عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
قال شيخ الإسلام والمسلمين، المعدود من أكابر السلف الماضين، المجدد لما درس من أصول الملة والدين، السلفي الأول، وإن تأخر زمنه عند من خبر وتأمل، بحر العلوم، أوحد المجتهدين، العالم الرباني؛ الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، أجزل الله له الأجر والثواب، وأسكنه الجنة بغير حساب، لما سأله أهل القصيم عن عقيدته:
فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أُُشهد الله ومن حضرني من الملائكة، وأشهدكم: أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره.
ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا أٌلحد في أسمائه وآياته، ولا أكيّف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه؛ لأنه تعالى لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه.
فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً، فنزّه نفسه عما وصفه به المخالفون، من أهل التكييف، والتمثيل؛ وعما نفاه عنه النافون، من أهل التحريف والتعطيل، فقال: ? سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? [الصافات 180 - 182]
والفرقة الناجية: وسط في باب أفعاله تعالى، بين القدرية والجبرية؛ وهم وسط في باب وعيد الله، بين المرجئة والوعيدية.
وهم وسط، في باب الإيمان والدين، بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية.
وهم وسط: في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض، والخوارج.
وأعتقد: أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقةً، وأنزله علي عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأومن: بأن الله فعّال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.
وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فأومن بفتنة القبر ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة عراة غرلاً، تدنو منهم الشمس، وتُنصب الموازين، وتُوزن بها أعمال العباد ? فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ? [المؤمنون 102 - 103]
وتنشروا الدواوين، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله.
وأومن: بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.
وأومن: بأن الصراط منصوب على شفير جهنم، يمر به الناس على قدر أعمالهم.
وأومن: بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع، وأول مشفّع؛ ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال؛ ولكنها لا تكون إلا من بعد الأذن والرضى، كما قال تعالى: ? وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ? [الأنبياء: 28]،
وقال تعالى: ? مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ? [البقرة 255]
وقال تعالى: ? وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى ? [النجم 26]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/76)
وهو: لا يرضى إلا التوحيد؛ ولا يأذن إلا لأهله وأما المشركون: فليس لهم من الشفاعة نصيب؛ كما قال تعالى: ? فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ? [المدثر 48].
وأومن: بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما اليوم موجودتان، وأنهما لا يفنيان؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة، كما يرون القمر ليلة البدر، لا يضامون في رؤيته.
وأومن: بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم.
وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم، عملاً بقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? [الحشر 10] وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء.
وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله.
ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكني أرجو للمحسن، وأخاف علي المسيء.
ولا أُكفر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه من دائرة الإسلام؛ وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام: براً كان، أو فاجرا، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل.
وأرى وجوب السمع والطاعة: لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم، ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة، واجتمع عليه الناس، ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته؛ وحرم الخروج عليه.
وأرى هجر أهل البدع، ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله؛ وأعتقد: أن كل محدثه في الدين بدعة.
وأعتقد أن الإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهو: بضع وسبعون شعبة، أعلاها شهادة أن لا إلَه إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
وأرى وجوب الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة.
فهذه عقيدة وجيزة، حررتها وأنا مشتغل البال، لِتطلَّعوا على ما عندي، والله على ما نقول وكيل ...
نقله لكم
www.aborashed.com (http://www.aborashed.com)
من الدرر السنية في الأجوبة النجدية (1/ 29)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ورحم الله شيخ الإسلام
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[28 - 02 - 09, 11:55 م]ـ
جزاكم الله كل الخير
و رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وجمعه مع النبي وصحابنه و الفرقة الناجية.
وجعلنا من اهل الفرقة الناجية.
امين(54/77)
التبرك بآثار النبي بين المشروع والممنوع ـ عايض بن سعد الدوسري
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 09:11 ص]ـ
(المصريون): بتاريخ 27 - 2 - 2009
* (كتبَ الأستاذ (زهير كتبي) مقالة بعنوان بـ (التبرك بآثار سيدنا محمد مشروع وسنة مأثورة) ونُشرت في صحيفة الوطن السعودية في العدد (3045)، وقد أرسلتُ ردي هذا للصحيفة، لكنها للأسف لم تنشره!)
قبل أن أبدأ في التعليق التفصيلي على ما كتبه أخي الكريم (زهير)، أود أولاً أن أسجل شكري وتقديري لأخي الفاضل (زهير) على ما تضمنه مقاله من أمور صحيحة، وما فاض منه من محبة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أن محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فرضٌ لازمٌ لا يكون الإسلام إلا به، ومكانة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لا تعدلها مكانة، وحبه مغروسٌ في أفئدة أهلِ الإيمان، تتجمل به القلوب وتتزين به الصدور، صلى الله عليه وآله وسلم.
وأعظم ما تكون هذه المحبة حين يلتزم المحب في التعبير عنها بما جاءت به سنة المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ الاتباعُ له هو أعظم برهانٍ على محبته محبةً حقيقيةً شرعيةً. ولأجل هذه النقطة بالذات أحببتُ التعليق على بعض ما كتبه الأخ زهير وفقه الله حول التبرك بآثار النبي –صلوات الله وسلامه عليه-، فقد لحظت في كلام الأخ زهير أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن أخي (زهيراً) يستدل بما لا يكون مطابقًا مع دليله، فأدلة التبرك الصحيح يستدل بها على التبرك الممنوع، بل أحياناً يكون الدليل معاكسًا للاستدلال، كما في قصة عمر رضي الله عنه مع الحجر الأسود، وتأتي.
الأمر الثاني: أن الأخ الكريمَ يُطلق دعاوى عريضة ومُطلقة بدون دليلٍ، فضلاً أن يكون الدليل صحيحًا، كقوله إن هذه الآثار المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حقائق متواترة، نقلها جيل عن جيل، أو كقصة منديل المسيح عليه السلام، إلى أخر تلك الدعاوى، ولم يكلّف نفسه التحقق من صحة ذلك، مع أن القاعدة عند العلماء: (إذا كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل).
وبعد هذه المقدمة، أشرعُ -بإذن الله- في البيان التفصيلي:
أولا: لم يُنكر أحد من علماء المسلمين قاطبة أو يشك في أنَّ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل الأنبياء وسيد البشر وخاتم المرسلين، كما أنهم يؤمنون ببركته صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ بركته نوعان:
النوع الأول: بركة معنويَّة، وهي نبوته ورسالته وشريعته، وما اشتملت عليه من الحق المحض، والرحمة العامة، والسعادة التامة، وأنها السبيل الوحيد إلى الفلاح والنجاح والفوز بمرضاة الله.
النوع الثاني: بركة حسيَّة، وهي بركة ذاتِه، وبركة آثاره الحسيَّة المنفصلة عنه. فمن ذلك: تكثير الطعام، ونبع الماء بين أصابعه، وإبراء المريض، وغير ذلك مما ثبت.
وأما بركة ذاته وآثاره فلم يقع خلافٌ في ثبوتها، وجواز التبرك بها، ولا شك أنه صلى الله عليه وآله وسلم مباركٌ في ذاته وأفعاله وأقواله وآثاره، وقد كان أصحابه -رضوان الله عليهم- يتبركون بآثاره أثناء حياته وبعد مماته، وقد وقع بعض ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أقرهم على فعلهم، وكل حديث صحيح ساقه أخي (زهير) في مقاله؛ فهو من هذا القبيل، لا يتجاوزه، ولهذا فلا خلاف حول هذه المسألة بالتحديد.
فالصحابة رضوان الله عليهم، كما ثبت في الصحيح، قد تبركوا بمسح يده الشريفة الطاهرة أو غمسها في الماء رجاء بركتها، وتبركوا بشعره، وريقه، وعرقه، وما فَضُلَ من ماء وضوئه، أو بما لبسه من الثياب، أو ما فَضُلَ من طعامه وشرابه، وكان ذلك وقت حياته صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد مماته، فقد ثبت في الصحيح، أنَّ الصحابة رضي الله عنهم تبركوا ببقايا الآثار الحسيَّة المنفصلة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كخاتمه، وبرده، وسيفه، وعصاه، وشعره، وثيابه، وآنيته، ونعله، وما شابهها.
ولذا فإن التبرك بآثار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم مشروعٌ، فعله الصحابة، ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان، لأن بركة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، باقيةٌ في آثاره، وعلمنا مشروعية ذلك بما صح من الروايات التي نقلت لنا فعل الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما فعلوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/78)
وهذه الأمور ليست كنوزًا مجهولةً مدفونة في أمّهات الكتب، بل هي معروفة ومنشورة ومشتهرة عند طلاب العلم، يَدرُسونها ويُدرِّسونها، لكنهم يفهمون المقصود منها فهمًا صحيحًا.
ثانيا: إذا ثبت أن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشروع؛ فلا بد من التنبه للنتيجة العملية الواقعية للمسألة، وهي: هل بقي للمسألة وجود في الواقع؟ بمعنى: هل يثبت الآن صحة أي أثر من الآثار التي يُقال إنها من الآثار النبوية؟ ذلك لأن المسألة شرعية، فلا بد من التثبت فيما يُقال إنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنحن أمة إسناد وتثبت، وكما جاء الوعيد في نسبة القول الذي لم يقله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليه؛ فكذا الأمر في نسبة فعلٍ أو أثرٍ له وهو ليس كذلك، وكما يُعرفُ ثبوت الحديث الشريف بأدلة وضوابط حدَّها علماء الحديث الأجلاء، فكذا لا بد من ثبوت ما يُزعم أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدلة وبراهين، و إلا جاز أن يَنسِبَ كلُّ أحدٍ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يشاء من الآثار والأغراض للاتجار، أو نحوه من الأسباب.
فالكذبُ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم جريمة شنيعة، وموبقة عظيمة، وكما كُذِبَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله وفعله وفي الانتساب إلى نسبه الشريف: كذلك كُذِبَ عليه بادعاء آثارٍ له، وهي ليست كذلك في الحقيقة.
فالذي عليه العلماء المحققون سواءً المحدّثين المتثبتين أو حتى الآثاريين أنه لا يثبت شيء من ذلك اليوم! كما ستأتي النقول.
وقد كان الذين كانوا يملكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ضنينين بما عندهم، فلم يكونوا يُؤثرون به غيرهم، ومنهم من كان حريصًا على أن تُدفن معه تلك الآثار، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أنَّ الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بردته إنما سألها ليجعلها كفًا له إذا مات، فذهبت بدفنه.
وكما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى مُغَسِّلة ابنته زينب -رضي الله عنها- إزاره كي تضعه على جسد ابنته في قبرها.
وقد رُويَ أنَّ بعض الصحابة والتابعين الذين كانوا يمتلكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم جعلوها معهم في قُبورهم تبركًا بها، كما رُوي عن معاوية –رضي الله عنه-، وكما رُوي عن الإمام أحمد رحمه الله.
وبعضُ آثاره، صلى الله عليه وآله وسلم، قد ثبت أنها فُقِدت، كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع من عثمان –رضي الله عنه- في بئرٍ في المدينة يُدعى (أريس).
أيضًا نقلت كتب التاريخ، الاختلاف الكبير في مصدر البردة والقضيب، أما مصيرهما، فمنهم من قال إنها فُقدتِ بدفنها مع معاوية –رضي الله عنه-، ومنهم من قال إنها من ضمن ما أحرقه التتار في بغداد سنة 656هـ، وأنها تلطخت بدم الخليفة العباسي المقتدر حينما داسه المغول بأحذيتهم حتى مات من الرفس، وأخذ هولاكو البردة والقضيب وأحرقهما وذر رمادهما، كما نقل ذلك السيوطي في كتابه كتاب تاريخ الخلفاء، والبغدادي في خزانة الأدب، والقرماني في تاريخ الدول. وكذلك نقلت كتب التاريخ ضياع (نعلين) يُقال أنهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتنة تيمورلنك سنة 803 هـ.
ولذلك علق العلامة والمؤرخ (أحمد تيمور باشا) في كتابه (الآثار النبوية) على ما يُوجد من آثار نبوية في (اسطنبول) بقوله: (لم نر أحدًا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب، ويتنازعها من الشكوك). وعلق أيضًا على موضوع الشعرات المنسُوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: أنه من الصعوبة معرفة الصحيح منها من الزائف!
ويقول خبير الآثار العالمي الشهير أ. د. عفيف البهنسي: إنه تمت دراسة الآثار التي يقال إنها نبوية في متاحف اسطنبول والنتيجة أنه لا يُمكن إثبات أي شيء منها تاريخيًا، حتى ما يُنسب للصحابة الكرام، وغاية الأمر أن النادر منها يُمكن أن يرقى زمنياً للقرن الأول، دون أن يوجد أي إثبات أثري وتاريخي أنها لفلان من الناس دون غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/79)
وقال المحدث الألباني، وهو المعروف بتبحره في علم الحديث: (ونحن نعلم أن آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ثياب، أو شعر، أو فضلات: قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين).
ومما أدلة ذلك ما يُزعم أنه أثر قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض البلدان الإسلامية، حيث قام العلامة المؤرخ (أحمد تيمور باشا) بالمقابلة بين تلك الآثار، ووجدها سبعة أحجار، لا يشبه أحدها الآخر، لا في الصورة أو المقدار أو الحجم!!
وهذا واقع يدركه الباحث المنصف، خلافًا لما ذكره أخي (زهير) حين قرر أنَّ الآثار النبوية الشريفة اليوم هي حقائق لا يمكن للأيام والسنين محوها، وأنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم .. إلخ. وهو كلام غير علمي.
وقد اختلف العلماء والمؤرخون في تعيين مكان ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تُوجد أدلة صحيحة يمكن التعويل عليها في إثبات ذلك. فقد قال المؤرخ (أبو سالم العياشي) في (الرحلة العياشية): (والعجب أنهم عيّنوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف).
وقال المؤرخ (حمد الجاسر): (هذا الاختلاف في الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد، لا يقوم على أساس تاريخي صحيح).
واختلاف العلماء في موضعٍ مثل هذا، يدل دلالة قطعيَّة على عدم اهتمام الصحابة والتابعين بتلك المواضع، وإلا لو كانت محل زيارة وعناية لما خفيَّ الموضع ألبتة.
ومما يدل دلالة برهانيَّة: ما ثبت في الصحيحين، عن طارق بن عبدالله، أنه قال: (انطلقتُ حاجًا، فمررتُ بقوم يصلون. قلتُ: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان. فأتيتُ سعيد بن المسيب فأخبرته. فقال سعيد: حدثني أبي، أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجر، قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها. فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلموها، وعلمتموها أنتم! فأنتم أعلم؟!).
وكما ثبت في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر أنه قال: (رجعنا العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها! كانت رحمة من الله).
فهذا يدل دلالة واضحة جدًا أن هذا الموضع مع أهميته العالية، ومناسبته الشريفة جدًا، ومع كونه في طريق حجهم وعمرتهم، ومع كونهم شهدوا الموضع وهم أعدادٌ غفيرة، إلا أن جمهور الصحابة لم يعرف الموضع، واختلط عليهم، فإذا كان ذلك في مثل هذا الموضع الشهير ولهؤلاء: فكيف بغيره من المواضع ولغيرهم؟
قال الإمام النووي الشافعي: (قال العلماء: سبب خفائها؛ أن لا يُفتن الناس بها، لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة).
ومع ذلك، فإنه لما نسبَ بعضهم مكاناً للشجرة، وأخذوا يأتونها للتبرك، وبلغ ذلك الفاروق رضي الله عنه: أمر بقطع تلك الشجرة، قطعًا وحسمًا لأي موضعٍ أو مادة تُفضي إلى الشرك.
وكمثال واقعي على تخبط العوام اليوم وعدم الاعتداد بما يُشتهر عندهم: أنه تُتداول صورة مشتهرة يُزعم أنها صورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من داخل الحجرة، ويعلّقها وينشرها كثيرون مصدقين ما قيل لهم، ويعتزون بها، وهي في الواقع صورة قبر جلال الدين الرومي الصوفي في قونية بتركيا! لكن العوام -بل حتى بعض الخواص- لا يتثبتون كما أمر الشرع! ورسخ عندهم أنها من الحقائق على تعبير الأخ المكرم زهير!
ثالثا: وهنا نأتي لما احتج به الأخ الفاضل (زهير)، فنقول: أما ما احتج به من فعل عبدالله بن عمر –رضي الله عنه- الذي كان يتتبع مواضع وأماكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصح الاحتجاج به، لأنه كان يفعل ذلك متابعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس تبركًا بتلك الأماكن التي لم يقصدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاتها أو لبركة فيها، بل من غير قصد. وقد اشتهر عبدالله بن عمر بحرصه على متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء، فلم يكن يفعلها طلبًا للبركة في تلك الأماكن، بل كان يفعل ذلك لشدة حرصه على متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/80)
والذي يدل عليه ما رواه المعرور بن سويد، بإسناد صحيح على شرط مسلم، حيث قال: (خرجنا مع عمر بن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا، حتى أحدثوها بِيَعاً، فمن عرضت له فيه صلاةٌ فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض).
وقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، وفي آخر صحيح: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ).
وأما استدلال الأخ (زهير) بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إني أعرف أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك). فإنه استدلالٌ على عكس مقصود عمر، إذ أن الحجر مما مسته يد الأنبياء، كما مسته يد نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك قبّله بفمه الشريف، فلو كان ذلك يقتضي البركة، لكان تقبيل الحجر لسببين: البركة فيه، ولأجل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والذي أثبته عمر إنما هو المتابعة، ونفى غيره، وهذا ما يُبطل استدلال الأخ (زهير) به، بل هو على عكس مراده، فعمر –رضي الله عنه- نفى أن يكون تقبيل الحجر من أجل البركة، وأثبت أن الأمر مجرد عبادة واتباع وانقياد لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ويجب أن يسأل الإنسان نفسه: لماذا خصَّ عمر –رضي الله عنه- هذا الاستثناء بالحجر الأسود دون سواء؟ أليس في هذا الدليل أن المسألة مسألة عبادة ومتابعة، لا مسألة تبرك؟ لذلك اتفق العلماء على أنه لا يشرع استلام وتقبيل مقام إبراهيم –عليه السلام-، مع أنه موضوع قدمي الخليل عليه السلام، فكيف يُشرع التبرك بما لم يثبت ببرهان أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو بما لم يقصده النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاته؟
قال الإمام النووي الشافعي: (لا يُقبّل مقام إبراهيم ولا يستلمه، فإنه بدعة).
وروى ابن جرير عن قتادة قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه. ولقد تكلفت هذه الأمة شيئاً ما تكلفته الأمم قبلها.
يقولون هذا في المقام، مع أنه مقامُ نبيٍ من أنبياء الله –تعالى-. وقد قال ابن القيم في زاد المعاد: (ليس على وجه الأرض موضعٌ يُشرع تقبيله واستلامه، وتُحط الخطايا والأوزار فيه؛ غير الحجر الأسود، والركن اليماني).
وقال الإمام النووي: (يكره مسحه –أي قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم- باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبتعد منه كما يبتعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يُغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك .. ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة، فهو من جهالته وغفلته، لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع).
ولو جاز التقبيل والتمسح بكل ما مسَّه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لرأينا الصحابة -رضي الله عنهم- يتمسحون بجدران بيته والأماكن التي مسّها صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما لم يُنقل ألبتة لعدم حصوله. ثم التقبيل والتمسح إنما يُفعل كعبادةٍ، والعبادة لا بد لها من دليل، مثلها مثل الطواف والسعي.
ولو جاز جعل القبر محلاً للتقبيل والتمسح والتبرك والطواف: لكان عيدًا يقصده الناس للاجتماع والتعظيم، وطلب الحاجة، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا قبري عيدًا، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة رضي الله عنها: (لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خَشي أو خُشي أن يُتخذ مسجدًا).
ولذلك لم يثبت أن أحدًا من الصحابة أو من التابعين لهم بإحسانٍ قد تبركوا بقبر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أو أمروا بذلك، بل كانوا ينهون عن ذلك.
ومما استدل به الأخ (زهير) قصة (منديل المسيح) ووصفها بأنها رواية رائعة. أقول: ما هكذا يستدل أهل العلم، فإن هذه القصة باطلة، ولا أساس لها من الصحة، حيث أن المؤرخ (حسين الديار بكري) ساقها في كتابه (تاريخ الخميس) من غير سندٍ أو مصدرٍ، مع أن ما بينه وبين الحادثة نحو ثمانمائة سنة، هذا أولاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/81)
الأمر الثاني: أن القصة لو صحت لا دلالة فيها على اهتمام المسلمين بذلك المنديل، وبل فيها دلالة اهتمام الكفار بذلك، وهذا ليس حجة في دين المسلمين.
الثالث: أننا أمام أمرين اثنين: إما أن المنديل ثبتَ أنه للمسيح عليه السلام أو لم يثبت، فإن كان لم يثبت فلا دلالة في القصة إلا على تعظيم الكفار لمثل هذه الأمور، فهو دليل ضد الأخ زهير لا معه. وإن ثبت أنه منديل المسيح فدلَّ على تفريط المسلمين بآثار الأنبياء الثابتة، وتسليمها للكفار، وهذا يخالف كلام الأخ (زهير) من أنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم، وعاشوها في حياتهم، ثم قاموا بنقلها تامة لتحفظ في عقول الأجيال!
أما قول الأخ (زهير): (والتبرك لا يعني الشرك، بل إنه لا يؤدي إلى الشرك كما يخاف ويظن البعض، فالعقيدة الإسلامية راسخة في القلوب والعقول).
إن كان يقصد التبرك المشروع الذي تقدم شرحه فصحيح، وإن كان يقصد التبرك الممنوع، فهذا مخالفٌ للواقع المشاهد والمسموع الذي يعرفه كل من له أدنى اطلاعٍ على أحوال الناس، فقد رأيتُ بنفسي في مصر -في مكانٍ يُزعم أنه قبر رأس الحسين رضي الله عنه- الناس يطوفون على القبر كالكعبة، ويستلمون إحدى زواياه بالتكبير، ثم يطوفون عليه، ويتمسحون به، ويدعون الحسين باسمه أن يشفي مرضاهم ويُغني فقراءهم، فلما أنكرتُ عليهم ذلك، قال لي أحد سدنة القبر، مستدلاً على صحة فعلهم، وفاسد قولي: إنه شاهد يد الحسين عيانًا بيانًا تُسلم عليه وتُقره على فعله ذلك!
ويمكنك أن تشاهد القنوات الفضائية، أو المقاطع المرئية على الإنترنت، لترى حجم البدع والشرك والانحراف الذي وقع فيه كثيرٌ من المسلمين، فقد رأيناهم وسمعناهم يزعمون أن الولي الصالح أو الإمام هو الذي يخلق ويحيي ويميت ويقبض الأرواح، ويجري السحاب ويهزم الأحزاب، وغير ذلك مما تشيب له رؤوس الأطفال!
قال الإمام الشوكاني: (وكم سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام، منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم).
وإن أردتَ شهادةَ من غير أهل السنة، فعليك بما كتبه آية الله العظمى (محمد الخالصي) في كتابه (علماء الشيعة) أو في رسالته إلى (رئيس الحكومة الإيرانية) حيث بيَّن أنه ما من مدينة أو قرية في إيران إلا ويوجد فيها قبر أو شجرة أو صخرة يقدسها الناس، ويلجؤون إليه في قضاء حوائجهم.
بل اقرأ كتب الصوفية وكراماتهم والتراجم المتأخرة وستتكرر أمامك كثيراً عبارة: وقبره تُقضى عنده الحاجات، وتفرّج فيه الكربات! وقبره ظاهر يُزار ويُتبرك به! وأشد من ذلك!
ولا أدري لو أن الأخ زهيراً رأى عمرَ بن الخطاب –رضي الله عنه-، وهو يقطع تلك الشجرة حتى لا يفتتن الناس بها، فهل سيعترض عليه، ويقول: إن العقيدة الإسلامية راسخةٌ في القلوب والعقول؟!
أما قياسُه ثبوت مواقع بعض الآثار المزعومة بموضع (إبليس) – كما تسميه- فقياس غير صحيح، لأننا عرفنا مواضع الجمرات وغيرها: من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يُؤدي المناسك و يحدد المشاعر، فهذا دينٌ أُخذ من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي أمرنا بذلك، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (خذوا عني مناسككم)، فعرفنا بها ثبوت مواضع المناسك بصورة قطعية. وليس هناك نقلٌ ثابتٌ من وقت خليل الرحمن –عليه السلام- إلى اليومَ يمكن التعويلُ عليه في إثبات تلك المواضع التي وقف فيها إبليس.
أما الاستدلال بأقوال علماء النفس والاجتماع، فليس بحجة في العقيدة والدين، فالدين يُؤخذُ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس علم النفس حجة في الدين والعقيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/82)
كما أنه لا يجوز الاحتجاج في العقيدة الإسلامية بما فعله الفراعنة واليهود والنصارى والوثنين، كيف ذلك ونبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري، قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه). وكذا قال صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري أيضًا: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع. فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك). بل ذلك عين المخالفة للحديث الصحيح: (لا تُطْروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)!
ولذا، فنحن نفتخر ونعتز ونتبرك باتباع سنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وما ثبت عنه، وما فعله الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يسعنا إلا أن نتبعهم شبرًا بشبر. ولذا فنحن نؤمن بالتبرك الذي دلَّ عليه النقل الصحيح، كالتبرك بتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله، والتبرك بذات النبي في حياته وبما ثبت من آثاره المنفصلة عنه، ونتبرك بدعاء الصالحين لا بذواتهم أو آثارهم، ونتبرك بشرب ماء زمزم، ونحوه مما أرشدنا النص الصحيح إليه، فهذه عبادة، والعبادة توقيفية لا اجتهاد فيها ولا قياس.
وكذلك نؤمن ببركة ما ثبت في الصحيح، كبركة مكة والمدينة، والأقصى، والشام، واليمن، وبركة عجوة المدينة، وبركة شجرة الزيتون، والنخلة، وبركة اللبن، وبركة السحور، وبركة المطر، وبركة الخيل، إلى آخر ما ثبت. وبركة بعض الأزمان؛ كأيام رمضان، والعشر من ذي الحجة، وأيام التشريق، وليلة القدر، ويوم الجمعة، وبركة الثلث الآخير من الليل، وغيرها.
نأخذ كل ذلك من قوله وفعله صلى الله عليه وآله وسلم، وفعل أصحابه رضي الله عنهم، لا من الفراعنة أو الوثنيين واليهود والنصارى!
رابعاً: بعد اتضاح الموضوع للمنصف المتّبع للدليل الصحيح فلا بد من بيان نقطة أخرى مهمة جدًا تتصل بالمقام، وهي: أنه لا يوجد شخصٌ يساوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يُدانيه في الفضل، ولذا فإن بركة ذاته وأفعاله وآثاره خاصةٌ به صلى الله عليه وآله وسلم، ليست لأحدٍ غيره، ونحن إنما علمنا مشروعية التبرك بذاته وآثاره صلى الله عليه وآله وسلم من فعل الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بذلك واستحبابه ذلك، ومن الطريق نفسه علمنا عدم مشروعية التبرك بغيره؛ علمناه بما صحَ عن الصحابة رضوان الله عليهم. فهذا الأمر دين، والدين يُؤخذ بالنقل الصحيح، وليس بالأقيسةِ أو استحسان العقل، فالأصلُ في العبادات أنها لا يُشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدين قد تمّ وكَمُل بنص الآية الكريمة، ولم يبق فيه مجالٌ لمستدرك.
فلم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أو استحب لأصحابه التبرك بذات غيره أو آثاره، ولم يُنقل أن أحدًا من الصحابة –رضي الله عنهم- تبرك بذات غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو آثاره، لا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بعد مماته.
كذلك لم يتبرك أحد من الصحابة بأصحاب السبق والفضل فيهم، كالخلفاء الأربعة، أو العشرة المبشرين بالجنة.
قال الإمام الشاطبي في كتابه (الاعتصام) عن الصحابة: (لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركًا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها -يعني التبرك بالآثار- بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو إذن إجماعٌ منهم على ترك تلك الأشياء).
ثم بيَّن الإمام الشاطبي سبب إجماع الصحابة على ترك التبرك بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنهم اعتقدوا فيه الاختصاص، وأنَّ من تبرك بغيره فهو مُبتدع.
وقد أكد الإمام ابن رجب على أنَّ التبرك بالآثار إنما كان يفعله الصحابة مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم، ولم يكن يفعله التابعون مع الصحابة.
قال ابن رجب: (دل على أن هذا لا يُفعل إلا مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي الختام نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد لجميع المسلمين، وأن يجعلنا ممن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم الاتباع الكامل فأحبه الله وغفر له، كما قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/83)
ـ[ابو العابد]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:52 م]ـ
الرد على الصوفية
لسان حالهم قالو:
دعوا الأوثان تعبدها البرايا ... دعوا قبر النبي فمنه مدُّ
دعوا آثار أحمد نجتبيها ... فزلفانا بأحمد تُستمدُّ
نريد الشرك عندكم ولكن ... يلاقينا بكم عن ذاك سدُّ
لعمري سدكم سد منيع ... يواجهنا قبيل السد جندُ
دياركم ديار مقفرات ... من الإشراك والتنديد جردُ
فآثار الكرام محقتموها ... وما من مشهد إلا يُهَدُّ
فلا بئر ولا بيت ودار ... ولا قبر يحج له ولحدُ
فأي عقيدة تدعو لهذا ... وأي شريعة في ذاك تبدو؟!!
تتبعنا، بحثنا، بل نبشنا ... شريعة أحمد فلها المَرَدُّ!
فلم نر قط فيها من دليل ... يؤيد فعلكم أو ما يشدُّ
مغامرة، مؤامرة، وكيد ... وظلم منكم يعلوه حِقدُ
ألا يا أمة جارت علينا ... وتقطع للطريق وتَسْتَبِدُّ
تكلمنا لأنا قد أمتنا ... غطارفة على التوحيد رَصدُ
فما بكم (ابن سحمان) المثنى ... ولا (عبداللطيف) بكم (وسعدُ)
وليس (حمود) فيكم (وابن باز) ... (وألبانيكم) ما عاد يبدو
أجيبكم أيا عمرو الخزاعي ... وأعجلك الجواب فذاك نقدُ
أصوغ قصيدة عصماء جاءت ... كصعق البرق يتلو الصعق رعدُ
تزلزل عرشكم وتهد صرحاً ... لكم فيغيظ صوفي عُرُدُّ
عليك دوائر السوء استدارت ... وساء لكم بذاك الشرك وِرْدُ
تحاول جاهداً إحياء دين ... له الرسل الكرام أتت تقدُّ
وتدعو للتنكب عن هدانا ... لكي يحيا (يعوق) بنا (وَوَدُّ)
إذا شئت الجحيم فذا سبيل ... مضى فيه من الكفار حشد
فتلك (ثمود) تسبقكم و (عاد) ... إلى ما كان أخزى فاستعدوا
رأيت عبادة الأوثان تحلو ... لكل مذبذب بالزيغ يعدو
فتألفها قلوب كافرات ... تملكها بذل الشرك قيدُ
وجوه خاشعات عاملات ... يُرى من كدها نسك وزهد
جهنم دارها تصلى وتُسقى ... حميماً لا يطاق ولا يُرَدُّ
لهم فيها خلود لا فناء ... وليس لهم بذاك الخلدِ حَدُّ
مجدد ملة الأوثان فيها ... يجر بحرها قصباً تُمَدُّ
هو ابن لحي الفتان قدماً ... نعم ولأنت للفتان عَضدُ
ورثت الشرك عن سادات كفر ... فبئس الإرث شرك يُسْتَجَدُّ
بعيد عن ضحى التوحيد ساعٍ ... بليل الكفر إذ عيناك رُمْدُ
ولغتم في بلاد الله حتى شكى ... من رجسكم"هند" و"سندُ"
و"شام"و" العراق"و"مصر"تشكو ... بل " الحرمان " يشكو ما يُنَدُّ
إذا الصوفي حل بأرض قوم ... فما للقوم إلا أن يشدُّوا
لأن روائح الصوفي تؤذي ... وهل بمعاطن الخنزير وَرْدُ
أيا ثور الكويت ملكت قرناً ... كسيراً لا يسن ولا يحدُّ
تجابه فيه أهل الحق طُرّاً ... فهل ينهد من قرنيك طودُ
أأعلفك الردى "البوطي" حتى ... سكرت بسكرة فغشاك مَيدُ
رماه الله ثم رماك أخرى ... بثالثة الأثافي ذو تقدُّ
فما "البوطي" ذا علم شريف ... ولا يرجى به القول الأَسدُّ
ضرير للضرير مضى دليلاً ... فهل للعمي بعد التيه عودُ(54/84)
أرجو من الإخوة الأفاضل أن يساعدوني في توثيق قول وجدته في مخطوط أحققه
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 03:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الإخوة الأفاضل أن يساعدوني في توثيق قول وجدته في مخطوط أحققه من القرن الخامس في التفسير، وهو أنه ذكر عن بعض المفسرين أنهم قالوا: إن المراد بقوله تعالى: (وأخر متشابهات) آيات الصفات مثل (الرحمن على العرش استوى).
أريد معرفة من هؤلاء: (بعض المفسرين)؟
أو أريد معرفة أحد من الأشاعرة أو الماتريدية من القرن الخامس فما قبل، نص على كون آيات الصفات من المتشابه، ولو في كتب الكلام.
وإن تعذر، أريد نصا لأحد المتكلمين ولو من القرون المتأخرة.
جزيتم خيرا.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 12:27 ص]ـ
أين الناس؟ أنا وجدت كلاما للنسفي - وإن كان مأخرا عن صاحب المخطوط- ينص على ذلك، قال:
" .... {وَأُخَّرُ} وآيات أخر {متشابهات} مشتبهات محتملات. مثال ذلك {الرحمن عَلَى العرش استوى} [طه: 5] فالاستواء يكون بمعنى الجلوس وبمعنى القدرة والاستيلاء، ولا يجوز الأول على الله تعالى بدليل المحكم وهو قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [الشورى: 11] أو المحكم ما أمر الله به في كل كتاب أنزله نحو قوله: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] الآيات، {وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إياه} [الأسراء: 23]. الآيات."
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 04:46 ص]ـ
ذكره الغزالي (505) في المنخول، وتبعه تلميذه ابن العربي (543) في قانون التأويل، وتولى كبره الفخر الرازي (606) في تفسيره.
ونقل شيخ الغزالي أبو المعالي الجويني (478) هذا القول عن بعض العلماء مبهما، قال في الشامل (ص 550):
((ومما يقع السؤال عنه كثيرا قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقد افترق الأئمة في وجه الكلام على الآية، فتمنع بعضهم عن تأويلها وأجراها على تنزيلها .... وهذا القائل لا يستبعد أن يكون في القرآن أسرار لا يطلع عليها الخلائق والرب تعالى مستأثر بعلمها .... )).(54/85)
اذا فوض المعاني فانتظر بعدها التعطيل والتحريف
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 05:52 م]ـ
السلام عليكم
كل من انقلب من طريقة السلف الى الكلابية يبدأ بالتفويض والدفاع عنه كمرحلة اولى ثم يرتقى الى التعطيل والتحريف
والنكتة ان كل مفوض معطل لمعاني النصوص قناعتا وفكرا ولكن لم يجرأ في البداية على التحريف والتعطيل وربما نفسه لم تطاوعه في ذلك لأن النفس عادتا لا تنتقل الى النقيض بل تحب الترويض حتى تصل اليه.
واذا اردت ان تختبر من قال انه صادق في التفويض فدعه يخطأ المؤولة ويبدعهم ويصرح انهم ليسوا على منهج السلف فارضى منه بذلك كمرحلة , ولكنه لا يصبر عن هذه المرحلة الوسطى(54/86)
أنشدَني شيخي إسماعيل الأنصاري لنفسِهِ ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 09:59 م]ـ
في إحدى زياراتي لشيخي الجليل أبي محمّد إسماعيل بن محمد بن ماحي الأنصاري رحمه الله تعالى (ت 1417) قبل وفاتِه بعامَين قال لي الشيخ رحمه الله: لم أنظم إلا بيتيتن وهُما:
لفظة (الغَوثِ) لم تَرِد في كتابٍ ...... لا ولا سُنّةٍ ولا قُرآنِ
هي لفظ مستحدَثٌ ليس يُدرَى ....... في قديم الدهورِ والأزمانِ
وهو يشير بذلك إلى أن تلك اللفظة (الغوث) بإطلاقها الذي يستعمله بعض أهل البدع ليس له أصل
وللفائدة فإن ما قاله شيخنا هو ما قرّره كثير من أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام في فتواه الموسومة بـ (زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور) حيث قال رحمه الله تعالى:
(ولهذا يقال: ثلاثة أشياء ما لها من أصل (باب النصيرية) و (منتظر الرافضة) و (غوث الجهال): فإن النصيرية تدعي في الباب الذي لهم ما هو من هذا الجنس أنه يقيم العالم، فذاك شخصه موجود؛ ولكن دعوى النصيرية فيه باطلة. وأما محمد بن الحسن المنتظر، والغوث المقيم بمكة، ونحو هذا: فإنه باطل ليس له وجود). انتهى.
وأمّا البيتان فقد حفظتهما هكذا .. وما زِلتُ أتذكّره وهو واقِفٌ ينشدها وقد أنهكَه المرَض وأعجَزَه الإعياء بَيد أنه كان متّقد العزيمة عاليَ الهِمّة .. وقد زرته مرّة لأقرأ عليه بعض الأحاديث فجاء ذكرُ أبي هريرة رضي الله عنه في سياق إسنادٍ فأشار إلى الخلاف في صرف (هُريرة) .. ثم فاجأني بقيامِهِ ليحضرَ بعض ما علّقه في بيان ذلك حتى أشفقت عليه .. وقد رأيت يدَيه ترتعدان وهو يقلّب الكتب .. فأيقنت حينئذ أن للعلم لذّةً تعظم حين تحسُن النيّة ..
رحم الله الشيخ الجليل .. وأسكنه الفردوس الأعلى ... وجمعَنا به وإيّاكم في جنّات عدن ..
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:37 ص]ـ
تغمده الله برحمته ورضوانه، وجزاك الله خيراً على ذكره بالخير والتذكير به .. سدد الله خطاك
ـ[احمد عثمان السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 03:24 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة وأسكنه الفردوس الأعلي
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:31 م]ـ
تغمده الله برحمته ورضوانه، وجزاك الله خيراً على ذكره بالخير والتذكير به .. سدد الله خطاك
جزاك الله خيرا أخي الفاضل .. ورحم الله الشيخ وغفر له ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:15 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة وأسكنه الفردوس الأعلي
آمين.
بارك الله في مرورك ودعائك أخانا الفاضل: أحمد السلفي ..
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:07 ص]ـ
رحمه الله(54/87)
التوحيد الذي دعا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 11:53 م]ـ
التوحيد الذي دعا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم ملخص أريد نشره كمطوية بين الحجاج بإشراف جمعية العقيدة بالجامعة الإسلامية وراجعها عدد من المشايخ المتخصصين،،والله الموفق.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 12:32 م]ـ
للرفع
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
إطلعت على هذة النشرة المباركة التي أسأل الله أن ينفع بها الأمة عامة والحجاج خاصة ..
ولي بعض التعقيبات التي آمل أن تفيدكم في نشرتكم ..
أولاً -المقدمة يسيرة موجزة تتناسب مع حجم النشرة ..
ثانياً -تفتقد النشرة إلى التمهيد حيث تم البدء بالآية الكريمة والأحرى لو بدأت بتمهيد للآية التي هي تمهيد للموضوع المراد ..
ثالثاُ-أسلوب المادة العلمية يحتاج إلى تسير وتبسيط لغوي أكثر ليناسب العامة ويسهل فهمه والدراية به.
رابعاَ -يكثر بسياق النشرة الأسلوب التقريري والأجدر تنويع الأساليب لأن مجرد تقرير الأشياء وتلقينها للآخرين لايؤدي إلى ترسيخ المعلومات أو تفاعل القارئ معها على الوجه المطلوب
.
هذا كله لايسقط من قيمة النشرة سواءً العلمية أواللغوية ..
جزى الله كاتبها خير الجزاء
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا،،، لايمكن في هذه النشرة المختصرة كمطوية أكثر من هذا فلو نوع الأسلوب لطالت علما أنه تم اختصارها من 60 صفحة إلى 40 ثم إلى 20 ثم إلى ما ترين حتى يمكن عملها كمطوية وغير ذلك لا يمكن،،أما التقرير إن كان يستند على أدلة فهو مقبول ومقنع ولذا تم اتباعه هنا،،، مع العلم أنها حظيت بمراجعة أكثر من خمسة من المتخصصين في العقيدة في اللجنة العلمية بجمعية العقيدة في الجامعة الإسلامية ومنهم الشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله تعالى،، عموما جزاك الله خيرا.
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:06 ص]ـ
بارك الله فيك ..
والمادة العلمية من ناحية صحتها فهي صحيحة لاغبار عليها .. ونشيد بهمتك لنشر العقيدة الصحيحة بين أوساط الحجاج الذين تتباين ثقافتهم ومستويات ووعيهم وإلمامهم بتعاليم الديانة وأصول العقيدة.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 12:12 م]ـ
جزاك الله خيرا،،، وكتب الله الأجر لكل من كان سببا في إخراجها وبذل جهدا في مراجعتها.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[16 - 03 - 10, 03:33 م]ـ
للرفع(54/88)
مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي
ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - 03 - 09, 01:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مالك والأشعري وبدعة التمشعر المالكي
الحديث عن المرجعية الدينية في بلد كالجزائر فيه كثير من الغرابة والدهشة تدعوا إلى التساؤل حول إمكانية التشكيك في مُسلَّمة "الكتاب والسنة" التي تسكن في اللاشعور الجمعي لكل المسلمين بمختلف اتجاهاتهم في كل أصقاع الدنيا، ففي غفلة من دعاة الحقِّ وأهله وسطوة من ذوي السلطان والآكلين على موائده تتجرّأ ثلة من المنتمين إلى جهة رسمية معيَّنة إلى وضع معادلة مضطربة اضطرابَ رؤوس واضعيها إضافة إلى احتمال قضاء مآرب أخرى، فقد زعموا أن المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والطرق الصوفية هي المرجعية الدينية للجزائر عبر تاريخها الإسلامي الحافل، وكم تزداد تلك الغرابة والدهشة عندما يُشوَّه مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله (93 - 179هـ) عن طريق إفراغه من عقيدته السّلفية وتلقيحه بعقائد المتكلمين المنحرفين عن هدي الكتاب والسنة الصحيحة ولاسيما عقائد أولئك المتأخرين الذين ينسبون أنفسهم إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله (260 - 324هـ)، ثم بعد ذلك الادّعاء بأن هذه "الطرق الصوفية" المنتشرة في ربوع البلاد هي المسلك الضروري لاكتمال هذه المعادلة البديلة التي يُراد لها أن تكون دستور التدين في الجزائر.
وقبل أن نتساءل عن أبعاد هذه العملية المدروسة ومراحلها فمن الأفضل تحليل هذه المقدمة عن طريق الحديث: أولا عن مذهب الإمام مالك، وثانيا تحديد إشكالية الأشعري والأشعرية، وأخيرا قضية التصوف والطرق الصوفية، وربما سيطول الموضوع ولكن سأحاول السيطرة عليه عن طريق التركيز على الأفكار الرئيسية.
فبالنسبة لمذهب الإمام مالك فهو أحد أعمدة علم السلف وأهم المذاهب الإسلامية في تاريخ التشريع الإسلامي، وهو ليس مذهبا فقهيا فحسب كما تريد هذه الثُلَّة صاحبةُ تلك المعادلة الآنفة الذِّكْر؛ لأن الإمامَ مالكا باعتباره أحد أئمة السّلف يتميّز بكل مميّزات السّلف في الاعتقاد أيضا، ومن أشهر مناقب الإمام مالك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)، قال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: هو مالك بن أنس. وقال الشافعي رحمه الله: ما في الأرض كتاب بعد كتاب الله أكثر صوابا من موطأ مالك بن أنس. وقال أيضا: ما كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك بن أنس.
ويُغفِلُ بعض الدّارسين الحديثَ عن عقيدة مالك المعروفة بالإجمال والتفصيل حتى ليظن البعض القليل أن المذهب المالكي مذهب فقهي لا علاقة له بالمعتقد، ولذلك سنبين بإذن الله تعالى عقيدة مالك ومنهجه الاعتقادي في بعض القضايا الأساسية في العقيدة، وسنركز على مسألة الإيمان ومسألة الصفات الإلهية لأن ذلك سيبين استحالة أن يكون المالكي مرجئيا أومُعطِّلا كما تريده تلك الجهة المخطِّطة.
قال ابن القاسم: قلنا لمالك: الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال مالك: بل قول وعمل. وقال أشهب بن عبد العزيز: قال مالك: أقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم أمروا بالبيت الحرام فقال تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) يعني صلاتكم إلى بيت المقدس. قال مالك: وإني لأذكر هذه الآية قول المرجئة إن الصلاة ليست من الإيمان.
وفي الجامع لابن أبي زيد القيرواني قال مالك: الإيمان قول وعمل. وقال القاضي عياض: قال غير واحد: سمعت مالكا يقول: الإيمان قول وعمل.
وقول مالك هنا هو قول السلف قاطبة. قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والطاعات كلها عندهم إيمان إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه، فإنهم ذهبوا على أن الطاعات لا تسمى إيمانا. قالوا: إنما الإيمان التصديق والإقرار.
وأما سائر الفقهاء من أهل الرأي والآثار بالحجاز والعراق والشام ومصر منهم مالك بن أنس والليث بن سعد وسفيان الثوري و الأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وداود بن علي والطبري ومن سلك سبيلهم فقالوا: الإيمان قول وعمل، قول باللسان وهو الإقرار واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، مع الإخلاص بالنية الصادقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/89)
وقال البغوي: اتفقت الصحابة والتابعون ومن بعدهم من علماء السنة على أن العمل من الإيمان، وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة.
وأما المسألة الثانية: وهي مسألة الصفات فالإمام مالك يلتزم فيها مذهب السلف تبعا لمنهجه في إثبات العقيدة من "الكتاب والسنة" والحض على الاتباع والتحذير من الابتداع والتقليد، وقد اشتهر عنه قوله في الاستواء: إنه معلوم، وإن كيفه مجهول، والسؤال عنه بدعة، كما يروى هذا القول أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها، وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ الإمام مالك.
والاستواء العلو والارتفاع، وصفة علو الله عز وجل التي يثبتها مالك والسلف والأشعري، وقبل ذلك أثبتتها عشرات الأدلة من الكتاب والسنة الصريحة التي لا تقبل التأويل أصلا، هذه الصفة هي التي تكشف حقيقة النزعة التكفيرية التي يتميَّز بها المذهب الكلامي الذي يراد إلصاقه بعقيدة مالك والمالكية الأصلية كما سيأتي توضيحه.
ولم يكن من المعقول نقل مذهب مالك في لأحكام العملية دون القضايا العلمية العقدية فحسب، فالإسلام عقيدة أولا ثم شريعة، فقد مكث المغرب الإسلامي والأندلس طيلة الأربعة القرون الأولى على عقيدة السلف التي كانت لصيقة بمذهب مالك الفقهي، غير أن المذهبية المتعصبة التي حدثت فيما بعد أرادت أن تضع مُسلَّمةً خاطئة أساسها الفصلُ بين الاعتقاد والعمل، وهذا الفصل في حدِّ ذاته بدعةٌ خطيرة حدثت في المجتمع الإسلامي سيما بعد نهاية القرن الرابع الهجري عندما تطور الفكر الإرجائي بتشجيع رسمي من بعض الدول التي ظهرت آنذاك كدولة السلاجقة ودولة الموحدين بقيادة ابن تومرت حيث صار المالكيون لا يعرفون من كتب المذهب إلا (المدونة) أو (المختلطة) أو (العُتْبية)، وتمّ عزل الموطأ الذي هو كتاب المذهب الأول، لأنه يحتوي على أدلة التشريع المتمثلة في النصوص الحديثية وآثار السلف، وليس من المنهجية العلمية في شيء أن يلزم المتبع لمذهب مالك العقيدة الأشعرية، وجمهور متأخري الأشاعرة يُكَفِّرون مثبتي الصفات على طريقة الإمام مالك رحمه الله الذي رفض أن يجلس في حلقته من يتكلم في الصفات على غير طريقة السلف.
وأما فيما يتعلق بأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رحمه الله (260 ـ324هـ) فقد ذكر ابن كثير أنه مرَّ بثلاث مراحل في معتقده، مرحلة الاعتزال ثم مرحلة إثبات الصفات العقلية السَّبع، وأخيرا مرحلة رجوعه التّام إلى معتقد السلف حيث ألّف كتابه (المقالات) الذي يُصرِّح فيه أنه يقول بكل أقوال أهل السنة وأصحاب الحديث، وكذلك كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) هذا الكتاب الذي يُشكِّك خصوم العقيدة السّلفية في صحة نسبته إلى الأشعري، وأنه آخر مؤلفاته، والصّحيح أنه ثابتُ النسبة إليه، وممن نسب كتاب (الإبانة) إلى الأشعري ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري) والحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، والحافظ الذهبي في كتابه (العلو للعلي الغفار)، وابن فرحون المالكي في كتابه (الديباج المذهب)، وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب)، والسيد مرتضى الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين)، وأبو القاسم عبد الملك بن درباس في رسالة (الذب عن أبي الحسن الأشعري)، وشيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتوى الحموية الكبرى)، وابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية).
فهؤلاء جميعا وغيرهم يؤكدون صحة نسبة (الإبانة) إلى صاحبها أبي الحسن الأشعري، وأنها آخر تواليفه التي تضمّنت عقيدته التي مات عليها رحمه الله. قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد بن حنبل واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب، وبه صرح الأشعري في تصانيفه.
ومن العلماء الذين ذكروا رجوع الأشعري إلى عقيدة السلف ابن عساكر الدمشقي في (التبيين)، وأبو بكر إسماعيل الأزدي القيرواني المعروف بابن عزرة، وابن خلكان الشافعي في الوفيات وأبو الفداء إسماعيل بن كثير في البداية والنهاية، وشمس الدين الذهبي في كتابه (العلو)، وابن فرحون المالكي في (الديباج)، وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/90)
ولأجل الخروج من إشكالية علاقة الأشعري بمن جاؤوا بعده لابد من تحديد مصطلح هذه الأشعرية، لأنها كلمة تعني النسبة إلى الأشعري، وهذا يؤدي إلى التباسٍ وتدليسٍ واضحين مما حدا ببعض العلماء إلى استعمال مصطلح الأشعرية الكُلَّابية، اعتمادا على المرحلة الثانية من تطور عقيدة الأشعري، هذه المرحلة هي التي يتبناها الأشاعرة بعد الأشعري، سيما في باب الصفات ولم يستعمل البعض الآخر كلمة الأشعرية بل استعمل مصطلح الجهمية كما فعل ابن القيم في بعض كتبه، وذلك لاشتراكهم مع الجهمية في مسألة الإيمان ونفي الصفات الإلهية والجَبر. ولأجل إزالة كل التباسٍ فإننا نقترح استعمال مصطلح "الأشاعرة الجهمية"، ونحن هنا بالضرورة نُفرِّق بين الأشعري والأشعرية، وذلك ما يؤكده جملةُ ما بأيدينا من مؤلفات الأئمة الذين جاؤوا بعد الأشعري حيث أن المذهب الأشعري لم يُؤصَّل ولم ينتشر إلا بعد ظهور أئمةٍ من أمثال" الباقلاني" و"الجويني" و"أبي حامد الغزالي"، ثم "الرازي" و"أبي بكر بن العربي" و"الآمدي" و"الشهرستاني" و"عبد القاهر البغدادي" وغيرهم، وأما متأخرو الأشاعرة إلى يومنا هذا فإن بُعْدَهم عن عصر الأئمة جعلهم يتيهون في عقائد هي مزيج من الحق والباطل، وبغضِّ النّظر عن رجوع كثير من هؤلاء الأئمة إلى عقيدة السلف في أواخر أعمالهم كما هو ثابت ومؤكد؛ فإن هذا الفرق والتفريق بين الأشعري والأشعرية يظهر جليا من خلال مقارنة علمية عادية بين نصوص أبي الحسن الأشعري ونصوص مؤلفات أئمة الأشعرية المشهورة، هذا إذا لم نَقُلْ مقارنة هذه النصوص بنصوص "الكتاب والسنة"، كما أن هذا التفريق تتسِع هوته عندما نصل إلى مؤلفات متأخري "الأشاعرة الجهمية" مثل مؤلفات "محمد بن يوسف السنوسي" (ت895هـ)، كأم البراهين وشروحها وحواشيها، وأخيرا عندما وصلت هذه الأشعرية المزعومة إلى مرحلة الجمود والتقليد والبعد الكبير عن هدي"الكتاب والسنة" حيث امتزجت العقيدة بالتصوف وببعض السلوكات والتقاليد المنافية للعبادات الشرعية.
ومن هذه المرحلة الرديئة جدا تُريد تلك الثُلَّة المذكورة استخراج مرجعية دينية للجزائريين مثلما يقترحُه بعضهم من أصحاب المتون المقلِّدة (مالكي أشعري على طريقة الجُنيد السالك)، حيث يمتزج الجَبر بالإرجاء البدعتان اللّتان لم يعرف المجتمع الإسلامي أخطر منهما على الإطلاق، حيث تُعطَّلُ "أحكام الشريعة" بالإرجاء وتنتفي "الحكمةُ من الثواب والعقاب" بعقيدة الجبر حيث لا فرق بين الطاعة والمعصية، ومع ابتعاد متأخري "الأشاعرة الجهمية" عن عقيدة مالك والأشعري وعقيدة السّلف فقد كان بعض أسلاف الأشاعرة ومنهم بعض شيوخ الأشعري أقرب إلى عقيدة السلف لقرب عهدهم بهم مثل: "ابن كلاب"، و"الحارث المحاسبي"، و"أبي العباس القلانسي"، فقد كانوا يثبتون صفة علو الله عز وجل والصفات الخبرية التي ينكرها هؤلاء المتأخرون ويُكَفِّرون من يُثبتها معارضين بذلك صريح الكتاب والسنة الصحيحة.
وهنا نعود إلى التذكير بتلك النزعة التكفيرية التي أشرنا إليها سابقا حيث تظهر خطورة تلك المرجعية الدينية المقترحة التي بدأت بعض الدوائر المَعْنية بتنفيذها بأسلوبٍ شبيه نوعا ما بأساليب "محاكم التفتيش البابوي المتعصبة"، والتي يذهب ضحيتها عوام هذه الأمة المرحومة. فمن المعلوم في كتب علم الكلام أن أول واجب على المكلف "الاستدلال والنظر" وأنهم يسمون إيمان العوام الفطري تقليدا، وأغلب المتكلمين على القول بتكفير المُقلِّد في الاعتقاد، وهذا ما يؤدي إلى تكفير أغلب المسلمين الذين هم عوام، وبعضهم تورعوا عن التكفير ولكن قالوا بتفسيق المُقلِّد أي العامّي وعصيانه بتركه الاستدلال العقلي. قال البغدادي: قال أصحابنا: كل من اعتقد أركان الدين تقليدا من غير معرفة بأدلتها ننظر فيه فإن اعتقد ذلك مع تجويز ورود شُبهة تُفسِد معتقده فهو كافر ليس بمؤمن إجماعا!!. واختلفوا في من اعتقد عن تقليد مع اعتقاده أنه ليس في الشُّبَه ما يُفسِد معتقده فالجمهور صحَّحَ إيمانه ولكنه عاصٍ بترك الاستدلال، وتُرجى له الشفاعة والغفران.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/91)
وممن يرى تكفير العوامّ محمد بن يوسف السنوسي الذي تحتل مؤلفاته مكانة مرموقة عند متأخري "الأشاعرة الجهمية" حيث امتزجت العقيدة بالتصوف المنحرف، يقول السنوسي: من ثبتت إشارته ودلت عبارته و لاحت ولايته لا ينبغي الإنكار عليه في حال أفعاله كيف ما كانت. ويقول أيضا في ترجيح عدم صحة إيمان المُقلِّد: الحقّ الذي يدل عليه الكتاب والسنة ـ في زعمه ـ وجوب النظر الصحيح مع التردد في كونه شرطا في صحة الإيمان أو لا والراجح أنه شرط في صحته. فالمُقلِّد (العامّي) عند جمهور "الأشعرية الجهمية" هو بين الكفر والفسوق والعصيان.
وأحسن من هذا المذهب ما ذهب إليه بعض أئمة الماتريدية من أن إيمان المُقلِّد صحيح من غير عصيان.
وأمام خطورة هذه الأفكار فقد تكفَّل بعض العلماء والفلاسفة والمتكلمين بالردّ على هذه الطروحات المتناقضة حيث كان "ابن رشد" على سبيل المثال يرى أن علم الكلام لا يصلح للعلماء ولا يفهمه العوام، لأنه ليس برهانيا ولا شرعيا، حيث توقف في دائرة الجدل ولم يتخطاها إلى دائرة البرهان حيث بقيت الفرق الكلامية على رأسها "الأشعرية الجهمية" في مستنقع السوفسطائية. ومن أُسُس هؤلاء الأشاعرة تكفير من يثبت علو الله عز وجل وتكفير من يثبت صفات الرحمن على طريقة مالك والسلف والأشعري أيضا واعتباره مُشَبِّها ومُجَسِّما.
ونشير هنا أنه من علامات الجهمي أنه يصف من يثبت الصفات على طريقة السلف مُشَبِّها ومُجَسِّما. زد على ذلك تكفير هؤلاء لمن يقول بالعِلِّية والسّببية (ومن يقل بالطبع أو بالعِلّة فذاك كفرٌ عند أهل الملة)، حيث اعتبروا أن النار ليست عِلّة الإحراق، وأن الأكل ليس عِلّة الشّبع ... إلخ.
ومَكمَنُ الخطورة في هذه العقيدة هو منافاتها للروح العلمية لهذا العصر حيث الاستكشافات الباهرة للقوانين والعلاقات السّببية بين ظواهر الكون الذي خلقه الله وخلق نواميسه وقوانينه، ومن خلال النظر فيها نكتشف عظمة الله عز وجل وتوحيده. قال الغزالي: ومذهب أهل الحقّ أن المُؤثِّر هو قدرة الله تعالى وأن الأسباب لا أثرَ لها والله أعلم. وقال: الاقتران بين ما يُعتقَد في العادة سببا وبين ما يُعتقَد مسبِّبا ليس ضروريا عندنا. وقال أيضا: ليس الجَزُّ سببا في الموت ولا الأكل سببا للشّبع ولا النار عِلّة الإحراق ولكنّ الله يخلق الإحراق والموت والشّبع عند جريان هذه الأمور لا بها.
كما أنكر الأشاعرة كل "لام" تعليل في القرآن وقالوا: إن كونه يفعل شيئا لعِلّة ينافي كونه مختارا مريدا، وبعضهم يُسمِّي ذلك نفي الغَرَض عن الله، ويعتبرونه من لوازم التوحيد والتنزيه. كما أنكر الأشاعرة الحكمة والغَرَض والتّعليل في أفعال الله عز وجل. قال الآمدي: مذهب أهل الحق أن الباري تعالى خلق العالم وأبدعه لا لغاية يستند الإبداع إليها ولا لحكمة يتوقف الخلق عليها بل كل ما أبدعه من خير وشر ونفع وضرٍّ لم يكن لغَرَضٍ قاده إليه ولا لمقصود أوجب الفعل عليه؛ بل الخلق وأن لا خلق له جائزان، وهما بالنسبة إليه سيان.
وأما عقيدة الجبر فالباحث في مفهوم الكسب عند الأشاعرة يجده يتأرجح في اضطراب كبير بين محاولة إثبات حرية الاختيار والجبر، أما "فخر الدين الرازي" فقد صرَّح بالجَبر في بعض مؤلفاته مثل (المباحث المشرقية)، ومما يرجح جبرية الكسب الأشعري مسألة جواز التكليف بما لا يطاق ووقوعه التي يقول بها "الأشاعرة الجهمية"، وكذلك ردُّ "أبي إسحاق الإسفرائيني" على "الجويني" الذي حاول أن يثبت حرية الفعل الإنساني في كتابه (العقيدة النظامية)، حيث اعتبر رأيه هذا من تأثيرات المعتزلة عليه، مع أن قول الجويني هو الصحيح كما يؤكده ابن القيم في كتابه (شفاء العليل).
هذا غيضٌ من فيضِ هذه المعتقدات المُحدَثة التي تمثل خطرا على العقيدة الإسلامية التوقيفية التي لا تؤخذ إلا من مصدرين معصومين هما الكتاب والسنة الصحيحة، وكان من الواجب في جميع عصور الأمة الإسلامية أن يوكل الأمر إلى العلماء الذين يسلكون طريق الالتزام بالمنهج العلمي الشرعي لا عن طريق تقليد أقوال الرجال الذين يصيبون ويخطئون وليَكُن قدوتهم قول مالك رحمه الله: كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم. وكما قال الشافعي رحمه الله: إذا رأيتم قولي يخالف قوله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط.
وعلى رجال العلم ودعاة الإسلام التنبه إلى تأثير السلطات المتعاقبة على العقيدة الإسلامية، فقد حاول الكثير من الزعماء والقادة والرؤساء توجيه عقائد المسلمين بما يوافق سياساتهم حيث كانت بدعة الجَبر والإرجاء الأكثر حظْوةً باهتمام الحُكّام عبر التاريخ الإسلامي فقد رأوا أنّ نشر البدع الاعتقادية لا يتم على أحسن وجه إلا بإلصاقها بالأئمة الأعلام كمالك والأشعري مثلما مرّ معنا في هذا المقال، وعلى الدوائر العلمية في الكليات والجامعات المتخصِّصة وما تملكه من أساتذة وباحثين ذوي الكفاءات العالية أن تسحب البساط من تحت أقدام ذوي التموقعات السياسوية والمقاصد الحزبية الضيقة حفاظا على عقيدة المجتمع التي هي أساس وحدته وتضامنه. والله الهادي إلى سواء السبيل.
د/ خميس بن عاشور.
كلية العلوم الإسلامية و العلوم الاجتماعية
جامعة. باتنة الجزائر
رابط المقال ( http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=2047)(54/92)
اريدكتابا يتحدث عن عقيدة ابي حيان الاندلسي وحزاكم الله خيرا ابن تيمية الحراني
ـ[الحراني]ــــــــ[02 - 03 - 09, 12:53 م]ـ
اريد كتاب يتحدث عن منهج ابي حيان الاندلسي في التفسير واخرى تظهر اعتقاده وهدا من خلال تفسيره البحر المحيط
وكدلك الرسائل الجامعية التي تناولة الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ابن تيمية الحراني
ـ[الحراني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:48 م]ـ
اريد روابط التحميل
وجزاكم الله خيرا
ـ[الحراني]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:24 م]ـ
ادا كان عند الاخوة كتاب في الموصوع حبد لو اعطانا روابط التحميل
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:16 ص]ـ
أبو حيان على منهج الأشعرية في الاعتقاد وليس له منهج خاص به، لكن لا أدري هل له تحريرات في مسائل الاعتقاد والكلام، لكن المشهور عنه أنه نحوي وليس متكلماً.
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:44 ص]ـ
مواقف أبي حيان النحوية من متقدمي النحاة حتى أوائل القرن الرابع الهجري من خلال تفسيره البحر المحيط جمعا ودراسة - الرسالة العلمية
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:44 ص]ـ
اثر الفصل والتوسط في التوجيه النحوي في كتاب البحر المحيط لابي حيان الاندلسي - الرساله العلمية
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:45 ص]ـ
اللغات العربية في تفسير البحر المحيط لابي حيان الاندلسي (الجانب النحوي) - الرسالة العلمية
ـ[الحراني]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:08 م]ـ
{{يااخي الفاضل ادا امكن روابط تحميل هده الرسائل الجامعية التي دكرت}}
وجزاك الله خيرا - - -
ـ[الحراني]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:00 م]ـ
- - - - -
اكررالطلب الرجاء روابط التحميل
- - - - - - -
ـ[الحراني]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:38 م]ـ
{{يااخي الفاضل ادا امكن روابط تحميل هده الرسائل الجامعية التي دكرت}}
وجزاك الله خيرا
ـ[الحراني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 10:37 م]ـ
أبو حيان على منهج الأشعرية في الاعتقاد وليس له منهج خاص به، لكن لا أدري هل له تحريرات في مسائل الاعتقاد والكلام، لكن المشهور عنه أنه نحوي وليس متكلماً.
هل لديك روابط للتحميل تعرضت لهدا الموضوع اي اشعرية ابي حيان الغرناطي
- ابو عبدالله الحراني السلفي المغربي -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:41 م]ـ
من كتاب الدكتور أحمد الحوفي " أبوحيان التوحيدي ":
اتهامه بالزندقة:
(ربما كان أول من اتهمه بالزندقة: الكاتب اللغوي الأديب ابن فارس المتوفى سنة 390هـ في كتابه الفريدة والخريدة، فقد نُقِل عنه قوله: " كان أبو حيان قليل الدين والورع عن القذف؛ والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل. ولقد وقف سيدنا الصاحب ابن عباد كافي الكفاة على بعض ما كان يدخله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه، ثم عثروا على جميع دخلته، وسوء عقيدته، وما يبطنه من الإلحاد، ويرومه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية".
ثم جاء ابن الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) فقال: "زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الرواندي، والتوحيدي، وأبو العلا المعري، وشرهم على الإسلام أبو حيان، لأنهما صرحا وهو مجمج ولم يصرح".
ثم ردد الذهبي (المتوفى سنة 748هـ) هذه التهمة، ونقل ما ذكره ابن فارس وابن الجوزي، وزاد عليه أن أبا حيان كان عدواً لله خبيثاً سيء الاعتقاد.
وجرت دائرة المعارف على أنه ُنفي لزندقته، قال مرجليوث: "نفاه المهلبي المتوفى سنة 352هـ (963م) من بغداد –وكان يعيش فيها من الكتابة- لزندقته في آرائه التي أوردها في مصنفات له فقدت".
ووافق هؤلاء الأستاذ محمد كرد علي، فقال: " إن الصاحب اتهم التوحيدي بالزندقة، ففر منه، وطلبه الوزير المهلبي ليقتله، فهرب إلى ديار بكر".
ولكنّ علماء آخرين شهدوا له بسلامة العقيدة وصحة الدين. فهو في رأي ياقوت صوفي السمت والهيئة، متعبد، والناس على ثقة من دينه. وابن النجار يصفه بأنه كان فقيراً صابراً متديناً صحيح العقيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/93)
والسبكي يدافع عنه بقوله: "لم يثبت عندي إلى الآن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة فيه، ووقفت على كثير من كلامه، فلم أجد فيه إلا ما يدل على أنه كان قوي النفس، مزدرياً لأهل عصره، ولا يوجب هذا القدر أن يُنال منه هذا النيل. وسئل الوالد –رحمه الله- عنه فأجاب بقريب مما أقول.
وقد أرجع السبكي حملة الذهبي على أبي حيان إلى محاكاته لما قاله ابن فارس، وإلى ما قاله ابن الجوزي، وإلى أمر ثالث هو بغضه الشديد للمتصوفة.
ولقد كان أبو حيان صوفياً، بل إنه عند الفرس علمٌ من أعلام المتصوفة، قال عنه أبو العباس أحمد زَركوب: "إنه الإمام الموحد، العالم الواسع العلم، ليس له شبيه في المكاشفات الإلهية والدراية بالتوحيد".
ومن الميسور أن أُبطل هذه التهمة الجائرة بعدة ردود:
1 - المفهوم من كلام ابن فارس أن الصاحب ابن عباد طلبه ليقتله ففر منه، ثم تعقبه الوزير المهلبي، فاستتر منه حتى مات في الاستتار.
وهذا كلام تعوزه الصحة، لأن أبا حيان –كما تبين في صلته بابن عباد- تركه سنة 370هـ، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ، فكيف يتفق هذا؟ لقد اتصل أبو حيان بالصاحب، ثم تركه بعد ثمانية عشر عاماً من وفاة الوزير المهلبي الذي قيل إنه تعقبه ليقتله.
2 - لم يشر أبو حيان –على دقنه في وصف الأشخاص والأحوال ولا سيما حالته- إلى أن ابن عباد فكر في قتله، وأوعز بحبسه، ولو أن شيئاً من هذا حدث لذكره، على عادته في تفصيل الأحداث، والتشنيع على ابن عباد، ووصف ما لقي من حرمان وخيبة في صلته به.
3 - يحملني على الشك فيما زعم ابن فارس من نسبة الزندقة إلى أبي حيان، ومن نسبة التفكير في قتله إلى ابن عباد أن ابن فارس كان أستاذاً لابن عباد قبل أن يلي الوزارة، وكان صديقاً له لما تولاها، وكان أستاذاً لأبي الفتح ابن العميد.
وقد هجا أبو حيان ابن عباد وابن العميد، فمن المرجح أن ابن فارس أراد أن يشوه سمعته ويثأر منه، فألصق به تهمة الزندقة، وأراد أن ينسب إلى ابن عباد الغيرة على الدين، فزعم أنه هم يقتل أبي حيان، ولكنه هرب منه.
4 - كان ابن فارس معاصراً لأبي حيان، وقد ذمه أبو حيان ذماً شنيعاً، وتنقصه في مجلس ابن سعدان بقوله: "إنه شيخ فيه محاسن ومساوئ، إلا أن الرجحان لما يُذم به، لا لما يحمد عليه، فمن ذلك أنه له خبرة بالتصوف، وهناك أيضاً قسط من العلم بأوائل الهندسة، وتشبه بأصحاب البلاغة؛ إلا أن هذا كله مردود بالرعونة والمكر والإيهام والخسة والكذب والغيبة ... ".
5 - ابن فارس الذي يسند إليه اتهام أبي حيان بالزندقة والموت في الاستتار قد مات قبل أبي حيان، وسواء أكانت وفاة ابن فارس سنة 360 أو 369هـ أو 375هـ أو 390 أو 395هـ فإنها كانت قبل وفاة أبي حيان. فكيف يقرر وفاة شخص آخر لم يمت بعد؟
وإذا أراد أحد أن يأخذ بشق رأيه وهو الاتهام بالزندقة، وذهب إلى أن الشق الثاني مدخول عليه، فإن اتهامه بالتحيز لابن عباد وابن العميد ما زال قائماً يقدح في طعنه أبا حيان، وموت الوزير المهلبي قبل أبي حيان يقطع ببطلان تعقبه ليقتله.
على أني لا أستبعد أن يكون خصوم أبي حيان هم الذين فعلوا ذلك، ولكنهم أسندوه لابن فارس، ليزيدوه قبولاً وثثبيتاً في نفوس سامعيه.
6 - ابن الجوزي –كما ذكر السبكي- متعصب على الصوفية، مبغض لهم، لهذا زاد من عنده قوله: "وأشدهم على الإسلام أبو حيان، لأنه مجمج، ولم يصرح" وقد وصفه ياقوت بأنه كثير التخليط، ولهذا لا يعتمد على ما تفرد به.
7 - إذا وازنا بين أبي حيان وابن الراوندي وأبي العلاء المعري لم نجد تشابها يبيح لابن الجوزي أن يجعله أشد الثلاثة ضرراً على الإسلام، أو يسلكه في عداد المعادي للإسلام.
أما ابن الراوندي فلا جدال في زندقته وكفره، لأنه زعم أن في كلام أكثم بن صيفي ماهو أحسن من بعض القرآن؛ وادعى أن القرآن غير معجز بأن المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالقرآن الذي تحدى به النبي العرب، فلم يقدروا على معارضته، فيقال لهم: لو ادعى مدع لمن تقدم من الفلاسفة مثل دعواكم في القرآن فقال: الدليل على صدق بطليموس أن إقليدس ادعى أن الخلق يعجزون عن أن يأتوا بمثل كتابه لكانت نبوته ثبتت!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/94)
وأما أبو العلاء فقد اتهم بالإلحاد، لبعض آرائه التي رددها في لزومياته، ولما قيل إنه عارض القرآن بكتابه الفصول والغايات، على نسق السور والآيات، وإن كان مظلوماً في اتهامه بالمعارضة، لأن كتابه لا يشير إلى ذلك.
وأما أبو حيان فليس في كلامه ما ينبئ عن زندقة أو إلحاد.
8 - بل إن في كلام أبي حيان ما ينقض دعوى خصومه نقضاً لا يبقي ولا يذر، فقد كان يغار على الدين منذ حداثته.
ذكر رأياً لأبي سعيد البسطامي، ثم عقب عليه بقوله: "وكان شديد التهور، عظيم العجرفة، ولم أجد نكراً من أحد حضر من أصحابه ومن غير أصحابه، وكنت حينئذ غريباً حديث السن فوقدتني الحمية لله ورسوله عند جهله".
وقد نقل تدليل أبي سليمان المنطقي على صحة البعث، وزاد على أدلته.
وذكر في أحد أسئلته لابن مسكويه حيرته في معرفة حقيقة ما سأل عنه، وقال: إن هذا يدل على توحيد من هو محيط بهذه الغوامض والحقائق، ويبعث على عبادة من هو عالم بهذه السرائر والدقائق.
وفي مقدمة البصائر والذخائر دعاء مؤمن متصوف، وفيه بعد ذلك إقرار صادق بجلال القرآن وإعجازه: "كتاب الله عز وجل الذي حارت العقول الناصعة في رصفه، وكلت الألسن البارعة عن وصفه، لأنه المُطْمِعُ بظاهره في نفسه، والممتنع في باطنه بنفسه، والدني بإفهامه إياك إليك، والعالي بأسرار غيوبه عليك، لا يطار بحواشيه، ولا يملُّ من تلاوته، ولا يُحسُّ بإخلاق جدته، كما قال علي بن أبي طالب عليه السلام: ظاهره أنيق، وباطنه عميق، ظاهره حكم، وباطنه علم".
وفيه تمجيد لأحاديث الرسول كقوله: "فإنها الشَرَكُ الواضح، والنجم اللائح، والقائد الناصح، والعلم المنصوب، والأمَم المقصود، والغاية في البيان، والنهاية في البرهان، والمفزع عند الخصام، والقدوة لجميع الأنام" وفيه بعد هذا تصوف وحض على الثقة في الله وحده.
وفي مقدمة كتابه (الإشارات الإلهية) قوله:
"اللهم إنا نسألك ما يُسأل، لا عن ثقة ببياض وجوهنا عندك، وأفعالنا معك، وسوالف إحساننا قبلك، ولكن عن ثقة بكرمك الفائض، وطمعاً في رحمتك الواسعة، نعم وعن توحيد لا يشوبه إشراك، ومعرفة لا يخالطها إنكار، وإن كانت أعمارنا قاصرة عن غايات حقائق التوحيد والمعرفة، نسألك ألا ترد علينا هذه الثقة بك، فتشمت بنا من لم يكن له هذه الوسيلة إليك، يا حافظ الأسرار، ويا مسبل الأستار، ويا واهب الأعمار، ويا منشئ الأخبار، ويا مولج الليل في النهار، ويا مصافي الأخيار، ويا مداري الأشرار، ويا منقذ الأبرار من النار والعار، عد علينا بصفحك عن زلاتنا، وأنعشنا عند تتابع صرعاتنا، وحطة حالنا معك في اختلاف سكراتنا، وصحواتنا، وكن لنا وإن لم نكن لأنفسنا، لأنك أولى بنا. وإذا خفنا منك فأبرح خوفنا برجائنا فيك، وإذا غلب علينا يأسنا منك فتلفَّه بأمل فيك.
ثم يقول بعد بضع صفحات: "حرام على قلب استنار بنور الله أن يفكر في غير عظمة الله، حرام على لسان تعود ذكر الله أن يذكر غير الله، حرام على نفس طهرت من أدناس الدنيا أن تدنس بشيء من مخالفة، حرام على عين نظرت إلى مملكة الله أن تحدق إلى غير الله، حرام على كبد ابتلَّت بالثقة بالله أن تظمأ إلى غير الله، حرام على من لم ير الخير إلا من الله أن يُجدد طمعاً في غير الله، حرام على من تلذذ بمناجاة الله أن يناجي غير الله، حرام على من وقع في فقه الله أن يعبد غير الله".
9 - وفي سلوكه ما يكفي لنقض هذا الاتهام، لأنه كان يصلي بالمسجد، ويشكو أنه لا يرى بجواره إلا قصاباً أو ندّافاً الخ، وقد حج سنة 354هـ، ولأنه كان متصوفاً طول حياته، ثم منقطعاً للتصوف في أخريات حياته، إذ قضى سنواته الأخيرة بين الصوفية، وانطبع بطابعهم، ومات بينهم، ودفن بجوار علم من أعلامهم.
ولم يكن تدينه ليخفى على معاصريه، ولهذا يقول ياقوت إنه كان يَتَألَّه والناس على ثقة من دينه".
أما صوفيته: فلا شك فيها. فقد وصفه ياقوت بأنه شيخ في الصوفية، وبأنه صوفي السمت والهيئة، وعلل السبكي تحامل الذهبي عليه بأن أبا حيان صوفي والذهبي يبغض المتصوفة، ووصفه أبو العباس أحمد زركوب بأنه إمام في المتصوفة لا نظير له، .. ثم إن أبا حيان نفسه يحدثنا بأنه حج في رفقة من إخوانه المتصوفة سنة 354هـ، ويصف ما احتملوا في عودتهم إلى بغداد من مشقات جسام كادت تودي بهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/95)
وكان يتزيا بزي المتصوفة، وينطبع بطابعهم وسمتهم، في شبابه ورجولته وأيام جهاده للاتصال بالوزراء، وقبل أن يندمج بالصوفية اندماجه العلمي الأخير.
وكان يأنس إليهم، ويصاحبهم، فقد سأله ابن سعدان عن شخص، فقال له: والله الذي لا إله إلا هو ما كان بيني وبينه ما يقتضي هذا الأنس والاسترسال، وإنما ركنت إليه لمرقعته وتاسُومَتِهِ عندما رأيته سنة 369هـ.
وقد عابه أبو الوفاء المهندس بمخالطة الصوفية. وله أدعية كثيرة مستوحاة من تصوف معتدل رفيع (!)، منها كتابه الإشارات الإلهية، كقوله: " اللهم خذ بأيدينا، فقد عثرنا، واستر علينا فقد أعورنا، وارزقنا الألفة التي تصلح القلوب، وتُنقي الجيوب، حتى نعيش في هذه الدار مصطلحين على خير، مؤثرين للتقوى، عاملين بشرائط الدين، آخذين بأطراف المروءة، آنفين من ملابسة ما يقدح في ذات البين، متزودين للعافية التي لابد من الشخوص إليها، ولا محيد عن الإطلاع عليها، إنك تؤتي من تشاء ما تشاء ".
على أنه اختار شيراز مقاماً له، لأنها عامرة بالصوفية، ومات بها، ودفن في قبر بجوار المتصوف ابن عفيف.
ذكر آدم متز أن التصوف البغدادي قد ذاع في العالم الإسلامي في أواخر القرن الثالث الهجري "إذ حمل تلاميذ السري السقطي مذاهب الصوفية البغداديين إلى أنحاء المملكة الإسلامية، فحملها موسى الأنصاري (المتوفى حوالي 320هـ) إلى خراسان، والروذباري (المتوفي سنة 322 هـ بالفسطاط) إلى مصر، وأبو زيد الآدمي (المتوفى عام 341هـ) إلى جزيرة العرب.
وكذلك ظهر التصوف بمدينة نيسابور على يد أبي علي محمد ابن عبدالوهاب الثقفي (المتوفى 328هـ) وكانت شيراز بنوع خاص مملوءة بالصوفية حوالي آخر القرن الرابع".
لكن أبا حيان يأبى إلا أن يكون في تصوفه كما كان في أدبه وثقافته صاحب رأي، وصاحب شخصية متميزة، ولهذا لم يتصوف تصوفاً عامياً أو شعبياً، ولم يتصوف تصوف الذين يمسهم (الجذب) وفقدان الإدراك، بل إنه يرى أن التصوف قد أصابه التخليط، وأفسده الدخلاء.
يقول: إن الطريقة قد لحقها حيف لكثرة الدخلاء فيها، كما لحق البلاغة لكثرة مدعيها، وهذا هو السبب في أنه ليس صاحب مذهب خاص في التصوف.
ويظهر أنه كان يمزج الفلسفة بالتصوف، ويجمع بين مذهب النساك والمتصوفة، ومذهب أهل التفكير والفلسفة، لأنني لا أجد له مذهباً مستقلاً في تصوفه، ولا مذهباً معيناً في تفلسفه "فقد عرف كل المذاهب، وانتقى منها، وحمل على التقليد في كل منها، سواءً أكان في الدين أم في الفلسفة".
وإن هذا الحكم ليزداد وضوحاً بعد عرض بعض العقائد الكبيرة عند المتصوفة والموازنة بينها وبين موقف أبي حيان منها.
1 - غالى بعضهم في الحالة التي تعتريه، سواء أفسرناها بأنها دعوى وحدة الوجود أم فسرناها بأنها وحدة الشهود.
ولست أجد في كتب أبي حيان شيئاً من هذا كله.
2 - ظهرت عند بعض الصوفية نزعة إلى التحرر مما في هذه الدنيا حتى الشريعة، يحكي ابن حزم أن "منهم من يقول إن من عرف الله سقطت عنه الشرائع. نعوذ بالله من الضلال"، ويذكر أن بعضهم فضل بعض الأولياء على جميع الرسل والأنبياء. ويذكر القشيري في رسالته التي ألفها سنة 437هـ أن أكثر شيوخ الصوفية المحققين قد انقرضوا، وصار المتصوفة يعدون قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ويرفضون التمييز بين الحرام والحلال، ويستخفون بأداء العبادات، ويستهينون بالصوم والصلاة، ولم يكتفوا بذلك، بل ادعوا أنهم تحرروا من رق الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية، وزالت عنهم أحكام البشرية، وليس لله عليهم عتب ولا لوم!
ولم يكن أبو حيان يدين بشيء من هذا، فقد حج في جماعة من إخوانه الصوفية سنة 354هـ، فأدى الفريضة، وكان كما وصفه ياقوت يتعبد والناس على ثقة من دينه.
3 - اشتهر كثير من المتصوفة في القرن الرابع والخامس بمعاشرة المخالفين، ورفقة النساء، وصحبة الأحداث، ولكن أبا حيان لم يخالط هؤلاء، وكانت صلاته بالعلماء والأدباء والحكام والمتصوفة.
4 - غلبت العزوبة على المتصوفة في القرن الرابع، على الرغم من أن أكثر الصوفية القدماء كانوا متزوجين.
والسبب في إيثارهم العزوبة أن تخلو قلوبهم من المشاغل، وأن يبرءوا من الشهوات والمعاصي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/96)
وبعضهم تزوج، لكنهم كانوا في شغل عن زوجاتهم وأبنائهم، والمعروف أن أبا حيان لم يتزوج، ولكن الباعث له على العزوبة غير معروف، أهو التصوف أم العزوف لسبب آخر؟
والذي أرجحه أنه أعرض عن الزواج في شبابه لأسباب موصولة بمزاجه وقلقه وحاجته إلى المال، فلما تقدمت به السن عاف الزواج، وعلى فرض أنه عزف عن الزواج لتصوفه، فإن هذا لا يكفي لوصفه بالتأثر الكبير بمذاهب الصوفية ومحاكاتهم في عقائدهم ورسومهم محاكاة كاملة.
5 - تغالي الصوفية في تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام تغالياً لم يعرفه سواهم، ولكن أبا حيان –كسائر المسلمين- يعظم النبي ويمجده في حدود رسالته وبشريته.
6 - الصوفية يعتقدون في الولاية والأولياء اعتقاداً خاصاً والأولياء في نظرهم طبقات وأنواع. ولهم كرامات لا شك فيها. وهم يفرقون بينها وبين المعجزات بأن المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء ولخيار المسلمين، وقد ذكر الطوسي أقوالهم في صدق الكرامات، وأورد أمثلة كثيرة لكراماتهم، ورد على من أنكروها.
أما أبو حيان فلم يعتقد في الكرامات ولا في ولاية الأولياء بهذا المعنى. يدل على ذلك قوله: "فأما أصحاب النسك ومن عرف بالعبادة والصلاح، فقد ادعى لهم أن الصفر يصير لهم ذهباً وشيئاً آخر يصير لهم فضة، وأن الله عز وجل يزلزل لهم الجبل، وينزل لهم القطر، وينبت لهم الأرض، وغير ذلك مما هو كالآيات للأنبياء. وربما يسمي كثير من الناس ما يظهر للزهاد والعباد من هذا الضرب كرامات، ولا يسميها معجزات، والحقائق لا تنقلب بالأسماء، فإن المسمى بالكرامة هو المسمى بالمعجزة الإلهية".
وهو يرد ما يحدث من أشباه ذلك إلى الاتفاق والمصادفة ويعتقد أن التقوى هي السبيل إلى الكرامة، إذ يروي ما قاله القاضي أو حمد المروزي في أن التقوى هي السبيل إلى الكرامة "السبب أولى من النسب، والسبب التقوى، وبها تظهر الكرامة" قال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
7 - من أساس التصوف الزهادة في المال والجاه ومتاع الدنيا، والقناعة بالنزر الذي يحفظ الحياة، والرضا بشظف العيش، وضيق الميد
ولكن أبا حيان كان ساخطاً على حظه، وكان متبرماً بفقره، وكان كثير الشكوى من بؤسه، وكان دائب الاتصال بالوزراء لينال منهم.
8 - على أن أبا حيان يوافق الصوفية في أنه كان صوفيّ السمت والهيئة كما وصفه ياقوت، وقد صرح له أبو الوفاء المهندس، بأن منظره وبزَّته وملابسه لا تؤهله للاتصال الوزراء. قال له أبو الوفاء المهندس: "أتظنن بغمارتك وذهابك في فسولتك التي اكتسبتها بمخالطة الصوفية والغرباء والمجتدين الأدنياء الأردياء، أنك تقدر على مثل هذا الحال –يريد قطيعته له وتهديده بالعقاب- وأنام منك على حسن الظن بك؟ ".
وهكذا يبدو أبو حيان في رداء المتصوفة، رث الهندام، قصير الذيل، زري الهيئة، كما سجل هو نفسه ما وصفه به أبو الوفاء المهندس، ينطبق عليه وصف ابن عبدالعزيز السوسي لنفسه في قوله:
سلكت في مسلك التصوف تنميـ ـاً فكم للذيول قصرت
سويت سجادة بيوم وأخفيـ ـت سبالاً قد كنت طولت
ولقد يخطر بالبال أن أبا حيان كان طلعةً إلى المال وإلى الشهرة فكيف يتفق هذا مع التصوف؟
والحق أنه كان يأخذ نفسه بقدر من التصوف –قبل أن يعتزل الناس ويندمج في المتصوفة- ليس فيه إغراق ولا مغالاة، ولهذا تطلع إلى أن يعيش كما يعيش كثير من العباد الذين يستمتعون بما أحل الله في غير إسراف ولا مخيلة.
ومعنى هذا أنه لم يجف الدنيا كما جفاها كثير من المتصوفة المغرقين في تصوفهم، ولم يحظر على نفسه خيراتها مثلما حظروا.
وكأنما كان سلوكه هذا تمهيداً لما ذكره ابن الجوزي فيما بعد، إذ عقد فصلاً بعنوان (حماقة الصوفية في كراهية الدنيا) فنَّد فيه دعوى الذين يحرمون على أنفسهم متاع الدنيا بدعوى الزهد والتصوف.
ومما ذكره في الرد عليهم أن الأرض وما عليها من ماء وزرع وحيوان، كله لصالح الناس، وفيه حفظ حياتهم، وبقاء البشر سبب لمعرفتهم ربهم وطاعتهم إياه، والذي يوصلهم إلى البقاء يمدح ولا يذم.
وأغلب الظن أن ذلك الباعث هو الرسالة التي روى أبو حيان أن أبا بكر وعمر أرسلاها إلى علي حينما تأخر عن بيعة أبي بكر، فجاء علي وحاورهما وحاوراه، وكان أبو عبيدة بن الجراح حامل الرسالة الشفهية إلى علي.
1 - وهي رسالة طويلة ذكر أبو حيان أنه سمعها من القاضي أبي حامد المرورزي رواية عن عيسى بن دأب، عن صالح بن كيسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة ابن الزبير، عن أبي عبيدة بن الجراح، مع اختلاف في سلسلة الرواة في بعض مراجع الرسالة.
2 - أما الذين نفوها فهم الذهبي وابن حجر وابن أبي الحديد والسندوبي وزكي مبارك.
ذكر الذهبي عن جعفر بن يحيى الحكاك أنه سمع من أبي النصر الشجري أنه سمع الماليني يقول: قرأت الرسالة المنسوبة إلى أبي بكر وعمر –مع أبي عبيدة إلى علي - على أبي حيان، فقال لي: هذه الرسالة عملتها رداً على الرافضة، لأنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء، ويغالون في حال علي، فعملت هذه الرسالة، وعلق الذهبي على هذا بقوله: فقد اعترف بوضعها.
وأنكرها ابن حجر، واتهم أبا حيان بوضعها.
3 - والذي أراه أن الرسالة موضوعة، ولست أشك في أنها مصنوعة، لكن من ذلك الذي وضعها؟
أهو القاضي أبو حامد؟ أم أبو حيان؟ كلا الفرضين محتمل.
على أنها لا تخلو من طعن في أبي بكر وعمر، وعن طريق غير مباشر، لأنها تصورهما شتّامين لعلي، متخوفين من تخلفه عن البيعة، ظالمين له في تعنيفه واتهامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/97)
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:57 ص]ـ
يجب الا نخلط بين عالمين
ابو حيان التوحيدى وهو على ابن محمد بن العباس المعروف بابى حيان التوحيدى شيرازى الاصل من علماء القرن الرابع الهجرى وهو من اتهموه بالزندقه وعلى حياته اشكاليات كثيره
والآخر
اثير الدين ابو عبد الله محمد بن يوسف ابن على الاندلسى الغرناطى الشهير بابى حيان ولد سنة اربع وخمسين وستمائة من الهجرة وهو المفسر الكبير صاحب البحر المحيط
وقد وضعت ترجمة له ومنهجه فى التفسير فى موضوع الاخ الحرانى وقد حذف المشرف مشاركتى ومازلت مذهولا من وقتئذ
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:47 م]ـ
جزاكم الله خيرًا عن التنبيه أخي أبامعاذ ..
والعرب تقول: " تعست العجلَة "!
فأعتذر .. لظني أن المقصود الأول؛ لأنه من يُسأل عنه " كثيرًا " ..
والمفسر: ذكره أصحاب الموسوعة الميسرة .. " (3/ 2501 - 2504)، وأهم مافي الترجمة: أنه كان في الفقه ظاهريًا، وكان يُعظم شيخ الإسلام، ثم انحرف عنه في القصة المشهورة بخهصوص سيبويه.
قالوا: (هو أشعري العقيدة، لا سيما في الصفات)
وذكره المغراوي في " المفسرون بين التأويل والإثبات .. " ضمن الأشاعرة. (2/ 147).
وفقكم الله ..
ـ[الحراني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرًا عن التنبيه أخي أبامعاذ
{ابوحيان الغرناطي النحوي من اعلام القرن الثامن الهجري وهو اشعري المعتقد}
اما {ابوحيان التوحبد المعتزلي الصوفي من اساطين القرن الخامس الهجري}
لدى وجب التفطن والاحتراز لكي لانقع في الخطا
والاعتراف بالخطا فضيلة وجزاك الله خيرا على المشاركة يا سليمان الخراشي فقد افدتنا موفق بادن الله تعالى
ـ[الحراني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:34 م]ـ
سليمان الخراشي جزاكم الله خيرًا عن التنبيه أخي أبامعاذ ..
والعرب تقول: " تعست العجلَة "!
فأعتذر .. لظني أن المقصود الأول؛ لأنه من يُسأل عنه " كثيرًا " ..
والمفسر: ذكره أصحاب الموسوعة الميسرة .. " (3/ 2501 - 2504)، وأهم مافي الترجمة: أنه كان في الفقه ظاهريًا، وكان يُعظم شيخ الإسلام، ثم انحرف عنه في القصة المشهورة بخهصوص سيبويه.
قالوا: (هو أشعري العقيدة، لا سيما في الصفات)
وذكره المغراوي في " المفسرون بين التأويل والإثبات .. " ضمن الأشاعرة. (2/ 147).
وفقكم الله ..
هل تعرف يا اخي الفاضل بعض الاطاريح او الرسائل الجامعية التي تناولة معتقد ابي الغرناطي
من خلال البحر المحيط
وجزاك الله خيرا
الحراني الاثري المغربي
ـ[الحراني]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:57 م]ـ
[أبو الحسنات الدمشقي أبو حيان على منهج الأشعرية في الاعتقاد وليس له منهج خاص به، لكن لا أدري هل له تحريرات في مسائل الاعتقاد والكلام، لكن المشهور عنه أنه نحوي وليس متكلماً.
هل تعرف يا اخي الفاضل كتابا او رسالة جامعية تعرضت لهدا الموضوع اي اشعرية ابي حيان في
تفسيره البحر المحيط
الحراني الاثري
ـ[أبو محمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:15 ص]ـ
نوقشت رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة تتعلق بالمخالفات العقدية في تفسير أبي حيان .. للباحث الشيخ عبد الله العامر.
لكن مع الأسف ليست عندي، ولا أعلم أنها في الشبكة.
ـ[الحراني]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:39 م]ـ
{{{جزاك الله خيرا}}}
- - - موفق باذن الله - - - -
ـ[الحراني]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:16 م]ـ
ارجو منكم المساعدة وجزاكم الله خيرا
ـ[الحراني]ــــــــ[10 - 05 - 09, 11:41 م]ـ
- - - اكرر الطلب
- - - - المرجو المساعدة
- - - - وجزاكم الله خيرا و - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على خير الانام
ـ[*خالد العصيمي*]ــــــــ[12 - 05 - 09, 08:40 م]ـ
المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات - محمد بن عبد الرحمن المغراوي
اضغط هنا ( http://www.waqfeya.net/book.php?bid=875)
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[24 - 05 - 09, 02:56 م]ـ
أحبتي في الله نريد بحث موثق بالنقولات عن عقيدة أبي حيان رحمه الله.(54/98)
الرد على شبهة قبوري متمسِّك بقصة بناء أبي جندل مسجدا على قبر أبي بصير
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" الرد على شبهة قبوري متمسِّك بقصة بناء أبي جندل مسجدا على قبر أبي بصير - رضي الله عنهما - "
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد تمسَّك من يحارب السنة وأهلها في موضع شبهة أخرى لا تشفع له زعمه بجواز بناء المساجد على قبور الصالحين، واستحباب الصلاة فيها حيث احتجَّ بحديث أبي بصير - رضي الله عنه - الذي رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا: «إنَّ أبا بصير انفلت من المشركين بعد صلح الحديبية، وذهب إلى سيف البحر، ولحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو، انفلت من المشركين أيضًا، ولحق بهم أناس من المسلمين حتى بلغوا ثلاثمائة وكان يصلي بهم أبو بصير، وكان يقول: «الله العلي الأكبر من ينصر الله يُنصر». فلمَّا لحق به أبو جندل، كان يؤمُّهم، وكان لا يمر بهم عير لقريش إلاَّ أخذوها، وقتلوا أصحابها، فأرسلت قريش إلى النبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - تناشده الله والرحم، إلا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن، وكتب رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهم من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم، فقدم كتاب رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على أبي جندل، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - بيده يقرأه، فدفنه أبو جندل مكانه، وبنى على قبره مسجدًا».
ثم عَلَّقَ على الحديث بأنه ذكره ابن عبد البر في «الاستيعاب» (4/ 1614)، وصاحب «الروض الأنف» (4/ 59)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 134)، وصاحب «السيرة الحلبية» (2/ 720)، ورواه - أيضًا - موسى بن عقبة في «المغازي»، وابن إسحاق في «السيرة»، ومغازي موسى بن عقبة من أصح كتب السيرة، فكان يقول الإمام مالك عنها: عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصحّ المغازي، وكان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
فالجواب عن هذه الشبهة الثانية من السُّنة في قصة بناء أبي جندل - رضي الله عنه - مسجدًا على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - في عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - من الحيثيتين التاليتين:
• الحيثية الأولى من حيث السند: فإنَّ القصةالتيأوردها ابن عبد البر في «الاستيعاب» بدون زيادة «وَبَنَى عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا» ضعيفة لا تقوم بها حُجَّة لكونها مرسلة؛ لأنَّ مدار هذه القصة على الزهري على اعتبار أنه تابعي صغير سمع من أنس بن مالك - رضي الله عنه - وإلاَّ فهي معضلة.
أمَّا الزيادة في موضع الشاهد في قوله: «وبنى على قبره مسجدًا» فهي زيادة منكرة لعلتين:
العلة الأولى:
كونها مُعضلة فقد صرَّح ابن عبد البرّ بأنها من رواية موسى بن عقبة (1)، وليس من مرسل الزهري ولا من رواية عبد الرزاق عن معمر عنه، ولا نشك في أنَّ موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي ثقة فقيه إمام في المغازي، إلاَّ أنَّه من صغار التابعين ولم يسمع أحدًا من الصحابة (2)، وقد قال الإسماعيلي في كتاب «العتق» إنه لم يسمع موسى بن عقبة من الزهري شيئًا (3).
العلة الثانية:
أنَّ تلك الزيادة لم يروها الثقات، فقد روى البخاري في كتاب «الشروط» من صحيحه، باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (5/ 329)، وأحمد في «مسنده» (4/ 328) وغيرهما هذه القصة موصولة من طريق عبد الرزاق عن معمر، قال: أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بها دون هذه الزيادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/99)
قال المحدِّث محمَّد ناصر الدِّين الألباني - رحمه الله -: «وكذلك أوردها ابن إسحاق في " السيرة " عن الزهري مرسلاً كما في " مختصر السيرة " لابن هشام (3/ 331 - 339) ووصله أحمد (4/ 323 - 326) من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عروة به مثل رواية معمر وأتم، وليس فيها هذه الزيادة، وكذلك رواه ابن جرير في تاريخه (3/ 271 - 285) من طريق معمر وابن إسحاق وغيرهما عن الزهري به دون هذه الزيادة فدلَّ ذلك كُلّه على أنها زيادة منكرة لإعضالها، وعدم رواية الثقات لها» (4).
لذلك فالحديث ليس له إسناد تقوم به الحجة، ولم يروه أصحاب «الصحاح» و «السنن» و «المسانيد» وغيرهم، وإنما أورده ابن عبد البر في ترجمة أبي بصير - رضي الله عنه - مرسلاً والزيادة فيه منكرة - كما تقدم -.
• الحيثية الثانية:
من حيث فرض صحة الزيادة موضع الشاهد في القصة المذكورة، والتي استُدلَّ بها على إقراره - صلى الله عليه وآله وسلم - على بناء أبي جندل - رضي الله عنه -مسجدًا على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - فيمكن الجواب عنها من جهتين:
الجهة الأولى:
عدم التسليم بأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرَّ هذا البناء؛ لأن الفعل - في ذاته - لم يكن واقعًا بين يديه، وإنما وقع في زمانه، وهو خفي غير مشتهر حتى يعلم به، إذ من شرط الإقرار الذي هو حُجَّة هو أن يعلم به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويكون قادرًا على الإنكار، وأن لا يكون قد بَيَّن حكمه قبل ذلك بيانًا شافيًا يسقط عنه وجوب الإنكار كما قرَّره أهل الأصول (5).
قلت: فإن لم يعلم أنّه بيَّن حكمه قبل العلم به والسكوت عنه فقد بيَّن - صلى الله عليه وآله وسلم - حكمه بعد ذلك بيانًا شافيًا في الأحاديث الصحيحة المحكمة التي تقدم ذكرها في شبهته بآية سورة الكهف.
الجهة الثانية:
في حالة التسليم - جدلاً - بأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علم ببناء أبي جندل - رضي الله عنه -المسجد على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - وأقرَّه على ذلك فإنه يتعارض - حتمًا - مع النصوص الحديثية الصريحة في تحريم البناء على القبور، والمعلوم - حال التعارض - أنَّ من طُرُق دفعه إذا تعذَّر وجود ناسخ بالنصِّ صار الناظر إلى الجمع والتوفيق بين الدليلين المتعارضين فإن تعذَّر الجمع صار إلى النسخ الاحتمالي، وإلاَّ دَفَع التعارض بترجيح أقوى الدليلين (6).
وفي هذا المقام - وعلى فرض صحة الزيادة موضع الشاهد - فإنه يظهر جليًّا قَبول مدلولهما للنسخ الاحتمالي للعلم بتاريخهما وتفاوت المدة بينهما، إذ أنَّ الأحاديث الصريحة في تحريم البناء على القبور ثبتت في آخر حياته بخلاف الزيادة المذكورة فكانت متقدِّمة عنها، ونسخ المتقدم بالمتأخر متحقق بمعرفة تاريخ كل منهما، وعليه فلا يصح ترك النص المتأخر للمتقدم عند حصول التعارض بينها على ما تقرر أصوليًّا.
هذا، وعلى تقدير عدم معرفة التاريخ أو عدم الأخذ بمبدإ النسخ الاحتمالي فإنه يصار إلى الترجيح بين الدليلين المتعارضين، وبغض النظر عن مآل ترجيح الأحاديث الصحيحة والصريحة في النهي والحظر بقوة سندها، فإنها ترجح أيضًا من جهة مدلولها ومتنها، ويظهر ذلك من الجهتين الأصوليتن الآتيتين:
1 - من جهة المدلول:
إذا تعارض حاظر ومبيح يُقدَّم الحاظر على المبيح، والأحاديث الصحيحة والصريحة في بناء المساجد على القبور تفيد التحريم والحظر، بينما زيادة «وبنى على قبره مسجدًا» يفيد الإقرار عنه الجواز والإباحة، وقد تقرَّر عند الأصوليين أنَّ الدليل الحاظر مُقدَّم على المبيح؛ لأنَّ في التحريم دفعَ مفسدة ملازمة للفعل أو تقليلها بخلاف الجواز والإباحة فقد تحصل بها مصلحة أو تكمّلها، ولا يخفى اهتمام الشريعة وعنايتها بدرء المفاسد وآكديتها من جلب المصالح، ومن جهة أخرى إذا كان الوجوب مُقدَّمًا على الإباحة، والحظر مقدمًا على الوجوب على أرجح الأقوال، فمن بابٍ أولى تقديم الحظر على الإباحة والجواز، إذ ترك المباح لاجتناب المحرم أولى من العكس؛ ولأنَّ في التحريم مفسدة وعقابًا بخلاف الإباحة.
2 - من جهة المتن:
إذا تعارض القول مع الإقرار يقدَّم القول عليه؛ لأنه أقوى وأبلغ في البيان من الإقرار والسكوت، ولأنه إذا كان قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أوكد من فعله إذ طاعته - صلى الله عليه وآله وسلم -في أمره أولى من موافقته في فعل لم يأمرنا بموافقته فيه، وتقرير هذا الحكم في تقديم القول على الفعل يقع من باب أولى على إقراره وسكوته.
فالحاصل أنَّ التمسُّك بقصة بناء أبي جندل - رضي الله عنه - على قبر أبي بصير - رضي الله عنه - مسجدًا شبهة غاية في الضعف والسقوط من المناحي السالفة البيان، والاستدلال بها إنما يستقيم على طريقة أهل الأهواء من الماضين والمعاصرين برد النصوص المحكمات بالمتشابهات، نعوذ بالله من الخذلان.
والعلمُ عند اللهِ - تعالى -، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 صفر 1430 ه
الموافق ل: 15 فبراير 2009 م
(1) «الاستيعاب» لابن عبد البر (4/ 1613).
(2) «ميزان الاعتدال» للذهبي (4/ 214)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر (10/ 362)، «تقريب التهذيب» لابن حجر (2/ 286).
(3) «تهذيب التهذيب» لابن حجر (10/ 362).
(4) «تحذير الساجد» للألباني (119).
(5) انظر: «مفتاح الوصول» للشريف التلمساني (437) بتحقيقي. دار تحصيل العلوم.
(6) انظر: «الإنارة شرح كتاب الإشارة» للمؤلف على الموقع: تحت عنوان «طرق دفع التعارض» ( http://www.ferkous.com/rep/C8.php ) .
المصدر: http://ferkous.com/rep/M37.php (http://ferkous.com/rep/M37.php)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/100)
ـ[ابو العابد]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:48 م]ـ
جواب موفق
ورحم الله الألباني
حينما رد على هذه الشبهة
في كتاب تحذير الساجد وغيرها من الشبه.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ يا أخي فريد
وهذه هي كلمة الشيخ الشهرية التي سبقتها
وهي
في
رد شبهة قبوري بآية:
?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]
قال الشيخ - حفظه الله -:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في قوله تعالى: ?فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]، حيث قال -هداه الله-:
«ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس، فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا، وقال آخرون: لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا.
والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل: قول المشركين، والثاني: قول الموحِّدين، والآية طرحت القولين دون استنكار، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا ?لَنَتَّخِذَنَّ? نابعًا من رؤية إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء، وإنَّما المطلوب هو المسجد. وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة.
قال الرازي في تفسير ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا?: نعبد الله فيه، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد (1 - «تفسير الرازي» (11/ 106).).
وقال الشوكاني: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوَّل أولى (2 - «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/ 277).). وقال الزجاجي: هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القبر».
وبعد الأمانة في النقل أقول -وبالله التوفيق والسداد-:
فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير، وقد بَيَّن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها:
- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا (3 - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/101)
- وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قَالاَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذلِكَ: «لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى. اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.).
- وعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذ?لِكَ» (5 - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.).
- وعن عائشة رضي الله عنها: لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنهما قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ: فقالَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (6 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.).
قال القرطبي -رحمه الله-: «قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله عزَّ وجلَّ عند قبورهم، فمضت لهم بذلك أزمان، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها؛ فحذَّر النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم عن مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك، فقال: "اشتدَّ غضب الله على قوم ?تخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد"» (7 - «تفسير القرطبي»: (2/ 85) (10/ 380).).
وقال ابن رجب -رحمه الله-: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه، كما يفعله النصارى في كنائسهم، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها، ولم يكن لها ظل، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة.
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان، وهو الذي أخبر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره، والله تعالى ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? [الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى» (8 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197).).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/102)
وقال الألوسي -رحمه الله-: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (9 - أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني.) ... إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة.
وذكر ابن حجر في «الزواجر» (10 - انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.): «أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر» (11 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196).).
قلت: وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي رحمه الله -في معرض إيراده حديث عائشة رضي الله عنها-: «قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد» (12 - «تفسير القرطبي»: (10/ 380).). وقال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله-: «ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما صنعوا ... ، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرُّب إليها، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها» (13 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 360).). وقال الزيلعي الحنفي -رحمه الله-: «ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان ... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور ... ونهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد» (14 - «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/ 246).). وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» (15 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).).
هذا، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله.
فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي:
الأولى: فتنة القبور، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك.
الثانية: فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها.
فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/103)
قال ابن القيم -رحمه الله-: «وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم» ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله. فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره، وارتكابًا لنهيه، وغرَّهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين. وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا، وأشدّ فيهم غلوًّا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد.
ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم» (16 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189).).
هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم -في الآية- لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم (17 - انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 194). و «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).)، وقد كانوا أهل شرك أو فجور، حيث إن لفظة «لَنَتَخِذَنَّ» تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة، دون «اتخذوا» بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها، وضمير «أَمْرهِمْ» هنا للموصول المراد به الولاة، ومعنى غلبتهم على أمرهم: أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم، ولم يحل بينه وبينهم أحد، كما قال تعالى: ?وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ? [يوسف: 21].
قال ابن رجب -رحمه الله-: «فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى» (18 - «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.).
قلت: وليس في الآية إقرار على فعلهم، بل فيها إنكار، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم، إذ المعلوم -أصوليًّا- أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما يفعله الكفار والفجار، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله تعالى على لسان نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم فأيُّ إنكار أوضح من هذا؟
وإذا سلَّمنا -جدلاً- أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد -على وجه الصلاح- تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل.
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ما حكى عن ابن جرير القولين: «والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها» (19 - «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).).
وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل، فجوابه من جهتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/104)
الجهة الأولى: لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر؛ لأنَّ ما تقرر -أصوليا- «أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا»، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله تعالى: ?لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا? [المائدة: 48]، ولقوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ» فذكر منها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً» (20 - أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/ 261)، والألباني في «الإرواء»: (1/ 316).)، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله تعالى إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه.
الجهة الثانية: وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه، ويبطله، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله تعالى: ?وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ? [الأعراف: 157]، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا? ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور» (21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/ 300).).
وقال ابن كثير -رحمه الله-: «وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا» (22 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/ 116).).
قال الآلوسي -رحمه الله-: «مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا، لكن لا مُطلقًا، بل إن قصَّ اللهُ تعالى علينا بلا إنكار، وإنكارُ رسوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كإنكاره عزَّ وجلَّ، وقد سمعتَ أنه عليه الصلاة والسلام لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم -فضلاً عن عزمهم- على مشروعية ما كانوا بصدده. وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة» (23 - «روح المعاني» للآلوسي: (5/ 31).).
فالحاصل: إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» (24 - أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/ 73).)، ولا يستدلُّ بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله تعالى، ويعملون بمقتضاهما، قال تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/105)
?مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? [النساء: 80]، وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» (25 - أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 57).)، وفي روايةٍ: «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ» (26 - أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).)، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة، يقول الألباني -رحمه الله-: «وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان عليه السلام: ?يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ? [سبأ: 13]، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه صَلَّى الله عليه وآله وسلم» (27 - «تحذير الساجد» للألباني: (83).).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 16 المحرم 1430ه
الموافق ل:13 جانفي 2009م
-------------------------------------
1 - «تفسير الرازي» (11/ 106).
2 - «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/ 277).
3 - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.
5 - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
6 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
7 - «تفسير القرطبي»: (2/ 85) (10/ 380).
8 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197).
9 - أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني.
10 - انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.
11 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196).
12 - «تفسير القرطبي»: (10/ 380).
13 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 360).
14 - «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/ 246).
15 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).
16 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189).
17 - انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 194). و «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).
18 - «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.
19 - «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).
20 - أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/ 261)، والألباني في «الإرواء»: (1/ 316).
21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/ 300).
22 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/ 116).
23 - «روح المعاني» للآلوسي: (5/ 31).
24 - أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/ 73).
25 - أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 57).
26 - أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).
27 - «تحذير الساجد» للألباني: (83).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/106)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:13 م]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:22 م]ـ
للفائدة،،،(54/107)
الأكرم- الأعلى هل هما صفتان أم اسمان لله تعالى؟
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:53 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 01:33 م]ـ
أخي الفاضل ..
(الأعلى) و (الأكرم) اسمان من أسماء الله الحسنى ثابتان بالنصّ في القرآن والسنّة الصحيحة .. كما في قوله تعالى: " سبّح اسمَ ربّك الأعلى" وقوله تعالى: " اقرأ وربُّك الأكرم " .. ولا يخفى عليك أن الاسم يتضمّن الصفة .. فالأكرم يتضمّن الدلالة على صفة الكرم لله تعالى .. والأعلى يتضمّن صفة العلوّ ..(54/108)
تنبيه العارفين لكلمات الجاهلين (الألفاظ المنهية)
ـ[أبو جابر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
============
احببت ان نشارك جميعا من باب النصح للأمة وحب الخير لها
عن تلك العبارات وتلك الألفاظ والأمثلة الشعبية المنتشرة
والتي قد تقال بشكل عفوي من قبل كثير من الناس
متجاهلين ان لها دلالات شركية وبعضها لا يجوز في حق الله تعالى
والبعض قد يكون افحش من ذلك
=========
وقد نبه بعض العلماء رحمهم الله لبعض هذه الألفاظ
ولكن كل يوم يستجد لنا الفاظ اخرى كثيرة
فأحببت ان تكون هنا
موسوعة للألفاظ المنهية
حيث يضع كل واحد منا عبارة او مثال او مقولة تكثر على السنة الناس جهلاً مبينا
سبب النهي ودواعية
==========
وحيث اني وضعت هذا الموضوع سوف أبدأ بعبارة تأملت فيها كثيرا فأندهشت لورودها على افواهنا كثيرا خصوصا في المستشفيات
وهي
>>:: عملنا الي علينا::<< والباقي على الله؟؟؟؟؟؟؟
=========
هذه الكلمة وأمثالها كثير
حيث ينسب القائل لنفسه القدرة مع الله تعالى
بل ويترك ما تبقى من الجهد لله وكأنه قام بشيء خارج قدرة الله تعالى وعلمه حتى يترك له الباقي وهذا وإن كان منافيا لعقيدتنا التي نؤمن بها بأن الله على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء فيه ايضا من سوء الأدب مع الله تعالى.
فالأمر كله لله تعالى من قبل ومن بعد وما الطبيب إلا وسيلة للدواء بإذن الله تعالى
فكان الأحرى ان يقال مثلا
((عملنا الذي قدرنا الله عليه و الشافي هو الله))
اريد تفاعلكم وتعليقكم(54/109)
عمر بن عبدالعزيز خليفة خامسا لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين.
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:07 م]ـ
أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة - (1/ 290)
وأول ملوك الإسلام معاوية رضي الله عنه، وهو خيرهم وأفضلهم ثم كان بعده ملكا عضوضا إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فعده أهل السنة خليفة خامسا لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين.
السؤال أيها الأحبة هل وقف أحد منكم على هذا القول أعني أن عمر بن عبدالعزيز خليفة خامسا لسيره بسيرة الخلفاء الراشدين.
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الكلام غلط وقد انكره الامام احمد رحمه الله قال وكيف ذلك ورسول الله يقول الخلافة من بعدي ثلاثون سنه
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:07 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=50064
ـ[أم عمر المسلمة]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:53 م]ـ
أليس من معتقد أهل السنة والجماعة أن خامس الخلفاء الراشدين
هو الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما!.
نقلا من كتاب سيرة الحسن بن علي للدكتور على محمد الصلابي - بتصرف -
مدة خلافة أمير المؤمنين الحسن ومعتقد أهل السنة في خلافته:
استمر أمير المؤمنين الحسن بن علي بعد بيعته خليفة على الحجاز واليمن والعراق وغير ذلك نحو سبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل ستة أشهر وكانت خلافته هذه المدة خلافة راشدة حقة لأن تلك المدة كانت تتمة لمدة الخلافة الراشدة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً، فقد روي الترمذي بإسناده إلى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك.
وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما، وبذلك يكون الحسن بن علي رضي الله عنه خامس الخلفاء الراشدين وعند الإمام أحمد من حديث سفينة أيضاً بلفظ: الخلافة ثلاثون عاماً ثم يكون بعد ذلك الملك. وعند أبي داود بلفظ: خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه ما يشاء، ولم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن وقد قرر جمع من أهل العلم عند شرحهم لقوله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة. أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بن علي بعد موت أبيه كانت داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها فقد قال كل من:
1 ـ أبو بكر بن العربي رحمه الله: فنفذ الوعد الصادق في قوله صلى الله عليه وسلم ـ: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم تعود ملكاً. فكانت لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وللحسن منها ثمانية أشهر لا تزيد ولا تنقص يوماً فسبحان المحيط لا رب غيره.
3 ـ وقال الحافظ بن كثير ـ رحمه الله ـ: والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طريق سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً، وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 04:59 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الكلام غلط وقد انكره الامام احمد رحمه الله قال وكيف ذلك ورسول الله يقول الخلافة من بعدي ثلاثون سنه
توجد رواية عن الإمام أحمد أنه خامسهم نقلها ابن كثير في البداية والنهاية
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 06:14 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ممكن مكان وجود هذه الروايه في البدايه والنهايه وجزاكم الله خيرا
تسمع كلام الشيخ حاتم بن عارف الشريف الذي وضعت رابطه(54/110)
اين اجد قول شيخ الاسلام في الرد على تقسيم ابن حزم
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 08:20 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اين اجد رد شيخ الاسلام رحمه الله على تقسيم ابن حزم لاهل المعاصي في مسالة (قلت وتساوت وزادت) السيئات مع الحسنات
وهل ذهب الى هذا التقسيم غير ابن حزم وابن القيم رحمهما الله
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:12 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما من رد
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 05:52 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اما بعد
اين الرد يا اخوه
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[09 - 03 - 09, 05:44 م]ـ
تقصد في الآخرة .. وضح المسألة أكثر ولن يقصر الإخوة في إفادتك
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 05:49 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
نعم اخي الكريم في الاخره عند الميزان
فإذا زادت كفة حسنات بواحده على السيئات دخل الجنة(54/111)
أعمال تُخرج صاحبها من الإسلام
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[04 - 03 - 09, 01:38 م]ـ
أعمال تُخرج صاحبها من الإسلام
ما هي الأعمال التي إذا عملها المسلم يكون مرتداً عن الإسلام؟.
الحمد لله
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله:
اعلم أيها المسلم أن الله & shy; سبحانه& shy; أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك، وأخبر عزّ وجلّ أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء & shy; رحمهم الله& shy; في باب حكم المرتد، أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجاً عن الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعاً عشرة نواقض ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم & shy; رحمهم الله جميعاً& shy; ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز، لتَحْذَرَها وتُحَذِّر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:
الأول:
الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يٌشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء / 116، وقال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) المائدة / 72، ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر.
الثاني:
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، فقد كفر إجماعاً.
الثالث:
من لم يُكَفِّر المشركين، أو شَكَّ في كفرهم، أو صحّح مذهبهم كفر.
الرابع:
من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.
الخامس:
من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر، لقوله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) محمد / 9.
السادس:
من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة / 65 و 66.
السابع:
السحر ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) البقرة / 102.
الثامن:
مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة / 51.
التاسع:
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر؛ لقوله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران / 85
العاشر:
الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه ولا يعمل به؛ والدليل قوله تعالى: (ومن أظلم ممن ذٌكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) السجدة / 22.
ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره، وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً. فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى كلامه رحمه الله.
ويدخل في القسم الرابع: من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس، أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سبباً في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى.
ويدخل في القسم الرابع: أيضاً من يرى أن إنفاذ حكم الله بقطع يد السارق، أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر.
ويدخل في ذلك & shy; أيضاً & shy;: كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات، أو الحدود، أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة، لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله إجماعاً وكل من استباح ما حرّم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كالزنى والخمر والربا، والحكم بغير شريعة الله فهو كافر بإجماع المسلمين.
ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه، وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[04 - 03 - 09, 06:49 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والمتابعة في القول والعمل، فقد صرنا نرى الناس يخرجون من دين الله أفواجاً لمّا غيّبوا شرع الله و تحاكموا إلى من هو دونه، إلاّ من رحم ربّي ..
فأعرضوا عن دين الله و تعلّمه، فتقوّل البعض وسبّ دين الله اَخرون وأثاروا الشبهات فضلّوا و أضلّوا.
أخي بارك الله فيك على طرحك لهذا الموضوع فنادرا ما يُتكلّم فيه، خاصّة بعد ما ألحقه الجبر والإرجاء بالأمّة، وربّما تعدّى ذلك عامّة النّاس إلى بعض عقول الأمّة و علمائها .. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
ولعلّ أخطر ما يُرتكب اليوم من هذه النواقض على الأمة الإسلاميّة وأكثرها فتنة وشرّا و تضليلا للنّاس النّاقض الرّابع والثّّامن. والله عزّ وجلّ أعلم بالصواب(54/112)
كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 03:46 م]ـ
كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل المهمة التي قررها السلف في باب الأسماء والصفات إثبات أن الله كان متصفا بصفات الكمال ولا يزال متصفا بها؛ ومن ذلك الصفات الفعلية – الاختيارية - التي مرجعها إلى مشيئته واختياره.
وقد ضل في هذه المسألة أهل الكلام فالجهمية ردت الأسماء والصفات والمعتزلة أثبتت الأسماء وردت الصفات؛ والكلابية والأشاعرة أنكروا اتصاف الله بالصفات الفعلية والاختيارية والكرامية اثبتت الصفات الاختيارية لله كالكلام ولكن أثبتت اتصافه بذلك بعد أن كان غير متصف بها.
وقد هدى الله أهل السنة للقول الحق الفصل بين هذه الطوائف؛كما قال الطحاوي في عقيدته: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق ,وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
وقد جمعت بعض أقوال أئمة أهل السنة في هذه المسألة (كان ولم يزل) وهذه المسألة ترتبت على مسألة إثبات الصفات الفعلية لله التي أنكرها كثير من أهل الكلام ويسمونها بمسألة حلول الحوادث وقد اعترف الرازي من أئمة الأشاعرة: بأن أكثر العقلاء يقولون بقيام الحوادث بالرب وإن أنكروه باللسان.
درء التعارض (1|336)
وقال شيخ الإسلام: فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين و نهاية العقول وغيرهما: امتناع حوادث لا أول لها كما تقدم تقريره واعتراض إخوانه عليه فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة ويقرر وجوب دوام الفاعلية وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب وامتناع حدوثها في غير زمان ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره.
درء التعارض (4|227)
ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً.
الفتح (13|455)
والآمدي كذلك اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…".
درء التعارض (2|195)
والله هو الموفق والهادي للحق والصواب.
1 - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
أخرج البخاري في صحيحه عن المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس
: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟ - وذكر منها - قال {وكان الله غفورا رحيما} / النساء 96 /. {عزيزا حكيما} / النساء 56 /
{سميعا بصيرا} / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس: سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله.
رواه البخاري - كتاب التفسير- تفسير سورة فصلت.
2 - جعفر الصادق
روى الثعلبى فى تفسيره بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} لم خلق الله الخلق؟ فقال: لأن الله كان محسنا بما لم يزل فيما لم يزل إلى ما لم يزل فأراد الله أن يفيض إحسانه إلى خلقه وكان غنيا عنهم لم يخلقهم لجر منفعة ولا لدفع مضرة ولكن خلقهم وأحسن إليهم وأرسل إليهم الرسل حتى يفصلوا بين الحق والباطل فمن أحسن كافأه بالجنة ومن عصى كافأه بالنار.
مجموع الفتاوى (5|538)
3 - الإمام أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/113)
قال الإمام أحمد رحمه الله: نقول إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول إنه كان ولا يتكلم حتى خلق الكلام ولا نقول إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علما فعلم ولا نقول إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه القدرة ولا نقول إنه قد كان ولا نور له حتى خلق لنفسه نورا ولا نقول إنه قد كان لا عظمة له حتى خلق لنفسه عظمة فقالت الجهمية لما وصفنا الله بهذه الصفات إن زعمتم أن الله ونوره والله وقدرته والله وعظمته فقد قلتم بقول النصارى حين زعموا أن الله لم يزل ونوره ولم يزل وقدرته.
قلنا لا نقول إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره ولكن نقول لم يزل بقدرته ونوره لا متى قدر ولا كيف قدر
فقالوا لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء.
فقلنا نحن:نقول قد كان الله ولا شيء ولكن إذا قلنا إن الله لم يزل بصفاته كلها أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته وضربنا لهم في ذلك مثلا فقلنا أخبرونا عن هذه النخلة أليس لها جذع وكرب وليف وسعف وخوص وحجار واسمها اسم شيء واحد وسميت نخلة بجميع صفاتها فكذلك الله وله المثل الأعلى بجميع صفاته إله واحد لا نقول إنه قد كان في وقت من الأوقات ولا يقدر حتى خلق له قدرة والذي ليس له قدرة هو عاجز ولا نقول قد كان في وقت من الأوقات ولا يعلم حتى خلق له علما فعلم والذي لا يعلم هو جاهل ولكن نقول لم يزل الله عالما قادرا لا متى ولا كيف وقد سمى الله رجلا كافرا اسمه الوليد بن المغيرة المخزومي فقال ذرني ومن خلقت وحيدا وقد كان هذا الذي سماه الله وحيدا له عينان وأذنان ولسان وشفتان ويدان ورجلان وجوارح كثيرة فقد سماه الله وحيدا بجميع صفاته فكذلك الله وله المثل الأعلى هو بجميع صفاته إله واحد.
الرد على الزنادقة والجهمية (36)
وعن حنبل قال سمعت أبا عبد الله يقول: نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه قد أجمل الصفة لنفسه ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك.
ونؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره ولم يزل الله متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة عالم الغيوب فهذه صفات الله وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد.
الإبانة (3|326) لابن بطة
وأيضا جاء في بيان عقيدته: كان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه أن الاستواء من صفات الفعل وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات.
وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء.
اعتقاد الإمام أحمد (296) والعقيدة للخلال (108)
ونقل الأشعري في الإبانة عنه: قال أبو عبد الله: والقرآن علم الله ألا تراه يقول: (علم القرآن) والقرآن فيه أسماء الله عز وجل أي شيء يقولون؟ ألا يقولون: إن أسماء الله غير مخلوقة لم يزل الله قديرا عليما عزيزا حكيما سميعا بصيرا لسنا نشك أن أسماء الله عز وجل غير مخلوقة لسنا نشك أن علم الله عز وجل غير مخلوق فالقرآن من علم الله وفيه أسماء الله فلا نشك أنه غير مخلوق وهو كلام الله عز وجل ولم يزل به متكلما ثم قال: وأي كفر من هذا؟ وأي كفر أشر من هذا؟
يقال لهم: ألستم تزعمون أن الله تعالى لم يزل عالما؟ فمن قولهم: نعم
قيل لهم: فلم لا قلتم إن ما لم يزل عالما أنه يكون في وقت من الأوقات لم يزل مريدا أن يكون في ذلك الوقت وما لم يزل عالما أنه لا يكون فلم يزل مريدا أن لا يكون وأنه لم يزل مريدا أن يكون ما علم كما علم؟
فإن قالوا: لا نقول إن الله لم يزل مريدا لأن الله تعالى مريد بإرادة مخلوقة.
الإبانة (87)
وقال الإمام أحمد: لم يزل الله عالما متكلما يعبد بصفاته غير محدودة ولا معلومة.
الإبانة (3|372)
4 - قال عبد الله بن المبارك: لم يزل الله متكلماً إذا شاء.
مجموع الفتاوى (8|23)
5 - محمد بن إسماعيل البخاري
قال البخاري: ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/114)
خلق أفعال العباد (85)
وقال البخاري: واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا لكن مخلوق وقال أهل العلم التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق يعني السر والجهر من القول ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق.
خلق أفعال العباد (113)
وبوب في صحيحه باب قول الله تعالى {كل يوم هو في شأن} / الرحمن و {ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث} / الأنبياء 2 /. وقوله تعالى {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} / الطلاق 1 /
وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين.
لقوله تعالى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} / الشورى 11 /
وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة.
قال ابن حجر: وقال الداودي الذكر في هذه الآية هو القرآن وهو محدث عندنا وهو من صفاته تعالى ولم يزل سبحانه وتعالى بجميع صفاته قال ابن التين: وهذا منه أي من الداودي عظيم واستدلاله يرد عليه فإنه إذا كان لم يزل بجميع صفاته وهو قديم فكيف تكون صفته محدثه وهو لم يزل بها إلا أن يريد أن المحدث غير المخلوق كما يقول البلخي ومن تبعه وهو ظاهر كلام البخاري حيث قال وإن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين فاثبت أنه محدث انتهى
الفتح (13|498)
قال ابن حجر: وقد نقل الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب الكرماني سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} قال: قديم من رب العزة محدث إلى الأرض فهذا هو سلف البخاري في ذلك.
الفتح (13|506)
وبوب كذلك قبل ذلك باب قوله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم}
قال الحافظ: غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء.
الفتح (13|496)
وفي باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله}
قال ابن حجر: قال بن بطال أراد بهذه الترجمة وأحاديثها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به وانه لم يزل متكلما ولا يزال ثم أخذ في ذكر سبب نزول الآية والذي يظهر أن غرضه أن كلام الله لا يختص بالقرآن فإنه ليس نوعا واحدا كما تقدم نقله عمن قاله وانه وان كان غير مخلوق وهو صفة قائمة به فإنه يلقيه على من يشاء من عباده بحسب حاجتهم في الأحكام الشرعية وغيرها من مصالحهم وأحاديث الباب كالمصرحة بهذا المراد.
الفتح (13|475)
6 - قال الدارمي: والله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك قبل الخلق كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة.
رد الدارمي على بشر (1|162)
وقال: ولو قد صحت روايتك عن ابن عباس أنه قال القيوم الذي لا يزول لم نستنكره وكان معناه مفهوما واضحا عند العلماء وعند أهل البصر بالعربية أن معنى لا يزول لا يفنى ولا يبيد لا أنه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان إذا شاء كما كان يقال للشيء الفاني هو زائل كما قال لبيد ابن ربيعة:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
يعني فان لا أنه متحرك فإن أمارة ما بين الحي والميت التحرك وما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله تعالى الأصنام الميتة فقال {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} فالله الحي القيوم القابض الباسط يتحرك إذا شاء ويفعل ما يشاء بخلاف الأصنام الميتة التي لا تزول حتى تزال.
رد الدارمي على بشر (1|357)
وقال أيضا: ثم عاد المعارض إلى أسماء الله تعالى ثانية فادعى أنها محدثة كلها لأن الأسماء هي ألفاظ ولا يكون لفظ إلا من لافظ إلا أن من معانيها ما هي قديمة ومنها حديثة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/115)
وقد فسرنا للمعارض تفسير أسماء الله في صدر كتابنا هذا واحتججنا عليه بما تقوم به الحجة من الكتاب والسنة فلم نحب إعادتها هاهنا ليطول به الكتاب غير أن قوله هي لفظ اللافظ يعني أنه من ابتداع المخلوقين بألفاظهم لأن الله لا يلفظ بشيء في دعواك ولكن وصفه بها المخلوقون فكلما حدث لله فعل في دعواه أعاره العباد اسم ذلك الفعل يعني أنه لما خلق سموه خالقا وحين رزق سموه رازقا وحين خلق الخلق فملكهم سموه مالكا وحين فعل الشيء سموه فعالا.
ولذلك قالوا منها حديثة ومنها قديمة فأما قبل الخلق فبزعمهم لم يكن لله تعالى إسم وكان كالشيء المجهول الذي لا يعرف ولا يدرى ما هو حتى حدث الخلق فأحدثوا أسماءه.
رد الدارمي على بشر (2|842)
7 - قال الفضيل بن عياض: إذا قال الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء.
قال شيخ الإسلام: أراد الفضيل بن عياض رحمه الله مخالفة الجهمى الذى يقول أنه لا تقوم به الأفعال الاختيارية فلا يتصور منه إتيان ولا مجيء ولا نزول ولا استواء ولا غير ذلك من الأفعال الاختيارية القائمة به.فقال الفضيل إذا قال لك الجهمى أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما شاء. فأمره أن يؤمن بالرب الذي يفعل ما يشاء من الأفعال القائمة بذاته التى يشاؤها لم يرد من المفعولات المنفصلة عنه.
مجموع الفتاوى (5|377)
8 - ابن خزيمة
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الرحمن بن أحمد المقري يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: الذي أقول به أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق ومن قال: إن القرآن أو شيئا منه ومن وحيه وتنزيله مخلوق أو يقول: إن الله لا يتكلم بعد ما كان تكلم به في الأزل أو يقول: إن أفعال الله مخلوقة أو يقول: إن القرآن محدث أو يقول: إن شيئا من صفات الله - صفات الذات - أو اسما من أسماء الله مخلوق فهو عندي جهمي يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه هذا مذهبي ومذهب من رأيت من أهل الأثر في الشرق والغرب من أهل العلم ومن حكى عني خلاف هذا فهو كاذب باهت.
درء التعارض (1|276)
9 - قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت: والله تعالى واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق انه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته الذاتية والفعلية.
أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بصفاته وأسمائه لم يحدث له صفة ولا اسم لم يزل عالما بعلمه والعلم صفة في الأزل وقادرا بقدرته والقدرة صفة في الأزل ومتكلما بكلامه والكلام صفة في الأزل وخالقا بتخليقه والتخليق صفة في الأزل وفاعلا بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعالى و الفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق.
الشرح الميسر على الفقهين الأبسط والأكبر المنسوبين لأبي حنيفة (18)
10 - قال المزني: القرآن كلام الله عز وجل ومن اللّه وليس بمخلوق فيبيد، وقدرة الله ونعمته وصفاته كلها غير مخلوقات دائمات أزلية ليست بمحدثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصاً فيزيد تجَلَّتْ صفاته عن شبه المخلوقين، وقصرت عنه نظر الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالبعد لا ينال. عال على عرشه بائن من خلقه موجود ليس بمعدوم ولا مفقود.
اجتماع الجيوش (168) والعلو (2|1143)
11 - قال الطحاوي في عقيدته: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق ,وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.
12 - قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني مصنف حلية الأولياء في كتاب الإعتقاد له طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة
ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام.
العلو (2|1305)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/116)
13 - وقال الحافظ إمام القراء أبو عمرو عثمان بن سعد الداني صاحب التيسير في أرجوزته التي في عقود الديانة
كلم موسى عبده تكليما ... ولم يزل مدبرا حكيما
العلو (2|1323)
14 - قال محمد بن الحسين الآجري: لم يزل الله تعالى عالما متكلما سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء من قال غير هذا فقد كذا
الشريعة (84)
15 - قال عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة الماجشون: اعلم أن الله تعالى أولا لم يزل أولا وليس بالأول الذي كان أولا ما كان من الأشياء وقد كان هو الآخر الذي لم يزل ليس بالآخر الذي يكون آخرا ثم لا يكون وهو الآخر الذي لا يفنى والأول الذي لا يبيد القديم الذي لا بداية له لم يحدث كما حدثت الأشياء لم يكن صغيرا فكبر ولا ضعيفا فقوي ولا ناقصا فتم ولا جاهلا فعلم لم يزل قويا عاليا كبيرا متعاليا لم تأت طرفة عين قط إلا وهو الله لم يزل ربا ولا يزال أبدا كذلك فيما كان وكذلك فيما بقي يكون وكذلك هو الآن لم يستحدث علما بعد أن لم يكن يعلم ولا قوة بعد قوة لم تكن فيه.
العظمة لأبي نعيم (389)
16 - وقال ابن أبي زيد القيرواني: فيما اجتمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة إن اللّه سبحانه وتعالى اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وهو سبحانه موصوف بأن له علماً وقدرة وإرادة ومشيئة أحاط علماً بجميع ما بدا قبل كونه وفطر الأشياء بإرادته.
اجتماع الجيوش (150)
17 - قال اللالكائي: سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وأمره أن يتحدى به وأن يدعو الناس إليه وأنه القرآن على الحقيقة متلو في المحاريب مكتوب في المصاحف محفوظ في صدور الرجال ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب بل هو صفة من صفات ذاته لم يزل به متكلما ..
أصول اعتقاد أهل السنة (2|330)
18 - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر
" قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر صاحب الخلال في أول كتابه الكبير المسمى بالمقنع وقد ذكر ذلك عنه القاضي أبو يعلى في كتاب إيضاح البيان في مسألة القرآن قال أبو بكر لما سألوه: (إنكم إذا قلتم: لم يزل متكلما كان ذلك عبثا فقال: لأصحابنا قولان: أحدهما أنه لم يزل متكلما كالعلم لأن ضد الكلام الخرس كما أن ضد العلم الجهل قال: ومن أصحابنا من قال: قد أثبت سبحانه لنفسه أنه خالق ولم يجز ان يكون خالقا في كل حال بل قلنا: إنه خالق في وقت إرادته أن يخلق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولم يبطل أن يكون خالقا كذلك وإن لم يكن متكلما في كل حال يبطل أن يكون متكلما بل هو متكلم خالق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولا متكلما في كل حال.
درء التعارض (1|274)
19 - القاضي أبي يعلي الحنبلي
قال شيخ الإسلام: وذكر القاضي أبو يعلى في كتابه المسمى بإيضاح البيان هذا السؤال فقال: (نقول: إنه لم يزل متكلما وليس بمكلم ولا مخاطب ولا آمر ولا ناه نص عليه أحمد في رواية حنبل فقال: لم يزل الله متكلما عالما غفورا
قال: وقال في رواية عبد الله: لم يزل الله متكلما إذا شاء وقال حنبل في موضع آخر: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل الله متكلما والقرآن كلام الله غير مخلوق)
قال القاضي أبو يعلى: (وقال أحمد في الجزء الذي فيه الرد على الجهمية والزنادقة: وكذلك الله يتكلم كيف شاء من غير أن نقول جوف ولا فم ولا شفتان) وقال بعد ذلك: (بل نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول: إنه كان ولا يتكلم حتى خلق.
درء التعارض (1|275)
20 - عبد الله بن حامد
قال شيخ الإسلام: وقال أبو عبد الله بن حامد في كتابه في أصول الدين: (ومما يجب الإيمان به والتصديق أن الله متكلم وأن كلامه قديم وأنه لم يزل متكلما في كل أوقاته موصوفا بذلك وكلامه قديم غير محدث كالعلم والقدرة)
قال: وقد يجيء على المذهب أن يكون الكلام صفة المتكلم لم يزل موصوفا بذلك ومتكلما كما شاء وإذا شاء ولا نقول: إنه ساكت في حال أو متكلم في حال من حيث حدوث الكلام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/117)
قال: (ولا خلاف عن أبي عبد الله أن الله كان متكلما قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات وأن الله كان فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء وإذا شاء أنزل كلامه وإذا شاء لم ينزله)
قال شيخ الإسلام: قول ابن حامد: (ولا نقول إنه ساكت في حال أو متكلم في حال من حيث حدوث الكلام) يريد به أنا لا نقول: إن جنس كلامه حادث في ذاته كما تقوله الكرامية من أنه كان ولا يتكلم ثم صار يتكلم بعد أن لم يكن متكلما في الأزل ولا كان تكلمه ممكنا.
