبين الاشاعرة والماتريدية تحت مسمى اهل السنة والجماعة.
ظننت ان العبارة الاولى لا تحتمل دخول غير الحنابلة تحت اهل السنة والجماعة عندهم. لانهاختمت ب- فقط-
فاذا بالعبارة الثانية قد فتحت الباب للاشاعرة والماتريدية. وكان حقها ان لا تفتح القفل. فتولد التعارض بينهما في ذهني.
فقلت في نفسي - من اين اتى التعارض- فنظرت في المشاركات والنقول.
فاذا بي اقف بنقل قيم مفيد للاخ الكريم ابو الحسنات الدمشقي. نقل من التبيين لابن عساكر رحمه الله.ما مضمونه ان العقيدة الاشعرية
لا تخرج عن عقيدة الائمة المتقدمين وعلى راسهم الاربعة عنده.
فقلت ما دام ان الاخ سليمان الخراشي يتكلم بلسان المقسمين فلتكن العبارة هكذا.
هذا التلبيس ينسب اصحابه عقيدة اهل السنة والجماعة الى الائمة المتقدمين وعلماء السلف وعلى راسهم الائمة الاربعة
ويدخلون الاشاعرة والماتريدية فيهم لانهم يرون ان عقيدتهم لا تخرج عن عقيدة هؤلاء. والله اعلم.
وراجوا من الاخوة وعلى راسهم الاخ الفاضل سليمان الخراشي ان لا يبخلوا علي بالنصيحة.فيقوموا العوج ويسد وا الخلل.
فالدين النصيحة ومنكم نستفيد ..... والرفق الرفق .... والسلام عليكم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:55 م]ـ
الأخ الكريم أبا عبد الرحيم:
لعل في التذكير بأربعة قواعد متعلقة بما ذكرتَه يزول الإشكال:
القاعدة الأولى: أن التكفير العام والتبديع العام لا يلزم منه تكفير وتبديع المعين، إذ قد توجد الموانع وتنتفي الشروط، ولذا من اعتقد نفي العلو مثلاً أو قال بالكلام النفسي قد يُعذر بتأوله، سيما مع بعد الزمان عن العهد الأول وكثرة التلبيس في هذه المسائل: قال شيخ الإسلام (13/ 65): " لَمَّا طَالَ الزَّمَانُ خَفِيَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ مَا كَانَ ظَاهِرًا لَهُمْ وَدَقَّ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ مَا كَانَ جَلِيًّا لَهُمْ فَكَثُرَ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ مُخَالَفَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هَذَا فِي السَّلَفِ. وَإِنْ كَانُوا مَعَ هَذَا مُجْتَهِدِينَ مَعْذُورِينَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ وَيُثِيبُهُمْ عَلَى اجْتِهَادِهِمْ. وَقَدْ يَكُونُ لَهُمْ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَكُونُ لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُهَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَجِدُونَ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَهَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرُونَ لَمْ يَجِدُوا مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى ذَلِكَ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/108)
القاعدة الثانية: أنه لا فرق في حكم المجتهد المخطىء في أصول الدين، والمجتهد المخطىء في الفروع، فالكل مثاب على اجتهاده.
قال شيخ الإسلام (13/ 125): " لَمْ يُفَرِّقْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ بَيْنَ أُصُولٍ وَفُرُوعٍ. بَلْ جَعْلُ الدِّينِ " قِسْمَيْنِ " أُصُولًا وَفُرُوعًا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إنَّ الْمُجْتَهِدَ الَّذِي اسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي طَلَبِ الْحَقِّ يَأْثَمُ لَا فِي الْأُصُولِ وَلَا فِي الْفُرُوعِ وَلَكِنَّ هَذَا التَّفْرِيقَ ظَهَرَ مِنْ جِهَةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَأَدْخَلَهُ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ مَنْ نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُمْ وَحَكَوْا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ وَمُرَادُهُ أَنَّهُ لَا يَأْثَمُ. وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ الْأَئِمَّةِ كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وَلِهَذَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَيُصَلُّونَ خَلْفَهُمْ وَمَنْ رَدَّهَا - كَمَالِكِ وَأَحْمَد - فَلَيْسَ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمًا لِإِثْمِهِمَا؛ لَكِنَّ الْمَقْصُودَ إنْكَارُ الْمُنْكَرِ وَهَجْرُ مَنْ أَظْهَرَ الْبِدْعَةَ فَإِذَا هُجِرَ وَلَمْ يُصَلَّ خَلْفَهُ وَلَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُ كَانَ ذَلِكَ مَنْعًا لَهُ مِنْ إظْهَارِ الْبِدْعَةِ؛ وَلِهَذَا فَرَّقَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ بَيْنَ الدَّاعِيَةِ لِلْبِدْعَةِ الْمُظْهِرِ لَهَا وَغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ قَالَ الخرقي: وَمَنْ صَلَّى خَلْفَ مَنْ يَجْهَرُ بِبِدْعَةِ أَوْ مُنْكَرٍ أَعَادَ "
القاعدة الثالثة: أن المرء كما تجتمع فيه خصال الكفر والإيمان ولا ينفى عنه مطلق الإيمان، فكذلك السنية والبدعية، فقد يجتمع فيه خصال التسنن والابتداع ولا ينفى عنه مطلق التسنن، لكنه أيضاً لا يعطى الاسم المطلق بحيث يقال: هو سني بإطلاق، كما أن الفاسق لا يعطى اسم الإيمان بإطلاق.
القاعدة الرابعة: أن حمد الرجال والطوائف يكون بحسب قربهم من السنة وبعدهم عنها، فقد يكون الرجل الذي اجتمعت فيه السنة والبدعة محموداً من وجه مذموماً من وجه.
قال شيخ الإسلام في (4/ 12 - 14): " وَكَذَلِكَ مُتَكَلِّمَةُ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ مِثْلَ الْكُلَّابِيَة والكَرَّامِيَة وَالْأَشْعَرِيَّةِ إنَّمَا قُبِلُوا وَاتُّبِعُوا واستحمدوا إلَى عُمُومِ الْأُمَّةِ بِمَا أَثْبَتُوهُ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ مِنْ إثْبَاتِ الصَّانِعِ وَصِفَاتِهِ وَإِثْبَاتِ النُّبُوَّةِ وَالرَّدِّ عَلَى الْكُفَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ وَبَيَانِ تَنَاقُضِ حُجَجِهِمْ وَكَذَلِكَ استحمدوا بِمَا رَدُّوهُ عَلَى الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ؛ وَالرَّافِضَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَقَالَاتِ الَّتِي يُخَالِفُونَ فِيهَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. فَحَسَنَاتُهُمْ نَوْعَانِ: إمَّا مُوَافَقَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ. وَإِمَّا الرَّدُّ عَلَى مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ بِبَيَانِ تَنَاقُضِ حُجَجِهِمْ. وَلَمْ يَتَّبِعْ أَحَدٌ مَذْهَبَ الْأَشْعَرِيِّ وَنَحْوَهُ إلَّا لِأَحَدِ هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ أَوْ كِلَيْهِمَا. وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَانْتَصَرَ لَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ فَإِنَّمَا يُحِبُّهُ وَيَنْتَصِرُ لَهُ بِذَلِكَ. فَالْمُصَنِّفُ فِي مَنَاقِبِهِ الدَّافِعُ لِلطَّعْنِ وَاللَّعْنِ عَنْهُ - كالبيهقي؛ والقشيري أَبِي الْقَاسِمِ؛ وَابْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيِّ - إنَّمَا يَحْتَجُّونَ لِذَلِكَ بِمَا يَقُولُهُ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ أَوْ بِمَا رَدَّهُ مِنْ أَقْوَالِ مُخَالِفِيهِمْ لَا يَحْتَجُّونَ لَهُ عِنْدَ الْأُمَّةِ وَعُلَمَائِهَا وَأُمَرَائِهَا إلَّا بِهَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ وَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَقْرَبِ بَنِي جِنْسِهِ إلَى ذَلِكَ لَأَلْحَقُوهُ بِطَبَقَتِهِ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ كَشَيْخِهِ الْأَوَّلِ " أَبِي عَلِيٍّ "؛ وَوَلَدِهِ " أَبِي هَاشِمٍ ". لَكِنْ كَانَ لَهُ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/109)
مُوَافَقَةِ مَذْهَبِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ فِي الصِّفَاتِ؛ وَالْقَدَرِ وَالْإِمَامَةِ؛ وَالْفَضَائِلِ وَالشَّفَاعَةِ وَالْحَوْضِ وَالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ وَلَهُ مِنْ الرُّدُودِ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ؛ وَالرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَبَيَانِ تَنَاقُضِهِمْ: مَا أَوْجَبَ أَنْ يَمْتَازَ بِذَلِكَ عَنْ أُولَئِكَ؛ وَيُعْرَفَ لَهُ حَقُّهُ وَقَدْرُهُ {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} وَبِمَا وَافَقَ فِيهِ السُّنَّةَ وَالْحَدِيثَ صَارَ لَهُ مِنْ الْقَبُولِ وَالْأَتْبَاعِ مَا صَارَ. لَكِنَّ الْمُوَافَقَةَ الَّتِي فِيهَا قَهْرُ الْمُخَالِفِ وَإِظْهَارُ فَسَادِ قَوْلِهِ: هِيَ مِنْ جِنْسِ الْمُجَاهِدِ الْمُنْتَصِرِ.
فَالرَّادُّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ مُجَاهِدٌ حَتَّى كَانَ " يَحْيَى بْنُ يَحْيَى " يَقُولُ: " الذَّبُّ عَنْ السُّنَّةِ أَفْضَلُ مِنْ الْجِهَادِ " وَالْمُجَاهِدُ قَدْ يَكُونُ عَدْلًا فِي سِيَاسَتِهِ وَقَدْ لَا يَكُونُ وَقَدْ يَكُونُ فِيهِ فُجُورٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ وَبِأَقْوَامِ لَا خَلَاقَ لَهُمْ} " وَلِهَذَا مَضَتْ السُّنَّةُ بِأَنْ يُغْزَى مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا وَالْجِهَادُ عَمَلٌ مَشْكُورٌ لِصَاحِبِهِ فِي الظَّاهِرِ لَا مَحَالَةَ وَهُوَ مَعَ النِّيَّةِ الْحَسَنَةِ مَشْكُورٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَوَجْهُ شُكْرِهِ: نَصْرُهُ لِلسُّنَّةِ وَالدِّينِ فَهَكَذَا الْمُنْتَصِرُ لِلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ يُشْكَرُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. فَحَمْدُ الرِّجَالِ عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ مَا وَافَقُوا فِيهِ دِينَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ وَشَرْعَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَصْنَافِ؛ إذْ الْحَمْدُ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْحَسَنَاتِ. وَالْحَسَنَاتُ: هِيَ مَا وَافَقَ طَاعَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ التَّصْدِيقِ بِخَبَرِ اللَّهِ وَالطَّاعَةِ لِأَمْرِهِ، وَهَذَا هُوَ السُّنَّةُ. فَالْخَيْرُ كُلُّهُ - بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ - هُوَ فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ مَا يُذَمُّ مَنْ يُذَمُّ مِنْ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ السُّنَّةِ وَالشَّرِيعَةِ وَطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلَّا بِمُخَالَفَةِ ذَلِكَ. وَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْأُمَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ إنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ أَهْلُ الْإِيمَانِ بِمُخَالَفَتِهِ السُّنَّةَ وَالشَّرِيعَةَ.
وَبِهَذَا ذَمَّ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ أَهْلَ الْكَلَامِ وَالْمُتَكَلِّمِين الصفاتية كَابْنِ كَرَّامٍ؛ وَابْنِ كُلَّابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ. وَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ مَنْ تَكَلَّمَ مِنْ أَعْيَانِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا الْمَقْبُولِينَ فِيهَا مِنْ جَمِيعِ طَوَائِفِ الْفُقَهَاءِ ".
ولعل في هذا الموضوع فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170817
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله/
بارك الله فيك اخي ابو الحسنات على مشاركتك القيمة مع الرابط المفيد. فانك قد نبهتني على امر مهم يوضح صورة الاشاعرة
ويبين انهم ليسوا على منهج واحد. ولكن مع هذا بقيت عندي بعض الاشكالات وان كانت اصغر من الماضية اعرضها عليك
لعلك تجبني عليها. لكن قبل ذلك. اعرض هذا الاشكال.بمناسبة ذكرك للقاعدة الاولى /
أن التكفير العام والتبديع العام لا يلزم منه تكفير وتبديع المعين، إذ قد توجد الموانع وتنتفي الشروط،
ولذا من اعتقد نفي العلو مثلاً أو قال بالكلام النفسي قد يُعذر بتأوله،
سيما مع بعد الزمان عن العهد الأول وكثرة التلبيس في هذه المسائل -
كلام الشيخ الخراشي في الصنف الاول/
وهذا التلبيس يقع فيه ثلاثة أصناف:
الأول: بعض الأشاعرة والماتريدية، بهدف إقحام عقيدتهم " البدعية " ضمن عقيدة أهل السنة؛
لعلها تروج بين المسلمين، أو لعل هذا يزيل الحرج الذي يجدونه في صدورهم عندما يوصمون بالبدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/110)
اليس لوقلنا انهم لبسوا لاجل اقحام عقيدتهم البدعية ضمن عقيدة اهل السنة. انهم يعلمون ان عقيدتهم مخالفة لعقيدة اهل السنة.
لذا اقحموها لكي تروج. مع علمهم بانها ليست منها.
مع انه قد تقرر عندنا وعندهم ان اهل السنة والجماعة هم اهل الحق وما عاداهم اهل باطل. ثم الكل يدعي انه من اهل السنة.
فلو قلنا انهم كانوا يعلمون ان عقيدتهم ليست هي عقيدة اهل السنة. لزم انهم كانوا يعلمون انهم على باطل. ومن الباطل
الذي كانوا عليه نفي الصفات. ونفي الصفات كفر كما قال شيخ البخاري نعيم ابن حماد الخزاعي. ولا مانع يمنع من تنزيل
الكفر عليهم اذ كانوا يعلمون انهم على باطل قد نفوا عن الله عز وجل ما اثبته لنفسه. والشروط قد توفرت في مثل هذا ولاشك.
فكل من نفى الصفات وعلم انه على باطل وبقي على نفيه فهو كافر. لذلك لما ناقش شيخ الاسلام الجهمية قال لهم مقولته
المشهورة- لو قلت بمقالتكم لكفرت. اما انتم فلستم عندي بكفار لانكم جهال- او نحو من هذا الكلام.
فلو علم هؤلاء انهم ليسوا من اهل السنة. وارادوا ان يقحموا عقيدتهم فيها ليروجوها ويلبسوا بها على الناس لكان الامر عظيم.
وما ادري كيف يكون كلامنا فيهم.
ولكني اقول
الامر الذي لا اشك فيه ولا يشك فيه من نظر في كتبهم ومقالاتهم. انهم يرون انفسهم انهم هم اهل السنة والجماعة. فيصبح تعليل
التلبيس بالصفة المذكورة غير صحيح. بل ينعكس الكلام فننظر لما ادخلوا الحنابلة معهم تحت مسمى اهل السنة والجماعة.
يعني اصلا هم لا يرون عقيدتهم بحاجة الى ان تقحم تحت مسمى اهل السنة. بل يرون ان الاشعرية هي بعينها عقيدة اهل السنة
والجماعة ويقولون بعد ذلك ان اهلها قسمان مؤولة ومفوضة. واظن ان هذا معلوم وقد نبهت عليه اخي ابو الحسنات
في مشاركتك التي هي برقم -32 - .
و هذا ليس له علاقة بمشاركة الاخيرة لكن اردت التنبيه ليس الا. وان كنت مخطئا في فهم عبارة الشيخ سليمان ارجوا منكم التنبيه.
اما عن مشاركتك الاخيرة فاني اقول بناءا على ما فهمته منها ان/
الاشاعرة قسمان.قسم متاثر باهل الحديث. معظم للنصوص.اخذ بظواهرها. والاخر موغل في علم الكلام.
مقدم لماعقله بزعمه على النصوص.
فلفظ الاشاعرة اصبح يطلق على القسمين. فمن هو الحقيق بهذا الاسم.
- لاننا لو عنينا بالاشعرية ما كان عليه الصنف الاول من تعظيم النصوص والتعويل على المنقول. لم يدخل فيه القسم الثاني.
- ولو عنينا بهم المتكلمين منهم المزهدين في النصوص وحملة السنة. لم يدخل فيه القسم الاول.
فهل يصح ان نقول/
-من عنى بالاشعرية حقيقة ما حكاه البيهقي عن صاحبها الاول ابو الحسن. لا ضير عليه في ادخالها في
القسمة. كما قلت/
* إذا كان مذهب الأشعري بهذه المثابة فهل يلام من نصره وعول عليه؟ وهل يكون التمشعر إلا محض التسنن والاتباع؟.
- ومن عنى بالاشعرية ما هو مدون في كتب متاخريهم كالرازي وغيره. فلا مكان لدخولهم مع اهل السنة
والجماعة. بل ليسوا اشاعرة في الحقيقة بناءا على كلام البيهقي. وابن عساكر.
وعلى هذا /من قال من اهل السنة ان الاشاعرة من اهل السنة وهو يقصد اهلها بالحقيقة وهم من كان على حقيقة مذهب الاشعري.
الذي حكاه البيهقي. لا تثريب عليه.
وخاصة اذا قال ذلك من كان معروف بالسنة وسلامة العقيدة. ناقضا في ثنايا كتبه ودروسه منهج المتكلمين منهم.
- اما عن القواعد الاربعة النافعة التي ذكرتها. يهمني منها القاعدة الاولى.
ما دام الحكم لم ينزل على الاشاعرة المحدثين منهم لعظم الشبهة في هذه المسائل ودقتها وبعد الزمان وغير ذلك من
الموانع. فلا يزالون على ماكانوا عليه.من انهم اهل سنة مجتهدون عندهم اخطاء او نحو من هذا الكلام.
وماهي العبارة الادق في مثل هؤلاء/
- ان نقول هم اهل سنة لهم اخطاء وهفوات ما دام اننا اعتذرنا لهم. ولم ننزل عليهم الحكم.
- ام نقول فيهم انهم اهل سنة من وجه اهل بدعة من وجه اخر. او نحوا من هذا الكلام.
ومع هذا فاني اعلم انه قد يشكل على كلامي ان مصطلح الاشاعرة اصبح يطلق على من صار على منهج المتاخرين منهم
وعلى ما هو مدون في كتب مقدميهم كالرازي والامدي وغيرهم.
ومعذرة اخي الدمشقي على الاطالة وارجوا الاجابة على اشكالي الاخير لعلي استفيد من مشاركاتكم و فوائدكم الغالية وشكرا.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:52 ص]ـ
ذكرت احدى المشاركات ان الاشاعرة يرون ان السلفيين المعاصرين ليسوا اهل السنة لانهم مشبهة مجسمة وهذا
معلوم من كتبهم ومقالاتهم. لان الحنابلة المتقدمين عندهم مفوضة على مذهب الامام احمد. واهل السنة
عندهم اما مفوضة وينسبون هذا الى السلف. واما مؤولة وينسبون هذا الى الخلف كما يقولون في عبارتهم المشهورة.
طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم.
فاجاب الشيخ الخراشي حفظه الله ورعاه ان هذا كلام غلاتهم. ممن لم يداهن اهل السنة.
فارجوا من الشيخ الخراشي ان يحيلني الى مراجع لمن مارس هذا التلبيس من الاشاعرة يدل على ان من اثبت معاني الصفات
فاثبت الصفات الفعلية والخبرية والذاتية هو من اهل السنة عند هذا الملبس الاشعري وبارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/111)
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:46 ص]ـ
أخي الكريم:
لعلك تنقل تعليقك على موضوع: كيف يكون البيهقي والرازي في حزب واحد؟، لعلك تنقله إلى تعليقاً على الموضوع نفسه حتى أجيبك هناك.
أما قضية التكفير فلعلني أجيبك عنها لاحقاً.
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 09:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:58 م]ـ
بارك الله فيكم ..
- (وهل لك أن تأتيني بنقل عن إمام من أئمة الأشعرية في أن عقيدة أحمد مخالفة لغيره من الأئمة؟) ..
من تقصد بأئمتهم؟ لاتحصرني بأسماء محدودة. فكل من يُعد عندهم من " العلماء " يدخل في شرطي وقصدي.
******
الأخت الكريمة زوجة وأم نبهت إلى مسألة مهمة حبذا لو تُفرد برسالة. وهي (الصلة بين الأشاعرة والتصوف). وسيجد الباحث زادًا لها في مسائل:
1 - مصادر التلقي.
2 - مسألة وحدة الوجود. وابن عربي. (فهم فريقان: أحدهما يُعظّم والآخر يذم).
3 - وفاة أبي طالب.
4 - والدي النبي صلى الله عليه وسلم.
...
وليكن الهدف منها: الاستفادة من ردود الأشاعرة غير المتصوفة على الأشاعرة المتصوفة.
الشيخ سليمان .. وفقه الله وسدده
مثل هذه الأمور لا تؤخذ هكذا خبط عشواء
والبحث في هذا غير صالح في نظري .. لأنه لا تعلق مباشر بين الأشاعرة والصوفية، إلا أن يربَط بينهما بروابط وهمية.
وظني أن غيرة الشيخ -جزاه الله خيراً- على السنة تدفعه للكتابة، لكن الأمر يحتاج إلى روية وتأنٍّ، وحذر من الخلط والكلام بمجرد الظن أو التعميم.
والكلام الذي أشار إليه الأخ أبو الحسنات صواب من حيث أن للأشاعرة قولاً معتمداً في كثير من المسائل يعرَف رجاله، وأقوالاً أخرى غير معتمدة، وإلقاء الكلام على عواهنه في نقدهم -تعلقاً بآراء خاصة لبعض المنتسبين إليهم- دون تحرير يوقع في مزالق، بل يُضحِك القوم على المتحدث ويجعله مطية للتندر.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:19 ص]ـ
- الأخ الكريم: أباعبدالرحيم: قولكم: (إنهم يعلمون أن عقيدتهم مخالفة لعقيدة أهل السنة.
لذا أقحموها لكي تروج. مع علمهم بأنها ليست منها .... إلخ).
نعم، هم يعلمون أن عقيدتهم مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة. وإلا لما قالوا: مذهب السلف أسلم ومذهبهم أحكم وأعلم.
ولعلك تعجب عندما يقول القرطبي - رحمه الله -: " أظهر الأقوال؛ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره؛ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار: أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه. هذا جملة مذهب السلف الصالح " قال الكرمي: " والعجب من القرطبي حيث يقول: "وإن كنت لا أقول به ولا أختاره"!! (أقاويل الثقات ص 132).
وأذكر أن الجويني قرر مذهب أهل الحديث ثم صرح بمخالفته. فلعل أحد الفضلاء ينقله.
-الأخ الكريم: أبايوسف: قلتم: (لأنه لا تعلق مباشر بين الأشاعرة والصوفية)، بل هناك تعلق منذ القشيري.
وقولكم: (والكلام الذي أشار إليه الأخ أبو الحسنات صواب من حيث أن للأشاعرة قولاً معتمداً في كثير من المسائل يعرَف رجاله، وأقوالاً أخرى غير معتمدة، وإلقاء الكلام على عواهنه في نقدهم -تعلقاً بآراء خاصة لبعض المنتسبين إليهم- دون تحرير يوقع في مزالق .. إلخ). سيكون كلامك صوابًا إذا ما أفادنا الأشاعرة بأقوالهم المعتمدة!! لأن مذهبهم قائم على نظرية " التطور ". وهو ما يُسهل لهم التملص من الإلزامات! كما تراه في ردود من رد على الشيخ سفر – حفظه الله -، كلما أورد عليهم خطأ في مذهبهم؛ قالوا هذا قول البعض ولا يلزم الأشاعرة! وهكذا ..
وفقكم الله، ونفع بجهودكم ..
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:30 م]ـ
يا شيخي جزاك الله خيرا .. أحبكم في الله وأسأل الله َ لك الرضى واختصاص الولاية والهداية.
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 01:12 ص]ـ
المهم اشكرك على الاجابة لكن اقول باختصار/
الذي اعلمه عن الاشاعرة من خلال سماعي وقرائتي لكلام العلماء وما حكوه عن الاشاعرة من اقوال واعتقادات. انهم -
- ان الاشاعرة يقولون انهم هم اهل السنة وهذا الاصطلاح خاص بهم ومعروف عنهم كذا يقولون من وقت الامام ابي الحسن الى يومنا.
- انهم يقولون ان اهل السنة اما مفوضة واما مؤولة. فاللفظ يشملهم جميعا لان الكل منهم قد رام التنزيه.
فلا يلزم عندهم من مخالفتهم لمذهب السلف بالتاويل ان يكونوا قد خالفوهم في الاصل وهو التنزيه عن
العيوب والنقائص.
فالحاصل انهم يقرون انهم هم اهل السنة اما بالتفويض وينسبونه الى السلف واما التاويل وينسبونه الى الخلف.
ولا يلزم من نقلك عنهم ما يدل على مخالفتهم لمذهب السلف. ان يكونوا يعلمون انهم ليسوا من اهل السنة.
وانما يستقيم لك هذا. لو اقروا ان اهل السنة هم المفوضة فقط. وليس هذا هو المعروف عنهم بل المعروف هو ان اهل السنة اما مفوضة او مؤولة.
ويلزم من قولك انهم يعلمون انهم ليسوا من اهل السنة لوازم خطيرة تظهر بادنى تامل بعد مقدمة قصيرة.
اذا كانوا يقولون ان اهل السنة هي الفرقة الناجية وانهم هم اهل الحق وان غيرهم فرق ضلال وبدعة.
ثم تقول انت انهم يعلمون انهم ليسوا من اهل السنة. تدري هذا ماذا يساوي.يساوي انهم نفوا الصفات وهم يعلمون انهم على باطل قد خالفوا فيه اهل السنة والجماعة. ونفي الصفات كفر اكبر لان فيه تكذيب لله ورسوله. واي مانع تجعله حائل بينهم وبين الكفر وهم يعلمون انهم خالفوا اهل الحق اهل السنة والجماعة.
ولا اجد لك والله اعلم ما تدفع به هذا اللازم الا ان تقول انهم كانوا يعتقدون ان اهل السنة ليسوا هم اهل الحق بل الاشاعرة هم اهل الحق وهم الطائفة المنصورة.
هذا والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/112)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:49 ص]ـ
الأخ الكريم: عبدالرحمن الخوجه: أحبك الله الذي أحببتني فيه، ولك بمثل دعواتك الطيبة .. رعاك الله.
الأخ الكريم: أباعبدالرحيم: بارك الله فيك.
قلتم: (ثم تقول انت انهم يعلمون انهم ليسوا من اهل السنة). وأنا لم أقل هذا!
الذي قلته - جوابًا عن سؤالك -: (هم يعلمون أن عقيدتهم مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة).
وفرقٌ بين الأمرين.
يعلمون مخالفة عقيدة السلف ..
لكنهم لا يرون أن هذه المخالفة تُخرجهم من " السنة ".
والنية الطيبة ودعوى التنزيه .. إلخ لا تكفي في عدم الوقوع في البدعة. (ويحسبون أنهم مهتدون) ..
وفقكم الله ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 01:11 م]ـ
بارك الله فيك اخي سليمان -
عبارتهم المشهورة. طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم.
لا يعنون بهذا ان عقيدتهم مخالفة لعقيدة السلف. لان الكل منهم منزها لله عزوجل على زعمهم.
وانما الخلاف بينهم في طريقة التنزيه. لا في العقيدة. فكلا الطريقتين الغاية من ورائها التنزيه.
كما يقولون /
وكل نص اوهم التشبيها ............ اوله او فوض ورم تنزيها
الحاصل انهم يقولون ان الخلاف بينهم وبين السلف في طريقة التنزيه لا في العقيدة.
هذا الذي اعلمه عنهم والله اعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:34 م]ـ
قال السقاف - أيام أشعريته! - عن الإمام أحمد:
(ثم إن أحمد بن حنبل ليس له مذهب مدون في العقائد، كما يقولون! وإن كان الصواب عند بعض العلماء وضعه في قائمة المجسمة والمشبهة)!! (تعليقه على الإبانة، ص 74). (عن: كشف الغمة لأخي غالب الساقي، ص 45).
لعله يفي بما وعدت به أخي أباالحسنات فيما مضى ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:11 م]ـ
قولك ان الاشاعرة - يعلمون مخالفة عقيدة السلف ..
لكنهم لا يرون أن هذه المخالفة تُخرجهم من " السنة ".
كلامك هذا يكون صحيح لو اتيتنا بكلام للاشاعرة مفاده ان السلف كانوا يثبتون معاني نصوص الصفات.
فلو اتيت بهذا ثم قلت انهم يعلمون انهم خالفوا السلف في الاعتقاد قبل منك.
اما انهم يقولون ان السلف كانوا مفوضة. فمن اين تثبت انهم يقولون بمخالفتهم للسلف في الاعتقاد.
والكلام على الاشاعرة كطائفة لا على قول فرد منهم ورايه واجتهاده.
و شكرا.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 11:08 م]ـ
بارك الله فيك ..
الأشاعرة - المقصودون هنا - يعرفون مخالفتهم لأئمتهم الأوائل فضلاً عن السلف.
- تقول:
(والكلام على الاشاعرة كطائفة لا على قول فرد منهم ورايه واجتهاده)!
قبل أن آتيك بما تريد .. بيّن لي: هذه الـ" طائفة " من الأشاعرة من تعني بهم؟ أسماء محددة؟ أو عددًا محدودًا بغض النظر عن الأسماء؟ ومَن سلفك فيما ستذكر؟
وكيف نفرق بين رأي " طائفتهم " و " أفرادهم " .. ؟
وفقك الله ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 11:55 م]ـ
اقصد بالاشاعرة الذين رد عليهم العلماء امثال شيخ الاسلام وابن القيم وقالوا عنهم انهم ينسبون التفويض للسلف. وحكموا عليهم بانهم كذبوا على السلف بهذا وجهلوهم.
هذه هي الاشعرية التي اعرفها.
اما اشعرية تقول بان السلف اثبتوا معاني الصفات ثم بعد ذلك خالفوهم واقروا بمخالفتهم. اكون صادقا معك لو قلت لك اني ما عرفت هذه الطائفة ولا قرات وسمعت عنهم.
غاية ما علمت عنهم انهم يجعلون السلف مفوضة لا يثبتون معاني لنصوص الصفات ويستميتون على هذا.
وهذا امر معلوم عنهم مسطر في كتب اهل السنة في الرد عليهم.
و في كتب شيخ الاسلام التي تضمنت الرد على الاشاعرة دائما يركز على ان السلف كانوا يثبتون معاني لنصوص الصفات ومع هذا لم اره يقول ان الاشاعرة يوافقون في هذا. بل اراه يستدل على هذا وهو لا يستدل عليهم لاجل امر هم موافقون عليه والله اعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
شيخ الإسلام وابن القيم ردوا على كثيرين .. (مع تفاوت الانحراف).
ولا تختزل الأمر في فهمهم للتفويض، فهو أكبر من هذا. مع أن الفريق الأكثر منهم - المؤول - لاشك أنه يُقر بمخالفة تأويله لعقيدة السلف - حتى لو رآها تفويض معنى -. وفقكم الله ..
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:12 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/113)
اخي سليمان طبعا شيخ الاسلام وابن القيم ردوا على كثيرين. لكن ليس في هذا اختلفنا.
الاشاعرة لهم اصول واضحة تنسب اليهم كطائفة وهذا امر معلوم. ولا يعني هذا ان لو اشعري ما خالف اصل من اصولهم ان تنسب تلك المخالفة للاشاعرة. بل الذي ينسب اليهم ما عدوه اصلا لفرقتهم.
مثال ذلك/
نحن نقول الاشاعرة تثبت سبع صفات.
فلو قال لنا احد ان الاشاعرة تثبت عشر صفات لان فلان اشعري يثبت عشر لخطئناه.
وكذلك يقال ذلك في اهل السنة. هل تحب ان يرد عليك رجل مثلا في التوسل بالجاه. فيقول اهل السنة يجوزون
التوسل بالجاه لان فلا سني وهو يجوز ذلك.
كيف ترد عليه.
والتفويض الذي ينسبونه الاشاعرة للسلف هو تفويض في المعنى اي انهم لا يثبتون الصفات بتلك النصوص.
هذا هو الذي يقوله شيخ الاسلام وتلميذه وكل من وقفت على ردوده عليهم.
لذا الزموهم بلوازم باطلة منها انهم جهلوا السلف وكذبوا عليهم.
اما ان اكثر الاشاعرة مؤولة يقرون بمخالفة تاويله لعقيدة السلف.
هذا غير صحيح تدري لماذا.
لانهم يزعمون ان الله عزوجل منزه عن هذه الصفات. فالذي فوض ما فوض الا لانه راى في اثباتها نقصا. ففوض
لكي ينزه.
والذي اول ما اول الا لانه راى ان اثباتها على ظاهرها نقصا فاولها عن ظاهرها لكي ينزه.
فيلتقون على زعمهم على عقيدة واحدة وهي التنزيه لا يختلفون في العقيدة.
وانما الخلاف كان في طريقة التنزيه.
لذا يقولون طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم.
حكموا على طريقة الخلف انها اعلم واحكم لانهم اوجدوا للنصوص في زعمهم معاني بخلاف السلف طلبوا السلامة فقط دون ان يتعرضوا الى النصوص بشيء.
واخيرا اخي الفاضل هذا الذي اعلمه قطعا عنهم.ويكفيك ان ترجع الى الحموية وشروحها فقد بين شيخ الاسلام مقالة الاشاعرة ونسبتهم تفويض المعنى الى السلف احسن بيان.
فان كان لك مراجع ومصادر تثبت ما تقول فاحلني عليها كي استفيد منها وبارك الله فيك اخي.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:00 ص]ـ
قال السقاف - أيام أشعريته! - عن الإمام أحمد:
(ثم إن أحمد بن حنبل ليس له مذهب مدون في العقائد، كما يقولون! وإن كان الصواب عند بعض العلماء وضعه في قائمة المجسمة والمشبهة)!! (تعليقه على الإبانة، ص 74). (عن: كشف الغمة لأخي غالب الساقي، ص 45).
لعله يفي بما وعدت به أخي أباالحسنات فيما مضى ..
كلام السقاف هذا معروف لكنه لا يفي بشي، لأنه في تعليقه على الكتاب نفسه يتطاول على أبي الحسن الأشعري وقد نقل غالب الساقي ذلك، فمن الخطأ العظيم أن يظن أن ما قاله معتمد عند الأشعرية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 06:37 ص]ـ
الأخ الكريم: أباعبدالرحيم: بارك الله فيكم. بل أنا أستفيد منكم ومن أمثالكم ..
شيخنا الكريم: أباالحسنات: كيف نعرف " المعتمد " عندهم من غير المعتمد؟ لأن هذه المسألة محيّرة بجد. ولو تأملتم رد الغرسي أو الإدلبي على الشيخ سفر؛ لوجدتم أن عدم تحريرها عندهم جعلها تكأة للتهرب من نقدات الشيخ لمذهبهم .. فلعلكم تفيدون كعادتكم .. وإلا فلن يفي بما وعدتُ ما قد أنقله عن الأفراد منهم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:14 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا اللطف.
الذي يمكن قوله: أنه لا ينبغي الاعتماد أبداً على ما يكتبه كثير من المعاصرين في بيان العقيدة الأشعرية لسببين:
الأول: أن كثيراً منهم يكتبون بدافع الحقد على عقيدة السلف، والغيظ من انتشارها في هذا الزمان بين أهل العلم الشرعي، لذا تجدهم يجهلون عقائد أئمتهم.
وهنا نموذج وهو كلام صلاح الإدلبي في مسألة الرؤية: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=947579#post947579 .
وكذلك وقفت على كلام للبوطي في كبرى اليقينيات الكونية - وهو مشهور جداً عند المعاصرين - في مسألة التعليل يدل على عدم ضبطه لها.
الثاني: أنهم قد لا يطرحون عقيدتهم بالجرأة التي كان يطرحها محققوا الأشعرية، لذا قد لا يفهم القارىء مذهبهم جيداً، وقد يكون في ذلك شيء من التلبيس. مثال ذلك: كتاب أركان الإيمان لوهبي غاوجي الألباني.
لذا يمكن لطالب العلم السني إذا أراد التعرف على عقائدهم - وهذا ضروري جداً لمن يقرأ في كتب شيخ الإسلام، وضروري لمن يدرس العلوم التي كثر تصنيفهم فيها كأصول الفقه والبلاغة - أن يدرس كتاباً من كتب أئمتهم المعتمدة، كالإرشاد للجويني - زبورهم - والاقتصاد للغزالي و الأربعين للرازي - وسائر كتبه التي صنفها على طريقتهم - وكتب السنوسي وشرح الجوهرة للبيجوري من المتأخرين، مراعياً في ذلك التدرج كما يراعيه في طليه لكل علم.
ولا يظن أحد أن تعلم هذا من تعلم علم الكلام المذموم، لأن هذا التعلم ليس لاعتقاد تلك العقائد وإنما للتعرف عليها للتمكن من فهم ردود شيخ الإسلام عليهم مثلاً، وغير ذلك، وقد ذكر ابن عبد الهادي أنه قرأ شيئاً من كتاب الأربعين في أصول الدين على شيخ الإسلام رحمه الله، ودرس ابن القيم على صفي الدين الهندي - أحد كبرائهم - في أصول الدين وأصول الفقه، وشرح شيخ الإسلام الأصبهانية لشمس الدين الأصبهاني أحد أئمة الأشعرية.
ولا يجعل السني همه من قراءة كتبهم مجرد التشنيع عليهم، فهذا المقصد يمنع صاحبه من فهم كلامهم على وجهه، بل يجعل مقصده تعلم ما يعين على دعوتهم إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في شرح الأصبهانية: " المقصود هنا التنبيه على أن ما يجب إثباته لله تعالى من الصفات ليس مقصوراً على ما ذكره هؤلاء - أي الأشعرية - مع إثباتهم بعض صفاته بالعقل وبعضها بالسمع، فإن من عرف حقائق أقوال الناس وطرقهم التي دعتهم إلى تلك الأقوال حصل له العلم والرحمة، فعلم الحق ورحم الخلق، وكان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وهذه خاصة أهل السنة المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يتبعون الحق ويرحمون من خالفهم باجتهاده حيث عذره الله ورسوله، وأهل البدع يبتدعون بدعة باطلة ويكفرون من خالفهم فيها ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/114)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 11 - 09, 02:28 ص]ـ
مناقشة مفيدة
وأخلاق أهل علم(55/115)
الإيمان بالله
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:04 م]ـ
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله > تسليما مزيدا
أما بعد:
إن الله سبحانه لم يخلق خلقه عبثا, ولم يتركهم سدى, بل خلقهم لغاية عظيمة, وحكمة جليلة, عليها قام سوق الجنة والنار, وبها أنزلت الكتب وأرسلت الرسل, ألا وهي الإيمان بالله ?, فهو مفتاح الدعوة الإلهية, وزبدة الرسالة النبوية.
قال أبو عمر ابن عبد البر النمري قال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله أفضل؟ قال: ما لا يقبل عمل إلا به. قال: وما ذاك. قال: الإيمان بالله هو أعلى الأعمال درجة, وأشرفها منزلة, وأسناها حظا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((أصل العلم الإلهي ومبدؤه ودليله الأول عند الذين آمنوا هو الإيمان بالله ورسوله)) الفتاوى (2/ 1)
والإيمان بالله ? تحقيقه يتم بثلاثة أمور:
الأمر الأول: إفراده في ألوهيته, فلا يُعبد إلا الله وحده لا شريك له في عبادته.
الأمر الثاني: إفراده في ربوبيته, فلا خالق ولا مالك ولا مدبر إلا الله وحده لا شريك له.
الأمر الثالث: إفراده في أسمائه وصفاته, فيُثبت لله ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله r من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وهذه الأمور الثلاثة متلازمة بالنسبة للعبد, فمن جاء بتوحيد الألوهية ولم يأت بتوحيد الربوبية فإنه لا يكفيه, وهو ليس مؤمنا بالله ?,وهكذا حتى يأتي بالثلاثة مجتمعة.
وتحقيق الإيمان بالله يُوفِّق الله إليه من عباده من شاء هدايته وكان من الشاكرين كما قال تعالى {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشكرين}
ولفظة الإيمان بالله عند الإطلاق تشمل الدين كله كما في حديث وفد عبد القيس في الصحيحين ولفظه: عن ابن عباس t أن النبي r قال لوفد عبد القيس؛ عندما سألوه عن أمور الدين؛ فأمرهم: (بالإيمان بالله وحده) وقال: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم).
وفي حديث أبي هريرة t أن رسول الله r سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور))
أما عند التقييد, كقرنها بالإسلام أو غيره, فيراد بالإيمان الأمور الباطنة المتعلقة بالاعتقاد؛ لما جاء في حديث جبريل في الصحيحن ولفظه: قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله r : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت. قال فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت.
والله أعلم, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(55/116)
الرد على قبوري محتج بشبهة إجماع الصحابة (الشيخ فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على قبوري محتج بشبهة إجماع الصحابة - رضي الله عنهم -
بقلم: الشيخ د. محمد علي فركوس - حفظه الله -
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فقد احتجَّ من يستحبُّ الصلاةَ في المساجد المبنية على الأضرحة والقبور - هداه الله - بشُبهة إجماع الصحابة - رضي الله عنهم -، وقد جاء نصُّ احتجاجه على ما يلي:
«أمَّا فِعل الصحابة - رضي الله عنهم - يتَّضح في موقف دفن سيِّدنا رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - واختلافهم فيه، وهو ما حكاه الإمام مالك - رضي الله عنه - عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكانِ دَفْنِ الحبيب - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - فقال: «فقال ناسٌ: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - يقول: «مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِيَّ فِيهِ فَحفرَ لَهُ فِيهِ» (1)، ووجه الاستدلال أنَّ أصحاب رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - اقترحوا أن يدفن - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - عند المنبر وهو داخل المسجد قطعًا، ولم ينكر عليهم أحدٌ هذا الاقتراح، بل إنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - اعترض على هذا الاقتراح ليس لحرمة دفنه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - في المسجد، وإنما تطبيقًا لأمره - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - بأن يُدفن في مكانِ قَبْضِ روحه الشريف - صَلَّى الله عليه وآله وسلم -.
وبتأمُّلنا إلى دفنه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - في ذلك المكان؛ نجد أنه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - قُبض في حجرة السيِّدة عائشة - رضي الله عنها -، وهذه الحجرة كانت متصلةً بالمسجد الذي يصلي فيه المسلمون. فوضع الحجرة بالنسبة للمسجد كان - تقريبًا - هو نفس وضع المساجد المتصلة بحجرة فيها ضريح لأحد الأولياء في زماننا، بأن يكون ضريحه متصلاً بالمسجد والناس يصلون في صحن المسجد بالخارج.
وهناك من يعترض على هذا الكلام ويقول: إنَّ هذا خاصٌّ بالنبي - صَلَّى الله عليه وآله وسلم -، والردُّ عليه أنَّ الخصوصية في الأحكام بالنبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم -تحتاج إلى دليل، والأصل أنَّ الحكم عامٌّ ما لم يرد دليلٌ يثبت الخصوصيةَ، ولا دليل، فَبَطَلَتْ الخصوصية المزعومة في هذا الموطن، ونزولاً على قول الخصم من أنَّ هذه خصوصية للنبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - وهو باطل كما بيَّنَّا - فالجواب أنَّ هذه الحجرة دفن فيها سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه -، ومن بعده سيدنا عمر - رضي الله عنه -، والحجرة متَّصلة بالمسجد، فهل الخصوصية انسحبت إلى أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أم ماذا؟ والصحابة يصلون في المسجد المتصل بهذه الحجرة التي بها ثلاثة قبور، والسيدة عائشة - رضي الله عنها - تعيش في هذه الحجرة، وتصلي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة، ألا يُعدُّ هذا فعل الصحابة وإجماعًا عمليًّا لهم».
فالجواب عنه على التفصيل التالي:
- إنَّ ما استند إليه القبوريُّ - هداه الله - من حديث مالكِ بن أنسٍ - رحمه الله - بقوله: «وهو ما حكاه مالك - رحمه الله - عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -» فإنما أورده مالك - رحمه الله - في «الموطأ» بلاغًا منقطعًا دون إسناد، وجاء في سياقه «أنه بلغه أنَّ رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء وصَلَّى الناس عليه أفذاذًا، لا يؤمُّهم أحد، فقال ناس: يدفن عند المنبر، وقال آخرون: يدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر الصديق فقال: سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إِلاَّ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ .. » (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/117)
وهذا الحديث معضلٌ، قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: «هذا الحديث لا يُروى على هذا النسق بوجه من الوجوه غير بلاغ مالكٍ هذا، ولكنه صحيح من وجوه مختلفة وأحاديثُ شتى جمعها مالك» (3)، ثم تناول الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - الحديث ببيان جميع شواهد فقراته ما عدا تلك المتعلقة بالدفن عند المنبر فلم يذكر لها ما يشهد لها بالصحة.
وقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أخبرنا محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: قال أبو بكر أين يدفن رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -؟ قال قائلٌ منهم: عند المنبر، وقال قائل منهم: حيث كان يصلي يؤمُّ الناس، فقال أبو بكر: بل يدفنُ حيث توفى الله نفسَه، فأخَّر الفراش ثمَّ حفر له تحته» (4).
وسنده ضعيفٌ لإرساله، فأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبي بكر، «قال أبو زرعة: هو عن أبي بكر مرسلٌ» (5)، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب كانت ولادته في خلافة عثمان ولم يسمع من أبي بكر (6)، ومحمَّد بن عمرو بن علقمة صدوقٌ له أوهام (7).
والحديث رواه محمَّد بن إسحاق موصولاً، أخرجه ابن ماجه في «السنن» (8) والبزار (9) وأبو يعلى (10) والبيهقي في «دلائل النبوة» (11)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (12)، وابن هشام (13)، وابن كثير (14) قال: «حدثني حسين بنُ عبد الله عن عكرمة عن ابن عباسٍ قال: .. وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ».
والحديث ضعيف لأنَّ في سنده حسين بن عبد الله بن عبيد ضعَّفه ابنُ معينٍ والنسائي وأبو زرعة والبخاري، وكثيرٌ من أهل الحديث لم يحتجوا بحديثه (15)، والحديث ضعَّفه الألباني (16).
وتابعه من هو دونه وأوهى منه، قال السيوطي: «وصله ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة» (17).
قلت: فقد رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» قال: «أخبرنا محمَّد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما فرغ من جهاز رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يوم الثلاثاء وُضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه بالبقيع، قال أبو بكر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «مَا مَاتَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ»، فرفع فراش النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - الذي توفي عليه ثم حفر له تحته» (18).
وسند هذا الحديث ضعيف جدًّا، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف وعنده مناكير (19)، وداود بن الحُصين ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج كما صرح ابن حجر في «التقريب» (20)، ومحمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي هو الواقدي متروك الحديث، فلا يصلح هذا الطريق لا في المتابعات ولا في الشواهد.
ولا يشفع لحال الواقدي إسناده الآخر الذي ذكره الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «قال الواقدي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عثمان بن محمَّد الأخنسي عن عبد الرحمن بن سعيد قال: لما توفي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - اختلفوا في موضع قبره، قال قائل: في البقيع، فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند قبره، وقال قائل، في مُصلاَّه، فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرًا وعلمًا، سمعت رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - يقول: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» (21).
وهذا الحديث مرسل، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي لم يدرك أبا بكر، وفيه الواقدي كما ترى.
وأمَّا طريق ابن هشام بن عروة فليس فيه ذكر لمحلِّ الشاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/118)
هذا، والناظر في مجموع طرق الحديث يدرك أنَّ الطريق الأول وإن كان ضعيفًا من جهة الإرسال وليس فيه تهمة في صدق الراوي وديانته إلاَّ أنَّ الطرق الأخرى لا تخلو من ذلك , فإنَّ طريق عكرمة عن ابن عباس فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه أحمد وله أشياء منكرة، وقال النسائي: متروك، وتركه البخاري، وقال: يقال إنه متهم بالزندقة (22).
أمَّا الطريق الثالث ففيه إبراهيم بن أبي حبيبة ضعيف له مناكير، وفيه الواقدي متروك الحديث، وكذا الطرق الأخرى.
وعليه، فلا يتقوى الحديث بكثرة طرقه مهما تعدَّدت؛ لأنها ناشئة من تهمة في صدق الرواة ودينهم، وإنما يرتقي ويتقوَّى بكثرة الطرق إذا كان ضعف رواته في مختلف الطرق ناشئًا من جهة سوء حفظهم كما نبَّه إليه أهلُ الحديث.
هذا، وعلى فرض صحة الأثر فإنَّ قول القائل: «ندفنه في مسجده» أو «عند المنبر» معارض بحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لما نزل برسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أُبْرِزَ قبرُه، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا» (23).
والمرادُ أنه لولا تحذير النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - ما صنعوا ولعن مَن يفعل ذلك لدفن خارج بيته، غير أنه خَشِي [أي النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -] أن يُتخذ قبرُه مسجدًا على رواية الفتح، أمَّا «خُشِيَ» على رواية الضم فهي خشية واقعة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا تعارضها روايةُ عائشة - رضي الله عنها -: «غير أني أخشى»؛ لأنَّ إخبار وقوع الخشية من فرد لا ينافي وقوعها في مجموع الأفراد.
ومن جهة أخرى: يجوز أن يشير أحدُهم بأن يدفن في بيته قطعًا لذريعة الشرك وليس في ذهنه إلاَّ تلك الخشية، وبعضهم يشير إلى الرأي نفسه ومعه علم بأن النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - قال: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلاَّ دُفِنَ حَيْثُ قُبِضَ»، كما يجوز على بعضهم أن لا يتفطن إلى هذا المعنى لغلبة معنى آخر في الرأي فيشير إلى دفنه بالبقيع لعلة أنه كان كثيرًا ما يستغفر لهم فيدفن مع أصحابه، أو يشير بعضهم إلى أنَّ دفنه في مسجده أو عند منبره لعلة موضع خطابته وصلاته وإمامته بالناس مع غياب المعنى الأول، وهو - بلا شك - قول موقوف على اجتهاد صحابي لم يعينه الحديث مع احتمال أنه لم يبلغه التحريم، وخاصة أن أحاديث التحريم كانت قريبة العهد بوفاته - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، ولا يلزم من سكوت الصحابة - رضي الله عنهم - في ذلك الوقت سكوتهم في أي وقت وإقرارهم على مبلغ اجتهاده، فهم أعلم بذلك الظرف ومناسبته لمقام الإنكار فيه من عدمه، علمًا بأنَّ جمهور الصحابة - رضي الله عنهم - قد بيَّنوا الحكمَ بيانًا يسقط وجوب الإنكار فيما نقلوا من أحاديثَ مرفوعةٍ ومتواترة وصريحة في تحريم بناء المساجد على القبور، وهي نصٌّ في المسألة. ويؤيِّد قيام الإنكار من النبيِّ - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - ما روى ابن سعد بسند صحيح عن الحسن (وهو البصري) قال: «ائتمروا (24) أن يدفنوه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في المسجد فقالت عائشة - رضي الله عنها -: إنَّ رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - كان واضعًا رأسه في حجري إذ قال: «قَاتَلَ اللهُ أَقْوَامًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة (25).
- وفي قوله - هداه الله -: «وبتأمُّلنا إلى دفنه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في ذلك المكان، نجد أنه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - قبض في حجرة السيدة عائشة - رضي الله عنها - …».
فجوابه من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/119)
• الوجه الأول: أنَّ النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - لم يدفن في مسجده، إذ المسجد بناه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في حياته، وإنما دفن حيث قبض في أحد بيوته - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، وهي حجرة عائشة - رضي الله عنها -التي كانت بجوار المسجد وخارجة عنه، يفصل بينهما جدار فيه باب، وإنما دفنه الصحابة - رضي الله عنهم - في ذلك المكان عملاً بمقتضى الحديث، وحتى لا يتركوا مجالاً لمن بعدهم أن يتخذ قبره عيدًا ومسجدًا.
• الوجه الثاني: أن توسيع مسجده - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في عهد خلافة عمر بن الخطاب ثمَّ في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - لم يُدخِلاَ القبر فيه، وإنما تَمَّ توسيعهما للمسجد من الجهات الأخرى دون تعرُّض للحجرة الشريفة عملاً بمقتضى الأحاديث الناهية عن اتخاذ القبور مساجد، وإنما أدخلت الحجرة النبوية في المسجد في أواخر القرن الأول في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك الذي أمر بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجُرِ أزواج رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - إليه، وذلك سنة ثمان وثمانين من الهجرة (88ه)، كما صرَّح بذلك الطبري (26) وابن كثير (27)، وعليه يتجلَّى بوضوح أنَّ إدخال الحجرة الشريفة في المسجد ليس ممَّا أجازه الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا أجمعوا عليه كما يَدَّعي - هداه الله - إذ لم يكن - آنذاك بالمدينة النبوية - أحدٌ من الصحابة على قيد الحياة، وكان آخرهم موتًا جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سنة ثمان وسبعين (78ه)، ومع ذلك أنكر هذا العمل بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيب - رحمه الله - (28).
قال الحافظ محمَّد بن عبد الهادي: «وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان من آخرهم موتًا جابر بن عبد الله، وتوفي في خلافة عبد الملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك، وقذ ذكر أبو زيد عمر بن شبَّة النميري في كتاب «أخبار المدينة» مدينة رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - عن أشياخه عمن حدثوا عنه أنَّ عمر بن عبد العزيز لما كان نائبًا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة، وعمل سقفه بالساج وماء الذهب، وهدم حجرات النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه» (29)، فأين حصل إجماع الصحابة - رضي الله عنهم - المزعوم يا ترى؟!
- وقوله - هداه الله -: «والسيدة عائشة - رضي الله عنها - تعيش في هذه الحجرة، وتصلي فيها صلواتها المفروضة والمندوبة، ألا يُعدُّ هذا فعل الصحابة وإجماعًا عمليًّا لهم».
فجوابه: أنَّ حجرة عائشة - رضي الله عنها - كانت مفصولةً بجدارٍ بينها وبين قبرِ النبي - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، ويدلُّ عليه ما أخرجه أحمد في «مسنده» من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، وإني واضعٌ ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلمَّا دُفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلاَّ وأنا مشدودة على ثيابي حياءً من عمر - رضي الله عنه -» (30).
فالحديث يشير إلى أنَّ عائشة - رضي الله عنها - كانت تدخل حجرتها بعدما فصلت بجدار عن قبر النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: إذ لا يستقيم في العادة أن تبقى مشدودة على ثيابها فلا تضعه ولو في وقت راحتها. ويؤيِّده ما أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» أنَّ مالك بن أنس قال: «قُسم بين عائشة باثنين: قسم كان فيه القبرُ، وقسم كان تكون فيه عائشة، وبينهما حائط، فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فُضُلاً، فلما دُفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها» (31).
• الوجه الثالث:
والذين أدخلوا القبر النبوي في المسجد مع اعترافهم بمخالفة الهدي الصريح في النهي عن بناء المساجد على القبور ومخالفة سنة الخلفاء الراشدين المهديين وسيرة الصحابة الكرام لذلك حاولوا تقليل المخالفة ما وسعهم بالمبالغة في الاحتياط درءًا للفتنة وصيانة لجناب التوحيد لئلاَّ يتخذ قبره عيدًا ووثنًا يعبد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/120)
قال ابن رجب - رحمه الله -: «قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سدِّ الذريعة في قبر النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، ثمَّ خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلةً إذا كان مستقبل المصلين، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، ولهذا المعنى قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره» (32).
فهذا الاحتياط المبالغ فيه حيال القبر الشريف وقبري صاحبيه إنما هو استجابة دعائه - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» (33)، فحماه الله - تعالى -بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه. وضمن هذا المعنى يقول ابن تيمية - رحمه الله -: «ولهذا لما أدخلت الحجرة في مسجده المفضل في خلافة الوليد بن عبد الملك - كما تقدم - بنوا عليها حائطًا وسنموه وحرفوه لئلاَّ يصلي أحد إلى قبره الكريم - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، وفي موطأ مالك عنه أنه قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمِ مَسَاجِدَ»، وقد استجاب الله دعوته فلم يُتخذ - ولله الحمد - وثنًا كما اتخذ قبر غيره، بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة، وقبل ذلك ما كانوا يمكِّنون أحدًا من أن يدخل إليه ليدعو عنده، ولا يصلي عنده، ولا غير ذلك ممَّا يفعل عند قبر غيره، لكن من الجهال من يصلي إلى حجرته، أو يرفع صوته أو يتكلم بكلام منهي عنه، وهذا إنما يفعل خارجًا عن حجرته لا عند قبره، وإلا فهو - ولله الحمد - استجاب الله دعوته فلم يمكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلي عنده أو يدعو أو يشرك به كما فعل بغيره اتخذ قبره وثنًا، فإنه في حياة عائشة - رضي الله عنها - ما كان أحد يدخل إلاَّ لأجلها، ولم تكن تمكِّن أحدًا أن يفعل عند قبره شيئًا مما نهى عنه، وبعدها كانت مغلقة إلى أن أدخلت في المسجد فسدَّ بابها وبني عليها حائط آخر، كلُّ ذلك صيانة له - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - أن يتخذ بيته عيدًا وقبره وثنًا، وإلاَّ فالمعلوم أنَّ أهل المدينة كلهم مسلمون ولا يأتي إلى هناك إلا مسلم، وكلهم مُعظِّمون للرسول - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، وقبور آحاد أمته في البلاد معظمة، فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم، بل فعلوه لئلاَّ يتخذ وثنًا يعبد، ولا يتخذ بيته عيدًا، ولئلاَّ يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم» (34).
وفي هذا السياق نختم بقول ابن القيم في نونيته وهو من أشد الناس إنكارًا على شبهات الشرك كشيخه ابن تيمية -رحمهم الله تعالى - قال:
وَلَقَدْ نَهَانَا أَنْ نُصَيِّرَ قَبْرَهُ
وَدَعَا بِأَنْ لاَ يُجْعَلَ القَبْرُ الَّذِي
فَأَجَابَ رَبُّ العَالَمِينَ دُعَاءَهُ
حَتَّى اغْتَدَتْ أَرْجَاؤُهُ بِدُعَائِهِ
وَلَقَدْ غَدَا عِنْدَ الوَفَاةِ مُصَرِّحًا
وَعَنَى الأُلَى جَعَلُوا القُبُورَ مَسَاجِدًا
وَاللهِ لَوْلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ
قَصَدُوا إِلَى تَسْنِيمِ حُجْرَتِهِ ليمـ
قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصْدُهُ
عِيدًا حَذَارِ الشِّرْكَ بِالرَّحْمَنِ
قَدْ ضَمَّهُ وَثَنًا مِنَ الأَوْثَانِ
وَأَحَاطَهُ بِثَلاَثَةِ الجُدْرَانِ
فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ
بِاللَّعْنِ يَصْرُخُ فِيهِمْ بِأَذَانِ
وَهُمُ اليَهُودُ وَعَابِدُوا الصُّلْبَانِ
لَكِنْ حَجَبُوهُ بِالحِيطَانِ
ـتنع السُّجُودُ لَهُ عَلَى الأَذْقَانِ
التَّجْرِيدُ لِلتَّوْحِيدِ لِلرَّحْمَنِ (35).
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 28 ربيع الأول 1430ه
الموافق ل: 25 مارس 2009م.
=======
1 - رواه مالك في «الموطأ»: (1/ 231).
2 - «موطأ مالك بشرح تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 229 - 231).
3 - «التمهيد» لابن عبد البر: (24/ 398 - 399).
4 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
5 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 117).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/121)
6 - المصدر السابق نفسه: (11/ 250).
7 - المصدر السابق: (9/ 375)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (2/ 196).
8 - «سنن ابن ماجه» (1/ 520) (رقم: 1628).
9 - «مسند البزار» (1/ 70) (رقم: 18).
10 - «مسند أبي يعلى» (1/ 45، 46) (رقم: 22، 23).
11 - «دلائل النبوة» للبيهقي (7/ 260).
12 - «مسند أبي بكر» (66) (رقم: 26، 27).
13 - «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 663).
14 - «البداية والنهاية» لابن كثير (5/ 266).
15 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 537)، و «تهذيب التهذيب»: (2/ 341)، و «تقريب التهذيب» كلاهما لابن حجر: (1/ 176).
16 - «ضعيف سنن بن ماجه» للألباني (127 - 128).
17 - «تنوير الحوالك» للسيوطي: (1/ 230).
18 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 552).
19 - انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/ 19)، و «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 31).
20 - «تقريب التهذيب» لابن حجر: (1/ 231).
21 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (5/ 267).
22 - «تهذيب التهذيب» لابن حجر (2/ 341 - 342).
23 - أخرجه البخاري (3/ 628) كتاب «الجنائز»، باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، ومسلم (1/ 239)، كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» رقم: (529).
24 - أي: تشاوروا. انظر: «النهاية» لابن الأثير (1/ 66).
25 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد (1/ 516).
26 - «تاريخ الطبري» (5/ 222 - 223).
27 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (9/ 74 - 75).
28 - المصدر السابق: (9/ 75).
29 - «الصارم المنكي» لابن عبد الهادي: (136 - 137).
30 - أخرجه أحمد في أخرجه أحمد في «مسنده»: (6/ 202)، والحاكم في «المستدرك»: (3/ 63)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 57): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في «دفاع عن الحديث النبوي»: (95).
31 - «الطبقات الكبرى» لابن سعد: (1/ 553).
32 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 217).
33 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (7352)، وأبو يعلى في «مسنده»: (1/ 312)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وصحح إسناده الألباني في «تحذير الساجد»: (22).
34 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 237 - 328).
35 - «الكافية الشافية» لابن القيم: (2/ 352 - 354).
http://ferkous.com/rep/M39.php[/CENTER]
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 05:22 م]ـ
للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:23 م]ـ
للفائدة،،،(55/122)
هل خلق الصراط أم سيخلق؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
هل خلق الصراط، أم سيخلق، أود التفصيل بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:01 م]ـ
من يوجد عنده كتاب الحياة الآخرة للدكتور غالب عواجي هناك مطلب في ذلك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:36 م]ـ
إذا كان عندك فيها بحث، هل مر معك نصوص حديثية متعلقة بسؤالك؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:37 م]ـ
هناك مطلب في ذلك
هل تعني أنه ذكر الخلاف في كتابه هذا في مسألة خلق الصراط؟
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[27 - 04 - 09, 02:29 م]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 04 - 09, 05:21 م]ـ
نعم ذكر في المسألة كلاما مطولا ولكن الكتاب ليس عندي ولكن رأيت في فهرسة الكتاب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 05:36 م]ـ
رأيت كلاما لبعض شراح لامية ابن تيمية قال: إن الصراط خلق مع خلق النار.!
ولا أدري ما هو دليله، لأن هذه الأمور من مسائل الغيب، والسلامة فيها عدم الكلام إلا بدليل، لأن الكلام فيها بغير دليل تقول على الله عزوجل.
كذلك لا أدري ما هي ثمرة الكلام فيها، إذا كان السلف لم يتكلموا فيها.
والله الهادي.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 04 - 09, 06:54 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن أريد التفصيل في المسألة والبحث فيها أكثر للعلم فقط فإذا كنت من الباحثين فانظر لي في كتاب الحياة الآخر لعواجي وبارك الله فيك
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 04 - 09, 03:07 ص]ـ
للرفع
ـ[السيد زكي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:31 م]ـ
اللهم أصلح قلوبنا واهدنا إلى الحق وصرطك المستقيم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 04 - 09, 03:02 م]ـ
نريد جوابا في الموضوع وليس خارج الموضوع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 05 - 09, 07:12 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[08 - 05 - 09, 11:51 ص]ـ
سنن ابن ماجه - كتاب الزهد
باب ذكر البعث - حديث: 4278
حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن سليمان بن عمرو بن عبد بن العتواري، أحد بني ليث، قال: - وكان في حجر أبي سعيد - قال: سمعته يعني أبا سعيد، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " يوضع الصراط بين ظهراني جهنم، على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومخدوج به، ثم ناج، ومحتبس به، ومنكوس فيها(55/123)
افيدونا جزاكم الله الجنّة الكتب التي تكون كمرحلة أولى في المسيرة في فن العقيدة.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
إلى اخواني المشائخ وطلبة العلم في قسم عقيدة أهل السنة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أبدأ في تأصيل نفسي على العقيدة السلفية ولا يخفاني بفضل الله العلماء السلفيين والأمور المنهجية، ولكن أرغب منكم مساعدتي برسم خطة أبدأ بها تحتوي على أمور منها:
1. الكتب التي تكون كمرحلة أولى في المسيرة في فن العقيدة.
2. طريقة الدراسة وكيف المسير على الخطة خاصة لمن ليس عنده شيخ في هذه الفتره.
وليس عندي استعجال على الإنتهاء أهم شي عندي أن أتأصل تأصيلاً يضمن لي قاعدة عقدية قوية.
... وإن كان هناك موضوع قديم يخدمني بهذا الطلب ليتكم تدلوني بارك الله فيكم ...
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:27 ص]ـ
من الكتب المفيدة جدا التي جمعت معظم أبواب العقيدة بشكل ميسر وسهل كتاب الشيخ الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله-: منة الرحمن في نصيحة الإخوان. فهو منهج رائع جدا للمبتدئ في العقيدة ومعه ملحق في السلوك والتزكية مختصر جيد.
وللكتاب شرح بشكل أوسع وممتع جدا ً: المنة شرح اعتقاد أهل السنة. للشيخ أيضا ياسر برهامي ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:36 ص]ـ
وليس عندي استعجال على الإنتهاء أهم شي عندي أن أتأصل تأصيلاً يضمن لي قاعدة عقدية قوية.
هذا هو المطلوب - وفقك الله يا أخي - ستجني ثمرة هذا الأمر إن كنت جادًا فيما قلت.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:35 م]ـ
من الكتب المفيدة جدا التي جمعت معظم أبواب العقيدة بشكل ميسر وسهل كتاب الشيخ الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله-: منة الرحمن في نصيحة الإخوان. فهو منهج رائع جدا للمبتدئ في العقيدة ومعه ملحق في السلوك والتزكية مختصر جيد.
وللكتاب شرح بشكل أوسع وممتع جدا ً: المنة شرح اعتقاد أهل السنة. للشيخ أيضا ياسر برهامي ...
أخي الفاضل محمد خاطر بارك الله فيك على تكرمك بالرد على موضوعي.
وأنا حالياً لا أستطيع تعدي أربعة مشائخ في بداية طلبي للعلم خاصة علم العقيدة: (الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - والشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - و الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - والشيخ: صالح آل الشيخ - حفظه الله -) وأنا سألت فقط لتدلوني على المنهجية التي تضمن لي الرسوخ والكتب التي أسير عليها.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
هذه خطة مقترحة تتكون من سبعة مستويات, وقد قام بإعدادها
الشيخ (الدكتور) /عبد الرحمن بن عايد العايد جزاه الله خير
وقد عرضها الشيخ على عدد من العلماء قبل ظهورها بهذه الصيغة
وبه نستعين اللهم اخلص نوايانا وارزقنا الصواب
المستوى الأول
5/ الأصول الثلاثة (نسخة مشكولة)
أ / شرح الأصول الثلاثة (للشيخ عبد العزيز ابن باز) اعتناء (علي المري)
ب / شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / حاشية ابن قاسم
د / أشرطة للشيخصالح الفوزان (8)
هـ / أشرطة للشيخ صالح آل الشيخ (6)
و / أشرطة للشيخ محمد الفراج (10)
ز / أشرطة للشيخ عمر العيد (10)
ح / أشرطة للشيخ عبد الرحمن البراك
ط / أشرطة للشيخعبد الله السعد
6/ كشف الشبهات (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخابن إبراهيم (جمع و ترتيب ابن قاسم)
ب / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين (فهد السليمان) (دار الثريا)
ج / شرح الشيخ صالح الفوزان (عادل الفريدان)
د / تعليقات على كشف الشبهات (للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف) (دار الوطن)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (3)
و / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (16)
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ عبد الله السعد
9/ القواعد الأربع
أ / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز
ب / أشرطة الشيخ صالح الفوزان
ج / أشرطة صالح آل الشيخ
د / أشرطة الشيخ محمد أمان
هـ/أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / مذكرة الشيخ سليمان العلوان
ح / مذكرة الشيخ عبد الله السعد
المستوى الثاني
4/ التوحيد: (نسخة مشكولة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/124)
أ / تيسير العزيز الحميد.
ب / فتح المجيد تحقيق: الفريان
ج / قرة عيون الموحدين تحقيق: الأنصاري
د / فتح الله الحميد المجيد تحقيق: الشيخ بكر أبو زيد (المؤيد)
هـ/ القول السديد للشيخ السعدي
و / الدر النضيد للشيخ سليمان الحمدان
ز / حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم
ح / الجديد (شرح كتاب التوحيد للشيخ القرعاوي)
ط / التعليق المفيد للشيخ عبد العزيز ابن باز
ي / القول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين
ك / التعليق المفيد للشيخ صالح الفوزان (مقرر التوحيد للمعاهد في المرحلة المتوسطة)
ل / أشرطة الشيخ عبد الله ابن حميد (37)
م / أشرطة الشيخ عبد الله ابن جبرين (21)
ن / أشرطة الشيخ صالح الفوزان (82)
س / التمهيد للشيخ صالح آل الشيخ (21)
ع / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (12)
ف / فوائد في شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد العزيز السدحان (دار المسلم)
ص / تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد للبهلال (دار الأثر).
ق / النهج السديد لجاسم الدوسري.
المستوى الثالث
2/ لمعة الاعتقاد (نسخة محققة)
أ / شرح الشيخ محمد ابن عثيمين تحقيق: أشرف عبد المقصود
ب / الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد للشيخ عبد الله ابن جبرين (دار طيبة)
ج / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (3)
د / أشرطة الشيخ عبد الرحمن المحمود (10)
هـ/ أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
المستوى الرابع
5/ الواسطية (تعليق ابن مانع)
أ / الروضة الندية لابن فياض (دار الوطن)
ب / التنبيهات السنية للرشيد
ج / التنبيهات اللطيفة للشيخ السعدي تحقيق: علي عبد الحميد دار ابن القيم
د / شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس
هـ/شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان
و / شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد ابن عثيمين
ز / التعليقات الزكية للشيخ عبد الله ابن جبرين دار الوطن
ح / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (4)
ط / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (10)
ي / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (30)
ك / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
المستوى الخامس
3/ الحموية الكبرى: تحقيق: حمد التويجري
أ / فتح رب البرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ب/ أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (5)
ج / أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (14)
د / أشرطة الشيخ صالح آل الشيخ (11)
هـ / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
المستوى السادس
3/ الطحاوية (نسخة مشكولة)
أ / شرح بن أبي العز تحقيق: الشيخ عبد الله التركي
ب / شرح العقيدة الطحاوية الميسر للشيخ للخميس
ج / أشرطة الشيخ عبد العزيز ابن باز (32)
د / أشرطة الشيخ عبد الله بن جبرين (84)
هـ/ أشرطة الشيخ سفر الحوالي (253)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك
ز / أشرطة الشيخ عبد العزيز الراجحي
ح / أشرطة الشيخ ناصر العقل
المستوى السابع
2/ التدمرية تحقيق: السعوي
أ / التحفة المهدية تحقيق: الشيخ عبد الرحمن المحمود
ب / تقريب التدمرية للشيخ محمد ابن عثيمين
ج / توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ الخميس (الصميعي)
د / مذكرة الشيخ محمد ابن عثيمين في شرحها
هـ/ أشرطة الشيخ محمد ابن عثيمين (20)
و / أشرطة الشيخ عبد الرحمن البراك (40)
كيفية الاستفادة من الخطة
1/ لابد من الإخلاص في طلب العلم لأنه عبادة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات …)، بل إن عدم الإخلاص في طلب العلم الشرعي يعرض صاحبه للوعيد الشديد، يقول صلى الله عليه وسلم (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) وعرف الجنة يعني ريحها.
2/ العمل بما تعلم لان ثمرة العلم العمل، يقول صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه).
وقال علي رضي الله عنه (هتف العلم بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل).
وعدم العمل بالعلم استكثار من حجج الله عليك، والعمل بالعلم أقوى وسائل تثبيته.
3/ الجدول لا يغني عن المشايخ ويدعو إلى التعلم من الكتب فقط، و إنما هو كالدليل لك من أين تبدأ وإلى أي حلق العلم تتجه، لان الاعتماد على الكتب فقط خطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/125)
قال الشافعي (من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام) وقيل (من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه).
ولذا لابد من اختيار الشيخ القادر على شرح هذا المتن الموثوق في علمه وديانته.
4/ لا تستعجل الثمرة: بعض الإخوة يطلب العلم شهراً ويريد أن يكون عالماً ولذا تجده يتنقل من حلقة إلى أخرى بحجة أن الشيخ لا يتوسع، مع انه لا يحتمل توسع الشيخ ولن يفهمه.
5/ إياك والغرور والعجب، العلم يزيد في تواضع الشخص وقد قيل (المتواضع من طلاب العلم أكثر علماً، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء).
أقول هذا لان بعض الإخوة يتعلم حكماً أو حديثاً فتجده قد نفخ نفسه وأصبح يخطئ العلماء ويبدي هو أرائه، أنا أرى أن الحكم كذا وكذا، والشيخ الفلاني أخطأ لأنه لم يتصور القضية وكل هذا لأنه أُعجب بما عنده من علم قليل.
ومن دخله العجب والغرور قد يصاب بالكبر وربما انحرف عن الطريق فصار علمه حجة عليه.
6/ إياك والتسويف: سأبدأ مع بداية الأسبوع القادم أو حين ينتهي عملي هذا ويجعل لنفسه عوائق بتسويفه لا تنتهي لأنه ما إن ينتهي عائق حتى يأتي آخر.
7/ الجدول راعى التدرج وترتيب الأولويات، وهما عنصران هامان في طلب العلم.
8/ الجدول مقسم كل مستوى إلى سبعة أقسام ليجعل كل قسم في يوم من أيام الأسبوع.
9/ الجدول عام ليس خاصا بعلم واحد، وبإمكانك بعد ذلك التوسع في التخصص الذي يناسبك.
10/ قد يكون للمتن الواحد أكثر من شرح، وقد تتفاوت هذه الشروح من حيث السهولة والصعوبة، وقد ذكرت لك مجموعة من شروح المتن قدر المكان، فابدأ بالأسهل منها وتدرج حتى تتقن فهم هذا المتن، ولا يلزم الإطلاع على جميع شروح المتن الواحد (اضرب مثلا كتاب التوحيد).
11/ الطريقة المقترحة هي أن تحفظ المتن المراد ثم تسمعه على الشيخ لضبط هذا المتن، فان استعصى الحفظ فكرره حتى ترسخ معانيه في قلبك.
ثم قراءة شرح درس اليوم مثلاً قبل أن يشرحه الشيخ مع وضع الأسئلة التي تدور في ذهنك ثم الاستماع لشرح الشيخ والتعليق معه سواء على هامش المتن أو الشرح أو في دفتر خاص، ثم الاستفسار بأدب عما يدور في ذهنك من أسئلة ثم مراجعته مرة أخرى بعد شرحه.
12/ إذا استغلق عليك متن أو علم فدعه للوقت المناسب.
إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
13/ لا يعني المستوى أن لا تنتقل إلى ما بعده حتى تنهيه، و إنما بإمكانك أن تأخذ من المستوى الثاني وأنت لا تزال في المستوى الأول، وذلك بعد أن تنهي متناً من متون المستوى الأول، فمثلا لو أنهيت ثلاثة الأصول وكشف الشبهات من المستوى الأول ولكن بقي متون أخرى من المستوى الأول، لا تقف و إنما خذ مثلاً من المستوى الثاني كتاب التوحيد، وكل ما انتهى متن خذ بدلاً عنه من المستوى الذي يليه.
14/ التقسيم اجتهادي وليس ملزماً فبإمكانك إبدال شيء مكان شيء آخر ولكن لابد من مراعاة التدرج، فلا تبدأ مثلاً بألفية العراقي قبل نخبة الفكر.
15/ لا تتجاوز متناً حتى تتقنه.
16/ لابد من المراجعة حتى ولو ذهبت عن هذا المتن.
17/ لابد من مراعاة الزمن، بحيث لا تمكث في المستوى وقتاً يمكنك أن تنهيه قبله، ولا يعني هذا الاستعجال، لا تذهب عن المتن حتى تتقنه ولكن لا يعني هذا الكسل والتراخي.
18/ يحسن اغتنام وقت الراحة أو الأوقات التي يكون الذهن فيها مجهداً يحسن اغتنامها في قراءة كتب السيرة والتأريخ والأدب والشعر والبلاغة والفتاوى ولا سيما المعاصرة، والمجلات الإسلامية للإطلاع على أحوال العالم الإسلامي والاستفادة مما ينشر فيها.
19/ لابد من الانتباه لما يرقق القلب، إذ قد يقسو مع البحث وكثرة القراءة فيحتاج إلى تعاهده بالمرققات.
20/ يحسن بمكتبات المساجد أو مكاتب الدعوة توفير المواد من متون وشروح من كتب و أشرطة وإتاحة استعارتها أو الاستفادة منها لمن يريدها.
كتب هذه الأسطر الشيخ / عبد الرحمن بن عايد العايد جزاه الله خيرا.
هذه كتب العقيدة ومستوياتها استليتها لك من خطة مقترحة من سبعة مستويات للشيخ (الدكتور) /عبد الرحمن بن عايد العايد على الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=662497&postcount=71
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[29 - 04 - 09, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا ً أخي الحبيب أبو زراع المدني ....
منهج فعلا ً رائع جدا ً .... والموضوع الكامل الذي في الرابط الذي وضعته موضوع رائع جدا ً ....
بارك الله فيك .... فكم نفتقد في حياتنا إلى المنهجية والترتيب ...
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:26 ص]ـ
من الكتب المفيدة جدا التي جمعت معظم أبواب العقيدة بشكل ميسر وسهل كتاب الشيخ الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله-: منة الرحمن في نصيحة الإخوان. فهو منهج رائع جدا للمبتدئ في العقيدة ومعه ملحق في السلوك والتزكية مختصر جيد.
وللكتاب شرح بشكل أوسع وممتع جدا ً: المنة شرح اعتقاد أهل السنة. للشيخ أيضا ياسر برهامي ...
هذه رسالة تُقرأ قى السيارة ..
لاتدرس فى الحلقات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/126)
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 03:48 ص]ـ
المهم أخي الكريم التطبيق و العمل, فليكن هدف طلاب العلم السعي للعلم أولا ثم العمل بذلك العلم ثم الدعوة
و هذا ما ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب في أول رسالته الأصول الثلاثة.
فليس العبرة بكثرة المتون, فقد تجد رجل عامي أو امرأة عجوز أثبت عقيدة من أدعياء العلم الذين حفظوا متون العقيدة كلها و حازوا الفنون بزعمهم.
فالتطبيق التطبيق يا إخوان.
و الله المستعان.(55/127)
هل أجاز الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط التوسل بالأنبياء
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, بعد
إدعي أحد الأشاعرة عندنا أن الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط يجيز التوسل بالأنبياء و بالأموات.
فهل هذا صحيح؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:57 ص]ـ
هناك مسألتان:
1 - التوسل بالأنبياء في حياتهم
2 - التوسل بالأنبياء بعد مماتهم
فالأول مشروع بخلاف الثاني ..
فانظر أي الأمرين نسب إلى الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط
حتى يكون للحديث بقية بعد ذلك ..
ولن يبخل عليك الإخوة بالإفادة بإذن الله
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, و بعد
يقول المدعي أن الشيخ أجاز التوسل بهم و لو بعد الموت, فهل هذا صحيح عن الشيخ؟
وجزاك الله خيرا أخي في الله
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 04:32 ص]ـ
لعلكم تقصدون ما حدث مع الشيخ في هذا الأمر؟
قصة حصول التحريف بكتاب الأذكار للنووي الذي حققه شيخنا
قام أحد المسؤولين في "هيئة مراقبة المطبوعات" بالمملكة السعودية، بتحريف كتاب "الأذكار" للإمام النووي، الذي حققه شيخنا عبد القادر الأرنؤوط، بدون علم شيخنا. وما إن نزل إلى الأسواق، حتى طار به أهل البدع كشيطان العقبة، في كل أرض زاعمين أنهم أخذوا على شيخنا ممسكاً، رغم أنه غير مسؤول عنه.
أولاً – فور اطلاع الشيخ على ما وقع في الكتاب من تحريف، أعلن براءته، وطَبَعَ وُريقاتٍ تُبيّن ما حصل بعنوان "رد على افتراء". وكان يُعطي هذه الوريقات لكل من يأتيه سائلاً عن هذا الموضوع.
ثانياً – سبب عدم انتشار هذه الوريقات في نجد والحجاز –مع حرص الشيخ على نشرها– هو رفض كافة الصحف السعودية لذلك لما سيتبين لاحقاً من فضح جهات رسمية في المملكة.
ثالثاً – طار أهل البدع بهذه الحكاية كأنهم قد وقعوا على صيْدٍ ثمينٍ. وطنطنوا حولها شهوراً بل سِنيناً. ومع اطلاع بعضهم على هذه البراءة، إلا أنهم تجاهلوها، واستمروا في افترائهم وبهتانهم. فأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات الشيخ، وأن يزيده بذلك رفعة في الدنيا والآخرة.
رابعاً – لو قام أحد الطّابعين بتغيير حرفٍ واحدٍ من كتب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة –مثلاً– دون إعلامه، لكانت قامت الدنيا ولم تقعد، ولسَحَب الشيخ كتبه من عند ذلك الطابع. و بالمناسبة فإن الشيخ من أشدّ الناس كراهيةً لمِثلِ هذا العمل المشين –و هو التصرّف في عبارات الأئمة بالبتر و التغيير–. و كان يُنكِرُ ما وقع للشيخ حامد الفقي في بعض كتب ابن تيمية و ابن القيم من تغييره لعبارات لا تتّفق مع ما ارتآه، و الله الموفق لا رب غيره. و أهل البدع –كأمثال هذا الراد على شيخنا– هم أفعل الناس لمثل هذا، و القصص في هذا كثير. و من هؤلاء المشهورين بمثل هذا كمال الحوت –بلعه الحوت– هذا الحبشيّ المبتدع الضّال المجاهر ببغض ابن تيمية –بل بتكفيره–، و هو الذي جمع ذاك الكتاب الباطل في تكفير ابن تيمية، و طبعه باسم "كمال أبو المنى" أو نحوها/ ثم أعاد طبعه بغير إسمٍ عليه. وهو من طائفة الأحباش المارقة. وهم يفعلون ما يفعلون حسبة! وهو مشهور عنهم. و هكذا أمثاله نسأل الله تعالى أن يبطل كيدهم لأهل السنة.
خامساً – نص براءة الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فإن الكتاب الذي بين أيدينا "الأذكار" للإمام النووي –رحمه الله– قد طُبِعَ بتحقيقي في مطبعة "الملاّح" بدمشق سنة 1391هـ الموافق 1971م. ثم قمت بتحقيقه مرة أخرى، وقام بطبعه مدير دار الهدى بالرياض الأستاذ "أحمد النحّاس". وكان قد قَدّمَهُ للإدارة العامة لشؤون المصاحف ومراقبة المطبوعات برئاسة "البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض". وسُلِّم الكتاب إلى هيئة مراقبة المطبوعات، وقرأه أحد الأساتذة وتَصرّفَ فيه في: "فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وجَعَله: "فصل في زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"! مع تغيير بعض العبارات في هذا الفصل صفحة (295)، وحذف من صفحة (297) قصة العتبي، وهو محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية الأموي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/128)
العتبي الشاعر، الذي ذكر قصة الأعرابي الذي جاء إلى قبر رسول صلى الله عليه وسلم وقال له: «جئتك مستغفرا من ذنبي»، وأن العتبي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له: «يا عتبي إلحق الأعرابي فبَشّره بأن الله قد غفر له»، وحَذَفَ التّعليق الذي ذكرته حول هذه القصة. وقد ذكَرتُ أنها غير صحيحة، ومع ذلك كله حذفها وحذف التعليق الذي علقته عليها!
وهذا التصرّف الذي حَصَلَ في هذا الكتاب، لم يكن مِنّي أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير "عبد القادر الأرناؤوط"، وكذلك لم يكن من مدير دار الهدى الأستاذ "أحمد النحّاس". وإنما حَصَل من "هيئة مراقبة المطبوعات". ومدير دار الهدى ومحقّق الكتاب لا يحمِلان تِبعة ذلك، وإنما الذي يحمل تبعة ذلك "هيئة مراقبة المطبوعات".
ولا شَكَّ أن التصرُّف في عبارات المؤلّفين لا يجوز. وهي أمانةٌ علميةٌ. وإنما على المحقّق والمدقّق أن يترك عبارة المؤلف كما هي، وأن يُعلِّقَ على ما يراه مخالفاً للشرع والسُّنة في نظره، دون تغييرٍ لعبارة المؤلّف.
وكان الأخ في الله الأستاذ "أحمد النحّاس" كلّمني بالهاتف من الرياض إلى دمشق، وذكر لي أن المدقّق تصرّف في الكتاب، وأنه حصل تغييرٌ وتبديلٌ. ولكن كلّ ظنّي أنه تصرّفٌ مع التعليق على ذلك المكان، كما هي عادة المحققين والمدققين. وأخيراً طُبِعَ الكتاب، وطُرِحَ إلى السوق في الرياض. وبعد اطلاعنا على الكتاب، ما كان من مدير دار الهدى الأستاذ "أحمد النحاس" إلا أن قام بطباعته مرةً أخرى، و رَدّ قصة العتبي المحذوفة إلى مكانها –كما كانت سابقاً في جميع الطبعات– مع التعليق عليها من قِبَليْ. وزِدتُ عليه بياناً أن هذه القصة غير صحيحة. وفي هذه الطبعة الأخيرة ردَّ كلام النووي كما كان أيضاً في جميع الطبعات، مع التعليق عليه.
وفي الحقيقة –كما قلت– لم يكن التصرّف في هذا الكتاب: لا من قِبَليْ، ولا من قِبَلِ مدير دار الهدى الأستاذ أحمد النحاس. وهدى الله تعالى من تَصرَّفَ في الكتاب، ورَدَّنا الله تعالى وإياه إلى الصواب، وسامح الله تعالى الأستاذ "محمد عوامة الحلبي" الذي اتهمني في كتابه "صفحات في أدب الرأي" صفحة (77) بتغيير نصوص العلماء والتلاعب بها. وقال في التعليق: «أكتب هذا بناءً على أنه هو فاعل ذلك، وعلى أنه هو المسؤول. فقد طبع اسمه على الكتاب، والله أعلم بما وراء ذلك». هذا وقد بيّنتُ مَنْ هو وراء ذلك، فسامحه الله وهدانا وإياه إلى الصواب. فإنه قد فتح الباب في الاتهام لمحقّقٍ جديدٍ اسمه "سُبَيع حمزة حاكمي الحمصي" وهو الآن يعمل في جدة. فقد اتّهمني في مقدمة كتاب "الأذكار" الذي حققه من جديد بـ"الخيانة" وعدم الأمانة والتحريف والتشويه والحذف والتبديل. وتَهَكَّمَ بلقب الشيخ وقال: «اتق الله أيها الشيخ، وارفع يدك عن كتب التراث، وابحث عن مصدر آخر للرزق». ويقول: «ما كتبنا هذا لنشهر، بل لنحذّر. فالشيخ لا يعرفنا ولا نعرفه»! يقول هذا ويقِرّ بأنه لا يعرفني ولا أعرفه. فكيف يتهمني بهذه الاتهامات الباطلة وهو لا يعرفني ولا يعرف حقيقة ما حصل في الكتاب؟ ومن الذي غيّرَ وبدّل؟ وهل أنا المتصرّف أم غيري بمجرد أنه سمع من الناس؟ أهكذا يعمل طالب العلم؟ والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات. ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب. ويقول تعالى: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (112) سورة النساء. ويقول تعالى: { ... وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} (61) سورة طه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/129)
وهذا المُتّهم "الشيخ سبيع حمزة حاكمي الحمصي" مَرَّ على قصة العتبي أثناء تحقيقه صفحة (284–285) من طبعته، ولم يُعلّق عليها شيئاً، مع أن هذه القصة ليس لها إسنادٌ صحيحٌ، ومتنها مخالفٌ للأحاديث الصحيحة. وسكت عنها وكأنها قِصةٌ صحيحةٌ مُسلَّمٌ بها. وقد قال الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي –تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذ الحافظ المِزِّيّ– في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي": «ذكرها الحافظ البيهقي في "شُعَب الإيمان" بإسنادٍ مظلمٍ». قال: «و وَضَعَ لها بعض الكذّابين إسناداً إلى عليٍّ t». وقال أيضاً ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي في الرد على السبكي" صفحة (430): «هذا خبرٌ موضوعٌ، وأثَرٌ مُختَلقٌ مصنوعٌ لا يصلح الاعتماد عليه، ولا يحسن المصير إليه، وإسناده ظُلُماتٍ بعضها فوق بعض».
وقد أخطأ الإمام النووي –رحمه الله– حيث ذكر هذه القصة وسكت عليها. وكان الأوْلى أن لا يذكرها حتى لا يغر بها القراء ويستشهدوا بها. أقول: كيف تصح هذه القصة وفيها يقول العتبي: «جاء الأعرابي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "جئتك مستغفرا من ذنبي"، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره؟ والله تعالى يقول في كتابه: { ... وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ ... } (135) سورة آل عمران. أي لا يغفرها أحدٌ سواه. قال الحافظ ابن عبد الهادي الحنبلي: «ولم يفهم أحدٌ من السلف والخلف من الآية الكريمة { ... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (64) سورة النساء، إلاّ المجيء إليه في حياته صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم».
وهذه قضية لها علاقة بالعقيدة والتوحيد، فلا يجوز التساهل فيها والسكوت عنها. وإن عقائد السلف الصالح أنهم يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئاً. فلا يَسأَلون إلا الله تعالى، ولا يستعينون إلا بالله عز وجل، ولا يستغيثون إلا به سبحانه، ولا يتوكلون إلا عليه جل وعلا. ويتوسّلون إلى الله تعالى بطاعته وعبادته والقيام بالأعمال الصالحة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ... } (35) سورة المائدة. أي تقربوا إليه بطاعته وعبادته سبحانه وتعالى.
قال عبد الله بن مسعود t: « اتّبِعوا ولا تبتدِعوا فقد كُفيتم». وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «قِفْ حيث وَقَفَ القوم. فإنهم عن عِلْمٍ وقفوا، وببَصرٍ نافِذٍ كفّوا». وقال الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام رحمه الله: «عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس. وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول». وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إلزم طرق الهدى، ولا يغُرّك قِلّةَ السالكين. وإيّاك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين».
هذا وإن شريعة الله تعالى محفوظة من التغيير والتبديل، وقد تكَفَّلَ الله تعالى بحفظها فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: «يحمِلُ هذا العِلْمَ من كُلِّ خَلَفٍ عُدُوله: يَنفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين». وهو حديثٌ حَسَنٌ بطرقه وشواهده.
نسأل الله تعالى أن يهدينا للعقيدة الصافية، والسريرة النقية الطاهرة، والأخلاق المرضية الفاضلة عند الله تعالى، وأن يعافينا من اتهام الأبرياء. وأن يُحْيينا على الإسلام، وأن يميتنا على الإيمان وشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. اللهم تَوَفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. ونسأله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل.
قال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (70–71) سورة الأحزاب.
كما نسأله تعالى أن يجعل قلوبنا طاهرة من الحقد والحسد، وعامرة بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم. وأن يُلهمنا القول بالحق في الرضى والغضب، وأن يرزقنا التقوى في السر والعلانية { ... هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (56) سورة المدثر. إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
طالب العلم الشريف
العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير
(عبد القادر الأرنؤوط)
التوقيع
دمشق 1 ربيع الأول 1413 هـ
29 آب 1992 م
http://saaid.net/Warathah/1/alarnaut.htm(55/130)
قول الإمام المرجاني ماذا يفيد؟ التفويض؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[27 - 04 - 09, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ايها الاخوة
يا جماعة! من يحل لي هذا الكلام:
"اعلم أن طريقة الأصحاب التي عهدوها من السلف ما مرت إليه الإشارة من توصيفه سبحانه بكل ما وصف به نفسه وتسميته بكل ما سمى به نفسه على ما ورد به الكتاب والسنة من الصفات والأسماء التي ذكرها المصنف رحمه الله وهلما جرا من الجلال والإكرام والجود الإنعام والعزة والعظمة واليد والوجه والاستواء وما تشابه مما معلوم بأصله مجهول بوصفه ولن يبطل الأصل المعلوم بجهالة الوصف وكل من عند الله فوجب الإيمان بظاهره والتصديق بباطنه وتوكيل علمه إليه سبحانه بعد إثباتها من غير تعطيل وتعرض للتأويل ولا تفرقة بين صفات وصفات ولا بحث عن حقيقتها إلا من جهة الإثبات ولا توصيف بعينية أو غيرية أو تعدد وكثرة إلا من جهة الأسماء والآثار في مرتبة الحكاية وعالم المظاهر مع التباعد عن التشبيه إلى غاية والتجانب عما يوهمه إلى نهاية حتى منعوا عن تفسير اليد والوجه والاستواء بالفارسية وغيرها وقالوا: من حرك يده عند قراءته خلقت بيدي أو اشارة بأصبعه عند رواية قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن قطع يده بل جوزوا أن يكون لله سبحانه صفات لا نعرفها تفصيلا لما اخرجه البيهقي وغيره: اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك او علمته أحداً من خلقك أو استاثرت به في علم الغيب عندك الحديث والمقصود بجملته تضمنت آيتان قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فإنه بعدما أثيت الصفات لنفسه نفى المشابهة والمماثلة بأبلغ الوجوه وأوكدها رأسا ولما أوهم ثبوت السمع والبصر للخلق المماثلة من تلك الجهة أزاله بنفي السمع والبصر عنه وتخصيصه بنفسه وقال وهو السميع البصير
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:58 م]ـ
السلام عليكم
اليس من الاخوة من عالم بعقائد الأقوام؟
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[04 - 05 - 09, 09:00 ص]ـ
أخي الحبيب وفقه الله
لا يخفاك أن أهل العلم ممن جاؤوا بعد السلف فمنهم من لزم طريقتهم كابن سريج الشافعي والبربهاري والخلال وابن خويز والدارقطني وابن أبي زيد واللالكائي وسعد الزنجاني والصابوني والإسماعيلي وابن مندة والهروي والتيمي قوام السنة وغيرهم كثير
ومن هؤلاء أنفسهم قليل من له تأثر قليلا بالمتكلمين يظهر في بعض تعبيراته عن الصفات
ومن المنتسبين لأهل العلم من تأثر بمدهب المتكلمين فقال بقول الأشاعرة أو غيرهم
ومنهم من وقع في الاضطراب
وهدا الدي نقلتَه وإن لم تعزه ولم تعرف بصاحبه ولا أدري إن كان نفسه هو العرشي الصوفي الدي كان متهما فهو كلام يعتريه إجمال في بعضه واضطراب في البعض الآخر فقال حقا وقال باطلا
ومن الباطل إنكاره الغيرية بين الصفات وتعددها ومجمل كلامه إلى الإثبات أقرب وفي كلام غيره من كلام أئمة السلف ومن لزم غرزهم غنية وفقني الله وإياك وجنبنا التمشعر وما أدى إليه
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:34 م]ـ
السلام عليكم
هو شهاب الدين المرجاني (1233 - 1306 ه) (1818 - 1889 م) شهاب الدين بن بهاء الدين بن سبحان بن عبد الكريم المرجاني، القزاني، الحنفي.
عالم مشارك في انواع من العلوم.
ولد في قرية يابنجي، ودرس ببخارا وسمرقند. كان ينتقد علم الكلام كثيرا.
من تصانيفه الكثيرة: ناظورة الحق في فرضية العشاء وإن لم يغب الشفق، مستقاد الاخبار في أحوال قزان وبلغار، الحكمة البالغة الجنية في شرح عقائد الحنفية (وهو المرفق)، جوامع الحكم وذرائع النعم من مقولات علي بن ابي طالب، والحق المبين في محاسن اوضاع الدين.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:10 م]ـ
وعندي عدة أسباب يا اخي في مراد معرفة عقيدة الرجل
اولا هو من علماءنا - علماء قزان وبلغار ولا بد ان نعرف عقيدة علماءنا تأييدا اوتنقيدا
وثانيا هذا الشخص له قدر عند كثير من المثقفين مع عدم التزامهم بالدين وعجيب انه حتى في العهد الشيوعي كان للرجل مع اسلامه قدر عند الشيوعية الا انهم كانوا يعتبرونه من دعاة الى المعرفة والتمدن والعلم
ثالثا المناهج في المدارس الاسلامية مطلوبة ان توافق المذهب الماتريدي وممن كتب في هذا المجال هذا المرجاني فلا بد نعرف ما هي اقواله موافقه للسلف وما لا
ورابعا فان في الحقيقة له جهود عظيمة في محاربة البدع واحياء السنن وبعث روح التجديد في المسلمين التتار وهو من الاوائل الذين انتقدوا علم الكلام والأشعرية مع عيد النصير القورصاوي وعبد الرحيم اوطز ايماني فكان يقزل ان صفات الله لا ينحصر بعدد معين سبعة او ثمانية كما هو عند الاشاعرة او الماتريدية وكذلك له جهد مشكور في محاربة التقليد فلم يكن مقلدا وكان يجتهد رحمه الله
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:10 م]ـ
ولذلك لا بد من تمييز كلامه حتى ولو ادخل كتابه في المناهج الدراسية كنا على علم بأخطاءه(55/131)
عالِمٌ عرفَ العقيدةَ السلفيةَ بسببِ فلاحٍ!!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:56 ص]ـ
الفلاح السلفي!! وقصة تعرفِ الشيخ حامد الفقي العقيدةَ السلفيةَ بسببهِ قصة يحكيها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
قال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله – للشيخ حامد الفقي – رحمه الله -: يا شيخ أنا عندي سؤال؟
فقال: ما هو سؤالك يا ولدي؟
فقلت له: كيف صرت موحداً، وأنت درست في الأزهر؟ [قال الشيخ حماد:] وأنا أريدُ أن أستفيد والناس يسمعون.
فقال الشيخ: والله إن سؤالك وجيه.
قال: أنا درست في جامعة الأزهر، ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرسونها، وأخذت شهادة الليسانس، وذهبت إلى بلدي لكي يفرحون بنجاحي، وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض، ولما وصلت عنده قال: يا ولدي اجلس على الدكة، وكان عنده دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها، وجلست على الدكة وهو يشتغل، ووجدت بجانبي على طرف الدكة كتاب، فأخذت الكتاب ونظرت إليه، فإذا هو كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " لابن القيم، فأخذت الكتاب أتسلى به، ولما رآني أخذت الكتاب وبدأت أقرأ فيه، تأخر عني، حتى قدر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب، وبعد فترة من الوقت وهو يعمل في حقله، وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاّح وقال: السلام عليكم يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئت؟ فأجبته عن سؤاله.
فقال لي: والله أنت شاطر؛ لأنك تدرجت في طلب العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة، ولكن يا ولدي أنا عندي وصية.
فقلت: ما هي؟
قال الفلاح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوربا في أمريكا، في أي مكان، ولكنها ما علمتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً.
قلت: ما هو؟
قال: ما علمتك التوحيد.
قلت له: ما هو التوحيد؟
قال الفلاح: توحيد السلف.
قلت له: وما هو توحيد السلف؟
قال له: انظر كيف عرف الفلاح الذي أمامك توحيد السلف.
قال له هذه هي الكتب:
كتاب " السنة " للإمام أحمد الكبير، وكتاب " السنة " للإمام أحمد الصغير، وكتاب " التوحيد " لابن خزيمة، وكتاب " خلق أفعال العباد " للبخاري، وكتاب " اعتقاد أهل السنة " للحافظ اللالكائي، وعد له كثيراً من كتب التوحيد، وذكر الفلاح كتب التوحيد للمتأخرين، وبعد ذلك كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقال له: أنا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك لا تتأخر ارجع رأساً إلى القاهرة، فإذا وصلت إلى القاهرة، ادخل (دار الكتب المصرية) ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتها كلها فيها، ولكنها مكدس عليها الغبار، وأنا أريدك أن تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها.
[قال الشيخ حماد:] وكانت تلك الكلمات من الفلاح البسيط الفقيه قد أخذت طريقها إلى قلب الشيخ حامد الفقي، لأنها جاءت من مخلص.
[ثم قال الشيخ حماد:] إنني استوقفت الشيخ وسألته: كيف عرف الفلاح كل ذلك؟
قال الشيخ حامد: لقد عرفه من أستاذه (الرمال)، هل تسمعون بـ (الرمال)؟
قلت له: أنا لا أعرف (الرمال) هذا، ما هي قصته؟
قال: (الرمال) كان يفتش عن كتب سلفه، ولما وجد ما وجد منها بدأ بجمع العمال والكناسين وقام يدرس لهم، وكان لا يسمح له أن يدرس علانية، وكان من جملتهم هذا الفلاح، وهذا الفلاح يصلح أن يكون إماماً من الأئمة، ولكنه هناك في الفلاحة، فمن الذي يصلح أن يتعلم؟ ولكن ما زال الخير موجوداً في كل بلد حتى تقوم الساعة.
ولما رجعت إلى قريتي في مصر، وذهبت إلى القاهرة، ووقفت على الكتب التي ذكرها لي الفلاح الفقيه كلها ما عدا كتاب واحد ما وقفت عليه إلا بعد فترة كبيرة.
انتهى من لقاء مجلة (التوحيد) مع الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله -. انظر (المجموع) لعبد الأول بن حماد الأنصاري (1/ 294 - 297).
جزى الله خيرا من كتبها ونشرها
واللهَ أسألُ أن يرزقنا العلم النافع والعلم الصالح.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
[ COLOR=darkgreen] كتاب " السنة " للإمام أحمد الكبير، وكتاب " السنة " للإمام أحمد الصغير،.
جزاك الله اخي عبد الله خير الجزاء ...
ولكن لدس سآل , ما هما الكتابان المذكران في الأعلى؟
ـ[السيد زكي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:29 م]ـ
اللهم وفقنا الى الحق كما وفقتهم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:19 م]ـ
قصة توجه الشيخ (حامد الفقي) لمنهج السلف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22132
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 05 - 09, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 08 - 09, 07:43 ص]ـ
جزاك الله اخي عبد الله خير الجزاء ...
ولكن لدس سآل , ما هما الكتابان المذكران في الأعلى؟
لا أعرف، لعل من الإخوة من يفيدك ..(55/132)
ما معنى كلام المعتزلة
ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[28 - 04 - 09, 11:27 ص]ـ
قول المعتزلة: عليم بلا علم، قدير بلا قدرة .......... ألخ.