درء التعارض (1|275)
21 - وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام في اعتقاد أهل السنة وما وقع عليه إجماع أهل الحق من الأمة: (اعلم أن الله متكلم قائل مادح نفسه وهو متكلم كلما شاء ويتكلم بكلام لا مانع له ولا مكره والقرآن كلامه هو تكلم به)
قال أيضا في كتاب مناقب أحمد بن حنبل في باب الإشارة إلى طريقته في الأصول لما ذكر كلامه في مسأئل القرآن وترتيب البدع التي ظهرت فيه وأنهم قالوا أولا: هو مخلوق وجرت المحنة المشهورة ثم مسألة اللفظية بسبب حسين الكرابيسي إلى أن قال: وجاءت طائفة فقالت: لا يتكلم بعد ما تكلم فيكون كلامه حادثا قال: وهذه سحارة أخرى تقذي في الدين غير عين واحدة فانتبه لها أبو بكر بن خزيمة وكانت حينئذ بنيسابور دار الآثار تمد إليها الدانات وتشد إليها الركائب ويجلب منها العلم وما ظنك بمجالس يحبس عنها الثقفي و الصبغي مع ما جمعا من الحديث والفقه والصدق والورع واللسان والبيت والقدر لا يستر لوث بالكلام واستمام لأهله فابن خزيمة في بيت ومحمد بن إسحاق في بيت و أبو حامد العرشرقي في بيت قال: فطار لتلك الفتنة ذلك الإمام أبو بكر فلم يزل يصيح بتشويهها ويصنف في ردها كأنه منذر جيش حتى دون في الدفاتر وتمكن في السرائر ولقن في الكتاتيب ونقش في المحاريب أن الله متكلم: إن شاء تكلم وإن شاء سكت فجزى الله ذلك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصرة دينه وتوقير نبيه خبيرا)
درء التعارض (1|275)
22 - وقال أبو نصر السجزي أيضا: (فأما الله تعالى فإنه متكلم فيما لم يزل ولا يزال متكلما بما شاء من الكلام يسمع من يشاء من خلقه ما شاء من كلامه إذا شاء ذلك ويكلم من شاء تكليمه بما يعرفه ولا يجهله وهو سبحانه حي عليم متكلم لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ليس بجسم ولا في معنى جسم ولا يوصف بأداة ولا جارحة وآلة وكلامه أحسن الكلام.
درء التعارض (1|280)
23 - وقال أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي الأصبهاني الشافعي في كتابه المعروف بالحجة على تارك المحجة: (أجمع المسلمون على أن القرآن كلام الله وإذا صح أنه كلام الله صح أنه صفة الله تعالى وأنه موصوف به وهذه الصفة لازمة لذاته تقول العرب: (زيد متكلم) فالكلام صفة له لا نعرف إلا أن حقيقة هذه الصفة الكلام وإذا كان كذلك كان القرآن كلام الله وكانت هذه الصفة
لازمة له أزلية والدليل على أن الكلام لا يفارق المتكلم أنه لو كان مفارقه لم يكن للمتكلم إلى كلمة واحدة فإذا تكلم بها لم يبق له كلام فلما كان المتكلم قادرا على كلمات كثيرة كلمة بعد كلمة دل على أن تلك الكلمات فروع لكلامه الذي هو صفة له ملازمة)
درء التعارض (1|283)
وقال أيضا: فالله تعالى يتكلم كلاما أزليا غير معلم ولا منقطع.
الحجة في بيان المحجة (1|93)
وبوب كذلك باب الدليل من الكتاب والأثر على أن الله تعالى لم يزل متكلما آمرا ناهيا بما شاء لمن شاء منخلقه موصوفا بذلك
الحجة في بيان المحجة (1|211)
وقال: أيضا: وكذلك قول من قال إن الخالق لا يسمى خالقا والرازق لا يسمى رازقا حتى يخلق ويرزق ويحصل منه الخلق والرزق وقالوا: إنما قلنا هذا لأن العقل والمشاهدة ينكران أن يتسمى أحد بأنه فاعل أو يتحلى بالفعل إذا خلا عن الفعل في الحال وإذا صح هذا صح أن الله لايتصف بالخالق والرازق ما لم يخلق ويرزق فيقيسون الخالق بالمخلوق ويشبهونه به ويقولون إن الخالق والرازق وأشباههما من صفات الله تعالى صفات للفعل لا صفات للذات وإذا كان الفعل موصوفا بصفة لم تحصل الصفة حتى يحصل الفعل وهذا إنما يصح في فعل المخلوق لا في فعل الخالق وفعل الخالق لا يشبه فعل المخلوق وقال أهل اللغة الفعل لا يوصف؛ لا يقال فعل قائم .. ولكن يقال زيد ضارب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/118)
وعمرو ذاهب فقولهم الخالق والرازق صفة للفعل خطأ وإنا ذلك صفة للذات.
ومن الدليل على أن الصفات الصادرة عن فعل الله تعالى كالخالق والرازق والعادل والمحسن والمنعم والمحي والمميت والمثيب والمعاقب هي صفات لازمة له قديمة بقدمه لا لقدم معانيها الذي هو الخلق والرزق والإحسان والإثابة والعقاب لكن لتحقق وجود معانيها قال أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية حنبل عنه: لم يزل متكلما عالما غفورا فوصفه بالغفران فيما لم يزل كما وصفه بالكلام والعلم خلافا لمن قال هي صفات محدثة لا يكون موصوفا بها في القدم ومن الدليل على صحة ما قلناه أن تحقق الفعل من جهته يوجب كونه صفة لازمة له قديمة بدليل وصفه في القدم أنه معيد وباعث ووارث وإن لم يعد ولم يبعث ولم يرث ويوصف بأنه رب قبل أن يخلق مربوب وأنه آله قبل أن يخلق المألوه ومن نفى هذه الصفات قبل وجود معانيها فقد خالف المسلمين ويبين صحة هذا قول أهل اللغة سيف مقطوع وخبز مشبع وماء مرو وإن لم يوجد منه القطع والشبع والري لتحقق الفعل منه.
الحجة في بيان المحجة (1|301)
24 - وقال ابن بطة: ومن زعم أن أسماء الله وصفاته مخلوقة فقد زعم أن الله مخلوق محدث وأنه لم يكن ثم كان تعالى الله عما تقوله الجهمية الملحدة علوا كبيرا وكلما تقوله وتنتحله فقد أكذبهم الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة وإجماع المسلمين في السابقين والغابرين لأن الله لم يزل عليما سميعا بصيرا متكلما تاما بصفاته العليا وأسمائه الحسنى قبل كون الكون وقبل خلق الأشياء.
الإبانة (3|292)
25 - وقال القحطاني في نونيته:
فالله ربي لم يزل متكلما ... حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده ... موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا ... جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا ... قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه ... صدقا بلا كذب ولا بهتان
نونية القحطاني (10)
من أقوال أئمة المخالفين
1 - قال أبو الحسن الأشعري: لم يزل بصفاته أولا قديرا ولا يزال عالما خبيرا استوفى الأشياء علمه ونفذت فيها إرادته.
تبيين كذب المفتري (153)
وقال أيضا: وكذلك يستحيل أن يوصف بخلاف الكلام من السكوت والآفات فوجب لذلك أن يكون لم يزل متكلما كما وجب أن يكون لم يزل عالما
دليل آخر:
وقال الله تعالى: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) من الآية (109/ 18) فلو كانت البحار مدادا للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق الفناء كلمات ربي كما لا يلحق الفناء علم الله تعالى ومن فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت فلما لم يجز ذلك على ربنا سبحانه صح أنه لم يزل متكلما لأنه لو لم يكن متكلما وجب السكوت والآفات تعالى ربنا عن قول الجهمية علوا كبيرا.
الإبانة (68)
وقال: وإذا لم يجز أن يكون الله سبحانه وتعالى في قدمه بمرتبة دون مرتبة الأصنام التي لا تنطق فقد وجب أن يكون الله لم يزل متكلما.
الإبانة (71)
وقال أيضا: وأجمعوا على إثبات حياة الله عز وجل لم يزل بها حيا وعلما لم يزل به عالما وقدرة لم يزل بها قادرا وكلاما لم يزل به متكلما وإرادة لم يزل بها مريدا وسمعا وبصرا لم يزل به سميعا بصيرا
رسالة إلى أهل الثغر (215)
2 - قال أبو منصور الماتريدي: ونحن نقول بأنه عز وجل لم يزل عالما قادرا فاعلا جوادا على الوجوه التي تصح في العقل ويقوم معه التدبير إنه لم يزل كذلك ليكون بفعله كل شيء يكون في وقت كونه بوجه يصح عنه دفع الوصف بالغنا عن التكوين والإمتناع عن وقوع القدرة عليه والغنا بنفسه في الوجود عن الباري ولا قوة إلا بالله
التوحيد (33)
3 - قال الباقلاني: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا.
العلو (238) واجتماع الجيوش (303)
وقال أيضا: باب في أنه لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/119)
فإن قال قائل ولم زعمتم أن الصانع لم يزل حيا عالما قادرا سميعا بصيرا متكلما مريدا كما أنه اليوم موصوف بذلك قيل له لأنه لو كان فيما لم يزل غير حي ولا عالم ولا قادر ولا سميع ولا بصير ولا متكلم ولا مريد لكان لم يزل ميتا عاجزا أخرس ساكتا فتعالى عن ذلك.
ولو كان لم يزل موصوفا بالموت الذي يضاد الحياة والعلم والقدرة لكان إنما يوصف بذلك لنفسه أو لعلة قديمة ولو كان لنفسه كذلك لاستحال أن يحيا ما دامت نفسه كائنة وكذلك لو كان على ما ذكرالسائل لعلة قديمة لاستحال أن يحيا اليوم لاستحالة عدم موته القديم لأن القديم لا يجوز عدمه وإذا استحال ذلك استحال أن يفعل ويوجد منه ما يدل على أنه اليوم حي قادر وفي صحة ذلك منه ووجوده دليل على أنه لم يزل حيا وكذلك لو كان لم يزل حيا وهو غير متكلم ولا سميع ولا بصير ولا مريد ولا عالم ولا قادر لوجب أن يوصف بأضداد هذه الصفات في أزله من الخرس والسكوت والصمم والعمى والاستكراه والسهو والجهل والعجز فتعالى عن ذلك أجمع.
ولو كان لم يزل موصوفا بهذه الأوصاف لنفسه أو لمعنى قديم لاستحال خروجه عنها ووصفه بضدها لاستحالة عدم القديم ولوجب أن يكون في وقتنا هذا غير حي ولا عالم ولا قادر ولا سميع ولا بصير وذلك خلاف إجماع المسلمين.
تمهيد الأوائل (49)
4 - وقال البيهقي: وكلام الله تعالى موجود فيما لم يزل موجود فيما لا يزال وبإسماعه كلامه من شاء من ملائكته ورسله وعباده متى شاء صار كلامه مسموعا له بلا كيف والمسموع كلامه الذي لم يزل موصوفا به وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين كما لا يشبه سائر أوصافه أوصاف المخلوقين.
الاعتقاد (100)
قال ابن بطال تضمن هذا الباب صفتين لله تعالى صفة ذات وصفة فعل فالرزق فعل من أفعاله تعالى فهو من صفات فعله لأن رازقا يقتضي مرزوقا والله سبحانه وتعالى كان ولا مرزوق وكل ما لم يكن ثم كان فهو محدث والله سبحانه موصوف بأنه الرزاق ووصف نفسه بذلك قبل خلق الخلق بمعنى أنه سيرزق إذا خلق المرزوقين.
الفتح (13|373)
5 - وقال الشهرستاني: اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل بل يسوقون الكلام سوقا واحدا
وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤولون ذلك إلا أنهم يقولون: هذه الصفات قد وردت في الشرع فنسميها صفات خبرية.
الملل والنحل (1|91)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[04 - 03 - 09, 07:14 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 10:12 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[05 - 03 - 09, 05:02 م]ـ
جزيت خيراً على هذا الجمع الرائع ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 03 - 09, 09:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 04:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا النقل الموفَّق و أسأل الله ان يرزقك خيره و أن ينفع به المسلمين ..
فبعدما أتحفتنا اخانا الكريم -بارك الله فيك و في علمك- بجمعك لكلام السلف في الصفات الاختيارية و أنّهم يثبتونها له سبحانه وتعالى وأنّه سبحانه كان مُتّصفاً بصفات الكمال ولا يزال متصفا بها، يُقرّون بذلك و يؤمنون به كما جاء في الكتاب والسّنة، ولله الحمد والمنّة .. فإني اردت ان الفت لفتة صغيرة و أسوق إليكم إخوتي دافع ابن كلاّب والأشاعرة ومن تأثّر بمذهبهم في نفيهم لصفات الفعل أو الصفات الإختيارية ..
فكما هو معلوم أعزّكم الله أنّ أهل السنة و الجماعة يُقسّمون الصِّفات على قسمين: صفات الذَّات وصفات الفعل.
أما صفات الذّات فهي التي لا تتعلّق بالإرادة كالسمع والبصر والعلم ...
وأما صفات الفعل فهي التي تتعلّق بإرادتِه و مشيئتِه سبحانه وتعالى كالخلق والكلام والإستواء، فإن شاء الله خَلق وإن شاء لم يخلق، كذلك إن شاء الله تكلّم وإن شاء لم يتكلّم، وإن شاء سبحانه استوى على عرشه و إن شاء لم يستو على عرشه ..
فهذه صفات الفعل أو الصفات الإختياريّة والتي مرجعها مشيئتُه و إرادتُه عزّ وجلّ.
فجاء ابن كلاّب، وهو أوّل من ابتدع نفي الصفات الإختيارية، وقال:
الإرادة إذا حدثت في ذات الله فإنّما حدثت بزمن، فالإرادة حادثة، و حدوث الإرادة في ذات الله دلّ على حلول الحوادث في ذات الله ..
وبما أن الحوادث عندهم مخلوقة، فالنّتيجة طبقاً " للمنطق الأرسطي " تكون على هذا النّحو:
(الإرادة حادثة و كلّ حادث مخلوق) --> إذن فالإرادة مخلوقة
فقالوا حلول الحوادث في ذات الله كفر، و حدوث الربّ ذاته في مخلوقاته كفر، والأفعال التي لها تعلّق بالإرادة لا و جود لها ..
وهذا سببُ ودافِعُ نفيِهم الصّفاتَ الفعليّة أو الإختياريّة ..
وقد ردّ عليهم أئمّتنا من أهل السنة و الجماعة ردًّا بسيطاً سريعاً كما يلي:
قالوا كلمة "حادث" عند أهل العقل على معنيين: حادث مخلوق و حادث له أوّل .. فليس كلُّ حادثٍ مخلوقا.
و قالوا و ضربوا مثالاً أن الممدوح عند البشر هو الذي له قدرة على الكلام وله قدرة على السّكوت، وهذا غير الذي له قدرة على الكلام و ليس وله قدرة على السّكوت ..
ومن باب قياس الأولى أنّه ما كان مدحاً في حقّ المخلوق فهو مدحٌ في حقّ الخالق.
هذا والله عزّ و جلّ أعلم بالصواب
*******
<أعتذر أخي الكريم على هذا التّدخل ولكنّي أردت أن أثريَ الموضوع الهام الذي طرحته، لا لقلّة ثرائه فقد أفدتنا رفع الله شأنك، ولكن لعلّي أنتفع بعلمكم بارك الله فيكم .. >
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/120)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - 03 - 09, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:51 م]ـ
وفيك بارك الله و جزاك بمثله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 03 - 09, 04:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 03 - 09, 07:36 ص]ـ
وجزاكم مثله
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:46 م]ـ
كثير من النقول التي نقلتها لا صلة لها بإثبات الصفات الاختيارية، بل أكثرها كذلك، والصفة الاختيارية لا يدل عليها قول القائل: (كان ولم يزل)، فالعلم مثلاً ليس من الصفات الاختيارية، ويصح أن نقول فيه: كان الله عالماً ولم يزل، وإنما يدل على إثبات الصفة الاختيارية - المتعلقة بالمشيئة - قول القائل: لم يزل .. إذا شاء، كقول ابن المبارك وأحمد: لم يزل الله متكلماً إذا شاء.(54/121)
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التوحيد والأنبياء عند العقاد
في كتاب (الله) ـ جل جلال ربنا وتقدس ـ يبحث العقاد عن (نشأة العقيدة الإلهية، منذ اتخذ الإنسان رباً إلى أن عرف الله الأحد، واهتدى إلى نزاهة التوحيد) [ i] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn1) !!
والإنسان الأول عند العقاد كان همجياً [ ii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn2) بدائياً في كل شيء، يقول: (ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات، فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته، فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوئل الأديان والعبادات ... وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدين أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات) [ iii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn3)!!
بدأ كتابه بهذه الكلمات وختم الكتاب بها، فالكتاب كله لتقرير أن الإنسان الأول كان همجياً، وكان على الشرك ثم تعرَّف تدريجياً على التوحيد كما تعرف على الصناعات.!!
والذي نعرفه أن الإنسان الأول هو أدام ـ عليه السلام ـ خلقه الله بيده {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} ص75،? ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ? السجدة:9، وعلم الله آدم الأسماء كلها {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33}} البقرة31، واصطفاه الله من خلقه، قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} آل عمران33، فكان نبياً ولم يكن همجياً مشركاً كما يفتري عباس العقاد، في الحديث عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: (قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ قَالَ نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ قُبْلًا) [ iv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn4)
هذا هو الإنسان الأول:خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وعلمه حتى فاق الملائكة فيما يخصه ـ عليه السلام ـ ثم اصطفاه على العالمين فكان نبياً مكلماً، والعقاد يقول همجيٌ .. مشركٌ .. !!
كأن العقاد لم يقرأ كتاب الله، أو كأن العقاد لا يصدق ما يُتلى في كتاب الله!!
وبعد هذه المقدمة التي يقرر فيها عباس العقاد أن الإنسان الأول كان همجياً مشركاً يبحث عن التوحيد كيف اهتدت إليه البشرية؟، أو كيف تعرفت البشرية على التوحيد؟. . يناقش عباس العقاد بواعث الدين .. هل هي (الأسطورة) أو (ملكة الاستحياء) أو (السحر)، أو هل نشأت العقيدة من (إحساس الإنسان بالضعف) أم أنها (ظاهرة اجتماعية) .. أو (حالة مرضية) أو (خليط من الجماعية والفردية)، كما يزعم أهل الفلسفة؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/122)
ثم يرفض أن ينفرد أيٌّ من هذه التعليلات، ويعطي تفسيراً آخر، يقول بأن منشأ العقيدة عند البشر يتعلق بما أسماه (الوعي الكوني) [ v] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn5) ، ويعرفه بأنه الحواس النفسية عند الإنسان، يقول بأن (الوعي الكوني) ملكة قابلة للترقي، ويسند إليها منشأ العقيدة، ويقول بأن ذلك (حقيقة يستلزمها العقل ويؤكده المشاهد في كل زمن وفي كل موطن وفي كل قبيل)!!
و (الوعي الكوني) غير (العقل) عند عباس العقَّاد، يُفرِّق بينهما بأن أحدهما (الوعي) أشمل من الآخر (العقل)، وأن (الوعي الكوني المركب في طبيعة الإنسان هو مصدر الإيمان بوجود الحقيقة الكبرى التي تحيط بكل موجود) ويعني بالحقيقة الكبرى التي تحيط بكل موجود يعني بها الله جل جلاله، ويقول: (ونحن إذا رجعنا إلى تاريخ الإيمان في بني الإنسان وجدنا أن اعتماده على (الوعي) الكوني أعظم جدا من اعتماده على القضايا المنطقية والبراهين العقلية، وأنه أقوى جداً من كل يقين يتأتى من جانب التحليل والتقسيم) ويقول: (البراهين جميعاً لا تغني عن الوعي الكوني في مقاربة الإيمان بالله والشعور بالعقيدة الدينية).ويقول: (وجعل الهدى من الله ولكنه من طريق العقل والإلهام بالصواب)
هذا هو مصدر الإيمان عند العقاد .. (الوعي الكوني).
و (الوعي الكوني) الذي يتكلم عنه العقاد هو (العبقرية) في استعمال العقاد، فحالَ حديثه عن الصوفية في كتاب (الله) أعطي وصف العبقرية الدينية للمتصوفة، فالصوفية عنده هي العبقرية الدينية، وما ذاك إلا لأن هؤلاء المتصوفة نمى عندهم (الوعي الكوني) فانكشف لهم ما وراء الحجب فعلموا الحقيقة المطلقة. ويضرب الأمثال بالحلاج وبن عربي والعدوية [ vi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn6)!!
فالعقاد يرى الأنبياءَ بشراً قد اكتملت فيهم هذه الملكة (الوعي الكوني) أو (العبقرية)، وبهذا عرفوا عن الله وبلغوا الخلق.!!
والعقَّادُ يرى الدين الإسلامي أفضل الأديان لأنه جاء متأخراً بعد أن نمى (الوعي الكوني) عند الإنسان وبعد أن نمت المجتمعات!!
فالبشرية عند العقاد كانت على الشرك ثم عرفت التوحيد، ولا تحسب أنه التوحيد الذي نعرفه بل توحيداً آخر لن تجده إلا عند العقاد، ودعني أعرضه عليك ثم نناقش (الوعي الكوني) أو (العبقريات) التي قدمها لنا عباس العقاد وفرح الناس بها.
التوحيد عند العقاد
يعرف عباس العقاد التوحيدَ فيقول (التوحيد توحيدان: توحيد الإيمان بإله واحد خلق الأحياء وخلق معهم أرباباً آخرين. وتوحيد الإيمان بإله واحد لا إله غيره.ولم تعرف أمة قديمة ترقت إلى الإيمان بالوحدانية على هذا المعنى غير الأمة المصرية، فعبادة [أتون] قبل ثلاثة وثلاثين قرناً غاية التنزيه في عقيدة التوحيد) [ vii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn7)
وذكر في بداية كتابه (الله جل جلاله) أن من أطوار العقيدة الإلهية طور الوحدانية ويعرفه بأنه إله أكبر لكل (الآلهة).!!
يرى العقاد أن من التوحيد أن يكون الإله ومعه بعض الأرباب!!
ويرى أن الذين كانوا يعبدون آتون (إله) الشمس هم أرقى أمه في التوحيد!!
وعنده أن أهل فارس عرفوا التوحيد بعد اختلاطهم بالمسلمين، ويذكر أن هذا التوحيد هو الاجتماع
على إله واحد هو إله الخير (يزدان) ولا يشركون معه (أهرمن) كما فعل أسلافهم الأقدمون.!!
هذا هو التوحيد الذي تعلموه من المسلمين كما يقول عباس العقاد [ viii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn8). وهو كاذب!!
ومثل هذا يقوله على الفراعنة، وعلى مشركي يهود فيما بعد السبي.
وفي مكان آخر يتكلم عباس العقاد عن طورين .. أو كما يقول هو عَدْوَتَين، عَدْوَةٌ كان فيها الإنسان همجياً مشركاً لا يعرف التوحيد، وعدوة عرف فيها التوحيد، ويقول بأن عقيدة بني إسرائيل كانت مرحلة فاصلة بين هذين الطورين أو هاتين العدوتين [ ix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn9) .!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/123)
أي أن كل الأمم قبل بني إسرائيل ما عرفت التوحيد، بل وبنوا إسرائيل أنفسهم عند العقاد كانوا وثنيين، بقيت فيهم الوثنية من إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ ولم يأتهم التوحيد إلى قبيل ظهور المسيح بقرون بسيطة.!!
ويستدل بعبادة عجل الذهب في سيناء على بقاء الوثنية واستمرارها في بني إسرائيل من قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ[ x] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn10)!!
بل ويقول ما هو أشد من هذا نكراناً عند العقلاء، يقول عن بني إسرائيل (فعُبَّادِ [يهواه] لم يكونوا ينكرون وجوده ولا ينكرون وجودَ غيره. وإنما كان هو إلههم المفضل على غيره من الآلهة، كما كانوا هم الشعب المفضل على الشعوب، فالأرباب الأخرى عندهم موجودة كما يوجد إلههم [يهواه] .. [ xi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn11) ولكنها لا تستحق منهم العبادة لأنها أرباب الغرباء والأعداء. وكل عبادة لها فهي من قبيل الخيانة العظمى وليست من قبيل الكفر كما فهمه الناس بعد ذلك، وغاية ما في الأمر أن طاعة الآلهة الغريبة هي كخدمة الملك الغريب .. نوع من العصيان والخيانة ... لهذا لم يشغل أنبياء التوراة السابقون بإثبات وجود [يهواه] أو بإثبات وجود الأرباب على الإجمال، وإنما كان شغلهم الأكبر أن يتجنبوا غيرة [يهواه] وغضبه وأن يدفعوا عن الشعب نقمته وعقابه. ولم يكن له عقاب أشد وأقسى من عقابه لأبناء إسرائيل كلما انحرفوا إلى عبادة إله آخر، من آلهة مصر أو بابل أو كنعان) [ xii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn12)
وهذا عجيب .. وكأن العقاد لا يقرأ كتاب الله!! أو: وكأن العقاد لا يصدق ما جاء في كتاب الله!!
إسرائيل هو يعقوب ـ عليه السلام ـ وبنوا إسرائيل هم أبناؤه [ xiii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn13) ، وكان نبياً موحداً، وأبنائهم كانوا مؤمنين موحدين قيل بنبوتهم، وكان منهم يوسف ـ عليه السلام ـ نبي من أنبياء الله، وأكبر أنبياء بني إسرائيل وأكثرهم أثراً فيهم وفي التاريخ قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو موسى بن عمران، وعندنا أنه كان نبياً مرسلا يأتي يوم القيامة ومعه السواد العظيم من المؤمنين الموحدين يدخلون جنةَ ربِّ العالمين، في الحديث (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ) [ xiv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn14) ، وبعد موسى ـ عليه السلام ـ (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) [ xv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn15) ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) [ xvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn16) .
لا يرى العقاد أيَّا من هذا ويمضي ليقول أنهم كانوا مشركين لم يعرفوا التوحيد إلا بعد ذلك بقرونٍ عديدة!!
والتبس الأمر على العقاد، فبنوا إسرائيل طرأ عليهم الشرك كما غيرهم من الأمم، ولم يخل زمان من نذير يذكر الناس بأيام الله، ولم تخل أمة من رسول يتلو عليها آيات ربه، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر24، و (يهوه) الذي يتكلم عنه العقادُ ظهر في المشركين من بني إسرائيل، ولم يكن هو معبود بني إسرائيل كلهم من أبيهم إبراهيم إلى عيسى ـ عليه السلام ـ والذين جاءوا من بعده، وإنما عبده المشركون منهم فقط أولئك الذين حرفوا الكتاب، وعُرِفَ عند يهود وعند غير يهود من الوثنين ممن عاصروهم أو سبقوهم أو لحقوهم [ xvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn17).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/124)
فعَبَدَتُ (يهوه) هم المشركون من بني إسرائيل، وهم الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وقالوا هذا من عند الله، وما هو من عند الله بل قالوا على الله الكذب وهم يعلمون. وظن العقاد أن كل بني إسرائيل بما فيهم الأنبياء عبدوا (يهوه)!!
والعقاد متردد كما هي عادته في كل ما يقدم، ففي بداية كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) [ xviii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn18) يقرر في المقدمة أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ علَّم الناس التوحيد (إن دعوة الخليل قد اقترنت بالتوحيد)، ويصرح بأنه أول نبي [ xix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn19) ـ وهو خطئ كما قدمنا ـ وبعدها بقليل يقرر عكس ذلك كله فيقول بأن البشرية عرفت التوحيد قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولكنها لم تعرف الأنبياء، وإنما عرفت التوحيد قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ من الكهان في المعابد والهياكل، ويسمي ما قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ بعصور الكهانات والهياكل!!
وكل ذلك خطأ، وكل ذلك عكس ما قدَّمه في كتابه (الله).!!
وأمر (يهواه) متردد العقاد ففي كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) يذكر العقاد أن (يهواه) إله يهود المزعوم (كان معروفاً عند قبائل سوريا الشمالية بل إن أسماء الآلهة كانت واحدة عند الشام وفلسطين واليمن والعراق) [ xx] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn20) وهذا نقد لما قرره في كتاب الله جل جلاله.
ومتردد في حديثه عن بني إسرائيل فحيناً يقرر بأن بني إسرائيل كانوا على الشرك ولم يعرفوا التوحيد إلا قبيل ظهور المسيح عليه السلام. ثم يعترف العقاد في ذات الكتاب ـ وهو يتكلم عن تأثر اليهود بالفلسفة ـ بأن الأنبياء كثروا في بني إسرائيل!!
النبوة والأنبياء عند عباس العقاد
عند العقاد أن الأنبياء بعثوا في مدن القوافل فقط [ xxi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn21) ، أو المدن التي تكون قريبة من الصحراء حيث تختلط البداوة بالحضارة. وعند العقَّاد أن المدن المتصلة ذات الحضارات القديمة لا تصلح لدعوة الأنبياء، فقط يظهر في المدن الكبيرة الكهان .. أو بالأدق يصلح لها الكهان ولا يصلح لها الأنبياء!!، يقول: (فليست دعوى النبوة بالدعوة التي تشيع وتجتذب إليها الأسماع في مواطن الحضارة القديمة بعد استقرار العمران فيها بعاداته وآفاته مئات السنين أو ألوف السنين ... وإذا شاع الفساد في مواطن الحضارة فالمسألة في هذه الحالة مسألة تشريع وقانون أو مسألة تنظيم وتدبير .. فليست بلاد العمران المتصل مهداً صالحاً للرسالة والنبوة) [ xxii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn22)
وعند عباس العقَّاد أن أهل البادية لا يصلحون للرسالات .. تخرج منهم أو تقيم بينهم، فتعرُّفهم على (الحقوق والفضائل وخلائق الصلاح والاستقامة التي ينشرونها باسم الإله ويستمعون وحيها من نذر السماء فذلك من وراء التخيل فضلا عن التفكير فيه) [ xxiii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn23)
ويؤكد هذا المعنى فيقول: (فنشأ الحكماء والنساك في الصين والهند على مثال كنفشيوس وبوذا ولم ينشأ فيهم الأنبياء المرسلون والرسل المجاهدون. إذْ كانت أمانة النبوة المجاهدة شيئاً غير أمانة الإصلاح والتعليم) [ xxiv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn24)
ويؤكد العقَّاد على أن النبوة بدأت في جنوب العراق حيث كان إبراهيم ـ عليه السلام ـ ثم الشام ثم الحجاز فيقول: (ويطرد الترتيب بزمانه كما يطرد بمكانه فمن أشور إلى حبرون [ xxv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn25) أو بيت المقدس، إلى مدن خليج العقبة إلى مدينة الحجاز المقدسة، وعندها نهاية المطاف) ويقول بعد ذلك مستنتجاً ومؤكداً (وإننا لو سلكنا التاريخ الديني طرداً وعكساً، ثم سلكناه عكساً وطرداً، لما كان له من مسلك أقوم وأثبت من بدايته ونهايته بين [أور] في جنوب العراق ومكة في وسط الحجاز)
ماذا يحدث؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/125)
هذا الكلام في سياق استدلال العقاد على وجود الخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ يريد أن يرد أقوال العلمانيين الذين لا يؤمنون بالمصادر الدينية كمصدر تاريخي، فراح يحدثهم بأن علم (الحفريات)، وأن (البديهيات) العقلية ـ بزعمه ـ على أن الأنبياء كانوا بالمدن التجارية التي تختلط فيها البداوة بالحضارة .. تلك المدن التي تكون على مقربة من الصحراء (مكة)، و (سدوم) [ xxvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn26) ، و (مدين) [ xxvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn27) ، وحيث أن مُدن النهرين (دجلة والفرات) كانت مدن قوافل، إذاً كان لا بد أن يكون فيها أول نبي، إبراهيم ـ عليه السلام ـ!!
يدلل بهذا على وجود إبراهيم عليه السلام، وهو دليل ساقط في كنهه وساقط في محله الذي يوجه إليه، ومنقوص أينما نظرت إليه، ولا يعنيني مناقشة العقاد من هذه الناحية، وإنما فقط أردت أن أبين نظرة الرجل للنبوة والأنبياء من خلال هذا الطرح.
ولاحظ أنَّ العقاد يرى أن الأنبياء لا يصلحون إلا لهذه المدن، ولا يصلحون لا للبادية ولا للمدن الكبيرة ذات الحضارة.!! ويرى العقاد أن هناك نوعين من الديانات، ديانات الأنبياء و (ديانات) غير الأنبياء، ويقارن بينهما فيقول: (والاختلاف بينها وبين الديانات الأخرى أن النبي لا يعينه أحد ولا ينبعث بأمر أحد، ولكنه ينبعث بباعث واحد من وحي ضميره ووحي خالقه) [ xxviii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn28)
ويقارن بين النبي والكاهن فيذكر أن الكاهن يعين والنبي لا يعين، ويذكر أن الكاهن وجهته نظام المجتمع وتقاليد الدولة وما إليها من الظواهر أو الواجبات العامة، والنبي وجهته سريرة الإنسان!! [ xxix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn29) وأضف إلى ذلك ما تقدم من أن النبي يبعث في مدن القوافل أمّا الكهان فيبعثون في المدن الكبرى ذات الحضارات.!! وأضف إلى ذلك ما أشار إليه بقوله (إذ كانت أمانة النبوة المجاهدة شيئاً غير أمانة الإصلاح والتعليم)، فالأنبياء لشيءٍ آخر غير الإصلاح والتعليم.
وهذا الكلام لا تجده ولا تسمع به إلا عند العقاد، لا يقول به مسلم ولا نصارني ولا يهودي .. بل ولا وثني، فقط تسمعه من العقَّاد المتفرد دائماً، ولا تتعب نفسك بالبحث عن مصدره فلن تجد، إنه العقاد محبوس في شقة ضيقة يستضيء (بلمبة جاز) لا يبين ضوئها الكلمات، وجهده في الغريب المريب، ولذا تجد تخبيطاً لا تدري من أين جاء به؟!
الكهانة كانت موجودة في البادية وفي الحضر .. في المدن الكبرى وفي المدن الصغرى، في كل مكان حلَّ فيه الإنسان .. عند العرب وعند الهنود وعند الرومان وعند أهل اليونان وأهل السودان، وليس فقط في المدن الكبرى كما ادعى العقَّاد، وكهان الجزيرة العربية، وكهان الفراعنة والحضارات القديمة يعرفهم ويكتب عنهم كل من خطَّ بيدان أو تكلم بلسان.!!
والأنبياء عمت دعوتهم الجميع، لم تترك بيت مدر ولا وبرٍ إلا دخلته، وموسى ـ عليه السلام ـ بُعث في أقوى حضارة في زمانه حيث الكهان!! ومن قبله إبراهيم عليه السلام كان في بلد ذات حضارة أيضاً. وهود عليه السلام بعث في قوم هود وكانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون، ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون، وإذا بطشوا بطشوا جبارين، وصالح كان في قوم ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين .. الخ. فليس بصحيح أن ما يذهب إليه العقَّاد من أن الرسالات محصورة ومحدودة بحدود مدن القوافل، لا مدن الحضارات.!!
والله يقول {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر24، والله يقول: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36، والله يقول: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/126)
بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} المؤمنون44، والله يقول: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا} [الملك: 8، 9] والله يقول: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد7، والله يقول {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ} يونس47.
كل هذا والعقاد يردد في أكثر من مكان بأن هناك مجتمعات خلية من الأنبياء، وأن الأنبياء فقط لمدن القوافل، والكهان والسحرة للمدن ذات الحضارات!!
وحال الكاهن لا يحتاج لبيان، فحاله كما وصفه خالقه أفاكٌ أثيم، تتنزل عليه الشياطين، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء:221 - 222] [ xxx] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn30) والكهان هم سدنةٌ الأصنام، طواغيت يتحاكم الناس إليهم.
والنبوة عند العقَّاد بدأت بإبراهيم عليه السلام، فهو أبو الأنبياء جميعهم عنده، بمعنى أنه كان أولهم، ولا أنبياء عنده إلا عدداً قليلاً من ذرية إبراهيم ـ عليه السلام ـ يعدون على أصابع اليد الواحدة هم من كانوا في (مدن القوافل).
وعند عباس العقَّاد أن كل الأنبياء كانوا من أولاد إبراهيم وفي ذرية إبراهيم عليه السلام فقط بعثوا، فعند العقاد أن الله اختص الأمم السامية بالنبوات [ xxxi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn31) ، وفي مكانٍ آخر يخصص أكثر فيقول (أما ديانات الأنبياء فلا وجود لها في غير السلالة العربية) [ xxxii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_edn32) .
وهذا الكلام صحيح إذا كان الحديث على ما بعد إبراهيم عليه السلام، فالله يقول {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} العنكبوت27، ولكن العقاد من تلقاء نفسه يتحدث بأن لم تكن نبوة قبل إبراهيم عليه السلام، فَهِمَ أنه أبو الأنبياء، بمعنى أولهم وكلهم لحقوا به إذْ هم أبناءه، وهذا خطأ، وقد سبق أن بينا أن آدم عليه السلام كان نبياً مكلماً، وفي التنزيل أن إدريس عليه السلام كان نبياً {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً} مريم56، وهو قبل إبراهيم عليه السلام، وفي التنزيل أن نوحاً ـ عليه السلام ـ كان نبياً، {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ النساء163، وفي التنزيل هود وصالح عليهما السلام، كانوا أنبياء وكانوا قبل إبراهيم عليه السلام.
ولم يكن عدد الأنبياء قليل كما يزعم العقاد بل كان عددهم كثير، وفي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ: " مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا " وفي القرآن الكريم عدد غير قليل من أنبياء الله موزعون على جنبات المعمورة، في الجنوب (عاد) ـ بسلطنة عمان حالياً ـ وثمود في أعالي الحجاز (شمال المدينة المنورة حالياً) ومدين ـ بالأردن حالياً ـ وقوم لوط ـ بالأردن .. تحت البحر الميت حالياً ـ، وموسى عليه السلام بمصر ... الخ، والعقاد يجعلهم عددا بسيطاً، هم من أرسلوا في (مدن القوافل) بزعمه.!!
والأنبياء عند العقاد هم العباقرة، ودعني أعرض على حضراتكم العباقرة عند العقاد، وماذا يتضمن هذا المفهوم الجديد الذي أضافه للفكر الإسلامي.
العبقرية والعباقرة عند العقاد:
أبو جلال / محمد جلال القصاص
مساء السبت 28/ 2/2009
[ i] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref1) ص /6 /ط. نهضة مصر. وفي ص 81 يقرر بأن الإنسان اهتدى للتوحيد فقط قبل الميلاد بعشرة قرون أو يزيد قليلاً.!! ويؤكد هذا المعنى في الصفحات التي تليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/127)
[ ii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref2) أكثر في هذه الرسالة من استخدام مصطلح (الهمجي الأول). وأكد هذا المعنى في بداية كتابه (إبراهيم أبو الأنبياء)
[ iii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref3) ص 6 ط نهضة مصر. وأكد هذا المعنى بكلمات متقاربة في خاتمة بحثه (إبراهيم أبو الأنبياء)
[ iv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref4) مسند أحمد /21357.وانظر تفسير ابن كثير 8/ 540، وانظر السلسلة الصحيحة 6/ 167 حديث رقم (2668)، وانظر السلسلة الصحيحة /2668
[ v] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref5) بعض أن استعرض أقوال الفلاسفة في نشأة العقيدة عقد العقاد فصلاً اسماه (الوعي الكوني) عرض فيه ما لخصته في النص أعلاه، وعاد ثانية للحديث عنه في نهاية كتابه، تحديداً في فصل (وجود الله).
[ vi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref6) وتعظيم الحلاج وبن عربي وتصويب مسلك العدوية، ينطوي على مخالفات شرعية كثيرة ناقشها عدد كبير من العلماء انظر مثلا ...
[ vii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref7) الخليل إبراهيم / 175، 176
[ viii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref8) ص 80 في مطلع كلامه عن الفلسفة.
[ ix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref9) انظر بداية ونهاية كلامه عن بني إسرائيل في كتاب (الله)، ولا أدري كيف وصل لهذه النتيجة وهو يقول بأن عقيدة بني إسرائيل هي الأخرى تطورت (وتهذبت مع الزمن)، وأنها ظلت تعبد الأصنام كما كانت في عهد إبراهيم عليه السلام، وأن ما عندهم عند البابليين والفرس وغيرهم.!! وسيأتي مناقشته إن شاء الله في البحث.
[ x] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref10) ذكر في جملة واحدة أن موسى عليه السلام علم بني إسرائيل التوحيد، ولم يعلق عليها، وهي طبيعته. الأشياء المُسلمَِّ يذكرها دون تعليق، ربما يقدم عذراً لمن يريدوا أن يعتذروا عنه بهذا الاعتراض الذي لا يعني شيء في سياق كلامه، وقد فعل هذا مع حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه صفة الوحي، ذكره في عبقرية محمد غير مستدلٍ به ولم يرد عليه مع أنه ينقض كلَّ مذهبه!!.
[ xi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref11) النقاط منه وليست مني
[ xii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref12) انظر فصل بني إسرائيل في كتاب (الله)
[ xiii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref13) يهود اليوم لا يصح نسب غالبيتهم ليعقوب ـ عليه السلام ـ فكل جماعة منهم يشكك بعضها في نسب بعض، فمن قديم تكلموا في أنساب يهود العرب، واليوم يتكلم في نسبهم العارفون بتاريخهم يقولون أنهم من قبائل أوربا الشرقية دخلوا اليهودية مع ملكهم.
[ xiv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref14) متفق عليه. البخاري / 3158، ومسلم /323.
[ xv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref15) البخاري /3196، ومسلم /3429، واعترف العقاد بذلك في تعليقه ـ في ذات الكتاب ـ على تأثر اليهودية بالفلسفة.
[ xvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref16) البخاري /3196، ومسلم /3429، واعترف العقاد بذلك في تعليقه ـ في ذات الكتاب ـ على تأثر اليهودية بالفلسفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/128)
[ xvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref17) تكلمت عنه ثريا منقوش في كتابها (التوحيد في تطوره التاريخي) وتكلم عنه جواد علي في المفصل، وهذا الأمر طبعي في الوثنيات كلها، حتى أصنام العرب كلها بلا استثناء عرفت عند الشعوب الأخرى التي سبقتهم، وهو الشيطان يوحي لأوليائه في كل مكان بذات الشرك.
[ xviii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref18) أعتمد على نسخة المكتبة العصرية. صيدا. بيروت.
[ xix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref19) ص6، وأكد هذا في ص 150، وفي نهاية بحثه ص /197،
[ xx] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref20) إبراهيم أبو الأنبياء / 123، 133
[ xxi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref21) الخليل إبراهيم 140
[ xxii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref22) أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام 141، 142.
[ xxiii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref23) ابراهم /144
[ xxiv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref24) أبو الأنبياء إبراهيم / 149، 150
[ xxv] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref25) هي مدينة الخليل عليه السلام.
[ xxvi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref26) مدينة لوط عليه السلام، وسدوم فعول من السدم وهو الندم مع غم، ويضرب بقاضيها المثل في الجور.معجم البلدان 3/ 200
[ xxvii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref27) مدينة شعيب عليه السلام، وسميت باسم الشعب الذي يسكنها، بني مديان بن إبراهيم عليه السلام.
[ xxviii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref28) ص 157، وأكد ذات المعنى في ص/179
[ xxix] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref29) إبراهم أبو الأنبياء / 157، 158
[ xxx] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref30) ذكر الطبري وغيره أن المقصود بالآية هنا هم الكهان
[ xxxi] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref31) إبراهيم أبو الأنبياء /138
[ xxxii] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=993798#_ednref32) ص 157، وأكد ذات المعنى في ص/179
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التوحيد والأنبياء عند العقاد
في كتاب (الله) ـ جل جلال ربنا وتقدس ـ يبحث العقاد عن (نشأة العقيدة الإلهية، منذ اتخذ الإنسان رباً إلى أن عرف الله الأحد، واهتدى إلى نزاهة التوحيد) (1)!!
والإنسان الأول عند العقاد كان همجياً (2) بدائياً في كل شيء، يقول: (ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات، فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته، فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوئل الأديان والعبادات ... وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل الدين أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات) (3)!!
بدأ كتابه بهذه الكلمات وختم الكتاب بها، فالكتاب كله لتقرير أن الإنسان الأول كان همجياً، وكان على الشرك ثم تعرَّف تدريجياً على التوحيد كما تعرف على الصناعات.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/129)
والذي نعرفه أن الإنسان الأول هو أدام ـ عليه السلام ـ خلقه الله بيده {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} ص75،? ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ? السجدة:9، وعلم الله آدم الأسماء كلها {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33}} البقرة31، واصطفاه الله من خلقه، قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} آل عمران33، فكان نبياً ولم يكن همجياً مشركاً كما يفتري عباس العقاد، في الحديث عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: (قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ قَالَ نَعَمْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ قُبْلًا) (4)
هذا هو الإنسان الأول:خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وعلمه حتى فاق الملائكة فيما يخصه ـ عليه السلام ـ ثم اصطفاه على العالمين فكان نبياً مكلماً، والعقاد يقول همجيٌ .. مشركٌ .. !!
كأن العقاد لم يقرأ كتاب الله، أو كأن العقاد لا يصدق ما يُتلى في كتاب الله!!
وبعد هذه المقدمة التي يقرر فيها عباس العقاد أن الإنسان الأول كان همجياً مشركاً يبحث عن التوحيد كيف اهتدت إليه البشرية؟، أو كيف تعرفت البشرية على التوحيد؟. . يناقش عباس العقاد بواعث الدين .. هل هي (الأسطورة) أو (ملكة الاستحياء) أو (السحر)، أو هل نشأت العقيدة من (إحساس الإنسان بالضعف) أم أنها (ظاهرة اجتماعية) .. أو (حالة مرضية) أو (خليط من الجماعية والفردية)، كما يزعم أهل الفلسفة؟!!
ثم يرفض أن ينفرد أيٌّ من هذه التعليلات، ويعطي تفسيراً آخر، يقول بأن منشأ العقيدة عند البشر يتعلق بما أسماه (الوعي الكوني) (5)، ويعرفه بأنه الحواس النفسية عند الإنسان، يقول بأن (الوعي الكوني) ملكة قابلة للترقي، ويسند إليها منشأ العقيدة، ويقول بأن ذلك (حقيقة يستلزمها العقل ويؤكده المشاهد في كل زمن وفي كل موطن وفي كل قبيل)!!
و (الوعي الكوني) غير (العقل) عند عباس العقَّاد، يُفرِّق بينهما بأن أحدهما (الوعي) أشمل من الآخر (العقل)، وأن (الوعي الكوني المركب في طبيعة الإنسان هو مصدر الإيمان بوجود الحقيقة الكبرى التي تحيط بكل موجود) ويعني بالحقيقة الكبرى التي تحيط بكل موجود يعني بها الله جل جلاله، ويقول: (ونحن إذا رجعنا إلى تاريخ الإيمان في بني الإنسان وجدنا أن اعتماده على (الوعي) الكوني أعظم جدا من اعتماده على القضايا المنطقية والبراهين العقلية، وأنه أقوى جداً من كل يقين يتأتى من جانب التحليل والتقسيم) ويقول: (البراهين جميعاً لا تغني عن الوعي الكوني في مقاربة الإيمان بالله والشعور بالعقيدة الدينية). ويقول: (وجعل الهدى من الله ولكنه من طريق العقل والإلهام بالصواب)
هذا هو مصدر الإيمان عند العقاد .. (الوعي الكوني).
و (الوعي الكوني) الذي يتكلم عنه العقاد هو (العبقرية) في استعمال العقاد، فحالَ حديثه عن الصوفية في كتاب (الله) أعطي وصف العبقرية الدينية للمتصوفة، فالصوفية عنده هي العبقرية الدينية، وما ذاك إلا لأن هؤلاء المتصوفة نمى عندهم (الوعي الكوني) فانكشف لهم ما وراء الحجب فعلموا الحقيقة المطلقة. ويضرب الأمثال بالحلاج وبن عربي والعدوية (6)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/130)
فالعقاد يرى الأنبياءَ بشراً قد اكتملت فيهم هذه الملكة (الوعي الكوني) أو (العبقرية)، وبهذا عرفوا عن الله وبلغوا الخلق.!!
والعقَّادُ يرى الدين الإسلامي أفضل الأديان لأنه جاء متأخراً بعد أن نمى (الوعي الكوني) عند الإنسان وبعد أن نمت المجتمعات!!
فالبشرية عند العقاد كانت على الشرك ثم عرفت التوحيد، ولا تحسب أنه التوحيد الذي نعرفه بل توحيداً آخر لن تجده إلا عند العقاد، ودعني أعرضه عليك ثم نناقش (الوعي الكوني) أو (العبقريات) التي قدمها لنا عباس العقاد وفرح الناس بها.
التوحيد عند العقاد
يعرف عباس العقاد التوحيدَ فيقول (التوحيد توحيدان: توحيد الإيمان بإله واحد خلق الأحياء وخلق معهم أرباباً آخرين. وتوحيد الإيمان بإله واحد لا إله غيره.ولم تعرف أمة قديمة ترقت إلى الإيمان بالوحدانية على هذا المعنى غير الأمة المصرية، فعبادة [أتون] قبل ثلاثة وثلاثين قرناً غاية التنزيه في عقيدة التوحيد) (7)
وذكر في بداية كتابه (الله جل جلاله) أن من أطوار العقيدة الإلهية طور الوحدانية ويعرفه بأنه إله أكبر لكل (الآلهة).!!
يرى العقاد أن من التوحيد أن يكون الإله ومعه بعض الأرباب!!
ويرى أن الذين كانوا يعبدون آتون (إله) الشمس هم أرقى أمه في التوحيد!!
وعنده أن أهل فارس عرفوا التوحيد بعد اختلاطهم بالمسلمين، ويذكر أن هذا التوحيد هو الاجتماع
على إله واحد هو إله الخير (يزدان) ولا يشركون معه (أهرمن) كما فعل أسلافهم الأقدمون.!!
هذا هو التوحيد الذي تعلموه من المسلمين كما يقول عباس العقاد (8).وهو كاذب!!
ومثل هذا يقوله على الفراعنة، وعلى مشركي يهود فيما بعد السبي.
وفي مكان آخر يتكلم عباس العقاد عن طورين .. أو كما يقول هو عَدْوَتَين، عَدْوَةٌ كان فيها الإنسان همجياً مشركاً لا يعرف التوحيد، وعدوة عرف فيها التوحيد، ويقول بأن عقيدة بني إسرائيل كانت مرحلة فاصلة بين هذين الطورين أو هاتين العدوتين (9).!!
أي أن كل الأمم قبل بني إسرائيل ما عرفت التوحيد، بل وبنوا إسرائيل أنفسهم عند العقاد كانوا وثنيين، بقيت فيهم الوثنية من إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ ولم يأتهم التوحيد إلى قبيل ظهور المسيح بقرون بسيطة.!!
ويستدل بعبادة عجل الذهب في سيناء على بقاء الوثنية واستمرارها في بني إسرائيل من قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ (10)!!
بل ويقول ما هو أشد من هذا نكراناً عند العقلاء، يقول عن بني إسرائيل (فعُبَّادِ [يهواه] لم يكونوا ينكرون وجوده ولا ينكرون وجودَ غيره. وإنما كان هو إلههم المفضل على غيره من الآلهة، كما كانوا هم الشعب المفضل على الشعوب، فالأرباب الأخرى عندهم موجودة كما يوجد إلههم [يهواه] .. (11) ولكنها لا تستحق منهم العبادة لأنها أرباب الغرباء والأعداء. وكل عبادة لها فهي من قبيل الخيانة العظمى وليست من قبيل الكفر كما فهمه الناس بعد ذلك، وغاية ما في الأمر أن طاعة الآلهة الغريبة هي كخدمة الملك الغريب .. نوع من العصيان والخيانة ... لهذا لم يشغل أنبياء التوراة السابقون بإثبات وجود [يهواه] أو بإثبات وجود الأرباب على الإجمال، وإنما كان شغلهم الأكبر أن يتجنبوا غيرة [يهواه] وغضبه وأن يدفعوا عن الشعب نقمته وعقابه. ولم يكن له عقاب أشد وأقسى من عقابه لأبناء إسرائيل كلما انحرفوا إلى عبادة إله آخر، من آلهة مصر أو بابل أو كنعان) (12)
وهذا عجيب .. وكأن العقاد لا يقرأ كتاب الله!! أو: وكأن العقاد لا يصدق ما جاء في كتاب الله!!
إسرائيل هو يعقوب ـ عليه السلام ـ وبنوا إسرائيل هم أبناؤه (13)، وكان نبياً موحداً، وأبنائهم كانوا مؤمنين موحدين قيل بنبوتهم، وكان منهم يوسف ـ عليه السلام ـ نبي من أنبياء الله، وأكبر أنبياء بني إسرائيل وأكثرهم أثراً فيهم وفي التاريخ قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو موسى بن عمران، وعندنا أنه كان نبياً مرسلا يأتي يوم القيامة ومعه السواد العظيم من المؤمنين الموحدين يدخلون جنةَ ربِّ العالمين، في الحديث (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ) (14)، وبعد موسى ـ عليه السلام ـ (كَانَتْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/131)
بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) (15) (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ) (16).
لا يرى العقاد أيَّا من هذا ويمضي ليقول أنهم كانوا مشركين لم يعرفوا التوحيد إلا بعد ذلك بقرونٍ عديدة!!
والتبس الأمر على العقاد، فبنوا إسرائيل طرأ عليهم الشرك كما غيرهم من الأمم، ولم يخل زمان من نذير يذكر الناس بأيام الله، ولم تخل أمة من رسول يتلو عليها آيات ربه، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر24، و (يهوه) الذي يتكلم عنه العقادُ ظهر في المشركين من بني إسرائيل، ولم يكن هو معبود بني إسرائيل كلهم من أبيهم إبراهيم إلى عيسى ـ عليه السلام ـ والذين جاءوا من بعده، وإنما عبده المشركون منهم فقط أولئك الذين حرفوا الكتاب، وعُرِفَ عند يهود وعند غير يهود من الوثنين ممن عاصروهم أو سبقوهم أو لحقوهم (17).
فعَبَدَتُ (يهوه) هم المشركون من بني إسرائيل، وهم الذين كتبوا الكتاب بأيديهم وقالوا هذا من عند الله، وما هو من عند الله بل قالوا على الله الكذب وهم يعلمون. وظن العقاد أن كل بني إسرائيل بما فيهم الأنبياء عبدوا (يهوه)!!
والعقاد متردد كما هي عادته في كل ما يقدم، ففي بداية كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) (18) يقرر في المقدمة أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ علَّم الناس التوحيد (إن دعوة الخليل قد اقترنت بالتوحيد)، ويصرح بأنه أول نبي (19) ـ وهو خطئ كما قدمنا ـ وبعدها بقليل يقرر عكس ذلك كله فيقول بأن البشرية عرفت التوحيد قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولكنها لم تعرف الأنبياء، وإنما عرفت التوحيد قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ من الكهان في المعابد والهياكل، ويسمي ما قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ بعصور الكهانات والهياكل!!
وكل ذلك خطأ، وكل ذلك عكس ما قدَّمه في كتابه (الله).!!
وأمر (يهواه) متردد العقاد ففي كتاب (إبراهيم أبو الأنبياء) يذكر العقاد أن (يهواه) إله يهود المزعوم (كان معروفاً عند قبائل سوريا الشمالية بل إن أسماء الآلهة كانت واحدة عند الشام وفلسطين واليمن والعراق) (20) وهذا نقد لما قرره في كتاب الله جل جلاله.
ومتردد في حديثه عن بني إسرائيل فحيناً يقرر بأن بني إسرائيل كانوا على الشرك ولم يعرفوا التوحيد إلا قبيل ظهور المسيح عليه السلام. ثم يعترف العقاد في ذات الكتاب ـ وهو يتكلم عن تأثر اليهود بالفلسفة ـ بأن الأنبياء كثروا في بني إسرائيل!!
النبوة والأنبياء عند عباس العقاد
عند العقاد أن الأنبياء بعثوا في مدن القوافل فقط (21)، أو المدن التي تكون قريبة من الصحراء حيث تختلط البداوة بالحضارة. وعند العقَّاد أن المدن المتصلة ذات الحضارات القديمة لا تصلح لدعوة الأنبياء، فقط يظهر في المدن الكبيرة الكهان .. أو بالأدق يصلح لها الكهان ولا يصلح لها الأنبياء!!، يقول: (فليست دعوى النبوة بالدعوة التي تشيع وتجتذب إليها الأسماع في مواطن الحضارة القديمة بعد استقرار العمران فيها بعاداته وآفاته مئات السنين أو ألوف السنين ... وإذا شاع الفساد في مواطن الحضارة فالمسألة في هذه الحالة مسألة تشريع وقانون أو مسألة تنظيم وتدبير .. فليست بلاد العمران المتصل مهداً صالحاً للرسالة والنبوة) (22)
وعند عباس العقَّاد أن أهل البادية لا يصلحون للرسالات .. تخرج منهم أو تقيم بينهم، فتعرُّفهم على (الحقوق والفضائل وخلائق الصلاح والاستقامة التي ينشرونها باسم الإله ويستمعون وحيها من نذر السماء فذلك من وراء التخيل فضلا عن التفكير فيه) (23)
ويؤكد هذا المعنى فيقول: (فنشأ الحكماء والنساك في الصين والهند على مثال كنفشيوس وبوذا ولم ينشأ فيهم الأنبياء المرسلون والرسل المجاهدون. إذْ كانت أمانة النبوة المجاهدة شيئاً غير أمانة الإصلاح والتعليم) (24)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/132)
ويؤكد العقَّاد على أن النبوة بدأت في جنوب العراق حيث كان إبراهيم ـ عليه السلام ـ ثم الشام ثم الحجاز فيقول: (ويطرد الترتيب بزمانه كما يطرد بمكانه فمن أشور إلى حبرون (25) أو بيت المقدس، إلى مدن خليج العقبة إلى مدينة الحجاز المقدسة، وعندها نهاية المطاف) ويقول بعد ذلك مستنتجاً ومؤكداً (وإننا لو سلكنا التاريخ الديني طرداً وعكساً، ثم سلكناه عكساً وطرداً، لما كان له من مسلك أقوم وأثبت من بدايته ونهايته بين [أور] في جنوب العراق ومكة في وسط الحجاز)
ماذا يحدث؟
هذا الكلام في سياق استدلال العقاد على وجود الخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ يريد أن يرد أقوال العلمانيين الذين لا يؤمنون بالمصادر الدينية كمصدر تاريخي، فراح يحدثهم بأن علم (الحفريات)، وأن (البديهيات) العقلية ـ بزعمه ـ على أن الأنبياء كانوا بالمدن التجارية التي تختلط فيها البداوة بالحضارة .. تلك المدن التي تكون على مقربة من الصحراء (مكة)، و (سدوم) (25)، و (مدين)، وحيث أن مُدن النهرين (دجلة والفرات) كانت مدن قوافل، إذاً كان لا بد أن يكون فيها أول نبي، إبراهيم ـ عليه السلام ـ!!
يدلل بهذا على وجود إبراهيم عليه السلام، وهو دليل ساقط في كنهه وساقط في محله الذي يوجه إليه، ومنقوص أينما نظرت إليه، ولا يعنيني مناقشة العقاد من هذه الناحية، وإنما فقط أردت أن أبين نظرة الرجل للنبوة والأنبياء من خلال هذا الطرح.
ولاحظ أنَّ العقاد يرى أن الأنبياء لا يصلحون إلا لهذه المدن، ولا يصلحون لا للبادية ولا للمدن الكبيرة ذات الحضارة.!! ويرى العقاد أن هناك نوعين من الديانات، ديانات الأنبياء و (ديانات) غير الأنبياء، ويقارن بينهما فيقول: (والاختلاف بينها وبين الديانات الأخرى أن النبي لا يعينه أحد ولا ينبعث بأمر أحد، ولكنه ينبعث بباعث واحد من وحي ضميره ووحي خالقه) (28)
ويقارن بين النبي والكاهن فيذكر أن الكاهن يعين والنبي لا يعين، ويذكر أن الكاهن وجهته نظام المجتمع وتقاليد الدولة وما إليها من الظواهر أو الواجبات العامة، والنبي وجهته سريرة الإنسان!! (29) وأضف إلى ذلك ما تقدم من أن النبي يبعث في مدن القوافل أمّا الكهان فيبعثون في المدن الكبرى ذات الحضارات.!! وأضف إلى ذلك ما أشار إليه بقوله (إذ كانت أمانة النبوة المجاهدة شيئاً غير أمانة الإصلاح والتعليم)، فالأنبياء لشيءٍ آخر غير الإصلاح والتعليم.
وهذا الكلام لا تجده ولا تسمع به إلا عند العقاد، لا يقول به مسلم ولا نصارني ولا يهودي .. بل ولا وثني، فقط تسمعه من العقَّاد المتفرد دائماً، ولا تتعب نفسك بالبحث عن مصدره فلن تجد، إنه العقاد محبوس في شقة ضيقة يستضيء (بلمبة جاز) لا يبين ضوئها الكلمات، وجهده في الغريب المريب، ولذا تجد تخبيطاً لا تدري من أين جاء به؟!
الكهانة كانت موجودة في البادية وفي الحضر .. في المدن الكبرى وفي المدن الصغرى، في كل مكان حلَّ فيه الإنسان .. عند العرب وعند الهنود وعند الرومان وعند أهل اليونان وأهل السودان، وليس فقط في المدن الكبرى كما ادعى العقَّاد، وكهان الجزيرة العربية، وكهان الفراعنة والحضارات القديمة يعرفهم ويكتب عنهم كل من خطَّ بيدان أو تكلم بلسان.!!
والأنبياء عمت دعوتهم الجميع، لم تترك بيت مدر ولا وبرٍ إلا دخلته، وموسى ـ عليه السلام ـ بُعث في أقوى حضارة في زمانه حيث الكهان!! ومن قبله إبراهيم عليه السلام كان في بلد ذات حضارة أيضاً. وهود عليه السلام بعث في قوم هود وكانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون، ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون، وإذا بطشوا بطشوا جبارين، وصالح كان في قوم ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين .. الخ. فليس بصحيح أن ما يذهب إليه العقَّاد من أن الرسالات محصورة ومحدودة بحدود مدن القوافل، لا مدن الحضارات.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/133)
والله يقول {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} فاطر24، والله يقول: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36، والله يقول: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} المؤمنون44، والله يقول: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا} [الملك: 8، 9] والله يقول: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد7، والله يقول {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ} يونس47.
كل هذا والعقاد يردد في أكثر من مكان بأن هناك مجتمعات خلية من الأنبياء، وأن الأنبياء فقط لمدن القوافل، والكهان والسحرة للمدن ذات الحضارات!!
وحال الكاهن لا يحتاج لبيان، فحاله كما وصفه خالقه أفاكٌ أثيم، تتنزل عليه الشياطين، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء:221 - 222] (30) والكهان هم سدنةٌ الأصنام، طواغيت يتحاكم الناس إليهم.
والنبوة عند العقَّاد بدأت بإبراهيم عليه السلام، فهو أبو الأنبياء جميعهم عنده، بمعنى أنه كان أولهم، ولا أنبياء عنده إلا عدداً قليلاً من ذرية إبراهيم ـ عليه السلام ـ يعدون على أصابع اليد الواحدة هم من كانوا في (مدن القوافل).
وعند عباس العقَّاد أن كل الأنبياء كانوا من أولاد إبراهيم وفي ذرية إبراهيم عليه السلام فقط بعثوا، فعند العقاد أن الله اختص الأمم السامية بالنبوات (31)، وفي مكانٍ آخر يخصص أكثر فيقول (أما ديانات الأنبياء فلا وجود لها في غير السلالة العربية) (32).
وهذا الكلام صحيح إذا كان الحديث على ما بعد إبراهيم عليه السلام، فالله يقول {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} العنكبوت27، ولكن العقاد من تلقاء نفسه يتحدث بأن لم تكن نبوة قبل إبراهيم عليه السلام، فَهِمَ أنه أبو الأنبياء، بمعنى أولهم وكلهم لحقوا به إذْ هم أبناءه، وهذا خطأ، وقد سبق أن بينا أن آدم عليه السلام كان نبياً مكلماً، وفي التنزيل أن إدريس عليه السلام كان نبياً {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً} مريم56، وهو قبل إبراهيم عليه السلام، وفي التنزيل أن نوحاً ـ عليه السلام ـ كان نبياً، {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ النساء163، وفي التنزيل هود وصالح عليهما السلام، كانوا أنبياء وكانوا قبل إبراهيم عليه السلام.
ولم يكن عدد الأنبياء قليل كما يزعم العقاد بل كان عددهم كثير، وفي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ: " مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا " وفي القرآن الكريم عدد غير قليل من أنبياء الله موزعون على جنبات المعمورة، في الجنوب (عاد) ـ بسلطنة عمان حالياً ـ وثمود في أعالي الحجاز (شمال المدينة المنورة حالياً) ومدين ـ بالأردن حالياً ـ وقوم لوط ـ بالأردن .. تحت البحر الميت حالياً ـ، وموسى عليه السلام بمصر ... الخ، والعقاد يجعلهم عددا بسيطاً، هم من أرسلوا في (مدن القوافل) بزعمه.!!
والأنبياء عند العقاد هم العباقرة، ودعني أعرض على حضراتكم العباقرة عند العقاد، وماذا يتضمن هذا المفهوم الجديد الذي أضافه للفكر الإسلامي.
يكون في هذا حديثنا المرة القادمة، وهو في ثلاث مثل هذه إن شاء الله
مواضيع ذات صلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/134)
من هو عباس العقاد؟ ترجمة فكرية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161694)
موقف عباس العقاد من النصرانية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163572)
أبو جلال / محمد جلال القصاص
مساء السبت 28/ 2/2009
========================
(1) ص /6 /ط. نهضة مصر. وفي ص 81 يقرر بأن الإنسان اهتدى للتوحيد فقط قبل الميلاد بعشرة قرون أو يزيد قليلاً.!! ويؤكد هذا المعنى في الصفحات التي تليه.
(2) أكثر في هذه الرسالة من استخدام مصطلح (الهمجي الأول). وأكد هذا المعنى في بداية كتابه (إبراهيم أبو الأنبياء)
(3) ص 6 ط نهضة مصر. وأكد هذا المعنى بكلمات متقاربة في خاتمة بحثه (إبراهيم أبو الأنبياء)
(4) مسند أحمد /21357.وانظر تفسير ابن كثير 8/ 540، وانظر السلسلة الصحيحة 6/ 167 حديث رقم (2668)، وانظر السلسلة الصحيحة /2668
(5) بعد أن استعرض أقوال الفلاسفة في نشأة العقيدة عقد العقاد فصلاً اسماه (الوعي الكوني) عرض فيه ما لخصته في النص أعلاه، وعاد ثانية للحديث عنه في نهاية كتابه، تحديداً في فصل (وجود الله).
(6) وتعظيم الحلاج وبن عربي وتصويب مسلك العدوية، ينطوي على مخالفات شرعية كثيرة ناقشها عدد كبير من العلماء انظر مثلا ...
(7) الخليل إبراهيم / 175، 176
(8) ص 80 في مطلع كلامه عن الفلسفة.
(9) انظر بداية ونهاية كلامه عن بني إسرائيل في كتاب (الله)، ولا أدري كيف وصل لهذه النتيجة وهو يقول بأن عقيدة بني إسرائيل هي الأخرى تطورت (وتهذبت مع الزمن)، وأنها ظلت تعبد الأصنام كما كانت في عهد إبراهيم عليه السلام، وأن ما عندهم عند البابليين والفرس وغيرهم.!! وسيأتي مناقشته إن شاء الله في البحث.
(10) ذكر في جملة واحدة أن موسى عليه السلام علم بني إسرائيل التوحيد، ولم يعلق عليها، وهي طبيعته. الأشياء المُسلمَِّ يذكرها دون تعليق، ربما يقدم عذراً لمن يريدوا أن يعتذروا عنه بهذا الاعتراض الذي لا يعني شيء في سياق كلامه، وقد فعل هذا مع حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه صفة الوحي، ذكره في عبقرية محمد غير مستدلٍ به ولم يرد عليه مع أنه ينقض كلَّ مذهبه!!.
(11) النقاط منه وليست مني
(12) انظر فصل بني إسرائيل في كتاب (الله)
(13) يهود اليوم لا يصح نسب غالبيتهم ليعقوب ـ عليه السلام ـ فكل جماعة منهم يشكك بعضها في نسب بعض، فمن قديم تكلموا في أنساب يهود العرب، واليوم يتكلم في نسبهم العارفون بتاريخهم يقولون أنهم من قبائل أوربا الشرقية دخلوا اليهودية مع ملكهم.
(14) متفق عليه. البخاري / 3158، ومسلم /323.
(15) البخاري /3196، ومسلم /3429، واعترف العقاد بذلك في تعليقه ـ في ذات الكتاب ـ على تأثر اليهودية بالفلسفة.
(16) البخاري /3196، ومسلم /3429، واعترف العقاد بذلك في تعليقه ـ في ذات الكتاب ـ على تأثر اليهودية بالفلسفة.
(17) تكلمت عنه ثريا منقوش في كتابها (التوحيد في تطوره التاريخي) وتكلم عنه جواد علي في المفصل، وهذا الأمر طبعي في الوثنيات كلها، حتى أصنام العرب كلها بلا استثناء عرفت عند الشعوب الأخرى التي سبقتهم، وهو الشيطان يوحي لأوليائه في كل مكان بذات الشرك.
(18) أعتمد على نسخة المكتبة العصرية. صيدا. بيروت.
(19) ص6، وأكد هذا في ص 150، وفي نهاية بحثه ص /197،
(20) إبراهيم أبو الأنبياء / 123، 133
(21) الخليل إبراهيم 140
(22) أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام 141، 142.
(23) ابراهم /144
(24) أبو الأنبياء إبراهيم / 149، 150
(25) هي مدينة الخليل عليه السلام.
(26) مدينة لوط عليه السلام، وسدوم فعول من السدم وهو الندم مع غم، ويضرب بقاضيها المثل في الجور.معجم البلدان 3/ 200
(27) مدينة شعيب عليه السلام، وسميت باسم الشعب الذي يسكنها، بني مديان بن إبراهيم عليه السلام.
(28) ص 157، وأكد ذات المعنى في ص/179
(29) إبراهم أبو الأنبياء / 157، 158
(30) ذكر الطبري وغيره أن المقصود بالآية هنا هم الكهان
(31) إبراهيم أبو الأنبياء /138
(32) ص 157، وأكد ذات المعنى في ص/179(54/135)
المدارس الأجنبية وتنصير ابنائنا
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:03 ص]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
دخل الطفل من إحدى الجنسيات العربية وهو في المرحلة الابتدائية إلى البيت
فسألته أمه كيف قضى يومه في مدرسته الأجنبية ..
قال الطفل: ماما ... أنا لا أحب محمد!
قالت الأم: ومن هو محمد؟
قال: الرسول المسلم
تقول الأم و هي تشكي هذا الموضوع لإذاعة القران الكريم ..
وكانت عبرتها تخنقها .. !
تكمل قائلة: أحسست بصدمه كبيره .. فنحن عائله ملتزمة
فكيف يخرج ابني بهذا الفكر! تقول لم اهتم بتعليمه الصلاة فهو الى الآن لم يكمل حتى التاسعة من عمره!
قالت له بعد ان حاولت ان تفهم منه: محمد عليه السلام هو رسولنا و حبيبنا ..
كيف تقول هذا الكلام!
قال: لأنه لا يعطيني الشوكولاته .. !
تقول الأم استغربت قوله هذا .. وقالت له: وهل رأيته أنت حتى يعطيك؟؟
قال: لا و لكن اليوم قالت لنا المدرسة ان محمد سوف يأتي بروحه الى المدرسة ..
و المسيح عليه السلام سوف يأتي .. و سنرى من تحبون و من هو الكريم!! طلبت
المعلمة من الأطفال أن يغمضوا أعينهم و يضعوا رؤوسهم على الطاولة .. أمتثل
التلاميذ لها .. وقالت الآن سيأتي محمد و سنرى هل يعطيكم هديه ام لا! بعد فتره
قالت لهم افتحوا أعينكم .. وعندها لم يجدوا شيئا .. فأصاب الأطفال الإحباط .. !
و قالت لنرى ماذا سيعطيكم المسيح؟! أغمضوا أعينهم مره أخرى ..
وعندما فتحوها وجدوا الشوكولا ..
انظر لخبث هؤلاء النصارى و كيف هي طريقة تفكيرهم ..
يحاولون تنصير الأطفال عن طريق أشياء محببة لديهم!
انتبه اخي لأطفالك .. انتبهي أختي لأطفالك .. واتقوا الله فيهم ..
على الجميع صغيراً كان أم كبيراً أن ينتبه ويأخذ الحيطة والحذر ويسعى لتنبيه الأهل والأصحاب وغيرهم ...
من تلك المدارس الأجنبية ليست سوى مراكز تنصير في البلاد الاسلاميه
وربما يكونون في الدول المسلمه والمعلم النصراني وغيره يسعون طبعاَ
ليس فقط في حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بل حتى في الصحابه
منقول
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:28 ص]ـ
هذه طريقة الرافضه أيضاً حيث يشتري الاب لعبه لطفله فيقول هذه من علي
ثم يأخذها بعد فترة ويقول أخذها عمر أو أبو بكر!!!
فتتولد لدى صغير روح كراهية عجيبة لا تنفك عنه إلا بصعوبة بالغة إلا من رحم ربي وأراد هدايته.
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[05 - 03 - 09, 01:37 ص]ـ
هذه طريقة الرافضه أيضاً حيث يشتري الاب لعبه لطفله فيقول هذه من علي
ثم يأخذها بعد فترة ويقول أخذها عمر أو أبو بكر!!!
فتتولد لدى صغير روح كراهية عجيبة لا تنفك عنه إلا بصعوبة بالغة إلا من رحم ربي وأراد هدايته.
نعم صدقت أخي بارك الله فيك
تشابهت قلوبهم(54/136)
ما الفرق بين النوع والاعيان أو الافراد أو الاحاد
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 08:04 م]ـ
ما الفرق بين النوع والاعيان أو الافراد أو الاحاد؟ من حيث كلام شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى في قدم العالم النوعي
فقد علمت أن قدم العالم النوعي غير قدم الاعيان أو الافراد ولم أفهم ما الفرق بين القولين مع ضرب مثال حتى يتضح المقال
ولقد بحثت في الملتقى فلم أفهم الفرق أيضا فإن الاشكال عندي فقط في عدم معرفة الفرق(54/137)
نبذة ... عن تاريخ تقديم العقل على النقل
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:47 ص]ـ
مقدمة
الجهمية ومؤسسيها ونشأتها وأفكارها
المعتزلة ومؤسسيها ونشأتها وأفكارها
المتفرع منهما
خاتمة
مقدمة
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، فمن يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادى له، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وآله وصحبه كما صليت على ابراهيم وآله انك حميد مجيد، وبارك على محمد وآله وصحبه كما باركت على ابراهيم وآله انك حميد مجيد، أما بعد،
فأن أصدق الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار،
ثم أما بعد،
العقل مطية النقل، والنقل هو كلام رب العالمين سبحانه وتعالى بحرف وصوت متلو ومكتوب فى صحافنا بمداد ونقل الينا بالتواتر، أنزله رب العزة وكلم به جبريل عليه السلام فبلغه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا النقل أقوال وأفعال وتقريرات الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، فالقرآن مجمل والسنة مفصلة وقاصمة، هذا وحول نبينا صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام رضى الله عنهم أجمعين، قالنقل بفهم السلف الصالح ففهمهم عصمة للأمة، وهم أهل البلاغة والفصاحة والنجابة، وتابعهم من كان لسنته وهدى الخلفاء الراشدين مهديا بهم، وعقول السلف كانت لتصديق الخبر وتنفيذ الأمر ممتثلين طائعين، لله مخلصين خاضعين متذللين محبين، وكانت للتدبر والتأمل فأعملوا العقل حيث أمرهم الشرع وبين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم،
فكانت العقيدة نقية صافية فهى كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها،
ثم جدت أمور وأحوال لظهور بعض الحاقدين وأشعلوا الفتن وألقوا شبه مثل عبد الله بن سبأ ذلك اليهودى،
فكانت هناك أمور لسوء الفهم مع حسن النية، وكذلك اجتهادات، وحدث ماحدث من مقتل عثمان من الغوغائية الذين جهلوا فحركتهم الفتنة، وعثمان رضى الله عنه صبر على بلوى أصابته، حتى ينال الجنة وحتى يقمع الفتنة، ثم خرج من خرج على على لسوء الفهم، ثم اله على، وجاءت موقعتى الجمل وصفين، وغيره من أمور الا أن العقيدة النقية على حالها، والتى توالت من أحداث أمرها الى الله وحكمها له، كل هذا ونحن لازلنا فى الخيرية والعقيدة النقية،
حتى بدأ يظهر أمر الحاقدين الذين لايألون جهدا فى التتدبير لأهل الاسلام،
فأصلهم لقديم من الزمن فاليهود بأحقادهم منهم لبيد بن الأعصم وماكان منه من سحر للنبى صلى الله عليه وسلم، وكما روى البخارى فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق: حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر.
ثم أخذ منه أبن أخته طالوت الذى بدوره علم تلميذه ابان بن سمعان الذى خرج علي يديه والذى سمع لخلاصة شبه اليهود واعمال العقل فى كل الأمور
خرج الجعد بن درهم،
وعلى ذلك فإن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فأهل الباطل يسعون قديماً وحديثاً لطمس نور الحق الذي أنزله الله لعباده، ولكن الله عز وجل حفظ هذا النور لتقوم الحجة على العباد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/138)
وقد قال عز من قائل {وَمَنْ أَظْلَم مِمّن افْتَرَىْ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُو يُدْعَى إِلَى الإسْلامِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظّالمِين يُرِيْدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِم وَاللهُ مُتمّ نُورِه وَلَو كَرِه الكَافِرُون هُوَ الذِي أَرْسَلَ رَسُوْلَهُ بِالهُدَى وَدِيْنِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُوْنَ} الآيات 7 - 8 - 9 من سورة الصف.
فهذه الآيات جسدت حقيقة الصراع القائم وأوضحت وكشفت بجلاء عن محاولات أهل الباطل لصد الناس عن الحق وسعيهم الحثيث في إطفاء نوره.
ومن بين حلقات الصراع الدائر بين أهل الحق وخصومهم ما يتعلق بأهم مسائل الدين وقضاياه ألا وهي مسألة الإيمان بالله عز وجل.
فقد سعى أعداء هذا الدين من اليهود والمجوس والمشركين في طمس الحقائق الشرعية التي وردت بها النصوص، وأخذ ذلك السعي أنماطاً مختلفة ومن بين تلك الأنماط والأشكال ما يسمى عند أهل العلم بمقالة التعطيل التي أخذ أصحابها الأوائل على عاتقهم الكيد والدس والكذب والافتراء على الله في هذا الأصل العظيم من أصول هذا الدين، وقصدهم في ذلك حجب العباد عن المعرفة الصحيحة بالله عز وجل التي جاءت بها نصوص الوحي.
الجهمية ومؤسسيها ونشأتها وأفكارها
وتعد مقالة التعطيل من أكثر المقالات خطورة نظراً لأبعادها الخطيرة التي تشكلها على الإسلام وأهله:
فالبعد الأول الذي يدلل على خطورة هذه المقالة كونها تمس أعظم جوانب هذا الدين وأكبر مسائله ألا وهو الإيمان بالله عز وجل الذي هو أول أركان الإيمان وأعظم مبانيه.
فأصحاب هذه المقالة الأوائل سعوا في صد الناس عن هذا الدين من طريق الوقوف على بابه الذي يدخل منه، ذلك لأن من عرف الله عرف ما سواه، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل. فأرادوا بتعطيلهم لأسماء الله وصفاته قطع الطريق من أوله.
ولله در سليمان التيمي (143هـ) إذ قال: "ليس قوم أشد نقضاً للإسلام من الجهمية والقدرية، وأما الجهمية فقد بارزوا الله؛ وأما القدرية فقد قالوا في الله عز وجل"
وأما البعد الثاني في خطورة هذه المقالة فهو كونها أول مقالة تعارض الوحي بالعقل، فلم تكن المقالات السابقة لهذه المقالة تطعن في الدين من هذا الجانب، فالخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة عند ظهورهم لم يدع أحد منهم أن عنده عقليات تعارض النصوص، وإنما أتوا من سوء الفهم للنصوص والاستبداد بما ظهر لهم منها دون من قبلهم، فكانوا ينتحلون النصوص ويستدلون بها على قولهم، ولا يدعون أنهم عندهم عقليات تعارض النصوص.
فأصحاب مقالة التعطيل هم الذين فتحوا هذا الباب العظيم من أبواب الشر إذ طعنوا في نصوص الوحي وقدموا شبههم العقلية عليها.
وأما البعد الثالث لهذه المقالة فهو ما أفرزته هذه المقالة من الفرق والآراء المنحرفة، فقد تولد عن هذه المقالة أنماط مختلفة وطروحات غريبة عن جوهر الإسلام وصفائه.
و ضربت هذه المقالة أطنابها في الفكر الإسلامي، ولا يتصور مدى الضرر الذي الحقته بحياة المسلمين وعقيدتهم.
فالتيار الفلسفي والكلامي بتفرعاته ومدارسه وطوائفه إنما هو نتاج هذه المقالة الخبيثة التي تولى كبر إظهارها شيخ المعطلة النفاة الجعد بن درهم، وتبعه في ذلك تلميذه الجهم بن صفوان ثم توالت طوائف الباطل تذكى نار هذه المقالة وتنفث من خلالها سمومها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه.
اسمه ونسبه
لم تذكر المصادر والمراجع التي وقفت عليها إلا اسمه واسم أبيه فقط فهو "الجعد بن درهم"
وأشارت المصادر إلى أنه من الموالي وليس من العرب ولعل في كونه من الموالي ما يبرر اقتصار نسبه على اسمه واسم أبيه، فالعجم في الغالب لم تكن لهم عناية بحفظ أنسابهم بخلاف ما كان عليه الحال عند العرب.
وقد اختلف في ولائه لأي قبائل العرب:
فقال السمعاني والزبيدي وابن الأثير: (الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة)
وقال ابن كثير (ويقال إنه من موالي بني مروان)
وكذا قال الثعالبي نسبه إلى مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أحد خلفاء بني أمية. وقال ابن نباتة (هو مولى بني الحكم) نسبة إلى الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/139)
وهذه الأقوال متضاربة فالسمعاني والزبيدي وابن الأثير جزموا بولائه لسويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي. والجعفي: بطن من سعد العشيرة، من القحطانية وهذا يتعارض مع ما ذكره ابن كثير ولم يجزم به والثعالبي حيث قالا: (ويقال إنه من بني مروان) وكذا قول ابن نباتة إنه مولى بني الحكم.
ولعل الصواب الذي يترجح عندي ما ذكره السمعاني والزبيدي وابن الأثير، فهم أدرى بهذا الجانب وعنايتهم به أكبر وقد جزموا بنسبته إلى سويد بن غفلة.
ويساورني الشك أن هناك تصحيفاً في كلام ابن كثير في البداية، عند قوله: (بني مروان) فلعل الصواب (بني مران) بدون واو، ولو كان الأمر كذلك فإن الأقوال تجتمع (فبنوا مران) بطن من جعفي، من سعد العشيرة والله أعلم بالصواب
أصول الجعد
هناك معلومة ذكرها ابن نباتة إن صحت فإن فيها إشارة إلى أصول الجعد العرقية التي يرجع إليها.
قال ابن نباتة: (ويروى أن أم مروان كانت أمة، وكان الجعد أخاها) فهذه المعلومة إن ثبتت فإنها تفيد أن الجعد يرجع في نسبه إلى أصول كردية. لأن أم مروان بن محمد كانت أم ولد كردية كما ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين.
قال الطبري وابن الأثير في ترجمة مروان بن محمد: (وكانت أمه أم ولد كردية، كانت لإبراهيم ابن الأشتر أخذها محمد بن مروان يوم قتل إبراهيم فولدت مروان)
وقال ابن كثير: (وأمه أمة كردية يقال لها لبابة، وكانت لإبراهيم ابن الأشتر النخعي، أخذها محمد بن مروان يوم قتله، فاستولدها مروان هذا، ويقال إنها كانت لمصعب بن الزبير) وقال البلاذري: (وأمه كردية أخذها أبوه من عسكر ابن الأشتر، فيقال إنه أخذها وبها حَبَل فولدت مروان على فراشه)
وقال القلقشندي: (وأمه لبابة جارية إبراهيم بن الأشتر وكانت كردية)
ولكن ابن كثير يرى أن الجعد بن درهم يرجع إلى أصول فارسية حيث قال: "وأصله من خراسان" دون أن يذكر اسم المدينة التي ينتسب إليها. ويدعم هذا الرأي حادثة وقعت للجعد انتصر فيها لفارسيته.
قال ابن الأثير: (وقيل إن الجعد كان زنديقاً وعظه ميمون بن مهران (117هـ). فقال: "لشاة قباذ" أحب إلى مما تدين له) فكلمة "شاة قباذ" كلمة فارسية فـ"شاة": معناها "ملك" و"قُباذ": ملك من ملوك الفرس وهو قباذ بن فيروز والد كسرى أنوشروان.
معنى كلامه للملك قباذ أحب إلى من دين الإسلام. وفي هذا انتصار واضح للمجوسية الفارسية.
وعلى كل حال فإن الرجل ثبتت أعجميته، وعلى القول بأن أصول الجعد فارسية، فإن ذلك يدعم مقولة ابن حزم التي يقول فيها: (الأصل في أكثر خروج هذه الطوائف عن ديانة الإسلام أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطر في أنفسهم، حتى إنهم يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء، وكانوا يعدون سائر الناس عبيداً لهم؛ فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً، تعاظمهم الأمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى، ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق، فرأوا أن كيده على الحيلة أنجح، فأظهر قوم منهم الإسلام) وبلا شك أن الإسلام وأهله كانوا في تلك العصور في عزة ومنعة وتمكين، ولم يكن يجترئ كافر ولا منافق متعوذ بالإسلام من أبناء اليهود والنصارى وأنباط العراق أن يظهر ما في نفسه من الكفر وإنكار النبوة، فرقاً من السيف، وتخوفاً من الافتضاح. بل كانوا يتقلبون مع المسلمين بغم ويعيشون فيهم على رغم.
ولو استقرينا أهل البدع لوجدنا أكثرهم من العجم فالجهم بن صفوان خليفة الجعد ووارث بدعته من العجم، وكذا غيلان الدمشقي وهو من أوائل من تكلم في القدر كان من العجم، وكذا واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيرهم. وليس هذا غضاً من شأن العجم، ولكن أهل البدع منهم قد اجتمع فيهم الحقد على الإسلام وأهله، وجهلهم بهذا الدين ولغته التي نزل فيها، وقلة علمهم.
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:49 ص]ـ
تابع: نبذة ... عن تاريخ تقديم العقل على النقل
ومما يؤكد ذلك أن عمرو بن عبيد المعتزلي جاء إلى أبي عمرو بن العلاء يناظر في وجوب عذاب الفاسق، فقال له: يا أبا عمرو الله يخلف وعده؟ فقال: لن يخلف الله وعده، فقال عمرو: فقد قال، وذكر آية وعيد، فقال عمرو: من العجمة أتيت، الوعد غير الإيعاد ثم أنشد:
وإني وإن أوعدْتُه أو وعدْتُه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/140)
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فأمثال هؤلاء لم يفهموا القرآن والسنة فهماً صحيحاً ولهذا لما سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد؟ فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين: إنما أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيما أنزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن ولا يدرون فيما نزل فيكون لكل قوم فيه رأي فإذا كان كذلك اختلفوا) (الأعتصام 2/ 183)
مولده وموطنه
ا- مولده:
لم تسعفنا كتب التاريخ والتراجم والمقالات بشيء عن تاريخ ولادته، وليس ذلك بمستغرب، فالرجل ضال مبتدع، ولولا ما ابتدعه ما اشتهر وما عرف، إضافة إلى أن العناية بهذا الجانب تعد ضعيفة إلى حد كبير في تراجم السابقين، والجعد لم يعط عناية بتاريخ قتله فضلاً عن أن يعطى عناية بتاريخ مولده.
ب- موطنه:
إن مما لا شك فيه أن للبيئة التي ينشأ فيها الإنسان أثرها البالغ في حياته سلباً وإيجاباً، فالإنسان مدني بطبعه يتأثر بمن حوله، ويؤثر على من حوله، فإذا وجد الإنسان البيئة الصحيحة السليمة ساعد ذلك في تنشئته التنشئة السليمة، وإعداده الإعداد الجيد، وبنائه البناء السليم.
وإذا كان الأمر على العكس من ذلك، بحيث ينشأ المرء في بيئة منحرفة متلوثة بالأفكار الفاسدة، فإن ذلك ينعكس سلباً على الشخص الذي ينشأ في هذه البيئة، فقد يتشرب تلك الأفكار ويعتقدها ويكون من حملة لوائها.
والجعد بن درهم من هذا الصنف الثاني، فبيئته التي نشأ فيها ساعدت على حمله لأفكار الضلال وتشربه لها.
أما من حيث المنطقة فهو ينسب إلى الجزيرة الفراتية وفي ذلك يقول الهروي: (فأما الجعد فكان جزري الأصل) وهذه النسبة إلى الجزيرة وهي بلاد بين دجلة والفرات وإنما قيل لها جزيرة لهذا وفيها عدة بلاد منها الموصل، وحران، والرقة، وغيرها.
أما عن موطنه وبلده:
فالجعد بن درهم فيما قيل من أهل "حران" كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قال الإمام أحمد: وكان يقال إنه [أي الجعد] من أهل حران)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أهل حران)
وقال ابن عساكر: (وقيل إنه كان من أهل حران)
وقال الذهبي: (وأصله من حران)
وحران مدينة تقع بالجزيرة الفراتية من أرض العراق ولا يتعارض هذا القول مع ما ذكره ابن كثير في تاريخه حيث قال: (قال غير واحد من الأئمة كان الجعد بن درهم من أهل الشام)
فالجعد بن درهم حراني المولد والنشأة، وكان يسكن الجزيرة الفراتية في أول أمره، وعمل في تلك الفترة معلماً ومؤدباً لمروان بن محمد لما كان والياً على الجزيرة أيام هشام بن عبد الملك ثم انتقل بعد ذلك إلى دمشق وسكن فيها ثم هرب من دمشق إلى الكوفة.
وإذا كان الجعد قد نشأ بحران وتعلم فيها، فإن حران كانت دار الصابئة المشركين، وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة بقايا أهل دين نمرود والكنعانيين المشركين، وكانت الصابئة إلا قليلاً منهم إذ ذاك على الشرك، وعلماؤهم هم الفلاسفة وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل وكان بها هيكل "العلة الأولى" هيكل "العقل الأول" هيكل "النفس الكلية" هيكل "زحل" هيكل "المشترى" هيكل "المريخ" هيكل "الشمس" وكذلك "الزهرة" و"عطارد" و "القمر".
وكان هذا دينهم قبل ظهور النصرانية فيهم، ثم ظهرت النصرانية فيهم مع بقاء أولئك الصابئة المشركين حتى جاء الإسلام. ولم يزل بها الصابئة والفلاسفة في دولة الإسلام إلى آخر وقت، ولذا لما قدم الفارابي حران في أثناء المائة الرابعة دخل عليهم، وتعلم منهم، وأخذ عنهم ما أخذ من الفلسفة.
فيكون الجعد قد أخذ مقالته عن هؤلاء الصابئة الفلاسفة الذين يقولون: إنه ليس للرب إلا صفات سلبية أو إضافية أو مركبة منهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قال الإمام أحمد: وكان يقال إنه [أي الجعد] من أهل حران، وعنه أخذ الجهم بن صفوان مذهب نفاة الصفات وكان بحران أئمة هؤلاء الصابئة الفلاسفة، بقايا أهل هذا الدين أهل الشرك ونفي الصفات والأفعال ولهم مصنفات في دعوة الكواكب)
تشير بعض المصادر إلى أن الجعد كان في بدء أمره يسكن الجزيرة الفراتية من أرض العراق وفيها بدء نشر فكره الضال المنحرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/141)
قال السمعاني: (الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة وقع إلى الجزيرة وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي بها إذ ذاك مروان بن محمد)
وقال ابن الأثير: (مذهب الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة، صار إلى الجزيرة، وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي حينئذ مروان بن محمد الحمار وإليه ينسب مروان فيقال الجعدي)
وقال الزبيدي: (الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة صاحب رأي أخذ به جماعة بالجزيرة)
ومن أشهر من تأثر بفكر الجعد في هذه الفترة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولهذا يقال له مروان الجعدي، فنسب إليه إذ أن الجعد هو شيخه وأستاذه، فالجعد كان مؤدباً لمروان بن محمد في الفترة التي كان فيها مروان والياً لهشام بن عبد الملك على الجزيرة من أرض العراق فتعلم مروان من الجعد، وكان يقال له مروان الحمار،
مذهبه في القول بخلق القرآن، والقدر وغير ذلك، وكان الناس يذمون مروان لنسبته إليه وقيل: إنه كان مؤدبا له في صغره فقد كان مولد مروان بالجزيرة في سنة اثنتين وسبعين للهجرة وذكر أنه كان مؤدباً له ولولده.
وبسبب مروان بن محمد انتشر فكر الجعد في الجزيرة الفراتية قال ابن القيم: (وإنما نفق عند الناس لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، ولهذا يسمى مروان الجعدي).
وانتقل الجعد بعد ذلك من الجزيرة إلى دمشق، وسكنها وهي يوم ذلك عاصمة الخلافة، وحاضرة العلم والعلماء، ولعل المبرر في انتقاله إليها: محاولته لبث فكره المنحرف الضال على نطاق أوسع، لما تمثله دمشق في ذلك الوقت من كونها دار الخلافة ومركز الحضارة والعلم، وملتقى العلماء وطلاب العلم.
ويظهر هذا القصد جلياً في إظهار الجعد لبدعته، ومحاولته لطرحها في مجالس العلماء، ومجادلتهم في ذلك، كما هي حال أمثاله من المبتدعة الزنادقة الذين يستخدمون مثل هذه الأساليب في نشر فكرهم المنحرف.
قال ابن كثير: (سكن الجعد دمشق، وكانت له بها دار بالقرب من القلاسيين إلى جانب الكنيسة)
وقال ابن عساكر: (كان يسكن دمشق، وله بها دار)
وقال ابن كثير: (وذكر أنه كان يتردد إلى وهب بن منبه، وأنه كلما راح إلى وهب يغتسل ويقول: أجمع للعقل، وكان يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل؛ فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد اقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له نفساً ما قلنا ذلك وأن له سمعاً ما قلنا ذلك، وذكر الصفات من العلم والكلام وغير ذلك)
وقال عبد الصمد بن معقل: قال الجعد بن درهم: ما كلمت عالماً قط إلا غضب وحل حبوته غير وهب.
وقد كان لمناظرات الجعد ومجادلاته مع العلماء أثرها العكسي عليه، فلم تحقق ما يصبو إليه من أهداف كزرع الشبه وزعزعة المعتقد وإحداث البلبلة في فكر المسلمين. بل على العكس من ذلك فقد ساعدت تلك المناظرات على كشفه وفضح مقاصده وبيان فساد معتقده ورفع أمره إلى ولي الأمر وخليفة المسلمين هشام بن عبد الملك المعروف بمواقفه من المبتدعة.
ويروي لنا ابن الأثير سبب اكتشاف أمر الجعد وسبب طلب هشام له والقبض عليه فيقول: (وقيل إن الجعد كان زنديقاً، وعظه ميمون بن مهران
فقال: لشاه قباذ أحب إلي مما تدين به.
فقال له: قتلك الله، وهو قاتلك، وشهد عليه ميمون وطلبه هشام وسيره إلى خالد القسري فقتله) فهذا النص التاريخي يوضح أن الفضل في كشف أمر الجعد ورفع أمره يعود لميمون بن مهران الذي وعظ الجعد في بداية الأمر فلما رأى أن الموعظة لا تنفع شهد عليه؛ فطلبه هشام بن عبد الملك، وقد اختلفت الروايات التاريخية في طريقة إخراج الجعد من دمشق:
فقال ابن الأثير: (وقيل إن الجعد بن درهم أظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام بن عبد الملك، فأخذه هشام وأرسله إلى خالد القسري وهو أمير العراق، وأمره بقتله، فحبسه خالد ولم يقتله، فبلغ الخبر هشاماً، فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله)
ويروي ابن عساكر وابن كثير رواية تختلف عن رواية ابن الأثير فيقول ابن عساكر: (كان الجعد أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق وسكن الكوفة، ومنه تعلم الجهم بن صفوان بالكوفة خلق القرآن)
وقال ابن كثير: (وأما الجعد فإنه أقام بدمشق حتى أظهر القول بخلق القرآن، فتطلبه بنو أمية فهرب منهم، فسكن الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول منه)
ويروى أبو محمد اليمني رواية ثالثة في قصة إخراج الجعد من دمشق فيقول: (فبان له [أي هشام بن عبد الملك] بعض زندقته فنفاه إلى البصرة وكان عليها إذ ذاك خالد بن عبد الله القسري فرفع إليه خبره في يوم الأضحى) وذكر قصة ذبحه. والراويات التاريخية تذكر أن للجعد نشاطاً بالبصرة وبالكوفة، فممن أشار إلى نشر الجعد لبدعته بالبصرة الدارمي حيث قال: (كان أول من أظهر شيئاً منه [أي التكذيب بكلام الله] بعد كفار قريش الجعد بن درهم بالبصرة، وجهم بخراسان إقتداءاً بكفار قريش، فقتل الله جهماً شر قتلة. وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري، فذبحه ذبحاً بواسط يوم الأضحى، على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، ولا يعيبه به عائب، ولا يطعن عليه طاعن بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوبوه من رأيه) فالشاهد قوله إنه "أظهره بالبصرة".
وأما عن نشاطه في الكوفة فقد تقدم قول ابن كثير: (فهرب من دمشق وسكن الكوفة ومنه تعلم الجهم بالكوفة خلق القرآن.)
فالذي يستنتج من تلك الروايات أن الجعد كان يتردد بين الكوفة والبصرة، لكن تبقى مسألة نفيه محل النظر فمثل هذه المسألة لا يكون حلها بالنفي، إلا أن يكون المقصود بالنفي السجن، وبالتالي إذا كان هذا هو المراد فإن هذه الرواية تتفق مع رواية ابن الأثير.
ويستنتج من الأخبار السابقة الأمور التالية:
1 - أن بدعة الجعد ظهرت بوادرها في الجزيرة الفراتية من أرض العراق، ثم أظهرها الجعد بدمشق لما انتقل إليها وسكن فيها، فطلبه بنو أمية لما علموا بأمره، فهرب منها إلى الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه.
2 - أن زمن ظهور بدعة الجعد كان في أيام خلافة هشام بن عبد الملك الذي تولى الخلافة في الفترة ما بين 105 - 125هـ.
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/142)
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:51 ص]ـ
3 - أن الفضل في الإنكار على الجعد والأمر بقتله يعود في المقام الأول إلى هشام بن عبد الملك، وليس لخالد بن عبد الله القسري فهشام هو الذي طلب الجعد لما أظهر بدعته بدمشق، ولكن الجعد هرب إلى الكوفة، فأرسل هشام في طلبه كما في خبر ابن كثير، وابن عساكر. أو أن هشاما نفاه إلى البصرة كما في خبر اليماني. أو أن هشاماً قبض عليه، وأرسله إلى عامله بالعراق خالد القسري، وأمره بقتله، لكن خالد اكتفى بحبسه ولم يقتله، فبلغ الخبر هشاماً، فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله. كما أشار إلى ذلك ابن الأثير.
والذي يترجح عندي أن خبر ابن كثير وابن عساكر أقرب للصواب لأن الجعد عندما كان في الكوفة أخذ منه الجهم بن صفوان مقالته. وعموماً فإن جميع الروايات توضح أن الفضل يعود في الدرجة الأولى لهشام ابن عبد الملك، وإن كان الفضل يرجع لخالد القسري في طريقة إعلانه لهذا الأمر في مجمع الناس بعيد الأضحى، ففي ذلك ترهيب لكل مبتدع. ولقد كان هشام شديداً على أهل البدع، وليست هذه هي المنقبة الوحيدة له. فقد كان من مناقبه في حرب أهل البدع والأهواء قتله لغيلان الدمشقي الذي أظهر القول بنفي القدر في أيام عمر بن عبد العزيز، فأحضره عمر، واستتابه، فتاب. ثم عاد للكلام فيه أيام هشام، فأحضره من ناصرة ثم أحضر له الأوزاعي لمناظرته، فأفتى الأوزاعي بقتله، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثم أمر به فصلب.
فقد أخرج عبد الله بن الإمام أحمد بسنده عن أبي جعفر الخطمي قال: شهدت عمر بن عبد العزيز وقد دعا غيلان لشيء بلغه في القدر فقال له: ويحك يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك؟
قال: يُكذَب عليَّ يا أمير المؤمنين، ويُقالُ عليَّ ما لم أقل.
قال: ما تقول في العلم؟
قال: قد نفذ العلم.
قال: فأنت مخصوم، اذهب الآن فقل ما شئت، ويحك يا غيلان إنك إن أقررت بالعلم خصمت، وإن جحدته كفرت، وإنك أن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر.
ثم قال: تقرأ يس؟
قال: نعم.
فقال: اقرأ (يس والقرآن الحكيم)
فقرأ: (يس والقرآن الحكيم) إلى قوله: {لقد حقَّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}
فقال: قف، كيف ترى؟
قال: كأني لم أقرأ هذه الآية يا أمير المؤمنين.
قال: زد. فقرأ (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيدهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون)
قال: قال عمر رحمه الله: قل (فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) قال: كيف ترى؟
قال: كأني لم أقرأ هذه الآيات قط، وإني لأعاهد الله أن لا أتكلم في شيء مما كنت أتكلم فيه أبداً.
قال: اذهب، فلما ولى. قال: اللهم إن كان كاذباً فيما قال فأذقه حر السلاح.
قال: فلم يتكلم زمن عمر رحمه الله، فلما كان زمن يزيد بن عبد الملك جاء رجل لا يهتم لهذا ولا ينظر فيه فتكلم غيلان، فلما ولي هشام أرسل إليه فقال: أليس عاهدت الله عز وجل لعمر أن لا تتكلم في شيء من هذا الأمر أبداً؟
قال: أقلني فوالله لا أعود.
قال: لا أقالني الله إن أقلتك هل تقرأ فاتحة الكتاب؟
قال: نعم.
قال: فاقرأ.
فقرأ (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين)
قال: قف، علام استعنته؟ على أمر بيده لا تستطيعه إلا به، أو على أمر في يدك أو بيدك؟ اذهبوا فاقطعوا يديه ورجليه واضربوا عنقه واصلبوه.)
وأخرج الآجري بسنده وكذا ابن حبان عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: "كنت عند عبادة بن نُسَيٍّ، فأتاه رجل. فأخبره أن أمير المؤمنين هشاماً قطع يد غيلان ولسانه وصلبه، فقال له: حقاً ما تقول؟
قال: نعم.
قال: أصاب والله السنة والقضية، ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن له ما صنع"
ومن مناقب هشام كذلك إصداره أمراً لواليه بخراسان نصر بن سيار بقتل الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم فقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق صالح بن الإمام أحمد بن حنبل قال: قرأت في دواوين هشام ابن عبد الملك إلى نصر بن سيار عامل خراسان: أما بعد فقد نجم قبلك رجل يقال له جهم من الدهرية فإن ظفرت به فاقتله) ولكن هشام توفي قبل ذلك فقد كانت وفاته سنة (126هـ) والجهم قتل سنة (128هـ).
فهذه ثلاث مناقب لهشام تظهر شدته على أهل البدع.
مقتل الجعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/143)
قتل الجعد بن درهم بالعراق في مدينة واسط في أوائل المائة الثانية على عهد علماء التابعين مثل الحسن البصري (ت110هـ) وغيره.1
"سبب قتله"
ويروى ابن الأثير سبب قتله فيقول: (وقيل: إن الجعد كان زنديقاً، وعظه ميمون بن مهران. فقال: لشاه قباذ2 أحب إلي مما تدين به. فقال له: قتلك الله، وهو قاتلك، وشهد عليه ميمون، وطلبه هشام فظفر به وسيره إلى خالد القسري فقتله)
فهذه الرواية التاريخية تظهر أن ميمون بن مهران (ت117هـ) -وهو أحد الأربعة الذين كانوا هم علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك4 وهم مكحول والحسن والزهري وميمون بن مهران5 - هو الذي رفع أمر الجعد لهشام وأعد الشهود الذين شهدوا على الجعد بالكفر.
وفي هذا رد على زعم من زعم أن قتل الجعد كان بدافع سياسي من أمثال "شارل بلاذا" في كتابه "الجاحظ" حيث قال: (وقد تكون هناك أسباب سياسية أو عداء شخصي بين هشام والجعد لا تشير إليه المصادر، وجعلت هشام بن عبد الملك يأمر بقتل الجعد)
وعلي سامي النشار حيث قال: (لا نستطيع أن نصدق أن قتله -أي الجعد- كان لآرائه الفكرية، بل يبدو أنه لسبب سياسي)
وهذا التشكيك لا مستند له إلا التخرصات والأوهام ولذلك لم يستطع أحد منهما أن يبرهن لذلك ويدلل عليه.
"تاريخ قتل الجعد"
حددت المصادر التاريخية وغيرها الساعة واليوم والشهر والبلد والمكان الذي قتل فيه الجعد والطريقة والأداة والذابح الذي ذبح الجعد.
فالساعة: هي صباح يوم عيد الأضحى بعد انتهاء الخطبة.
واليوم: هو اليوم العاشر.
والشهر: شهر ذي الحجة.
والبلد: هي واسط.
والمكان: أسفل المنبر.
والطريقة والأداة والذابح: ذبح بالسكين ذبحاً بيد خالد بن عبد الله القسري.
ولكن مع كل هذه المعلومات التفصيلية الدقيقة، يبقى أن العام الذي قتل فيه
"سبب قتل الجعد"
وقد ضحى بالجعد خالد بن عبد الله القسري بواسط على عهد علماء التابعين وغيرهم من علماء المسلمين وهم بقايا التابعين في وقته مثل الحسن البصري وغيره، الذين حمدوه على ما فعل وشكروا ذلك. قال الدارمي: (أظهر الجعد بن درهم بعض رأيه في زمن خالد القسري، فزعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليما، فذبحه بواسط يوم الأضحى على رؤوس من حضره من المسلمين، لم يعبه به عائب، ولم يطعن عليه طاعن، بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولهذا لما ظهر هذا القول في أوائل الإسلام قُتل من أظهره، وهو الجعد بن درهم يوم الأضحى، فقتله خالد بن عبد الله القسري برضا علماء الإسلام)
وقال النديم في الفهرست: (وقَتَلَ الجعدَ هشامُ بن عبد الملك في خلافته بعد أن طال حبسه في يد خالد بن عبد الله القسري. فيقال إن آل الجعد رفعوا قصته إلى هشام، يشكون ضعفهم وطول حبس الجعد، فقال
هشام: أهو حي بعد، وكتب إلى خالد في قتله، فقتله يوم أضحى، وجعله بدلاً من الأضحية بعد أن قال ذلك على المنبر بأمر هشام.
وقال ابن القيم: (فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة، وأولهم شيخهم الجعد بن درهم، وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، فلما اشتهر أمره في المسلمين طلبه خالد بن عبد الله القسري، وكان أميراً على العراق، حتى ظفر به، فخطب الناس في يوم الأضحى، وكان آخر ما قال في خطبته: "أيها الناس، ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليماً، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً. ثم نزل فذبحه في أصل المنبر فكان ضحية. ثم طفئت تلك البدعة فكانت كأنها حصاة رمي بها والناس إذ ذاك عنق واحد)
وقال ابن العماد الحنبلي: (خطب خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم أضحى وكان ممن حضره الجعد بن درهم. فقال خالد في خطبته الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلاً وموسى كليماً. فقال الجعد وهو بجانب المنبر لم يتخذ الله إبراهيم خليلاً ولا موسى كليماً ولكن من وراء وراء فلما أكمل خالد خطبته قال: يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولا موسى كليماً في كلام طويل ثم نزل فذبحه في أسفل المنبر. فلله ما أعظمها وأقبلها من أضحية)
وقال ابن عساكر: (وأما الجعد بن درهم فقتله خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بالكوفة، وكان خالد والياً عليها، أتي به في الوثاق حتى صلى وخطب ثم قال في آخر خطبته: انصرفوا وضحوا تقبل الله منا ومنكم، فإني أريد أن أضحى اليوم بالجعد بن درهم، فإنه يقول ما كلم الله موسى تكليماً، ولا اتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً؛ ثم نزل وجز رأسه بيده بالسكين)
وقد أخرج البخاري في كتابه خلق أفعال العباد، وغيره، قال: حدثنا قتيبة حدثني القاسم بن محمد ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال: شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم أضحى وقال: ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم. زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً تعالى الله علواً كبيراً عما يقول الجعد بن درهم ثم نزل فذبحه)
قال ابن عساكر: (ثم نزل وجز رأسه بيده بالسكين)
وقال الذهبي في العلو للعلي الغفار: (قرأت في كتاب الرد على الجهمية لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب التصانيف حدثنا عيسى ابن أبي عمران الرملي حدثنا أيوب بن سويد عن السري بن يحي قال: خطبنا خالد القسري وقال: انصرفوا إلى ضحاياكم تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد، وذكر القصة)
والقصة مشهورة كما قال عنها الذهبي وقد تناقلها جمع من علماء السنة منهم البخاري، والدارمي، وابن أبي حاتم واللالكائي، والأجري، وابن كثير، والذهبي، وابن تيمية، وابن القيم وغيرهم.
وقد شكر علماء المسلمين هذا العمل وأثنوا عليه، وعلى رأس أولئك الحسن البصري.
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/144)
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:52 ص]ـ
قال ابن القيم:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد ال ... ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال ابراهيم ليس خليله ... كلا ولا موسى الكليم الداني
شكرا لضحية كل صاحب سنة ... لله درك من أخي قربان
وقال أبو محمد اليمني: (فاستحسن الناس منه ذلك، وقالوا نفى الغل عن الإسلام جزاه الله خيراً).
وقال الدارمي: (وأما الجعد، فأخذه خالد بن عبد الله القسري، فذبحه ذبحاً بواسط في يوم الأضحى، على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، ولا يعيبه به عائب، ولا يطعن عليه طاعن. بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوبوه من رأيه).
وقال الذهبي بعد ذكره قصة قتل خالد القسري للجعد (هذه من حسناته هي وقتله مغيرة الكذاب). وكذلك من حسناته قتله لبيان بن سمعان النهدي.
أقوال العلماء فيه
قال اللالكائي: عن عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: (أول من أتى بخلق القرآن جعد بن درهم)
وقال ابن عساكر في ترجمة الجعد: (أول من قال بخلق القرآن)
وقال الهروي: (وأما فتنة إنكار الكلام لله عز وجل فأول من زرعها جعد بن درهم، فلما ظهر جعد قال الزهري وهو أستاذ أئمة الإسلام وقائدهم: ليس الجعد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم)
وقال ابن الأثير: (وكان مروان يلقب بالحمار والجعدي لأنه تعلم من الجعد بن درهم مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك، وقيل إن الجعد كان زنديقاً)
وقال ابن كثير في ترجمة الجعد: (هو أول من قال بخلق القرآن)
وقال الذهبي: (وكان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم)
وقال السيوطي في الأوائل: (أول من تفوه بكلمة خبيثة في الاعتقاد
الجعد بن درهم)
وقال الذهبي في ترجمته في الميزان: (مبتدع ضال، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً، فقتل على ذلك يوم النحر والقصة مشهورة)
وقال البيهقي بعد أن ساق بأسانيده أقوال أئمة السلف في أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق: (ولم يصح عندنا خلاف هذا القول عن أحد من الناس في زمان الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وأول من خالف الجماعة في ذلك الجعد بن درهم فأنكر عليه خالد بن عبد الله القسري وقتله)
وقال الطبري: (إن أول من قال القرآن مخلوق جعد بن درهم)
قال ابن العماد الحنبلي: (والجعد هذا من أول من نفى الصفات وعنه انتشرت مقالة الجهمية إذ ممن حذا حذوه في ذلك الجهم بن صفوان عاملهما الله تعالى بعدله.).
وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: (الجعد بن درهم، الضال، ذبحه خالد القسري، أنكر أن إبراهيم عليه السلام خليل الله.)
وقال عنه أبو الحسن علي بن محمد المدائني الأخباري: (كان زنديقاً وقد قال له وهب من منبه إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله أن له يداً، وأن له عيناً ما قلنا ذلك. ثم لم يلبث الجعد أن صلب)
وقال ابن كثير: (وذكر أنه -أي الجعد- كان يتردد إلى وهب بن منبه، وأنه كلما راح إلى وهب يغتسل ويقول أجمع للعقل، وكان يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل؛ فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد اقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له نفساً ما قلنا ذلك وأن له سمعاً ما قلنا ذلك، وذكر الصفات من العلم والكلام وغير ذلك. ثم لم يلبث الجعد أن صلب ثم قتل ذكره ابن عساكر) 2
وقال ابن حجر: (وللجعد أخبار كثيرة في الزندقة منها أنه جعل في قارورة تراباً وماءً فاستحال دوداً وهواماً فقال: أنا خلقت هذا لأني كنت سبب كونه. فبلغ ذلك جعفر بن محمد فقال: فليقل كم هو، وكم الذكران منه والإناث إن كان، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره. فبلغه ذلك فرجع)
وقال ابن نباتة: (دخل على الجعد يوماً بُهْلول، فقال أحسن الله عزاءك في {قل هو الله أحد} فإنها ماتت!
قال: وكيف تموت؟
قال: لأنك تقول: إنها مخلوقة، وكل مخلوق يموت)
وقال ابن عساكر: (وأخذ الجعد بن درهم من أبان بن سمعان وأخذ أبان من طالوت وأخذ طالوت من لبيد بن أعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لبيد يقرأ القرآن وكان يقول بخلق التوراة، وأول من صنف في ذلك طالوت، وكان طالوت زنديقًا وأفشى الزندقة، ثم أظهره جعد بن درهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/145)
وقال ابن كثير: (وقد أخذ الجعد بدعته عن بيان بن سمعان وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم الساحر الذي سحر رسول صلى الله عليه وسلم، وأخذها لبيد عن يهودي باليمن)
وقال النديم في الفهرست: (كان الجعد بن درهم الذي ينسب إليه مروان بن محمد، فيقال مروان الجعدي، وكان مؤدباً له ولولده، فأدخله في الزندقة.)
وقال ابن القيم: (فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة، وأولهم شيخهم الجعد بن درهم، وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي، وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة)
وقال القلقشندي في ترجمة مروان: (ويعرف بالجعدي لأنه أخذ عن الجعد ابن درهم مذهبه في الكلام في القول بخلق القرآن والقدر)
قال المطهر بن طاهر المقدسي: (وقيل له الجعدي لأن الجعد بن درهم الزنديق كان غلب عليه وفيه يقول الشاعر:
أتاك قومُ برجالٍ جُرْد ... مخالفاً ينصُرُ دِينَ الجعد
مكذباً بجحد يومَ الوَعْد
بدعه ومقالته
وبعد فهذه جملة من الأفكار المنحرفة ذكر العلماء أن الجعد كان ينادي بها ويظهرها ويدعو إليها. ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1 - إنكاره لصفات الخالق، ولا شك أن جحود صفاته مستلزم لجحود ذاته
فأراد الجعد بذلك هدم الأصل الأول من أصلي الدين الذي هو "الإيمان بالله"
فالجعد وأمثاله لا يؤمنون بوجود حقيقي لله تعالى، ويجعلون وجود الله أمرًا مقدرًا في الذهن والخيال لا حقيقة له في الخارج، فلذلك هم لا يصفونه بصفة ثبوتية، ويقتصرون على وصفه بالصفات السلبية أو الإضافية أو المركبة منهما.
والجعد أول من أحدث ذلك في الإسلام، وقد كان أسبق من الجهم ابن صفوان، ولكن الجهم كان له في هذه البدعة مزية المبالغة في النفي وكثرة إظهار ذلك والدعوة إليه ولذلك اشتهر نسبة هذه المقالة إليه
فقيل مقالة الجهمية، ولم يقل مقالة الجعدية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهاتان الصفتان -أي كلامه ورضاه الذي يتضمن محبته ومشيئته- هما اللتان أنكرهما الجعد بن درهم أول الجهمية، لما زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، إذ لا محبة له ولا رضا؛ ولم يكلم موسى تكليما)
- إنكاره أن الله يتكلم حقيقة، وهذا إنكار لحقيقة الرسالة
فالصابئة المتفلسفة شيوخ الجعد لا يثبتون وجود الله على الحقيقة فضلاً أن يثبتوا له صفة الكلام، ولذلك هم يقولون: (إن الله ليس له كلام في الحقيقة، وإن كلام الله اسم لما يفيض على قلب النبي من "العقل الفعال" أو غيره. و"ملائكة الله" اسم لما يتشكل في نفسه من الصور النورانية ولهذا يقول هؤلاء إن خاصية النبي التخييل، وإن ما جاء به النبي ليس كلامًا لله على الحقيقة، وإنما هو تخييل للحقائق لينتفع به الجمهور، لا أنه بين به الحق، ولا هدى به الخلق ولا أوضح به الحقائق.
فأراد الجعد بذلك هدم الأصل الثاني من أصلي الدين الذي هو الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ورسالته. وذلك من خلال إنكاره لكلام الله المستلزم لإنكار حقيقة الرسالة، وقد تجلت بدعته هذه في قوله بخلق القرآن فهو أول من تكلم به.
قال الهروي: (وأما الذين قالوا بإنكار الكلام لله عز وجل، فأرادوا إبطال الكل، فإن الله على زعمهم الكاذب إذا لم يكن متكلماً، بطل الوحي، وارتفع الأمر والنهي وذهبت الملة، فلا يكون جبريل عليه السلام سمع ما بلغ، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ ما أنفذ. فبطُلَ التسليم والسمع والتقليد، ويبقى المعقول الذي به قاموا.)
- إنكاره محبة الله لأحد من عباده، وبالتالي أنكر أن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وهو يريد بذلك الطعن في نبي الله إبراهيم الخليل إمام الحنفاء، ولا غرابة في ذلك فأئمة الجعد هم الصابئة المشركون عباد الكواكب، وهؤلاء هم أعداء إبراهيم الخليل عليه السلام إمام الحنفاء، وهم ينكرون في الحقيقة أن يكون إبراهيم خليلاً. بل إن هؤلاء يقولون إن الله لا يُحِبُ ولا يُحَبُ، فلا يحب الرب عبده، ولا يحب العبد ربه.
وهدفهم هو التعطيل والجحود، لأن إنكار محبة العبد ربه هو في الحقيقة إنكار لكونه إلها معبوداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/146)
كما أن إنكار محبته لعبده يستلزم إنكار مشيئته وهو يستلزم إنكار كونه رباً خالقاً.
فصار إنكار المحبة مستلزماً لإنكار كونه رب العالمين، ولكونه إله العالمين. وهذا هو قول أهل التعطيل والجحود ولذا أطلق إمام المعطلة الجعد بن درهم القول بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكان الجعد بن درهم من أهل حران، وكان فيهم بقايا من الصابئين والفلاسفة -خصوم إبراهيم الخليل عليه السلام- فلهذا أنكر تكليم موسى وخلة إبراهيم، موافقة لفرعون ونمرود، بناءً على أصل هؤلاء النفاة، وهو أن الرب تعالى لا يقوم به كلام، ولا يقوم به محبة
لغيره، فقتله المسلمون، ثم انتشرت مقالته فيمن ضل من هذا الوجه. والمحبة متضمنة للإرادة، ومسألة الكلام والإرادة ضل فيهما طوائف).
وقال رحمه الله: (وكان أول من أنكر المحبة الجعد بن درهم، فضحى به خالد بن عبد الله القسري، وقال: "ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليماً، ولا اتخذ إبراهيم خليلاً تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً" ثم نزل فذبحه. فإن الخلة من توابع المحبة، فمن كان من أصله أن الله لا يُحِبُ ولا يُحَبُ، لم يكن للخلة عنده معنى.
4 - من بدع الجعد معارضته للنصوص بالعقليات، وهو أول من أحدث هذه البدعة، وفتح باباً من أبواب الشر على المسلمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومعلوم أن عصر الصحابة وكبار التابعين لم يكن فيه من يعارض النصوص بالعقليات، فإن الخوارج والشيعة حدثوا في آخر خلافة علي رضي الله عنه، والمرجئة والقدرية حدثوا في أواخر عصر الصحابة، وهؤلاء كانوا ينتحلون النصوص ويستدلون بها على قولهم، لايدَّعون أنهم عندهم عقليات تعارض النصوص. ولكن لما حدثت الجهمية في أواخر عصر التابعين، كانوا هم المعارضين للنصوص برأيهم، .... وأولهم الجعد بن درهم)
فأول ما ظهر علم الكلام في الإسلام بعد المائة الأولى، من جهة الجعد بن
درهم والجهم بن صفوان، ثم صار إلى أصحاب عمرو بن عبيد، كأبي الهذيل العلاف وأمثاله.
فالجعد هو مشعل نار هذه الفتنة، وعلم الكلام جر على المسلمين الكثير من البلايا والمحن والفتن التي لا نزال إلى يومنا هذا نعاني منها.
وقال ابن القيم: (مضى الرعيل الأول [من الصحابة] في ضوء ذلك النور لم تطفئه عواصف الأهواء، ولم تلتبس به ظلم الآراء وأوصوا من بعدهم أن لا يفارقوا النور الذي اقتبسوه منهم، وأن لا يخرجوا عن طريقهم، فلما كان في أواخر عصرهم حدثت الشيعة والخوارج والقدرية والمرجئة، فبعدوا عن النور الذي كان عليه أوائل الأئمة، ومع هذا لم يفارقوه بالكلية، بل كانوا للنصوص معظمين، وبها مستدلين، ولها على العقول والآراء مقدمين، ولم يدع أحد منهم أن عنده عقليات تعارض النصوص، وإنما أتوا من سوء الفهم فيها، والاستبداد بما ظهر لهم منها دون من قبلهم، ورأوا أنهم إن اقتفوا أثرهم كانوا مقلدين لهم، فصاح بهم من أدركهم من الصحابة وكبار التابعين من كل قطر، ورموهم بالعظائم، وتبرؤوا منهم، وحذروا من سبيلهم أشد التحذير، وكانوا لا يرون السلام عليهم ولا مجالستهم، وكلامهم فيهم معروف في كتب السنة، وهو أكثر من أن يذكر هاهنا.
فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي، ومع هذا كانوا قليلين أولاً مقموعين مذمومين عند الأئمة، وأولهم شيخهم الجعد بن درهم، وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم
مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي، وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة)
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:53 ص]ـ
5 - من بدع الجعد إنكاره للقدر.
فقد ذكره البغدادي في عداد القدرية حيث قال: (ثم حدث في زمان المتأخرين من الصحابة خلاف القدرية في القدر والاستطاعة من معبد الجهني، وغيلان الدمشقي، والجعد بن درهم.)
وذكر أن الحمارية من القدرية قد تأثروا ببعض أفكار الجعد في هذه المسألة فقال: (وأخذوا من جعد بن درهم الذي ضحى به خالد بن عبد الله القسري قوله بأن النظر الذي يوجب المعرفة تكون تلك المعرفة فعلاً لا فاعل لها.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/147)
وقد زعم هؤلاء الحمارية أن الخمر ليست من فعل الله، وإنما هي من فعل الخمار، لأن الله تعالى لا يفعل ما يكون سبب المعصية وزعموا أن الإنسان قد يخلق أنواعاً من الحيوانات، كاللحم إذا دفنه الإنسان أو يضعه في الشمس فيدود، وزعموا أن تلك الديدان من خلق الإنسان، وكذلك العقارب التي تظهر من التبن تحت الآجُرّ زعموا أنها من اختراع من جمع بين الآجُرّ والتبن.
وهذا الزعم كان الجعد أسبق من الحمارية إليه فقد ذكر ابن حجر في اللسان أن الجعد كان يقول بذلك حيث قال: (وللجعد أخبار كثيرة في الزندقة منها
أنه جعل في قارورة تراباً وماءً فاستحال دوداً وهواما فقال: أنا خلقت هذا لأني كنت سبب كونه)
ولذلك فإني لا استبعد أن تكون الحمارية نسبة إلى مروان الحمار الذي تعلم من الجعد بن درهم مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك كما أشار إلى ذلك ابن الأثير وغيره. وبهذا يعلم أن أفكار الجعد كانت تدور حول تعطيل ذي الجلال والإكرام وإنكار صفاته، وتكذيب رسله، وإبطال وحيه.).
الجهم بن صفوان يتابع الجعد بن درهم في ضلالاته
قال: [وأخذ هذا المذهب عن الجعد الجهم بن صفوان، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول الجهمية] والجهمية: علم مشهور يطلق على منكري صفات الله سبحانه وتعالى، وعلى القائلين أيضاً: بأن الإيمان هو مجرد المعرفة، فبمجرد أن الإنسان يعرف الله فهو مؤمن عندهم، وعلى الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان كالريشة في مهب الريح، لا إرادة له ولا اختيار، أرأيتم كيف جمع الجهم بين هذه المصائب الثلاث، وكل واحدة منها كافية في أن يعاقب بما عاقبته به الأمة الإسلامية، من ذكره بأسوأ الذكر في كل كتب تواريخها وسيرها وأعلامها ورجالها، فضلاً عما عوقب به من القتل في عصره. فهو يقول: إن الله تعالى لا يوصف بشيء، ويقول: إن الإيمان هو المعرفة، ويقول: إن العبد مجبور على أفعاله، لا إرادة له ولا اختيار، بل هو كالريشة في مهب الريح. وكل واحدة من هذه تستحق أن يعاقب صاحبها إذا أصر عليها بمثل العقوبة التي عوقب بها الجهم.
والجهم ترجم له وذكر شأنه كثير من العلماء، ومن أجلهم وأقدمهم الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه خلق أفعال العباد، ذكر نبذاً من ذلك عن الأئمة الذين تكلموا في الجهم.
تناظر الجهم وتشككه في دينه السمنية
وهناك طائفة موجودة في الهند ومثل فكرتها أيضاً في الفكر اليوناني، يقولون: لا نؤمن إلا بالمحسوس المشاهد الذي يراه الإنسان بعينه، ويلمسه بيده ويسمعه بإذنه، ويشمه بأنفه، هذا المحسوس نؤمن به، فما عدا ذلك ينكرونه بزعمهم، وفي الحقيقة لا يوجد إنسان ينكر كل شيء غاب عن هذه الحواس بهذا الشكل القاطع، لكن هكذا ظهرت، وهذا الضال المسكين -الجهم - لأنه أراد أن يتشبه بشيخه الجعد، وأراد أن يصبح فيلسوفاً أو حكيماً وأعرض عن الكتاب والسنة، وكان من أجهل الناس بالقرآن والسنة وأحكامهما، وكان من أبعد الناس عن العلماء وعن حلقاتهم، وهنا نأخذ العبرة والعظة من أين تأتي الضلالات؟!
فالتقى بقوم من فلاسفة الهنود فلما قالوا: ما دينك؟ قال: مسلم. قالوا: من تعبد؟ قال: أعبد الله. قالوا: كيف ربك هذا؟ قال: ما أدري. قالوا: هل رأيته؟ قال: لا. قالوا: هل لمسته؟ قال: لا. قالوا: هل شممته؟ قال: لا. قالوا: هل سمعته؟ قال: لا. قالوا: هل ذقته؟ قال: لا. قالوا: إذاً: أنت يا جهم تؤمن بشيء لا وجود له، فشككوه في دينه، فانظروا إلى هذا المسكين، لا علم عنده ولا فقه، ولم يرد الأمر إلى أهل العلم، لأن الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] وهكذا تجد أي مسلم عنده شبهة وضلالة فإنما هو من مجالسة أهل البدع، ولهذا نعلم خطورة قول من يقول: يجب أن ننفتح على الفكر العالمي ونحن واثقون مطمئنون، ونقول: سبحان الله! أننفتح على الأفكار الهدامة والضلالات المردية، فيقع في القلوب من الشبه والشكوك ما الله به عليم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/148)
المهم أن الجهم قال: أمهلوني. فشك في دينه وبقي أربعين يوماً لا يصلي -كما ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله نقلاً عن شيوخه- فظل يفكر بالليل والنهار كيف يجيبهم، فتذكر شيئاً قال: هذا الهواء ليس له طعم ولا لون ولا ريح، فخرج إليهم فقال: إن ربه مثل الريح، وقيل في بعض النسخ: إنه قال: مثل الروح ليس له طعم ولا لون ولا رائحة، بطبيعة الحال لن تؤمن السمينية بمثل هذا الكلام، ولكن الذي ضل هو هذا الرجل، ولذلك أخذ يؤصل لمذهب خبيث وهو أنه ليس لله تبارك وتعالى صفات، وأن تنزيه الله هو بنفي صفاته كما قال شيوخه من الفلاسفة، وحتى امرأته -كما نقل الإمام عثمان الدارمي رحمه الله في رده على بشر - تعلمت منه، ولقيها بعض من العلماء في سوق الدباغين، فسمعت رجلاً يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قالت: محدود على محدود؟! فعلّم زوجته وأفسدها، وهكذا دعاة الشر يفسدون نساءهم، ومع الأسف أن بعض دعاة الخير لا يصلحون أزواجهم.
اذن أس البلاء وسبب ما نحن فيه من الشقاء، وحامل لواء مقدمي الآراء على كتاب الله وسنة رسوله فهو الجهم بن صفوان الخرساني، الذي توفي في نهاية الربع الأول من القرن الثاني الهجري
فعقائد الجهم ونظرياته تنبع من أسس يهودية، بعيدة كل البعد عن العقيدة الإسلامية، استقي أفكاره من الفلاسفة القدماء للديانات اليهودية.
أما الطريق الثاني الذي استمد منه الجهم بن صفوان فكره، فهو طريق وثني، فالجهم كان كثير الخصومة والكلام، لقي أناسا من المشركين ومنهم السمنية الذين ذكرناهم آنفا، والسمنية نسبة إلي قرية بالهند تسمي سُومَنَات، وهذه رواية أخرى لتلك المناظرة التى هو ليس لهل بأهل: وهي فرقة تعبد الأصنام وتقول بتناسخ الأرواح، وتنكر الوحي والدين، جرت بين الجهم وبينهم مناظرة عقلية، فلما عرفوا الجهم قالوا له: نكلمك ونناظرك، فإن ظهرت حجتنا عليك، دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا، دخلنا في دينك، - والجهم عامي مسكين ليس له باع أو قدم بين المتناظرين - فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم: نعم، قالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا، قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا، قالوا: فوجدت له حسا؟ قال: لا قالوا: فما يدريك أنه إله؟ فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما.
قال ابن شوذب: (ترك الصلاة أربعين يوما على وجه الشك خالفه بعض السمنية، فشك فقام أربعين يوما لا يصلي) ثم استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى، الذين يزعمون أن الروح الذي في عيسي هو الله وأن الله يحل فيه، فإذا أراد الله أمرا دخل في عيسي فتكلم على لسانه، فيأمر بما يشاء وينهي عما يشاء، وهو روح غائبة عن الأبصار، فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة، فقال الجهم لمن ناظره من السمنية: ألست تزعم أن فيك روحا؟ قال السمني: نعم فقال له: هل رأيت روحك؟ قال: لا، قال: فسمعت كلامها؟ قال: لا قال: فوجدت لها حسا؟ قال: لا، قال: فكذلك الله لا يري له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحه وهو غائب عن الأبصار وهو في كل مكان، فالمخلوقات بمثابة الجسد والله في داخلها بمثابة الروح.
قال أبو معاذ البلخي: (كان جهم على معبر ترمذ، بلد من نواحي إيران، وكان رجلا كوفي الأصل فصيح اللسان، لم يكن له علم ولا مجالسه لأهل العلم، وكان قد تناقل كلام المتكلمين وكلمه السمنية، فقالوا له: صف لنا ربك الذي تعبده، فدخل البيت لا يخرج كذا وكذا، قال: ثم خرج عليهم بعد أيام، فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء
وقد أخذ الجهم بن صفوان كما ذكرنا أستاذه الجعد بن درهم الذي قال بنفي أوصاف الله وعطل الآيات عن مدلولها وقال بخلق القرآن، قال أبو القاسم اللالكائي: (ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق جعد بن درهم، ثم جهم بن صفوان
قال الشيخ الألباني :
فالجهم بن صفوان إليه تنسب طائفة الجهمية الذين قالوا لا قدرة للعبد أصلا، بل هو بمنزلة الجمادات، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقي موجود سوي الله تعالى)،
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/149)
وقال أبو الحسن الأشعري: (قول الجهمية الذي تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط والكفر هو الجهل به فقط، وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة الا الله وحده وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز، كما يقال: تحركت الشجرة ودارت السفينة وزالت الشمس، وإنما فعل ذلك بالشجرة والسفينة والشمس، الله سبحانه وتعالي، وكان جهم ينتحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وكان جهم بن صفوان يقف على الجذامي ويشاهد ما هم فيهم من البلايا ويقول: أرحم الراحمين يفعل مثل هذا، يعني أنه ليس هناك رحمة في الحقيقة ولا حكمة، وأن الأمر راجع الجبر وإلي محض المشيئة الخالية عن الحكمة والرحمة.
والجهم بن صفوان انتقل إلي ترمذ أحد البلدان في إيران، وبدأ الدعوة لمذهبه، فانتشرت فيها عقائد الإنكار والتعطيل لكلام الله، ثم وجد لدعوته أتباعا ومريدين من العامة والدهماء والجاهلين، في مدن أخرى من مدن إيران، ثم انتشرت أفكاره في بغداد وبقية البلدان، فالجهمية فرقة ظهرت في أواخر الحكم الأموي مؤسسها الجهم بن صفوان الترمذي السمرقندي
لكن نرجع إلي سؤال الأساسي في مناقشة السمنية لهذا الجهمي؟ فهم لما ناقشوا الجهم قالوا له: ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم: نعم، قالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال: لا، قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا، قالوا: فوجدت له حسا؟ قال: لا قالوا: فما يدريك أنه إله؟ لو أن أحدا سألنا كما سأل الجهم: هل رأيت ربك؟ أو هل يمكن أن نري الله؟ والجواب أنه كان يكفي الجهم بن صفوان في الرد على السمنية أن يقول: إن الله يري في الآخرة ولا يري في الحياة الدنيا لأن الله شاء لنا الابتلاء والاختبار فيها، فلو رأيناه أو رأينا ملائكته أو جنته وعذابه مباشرة دون حجاب لما كان لقيام السماوات والأرض بهذه الكيفية وبهذا الوضع الذي فطرنا عليه معني يذكر،) ألمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالحَقّ) إبراهيم:19) ولذلك قال تعالى): الذي خَلقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ ليَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُو العزيز الغَفُورُ) (الملك:2 (
فكيف يتحقق الإيمان به ونحن نراه؟ وإذا كان الله لا يري في الدنيا ابتلاءا فإنه سبحانه يري في الآخرة إكراما لأهل طاعته كما قال سبحانه: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلي رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (القيامة:22:23) وقد تواترت الأحاديث في إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
فالعلة في عدم إدراك الكيفية ليست عدم وجودها ولا استحالة رؤية الله عز وجل، ولكن العلة هي قصور الجهاز الإدراكي البشري في الحياة الدنيا عن إدراك حقائق الغيب، فقد خلق الله الإنسان بمدارك محدودة لتحقيق علة معينة تمثلت في الابتلاء لقوله تعالى: إِنَّا خَلقْنَا الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَليهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (الانسان:
فإذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كما ثبت عند البخاري: (إنكم سترون ربكم عيانا) أو (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)، علمنا أن إدرك العين المبصرة في الدنيا، تختلف عن إدراك العين المبصرة في الآخرة.
من أجل ذلك وجب الإيمان بالرؤية في الآخرة والتسليم بذلك لموافقته للعقل الصريح والنقل الصحيح، وكذلك الحال في بقية الصفات، نؤمن بها ونثبتها لله دون سؤال عن الكيفية، لكن الجهم بن صفوان بهذا الفكر العقلي الخبيث الذي زعم به أن الله حل في مخلوقاته وهو بذاته في كل مكان نظر في كتاب الله، فما ظن أنه يوافق مذهبه من النصوص احتج بها، وما ظن أنه يخالف مذهبه من النصوص أنكرها وعطلها عن مدلولها فوجد قوله تعالى) ليْسَ كَمِثْلهِ شيء)،) وقوله تعالى:وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ (وقوله تعالى (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ اْلأبْصَارَ) فبني عليها القول بالحلول ونفيه لصفات الله والتكذيب بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/150)
(الرحمن على العرش استوي) ووجد قوله تعالى): سَأَل سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ مِنْ اللهِ ذِي المَعَارِجِ تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِليْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلفَ سَنَة) ٍ، (قُل لوْ كَان مَعَهُ آلهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إلي ذِي العَرْشِ سَبِيلا الذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ للذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُل شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلمًا فَاغْفِرْ للذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلك وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ (
ماذا صنع الجهم بهذه النصوص؟ قال أبو نعيم البلخي وكان قد أدرك جهما: كان للجهم صاحب يكرمه ويقدمه على غيره فإذا هو قد هجره وخاصمه، فقلت له: لقد كان يكرمك، فقال: إنه جاء منه ما لا يتحمل بينما هو يقرأ سورة طه والمصحف في حجره إذ أتي على هذه الآية: الرحمن على العرش استوي، قال: لو وجدت السبيل إلي أن أحكها من المصحف لفعلت فاحتملت هذه، ثم إنه بينما يقرأ آية أخرى إذ قال: ما أظرف محمدا حين قالها ثم بينما هو يقرأ القصص والمصحف في حجره إذ مر بذكر موسي عليه السلام فدفع المصحف بيديه ورجليه، وقال: أي شيء هذا؟ ذكره هنا فلم يتم ذكره وذكره هنا فلم يتم ذكره.
هذا هو المنهج الذي اتبعته المعطلة إلي يومنا هذا، أتباع الجهمية من المعتَزِلة والأشعرية وسائر المتكلمين أصحاب المدرسة العقلية
زعم الجهم بن صفوان أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم فهو مشبه، وأن التوحيد يكمن في نفي هذه الصفات سواء كان النفي نفيا واضحا أو كان بتأويل القرآن على غير معناه ولي أعناق النصوص بغير ما تحتمل متمسكا بزعمه بقول الله تعالى) ليْسَ كَمِثْلهِ شيء).
فالجهم بن صفوان زعم أن الله في كل مكان، كما أن الروح في الجسد، وهذا كلام باطل من جميع الوجوه لأن الله سبحانه وتعالي لا يحل في مخلوقاته، فقد ثبت أنه بذاته، في السماء فوق العرش وعرشه فوق الماء، والماء فوق السماء السابعة، وهو سبحانه تعالى العلى في سمائه، يدبر أمر مخلوقاته ويعلم ما هم عليه.
قال أبو عمر الطلمنكى: أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) ونخو ذلك من القرآن أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وقال أهل السنة في قوله: (الرحمن على العرش استوى) إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.
وقال أبو زرعة الرازى: إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسول الله صلي الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما، وإنه تبارك وتعالي يري في الآخرة يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: طريقتنا طريقة المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ثم قال: فما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلي الله عليه وسلم في العرش واستواء الله يقولون بها ويثبتونها من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه ولا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه، وقال أيضا: وأجمعوا
أن الله فوق سماواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل في كتابه)
وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة عن أصول الديانة الذي نصر فيه أهل السنة والجماعة عند قوله تعالى:
(أَأَمِنتُمْ مَنْ في السَّمَاءِ) قال: السماوات فوقها العرش ولما كان العرش فوق السماوات قال أأمنتم من في السماء لأنه على العرش الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات، وليس إذا قال: أأمنتم من في السماء يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات.