هم يثبتون الأسماء وينكرون الصفات نعم، لكن هل يستقيم مثل هذا الكلام.
طيب: أمر آخر:
عندم يعرفون التوحيد يقولون:
واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في أفعاله لا شريك له، و احد في صفاته لا شبيه له.
كلمة ذاته أو الذات دائماً يقولونها وتتكرر في كتبهم
ما معناها وماذا يقصدون بها.
أمر آخر تماماً
تعريفات القرافي: للسبب والمانع والشرط في أصول الفقه
يقول (ولا عدم لذاته ... الخ،، ما المراد من ذلك.
بوركم فيها أخوتي أرجوا التوضيح(55/133)
100 عالم دين ومثقف يحذرون من إقصاء «الشريعة الإسلامية» عن قانون الأحوال الشخصية
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 07:29 م]ـ
100 عالم دين ومثقف يحذرون من إقصاء «الشريعة الإسلامية» عن قانون الأحوال الشخصية
كتب هدى رشوان وأحمد البحيرى 28/ 4/ 2009
عبد الحليم
حذر عدد من العلماء والمثقفين من محاولة الالتفاف على الشريعة الإسلامية فى التعديلات المزمعة لقانون الأحوال الشخصية، الذى يتضمن بعض البنود الخلافية مثل تقييد تعدد الزوجات وإلغاء خانة الديانة. وأصدر هؤلاء العلماء والمثقفون بياناً أمس، جاء فيه:
إن التعديلات «الواسعة والجوهرية» التى تنوى الحكومة إدخالها فى البنود المتعلقة بالأحوال الشخصية، وهى البنود الوحيدة المتبقية من أحكام الشريعة الإسلامية فى التشريعات المصرية، جاءت «على صورة مثيرة للريبة، من حيث سريتها وسرعتها ومفاجأتها».
وأشار البيان إلى أنه «تبين من الأخبار المسربة عن هذه التعديلات السرية، أنها تشمل إجراء إعادة تعريف للزواج والطلاق، ومن ثم إعادة صياغة التشريعات الخاصة بهما، كما تشمل تشديد القيود فى تشريع الطلاق بحيث يشترط إمضاؤه أمام شاهدين، تبعاً للمذهب الشيعى، إضافة إلى إلغاء خانة الديانة».
ووقّع على البيان 100 عالم ومثقف من بينهم: الدكتور منيع عبدالحليم محمود، عميد كلية أصول الدين سابقاً، والدكتور عبدالستار فتح الله سعيد، الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور محمد عبدالمنعم البرى، رئيس جبهة علماء الأزهر، والدكتور يحيى هاشم فرغل، العميد السابق لكلية أصول الدين بطنطا، والدكتور عبدالحليم عويس، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، رئيس تحرير مجلة التبيان.
من ناحية أخرى أعلنت المحامية عزة سليمان، مدير مؤسسة قضايا المرأة المصرية، أنها توجهت أمس باسم مؤسسات المجتمع المدنى بخطاب رسمى للرئيس حسنى مبارك تطالبه بعدم استبعاد الجمعيات الأهلية من الحوار الدائر حول تعديلات قانون الأحوال الشخصية.
وقالت فى تصريح خاص لـ «المصرى اليوم» إن مؤسسة قضايا المرأة المصرية تتبنى مشروع قانون أحوال شخصية جديد للأسرة المسلمة والأسرة المسيحية منذ 4 سنوات.
اهـ
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=208924
الله المستعان(55/134)
سند كتاب "التبصير في معالم الدين" للطبري - ردًا على من طعن في نسبة الكتاب إليه
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:07 م]ـ
السلام عليكم
أثناء البحث عن ترجمة لأحد علماء الأندلس
مررت على ترجمة فيها سندالحافظ ابن عبد البر المالكي إلى الإمام الطبري، سماعه كتابه "التبصير" وبعض كتبه الأخرى.
المصدر: كتاب "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" لأبي عبد الله الحميدي (متوفي 488 هـ) صفحة 140
في ترجمة: أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري، أبو بكر المطوعى (متوفي 349 هـ وعمره 82)
قال: (أحمد بن الفضل بن العباس الدينوري، أبو بكر المطوعى، سمع من جعفر بن محمد الفريابى، ومن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري كتابه في التاريخ المعروف بذيل المذيل، وكتاب صريح السنة له، وفضائل الجهاد، له ورسالته إلى أهل طبرستان المعروفة بالتبصير)
وقال في ترجمة أحمد بن قاسم التاهرتي، أبو الفضل صفحة 141 - 142"
(وقال أبو عمر بن عبد البر: سمع أبو الفضل التاهرتى من ابن أبي دليم، وقاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة، ومحمد بن معاوية القرشى، وأبي بكر الدينوري؛ وكان ثقة فاضلاً اختص بالقاضى منذر بن سعيد، وسمع منه تواليفه كلها. قال أبو عمر: وقد لقيته وسمعت كثيراً منه.
أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري، قال: حدثني أحمد بن قاسم التاهرتى بكتاب صريح السنة لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وبكتاب فضائل الجهاد له، وبرسالته إلى أهل طبرستان المعروفة بالتبصير عن أبي بكر أحمد ابن الفضل الدينوري، عن الطبري.)
قد يكون الراوي: أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري ضعيفا (كما ظهر لي من ترجمته في كتاب "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي، والله أعلم)
ولكن على الأقل تمكنت من إيجاد سند للكتاب، وهو الذي أنكره أحد أهل البدع في المواقع الأجنبية، فطعن في نسبة الكتاب للطبري رحمه الله، وقال بأن ابن أبي يعلى لم يذكر سندا للكتاب عندما نقل منه، فلا يثبت الكتاب.
وأيضا في كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (52/ 196) في ترجمة الإمام الطبري، قال:
(قرأت بخط أبي محمد التميمي مما نقله من كتاب أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني (متوفي 362 هـ) - وقد لقي من حدثه عنه - قال:
فتم من كتبه كتاب تفسير القرآن وجوده وبين فيه أحكامه وناسخه ومنسوخه ومشكله وغريبة ومعانية واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله والصحيح لديه من ذلك وإعراب حروفه والكلام على الملحدين فيه والقصص وأخبار ألأمم والقيامة وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة وآية آية من الاستعاذة إلى أبي جاد فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد عجيب مستقصى لفعل وتم من كتبه أيضا كتاب القراءات والتنزيل والعدد وتم ايضا كتاب اختلاف علماء الأمصار وأيضا التاريخ إلى عصره وتم أيضا تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين والخالفين إلى رجاله الذين كتب عنهم ثم أيضا لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له وهو ثلاثة وثمانون كتابا منها كتاب البيان عن أصول الأحكام وهو رسالة اللطيف ثم أيضا كتاب الخفيف في أحكام شرائع الإسلام وهو مختصر لطيف ثم أيضا كتابه المسمى التبصير وهي رسالة إلى أهل آمل طبرستان يشرح فيها ما يتقلده من أصول الدين وابتدأ بتصنيف تهذيب الآثار وهو من عجائب كتبه فابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق مما صح عنه بسنده وتكلم على كل حديث منه فابتدأ بعلله وطرقه وما فيه من الفقة والسنن واختلاف العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والغريب ومايطعن فيه الملحدون والرد عليهم ... إلخ)
والفرغاني هو: عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن حامس أبو محمد الفرغاني الأمير القائد الجندي صاحب أبي جعفر الطبري روى عن أبي جعفر الطبري وعلي بن الحسن بن سليمان وألف كتاب التاريخ الذي ذيل به تاريخ الطبري .... مولده في شهر ربيع آخر سنة اثنتين وثمانين ومائتين (282 هـ)
المصدر: تاريخ دمشق - (27/ 11)
وإذا كانت هناك أي معلومات أخرى نفيد في هذا الموضوع (غير المعلومات المذكورة في مقدمة تحقيق الكتاب لعلي الشبل) فأرجو المشاركة بها.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:20 م]ـ
العجيب هو أنني قبل قليل مررت على موضوع في احدى منتديات الأشاعرة يدّعون فيها أن الإمام الطبري أشعري بناءا على كلام له في كتابه التبصير، وذكر أحدهم في رد له السند الذي نقلته قبل قليل، ليرووا الكتاب عن طريقه، ربما لأنهم يخشون أننا سنطعن في صحة الكتاب لأنه يثبت بزعمهم أنه أشعري؟؟!
وحصل العكس في المنتديات الأجنبية وذلك لأن أعضاء الملتقى الأنجليزي ردوا على تفسيرهم الباطل لكلام الطبري في مناقشته للمعتزلة، على أنها عقيدته، وتجاهلوا كلامه المقرر لعقيدته بعد مناقشته للمعتزلة،
وهذا تماما ما فعلوه عند نقلهم لمناقشته لأهل البدع في مسألة استوى الله في تفسيره، فادّعو أن الإمام الطبري يؤول الإستواء ويؤمن بأن علو الله علو مكانة.
وبسبب الرد عليهم في المنتدى الأنجليزي لجأوا إلى الطعن في نسبة الكتاب
والعكس في المنتديات العربية، وذلك لتلبيسهم على الناس بتفسيرهم الباطل لكلام الإمام الطبري في كتاب التبصير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/135)
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا، هل ممكن رابط تحميل الكتاب لو سمحت.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 04 - 09, 09:46 ص]ـ
هذا هو أختي الكريمة
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=2008
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:19 م]ـ
جزاكِ الله خيرًا ..
- وقد كتب أحد هؤلاء " الدكتورر حسام بن حسن صرصور! " رسالة دكتوراة بالهند (عام 1422هـ) بعنوان " آيات الصفات ومنهج ابن جرير الطبري في تفسير معانيها " محاولا جهده إلصاق تمشعره بالطبري - رحمه الله -.
ذكر في مقدمتها أنd(55/136)
ارجو توضيح هذا الكلام في حاشية بن قاسم على ثلاثة الاصول
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام ارجوا توضيح كلام العلامه بن قاسم رحمه الله تعالى في ثلاثة الاصول
حيث يقول
((والنبي انسان ذكر , اوحى اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه , وان امر بتبليغه فهو رسول , وبينهما عموم وخصوص , فالرسالة اعم من جهة نفسها وأخص من جهة اصحابها , والنبوة أخص من جهة نفسها وأعم من جهة اصحابها , فالنبوة جزء من الرسالة اذا الرسالة تتناول النبوة , وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا) اهـ
فقط ارجو توضيح ما تحته خط
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:10 م]ـ
(الرسالة أعم من جهة نفسها) لأنه أمر بتبليغها فلم تختص به.
(و أخص من جهة أصحابها) فالرسل أقل من الأنبياء.
(النبوة أخص من جهة نفسها) لأنها وحي للنبي فقط و لم يأمر بتبليغه فلم يشاركه فيها أحد.
(و أعم من جهة أصحابها) الأنبياء أعم من الرسل فهم أكثر و لا شك.
و هذا الكلام الذي ذكره البحر ابن قاسم، يعتمد على الفرق بين النبي و الرسول، حيث اختلف العلماء هل بينهما فرق، و ما هو؟
و من الأقوال ما ذكره ابن قاسم هنا بأن الرسول أمر بتبليغ الوحي، و النبي لم يأمر. و الله أعلم
و أرجو أن يكون كلامي واضحا أخي اسامة
و لا تتردد في طرح ما أشكل عليك، فإن لم أفدك أنا، أفادك غيري من الجهابذة هنا.
زادني الله و إياك حرصا و علما و تقى
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام ارجوا توضيح كلام العلامه بن قاسم رحمه الله تعالى في ثلاثة الاصول
حيث يقول
((والنبي انسان ذكر , اوحى اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه , وان امر بتبليغه فهو رسول , وبينهما عموم وخصوص , فالرسالة اعم من جهة نفسها وأخص من جهة اصحابها , والنبوة أخص من جهة نفسها وأعم من جهة اصحابها , فالنبوة جزء من الرسالة اذا الرسالة تتناول النبوة , وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا) اهـ
فقط ارجو توضيح ما تحته خط
وجزاكم الله خيرا
أخي الكريم أسامة:
معنى قوله الشيخ ابن قاسم رحمه الله
الرسالة أعم من جهة نفسها: لأنها تحتوي أي تتضمن أمرين هما غاية المقصود من الوحي الرباني لعباده واللذان هما: الوحي مع الإبلاغ فهي من هذه الناحية أعم وهذا من جهة ما يتعلق بها نفسها أي الرسالة
وأما من جهة أصحابها وهم الرسل فهي أخص لأن االعباد الذين كلفوا بالرسالة على هذا التعريف قلة وهم من كلّفوا بالتبليغ فكانت الرسالة من جهة أصحابها وهم الرسل أخص لأنهم أقل
والعكس
النبوة أخص من جهة نفسها لأنها تحتوي على أمر واحد من الأمرين السالفين واللذين هما غاية المقصود من اصطفاء الله لعباده بالنبوة وهو الوحي فقط لأنهم على هذا التعريف لم يكلّفوا بالبلاغ فكانت أخص أي أضيق من الرسالة من جهة نفسها.
أما من جهة أصحابها فهي أعم لأن النبوة والتي هي مجرد الوحي قد وقعت للأنبياء والرسل فيدخل في النبوة جميع الأنبياء وهم أكثر عددا ويدخل فيهم أيضا الرسل لأنهم حازوا على شرف النبوة وزادوا الرسالة لأنه أوحي إليهم وأمروا بالتبليغ لأنّ كل رسول نبي من غير عكس، هذا معنى هذا الكلام أخي أسامة على هذا االتعريف.
وهذا تعريف مرجوح للنبي والرسول:
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله في شرح الطحاوية:
نعم، هناك فرق بين النبي والرسول، من العلماء من قال: إن الفرق بين النبي والرسول أن كلا من النبي والرسول يوحى إليه، لكن الرسول يوحى إليه بشرع ويؤمر بتبليغه، والنبي يوحى إليه ولا يؤمر بتبليغه، فإذا أوحي إليه وأمر بتبليغه كان رسولا، وإن لم يأمر بتبليغه كان نبيا.
ولكن هذا قول مرجوح، والصواب أن الفرق بين النبي والرسول: أن الرسول هو الذي يرسل إلى أمة كافرة فيؤمن به بعضهم ويكفر به بعضهم، نوح -عليه الصلاة والسلام- أرسل إلى الكفار، آمن به بعضهم وكفر به بعضهم، هود رسول، صالح رسول.
والذين أرسلوا بشرائع يرسلون إلى أمم كافرة، وينزل عليهم شرائع، أوامر ونواهٍ، يؤمن به بعضهم، ويكفر به بعضهم، مثل نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/137)
أما النبي فهو الذي يرسل إلى قوم مؤمنين -ما يرسل إلى الكفار- يرسل إلى قوم مؤمنين، ويكلف بالعمل بشريعة سابقة، فمثلا آدم -عليه الصلاة والسلام- نبي، لكنه نبي إلى بنيه، ولم يقع الشرك في زمانه، وشيث نبي.
ولهذا كان نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض بعد وقوع الشرك، فنوح أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك، ولأنه أرسل إلى بنيه وإلى غير بنيه، أما آدم قبله، وكذلك أيضا شيث قبله، لكن ما وقع الشرك، وقعت المعاصي كما قتل قابيل أخاه هابيل.
ولهذا قال الله سبحانه: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ} {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا}.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، ثم وقع الشرك، هذا معنى قوله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}.
وبالمثل داود وسليمان أنبياء؛ لأنهم كلفوا بالعمل بالتوراة جميعا إلى بني إسرائيل الذين جاءوا بعد موسى، داود وسليمان وزكريا ويحيى كلهم كلفوا بالعمل بالتوراة حتى جاء عيسى، هؤلاء هم الأنبياء، فالأنبياء على هذا.
فالصواب الذي أقره وحكمه أهل العلم: أن الرسول هو الذي يبعث إلى أمة من أهل الشرائع الكبيرة، الذين يرسلون إلى أمم، إلى أمة كافرة، يؤمن به بعضهم ويكفر بعضهم.
والأنبياء هم الذين يوحى إليهم، ويرسلون إلى المؤمنين خاصة، ويكلفون بالعمل بشريعة سابقة ......
قلنا: إن الصواب أن الفرق بين النبي والرسول أن الرسول هو الذي يأتي بشريعة مستقلة، وأنه يرسل إلى قوم يؤمن به بعضهم ويكفر به بعضهم، كنوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -عليهم الصلاة والسلام-.
أما النبي فهو الذي يكلف بالعمل بشريعة سابقة، أو يرسل إلى مؤمنين، فأنبياء بني إسرائيل الذين جاءوا بعد موسى -عليه الصلاة والسلام- كلهم كلفوا بالعمل بالتوراة، ويسمون أنبياء، داود وسليمان وزكريا ويحيى إلى آخره حتى جاء عيسى، وعيسى -عليه السلام- جاء بشريعة مستقلة، وهو تابع أيضا لما جاء في التوراة، ولكنه خفف بعض الأحكام وقال: {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}.
قال الشيخ صالخ بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله في شرح الطحاوية:
وهذا يدل على أنَّ الفرق قائم ما بين النبي وما بين الرسول، وأنّ النبي إرساله خاص وأنَّ الرسول إرساله مطلق.
فلهذا نقول دلّت آية سورة الحج {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} على أنّ كلا من النبي والرسول يقع عليه إرسال.
فما الفرق بينهما من جهة التعريف؟
الجواب: أنَّ العلماء اختلفوا على أقوال كثيرة في تعريف هذا وهذا، ولكن الاختصار في ذلك مطلوب: وهو أنَّ تعريف النبي-وهي مسألة اجتهادية-:
النبي هو من أَوْحَى الله إليه بشرعٍ لنفسه أو أَمرَه بالتبليغ إلى قوم موافقين؛ يعني موافقين له في التوحيد.
والرسول: هو من أَوْحى الله إليه بشرع وأُمِرَ بتبليغه إلى قوم مخالفين.
وتلحظ أنَّ هذا التعريف للنبي وللرسول أَنه لا مَدْخَلَ لإيتاء الكتاب في وصف النبوة والرسالة، فقد يُعطى النبي كتاباً وقد يعطى الرسول كتاباً، وقد يكون الرسول ليس له كتاب وإنما له صحف {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى:19]، وقد يكون له كتاب.
فإذاً من جَعَلَ الفيصل أو الفرق بين النبي والرسول هو إيتاء الكتاب، وحي جاءه بكتاب مُنَزَّلْ من عند الله - عز وجل -، فهذا ليس بجيد، بل يقال كما ذكرت لك في التعريف أنَّ المدار على:
-النبي مُوحَى إليه، والرسول موحى إليه.
-النبي يوحى إليه بشرع أو بفصلٍ في قضية؛ شرع يشمل أشياء كثيرة، -وكذلك الرسول يوحى إليه بشرع.
-النبي يُوحى إليه لإبلاغه إلى قوم موافقين أو ليعمل به في خاصة نفسه كما جاء في الحديث (ويأتي النبي وليس معه أحد) (1)، الرسول يُبعث إلى قوم مخالفين له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/138)
ولهذا جاء في الحديث أن (العلماء ورثة الأنبياء) (2) ولم يجعلهم ورثة الرسل، وإنما قال (وإن العلماء ورثة الأنبياء)، وذلك لأنّ العالم في قومه يقوم مقام النبي في إيضاح الشريعة التي معه، فيكون إذاً في إيضاح شريعته، في إيضاح الشريعة يكون ثَمَّ شَبَه ما بين العالم والنبي، ولكن النبي يُوحى إليه فتكون أحكامه صواباً؛ لأنها من عند الله - عز وجل -، والعالم يوضِحُ الشريعة ويعرض لحُكْمِهِ الغلط.
يتعلق بهذه المسألة بحث أنَّ الرسول قد يكون متابعاً لشريعة مَنْ قَبْلَهْ، كما أنَّ النبي يكون متابعاً لشريعة مَنْ قَبْلَهْ.
فإذاً الفرق ما بين النبي والرسول في إتباع الشريعة -شريعة مَنْ قَبْلْ- أَنَّ النبي يكون متابعا لشريعة مَنْ قَبْلَهْ، والرسول قد يكون متابعاً -كيوسف عليه السلام جاء قومه بما بعث به إبراهيم عليه السلام ويعقوب-، وقد يكون يُبْعَثُ بشريعة جديدة.
وهذا الكلام؛ هذه الاحترازات لأجل أنَّ ثمة طائفة من أهل العلم جعلت كل مُحْتَرَزٍ من هذه الأشياء فرقا ما بين النبي والرسول.
فإذاً كما ذكرت لكم:
- الكتاب قد يُعطاهُ النبي وقد يُعطاهُ الرسول.
- بَعْثُهُ لقوم موافقين أو مخالفين هذا مدار فرق ما بين النبي والرسول.
- الرسول قد يبعث بشريعة مَنْ قَبْلَهْ بالتوحيد بالديانة التي جاء بها الرسول لمن قبله، لكن يُرْسل إلى قوم مخالفين، وإذا كانوا مخالفين فلا بد أن يكون منهم مَنْ يُصَدِّقُهُ ويكون منهم من يُكَذِّبُه؛ لأنه ما من رسول إلا وقد كُذِّب، كما جاء في ذلك الآيات الكثيرة.
__________
قال الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي حفظه الله وعافاه في شرحه على الطحاوية:
قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ:
[وقد ذكروا فروقاً بين النبي والرسول، وأحسنها: أن من نبأه الله بخبر السماء، إن أمره أن يبلغ غيره، فهو نبي رسول، وإن لم يأمره أن يبلغ غيره فهو نبي وليس رسول، فالرَّسُول أخص من النبي فكل رَسُول نبي، وليس كل نبي رسولاً، ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها، فالنبوة جزء من الرسالة، إذ الرسالةُ تتناول النبوةَ وغيرها، بخلاف الرسل، فإنهم لايتناولون الأَنْبِيَاء وغيرهم، بل الأمر بالعكس.
فالرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها] اهـ.
الشرح:
هذا الموضوع ليس ذا أهمية كبرى، بالنسبة لمن يؤمن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وكتبه، وملائكته، ورسله، ويؤمن بأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يوحي إِلَى من يصطفي من عباده بهذا الوحي، فيكون نبياً، أو رسولاً، أو يسمى نبياً، أو رسولاً، ليست المسألة ذات أهمية؛ لكن ينبغي أن نعلمها، ولا سيما وقد تكلم فيها بعض العلماء أو كثير منهم.
فمن العلماء من قَالَ: لا فرق بين النبي والرسول؛ فالنبي رسول، والرَّسُول نبي بإطلاق، ومنهم من قَالَ: لا؛ بل هنالك فرق، ثُمَّ لما جاءوا عند التفريق اختلفوا.
فالمصنف -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- ذكر هذا الفرق بين النبي وبين الرسول، وهو: من أوحي إليه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بشيء، فإن أمر بتبليغه إِلَى غيره فهو رسول، وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي.
هذا كلام المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ، وهذا الكلام خلاف الصواب فهو كلام مرجوح، وفي هذا الشرح عَلَى عظمته ونفاسته مواضع للمصنف رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أخذ فيها بالرأي المرجوح من أقوال العلماء وترك القول الراجح، وهذا الموضع منها؛ لأنه يمكن أن يُقال كيف يوحي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى أحد بشيء، ولا يؤمر بتبليغه فما الفائدة إذاً؟! هذا من ناحية النظر.
ومن ناحية أخرى؛ وردت آيات وأحاديث تدل عَلَى أن النبي يبلغ، ومنها حديث السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب يقول النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: (ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ورأيت النبي وليس معه أحد) فهذا سماه نبياً مع وجود الأتباع، وهذا يعني أنه كَانَ يبلغ.
إذاً خلاصة القول: أن هذا ليس بالرأي الراجح.
الرأي الراجح في هذه المسالة:
أن الرسول: هو من أرسله الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بشرع جديد إِلَى قوم كافرين ومكذبين، ولهذا لم تأت كلمة التكذيب إلا في تكذيب الرسل، لأنهم يرسلون إِلَى قوم كافرين فيكذبونهم.
فمن هنا نعلم الفرق، وهو أن الرَّسُول والنبي يُبلغان لكن الرَّسُول يأتي بشرع جديد إِلَى قوم كافرين به ويكون بينهم وبينه التكذيب والرد، حتى ينصره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم، وأما النبي فإنه مجدد لشريعة الرَّسُول الذي قبله، ويصحح ما علق بها).
المصدرشروح الطحاوية من الشاملة
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:45 م]ـ
بارك الله فيكم اخواي الفاضلان الكريمان
وقد كنت قرأت الفرق بين النبي والرسول واظن ان افضل ما قيل فيه هو كلام شيخ الاسلام بن تيمة رحمه الله
تجونه هنا
http://www.saaid.net/Doat/alarbi/36.htm
وكلام الشيخ سفر رعاه الله تعالى الذي نقله الفاضل ابو وائل
فتم الايضاح
والحمد الله
اخي ابو الفيصل
اخي ابو وائل
جزاكما الله عني كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/139)
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:03 م]ـ
(والمقصود هنا الكلام على النبوة فالنبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك الى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول وأما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو الى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى ألقي الشيطان في أمنيته) وقوله (من رسول ولا نبي) فذكر ارسالا يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته الى من خالف الله كنوح وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث الى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس وقبلهما آدم كان نبيا مكلما قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام، فأولئك الانبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم لكونهم مؤمنين بهم كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول وكذلك أنبياء بني اسرائيل يأمرون بشريعة التوراة وقد يوحى الى أحدهم وحي خاص في قصة معينة ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى: (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر أو مجنون) وقال (ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك) فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقال: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي اليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) وقال (انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) فقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الاطلاق لانه لم يرسل الى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم (العلماء ورثة الانبياء) وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) وقال تعالى: (انا أوحينا اليك كما أوحينا الى نوح والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما))
انتهى من النبوات 255 - 256 ط الكتب العلمية
فالذي يظهر من كلام شيخ الاسلام يخالف قول ابن قاسم، فالصحيح أن الرسول و النبي كلاهما مأمور بتبليغ ما أوحي إليه.
و لكن ما الفرق بينهما؟
قلت أخي وائل: (فمن هنا نعلم الفرق، وهو أن الرَّسُول والنبي يُبلغان لكن الرَّسُول يأتي بشرع جديد إِلَى قوم كافرين به ويكون بينهم وبينه التكذيب والرد، حتى ينصره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم، وأما النبي فإنه مجدد لشريعة الرَّسُول الذي قبله، ويصحح ما علق بها)
فهذا يخالف حال عيسى عليه السلام!
فهو من أولي العزم من الرسل و لم يأت بشرع جديد.
و على هذا فالله أعلم أن الرسول هو ما توفرت فيه أحد شروط ثلاث:
الأول: جاء بشرع جديد.
الثاني: أنزل عليه كتاب.
الثالث: أن يرسل إلى قوم لم يرسل إليهم أحد من قبل.
و عموما المسألة خلافية، و لكن ما ذكره شيخ الاسلام هنا ضابط مهم و هو:
أن الرسول لا بد أن يكذب و يؤذى.
و الله أعلم.
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 12:43 ص]ـ
فهذا يخالف حال عيسى عليه السلام!
فهو من أولي العزم من الرسل و لم يأت بشرع جديد.
ذكر شيخ الاسلام انه ليس شرطا ان يأتي الرسول بشرع جديد ودلل على هذا بسليمان
فقد كان على شريعة موسى ومع هذا كان رسولا
الفرق الاهم بين النبي والرسول
هو ما ذكره الشيخ سفر رعاه الله
وهو ان الرسول لابد وان يكذبه بعض قومه وهو يرسل بطبيعة الحال الى قوم كافرين
...........
بارك الله فيكم
عندى استفسار اخر
يقول الشيخ في الحاشية ((وأما من ترك مولاة المؤمنين فقد ترك واجبا من واجبات الايمان , واستحق ان ينفى عنه الايمان , ولا يلزم من نفيه عنهم أن ينتفي بالكلية))
هل افهم من كلام الشيخ ان المولاة لا خرج المسلم من دينه بحال؟!
على انني اعلم ان من المولاة ما هو مكفر ومنها ما هو دون الكفر
فهل من توضيح لكلام الشيخ
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/140)
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 02:52 م]ـ
عندى استفسار اخر
يقول الشيخ في الحاشية ((وأما من ترك مولاة المؤمنين فقد ترك واجبا من واجبات الايمان , واستحق ان ينفى عنه الايمان , ولا يلزم من نفيه عنهم أن ينتفي بالكلية))
هل افهم من كلام الشيخ ان المولاة لا خرج المسلم من دينه بحال؟!
على انني اعلم ان من المولاة ما هو مكفر ومنها ما هو دون الكفر
فهل من توضيح لكلام الشيخ
للرفع
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[30 - 04 - 09, 03:46 م]ـ
أظن أن هناك فرقا بين المولاة والمحبة أخي أسامة فالموالاة قدر زائد على محبة المؤمنين، فلعل مقصود الشيخ رحمه الله ـ والعلم عند الله ـ بالموالاة هي النصرة ولا شكّ أن النصرة قدر زائد على المحبة، فمن ترك نصرة المسلمين فهذا آثم لكن لم يقع في ناقض من نواقض الإيمان، فاستحق أن ينفى عنه الإيمان والمقصود بالإيمان المنفي الكمال الواجب، لا أصل الإيمان، بخلاف ما لو أبغض المؤمنين لأجل دينهم فهذا ينتفي عنه أصل الإيمان ولو زعم أنه مؤمن لقوله تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حآدّ الله ورسوله} فنفى اجتماع الأمرين وهو الإيمان بالله واليوم الآخر مع مودة من حاد الله ورسوله، فإنّ المودة عمل قلبي لا يتصور أن يكرهنا عليه أحد.
فالمقصود التفريق بين الموالاة والمحبة والموالاة قدر زائد على المحبة، فالمولاة قد تتخلف لخوف أو ركون للدنيا، أو ضعف إيمان تجعل الإنسان يتخلف ويتقاعس عن نصرة إخوانه المسلمين، ولو كان ترك الموالاة ناقضا من نواقض الإسلام لكنّا كلّنا ذلك الرجل والله المستعان، لكن المحبة عمل قلبي لا يستطيع أن يحول دونه أو أن يمنع منه أحد لذلك لا يتصور عقلا أن يعجز عنه أحد، والله أعلم
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 06:22 م]ـ
انا لا اسأل عن مولاة المؤمنين ومحبتهم اخي الفاضل
انما اسأل عن مولاة الكافرين عليهم (كما هو واقع من بعض من ينتسب للاسلام هذه الايام)
ففرق بين مسلم يحب اخوانه لكنه لم ينصرهم لعذر عنده
وبين
من يدعى الاسلام ويوالي الكافرين على المسلمين
فاشتراط المحبة مع المولاة للطرفين اظن فيه نظر
فهل نصرة الكافرين لا تكون ناقض الا بمحبتهم؟
ثم من أين لنا ان نعرف هذا؟
فهب ان رجلا دخل جيشا للكفرة ثم هو يدعي الاسلام ويقول انا لا احب هؤلاء الكفرة
أهذا لم يأتي بناقض؟!
عموما بوركت اخي الفاضل على ايضاحك
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[01 - 05 - 09, 02:39 ص]ـ
للرفع
يقول الشيخ في الحاشية ((وأما من ترك مولاة المؤمنين فقد ترك واجبا من واجبات الايمان , واستحق ان ينفى عنه الايمان , ولا يلزم من نفيه عنهم أن ينتفي بالكلية))
أخي الحبيب أسامة الكلام مثل ما ذكرت لك وأنا أتكلم عن عبارة الشيخ التي سقتها
الشيخ يتكلم عن ترك موالاة المؤمنين فهو من إضافة المصدر إلى مفعوله
ولو قصد موالاة الكافرين ضد المسلمين لما عبّر بكلمة ترك أساسا، ولقال موالاة الكافرين، ولأن من ترك موالاة المؤمنين لا يلزم منه أن يكون قد والى الكافرين ضدهم، قد يواليهم وقد يبقى مسالما إما لخوف أو طمع لدنيا أو أو أو وهذا مقصود الشيخ أظنها اتَضحت سلمك الله، و الله أعلم
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[01 - 05 - 09, 03:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك(55/141)
توجيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لمقولة: اختلاف الأمة ليس برحمة!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[30 - 04 - 09, 07:52 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد":
ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة» (1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك} [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
---------------------
(1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة: لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا (1/ 76 حديث رقم 57).
تفسير سورة البقرة، آية 176، المجلد الثاني، ص273.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:22 ص]ـ
بارك الله فيكم.
قال العلامة الألباني في (صفة الصلاة):
( ..... ذلك ما كنت كتبته منذ عشر سنوات في مقدمة هذا الكتاب وقد ظهر لنا في هذه البرهة أن له تأثيرا طيبا في صفوف الشباب المؤمن لإرشادهم إلى وجوب العودة في دينهم وعبادتهم إلى المنبع الصافي من الإسلام: الكتاب والسنة فقد ازداد فيهم - والحمد لله - العاملون بالسنة والمتعبدون بها حتى صاروا معروفين بذلك، غير أني لمست من بعضهم توقفا عن الاندفاع إلى العمل بها لا شكا في وجوب ذلك بعد ما سقنا من الآيات والأخبار عن الأئمة في الأمر بالرجوع إليها، ولكن لشبهات يسمعونها من بعض المشايخ المقلدين لذا رأيت أن أتعرض لذكرها والرد عليها لعل ذلك البعض يندفع بعد ذلك إلى العمل بالسنة مع العاملين بها فيكون من الفرقة الناجية بإذن الله تعالى.
1 - قال بعضهم: لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلا ولكننا لا نكاد نسمع أحدا من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث - طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة -: (اختلاف أمتي رحمة) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث والجواب من وجهين:
الأول: أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له قال العلامة السبكي:
(لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع).
قلت: وإنما روي بلفظ:
(. . . اختلاف أصحابي لكم رحمة).
و (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم).
وكلاهما لا يصح: الأول واه جدا والآخر موضوع، وقد حققت القول في ذلك كله في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) (رقم 58 و59 و61).
الثاني: أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم، فإن الآيات الواردة فيه - في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال قال تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [الأنفال 46]. وقال:
{ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} [الروم 31 - 32].
وقال: {ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك} [هود 118 - 119] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون وإنما يختلف أهل الباطل، فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة؟!!
فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سندا ولا متنا.
وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة) اهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:30 ص]ـ
قال العلامة النووي في (شرح صحيح مسلم):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/142)
(قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " فَاسْتَصْوَبَ عُمَر مَا قَالَهُ، وَقَدْ اِعْتَرَضَ عَلَى حَدِيث: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة " رَجُلَانِ: أَحَدهمَا مَغْمُوص عَلَيْهِ فِي دِينه، وَهُوَ عُمَر بْن بَحْر الْجَاحِظ، وَالْآخَر مَعْرُوف بِالسُّخْفِ وَالْخَلَاعَة، وَهُوَ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا وَضَعَ كِتَابه فِي الْأَغَانِي، وَأَمْكَنَ فِي تِلْكَ الْأَبَاطِيل لَمْ يَرْضَ بِمَا تَزَوَّدَ مِنْ إِثْمهَا حَتَّى صَدَّرَ كِتَابه بِذَمِّ أَصْحَاب الْحَدِيث، وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَرْوُونَ مَا لَا يَدْرُونَ، وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ: لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَة لَكَانَ الِاتِّفَاق عَذَابًا، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَاف الْأُمَّة رَحْمَة فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ، فَبَيَّنَ لَهُمْ.
وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد: أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ} فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
وَالِاخْتِلَاف فِي الدِّين ثَلَاثَة أَقْسَام:
أَحَدهَا: فِي إِثْبَات الصَّانِع وَوَحْدَانِيّته، وَإِنْكَار ذَلِكَ كُفْر.
وَالثَّانِي: فِي صِفَاته وَمَشِيئَته، وَإِنْكَارهَا بِدْعَة.
وَالثَّالِث: فِي أَحْكَام الْفُرُوع الْمُحْتَمَلَة وُجُوهًا، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَة وَكَرَامَة لِلْعُلَمَاءِ، وَهُوَ الْمُرَاد بِحَدِيثِ: اِخْتِلَاف أُمَّتِي رَحْمَة، هَذَا آخِر كَلَام الْخَطَّابِيّ - رَحِمَهُ اللَّه -) اهـ
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[01 - 05 - 09, 11:32 ص]ـ
ما رأيكم في كلام الخطابي رحمه الله الوارد في رد الأخ الفاضل علي الفضلي؟
واستدلاله هنا هل يصح؟
((وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاض الْفَاسِد: أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الشَّيْء رَحْمَة أَنْ يَكُون ضِدّه عَذَابًا، وَلَا يَلْتَزِم هَذَا وَيَذْكُرهُ إِلَّا جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ} فَسَمَّى اللَّيْل رَحْمَة، وَلَمْ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُون النَّهَار عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِر لَا شَكَّ فِيهِ.))
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 02:13 م]ـ
ما رأيكم في كلام الخطابي رحمه الله الوارد في رد الأخ الفاضل علي الفضلي؟
واستدلاله هنا هل يصح؟
نعم، استدلاله صحيح، خاصة إذا استحضرت توجيه العلامة العثيمين، وكذا توجيه الخطابي نفسه في قسمته الثلاثية.
والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:13 م]ـ
هناك معنى صحيح لهذا الأثر لم أجد أحداً نبه عليه سوى أبي بكر القفال رحمه الله.
قال الحافظ البيهقي في رسالته إلى عميد الملك: " علماء هذه الأمة من أهل السنة والجماعة في الإشتغال بالعلم مع الإتفاق في أصول الدين على أضرب:
منهم من قصر همته على التفقه في الدين بدلائله وحججه من التفسير والحديث والإجماع والقياس دون التبحر في دلائل الأصول.
ومنهم من قصر همته على التبحر في دلائل الأصول دون التبحر في دلائل الفقه.
ومنهم من جعل همته فيهما جميعاً، كما فعل الأشعريون من أهل اليمن حيث قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتيناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر كيف كان ".
وفي ذلك تصديق ما روي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم: " إختلاف أمتي رحمة "، كما سمعت من الشيخ الإمام أبي الفتح ناصر بن الحسن العمري قال: سمعت الشيخ الإمام أبا بكر القفال المرزوي رحمه الله يقول: " معناه: اختلاف هممهم رحمة. يعني: فهمة واحد تكون في الفقه، وهمة آخر تكون في الكلام، كما تختلف همم اصحاب الحرف في حرفهم، ليقوم كل واحد منهم بما فيه مصالح العباد والبلاد ". نقله ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص105 - 106.
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:59 ص]ـ
قرأت لشيخ يفصل في الموضوع
فقال
هناك فرق بين الخلاف والاختلاف
وان الخلاف غير جائز بينما الاختلاف لا مفر منه
وسوف ابحث عن المصدر فاعتقد انه تفصيل نافع ممتع(55/143)
كلام الشعراوي في الصفات ..
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:12 م]ـ
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىا تَكْلِيماً {.
ووقف العلماء هنا وقفة عقلية وقالوا: كيف يتكلم الله إذن؟. ونقول: إن كل وصف لله ويوجد مثله لخلقه إنما نأخذه بالنسبة لله في إطار:} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {فإن قلت: إن لله وجوداً وللإنسان وجوداً، فوجود الإنسان ليس كوجود الله، وإن قلنا: إن لله علماً، وللإنسان علماً، فعلم الإنسان ليس كعلم الله، وإن قلنا: إن لله قدرة، وللإنسان قدرة، فقدرة الإنسان ليست كقدرة الله، وإن قلنا: إن لله استواء على العرش وللإنسان استواء على الكرسي، فاستواء الله ليس كاستواء الإنسان. إذن فلا بد أن تؤخذ كل صفة من صفات الله التي يوجد مثلها في البشر في إطار قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]
وبذلك ينتهي الخلاف كله في كل ما يتعلق بصفات الحق.
فالحق له يدان وله وجه، ولكن لا يمكن للإنسان أن يصور يد الله كيد البشر، بل نأخذها في إطار} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {وكذلك وجه الله. ومادمنا نأخذ صفات الله في إطار} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {فلا داعي للمعركة الطاحنة بين العلماء في الصفات وفي تأويل الصفات، ولا داعي أن ينقسم العلماء إلى عالم يؤوّل الصفات وعالم لا يؤول؛ لاداعي أن يقول عالم: إن يد الله هي قدرته فيؤول، وعالم آخر لا يؤول ويقول: لا. إن لله يداً ويسكت. ونقول للعالم الذي لا يؤول: قل: إن لله يداً وهي تناسب قوله "} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {. وإذا كنا نحن قد عرفنا في عالمنا أن الأشياء تختلف مواجيدها في الناس باختلاف الناس، فلا بد من أن نعرف أن الله لا مثيل له.
تفسير الشعراوي.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:19 م]ـ
رحمه الله وجزاكم الله خيرا
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[01 - 05 - 09, 12:45 ص]ـ
سبحان الله
كنت أظن ان الشيخ يقول بقول اكثر رؤوس الازهر في مصر
رحمه الله
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 05 - 09, 02:59 ص]ـ
وهل أعجبكم كلامه؟
هذا على مذهبهم في التفويض.
وقد سئل عنه الشيخ الألباني هو وكشك فذكر أنهما من الأشاعرة.
وطوامه غير هذا كثير.
ويكفيك أن تسأل عن مكان درسه في تحريف كلام الله عز وجل (الذي يسميه الجهلة تفسرا) لتعلم توحيد الرجل.
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:45 ص]ـ
وهل أعجبكم كلامه؟
هذا على مذهبهم في التفويض.
وقد سئل عنه الشيخ الألباني هو وكشك فذكر أنهما من الأشاعرة.
وطوامه غير هذا كثير.
ويكفيك أن تسأل عن مكان درسه في تحريف كلام الله عز وجل (الذي يسميه الجهلة تفسرا) لتعلم توحيد الرجل. أسلوب سيء:
أبن كلامك , بارك الله فيك , مع الدليل نرجع الى الدليل ولا نتعصب للأشخاص. بوركتم.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 12:18 م]ـ
رحم الله الشعراوى
هذا الرابط فيه مناقشة فى ملتقى اهل التفسير عن الشيخ وتفسيره وسنرى كيف ان الاستاذ الشهرى حفظه الله احال الى رابط آخر فى الملتقى
والملاحظ فى الرابطين
ان اهل الاختصاص من شوامخ وافذاذ العلماء وطلاب العلم قد تحدثوا عن الشيخ بتقدير كبير وتوقير لمكانة الشيخ العلمية ولم يفتهم الاشارة الى بعض المآخذ ولكن بأدب يليق بالحديث عن العلماء حتى اعتذر له احدهم قائلا
انه مامن تفسير سلفا وخلفا الا وعليه مآخذ
ويلاحظ ايضا انه فى الوقت الذى تكلم فيه المختصون باحترام وكالعادة اقتحم النقاش بعض الغلمان من المتحمسين دون اهلية حقيقية وليس معهم ادوات تؤهلهم لكى يقيموا العلماء ولايفهموا كيف يتلقوا كلام الاقران
ولكن نجد اهل الاختصاص ردوا هؤلاء على اعقابهم وانصفوا الشيخ رحمه الله
هذا الرابط بارك الله فيكم
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4694&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1%C7%E6%ED
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 05 - 09, 03:30 م]ـ
اذا كان تفسير القرآن بالرأي وليس بالأثر!
والاعراض عن الكلام في الصفات او الكلام عنها على طريقة المفوضة او المؤولة!
والسكوت عن الشرك (الطواف بقبر الحسين ودعاءه) امام الشعراوي في درسه!
وتقرير توحيد الربوبية الذي أقر به ابو جهل وابو لهب دون توحيد العبادة!
الى غير ذلك من الهدي الظاهر في الشعراوي
تعتبرونها مؤاخذات لا تنقص قدره وعلمه وأنه من اهل العلم وتسمون ما كتبه او املاه تفسيرا!
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:10 م]ـ
الله المستعان،،
الاخوة الافاضل،، لكم كنت احترم وأجل الشيخ رحمه الله،، بل وأدافع عنه،،
لكن أن يصل الامر الى سبّ اهل السنة!
وتحقيرهم،،! واتهمامهم بالغباء!
فهنا يقف شعر الرأس،، وتفتح العينان،، وتنصت الاذنان!
كيف؟ ولماذا؟؟
من أجل القبوريين!
لا أريد أن ازيد،، إنما اترككم مع الرابط في المرفقات حمّلوه واسمعوا،، وأنصفوا بارك الله فيكم،،
رحم الله الشيخ الشعراوي،، وغفر الله لنا وله،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/144)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:15 م]ـ
محمد الجعبة جزاك الله خيرا
المقطع عندي وحاولت رفعه فتعذر ذلك
وفقك الله وجعلك من أنصار دينه.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 05 - 09, 08:06 م]ـ
آمين،، وإياك،،
نسأل الله أن ينفع الاخوة به،،
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:28 م]ـ
الاخوة الافاضل:
انا متيقن أن مدار الحديث هو عن صفات الله تعالى وليس عن القبوريين وذلك ما يظهر من العنوان.
الامر الاخر اذا كانت القضية لتتبع السقطات ... فهذا أمر آخر ...
فنأتيك بكلام كثير من بعض أهل السنة مما يقف شعر الرأس،، وتفتح العينان،، وتنصت الاذنان!!!!!
ثم:
وقد سئل عنه الشيخ الألباني هو وكشك فذكر أنهما من الأشاعرة.
أين قالا ذلك ... ؟؟؟
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:32 م]ـ
الاخوة الافاضل:
انا متيقن أن مدار الحديث هو عن صفات الله تعالى وليس عن القبوريين وذلك ما يظهر من العنوان.
الامر الاخر اذا كانت القضية لتتبع السقطات ... فهذا أمر آخر ...
فنأتيك بكلام كثير من بعض أهل السنة مما!!!!
ثم:
أين قالا ذلك ... ؟؟؟
ايه نعم،، بارك الله فيك،،
ما رأيك أن تحمّل المقطع،، قبل النقاش الذي لا طائل تحته!
جزاك الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم.
الحق أحب إلينا من الهروي!
يا إخواني:
هذا النقل الذي نقله أخونا له في إثبات الصفات اطلعت عليه من كلام الشعراوي، ولكن الشعراوي لمن تتبع محاضراته، والتي فيها آيات الصفات يجد الرجل متخبطا، فتارة يثبت، وتارة يعطل.
وأما كونه قبوريا، فمنه ما أشار له الأخ من ركونه للسيدة زينب وقت الاختبارات!.
وله تخبط معروف في الاستدلال بالأحاديث في محاضراته، ومما أذكر أنه في بعض محاضراته قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(من أخذ ماله من نهابر صرفه الله في مهاوش!!).
بينما قال السخاوي عنه-فيما أذكر-:
(لا أصل له)!!
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:02 م]ـ
الله المستعان،،
لم لا يحمّل الاخوة المقطع،، ويسمعوه،، ويريحوا رؤوسهم!
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:17 م]ـ
فتارة يثبت، وتارة يعطل نريد مثالا
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:29 م]ـ
الأخ الفاضل: محمد الجعبة:
سيستمع له من يريد الاستماع من الأخوة، فلا تغضب بارك الله فيك.
رحم الله الشيخ الشعراوي.
أحبه، و لكن الحق أحب إلي من أهلي و ولدي.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:45 م]ـ
اي نعم،، انا اخي لست غاضباً،،
أحسن الله اليكم،، وأنا ايضا احبّه رحمه الله،،،
وغفر له!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:56 م]ـ
نريد مثالا
أما الإثبات فما ذكرته أنت، وقد سمعته أنا من حوالي 15 سنة تقريبا.
وأما التعطيل، فأذكر في بعض المحاضرات كلامه على الاستواء فسره بغير تفسير أهل السنة، ومنه ما نقله العلامة الألباني في الشريط 206 عن سؤالهم الشعراوي عن هذه الآية وهل نثبت بها العلو؟
قال العلامة الألباني: ( ... ثار-أي الشعراوي- عليه-أي السائل- ثورة، إن الله تعالى ليس له مكان، وليس له زمان! والله في كل مكان، من هذه الضلالة التي تعرفها ....... فهو منحرف عن العقيدة، وكثيرا ما يتأول الآيات بتآويل .... ) اهـ راجع الشريط السابق.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 12:48 ص]ـ
اخوانى الاحباء بارك الله فيكم ورفع قدركم
اعلم ان الانصاف عزيز
يقول الامام ابن القيم رحمه الله من اعظم اصول اهل السنة ان الرجل المؤمن قد تجتمع فيه صفات متباينة قد تجد فيه صفات هى خليقة بالكفار ولكن لايكفر بها كما ان الكافر قد تكون فيه صفات هى خليقة بالمؤمن لكن لايكون بها مؤمنا
يستفاد من هذا اننا نستفيد من علمائنا فيما ينفعنا ونزداد به علما ومانراهم قد جانبهم فيه الصواب نخالفهم ولكن دون تنقيص من اقدارهم وطمس لجهودهم
لسنا كالنصارى الذين يفترضون القداسة لرهبانهم
لسنا كالروافض الذين يفترضون العصمة فى مراجعهم
لكننا قوم نقول كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب القبر صلى الله عليه وسلم
انظروا الى ائمة التفسير من جاءوا بعد الزمخشرى جلهم نقلوا عنه براعته فى البيان والتوفيق بين آيات ظاهرها التعارض وغير ذلك من الدرر فى كشافه ولكنهم وقفوا له بالمرصاد وردوا على اقواله الاعتزالية 00 قمة الانصاف
انظروا الى ائمة الحديث مالك واحمد والبخارى ومسلم وغيرهم من رجالهم مرجئة وخوارج وروافض
مع انهم اشد الناس على اهل البدع ولكن نقلوا عنهم فى غير بدعتهم
سبحان الله الايسعنا ماوسع ائمتنا من جبال العلم واساطين السنة
بارك الله فيكم
ورحم الله الشعراوى وكشك والالبانى وسائر علماء السنة آمين(55/145)
الإمام مالك يخبر عن حقيقة وأصل دين الرافضة
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 06:17 م]ـ
قال الإمام مالك رحمه الله _ متحدثا عن سبب طعن الرافضة في الصحابة_: (إنما أراد هؤلاء الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم, ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء , ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين)
قال ابن تيمية: ولهذا قال أهل العلم: إن الرافضة دسيسة الزندقة. <منهاج السنة7/ 459>
فبين رحمه الله أن أصل مذهبهم قائم على الكفر والزندقة , وإرادة الطعن في دين الإسلام.(55/146)
إطلاف كلمة (مولانا) على أهل العلم والفضل.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:03 ص]ـ
اشتهر عند الكثير من المسلمين ـ في بعض البلاد الإسلامية ـ إطلاق كلمة (مولانا) على أهل العلم والفضل، ولا أدري مصدر انتشار هذه العبارة، فأحببت أن أكتب هذه الكلمات عن هذه اللفظة أو العبارة وما تدل عليه من معنى، وأرجو من الأخوة الأفاضل المشاركة في هذا، حيث أن الغرض من ذلك الوصول إلى ما هو حق وصواب وإلى ما كان عليه الهدي النبوي ومن اتبع نهجه إلى يوم الدين: فأقول والله المستعان:
قال تعالى:) لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ((البقرة286) (أنت مولانا): أي أنت ولينا وناصرنا، وعليك توكلنا، وأنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك. تفسير ابن كثير ص (221).
وقال تعالى:) بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ((آل عمران150). قال ابن كثير في تفسيره ص (162): " ثم أمرهم بطاعته ومولاته والاستعانة به والتوكل عليه، فقال:) بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ((آل عمران150). وقال تعالى:) وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ((الأنفال40) مولاكم، سيدكم وناصركم على أعدائكم، فنعم المولى ونعم النصير. تفسير ابن كثير ص (572)
وقال تعالى:) يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ((الحج13). قال مجاهد: يعني: الوثن، يعني: بئس هذا الذي دعا من دون الله مولى، يعني: ولياً وناصراً. تفسير ابن كثير ص (884).
وقال تعالى:) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ((الحج 78)، (هو مولاكم) أي حافظكم وناصركم ومظفركم على أعدائكم. (فنعم المولى ونعم النصير): يعني نعم الولي ونعم الناصر من الأعداء. تفسير ابن كثير ص (902).
وقال تعالى:) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ((الدخان41). أي لا ينفع قريب قريباً. تفسير ابن كثير ص (1202).
وقال تعالى:) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ((الحديد15)، (هي مولاكم): أي أولى بكم من كل منزل على كفركم وارتيابكم وبئس المصير. تفسير ابن كثير ص (1298).
وقال تعالى:) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ((التحريم 2).
وقال تعالى:) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ((محمد11) أي لا ولي لهم.
أخرج البخاري في صحيحه (3737) في كتاب المغازي ـ باب غزوة أحد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/147)
عَنْ الْبَرَاءِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: لَقِينَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ ـ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ جَيْشًا مِنْ الرُّمَاةِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ: لَا تَبْرَحُوا إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَاعَلَيْهِمْ فَلَا تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَافَلَا تُعِينُونَا. فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَيَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ،فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنْ لَا تَبْرَحُوا، فَأَبَوْا فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ فَأُصِيبَ سَبْعُونَقَتِيلًا وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: " لَا تُجِيبُوهُ ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: "لَا تُجِيبُوهُ ". فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَبْقَى اللَّهُعَلَيْكَ مَا يُخْزِيكَ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: اعْلُ هُبَلُ. فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " أَجِيبُوهُ "، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا اللَّهُأَعْلَىوَأَجَلُّ " قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّىوَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " أَجِيبُوهُ "، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَىلَكُمْ ". الحديث.
فالمولى فلها معان كثيرة منها:
1ـ السيد، والناصر على الأعداء.
2 ـ طاعة الله وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه.
3 ـ الحافظ والناصر والمظفر على الأعداء.
وهذا جاء الوصف به لله تعالى.
فالمولي، والولي أسم من أسماء الله تعالى، ذكره الشيخ العلامة ابن عثيمين في القواعد المثلى ص (40). يشمل تلك المعاني السابقة.
4 ـ الوثن. كما ذكر مجاهد في قوله تعالى:) يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ((الحج13).
5 ـ المولى بمعنى العصبة ومنه قوله تعالى:) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ((مريم 5)
ومنه قول اللهيبي:
مهلا بني عمنا * مهلا موالينا
امشوا رويدا كما * كنتم تكونونا
6 ـ القريب.) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (.
7 ـ المولى بمعنى الحليف: وهو من انضم إليك فعز بعزك وامتنع بمنعتك.
8 ـ المولى بمعنى: المعتق انتسب بنسبك ولهذا قيل للمعتقين: الموالي.
9 ـ المولى الذي يلي عليك أمرك.
10 ـ المولى: المعتق لأنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك نصره وترث ماله إن مات ولا وارث له. وهناك معان أخرى.
فلم يرد عن الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ولا التابعين لهم بإحسان ـ فيما اعلم ـ؛ أنهم كانوا يستعملون هذا اللفظ بخصوص نبينا ورسولنا محمد ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ فكيف بمن سواه؟
واستعمال لفظة أو عبارة (مولانا) على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو على أهل العلم، لا أظن أنها استعملت إلا في العصور المتأخرة، وبالأخص يكثر استعمالها في الشيعة عند تسمية أئمتهم. وكذا الصوفية عند ذكر أوليائهم أو شيوخهم.
وقول الله تعالى:) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ((الأحزاب6)
فهذه الآية لا علاقة لها بالمولى فان كلمة أولى مشتقة من الأولية وأولى هنا بمعنى الأحق. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن الذي يظهر أنه لا حرج في استعمال المولى في نعت عالم أو فاضل
إذ كلمة " مولى " لها معان متعددة، ومن إطلاقاتها ما يجوز في حق غير الله سبحانه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كنت مولاه فعليٌّ مولاه " وقال الله سبحانه: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "، وإطلاق مولانا على العالم ليس حكرا على صوفية أو رافضة
وطريقتكم وفقكم الله في الاستدلال لو سلكناها لقلنا إن الكريم والعزيز من أسماء الله سبحانه وأوردنا أدلة ذلك من الكتاب والسنة ثم قلنا إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يقول الأخ الكريم أبو بكر أو الأخ العزيز عمر، فهذا مصطلح المتأخرين ويستعمله الرافضة والصوفية ونأتي بأمثلة من كتبهم! فكما لا يصلح هذا دليلا لمنع إطلاق الكريم أو العزيز على عالم أو فاضل، فلا يصلح ما تفضلتم بإيراده من نصوص لمنع إطلاق مولانا على العالم والفاضل، وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/148)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:40 ص]ـ
إن كانت بمعنى السيد ..
فقد قال عمر: " أبو بكر سيدنا .. "
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 03:34 م]ـ
أخي (أبو خالد السلمي) أنا لم أحكم على أنه يجوز أو لا يجوز، أنا أقول إن هذه اللفظة أو العبارة ليست واردة على ألسنة أهل العلم المتقدمين ولم تكن تستخدم وتقال ويخاطب بها أهل العلم خاصة، يا مولانا يامولانا. ولعلك تنظر في أول كلامي (اشتهر عند الكثير من المسلمين ـ في بعض البلاد الإسلامية ـ إطلاق كلمة (مولانا) على أهل العلم والفضل، ولا أدري مصدر انتشار هذه العبارة، فأحببت أن أكتب هذه الكلمات عن هذه اللفظة أو العبارة وما تدل عليه من معنى، وأرجو من الأخوة الأفاضل المشاركة في هذا، حيث أن الغرض من ذلك الوصول إلى ما هو حق وصواب وإلى ما كان عليه الهدي النبوي ومن اتبع نهجه إلى يوم الدين) وأنا لم أسمع مثل هذه اللفظة تقال أو تقرأ في تراجم أهل العلم والفضل من المتقدمين ولا من المتأخرين إلا في كتب الشيعة وأهل التصوف. على كل حال أشكرك أخي (أبو خالد السلمي) على ما أوردت لأن الغرض هو الفائدة والمناقشة لأجل ذلك.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[02 - 05 - 09, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي ضيدان بن عبد الرحمن اليامي وبارك الله فيك ............
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 11:58 م]ـ
وفيك أخي أبا أحمد عبد الرحمن ..
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
سمعت كبار المشايخ يقولونها
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 11:58 م]ـ
أخي الفاضل: ضيدان اليامي
بارك الله فيك ونفع بما كتبت .. وبارك في الإخوة الين علّقوا ..
وبخصوص هذه العبارة (مولانا) فإنها دارجة في كثير من كتب أهل العلم لا سيّما فيما بعد القرن الخامس تقريبا .. وهي تطلق في مخاطبة الولاة كما يخاطب بها العلماء والقضاة ونحوهم .. وترى أمثلة ذلك منثورة في كتب التراجم والطبقات وقد ترد في بعض كتب المذاهب الفقهية وغيرها ..
ولما اعترض بعض المخالفين للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى على الشيخ بأنه ينكر هذه العبارة أجاب الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في " الضياء الشارق " بما يلي:
(وأما مسألة قول القائل: مولانا وسيدنا. فالشيخ لا يمنع من قال ذلك على الوجه الذي يعرفه الناس من لفظ السيد الشريف، والفاضل الكريم، والحليم ومتحمل أذى قومه والزوج والرئيس والمقدم، وكذلك لفظ: المولى بالمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والخال وابن العم والحليف، إلى غير ذلك، وإنما نهى ومنع عن إطلاق لفظ السيد والمولى فيمن يعتقدون فيه نوعاً من الربوبية أو الألوهية كمن يقول: يا سيدي أو يا مولاي فلان أغثني أو أدركني أو ارزقني، أو أنا في حسبك، ونحو هذا، فمن قال هذا بهذا المعنى فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإن الله سبحانه إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليعبد، ولا يدعى معه إله آخر.)
وفي رسائل الشيخ المفتي العلاّمة محمد بن إبراهيم رحمه الله مخاطَبات موجّهة إليه من قبَل بعض العلماء تتضمّن هذا الوصف فكان الشيخ يجيب عن سؤالاتهم دون أن يعترض على العبارة مع أنه معروف بالتدقيق في الألفاظ والتحرّي في العبارات ...
أردت بهذه الإضافة: ذكرَ بعضِ ما في الباب من باب المذاكرة فحسب ..
جزاك الله خيرا ورفع قدرك ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد الله الروقي.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:12 م]ـ
ما كتبته شبيه بما قاله العلامة الشيخ محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عندما سئل:
عن القول بـ السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/149)
فأجاب قائلا: لا شك أن عائشة – رضي الله عنها – من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق (السيدة) على المرأة و (السيدات) على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من الغرب حيث يسمون كل امرأة سيدة وإن كانت من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهم سيدات مطلقا، والحقيقة أن المرأة مرأة، وأن الرجل رجل، وتسميه المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك إننا نسمي كل امرأة سيدة.
كما أن التعبير بالسيدة عائشة، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك لم يكن معروفا عند السلف بل كانوا يقولون أم المؤمنين عائشة، أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ونحو ذلك.
أنظر الموقع الرسمي لسماحته.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 07:31 م]ـ
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ
ما حكم إطلاق كلمة مولانا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأننا نعرف أن المولى للمؤمنين هو الله سبحانه وتعالى؟
لا حرج في ذلك؛ لأن المولى كلمة مشتركة تطلق على الله سبحانه وتعالى، والسيد المالك، وتطلق على القريب يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا يعني قريب عن قريب، وتطلق على العتيق يقال له مولى، والمعتق يقال له مولى، فهي كلمة مشتركة، لكن الأولى والأفضل ِأن لا تطلق على الناس بمعنى الرئاسة بمعنى الكبير ونحو ذلك؛ لأنه جاء في حديث رواه مسلم في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تقل مولاي فإن مولاكم الله) وجاء في حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للعبد: (وليقل سيدي ومولاي) فأخذ منه العلماء أنه يجوز إطلاق لفظ المولى على السيد أو المالك، ويلحق به السلطان والأمير وشيخ القبيلة ونحو ذلك؛ لأنهم لهم رئاسة ولهم سيادة، ولكن ترك ذلك معهم أولى وأفضل إلا في حق السيد المالك فقط للحديث الذي ورد في ذلك، وليقل سيدي ومولاي، وبكل حال فالأمر فيه واسع إن شاء الله لأجل جوازه في حق السيد المالك، فيلحق به ما كان مثله في المعنى كالسلطان والأمير وشيخ القبيلة، والوالد ونحو ذلك، ولكن تركه في حقهم أولى، فيقال أيها السلطان أيها الأمير يا فلان يا فلان يكون هذا أولى، عملاً بالحديث الذي فيه النهي من باب الحيطة؛ لأنه لما جاء فيه النهي فيكون الحيطة ترك ذلك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 10:02 م]ـ
وقال سماحة شيخنا العلامة ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في جوابه على السؤال التالي:
أسمع بعض الناس يقولون: مولانا، وسيدنا، هل لذلكم من حكم؟
نعم ترك مولانا أولى فقد جاء في الأحاديث النهي عن ذلك, وجاء في بعضها في حق العبد وليقل سيدي ومولاي, فالأولى والأحوط للمؤمن أن لا يقولها إلا إذا كان مملوكاً يقوله للسيد, وإلا فالأفضل والأحوط ترك ذلك فلا يقول سيدي, ولا يقول مولاي, ولما قال بعض الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنت سيدنا, قال السيد الله-تبارك وتعالى-: (يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله لا أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني لله-عزوجل-مع أنه-عليه الصلاة والسلام- هو سيد ولد آدم, فقد صح-عليه الصلاة والسلام-أنه قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) هذا معروف, وبعد وفاته لابأس أن يقال هو سيدنا؛ لأنه غير مخاطب بها-عليه الصلاة والسلام- بعد وفاته, وإذا قيل له سيد ولد آدم, أو سيدنا محمد لا بأس بذلك, أما الشخص الذي يخاطب يقال يا سيدي فينبغي ترك ذلك؛ لأن العلة التي قالها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقه قد توجد في حق غيره, فقد يجر هذا إلى الغلو في الشخص وقد يضره هو أيضاً فيعجب بنفسه ويتكبر, فلا ينبغي للإنسان أن يرفعه أنت سيدنا أنت مولانا, فليستعمل معه شيئاً آخر يا أبا فلان, أو يا فلان بلقبه, أو باسمه, أو بكنيته, ويكفي ذلك هذا هو الذي ينبغي للمؤمن, أما إذا قيل فلان سيد بني فلان فلا بأس كما يقال: فلان سيد تميم, فلان سيد قحطان, فلان سيد قريش, لرئيسهم وكبيرهم, ولما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن معاذ لما جاء للحكم من بني قريظة قال: (قوموا إلى سيدكم) , وكان يسأل الناس يسأل القبائل من سيد بني فلان, من سيد بني فلان يعني من رئيسهم, وقال في حق الحسن-رضي الله عنه-: (إن ابني هذا سيد) الحسن بن علي-رضي الله تعالى عنه-هذا لا بأس به, أنما المكروه أن يخاطب بها أنت سيدنا أو ياسيدي يخاطب بهذا؛ لأن هذا قد يكسبه شيئاً من الترفع, والعلو, والتعاظم, وقد يكسب القائل شيء من الذل, والغلو, ولهذا كره النبي ذلك من الناس وهو-عليه الصلاة والسلام-معصوم أن يرضى بالشرك-عليه الصلاة والسلام-؛ لكن خاف عليهم من الغلو.(55/150)
هل بن الفارض وبن سبعين وأمثالهما ضلوا عن قصد أم عن حُمق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - 05 - 09, 03:13 ص]ـ
الفرق بين القصد والحمق أن لو الرجل ضل عن الحق مع علمه ويقينه بأحقيته لكنه ضل لهوى فى نفسه فهذا يُوصف بأنه ضل عن قصد
اما رجال كمن كانوا يسغربون ويستنكرون على النبى لأنه جعل الالهة الها واحدا فهؤلاء منعهم حمقهم وغبائهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة السهلة
وسؤالى انه ظهر لى من الكلام الاتى للشيخ سفر الحوالى ان من سميتهم ضلوا عن حمق لا قصد لأنهم لما كُشف لهم عن الحقيقة عند قبض أرواحهم تكلموا مستغربين وكأنهم كانوا ذاهلين عن هذا الحق قبل ذلك وان كانوا طبعا لايُعذروا
ونص الكلام
وقبيحفلماحضرت وفاةابنالفارض ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=alam&id=1000108) قَالَ:
إنكَانَ منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيتفقدضيعت أحلامي
أمنيةظفرت نفسي بها زمناً واليوم أحسبهاأضغاثأحلام
عندماعاين ملائكة العذاب؟ أراد الله أن يدينه بلسانه ليسمع المريدين الذينحوله. فقَالَ: كَانَ يظن أنه يترقى حتى حلت فيه الألوهية، وإذا به في الأخير يكتشفأنهعبد مخلوق ذليل حقير، وأن ملائكة العذاب قد دنت لتنتزع منه هذه الروح، فهذاالمسكينمتى صار إله ومتى حل في الله ومتى اتحد في الله؟! كله كلام فارغ لا قيمةله، عند الموت تتجلى الحقائق تماماً، ولذلك لا يَثْبُتَ إلا من ثبته الله -عَزَّوَجَلَّ- من كَانَ في الدنيا ثابتاً عَلَى الإيمان والتقوى والاستقامة، ثبته الله -عَزَّ وَجَلَّ- عند الموت كما أخبر تَعَالَى بقولهيُثَبِّتُاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِيالْحَيَاةِالدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَوَيَفْعَلُاللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27].
ولكنأُولَئِكَ الزائغون المنحرفون الضالون، مهما تصنعوا في الدنيا ومهما جاءوابالتأويلاتوالشبهات والعلل وادعوا أنهم أهل الحق، فعند الموت تتطاير وتتبخروتتلاشىولا يبقى إلا الحق واليقين فابنالفارض ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=alam&id=1000108) رأىملائكة العذاب ورأى أن الأجل قد قرب منهفأظهرالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ذلك عَلَى لسانه، وقال هذين البيتين: الأمنيةالتيعاش عمره كله يحلم بها أصبحت أضغاث أحلام، ليس فيها أي حقيقة عَلَىالإطلاق.
وأماابنسبعين ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=alam&id=1000110) فإنهيُحكي عنه مريدوه: أنه لما جاءه الموت وأرادأنيفيض اضطرب وخاف أو جزع، فَقَالَ له أحد مريديه: مالك يا شيخ؟ ما الذي تخاف منه؟ وأنتالذي كَانَ المريد يدخل عندك فيجلس ثلاثة أيام فيخرج وهو ولي من الأولياء فيالطريقة، فما الذي يخيفك؟ فَقَالَ له: كل ذلك الآن لا حقيقة له.
الآنلما رأى سكرات الموت لما بدأ يشعر بالانقطاع من الدنيا والإقبال عَلَىالآخرةقَالَ: كل ذلك لا حقيقة له، وليس بصحيح، لا الخلوات ولا الأذكار المنقولةولاالدرجات كل تلك الفلسفات سقطت، وهو الذي بلغ به الفجور وركوب الرأي عَلَى غيرهدىوبصيرة -نسأل الله العافية والسلامة- إِلَى عمى البصيرة، حتى أنه جاور بمكة ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=amaken&id=3000009) وذهبإِلَىغار حراء ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=amaken&id=3000242) وكانينام فيه الليالي ويطمع أن ينزل عليهالوحي، ولما سمع رجل قال له: إن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقوللانبي بعدي قال - والعياذ بالله -: (لقد حجَّر واسعاً) أي: ضيق شيئاً واسعاً؛ لأنه -نسأل الله العافية- كَانَ عَلَى نظريةالفلاسفة ( http://majles.alukah.net/CDsMake%20CD شرح%20العقيدة%20الطحاوية%20 - %20سفر%20الحوالي1027_ htmlSafarAlHawaliindex.cfm?fu seaction=fahrastype&ftype=firak&id=2000008) الذينيقولون: إن النبوة مكتسبة، وليست موهوبة مناللهسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإنما هي مكتسبة يجتهد الإِنسَان كما يزعمون حتى يصلإِلَىالولاية، والولايةعندهم أعظم من النبوة، الولي عندهم فوق النبيوأعظم -فنسأل الله السلامة-(55/151)
الصفة الثامنة عند الأشاعرة إدراك المذوقات والمشمومات والملموسات
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:25 م]ـ
الصفة الثامنة عند الأشاعرة إدراك المذوقات والمشمومات والملموسات
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
الصفة الثامنة عند الأشاعرة على خلاف بينهم بين إثباتها ونفيها صفة الإدراك ويعنون بذلك الإدراكات الثلاث إدراك المشمومات والملموسات والمذوقات وبعضهم طرد ذلك في الإدراكات الخمس وبعضهم طرد ذلك إلى إدراك الألم واللذة.
قال الجويني:الإدراكات خمسة: أحدها البصر المتعلق بقبيل المرئيات والثاني: السمع المتعلق بالأصوات والثالث: الإدراك المتعلق بالروائح والرابع الإدراك المتعلق بالطعوم والخامس الإدراك المتعلق بالحرارة والبرودة واللين والخشونة.
والحاسة في اصطلاح المحققين هي الجارحة التي يقوم ببعضها الإدراك وقد يعبر بالشم واللمس والذوق عن الإدراكات تجويزا.
وهذه العبارات منبئة عند المحصلين عن اتصالات بين الحواس وبين أجسام تدرك ويدرك أعراض لها وليست الاتصالات إدراكات ولا شرائط فيها , وإن استمرت العادات بها والدليل عليه أنك تقول شممت الشيء فلم أدرك ريحه وذقته فلم أجد طعمه ولمسته فلم أدرك حرارته وذلك يحقق أنه ليس المراد بها في الإطلاق أنفس الإدراكات.
وعد أئمتنا رضي الله عنهم من الإدراكات وجدان الحي من نفسه الآلام واللذات وسائر الصفات المشروطة بالحياة ولا سبيل إلى القول بأن وجدان هذه الصفات هو العلم بها فإن الإنسان قد يضطر إلى العلم بتألم غيره ويجد من نفسه الألم المختص به ويفرق ببديهة عقله بين وجدانه ذلك من نفسه وبين علمه بألم غيره.
الإرشاد (174)
وقال الجويني: فإن قيل: قد قدمتم في الصفات الواجبة أن الرب تعالى سميع بصير وأثبتم العلم بالسمع والبصر فهل تثبتون للباري تعالى سائر الادراكات؟ قلنا: الصحيح عندنا إثباتها والدال على إثبات العلم بالسمع والبصر دال على جميع الإدراكات.
الإرشاد (186)
وقال البيجوري في "شرح الجوهرة" (121): "والإدراك في حق الحادث هو تصور حقيقة الشيء المدرك, وأما في حقه تعالى على القول به فهو صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تسمى الإدراك. قيل: إنه يدرك بها كل موجود. وقيل: يدرك بها الملموسات كالنعومة, والمشمومات كالروائح, والمذوقات كالحلاوة من غير اتصال بمحالها التي هي الأجسام, ولا تكيف بكيفيتها لأن الاتصال والتكيف إنما هو عادي في حصول الإدراك وقد ينفك.
وقد صرح بعض المتأخرين بأنها صفة واحدة لكن الواقع في كتب علم الكلام أنها ثلاث صفات: إدراك الملموسات, وإدراك المشمومات, وإدراك المذوقات, ودليل المثبتين لها كالباقلاني وإمام الحرمين بأنها كمال, وكل كمال واجب لله.
لأنه لو لم يتصف بها لا تصف بضدها, وهو نقص, والنقص عليه تعالى محال؛ فوجب أن يتصف بها على ما يليق به من غير اتصال بالأجسام ومن غير وصول اللذات, والآلام له تعالى.
نقد هذا القول
1 - أهل السنة والجماعة في مثل هذه الصفات بتفاصيلها مرجعهم في إثباتها السمع وليس العقل , فما ثبت في الكتاب والسنة هو المعول عليه , وما سكت عنه فلا يجوز القول فيه بلا علم قال تعالى: {وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون} ولكن الأشاعرة لا يستغرب منهم مثل ذلك لتعويلهم في الإثبات والنفي على العقل.
2 - الإدراكات عند الأشاعرة أمرا زائدا عن العلم ,ولذلك قال الجويني: فإن الإنسان قد يضطر إلى العلم بتألم غيره ويجد من نفسه الألم المختص به ويفرق ببديهة عقله بين وجدانه ذلك من نفسه وبين علمه بألم غيره.
الإرشاد (174)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/152)
وقال الشهرستاني: قال المتكلمون الحواس الخمس مشتملة على إدراكات خمس تختلف أنواعها وحقائقها والإنسان يجد من نفسه أنه يرى ببصره ويسمع بأذنه كما يجد أنه يعلم بقلبه فالبصر محل الرؤية والأذن محل السمع كالقلب هو محل العلم وكما يجد التفرقة بين العلم والإدراك يجد التفرقة بين محل العلم ومحل الإدراك ولأن الذي يدرك ببصره من المرئي هو الألوان والأشكال فيستدعي ذلك مقابلة ومواجهة فالذي يدرك بسمعه من المسموع هو الأصوات والحروف ولا يستدعي ذلك مقابلة.
نهاية الإقدام (352)
وقال أبو الحسن الأشعري: الإدراك علم مخصوص فإنه يستدعي تعيين المدرك ويتعلق بالموجود فقط والوجود هو المصحح بخلاف العلم المطلق فإنه لا يستدعي تعيين المدرك ولا يتعلق بالموجود من حيث هو موجود بل يتعلق بالمعدوم والموجود والواجب والجائز والمستحيل.
نهاية الإقدام (352)
3 - فهم بعض الأشاعرة أنه لا يمكن إثبات هذه الصفة إلا بالاتصال بالمذوقات والمشمومات .. ولم يقبل البعض الآخر بذلك.
قال الشهرستاني: وتردد رأيه- أي الأشعري - في سائر الإدراكات أهي علوم مخصوصة أم إدراكات ورأي بعض أصحابه أنها إدراكات أخر وليس الوجود بمجرده مصححاً لها فقط بل الاتصال فيها شرط فلا يتصور شم إلا باتصال أجزاء من المتروح أو من الهوى إلى المشام وكذلك الذوق واللمس لا يتصور وجودهما إلا باتصال جرم بجرم.
نهاية الإقدام (352)
ولذلك نفى بعض المتكلمين هذه الصفة لمحذور الاتصال قال الشهرستاني: وكما يجد التفرقة بين العلم والإدراك يجد التفرقة بين محل العلم ومحل الإدراك ولأن الذي يدرك ببصره من المرئي هو الألوان والأشكال فيستدعي ذلك مقابلة ومواجهة فالذي يدرك بسمعه من المسموع هو الأصوات والحروف ولا يستدعي ذلك مقابلة وكذلك المشموم والمذوق والملموس يستدعي اتصال الأجسام ولا يستدعيه السمع والبصر فلذلك يجوز أن يوصف الباري تعالى بأنه سميع بصير ولا يجوز أن يوصف بأنه شام ذائق لامس.
نهاية الإقدام (352)
4 - طرد بعض الأشاعرة زيادة على ذلك إدراك الألم واللذة , قال الجويني: وعد أئمتنا رضي الله عنهم من الإدراكات وجدان الحي من نفسه الآلام واللذات وسائر الصفات المشروطة بالحياة ولا سبيل إلى القول بأن وجدان هذه الصفات هو العلم بها فإن الإنسان قد يضطر إلى العلم بتألم غيره ويجد من نفسه الألم المختص به ويفرق ببديهة عقله بين وجدانه ذلك من نفسه وبين علمه بألم غيره.
الإرشاد (174)
5 - جعل الأشعري المصحح للإدراك هو الوجود؛ جر ذلك إلى اعتقاد أن كل موجود تتعلق به هذه الإدراكات وهذا القول تصوره يغني عن بيان قبحه. قال شيخ الإسلام: وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي.
منهاج السنة (2|153)
قال الباجوري (122) ناقلاً الخلاف بين علماء الأشاعرة هل يدرك الله؟
"وقد اختلف أيضا في كونه مُدركا أولا تبعاً للاختلاف في الإدراك "
وقال الجويني في الإرشاد: فإن قيل قدمتم أن كل إدراك فإنه متعلق جوازا بكل موجود وقول ذلك يلزمكم تجويز تعلق الإدراكات الخمس بذات الباري وصفاته وملتزم ذلك ينتهي إلى الحكم بكون الرب تعالى مشموما ملموسا مذوقا. قلنا:قد ذكرنا أن اللمس والذوق والشم عبارات عن اتصالات وليس من الإدراكات فأما الإدراكات مع القطع باستحالة الاتصال فيجوز تعلقها بكل موجود وكل دال على على جواز رؤية كل موجود يطرد في جميع الادراكات.
الإرشاد (186)
وقال الشهرستاني: واعتراض خامس قد تحقق أن الرؤية من جملة الحواس الخمس أفتقولون أنها كلها تتعلق بالوجود والمصحح لها الوجود أم الرؤية خاصة تتعلق بكل موجود فإن عممتم الحكم فقد افتتحتم أمراً وهو التزام كونه تعالى مسموعاً مشموماً مطعوماً ملموساً وذلك شرك عظيم وإن خصصتم الحكم بالرؤية وجب عليكم إظهار دليل التخصيص.
نهاية الإقدام (361)
6 - وقد قدمنا في مقال سابق أن جعلهم المصحح للإدراك هو الوجود؛ أن التزموا أن الأصوات يمكن أن ترى وأن المشمومات يمكن أن ترى.
ولذلك قال ابن رشد: وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى وهذا كله خروج عن الطبع وعن ما يمكن أن يعقله الإنسان؛ فإنه في الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع , وأن محوس هذه غير محوس تلك , وأن آلة هذه غير آلة تلك وأنه ليس ممكن أن ينقلب البصر سمعا كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتا.
بيان تلبيس الجهمية (2|448)
والله أعلم(55/153)
من أعمال الملائكة الأبرار
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:36 م]ـ
علم التوحيد أجل العلوم وأشرفها فهو العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته وحقوقه على عباده،والتوحيد هو ما جاءت به الرسل ودعت إليه، قال الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25).
فشأن التوحيد عظيم والعناية به أمر لازم على المسلم، وإن من أبوابه الكبيرة أركان الإيمان أو ما يسمى أصول الإيمان أو أسس العقيدة الإسلامية، وهي ستة أركان:
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وقد دل عليها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أتت هذه الأركان مفصلة في كتاب الله في قوله عز وجل (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) (البقرة: 177) وهذه الآية ذكرت خمسة من الأركان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأما الركن السادس وهو الإيمان بالقدر فدليله قول الله تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (القمر:49 - 50)
وجاءت هذه الأركان أيضاً مفصلة كذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث جبريل الطويل – المشهور- بيان لهذه الأصول فقد سأل جبريل عليه السلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم (الإيمان أن تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) أخرجه الإمام مسلم وغيره.
ثم إنه مما تقدم يتبين أن الإيمان بالملائكة يأتي ثانياً بعد الإيمان بالله وقبل الإيمان بالكتب والإيمان بالرسل،ولعل الحكمة في ذلك -والله أعلم -أن الملك يرسله الله بالكتاب للرسول وهذا ماقرره الإمام ابن حجر رحمه الله حيث قال - تعليلاً لذلك-: (وقدم الملائكة على الكتب والرسل نظراً للترتيب الواقع لأنه سبحانه وتعالى أرسل الملك بالكتاب إلى الرسول).
فالإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان وأركانه وينبنى على الإيمان بالملائكة كذلك الإيمان بالكتب والرسل، جاء في تفسيرصفوة الآثار ما نصه (فالإيمان بالملائكة أصل للإيمان بالرسل ومن اعتراه شيء من الشك في أصلهم فلا يستبعد منه إنكار الوحي كما حصل فعلاً من ملاحدة هذا الزمان).
والملائكة عالم غيبي خلقه الله سبحانه وتعالى وعددهم كبير جداً، يكفي في بيان كثرتهم ماثبت في حديث الإسراء من أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى البيت المعمور سأل جبريل عليه السلام عنه فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم
فانظروا يارعاكم الله إلى العدد العظيم الكبير للملائكة إذ في اليوم الواحد يدخل سبعون ألفاً ولايعودون، فسبحان خالقهم جل جلاله،وتبارك اسمه، وتعالى سلطانه، ولاإله غيره.
ولهم أعمال ثابتة في الكتاب والسنة منها (وهذه الأعمال قد تكون لجميع الملائكة وقد يختص بها البعض منهم):
1. توحيد الله تعالى والشهادة على ذلك، قال جل ذكره {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} آل عمران18.
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره: (هذه أجل الشهادات الصادرة من الملك العظيم ومن الملائكة وأهل العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيد الله وقيامه بالقسط وذلك يتضمن الشهادة على جميع الشرع وجميع أحكام الجزاء فإن الشرع والدين أصله وقاعدته توحيد الله وإفراده بالعبودية والاعتراف بانفراده بصفات العظمة والكبرياء والمجد والعز والقدرة والجلال ونعوت الجود والبر والرحمة والإحسان والجمال وبكماله المطلق الذي لا يحصي أحد من الخلق أن يحيطوا بشيء منه أو يبلغوه أو يصلوا إلى الثناء عليه والعبادات الشرعية والمعاملات وتوابعها والأمر والنهي كله عدل وقسط لا ظلم فيه ولا جور بوجه من الوجوه بل هو في غاية الحكمة والإحكام والجزاء على الأعمال الصالحة والسيئة كله قسط وعدل قل أي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/154)
شيء أكبر شهادة قل الله فتوحيد الله ودينه وجزاؤه قد ثبت ثبوتا لا ريب فيه وهو أعظم الحقائق وأوضحها وقد أقام الله على ذلك من البراهين والأدلة ما لا يمكن إحصاؤه وعده) وفي هذه الآية تكريم للملائكة ولأهل العلم بقرن شهادتهم بشهادة الله سبحانه وتعالى.
2. تسبيح الله تعالى، قال سبحانه وتعالى {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} الرعد13
3. تهنئة المؤمنين بدخول الجنة، قال تعالى {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ} الرعد23.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (أي وتدخل عليهم الملائكة من ها هنا ومن ها هنا للتهنئة بدخول الجنة فعند دخولهم إياها تفد عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام والإقامة في دار السلام في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام وقال الإمام أحمد رحمه الله – ثم ساق السند - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله تعالى لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء ونسلم عليهم فيقول إنهم كانوا عبادا يعبدونني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
4. قبض الأرواح بإذن الله، قال عز وجل {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} النحل32.
وقال تعالى {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} النحل28.
قال العلامة الشنقيطي رحمه في تفسيره:
تنبيه
أسند هنا جل وعلا التوفي للملائكة في قوله تتوفاهم الملائكة وأسنده في (السجدة) لملك الموت في قوله (قل يتوفاكم ملك الموت) وأسنده في (الزمر) إلى نفسه جل وعلا في قوله (الله يتوفى الا نفس حين موتها) وقد بينا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة (السجدة) أنه لا معارضة بين الآيات المذكورة فإسناده التوفي لنفسه لأنه لا يموت أحد إلا بمشيئته تعالى كما قال (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) وأسنده لملك الموت لأنه هو المأمور بقبض الأرواح وأسنده إلى الملائكة لأن لملك الموت أعوانا من الملائكة ينزعون الروح من الجسد إلى الحلقوم فيأخذها ملك الموت كما قاله بعض العلماء والعلم عند الله تعالى.
5. تبشير المؤمنين {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} الأنبياء103 ومثله قوله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) وقوله (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)
6. الرسالة والوحي قال جل ذكره {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} الحج75
7. الإستغفار للمؤمنين، قال سبحانه {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الشورى5.
8. حملة عرش الرحمن سبحانه وتعالى، قال الله تعالى / {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} الحاقة17
9. ومن الملائكة خزنة للنار، قال الله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً} المدثر31
10. التنزل ليلة القدر قال الله تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} القدر4.
11. حراسة المدينة النبوية ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال.
12. هناك ملائكة رحمة وملائكة عذاب، ففي حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفساً المشهور المخرج في صحيح البخاري (فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب).
13. التماسهم لمجالس الذكر صلى الله عليه وسلم (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم …) الحديث رواه البخاري
إن هذا العلم بوجودهم وأسمائهم وصفاتهم وأعمالهم أيها القارئ الكريم لا يتأتى إلا عن طريق واحد هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/155)
ـ[عبد الغاني سعيدي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 08:41 م]ـ
بارك الله فيك
__________________
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} (25 - 28) سورة طه(55/156)
هل يثبت الأشاعرة أسماء الله؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:06 م]ـ
هل يثبت الأشاعرة أسماء الله؟
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مما هو مشتهر عند طلبة العلم أن الأشاعرة يثبتون الأسماء وسبع صفات وينفون الباقي كالصفات الخبرية والفعلية؛ ولكن في الحقيقة أن القول بأن الأشاعرة يثبتون الأسماء بإطلاق على التحقيق غير دقيق.
وذلك لما يلي:
أهل السنة والجماعة في إثباتهم لأسماء الله الحسنى يثبتون:
أ- الاسم أي اللفظ كالرحمن الرحيم الغفور ... .
والأشاعرة في هذه الجزئية يوافقون أهل السنة كما وافق في ذلك المعتزلة.
ب- إثبات المعنى الحقيقي لهذا الاسم فهم يثبتون اللفظ ويثبتون ما دل عليه اللفظ من المعنى المفهوم في لغة العرب؛ لأن الله خاطبنا بلسان عربي مبين.
فمثلا اسم الله الرحمن معناه ذو الرحمة الواسعة على مايفهم من كلام العرب , ولكن هل الأشاعرة يثبتون المعنى المفهوم في لغة العرب من مسمى الاسم؟
عند التحقيق لا!.
فالرحمن معناه إرادة الإنعام وإرادة الإحسان. فيرجعون معنى الاسم إلى إرادة الإنعام وهو عند التحقيق ليس معنى الرحمة ولكن أثره.
وهذا يصنعونه في أسماء عدة.
ومثال آخر اسم الله الظاهر فسر معناه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: وهو الظاهر ليس فوقه شيء , فمن معناه العلو أما الأشاعرة ففسر اللفظ بمعنى القاهر. انظر الإرشاد (154)
ومثال ذلك أيضا:الجبار قال الجويني: وقيل الجبار معناه حامل العباد على ما يريد .. الإرشاد (147)
وهكذا يؤولون المعنى المفهوم في لغة العرب في أسماء عدة؛ فالفرق بعد ذلك فيمن نفى الاسم لفظه ومعناه , وبين من أثبت لفظه ونفى معناه , وبين من أثبت لفظه وأول معناه فرق شكلي وليس حقيقي.
وقد عد أهل السنة والجماعة نفي معاني الأسماء الحسنى من أعظم الإلحاد فيها قال تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون}
ولكن للإنصاف أن هذا التأويل للمعنى؛ كان لبعض الأسماء وليس للكل , ومن يتتبع ويقارن بين تفسيرهم لكثير من معاني الأسماء وبين تفسير السلف يجد فرقا وبونا أو نقصا في تفسير المعنى؛ فاقتضى التنبيه على هذه المسألة.
ومثال ذلك:
الرحمن فسرت عندهم بإرادة الإنعام.
المتكبر: فسرت بالمتقدس عن أمارات الحدث وسمات النقص.
الإرشاد (148) وهذا الكلمة تحتمل وجوها حقة وباطلة.
الغفار: فسر بالستر ثم يمكن حمل الستر على ترك العقاب ويمكن حمله على الإنعام.
الإرشاد (148) وهذا الأخير تفسير لأثر هذا الاسم.
وكذلك
الظاهر.
الجبار.
وإنما أردنا البيان والتنبيه على هذه النكتة وليس الاستقصاء , ولو تتبع طالب العلم لخرج بغير ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:53 م]ـ
ولكن للإنصاف أن هذا التأويل للمعنى؛ كان لبعض الأسماء وليس للكل , ومن يتتبع ويقارن بين تفسيرهم لكثير من معاني الأسماء وبين تفسير السلف يجد فرقا وبونا أو نقصا في تفسير المعنى؛ فاقتضى التنبيه على هذه المسألة.
ومثال ذلك:
الرحمن فسرت عندهم بإرادة الإنعام.
المتكبر: فسرت بالمتقدس عن أمارات الحدث وسمات النقص.
الإرشاد (148) وهذا الكلمة تحتمل وجوها حقة وباطلة.
الغفار: فسر بالستر ثم يمكن حمل الستر على ترك العقاب ويمكن حمله على الإنعام.
الإرشاد (148) وهذا الأخير تفسير لأثر هذا الاسم.
وكذلك
الظاهر.
الجبار.
وإنما أردنا البيان والتنبيه على هذه النكتة وليس الاستقصاء , ولو تتبع طالب العلم لخرج بغير ذلك.
والله أعلم.
بارك الله فيكم ونفع بكم
الذي يظهر أن هذا التأويل مبطل لحقيقة كل الأسماء التي يتأولونها عندهم على غير معنى ما دلت عليها النصوص حتى وإن احتمل تأويلهم أثر تلك الصفة، لأن الإيمان بالمعنى التي تضمنته الصفة هو حقيقة الإيمان بها والإقرار بأثر تلك الصفة لا يدل على الإيمان بمعنى الاسم.
وإلا كيف يكون الإيمان بأن الغفور هو المريد الإنعام هو إيمان بمعنى الغفران الوارد في الاسم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 07:01 م]ـ
قال القرافي في شرح التنقيح: " نحن نقول: معنى كونه تعالى حكيماً: كونه تعالى متصفاً بصفات الكمال من العلم العام المتعلق، والقدرة العامة التأثير، والإرادة النافذة ونحو ذلك من صفاته تعالى ".
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/ 127 - 128): " وَقَدْ فَسَّرُوا الْحِكْمَةَ إمَّا بِالْعِلْمِ وَإِمَّا بِالْقُدْرَةِ وَإِمَّا بِالْإِرَادَةِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْقَادِرَ قَدْ يَكُونُ حَكِيمًا وَيَكُونُ غَيْرَ حَكِيمٍ، كَذَلِكَ الْمُرِيدُ قَدْ تَكُونُ إرَادَتُهُ حِكْمَةً وَقَدْ تَكُونُ سَفَهًا، وَالْعِلْمُ يُطَابِقُ الْمَعْلُومَ سَوَاءٌ كَانَ حِكْمَةً أَوْ سَفَهًا، فَلَيْسَ عِنْدَهُمْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَنَّ اللَّهَ حَكِيمٌ ".
وتكلم كذلك شيخ الإسلام في نفس الموضع عن الصدق والعدل والرحمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/157)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 05 - 09, 07:05 م]ـ
الإخوة المشايخ الكرام جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 06 - 09, 06:00 ص]ـ
وقد أشار شيخ الإسلام إلى ما قدمناه في هذه المسألة فقال رحمه الله في معرض رده على الرازي:" وهم وإن أقروا بألفاظ النصوص مثل اسمه " العلي والظاهر والكبير والمتعالي " ونحو ذلك فقد جحدوا حقائقها كما أن إخوانهم الجهمية لما نفوا أن يكون " علم وقدرة وحياة فهم في الحقيقة قد نفوا أن يكون حيا عالما قادرا موافقة للزنادقة الملاحدة النافين للأسماء ...
ثم قال: وحقيقتهم القرمطة في السمعيات والسفسطة في العقليات فهؤلاء بمنزلة الملاحدة من وجهين:
أحدهما: إقرارهم بلفظ مع جحدهم بحقيقة معناه كما هو عادة القرامطة الباطنية في تحريف الكلم عن مواضعه ... .
بيان تلبيس الجهمية (5|282 - 284)
فالله الحمد والمنة.(55/158)
هل يستتاب من أهان المصحف ومزقه
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:03 م]ـ
هل يستتاب من أهان المصحف ومزقه؟
أطلب معرفة كلام أهل العلم في هذه المسألة، هل يستتاب هذا الشخص، ولو تاب هل يسقط عنه الحدّ؟
أم أنه يجب قتله مباشرة سواءً تاب أو لم يتب.
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 09:38 ص]ـ
هل من مجيب يا إخوة؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 06:56 ص]ـ
اختلفوا في وجوب استتابة المرتد ..
فقد اتفق أهل العلم على مشروعية الاستتابة، ثم اختلفوا في الوجوب.
ورده العلامة العثيمين إلى اجتهاد الإمام.
و لابد من التنبه إلى أن مسألة الاستتابة شيء، ومسألة قبولها شيء آخر، والأخيرة اختلفوا في صور منها، كمسألة قبول توبة الزنديق، أو ساب النبي - صلى الله عليه وسلم أو من تكررت ردته.
والله أعلم.
وينظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85363
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[10 - 05 - 09, 01:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي.
لكن ليس في الرابط جواب مباشر عن سؤالي،
هل ممزق القرآن ممن لا يسقط الحدّ عنه بتوبته؟
طيب هل يسوغ الخلافة في هذه المسألة فيمكن للقاضي ان لا يقتل هذا الشخص إن تاب؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 06:46 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي.
لكن ليس في الرابط جواب مباشر عن سؤالي،
وإياكم.
اختلفوا في وجوب استتابة المرتد ..
فقد اتفق أهل العلم على مشروعية الاستتابة، ثم اختلفوا في الوجوب.
ورده العلامة العثيمين إلى اجتهاد الإمام.
و لابد من التنبه إلى أن مسألة الاستتابة شيء، ومسألة قبولها شيء آخر، والأخيرة اختلفوا في صور منها، كمسألة قبول توبة الزنديق، أو ساب النبي - صلى الله عليه وسلم أو من تكررت ردته.
والله أعلم.(55/159)
حول ما نقله شيخ الإسلام عن أبى يعلى؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[03 - 05 - 09, 06:36 م]ـ
ذكر شيخ الإسلام أن القاضى أبا يعلى من المفوضة، ثم ذكر أنه يقول بإثبات ظاهر آيات الصفات مع تفويض علمها إلى الله، ثم سمى هذا تعارضا.
سؤالى الأول: ما معنى إثبات ظاهر آيات الصفات الذى قصده شيخ الإسلام؟
هل يقصد مجرد إثبات اللفظ فيكون الظاهر واللفظ بمعنى؟
أم يقصد أنه يثبت المعنى الحقيقى للصفة ثم ينفى معرفته بمعناها فى نفس الآن، ولذلك سمى هذا تعارضا؟
سؤالى الثانى:
ذكر ابن أبى يعلى عن أبيه أنه يقول " وما وصف الله سبحانه به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو صفات الله عز وجل على حقيقته لا على سبيل المجاز"
فلماذا رماه شيخ الإسلام بالتفويض والرجل يقول على حقيقته؟
وهل يصح أن يقال أن لفظ على حقيقته لا يفيد " على حقيقة المعنى المعروف عند العرب"؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 07:03 م]ـ
أخي بارك الله فيك القاضي أبو يعلى له مراحل عديدة
ومن يقرأ كتابه إبطال التأويلات لا يشك في أنه مفوض ففد ضصرح في مواطن عديدة منه يتفويض المعنى
فقد قال أثناء كلامه على حديث الشاب الأمرد (1/ 149) ((فهذا حد الفراش في الشاهد فأما الفراش المذكور في الخبر فلا نعقل معناه كغيره من الصفات))
وأوغل في التفويض في (1/ 218) حيث قال ((بل نثبت ذلك كما أثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر وإن لم نعقل معناه))
قلت السمع والبصر حتى الأشاعرة يثبتون معانيها ولعل القاضي قال ذلك تنزلاً
فإنه قد اثبت معاني السمع والبصر في (2/ 338) حيث قال ((وإنما المراد تحقيق السمع والبصر الذي في إثباته المقصود أن الله عز وجل يرى المرئيات برؤيته ويسمع المسموعات بسمعه))
قلت ونفى القاضي في نفس الصفحة أن يكون المقصود بالسمع والبصر العلم
وهذا هو عين الإثبات فقد ذكر متعلقات الصفة ونفى عنها التأويلات
ونحن نقول مثل هذا في صفة اليدين
فنقول ((اليد صفة لله كتب بها التوراة وخلق بيديه آدم وغرس الجنة بيده كلتاهما يمين يقبض بيده ويبسط وهما غبر القدرة والنعمة قطعاً))
وبهذا نوافق السلف ونباين المؤولة والمفوضة
وهذا منهجنا في جميع الصفات
وخلاصة القول في القاضي أبو يعلى
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض (7/ 34) ((ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها ولا من جهة الفهم لمعانيها وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض
وهذا حال أبي بكر بن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وأمثالهم))
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 05 - 09, 04:03 ص]ـ
أخى الحبيب المنتفجى،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ذكرت أن الإمام أبا يعلى أثبت السمع والبصر وذكرت من كلام ابنه عنه أنه قال: " وما وصف الله سبحانه به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو صفات الله عز وجل على حقيقته لا على سبيل المجاز".
وذكرتّ أن الإمام يثبت السمع و البصر.
وأما المنفى فى كلامه فهو أن نعقل معنى السمع والبصر، أفلا يصح الجمع بين كلامه بأن نفيه لعقل معنى السمع والبصر هو كنفيهم إدارك حقيقة الصفة؟
فثمة فرق بين أن يقول " لا نعرف معناه" وبين أن يقول " لا نعقل معناه".
أليس كذلك؟(55/160)
من يعلمنا كيف نرد على هذه المقولة
ـ[ابراهيم موسى]ــــــــ[03 - 05 - 09, 11:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا افتراض لنتعلم
اذا قرأت في منتدى الحوار التالي كيف تجيب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أختي الكريمة سارة على الرد واتمنى لكي أن ترين الحق وتتبعينه انشاء الله
كما أشكرك أخي الكريم ....... و أقول لك أنه فعلا لما عرفت هذه القاعدة في عرض الحديث على القرآن فاذا وافقه فقد قاله الرسول (ص) والا فلا ........... شعرت أن هذا هو القياس الوحيد الصحيح
الذي لا يجب علينا الا أن نسلم به ونحكم به.
قال مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ((ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.))
و قال صلى الله عليه وأله وسلم ((اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته))
قال مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ((ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها))
صدقت يا رسول الله بأبي أنت و أمي يا رسول الله.
أختكم في الله
انا اردت ان اقول لهم ان السنة محفوظة و مراث عظيم و لكن اترك المجال
للاخوة طلاب العلم المتقدمين و العلماء حتى يبينوا الحق بالتي هي احسن
و جزاكم الله خيرا
بينوا لهم كيف العلماء ورثوا الاحاديث الصحيحة
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:41 ص]ـ
و لكن اترك المجال
للاخوة طلاب العلم المتقدمين و العلماء حتى يبينوا الحق بالتي هي احسن
لست من هؤلاء لكن أحببت النفع ..
قالوا:
لاحجية للسنة بل العبرة بكتاب الله فقط لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (إن الحديث سيفشو عنِّي، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عنِّي، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي)
قلنا:
عرضنا مااستدللتم به على كتاب الله تعالى فوجدناه مخالفا لقوله عز وجل: (وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) فعلمنا أنه ليس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
------
وهاك هذا الرابط ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16222
وأخص منه ماسطرته يراع أبي مالك ..
ومافي هذا الرابط هو عين الجواب عن شبهة هؤلاء فتأمله ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:51 ص]ـ
ادخل موقع الدفاع عن السنة ستجد فيه كل ماتريد
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:29 ص]ـ
هذه الأحاديث الثلاثة المذكورة في المشاركة الأولى قال الشيخ الألباني في كل واحد منها: ضعيف جدا ........
ومن السهل الرجوع لحكم الشيخ الألباني على الأحاديث فأغنى ذلك عن ذكر المرجع .........
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:35 ص]ـ
وقريب من هذه الأحاديث في المعنى هذا الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي وقد ضعفه الشيخ الألباني أيضا، وهذا نصه عند أبي داود:
حدثنا حفص بن عمر عن شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
ـ[ابراهيم موسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 07:02 م]ـ
بارك الله فيكم و زادنا الله علما نافعا حتى يرضى و نرضى عنه ان شاء الله
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:41 ص]ـ
الاحاديث مكذوبة موضوعه فلا حجة لهم فيها(55/161)
ما عظم الخطأ فى هذا الكلام بخصوص النية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:35 ص]ـ
قال أحد المؤلفين فى بحث له عن النية
وقد استشعر السلف أهمية النية فكانوا يمتنعون عن جملة من الطاعات اذا لم تحضرهم النية وكانوا يقولون لم تحضرنا فيه نية حتى ان بن سيرين لم يصل على جنازة الحسن البصرى وقال لم تحضرنى نية ثم ذكر اثار مثل ذلك عن السلف انتهى
وطبعا هذا خطأ لأنه اذا لم يكن ثم نيه صالحة للعمل فلا نقول لاتعمل العمل ولكن نقول صحح النية ثم اعمل العمل كمسألة الرجل يرتكب المنهى عنه هل يجوز له أن يمتنع عن اكار هذا المنكر اذا فُعل أمامه من غيره؟ فنقول ان نهيه عن هذا المنكر -معروف - فلا نمنعه من فعل المعروف ولكن نقول له افعل المعروف ويجب عليك أنت تنتهى عن هذا المنكر فى خاصة نفسك - قال هذا اكلام الشيخ محمد اسماعيل أثناء قرائته لكتاب مقاصد المكلفين لعمر الاشقر ولا أدرى هل هذا الكلام كلام الشيخ المقدم أم هو يقرأه من الكتاب
فليت أحدكم يزيدنا فى بيان خطورة قائل هذا الكلام الخطأ
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:19 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل خالد، هذه دعوة لترك العمل بسبب عدم استحضار نية الإخلاص، ولم نسمع أن من هدي النبي أنه كان يترك بعض الأعمال لعدم حضور النية، والإخلاص في ذلك العمل، ولم يتبث ذلك ـ على حدّ علمي ـ عن أحد من الصحابة، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولنقل إلينا ولاشتهر عنهم خاصة في هذا الباب العظيم.