وقال يحي بن معاذ الرازى إن الله على العرش بائن من خلقه قد أحاط بكل شيء علما وأحصي كل شيء عددا لا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء أو هالك مرتاب يمزج الله بخلقه ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان.
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:56 ص]ـ
المعتزلة ومؤسسيها ونشأتها وأفكارها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/151)
تعريفهم: المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق.
مؤسسها:
واصل بن عطاء الغزال: قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير:" البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال .. مولده سنة ثمانين بالمدينة، .. طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة "
وانظر الى قول الشيعة عن واصل
تقيّة واصل بن عطاء:
قال ابن الجوزي الحنبلي: خرج واصل بن عطاء يريد سفراً في رهط، فاعترضهم جيش من الخوارج، فقال واصل: لا ينطقنّ أحد ودعوني معهم، فقصدهم واصل، فلمّا قربوا بدأ الخوارج ليُوقِعوا. فقال: كيف تستحلّون هذا وما تدرون من نحن، ولا لأي شيء جئنا؟ فقالوا: نعم، من أنتم؟ قال: قوم من المشركين جئناكم لنسمع كلام الله. قال: فكفّوا عنهم، وبدأ رجل منهم يقرأ القرآن، فلمّا أمسك قال واصل: قد سمعت كلام الله، فأبلغنا مأمننا حتّى ننظر فيه وكيف ندخل في الدين! فقال: هذا واجب، سيروا. قال: فسرنا والخوارج ـ والله ـ معنا يحموننا فراسخ، حتّى قربنا إلى بلدلا سلطان لهم عليه، فانصرفوا (1).
(1) كتاب الأذكياء ـ ابن الجوزي: 136، ط. 1، دار الكتب العلمية ـ بيروت /1405هـ.
يقول ابن العماد الحنبلي: «كان واصل ألثغ يبدل الرّاء غيناً في كلامه وكان يخلِّص كلامه بحيث لا تسمع منه الرّاء حتّى يظنّ خواصّ جلسائه أنّه غير ألثغ، حتّى يقال: إنّه دفعت إليه رقعة مضمونها: أمر أمير الاُمراء الكرام أنّ يحفر بئراً على قارعة الطريق، فيشرب منه الصادر والوارد. فقرأ على الفور: حكم حاكم الحكّام الفخام، أنّ ينبش جُبّاً على جادّة الممشي فيسقى منه الصادي والغادي. فغيّر كلّ لفظ برديفه وهذا من عجيب الإقتدار
وكذلك خطبته التى القى منها الراء.
عمرو بن عبيد: قال الذهبي في ترجمته في السير: " عمرو بن عبيد الزاهد العابد القدري كبير المعتزلة .. قال ابن المبارك دعا - أي عمرو بن عبيد - إلى القدر فتركوه، وقال معاذ بن معاذ سمعت عمروا يقول إن كانت {تبت يدا أبي لهب} في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة، وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق، فقال: لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته، إلى أن قال ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرددته .. مات بطريق مكة سنة ثلاث وقيل سنة أربع وأربعين ومائة "
العقائد والأفكار:
بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزليا من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة:
1 - التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله: لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أما الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجة أن في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا: ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضيا نفي الصفات.
2 - العدل: ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، قال أبو محمد ابن حزم: " قالت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إن جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل ". وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني:" اتفقوا - أي المعتزلة - على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/152)
رعاية مصالح العباد وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلا "، وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.
3 - المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.
4 - الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، قال الشهرستاني:" واتفقوا - أي المعتزلة - على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض .. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا "
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، قال الإمام الأشعري في المقالات:" وأجمعت المعتزلة إلا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر.
هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتفقوا عليها، وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد:
6 - نفيهم رؤية الله عز وجل: حيث أجمعت المعتزلة على أن الله سبحانه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله سبحانه وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي منتظرة.
7 - قولهم بأن القرآن مخلوق: وقالوا إن الله كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة.
8 - نفيهم علو الله سبحانه، وتأولوا الاستواء في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} بالاستيلاء.
9 - نفيهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته. قال الإمام الأشعري في المقالات: " واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله "
10 - نفيهم كرامات الأولياء، قالوا لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي.
فرق المعتزلة
عادةً ما تبدأ الفرق في عددها وأفكارها صغيرة ثم ما تلبث أن تتشعب وتتفرق، فتصبح الفرقة فرقاً والشيعة شيعاً، وهكذا كان الحال مع المعتزلة فقد بدأت فرقة واحدة ذات مسائل محدودة، ثم ما لبثت أن زادت فرقها، وتكاثرت أقوالها وتشعبت، حتى غدت فرقا وأحزابا متعددة، ونحاول في هذا المبحث أن نذكر بعضا من تلك الفرق، ونقدم موجزاً تعريفياً بها وبمؤسسها، مع ذكر بعض أقوالها التي شذت بها عن أصحابها المعتزلة، فمن فرق المعتزلة:
1 - الواصلية: وهم أصحاب أبى حذيفة واصل بن عطاء الغزال، كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، ثم فارقه بسبب خلافه معه في مسألة مرتكب الكبيرة، وقول واصل فيه بأنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين.
2 - الهذيلية: وهم أصحاب أبي الهذيل حمدان بن الهذيل العلاّف شيخ العتزلة ومقدمهم، أخذ الإعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء، من مفردات قوله: أن حركات أهل الجنة والنار تنقطع وأنهم يصيرون إلى سكون دائم خمودا، وتجتمع اللذات في ذلك السكون لأهل الجنة، وتجتمع الآلام في ذلك السكون لأهل النار.
3 - النظامية: أتباع إبراهيم بن يسار بن هانئ النظّام كان قد خلط كلام الفلاسفة بكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل منها قوله: أن الباري سبحانه لا يوصف بالقدرة على أن يزيد في عذاب أهل النار شيئا، ولا على أن ينقص منه شيئا، وكذلك لا ينقص من نعيم أهل الجنة، ولا أن يخرج أحدا من أهل الجنة، وليس ذلك مقدورا له، وقد ألزم بأن يكون البارى تعالى مجبورا على ما يفعله تعالى الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/153)
4 - الخابطية والحدثية: أصحاب أحمد بن خابط وكذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي، كانا من أصحاب النظام وطالعا كتب الفلاسفة، ومن مفردات أقوالهما القول - موافقة للنصارى- بأن المسيح عليه السلام يحاسب الخلق في الآخرة. وكذلك قولهم: أن الرؤية التي جاءت في الأحاديث، كقوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون فى رؤيته) متفق عليه، هي رؤية العقل الأول الذي هو أول مبدع وهو العقل الفعّال الذي منه تفيض الصور على الموجودات، فهو الذي يظهر يوم القيامة وترفع الحجب بينه وبين الصور التي فاضت منه فيرونه كمثل القمر ليلة البدر فأما واهب العقل "الله" فلا يُرى.
5 - البشرية: أصحاب بشر بن المعتمر كان من علماء المعتزلة، قال الذهبي: " وكان .. ذكيا فطنا لم يؤت الهدى، وطال عمره فما ارعوى، وكان يقع في أبي الهذيل العلاف وينسبه إلى النفاق " من أقواله:" أن الله تعالى قادر على تعذيب الأطفال وإذا فعل ذلك فهو ظالم ".
6 - المردارية: أصحاب عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار، ويسمى راهب المعتزلة، من مفردات أقواله: أن الله تعالى يقدر على أن يكذب و يظلم ولو كذب وظلم كان إلها كاذبا ظالما تعالى الله، وقال إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ونظما وبلاغة، وكان مبالغا في القول بخلق القرآن وتكفير من خالفه، وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعاً فكفّرهم، فأقبل عليه إبراهيم، وقال الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك، فخزي ولم يحر جوابا.
7 - الثمامية: أصحاب ثمامة بن أشرس النميري كان جامعا بين سخافة الدين وخلاعة النفس، انفرد عن أصحابه المعتزلة بمسائل منها قوله: في الكفار والمشركين والمجوس واليهود والنصارى والزنادقة والدهرية أنهم يصيرون في القيامة ترابا، وكذلك قال: في البهائم والطيور وأطفال المؤمنين.
8 - الهشامية: أصحاب هشام بن عمرو الفوطي كان مبالغا في نفي القدر، وكان يمتنع من إطلاق إضافات أفعال إلى الباري تعالى وإن ورد بها التنزيل، منها قوله: أن الله لا يؤلف بين قلوب المؤمنين بل هم المؤتلفون باختيارهم، وقد ورد في التنزيل {ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}، ومنها قوله: أن الله لا يحبب الإيمان إلى المؤمنين ولا يزينه في قلوبهم، وقد قال تعالى: {وحبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} ومن أقواله: أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، وقال كذلك: أن النبوة جزاء على عمل وأنها باقية ما بقيت الدنيا.
فهذه هي المعتزلة نشأة وأقوالا ورجالا وعقائد، عرضناها مختصرة بغية تعريف القارئ بحال تلك الفرقة التي أوجدت جدلا شديدا في مراحل كثيرة من التاريخ الإسلامي، ووضعت الشرع المطهر في مخاصمة مفتعلة مع العقل، فكان أثرها على الشرع سيئاً إذ قللت من هيبته، وأثرها على العقل أسوأ إذ وضعته في مكان لا يرتقي إليه.
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:57 ص]ـ
وقفة مع المعتزلة
ربما ظن البعض أن المعتزلة قد ذهبت من غير ر جعة، وأن أفكارهم الجريئة لم يعد لها وجود، وأن التوازن قد عاد لجدلية العقل والنقل، إلا أن هذا الظن خاطيء، فالمذهب المعتزلي ما زال موجودا حيا في الصدور ومكتوبا في السطور، وما زالت فرق عديدة تتبناه، وإن اختلفت مسمياتها، فضلا عن انتصار كثير من الحداثيين لمنهج الاعتزال في تقديم العقل على النقل وجعله حاكما على نصوص الشريعة، فالاعتزال قائم مبثوث في العقائد والأفكار ولكن الذي ذهب هو حدته وصولته بعد زوال دولته، وتعرضه لعملية نقد متواصلة على أيدي أئمة السنة، فغدا هامدا يظنه الناس ميتا وليس بميت، ونحاول في خاتمة عرضنا لعقيدة المعتزلة أن نقف وقفة مع هذا المنهج نبين فيه أمرا غاية في الأهمية هذا الأمر هو مخالفة منهج المعتزلة لمنهج السلف، ومباينة عقائد الاعتزال لعقائد الصحابة الكرام، ولنروي في هذا الإطار المناظرة الشهيرة التي قصمت ظهر المعتزلة، والتي جرت بين شيخ من شيوخ السنة وشيخ المعتزلة أحمد بن أبي دؤاد، فقد جيء بشيخٍ سني كبير موثقا بحديده، حتى أوقفوه في حضرة الخليفة الواثق، فطلب منه الخليفة مناظرة أحمد بن أبي دؤاد فوافق، بعد أن طعن في قدرة أحمد بن أبي دؤاد على المناظرة، وابتدأ السؤال قائلا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/154)
مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين، فلا يكون الدين تامًّا إَّلا بالقول بها؟ قال أحمد بن أبي دؤاد: نعم.
فقال الشيخ: فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أم تركهم؟ قال أحمد: لا. قال له: يعلمها أم لم يعلمها؟ قال: عَلِمَهَا.قال: فلم دعوت إلى ما لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وتركهم منه؟ فأمسك.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة. ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله في كتابه العزيز: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ} (المائدة:3)، فقلت أنت: الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى – عز وجل – صدق في تمامه وكماله، أم أنت في نقصانك؟! فأمسك.
فقال الشيخ يا أمير المؤمنين، هذه ثانية.ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، قال الله عز وجل: {يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (المائدة:67) فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أم لا؟ فأمسك.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، هذه الثالثة. ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، لمّا عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها، أَتَّسع له أن أمسك عنها أم لا؟ قال أحمد: بل اتَّسع له ذلك.فقال الشيخ: وكذلك لأبي بكر، وكذلك لعمر، وكذلك لعثمان، وكذلك لعلي رحمة الله عليهم؟ قال: نعم.فصرف وجهه إلى الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين، إذا لم يسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وسع الله علينا.
فقال الواثق: نعم، لا وسع الله علينا، إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، فلا وسع الله علينا.
وبهذه المناظرة كسر الله شوكة المعتزلة فتحول وجه الخليفة عنهم، وما زال مذهبهم في هبوط إلى يومنا هذا، ولنختم بكلمة للعلامة ابن الوزير اليماني، يبين فيها هذا الأصل، قال رحمه الله: " وقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فكل ما لم يُبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل [غير النقل] أو لا، وسواء كان حقا أو لا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه، فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على وجوبه ". فاستمسك أخي القارئ بمثل هذا الأصل العظيم، واحفظ به دينك فما لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته دينا فليس اليوم دين.
المتفرع منهما
فتفرع منهما مثل الأشاعرة
التعريف: الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد والرد على المخالفين.
المؤسس: الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي بها سنة 324هـ. وعاش – رحمه الله - ملازما لزوج أمه شيخ المعتزلة في زمنه أبي علي الجبائي، فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر فيه وصار من أئمته ودعاته.
تحوله عن الاعتزال:
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله على التحول الأول في حياته، وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له.
فيذكر ابن عساكر وغيره أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.
ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن مذهب الاعتزال، إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع، فقيل إن سبب رجوعه ما رآه في مذهب المعتزلة من عجز ظاهر في بعض جوانبه، فقد كان - رحمه الله - دائم السؤال لأساتذته عما أشكل عليه من مذهبهم، ومما يروى في ذلك أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي وفي حضرته أبو الحسن الأشعري، فقال الرجل لأبي علي: هل يجوز أن يسمى الله عاقلا؟ فقال: الجبائي: لا، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المنع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق، فاعترض أبو الحسن على جواب أبي علي قائلا: لو كان قياسك المذكور صحيحا، لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله، لأنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/155)
مشتق من حَكَمَةِ اللجام، وهي حديدة تمنع الدابة من الخروج، وذكر شواهد من الشعر على ذلك، فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا، إلا أنه قال لأبي الحسن، فَلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا، وأجزت أن يسمى حكيما؟ فقال: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته ".
ومما يذكر أيضا في سبب رجوعه عن مذهب الاعتزال مع ما سبق، رؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو الحسن: " وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد، فقمت وصليت ركعتين، وسألت الله أن يهديني الصراط المستقيم، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم عليك بسنتي، قال: فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت من القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريا " (التبيين 38 - 39) وهذه القصة يقول الدكتور عبدالرحمن المحمود: " ينتهي إسنادها إلى بعض الأصحاب من غير تحديد".
ولو صحت هذه القصة لكانت نصا في بيان سبب رجوعه، إلا أنه من الملاحظ من خلال مناظرات أبي الحسن للمعتزلة أنه بدأت تتشكل عنده رؤية خاصة به في بعض المسائل وهو ما زال منضويا في عباءة المعتزلة، ولعل الرؤيا التي رآها هي التي وضعت حدا لإنهاء تلك الحيرة، ورسمت له طريق التخلص كليا من مذهب الاعتزال.
واختلف الباحثون كذلك حول المذهب الذي تحول إليه أبو الحسن رحمه الله، فقيل تحول إلى مذهب الكلابية وعنه إلى مذهب السلف وهذا قول جمع من العلماء، وقيل تحول إلى مذهب الكلابية وبقي عليه، وكانت له آراء مستقلة توسط فيها بين المعتزلة والمثبتة نشأ عنها المذهب الأشعري وهو قول الأشعرية.
ويعتمد أصحاب القول الأول - القائلين بتحوله إلى الكلابية ومنها إلى مذهب السلف - على ما كتبه الأشعري في الإبانة، ويقولون إنها من آخر كتبه، وفيها نصَّ على أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
إلا أن مقارنة دقيقة بين ما كتبه - رحمه الله - في الإبانة ومذهب الكلابية لا تظهر كبير فرق بين المذهبين، فما قال به الكلابية قال به الأشعري، كإثبات الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما، وما نفاه الكلابية نفاه الأشعري كنفيه قيام الأفعال الاختيارية بالله سبحانه، حيث ذهب إلى أن صفة الإرادة صفة أزلية قديمة، لا تتجدد لفعل فعل ولا لإنشائه.
وكذلك قال - في غير الإبانة - إن الكلام صفة ذات، وأنكر على من قال إن الله تكلم بالقرآن.
أما انتسابه لمذهب الإمام أحمد فلا يمكن أن ينسب إليه بمجرد الانتساب، مع أن أقواله وأراءه تخالف ما قال به أحمد، فأحمد رحمه لم يقل بنفي اتصاف الله بالأفعال الاختيارية كالنزول والمجيء.
أما قوله بإثبات الاستواء والعلو فهو أيضا مذهب ابن كلاب، وعليه فلا ينقض هذا الاستشهاد قول من قال بأنه تحول عن الاعتزال إلى الكلابية وبقي عليها.
فهذه نبذة عن حياة الرجل الفكرية وهي توضح أهمية البحث والمطالعة، ومناقشة المرء لما عنده مما نشأ عليه، فإن البحث والاستقصاء لا يزيد الحق إلا جلاء وقوة، ولا يزيد الباطل إلا اضمحلالا ونفرة.
الفرق بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم:
لعل من الواضح لدى دارسي المذهب الأشعري أن ثمة تباين ظاهر بين ما كان عليه متقدموا الأشاعرة في بعض المسائل، وبين ما استقر عليه الرأي عند المتأخرين منهم في تلك المسائل، وهو ما يؤدي بنا إلى القول بأن الأشاعرة المتأخرين لم يكونوا متبعين تماما لأبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وإنما خالفوه في مسائل من الأهمية بمكان، حتى قال بعضهم:
لو حدث الأشعري عمن له إلى رأيه انتماء لقال أخبرهم بأني مما يقولونه براء
ويمكن التمثيل لهذه المسائل بمثالين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/156)
المثال الأول: القول في الصفات الخبرية كصفة الوجه واليدين والعينين، فقد كان رأي الإمام أبي الحسن رحمه الله في هذه الصفات موافقا لرأي الكلابية الذين يثبتون هذه الصفات لله عز وجل، وقد نص أبو الحسن رحمه الله على إثباتها في الإبانة 51 - 58 وفي رسالته لأهل الثغر 72 - 73، في حين ذهب متأخروا الأشعرية إلى تأويل تلك الصفات، يقول الإيجي 3/ 145 في صفة اليد: " الخامسة اليد: قال تعالى: {يد الله فوق أيديهم} {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين وعليه السلف وإليه ميل القاضي في بعض كتبه، وقال الأكثر إنها مجاز عن القدرة فإنه شائع، وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ".
المثال الثاني: صفة العلو والاستواء حيث أثبت الأشعري رحمه الله صفة علو الله واستوائه على عرشه، كما جاء في الإبانة 1/ 105: " إن قيل ما تقولون في الإستواء؟ قيل له: نقول: إن الله عز وجل يستوى على عرشه استواء يليق به .. كما قال: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) " وقال في مقالات الإسلاميين 1/ 290: " جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. وأن الله سبحانه على عرشه، كما قال: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) " أ. هـ، بل إنه رحمه الله رد على من أوّل استواءه سبحانه بالقهر، فقال في الإبانة 1/ 108: " وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، ولو كان هذا كما ذكروه، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء " فهذا كان رأي الإمام الأشعري، أما متأخروا الأشاعرة، فيقول الإيجي في مواقفه 3/ 150 - 151: " الصفة الثالثة: الإستواء لما وصف تعالى بالإستواء في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه: 5) اختلف الأصحاب فيه، فقال الأكثرون: هو الاستيلاء ويعود الاستواء حينئذ إلى صفة القدرة، قال الشاعر:
قد استوى عمرو على العراق من غير سيف ودم مهراق
أي استولى .. وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} أي قصد إليها وهو بعيد " فهذان مثالان يوضحان الفرق بين ما كان عليه الأشعري نفسه، وبين ما استقر عليه الرأي عند متأخري الأشاعرة.
يتبع
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 03 - 09, 01:57 ص]ـ
الأفكار والعقائد:
من عقائد الأشاعرة المتأخرين التي عرفوا بها وصار العمدة في المذهب عليها:
1 - تقديم العقل على النقل: وهو منهج يقوم على افتراض التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية، ما يستدعي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغ الأشاعرة للتعامل مع هذا التعارض الموهوم قانونا قدموا بموجبه العقل، وجعلوه الحكم على أدلة الشرع، بدعوى أن العقل شاهد للشرع بالتصديق، فإذا قدمنا النقل عليه فقد طعنا في صدق وصحة شهادة العقل، مما يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال.
2 - نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: أي نفي ما يتعلق بالله من الصفات الاختيارية التي تقوم بذاته، كالاستواء والنزول والمجيء والكلام والرضا والغضب، فنفوا كلام الله ورضاه وغضبه باعتبارها صفة من صفاته، وادعوا أن نسبة هذه الصفات لله تستلزم القول بأن الله يطرأ عليه التغير والتحول، وذلك من صفات المخلوقات.
3 - إثبات سبع صفات لله عز وجل وتأويل أو تفويض غيرها، فالصفات التي يثبتونها هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، أما غير هذه الصفات فهم يتأولونها كتأولهم صفة الرضا بإرادة العقاب، وصفة الرحمة بإرادة الثواب، واستواء الله على العرش بقهره له واستيلائه عليه، إلى آخر تأويلاتهم لصفات الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/157)
4 - حصرهم الإيمان في التصديق القلبي: فالإنسان – وفق مذهبهم - إذا صدق بقلبه، ولو لم ينطق بالشهادتين عمره، ولم يعمل بجوارحه أيا من الأعمال الصالحة، فهو مؤمن ناج يوم القيامة، يقول الإيجي في المواقف بعد أن ذكر معنى الإيمان في اللغة: " وأما في الشرع .. فهو عندنا وعليه أكثر الأئمة كالقاضي والأستاذ التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة، فتفصيلا فيما علم تفصيلا، وإجمالا فيما علم إجمالا "
من علماء الأشاعرة
يزخر المذهب الأشعري بأئمة أعلام، هم الذي رسخوا المذهب وقووا دعائمه، وقعَّدوا له القواعد، ووضعوا له المقدمات، ونشروا آراءه، ودافعوا عنه ضد خصومه، إلا أن كثيرا منهم - لسعة علمه - تبين له ضعف مسلك أهل الكلام، فرجع في آخر عمره إلى مذهب السلف، وعلم أن مذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم، ونحن نذكر بحول الله وقوته بعض أشهر علماء الأشاعرة، ونبين رجوع من رجع منهم إلى مذهب السلف، فمن علمائهم:
1. أبو الحسن الطبري، توفي بحدود سنة 380هـ وكان من تلامذة أبي الحسن الأشعري رحمه الله - ذكر الأسنوي عن أبي عبدالله الأسدي أنه قال في كتاب مناقب الشافعي: " كان شيخنا وأستاذنا أبو الحسن بن مهدي - الطبري - حافظا للفقه والكلام والتفاسير والمعاني وأيام العرب، فصيحا مبارزا في النظر ما شوهد في أيامه مثله، مصنفا للكتب في أنواع العلم، صحب أبا الحسن الأشعري في البصرة مدة " (طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 398).
2. أبو بكر الباقلاني ت 403هـ، قال الإمام الذهبي في السير في ترجمته: " وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه " ويعده الباحثون المؤسس الثاني للمذهب الأشعري، فهو الذي قعد له القواعد، ووضع له المقدمات الكلامية، وقد تتلمذ على تلامذة الأشعري، وفاقهم علما ومعرفة.
3. محمد بن الحسن بن فورك: ت 406هـ، درس المذهب الأشعري على أبي الحسن الباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري، وكان من كبار أئمة الأشعرية.
4. أبو المعالي إمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني ولد سنة 419هـ وتتلمذ على يدي والده، وكان أحد أعلام الشافعية والأشاعرة، ويعد من المجددين داخل المذهب، وقد انتقد على الأشاعرة مسائل وردها عليهم، وتبحر في علم الكلام حتى بلغ الغاية فيه، إلا أنه رجع عنه أخيرا، كما حكاه عنه غير واحد منهم أبو الفتح الطبري الفقيه، قال: دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال: اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور " (سير أعلام النبلاء 18/ 474) وقد أوصى في كتاب الغياثي - وهو من آخر كتبه - بالتزام مذهب السلف فهو المذهب الحق قبل نبوغ الأهواء وزيغان الآراء، وذكر من حال السلف في الحرص على الطاعة والاجتهاد في أعمال البر، والابتعاد عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات، ما يُلزم المرء باتباع منهجهم، والسير على طريقتهم.
5. أبو حامد محمد بن محمد العزالي ت 505هـ، قال الإمام الذهبي وكان خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين - البخاري ومسلم - اللذين هما حجة الإسلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن " سير أعلام النبلاء 19/ 323 - 324
6. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني ت 548هـ وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى دين الفطرة جاء في نهاية الإقدام ص4 قوله: " عليكم بدين العجائز فإنه من أسنى الجوائز "
7. أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين الرازي ويعرف بابن خطيب الري توفي سنة 606هـ جاء في لسان الميزان (4/ 427): " وكان مع تبحره في الأصول يقول: " من التزم دين العجائز فهو الفائز "، وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوعاني مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول:" يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى، وروى عنه أنه قال: " لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا، ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن "
وقفة مع المذهب الأشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/158)
من العجيب أن يعترف الأشاعرة بأن مذهبهم في تأويل جل الصفات مذهب محدث، لم يكن عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ولهم في ذلك المقولة الشهيرة، "مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم" أي إن مذهب التأويل عند المتأخرين أعلم وأحكم مما نسبوه إلى السلف من التفويض الذي يعدونه المذهب الأسلم، بما يوحي بنوع انتقاص للسلف رحمهم الله في علمهم وفهمهم، وهو انتقاص لا يقوله إلا من جهل مقدارهم وموضعهم من العلم والفهم.
إن مناقشة أقوال الأشاعرة وعقائدهم التي خالفوا فيها مذهب السلف، تظهر بما لا يدع مجالا للشك مدى سلامة مذهب السلف من التناقض والاضطراب، واتصافه بالعلم والحكمة والسلامة.
ودعونا نناقش بعض عقائد الأشاعرة لنستبين على وجه التفصيل فضل علم السلف على علم الخلف، وصحة منهجهم على من جاء بعدهم ممن خالفهم، فنقول وبالله التوفيق:
أما تقديم العقل على النقل والقانون الذي صاغة الأشاعرة في ذلك، فنقول إن المسألة مصادرة من أساسها، فأهل السنة يقولون على وجه القطع: إنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح، فالمسألة غير واقعة أساساً.
ثم نرد عليهم بالقول: إن العقل قد شهد بصدق الرسول وصحة نبوته، فالواجب بناء على هذه الشهادة الحقة تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، فإذا أخبر أن الله في السماء وجب تصديق خبره، وكان تقديم العقل على النقل طعن في شهادة العقل، وفي ذلك إبطال لشهادته بصدق الرسول، ونقض للدين.
أما نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: فهو مبني على ما سبق من نفي التغير والتحول عن الله، وهو أصل فاسد والصحيح إثبات كمال قدرته سبحانه، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، وعلى ذلك دلائل الكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالى: {كل يوم هو في شأن} وقال تعالى: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}.
أما حصرهم صفات الله في سبع صفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، وتأويلهم غيرها، فغاية في الغرابة والتناقض، وإلا فما الذي جعلهم يؤولون صفة الرحمة مثلا ولا يؤلوون صفة السمع، فإن قالوا إن الأولى تدل على رقة القلب وهذا لا يليق بالله، لأن فيه مشابهة للمخلوقين، قلنا وكذلك السمع فإن في إثباته مشابهة للمخلوقين، فإن قالوا نحن نثبت سمعا يليق به جل وعلا، قلنا فأثبتوا رحمة تليق به كما أثبتم سمعا يليق به.
أما القول بأن الإيمان في الشرع هو التصديق فمخالف للإجماع الصحيح ولأدلة الكتاب والسنة، أما الإجماع فقد قال الإمام الشافعي: " وكان الإجماع من الصحابة، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا: أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " فكل من الاعتقاد والعمل الصالح والنطق بالشهادتين، ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان إلا به. والأدلة النقلية على تأييد هذا الإجماع المأخوذ منها أكثر من أن تحصر.
خاتمة
مما سبق ظهر مدى مافعله تقديم العقل على النقل وما أدى الى انتكاس الفطر أن يفتروا على الله عز وجل ويكذبون بالنقل لأنه ليس موافقا لأهواء هؤلاء المبتدعة الذين ضلوا وأضلوا كثيرا فشقى جليسهم ولم تشنف أذان من سمعهم الا بكل ضلال، فهنا لابد من وقفة مع نفسك أين أنت من تصديق الخبر وامتثال الأمر، وأن العقل هو مطية النقل.
والحمد لله رب العالمين.
---------------------------------------------------------------------------------------------------
المراجع
مقالة التعطيل والجعد بن درهم (بتصرف)
مختصر تاريخ ابن عساكر، الكامل فى التاريخ، البداية والنهاية، الأنساب للسمعانى، اللباب لابن الأثير، ديوان الضعفاء، ميزان الاعتدال، لسان الميزان، تاج العروس، تاريخ الاسلام، سير أعلام النبلاء، النجوم الزاهرة، ذم الكلام للهروى، الاعتصام، الرد على الجهمية للدارمى، العيون فى شرح رسالة بن ويدون، لطائف المعارف، نهاية الأرب، تاريخ الطبري، مروج الذهب، الفصل، درء تعارض، الفتوى الحموية، منهاج السنة، مختصر الصواعق، عقائد الثلاث والسبعين فرقة، الشريعة، شرح أصول الاعتقاد، فتح البارى، السنه للأمام أحمد، أنساب الأشراف للبلاذرى، السنن للبيهقى وله الاسماء والصفات، الابانه لأبن بطة، العلو للعلى الغفار، الملل والنحل، الصواعق المرسلة، الفرق بين الفرق، الاناقة فى معالم الخلافة للقلقشندى.(54/159)
من لي بالرد على هذه الشبة
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[06 - 03 - 09, 10:56 ص]ـ
قرأت في أحد المواقع ما يلي:
الفصل السادس بيان شذوذ الألباني في مسألة التوسل والاستغاثة
لن أذكر جميع الشبه لأن بعضا ظار بطلانه و سأكتفي ببعض الآثار لتبيين وجها
ومن أدلة أهل السنة على جواز الاستغاثة ما رواه البخاري في الأدب المفرد (3) عن ابن عمر أنه قال: يا محمد, وذلك عندما خدرت رجله, ولم ينكر عليه أحد من الصحابة, وكلامه هذا استغاثة ويقال عنه توسل أيضا.
ومن أدلة التوسل ما رواه الحافظ الطبراني (4) عن عثمان بن حنَيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان فكان عثمان لا يلتَفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حُنَيْف فشكى اليه ذلك فقال: ائت الميضأةَ فَتَوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: {اللهم إني أسألك وأتَوجّه إليك بنبِيّنا محمد نبيّ الرحمة، يا محمّدُ إني أتَوجهُ بكَ إلى ربّي في حاجتي لتُقضَى لي}، ثم رح حتى أرُوحَ معك.
فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتَى باب عثمان, فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حاجته، فقضى له حاجتَه وقال: ما ذكرت حاجتَك حتى كانَت هذه الساعة، ثم خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال: جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ، فقال عثْمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فقال صلى الله عليه وسلم: إن شئت صبرتَ وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول الله إنه شق عليّ ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: {ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضأ وصل ركعتين ثم قلْ هؤلاءِ الكَلمات}، ففعلَ الرجل ما قال، فوَالله مَا تفرقنا ولا طال بِنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقَد أبصر كأنه لم يكن به ضرّ قط. قال الطبراني (5): والحديث صحيح. ففي هذا الحديث الصحيح دليل على جواز التوسل بالنبي في حياته بغير حضوره وبعد وفاته.
ومن أدلة الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الحافظ البيهقي (6) أيضا بإسناد صحيح عن مالك الدار – وكان خازن عمر – قال: {أصاب الناس قحط في زمان عمر, فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا, فأُتي الرجل في المنام – أي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام - فقيل له: أقرئ عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك الكيس الكيس, فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: {يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت} اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحرث المزني الصحابي, فهذا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فلم ينكر عليه عمر ولا غيره.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7) ما نصه: {وروى ابن شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمّان عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا, فأُتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحرث المزني أحد الصحابة}.اهـ.
ولما لم يستطع الألباني أن يثبت ضعف هذا الأثر عمد إلى الافتراء على الحافظ ابن حجر بأنه ضعفه (8) مع أن الحافظ صرّح بصحة سنده كما نقلنا عنه من كتابه "فتح الباري", وهذا دليل أيضا على أن الألباني لا يوثق بنقله ولا برأيه الذي يحرّف الحقائق والوقائع نصرة لرأيه.
ثم إن الاستغاثة بالرسول بعد موته شرك وكفر عند هذا الرجل أي ناصر الدين الألباني فماذا يقول في زعيمه ابن تيمية الذي أوقعه في التجسيم وتوابعه في قوله في كتابه الذي سماه "الكلم الطيب", أي أن كل ما فيه شئ حسن أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه خدرت رجله – أي أصابها مرض الخدر الذي هو شبه فالج في الرِّجل وهو معروف عند الأطباء – فقال له رجل: اذكر أحبّ الناس إليك فقال: يا محمد, فكأنما نشط من عقال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/160)
وكتاب ابن تيمية هذا توجد منه نسخ خطية وطبع عدة طبعات في مصر وغيرها, فموجب قوله بتكفير المستغيث برسول الله بعد موته تكفير ابن تيمية حيث انه استحسن هذا ومن استحسن الكفر فهو كافر ومن دلَّ إلى الكفر فهو كافر, فهل يكفر ابن تيمية لأنه استحسن هذه الاستغاثة كما يُكفر المستغيثين بالرسول بعد وفاته على الإطلاق أم يستثنيه؟! أم ماذا يفعل؟! فإن قال: لا أكفر ابن تيمية لاستحسانه ذلك لأنه زعيمنا قيل له: إذن أنت تتحكم تطبق على الناس ما لا تطبقه على زعيمك فقد أشبهت في هذا اليهود الذين كانوا بدّلوا حكم التوراة في الرجل الزاني المحصن كانوا يرجمون الزاني المحصن إن كان من الوضعاء ولا يرجمونه إن كان من أشرافهم. وقد اعترفت يا ألباني بأن هذا الكتاب من مؤلفات ابن تيمية كما عرف الناس سواك لأن مترجميه ذكروا ذلك في عداد من مؤلفاته, فأين المهرب؟!
ثم ماذا يقول الألباني فيما ذكره الحافظ الخطيب (8) بسنده إلى عبد الواحد بن ءادم يقول: {رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع, فسلمت عليه فرد على السلام, فقلت: وما وقوفك ههنا يا رسول الله؟ قال: أنتظر محمد بن إسماعيل – إلى آخر ما تقدم – وقال القسطلاني: لما ظهر أمره بعد وفاته, خرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة, وقال أبو علي الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السمرقندي, قدم علينا "بلنسية" عام أربعة وستين وأربعمائة, قال: فقحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام, فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا, فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند وقال له: إني رأيت رأيا أعرضه عليك, قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام البخاري فتستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا, فقال القاضي: نِعْمَ ما رأيت! فخرج القاضي ومعه الناس واستسقى بهم وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه, فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير, أدام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام ونحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته}. اهـ. – لامع الدراري (1/ 44) -
وقد حصل لشخص من أهل السنة الطيبين أنه ذهب إلى رأس من رؤوس الوهابية في الأردن لمناقشته في مسألة التوسل والاستغاثة, قال: فتكلمت معه في موضوعه التوسل أولا وأعطيته حديث الطبراني فقال لي: إنه يُجيز التوسل بالنبي في حال حياته, فقلت له: حديث الطبراني فيه جواز التوسل بالنبي في حال حياته وبعد مماته, وكذلك حديث بلال بن الحارث المزني الذي ذهب إلى قبر النبي وتوسل به بعد موته, فقال لي: هذا الحديث ضعيف, فقلت له رواه البيهقي بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح وكذلك صححه ابن كثير, فقال لي: ابن حجر يقول رواه البيهقي بسند صحيح إلى مالك الدار أي أن الحديث صحيح إلى مالك الدار, ومالك الدار هذا مجهول, فلا حجة في الحديث, فقلت له: عمر يولي على خزائن المسلمين على بيت مال المسلمين رجلا مجهولا ليس معروفا أم ثقة, فسكت .....
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 01:09 ص]ـ
للمعلومية هذه شبهة من شبهات الصوفية
على شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه ذكره وأستدل به في كتابه الكلم الطيب
والذي يثبت كلامي أنها شبهة هي قاعدة أن صاحب البدعة لسانه قذر ولا يحترم أحد من العلماء
وهذه الجملة من الموضوع تشهد على كلامي
لم يستطع الألباني أن يثبت ضعف هذا الأثر عمد إلى الافتراء على الحافظ ابن حجر بأنه ضعفه (8) مع أن الحافظ صرّح بصحة سنده كما نقلنا عنه من كتابه "فتح الباري", وهذا دليل أيضا على أن الألباني لا يوثق بنقله ولا برأيه الذي يحرّف الحقائق والوقائع نصرة لرأيه.
حتى الشيخ الالباني لم يسلم من هذه الشبهة مثل شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
ولقد رأيت أحد مشائخهم يقول في مقطع في موقع اليوتوب عنوانه (هل يتنازل الوهابيه عن قول ان الإستغاثة شرك ام يتبرءون من ابن تيمية)
ثم ذكر كلاماً مشابه لكلامك هذا لكي يخبرنا ان الإستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم تجوز!
هذه مقدمة مهمة لمن لا يعرف مصدر هذه الشبهة الخطيرة.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:26 ص]ـ
انظر هذا الرابط فإن فيه رداً على عامة هذه الشبهة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121667
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:31 ص]ـ
وأما الشبهة الأولى
فالحديث عند البخاري في الأدب هكذا
964 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد 438
فياء النداء غير موجودة علماً أن الأثر في سنده كلام فأبو إسحاق السبيعي مدلس ويرد جماعة من النقاد عنعنته
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و زادكم علما و عملا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/161)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 03:37 ص]ـ
وأما الشبهة الأولى
فالحديث عند البخاري في الأدب هكذا
964 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد 438
فياء النداء غير موجودة علماً أن الأثر في سنده كلام فأبو إسحاق السبيعي مدلس ويرد جماعة من النقاد عنعنته
ثم إن ابن عمر قالوا له: " تذكر أحب الناس " ولم يقولوا: " استغث بأحب الناس "
وياء النداء اختلفت فيها نسخ الكلم الطيب فيما أذكر
والعمدة هي نسخة الأدب المفرد
وكلام شيخ الإسلام في الإستغاثة معروف مشهور
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:11 ص]ـ
ثم إن الاستغاثة بالرسول بعد موته شرك وكفر عند هذا الرجل أي ناصر الدين الألباني فماذا يقول في زعيمه ابن تيمية الذي أوقعه في التجسيم وتوابعه في قوله في كتابه الذي سماه "الكلم الطيب", أي أن كل ما فيه شئ حسن أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه خدرت رجله – أي أصابها مرض الخدر الذي هو شبه فالج في الرِّجل وهو معروف عند الأطباء – فقال له رجل: اذكر أحبّ الناس إليك فقال: يا محمد, فكأنما نشط من عقال.
وكتاب ابن تيمية هذا توجد منه نسخ خطية وطبع عدة طبعات في مصر وغيرها, فموجب قوله بتكفير المستغيث برسول الله بعد موته تكفير ابن تيمية حيث انه استحسن هذا ومن استحسن الكفر فهو كافر ومن دلَّ إلى الكفر فهو كافر, فهل يكفر ابن تيمية لأنه استحسن هذه الاستغاثة كما يُكفر المستغيثين بالرسول بعد وفاته على الإطلاق أم يستثنيه؟! أم ماذا يفعل؟! فإن قال: لا أكفر ابن تيمية لاستحسانه ذلك لأنه زعيمنا قيل له: إذن أنت تتحكم تطبق على الناس ما لا تطبقه على زعيمك فقد أشبهت في هذا اليهود الذين كانوا بدّلوا حكم التوراة في الرجل الزاني المحصن كانوا يرجمون الزاني المحصن إن كان من الوضعاء ولا يرجمونه إن كان من أشرافهم. وقد اعترفت يا ألباني بأن هذا الكتاب من مؤلفات ابن تيمية كما عرف الناس سواك لأن مترجميه ذكروا ذلك في عداد من مؤلفاته, فأين المهرب؟!
ثم ماذا يقول الألباني فيما ذكره الحافظ الخطيب (8) بسنده إلى عبد الواحد بن ءادم يقول: {رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع, فسلمت عليه فرد على السلام, فقلت: وما وقوفك ههنا يا رسول الله؟ قال: أنتظر محمد بن إسماعيل – إلى آخر ما تقدم – وقال القسطلاني: لما ظهر أمره بعد وفاته, خرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة, وقال أبو علي الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن السمرقندي, قدم علينا "بلنسية" عام أربعة وستين وأربعمائة, قال: فقحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام, فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا, فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند وقال له: إني رأيت رأيا أعرضه عليك, قال: وما هو؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام البخاري فتستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا, فقال القاضي: نِعْمَ ما رأيت! فخرج القاضي ومعه الناس واستسقى بهم وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه, فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير, أدام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام ونحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته}. اهـ. – لامع الدراري (1/ 44) -
وقد حصل لشخص من أهل السنة الطيبين أنه ذهب إلى رأس من رؤوس الوهابية في الأردن لمناقشته في مسألة التوسل والاستغاثة, قال: فتكلمت معه في موضوعه التوسل أولا وأعطيته حديث الطبراني فقال لي: إنه يُجيز التوسل بالنبي في حال حياته, فقلت له: حديث الطبراني فيه جواز التوسل بالنبي في حال حياته وبعد مماته, وكذلك حديث بلال بن الحارث المزني الذي ذهب إلى قبر النبي وتوسل به بعد موته, فقال لي: هذا الحديث ضعيف, فقلت له رواه البيهقي بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح وكذلك صححه ابن كثير, فقال لي: ابن حجر يقول رواه البيهقي بسند صحيح إلى مالك الدار أي أن الحديث صحيح إلى مالك الدار, ومالك الدار هذا مجهول, فلا حجة في الحديث, فقلت له: عمر يولي على خزائن المسلمين على بيت مال المسلمين رجلا مجهولا ليس معروفا أم ثقة, فسكت .....
تأمل ما تحته خط يستبين لك كذب القوم فإن الرواية التي فيها ذكر بلال بن الحارث موضوعة في سندها سيف التميمي المتهم بالزندقة وشيوخه فيها مجاهيل
وأما الرواية التي ذكرها حول أهل سمرقند فغاية ما فيها دعاء الناس عند قبر البخاري وهذا بدعة وليس شركاً ولم يفعل هذا الصحابة ومن بعدهم عند قبر من هو أعظم من البخاري
وفي سند هذه الرواية نصر بن الحسن بن القاسم لم أقف على ترجمة
وأما ذكره القسطلاني من بكاء خصومه عند قبره فيحتاج إلى إسناد وإن كان ليس صريحاً بالإستغاثة
وأود أن أشير إلى أن تدليس أبي إسحاق ربما عنوا به الإرسال الخفي والمتقدمون منهم يجعل التدليس مرادفاً للإرسال الخفي
وأبو إسحاق عن جماعةٍ عاصرهم وأمكنه اللقيا بهم
وهؤلاء كثير
فمنهم أنس بن مالك ذو الجوشن وسليمان بن صرد وعكرمة وأبو وائل (سمع منه حديثين فقط) فلا مانع من أن يكون عبدالرحمن بن سعد من هؤلاء ولم أقف تصريح أبي إسحاق بالسماع منه في أي سند
وهناك رواية أخرى عن هيثم بن حنش ولكنها من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق وقد نص ابن معين على أنها بعد الإختلاط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/162)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:26 ص]ـ
قال الأخ هيثم حمدان: " فقد كان من عادات العرب قبل الإسلام وبعده أنه إذا خدرت رِجل أحدهم أن يذكرَ اسم شخصٍ يحبّه حتى يزول الخدر، ظانّين أنّ ذلك نوع من العلاج يساعد في سريان الدم إلى الرجل المخدورة.
من ذلك قول الشاعر: رُبَّ مُحبٍ إذا ما رجله خدرت ... نادى كُبيْشة حتى يذهب الخدرُ
وقول أخر: أما تجزيَن من أيام مَرْء ... إذا خدرت له رجل دعاكَ؟
وقال ثالث: أَثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنّى ... إذا خدرت له رجلٌ دَعاكِ
وفِعْل ابن عمر هو من هذا القبيل، من العادات المحضة، وليس من المشروع في نفسه.
فإن قال قائل: ما كان البخاري ليذكرَ الأثرَ في (الأدب المفرد) لولا دلالةً شرعيةً رآها فيه؟ (وهي من حجج الأحباش).
قلت: ليس كذلك، فإن البخاري (رحمه الله) أورد أحاديث كثيرة في (الأدب المفرد) من قبيل ذكر العادات الحسنة والآداب الرفيعة، مما ليس مشروعاً في نفسه.
من ذلك تبويبه بـ: (باب الرجل يكون في القوم فيبزق)، و (باب من أدلى رجليه إلى البئر إذا جلس وكشف عن الساقين)، و (باب الجلوس على السرير).
وهذه كلّها عادات وآداب وسلوكيّات لا أكثر.
4) ثمّ لو قلنا تجاوزاً أن فِعلَ ذلك مشروعٌ، فإنه ليس فيه الدلالة التي يرجوها الأحباش، لأنه يُحمل على أن ذكر الحبيب عند خدران الرجل هو من باب التداوي بالمشروع، أي أن النبي الكريم علّم ابن عمر وسيلةً للتداوي في حالة خدران الرجل.
فيكون المشروع حينئذٍ هو التداوي بذكر الحبيب، وليس دعاء الغائب والتوسّل به وطلب الغوث والمدد والإعانة منه.
وفي هذا ردٌّ على الروافض والأحباش والصوفية وغيرهم ممن يستدلّون بهذا الحديث على جواز قبوريّتهم.
والله أعلم"
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 05:48 ص]ـ
بارك الله فيك و جزاك خيرا و زادك علما و حرصا
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:13 م]ـ
الجواب الأخير منطقي وممتاز فسبحان الله كيف أشرب الكثير من الصوفية الشرك في قلوبهم لهذه الدرجة وأستحلوه ودافعوا عنه بكل طريق ووسيلة لعنة الله علي من يكفر الموحدن حق التوحيد ومن يأتي بما يتشابه علي العوام ليلصق بأهل الإيمان ما ليس فيهم فهؤلاء دينهم ليس الإسلام وإنما الفلسفة والعقل والمنطق (الصوفية والأشعرية ولدت من رحم واحد) والحق أنهم معتزلة وجهمية والأشعري قد أبان وتبرأ من معتقدهم
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:32 م]ـ
الرد على أثر الأدب المفرد من ثلاثة أوجه
أولا: أن ابن عمر لم يقل (يا رسول الله اشفني) إنما قال: يا رسول الله دون أن يطلب منه!!.
ثانياً: لو قال أحداً " آهٍ يا أبتاه" تذكرا لأبيه الذي مات، هل يُسمى هذا استغاثة!! هل طلب منه شيئاً؟
ثالثاً: أن أداة النداء "يا" في الأثر لم توجد في بعض نسخ الأدب المفرد.
ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[27 - 10 - 10, 10:40 ص]ـ
إخواني:
بالنسبة لياء النداء قد ثبتت في بعض مخطوطات الأدب المفرد، رأيتها في فلم مصور على الشبكة، وكونها موجودة أو غير موجودة هذا أمر سهل، ولكن الرد القاطع الصاعق على هؤلاء الصوفية ما ذكره الشيخ سعد بن علي الشهراني حفظه الله في كتابه القيم النفيس: (فرقة الأحباش: نشأتها ـ عقائدها ـ آثارها) وهذه الفرقة في لبنان وهي مزيج من الصوفية والأشاعرة والجهمية والمعتزلة بل والرافضة أحيانًا ...
وقد رد عليهم الشيخ في استدلالهم بأثر ابن عمر في 10 صفحات (293/ 1 ـ 303) وقد لخصته هنا فأقول:
أثر ابن عمر ضعيف، وقد ورد من طريقين:
الطريق الأول: أخرجه ابن السني من طريق محمد بن مصعب قال: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق (وهو السبيعي) عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند ابن عمر ... الحديث
وهذا الطريق ضعيف لعلل:
أولا: أن محمد بن مصعب ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان والإسماعيلي والخطيب البغدادي.
ثانيا: أن الهيثم بن حنش مجهول العين كما نص على ذلك الخطيب البغدادي في الكفاية.
ثالثا: أن أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعنه عن هذا المجهول وهو الهيثم بن حنش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/163)
رابعا: أن أبا إسحاق السبيعي اختلط واضطرب في هذا الحديث فرواه مرة عن الهيثم بن حنش كما في هذا الطريق، ومرة عن عبد الرحمن بن سعد كما في الطريق الثاني، ومرة عن أبي شعبة (وفي نسخة: أبي سعيد) وهذا اضطراب يرد به الحديث.
الطريق الثاني: أخرجه البخاري في الأدب المفرد: من طريق سفيان عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر ... الحديث.
وهذا الطريق ضعيف لعلتين:
الأولى: أن أبا إسحاق السبيعي قد اختلط كما تقدم وهو مدلس وقد عنعنه هنا.
الثانية: جهالة عبد الرحمن بن سعد الراوي عن ابن عمر، وقد نص على جهالته ابن معين بعد أن أورد روايته لهذا الأثر، وكذلك الذهبي بعد ذكره هذا الأثر، وأقره ابن حجر.
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله ...
وأما متن الحديث: فالظاهر أنه في الأدب المفرد بدون حرف النداء (يا) لأنه في أوثق طبعات الأدب المفرد لم تثبت كما في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، والجيلاني (صاحب الشرح) وذكر في المقدمة أنه راجع عدة مخطوطات ومطبوعات لتحري ضبط النص ...
الوجه الثاني: أن سفيان من الحفاظ الأثبات فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، كما في أصح الطبعات ...
الوجه الثالث: أن الرجل قال لابن عمر: اذكر أحب الناس إليك، وما قال له استغث، فغاية فعل ابن عمر هو ذكر المحبوب فليس في قوله (محمد) توسلا أو دعاء، وإلا لكان لازما أن من ذكر محبوبه فقد استغاث به وهذا من أبطل الباطل ...
الوجه الرابع: لو سلمنا لكم بهذا الفهم السقيم لأثر ابن عمر، فكيف ترد النصوص الصريحة الصحيحة بهذا الأثر المشكوك في صحته، قال تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدًا) وقال صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله) وغيره كثير ...
الوجه الخامس: إن هذا الفهم السقيم لهذه الرواية مخالف لعمل الصحابة رضي الله عنهم فقد تركوا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وتوسلوا بدعاء عمه في عهد عمر حين أصابهم القحط، فلو جاز الاستغاثة بالنبي لمجرد الخدر، لكان الاستغاثة به في القحط أولى ...
الوجه السادس: أن توجيه العلماء والشراح لهذا الحديث يخالف فهمكم السقيم، فقد فهموا منه أن ذكر اسم الحبيب عند خدر الرجل يستشفى به لإذهاب الخدر، كما نص على ذلك ابن علان في الفتوحات (200/ 6) وكذلك الشهاب الخفاجي في (شرح الشفاء) نقله عنه ابن عيسى في (الرد على شبهات المستعينين بغير الله/95 ـ 96)، وكذلك المحدث فضل بن السيد الجيلاني في شرحه لكتاب الأدب المفرد (429/ 2) وكذلك الشوكاني في تحفة الذاكرين (259 ـ 260) وكذلك العيني في العلم الهيب (543)، وقد نقل كلامهم بالنص الشيخ سعد في أصل كتابه ...
الوجه السابع: إن ذكر اسم الحبيب عند الخدر دواء معروف عند أهل الجاهلية ...
قال جميل بثينة:
فأنت لعيني قرة حين نلتقي ... وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
وقال الأقيشر الأسدي:
وما خدرت رجلاي إلا ذكرتكم ... فيذهب عن رجلاي ما تجدان
وقال الموصلي:
والله ما خدرت رجلي وما عثرت ... إلا ذكرتك حتى يذهب الخدرُ
وقد ذكر الشيخ سعد حفظه الله 6 أبيات غير هذه وردت عن العرب في ذكر اسم الحبيب عند الخدر ...
الوجه الثامن: أن ابن عمر رضي الله عنهما أصيب بالعمى، ولم ينقل عنه أنه استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أنه استغاث لمجرد الخدر، ولا يستغيث لفقد بصره الذي هو أكبر بكثير؟! ...
الوجه التاسع: يقال للأحباش وغيرهم إنكم تردون الاستدلال بخبر الآحاد في مسائل الاعتقاد، وتشترطون التواتر، فكيف تحتج بهذا الأثر عن ابن عمر وهو خبر آحاد؟! ...
الوجه العاشر: أن الصحابة رضي الله عنهم وهم ألوف، وكذلك التابعون وهم أكثر، لم ينقل عن واحد منهم أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وهذه الأوجه على فرض صحة هذا الأثر، مع أنه تبين من خلال دراسة سنده عدم صحته، وما لم يصح، لا يجوز أن يستشهد به في دين الله عز وجل ...
وأما احتجاجهم بأن شيخ الإسلام يرى جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بدليل إيراده لهذا الأثر في كتابه الكلم الطيب، فقد فند ذلك الشيخ سعد في كتابه السابق (301/ 1 ـ 303)، فراجعه فإنه نفيس في بابه ...
وهذا الكتاب: (فرقة الأحباش: نشأتها ـ عقائدها ـ آثارها) قد طبعته دار عالم الفوائد الطبعة الأولى بمجلدين كبيرين في مكة المكرمة سنة 1423 هـ ... وإني لأوصي كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ففيه درر ونفائس علمية قلَّ أن تجدها في غيره ... والله أعلم ...
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 10:42 ص]ـ
هناك دروس مسموعة للشيخ دمشقية فيها جواب للهذه الشبهات ابحث عنها في طريق الإسلام
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:15 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إبحث عن هذه النسخة المنقحة من كتاب: الإسعاف من إغاثة السقاف " للشيخ الفاضل عبدالله الخليفي.
فيه رد جميل علي شبهات الصوفية و الروافض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/164)
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:07 ص]ـ
اقتبست لك ذلك الكلام - الذى تجده بالمرفقات - من كتاب فضل الغني الحميد للشيخ ياسر برهامي فى حديثه عن التوسل المشروع(54/165)
هل لحق التحريف التوارة على عهد نبي الله محمد
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[07 - 03 - 09, 08:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله العلي العظيم المتفضل والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم .. وبعد
ورد أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة وقد زنيا، فقال لهم: (كيف تفعلون بمن زنى منكم). قالوا: نحممهما ونضربهما، فقال: (لا تجدون في التوراة الرجم). فقالوا: لا نجد فيها شيئا، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فوضع مدراسها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم، فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها، ولا يقرأ آية الرجم، فنزع يده عن آية الرجم فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم، فأمر بهما فرجما قريبا من حيث موضع الجنائز عند المسجد، فرأيت صاحبها يجنأ عليها، يقيها الحجارة.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4556
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وورد أيضاً أن غلاما يهوديا، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا يهودي! أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد في التوراة صفتي؟ ومخرجي؟ قال: لا. قال الفتى: بلى والله يا رسول الله، إنا نجد في التوراة نعتك ومخرجك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: أقيموا هذا من عند رأسه ولو أخاكم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 1/ 524
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
وورد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أتشهد أني رسول الله؟، قال: لا، قال: أتقرأ التوراة؟، قال: نعم، قال: والإنجيل؟، قال: نعم، قال: والقرآن؟، قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، قال: ثم نشده قال: [ما] تجدني في التوراة والإنجيل؟. قال: نجد مثلك ومثل أمتك ومخرجك، وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت تخوفنا أن تكون أنت، فنظرنا فإذا ليس أنت هو، قال: ولم ذاك؟، قال: إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عقاب، وإنما معك نفر يسير؟ قال: والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنها لأمتي، وإنهم لأكثر من سبعين ألفا، وسبعين ألفا، وسبعين ألفا
الراوي: الفلتان بن عاصم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1765
خلاصة الدرجة: صحيح
فهل التوراة كانت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ثم حرفت بعد ذالك أم أنها حرفت قبل ذالك بقرون؟
أرجو الإفادة من أهل العلم والدراية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 03:00 م]ـ
التحريف قطعاً وقع قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبنص القرآن كما قال سبحانه: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).
وقال سبحانه (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله).
بل التحريف في التوراة وقع قبل ميلاد عيسى عليه السلام وذلك أن التحريف كان على عدة مراحل، أهمها مرحلة فقد نُسخ التوراة بعد السبي البابلي وكان هذا قبل الميلاد ب 500 عام وتزيد، ثم الاعتماد على كتابة عزرا لنسخ التوراة التي كان يكتبها من حفظه.
ـ[وليد محمود]ــــــــ[07 - 03 - 09, 03:32 م]ـ
لا يعنى أن نسخة لم يلحقها التحريف على عهد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدم وقوع التحريف فى غيره، هذا أمر.
أضف لذلك أن النصارى ـ أصحاب الشبهة ـ لا يستطيعون أن يثبتوا أن ما لديهم هو من النسخة التى كانت بين يدى هذا اليهودى على عهد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
خصوصا والنصارى أنفسهم يعترفون بوجود فروق و اختلافات كثيرة فى نسخ مخطوطات كتابهم الذى يقدسونه المنسوب زورا لله عز وجل.
والله اعلم.(54/166)
أريد تيسير هذه العبارة:والعدم والملكة هما: الأمران المتقابلان اللذان، أحدهما وجودي والآخر عدمي،
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:50 م]ـ
والعدم والملكة هما: الأمران المتقابلان اللذان، أحدهما وجودي والآخر عدمي، وهو عدم ذلك الوجودي عما من شأنه أن يقبله كالحياة والموت بالنسبة للإنسان فيمتنع نفيهما عنه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 04:37 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
(والعدم والملكة ... ) أي هذان المصطلحان المستعملان عند المتكلمين لهما معنى وهذا المعنى سيذكر فيما يأتي من الكلام.
( ... هما الأمران المتقابلان) أي يطلق هذان المصطلحان على الأمرين اللذين يقابل أحدهما الآخر مقابلة النقيض أو الضد، وهذه ألفاظ متقاربة من حيث اللغة ولكنها مختلفة من حيث الاصطلاح، تقول: البياض مقابل السواد أو نقيض السواد أو ضد السواد، أما من حيث الاصطلاح فالنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان والضدان لا يجتمعان فقط ويمكن أن يرتفعا معا، يعني مثلا: (موجود) و (معدوم) لا يمكن أن يوجدا معا ولا يمكن أن يرتفعا معا، فالشيء إما أن يكون موجودا وإما أن يكون معدوما، أما البياض والسواد مثلا فلا يجتمعان إلا أنهما قد يرتفعان، فالشيء إن كان أبيض فليس بأسود وإن كان أسود فليس بأبيض، إلا أنه قد يكون أحمر فلا يوصف ببياض ولا سواد.
(أحدهما وجودي والآخر عدمي) وهذا يعني أن (العدم) هو الأمر العدمي، و (الملكة) هي الأمر الوجودي.
( ... وهو عدم ذلك الوجودي) أي أن ذلك الوصف العدمي معناه عدم وجود ذلك الوصف الوجودي.
( ... عما من شأنه أن يقبله) أي أن الوصف بالعدم والملكة لا يكون إلا إذا كان الموصوف يقبل هاتين الصفتين، وهذا القيد اتكأ عليه النفاة في نفي صفات الله عز وجل، فقالوا مثلا: ليس بحي ولا ميت! فقيل لهم: هذان نقيضان لا يرتفعان معا! فقالوا: هذا إذا لم يكونا من تقابل العدم والملكة! ولذلك تقول عن الحجر: ليس بحي ولا ميت؛ لأنه لا يقبل ذلك.
(كالحياة والموت بالنسبة للإنسان فيمتنع نفيهما عنه) أي يمتنع نفي الحياة والموت كليهما معا عن الإنسان، فالإنسان إما حي وإما ميت ولا يمكن أن يكون لا حيا ولا ميتا، كما أنه لا يمكن أن يكون حيا وميتا في آن واحد.
والله أعلم.
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[07 - 03 - 09, 06:11 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء وفتح لك
ولكن هناك شئ لم أفهمه في التدمرية هو الذي جعلني أسأل هذا السؤال وحسبت أنني سأفهمه به
قال شيخ الإسلام (فإن قلت: إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلاً لهما، وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب، فإن الجدار لا يقال له: أعمى ولا بصير، ولا حي ولا ميت؛ إذ ليس بقابل لهما)
وهذا هو فهمي
لما بين شيخ الإسلام بأن ما ذهبتم اليه هو شر مما فررتم منه وهو تشبيهكم الله سبحانه وتعالى بالممتنعات نفيكم النقيضبن
وأنه معلوم أن نفي النقيضين كجمعهما ممتنع في بدائه العقول
إن هذا الإمتناع ممتنع فيما هو قابل لهما أما الله فليس قابل للصفات ولكن ليس تقابل السلب والإيجاب
وإنما تقابل العدم والملكة
أي ليس السلب والإيجاب الذي هو نفي أحد النقيضين يستلزم ثبوت الآخر
وإنما هو العدم والملكة الذي معناه .............................. (لا أعرف)
تعريف فضيلتك
فهمت منه أن العدم والملكة متضادان إذا ارتفع العدم وجدت الملكة فما هو معناهما الذي به خرجت غلاة النفاة -على زعمهم-والذي خرج منها شيخ الإسلام بقول (: أولاً: هذا لا يصح في الوجود والعدم، فإنهما متقابلان، تقابل السلب والإيجاب، باتفاق العقلاء، فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر)
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 09, 06:33 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
(تقابل السلب والإيجاب) لا يختلف عن (تقابل العدم والملكة) إلا في شيء واحد، وهو اعتبار القوابل.
فتقابل السلب والإيجاب مطلق لا يختلف باختلاف القوابل، وتقابل العدم والملكة ينظر فيه إلى القوابل، فإن كانت تقبلهما فحينئذ ينطبق عليها ما ينطبق على النقيضين فلا يرتفعان معا، وإن كانت لا تقبلهما فحينئذ يمكن ارتفاعهما معا.
فزعم النفاة أن الله عز وجل لا يقبلهما أصلا، فلا يوصف بأنه بصير ولا أعمى، كما لا يوصف الحجر بأنه أعمى ولا بصير.
ورد شيخ الإسلام هذا الكلام بأمرين:
الأول: أن هذه الصفات ليست من تقابل العدم والملكة، وإنما من تقابل السلب والإيجاب؛ لأن العمى ما هو إلا عدم البصر، والموت ما هو إلا عدم الحياة.
الثاني: أن ما ليس بقابل لهما أنقص وأخس مما يقبلهما، فهم أرادوا تنزيه الله عز وجل فوقعوا فيما هو أسوأ؛ لأن الميت أكمل من الحجر، والأعمى أكمل من الصخر.
والله أعلم.
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[07 - 03 - 09, 11:28 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء وفتح لك من فضله وجميع المسلمين
اعذرني بالله عليك وتحمل سقم فهمي
(تقابل السلب والإيجاب) لا يختلف عن (تقابل العدم والملكة) إلا في شيء واحد، وهو اعتبار القوابل.
هذا هو الذي لم أفهمه ما الذي يحمله مصطلح (العدم والملكة) من معنى يقيد به بالقوابل ما لا يكون في (السلب والإيجاب) حتى اتكأت عليه غلاة النفاة
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/167)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 12:13 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
إذا قلنا: هذا الشيء ليس بأعمى، فهل هذا معناه أنه بصير؟
وإذا قلنا: هذا الشيء ليس بميت، فهل هذا معناه أنه حي؟
الجواب يعتمد على نوع المقابلة بينهما، فإن كان من تقابل العدم والملكة فلا يلزم أن يكون معناه كذلك، وإن كان من تقابل السلب والإيجاب فيلزم أن يكون معناه كذلك.
وبناء على هذا اختلف النفاة مع أهل السنة.
فأهل السنة قالوا: إن الله عز وجل ليس بأعمى ولا أصم اتفاقا بيننا وبين النفاة، فيلزم على هذا أن يكون سميعا بصيرا.
والنفاة قالوا: هذا لا يلزم، بل يقولون: ليس بأعمى وليس ببصير أيضا، ويقولون: ليس بأصم وليس بسميع أيضا.
فيرفعون عن الله عز وجل الأمرين جميعا.
فالخلاصة أن التقابل بين العدم والملكة يمكن فيه ارتفاع الأمرين، أما التقابل بين السلب والإيجاب فلا يمكن فيه ارتفاع الأمرين.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:28 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء(54/168)
هل ثبتت عن ابن حجر الحافظ هذه التوسلات؟
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:50 م]ـ
هل ثبتت عن ابن حجر الحافظ هذه التوسلات؟
وكم مذنبٍ وافاه يطلب نجدة تنجيه في الأخرى فأنجى وأنجدا
ايا خير خلق الله دعوة مذنب تَخَوَّف من نار الجحيم توقُّدا
له سند عال بمدحك نيرُّ وبابك أمسى فيه أسنى واسندا
وأنت الذي جنبتنا طارق الردى وأنت الذي عرَّفتنا طرُقُ الهدى(54/169)
أمثلة الجبر وأمثلة الاختيار
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[07 - 03 - 09, 10:40 م]ـ
إن معتقد أهل السنة والجماعة أن الإنسان مجبر على بعض الأفعال التي يفعلها، وهو مخير في بعضها الآخر.
أما الأفعال التي يفعلها الإنسان باختياره وإرادته فمعلومة، وهي كاختيار الطعام الذي يأكله، والشراب الذي يشربه، واللباس الذي يلبسه ... والمعتقد الذي يعتقده ...
وهو يثاب ويعاقب على أفعاله الاختيارية هذه
الذي أسأل عنه أهل الاختصاص: ما هي أمثلة الأفعال التي يجبر عليها الإنسان؟ وهي التي لا يترتب عليها ثواب ولا عقاب.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[08 - 03 - 09, 12:42 ص]ـ
وجوده مثلا وكذا رجفة جسمه, ونعاسه وشكله ... إلخ
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 04:21 م]ـ
لايُسأل الانسان عما لادخل له فيه
كأن يكون مريضا او صاحب عاهة او ذانسب دنىء او عن لونه وكذا عن ضياع ماله او ارضه او فساد زرعه وثمره ان كان مقهورا فيه
والناس بصفة عامة لايُسألون عما يحدث من كوارث كالبراكين والزلازل والسيول ونحو ذلك
فكل ماكان فيه الانسان مقهورا فلايُسال عنه وهذا من عدل البارى سبحانه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 05:26 م]ـ
وجوده في هذا الزمن وولادته في هذا البلد ومن هذين الابوين وطوله وقصره وكونه مبصر او اعمى ولونه ومرضه وموته وحاجته الى الطعام والشراب وقضاء الحاجة ووقوع المصائب عليه والله اعلم(54/170)
على ماذا يطلق أهل السنة والجماعة لفظ (النفس)
ـ[لمياء محمد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 02:40 ص]ـ
على ماذا يطلق أهل السنة والجماعة لفظ (النفس) هل يريدون الروح أم الروح والبدن معاً
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[08 - 03 - 09, 05:37 ص]ـ
يمكن مراجعة هذه المسألة في كتاب الروح لابن القيم رحمه الله حيث قال: (المسألة العشرون وهي هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران فاختلف الناس في ذلك فمن قائل أن مسماهما واحد وهم الجمهور ومن قائل أنهما متغايران. ونحن نكشف سر المسألة بحول الله وقوته فنقول النفس تطلق على أمور أحدها الروح قال الجوهري النفس الروح يقال خرجت نفسه ...... ).(54/171)
العقيدة المختصره (لامية شيخ الاسلام ابن تيمية)؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه الامية تصف العقيدة بشكل مختصر
فهي عقيدة مختصره جداً وأرى أنها جمعت العديد من المتون بشكل مختصر
ومن أراد التفصيل يعود إلى المتون مثل (الطحاوية + الواسطية ونحوها)
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي ... رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه ... لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّلُ
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ ... وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّلُ
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ ... لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَلُ
وأُقِرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِهً ... آياتُهُ فَهُوَ القَديمُ المُنْزَلُ
وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّها ... حَقاً كما نَقَلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
وأَرُدُّ عُقْبَتَها إلى نُقَّالِها ... وأصونُها عن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
والمؤمنون يَرَوْنَ حقاً ربَّهُمْ ... وإلى السَّماءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
وأُقِرُ بالميزانِ والحَوضِ الذي ... أَرجو بأنِّي مِنْهُ رَيّاً أَنْهَلُ
وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ ... فَمُوَحِّدٌ نَاجٍ وآخَرَ مُهْمِلُ
والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ... وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
ولِكُلِّ حَيٍّ عاقلٍ في قَبرِهِ ... عَمَلٌ يُقارِنُهُ هناك وَيُسْأَلُ
هذا اعتقادُ الشافِعيِّ ومالكٍ ... وأبي حنيفةَ ثم أحمدَ يَنْقِلُ
فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّدٌ ... وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَوَّلً
إن حفظ هذه الامية وفهمها فهم تفصيلي يفتح عليك أبواب كثيرة
فهي مفتاح للعديد من المتون.
لاسيما لطالب العلم المبتدئ حين يحفظ المتون فلابد من توفر هذه الامية معه
فهي نفيسة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
ثبوتها لشيخ الاسلام فيها نظر
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 03 - 09, 06:44 ص]ـ
سبق نقاش ذلك في الملتقى(54/172)
هل يتأذى الولي ببكاء الطائفين عليه؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:47 ص]ـ
صحيح البخاري ت - (/ 0)
1286 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ تُوُفِّيَتْ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا وَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا أَوْ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا ثُمَّ جَاءَ الْآخَرُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَلَا تَنْهَى عَنْ الْبُكَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.وأخرجه أيضا مسلم
فهل يتأذى الولي ببكاء الطائفين عليه والذين يبنون الأضرحة عليه قياسا على بكاء الأهل؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 11:59 ص]ـ
أنا عامي .. وأنتظر التصويب من مشائخنا، والجواب
أرأيت لو أن أحدهم بكى على الرسول عليه الصلاة والسلام أو على الحسين-رضي الله عنه- وشق جيبه كما يفعل -بني رويفض- أيلحقهم الإثم؟
إذا صح ذلك فسيلحق الإثم سيدنا الحسين -عليه السلام- وكل الصالحين فما ذنبهم وما ذنب الأولياء؟
وقد قال تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" ومعلوم أن الشذوذ في المتن أن يخالف الثقة من هو اوثق منه فكيف
بالقرآن الكريم؟
إذاً هل نحكم بضعف الحديث كما فعل بعض المتكلمين أو المدعوين مفكرين؟!
أو كما قالت أمنا عائشة-رضي الله عنها- حين لم يصلها وتتأكد من صحة الحديث ورد الصحابة عليها!
الحديث يحتاج للتأويل فلو كل حديث أو حتى آيه ظاهرها التعارض لرددنا الكثير من الآيات والأحاديث!!
إذاً لا بد أن للحديثِ المذكور تأويلاً ..
وأنقل لك هذا البحث الرائع لأحد الأعضاء
أَوَّلهَا: طَرِيقَة الْبُخَارِيّ
أنه يعذب بذلك إذا كان من سنته وطريقته وقد أقرّ عليه أهله في حياته فيعذب لذلك، وإن لم يكن من طريقته فإنه لا يعذب. فإنه قال:
" بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ (أي من طريقته وعادته) "
قال الحافظ:
" فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا أَنَّ الَّذِي يُعَذَّب بِبَعْضِ بُكَاء أَهْله مَنْ كَانَ رَاضِيًا بِذَلِكَ بِأَنْ تَكُون تِلْكَ طَرِيقَته إِلَخْ , وَلِذَلِكَ قَالَ الْمُصَنِّف (فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّته) أَيْ كَمَنْ كَانَ لا شُعُور عِنْده بِأَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ , أَوْ أَدَّى مَا عَلَيْهِ بِأَنْ نَهَاهُمْ فَهَذَا لا مُؤَاخَذَة عَلَيْهِ بِفِعْلِ غَيْره , وَمِنْ ثَمَّ قَالَ اِبْن الْمُبَارَك: إِذَا كَانَ يَنْهَاهُمْ فِي حَيَاته فَفَعَلُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ بَعْد وَفَاته لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْء " انتهى.
ثَانِيهَا:
وقد نسبه النووي إلى الْجُمْهُور وصححه، حملوا الحديث عَلَى مَنْ وَصَّى بِأَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ وَيُنَاح بَعْد مَوْته فَنُفِّذَتْ وَصِيَّته , فَهَذَا يُعَذَّب بِبُكَاءِ أَهْله عَلَيْهِ وَنَوْحهمْ ; لِأَنَّهُ بِسَبَبِهِ وَمَنْسُوب إِلَيْهِ , فَأَمَّا مَنْ بَكَى عَلَيْهِ أَهْله وَنَاحُوا مِنْ غَيْر وَصِيَّة مِنْهُ فَلَا يُعَذَّب لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
قَالُوا: وَكَانَ مِنْ عَادَة الْعَرَب الْوَصِيَّة بِذَلِكَ، وَمِنْهُ قَوْل طَرَفَةَ بْن الْعَبْد:
إِذَا مِتُّ فَانْعِينِي بِمَا أَنَا أَهْله وَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْب يَا اِبْنَة مَعْبَدِ
قَالُوا: فَخَرَجَ الْحَدِيث مُطْلَقًا حَمْلا عَلَى مَا كَانَ مُعْتَادًا لَهُمْ.
ثَالِثهَا:
هُوَ مَحْمُول عَلَى مَنْ أَوْصَى بِالْبُكَاءِ وَالنَّوْح، أَوْ لَمْ يُوصِ بِتَرْكِهِمَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/173)
فَأَمَّا مَنْ وَصَّى بِتَرْكِهِمَا فَلَا يُعَذَّب بِهِمَا إِذْ لا صُنْع لَهُ فِيهِمَا وَلَا تَفْرِيط مِنْهُ. وَحَاصِل هَذَا الْقَوْل إِيجَاب الْوَصِيَّة بِتَرْكِهِمَا , وَمَنْ أَهْمَلَهُمَا عُذِّبَ بِهِمَا. وَهُوَ قَوْل دَاوُد وَطَائِفَة.
رَابِعهَا:
وَقَالَتْ طَائِفَة: مَعْنَى الأَحَادِيث أَنَّهُمْ كَانُوا يَنُوحُونَ عَلَى الْمَيِّت وَيَنْدُبُونَهُ بِتَعْدِيدِ شَمَائِله وَمَحَاسِنه فِي زَعْمهمْ , وَتِلْكَ الشَّمَائِل قَبَائِح فِي الشَّرْع يُعَذَّب بِهَا.
فمَعْنَى قَوْله " يُعَذَّب بِبُكَاءِ أَهْله " أَيْ بِنَظِيرِ مَا يَبْكِيه أَهْله بِهِ. وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن حَزْم وَطَائِفَة ,
فكانوا يَنْدُبُونَ الميت بِرِيَاسَتِهِ الَّتِي ظلم فِيهَا , وَشَجَاعَته الَّتِي صَرَفَهَا فِي غَيْر طَاعَة اللَّه , وَجُوده الَّذِي لَمْ يَضَعهُ فِي الْحَقّ , فَأَهْله يَبْكُونَ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْمَفَاخِر وَهُوَ يُعَذَّب بِذَلِكَ.
خَامِسهَا:
مَعْنَى التَّعْذِيب تَوْبِيخ الْمَلائِكَة لَهُ بِمَا يَنْدُبهُ أَهْله بِهِ كَمَا رَوَى ابن ماجه (1594) عن أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، إِذَا قَالُوا: وَا عَضُدَاهُ، وَا كَاسِيَاهُ، وَا نَاصِرَاهُ، وَا جَبَلَاهُ، وَنَحْوَ هَذَا، يُتَعْتَعُ –أي يقلق ويزعج ويجر بشدة- وَيُقَالُ: أَنْتَ كَذَلِكَ؟ أَنْتَ كَذَلِكَ؟)
قَالَ أَسِيدٌ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
قَالَ: وَيْحَكَ! أُحَدِّثُكَ أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَى أَنَّ أَبَا مُوسَى كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! أَوْ تَرَى أَنِّي كَذَبْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى؟! حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ (1003) بِلَفْظِ: (مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِ فَيَقُولُ: وَا جَبَلاهْ وَا سَيِّدَاهْ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ إِلا وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ -أَيْ: يَضْرِبَانِهِ وَيَدْفَعَانِهِ- أَهَكَذَا كُنْتَ؟) حسنه الألباني في صحيح الترمذي.
ويشهد له ما رواه البخاري (4268) عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي: وَا جَبَلاهْ وَا كَذَا وَا كَذَا تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ: مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلا قِيلَ لِي: آنْتَ كَذَلِكَ؟ فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ.
سَادِسهَا:
مَعْنَى التَّعْذِيب تَأَلُّم الْمَيِّت بِمَا يَقَع مِنْ أَهْله مِنْ النِّيَاحَة وَغَيْرهَا , وَهَذَا اِخْتِيَار أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ , وَرَجَّحَهُ القاضي عِيَاض، وَنَصَرَهُ شيخ الإسلام اِبْن تَيْمِيَة وَجَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ.
وَاسْتَشْهَدُوا لَهُ بِحَدِيثِ قَيْلَة بِنْت مَخْرَمَة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهاها عن البكاء على ابنها وقال: (أَيُغْْلَبُ أَحَدكُمْ أَنْ يُصَاحِب صُوَيْحِبه فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا , وَإِذَا مَاتَ اِسْتَرْجَعَ , فَوَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَعْبِر إِلَيْهِ صُوَيْحِبه , فَيَا عِبَاد اللَّه , لا تَعَذِّبُوا مَوْتَاكُمْ) قال الحافظ: إسناده حسن. وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
وهذا القول الأخير هو أولى الأقوال التي قيلت في معنى الحديث.
وقد سئل شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (34/ 364): هَلْ يَتَأَذَّى الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟
فَأَجَابَ:
هَذِهِ مَسْأَلَةٌ فِيهَا نِزَاعٌ بَيْنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَالْعُلَمَاءِ.
وَالصَّوَابُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/174)
أَنَّهُ يَتَأَذَّى بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ كَمَا نَطَقَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. . . ثم ذكر بعض هذه الأحاديث. ثم قال:
وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ تَعْذِيبِ الإِنْسَانِ بِذَنْبِ غَيْرِهِ فَهُوَ مُخَالِفٌ لقوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ثُمَّ تَنَوَّعَتْ طُرُقُهُمْ فِي تِلْكَ الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ. فَمِنْهُمْ مَنْ غَلَّطَ الرُّوَاةَ لَهَا كَعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ , وَهَذِهِ طَرِيقَةُ عَائِشَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا.
وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ ذَلِكَ عَلَى مَا إذَا أَوْصَى بِهِ فَيُعَذَّبُ عَلَى إيصَائِهِ وَهُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ , كالمزني وَغَيْرِهِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ ذَلِكَ عَلَى مَا إذَا كَانَتْ عَادَتُهُمْ، فَيُعَذَّبُ عَلَى تَرْكِ النَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ , وَهُوَ اخْتِيَارُ طَائِفَةٍ , مِنْهُمْ جَدِّي أَبُو الْبَرَكَاتِ.
وَكُلُّ هَذِهِ الأَقْوَالِ ضَعِيفَةٌ جِدًّا , وَالأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الصَّرِيحَةُ الَّتِي يَرْوِيهَا مِثْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِمْ لا تُرَدُّ بِمِثْلِ هَذَا.
وَاَلَّذِينَ أَقَرُّوا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى مُقْتَضَاهُ ظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّ هَذَا مِنْ بَابِ عُقُوبَةِ الإِنْسَانِ بِذَنْبِ غَيْرِهِ وَأَنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ , وَاعْتَقَدَ هَؤُلاءِ أَنَّ اللَّهَ يُعَاقِبُ الإِنْسَانَ بِذَنْبِ غَيْرِهِ. . . .
واللَّه تعالى لا يُعَذِّبُ أَحَدًا فِي الآخِرَةِ إلا بِذَنْبِهِ، (ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
وَأَمَّا تَعْذِيبُ الْمَيِّتِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، فَهُوَ لَمْ يَقُلْ: إنَّ الْمَيِّتَ يُعَاقَبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ , بَلْ قَالَ: (يُعَذَّبُ) وَالْعَذَابُ أَعَمُّ مِنْ الْعِقَابِ، فَإِنَّ الْعَذَابَ هُوَ الأَلَمُ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ تَأَلَّمَ بِسَبَبٍ كَانَ ذَلِكَ عِقَابًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ السَّبَبِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ , يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) فَسَمَّى السَّفَرَ عَذَابًا، وَلَيْسَ هُوَ عِقَابًا عَلَى ذَنْبٍ , وَالإِنْسَانُ يُعَذَّبُ بِالأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي يَشْعُرُ بِهَا مِثْلَ الأَصْوَاتِ الْهَائِلَةِ وَالأَرْوَاحِ الْخَبِيثَةِ وَالصُّوَرِ الْقَبِيحَةِ فَهُوَ يَتَعَذَّبُ بِسَمَاعِ هَذَا وَشَمِّ هَذَا وَرُؤْيَةِ هَذَا وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَمَلا لَهُ عُوقِبَ عَلَيْهِ , فَكَيْفَ يُنْكَرُ أَنْ يُعَذَّبَ الْمَيِّتُ بِالنِّيَاحَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ النِّيَاحَةُ عَمَلا لَهُ يُعَاقَبُ عَلَيْهِ؟
ولا نحكم على كل من ناح عليه أهله أنه يعذب بذلك
ثم قال شيخ الإسلام:
ثُمَّ النِّيَاحَةُ سَبَبُ الْعَذَابِ , وَقَدْ يَنْدَفِعُ حُكْمُ السَّبَبِ بِمَا يُعَارِضُهُ فَقَدْ يَكُونُ فِي الْمَيِّتِ مِنْ قُوَّةِ الْكَرَامَةِ مَا يَدْفَعُ عَنْهُ مِنْ الْعَذَابِ
وهذا العذاب الذي يحصل للمؤمن ببكاء أهله عليه، من جملة الشدائد والأذى التي يكفر الله بها عن المؤمن من ذنوبه.
وأما الكافر فإنه يزداد بذلك عذابه، فيجمع له بين ألم العقاب، والتألم الحاصل له ببكاء أهله عليه.
ثم قال شيخ الإسلام:
وَمَا يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا وَالْبَرْزَخِ وَالْقِيَامَةِ مِنْ الأَلَمِ الَّتِي هِيَ عَذَابٌ فَإِنَّ ذَلِكَ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلا نَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حَزَنٍ وَلا أَذًى حَتَّى الشَّوْكَةَ يَشَاكُهَا إلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) انتهى باختصار.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه)؟
فأجاب:
" معناه أن الميت إذا بكى أهله عليه فإنه يعلم بذلك ويتألم، وليس المعنى أن الله يعاقبه بذلك لأن الله تعالى يقول: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى?) والعذاب لا يلزم أن يكون عقوبة ألم تر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن السفر قطعة من العذاب) والسفر ليس بعقوبة، لكن يتأذى به الإنسان ويتعب، وهكذا الميت إذا بكى أهله عليه فإنه يتألم ويتعب من ذلك، وإن كان هذا ليس بعقوبة من الله عز وجل له، وهذا التفسير للحديث تفسير واضح صريح، ولا يرد عليه إشكال، ولا يحتاج أن يقال: هذا فيمن أوصى بالنياحة، أو فيمن كان عادة أهله النياحة ولم ينههم عند موته، بل نقول: إن الإنسان يعذب بالشيء ولا يتضرر به " انتهى. "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (17/ 408).
وانظر: "فتح الباري" (3/ 180 - 185)
قلت (الاثري)
والصواب في المسالة ان المراد بالعذاب العذاب الحقيقي وقد ذكر الشيخ الالباني في احكام الجنائز
انه كان يتبنى القول بأن العذاب هو الالم ثم تراجع الى القول بان العذاب المراد عذاب حقيقي قال قدكنت اقول ذلك وقتاً من الزمن ثم وقفت على رواية صحيحة صريحة في الموضوع وهي ((ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه في قبره ويوم القيامة) فلفظة القيامة تؤكد ان العذاب حقيقي وهذا فيمن يعرف من حال اهله انهم
ينيحون على الميت ولم ينهاهم ولم يامرهم اما من كان يأمرهم ويزجرهم ويبين لهم انه حرام ثم انهم لم ينصاعوا له فلا تزر وازرة وزر اخرى وهذا هو الصواب في المسألة وهوقول جماعة من اهل العلم وان خالف في ذلك ايضاً علماء افاضل ولكن العبرة بالدليل والنص الشرعي راجع احكام الجنائز الالباني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/175)
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 03:55 م]ـ
دخلت لادلى بدلوى فإذا بأبى شهيد لم يترك لنا شيئا فعدت بدلوى ابحث عن بئر آخر
وتزعم يااباشهيد انك عامى!
جزى الله اخانا ابا العابد صاحب الموضوع وجزاك كل خير
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 04:36 م]ـ
غفر الله لك أخي أبي معاذ فأنا كما قلت عامي ولو لاحظت أني قلت أن البحث منقول والفقرات الأولى لي ..
وصاحب البحث عضو اسمه الاثري
جزاكم الله خيراً .. بإنتظار دلوك
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 10:42 م]ـ
كالخميني هو الذي ابتدع الطرق للناس بحكم الطواف وغيره
فقد يعذب في قبره على ما وضعه من سنن.(54/176)
(شبهات عصرانية مع أجوبتها) - هدية -، ورسالة (الليبرالية في السعودية) بالمعرض
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب (شبهات عصرانية مع أجوبتها)، أشكر الإخوة الكرام في موقع " الألوكة " العلمي على اهتمامهم به، وطبعه ضمن إصداراتهم التي بدأت – ولله الحمد – بالصدور مع معرض الكتاب لهذا العام.
ذكرت فيه أبرز الشبهات التي تتردد في كتابات العصرانيين؛ ممن يريدون إخضاع أحكام الشريعة لأهوائهم المتخفية خلف ضغط العصر، وفقه الواقع .. إلى غير ذلك من الحيل الشيطانية التي انساقوا معها. ثم ذكرت أجوبة العلماء والباحثين عنها – بأسلوب مختصر –.
والشُبه هي:
1 - قولهم: لماذا تُلزموننا بفهم السلف؟
2 - قولهم بتغير الأحكام تبعًا لتغير الزمان.
3 - تمسكهم برأي (الطوفي) في المصلحة.
4 - تقسيمهم السنة إلى سنة تشريعية وسنة غير تشريفية.
5 - مغالطاتهم في الفهم المقاصدي للإسلام.
6 - احتجاجهم بمقولة: " إذا وُجدت المصلحة فثمَّ شرع الله ".
7 - مغالطاتهم في مسألة " فقه الشافعي القديم والجديد ".
8 - احتجاجهم بكلام لابن القيم – رحمه الله – لم يفهموه.
9 - دعوتهم إلى الاجتهاد في أصول الفقه.
10 - فهمهم الخاطئ للجهاد.
وهذا هو غلاف الكتاب ورابط تحميله، أسأل الله أن ينفع به:
http://www8.0zz0.com/2009/03/08/10/876035227.jpg
http://kabah.info/uploaders/norh/asr.pdf
********************
ويجد الإخوة في معرض الكتاب (دار التوحيد) رسالة الأستاذ وليد الرميزان (الليبرالية في السعودية والخليج)، التي نال بها درجة الماجستير من جامعة الملك سعود، قسم العلوم السياسية، نقد فيها الليبرالية من الناحية السياسية والواقعية، مع التركيز على تناقضات أهلها. وقد أحسن عندما أضاف هذه العبارة في مقدمة الرسالة (ص 13): " ولابد من التنبيه أخيرًا: إلى أن هذه الدراسة اعتنت بنقد ونقض الليبرالية من الجانب الواقعي، دون النقد الشرعي لأسسها ومفاهيمها، الذي قامت به دراسات أخرى متميزة ".
وهذا غلافها:
http://www8.0zz0.com/2009/03/08/11/461831514.jpg
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[08 - 03 - 09, 03:41 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء وفتح لك
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الخراشى وان كان لمحبكم سؤال هو من باب العرض على العالم
يلاحظ محبكم العبد الفقير انكم وفى خضم دفاعكم المشكور عن الدين انكم تضعون فى سلة واحدة فريقين
1 فريق العلماء الذين يتبنون اقوالا هى خلاصة اجتهادهم وبحثهم فهم طلاب حق وان كانوا لم يصيبوه
2 فريق العلمانيين والليبراليين والتغريبيين ومن على شاكلتهم ممن لم يشموا رائحة العلم انما بحثهم عن نصوص يضعونها فى غير موضعها ليشغبوا بها
استاذنا الفاضل لم اشأان اسمى اسماء من هنا او هنا فمثلكم تكفيه الاشارة
زادكم الله علما وفضلا وتواضعا
وزادكم صبرا على معاكسات الصغار مثلى (ابتسامة تلميذ محب)
ـ[ابو العابد]ــــــــ[08 - 03 - 09, 05:38 م]ـ
بحق إنك تستحق لقب
(سيف الساحات)
يا فضيلة الشيخ سليمان الخراشي
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 06:47 م]ـ
رابط تحميل الكتاب " كاملاً "
http://kabah.info/uploaders/norh/asrr.pdf
الأخ الكريم: عبدالملك: آمين، ولك بمثل، وفقك الله.
الأخ الكريم: أبامعاذ السلفي: وجزاك ربي خيرًا. قلتم: (فهم طلاب حق وان كانوا لم يصيبوه)، فهل هذا عذرٌ للسكوت؟ - بعد التسليم به -.
الأخ الكريم: أباالعابد: أشكر حُسن ظنك. والأمة تحتاج إلى جهد يُعيد لها مجدها، وصفاء دينها، كلٌ بحسب استطاعته، ولاتحتاج إلى " ألقاب ". وفقك الله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 08:02 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سليمان.
والحقيقة لم أنتبه إلى مطبوعات الألوكة.
لكن اشتريت كتبك الأخرى المفيدة والجديدة، وهي: ردود ابن مانع وردود سليمان بن سحمان.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[09 - 03 - 09, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا!
ولكن هل هذه الروابط تفتح؟! هي لا تفتح معي .....
ـ[أبو الزهراء الراشد]ــــــــ[12 - 03 - 09, 07:28 ص]ـ
بيض الله وجهكم يا شيخ , وبارك الباري بكم وبجهودكم في الذب عن شريعة محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 10:56 ص]ـ
نفع الله بكم.
أين أجدهما خارج المعرض؟
ـ[ابو ابراهيم السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:56 م]ـ
اسال الله لنا ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه واساله أن يبارك في جهود مشائخنا.
ـ[القندهاري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 11:46 م]ـ
بارك الله في جهودكم
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو صالح المظهري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 03:00 م]ـ
أحسن الله إليكم، ورفع قدركم، ونفع بكم.
فكم انتفع العوام وطلبة العلم من كتبكم.
وحقا هذا هو الجهاد في سبيل الله بالقلم واللسان.
نفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
وجعلكم شوكة في حلوق الرافضة والليبراليين وغيرهم من أعداء الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/177)
ـ[أبو صالح المظهري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 03:03 م]ـ
شيخنا الفاضل:
أرغب في الحصول على الكتاب بصيغة وورد لو تكرمتم
شكر الله لكم(54/178)
طلب معاجم علم كلام وفلسفة
ـ[أبو عبد الله الاحمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد معاجم علم كلام أو فلسفة
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[09 - 03 - 09, 05:35 م]ـ
المبين للآمدي والتعريفات للجرجاني والتوقيف للمناوي وموسوعة لالاند وهذه يخدمك في كيفية الإستفادة منها المعجم الفلسفي لصليبا وعذرا أخي فهذا على عجل.
ـ[أبو عبد الله الاحمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:07 م]ـ
هل هى موجودة بصيغة word
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 09:49 م]ـ
المعجم الفلسفي بإشراف الدكتور ابراهيم مدكور طبعة المجمع
و هناك إحدى الدور اللبنانية أعدت عدة معاجم كبرى للفلسفة و علم الكلام و المنطق و التصوف ساراجعها و اوافيك اذكر ان معجم علم الكلام فيها بلغ خمسة مجلدات
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[09 - 03 - 09, 10:37 م]ـ
راجع منتدى الكتب المصورة
ومنتديات الوحدة العربية(54/179)
الفوائد المنتقاة من درأ تعارض العقل و النقل لأبي مالك العوضي
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
السلام عليكم
رغم أنني لم أستشر مع صاحب الموضوع إلا أنني فكرت أن اضع موضوع أخينا أبي مالك العوضي في ملف وورد حتى يسهل مطالعته و نسخه و طباعته لما فيه من جليل منفعة و عظيم فائدة.
و الملف في المرفقات ... لا تنسوني من صالح دعئكم
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 02:17 م]ـ
الله يغفر لك ويحرم وجهك عن النار
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 04:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تحتاج إلى الاستشارة يا أخي الفاضل، وأسأل الله أن يكون لي نصيب من كلام الشافعي: وددت أن العلم وصل إلى الناس ولم ينسب إلي منه شيء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=971988
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبد الله ونفع بك، ولو أحتسيت أنت أي من الإخوان ينظير عملك هذا في كثير من الفوائد المنثورة هنا وهناك لقدّمتَ لإخوانك خيراً كثيراً.
كما أشكر شيخنا الحبيب اللبيب أبا مالك على هذه الروح الطيّبة، وعلى ما يتحفنا به في كل وقت من عطاء قلمه.(54/180)
نريد جمعا لأقوال أهل العلم في مسألة هل الحوض قبل الميزان والصراط أم لا؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 03 - 09, 10:10 م]ـ
يا إخواني الكرام وطلبة العقيدة نريد ان نجمع أقوال العلماء في الحوض والصراط أيهما اقدم؟ مع الترجيح بارك الله فيكم وما الراجح أيضا في مسألة الحوض والميزان أيهما قبل؟
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 10:22 م]ـ
جمعها اهل العلم مثلما ذكر الشيخ عبد العزيز السدحان في سلسته المباركة معالم في طلب العلم وقال فيها ما نصه:
جمعها اهل العلم في كلمة * حمص *
الحوض
الميزان
الصراط
نسال الله ان يرزقنا الثبات فيهم .. ويدخلنا الجنة بسلام ..
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:46 ص]ـ
هذا القول للشيخ صالح آل الشيخ (وهو قول جمهور أهل العلم على أنَّه قبل الصراط وليس بعد الصراط؛ لأنّ الأحاديث التي فيها صفة الحوض فيها ذُكِرَ أَنَّ أناسا يُذَادُون عنه ويُدْفَعُون ويُؤْخَذ بهم إلى النار، فيقول النبي ? "ربي أصيحابي أصيحابي"24، أو قال "أصحابي أصحابي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"25.
ولكن من هم جمهور أهل العلم الذين قالو بهذا القول أريد ذلك بالمراجع بارك الله فيكم
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:21 م]ـ
هذا الحديث نص في المسألة بمنطوقه و مفهومه:
عن أنس رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل إن شاء الله تعالى قلت فأين أطلبك قال أول ما تطلبني على الصراط
قلت فإن لم ألقك على الصراط
قال فاطلبني عند الميزان
قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطىء هذه الثلاثة مواطن
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبيهقي في البعث وغيره
وصححه الألباني
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:31 م]ـ
ولكن أكثر العلماء على ترجيح عكس ما قلت حيث قالوا بأن الحوض قبل الصراط
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:21 ص]ـ
أين أجد كلام السيوطي في مسألة الحوض بعد الصراط(54/181)
المصنفات في الحكمة والتعليل
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل - لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مطبوعة ضمن المجلد الثامن من مجموع الفتاوى.
2 - شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.
3 - الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى للدكتور محمد ربيع هادي المدخلي.
4 - ......
(أرجو المشاركة)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:57 ص]ـ
3 - الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى للدكتور محمد ربيع هادي المدخلي.
(أرجو المشاركة)
هل من رابط لتحميل هذا الكتاب؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:01 ص]ـ
هل من رابط لتحميل هذا الكتاب؟
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159434&highlight=%C7%E1%CD%DF%E3%C9
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...............
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 04:58 ص]ـ
الحكمة و التعليل في أفعال الله تعالى: لعبد الله بن ظافر بن عبدالله البكري الشهري رسالة ماجستير بقسم العقيدة بكلية الدعوة بجامعة أم القرى و هو بحث جيد
التعليل بين الفلاسفة و الماتريدية رسالة دكتوراه غير منشورة بقسم الفلسفة الاسلامية بدار العلوم جامعة القاهرة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 05:05 م]ـ
الحكمة و التعليل في أفعال الله تعالى: لعبد الله بن ظافر بن عبدالله البكري الشهري رسالة ماجستير بقسم العقيدة بكلية الدعوة بجامعة أم القرى و هو بحث جيد
اطلعت على هذا البحث للدكتور عبدالله الشهري، وهو بحث نفيس، أرجو أن تتيسر طباعته، وفي ظني أنه سيغني عن كثير من الدراسات المعاصرة
وللعلم، فقد حقق الدكتور عبدالله كتاب شيخ الإسلام الرد على المنطقيين في رسالته للدكتوراه، يسر الله نشره.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 03 - 09, 05:28 م]ـ
هل يمكنكم تصويره ونشره؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 07:26 م]ـ
هو بالفعل مصور عندي pdf
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:34 م]ـ
هو بالفعل مصور عندي pdf
ارفعه لنا بارك الله فيك
وضعه في هذا الموقع إن تيسر لك
http://pdfbooks.net/vb/
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:37 م]ـ
الله المستعان
لكن الاتصال عندي ليس سريعا فربما يأخذ الرفع بعض الوقت
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:31 م]ـ
أعانك الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:51 ص]ـ
الله المستعان
لكن الاتصال عندي ليس سريعا فربما يأخذ الرفع بعض الوقت
لا بأس
يسر الله أمرك
ونحن بالانتظار
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:03 ص]ـ
الكتاب مرفوع على جزئين كنت قد رفعتهما الا ان عطلا حدث للجزء الاول منهما فهاكم الجزء الثاني الى ان اعيد رفع الاول ان شاء الله
http://www.archive.org/download/ta3leel/1.pdf
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:04 ص]ـ
هذا رابط الصفحة الخاصة بالجزء الثاني
http://www.archive.org/details/ta3leel
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:40 ص]ـ
يظهر ان الجزء الثاني اصيب بعطل و الاخر
عموما ساعيد رفعهما ان شاء الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:43 ص]ـ
بل الرابط صحيح
جاري التحميل ..
أحسن الله إليك
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 03:32 ص]ـ
أخي ابا الحسنات
اي جزء أنزلته؟
الاول ام الثاني ام الكتاب كامل معك؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:26 م]ـ
الجزء الثاني، وهو يبدأ من ص318 (الباب الثالث: الأدلة على إثبات الحكمة والتعليل .... )
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 11:30 م]ـ
و هاكم الاول
http://ia331431.us.archive.org/1/items/ta3leeel
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 11:30 م]ـ
و هذا رابط الصفحة
http://www.archive.org/details/ta3leeel
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:04 ص]ـ
كيف التحميل اخي الفاضل.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:43 ص]ـ
هذه المرة الرابط لا يعمل.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:46 ص]ـ
لقد ظننت المشكلة خاصة بي وحدي
لكنها يبدو انها عامة
الحقيقة انا رفعت الملف مرتين و واجهتني المشلكة ذاتها لكن الله المستعان ستجد لها حلا
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
ما زلنا ننتظر الجزء الأول
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:49 ص]ـ
من أفضل كتب المعاصرين على طريقة أهل الحديث كتاب الشيخ مقبل الوادعي:
الجامع الصحيح في القدر
وهو من نشر دار الحرمين بالقاهرة.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:19 ص]ـ
الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى عند أهل السنة والجماعة (عرض ودراسة).
تأليف: عبد الله بن ظافر بن عبد الله البكري الشهري.
رابط مباشر للجزء الأول:
http://www.archive.org/download/alhekma1/alhekma1.pdf
رابط مباشر للجزء الثاني:
http://www.archive.org/download/alhekma2/alhekma2.pdf
من ملتقى اهل التفسير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/182)
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:38 م]ـ
و آسف جدا على عدم رفعي الجزء الاول(54/183)
"أسباب رفع البلايا والمصائب" خطبة للشيخ خالد المشيقح.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - 03 - 09, 01:52 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده و رسوله.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما.
عباد الله .. إن البلايا التي تنزل بالمسلمين والمصائب المتنوعة التي تحل بهم في أبدانهم وأموالهم سببها معصية الله تعالى ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم، فاللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا فاغفر لنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا فارحمنا ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ذنوبنا جميعها يا أرحم الرحمين.
إن البلاء لا يمكن دفعه والمصيبة لا يمكن رفعها إلا بالأخذ بالأسباب المنجية من ذلك فمن أسباب دفع البلاء ورفعه:
- الرجوع إلى الله تعالى قال الله عز و جل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}.
وقال سبحانه: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقال تعالى: {وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وقال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
فارجعوا أيها المسلمون إلى طاعة الله واجتنبوا معصيته يدافع الله عزوجل عنكم وترفع عنكم البلايا و المصائب.
عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب:
التعرف إلى الله عزوجل في الرخاء فقد أخرج الترمذي وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك) و في رواية: (احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
ولهذا قال بعض السلف رحمهم الله:" من عرف الله في الرخاء عُرف في الشدة".
ومن أسباب دفع البلاء والمصائب:
التضرع إلى الله تعالى عند وقوع المصيبة قال الله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.
وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.
و قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}.
عباد الله .. ومن أسباب رفع المصائب من الأمراض وغيرها:
دعاء الله عز وجل في تفريج الكرب فإن الله لا يرد من دعاه ولا يخيب من رجاه , فادعوا الله عز وجل وتضرعوا إليه.
ومن أسباب ذلك:
- التوكل على الله عزوجل وحقيقة التوكل تفويض الأمر إليه مع فعل الأسباب المشروعة والمباحة والجزم بأن الله على كل شيء قدير الذي له الخلق والأمر والذي يقول للشيء كن فيكن والذي ما شاء كان وما لم يشئ لم يكن , فعلى المسلم دائما و أبدا أن يعلق قلبه بالله عزوجل رغبة و رهبة وخوفاً ورجاء و محبة فمن توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنيا {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/184)
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وليحذر المسلم العجب من عمل الصالحات فإن هذا محبط للعمل ولقد لقن الله المؤمنين درساً يوم حنين حينما أعجبوا بكثرتهم وظنوا أنها كافية في نصرهم قال الله عز وجل: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}
قال بعض العلماء:"عجبت لأربعة كيف يغفلون عن أربع: عجبت لمن أصابه ضر كيف يغفل عن قوله تعالى {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} و الله تعالى يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}،وعجبت لمن أصابه حزن وغم كيف يغفل عن قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، والله تعالى يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} وعجبت لمن يمكر به الناس كيف يغفل عن قوله تعالى: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} والله تعالى يقول: فوقاه الله سيئات ما مكروا، وعجبت لمن كان خائفاً كيف يغفل عن قوله تعالى: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، والله تعالى يقول: {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} ".
إن التوكل على الله سبب للهداية للحق وسبب للوقاية من الشر قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وغيره: (من قال - حين يخرج من بيته - باسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال وقيت وكفيت و تنحى عنه الشيطان).
و من أسباب دفع البلاء والمصائب عباد الله:
تقوى الله عزوجل قال الله عزوجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:" من أراد دوام العافية فليتق الله ".
وقال أبو سليمان الدراني رحمه الله:" من أحسن في ليله كفي في نهاره".
فاتقوا الله أيها المسلمون و تواصوا بها، قيل لرجل من التابعين عند موته أوصنا: فقال أوصيكم بخاتمة سورة النحل {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
عباد الله .. ومن أسباب دفع المصائب والآفات في الأموال والأبدان:
صنائع المعروف مع الآخرين، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء و صدقة السر تطفأ غضب الرب وفي الترمذي: (إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء).
وفي الترمذي أيضا من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم عنه قال: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).
وصنائع المعروف هي الإحسان إلى عباد الله بعمل المعروف من قرض حسن أو بر أو هدية أو صدقة أو إعانة على قضاء حاجة من شفاعة أو تحمل دين أو بعضه أو غير ذلك من وجوه الإحسان المتنوعة {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
فأحسنوا أيها المسلمون ولا تحقروا من المعروف شيئا فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ,وإن الله لمع المحسنين.
أسأل الله عز وجل أن يدفع عنا وعن إخوان المسلمين في كل مكان المصائب والبلايا والآفات، اللهم اكفنا شرور ذنوبنا ومعاصينا وشؤمها يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك فاغفر لنا ذنوبنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأنبياء والمرسلين.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم.
عباد الله .. ومن أسباب رفع الآفات والمصائب:
الاستغفار فإن الاستغفار مرضاة للرب ومنجاة من سخطه قال الله عزوجل: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.
وقال سبحانه: {الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
ومن أسباب دفع المصائب عباد الله:
التوبة إلى الله عز وجل قال الله عزوجل: {فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً}.
وقال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة".
فتوبوا إلى ربكم واستغفروه {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/185)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 03 - 09, 11:47 م]ـ
.........................
ـ[هند رحال]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك اخي في الله والله يعطيك الف عافيه على هذا المجهود وبارك الله فيك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:00 ص]ـ
سلمتِ اختنا الكريمة
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا(54/186)
كيف نوفق بين نزول الرب تعالى في الثلث الاخير واختلاف الاوقات في العالم كله؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الله عز وجل كما جاء في الأحاديث انه ينزل في آخر الليل نزولاً يليق بجلاله وعظمته
قائلاً من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له لكن
و هناك اختلاف الأوقات في العالم كله فلو تأمل هذا الأمر أحد سيقول أن الله
ينزل في كل لحظه فثلث الليل في السعودية يختلف عن ثلث الليل في مصر وثلث الليل في مصر يختلف عن أوربا مثلاً وهكذا فما جواب ذلك؟
أجاب عن هذا شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (فقال رحمه الله: فقول القائل كيف ينزل بمنزلة قوله: كيف استوى؟ كيف يسمع؟ كيف يبصر؟ وكيف يعلم ويقدر؟
وكيف يخلق وكيف يرزق؟ وقد أجاب عن مثل هذا السؤال أئمة الإسلام مثل: مالك بن أنس , وشيخه ربيعة بن أبي عبدالرحمن
قد روي من غير وجه أن سائلاً سأل مالكاً عن قوله. (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ فأطرق مالك حتى
علاه الرحضاء ثم قال: الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا رجل سوء
ثم أمر به فأخرج , ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك.
وقد روي هذا الجواب عن ام سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه وهكذا سائر الأئمة
قولهم يوافق قول مالك: في أنا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته ولكن نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب
فنعلم معنى الأستواء ولا نعلم كيفيته ونعلم معنى السمع الذي دل عليه الخطاب فنعلم معنى الإستواء ولا نعلم كيفيته
وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة ولا نعلم كيفية ذلك ونعلم معنى
الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك وقد يقول قائل إن تعاقب الليل والنهار وإنتقال الشمس
يلزم منه تعاقب الأثلاث وهذا يلزم نزول الرب دائما فما جواب ذلك؟ ليس النزول كما يتخيله الجهال من أن الله يصير تحت
السموات وفوق السماء الدنيا وتحت العرش مقدار ثلث الليل على كل بلد فالنزول ليس من جنس نزول أجسام العباد
ولذا لا يمنتع أن يكون في وقت واحد لخلق كثير ويكون قدره لبعض الناس أكثر بل يدنو لبعضهم دون الآخرين كدنوه للداعي من دون غيره ودنوه للحجيج في عرفة كل ذلك لا تدرك كيفيته وإنما يقال نزول يليق بجلاله وعظمته وذلك مثل محاسبتهم في ساعة واحده وكخلوه بالعبد وهم جميع وهو واحد ولذا قال أبورزين للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف ونحن جميع وهو واحد
فقال: سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله: هذا القمر كلكم يراه مخلياً به فالله أكبر)).
وقال رجل لابن عباس رضي الله عنه ((كيف يحاسب الله العباد في ساعة واحده قال كما يرزقهم في ساعة واحده) انتهى كلامه
رحمه الله
المصدر:شرح اللامية ليوسف بن عبدالله السالم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 06:47 م]ـ
أحسنت، بارك الله فيك.
قال العلامة العثيمين في (شرح السفارينية) في المقدمة لها في معرض كلامه عن مذاهب الناس في صفات الرب جل وعلا:
(السادسة: قوم أعرضوا عن هذا كله وقالوا: فُكُّونا منكم يا جماعة لا تقولوا شيء في صفات الله نحن سنقرأ القرآن ونتعبد لله بقراءته ولا نتعرض لمعناه فيما يتعلق بالصفات إطلاقاً، قل: المراد ظاهرها اللائق بالله،
المراد ظاهرها المماثل للمخلوقين، المراد خلاف الظاهر،وجوب التفويض،يحتمل هذا وهذا، قل: أحد الأشياء الخمسة؟
قال: ما أقول شيء فكّونا من شركم يا جماعة، ويصرخ علينا: روحوا عني، وهؤلاء ساكتون لا يقدرونها بقلوبهم ولا ينطقون بها بألسنتهم بل يسكتون عن هذا كله وهؤلاء غير سالمين واقعون في الخطأ، القرآن تبيان لكل شيء، القرآن يراد به لفظه ومعناه الدال عليه لفظه،ومن لم يقل بذلك فهو على ضلال،
القرآن نزل بألفاظه ومعانيه لكن علينا أن نكون أديبين مع الله عز وجل لا نتجاوز القرآن ولا نتجاوز الحديث، ولو أن أحداً أراد أن يتكلم عن صفة شخص ليس حاضراً، هل يسوغ له أن يتكلم عن صفته؟ لا،فكيف تتكلم عن صفات الخالق وتتحكم بعقلك أو تحكم بعقلك على هذه الصفات العظيمة التي لا يمكنك أن تدركها بعقلك أبدًا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/187)
غاية ما عندنا نحن أن ندرك المعنى، أما الحقيقة والكيفية فهذا شيء لا يمكن إدراكه،
ولهذا يحرم على الإنسان أن يتخيّل أو أن يتصوّر شيئًا من صفات الله عز وجل، يعني لا يجوز أن تتصور أو أن تتخيل يد الله؟ كيف هي مثلاً؟
ولهذا سألني سائل مرة: ما تقول في أصابع الله؟ كم أصابع الله؟
أعوذ بالله، أحد يسأل هذا السؤال يا أخي اتق ربك، أنت ملزم بهذا؟!!!
أثبت أن لله أصابع كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأما كم؟!! ما يمكن أن نتكلم بهذا.
قلت له: والله ما أنت بأحرص على العلم بالله من الصحابة! هل الصحابة لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
(إن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع)، هل قالوا يا رسول الله: هل لله أكثر من هذه الأصابع؟
ما قالوه لأنهم أكمل أدباً وأشد تعظيماً لله ممن يأتي بعدهم، وإذا كنت صادقا في عبادة الله فلا تتجاوز ما أخبر الله به عن نفسه كما أنك لا تتجاوز ما شرعه الله لعباده،لو أردت أن تصلي الظهر خمساً، قال لك الناس: كلهم هذا خطأ،إذن لا تتكلم فيما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله إلا بمقدار ما بلغك، وأنت إذا سلكت هذا والله تسلم من أمور كثيرة شبهات يوردها الشيطان على قلبك، ومن شبهات يوردها غيرك عليك،لما قيل للإمام مالك: يا أبا عبدالله {الرحمن على العرش استوى} (طه 5) كيف استوى؟ أطرق حتى علاه العرق من شدة هذا السؤال وعظمته لأن هذا السؤال منكر ثم قال:
الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة،انظر كلام السلف.
كل إنسان يسأل في هذه الأمور عما لم يتكلم السلف الصحابة خاصة فهو مبتدع،
قال قائل: إنه ثبت أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ونحن نشاهد أن الثلث يدور على الأرض إذن الله ينزل كل الليل.
أعوذ بالله، من قال هذا؟
قف حيث جاءت النصوص وتسلم من هذا التقدير،اعتقد أن الله {ليس كمثله شيء} (الشورى 11)، وتسلم من هذا التقدير،
طلع الفجر هنا في المملكة وهو ثلث الليل في المغرب النزول بالنسبة لنا انتهى، بالنسبة لهؤلاء الذين عندهم الثلث موجود نحن في الثلث، وأهل المشرق قد طلع عليهم الفجر النزول بالنسبة لأهل المشرق انتهى، وبالنسبة لنا بدأ، ولا تتعدى هذا يا أخي لست بملزوم بهذه التقديرات أبداً.
والله لو كان خيراً لسبقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم الصحابة.
الصحابة أحرص منا على الخير،
فإذا قال قائل: ربما لم يكن في قلوبهم هذا التقدير لأنهم ما عرفوا عن كروية الأرض على وجهٍ مفصلٍ ولا عرفوا أن الشمس تغرب عن أهل المدينة قبل أن تغرب عن المغرب فلهذا لم يسألوا؟
نقول: لو كان من شرع الله لَقَيَّضَ الله له من يسأل حتى يتبين، ولهذا لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: أن أيام الدجال فيها يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كأسبوع أنطق الله الصحابة وقالوا: اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يومٍ واحد؟ قال:
(لا اقدروا له قدره).
فلا تظن أبداً أن شيئاً يلزمنا في ديننا يمكن أن يغفل إطلاقاً،لو لم يتكلم به الرسول عليه الصلاة والسلام ابتداءً فسوف يقيض الله له من يسأل عنه،لأن الله يقول: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (آل عمران 5) .. ) اهـ.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 03 - 09, 10:11 م]ـ
قال اسحاق بن راهوية رحمه الله:
اذا قال لك الجهمي أنا لا أؤمن برب ينزل! فقل:أنا أؤمن برب يفعل مايشاء.
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 04:00 ص]ـ
جزاكم الل خيرا و بارك فيكم و زادكم علما و عملا
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:33 ص]ـ
يجب أن يتنبه الإخوة لقولهم
اللهم صلي فإنها لا تجوز
والصحيح أن يقال اللهم صلِّ
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[11 - 03 - 09, 11:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:35 م]ـ
لقد طرى علي هذا السؤال قديما ,,, وسألت عنه الشيخ إبراهيم الدبيان (أحد طلاب العلم البارزين الغني عن التعريف)
فقال: بعد ما نقل كلام ابن تيمية وغيره من العلماء ...
واما العوام فقد لا يفهم مثل هذا الكلام ,,, فلو سألت كيف يصنع (السيدي) او جهاز الكمبوتر او غيرها من التقنيات الحديثة لاطرق وتعجب لقدرة هذه التقنية الحديثة وغيرها من التقنيات الطبية .. فكيف بعقل اخترعها فكيف من خلق هذا العقل ودبره وسيره ...
ان كثير من الامور الغيبية لتخفى على بني البشر لقصر عقولهم ولبعدها عن الحياة اليومية التي يعيشون بها ..
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[11 - 03 - 09, 08:00 م]ـ
من يسأل مثل هذا السؤال، نسي أن الله عزوجل لايحيط بصفاته البشر (ولايحيطون به علما)
، فهم يعلمون معنى صفة النزول، أما كنه الصفة وكيفيتها وحقيقتها فلا يعلمه إلا الله عزوجل، لذلك لم يسأل الصحابة رضوان الله عليهم مثل هذا السؤال، لأنهم يعلمون أنه سبحانه له الصفات العلا التي لاتشبه صفات البشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/188)
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أخوان
والمقصود هو إبعاد شبهة قد يستعملها أعداء الإسلام في محاولة من محاولات التشكيك التي تتوالى علينا
يوم بعد يوم نسأل الله السلامة وأن يجعلنا من جنده الذين يصدون هذه التشكيكات(54/189)
مذاهب الفرق من الآية الكريمة (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الآية الكريمة (ليس كمثله شي وهو السميع البصير)
1 - من أثبت ليس كمثله شي ونفى السميع البصير فهو معطل أي من أهل التعطيل
2 - ومن نفى ليس كمثله شي وأثبت السميع البصير فهو ممثل من أهل التمثيل
3 - و من نفى الكل في الآية فهو من أهل الفلاسفة
4 - ومن أثبتهما جميعاً فهو من أهل السنة والجماعة.
أرجو الإضافة يا أخواني إن كان هناك إضافة من هذه الآية
فلو أجتمعنا على تحديد الإعجاز ومعاني الآية هذه لما استطعنا
فهو كتاب لا تنقضي عجائبه.(54/190)
وقفات مع مقدمة الشيخ القرضاوي لكتاب سيف العصري في التفويض
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 06:44 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فالخلل العقدي عند الشيخ يوسف القرضاوي في باب الصفات = كان لائحاً متضحاً لدي منذ زمن ..
وكنتُ أشبه الشيخَ بالشعراوي من جهة انحسار ضرر الخلل العقدي لديهما؛بقلة كلامهما في هذه الأبواب (كما ظهر لي)
وهذا العام أتحفنا القرضاوي بمقدمة كتبها لكتاب الأخ سيف العصري-رده الله للحق-ساءني جداً فيها أكثر ما ساءني ما ظهر من الشيخ القرضاوي وبدا كأنه نفثة مصدور مبغض لانتشار الدعوة السلفية الصحيحة وانتشارها في ربوع العالم .. حتى وصمها ووصم انتشارها ونبذها لما يُخالفها في هذا الباب =بالإرهاب الفكري .. وإخراس ألسنة الآخرين (!!)
ولذا فقد عزمتُ على الوقوف مع مقدمة الشيخ قليلاً .. بعض الوقفات المنهجية؛لكشف ما بها من الخلل، وأنه حتى من يريد نصرة الباطل لا يُحسن التأتي له .. وهذا من خذلان الله للباطل وأهله ..
وليكن معلوماً أن وقفاتي معها لن تكون إبطالاً للتأويل أو نقضاً للتفويض ونسبته للسلف فهذا مزبور من قبل وسيرقم من بعد، وإنما وقفتي معها أدق من ذلك من جهة أنها مقدمة بقلم القرضاوي وإني أحب أن أرى القرضاوي في مقدمته وأن أرى أين هو فيها (بمنهجه الذي نعرفه وطريقته التي نألفها وهل مقدمته تلك تتسق مع أدبياته الأخرى) وأين هو من الناس، وأن أنبه بعدُ على ما فيها من التناقض والضعف المنهجي بقطع النظر عن الخطأ العلمي المجرد.
ومن نافلة القول: أني لم ولن ولستُ أبغي على الشيخ في ردي هذا ولا أهدر ولا أهدم ولا غيرها من التهم المعلبة ..
الأمر واضح ظاهر: إحقاق الحق أبغي، ونصرة الصواب أريد، وتصحيح الخطأ أقصد
الوقفة الأولى
الذي ختم به الشيخ مقدمته (وتابع فيه الكبيسي) من بيان منهجه في باب الصفات = أقامه وحيداً في العراء تُقله الأرض ولا يعلوه سوى السماء،تتناوشه الريح من كل جانب تسلمه واحدة إلى أختها،فلا هو فيها سلفي سلفية ابن تيمية، ولا هو فيها سلفي سلفية الأشاعرة، ولا هو فيها أشعري أشعرية ابن تيمية ولا هو فيها أشعري أشعرية الأشاعرة وليس هو فيها بالمفوض تفويضاً يعرفه من يعرف التفويض وبيانه:
يقول الشيخ: ((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)).
وإني أسأل وليُجبني أي واحد ولو كان أشعريا مفوضاً مؤولاً (لا فرق):
مذهب السلف لذي يعنيه الشيخ أي مذهب هو (؟)
التفويض (؟)
صعبة (!)
فالمفوضة لا يقولون: ((رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)) كما قال الشيخ،فهم لا يثبتون ذلك القدر المشترك مع نفي التماثل ..
مذهب السلف هذا .. في نظر من إذاً (؟؟)
هذا مذهب السلف كما حكاه ابن تيمية (في هذه الصفات وغيرها) .. طيب .. هل يرى الشيخ صواب ما نسبه شيخ الإسلام للسلف في هذه الصفات على الأقل (؟)
طيب .. لم إذاً بكى على صاحب كتاب: ((ابن تيمية ليس سلفياً)) وندد بالإرهاب الفكري و ... (؟؟)
أليس صاحب هذا الكتاب قد ظلم شيخ الإسلام في هذه الصفات على الأقل (؟؟)
ثم هل يرضى الأشاعرة بهذا الكلام من الشيخ (؟؟)
وهل يرضى مؤلف الكتاب نفسه عن هذا من الشيخ (؟؟)
أجيب هذه الأخيرة: نعم قد يرضى فهو متناقض ..
ولتتأمل معي ما دمنا قد أتينا على سيرة مؤلف هذا الكتاب اللذيذ ..
يقول سيف العصري: ((حقيقة التفويض في الاصطلاح مركبة من ثلاثة أشياء:
الثالث منها: نفي الظاهر الموهم للتشبيه،كنفي ما يوهم الأعضاء كالوجه واليد، ونفي ما يوهم الحدث كالغضب والفرح والضحك)
حلو الكلام (؟)
ثم يقول عما يوهم الحدث: ((ولاشك أن أوصاف الحدوث نقص فيُنفى عن الله تعالى، وتُفوض النصوص التي ورد فيها تلك الإضافات، بخلاف أوصاف الكمال المحض فلا يفوض معناها الكلي بل يُثبت ولا يضر بعد ذلك تفويض المعنى الخاص وما تصدق عليه تلك الصفة في خارج الذهن)).
يبقى المعنى الكلي في صفات الحدوث يُنفى صح كده؟
ومن صفات الحدوث الغضب صح كده (؟)
بس القرضاوي في مقدمته لكتابك يا سيف أثبت المعنى الكلي للغضب صح كده (؟)
والمشكلة الأكبر يا سيف أنك نقلتَ عن الغرسي بعدها صحة قولنا: غضب ليس كغضبنا.
ما علينا نعودُ للقرضاوي:
الذي أردتُ قوله أن هذا المذهب الذي تابع فيه القرضاوي الكبيسي ونقله سيف العصري عن محمد صالح الغرسي ليس هو مذهب الأشاعرة الذين تتلمذ عليهم ودرس القرضاوي كتبهم في الأزهر
يقول أبو الحسن الأشعري رأس المذهب: ((وأجمعوا على أنه عز و جل يرضى عن الطائعين له وأن رضاه عنهم إرادته لنعيمهم وأنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم وأن غضبه إرادته لعذابهم وأنه لا يقوم لغضبه شيء)).
فهذا أبو الحسن يؤول الغضب ولا يُثبته على منهجكم؛لأنه يوهم الحدوث عنده وهذا مما خالفت فيه الأشعرية الكلابية الذين أثبتوا تلك الصفات إثباتاً لا يتعلق بالمشيئة.
وإذاً فالمقدمة الطويلة عن الأزهر والزيتونة والعالم الإسلامي = لا تُحق حقاً ولا تبطل باطلاً .. وهو المطلوب إثباته.
وإذا كان ابن تيمية ليس سلفياً (ظلماً وزوراً) فلستم بأشاعرة ولا مفوضة (حقاً وصدقاً)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/191)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:32 م]ـ
واصل وصلكم الله بطاعته أخي الفاضل ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:24 م]ـ
يكون بإذن الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:06 م]ـ
اقترح علي أخ فاضل مبارك = أن أسرد مقدمة الشيخ كاملة قبل الرد ..
والحق أنه لا وقت عندي ولا صبر على كتابتها ..
فهذا ملخص يشتمل على مضمونها ونصف نصها تقريباً ..
عرض الشيخ في مطلع مقدمته لتاريخ دراسته للاعتقاد في الأزهر، وتدرجه في هذه الدراسة،والكتب التي درسها،وإجماع هذه الكتب على تناول آيات وأحاديث الصفات وفق واحد من منهجين لا ثالث لهما عبر عنهما بقوله:
((إما أن نسكت عن بيان معناها، ونفوض علمها إلى الله سبحانه،فإن شأن الألوهية أكبر من عقولنا ومداركنا ....
وإما أن نؤوله بما تُسيغه أساليب اللغة العربية من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ... )).
ثم وصل الشيخ إلى غايته من هذا السرد بقوله: ((وهذا الذي كان يدرس في الأزهر كان يدرس في الجامعات الدينة الكبرى في العالم الإسلامي، مثل الزيتونة في تونس، والقرويين في فاس بالمغرب، وديوبند في الهند،فقد كان المذهب الأشعري ولا يزال هو الذي يسود في العالم الإسلامي ويسود الجامعات والكليات والمدارس الدينية في مختلف الأقطار.
وكل هذه الكتب تؤكد أمراً متفقاً عليه بينها، فيما يتعلق بآيات الصفات وأحاديثها، وهو: السكوت عنها وتفويض حقيقة معناها إلى الله عز وجل، وهو مذهب السلف،أو تأويلها بما يناسب المقام، وما تقتضيه لغة العرب وهو مذهب الخلف.
وكثيراً ماكانوا يقولون عقب ذلك: ومذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم! ولا يقصدون أن الخلف أعلم من السلف،ولكن المذهب والطريقة وذلك حسب الوقت والحال.
وإنما كان مذهب الخلف أعلم؛لأنه يُزيل الشبهة ويقيم الحجة، ويُقنع العقل المتطلع أبداً إلى المعرفة،ولا يقنعه دائماً التسليم، وقول: الله أعلم بمراده كما أنه هو الأليق بخطاب المنكرين والمشككين الذين لا يقنعهم التفويض والتسليم، ومثلهم المبتدعون)).
إذاً فالرافد الأول والأسبق الذي استقى منه الشيخ معتقده هو الأزهر الشريف، فما هو الرافد الثاني (؟)
يُعبر عنه الشيخ بقوله: ((وقد عرفتُ ممارسة أخرى من خلال اتصالي بدعوة الإخوان المسلمين، وقراءتي رسائل مؤسسها الإمام حسن البنا، فوجدت الرجل يعرض القضية عرضاً منصفاص، بين تفويض السلف وتأويل الخلف ... بين مذهب كل من السلف والخلف، فأما السلف فيؤمنون بآيات الصفات وآحاديثها، ويتركون بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى .. ويسكتوا عن تفسيرا أو تأويلها،وأن مذهب الخلف: أن يؤلولوها بما يتفق مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه .... ونحن نعتقد (والكلام للبنا) أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى: أسلم وأولى بالاتباع، حسماً لمادة التأويل والتعطيل .... ))
ثم ذكر الشيخ اطلاعه على رأي شيخ الإسلام وشرحه لمذهب السلف وتبديعه للتفويض،وذكر خبر صاحب كتاب ابن تيمية ليس سلفياً، ثم كتاب آخر في تخطئة فهم شيخ الإسلام وفي الكتاب الآخر تقرير أن من السلف من أثبت وفيهم من فوض وفيهم من أول ..
ثم قال:
((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا ....
واما النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى ونحوها،فنثبتها له عز وجل،ونفسرها بما فسره به المحققون من أئمة المنهج السلفي،وأوضح مثل لهم العلامة الواسطي في كتابه النصيحة.
,أما النصوص التي يفيد ظاهرها التركيب والتجسيم والاشتمال على الأعضاء التي هي أجزاء من أجسام البشر والمخلوقين، فهذه أرجح فيها التأويل إذا كان قريباً مقبولاً، ولم يكن بعيداً ولا متكلفاً ... )).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:15 ص]ـ
الوقفة الثانية
قال الشيخ: ((وأما النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى ونحوها،فنثبتها له عز وجل،ونفسرها بما فسره به المحققون من أئمة المنهج السلفي،وأوضح مثل لهم العلامة الواسطي في كتابه النصيحة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/192)
قلت: الواسطي هو ثاني من نسبت له رسالة إثبات الاستواء والفوقية بعد الجويني، وهي بغير الجويني أشبه.
ولا زلت متعجباً من اعتزاء القرضاوي لمثل الواسطي ومكمن العجب هو نفسه مضمون هذه الوقفة وبيانه:
يقول الواسطي- والعبارة ذكرها القرضاوي في كتاب آخر له فهو يعرفها-بعد أن أثبت العلو والفوقية: ((إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلصنا من شبه التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته والحق واضح في ذلك والصدور تنشرح له فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره والوقوف في ذلك جهل وعي مع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسه بهذه الصفات لنعرفه بها فوقوفنا على إثباتها ونفيها عدول عن المقصود منه في تعريفنا إياها فما وصف لنا نفسه بها إلا لنثبت ما وصف به نفسه لنا ولا نقف في ذلك وكذلك التشبيه والتمثيل حماقة وجهالة فمن وفقه الله تعالى للإثبات بلا تحريف ولا تكييف ولا وقوف فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله تعالى)).
إلى هنا انتهى نقل القرضاوي في كتابه الآخر ولا أدري لم ترك السطر الذي يليه مباشرة وفيه يبدأ قول الواسطي: ((والذي شرح الله صدري في حال هؤلاء الشيوخ الذين أولوا الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الأمر واليدين بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهموا في صفات الرب تعالى إلا ما يليق بالمخلوقين فما فهموا عن الله استواء يليق به ولا نزولا يليق به ولا يدين تليق بعظمته بلا تكييف ولا تشبيه فلذلك حرفوا الكلم عن مواضعه وعطلوا ما وصف الله تعالى نفسه به.
ونذكر بيان ذلك إن شاء الله تعالى لا ريب إنا نحن وإياهم متفقون على إثبات صفات الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والإرادة والكلام لله ونحن قطعا لا نعقل من الحياة إلا هذا العرض الذي يقوم بأجسامنا وكذلك لا نعقل من السمع والبصر إلا أعراضا تقوم بجوارحنا فكما إنهم يقولون حياته ليست بعرض وعلمه كذلك وبصره كذلك هي صفات كما تليق به لا كما تليق بنا فكذلك نقول نحن حياته معلومة وليست مكيفه وعلمه معلوم وليس مكيفا وكذلك سمعه وبصره معلومان ليس جميع ذلك أعراضا بل هو كما يليق به ومثل ذلك بعينه فوقيته واستواؤه ونزوله ففوقيته معلومة أعني ثابته كثبوت حقيقة السمع وحقيقة البصر فإنهما معلومان ولا يكيفان كذلك فوقيته معلومة ثابتة غير مكيفة كما يليق به واستواؤه على عرشه معلوم غير مكيف بحركة او انتقال يليق بالمخلوق بل كما يليق بعظمته وجلالة صفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت غير معقولة من حيث التكييف والتحديد فيكون المؤمن بها مبصرا من وجه أعمى من وجه مبصرا من حيث الإثبات والوجود أعمى من حيث التكييف والتحديد وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات لما وصف الله تعالى نفسه به وبين نفي التحريف والتشبيه والوقوف وذلك هو مراد الرب تعالى منا في إبراز صفاته لنا لنعرفه به ونؤمن بحقائقها وننفي عنها التشبيه ولا نعطلها بالتحريف والتأويل ولا فرق بين الاستواء والسمع ولا بين النزول والبصر الكل ورد في النص فإن قالوا لنا في الاستواء والنزول واليد والوجه والقدم والضحك والتعجب من التشبيه شبهتم نقول لهم في السمع شبهتم ووصفتكم ربكم بالعرض فإن قالوا لا عرض بل كما يليق به قلنا في الاستواء والفوقية لا حصر بل كما يليق به فجميع ما يلزمونا به في الاستواء نلزمهم به في الحياة والسمع فكما لا يجعلونها هم أعراضا كذلك نحن لا نجعلها جوارح ولا ما يوصف به المخلوق وليس من الإنصاف أن يفهموا في الاستواء والنزول والوجه واليد صفات المخلوقين فيتحاجوا إلى التأويل والتحريف فإن فهموا في هذه الصفات ذلك فيلزمهم أن يفهموا في الصفات السبع صفات المخلوقين من الأعراض فما يلزمونا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم به في هذه الصفات من العرضية وما ينزهوا ربهم به في الصفات السبع وينفون عنه عوارض الجسم فيها فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبونا فيها إلى التشبيه سواء بسواء ومن أنصف عرف ما قلنا اعتقده وقبل نصيحتنا ودان لله بإثبات جميع صفاته هذه وتلك ونفى عن جميعها التشبيه والتعطيل والتأويل والوقوف وهذا مراد الله تعالى منا في ذلك لأن هذه الصفات وتلك جاءت في موضع واحد وهو الكتاب والسنة فإذا أثبتنا تلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/193)
بلا تأويل وحرفنا هذه وأولناها كنا كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض وفي هذا بلاغ وكفاية إن شاء الله تعالى)).
أهذا يليق أيها الشيخ الواسطي (؟؟!!)
أيليق أن توسع القول حتى لا تُبقي للشيخ القرضاوي منفذاً (؟؟!!)
أبعد أن فزع لك الشيخُ القرضاوي وزعم أنك من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي))
كذا قال الشيخ عن الواسطي يا سيف العصري ما ليش دعوة!
كذا أيها الواسطي تهدم مقدمة القرضاوي ..
كذا أيها الواسطي تنسف كتاب سيف ..
ما أمضى عزمك وأحد هدمك وأقسى نسفك!!
والأسئلة التي تحير القرضاوي ومقدمته وسيف العصري ومن فرح بكل ذلك الباطل المتبرج:
1 - لماذا آمن القرضاوي ببعض كلام الواسطي وكفر ببعض (؟؟)
2 - لماذا لم يُنبه قارئيه على باقي كلام الواسطي وهو من: ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)).
3 - إذا كان الواسطي من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) وكان كلامه هو عين كلام ابن تيمية فلماذا صار ابن تيمية ليس سلفياً ولم أوهم القرضاوي وغيره الناسَ أن ابن تيمية ابتدع منهجاً نسبه للسلف من دون العالمين (؟؟)
4 - الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) يرى التأويل أحد مذهبي الأزهر والأشاعرة =شبهة وتحريف فلم أعرض عنه القرضاوي (؟؟).
5 - الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) يرى التفويض والوقوف وهو أحد مذهبي الأزهر والأشاعرة ومذهب البنا = جهل وعي فلم أعرض عنه القرضاوي (؟؟).
6 - عبارة: على ما يليق بالله يراها سيف العصري غير مفيدة ويراها تناقضاً .. رغم ورودها في كلام الواسطي وهو من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي)) وأقرها القرضاوي،وتجاهل ذلك العصري ليه ليه (؟؟)
7 - تقريرات الواسطي وتبعه ووافقه وأثنى عليه القرضاوي في الاستيلاء والعلو والفوقية منافية تماماً لتقريرات العصري،وتجاهل العصري ذلك ليه ليه (؟؟)
8 - هذا من الواسطي هدم للتحريف مذهب الأشاعرة الأول فأين أنتم (؟؟)
9 - هذا من الواسطي هدم للتفويض مذهبكم الثاني فأين أنتم (؟؟).
10 - القول في بعض الصفات كالقول في بعض استدل بها المحقق السلفي الواسطي-على حد وصف القرضاوي- وذمها الكبيسي وسيف العصري .. وتجاهلوها وتجاهلوا مدح القرضاوي ونقله .. ليه ليه (؟؟)
ويكفي هذا ..
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:46 ص]ـ
وقَّقَكَ اللهُ لنصرة الحقِّ ودحض الباطل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:15 م]ـ
آمين ...
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:53 م]ـ
الحمد لله وحده, ...
كنت أعرف أن الشيخ القرضاوي منهجه في الفتاوى منهج سقيم لدرجة أنني أتوقع فتاويه قبل قراءتها فتظهر كما توقعتها تتبع لزلات العلماء و انتقاء ما يعجب الناس من فتاوى المتقدمين!
لكن هذه معلومات جديدة و لأول مرة أتعرف على عقيدته عن قرب.
فالموضوع مفيد من ناحية التعرف على الفكر الأشعري أيضاً.
و أستطيع أن أجيب على أسئلتك الأخيرة بأنهم يؤمنون بالقاعدة الخشبية (كما سماها العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-) نتفق فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه.
و الأدهى من ذلك و الأمر هو تكوين جبهة مضادة للسلفية الحق!!!
و الله المستعان.
جزاك الله خيراً و بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:07 ص]ـ
الوقفة الثالثة
عرض الشيخ في مطلع مقدمته لتاريخ دراسته للاعتقاد في الأزهر، وتدرجه في هذه الدراسة،والكتب التي درسها،وإجماع هذه الكتب على تناول آيات وأحاديث الصفات وفق واحد من منهجين لا ثالث لهما عبر عنهما بقوله:
((إما أن نسكت عن بيان معناها، ونفوض علمها إلى الله سبحانه،فإن شأن الألوهية أكبر من عقولنا ومداركنا ....
وإما أن نؤوله بما تُسيغه أساليب اللغة العربية من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها ... )).
ثم وصل الشيخ إلى غايته من هذا السرد بقوله: ((وهذا الذي كان يدرس في الأزهر كان يدرس في الجامعات الدينة الكبرى في العالم الإسلامي، مثل الزيتونة في تونس، والقرويين في فاس بالمغرب، وديوبند في الهند،فقد كان المذهب الأشعري ولا يزال هو الذي يسود في العالم الإسلامي ويسود الجامعات والكليات والمدارس الدينية في مختلف الأقطار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/194)
قلت: ويشبه هذا الكلام ما نقله الفاضل أبو ممدوح عن الشيخ قوله: ((وردا على سؤال آخر من أحد الحضور جاء فيه: "بعض الناس يطعن في عقيدة الأزهر الشريف، فما رد فضيلتكم على هذا الكلام؟ "، قال الشيخ القرضاوي بنبرة استفهام ساخرة: "عقيدة الأزهر الشريف؟! "
ورأى أن من يقول ذلك "فهو يطعن في الأشعرية"، وتابع: "ليس الأزهر وحده أشعريا .. الأمة الإسلامية أشعرية .. الأزهر أشعري والزيتونة أشعري والديوباندي (بالهند) أشعري وندوة العلماء أشعرية ومدارس باكستان أشعرية .. وكل العالم الإسلامي أشعرية ((
وأشار إلى أنه حتى الأشعرية موجودة بالسعودية التي تعد مركز السلفية الوهابية، وقال: ((السلفيون مجموعة صغيرة، حتى إذا قلنا السعودية فليس كل السعودية سلفيين، فالحجازيون غير النجديين غير المنطقة الشرقية غير منطقة جيزان وهكذا ((.