فإن قيل ما العمل إذا أقدم الشخص على عمل ولم يستحضر نية الإخلاص لله، أو تطلعت نفسه لمقاصد أخرى؟
فالجواب أن يقال: على الإنسان أن يعمل، ويسأل ربّه أن يعينه على نيته وقصده وإرادته، كما يسأله الإعانة على عمله الصالح، ثمّ الاستغفار بعد ذلك لقول الله عزّ وجلفاستقيموا إليه واستغفروهفعقب بالاستغفار بعد الأمر بالاستقامة قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (وفي قوله عز وجل فاستقيموا إليه واستغفروه إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجير ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة) جامع العلوم والحكم (ص 205)، والله المستعان
وأمّا ما ورد عن السلف فيوجه بما يلي:
أن ذلك حكاية أحوال خاصة بهم، بينهم وبين نفوسهم، حملوا أنفسهم على ذلك، ولم يحثوا الناس عليها، ولم يلزموهم بذلك، ومن هذه الناحية لا إشكال، فقد يحمل الإنسان نفسه على أمور لا يطيقها غيره، يراها الأصلح لقلبه.
وأمّا ما تفضلت به من أنّ على الإنسان أن ينكر المنكر، ولو كان واقعا فيه، فأنقل لك هذا النقل العزيز:
قال الإمام النووي (ت676هـ) رحمه الله عند شرحه لحديث النبي e ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ... ) الحديث:
قال العلماء ولا يشترط في الآمر أن يكون كامل الحال، ممتثلا ما يأمر به، مجتنبا ما ينهى عنه، بل عليه الأمر وإن كان مخلاّ بما يأمر به، والنهي وإن كان ملتبسا بما ينهى عنه، فإنّه يجب عليه شيئان: أن يأمر نفسه وينهاها، ويأمر غيره وينهاه، فإذا أخلّ بأحدهما فكيف يباح له الإخلال بالآخر. اهشرح صحيح مسلم (1/ 218).
وفقك الله أخي خالد وزادك من واسع فضله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 05 - 09, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن كيف نوجه فعل السلف اذا كان الفعل فى ذاته ضلال ولاتُحصل الفضيلة بالفساد؟
وانقل لك نقلا عن بن عطية فى تفسيره نقل الاجماع على وجوب الانكار وان كان المُنكِر متورط فى نفس المنكر
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن كيف نوجه فعل السلف اذا كان الفعل فى ذاته ضلال ولاتُحصل الفضيلة بالفساد؟
وانقل لك نقلا عن بن عطية فى تفسيره نقل الاجماع على وجوب الانكار وان كان المُنكِر متورط فى نفس المنكر
أخي خالد أنا أنتظر نقلك عن ابن عطية فهو يهمني كثيرا، وجزاك الله عني خيرا.
وأما ترك العمل لأجل عدم استحضار النية، هذا الفعل في ذاته ليس ضلالا أخي خالد، وكيف يمكن أين يقع الضلال من إمام من أئمة السنة كابن سيرين رحمه الله الذي يعدّ أول من فتش في الأسانيد وتكلم في الرجال، وهو صاحب المقولة المشهورة التي أخرجها الإمام مسلم في مقدمة صحيحه، فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّبَّاح، حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم) (1/ 15).
وفرق أخي خالد بين أن يحمل الشخص نفسه على ترك عمل لأجل أن دخله شيء من الرياء، أو حدثته نفسه بذلك، وبين أن يؤصل لهذه المسألة ويدعو الناس إليها.
فقد يكون حصل لابن سيرين ـ إن ثبتت عنه القصة التي نقلتها ـ شيء من ذلك كأن يكون سمع الناس يقولون سيصلي على الحسن ابن سيرين، ودخل قلبه شيء من الزهو فأراد أن يؤدّب نفسه، وهو يعلم أن رحمة الله للحسن رحمه الله لن تتوقف على صلاة ابن سيرين، وأن ترك الصلاة عليه أنفع لقلبه، أو لدواعي أخرى الله أعلم بها، المهم أن هناك فرقا بين تعامل الشخص مع نفسه، وما يدعو إليه غيره، فقد اشتهر عن ابن تيمية أنه كان يسجد على التراب ويمرغ جبينه في التراب إذا أشكلت عليه مسألة، وهذا فعل يحكى عنه، ولم يدعو إليه غيره.
ومثال من واقع الناس، نحن ندعو الناس إلى الدعوة إلى الله والتذكير والموعظة من باب نفع الناس والدعوة إلى الله، وقد يقع لأحدنا أن يكون في مجلس فيدعى للكلام فيمتنع ويكبح جماح نفسه، لما رأى من نفسه شيئا من العجب أو الزهو، وهذا أمر لا نستطيع أن ننكره على الناس، لأنه يرجع إلى الشخص ذاته، وهو أعلم بما يصلح قلبه، ولكن في العموم ندعو الناس إلى عدم ترك العمل لأجل عدم استحضار النية لئلا يصل به الأمر إلى حد الوسوسة، أما الوقائع المعينة، فلكل واقعة حالتها الخاصة، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/162)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن كيف نوجه فعل السلف اذا كان الفعل فى ذاته ضلال ولاتُحصل الفضيلة بالفساد؟
وانقل لك نقلا عن بن عطية فى تفسيره نقل الاجماع على وجوب الانكار وان كان المُنكِر متورط فى نفس المنكر
أخي خالد أنا أنتظر نقلك عن ابن عطية فهو يهمني كثيرا، وجزاك الله عني خيرا.
وأما ترك العمل لأجل عدم استحضار النية، هذا الفعل في ذاته ليس ضلالا أخي خالد، وكيف يمكن أين يقع الضلال من إمام من أئمة السنة كابن سيرين رحمه الله الذي يعدّ أول من فتش في الأسانيد وتكلم في الرجال، وهو صاحب المقولة المشهورة التي أخرجها الإمام مسلم في مقدمة صحيحه، فقال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصَّبَّاح، حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم) (1/ 15).
وفرق أخي خالد بين أن يحمل الشخص نفسه على ترك عمل لأجل أن دخله شيء من الرياء، أو حدثته نفسه بذلك، وبين أن يؤصل لهذه المسألة ويدعو الناس إليها.
فقد يكون حصل لابن سيرين ـ إن ثبتت عنه القصة التي نقلتها ـ شيء من ذلك كأن يكون سمع الناس يقولون سيصلي على الحسن ابن سيرين، ودخل قلبه شيء من الزهو فأراد أن يؤدّب نفسه، وهو يعلم أن رحمة الله للحسن رحمه الله لن تتوقف على صلاة ابن سيرين، وأن ترك الصلاة عليه أنفع لقلبه، أو لدواعي أخرى الله أعلم بها، المهم أن هناك فرقا بين تعامل الشخص مع نفسه، وما يدعو إليه غيره، فقد اشتهر عن ابن تيمية أنه كان يسجد على التراب ويمرغ جبينه في التراب إذا أشكلت عليه مسألة، وهذا فعل يحكى عنه، ولم يدعو إليه غيره.
ومثال من واقع الناس، نحن ندعو الناس إلى الدعوة إلى الله والتذكير والموعظة من باب نفع الناس والدعوة إلى الله، وقد يقع لأحدنا أن يكون في مجلس فيدعى للكلام فيمتنع ويكبح جماح نفسه، لما رأى من نفسه شيئا من العجب أو الزهو، وهذا أمر لا نستطيع أن ننكره على الناس، لأنه يرجع إلى الشخص ذاته، وهو أعلم بما يصلح قلبه، ولكن في العموم ندعو الناس إلى عدم ترك العمل لأجل عدم استحضار النية لئلا يصل به الأمر إلى حد الوسوسة، أما الوقائع المعينة، فلكل واقعة حالتها الخاصة، والله أعلم(55/163)
استفسار عن كتاب إبطال التأويلات
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[04 - 05 - 09, 08:40 م]ـ
السلام عليم ورحمة الله وبركاته
أرجو بيان القيمة العلمية لكتاب إبطال التأويلات فهو عقيدة الاثبات دون تشبيه لكن محشو بالموضوعات والواهيات.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 09, 11:35 م]ـ
يسر الله لي جوابا من الشيخ عبد الحليم توميات أضعه هنا لتتم الفائدة:
الشيخ عبد الحليم توميات
نصّ السّؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ووفّقكم الله لما فيه رضاه وسدّد خطاكم أما بعد:
سؤالي:
ما هي عقيدة أبي يعلى الفراء صاحب كتاب " إبطال التّأويلات "؟ وما القيمة العلمية لكتابه هذا؟ مع ما فيه من أحاديث واهية كثير منها موضوع؟ أرجو التوضيح والبيان. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ صاحب " إبطال التّأويلات " ليس هو أبا يعلى الفراء رحمه الله، فالموصليّ هو صاحب المسند، وهو من أهل الحديث.
أمّا صاحب " إبطال التّأويلات " فهو أبو يعلى الفرّاء، وهو معدود من متكلّمي أهل الإثبات، فهو بسبب انتمائه إلى مذهب أحمد رحمه الله أثبت كثيرا من أسماء الله وصفاته، ولكن بحكم أنّه خاض في علم الكلام واعتمد قواعده خالف بعض قواعد اعتقاد السّلف ووقع في التّفويض تارة، وفي التّأويل تارة، لذلك نراه يوافق أبا الحسن الأشعريّ في بعض مقالاته.
ومن جهة أخرى نراه أثبت صفاتٍ لم يأت النصّ الصّحيح بها، كإثبات الحدّ لله، والقعود على العرش، وأخذ بلزوم صفة النّزول فأثبت الصّعود، وغير ذلك.
قال ابن تيمية رحمه الله:
" وقد صنّف القاضي أبو يعلى كتابه في " إبطال التأويل " ردّا لكتاب ابن فورك، وهو -وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها- ففيها عدّة أحاديث موضوعة، كحديث " الرّؤية عيانا ليلة المعراج "، ونحوه. وفيها أشياء عن بعض السّلف رواها بعض النّاس مرفوعةً كحديث قعود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على العرش، رواه بعض النّاس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلّها موضوعة، وإنّما الثّابت أنّه عن مجاهد وغيره من السّلف ... ولهذا وغيرِه تكلّم رزق الله التميمي وغيره من أصحاب أحمد في تصنيف القاضي أبي يعلى لهذا الكتاب بكلام غليظ، وشنّع عليه أعداؤه بأشياء هو منها بريء كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب.
وما نقله عنه أبو بكر بن العربي في " العواصم " كذب عليه عن مجهول، لم يذكره أبو بكر، وهو من الكذب عليه، مع أنّ هؤلاء - وإن كانوا نقلوا عنه ما هو كذب عليه - ففي كلامه ما هو مردود نقلا وتوجيها، وفي كلامه من التّناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعريّ والقاضي أبي بكر الباقلاّني وأبي المعالي وأمثالهم ممّن يوافق النّفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه! يقول الجمهور: إنّه جمع بين النّقيضين ... " [" درء تعارض العقل والنّقل " (3/ 19)].
وقال (302) في معرض ذكر أصناف من غلط بسبب بعده عن النّصوص:
" ونوع ثالث: سمعوا الأحاديث والآثار، وعظّموا مذهب السّلف، وشاركوا المتكلّمين الجهميّة في بعض أصولهم الباقية، ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمّة السنّة والحديث، لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها، ولا من جهة الفهم لمعانيها، وقد ظنّوا صحّة بعض الأصول العقليّة للنّفاة الجهمية، ورأوا ما بينهما من التعارض.
وهذا حال أبي بكر بن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأمثالهم.
ولهذا كان هؤلاء تارة يختارون طريقة أهل التّأويل، كما فعله ابن فورك وأمثاله في الكلام على مشكل الآثار.
وتارة يفوّضون معانيها ويقولون: تجري على ظواهرها، كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله في ذلك.
وتارة يختلف اجتهادهم، فيرجّحون هذا تارة، وهذا تارة، كحال ابن عقيل وأمثاله " اهـ
وهناك مواضع كثيرة يصعب حصرها من " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية يبيّن ما وافق أبو يعلى رحمه الله فيه أهل التّأويل.
فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وعفا عنه بجزيل فضله.
ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 07:53 م]ـ
وللأسف أن الكتاب طبع بتحقيق الحمودي من الكويت بجزأين وقال إن الثالث في الطريق ثم خرجت الإشاعة أنه لن يخرجه لشدة الكلام فيه وقوة الإثبات وهذا علمي به منذ سبع سنوات أما الآن فما أدري ما فعل الله بهما (الكتاب والمحقق)
ومع هذا الأسف ظهر أسف آخر وهو أن أهل البدع عندنا شرقوا به وغربوا وطاروا ولم يقعدوا وألف كبيرهم الناشر والمدافع عنهم كتابه المشؤم ((التحذيرات من كتاب إبطال التاويلات))
ومع هذا الأسف ايضا الذي يحرق قلبي أن الذي عرض عليه وألح (أي على هذا المبتدع) رجل منسوب ومحسوب علىى السلفية
فلا الكتاب ظهر كما ينبغي ولا المحقق اعتناء ولا أهل السنة بينوا
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:56 ص]ـ
ابو يعلي من المفوضة ..
يقول الشيخ احمد القاضي في كتابه (مذهب اهل التفويض في نصوص الصفات) عن كتاب ابي يعلي هذا ص 207:
وقد اراد ابو يعلى رحمه الله ابطال طريقة اهل التأويل , وتقرير مذهب السلف في الاثبات , فوفق في تحقيق الهدف الاول , ووجهت اليه بعض الانتقادات في الثاني. وتنحصر هذه الانتقادات في:
رواية بعض الاحاديث الواهية
واعتمادها في الدلالة على صفات الله
وشيء من التاويل والتفويض. اهـ
ثم نقل كلام ابن تيمية عنه حيث قال:
ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها ولا من جهة الفهم لمعانيها وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض وهذا حال أبي بكر بن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وأمثالهم , ولهذا كان هؤلاء تارة يختارون طريقة أهل التأويل كما فعله ابن فورك وأمثاله في الكلام على مشكل الآثار , وتارة يفوضون معانيها ويقولون تجري على ظواهرها كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله في ذلك(55/164)
تاريخ التواجد الشيعي في المغرب1
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 09:12 م]ـ
المبحث الأول: الدولة الفاطمية ودخول المذهب الشيعي:
المطلب الأول: بين الأدارسة والفاطميين:
إن أهمية هذه المسألة، وهي مسألة تاريخ التشيع في المغرب، تتجلى في أن متشيعة المغرب اليوم، يركزون على بعض المعطيات التاريخية، ويستدلون بها على أن المغرب بلد شيعي في الأصل، وأن الإسلام عندما تغلغل في المغرب، كان على مذهب الشيعة، محاولين بذلك أن يوطئوا لدخول هذه العقيدة، ويخففوا من النفور الذي تعانيه في الساحة الدينية.
لذلك قررت أن أتعرض لهذا المبحث، لنرى هل كان المغاربة شيعة بالفعل؟ ومتى دخل التشيع المغرب؟ وهل يمكن أن نصف المغرب بأنه كان دولة شيعية؟
ولا أريد أن أستبق البحث وأعطيك النتيجة، لكنك تصبر معي قليلا لتحكم بنفسك، وترى بعينك، ليطمئن الفؤاد، وتزول الشبهة.
لقد دخل المولى إدريس المغرب، في أواخر القرن الثاني، وقام بتأسيس دولته الكبيرة، مستفيدا من الولاء الذي يكنه المغاربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، حيث تنازل له أمير أوربة عن الملك بعد أشهر من وصوله سنة 172هجرية، واستطاع خلال سنتين أن يوحد المغرب، ويجمع شمله. ([1])
فهل كان المولى إدريس ينشر المذهب الشيعي؟
إن كون المولى إدريس علويا في النسب، خارجا على سلطة العباسيين، ليس دليلا كافيا لينسب إليه أنه شيعي رافضي، فالتشيع لم يكن بالنسبة إليه وإلى الكثير من الشيعة الأُول، إلا قضية سياسية، وانتماء لعسكر المطالبين بحق آل البيت في الخلافة، ومناهضة للتسلط الذي بدأ ينشأ في رحاب الملك العباسي، فحب آل البيت ونصرتهم ومؤازرتهم وادعاء أحقيتهم بالخلافة هي عناصر التشيع في تلك المرحلة، وقصاراه تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما، وليس أكثر من ذلك.
يقول الدكتور محمد الحاجري: (في ذلك الوقت الذي دخل فيه التشيع إلى المغرب العربي، -أي في عهد الفاطميين- كان هذا المذهب قد تحول تحولا ظاهرا كبير الخطر، فلم يعد كما كان الشأن فيه في مبدأ أمره مجرد دعوة لأبناء علي وفاطمة، أو ثورة على الأمويين إذ غصبوهم حقهم، واستلبوا ما كان ينبغي فيما يرون أن يكون لهم، ثم تعقبوهم وجعلوا ينكلون بهم، فإن اتجاه التشيع إلى المشرق، واتخاذه من بلاد الفرس موطنا له…كل ذلك انحرف به عن نصابه الأول، وتحول به عن صورته الأولى، إذ أسبغ عليه ألوانا جديدة مشتقة من العقلية الفارسية بمواريثها المختلفة، وخلط ما بينه وبين هذه العقلية وصور إدراكها للإسلام) ([2])
وبعد أن أوضح بعض المعالم الجديدة في التشيع الفارسي قال: (وذلك هو التشيع الذي دخل المغرب العربي في أواخر القرن الثالث، ومن قبل دخل التشيع هذه البلاد مع إدريس بن عبد الله في أواخر القرن الثاني، ولكن ما أبعد ما بين التشيع الجديد والتشيع القديم: التشيع الفارسي والتشيع العربي… فدولة الأدارسة لم تكد تفرض مذهبا معينا، أو أن ما فرضته من ذلك إنما كان في حدود ضيقة …قبل أن يصطبغ التشيع بتلك الصبغة الباطنية، ويرتبط بالقومية الفارسية) ([3])
والحق أن المولى إدريس لم يكن شيعيا إلا بالانتماء السياسي، وبكونه من المطالبين بأحقية أهل البيت في خلافة المسلمين، ولهذا لم ينشر في المغرب إلا الدعوة السنية النقية، حتى أسماه بعض المغاربة بالفاتح الثاني للمغرب.
يقول الدكتور سعدون عباس نصر الله: (ومما يثير الاستغراب أن الأدارسة كانوا علويين شيعة، والقضاء في دولتهم على المذهب المالكي) ([4]) ولم يبين سبب هذا التناقض الذي أشكل عليه، ولو كان المولى إدريس شيعيا مذهبا لألزم الناس بمذهبه، فقد كانوا وهم أهل بادية، على أتم الاستعداد لقبول كل ما يأتي به المولى إدريس، وما الذي يحمله على تولية قضاة مالكيين، والمغرب الأقصى ما زال في ذلك الوقت أرضا بورا يقبل أي مذهب وصل إليه، لذلك حينما وصل أبو عبد الله الشيعي، غرس المذهب الشيعي ودعا الناس إليه، فقبلوه واعتنقوه، وهذا التناقض الذي أشكل عليه إنما يزول إذا عرفنا الفرق بين التشيع السياسي الذي كان في ذلك الوقت، والذي بينّا عناصره، وبين التشيع العقدي الديني الذي جلبه الدعاة الفاطميون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/165)
يقول الأستاذ عبد الله كنون: (فعمل إدريس على إبلاغ الدعوة الإسلامية خالصة من الزيغ والانحراف إلى الجميع، واستنفذ الذين استهوتهم البدع والأهواء من الضلال، ووحد كلمة المغرب وقلوب أهله من يومئذ على مذهب السنة والجماعة، فلم يمل عنه بعد ذلك حتى يوم الناس هذا) ([5]) واستدل على أنه ليس من الشيعة بمؤازرة مالك وأبي حنيفة لخروج محمد بن الحنفية النفس الزكية على أبي جعفر، قال: (والحق أن قضية إدريس ونعني قضية العلويين بملابساتها المأساوية، وقوة حجتها، وأهمية من يناصرونها، من رجال العلم والدين، كالإمامين أبي حنيفة ومالك بن أنس، هي في غنية عن أن نلتمس لها الأسباب والعلل في شيعية كل من تطوع لخدمتها وتحمس لنصرتها…) ([6]) ولو كانوا شيعة لما ءازرهم مالك رضي الله عنه وهو القائل عن الشيعة: (لا تكلمهم ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون). وهو الذي منع عنهم نصيبهم من الفيء، مستدلا بقوله تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا في الإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا) الحشر: 10 لكونهم يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يترضون عنهم. ([7])
وقد وجد في أحد وجهي الدرهم المضروب في عهد الدولة الإدريسية كلمة: إدريس، وتحتها محمد رسول الله وتحتها كلمة علي. وهذا ما اعتبره بعض الباحثين الشيعة، دليلا أكيدا على أنه كان من الشيعة.
لكننا نقول: إن وجود كلمة علي على الدرهم، تدل على اعتزازه بنسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا هو الشرف الذي استحق به الملك، فلذلك طبعه على درهم الدولة تقريرا لفضيلة هذا النسب، وتعزيزا للدعيمة التي قامت عليها مملكته.
ودلالة كلمة علي على الاعتزاز بالنسب مساوية من جهة قوة الدلالة على المعنى الآخر، الذي هو تشيع الدولة الإدريسية، وإذا تساوت الدلالتان، فإننا ننظر إلى القرائن التاريخية التي من شأنها أن ترجح لنا أحد هذين المعنيين، وكل القرائن تدل على أن المولى إدريس لم يكن شيعيا، ولم ينشر في المغرب إلا المذهب السني.
بينما نجد أن تشيع الدولة الفاطمية قضية لا يناقش فيها عاقل، والأدلة التاريخية متضافرة على أنها دولة شيعية تتمسك بمذهبها وتنشره وتلزم به وتحكم على أساسه.
لذا فإن التشيع عندما دخل إلى المغرب على يد الفاطميين، بدأ يفرض على أتباعه الدخول في المذهب بالقوة، فأول ما فعل المهدي بعد أن استتب له الأمر: (أنه أمر يوم الجمعة أن يذكر اسمه في الخطبة، ويلقب بالمهدي أمير المؤمنين في جميع البلاد، فلما كان بعد صلاة الجمعة جلس رجل يعرف بالشريف ومعه الدعاة، وأحضروا الناس، ودعوهم إلى مذهبهم، وقتل من لم يوافق) ([8])، وهذا دليل على أن المغاربة لم يكونوا قبل ذلك على مذهب الشيعة، ودليل أيضا على أن المولى إدريس لم يكن يدعوا الناس إلى مذهب جديد ويقتلهم عليه، كما فعل المهدي الفاطمي.
بل يكفي للدلالة على أن المغرب لم يعرف التشيع قبل الدولة الفاطمية، أن هذه الأخيرة حاربت دولة الأدارسة، وهي التي باءت بوزر القضاء عليها وإسقاطها سنة 305 هجرية، ولو كانت الدولة الإدريسية شيعية لما تقاتلتا.
إذاً يمكننا أن نعتبر الدولة الفاطمية أول ظهور حقيقي لمذهب الشيعة في المغرب.
وإذا علمنا أن الدولة الفاطمية كانت شيعية على مذهب الإسماعيلية، وقد علمنا مما سبق أن الشيعة الاثني عشرية تكفر الشيعة الإسماعيلية، فإن هذا كاف في إحداث القطيعة التاريخية بين التشيع الذي نحن بصدد بحثه، وهو التشيع الاثنا عشري، والذي يتبرأ عقائديا من التشيع الإسماعيلي، ويكفر أتباعه، ويعتبرهم من جملة الكفار المخالفين للحق.
لكن استخدام الشيعة لهذه الحقائق التاريخية في دعوتهم اليوم عبر القنوات والشبكات، كلفنا المزيد من البحث لرسم صورة واضحة في إثبات أن المغرب لم يقبل التشيع، ولم يتشرب هذه العقيدة، وأنه مالكي حتى النخاع.
لقد نجح الشيعة الإسماعيلية في إقامة أول دولة شيعية لهم بالمغرب على يد داعيين كبيرين بعثهما أبو جعفر الصادق، ووطآ لقدوم عبيد الله المهدي، الذي كان أول ملوك الدولة الفاطمية.
المطلب الثاني: مراحل تأسيس الدولة الفاطمية:
جاء إلى المغرب داعيتان ينشران مذهب الشيعة تمهيدا لقيام المهدي، واسمهما الحلواني وأبو سفيان، ونشرا مذهبهما في أرض كتامة من بلاد المغرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/166)
لما ورد خبر موتهما على رستم بن الحسن بن ذاذان، وكان من شيعة اليمن، أرسل أبا عبد الله الشيعي أو المشرقي إلى المغرب، وقال له: (إن أرض المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان، وقد ماتا وليس لها غيرك، فبادر فإنها موطأة ممهدة لك) ([9]) فذهب أبو عبد الله إلى الحج، وسأل عن أهل كتامة، وتعرف إليهم، وتألفهم بما أظهر من الخشوع والزهد والعبادة، ودخل معهم إلى كتامة سنة 288 وبدأ ينشر مذهبه، ونزل بفج الأخيار وأخبرهم بأن المهدي بشره بظهور أمره من فج الأخيار، وأن اسم كتامة مشتق من الكتمان.
فشل الجيش الذي بعثه والي إفريقية، إبراهيم بن الأغلب بقيادة ابنه الأحول في القضاء على أبي عبد الله الشيعي، بعد أن اشتد عوده، وتغلب على مناوئيه من البربر، فلم تستطع جيوش الوالي إنهاء أمر هذه الدعوة وإن استطاعت أن تهزمها في بعض المواقع. وبعد موت إبراهيم بن الأغلب، خلفه زيادة الله بن الأغلب الذي كان منشغلا بلهوه، وقتل الأحول، فاشتد فرح أبي عبد الله وأتباعه، وبدأ يخبرهم بقرب ظهور المهدي.
بعد أن استقرت الأوضاع لأبي عبد الله الشيعي، أرسل إلى عبيد الله بن محمد بن حبيب الذي كان يدعي بأنه هو المهدي، رجالا يخبرونه بما فتح الله عليهم، وأن الأرض موطأة لقدومه.
استطاع عبد الله المهدي أن يتخفى طيلة الطريق في زي تاجر، ولكنه وقع في الأسر على يد اليسع بن مدرار أمير سجلماسة، لكنه بقي شاكا في أمره، ولم يتيقن أنه المهدي الذي يبحث عنه، ولم يستطع أن ينتزع اعترافا من أصحابه رغم تعذيبهم.
وأرسل زيادة الله جيشا قوامه أربعين ألفا للقضاء على أبي عبد الله، فانتصر عليهم أبو عبد الله وغنم كل ما معهم، وأرسل لأبي عبيد الله المهدي رسالة في حبسه يبشره بالنصر والفتح.
تتابعت الحروب بين زيادة الله وأبي عبد الله، إلى أن هزمه واستولى على القيروان ودخل مدينة رقادة، وبعد أن دانت له إفريقية، دخل مدينة سجلماسة وانتصر على أميرها اليسع بن مدرار الذي لم يقتل عبيد الله المهدي، إذ أصر عبيد الله وأتباعه على كتمان أمره، وبأنه مجرد تاجر، ولم يجدِ تعذيب الأمير لأصحابه وابنه لكي يعترفوا بأمره، إلى أن تم الأمر لأبي عبد الله، وأخرج عبيد الله المهدي وولده من السجن في ذي الحجة سنة 296 هجرية.
أصبح عبيد الله المهدي أمير إفريقية ودانت له كل البلاد، وجمع أموال زيادة الله فقسمها على أهل كتامة، وعينهم عمالا على البلدان.
بدأ الدعاة في نشر المذهب بالقوة، وتم عرض الناس بين يدي المهدي، فمن لم يعتنق المذهب قتل.
بدأت العلاقة بين أبي عبد الله الشيعي وعبيد الله المهدي تسوء، لاستبداده بالأمر دونه، فأقدم المهدي بعد ذلك على قتل الرجل الذي وضعه على كرسي الحكم، وأهدى له هذا الملك، فتم قتل أبي عبد الله الشيعي وقتل أخاه، ومجموعة من أصحابهما، سنة 298. ([10])
المبحث الثاني: موقف علماء المغرب من هذا المد الجديد:
لكن هل حل هذا المذهب أرض المغرب على الرحب والسعة، وتلقاه أهلها بالبشر والترحيب؟
لقد نزل أبو عبد الله الشيعي في قبيلة كتامة، وكان لهذه القبيلة مواصفات جعلتها ترحب بهذا الفكر الجديد، وتتبناه، لسببين رئيسيين:
1 - كونها قبيلة بدوية يغلب عليها الجهل، ويتبين ذلك من عاداتها التي ذكرها الشريف الإدريسي وغيره.
2 - تقطن منطقة جبلية بجبل إيكجان، قرب مدينة سطيف، التي تقع في شرق الجزائر مما يلي تونس. ([11])
فكانت هذه القبيلة النواة الأولى التي اعتمد عليها الشيعي في تقوية نفوذه ونشر سلطانه، وقد كانت قد تشربت المذهب منذ وصول الداعيان الحلواني وأبو سفيان إليها.
فليس من شك في أن كتامة تشيعت واقتنعت بهذا المذهب وحاربت لأجله ودانت به.
وقد كانت كما يقول الشريف الإدريسي قبائل كثيرة، لكنها اضمحلت مع الزمن، قال: (ولم يبق من كتامة في وقت تأليفنا لهذا الكتاب إلا نحو أربعة آلاف رجل) ([12]) أي في القرن السادس فالشريف توفي سنة 560 هجرية.
لكن الوضع في حواضر إفريقية كان مختلفا…
فلقد جابه العلماء هذا المذهب الشيعي، وكفروه ورفضوه، وشهدت القيروان كبرى حواضر المغرب، صراعا واسعا، على المستوى الفكري والسياسي بين المذهبين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/167)
فقد نشب صراع بين دعاة عبيد الله المهدي وبين العامة من أهل القيروان، بسبب ما بدأوا يدعون إليه وينشرونه، حتى اضطر عبيد الله إلى كفهم عن دعوة العامة إلى التشيع، تسكينا للوضع. ([13])
وبعد ذلك بدأ يحاول استقطاب العلماء واستمالتهم، فكان يدعوهم إلى مجالسته ومناظرته.
وقد اشتهرت المناظرات بين أبي العباس أخي عبيد الله وبين الشيخ سعيد بن محمد بن الحديد، وكان يغلبه بالحق، ويظهر عليه، حتى اشتهر بذلك، وحتى قال له ابنه: (اتق الله في نفسك ولا تبالغ في مناظرة الرجل، فقال له حسبي من له غضبت وعن دينه ذببت) ([14])
ثم بدأت الأمور تتوتر أكثر فأكثر، وبدأت الدعوة إلى التشيع تفرض نفسها بالقوة، وهنا وقف علماء القيروان وقفتهم الشهيرة التي سجلها لهم التاريخ، وذبوا عن دين الله واسترخصوا أرواحهم في سبيل ذلك:
ولعل هذا النص يوضح لنا بعض ملامح هذه المرحلة:
(كان عبد الله المعروف بالمحتال، صاحب القيروان، شدّ في طلب أهل العم، ليشرّقهم ([15])، فطلب الشيخ أبا سعيد ابن أخي هشام. وأبا محمد التبّان وأبا القاسم بن شبلون، وأبا محمد ابن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي، رضي الله عنهم. فاجتمعوا في مسجد ابن اللجام واتفقوا على الفرار. فقال لهم ابن التبان: أنا أمضي إليه، وأكفيكم مؤونة الاجتماع، ويكون كل واحد منكم في داره. ويقال إنهم أرادوا السير إلى عبد الله. فقال لهم: أنا أمضي إليه، أبيع روحي من الله دونكم، لأنكم إن أتي عليكم، وقع على الإسلام وهن. ويقال إنه قال لعبد الله: لما دخل عليه جئتك عن قوم إيمانهم مثل الجبال، أقلّهم يقيناً أنا. فحدث بعض من حضر، قال: كنت مع عبد الله، وقد احتفل مجلسه بأصحابه، وفيهم الداعيان: أبو طالب، وأبو عبد الله. لعنهم الله. وقد وجه إلى ابن التبان، فإذا به داخل، وعيناه توقدان، كأنهما عينا شجاع. فدخل وسلم. فقال: أبطأت عنا يا أبا محمد. فقال: في شغلك، كتاب ألفته في فضائل أهل البيت الساعة. أتاني به المجلد، ودفعه إليّ. فقال: يا أبا محمد ناظر هؤلاء الدعاة. قال: في ماذا؟ قال في فضائل أهل البيت. فقال لهما: ما تحفظان في ذلك. فقال له أبو طالب: أنا أحفظ حديثان - ولحن - ثم سأل الآخر، فقال له: وأنا أحفظ حديثان. فقال فيما ذان الحديثان اللذان تحفظ أنت؟ فقال له: هما يحفظان حديثان - ونطق بلحنهما - وأنا أحفظ في ذلك تسعين حديثاً، فأولى بهما الرجوع إلي. ثم قال عبد الله: يا أبا محمد، من أفضل أبو بكر أو عليّ؟ قال: ليس هذا موضعه. فقال: لابد، فقال: أبو بكر أفضل من علي. فقال عبد الله: أيكون أبو بكر أفضل من خمسة، جبريل عليه السلام سادسهم؟ فقال أبو محمد: أيكون عليّ أفضل من اثنين، الله ثالثهما؟ إني أقول لك ما بين الوجهين، وأنت تأتيني بأخبار الآحاد. فضاق عبد الله، وقال: فمن أفضل عائشة أو فاطمة. فقال له: هذا آخر، سؤالك الأول؟ قال: لابد. قال: عائشة رضي الله عنها، وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من فاطمة. قال: من أين؟ فقال له قال الله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) الأحزاب: 32 فيقال، إن بعض الدعاة قال له في هذه المسألة. أيما أفضل، امرأة أبوها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة الكبرى، وزوجها علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولداها الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة. أو امرأة، أمها أم رومان وأبوها عبد الله ابن أبي قحافة؟ فقال له أبو محمد: أيهما أفضل عندك، امرأة إذا طلقها زوجها، أو مات عنها تزوجها عشرون زوجاً؟ أو امرأة إذا مات عنها زوجها أو طلقها لم تحل لأحد؟ فيحكى، أن أبا عبد الله قال له: يا أبا محمد أنت شيخ المؤمنين، ومن يوثق بك، أدخل العهد وخذ البيعة. فعطف عليه أبو محمد وقال له: شيخ له ستون سنة، يعرف حلال الله وحرامه، ويرد على اثنين وسبعين فرقة، يقال له هذا؟ لو نُشِرتُ بين اثنين، ما فارقت مذهب مالك. فلم يعارضه، وقال لمن حوله: امضوا معه. فخرجوا ومعهم سيوف مصلتة. فمر بجماعة من الناس ممن أحضر، لأخذ الدعوة. فوقف عليهم فقال: تثبتوا ليس بينكم وبين الله عزّ وجلّ إلا الإسلام). ([16])
ويصف لنا القاضي عياض هذه الفترة الحرجة، قال: (كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد، في حالة شديدة من الاهتضام والتستر. كأنهم ذمة. تجري عليهم في كثرة الأيام محن شديدة. ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسيناً الأعمى السبّاب لعنه الله تعالى، في الأسواق، للسب بأسجاعٍ لُقِّنها. يوصل منها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، في ألفاظ حفظها. كقوله لعنه الله: العنوا الغار وما وعى، والكساء وما حوى. وغير ذلك. وعلقت رؤوس الأكباش والحمر، على أبواب الحوانيت، عليها قراطيس معلقة، مكتوب فيها أسماء الصحابة. اشتد الأمر على أهل السنة. فمن تكلم أو تحرك قتل، ومثّل به) ([17])
[1] دولة الأدارسة في المغرب، للدكتور سعدون عباس نصر الله دار النهضة العربية ص70 - 76 بتصرف.
[2] مرحلة التشيع في المغرب العربي – محمد الحاجري- ص7
[3] نفس الموضع من المصدر السابق
[4] دولة الأدارسة في المغرب، العصر الذهبي، سعدون عباس نصر الله ص126 طبعة دار النهضة العربية.
[5] دعوة الحق العدد الثاني، السنة الثانية عشرة ديسنبر يناير 1969 عنوان المقال: إدريس الأكبر وإدريس الأصغر لعبد الله كنون ص ص42
[6] نفس المصدر
[7] ترتيب المدارك ج2 ص46
[8] اتعاظ الحنفاء 1 - 17
[9] اتعاظ الحنفا ج1 ص14
[10] انظر قصة دخولهم إلى المغرب في تاريخ ابن خلدون ج4 ص31 فما بعدها.
[11] انظر نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي ج1ص269
[12] نفس المصدر ج1 ص267
[13] مرحلة التشيع في المغرب العربي ص33
[14] طبقات علماء إفريقية ص199 طبعة الجزائر سنة 1322هـ
[15] نسبة إلى المشرق، وكان هذا اللقب يستخدم في ذلك الوقت لمن تشيع.
[16] ترتيب المدارك ج1ص453
[17] ترتيب المدارك 1ص364
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/168)
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 09:38 م]ـ
ولعل هذا النص يوضح لنا بعض ملامح هذه المرحلة:
(كان عبد الله المعروف بالمحتال، صاحب القيروان، شدّ في طلب أهل العم، ليشرّقهم ([15])، فطلب الشيخ أبا سعيد ابن أخي هشام. وأبا محمد التبّان وأبا القاسم بن شبلون، وأبا محمد ابن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي، رضي الله عنهم. فاجتمعوا في مسجد ابن اللجام واتفقوا على الفرار. فقال لهم ابن التبان: أنا أمضي إليه، وأكفيكم مؤونة الاجتماع، ويكون كل واحد منكم في داره. ويقال إنهم أرادوا السير إلى عبد الله. فقال لهم: أنا أمضي إليه، أبيع روحي من الله دونكم، لأنكم إن أتي عليكم، وقع على الإسلام وهن. ويقال إنه قال لعبد الله: لما دخل عليه جئتك عن قوم إيمانهم مثل الجبال، أقلّهم يقيناً أنا. فحدث بعض من حضر، قال: كنت مع عبد الله، وقد احتفل مجلسه بأصحابه، وفيهم الداعيان: أبو طالب، وأبو عبد الله. لعنهم الله. وقد وجه إلى ابن التبان، فإذا به داخل، وعيناه توقدان، كأنهما عينا شجاع. فدخل وسلم. فقال: أبطأت عنا يا أبا محمد. فقال: في شغلك، كتاب ألفته في فضائل أهل البيت الساعة. أتاني به المجلد، ودفعه إليّ. فقال: يا أبا محمد ناظر هؤلاء الدعاة. قال: في ماذا؟ قال في فضائل أهل البيت. فقال لهما: ما تحفظان في ذلك. فقال له أبو طالب: أنا أحفظ حديثان - ولحن - ثم سأل الآخر، فقال له: وأنا أحفظ حديثان. فقال فيما ذان الحديثان اللذان تحفظ أنت؟ فقال له: هما يحفظان حديثان - ونطق بلحنهما - وأنا أحفظ في ذلك تسعين حديثاً، فأولى بهما الرجوع إلي. ثم قال عبد الله: يا أبا محمد، من أفضل أبو بكر أو عليّ؟ قال: ليس هذا موضعه. فقال: لابد، فقال: أبو بكر أفضل من علي. فقال عبد الله: أيكون أبو بكر أفضل من خمسة، جبريل عليه السلام سادسهم؟ فقال أبو محمد: أيكون عليّ أفضل من اثنين، الله ثالثهما؟ إني أقول لك ما بين الوجهين، وأنت تأتيني بأخبار الآحاد. فضاق عبد الله، وقال: فمن أفضل عائشة أو فاطمة. فقال له: هذا آخر، سؤالك الأول؟ قال: لابد. قال: عائشة رضي الله عنها، وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من فاطمة. قال: من أين؟ فقال له قال الله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) الأحزاب: 32 فيقال، إن بعض الدعاة قال له في هذه المسألة. أيما أفضل، امرأة أبوها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة الكبرى، وزوجها علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولداها الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة. أو امرأة، أمها أم رومان وأبوها عبد الله ابن أبي قحافة؟ فقال له أبو محمد: أيهما أفضل عندك، امرأة إذا طلقها زوجها، أو مات عنها تزوجها عشرون زوجاً؟ أو امرأة إذا مات عنها زوجها أو طلقها لم تحل لأحد؟ فيحكى، أن أبا عبد الله قال له: يا أبا محمد أنت شيخ المؤمنين، ومن يوثق بك، أدخل العهد وخذ البيعة. فعطف عليه أبو محمد وقال له: شيخ له ستون سنة، يعرف حلال الله وحرامه، ويرد على اثنين وسبعين فرقة، يقال له هذا؟ لو نُشِرتُ بين اثنين، ما فارقت مذهب مالك. فلم يعارضه، وقال لمن حوله: امضوا معه. فخرجوا ومعهم سيوف مصلتة. فمر بجماعة من الناس ممن أحضر، لأخذ الدعوة. فوقف عليهم فقال: تثبتوا ليس بينكم وبين الله عزّ وجلّ إلا الإسلام). ([16])
ويصف لنا القاضي عياض هذه الفترة الحرجة، قال: (كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد، في حالة شديدة من الاهتضام والتستر. كأنهم ذمة. تجري عليهم في كثرة الأيام محن شديدة. ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسيناً الأعمى السبّاب لعنه الله تعالى، في الأسواق، للسب بأسجاعٍ لُقِّنها. يوصل منها إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، في ألفاظ حفظها. كقوله لعنه الله: العنوا الغار وما وعى، والكساء وما حوى. وغير ذلك. وعلقت رؤوس الأكباش والحمر، على أبواب الحوانيت، عليها قراطيس معلقة، مكتوب فيها أسماء الصحابة. اشتد الأمر على أهل السنة. فمن تكلم أو تحرك قتل، ومثّل به) ([17])
بل نحن مالكية سنية لا شيعة باطنية ... اسال الله ان يحفظ بلاد المغرب من كيد هؤلاء المخذولين و سائر بلاد المسلمين
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو وئام]ــــــــ[06 - 05 - 09, 03:33 م]ـ
السلام عليكم
الفاطميون العبيديون عليهم لعنة الله ما وجدوا إلى في ما يلي تونس ولم يتمكنوا من ولوج المغرب الأقصى, فكثير من الناس لا يفرقون بين المغرب الأدنى و الأوسط والأقصى. ثم إن ما وجد بالمغرب هم الخوارج الوهبية والصفرية والإباضية لكن قضى عليهم المرابطون، ولكن بقي منهم بني مزاب بالجزائر
أما الأدارسة فلم يبسطوا سيطرتهم على كل المغرب
والله أعلم
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 03:48 م]ـ
بل وصلوا أخي أبا وئام، وصلوا إلى المغرب الأقصى، وكان سقوط دولة الأدارسة على يديهم، لكن لم يستقر لهم المغرب، فكانت الثورات تتوالى، وكان الصراع مستمرا ولم يتوقف.
لذا فلا ننكر وصولهم إلى المغرب الأقصى الذي هو اليوم المملكة المغربية، لكنهم لم يقروا فيه ولم يهدء لهم بال. والحمد لله الذي رد كيدهم وكفى المسلمين شرهم.
وأشكرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/169)
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[09 - 05 - 09, 03:30 ص]ـ
والحق أن المولى إدريس لم يكن شيعيا إلا بالانتماء السياسي، وبكونه من المطالبين بأحقية أهل البيت في خلافة المسلمين، ولهذا لم ينشر في المغرب إلا الدعوة السنية النقية، حتى أسماه بعض المغاربة بالفاتح الثاني للمغرب.
قلت هذه المعلومة ليست لها أساس من الصحة فالمولى إدريس دخل المغرب بمذهب الزيدية والزيدية كما تعلم من طوائف الشيعة القريبة من أهل السنة وكتب التاريخ مبسوطة بهذا الخبر فليعلم
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[09 - 05 - 09, 09:28 ص]ـ
«… فكل ما يمكن أن يقال أن المولى إدريس كان من الوجهة السياسية مع الزيدية، وحاشا أن يكون مع الجارودية. وهذا ما مهد لبعض قدماء المؤرخين أن يقولوا باعتزاله، لكنه لم يُعرف عنه وهو في المغرب إلا دعوته للحق. ونعتقد أنّ من أهم أسباب دخول المذهب المالكي للمغرب وانتشاره به للسنّة التي نشرها إدريس، ولتأييد مالك [9] لمحمد أخيه، ومبايعته له. فالمولى إدريس الأكبر كان سنّيّا، زيدي الاعتقاد السياسي»
هذا كلام العالم الكبير المختص الفذ الشيخ علال الفاسي رحمه الله، وكفاك به ...
والتشيع السياسي معروف ومعروفة عناصره، وهو المطالبة بأحقية أهل البيت في الخلافة لا أقل ولا أكثر، وأشكرك على المداخلة وإن كان الأسلوب يحتاج إلى شيء من اللباقة الأكاديمية.(55/170)
ماحكم هذا الفعل هل يعتبر بدعة أو تكلفا؟
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 03:45 م]ـ
دعاء مرتب حسب ترتيب المصحف الشريف
الرقم الأول هو رقم السورة والرقم الثاني هو رقم الآية
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم (2/ 127)، وتب علينا انك أنت التواب الرحيم (2/ 128)، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (2/ 201)، ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (2/ 250)، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (2/ 286)، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا (2/ 286)، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (2/ 286)، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب (3/ 8)، ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (3/ 9)، ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (3/ 16)، اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير (3/ 27)، تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (3/ 27)، رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء (3/ 38)، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (3/ 53)، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (3/ 147)، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (3/ 191)، ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار (3/ 192)، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان إن امنوا بربكم فآمنا (3/ 193)، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (3/ 193)، ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد (3/ 194)، ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (4/ 75)، ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (7/ 23)، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (7/ 89)، ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين (7/ 126)، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين (7/ 155)، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين (10/ 86)، رب أني أعوذ بك أن أسالك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (11/ 47)، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (12/ 101)، ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء (14/ 38)، رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء (14/ 40)، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (14/ 41)، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا (17/ 80)، ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (18/ 10)، رب أنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (19/ 4)، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي (20/ 25)، رب زدني علما (20/ 114)، لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين (21/ 87)، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين (21/ 89)، أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين (21/ 83)، رب انزلن منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (23/ 29)، رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب إن يحضرون (23/ 98)، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين (33/ 109)، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما (25/ 65)، ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (25/ 74)، رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (26/ 89)، رب نجني وأهلي مما يعملون (26/ 169)، رب أوزعني إن اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين (27/ 19)، رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي (28/ 16)، رب انصرني على القوم المفسدين (29/ 30)، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (40/ 9)، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (40/ 9)، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (44/ 12)، رب أوزعني إن اشكر نعمتك على وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين (46/ 15)، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رءوف رحيم (59/ 10)، ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير (60/ 4)، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك أنت العزيز الحكيم (60/ 5)، ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير (66/ 8)، رب ابن لي عندك بيتا في الجنة (66/ 11)، ونجني من القوم الظالمين (66/ 11)، رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا (71/ 27)، رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا (71/ 28).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/171)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 06:12 م]ـ
أما أنه تكلف فهذا مفروغ منه، ولكن هل نقول: إنه بدعة؟
لا شك أن الصحابة خير منا وما تكلف أحدهم - فيما أعلم - مثل هذا التكلف، وهو أن يجمع دعاء على ترتيب المصحف من الآيات القرآنية فقط، إذن فمثل هذا الفعل من التكلف قطعا.
أما هل هو بدعة أم لا؟
فهذا بحسب ما يصاحبه من اعتقاد وفعل، فإن قام في قلبه اعتقاد أن هذا الدعاء بهذه الصيغة خير من غيره، أو قام في قلبه التقرب إلى الله تعالى بصيغة هذا الدعاء، كأن يعتقد فضلا خاصا به فحينئذ يكون من البدع.
أما إذا لم يقم في قلبه مثل هذه الاعتقادات، ولم يجعله حزبا يوزعه على الناس، فإن الطالب يجبن عن عده بدعة.
والله أعلم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 05 - 09, 07:10 ص]ـ
أما أنه تكلف فهذا مفروغ منه، ولكن هل نقول: إنه بدعة؟
لا شك أن الصحابة خير منا وما تكلف أحدهم - فيما أعلم - مثل هذا التكلف، وهو أن يجمع دعاء على ترتيب المصحف من الآيات القرآنية فقط، إذن فمثل هذا الفعل من التكلف قطعا.
أما هل هو بدعة أم لا؟
فهذا بحسب ما يصاحبه من اعتقاد وفعل، فإن قام في قلبه اعتقاد أن هذا الدعاء بهذه الصيغة خير من غيره، أو قام في قلبه التقرب إلى الله تعالى بصيغة هذا الدعاء، كأن يعتقد فضلا خاصا به فحينئذ يكون من البدع.
أما إذا لم يقم في قلبه مثل هذه الاعتقادات، ولم يجعله حزبا يوزعه على الناس، فإن الطالب يجبن عن عده بدعة.
والله أعلم.
لا حرج أن يدعوا الإنسان بهذه الكيفية وهذا الترتيب ولكن بدون اعتقاد بأن هذا تعبد ومشروع بهذه الكيفية ولا بد من اتباع هذه الكيفية.
وأشكرك أخي علي الفاضل على ما قلت وفصلت بارك الله فيك.(55/172)
الكلمات المختارة من شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان الغصن
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:48 م]ـ
الكلمات المختارة من شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان الغصن حفظه الله
الشرح موجود على موقع الأكاديمية الإسلامية المفتوحة حيث يدرس في مادة التوحيد المستوى الثالث.
1 - هذا الحديث وهو حديث رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه وغيرهم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد)، والمعنى أن (من اقتبس شعبة من النجوم) يعني من علم النجوم أو التنجيم والمقصود بذلك علم التأثير، وسيأتي -إن شاء الله- تفصيل وبيان الأقسام في ذلك، وأن علم التنجيم أو النجوم ينقسم إلى قسمين:
- علم التأثير.
- وعلم التسيير.
والمقصود بهذا الحديث هو: علم التأثير، وهو من يعتقد أن للنجوم تأثيراً على الحوادث الأرضية فيستدل بحركاتها على ما يقع أو ما سيقع في الأرض، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر) والشعبة: هي الطائفة، وفيه دليل على أن التنجيم من السحر، أو من أنواع السحر، قال: (زاد ما زاد): يعني كل ما ازداد تعلماً من التنجيم زاد من السحر، أو كلما تعلم شيئاً من التنجيم الذي هو علم التأثير زاد من الإثم والبعد عن الله وكلها صحيحة، فمن يزداد إيغالاً في هذا العلم - علم التنجيم- ويعتقد أن للنجوم تأثيراً ويستدل بها، ويدعي أنه يستدل بها على علم الغيب فإنه يزداد من السحر ومن الإثم، وأيضاً يكون عليه من العقوبة من الله -سبحانه وتعالى- بقدر ما تعلم من هذا العلم الذي بَيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه من السحر.
2 - (وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا هل أنبئكم ما العَضَة هي النميمة، القالة بين الناس) رواه مسلم).