وأضاف: "فإذا أخذنا بالأغلبية، فإن أغلبية الأمة أشعرية .. هذه كلها اجتهادات في فروع العقيدة، والكل متفق على شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعلى النبوة في الإيمان بالله وكتبه ورسله وفي اليوم الآخروشدد على أن "هذه الاختلافات لا ينبغي أن نكفر بها أحدا ((
وبقطع النظر عن الأخطاء العلمية في تضاعيف الكلام: كجعل الخلاف في فروع العقيدة ونحوه فإن ردنا على هذا الكلام سيكون من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: في تحقيق كون الأشاعرة أكثر الأمة.
فصورة القضية تتلخص في إيراد أورده الأشاعرة المتأخرون على أهل السنة السلفيين، وكان مفاده: كيف تزعمون أنكم على الحق ونحن معنا قرينة لائحة متضحة على أن الحق معنا وهي: أننا أكثر الأمة ..
فغالب علماء الأمة، المفسرون والمحدثون والفقهاء واللغويون والأصوليون =أشاعرة وماتريدية ..
وهذه قرينة ظاهرة ليس معكم مثلها .. ولو كنتم على الحق لكنتم أكثر الأمة ..
فكان أن رد عليهم أهل السنة بجواب صورته:
((ليس الرأيُ ما ذهبت إليه، من أن جمهورَ الأمةِ من الأشعرية وانظر حولك في محيطك الذي تعيش فيه، هل عوام الأمة يعرفون الأشعري والماتريدي، وماذا يقولون في علو الله تبارك وتعالى على عرشه، وماذا يعتقد العوام في ((الإسراء والمعراج))، حتى مَنْ يقول منهم إن الله في كل مكان فإذا باحثته لم يكن يريد إلا السلطان والعلم والجبروت وما أشبه ذلك من المعاني الصحيحة ولم يُرِدْ أحدٌ منهم الحلولَ أو الاتحادَ قط، ولا خطر بقلب أحدهم ((لا خارجَ العالم ولا داخلَهُ)) وكذلك قُلْ في أفعال العباد، فكل العوام يثبتون عموم الإرادة والخلق، فكل شيء بإرادة الله وخلقه، ويثبتون مع ذلك اكتسابَ العبدِ لأفعاله، فالله خالقٌ مريدٌ حقيقةً، والعبدُ فاعلٌ حقيقةً ولا تَنافِىَ في شيء من ذلك عندهم ولا يناقضون بين هذا وهذا، ولا يقولون بجبرٍ أو كسبٍ أو نحو ذلك، كما لا يتوقف أحد من العوام عن إثبات شيء من صفات الله تعالى على ما يليق به، لا يمنعه ((حلول حوادث)) ولا ((حوادث لا أول لها)) عن ذلك، وسَلْ يا دكتور عمر أيَّ عاميٍّ هل ربُّنا سبحانه يُوصَفُ برحمةٍ ورضا وغضب، أم المراد ((إرادة الثواب وإرادة العقاب)) وأن الرحمة خور والغضب غليان ... الخ من التأويلات الأشعرية الغريبة البعيدة.
فكل هؤلاء ليسوا من الأشاعرة، وإثباتهم ليس متلقىً عن أحد بل بفطرتهم النقية التي لم تتلوث بترهات علم الكلام الذي غرسه المتكلمون ومنهم الأشاعرة، وهؤلاء هم جمهور الأمة قبل ((القرن السابع)) وبعده)).
هذا مثال على الرد ولم أر ممن حاولوا الرد على إيراد الأشاعرة من خرج عن هذا النسق في الرد ..
الآن نلاحظ أن أهل السنة لما حاولوا الرد على هذا الإيراد =فزعوا إلى ذكر العوام وأنهم على الفطرة وعقيدة العجائز، ولا شك أن العوام هم دائماً أكثر الأمة ... وفرحوا بردهم هذا وركنوا إليه وصارت الحجة تُقلب على الأشاعرة فيقال: بل نحن أهل السنة أكثر الأمة ....
والآن نبدأ التعليق على ما تقدم مضمنين هذا التعليق الرأي الذي نرتضيه في هذه المسألة ...
1 - هذا الولوع بالكثرة والحرص على وصف المذهب بها وجعلها قرينة على إصابة الحق = لا ينبغي أبداً وفيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً:
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/195)
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
والله يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
والله يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
والداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة ....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم ..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....
والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة ....
والسؤال الذي يبرز بعد كل هذا: لم هذا الولوع بالكثرة والانتساب إليها (؟؟؟)
2 - هذه المسألة أكثر منها ومن ذكرها الأشاعرة المعاصرون وجابههم بهذا الرد أهل السنة المعاصرون ... وإلا فالكلام فيها قديم تجد له أصولاً سابقة.
3 - الذي في كلام السلف: الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ... ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة .... غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا .. وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار ... بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية ... والشيخ الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق ..
فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا (؟؟؟؟)
وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..
فكان ماذا (؟؟)
وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة (؟؟!)
4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....
وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة، والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق ... بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا: إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص ... فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير ...
4 - كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام .. فباطل وتزيد محض.
5 - ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان ... وبرهان ذلك فيما يلي:
1 - منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ... والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى ... فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة ..
2 - من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً ... فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة ...
3 - مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر .... والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ... ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده ...
4 - كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً. هذا صحيح .. أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/196)
5 - وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع ... وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني ...
6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)
من هم في أنفسهم (؟؟)
ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)
أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...
أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....
أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك تبع لإمام تقليداً ودوراناً ...
أما النظر الحر، والاستدلال الخالص، والاجتهاد غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ ...
فبأي شئ صار أولئك علماء الأمة الذين تُقاس بهم الكثرة والغلبة (؟؟؟)
دع عنك أن علماء ما بعد القرن السابع متنازعون في مسائل الاعتقاد بين سلفي وأشعري وخارجي ومعتزلي وإباضي ومرجئي ... فوصف إحدى طوائفهم بالجمهور متعذر ... نعم قد يصح هذا الوصف في مكان دون آخر أما كحكم عام على التاريخ الإسلامي أو حتى على حقبة واسعة منه=فهذا تعميم غير مرضي ..
وخلاصة القول:
1 - ليس الأشاعرة هم الأكثر ولا نحتاج في تعضيد هذا لأكثر مما ذكر ...
2 - ليس أهل السنة هم الأكثر عبر القرون السابقة كلهاوالبراهين على تلك والتي قبلها واحدة،وإدخال العوام في هذا ليس بحسن.
3 - التمدح بالكثرة خطأ ظاهر، والأدلة ظاهرة في أن أهل الحق والفرقة الناجية والطائفة المنصورة يكونون أقل من غيرهم. فلم الولوع بالكثرة على هذا النحو العجيب ... وفي المعتز بالكثرة المعير بالقلة شبه من القائل: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}.
وأختم بهذا النص الشريف ..... الذي يُظهر لك أن علماء السلف لم يردوا تلك الشبهة الأشعرية بأن يجاروهم في دعوى الكثرة ... وإنما ردوا عليهم بسنن القرآن ...
قال ابن قدامة في كتابه: ((المناظرة في القرآن)):
((ومن العجب [أن] أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم. ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم.
[فصل مهم في الرد على ما ادعوه]
فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم دليل الحق وعلامة السنة دليلاً على الباطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم.
ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق، فقال قوم نوح له {ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون} وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين} وقال الله عز وجل {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ونسوا قول الله عز وجل {وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} وقوله سبحانه {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وقوله سبحانه {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ...... } وقوله سبحانه {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجهاً منهم} وقوله تعالى {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ... } إلى قوله تعالى {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين}.
وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم، فإنه حين بلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم سأل عنه أبا سفيان فقال: يتعبه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم؟ فقال بل ضعفاؤهم فكان مما استدل به على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان.
وفي الآثار: أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه تعالى قال له: يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون هولا ما متع به فإنني لو شئت أن أريكما [زينة] أن مقدرته تعجز عن أقل مما أوتيتما لفعلت ولكنني أظن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديماً ما خرت لهم أني لأذوهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة، وإني لأجبنهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالماً موفراً لم تكله الدنيا ولم يطعه الهوى. [صحيح من قول وهب بن منبه]
وقد روي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فرفع رأسه في البيت فلم يرى فيه إلا أهبة ثلاثة، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على رمال حصير، ما بينه وبينه شيء قد اثر في جنبه فقلت يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه ثم قال: " أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أما أرضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " [حديث صحيح]
هذا معنى الخبر.
ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة، وجنبنا الكفر والبدعة، وحبب إلينا الإيمان وزبنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين)).
يٌتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/197)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:35 ص]ـ
الوجه الثاني: في تحقيق أثر المنهج العلمي للأزهروفروعه (أي الجامعات المتفرعة عنه كالزيتونة) على الأمة الإسلامية ..
الحق أننا معشر السلفيين نتحمل قدراً من الذريعة التي تذرع بها ويتذرع بها القرضاوي وأشباهه .. وأصل ذلك:
أن الله قد هدانا واجتبانا من جمهرة أهل القرن العشرين وأعطانا حبلاً موصولاً بسلف الأمة،يبدأ طرفه من علماء الدولة السعودية الثالثة ومن وافقهم من علماء مصر والشام ويشتد عقده بعلماء الدعوة النجدية وواسطة عقده شيخ الإسلام ابن تيمية في نقلة نوعية طرحت أوضار التمشعر والتصوف والتقليد لتعيدنا إلى نهج الصدر الأول ..
وليس هناك شك أن أم الباب في هذا كانت مسائل الاعتقاد والخلاف العقدي بيننا وبين الأشاعرة، ومن هنا جاءت الآفة.
نعم .. الآفة ..
فقد انصرفت أذهان تلك الطبقة المباركة من علماء أهل السنة والجماعة في مطلع هذا القرن إلى دحر الأشاعرة في الميدان العقدي، ولما كانت الجبهة عريضة والآفات والعوائق السياسية والاجتماعية كثيرة، وأبواب الخلل في دنيا الناس كثيرة = لم تُتابع تلك الطبقة المباركة جهودها وإنما أسلموا قيادهم لكتب الأشاعرة ونحوهم تقودهم في العربية والأصول والحديث والفقه والتفسير، ولم يتنبهوا من ذلك إلا على الخلل العقدي الواضح في تلك الكتب ...
وزاد من تمسكهم بتلك الكتب وإضفاء أوصاف الإمامة على مؤلفيها والتعامل معهم وكأنهم يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.
نعم يا سيدي القرضاوي هل تُريد الحق (؟؟)
إذاً فاسمع مني:
إن الذي أعتقده اعتقاداً جازماً أنك إذا كنت تُعاني من تأخر أمتك وتسعى لنهضتها = ألا فاعلم أن قدراً عظيماً من هذا التأخر،سبباً كبيراً من أسباب تعثر النهضة إنما يعود لذلك المنهج العلمي اليوناني المعتزلي الأشعري الذي غلب على الناس من القرن الخامس والسادس والذي ساعد على انتشاره سطوة أزهركَ ومناهجه ..
نعم لا تتعجب يا سيدي ..
إن النور الأول الذي بعث به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان كفيلاً بأن تظل أمته سيدة الدنيا ..
وإن الظلمة التي احتوشت هذا النور الأول إلى القرن الرابع ليست شيئاً يُذكر في نفوس الناس فالسنة ظاهرة وأئمتها معروفون ..
حتى جاء أشاعرتك ولبسوا مسوح السنة وتركوا ذلك النور الأول إلى زبالات يونانية كتبوا بها في العلوم جميعاً فكثرت الكتب وقل العلم وزاد الجهل وأحاطت الظلمة بالنور الأول وتوارت العقول المبدعة خوفاً من نير التقليد وأسلم السلاطين زمامهم لعلماءك الأشاعرة ..
هل تريد الحق سيدي القرضاوي (؟؟)
ألا فاعلم أن منهج أولئك العلماء هو أضر شيء كان على علوم السلف فقد أضاعوها وواروها وأحاطوها بسيل من التحريف وحالوا بين الناس وبين النظر فيها، وشغلوهم بمختصرات ومبتسرات،وحرموا عليهم الاجتهاد،ولا يزال العهد يبعد حتى حوكم عالم يوماً لأنه يقرأ في صحيح البخاري مع جماعة، وحتى ترانا اليوم ونحن نجد من نسخ مختصر فقهي قليل القيمة أضعاف أضعاف ما نجد من نسخ كتب السلف.
أتنكر فضل أولئك يا أبا فهر (؟؟)
ويحك إن منهم سادة في العلم والحفظ والعبادة ..
إن منهم فلان وفلان ...
وأقول: دع عنك تلك الحيلة فليست تنفق في سوقنا ولسنا ممن يجحد فضل من هو أضل منهم ولسنا نجيز البغي ولو على الكفار ..
ولكن هذه هي الحقيقة .. فهؤلاء العلماء على دينهم وإرادتهم للخير قد أضاعوا نهج السلف في العلم والنظر وانصرفوا إلى منهج عقلي غير فطري فاسد .. وكلما تحدرنا قرناً من بعد قرن كلما زاد شرهم حتى آل إلى زبالات الشرك وعبادة الأوثان من دون الله في القرون الأخيرة ..
نعم أيها السلفيون ..
تتحملون جزءاً من المسؤولية ..
فأنتم عظمتم تفاسير وشروح وفقه أولئك الأشاعرة،وأنساكم ما فيها من جمع التفاريع = خلل المنهج، وقعدت هممكم عن طلب النور الأول، وبضاعة الواحد منكم-إلا من رحم- من آثار الصحابة والتابعين وكتب الأئمة لا تقارب بضاعته من كتب الجويني والنووي والسبكي ..
ما ضركم لو أفدتم منها واعتذرتم عن كاتبيها دون أن تعظموها وتنسوا الناس أنها كتبت بنفس المنهج العلمي الفاسد ..
ما ضركم لو واصلتم البحث والنظر والكشف عن الخلل المنهجي في تلك الكتب من غير تسليم ناصيتكم لأصحابها؟؟
أتراكم غفلتم عن أنها كتبت بنفس منهج النظر الذي حاد بأولئك عن الحق في أشرف باب .. باب العلم بالله (؟؟)
إنها لمصيبة والله ..
الأزهر؟؟
أي أزهر يا فضيلة الشيخ القرضاوي؟؟
أو تظن أنا ممن تغره بضاعة المتون والحواشي والتقريرات والفنقلات؟؟
ليس يغرنا ..
بل ليس يغرنا إمامة أشعري في الفقه ولا براعته في الحديث،بل نحفظ له فضله وننقش عن الباب الذي دس فيه بضاعته الأشعرية ..
نحن قوم لا يُنسينا خيرُ الرجل شرَه ..
ولا يعمينا صوابُ العالم عن خطأه ..
يا سيدي القرضاوي هل تريد الحق (؟؟)
فاسمع مني:
لا خير ولا نجاح ولا فلاح إلا إذا رجعنا للنور الأول ونهج الصدر الأول نصبغ به الاعتقاد والفقه والتفسير والحديث والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع ..
ولا والله ما استمرت الأمة في هبوط ونزول إلا بمقدار ما بعد علماؤها عن النور الأول قرناً من بعد قرن ..
وإذا كانت ناصية العلوم بيد الأشاعرة والأزهر في نواحي العالم الإسلامي منذ القرن السابع = فإن ناصية الحضارة تتفلت من بين أيدي تلك الأمة منذ القرن السابع ..
وكلما تمشعر أولئك أكثر وكلما تصوفوا أكثر كلما تراجعت تلك الأمة أكثر ..
ولستُ أجد شراً يحجب أهل السنة الخلص عن تسنم ذروة العودة للنور الأول والنهج الأول إلا بمقدار ما دخل عليهم من شر أشاعرتك وأزهرك ..
فليس أشاعرتك وأزهرك بشيء يا فضيلة الشيخ،وإن أردت أن يصح نظرك وتسعى سعياً ناجحاً لنصرة تلك الأمة والنهوض بها من كبوتها = فاطرح عنك تلك الزبالات كلها فهي أودت بنا .. صدقني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/198)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:48 ص]ـ
أحسنت يا أبا فهر
زادك الله فهما و فقها
و الله لقد جاءت مقالتك على قلبي بردا و سلاما فقد وضعت يدك على مكمن الداء فقد سيطرت مناهج المتكلمين على كثير من الفروع العلمية ان لم يكن كلها حتى اختل النظام و فسدت مناهج الاستدلال و فسد الذوق اللغوي حتى حيل بيننا و بين مناهج السلف الصالح في كل ذلك بزخم كلامي تزداد سطوته علينا و يزداد تسليمنا له على مر القرون
و لكن سيدي كيف السبيل الى مناهج السلف في كل هذه العلوم؟
الحقيقة هذا سؤال يحيرني جدا فعلوم الآلة سيطرت عليها المناهج الكلامية حتى و جدناها في النحو و البلاغة و الاصول و غيرها
فما السبيل الى تصفية كل هذه العلوم مما شابها من علم الكلام؟
والرجوع بالعقلية الاسلامية الة مناهج الاستدلال السليمة المتوافقة مع الفطرة و الوحي
و كيف لنا ان نعود بالعربية الى عهدها الاول قبل ان تغزوها عجمة علم الكلام؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:04 ص]ـ
أتعرف (؟؟)
منذ مدة لم يُقابلني من يُعلق على مقالة لي وقد عقلها عني كما فعلتَ أنت الآن ..
فقط: ضع مكان عبارة: علم الكلام .. عبارة المنهج الفلسفي ..
بارك الله فيك .. ولجواب سؤالك محل بإذن الله ..
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:14 ص]ـ
بارك الله فيك .. ولجواب سؤالك محل بإذن الله ..
بارك الله فيك
أنتظر جوابك يا سيدي
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:33 ص]ـ
تنقيدات
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:37 ص]ـ
أخي عبدالملك
لعلك تدرك وقت التعديل و تغير اللون الاصفر فلا يكاد يظهر الكلام
بوركت
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيك وسددك الله أبافهر ...
واصل ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:58 ص]ـ
وفيك بارك الله أيها الكريم ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:57 ص]ـ
الوجه الثالث: وهو قاصمة الظهر.
يا سيدنا الشيخ القرضاوي: إنما يُعقل الاحتجاج بتلك الحجة العليلة (الأزهر وانتشاره والأكثرية و ... و ... ) = من كل أحد إلا أنتَ ..
وإنما يحسن جريان هذا الاستدلال على لسان كل أحد إلا أنتَ ...
لا أتكلم الآن على ما سبق وقررتُه من أن معتقدكم يا شيخ يوسف ليس هو معتقد الأشاعرة وأن تلك الحجة حجة عليك لأن الأشاعرة يُخالفونك في تقريرك الاعتقادي ..
لا أتكلم عن هذا رغم صلاحيته للإلزام ...
إنما أتكلم يا شيخ يوسف عن أن منظومتك الفكرية والفقهية جلها على خلاف ما عليه الأزهر ..
نعم يا مولانا ..
أجبني:
نسبة كم بالمائة من علماء الأزهر يوافقونك في ترجيحاتك الفقهية (؟؟)
نسبة كم بالمائة من علماء الأزهر يوافقونك في اتجاهاتك الفكرية (؟؟)
هم حتى في سياق كلامهم عن ضمك لجبهة علماء الأزهر وضعوا بين قوسين اختلافهم معك وتحفظهم عليه ..
أليس أول من رد على فتواك في بقاء الزوجة التي أسلمت بعد كفر تحت زوجها الكافر= هو عبد العظيم المطعني واحد من أساطين علماء الأزهر (رحمه الله وغفر له).
حتى قضية الشيعة التي وضع علماء الأزهر يدهم فوق يدك فيها = لم تسلم من مخالفين لك ولإخوانهم فيها ..
ثم هديتي الأخيرة لك يا فضيلة الشيخ:
ألست أنت القائل في حوارك مع مجلة "المصور" المصرية في عددها الصادر الجمعة (7 - 9 - 2001):
1 - ((الأزهريين هم الذين أضروا بالأزهر ووقفوا في وجه التطوير؛ حيث أوضح أن تطوير الأزهر من البداية لم يُعرض على الأزهر، وأن الأزهريين لم يكن لهم أي فكرة حول قانون تطوير الأزهر)).
2 - ((مجمع البحوث الإسلامية ضعيف بسبب ضعف الأزهر، وأنه لا بد أن يضم كفاءات إسلامية له حتى يتم انتعاشه)).
3 - وجل فتاواك التي صرحتَ بها في هذا الحوار خالفك فيها أساطين علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية.
4 - يا فضيلة الشيخ: ألم يُقدم لكتاب الأخ عبد الله رمضان موسى في الرد عليك = علماء أزهريون. ومؤلف الكتاب نفسه أزهري.
5 - يا فضيلة الشيخ: هل نسيتَ موقف علماء الأزهر منك أول أيام ارتفاع أسهمك (؟؟)
6 - يا فضيلة الشيخ: ألم يؤلف أحد الأزهرية (كما يزعمون) كتاباً أسماه: ((القرضاوي في العراء)). (؟؟)
7 - يا فضيلة الشيخ: ألم يُرَد عليك من على منبر الجامع الأزهر يوماً،وكان الرد عليك من قبل رئيس الجامعة الأزهرية نفسه (؟؟)
8 - ألم يردُ عليك الدكتورالأزهري محمد المسير في حلقة على قناة اقرأ.
9 - طيب .. هؤلاء هم الأزاهرة المعاصرون .. أتريد معرفة ماكان ليكون رأي الأزاهرة الأئمة والأشاعرة القدامى فيك لو كنتَ بينهم (؟؟)
أولئك قوم كانوا يمنعون الاجتهاد خارج حدود المذهب،ويصف بعضهم من أفتى بالمذهب وغيره أنه مُلفق، وبعضهم يرى أن من أفتى بشيء خارج المذاهب الأربعة فكأنما اتبع حرفاً من الحروف التي هجرها الصحابة وحرقوها من حروف القرآن.
وأترك للشيخ تقدير ماكان ليكون رأي أولئك فيه.
ما هو محل الحجة من كل هذا الذي سقتُه:
محل الحجة الذي ماكان ينبغي أن نتطرق إليه يا شيخ يوسف والذي ماكان ينبغي أن يصدر ما ينافيه ممن هو في مثل عقلك: أننا إذا كنا في مقام البحث عن القول الحق بين أقوال المختلفين فإنه لا يجوز لنا أبداً أن نجعل من الحجج أن هذه هي عقيدة الأزهر أو عقيدة الزيتونة أو عقيدة ديوبند أو عقيدة أشعرية السعودية .. كل هذا لا يُحق حقاً ولا يُبطل باطلاً ... ولو كان يُبطل باطلاً لكانت أبطل الأقوال هي اختيارات فضيلتك الفكرية والفقهية والتي يُخالفك في كل واحد فيها أكثر بكثير جداً ممن يوافقوك ..
وختاماً: فجمهرة الأشاعرة بعد القرن الثامن يجوزون الاستغاثة بالأولياء ونحوها من مسائل هذا الباب،ومبلغ علمي أنك تخالفهم في ذلك وتُصحح قول السلفية الوهابية المتشددة المتزمتة ..
فهل ستقبل من ينقد قولك في الأولياء ويقول لك أنت تخالف الأزهر والأشاعرة (؟؟)
يا دكتور ليس هذا الذي تفعله من الاستكثار والتهويل بالأشاعرة والأزهر وأكثريتهم إلا طريقة صحافية ليست هي من مسالك الاستدلال والاحتجاج الصحيحة وهي طريقة تضرك أنت وأول من يُحتج بها عليه هو أنت .. صدقني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/199)
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:51 م]ـ
تنقيدات سريعة على الرد
الاخ ابا فهر وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
فجزيت خيرا على اجتهادك في الرد والدفاع عن عقيدة الامة التي هي عقيدة السلف واسمح لي اخي المكرم ان ابين لك انني والحمد لله على عقيدة سلف الامة التي حررها ابن تيمية رحمه الله في كتبه كالعقيدة الواسطية والتدمرية وسائر كتبه الاخرى رحمه الله ولا يمنعني ذلك من الانصاف في نقاش المخالف والرد عليه بعلم وادب كما هو شان طلاب العلم، ثم اسمح لي ان اضع بعض الملاحظات على ردكم المذكور ارجو ان تتقبلها برحابة صدر:
اولا: طلب منك احد الاخوة ان تذكر كلام القرضاوي تاما حتى يمكن تصور الموضوع، وطلبه هذا هو مقتضى الامانة العلمية فلم تجبه واعتذرت بطول الكلام فقلت:
[اقترح علي أخ فاضل مبارك = أن أسرد مقدمة الشيخ كاملة قبل الرد ..
والحق أنه لا وقت عندي ولا صبر على كتابتها ..
فهذا ملخص يشتمل على مضمونها ونصف نصها تقريباً
قلت:
اولا: اكتفيت باحتصار كلامه وهذا غير مطمئن للباحث او القا رئ لان الاختصار لا يتناسب مع الردود والنقاشات العلمية ولربما تسقط كلمة واحدة من اصل الموضوع فيها تنحل الاشكالات وتندفع بها الاحتمالات.
ثانيا: استعملت في ردك اللهجة العامية التي لاتليق في هذه المباحث العلمية بل وتنفر القارئ من الموضوع اصلا.
ثالثا: قلت عن القرضاوي:
فلا هو فيها سلفي سلفية ابن تيمية، ولا هو فيها سلفي سلفية الأشاعرة، ولا هو فيها أشعري أشعرية ابن تيمية ولا هو فيها أشعري أشعرية الأشاعرة وليس هو فيها بالمفوض تفويضاً يعرفه من يعرف التفويض
يفهم من هذا الكلام امور:
1 - ان للاشاعرة سلفية خاصة بهم ومعلوم لكل دارس لمذهب الاشاعرة انهم لا ينهجون منهج السلف الا في مسالة واحدة وهي الموقف من الصحابة كما حرر ذلك الدكتور سفر الحوالي في رسالته المختصرة في مذهب الاشاعرة جزاه الله خيرا فلاينبغي وصف الاشاعرة بالسلفية وهم يتبراون منه الليل والنهار.
2 - وفي كلامك اتهام واضح لابن تيمية انه كان في بعض كلامه شئ من اشعرية الاشاعرة وهذا متوافق تماما مع من يقول في الكتاب المسموم " ابن تيمية ليس سلفيا "
3 - يفهم من كلامك انك محتار في تصنيف القرضاوي بحسب المناهج الثلاثة التي ذكرتها،و كان بامكانك ان تشير الى الصحيح من كلام القرضاوي الذي وافق فيه السلف ثم تعقب بالرد على ماخالف فيه منهج السلف وحينئذ سيتبين لنا جميعا اين وافق واين خالف السلف دون الدخول في هذه الدوامة والحيرة التي لاتنفع في مثل هذه المضايق.
رابعا: ادخلت مواضيع ونقولات بعضها في بعض وطولت الموضوع وجعلت له اردانا وذيولا ونقلت نقولا لم توثقها فقولك:
طيب .. لم إذاً بكى على صاحب كتاب: ((ابن تيمية ليس سلفياً)) وندد بالإرهاب الفكري و ... (؟؟)
أليس صاحب هذا الكتاب قد ظلم شيخ الإسلام في هذه الصفات على الأقل (؟؟)
قلت: وجب عليك ان توثق حسب الصفحة والجزء والكتاب بكاء الشيخ ودفاعه عن صاحب هذا الكتاب تنقل النص وتذكر الصفحة.
وقلت:
[ثم هل يرضى الأشاعرة بهذا الكلام من الشيخ وهل يرضى مؤلف الكتاب نفسه عن هذا من الشيخ (؟؟)
ثم اجبت: نعم قد يرضى فهو متناقض.
قلت: صيغة سؤالك تبين انه لا يرضى ثم ندمت وقلت نعم انه يرضى فمن هو المتناقض؟
ثم ماعلاقة الرضى هنا من هذه الاطراف انت تريد ان تنقد عقيدة الشيح القرضاوي من خلال مقدمته فعليك ان تنقل نصوصه حرفيا وترد عليها علميا ولا ينفعك ان ان تلتمس رضى فلان وعلان.
لتتأمل معي ما دمنا قد أتينا على سيرة مؤلف هذا الكتاب اللذيذ.
ماهذه العبارة؟؟؟؟
يبقى المعنى الكلي في صفات الحدوث يُنفى [صح كده؟
ومن صفات الحدوث الغضب [صح كده (؟) [
بس القرضاوي في مقدمته لكتابك يا سيف أثبت المعنى الكلي للغضب [صح كده (؟)
[والمشكلة الأكبر يا سيف أنك نقلتَ عن الغرسي بعدها صحة قولنا: غضب ليس كغضبنا]
هذه العبارات: الكتاب اللذيذ وعبارة صح كده باللهحة المصرية وكررتها ثلاث مرات غير مناسبةفي الردود العلمية
ثم لما رايت نفسك قد خرجت عن الموضوع عدت لتقول
ما علينا نعودُ للقرضاوي:
الذي أردتُ قوله أن هذا المذهب الذي تابع فيه القرضاوي الكبيسي
قلت:
اي كبيسي تقصد؟؟ اين النقل؟
ثم قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/200)
ونقله سيف العصري عن محمد صالح الغرسي ليس هو مذهب الأشاعرة الذين تتلمذ عليهم ودرس القرضاوي كتبهم في الأزهر
يقول أبو الحسن الأشعري رأس المذهب: ((وأجمعوا على أنه عز و جل يرضى عن الطائعين له وأن رضاه عنهم إرادته لنعيمهم وأنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم وأن غضبه إرادته لعذابهم وأنه لا يقوم لغضبه شيء)).
فهذا أبو الحسن يؤول الغضب ولا يُثبته على منهجكم؛لأنه يوهم الحدوث عنده وهذا مما خالفت فيه الأشعرية الكلابية الذين أثبتوا تلك الصفات إثباتاً لا يتعلق بالمشيئة.
قلت: اليس من الانصاف ان تنقل مذهب الاشعري كما حرره شيخ الاسلام ابن تيمية اعتمادا على الابانة وهي اخر ماكتبه الاشعري؟
ثم هنا يتوجه الرد وبتركيز على امرين: الاول: الدراسات الازهرية ولاحجة للقرضاوي في الاستدلال بالمناهج الازهريةولا بغيرها من المدارس. (وقد قمت بذلك خير قيام جزاك الله خيرا)
ثانيا: تفسيره لكون مذهب الخلف اعلم وهذه من الاغلوطات المنتشرة بين طلاب العلم في هاتيك المدارس والكليات.
اما الانشغال بالروافد التي استقى منها الشيخ اراءه فليس فيه كبير فائدة وفيه تطويل للموضوع بلاطائل ولا ينبغي للباحث ان يرد على كل كلمة ترد في اقوال المخالف الا ان يكون الرد منتجا.
ثم نقلت قول الشيخ:
((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا ....
واما النصوص التي تثبت الفوقية والعلو لله تعالى ونحوها،فنثبتها له عز وجل،ونفسرها بما فسره به المحققون من أئمة المنهج السلفي،وأوضح مثل لهم العلامة الواسطي في كتابه النصيحة.
,أما النصوص التي يفيد ظاهرها التركيب والتجسيم والاشتمال على الأعضاء التي هي أجزاء من أجسام البشر والمخلوقين، فهذه أرجح فيها التأويل إذا كان قريباً مقبولاً، ولم يكن بعيداً ولا متكلفاً ... )).
[قلت:اهم شئ يستوجب الرد في تقديري هو الفقرة الاخيرة من كلام القرضاوي فقد رجح التاويل في الصفات الذاتية اذا كان قريبا مقبولا
ويجب ان يوجه السؤال هنا للقرضاوي:
ماهو التاويل المقبول وغير المقبول في الصفات؟ وما الضابط لذلك اهو العقل ام ماذا؟
وماهي الصفات التي يجب تاويلها بناء على هذه القاعدة وماهي الصفات التي لاينبغي تاويلها؟
ثم يجب في هذه الحال ان نبين النصوص التي لاتدخل في باب الصفات ونميزها عن الصفات التي تدخل وقد ذكرها شيخ الاسلام في الواسطية. ولا داع لتكرارها
قلت بعد ان ذكرت كلام الواسطي:
أهذا يليق أيها الشيخ الواسطي (؟؟!!)
أيليق أن توسع القول حتى لا تُبقي للشيخ القرضاوي منفذاً (؟؟!!)
أبعد أن فزع لك الشيخُ القرضاوي وزعم أنك من ((المحققون من أئمة المنهج السلفي))
كذا قال الشيخ عن الواسطي يا سيف العصري ما ليش دعوة!
كذا أيها الواسطي تهدم مقدمة القرضاوي ..
كذا أيها الواسطي تنسف كتاب سيف ..
ما أمضى عزمك وأحد هدمك وأقسى نسفك!
قلت:هذا اسلوب غير مناسب ولو قلت:
ان كلام الواسطي الذي استدل به القرضاوي او ترك الاستلال به ينقض كلام القرضاوي ولا يجديه الاستدلال به.ثم تسوق موضع الاستدلال من كلام الواسطي وتقفل الموضوع.
كان الواجب عليك في النهاية ان تذكر عقيدة اهل السنة والجماعة كما لخصها شيخ الاسلام ابن تيمية في الواسطية والتدمرية
حتى لا تقع فيبما وقع فيه خطيب الري في ايراد الشبه وعدم الرد عليها او يرد عليها بما لايجدي
واخيرا وفقك الله للدفاع عن عقيدة السلف وسدد سهامك ونفع بك حيثما كنت وسائر طلاب العلم انه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:10 م]ـ
الفاضل الكريم ..
قرأتُ تنقيداتك وهي ثلاثة أقسام:
1 - يوفره عليك مراجعتك للكتاب والكتاب مطبوع متداول وموضع النقد مكتوب وما أجملته منه يمكن مراجعته وأرجو أن تراجع الكتاب ومقدمته وتقرأهما بنفسك وستوفر علي وعليك عناء جل الذي كتبتَه .. وتوثيق النقل بتمامه من الكتاب المطبوع فضيلة غير لازمة ... والحجة علي إن حرفت أو بترت أو .......................
2 - أشياء أخرى ذكرتَها ليست محل إنكار بل هي من اختلاف أساليب الكتاب وليس فيها ما هو محرم شرعاً فيما أعلم ..
3 - اجتهادات تحتمل وجهات النظر.
اوثم موضع تلومني على عدم نقده ونقده قادم لا تقلق ...
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ...
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:56 م]ـ
بارك الله فيك
أكمل وفقك الله لكل خير
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:55 م]ـ
بارك الله فيكم أبافهر ..
وصدقتم في قولكم له:
(إن الذي أعتقده اعتقاداً جازماً أنك إذا كنت تُعاني من تأخر أمتك وتسعى لنهضتها = ألا فاعلم أن قدراً عظيماً من هذا التأخر،سبباً كبيراً من أسباب تعثر النهضة إنما يعود لذلك المنهج العلمي اليوناني المعتزلي الأشعري الذي غلب على الناس من القرن الخامس والسادس والذي ساعد على انتشاره سطوة أزهركَ ومناهجه .. ) ..
وتوضيحه في كتاب (جذور أزمة المسلم المعاصر) للأستاذ غازي التوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/201)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:46 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ سليمان ... وأكثر ما يؤلمني غفلة كثير من إخواننا عن هذه الحقيقة ...
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:56 م]ـ
استأذنك أخي في نقل الموضوع مع ذكر المصدر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:59 م]ـ
لا بأس ..
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:41 م]ـ
نشكر لأبي فهر دعوته وغيرته، وأوافقه في كثير من نتائج بحثه؛ لكنني أملُّ كثيراً من الجنوح عن الطريقة العلمية المقنّنة المتمثلة في إبراز الملاحظات على شكل نقاط، ومناقشتها بالعبارات العلمية الفصيحة - التي لا تخفى على أمثال الشيخ أبي فهر - بدلاً من الأسلوب الروائي، واستخدام بعض المفردات القريبة من العاميِّة.
تحية لك يا أبا فهر، تقبلها بنفسٍ مرحة.
محبك.
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 03:57 ص]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
الفاضل ابا فهر
قرات ردك على التنقيدات فلم يعجبني لانه ليس ردا بل هروب من الرد وتلخيص بارد مخل فيه قدر من العجز عن الجواب المغلف بشئ من التجاهل سببه الغرور والتعالم الذي لامسوغ له ولا يغرنك بعض المشاركين ومطالبتهم بالمزيد ان ترى حقيقة ما يرد عليك من الايرادات والانتقادات فانتبه هداك الله.
واليك هذه التنقيدات الجديدة باللون الاحمر:
قلت -بارك الله فيك -:
الفاضل الكريم .. قرأتُ تنقيداتك وهي ثلاثة أقسام:
الجواب:
لقد بترت كلامي كله وتدعي انه ثلاثة اقسام و كل من يقف على التنقيدات سيعلم انك ميعتها وانك لم تجب عليها ولا على ربعها والربع مردود عليك فانها اجابات غير واضحة فيها تهرب عن الجواب الصحيح واذ لم تجب عن الايرادات فعليك التزامها والا قرار بها هكذا هي اصول البحث لا ان تقول وجهات نظر او تحيل على كتاب هو بين يديك.
1 - يوفره عليك مراجعتك للكتاب والكتاب مطبوع متداول وموضع النقد مكتوب وما أجملته منه يمكن مراجعته وأرجو أن تراجع الكتاب ومقدمته وتقرأهما بنفسك وستوفر علي وعليك عناء جل الذي كتبتَه .. وتوثيق النقل بتمامه من الكتاب المطبوع فضيلة غير لازمة ... والحجة علي إن حرفت أو بترت أو ......................
الجواب: انا لااملك الكتاب والعشرات من القراء اظنهم لا يملكون الكتاب وليس منتشرا في بلادهم فلماذا هذا التعنت بعدم ذكر كلام الشيخ كاملا وقد طالبك اكثر من واحد بذلك ثم كيف تقول ان ذكر النص فضيلة غير لازمة بل هي لازمة لك فاما ان تبحث بالطريقة العلمية او اذا عجزت فلا تتكلف مالاتقدر عليه.وكيف تقول: والحجة علي ان حرفت او بترت وقد بترت كلامي وهو قريب فكيف يوثق بنقلك عن البعيد؟ وكيف استطيع ان اعرف او يعرف غيري انك فعلت ذلك الا بالمقارنة بكلام المردود عليه وانت تصر على عدم ايراده كاملا وقد قيل من احالك على مجهول فما انصفك والقاعدة في المناظرات واصول الجدل تقول: اذا كنت ناقلا فالصحة واذا كنت مدعيا فالدليل؟؟؟؟
2 - أشياء أخرى ذكرتَها ليست محل إنكار بل هي من اختلاف أساليب الكتاب وليس فيها ما هو محرم شرعاً فيما أعلم ..
الجواب: لاعلاقة بادخال ضوابط الانكار في قضية منهجية البحث ولااحد يتهمك بارتكاب حرام في كلامك انما قلنا لك قد طولت بدون طائل وجعلت للبحث ذيولا واردانا واستخدمت اللهجة المصرية العامية في بحث علمي افتقول في الجواب: انك لم ترتكب حراما اين هذا من ذاك.
3 - اجتهادات تحتمل وجهات النظر.
الجواب:يعني هل اتهام شيخ الاسلام بان له اشعرية هذه وجهة نظر في رايك؟؟ وعليه انت مطالب بان تبين وجهة نظرك في اتهامك لشيخ الاسلام بان له اشعرية؟؟؟
اوثم موضع تلومني على عدم نقده ونقده قادم لا تقلق ...
الجواب:ماهذا؟؟؟ بل انا في شك مما مضى فكيف بما بقى؟؟؟؟؟؟؟؟
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ...
الجواب:وجزيت مثله وافضل منه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:09 م]ـ
الفاضل عبد الملك المرواني ..
قلتَ بارك الله فيك:
يعني هل اتهامك شيخ الاسلام بان له اشعرية هذه وجهة نظر في رايك؟؟ ونحن نطالبك ان تبين لنا وللقراء وجهة نظرك في ما اتهمت به شيخ الاسلام من وصفه بان له اشعرية؟؟؟
لا أكتمك أني زهدتُ في تنقيداتك كلها لما قرأتُ هذه في تنقيداتك الأولى .. ولا زلتَ مصراً عليها في تنقيداتك الثانية .. ولو صارحتك بما هي وما وزنها في فهم كلام الناس فلن يرضيك ما أكتب والمدارة تُبقي المودة ... فدع عنك هذا الموضوع ونحن أخوان على على عقيدة واحدة فلا داعي لأن نفسد ما بيننا فانصرف لما هو أنفع لك ودعني في هروبي وأخطائي ... ولا تطلب مني رداً يُفسد ما بيننا .. هذه تكفيني في الرد عليك وسمه هروباً وسمه ماشئتَ ... ولعلها تكفي القراء لفهم لِم لَم أرد عليك ...
بارك الله فيك ورزقك الله سعادة الدارين ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/202)
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:45 م]ـ
الفاضل عبد الملك المرواني ..
قلتَ بارك الله فيك:
لا أكتمك أني زهدتُ في تنقيداتك كلها لما قرأتُ هذه في تنقيداتك الأولى .. ولا زلتَ مصراً عليها في تنقيداتك الثانية .. ولو صارحتك بما هي وما وزنها في فهم كلام الناس فلن يرضيك ما أكتب والمدارة تُبقي المودة ... فدع عنك هذا الموضوع ونحن أخوان على على عقيدة واحدة فلا داعي لأن نفسد ما بيننا فانصرف لما هو أنفع لك ودعني في هروبي وأخطائي ... ولا تطلب مني رداً يُفسد ما بيننا .. هذه تكفيني في الرد عليك وسمه هروباً وسمه ماشئتَ ... ولعلها تكفي القراء لفهم لِم لَم أرد عليك ...
بارك الله فيك ورزقك الله سعادة الدارين ...
أيها الأخ الفاضل أبا فهر
إيه ده ياخوي ما تهدي أمال أشوي
وسع صدرك فضيق الباع من ضيق العطن
أخونا الحبيب عبد الملك المرواني اقترح اقتراحا وجيها وقدمه بأدب جم فلم ضاق صدرك
أنت أيها الأخ الحبيب تكتب في منتدي عام وتحت اسم مستعار ونحن وان كنا نحسن الظن بك لحسن ظننا بالملتقي ومنتسبيه إلا أنك تحتاج أن تقدم من الإثباتات ما تطمئن إليه نفوس من يطالع موضوعك أخي الكريم ولكونك أيضا تناقش أحد أعلام الأمة في هذا العصر تناقشه في معتقده فليكن ذلك نقاشا محكما وبأسلوب رصين يليق بالموضوع وبأدب مع المناقش
وكما طلب الإخوة اعرض لنا كلام الشيخ كاملا مع عزو تام وإن كان ذلك يطول عليك كما ذكرت صور الصفحة وارفقها بالموضوع.
أنا أيها الأخ الحبيب من القراء لم أفهم لماذا لم ترد علي أخينا الكريم المرواني أو أنني لم أرد أن أفهم إشارتك له.
أما عن قولك في الفلسفة اليونانية فقد صدقت أيها الأخ الحبيب فهي سبب سقوط دولتهم حتي اليوم والخلل الذي أدخلته علي أمتنا منذ ترجمتها كان من أهم أسباب تخلفنا الحضاري الحالي وابتعادنا عن جادة الصواب والمحجة البيضاء التي تركنا عليها الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام.
وفقك الله وسدد خطانا وخطاك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:15 م]ـ
ووفقك الله وسدد خطاك ... بوركتَ
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[02 - 04 - 10, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم
اريد معرفة أي طبع وأي دار نشر قامت بنشر كتاب المسمى بسيف
فأنا بصدد الرد على هذه الطائفة برسالة مطولة فاود أن أتي باول كلامهم وأخره
والله من وراء القصد
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 08:16 ص]ـ
بارك الله فيكم أبافهر ..
وصدقتم في قولكم له:
(إن الذي أعتقده اعتقاداً جازماً أنك إذا كنت تُعاني من تأخر أمتك وتسعى لنهضتها = ألا فاعلم أن قدراً عظيماً من هذا التأخر،سبباً كبيراً من أسباب تعثر النهضة إنما يعود لذلك المنهج العلمي اليوناني المعتزلي الأشعري الذي غلب على الناس من القرن الخامس والسادس والذي ساعد على انتشاره سطوة أزهركَ ومناهجه .. ) ..
وتوضيحه في كتاب (جذور أزمة المسلم المعاصر) للأستاذ غازي التوبة.
أجزم ان من أسباب تخلف الامة هو انتشار التصوف القبوري و الفلسفي والذي وجد في العقيدة الاشعرية أرضية خصبة. لكنني لا اعرف لماذا المنهج الكلامي او الفلسفي (بمعزل عن التصوف) خاصة قبل استفحال داء التصوف , كان سببا في تخلف الامة؟
من يستطيع ان يجيب عن هذا السؤال أو يرشد بمقالة او كتاب متوفر على الشبكة وجزاه الله خيرا
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 08:29 ص]ـ
[ CENTER] فقد انصرفت أذهان تلك الطبقة المباركة من علماء أهل السنة والجماعة في مطلع هذا القرن إلى دحر الأشاعرة في الميدان العقدي، ولما كانت الجبهة عريضة والآفات والعوائق السياسية والاجتماعية كثيرة، وأبواب الخلل في دنيا الناس كثيرة = لم تُتابع تلك الطبقة المباركة جهودها وإنما أسلموا قيادهم لكتب الأشاعرة ونحوهم تقودهم في العربية والأصول والحديث والفقه والتفسير، ولم يتنبهوا من ذلك إلا على الخلل العقدي الواضح في تلك الكتب ...
وزاد من تمسكهم بتلك الكتب وإضفاء أوصاف الإمامة على مؤلفيها والتعامل معهم وكأنهم يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.
نعم ((الامام)). الالقاب لها تأثير كبير. فمثلا احد تلامذة الصوفي القبوري علي جمعة يوصف بالعلامة ومن يراه لا يعطيه أكثر من كلمة طالب علم. وقد شاهدت له مقطع في اليوتوب ولم أجد فيه ما يستحق من اجله لقب علامة لا في العمر ولا في العلم. ولست صارفا وقتي من اجل تقييمه.
ايضا دعة كثير من اهل السنة واستخدام التقية من قبل المبتدعة.(54/203)
درّة غالية: رسالة إسحاق العلثي الحنبلي إلى ابن الجوزي
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:56 م]ـ
رسالةُ إسحاقَ العَلْثيّ الحنبليّ إلى ابن الجوزيّ
في ترجمة الفقيه أبي الفضل إسحاق بن أحمد العلثيّ (ت 634)، قال الحافظُ ابن رجبٍ رحمه الله في " ذيل طبقات الحنابلة " (3/ 445 فما بعدها، ترجمة رقم 343 بتحقيق عبد الرّحمن العثيمين) (1):
" إسحاق بن أحمد بم محمّد بن غانم العلثيّ، الزّاهد القدوة، أبو الفضل، و يقال: أبو محمّدٍ، ابنُ عمِّ طلحةَ بن المظفّر، الّذي سبق ذكره، سمع من أبي الفتح بن شاتيل، و قرأ بنفسه على ابن كليبٍ، و ابن الأخضر، و كان قدوةً صالحاً زاهداً فقيهاً عالماً، أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر، لا يخاف أحدا إلاّ الله، و لا تأخذه في الله لومة لائمٍ، أنكر على الخليفة النّاصر فمن دونه، و واجه الخليفة النّاصر و صدعه بالحقّ.
قال ناصح الدّين بن الحنبلي – و قرأتُه بخطّه -: هو اليوم شيخُ العراق، و القائمُ بالإنكار على الفقهاء و الفقراء و غيرهم فيما ترخّصوا فيه.
و قال المنذريّ: قيل إنّه لم يكن في زمانه أكثر إنكاراً للمنكر منه، و حُبس على ذلك مدّة.
قلت: و له رسائلُ كثيرةٌ إلى الأعيان بالإنكار عليهم و النّصح لهم و رأيت بخطّه كتاباً أرسله إلى الخليفة ببغداد و أرسل أيضاً إلى الشيخ عليّ ابن إدريس الزّاهد – صاحب الشّيخ عبد القادر – رسالةً طويلةً تتضمّن إنكار الرّقص و السّماع و المبالغة في ذلك، و له في معنى ذلك عدّة رسائلَ إلى غير واحدٍ، و أرسل رسالةً طويلةً إلى الشّيخ أبي الفرج بن الجوزيّ بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التّأويل يقول فيها:
نصّ الرّسالة كما ساقها الحافظ ابن رجبٍ الحنبليّ رحمه الله
" من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمّد بن غانم العلثيّ إلى عبد الرّحمن بن الجوزيّ:
حمانا الله و إيّاه من الاستكبار عن قبول النّصائح، و وفّقنا و إيّاه لاتّباع السّلف الصّالح، و بصّرنا بالسّنّة السّنيّة، و لا حرمنا الاهتداء باللّفظات النّبوية، و أعاذنا من الابتداع في الشّريعة المحمديّة، فلا حاجة إلى ذلك، فقد تُرِكنا على بيضاء نقيّة، و أكمل الله لنا الدّين، و أغنانا عن آراء المتنطّعين، ففي كتاب الله و سنّة رسوله مَقْنَعٌ لكلّ من رَغِب أو رَهِب، و رزقنا الله الاعتقاد السّليم، و لا حَرَمنا التّوفيق، فإذا حُرِمه العبد لم ينفع التّعليم، و عَرَّفَنا أقدار نفوسنا، و هدانا الصّراط المستقيم. و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، و فوق كلّ ذي علمٍ عليم.
و بعد حمدالله سبحانه، و الصّلاة على رسوله:
فلا يخفى أنّ " الدّين النّصيحة "، خصوصاً للمولى الكريم، و الرّبّ الرّحيم، فكم قد زلّ قلمٌ، و عثر قدمٌ، و زلق متكلّمٌ، و لا يحيطون به علماً، قال عزّ من قائل: ? و مِنَ ?لنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ?للَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ هُدًى وَ لاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ? (الحجّ: 8).
و أنتَ يا عبد الرّحمن، فما يزال يبلغُ عنك و يُسمع ُمنك، و يُشاهد في كُتبك المسموعة عليك، تذكر كثيراً ممّن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقاداً منك أنّك تصدع بالحقّ من غير محاباةٍ، و لا بدّ من الجريان في ميدان النّصح، إمّا لتنتفع إن هداك الله، و إمّا لتركيب حجّة الله عليك، و يحذرَ النّاس قولك الفاسد، و لا يغرّك كثرة اطّلاعك على العلوم؛ فربّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ، و ربّ حامل فقهٍ لا فقهَ له، و ربّ بحرٍ كَدرٍ و نهرٍ صافٍ، فلستَ بأعلمَ من الرّسول، حيث قال له الإمام عمر: " أتصلّي على ابن أبيّ؟ " أَنْزَلَ القرآن (2): ? وَ لاَ تُصَلِّ عَلَى? أَحَدٍ منْهُم ? (التّوبة: 84)، و لو كان لا يُنكر من قلّ علمُه على من كَثُر علمه إذاً لتعطّل الأمر بالمعروف، و صرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى: ? كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ? (المائدة: 79)، بل ينكر المفضول على الفاضل و ينكرُ الفاجر على الوليّ، على تقدير معرفة الوليّ، و إلاّ:فأين العنقاءُ ليُطلب؟ و أين السّمندلُ ليُجلب؟ (3)
إلى أن قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/204)
و اعلم أنّه قد كثر النّكير عليك من العلماء و الفضلاء، و الأخيار في الآفاق، بمقالتك الفاسدة في الصّفات، و قد أبانوا وَهَاءَ مقالتك، و حَكَوْا عنك أنّك أبَيْتَ النّصيحة، فعندك من الأقوال الّتي لا تليق بالسّنّة ما يضيق الوقت عن ذكرها، فذُكر عنْكَ: أنّك ذكرتَ في الملائكة المقرّبين الكرام الكاتبين، فصلاً زعمتَ أنّه مواعظُ، و هو تشقيقٌ و تَفَيْهُقٌ (4)، و تكلّفٌ بشعٌ، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم، و كلام السّلف الصّالح الّذي لا يخالف سنّةً، فعمدتَ و جعلتها مناظرةً معهم، فمن أذِنَ لك في ذلك؟ و هم مستغفرون للّذين آمنوا، و لا يستكبرون عن عبادة الله، و قد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولي العلم، و ما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا، فتلكَ مسألةٌ أخرى، فشرعتَ تقول: " إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها؟ " و في الغيبة ما فيها، مع كلامٍ غثٍّ، " أليس منّا فلانٌ؟ و منّا الأنبياء و الأولياء؟ " مَنْ فعل هذا مِنَ السّلف قبلك؟ و لو قال لك قائلٌ من الملائكة: أليسَ منكم فرعونُ و هامان! أليس منكم من ادّعى الرّبوبية! فعمّن أخذتَ هذه الأقوال المحدثة، و العبارات المزوّقة، الّتي لا طائل تحتها؟ و قد شغلتَ بها النّاس عن الاشتغال بالعلم النّافع، أحدُهم قد أُنسي القرآن و هو يُعيدُ فضل الملائكة و مناظرتهم، و يتكلّم به في الآَفاق، فأين الوعظ و التّذكير من هذه الأقوال الشّنيعة البشعة؟
ثمّ تعرّضتَ لصفات الخالق تعالى،كأنّها صدرت لا من صدرٍ سكن فيه احتشامُ العليّ العظيم، و لا أملاها قلبٌ مليءٌ بالهيبة و التّعظيم، بل مِن واقعات النّفوس البَهْرَجِيَّة الزّيوفِ، و زعمتَ أنّ طائفةً من أهل السّنة و الأخيار تلقَّوْها و ما فهموا! و حاشاهم من ذلك، بل كفُّوا عن الثّرثرة و التّشدّق، لا عجزاً - بحمد الله - عن الجدال و الخصام، و لا جهلاً بطرق الكلام، و إنّما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علمٍ و درايةٍ، لا عن جهل و عماية.
و العجبُ ممّن ينتحل مذهب السّلف، و لا يرى الخوضَ في الكلام، ثمّ يُقْدِمُ على تفسير ما لم يره أوّلاً، و يقول: " إذا قلنا كذا أدّى إلى كذا "، و يقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده، فهذا الّذي نهيتَ عنه، وكيف تنقضُ عهدك و قولَك بقول فلانٍ و فلانٍ من المتأخّرين؟ فلا تشمت بنا المبتدعة فيقولون: " تنسبوننا إلى البدع و أنتم أكثر بدعاً منّا، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عَقْدِه، و تثبتون معرفته وفضله؟! ". كيف أقول ما لم يُقل؟ فكيف يجوز أن تتّبعَ المتكلّمين في آرائهم، و تخوضَ مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ثمّ تنكرُ عليهم؟ هذا من العجب العجيب. و لو أنّ مخلوقاً وصف مخلوقاً مثلَه بصفاتٍ من غير رؤيةٍ و لا خبرٍ صادقٍ، لكان كاذباً في إخباره، فكيف تصفون الله سبحانه بشيءٍ ما وَقَفْتُم على صحّته، بل بالظّنون و الواقعات، و تنفونَ الصّفات الّتي رضيها لنفسه، و أخبر بها رسوله بنقل الثّقات الأثبات، بيُحتمل، و يُحتمل؟!
ثمّ لك في الكتاب الّذي أسميته " الكشف لمشكل الصّحيحين " مقالاتٌ عجيبةٌ، تارةً تحكيها عن الخطّابيّ و غيره من المتأخّرين، أََطّلعَ هؤلاء على الغيب؟ و أنتم تقولون: " لا يجوز التّقليد في هذا "، ثمّ: " ذكره فلانٌ، ذكره ابنُ عقيلٍ "!، فنريد الدّليل من الذّاكر أيضاً، فهو مجرّد دعوى، و ليس الكلام في الله وصفاته بالهّين ليُلقى إلى مجاري الظّنون ...
إلى أن قال:
إذا أردتَ: " كان ابن عقيلٍ العالمُ "، و إذا أردتَ: " صار لا يَفْهَمُ "! أَوْهَيْتَ مقالته لما أردتَ.
ثمّ قال:
و ذكرتَ الكلام المُحدث على الحديث، ثمّ قلتَ: " و الّذي يقع لي "! فبهذا تقدم على الله؟ و تقول: " قال علماؤنا، والّذي يقع لي "! تتكلّمون في الله عزّ و جلّ بواقعاتكم تخبرون عن صفاته؟! ثمّ ما كفاك حتّى قلتَ: " هذا من تحريف بعض الرّواة " تحكّماً من غير دليلٍ، و ما (5) رويتَ عن ثقةٍ آخر أنّه قال: " قد غيَّرَه الرّاوي "! فلا ينبغي بالرّواة العُدولِ أنّهم حرَّفوا، و لو جوَّزتم لهم الرّواية بالمعنى، فهمْ أقرب إلى الإصابة منكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/205)
و أهل البدع إذاً، كلّما رويتم حديثاً ينفرون منه، يقولون: " يحتمل أنّه من تغيير بعض الرّواة "، فإذا كان المذكورُ في الصّحيح المنقولُ من تحريف بعض الرّواة؛ فقولكم و رأيكم في هذا؛ يحتملُ أنّه من رأي بعض الغُواة!!
و تقول: " قد انزعج الخطّابيّ لهذه الألفاظ " فما الّذي أزعَجَه دون غيره؟! و نراك تبني شيئاً ثمّ تنقضُه، و تقول: " قد قال فلانٌ و فلانٌ "، و تنسب ذلك إلى إمامنا أحمد - رضي الله عنه - و مذهبه معروفٌ في السّكوت عن مثل هذا، و لا يفسّره، بل صحّح الحديث و منع من تأويله.
و كثيرٌ ممن أخذ عنكَ العلم إذا رجع إلى بيته عَلِمَ بما في عَيبته من العيب، و ذمّ مقالتك و أبطلها، و قد سمعنا عنك ذلك [من أعيان أصحابك المحبوبين عندك، الّذين مدحتهم بالعلم، و لا غَرَضَ لهم فيك، بل أدّوا النّصيحة إلى عباد الله، و لك القول و ضدّه منصوران، وكلّ ذلك] (*) بناءً على الواقعات و الخواطر!!
و تدّعي أنّ الأصحاب خلّطوا في الصّفات، فقد قبّحتَ أكثر منهم، و ما وسِعَتْكَ السّنّة. فاتقّ الله سبحانه، و لا تتكلّم فيه برأيك فهذا خبرٌ غيبٌ، لا يُسمع إلاّ من الرّسول المعصوم، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصّحيحة، و الّذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام.
ثمّ لك قصيدةٌ مسموعةٌ عليك في سائر الآفاق، اعتقَدَها قومٌ و ماتوا، بخلاف اعتقادِك الآن فيما يبلغُ عنك، و سُمع منك منها:
و لو رأيتَ النّار هبت فغدت ... تحرق أهل البغي و العناد
و كلّما ألقي فيها حطمت ... و أهلكته و هي في ازدياد
فيضع الجبّار فيها قدماً ... جلّت عن التّشبيه بالأجساد
حسبي حسبي قد كفاني ما أرى ... من هيبةٍ أذهبت اشتداد
فاحذر مقال مبتدعٍ في قوله ... يروم تأويلاً بكلّ وادي
فكيف هذه الأقوال: و ما معناها؟ فإنّا نخاف أن تُحدث لنا قولاً ثالثاً، فيذهب الاعتقاد الأوّل باطلاً. لقد آذيتَ عباد الله و أضلَلْتهم، و صار شغلك نقل الأقوال فحسب، و ابنُ عقيلٍ سامحه الله، قد حُكي عنه: أنّه تاب بمحضرٍ من علماء وقته من مثل هذه الأقوال، بمدينة السّلام - عمرها الله بالإسلام و السنّة - فهو بريءٌ - على هذا التّقدير- ممّا يوجد بخطّه، أو يُنسب إليه منَ التّأويلات و الأقوال المخالفة للكتاب و السّنة.
و أنا وافدة النّاس و العلماء و الحفّاظ إليك، فإمّا أن تنتهي عن هذه المقالات، و تتوب التّوبة النّصوح، كما تاب غيرُك، و إلاّ كشفوا للنّاس أمرك، و سيّروا ذلك في البلاد و بيّنوا وجه الأقوال الغثّة، و هذا أمرٌ تُشُوِّر فيه، و قُضي بليلٍ، و الأرض لا تخلو من قائمٍ للّه بحجّة، و الجرح لا شكّ مقدّمٌ على التّعديل، و الله على ما نقول وكيل، و قد أعذر من أنذر.
و إذا تأوّلتَ الصّفات على اللّغة، و سوّغتَه لنفسك، و أبيتَ النّصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدّس الله روحه، فلا يُمكنك الانتسابُ إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مُكِّنت من ذلك، و ما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحقّ في كلّ وقتٍ و لو ضُربوا بالسّيوف، لا يخافون في الله لومة لائمٍ، و لا يُبالون بشناعة مشنّعٍ، و لا كذبِ كاذبٍ، و لهم من الاسم العذب الهنيّ، و تركِهم الدّنيا و إعراضِهم عنها اشتغالاً بالآخرة ما هو معلومٌ معروفٌ.
و لقد سوّدتَ وجوهنا بمقالتك الفاسدة، و انفرادَك بنفسكَ، كأنّك جبّارٌ من الجبابرة، و لا كرامة لكَ و لا نُعمى، و لا نمكِّنك من الجهر بمخالفة السّنة، و لو استُقبل من الرّأي ما استُدبر، لم يُحكَ عنك كلامٌ في السّهل، و لا في الجبل، ولكن قدر الله و ما شاء فعل، بيننا و بينك كتاب الله و سنّة رسوله، قال الله تعالى: ? فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ?للَّهِ وَ?لرَّسُولِ? (النّساء: 59)، و لم يقل: إلى ابن الجوزيّ.
و ترى كلّ من أنكر عليك نَسبتَه إلى الجهل، ففضل الله أُوتيتَه وحدك؟! إذا جَهَّلت النّاس فمن يشهدُ لك أنّك عالمٌ؟ و من أجهلُ منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصحٍ؟ و تقول: " من كان فلانٌ؟ و من كان فلانٌ؟ "!! مِن الأئمّة الّذين وصل العلم إليكَ عنهم، من أنتَ إذاً؟ فلقد استراح من خاف مقام ربّه، و أحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلاّ يندم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/206)
فانتبه يا مسكين قبل الممات، و حَسِّن القول و العمل، فقد قرب الأجل، للّه الأمر من قبل و من بعد، و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم " انتهت الرّسالة.
قال الحافظ ابن رجبٍ:
و للشّيخ إسحاقَ أجزاءٌ مجموعةٌ و أربعينيّاتٌ حديثيّةٌ، و غير ذلك، و حدثّ و سمع منه جماعة، و ذكر ابن الدّواليبيّ أنّه سمع منه.
و توفيّ في شهر ربيعٍ الأوّل سنة أربعٍ و ثلاثين و ستّمائةٍ، أظنّ ب: " العَلْثِ " (6).
انتهى النّقل عن الحافظ ابن رجبٍ، وسأتبعُ هذا النّقل إن شاء الله بمشاركة فيها شيءٌ من الفوائد المستخرجة من هذه الرّسالة العظيمة في باب الردّ على المخالف، والّذي كثر فيه الجهل و التّخليط من كثيرٍ ممّن لم يفهم بعدُ أصول الجرح و التّعديل، و من الله التّوفيقُ كلُّه.
________________
(1): من باب عزو الفضل إلى أهله، فقد استفدتُ الإحالة إلى هذه التّرجمة من مقدّمة كتاب " كيد الشّيطان " لابن الجوزي بتحقيق أبي عبد الله العفيفيّ بمراجعة و تقديم أحمد أبي العينين و أبي بكر الجزائري، و طبعتها مكتبة ابن عبّاس، و قد ذكر المحقّق نصّ الرّسالة حين تعرّض لاعتقاد ابن الجوزيّ رحمه الله.
(2): لعلّ الصّواب: فنزل القرآن ... و قول عمر رضي الله عنه مع سبب نزول الآية مخرّج في الصّحيحين، و انظر تفسير ابن كثير [أبو حاتم].
(3): قال محقّق الذّيل: " قال الزّبيديّ: " السّمندل: كسفرجل، أهمله الجوهريّ، و قال أبو سعيد: طائر بالهند لا يحترق بالنّار، و يقال فيه أيضا: السّبندل بالباء، عن كراع ... " تاج العروس (سمندل). و يُراجع: لسان العرب، والحيوان (6/ 434) ".
(4): تّشقيق الكلام: تحسين الكلام وتجميله (القاموس المحيط، مادّة: شقق)، و التّفَيْهُقُ في الكلام: التوسّع و التنطّع، [اللّسان (فهق)] و في الحديث النبوي: " إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَ أقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقاً، و إِنَّ مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَ أَبْعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةَ الثَّرثَارُونَ وَ المُتَشَدِّقُونَ وَ المُتَفَيْهِقُونَ، قاُلوا: يا رسولَ الله قَدْ عَلِمْنَا الثَّرثَارِينَ وَ المُتَشَدِّقِينَ فَما المُتَفَيْهِقُونَ؟ قال المُتَكَبِّرُونَ " رواه التّرمذي و صحّحه الألباني [أبو حاتم].
(5): ما هنا نافيةٌ، حتّى يُفهم الكلام على وجهه [أبو حاتم].
(*): ليست في المطبوع من الذّيل، و مثبتة في رسالة " كيد الشيطان " [أبو حاتم].
(6): العلث: بفتح أوّله و سكون ثانيه، قرية على دجلة بين عُكبرَا و سامَرّاء (معجم البلدان، لياقوت) [أبو حاتم]
منقول من موقع سحاب
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:23 م]ـ
الله أكبر ...
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:05 ص]ـ
سبحان من يهب الهداية لمن يشاء من خلقه ...
فهذه رسالة واضحة وحجة بالغة رحمهم الله جميعا
جزاك الله خير على هذا الموضوع
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:45 م]ـ
لله در المرسل وعفا الله عن المرسلة إليه .. وقد ذكرني هذا الحنبلي القوي في الحق رحمه الله بالبربهاري وأسلوبه .. رحمة الله على الجميع ..
ووددت أن لو ثبت هذا الموضوع لفترة ولو قصيرة حتى يستفيد منه كل مستفيد من المنتدى.
وبارك الله في أخينا العوضي.
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم
سبحان الله
وهل يريد بعد هذا من ابي الفرج رحمه الله ان يتعض او يكون للرسالة عليه ادنى أثر؟؟
انظر هنا:
و أنا وافدة النّاس و العلماء و الحفّاظ إليك، فإمّا أن تنتهي عن هذه المقالات، و تتوب التّوبة النّصوح، كما تاب غيرُك، و إلاّ كشفوا للنّاس أمرك، و سيّروا ذلك في البلاد و بيّنوا وجه الأقوال الغثّة، و هذا أمرٌ تُشُوِّر فيه، و قُضي بليلٍ، و الأرض لا تخلو من قائمٍ للّه بحجّة، و الجرح لا شكّ مقدّمٌ على التّعديل، و الله على ما نقول وكيل، و قد أعذر من أنذر.
وهنا:
لقد سوّدتَ وجوهنا بمقالتك الفاسدة، و انفرادَك بنفسكَ، كأنّك جبّارٌ من الجبابرة، و لا كرامة لكَ و لا نُعمى، و لا نمكِّنك من الجهر بمخالفة السّنة، و لو استُقبل من الرّأي ما استُدبر،
وهنا:
و من أجهلُ منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصحٍ؟
الله المستعان
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:53 م]ـ
ما شاء الله(54/207)
إشكال عظيم من نقل الحافظ ابن حجر عن ابن عبد البر
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 09:22 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله إخواني الكرام , وقد مرّ عليّ في فتح الباري للحافظ - رحمه الله - كلامه نقله الحافظ عن ابن عبدالبر , استغربته للوهلة الأولى , فرجعت إلى التمهيد , فوجدت العبارة ليست كما نقلها الحافظ ابن حجر , وإليكم ما قاله الحافظ - رحمه الله -:
قال في شرح حديث (فإن الله قبل وجهه)
وقال ابن عبد البر: هو كلام خرج على التعظيم لشأن القبلة. وقد نزع به بعض المعتزلة القائلين بأن الله في كل مكان، وهو جهل واضح؛ لأن في الحديث أنه يبزق تحت قدمه، وفيه نقض ما أصلوه، وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته ومهما تؤول به هذا جاز أن يتأول به ذاك والله أعلم)
وهذا نص كلام ابن عبد البر في التمهيد , قال - رحمه الله -:
(وأما قوله في هذا الحديث فإن الله قبل وجهه إذا صلى فكلام خرج على التعظيم لشأن القبلة وإكرامها والله أعلم والآثار تدل على ذلك مع النظر والاعتبار وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عز و جل في كل مكان وليس على العرش وهذا جهل من قائله
لأن في الحديث الذي جاء فيه النهي عن البزاق في القبلة أنه يبزق تحت قدمه وعن يساره وهذا ينقض ما أصلوه في أنه في كل مكان)
وللعلم فإني رجعت إلى طبعات متعددة للفتح والتمهيد , وكل الطبعات نقلت الكلام نفسه.
فأرجو من إخواننا توضيح ما جاء في الفتح؟؟
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 09, 11:52 م]ـ
أظن أن ابن حجر ينتهي نقله عن ابن عبد البر عند قوله " لشأن القبلة." ثم يبتدي كلامه هو
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 12:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أسامة , ولكن ألا يستغرب أن يأتي ابنُ حجر بكلام مشابه جدا لكلام ابن عبد البر ,
فيقول ابن عبدالبر: وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عز و جل في كل مكان وليس على العرش وهذا جهل من قائله
فيقول الحافظ: وقد نزع به بعض المعتزلة القائلين بأن الله في كل مكان، وهو جهل واضح
ويقول ابن عبد البر:وهذا ينقض ما أصلوه في أنه في كل مكان
فيقول الحافظ: وفيه نقض ما أصلوه
ـ[أبو زيد أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 01:03 م]ـ
قد رجعتُ إلى الاستذكار فوجدت الحافظ ابن عبدالبر يقول: هو كلام خرج على التعظيم لشأن القبلة. انتهى
فلعل الحافظ ابن حجر نقل كلام ابن عبدالبر من الاستذكار إلى قوله (لشأن القبلة) , وما بعده هو من كلام الحافظ ابن حجر ...
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[14 - 03 - 09, 01:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل وفقك الله، النقل لا يشترط أن يكون لجميع الكلام بالنص، بل يأخذ منه ويختصر دون أن يشير إلى اختصاره ذلك.
ـ[أسامة الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أسامة , ولكن ألا يستغرب أن يأتي ابنُ حجر بكلام مشابه جدا لكلام ابن عبد البر ,
صراحة يستغرب و لكن ليس لنا سوى احسان الظن بالحافظ رحمه الله
و من الممكن أن يكون الحافظ لم ينقل عن بان عبد البر و لنما نقل عن من نقل عنه و هذا الثاني هو الذي حرف النص
خاصة ان هذه الكمة كثير من شراح الحديث نقلها أيضا عن ابن عبد البر
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من تتبع منهج الحافظ ابن حجر في النقل عن العلماء يتضح له أمران.
احدهما: أنه ينقل كثيراً بالمعنى لا بالنص.
والثاني: أنه يتصرف في الكلام باختصار أو بتقديم وتأخير والله اعلم(54/208)
الدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف (قراءة تحليلية)
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:28 ص]ـ
الدعوة إلى
إسلام ما قبل الخلاف
(قراءة تحليلية)
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين ...... أما بعد:
فقد جرت سنة الله تعالى أن تختلف هذه الأمة وتفترق إلى فرق كثيرة , وقد ارتبطت بهذا الافتراق ممارسات سلبية كثيرة ممن لم يحسن التعامل مع هذه السنة الكونية التي لا بد من وقوعها , فأخذ بعض الأمة يكفر بعضا لمجرد المخالفة , والبعض الآخر يفسق غيره أو يضلله , وزاد الشقاق بين الأمة واتسع , وتعددت الأقوال والمذاهب حول كثير من الأصول الدينية والمسائل الشرعية حتى غدا الحق ملتبسا على كثير من الناس , وما زال الخلاف مستمرا ومسيطرا على الأمة إلى عصرنا الحاضر , ذلكم العصر الذي تحتاج الأمة فيه إلى الاجتماع أكثر من كل عصر مضى.
ولما أدرك بعض المهتمين بإصلاح حال الأمة شؤم ذلك الافتراق وخطره أراد أن يتخذ طريقا في الإصلاح يجتنب فيه الافتراق من أصله , فنادى بما يسمى بـ " إسلام ما قبل الخلاف " , وبعضهم يعبر بـ (سلفية ما قبل الافتراق) , وأضحت هذه العبارة شعارا إصلاحيا جذابا , تهوي إليه أفئدة كثير من القاصدين للإصلاح , والمستاءين من نتائج الافتراق بين طوائف الأمة.
والدعوة إلى رجوع الأمة إلى إسلام ما قبل الخلاف ترجع إلى أن تلك المرحلة من تاريخ الأمة تمثل مرحلة الصفاء , زمن الرعيل الأول الذي رُبي على يدي رسول الله r , وهي محل تقدير وقبول بين جميع فرق الأمة إلا من شذ (كالشيعة مثلا) , فالدعوة إلى تلك المرحلة الزمنية المباركة فيها نبذ للخلاف الذي اقض مضاجع المصلحين وبدد جهود الصادقين.
حتى أن بعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف يتأوه على حال الأمة إذا رأى اجتماعها في الحج مثلا , فهذا أحدهم يقول:" وقف المسلمون أمس بعرفة وأمسوا البارحة في مزدلفة وانطلقوا منها هذا الصباح وطاف بالبيت منهم من طاف وذبحوا أضاحيهم وحلقوا رؤوسهم وتحللوا من إحرامهم، كلهم فعلوا أشياء متماثلة، لكنهم حين ينظرون لبعضهم يجدون أن "الفرقة" والخلاف والخصومة قد مزقتهم كل ممزق وبعثرتهم كل بعثرة, فيقف الواحد منهم إلى جوار أخيه وهو في حالة توجس وتخوف وتحسس منه، أهو من فرقته أم من "الآخرين" أهو من الأصحاب أم من "الأعداء"!! , هذا ما جعلني أتمنى أن نعود لما كنا عليه في صدر الإسلام، حيث "إسلام ما قبل الفرقة".
فقصد أولئك المنادون بإسلام ما قبل الخلاف أن يرتبط الناس بذلك الجيل مباشرة ويستقوا من معينهم الصافي ويسيروا على طريق الوئام والاجتماع الذي كانوا عليه , وينبذوا ما آل إليه افتراقهم من تمزق وتشرذم.
وقد لقيت هذه الدعوة رواجا كبيرا عند كثير من المعاصرين على مختلف أطيافهم , فكتبت فيها الكتابات وعقدت لها الندوات , مع أن هذه الدعوة لها جذور في بداية عصر النهضة , فقد دعى محمد عبده إلى " تحرير الفكر من قيد التقليد , وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف , والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعه الأولى" ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)) , وهذا ما حاول سيد قطب فعله , فقد قصد أن يأخذ العقيدة من نصوص القرآن مباشرة ويتجاوز فهم رجال الفرق كلها , ولهذا أطلق بعض الدارسين على عقيدته: عقيدة سلفية قبل الخلاف المذهبي والكلامي بين المسلمين" ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)) .
· المقصود بالدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف:
حاصل المعنى الذي يتبادر إلى الذهن من هذه الدعوة هو مطالبة الناس بالرجوع والتحاكم إلى حالة الإجماع والاجتماع التي كانت عليها الأمة في الزمن المتقدم , والذي يشمل زمن الصحابة بالضرورة , ونبذ الخلاف والافتراق وما تبعه من شحناء وبغضاء بين طوائف الأمة , وأن تترك الأمة تلك الانتماءات والتحزبات التي مزقت شملها وأنهكت كيانها.
والأمر المطلوب الأخذ به هنا هو أن نأخذ بما أجمعوا عليه من أقوال في المسائل الدينية ومن مناهج البحث التي اعتمدوها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/209)
وهذه الغاية هي أصل الغايات التي يدعوا إليها المذهب السلفي , والدعوة إليها أصل من أصوله الكبار الذي كان يؤكد على أهميته والدعوة إليه الأئمة الكبار كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك وغيرهم من أئمة مذهب السلف إلى من جاء بعدهم على مر القرون إلى عصرنا الحاضر , فإن دعوتهم قائمة على الدعوة إلى الأخذ بما كان عليه الصحابة والتابعون لهم من أصول في الاستدلال وقواعد استنباط وأقوال في المسائل الشرعية الأصولية , وكثيرا ما يكررون في كتبهم وعقائدهم التأكيد على وجوب الأخذ بما كان عليه الرسول r وصحابته الكرام , وأن ما كانوا عليه هو الحَكَمُ بين طوائف الأمة , يقول الأوزاعي:" اصبر نفسك على السنة. وقف حيث وقف القوم. وقل بما قالوا وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يسعك ما وسعهم" ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)) , ويقول الشعبي:" ما حدثوك به عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه. وما حدثوك به عن رأيهم فانبذه في الحش" , ويقول أحمد بن حنبل:" أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم" ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) , ويقول عمر بن عبدالعزيز:" قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي" ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)) .
وقد درج أتباع مذهب السلف على الدعوة إلى هذا الأصل الأصيل عندهم حتى أنهم في مناظراتهم لمن خالفهم يلزمونه بأن يثبتوا أن ما قاله منقول عن الصحابة , ويجعلون عدم ثبوته عن الصحابة دليلا على بطلانه , ومن ذلك ما قاله محمد بن عبدالرحمن الأدرمي لرجل وقد تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: "هل علمها رسول الله rوأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ , قال: لم يعلموها، قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ , قال الرجل: فإني أقول: قد علموها، قال: أفوسعهم أن لا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه، أم لم يسعهم؟ , قال: بلى وسعهم، قال: فشيء وسع رسول r وخلفاءه لا يسعك أنت؟ , فانقطع الرجل. فقال الخليفة - وكان حاضرا -: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم".
فأهل السنة لا يريدون من الناس إلا الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم والرجوع إلى من تبع سننهم من الأئمة الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة والعلم , وتَحَقُق هذه الغاية يعتبر هدفا أساسيا لهم , وهي في الحقيقة دعوة إلى الإسلام الحقيقي الذي أخذ به الصحابة رضي الله عنهم.
فمن كان يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف ويقصد ما تدل عليه هذه العبارة من معنى ظاهر فهو يدعو إلى مذهب أهل السنة والجماعة في الحقيقة.
· معنى آخر:
إلا أن هذه الدعوة تطلق ويُراد بها أمر آخر , هو قدر زائد على الأخذ بما قبل الخلاف , فبعض من يطلقها يرى أن الحق لم يعد خالصا بعد وقوع الافتراق بين الأمة , وإنما تأثر بالانتماءات الطائفية والسياسية والحزبية , فكل فرقة من فرق الأمة أخذت تقرر الحق وتراعي في تقريره ما يناسب اتجاهها ولو من طرف خفي , ولم تسلم طائفة من طوائف الأمة من هذا اللبس الذي جعل الحق غير خال مما يكدره أو ينقص صفاءه , فغدا الحق في الأمة مشوشا مختلطا بغيره , وضعفت فيه الموضوعية أو انعدمت , كل ذلك بسبب الافتراق والتحزب , مما يوجب على المصلحين والصادقين ترك ذلك كله والرجوع إلى إسلام ما قبل الخلاف؛ حتى يتمكن المرء من التوصل إلى الحق الخالص.
وبعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاق يبني دعوته على أن الأمة بعد الخلاف قد توزع الحق بين طوائفها , فلم تعد هناك طائفة تمثل الحق ويتمثل الحق فيها , حتى يؤمر الناس بإتباعها والتمسك بمنهجها والانتساب إليها , وإنما بعض الحق قد يوجد عند طائفة وبعضه قد يوجد عند طائفة أخرى , فالحق في الصفات مثلا قد يوجد عند الأشاعرة , والحق في القدر قد يوجد عند المعتزلة , وهكذا دواليك , فَفِرق الأمة قد توزعت الحق فيما بينها بعد حصول الافتراق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/210)
ثم يقول إن الأمر لم ينته إلى هذا , بل إن الفرق قد تناحرت فيما بينها وأُلقيت بينهم البغضاء والشحناء , ففقدت الأمة هيبتها وضاعت جماعتها , وليس من سبيل إلى الخروج من هذا المأزق إلا بالدعوة إلى الحالة التي لم يتوزع الحق فيها ولم تفترق فيها الأمة , وهي مرحلة إسلام ما قبل الخلاف.
وبعض من يدعو إلى هذه الدعوة باعتبار المعنى الثاني لا يرضى أن ينسب إلى مذهب السلف أو حتى غيرهم من المذاهب, ويقول أنا مسلم وكفى , ولا ينتسب إلى غير الإسلام , ظنا منه أن انتسابه إلى منهج السلف – الذين يدعون إلى الأخذ بما كان عليه الصحابة – يعتبر مشاركة في الفرقة والافتراق ودعوة إلى بُعدِ الناس عن الحق الصافي!! , فتراه يقول إن تلك الانتسابات والتصنيفات أمور حادثة بعد زمن الصحابة , فلو كانت من الإسلام لما وجدت بعد زمنهم.
وهذه الدعوة بهذا المعنى الذي يقتضى تكدر الحق في الأمة أو توزعه بين طوائفها من غير أن تكون هناك طائفة تمثل الحق ويتمثل الحق فيها غير صحيحة , وهي مخالفة لدلالات النصوص ومقتضيات الواقع , وحتى يتبين ذلك فإنه لا بد من ذكر أمرين مهمين , يتجلى بهما الموقف المعتدل من هذه الدعوة, وهما: الأول: الأدلة الشرعية والواقعية التي تدل على خطأ هذا التصور , والثاني: الأسباب التي دعت إلى اللبس في هذا الموضوع.
· أدلة خطأ التصور السابق:
دلت نصوص كثيرة من الشرع على أن الحق باق في الأمة إلى قيام الساعة , فالحق في الأمة الإسلامية لا يزال محفوظا ثابتا لا يتغير , ودلت أيضا على قدر زائد على هذا وهو أن الحق لا بد أن يتمثل في طائفة واحدة من طوائف الأمة لا يخرج عنها وهي لا تخرج عنه , ومعنى هذا: أن الحق لا يوجد كاملا إلا فيها , وليس معناه أنه لا يوجد إلا عندها , بل يوجد عند طوائف الأمة قدر من الحق الذي جاءت به الشريعة , وهي متفاضلة فيه بحسب قربها وبعدها عما كان عليه الصاحبة رضي عنهم , وهذا الحق هو الذي يتحقق به إسلامها , ولكن الحق الكامل لا يوجد إلا عند طائفة واحدة من تلك الطوائف , وهي الطائفة التي التزمت بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم , كما دلت على ذلك النصوص الشرعية المتواترة.
ومن تلك النصوص حديث الافتراق المشهور , وفيه:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , فقال الصحابة: من هي يا رسول الله؟ , قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)) , فهذا الحديث يدل على أن الأمة لا بد أن تفترق وأن كل فرقة تتميز عن الفرقة الأخرى بأصولها ومقالاتها بحيث تكون كل فرقة منفصلة عن الأخرى , ولهذا صح عدها إلى ثلاث وسبعين فرقة , ويدل أيضا على أن هناك طائفة ستبقى على الحق لا تتغير , لأنها باقية على ما كان عليه النبي r وأصحابه.
ومن ذلك أيضا النصوص المتواترة التي جاءت في الطائفة المنصورة , ومن الألفاظ التي جاء بها الحديث::" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) , ومن ذلك أيضا قوله r :" ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله " ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)) .
فهذه النصوص تدل على أن الحق سيبقى في الأمة إلى قيام الساعة , بحيث أن من أخذ به يكون قد أخذ بالحق الذي كان عليه النبي r وأصحابه , وسينجو به يوم القيامة , وهذا يستلزم عدم ضياع الحق وعدم تكدره , وتدل أيضا على أن هناك طائفة في الأمة تمثل الحق الذي كان عليه الرسول r وأصحابه , تدعو إليه وتنافح عنه وترد على المخالفين له.
وهذا يقتضى أن هذه الطائفة لا يمكن أن تكون مجهولة غير معلومة الأوصاف والمنهج؛ لأن الجهل بها يقتضى الجهل بكمال الحق , فالطائفة التي معها الحق لا بد أن تكون معلومة ظاهرة للناس بمنهجها وطريقها , ومن المعلوم أن الظهور درجات , والنصوص أثبتت مطلق الظهور , ولم تضمن الظهور الكامل؛ ولهذا فقد ينقص ظهور الطائفة الحق في بعض الأزمان أو الأماكن إلى أقل درجاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/211)
ومن ضروريات تلك الطائفة ألا يكون منهجها مخالفا لما كان عليه الصحابة , وهذا يقتضى انتفاء وجود المخالفة عندهم لما كان عند الصحابة , فهم ينتسبون إليهم ولا يتحرجون من نسبة أقوالهم إليهم , ومن ينتسب إلى هذه الطائفة فهو في الحقيقة منتسب إلى الصحابة من جهة إعلانه بمبدأ الأخذ بما كانوا عليه , وتبرأه من كل ما يخالف أقوالهم وأصولهم.
ومن يتأمل التاريخ يجد أن الطائفة التي تنتسب للصحابة , وتنقل عن الصحابة الأقوال الكثيرة في تأييد أقوالها , وتُأسس أصولها بناءً على تلك الأقوال , وتهتم بنقل أقوال الصحابة وتبويبها وجمعها ودراسة أسانيدها , وتعلن أن كل قول يخالف ما كان عليه الصحابة هو قول باطل , وهي مع ذلك تطالب الناس بالنقل عن الصحابة في بناء المسائل الأصلية في الدين هي طائفة واحدة فقط , وهي طائفة أهل السنة.
وهذا دليل واقعي ظاهر على كون هذه الطائفة (أهل السنة) هي الطائفة التي أخبر الرسول r أنها الطائفة الناجية التي تبقى على الحق وبها يبقى الحق في الأمة إلى قيام الساعة.
وأما الطوائف الأخرى , فلا توجد طائفة تستند في بناء في كل أصول المسائل عندها على أقوال الصحابة , بل إما أنهم لا يتعرضون لذلك أصلا , أو أنهم يعتذرون للصحابة , أو يعتمدون عليهم فيما وافق أقوالهم فقط , أما الطائفة التي تعلن التزامها بالأخذ بكل ما كان عليه الصحابة , والتي تلتزم بالاحتكام في بناء آرائها إلى ما كان عليه الصحابة فهم أهل السنة فقط , الذي يدل واقعهم من حيث نصوصهم وتقريراتهم وتأصيلهم ومنهجهم ومناظراتهم لمخالفيهم على إتباعهم للصحابة.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الواجب على المرء أن يتبع هذه الطائفة ويعلن احتكامه إلى أصولها؛ لأنه بذلك يكون متبعا لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.
· الأسباب التي أدت إلى اللبس في تلك الدعوة:
الذي يظهر بعد التأمل في طبيعة الدعوة إلى إسلام ما قبل الخلاف , ونبذ الخلاف والافتراق الذي وقع في تاريخ الأمة , وطبيعة الداعين إليها ندرك أن تلك الدعوة متمخضة من ثلاثة أسباب , وهي:
السبب الأول: عدم التفريق بين الحكم على الطائفة والحكم على الإفراد المنتسبين للطائفة , وهذا الخلط أدى ببعض الناظرين إلى واقع الفرق والطوائف في الأمة أن يعتقد بأن الحكم على طائفة ما بالنجاة أو الصواب والصحة يعتبر حكما لكل من انتسب إليها بذلك , أو أن الحكم على طائفة ما بالهلاك والفساد يعتبر حكما لكل من انتسب إليها , والحقيقة أن الأمر ليس كذلك , فالحكم على الطائفة لا يلزم أن يكون حكما لكل فرد انتسب إليها , فالحكم مثلا على الطائفة المتبعة للصحابة (أهل السنة) بالنجاة , ليس حكما لكل معين من أهل السنة بذلك , بل قد يكون المعين منهم عنده من الأسباب ما يوجب له الهلاك , وكذلك الحكم على طائفة أهل السنة بإصابة الحق ليس حكما لكل من انتسب إليها بأنه مصيب للحق في كل أحواله , بل قد تتخلف إصابة الحق عن بعض أعيان أهل السنة , فالعصمة ليست إلا للمنهج فقط , الذي هو في الحقيقة مبني على إجماع الصحابة , فليس هناك فرد يكون الحق ملازما له إلا الرسول r , وأما من عداه فهو معرض لمفارقة الصواب , وأفراد أهل السنة من أولئك.
وهذا يستلزم أن المنهج الحق لا يؤخذ من تصرفات الأفراد الخاصة ولا من أقوالهم المفردة , وإنما يؤخذ من اجماعاتهم فقط , ونتيجة ذلك أن الحكم بالمخالفة للمنهج الحق لا تكون إلا إذا كانت فيما فيه إجماع فقط , وأما إن وقعت للأقوال المفردة فلا يصح الحكم عليها بكونها مخالفة للمنهج.
وكذلك قُل في الطوائف الأخرى , فالحكم عليها بالخطأ أو الهلاك ليس حكما لازما لكل من انتسب إليها , بل قد يكون بعض المنتسبين للطوائف المخالفة مصيبا للحق في كثير من المسائل , وقد يكون ناجيا غير هالك باعتبارات أخرى.
وبهذا التقرير نخلص إلى أصل مهم في الحكم على الطوائف المفترقة في الأمة , وهو أن لا تلازم بين الحكم على مجموع الطائفة وبين الحكم على أفرادها , فليس حكم الفرد هو حكم الطائفة المنتسب إليها دائما , والوعي بهذا الأصل يزيل كثيرا من السلبيات التي اقترنت بالافتراق في الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/212)
السبب الثاني: عدم التفريق بين الانتساب إلى المنهج وبين الإتباع له , فقد وقع خلط كبير بينهما , وهذا الخلط أدى إلى التباسات كثيرة أيضا, وذلك أن البعض يظن أن من ضروريات الإتباع لمنهج السلف الانتساب إليه مطلقا , وهذا غير صحيح , بل الذي يجب في كل حال هو الإتباع لمنهج السلف فقط , وأما الانتساب لمنهجهم , وهو إعلان المرء إتباعه لمذهب السلف وانتماءه له , فهو منوط بوجود المصلحة وانتفاء المفسدة , فإن وجدت المصلحة وانتفت المفسدة فليعلن إتباعه , وأما إن وجدت مفسدة من إعلانه , فإن الجواب عليه ألا يعلن إتباعه , كأن يكون في إعلانه لكونه من إتباع مذهب السلف مثلا سبب للتفرقة بين الأمة وحدوث الشقاق بينها , فالواجب في هذه الحالة عدم الانتساب إلى السلف؛ لأن المحافظة على جماعة المسلمين أولى من مجرد إعلانه أنه سلفي أو سني , ولا يعني هذا أنه تخلى عن منهجه أو مبادئه.
ومثل الانتساب تماما ذِكرُ الفرق والطوائف ومذاهبها , فذكر افتراق الأمة وأعيان فرقها منوط بالمصلحة أيضا , فليس يحمد دائما ذكر الفرق وبيان أقوالها والحكم عليها , وبيان مصيرها , بل لا بد من اعتبار الحال والزمان والمكان , فإن غلب على ظن المرء أن ذكر الفرق والطوائف يؤدي إلى مفسدة , فالجواب عليه عدم ذكر ذلك حينئذ.
وهذا الحكم غير واضح عند كثيرين, فيُظن أن من مقتضيات إتباع مذهب السلف –باعتباره المذهب الحق - أن يُعلن ذلك دائما وأن يُذكر افتراق الأمة والحكم على الفرق الأخرى بالهلاك , وهذا كله غير صحيح.
وكذلك بعض من يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف يظن أن الدعوة إلى الأخذ بمذهب أهل السنة فيه دعوة لتكريس الخلاف وتوسيع الشقاق بين الأمة؛ باعتبار أن الدعوة إلى مذهب السلف دعوة إلى إعلان ذلك مطلقا من غير مراعاة للواقع والحال.
والوعي بهذه التفرقة هام جدا في تقدير الموقف من الافتراق بين الأمة , وهو هام أيضا في تحديد الموقف ممن يدعو إلى إسلام ما قبل الخلاف؛ لأنه ليس كل من دعى إلى تلك الدعوة يقصد الدعوة إلى ترك الإتباع , بل بعضهم يقصد الدعوة إلى ترك الانتساب لما يراه من مصلحة في ذلك.
السبب الثالث: عدم التفريق بين المنهج من حيث هو وبين التخريج على المنهج , فكثير لا يكاد يفرق بين الأصول والأقوال التي بناها الصحابة والأئمة الذين أجمعت الأمة على إمامتهم بأنفسهم أو اعتبروها في صريح أقوالهم وتصرفاتهم , وبين ما يخرجه المتأخر عنهم على أصولهم , ويجعله في مرتبة واحدة , وهذا خطأ أدى إلى التباسات متعددة , فلا بد لنا أن نفرق بين منهج أهل السنة من حيث هو وبين التخريج عليه؛ لأن ذلك المنهج قد انتهى من حيث البناء , وكل من جاء بعد الصحابة والأئمة المعتبرين وأتى بشيء جديد ونسبه إلى السلف , فنسبته إليهم إنما هي على جهة التخريج على أقوالهم فقط , وهو قد يكون مصيبا في ذلك التخريج وقد يكون مخطئا , وليس لقوله من الحرمة ما لأقوال الأئمة , ومن خالفه في تخريجه فهو ليس مخالفا للسلف.
ويظهر أثر هذا التفريق في كثير من المسائل التي ظهرت في عصور متأخرة كالمسائل الفكرية المعاصرة , فقد يأتي باحث ما ويخرج موقفا اتجاه قضية معينة بناءً على أصول السلف , وهذا ليس مشكلا , ولكن المشكل حقا هو أن يجعل قوله قولا للسلف! , له ما لقول السلف من حرمة , ومن خالفه فكأنما خالف قول السلف , وهذا كله غير صحيح.
والوعي بهذا نافع في تقليص الخلاف الواقع بين أتباع السلف في عصرنا , فإن أكثر اختلافاتهم إنما هي في التخريج لا في الالتزام بالأصول , وهو نافع أيضا في تقدير منزلة الأقوال والبحوث المذكورة حول المسائل الحداثة , ومن ثم حسن التعامل معها.
فهذه الأسباب الثلاثة هي أهم الأسباب في نظري التي أدت إلى اللبس في تقييم واقع الافتراق بين الأمة ومن ثم الدعوة إلى الخروج من ذلك كله والرجوع إلى إسلام ما قبل الخلاف.
ولكن بالتفطن لمواقع الغلط في تلك الأسباب , وتمييز مواطن الصحة فيها ,فلا ضرورة حينئذ لإثارة الدعوة إسلام ما قبل الخلاف بالصورة التي نجدها من يقصد بتلك الدعوة الإتباع حتى لمنهج السلف , وإنما الضرورة كل الضرورة في دعوة الناس إلى منهج السلف وإظهاره للناس مع ضرورة ترشيد الناس إلى حسن التعامل مع الخلاف والافتراق.
([1]) انظر: زعماء الإصلاح في العصر الحديث (327).
([2]) انظر: في ضلال القرآن في الميزان (29).
([3]) أخرجه: الهروي في ذم الكلام وأهله (5/ 117).
([4]) أخرجه: اللالكائي في شرح أصول السنة (1/ 176).
([5]) أخرجه: ابن بطة في الإبانة كبرى (1/ 322).
([6]) أخرجه: الترمذي (2640) , وأبو داود (4596) , وابن ماجه (3991) , وصححه: الحاكم وابن تيمية والألباني ,وغيرهم , انظر: المستدرك (2/ 480) , الفتاوى (3/ 345) , والسلسلة الصحيحة (3/ 480).
([7]) أخرجه: البخاري (6881).
([8]) أخرجه: البخاري (6882).(54/213)
أريد نبذة مختصرة ومركزة عن البدع التالية
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات حياكم الله
أريد نبذة مختصرة ومركزة عن البدع التالية:
(بدعة الخوارج، بدعة التشيع، بدعة القدرية، بدعة الإرجاء، بدعة النصب) من حيث المعنى اللغوي والاصطلاحي وسبب التسمية والنشأة
أرجو المساعدة مع توثيق المعلومة إن أمكن ... وبارك الله فيكم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:17 م]ـ
الخوارج:
أول فرقة ظهرت في تاريخ الإسلام، فقد خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا بتكفير بعض الصحابة، من عقائدهم: وجوب الخروج على الأئمة المسلمين المرتكبين للظلم أو الفسق، وتكفير مرتكب الكبيرة، والقول بتخليده في النار، وإنكار الشفاعة
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:22 م]ـ
الشيعة:
لفظ شيعة في الأساس من الفعل تشيع وهو يعني في اللغة مال إلى أو اتبع، فيقال تشيع الرجل لفلان أي مال إلى فلان أو اتبع فلان، وشيعة الرجل أي أتباعه أو أنصاره. وعلى مدار التاريخ الإسلامي أطلق لفظ شيعة على العديد من المجموعات مثل شيعة عثمان وشيعة علي وشيعة معاوية وشيعة بن الزبير وشيعة العباسيين.
الشيعة هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين ترى أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره طبقاً لحديث مسمى بالثقلين المنقول عن النبي محمد والذي يستدلون به من كتب الطائفة السنية أيضاً.
وهم طوائف كثيرة ولذلك لا يحكم بكفر أحدهم قبل دراسة البدعة التي وقع فيها ...
من أشهر فرق الشيعة: من أشهرها: الرافضة، والإمامية الإثنا عشرية، والزيدية، والباطنية وغيرها
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:23 م]ـ
القدرية:
نسبة إلى القدر، وهي فرقة كلامية ذات مفاهيم خاطئة في مفهوم القدر، حيث زعموا أن العبد مستقل بإرادته وقدرته وليس لله في فعله مشيئة ولا خلق، وأنكر غلاتهم علم الله السابق، وأول من أظهر القول بالقدر معبد الجهني
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:24 م]ـ
الإرجاء:
إحدى الفرق الكلامية ذات المفاهيم والآراء العقدية الخاطئة في مفهوم الإيمان، ولم يعد لها كيان واحد، فقد انتشرت مقالتهم في كثير من الفرق، وأول من قال بالإرجاء: ذر بن عبد الله المذحجي، وأشد أنواع الإرجاء الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة، والكفر هو الجهل بالله فقط، ويلزم من قولهم أن إبليس وفرعون مؤمنان كاملا الإيمان.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 03 - 09, 02:25 م]ـ
النواصب:
هم الذين يبغضون علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت ويناصبونهم العداء
أهل الجفاء: أولئك الذين كانوا يظنون أنهم يتقربون إلى بني أمية أو إلى غيرهم من الفئات بالطعن في علي رضي الله عنه وفي آل البيت وذمهم وتجريحهم؛ سواء طلب ذلك بنو أمية أو لم يطلبوا؛ فكان بعض الناس لا يكف عن الطعن والسب في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فكما أن هناك من يغلو فيهم، وهم الرافضة؛ كان هناك من يسبهم ويشتمهم ويناصبهم العداء، وهم الناصبة.
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:07 م]ـ
الخوارج:
أول فرقة ظهرت في تاريخ الإسلام، فقد خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا بتكفير بعض الصحابة، من عقائدهم: وجوب الخروج على الأئمة المسلمين المرتكبين للظلم أو الفسق، وتكفير مرتكب الكبيرة، والقول بتخليده في النار، وإنكار الشفاعة
أخي الكريم بارك الله فيك
و سُمُّوا كذلك بالحَرُورِيّة نسبة إلى حروراء و تجمّع عدد منهم فيها.
ومن عقائدهم أيضا تكفير المخالف،
ويرجع سبب تكفيرهم بالمعاصي أنّ الإيمان عندهم على مرتبة واحدة، فنقضُ بعضه نقضٌ له بالكامل
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:47 ص]ـ
الإرجاء:
مصدر أرجأ بمعنى أخّر، يقال: أرجأ الأمر أي أخره.
وقد أُطلق هذا الاسم على طائفة المرجئة لما قالوا بتأخير العمل عن الإيمان، أي فصله عنه وتأخير مرتبته في الأهمية،
كذلك لعدم حكمهم على الفاسق أو الكافر بما هو أهلٌ له، وادعاء إرجاء ذلك إلى يوم الحساب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/214)
وتدور عقائد المرجئة حول الإيمان، إذا ذهب أكثرهم إلى أنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان - عدا بعضهم ممن زعم أنه تصديق القلب ولم يشترط أنه النّطق بالشهادتين مع القدرة عليهما - ولم يُدخلوا العمل في مسمى الإيمان، فالإيمان عند هؤلاء متحقّق كاملاً لمن صدّق بالرسالة ونطق بالشهادتين، وإن لم يأتي بعمل من أعمال الطاعات!
وقد دخلت عليهم تلك البدع من أصل تصوُّرهم للإيمان، وأنه واحد لا يتجزأ ولا يتبعض، أي لا يزيد ولا ينقص.
وقد تمسكت المرجئة في أقوالهم تلك بما ادعوه من أنّ معنى الإيمان في اللغة: التصديق، كما في قوله تعالى: {ومَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا}، أي: مصدّق لنا.
كذلك بظواهر الأحاديث، كما في قوله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)، وفيما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: (فمن لقيتَ من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة) ..
وقالوا: إن تلك الأحاديث تدل على أن الإيمان هو تصديق القلب والتلفّظ بالشهادتين، وهما كافيان لإثبات الإيمان ودخول الجنة دون العمل!
وأول من ظهر من فرق الإرجاء في الإيمان مرجئة فقهاء الكوفة من الأحناف القائلين بأن الإيمان هو الاعتقاد والقول وأن العمل ليس من الإيمان، و هؤلاء كان خلافهم مع سلفنا خلافَ تصوّرٍ لعلة الحكم وليس خلافا في الحكم نفسه ..
وقد أعقبهم وزاد عليهم في الضلالة مرجئة الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة وأن الكفر هو التكذيب والجحود و المشهور من مذهبهم عدم التكفير بالمكفرات والشركيات وإلحاقها بالمعاصي التي دون الكفر، كالزنا والسرقة والشرب. وهؤلاء يسمون أيضا غلاة المرجئة ..
وهذه بعض أقوال السلف الصالح في الإرجاء و أهله:
عن الأوزاعي قال: كان يحيى وقتادة يقولان: (ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء) رواه عبد الله بن أحمد1/ 318 - 345 والآجري 3/ 682 و اللالكائي5/ 1064 وابن بطة 1/ 376
قال محمد بن علي بن الحسن، سمعت الفضيل يقول: (أهل الإرجاء يقولون: الإيمان قول بلا عمل. وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل) رواه عبد الله بن أحمد 1/ 374
وقال احمد رحمه الله: (المرجئة: وهم الذين يزعمون أن الإيمان مجرد النطق باللسان وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان، وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم واحد وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الإيمان ليس فيه استثناء، وأن من أمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا. هذا كله قول المرجئة وهو أخبث الأقاويل). المسائل والرسائل 2/ 371
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[14 - 03 - 09, 04:21 ص]ـ
الشيعة:
اسم علم أطلق أولاً على معنى المناصرة والمتابعة،
وكما ذكر الأخ الفلسطيني، ففي بادىء الأمر لم يختصّ به أصحاب علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دون غيرهم، بل أُطلق بمعناه هذا على كل من ناصر وشايع علياً ومعاوية – رضي الله عنهما – ودليل ذلك ما جاء في صحيفة التحكيم: (هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتهما ... ) الموسوعة الميسّرة .. جـ 2. ص 1094
ثم تميّز به من فضّل إمامة علي بن أبي طالب وبنيه على الخليفة عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
وكان مذهب التشيّع على مراحل:
1 - المرحلة الأولى: كان عبارة عن حبّ علي – رضي الله عنه – وأهل البيت بدون انتقاص أحد من إخوانه صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
2 - المرحلة الثانية: تطور التشيع إلى الرفض وهو الغلوّ في علي – رضي الله عنه –وطائفة من آل بيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والطعن في الصحابة – رضي الله عنهم – وتكفيرهم، مع عقائد أخرى ليست من الإسلام في شيء، كالتقية، والإمامة، والعصمة، والرجعة، والباطنية.
3 - المرحلة الثالثة: تأليه علي بن أبي طالب والأئمة من بعده، والقول بالتناسخ، وغير ذلك من عقائد الكفر والإلحاد المتسترة بالتشيع والتي انتهت بعقائد الباطنية الفاسدة.
أمّا فرق الشيعة فكثيرة، أكبرها:
- الاثنا عشرية:و يسمون الرافضة والجعفرية نسبة إلى جعفر الصادق، وسمّوا بالاثنى عشرية لقولهم باثني عشر إماماً، ويشكّلون الغالبية العظمى من الشيعة اليوم.
- الزيدية: وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين، ويعتبرون من أقرب الفرق الشيعية لأهل السنة، ما عدا فرقة منهم تسمى الجارودية، فهي فرقة من الروافض وإن تسمت بالزيدية، وموطن الزيدية في اليمن.
- الإسماعيلية،ومنها النصيرية، والدروز، والبهرة، والأغاخانية، وغيرها. وكلها مارقة عن دين الإسلام ..
وفي الحقيقة فإنّ الكلام عن الشيعة وانحرافاتهم ومعاداتهم للسنّة وأهلها يطول، ولكنّ هذا ماستسيغ نقله واسأل الله خيره ..
وبارك الله في الأخ الفلسطيني و نفع به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/215)
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 08:01 ص]ـ
بدعة الخوارج
ظهرت نابتة الخوارج في عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين قال زعيمهم "اعدل يا محمد" .. !! , وفي ذلك عبرة أيّ عبرة!
-ففيه أن أول ما أنبأ عنهم المخاصمة في مسألة العدل, ثمّ كان هذا أحد أصول المعتزلة
-وإنما صدرت هذه المعارضة عن شكّ محله القلب , فهو شكك في عدالة رسول الله في القسمة
ومعلوم أن الشكّ في صدق الرسول أو أمانته كفرٌ ,(54/216)
بيان أن بدعة الحلول والاتحاد انبثقت عن الجهمية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:05 م]ـ
بيان أن بدعة الحلول والاتحاد انبثقت عن الجهمية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل التي حاول الأستاذ علي سامي النشار ردها ومن قبله شيخه الكوثري على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مسألة أن القول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود أصل جهمي كما في نشأة الفكر الفلسفي (1|352).
وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن فكرة الحلول والاتحاد أصلها جهمي أشار إليه أكثر من محقق من العلماء.
فقد كان مآل القول أن الله في كل مكان القول بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود.
ووجه الإشكال في هذه النسبة للجهمية أن المشهور من مذهبهم إنكار الأسماء والصفات وإنكار كل وصف لله فكيف يتأتى ذلك مع القول بأن الله في كل مكان!
وهذه من سمات أهل البدع التخبط والتناقض والجمع بين النقيضين كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام.
قال رحمه الله: وهذا المنصوص عن ابن عباس وأبى ذر وغيرهما هو المنصوص عن أحمد وغيره من أئمة السنة ولم يثبت عن أحد منهم إثبات الرؤية بالعين في الدنيا كما لم يثبت عن أحد منهم إنكار الرؤية في الآخرة.
ولكن كلا القولين تقول به طوائف من الجهمية فالنفي يقول به متكلمة الجهمية, والإثبات يقول به بعض متصوفة الجهمية كالاتحاية وطائفة من غيرهم وهؤلاء الاتحادية يجمعون بين النفي والإثبات كما يقول ابن سبعين عين ما ترى ذات لا ترى وذات لا ترى عين ما ترى ونحو ذلك لأن مذهبهم مستلزم الجمع بين النقيضين.
مجموع الفتاوى (2|231)
الله في كل مكان عند الجهمية
قال رحمه الله: متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا ومتعبدة الجهمية يعبدون كل شيء.
درء التعارض (3|259)
ومقصود كلامه أن من خالط منهم الفلسفة وعلم الكلام جعل الله وجودا ذهنيا خاليا عن كل وصف؛ وهذا في الحقيقة وصف للعدم؛ ومن خالط منهم التصوف والتزهد جعل وجود الله عين وجود المخلوقات.
وقال رحمه الله: ولما ظهرت الجهمية المنكرة لمباينة الله وعلوه على خلقه افترق الناس فى هذا الباب على أربعة أقوال:
فالسلف والأئمة يقولون إن الله فوق سمواته مستو على عرشه بائن من خلقه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وكما علم المباينة والعلو بالمعقول الصريح الموافق للمنقول الصحيح وكما فطر الله على ذلك خلقه من إقرارهم به وقصدهم إياه سبحانه وتعالى.
والقول الثاني: قول معطلة الجهمية ونفاتهم وهم الذين يقولون لا هو داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له فينفون الوصفين المتقابلين اللذين لا يخلو موجود عن أحدهما كما يقول ذلك أكثر المعتزلة ومن وافقهم من غيرهم.
والقول الثالث: قول حلولية الجهمية الذين يقولون إنه بذاته في كل مكان كما يقول ذلك النجارية أتباع حسين النجار وغيرهم من الجهمية وهؤلاء القائلون بالحلول والاتحاد من جنس هؤلاء فإن الحلول أغلب على عباد الجهمية وصوفيتهم وعامتهم , والنفى والتعطيل أغلب على نظارهم ومتكلميهم كما قيل متكلمة الجهمية لا يعبدون شيئا ومتصوفة الجهمية يعبدون كل شئ ,وذلك لأن العبادة تتضمن الطلب والقصد والإرادة والمحبة وهذا لا يتعلق بمعدوم؛ فإن القلب يطلب موجودا فإذا لم يطلب ما فوق العالم طلب ما هو فيه وأما الكلام والعلم والنظر فيتعلق بموجود ومعدوم؛فإذا كان أهل الكلام والنظر يصفون الرب بصفات السلب والنفى التى لا يوصف بها إلا المعدوم لم يكن مجرد العلم والكلام ينافى عدم المعبود المذكور بخلاف القصد والإرادة والعبادة فإنه ينافى المعبود.
ولهذا تجد الواحد من هؤلاء عند نظره وبحثه يميل إلى النفي وعند عبادته وتصوفه يميل إلى الحلول وإذا قيل له هذا ينافى ذلك قال هذا مقتضى عقلي ونظري وذاك مقتضى ذوقي ومعرفتي ,ومعلوم أن الذوق والوجد إن لم يكن موافقا للعقل والنظر وإلا لزم فسادهما أو فساد أحدهما.
مجموع الفتاوى (2|299)
قول الإمام أحمد في إثبات هذا قول للجهمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/217)
قال رحمه الله: وكذلك الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشرا كثيرا؛فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ وكان صاحب خصومات وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من المشركين يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له:ألست تزعم أن لك إلها؟ قال الجهم:نعم فقالوا له: فهل رأيت إلهك؟ قال:لا قالوا:فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قالوا:فشممت له رائحة؟ قال: لا قالوا:فوجدت له حسا؟ قال: لا قالوا:فوجدت له مجسا؟ قال: لا قالوا فما يدريك أنه إله؟ قال:فتحير الجهم فلم يدر من يعبد أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى , وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء وهو روح غائبة عن الأبصار.
فأستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمنى ألست تزعم أن فيك روحا؟ قال:نعم فقال: هل رأيت روحك؟ قال: لا قال: فسمعت كلامه؟ قال: لا قال:فوجدت له حسا أو مجسا؟ قال لا قال: فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات من المتشابه قوله {ليس كمثله شيء} {وهو الله في السموات والأرض} {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} فبني أصل كلامه على هذه الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الرد على الجهمية (20)
وقال: فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات وفي الأرض وفي كل مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكون في مكان دون مكان وتلوا آية من القرآن {وهو الله في السموات وفي الأرض} فقلنا: قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظم الرب شيء فقالوا: أي مكان فقلنا: أجسامكم وأجوافكم وأجواف الخنازير والحشوش والأماكن القذرة ليس فيها من عظم الرب شيء وقد أخبرنا أنه في السماء فقال {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا} وقال {إليه يصعد الكلم الطيب} وقال {إني متوفيك ورافعك إلي} وقال: {بل رفعه الله إليه}
وقال {وله من في السموات والأرض ومن عنده} وقال {يخافون ربهم من فوقهم} وقال {ذي المعارج} وقال {وهو القاهر فوق عباده} وقال {وهو العلي العظيم}.
الرد على الجهمية (38)
وقال: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء.
وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.
الرد على الجهمية (40)
قول عثمان بن سعيد الدارمي
قال: وزعمت أيها المعارض أن الله لم يصف نفسه أنه بموضع دون موضع ولكنه بكل مكان وتأولت في ذلك بما تأول به جهم قبلك فقلت {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} الآية ثم رويت عن أبي موسى عن النبي أنه قال لأصحابه وقد رفعوا الصوت بالتكبير:إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه أقرب إليكم من رؤوس رواحلكم.
نقض الدارمي (1|442) ومقالات جهم (1|456)
وقال: لأنكم تزعمون أنه في كل مكان من السموات والأرض والسموات فوق بعضه وأنه في كل بيت مغلق وفي كل صندوق مقفل فهو في دعواكم محاط به مماس ولا يكون شيء في كل مكان إلا وذلك الشيء مما بين الأمكنة قد أحاطت به الأرض في دعواكم والسماء وحيطان البيوت والأغلاق والأقفال ونحن نبرأ إلى الله أن نصفه بهذه الصفة بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق.
نقض الدارمي (1|446)
قول أبي الحسن الأشعري
قال: وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين. تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
الإبانة (108)
قول محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي
قال في بيان مذهب الجهمية: ومنهم صنف زعموا أنه ليس بين الله وبين خلقه حجاب ولا خلل وأنه لا يتخلص من خلقه ولا يتخلص الخلق منه إلا أن يفنيهم أجمع فلا يبقى من خلقه شيء وهو مع الآخر في آخر خلقه ممتزج به فإذا أمات خلقه تخلص منهم وتخلصوا منه وأنه لا يخلو منه شيء من خلقه ولا يخلو هو منهم.
ومنهم صنف أنكروا أن يكون الله سبحانه في السماء وأنكروا الكرسي وأنكروا العرش أن يكون الله فوقه وفوق السموات من قبل هذا وقالوا إن الله في كل مكان حتى في الأمكنة القذرة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
التنبيه والرد (97)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/218)
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[13 - 03 - 09, 04:30 م]ـ
الاخ عبدالباسط
الجهمية هم من نشر بدعة الحلول والاتحاد
لكن من باب غير باب الصفات
بل من باب قولهم في الجبر
وانه لا فاعل الا الله فنسبة الافعال الى الله اوصلتهم الى نسبة الذوات الى الله
فاذا لم يوجد فعل الا من الله فلا يوجد الا الله على الحقيقة
اتصور ان بداية البحث من هنا
اما القول بان نفى الصفات هو مبدأ القول في الحلول والاتحاد ففيه تكلف
والله اعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 09, 09:13 م]ـ
الأخ أبو سليمان جزاك الله خيرا
الجهم بن صفوان كما نقل عند الإمام أحمد كان يقول إن الله في كل مكان ليتوصل بذلك إلى نفي اختصاص الله بصفة العلو.
ومآل ومحصل القول بأن الله في كل مكان القول بالحلول كما قدمنا من كلام الأئمة.
هذا هو الوجه ومن شؤم المعصية المعصية بعدها ومن بركة الحسنة الحسنة بعدها.
والله أعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[14 - 03 - 09, 12:54 م]ـ
نفي الصفات بعيد عن القول بوحدة الوجود
اما القول بانه لا موجود الا الله او لا فاعل الا الله فالقائل به اقرب الى وحدة الوجود
فباب الجبر باب لايقل اهمية عند الجهمية تطور حتى احدث القول بوحدة الوجود
والمسالة تحتج بحث اعمق
والله اعلم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:21 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا عبدالباسط ـ دائما مبدع
سؤال: من أين للجهمية هذه العقيدة؟
وهل لكلام أرسطو في مسألة المحرك الأول للعالم دور في هذه العقيدة
وشكرا لكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 03 - 09, 03:29 ص]ـ
القول بوحدة الوجود وسيلة للتخلص من جعل علاقة تفاعل حادث بين الخالق والمخلوق. فمن هذا الوجه يكون تعلق القول بوحدة الوجود بالصفات.
والله أعلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
الإخوة المشايخ أبو البركات وهيثم حمدان جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
مسألة وحدة الوجود تعلقها بالجهمية من طرفين
الجبر وأنه لا فاعل إلا الله
والثاني نفي اختصاصه بالعلو لوجوده في كل مكان كما أشار إليه الإمام أحمد
وربما يكون لقول أرسطو بالعلة الفاعلة والمحرك الأول تأثير لأنه يرى أن جميع الحركات تنتهى إلى المحرك أول
والله أعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:52 ص]ـ
القول بوحدة الوجود وسيلة للتخلص من جعل علاقة تفاعل حادث بين الخالق والمخلوق. فمن هذا الوجه يكون تعلق القول بوحدة الوجود بالصفات.
والله أعلم.
وحدة الوجود ليست نتيجة لنفي الحدوث
وحدة الوجود عقيدة مستقلة
لكن السؤال ما هو الممهد لهذه العقيدة او ما يصلح دليلا عليها
هل هو النفي المطلق للصفات
او القول بنفي ما سوى الخالق ابتداء من نفي الفاعلية مطلقا عن ما سوى الخالق ووصولا
الى نفي وجود ما سوى الخالق
والله اعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:31 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:ولهذا كان قول الاتحادية من الجهمية هو الحقيقة قول هؤلاء ومضمونه تعطيل الصانع وهو قريب من قول من يقول من الجهمية إنه في كل مكان فإنهم يجعلونه وجود الموجودات.
بيان تلبيس الجهمية (1|151)
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[28 - 03 - 09, 09:03 م]ـ
السلام عليكم
اذا كنتنم تتكلمون عن عقيدة الاتحاد والحلول
فعندي طلب بسيط
هل لكم ايها الاخوة الكرام ان ترشدوني لكتب الصوفية والمعاصرة والمتقدمة ((المطبوعة))
لأني مكلف ببحث يتعلق بدراسة عقيدة الصوفية
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى
واعتذر عن المقاطعة ((ربما افسدت عليكم النقاش بهذا الطلب))؟؟(54/219)
دعوة الصوفية والمبتدعة ... ماهى نصائحكم؟
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 06:15 م]ـ
الأخوة الأفاضل
لكم هم الصوفية فى مجتمعاتنا
على اختلاف أشكالهم وألوانهم وطرقهم
وإنا نستعين الله ونحاول قدر استطاعتنا أن ندعوهم إلى الهدى وإلى طريق مستقيم
حتى لا أطيل لدى بعض المسائل أرجو أن توضح:
{1 كيف أدعو صوفيا _ ليس من الغلاة _؟
2 كيف أدعو رأسا فى الصوفية , وهل ثم إشكال فى أن أبدأه بسلام , أو أرد عليه السلام ,
حتى أؤلف قلبه حتى إذا أردت محاورته ومناقشته أجده متقبلا لى ولكلامى _من غير مداهنة
معه وتمييع للمنهج_؟
3 السلام عموما على الصوفية ورد السلام , ما ضوابطه؟
4 ضوابط المعاملة عموما معهم ما هى؟}
ثم هناك أشياء أخرى ستطرح فى ثنايا الموضوع
إن الأمر جد خطير فإن بلادنا تعج بأمثال هذا
وللأسف كثير من الأخوة لايجيدون التعامل مع هؤلاء ولا يفرقون بين من يهجر ومن لا يهجر
وبالطبع بسبب غلظة المعاملة فقل من لم يستجيب
ووالله إنى فى بلدة لم أعلم أحدا من الصوفية استجاب إلى الآن فى حين أن
هناك أمكنة أخرى تنهار فيها الصوفية
********* طلب من المشرف الكريم **********
إذا غلظ أحد إخواننا أو تطاول فلا داعى لغلق الموضوع
لأن ذلك يمنع الكثيرين من الاستفادة ولا إشكال أن يحذف كلام هذا الأخ ويبقى الموضوع
فكم من موضوع حرمناه بسبب بعض الأخوة
وأرجو من الأخوة المساعدة ومن عنده خير لا يحرم إخوانه منه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 02:16 ص]ـ
للرفع .................
بارك الله فيكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:17 ص]ـ
العنوان دعوة الصوفية.
المجيب سلمان العودة
رقم السؤال 3426
التاريخ الاربعاء 03 جمادى الآخرة 1422 الموافق 22 أغسطس 2001
السؤال
أرجو أن تذكر لي طريقة عملية في دعوة الصوفية، مع العلم أنهم ليسوا متعمقين في التصوف، بل مازالوا عند الموالد والأذكار والدعوات والصلوات فقط. كما أرجو أن ترشدني إلى كتب تهتم بدعوة هؤلاء الناس.
الجواب
التصوف باب واسع، الطرق الصوفية كثيرة ومتباعدة في مناهجها، الاسم واحد، والمحتوى مختلف متفاوت، فيها الطرق القائمة على التكسب المادي والغنائم الدنيوية، وفيها الطرق القائمة على عقيدة الاتحادية أو الحلول، وفيها الطرق القائمة على التهذيب والتربية وبناء الأخلاق والتعبد، وربما صحب ذلك شيء من المحدثات العملية التي لم تؤثر عن السلف. وكثير من المنتسبين إلى الطرق الصوفية لا يربطهم بها إلا مجرد الانتساب والمحبة والولاء العام، دون أن يعرفوا ما عليه شيوخ الطريقة. ونظراً لهذا نرى أن التأثير على هذه الجماهير ممكن جداً شريطة أن يكون بالأسلوب الحسن والموعظة الحسنة والهدوء وسعة البال، ومن طلبة علم وأهل دعوة يعرفون مداخل النفوس وأسباب قبولها وإقبالها، وأسباب ردها وإدبارها، فليس من الحكمة أن تبدأ بنقد شيوخهم، وتفنيد طرائقهم، وعيب مسالكهم، وربما لا يكون كثير من هذا معروفاً لديهم، وربما أخذتهم بذنب غيرهم، أو كنت سمعت عنهم شيئاً والواقع بخلافه. والأسلوب الأمثل في دعوة هؤلاء وغيرهم، هو: عرض الحق لهم دون الدخول معهم في مناظرة حول ما هم عليه، فتعرض عليهم العقيدة في الله - تعالى – وتعظيمه، وعبادته، وتوحيده، والإقرار بما أخبر به عن نفسه، أو أخبر عنه رسوله مما هو لب الديانة ومقتضى الفطرة، وصريح العقل، ويثنّي بالثناء على الأنبياء والمرسلين وتعظيمهم، ومحبتهم، والاقتداء بهم، واللهج بذكرهم دون غلو أو مبالغة، ولا نفرق بين أحد منهم. ونثلث بالثناء على أصحاب الأنبياء، وخصوصاً أصحاب نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، فهم غراس يده، وثمرة تربيته، وأعوانه وإخوانه وأصحابه وجلساؤه ووزراؤه وأهل بيته.وهكذا ما يتعلق بالملائكة والكتب والقدر وغيرها. ويراعى في هذا ناموس التدرج، فليس من الحكمة أن تشعره بأن كل ما عنده خطأ وباطل وضلال، كما أنه ليس من الحكمة أن تعلمه صغار الأمور وكبارها في وقت واحد، وأن تنتقده في كل كلمة وكل حركة. هناك مسائل جوهرية وكبيرة وضرورية يبدأ بها، وتولى حقها من العناية، وبصبر، وذكاء، وبعدٍ عن الإثارة، وأعنى: أن أتعمد البعد عن تحريك عوامل الرفض والمعاندة لديه، وأتجنب كل ما يحرك التعصب عنده، وأجعل الحق يسري إلى قلبه ونفسه بهدوء وانسياب ولطف، حتى لربما لا يشعر أول الأمر أن ثمة شيئاً جديداً يدخل عليه، وقد يكون في قرارة نفسه فطرة سليمة، أو فهم صائب، ولكنه مستور مغطى ببعض الظواهر وبعض الشوائب. وإذا ظهرت بوادر القبول فليكن بعد اللقاء لقاء آخر، ولتكن الطريق سالكة لصداقة تمتد جذورها، وتبسق فروعها، ويتولد عنها تبادل الأحاديث والصلات والهدايا، والكتب والأشرطة والوسائل التعليمية المختلفة. فإن كان الأمر لا يحتمل كل هذا، والفرصة تضيق عن مثله، فليكن سؤال بعد سؤال تثير في ذهنه الشك في الخطأ القائم لديه، وتبعثه على التفكير السليم، والنظر السديد، والتأمل فيما حوله، وليكن من هدية الكتاب المختار، أو الشريط المختار ما يكمل المشوار، وينبغي اختيار المادة التي تعطى له فلا تكون مادة صارخة، أو ملحة على قضايا، أو مسائل جزئية أو فرعية؛ لأن المهم هو القاعدة والتصور، وغيرها يبنى عليها. إنك تحتاج حين تدعو قوماً إلى خير فقدوه أن تكون متحلياً بالخير الذي وجدوه، فعليك بجميل الأخلاق وطيب الصفات، وطول النفس والأناة، وعدم الانفعال، والتحلي بالصبر والصدق والإخلاص والتجرد التام للحق ليكون التوفيق حليفك، ولا تنس الوصايا الإلهية في سورة العصر "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " - جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه -.وفي المكتبة الإسلامية أعداد كبيرة من الكتب النافعة في الردود على أباطيل المنحرفين عن سواء السبيل، لكن من النادر أن تجد كتاباً في دعوة هؤلاء وأولئك لا يتحدث عن نقد مذاهبهم، لكنه يعرض لهم الدعوة عرضاً أولياً متجرداً هادئاً، وهذا كما هو ظاهر لون آخر غير النقد والتفنيد، والحاجة إليه ماسة. والله المستعان.
http://islamtoday.net/salman/mobile/mobques-23-3426.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/220)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى الفاضل على طرح هذا الموضوع
متابع
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[13 - 01 - 10, 04:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ إحسان وفى انتظار المزيد إن شاء الله(54/221)
ماحكم هذه الكلمة
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 09, 12:35 ص]ـ
هناك بعض الخطباء عندما يتطرقون لمسألة الاسراء والمعراج فيقول (ليلة وصل النبى صلى الله عليه وسلم مع ربه) فماحكم هذه الكلمة(54/222)
التبرك بآثار النبي بين المشروع والممنوع [للشيخ عايض الدوسري]
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[14 - 03 - 09, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
* (كتبَ الأستاذ (زهير كتبي) مقالة بعنوان بـ (التبرك بآثار سيدنا محمد مشروع وسنة مأثورة) ونُشرت في صحيفة الوطن السعودية في العدد (3045)، وقد رستُ ردي هذا للصحيفة، لكنها للأسف لم تنشره!)
قبل أن أبدأ في التعليق التفصيلي على ما كتبه أخي الكريم (زهير)، أود أولاً أن أسجل شكري وتقديري لأخي الفاضل (زهير) على ما تضمنه مقاله من أمور صحيحة، وما فاض منه من محبة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أن محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فرضٌ لازمٌ لا يكون الإسلام إلا به، ومكانة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لا تعدلها مكانة، وحبه مغروسٌ في أفئدة أهلِ الإيمان، تتجمل به القلوب وتتزين به الصدور، صلى الله عليه وآله وسلم.
وأعظم ما تكون هذه المحبة حين يلتزم المحب في التعبير عنها بما جاءت به سنة المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ الاتباعُ له هو أعظم برهانٍ على محبته محبةً حقيقيةً شرعيةً. ولأجل هذه النقطة بالذات أحببتُ التعليق على بعض ما كتبه الأخ زهير وفقه الله حول التبرك بآثار النبي –صلوات الله وسلامه عليه-، فقد لحظت في كلام الأخ زهير أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن أخي (زهيراً) يستدل بما لا يكون مطابقًا مع دليله، فأدلة التبرك الصحيح يستدل بها على التبرك الممنوع، بل أحياناً يكون الدليل معاكسًا للاستدلال، كما في قصة عمر رضي الله عنه مع الحجر الأسود، وتأتي.
الأمر الثاني: أن الأخ الكريمَ يُطلق دعاوى عريضة ومُطلقة بدون دليلٍ، فضلاً أن يكون الدليل صحيحًا، كقوله إن هذه الآثار المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حقائق متواترة، نقلها جيل عن جيل، أو كقصة منديل المسيح عليه السلام، إلى أخر تلك الدعاوى، ولم يكلّف نفسه التحقق من صحة ذلك، مع أن القاعدة عند العلماء: (إذا كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل).
وبعد هذه المقدمة، أشرعُ -بإذن الله- في البيان التفصيلي:
أولا: لم يُنكر أحد من علماء المسلمين قاطبة أو يشك في أنَّ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل الأنبياء وسيد البشر وخاتم المرسلين، كما أنهم يؤمنون ببركته صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّ بركته نوعان:
النوع الأول: بركة معنويَّة، وهي نبوته ورسالته وشريعته، وما اشتملت عليه من الحق المحض، والرحمة العامة، والسعادة التامة، وأنها السبيل الوحيد إلى الفلاح والنجاح والفوز بمرضاة الله.
النوع الثاني: بركة حسيَّة، وهي بركة ذاتِه، وبركة آثاره الحسيَّة المنفصلة عنه. فمن ذلك: تكثير الطعام، ونبع الماء بين أصابعه، وإبراء المريض، وغير ذلك مما ثبت.
وأما بركة ذاته وآثاره فلم يقع خلافٌ في ثبوتها، وجواز التبرك بها، ولا شك أنه صلى الله عليه وآله وسلم مباركٌ في ذاته وأفعاله وأقواله وآثاره، وقد كان أصحابه -رضوان الله عليهم- يتبركون بآثاره أثناء حياته وبعد مماته، وقد وقع بعض ذلك تحت سمع وبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أقرهم على فعلهم، وكل حديث صحيح ساقه أخي (زهير) في مقاله؛ فهو من هذا القبيل، لا يتجاوزه، ولهذا فلا خلاف حول هذه المسألة بالتحديد.
فالصحابة رضوان الله عليهم، كما ثبت في الصحيح، قد تبركوا بمسح يده الشريفة الطاهرة أو غمسها في الماء رجاء بركتها، وتبركوا بشعره، وريقه، وعرقه، وما فَضُلَ من ماء وضوئه، أو بما لبسه من الثياب، أو ما فَضُلَ من طعامه وشرابه، وكان ذلك وقت حياته صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد مماته، فقد ثبت في الصحيح، أنَّ الصحابة رضي الله عنهم تبركوا ببقايا الآثار الحسيَّة المنفصلة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كخاتمه، وبرده، وسيفه، وعصاه، وشعره، وثيابه، وآنيته، ونعله، وما شابهها.
ولذا فإن التبرك بآثار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم مشروعٌ، فعله الصحابة، ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان، لأن بركة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، باقيةٌ في آثاره، وعلمنا مشروعية ذلك بما صح من الروايات التي نقلت لنا فعل الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما فعلوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/223)
وهذه الأمور ليست كنوزًا مجهولةً مدفونة في أمّهات الكتب، بل هي معروفة ومنشورة ومشتهرة عند طلاب العلم، يَدرُسونها ويُدرِّسونها، لكنهم يفهمون المقصود منها فهمًا صحيحًا.
ثانيا: إذا ثبت أن التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشروع؛ فلا بد من التنبه للنتيجة العملية الواقعية للمسألة، وهي: هل بقي للمسألة وجود في الواقع؟ بمعنى: هل يثبت الآن صحة أي أثر من الآثار التي يُقال إنها من الآثار النبوية؟ ذلك لأن المسألة شرعية، فلا بد من التثبت فيما يُقال إنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنحن أمة إسناد وتثبت، وكما جاء الوعيد في نسبة القول الذي لم يقله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليه؛ فكذا الأمر في نسبة فعلٍ أو أثرٍ له وهو ليس كذلك، وكما يُعرفُ ثبوت الحديث الشريف بأدلة وضوابط حدَّها علماء الحديث الأجلاء، فكذا لا بد من ثبوت ما يُزعم أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدلة وبراهين، و إلا جاز أن يَنسِبَ كلُّ أحدٍ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يشاء من الآثار والأغراض للاتجار، أو نحوه من الأسباب.
فالكذبُ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم جريمة شنيعة، وموبقة عظيمة، وكما كُذِبَ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله وفعله وفي الانتساب إلى نسبه الشريف: كذلك كُذِبَ عليه بادعاء آثارٍ له، وهي ليست كذلك في الحقيقة.
فالذي عليه العلماء المحققون سواءً المحدّثين المتثبتين أو حتى الآثاريين أنه لا يثبت شيء من ذلك اليوم! كما ستأتي النقول.
وقد كان الذين كانوا يملكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ضنينين بما عندهم، فلم يكونوا يُؤثرون به غيرهم، ومنهم من كان حريصًا على أن تُدفن معه تلك الآثار، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أنَّ الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بردته إنما سألها ليجعلها كفًا له إذا مات، فذهبت بدفنه.
وكما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى مُغَسِّلة ابنته زينب -رضي الله عنها- إزاره كي تضعه على جسد ابنته في قبرها.
وقد رُويَ أنَّ بعض الصحابة والتابعين الذين كانوا يمتلكون شيئًا من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم جعلوها معهم في قُبورهم تبركًا بها، كما رُوي عن معاوية –رضي الله عنه-، وكما رُوي عن الإمام أحمد رحمه الله.
وبعضُ آثاره، صلى الله عليه وآله وسلم، قد ثبت أنها فُقِدت، كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع من عثمان –رضي الله عنه- في بئرٍ في المدينة يُدعى (أريس).
أيضًا نقلت كتب التاريخ، الاختلاف الكبير في مصدر البردة والقضيب، أما مصيرهما، فمنهم من قال إنها فُقدتِ بدفنها مع معاوية –رضي الله عنه-، ومنهم من قال إنها من ضمن ما أحرقه التتار في بغداد سنة 656هـ، وأنها تلطخت بدم الخليفة العباسي المقتدر حينما داسه المغول بأحذيتهم حتى مات من الرفس، وأخذ هولاكو البردة والقضيب وأحرقهما وذر رمادهما، كما نقل ذلك السيوطي في كتابه كتاب تاريخ الخلفاء، والبغدادي في خزانة الأدب، والقرماني في تاريخ الدول. وكذلك نقلت كتب التاريخ ضياع (نعلين) يُقال أنهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في فتنة تيمورلنك سنة 803 هـ.
ولذلك علق العلامة والمؤرخ (أحمد تيمور باشا) في كتابه (الآثار النبوية) على ما يُوجد من آثار نبوية في (اسطنبول) بقوله: (لم نر أحدًا من الثقات ذكرها بإثبات أو نفي، فالله سبحانه أعلم بها، وبعضها لا يسعنا أن نكتم ما يخامر النفس فيها من الريب، ويتنازعها من الشكوك). وعلق أيضًا على موضوع الشعرات المنسُوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: أنه من الصعوبة معرفة الصحيح منها من الزائف!
ويقول خبير الآثار العالمي الشهير أ. د. عفيف البهنسي: إنه تمت دراسة الآثار التي يقال إنها نبوية في متاحف اسطنبول والنتيجة أنه لا يُمكن إثبات أي شيء منها تاريخيًا، حتى ما يُنسب للصحابة الكرام، وغاية الأمر أن النادر منها يُمكن أن يرقى زمنياً للقرن الأول، دون أن يوجد أي إثبات أثري وتاريخي أنها لفلان من الناس دون غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/224)
وقال المحدث الألباني، وهو المعروف بتبحره في علم الحديث: (ونحن نعلم أن آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ثياب، أو شعر، أو فضلات: قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين).
ومما أدلة ذلك ما يُزعم أنه أثر قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض البلدان الإسلامية، حيث قام العلامة المؤرخ (أحمد تيمور باشا) بالمقابلة بين تلك الآثار، ووجدها سبعة أحجار، لا يشبه أحدها الآخر، لا في الصورة أو المقدار أو الحجم!!
وهذا واقع يدركه الباحث المنصف، خلافًا لما ذكره أخي (زهير) حين قرر أنَّ الآثار النبوية الشريفة اليوم هي حقائق لا يمكن للأيام والسنين محوها، وأنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم .. إلخ. وهو كلام غير علمي.
وقد اختلف العلماء والمؤرخون في تعيين مكان ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تُوجد أدلة صحيحة يمكن التعويل عليها في إثبات ذلك. فقد قال المؤرخ (أبو سالم العياشي) في (الرحلة العياشية): (والعجب أنهم عيّنوا محلاً من الدار مقدار مضجع، وقالوا له: موضع ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، ويبعد عندي كل البعد تعيين ذلك من طريق صحيح أو ضعيف).
وقال المؤرخ (حمد الجاسر): (هذا الاختلاف في الموضع الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يحمل على القول بأن الجزم بأنه الموضع المعروف عند عامة الناس باسم المولد، لا يقوم على أساس تاريخي صحيح).
واختلاف العلماء في موضعٍ مثل هذا، يدل دلالة قطعيَّة على عدم اهتمام الصحابة والتابعين بتلك المواضع، وإلا لو كانت محل زيارة وعناية لما خفيَّ الموضع ألبتة.
ومما يدل دلالة برهانيَّة: ما ثبت في الصحيحين، عن طارق بن عبدالله، أنه قال: (انطلقتُ حاجًا، فمررتُ بقوم يصلون. قلتُ: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان. فأتيتُ سعيد بن المسيب فأخبرته. فقال سعيد: حدثني أبي، أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجر، قال: فلما خرجنا من العام المقبل أنسيناها فلم نقدر عليها. فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلموها، وعلمتموها أنتم! فأنتم أعلم؟!).
وكما ثبت في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر أنه قال: (رجعنا العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها! كانت رحمة من الله).
فهذا يدل دلالة واضحة جدًا أن هذا الموضع مع أهميته العالية، ومناسبته الشريفة جدًا، ومع كونه في طريق حجهم وعمرتهم، ومع كونهم شهدوا الموضع وهم أعدادٌ غفيرة، إلا أن جمهور الصحابة لم يعرف الموضع، واختلط عليهم، فإذا كان ذلك في مثل هذا الموضع الشهير ولهؤلاء: فكيف بغيره من المواضع ولغيرهم؟
قال الإمام النووي الشافعي: (قال العلماء: سبب خفائها؛ أن لا يُفتن الناس بها، لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة).
ومع ذلك، فإنه لما نسبَ بعضهم مكاناً للشجرة، وأخذوا يأتونها للتبرك، وبلغ ذلك الفاروق رضي الله عنه: أمر بقطع تلك الشجرة، قطعًا وحسمًا لأي موضعٍ أو مادة تُفضي إلى الشرك.
وكمثال واقعي على تخبط العوام اليوم وعدم الاعتداد بما يُشتهر عندهم: أنه تُتداول صورة مشتهرة يُزعم أنها صورة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من داخل الحجرة، ويعلّقها وينشرها كثيرون مصدقين ما قيل لهم، ويعتزون بها، وهي في الواقع صورة قبر جلال الدين الرومي الصوفي في قونية بتركيا! لكن العوام -بل حتى بعض الخواص- لا يتثبتون كما أمر الشرع! ورسخ عندهم أنها من الحقائق على تعبير الأخ المكرم زهير!
ثالثا: وهنا نأتي لما احتج به الأخ الفاضل (زهير)، فنقول: أما ما احتج به من فعل عبدالله بن عمر –رضي الله عنه- الذي كان يتتبع مواضع وأماكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا يصح الاحتجاج به، لأنه كان يفعل ذلك متابعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس تبركًا بتلك الأماكن التي لم يقصدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاتها أو لبركة فيها، بل من غير قصد. وقد اشتهر عبدالله بن عمر بحرصه على متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء، فلم يكن يفعلها طلبًا للبركة في تلك الأماكن، بل كان يفعل ذلك لشدة حرصه على متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/225)
والذي يدل عليه ما رواه المعرور بن سويد، بإسناد صحيح على شرط مسلم، حيث قال: (خرجنا مع عمر بن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا، حتى أحدثوها بِيَعاً، فمن عرضت له فيه صلاةٌ فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض).
وقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، وفي آخر صحيح: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ).
وأما استدلال الأخ (زهير) بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إني أعرف أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك). فإنه استدلالٌ على عكس مقصود عمر، إذ أن الحجر مما مسته يد الأنبياء، كما مسته يد نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك قبّله بفمه الشريف، فلو كان ذلك يقتضي البركة، لكان تقبيل الحجر لسببين: البركة فيه، ولأجل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والذي أثبته عمر إنما هو المتابعة، ونفى غيره، وهذا ما يُبطل استدلال الأخ (زهير) به، بل هو على عكس مراده، فعمر –رضي الله عنه- نفى أن يكون تقبيل الحجر من أجل البركة، وأثبت أن الأمر مجرد عبادة واتباع وانقياد لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ويجب أن يسأل الإنسان نفسه: لماذا خصَّ عمر –رضي الله عنه- هذا الاستثناء بالحجر الأسود دون سواء؟ أليس في هذا الدليل أن المسألة مسألة عبادة ومتابعة، لا مسألة تبرك؟ لذلك اتفق العلماء على أنه لا يشرع استلام وتقبيل مقام إبراهيم –عليه السلام-، مع أنه موضوع قدمي الخليل عليه السلام، فكيف يُشرع التبرك بما لم يثبت ببرهان أنه من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو بما لم يقصده النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذاته؟
قال الإمام النووي الشافعي: (لا يُقبّل مقام إبراهيم ولا يستلمه، فإنه بدعة).
وروى ابن جرير عن قتادة قال: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه. ولقد تكلفت هذه الأمة شيئاً ما تكلفته الأمم قبلها.
يقولون هذا في المقام، مع أنه مقامُ نبيٍ من أنبياء الله –تعالى-. وقد قال ابن القيم في زاد المعاد: (ليس على وجه الأرض موضعٌ يُشرع تقبيله واستلامه، وتُحط الخطايا والأوزار فيه؛ غير الحجر الأسود، والركن اليماني).
وقال الإمام النووي: (يكره مسحه –أي قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم- باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبتعد منه كما يبتعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وآله وسلم، هذا هو الصواب، وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه، وينبغي أن لا يُغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك .. ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة، فهو من جهالته وغفلته، لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع).
ولو جاز التقبيل والتمسح بكل ما مسَّه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لرأينا الصحابة -رضي الله عنهم- يتمسحون بجدران بيته والأماكن التي مسّها صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ما لم يُنقل ألبتة لعدم حصوله. ثم التقبيل والتمسح إنما يُفعل كعبادةٍ، والعبادة لا بد لها من دليل، مثلها مثل الطواف والسعي.
ولو جاز جعل القبر محلاً للتقبيل والتمسح والتبرك والطواف: لكان عيدًا يقصده الناس للاجتماع والتعظيم، وطلب الحاجة، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا قبري عيدًا، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم).
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة رضي الله عنها: (لولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خَشي أو خُشي أن يُتخذ مسجدًا).
ولذلك لم يثبت أن أحدًا من الصحابة أو من التابعين لهم بإحسانٍ قد تبركوا بقبر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أو أمروا بذلك، بل كانوا ينهون عن ذلك.
ومما استدل به الأخ (زهير) قصة (منديل المسيح) ووصفها بأنها رواية رائعة. أقول: ما هكذا يستدل أهل العلم، فإن هذه القصة باطلة، ولا أساس لها من الصحة، حيث أن المؤرخ (حسين الديار بكري) ساقها في كتابه (تاريخ الخميس) من غير سندٍ أو مصدرٍ، مع أن ما بينه وبين الحادثة نحو ثمانمائة سنة، هذا أولاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/226)
الأمر الثاني: أن القصة لو صحت لا دلالة فيها على اهتمام المسلمين بذلك المنديل، وبل فيها دلالة اهتمام الكفار بذلك، وهذا ليس حجة في دين المسلمين.
الثالث: أننا أمام أمرين اثنين: إما أن المنديل ثبتَ أنه للمسيح عليه السلام أو لم يثبت، فإن كان لم يثبت فلا دلالة في القصة إلا على تعظيم الكفار لمثل هذه الأمور، فهو دليل ضد الأخ زهير لا معه. وإن ثبت أنه منديل المسيح فدلَّ على تفريط المسلمين بآثار الأنبياء الثابتة، وتسليمها للكفار، وهذا يخالف كلام الأخ (زهير) من أنَّ المسلمين حفظوها في قلوبهم وأرواحهم، وعاشوها في حياتهم، ثم قاموا بنقلها تامة لتحفظ في عقول الأجيال!
أما قول الأخ (زهير): (والتبرك لا يعني الشرك، بل إنه لا يؤدي إلى الشرك كما يخاف ويظن البعض، فالعقيدة الإسلامية راسخة في القلوب والعقول).
إن كان يقصد التبرك المشروع الذي تقدم شرحه فصحيح، وإن كان يقصد التبرك الممنوع، فهذا مخالفٌ للواقع المشاهد والمسموع الذي يعرفه كل من له أدنى اطلاعٍ على أحوال الناس، فقد رأيتُ بنفسي في مصر -في مكانٍ يُزعم أنه قبر رأس الحسين رضي الله عنه- الناس يطوفون على القبر كالكعبة، ويستلمون إحدى زواياه بالتكبير، ثم يطوفون عليه، ويتمسحون به، ويدعون الحسين باسمه أن يشفي مرضاهم ويُغني فقراءهم، فلما أنكرتُ عليهم ذلك، قال لي أحد سدنة القبر، مستدلاً على صحة فعلهم، وفاسد قولي: إنه شاهد يد الحسين عيانًا بيانًا تُسلم عليه وتُقره على فعله ذلك!
ويمكنك أن تشاهد القنوات الفضائية، أو المقاطع المرئية على الإنترنت، لترى حجم البدع والشرك والانحراف الذي وقع فيه كثيرٌ من المسلمين، فقد رأيناهم وسمعناهم يزعمون أن الولي الصالح أو الإمام هو الذي يخلق ويحيي ويميت ويقبض الأرواح، ويجري السحاب ويهزم الأحزاب، وغير ذلك مما تشيب له رؤوس الأطفال!
قال الإمام الشوكاني: (وكم سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام، منها اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضر، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم).
وإن أردتَ شهادةَ من غير أهل السنة، فعليك بما كتبه آية الله العظمى (محمد الخالصي) في كتابه (علماء الشيعة) أو في رسالته إلى (رئيس الحكومة الإيرانية) حيث بيَّن أنه ما من مدينة أو قرية في إيران إلا ويوجد فيها قبر أو شجرة أو صخرة يقدسها الناس، ويلجؤون إليه في قضاء حوائجهم.
بل اقرأ كتب الصوفية وكراماتهم والتراجم المتأخرة وستتكرر أمامك كثيراً عبارة: وقبره تُقضى عنده الحاجات، وتفرّج فيه الكربات! وقبره ظاهر يُزار ويُتبرك به! وأشد من ذلك!
ولا أدري لو أن الأخ زهيراً رأى عمرَ بن الخطاب –رضي الله عنه-، وهو يقطع تلك الشجرة حتى لا يفتتن الناس بها، فهل سيعترض عليه، ويقول: إن العقيدة الإسلامية راسخةٌ في القلوب والعقول؟!
أما قياسُه ثبوت مواقع بعض الآثار المزعومة بموضع (إبليس) – كما تسميه- فقياس غير صحيح، لأننا عرفنا مواضع الجمرات وغيرها: من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يُؤدي المناسك و يحدد المشاعر، فهذا دينٌ أُخذ من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي أمرنا بذلك، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (خذوا عني مناسككم)، فعرفنا بها ثبوت مواضع المناسك بصورة قطعية. وليس هناك نقلٌ ثابتٌ من وقت خليل الرحمن –عليه السلام- إلى اليومَ يمكن التعويلُ عليه في إثبات تلك المواضع التي وقف فيها إبليس.
أما الاستدلال بأقوال علماء النفس والاجتماع، فليس بحجة في العقيدة والدين، فالدين يُؤخذُ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس علم النفس حجة في الدين والعقيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/227)
كما أنه لا يجوز الاحتجاج في العقيدة الإسلامية بما فعله الفراعنة واليهود والنصارى والوثنين، كيف ذلك ونبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري، قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه). وكذا قال صلى الله عليه وآله وسلم، كما رواه البخاري أيضًا: (لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع. فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: ومن الناس إلا أولئك). بل ذلك عين المخالفة للحديث الصحيح: (لا تُطْروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)!
ولذا، فنحن نفتخر ونعتز ونتبرك باتباع سنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، وما ثبت عنه، وما فعله الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يسعنا إلا أن نتبعهم شبرًا بشبر. ولذا فنحن نؤمن بالتبرك الذي دلَّ عليه النقل الصحيح، كالتبرك بتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله، والتبرك بذات النبي في حياته وبما ثبت من آثاره المنفصلة عنه، ونتبرك بدعاء الصالحين لا بذواتهم أو آثارهم، ونتبرك بشرب ماء زمزم، ونحوه مما أرشدنا النص الصحيح إليه، فهذه عبادة، والعبادة توقيفية لا اجتهاد فيها ولا قياس.
وكذلك نؤمن ببركة ما ثبت في الصحيح، كبركة مكة والمدينة، والأقصى، والشام، واليمن، وبركة عجوة المدينة، وبركة شجرة الزيتون، والنخلة، وبركة اللبن، وبركة السحور، وبركة المطر، وبركة الخيل، إلى آخر ما ثبت. وبركة بعض الأزمان؛ كأيام رمضان، والعشر من ذي الحجة، وأيام التشريق، وليلة القدر، ويوم الجمعة، وبركة الثلث الآخير من الليل، وغيرها.
نأخذ كل ذلك من قوله وفعله صلى الله عليه وآله وسلم، وفعل أصحابه رضي الله عنهم، لا من الفراعنة أو الوثنيين واليهود والنصارى!
رابعاً: بعد اتضاح الموضوع للمنصف المتّبع للدليل الصحيح فلا بد من بيان نقطة أخرى مهمة جدًا تتصل بالمقام، وهي: أنه لا يوجد شخصٌ يساوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو يُدانيه في الفضل، ولذا فإن بركة ذاته وأفعاله وآثاره خاصةٌ به صلى الله عليه وآله وسلم، ليست لأحدٍ غيره، ونحن إنما علمنا مشروعية التبرك بذاته وآثاره صلى الله عليه وآله وسلم من فعل الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بذلك واستحبابه ذلك، ومن الطريق نفسه علمنا عدم مشروعية التبرك بغيره؛ علمناه بما صحَ عن الصحابة رضوان الله عليهم. فهذا الأمر دين، والدين يُؤخذ بالنقل الصحيح، وليس بالأقيسةِ أو استحسان العقل، فالأصلُ في العبادات أنها لا يُشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدين قد تمّ وكَمُل بنص الآية الكريمة، ولم يبق فيه مجالٌ لمستدرك.
فلم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أو استحب لأصحابه التبرك بذات غيره أو آثاره، ولم يُنقل أن أحدًا من الصحابة –رضي الله عنهم- تبرك بذات غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو آثاره، لا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بعد مماته.
كذلك لم يتبرك أحد من الصحابة بأصحاب السبق والفضل فيهم، كالخلفاء الأربعة، أو العشرة المبشرين بالجنة.
قال الإمام الشاطبي في كتابه (الاعتصام) عن الصحابة: (لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركًا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها -يعني التبرك بالآثار- بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو إذن إجماعٌ منهم على ترك تلك الأشياء).
ثم بيَّن الإمام الشاطبي سبب إجماع الصحابة على ترك التبرك بغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنهم اعتقدوا فيه الاختصاص، وأنَّ من تبرك بغيره فهو مُبتدع.
وقد أكد الإمام ابن رجب على أنَّ التبرك بالآثار إنما كان يفعله الصحابة مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم، ولم يكن يفعله التابعون مع الصحابة.
قال ابن رجب: (دل على أن هذا لا يُفعل إلا مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي الختام نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد لجميع المسلمين، وأن يجعلنا ممن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم الاتباع الكامل فأحبه الله وغفر له، كما قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)، آمين.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:53 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - 01 - 10, 02:03 ص]ـ
هذا موضوع يجمع آثار النبى صلى الله عليه وسلم وآله رضوان الله عليهم المزعومة
حتى عباءة وقميص وطرحة السيدة فاطمة رضى الله عنها!!!!
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%AB%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A
فالذي عليه العلماء المحققون سواءً المحدّثين المتثبتين أو حتى الآثاريين أنه لا يثبت شيء من ذلك اليوم!
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 01 - 10, 07:31 ص]ـ
بارك الله فيك وفي علمك أخي ابن المبارك.
وزادنا الله وإياكم حرصاً على تتبع سُنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.(54/228)
سؤال في رؤية الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - 03 - 09, 10:32 م]ـ
سؤال في رؤية الله
سأل بعض الإخوة سؤالا عن معنى قول شيخ الإسلام أنه تصح رؤية سطح العالم مع أنه ليس في جهة؟
ثم سأل لو سلّم لنا المخالف أن سطح العالم ليس في شيء آخر مخلوق لكنه ادعى أن من يراه فلن يراه إلا وهو مقابل له؟ وهذا يناقض اتفاقنا على أن سطح العالم ليس في جهة ..
وكان الجواب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: مثال ذلك في مسألة الرؤية أن يقال له أتريد بالجهة أمرا وجوديا أو أمرا عدميا فإذا أردت به أمرا وجوديا كان التقدير كل ما ليس في شيء موجود لا يرى وهذه المقدمة ممنوعة ولا دليل على أثباتها بل هي باطلة فإن سطح العالم يمكن أن يرى وليس العالم في عالم آخر.
وإن أردت الجهة أمرا عدميا كانت المقدمة الثانية ممنوعة فلا نسلم أنه ليس بجهة بهذا التفسير
منهاج السنة (2|204)
القاعدة التي يستند إليها أهل السنة في الألفاظ التي لم يرد بها الكتاب والسنة أن يستفصل عن المراد منها فيقبل ما كان معناه حقا ويرد ما كان معناه باطلا
فلفظ الجهة لفظ لم يرد به الكتاب والسنة؛ وهو من الألفاظ التي يستخدمها أهل البدع لتمرير معتقدهم الباطل في نفي علو الله على خلقه هذا أولا وثانيا لإنكار رؤية الله تعالى.
فجعلوا الجهة ما كان له حيز وتقدير ومكان
فالجهة لا بد أن تكون إما أمرا وجوديا أو عدميا
فالوجودي يعني الثابت له حقيقة ووجود فقالوا: المرئي لكي يرى لا بد أن يكون في جهة – يعني في شيء آخر – وما لم يكن في شيء لا يمكن أن يرى والله ليس في شيء فلا يرى وليس فوق السماء لأن الفوقية جهة وهو ما كان في شيء والله ليس في شيء.
فهنا يحاججهم أهل السنة بأن هذه المقدمة غير صحيحة أن كل ما ليس في شيء فلا يمكن أن يرى.
والاعتبار في ذلك بسطح العالم -والسطح هو أعلى الشيء فسطح البيت أعلاه وسطح العالم أعلاه –
فأعلى هذا العالم مثلا كالعرش يمكن أن يرى أن تراه الملائكة مثلا – حملة العرش- وليس هذا العالم وسطحه مثلا موجود في شيء آخر فبطلت المقدمة التي يستندون إليها أن ما يرى لا بد أن يكون في شيء.
الملخص
الموجودات والمخلوقات التي ترى هي في شيء آخر فالبيت في المدينة والمدينة في الأرض والأرض في السماء الدنيا وهذه السماء الدنيا في الثانية وهكذا ولكن سينتهي هذا إِلَى نهاية الكون أو سطح العالم وهو العرش والعرش ليس في شيء آخر الذي هو أعلى هذا الكون وهذا السطح يمكن أن يرى أن تراه الملائكة وهو ليس في شيء يحويه.
وهذا واضح وبين إن شاء الله.
وأما قولهم أن سطح العالم لو سلمنا أنه يرى وهو ليس في جهة فهل تكون هذه الرؤية بدون تقابل؟
والجواب أنه لا يشترط التقابل
قال شيخ الإسلام: وكذلك قولهم أن يكون مقابلا للرائي فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فاني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي لكن هذا يدل على انه لا يشترط في الرؤية أن يكون المرئي أمامه لكن لا يدل على انه لا يشترط أن يكون بجهة منه فإنما خلفه بجهة منه.
بيان تلبيس الجهمية
ومن الاعتبار كذلك رؤية الإنسان للشيء في المرآة وهي ليس في جهة مقابلة
والذي ألجأهم لذلك ظنهم أن التقابل يلزم منه الجهة – أي المكان والحيز – ولذلك قالوا مثلا في رؤية الله يرى بدون مقابلة؛ وهذا مما يعلم فساده بالضرورة كما ذكر شيخ الإسلام.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:24 ص]ـ
وقد يجاب عن النقطة الثانية كذلك - مسألة التقابل – بما يلي:
أنه لا يلزم من التقابل إثبات الجهة -بأن يكون شيء في شيء – كما مثلنا بسطح العالم
و الجهة قسمان داتي وهو العلو والسفل وهذا يكون لما سوى الحيوان كالأفلاك مثلا وقسم إضافي وهو ما ينسب إلى الحيوان وهو ما تحويه الجهات الست.
فالرؤية الممكنة لسطح العالم دليل أن التقابل لا يلزم منه الجهة – أي وجود شيء في شيء.
فالملخص: أنه لا يتصور رؤية شيء بدون جهة وهذا مما اتفق عليه العقلاء
ومن أثبت الرؤية ونفى الجهة فقد أضحك الناس على عقله.
ولا يلزم من إثبات الجهة الظرفية وهو وجود شيء في شيء.
والله أعلم(54/229)
ماهي عقيدة ابي حيان الغرناطي اريد كتبا تتحدث عن هدا
ـ[الحراني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 01:34 م]ـ
اني بامس الحاجة الى رسائل جامعية ومؤلفات في هدا الموضوع
{وجزاكم الله خيرا}
ابن تيمية الحراني المغربي
ـ[الحراني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 01:37 م]ـ
ادا امكن روابط التحميل
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:24 م]ـ
أبو حيان على منهج الأشعرية في الاعتقاد وليس له منهج خاص به، لكن لا أدري هل له تحريرات في مسائل الاعتقاد والكلام، لكن المشهور عنه أنه نحوي وليس متكلماً.
ـ[الحراني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:42 م]ـ
اريد روابط التحميل التي تناولة هدا الموضوع
اي الكتب التي تحدث عن عقيدة ابي حيان الغرناطي
وجزاك الله خيرا(54/230)
نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 05:57 م]ـ
نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
إثبات الكمال لله تعالى ونفي النقائص عنه سبحانه من العلوم الضرورية ويدل عليه العقل والشرع والفطرة؛ومن المسائل التي ذهب إليها بعض الأشاعرة قول بعضهم من أن نفي الآفات والنقائص عن الله لم يعلم إلا بالإجماع لم يعلم بالعقل ولا بالشرع كما نص عليه الجويني وتبعه الرازي والآمدي ثم زاد الأمر بلة أنهم زعموا أن دلالة الإجماع ظنية فكان حقيقة قولهم أن لا دليل على نفي النقائص والآفات عن الله فكان الأمر بعد ذلك أن جوزوا عليه فعل كل قبيح؛ وهذه المسألة من أشنع المسائل في مذهب الأشاعرة.
نص كلام الجويني
قال أبو المعالي الجويني في الإرشاد (74):فإن قيل من أركان دليلكم استحالة اتصاف الباري تعالى بالآفات المضادة للسمع والبصر فما الدليل على ذلك؟ قلنا: هذا مما كثر فيه كلام المتكلمين ولا نرتضي مما ذكروه في هذا المدخل إلا الالتجاء إلى السمع إذ قد أجمعت الأمة وكل من آمن بالله تعالى على تقدس الباري تعالى عن الآفات والنقائص فإن قيل: الإجماع لا يدل عقلا وإنما دل السمع على كونه دليلا والسمع وإن تشعبت طرقه فمآله كلام الله تعالى وهو الصدق وقوله الحق والأفعال لا تدل على ثبوت الكلام بل سبيل إثباته كسبيل إثبات السمع والبصر كما سنذكره فلو وقعت الطلبة في الكلام نفسه وأسندنا إثباته إلى نفي الآفة ثم رجعنا في نفي الآفة إلى الإجماع الذي لا يثبت إلا بالكلام لكنا محاولين إثبات الكلام بما لا يثبت إلا بعد العلم بالكلام عليه وذلك نهاية العجز.
قال ابن القيم: وهكذا باب التوحيد وإثبات الصفات فإن في الفطرة الإقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل وكذلك تنزيهه عن النقائص والعيوب هو أمر مستقر في فطر الخلائق خلافا لمن قال من المتكلمين أنه لم يقم دليل عقلي على تنزيهه عن النقائص وإنما علم بالإجماع ...
قبحا لهاتيك العقول فإنها ... عقال على أصحابها ووبال ...
فليس في العقول أبين ولا أجلى من معرفتها بكمال خالق هذا العالم وتنزيهه عن العيوب والنقائص وجاءت الرسل بالتذكرة بهذه المعرفة وتفصيلها وكذلك في الفطر الإقرار بسعادة النفوس البشرية وشقاوتها وجزائها بكسبها في غير هذه الدار
شفاء العليل (302)
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن ثبوت الكمال له ونفى النقائص عنه مما يعلم بالعقل.
وزعمت طائفة من أهل الكلام كأبي المعالي والرازي والآمدى وغيرهم أن ذلك لا يعلم إلا بالسمع الذي هو الإجماع وأن نفى الآفات والنقائص عنه لم يعلم إلا بالإجماع وجعلوا الطريق التي بها نفوا عنه ما نفوه إنما هو نفى مسمى الجسم ونحو ذلك وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية.
مجموعة الرسائل والمسائل (2|197)
وقال شيخ الإسلام عن الرازي: وقد ذكر في أعظم كتبه نهاية العقول أنه ليس في هذه المسألة دليل عقلي على النفي فلا يمكنه أن يقيم عليهم فيها دليلا عقليا وغاية ما اعتصم فيها بما ادعاه من الإجماع على أن سبحانه وتعالى غير موصوف بالنقائص وإن الحادث إن كان صفة كمال فقد كان قبل ذلك ناقصا وإن لم يكن صفة كمال فالإجماع منعقد على أنه تعالى لا يوصف بغير صفة الكمال وقد تكلمنا على ما ذكر في غير هذا الموضع وإذا لم يكن في ذلك دليل عقلي لم يصح أن يكون ذلك معارضا لما يقول المنازع إنه معلوم بالفطرة الضرورية.
بيان تلبيس الجهمية (1|303)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/231)
وقال أيضا: الوجه الثاني: أن يقال: أنتم تقولون: لم يقم دليل عقلي على نفي النقص عن الله تعالى كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن أبي المعالي وأمثاله وإنما ينفون النقص بالأدلة السمعية وعمدتهم فيه على الإجماع وهو ظني عنده والنصوص الدالة عليه دون النصوص الدالة على العلو في الكثرة والقوة.
وإذا كان كذلك وكان علو الله تعالى على خلقه ثابتا بالسمع كان السمع مثبتا لما نفيتموه لا نافيا له ولم يكن في السمع ما ينفي هذا المعنى وإن سميتموه ناقصا فإنه إذا كان عمدتهم الإجماع فلا إجماع في موارد النزاع ولا يجوز الاحتجاج بإجماع في معارضة النصوص الخبرية بلا ريب فإن هذا يستلزم انعقاد الإجماع على مخالفة النصوص وذلك ممتنع في الخبريات وإنما يدعيه من يدعيه في الشرعيات
درء التعارض (3|275)
وقال ابن القيم: كما صرح به الرازي وتلقاه عن الجويني وأمثاله قالوا , وإنما نفينا النقائص عنه بالإجماع , وقد قدح الرازي وغيره من النفاة في دلالة الإجماع , وبينوا أنها ظنية لا قطعية؛ فالقوم ليسوا قاطعين بتنزيه الله عن النقائص بل غاية ما عندهم في ذلك الظن فيا للعقلاء ويا لأولي الألباب كيف تقوم الأدلة القطعية على نفي صفات كماله ونعوت جلاله وعلوه على خلقه , واستوائه على عرشه , وتكلمه بالقرآن حقيقة وتكليمه لموسى حقيقة بكلامه القائم به , ورؤية المؤمنين له بأبصارهم عياناً من فوقهم في الجنة حتى تدعي أن الأدلة السمعية الدالة على ذلك قد عارضها صريح العقل , وأما تنزيهه عن العيوب والنقائص فلم يقم عليه دليل عقلي , ولكن علمناه بالإجماع , وقد قلتم دلالته ظنية؛ فوالله لو قال المشبه المجسم بزعمكم ما قال ما رضي لنفسه بهذا , ولكان رب العالمين وقيوم السماوات والأرض أكبر في صدره وأجل في قلبه من أن لا يكون في عقله دليل ينزهه عن النقائص , ولعل جاهلاً أن يقول إنا قلنا عليهم ما لم يقولوا أو استجزنا ما يستجيزونه هم من حكاية مذاهب الناس عنهم فما يعتقدونه هم لازم لأقوالهم فيكذبون عليهم كذباً صريحاً يقولون مذهب الحنابلة إن الله يجوز أن يتكلم بشيء ولا يعني به شيئا, ومذهبهم أن الله لا يجوز أن يرى , وأمثال ذلك مما هو كذب صريح وفرية مستندهم فيها ما فهموه من لازم قولهم؛ فنحن لا نستجيز ذلك على أحد من الناس , ولكن هذه كتب القوم فراجعها , ولا تقلد الحاكي عنهم , ويكفيك من فساد عقل يعارض الوحي أنه لم يقم عنده دليل عقلي ينزه ربه وخالقه عن العيوب والنقائص؛ فلقد كشف لك صاحب هذا العقل عن حقيقة معقوله , وأقر على نفسه وعقله أنه أقل وأحقر شأنا أن يعارض الوحي ونصوص الأنبياء ثم يتقدم عليها وبالله التوفيق.
"الصواعق المرسلة " (4|1229)
ترتب على ذلك مسألة في النبوات
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن هؤلاء لما احتاجوا إلى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفي الآيات التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بما يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به لأن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما لا يطاق مطلقا يلزمه جواز أن يأمره الله بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول فاعلا للكبائر إلا أنه لا بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك فانه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر ... فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه وإنما اعتمد على الإجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه لا يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر ما ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات لا يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ولا ثلاثة من التابعين ولا أربعة من الفقهاء المشهورين.
النبوات (1|478)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:21 م]ـ
أحسن الله إليك.
بدا لي على كلامك ملاحظتان وفائدة:
الأولى: في الخلط الذي وقع في بيان مذهب الباقلاني.
فها هنا أمران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/232)
الأول: تنزيه الله تعالى في أفعاله عن النقائص، وهذا لا يقول به الأشاعرة لأن النقص هو القبح العقلي بعينه كما صرح به العضد في المواقف وغيره، والله لا يقبح منه شيء.
الثاني: تنزيه الله تعالى في صفاته الذاتية عن النقائص، وهذا مما أجمع عليه الأشاعرة، وإن اختلفوا: هل المدرك السمع أم العقل أم الإجماع؟.
والقاضي أبو بكر الباقلاني يقول بأن الثاني مدركه العقل لذلك قال شيخ الإسلام - كما نقلتم عنه - عن الجويني والرازي: " وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية ".
لكن المسألة التي ذكرتها في النبوات ليست مبنية على هذا الخلاف بين الأشاعرة في المدرك لنفي النقص في الصفات الذاتية، وإنما هي مبنية على نفيهم التحسين والتقبيح العقليين لذا كان الباقلاني غير معتمد على دليل عقلي في هذه المسألة: " فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه ".
الثانية: أنك اجتزأت كلام الجويني اجتزاءً مُخِلاً، فما هو جوابه عن الإيراد الذي أورده على نفسه بقوله: " فإن قيل: الإجماع لا يدل عقلا وإنما دل السمع على كونه دليلا والسمع وإن تشعبت طرقه فمآله كلام الله تعالى وهو الصدق وقوله الحق والأفعال لا تدل على ثبوت الكلام بل سبيل إثباته كسبيل إثبات السمع والبصر كما سنذكره فلو وقعت الطلبة في الكلام نفسه وأسندنا إثباته إلى نفي الآفة ثم رجعنا في نفي الآفة إلى الإجماع الذي لا يثبت إلا بالكلام لكنا محاولين إثبات الكلام بما لا يثبت إلا بعد العلم بالكلام عليه وذلك نهاية العجز " ... ؟.
أما الفائدة: فهي بيان أن الغزالي ممن قال بنفي النقائص عن الله تعالى بالعقل خلافاً لشيخه الجويني ويراجع كلامه في الاقتصاد عند الكلام على صفتي السمع والبصر.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
أولا: أنا لم أشر إلى مذهب الباقلاني إلا في مسألة النبوات وهو أنه لا يقبح على الله فعل شيء فيجوز عقلا أن يرسل الله فاعلا للكبائر ولكن تنزيهه عن ذلك إنما جاء بالشرع ولم يأت لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.
وهذه المسألة مرتبطة بما ذكرنا – حسب علمي - لأن الذي لا يقول بحسن وقبح العقل يجره ذلك إلا عدم قبح شيء لا من الخالق ولا من المخلوق؛ وهذا الذي قالوا به ولم يمنعهم إلا الإجماع المزعوم.
ومن الدليل على الترابط أن شيخ الإسلام أشار إلى كلام الجويني عند حديثه عن المعجزة
قال رحمه الله: ومن ظن أن الكمال لا يعلم إلا بالسمع كصاحب الإرشاد أثبت صدق الرسول بدلالة المعجزة الجارية مجرى تصديق الرسول وقال إن العلم بكونه رسولا وتصديق المرسل له لا يقف على العلم بكونه متكلما ثم يعلم تنزيهه عن النقائص بالسمع.
فقال له آخرون فإذا كان مرجعكم في نفي النقائص إلى السمع فأثبتوا هذه الصفات بالسمع من أول الأمر ولا حاجة بكم إلى جعل ذلك موقوفا على مقدمة نفي النقائص التي لا تثبت إلا بالسمع.
الصفدية (2|40)
ثانيا: وأما ادعاء إجماع الأشاعرة في تنزيه الله عن النقائص فيما يتعلق بالصفات الذاتية لا إشكال في ذلك على حسب صحة الإجماع المزعوم ولكن ما مستندهم لهذا التنزيه؛ هذه هي نكتة المسألة فيلزم على مذهب من ذكرنا فعل القبائح والنقائص والآفات ولم يمنع من ذلك إلا الإجماع وحتى هذا الإجماع المزعوم لا يقطع به عندهم لأنه ظني ليس بقطعي كما قدمنا من كلام شيخ الإسلام وابن القيم فأي دليل وأي برهان دل على تنزيه الباري وهذا مستندهم ولذلك اشتد نكير شيخ الإسلام وابن القيم عليهم كما قدمنا.
فنحن نبحث مسألة مستند هذا التنزيه المزعوم.
وثالثا: هذا ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبالذات في مسألة الصفات الذاتية.
قال شيخ الإسلام: ونحن نبهنا على هذه الفوائد الجليلة منها أن طائفة من أهل الكلام كصاحب الإرشاد ومن اتبعه يزعمون أن تنزيهه عن النقائص لم يعلموه بالعقل بل بالسمع وهو الإجماع على ذلك وجعلوا عمدتهم فيما ينفونه عنه هو نفي الجسم كما فعلت ذلك المعتزلة واعتمدوا في نفي الجسم على إثبات حدوث الأجسام واعتمدوا في ذلك على امتناع حوادث لا أول لها.انتهى
ومعلوم أن الجسمية تعلقها الذات والفعل.
وقال رحمه الله: ثم إنه إذا علم استحقاق الرب تعالى لصفات الكمال لزم أن يكون متكلما سميعا بصيرا لأن هذه الصفات من صفات الكمال وإن لم يتصف بها لزم اتصافه بنقائصها؛ ومن ظن أن الكمال لا يعلم إلا بالسمع كصاحب الإرشاد أثبت صدق الرسول بدلالة المعجزة الجارية مجرى تصديق الرسول ... ثم قال: وأما أئمة الصفاتية فيقولون إن إثبات الكمال ونفي النقص يعلم بالعقل ولهذا أثبت هذه الصفات بالعقل أئمة السلف وأئمة متكلمة الصفاتية كالأشعري وأمثاله فإنهم كلهم يثبتون استحقاق الرب لهذه الصفات بالعقل.
الصفدية (2|40)
ورابعا: وأما اجتزائي من كلام الجويني فالمراد توثيق النقل وليس بحث كلامه – هدانا الله وإياك إلى الحق -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/233)
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:18 م]ـ
بل أنت أشرت إلى الباقلاني مرتين فانتبه جيداً لقول شيخ السلام الذي نقلته " وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية ".
فالقاضي هنا هو أبو بكر الباقلاني كما لا يخفى عليك، فكيف يكون قائلا بتنزيه الله عن النقائص بالأدلة العقلية ثم يقول بتجويز إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك؟!.
هذا الإشكال لا يحل إلا بما ذكرته لك من أنهم ينفون النقائص عن الصفات النفسية الذاتية لا عن الأفعال، ولا يخفى عليك أن موضوع مسألة التحسين والتقبيح الأفعال لا غير.
وانتبه أنك أردت بيان خطأ الرازي والجويني والآمدي ثم أتيت بكلام الباقلاني المخالف لهم الموافق لك - في هذه الجزئية - كتفريع على مذهب الرازي والآمدي والجويني، فهذا هو خطأك وهو خطأ ظاهر جداً.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ربما يكون هذا التفريق في كلام الباقلاني كما ذكرت بين الذاتية والفعلية والأشعري من قبله
ولكن أن إجماع الأشاعرة على هذا التفريق بمن فيهم الجويني ومن تبعه فهذا يرده أن الجويني ذكر ذلك - أي مستند الإجماع - في مبحث السمع والبصر وهما صفتان ذاتيتان.
وكلام شيخ الإسلام يدل على عدم التفريق بين ذاتية وفعلية كما قدمنا قوله: ثم إنه إذا علم استحقاق الرب تعالى لصفات الكمال لزم أن يكون متكلما سميعا بصيرا لأن هذه الصفات من صفات الكمال وإن لم يتصف بها لزم اتصافه بنقائصها؛ ومن ظن أن الكمال لا يعلم إلا بالسمع كصاحب الإرشاد أثبت صدق الرسول بدلالة المعجزة الجارية مجرى تصديق الرسول ... ثم قال: وأما أئمة الصفاتية فيقولون إن إثبات الكمال ونفي النقص يعلم بالعقل ولهذا أثبت هذه الصفات بالعقل أئمة السلف وأئمة متكلمة الصفاتية كالأشعري وأمثاله فإنهم كلهم يثبتون استحقاق الرب لهذه الصفات بالعقل.
الصفدية (2|40)
والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:34 ص]ـ
وإياك جزى وفيك بارك.
ولا أدري لماذا لا زلت شاكاً فلماذا " ربما " هذه؟!
أنا لم أقل أن الأشعرية أجمعوا على هذا التفريق، وإنما قلت: أجمعوا على نفي النقائص عن الله تعالى في صفات الذاتية، بل هذه القاعدة " جَمِيعِ أَرْبَابِ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ مُتَّفِقُونَ عَلَيْهَا وَمُسْتَنِدُونَ فِي آرَائِهِمْ إلَيْهَا؛ حَاشَا مُكَابِرًا مِنْهُمْ مُعَانِدًا وَكَافِرًا بِرُبُوبِيَّةِ اللَّهِ جَاحِدًا " كما في السؤال اللطيف الذي أجاب عنه شيخ الإسلام برسالة " الأكملية ".
أما قولك: "وكلام شيخ الإسلام يدل على عدم التفريق بين ذاتية وفعلية " فقد رددت عليه بنفسك بقولك إن هذا ذكره في مبحث صفي السمع والبصر الذاتيتين، وعليه فإن اسم الإشارة " هذه " في قول شيخ الإسلام: " ولهذا أثبت هذه الصفات بالعقل أئمة السلف وأئمة متكلمة الصفاتية كالأشعري وأمثاله فإنهم كلهم يثبتون استحقاق الرب لهذه الصفات بالعقل " عائد إلى صفات السمع والبصر والكلام، وليس في كلامه إشارة للأفعال لا من قريب ولا من بعيد، ولو كان الأمر كما فهمته لكان الأشعري والباقلاني قائلين بالتحسين والتقبيح العقليين.
فالحاصل أن الأشعرية أجمعوا على أمرين:
- نفي النقائص عن صفات الله تعالى الذاتية.
- نفي التحسين والتقبيح العقليين.
وإن اختلفوا في المدرك للنفي الأول: هل هو السمع أم العقل؟.
فمن قال: السمع صار العقل عنده ليس مدركا للنقص والكمال لا في الصفات الذاتية ولا في الأفعال.
ومن قال العقل: وافق الجمهور، فصار العقل عنده ليس مدركا للنقص والكمال في الأفعال - بناء على نفي التحسين والتقبيح العقليين - ومدركاً لها في الصفات الذاتية.
والقول الأول: هو قول الجويني والرازي والآمدي.
والقول الثاني: هو قول الأشعري والباقلاني والغزالي.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
الشيخ عبدالباسط
الشيخ ابو الحسنات
انا مستمتع بحواركما
بحث دقيق جميل
اما انا فاظن ان الاشاعرة ملزمون بنفي النقص من جهة السمع لا من جهة العقل
اذ المتبادر للذهن في مذهبهم انه لا يدرك النقص عقلا
اذ يرجع على مذهبهم بالابطال في مسائل التحسين والتقبيح
خصوصا اذا اوجبوا صفات الكمال لله عفلا وحرموا صفات النقص على الله عقلا
بارك الله فيكما
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 03 - 09, 03:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وزادكم علماً.
أين الدليل العقلي على نفي النقائص فيما تفضلتم بنقله؟
وأليس مقصود الأشاعرة بنفي النقائص نفي مشابهة المخلوقين فحسب؟ فما وجه التطرق لمسألة التحسين والتقبيح إذاً؟
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/234)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
شكي لأن المسألة تحتاج إلى بحث ونظر وإن سلمت لك مبدئيا
وكلامك
"لكن المسألة التي ذكرتها في النبوات ليست مبنية على هذا الخلاف بين الأشاعرة في المدرك لنفي النقص في الصفات الذاتية، وإنما هي مبنية على نفيهم التحسين والتقبيح العقليين لذا كان الباقلاني غير معتمد على دليل عقلي في هذه المسألة: " فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه ".
يفهم منه التفريق بين الذاتية والفعلية
فالباقلاني سلمنا أنه يرى تنزيه الله عن النقائص بالعقل في الصفات الذاتية
وأما الفعلية فهو على قول جمهور الأشاعرة الذين لا يرون تنزيه الله عن النقائص عقلا كما قدمت
والتحسين والتقبيح العقلي تعلقهما الفعل كما تعلم.
ولذلك خالف في مسألةالنبوات لأن تعلقها فعل الله
والله أعلم
والإخوة المشايخ الكرام أبو سليمان وهيثم حمدان شكرا على المرور
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:06 ص]ـ
اما انا فانقل لكم اعتراف الايجي في كتابه المواقف (1/ 131)
تفريع على الكلام يمتنع عليه الكذب اتفاقا أما عند المعتزلة فلوجهين
الأول إنه قبيح وهو لا يفعل القبيح
وهو بناء على أصلهم في إثبات حكم العقل
الثاني إنه مناف لمصلحة العالم
والأصلح واجب عليه
والجواب منع وجوب الأصلح
وأما عندنا فلثلاثة أوجه
الأول إنه نقص
والنقص على الله تعالى محال
وأيضا فيلزم أن نكون أكمل منه في بعض الأوقات
واعلم أنه لم يظهر لي فرق بين النقص في الفعل وبين القبح العقلي
فإن النقص في الأفعال هو القبح العقلي بعينه
وإنما تختلف العبارة ا. ه
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 03 - 09, 08:01 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وزادكم علماً.
أين الدليل العقلي على نفي النقائص فيما تفضلتم بنقله؟
وأليس مقصود الأشاعرة بنفي النقائص نفي مشابهة المخلوقين فحسب؟ فما وجه التطرق لمسألة التحسين والتقبيح إذاً؟
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
ولكم بالمثل. واعذرني على التأخر في الرد
مرادي بنفيهم النقائص عن الله تعالى في صفاته الذاتية: النفي الموجب لإثبات هذه الصفات، وذلك أن يقال: الخرس والصمم والعمى آفات ونقائص والله تعالى يتنزه عنها ويستحيل وصفه بها، فثبت له نقيضها من الكلام والسمع والبصر لأن المحل القابل للصفة لا يخلو منها أو من نقيضها. هذا هو تقريرهم للمسألة، وليس المراد نفي النقائص عن الصفات بعد إثباتها كأن يقال سمع لا كسمع الخلق وبصر لا كبصرهم وكلام لا ككلامهم وهذا وإن كان صحيحاً عند الأشعرية إلا أنه ليس المراد هنا كما فهمتَ بارك الله فيك.
أما مسألة التحسين والتقبيح فتعلقها ظاهر، لأنها تبحث في أفعال الله تعالى.(54/235)
الأشعرية و الصوفية، اندماجهما مثار تساؤل!
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- من المعلومِ: أنَّ المذهبَ الأشعريَ يعارض النقلَ بالعقلِ، ويعطي العقلَ مكانةً أكبرَ أمامَ النصِّ، والمذهبَ الصوفيَ يحقِّرُ العقلَ، ويغيّبه أمام الخرافاتِ والأوهامِ والمناماتِ - وكذا النقل - فكيف تواءمَ المذهبان حتى صارا مذهباً واحداً لكثير من الخلق؟
من يعرف كلاماً حول هذا الملحظ؛ فليفدني!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 09:09 م]ـ
إذا عرفت أن التصوف هي مرحلة من مراحل الانحراف التي مرّ بها المذهب الأشعري من عهد ابن القشيري والغزالي ومن بعده ستدرك كيف توغل التصوف في سلوك الأشاعرة من ذلك العهد، فانظر إلى الكتابات التي تكلمت عن مراحل الأشعرية، وهي كثيرة.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:07 ص]ـ
طيب هل هناك من كبار المعتزلة من كان متصوفا ومشهور بالتصوف المذموم والمنحرف.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 05:31 م]ـ
الإخوة الكرام:
قلتُ: (حتى صارا مذهباً واحداً) حيث تجد كثيراً من الناس أشعري صوفي، وهذا الاندماج بين هذين المذهبين قوي جداً وملفت للنظر، والسؤال عن وجهه ومسوغاته مع اختلاف منهجهما؟!
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[06 - 07 - 09, 07:55 م]ـ
لما عظم الأشاعرة العقل في الإعتقاد أخزاهم الله في المنهج والنبوات والكرامات فصدقوا الخزعبلات
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 07 - 09, 10:22 م]ـ
من قال إن الأشعرية يعظمون العقل؟
هم يعظمون أدلتهم التي يسمونها عقلية لا غير.
وبين الأمرين بون شاسع لا يخفى.
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 10:41 م]ـ
الصوفية اتباعها العوام والجهلاء
والأشعرية الفلاسفة والزنادقه
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:28 ص]ـ
لما عظم الأشاعرة العقل في الإعتقاد أخزاهم الله في المنهج والنبوات والكرامات فصدقوا الخزعبلات
أحسنت
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 04:26 م]ـ
الاشاعرة تحالفوا مع الصوفية ضد الحنابلة في فتنة القشيري و الله أعلم
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:13 م]ـ
الإخوة الكرام:
قلتُ: (حتى صارا مذهباً واحداً) حيث تجد كثيراً من الناس أشعري صوفي، وهذا الاندماج بين هذين المذهبين قوي جداً وملفت للنظر، والسؤال عن وجهه ومسوغاته مع اختلاف منهجهما؟!
أستسمح منك - أخي أبا يعرب - أن أستطرد قليلا فأتكلم عن قضية أخرى مشابهة لها، وهي:
كيف اندمج الشرك الأكبر مع عقيدة الأشاعرة عند كثير من المتأخرين؟
والجواب: أن التوحيد عند الأشاعرة، هو توحيد الربوبية حيث يقولون: إن الله وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ لَا قَسِيمَ لَهُ، وَوَاحِدٌ فِي صِفَاتِهِ لَا شَبِيهَ لَهُ، وَوَاحِدٌ فِي أَفْعَالِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ.
ويظنون أن هذا هو معنى كلمة التوحيد. ويفسرون الإلاهية بالقدرة على الاختراع.
وتجدهم يصرفون كل جهدهم في إقامة الأدلة العقلية على إثبات وجود الله. ويظنون أنه هو الغاية العليا في الدين. [راجع التدمرية لشيخ الإسلام]
ولا يعتنون بتوحيد العبادة، بل ولا يعرفونه. فيحسبون الكفر والشرك إنما يكون بإنكار وجود الله أو بإثبات ربّ آخر مع الله. أما اتخاذ الوسائط فلا يكون كفرا إلا إذا اعتقد أنها تستقل بالنفع من دون الله.
ولذا جراثيم الشرك (شرك العبادة) - المنتشرة على وجه الأرض منذ القدم - لمّا دخلت جسم الأشعرية، لم تجد أي مقاومة من كريّات العقيدة البيضاء، لأنها لم تكن تعرف هذا النوع من العدو الميكروبي، لا بفطرتها التي مُسخت بسُمّ علم الكلام، ولا سبق لها التطعيم بنصوص الكتاب والسنة.
فكانت النتيجة أن هذه الجراثيم تكاثرت في الجسد حتى أهلكته، فأقبرته في ظلمات الشرك والبدعة، لا يخرج منها إلا أن يشاء الله.
"أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:31 ص]ـ
بصراحه هذا السؤال يدور في ذهني من زمن ولم أجد جواب مقنع حتي الآن وأكبر مثال عليه هو مفتي بلدنا للأسف الضال المضل علي جمعة
فهو من جانب يعترف أنه أشعري و يقول عنهم أصحابنا ومن جانب مخرف صوفي يقول أن الرسول الآن يسمعنا و يرانا
ومعروف أن الصوفيه لو سألتهم أين الله يقولون في كل مكان
أما الأشاعره لو سألتهم أين الله فيستنكرون السؤال أصلا كما قال الشيرازي صاحب الإشاره ويقولون ليس في أي مكان أو يقولون كالمعتزله لا فوق لا تحت إلخ
فبين الفرقتين فروق لا تخفي فكيف إتحدتا الآن حتي يقال عن أحدهم أشعري العقيده صوفي السلوك؟ الله أعلم
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:37 ص]ـ
أخي تأمل في مقدمة متن إبن عاشر لتدرك شيء من الإجابة
يقول عبد الواحد بن عاشر مبتدئا باسم الإله القادر
الحمد لله الذي علمنا من العلوم ما به كلفنا
صلى وسلم على محمد وءاله وصحبه والمقتدي
(وبعد) فالعون من الله المجيد في نظم أبيات للأمي تفيد
في عَقْدِ الأشعري وفقه مالك وفي طَريقَةِ الجُنَيْدِ السَّالِكِ
... ومن نظرإلى تاريخ الصوفية في تلكم المرحلة يعلم مدى البون الشاسع بين الجنيد وبين ماكان يمارس من ممارسات يسمونا صوفية
تربو عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/236)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 07 - 09, 10:50 ص]ـ
أليس أول من قال بعقيدة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل هو أبو حامد الغزالي رحمه الله؟
وهو كان أشعريا صوفيا
وأظن والله أعلم أن هذه العقيدة هي في الحقيقة عقيدة وحدة الوجود ولكن بشكل آخر .. (العبارات مختلفة لكن تؤدي إلى معنا واحد)
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[09 - 07 - 09, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- من المعلومِ: أنَّ المذهبَ الأشعريَ يعارض النقلَ بالعقلِ، ويعطي العقلَ مكانةً أكبرَ أمامَ النصِّ، والمذهبَ الصوفيَ يحقِّرُ العقلَ، ويغيّبه أمام الخرافاتِ والأوهامِ والمناماتِ - وكذا النقل - فكيف تواءمَ المذهبان حتى صارا مذهباً واحداً لكثير من الخلق؟
من يعرف كلاماً حول هذا الملحظ؛ فليفدني!
إن يسر الله لي،فقد أتمكن من عرض تساؤلك -الذي وافق تساؤلاً مشابها يراودني من مدة-على أحد أساتذتي ومشايخي الكرام ....
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:27 م]ـ
من قال إن الأشعرية يعظمون العقل؟
هم يعظمون أدلتهم التي يسمونها عقلية لا غير.
وبين الأمرين بون شاسع لا يخفى.
أحسنت بارك الله بك.
فتناقضاتهم في المعقولات مما لايخفى على ذي لب.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم أجمعين، وبالأخص من أحيا الموضوع وهو في الرمق!
ومن عنده زيادة فلا يحرمنا
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:11 ص]ـ
وتجدهم يصرفون كل جهدهم في إقامة الأدلة العقلية على إثبات وجود الله. ويظنون أنه هو الغاية العليا في الدين.
أخشى ان يتطور الحال بالأشاعرة الى ان ينفوا و يتأولوا وجود الله كما تأولوا ونفوا صفاته
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:08 ص]ـ
صراحة هذا السؤال كثيرا ما كان يدور في رأسي وسألته في أحد المنتديات وتم حذفه وهو كان كالتالي:
التلازم بين الفرق في الفقه مثلا
معظم وأغلب الشافعية أشاعرة
معظم وأغلب الأحناف ماتريدية
معظم وأغلب الحنابلة سلفية
فأثناء بحثي عرفت أن سبب ذلك تقليد أئمتهم فقط التقليد
فأبي الحسن الأشعري رحمه الله كان شافعي المذهب فقلده أتباعه
وتنسب الماتريدية إلى أبي منصور الماتريدي حنفي المذهب فقلده أتباعه
والسلفيون قلدوا أحمد بن حنبل لمحنة الفتنة ونصره لمذهب السلف الصالح
وإذا نظرنا مثلا إلى التصوف والأشاعرة فهذا نوع من أنواع التناقض في التلقي
فالصوفية يقدمون الذوق والوجدان على النقل والأشاعرة يقدمون العقل على النقل
فالخلاف في مصدر التلقي والإتفاق بينهما في تأخير النقل عن أصولهما
فمن بحث مثلا في منهج الأشاعرة تبين له عدة أشياء وهي:
الأشاعرة منهم المتقدمين والمتأخرين
المتقدمون منهم قريبون من الحديث والأثر وفهم السلف
المتأخرون منهم قريبون من المعتزلة وأهل الإعتزال
وأيضا يقسم الأشاعرة على طريقتين أيضا وهما طريقة المتكلمين والمحدثين منهم
طريقة المتكلمين بعيدة عن الفكر التصوفي أمثال الرازي والآمدي مع عدم إنكارهم على المتصوفة فتنبه
طريقة المحدثين منهم قريبة نوعا ما إلى التصوف لأن الغزّالي رحمه الله أشعري وكان في آخر حياته متصوفا ومات وعلى صدره صحيح البخاري مما يعني أنه في آخر زمانه إنشغل بالحديث ومعتقد المحدثين.
فهم أخذوا الأولى وهي الإنشغال بالحديث والتصوف وتركوا الثانية وهي معتقد أهل الحديث والأثر
ولا يعني أن الأشاعرة جلهم متصوفة أنهم يجيزون مثلا الذبح والنذر والطواف حول الأضرحة والمقابر لا ليسوا كذلك
فهم يمنعون ذلك على خلاف بين متصوفتهم لا بين علماء أشاعرتهم
هذا والله إجتهاد منّي ولكم الأخذ أو الوضع وجزاكم الله خيرا
ـ[طالبة أصولية]ــــــــ[31 - 10 - 09, 10:08 ص]ـ
صراحة هذا السؤال كثيرا ما كان يدور في رأسي وسألته في أحد المنتديات وتم حذفه وهو كان كالتالي:
التلازم بين الفرق في الفقه مثلا
معظم وأغلب الشافعية أشاعرة
معظم وأغلب الأحناف ماتريدية
معظم وأغلب الحنابلة سلفية
فأثناء بحثي عرفت أن سبب ذلك تقليد أئمتهم فقط التقليد
...
ولا يعني أن الأشاعرة جلهم متصوفة أنهم يجيزون مثلا الذبح والنذر والطواف حول الأضرحة والمقابر لا ليسوا كذلك
فهم يمنعون ذلك على خلاف بين متصوفتهم لا بين علماء أشاعرتهم
هذا والله إجتهاد منّي ولكم الأخذ أو الوضع وجزاكم الله خيرا
بوركت، لعل هذا هو الحق.
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[31 - 10 - 09, 11:22 ص]ـ
نعم، هو سؤال جيد من الأخ أبي يعرب
فالمذهبان مهما قيل عن التشابه بينهما إلا أن أصولها مختلفة جدًّا، وأعظمها في منهج التلقي فالأشاعرة يعظمون العقل ويقدمونه على النقل، بينما الصوفية يلغون عقولهم ولا يعتبرونها قادرة على الوصول بمفردها إلى مراتب الكمال.
والأعجب من ذلك امتزاج مذهب الشيعة الاثنى عشرية بمذهب المعتزلة، فالمعتزلة يقدسون العقل أشد من الأشاعرة، وأصول الرافضة مناقضة للعقل كما هو معلوم.
والحق أن أغلب الأشاعرة صوفية، وليس كلهم، وإن كان أشعرية عصرنا يحاولون جاهدين أن يشعروك بالامتزاج بينهما لا سيما مدرسة علي جمعة.
في رأيي أن وجود هذا المسلك سيفيدنا، نعم، فيمكن أن نستفيد من اختلاف أصول المسلكين في نقض أحدهما بالأخر، وقد رأيت في منتديات المخالفين عددًا من الإخوة الفضلاء ممن وهبهم الله الذكاء الحاد ينقضون التصوف بأصول الأشعرية، وينقضون الأشعرية بأصول التصوف، فينهدم المذهبان على أصحابهم.
من أمثلة ذلك حرص الأشاعرة على نفي الشبه عن الله تعالى في صفاته، وفي الوقت نفسه تجد الصوفية مولعين بتشبيه الله بخلقه من خلال حكاياتهم ومناماتهم التي تجعل من الخالق كما لو كان مخلوقا مثلهم يخالطهم ويحادثهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/237)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 03:17 م]ـ
من أهم أسباب أرتباط المذهب الاشعري بالتصوف هو أن معظم كبار الاشاعرة من الغزالي والرازي والعز كانوا من المتصوفة فكتبوا عن التمشعر وقالوا أنه هو المذهب الحق وكتبيوا عن التصوف وقالوا أن الحق ومن هنا نشأ الارتباط الوثيق بين التصوف والتمشعر فمن تمشعرتصوف ومن تصوف تمشعر بناء عن على انهما هما الحق
يقول الكتور عبد الرحمن المحمود في موقف ابن تيمية من الاشاعرة في معرض كلامه عن الغزالي
((رابعاً: تصوف الغزالي وفلسفته.
بقدر اشتهار الغزالي بأشعريته، اشتهر بتصوفه، ولذلك فهو يمثل مرحلة خطيرة من مراحل امتزاج التصوف بالمذهب الأشعري حتى كاد أن يكون جزءاً منه))
(635/ 2)
ونجد أن الغزالي يتكلم عن الصوفية فيقول في كتابه المنقذ من الضلال
((وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطريق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به))
ومن أهم الاسباب هو ارتباط علم الكلام بالتصوف عند أسلاف الاشاعرة ومنهم المحاسبي
ويقول الدكتور عبدالرحمن المحمود حفظه الله تعالى في موقف ابن تيمية من الاشاعرة
((التصوف عند المحاسبي:
أما الجانب الأول فقد كان المحاسبى أحد رواده الكبار، الذين كونوا مدرسة كبرى ربطت بين الكلام والتصوف فيما بعد. وهذا من أبرز ماطرأ على المذهب الأشعري من تطور))
(456/ 1)
وهذا يوضح مدى التناقض عند الاشاعرة المتصوفة بحيث
جمعهم بين علم الكلام الفلسفي، والتصوف.
تعويلهم على العقل في كثير من مباحث أصول الدين، حتى أنهم يقدمونه على النصوص، ثم في الوقت نفسه يعولون على الكشوفات والمشاهدات الصوفية عندهم أو عند أشياخهم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 11 - 09, 01:24 م]ـ
معظم وأغلب الشافعية أشاعرة
لا أوافقك على هذا الرأي
لو بحثت في كلام أئمة الشافعية منذ وقت السلف إلى وقت السبكي ستجد أن عددا كبيرا منهم كانوا على عقيدة السلف الصالح ولم يكونوا أشاعرة
أما بعد وقت السبكي فلا أعلم لأنني اهتم أكثر بالنظر في كلام المتقدمين أكثر من المتأخرين
ـ[أبومحمد الخمسى]ــــــــ[03 - 11 - 09, 04:01 م]ـ
أحسب والله أعلم أن بداية الارتباط الحقيقى بين الأشاعرة والمتصوفة كان عند الغزالى والذى تجسد فى كتابه المنقذ من الضلال ثم تلقفها من الغزالى تلاميذه وأتباعه لا سيما منهم المهدى بن تومرت مؤسس دولة الموحدين ومفسد عقائد المغرب العربى، الذى نشر فيهم (1) عقائد الأشاعرة وصنف لهم كتابه (المرشدة) وأطلق على جماعته لقب "الموحدين" تعريضا لما كانت عليه عقيدة المرابطين ملوك المغرب العربى والأندلس من اتباع لطريقة السلف مع عدم الخوض فى مضائق الكلام، فجاء هو وسماهم مجسمة وكفارا، (2) التصوف الغالى حيث ادعى لنفسه المهدية، والعصمة، وأشاع بينهم اعتقاد الخرافات من إحياء موتى وعلم ببعض المغيبات، وحسبك منه وصف الشيخ زاهد الكوثرى له بأنه قد غلا فى تصوفه، والكوثرى هو آخر من يصف شخصا بمثل هذا.
على كل فالذى عنيته ب (الارتباط الحقيقى) هو أن صوفية الغزالى _والتى هى تشبه إلى حد كبير صوفية اليوم _ هى لا تشبه صوفية المحاسبى والجنيد وسهل، فهؤلاء لا تزيد صوفيتهم عن اهتمامهم بآفات القلوب وعللها، ومعرفة مداخل الشيطان إليها، وهذا بخلاف صوفية الغزالى التى تعتمد كثيرا على الكشف منهجا لها وطريقا للمعرفة، إضافة إلى المكانة الخاصة التى يضعونها لـ"الذكر"، فيكثرون من الكلام فى ذات الله بالثناء عليه والمدح له بما لا يليق أن يوصف به سبحانه حتى دخل المتأخرون منهم فى وخائم التجسيم، ومع كل ذلك فلا يزالون يحافظون على عقيدة التعطيل ويجمعون ما بينهما فى خلطة عجيبة فريدة من نوعها.
على أنك تجد منهم (أعنى الصوفية) من هو متصالح مع نفسه، ولا يحملها مشقة الجمع بين المتناقضين، مثل الشيخ أحمد الغمارى، فتراه يعتقد التجسيم قولا واحدا، بل ويكفر الاشاعرة جملة.
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 09, 06:45 ص]ـ
إذا طغى العقل وتمرد وأصبح هو الحاكم على الشريعة, سيؤدي ذلك إلى ضعف التعلق بالنصوص الشرعية، وهذا
سيترتب عليه ضعف في الجانب السلوكي العملي، كما وقع للأشاعرة، فالتمسوا السلوك الصوفي لسد هذا
النقص. وبالعكس الرافضة يقوى عندهم جانب التعلق بالنصوص (النصوص التي ألصقوها بأئمة آل البيت
زورا وبهتانا) يقوى عندهم هذا الجانب حتى يبلغ بهم حد السذاجة, ولسان حال من ينظر إليهم يقول أين يذهب
بعقول هؤلاء، فلما قوي هذا الجانب عندهم ضعف جانب العقل، فالتمسوا عقلا يسدون به هذا النقص الذي رأوه
في منهجهم فوجدوا عقل المعتزلة.
الحمد لله الذي عافانى مما ابتلى به هؤلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/238)
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[05 - 11 - 09, 02:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- من المعلومِ: أنَّ المذهبَ الأشعريَ يعارض النقلَ بالعقلِ، ويعطي العقلَ مكانةً أكبرَ أمامَ النصِّ، والمذهبَ الصوفيَ يحقِّرُ العقلَ، ويغيّبه أمام الخرافاتِ والأوهامِ والمناماتِ - وكذا النقل - فكيف تواءمَ المذهبان حتى صارا مذهباً واحداً لكثير من الخلق؟
من يعرف كلاماً حول هذا الملحظ؛ فليفدني!
بسيطة ..
وحدتهم - كغيرهما من المتنازعين - عدواتنا نحن أهل الحديث .. !
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[05 - 11 - 09, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- من المعلومِ: أنَّ المذهبَ الأشعريَ يعارض النقلَ بالعقلِ، ويعطي العقلَ مكانةً أكبرَ أمامَ النصِّ، والمذهبَ الصوفيَ يحقِّرُ العقلَ، ويغيّبه أمام الخرافاتِ والأوهامِ والمناماتِ - وكذا النقل - فكيف تواءمَ المذهبان حتى صارا مذهباً واحداً لكثير من الخلق؟
من يعرف كلاماً حول هذا الملحظ؛ فليفدني!
بسيطة ..
وحدتهم - كغيرهما من المتنازعين - عدواتنا نحن أهل الحديث .. !
على أن هذه الوحدة الظاهرية ليست إندماجاً بالكلية؛ ودونك أبى الفيض الغمارى الحافظ، أحمد بن الصديق، من كبار الصوفية، وهو مع ذلك كثير الحط على الأشاعرة والمبالغة فى تضليلهم، وهو على اعتقاد ابن القيم وابن خزيمة، وطعنه فى شيخ الإسلام إنما كان لناصبيته - زعم - لا لتجسيمه كما يدعى الأشاعرة .. !(54/239)
هل إطلاق اللحية و تقصير الثوب من الشكليات و الأمور الهامشية
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله،قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيما}.
ثم أما بعد فإن لنا مع الدكتور زقزوق- و زير الأوقاف المصري- وقفة حيث تكلم من على صفحات جريدة الخليج فقال: إن الشريعة الإسلامية لها مقاصد خمسة ينبغي أن تكون لها الأولوية، ولكن الخطاب الديني كثيرا ما يشغل نفسه بالشكليات و الأمور الهامشية و من ذلك على سبيل المثال الحديث المفرط عن اللحية و عن السواك و عن تقصير الثوب و الشرب قعودا، و غير ذلك من أمور ليس لها صلة بجوهر الدين، و استشهد بقول رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم و أشكالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم))
أقول – و بالله التوفيق- أن التمسك بسنن النبي – صلى الله عليه و على آله وسلم – هو مقصد من مقاصد حفظ الدين و هو من باب حفظ الكل بحفظ الجزء فإن إضاعة السنن يؤدي إلى إضاعة الدين، و إن إضاعة ما يسميه- الدكتور – بالشكليات يؤدي إلى إضاعة الجوهر، و التمسك بسنن النبي – صلى الله عليه و على آله وسلم- و اتباع هديه يفضي إلى إقامة الدين و المحافظة عليه.
كما و (أننا نعتقد) أنه ليس في ديننا الحنيف و لا في هدي نبينا – صلى الله عليه و على آله وسلم – شكليات و ليس في هذا الدين صغيرة و لا كبيرة إلى و لها أهمية شرعية، و المسلمون يمتازون عن غيرهم من أهل الملل الأخرى أنهم على الدين الكامل و المحجة البيضاء و لم يدع لنا رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله و سلم – أمراً من الأمور فيه خير – من أمور الدنيا و الآخرة- إلا و دلنا عليه،فكيف إذا كان الذي يتكلم عليه الدكتور من الواجبات، فإطلاق اللحية أمر واجب على كل مسلم و حلقها بالموس لا يجوز و من فعله فهو آثم حيث دل على ذلك ما جاء من أمره - صلى الله عليه وعلى آله و سلم- بإطلاقها و أمره واجب و ليس بمستحب إلا إذا دل على استحبابه دليل شرعي، كما وأن إطلاقها يعد من سنن الفطرة،
عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أعفوا اللحى و جزوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى [صحيح الجامع 1067]
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عشر من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء " قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة قال وكيع - وهو أحد رواته - انتقاص الماء يعني: الاستنجاء. رواه مسلم.
قال العلامة الألباني – رحمه الله -:" وهذه المعصية [حلق اللحية] من أكثر المعاصي شيوعا بين المسلمين في هذا العصر بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلادهم ونقلهم هذه المعصية إليها وتقليد المسلمين لهم فيها مع نهيه صلى الله عليه وسلم إياهم عن ذلك صراحة في قوله عليه الصلاة والسلام:
(صحيح) (خالفوا المشركين احفوا الشوارب وأوفوا اللحى) رواه شيخان وفي حديث آخر: (وخالفوا أهل الكتاب)
وفي هذه القبيحة عدة مخالفات:
الأولى: مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم الصريح بالإعفاء
الثانية: التشبه بالكفار
الثالثة: تغير خلق الله الذي فيه طاعة الشيطان في قوله كما حكى الله تعالى ذلك عنه: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)
الرابعة: التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك" [كتاب حجة النبي- التزين بحلق اللحية].
أما الاستشهاد بحديث (إن الله لا ينظر إلى صوركم) لا يصح الاستشهاد به في هذا المقام لأن ذلك من باب ضرب الأحاديث النبوية بعضها ببعض و لسان حال الدكتور يقول مادام أن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا فلا داعي للأخذ بهذه الحديث؟ و فهم الحديث على طريقة الدكتور لا يستقيم لأن معنى ذلك ترك سنن النبي-صلى الله عليه و على آله و سلم- و أوامره و نواهيه، و الحديث كما لا يخفى على الناظر أن معناه: أن الله تعالى ينظر إلى قلوب العباد لأنها الوعاء الذي يعي به المسلم عن الله و رسوله،قال تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج 46]، و هو محل النية فإن صلح القلب كان محلاً للنية الصادقة الخالصة لله تعالى، و إن صلحت النية و كانت خالصة لله – تعالى – قبلت و يصلح بصلاحها العمل لأن القلب السليم يأبى الانصياع إلا إلى الله و رسوله و لا يكون هواه إلا تبعاً لما جاء به رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، و حيث أن قبول الأعمال مرهون بالنيات كما أخبر- صلى الله عليه و على آله وسلم في حديث ((إنما الأعمال بالنيات)) فإن كان العمل بعدها خالصاً لله –تعالى- موافقا للكتاب و السنة، قبله الله – تعالى – أثاب عليه، و هو معنى قوله ينظر إلى أعمالكم.و الله تعالى أعلم.
كما أن شخصية المسلم و ملبسه من حيث التزامه بهدي نبيه-صلى الله عليه وسلم – و منهجه ليس من الأمور الهامشية حتى و أن كان مستحبا، أما أطالة الكلام في هذا الموضوع دون غيره (من بعض الدعاة) لا يجعل من تلك السنن أمور شكلية هامشية و لا تصح عليها تلك التسمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/240)
ـ[ابو الياس]ــــــــ[01 - 03 - 10, 06:05 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الكريمُ ...(54/241)
حوار بين المعتزلة والأشاعرة حول صفة الكلام لله تعالى
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:12 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه وبعد:
فهذا حوار بين المعتزلة والاشاعرة حول كلام الله وبيان منهج اهل السنة (وهذا الحوار لم يقع تماما وإنما هى طريقة لتقريب العلم لكى يسهل فهمه) ومن بركة العلم نسبته إلى قائله وقد أخذت هذا الموضوع من شرح لفضيلة شيخنا المبارك الشيخ أحمد جودة حفظه الله على كتاب لمعة الإعتقاد وهوشرح صوتى فى إحدى عشر شريطا
وقد أوردت هذا الموضوع لأن مذهب الاشاعرة منتشر الآن ويدرس فأحببت أن أحذر منه
وإليكم كلام الشيخ بتصرف:
الجهمية وعلى طريقتهم المعتزلة فى إنكارالصفات قالوا كلام الله مخلوق
الأشاعرة ردوا عليهم فقالوا:لا كلام الله غير مخلوق والله جل وعلا متصف بالكلام
فقالت المعتزلة: الله جل وعلا كلم موسى بعدما خلقه وتكلم بالقرآن حين أنزله على محمد وسيكلم الناس يوم القيامة فالله يتكلم شىء بعد شىء وهذا عندكم يا أشاعرة حوادث وأنتم نقولون أن الله لا تحل به الحوادث لأن من حلت به الحوادث فهو مخلوق إذن يا أشاعرة على كلامكم الله مخلوق
قال الأشاعرة:لا نحن نثبت الكلام ليس كما قلتم أنتم بل كما نقول نحن
المعتزلة: فماذا تقولون يا أشاعرة؟
قالوا: نحن نقول بإثبات الكلام النفسى!!
المعتزلة: ما معنى الكلام النفسى؟
الأشاعرة: عندما تجلس ساكتا تكون هناك خواطر فى نفسك فهذا ما نثبته!!
فقالت لهم المعتزلة: فماذا سمع موسى من الله وكيف؟
والقرءان كيف سمعه جبريل من الله ونزل به على الرسول فماذا تقولون؟
فقالت الأشاعرة: هذا القرءان ليس كلام الله
إنما القرءان عبارة عن كلام الله
المعتزلة: ماذا تعنون بذلك؟
فاختلفت الأشاعرة فقالت طائفة أن الله عز وجل كلامه النفسى ألهمه جبريل قذف معناه فى نفس حبريل وجبريل لم يسمع منه شىء فجبريل عبر عن هذا المعنى بألفاظ من عنده أسمعه للنبى فالقرآن كلام جبريل لا كلام الله
وقالت طائفة من الأشاعرة لا جبريل لم يعبر عن كلام الله بل الذى عبر محمد (صلى الله عليه وسلم) فالله ألقى المعنى فى نفس جبريل وجبريل ألقى المعنى فى نفس النبى صلى الله عليه وسلم فعبر النبى محمد عن القرءان بكلام من عنده فالقرآن كلام محمد
وقالت طائفة أخرى لا الله عزوجل خلق القرآن فى اللوح المحفوظ وجبريل كان ينقله من اللوح المحفوظ وينزل به على النبى ولم يسمع من الله شىء
{وهذا الكلام تجدوه منقولا فى كتاب الإتقان للإمام السيوطى وفى كثير من كتب الأشاعرة}
ا. ه
فنقول لهم لقد جئتم شيئًا إدا
فجاء أهل السنة وقالوا: كلكم مخطئون فالقرآن كلام الله صفة من صفاته ليس مخلوقًا والله عز وجل تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن لفظه ومعناه كلام الله عز وجل وليس شىء منه من كلام البشر تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال تعالى:
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} التوبة6
وقال جل ذكره:
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} الكهف27
وهناك العديد من الأدلة على ذلك ولكن يكتفى بهذا
تنبيه: الأشاعرة هم كُلاَّبية (نسبة إلى عبد الله بن كُلاب) أما أبو الحسن الأشعرى فقد تاب من هذه العقيدة الباطلة فأبوالحسن الأشعرى فى حياته
كان على أطباق ثلاثة فقد كان معتزليا ثم ترك الإعتزال وتبع منهج ابن كلاب ونشره وإليه نسبت الأشاعرة ثم بعد ذلك تاب من طرق أهل الكلام وتبع منهج أهل السنة فى آخر حياته
تنبيهات مهمة فى صفة الكلام لله تعالى:
1 ـ ماورد فى بعض الكتب حول تعريف القرآن يقولون أن القرآن عبارة عن كلام الله هذا خطأ وهذا قول الأشاعرة كما سبق وإنما القرآن هوكلام الله تعالى كما قال أهل السنة وقد وضحت ما الذى يقصده الأشاعرة من هذا
2ـ القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية فعلية فالله متصف بالكلام ولازال ويتكلم متى شاء وفى أى وقت شاء فبذلك هى صفة ذات وصفة فعل
وينبه هنا على ماذكره ابن حجر فى الفتح عن الإمام البيهقى (وقوله من كلامه وكلامه من صفات ذاته) والبيهقى كما لا يخفى عليكم مع أنه إمام له شأنه إلا أنه سلك مسلك الأشاعرة وشحن كتابه الأسماء والصفات بتأويل صفات الأفعال فلينتبه لذلك
3ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة تسمى (التسعينية) يرد فيه على بدعة الكلام النفسى من تسعين وجها لذلك سميت بالتسعينية فرحمه الله رحمة واسعة
كلامه جل عن الإحصاء ..... والحصر والنفاد والفناء
لوصار أقلاما جميع الشجر .... والبحر تلقى فيه سبعة أبحر
والخلق يكتبه بكل آن ........ فنت وليس القول منه فان
والقول فى كتابه المفصل ..... بأنه كلامه المنزل
على النبى المصطفى خير الورى ... ليس بمخلوق ولا بمفترى
جلت صفات ربنا الرحمن .... عن وصفها بالخلق والحدثان
فالصوت والألحان صوت القارى .... لكنما المتلو كلام البارى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/242)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[06 - 12 - 09, 11:47 م]ـ
يرفع للفائدة(54/243)
الأعمش هل كان شيعيا
ـ[خال ساجد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 12:52 م]ـ
هل كان الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش شيعيا؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:55 م]ـ
سير أعلام النبلاء - (ج 2 / ص 394)
قلت: رمي الاعمش بيسير تشيع فما أدري.
التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر
قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 04:34 م]ـ
تشيع الاعمش فى باب التفضيل ولم يكن يعتقد خرافات الروافض
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 05:09 م]ـ
هل تظن يا هذا أن الأعمش كان يعتقد شركيات وخرافات الرافضة؟؟؟!!!
رحم الله الإمام الأعمش، ولعن الله الرافضة
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:05 م]ـ
تشيع الاعمش فى باب التفضيل وليس كهؤلاء الرخم أبناء المتعة اليوم
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 10:02 م]ـ
أبو عبدالإله المكي
بشويش على الرجل
ـ[خال ساجد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:55 م]ـ
شكرا على إجاباتكم وإن كان السيد عبد الإله المكي يظن أنني أزعم أن الأعمش كان شيعيا، فقد جانب الصواب، فأنا لم أقل إن الأعمش كان شيعيا، بل طرحت سؤالا بعدما قرأت في كتب التراجم التي ترجمت للإمام الأعمش فوجدت بعضها تصفه بأنه كان شيعيا، وبالتأكيد كما تفضلتم ليس المقصود بالشيعة بمفهومها اليوم، فالأعمش كان رجلا سنيا مشهور بالقراءة والحديث وكان يسمى مصحفا، ولكن الغرض من سؤالي قلت في نفسي لعل أحدا ما درس هذه القضية لأستفيد منها.
ولكم جميعا خالص الشكر ولا سيما السيد عبد الإله المكي
ـ[خال ساجد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:02 م]ـ
شكرا على إجاباتكم وإن كان السيد عبد الإله المكي يظن أنني أزعم أن الأعمش كان شيعيا، فقد جانب الصواب، فأنا لم أقل إن الأعمش كان شيعيا، بل طرحت سؤالا بعدما قرأت في كتب التراجم التي ترجمت للإمام الأعمش فوجدت بعضها تصفه بأنه كان شيعيا، وبالتأكيد كما تفضلتم ليس المقصود بالشيعة بمفهومها اليوم، فالأعمش كان رجلا سنيا مشهورا بالقراءة والحديث وكان يسمى مصحفا، ولكن الغرض من سؤالي قلت في نفسي لعل أحدا ما درس هذه القضية لأستفيد منها.
ولكم جميعا خالص الشكر ولا سيما السيد عبد الإله المكي
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[17 - 03 - 09, 03:01 م]ـ
جزيت خيرا أنت بحر من الأخلاق(54/244)
هل عبارة " سحر الخالق سبحانه" صحيحة أم خاطئة؟
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 03:24 م]ـ
السلام عليكم
إحدى القنوات الإذاعية المنفتحة قامت قبل أكثر من عامين إثر برنامج ضخم للترويج لإحدى المدن الأثرية لتكون ضمن العجائب السبع الجديدة ببث أغنية موسيقية كان من ضمنها هذه العبارة .. أرجو الرد مدعما بالأدلة حول صحة أو خطأ هذه العبارة سٍحْرْ الخالق سبحانه
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 04:30 م]ـ
سحر الخالق!!!!!!!!! 1
اذا كان نسب السحر للانبياء كفر فمابالك بوصف الله بالسحر حاشاه
فالقائل اخطأ لاشك
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 01:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا معاذ وبارك فيك ..
هل من أدلة
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 10:46 م]ـ
أخي الكريم،
استعمال اللفظ ليس على حقيقته، فتنبه! والمراد منه إثبات كمال الله وتمام صنعه.
فإيراد اللفظ هنا من باب التصوير الذي درج عليه بعض الأدباء فيعذر قائله لعدم فساد المعنى المقصود، لكن ينبه على تجنب استعمال مثل هذه الألفاظ في حق الله، لمعناها الأصلي.
وأذكر أني سمعت الشيخ الأباني - رحمه الله - سأل (بضم السين) عن مقولة ذكرها سيد قطب في كتابه في ظلال القران - على ما أحسب - ولا أذكر نص الكلام بالتحديد - في تصوير كلام الله على أنها موسيقى أو ما إلى ذلك فرد بأنه كلام أدباء لا يقصج منه ما ظنه السائل.
والله أعلم
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 01:38 ص]ـ
أخي الكريم،
استعمال اللفظ ليس على حقيقته، فتنبه! والمراد منه إثبات كمال الله وتمام صنعه.
فإيراد اللفظ هنا من باب التصوير الذي درج عليه بعض الأدباء فيعذر قائله لعدم فساد المعنى المقصود، لكن ينبه على تجنب استعمال مثل هذه الألفاظ في حق الله، لمعناها الأصلي.
وأذكر أني سمعت الشيخ الأباني - رحمه الله - سأل (بضم السين) عن مقولة ذكرها سيد قطب في كتابه في ظلال القران - على ما أحسب - ولا أذكر نص الكلام بالتحديد - في تصوير كلام الله على أنها موسيقى أو ما إلى ذلك فرد بأنه كلام أدباء لا يقصج منه ما ظنه السائل.
والله أعلم
اخى ايمن حفظك الله ورعاك
لاننسب اسما او وصفا لله تعالى الا بخبر قطعى فكما لايخفى عليك الاسماء والصفات توقيفية
فهل من اسماء الله الساحر وهل من صفاته السحر
منكم نستفيد بارك الله فيك اخى ورفع قدرك فى الدارين
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 08:09 ص]ـ
اخى ايمن حفظك الله ورعاك
لاننسب اسما او وصفا لله تعالى الا بخبر قطعى فكما لايخفى عليك الاسماء والصفات توقيفية
فهل من اسماء الله الساحر وهل من صفاته السحر
منكم نستفيد بارك الله فيك اخى ورفع قدرك فى الدارين
أخي الكريم أبا معاذ، وفقه الله
أولاً: لم نقل بصحة اللفظ، بل قلنا بخطأ اللفظ والأصل تنبيه القائل لمعنى الكلمة في الحقيقة!
ثانياً، عذرنا القائل لصحة مقصده، ولأن معرض صياغتها ومكانها لم يكن في مقام التعليم أو تقرير الصفات والأسماء، وقائلها ليس بعالم أو طالب علم شرعي. وهذا هو سبب عذر الشيخ الألباني لسيد قطب في وصفه كلام الله بالموسيقى! فقد قال في حقه - بالمعنى - بالرغم من مقولته، أنه ليس عالم أو فقيه ولا يستطيع أن يعبر عن المعاني الشرعية، فتأمل.
ثالثاً: لن تجد عامياً أو أديباً عقل معنى الكلام بأن السحر صفة أو متعلق بإسم من اسماء الله - سبحانه وتعالى - فاللفظ عند قائلها كان متعلق بالصنعة لا الصانع، فاللفظ بذاته لا يدل على اسم ولا صفة لله - عز وجل، وكما قلنا مثل هذه الألفاظ من صنيع الأدباء والقصد منها المبالغة في الإعجاب لا معنى الكلام حقيقة أو اعتبارها صفة أو اسم لله سبحانه وتعالى.
مقصد كلامي، يجب التفريق بين مثل هذه المقولات على اعتبار قائلها. فالأديب والشاعر والعامي لا يعامل معامل طالب العلم أو العالم أو من يحاول أن يقرر الأسماء والصفات.
هذا والله أعلم وأحكم
بورك بكم ورفع قدركم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:01 ص]ـ
سأل (بضم السين)
للفائدة ولا تنسانا من دعائك أخي الحبيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144336
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:20 ص]ـ
للفائدة ولا تنسانا من دعائك أخي الحبيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144336
أخي الكريم،
لا حرمك الله الأجر، ونحبك في الله (ابتسامة)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:20 م]ـ
أخي الكريم،
لا حرمك الله الأجر، ونحبك في الله (ابتسامة)
أحبَّك الله الذي أحببتني له
الحمد لله صارت الضَّمة سبباً لضِمِّ القلوب (ابتسامة)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:45 م]ـ
أحبَّك الله الذي أحببتني له
الحمد لله صارت الضَّمة سبباً لضِمِّ القلوب (ابتسامة)
بل كانت الضمة فتحة خير (ابتسامة)
اسأل الله أن يجمعنا بكم على منابر من نور يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/245)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا عنوان الموضوع هو: هل عبارة " سحر الخالق سبحانه" صحيحة أم خاطئة؟
فيكون الجواب: أنها بلا ريب خاطئة، ولا يجوز إطلاقها في حق الله تعالى.
يوضحه: أنه لا يجوز إطلاقها في حق البشر، فالخالق جل وعلا من باب أولي؛ ولذلك رد موسى عليه السلام على قوم فرعون منكرا لهم وصفهم للحق أنه سحر كما قال تعالى عنه: {قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يُفلح الساحرون}.
وكما قال تعالى عنه أيضا: {فلما ألقوا قال لهم موسى ما جئتم به السحرُ إن الله سيبطله إن الله لا يُصلح عمل المفسدين}
أخي الكريم،
استعمال اللفظ ليس على حقيقته، فتنبه! والمراد منه إثبات كمال الله وتمام صنعه.
ليس في هذا اللفظ أي إثبات لكمال الله تعالى وتمام صنعه، ولم يقل بهذا أحد من قبل، ولكن إذا أراد المتكلم أن يثبت كمالَ اللهِ تعالى بهذا اللفظ فقد أخطأ وجاء بقول محدث باطل.
فإيراد اللفظ هنا من باب التصوير الذي درج عليه بعض الأدباء فيعذر قائله لعدم فساد المعنى المقصود، لكن ينبه على تجنب استعمال مثل هذه الألفاظ في حق الله، لمعناها الأصلي.
لو سلمنا للأدباء المعاصرين ألفاظهم التصورية في حق المخلوق، فلا نسلم لهم ألفاظهم المحدثة في حق الله تعالى؛ لأن الله تعالى لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما ورد في الكتاب والسنة.
ولا بد للأدباء عند كلامهم عن الله تعالى أن يزِنوه بميزان الشرع تأدبا مع الله تعالى.
ثم إن ذلك الكلام لم ينسب لأديب حتى نناقشه في أسلوبه، ولكنه منسوب لقنوات فضائية ليس لها ميزان أدبي أو شرعي.
وأذكر أني سمعت الشيخ الأباني - رحمه الله - سأل (بضم السين) عن مقولة ذكرها سيد قطب في كتابه في ظلال القران - على ما أحسب - ولا أذكر نص الكلام بالتحديد - في تصوير كلام الله على أنها موسيقى أو ما إلى ذلك فرد بأنه كلام أدباء لا يقصج منه ما ظنه السائل.
والله أعلم
أسند ما نقلته عن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، وحتى الأديب سيد قطب عليه رحمة الله تعالى لا يُسلم له هذا اللفظ وهو مما أخذ عليه من الأخطاء التي وقع فيها في تفسيره رحمه الله تعالى.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:28 م]ـ
أخي الفاضل، صقر حسن وفقه الله
لا أدري ما الذي أضفته في مشاركتك إلى ما قد سبق قوله!! إلا أن تكون قصرت عن فهم كلامي، وعليه راجعه مرة أخرى بتأني، فضلاً لا أمراً.
على كل حال، إليك ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله صوتياً
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=6822
بورك بكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
لا أدري ما الذي أضفته في مشاركتك إلى ما قد سبق قوله!! إلا أن تكون قصرت عن فهم كلامي، وعليه راجعه مرة أخرى بتأني، فضلاً لا أمراً.
أخي وفقك الله لكل خير كلامك واضح، ولذلك اقتبست منه بعضا مما يجب بيانه مما لم يذكر سابقا.
وشكر لك
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[19 - 03 - 09, 04:21 م]ـ
أخي وفقك الله لكل خير كلامك واضح، ولذلك اقتبست منه بعضا مما يجب بيانه مما لم يذكر سابقا.
وشكر لك
التمس لي عذراً، أظن مغزى كلامك التبس علي. (ابتسامة)
جوزيت الجنة ووفقكم الله
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 08:19 م]ـ
بارك الله في الإخوة الكرام وجزاهم الله خير الجزاء وزادني الله وإياهم علما وفهما ...
والخلاصة أيها الأفاضل أن هذه القنوات الإذاعية والفضائية ومثيلاتها لا تتقي الله فيما تبثه وتنشره بين الناس .. وآخر الطوام أيضا ما قالته إحدى النساء في هذه الإذاعة (حياة) في تفسير قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1629&idto=1629&bk_no=51&ID=1653#docu)}
قالت في إئتيا طوعا أو كرها بأن هذا ليس على الحقيقة بل تصوير تمثلي لانهما غير عاقلتين!!
اللهم ارحمنا واهدنا واهد ملاك هذه القنوات ومعدوا برامجها للقول الحق والبعد عن الفرية والتحريف آمين(54/246)
هل يجوز قول كلمة " حضرتك " لله عز وجل؟؟
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[16 - 03 - 09, 05:15 م]ـ
هناك أنشودة صوفية منتشرة، يضعها البعض كنغمة رنين لجواله
سمعت جزءًا منها يقول فيه المنشد:
نفسي في حضرتك أبقى مش متهم!
تأملت قليلا فإذا كلمة "حضرتك" ضدها كلمة "غيابك"
فصار في نفسي شيء من هذه الكلمة ....
ماتقولون فيها؟
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:00 م]ـ
يقول داود القيصري في رسائله: "وأول الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية. وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة، وعالمها عالم الملك. وحضرة الغيب المضاف، وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية؛ أعني عالم العقول والنفوس المجردة. وإلى ما يكون أقرب من الشهادة وعالمه عالم المثال. وإنما انقسم الغيب المضاف إلى قسمين، لأن للأرواح صورا مثالية مناسبة لعالم الشهادة المطلق؛ وصورا عقلية مجردة مناسبة للغيب المطلق. والخامسة الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة، وعالمها العالم الإنساني الجامع لجميع العوالم وما فيها. فعالم الملك مظهر عالم الملكوت، وهو العالم المثالي المطلق، وهو مظهر عالم الجبروت، أي عالم المجردات، وهو مظهر الأعيان الثابتة، وهو مظهر الأسماء الإلهية". (ص 62)
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم الإسلام والمسلمين:)(54/247)
[أريد نقلا من كتاب الزجاج يتعلق بمسألة في العقيدة]
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم حارث همام (السلفي) من بلاد أوروبا يحمد الله على أن ألحقه بهذا المنتدى المبارك.
وفي الحقيقة التحقت قبل شهر أو أكثر، وطلبت اسم حارث همام بدون كلمة السلفي، فوجدت أن هذا الاسم لأحد الإخوة المشارك في المنتدى وفقه الله، فلا بأس.
ولم أزل أستفيد من الموضوعات القيمة وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة.
وأردت أن أرسل إلى أحد الإخوة رسالة خاصة، ولكن ظهر "لا يسمح حتى تشارك بثلاث مشاركات"!
أنا مضطر إلى كتابين: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج، مناهج اللغويين في تقرير العقيدة رسالة علمية. إن كانا موجودين مصورين على الشبكة بصيغة PDF لكان خيرا كثيرا. بحثت عنهما كثيرا ولكني لم أجد أيهما. لو قام أحد الإخوة بهذا لكان أجره على الله.
وعلى كل حال فصاحبكم مشارك في إحدى المنتديات الإنجليزية السلفية، forums.islamicawakening.com (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forums.islamicawakening.com)، باسم Harris Hammam. هذا المنتدى ومنتدى أهل الحديث الإنجليزي قد أفادا المسلمين في بلاد الغرب كثيرا، وسيجد القارئ لكل منهما إحالات كثيرة في مسائل شتى على الآخر.
وفقني الله وإياكم لكل خير.
مستمر ...
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:56 م]ـ
و عيكم السّلام و رحمة الله و بركاته،
حيّاك الله أخي حارث بين إخوانك.
هنا تجد تفسير الزّجّاج لأسماء الله الحسنى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14165
وفّقك الله أخي.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[16 - 03 - 09, 07:12 م]ـ
وفقكم الله
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[16 - 03 - 09, 07:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:01 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد. وجدت تفسير الزجاج في الرابط الذي أشرت إليه ولكن بصيغة Word. والكتاب صغير.
وبالنسبة لرسالة "مناهج اللغويين في تقرير العقيدة" فهو كتاب ضخم، فلو تكرم أحد أحتاج بتصوير الموضع الذي يذكر فيه الباحث عقيدة الزجاج، وهو قد جعله من المضطربين في العقيدة - المثبتين المؤولين في آن واحد.
ربما تسألون: لماذا؟
بدأت في موضوع جديد على منتدانا الإنجليزي اسمه "رد على من قال: الله موجود بلا مكان" ( http://forums.islamicawakening.com/showthread.php?p=216166#post216166) والذي فيه رد تام على مائتين وتسع وستين نقلا ( http://www.aslein.net/showthread.php?p=38068#post38068) يزعم صاحبها أنها تثبت هذه العقيدة. هذه النقول موجودة على الأصلين وغيره من المنتديات العربية الكلامية على الشبكة كما أنتم أعرف مني بهذا.
فالتقطه بعض المنتديات الكلامية الإنجليزية - وعلى رأسها المعرفة - ###- في إثبات هذه العقيدة. وفي الحين جاء أحد من أهل البدعة إلى منتدانا islamicawakening وجعل يقص ويلصق نقلا منسوبا إلى علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في هذا. فهذا هو الذي جعلني أن أفتح هذا الموضوع والذي فيه رد تام على النقول الـ269 وفقني الله لإتمامه على علم وبصيرة.
المهم أنني وصلت إلى قول الزجاج وهو النقل رقم 19 من الـ269، والكتب بعيدة عني، فلذلك أحتاج إلى الصور بارك الله فيكم، على أن قد جمعت بعض المعلومات الطيبة عن الزجاج اللغوي وهو الذي ذكر قبل موته أنه على مذهب الإمام أحمد.
وقبل هذا فقد أثبتّ أن النقل عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي يثبت أن الله ليس في مكان لا سند له، ولم يذكر له أبو منصور البغدادي سندا، مما جعل أصحاب منتدى المعرفة أمس يصفونني بالجاهل المطلق ويوصونني بتصحيح الرد على قول علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -! فإذا كان الرد على القول المنسوب إلى علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يحصل بإعلامي لهم بأن النقل لا إسناد له، فلا أدري بماذا يكون الرد الصحيح على ذلك النقل المزعوم.
وأنا آسف على أن جعلت هذا الموضوع كل شيء غير الاستراحة.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:13 م]ـ
أعانك الله أخي حارث على إتمام ما بدأتَ،
و قد بحثتُ لك عن مناهج اللّغويّين في الشّبكة،
و للأسف لم أجده.
فلعلّ الإخوة يجتهدون في رفعه إن شاء الله.
حفظك الله أخي و سدّدك.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:21 م]ـ
أمّا عن أثر عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -،
هذا الموضوع قد يفيدك، إذ تناول فيه الإخوة هذا الأثر الباطل،
فهاك رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=791711
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيرا. بل إن أول مقام رجعت إليه لتحقيق هذا الأثر المزعوم عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هو ذلك الرابط الذي أشرتَ إليه!
وإثبات أن هذا النقل لا سند له كاف في رده، خلافا لمن زعم من المبتدعة أن هذا الرد غير كاف.
ولذلك فلم أكلف نفسي برد طويل على هذا النقل المزعوم عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما ترى ( http://forums.islamicawakening.com/showpost.php?p=216172&postcount=2).
ورددت على نقلين عن علي بن الحسين بن علي كما أثبتَ الإخوة في هذا المنتدى أنه من الصحيفة السجادية الشيعية،
وعلى النقل عن جعفر الصادق بدون سند في الرسالة القشيرية،
وعلى النقول عن أبي حنيفة في الفقهين وكتاب الوصية،
وعلى نقل عن الشافعي بدون سند،
وعلى "تفسير" الهيتمي الخاطئ لعقيدة الإمام أحمد،
وعلى نقلين من ذي النون المصري،
وعلى "تفسير" بعض الشراح الخاطئ لعقيدة البخاري،
وعلى فهمهم الخاطئ للنقول عن الطبري.
وأنا الآن متوقف على النقلين عن الزجاج، على أن الرد موجود لدي إن شاء الله ولكن الصور توثق الرد بإذن الله، كما أرفقت صورا للردود السابقة.
أصبح الموضوع الآن أقرب إلى منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة، فهل يمكن نقله إلى هناك حتى نستفيد ونفيد، بارك الله فيكم؟ لعل بعض الإخوة المتخصصين هناك يهتمون بتصوير الصفحات المطلوبة من التفسير ومن المناهج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/248)
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:43 ص]ـ
أشكر الأخ الكريم الذي نقل هذا الموضوع من الاستراحة إلى منتدى العقيدة.
وكما تعلمون فإن قضية رد النقول الـ269 مهمة جدا، لأن النقول هي عبارة عن كل ما لدى أهل الكلام المعاصرين من الجهد في إثبات بدعتهم التي بنيت عليها أسسهم العقدية في مكان واحد، فحبذا لو جمعنا رد هذه البدعة في مكان واحد كذلك.
بارك الله فيكم ووفقكم.(54/249)
تساؤل. .؟ هل لابن بطة الحنبلي كلام في أبي الحسن الأشعري أو الأشاعرة عموما؟؟
ـ[جلاءالأكدار]ــــــــ[16 - 03 - 09, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
أريد التحقيق العلمي من طلبة علم متمكنين في هذا ,,,
هل ورد كلام لابن بطة الحنبلي صاحب الإبانة عن إبي الحسن الأشعري أو مذهب الأشاعرة عموما؟ إن ذماً وإن مدحاً؟
أرجوا أن تتم الفائدة وأن يكون بحثاً موسعاً إن امكن ذلك ومن ذكر شيئا فلا بد من الإحالة إلى المصدر
وللفائدة القصد من هذا المذاكرة والإستفادة ,,,,,,, ولست بصدد إعداد بحث ولا شيء من ذلك .............
ـ[جلاءالأكدار]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:01 م]ـ
لازالت أبحث ولم أجد شيئا فهل من طلبة العلم ممن يجردون الكتب بشكل أفضل من العبد الفقير جلاءالأكدار Question هل وجدتم شيئا أفيدوني بارك الله فيكم؟(54/250)
الفرق بين الأشاعرة والماتريدية
ـ[معن الصالح]ــــــــ[17 - 03 - 09, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد
نريد من طلبة العلم المتخصصين ان يبينوا لنا الفرق بين الأشاعرة والماتريدية
بماذا يختلفون و بماذا يتفقون
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 06:11 م]ـ
تكلم على هذه المسألة الشيخ شمس الحق الأفغاني _ رحمه الله _ في كتابه " عداء الماتردية للعقيدة السلفية "
وهم في الغالب متفقون
غير أنهم اختلفوا في مسائل من أهمها في نظري مسألة الإستثناء في الإيمان
فقد أجاز الأشاعرة ذلك
ومنع الماتدرية منه بل اعتبروه من ألفاظ الردة كما تجده في كتب بعض متأخري الحنفية
وهذا القول هو سبب منع بعض متأخري الحنفية من تزويج الشافعي للمرأة الحنفية فقد عللوا ذلك بأن الشافعية يشكون في إيمانهم!!
وذلك لأن عامة الحنفية ماتردية وعامة الشافعية _ آنذاك _ أشاعرة _ فأصل الخلاف في هذه عقدي وليس مذهبياً كما يظنه البعض _
ومع ذلك يأتي من يزعم أنهم فرقة واحدة وهذا غريب مع هذا الخلاف الشديد
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:05 م]ـ
ذكر أبو سعيد الخادمي الحنفي الماتريدي الأمور التي اختلف فيها الأشاعرة والماتريدية
في كتابه: بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية - فقال:
(تَذْنِيبٌ) لِلْمَسَائِلِ الْمُخْتَلِفَةِ بَيْنَ إمَامَيْ أَهْلِ السُّنَّةِ .... الشَّيْخِ أَبِي مَنْصُورٍ الْمَاتُرِيدِيِّ، وَالشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ - رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى - عَلَى مَا جَمَعَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي رِسَالَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَبَعْضُ الْأَسَاتِذَةِ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ مَعَ بَعْضٍ آخَرَ عَنْ بَعْضِ الْكُتُبِ.
قَالَ جُمْهُورُ الْمَاتُرِيدِيَّةِ:
الْأَوَّلُ مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَاجِبٌ عَقْلًا لَا شَرْعًا.
الثَّانِي وَأَنَّهُ تَعَالَى لَوْ لَمْ يَبْعَثْ لِلنَّاسِ رَسُولًا لَوَجَبَ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَتُهُ تَعَالَى.
الثَّالِثُ: وَأَنَّهُ يُعْرَفُ الصَّانِعُ بِصِفَاتِهِ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ.
الرَّابِعُ: وَأَنَّ الْوُجُودَ وَالْوَاجِبَ عَيْنُ الذَّاتِ فِي التَّحْقِيقِ.
الْخَامِسُ: وَأَنَّ حُسْنَ بَعْضِ الْأُمُورِ وَقُبْحَهُ يُدْرَكُ بِالْعَقْلِ.
السَّادِسُ: وَأَنَّ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ كُلِّهَا رَاجِعَةٌ إلَى صِفَةٍ ذَاتِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ هِيَ التَّكْوِينُ وَهُوَ مَبْدَأُ الْإِخْرَاجِ مِنْ الْعَدَمِ إلَى الْوُجُودِ فَالْفِعْلِيَّةُ كَالذَّاتِيَّةِ صِفَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لَا اعْتِبَارِيَّةٌ قَدِيمَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ تَعَالَى.
السَّابِعُ: وَكُلُّ صِفَةٍ ذَاتِيَّةٍ أَوْ فِعْلِيَّةٍ وَاجِبَةِ الْوُجُودِ لَيْسَتْ بِمُمْكِنَةٍ.
الثَّامِنُ: وَأَنَّ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ مِنْ نَحْوِ الْخَالِقِ الْبَارِئِ الرَّازِقِ لَهَا أَسْمَاءٌ غَيْرُ الْقُدْرَةِ بِلَا رُجُوعٍ إلَيْهَا بَلْ إلَى التَّكْوِينِ.
التَّاسِعُ: وَأَنَّ التَّكْوِينَ لَيْسَ عَيْنَ الْمُكَوَّنِ.
الْعَاشِرُ: وَأَنَّ الْبَقَاءَ لَيْسَ صِفَةً زَائِدَةً.
الْحَادِيَ عَشَرَ: وَالسَّمْعُ وَالْبَصَرُ صِفَتَانِ غَيْرُ الْعِلْمِ بِالْمَسْمُوعِ، وَالْمُبْصَرِ.
الثَّانِي عَشَرَ: وَأَنَّ إدْرَاكَ الْمَشْمُومِ، وَالْمَذُوقِ، وَالْمَلْمُوسِ لَيْسَ صِفَةً غَيْرَ الْعِلْمِ فِي شَأْنِهِ تَعَالَى.
الثَّالِثَ عَشَرَ: وَأَنَّ أَفْعَالَهُ تَعَالَى مُعَلَّلَةٌ بِالْحِكَمِ، وَالْمَصَالِحِ.
الرَّابِعَ عَشَرَ: وَأَنَّ الْإِرَادَةَ لَا تَسْتَلْزِمُ الرِّضَا، وَالْمَحَبَّةَ.
الْخَامِسَ عَشَرَ: اللَّهُ مُتَكَلِّمٌ فِي الْأَزَلِ لَا مُكَلِّمٌ فِي الْأَزَلِ.
السَّادِسَ عَشَرَ: وَأَنَّ بَعْضَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ مِنْ بَعْضٍ.
السَّابِعَ عَشَرَ: وَأَنَّهُ لَا يَتَعَلَّقُ الْخِطَابُ الْأَزَلِيُّ بِالْمَعْدُومِ.
الثَّامِنَ عَشَرَ: وَأَنَّ وُجُودَ الْأَشْيَاءِ بِالْإِيجَادِ لَا بِخِطَابِ كُنْ.
وَعَنْ الْبَزْدَوِيِّ هُوَ بِالْخِطَابِ، وَالْإِيجَادِ مَعًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/251)
التَّاسِعَ عَشَرَ: وَأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ وَهُوَ لِإِمَامِ الْحَرَمَيْنِ أَيْضًا.
الْعِشْرُونَ: وَأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ فِي الْإِيمَانِ لَا يَجُوزُ حَالًا وَاسْتِقْبَالًا.
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّ الشَّقِيَّ فِي الْحَالِ قَدْ يَسْعَدُ وَبِالْعَكْسِ.
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّهُ وَإِنْ جَازَ تَعَلُّقُ الرُّؤْيَةِ بِكُلِّ مَوْجُودٍ إلَّا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَعَلُّقُ السَّمَاعِ بِكُلِّ مَوْجُودٍ.
الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمْ يَسْمَعْ الْكَلَامَ النَّفْسِيَّ بَلْ سَمِعَ كَلَامًا مُؤَلَّفًا مِنْ الْحُرُوفِ وَالْأَصْوَاتِ.
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ التَّكْلِيفُ بِمَا لَا يُطَاقُ.
الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَعْذِيبُ الْمُطِيعِ وَتَنْعِيمُ الْكَافِرِ عَقْلًا لِمُخَالَفَةِ الْحِكْمَةِ وَوَضْعِ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَكَذَا تَخْلِيدُ الْمُؤْمِنِ فِي النَّارِ وَتَخْلِيدُ الْكَافِرِ فِي الْجَنَّةِ.
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّهُ تَعَالَى لَا يُرَى فِي الْمَنَامِ وَإِنْ ذَهَبَ أَكْثَرُ الْحَنَفِيَّةِ إلَى خِلَافِهَا بَلْ أَوَّلُوا كَلَامَ الشَّيْخِ.
السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ وَأَنَّهُ لَيْسَ الرُّؤْيَا خَيَالًا بَاطِلًا بَلْ نَوْعُ مُشَاهَدَةٍ لِلرُّوحِ تَحْقِيقِيَّةً أَوْ بِمِثَالِهِ.
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّ الِاسْتِطَاعَةَ الَّتِي يَعْمَلُ بِهَا الْعَبْدُ الطَّاعَةَ هِيَ بِعَيْنِهَا الِاسْتِطَاعَةُ الَّتِي يَعْمَلُ بِهَا الْمَعْصِيَةَ عَلَى أَنْ تَكُونَ الْقُدْرَةُ الْوَاحِدَةُ صَالِحَةً لِلضِّدَّيْنِ عَلَى سَبِيلِ الْبَدَلِ.
التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ: وَأَنَّ الْعِلْمَ الْوَاحِدَ يَتَعَلَّقُ بِمَعْلُومَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ.
الثَّلَاثُونَ: وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ مَوْتِهِمْ أَيْضًا أَنْبِيَاءُ حَقِيقَةً.
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ بِالْوَحْيِ أَوْ الرَّأْيِ أَوْ الِاجْتِهَادِ وَإِنْ اخْتَلَفَ فِي تَفْصِيلِهِ.
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّ إيمَانَ الْمُقَلِّدِ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ عَاصِيًا بِتَرْكِ الِاسْتِدْلَالِ.
الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ فِي الْإِيمَانِ الِاسْتِدْلَالِيِّ الدَّلِيلُ الْعَقْلِيُّ عَلَى جَمِيعِ الْمَسَائِلِ الِاعْتِقَادِيَّةِ بَلْ يَكْفِي الِابْتِنَاءُ عَلَى قَوْلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ فِيهِ نَوْعُ تَأَمُّلٍ.
الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّهُ لَيْسَ الِاسْمُ غَيْرَ الْمُسَمَّى بَلْ عَيْنُهُ.
الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّ الْحِكْمَةَ مَا لَهُ عَاقِبَةٌ حَمِيدَةٌ، وَالسَّفَهُ عَلَى ضِدِّهِ لَا مَا وَقَعَ عَلَى قَصْدِ فَاعِلِهِ وَضِدِّهِ وَلَا مَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لِلْفَاعِلِ أَوْ لِغَيْرِهِ وَضِدِّهِ.
السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ: وَفِعْلُ الْعَبْدِ يُسَمَّى كَسْبًا لَا خَلْقًا أَقُولُ فِيهِ نَظَرٌ أَيْضًا.
السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: وَفِعْلُ اللَّهِ تَعَالَى يُسَمَّى خَلْقًا لَا كَسْبًا فَهُوَ أَيْضًا كَمَا تَرَى.
الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ: وَاسْمُ الْفِعْلِ يَشْمَلُهُمَا عَلَى سَبِيلٍ بِلَا أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً فِي خَلْقِ اللَّهِ وَمَجَازًا فِي كَسْبِ الْعَبْدِ.
التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ: وَأَنَّ مَا وَقَعَ بِغَيْرِ الْآلَةِ فَخَلْقٌ وَبِالْآلَةِ فَكَسْبٌ وَقِيلَ مَا يَجُوزُ تَفَرُّدُ الْقَادِرِ بِهِ فَخَلْقٌ وَمَا لَا فَكَسْبٌ.
الْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ إحْسَاسَ الشَّيْءِ بِإِحْدَى الْحَوَاسِّ لَيْسَ عِلْمًا بِهِ بَلْ هُوَ آلَةٌ لَهُ.
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ الذُّكُورَةَ شَرْطُ النُّبُوَّةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/252)
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ مَا حَصَلَ مِنْ الْأَلَمِ عَقِيبَ الضَّرْبِ وَمِنْ الِانْكِسَارِ عَقِيبَ الْكَسْرِ لَيْسَ بِفِعْلِ الْعَبْدِ لِاسْتِحَالَةِ اكْتِسَابِ مَا لَيْسَ بِقَائِمٍ فِي مَحَلِّ قُدْرَتِهِ.
الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ إفَادَةَ النَّظَرِ الصَّحِيحِ بِمَجْمُوعِ الْكَسْبِ وَالْخَلْقِ لَا بِالْخَلْقِ فَقَطْ.
الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ قُدْرَةَ الْعَبْدِ مُؤَثِّرَةٌ فِي فِعْلِهِ لَا أَنَّ لَهُ قُدْرَةً غَيْرَ مُؤَثِّرَةٍ.
الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ الْعِلَلَ وَالْأَسْبَابَ مِثْلُ الْقُوَى وَالطَّبَائِعِ مُؤَثِّرَةٌ حَقِيقَةً لَا عَادِيَةً فِيمَا يَبْدُو مِنْهَا مِنْ الْآثَارِ.
السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مَقْدُورٌ وَاحِدٌ بَيْنَ قُدْرَةِ قَادِرَيْنِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ بَعْضِ الْأَشْعَرِيَّةِ أَيْضًا.
السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ الْأَرْوَاحَ لَيْسَتْ بِجِسْمٍ وَلَا جُثْمَانِيٍّ بَلْ هِيَ أُمُورٌ مُجَرَّدَةٌ عَنْ الْمَادَّةِ.
الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّهُ يَعْرِفُ بَعْضَ الْأَحْكَامِ قَبْلَ الْبَعْثَةِ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى الْعِلْمَ بِهِ إمَّا بِلَا كَسْبٍ كَوُجُوبِ تَصْدِيقِ النَّبِيِّ وَحُرْمَةِ الْكَذِبِ الضَّارِّ وَإِمَّا مَعَ الْكَسْبِ بِالنَّظَرِ وَتَرْتِيبِ الْمُقَدِّمَاتِ وَقَدْ لَا يُعْرَفُ إلَّا بِالْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ.
التَّاسِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: وَأَنَّ صِفَاتِهِ تَعَالَى بَاقِيَةٌ بِبَقَاءٍ هُوَ نَفْسُ تِلْكَ الصِّفَةِ.
الْخَمْسُونَ: وَأَنَّ الْمُمَاثَلَةَ لَا تَكُونُ إلَّا بِالْمُشَارَكَةِ فِي جَمِيعِ الْأَوْصَافِ.
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّ الْمُمَاثَلَةَ جِنْسٌ يَشْتَمِلُ عَلَى أَنْوَاعِهِ مِنْ الْمُشَابَهَةِ، وَالْمُضَاهَاةِ، وَالْمُسَاوَاةِ وَإِطْلَاقُ اسْمِ الْجِنْسِ عَلَى كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِهِ جَائِزٌ، وَفِيهِ كَلَامٌ.
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: تُؤَوَّلُ الْمُشَابِهَاتُ إجْمَالًا وَيُفَوَّضُ تَفْصِيلُهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى.
الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّ حُكْمَ الْمُتَشَابِهَاتِ انْقِطَاعُ رَجَاءِ مَعْرِفَةِ الْمُرَادِ مِنْهَا فِي هَذِهِ الدَّارِ.
الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّ الْقَضَاءَ، وَالْقَدَرَ غَيْرُ الْإِرَادَةِ الْأَزَلِيَّةِ.
الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّهُمْ حَكَمُوا بِكُفْرِ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ يَعْلَمُ الْغَيْبَ.
السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبًا، وَالْحَقُّ وَاحِدٌ.
السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّ الدَّلِيلَ اللَّفْظِيَّ قَدْ يُفِيدُ الْيَقِينَ إنْ تَوَارَدَ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ عِنْدَ عَدَمِ صَارِفٍ.
الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّ الْمَحَبَّةَ بِمَعْنَى الِاسْتِحْمَادِ لَا مُطْلَقِ إرَادَةٍ فَلَا تَتَعَلَّقُ بِغَيْرِ الطَّاعَةِ.
التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ: وَأَنَّهُ يَنْعَمُ الْكَافِرُ فِي الدُّنْيَا.
السِّتُّونَ: وَأَنَّهُ لَا يُكَلَّفُ الْكَافِرُ بِأَدَاءِ الْعِبَادَاتِ.
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ مِنْ الصَّغَائِرِ عَمْدًا وَمِنْ الْكَبَائِرِ مُطْلَقًا.
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّهُ يَصِحُّ إمَامَةُ الْمَفْضُولِ.
الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ الْمَوْتَ فَسَادُ بِنْيَةِ الْحَيَوَانِ لَا عَدَمُ الْحَيَاةِ عَمَّا مِنْ شَأْنِهِ أَوْ عَرْضٌ يَخْلُقُهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ.
الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ الْأَعْرَاضَ لَا تُعَادُ.
الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ تَوْبَةَ الْيَأْسِ مَقْبُولَةٌ.
السَّادِسُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ نَسْخُ مَا لَا يُقْبَلُ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ السُّقُوطُ كَوُجُوبِ الْإِيمَانِ وَحُرْمَةِ الْكُفْرِ.
السَّابِعُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ الْحُسْنَ وَالْقُبْحَ مَدْلُولَا الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ فِيمَا يُدْرَكُ عَقْلًا وَعِنْدَ الْبَعْضِ مُطْلَقًا لِحِكْمَةِ الْآمِرِ وَالنَّاهِي.
الثَّامِنُ وَالسِّتُّونَ: وَأَنَّ الْإِقْرَارَ جُزْءُ الْإِيمَانِ وَإِنْ شَرْطًا عِنْدَ بَعْضِهِمْ كَالْأَشَاعِرَةِ.
التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ: وَإِنْ بَلَغَ فِي شَاهِقِ الْجَبَلِ وَلَمْ تَصِلْ إلَيْهِ الدَّعْوَةُ يَجِبُ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِالصَّانِعِ فِي مُدَّةِ الِاسْتِدْلَالِ دُونَ الْأَعْمَالِ بِحَسَبِ وُجُودِهِ وَوَحْدَتِهِ وَاتِّصَافِهِ بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ الْعِلْمِ، وَالْقُدْرَةِ، وَالْإِرَادَةِ وَكَوْنِهِ مُحْدِثَ الْعَالَمِ وَتَنْزِيهِهِ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ.
السَّبْعُونَ: وَأَنَّ الْعَقْلَ لَهُ مَدْخَلٌ فِي إدْرَاكِ بَعْضِ الشَّرْعِيَّاتِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ فِي حَقِّ الْحُكْمِ.
الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: وَأَنَّهُمْ أَثْبَتُوا الْحَالَ كَمَا فِي التَّوْضِيحِ.
الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: وَأَنَّ إرْسَالَ الرُّسُلِ وَاجِبٌ بِمَعْنَى لِيَاقَةِ الْحِكْمَةِ فَقِيلَ فَنِزَاعٌ لَفْظًا.
الثَّالِثُ وَالسَّبْعُونَ: وَالِاسْتِطَاعَةُ مَعَ الْفِعْلِ.
أَقُولُ فِيهِ شَيْءٌ يَظْهَرُ بِالرُّجُوعِ إلَى شَرْحِ الْعَقَائِدِ نَعَمْ قَدْ يُنْسَبُ ذَلِكَ إلَى بَعْضِ الْأَشَاعِرَةِ خِلَافًا لِجُمْهُورِ الْأَشَاعِرَةِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ هَذَا مَا يَحْضُرُ لَنَا مِنْ كُتُبِهِمْ إنْ كَانَ زَائِدًا عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ وَكَانَ بَعْضُ مَا ذُكِرَ رَاجِعًا إلَى بَعْضٍ آخَرَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ الْحَالِ. ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/253)
ـ[معن الصالح]ــــــــ[17 - 03 - 09, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما كل خير
فقد أفدتموني كثيرا
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا تلخيص لكتاب (الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية) لحسن بن عبد المحسن بن أبي عذبة (1172) هـ
قال:
((المسائل المختلف فيها بين الأشاعرة والماتريدية تنقسم إلى قسمين:
أولاً: المسائل المختلف فيها خلافًا لفظيًا:
1 - الاستثناء في الإيمان:
- ذهب الأشعري وأهل الحديث إلى أنه يستثنى في الإيمان
- ذهبت الماتريدية إلى أنه لا يستثنى
2 - السعيد هل يشقى؟:
- ذهبت الأشعرية إلى أن السعادة والشقاوة مكتوبة على بني آدم لا تتبدل
- ذهب الماتريدية إلى أن السعادة المكتوبة في اللوح المحفوظ تتبدل شقاوة بأفعال الأشقياء , والعكس كذلك.
3 - الكافر هل ينعم عليه؟:
- ذهب الأشعري إلى أنه لا ينعم عليه لا في الدنيا ولا في الآخر.
- قال القاضي أبو بكر: أنعم عليه نعمة دنيوية.
- ذهبت القدرية إلى أنه أنعم عليه دنيوية ودينية.
4 - هل رسالة نبينا ? وكل نبي باقية بعد موتهم؟ وهل يصح أن يقال لكل واحد منهم رسول حقيقة؟:
- ذهبت الماتريدية إلى أنه رسول الآن حقيقة.
- قالت الكرامية: لا.
- نقل عن الأشعري قوله: أنه الآن –الرسول- في حكم الرسالة , وحكم الشيء يقوم مقامه الأصلي.
5 - هل بين الإرادة و الرضى ملازمة؟ – هل المراد مرضٍ أو لا؟ -:
- ذهب الأشعري إلى أن الإرادة ملزومة للرضى والرضى ليس بلازم للإرادة أي ليس بينهما ملازمة, لأن الكفر غير مرضي وهو مراد له تعالى.
- ذهبت الماتريدية إلى أن الإرادة والرضى أمران متحدان.
6 - هل يصح إيمان المقلد؟:
- قال الأشعري أنه لا يصح , -وقيل أن هذا مفترى عليه- وهو قول بعض الأشعرية والمعتزلة.
- ذهبت الماتريدية إلى أنه يصح
- ذهب عامة الفقهاء وأهل الحديث إلى أنه يصح لكنه عاصي لتركه الاستدلال.
7 - الكسب:
- عند الأشعرية صعب دقيق ويضرب فيها المثل:
يقول وقد رأى جسمي كخصر * * * له شبه لما بي بالسوية
فقلت هما من الموجود ولكن * * * كوجدان اكتساب الأشعرية
وفسروه أن العبد إذا صمم عزمه فالله ? يخلق الفعل عنده ,
[فالإنسان مضطر في صورة مختار]
- ما بين المعقوفين زيادة من عندي للتوضيح , وهي من قول الغزالي والرازي كما في تفسيره مفاتيح الغيب (4/ 71) و (7/ 307) -
- عند الماتريدية هو صرف القدرة إلى أحد المقدورين , وهو غير مخلوق لأن جميع ما يتوقف عليه فعل الجوارح والتروك – أفعال النفس- بخلق الله تعالى لا تأثير لقدرة العبد فيه.
- المسألة لفظية لأن كلاهما يقولان بثبوت واسطة بين الحركة الاضطرارية والحركة الاختيارية ,وأن لا جبر ولا قدر, لأن الأشعري لا يسمي ذلك فعلا للعبد حقيقة بل مجازا, والماتريدية يسمونه فعلا حقيقة لا مجازا.
ثانياً: المسائل المختلف فيها اختلافاً معنوياً:
1 - هل يجوز لله تعالى أن يعذب العبد المطيع أم لا؟:
- اتفق الأشاعرة والماتريدية أنه لا يجوز شرعًا ولا يقع , ولكن اختلفوا في الجواز العقلي:
- ذهبت الأشعرية أنه يجوز عقلاً وليس هذا بظلم لأن الله يجوز له التصرف في ملكه بالتعذيب وتركه لكنه جاد في حق العباد بالإحسان.
- ذهبت الماتريدية إلى عدم تجويزه مطلقا لا عقلا ولا شرعا.
2 - معرفة الله تعالى هل هي واجبة بالشرع أم بالعقل؟:
- عند الأشعري بالشرع.
- عند الماتريدية بالعقل.
3 - صفات الأفعال كالتخليق والترزيق والإحياء والإماتة والتكوين هل هي قديمة أو حادثة؟:
- ذهب الأشعري إلى أنها حادثة, فقبل الخلق والرزق لا يكون خالقا ورازقا على ما يقتضيه حكم اللغة , ويكون خالقًا رازقًا بحكم أنه قادر عليها , وقال الأشاعرة أنها ترجع إلى القدرة.
- ذهب الماتريدية إلى أنها قديمة لأن الحوادث لا تقوم بذات الله.
4 - هل كلام الله وهو القائم بذاته النفسي يُسمع أم لا؟:
- ذهب الأشعري إلى أنه يُسمع, لأن كل موجود يصح أن يُراد فكذلك يصح أن يُسمع.
- ذهب الماتريدية إلى أنه لا يُسمع لأنه يستحيل سماع ما ليس من جنس الحروف والأصوات.
5 - هل يجوز التكليف بما لا يطاق؟:
- ذهبت الأشعرية إلى جواز التكليف بما لا يطاق , لأن أفعال الله تعالى غير معللة بالأغراض, فجاز التكليف بالمحال إذ ليس الغرض هو الإتيان به, وفائدته الاختبار.
- ذهبت الماتريدية إلى عدم جواز التكليف بما لا يطاق لقوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) ولأن تكليف العاجز خارج عن الحكمة , كتكليف الأعمى بالنظر ...
6 - هل الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر:
- ذهبت الأشعرية إلى أنهم معصومون من الكبائر دون الصغائر.
- ذهبت الماتريدية إلى أنهم معصومون من الكبائر والصغائر جميعاً.))
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من مزيد من الكتب بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/254)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:40 ص]ـ
اهتم بعض المؤلفين بذكر بعض الفروق بين الأشاعرة والماتريدية في مؤلفاتهم , ومن تلك المؤلفات:.
1 - نظم الفرائد وجمع الفوائد في بيان المسائل التي وقع الإختلاف فيها بين الماتريدية والأشعرية في العقائد للشيخ عبد الرحمن زادة الحنفي الماتريدي.
2 - الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية للشيخ الحسن بن علي المعروف بأبي عذبة.
3 - إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للزبيدي.
4 - شمس الأفغاني رحمه الله حيث عقد فصلا كاملا في رسالته للماجستير " الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات "
5 - وهناك كتاب للشيخ عبد الرحمن دمشقية عن الفروق بينهما تجده في مكتبة صيد الفوائد - إن لم أهم -.(54/255)
مدرسة الفقهاء الحنابلة في اليمن. . .
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 07:07 م]ـ
مدرسة الفقهاء الحنابلة في اليمن
(ملخص من عرض لكتاب: مقدمة في دراسة الاتجاهات الفكرية والسياسية في اليمن فيما بين القرن الثالث والخامس الهجري، للدكتور: أحمد عبد الله عارف).
تناوبت على اليمن منذ دخولها في الإسلام عدد من المذاهب والاتجاهات الفكرية العقدية والفقهية، وكان فقهاء اليمن متبايني الاتجاهات المذهبية فهنالك المالكي و الحنفي و الشافعي، وأما المذهب الحنبلي فلم يكن له نصيب من التواجد الفقهي في اليمن، لأنه لم يثبت أنّ أحداً من اليمن تتلمذ على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
ويقصد بـ (الفقهاء الحنابلة) في البحث أي في العقيدة ومسائل أصول الدين، وليس في الفروع والفقه. و إنما سموا بـ (الحنابلة) من تلك الناحية فقط، لأنهم تبعوا عقيدة الإمام احمد بن حنبل في مسائل أصول الدين، باعتبار أن الإمام أحمد بن حنبل يعتبر خليفة في تأصيل عقيدة السلف الصالح، ونظراً لجهوده في مواجهة المتكلمين وخاصة المعتزلة، و كذلك لما تتسم به عقيدة السلف التي حمل لواءها الإمام أحمد من البساطة واليسر ووضوح الرؤية دون تكلف وتعمق بخلاف ما هي عليه عند المعتزلة.
وأما سبب تسميتهم بـ (الفقهاء) فهي نتيجة لاهتمامهم باقتفاء المسائل الفرعية و خاصة الفقه. وتسمية كل من كان على منهج أهل السنة في العقيدة بـ (الحنبلي) أمر شائع وعام، ويطلق على كل من اعتقد معتقده بالذات في الصفات والقول بعدم خلق القرآن، و إن لم يكن حنبلي الفقه والفروع.
ولكن أرى أن التسمية بـ (أهل السنة) أولى و أحسن، وخصوصاً على (الفقهاء الحنابلة) في اليمن وذلك لأنّ التسمية بـ (أهل السنة) تسمية ومصطلح شرعي، ورد به الدليل من السنة و الأثر عن السلف من الصحابة والتابعين، وكذلك أن منهج أهل السنة في اليمن قديم وكان موجوداً قبل مجيء وظهور الإمام أحمد بن حنبل، حيث عرف أهل اليمن عقيدة أهل السنة عن طريق الصحابة مباشرة كعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري عندما بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكان أهل اليمن يعتقدون ذلك المعتقد وهو الأصل فيهم إلى أن جاءت بعد ذلك الفرق العقدية المتأخرة بعد القرن الثالث الهجري كالصوفية والزيدية والإسماعيلية وغيرها فحصل التمايز بالألقاب، ومع ذلك استمر المنهج السني في اليمن على الرغم من مزاحمة المناهج العقدية الأخرى إلى وقتنا الحاضر.
أيضاً يقال أن ما كان عليه الإمام أحمد من معتقد لم يتفرد به، بل هي عقيدة سائر أئمة أهل السنة وأصحاب الحديث، وعلى رأسهم الائمة أبو حنيفة ومالك والشافعي. فالتسمية بـ (الحنابلة) تشعر بوجود فصل بين ما عليه أهل السنة في الاعتقاد وبين ما عليه الإمام أحمد مع أن الكل يدين بعقيدة واحدة فلا وجه للفصل بينهم.
وأما علاقة مدرسة الفقهاء الحنابلة في اليمن بكل من علم الكلام، والصوفية، والزيدية والإسماعيلية. فقد كانت العلاقة في الجملة علاقة سلبية تتسم بالعداء والنفرة والإعراض، ظهرت في صورة معارك كلامية و مناظرات جدلية بين الفقهاء وأصحاب المدارس والاتجاهات الأخرى. وكان للمناخ السياسي دور كبير في تحديد الغلبة والتمكين لأحد هذه الاتجاهات، و ذلك لتعاقب الدول والممالك على الخارطة السياسية اليمنية و التي كانت تتبنى فكر ومعتقد هذه المدارس كدولة بني نجاح التي ساندها الفقهاء في وجه الدولة الإسماعيلية الباطنية، و دولة الأئمة الزيدية التي ساهمت بشكل قوي في نشر الفكر الزيدي في شمال اليمن في مقابل تقليص ومحاربة انتشار المد السني الذي انتشر وغلب على جنوب اليمن ووسطه وغربه.
هذا وقد كان لهؤلاء الفقهاء الحنابلة وجود كبير ومؤثر في الساحة اليمنية، وكانت لهم مؤلفات ومصنفات في العقيدة والرد على خصومهم من الفرق الأخرى. و من الأمثلة على ذلك الشيخ العلامة يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي (489 - 558هـ) صاحب كتاب (الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار) حيث يمثل العمراني رأس أهل السنة في اليمن في القرن السادس، فقد تبنى منهج وعقيدة أهل السنة ودافع عنها وكافح وألف وناظر وخرّج الطلاب عليها، وقد عني بالرد على المعتزلة حين وفودهم إلى اليمن يمثلهم القاضي جعفر بن عبد السلام ألمعتزلي (ت 576هـ) فألف كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/256)
(الانتصار) للرد عليه وعلى عقيدة المعتزلة، ثم لما ظهرت الأشاعرة أضاف إلى ما ذكره في الانتصار من مسائل القدرية مذهب الأشعرية والرد عليهم.
ولا يختلف العمراني عن غيره من علماء الأثر والحديث، من حيث اعتماده على الكتاب والسنة في تقريره للمسائل الكلامية ورده على المعتزلة. حيث أنه يتفق مع أصول منهج الأمام أحمد في أن المعتزلة أصحاب تأويل وبدعة. ويرى العمراني أن المعتزلة أدخلت على الإسلام وأهله شبهاً في الدين ليموهوا بها على العوام ومن لا خبرة له بأصولهم التي بنوا عليها أقوالهم فاتبعوا متشابه القرآن على خلاف ما نقل عن الصحابة والتابعين المشهورين بالتفسير لينفقوا بذلك أقوالهم، فهم أشد الفرق ضررا على أصحاب الحديث. ومن أشهر المسائل الكلامية التي رد الأمام ابن أبي الخير على المعتزلة فيها: كلام الله تعالى، والقول بخلق القرآن، و العدل، وأفعال العباد، والقضاء والقدر، و مرتكب الكبيرة، والإرادة والمحبة، و الوعد والوعيد، والإسلام والإيمان، والشفاعة والإمامة.
وكان الإمام العمراني صاحب منهج علمي رائع في علم الكلام، حيث اعتمد في منهجه في الأساس على الكتاب والسنة. ولم يقتصر العمراني على نقض آراء المعتزلة في أصول الدين وإنما تناول أيضاً بعض الآراء للأشعرية في بعض المسائل كرأيهم في كلام الله، فاعترض على رأي الغزالي في كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد) حول كلام الله وأنه كلام نفسي.
هذا وقد اقتفى الإمام ابن أبي الخير أثر الإمام أحمد بن حنبل وغيره من علماء السنة قبله في مسألة الأسماء والصفات وغيرها من المسائل الأخرى في أصول الدين، و قد يكون قال ببعض الأقوال التي وافق فيها الأشاعرة وخاصة في المسائل الدقيقة التي لم يتبين له فيها قول السلف، أو خالف بها ما جاء عن أئمة الحنابلة، ولكن في الجملة و الأصل والمنهج الذي اتبعه يعتبر حنبلي سني سار على نهج أهل السنة قبله. والموافقة اليسيرة لغيره من أصحاب الفرق الأخرى لا يعني بحال من الأحوال أنه يقول بقولهم، ويذهب مذهبهم وينتحل فكرهم، وهذا الأمر معروف وشائع وحصل عند كثير من الأئمة الآخرين، فكثير من علماء الحديث وأئمة الفقه والمفسرين وغيرهم هم في الأصل من أهل السنة وأتباع السلف الصالح، ولكنهم قد تأثروا ببعض أقوال الأشاعرة أو الماتريدية خصوصاً في تأويل بعض الصفات، وهذا لا يجعلهم أشاعرة و لا ماتريدية لأنهم من أهل الحديث والآخذين به والمقدمين له على كل الأصول بخلاف الأشاعرة والماتريدية الذين تأثروا كثيراً بالمنطق وعلم الكلام والذي أدى بهم إلى مخالفة منهج أهل السنة في بعض مسائل العقيدة.
فالشاهد أن الإمام يحيى بن أبي الخير وإن وافق الأشاعرة في بعض المسائل فلا يعني ذلك أنه أشعري المعتقد، أو خالف أصول الإمام أحمد في مسائل أصول الدين، ومما يجعلنا نستبعد ذلك أن الإمام يحيى بن أبي الخير كان شديداً في التحذير من الأشاعرة حتى عندما علم بأن أحد أبنائه أصبح أشعري العقيدة ثار عليه و تهدده بالبراءة منه حتى يعلن توبته في الجامع عن آراء الأشعرية.
كتبه/
أبو عبدالرحمن
عبدالله السَّيباني
رابط الموضوع ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3928)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 02:07 ص]ـ
منهج السلف أصحاب الحديث في الاعتقاد منهج قديم في اليمن، ووجوده عتيق فهو امتداد طبيعي لمنهج الصحابة الذين دخلوا اليمن ومنهج التابعين الذين أخذوا عن الصحابة وأئمة الحديث من أهل اليمن، وما العلامة يحيى بن أبي الخير العِمراني صاحب البيان وما أدراكم ما البيان إلا حلقة منتظمة في سلسة ذهبية مباركة مسلسلة باعتقاد السلف أصحاب الحديث ...
وما أروع كتاب "الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار" للعلامة العمراني الذي انبرى ليرد به على كتاب" الدامغ للباطل من مذهب الحنابل" وهو لعلامة الزيدية القاضي جعفر بن عبد السلام الزيدي المعتزلي رحم الله الجميع ..(54/257)
أريد فوائد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 02:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أريد فوائد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره
تناسب عقليات طلاب متوسط يعني ثالث متوسط إلى أولى ثانوي تقريباً؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أريد فوائد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره
تناسب عقليات طلاب متوسط يعني ثالث متوسط إلى أولى ثانوي تقريباً؟
هذه الثمار تجدها في سلسلة الأشقر، وكذا تجده في شرح العلامة العثيمين للواسطية، فهو في نهاية كل مبحث يتكلم عن النواحي المسلكية.
والله أعلم.
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا إقتباس من شرح فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لعقيدة أهل السُنة، لعله يفتح لكَ الطريق
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة. فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة لله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه. والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بها كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل 97]
ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولا: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه،
ثانيا: شكره تعالى على عنايته بعباده حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم غير ذلك من مصالحهم.
ثالثا: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل ولاستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
أولا: العلم برحمة الله تعالى ورحمة بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به،
ثانيا: ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القران العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثا: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولا: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد،
ثانيا: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثا: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا لله بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولا: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم.
ثانيا: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها، بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولا: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب، لأن السبب والمسبَب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانيا: راحة النفس، طمأنينة القلب أنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى وأن المكروه كائن لا محالة ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشا وأريح نفسا وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثا: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعا: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السموات والأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على لك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير الله تعالى بقوله (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) [الحديد 22 - 23]
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم عل نبينا محمد وعلى أله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
وفقكَ الله(54/258)
(تعليقات الشيخ ابن مانع على مقالات وكتب الكوثري) - هديه -، مع رأي الظاهري والملاح
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتابٌ جمعت فيه تعليقات العلاّمة الشيخ محمد بن مانع - رحمه الله - على مقالات وكتب الكوثري، جمعتها من مكتبته الخاصة المحفوظة بمكتبة الملك فهد بالرياض، صدّرتها بنبذة عن حال الكوثري الذي أصبح " عَلَمًا " على " الجهمية - القبورية " في هذا الزمان، يصدر عن كتبه من تأثر بهاتين البدعتين. وقد فاتني أن أذكر فيها:
1 - رأي الأستاذ محمود الملاح " العراقي " - رحمه الله -.
2 - رأي الشيخ أبي عبدالرحمن الظاهري - حفظه الله -.
أما الملاح؛ فقد قال في مقالته عن الكوثري، المنشورة في رسالته " مجموع السنة "، (1/ 329 - 339) -وأنتقي منها المهم -: " إن الكوثري مع شهرته في غير قطرنا لا يكاد اسمه يدور على الألسنة في العراق!.
وأول عثوري على اسمه كان عند اقتنائي نسخة من كتاب (الفَرق بين الفِرق) لعبد القاهر البغدادي، إذ كان مكتوباً على غلافه: " عرف الكتاب وترجم للمؤلف وصححه وكتب هوامشه العلامة المحقق الكبير .. الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية" ...
وأبلغني صديق في زمن متأخر أن الكوثري ليس كما كنتُ أظن وسطاً محدوداً، بل هو صوال جوال، فسيح المجال، ذو آراء وأقوال ذات استقلال ... وله تآليف ومقالات، واعتراضات وانتقادات في مواضيع شتى ... وأنها تبلغ كذا ..
فسرني هذا الخبر المؤنس طبعاً، وكنت أشعر بالوحشة .. ! وزادني سروراً وعده إياي بمجلد ضخم من (كوثر) الكوثري!.
وشغلتني الشواغل، جعل الله من خلقها لي أشغل من ذات النحيين .. ! ومر زمن؛ حتى سقط عليَّ الجزء الأول من المجلد الثلاثين من مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، وإذا في ص156 منه تعليق للأستاذ البيطار على كتاب بعنوان (طليعة التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل).
فعلمت أن هناك هيجاء لم أسمع بضوضائها! ..
ومما تجانسنا فيه إنحاؤه بالتقريع على (مُرابط) مريب في مصر يزعم محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية، قائلاً ما معناه: إن التقريب بين المذاهب السنية مفروغ منه؛ لاتحاد أصولها، فدعواه تحصيل حاصل! ...
لكن نغَّص عليَّ ذاتي بعد تلك المزايا وأخصها توافقنا في محاربة الباطنية قديمها وحديثها كالسبئية وخباياها .. والقاديانية ورزاياها .. أنا نختلف في ما يتصل بصميم ما توافقنا عليه، بحيث فقد التناسق في منهاجه، واختل الاتجاه! ...
مثال ذلك: أنا متفقان في نقطة حرب الباطنية، ومجتمعان على نظام التعبئة، لكنا حين نتجه إلى الخصم شاكي السلاح يزيغ هو إلى أحد أركان الخصم العتاة؛ فيصافحه ويُقبل وجناته، ويتمرغ بلحيته، ويدعوه بالشيخ الأكبر - بالباء .. ! وهو لا يرى أنه أحدث بانحرافه خللاً في التعبئة، فكم من جهد أحتاج إليه؛ لكي أفهمه أنه أحدث خُرماً من التعبئة يتدفق علينا منه الخطر، والقذائف مثل المطر!.
وإنما جاءته هذه العلة، من البيئة المعتلة: البيئة العثمانية البالية، التي نبت فيها، وتسمد بسمادها، فكان قوام ذهنه من ذراتها، ومزاجه من طبيعة مناخها، فهو صورة طبق الأصل لبيئته!.
ولو أن الله كتب لنا التواصل، وهو على قيد الحياة، لربما تداركته فأحييته قبل أن يموت، ولو بقليل؛ لأني آنست منه حب الحق، لكن ضل طريقه يا للأسف! ...
لكن أنى لنا صبر على هدم كيان مجتهد ظهر في عصر متأخر؛ هو الإمام الشوكاني اليماني، الذي لا تجود دنيا الإسلام بمثله (دع) دنيا اليمن!.
إنه لم يكتفِ بالطعن في دينه، بل أسفَّ إلى الطعن في جرثومته، وهو أنه يهودي! فكان إسفافه أشبه بإسفاف (دجال استعماري) مجلوب .. زعم أن الولي الدهلوي الذي تدين بموالاته ملايين المسلمين في الهند وباكستان وغيرهما هو يهودي، بوقاحة ظاهرة، تشفياً منه؛ لتأليفه كتاباً فضح فيه مكنونات سبئية ومجوسية ومزدكية ...
ولم يكن هجومه على الإباضية أقل شدة من هجومه على الرافضة ... وهو بعد كل هذا يبرئ زيداً وأتباعه الخُلص، ولا يعطف على ابن تيمية وأتباعه، بل يسلقه ويسلق من قفا أثره؛ كابن القيم وابن عبدالوهاب بلسان حاد .. ! ولم يسلم من وخزات قلمه السيد صديق خان، ولا الألوسي صاحب جلاء العينين، ولا والده، ولا ابن أخيه .. !.
فالرجل له صفحتان، صفحة حسناء نيرة، وصفحة شوهاء مظلمة! و (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب).
ولا يمكن استقصاء الكوثري، كما لا يمكن استقصاء آثاره .. ومن المؤسف أني لم أقف على كنهه إلا بعد وفاته، ولو أدركته قبل وفاته لتداركته، ولكن هكذا كانت القسمة فيا للخسارة! ".