وهذا حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- رواه مسلم: (ألا أنبئكم ما العضة) والعضة هكذا تضبط عند أهل الحديث ويضبطها أهل اللغة العَضَة، أو العِضَة: هو القطع أو الكذب والتفريق، ويطلق على السحر والبهتان فالعضة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها النميمة لقالة بين الناس، فالعضة جعلت النميمة عضة بمعنى أنها نوع من السحر، وهذا وجه إدخال المؤلف -رحمه الله- لهذا الحديث تحت هذا الباب.
وجه تشبيه النميمة بالسحر لأمرين:
- الأمر الأول: لخفاء تأثيرها والسحر فيه شيء من الخفاء.
- الأمر الثاني: لكونها تفسد كما يفسد السحر؛ ولذلك قال يحيى بن كثير: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة" فالنمام قد يفسد بالتفريق وربما هدم الدول والعلاقات وإيجاد البغضاء والعداوات في وقت قصير ما لا يفسده الساحر في وقت طويل؛ فلهذا شبهه النميمة بالسحر.
3 - (وفي البخاري عن قتادة، قلت: لابن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأة أيحل عنه أو يُنَّشَّر، قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه .. انتهى).
نعم هذا ورد عن ابن المسيب -رحمه الله- وقد علقه البخاري بصيغة الجزم وهو سؤال عن النُشْرَة، قال: (رجل به طِبْ) يعني مسحور، سمي السحر طباً تفاؤلاً بالشفاء؛ لأنهم كانوا يقولون عن السحر بالطب يتفاءلون بذلك قال: (أو يؤخذ عن امرأته) يعني يحبس عن زوجته حتى لا يصل إلى جماعها، والأخذة: هي في الأصل الكلام الذي يقوله الساحر في سحره، قال: (رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه) هل يُحَلُ عنه هذا السحر (أو يُنَّشَّر؟) يزال عنه فهذا السائل سأل ابن المسيب -رحمه الله- هذا السؤال فكان جواب الإمام سعيد قال: (لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، وأما ما ينفع الناس فلم ينه عنه)، فهذا من الإمام سعيد بن المسيب -رحمه الله- حكم بجواز النُشْرَة، بجواز حل السحر عن المسحور؛ لأنه يراد بها الإصلاح وهذا في الحقيقة محمول على حل السحر عن المسحور بالرقى المشروعة والأذكار ونحو ذلك، كما تأتي الإشارة إليه -إن شاء الله-.
فلا يمكن أن يؤخذ كلام الإمام سعيد بن المسيب -رحمه الله- بجواز النُشْرَة مطلقاً حتى ولو كانت فيها شرك بالله، وإنما نحمل كلام العلماء على أحسن المحامل وهذا الذي أراده -رحمه الله-.
وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/173)
أيضاً هذا ورد عن الإمام الحسن البصري -رحمه الله- ورواه عنه ابن جرير وغيره، والمقصود بكلام الحسن أيضاً حل السحر بسحر مثله (لا يحل السحر إلا ساحر)،بمعنى أن هذا مُحَرَّم من حلَّ السحر عند ساحر بسحر مثله فهذا محرم، وهذا مفهوم كلام الحسن -رحمه الله- فالمقصود بذلك النُشْرَة الشركية التي يكون فيها تقرب إلى غير الله واستعانة بالجن والشياطين.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "النُشْرَة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
أحدهما: حل السحر بسحر مثله وهو من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن ويتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.
الثاني: النُشْرَة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز").
هذا الكلام من الإمام ابن القيم -رحمه الله- وفي الجمع بين كلام العلماء فليس بين كلامهم تعارض، من أجاز النُشْرَة، ومن منعها فيحمل كلام العلماء على أحسن المحامل، وهو الذي ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله- وكلام الإمام سعيد بن المسيب في إجازة النُشْرَة هي في النُشْرَة الشرعية التي تكون بالرقى والأدوية المشروعة ونحو ذلك، وأما كلام الحسن في أنه لا يحل السحر إلا ساحر فإنه يحمل على النُشْرَة الشركية التي يكون فيها استعانة بالجن والشياطين.
وفي الحقيقة: أن الله -سبحانه وتعالى- ما أنزل داء إلا أنزل له دواءً أو شفاءً عَلِمَه من عَلِمَه وجَهِلَهُ من جهله، الإنسان يسعى في طلب الدواء.
والله -عز وجل- لم يجعل شفاء هذه الأمة بما حُرِّمَ عليها، لا يمكن أن يحرم الله -عز وجل- شيء ويجعل الشفاء فيه، بل الشفاء فيما أحل الله -سبحانه وتعالى- فعلى المسلم أن يبحث عن الأدوية المباحة التي تنفعه ولا تضره في دينه، فإن عقيدته وإيمانه وتوحيده أهم عليه من حياته.
4 - أنا أحب أن أبين هنا أن العلاج الشرعي هو يحتاج إلى مداومة مثل العلاج الطبي البدني تجد بعض الأمراض يحتاج علاجها إلى سنة أو سنتين حتى يشفى المريض، بينما تجد بعض المرضى يذهب ويريد أنه في جلسة واحدة أنه يشفى، وقد يكون عنده موانع وحواجز، ويحتاج إلى تكرار هذه الأمور حتى يأذن الله -سبحانه وتعالى- بشفاءه وقد يشفى في أول مرة، لكن على الإنسان لا ييأس، وأن يوقن بأن كلام الله حق، وأن يكثر من الإيراد على نفسه والرقية؛ لأن هذا مرض، ويتعلم الرقية الشرعية ويرقي نفسه أو يرقيه غيره من الرقى الواردة، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يرقي يقول: (اللهم رب الناس اذهب الباس اشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً) وورد أنه أرشد إلى وضع اليد على الموضع الذي يشتكي منه ويقول: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات، وغيرها من الأوراد والأذكار والرقى، يحافظ عليها ويكررها، وأيضًا يحاسب نفسه عن ما قد يكون فيه من الموانع التي تمنع من تأثيرها.
طبعاً هذا عن سعيد بن المسيب كما سبق وهو صحيح، رواه البخاري -رحمه الله- لكن نحن نحسن الظن بالعلماء ونعلم كلام الإمام سعيد، ولا يؤخذ بالمجملات ويترك التفصيل، ولا يؤخذ بالمتشابهات وتترك المحكمات، وحتى على فرض أن سعيد بن المسيب -رحمه الله- أنه أجاز ذلك، فكلام الله -سبحانه وتعالى- مقدم على كلام كل أحد، وكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- مقدم على كلام كل أحد، ولكنا نحن نحسن الظن بأهل العلم؛ لأنهم لا يمكن أن يجيزوا شيئاً حرمه الله - عزو جل-، والله -عز وجل- يقول: ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ? [البقرة: 102]، فكيف يقول الإمام سعيد بن المسيب وهو سيد من سادات التابعين يقول بجوازه!!! هذا لا يقوله، فإحسان للظن به، نحمل كلامه كما ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله- أنه أراد حل السحر عن المسحور بالرقى الشرعية وبالأدوية المشروعة، هذه التي يراد بها الإصلاح، وهذه التي تنفع الناس أما السحر فلا ينفع الناس، فالسحر يضر الناس بنص كلام الرب -سبحانه وتعالى-.
5 - تسائل آخر حول ما يقوم به بعض الرقاة - هداهم الله- حينما يشيعون مثل هذه الأمور، ويطلقون على كل إصابة أو شبهة إصابة بمرض أو كذا .. بأنها إنما هي مس أو عين أو سحر، كلامكم فضيلة الشيخ لمن يذهب إلى هؤلاء، وبمن يمارسون هذه الممارسات؟.
الحقيقة أن هذه الأمور: الناس فيها طرفان، وسط من الناس من ينكر أو يتنكر لأي شيء يقول: إنه سحر أو عين أو نحو ذلك، ولا يعترف بها وهذا باطل، ومن الناس في الطرف الآخر يفسر كل شيء يصيب الإنسان من أمراض سواءً عضوية أو نفسية أو غيرها، يفسرها بأنها سحر أو جن أو عين أو غير ذلك، وهذا أيضاً غير صحيح، والصواب: أننا نحن نعترف بهذه الأمور ولا ننكرها، ولكن الشأن في تنزيلها على وقائعها هل هذا الشخص فعلاً هو المصاب، فيه عين أو فيه سحر أو فيه مس؟ التشخيص هذا هو الذي يختلف فيه الناس وربما أن بعض هؤلاء الذين يتزعمون الرقية على مثل أولئك، قد يكون بعضهم له مصلحة فيربط هذا المريض به، وبعضهم قد لا يكون دقيقاً في تشخيصه؛ لأنه هو أيضاً مبني على تجارب، وبعضهم قد يكون صادقاً بناءاً على تجاربه، وبعض الظواهر وظنه الغالب فيعمل بالظن الغالب فإذا كان هذا الشخص يرقي بالرقى الشرعية فالرقى الشرعية واردة ومشروعة سواءً كان لهذا المرض أو لذاك، فيعني كونه يقول: إن فيه كذا أو كذا لا يغير من الأمر شيئاً إذا كانت الرقية على وفق ما جاءت به الشريعة والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/174)
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 05 - 09, 12:02 ص]ـ
6 - (قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)) وهذا حديث رواه مسلم غيره، فأصل هذا الحديث عند مسلم ولكن بدون قوله فصدقه، وأما لفظة "فصدقه" فقد جاءت من طريق صحيح أيضاً عند الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-، فهذا فيه ذكر لجزاء من أتى الكهان، وأن من عقوبته أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، قال العلماء: إن معنى ذلك أنه لا يثاب عليها فهو مأمور بأن يصليها ولكن لا ثواب له عليها، وإن كانت هي مسقطة للفرض الذي عليه، فإذا أداها قد سقط عنه الفرض وقد أداه، لكنه لا تقبل له الصلاة في معنى أنه لا يؤجر فيما قام به من هذه الصلوات جزاءً لما فعله من ذهابه إلى هذا العراف الذي ادعى علم الغيب،
7 - الفرق بين الكاهن والساحر فضيلة الشيخ قد تطرقنا لهذا؟
الكاهن والساحر يجتمع الاثنان في دعوى علم الغيب، وفي الاستعانة بالجن، ولكن الساحر يظهر أكثر في مسألة مضرة الآخرين بسحره أو بدعوى فك السحر وإزالته.
أما الكاهن فيظهر أكثر في مسألة دعوى علم الغيب، قد يكون في الدلالة على ما سيحصل، أو كما قال بعض العلماء: إن الكاهن هو الذي يخبر عما في الضمير، وكل هذا داخل في دعوى علم الغيب والله أعلم.
8 - منا من يقول في الحديث الشريف (سحر أو سحر له) حينما يأتي إنسان ويعمل عمل سحر لمصلحة أحد من الناس، هل يدخل في ذلك شيء؟ شخص ذهب لساحر من أجل أن يصرف شخص آخر أو كما يسمونه سحر العطف أو الصرف والعطف؟
سبق معنا في السحر أن الساحر كافر، والذي يأتي للساحر إن كان يعتقد أن هذا الساحر يعلم الغيب، أو أن هذا الساحر يملك جلب النفع أو دفع الضر من دون الله هذا كفر لا شك، ومن رضي بعمل الساحر وهو يعلم أن الساحر يستعين بالجن والشياطين ويتقرب إليهم ويعبدهم أو يكفر بالله أو يهين المصحف ونحو ذلك من الكفريات، إذا كان يعلم هذا الشيء ويرضى به فذهب إليه وهو راض بوضعه وبسحره فهذا كفر ولا شك، حتى لو لم يمارس السحر بنفسه؛ ولذلك من النواقض التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وهو أيضاً لم يبتدعها منه وإنما هو نقلها من كلام أهل العلم ولخصها من كلام أهل العلم، قال: السحر سواء فعله أو رضي به -رضي الله عنه- فمن فعل السحر أو رضي به فإنه كافر والعياذ بالله.
9 - إن هذا الشخص الذي ذهب إلى الكاهن وصدقه، إن كان صدقه في دعوى علم الغيب المطلق، وأنه يعلم ما سيكون ويعلم بالمستقبل، ويستطيع أن يخبرك بما سيحصل لك، وما سيأتيك ونحو ذلك، فهذا كفر، وتصديقه كفر؛ لأن هذا من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى- قال عز وجل: ? قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ ?، وقال: ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ?26?إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ? [الجن: 26، 27]، فمن صدق الكاهن في دعوى علم الغيب المطلق، فهذا كافر والعياذ بالله كفراً أكبر.
- وإن صدقه في غيب نسبي، يعني غاب عن الشيء نفسه، أو عن أشخاص، أتى بالخبر هذا الكاهن فهذا كفر أصغر، ومن الغيب النسبي: أن يمثل له بما سبق من الدلالة على موضع الضالة أو المسروق، فإذا كان هذا يخبر بهذا الغيب النسبي فهذا أمر ممكن، ولكن الشخص هذا الذي يأتي الكهان ينهى عن ذلك حتى ولو كانوا يخبرون بهذا الأمر الذي غاب عنه، وعلمه هؤلاء.
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 05 - 09, 01:39 م]ـ
10 - فالله - سبحانه وتعالى - خلق أعياناً مشؤومة، وأعياناً مباركة، وقضى بسعادة وبركة من قارب هذه الأشياء المباركة، وبشؤم من قارب الأعيان المشؤومة، وهو سبحانه وتعالى خلق الأسباب وربطها بمسبباتها، و نحن نؤمن بهذه الأسباب الظاهرة، فكما خلق الله - عز وجل- الروائح الطيبة، وجعل الإنسان يرتاح للقرب منها، كذلك خلق أضدادها، وجعل الإنسان ينفر من أضدادها، من هذه الروائح الفاسدة؛ لأنها تؤذيه، وتؤذي من قاربها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/175)
كذلك في مسألة الدار والمرأة والمركب، فبعضها قد يكون مشؤوماً، فالشؤم موجود في بعض الأشياء، لكن لا يجوز للشخص أن يتشائم بها، بمعنى أن يعتقد أنها مصدر الشؤم، بل يعلم، ويجب عليه أن يعلم ويعتقد أن كل شيء بقضاء الله - سبحانه وتعالى- وبقدره، والله -عز وجل - هو الذي خلق هذه الأعيان، وخلق ما فيها، وعلى الإنسان أن يبتعد عما لا يرتاح إليه، إذا كان لا يرتاح إلى بعض هذه الأمور عليه أن يبتعد، ولا تثريب عليه؛ لأجل أن يسد على نفسه وساوس الشيطان، التي تفسد عليه دينه ونفسه وحياته.
ووجه تخصيص هذه الأمور الثلاثة؛ لأنها أكثر ما يلتصق بالإنسان في حياته اليومية، ولا يكاد يبتعد عنها الإنسان، وكثير ما يحصل للناس تشاؤم بها؛ ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر عن هذه الأمور، ولكنه نهى عن التشاؤم، وقد ذكر أهل العلم شيئاً من شؤم هذه الأشياء، فذكروا من شؤم الدار مثلاً، بعدها عن المسجد، بحيث أنها قد تكون سبب في ابتعاد الإنسان عن المسجد، وعن الصلاة، وعن الاختلاط بالمسلمين، ومن شؤم المرأة مثلاً سوء الخلق، وكونها لا تلد، ونحو ذلك، ومن سوء الدابة والفرس - كما ذكر أهل العلم- أنها لا يغزى عليها، أو قد تنفر ممن قد ركبها، ونحو ذلك، فإذا وجد الإنسان شيئاً من هذه الأمور، ووجد نفسه لا ترتاح إليها، فعليه أن يبتعد، ولكن بشرط ألا يعقتد أن هذه سبب الشؤم بأشياء تصيبه. قد يعتقد الإنسان - ربما يحصل له مرض مثلاً- بسبب شيء من ذلك، أو خسارة في مال، فيعلقها على هذه الأمور، هذه أسباب خفية لا يجوز أن يتشاءم بها، ولكن على الإنسان أن يتوكل على الله، وله أن يبتعد عما لا ترتاح إليه نفسه، مادامت أن عقيدته مطمئنة، وواثقة بأن كل شيء بقضاء الله، حقيقة، وليس مجرد ادعاء؛ لأن هذه أعمال قلوب، والله - سبحانه وتعالى- يعلم ما في قلوب الناس.
11 - وهذه قد تواجه الإنسان حينما يخرج من بيته، حينما يسمع شيء، وفي الحقيقة إنما تكثر مع الغفلة عن التوحيد، تجده يقرأ أي كلمة في لوحة، أو لافتة، فيحاول أن يوجد لها مناسبة، سواء تفاؤل أو تشاؤم، حتى لو كانت بعيدة، فهذا لا ينبغي.
وما يدخل في هذا الباب مما يسمى بالاستفتاح، بعض الناس يفتح القرآن، يفتح القرآن وينظر ماذا تقع عليه عينه، فيستفتح فيه، وهذا لا شك أنه من البدع والخرافات، والمنهي عنه، وهو من اتخاذ آيات الله هزوا، كما قال أهل العلم.
وذكر عن بعض السابقين أنه فتح القرآن، ووقعت عينه على قوله تعالى: ? وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ?15?? [الرعد: 15]، فقام وهان المصحف والعياذ بالله.
فكيف يفتح الإنسان لنفسه هذه الوساوس والخرافات، وقد تقع عينه على آيات العذاب للكافرين ونحو ذلك، فهذه كلها من البدع التي تجعل الإنسان في الحقيقة دائم التضجر والوسوسة، وسوء الظن والخوف والتردد، وتعكر عليه حياته، فينبغي للإنسان أن يبتعد عن هذه الأمور.
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 12:46 ص]ـ
12 - الصفة الأولى: (الفخر بالأحساب). والحسب: هو المآثر، مآثر الشخص في ماله، أو حسبه يعني مآثر آبائه وأجداده، مما يكون عندهم من الكرم والشجاعة، أو الدين، أو العلم، أو غير ذلك، فيفتخر بذلك، يفتخر بما كان عليه آباؤه من الشرف، والحسب والمآثر فيبدأ يعددها ويفاخر بها، وهذا من صفة الجاهلية. وقد يكون في بعض المسلمين من يفعل ذلك، وهذا الفعل مذموم؛ لأنه منسوب إلى الجاهلية، ولو كان محموداً لما نسب إلى الجاهلية، التي أنقذنا الله منها ببعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
13 - الصفة الثانية: التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (الطعن في الأنساب) ومعنى: (الطعن في الأنساب) يعني ذمها، وعيبها، والوقوع فيها، فمن طعن في نسب أحد من إخوانه المسلمين، وذمه، وعابه في نسبه، ففيه جاهلية، فهو جاهلي في هذه الصفة، وقد حدث أن أبا ذر -رضي الله عنه- عير بلالاً فقال له: (يا ابن السوداء، فأنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية، إنك امرؤ فيك جاهلية) يعني فيك صفة من صفات الجاهلية؛ ولكن أبا ذر -رضي الله عنه- كما روي في بعض الآثار أنه ندم على هذه الكلمة، حتى إنه - كما ذكر- جعل وجهه في الأرض، وقال: لبلال طء خدي برجلك -رضي الله عنهم أجمعين-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/176)
فالمقصود: أن الطعن في الأنساب، وذم الأنساب هذا من صفات الجاهلية، ومع الأسف تجد من الناس في هذا العصر من يتبارون في ذم نسب بعضهم لبعض، وينظمون القصائد في ذلك، وكل واحد يذم الآخر في نسبه، ويفخر بنسبه هو، وهذا كله من صفات الجاهلية، التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو كما حذر من الفخر بالأنساب والأحساب، ممن قد يكونوا من جَثَى جهنم، فإنه أيضاً حذر من الطعن في أنساب الغير.
والله -عز وجل- يقول: ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ ? [الحجرات: 13]، قال الله -عز وجل-: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ? [الحجرات: 13]، ما قال: لتفاخروا، أو لتطاعنوا في أنسابكم، وإنما قال ? لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ ? [الحجرات: 13].
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر في هذا الحديث، أن هذه الصفة صفة جاهلية، وأنها من أخلاق الجاهلية، وإن كان هذا لا يوجب كفر صاحبها، أو فسقه، ولكنه هذا دليل على ذمه وتحريمه والنهي عنه.
14 - تقول: هل يدخل الإعلان عن أمر الخسوف والكسوف في التنجيم، وما حكم ذلك والتصديق به؟.
هذا سؤال جيد الحقيقة وتنبيه طيب، وهو أن الكسوف أو الخسوف قد يُعرف بالحساب، ونحن لا ننكر أن هناك حساب لحركات الأفلاك ونحو ذلك، ولكن هذه الحسابات ليست قطعية، بمعنى: أن الحُسَّاب قد يخطئون؛ ولذلك تجد أن الحُسَّاب أنفسهم يختلفون، فنحن لا ننكر، وقد يعلمون أنه سيكون هناك كسوف في الوقت الفلاني في البلد الفلاني، وهذا ليس من الغيب، بل هذا علم يتعلم، ولكنه ليس قطعياً؛ ولذلك نحن لا نبني الأحكام الشرعية على الحسابات، فمثلاً لا نصوم بناءً على الحساب، فلو كان هناك غيم، ولم نرى الهلال فنحن لا نصوم بناءً على قول الحساب، كذلك لو قال الحساب: سيكون هناك كسوف أو خسوف وحال بيننا وبين الشمس غيم ولم نرى، فنحن لا نصلي الكسوف إذا لما نراها، بناءً على قول الحساب؛ لأن كلام الحساب ليس قطعياً، نحن لا ننكره مطلقاً ولا ننفيه، بل نقول: قد يصدق، وهذا علم معروف ولكنه ليس قطعياً، ولا تبنى الأحكام عليه، بل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نحن أمة أمية لا نحسب) إلى آخر الحديث.
15 - يقول: في هذه الأيام شحت السماء فيقوم بعض الأشخاص بذبح عجل وتوزيع لحمه، بغية سقوط المطر، فهل أكل لحمه جائز؟ وأيضاً عن فعل هذا؟.
هذا مما يفعله بعض الناس في بعض البلاد، فهذا بدعة، نحن نقول: إن ذبح الذبائح والتصدق بها مطلقاً جائز، وفيه أجر، لكن التخصيص بوقت معين، أو لسبب معين، لا يكون إلا بدليل، وهذا ما يسميه العلماء بالبدعة الإضافية، والتي يتنازع فيها كثير من الناس ويقولون: كيف هذا؟ عمل مشروع، وأنتم تقولون بدعة؟! البدعة هي: تخصيص شيء بزمن معين، أو عدد معين، أو مكان معين، أو حياة معينة، وإن كان العمل أصله مشروعًا، لكن الابتداع جاء من تخصيصه، فهؤلاء إذا كانوا يجعلون أن ذبح عجل معين بصفة معينة في مكان معين، هو الذي يستجلب الغيث، نقول: هذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته، وإنما ورد عنهم صلاة الاستسقاء والدعاء، أو الدعاء في يوم الجمعة، هذا هو الوارد في السنة والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 05 - 09, 04:49 م]ـ
16 - إذن دعوى المحبة تحتاج إلى دليل وبرهان، كل يدعي أنه يحب، فلابد من أن يقيم برهاناً ودليلاً على محبته، وهذا حتى بين الناس قد يدعي الشخص أنه يحب آخر، ولكن تبقى هذه دعوى حتى يبرهن عليها بأفعاله وتصرفاته، ونحو ذلك، مما يستدل به على حقيقة ما يقول، وإلا أصبحت دعوى كاذبة، إن لم تبرهن بالأفعال فإنها تكون دعوى كاذبة، فالله - عز وجل- بيَّن علامة صدق هذه الدعوى بأنها اتباع ما جاء به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ? قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ?.
إذن من يدعي أنه يحب الله -سبحانه وتعالى- وهو معرض عن اتباع شرعه، فنقول: هذه دعوى تحتاج إلى دليل، ودليلها الاتباع، ومن لم يتبع فإنه مدعي في محبته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/177)
17 - صدق المحبة، موافقة المحبوب في محابه ومساخطه، فالمحب يفعل ما يحبه محبوبه من أمور، ويترك ما يكرهه، ويبغضه محبوبه، فمن يحب الله - عز وجل- تجده يسارع في طاعاته، وفعل ما يحبه، ويجتنب ما يكرهه الله، -سبحانه وتعالى- أو يكرهه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فهذه هي صدق المحبة، تبغض ما يبغضه، تحب ما يحبه، تفعل ما يريده، تترك ما يكرهه، هذه علامة صدق المحبة.
وأيضاً إذا ارتفع الإنسان في درجات المحبة، فإنه يجد اللذة والراحة في القرب من محبوبه، وفعل ما يحبه، كما كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (يا بلال أرحنا بالصلاة) فيجد الراحة فيها، وقرة عينه في الصلاة؛ لأنه يجد لذة مناجاة الله - سبحانه وتعالى - والقرب منه، وهي من الأمور التي يحبها الله - سبحانه وتعالى- بل يجد الراحة والطمأنينية والسعادة، حينما يفعل ما يحبه محبوبه. ويجد الضيق والحرج ونحو ذلك، في القرب من ما يكرهه محبوبه، أو أن يشاهده في مكان، لا يحبه أو على فعل لا يرضاه، فتجده متضايق من هذا.
هذه علامة صدق المحبة، محبة ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأقوال، والأفعال، والأشخاص، والبقاع، وغير ذلك، وبغض واجتناب ما يكرهه الله - سبحانه وتعالى- أو يكرهه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأقوال، والأفعال، والأماكن، والأشخاص، وغير ذلك، فهذه هي علامة الصدق، وعلامة صحة المحبة، فبرهانها أن يجد الإنسان الارتياح في لقاء محبوبه، وفي فعل ما يحبه محبوبه؛ لأنه يجد القرب منه بذلك.
18 - وأيضاً أحب أن أنبه على عبارة أثرت عن رابعة العدوية، حيث نقل عنها: أنها قالت: اللهم إني لم أعبدك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، ولكن حباً فيك.
الشخص حينما يسمع هذه العبارة ينبهر لها، يقول: انظر كيف وصل الحب، حب الله - سبحانه وتعالى- بحيث أن هذه العابدة، أحبت الله لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، وهذا ما يتغنى به بعض المنحرفين من الصوفية وغيرهم، ويزعمون أنهم استوى عندهم الأمران، استوى عندهم دخول الجنة ودخول النار، المهم أنهم يعيشون في محبة الله، كما ذكر عن سمنون يقول: أنه قال:
وليس لي في سواك حظ ... فكيف ما شئت فابتليني
فابتلاه الله -عز وجل- بحصر البول، حتى مكث أياماً لا يبول، وصار يتقلب من الألم، ويخرج إلى الأسواق، ويعطي الصبيان الحجارة، ويقول ارموا عمكم الكذاب، ما استطاع أن يصبر على البلاء، فكيف يقول الإنسان: أنا لم أعبدك خوفاً من نارك؟ سبحان الله! والله -عز وجل- مدح عباده المؤمنين بأنهم يدعونه خوفاً وطمعاً: ? أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ? [الزمر: 9]، وقال سبحانه وتعالى: ? يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ? [السجدة: 16]، وقال: ? إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ? [الأنبياء: 90]، الإنسان يجمع بين الرغبة والرهبة، ويخاف من النار، ويسأل ربه الجنة، وقد سألها أفضل الخلق، وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، استعاذ بالله - عز وجل- من النار، فكيف يأتي شخص، ويقول: لم أعبدك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، ولكن حباً فيك. هذا غلط.
19 - (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سوهم) وعلامة المحبة: أن يحب ما يحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأن يكره ما يكرهه الله، ويكرهُه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن يؤثر مرضاة الله - عز وجل - ومرضاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على كل شيء، وأن يسعى في ذلك، وأن يبتعد عن الحرام، بل يبتعد حتى عن المكروهات، بل يبتعد حتى عن المشتبهات، إذا بلغ الإنسان درجة من صدق المحبة، فإنه يبتعد حتى عن المشتبه، الأمور التي اشتبهت عليه، أو حتى الأمور التي اختلف فيها العلماء، فإنه يحتاط لدينه، هذه علامة الصدق، كما ورد أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)، فالمحب لله - عز وجل- والمحب للرسول -صلى الله عليه وسلم- يحرص على فعل الأوامر، واجتناب النواهي، ويحرص على فعل السنن، وترك المكروهات، بل إنه يتورع عن فضول المباحات، التي تقطعه عن الاشتغال بالمستحبات، يعني يترك المفضول الذي يقطعه عن الفاضل، فيوازن بينها، ويحرص على كل عمل أو قول أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/178)
فعل، يقربه إلى محبة الله - عز وجل-، أو محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
20 - (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) وهذا علامة صدق المحبة، والإخلاص فيها، كيف تعرف أنك مخلص في محبتك لهذا الشخص؟ تعرف أن محبتك خالصة لله -عز وجل- وفي الله، حينما تتجرد من الأهواء، أو من العلائق الأخرى، وكما قال بعض السلف: إن المحبة لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء، أما إذا زادت بالبر فدليل على أن هذه الزيادة ليست لله، والواجب أن تحبه لما معه من الخير، تحبه لما معه من الطاعة، تحبه لما معه من الإيمان والتقوى، تحبه على قدر إيمانه، وقدر صدقه، وقدر تطبيقه لشرع الله، تحبه لله، تكون محبتك لله وفي الله -عز وجل-.
21 - فهنا يبين علامة محبة الله -عز وجل- للعبد، بأن العبد يكون مسدداً في أقواله، وأعماله، وسمعه، وبصره، فتجده ما ينظر إلى حرام، لا يسمع حرام، لا يبطش بحرام، لا يمشي إلى حرام، كل جوارحه مسخرة في طاعة الله -عز وجل- هذه علامة محبة الله -عز وجل-.
22 - من علامة محبة الله لك: أن يستخدمك في طاعته. أن تكون جميع أعمالك موافقة لشرعه، موافقة لما يحبه الله -عز وجل-، هذا من توفيق الله لك، أما الإنسان الذي يسرف في المعاصي، ويغفل عن عبادة الله، هذا دليل على خذلان الله له، ونسيان الله -عز وجل- له، قال عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ?18?وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ? [الحشر: 18: 19]، نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ينسى الإنسان نفسه، حتى أنه ربما لا يفكر أنه مخالف لأمر الله، حتى إنه ربما يفكر في محاسبة نفسه فلا يجد شيئاً عليها، كأنه قد كمل، وبعض الناس - سبحان الله - من الغفلة التي عنده، يظن أنه ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت، كأنه ضمن الجنة، وأنه لا حساب عليه، ولا عذاب، وأنه غير مسرف، بل تجد بعضهم يمن بعمله على الله -سبحانه وتعالى- كأنه هو صاحب الفضل والإحسان، فهذا من الغرور الذي يبتلى به بعض الناس، وهذا دليل على خذلان الإنسان.
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:43 م]ـ
23 - قال: ? وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله ?: يعني الخشية الواجبة، لم يخش إلا الله -سبحانه وتعالى- يريد بذلك خشية التعظيم والعبادة، مثل ما ذكرنا في خوف السر، خوف السر لا يجوز إلا من الله، كذلك الخشية هنا ? وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله ? يعني خشية العبادة، مستلزمة للتعظيم، وكمال الطاعة، والمحبة هذه لا تجوز إلا من الله -سبحانه وتعالى-، ولا يقصد بذلك الخشية الطبيعية؛ لأن هناك خشية طبيعية مثل ما هناك خوف طبيعي، فالإنسان قد يخشى بعض العوارض الدنيوية، يخشى بعض المصائب الدنيوية، فهذا إذا كانت طبيعية فهي جائزة، مع اعتقاده أن كل شيء بأمر الله -سبحانه وتعالى- وبقضاء الله وقدره، هؤلاء الذين لا يخشون إلا الله، قال: ? فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ? هؤلاء هم المهتدون، "عسى" من الله واجبة، كل "عسى" في القرآن فهي واجبة التحقيق، ما ذكر بعدها، فهؤلاء هم المهتدون الذين لا يخشون إلا الله -سبحانه وتعالى-، هم المهتدون، كما قال في الآية الأخرى: ? الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ الله وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ الله ? [الأحزاب: 39]، يعني الخشية الواجبة لا يجوز أن تصرف لغير الله -سبحانه وتعالى-، بل لا يجوز لإنسان أن يخشى إلا الله -سبحانه وتعالى- في اعتقاد أنه الذي يملك النفع والضر، وفي التذلل والعبادة.
24 - أن التوكل على المخلوق ينقسم إلى قسمين:
- النوع الأول:فإن توكل على مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى صار شركاً أكبر، سواء كان المخلوق ميتاً أو حياً. وفي إجابة الإخوة التركيز على الأموات، نقول حتى الأحياء من توكل على مخلوق في أن يدخله الجنة مثلاً، أو في أن يشفيه من مرضه، أو توكل على المخلوق في أن يرزقه الولد أو نحو ذلك، مما لا يقدر عليه إلا الله - سبحانه وتعالى-، فهذا التوكل شرك أكبر مخرج من الملة، وهذا لا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/179)
- النوع الثاني: هو التوكل على المخلوق في الأسباب الظاهرة، في أمور تكون بيد المخلوق، يعني يستطيعها المخلوق، كما يتوكل على مخلوق في حصول وظيفة له، أو في دفع أذى عنه، يستطيعه المخلوق في شيء ظاهر، فهذا شرك أصغر. إذا توكل عليه في هذا السبب صار شركاً أصغر، إذا توكل على المخلوق في الأسباب الظاهرة التي هي بيد المخلوق يستطيعها المخلوق صار شركاً خفياً شركاً أصغر، قد يقول قائل: كيف يكون شركاً، وهذا المخلوق يستطيع أو هو بيده؟ نقول: إنما صار شركاً؛ لأن فيه تعليق القلب بغير الله، وعمل القلب لا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.
وفرق بين أنك تتوكل عليه وأن تستعين به، يمكن أن تستعين به، ويكون من باب الوسائل، أما التوكل فهو عمل القلب، لا يجوز أن تتوكل إلا على الله سبحانه وتعالى، وهذا أيضاً من العبارات الشائعة عند بعض الناس، وهي عبارات فاسدة، بعضهم يقول: أنا متوكل على الله ثم عليك، أو بعضهم يقول: أنا متوكل على الله وعليك، هذا قال: متوكل على الله وعليك، يعني صارت محظورة من وجهين: من وجه التشريك، ومن وجه أنها أيضاً جعل التوكل على غير الله. وكذلك من يقول أنا متوكل على الله ثم عليك، نقول هذا ممنوع أيضًا؛ لأنه لا يجوز أن تتوكل على مخلوق إطلاقاً؛ لأن التوكل عمل القلب، ولا يجوز أن يعلق إلا بالله سبحانه وتعالى.
25 - سؤال:أحياناً ينتسب الناس قول أعتمد عليك في هذا الأمر أو أنا معتمد عليك في هذا الأمر الفرق بينه وبين التوكل؟
هذا الاعتماد قد يطلقه بعض الناس ويقول أنا أعتمد عليك بمعنى أني وكلتك، ولم أوكل غيرك، معنى أني فوضت إليك هذا الأمر أن تعمله، فإذا كان الاعتماد يقصد به هذا الشيء هذا جائز، أما إذا قصد بالاعتماد اعتماد قلبه على هذا المخلوق، أنا معتمد عليك، فهذا ممنوع، وهذا هو التوكل، ولا يجوز أن تتوكل على مخلوق في أن يحصل على يديه شيء، والله سبحانه وتعالى بيده ملكوت كل شيء، فالقلب يجب أن يعلق بالله، وأنت تعمل الأسباب، نعم توكل مخلوق، تستعين به، توصيه لكن عمل القلب يجب أن تحفظه بألا يصرف إلا لله سبحانه وتعالى.
26 - أعود فأذكر بأن ما يتعلق بالوكالة، وهو توكيل المخلوق فهذا جائز، ولكنه لا يدخل فيما نحن فيه، فالوكالة غير التوكل، فالتوكل عمل القلب، أما الوكالة فهي تكليف ظاهر، وهذا جائز، ولكن لا يجوز أن تتوكل على من وكلته، بل يجب أن تعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى، لا بهذا المخلوق الموكل بالقيام بهذا العمل.
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 05 - 09, 07:08 م]ـ
27 - "طلب العلم ليجاري به العلماء" هو يطلب حتى يكون عالم ويكون مع العلماء ونحو ذلك، "أو يماري به السفهاء" طلب العلم حتى يستطيع أن يماري ويجادل، "أو يصرف وجوه الناس إليه" طلب العلم حتى يتصدر المجالس ويصرف وجوه الناس إليه ويثنون عليه ويقدمونه ونحو ذلك فهذا النتيجة؛ قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أدخله الله النار" والعياذ بالله؛ لأن هذا العمل حبط بصرفه لغير الله.
فهؤلاء الذين يطلبون العلم لغير الله لأجل أن يتصدروا المجالس أو لأجل أن يمدحوا أو لأجل أن يماروا أو يجاروا، هؤلاء عملهم حابط والعياذ بالله، ومن مظاهر ذلك أن تجد الشخص يعني قد يثير مسائل في بعض المجالس ليصرف وجوه الناس إليه يثير مسائل حتى يقال فلان عالم أو يعرف من دقائق العلم أو من غرائب العلم، أو تجده يتعالم على العلماء ويخطئهم ويظهر أنه أعلم من فلان وأنه عنده من الفهم ما ليس عند فلان، فهذا من التعلم الذي قد يقدح في نية الشخص وهو من مظاهر التي تجعل الإنسان في الحقيقة يحاسب نفسه ويصحح مساره وطريقه في طلب العلم.
28 - الحالة الثانية: إذا كان العمل أصله لله -عز وجل- لكن دخله رياء أو طرأ عليه الرياء، هذا إن كان الرياء خاطرا أو أتى على ذهنه، ثم صرفه وأبعده فلا يضره؛ لأن الشيطان يحرص أحيانًا يأتي الإنسان وربما يقول: أنت كذا أو حسِّن صلاتك فإذا صرفها وأبعدها وذهب عنه هذا الخاطر فلا يضره بإذن الله، لكن إن استرسل معه إلى آخر العمل؛ جاءه الرياء ورسخ في قلبه وصار فعلًا هذا الرياء محركا له ومشاركا للنية الأولى فهنا لا يخلو من حالين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/180)
الحال الأولى: أن يكون أول العمل مرتبط بآخره مثل: الصلاة يعني الصلاة شيء واحد ما تتجزأ فهنا يحبط العمل لأنه ترسخ فيه وصار عملًا فيه رياء وفيه شرك؛ لأن الله لا يقبل من العمل ما أشرك معه فيه غيره.
أما إذا كان العمل لا يرتبط أوله بآخره مثل الصدقة ومثل الذكر ومثل قراءة القرآن ومثل التسبيح، فهذه يحبط العمل الذي قارنه الرياء، وأما أول العمل الذي لم يدخله الرياء فإنه لا يحبط؛ يعني مثلًا: لو أن شخصًا تصدق بمائة فنصفها كان خالصًا والنصف الأخير دخله الرياء. هنا نقول: يحبط النصف الأخير فقط لأن الأول لا يرتبط بالآخر.
أو أنه سبح الله -عز وجل- وصلى على النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مثلًا مائة وبعضها كان خالصًا وبعضها دخله الرياء، فأيضًا يدخلها التقسيم، ومثله قراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال التي تتجزأ، فما دخله الرياء وخالطه وتمكن من الشخص وصار مشاركًا له في النية فإنه يحبط العمل والعياذ بالله.
29 - فيه هنا حقيقة أيضًا تنبيه يحسن أن نتنبه إليه: وهو أن الشخص أحيانًا يعمل عمل لله -عز وجل-، ثم إن هذا العمل يظهر ويذكره الناس بخير ويمدحونه، فربما يسَّر بهذا، فما حكمه؟ هل هذا يكون مرائيا أو لا؟ نقول: إن هذا لا يدخل في الرياء ما دام أنه أصلا عمل والعمل هو لله -عز وجل- وإنما هذا من الذكر الحسن، وقد دل على ذلك الحديث الصحيح الذي جاء في هذا المعنى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- (سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس. فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن) فإذا حمده الناس فهذا من الثناء الحسن، ولكن هنا أيضًا تنبيه ينبغي أن نتنبه إليه: وهو أن على الإنسان ألا يتطلع للمحامد، وألا يتحرى لمحامد الناس وثنائهم؛ لأن بعض الناس يقول: أنا أعمل العمل لله لكن تجده ينتظر متى يحمده الناس، ينتظر ثناء الناس ومدحهم، أو ربما ينتظر المنزلة عندهم والعياذ بالله، هذا لا شك أنه يقدح، هذا من الغرور من الغرور رؤية الأعمال، والتطلع إلى ثناء الناس، وتعظيم الناس، واحترام الناس، يحترمونه لأجل دينه أو لأجل إخلاصه أو لأجل علمه هذا مما يقدح في الإخلاص؛ إذا كان يتطلع ويتحرى وينتظر، أو وربما صار في نفسه أحيانًا يقول: كيف وأنا فلان الفلاني المحسن الكبير، أو العالم الكبير أو العابد كذا، أو الولي ونحو ذلك، ولا يحترموني، ولا يقدروني، هذا من الغرور، ربما أن هذا العاصي أفضل منك، لأنك أنت مغتر بعملك، وتنتظر أن يمدحك الناس.
فالمهم أن الناس هنا مراتب فبضعهم يتطلع إلى المدح والثناء هذا مكروه كما قلنا ومبغض، من الناس من لا يغتر ولكنه إذا سمع الثناء وإذا سمع أن عمله عُرِفَ ربما يسر بالثناء، فنقول: إن سرورك بالثناء من باب أن هذا نعمة من الله -عز وجل- أنك وفقك الله لهذا العمل، فهذا لا ضير، لكن إذا كان فرح بأن عمله ظهر، وصار الناس يعرفون أنه عمل الأعمال الطيبة فربما يدخل أيضًا في المكروه.
أسوأ من ذلك من يظهر عمله تصريحًا أو تلميحًا وهذا يدخل في التسميع، قد يكون عملا عمله لله -عز وجل- في الخفاء، ولكنه أبداه يتحدث به في المجالس، يصرح، أو يلمح، أو نحو ذلك، لأجل أن يتحدث به، ولأجل أن يكسب منزلة، فهنا هو يخسر من الأجر بقدر ما يعمل لإظهار الأعمال.
كان السلف -رحمهم الله تعالى- يحرصون على إخفاء أعمالهم أكثر من حرصنا على إخفاء ذنوبنا وعيوبنا، نحن نخفي عيوبنا، وربما الواحد يحب أن يظهر عمله. أما السلف الصالح فكانوا يخفون أعمالهم،
30 - أيضًا من العلامات استواء المدح والذم فالمخلص يعمل العمل لا يحدوه أو يدفعه مدح ولا يخذله ذم، أما المرائي فإنه إذا مدح اندفع وعمل، وإذا لم يسمع مدح أو سمع ذم فإنه يكسل ويتخاذل ويترك، هذا من علامة الرياء وأما المخلص فإنه يستوي عنده المدح والذم كما يستوي عنده الباطن والظاهر، باطنه كظاهره لا اختلاف فيه
40 - ولكن المذموم المدح، والمدح هو الذبح كما يقال، والقطع للعنق كما قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- (قطعت عنق صاحبك) والمقصود بهذا المدح هو الإطراء إطراء أو مدح بغير حق أو زيادة على المشروع أو مدح يضر الممدوح فهذه هي المنهي عنها إذا كان المدح يضر الممدوح بحيث يوقعه في الغرور أو يوصل إلى الإطراء أو المدح بغير حق؛ كذب كما في المداحين خاصة من الشعراء وغيرهم ممن هم ? فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ?225? وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ?226?? فهذا هو المذموم. الإنسان يكون مداحا أيضًا مداحا مشهور بأنه مداح لا تكاد تسمع منه إلا مدحا يمدح من يستحق ومن لا يستحق فهذا هو المذموم.
أما إذا كان بقدر وبما يشجع فهذا مشروع ومما يدل عليه قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأبي بكر (إنك لست منهم) أي من الذين يجرون ثيابهم خيلاء، وقوله لعكاشة (أنت منهم) أو في رواية (اللهم اجعله منهم) وأيضًا وصف بعض الصحابة بأنه أعلمهم بالفرائض، وفلان هو أشدهم كذا، وقوله لعمر -رضي الله عنه- (إيه يا ابن الخطاب ما رآك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك) هذا مدح لعمر -رضي الله عنه-.
فالمهم أن المدح إذا كان بقدر وبشيء معقول وبشيء صدق هذا لا بأس به. أما إذا كان بإطراء أو بكذب أو بما يضر فهذا هو الممنوع والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/181)
ـ[أم حنان]ــــــــ[22 - 05 - 09, 01:02 م]ـ
32 - فالعالم المخطئ لا يتابع على خطئه ولكنه لا يُذم، ولا يُعاب، ولا يتنقص بل يُعرف له حقه، نحن نعرف لأهل العلم حقهم، ونعتقد أن أهل العلم ليسوا معصومين، أهل العلم ليسوا معصومين ليسوا ملائكة ليسوا رسلاً وإن كانوا هم ورثة الأنبياء، لكن قد يخطئ؛ ولذلك فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال هنا: (إذا اجتهد فأخطأ ... ، وإذا اجتهد فأصاب ... ) فدل على أنهم قد يخطئون.
فالعالم إذا أخطأ بعد اجتهاده فإنه يُعذر ولا يُتابع، ليس معنى أنه عالم أنه يتابع في خطئه لكن قوله يرد عليه، قوله مردود عليه، ولا يتباع عليه، ويحترم ويستغفر له ويذكر بالخير والجميل، ولكنه لا يُتابع على الخطأ إذا ظهر، هذا إذا كان عالماً أما إذا كان الإنسان ليس عالما، وإنما يجتهد في دين الله وهو لا يفهم ولا يعرف النظر في النصوص، ولا يعرف أصول الفقه وأصول النظر في الأدلة فهذا يُذم؛ لأنه ليس له الحق في أن يجتهد في دين الله.
المقصود أن العالم إذا أخطأ فإنه لا يُتابع على خطئه، ولا يُذم ولا يُنتهك عرضه كما يفعل بعض الجهال الذين يتتبعون أخطاء العلماء وزلات العلماء فإن هؤلاء في الحقيقة وقعوا فيما وقع فيه أهل البدع من إسقاط مكانة العلماء وهيبتهم، وكما قال الحافظ ابن عساكر قال: «اعلم رحمك الله أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة، ومن طعن في العلماء بالسلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب» أو كما قال، فلا يجوز للإنسان أن يتنقص أهل العلم؛ بل عليه أن يحترمهم ويعرف لهم حقهم ويذكرهم بالجميل ليسوا لأنهم معصومين ولكنهم لهم الولاية ولهم حق الاحترام وهم الذين يبينون للناس دينهم، وإذا أسقطنا العلماء لم يكن للناس مرجعية يرجعون إليهم في دينهم ومن يوجههم، يبدأ الناس كل يعني يتبع العامة والغوغاء (فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) نسأل الله السلامة والعافية.
33 - بالمناسبة أنا أحب حقيقة أن أنبه بمناسبة الكلام عن القوانين الوضعية، الحكم بغير ما أنزل الله نقول: إنه له أحكام، قد يكون كفرا أكبر مُخرجا من الملة، الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفرا أكبر مُخرجا من الملة، وقد يكون كفراً أصغر، كفرا دون كفر، وقد يكون دون ذلك.
فيكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبر مُخرجا من الملة في أحوال منها:
إذا اعتقد عدم أحقية شرع الله، يعني عدم أحقية شرع الله في التحاكم إليه،.أو اعتقد أن حكم الطاغوت من القوانين وغيرها أنها أفضل من شرع الله، يعتقد أن هذه القوانين أفضل من شرع الله، أو حتى لو اعتقد أنها مساوية، مساوية لشرع الله، أنها مثل شرع الله، أو أن الإنسان بالخيار فهنا أيضاً كفر أكبر، أو حتى لو اعتقد أن شرع الله أفضل منه، لكن الحاكم له أن يحكم بهذه أو هذه حسب ما يرى، وأنه لا يجب عليه أن يحكم بشرع الله فهذا أيضاً كفر أكبر؛ لأنه أجاز .... يعني كأنه أبطل الواجب كما سبق معنا، اعتقد أنه لا يجب أن يتحاكم إلى شرع الله، فهذا أيضاً مما يدخل في الكفر الأكبر.
إذن سواءً اعتقد أنه مماثل لشرع الله، أو اعتقد أن شرع الله أفضل لكنه لا يجب عليه أن يتحاكم إلى شرع الله فهذا كله -والعياذ بالله- مما يدخل في الكفر الأكبر، أو اعتقد أن الشرع الإسلامي قاصر، أو لا يصلح للتحكيم في هذا العصر والتحاكم إليه، أو اعتقد أن شرع الله مقصور على بعض الجوانب، أن الشريعة هي في العبادات ونحو ذلك، وأنها لا دخل لها مثلاً في الحدود أو في الاقتصاد أو في غير ذلك، فهذا أيضاً في الحقيقة كما يقال تكذيب لشرع الله، وحصر لشرع الله في بعضه كما يقال: ? أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ? [البقرة: 85] هذا أيضاً مما يدخل في الشرك الأكبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/182)
أو جعل تشريعاً جديداً نسخ به شرع الله وجعل قوانين عامة يُتَحاكم إليها فكل هذا مما يدخل في تحكيم غير شرع الله، هناك أحياناً يكون التحاكم كفرا أصغر، كفرا دون كفر، وهو ما إذا تحاكم في قضية أو بعض القضايا لغير شرع الله لهوى في نفسه، هو يعلم أنه يجب أن يُتَحاكم إلى شرع الله، ويجب أن يحكم بشرع الله، لكنه حكم في بعض الأحوال لهوى في نفسه، حكم لأن هذا والله قريبه أو صديقه وحكم له بما يخالف شرع الله أو غَيَّرَ في شرع الله في بعض الأمور لهوى في نفسه، فهذا لا يُخرج من الملة، وإن كان كبيرة من كبائر الذنوب كسائر المعاصي.
بقي أن هناك حالة يحكم فيها الحاكم بغير شرع الله ولا يأثم؛ بل قد يُؤجر وهو إذا حكم باجتهاد منه وأخطأ فهذا الخطأ هو في الحقيقة ليس شرع الله، يعني الحاكم حينما يجتهد فيحكم ويخطئ في اجتهاده نقول: إن هذا الحكم مخالف لشرع الله ولكنه لا يعد كفراً؛ لأن هذا الحاكم اجتهد في ضوء الشريعة وفي ضوء النصوص الشرعية، ولكنه لم يوفق للصواب فحكمه مخالف لشرع الله، ولكنه مأجور على اجتهاده؛ لأنه مأجور على اجتهاده وفاته أجر الإصابة، فهنا حينما حكم باجتهاد من عنده نفسه وخالف الشرع نقول: هذا الشرع أو هذا الحكم مخالف لشرع الله، وهو لا يجوز أن يُثاب عليه، ولكن هذا الشخص معذور؛ لأنه اجتهد.
أما الذي يتحاكم إلى غير الشرع من عامة الناس فهنا يختلفون: فمن اعتقد حين تحاكمه إلى غير شرع الله اعتقد ما جاءت في الحالة الأولى التي ذكرناها اعتقد أنه والله لا يجب عليه أن يتحاكم إلى الشرع، أو أن القوانين أفضل من الشرع، أو نحو ذلك مما يخرج من الملة فيكون هذا والعياذ بالله كافرا باعتقاده أن الطاغوت أفضل من شرع الله، أو أن آراء الناس أفضل من شرع الله -عز وجل- فهذا إذا تحاكم إليهم بهذا الاعتقاد فإنه يكون كافراً والعياذ بالله، لكن إذا ذهب وتحاكم إلى شرع غير الله مع علمه أنه لا يجوز، وعلمه أن شرع الله أفضل، ولكن لهوى في نفسه عرف أن القانون هنا سيكون معه وهو مبطل في هذا فهنا يكون محرماً ويأخذ حكم الحالة الثانية.