وأما الظاهري؛ فقال في (مجلة الدرعية، العدد 41، ص 27 – 28): " ويدخل في هذا الباب أن بعض المعاصرين يكون دافعه للكتابة عن عَلَم، أو تحقيق أحد مؤلفاته: الحب، أو الشنآن؛ فيظهر ذلك في عمله، فمن النموذج الأول .... ، ومن النموذج الثاني – وهو أسوأ نموذج – محمد زاهد الكوثري، فمقدماته لكتب السلف، وتحشياته عليها محل نظر وتحرٍ؛ لشدة تعصبه، وقلة تورعه عن الثلب بغير حق، بل يجب مقارنة تحقيقه بالأصول الخطية، فإنه غير مؤتمن ".
http://www5.0zz0.com/thumbs/2009/03/18/03/835222885.jpg
حمّل الكتاب من هنا
http://kabah.info/uploaders/norh/mani.pdf
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/259)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 03 - 09, 12:55 م]ـ
جهد مبارك
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وما أدري هل وقفت على كتاب الرد على المفتري محمد زاهد الكوثري للغماري.
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ألا ترى بأن الرسائل العلمية في الكوثري تغني عن هذه التعليقات؟
وهل هناك جديد في التعليقات لم تُطرح في تلك الرسائل؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 04:59 م]ـ
الأخ الكريم: صقر بن حسن: وجزاك ربي خيرًا وبارك فيك ..
نعم، وقفتُ عليه، وقد أشرتُ إليه في أحد الهوامش عند الحديث عمن رد على الكوثري من غير أهل السنة.
الأخ الكريم: أحمد راضي: وجزيت خيرًا.
هو من قبيل حفظ تراث علماء أهل السنة، وأما هل هناك جديد أو لا؟ فمسألة تخضع لحال كل قارئ. وفقك الله ونفع بجهودك ..
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:12 م]ـ
وأما هل هناك جديد أو لا؟ فمسألة تخضع لحال كل قارئ.
أنا سألتُك بحكم معرفتك بهذه التعليقات وبالرسائل العلمية في نفس الموضوع
فكيف تخضع لحال كل قارئ!!؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:20 م]ـ
قصدي - رعاك الله -: أنني قد أرى - أو غيري - فيها (جديدًا) عليّ؛ بحكم عدم اطلاعي على ما تطرق له الشيخ. (وهذا ما أره).
وقد ترى أو غيرك أن لا جديد فيها (عندك)؛ بحكم اطلاعك على المسائل التي ألمح لها الشيخ .. فتكتفي بما كُتب عنه سابقًا.
وفقك الله ..
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:36 م]ـ
قصدي - رعاك الله -: أنني قد أرى - أو غيري - فيها (جديدًا) عليّ؛ بحكم عدم اطلاعي على ما تطرق له الشيخ.
هل ترى فيها جديدا!!؟
السؤال موجه لك.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:42 م]ـ
يجد القارئ الكريم في مقدمة الكتاب السابق رأي الشيخ محب الدين الخطيب - رحمه الله - في الكوثري وتعليقاته، في مقالٍ كتبه عنه في مجلة الفتح.
وأضيف هنا: قوله في عدد آخر من مجلة الفتح (العدد 626، ص 4) عن الكوثري:
(إن مثل الشيخ الكوثري لايجوز الاعتماد على نقوله في الحكم على الذين ينقل عنهم .. وهذا أمرٌ تأكدناه من كل ما نقله الكوثري عن العلماء، فالذي يقرأ تلك النقول في مواضعها يرى فيها غير الرأي الذي كان يراه لو قرأها في كتب الكوثري) ..
(أخي أحمد: نعم، أرى فيها جديدًا " عندي ")
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 07:15 م]ـ
(أخي أحمد: نعم، أرى فيها جديدًا " عندي ")
طيب من بدري لو قلت
خاصةً مع وضوح سؤالي من البداية.
والأصل أن توضح الجديد في هذه التعليقات وتبينها في المقدمة.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 07:51 م]ـ
أعتذر .. وأبشر.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:56 م]ـ
أعتذر .. وأبشر.
هذا من تواضعك , الله يجزاك بالخير.
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:10 م]ـ
هذا من تواضعك , الله يجزاك بالخير.
هذا من قول الحق والرجوع إليه
فيُشكر عليه.
أما التواضع فباب آخر.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 08:25 م]ـ
الأخ الكريم: أباناصر: بورك فيك وفي حُسن ظنك. والأمر - كما قال الأخ أحمد -، وإن أردتَ التواضع " الحقيقي " فستجده عند كبار العلماء الذين رفع الله ذكرهم بسبب تواضعهم، وقبل هذا إخلاصهم. رعاكم الله ونفع بجهودكم ..
الأخ الكريم: أحمد: وشكرًا لك ..
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 11:00 ص]ـ
بارك الله فيك على جهودك أخي الكريم / سليمان
ورحم الله العلامة ابن مانع
** استفسار: هل مر عليك موقف لأحد علماء الإمارات قديما من الكوثري؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:14 م]ـ
وبارك فيك أخي الكريم: العوضي ..
- لم يمر عليّ شيئ .. وسأسأل لك المهتمين - إن شاء الله -.
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 10:49 ص]ـ
الشيخ الكريم, سليمان الخراشي, جزاك الله خيراً.
أحمد راضي السلفي (!)
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 05:59 م]ـ
أحمد راضي السلفي (!)
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
صاحب الشأن يوافقني ويشكرني
ولعله يرد عليك.
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان على هداياك الثمينة
و نفع الله بك الإسلام و المسلمين و بارك الله فيك على تواضعك و حلمك و حسن خلقك
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:55 ص]ـ
صاحب الشأن يوافقني ويشكرني
ولعله يرد عليك.
إذاً فافرح بها.
ولعلك تنسخها وتجعلها في توقيعك فهي منقبة واي منقبة (!).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:57 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعًا .. ووفقني وإياهم لما يُحب ويرضى
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:34 ص]ـ
أمدك الله بمزيد حلم و اتزان ... و بارك الله في ما تأتي به مبتكرا أو مذكرا شيخنا الفاضل ...(54/260)
أرجو الدخول من المتخصصين في العقيدة (حول عبادة اللجوء إلى الله)
ـ[سارة العواد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:33 ص]ـ
انمنى إفادتي بأفكار وفوائدة تدور حول شدة حاجة العبادة إلى عبادة الاستعاذة واللجوء إلى الله ومدى أهميتها في حياتهم
أو إرشادي لكتب تناولت هذا الموضوع
جزا الله خيرا من أفادني وسعى في ذلك واسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 02:41 م]ـ
لست متخصصاً ولكن لعلك تجدين بغيتك هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79649
والله أعلم
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
التحميل من هنا ( http://www.archive.org/download/maqbmaqb/maqb.pdf)
وبه فصل عن تعريف العبادة وذكر بعض أنواعها وأن من صرف شيئا لغير الله فقد أشرك
ويندرج تحته: من أنواع العبادة الإنابة إلى الله والخضوع له
وفقكم الله
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - 03 - 09, 05:25 م]ـ
لا أعرف كتابا متخصصا في هذا الموضوع و لكن أقترح أن تقومي بجمع بعض النصوص الشرعية المتعلقة به من الكتاب و السنة و كلام العلماء مع إيراد قصص من زمان السلف و من واقعنا المعاصر تتعلق بالموضوع.
من الكتب النافعة في هذا المجال إن شاء الله:
مدارج السالكين لابن القيم، و كتاب الفرج بعد الشدة و الضيق للحازمي، و كتب التفسير عموما و كذلك كتب السير.
لعلي أضيف بعض المراجع فيما بعد إن شاء الله.(54/261)
ما المقصود من قول الإمام أحمد و غيره في أحاديث الوعيد "أمروها كما جاءت"؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:03 م]ـ
أرجو التوضيح, و جزاكم الله خيرا.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحاديث " الوعد والوعيد " تُمر كما جاء، نؤمن بها، ولا نجزم لأحد معين من الناس ممن وقع في شيء منها بما ورد فيا.
وهذه تُسمى قاعدة: النوع والمعين
فمثلا في أحاديث الوعيد:
ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {أنه لعن في الخمر عشرة}
هذا يُسمى النوع، أي نوع المعصية.
وورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن نهى عن لعن صاحبه الذي كان يُكثر من شرب الخمر وهو عبدالله بن حمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأنه يحب الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهذا يُسمى المعين
مثال آخر: من قال إن القرآن مخلوق فقد كفر
ومع ذكر لم يكفر أئمة الإسلام الخليفة المأمون العباسي الذي قال بذلك وامتحن العلماء به وقتل عددا منهم
لأنه لا بد من توفر شروط الكفر وانتفاء موانعه
ولا بد من توفر شروط الوعد أو الوعيد وانتفاء موانعهما
وراجع للفائدة ومزيد من التفصيل الدقيق الكتاب النفيس جدا " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
والله أعلم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 05:18 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
إذن فمعنى كلامه رحمه الله أنا لا نقطع لمعين بجنة أو نار؟
و مَن مِن العلماء ذهب إلى هذا الفهم؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[26 - 03 - 09, 11:44 ص]ـ
هل من مفيد يا أفاضل؟
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 09, 12:22 م]ـ
السلام عليكم
من المعلوم أن السلف كانوا على عقيدة واحدة.
ففسر أبو العالية الاستواء بالعلو كما في صحيح البخاري. هذا يدل على أنهم لم يكونوا مفوضة المعنى.
فإذا قيل: "أمروها كما جاءت"، فلا يفسر هذا الكلام - إن كان فيه شيء من الإجمال - بما يناقض موقف السلف من عدم تفويض المعنى. فالمتشابه من كلامهم يرد إلى المحكم منه.
فقولهم: "أمروها كما جاءت" يفيد وجوب الإيمان بألفاظ آيات الصفات وبمعانيه، والإمرار يفيد عدم الخوض:
1) في الكيفيات (كما خاض فيه أهل الكلام فزعموا أن الأخذ بظاهر الشريعة من أصول الكفر - تعالى الله عن قول المفترين علوا كبيرا)،
2) وفي المعاني التي لا تعلق لها بالنص، كمسألة "هل ينزل الرب على العرش أم بدون العرش؟ " وما أشبه ذلك.
وهذان^^^ معنى قول السلف: "بلا كيف ولا معنى".
جزاك الله خيرا.
ـ[القندهاري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 02:51 م]ـ
القول ما قاله اخي همام بارك الله في الجميع.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 10:56 م]ـ
جزى الله خيرا الاخوة على ما ذكروا وإن كان الصواب عندي غير ما قالوا إذا تعلقت عبارة الإمام بأحاديث الوعيد .. ومعنى كلامه أن احاديث الوعيد لا يتعرض لها بتأويل لكي تكون أقوى في الزجر والردع وهذه هي القاعدة .. لكن قد يترعض لها بتأويل عند مناقشة أهل البدع من الخوارج والمعتزلة وغيرهم لأنهم يستدلون بعموماتها في التكفير ..
أما إذا كان الكلام عن أحاديث الصفات فالأمر كما قال الأخ همام .. وأما مسألة تكفير المعين فلها مبحث آخر ..
والله أجل وأعلم.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
لكن قد يتعرض لها بتأويل عند مناقشة أهل البدع من الخوارج والمعتزلة وغيرهم لأنهم يستدلون بعموماتها في التكفير ..
أقول: لو قلتَ "رد المتشابه إلى المحكم" مكان كلمة "تأويل" لكان أحسن، وبهذا لم يكن هناك حاجة في ذكر هذا الاستدراك أصلا! أليس كذلك؟
أضف إلى ذلك أن الآيات والأحاديث التي تتعلق بالغيبيات - الصفات وغير الصفات كالجنة والنار - كلها من باب واحد في عدم الخوض في الكيفية أو المعنى ("بلا كيف ولا معنى" كما أشرت إليه من قبل) وفي الأخذ بظاهرها.
فما الرأي يا أخي؟
والله أعلم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:12 ص]ـ
أضف إلى ذلك أن الآيات والأحاديث التي تتعلق بالغيبيات - الصفات وغير الصفات كالجنة والنار - كلها من باب واحد في عدم الخوض في الكيفية أو المعنى ("بلا كيف ولا معنى" كما أشرت إليه من قبل) وفي الأخذ بظاهرها.
فما الرأي يا أخي؟
والله أعلم
إخواني الفضلاء وفقكم الله
الأخ سؤاله عن " أحاديث الوعيد " فقط، فأجبته على سؤاله.
وأحلته على كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية " رفع الملام " ليتزود منه ما يبين له المسألة بتفصيل دقيق.
ومسألة أسماء الله جل وعلا الحسنى وصفاته العلى، كذلك نؤمن بها كما وردت في الكتاب والسنة ونؤمن بما دلت عليه من المعاني الثابتة لله جل وعلا على ما يليق بجلاله وعظمته على مراد الله تعالى ومراد رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ونفوض كيفيتها فقط إلى الله جل وعلا، فلا يعلم كيفية ذاته تعالى ولا كيفية صفاته إلا هو.
أما تفويض المعنى فقول محدث مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة قالت به المفوضة، وهم شر من المعطلة.
وإليكم هذه الروابط للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142512
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137277
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=14016
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=25&t=book77&pid=2&f=fto_h00079.htm
وهذا كتاب " مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات " للتحميل بصيغة PDF
http://www.al-aqidah.com/userfiles/File/tafwyz.rar
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/262)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:36 ص]ـ
يا أخي الكريم حقق المناط ..
الرجل يسأل عن أحاديث الوعيد فخاض بعض الأحباب في أحاديث الصفات ..
أما عن التأويل فقد يأتي بمعنى التفسير كما تعلم في حديث ابن عباس (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
أحسن الله إليكم ..
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 06:21 ص]ـ
السلام عليكم
أما تفويض المعنى فقول محدث مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة قالت به المفوضة، وهم شر من المعطلة
ومن قال بتفويض المعنى حتى رددتَ عليه!؟
أكرر: الغيبيات كلها من باب واحد باعتبار 1) عدم جواز الخوض في كيفيتها 2) وفي عدم جواز الخوض في المعاني التي لا تعلق لها بالنص 3) وفي وجوب الأخذ بظاهرها.
أليس كذلك؟
فنصوص السلف في الوعد والوعيد تنطبق على مسألة الصفات أيضا في هذه الثلاث^^^، ونصوصهم في الصفات تنطبق على الوعد والوعيد أيضا في هذه الثلاث^^^.
ولذلك جئتُ بمسألة الصفات لتقرير نفس النتيجة التي ينبغي تقريرها في الوعد والوعيد.
فهل من مفرِّق بين الصفات وغير الصفات في مسألة "أمروها كما جاءت"، حتى نناقش على بصيرة ونرجع أنفسنا إلى الحق مهما كان؟
بارك الله فيكم.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 03 - 09, 06:24 ص]ـ
لكن الصفات تبقى على ظاهرها حتى في مناقشة المخالف .. ولكن نصوص الوعيد يحصل لها التفسير ولا يصار إلى الظاهر في كثير منها كما تعلم.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 06:26 ص]ـ
هل هناك لك مثال على هذا وشكرا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 03 - 09, 06:51 ص]ـ
نعم الأمثلة كثيرة يا أخي ... خذ مثلا حديث (لا يدخل الجنة قتات) ... نحن نتركه على ظاهره حتى يأتي إلينا المعتزلي او الخارجي ويستدل بعمومه وظاهره .. فنقول قد دلت قرائن أخرى على أنه ليس المقصود عدم الدخول الأبدي للموحد .. إذن هنا حصل تأويل وهو صرف اللفظ عن ظاهره لقرينة وهذا تأويل غير مذموم .. بخلاف تأويل الأشاعرة وأسيادهم .. فإنه يسمى تحريفا أو تعطيلا ..
والأمثلة كثيرة أخي الكريم .. لعلك تتأملها أنت
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 07:08 ص]ـ
شكرا على مثالك
أناقشك على أن ما زعمتَ من تأويل، إنما هو من باب رد المتشابه إلى المحكم، فهو ليس بتأويل أصلا لأن أصل اللفظ متشابه (أي مجمل) بين الدخول الأبدي وبين الدخول غير الأبدي، ففسرته الأدلة الأخرى بأنه تأبيد غير أبدي (للموحد).
وهذا التأويل الذي أتيتَ به موجود قبل مناقشة المعتزلي، فليس الأمر أننا التجأنا إلى التأويل عند مناقشة المعتزلي فقط.
وشكرا على مثالك أخي
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[28 - 03 - 09, 07:15 ص]ـ
أظن أن الخلاف بيننا لفظي ولله الحمد .. لكن أنا أقول أخيرا أحاديث الوعيد تبقى على ظاهرها من غير تأويل إلا في باب مناقشة المبتدعة.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 07:18 ص]ـ
وليس لي إلا أن أتابعك: فالحمد لله
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:25 م]ـ
شكرا على مثالك
أناقشك على أن ما زعمتَ من تأويل، إنما هو من باب رد المتشابه إلى المحكم، فهو ليس بتأويل أصلا لأن أصل اللفظ متشابه (أي مجمل) بين الدخول الأبدي وبين الدخول غير الأبدي، ففسرته الأدلة الأخرى بأنه تأبيد غير أبدي (للموحد).
وهذا التأويل الذي أتيتَ به موجود قبل مناقشة المعتزلي، فليس الأمر أننا التجأنا إلى التأويل عند مناقشة المعتزلي فقط.
وشكرا على مثالك أخي
جزى الله الأفاضل خير الجزاء.
الأخ الفاضل حارث همام السلفي ..
إن كنت لا ترى فرقا بين استخدام السلف للعبارة في نصوص الصفات و نصوص الوعيد, فهلا بينت لي بارك الله فيك كيف نمر قوله صلى الله عليه و سلم "لا يدخل الجنة قتات" كما جاء؟
أقصد, كيف نفهم هذا النص في ضوء هذه القاعدة؟
بارك الله فيك و في الفاضل أحمد الغريب و في كل من أفاد.
ـ[عائشة السلفية]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 07:39 م]ـ
إن كنت لا ترى فرقا بين استخدام السلف للعبارة في نصوص الصفات و نصوص الوعيد, فهلا بينت لي بارك الله فيك كيف نمر قوله صلى الله عليه و سلم "لا يدخل الجنة قتات" كما جاء؟ أقصد, كيف نفهم هذا النص في ضوء هذه القاعدة؟
السلام عليكم الأخ خطاب.
الظاهر في الغيبيات هو ما يوافق اللغة. وقد تتعدد المعاني الظاهرة فيجب تعيين المعنى الحق الذي جاءت به الأدلة الأخرى أو بما فسره السلف به.
وكل شيء بخلاف ذلك فهو على ثلاث دركات:
1) فيحرم تحريما قطعيا تعيين المعنى الذي ليس هو الظاهر أصلا (والظاهر كما أشرته إليه هو ما يوافق اللغة، فالمعنى حينئذ: تعيين معنى ليس في اللغة أصلا)، كتفسير الاستواء بالاستيلاء، وهذا في الدرك الأسفل
2) ويحرم تعيين المعنى الذى نصت الأدلة أو السلف على خلافه، كتفسير "لا يدخل الجنة قتات" بالتحريم الأبدي، وهذا النوع الثاني في التحريم دون الأول
3) ويكره (كراهةَ البدعة) تعيين المعنى لم يتكلموا فيه لا نفيا ولا إثباتا مع وجود معنى موجودٍ آخر ثابتٍ بالأدلة أو مفسَّرٍ عند السلف، كتفسير الاستواء بأحد من معانيه السبعة عشر غير الأربعة التي قد وجد تفسير الاستواء بها عند السلف.
وكشيء جانبي، فإني قرأت مرة أن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول: هناك ظاهران لكل آية فيها صفة، فالظاهر الحق هو إثبات الصفة كما يليق بجلاله سبحانه، والظاهر الباطل هو زعم أن الصفة التي في الآية عين التشبيه أو موهم للتشبيه، فيجب تعيين الحق دون الباطل.
ولا أدري أين هذه المقولة لابن تيمية، والذي أعلم أنني قرأتها في هذا المنتدى.
صححوني إن كنتُ مخطئا بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/263)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[30 - 03 - 09, 11:24 م]ـ
وكشيء جانبي، فإني قرأت مرة أن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول: هناك ظاهران لكل آية فيها صفة، فالظاهر الحق هو إثبات الصفة كما يليق بجلاله سبحانه، والظاهر الباطل هو زعم أن الصفة التي في الآية عين التشبيه أو موهم للتشبيه، فيجب تعيين الحق دون الباطل.
ولا أدري أين هذه المقولة لابن تيمية، والذي أعلم أنني قرأتها في هذا المنتدى.
لم يقل ابن تيمية رحمه الله: أن لكل آية فيها صفة ظاهران، ولم يرد ذلك عن علماء السلف رحمهم الله تعالى.
ولكن ابن تيمية رحمه الله ذكر انقسام الناس في فهم آيات الصفات إلى ستة أقسام، ومعلوم أن هذا الإنقسام حدث بعد عهد الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان من بعدهم مما يدل على أن أكثره مخالف لما كان عليه أولئك رضي الله عنهم وأرضاهم، وأن الحق هو ما كان موافقا لهم.
فقال رحمه الله: " وجماع الأمر: أن الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ستة أقسام، كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة:
قسمان يقولان: تجرى على ظواهرها.
وقسمان يقولان: هي على خلاف ظاهرها.
وقسمان يسكتون.
أما الأولون فقسمان:
أحدهما: من يجريها على ظاهرها ويجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين، فهؤلاء المشبهة، ومذهبهم باطل، أنكره السلف، وإليهم يتوجه الرد بالحق.
الثاني: من يجريها على ظاهرها اللائق بجلال الله، كما يجرى ظاهر اسم العليم والقدير، والرب والإله، والموجود والذات، ونحو ذلك، على ظاهرها اللائق بجلال الله، فإن ظواهر هذه الصفات في حق المخلوق إما جوهر محدث، وإما عرض قائم به.
فالعلم والقدرة، والكلام والمشيئة، والرحمة والرضا، والغضب ونحو ذلك، في حق العبد أعراض؛ والوجه واليد والعين في حقه أجسام، فإذا كان الله موصوفًا عند عامة أهل الإثبات بأن له علمًا وقدرة، وكلامًا ومشيئة وإن لم يكن ذلك عرضًا، يجوز عليه ما يجوز على صفات المخلوقين جاز أن يكون وجه الله ويداه صفات ليست أجسامًا، يجوز عليها ما يجوز على صفات المخلوقين.
وهذا هو المذهب الذي حكاه الخطابي وغيره عن السلف، وعليه يدل كلام جمهورهم، وكلام الباقين لا يخالفه، وهو أمر واضح، فإن الصفات كالذات، فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات، فصفاته ثابتة حقيقية من غير أن تكون من جنس صفات المخلوقات.
فمن قال: لا أعقل علمًا ويدًا إلا من جنس العلم واليد المعهودين. قيل له: فكيف تعقل ذاتًا من غير جنس ذوات المخلوقين؟ ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته، فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء إلا ما يناسب المخلوق فقد ضل في عقله ودينه.
وما أحسن ما قال بعضهم: إذا قال لك الجهمي: كيف استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يداه؟ ونحو ذلك، فقل له: كيف هو في ذاته؟ فإذا قال لك: لا يعلم ما هو إلا هو، وكنه الباري تعالى غير معلوم للبشر. فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تعلم كيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته، وإنما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي لك .....
وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها - أعني الذين يقولون: ليس لها في الباطن مدلول هو صفة الله تعالى قط، وأن الله لا صفة له ثبوتية، بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وإما مركبة منهما، أو يثبتون بعض الصفات وهي الصفات السبعة أو الثمانية أو الخمسة عشر أو يثبتون الأحوال دون الصفات، ويقرون من الصفات الخبرية بما في القرآن دون الحديث، على ما قد عرف من مذاهب المتكلمين - فهؤلاء قسمان:
قسم يتأولونها ويعينون المراد؛ مثل قولهم: استوى بمعنى: استولى، أو بمعنى: علو المكانة والقدر، أو بمعنى: ظهور نوره للعرش، أو بمعنى: انتهاء الخلق إليه، إلى غير ذلك من معاني المتكلمين.
وقسم يقولون: الله أعلم بما أراد بها، لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية عما علمناه:
وأما القسمان الواقفان:
فقوم يقولون: يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال الله، ويجوز ألا يكون المراد صفة الله ونحو ذلك. وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم.
وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث، معرضين بقلوبهم وألسنتهم عن هذه التقديرات.
فهذه الأقسام الستة لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها.
والصواب في كثير من آيات الصفات وأحاديثها، القطعُ بالطريقة الثابتة، كالآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه وتعالى فوق عرشه، ويعلم طريقة الصواب في هذا وأمثاله، بدلالة الكتاب والسنة والإجماع على ذلك، دلالة لا تحتمل النقيض، وفي بعضها قد يغلب على الظن ذلك مع احتمال النقيض، وتردد المؤمن في ذلك هو بحسب ما يؤتاه من العلم والإيمان، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
ومن اشتبه عليه ذلك أو غيره، فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا قام يصلي من الليل قال: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، وفي رواية لأبي داود: (أنه كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك). انتهى كلامه
مجموع الفتاوى المجلد الخامس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/264)
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[31 - 03 - 09, 01:32 ص]ـ
جزى الله خيرا الاخوة على ما ذكروا وإن كان الصواب عندي غير ما قالوا إذا تعلقت عبارة الإمام بأحاديث الوعيد .. ومعنى كلامه أن احاديث الوعيد لا يتعرض لها بتأويل لكي تكون أقوى في الزجر والردع وهذه هي القاعدة
.
وهذا ما قاله الشيخ أبو اسحاق الحوينى -حفظه الله- فى شرحه لقصة قارون كما فى سورة القصص ذكر هذا الكلام فى تعليقه على قوله "ويلكم ثواب الله خير لمن آمن ......... "
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:54 ص]ـ
وثمة نقطة فيمايتعلق بالخوض في كيفية الغيبيات فليست كل الغيبيات منهي عن الخوض في كيفيتها .. فمن الغيبيات ما يجوز تخيلها وتأملها بل والتفكير في كنهها .. كالتفكر مثلا في الحوض وصفته التي أشار النبي عليه الصلاة والسلام إليها في أن عرضه شهر وطوله كذلك وكيزانه الخ .. كذلك التفكر والتأمل في كيف ستكون الجنة ونعيمها وأن يجول الإنسان بفكره في كنه نعيمها .. وهذا القول لا يخالف فيه أحد من أهل السنة.(54/265)
رأي الأستاذ محمود شاكر في: الأفغاني، محمد عبده، العقاد، أحمد أمين .. وغيرهم- جديد
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر حسين ابن الأديب أحمد أمين كتابًا قبل سنتين، بعنوان " شخصيات عرفتها "، تحدث فيه عن الشخصيات التي كانت تتردد على والده، أو الشخصيات التي زارها " حسين "، ومن أبرز هذه الشخصيات:
سيد قطب - حسن البنا - زكي نجيب محمود - توفيق عبدالحكيم - العقاد - السادات - طه حسين - النقاش - فرج فوده ..
ومن أهم ما احتواه الكتاب - في نظري -: لقاؤه بالأستاذ محمود شاكر - رحمه الله -، الذي جهر بآرائه دون مجاملة لحسين، ومن ذلك: رأيه في والد حسين " أحمد أمين "، ورأيه في العقاد، وقبلها: رأيه المهم في " الأفغاني " و " محمد عبده "، وأظنه سيفاجئ فئة لا زالت مغترة بالهالة التي صنعها الإعلام - عن عمد كما أشار الأستاذ محمد محمد حسين رحمه الله - لهؤلاء.
* * * * * * * * * * *
1 - قال حسين في ترجمته للعقاد (ص 85): " ما يحيرني منه هو موقفه من الإسلام، فهو في مجالسه الخاصة وندواته الأسبوعية التي حرصتُ على حضور بعضها، كان يبدو صريح الإلحاد، صريح الاستخفاف بالعقائد، وقد تبدر منه فيها من التعابير ما يصدم مشاعر بعض جُلاّسه ... ومع ذلك فما أكثر ما كتبه من كتب ومقالات في نصرة الإسلام والطعن على المستشرقين الطاعنين فيه، بل والتهجم على أقباط مصر، كما في المقالات التي كتبها لصحيفة "الدستور" عامي 1908 و1909م، وهو لا يزال دون العشرين .. ثم "العبقريات" المشهورة التي بدأت بعبقرية محمد عام 1942 – أثر العرب في الحضارة الأوربية – الفلسفة القرآنية – الديمقراطية في الإسلام – فاطمة الزهراء – بلال – أبو الأنبياء الخليل إبراهيم – الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله – مطلع النور وطوالع البعثة المحمدية – حقائق الإسلام وأباطيل خصومه- التفكير فريضة إسلامية – المرأة في القرآن الكريم – الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين – الإنسان في القرآن الكريم – ما يقال عن الإسلام – الإسلام دعوة عالمية ... مثل هذا الكم الضخم دليل على عمق انشغال فكر الرجل بالإسلام، وربما على إخلاصه في الإيمان به، وامتعاضه من أي مساس به يأتي من قبل الغرب ومستشرقيه. وهو كمٌ لا يمكن الاقتصار في تفسيره على القول بأن الثلاثينيات – عقب الأزمة الاقتصادية العالمية التي مسّت آثارها مصر، وعقب اشتداد ساعد جماعة الإخوان المسلمين وانتشار تأثيرها – شهدت تحولاً ملحوظاً من جانب عدد كبير من الكتاب في مصر إلى الكتابة عن الإسلام تطلّعاً إلى مزيد من الشعبية والرواج لكتبهم، ومزيد من العائد المادي ".
2 - وقال في (ص 158 – 159): " قلت في دهشة: قرأتَ سيادتك " دليل المسلم الحزين " - كتاب لحسين -؟
ـ أيوه يا سيدي!
ـ وما رأيك فيه؟
ـ فَوّت (أي لا داعي للحديث عنه).
ـ اسمح لي بأن أصر على سماع رأيك مهما كان.
اعتدل في مجلسه ليواجهني، ثم قال:
ـ أتحسبني غافلاً يا سيد حسين عما تفعله؟ أتحسبني غافلاً عن نواياك وخططك من وراء مقالاتك في "المصور" أو كتابك هذا؟ لا يا سيد حسين! لا أنا بالغافل ولا أنا بالأبله حتى أسميك كما أسماك عبدالعظيم أنيس منذ أسبوع في "الأهالي" بالكاتب الإسلامي المستنير .. ! ما معنى "الإسلام المستنير" بالله عليك؟ أهناك إسلام مستنير وإسلام غير مستنير؟ أم أن الإسلام كله نور، ومن لم يستنر به لا يجوز وصفه بأنه مسلم؟ .. الكاتب الإسلامي المستنير حسين أمين! محمد عمارة! فهمي هويدي! حسن حنفي!! دعني أقول لك إن كل ما تكتبونه هو عبث أطفال. نعم، مجرد لعب عيال! كلكم أطفال .. يقرأ أحدكم كتابين أو ثلاثة فيحسب نفسه مجتهداً ومؤهلاً للكتابة عن الإسلام والإصلاح والاستنارة! .. محمد عمارة هذا تبلغ به الصفاقة والادعاء والجهل مبلغاً يجعله يصف كتاب محمد عبده "رسالة التوحيد" بأنه من أهم ما كُتب في التراث الإسلامي في علم الكلام! لا يا شيخ؟!! هل قرأت يا سيد عمارة كل ما كتب في التراث الإسلامي في علم الكلام ثم وصلت إلى اقتناع بأن هذا الكتاب الهزيل الحقير الغث لمؤلفه ضحل الثقافة، من أهم الكتب في الموضوع؟! ما هذا العبث وهذا الاستغلال لجهل الناس؟! لا .. الأمر أخطر من ذلك إنها مؤامرة!.
ـ مؤامرة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/266)
ـ مؤامرة تستهدف تمجيد رجلين من أخطر عملاء الاستعمار في تاريخ أمة الإسلام: جمال الدين الأفغاني الماسوني، ومحمد عبده الصديق الصدوق للورد كرومر.
إن المسؤولية عن معظم ما يعاني منه الإسلام اليوم تقع على عاتق هذين الخبيثين، خاصة الأفغاني الذي هو أس الفساد كله .. وقد تعجبان إن قلت لكم إنني متفق مع لويس عوض في الرأي بأن الأفغاني كان مجرد متآمر وأنه لم يكن صحيح الإسلام. وعلى أي حال فإن رأي لويس ليس جديد، وكل هذه الأمور كانت معروفة عن الأفغاني حتى أثناء حياته.
ألف حسرة على العالم الإسلامي وأمة الإسلام! .. جهل مطبق بالفكر الإسلامي وبالتاريخ الإسلامي .. تدهور رهيب في اللغة العربية .. نظم التعليم في مدارسنا غريبة محضة .. حتى الجماعات المسماة بالإسلامية ألقت بتراث أربعة عشر قرناً في صندوق القمامة .. نعم. ولكنهم ينبرون للتهليل لإسلام جاروي وكأنه حدث هام في تاريخ الإسلام، وذلك لمجرد أن هذا الأفَّاق الانتهازي نطق أمامهم بالشهادتين، وأثنى على الإسلام في كتب له كلها أخطاء وكفر ومغالطات .. وبعضهم يهلل للخميني والثورة الإيرانية والاثنا عشرية، وما منهم من يدري أن الاثنا عشرية هم غلاة الشيعة لا معتدلوها كما يزعمون، وأن الخميني كافر زنديق.
ـ كافر زنديق؟
ـ بالتأكيد .. ألم يقل بتحريف القرآن وتزنية عائشة؟ ".
3 - وقال (ص 161 – 163): " عبدالوهاب عزام، على عيوبه، كان رجلاً طيباً بسيطاً، أما أحمد أمين فلا. ولكنه على أي الأحوال لم يكن في خبث طه حسين ودهائه ومكره .. غير أن ما أعيبه حقيقة على أحمد أمين هو أنه، وهو الرجل العالم المثقف الذي كان بوسعه أن يقدم فكراً جديداً مبتكراً في ميدان الدراسات الإسلامية، والذي يُجبُّ علمُه علم كافة المستشرقين، استسلم وأذعن لتأثير طه حسين وآرائه، ووقف موقفاً ذليلاً من أحكام المستشرقين الخبثاء الحاقدين على الإسلام، وتبنَّى في كتبه "فجر الإسلام وضحاه وظهره" هذه الأحكام، دون أن يجرؤ على تفنيدها والتصدي لها .. ما هذا الذّل؟ ما هذه الاستكانة وهذا الضعف، سواء منك أو من أبيك، تجاه المستشرقين الغربيين؟ أهم أدرى بتراثنا وأقدر على إصدار الأحكام بصدده من علمائنا نحن الذين نهلوا من هذا التراث مع لبن أمهاتهم، ونشأوا عليه منذ نعومة أظفارهم؟ كيف يكون من حق "خواجة" بدأ في تعلم العربية في سن العشرين أو الثلاثين، ويظل "يتهته" بها إلى أن يموت، أن يدلي برأي في المعلقات السبع، وأن يصدر حكماً على المتنبي أو أبي العلاء؟ كيف تُسوّغ لمسيحي صليبي نفسُه أن يتحدث عن الأشاعرة أو المعتزلة حديث الواثق المطمئن لمجرد أنه قرأ كتابين أو ثلاثة في الموضوع؟ أيجوز لي، وأنا العربي، مهما بلغ إتقاني للغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي، أن أؤلف كتاباً عن تشوسر شبيهاً بذلك الذي كتبه بلاشير الفرنسي عن المتنبي؟ هل أسمح لنفسي، وأنا المسلم، أن تبلغ بها الصفاقة والغرور حد الكتابة عن دقائق الاختلاف بين المذاهب المسيحية؟ كيف لعالم إسلامي فذ كأحمد أمين أن يقع في فخ هؤلاء الصليبيين؟ الأمر في حالة طه حسين أيسر فهماً؛ فهو لم يقع في الفخ، وإنما قرر باختياره الحر أن يشارك الصليبيين في نصب الأفخاخ لبني قومه ودينه، أما أحمد أمين، بالرغم من ذكائه وعلمه وصدق إسلامه، فقد وقع "زي الشاطر" في حبائل الشيطان.
واستطرد يقول:
ـ كلمني هذا الصباح المدعو مارسدن جونز الأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، يريد أن يجتمع بي .. رفضت، وقلت له: إنني لا أريد أن أجتمع به .. أتسمع عن مارسدن جونز هذا؟.
ـ محقق كتاب "المغازي" للواقدي.
ـ آه! حتى أنت قد صدقت هذه الأكذوبة كسائر الناس .. مارسدن جونز لم يحقق مغازي الواقدي ولا بذل فيه إلا أضعف الجهد .. وهذا هو السبب في أني رفضت مقابلته. فقد حدث يوماً أن جاءني رجل مصري غلبان اسمه عبدالفتاح الحلو، وأخبرني أنه هو الذي حقق كتاب المغازي من أوله إلى آخره بناءً على تكليف من مارسدن جونز، ومقابل بضعة جنيهات كان في حاجة ماسة إليها، ولم يظهر اسمه على الغلاف لا باعتباره محققاً ولا حتى باعتباره مشتركاً في التحقيق، واكتفى جونز بالإشارة إليه في المقدمة باعتباره أحد الذين قدّموا له العون أثناء تحقيقه للكتاب!! هذا مجرد مثل لأخلاقيات هؤلاء المستشرقين الذين تغنَّى والدك بفضلهم!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/267)
ـ وما الذي مال بك إلى تصديق زعم عبدالفتاح الحلو دون تصديق زعم مارسدن جونز أنه محقق الكتاب؟.
قال شاكر في ضيق وهو يتململ في كرسيه مؤذناً بانتهاء الجلسة:
ـ الذي مال بي إلى تصديق زعم الحلو يا سيد حسين هو معرفتي بأخلاقيات المستشرقين .. بالمر، جيب، ماسينيون، مرجوليث، شاخت، كلهم خنازير استعماريون. وإني لأرد على كل عربي يتحدث عن فضل هؤلاء سواء في تعليمنا المنهج العلمي في تحقيق التراث أو في كتابة التاريخ أو غير ذلك، بأن المسلمين هم الذين خرجوا على الدنيا في عصرهم الذهبي بالمنهج العلمي في التأليف، وهم الذي ابتدعوا وضع الفهارس للكتب لا الغربيون كما يزعمون .. لقد وضعتُ بنفسي فهارس كتاب المقريزي " إمتاع الأسماع" الذي حقّقتُه، فوصلتني رسالة من مستشرق فرنسي شهير يُبدي فيها انبهاره بروعة هذه الفهارس، ويقول: إنه ليس بوسع أي غربي أن يأتي بمثلها ...
المسألة إذن ليست مسألة فضل، وإنما هي تتعلق بخيبة المسلمين المحدَثين حيال تراثهم .. كل الأمور معنا تسير من سيء إلى أسوأ، في الثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والأخلاق، أو ما شئت. والله سبحانه وتعالى إنما يعاقبنا على ما نرتكب وما نُهمل، وهو على كل شيء قدير ".انتهى.
تعليق
1 - رحم الله الأستاذ محمود شاكر عن هذه الصراحة والنصيحة، وكنتُ أتمنى أنه كتب كتابًا مفصلا عن هذه الشخصيات وجنايتها على الإسلام؛ كما فعل مع طه حسين.
2 - سألتُ الدكتور المحقق عبدالرحمن العثيمين - حفظه الله - عن رأي محمود شاكر في الأفغاني وعبده، فقال لي: " صدق، فقد كانا كما قال ".
3 - أخبرني الأستاذ خالد الغليقة أنه سأل الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - عن العقاد، فقال: " كتاباته إسلامية، وهو ليس بإسلامي ".
4 - ذكر أنيس منصور تلميذ العقاد في كتابه " كانت لنا أيام في صالون العقاد " عنه كلامًا شبيهًا بما ذكر محمود شاكر.
5 - الأستاذ أنور الجندي رحمه الله ممن يُحسن الظن بالأفغاني وعبده، ويضع اللوم على تلاميذهما الذين انحرفوا عن نهجهما " سعد زغلول - قاسم أمين - لطفي السيد .. ". وليته - رحمه الله - واجه الحقيقة المرة الصعبة، فإن البلاء " منهما ". ولازال بعض الفضلاء على نهج الجندي، والأمر يحتاج لشجاعة ..
6 - وجدتُ على الشبكة مايُفيد عن حقيقة الرجلين:
كتاب: (دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام):
http://kabah.info/uploaders/norh/jmal.pdf
ورسالة: (محمد عبده وآراؤه في العقيدة .. ):
http://kabah.info/uploaders/norh/abdo1.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/abdo2.pdf
والله الموفق ..
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 11:18 م]ـ
بوركت يمينك
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:40 ص]ـ
نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا
جزاك الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:10 ص]ـ
حسين أمين دجال من الدجاجلة؛الأصل أنه لا يُوثق بنقله، وهو نقل هذا الكلام تشويهاً لصورة أبي فهر؛لما كانت جمهرة المثقفين تُعظم هذه الأسماء = ظن أنه يهدم الشيخ إذا نقل عنه هذه الآراء في تيك الأسماء ..
لكن مما يؤكد أنه صدق هاهنا وهو الكذوب:
1 - أن اللسان والألفاظ لسان أبي فهر لا يستطيع هذا الدجال اصطناعه عبثاً ..
2 - أن الطناحي رحمه الله أشار لشيء من مضامين هذا الكلام في مقالاته؛ ولو كان لا يُثبته لبين ذلك ..
وبارك الله في الشيخ سليمان على هذا النقل المفيد ..
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:13 ص]ـ
رحم الله أبا فهر، وأين أمثاله الآن.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 03:48 ص]ـ
رحم الله الاخوين شاكر وبارك فى شيخنا الخراشى
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:42 ص]ـ
- الأخ الكريم: أبامسلم: وبوركت، أحسن الباري إليك.
- الأخ الكريم: أبازكريا: آمين، وجزاك ربي خيرًا ..
- الأخ الكريم: أبافهر: بارك الله فيك، وجعلك " كسميّك أبي فهر " في السير على منواله فيمن يسيرون على منوال " الخبيثَين "!
- الأخ الكريم: محمد الأبرش: بورك فيك، والأمة لايزال يغرس الله فيها غرسًا ..
- الأخ الكريم: أبامعاذ: آمين، وبارك فيك ..
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:51 م]ـ
نعم ... نعم ...
حسين أحمد أمين لا يوثق لا في عقله ولا في نقله
سواءاً عن أبيه أو عن أقران أبيه
وآراء محمود شاكر في من ذكر أعلاه مبثوثة في مقالاته، وفي مقالات الطناحي، وحتى وإن اتفقت ارآء الأدباء في شخص إلا أن منطلقاتهم ودوافعهم مختلفة ... خاصة في شخصيات مروا بأطوار مختلفة ... فالأولى التركيز على المقالات دون أصحابها إلا من كثر خبثه ... والله الموفق
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:55 م]ـ
نسيت أن أقدم التحية للشيخ الباحث الطلعة أبي مصعب ... وأقول له: بارك الله في جهدك وبحثك في الذب عن دين الله تحريف الغالين وتأويل المبطلين .... آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/268)
ـ[السلامي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:37 م]ـ
وأضيف أن أنيس منصور من أهل الكذب ولا يوثق في كتابته وهذا معروف عنه ومشتهر .... ولا يفوتني أن أنبه أني
إذا إعجبت بمنهج محمودشاكر لايعني أنه يسلم من المغامز الشرعية الظاهرة فهو يجتمع بالنساء ويتعاطى
التدخين بشراهة وحاول الانتحار فليس هو في سيرته الشخصية على منهج الصالحين الأتقياء وفق الله الجميع ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:13 م]ـ
إذا إعجبت بمنهج محمودشاكر لايعني أنه يسلم من المغامز الشرعية الظاهرة فهو يجتمع بالنساء ويتعاطى
التدخين بشراهة وحاول الانتحار فليس هو في سيرته الشخصية على منهج الصالحين الأتقياء وفق الله الجميع ..
هداك الله
وهل نحن بحاجة إلى مثل هذه الإضافة!!
أبوفهر قامة سامقة، قل أن يوجد لها نظير في عالم التحقيق والأدب والدفاع عن المنهج الأصيل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 07:10 م]ـ
وأضيف أن أنيس منصور من أهل الكذب ولا يوثق في كتابته وهذا معروف عنه ومشتهر .... ولا يفوتني أن أنبه أني
إذا إعجبت بمنهج محمودشاكر لايعني أنه يسلم من المغامز الشرعية الظاهرة فهو يجتمع بالنساء ويتعاطى
التدخين بشراهة وحاول الانتحار فليس هو في سيرته الشخصية على منهج الصالحين الأتقياء وفق الله الجميع ..
عياذاً بالله من تطفيف الكيل!
ولأجل ذا قيل: إن الكلام في الرجال لا يكون إلا لصاحب علم وعدل وعقل ..
أما المغامز الشرعية فمن ذا الذي يسلم منها بعد المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وأما منهج الصالحين الأتقياء فنعم النهج نهج من يخطئ ويصيب ويعصي ويطيع فيؤوب ويتوب ولا تستخفه المعصية ولا تغره الطاعة ..
وما ذكره أخونا فهو بين معصية قاد صاحبها لها رهق الشباب ثم تغمده ربه برحمته فتاب وأناب ..
وبين معصية عندي وعندك ولدى صاحبها من أدوات الإجتهاد ما يؤهله لاستقلال النظر فيها فهو معذور مأجور ..
ولا يكون ما كان هكذا = مما يُحذر منه أو يُخشى من اغترار الناس به ..
أما هل يُنقص من قدر الشيخ ويؤثر في الحكم عليه .. فلا وكلا وكلا ولا ..
وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ..
والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ..
والخطأ والمعصية وقصور السلوك = لا يمنعان الاقتداء والاهتداء بواحد من مشاعل الخير وقمة من قمم العزة والكرامة والإباء ..
وقدوة المرء هو من أصاب في صوابه ولو كان منه وكان ..
وهلكة الشخص من أخطأ في خطأه ولو كان منه وكان ..
ومن ذا الذي ماساء قط ومن له الحسنى فقط ..
وحسناتُ أبي فهر طبقت آفاق السماء ..
وفضله على معشر هذا القرن لا تكافئه يد وفاء ..
وأبو فهر قدوة خير لمريد الخير أبى من أبى شاء من شاء ..
ولما جاوز القمر علياء السماء لم يُر إلا مستديراً مستنيراً ناصع الصفحة مبارك الضياء ..
فهل يُؤاخذه بشيء من نتوءه بعدُ إلا من دقق على الجراح فساء وأساء ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 03 - 09, 08:06 م]ـ
ـ مؤامرة تستهدف تمجيد رجلين من أخطر عملاء الاستعمار في تاريخ أمة الإسلام: جمال الدين الأفغاني الماسوني، ومحمد عبده الصديق الصدوق للورد كرومر.
إن المسؤولية عن معظم ما يعاني منه الإسلام اليوم تقع على عاتق هذين الخبيثين، خاصة الأفغاني الذي هو أس الفساد كله .. وقد تعجبان إن قلت لكم إنني متفق مع لويس عوض في الرأي بأن الأفغاني كان مجرد متآمر وأنه لم يكن صحيح الإسلام. وعلى أي حال فإن رأي لويس ليس جديد، وكل هذه الأمور كانت معروفة عن الأفغاني حتى أثناء حياته.
ألف حسرة على العالم الإسلامي وأمة الإسلام! .. جهل مطبق بالفكر الإسلامي وبالتاريخ الإسلامي .. تدهور رهيب في اللغة العربية .. نظم التعليم في مدارسنا غريبة محضة .. حتى الجماعات المسماة بالإسلامية ألقت بتراث أربعة عشر قرناً في صندوق القمامة .. نعم. ولكنهم ينبرون للتهليل لإسلام جاروي وكأنه حدث هام في تاريخ الإسلام، وذلك لمجرد أن هذا الأفَّاق الانتهازي نطق أمامهم بالشهادتين، وأثنى على الإسلام في كتب له كلها أخطاء وكفر ومغالطات .. وبعضهم يهلل للخميني والثورة الإيرانية والاثنا عشرية، وما منهم من يدري أن الاثنا عشرية هم غلاة الشيعة لا معتدلوها كما يزعمون، وأن الخميني كافر زنديق.
نعم ... صدق أبو فهر
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرا وفتح لك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[20 - 03 - 09, 11:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا مصعب سليمان الخراشي
دائم عندكم الجديد المفيد.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 03 - 09, 11:50 م]ـ
وأضيف أن أنيس منصور من أهل الكذب ولا يوثق في كتابته وهذا معروف عنه ومشتهر .... ولا يفوتني أن أنبه أني إذا إعجبت بمنهج محمودشاكر لايعني أنه يسلم من المغامز الشرعية الظاهرة فهو يجتمع بالنساء ويتعاطى التدخين بشراهة وحاول الانتحار فليس هو في سيرته الشخصية على منهج الصالحين الأتقياء وفق الله الجميع ..
قل خيراً وإلا فاصمت، أيها الأخ الكريم!
وكلامك مردود عليك، إلا أن تأتي بدليل!
أنا زرت الأستاذ رحمه الله في بيته، وكان أصدقاؤه وتلاميذه حاضرين، وطالت الجلسة نحو ساعتين أو ثلاثاً، وتقدم فصلى بنا المغرب، ولم أشاهده يدخِّن مطلقاً
ولم يكن هناك نساء
علماً بأن هاتين: التدخين ومقابلة النساء مقبولتان عند جمهور المصريين وعلمائهم.
وأما حكاية الانتحار فقد حكاها بنفسه، وهي تنتمي إلى مرحلة الشك والقلق في حياته، ولا علاقة لها بالرجل الذ نتكلم عنه، حتى إنه ليجعل نفسه ولد من جديد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/269)
ـ[عبد الله الابياري]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:28 ص]ـ
للأ مانة والعدل والإنصاف أخي الفاضل خزانة الأدب: كان الشيخُ -رحمه الله- يُدخن بشراهة إلى أن مات ..
وكانت تحضر جلسته العلمية بعض المشتغلات بالأدب على ندرة في ذلك ..
والمعتمد في جواب الأخ السلامي ما ذكرناه .. وقد أشرتَ أنتَ لبعضه ..
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:12 ص]ـ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
مقصد استاذنا الخراشى كشف سوءة المتعالمين والمرجفين والمستغربين فإذا بالشيطان يغرى بعضنا لنحول الموضوع لاتباع عورة احد المسلمين فضلا عن كونه من اكابر المحققين
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:37 ص]ـ
يقال إن أنيس منصور لم يتتلمذ للعقاد و لم يحضر مجالسه و كتاب في صالون العقاد كانت لنا ايام تلفيق في تلفيق
سمعت ذلك من أبي همام د. عبد اللطيف عبدالحليم أحد مغرمي العقاد و مريديه الكبار و قد سمعت منه أنه نشر مقالا في الاهرام بعد صدور كتاب انيس منصور يرد فيه عليه ما ارده و يبين ان انيس منصور لم يلتق بالعقاد اصلا و لما عاتبه انيس منصور بعد ذلك كان من ضمن ما قال له بخصوص الكتاب (اعتبره رواية من وحي الخيال) و الله اعلم بحقيقة الحال
ـ[أبوعبدالرحمن المياسي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 09:45 ص]ـ
عياذاً بالله من تطفيف الكيل!
ولأجل ذا قيل: إن الكلام في الرجال لا يكون إلا لصاحب علم وعدل وعقل ..
أما المغامز الشرعية فمن ذا الذي يسلم منها بعد المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وأما منهج الصالحين الأتقياء فنعم النهج نهج من يخطئ ويصيب ويعصي ويطيع فيؤوب ويتوب ولا تستخفه المعصية ولا تغره الطاعة ..
وما ذكره أخونا فهو بين معصية قاد صاحبها لها رهق الشباب ثم تغمده ربه برحمته فتاب وأناب ..
وبين معصية عندي وعندك ولدى صاحبها من أدوات الإجتهاد ما يؤهله لاستقلال النظر فيها فهو معذور مأجور ..
ولا يكون ما كان هكذا = مما يُحذر منه أو يُخشى من اغترار الناس به ..
أما هل يُنقص من قدر الشيخ ويؤثر في الحكم عليه .. فلا وكلا وكلا ولا ..
وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ..
والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ..
والخطأ والمعصية وقصور السلوك = لا يمنعان الاقتداء والاهتداء بواحد من مشاعل الخير وقمة من قمم العزة والكرامة والإباء ..
وقدوة المرء هو من أصاب في صوابه ولو كان منه وكان ..
وهلكة الشخص من أخطأ في خطأه ولو كان منه وكان ..
ومن ذا الذي ماساء قط ومن له الحسنى فقط ..
وحسناتُ أبي فهر طبقت آفاق السماء ..
وفضله على معشر هذا القرن لا تكافئه يد وفاء ..
وأبو فهر قدوة خير لمريد الخير أبى من أبى شاء من شاء ..
ولما جاوز القمر علياء السماء لم يُر إلا مستديراً مستنيراً ناصع الصفحة مبارك الضياء ..
فهل يُؤاخذه بشيء من نتوءه بعدُ إلا من دقق على الجراح فساء وأساء ..
أبو فهر السلفي ... لا فُض فوك ... كلامٌ كدرر
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 03 - 09, 09:48 ص]ـ
للأ مانة والعدل والإنصاف أخي الفاضل خزانة الأدب: كان الشيخُ -رحمه الله- يُدخن بشراهة إلى أن مات ..
وكانت تحضر جلسته العلمية بعض المشتغلات بالأدب على ندرة في ذلك ..
والمعتمد في جواب الأخ السلامي ما ذكرناه .. وقد أشرتَ أنتَ لبعضه ..
إذن أتراجع وأعتذر للأخ السلامي، مع اختلافي معه في النظر والتفسير.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 03 - 09, 10:21 ص]ـ
ومما يتصل بموضوع العقاد، تجاوز الله عنا وعنه، أن الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار، يسلك نفسه في سلك مريدي العقاد، ويقول إنه صَحِبه لربع قرن، ويتعصب له إلى درجة أن يصف الرافعي باللؤوم والحقد والنفاق!
والواقع أن صحبته للعقاد معناها أنه كان يزوره إذا زار مصر، وليس معناها الملازمة.
عقد العطار فصلاً بعنوان (تديّن العقاد)، وطرح فيه السؤال (أكان العقاد من أولئك الذين كتبوا في الإسلام والرسل والمصلحين وهم غير متدينين؟)، فخلط بين التدين النظري والعملي ليسهل الجواب عليه! ثم أجاب بقوله (والجواب الذي يؤيده واقع العقاد وأسرته وسيرته: أن الرجل كان شديد التديّن بفطرته ونشأته). وذكر أشياء كثيرة عن الإيمان النظري المقابل للإلحاد، أما التطبيق العلمي من صلاة وزكاة وصيام وحج فلم يشهد له إلا بشيء واحد، وهو أنه زاره ذات مرة بعد أذان المغرب، واستأذن العطار للصلاة أولا لئلا يفوت الوقت أو ينقطع الحديث، فأحضر له العقاد سجادة بالية، وفيها بلل في مواضع الوجه والقدمين، واستنتج من ذلك أن العقاد أبلاها بالصلاة، وآخرها صلاة المغرب تلك!
(العقاد للعطار، تهامة 1985)، ص 51 - 55
ـ[ابن السائح]ــــــــ[21 - 03 - 09, 12:51 م]ـ
أما التطبيق العلمي من صلاة وزكاة وصيام وحج فلم يشهد له إلا بشيء واحد، وهو أنه زاره ذات مرة بعد أذان المغرب، واستأذن العطار للصلاة أولا لئلا يفوت الوقت أو ينقطع الحديث، فأحضر له العقاد سجادة بالية، وفيها بلل في مواضع الوجه والقدمين، واستنتج من ذلك أن العقاد أبلاها بالصلاة، وآخرها صلاة المغرب تلك!
ما أسخفه من استدلال وما أبرده وأسمجه
من صاحب كتاب ويلك آمن:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/270)
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[21 - 03 - 09, 03:00 م]ـ
نظرة شرعية في فكر: حسين أحمد أمين
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6523
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:28 م]ـ
الكرام الفضلاء
أحمد بن موسى – السلامي – خزانة الأدب – محمد الأمين – عبدالملك السلفي – محمد جلال القصاص – عبدالله الأبياري – أباالأشبال – أباالعز – أباعبدالرحمن – ابن السائح – أباحذيفة – م ع بايعقوب - عبدالله العلي
بارك الله فيكم وفي تفاعلكم، وأسعد بتشريفكم
تنبيهات:
1 - تصحيح في العنوان: ( .. ورأي حسين في العقاد).
2 - هنيئًا لمن دُفنت معه سيئاته. وإن خُيِّر أهل الإسلام بين من هو على " الجادة " في فكره ومواقفه ونُصرته وآثاره، ولكن تشوبه بعض المعاصي الشخصية، وبين من يُظهر " التدين "، ويُصدّر على أنه من " دعاة الإسلام "، لكن فكره ومواقفه وآثاره ملوثة بما يوهن الأمة، ويحرف أفرادها عن الجادة .. فلا شك أن لا مقارنة بين الفريقين. وإن كنا نود " الكمال " البشري ..
3 - قول أخي أبي الأشبال: (إن أنيس منصور لم يلتق بالعقاد أصلا). غير صحيح بالمرة. فكل من تحدث عمن يحضر صالون العقاد ذكره من بينهم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 04:41 م]ـ
أبا مصعب
لي مشاركة فوق!!!
أو زعلان عليّ ّ!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 07:01 م]ـ
الأخ الكريم: عبدالله: تم التعديل ..
يُضاف
1 - قال الدكتور سعد الدين السيد: (إن الشجرة ينبغي أن يقطعها أحد أعضائها، إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيَلة لا يقودها إلى سجن الصياد الماكر إلا فيلٌ عميلٌ أتقن تدريبه؛ ليتسلل بين القطيع؛ فيألفه القطيع؛ لأن جلده مثل جلدهم، ويسمعوا له؛ لأن صوته يشبه صوتهم؛ فيتمكن من التغرير بهم، وسوقهم إلى حظيرة الصياد). " احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام "، (ص 95)، نقلاً عن رسالة " الزنادقة – عقائدهم وفرقهم وموقف أئمة المسلمين منهم "؛ للأستاذ سعد العريفي، (ص 337) – تحت الطبع -.
2 - مما جاء في كتاب " كانت لنا أيام في صالون العقاد "؛ لأنيس منصور – وأنا مجرد ناقل -:
- (ص 21): (كان الأستاذ العقاد يزلزل وجودنا عندما يغضب من الدنيا فيقول: ماهذا الكون؟ ماهذه الدنيا؟ أعطني المادة الأولية لهذا الكون، وأنا أصنع لك واحدًا أفضل منه)!!
- (ص 22): (يامولانا، إن الله لن يحاسبني على ما أفعل، إذ كيف يحاسبني وقد خلقني في عصر كمال الدين حسين، وجمال عبدالناصر).
-وتُنظر الصفحات: (577و582و583و590و628).
والله الهادي ..
ـ[السلامي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:28 م]ـ
والخطأ والمعصية وقصور السلوك = لا يمنعان الاقتداء والاهتداء بواحد من مشاعل الخير وقمة من قمم العزة والكرامة والإباء ..
وقدوة المرء هو من أصاب في صوابه ولو كان منه وكان ..
وهلكة الشخص من أخطأ في خطأه ولو كان منه وكان ..
ومن ذا الذي ماساء قط ومن له الحسنى فقط ..
أخي الكريم ليس القصد مما كتبت أني أمنع الإقتداء به فيما نبغ من علوم العربية لكن لمارأيت الكثير من الشباب غلو في الرجل ناسب أن أبين بعض حاله مع أن بعض مما ذكرت يفعله عند وفاته رحمه الله تعالى ... وأيضا ليس هو من الأفعال اليسيرة ...... مع التسليم بإمامته في عالم الأدب
حقا لقد ... أعجبني النهج النبوي الذي تنتهجه وهو إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ...
أخي الكريم ألا ترى معي أن الميزان يختلف عندنا نحن طلبة العلم في التقويم ...
ماذا لو اجتمع الشيخ أبو إسحاق الحويني بالنساء أكنتم في مصر تاركوه ومعتذرون عنه .... ؟
ماذا لو اجتمع الشيخ سلمان العودة بالنساء أكان سواء كاتب الموضوع أو غيره .... أكانوا تاركوه ومعتذرون عنه ......
أسأل الله له ولي ولك والمشاركين الرحمة والغفران ....... آمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:55 م]ـ
ماذا لو اجتمع الشيخ سلمان العودة بالنساء أكان سواء كاتب الموضوع أو غيره .... أكانوا تاركوه ومعتذرون عنه .......
اللهم قد تركناه (بعد أن ترك ما كان عليه) سواء اجتمع مع نساء أم لم يجتمع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:10 م]ـ
اللهم قد تركناه (بعد أن ترك ما كان عليه) سواء اجتمع مع نساء أم لم يجتمع
الله المستعان .. ليس هذا من النصح ولا من بيان الحق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:18 ص]ـ
الفاضل السلامي المبارك ...
الاعتذار عمن يستحق الاعتذار = واجب شرعي لا يتغير بتغير الأشخاص بل هو من وضع الشيء في موضعه ... ومن حاد عن هذا النهج فقد فاتته الحكمة ..
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[28 - 05 - 09, 06:26 م]ـ
رحم الله شيخ العربية رحمة واسعة فهو من العظماء المجهولين الذي يجب علينا تعريف الأجيال به
شكرا ياصاحب الموضوع
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 05 - 09, 04:26 ص]ـ
محمد رشيد رضا لما لم ينتقد محمد عبده والأفغاني ويبين نواياهم؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/271)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[30 - 05 - 09, 05:20 م]ـ
حسين أمين دجال من الدجاجلة؛الأصل أنه لا يُوثق بنقله، وهو نقل هذا الكلام تشويهاً لصورة أبي فهر؛لما كانت جمهرة المثقفين تُعظم هذه الأسماء = ظن أنه يهدم الشيخ إذا نقل عنه هذه الآراء في تيك الأسماء ..
لكن مما يؤكد أنه صدق هاهنا وهو الكذوب:
1 - أن اللسان والألفاظ لسان أبي فهر لا يستطيع هذا الدجال اصطناعه عبثاً .. 2 - أن الطناحي رحمه الله أشار لشيء من مضامين هذا الكلام في مقالاته؛ ولو كان لا يُثبته لبين ذلك ..
وبارك الله في الشيخ سليمان على هذا النقل المفيد ..
وعرفت ازاي يا مولانا:) بأن هذا اللسان والألفاظ لأبي فهر -رحمه الله- مع العلم أن أبا فهر لم يكتب ولا يستخدم هذه الألفاظ في كتاباته أبدًا!!
إلا طبعًا لو جالستموه!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 08:01 م]ـ
بارك الله فيك ..
من قرأ ما نثر في كتاب الأستاذة عايدة وكتابات الطناحي=من عامية أبي فهر = يعرف أن هذا لسانه ...
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[30 - 05 - 09, 10:24 م]ـ
هنفوتها دي يا مولانا (:
وأرجو أن تطمئنا عليك، ولا أصبحت قاهري خلاص!
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[30 - 05 - 09, 10:45 م]ـ
بارك الله فيك ..
من قرأ ما نثر في كتاب الأستاذة عايدة وكتابات الطناحي=من عامية أبي فهر = يعرف أن هذا لسانه ...
ابو فهر
لم افهم ليتك توضح
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[04 - 06 - 09, 01:29 ص]ـ
هل لنا بترجمه لفهمى هويدى؟
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:05 ص]ـ
رحم الله أبا فهر محمود شاكر و جميع المسلمين و المسلمات.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:26 م]ـ
- بارك الله في الإخوة الفضلاء جميعًا ..
- الأخ الكريم: أباقتيبة: تجد بغيتك عن " هويدي " هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/n.htm
- الأخ الكريم: عبدالرحمن عامر: جزاكم الله خيرًا.
مقالي عن " رأي " الأستاذ محمود شاكر في .. إلخ. وهو رأي " نادر " أحببت إطلاع الإخوة عليه. أما الأفغاني وعبده فقد كُتب عنهما كثير من الرسائل الموثقة التي تُدينهما. فرأي شاكر مجرد إضافة واستنئناس. وبإمكانك طرح رأيك فيهما وجعلهما شيوخ الإسلام إن أردت، لكن بالكلام العلمي.
أما رأيك فيما أكتب و .. إلخ فهذا لاتثريب عليك فيه، والفضاء يتسع لك ولغيرك لقول مايخالجك، إبراء لذمتك في نُصح من قد يغتر بها - حسب رأيك -. وفقك الله هنا أو في موقع بناء أو غيرهما ..
وأنا أسأل الله لك الهداية والرشاد، وأن يجعلنا من أصحاب القلوب السليمة التي لا تحمل " الغل " ..
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 11:05 م]ـ
تنبيه مهم:
كتب شيخنا الفاضل سليمان الخراشي في عنوان الموضوع: (رأي محمود شاكر في الأفغاني وعبده والعقاد ............ )
على حين أنه ليس في المنقول رأي لشاكر في العقاد، وإنما هو رأي لأحمد حسين، فلينتبه.
وبالنسبة لكتابات الأخ الأستاذ القصاص عن العقاد، فلو ترك الشطط فيها لكان لكلامه موقعا لكن ....
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 07 - 09, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكم أباالطيب عن التنبيه ..
سبق تعديله هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/51.htm
فلعل الأخ المشرف يُعدله.
ـ[السلامي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 04:02 م]ـ
من يبغي على من؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:32 ص]ـ
لا أزال أزداد إعجابا بالأستاذ محمود شاكر، جزاه الله عن الإسلام خيرا، ورحمه الله.
ومما سمعت عن العقاد أيضا أنه لك يكن يصلي.
الأخ أبا فهر: لا أعرف من تعني بأبي فهر، وكلامك غير واضح، تقول أن حسين لا يوثق بنقله، ثم تثني على ما نقل!!! ارجو منك التوضيح، هل تؤيد ما نقل عن محمود شاكر أم ماذا؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 05:33 ص]ـ
إذن أتراجع وأعتذر للأخ السلامي، مع اختلافي معه في النظر والتفسير.
بارك الله فيكم شيخنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/272)
وللشيخ شاكر - رحمه الله - صورة وهو يدخن نُشرت في آخر الكتاب الذي أُهدي له بمناسبة بلوغه السبعين والذي كان قائم على جمعه الشيخ رشاد سالم وهو كتاب " مجموعة دراسة إسلامية وعربية " وبعض مشايخ مصر يدخن ومنهم الشيخ الشعرواي - رحمه الله - فهم لا يرون التدخين محرما أصلا إلا في حق من يتضرر منه وهناك فتوى للشيخ رشيد رضا - رحمه الله - في إباحة ذلك
والحقيقة أن كثيرا من الانتقادات التي توجه لمشايخ أو أدباء ينبغي أن يكون ميزان العذر فيها هو عصرهم ومدى انتشار السنة والعقائد الصحيحة وإذا كان مشايخ الأزهر في ذاك الوقت منهم من يعيش في ظلام دامس كالدجوي فما بالك بمن دونه وإذا كان يعتذر لأبي حامد الغزالي في كتابه "الاحياء" بجهله في علم الحديث وكذلك للجويني وهما شيوخ المذهب الشافعي فما بالك بمن دونهم
و محمد عبده المصري حمل عليه كثيرا من القبوريين حملة شعواء أمثال النبهاني لرده الخرفات القبورية وأنها ليست من الإسلام وهذه كانت من أكبر ميزات المنهج الاصلاحي المزعوم، فكثير من الوقائع بحاجة إلى الحكم عليها بأخذ الاعتبار بانتشار السنة في ذاك الوقت والمكان
فمن ذلك أن الشيخ عبدالمجيد سليم أحد كبار مشايخ الأزهر - رحمه الله - كان يرى التقريب بين السنة والشيعة وهو من كبار العلماء السلفيين في مصر وكان حامد الفقي يثني عليه كثيرا بل كان حامد فقي رسوله إلى رشيد رضا لما أرد عقد الصلج بين رشيد رضا والأزهر. والشيخ أحمد شاكر له كلام أثنى فيه على أحد كبار علماء الشيعة في عصره (ال كاشف الغطى) ومباحثة معه في مسائل الطلاق كما هو في (جمهرة رسائله)
ولا ينبغي أن نتلقف كل قول عن كل أحد ... ومن ذلك أن أرى كثيرا من الأقلام تحجم عند نقد الأديب الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - إما لأنه من جماعته أو أنه وافق هواه في مسألة معينة .. وأخطاء الأستاذ سيد قطب هي بعينها أخطاء هؤلاء بل نقل عنه علي عشماوي طامات منها أنه كان لا يصلي الجمعة و رُدت رواية علي عشماوي بإنه كذاب وغيرها من التهم مع أنه كان معظما عند الإخوان قبل خروجه منهم
ولابد أن أشهر سيف انتقاد سيد قطب في وجه الشيخ الخراشي وغيره ليس - يعلم الله - ذما لسيد قطب بل أسأل الله أن يغفر له ويدخله الجنة ولكن لأنهم غضوا الطرف عن طاماته وسبه لبعض الصحابة و غاية من انتقد سيد جعله كالأشاعرة وهو عنهم بعيد وما هو منهم وما هم منه .. ويعتذرون بقلة معرفة سيد قطب بالعلوم الشرعية وبعده عن تلقي المنهج الصحيح وجهله بالسنة النبوية .. فلماذا لا نجري هذا الميزان مع غير سيد قطب رحمه الله .. وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:24 ص]ـ
الأخ الكريم: أباعبدالرحمن: جزاكم الله خيرًا ..
1 - يقول الدكتور محمد حسين - رحمه الله - عمن يخلط بين نقد السلفيين للقبوريين، ونقد جماعة عبده من العقلانيين لهم:
(خلطوا بهم كل من دعا بهذه الدعوة واعتبروه منهم، غافلين عن أن التصوف يُمكن أن يُهاجم من منطلقين مختلفين، من منطلق سلفي يهاجم الابتداع، ومن منطلق علماني، يُنكر الغيبيات ويُخضعها للتفكير الحر، ومن هذا المنطلق خلطوا بين الأفغاني ومحمد عبده، وبين محمد بن عبدالوهاب). " دعاوى المناوئين، ص 29 ".
2 - قولكم: (ولابد أن أشهر سيف انتقاد سيد قطب في وجه الشيخ الخراشي وغيره ليس - يعلم الله - ذما لسيد قطب بل أسأل الله أن يغفر له ويدخله الجنة ولكن لأنهم غضوا الطرف عن طاماته وسبه لبعض الصحابة)!!
لايحتاج أن تُشهر سيفك - عفى الله عنك -!
فلو راجعتَ مقدمة اختصاري لكتاب " تطهير الجنان " للهيتمي، لوجدتني ذكرته ضمن من تطاولوا على مقام بعض الصحابة - رضي الله عنهم -. (مع أنه لا يلزمني الرد على كل منحرف في هذا الباب أو غيره، ومع أنه لا مقارنة بين سيد وجماعة عبده عندي).
تجده هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k31.rar
فلعلك تتمهل قبل أن يبغي قلمك، وأربأ بك عن هوَج " السلفية الحزبية " التي صورت للناس أن من لم يكن على طريقتها في الظلم والبغي؛ فهو حزبي .. إلخ تهويلاتهم. وفقكم الله.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 08:35 ص]ـ
الأخ الكريم: أباعبدالرحمن: جزاكم الله خيرًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/273)
1 - يقول الدكتور محمد حسين - رحمه الله - عمن يخلط بين نقد السلفيين للقبوريين، ونقد جماعة عبده من العقلانيين لهم:
(خلطوا بهم كل من دعا بهذه الدعوة واعتبروه منهم، غافلين عن أن التصوف يُمكن أن يُهاجم من منطلقين مختلفين، من منطلق سلفي يهاجم الابتداع، ومن منطلق علماني، يُنكر الغيبيات ويُخضعها للتفكير الحر، ومن هذا المنطلق خلطوا بين الأفغاني ومحمد عبده، وبين محمد بن عبدالوهاب). " دعاوى المناوئين، ص 29 ".
2 - قولكم: (ولابد أن أشهر سيف انتقاد سيد قطب في وجه الشيخ الخراشي وغيره ليس - يعلم الله - ذما لسيد قطب بل أسأل الله أن يغفر له ويدخله الجنة ولكن لأنهم غضوا الطرف عن طاماته وسبه لبعض الصحابة)!!
لايحتاج أن تُشهر سيفك - عفى الله عنك -!
فلو راجعتَ مقدمة اختصاري لكتاب " تطهير الجنان " للهيتمي، لوجدتني ذكرته ضمن من تطاولوا على مقام بعض الصحابة - رضي الله عنهم -. (مع أنه لا يلزمني الرد على كل منحرف في هذا الباب أو غيره، ومع أنه لا مقارنة بين سيد وجماعة عبده عندي).
تجده هنا:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/k/k31.rar
فلعلك تتمهل قبل أن يبغي قلمك، وأربأ بك عن هوَج " السلفية الحزبية " التي صورت للناس أن من لم يكن على طريقتها في الظلم والبغي؛ فهو حزبي .. إلخ تهويلاتهم. وفقكم الله.
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل و لم اطلع على مؤلفكم هذا إلا الآن مع أني حريص على مؤلفاتكم و آخر ما استمتعت به هو كتابكم (تعليقات ابن مانع على الكوثري) فليتكم تخرجون جميع تعليقات ابن مانع رحمه الله على بقية الكتب الأخرى وتقسمونها حسب الفنون
والحقيقة شيخنا الفاضل بالنسبة لمحمد عبده فلا اشكال عندي فيه أنه عقلاني معتزلي. و لا في بيان انحراف بقية الأدباء فهذا جهد مشكور منكم ... لكن كان بودي أن يكون كلام الشيخ شاكر أكثر توثيقا في أمثال هؤلاء ... و جزاكم الله خيرا
ـ[الشفيعي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
وقد تكلم أيضاً على جملة من هؤلاء كالأفغاني ومحمد عبده واليازجي وابنه الشيخ المجاهد عبدالله عزام رحمه الله في رسالته عن (الوطنية).
واليازجي هذا قد مدحه العلامة محمود شاكر مرة، وذمه أخرى، كما في جمهرة مقالاته.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:09 م]ـ
سوف أعلق على نقطه واحدة
وهي ما نقله الاخوة عن الامام الهمام بأنه كان يتعاطى السجائر
أقول:
هذا كان في زمن عمت به البلوى بذلك، وما كان أحد يعرف أضرار السجائر، لذلك لا تجد فتاوى قديمة تحرمها
وكان الشيخ الشعراوي شره التدخين-وإن كان أقلع عنها في آخر حياته- وهناك فتوى للشيخ محمد رشيد رضا تبيح التدخين -كما نبه على ذلك الأخ أبو عبد الرحمن-
لكن انعقد الاجماع بعد ذلك على حرمة التدخين
فهل هذا يقدح فيهم وفي صلاحهم!
تأنى قليلا ولا تتسرع في الحكم، فإن اباحة السجائر ليس بأعجب من اباحة المسكر الذي انعقد الاجماع على حرمته بعد ذلك وهذا معلوم بالضرورة من الدين، فتأمل
وأذكر أن الامام أحمد كان شديد على من يرى اباحة المسكر، لكنه مع ذلك شهد بالثقة الصلاح لبعض أئمة الحديث الكبار الذين كانوا يروا حل المسكر، وكان يراهم متأولين
* وقد ثبت أن الامام الشوكاني كان يتعاطى القات-وهو أدهى من السجائر-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78237
فهل قدح ذلك في عدالته!
والأمر كما قال الأخ أبو عبدالرحمن
والحقيقة أن كثيرا من الانتقادات التي توجه لمشايخ أو أدباء ينبغي أن يكون ميزان العذر فيها هو عصرهم ومدى انتشار السنة والعقائد الصحيحة
======
أما فيما يخص جلوسه مع الطلبة والطالبات ليسألونه، فهذا بحكم طبيعة عمله، وهو ليس وحده بل جُل الدكاترة على هذا مثل الدكتور مصطفى حلمي وغيره-ولا يستطيع أن يرد طالبه تسأله-، ولا أرى ما يمنع ذلك -مع عدم وجود خلوة طبعا- والصحابة كانوا يسألون أمهات المؤمنين
فإن قال قائال: كان الصحابة يسألوهن من وارء حجاب، أقول، أين نحن في زماننا، بل وفي زمان الشيخ شاكر من هذا، مما عمت به البلوى-للأسف-
كلامي هذا ليس للتمييع والله يعلم لكن التأويل لأهل الفضل واجب، أما تتبع عثرات الفضلاء، وعدم تقبل منهم درجة أقل من درجة ملك من الملائكة،فهذا من الخذلان
فقد انقدح في ذهن كثير من طلبة العلم، أن الشيخ لا يكون صالحا مجددا، صادعا بالحق، إلا إذا كان كاملا من كل وجه!!!
وهذا اعتقاد يعوزه كثير من التحقيق.
ورحم الله شيوخنا وعلماءنا
وبارك الله فيك شيخ سليمان الخراشي ونفع بعلمك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 08 - 09, 07:14 م]ـ
يقول الدكتور محمد حسين - رحمه الله - عمن يخلط بين نقد السلفيين للقبوريين، ونقد جماعة عبده من العقلانيين لهم:
(خلطوا بهم كل من دعا بهذه الدعوة واعتبروه منهم، غافلين عن أن التصوف يُمكن أن يُهاجم من منطلقين مختلفين، من منطلق سلفي يهاجم الابتداع، ومن منطلق علماني، يُنكر الغيبيات ويُخضعها للتفكير الحر، ومن هذا المنطلق خلطوا بين الأفغاني ومحمد عبده، وبين محمد بن عبدالوهاب). " دعاوى المناوئين، ص 29 " ..
جيد جداً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/274)
ـ[السلامي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:39 م]ـ
اللهم قد تركناه (بعد أن ترك ما كان عليه) سواء اجتمع مع نساء أم لم يجتمع
__________________
الله حسيبك لا أدري أين قلم الإشراف عنك مع أنه حذف ماراق له والله المستعان ....(54/275)
مسألة لفظية حول عبارة العقيدة الطحاوية: "محيط بكل شيء وفوقه"
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:12 ص]ـ
السلام عليكم
فكما تعلمون إن أهل البدع لمدندنون حول عبارة الإمام الطحاوي: وتعالى عن الحدود والغايات ... الخ، ثم يتغاضون عن عبارته: وهو عز وجل مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه - أي فوق كل شيء -، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.
وتفسير العبارة الأولى عندنا - أهل السنة - أن الله محيط وليس بمحاط، على أن الطحاوى استخدم تلك الألفاظ - كالحد والغاية - في زمن لم تنتشر فيه العقائد الكلامية التي تثبت العقائد الفاسدة في زي الألفاظ المجملة، فلم يكن لها عند الإمام الطحاوي إلا معنى واحدا كما كان الأمر عند سلفه، وهو المعنى الحق دون المعنى الباطل، كما شرحه الإمام ابن أبي العز.
والعبارة الثانية تثبت عقيدة الإمام الطحاوي في الفوقية حيث يقول: فوقه، أي فوق كل شيء. فالله محيط بكل شيء وفوق كل شيء في آن واحد كما يليق بجلاله.
لكن السؤال ...
وقع في بعض النسخ ما سيغير معنى الفوقية - كما أشرت إليه - إلى معنى دون ذلك تماما.
ففي بعضها: محيط بكل شيء وما فوقه - زيادة اسم موصول
وفي بعضها: محيط بكل شيء وبما فوقه - زيادة الباء واسم موصول
وفي بعضها: محيط بكل شيء فوقه - حذف الواو
كل هذه الثلاث تبطل إثبات معنى الفوقية لله على كل شيء.
والإمام ابن أبي العز رد على العبارة الثالثة وجعله من تحريف النساخ أو غلاة المبتدعة. ولم يظهر علما بالعبارتين الأوليين.
ولكن ما هي العبارة الصحيحة من هذه الثلاث: محيط بكل وفوقه؟ أم محيط بكل شيء وما فوقه؟ أم محيط بكل شيء وبما فوقه؟
وهل يمكن اعتضاد عبارة "محيط بكل شيء وفوقه" من الناحية اللغوية، حيث إن هذا لا يؤدي إلى فصل الضمير عن مرجعه وهو "كل شيء"، بينما العبارتين الأخريين (التين هما بالاسم الموصول) تفيدان أن مرجع الضمير هو "العرش" وليس "كل شيء" وبهذا ستصبح كلمة "كل شيء" أجنبية، يا أصحاب النحو؟
وهل يمكن اعتضاد عبارة "محيط بكل شيء وفوقه" على الأخريين من الناحية البلاغية، يا أصحاب البلاغة (العبارة: وهو عز وجل مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه)؟
وما هي أقدم نسخة مصورة عندكم للعقيدة الطحاوية أو لأحد شروحها بحيث نوصل إلى الحقيقة، يا أصحاب النسخ؟ الذي أعرف أن ابن أبي العز استخدم العبارة التي تثبت الفوقية لله، بينما الميداني الماتريدي - وهو صاحب اللباب في شرح مختصر القدوري، وهو متأخر - استخدم عبارة "محيط بكل شيء وبما فوقه".
الذي أعرف أن أكثر الكتب التي نقلت عن الطحاوية نقلت عبارة ابن أبي العز، وهذا ما رأيته لما بحثت مسألة العلو في التفسير المظهري للقاضي ثناء الله الباني بتي الهندي، كما أن ابن القيم في الاجتماع والذهبي في العلو أيضا ذكرا العبارة هكذا.
ومن أول رجل أو كتاب ذكر العبارة بالاسم الموصول، سواء بالباء أو بغيرها؟ (وهما بمعنى واحد في إلغاء إثبات الفوقية لله وجعل العبارة بمعنى "محيط بكل شيء ومحيط بما فوق العرش - أسأل: ألم يدخل "ما فوق العرش" في "كل شيء" حتى احتيج إلى الإعادة!؟ ")
الغاية من هذا كله أنني أرجو المساعدة بالصور القديمة الأصلية من العقيدة أو من شروحها أو بالنقول من الكتب القديمة الأخرى - سواء من كتب الحنابلة أو غيرهم - حول هذه العبارة حتى تتضح حقيقة هذا الأمر المهم وجزاكم الله خيرا.
كبداية لبحوثكم، راجعوا - بارك الله فيكم - إلى صفحة 55 في تخريج العقيدة الطحاوية للشيخ الألباني هنا ( http://www.scribd.com/doc/936140/-).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
ففي بعضها: محيط بكل شيء وما فوقه - زيادة اسم موصول
وفي بعضها: محيط بكل شيء وبما فوقه - زيادة الباء واسم موصول
وفي بعضها: محيط بكل شيء فوقه - حذف الواو
كلها باطلة من جهة المعنى
فلو فرضنا أن الهاء في "فوقه" عائدة على الله عز وجل فسيكون فيها إشارة لوجود شيء فوق الله عز وجل
وهذا باطل، فلا شيء فوق الله عز وجل
وإذا كانت الهاء عائدة على "كل شيء" فلا يصح، فكل شيء مُحاط، فلا يبقى شيء حتى يكون هناك شيء "فوقه"
والله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:05 ص]ـ
في العلو للعلي الغفار:
وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:37 ص]ـ
شكرا.
وجدت ثلاثة شروح للطحاوية أصجابها كلهم توفوا قبل ابن أبي العز:
1 ـ شرح القاضي الأجل إسماعيل بن إبراهيم الشيباني المتوفي سنة (629هـ) - رحمه الله - تعالى وسماه: "البيان: اعتقاد أهل السنة والجماعة " تحقيق الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، نشر دار الرشيد في الرياض الطبعة الأولى (1413هـ).
2 ـ شرح الشيخ محمود بن أحمد القونوي الدمشقي الحنفي المعروف بابن السراج المتوفي سنة (771هـ) المسمى "القلائد في شرح العقائد" طبع في قازان من بلاد روسيا سنة (1311هـ).
3 ـ شرح الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي المتوفي سنة (786هـ) المسمى "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"، طبع بتحقيق الدكتور عارف آيتكن ومراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، الطبعة الأولى سنة (1409هـ)، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت.
قد يشق الحصول على الشرح الثاني، ولكن الشرحين الأول والثالث مطبوعان في البلاد العربية. فلو حصل أحد الإخوة أو الأخوات على الكتابين ويتأكد من عبارة المتن من خلالهما لكان مشاركة مفيدة جدا وله - أو ولها - الأجر.
وإن كان عند أحد الإخوة أو الأخوات أحد الشروح وعنده استطاعة للتصوير كان توثيقا قويا للبحث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/276)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 12:56 م]ـ
3 ـ شرح الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي المتوفي سنة (786هـ) المسمى "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"، طبع بتحقيق الدكتور عارف آيتكن ومراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، الطبعة الأولى سنة (1409هـ)، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت.
هذا الشرح حصلت عليه مصورا في pdf من احدى المواقع (لا اذكر أي موقع الآن)
وهذه صورة من الصفحة التي فيها ذلك النص:
http://i40.tinypic.com/nvxs1k.jpg
http://i39.tinypic.com/fje2c3.jpg
وهي مرفقة أيضا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 03 - 09, 01:50 م]ـ
وإذا كانت الهاء عائدة على "كل شيء" فلا يصح، فكل شيء مُحاط، فلا يبقى شيء حتى يكون هناك شيء "فوقه"
إذا كانت الهاء عائدة على (كل شيء) فمعناها: أن الله سبحانه محيط بكل شيء وفوق كل شيء. و (فوق) معطوفة على محيط.
فكيف لا تكون العبارة صحيحة؟
وبارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:05 م]ـ
إذا كانت الهاء عائدة على (كل شيء) فمعناها: أن الله سبحانه محيط بكل شيء وفوق كل شيء. و (فوق) معطوفة على محيط.
فكيف لا تكون العبارة صحيحة؟
وبارك الله فيكم
قصدت هذه العبارات الثلاث:
محيط بكل شيء وما فوقه
محيط بكل شيء وبما فوقه
محيط بكل شيء فوقه
إذا قلنا بأن الهاء عائدة على "كل شيء"
فسيكون هكذا:
محيط بكل شيء وما فوق كل شيء
محيط بكل شيء وبما فوق كل شيء
محيط بكل شيء (بدون واو) فوق كل شيء
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:18 م]ـ
إلا إذا وضعنا فاصلة بين "محيط بكل شيء" و "فوق كل شيء" في العبادة الثالثة فيكون: محيط بكل شيء، فوق كل شيء.
ألا يكون حينئذٍ مثل قولنا "محيط بكل شيء وفوق كل شيء"؟
يعني أنها تجعلهما جملتين منفصلتين وليس جملة واحدة
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 02:45 ص]ـ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا!
الصورة توثق الأمر إلى حد كبير، وسأستخدم الصور في بحثي إن شاء الله.
ولو كان عند أحد صور أو توثيق للشرحين الآخرين لكان مشاركة مفيدة. أضيفوا إلى ذلك تحقيق أول من زاد الاسم الموصول - بارك الله فيكم - إن كان لديكم علم بذلك.
المقصود أن الفوقية ثابتة لله عز وجل في هذه العبارة إن شاء الله، وبالتالي فهي ثابتة عند الأئمة الحنفية الثلاثة. فكل ما ورد بخلاف ذلك عن أولئك الثلاثة رحمهم الله - وخاصة عن الإمام أبي حنيفة في الفقهين أو الكتب الأخرى المنسوبة إليه - فمؤول تحسينا للظن بقائله أيا كان، أو مردود لمعارضته لما هو أوثق منه وهو العقيدة الطحاوية.
ولم يبق الآن للمبتدعة - ولله الحمد - إلا أن يؤولوا الفوقية في هذه العبارة بفوقية المكانة لا المكان، كما هو سيرتهم الخالدة، على أنه بعيد من مراد العبارة تماما.
نقول لهم: السلف في أصول الدين يفسر بعضهم بعضا، فالإمام أحمد مثلا كان على عقيدة الإمام أبي حنيفة في الصفات، فهل عندكم نص عن الإمام أحمد عن نفي فوقية المكان؟ ولو كانت فوقية المكان تجسيما وتشبيها كفرا (كما هي عندكم)، فلماذا لم ينفه السلف على مستوى عظيم نظرا إلى كثرة النصوص التي تثبت الفوقية المطلقة، حتى لا يغتر الناس بالاعتقاد بفوقية المكان؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:32 م]ـ
السلام عليكم
عندنا في روسيا المذهب السائد هو المذهب الحنفي وبالتالي العقيدة ماتردية
إلا أنه الى الحين لم تكن تفرض علينا المناهج الماتردية وكنا ندرس العقيدة السلفية ولكن بدأ الحين التيار الحنفي ينشط ووصلوا الى السلطة ورشحوا لنا تغيير المناهج الى الماتردية
اما عن شرح الطحاوية لابن ابي العز فانتقدوها ورموها بالتوهب وقدموا لنا شرح الميداني
بدأت أقرأ طبعا لم افهم غالبه لانه مليء بالكلاميات العقليات التي لا يحتاج اليها احد من الناس ولما وصلت الى ذكر العرش تعجبت من ما رأيت فبدأت ابحث عن المخطوطات ووجدت ان احد الشروح للقونوي في المدينة مخطوطة في احدى المكتبات وكانت قد طبعت في روسيا قبل قرن
والآن نحن نبحث عن المصادر الحنفية السلفية حتى نغير المناهد حسب المطلوب فهل من معين؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:31 م]ـ
هل موجود بيان عقيدة الامام الطحاوي في كتبه الاخرى ام لا يمكن استخلاص شيء منها في الجانب العقائدي؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
اكتب اكتب ولا مجيب))))
السؤال التالي:
ملا علي القاري استدل بكلام ابن ابي العز في شرح الفقه الأكبر في صفاتي الغضب والرضا ويمكن القول ان القاعدة المستعملة في هذا المقتبس هو الأصل وهي القول في الصفات كالقول في الذات والقول في بعض الصفات كالقول في الصفات الأخرى وكذلك قضية التأويل والتفويض
فلماذا بدَّعهُ اذا اخذه كالعمدة في باب الصفات او لماذا استدل به ان كان مبتدعا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/277)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:26 ص]ـ
والآن نحن نبحث عن المصادر الحنفية السلفية حتى نغير المناهد حسب المطلوب فهل من معين؟
أخي الكريم ألا يمكن أن تستعينوا بالجامعات السلفية في الهند.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:48 م]ـ
و ما لنا بهم صلات ولا هم معروفون عندنا
ـ[أبو عمر القازانلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:34 ص]ـ
أعانكم الله و ثبتكم على الحق!
هل اطلعتم على كتب الشيخ شمس الدين الأفغاني مثل عداء الماتريدية للعقيدة السلفية و غيرها؟ له جهود قيمة في هذا الباب
لعلكم تجدون على هذا الرابط (اضغط ( http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=2212) ) بعض المؤلفات الشيخ وفقنا الله و إياكم!
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في مكتبة الملك فهد رحمة الله عليه بالرياض توجد نسخة مطبوعة 1311هـ، 1893 م للعقيدة الطحاوية
هل أحد الإخوة يستطيع أن يحصل لنا صورة الكتاب؟؟؟
هاااااااااااااام جدا
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:48 م]ـ
http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1M5615AC30343.187325&profile=akfnl&uri=full=3100006@!271512@!9&ri=1&aspect=basic_search&menu=search&source=172.16.16.74@!kfnl1256&ipp=20&staffonly=&term=%C3%98%C2%A7%C3%99%C2%88%C3%98%C2%A7%C3%98%C2 %A6%C3%99%C2%84+%C3%98%C2%A7%C3%99%C2%84%C3%99%C2% 85%C3%98%C2%B7%C3%98%C2%A8%C3%99%C2%88%C3%98%C2%B9 %C3%98%C2%A7%C3%98%C2%AA+%C3%98%C2%A7%C3%99%C2%84% C3%98%C2%B9%C3%98%C2%B1%C3%98%C2%A8%C3%99%C2%8A%C3 %98%C2%A9+-+%C3%98%C2%B1%C3%99%C2%88%C3%98%C2%B3%C3%99%C2%8A% C3%98%C2%A7&index=PSUBJCT&uindex=&aspect=basic_search&menu=search&ri=1
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 10:50 م]ـ
ما أحد يقدر؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[30 - 10 - 09, 09:39 م]ـ
يوجد رسالة دكتوراة في عقيدة أبي حنيفة ويوجد كتاب للخميس في شرح الفقه الأكبر والأبسط وكتاب شمس الدين الأفغاني في توحيد الألوهية عند الأحناف
وفي ترجمة أبي يوسف في سير أعلام النبلاء تجد إثباته لعلو الله.
وفي مختصر العلو للألباني تجد كلاما مهما لأبي حنيفة
فلعلك تجمع أقوال أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن المخالفة لعقيدة الماتريدية وتبين لهم ذلك.
والعقيدة الطحاوية تشتمل على أمور عديدة مخالفة لعقيدة الماتريدية.
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[21 - 12 - 09, 06:34 م]ـ
شكرا.
وجدت ثلاثة شروح للطحاوية أصجابها كلهم توفوا قبل ابن أبي العز:
1 ـ شرح القاضي الأجل إسماعيل بن إبراهيم الشيباني المتوفي سنة (629هـ) - رحمه الله - تعالى وسماه: "البيان: اعتقاد أهل السنة والجماعة " تحقيق الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، نشر دار الرشيد في الرياض الطبعة الأولى (1413هـ).
2 ـ شرح الشيخ محمود بن أحمد القونوي الدمشقي الحنفي المعروف بابن السراج المتوفي سنة (771هـ) المسمى "القلائد في شرح العقائد" طبع في قازان من بلاد روسيا سنة (1311هـ).
3 ـ شرح الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي المتوفي سنة (786هـ) المسمى "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"، طبع بتحقيق الدكتور عارف آيتكن ومراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، الطبعة الأولى سنة (1409هـ)، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت.
قد يشق الحصول على الشرح الثاني، ولكن الشرحين الأول والثالث مطبوعان في البلاد العربية. فلو حصل أحد الإخوة أو الأخوات على الكتابين ويتأكد من عبارة المتن من خلالهما لكان مشاركة مفيدة جدا وله - أو ولها - الأجر.
وإن كان عند أحد الإخوة أو الأخوات أحد الشروح وعنده استطاعة للتصوير كان توثيقا قويا للبحث.
انظر الصفحة 25 ثم الصفحة 54
http://download941.mediafire.com/ug2jwootgayg/rjnizmnwnyy/Sharh+%27Aqidah+Tahawiyyah+Shaybani.pdf
???
ـ[نصر الدين عمر]ــــــــ[21 - 12 - 09, 07:27 م]ـ
أخي الكريم في بعض نسخ الطاحوية
محيط بكل شىء وبما فوقه
بدل محيط بكل شىء وفوقه
كما هو في شرح الغنيمي الميداني
والله أعلم(54/278)
التذكير بخطأ قول العامّة: (الدنيا ليست دار عدل)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:16 ص]ـ
التذكير بخطأ قول العامّة: (الدنيا ليست دار عدل)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
شاع في لسان العامّة قول: (الدنيا ليست دار عدل)، وقد دعاهم إلى هذه المقولة - الخاطئة - ما يرونه صباح مساء من يسار أهل الكفر والمعصية، وعُسر أهل الإيمان والطاعة، وعند قليل من التأمُّل يَظهر خطأ هذه المقولة؛ وذلك للأسباب الآتية:
1 - من صفات الله عزو وجل: (العدل)، ولا تختص هذه الصفة بأمور الآخرة، دون أمور الدنيا:
- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ) [النحل: 90].
- قال تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) [الشورى: 15].
- وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه في "الصحيح"، مرفوعًا: «فمَن يَعْدِلُ إذا لم يَعْدِلِ اللهُ ورسولُه؟!».
إنّ الله سبحانه وتعالى: (العدل): في جميع أقواله وأفعاله: الجارية على سنن العدل والاستقامة، الدائرة بين الفضل والرحمة وبين العدل والحِكْمَة.
يقول ابن القيّم: (وهو العدل الذي يتصرّف به فيهم؛ فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله، وقضائه وقدره، وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه؛ فخبره كله صدق، وقضاؤه كله عدل، وأمره كله مصلحة، والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته، وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته).انتهى.
والعَدْلُ مِنْ أوصافِه في فِعْلِهِ ** ومَقَالِه والحُكْمِ بالميزانِ
فَعَلَى الصِّراطِ المستقيمِ إلَهُنَا ** قولًا وفِعْلًا ذاك في القرآنِ
2 - أمر الله عز وجل عباده بتحري العدل في أمور الدنيا، وذلك في آيات كثيرة، منها:
- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ... )
إلى قوله: (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) [البقرة: 282].
- قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء: 3].
- قوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58].
- قوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: 9]. إلخ ..
3 - لقد: (فاوت الله عز وجل بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم، وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة) - ما بين قوسين لابن كثير -؛ وذلك وفق العدل والحِكمة، قال تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 32].
وقوله: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا): أي: أفقرنا قوما وأغنينا قوما. قاله القرطبي.
ورزق المعاش في الحياة الدنيا: يتبع مواهب الأفراد، وظروف الحياة، وعلاقات المجتمع، وتختلف نِسَب التوزيع بين الأفراد والجماعات وفق تلك العوامل كلها. قاله سيِّد، وفيه تفصيل ...
وقوله: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا): قيل: معناه: ليسخّر بعضهم بعضا في الأعمال؛ لاحتياج هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا. قاله السدّي وغيره.
وقال قتادة والضحاك: ليملك بعضهم بعضا. وهو راجع إلى الأول.
ثم قال: (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ): أي: رحمة الله بخلقه خير لهم مما بأيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا. ابن كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/279)
4 - طيّبات الدنيا ونعيمها مشترك بين خلائق الله مؤمنهم وكافرهم، ولكن: (الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [محمد: 12]، وفي "الصحيح" قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ». قال في "المفهم": فيه حُجّة على تفضيل الفقر. انتهى، وقال في "المرقاة": "لهم الدنيا": أي موسّعة خالصة، "ولنا الآخرة": أي: مرصّعة خالصة. انتهى. وقوله صلى الله عليه وسلم: "لهم الدنيا": لا يُستفاد منه: قصر نعيمها وطيّباتها عليهم دون المؤمنين، وإنّما المراد: أنّ نعيم الكافرين في الدنيا ليس يحدّه حد، وأمّا حال المؤمنين في الحياة الدنيا: فإنّه يدور على: "الحلال بيِّن والحرام بيِّن"، وفي "الصحيحين" عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من شرب الخمر فى الدُّنيا، ثم لم يتب منها: حُرِمَهَا في الآخرة»، وفي "الصحيح" عن عمر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن لبس الحريرَ في الدنيا: لم يلبسه في الآخرة».
5 - شرْط صحّة العبارة المتداولة في لسان العامّة: (الدنيا ليست دار عدل): أنْ يَستأثر أهل الكفر والمعصية بأموال العالَم دون المؤمنين؛ وهذا ما لم نجده، بل إنّا نجد من المؤمنين في القديم والحديث مَن رزقه الله من الأموال الشيء الكثير العظيم ..
6 - إنّ الكافر في ضنك مستمر، وإنْ ظهر في أعين الناس أنّه من أغناهم، قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه: 123 - 124].
قال ابن عاشور: (والضّنك: الضِّيْق، يُقال: مكان ضنك، أي ضَيِّق، ويستعمل مجازًا في عسر الأمور في الحياة .. ).انتهى، وقد اختُلف في الموضع الذي يكون فيه الضنك: فقيل: في الآخرة. وقيل: في الدنيا. وقيل: في القبر واختاره الطبري. ولا مانع من الشمول، قال ابن عاشور في معنى قوله تعالى: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا): أنّ مجامع همّه، ومطامح نظره: تكون إلى التحيّل في إيجاد الأسباب والوسائل لمطالبه؛ فهو متهالِك على الازدياد، خائف على الانتقاص، غير ملتفت إلى الكمالات، ولا مأنوس بما يسعى إليه من الفضائل، يجعله الله في تلك الحالة وهو لا يشعر، وبعضهم يبدو للناس في حالة حسنة ورفاهية عيش ولكن نفسَه غير مطمئنة).انتهى.
وأختم هذه الكلمة المختصرة بحديث:
سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماء». أخرجه الترمذي، وقال: صحيح غريب. انتهى،
فلو قال العامّة: (لو كانت الدنيا تَعْدِلُ عند الله جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماء)، لكان أحسن من قولهم: (الدنيا ليست دار عدل)، والله تعالى أعلم وأحكم.(54/280)
حمل نونية القحطاني بالضبط الكامل
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:31 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ،
نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَه وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَه.
أَمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ قَصِيدَةُ:
الإِمَامِ الْعَالِمِ الرَّبَّانِي أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّد
الأَنْدَلُسِي الْقَحْطَانِي الْمَالِكِي
هَذِهِ الْقَصِيدَةُ صَغِيرَةُ الْحَجْمِ غَزِيرَةُ الْعِلْمِ
مُحْتَوِيَةٌ عَلَى الأُصُولِ الدِّينِيَّةِ وَالْفُرُوعِ الْفِقْهِيَّةِ وَالنَّصَائِحِ النَّبَوِيَّةِ
الَّتِي يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُوَحِّدٍ الاِتَّسَامُ بِهَدْيِهَا، وَأَنْ يُعَدَّ مِنْ بَنِي وُدِّهَا.
فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَشَرَّفَ بِالْقِيَامِ بِضَبْطِهَا وَذَلِكَ بَعْدَمَا بَحَثْتُ عَنْهَا مَضْبُوطَةً
فَلَمْ أَجِدْهَا كَذَلِكَ.
وَاعْتَمَدتُّ عَلَى الْمَطْبُوعِ في نَصِّهَا
فَيَسَّرَ اللهُ تَعَالَى لِي هَذَا الأَمَرَ فَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّة.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم
http://www.islamdor.com/book/nonyah.pdf
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[21 - 03 - 09, 01:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:07 ص]ـ
جزاكم لله خيرا، وأثابكم على جهودكم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:17 ص]ـ
ما شاء الله ..
بارك الله فيكم على هذه الجهود القيمة ..
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[22 - 03 - 09, 03:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا
وأخص الشيخ طه الفهد فقد استفدت منه وذلك أنني لما كنت أراجعها كنت أسمع له قراءتها
وقد سمعت النونية لعدة قراء وأكثرهم إبداعا وإتقانا لها -والكمال لله وحده- هو الشيخ طه حفظه الله
ـ[عبد الرحمن معاذ]ــــــــ[28 - 03 - 09, 09:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:10 م]ـ
بارك الله فيكم
أبحث عن النونية للقطحاني مصورة بي دي إف للمتن أو لأي شروح لها مطبوعة
فجزى الله خيرا من قام بتوفيرها مصورة
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[بن نعمان]ــــــــ[21 - 04 - 09, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هناك ترجمة للإمام القحطاني صاحب النونية؟(54/281)
مسألة ذبيحة الأخرس وعلاقته بالعقيدة
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[21 - 03 - 09, 08:17 ص]ـ
السلام عليكم
من مفردات الفقه الحنبلي مسألة ذبيحة الأخرس: يشير إلى السماء عند الذبح - رواية واحدة (حسب بحثي) وهي المذهب.
قال الإمام أحمد: "يشير إلى السماء". (مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه برواية إسحاق بن منصور المروزي)
فسره الحنابلة كابن قدامة في المغني: وإشارته إلى السماء تدل على قصده تسمية الذي في السماء.
في هذه المسألة الوحيدة - في رأيي والله أعلم - رد قوي على أهل الكلام الذين يوجبون الاعتقاد بأن الله ليس في مكان ومع ذلك يوجبون التقليد المذهبي على العوام - كلاهما في آن واحد.
فإما عليهم أن يفتوا الأخرس الحنبلي العامي بالإشارة إلى السماء على أساس إلزامه له بتقليد المذهب الحنبلي، فتنتقض عقيدتهم،
وإما عليهم أن يفتوا الأخرس الحنبلي العامي بترك الإشارة وفق عقيدتهم الكلامية (التي لم ترتض بالإشارة إلى السماء أبدا، لأن في هذا إثباتا لـ "الجهة" عندهم)، فينتقض بهذا إلزامهم العوامَّ (وحتى الخواص) بالتقليد المذهبي.
السؤال للإخوة بارك الله فيكم ...
ما رأي الإمام ابن الجوزي وأمثاله من الحنابلة في هذه المسألة؟ أقصد بـ"الأمثال": الذين لم ينتهجوا منهج أهل السنة في إثبات علو الله على خلقه.
وهل أفتى بالمسألة أحد من الذين لا يرون علو الله على خلقه؟
وهل ذكر هذه المسألةَ أحد خارج المذهب في معرض تحرير المذاهب أو في معرض الرد عليها؟
وهل تعرض لها أحد - داخل المذهب أو خارجه - من الناحية العقدية، سواء من أهل السنة أو من أهل الكلام؟
وهل فسر المسألة أحد غير ما فسره ابن قدامة؟
وهل عند الإخوة مزيد لتوثيق علو الله على خلقه في ضوء هذه المسألة الفقهية شبه العقدية؟
وأخيرا، من المعلوم أن أهل الكلام يبغضون الإشارة إلى السماء، فهل عند الإخوة نص لأحدهم على تحريمهم لهذا أو - كما سمعت من بعض الأساتذة قبل - قطعُ يدِ من أومأ إلى السماء أو أصبعِه (!)؟
وجزاكم الله خيرا. أرجو أن يكون الموضوع مفيدا لي ولكم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قد لا يكون لهذا ارتباط مباشر بموضوعكم
لكن لعل فيه نوع فائدة
بعض النصوص من كتب الفقه متعلقة بمسألة العلو
في كتب الأحناف:
في المحيط البرهاني لبرهان الدين ابن مازة:
وفي «فتاوى ما وراء النهر» إذا قال: إن فعلت كذا لا إله لي في السماء، قال أبو الأسد وعبد الله الكرمنسي أنه يمين عندان ولا يكفر والله أعلم.
(تنبيه: قال ابن عابدين في حاشية رد المحتار: اليمين إنما تنعقد إذا علقت بكفر ط)
وفي البحر الرائق لابن نجيم المصري:
وَفِي الظَّهِيرِيَّةِ أَيْضًا وَلَوْ قَالَ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَلَا إلَهَ فِي السَّمَاءِ يَكُونُ يَمِينًا
وَلَوْ قَالَ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا يَكُونُ يَمِينًا لِأَنَّ الْبَرَاءَةَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ تَكُونُ لِإِنْكَارِ الْإِيمَانِ ا هـ.
(رأي المؤلف) وَيَنْبَغِي أَنَّ الْحَالِفَ إذَا قَصَدَ نَفْيَ الْمَكَانِ عَنْ اللَّهِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ يَمِينًا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَيْسَ بِكُفْرٍ بَلْ هُوَ الْإِيمَانُ
وفي الدر المختار:
وفي الذخيرة: إن فعلت كذا فلا إله في السماء يكون يمينا ولا يكفر
مسألة ذُكرت في كتب الشافعية
في أسنى المطالب في شرح روض الطالب (3/ 340)
قال الرَّافِعِيُّ وَسُئِلَ بَعْضُهُمْ عن الْحَنْبَلِيِّ يقول إنْ لم يَكُنْ اللَّهُ على الْعَرْشِ فَامْرَأَتِي طَالِقٌ وَالْأَشْعَرِيِّ يقول إنْ كان على الْعَرْشِ فَامْرَأَتِي طَالِقٌ فقال إنْ أَرَادَ الْحَنْبَلِيُّ الْمَعْنَى الذي وَرَدَ بِهِ الْقُرْآنُ لم تَطْلُقْ امْرَأَتُهُ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:55 م]ـ
ما ذكره الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة في كتابه المغني ذكره أخوه الإمام عبد الرحمن بن قدامة في كتابه الشرح الكبير
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[22 - 03 - 09, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك.
من المعلوم أن الفقهاء المتأخرين - خاصة الحنفية - ربطوا المسائل الفقهية بالمسائل التي لا تعلق لها بالفقه أصلا.
ومن تلك المسائل: "إن خرجت إلى خارج البيت فأنتِ طالق"، فخرجت إلى صحن البيت أو دهليزه، فالمسألة إذًا: هل الدهليز داخل البيت أو خارجه؟ المرجع لهذه هو العرف.
ومن تلك المسائل: "إن نطقتِ اليوم بالواو الزائدة فأنت طالق"، ثم نطقت بكلمة "مَقُول" - هل تطلق؟ فالمرجع لهذه هو علم الصرف، فإن اختلف الصرفيون فالمسألة على خلافهم.
ومن تلك المسائل ما في الفتاوى العالمكيرية نقلا: ويكفر بإثبات المكان لله ... لو قال: "الله تعالى في السماء"، فإن قصد له حكاية ما جاء فيه ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد به المكان يكفر، وإن لم تكن له نية يكفر وهو الأصح وعليه الفتوى.
أقول: فهذه المسائل ليست فقهية وإن ذكرت في كتب الفقه المتأخرة، ولا تصح نسبتها - مباشرا أو غير مباشر - إلى أئمة المذهب وخاصة المسألة الأخيرة.
وهذا بخلاف مسألة الذابح الحنبلي الأخرس الذي أوجدها الإمام أحمد، لأنه لا مفر لأهل الكلام من هذه المسألة فقد أفتى به السلف كالإمام أحمد.
ما رأي ابن الجوزي في هذه المسألة أو تفسيرها، وهل له كتاب في الفقه مطبوع متداول؟ هذا حتى نطلع على رأيه - لا كحنبلي في الفقه - ولكن كمخالِف لما عليه جماهير الحنابلة في العقيدة، وإن لم يكن أشعريا أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/282)
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[30 - 05 - 09, 11:10 م]ـ
تم نقاش المسألة في الإنجليزية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/showthread.php?p=26741
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[17 - 06 - 09, 12:56 ص]ـ
للرفع:
ما رأي ابن الجوزي في هذه المسألة أو تفسيرها، وهل له كتاب في الفقه مطبوع متداول؟ هذا حتى نطلع على رأيه - لا كحنبلي في الفقه - ولكن كمخالِف لما عليه جماهير الحنابلة في العقيدة، وإن لم يكن أشعريا أيضا.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 01:07 ص]ـ
ولماذا خصصت ابن الجوزي؟؟
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[18 - 06 - 09, 04:05 م]ـ
لأن ابن الجوزي من القائلين بـ"لا داخل العالم ولا خارجه" حسب علمي.
فما تفسيره لإشارة الأخرس إلى السماء؟ وهل يخالف تفسيرُه تفسيرَ ابن قدامة في المسألة؟
ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[18 - 12 - 09, 01:19 م]ـ
المذهب الأحمد في مذهب الإمام أحمد لابن الجوزي
http://www.megaupload.com/?d=0ED9O64D(54/283)
عبقريات عباس العقاد: (1) إنكار للوح
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - 03 - 09, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبقريات عباس العقاد: (1) إنكار للوحي.
بقلم / محمد جلال القصاص
غفر الله له ولوالديه. ولمن قال آمين.
تقدم الحديث عن (الوعي الكوني)، وقلنا أنه من تأليف عباس العقاد يخالف به المتكلمين في نشأة الأديان من الصالحين والفلاسفة الملحدين، يرى أنه هو الوسيلة التي تنشأ بها الديانة عند الإنسان، وأنه يصرح بأن أرباب (الوعي الكوني) هم العباقرة، فالعباقرة عند العقاد هم أولئك الذين يمتلكون قدرات ومهارات نفسية خارقة تجعلهم يعقلون عن الله.
يسحب هذا الوصف (العبقريات) على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى كبار الصحابة رضوان الله عليهم .. عمر وأبي بكر وعلي وخالد (1).ويسحبه على غيرهم.
وتنطوي فكرة العبقريات عند العقّاد على إنكار الوحي، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العقاد (عبقري) يمتلك قدرات نفسية ومهارية خارقة هي التي جعلته يعقل عن الله بلا واسطة.وهذا الأمر ـ إنكار الوحي ـ صريح جداً فيما طرحه العقاد، وهاأنذا أعرض عليك عدداً من الشواهد على أن عبقريات العقاد ما هي إلا إنكار للوحي. ولا تحسبني متعسفاً بذلت جهدي في البحث عن الشهود، بل بذلك جهدي في استحضار بعض الشهود لا كل الشهود.
كانوا (الشهود) جمعاً غفيراً يتصايحون ويتصارعون، كل منهم يريد أن يأتي معي ليشهد على هذا الخبث الفكري الذي يسير بيننا على أنه من بنات أفكارنا، وبعد جهدٍ جهيد أحضرت بعضهم واعتذرت لبعضهم كي لا يطول المقام فيمل القارئ المقال.!!
النبي صلى الله عليه وسلم ونابليون:
عند العقاد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبقري من العباقرة، ولذا تراه يقارن بينه وبين العباقرة في زمانه،فكما أن نابليون عبقري فكذا كان محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2)، فكلاهما يفاجئ عدوه. ووكلاهما يعطي اهتماماً للقوة المعنوية، وكلاهما يتجه للقضاء على القوة المالية، وكلاهما يهتم بالجيش ولا يُشغل باله بالمدن إلا قليلا. وكلاهما كان يشاور أصحابه، وكلاهما كان يعنى بالاستطلاع والاستدلال، وكلاهما كان يعرف قيمة الدعوة والبيان، وكلاهما حاول أن يغتال معارضيه من أصحاب الأقلام (3).ثم يفضل النبي صلى الله عليه وسلم.إذ كانت عبقريته أقوى.!!
وراح يقارن بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين غيره من (عباقرة) الحروب في العصر الحديث، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد عرف سياسة الأوامر المغلقة. ويضرب مثلا بـ (سرية عبد الله بن جحش) إلى بطن نخلة، وكتمان الخبر على من حوله من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
النبي صلى الله عليه وسلم وغاندي الهندي عابد البقرة
بل والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (عبقري) كغاندي الهندي .. عابد البقرة!!
فإن كان غاندي الهندي عابد البقرة قد استعمل المقاومة السلبية المخزية فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يقول العقاد ـ استعملها يوم الحديبية.!!
ولا أدري أي سلبية كانت يوم الحديبية؟!!
أي سلبية وقد خرج يريد بلد عدوه وقد وتَرَهُمْ في سادتهم وأشرافهم؟!! حتى ظن المنافقون (وهم يومها كالعقلانيين اليوم) (4) أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً؟!
أي سلبية كانت وقد بايع أصحابه تحت الشجرة على الموت؟!!
أي سلبية وهو يشرط لنفسه أن يعود إليهم بعد عام ويقيم بديارهم ثلاثة أيام، وقد عاد وأقام بدارهم ونكح من نساءهم (5)؟!!
أي سلبية وقد استغل الصلح للتفرغ لمن حوله من اليهود والأعراب (6)، بل والخروج للروم ذات القرون وقد تترست بمئات الألوف من العرب والعجم؟
أي سلبيه وهو الذي دعى الدنيا كلها لما هو عليه، ولم يكن يعني هذا سوى إعلان الحرب على الدنيا كلها يومها، وأصحابه حين يصطفون للقتال بضعة مئات؟!!
يحسب العقاد أن استجابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لشروط قريش والرجوع من أمامهم يوم الحديبية نوعاً من السلبية في المقاومة .. كأنه رضي بالهزيمة استجاشة لعطف الكافرين من قريش أو مَن يسمع برجوع المسلمين من الحديبية وقد خرجوا آمنين البيت الحرام.
وهذا خطأ محض (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/284)
كانت الحديبية كلها بتدبير الله عز وجل، بركت الناقة قبل أن يحدث أي شيء، وصرح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن حابس الفيل قد حبسها. والحديث في الصحيح (وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ فَأَلَحَّتْ فَقَالُوا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ) (8) يقول شارح البخاري يروي ذلك من طريق آخر يصححه: (أي حبسها الله عز وجل عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها)
وهاودهم للصلح مرعاةً لحرمات الله، وفي الحديث (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا) (9).
ووافق على بنود الصلح بوحي من الله، دليل ذلك: أن أصحابه رضوان الله عليهم ـ في جملتهم تباطئوا عن الامتثال أملا في التراجع أو في شيء يحدث يدخلون به إلى البيت، وكأنها حالةُ تمردٍ وعصيانٍ، ولو كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسير بشيء من تلقاء نفسه .. لو كان يحسبها بعقله لقدَّم تلك الحجج العقلية التي بموجبها أمضَ الصلح على ما هو عليه من شروط تبدوا جائرة، ولكنه لم يزد أن قال إنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولن يضيعه.
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسير بالوحي في كل شأنه، في يوم الحديبية وفي غير يوم الحديبية، فكان الوحي هادياً، وكان الوحي مراقباً لما يصدر من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدِلالةٌ وإملاءٌ، أو إقرارٌ، أو تصويبٌ (10)، وفي التنزيل {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم4، وفي التنزيل: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الأحقاف9، وفي التنزيل: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف203، وفي التنزيل: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يونس15 {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} الأنعام50
وهذا ما فهمه صاحب كتاب (النبأ العظيم) الشيخ محمد عبد الله دراز (11) من صلح الحديبية. رأى في ذلك اليوم دليلاً على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يسير بوحي من الله وليس من تلقاء نفسه (12). والعقاد يقول كان الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقتها كغاندي الهندي عابد البقرة.!!
سبحانك هذا بهتان عظيم.
من تلقاء نفسه!
العقادُ لا يعرف ملك الوحي الروح الأمين جبريلَ ـ عليه السلام ـ ولا يعرف توجيه السماء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإنما عنده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يفعل كل ذلك من تلقاء نفسه، بما أوتي من حاسة (الوعي الكوني) التي جعلته يفهم عن الله دون واسطة.!!
يقول: (هذا الإلهام النافذ السديد في تدبير المصالح العامة، وعلاج شئون الجماعات، هو الذي أوحى إلى الرسول الأمي قبل كشف الجراثيم، وقبل تأسيس الحجر الصحي بين الدول، وقبل العصر الحديث بعشرات القرون، أن يقضي في مسائل الصحة واتقاء نشر الأوبئة بفصل الخطاب الذي لم يأت العلم بعده بمزيد حيث قال: " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ") (13)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/285)
وعندنا:? وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى {6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى?
ويسرد العقاد أحداثَ الحديبية ولا يرى فيها أثرَ الوحي مطلقاً، مع أنها كلها كانت من الوحي، حُبِسَت القصواء بحابس الفيل، وكانت المعاهدة، وكان (الامتناع) عن امتثال الأمر من الصحابة الكرام والذي ينذر بالتمرد في ظاهره، ولم يقدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تفسيراً غير قوله (إني رسول الله ولن يضيعني) صلى الله عليه وسلم، ولو كان عنده تفسير لقدَّمَهُ. بل كان وحياً يسمع له ويطيع وإن لم يفهم مآلات الأمور.
ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
وتعرض العقاد لدخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة، وتنافس الأنصار عل ضيافته فانظر ماذا يقول العقاد؟
يقول: (استقبلته الوفود تتنافس على ضيافته ونزوله، وهو يشفق أن يقدح في نفوسها شرر الغيرة بتميز أناس منهم على أناس أو اختيار محلة دون محلة .. فترك لناقته خطامها تسير ويفسح الناس لها طريقها حتى بركت حيث طاب لها أن تبرك، وفصلت فيما لو فصل فيه إنسان كبير أو صغير لما مضى فصله بغير جريرة لا تؤمن عقباها بعد ساعتها، ولو أمنت في تلك الساعة على دخل وسوء طوية)
انظر كيف يقرأ الحدث؟!
كيف يلوي الحقائق؟!!
بل وكيف يكذب؟
يقول ابن القيم (ركب بأمر الله له فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي. ثم ركب فأخذوا بخطام راحلته هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فلم تزل ناقته سائرة به لا تمر بدار من دور الأنصار إلا رغبوا إليه في النزول عليهم ويقول دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى وصلت إلى موضع مسجده اليوم وبركت) (14)
فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ركب بأمر الله، والناقة مأمورة تسير بأمر الله، ولكن العقاد لا ير ذلك كله، إنه يتكلم من تلقاء نفسه.
خالد بن الوليد
ويوم الحديبية عزم خالد بن الوليد ـ وكان على رأس خيل قريش ـ أن يغير على المسلمين حال صلاتهم العصر، وتكلم هو وأصحابه بأن للمسلمين صلاةً (العصر) هي أحب إليهم من أبنائهم وأموالهم) (15) وتقول الروايات بأن جبريل نزل من السماء وأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما يفكر فيه خالد وأصحابه، فصلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصحابه صلاة الخوف (16)، فعلم خالد أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممنوع، وحاول خالد أن يغدر بالمسلمين بغير هذه الوسيلة .. كان عازماً على الحرب سالكاً أسبابها، وعباس العقَّاد لا يعرف هذا، بل يسند الفعل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تلقاء نفسه عرف ما ينويه خالد وأصحابه، يقول العقاد على لسان خالد بن الوليد: (هممنا أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا، وكان فيه خيرة، فاطلع على ما في أنفسنا من الهجوم به، فصلى بأصحابه العصر صلاة الخوف) (17) وقبل هذا النص بسطرين يقول (وهمَّ خالد أن يغير عليه لولا نخوة من الفروسية أبت له العدوان على المسالم وقمعت فيه طمع الرئيس الموتور)، وهذا تضارب فلا ندري هل مُنع الرسول صلى الله عليه وسلم من خالد بخيريته التي علم بها كما يدعي فيما ينقله عن خالد؟ أم أن خالدا كف شره بموجب حسن الخلق الذي يتمتع به كما يزعم العقاد؟
ولو نقل الرواية التي نقلها ابن حجر في شرح حديث البخاري (3817) وهي أشهر وأوضح وفيها أن جبريل هو الذي أخبر النبي لكان أولى به وأفضل.
نعيم بن مسعود
ويقول بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربما بلغ برجل واحد في هذا الغرض ما لم تبلغه الدول بالفرق المنظمة، وبالمكاتب والدواوين، وبدر الأموال، ويضرب مثالا بـ نعيم بن مسعود ـ رضي الله عنه (18)
والعقاد يقف منفرداً كما هي عادته، فهو أول من قال أن ما كان من نعيم بن مسعود هو بتدبير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد راجعت ما لا يقل عن عشرين مصدراً للسيرة والحديث والتفسير كلهم على أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد على أن قال لنعيم بن مسعود كلمة واحدة (إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت)، وما درى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشيء بعد ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/286)
بل يصرحون بأن ذلك كان من تدبير الله عز وجل، يقول بن القيم (ثم إن الله عز وجل ـ وله الحمد ـ صنع أمراً من عنده خذل به العدو وهزم به جموعهم وفلَّ به حدهم فكان مما هيأ من ذلك أن رجلاً من غطفان يقال له نعيم بن مسعود بن عامر ... ) (19) وابن هشام بعد سرد القصة يقول (وخذَّل بينهم) (20). ينسب الفعل لنعيم بن مسعود. والعقاد ينسب الفعل للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكأنه خطط له ودبر، وكأنه هو الذي جاء بنعيم بن مسعود وهو الذي رسم له الخطة وأعانه على تنفيذها، كل ذلك لأن الرجل لا يرى أثر الوحي.
وهو متردد كعادته ففي مكانٍ آخر أسند الفعل إلى نعيم بن مسعود لا للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
العقاد يُعِّرف الرسول!
يسأل في بداية (عبقرية محمد) من هو الرسول؟ ويجيب: (هو الذي له وازع من نفسه في الكبير والصغير مما يتعاطاه من معاملات الناس، لأن عمل الرسول الأول أن يقيم للناس وازعاً يأمرهم بالحسن وينهاهم عن القبيح ويقرر لهم حدودهم التي لا يتخطونها فيما بينهم)
لاحظ: لا تسمع حسّاً للوحي في كلامه!!
العقاد يعرف البلاغ المبين
ويتكلم عن البلاغ، ويأتي بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم عرفة (اللهم هل بلغت اللهم فاشهد) ويحور ويدور ليعطي البلاغ معناً غير الوحي .. غير البلاغ عن الله، يفسر البلاغ بالإبلاغ .. البلاغ عند العقاد أسلوب من أساليب التعبير يستطيع بها المتكلم أن يوصل المعنى من أقصر طريق وأوضحه.!!
كل هذا لينكر الوحي، وليقول بنظرية (الوعي الكوني) والتي من صِوَرِها (العبقريات) أو لينتصر للفردية، وهي منهجه في التفكير، وقضيته الرئيسية التي كتب من أجلها العبقريات.
وكل الشريعة وكل الملتزمين بها، بل وكل المنصفين من الناطقين بالضاد، يتجمعون في وجه العقاد رفضاً لكلامه، فهو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ورسول تعني مرسول من عند الله برسالة، وفي التنزيل {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} التغابن12، {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} العنكبوت18،
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} النور54،
{فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} النحل82
{فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} النحل35
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} المائدة92 وعلى لسان الرسل يقول الله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} يس17
والبلاغ المبين هو: الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها (21). أو هو الَّذِي يُبِين عن معناه لمن أَبْلَغَهُ (22) , ويفهمه من أُرْسِلَ إليه (23).
فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأتنا فقط بألفاظ القرآن بل بألفاظ القرآن وبمراد الله من هذه الألفاظ.
والصحابة رضوان الله عليهم لم يتلقوا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقط منطوق القرآن الكريم ثم ذهبوا يفهمونها كما شاءوا. لا. بل كانوا يتعلمون الإيمان ثم يضبطون ما فهموه بالقرآن الكريم كما جاء في الحديث. عن جُنْدُبِ بن عبد الله قال كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ ونحن فتيان حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا (24).
وجاء في مسند الإمام أحمد من حديث أَبِي عبد الرحمن (25) قال: حدثنا من كان يُقْرِئُنَا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم كانوا يَقْتَرِئُونَ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ــ عَشْرَ آيَاتٍ فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ قَالُوا فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/287)
والمراد: أن الصحابة رضوان الله عليهم تلقوا (نص) ـ منطوق ـ وتلقوا معنى، وهذا كله هو ما جاءنا من الله على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، هذا كله ما نحن ملزمين به ـ كتابعين لهؤلاء الكرام ـ. قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137)
فالصحابة هم من أراد الله بوصف المؤمنين في هذه الآيات ذلك أن الله عز وجل شهد لهم بالإيمان في آيات أخرى من كتابه (26) قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).
وَقَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18).
عبادة النبي مصدرها الجاهلية!!
ويدَّعي عباس العقَّاد أن عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيامه وصيامه، لم يكن شيئاً من ذلك بتعاليم الوحي، يقول تحت عنوان (العابد) (تهيأ للعبادة بميراثة ونشأته وتكوينه. فولد في بيت السدانة والتقوى وتقدمه آباء يؤمنون ويوفون بإيمانهم، ويعتقدون ويخلصون فيما اعتقدوه .. ) (27)
وهو جاهل أو كذّاب فَسَدَانَةُ البيت لم تكن في بني عبد المطلب، ولا في بني عبد المناف وإنما كانت في بني عبد الدار، وحديث رد مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة معروف مشهور (28)
وأكد مراراً على أن ما كان بأبي بكر هو خلق أصيل فيه (أدب الطبع الذي يهتدي من نفسه بدليل) .. (يدري بوحي نفسه)!! (29)
ولم تكن عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشبهها شيء من فِعال أهل الجاهلية، لا في قريش ولا في غيرها، أكانوا يركعون ويسجدون؟ أم كانوا يصومون؟ أو كان يحج كما يحجون؟!
العقاد لا يرى الوحي هذه حقيقة ثابتة في كل كتاباته عن أنبياء الله، وليس فقط عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء (العباقرة)، تعلموا من البيئة أو من تلقاء أنفسهم أو من شيءٍِ آخر ولكن ليس من الوحي بالمعنى الذي نعرفه!!
وهو يتكلم عن المسيح عليه السلام يقدم بمقدمة طويلة عن موطن المسيح (الجليل أو فينيقية أو كنعان) وكيف أنها كانت مدينة قوافل تجارية، وكيف أن المسيح عليه السلام ولد في بيئة عرفت التسامح وتنكرت للجمود، وحضرت الثورات، وحضر زوال مُلك مَلِكٍ وقيام مُلْكٍ لملك آخر، يقدم ذلك كله وكأنه هو الباعث على ما ظهر على يد المسيح ـ عليه السلام ـ من تسامح، ومن ثورة على الأوضاع ورغبة جامحة في تغيرها (30)
وهذا الفرض يكذبه العقاد نفسه، فكم تكلم عن جشع (العشارين)، وكم تكلم عن طوائف يهود (الفريسيين) و (الصدوقيون) .. طبقة المنافقين وطبقة الارستقراطيين كما يسميهم، وفي الأحداث قرينة تكذبه، وهي بعثة يحى عليه السلام، ذلك أنه يرتكز في كل ما يكتب على ضرورة الزمن، فيرى أن كل نبي يبعث بوحي مما حواليه .. يسميه ضرورة الوقت، ويرى أن هذه (ضرورة الوقت) كبرى الأمارات على النبوة، ومن أجلها ينكر النبوات. ويحي ـ عليه السلام ـ وعيسى ـ عليه السلام ـ كانت أوصافهم متضادة ـ كما يحكي العقاد ـ، أحدهم ـ يحي عليه السلام ـ قوي شديد يعظ الملك وينهره، ويواجه الناس بقوة، والثاني ـ عيسى عليه السلام ـ هين لين.فأيهم (أرسلته) ضرورة الوقت؟!!
لا أدري. ولا إخاله يدي. ولا تبحث فإن كل هذا كالبحث عن الماء فوق تل التراب، وإنه عباس العقاد أذهب الله بركته بإشغاله بما لا ينفع.
عيسى ـ عليه السلام ـ من أرسله؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/288)
يبحث في نهاية كتابه (حياة المسيح أو عبقرية المسيح)، عن مصدر ما جاء به المسيح ـ عليه السلام ـ. من أين تعلم؟!
ولا يجد مصدراً، ذلك أن شخص المسيح ـ عليه السلام ـ لم يحظَ باهتمامِ مَن دونوا التاريخ من أتباعه، فحياةُ المسيح ـ عليه السلام ـ مجهولةٌ في كثير من مراحلها، لم يعثر العقّاد على شيءٍ ينسب إليه علم المسيح ـ عليه السلام ـ فراح يُخمن .. راح يتكلم بالظنون!!
يقول: ربما في كُتَّابِ القرية، أو من يوحنا المعمدان (يحى بن زكريا)، مع أن يحى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ على ما تذكر الأناجيل وما يعترف به عباس العقاد لم يُلْقِ إلى المسيح إلا كلمات معدودات، ولو سلمنا بأن الذي علمه هو يحى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ فمن علم يحى ـ عليه السلام ـ ومن علم زكريا ـ عليه السلام ـ؟!
لا تجد إجابة عند العقاد، فقد يريد أن يثبت العبقرية للمسيح ـ عليه السلام ـ وأنه تعلم من تلقاء نفسه أو ممن حواليه، ليقول أن ما تم على يد المسيح ـ عليه السلام ـ ما هو إلا مجهود ذاتي .. عبقرية.!
ويقول: ومن الخلوة في البرية (التي عالجها كل نبي قبل أن يصدع بما أمر الله به، وقبل أن يستيقن أن ما أمَّر به من عند الله) (31)، ويقول بعد كلامٍ مرسل عن فترة الخلوة في البرية (وإن فترة الخلوة في البرية على أثر ذلك كانت فترة اعتكاف لاستخلاص الحقيقة من أعماق الضمير ... وعندنا أنفس خبر يعين على التعريف بمنهاج الإيمان في نفس الرسول العظيم هو هذا الخبر عن تجربة الوحدة في البرية ... ) (32).
والخلوة في البرية التي يتكلم عنها العقاد أمرها عجيب جداًَ، قد يذهب بعقلك.
لم تكن خلوة كما يدعي العقاد، وإنما ـ حسب رواية الأناجيل ـ تسلط الشيطان على ربهم ـ الذي هو المسيح بزعمهم الكاذب ـ أربعين يوماً وساح به في البرية يصعد به ويهبط، ويدخل به ويخرج، ويأمره وينهاه.
الشيطان تسلط على ربهم أربعين يوماً.
هذا قولهم.
وهم لا يجدون ما يعتذرون به، إلا كلاماً يَضحَكون به على أتباعهم ويُضحِكون به مخالفيهم. ويأتي العقاد يُضحكنا عليه بسذاجته واستغفاله لمن يقرأ حين يدعي أنها كانت خلوة في البرية تعلم منها المسيح ـ عليه السلام ـ.!!
موسى عليه السلام
وموسى ـ عليه السلام ـ علمه بشر أيضاً عند العقاد، يقول: (موسى الكليم الذي تتلمذ على حمية نبي مدين قبل جهره بدعوته وبعد أن جهر بهذه الدعوة في مصر وخرج بقومه منها إلى أرض كنعان، ولكنهم أخذوها وسلموها فنقصوا منها ولم يزيدوها) (33)
ونجد في كلامه ما يُبين أن الرجل ينكر الوحي من الله لأنبيائه مثل (هنا موقف من المواقف التي نسميها موقف استلهام الغيب واستخارة الحوادث) (34)
ومثل: (ولم تكن النبوءة بإذن من ذوي السلطان أمراء كانوا أو كهاناً أو شيوخاً مطاعين في القبيلة. بل يمتلئ يقين الإنسان بالإيحاء إليه فيمضي في تبليغ وحيه ولا يقوى أحياناً على كف لسانه) (35)
ومثل: (وإن الإنسان المتهيئ للنبوءة كان يخشى أن يسكت عن الدعوة متى جاشت ضمائره بحوافزها وألحت عليه أياماً بعد أيام) (36)
ومثل: قوله عن إبراهيم عليه السلام: (اختبر حياة الشرك واختبر شعائره وفرائضه، وخلصت له الهداية بالخبرة والهداية الإلهية) (37)
ومثل: (أما ديانات الأنبياء فلا وجود لها في غير السلالة العربية، والاختلاف بينها وبين الديانات الأخرى أن النبي لا يعينه أحد ولا ينبعث بأمر أحد، ولكنه ينبعث بباعث واحد من وحي ضميره ووحي خالقه) (38).
ووحي خالقه لا يفهم منها نزول ملك الوحي جبريل على النبي، أيِّ نبي، كما فهذا بين في كلامه كما تقدم، وإنما الوحي عنده أقرب ما يكون للوحي بمعنى الإلقاء في النفس.
غاندي (نبي الهند)!
وغاندي الهندي (نبي الهند) كما يسميه عباس العقَّاد، كانت عبقريته ـ أو نبوته ـ وراثية (رضعها من ثدي أمه قبل أن يتعلمها من مرشد إلى أدب، أو مبشر بدين)، كما يدعي العقّاد.
وفي غاندي الهندي عابد البقرة كما يصوره لنا عباس العقاد عجيبة تنقض ما مضى كله في العبقريات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/289)
بعد أن قرر عباس العقّاد أن ما كان بغاندي الهندي جاءه من أمه وأبيه وكان في أخته وأخيه، وهو ما جرى عليه في الحديث عن (العباقرة)، بعد أن قرر هذا استدار عليه من قريب وراح ينقضه، فذكر أن ما كان بغاندي الهندي عابد البقرة من عبقرية جاءه من الملة التي كان ينتحلها [الجينية] فغاندي ـ عند العقاد ـ (ورث دواعي الثورة على ـ السيادة الغالبة ـ من عقيدة الجينية) (39) فـ (عقيدة غاندي هي أهم شيء في بنيان شخصيته) (40)
وهذا تردد وتخبط. فلا أدري (عبقرية) غاندي المزعومة من ثدي أمه وفرجها؟ أم من عقيدته التي كان يدين بها؟!
العقاد متردد، وأفرد صفحات كثيرة في كتابه عن غاندي الهندي عابد البقرة ليقول فيها بأن الذي صاغ هذا (النبي) ـ بزعم العقاد الكاذب ـ هو عبادته للبقرة وقوله بالحلول والاتحاد، والعودة للحياة الدنيا، وأن الحياة سدى فلا هم يحشرون ولا هم يحاسبون.
أقول: وما بال العقيدة هنا هي صاحبة العبقرية وعند عباقرة الإسلام ليست كذلك؟!
إنه عباس العقّاد متردد كعادته.
بل وما بال غاندي الهندي عابد البقرة (نبياً) (عبقرياً)؟!
غاندي ـ بما يرويه عنه العقَّادُ ـ شبَّ جباناً يخاف أن يخرج من بيته، وإن خرج يخاف من ظله، وإن دخل يخاف الظلام في البيت؛ وغاندي لص مارس السرقة مرات، وغاندي عربيد لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، وغاندي في دراسته غبي بليد، لم يكن يحفظ إلا بشق الأنفس، وغاندي في وظيفته فاشل لم ينجح حتى ارتبط بالإنجليز مساعداً لهم يركلوه ويهينوه حتى كادوا أن يحرقوه، وغاندي كان متناقضاً في وصاياه وأعماله (41) ثم هو عبقري (42) ومعجزة من معجزات الزمان!
من أين؟ وكيف يكون مثل هذا عبقرياً في حس العقاد؟
ويلحق بإنكار العقاد للوحي، بمعناه المتبادر للذهن، وهو نزول الرسالة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بواسطة أمين الوحي جبريل ـ عليه السلام ـ، يلحق بذلك إنكار العقاد لأثر العقيدة في حياة الناس. وهذا هو موضوع الموضوع القادم إن شاء الله وقدر
محمد جلال القصاص
مساء الأربعاء
21/ 3/1430هـ
18/ 3/2009م
مواضيع ذات صلة
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163572)
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد أرجو القراءة من المداخلة الثانية. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164535)
من هو عباس العقاد؟ ترجمة أخرى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161694)
=========== الهوامش ==================== يتبع
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:00 ص]ـ
============== الهوامش =============
(1) أخرج العقاد عبقرية عمر قبل عبقرية الصديق
(2) في ص120، 121 من كتابه (عبقرية محمد)، وهو يتكلم عن تعدد الزوجات تكلم عن أنه (ضرب المثل بنابليون لأنه حضر انقلاباً في الأطوار والعادات يشبه نشأة الدين في أيام الدعوة المحمدية ويعني به الثورة الفرنسية وحضر انحداراً في الأخلاق يشبه الانحدار الذي أصيب به العرب في أواخر عهد الجاهلية،وأسس دولة، ونظر في سن قانون وحاول ضروباً من الإصلاح
(3) النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحداً من أرباب الأقلام، فقط قتل من سبوه بدون وجه حق، قتل من تعرضوا للنساء والحرمات، قتل مَنْ حرضوا القبائل على القتال، قتلهم فأحيا بقتلهم قومهم، ومنع الفتنة عن الناس، وهم نفر قليل جداً.
(4) انظر للكاتب (ارتباط النفاق بالعقلانية والإصلاح) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد.
(5) تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيد ميمونة بن الحارث العامرية في عمرة القضاء، وأقام عرساً بمكة، ابن هشام / 272، وزاد الميعاد 3/ 228
(6) شهدت فترة ما بعد الحديبية نشاطاً عسكرياً أكثر من غيرها، ففيها كان فتخ خيبر وغزوة مؤتة وعدداً من السرايا والبعوث في غطفان ومن حول المدينة من الأعراب.
(7) تسرب شيء من هذا الفهم إلى الأستاذ سيد قطب وهو يتكلم عن فترة مكة في تفسيره لآيات النساء (77) وما بعدها في الظلال وفي المعالم.
(8) البخاري/2529
(9) البخاري /2529
(10) من أفضل ما اطلعت عليه رسالة دكتوراة بعنوان (دفع الشبهات عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم) للدكتور عماد الشربيني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/290)
(11) محمد عبد الله دراز (1894م ـ 1978م) من أعلام القرن الماضي، وممن عاصروا العقاد وطه حسين، وممن حملوا الشهادات العليا من مصر ومن الخارج، وممن منَّ الله عليه بحسن البيان وآية ذلك فيما كتبت يداه وخاصة كتاب (النبأ العظيم) ولم يحظ بهذا الدوي الإعلامي كما العقاد وطه حسين وغيره كونه لم يكن معوجاً مثلهم.
(12) انظر النبأ العظيم / 28، 29 ط دار القلم. وفي الكتاب أدلة أخرى كثيرة ـ قبل وبعد حديثة عن الحديبية ـ يثبت فيها بالعقل والشرع من الواقع ومن السيرة أنه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين.
(13) الأعمال الكاملة ج1/ 75 ط. بيروت، وهو بهذا يسوي بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أخناتون انظر رسالة الله ص/40 ط نهضة مصر
(14) انظر زاد الميعاد 3/ 50، وانظر السيرة النبوية لابن كثير 2/ 271والحديث أورده ابن حجر في شرحه لحديث البخاري / 2134
(15) صلاة الخوف جاء ذكرها في أكثر من غزوة منها ذات الرقاع، ومنها غزوة لجهينة، ومنها يوم الحديبية. والروايات كثيرة في البخاري ومسلم وغيرهما.
(16) أحمد /15986، وانظر شرح ابن حجر العسقلاني لحديث البخاري /3817 فقد جمع الروايات كلها التي في صلاة الخوف.وانظر القرطبي والطبري وابن كثير في تفسير الآية 102 من سورة النساء.
(17) عبقرية خالد /38، وقبل هذا النص بسطرين يقول (وهمَّ خالد أن يغير عليه لولا نخوة من الفروسية أبت له العدوان على المسالم وقمعت فيه طمع الرئيس الموتور).
(18) عبقرية محمد /53، 55
(19) زاد الميعاد 3/ 240
(20) 2/ 230
(21) السعدي عند تفسير الآية 17 من سورة ياسين
(22) الطبري عند تفسير الآية 35 من سورة النحل.
(23) راجع ـ إن شئت ـ تفسير الطبري للآية 35 من سورة النحل.
(24) الحديث في سنن بن ماجة /60 والحديث صحيح رجالة ثقات كما جاء في شرح السندي لسنن بن ماجه. والفتيان الحزاورة هم من قاربوا البلوغ.
(25) هو زيد بن خالد الجهني توفى بالمدينة 68 هـ. والحديث في مسند الإمام أحمد برقم 22384. ولأبي عبد الرحمن السلمي التابعي المشهور حديث بنفس المعنى أحفظه ولكني لم أستطع تخريجه لذا أمسكت عنه.
(26) مجموع فتاوى بن تيمية 4/ 3
(27) الأعمال الكاملة للعقاد 1/ 142 ط دار الكتاب بيروت، وسدانة البيت لم تكن في بني عبد المطلب، ولا في بني عبد المناف وإنما كانت في بني عبد الدار، وحديث رد مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة معروف انظر زاد الميعاد 3/ 356، والرحيق المختوم 1/ 386
(28) انظر زاد الميعاد 3/ 356، والرحيق المختوم 1/ 386
(29) السابق 1/ 228
(30) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 620.ط. دار الكتب لبنان.
(31) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 726.ط. دار الكتب لبنان.
(32) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 728.ط. دار الكتب لبنان.
(33) حقائق الإسلام وأباطيل خصومه /83
(34) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 733.ط. دار الكتب لبنان.
(35) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 571.ط. دار الكتب لبنان.
(36) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 573.ط. دار الكتب لبنان.
(37) إبراهيم أبو الأنبياء /200
(38) ص 157، وأكد ذات المعنى في ص/179
(39) عظيم المهاتما للعقاد.ص/71، وانظر ص / 83
(40) ص / 86
(41) ذكره تناقضه في ص /91، وبرر ذلك وعلل له، وذكر الباقيات من صفاته في ترجمته له في بداية كتابه.
(42) الكتاب لا يحمل اسم العبقري، ويحمل اسماً أكبر منه، ووصفه العقاد بالعبقرية ص70 وتكرر بعد ذلك.(54/291)
إزالة الرِّيب بخمسة أجوبة لحديث "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب".
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[22 - 03 - 09, 11:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه ومن سار على منهاجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعدُ:
فهذا جواب مختصرٌ مفيدٌ اختصرته ورتبته من كتاب:
[دحض شبهات على التوحيد من سوء الفهم لثلاثة أحاديث (يئس الشيطان من عبادته في جزيرة العرب) , وحديث: (يا عباد الله إحبسوا) , وحديث (عصمة كلمة التوحيد لدم قائلها وماله)] , للعلاَّمة عبد الله بن عبد الرحمن البابطين, تحقيق: الشيخ عبد السلام بن برجس بن ناصر العبدالكريم-رحمهما الله-.
وقد انتقيتُ من هذا الكتاب المبارك الجواب عن حديث: (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب) , فقمت باختصار الجواب عنه وترتيبه بالتقديم والتأخير وتجزئته إلى خمسة أجوبة ليسهل حفظها, والله الموفق وحده.
الجواب الأول: حصول الردة بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم-:
إن أكثر العرب ارتدوا بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فكثير منهم رجعوا إلى الكفر وعبادة الأوثان، وكثير صدقوا من ادعى النبوة كمسيلمة وغيره، ومن أطاع الشيطان في نوع من أنواع الكفر فقد عبده، لا تختص عبادة الشيطان بنوع من الشرك لقوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} الآية, أي لا تطيعوه، فعبادته طاعته. يوضح ذلك تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} إنه طاعتهم في التحريم والتحليل فسمى ذلك الله شركاً وعبادتهم منهم للأحبار والرهبان.
الجواب الثاني: إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الناس يعودون إلى عبادة الأوثان في آخر الزمان.
فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى" [رواه مسلم بلفظ: (لا يذهب الليل والنهار حتى تُعبد الأَّت والعزى) (7299)] , وقال: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" [رواه البخاري (7116)]، وهو صنم كان لهم في الجاهلية بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- لهدمه جرير بن عبد الله. فتبين أن عبادة الشيطان وجدت بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-في جزيرة العرب، وتوجد إلى آخر الزمان بهذه النصوص الثابتة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قال: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن" رواه البخاري (3450).
وقال: "لتأخذن هذه الأمة مأخذ الأمم قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع" قالوا يا رسول الله: فارس والروم؟ قال: "ومن الناس إلا أولئك" رواه البخاري (7320). فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة تفعل كما فعلت الأمم قبلها: اليهود والنصارى وفارس والروم, وأن هذه الأمة لا تقصر عما فعلته الأمم قبلها، وقال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله" [رواه البخاري (3641) , ومسلم (4950)].
الجواب الثالث: حصول الشرك ووقوعه في جزيرة العرب في هذه الأزمنة:
عرفُ يقيناً أن الشرك وقع في الجزيرة كثيراً عند مشاهد وقبور يمناً وحجازاً؛ من دعاء الأموات والغائبين، والاستغاثة بهم وسؤال الحاجات، وتفريج الكربات والتقرب إليهم بالنذور والذبائح، وكذلك الذبح للجن والاستغاثة بهم. وهذا أمر معلوم بالتواتر عند من شاهد ذلك، فإذا تحقق الإنسان ذلك علم أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب" ليس فيه معارضة لهذا الأصل العظيم الذي هو أصل الأصول، وليس فيه دلالة على استحالة وجود الشرك في أرض جزيرة العرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/292)
فمن استدلَ بهذا الحديث على استحالة وجود الشرك في أرض العرب يقال له بيِّن لنا الشرك الذي حرمه الله وأخبر أنه لا يغفره؟!، فإن فسره بالشرك في توحيد الربوبية، فنصوص القرآن تبطل قوله؛ لأنه سبحانه أخبر عن المشركين أنهم يقرون بتوحيد الربوبية كما في قوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} , والآيات في ذلك كثيرة.
وإن فُسر الشرك ببعض أنواع العبادة دون بعض, فهو مكابر ويخاف على مثله أن يكون من الذين في قلوبهم زيغ، يتركون المحكم ويتبعون المتشابه, مع أنه ليس في الحديث حجة لهم ولا شبهة, وإنما معنى الحديث: أنه يئس أن يجتمعوا كلهم على الكفر.
الجواب الرابع: أن الشيطان لا يعلم الغيب ولذلك يئس.
في الحديث نسبة اليأس إلى الشيطان مبنياً للفاعل لم يقل (أيس) بالبناء للمفعول، ولو قدر أنه يئس من عبادته في أرض العرب إياساً مستمراً فإنما ذلك ظن منه وتخمين، لا عن علم لأنه لا يعلم الغيب، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} فإنه يطلعه على ما يشاء من الغيب، وقد قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا} أي: من خير وشر, وهذا من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله". وكانت الشياطين والجن في زمن سليمان بن داود عليهما السلام يدعون علم الغيب فلما مات سليمان لم يعلموا بموته إلا بعد سنة وهم في تلك السنة دآئبون في التسخير والأعمال الشاقة، فلما علموا بموته تبين لهم أنهم لا يعلمون الغيب، قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبر: "أنه يجاء برجال من أمته يوم القيامة فيؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار فيقول: أصحابي أصحابي، فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". فكيف يقال إن الشيطان يعلم ما تستمر عليه الأمة من خير وشر وكفر وإسلام، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله، ومن يطلعه عليه من رسله.
الجواب الخامس: أن المعنى للحديث هو أنه يئس أن تجتمع الأمة كلها على الشرك الأكبر.
قال الحافظ ابن رجب-رحمه الله-: على الحديث: المراد أنه يئس أن تجتمع الأمة كلها على الشرك الأكبر. وأشار ابن كثير-رحمه الله-: إلى هذا المعنى عند تفسير قوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ} , قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: يعني يئسوا أن تراجعوا دينهم, وكذا قال عطاء والسدي ومقاتل ثم قال: وعلى هذا المعنى يرد الحديث الصحيح: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب".ا. هـ تفسير القرآن العظيم (3/ 25).
فأشار إلى أن معنى الحديث يوافق لمعنى الآية، وإن معنى الحديث أنه يئس أن يرجع المسلمون عن دينهم إلى الكفر, ولا يدل الحديث: أن الشيطان يئس من وجود شرك في جزيرة العرب أبد الآبدين.
ومما يدل لما ذكرنا ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة رنّ إبليس رنّة اجتمع إليه جنوده فقال: (ايئسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك بعد يومكم هذا، ولكن افتنوهم فافشوا فيهم النوح) رواه الطبراني في الكبير (12/ 12318) , انظر الصحيحة برقم (3467).
يتبين بما ذكرنا أنه لا دلالة في الحديث على استحالة وقوع الشرك في جزيرة العرب والله تعالى أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 03 - 09, 12:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وفتح لك
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[22 - 03 - 09, 01:46 م]ـ
الله يفتح عليك ..
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 12:32 ص]ـ
الله يفتح عليك فتحاً مبيناً كما فتح على ابن حنبل وابن تيميه رحمهما الله
وهذا الفتح لا يساوي شيء ابداً في مقدار علم الله عز وجل
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:15 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً(54/293)
العلاقة بين العقل والنقل
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 03 - 09, 12:39 ص]ـ
البحث حول نقطتين هما:
1) ما المقصود بالعقل؟
2) ما هي الغاية الرئيسية من وجود العقل؟
____________________________________________
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد،
فالبحث فى العلاقة بين العقل والنقل من المهام العظيمة لما يجعل نفوس المسلمين تعتقد الاعتقاد السليم الذى يسلم من الأهواء والفتن التى يتعرض لها المسلم وخصوصا فى تلك الحقبة التى تمر بها الأمة ومعنا اليوم يدور حول نقطتين هما: ماالمقصود بالعقل؟ وما هى الغاية الرئيسية من وجود العقل؟
ولما كانت الاستدلالات على حقيقة الأمور وماهيتها ينبثق من أمرين لاثالث لهما هما مناط أى حكم يكون بالنقل والعقل،
والعقل لابد وأن يكون الصريح الذى لاتشوبه شائبة، أو يوصف بعى أو هوى أو انحراف،
والنقل الذى لايعتريه أى ريبة أو شكوك أ, تحريف،
أو عدم تأكد من طريق وصوله الينا من حيث الصحة والضعف،
والعقل أيضا حسب ماخلق له بحيث تكون حدوده فيما يستطاع استخدامه وفى حدود قدراته وامكاناته التى حبي الله عز وجل ابن آدم بها،
أى أيضا فيما هو من عالم المشاهدة وليس من عالم الغيب أى فيما يشاهد ويحس ويعرف ويدرك وليس فيما عنه غيبى،
لذا لابد علينا أن نسلك طريق يجعلنا نحكم على العقل هل هو صريح ليس فيه هوى أو تحريف أو مايضاد أن يكون صريح،
لذا علينا أولا معرفة ماهو العقل وأين هو من ابن آدم وما حدوده وغاية وجوده وماهى امكاناته وحدود استخدامه بحيث يكون منبثق من تحت عباءة الشرع لا ليكون هو الحكم،
لكن كيفيته لانستطيع معرفة كيفيته مثل الروح (وما أوتيتم من العلم الا قليلا)،
والعقل هو في أصح الآراء: غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده تابعة للروح موضوعة في الجانب الغيببي من قلب الإنسان لا نعرف كيفيتها، ولكن نتعرف على وجودها ووجود أوصافها من أفعال الإنسان في ظاهر البدن، فيقال هذا عاقل إذا فعل أفعال العقلاء وهذا مجنون إذا لم يتصف بها.
قال تعالى: (أَفَلَمْ يسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلونَ بِهَا)، فالآية تدل على أن العقل موجود في القلب.
قال الثعالبي في الجواهر الحسان: (هذه الآية تقتضى أن العقل في القلب وذلك هو الحق، ولا ينكر أن للدماغ اتصالا بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ).
وقال القرطبى في الجامع لأحكام القرآن: (أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محل الأذن، وقد قيل: إن العقل محله الدماغ وروي ذلك عن أبي حنيفة وما أراها عنه صحيحة)
وقد أبعد ابن عاشور فى تفسيره للآية فقال:
وأطلقت القلوب على تقاسيم العقل على وجه المجاز المرسل لأن القلب هو مُفيض الدم وهو مادة الحياة على الأعضاء الرئيسية وأهمها الدماغ الذي هو عضو العقل، ولذلك قال: {يعقلون بها} وإنما آلة العقل هي الدماغ ولكن الكلام جرَى أوله على متعارف أهل اللغة ثم أجري عقب ذلك على الحقيقة العلمية فقال: {يعقلون بها} فأشار إلى أن القلوب هي العقل.
ونزّلت عقولهم منزلة المعدوم كما نزّل سَيْرهم في الأرض منزلة المعدوم.
والزمخشرى فى الكشاف:
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض} الآية. يعني كفار مكة أفلم يسيروا في الأرض فينظروا إلى مصارع المكذبين من الأمم الخالية، فذكر ما يتكامل به الاعتبار، لأن الرؤية لها حظّ عظيم في الاعتبار، وكذلك سماع الأخبار ولكن لا يكمل هذان الأمران إلا بتدبير القلب، لأن من عاين وسمع ولم يتدبر ولم يعتبر لم ينتفع، فلهذا قال: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور}.
قوله: «فَتَكُونَ» منصوب على جواب الاستفهام، وعبارة الحوفي على جواب التقرير. وقيل: على جواب النفي وقرأ مبشر بن عبيد: «فَيَكُونَ» بالياء من تحت لأن التأنيث مجازي. ومتعلق العقل محذوف أي: ما حل بالأمم السالفة. ثم قال: {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ} أي: يعلمون بها، وهذا يدل على أن العقل العلم، وعلى أن محل العلم هو القلب، لأنه جعل القلب آلة لهذا العقل، فيكون القلب محلاً للعقل، ولهذا سمي الجهل بالعمى، لأن الجاهل لكونه متحيراً يشبه الأعمى
وابن عطية فى المحرر الوجيز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/294)
، {أفلم يسيروا في الأرض} أي في البلاد فينظروا في أحوال الأمم المكذبة المعذبة، وهذه الآية تقتضي أن العقل في القلب وذلك هو الحق ولا ينكر أن للدماغ اتصالاً بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ، {فتكون}، نصب بالفاء في جواب الاستفهام صرف الفعل من الجزم إلى النصب، وقوله {فإنها لا تعمى الأبصار}، لفظ مبالغة كأنه قال: ليس العمى عمى العين وإنما العمى حق العمى عمى القلب، ومعلوم أن الأبصار تعمى ولكن المقصد ما ذكرناه
والعقل يقوم بتحصيل المعلومات وجمعها من حواس الإنسان ثم يحللها ويصنف الحدث المرافق لها، ثم يخزنها في ذاكرة الإنسان الذي بدوره يقوم باستدعائها حسبما يشاء
العقل هو أساس الجهاز الإدراكى البشرى فهو في القلب يشبه المعالج في الكمبيوتر، والحواس تشبه وسائل إدخال المعلومات أو إخراجها والمخ فيه ذاكرة الإنسان أو ما يشبه القرص الصلب، والله عز وجل قد خلق الإنسان بجهاز إداركى محدود، تحقيقا لعلة معينة، تمثلت في الابتلاء كما قال تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعاً بَصِيرا ً) (الإنسان:2)، وقد أجريت التجارب والدراسات الحديثة، لتقدير القيم التقريبية للحدود المعينة في المؤثرات الخارجية التي يستقبلها الجهاز الحسي والإدراكى في جسم الإنسان، والتي يطلقون عليها في علم النفس العتبات المطلقة للحواس الخمس فوجدوا أن البصر يدرك به العقل صورة شمعة مضاءة ترى على بعد 30 ميلا في ليل مظلم صاف 290 مليميكرون، ووجدوا أن السمع يدرك به العقل صوت دقة ساعة في ظروف هادئة تماما على بعد 20 قدما، والتذوق يدرك به العقل ملعقة صغيرة من السكر مذابة في جالونين من الماء، والشم يدرك به العقل نقطة عطر منتشرة في غرفة مساحتها 6 أمتار مربعة، وحاسة اللمس يدرك جناح ذبابة يسقط على الصدغ من مسافة 1 سم تقريبا.
فإذا كان الجهاز الإدراكى في الإنسان بهذه الصورة في الدنيا فمن الصعب أن يرى ما وراء ذلك، كالذي يحدث في القبر من عذاب أو نعيم أو يرى الملائكة أو الجن أو عالم الغيب، أو يرى ذات الله وصفاته من باب أولى، ومعلوم أن عدم رؤيته لهذه الأشياء لا يعنى عدم وجودها فالجن مثلا جهازه الإدراكى يختلف عن الإنسان من حيث القوة قال تعالى في وصفه: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) (لأعراف:27)، وموسى عليه السلام لما طلب رؤية الله لم يكن الجواب باستحالة الرؤية أو نفيها مطلقا، ولكن النفي معلق بانتهاء الحياة الدنيا، فإن الشيء لا يرى لسببين:
1 - خفاء المرئي وهو ممتنع في حق الله.
2 - ضعف الجهاز الإدراكى للرائي.
وهذا هو شأن موسى عليه السلام، ولذلك تجلى الله للجبل الذي يتحمل أقصى درجة ممكنة من ضوء الشمس والذي لا يتحملة الإنسان أكثر من تسع دقائق تقريبا، قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَلَمَّا تَجَلى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) (الأعراف:143).
فمن الخطأ طلب البحث عن كيفية الأمور الغيبية أو الذات الإلهية أو صفاتها في الدنيا، لأن النواميس التي أوجدها الله في الكون لا تسمح بذلك اللهم إلا إذا حدث خرق للعادة كأن يرى بعض الرسل الملائكة أو الجنة أو النار أو بعض أمور الغيب أو ما يعجز الإنسان العادي عن إدراكه.
أما في الآخرة فالأمر مختلف تماما، إذ أن مدركات الإنسان في الآخرة تختلف عن مدركاته في الدنيا كما صح الخبر عن رسول الله بذلك في الحديث المتفق عليه، حيث قال: (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن)، فالإنسان يوم القيامة على صورة آدم طوله ستون زراعا ومن أجل ذلك فإن مداركه وحواسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/295)
تتغير بالكيفية التي تناسب أمور الآخرة، فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم عيانا) أو (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)، كما روى ذلك البخاري علمنا أن إدرك العين المبصرة في الدنيا وقدرتها تختلف عن إدراك العين المبصرة في الآخرة وقدرتها على الرؤية.
من أجل ذلك وجب الإيمان بالرؤية في الآخرة والتسليم بذلك لموافقته للعقل الصريح والنقل الصحيح، وكذلك الحال في بقية الصفات فنؤمن بها ونثبتها لله دون طلب للكيفية، أما العقل فأقصى حدوده أن يتعرف على الله ووجوده من خلال الأسباب، فهناك عدة أمور يدرك بها العقل حقائق الأشياء، أولها البديهيات أو الأوليات، وذلك كالحكم على أن البعرة تدل يقينا على البعير وأن الأثر يدل يقينا على المسير، ومن هنا كان المسلم على يقين بوجود الله من خلال إثبات وجود الخالق بدلالة المخلوقات، وقد ثبت ذلك بحكم الأوليات أو البديهيات، إن من أكبر المحرمات جريمة الزى، والحكم فيها لا بد أن يقوم على مفردات يقينية ولا يبنى على أمور ظنية، وقد بين القرآن وسائل إدراك اليقين عند الحكم على المرتكبين لها، فمن ذلك البديهيات وارتباط العلل بالمعلولات، كما قالت مريم للملك عندما قال لها:
(إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالتْ أَنَّى يَكُونُ لي غُلامٌ وَلمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ – بزواج - وَلمْ أَكُنْ بَغِيًّا - بزنا – لأن البديهيات تجعل العاقل يحكم حكما يقينيا بأن الولد لا يأتي إلا من طريق مشروع أو طريق ممنوع ولذلك أكد لها الملك أن ذلك واضح صحيح، وأن حالتها استثناء وأن الله يخلق ما يشاء - قَال كَذَلكِ قَال رَبُّكِ هُوَ عَليَّ هَيِّنٌ وَلنَجْعَلهُ آيَةً للنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا – من أجل ذلك أثبت لها الخالق براءتها، بخرق العادات وظهور المعجزات، وأوحى إليها أنها إذا رأت من أنكر عليها، أن تلزم الصمت وتمتنع عن الكلام، وكل ما عليها أن تشير إلى الغلام وتقول:
(إِنِّي نَذَرْتُ للرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلنْ أُكَلمَ اليَوْمَ إِنسِيًّا فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِليْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا قَال إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلنِي نَبِيًّا وَجَعَلنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالدَتِي وَلمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلي يَوْمَ وُلدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)، سبحان الله أطفل صغير ينطق بهذه الكلمات؟ ويعرف كل هذه المعلومات، ويفهم لوازم العبارات (إِنَّ مَثَل عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَل آدَمَ خَلقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَال لهُ كُنْ فَيَكُونُ)، (ذَلكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْل الحَقِّ الذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ للهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لهُ كُنْ فَيَكُونُ).
فالله عز وجل قادر على أن يعلم الناس ما يشاء، فيدركون بأبصارهم ما هو تحت الأرض وفوق السماء، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ) البقرة، ولكنه من حكمته جعل جهاز الإدراك في الإنسان محدودا، وجعل باب الإطلاع على الغيب بالعقل وحده مسدودا، لكي تكون الحياة نوعا من أنواع الابتلاءات، ويكون أهل العلم بين الناس درجات، فآيات القرآن أثبتت للإنسان جهازا للإدراك شاملا متكاملا أساسه في القلب، أول مهامه إدراك الأشياء ومعرفة الأسماء، وتمييز خصائصها والتعرف على أوصافها، يقول الله تعالى: (أَفَلمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ) وقال أيضاً: (وَلقَدْ ذَرَأْنَا لجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الجِنِّ وَالإِنسِ لهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/296)
وَلهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلئِكَ كَالأَنْعَامِ بَل هُمْ أَضَلُّ أُوْلئِكَ هُمْ الغَافِلُونَ)، فالبديهيات من أبرز الأمور العقلية في الدلالة على وجود الخالق.
ومن الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء المحسوسات، وقد جعلها الله وسيلة من وسائل الإثبات، في الحكم على الزانيات المومسات فقال: (وَالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلدَةً وَلا تَقْبَلُوا لهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلئِكَ هُمْ الفَاسِقُونَ إِلا الذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلكَ وَأَصْلحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ – جاء في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود أنه قَال: كنَّا ليْلةَ الجُمُعَةِ فِي المَسْجِدِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَال: لوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ، أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، وَاللهِ لأَسْأَلنَّ عَنْهُ رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ، فَلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أَتَى رَسُول اللهِ صَلى اللهم عَليْهِ وَسَلمَ فَسَأَلهُ، فَقَال يا رسول الله: لوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلمَ جَلدْتُمُوهُ أَوْ قَتَل قَتَلتُمُوهُ أَوْ سَكَتَ سَكَتَ عَلى غَيْظٍ، فنزل قول الله تعالى:
(وَالذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلمْ يَكُنْ لهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الصَّادِقِينَ وَالخَامِسَةُ أَنَّ لعْنَةَ اللهِ عَليْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا العَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لمِنْ الكَاذِبِينَ وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَليْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ).
وقد أمر الله عبادة باستخدام المحسوسات التي هى من مكونات الجهاز الإدراكى في النظر إلى الإبداع الكونى، والتأمل في خلق السماوات والتفكر في سائر المخلوقات، (إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْل وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولي الأَلبَابِ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
وقال تعالى: (أَفَلمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لكُل عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْل بَاسِقَاتٍ لهَا طَلعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا للعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذَلكَ الخُرُوجُ) ق/6: 11، وقال أيضاً: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلى الإِبِل كَيْفَ خُلقَتْ وَإِلى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلى الجِبَال كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) الغاشية/171:21.
والحق سبحانه وتعالى يدعوا عباده إلى النظر في آياتة الكونية، والمخلوقات المرئية، بما في ذلك النفس البشرية، فهى في حقيقتها صفحات كونية وأدلة عقلية في كتاب الله الكونى، ودور الإنسان الذي أمر الله به في القرآن هو التفكر والاعتبار والنظر في الآثار، فالأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير، سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير، فدور العقل هنا البحث في المخلوقات وما فيها من حكم وآيات، فإن المفعولات دالة على الأفعال، والأفعال دالة على الصفات، فالمفعول يدل على الفاعل، والمخلوق يدل على الخالق، وذلك يدل باللزوم على وجود الله وقدرته وعلمه ومشيئته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/297)
ثم ما في المخلوقات من أنواع التغييرات، وما فيها من تنوع في الأشكال والجمال والحسن والكمال، يدل على وجود إرادة للحق في إدارة الملك، كما أن ما فيها من المصالح والغايات والحكم البينات الواضحات، يدل على حكمته وإتقان صنعته، وغير ذلك مما دعانا الله تعالى إلى النظر فيه فقال سبحانه تعالى: (إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ الليْل وَالنَّهَارِ وَالفُلكِ التِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَل اللهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُل دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) البقرة/164.
ومن الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء أيضا المتواترات: كعلمنا بوجود مكة والمدينة، فإن العلم بوجودهما علم يقيني، وكذلك بعثة النبي العلم بها علم يقينى، لما ورد فيها من تواتر الأخبار وحملة الآثار، وقد اتفق علماء الحديث على أن الأحاديث المتواترة تدل على اليقين وهى التي رواها جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب عن جمع آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب إلى نهاية الإسناد إلى رسول الله صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ.
ومن الأمور التي يدرك بها العقل حقائق الأشياء التجريبيات وقد يعبر عنها باطراد العادات، وذلك مثل حكمك بأن النار محرقة وأن الشمس مشرقة، وأن الماء ينزل من السماء فيحي الأرض بعد موتها، فهي سنن وعادات وتجربة وممارسات، ولذلك حذرنا الله من العصيان، بما حدث لأعدائه في سالف الزمان، كان مصيرهم الخسف والمسخ والصيحة والنبران فقال تعالى:
(قَدْ خَلتْ مِنْ قَبْلكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ آل عمران) وقال: (قُل للذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لهُمْ مَا قَدْ سَلفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلينَ) (فَهَل يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأَوَّلينَ فَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلا وَلنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلا)، وفي الحديث (لا يُلدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ).
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أن رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ قَال: (إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلى الجَنَّةِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الكَذِبَ فُجُورٌ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلى النَّارِ وَإِنَّ العَبْدَ ليَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا)، فغاية ما للعقل النظر في الأسباب والتعرف على دلالتها، ولا يجوز للإنسان أن يتجاوز ذلك كما قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)
ما هي الغاية الرئيسية من وجود العقل؟ معرفة الإنسان بما ينفعه ويضره، وكيف يحصِّل الخير الأعلى ويدفع عن نفسه الشر الأدنى ويحقق لنفسه الأفضل دائما
أى بحيث يستطيع النجاة والبعد عن الوقوع فى الكفر والبدع التى تستوجب العذاب وان يستطيع أن يصل الى الجنة بالاخلاص والاتباع أى بفعل المأمورات والانتهاء عن النواهى.
الا انه هناك الكثيرون من الناس يفعلون ما يضرهم، ويقال عنهم بأنهم عقلاء.
نقول: هذا عقل نسبي، لأن أعقل الناس قد يكونون ممن يُضرب بهم المثل في العلم، ولكن تسمع قول الله تبارك وتعالى فيهم: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ. وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:8 - 10)، فهؤلاء كان لهم عقول، ولكن لم يُميزوا بين الضرر والنفع، لأن الله تبارك وتعالى لمَّا أوجد العقل فينا أراد منا أن نُميز بين ما ينفعنا وما يضرنا، والإشكال الذي يحدث هو في قِصر النظر إلى النفع والضرر، فتجد من يرى أن الخير الذي سيعود عليه هو أن يستمتع بالحياة بمجموعة من المتع.
والحمد لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[تقى الدين ابو عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 05 - 09, 10:01 م]ـ
وجزاك الله خيرا شيخ محمد السلفى(54/298)
شيوخنا الكرام أليس معنى (ربض الجنة) هذا يؤيد مذهب المعتزلة في القول بالمنزلة بين المنزلتين!!
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:34 ص]ـ
ليس معنى (ربض الجنة) هذا يؤيد مذهب المعتزلة في القول بالمنزلة بين المنزلتين!!
في أثناء بحثي في معني لفظة ((ربض الجنة)) في هذه الأحاديث
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه أبو داود والبيهقي في الكبري
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) رواه ابن ماجه
وجدت هذا الكلام بالنص في
لسان العرب يقول ابن منظور "و الربض ما حول المدينة وقيل هو الفضاء حول المدينة"
ثم يقول بعد ذلك "وفي الحديث أنا زعيم ببيت في ربض الجنة هو بفتح الباء ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع"انتهيى
وفي كتاب النهاية قال " هو بفتح الباء، ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع " انتهى
وقد ذكر هذا المعني في شرح سنن ابن ماجه 1/ 7 وفي شرح سنن أبي داود 13/ 108 ولم أجد لهم تعقيب على المعني في هذا الموضع
أفيدونا شيوخنا الكرام بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 06:22 ص]ـ
شتان بينهما - رعاك الله - .. !
والحديث الأول واضح:
1 - أعلى.
2 - وسط.
3 - ربض. (أي في الطرف).
وجميعهم (في) الجنة ..
جعلنا الله من أهلها.
--------
ثم؛ ماعلاقة هذا بـ (المنزلة بين المنزلتين) عند المعتزلة؟
لأنهم يجعلون صاحبها مخلدًا في (النار).
لكن المنزلة السابقة في أحكام (الدنيا).
وفقكِ الله ..
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[27 - 04 - 09, 06:40 ص]ـ
لم أزعم شيئا من عند نفسي ولكن هذا ما علق به المباركفوري على من قال بالمعني اللغوي السابق
فهذا ما أشار إليه في شرح تحفة الأحوذي ج 6 / ص 109 ولم يرتضيه
حيث قال ((وأما قول الشارح هو ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي حول المدن وتحت القلاع فهو صريح اللغة لكنه غير صحيح المعنى فإنه خلاف المنقول ويؤدي إلى المنزلة بين المنزلتين حسا كما قاله المعتزلة معنى فالصواب أن المراد به أدناها كما يدل عليه قوله (ومن ترك المراء) بكسر الميم أي الجدال (وهو محق) أي صادق ومتكلم بالحق (في وسطها) بفتح السين ويسكن أي في أوسطها لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله وهذا يشعر بأن معنى صدر الحديث أن من ترك ....... ألخ ما ذكر
وهذا منقول من تحفة الأحوذي بالمكتبة الشاملة
فأرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا فلست عالمة بمزالق المعتزلة
وربما لم أفهم قصد الشارح
أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
بارك الله فيكِ ..
المباركفوري - رحمه الله - استنكر عبارة (خارجا عنها)؛ لأنه قد يوهم أنه لا في الجنة ولا في النار. بل في منزلة بينهما (حسًا). ومن المعلوم أنه لا ثمَّ إلا جنة أو نار.
ثم شبّه هذا - تشبيهًا عابرًا لأجل التوضيح - بقول المعتزلة الفاسد في مرتكب الكبيرة، وأنه عندهم في منزلة بين المنزلتين. (معنىً لا حسًا).
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[27 - 04 - 09, 09:02 ص]ـ
بارك الله فيكِ ..
المباركفوري - رحمه الله - استنكر عبارة (خارجا عنها)؛ لأنه قد يوهم أنه لا في الجنة ولا في النار. بل في منزلة بينهما (حسًا). ومن المعلوم أنه لا ثمَّ إلا جنة أو نار.
ثم شبّه هذا - تشبيهًا عابرًا لأجل التوضيح - بقول المعتزلة الفاسد في مرتكب الكبيرة، وأنه عندهم في منزلة بين المنزلتين. (معنىً لا حسًا).
..
بارك الله فيك يا شيخ سليمان.
و بارك الله في الأخت أمة الله.
..(54/299)
كيف يواجه علماء أهل السنة فتنة البهائية في مصر؟
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:24 ص]ـ
البهائيون يحتفلون بـ «رأس السنة البهائية» فى «الميرلاند» .. و «الداخلية» تعدهم باستخراج الأوراق خلال 5 أيام
كتب عمرو بيومى وعلا عبدالله 22/ 3/ 2009
تصوير- أحمد هيمن
البهائيون يحتفلون برأس السنة فى حديقة «الميرلاند» أمس
احتفلت الطائفة البهائية فى مصر، أمس، بعيد رأس السنة البهائية لعام 166 «بديع» من بداية دعوة بهاء الله «مؤسس البهائية»، وتجمع عشرات البهائيين منذ الصباح بحديقة الميرلاند بمصر الجديدة للاحتفال وقضاء يوم العيد.
ومنعت إدارة الحديقة دخول أى مصوريين صحفيين أو كاميرات تليفزيونية لمتابعة الاحتفال البهائى، وبرر أمن الحديقة ذلك بعدم وجود تصاريح تصوير، فيما اعتبر البهائيون الأمر محاولة جديدة للتعتيم عليهم.
وقال الدكتور رؤوف حليم، المتحدث باسم البهائيين، إن العيد هذا العام يتزامن مع فرحة الحصول على حكم نهائى غير قابل للنقض أو الاستشكال، خاص بوضع كلمة بدون أو شرطة «–» فى الأوراق الرسمية للبهائيين.
وأوضح أن عيد الطائفة يبدأ بتجمع معتنقى البهائية من كل منطقة لقضاء الصلاة، وإعلان انتهاء الصيام الانقطاعى من الشروق إلى الغروب لمدة شهر بهائى «19 يومًا»، وبعد ذلك «نتوجه إلى المتنزهات والحدائق العامة القريبة من منازلنا للاحتفال وقضاء العيد».
وأشار إلى أن البهائيين قدموا أوراقهم لمصلحة الأحوال المدنية لاستخراج شهادات ميلاد ووفاة وبطاقات شخصية، حتى يتسنى لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، وتابع: «قابلنا مسؤولين من وزارة الداخلية ووعدونا باستخراج هذه الأوراق خلال 5 أيام».
من ناحية أخرى، وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية قرار المحكمة الإدارية العليا بمصر ـ بخلو خانة الديانة فى الأوراق الرسمية للبهائيين أو إضافة كلمة «بدون» - بأنها «خطوة مهمة» نحو حرية العقيدة والمساواة فى مصر.
وقال «بريان وايتاكير» فى مقاله بـ «الجارديان»، إن قرار المحكمة الخاص بالبهائيين الذين يبلغ عددهم 200 شخص فى مصر، يعد انتصاراً للبهائيين بعد «معركة مع الحكومة المصرية على مدار السنوات الخمس الماضية».
وأضاف أنه لاتزال هناك مشاكل مستمرة تواجه الذين يغيرون ديانتهم من المسيحية إلى الإسلام أو العكس، فيما يتعلق بتغيير الديانة فى الهوية الشخصية، بالإضافة إلى أن المسؤولين المصريين يرفضون ذلك على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن الدولة لا تغفر لهم وتعتبرهم «مرتدين» عن العقيدة ـ حسب كلامه.
اهـ
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=203870
الله المستعان
أرجوا من أهل العلم التفاعل مع الموضوع حتى لا نقف بعد عام أو عامين نقول الأمر صار واقعا لا يمكن تغييره
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:18 ص]ـ
للتفاعل
ـ[اسلام المصرى]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:46 ص]ـ
هذا نتيجة طبيعية لسكوت علماء اهل السنة فى مصر
فظهرت البهائية و و الشيعة الروافض و انتشرت الصوفية
خبر سمعته باذنى
عندما زار سفير امريكا فى مصر احد موالد الصوفية
كيف استقبوا هذا الرجل
انشدوا طلع البد علينا
و لا حول و لا قوة الا بالله
اين العلماء فى مصر
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:24 م]ـ
أسأل الله أن ينتقم من كل الفرق الضالة ويحمي اهل السنة
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 02:32 ص]ـ
هذا نتيجة طبيعية لسكوت علماء اهل السنة فى مصر
فظهرت البهائية و و الشيعة الروافض و انتشرت الصوفية
خبر سمعته باذنى
عندما زار سفير امريكا فى مصر احد موالد الصوفية
كيف استقبوا هذا الرجل
انشدوا طلع البد علينا
و لا حول و لا قوة الا بالله
اين العلماء فى مصر
أخي-بارك الله فيك- أظن أنك لا تتابع علماء السنة في مصر
من امثال الشيخ المقدم والشيخ الحويني و الشيخ ياسر برهامي والشيخ محمد حسان والشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ الزغبي ومشايخ من جماعة أنصار السنة وغيرهم الكثيرالذين لهم جهد في في توضيح بطلان عقيدة البهائية
ومجلة التوحيد التي تكلمت في أعداد كثيرة عن البهائية وقناة الحكمة الفضائية
وبعض الكتب التي أعيد طبعها والبعض الذي ألف
وإن كان هناك تقصير ولكن ليس كل شيء نحمله على العلماء وكأنهم مطالبين بإصدار الفتاوى وتطبيقها على الواقع وتعليمها لكل فرد في الأمة .... فرفقا بعلمائنا
وهذه بعض الوسائل لمقاومة هذه الردة:
#أن يجتهد طلبة العلم والدعاة وكل من له علم بهذه الدعوة الباطلة في توضيح هذه
العقيدة للناس سواء بإلقاء الخطب والمحاضرات ونشر الكتب والكتيبات والشرائط والأسطوانات
والمنتدايات عبر الشبكة العنكبوتية
#ينبغي على خبراء القانون والمحامين المسلمين أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للطعن في حكم المحكمة الباطل شرعًا؛ لمخالفته أحكام الشريعة المجمع عليها
وانتظرالمزيد من الأقتراحات من مشايخي وإخواني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/300)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:58 ص]ـ
الحمد لله وحده
لن يجد هؤلاء موطئاً لقدم في مصر المسلمة ....
وهذا ما فعله " الصعايدة" معهم في إحدى القرى بصعيد مصر
www.shareah.com/index.php?/news/view/action/view/id/17654/ - 26k
هجوم على منازل المرتدين البهائية في صعيد مصر
لواء الشريعة - وكالات
أضيف في:2 - 4 - 2009
هاجم سكان قرية في محافظة سوهاج بصعيد مصر عددًا من منازل المرتدين البهائيين، وأشعلوا فيها النيران؛ الأمر الذي أجبر بعضهم على الفرار من القرية.
وبحسب صحيفة "المصري اليوم"، تمكنت قوات الدفاع المدني في محافظة سوهاج من السيطرة على حريق شب في 4 منازل مملوكة لمرتدين بهائيين بقرية الشورانية مساء أمس الأول.
ونشب الحريق في منازل 4 من المرتدين البهائية، هم: أحمد السيد "45 عامًا"، وشقيقه عبد السميع "55 عامًا"، وزوج شقيقتيهما على أحمد إبراهيم "45 عامًا"، ومحمد عبد الرحمن "40 عامًا"، وامتدت النيران إلى منزلين مجاورين أصحابهما مسلمون.
وأشارت التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية إلى أن صاحب المنزل الأول، ظهر في برنامج "الحقيقة" على قناة "دريم2" الفضائية الأسبوع الماضي معلنًا عن ارتداده عن الإسلام واعتناقه للبهائية؛ وهو ما أثار غضب أهالي القرية وأشعلوا النار في منزله ومنازل آخرين، بحسب الصحيفة.
وتسبب الحريق في فرار عدد من المرتدين البهائيين من القرية، منهم محمد عبد الرحمن، وزوجته وأولاده، خوفًا من بطش الأهالي، وتولت قوات الأمن تأمين خروجهم من القرية، التي يقيم بها 5 أسر تعتنق البهائية منذ 13 عامًا.
ويأتي هذا الحادث بعد نحو أسبوعين من إصدار المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة في مصر حكمًا نهائيًّا يؤيد حق المرتدين البهائيين في الحصول على بطاقات الهوية الشخصية، وشهادات الميلاد مع ترك خانة الديانة خالية.
وكان علماء أزهريون وأعضاء بمجمع البحوث الإسلامية قد عبروا عن ارتياحهم لعدم صدور حكم قضائي يعترف بالبهائية كديانة رسمية، وحذر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي من الاعتراف بطائفة البهائية في مصر، معتبرًا أن الاعتراف بها "خروج عن الإسلام وتعاليم الأديان السماوية"، ووصَفَها بأنها "فئة ضالة لا ينبغي أن تبث سمومها في المجتمعات الإسلامية".
يُشار أن البهائية هي مجموعة من المعتقدات والأفكار صاغها شخص ادعى النبوة ثم الألوهية في إيران، خلال القرن التاسع عشر وهو "بهاء الله"، وأهم تعاليمها هي الوحدة الروحية لكل البشر، ولا يؤمنون بيوم القيامة، ولا بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 05:47 ص]ـ
لو قرأت تاريخ مصر وقت ما كان الأزهر أزهرا لقلت مثل ما قلت في دخول الافرنج وتغييرهم في دين وعادات وتقاليد مصر، وقد حصل بأن دمورا الأزهر!!
للأسف الشديد كلام علماء أهل السنة منحصر في المساجد والدروس
مصر بها ما يقارب 70 مليون
كم من هؤلاء رواد المساجد!!
لماذا لا تتم المواجهة عن طريق الإعلام كالصحف والجرائد والمجلات والقنوات الرسمية وطلب مناظرات على القناة الأولى المصرية وغير ذلك!!
لماذا لا يتم التدخل وفرض الضغط لمنع تلك " التشريعات " عن طريق بيانات في جرائد المعارضة أو غير ذلك، بدلا من حصر الكلام في أُناس غالبهم محصن من تلك الضلالات،
يحصل الضغط بالتوجه بها إلى من في يده وضع قانون يقوى شوكة الكفر فيصبح أمرا واقا نطالب بالتعامل معه حتى لا نحدث فتنة!!
الله المستعان
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 05:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: لو يتفضل احد علمائنا الافاضل بطبع رساله صغيره تبين ضلال هؤلاء و خطورة الاعتراف بهم و توزع هذه الرساله فى المساجد و يتم و ضعها على المنتديات الاسلاميه و غيرها لتوعية الناس لانى اكاد اجزم ان الدوله لن تتراجع عن الاعتراف بهم فى ظل العلمانيه التى تسيطر على من لهم الراى وقوة الكلمه و ايضا فى ظل حاله الامبالاه الأزهريه.
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 07:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: لو يتفضل احد علمائنا الافاضل بطبع رساله صغيره تبين ضلال هؤلاء و خطورة الاعتراف بهم و توزع هذه الرساله فى المساجد و يتم و ضعها على المنتديات الاسلاميه و غيرها لتوعية الناس لانى اكاد اجزم ان الدوله لن تتراجع عن الاعتراف بهم فى ظل العلمانيه التى تسيطر على من لهم الراى وقوة الكلمه و ايضا فى ظل حاله الامبالاه الأزهريه.
هناك رسالة صغيرة تسمى "البهائية "للشيخ عادل العزازي ط قرطبة
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:20 ص]ـ
وهناك رسالة أخرى لطيفة باسم (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول البهائية والقاديانية) وفيها التعريف بهم وحكم الإسلام فيهم من خلال كلام كبار المفتين بالأزهر أمثال الشيخ جاد الحق وغيره -رحمة الله على الجميع.
وهي - بحق- مما ينبغي على الإخوة نشرها في مثل هذه الأيام.
وأيضًا:
- رسالة (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور).
- رسالة (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الشيعة وفرقهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/301)
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:58 م]ـ
وهذا مقال لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم نقلا من موقعه بعنوان "وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين"
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد انتهت الأحوال المدنية بوزارة الداخلية إلى وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين بمصر، وذلك في البطاقات الشخصية بعد صدور حكم قضائي بذلك، وقد أثيرت قضية البهائيين في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتم استضافة بعضهم في القنوات الفضائية لتوضيح معتقدهم ومعاناتهم وعدم حصولهم على أوراق ثبوتية بالديانة البهائية، واضطرارهم إلى إثبات كلمة مسلم أمام خانة الديانة.
ثم جاءت أحداث الشورانية بسوهاج حيث تم إحراق بعض بيوت البهائيين واضطروا للنزوح من القرية خوفًا من الأهالي ليلقي الضوءَ على هذه القضية أكثر وأكثر، وقد أوصل البعضُ عدد البهائيين بسوهاج إلى 182، وبالشورانية وحدها إلى أكثر من 130 بهائيًا.
ومن قبل كانت قضية تنظيم البهائيين والتي حُكم فيها على الرسام بيكار بأخبار اليوم ورفاقه البهائيين.
ولنا عدة تعليقات على هذه المسألة:
أولاً: العصر الذي نعيش فيه بمثابة عصر ذهبي -باصطلاح الماديين- ليس فقط للبهائيين وإنما هو كذلك بالنسبة للأمريكان واليهود والشيعة والعلمانيين، وهو أيضًا عصر ذهبي بالنسبة للتدين والالتزام، حتى باتت الخطوط واضحة -بفضل الله- أو قريبة من الوضوح، وتشكل طوفان تدين واضح المعالم في مواجهة طوفان إلحاد وزندقة، وبين هذا وذاك طوفان ثالث يعيش نقرة ونقرة وساعة وساعة، ونتوسم أن يكون مآله إلى الخير بإذن الله.
ثانيًا: ساعدت أجواء الحريات والديمقراطيات وكلام الغرب والأمريكان على الأقليات وحقوق الإنسان على إبراز قضية البهائيين وغيرها.
والوسائل والجهات المشبوهة عندما تكيل بمكيالين وتغض الطرف عن مذابح المسلمين هنا وهناك، فهذا مستوعب، ومع حرص أعداء الإسلام والمسلمين على تحقيق مآربهم إلا أن كيدَهم يرتد إلى نحورهم، وتدبيرَهم تدميرُهم، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم. وها هي الأمة تعاود الرجوع لدين الله والالتزام بشرع الله وصار المتدينون أقرب للطوفان الهادر الذي يجرف أمامه الأباطيلَ. والمستقبلُ لدين الله بغلبته وظهوره على الأديان كلها (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).
ثالثًا: وضع (-) أمام خانة الديانة للبهائيين تميزهم، والتمايز كثيرًا ما تتحقق به المصلحة وتندفع به المضرة والمفسدة، بعكس الأوضاع المائعة والشائعة؛ فالبهائي عندما يوضع في خانة ديانته مسلم قد يترتب على ذلك زواج وميراث دون وجه حق، فالبهائي ليس بمسلم (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء:141)، والإسلام يعلو ولا يُعلى، والكافر لا يَرِث ولا يُورث.
وهذا الجانب لا تجد فرقًا بين (-) الدالة على البهائي وبين أن يكتب في خانة الديانة بهائي طالما التمييز حاصل، وقولُ البعض بأن كلمة بهائي تكتب في العقيدة بالبطاقة، أما الديانة فهي لأصحاب الديانات الثلاثة، اليهود، والنصارى، والمسلمين، فهذا الكلام لا طائل تحته ولا فائدة من ورائه، فدين الحق واحد هو الإسلام، وما سوى ذلك فهذا فيه تلبيس وتغرير وتدليس، قال -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران:19)، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)، (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس:32)، وما الحق إلا واحد فاعرف الحق تعرفْ أهلَه، واعرف الباطل تعرف من آتاه، وما من نبي إلا ودعا قومه للإسلام، فالإسلام واحد ولكن تتعدد الشرائع، وشريعة الإسلام حاكمة ومهيمنة على سائر الشرائع.
رابعًا: مواجهة الأباطيل وأهل الديانات الفاسدة يتم بالحق وبالعدل لا بالجور والتعدي، ووفق ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحيث تتحقق المصلحة وتندفع المضرة والمفسدة، ولابد في ذلك من النظر في عواقب الأمور، نحتاج للتثبت ولإقامة الحجة الرسالية التي يكفر مخالفها وبحيث تنتفي الشبهات وتدرأ المعاذير، ويحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك أيضًا عن بينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/302)
خامسًا: البهائية كفر وضلال مبين، وقد أفتت المجامع الفقهية بخروج البهائيين عن شريعة الإسلام، وحكمت بكفر أتباعها كفرًا بواحًا لا تأويل فيه.
وإليكم كلمة عن نشأة البهائية ومعتقداتها من كتاب (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، المجلد الأول):
البابية والبهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة1260هـ/1844م، تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي؛ بهدف إفساد العقيدة الإسلامية، وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
الأفكار والمعتقدات:
- يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته، وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء.
- يقولون بالحلول والاتحاد، والتناسخ، وخلود الكائنات، وأن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
- يقدسون العدد 19، ويجعلون عدد الشهور 19شهراً، وعدد الأيام 19 يوماً، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادَّعى قدسية خاصة للرقم 19، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19، ولكن كلامه ساقط بكل المقاييس.
- يقولون بنبوة بوذا، وكنفوشيوس، وبراهما، وزاردشت، وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول.
- يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح.
- يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم.
- ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن، كما ينكرون الجنة والنار.
- يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال.
- يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام.
- والصلاة تؤدى في تسع ركعات ثلاث مرات، والوضوء بماء الورد، وإن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات.
- لا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت، وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى).
- الصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا، فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً (شهر بهائي) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار، وذلك من سن 11 إلى 42 فقط يعفى البهائيون من الصيام.
- تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية.
- ينكرون أن محمداً خاتم النبيين، مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب.
- يبطلون الحج إلى مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين.
الجذور الفكرية والعقائدية:
الرافضة الإمامية.
الشيخية أتباع الشيخ أحمد الإحسائي.
الماسونية العالمية.
الصهيونية العالمية.
الانتشار ومواقع النفوذ:
تقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران، وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي، وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960م، وكما أن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة، وكمبالا بأوغندا، ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989م، وجوهانسبرج بجنوب أفريقيا، وكذلك المحفل الملي بكراتشي بباكستان.
ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل، وكذلك بسيدني في استراليا، ـ ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم، وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار، ومنه تصدر مجلة نجم الغرب، وكذلك في ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية)، وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية، ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم.
ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن، ولوس أنجلوس، وبيركلين بنيويورك، حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية.
ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو، ولهم ممثل في مقر الأمم المتحدة بجنيف ونيروبي، وممثل خاص لأفريقيا، وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكوسكو Ecosco، وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة Unep، وفي اليونيسيف Unicef وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات N. office of public information، ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية.
ويتضح مما سبق:
أن البابية والبهائية من الفئات الضالة الخارجة عن الإسلام بحكم إنكارهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وادعائهم بأن روح الله -عز وجل- حلَّت في الباب أو البهاء، وإنكارهم للعقوبات الإلهية وموالاتهم المستمرة لليهود وسعيهم الدائب لتهويد المسلمين، وإعلامهم أن كتابهم البيان قد نسخ القرآن الكريم.
وقد صدرت الفتاوى من المجامع العلمية مثل مجمع الفقه الإسلامي بمكة ودار الإفتاء المصرية بخروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام واعتبارها حربًا عليه، وكفر أتباعها كفرًا بواحًا سافرًا لا تأويل فيه (جريدة المدينة ـ الأحد 1399/ 11/2هـ 23 سبتمبر 1979م).
انتهى كلامه حفظه الله بتصرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/303)
ـ[أبو حذيفة القليوبي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: لو يتفضل احد علمائنا الافاضل بطبع رساله صغيره تبين ضلال هؤلاء و خطورة الاعتراف بهم و توزع هذه الرساله فى المساجد و يتم و ضعها على المنتديات الاسلاميه و غيرها لتوعية الناس لانى اكاد اجزم ان الدوله لن تتراجع عن الاعتراف بهم فى ظل العلمانيه التى تسيطر على من لهم الراى وقوة الكلمه و ايضا فى ظل حاله الامبالاه الأزهريه.
أخي أبو الأشبال
هناك كثيراً من العلماء بينوا في مؤلفاتهم بطلان هذه النحله والفكر الفاسد وطبعوا هذه الكتب سواء في الجامعات أو المكتبات وغيرها منهم فضيلة الدكتور عبد الله سمك فله كتاب قيم في هذا وهو من أفضل الكتب - على حد رؤيتي - في هذا وهو كتاب (الأزهر في مواجهةالبهائية والبابية والقاديانية) ولو لك أي احد فسي كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة يستطيع ان يأتي لك به فهو كتاب جيد جداً في هذا البا
ـ[أبو حذيفة القليوبي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:23 م]ـ
وهناك رسالة أخرى لطيفة باسم (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول البهائية والقاديانية) وفيها التعريف بهم وحكم الإسلام فيهم من خلال كلام كبار المفتين بالأزهر أمثال الشيخ جاد الحق وغيره -رحمة الله على الجميع.
وهي - بحق- مما ينبغي على الإخوة نشرها في مثل هذه الأيام.
وأيضًا:
- رسالة (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور).
- رسالة (فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الشيعة وفرقهم).
بارك الله فيك أبا البراء وهي - أي الرسائل المذكوره- كلها لفضيلة شيخنا الدكتور محمد يسري - حفظه الله - وللعلم فقد وزع الشيخ منها الكثير والكثير على طلبة العلم بارك الله فيه وفي مجهوداته لخدمة الإسلام والمسلمين آمين
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا!
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:04 م]ـ
[فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول البهائية والقاديانية]
أين نجد هذه الرسالة فى مصر؟ ..
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 05:14 ص]ـ
فى المكتبة الاسلامية بالأزهر أو مكتبة اليسر فى مدينة نصر
ـ[اسلام المصرى]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:22 م]ـ
أخي-بارك الله فيك- أظن أنك لا تتابع علماء السنة في مصر
من امثال الشيخ المقدم والشيخ الحويني و الشيخ ياسر برهامي والشيخ محمد حسان والشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ الزغبي ومشايخ من جماعة أنصار السنة وغيرهم الكثيرالذين لهم جهد في في توضيح بطلان عقيدة البهائية
ومجلة التوحيد التي تكلمت في أعداد كثيرة عن البهائية وقناة الحكمة الفضائية
وبعض الكتب التي أعيد طبعها والبعض الذي ألف
وإن كان هناك تقصير ولكن ليس كل شيء نحمله على العلماء وكأنهم مطالبين بإصدار الفتاوى وتطبيقها على الواقع وتعليمها لكل فرد في الأمة .... فرفقا بعلمائنا
وهذه بعض الوسائل لمقاومة هذه الردة:
#أن يجتهد طلبة العلم والدعاة وكل من له علم بهذه الدعوة الباطلة في توضيح هذه
العقيدة للناس سواء بإلقاء الخطب والمحاضرات ونشر الكتب والكتيبات والشرائط والأسطوانات
والمنتدايات عبر الشبكة العنكبوتية
#ينبغي على خبراء القانون والمحامين المسلمين أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للطعن في حكم المحكمة الباطل شرعًا؛ لمخالفته أحكام الشريعة المجمع عليها
وانتظرالمزيد من الأقتراحات من مشايخي وإخواني
اخى العزيز انا اسمع الشيوخ الافاضل
ولكن مزال تاثير هولاء العلماء على من يحضر لهم ولكن لا يوجد تاثير فى الراى العام
ماذا يفعل هولاء الالف الذين يحضرون الدروس و يسمعون لهم
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:10 م]ـ
اخى العزيز انا اسمع الشيوخ الافاضل
ولكن مزال تاثير هولاء العلماء على من يحضر لهم ولكن لا يوجد تاثير فى الراى العام
ماذا يفعل هولاء الالف الذين يحضرون الدروس و يسمعون لهم
لنضبط الكلام أكثر،
ولكن لا يوجد بقوة ما يقوم به أعوان الأمريكان الرافعون راية حرية الاعتقاد من حملات في الصحف وبرامج على التلفاز وغير ذلك!!
ومن جهود لتقنين وجودهم من خلال الجهات القضائية والتأثير في نواب مجلس الشعب!!
والله المستعان
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:21 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم احفظ أهل مصر من هذه الفتنة
ـ[السيد زكي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:24 م]ـ
اللهم احفظ علينا وعلى المسلمين دينهم ولا تفتنا وأمتنا على ما أمت عليه نبيك وصحابته(54/304)
التدين الجديد
ـ[محمد مفلح]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:15 م]ـ
هناك ظاهره تسمى (بالتدين الجديد) او (الدعاه الجدد) فهل هناك بحث او دراسه حول موضوع هذة الظاهره من قبل اهل العلم Question
وهل لها علاقه بالكنيسه الماثوديه Question
لدي بحث صغير واحتاج الاضافه في الموضوع Question(54/305)
من يدلني وله أجر كل طفل تصح عقيده
ـ[الحفراوي سيد]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:08 م]ـ
اخواني اريد اي كتب عقيدة للاطفال
بحاجة ماسة الي ذلك لتعليم اطفال
وله أجر كل طفل تصح عقيدته
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[23 - 03 - 09, 03:32 م]ـ
(المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة) للشيخ يحيى بن علي الحجوري، وأسأل الله لك التوفيق.
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:36 م]ـ
كتاب اركان الاسلام والايمان للشيخ محمد جميل زينو
ـ[الحفراوي سيد]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا علي الرد
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:25 م]ـ
كتاب خمسين سؤالا في التوحيد ممتاز جدا
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:30 م]ـ
كتاب التوحيد للناشئة والمبتدئين للشيخ عبدالعزيز العبد اللطيف ((موجود في الانترنت)) وان لم تجده اخبرني
و
الاصول الثلاثة والقواعد الاربع وكشف الشبهات وكتاب التوحيد كلها للامام محمد بن عبدالوهاب
ـ[ممدوح الشهري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 05:52 ص]ـ
منهج التوحيد والفقه من مناهج التعليم في المملكة العربيةوالسعودية جيدة
الرابط: http://www.edu.gov.sa/portal/pdf-book.php
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:17 ص]ـ
هناك رسالة صغيرة ومفيدة جدا للأطفال ألفها الشيخ سالم الطويل، فعليك بها.
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:44 م]ـ
(المبادئ المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة) للشيخ يحيى بن علي الحجوري، وأسأل الله لك التوفيق.
كتاب قيم جدا
حفظ الله العلامة المحدث يحى بن على الحجورى
ـ[ربى محمد]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:46 ص]ـ
العقيدة
(فئة الناشئة)
تأليف
د. سليمان الغصن
دار أشبيليا
للنشر والتوزيع.
جدا رائعة.
وهذا الأصدار عبارة عن سلسلة في التفسير والفقه والحديث والآداب , للناشئة أيضا.(54/306)
رأي الشيعه الروافض فينا
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:35 م]ـ
رأي الشيعه الروافض فينا معشر أهل السنه
كنت أتصفح من زمن أحد كتب الروافض عاملهم الله بعدله علي المكتبه الشامله الإصدار الثاني جزي الله صاحبها خير الجزاء فوجدت العجب العجاب من نظرتهم لنا أسوأ من نظرتهم للكفار الأصليين
ويجب أن نعلم أولا معني الناصبي عندهم (وكلكم أعلم مني ولكن هذا الكلام لمن لا يعلم من غير أعضاء الملتقي)
سأل أحد الرافضه جعفر الصادق أوغيره من أئمتهم لا أذكر لأني أكتب من الذاكره (وهو كاذب طبعا عليه): هل أمتحن الناصبي بشئ أكثر من تفضيله أبي بكر و عمر رضي الله عنهما؟ فأجاب عندهم كما يحكون:لا، هذا يكفي
أي و انتبه جدا لهذا: كل من يفضل أحد الشيخين علي علي أجمعين فهو يعد لديهم (ناصبي) وهم غير محتاجين لأن يسألوه عن أي شيء آخر حتي يعدوه من النواصب كأن يسب علي رضي الله عنه أو يطعن في آل البيت
استصحب معي رعاك الله هذه القاعده لديهم وأنت تقرأ هذا الكلام
كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
المؤلف: زين الدين بن علي العاملي الجبعي
(الثَّانِي -الْغُسْلُ) (وَيَجِبُ تَغْسِيلُ كُلِّ) مَيِّتٍ (مُسْلِمٍ أَوْ بِحُكْمِهِ) كَالطِّفْلِ و .......
وَيُسْتَثْنَى مِنْ الْمُسْلِمِ مَنْ حُكِمَ بِكُفْرِهِ مِنْ الْفِرَقِ كَالْخَارِجِيِّ وَالنَّاصِبِيِّ وَالْمُجَسِّمِ، وَإِنَّمَا تَرَكَ اسْتِثْنَاءَهُ لِخُرُوجِهِ عَنْ الإسلامِ حَقِيقَةً وَإِنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ ظَاهِرًا (1\ 80)
وَالْمُرَادُ بِالْكُفْرِ الْأَصْلِيِّ هُنَا مَا خَرَجَ عَنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ، فَالْمُسْلِمُ يَقْضِي مَا تَرَكَهُ وَإِنْ حُكِمَ بِكُفْرِهِ كَالنَّاصِبِي وَإِنْ اسْتَبْصَرَ، وَكَذَا مَا صَلاهُ فَاسِدًا عِنْدَهُ. (1\ 254)
(وَلَا يَجُوزُ لِلنَّاصِبِ التَّزْوِيجَ بِالْمُؤْمِنَةِ)؛ لِأَنَّ النَّاصِبِيَّ شَرٌّ مِنْ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ عَلَى مَا رُوِيَ فِي أَخْبَارِ أَهْلِ الْبَيْتِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ، وَكَذَا / الْعَكْسُ سَوَاءٌ الدَّائِمُ، أَوْ الْمُتْعَةُ (3\ 418)
هذا قليل من كثير ويا ليت دعاه (التخريب) المسمي زورا التقريب
يقرأوا هذا الكلام
والسلام عليكم و رحمه الله وبركاته
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:49 م]ـ
رغم انك بينت يا اخى انهم يكذبون على جعفر الصادق رضى الله عنه الا اننى لا اوافقك فى قولك (من ائمتهم)
بل هو من ائمة اهل السنة فى الفقه والحديث والتفسير فنحن والله اولى بالائمة منهم
بارك الله فيك اخى ونفع بك
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:21 ص]ـ
الأخ الكريم ابو معاذ المصرى السلفي
جزاكم الله خيرا علي المرور
وأنا أتفق معك أن الإمام جعفر من أئمتنا نحن السنه و لكني هنا أحكي ما يدعونه ويزعمونه و قد بينت أنهم يكذبون في كلامهم و قصدي أنهم يكذبون أيضا في جعله من أئمتهم
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا (ابتسامه محب)(54/307)
إهداء إلي الأشاعره
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
رأي بن حزم في الأشاعره
قال الإمام بن حزم رحمه الله و غفر له في موسوعته الرائعه المحلي (11\ 411) من الشامله
] و أما سب الله تعالى فما على ظهر الارض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد إلا ان الجهمية.
والاشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفرا قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الاسلام وهو أنهم يقولون الايمان هو التصديق بالقلب فقط وإن أعلن بالكفر
هذا بن حزم و إن أخطأ في بعض الصفات (غفر الله لنا و له) إلا أنه لا يعتد بالأشاعره بل وقرنهم مع الجهميه و انظر في قوله
] وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الاسلام [
هذا لأني وجدت من يحتج من الأشاعره في باب الأسماء و الصفات بابن حزم وما دري المسكين أنه وإن وافقهم في مسأله فقد خالفهم في مسائل
هذا و الله أعلم وأحكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 03 - 09, 08:57 م]ـ
ابن حزم ليس أقوم من الأشعري في بعض أبواب الاعتقاد.
وانظر في ذلك كلام شيخ الإسلام في أول المجلد الرابع من مجموع الفتاوى.
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:09 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الحسنات الدمشقي
وفقه الله
جزاكم الله خير الجزاء علي التعليق و أنا و الحمد لله أعلم أن بن حزم رحمه الله متخبط في باب الأسماء و الصفات
ولكن كلامي هنا علي عقيدته في باب الإيمان وهو هنا موافق لأهل السنه أكثر من الأشاعره
وجزاكم الله خيرا مره أخري علي المرور
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:45 ص]ـ
يقول الشيخ د. عبد الكريم الخضير:
أنه تُرحم علي ابن حزم عند الشيخ ابن باز فأنكر ذلك الشيخ ... الخ
وهذا نص كلام الشيخ عبد الكريم الخضير:
(س: أراك يا شيخ متحاملا على ابن حزم رحمه الله تعالى؟
ج: أولا ابن حزم كما هو معروف تحامل على الأئمة ولا أعرف أني متحامل عليه في غير مسائل الاعتقاد التي دونها بقلمه وصطبها حتى إنه ترحم عليه في درس الشيخ ابن باز فأنكر ذلك الشيخ، وعنده في مسائل الاعتقاد طوام شابه الجهمية في بعض المسائل فليس على المنهج الصحيح ولا الهدي السليم في مسائل الاعتقاد، أما في مسائل الفروع جمد فيها وتبع ظاهر اللفظ وأنكر القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد كما هو معروف عند عامة أهل العلم .... ).
شرح لامية شيخ الاسلام , الشريط الثالث.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ ابن باز. لكن مازال الأئمة يذكرون أقوال ابن حزم معتدين بها في الخلاف .. وخطؤه في العقيدة لا يجعل الترحم عليه منكرا .. وقد يصعب تتبع من ترحم عليه من كبار أئمة السنة ..
والله اعلم(54/308)
ناصيه كاذبه خاطئه
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:10 م]ـ
ناصيه كاذبه خاطئه
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني كنت أقرأ قول الله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة) العلق: 15
والناصية هي مقدمة الرأس فكنت أسأل نفسى وأقول يارب اكشف لي هذا المعنى! لماذا قلت ناصية كاذبة خاطئة؟ وتفكرت فيها أكثر من عشر سنوات وأنا في هذه الحيرة فأرجع إلى كتب التفسير فأجد الجواب ..
أجد المفسرين يقولون:
المراد ليست ناصية كاذبة وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا فهو من باب المجاز لا من باب الحقيقة ناصية كاذب خاطئ ولما كانت الناصية هي مقدمة الرأس فأطلق عليها صفة الكذب والمقصود صاحبها هكذا يقولون وليست هي مكان الكذب أو مصدر الكذب إلى ان يسر الله البحث الذي كان عن الناصية قدم من أحد العلماء وهو كندي الاصل ومن أشهرهم في علم المخ والتشريح والأجنة وكان ذلك في المؤتمر الطبي الذي عقد في القاهرة وتواجد في ذلك المؤتمر طبيب ومعه زوجته فلما سمعت زوجته هذا الكلام ناصية كاذبة قالت: والهاء أين راحت؟
فالمفسرون يقولون: المعنى ناصية كاذب خاطئ قالت: والهاء أين راحت؟ قلت في نفسى هذه الهاء هي التي دوختني عشر سنوات الله سبحانه وتعالي يقول لنا (ناصية كاذبة خاطئة) نعود لبحث العالم الكندي وقال فيه منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن المخ الذي تحت الجبهة مباشرة الذي في الناصية هو الجزء المسئول عن الكذب والخطأ هو المكان الذي يصدر منه الكذب ويصدر منه الخطأ وأن العين ترى بها والأذن تسمع منها فكذلك كان هذا المكان الذي يصدر منه القرار هذا مصدر اتخاذ القرار فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه في الغالب لا تكون له إرادة مستقلة لا يستطيع أن يختار اجلس .. اجلس .. قم ... قم .. امش .. يفقد سيطرته على نفسه مثل واحد تقلع له عينيه فإنه لا يرى فقال: منذ خمسين سنة فقط عرفنا أن هذا الجزء هو المسؤول عن هذا المكان الذي يصدر منه القرار ... فمن يتخذ القرار؟ نحن نعلم أن الروح هي صاحبة القرار وأن الروح هي التي ترى ولكن العين هي الجارحة والروح تسمع ولكن الأذن جارحة كذلك المخ هذا جارحة لكن في النهاية هذا مكان صدور القرار ... ناصية كاذبة خاطئة ولذلك قال الله: (لنسفعا بالناصية) أي نأخذه أو نحرقه فسبحان الله كلمة جاءت في كتاب الله ...
وهاء الحرف يعرف الناس سره بعد أن يتقدم العلم أشواطا وأشواطا ثم وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف صغير لأن الحيوان مركز قيادته وحركة جسمة أيضا من هذا المكان وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) هود 56 مركز القيادة .. موجود في الناصية .. من يعلم هذا؟ متى عرف العلماء هذا؟ متى عرفوه؟ عندما شرحوا مخ الحيوانات ..
إن القرآن يذكر هذه الحقيقة وجاء بعلم الله الذي أحاط بكل شيء علما وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ...
والناصية: مركز القيادة ولحكمة شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ لله ولعل هناك علاقة بين ناصية تسجد خاشعة وبين سلوك يستقيم (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت: 45
المصدر " وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني
منقول من موقع ابن الاسلام(54/309)
شبهات شيعية والرد عليها
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:21 م]ـ
شبهات شيعية والرد عليها
عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية
هل التحسين يكون بالعقل أم بالشرع؟
ليس بإطلاق. فقد ورد أن الله حرم لحوم الحمر الأهلية من أجل ظهورها.
ما هو نظام الحكم في الاسلام إن كان شورى فلماذا وصى أبو بكر لعمر.
أولا: الذي صرح بأنها حصلت شورى هو علي بن أبي طالب وفي أهم مصادركم.
ثانيا: وسواء أوصى أو لم يوص المهم أن عليا أقر ما تثير الشبهة حوله الآن. ولا أظن أسد أسد الله يقر باطلا.
ثالثا: أنت تحتج علينا بافتراض عقلاني بحت ولا تدري أنك تعارض ما قاله أمير المؤمنين. وهذا عيب في المنهجية.
رابعا: روينا بالأسانيد الصحيحة عن نبينا أنه قال: ويأبى والمؤمنون إلا أبا بكر» وقد تحقق ما قاله. وأنتم زعمتم أن الله أوصى ووعد فلم تثبتوا صحة ما زعمتموه ولم يتحقق.
هل تعتبر تقديم أبي بكر للصلاة دليلا على أفضلية أبي بكر وأنتم تقبلون إمامة الفاسق:
أولا: لسنا نحن الذين نقبل إمامة الفاسق. إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقتدى به علي. وكتبكم تشهد بذلك فقال:» وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن. ويستمتع فيها الكافر. ويبلغ الله فيها الاجل. ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو. وتأمن به السبل. ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر (نهج البلاغة 92).
ثانيا: وقد روت كتبكم أنه تولى ليس فقط الفاسق. بل تولى الجبت والطاغوت. وتنازل الحسن عنها لمن تصفونه بالفاسق الفاجر بل الكافر. فهلا اعترضتم على المعصومين قبل أن تعترضوا علينا؟
ثالثا: نعم إمامة الفاسق مباحة لكن عندما يختار النبي إماما فيختار الإمام الأمثل. واختياره الأمثل فضيلة وأيما فضيلة.
رابعا: تقديم أبي بكر إماما ليصلي بالناس في عهد النبي e فضيلة احتج بها علي على أولوية أبي بكر في الإمامة.
خامسا: وأبو بكر لم تثبت فضيلته لمجرد تقديمه للصلاة. وإنما لاقتران فضائل كثيرة غيرها مثل صحبته النبي e في الغار. وكونه أحب الرجال إلى رسول الله e. ثم تأتي قرينة الصلاة.
من هم الخلفاء الإثنا عشر؟
أتقصد حديث لا يزال الدين عزيزا؟
ما سماهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسميهم. لو سماهم لسميتهم. ولو كان في تسميتهم مصلحة لفعل الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
عليك أن توافق مبدئيا على الثلاثة الأول على أقل تقدير موافقة منك لأمير المؤمنين الذي تولاهم.
وعليك أن توافق على معاوية الذي بايعه الحسن بن علي.
لا شك أن الحسين لم يكن منهم لأنه لم يتول كذلك جعفر الصادق والكاظم والباقر.
لا شك أن الدين كان عزيزا في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية. تمت الفتوحات في عهودهم. ولكن لم تقم إمامة لأهل البيت سوى علي وجزءا يسيرا من خلافة الحسن رضي الله عنهما.
لا شك أن مهديكم المنتظر ليس من بين الإثني عشر لأن الدين يكون عزيزا وأي عزة تقوم بمتوار عن الأنظار؟
وكيف يكون من الإثني عشر وقد دب خلاف كبير بين الشيعة انقسموا معه إلى عشرات الفرق. منهم من أنكره ومنهم أقر به. ومنهم من كان ينتظر عودة أبيه لا هو. وروى كافيكم أنهم لم يجدوا للحسن العسكري مولودا حتى قسموا ميراثه بين أمه وبين أخيه جعفر.
هل نظام الحكم عندكم بالشورى أم بالنص؟
أولا: بالشورى تم تداول أقوال النبي e ونصوصه المفهومة لا المنطوقة أو ما يطلق عليه وصف النص الخفي على أن أكثرهم استحقاقا للخلافة هو أبو بكر. ولا يقال أنه لم تكن شورى، وهذا فيه تعليم مهم وهو أن بعض الثعالب قد يتقلد المنصب بالشورى المحضة ولا يكون فاضلا في صفاته مشهورا بدينه فتكون حتى الشورى وبالا على الأمة كما يحصل في العالم اليوم.
ثانيا النبي صرح بأن الخلافة من بعده تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة.
ثالثا: علي رضي الله عنه أقر بالنظام الذي تنتقدونه وبايع. فما كان من طعن بالنظام يكون طعنا بمن أقر به.
رابعا: علي صرح بأن الأمر كان شورى من كتبكم:
أـ قال علي لمعاوية «إنما الشورى للمهاجرين والأنصار. فإذا اجتمعوا على رجلٍ وسمّوه (إماماً) كان ذلك لله رضاً» (نهج البلاغة 7:3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/310)
ب ـ قال علي لمعاويةً «بايعني القوم الذين أبا وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا الغائب أن يختار،، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين» (نهج البلاغة 7:3، وانظر كتاب الإرشاد للمفيد 31 ط: الأعلمي. أو 143 طبعة حيدرية).
ج ـ أنتم ترون الخلافة بالنص وترونها ملكية يتوارثها الابن عن أبيه ولا دخل لأحد بها. فلماذا إثارة خلاف لمجرد التشويش.
لماذا سارع الصحابة إلى السقيفة وانشغلوا بذلك عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم؟
كان هناك منافقون يتربصون بالمسلمين الدوائر (النساء141) شرقوا بالإسلام وقالوا للذين كفروا سنطيعكم في بعض الأمر (محمد26) وقالوا لهم: ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين (النساء141).
فكيف لا يسارع الصحابة إلى ملأ الفراغ الذي تركه رسول الله e؟ فرحمهم الله على هذه المسارعة لتجنيب الأمة الفتنة التي تترتب على إهمال هذا الأمر.
هل أهل السنة يقولون عن ابن ملجم إنه متأول مأجور
أهل السنة يلعنون ابن ملجم لما فعله بعلي رضي الله عنه. فهذا الهيثمي إذا ذكره (مجمع الزوائد6/ 249) كذلك الحافظ المنذري (الترغيب والترهيب3/ 24) والطبراني في (المعجم الكبير 1/ 97) وانظر معجم البلدان لياقوت الحموي (1/ 93) والشوكاني في (نيل الأوطار7/ 43).
قال الحافظ «ولم يذكره أحد في الصحابة إلا القاضي حسين بن محمد الشافعي شيخ المراوزة وذكر أبياتا لعمران بن حطان يرثي فيها ابن ملجم لقتله عليا قائلا:
يا ضربة من تقي ما ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش سلطانا
فرد عليه أبو الطيب الطبري قائلا:
إني لأبرأ مما تذكره عن ابن ملجم الملعون بهتانا
(ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة5/ 303).
وذكر أهل السنة بأنه من رؤوس الخوارج (سير أعلام النبلاء4/ 214).
بل وصفوه بأنه من أهل الأهواء (التاريخ الكبير للبخاري6/ 413) وقالوا: ليس في الأهواء ثقة مثل عمران.
وقد أوصى الرسول e بقتلهم. فكيف يكون ثقة بعد ذلك عندانا.
ولله الحكمة البالغة فقد كان هذا القتل ردا على الكذابين القائلين بأن الأئمة عندهم علم ما كان وما يكون.
هل البسملة من القرآن؟
أولا: منشأ الخلاف هو هل يبدأ ترقيم الآيات من البسملة أم من أول آية في السورة؟ وليس الخلاف حول هل نترك البسملة في القرآن أم نزيلها؟ كيف يمكن ذلك والبسملة ثابتة في النسخة الأصل؟ فلم يشكك أحد في كونها ثابتة في الأصل. ولا دعا أحد إلى إزالتها من القرآن.
ثانيا: والدليل على ذلك أن البسملة مثبتة في كل السور ما عدا سورة التوبة ولم يخالف أحد في ذلك
ثالثا: ويمكن للبسملة أن تثبت في القرآن ولا تكون آية منه مثلما أن الله أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فهل تصير الاستعاذة آية أم لا؟
رابعا: هذه الشبهة أطلقها الرافضة الذين ثبت عندهم تصريح كبار أئمتهم بالإجماع الرافضي على وقوع التحريف في القرآن إلا من شذ كالمرتضى والصدوق والطبرسي لمصلحة سد باب الطعن على القرآن حتى لا يقال كيف يجوز أخذ القواعد والأحكام من كتاب محرف؟ (الأنوار النعمانية2/ 357).
خامسا: فسارعوا إلى القول بأن الخلاف حول البسملة يلزم منه التحريف للحاجة الماسة عندهم للحصول على أية ذريعة تشغل أهل السنة وتصرفهم عن اتهام تصريح علماء الرافضة بأن القرآن محرف.
سادسا: كبار علماء الرافضة لم يقولوا بأن القرآن محرف بناء على قضية البسملة. وإنما زعموا أن الصحابة حذفوا منه الآيات التي تنص على إمامة علي وأهل بيته.
سابعا: لماذا لم يتهم علماء أهل السنة المختلفين حول الآية بأنهم قالوا بتحريف القرآن ولم يقل ذلك إلا الشيعة؟ ألأنهم يغارون على القرآن؟
ثامنا: إن الشيعة الذين صرحوا بأن القرآن وقع فيه التحريف هم الذين يأتون اليوم بهذا الاتهام الجديد الذي ما وجدنا أسلافهم قد تكلموا عنه حسب علمي.
تاسعا: لم توجد فرقة من فرق المسلمين على تفاوت انحرافها تطعن في القرآن وتصرح بوقوع التحريف فيه مثل الرافضة الذين فتحوا بقولهم القرآن محرف فتحوا بابا في الطعن على الإسلام يدخل منه اليهود والنصارى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/311)
عاشرا: هل يعقل أن يجمع الصحابة القرآن ثم يختلفوا فيه بعد جمعه؟ هذا ما يريده أن يقوله لنا الرافضة. الذين يحتجون علينا في عدم تضمن مصحف ابن مسعود المعوذتين أو دخول الداجن على منزل عائشة وأكلها صحيفة من القرآن.
حادي عشر: إننا نجد أن الاختلاف وقع في عهد عثمان على كيفية التلفظ بالقرآن مما استدعاه إلى أن يجمع القرآن على لهجة قريش حسما لمادة الخلاف. مما يؤكد على أن الخلاف لم يقع على إثبات آية أو حذفها بعد الجمع. ولم ينقل إلا الاختلاف على قراءة القرآن لغة من اللغات.
ثاني عشر: إن الذي يوهم الناس أن الخلاف الذي نجد نماذج منه في كتب الحديث كان قبل جمع القرآن إنما هو زنديق طاعن في القرآن أو جاهل متعصب لا يدري حقيقة ما يقول سوى محاولة تلقف الحجج للدفاع عن المذهب الرافضي الردي.
مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها
عن محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال: لا يضره ولا بأس عليه» تهذيب الأحكام (2/ 288) وسائل الشيعة 62).
وعن مسمع البصري قال: صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» (تهذيب الأحكام2/ 288 وسائل الشيعة6/ 62).
وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب، قال نعم، إن شاء سراً وإن شاء جهراً. فقيل، أفيقرأها من السورة الأخرى، قال لا» الاستبصار1/ 132 ووسائل الشيعة 6/ 61) وقال الحر العاملي «ذكر الشيخ: يعني الطوسي وغيره، أن هذه الأحاديث محمولة على التقية.
قال الرافضة
البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة (مستدرك الوسائل4/ 164).
وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ (كتاب نهج الحق 6).
وقد أجازوا ترك البسملة للتقية (وسائل الشيعة6/ 60).
قال المجلسي في الذكرى «وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك. انتهى. وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل» (بحار الأنوار82/ 21).
الضحى والانشراح والفيل ولإيلاف عند الرافضة سورتان فقط
قال الحلي «روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف، فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة. ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر» (شرائع الإسلام1/ 66).
وقال بأن «الضحى والانشراح سورة، والفيل ولإيلاف سورة: ولا بسملة بينهما» (الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي).
وقال «والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولإيلاف وتجب البسملة بينهما على رأي» (قواعد الأحكام 1/ 273 للحلي).
نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والانشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم» (). نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل اختلافهم على ثبوت البسملة. فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟
وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده. (تذكرة الفقهاء1/ 114).
وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولإيلاف. وهل تعاد البسملة بينهما؟ أجاب الحلي: الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف، وقال الشيخ في التبيان: لا تعاد لأنها سورة واحدة والإجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة» (تذكرة الفقهاء1/ 116 و4/ 150).
واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح) (الإثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63).
وتساءل الخوئي: سورتا الضحى والانشراح وكذلك لإيلاف والفيل: هل هما سورتان أم سورة واحدة؟
فأجاب بأن «المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني» وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي:
إلى ما يلي «بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال: فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟ فيه خلاف بين الأعلام، بل ينسب الثاني إلى الأكثر، بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة، وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها» (كتاب الصلاة للخوئي 3/ 354 - 359).
نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة. وحكى المجلسي الاختلاف على ذلك والأكثر على ترك البسملة (بحار الأنوار82/ 46).
منقول من موقع صيد الفوائد(54/312)
رد على شبهة رواية لعن الله من تخلف عن جيش اسامة
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:24 م]ـ
رد على شبهة رواية لعن الله من تخلف عن جيش اسامة
عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية
لعن الله من تخلف عن جيش أسامة
الحديث منكر: أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة.
وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلا. وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه
لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن حتى المنافقين المتخلفين عن الغزوات. والآيات واضحة في أنه كان يستغفر لهم.
قال تعالى {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} وكان يقبل أعذارهم حين يأتون يعتذرون إليه ويستغفر لهم ويوكل سرائرهم إلى الله.
تناقض الرافضة: يستنكر الرافضة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: اللهم إنما أنا بشر. فمن لاعنته أو سابتته فاجعلها رحمة له. فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي أنه كان يلعن؟
لكنهم الآن شديدو الحاجة الى رواية تثبت لعن الرسول لأصحابه حتى يقرروا مذهبهم المبني على شتم أصحاب الرسول. فتعلقوا بهذا الحديث ولكنهم تناقضوا.
وهم ما احتجوا بهذا الحديث إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين. فقد قالوا: وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون، وكان ذلك في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأخير، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في امرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار! 000فحمدالله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم- أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في امارة أبيه من قبله، وانه لخليق بالامارة، وان كان أبوه لخليقا لها).
فأسرع الناس في جهازهم، وخرج أسامة والجيش، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال: ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله، وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له "يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن) 000فرد أبوبكر "والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة) 000ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له "ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل) 000ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم،وعاد الجيش بلا ضحايا، وقال المسلمون عنه "ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة) 000
وهذا ليس بعجيب من مذهب القوم المبني على سب أصحاب رسول الله الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتحوا بعده العالم كله وأخضعوه لإمارة الإسلام.
ولتمرير عقيدة الطعن في الصحابة التي سن سنتها وغرس جذورها عبد الله بن سبأ: إدعوا ظلم الصحابة لأهل البيت. ولولا ذلك لم يقبل الناس عقيدة سب الصحابة.
وهذا أيضا من أكاذيبهم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمر على الناس أبا بكر للصلاة بهم نيابة عنه. ولما مات استأذن أبو بكر أسامة في أن يبقي عنده عمر لمشاورته ومؤازرته فأذن له أسامة.
وهل يلعنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما أعظم المهاجرين؟ كيف يعقل أن يلعن رسول الله خواص أصحابه أبا وعمر اللذين هما أبرز وأعظم المهاجرين. بل كيف يلعن أحدا من المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن؟ الله يثني عليهم والرسول يلعنهم؟
ومن تلبيسات عبد الحسين الموسوي أنه يصف الحديث غير المسند بأنه مرسل (إرسال المسلمات) مع أن الشهرستاني قد ذكر الرواية بغير سند. ومتى عرف عن الشهرستاني المعرفة بالحديث وهو الذي اعترف بالحيرة لكثرة لزومه علم الجدل والفلسفة حتى استشهد في كتابه المسمى بنهاية الإقدام (ص3) بهذين البيتين:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
فالاستشهاد برجل كالشهرستاني عند أهل الحديث هو من المضحكات. لا سيما وأن الكذاب يدعي أنه أرسله إرسال المسلمات. وهذا من أعظم مكر وكذب هذا العابد للحسين الملقب بالموسوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/313)
فإن الجمهور على أن هذه المراسيل لا تقوم بها حجة ولا يجوز معارضة الثابت القطعي بها [وهو مذهب النووي في التقريب. ونسبه لأكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونُقّاد الآثار، وهو قول مسلم كما في صحيحه 1/ 30. ومنهم من قبله بشروط كالشافعي، وقال الحافظ في النكت نقلاً عن الاسفراييني: إذا قال التابعي: «قال رسول الله» فلا يُعَدّ شيئًا ولا يقع به ترجيح فضلاً عن الاحتجاج به (النكَت 2/ 545)] لا سيما إذا أراد مبطل مخالفة القرآن بها.
وهذا من أعظم كذب وتدليس عبد الحسين وليس عبد الله. فهو يستعمل هذه العبارة في كتابه المراجعات ليجعل من مراسيلنا أسانيد صحيحة.
ولم يجد الرافضة الحديث مسندا إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة.
وهو دليل على عجزه وإفلاسه فإنه لم يجد الحديث في مصدر من مصادر كتب أهل الحديث والسنة. فقد اضطر أن يقول أخرجه عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة. وهو مؤلف رافضي مثله مجهول الحال عند أصحاب مذهبه. وأبناء جلدته ليسوا حجة علينا. وهذا الأخير قد اختلق سندا كله مجاهيل.
ولهذا يضطر بنو رفض إلى عزو الحديث إلى كتبهم ومصادرهم كقولهم (رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68) فقط كما فعل المجلسي (بحار الأنوار30/ 432). أو الشهرستاني الذي لم يذق طعم علم الحديث وإنما قضى حياته في علم المنطق والفلسفة حتى اشتكى من مرض الحيرة والشك بسببها.
* * * ترجمة أحمد بن عبد العزيز الجوهري
وهنا فضيحة عظيمة للرافضة: فقد ذكر شارح نهج البلاغة أنه التزم الاحتجاج على أهل السنة من كتبهم. ثم زعم أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري هو عالم كبير ثقة من أهل الحديث وأنه هو صاحب كتاب السقيفة.
وإليكم الفضحية: فقد تعقبه الخوئي قائلا «صريح كلام ان أبي الحديد أن الرجل من أهل السنة. ولكن ذِكر الشيخ له في الفهرست: كاشف عن كونه شيعيا، وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد» (معجم رجال الحديث2/ 142).
والذي قاله الخوئي يدل على جهالة الجوهري واحتجاجه بالطوسي صاحب الفهرست يؤكد ذلك حيث إن الطوسي قال «له كتاب السقيفة» ولم يزد على ذلك فدل على أنه غير معروف لدى الشيعة.
وهنا نذكر بأن كثيرا من السيناريوهات والأكاذيب الملفقة والحوارات الطويلة والمناظرات بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث أرض فدك هي من سلسلة أكاذيب هذا الجوهري، اختلقها ودونها في كتابه السقيفة. فالحمد لله الذي وفر علينا الجهد فجعل الحكم بجهالته وعدم وثاقته من جهة الشيعة أنفسهم.
والذي يؤكد ذلك قول الطوسي في مقدمة الفهرست (ص2) «فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والجرح وهل يعول على روايته أم لا؟»
والحمد لله فقد ثبت جهالة هذا الجوهري عندنا وعند الرافضة بخلاف ما حاول هذا العابد للحسين في كتابه المراجعات من إيهام القراء بأن الجوهري من علماء أهل السنة. كما تجده في كتابه المراجعة رقم (91).
أما إسناد الجوهري فهو ضعيف أيضا وفيه مجاهيل:
قال الجوهري: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن.
أحمد بن إسحاق بن صالح: قال الألباني «لم أجده».
رجال: من هم هؤلاء الرجال؟ لا تدري لعل منهم عبد الله بن سبأ
عبد الله بن عبد الرحمن: يغلب على الظن أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وهو مجهول الحال كما أفاده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل2/ 884).
أما أن ترد هذه الرواية في كتب بني رفض فهذه من أكاذيبهم ولا عبرة ولا حجة عندنا في أكاذيبهم. فقد افتروا ما هو أعظم منها. حتى زعموا أن الله ينزل إلى الأرض ليزور قبر الحسين. وأن الإله هو الإمام. فلا قيمة عندنا لما في كتبهم.
(أنظر تفصيل الرد على الحديث من كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ح رقم4972).
لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا.
قال فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت رواه أبو ذكر محبة علي رضي الله عنه.
قال الهيثمي «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني بإسناد ضعيف» (مجمع الزوائد9/ 127).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/314)
وضعفه الألباني (ضعيف أبي داود ص491). وفيه يونس بن أبي إسحاق وهو ثقة ولكن أبا داود صرح بأنه كان يرسل. وفي (المعرفة والتاريخ2/ 173) أن أحمد بن حنبل كان يفضل الرواية من أخيه إسرائيل عليه.
منقول عن موقع صيد الفوائد
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 03 - 09, 01:04 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[24 - 03 - 09, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيرا واحسن الله اليك
وهذه إيضا إيضافة بعد إذنك
رقم الفتوى:
33695
عنوان الفتوى:حديث "لعن الله من تخلف عن جيش أسامة" لا أصل له.
تاريخ الفتوى:23 ربيع الثاني 1424/ 24 - 06 - 2003
ا لسؤال
أنا مسلم سني، سمعت شيعيا يقول: "جاء في صحيحكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة) وأبوبكر وعمر لم يذهبا مع الجيش". فهل ما قاله صحيح؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث في منهاج السنة (6318):
هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعن الله من تخلف عنه، ولا نقل هذا بإسناد ثابت،
بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا،
ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج، بل كان أسامة هو الذي توقف عن الخروج لما خاف أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: كيف أذهب وأنت هكذا أسأل عنك الركبان؟
فأذن له في المقام، ولو عزم على أسامة في الذهاب لأطاعه، ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه، وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه، وأبو بكر لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم،
لكن روي أن عمر كان فيهم، وكان عمر خارجا مع أسامة، لكن طلب أبو بكر من أسامة أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه، فأذن له، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هو أبوبكر، وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأنه لا يجهزه خوفا عليهم من العدو، فقال أبو بكر: لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انتهى المراد.
وبه تعلم أن قول القائل: في صحيحكم. زور وبهتان.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)
http://english.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=33695
ـ[علي احمد الصريمي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:00 ص]ـ
جزاكم الله خير(54/315)
خرافات الشيعة
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:31 م]ـ
خرافات الشيعة
عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية
ما يورث البرص
عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ ألا لا يَسْتَلْقِيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْحَمَّامِ فَإِنَّهُ يُذِيبُ شَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ وَلا يَدْلُكَنَّ رِجْلَيْهِ بِالْخَزَفِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْجُذَامَ (الكافي6/ 500).
الشبع يورث البرص
عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْأَكْلُ عَلَى الشِّبَعِ يُورِثُ الْبَرَصَ (الكافي6/ 269).
الاغتسال بإناء من فخار مصر يجعلك ديوثا
عَنْ أَبِى الْحَسَنِ الرِّضَا قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَذَكَرَ مِصْرَ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ ص لَا تَأْكُلُوا فِي فَخَّارِهَا وَ لَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ وَيُورِثُ الدِّيَاثَةَ» (الكافي6/ 386 و501).
لزوم الحمام يورث السل
عن أبي الحسن الرضا قال «وَإِيَّاكَ أَنْ تُدْمِنَهُ فَإِنَّ إِدْمَانَهُ يُورِثُ السِّلَّ» (الكافي6/ 497).
استعمال السواك في الحمام يورث مرض الأسنان
و يُكْرَهُ السِّوَاكُ فِي الْحَمَّامِ لِأَنَّهُ يُورِثُ وَبَاءَ الْأَسْنَانِ (من لا يحضره الفقيه1/ 53).
بول الأئمة وغائطهم سبب دخول الجنة
ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة) (أنوار الولاية لآية الله الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني 1409هـ – ص 440).
أكل الجزر يسخن الكليتين ويقيم الذكر
هكذا حكاها الكليني عن أبي عبد الله (الكافي6/ 372) يسخن الكليتين ويقيم الذكر ويعين على الجماع.
أكل البطيخ يورث الفالج
عَنِ الرِّضَا ع قَالَ الْبِطِّيخُ عَلَى الرِّيقِ يُورِثُ الْفَالِجَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ (الكافي6/ 361).
شرب الماء من الليل يورث الماء الأصفر
عن أبي عبد الله قال «وشرب الماء من قيام بالليل يورث الماء الأصفر» (الكافي6/ 383).
الكلام أثناء الجماع يورث الخرس
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اتَّقُوا الْكَلَامَ عِنْدَ مُلْتَقَى الْخِتَانَيْنِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْخَرَسَ» (الكافي5/ 498).
النظر إلى فرج المرأة يورث العمى
وكَرِهَ النَّظَرَ إِلَى فُرُوجِ النِّسَاءِ وَ قَالَ يُورِثُ الْعَمَى وَ كَرِهَ الْكَلَامَ عِنْدَ الْجِمَاعِ وَ قَالَ يُورِثُ الْخَرَسَ (من لا يحضره الفقيه3/ 556).
كلوا السداب لتخرج عقولكم من السرداب
رووا عن أبي الحسن أنه قال «كلوا السداب فإنه يزيد في العقل» (الكافي6/ 367) (والسداب هو الفيجن).
رمضان اسم من أسماء الله الحسنى
قالوا: إن رمضان اسم من أسماء الله الحسنى (الكافي4/ 69 من لا يحضره الفقيه 2/ 172 وسائل الشيعة7/ 269 و10/ 319 –320 مستدرك الوسائل7/ 438).
آه من أسماء الله
عن أبي عبد الله أنه كان يقول «آه اسم من أسماء الله الحسنى. فمن قال آه: فقد استغاث بالله» (مستدرك الوسائل2/ 148).
أسماء عجيبة للملائكة
يدعي الشيعة وجود ملك من الملائكة اسمه فطرس!!! عصى الله ثم بعد تفاصيل وأكاذيب كثيرة انتهى حاله إلى قبول توبته بعدما ذهب إلى قبر الحسين وتمرغ به.
وهناك ملك آخر اسمه صرصائيل مكتوب على كتفه: تزويج النور من النور (أي علي بفاطمة).
وعن زين العابدين قال إن لله ملكاً يقال له خرقائيل له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام" ["البرهان" ج2 ص327].
وهذا الكافي يتحفنا باسم ملك آخر اسمه منصور لا يزال يزور قبر الحسين (4/ 583).
فساء وضراط الأئمة كريح المسك
قال أبو جعفر " للإمام عشر علامات: يولد مطهرا مختونا وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب ولا يتمطى ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه (فساؤه وضراطه وغائطه) كريح المسك (الكافي 1/ 319 كتاب الحجة – باب مواليد الأئمة).
المهدي يظهر عريانا
روى الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضى عليه السلام (أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عاريا أمام قرص الشمس) حق اليقين لمحمد الباقر المجلسي ص347.
يجوز النظر إلى المحرم من خلال المرآة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/316)
أجازوا النظر إلى فرج الخنثى للتأكد أيهما أسبق من أجل الميراث. فقالوا: ينظر إلى المرآة فيرى شبحا» يعني يرون شبح الفرج وليس الفرج نفسه. (الكافي7/ 158 وسائل الشيعة26/ 290 بحار الأنوار60/ 388).
آخر ما وصلنا من الخرافات الجديدة
قال الكليني نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال المحقق: أو نهى أمير المؤمنين) عن أكل لحم الفحل وقت اغتلامه» (6/ 261). فصار من شروط ذبح الفحل وأكله أن لا يكون متورطا في الشهوة مع أنثاه.
روى ابن بابويه القمي عن أبي عبد الله أنه قال «أربعة لا يشبعن من أربعة، الأرض من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر" ["كتاب الخصال" ج1 ص221].
وروى ابن بابويه أيضا عن أبي عبد الله أنه رأى رجلا وعليه نعل سوداء، فقال: مالك ولبس نعل سوداء؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قلت: وما هي جعلت فداك؟ قال: تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم، وهي مع ذلك لباس الجبارين، عليك بلبس نعل صفراء، فيها ثلاث خصال، قال: قلت: وما هي؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم" [كتاب الخصال لابن بابويه القمي باب الثلاثة ج1 ص99].
عن علي بن الحسين الملقب بزين العابدين أنه قال إن لله ملكاً يقال له خرقائيل له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام" ["البرهان" ج2 ص327].
روى الجزائري عن البرسي قوله «أن جبرئيل جاء إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إن علياً لما رفع السيف ليضرب به مرحباً، أمر الله سبحانه إسرافيل وميكائيل أن يقبضا عضده في الهواء حتى لا يضرب بكل قوته، ومع هذا قسمه نصفين وكذا ما عليه من الحديد وكذا فرسه ووصل السيف إلى طبقات الأرض، فقال لي الله سبحانه يا جبرئيل بادر إلى تحت الأرض، وامنع سيف علي عن الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تقلب الأرض، فمضيت فأمسكته، فكان على جناحي أثقل من مدائن قوم لوط، وهي سبع مدائن، قلعتها من الأرض السابعة، ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى قرب السماء، وبقيت منتظراً الأمر إلى وقت السحر حتى أمرني الله بقلبها، فما وجدت لها ثقلاً كثقل سيف علي،. . . وفي ذلك اليوم أيضاً لما فتح الحصن وأسروا نسائهم كانت فيهم صفية بنت ملك الحصن فأتت النبي وفي وجهها أثر شجة، فسألها النبي عنها، فقالت أن علياً لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه، أتى إلى برج من بروجه، فنهزه فاهتز الحصن كله وكل من كان فوق مرتفع سقط منه، وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه فأصابني السرير، فقال لها النبي يا صفية إن علياً لما غضب وهز الحصن غضب الله لغضب علي فزلزل السماوات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم، وكفى به شجاعة ربانية، وأما باب خيبر فقد كان أربعون رجلاً يتعاونون على سده وقت الليل ولما دخل (علي) الحصن طار ترسه من يده من كثرة الضرب، فقلع الباب وكان في يده بمنزلة الترس يتقاتل فهو في يده حتى فتح الله عليه" ["الأنوار النعمانية" للسيد نعمة الله الجزائري].
الطائر الخارج من المنخر
عن أبي عبد الله قال "من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال: الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم: خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد وأكبر من الذباب حتى يسير تحت العرش يستغفر الله له إلى يوم القيامة" (الكافي 2/ 481).
الله يوكل الشياطين بحماية قارئ آية الكرسي
عن أبي عبد الله قال " من قرأ عند منامه آية الكرسي ثلاث مرات والآية التي في آل عمران (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة) وآية السخرة وآية السجدة وُكِّل به شيطانان يحميانه من مردة الشياطين" (الكافي 2/ 392 كتاب الدعاء باب الدعاء عند النوم والانتباه).
مرويات الحمار عفير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/317)
عن أمير المؤمنين علي أنه قال " إن أول شيء من الدواب توفي: [هو] عفير [حمار رسول الله] توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره. قال: إن ذلك الحمار كلّم رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا الحمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم. قال عفير: فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار" (الكافي 1/ 184 كتاب الحجة: باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله).
علي يضرب نهر الفرات بقضيب
يقول زين الدين البياضي في صراطه المستقيم (1/ 20 و 107ط الأولى المطبعة الحيدرية نشر المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية)» لما رجع – علي - من صفين كلم الفرات فاضطربت وسمع الناس صوتها بالشهادتين والإقرار له بالخلافة وفي رواية عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنه ضربها بقضيب فانفجرت وسلمت عليه حيتانها وأقرت له بأنه الحجة «.
الحسن يتكلم سبعين مليون لغة
عن أبي عبد الله أن الحسن قال» إن لله مدينتين، إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب. وفيها سبعون ألف ألف لغة. يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها. وأنا أعرف جميع تلك اللغات (الكافي 1/ 384 - 385 كتاب الحجة. باب مولد الحسن بن علي).
أكل التراب شفاء من كل داء
عن أبي الحسن قال «كُلُّ طِينٍ حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ إلا طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَلَكِنْ لا يُكْثَرُ مِنْهُ وَفِيهِ أَمَانٌ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ» (الكافي3/ 378).
وجاء في مفاتيح الجنان» لا يجوز مطلقا على المشهور بين العلماء أكل شيء من التراب أو الطين إلا تربة الحسين المقدسة استشفاء من دون قصد الإلتذاذ بها بقدر الحمصة. والأحوط أن لا يزيد قدرها على العدسة، ويحسن أن يضع التربة في فمه ثم يشرب جرعة من الماء ويقول: اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء وسقم «(مفاتيح الجنان547).
لكن أكل الطين يورث النفاق (من هنا جاءت التقية)
عَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ أَكْلُ الطِّينِ يُورِثُ النِّفَاقَ (الكافي2/ 265).
عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ ع قَالَ «أَكْثَرُ مَصَائِدِ الشَّيْطَانِ أَكْلُ الطِّينِ وَ هُوَ يُورِثُ السُّقْمَ فِى الْجِسْمِ وَ يُهَيِّجُ الدَّاءَ وَ مَنْ أَكَلَ طِيناً فَضَعُفَ عَنْ قُوَّتِهِ الَّتِى كَانَتْ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَهُ وَ ضَعُفَ عَنِ الْعَمَلِ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُهُ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَهُ حُوسِبَ عَلَى مَا بَيْنَ قُوَّتِهِ وَ ضَعْفِهِ وَ عُذِّبَ عَلَيْهِ» (الكافي6/ 266).
كيف يذهب وجع العين
» التوسل بالإمام موسى عليه السلام ينفع لوجع العين «(الباقيات الصالحات745 ملحق بمفاتيح الجنان).
أسماء الأيام أسماء الرسول وأهل البيت
» السبت اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحد أمير المؤمنين عليه السلام والإثنان الحسن والحسين عليهما السلام والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسين عليه السلام والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق «(مفاتيح الجنان86).
مع أنهم صرحوا بأن اسم الأحد إسم من أسماء الله تعالى. (وسائل الشيعة11/ 350).
أكل الجبن عند أول كل شهر يقضي الحوائج
» روي أن من يعتد أكل الجبن رأس الشهر أوشك أن لا تُردّ له حاجة «(مفاتيح الجنان366).
ما يعمل للنسيان:
» وليدمن أكل الزبيب على الريق .. وليجتنب ما يورث النسيان وهو أكل التفاح الحامض والكزبرة الخضراء، والجبن، والبول في الماء الواقف، والمشي بين امرأتين، وإلقاء القملة الحية على الأرض، والنظر إلى المصلوب والمرور بين القطار على الجمل «(دعوات منتخبة من كتاب الكافي ملحق بمفاتيح الجنان ص802).
قال الكليني «عن أبي الحسن قال: أكل التفاح والكزبرة يورث النسيان» (الكافي6/ 366).
أكل الرمان من آداب وأعمال يوم الجمعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/318)
» أن يأكل الرمان كما كان يعمل الصادق في كل ليلة من ليالي الجمعة والأحسن أن يجعل الأكل عند النوم فقد روي أن من أكل الرمان عند النوم أمن في نفسه إلى الصباح وينبغي أن يبسط لأكل الرمان منديلاً يحتفظ بما يتساقط من حبه فيجمعه ويأكله وكما ينبغي أن لا يشرك أحداً في رمانته «(مفاتيح الجنان60).
ومن اعمال يوم الجمعة» أكل الرمان على الريق وأكل سبعة أوراق من الهندباء قبل الزوال. وعن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: من أكل رمانة يوم الجمعة على الريق نورت قلبه أربعين صباحاً فإن أكل رمانتين فثمانين يوماً فإن أكل ثلاثاً فمائة وعشرين يوماً وطردت عنه وسوست الشيطان ومن طردت عنه وسوست الشيطان لم يعص الله ومن لم يعص الله أدخله الله الجنة «(مفاتيح الجنان64).
ومن آداب وأعمال يوم الجمعة
» أن يقص شاربه ويقلم أظفاره فذلك يزيد في الرزق .. ويوجب الأمن من الجنون والجذام والبرص «(مفاتيح الجنان63 - 64).
الإمام يتكلم جميع لغات المخلوقات
عن أبي حمزة نصير الخادم قال» سمعت أبا محمد غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم: تُركٍ ورومٍ وصقالبة. فأقبل علي فقال: إن الله تبارك وتعالى يعطيه (أي الإمام الحجة) اللغات ومعرفة الأنساب والحوادث «(الكافي 1/ 426 كتاب الحجة. باب مولد الحسن بن علي).
الحسين يرضع من إصبع النبي ولسانه
عن أبي عبد الله قال» لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى. كان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضع إبهامه في فيه. فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث «(الكافي 1/ 386 كتاب الحجة. باب مولد الحسين بن علي).
عن أبي الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزئ به. ولم يرتضع من أنثى «(الكافي 1/ 387 كتاب الحجة. باب مولد الحسين).
وينكرون على أبي هريرة أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة آلاف حديثا، أما أن يتكلم الحسن سبعين مليون لغة مع أن لغات العالم لا تبلغ في عالمنا هذا العدد حتى وإن أضفنا إليهم لغات الحشرات. ويكون للملك أربع وعشرون وجها وأن تكون طبيعة فاطمة رضي الله عنها مختلفة عما ابتلى به سائر النساء وأن يرضع نبينا من ثدي أبي طالب لا أم طالب وأن يرضع الحسين من أصبع النبي ولسانه فهذا معقول عند الشيعة.
وهكذا يستغرب الشيعة أن يضرب موسى الملك ويتعاملون مع نصوصنا تعامل المستشرقين واللاعقلانيين. ولكن ماذا عن رضاع النبي صلى الله عليه وسلم من ثدي أبي طالب ورضاع الحسين من إصبع النبي صلى الله عليه وسلم ولسانه: هل هذا من العقل؟
سيقول لك الشيعة: من قال لك أننا نسلم بكل ما في كتاب الكافي فإن فيه الصحيح والضعيف.
والجواب:
أولا: هذا يتعارض مع ما قاله كبار علماء الشيعة من أن مضامين نصوص الكافي متواترة مقطوع بصحتها وهي أحسن الكتب الأربعة وأتقنها.
نحن معشر أهل السنة قد صححنا أسانيد مصادر عقيدتنا فإذا صح عندنا السند بواسطة الراوي الثقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخذنا به ولا نبالي باعتراض معترض. أما أنتم معشر الشيعة فماذا تنتظرون؟ مضى على تأليف كتاب الكافي ما يقارب الألف سنة فهلا تحققتم من الأسانيد؟ هذا ما لا يمكن للشيعة فعله لأن
النبي يرضع من ثدي عمه أبي طالب
عن أبي عبد الله قال» لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم مكث أياما ليس له لبن. فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه. فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها «(الكافي 1/ 373 كتاب الحجة. باب مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته).
الوالدان هما العلم
عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين عن قوله تعالى: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} قال: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر. هما اللذان ولدا العلم. {وإن جاهداك على أن تشرك بي} يقول في الوصية: وتعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما «(الكافي 1/ 354 كتاب الحجة. باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية).
في هذه الرواية تحريف واضح لكلام الله. حيث أخرج الآية عن معناها المتعلق ببر الوالدين إلى معنى آخر. وبينما يحث الله على طاعتهما إلا إذا دعا ولدهما إلى الشرك يجعل الله الشرك في طاعة إمام مع أئمة أهل البيت.
النبي دانيال يهدد الله بالعصيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/319)
عن أبي جعفر قال: " إن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك ... فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك" (الكافي 2/ 316 كتاب الإيمان والكفر باب التوبة).
كيف يقبل الشيعة الاعتقاد بعصمة الإمام مع أن أمهات كتبهم تطعن في أنبياء كهذه الرواية التي تزعم أن نبيا من أنبياء الله يخاطب الله بهذه الجرأة قائلا لأعصينك يا رب ثم لأعصينك ثم لأعصينك…!!!
قال رجل لأمير المؤمنين: "يا أمير المؤمنين إن في بطني ماءً أصفر فهل من شفاء؟ قال: أكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز وجل. ففعل الرجل فبرأ " (الكافي 2/ 457 كتاب فضل القرآن: بدون باب).
ماذا تقول عند القهقهة
عن أبي جعفر قال "إذا قهقهت فقل حين تفرغ: اللهم لا تمقتني" (الكافي 2/ 487 باب الدعابة والضحك).
الصلاة على الآل تغني عن دعاء الله
عن أبي عبد الله قال "إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله عز وجل فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها " (الكافي 2/ 363 كتاب الدعاء باب الاشتغال بذكر الله عز وجل).
النوران يتزوجان
عن أبي الحسن» بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة، قال الملك: لست بجبرئيل. يا محمد. بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور. قال: من ممن؟ قال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمد رسول الله علي وصيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ كم كُتِبَ هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام «(الكافي 1/ 383 كتاب الحجة. باب مولد الزهراء عليها السلام).
وهكذا يكون أمر الولاية عند مهما إلى درجة أن يكتب ذلك على ظهر الملك غير أنه لا ينزل ولا آية واحدة صريحة في القرآن تنص على أن عليا وصي الله!
مرج البحرين يلتقيان أي علي وفاطمة
تفسير الميزان (ج19 تفسير سورة الرحمن وتفسير القمي2/ 345وتفسير نور الثقلين5/ 197).
فاطمة منزهة عن الحيض
عن أبي الحسن قال» إن بنات الأنبياء لا يطمثن «(الكافي 1/ 381 كتاب الحجة. باب مولد الزهراء فاطمة عليها السلام).
عن أبي جعفر قال» لما ولدت فاطمة عليه السلام أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمد صلى الله عليه وسلم فسماها فاطمة ثم قال: إني فطمتكِ بالعلم وفطمتكِ من الطمث. قال أبو جعفر: والله لقد فطمها عن الطمث في الميثاق «(الكافي 1/ 382 كتاب الحجة. باب مولد الزهراء عليها السلام).
التفريق بين الضوء والظلام لإقامة الحد
وروى المجلسي بحار الأنوار (40/ 2 دار إحياء التراث العربي_ بيروت) قال علي سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا» (كتاب سليم بن قيس" ص221 بحار الأنوار38/ 297 و314 و40/ 1).
مع أنهم رووا عن أبي عبد الله أنه فتى فيمن يوجد مع امرأة تحت لحاف واحد أنهما يجلدان مئة جلدة (الكافي7/ 182 تهذيب الأحكام10/ 40 الاستبصار4/ 213 وسائل الشيعة20/ 348 مستدرك الوسائل 14/ 339 باب تحريم الخلوة بامرأة أجنبية تحت لحاف واحد. بحار الأنوار73/ 130 و76/ 57 - 93 فقيه من لا يحضره الفقيه4/ 23). فيلزمهم استحقاق علي وعائشة لهذا الحد عليهما.
لكن حضرة المجلسي فرق بين الليل والنهار فزعم أنه إذا وجد رجل مع امرأة ليلا تحت لحاف واحد فلا حد عليهما وأما في النهار فيقام عليهما الحد (بحار الأنوار76/ 94).
النزاع على الإمامة بين المعصومين
لقد لجأ الرافضة إلى إثبات إمامة أئمتهم بالشعوذات وفنون السحر والخرافات. و لو كانت عندهم الوصية وعندهم النص و إليهم الإشارة لما التجوا للخرافات والسحر والشعوذة.
الإمام زين العابدين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/320)
قالت امرأة من شيعة علي بن الحسين الملقب (زين العابدين) «جئت إلى علي بن الحسين وقد بلغت من العمر عتيا، وقد بلغ بي العمر الكبر إلى أن أرعشت وأنا أعد يومئذ مائه وثلاث عشره سنه، فرأيته راكعا وساجدا أو مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلى شبابي» (الكافي1/ 347 باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة).
الإمام الحسين:
قالوا «لما قتل الحسين أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين وقال له: قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك، وولادتي من علي عليه السلام في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية ولا الإمامة ولا تحاجني .. فرد عليه علي بن الحسين: انطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم عليه ونسأله عن ذلك، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: أبدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله أن ينطق لك الحجر، ثم سل. فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله، ثم دعا الحجر فلم يجبه ... ثم دعا الله علي بن الحسين عليهما السلام ... فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين، فقال: اللهم إن الوصية والإمامة إلى علي بن الحسين» (الكافي1/ 348 إعلام الورى للطبرسي 258 و259).
الإمام موسى بن جعفر:
ونقلوا عن موسى بن جعفر أنه لما حصل خلاف بينه وبين أخيه عبد الله وكان أكبر ولد جعفر ــ خلاف بالإمامة أمر موسى بجمع حطب في وسط الدار وأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه، فلما صار إليه ومع موسى جماعه من الإمامية، فلما جلس موسى أمر بطرح النار في الحطب فاحترق ولا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كله جمرا ً ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدث الناس ساعة ثم قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس، فقال لأخيه عبد الله: إن كنت تزعم أنك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس» (كشف الغمه للأربلي ج3/ 73).
وذكر الكليني قصه أخرى لإثبات إمامة موسى بن جعفر و أحقيته بها من أخوته الكبار بأن شخصا جاء إلى موسى بن جعفر فسأله عن الإمام من هو؟
فقال: إن أخبرتك تقبل؟
قال: بلى جعلت فداك
قال: أنا هو
قال: فشيء أستدل به
قال: أذهب إلى تلك الشجرة ـ وأشار بيده إلى أم غيلان ـ فقل لها: يقول لك موسى بن جعفر: أقبلي
قال: فأتيتها فرأيتها والله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه، ثم أشار إليها فرجعت» (الأصول من الكافي 1/ 253 وإعلام الورى للطبرسي ص302).
الإمام محمد بن علي الرضا:
أثبت الروافض إمامه محمد بن علي الرضا أنه جاء إليه شخص فقال: والله إني أريد أن أسألك مسألة واني والله لأستحيي من ذلك فقال لي: أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام؟ فقلت: هو والله هذا فقال: أنا هو فقلت: علامة؟ فكان في يده عصا فنطقت و قالت: إن مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة» (أصول الكافي1/ 353).
وهكذا عارض القوم أصولهم بأن الإمامة لا تثبت إلا بالنص و الإشارة و لا يكون الإمام إلا منصوصاً عليه مشارا إليه من قبل الذي قبله.
منقول(54/321)
الجواب عن حديث: (يا عباد الله أحبسوا) .....
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[24 - 03 - 09, 12:50 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه, ,وبعدُ:
فللفائدة أذكر ما جاء في الجواب عن حديث (يا عباد الله أحبسوا):
قال الشيخ العلاَّمة عبد الله بن عبد الرحمن البابطين -رحمه الله تعالى- وأما الجواب عن الحديث المروي فيمن انفلتت دابته في السفر أن يقول: "يا عباد الله احبسوا" فأجيب بأنه غير صحيح؛ لأنه من رواية معروف بن حسان وهو منكر الحديث قاله بن عدي.
ومن المعلوم - إن كان صحيحا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يأمر من انفلتت دابته أن يطلب ردها وينادي من لا يسمعه وله قدرة على ذلك، كما ينادي الإنسان أصحابه الذين معه في سفره ليردوا دابته. وهذا يدل -إن صح- على أن لله جنودا يسمعون ويقدرون {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر:31] وروى زيادة لفظة في الحديث: "فإن لله حاضرا"، فهذا صريح في أنه إنما ينادي حاضرا يسمع، فكيف يستدل بذلك على جواز الاستغاثة بأهل القبور والغائبين.
فمن استدل بهذا الحديث على دعاء الأموات لزمه أن يقول: إن دعاء الأموات ونحوهم، إما مستحب أو مباح؛ لأن لفظ الحديث "فليناد" وهذا أمر أقل أحواله الاستحباب أو الإباحة. ومن ادعى أن الاستغاثة بالأموات والغائبين مستحب أو مباح فقد مرق من الإسلام.
فإذا تحققت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر من انفلتت دابته أن ينادي من لا يسمعه ولا قدرة له على ذلك، وكما دل عليه قوله:" فإن لله حاضرا" تبين لك ضلال من استدل به على دعاء الغائبين والأموات الذين لا يسمعون ولا ينفعون، وهل هذا إلا مضادة لقوله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106] {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر:13 - 14] وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف:5]، وقال: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء} [الرعد:14]. فهذه الآيات وأضعافها نص في تضليل من دعا من لا يسمع دعاءه ولا قدرة له على نفعه ولا ضره, ولو قدر سماعه فإنه عاجز.
فكيف تترك نصوص القرآن الواضحة وترد بقوله: "يا عباد الله احبسوا" مع أنه ليس في ذلك معارضة لما دل عليه القرآن ولا شبهة معارضة ولله الحمد. انتهى كلامه -رحمه الله-
وللفائدة: أخرج البزار عن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر, فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فلينادِ: يا عباد الله أعينوني".
------------
قال العلاَّمة الألباني: قال الحافظ ابن حجر حديث حسن غريب جداً, وحسنه السخاوي وقال الهيثمي: رجاله ثقات" وقد رجَّح الألباني وقفه على ابن عباس وقال: " قلت: ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي.
فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء والصالحين، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء، ولوسمعوا لما استطاعوا الاستجابة وتحقيق الرغبة، وهذا صريح في آيات كثيرة، منها قوله تبارك وتعالى:
(والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم، ولوسمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير) (فاطر 13 - 14).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/322)
هذا، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] وثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا وثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق.
أو كما قال أبي، ورواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) وابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح. وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " (ص 303): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [عن أبان] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد وهو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ".
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " (13/ 52 - 54) ترجمة جيدة.
نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 455 / 1). وجعفر بن عون أو ثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما وإن كانا من رجال
الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ: " صحيح الكتاب، صدوق يهم ". وقال في جعفر: " صدوق ". ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لواطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا، والله أعلم".
انظر: السلسلة الضعيفة برقم (656).
[/ SIZE] قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: "قلت: وله حكم الرفع لأنه إخبار عن علم غيبي لا مجال للرأي فيه والله تعالى أعلم بالصواب". [/ CENTER]
[CENTER] أقول والله أعلم: أنه ليس كما قال الشيخ عبدالسلام بن برجس -رحمه الله- فقد اتضح لي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- كان ممن أخذ عن أهل الكتاب كما أخبر بذلك الحافظ ابن كثير-رحمه الله- بقوله عن حديث الفتون عند قول الله تعالى (وفتناك فتوناً) سورة طه, قال: "وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار, أو غيره, والله أعلم, وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضاً" (5/ 293).
[ SIZE=5] وبهذا يتضح أنه لا يجزم برفعه للنبي -صلى الله عليه وسلم- لاحتمال أن يكون من الإسرائيليات, فيكون الأمر كما نصَّ عليه الإمام الألباني -رحمه الله- بقوله:"والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
روابط ذات صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99356
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33860
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...272#post121272 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=121272#post121272)(54/323)
رأي اثنين من (المفكرين العرب) في مشروع " الجابري " .. وبيان طريقته في " المراوغة "
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ينتقد العلماء أو طلبة العلم مشروع الجابري الفكري، يخرج بعض " مريديه " عندنا للدفاع عنه، زاعمين أنكم لا تفهمون الجابري، بل لا تبلغ عقولكم مستوى فكره و مشروعه .. إلخ الغلو المبالغ فيه!
وقد أحببتُ – هنا – أن أنقل رأي اثنَين من " المفكرين " العرب، من غير المحسوبين على أهل العلم، في " نقد " مشروع الجابري، وتناقضاته، وبيان سطحية المعجبين به. هما:
1 - المفكر البحريني " القومي ": محمد جابر الأنصاري.
2 - والمفكر السوري " النصراني " " العلماني ": جورج طرابيشي.
1 - قال الدكتور الأنصاري في كتابه " مساءلة الهزيمة "، (ص 124 – 127): (أما فيما يتعلق بمشروع الجابري، فإنه على الرغم من الذيوع الذي حققه كتابه (نقد العقل العربي) بين جمهور القراء وعامة المثقفين، فإن أهم إسهاماته البحثية الفكرية تتمثل في كتابه الأسبق (العصبية والدولة في فكر ابن خلدون)، ففي هذا الكتاب كان الجابري رائداً في نهجه وتحليله، حيث مثل إعادة نظر هامة في سوسيولوجيا التاريخ والحاضر في واقع العرب من منطلق ابن خلدون، بنظرة معاصرة لا تفتقر إلى التجديد والابتكار. ودن التقليل من أهمية كتابه الأكثر ذيوعاً (نقد العقل العربي) بأجزائه المتعددة ولا من الجهد البحثي والفكري الذي بذله فيه، فإن (نقد العقل العربي) أشبه ما يكون ببناء معماري فسيح، له واجهة زخرفية جذابة، وأروقة تبهر القادمين إليه، لكنه من الداخل لا يضم إلا القليل من الغرف الصالحة للسكن. أعني أن مقدماته وتحليلاته جذابة وشائقة، أما نتائجه الحقيقية فهي موضع نظر، ويتصف بعضها بالهشاشة المعرفية والتنظيرية التي لا تمثل بناء يذكر في الفكر العربي. وهي إذا اجتذبت المثقفين العرب غير المختصين في الفلسفة الإسلامية، فإنها لا تمثل في الأغلب جديداً للمتخصصين فيها، إلا بإعادة الصياغة واختراع المصطلحات التي يجيد الجابري عرضها، وهي التي تفسّر في تقديرنا ظاهرة شيوعه بين عامة المثقفين غير المختصين وغير المتعمقين في أصول الفلسفة الإسلامية والفكر العربي.
وصنيعه في مجال الفكر يشبه صنيع أدونيس- مع المفتونين به من غير المتخصصين- في النقد الأدبي والإبداع الفني والكتابي.
والفارق أن أدونيس مبدع كبير في الشعر- خاصة في مراحله الأولى قبل قصيدة النثر الفجة-، أما في الكتابة النقدية والفكرية فإنه تبسيطي واختزالي- مثل الجابري-، ويمتلك - مثله- قدرة على الإبهار والتأثير، وإن قفز فوق المعطيات الموضوعية للقضايا التي يطرحها.
ونرى أن سكوت الجابري عن الرد على المآخذ العلمية البحثية في النقد الموثق والمسهب لجورج طرابيشي بشأن مشروعه، وتجاهله المتعمد لهذا النقد، لا يمثل فحسب إشكالاً أخلاقياً في موقفه، وإنما يمثل أيضاً تهرباً علمياً لا يليق بمفكر في مستواه. وهو ما ينسحب على موقفه من الاعتراضات العلمية الأخرى على مشروعه التي صدرت عن عدد من المفكرين العرب الجادين في المغرب والمشرق. إذ عندما يفاجأ المثقفون العرب بعبارته الاستصغارية المنفعلة: "لم أقرأ جورج طرابيشي .. " هكذا باستعلاء غريزي، فمن حقهم طرح أكثر من سؤال حول صدقيته كمفكر.
أما سر ذيوع كتابه هذا، فمردُّه في تقديرنا – كما سبق- إلى قدرته على تبسيط القضايا الفلسفية والفكرية لجمهور عربي من عامة المثقفين والمتعلمين الذين لم يلموا بتاريخ الفلسفة العربية الإسلامية، أو وجدوا صعوبة في قراءة أصولها والدراسات البحثية الدقيقة بشأنها، فوجدوا في تبسيط الجابري لها غذاءً ثقافياً سائغاً لهم ولمستواهم المعرفي، أوحى إليهم بأنهم قادرون على التعمق في فهم مادة فسلفية شائكة ظلّت محجوبة عنهم في مرحلة تأسيسهم العلمي. وحيث إن مثقفي المشرق كانوا أكثر جهلاً بقضايا الفلسفة الإسلامية من نظائرهم في المغرب الأكثر انفتاحاً في عصرنا على الفلسفة، فقد كانوا أكثر افتتاناً بما جاء به الجابري من تنظيرات بشأنها وذلك ما يفسّر محدودية انتشاره في منطقة المغرب العربي مقابل شيوعه في المشرق، وعلى الأخص لدى الأوساط والدوائر التي يشايعها أيديولوجيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/324)
وعليه، فإن ذيوع كتابه "نقد العقل العربي" لا يعود إلى قوته العلمية وإنما إلى "الضعف" المعرفي لدى متلقيه من المثقفين العرب من ذوي الاختصاصات الأخرى الذين ظلت الفلسفة العربية الإسلامية أضعف جوانب تأسيسهم التعليمي منذ الصغر، لما أحاط بدراسة وتدريس الفلسفة في العالم العربي بعامة من محاذير وموانع ما تزال قائمة.
أما المختصون في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية؛ فإن ما جاء به الجابري لم يكن جديداً عليهم إلا في بعض المفردات والمصطلحات، وعلى سبيل المثال: فإن التقسيم التبسيطي والاختزالي الذي جاء به الجابري لخارطة الفكر العربي بين "بيان" و"برهان" و"عرفان"، لم يكن سوى تسميات أخرى لما أطلق عليه "المنحى الفقهي" و"المنحى الفلسفي" و"المنحى الصوفي" في تاريخ الفلسفة الإسلامية منذ أمد بعيد. (انظر على سبيل المثال لا الحصر: كتاب تاريخ الفلسفة العربية لكمال اليازجي وأنطون كرم، بيروت، 1965م). هذا فضلاً عن وقوعه – نظير بعض مفكري الغرب في القرن التاسع عشر- في طروحات "عرقية"، بين غرب عقلاني ومشرق صوفي مناهض للعقل. وكما لاحظ مفكر مشرقي طويل الباع في الفلسفة الإسلامية وهو طيب تيزيني، فإن الجابري قد أخرج المفكر المعتزلي والكاتب المعرفي البارز (الجاحظ) من المدرسة العقلية العلمية التي كان من أوائل مؤسّسيها، ليلحقه بخفة بمدرسة البيان ضمن تعميماته الاختزالية (انظر: طيب تيزيني، من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي).
وبالنظر إلى "الأمية" الفلسفية السائدة في قطاعات واسعة من المثقفين العرب المعاصرين، فقد غاب عنهم أن أول مشروع جدير بالالتفات لدراسة العقل العربي في العصر الحديث قد تمثّل في مؤلفات الباحث المصري الرائد أحمد أمين الموسومة: "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" بأجزائه المتعددة وذلك منذ عام 1929م، أي قبل سبعين عاماً.
والفرق أن أحمد أمين كتب دراساته في العقل العربي بلغة علمية مباشرة ومجردة، بينما كتبها الجابري بأسلوب لا يخلو من جاذبية – تفكيراً وتعبيرًا- وفي ذهنه مخاطبة المثقفين العرب المؤدلجين والحائرين منذ هزيمة 1967م وهم بانتظار مَن يعيد لهم تأسيس قناعاتهم الفكرية. واللافت للنظر أن الجابري يُغفل ذكر أحمد أمين ولا يشير إلى دراساته التأسيسية السابقة بما لا يقل عن نصف قرن لظهور مشروعه، بما يثير التساؤل عن مدى الالتزام بالوفاء العلمي بين أجيال المفكرين العرب.
ولم يقف تغافل الجابري عند حد إغماط حق المفكرين السابقين نظير أحمد أمين، فقد نقل عن فهمي جدعان – أحد المفكرين العرب المعاصرين – مادة أساسية "حذو النعل بالنعل" من كتابه "المحنة" بشأن محنة ابن حنبل والمعتزلة، ولم يشر إليه إلا إشارة جزئية عابرة لا تتناسب مع ما نقله عنه، بما يخالف المتعارف عليه "في الدائر العلمية الجادة" حسب تعبير جدعان (انظر النص الكامل لشهادته في: "العلمانية والممانعة الإسلامية" لعلي العميم، ص 123وما بعد).
وكان جدعان قد حذّر من الانبهار بأصحاب "مشاريع العقل العربي" التي صدرت في: "مجلدات مهيبة لكنها جاءت حافلة بالمسائل الخلافية وبالتأويلات الشاردة أو المبتسرة ... وتلقفتها وسائل البث الإعلامي الأيديولوجي "الموازية" وسعت إلى توظيفها في غايات سياسية أو أيديولوجية" (جدعان، الطريق إلى المستقبل، ص92). ومن جانب آخر، لفت جدعان إلى أن: "وقائع السنوات الأخيرة، مثلاً قد أبانت عن أن ثلة مرموقة من كبار العقلانية ونقّاد العقل قد تخلّت تماماً ... عن جميع أسلحتها العقلانية، حيث كانت تفرض عليها هذه الوقائع وضع عقلانيتها موقع التنفيذ، فلم يكن إلا أن وضعتها بين قوسين، وذهبت في الطريق المضاد لأحكام العقل ... ". (جدعان، المصدر ذاته، ص58)، ملمحاً بذلك إلى ديماغوجية موقف الجابري من فتنة احتلال الكويت وتدمير العراق (1990 - 1991م)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/325)
2 - وأما طرابيشي؛ فقد ألف كتابًا من (3) أجزاء في نقد مشروع الجابري، سماه " نقد نقد العقل العربي "، جاء ملخصه على الغلاف: (يقوم كل مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي على اصطناع قطيعة معرفية " بين فكر المشرق والمغرب، وعلى التمييز بين " مدرسة مشرقية إشراقية " و " مدرسة مغربية برهانية "، وعلى التوكيد على أن رواد " المشروع الثقافي الأندلسي – المغربي " – ابن حزم وابن طفيل وابن رشد وابن مضاء القرطبي والشاطبي –تحركوا جميعهم في اتجاه واحد "، هو اتجاه رد بضاعة المشرق إلى المشرق "، و" الكف عن تقليد المشارقة " و " تأسيس ثقافة أصيلة مستقلة عن ثقافة أهل المشرق ". وكتاب " نقد نقد العقل العربي " لطرابيشي يتصدى لتفكيك تلك " الأبستمولوجيا الجغرافية "؛ من منطلق التوكيد على وحدة بنية العقل العربي الإسلامي، ووحدة النظام المعرفي الذي ينتمي إليه، بجناحيه المشرقي والمغربي، ووحدة المركز الذي تفرعت عنه دوائره المحيطة. فلا التحول من دائرة البيان إلى دائرة العرفان أو دائرة البرهان، يعني انعتاقًا من جاذبية نقطة المركز، ولا التنقل بين الخانات يمكن أن يُشكل خروجًا عن رقعة شطرنج العقل العربي الإسلامي، الذي يبقى يصدر عن نظام أبستمي واحد، مهما تمايزت عبقريات الأشخاص، وعبقريات الأماكن .. ).
- وأيضًا خصص طرابيشي الصفحات (73 – 128) من كتابه " مذبحة التراث .. "، لنقد الجابري، وبيان تناقضاته؛ منها على سبيل المثال:
- (اختزال العقل إلى العقل العقلي وحده، قد قاد محلل العقل العربي إلى مأزق معرفي حقيقي، فقد تعاطى حصرًا في كتبه مع العقل " الفقهي – الكلامي، والعقل التصوفي، والعقل الفلسفي "، ومن ثم تراءى له أن العقل العربي المقسَّم هذا التقسيم الثلاثي، يعمل تحت إمرة أنظمة معرفية ثلاثة: " البيان، و العرفان، والبرهان ". لكنه عندما انتقل إلى نقد العقل السياسي، اعتمد تفسيرًا معرفيًا مباينًا، بالاستناد هذه المرة إلى ثلاثي " القبيلة، والغنيمة، والعقيدة "! وواضحٌ للعيان أين هو المأزق. فلو كان البيان أو العرفان أو البرهان نظامًا معرفيًا ثابتًا للعقل العربي؛ لكان العقل السياسي العربي خضع للتحديد نفسه، أما الانتقال السابق، فيعني: إما أننا لسنا أمام تحليل إبستمولوجي قادر على الوصول إلى الثوابت البنيوية، وإما أننا لسنا أمام بنية ثابتة لعقل عربي كلي تتكرر في جميع العقول الجزئية التي يتمظهر بها).
- (كانت العلمانية في حينها موضع تثمين عالٍ من الجابري، ثم بعد سنوات، طالب بسحب كلمة العلمانية من قاموس الفكر العربي)!
- (إن تكن صحراء المشرق " اللاعقلاني " يقابلها في المغرب " العقلاني " مجتمع مدن وبحر حسب فرضية الجابري، فإن اللغة العربية الصحراوية المشرقية! هي لغة أهل المغرب، فكيف أمكن في إطار هذه اللغة " الحسية " أن يمارس ابن رشد عقلانيته، وفي إطار هذه اللغة " اللاتاريخية " أن يمارس ابن خلدون تاريخيته "، وهذا حتى بدون أي قطيعة لغوية ")!
مثال
على طريقة الجابري في التنصل من الأحكام الشرعية،
يُقاس عليه غيره
الجابري يُجيد فن " المراوغة " في التنصل من أحكام الإسلام، أو نقدها، ولايُجيد " المواجهة "؛ كما يفعل صاحبه " أركون " مثلا، الذي يجهر بالتطاول على القرآن، وأنه كغيره من النصوص التراثية الخاضعة للنقد!، أما الجابري فيستخدم أسلوبًا آخر للوصول لذلك، بالتظاهر بتقدير النص الشرعي، والأحكام المستنبطة منه، ثم يتنصل من ذلك – مادام قد تورط به! – بأن يجعل مايراه عقله من " مصالح " هو الأصل الذي ينبغي أن تُحاكم إليه النصوص الشرعية، ولو كانت آيات محكمة من القرآن! وبهذا يضمن الوصول لمبتغاه دون إثارة المسلمين.
وإليك مثالا لهذه الطريقة الماكرة، ثم قس عليه الأمثلة الأخرى لكل حكم شرعي لايوافق أهواء الجابري ومن يتابعه؛ لتعلم طريقته المراوغة، وأن التظاهر بالتقدير للنص الشرعي، مجرد " جواز مرور " لتسهيل مهمة " الهدم " دون ضجيج ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/326)
أراد الجابري أن يتخلص مما يراه متعارضًا مع " المساواة " في زعمه، وذلك أن الإسلام جعل نصيب الأنثى نصف نصيب الذكر في الإرث، وهذا حكم ثابت بنص القرآن – كما هو معلوم - فماذا فعل الجابري ليتخلص من هذا الحكم الذي يسبب له حرجًا أمام " الغرب "، قال: (لنأخذ مثلا نصيب البنت من الإرث في الإسلام، وهو الثلث، كما يتبين من قوله تعالى (للذكر مثل حظ الانثيين)، كيف نقرأ هذا الحكم قراءة تجعله معاصرًا لنفسه، ومعاصرًا لنا في نفس الوقت؟
والقرآن لا يبين الاعتبارات التي تبرر هذا التمييز، وإذن فلابد من إعمال العقل بالرجوع إلى المقاصد وأسباب النزول ومعهود العرب. والواقع أن المجتمع العربي في الجاهلية وزمن النبوة كان مجتمعا قبليا رعويا، والعلاقة بين القبائل الرعوية هي علاقة نزاع حول المراعي. والزواج في مثل هذا المجتمع إذا تم بتزويج البنت لشخص من غير قبيلتها كان يثير مشاكل تتعلق بالإرث في حال وفاة أبيها. ذلك أنه إذا كان لها أن تأخذ نصيبا مما ترك، ماشية كان أو مجرد الحق في المرعى المشترك، فإن هذا النصيب سيؤول إلى قبيلة زوجها على حساب قبيلة أبيها، مما قد يتسبب في منازعات وحروب. ومن أجل تلافي مثل هذه النزاعات عمدت بعض القبائل في الجاهلية إلى عدم توريث البنت بالمرة، بينما منحتها قبائل أخرى الثلث أو أقل. وإذا أضفنا إلى ذلك محدودية المال المتداول في المجتمع القبلي سهل علينا إدراك كيف أن توريث البنت قد يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الاقتصادي بين القبائل، خصوصا مع تعدد الزوجات، وكان معمولا به بكثرة ...