بقي أنه لو أن شخصاً ما أمامه إلا أن يذهب إلى من يتحاكم إلى غير شرع الله، ويريد أن يستخرج حقه، فإذا كان يعلم أن هذا الحكم الآن الذي هو يحكم بغير شرع الله وأنه سيوافق شرع الله في أخذ حقه فله أن يذهب إليه عند الضرورة أو الحاجة لاستخراج حقه ما دام أنه موافق لشرع الله، وإن كان بعض العلماء رأى أنه يتنزه ويبتعد عن ذلك يكون أولى وأكمل لحاله، والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[09 - 06 - 09, 10:29 م]ـ
34 - قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات وقول الله تعالى: ? وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ? [الرعد: 30].)
أراد المصنف الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- بهذا الباب بيان أن التوحيد لا يكون إلا بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وأن جحد شيء من ذلك ينافي التوحيد، فعقد هذا الباب لبيان هذا الأمر، وذكر قول الله -سبحانه وتعالى- ? وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ? [الرعد: 30] وهذه الآية فيها ذكر لموقف الكفار، كفار قريش وأنهم يكفرون بهذا الاسم اسم الرحمن كما ورد في حادثة صلح الحديبية لما طلب من سهيل بن عمرو أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أنا لا أعرف الرحمن الرحيم، وأبى أن يكتب الرحمن الرحيم وكتب " باسمك اللهم " فهم أنكروا هذا الاسم وإن كانوا هم طبعاً لا ينكرون الله -عز وجل- ولا ينكرون ربوبيته وهم كفار مشركون.
35 - وفي الحقيقة إنكار صفة من صفات الله -سبحانه وتعالى- هذا كفر، من أنكر صفة من صفات الله -عز وجل- ثابتة بالكتاب والسنة فإنه يكون كافراً لأنه يكون مكذباً لما جاء عن الله وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أما من تأول النص، واعتقد أنه لا يدل على هذه الصفة فهذا يختلف، إن كان التأويل له مساغ، تأويل سائغ له وجه في اللغة، وإن كان التأويل خاطئا ليس هناك قرينة تدل على ما يؤول به هذا النص، وصرفه إليه فنحن نعتقد أن هذا التأويل خاطيء ولكن المتأول إذا كان لتأويله وجه في اللغة فإنه يدرأ عنه التكفير، ليس المتأول للنص مثل الذي ينكر صراحة، ينكر الصفة أو ينكر النص ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/183)
أما إذا كان التأويل ليس له أي وجه وإنما هو لا يعد تأويلاً في الحقيقة وإنما يعد تحريفاً، لأنه فرق بين التأويل الذي له وجه وإن كان تأويلا فاسداً وبين التحريف الذي ليس له أي مسوغ وليس له أي وجه في اللغة مثل تأويلات الباطنية وغيرهم من الفرق الباطنية الضالة على اختلاف أنواعها، فإن تأويلهم كفر لأن تأويلهم في الحقيقة مسخ للشريعة، تبديل للشريعة دون أي دليل، فيقولون مثلاً الصلوات الخمس هي حفظ خمسة أسماء، الصيام هو الإمساك وليس الإمساك عن الطعام والشراب يقولون الصيام هو الإمساك عن إفشاء أسرارنا، والزكاة هي دفع شيء لأئمتنا، الحج هو زيارة مشاهدنا ونحو ذلك، أو يحرفون تحريفاً لا يدل عليه أي دليل ولا أثر ولا نظر، فهذه كلها تحريفات مسخ للشريعة.
36 - المقصود أن على طالب العلم وعلى الداعية أن يعرف كيف يحدث الناس، وأن يحدثهم بما يحتاجون إليه وبما يدركونه وبما يفهمونه، لا أن يخبط خبط عشواء كما يفعل بعض الناس، يعني يأتي ويطرح مسائل قد تكون عويصة وقد تكون غريبة وأحياناً تكون مسائل شاذة من أقوال بعض العلماء، ويطرحها في المجالس ويتلقفها أهل الأهواء وأهل القلوب الضعيفة، وأهل الجهل فتكون لبعضهم فتنة.
فعلي -رضي الله عنه- وجه بهذا التوجيه أن يحدث الناس بما يعرفون، قال «أتريدون أن يكذب الله ورسوله» لأن الشخص إذا كان جاهلاً أو ضعيف الفهم أو نحو ذلك أو ضعيف الإيمان قد يسارع للتكذيب بما لا يتحمله عقله.
37 - نعم، هذا الباب الثاني الذي ذكره المصنف -رحمه الله تعالى- وفيه كلام عن قوله -سبحانه وتعالى-: ? يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا ? وهذه الآية في الحقيقة توجب إضافة النعم إلى مسديها، إضافة النعم إلى الله -سبحانه وتعالى- والواجب على المسلم أن يضيف النعم إلى الله -عز وجل- لأنه هو الفاعل في الحقيقة، وأراد المصنف -رحمه الله تعالى- بيان أن إضافة النعم إلى غير الله باعتبار أن الغير هو الفاعل من دون الله فهذا شرك، وأن إضافة النعم إلى السبب فإن هذا في الحقيقة ينافي كمال التوحيد وينافي شكر المنعم -سبحانه وتعالى- لأنه هو الذي أسدى هذه النعمة، وهو الذي تفضل بها -سبحانه وتعالى- فكيف ينكر الشخص نعمة الله في نسبتها إلى غيره ويتناسى أن الله -عز وجل- هو الذي أنعم بهذه النعمة على هذا العبد؟! ولولا الله -عز وجل- لم تحصل هذه النعمة.
وقد يسلب الله -عز وجل- السبب سببيته، يعني: هذا الشيء قد يكون هو السبب لهذا الشيء، ولكن الله -عز وجل- هو الذي خلق السبب وهو الذي جعل المسبب ولو شاء -سبحانه- لسلبه كما سلب النار حرارتها لما أُلقِي فيها إبراهيم -عليه السلام- النار سبب للإحراق ولكن الله -عز وجل- هو الذي جعلها سبباً فسلب النار حرارتها، وقد يجعل الله -عز وجل- لهذا السبب معارضاً، يعني مثلاً البذر حينما يأتي المزارع ويحرث ويبذر هذا سبب للإنبات لكن هذا السبب ليس مستقلاً، يعني يحتاج إلى أسباب أخرى تساعد في الإنبات، ليس مجرد وضع البذرة في التراب انتهى الأمر وستخرج، لا، لابد أن توجد هناك أشياء كثيرة تساعد وهناك أسباب كثيرة حتى يوجد هذا الشيء ولابد أيضاً من إبعاد المعارض، يعني: هناك أشياء قد تعارض السبب وقد تبطل السبب، يعني مثلاً في الحرث هذه قد تأتي جراثيم أو نحو ذلك فتبطل البذر فلا يخرج فهذا سبب، لكن أيضاً قد يوجد معارض، فوجود المعارض أيضاً هذا مما يجعل الإنسان لا يتعلق بالسبب، المعارض قد يقاوم.
وقد يترتب على السبب أيضاً ضد مقتضاه، يعني قد يوجد السبب والإنسان يعتقد أن هذا السبب سيحصل به شيء ثم يحصل عكس ما أراد، فهذه الأمور تجعل الشخص يراجع حساباته، ما ينسب الفعل إلى السبب، وينسى الله -عز وجل- هذا السبب هو جزء هناك أسباب كثيرة ظاهرة وأسباب كثيرة خفية لا تعلمها أنت أيها العبد، فلا يجوز أن تجعل كل ما حصل لك هو في هذا السبب، وتنسى المسبب الحقيقي وهو الله -سبحانه وتعالى-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/184)
ومعلوم أنه حتى لو قلنا: إن الشافع هذا حقيقة له شفاعة فمن الذي أهله للشفاعة؟ ومن الذي قبل شفاعته؟ إنه الله -سبحانه وتعالى- فلا يجوز بالتالي أن تنسب النعمة إلى هذا الشافع أو هذا الشفيع وتنسى الله -عز وجل- الذي سخر هذ الشفيع ويسر له وأَهَّله وجعله أهلاً لأن يشفع، فكل هذا يجعل الإنسان في الحقيقة يعمق معاني التوحيد في قلبه والارتباط بالله -سبحانه وتعالى- وعدم نسيان نعم الله -عز وجل- وأفضاله على العبد، مهما حصل له من هذه الأمور عن طريق هذه الأسباب فعليه ألا ينسى مسبب الأسباب وهو الله -عز وجل-.فالواجب إضافة النعم إلى الله -سبحانه وتعالى- لا أن تضاف إلى غيره من الأسباب المخلوقة.
لكن هل يجوز أن يضيفها؟
نقول: الشرط ألا ينسى المسبب الحقيقي وأن لا تكون إضافتها مشعرة بأن هذه هي الفاعلة أو هي التي يسرت هذه النعمة حتى وصلت إليه، والواجب على المؤمن أن يتعلق بالله -سبحانه وتعالى- وأن يشكر نعم الله وأن يتذكر نعم الله عليه دائماً وألا ينسبها إلى هذه الأشياء المخلوقة.
38 - سؤال:هل لابد فضيلة الشيخ أن يلفظ هذا الأمر هذه النسبة أو يكتفي باعتقاد قلبه؟
الله -سبحانه وتعالى- يقول: ? وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ? [النحل: 53] فالنعم كلها من الله -سبحانه وتعالى- فالقلب المعمور بشكر الله -سبحانه وتعالى- واستحضار نعم الله -عز وجل- لا يتناسى نعم الله ولا يتعلق بهذه الأسباب.
39 - هذا الأمر في الحقيقة يعني حينما نقول: لا ينبغي أن تنسب ما يأتيك من نعم إلى الأسباب، بل إلى الله -عز وجل- لا يعني أنك ما تشكر من كان سبباً في وصول النعمة إليك يسره الله -عز وجل- وسخره فإنك تشكره كما سبق معنا (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه) فالسبب أو جزء من السبب يمكن أن يشكر ويدعى له ونحو ذلك، ولكن يعلم أن الله -عز وجل- هو الذي سخره ويسره وأوصل الأمر على يده.
40 - وهذه الألفاظ في الحقيقة تتنوع وبعضها أكبر من بعض، وهي أنواع كثيرة ما نقف عند لفظة: كانت الريح طيبة والملاح حاذقاً في السفينة؛ بل يقاس عليه أشياء كثيرة في وقتنا وفي كل زمان وفي كل مكان قد تكون هناك ألفاظ دارجة، يعني: مثل قول بعضهم: " لولا السائق لولا أن السائق لانقلبت السيارة " سبحان الله!! يعني ينسى أن الله -عز وجل- هو الذي حفظهم وهو الذي يسر لهم النجاة، ثم ينسبونها إلى حذق السائق، لولا أن السائق ماهر لانقلبت السيارة، هناك من هو أحسن من هذا السائق ومع ذلك انقلبت سيارته، فكيف تنسب نعمة الله -عز وجل- لك بالنجاة تنسبها للسائق؟! أو بعضهم يقول: لولا الطبيب لمات المريض، لولا أن الطبيب كان موجوداً لولا أن الطبيب فلان لمات المريض وهلك.
سؤال:لو قرنت فضيلة الشيخ هذا الأمر بحمد الله -عز وجل- قال: كدنا أن نغرق لولا وجود هذه الريح بحمد الله -عز وجل- أو كدنا أن نصطدم بهذا لكن بحمد الله -عز وجل- السائق كان حاذقاً أو كذا.
إذا قرنها بما يشعر بنعمة الله -سبحانه وتعالى- بإنعام الله -سبحانه وتعالى- هذه تنجيه من نسيان التفضل، التفضل من الله والإنعام من الله -سبحانه وتعالى-
41 - سؤال:بالنسبة للأشاعرة من المعلوم أنهم يؤولون صفات الله -عز وجل- فمثلاً قوله تعالى: ? يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ? [الفتح: 10] يقولون توفيق الله معهم، فهم في هذا الوقت ينكرون أن لله -عز وجل- يدا، والسؤال للشيخ هل يدخلون الأشاعرة فيمن ينكر صفة من صفات الله -عز وجل-؟
ذكرنا فيما سبق أن الأشاعرة يؤولون بعض الصفات ويثبتون بعضاً، ولكنهم عندهم تأويل للنصوص التي تثبت صفات لا يثبتونها؛ بل يؤولونها إلى الصفات التي يثبتونها، فمثلاً يؤولون اليد بالقدرة أو النعمة، ويؤولون الرحمة بإرادة الإنعام، يعني يؤولونها بالصفة الأخرى التي يثبتونها أو بإرادة الصفة أو بإرادة فعل والإرادة يثبتونها هم، فعندهم هذا التأويل، لكن هذا التأويل يدرأ التكفير، ومعلوم أن الكفر هناك موانع تمنع منه، وأنا الحقيقة أحب أن يركز، وأحب أن يكون هناك درس خاص بضوابط التكفير وشروط التكفير وموانع التكفير، لأن بعض الناس مع هذه الإطلاقات قد لا يفرق أو لا يركز فالتكفير يمنع منه موانع منها الخطأ، ومنها الجهل، ومنها التأويل ومنها الإكراه، ونحو ذلك، فهؤلاء تأولوا هم يريدون التنزيه، تنزيه الله تعالى ولكنهم أخطأوا في تأويلاتهم.
42 - سؤال: فضيلة الشيخ هناك للأسف الشديد بعض الناس يغفل عن أن يجري ذكر الله -عز وجل- على لسانه، وهي عبادة لا شك أن يكون الإنسان دائماً مستحضراً نعمة الله -عز وجل- عليه، وفضله عليه، وأن يستشعر ذلك في كل ما يحصل له من أمور خيِّرة، وأن يستشعر ذلك حتى في الأمور السيئة التي تحصل للإنسان وأن الله -عز وجل- يريد بهذا الأمر خيراً إن علمه الإنسان أو جهله.
لا شك أن الإنسان الذي يغفل أو يتثقل ذكر الله -سبحانه وتعالى- هذا من كفران نعمة الله -عز وجل- كيف ينعم الله -عز وجل- على شخص وعلى عبد بنعم كثيرة، ونعم الله لا تعد ولا تحصى ? وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا ? [النحل: 18] وبعد ذلك تجد هذا الشخص يقابل هذه النعم بالكفران، وينسبها إلى غير مسديها، قد ينسبها لنفسه أو إلى أحد من الناس وينسى الله -عز وجل- الذي وفق ويسر وهيأ هذا السبب حتى حصلت له هذه النعمة.
أما أهل التوحيد وأهل الإيمان فإنهم لا ينسون ربهم -سبحانه وتعالى- لا في السراء ولا في الضراء فهم في السراء يشكرون وفي الضراء يصبرون وهم دائماً يلهجون بحمد الله وشكره، والثناء عليه وذكر نعمه، وإذا نسبوا الأشياء إلى أسبابها فإنهم مع نسبتهم إذا كانت أسبابا ظاهرة لا ينسون المنعم وهو الله -سبحانه وتعالى-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/185)
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 06 - 09, 12:18 ص]ـ
بارط الله فيكم ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 06 - 09, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم من فضله.
وفيكم بارك الله، ونفع بكم وزادكم من فضله
43 - أن يضيف. الفعل إلى سبب صحيح سواء كان هذا السبب ثابت في الشرع أو في الحس، هذا جائز إذا أضافه إلى فعل صحيح فهذا جائز بشرط ألا يعتقد أن السبب هو الفاعل من دون الله؛ بل يعتقد أنه سبب لا يجعل السبب أنه مؤثر بنفسه من دون الله -سبحانه وتعالى- بل يعلم أنه سبب وأن المسبب هو الله -سبحانه وتعالى-.
ومما يدل على جواز هذا قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح: (لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) حينما تحدث عن عمه أبي طالب (هل نفعتَ عمَّك؟ قال: نعم هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) فهذا سبب شرعاً، ثابت بالشرع فهذا يجوز.
ومثل لو يقول شخص: لولا وجود السيارة ما استطعت أن آتي هنا مثلاً، يعني لما يتكلم عن مكان بعيد، يقول: لولا وجود السيارة ما استطعت أن آتى هنا، فهذا السبب ظهار، هذا هو سبب ظاهر وحسي ومعلوم، ولكن أيضاً كما قلنا فيما سبق لابد أن يكون هناك استحضار لنعمة الله المسبب وهو الله -سبحانه وتعالى-.
44 - السبب قد يكون ظاهراً وقد يكون سبباً خفياً فالسبب الظاهر هذا يجوز أن ينسب الفعل إليه، بمعنى أو مثال أن يقول شخص: أنا شربت هذا الماء أو رويت بسبب شربي لهذا الماء الكثير فهذا سبب ظاهر وليس فيه إنكار لنعمة الله هذا نسب الفعل إلى هذا السبب، أو يقول: أنا حضرت بالسيارة، هذه السيارة أنا حضرت بها، وبسببها حضرت، أما إذا كان الشيء غير ظاهر فهذا هو الذي يمنع مثلما سبق أن قلنا مثلاً: شخص يقول: كانت الريح طيبة والملاح حاذقاً، هذه أسباب لكنها في الحقيقة ليست هي كل شيء، وليست هي أيضاً الأسباب الوحيدة لأنه قد تكون الريح طيبة والملاح حاذقاً ومع ذلك تنقلب السفينة أو تفسد أو نحو ذلك، فهنا يفرق بين الأمرين: بين أن يكون السبب ظاهرا وواضحا وبين أن يكون هناك أسباب أخرى أو أن هذا اللفظ قد يتضمن غفلة عن المنعم الحقيقي وهو الله -سبحانه وتعالى-.
سؤال: ذكر أنك أشرتَ في المقدمة نسبة النعمة لغير الله -عز وجل- تنافي كمال التوحيد.
تنافي إذا كانت الأسباب غير ظاهرة، والشخص ينسب كل شيء إلى هذا السبب فقط، ومثلما ذكر في الأمثلة هذه، ومثلما نقلنا قول مثلاً "لولا الطبيب لمات المريض، لولا اجتهادي لرسبت في الامتحان" هذا جزء سبب، وهناك أسباب أخرى وفيه شيء من الغفلة عن شكر نعمة الله -سبحانه وتعالى- هذا هو الذي يُمنع، أما إذا كان السبب ظاهرا وواضحا وليس فيه احتمال لنسيان وتناسي المنعم الحقيقي مثلما كان في المثال السابق فهذا لا بأس به.
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 06 - 09, 06:47 م]ـ
سؤال:في الحديث الوارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما في معناه (من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا) كيف نجمع بين هذا وبين ما أفتى به الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- "من أن الإنسان إذا أراد بأمره الحسنيين حسن الدنيا وحسن الآخرة فلا شيء عليه في ذلك، لأن الله يقول ? وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ?2?وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ? [الطلاق: 2: 3] وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي، فكيف نجمع؛ لأنه أحياناً لا مناط أثناء طلب العلم يعني وبالأخص في المدارس النظامية لا مانع من أننا نجد أحياناً أمورا دنيوية تصيب قلوبنا؟
الحديث هذا الذي رواه الترمذي (من طلب علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) قيده قال: مما يبتغى به وجه الله وهو العلم الشرعي، فلا يجوز أن يطلب العلم الشرعي لأجل الدنيا، وما ذكرت الأخت بأن هذه المدارس النظامية ولابد أن يحصل فيها شيء من الدنيا نقول: الإنسان عليه أن يخلص النية في الله -عز وجل- وستأتيه الدنيا وسيرزقه الله -سبحانه وتعالى- لكن عليه أن يخلص، كيف يخلص أو لا يخلص؟ نقول: إن كان قصد الطلب للعلم الشرعي أصل طلب العلم الشرعي هو لأجل الدنيا فقط فهذا مذموم لاشك ومتوعد عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/186)
وأما إذا طلب العلم الدنيوي للدنيا فهذا لا حرج عليه في ذلك، إنما نحن نتكلم عمن يطلب العلم الشرعي لأجل الدنيا، ويعرف الإنسان أنه يطلب للدنيا أو أن الدنيا ليست هي أصل بأن يفترض أنه لو حصلت له الدنيا التي ستحصل له بعد أن ينهي دراسته، فبدون الدراسة لو فرضنا أنه ستحصل له هذه الدنيا بدون دراسة هذا العلم الشرعي هل سيدرس أم لا؟ إن كان سيترك طلب العلم الشرعي فنقول هنا: إذن أنت جعلت العلم الشرعي مطية وليس لك توجه ولا رغبة في العلم أصلاً، وجعلت الدين وسيلة لأجل الدنيا.
أما لو كان هو يريد العلم الشرعي حتى لو حصلت له وظيفة بدون طلب العلم الشرعي هو يقول: لا أنا أريد أن أدرس العلم الشرعي ولرغبتي فيه، فهنا دليل على أنه ليست الدنيا هي المحركة لهذا الشخص في الطلب.
سؤال:قد ينقطع الإنسان عن طلب العلم مثلاً حينما يتخرج من كلية الشريعة أو كلية شرعية مثلاً ويحصل على وظيفة معينة ينقطع عن طلب العلم مع أن طلب العلم مستمر في حياة الإنسان، هل نقول: إن هذا ينطبق على هذا الشخص؟
هذا يختلف طلب العلم إذا انقطع زهداً فيه وتركا للعلم، وانتهى مطلوبه من العلم بالتخرج فهذا يدل على أن في نيته دخن، أما إذا بدأ يدرس أو انشغل بالتدريس ونحو ذلك وليس زهدا في العلم وليس لأنه مطية فقط لغرض فهذا لا يدخله الوعيد, وإنما نحن نتكلم عمن جعل العلم الشرعي مطية للدنيا هذا لا يجوز، كما قال بعض السلف: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فالذي يحفظ القرآن ويحفظ الأحاديث والتفسير وليس له هم في هذا العلم إلا أنه سيوصله إلى وظيفة، ولو حصلت له الوظيفة بدون العلم ترك العلم الشرعي، هذا خطير لاشك أنه خطير في نية الشخص، كيف يجعل الدين مطية للدنيا؟ مثل الإنسان الذي يصلي من أجل الوظيفة، أو يقرأ القرآن لأجل الوظيفة، أو نحو ذلك من العبادات فالعلم الشرعي عبادة، العلم الشرعي هو عبادة يتعبد الإنسان بها لله -سبحانه وتعالى- ويتقرب إلى الله -عز وجل- أما العلم الدنيوي فلو طلبه الإنسان للدنيا فلا حرج عليه في ذلك، فهذا الشخص الذي يطب العلم الشرعي من خلال الدراسة نقول: عليك أن تصحح نيتك وأن تستمر، أيضاً طلب الشهادة قد تكون أيضاً هي وسيلة وقد تكون غاية، قد يطلب العلم الشرعي لأجل أن يحصل على الشهادة ولأجل أن يبلغ هذا العلم الشرعي بعد تخرجه، يعني يعرف أنه لن يمكن من تعليم العلم الشرعي إلا بهذه الشهادة فتكون الشهادة أيضاً وسيلة لأمر دنيوي، ليست هي غاية في ذاتها، ليست وسيلة لأجل الوظيفة التي يحصل منها على المرتب فقط، وإنما يريد أن يكتب لأجل أن يتعلمه أولاً ثم يستطيع أن يعلم وينشر العلم الشرعي، والله أعلم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 06 - 09, 12:36 ص]ـ
سؤال:هل يجوز أن ينسبه إلى الله وشخص آخر غيره مثلاً لولا الله ثم الحارس في البيت؟
نعم، ما يقرن بينهما بالواو التي تقتضي التنديد والتسوية، فلا يقول: لولا الله والحارس، أو لولا الله وكليبة أو نحو ذلك، ولذلك قال ابن عباس هنا: (لا تجعل فيها فلانا) أكمل الأشياء أن تقول: لولا الله -سبحانه وتعالى- وإن أردت أن تذكر هذه الأسباب فتقول: لولا الله -سبحانه وتعالى- سخر لنا هذا، لولا الله -سبحانه وتعالى- وفق بأن مثلاً نبح الكلب أو صاح البط أو تنبه الحارس أو نحو ذلك حتى يكون الإنسان قلبه معلقا بالله -سبحانه وتعالى- يتذكر نعم الله -عز وجل- وحفظ الله، كم من أناس عملوا جميع أنواع الحفظ بالبشرية والمادية وغيرها ومع ذلك ما استطاعوا أن يحفظوا أنفسهم، أتتهم المصائب من كل مكان، فالإنسان مأمور أن يعمل الأسباب، لكنه منهي أن يتعلق بالأسباب أو ينسب الحفظ ونعم الله -عز وجل- ينسبها إلى هذه الأسباب؛ لأن هذا فيه تنديد للرحمن -سبحانه وتعالى-.
سؤال:المعذرة يا شيخ، طيب يا شيخ حسن نية الإنسان هل تدخله أيضاً في الشرك الخفي؟ قد يقول إنسان: أنا أقول هذا اللفظ ولكن نيتي حسنة وقصدي أن الله هو الحافظ الأول، هل يُحتج بذلك يا شيخ؟.
هو المسلم لا ينكر أن الله هو الحافظ -سبحانه وتعالى- لا ينكر هذا، ولو أنكره لكان كافراً، ولكن هذا تشريك في الألفاظ، ولذلك عُدَّ من الشرك الأصغر في الألفاظ، حتى في الحلف بغير الله وحتى في أشياء كثيرة يقول الإنسان: إن هذه تجري على لساني وأنا ما أقصده نعم.
السائل:أو اعتاد الناس عليها مثلا.
نعم، أو اعتادوا عليها، لكن يجب أن نحن أيضاً نصحح ألفاظنا، ولأن هذه الألفاظ في الواقع لابد أن يكون لها تأثير على العقيدة، وهي في الحقيقة ترجمة لما في القلب، ولو كان الإنسان قلبه حياً ومرتبطاً بالله -سبحانه وتعالى- لم يغفل عنه وينسب الحفظ أو غيره إلى هذه الحيوانات، أو حتى إلى الناس، يعني بعض الناس مثلاً يقول: لولا فلان لخسرنا، لولا فلان لربحنا، ونحو ذلك من الأشياء التي فيها نسيان نعمة الله -سبحانه وتعالى- أو حفظ الله -عز وجل-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/187)
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 06 - 09, 12:41 م]ـ
45 - طيب بالنسبة للحلف بغير الله، الحلف بغير الله هو شرك أصغر كما في هذا الحديث: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) وقد يكون شركاً أكبر إذا اعتقد الحالف في المحلوف به أن له من العظمة مثلما لله -سبحانه وتعالى- إذا اعتقد الحالف أن للمحلوف عظمة أو منزلة تساوي ما لله -سبحانه وتعالى- فهذا يكون شركاً أكبر، أما إذا لم يعتقد أنها تساويه فإنه لا يكون شركاً أكبر وأما التعظيم فهو أصلاً الحالف لا يحلف إلا بما يعظمه، ما فيه أحد يحلف بشيء لا يعظمه، لكن إذا حصل أن هذا التعظيم اعتقد فيه أنه يصل إلى منزلة الله -عز وجل- يكون شركاً أكبر، وإذا قال: لا هو لا يصل إلى منزلة الله، فإنه لا يصل إلى حد الشرك الأكبر وإنما يكون شركاً أصغر سواءً كان الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو حلف بولي من الأولياء أو حلف بالكعبة أو حلف بالأمانة أو حلف بوطنه أو حلف بقبيلته أو حلف بشرفه أو حلف بذمته.
46 - فالواجب على المسلم أن ينزل المخلوق منزلته، وأن لا يجعل المخلوق في منزلة الخالق -سبحانه وتعالى- فلا يقول: (لولا الله وفلان) بل يقول: "لولا الله ثم فلان" وعلى ذلك كل الألفاظ التي تأتي بما له تعلق يعني ما يتعلق الأول بالثاني فيجعل فيها ثم، كما سبق ما شاء الله ثم شئت، لولا الله ثم فلان، ونحو ذلك مما يجب أن يكون المخلوق متأخرا فيه عن الخالق، وأن يقدم الرب -سبحانه وتعالى- في مثل هذه الأمور ويُجعل المخلوق بـ "ثم" إن أراد أن يذكر المخلوق، وإن اقتصر على الخالق -سبحانه وتعالى- فهذا أكمل.
سؤال: إذن يا شيخ الخطأ ليس في حرف الواو فقط، وإنما يأتي على أحرف كثيرة، لولا الله أو فلان، لولا الله وفعل فلان أو شيء من هذا ليس مقصوراً على حرف الواو؟ قد يظن الناس أنه مقصور على حرف الواو فقط؟
هو التشريك بحرف الواو، يعني هذا هو الظاهر، أنه يكون التشريك بحرف الواو ويُنجى منها إذا ذكر "ثم" طبعًا هذه يذكر "ثم" إذا كان مما يجوز للمخلوق أن يفعله، مثلاً الاستعاذة يقول: أنا عائذ بالله ثم بك، هذا يجوز؛ لأنه يجوز أن تستعيذ بالمخلوق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استعاذ بالله فأعيذوه) فالمخلوق قد يُعيذ، لكن توجد أشياء لا تجوز إلا لله فلا يجوز أن تُذكر فيها "ثم" فلا يجوز أن تقول مثلاً: أنا تائب لله ثم إليك، أو أنا مصلٍ لله ثم لك، أو أنا كما سبق معنا متوكل على الله ثم عليك، أو أنا حالي مثل ...
سؤال: يعتمد على الله ثم مثلاً ...
في الأشياء العبادية التي لا تجوز إلا لله -سبحانه وتعالى- فلا يُذكر معها المخلوق لا بـ "الواو" ولا بـ "ثم" أما الأشياء التي يمكن أن تكون من فعل المخلوق، فإنها تُذكر بحرف ثم، إذا أراد أن يذكرها الشخص يذكرها للمخلوق، لكن لا يذكرها بالواو، لا يقال: أنا مستعيذ بالله وبك، أو أنا في وجه الله ووجهك، أو مثلما يقول بعض الناس: أنا داخل على الله وعليك، أو نحو ذلك.
سؤال: شيخنا الكريم ذكرتم الألفاظ وحكم بعضها، بعض الإخوة أرسل إلي ببعض الألفاظ يا شيخ المشتهرة على ألسن الناس منها قولهم: شورك وهداية الله يعني باللفظ العامي يا شيخ هل لهذا وجه؟.
نعم، هذا يعني يدخل في المساواة، كأنه يعني جعل الشور أو إستشارة هذا الشخص مساوية لهداية الله وأنه يجمع بينهما ثم يفعل الأمر فهذا من يمنع منه؛ لأنه فيه تسوية وتنديد.
47 - قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: (باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلِفَ له الله فليرضَ ومن لم يرضَ فليس من الله) رواه ابن ماجة بسند صحيح).
هذا الباب عقده المؤلف -رحمه الله- لبيان منزلة التوحيد وأن الشخص المعظِّم لله -عز وجل- يقتنع بالحلف بالله، وأن عدم الاقتناع بالحلف بالله هذا مُخِل بتوحيده؛ لأنه هذا في الحقيقة يخل بتعظيمه للباري -عز وجل- إذ لو كان يعظم الرحمن لاقتنع بالحلف به، اقتنع بالحلف بهذا المعظَّم وقَبِل الحلف ما دام أن هذا الشخص علقه بالله أو حلف بالله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/188)
فكيف إذا كان الكذب مقروناً بالحلف، هذا لاشك أنه أعظم، وهذا يسمى "اليمين الغموس"، واليمين الغموس سميت بهذا؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، أو في الإثم والعياذ بالله، ولذلك لا تُكفر أعظم من أن تُكفر، ليست كسائر الأيمان، الأيمان التي يريد الشخص نكثها فإنه يكفرها لكن اليمين الغموس لا تُكفر؛ لأنها أعظم من أن تكفر لأن اليمين الغموس هو أن يحلف على شيء ماضٍ وهو يعلم أنه كاذب، فيقول: والله ما فعلت كذا وهو قد فعل، أو والله إني فعلت كذا وهو لم يفعل.
48 - ثم وجه للمحلوف له (ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ) أنت إذا كان بينك وبين شخص شيء أو حلف لك بالله -سبحانه وتعالى- فيجب عليك أن ترضى (ومن لم يرضَ فليس من الله) فهنا تهديد وبيان للوعيد الشديد لمن حُلِفَ له بالله ثم لم يرضَ، قد يأتيك شخص ويقول: والله ما فعلت كذا، يجب أن ترضى تعظيماً لله -سبحانه وتعالى- تعظيماً للمحلوف به (من لم يرضَ فليس من الله في شيء) وخاصة إذا جاء إنسان يعتذر أو نحو ذلك فحلف فيجب عليك أن ترضى تعظيماً لله -سبحانه وتعالى- وهذا من التوحيد، ومن العقيدة السليمة ومن الإيمان القوي أن ترضى بهذا الحلف تعظيماً لله -عز وجل- أما إذا لم يرضَ الشخص فهذا دليل على ضعف إيمانه وضعف توحيده.
وهنا يمكن أيضاً أن نتطرق إلى هل يجب على الشخص أن يرضى بكل حلف من أي شخص يعني فأي شخص حلف له بالله يرضى مطلقاً، وإذا لم يرضَ فإنه آثم أو هناك تفصيل؟
قال العلماء: هنا تفصيل فإن الأصل في الشخص أن يرضى وإذا لم يرضَ فإنه آثم وهناك شيء يتعين عليك فيه الرضا مثل إذا توجهت إليه اليمين من الناحية الشرعية، اليمين على من أنكر، إذا لم يكن عنده بينة، البينة على المدعي واليمين على من أنكر، فإذا لم يكن عنده بينة فتوجهت اليمين عليه فيجب أن يرضى بها، ولا يقول: لا أرضى، هذا شرعًا يجب أن يرضى به؛ لأن هذا حكم شرعي.
أما في أحوال الناس العادية فهنا يجب أن يرضى باليمين إلا في حالة إذا كان الحالف معروف عنه الاستخفاف بالحلف، استخفاف بالحلف بالله -سبحانه وتعالى- أو أنه يكذب ولا يبالي ومعروف عنه أنه يكذب في الحلف ويستخف بالحلف بالله -سبحانه وتعالى- فهنا لا يجب عليه أن يقبل هذا الحلف لا لأنه لم يعظم المحلوف به وهو الله -سبحانه وتعالى- بل لأنه يعلم أن هذا الحالف قليل الدين وضعيف الإيمان ولا يبالي أن يكذب ولاسيما إذا كان كافراً كما يعني ورد في الحديث أنه قال اليهود: (تقسمون عليكم خمسين يميناً فقالوا: إنهم يكذبون) فالذي لا يتورع عن الكذب، لا يلزمك أن تقبل يمينه أما إذا كان الشخص لا تعرف عنه الكذب فيجب عليك أن تقبل هذا اليمين تعظيماً لله -سبحانه وتعالى-.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 02:41 م]ـ
أختي الفاضلة أم حنان ... جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب .. وهل من الأفضل والأيسر عليكأنتجعليه كاملا في ملفوورد ثم ترفعينه هاهنا ... أسأل الله لك كلتوفيق وسداد ...
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 06 - 09, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
سأجعله في ملف بعد الإنتهاء إن شاء الله تعالى.
49 - وذكر هنا حديث قتيلة الجهنية وفيه أن يهودياً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة) سبحان الله!! انظر كيف أتى هذا الانتقاد من يهودي، فاليهود ينتقدون الشرك الأصغر على المسلمين ويقعون في الشرك الأكبر، وهذا دليل على أن آهل الأهواء قد يعلمون الحق ولكنهم لا يتبعونه، فهم عرفوا إذا كان إنسان صاحب هوى يعرف الصواب من الخطأ ولكن ليس الشأن في المعرفة، وإنما الشأن في الإتباع والعمل، فأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: (ورب الكعبة، وأن يقول: ما شاء الله ثم شئت).
قال: وله أيضاً عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما شاء الله وشئت، فقال: أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/189)
نعم هذا الحديث الذي رواه النسائي وابن ماجه بسند حسن، فيه أن هذا الرجل عَظَّمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (ما شاء الله وشئت) تعظيماً للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه هذا وقال: (أجعلتني لله ندا) يعني مثيلاً أو معادلاً لله -سبحانه وتعالى- كيف تقول: (ما شاء الله وشئت)؟ كيف تجمع بين مشيئتي ومشيئة الله -عز وجل-؟ ثم وجهه إلى أن يقول: (بل ما شاء الله وحده).
في الحديث السابق ماذا قال؟
(ما شاء الله ثم شئت).
وهنا قال: (ما شاء الله وحده) إذن عندنا بالنسبة للمشيئة مشيئة الخالق ومشيئة المخلوق ثلاث حالات أو ثلاث درجات:
أن يقول القائل: ما شاء الله وشئت، فهذا شرك أصغر لا يجوز؛ لأن فيه تسوية بين مشيئة الخالق ومشيئة المخلوق.
الدرجة الثانية أو الحالة الثانية: أن يقول: ما شاء الله ثم شئت، وهذا جائز؛ لأن فيه تأخيرا لمشيئة المخلوق عن مشيئة الخالق -سبحانه وتعالى-.
والحالة الثالثة أن يقول: ما شاء الله وحده. هذه أكمل وهنا في هذا الحديث وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الرجل إلى الأكمل وأن يقول: ما شاء الله وحده.
سؤال:الأخ الكريم يقول: إذا قال شخص: أنا داخل الله على الله وعليك وأنكرت عليه فكأنه لم يستجب إلى إنكاري فما حكم ذلك يا شيخ؟.
نعم، هذا دارج كثير وحينما تنكر عليهم يقولون: نحن ما نقصد، لكن درج على ألسنتنا، نقول: حتى لو درج على ألسنتكم فيجب أن تصححوا كلامكم وألفاظكم وهذا الشخص ينبغي أن يُعَلَّم ولكن أيضاً يؤخذ باللطف، يعني بعض الناس قد لا يتحمل أن تنكر عليه هذا الشيء فينبغي حقيقة لدعاة التوحيد أن يستخدموا أحسن الوسائل التي تحبب التوحيد إلى الناس وتجعل الناس يرغبون بهذا الدين وبهذا العقيدة الصحيحة بعض الناس حينما يشعر أنه صاحب حق والذي أمامه صاحب بدعة أو ضلالة يعني يجد في نفسه الاندفاع لأن ينكر عليه، نقول: نحن نعم ننكر عليه ولا نحب هذا العمل لكن أيضاً يهمنا أن يهتدي هذا الشخص، اهتداء الشخص هذا أهم من مجرد الإنكار، لأن تحبيب السنة إليه والتوحيد أهم من أنك تنكر عليه ثم يذهب وهو مُصر على بدعته أو ذنبه أو معصيته وربما يدعو إليها وربما يعني أيضاً يكون عدواً لك ولما تدعو إليه، فالمهم أن نأخذ الناس بالأسلوب الطيب والتعليم الحسن أو بالتوجيه حتى يعرفوا السنة ويبتعدوا عن البدعة والمخالفات.
50 - نعود بالنسبة للدهر وسب الدهر وأن الدهر لا يقصد به سب لفظ الدهر، وإنما ما يدخل تحته من الأيام والأسابيع والساعات والأشهر والسنين والأعوام، فسب أي شيء من هذا يدخل في سب الدهر المنهي عنه، وهذا يحصل عند كثير من الفساق والمجان والحمقى الذين يسبون دهرهم ويسبون أيامهم ويسبون بعض الساعات إذا جرت عليهم مقادير بغير ما يريدون، فتجدهم يسبون ويشتمون، ويلعون، ويتضجرون من هذه الأيام، ومن هذه الساعات أو من هذه الأعوام، فهم في الحقيقة يسبون الوقت الذي حصل فيه هذا المكروه لهم، أو حصلت فيه عليهم هذه المصيبة، وربما يلعنون هذا اليوم أو هذه السنة -والعياذ بالله- فتجد ألسنتهم بذيئة دائماً يحقرون ويلعنون، ويتذمرون ويشتمون أيامهم ولياليهم وأزمانهم سواءً من خلال القصائد التي ينظمونها أو من خلال الكتابات التي يكتبونها، أو من خلال الأقوال التي يقولونها، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم فتجدهم دائمي اللوم للدهر والليالي والأيام، وأنها أخذت منهم ما يريدون، أو أخذت منهم ما يريدون أو منعتهم ما يحبون أو أتت بما يكرهون أو نحو ذلك من العبارات التي هي في حقيقتها تسخط على الرب -سبحانه وتعالى- وفيها سب؛ لأن السب في الحقيقة هو العيب، السب هو العيب في الحقيقة، وهو يرجع إلى من دَبَّرَ الدهر ومن صَرَّفَ الدهر؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي صَرَّفَ هذا الدهر كما سيرد في الحديث بعد هذا.
51 - فالله -عز وجل- يقول في الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم) والأذية هي ما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه ونحو ذلك، فهذه قد يتأذى الله -سبحانه وتعالى- منها، ولكنه لا يتضرر، الله -عز وجل- لا يصيبه الضرر؛ لأن الله -عز وجل- أخبر أن العباد لا يضرونه كما قال -سبحانه وتعالى-: ? وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا الله شَيْئًا ? [آل عمران: 176] فهم لا يضرونه، والعباد لن يستطيعوا أن يضروا الله -عز وجل- ولكنهم يؤذونه بما يفعلونه من بعض المعاصي أو الشرك أو نحو ذلك.
52 - والسب في الحقيقة للدهر يمكن أن نقسمه إلى ثلاثة تقسيمات:
الأول: أن يسب الدهر يعتقد أن الدهر هو الفاعل، أن الأيام هي الفاعلة، أو أن الشهور هي الفاعلة من دون الله -سبحانه وتعالى- فهذا كفر، وهذا هو في الحقيقة هي عقيدة الدهرية، فإذا كان يضيف إليه من باب إضافة الشيء إلى من خلقه فهذا كفر.
الأمر الثاني أو الحالة الثانية: أن يسب الدهر باعتبار أن الدهر هو محل هذه الأفعال، يعني باعتبار أن الدهر هو المحل، وأن الفاعل هو الله -سبحانه وتعالى-،هذا محرم وإن كان لا يخرج من الملة.
الأمر الثالث: أن يأتي على جهة الخبر يعني يخبر بما حصل له في هذا اليوم، أو بما حصل في هذا اليوم أو يصف اليوم أو يصف السنة، كأن يقول هذا يوم عصيب أو هذا يوم شديد كما قال تعالى: ? هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ? [هود: 77] وقال تعالى: ? فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ ? [فصلت: 16] فهذا جائز؛ لأن هذا من باب الوصف وحكاية الحال لا من باب السب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/190)
ـ[أم حنان]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:15 م]ـ
52 - (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ? وهذا يدل على أنهم كان إيمانهم ضعيفاً أو نحو ذلك؛ لأن صاحب الإيمان القوي لا يمكن أن يقول مثل هذه العبارات التي فيها تنقص للرب -سبحانه وتعالى- أو للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو لآيات الله.
53 - قال: ? إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ? ذكر العلماء أنه عفي عن طائفة وذكروا أن المقصود بها مخشي بن حمير يقال: إنه كان معهم ولم يقل ذلك الكلام وإنما كان معهم ومع ذلك احتاج إلى العفو، هذا يدل أيضاً على أن الشخص ينبغي أن يبتعد عن الأشخاص والمجالس التي يكون فيها سخرية وسب للدين أو للرسول -صلى الله عليه وسلم- أو للقرآن أو للصحابة أو غير ذلك مما فيه تنقص لدين الشخص، فينبغي أن يبتعد، يجب عليه أن يبتعد.
ويدل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: ? وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ?140?? [النساء: 140] فالذي يجلس في المجالس التي يسب فيها الدين ويسخر فيها بالله -سبحانه وتعالى- أو بالرسول -صلى الله عليه وسلم- أو بالقرآن أو نحو ذلك فإنه يكون مشاركاً لهم يجب عليه أن ينكر كما أنكر عوف بن مالك -رضي الله عنه- لما قال: (كذبت، ولكنك منافق) كذبت أنكر عليه ووصفه.
فمن يحضر مجلسا عند شخص أو يسمع كلاما يجب عليه أن يبادر أولاً: بالتكذيب والإنكار، وإن لم يستطع فعليه بالابتعاد والخروج عن هذا المكان، وإذا جلس معهم وهو باستطاعته أن ينكر فلم ينكر أو باستطاعته أن يخرج ويذهب ولم يفعل فإنه يكون مثلهم لأنه راضٍ والراضي كالفاعل، والله -عز وجل- يقول: ? إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ? فلا يجوز للإنسان كائنا من كان يسمع هذه السخرية وهذا الاستهزاء في مجلس أو من شخص أو نحو ذلك ثم يسكت، حتى لو لم يرضَ بقلبه
بعض الناس يقول: أنا منكر بقلبي، وهذه نقطة مهمة أو مسألة مهمة ينبغي التنبيه عليها، وهو أن الإنكار بالقلب يجب أن يكون معه شيء من الفعل، والذي يكره الشيء بقلبه يجب أن يبتعد عنه، لما يقول: أنا منكر بقلبي وهو جالس معهم فلا يجوز، هذا لم ينكر في الحقيقة لأن الإنكار الكره والبعد، أما أن يقول: أنا أكره وهو يجلس ويستمع ولا ينكر ويستطيع أن ينكر أو يستطيع أن يخرج ويجلس فهذا لا شك أنه خطير.
ومثل ذلك ما هو دون الاستهزاء والسخرية مثل الغيبة والنميمة وهذا مما يحصل كثيرا في مجالسنا مع الأسف، يبنغي الإنسان أن ينكر ويوجه المجلس إلى التوجيه الخير وينكر على من يغتاب أو ينم بالأسلوب الطيب الأسلوب المناسب، إذا لم يستطع أن ينكر فعليه أن يذهب ويخرج، لا أن يجلس يستمع أو ربما يتلذذ بالاستماع ويقول: أنا لا أحب هذا الكلام، فهذا يغالط نفسه ويغالط الواقع، فعلى الإنسان إذا أراد أن يكون صادقا في الإنكار أن ينكر بلسانه وقبل ذلك أن ينكر بقلبه إن كان له سلطة الإنكار باليد، كمثلا الوالد على ولده أو السلطان الحاكم له أن ينكر على هؤلاء باليد، أما إذا لم يكن له سلطة فلينكر بلسانه، إذا لم يستطع أن ينكر بلسانه فلينكر بقلبه، والإنكار بالقلب يعني الابتعاد عن هذا المكان الذي يكون فيه سخرية وسب واستهزاء.
سؤال: تقول: ما حكم من يسمع من يستهزيء ويصمت ولا يرد على المستهزيء لأنه لو رد لواجه من الانتقاد والصد ما الله به عليم؟
ذكرنا قبل قليل أن الإنسان إما أن يرد وينكر ويجب عليه أن ينكر حتى لو أنه واجه النقد، سبحان الله!! يعني الانتصار للدين والانتصار لله -سبحانه وتعالى- والرسول -صلى الله عليه وسلم- هل هو أعظم أو إنسان ينتقد؟ هذا ينتقد في ذات الله، الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله قيل: إنه ساحر وقيل: شاعر وقيل: كاهن، فكيف لا يتحمل شخص في سبيل الله تعالى أن يذب عن دينه السخرية ويقول: أخشى أن أُنتقد؟!! هذا لاشك أنه ضعف، بل ضعف في الإيمان، كون الإنسان يترك الواجب خوفا من الانتقاد وهذا سبق معنا في الخوف المذموم، الإنسان يترك الواجب خوفاً من الانتقاد، فالانتقاد لا يبريء الشخص من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/191)
الإنكار، لكن لو أنه يصيبه ضرر لا يحتمله، فعليه أن يبتعد على الأقل أن يبتعد عن هذا المكان والمجلس.
سؤال: يقول: أرجو من فضيلتكم بيان خطورة إطلاق النكات التي تتضمن كلاماً عن الجنة أوالنار أو أحد الأنبياء أو المرسلين حيث إننا نجد كثيراً من الشباب يتبادلون هذه النكت ويقولون: إننا نقصد السخرية من الشخص الظالم الكافر الذي يعذب في النار كفرعون مثلاً.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- ذكر أن الاستهزاء بشيء من دين الله أو ثوابه أو عقابه فإن هذا من نواقض الإسلام فمن استهزأ بشيء من ثواب الله أو من عقابه سواء الجنة أو النار أو ما أعده الله -سبحانه وتعالى- أو ما وعد به للمؤمنين أو الكافرين أو من استهزأ بشيء من ذلك أو سخر منه فإنه يكون كافراً لأن الاستهزاء كما قلنا: هذا تنقص وسخرية وهو ينافي التوحيد، فلا يجوز للمسلم أن يفعل ذلك، ولا يجوز له أن يتناقل ما يتناقله الناس، وعليه أن ينكر ما يكون بين الناس من تناقل شيء من هذه الأضحوكات التي يتناقلونها بينهم سواء مباشرة أو بالرسائل أو نحو ذلك، فإن دين الله -سبحانه وتعالى- لا يجوز أن يكون ميداناً للضحك والاستهزاء والسخرية، وإنما الواجب احترامه والواجب تعظيمه والدعوة إليه.
54 - كذلك أيضاً الأسماء الغربية كأسماء الكفار، أسماء الكفار ينهى عنها، مع الأسف ينتشر في كثير من بلاد الإسلام التسمي بأسماء بعض الكفار وخاصة أسماء البنات فينبغي أن نختار الأسماء الإسلامية أو الأسماء العربية الواضحة المعلومة المعنى، أما التسمي بأسماء أجنبية ولا سيما إذا كانت للكفار فإنه يبتعد عنه، وينبغي أن نفخر بديننا وبلغتنا وألا نكون مقلدين لغيرنا.
55 - هذا الباب ترجم له المؤلف -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ? وذكر فيه هذا الحديث، وهو حديث حواء وقصتها مع إبليس، وهذا الحديث صححه بعض العلماء وضعفه آخرون والمقصود أنه اختلف فيه العلماء على قولين:
بعضهم يقول هذا حصل من آدم وحواء، وأنه مات الولد الأول والثاني، ثم أتاهما إبليس وقال: سمياه عبد الحارث أو لأجعلن له قرني أيل، المهم في الأخير قال أدركها حب الولد فسمياه عبد الحارث فخرج.
فنزل قوله تعالى: ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ? والشرك هنا شرك في الطاعة، يعني شرك في الهوى بمعنى أنه شرك في المعصية حيث إنهم سموه عبد الحارث وهو شرك في التسمية، قد يكون هذا وقع منهم بمعصية لأنهما أدركهما حب الولد، وقد يكون لم يعلما كما قال بعض العلماء لم يعلما بحرمة هذا الشيء فسمياه عبد الحارث وهذه التسمية محرمة لأن الحارث هو الشيطان فلا يجوز التسمية أو التعبيد للشيطان، فهذا من المعصية وهذه المعصية قد تاب الله عليهما منها، وهذا منحى الذي يصححون هذه القصة.
وبعض العلماء يقول: لا هذه القصة غير صحيحة، ولا يمكن أن يظن أن آدم وحواء -عليهما السلام- أن الشيطان يستطيع أن يفعل ذلك أو يطيعاه وهناك عدة طعون في هذه القصة، ولذلك رجحوا قول الحسن بأن هذا كان في بني إسرائيل، يعني أن هذا حصل من اليهود والنصارى هم الذين اشركوا يعني في الأمم السابقة أشركوا جعلوا لله شركاء في ذلك.
وأيا كان، المقصود من هذا الباب، المقصود تحريم تعبيد الأسماء لغير الله، وكما نقل المؤلف هنا عن ابن حزم قال: «اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله» وهذا الذي يهمنا الآن أنه لا يجوز أن يعبد الاسم لغير الله كعبد الكعبة وعبد شمس وعبد الحسين، عبد علي، عبد عمر، أي تعبيد لمخلوق عبد الرسول، فلا يجوز لشخص أن يعبد نفسه أو غيره لغير الله -سبحانه وتعالى- بل يجب أن يكون التعبيد لله وحده.
لكن المقصود هنا أن التعبيد لغير الله ممنوع ومحرم سواء قلنا: إن هذه القصة صحيحة، ويكون المعنى أنه شرك في طاعته كما قتادة: «شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته، يعني في طاعته في التسمية أو في أنها غير صحيحة» فالتعبيد منهي عنه قال: «حاشا عبد المطلب» يعني عبد المطلب قيل: إن هذا عبودية الرق؛ لأنه لما أتى وقد تغير من السفر يعني ظنوا أنه هو عبد للمطلب، فقالوا: هذا عبد المطلب فصاروا علماً لا يقصد بها التعبيد الحقيقي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/192)
سؤال: أرجو من فضيلتكم توجيه كلمة لمن لم يرزقه الله نعمة الإنجاب، ويظن أن أحد الزوجين هو السبب كما تقول التحاليل وينسى فضل الله ورزقه.
أولاً: نحن لا ننكر الأسباب قد يكون أحد الزوجين أو كلاهما هو السبب في عدم الإنجاب بأن يكون عقيماً لكن الإنسان لا ييأس ففينا أناس كثيرون بقوا سنين كثيرة وطويلة بدون إنجاب ثم يسر الله لهم الإنجاب، وهذا أيضاً حتى مذكور في القرآن كما قال تعالى: ? قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ?72?قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ? [هود: 72: 73] فقد يمن الله -سبحانه وتعالى- بالإنجاب بعد سنين، وسبحان الله!! أحياناً يتفرق الزوجان فيتزوج كل منهما آخر فينجب كل واحد منهما!! فعلى الإنسان أن يسعى بالسبب، ولكن أيضاً يتذكر نعم الله -سبحانه وتعالى- ليست النعم في الدنيا هي الأولاد فقط، نعم الأولاد نعمة لكن هناك نعم كثيرة، ونعرف أناسا حرموا من النعمة وأنعم الله عليهم بنعم كثيرة ونفع الله بهم أكثر من غيرهم.
قد يكون عدم وجود أولاد لهذا الشخص أو لهذه المرأة أو لهذا الزوج أو الزوجة قد يكون نعمة أو الله تفضل عليهم بهذا حيث أنهم يتفرغون لأمور كثيرة وينفع الله بهم في أمور كثيرة ربما لا تكون لو كان عندهم أولاد.
فالمقصود هو أن الإنسان يذكر نعم الله -عز وجل- عليه، نعم الله أنعم على غيرك بأولاد لكن لم يمنن عليك، لكنه أنعم عليك بنعم قد تكون أكثر ممن عندهم أولاد وقد يكون الله -سبحانه وتعالى- صرف عنك من السوء أضعاف ما عند الأولاد، لأن الأولاد أحب أن أنبه أنهم ليسوا دائماً نعمة قد يكونون نقمة كما قال -سبحانه وتعالى-: ? فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? [التوبة: 55] فقد تكون عذابا فالإنسان لا يدري ما الذي تكون فيه الخيرة، نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 07 - 09, 12:58 م]ـ
ستبدأ اليوم -ان شاء الله -دروس في شرح العقيدة الواسطية للشيخ سليمان الغصن -حفظه الله -، وستنقل بإذن الله عن طريق موقع البث المباشر، وهذا رابط الدروس:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=11134&action=listen&sid=
ـ[أم حنان]ــــــــ[12 - 08 - 09, 01:14 ص]ـ
56 - وفي الحقيقة هناك فرق بين إن شاء الله وإن شئت، يعني حتى في سياق الكلام يعني الإنسان يفرق بين قول اللهم ارحمني إن شئت، وبين قول: نسأل الله أن يرحمنا إن شاء الله، وهذا فرق به بعض أهل العلم، واستدل بمثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (طهور إن شاء الله) للمريض (طهور إن شاء الله) بعضهم قال: هذا خبر، وبعضهم قال: هذا دعاء، والأقرب -والله أعلم- أنه دعاء كما رجحه الحافظ ابن حجر، وأن قول: إن شاء الله إذا كانت على سبيل التبرك فإنها لا يُنهى عنها، وليست مثل: إن شئت، فإذا كانت على سبيل التبرك ولا يرد على ذهن هذا الشخص لا يرد على ذهنه الاستعظام لهذه المسألة أو إكراه الله -سبحانه وتعالى- أو الاستغناء عن الله، فلا يرد على ذهنه ما يرد في مثل لفظ إن شئت، فإن هذا اللفظ يخالف ذلك، فقول: رحمه الله إن شاء الله تختلف عن قول: اللهم ارحمني إن شئت، لأن اللهم ارحمني إن شئت واضح فيها الاستثناء وواضح فيها أنها احتمال الاستغناء من العبد أو احتمال استكراه الله -سبحانه وتعالى-.
أما قول: رحمك الله إن شاء الله أو نحو ذلك فهي تختلف عن هذه وإن كان يمكن أن يوجه الجميع بترك هذه اللفظة، ابتعادا عما قد يحصل بها من محذور والله أعلم.
57 - فالسيادة المطلقة لله، والسيادة المقيدة تجوز لبعض الخلق إذا كان سيداً حقيقة، أما إذا لم يكن سيداً فلا يجوز أيضاً أن يطلق عليه اللفظ، كما لا يجوز أن يطلق هذا على المنافق، كما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقول للمنافق: سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم) أو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا كان الشخص أهلا للسيادة المقيدة فإنه يجوز أن يطلق عليه ذلك.
سؤال: بعض الناس يتخذ فضيلة الشيخ يتخذ هذا الأمر ديدناً له يعني وسيلة ضغط على من يطلب منهم هذا الشيء، ويتخذ هذا الأمر دائماً أسألك بالله كذا، أسألك بالله كذا، حتى في أمور كما ذكرت فضيلة الشيخ أمور نطلق عليها: من الأمور التافهة وهي من توافه هذه الحياة الدنيا؟}.
هذا لا شك أنه ينهى عنه، كما ينهى عن كثرة الحلف ينهى عن كثرة السؤال بالله، يجب على السائل أن يعظم الله -عز وجل- فلا يسأل بالله إلا شيئاً يستحق السؤال، وكما يجب على المسلم أن يعظم السؤال بالله فيجيب السائل إلى سؤله إذا كان لا إضرار عليه وكان هو يستطيعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/193)
ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:09 ص]ـ
58 - والثالث: أن تطلب من شخص أن يدعو، والأولى أن يدعو للمسلمين، يمكن أن يدعو لك أيضاً لكن أيضاً لا يكون ديدناً، بعض الناس كلما يرى شخصا يقول: ادعُ لي، ادعُ لي، أنت ادعُ الله -سبحانه وتعالى- الله -سبحانه وتعالى- ليس بينه وبين خلقه واسطة، وكون الشخص يقول: أنا مذنب وهذا صالح لا يمنع، حتى وأنت مذنب تدعو الله -عز وجل- فالله -عز وجل- يقبل ممن يدعوه حتى لو كان مذنباً، أهم شيء هو أن يتقرب الإنسان إلى الله ويتعبد ويفتقر إلى الله -سبحانه وتعالى- نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
59 - فحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- من واجبات التوحيد يجب على الموحد أن يحسن الظن بربه, والله -عز وجل- قد ذم الذين يسيئون الظن به، وهذا من صفات المنافقين والمشركين ونحوهم, هم الذين لا يقدرون الله حق قدره، هم الذين يظنون بالله ظن السوء، أما أهل الإيمان لكمال توحيدهم وحسن ظنهم بربهم -سبحانه وتعالى- وبرحمته وعدله وإحسانه وحكمته فإنهم يحسنون الظن بالله -عز وجل- في كل ما يأمر به من الشرع والقضاء، فهم يعرفون صفات الله -عز وجل- ويتدبرونها ويتأملونها ويعلمون أن الله -عز وجل- له الحكمة البالغة، وفي أوامره وفي شرعه وفي قضائه وقدره فيحسنون الظن بالله -عز وجل-، وهذا شيء مأمور به، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه) والله -عز وجل- يقول في الحديث القدسي: (أنا عند حسن ظن عبدي بي) فعلى المسلم أن يحسن الظن بالله -عز وجل-؛ لأن هذا ينشأ من تحقيق التوحيد, فمن حقق التوحيد أحسن الظن بربه، ومن أساء الظن بالله -عز وجل-، فقد طعن في توحيده وقد شابه المنافقين كما قال الله -عز وجل-: ? الظَّانِّينَ بِالله ظَنَّ السَّوْءِ ?.
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 08 - 09, 02:16 ص]ـ
60 - فعلى المسلم أن يحسن الظن بالله -عز وجل-، يعني يتطلع إلى رحمة الله ويحسن ظنه بالله، أن الله -عز وجل- سيجازيه سيعافيه، سينصره، سيوفقه هذا من إحسان الظن، أما الإنسان المتشائم أو أنه يسيء الظن بالله -عز وجل-، مثل من يقول: نحن ندعو ولا يستجاب لنا ويترك الدعاء، أو أن الله كيف أن الله ينصر هؤلاء ويخذل هؤلاء, نحو ذلك من الظنون السيئة التي تحصل عند بعض الناس، لا شك أن هذا مما يطعن في التوحيد فعلى المسلم أن يحسن الظن بالله -عز وجل- في كل ما يقضيه -سبحانه وتعالى-، ويقدره وفي كل ما يأمر به ويشرعه، وإذا علم الإنسان الحكمة فالحمد لله وإذا لم يعلم الحكمة من ذلك وغابت عنه فعليه أن يحسن الظن بالله -عز وجل-، ويجعل غياب الحكمة ناشئ من جهل هذا الشخص وعدم علمه، والله أعلم.
61 - بعض الناس يظن بالله ظن السوء فيما يختص به يعني فيما يقع فيه من المصائب والبلايا، كأن الله يعني خذله وأن الله لم يجب دعوته، وأن الله لن يأجره أو نحو ذلك، أو فيما يصيب غيره من الناس، فيسيء الظن بالله -عز وجل- فهذا كله من ظن السوء، والمؤلف هنا ذكر أمثلة، والأمثلة كثيرة، كل واحد عليه أن يفتش نفسه، هل هو يحسن الظن بربه؟ أو يسيء الظن بربه؟ وفي الحقيقة أعني سوء الظن هذا مرض، ونقص في الإيمان، ونقص في التوحيد.
62 - ينبغي التحذير من الفتنة بالتصوير؛ لأن الناس حقيقة تساهلوا في هذا حتى صاروا مفتونين بالصور، صاروا مفتونين بالصور في تعليقها وفي جوالاتهم وفي سياراتهم وفي غرف نومهم، وفي كل مكان، تجد عندهم تعلق بهذه الصور مما لا شك أنه يؤثر عليهم، فينبغي أيضاً أن يحذر من هذا الشيء حتى لو أن الشخص يرى أن التصوير مثلاً في الفيديو أو نحو ذلك أنه مما يجوز، لكن ينبغي أن لا يكون مفتوناً بأن يصور كل شيء ويتعلق بهذه الصور.(55/194)
هل يجوز التسمي بعبدالإله؟
ـ[بن نصار]ــــــــ[06 - 05 - 09, 01:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. .
إخواني الأكارم هل يجوز التسمي بعبد الإله؟؟
ـ[أحمد سعيد سالم]ــــــــ[06 - 05 - 09, 03:20 م]ـ
ما حكم تسمية (عبد الإله)؟ وهل هو من أسماء الله وصفاته؟ الرجاء الإجابة، مع التفصيل.
الحمد لله
أولا: من الآداب المستحبة في التسمية أن يُعَبَّد الاسم لله عز و جل، سواء كان التعبيد للفظ الجلالة: عبد الله، أو لغيره من أسماء الله الحسنى، و إن كان أحب ذلك إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن.
ثانيا: يحرم تعبيد الاسم لغير الله، تعالى؛ كأن يقال: عبد الرسول، أو عبد النبي، أو نحو ذلك. راجع إجابة السؤال رقم (7180 ( http://islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=7180) )
ثالثا: الإله في اللغة هو المعبود، أو المستحق للألوهية والعبادة، وإنما سميت الأوثان آلهة لأن المشركين يعبدونها من دون الله، ويزعمون أنها تستحق ذلك [انظر: اشتقاق أسماء الله، لأبي القاسم الزجاجي ص 30، لسان العرب " أله "]، وقد قال بعض أهل العلم إن لفظ الجلالة "الله" أصل اشتقاقه الإله فحذفت الهمزة تخفيفا. وهو اختيار ابن القيم، وغيره من أهل العلم.
رابعا: هل الإله من أسماء الله الحسنى؛ فيجوز التعبيد له، أم لا؟
ورد اسم الإله ضمن أسماء الله الحسنى، التي أحصتها بعض روايات حديث (إن لله تسعة وتسعين اسما)، كما نجده عند البيهقي في الأسماء والصفات، والحاكم. لكن ذكر الأسماء في هذا الحديث ليس من كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، عند أهل المعرفة بالحديث، كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم من أهل العلم. [انظر: أسماء الله الحسنى، لعبد الله بن صالح الغصن، ص 170 - 173].
ولأجل عدم الاعتماد على الراويات التي فيها إحصاء الأسماء الحسنى، اجتهد كثير من أهل العلم في تتبع هذه الأسماء من الكتاب والسنة؛ فممن ذكر الإله ضمن ما أحصاه من أسماء الله الحسنى: ابن منده، وابن حزم، وابن حجر، وابن الوزير، وابن عثيمين، رحمهم الله جميعا. انظر المرجع السبق [352].
وبناء على ذلك فالتسمي بعبد الإله مشروع، لا بأس به، إن شاء الله. ومع ذلك، فالظاهر أن هذه التسمية لم تكن معروفة، أو لم تكن شائعة، قديما؛ فلم نجده في أسماء الصحابة، على ما يظهر من الإصابة لابن حجر، ولم نره أيضا في أسماء الأعلام المترجمين، بعد مراجعة فهارس السير للذهبي، وطبقات الشافعية لابن السبكي، ووفيات ابن خلكان، والتهذيب لابن حجر، وغيرها. وأول ما وقفنا عليه هو عبد الإله بن علي بن الحسين الهاشمي المولود سنة [1331 - والمتوفى سنة 1377]، على ما ذكره الزركلي في الأعلام، وهو متأخر جدا، كما لا يخفى.
المصدر: http://islam-qa.com/ar/ref/41936
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[11 - 05 - 09, 08:32 م]ـ
وقيل لا يجوز بناءا على أن الألهة متعددة فلا يعلم،عبد من؟! أفاده شيخنا أبو أويس.
انظر هنا أخي الفاضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90644(55/195)
عاجل: من عنده صورة وثيقة تبرؤ الأزهر من فرقة الأحباش
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , و بعد
ياأخوة , بعض الأشاعرة في بلادنا يهاجمون الدعوة السلفية و يستدلون ببعض شبهات الأحباش , فمن عنده صورة لوثيقة تبرؤ الأزهر من هذة الفرقة فليضعها هنا غيرا مأمور و له دعوة بظهر الغيب. إنشاء الله تعالي.
و لكم جزيل الشكر
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 09:23 م]ـ
اضغط هنا ( http://www.dimashqiah.com/upload/attach_files/677_azhar3%5B1%5D.jpg)
وهنا كتاب:موسوعة أهل السنة في نقد الأحباش والمذهب الأشعري
http://www.dimashqiah.com/articles.aspx?id=29&page_id=0&page_size=5&links=False
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[09 - 05 - 09, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب و أدعوا الله أن يدخلنا الفردوس الأعلي ... امين(55/196)
لماذا ينتظر سعيد فودة وجماعته رداً على الكاشف الصغير؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[07 - 05 - 09, 05:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آلة وصحبه أجمعين.
وبعد،
فإن كتاب الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية كتاب ألفه سعيد عبد اللطيف فودة سنة 1997 مسيحية، كما ذكره في خاتمة الكتاب، وصدر الكتاب سنة 2000 مسيحية، أي قبل تسع سنوات من كتابة هذه السطور.
ولم أقرأ هذا الكتاب، لأن عنوانه إن كان منبئاً عن مضمونه فما حاجتي إليه؟ فكتبُ ابن تيمية مبذولة للجميع، وطالب العلم السني له بها عناية كبيرة، فما حاجته لقراءة كتاب يكشف له عن عقائد ابن تيمية؟!
ثم إنني وقفت على أوراق بعنوان: " أجوبة أبي الفداء سعيد فودة على أسئلة طلاب الرياحين " نشرت سنة 2008م: سئل فيها: هل اطلعت على بعض الردود التي صدرت حول كتبك؟
الجواب: قد اطلعت على بعض الردود في منتدياتهم على الشبكة العنكبوتية، ولمَ أرَ لغاية الآن من استطاع أن يبتدئ ردَّاً ويكمله، أو يحسن نظمه، فكل واحد منهم عنده ملاحظة تدلُّ على جهله، أو تسرعه، فما إن يكتبها حتى تفرغ جعبته، وينقطع عن الكتابة ...
وقد التقيت ببعضهم ممن تقوده الحماسة لابن تيمية يعزم مرة بعد مرة على هدم ما أثبته في الكاشف وغيره، وما زال لغاية الآن يدور حول نفسه لا يدري ماذا يقول ".
وهذا الكلام جعلني أرجع لأنظر في الكتاب، لأنه أشعرني أنه ليس مجرد كشف عن عقيدة الرجل، وإنما هو من نمطٍ آخر، ينتظر مؤلفُه رداً عليه.
فقرأت مقدمة المُقدِّم، ومقدمة المؤلف، واطلعت على فهرس الكتاب وخاتمته، وقد اكتفيت بذلك عن قراءة سائر الكتاب، وإن اطلعت على بعض المواضع.
وقد تحصل لدي مجموعة من الملاحظات على ما قرأته:
الملاحظة الأولى: قال المؤلف ص469: " والمطلوب الحقيقي من هذا الكتاب هو تحقيق عقائد أهل السنة، وتمييزها عن عقائد أهل البدعة، أو إن شئت قلت تمييزها عن عقائد ابن تيمية.
وهذا التمييز ضروري جداً لأهل السنة خصوصاً في هذا الزمان الذي اختلطت فيه العقائد، ولم يعد الواحد يميز عقيدته عن عقيدة مخالفه ".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا المقصد يدل على سذاجة المؤلف، فمن هذا الذي يزعم أن ابن تيمية موافق للأشعرية في عقائدهم؟!
وإن كان الغرض منه ذلك، فلم ينتظر منا رداً عليه؟ نحن نسلم له ذلك، ونقول له: نعم، عقائد ابن تيمية مخالفة لعقائد الأشعرية والماتريدية.
وإن كان المنتسبون إلى الأشعري من المعاصرين مضطربين في موقفهم من ابن تيمية، فما شأننا نحن بهم؟!.
ثم هو يدل على الضعف العلمي الذي آل إليه هؤلاء في هذا الزمان، وهذا ما أشار إليه مؤلف الكتاب بقوله: " ومن المصائب الكبيرة أن يحض كثير من مشايخ أهل السنة الناس على قراءة كتب ابن تيمية، ظانين أن مسائل الخلاف إنما هي مجرد تعبير عن العقائد، أو على الأكثر مسائل فرعية متناثرة هنا وهناك في كتبه، وبناء على تصورهم حكموا بأنه لا ضير على الناس في ذلك.
وهم لا يدرون أنهم بهذا الموقف يحكمون على عقيدتهم بالفناء ... " إلى آخر كلامه.
وهذه الحالة التي صورها المؤلف، تدل على همَّةٍ خسيسةٍ عند هؤلاء المشايخ، فإن كانوا لا يعرفون مذهب ابن تيمية فلم لا يرجعون إلى كتبه ليعرفُوه؟ أم أن كتبَ ابن تيمية مصنفةٌ باللغة الهندية أو الفارسية فيحتاجوا إلى من يترجم لهم كلامه؟!
وهذه الحالة الضعيفة التي كان يعانيها هؤلاء المشايخ صورها واحد منهم في مقدمته لهذا الكتاب ص9 بقوله: " كنا نتربص عالماً ينهض ببيان أفكار ابن تيمية كما هي دون تزيد.
وظهر مثل هذا في ثنايا بعض المؤلفات والكتب ولم يكن منها كتاب مختص يعالج الأمر هذا على الخصوص دون إلحاق له بأمور أخرى مع شدة التربص والترقب حتى جاءني الأستاذ النابه البحاثة الجاد سعيد فودة بكتابه الكاشف الصغير فوجدته قد أربى على الغاية وأتى بما تنشرح له الصدور في جانب بيان أقوال ابن تيمية على ما هي عليه دون تزيد أو استنباط، وإنما حاول شرح هذا الكلام حسب جهده وطاقته لتتضح صورته ولتبين معالمه. مستمداً كل ذلك من كتب ابن تيمية وحده ولم يعمد إلى أي كتاب من كتب من خاصمه فينقل عنه مذهباً أو رأياً لابن تيمية وهذا مذهب قويم في تحقيق الأفكار ليبينَ صحيحها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/197)
من سقيمها ويظهر عوجها من مستقيمها "
قال مقيده عفا الله عنه: فلا تستغرب بعد هذا أيها السني إذا رأيت جماعة فودة وأصحابه يبالغون في وصفه، كوصفه بالعلامة والنظار والمتكلم ونحو ذلك، لأن من كان مضطرباً حائراً ثم جاء من أخرجه من حيرته؛ لا شك أن له عنده منزلة لا تضاهى.
ولا تستغرب أيضاً من طريقة فودة المضحكة في شرح كلام ابن تيمية لأن هؤلاء الذين يكتب لهم أعاجم لا يستطيعون فهم كلام ابن تيمية وحدهم.
فإن قال قائل: لا بد من رد على هذا الكتاب حتى نصحح تصورات هؤلاء المشايخ عن ابن تيمية بعد أن أفسدها فودة؟
والجواب: أن هؤلاء المشايخ ما داموا على بدعتهم، فالأولى أن ندعوهم لتصحيح عقيدتهم بأن يلتزموا الكتاب والسنة وإجماع السلف، ويتركوا التقليد الأعمى، فإن فعلوا تصحح تصورهم عن ابن تيمية تبعاً، وهذا ظاهر.
فالحاصل أن الكتاب كما يصرح مؤلفه لتصحيح تصورات مشايخ الأشعرية المعاصرين عن ابن تيمية، ونحن لا يهمنا هذا في شيء، فلم ينتظر منا رداً عليه؟!.
الملاحظة الثانية: إذا علمت أن الكتاب موجَّهٌ للأشعرية المعاصرين، ليصححوا تصورهم عن ابن تيمية، فإن المؤلف اعتمد في محاكمة عقائد ابن تيمية إلى الطواغيت المشتركة بينه وبين هؤلاء المشايخ، ومنها: دليل حدوث الأجسام، الذي يُلزَم من أنكره وخالف مقتضياته أن يكون مجسماً.
ولذلك استنصر في مقدمة الكتاب بأصحابِهِ من الرافضة والمعتزلة، إذا الجميع يشترك في صحة التحاكم إلى هذه الطواغيت: " لم يختلف معهم لا المعتزلة ولا الشيعة ولا الزيدية ولا الإباضية ولا غيرهم من الفرق الإسلامية "
فلم يرجع هذا المؤلف الجهمي لا لكتاب ولا سنة، ولم يحاكم ابن تيمية إليهما، وإنما حاكمه إلى طواغيت جاهلية وأصول بدعية لا وزن لها عند المسلم السني، وكذا لم يرجع إلى إجماع السلف، وإنما ذنب ابن تيمية عنده أنه خالف إجماع الرافضة والمعتزلة والأباضية والأشعرية والماتريدية!.
ولا يخفى عليك أن التحاكم إلى هذه الطواغيت لا يرفع خلافاً ولا يحل نزاعاً، وإنما يزيد في هوة الخلاف وشقة النزاع.
ولو كان المؤلف يحاكم عقائد ابن تيمية إلى الكتاب والسنة، ثم أثبت أنه خالفهما في أصل من أصول عقائده، لوجد الجميع منصاعين لكلامه، إذ هذه الحكومة يرضى بها كل مسلم.
فنحن لا نرضى بيننا وبينكم حكماً إلا كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فإن شئتم إزالة الخلاف وردم الفرقة فهلموا إلى التحاكم إليهما.
قال تعالى: " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً ".
وقال تعالى: " أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ".
ولله در ابن القيم حين قال في بيان معنى الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
ويُحكِّم الوحي المبين على الذي= قال الشيوخ فعنده حكمان
لا يحكمان بباطل أبدا وكل=لعدل قد جاءت به الحكمان
وهما كتاب الله أعدل حاكم= فيه الشفا وهداية الحيران
والحاكم الثاني كلام رسوله=ما ثم غيرهما لذي ايمان
فاذا دعوك لغيرِ حُكمهمَا فلا=سمعاً لداعي الكُفر والعصيان
قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا=طوعاً لمن يدعُو الى طغيانِ
وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم= سمعاً وطوعاً لست ذا عصيان
الملاحظة الثالثة: المؤلف رَوَّج في هذا الكتاب لنفسه كثيراً، وقد نجح في ذلك، حيث رفع بكتابه هذا ذكره بين أصحابه، ولناظر أن يدخل إلى منتداه على الشبكة ويرى احترامهم له، وهذا ليس بغريب، وإنما الغريب أن يحاول هذا المغرض أن يروج لنفسه بين أهل السنة والحديث، فانظر إلى قوله في آخر كتابه ص490: " ونعتقد أننا بهذا العمل نكون قد أسدينا خدمة جليلة إلى أتباع ابن تيمية، وذلك بجمع شتات أفكاره وتنظيم مقدماته وغايته، وعرض خلاصة عقيدته ..
فالكثير من أتباعه ليست لديهم الهمة والكفاءة لتعقب كلامه، واستجماع أفكارهم لفهم ما يريد، ونحن قد تكفلنا بهذه المهمة عنهم، وبذلك فإننا نفتح الباب أمامهم لإكمال ما بدأناه وسد ما من الخروم تركناه ".
قال مقيده عفا الله عنه: ألم تدر أيها الجهول أن كتب شيخ الإسلام رحمه الله شاعت بين أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها يعكفون عليها حفظاً وفهماً ومدارسة؟ وهل تظنهم مثل أصحابك الجهلة بحاجة لجهميٍّ مثلك ليفهمهم كلام ابن تيمية؟
أما الكلام في الهمة والكفاءة، فلا أدري كيف يجوز لمثلك الكلام فيه!.
هذا ما أردت ذكره بهذا الصدد، ولعل الأخوة الذين تحملوا ثرثرة فودة وقرأوا الكتاب كله وقفوا على حقائق غير ما ذكرت، والله المستعان.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 05 - 09, 10:14 م]ـ
لدي ملاحظة أخرى على مقدمة المؤلف:
وهي أنه وعد - أو توعد - بأنه سيؤلف الكاشف الكبير " الذي يحتوي على الرد على آرائه بالأدلة الواضحة ونقض كتبه كتاباً كتاباً " قال: " بتوفيق الله تعالى!! " ص18.
قلت: انقضت تسع سنوات على هذا التوعد ولم نر شيئاً!.
وتأمل أنه توعد بنقض كتب ابن تيمية كتاباً كتاباً ..
أي أن بيان تلبيس الجهمية يدخل في ذلك ..
والتسعينية .. ومنهاج السنة .. بل العقل والنقل!.
ما أصعبها يا سعيد!.
فإن كنت سعيداً حقاً فأرِنَا من أنت وأنجز وعدك هذا!.
ونحن في الانتظار ..
ولدي ملاحظة أخرى عن علاقة فودة بالسقاف سأكتبها لاحقاً بإذن الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/198)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 05 - 09, 11:41 م]ـ
حسن السقاف يطعن في الصحابة منذ زمن بعيد، وأذكر أنني قرأت له كلاماً في عمرو بن العاص رضي الله عنه في " تناقضاته "، وهذا يخالف عقيدة الأشعرية في الصحابة، ويستحق قائله التبديع كما يستحق المجسم التبديع، ومع ذلك فإن سعيد فودة كان على علاقة طيبة معه، بل نقل الأخ عبد الباسط الغريب عن أحد أصحاب السقاف قوله: " وأما كتاب سعيد "الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية" الذي طوله وعرضه وأعطاه فكرة صناعته سيدي السقاف! حتى أعاره كتاب ابن تيمية "التأسيس" .. إلى أن صرح السقاف بما كان يخفيه في نفسه, وهاجم أبا الحسن الأشعري ورماه بالتجسيم, وهاجم الأشاعرة في مسائل عدة, فانقلب فودة على سيده! وأصبح يشن الهجوم عليه ".
قلت:
إما أن يكون فودة موافقاً للسقاف في عقيدته في الصحابة، وبذلك يخرج من حزب الأشعري الذي يدعي نصرته.
أو أن يكون لا يعلم بعقيدة الرفض التي يعتقدها السقاف، وهذا يخالف مزاعمه أنه صاحب اطلاع واسع وأنه لو أخبرك بما قرأه من الكتب ما صدقته، كما في أجوبته المشار إليها أعلاه.
أو أنه يعرف بها ويجامل السقاف، وهذا يخالف كلامه في كاشفه ص5: " أهدي هذا الكتاب ... إلى كل من يعتقد عقيدة التنزيه ويفضل الصراحة والوضوح في النقد والبحث على المجاملات والرسوم البالية ".
أم أن المجاملة تجوز مع الرافضة ولا تجوز مع الوهابية؟!.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 09, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة أخي الدمشقي و نسأل الله العلي القدير أن يهدي (أو أن يكفي المسلمين شره) هذا المتعالم سعيد فودة الذي تفتت كبده حسدا على شيخ الإسلام و حسنة الليالي و الأيام الإمام الهمام أحمد بن تيمية الدمشقي رحمه الله تعالى و نور ضريحه، أمين.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:25 م]ـ
سعيد فودة متحرق لرؤية رد ينشط له!
هكذا هم، مذهبهم خامل لا نشاط فيه ولا بركة.
بخلاف مذهب السلف - رحمهم الله - فإنه سهل ثابت مبارك.
ادخل إلى منتدياتهم، إلى دروسهم .. تراها خالية من تعظيم الكتاب والسنة، لذلك كان الجزاء من جنس العمل.
حتى إذا كتب سني ردًّا وجدوا فرصة (للجدل الباطل) وهكذا ...
وللفائدة: ليس كل من ألف يُرد عليه، ولهذا يُعمل في أحوال بما نُقِلَ عن الإمام مالك أنه قال: (يخبر عن السنة ولا يجادل عنها).
وانظر إلى محيي علوم السلف أبا العباس ابن تيمية، فإنه ما رد على كل أحد، بل رد على شيوخهم الكبار كالرازي وغيرهم (في عدد من الكتب)، وانتهى بالأخنائي في مسألة الزيارة، وكان يكتفي بنقل نصوص السلف والآيات والأحاديث، ويبطل تأويلاتها، فعجز الأشاعرة معه وتحيروا.
وغالب الأشاعرة اليوم لا يعرفون مذهبَهم جيدًا، وهم أقرب إلى التجهم من مذهب الأشعري.
ونسأل الله أن يزيد في حسناتك يا أبا الحسنات، يا حسنة دمشق
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:20 ص]ـ
سعيد فودة حتى الان لا يعلم من اي مذهب هو .. !
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:29 م]ـ
سعيد فودة حتى الان لا يعلم من اي مذهب هو .. !
هذا فيه مبالغة.
لأن الرجل على منهج الأشاعرة.
فإن كان لديك كلام له يدل على خروجه عن هذا المنهج فلعلك تنقله.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 05:36 م]ـ
لدي ملاحظة أخرى على مقدمة المؤلف:
وهي أنه وعد - أو توعد - بأنه سيؤلف الكاشف الكبير " الذي يحتوي على الرد على آرائه بالأدلة الواضحة ونقض كتبه كتاباً كتاباً " قال: " بتوفيق الله تعالى!! " ص18.
قلت: انقضت تسع سنوات على هذا التوعد ولم نر شيئاً!.
وتأمل أنه توعد بنقض كتب ابن تيمية كتاباً كتاباً ..
أي أن بيان تلبيس الجهمية يدخل في ذلك ..
والتسعينية .. ومنهاج السنة .. بل العقل والنقل!.
ما أصعبها يا سعيد!.
فإن كنت سعيداً حقاً فأرِنَا من أنت وأنجز وعدك هذا!.
ونحن في الانتظار ..
ولدي ملاحظة أخرى عن علاقة فودة بالسقاف سأكتبها لاحقاً بإذن الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/199)
بل إن هذا الصعلوك أخرج زبالة فكره وطبع الكاشف الكبير ونقض التدمرية وتعليقات على درء التعارض، ولا زال في هذيانه وكذبه، فلن تبصر عيناك أشد كذبا من كذبه ولا أخون من خيانته وتدليسه فهو جزار بتار للنصوص، مقلب محرف، أصلح حال له أن يعمل من المزورين للمستندات والأوراق المالية.
وليتنا نرى أحدا ينبرى لهذا الكذاب ويجمع في فضائحه كتاب، فقد تطاول على الأئمة الأعلام بالشتائم والسباب.
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 05 - 09, 05:38 م]ـ
لم أكن أعرف بالكاشف الكبير.
لكنه هل أنجز وعده فيه حقاً ونقض كتب ابن تيمية كتاباًكتاباً؟
حبذا لو أخبرتنا عن هذا الكتاب.
أما نقض التدمرية فقد اطلعت على تعليقات عليه للأخ أبي فهر السلفي ولم أقرأه
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 05 - 09, 01:46 ص]ـ
بالنسبة للخيانة والكذب والتدليس وغيره مما اتهتمت به الرجل فلا أدري هل عرفت ذلك من قراءة كتبه أم سمعته من غيرك؟
والأفضل أن تصدق دعاويك هذه بنماذج عليها.
مع التنبه إلى:
- أن هذا كله ليس بعيداً عن الرجل، فغرض التشنيع ظاهر من كلامه، ونفثات الحقد تظهر من بين سطور كتاباته، وهذا لا يستبعد منه ما ذكرته.
- أن الأمانة في النقل وعدم التحريف أو الزيادة أو النقص أو البتر أمر لا يوجب فضلاً لصاحبه، ولا يدل على فلجه على خصمه، وإنما هو أمر أولي لا بد منه عند البحث والمناظرة، وبدونه لا بحث ولا نظر أصلاً، فهب أن نقول فودة كلها صحيحة من جهة النقل من كتب ابن تيمية، ومن جهة فهمه لها، فهذا لوحده لا يوجب فضلاً له ولا يدل على انتصاره على من يرد عليه، بل هو أمر لا بد منه، وإنما النصر والفلج يكون لمن وافق كلامه الكتاب والسنة الصحيحة والعقل الصريح.
وربما يظن فودة أن في صحة نقوله وصحة فهمه لكلام ابن تيمية فضلاً له ومزية، والسبب في ذلك والله أعلم أن الأشعرية من عادتهم الخطأ في حكاية مذاهب الخصوم وفهمها، وكما وقع ذلك منهم في شأن المعتزلة - وقد أشار المقبلي في العلم الشامخ لذلك في أكثر من موضع -، وقع أيضاً في شأن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى حتى قال ابن القيم:
لبستم معنى النصوص وقولنا = فغدا لكم للحق تلبيسان
من حرف النص الصريح فكيف لا = يأتي بتحريف على إنسان
فالقصد أنه لما كان هذا حال الأشعرية، ربما ظن فودة أنه بمجرد رجوعه لكتب ابن تيمية ومحاولته لفهمها يعد قد حصل إنجازاً عظيماً تميز به عن زملائه، وهذا في الحقيقة ليس إلا وصولا إلى نقطة البداية.
- أنبه أيضاً أنني لم أقرأ كتابه، كما أشرتُ سابقاً، لذا فمسألة الكذب والتحريف أتوقف فيها حتى أرى نموذجاً صحيحاً. والله يهدينا ويهدي ضال المسلمين.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:08 م]ـ
(نقض الكاشف لسعيد فودة) عبد الباسط بن يوسف الغريب - وفقه الله -:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108030
نقض الكاشف للمدعو سعيد فودة
والدفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - وهو مجمل للمسائل التي أثارها المخالف في كتابه الكاشف وقد لخصت أغلب هذهالمسائل في كتابي " كتب ورسائل سعيد فودة في ميزان النقد العلمي "
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:14 م]ـ
بالنسبة للخيانة والكذب والتدليس وغيره مما اتهتمت به الرجل فلا أدري هل عرفت ذلك من قراءة كتبه أم سمعته من غيرك؟
والأفضل أن تصدق دعاويك هذه بنماذج عليها.
....
قال الأخ عبد الباسط في الرابط المذكور آنفًا، المشاركة رقم 15 تأكيدا لكلام الأخ / فيصل:
... ما ذكره الأخ فيصل من كذبه وتدليسه صحيح
أرأيت مناظرة المستقلة حسن السقاف مع الشيخ عدنان عرعور وغيره
وما كان فيها من كذب وتدليس سعيد فودة يفتخر بمساعدة حسن السقاف في هذه المناظرة
قال فودة في كتابه "موقف أهل السنة من الخلاف بين الغماري والسقاف" (ص11)، متفاخراً ومحاولاً إخفاء إعجابه بنفسه في مساعدة حسن السقاف في المناظرة التي حصلت على قناة المستقلة حول شيخ الإسلام: وقد فوجئت قبل سنتين أو ثلاث يناقش الوهابية على قناة فضائية في موضوع ابن تيمية، وحرصاً على إبداء سلامة النية طلبت من بعض الإخوة قبيل المناقشة أن يعرض على السقاف المساعدة إن احتاجها خاصة أنني قد قمت بكتابة كتاب موسع عن مذهب ابن تيمية, وأعرف مذهبه تماماً؛ فلم أكن أحب أن يتم الرد على ابن تيمية بصورة ضعيفة بل بشكل علمي رصين معتمد على فهم تام لمذهبه لا كما فعل السقاف, ولم يكن الجواب بالقبول وتعلل بضيق الوقت, ولما سافر وبدأ في الحلقة الأولى وأظهر من التهافت ما لا مزيد عليه، ظهر عليه الوهابية فلم يكن قادراً على مدافعتهم وجدالهم فتضايق كثيراً العديد من الناس .. وخوفاً من هذا المحظور وحرصاً على عدم وقوع التهافت أكثر مما بدا اتصل بي العديد من المشايخ وطلبوا مني بإلحاح أن اتصل به وأقوم بإعطائه من المعلومات والأساليب الجدلية ما به يستد حاله ويتقوم ركابه .. وفعلاً صرت أتصل به يومياً ودام ذلك عدة أيام وأعطيته من الملاحظات والمعلومات ما ظهر به على خصومه وأحرجهم في مواضع.
وأما بالنسبة للمناظرة فقد عرض عليه الشيخ عبدالرحمن دمشقية حفظه الله أن يناظره ولكنه تهرب.
ورحم الله ابن رجب حيث قال: وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك وهذا جهل محض.
فضل علم السلف على الخلف (35)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/200)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 02:08 م]ـ
وكذلك ذكر كذبه (الواضح) ومراوغته: الشيخ د. أبو زيد مكي في درسه (شرح التدمرية) " الدرس 3" بجامع المهاجرين بمكة الذي يقام هذه الأسابيع .. وغدًا بإذن الله أنقل كلامه ..
ونبه عليه (تلميحًا بقوله: صاحب نقض التدمرية، وإنما يعني سعيد فودة) في هذه الدروس:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&action=title&courseid=603&type=course
انظر رقم شرح التدمرية - 1 .. و شرح التدمرية - 2 ..
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:12 م]ـ
السلام عليكم
أخواني الكرام: هذا الرجل مع كل الاسف لم يتنبه له الكثير منذ البداية، اقصد منذ خمس عشر سنة او اكثر، وكنت منذ فتره اتابع كل مايؤلف من كتب ورسائل واجمعها، وكتبه التي عندي وصلت الى حدود الخمسين مابين كتاب وبحث ورسالة ومنذ فتره بدأت في كتابة بحث كبير متكامل للرد على هذ المخذول في كل مسألة تطرق لها، وليس ردي على الكاشف الصغير او كتاب بعينه ولكن شعاري في الرد " اذا كان سعيد فودة قال سوف ارد على كتب ابن تيمية كتاب كتاب فانا اقول سوف ارد عليه مسألة مسألة بمشيئة الله، والان بصدد اتمام الرد على مغالطته في مسألة "المعرفة" وان ابن تيمية تختصر طرق المعرفة عنده في الحسيات فقط ولكن لازالت هناك بحوث لهذا المخذول لم اطلع عليها وهذا ماسوف يؤجل كثير من الردود. والسلام عليكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:06 م]ـ
أخي أحمد , أخرجها على شكل أجزاء أفضل.(55/201)
سؤال عن التوحيد الواجب والتوحيد المستحب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 05 - 09, 07:48 ص]ـ
من موقع الشيخ الراجحى قال
ما الفرق بين كمال التوحيد الواجب، وكمال التوحيد المستحب، مع ذكر مثال يوضح ذلك؟
كمال التوحيد الواجب ينافي كمال التوحيد المستحب، مثلا إذا عصى الإنسان نقص توحيده، مثل قوله: http://shrajhi.com/images/H2.GIF لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (**********: HadithTak('Hits544.htm'))http://shrajhi.com/images/H1.GIF هذا كونه ما يحب لأخيه ما يحب لنفسه، هذا ينافي كمال التوحيد الواجب وكمال الإيمان. الواجب: http://shrajhi.com/images/H2.GIF لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين (**********: HadithTak('Hits545.htm'))http://shrajhi.com/images/H1.GIF فإذا قدم شيئا من محبة الولد أو الوالد فإنه ينقص كمال التوحيد الواجب، ومثله قوله تعالى: http://shrajhi.com/images/B2.gif قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9&nAya=24)http://shrajhi.com/images/B1.gif هذا إذا قدم شيئا من محبة الآباء أو الأبناء أو الإخوان، أو الأزواج، أو العشيرة على الله ورسوله، فإنه متوعد بهذا الوعيد، ويكون فاسقا http://shrajhi.com/images/B2.gif فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9&nAya=24)http://shrajhi.com/images/B1.gif .
أما إذا ترك شيئا من المستحبات غير الواجب، فهذا الذي ينافي كمال المستحب، فإذا ترك شيئا واجبا، فهذا ينافي كمال التوحيد والإيمان الواجب، وإذا ترك مستحبا فهذا من المستحبات، فمثلا الزاني والسارق هذا ضعيف الإيمان، فعله هذه المعصية نقص إيمانه الواجب، وليس إيمانه المستحب.
كذلك إذا قصر في بعض الواجبات، قصر في بره لوالديه، أو صلته لرحمه، يكون ناقص الإيمان وناقص التوحيد؛ لأن عقوق الوالدين ينافي كمال الإيمان الواجب، أما المستحبات إذا تركها ترك المستحبات.
الضابط في هذا أنه إذا ترك واجبا، أو فعل محرمًا فهذا ينافي كمال الإيمان الواجب، نقص إيمانه الواجب، ونفص توحيده الواجب، أما إذا ترك شيئا مستحبا، كأن يترك بعض النوافل - ترك قيام الليل، هذا ترك شيئا مستحبا، وهو كمال الإيمان المستحب، ترك صلاة الضحى، هذا ترك كمال المستحب. انتهى
وسؤالى عن الكلام المشدود تحته خط أن لماذا لم ينقص وحيده المستحب بسبب نقصان توحيده الواجب؟ أم ان التوحيد الواجب كتلة مباينة تماما لكتلة التوحيد المستحب فاذا تأثرت كتلة التوحيد الواجب فلاتتأثر كتلة التوحيد المستحب؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 05 - 09, 07:50 ص]ـ
ما معنى (الإيمان الواجب الكمال والإيمان الواجب المستحب)؟
معنى الإيمان الواجب الكمال ما يكون فعله من الواجبات الشرعية، أو مايكون تركه من المحرمات الشرعية، فأداء الأمانة واجب لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لا إيمان لمن لا أمانة له " أخرجه أحمد (12383).
والزنا وشرب الخمر من المحرمات الشرعية، فمن فعلها انتفى عنه كمال الإيمان الواجب؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " أخرجه البخاري (6772)، ومسلم (57).
وأما الإيمان الواجب المستحب فلعل السائل يعني كمال الإيمان المستحب، فإن كان كذلك فهو ما يكون فعله من المستحبات، مثل: إماطة الأذى عن الطريق، فمن تركه فقد فاته كمال الإيمان المستحب، والله أعلم
المجيب/ د. عبدالعزيز آل عبدالطيف.
وسؤالى لماذا سمى التوحيد المستحب بأنه واجب مستحب فجمع الوصفين؟ لماذا
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
دعونا من الفلسفيات توحيد الله واحد لا يتجزأ إنما الإيمان هو الذي يزيد وينقص
وجواب الدكتور عبدالعزيز آل عبدالطيف في محله(55/202)
ما الفرق بين عقيدة الأشاعرة في الجبر المتوسط وعقيدة أهل السنة والجماعة في القدر؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 - 05 - 09, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما الفرق بين عقيدة الأشاعرة في الجبر المتوسط وعقيدة أهل السنة والجماعة في القدر؟
أدعو الأخوة وطلاب العلم لقراءة هذا النص للشيخ مصطفى صبري المعروف بعقيدته الأشعرية، وبيان الفرق بين كلامه وعقيدة أهل السنة والجماعة في القدر؛ حيث أنه يظهر لي أنه لا فرق، والله أعلم.
يقول الشيخ مصطفى صبري:
((نعم، الجبر الذي نقول به غير الجبر الذي تقول به الفرقة الضالة الجبرية النافون لاختيار الإنسان وإرادته، وهو - أي الجبر الذي نختاره - ما يسمى الجبر المتوسط، سواء قال به الأشعري أو رجع عنه إلى ما يتحد مع مذهب الماتريدية، لأنا لا نقول القول تقليدًا لأحد وليس معنى الجبر المتوسط أنه جبر متوسط القوة لا شديدها كالجبر الذي في مذهب الجبرية الضالين. إذ لا فرق بين الجبرين في المذهبين من حيث القوة والتأثير، حتى إن الجبر الذي نقول به يفوق الإكراه في القوة كالجبر في مذهب الطائفة الضالة سواء بسواء ومع هذا فلا إكراه في كلا الجبرين لعدم تعارضهما بإرادة المجبور، أما عدم التعارض في مذهبهم فلعدم الإرادة والاختيار للإنسان في مذهبهم، وأما عدم التعارض في مذهبنا؛ فلأن الجبر الذي نقول به يأتلف مع إرادة الإنسان واختياره، حتى لو قلنا: إنه لا جبر في مذهبنا لصح ذلك، إذ الإنسان يفعل ما يفعله عندنا بإرادته واختياره، إلا أنه لا يريد ولا يختار إلا ما يريد الله ويختاره له، فكأنه مجبور من غير جبر، وفيه كمال قدرة الله الذي لا يجري في ملكه إلا ما يشاء. فمراد العبد ومختاره فيما يفعله أو يتركه بطيب نفس منه لا بد أن يتفق مع مراد الله ومختاره، وإلا لا يحصل ذلك الفعل أو الترك، بل لا يكون مراد العبد ومختاره أيضًا. وكأنه مجبور على اختيار ما يطيب له من حيث إنه موافق لما أراد الله واختاره له.
ونحن الذين لا ننفي إرادة العبد واختياره وإنما نقول بتوجههما لزامًا - لا بجبر من الله بل برغبة خالصة من صاحب الإرادة والاختيار إلى وجهة إرادة الله واختياره، لا يمسنا تعريض الخصوم بكون الإنسان في مذهب الجبر كالجدار)).
مصطفى صبري، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين ج3 ص404 - 405
فما رأيكم دام فضلكم؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 05 - 09, 06:33 م]ـ
أخي الفاضل:
الشيخ يصرح بأنه لا فرق بين مذهب الأشعرية ومذهب الجبرية - الذين كفرهم بعض علماء الأشعرية كالدردير في شرح الخريدة البهية -، من جهة تأثيره.
وأنا أسألك: ما هو الفرق الذي بقي بينهما بعد ذلك؟ هل هو إثبات كسب للعبد؟ هذا الكسب الذي يثبتونه لا تأثير له أيضاً في حدوث الفعل، لأنهم يقولون إن الفعل يقع عند مقارنة القدرة القديمة للقدرة الحادثة - أي قدرة العبد - لا بها، وهذا يدل أنه لا تأثير لقدرة العبد عندهم، وقد صرح صبري بعد صفحة من كلامه هذا في التعليق على رفيقه الكوثري بأن الجبر المتوسط الذي يقول به يرجع في النهاية إلى الجبر المحض ص420 من الطبعة الثانية.
أما عن الفرق بين مذهب الأشعرية ومذهب أهل السنة، فهو فرق ظاهر، فإن أهل السنة يثبتون تأثيراً لقدرة العبد في حدوث الفعل، كتأثير أي سبب في مسببه، قال شيخ الإسلام (8/ 390): " وَإِنْ أُرِيدَ بِالتَّأْثِيرِ أَنَّ خُرُوجَ الْفِعْلِ مِنْ الْعَدَمِ إلَى الْوُجُودِ كَانَ بِتَوَسُّطِ الْقُدْرَةِ الْمُحْدَثَةِ؛ بِمَعْنَى أَنَّ الْقُدْرَةَ الْمَخْلُوقَةَ هِيَ سَبَبٌ وَوَاسِطَةٌ فِي خَلْقِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْفِعْلَ بِهَذِهِ الْقُدْرَةِ، كَمَا خَلَقَ النَّبَاتَ بِالْمَاءِ وَكَمَا خَلَقَ الْغَيْثَ بِالسَّحَابِ، وَكَمَا خَلَقَ جَمِيعَ الْمُسَبَّبَاتِ وَالْمَخْلُوقَاتِ بِوَسَائِطَ وَأَسْبَابٍ فَهَذَا حَقٌّ، وَهَذَا شَأْنُ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ وَالْمُسَبَّبَاتِ.
وَلَيْسَ إضَافَةُ التَّأْثِيرِ بِهَذَا التَّفْسِيرِ إلَى قُدْرَةِ الْعَبْدِ شِرْكًا وَإِلَّا فَيَكُونُ إثْبَاتُ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ شِرْكًا ".
ولما رأى بعض علماء الأشعرية أن نفي هذا التأثير يقتضي قطع الأوامر الشرعية، صرحوا بمخالفته فقال أبوالمعالي الجويني في العقيدة النظامية ص34 في كلام طويل استحسنه ابن القيم وذكره الدكتور عبد الرحمن المحمود ضمن أقوال أهل السنة في القدر: " في المصير إلى أنه لا أثر لقدرة العبد في فعله قطع طلبات الشرائع والتكذيب بما جاء به المرسلون ".
ومعلوم أن كلام أبي المعالي غير معتمد عند الأشعرية، وقد صرح صبري بذلك مراراً.
وأنت ترى أنه أشار في حاشية الكتاب المذكور عند الكلام الذي نقلته إلى أن الأشعري صرح في الإبانة بمخالفة كلام الأشعرية المتأخرين المعتمد عندهم، وحاول إنكار نسبة الكتاب إليه،لذلك قال الشيخ محمد نجيب المطيعي في حاشيته على شرح الدردير ص66: " قد صرح الأشعري في الإبانة التي هي آخر مصنفاته، والمعتمد من كتب الأشعري بتأثير قدرة العبد المستجمعة للشروط في فعله الاختياري بإذنه تعالى، وصرح بذلك ابن عساكر وغيره، فمكسوب العبد نفس فعله الاختياري وكسبه إياه بتأثير قدرته بإذنه تعالى لا مستقلاً – كما يقوله المعتزلي -، وهذا هو الذي صرح به الأشعري في الإبانة التي هي آخر تصانيفه التي استقر عليها الاعتماد، وغيره لا يعول عليه لكونه مرجوحاً ومرجوعاً عنه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(55/203)