ولاشك أن الإسلام قد راعى هذه الوضعية ونظر إلى وجه المصلحة، وهو تجنب النزاع والفتنة، فقرر نوعا من الحل الوسط يناسب المرحلة الجديدة التي دشنها قيام الدولة المحمدية في المدينة، فجعل نصيب البنت نصف نصيب الولد، وجعل نفقة المرأة على الرجل (زوجة كانت أو أما). أما اليوم وقد قل تعدد الزوجات وصارت علاقات المصاهرة تبتعد أكثر فأكثر عن الاعتبارات القبلية خصوصا في المدن، وأكثر من ذلك أصبحت المرأة تشتغل وتكسب مالا وتشارك في النفقة على البيت والأولاد الخ، وبالتالي خف المانع الذي كان يبرر عدم إعمال القاعدة الكلية، أعني المساواة بين المرأة والرجل، فإن الجزئي في هذه الحالة، لا أقول يجب أن يعطل، بل أقول يجب أن يُنظر إليه كاستثناء يُعمل به في أحوال ويُعلق في أحوال؛ لأن مجتمعاتنا تجتاز في الوقت الراهن مرحلة تحول: يتعايش فيها الجديد مع القديم، وضعية المدينة مع وضعية البادية والأرياف). مجلة المجلة، بتاريخ (7/ 2 / 2008 م)، وكتابه " التراث والحداثة "، (54 – 56).
قلتُ: قارن هذا الظن السيئ بشرع الله من الجابري، ثم محاولته التخلص منه بطريقته السابقة، بصنيع أهل الإسلام، الذين قال الله عنهم: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وهنا بيان الحكمة التي لم يستوعبها الجابري في مسألة الإرث:
http://www.quran-radio.ps/wmonly10.htm
هدى الله الجابري والمفتونين به ..
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد راضي السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 05:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
وقد استفدتُ من تعليق لأحد الاخوة على موضوعك هذا في موقع بناء وسأنقل بعضاً من كلامه حتى أفيد الاخوة، قال:
أحب أفيدك بأن هناك رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بقسم العقيدة بعنوان:
(موقف محمد عابد الجابري من التراث الإسلامي دراسة تحليلية نقدية)
للباحث بندر المطرفي، وهي سُجلتْ قريبا في الجامعة، وتجد الموافقة على تسجيلها في الرابط التالي، والرقم التسلسلي (13): http://www.uqu.edu.sa/page/ar/2820 (http://www.uqu.edu.sa/page/ar/2820)
وكلام الأخ هنا http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1251535&Sec=0 جزاه الله خيرا
وأسأل الله أن يوفق الأخ بندر المطرفي.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:03 م]ـ
الأخ الكريم: عبدالله العلي: وبارك فيكم.
الأخ الكريم: أحمد راضي: وجزاك الله خيرًا. ووفق الأخ بندر.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:08 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سليمان
هؤلاء المساكين ظنوا عجزهم عن مواجهة الإسلام يزول بالتدثر به
وما نظروا في التأريخ كم هو مليء بالمتدثرين الذين هلكوا وبقي لعنهم غضاً طرياً على ألسنة الناس!
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:26 م]ـ
وللدكتور خالد كبير علال انتقادات لاذعة لأفكار محمد أركون و محمد عابد الجابري دوّنها في كتابه " الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات أركون و الجابري " و له كتاب آخر عنونه بـ " دحض أباطيل عابد الجابري و خرافات هشام جعيط حول القرآن و نبي الإسلام " للاطلاع على الكتابين زر موقع الدكتور على الرابط التالي:
http://kabirallal.googlepages.com/
أو حمّل مباشرة:
الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات أركون و الجابري
http://kabirallal.googlepages.com/mail.doc
دحض أباطيل عابد الجابري و خرافات هشام جعيط حول القرآن و نبي الإسلام
http://kabirallal.googlepages.com/AbateelJabiriJ3ait.rar
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/327)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 05:09 م]ـ
الأخ الكريم: أبايعرب التيمي: وبارك ربي فيك. وصدقت ..
الأخ الكريم: سمير: بارك الله فيك وفي الدكتور خالد .. وهنا بحث آخر له عن " مُقَدَّمهم ": ابن رشد:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4572
ـ[محمود الشافعي المصري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:13 ص]ـ
وهذه نص فتوى للشيخ البراك حفظه بعنوان"سؤال عن محمد عابد الجابري وموقفه من سلامة القرآن من النقص والتغيير "
"فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:
فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ .. ) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).
فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.
أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:
1ـ قوله: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: (فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين).
ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين (إنهم عن السمع لمعزولون) وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.
2ـ قوله: (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).
نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/328)
3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.
4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.
5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)، نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن) نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.
وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.
وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 7ربيع الأول 1430
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:25 ص]ـ
نفع الله بك أخي محمود و حفظ الله الشيخ عبد الرحمن البراك
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[باسم الخالدي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 10:42 ص]ـ
أضف إليهم تركي الحمد في مقابلة له مع إحدى الصحف الإلكترونية
حيث وصفه بالتناقض فهو ينادي بالديمقراطية ثم يمتدح صدام حسين
بعد اجتياحه للكويت!
و وصفه بأنه لا يطيق أن يخالفه أحد وهذا ما أكده سليمان الضحيان
و جزيت خيرا يا شيخ سليمان
ـ[الجعفري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وهدى الله هؤلاء المفتونين ..
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 09:43 م]ـ
للأسف دُرِّسنا تخاريف الجابري و أركون أيام الدراسة النظامية
و مازالت تدرس إلى يومنا هذا للطلاب في مدارس المملكة المغربية و عدد من البلدان الإسلامية الأخرى ..
فالله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:18 ص]ـ
الفضلاء الكرام
محمود الشافعي
أبوعبدالرحمن القسنطيني
باسم الخالدي
الجعفري
عبدالله بن شلاح
بارك الله فيكم، وأسعدني تشريفكم
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:36 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سليمان(54/329)
كلام الله لموسى عليه السلام
ـ[رياض الحشاني]ــــــــ[25 - 03 - 09, 06:42 م]ـ
السلام عليكم وحمة الله
وجدت في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير (طبعة دار صادر ص174) عند ذكره لتكليم الله تعالى لموسى وفي سياق الكلام ما يلي:
(فائدة: موسى عليه السلام سمع كلام الله الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة)
فهل هذا الكلام من قول ابن كثير أو المحقق؟(54/330)
ماتقولون في هذه الكلمة؟؟
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان المعيد يشرح لنا تفسير معنى الرحمن والرحيم
فقال: " الرحمن صفة على وزن فعلان من رحم، وهذه الصفة تعم المؤمنين والكافرين والمحسنين والمسيئين وكل موجود في هذه الحياة الدنيا، بينما "الرحيم" صفة تخص المؤمنين وحدهم
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة
لذا فرحمة الله في الدنيا مُسخّرة للمؤمن والكافر ".
لقد استعظمت هذا القول ولا أدري هل يصح قول شيء كهذا؟!!
ملاحظة: لم أستطع كتابة الكلمة مرة أخرى في العنوان، فإن شاء المشرف عدله.
ـ[مسدد2]ــــــــ[27 - 03 - 09, 04:47 ص]ـ
لعل المقصود الاشارة الى حديث مسلم ((جعل الله الرحمة مئة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الارض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه))
لعله عند البحث في شروح هذا الحديث تقفون على لفظه التسخير؟
والله اعلم،
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:23 ص]ـ
هذا سوء تعبير منه، فإن معنى الكلمة الاحتقار والاذلال، فلا ينبغي إطلاقها على صفات الله تعالى،
ولكن مقصود القائل واضح - فيما أرى- وهو أنه رحمة الله تشمل المؤمين والكافرين، فخانه التعبير.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:47 ص]ـ
لعل في الأمر تفصيلاً، فيقال:
إن لفظ الرحمة يطلق على:
1 - الصفة القائمة بذات الرب تبارك وتعالى.
2 - وعلى أثر تلك الصفة من المخلوقات كما في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي المطر.
- فإن قَصَدَ الأول فقد خانه التعبير.
- وإن قصد الثاني، فلعله جائز؛ لدخوله -أي أثر الصفة- في عموم قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ).
والله أعلم.
وبانتظار تصحيح إخواني إن أخطأت.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:17 ص]ـ
ولعله سبق لسان وإنما مراده بمعنى سخر أي جعل .. وهذا حق .. لكن ما ذكره من فرق بين الاسمين العظيمين
فيه نظر والأولى أن يقال إن الرحمن ذو الرحمة الشاملة التي يثبت بها صفة الذات .. والرحيم هو ذو الرحمة الواصلة التي يثبت بها صفة الفعل .. ولابن القيم رحمه الله كلام قيم في أول المدارج ذكر فيه نحو ما قد ذكرت وذكره العثيمين وغيره .. وإن كان ابن القيم قد زاد ما معناه أنه ورد (الرحمن على العرش استوى) .. فقد استوى بأوسع الصفات على اوسع المخلوقات ليدل على أن رحمته قد وسعت كل شيء أو كما قال رحمه الله.
والله اعلم
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:25 ص]ـ
وهل لهذا أصل؟ سخر بمعنى جعل. ما أظن. ابن فارس يقول ما معناه هو أصل واحد مطرد في الاحتقار والاذلال.
فمقصود الشارح واضح، لكن لم يسعفه التعبير،
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:34 ص]ـ
لم أقصد تفسير سخر بجعل لكن قصدت أنه سبق لسان منه لعله أراد جعل فنطق بسخر.
وجزاكم الله خيرا على التنبيه أخي الكريم.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:06 م]ـ
أعتقد حقًا لم يسعفه التعبير، فهم يتدربون علينا.
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:27 م]ـ
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة
هذا ليس بحديث وهو خطأ في الاستدلال، ومخالف لما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والذي ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما رواه أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال لمعاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: (اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك).
صحيح الترغيب للألباني وقال حسن رقم: 1821
أما قوله: مسخرة، فهو خطأ لفظي. بينه الإخوان وفقهم الله فيما سبق.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[28 - 03 - 09, 04:22 ص]ـ
هذا ليس بحديث وهو خطأ في الاستدلال، ومخالف لما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
جزاكم الله خيرًا على التصحيح، مع العلم أنها ليست أول غلطة بل إنه يخطيء في الآيات القرءانية أيضًا، وطبعًا الطلبة المساكين مثلنا يخافون أن يتكلموا فتنقص درجاتهم ويرسبوا: ((54/331)
هل يجوِّزُ المعتزلة التعذيب على الواجبات العقلية - كشكر المنعم - قبل إرسال الرسل؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:29 م]ـ
أرجو النقل إما من كتاب من كتبهم أو من كتب شيخ الإسلام وابن القيم إذا نصَّا على ذلك.
ومن لديه تفسير من تفاسيرهم فأرجوه أن ينظر في تفسير آية: " وما كنا معذبين ... ".
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:53 م]ـ
نعم عندهم الحسن والقبح العقلي
وعليه يترتب عندهم العذاب حتى قبل بعثة الرسل
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكني - كما قلت - أريد نقلاً وليس كلاماً من الرأس
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:00 ص]ـ
فاستطالت الكلابية على المعتزلة بإثباتهم العذاب قبل إرسال الرسل وترتيبهم العقاب على مجرد القبح العقلي وأحسنوا في رد ذلك عليهم واستطالت المعتزلة عليهم في إنكارهم الحسن والقبح العقليين جملة
وليس مع المعتزلة دليل واحد صحيح قط يدل على إثبات العذاب على مجرد القبح العقلي قبل بعثة الرسل وأدلتهم على ذلك كلها باطلة كما سنذكرها
فالحسن والقبح العقلي لا يستلزم التعذيب وإنما يستلزمة مخالفة المرسلين وأما المعتزلة فقد أجابوا عن ذلك بأن قالوا الحسن والقبح العقلي يقتضي استحقاق العقاب على فعل القبيح وترك الحسن ولا يلزم من استحقاق العقاب وقوعه لجواز العفو عنه
الفقرات السابقة من
مفتاح دار السعادة ابن القيم
فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأنّ معهم أدلة العقل التي بها يعرف الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان. قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لا بعث إلينا رسولاً ينبهنا على النظر في أدلة العقل.
الكشاف
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:14 ص]ـ
والمعتزلة في هذا وافقوا الجماعة بخلاف الجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية وغيرهم؛ فإنهم قالوا: بل يعذب من لا ذنب له أو نحو ذلك. ثم هؤلاء يحتجون على المعتزلة في نفي الإيجاب والتحريم العقلي بقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وهو حجة عليهم أيضا في نفي العذاب مطلقا إلا بعد إرسال الرسل؛ وهم يجوزون التعذيب قبل إرسال الرسل. فأولئك يقولون: يعذب من لم يبعث إليه رسولا لأنه فعل القبائح العقلية. وهؤلاء يقولون: بل يعذب من لم يفعل قبيحا قط كالأطفال. وهذا مخالف للكتاب والسنة والعقل أيضا قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
مجموع الفتاوى
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:46 ص]ـ
لماذا لم تنقل كلام الزمخشري كاملاً؟
هذا هو كلام الزمخشري:
{وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ} وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن {نَبْعَثَ} إليهم {رَسُولاً} فتلزمهم الحجة
وهو في غاية الصراحة في نفي التعذيب وقوعاً وجوازاً.
ولا يقال: إنه أراد بالرسول العقل وكتم ذلك، لأن السؤال الذي أورده بعده صريح في أن مراده بالرسول المعنى المعروف.
وعندي أن كلام ابن القيم في طائفة من المعتزلة وليس فيهم جميعاً، وهم من سماهم شيخ الإسلام: غلاة القائلين بالتحسين والتقبيح، وذكر المقبلي أنهم شرذمة من البغدادية، وهؤلاء هم من لا يجوزن العفو من الله تعالى عن مستحق العقوبة فلذلك يقولون بتعذيب من لم تبلغه الحجة الرسالية بشرطه.
والذي حملني على ذلك هو نقله لجواب المعتزلة عن استدلال الأشعرية بآية الإسراء، بل واستحسانه له، وذلك في نفس الكتاب الذي نقلت عنه عبارته السابقة، قال: "وأما المعتزلة فقد أجابوا عن ذلك – أي عن الاستدلال بالآية - بأن قالوا: الحسن والقبح العقلي يقتضي استحقاق العقاب على فعل القبيح وترك الحسن، ولا يلزم من استحقاق العقاب وقوعه لجواز العفو عنه.
قالوا: ولا يرد هذا علينا حيث نمنع العفو بعد البعثة إذا أوعد الرب على الفعل، لأن العذاب قد صار واجباً بخبره ومستحقاً بارتكاب القبيح، وهو سبحانه لم يحصل منه إيعاد قبل البعثة فلا يقبح العفو، لأنه لا يستلزم خُلفاً في الخبر وإنما غايته ترك حق له قد وجب قبل البعثة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/332)
قال ابن القيم: " وهذا حسن، والتحقيق في هذا: أن سبب العقاب قائم قبل البعثة، ولكن لا يلزم من وجود سبب العذاب حصوله لأن هذا السبب قد نصب الله تعالى له شرطاً وهو بعثة الرسل وانتفاء التعذيب قبل البعثة هو لا نتفاء شرطه لا لعدم سببه ومقتضيه.
وهذا فصل الخطاب في هذا المقام وبه يزول كل إشكال في المسألة، وينقشع غيمها، ويسفر صبحها، والله الموفق للصواب ".
فأنا أحتاج إلى نص صريح عن المعتزلة في ذلك.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:29 ص]ـ
وقال أهل العدل: المعارف كلها معقولة بالعقل واجبة بنظر العقل وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع والحسن والقبح صفتان ذاتيتان للحسن والقبيح.
الملل والنحل
واتفقوا على أن أصول المعرفة وشكر النعمة واجبة قبل ورود السمع والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل واعتناق الحسن واجتناب القبيح واجب كذلك
قوله في المكلف قبل ورود hلسمع: إنه يجب عليه أن يعرف الله تعالى بالدليل من غير خاطر وإن قصر في المعرفة استوجب العقوبة أبدا
الملل والنخل
قوله في المفكر قبل ورود السمع أنه إذا كان عاقلا متمكنا من النظر يجب عليه تحصيل معرفة الباري تعالى بالنظر والاستدلال
وقال بتحسين العقل وتقبيحه في جميع ما يتصرف فيه من أفعال
وقال لا بد من خاطرين:
أحدهما: يأمر بالإقدام
والآخر: بالكف ليصح الاختيار
النظامية
الملل والنحل
وقال في تحسين العقل وتقبيحه: إن العقل يوجب معرفة الله تعالى بجميع أحكامه وصفاته قبل ورود الشرع
وعليه يعلم أنه إن قصر ولم يعرفه ولم يشكره عاقبة عقوبة دائمة فأثبتنا التخليد واجبا بالعقل
المزدارية
الملل والنحل
ومنها: قوله في تحسين العقل وتقبيحه وإيجاب المعرفة قبل ورود السمع مثل قول أصحابه غير أنه زاد عليهم فقال: من الكفار من لا يعلم خالقه وهو معذور
الثمامية
الملل والنحل
لزيادة البيان فليعلم أن أول من اشتهر عنه بحث هذا الموضوع الجهم بن صفوان الذي وضع قاعدته المشهورة: ((إيجاب المعارف بالعقل قبل ورود الشرع)))، وبنى على ذلك أن العقل يوجب ما في الأشياء من صلاح وفساد، وحسن وقبح، وهو يفعل هذا قبل نزول الوحي، وبعد ذلك يأتي الوحي مصدقاً لما قال به العقل من حسن بعض الأشياء وقبح بعضها، وقد أخذ المعتزلة بهذا القول ووافقهم عليه الكرامية
((3) انظر: نشأة الفكر الفلسفي للنشار (1/ 346)، والتجسيم عند المسلمين - مذهب الكرامية سهير مختار- (ص:363)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/ 1319.)
الرد الشامل
كما رتبوا على ذلك وجوب معرفة الله تعالى بالعقل (*) قبل ورود السمع، واعتبروه أول واجب على المكلف، ولا يعذر بتركه ذلك، بل يعاقب عليه ولو قبل بعثة الأنبياء والرسل. وبهذا وافقوا قول المعتزلة
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:41 ص]ـ
ألا اترى أن نقولك هذه لا علاقة لها بالتعذيب؟
فالإيجاب شيء والعقاب شيء آخر.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:46 ص]ـ
ألم تسأل عن التجويز
ثم من ذا يعلم هل سيعفو الله ام سيعاقب
فهم كما رأيت اوجبوا ولم يجوزوا فقط كما سألت
(هل يجوِّزُ المعتزلة التعذيب على الواجبات العقلية - كشكر المنعم - قبل إرسال الرسل؟)
اذن نقولي في صلب سؤالك
وهذا معتقدهم
اما اذا كان مرادك شيئا اخرا
حرر سؤالك اذا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:55 ص]ـ
سؤالي محرر.
وجوابك غير محرر.
فأين النقل الذي فيه تجويز العذاب على ترك الواجب العقلي؟
ثم إن شرطي نقل من كتاب من كتب المعتزلة - أو كتب الشيخين- لا الأشعرية وغيرهم.
وجزاك الله خيرا على حب إعانة أخيك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 03 - 09, 03:04 ص]ـ
فهم كما رأيت اوجبوا ولم يجوزوا فقط كما سألت (
نعم، هذا واضح جداً في قول الزمخشري: " {وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ} وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن {نَبْعَثَ} إليهم {رَسُولاً} فتلزمهم الحجة ".
!!!
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 03 - 09, 02:34 ص]ـ
ياأخي الكريم
عن ماذا تتحدث
أقول لك أن المعتزلة يقولون أن العقل يقبّح ويحسّن ويبيح ويحظر
وهذا أعتقادهم وهذا بديهي لا يناقش
فماذا أكثر
ايرادك كلام الزمخشري سخرية عليك لا لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/333)
انظر ماذا اتبع ما اوردت
وما صحّ منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوماً إلا بعد أن) نَبْعَثَ (إليهم) رَسُولاً (فتلزمهم الحجة.
فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأنّ معهم أدلة العقل التي بها يعرف الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان. قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين فلو لا بعث إلينا رسولاً ينبهنا على النظر في أدلة العقل. انتهى
فهو يجعل الشرع وبعثة الرسل من جملة التنبيه ومن حواشي عمدته الا وهو العقل ...
فتدبر
وسبحان الله وجدت العلامة ابن عاشور يوافق كلامي بل ابلغ وأدق وأكمل عند تعليقه على كلام الزمخشري هذا
يقول في التحرير والتنوير
لذلك تأوّلوا هذه الآية بما ذكره في (الكشاف) إذ قال: (فإن قلت: كيف يكون للنّاس على الله حجّة قبل الرسل وهم محجوجون بما نصبه الله من الأدلّة التي النظر فيها موصّل إلى المعرفة، والرسلُ في أنفسهم لم يتوصّلوا إلى المعرفة بالنظر في تلك الأدلّة، أي قبل الرسالة. قلت: الرسل منبِّهون عن الغفلة وباعثون على النظر مع تبليغ ما حمّلوه من أمور الدّين وتعليم الشرائع؛ فكان إرسالهم إزاحة للعلّة وتتميماً لإلزام الحجّة). يعني أنّ بعثة الرسل رحمة من الله لا عدل، ولو لم يبعثهم لكانت المؤاخذة على القبائح عدلاً، فبعثة الرسل إتمام للحجّة في أصل المؤاخذة، وإتمام للحجّة في زيادة التزكية أن يقول النّاس: ربّنا لِمَ لَمْ ترشدنا إلى ما يرفع درجاتنا في مراتب الصدّيقين وقصرتنا على مجرّد النجاة من العذاب، حين اهتدينا لأصل التّوحيد بعقولنا.
انتهى
ملاحظة قد أول المعتزلة الرسول بالعقل
يقول الالوسي في تفسيره عند هذه الاية
ألزم المعتزلة القائلون بالوجوب العقلي قبل البعثة بهذه الآية لأنه تعالى نفى فيها لتعذيب مطلقاً قبل البعثة وهو من لوازم الوجوب بشرط ترك الواجب عندهم إذ لا يجوزون العفو فينتفي الوجوب قبل البعثة لانتفاء لازمه، ومحصوله أنه لو كان وجوب عقلي لثبت قبل البعثة ولا شبهة في أن العقلاء كانوا يتركون الواجبات حينئذ فيلزم أن يكونوا معذبين قبلها وهو باطل الآية. وتعقب بأنه إنما يتم إذا أريد بالعذاب ما يشمل الدنيوي والأخروي كما أشير إليه لكن المناسب لما بعد أن يراد عذاب الاستئصال في الدنيا ولا يلزم من انتفاء العذاب الدنيوي قبل البعث انتفاء الوجوب لأن لازم الوجوب عندهم هو العذاب الأخروي. وأجيب بعد تسليم أن المناسب لما بعد أن يراد العذاب الدنيوي بأن الآية لما دلت على أنه لا يليق بحكمته إيصال العذاب الأدنى على ترك الواجب قبل التنبيه ببعثة الرسول فدلالتها على عدم إيصال العذاب الأكبر على تركه قبل ذلك أولى ..... وكلام نفيس فلينظر
فقال للمعتزلة: فما معنى قوله تعالى: {وَمَا كُنّا مُعّذِّبِينَ حَتّى نَبْعثَ رسُولاً}؟ وعندكم يجوز في المعلوم أن ينهض العبد بالمصالح العقلية، من غير افتقار إلى أفعال تكون لطفاً في تلك المصالح وتعلم بالسمع، وقد قال تعالى:
{وَمَا كُنّا مُعّذِّبِينَ حَتّى نبعثَ رسُولاً}، وعندكم في تلك الحال يجب أن لا يبعث رسولاً ويعذب أن نبعث رسولاً لا يجوز لنا بعثه في بعض الأحوال.
وهم اختلفوا في الجواب عن الآية، فقال قائلون: المراد به عذاب الإستئصال في الدنيا، كقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهلِكَ القُرَى حَتّى يَبْعَثَ في أُمِّهَا رسُولاً}.
وهذا بعيد، فإن عذاب الاستئصال على حسب ما يقع في المعلوم كونه مصلحة، وإن كان الإستئصال مصلحة دون ابتعاث الرسل، وجب عندهم ذلك، فإن عذاب الإستئصال إنما استحقه من استحقه لمخالفة التكاليف، فإذا حصلت المخالفة قبل الرسل، فأي معنى لترك ذلك؟ وإن لم يكونوا مستحقين، فلا استئصال، لا بعد الرسل ولا قبلهم، وهذا بين حسن.
وأجابوا من وجه آخر فقالوا: وما كنا معذبين فيما طريقه السمع، حتى نبعث رسولاً، فأما ما كان طريقه العقل فلا، وهذا بعيد، فإن التكاليف إذا كانت منقسمة، وأقوى القسمين التكاليف العقلية، والسمعية مبنية عليها، لكونها داعية إليها ولطفاً بها، فلا يجوز أن يقول: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً.
وعندهم أنه يجب العذاب على ترك التكاليف العقلية، فتقدير الكلام: وما كنا نفعل ما يجب علينا فعله حتى نبعث رسولاً، ولا شك أن ذلك من الله تعالى إبانة عن وجه العدل في أفعاله، أو القهر وإنفاذ المشيئة، وذلك عندهم على إطلاق قبيح، وهو على أصلهم مثل قول القائل: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً، ويعني بذلك بعض السمعيات دون بعض، مع أن ذلك وغيره بمثابة.
وقد اوردت لك كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم المشاركة 4 , 5 فماذا بقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/334)
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:23 ص]ـ
فماذا أكثر
الثواب والعقاب بناء على هذا التحسين والتقبيح.
وكلام الزمخشري صريح في نفي التعذيب
وما نقلته عن ابن عاشور لا علاقة له بجواز التعذيب أو عدمه.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:37 م]ـ
الثواب والعقاب مترتبان على التقبيح والتحسين وهذا واضح
ولم يقولوا بهما للزخرفة اللفظية
أما كلام الزمخشري وابن عاشور فواضح وضوح الشمس في رابعة النهار
وهذا كلام ابن عاشور
يعني أنّ بعثة الرسل رحمة من الله لا عدل، ولو لم يبعثهم لكانت المؤاخذة على القبائح عدلاً،
فبعثة الرسل إتمام للحجّة في أصل المؤاخذة، وإتمام للحجّة في زيادة التزكية أن يقول النّاس: ربّنا لِمَ لَمْ ترشدنا إلى ما يرفع درجاتنا في مراتب الصدّيقين وقصرتنا على مجرّد النجاة من العذاب [/ حين اهتدينا لأصل التّوحيد بعقولنا.
فبعة الرسل فقط لرفع درجتهم
اما المؤاخذه والعذاب فمتوقف على العقل
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 03 - 09, 09:24 م]ـ
الثواب والعقاب مترتبان على التقبيح والتحسين وهذا واضح
هذا هو محل غلطك في فهم المسألة، هو ظنك تلازم الأمرين وليسا بمتلازمين.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 03 - 09, 10:59 م]ـ
أخي
أنا لم اقل انهما متلازمان أين قلت هذا
قلتُ انهما مترتبان عليهما عند اهل الاعتزال والفرق بين جلي
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 03 - 09, 11:27 م]ـ
لا فرق
دعوى بدون بينة
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 03 - 09, 11:44 م]ـ
لا فرق
بل هذه دعوى بدون بينة
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:14 ص]ـ
لا فرق بين قولك: مترتبين أو متلازمين، إذ كلا الأمرين غلط عليهم، سلمنا أنهما مترتبان وليسا متلازمين، فأين قال المعتزلة ذلك؟.
وكثرة النقول لا تفيد شيئاً إن لم تكن في مورد السؤال.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:50 ص]ـ
وأما الوجوب على الله بالثواب والعقاب فهذا مما تتباين فيه الطائفتان أعظم تباين فأثبتت القدرية من المعتزلة عليه تعالى وجوبا عقليا وضعوه شريعة له بعقولهم وحرموا عليه الخروج عنه وشهوة في ذلك كله بخلقه وبدعهم في ذلك سائر الطوائف وسفهوا رأيهم فيه وبينوا مناقضتهم وألزموهم بما لا محيد لهم عنه ونفت الجبرية أن يجب عليه ما أوجبه على نفسه ويحرم عليه ما حرمه على نفسه وجوزوا عليه ما يتعالى ويتنزه عنه ومالا يليق بجلاله مما حرمه على نفسه وجوزوا عليه ترك ما أوجبه على نفسه مما يتعالى ويتنزه عن تركه وفعل ضده فتباين الطائفتان أعظم تباين وهدى الله الذين آمنوا أهل السنة الوسط للطريقة المثلى التي جاء بها رسوله ونزل بها كتابه وهي أن العقول البشرية بل وسائر المخلوقات لا توجب على ربها شيئا ولا تحرمه وأنه يتعالى ويتنزه عن ذلك وأما ما كتبه على نفسه وحرمه على نفسه فانه لا يخل به ولا يقع منه خلافه فهو أيجاب منه على نفسه بنفسه وتحريم منه على نفسه بنفسه فليس فوقه تعالى موجب ولا محرم أنتهى
ابن القيم
فالمعتزلة يقولون التحسين والتقبيح عقليان والثواب والعقاب عقليان
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:39 ص]ـ
فالمعتزلة يقولون التحسين والتقبيح عقليان والثواب والعقاب عقليان
وابن القيم يقول: هما عقليان.
لكنه لا يقول بأنهما واقعان جائزان جوازاً خارجياً.
وما نقلته عن ابن القيم في عقيدتهم البدعية في الصلاح والأصلح لا علاقة له بالمطلوب.
إلى الآن لم تأتني بنقل واحد يثبت تجويزهم التعذيب أعني التجويز الخارجي .. فضلاً عن قولهم بوقوعه.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:00 ص]ـ
ذهب الدكتور الجليند في كتابه قضية الخير و الشر لدى مفكري الاسلام الى ان المعتزلة لم يرتبوا العقاب على مجرد القبح العقلي و انهم قالوا بان الحجة لا تقوم الا بعد البعثة و نقل عن بعضهم بعضا من ذلك و ان المعتزلة قد غلط عليهم كثيرا من قبل خصومهم و انصفهم (حفظه الله) فيه
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:15 ص]ـ
.....
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:16 ص]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (و قد ثبت بالخطاب والحكمة الحاصلة من الشرائع ثلاثة أنواع أحدها أن يكون الفعل مشتملا على مصلحة أو مفسدة و لو لم يرد الشرع بذلك كما يعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم و الظلم يشتمل على فسادهم فهذا النوع هو حسن و قبيح و قد يعلم بالعقل و الشرع قبح ذلك لا أنه أثبت للفعل صفة لم تكن لكن لا يلزم من حصول هذا القبح أن يكون فاعله معاقبا في الآخرة إذا لم يرد شرع بذلك و هذا مما غلط فيه غلاة القائلين بالتحسين و التقبيح فإنهم قالوا إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة و لو لم يبعث إليهم رسولا و هذا خلاف النص قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا و قال تعالى رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل و قال تعالى و ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا و ما كنا مهلكي القرى إلا و أهلها ظالمون و قال تعالى كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا فى ضلال كبير و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ما أحد أحب إليه العذر من الله و من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين و منذرين و النصوص الدالة على أن الله لا يعذب إلا بعد الرسالة كثيرة ترد على من قال من أهل التحسين و التقبيح أن الخلق يعذبون فى الأرض بدون رسول أرسل إليهم)
الفتاوى 28/ 434 وما بعدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/335)
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:32 م]ـ
ذهب الدكتور الجليند في كتابه قضية الخير و الشر لدى مفكري الاسلام الى ان المعتزلة لم يرتبوا العقاب على مجرد القبح العقلي و انهم قالوا بان الحجة لا تقوم الا بعد البعثة و نقل عن بعضهم بعضا من ذلك و ان المعتزلة قد غلط عليهم كثيرا من قبل خصومهم و انصفهم (حفظه الله) فيه
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة ..
وقد أشرتُ في إلى كلام شيخ الإسلام الذي نقلتَه في المشاركة رقم 6
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[28 - 03 - 09, 08:25 م]ـ
الدكتور الجليند ليس نبيا ولا اماما متبع
وهذا ما توصل اليه بحثه ونظره
وهنا كلام
اولا قال غلط عليهم .....
اثبات انه قد قيل بترتيبهم العقاب على التحسين الذي يطالبني الاخ بنص فلو لم يقال لما كان هناك داعيا للبحث
قال نقل عن بعضهم ...
هذا غايته ان بعضهم تملص بهذه الاجوبة لما راى الحجة تلجمه او ان هذا مذهب بعضهم فهم فرق
ثم لا نعلم هل رجح ام جزم الدكتور وهناك فرق
ثم ماشاء الله هذا يعني ان الأئمة المتقدمون كانوا إما مغفلين غلطوا عليهم او ظالمين لم ينصفوهم فأتى الدكتور حاملا راية العدل والفهم التي سقطت من السابقين
فهؤلاء اهل البدع من اشاعرة وصوفية ورافضة بل النصارى يؤلفون ويكتبون ويوردون فهل تقوم الحجة بمؤلَّف
نحترم الدكتور وماذهب اليه لكن لايلزم به احد الامحبي المعتزلة
اما كلام شيخ الاسلام فبين
اذا قيل قد قال غلاة
فهل يقول عاقل ان المعتزلة ليسوا منهم اوليسوا المقصودين
اذا لم يكونوا هم من اذن الجن
اشهر القائلين بالتحسين والتقبيح المعتزلة فسواء كان لفظ غلاة لقسم منهم او وصفا لهم فهم في نفس الدائرة
وانظر كل من فسر الاية هذه التي اوردها ابن تيمية بعد قوله هذ وهي (ماكنا معذبين .... ) كلهم يقولون هي حجة على المعتزلة الذين سماهم غلاة التقبيح والتحسين
ثم سلم الله نظركم
انظروا الفقرة الاخيرة التي نقلها الاخ ابو الاشبال من كلام ابن تيمية لم يقل غلاة ولاغيره (مع انه حتى لو قال فقد بينت سابقا المعنى)
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال ما أحد أحب إليه العذر من الله و من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين و منذرين و النصوص الدالة على أن الله لا يعذب إلا بعد الرسالة كثيرة ترد على من قال من أهل التحسين و التقبيح أن الخلق يعذبون فى الأرض بدون رسول أرسل إليهم)
الفتاوى 28/ 434 وما بعدها(54/336)
عقيدة ابن عقيل الحنبلي
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأفاضل ما هي عقيدة ابن عقيل الحنبلي وهل كان معتزليّا؟
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:36 ص]ـ
كان عنده شئ من الاعتزال
سنسعى لتوثيق ذالك ان شاء الله
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:45 ص]ـ
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=1023
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:58 ص]ـ
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=1023
جزاك الله خيرا اخي الفاضل(54/337)
مسائل تخالف العلم الضروري
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:49 م]ـ
مسائل تخالف العلم الضروري
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
قال شيخ الإسلام: ما من طائفة من طوائف الكلام والفلسفة إلا وجمهور الناس يقولون: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.
فالقائلون بأن الممكن قد يترجح أحد طرفيه بلا مرجح من القادر أو غيره يقول جمهور العقلاء: إنهم جحدوا العلوم الضرورية
والقائلون بأن الأجسام لا تبقى والأعراض لا تبقى يقول جمهور الناس: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.
والقائلون بأن الأصوات المتعاقبة تكون قديمة أزلية الأعيان باقية وأن الأصوات المسموعة من الآدميين هي قديمة يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.
والقائلون بأن الكلام هو معنى واحد: هو الأمر بكل ما أمر به والخبر عن كل ما أخبر به وأنه وإن عبر عنه بالعربية كان هو القرآن وإن عبر عنه بالعبرية كان هو التوراة يقول جمهور العقلاء إنهم جحدوا العلم الضروري.
والقائلون بأن العالم هو العلم والمعلوم والعاقل هو العقل والمعقول والعاشق هو العشق والمعشوق واللذة هي الملتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الإرادة يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.
والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الإطلاق أو لا بشرط يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.
والقائلون بأن النفس لا تدرك إلا الكليات دون الجزئيات يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.
والقائلون بأن كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمسة وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري
والقائلون بأنه يحدث إرادة لا في محل أو يحدث فناء لا في محل يقول جمهور العقلاء: أن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
والقائلون بأن الإرادة تحدث في الإنسان من غير سبب يوجب حدوثها مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
والقائلون بأنه حي عليم قدير من غير حياة ولا علم ولا قدرة مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
والقائلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالخلافة نصا جليا أشاعه بين المسلمين فكتموه ولم يظهروه يقول جمهور العقلاء: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.
والقائلون بان للأمة إماما معصوما عمره سنتان - أو ثلاث أو أربع - دخل السرداب من أكثر من أربعمائة سنة أو أن عليا لم يمت وأمثال ذلك يقول جمهور الناس: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.
وكذلك قول القائلين بأن الأعراض لا تبقى زمانين مما يقول جمهور العقلاء: إن فساده معلوم بالضرورة.
وكذلك من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي المنافقين مؤمنين ويجعل إيمانهم كإيمان المؤمنين غير المنافقين وهم مع ذلك مخلدون في النار مما يعلم جمهور العقلاء المسلمين فساده بالاضطرار من دين الإسلام.
وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه زيادات ونقص منه أشياء مما يعلم بالضرورة امتناعه في العادة.
وقول النصارى: إن الكلمة اتحدت بالمسيح وإنها ليس هي الأب الجامع للأقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يخلق ويرزق وهي جوهر والجوهر عندهم واحد ليس إلا الأب مما يقول الناس: إنه معلوم الفساد بالضرورة.
ومثل هذا إذا تتبعناه كثير.
درء التعارض (3|240)
وهذا بيان للمسائل التي ذكرها شيخ الإسلام
1 - فالقائلون بأن الممكن قد يترجح أحد طرفيه بلا مرجح من القادر أو غيره يقول جمهور العقلاء: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.
طرفا الممكن هما الوجود أو العدم؛ وترجيح وجوده على عدمه لا بد أن يستند إلى مرجح أي واجب الوجود؛ فلا يمكن للممكن أن يوجد بدون موجد أو محدث أو مرجح فلا بد من واجب يخرجه من العدم إلى الوجود.
وهذه القاعدة أيضا يستخدمها شيخ الإسلام في مسألة أفعال الله في الرد على من منع تجدد الصفات الاختيارية بالله وأن الله كان معطلا عن الفعل ثم فعل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/338)
قال شيخ الإسلام: وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية وغيرهم؛ يقرون بالصانع المحدث من غير تجدد سبب حادث ولهذا قامت عليهم الشناعات في هذا الموضع، وقال لهم الناس: هذا ينقض الأصل الذي أثبتم به الصانع؛ وهو أن الممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح؛ فإذا كانت الأوقات متماثلة، والفاعل على حال واحدة لم يتجدد فيه شيء أزلاً وأبداً ثم اختص أحد الأوقات بالحدوث فيه، كان ذلك ترجيحاً بلا مرجح.
درء التعارض (4|153)
2 - والقائلون بأن الأجسام لا تبقى – زمانين - والأعراض لا تبقى يقول جمهور الناس: إنهم جحدوا العلوم الضرورية.
وهذا ذهب إليه النظام من المعتزلة فقال ببقاء الأجسام.
قال شيخ الإسلام: وفي الجملة فهذه المقدمة هو أن في المحدثات أمورا باقية هي حق لا ينازعه فيها أحد وما يحكي عن النظام أنه قال إن الأجسام لا تبقى إما أن يقال هو مخالفة للضرورة وإما أن يقال النزاع فيها لفظي وإما أن يقال النزاع فيها في مسألة أخرى وهو افتقار المحدث في حال بقائه إلى ما يبقيه فإنه قد قيل إن النظام إنما أراد بذلك مخالفة أصحابه المعتزلة الذين يقولون إن المحدث إنما يفتقر إلى المؤثر حين حدوثه لا حين بقائه فقال هو إن الباقي حال بقائه مفتقر إلى المؤثر وهذا الذي قاله النظام هو الذي قصده ابن سينا أيضا وهو الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة وجماهير العقلاء.
الصفدية (2|183)
وهذه المسألة شبيهة بمسألة أن العرض لا يبقى زمانين.
3 - والقائلون بأن الأصوات المتعاقبة تكون قديمة أزلية الأعيان باقية وأن الأصوات المسموعة من الآدميين هي قديمة يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.
قال شيخ الإسلام: ومنهم من قال: هو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية لازمة لذاته لم يزل ولا يزال موصوفاً بها، وكلا الحزبين يقول: إن الله تعالى لا يتكلم بمشيئته وقدرته، وإنه لم يزل ولا يزال يقول: يا نوح، يا إبراهيم، يا أيها المزمل، أيها المدثر، كما قد بسطت أقوالهم في غير هذا الموضع.
جامع الرسائل (1|163)
وقال: والطائفة الأخرى التي وافقت ابن كلاب على أن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته قالت بل الكلام القديم هو حروف أو حروف وأصوات لازمة لذات الرب أزلاً وأبداً لا يتكلم بها بمشيئته وقدرته ولا يتكلم بها شيئاً بعد شيء، ولا يفرق هؤلاء بين جنس الحروف وجنس الكلام وبين عين الحروف قديمة أزلية، وهذا أيضاً مما يقول جمهور العقلاء أنه معلوم الفساد بالضرورة، فإن الحروف المتعاقبة شيئاً بعد شيء يمتنع أن يكون كل منها قديماً أزلياً وإن كان جنسها قديماً، لإمكان وجود كلمات لا نهاية لها وحروف متعاقبة لا نهاية لها، وامتناع كون كل منها قديماً أزلياً، فإن المسبوق بغيره لا يكون أزلياً.
جامع الرسائل (1|174)
وقال: وأما من قال: (إن الصوت المسموع من القارىء قديم) أو: (يسمع منه صوت قديم ومحدث) فهذا أظهر فسادا من أن يحتاج إلى الكلام عليه.
درء التعارض (1|355)
4 - والقائلون بأن الكلام هو معنى واحد: هو الأمر بكل ما أمر به والخبر عن كل ما أخبر به وأنه وإن عبر عنه بالعربية كان هو القرآن وإن عبر عنه بالعبرية كان هو التوراة يقول جمهور العقلاء إنهم جحدوا العلم الضروري.
قال شيخ الإسلام: وهذا الكلام فاسد بالعقل الصريح و النقل الصحيح فإن المعنى الواحد لا يكون هو الأمر بكل مأمور و الخبر عن كل مخبر و لا يكون معنى التوارة و الإنجيل و القرآن و احدا و هم يقولون إذا عبر عن ذلك الكلام بالعربية صار قرآنا و إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة و هذه غلط فإن التوارة يعبر عنها بالعربية و معانيها ليست هي معاني القرآن و القرآن يعبر عنه بالعبرية و ليست معانيه هي معاني التوراة وهذا القول أول من أحدثه ابن كلاب و لكنه هو و من اتبعه عليه كالأشعري.
مجموع الفتاوى (8|424)
5 - والقائلون بأن العالم هو العلم والمعلوم والعاقل هو العقل والمعقول والعاشق هو العشق والمعشوق واللذة هي الملتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الإرادة يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/339)
قال شيخ الإسلام: الوجه الثاني: أنه من المعلوم أن القائم بنفسه ليس هو القائم بغيره والجسم ليس هو العرض والموصوف ليس هو الصفة والذات ليست هي النعوت فمن قال: إن العالم هو العلم والعلم هو العالم فضلاله بين وكذلك معلوم أن العلم ليس هو المعلوم فمن قال: إن العلم هو المعلوم والمعلوم هو العلم فضلاله بين أيضا؛ولفظ العقل إذا أريد به المصدر فليس المصدر هو العاقل الذي هو اسم الفاعل ولا المعقول الذي هو اسم مفعول وإذا أريد بالعقل جوهر قائم بنفسه فهو العاقل فإذا كان يعقل نفسه أو غيره فليس عين عقله لنفسه أو غيره هو عين ذاته وكذلك إذا سمى عاشقا ومعشوقا بلغتهم أو قيل: محبوب ومحب بلغة المسلمين فليس الحب والعشق هو نفس العاشق ولا المحب ولا العشق ولا الحب هو المعشوق ولا المحبوب بل التمييز بين مسمى المصدر ومسمى اسم الفاعل واسم المفعول والتفريق بين الصفة والموصوف مستقر في فطر العقول ولغات الأمم فمن جعل أحدهما هو الآخر كان قد أتى من السفسطة بما لا يخفى على من يتصور ما يقول: ولهذا كان منتهى هؤلاء السفسطة في العقليات والقرمطة في السمعيات.
درء التعارض (1|195)
وقال: و الجمهور المثبتون للصفات هم في الفعل على قولين
منهم من يقول لا يقوم به فعل و إنما الفعل هو المفعول و هذا قول طائفة منهم الأشعرى و من وافقه من أصحابه.
مجموع الفتاوى (16|374)
6 - والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الإطلاق أو لا بشرط يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلوم الضرورية.
قال شيخ الإسلام: والمسمى المطلق بشرط الإطلاق لا يتصور إذ لكل موجود حقيقة يتميز بها، وما لا حقيقة له يتميز بها ليس بشيء، وإذا كان له حقيقة يتميز بها فتمييزه يمنع أن يكون مطلقاً من كل وجه، فإن المطلق من كل وجه لا تمييز له، فليس لنا موجود هو مطلق بشرط الإطلاق ولكن العدم المحض قد يقال هو مطلق بشرط الإطلاق.
جامع الرسائل (1|240)
7 - والقائلون بأن النفس لا تدرك إلا الكليات دون الجزئيات يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري.
قال شيخ الإسلام: قولهم مع ذلك: إنه لا يعلم الأعيان المعينة جهل وتناقض فإن نفسه المقدسة معينة والأفلاك معينة وكل موجود معين، فإن لم يعلم المعينات لم يعلم شيئاً من الموجودات، إذ الكليات إنما تكون في الأذهان لا في الأعيان، فمن لم يعلم إلا الكليات لم يعلم شيئاً من الموجودات تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
جامع الرسائل (1|229)
وقال: فمن لم يعلم إلا الكليات لم يمكنه أن يفعل شيئا قط ولا يكون عالما بشيء من الموجودات فإن الموجودات في الخارج ليس فيها كلي فعلى قول هؤلاء لم يعلم الله شيئا من الموجودات بل ولا فعل شيئا من الموجودات وهذا أمر قطعي لا حيلة فيه كلما تدبره العاقل تبين له فساد هذا القول.
درء (6|153)
8 - والقائلون بأن كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمسة وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جمهور العقلاء: إنهم خالفوا العلم الضروري
نقل شيخ الإسلام عن ابن رشد قوله:وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة – مسألة الرؤية - وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى وهذا كله خروج عن الطبع وعن ما يمكن أن يعقله الإنسان فإنه في الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع وأن محوس هذه غير محوس تلك وأن آلة هذه غير آلة تلك وأنه ليس ممكن أن ينقلب البصر سمعا كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتا.
وقال شيخ الإسلام: وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي.
منهاج السنة (2|153)
9 - والقائلون بأنه يحدث إرادة لا في محل أو يحدث فناء لا في محل يقول جمهور العقلاء: أن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
وأرادوا بذلك منع قيام الصفات المتجددة بالله
قال شيخ الإسلام: ثم الجهم بن صفوان و نفاة الصفات من المعتزلة و نحوهم لا يثبتون إرادة قائمة بذاته بل إما أن ينفوها وإما أن يجعلوها بمعنى الخلق و الأمر و إما أن يقولوا أحدث إرادة لا فى محل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/340)
مجموع الفتاوى (8|342)
وقال:و قول البصريين إنه إرادة لا في محل و هذا فرار منهم عن قيام الحوادث يه مع أن منهم من يلتزم ذلك كما التزمه أبو الحسين و غيره.
مجموع الفتاوى (16|374)
10 - والقائلون بأن الإرادة تحدث في الإنسان من غير سبب يوجب حدوثها مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
قال شيخ الإسلام: وإذا قالوا الإرادة لا تعلل كان هذا كلاما لا حقيقة له فإن الإرادة أمر حادث فلا بد له من محدث وهذا كما قالوا إن البارىء يحدث إرادة لا في محل بلا سبب اقتضى حدوثها ولا إرادة فارتكبوا ثلاث محالات حدوث حادث بلا إرادة من الله وحدوث حادث بلا سبب حادث وقيام الصفة بنفسها لا في محل.
منهاج السنة (3|118)
وقال: والناس ردوا على القدرية وقالوا إرادة العبد حادثة بعد أن لم تكن فلا بد لها من محدث وإذا قيل إن العبد أحدثها بلا إرادة لزم وقوع الحوادث من المختار بلا إرادة وإن قيل بإرادة فالقول فيها كالقول في الأولى وهؤلاء القدرية قالوا إرادة الرب يحدثها لا في محل بلا إرادة منه كما قال ذلك البصريون من المعتزلة وقالوا إرادة العبد يحدثها في نفسه بلا إرادة منه وكلاهما ممتنع.
الرد على البكري (2|512)
11 - والقائلون بأنه حي عليم قدير من غير حياة ولا علم ولا قدرة مما يقول جمهور العقلاء: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة.
وهذا لا يستقيم في اللسان العربي فالمشتق دال على المعنى المشتق منه و لا يمكن أن يقال عليم لمن لا علم له ولا قدير لمن لا قدرة له ولا سميع لمن لا سمع له وهذا واضح بين 0
12 - والقائلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالخلافة نصا جليا أشاعه بين المسلمين فكتموه ولم يظهروه يقول جمهور العقلاء: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.
وهذا قول الرافضة قبحهم الله.
13 - والقائلون بان للأمة إماما معصوما عمره سنتان - أو ثلاث أو أربع - دخل السرداب من أكثر من أربعمائة سنة أو أن عليا لم يمت وأمثال ذلك يقول جمهور الناس: إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة.
ولقد أحسن من قال
ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا
المنار المنيف (152)
14 - وكذلك قول القائلين بأن الأعراض لا تبقى زمانين مما يقول جمهور العقلاء: إن فساده معلوم بالضرورة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال الجمهور وأما تفريق الكلابية بين المعانى التى لا تتعلق بمشيئته وقدرته والمعاني التي تتعلق بمشيئته وقدرته التي تسمى الحوادث ومنهم من يسمى الصفات أعراضا لأن العرض لا يبقي زمانين فيقال قول القائل أن العرض الذى هو السواد والبياض والطول والقصر ونحو ذلك لا يبقى زمانين قول محدث فى الإسلام لم يقله أحد من السلف والأئمة وهو قول مخالف لما عليه جماهير العقلاء من جميع الطوائف بل من الناس من يقول أنه معلوم الفساد بالاضطرار كما قد بسط فى موضع آخر.
وأما تسمية المسمي للصفات أعراضا فهذا أمر اصطلاحي لمن قاله من أهل الكلام ليس هو عرف أهل اللغة ولا عرف سائر أهل العلم والحقائق المعلومة بالسمع والعقل لا يؤثر فيها اختلاف الاصطلاحات بل يعد هذا من النزاعات اللفظية والنزاعات اللفظية أصوبها ما وافق لغة القرآن والرسول والسلف فما نطق به الرسول والصحابة جاز النطق به باتفاق المسلمين وما لم ينطقوا به ففيه نزاع وتفصيل ليس هذا موضعه.
مجموع الفتاوى (12|319)
وقال: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
و مما ألجأهم إلى هذا ظنهم أنهما لو كانا باقيين لم يمكن إعدامهما ...
مجموع الفتاوى (16|275)
15 - وكذلك من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي المنافقين مؤمنين ويجعل إيمانهم كإيمان المؤمنين غير المنافقين وهم مع ذلك مخلدون في النار مما يعلم جمهور العقلاء المسلمين فساده بالاضطرار من دين الإسلام.
وهذا قول ابن كرام لأنه جعل الإيمان مجرد النطق باللسان.
قال شيخ الإسلام: والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان ,وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد فى النار فخالفوا الجماعة فى الاسم دون الحكم.
مجموع الفتاوى (3|103)
16 - وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه زيادات ونقص منه أشياء مما يعلم بالضرورة امتناعه في العادة.
لأن الله تكفل بحفظه {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
قال شيخ الإسلام: والقرآن ما زال محفوظا في الصدور نقلا متواترا حتى لو أراد مريد أن يغير شيئا من المصاحف وعرض ذلك على صبيان المسلمين لعرفوا أنه قد غير المصحف لحفظهم للقرآن من غير أن يقابلوه بمصحف وأنكروا ذلك.
الجواب الصحيح (3|14)
17 - وقول النصارى: إن الكلمة اتحدت بالمسيح وإنها ليس هي الأب الجامع للأقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يخلق ويرزق وهي جوهر والجوهر عندهم واحد ليس إلا الأب مما يقول الناس: إنه معلوم الفساد بالضرورة.
فال شيخ الإسلام: ومن مذهبهم أن الكلمة اتحدت بالمسيح وتدرعت بالناسوت ثم اختلفوا في معنى الاتحاد فمنهم من فسره بالاختلاط والامتزاج وهذا مذهب طوائف من اليعقوبية والنسطورية والملكانية قالوا إن الكلمة خالطت جسد المسيح ومازجته كما مازج الخمر الماء أو اللبن قالوا وهذا مذهب الروم ومعظمهم الملكانية قالوا فمازجت الكلمة جسد المسيح فصارت شيئا واحدا وصارت الكثرة قلة
وذهبت طائفة من اليعاقبة إلى أن الكلمة انقلبت لحما ودما وقالوا وصارت شرذمة من كل صنف إلى أن المراد بالاتحاد ظهور اللاهوت على الناسوت كظهور الصورة في المرآة والنقش في الخاتم.
الجواب الصحيح (4|79)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(54/341)
من تناقض الأشاعرة في مسألة كلام الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 03 - 09, 01:55 م]ـ
من تناقض الأشاعرة في مسألة كلام الله
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مسألة كلام الله من المسائل التي خلط فيها الأشاعرة فقالوا في كلام الله أنه معنى واحد لا يتجزأ ولا يلحقه التعاقب وهو الأمر بكل مأمور ,والنهي عن كل منهي عنه , والخبر عن كل مخبر عنه؛ إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً , وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة , وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً.
وسبب ذلك أن التعاقب يلزم منه أن يتكلم به شيئا بعد شيء وهذا يلزم منه التجدد في هذه الصفة؛ وتجدد الفعل أو الصفة الفعلية يلزم منها الحدوث وذلك من صفات المحدثات فقالوا لا يلحقه التعاقب؛ وكذا قولهم أنه معنى واحد لأنه لو كان في نظرهم أنواعا مختلفة أو متجزئة للزم من ذلك مشابهته للمحدثات فلذلك كابروا المعقول والمعلوم والمحسوس في هذا القول الذي تفردوا به.
كيف دخل هذا التخليط عليهم؟
قال شيخ الإسلام: وقال الحافظ أبو نصر السحزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد في الواجب من القول في القرآن: (اعلموا - أرشدنا اله وإياكم - أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي و الأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالا منهم في الباطن من أن الكلام لا يكون إلا حرفا وصوتا ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذي تكلموا في العقليات وقالوا: الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت - يعني علماء العربية -: الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فالاسم مثل زيد وعمرو والفعل مثل جاء وذهب والحرف الذي يجيء لمعنى مثل هل وبل وقد وما شاكل ذلك فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه ولا يحتجون بالأخبار الواردة في ذلك زعما منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علما وألزمتهم المعتزلة الاتفاق على أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف وصوت ويدخله التعاقب والتأليف وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله تعالى لأن ذات الحق لا توصف بالاجتماع والافتراق والكل والبعض والحركة والسكون وحكم الصفة الذاتية حكم الذات.
قالوا: فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله تعالى خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه كما نقول: (خلق الله وعبد الله وفعل الله)
(قال: فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل) فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة.
درء التعارض (1|278)
قال شيخ الإسلام: وهذا الكلام فاسد بالعقل الصريح و النقل الصحيح فإن المعنى الواحد لا يكون هو الأمر بكل مأمور و الخبر عن كل مخبر و لا يكون معنى التوارة و الإنجيل و القرآن و احدا و هم يقولون إذا عبر عن ذلك الكلام بالعربية صار قرآنا و إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة و هذه غلط فإن التوارة يعبر عنها بالعربية و معانيها ليست هي معاني القرآن و القرآن يعبر عنه بالعبرية و ليست معانيه هي معاني التوراة وهذا القول أول من أحدثه ابن كلاب و لكنه هو و من اتبعه عليه كالأشعري.
مجموع الفتاوى (8|424)
وأما الرد عليهم في هذه المسألة
أولا: اعترف العز بن عبد السلام أن هذا من إشكالات مذهب الأشاعرة فلما سئل: كيف يعقل شيء واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار , فقال أبو محمد: ما هذا بأول إشكال ورد على مذهب الأشعري.
الفتاوى الكبرى (6|625)
وقد رد شيخ الإسلام على قولهم هذا بما يلي:
1 - إن هذا القول انفردوا به عن سائر الفرق كما ذكره الرازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/342)
2 - يقال للأشاعرة موسى لما كلمه الله أفهم كلامه كله أو بعضه إن قلتم كله؛ فقد صار موسى يعلم علم الله , وهذا من أعظم الباطل , وإن قلتم بعضه فقد تبعض كلام الله , وأنتم تقولون إنه لا يتبعض ,وفي هذا إبطال لقولكم.
3 - إلزامهم أن يقولوا في الصفات ما قالوه في الكلام وبالعكس , وذلك أنه إذا جاز أن يجعلوا الحقائق المتنوعة كآية الدين وآية الكرسي وقصة موسى وقصة نوح , والأمر بالصلاة , والنهي عن الزنا , وعن الربا , والقرآن, والتوراة , والإنجيل شيئاً واحداً؛ فيلزمهم أن يجوزوا أن يكون العلم والقدرة والكلام والسمع والبصر والحياة والإرادة صفة واحدة ....
قال شيخ الإسلام: فقال جمهور العقلاء لهم تصور هذا القول يوجب العلم بفساده وقالوا لهم موسى سمع كلام الله كله أو بعضه إن قلتم كله لزم أن يكون قد علم علم الله وإن قلتم بعضه فقد تبعض وقالوا لهم إذا جوزتم أن تكون حقيقة الخبر هي حقيقة الأمر وحقيقة النهي عن كل منهى عنه والأمر بكل مأمور به هو حقيقة الخبر عن كل مخبر عنه فجوزوا أن تكون حقيقة العلم هي حقيقة القدرة وحقيقة القدرة هي حقيقة الإرادة فاعترف حذاقهم بأن هذا لازم لهم لا محيد لهم عنه ولزمهم إمكان أن تكون حقيقة الذات هي حقيقة الصفات وحقيقة الوجود الواجب هي حقيقة الوجوب الممكن.
مجموع الفتاوى (9|283)
4 - يقال لمن قال إن القرآن حروف وأصوات قديمة أزلية , وأن الباء ليست قيل السين: هذا بعينه وارد عليك فيما أثبته من المعاني وهو المعنى القائم بالذات؛ فإن الذي نعلمه بالضرورة في الحروف نعلم نظيره بالضرورة في المعاني فالمتكلم منا إذا تكلم ببسم الله الرحمن الرحيم فهو بالضرورة ينطق بالاسم الأول لفظاً ومعنى قبل الثاني؛ فيقال في هذه المعاني نظير ما قاله في الحروف.
قال شيخ الإسلام: فإن الذي نعلمه بالضرورة في الحروف نعلم نظيره بالضرورة في المعاني فالمتكلم منا إذا تكلم ببسم الله الرحمن الرحيم فهو بالضرورة ينطق بالاسم الأول لفظا ومعنى قبل الثاني فيقال في هذه المعاني نظير ما قاله في الحروف.
فيقال من اعترف بأن معنى اسم الرحمن الرحيم بعد معنى بسم الله وادعى أن هذا المعنى لا أول له فقد خرج عن المعقول إلى جحد الضرورة وإن زعم أن الرب تكلم بمعاني الحروف دفعة واحدة من غير تعاقب ولا ترتيب قيل له معاني الحروف حقائق مختلفة لا شك في اختلافها فإن المعنى القائم بنفس المتكلم المفهوم من الحمد لله رب العالمين ليس هو المعنى القائم بالنفس من تبت يدا أبي لهب ولا شك في أن المعنى في صيغ الأمر ليس هو المعنى في صيغ الأخبار.
الفتاوى الكبرى (6|541)
5 - إن النصوص قد وردت بما يدل على تعدد الكلام , وبطلان قول من زعم أنه معنى واحد ومنها:
أ- الآيات الواردة بأنها كلمات , ومنها قوله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته} وقوله تعالى: {ما نفدت كلمات الله}.
ب- كما وردت أحاديث كثيرة فيها الاستعاذة بكلمات الله التامة
ج- ومنها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن.
مسلم (811)
6 - إن أئمة الأشاعرة اعترفوا بفساد قول ابن كلاب والأشعري في كلام الله , ومن هؤلاء أبو حامد الإسفراييني , وأبو محمد الجويني , وأبو الحسن الكرجي , والعز بن عبد السلام وغيرهم.
انظر "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (3|1295) للشيخ المحمود
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
كلامك كله - إلا النقطة 3 - في إبطال الكلام النفسي وليس في بيان تناقضهم.
6 - إن أئمة الأشاعرة اعترفوا بفساد قول ابن كلاب والأشعري في كلام الله , ومن هؤلاء أبو حامد الإسفراييني , وأبو محمد الجويني , وأبو الحسن الكرجي , والعز بن عبد السلام وغيرهم
الكرجي والإسفراييني ليسا من الأشاعرة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 06 - 09, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا كما ذكرت , والكلام منقول عن الشيخ المحمود.
الكرجي الفقيه الشافعي كان موافقا للسلف.
والإسفراييني هو كذلك من أئمة الشافعية , ولعل الشيخ قصد أبا إسحق الإسفراييني.
والله أعلم(54/343)
تناقض الأشاعرة في مسألة الرؤية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:14 م]ـ
تناقض الأشاعرة في مسألة الرؤية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل التي خلط فيها أهل الكلام مسألة رؤية الحق تبارك وتعالى؛ وسبب هذا التخليط إنكارهم لصفات الله تبارك وتعالى والتي اصطلحوا على تسميتها بالجسمية؛ فأرادوا الجمع بين إثبات الرؤية وبين نفي الصفات وإنكار العلو فقالوا بتعلق الرؤية بكل الموجودات فلزم على قولهم أن تبصر الأصوات وسائر المحسوسات الخمس ثم سلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى إلى آخر تخليطهم كما سيأتي.
أولا: أنكر المعتزلة رؤية الله والسبب في ذلك أنهم اعتقدوا انتفاء الجسمية (أي نفي الصفات) عن الله وإذا انتفت الجسمية انتفت الجهة وإذا انتفت الجهة انتفت الرؤية.
نقل شيخ الإسلام عن ابن رشد في كتابه الكشف قوله: ولذلك أنكرها المعتزلة وردت الآثار الواردة في الشرع بذلك مع كثرتها وشهرتها فشنع الأمر عليهم وسبب وقوع هذه الشبهة في الشرع أن المعتزلة لما اعتقدوا انتفاء الجسمية عنه سبحانه وتعالى واعتقدوا وجوب التصريح بها لجميع المكلفين ووجب عندهم إذا انتفت الجسمية أن تنتفي الجهة وإذا انتفت الجهة انتفت الرؤية إذ كل مرئي في جهة من الرائي فاضطروا لهذا المعنى إلى رد الشرع المنقول وأعلوا الأحاديث أنها أخبار آحاد وأخبار الآحاد لا توجب العلم مع أن ظاهر القرآن معارض لها؛ أعني قوله تعالى {لا تدركه الأبصار}
بيان تلبيس الجهمية (2|438)
ثانيا:وأما الأشاعرة فأرادوا الجمع بين رؤية الله وبين نفي الصفات (الجسمية) عن الله فوقوا في تناقض ظاهر وأضحكوا الناس على عقولهم.
قال ابن رشد: وأما الأشعرية فراموا الجمع بين الاعتقادين أعني بين انتفاء الجسمية وبين جواز الرؤية لما ليس بجسم بالحس فعسر ذلك عليهم ولجؤوا في ذلك إلى حجج سوفسطائية مموهة أعني الحجج التي توهم أنها حجج وهي كاذبة.
وهذا بيان لتناقضهم:
1 - أجابوا على قول المعتزلة أن كل مرئي فهو في جهة من الرائي فمنهم من قال إن هذا إنما هو حكم الشاهد لا حكم الغائب وإن هذا الموضوع ليس هو من المواضع التي يجب فيها نقل حكم الشاهد إلى الغائب وأنه جائز أن يرى الإنسان ما ليس في جهة.
2 - وقد رد عليهم ابن رشد بقوله: وهؤلاء اختلط عليهم إدراك العقل مع إدراك البصر فإن العقل هو الذي يدرك ما ليس في جهة أعني في مكان وأما إدراك البصر فظاهر من أمره أن من شرطه أن يكون المرئي منه في جهة ولا في كل جهة فقط بل في جهة ما مخصوصة ولذلك ليس تتأتى الرؤية بأي وضع اتفق أن يكون البصر من المرئي بل بأوضاع محدودة وشروط محدودة أيضا.
3 - قال ابن رشد: وقد رام أبو حامد في كتابه المعروف بالمقاصد أن يعاند هذه المقدمة أعني كل مرئي في جهة من الرائي بأن الإنسان يبصر ذاته في المرآة وأن ذاته ليست منه في جهة غير جهة مقابلة وذلك أنه لما كان يبصر ذاته وكانت ذاته ليست تحل في المرآة التي في الجهة المقابلة فهو يبصر ذاته في غير جهة.
4 - قال ابن رشد: وهذه مغالطة فإن الذي يبصر هو خيال ذاته والخيال منه هو في جهة إذ كان الخيال في المرآة والمرآة في جهة.
5 - وأما حجتهم التي أتوا بها في إمكان رؤية ما ليس بجسم فإن المشهور عنهم في ذلك حجتان:
إحداهما: وهي أشهر عندهم ما يقولونه من أن الشيء لا يخلو أن يرى من جهة ما هو متلون أو من جهة أنه جسم أو من جهة أنه لون أو من جهة أنه موجود وربما عددوا جهات أخر غير هذه الموجودة ثم يقولون وباطل أن يرى من قبل أنه جسم إذ لو كان ذلك كذلك لما رئي اللون وباطل أن يرى لمكان أنه لون إذ لو كان كذلك لما رئي الجسم وإذا بطلت جميع هذه الأقسام التي تتوهم في هذا الباب فلم يبق أن يرى الشيء إلا من قبل أنه موجود.
بيان تلبيس الجهمية (2|438)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/344)
ولذلك قال شيخ الإسلام: وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي.
منهاج السنة (2|153)
6 - وقد رد عليهم ابن رشد بقوله: والمغالطة في هذا القول بينة فإن المرئي منه ما هو مرئي بذاته ومنه ما هو مرئي لذاته وهذه هي حال اللون والجسم فإن اللون مرئي بذاته والجسم مرئي من قبل اللون ولذلك لما لم يكن له لون لم يبصر ولو كان الشيء إنما يرى من حيث هو موجود فقط لوجب أن تبصر الأصوات وسائر المحسوسات الخمس فكان يكون البصر والسمع وسائر الحواس الخمس حاسة واحدة وهذه كلها خلاف ما يعقل.
7 - قال: وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى وهذا كله خروج عن الطبع وعن ما يمكن أن يعقله الإنسان فإنه في الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع وأن محوس هذه غير محوس تلك وأن آلة هذه غير آلة تلك وأنه ليس ممكن أن ينقلب البصر سمعا كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتا. ...
وعلى هذا فتكون الأشياء كلها شيئا واحدا حتى المتضادات وهذا شيء فيما أحسبه يسلمه المتكلمون من أهل ملتنا أو يلزمهم تسليمه يعني هؤلاء الأشعرية وهو رأي سوفسطائي لأقوام قدماء مشهورين بالسفسطة.
8 - قال: وأما الطريقة الثانية التي سلكها المتكلمون في جواز الرؤية فهي الطريقة التي اختارها أبو المعالي في كتابه المعروف بالإرشاد.
وتلخيصها أن الحواس إنما تدرك ذوات الأشياء , وما تنفصل به الموجودات بعضها من بعض فهو أحوال ليست بذوات؛ فالحواس لا تدركها وإنما تدرك الذوات والذات هي نفس الموجود المشترك لجميع الموجودات فإذا الحواس إنما تدرك الشيء من حيث هو موجود.
قال ابن رشد: وهذا كله في غاية الفساد ومن أبين ما يظهر به فساد هذا القول أنه لو كان البصر إنما يدرك الأشياء لما أمكنه أن يفرق بين الأبيض والأسود لأن الأشياء لا تفترق بالشيء الذي تشترك فيه وإلا لكان بالجملة لا يمكن في الحواس لا في البصر أن يدرك فصول الألوان ولا في السمع أن يدرك فصول الأصوات ولا في الطعم أن يدرك فصول المطعومات وللزم أن تكون مدارك المحسوسات بالحس واحدا فلا يكون فرق بين مدرك البصر وهذا كله في غاية الخروج عما يعقله الإنسان وإنما تدرك الحواس ذوات الأشياء المشار إليها لمحسوساتها الخاصة بها فوجه المغالطة في هذا هو أن ما يدرك ذاتيا أخذ أنه مدرك بذاته ولولا النشأ على هذه الأقاويل وعلى التعظيم للقائلين بها أمكن أن يكون فيها شيء من الإقناع ولا وقع بها التصديق لأحد سليم الفطرة.
8 - قال: والسبب في مثل هذه الحيرة الواقعة في الشريعة حتى ألجأت القائمين بنصرتها في زعمهم إلى مثل هذه الأقاويل الهجينة التي هي ضحكه من عنى بتمييز أصناف الأقاويل أدنى عناية هو التصريح في الشرع بما لم يأذن الله ورسوله به وهو التصريح بنفي الجسمية للجمهور وذلك أن من العسير أن يجتمع في اعتقاد واحد أن ها هنا موجودا ليس بجسم وأنه مرئي بالأبصار.
بيان تلبيس الجهمية (2|448)
وبسبب هذا التناقض فر بعض الأشاعرة إلى إنكار الرؤية وأولوها بمزيد العلم.
قال شيخ الإسلام: حتى إن أئمة أصحاب الأشعري المتأخرين كأبي حامد وابن الخطيب وغيرهما لما تأملوا ذلك عادوا في الرؤية إلى قول المعتزلة أو قريب منه وفسروها بزيادة العلم كما يفسرها بذلك الجهمية والمعتزلة وغيرهم وهذا في الحقيقة تعطيل للرؤية الثابتة بالنصوص والإجماع المعلوم جوازها بدلائل المعقول بل المعلوم بدلائل العقول امتناع وجود موجود قائم بنفسه لا يمكن تعلقها به.
بيان تلبيس الجهمية (2|435)
وأما إثبات أن الرؤية لا بد أن تكون من جهة فهذا مما اتفق عليه العقلاء
قال شيخ الإسلام: وأنما المقصود أن نقول إذا ثبتت رؤيته فمعلوم في بداية العقول أن المرئي القائم بنفسه لا يكون إلا بجهة من الرائي وهذه الرؤية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فأخبر أن رؤيته كرؤية الشمس والقمر وهما أعظم المرئيات ظهورا في الدنيا وإنما يراهم الناس فوقهم بجهة منهم بل من المعلوم أن رؤية مالا يكون داخل العالم ولا خارجه ممتنع في بداية العقول وهذا مما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم من السلف والأئمة وأهل الحديث والفقه والتصوف وجماهير أهل الكلام المثبتة والنافية والفلاسفة.
بيان تلبيس الجهمية (2|433)
ـ[ابو العابد]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:38 م]ـ
جزاك ربي خيرا
ولا حرمنا رؤيته
متن القصيدة النونية - (2/ 343)
والله لولا رؤية الرحمن في الـ ـجنات ما طابت لذي العرفان
أعلى نعيم رؤية وجهه وخطابه في جنة الحيوان
وأشد شيء في العذاب حجابه سبحانه عن ساكني النيران
وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيه مما نالت العينان
فإذا توارى عنهم عادوا إلى لذاتهم من سائر الألوان
فلهم نعيم عند رؤيته سوى هذا النعيم فحبذا الأمران
أو ما سمعت سؤال أعرف خلقه بجلاله المبعوث بالقرآن
شوقا إليه ولذة النظر التي بجلال وجه الرب ذي السلطان
فالشوق لذة روحه في هذه الـ ـدنيا ويوم قيامة الأبدان
تلتذ بالنظر الذي فازت به دون الجوارح هذه العينان
والله ما في هذه الدنيا ألذ من اشتياق العبد للرحمن
وكذاك رؤية وجهه سبحانه هي أكمل اللذات للإنسان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/345)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيرا(54/346)
الحموية والتدمرية.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الحموية والتدمرية .. قرب أحدهما الشيخ العثيمين ولخص الاخر ...
وهما , هما .. في العلم والضبط في بابهما ..
والذي أريد ذكره لو تفضل الاخوة الكرام بذكر الفوائد المشتركة ما بين الكتابين ثم ذكر ما انفرد كل واحد منهما عن الاخر وهو جهد مبارك إن تم .. وسأظل كعادتي قارئا منتظرا الفوائد .. فليس مثلي من يناطح الأكابر ومن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ..
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم
ـ[القندهاري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 02:52 م]ـ
وأنا معك من المنتظرين.(54/347)
سؤال حول الصلاة خلف العراف؟
ـ[عبد العزيز التونسي]ــــــــ[27 - 03 - 09, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله
ما حكم الصلاة وراء عراف وهل من صلى وراءه يعيد الصلاة.
بارك الله فيكم
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 04:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أفصّل كلام أخي عبد العزيز جزاه الله خيرا: تغيب الإمام الراتب في المسجد الذي نرتاده، فعوضّه المقيم و هو المؤذن كذلك، و يُقال أنه عراف أو كان عرافا،يعني يكتب التمائم و الأحجبة،و هذا الخبر سمعناه من أحد الاخوة،فلم نره بأعيننا و لسنا متأكدين تماما من صحة الخبر، فهل عدم الصلاة وراءه يعني أننا حكمنا عليه كمعيّن، و ما حكم الترديد وراءه في الأذان، و إذا صلى أحدنا وراءه يجهل الخبر أو غير متيقن فهل يعيد صلاته، و جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 02:40 م]ـ
يا اخوة هل من مجيب؟؟؟
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم
هذه أول مشاركة لي بالملتقى
أقول قبل كل شيء يجب عليكم التثبت هل الرجل الآن يعمل عرافا أم لا, فإن كان قديما فلعل الرجل تاب إلى الله من ذلك, فلا ينبغي التسرع في الحكم على الرجل حتى يأتينا خبر يقين أن الرجل يزاول عملا كذلك.
و مما هو معلوم عند أهل تونس أن العراف يمكن تعريفه باختصار أنه من يدعي علم الغيب, وهذا من رؤوس الطواغيت كما ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الأصول الثلاثة و غيرها.
و الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل هذا مما يشترك فيه عامة الناس و خواصهم, بل العقل السليم و الفطرة يستقبحان ادعاء علم الغيب, فمثل هذا لا يعذر بجهل و لا تأويل و بالتالي لا تجوز الصلاة وراءه إن ثبت أنه يفعل ذلك.
ومما لا خلاف فيه بين أهل العلم أن الكافر لا تجوز الصلاة و راءه.
و هذه بعض الفتاوى في المسألة
موقع إسلام سؤال و جواب (الشيخ محمد المنجد)
لا تجوز الصلاة خلف من يدعي علم الغيب عن طريق قراءة الفنجان أو الكف أو غير ذلك، لأن ادعاء علم الغيب كفر.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل تجوز الصلاة خلف إمام مشعوذ ودجال علما بأن منهم من يجيد قراءة القرآن؟
فأجاب: " إذا كان الإمام مشعوذا يدعي علم الغيب أو يقوم بخرافات ومنكرات فلا يجوز أن يتخذ إماما ولا يصلى خلفه؛ لأن من ادعى علم الغيب فهو كافر، نسأل الله العافية , يقول جل وعلا: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65، وهكذا من يتعاطى السحر حكمه حكم الكفار، لقول الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) البقرة/102. أما إذا كان عنده شيء من المعاصي وليس عنده شيء من أعمال الكفر كالسحر ودعوى علم الغيب ولكن عنده شيء من المعاصي فالصلاة خلفه صحيحة، والأفضل التماس غيره من أهل العدالة والاستقامة، احتياطاً للدين، وخروجاً من خلاف العلماء القائلين بعدم جواز الصلاة خلفه.
أما العصاة فلا ينبغي أن يتخذوا أئمة، لكن متى وُجدوا أئمة صحت الصلاة خلفهم لأنهم قد يبتلى بهم الناس وقد تدعو الحاجة للصلاة خلفهم. أما من يدعو غير الله أو يستنجد بالموتى ويستغيث بهم ويطلب منهم المدد فهذا لا يصلى خلفه؛ لأنه يكون بهذا الأمر من جملة الكفار، لأن هذا هو عمل المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وغيرها. ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، إنه سميع قريب " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (9/ 278).
وهذا المسئول عنه ينبغي نصحه وبيان الحق له، كما ينبغي تنبيه الإمام الراتب إلى حاله، ليمنعه من الإمامة في حال غيابه.
والله أعلم.
وهذه فتوى أخرى من نفس الموقع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/348)
إذا كانت التمائم التي يكتبها هذا الإمام مشتملة على أمور شركية، كسؤال غير الله تعالى من الجن أو الملائكة أو الصالحين، أو كان هذا الإمام ممن يمارس هذا النوع من الشرك، أو يدعي علم الغيب، فلا تجوز الصلاة خلفه، وأما إن خلت من الشرك، وكان هو من أهل التوحيد، فالصلاة خلفه صحيحة، ويجب نصحه بكل حال؛ لأن التمائم محرمة بجميع أنواعها كما سبق.
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن الصلاة خلف من يكتب التمائم للناس فأجابت: " تجوز الصلاة خلف الذي يكتب التمائم من القرآن والأدعية المشروعة، ولا ينبغي له أن يكتبها لأنه لا يجوز تعليقها، وأما إذا كانت التمائم تشتمل على أمور شركية، فلا يصلى خلف الذي يكتبها، ويجب أن يبين له أن هذا شرك، والذي يجب عليه البيان هو الذي يعلمها " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 65).
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن الصلاة خلف من يكتب التمائم، فأجاب: " وأما ما ذكرتم من كتابته التمائم فالتمائم فيها تفصيل: فإن كانت هذه التمائم فيها ألفاظ شركية ودعاء لغير الله عز وجل وأسماء مجهولة فهذه لا تجوز كتابتها ولا استعمالها بإجماع أهل العلم، لأنها شرك، وهذا لا يصلى خلفه، أما إذا كانت هذه التمائم مكتوبة من القرآن الكريم ومن الأدعية المباحة والأدعية الواردة، فهذه محل خلاف بين أهل العلم، منهم من أجازها ومنهم من منعها والمنع أحوط؛ لأنه في فتح الباب لكتابتها وتعليقها وسيلة إلى التمائم المحرمة، ولأنه في كتابة القرآن الكريم على صفة تمائم وحروز في ذلك تعريض لإهانته ودخول المواضع التي لا يجوز دخوله بها، لكن لا بأس بالصلاة خلف من يكتبها.
فالحاصل أن كتابة التمائم إن كانت بألفاظ شركية أو بأسماء مجهولة أو بدعاء لغير الله أو استنجاد بالشياطين والمخلوقين والجن، فهذه ألفاظ شركية وكاتبها والذي يستعملها ويعلم ما فيها يكون مشركًا، أما إذا كانت من القرآن الكريم فالأحوط تجنبها وتركها وعدم استعمالها " انتهى من "المنتقى من فتاوى الفوزان".
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: " هل تجوز الصلاة خلف إمام مشعوذ ودجال، علما بأن منهم من يجيد قراءة القرآن؟ وجهونا جزاكم الله خيرا.
فأجاب: إذا كان الإمام مشعوذا يدعي علم الغيب أو يقوم بخرافات ومنكرات، فلا يجوز أن يتخذ إماما ولا يصلى خلفه؛ لأن من ادعى علم الغيب فهو كافر نسأل الله العافية , يقول جل وعلا: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) [النمل/65] وهكذا من يتعاطى السحر حكمه حكم الكفار لقول الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) الآية من سورة البقرة/102. أما إذا كان عنده شيء من المعاصي وليس عنده شيء من أعمال الكفر كالسحر ودعوى علم الغيب ولكن عنده شيء من المعاصي فالصلاة خلفه صحيحة، والأفضل التماس غيره من أهل العدالة والاستقامة احتياطا للدين وخروجا من خلاف العلماء القائلين بعدم جواز الصلاة خلفه.
أما العصاة فلا ينبغي أن يتخذوا أئمة، لكن متى وُجدوا أئمة صحت الصلاة خلفهم لأنهم قد يبتلى بهم الناس وقد تدعو الحاجة للصلاة خلفهم. أما من يدعو غير الله أو يستنجد بالموتى ويستغيث بهم ويطلبهم المدد فهذا لا يصلى خلفه؛ لأنه يكون بهذا الأمر من جملة الكفار لأن هذا هو عمل المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وغيرها. ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم إنه سميع قريب " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (9/ 278).
والله أعلم.
-فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين (موقع الشيخ شفاه الله)
السؤال س: ما حكم الصلاة خلف إمام يكتب التمائم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/349)
الاجابة لا يجوز أن يُصَلَّى خلفه؛ وذلك لأن التمائم فيها شرك، وقد جاء في الحديث: مَنْ تعلَّق تميمة فلا أتم الله له وفي حديث آخر: إن الرُّقى والتمائم والتُّوَلَة شرك وفي حديث آخر: من تعلَّق تميمة فقد أشرك فهذا الذي يكتب التمائم الغالب أنها يبيعها، ويكون قد أعان على الكُفر والشرك، فيكون مُشْرِكًا، وتكون الصلاة خلفه باطلة، ولو كان هذا من الشرك الأصغر، فإن الإصرار عليه ذنب كبير.
فإن قيل: إن بعض التمائم ليس فيها شرك، فالجواب أن المراد بالتمائم ما يُعَلَّقُ على الأولاد أو الدواب أو السيارات أو المساكن، ويزعمون أنها تحفظ من العين، أو تحرس من الِجِّن، فلأجل ذلك يترجَّح أنها كلها لا تجوز، ولو كانت من القرآن، أو من الأدعية النبوية، وقد رجَّح أئمة الدعوة عدم جوازها؛ لأن القلب قد يَتَعَلَّقُ بها، وقد تكون ذريعة إلى تعليق ما ليس من القرآن، وقد يَمْتَهِنُ مَنْ يلبسها ما فيها من القرآن فيدخل به المراحيض وأماكن النجاسات، وعلى من يكتبها أن ينصح من يُعلِّقها.
-فتوى من موقع صوت السلف (إشراف الشيخ ياسر البرهامي)
السؤال:
هل تجوز الصلاة خلف إمام يكتب التمائم للناس ويعتقدون أنها تحميهم من العين و الحسد؟
إذا كان الجواب لا فما العمل لأننا لا نملك غير المسجد الذي يؤمه هذا الإمام المبتدع ولا نستطيع أن نزيله لأننا لا نملك زمام الأمور؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمثل هذا الإمام لا تنبغى الصلاة خلفه فالأفضل أن تقيموا جماعة ثانية، وعليكم أن تسعوا فى هدايته ودعوته إلى الله فلعله يكون جاهلا فيهديه الله بكم، وأما صحة الصلاة خلفه فمبنية على ثبوت كفره – فلابد من معرفة ماهية هذه التمائم فإن كانت من القرآن والأذكار فقط ففيها خلاف بين أهل العلم والراجح منعها و يشترط أيضا أن لا يعتقد أنها تنفع بذاتها مع الله أو من دون الله، وأما إن كان يعتقد أنها سبب فالراجح منع ذلك وأما إذا كانت تمائم بالطلاسم المجهولة والحروف المقطعة والرسوم والأرقام فلا خلاف فى تحريمها وأما كونها شركا أكبر أو أصغر فبناء على اعتقاد من عملها وعلقها كما سبق فمن اعتقد أنها تنفع بذاتها فشرك أكبر وإلا فأصغر لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) صححه الألبانى، وأما إذا تضمنت شركا صريحا كدعاء الجن أو الصالحين فهى شرك – وإذا ثبت أنه يعمل التمائم الشركية فيجب إقامة الحجة عليه قبل تكفيره من قبل أهل العلم، فإذا لم يثبت كفره فالصلاة خلفه صحيحة والأحوط فى حالة كون التمائم مجهولة أو شركية أن تصلى فرادى إن لم تتمكنوا من الجماعة الثانية وأما إذا ثبتت الردة فالصلاة خلفه باطلة.
-فتوى الشيخ عبد الكريم الخضير (موقع الشيخ)
السؤال: يوجد في قريتنا مسجد واحد كثيراً ما يصلي بالناس إمام معين من طرف الحكومة ويكتب التمائم بغير القرآن ويكتبها بالطلاسم، فما حكم الصلاة خلفه؛ علماً أنه يوجد مسجد واحد فقط في القرية؟ وما حكم الصلاة في البيت إذا وجد مثل هذا الإمام؟ وهل تجوز الصلاة قبله أو بعده في المسجد منفرداً؟ وهل تجوز الصلاة في نفس الوقت بمعنى أنه هو يصلي بالناس وأنت تنعزل وتصلي وحدك؟
الجواب:
إذا كان الوضع كما ذكرت وهو كتابة التمائم بالطلاسم فلا تجوز الصلاة خلفه، وإذا لم يوجد مسجد آخر فيجتمع أكثر من واحد لأداء الجماعة لوجوبها إن تعذر إيجاد مسجد آخر ولو في البيت، أما الصلاة في المسجد قبله أو بعده منفرداً فالغالب أنها تؤدي إلى شقاق ونزاع وتجر إلى مفاسد فيترك حينئذ ويبحث عن مكان آخر، وكذلك الصلاة منفرداً أثناء صلاة هذا الإمام تفضي إلى مفاسد.
-الشيخ عزيز العنزي (موقع الشيخ)
السؤال
شيخنا الفاضل ما حكم الصلاة خلف من يفعل بعض الأعمال السحرية مثل التمائم علما بأننا في قرية فيها مسجدان هذا المسجد ومسجد آخر ولكننا نخاف من الفتنة إذا صلينا في المسجد الآخر
الجواب
فإن كان امام المسجد يكتب التمائم من القرآن والأدعية المشروعة، فتجوز الصلاة خلفه، والواجب إخباره بأنه لا ينبغي له أن يكتبها؛ لأنه لا يجوز تعليقها، وأما إذا كان يكتب التمائم المشتملة على أمور شركية فلا تجوز الصلاة خلفه والواجب الإنكار عليه وتبيين أن هذا من الشرك.
وأهل العلم يراعون مسألة الفتنة في مثل هذه الحالات، فإن كان يترتب على ترك الصلاة خلفه قتنة (متحققة أو يغلب على ظنكم) فصلوها في وقتها، ولا تتركوا الجماعة خلفه.
هذه بعض الفتاوى أسأل الله أني أكون قد وفقت
كما أود أن أنبه على فتوى للشيخ محمد الكردي لاخبير في الموسوعة الفقهية الكويتية
جاء فيها ما يلي
السؤال
هل يجوزأن نصلي خلف إمام يكتب التمائم؟ وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا استوفت الصلاة شروطها وأركانها صحت كائناً من كان الإمام، إلا السكران فلا تصح إمامته ولا صلاته، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) (النساء:43) ولكن تكره الصلاة خلف عاص أو مبتدع.
والله تعالى أعلم.
لا شك في هذه الفتوى من التعميم الخاطئ حيث أن الكافر إذا أتم أركان و شروط الصلاة لا تصح الصلاة خلفه, و كان أولى بالشيخ أن يفصل بين التمائم الشركية و غيرها في الإجابة و الله أعلم.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/350)
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:32 ص]ـ
وأنا أقول قبل كل شيء لاتسموه عراف، اسمه مشعوذ أو دجال.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 09, 11:55 ص]ـ
وأنا أقول قبل كل شيء لاتسموه عراف، اسمه مشعوذ أو دجال.
لمه؟!
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرَّافاً ....... ) الحديث
فما وجه إنكار هذه التسمية وقد نطق بها سيد الأولين والآخرين؟!
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:41 م]ـ
حدثني أحد الإخوة المصريين أن رأي الشيخ عمر عبد الرحمن أيام ما كان دكتورًا في جامعة أسيوط
أنه حضر أحد اللقاءات وسئل بنحو سؤال الأخ وكان مضمون السؤال: تغيب الإمام الراتب عن صلاة المغرب في شهر رمضان لأنه غير ملزم بها أصلاً، وفي المسجد أحد الذين يعملون الأحجبة ويتقاضى على ذلك أجرًا وهو مشهور بذلك وهو يتقدم للإمامة ما دام الراتب غير موجود.
فما رأي فضيلتكم ماذا نفعل؟ فإن شابًا متدينًا سبقه وقدمه أحد المصلين فصلى بالنس الشاب وقامت عليه بعد ذلك قيامة الأزهريين، وطلعوا عليه كلامًا بأنه ضرب العراف، وحقيقة هو لم يفعل شيئًا إلا أنه تقدم.
فكان جواب الشيخ عمر، وكان ساعتها دكتور في جامعة الأزهر على ذلك العراف، قال: اضربوه بالبلغة.
والبلغة هي الحذاء القديم البالي.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:01 م]ـ
أخي أبا معاذ جزاك الله خيرا و نفع الله بك و زادك حرصا على إفادة إخوانك
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[29 - 03 - 09, 05:55 م]ـ
لم؟!
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرَّافاً ....... ) الحديث
فما وجه إنكار هذه التسمية وقد نطق بها سيد الأولين والآخرين؟!
جزاكم الله خيرًا، والله تاه عني حديث النبي صلى الله عليه وسلم فحسبت أنه لايسمي عرّافًا!
والحمد لله أن هناك من يصحح.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 06:59 ص]ـ
وإياكم .. وفقنا الله وإياكم
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 07:09 ص]ـ
أخي أبا معاذ جزاك الله خيرا و نفع الله بك و زادك حرصا على إفادة إخوانك
و إياك أخي الكريم
نحن في خدمة إخواننا المسلمين
ـ[عبد العزيز التونسي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:01 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ونفع بعلمكم مشكورين وجازاكم الله كل خير.(54/351)
الموافاة بين أهل السنة والأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:41 م]ـ
الموافاة بين أهل السنة والأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من المسائل التي ترتبت على إنكار قيام الصفات الاختيارية بالله سبحانه وتعالى وتجددها القول بالموافاة وأن الله لم يزل ساخطا على من علم منه الموت على الكفر وإن كان قبل ذلك مؤمنا ولم يزل راضيا على من علم موته مؤمنا وإن كان قبل ذلك كافرا.
معنى الموافاة
قال أبو محمد بن حزم: اختلف المتكلمون في معنى عبروا عنه بلفظ الموافاة وهم أنهم قالوا في إنسان مؤمن صالح مجتهد في العبادة ثم مات مرتدا كافرا وآخر كافر متمردا وفاسق ثم مات مسلما نائبا كيف كان حكم كل واحد منهما قبل أن ينتقل إلى ما مات عليه عند الله تعالى فذهب هشام ابن عمرو والفوطي وجميع الأشعرية إلى أن الله عز و جل لم يزل راضيا عن الذي مات مسلما تائبا ولم يزل ساخط على الذي مات كافرا أو فاسقا واحتجوا في ذلك بأن الله عز و جل لا يتغير علمه ولا يرضى ما سخط ولا يسخط ما رضي وقالت الأشعرية الرضا من الله عز و جل لا يتغير منه تعالى صفات الذات لا يزولان ولا يتغيران.
الفصل في الملل (4|50)
القول الراجح في المسألة
قال شيخ الإسلام: وهذا النزاع فى قوله قل يا أيها الكافرون هل هو خطاب لجنس الكفار كما قاله الأكثرون أو لمن علم أنه يموت كافرا كما قاله بعضهم يتعلق بمسمى الكافر و مسمى المؤمن فطائفة تقول هذا إنما يتنا من وافى القيامة بالإيمان فاسم المؤمن عندهم إنما هو لمن مات مؤمنا فأما من آمن ثم ارتد فذاك ليس عندهم بإيمان و هذا إختيار الأشعري و طائفة من أصحاب أحمد و غيرهم و هكذا يقال الكافر من مات كافرا.
و هؤلاء يقولون إن حب الله و بغضه و رضاه و سخطه و ولايته و عداوته إنما يتعلق بالموافاة فقط فالله يحب من علم أنه يموت مؤمنا و يرضى عنه و يواليه بحب قديم و موالاة قديمة و يقولون إن عمر حال كفره كان و ليا لله
و هذا القول معروف عن ابن كلاب و من تبعه كالأشعرى و غيره.
و أكثر الطوائف يخالفونه في هذا فيقولون بل قد يكون الرجل عدوا لله ثم يصير و ليا لله و يكون الله يبغضه ثم يحبه و هذا مذهب الفقهاء و العامة و هو قول المعتزلة و الكرامية و الحنفية قاطبة و قدماء المالكية و الشافعية و الحنبلية
و على هذا يدل القرآن كقوله {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} {و إن تشكروا يرضه لكم} و قوله {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا} فوصفهم بكفر بعد إيمان و إيمان بعد كفر و أخبر عن الذين كفروا أنهم كفار و أنهم {إن انتهوا يغفر لهم ما قد سلف} و قال {فلما آسفونا انتقمنا منهم} و قال {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}
و فى الصحيحين فى حديث الشفاعة:تقول الأنبياء إن ربى قد غضب غضبا لم يغضب قبله مثله و لن يغضب بعده مثله.
مجموع الفتاوى (16|583)
وقال ابن حزم: وذهب سائر المسلمين إلى أن الله عز و جل كان ساخطا على الكافر والفاسق ثم رضي الله عنهما إذا أسلم الكافر وتاب الفاسق وأنه كان تعالى راضيا عن المسلم وعن الصالح ثم سخط عليهما إذا كفر المسلم وفسق الصالح.
الفصل في الملل (4|50)
الرد على الأشاعرة
قال أبو محمد: احتجاج الأشعريه هاهنا هو احتجاج اليهود في إبطال النسخ ولا فرق ونحن نبين بطلان احتجاجهم وبطلان قولهم وبالله تعالى التوفيق فنقول وبالله عز و جل نتأيد أما قولهم عن علم الله عز و جل لا يتغير فصحيح ولكن معلوماته تتغير ولم نقل أن علمه يتغير ومعاذ الله من هذا ولم يزل علمه تعالى واحدا يعلم كل شيء على تصرفه في جميع حالاته فلم يزل يعلم أن زيدا سيكون صغيرا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ثم ميتا ثم مبعوثا ثم في الجنة أو في النار ولم يزل يعلم أنه سيؤمن ثم يكفر أو أنه يكفر ثم يؤمن أو أنه يكفر ولا يؤمن أو أنه يؤمن ولا يكفر وكذلك القول في الفسق والصلاح ومعلوماته تعالى في ذلك متغيرة مختلفة ومن كابر هذا فقد كابر العيان والمشاهدات وأما قولهم أن الله تعالى لا يسخط ما رضي ولا يرضى ما سخط فباطل وكذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/352)
بل قد أمر الله تعالى اليهود بصيانة السبت وتحريم الشحوم ورضي لهم ذلك وسخط منهم خلافه وكذلك أحل لنا الخمر ولم يلزمنا الصلاة ولا الصوم برهة من زمن الإسلام ورضي لنا شرب الخمر وأكل رمضان والبقاء بلا صلاة وسخط تعالى بلا شك المبادرة بتحريم ذلك كما قال تعالى ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه ثم فرض علينا الصلاة والصوم وحرم علينا الخمر فسخط لنا ترك الصلاة وأكل رمضان وشرب الخمر ورضي لنا خلاف ذلك , وهذا لا ينكره مسلم ولم يزل الله تعالى عليما أنه سيحل ما كان أحل من ذلك مدة كذا وأنه سيرضى منه ثم أنه سيحرمه ويسخطه وأنه سيحرم ما حرم من ذلك ويسخطه مدة ثم أنه يحله ويرضاه كما علم عز و جل أنه سيحي من أحياه مدة كذا وأنه يعز من أعزه مدة ثم يذله وهكذا جميع ما في العالم من آثار صنعته عز و جل لا يخفى ذلك على من له أدنى حس وهكذا المؤمن يموت مرتدا والكافر يموت مسلما فإن الله تعالى لم يزل يعلم أنه سيسخطه فعل الكافر ما دام كافرا ثم أنه يرضى عنه إذا أسلم وأن الله تعالى لم يزل يعلم أنه يرضى عن أفعال المسلم وأفعال البر ثم أنه يسخط أفعاله إذا ارتد أو فسق ونص القرآن يشهد بذلك قال تعالى {ولا يرضى لعباده الكفر وأن تشكروا يرضه لكم} فصح يقينا أن الله تعالى يرضى الشكر ممن شكره فيما شكره ولا يرضى الكفر ممن كفر إذا كفر متى كفر كيف كان انتقال هذه الأحوال من الإنسان الواحد وقوله تعالى {ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم} فالبضرورة يدري كل ذي حس سليم أن لا يمكن أن يحبط عمل إلا وقد كان غير حابط ومن المحال أن يحبط عمل لم يكن محسوبا قط فصح أن عمل المؤمن الذي ارتد ثم مات كافر أنه كان محسوبا ثم حبط إذا ارتد وكذلك قال تعالى {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} فصح أنه لا يمحو إلا ما كان قد كتبه ومن المحال أن يمحي ما لم يكن مكتوبا وهذا بطلان قولهم يقينا ولله الحمد وكذلك نص قوله تعالى {أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فهذا نص قولنا وبطلان قولهم لأن الله تعالى سمى أفعالهم الماضية سيئات والسيئات مذمومة عنده تعالى بلا شك ثم أخبر تعالى أنه أحالها وبدلها حسنات مرضية فمن أنكر هذا فهو مكذب لله تعالى والله تعالى مكذب له وكذلك قال الله تعالى أنه سخط أكل آدم من الشجرة وذهاب يونس مغاضبا ثم أخبر عز و جل أنه تاب عليهما واجتبى يونس بعد أن لامه ولا يشك كل ذي عقل أن اللائمة غير الاجتباء.
الفصل في الملل (4|50)(54/353)
الإمكان الذهني والإمكان الخارجي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 03:42 م]ـ
الإمكان الذهني والإمكان الخارجي
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
قال شيخ الإسلام: فإن الإمكان يستعمل على وجهين:
1 - إمكان ذهني
2 - وإمكان خارجي
فالإمكان الذهني أن يعرض الشيء على الذهن فلا يعلم امتناعه بل يقول يمكن هذا لا لعلمه بإمكانه بل لعدم علمه بامتناعه مع أن ذاك الشيء قد يكون ممتنعا في الخارج.
وأما الإمكان الخارجي فأن يعلم إمكان الشيء في الخارج وهذا يكون بأن يعلم وجوده في الخارج أو وجود نظيره أو وجود ما هو أبعد عن الوجود منه فإذا كان الأبعد عن قبول الوجود موجودا ممكن الوجود فالأقرب إلى الوجود منه أولى.
الرد على المنطقيين (318)
فملخص الفرق بين الإمكان الذهني و الإمكان الخارجي هو: أن الإمكان الذهني عدمي، حقيقته عدم العلم بالاستحالة و أما الإمكان الخارجي فهو وجودي راجع إلى وقوع عين الشيء أو وجود نظيره أو وجود ما هو أولى منه.
فساد إثبات الإمكان الخارجي بمجرد عدم العلم بالامتناع
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن الإمكان الخارجي يعرف بالوجود لا بمجرد عدم العلم بالامتناع كما يقوله طائفة منهم الآمدى إذا أرادوا واثبات إمكان أمر قالوا لو قدرنا هذا لم يلزم منه ممتنع فأن هذه القضية الشرطية غير معلومة فإن كونه لا يلزم منه محذور ليس معلوما بالبديهة ولا أقام عليه دليلا نظريا.
وأبعد من إثباته الإمكان الخارجي بالإمكان الذهني ما يسلكه طائفة من المتفلسفة والمتكلمة كابن سينا والرازي وغيرهما في إثبات الإمكان الخارجي بمجرد إمكان تصوره في الذهن كما أن ابن سينا وأتباعه لما أداروا إثبات موجود في الخارج معقول لا يكون محسوسا بحال استدلوا على ذلك بتصور الإنسان الكلي المطلق المتناول للأفراد الموجودة في الخارج وهذا إنما يفيد إمكان وجود هذه المعقولات في الذهن فإن الكلي لا يوجد كليا إلا في الذهن وهذا ليس مورد النزاع وإنما النزاع في إمكان وجود مثل هذا المعقول في الخارج وليس كل ما تصوره الذهن يكون موجودا في الخارج كما يتصور الذهن فأن الذهن يتصور ما يمتنع وجوده في الخارج كما يتصور الجمع بين النقيضين والضدين.
وقد تبعه الرازي على الاستدلال بهذا واستدل هو غيره على إمكان ذلك بأن قال يمكن أن يقال الموجود إما أن يكون مجانبا لغيره و إما أن يكون مباينا لغيره و إما أن لا يكون لا مجانبا لا مباينا فظنوا أنه بإمكان هذا التقسيم العقلى يستدل على إمكان وجود كل من الأقسام في الخارج وهذا غلط؛ فإن هذا التقسيم كقول القائل الموجود إما أن يكون واجبا و إما أن يكون ممكنا وإما أن لا يكون واجبا ولا ممكنا وإما أن يكون قديما وإما أن يكون محدثا وإما أن لا يكون قديما ولا محدثا وإما أن يكون قائما بنفسه وإما أن يكون قائما بغيره وإما أن لا يكون قائما بنفسه ولا بغيره ,وأمثال ذلك من التقسيمات التي يقدرها الذهن ومعلوم أن هذا لا يدل على إمكان وجود موجود لا واجب ولا ممكن ولا قديم ولا حادث ولا قائم بنفسه ولا بغيره وكذلك ما تقدم فأين طرق هؤلاء في إثبات الإمكان الخارجي من طريقة القران.
الرد على المنطقيين (322)
وقال شيخ الإسلام: ومن قال إن الشيء ممكن فهذا يعنى به شيئان يعني به الإمكان الذهني والإمكان الخارجي فالإمكان الذهني هو عدم العلم بالامتناع وهذا ليس فيه إلا عدم العلم بالامتناع وعدم العلم بالامتناع غير العلم بالإمكان فكل من لم يعلم امتناع شيء كان عنده ممكنا بهذا الاعتبار لكن هذا ليس بعلم بإمكانه ومن استدل على إمكان الشيء بأنه لو قدر لم يلزم منه محال من غير بيان انتفاء لزوم كل محال كما يفعله طائفة من أهل الكلام كالآمدي ونحوه لم يكن فيما ذكره إلا مجرد الدعوى وأما الثاني وهو العلم بإمكان الشيء في الخارج فهذا يعلم بأن يعلم وجوده أو وجود نظيره أو وجود ما هو أقرب إلى الامتناع منه فإذا كان حمل البعير للقنطار ممكنا كان حمله لتسعين رطلا أولى بالإمكان وبهذه الطريقة يبين الله في القرآن إمكان ما يريد بيان إمكانه كإحياء الموتى والمعاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/354)
فإنه يبين ذلك تارة ببيان وقوعه كما أخبر أن قوم موسى قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ثم بعثهم الله من بعد موتهم لعلهم يشكرون وكما أخبر عن المقتول الذي ضربوه بالبقرة فأحياه الله كما قال ...
والمقصود أن قول القائل هذا ممكن لا يحتاج إلى دليل لا يكفي في العلم بإمكانه عدم العلم بامتناعه والله سبحانه على كل شيء قدير والممتنع ليس بشيء باتفاق العقلاء وكل ما خلقه الله فلا بد أن يخلق لوازمه ويمتنع أضداده وإلا فيمتنع وجود الملزوم دون اللازم ويمتنع اجتماع الضدين وليس للعباد اطلاع على لوازم كل مخلوق ولا أضداده المنافية لوجوده فالجزم بإمكان وجوده بدون العلم بلوازمه وإمكانها وأضدادها وانتفائها جهل والله سبحانه قادر على تغيير ما شاءه من العالم وهو يشق السموات ويسير الجبال ويبسها بسا فيجعلها هباء منبثا إلى أمثال ذلك مما أخبر الله به كما يخلق سائر ما يخلقه بما ييسره من الأسباب.
الجواب الصحيح (6|404)
من المسائل التي ترتبت على الخلط بين الإمكان الذهني والخارجي
1 - القول بإمكان وجود موجود خال عن أي وصف ثبوتي أو سلبي؛ وهذا عند التحقيق لا يتعدى الذهن ولا حقيقة له في الخارج.
قال شيخ الإسلام: وقد علم بالاضطرار امتناع خلو الجواهر عن الأعراض وهو امتناع خلو الأعيان والذات من الصفات وذلك بمنزلة أن يقدر المقدر جسما لا متحركا ولا ساكنا ولا حيا ولا ميتا ولا مستديرا ولا ذا جوانب ولهذا أطبق العقلاء من أهل الكلام والفلسفة وغيرهم على إنكار زعم تجويز وجود جوهر خال عن جميع الأعراض وهو الذي يحكي عن قدماء الفلاسفة من تجويز وجود مادة خالية عن جميع الصور ويذكر هذا عن شيعة أفلاطون وقد رد ذلك عليهم أرسطو وأتباعه وقد بسطنا الكلام في الرد على هؤلاء في غير هذا الموضع وبينا أن ما يدعيه شيعة أفلاطون من إثبات مادة في الخارج خالية عن جميع الصور ومن إثبات خلاء موجود غير الأجسام وصفاتها من إثبات المثل الأفلاطونية وهو إثبات حقائق كلية خارجة عن الذهن غير مقارنة للأعيان الموجودة المعينة فظنوها ثابتة في الخارج عن أذهانهم كما ظن قدماؤهم الفيثاغورية أن العدد أمر موجود في الخارج بل وما ظنه أرسطو وشيعته من إثبات مادة في الخارج مغايرة للجسم المحسوس وصفاته وإثبات ماهيات كلية للأعيان مقارنة لأشخاصها في الخارج هو أيضا من باب الخيال حيث اشتبه عليه ما في الذهن بما في الخارج وفرق بين الوجود والماهية في الخارج.
الأصفهانية (104)
2 - أن المعدوم شيء وهذا خلاف المحسوس والمعلوم إذ المعدوم في الحقيقة لاشيء.
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء بنوا قولهم على أصلين فاسدين:
أحدهما أن أعيان الممكنات ثابتة في العدم كقول من يقول من أهل الكلام إن المعدوم شيء ثابت في العدم وهذا القول فاسد عند جماهير العقلاء.
وإنما حقيقة الأمر أن المعدوم يراد إيجاده ويتصور ويخبر به ويكتب قبل وجوده فله وجود في العلم والقول والخط وأما في الخارج فلا وجود له.
الجواب الصحيح (4|300)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 05:16 م]ـ
بارك الله فيك، فوائد طيبة كعادتك!
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 03 - 09, 05:35 م]ـ
أحسن الله إليك.
ولدي مثال آخر:
وهو الممكنات التي جوزها الأشعرية على رب البرية في أفعاله، فلو نظرنا فيها وجدنا أنها في الخارج ممتنعة مستحيلة عليه تعالى.
فقالوا: يجوز لله تعالى أن لا يخلق الخلق، وإذا خلق فلم يكن ذلك واجباً عليه، وإذا خلقهم فله أن لا يكلفهم، وإذا كلفهم فلم يكن ذلك واجباً عليه!.
وقالوا: ندعي أن الله تعالى إذا كلف العباد فأطاعوه لم يجب عليه الثواب، بل إن شاء أثابهم وإن شاء عاقبهم وإن شاء أعدمهم ولم يحشرهم، ولا يبالي لو غفر لجميع الكافرين وعاقب جميع المؤمنين، ولا يستحيل ذلك في نفسه ولا يناقض صفة من صفات الإلهية!.
وقالوا: إن لله تعالى أن يكلف العباد ما يطيقونه وما لا يطيقونه!
وقالوا: بعثة الأنبياء جائز، وليس بمحال ولا واجب!
قال شيخ الإسلام في النبوات (2/ 911 - 915): " والتحقيق أن الرب يخلق بمشيئته وقدرته، وهو موجب لكل ما يخلقه بمشيئته وقدرته، ليس مُوجباً بمجرد الذات، ولا موجباً بمعنى أن موجبه يقارنه، فإن هذا ممتنع، فهذان معنيان باطلان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/355)
وهو قادر يفعل بمشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فما شاءه وجب كونه، وما لم يشأه امتنع كونه، ولهذا قال كثير من النظار: إن الارادة موجبة للمراد.
وعلى هذا: فقولنا: يجوز أن يكون، ويجوز أن لا يكون؛ إنما هو جواز الشيء بمعنى الشكِّ في أيهما هو الواقع، وإلا ففي نفس الأمرِ أحدُهُما هو الواقع، ليس في نفس الأمر ظنياً مُتردِّداً بين الوقوع وعدم الوقوع.
والإمكانُ الذِّهنيُّ قد يرادُ به عدم العلم بالامتناع، وقد يراد به الشكُّ في الواقع، وكلا النوعين عدمُ علمٍ.
والإمكان الخارجي يراد به أن وجوده في الخارج ممكنٌ لا ممتنع،كولادة النساء ونبات الارض.
وأما الجزم بالوقوع وعدمه فيحتاج الى دليل، وفي نفس الأمر ما ثم إلا ما يقع أو لا يقع، والواقع لا بد من وقوعه، ووقوعه واجبٌ لازم، وما لا يقع فوقوعه ممتنعٌ، لكن واجب بغيره، وممتنع لغيره.
وهو واجب من جهات:
من جهة علم الرب من وجهين، ومن جهة إرادته من وجهين، ومن جهة كلامه من وجهين، ومن جهة كتابته من وجهين، ومن جهة رحمته، ومن جهة عدله.
أما علمه: فما علم أنَّهُ سيكون فلا بد أن يكون، وما علم أنه لا يكون فلا يكون.
وهذا مما يعترف به جميع الطوائف، إلا من ينكر العلم السابق كغلاة القدرية الذين تبرأ منهم الصحابة.
ومن جهة أنه يعلم ما في ذلك الفعل من الحكمة، فيدعوه علمه إلى فعله، أو ما فيه من الفساد؛ فيدعوه إلى تركه، وهذا يعرفه من يُقرُّ بأنَّ العلم داع، ومن يقر بالحكمة.
ومن جهة إرادته: فإنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
ومن جهة حكمته: وهي الغاية المرادة لنفسها، التي يفعل لأجلها، فإذا كان مُريداً للغاية المطلوبة لزم أن يريد ما يُوجِبُ حصولها.
ومن جهة كلامه من وجهين: من جهة أنه اخبر به، وخبره مطابق لعلمه.
ومن جهة أنه أوجبه على نفسه، وأقسم ليفعلنه، وهذا من جهة إيجابه على نفسه والتزامه أن يفعله.
ومن جهة كتابته إياه في اللوح، وهو يكتب ما علم أن سيكون وقد يكتب إيجابه والتزامه، كما قال: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي وقال كتب ربكم على نفسه الرحمة
فهذه عشرة أوجه تقتضي الجزم بوقوع ما سيكون، وأن ذلك واجب حتم لا بد منه.
فما في نفس الأمر جواز يستوي فيه الطرفان؛ الوجود والعدم، وإنما هذا في ذهن الإنسان لعدم علمه بما هو الواقع.
ثم من علم بعض تلك الأسباب علم الواقع، فتارة يعلم لأنه أخبر بعلمه، وهو ما أخبرت الأنبياء بوقوعه كالقيامة والجزاء، وتارة يعلم من جهة المشيئة، لأنه جرت به سنته الشاملة التي لا تتبدل، وتارة يعلم من جهة حكمته، كما قد بسط في غير هذا الموضع.
والحكمة والعدل والرحمة والعادة تعلم بالعقل، كما قد عرف من حكمة الرب وعدله وسنته،ويستدل بذلك على العلم والخبر والكتاب، كما أن العلم والخبر والكتاب، يُعلم بإخبار الأنبياء ويستدل بذلك على العدل والحكمة والرحمة.
والجهمية المجبرة لا تجزم بثبوت ولا انتفاء إلا من جهة الخبر أو العادة، إذ كانوا لا يثبتون الحكمة والعدل والرحمة في الحقيقة، كما قد بسط في غير موضع.
وحكي عن الجهم أنه كان يخرج فينظر الجذمي ثم يقول: " أرحم الراحمين يفعل هذا! " يقول: " إنه يفعل لمحض المشيئة، ولو كان يفعل بالرحمة لما فعل هذا! ".
وهذا من جهله، لم يعرف ما في الابتلاء من الحكمة والرحمة والمصلحة ".
لكن ينبغي أيضاً أن لا يغلط على الأشعرية، ويعلم أن هذه الممكنات عندهم ليست إلا ممكنات ذهنية غير واقعة.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 08:58 م]ـ
الإخوة الكرام عمرو بسيوني وأبو الحسنات جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 07 - 09, 12:11 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:54 م]ـ
مقال حسن يرفع
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 06 - 10, 01:04 م]ـ
وهذا ينقض ما أصله الرازي في أساسه من المقدمات الكفرية العشر، التي تجعل إلهه موجودا ذهنيا، تعالى الله ربنا عن ذلك ...(54/356)
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[27 - 03 - 09, 10:00 م]ـ
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
تهنئة الكفار بعيد (الكريسميس) أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل الذمة، حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يُهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من الكفر فهو من المحرّمات، وهو بمنزلة أن تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشدّ مَقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبد بمعصية أو بدعة أو كُفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه. انتهى كلامه - رحمه الله -.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورِضىً به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، كما قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ). وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ": مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء. انتهى كلامه - رحمه الله -.
ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المُداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم.
والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم. إنه قويٌّ عزيز.(54/357)
من يدلني على تقسيم ابن عباس للتوحيد؟
ـ[بلال الرشيدي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من يدلني على المكان والموضوع الذي قال فيه فسم فيه الصحابي الجليل ابن عباس التوحيد لثلاثة أقسام
خلافا لمن يظن أن أول من قسم التوحيد ثلاث أقسام هو شيخ الإسلام ابن تيمية
جزيتم الخير ووقيتم الضير
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 03 - 09, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك يا أخي ترجع إلى كتب التفسير عند قوله تعالى: ? وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ? [يوسف: 106]
تجد أن ابن عباس -رضي الله عنهما- فسَّر هذه الآية، وبيَّن ما فيها من توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية، فقال ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيرها: تسألهم -أي مشركي العرب- من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون: الله، وهم يعبدون غيره، فهذا متقرر عندهم، أن هناك فرق بين توحيد الإلهية وبين توحيد الربويبة.
والله تبارك وتعالى أعلمُ
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 09:17 ص]ـ
هذا نص الاثر عن ابن عباس كما ذكره ابن كثير عند تفسير الآيه
(من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلق السموات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم مشركون به)
وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبى وقتادة والضحاك وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم
وليس فى الاثر ذكر لانواع التوحيد
والله اعلم
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 09:28 ص]ـ
هذا نص الاثر عن ابن عباس كما ذكره ابن كثير عند تفسير الآيه
(من ايمانهم انهم اذا قيل لهم من خلق السموات ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا الله وهم مشركون به)
وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبى وقتادة والضحاك وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم
وليس فى الاثر ذكر لانواع التوحيد
والله اعلم
وقد ذكر الطبرى اثر ابن عباس وكذا الآثار عن التابعين بنحو قول ابن عباس السابق ذكره
نرجو ممن هم اعلم منا وهم كُثر بالملتقى ان يخبرنا احدهم اين قسم ابن عباس او غيره انواع التوحيد الى ثلاثة
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:58 م]ـ
الأخ الفاضل
لا تهتم كثيرًا بتطلّب من قسّم التوحيد، وليكن اهتمامك بأدلة التوحيد.
فالتقسيم اصطلاحي يراد به تفهيم التوحيد للناس.
وعدم وجود من ذكر أن التوحيد أقسامٌ ثلاثةٌ من السلف لا يدلّ على عدم صحّة التقسيم، إذ مدلول التقسيم مأخوذ من أدلة الشرع المتكاثرة المتواترة، وهذا كشأن تقسيم أحكام الصلاة إلى ركن وشرط وواجب ومسنون ومكروه، وكحال تقسيم الأحكام الشرعية إلى وضعية وتكليفية، وهكذا ...
فهو وإن لم يصنّفه أحدٌ من السلف على هذا التصنيف إلاّ أن أدلة الشرع ومضمون كلام السلف يدلّ عليه.
فالخلاصة أن التقسيم يراد به التفهيم، ولو عاش العبد ومات ولم يعرف هذا التقسيم إلا أنه يؤمن بالله ربًّا وخالقًا ورازقًا، ويؤمن بصفات كماله وجلاله إيمانًا تامًّا وأنه تعالى ليس كمثله شيء، وهو مع هذا لا يعبد مع الله سواه ولا يشرك أحدًا بمولاه، لكان من أهل التوحيد بل خيرٌ ممن يعلم أقسام التوحيد ولا يؤمن أو لا يعمل بمقتضاها.
فتدبّر ذلك ينجلي عنك ما يورده أهل البدع على مسألة التقسيم، والله تعالى الموفق.
ـ[علي أبو الحسن الشمري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:25 م]ـ
بارك الله فيك الأخ الفاضل العنزي:
تقسيم التوحيد عند أهل السنة استقرائي وليس اصطلاحيا، فالقول بأنه اصطلاحي خطأ ويفتح الباب لأهل البدع.(54/358)
الشهاب الثاقب على بيان احمد الكاتب
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:00 م]ـ
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:04 م]ـ
الاخ المشرف هذه هي المرة الثالثة التي ارسل الموضوع الجديد ولااجد غير العنوان فقط(54/359)
الشهاب الثاقب على بيان احمد الكاتب
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 03:14 م]ـ
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:50 ص]ـ
??????????
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[29 - 03 - 09, 05:20 م]ـ
اخي ابا ناصر انا مثلك مندهش فقد كتبت الموضوع ثلاث مرات ولم اجد الا العنوان فعسى المشرف يجد حلا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 09, 07:21 م]ـ
الموضوع إذا كان طويلا يختفي عند إعتماده وتخرج لك الصفحة فارغة كما حصل معك
وهنا إما أن تقسم الموضوع في نفس هذه الصفحة
وإما أن ترفعه في ملف وورد
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 11:34 م]ـ
الاخ المكرم ابا زارع شكرا لهذا التوضيح
وبعجالة اشير الى هذا الرابط الذي نشر الرد مع وجود بعض الاخطاء المطبعية التي لاتخفى على اللبيب
http://www.alqadisiyya3.com/arajm13/index.php?option=com_*******&task=view&id=619&Itemid=1
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:45 م]ـ
الشهاب الثاقب
على بيان احمد الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبياء:18)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم انبيائه محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد:
فقد نشر الاستاذ اخمد الكاتب بيانه الموسوم بالبيان الشيعي الجديد.
وبعدما تاملته وامعنت النظر فيه وجدت الحاجة داعية لكتابة تنقيدات سريعة تكشف مافيه من الاباطيل وتفنيد افكار يبثها الرجل هنا وهناك في الفضائيات من دون زمام ولا خطام مدعيا انه مجدد لدين الشيعة متبرئ من عقائدهم الزائفة، ولكننا وجدناه في ذات الوقت متمسكا بتعظيم علماء طائفته معتذرا عنهم في الوقت الذي يريد اقناع الامة الاسلامية ان الشيعة قد تخلوا عن عقائدهم الزائفة واكتشفوا ان تراثهم الذي امتلات به الاف المجلدات هو عبارة عن اكاذيب 99%منه اباطيل ملفقة ويصور الامر لنا بصورة مشوقة حتى كاننا نرى حاويات الازبال وقد امتلات بطونها بالكتب الصفراء والسوداء ستحرق في مشهد تجديدي فريد او تلقى في البحار او تسجر بها النار، ولعل بعض الاغرار ممن تهش نفوسهم لمثل هذه الاخبار يصدقون بهذه المسرحيات التي تعودنا سماعها من دعاة التشيع وهم يتبادلون الادوار فيما بينهم للتغرير بهذه الامة الكبيرة ومحاولة اختراقها بشتى الوسائل والمكائد ولكن كيدهم في هباء وما تزال طائفة من امة محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الدين ظاهرة ومؤيدة ومنصورة كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال احمد بن حنبل في مقدمة كتابه في الرد على الزنادقة:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم. ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين.
واني اذ احذر من مثل هذه الدعوات اقول للذين يقولون في انفسهم لعل الرجل يكون صادقا هذه المرة مايلي:
اولا: ليعلم ان هذه الكتابات لاتروج الا في الاوساط السنية وان الشيعة في حماية منها لانهم يقولون هذا الرجل يدعو الى التشيع عن طريق التقية والسياسة فيعذرونه اذا انتقد مذهبهم بهذا التفسير.
ثانيا: ان الرجل لحد هذه اللحظة لم يعلن براءته من ائمة التشيع والزنادقة الذين روجو هذا المعتقد من الكليني والمفيد والطبرسي وامثالهم من المتقدمين، وفي عصرنا الحميني وخامنئي والسيستاني بل يصفهم بالايات ويعظم اقوالهم واراءهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/360)
ثالثا: ان رسالته الاخيرة للقرضاوي تكشف حقيقة مكائده وتدسسه لاختراق مصر العربية السنية بالفكر الشيعي الفارسي ومحاولة خلق اجواء تهادنية لكي ينتشر التشيع في بلد الامام مالك والشافعي وابي حنيفة والليث ابن سعد وابن دقيق العيد والعز ابن عبد السلام وصلاح الدين الايوبي.والشيعة ما زالوا يفكرون الليل والنهار في استرجاع مصر الى حضن التشيع لانها بوابة الامة،ويلعنون صلاح الدين الايوبي صباحا مساء لارجاعه القاهرة ومصر الى عقيدة الصحابة والائمة الاربعة.
رابعا: ان المطلوب منه اثبات صدق دعواه وذلك بالاتي:
1 - ان يتبرأ من جميع عقائد الشيعة في مجالس الشيعة ومنابرهم فقد زعم ان الديموقراطية الشيعية والحرية قد نحققت في ايران والعراق وان الانسان يستطيع ان يجاهر بارائه فان قتل فهو شهيد فان عجز في ايران والعراق فليتفضل الى مراكز التشيع في اوروبا وبريطانيا وليناقش دعاتهم هناك وليقنعهم ببطلان العقائد ولا يكتف بمخاطبة السنة فان السنة لا يستفيدون من خطابه الا مزيدا من الشك في نواياه.
2 - ان يترك هذه الطريقة الصبيانية المكشوفة التي يدعي فيها كل مرة انه لافرق بين اهل السنة والشيعة وان الفروق طفيفة وبسيطة وان الفريقين توحدوا على اساس ديموقراطي هذا الكلام الممجوج الذي يضحك الثكالى،في الوقت الذي يعيش فيه اربعة ملايين من اهل السنة خارج العراق مهددين ومهجرين من العمائم الاجرامية والفتاوى الدموية التي اطاحت بعلمائهم وشبابهم وانتهكت الاعراض واغتيل فيها الابطال من الرجال وانتهبت فيها الاموال واهلكت البلاد والعباد.
3 - ان يترك مسك العصا من الوسط فهذه ليست طريقة الصادقين ولا طلاب العلم المحققين بل عليه ان يجاهر بالبراءة من اهل مذهبه كما تبرا ابراهيم الخليل وكما تبرا محمد صلى الله عليه وسلم وكما تبرا ال البيت من الكذابين والمنافقين وهو يعرف نصوصهم في هذا الشان فان ادعى انه يتدرج في دعوة قومه الى الرشد فليترك اهل السنة و شانهم ولا يوجه الانتقادات الجاهلة المبنية على اخبار واهية ولا يلبس الحق بالباطل فان هذه اخلاق اليهود كما قال تعالى عنهم (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون).
4 - ان يترك الدفاع عن الشيعة وتاييد مظاهراتهم وخروجهم الغوغائي في السعودية والبحرين وغيرها من البلاد فان في هذه المواقف معاونة للمبتدعين الضالين وهو يزعم ان الله انعم عليه وهداه الى الحق وهذه النعمة لاتتناسب ودفاعه المستميت عن الشيعة في كل مناسبة وقد ذكر الله تعالى عن موسى انه قال: (رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين).والاستاذ احمد الكاتب ما زال حتى اللحظة ظهيرا للمجرمين الذين حرفوا الدين وناصبوا اولياء الله من الصحابة العداء وهذا لا يتناسب ونعمة الهداية التي يدعيها.
هذا، واما التنقيدات فقد آثرت ان تكون كلمات الكاتب بلون والتنقيدات عليه بلون وتركت ما لا فائدة في التعليق عليه بالاسود.
البيان الشيعي الجديد
بقلم أحمد الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ". هود 88
صدق الله العلي العظيم
قال البيان:
لقد آن للمسلمين أن يتحدوا ويتحرروا من خلافات الماضي
قلت: الواجب ان يقول لقد آن للشيعة ان يراجعوا اصولهم وعقائدهم ويتحرروا من خرافات المذهب ويلتزموا كتاب الله وسنة رسوله ويتبرؤوا من الاصول والعقائد الضالة ثم يعودوا للاتحاد بامة محمد صلى الله عليه وسلم التي ناصبوها العداء
قال: وأن ينهضوا جميعا لبناء حاضرهم ومستقبلهم على أسس جديدة من العدل والشورى والعلم والإيمان.
قلت: لسنا محتاجين الى اسس جديدة من العدل والشورى .. الخ وقد شرفنا الله تعالى بالقران فقال) لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم) وقال سبحانه: (ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون) وقال على لسان نبيه: (وامرت لاعدل بينكم) وقال: (ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا خير لكم) وقال سبحانه: (وشاورهم في الامر) وقال: (وامرهم شورى بينهم) .. الخ الايات الكريمات التي تمثل دستورا متينا للعدل والشورى والعلم والايمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/361)
قال: فإن الصراعات التاريخية المشحونة بالظلم والاستبداد والجهل، قد مزقت المسلمين الى طوائف متناحرة وولدت نظريات ما أنزل الله بها من سلطان.
قلت: هنا لابد من طرح السؤال الاتي: هل الصراعات هي التي ولدت النظريات ام ال النظريات هي التي ولدت الصراعات؟ وعند التحقيق نجد ان النظريات والعقائد المحدثة هي التي تولد الصراعات وليس العكس فنظرية الخوارج هي التي ولدت صراعهم ضد الامة ونظرية الشيعة في الامامة هي التي ولدت صراعاتهم ضد الامة طيلة القرون الماضية ولو ان الحوارج لم يبتكروا نظريتهم لم يحرجوا ولو ان الشيعة لم يبتكروا عقائدهم الزائفة لم يخرجوا على الامة ويناصبوها العداء وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)
قال البيان: ورغم أن المسلمين قد تجاوزوا كثيرا من صراعات الماضي إلا أنهم – مع الأسف الشديد – لا يزالون يعيشون بعض آثارها السلبية الى اليوم.
قلنا: هذا تبسيط للواقع ولا يصلح ان يكون منطلقا للتغيير فالصراع اليوم على اشده وما يجري في الواقع العراقي والافغاني والباكستاني والهندي والسعودي والبحريني واليمني واللبناني خير دليل على ما نقول والذي اجج هذا الصراع هو ظهور دولة الشيعة في ايران ولم يكن الصراع الطائفي موجودا قبل ظهور هذه الدولة الخبيثة، وكذلك ما حصل في التاريخ البعيد من ظهور الدولة العبيدية في مصر وشمال افريقيا، والدولة البويهية في فارس والعراق،والدولة الصفوية، فكلما ظهرت للشيعة دولة تاجج الصراع والقتال، وهذ لا يحتاج الى تطويل الكلام فيه وتقريره بالادلة الميدانية والتاريخية اذا انصف العاقل.
قال البيان:وهذا ما دفع مجموعة من الشباب المؤمن الى إعادة النظر في التراث الطائفي، وقراءة مذهب أهل البيت قراءة جديدة بعيدة عن النظريات الدخيلة المغالية والمتطرفة، أملا ببدء عهد جديد من الأخوة والوحدة الاسلامية القائمة على التمسك بالقرآن الكريم الذي يقول:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". آل عمران 103 ويقول: "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". الأنبياء 92
قلنا: نرحب بهذا الكلام على ان يكون واضحا وصريحا وبدون مغالطات ولا تلبيسات والا يكون الكلام موجها لاهل السنة بغرض تجميل وجه التشيع كما نتوقع وكما فعل من قبل عبد الحسين في كتابه المنتحل (المراجعات) وكما فعل المدعو حسن العلوي في كتابه (عمر) وقد صرح في احدى القنوات الفضائية معتذرا للشيعة انه اراد ان يجعلهم مقبولين في محيطهم السني،وقد نجحوا في ذلك حتى راينا المهرولين يسارعون بخفة وطيش الى قبول التشيع في محيطهم والقول بجواز التمذهب بمذهب الشيعة كما فعل شيخ الازهر الاسبق وكما فعل سليم العوا حينما افترى على ابن تيمية بقوله ان ابن تيمية في كتابه مهاج السنة لم يناقش الشيعة الاثني عشرية بل ناقش الغلاة فقط اما الشيعة اليوم فهم غير الشيعة بالامس على حد زعمه وافترائه.
قال البيان: إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي تاريخي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين، وفيما إذا كان شوريا؟ أم ملكيا وراثيا؟ أم عسكريا؟ ودينيا؟ أم مدنيا؟، وفي هذه العائلة أو تلك؟:
قلنا:
اولا: ليس هناك خلاف طائفي شيعي سني بل هناك خروج اقليات صغيرة منشقة عن الامة العظيمة الكبيرة وهذه الاقليات منها مااندثر وتلاشى كالمعتزلة ومنها ماله وجود حقيقي وان كان صغيراكالرافضة والاباضية والزيدية، ويجمع هذه الفرق الثلاثة وصف مشترك باختراعها لاصول اعتقادية جديدة ليست في كتاب الله ولافي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يعرفها اصحاب النبي بما فيهم ال بيته رضي الله عنهم اجمعين.
ثانيا: تعريفه لهذا الخلاف انه: تاريخي سياسي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/362)
هذا ليس صحيحا فالحلاف الذي جرى بين معاوية وعلي ليس من اجل دستور المسلمين بل خلاف حول اقامة حد القصاص على من قتل خليفة المسلمين الذي بويع بالاجماع وكان لسيدنا علي عذره في عدم امكان القيام بذلك لانه كان ضعيفا وكان لمعاوية عذره لانه ولي الدم قال تعالى (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) وان الذين تجراوا على مقام الخليفة لابد ان ينالوا جزاءهم العادل لقوله صلى الله عليه وسلم في الخارج على الخليفة (اقتلوه كائنا من كان) وكا نوا في جيش علي.
والخلاف الذي جرى بين الحسين ويزيد لم يكن حول الدستور بل ان الحسين رضي الله عنه كان يرى انه اولى بالخلافة من يزيد فخرج مطالبا بالخلافة لنفسه ووكل ابن عمه مسلم ابن عقيل بطلب البيعة له وهذا واضح لكل من يعرف التاريخ.ولو كان الخلاف حول شكل الدستور او مدى مشروعية خلافة يزيد ومشروعية مبايعته لكان يكتفي ببيان عدم مشورعيةالبيعة دون ان يرشح نفسه للخلافة بل يرد ذلك الى اهل الشورى من الامة كما فعل ابوه من قبل لما رد بيعة القتلةلما ارادوا مبايعته بعد ان قتلوا امير المؤمنين عثمان رض الله عنه الى الامة ورد بيعة الحسن من بعده الى الامة.
قوله: وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي.
قلت هذا ليس صحيحا ايضا: بل هو تبسيط لا يحتمل لاصل القضية. والحقيقة التاريخية التي يجب الا يغفل عنها كل محقق: ان الامر تطور بعد الفشل الذريع الذي منيت به المجموعة المناصرة للحسين بعدما قتل الحسين رضي الله عنه وقتل اصحابه وانهزم وتراجع عشرات الالاف ممن بايع مسلم بن عقيل فوقع الاحباط الشديد في النفوس فتطور هذا الاحباط والحزن الشديد الى حركة مطالبة بدم الحسين اولا وقد استغل المختار الثقفي هذا الامر ثم تطور الى عقائد جديدة واحاديث مختلقة ملفقة اخترعت من اجل اثبات استحقاق الحسين للخلافة واستحقاق ابنائه كذلك من بعده مالبث الامر ان تطور الى عقائد في الامامة والعصمة لذرية علي بن ابي طالب الاحد عشر ولغائبهم المعدوم الذي لاحقيقة له.والذي تطور فيما بعد الى تكفير الصحابة وانكار الاحاديث التي تروى عن طريقهم واختراع احاديث مكذوبة يعترف الكاتب ان 99 بالمائة منها مكذوب كما تطور الى القول بالرجعة والانتقام من كل المخالفين ابتداء من اصحاب النبي ص الى اخر من لا يعتقد بعصمة الائمة وانكار امامتهم ثم القول بنقص القران وتحريفه والاعتقاد بقران فاطمة الذي سياتي مع قائمهم المعدوم الذي لم يقم لحظة واحدة.
فوصفه للخلاف انه خلاف فقهي ديني وعاطفي فيه كثير من التبسيط والتمويه وقفز على الحقائق الدينية والتاريخية والواقعية لهذا الخلاف الذي صرح اغلب علماء الشيعة ومراجعهم بكفر المخالف لهم فاي فقه واي عاطفة هذه التي يتكلم عنها الكاتب غفر الله له.
قوله: وقد تجاوزه الزمن، وفَقَدَ مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين. ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين. وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة. بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ.
قلنا: اولا:.
هذه مغالطة مكشوفة وهي خلاف الواقع المشهود المحسوس على الاقل، كما هي خلاف الواقع المعلوم بالضرورة الحسية والعقلية، بل الخلاف خلاف عقدي من كل وجه بل ان الخلاف الفقهي لاقيمة له بالمقارنة مع الاختلاف العقدي وهذا معلوم لمن عنده ادنى معرفة باصول التشيع وعقائده فكيف بالكاتب غفر الله له.
ثانيا: قوله:
إن الخلافات الطائفية لا تتعلق بمبادئ الدين الثابتة، أو ضروريات الإسلام، وذلك لأن الإنسان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه.
قلنا:كيف تقول ذلك ومراجعكم تقول عن اصولكم في الامامة انها من ضروريات المذهب واركانه وان من لم يؤمن بها فهو خارج من الايمان؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/363)
قال: وفي الوقت الذي توجد في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها إثنان؛ توجد اجتهادات ظنية لا يجوز أن تكون سببا للاختلاف بين أثنين، وإنما هي مدعاة للحوار والنقاش. ومن تلك الأمور الخلاف بين الشيعة والسنة الذي لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس التأويلات والروايات الظنية.
ومن هنا لا نعتقد بوجود ثوابت أو ضرورات في المذاهب. إذ لا توجد نسخة واحدة رسمية متكاملة لكل مذهب.
قلنا: ان لك ان تقول عن اصول الشيعة انها ليست ضروريات وهذا رايك الذي تخالف به اجماع مراجعكم،اما نحن فنقول عن اصول الاسلام وقواعده العظمى التي حفظتها اصول اهل السنة والجماعة انها ضروريات الدين ولا يجوز الاجتهاد فيها اللهم الا بعض الفروع التي نقل الخلاف فيها عن المتقدمين لعدم وجود الدليل القاطع كرؤية النبي ص لربه في المعراج وعذاب الميت ببكاء اهله عليه .. الخ.
قال: وقد كانت بعض المذاهب عرضة للزيادة والنقصان والآراء الفردية والاجتهادات الظنية وتسرب الخرافات والأساطير، ولا يوجد أحد ملزم بتبني جميع الآراء التي كتبها الرجال السابقون بالجملة في مختلف الأبواب العقدية والفقهية والتاريخية، وإنما هو حر بانتقاء ما يريد.
وتؤكد ذلك مسيرة النقد والإصلاح المتواصلة منذ القرون الأولى، ووجود تيارات عديدة للتشيع والتسنن تتراوح بين الاعتدال والتطرف والغلو، وادعاء كل تيار أنه يمثل التشيع أو مذهب أهل البيت أو السنة الصحيحة.
قلنا: اما التشيع فقد بلغت مذاهبه العشرات وليس فيه مسيرة نقد واصلاح كما يزعم كاتب البيان بل فيه تطور باتجاه الغلو والتطرف والانحراف الخطيرالذي لم يبق من الاسلام المعروف زمن النبي ص من شيئا
واما اهل السنة فليس لهم الامذهب واحد لاتطرف ولا غلو فيه بحمد الله تعالى وهو مذهب الصحابة والتابعين والقرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية وعليه الائمة الاربعة ومئات المحدثين والفقهاء.
واما ان اردت الحوارج فهم ليسوا من اهل السنة قطعا وان اردت الاشعرية والماتريدية فهؤلاءليسوا من السنة الا فيما وافقوا فيه اهل السنة وهو معروف عند المحققين واما المعتزلة فخلافهم لاهل السنة مشهور
قال: ومن هنا كان أئمة أهل البيت يدعون إلى عدم قبول كل ما يروى عنهم أو ينسب إليهم، وعرضه على كتاب الله والنظر فيه، ورفضه إذا كان مخالفا للكتاب. وبناء على ذلك نعتقد أن مذهب أهل البيت لم يكن يختلف عن الإسلام في شيء،
قلنا: واذا كان الامر كذلك فلسنا بحاجة الى شئ يسمى مذهب اهل البيت لانه وهم فليس لهم مذهب غير الاسلام وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتطبيقات الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم والبيان حاول ان يحصر الاسلام في القران فقط وهذا اصل فاسد وهو من اثار التشيع الذي ينكر الاحاديث الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم لانهم يطعنون بهم وبرواياتهم فلينتبه.
قال كاتب البيان: وأن الاختلاف طارىء وحادث بسبب الغلاة الذين أدخلوا كثيرا من أفكارهم في تراث أهل البيت، حتى خُيِّل لبعض الناس أن ما أدخلوه من نظريات باطلة هي من صلب مذهب أهل البيت، وأنها أصبحت من الثوابت والضرورات والمسلمات، وهي ليست كذلك.
وقد انعكست تلك النظريات المغالية الباطلة على علاقة الشيعة الداخلية والخارجية، فأدت الى نشوء الاستبداد الداخلي باسم الدين، والى حدوث التوتر والصراع مع أهل السنة،
قلنا:ان اصول الشيعة الاثني عشرية كلها مبنية على الغلو من اولها الى اخرها فالقول بان الامامة المبنية على العصمة والمحصورة في اثني عشر اماما من ذرية الحسين بن علي من ضروريات المذهب او من ضروريات الدين بحيث من لايعتقد بها لايعد مؤمنا كما يجمع مراجعكم القدماء والمعاصرون على ذلك هذا ليس من الخيال كما زعمت بل هو مشهور ومدون في كل الكتب التي تكلمت عن عقائد الشيعة واذا كان الذين ادخلوها في المذهب هم غلاة في رايك فيلزم منه ان تصف الذين التزموا هذه الاصول بانهم من الغلاة وهذا الالتزام صحيح فالشيرازي وكاشف الغطاء والنوري والحميني وخامنئي ومحسن الطباطبائي والسيستاني وباقر الصدر ومراجعكم الاربعة المعاصرون كلهم من الغلاة لانهم ينادون بهذه الاصول ليلا ونهارا، وكذلك بقية الاصول المعروقة كالايمان بوجود الغائب المعدوم المسمى بالمهدي والذي ينوب عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/364)
مراجعكم كل بطريقته الخاصة فمنهم على طريقة ولاية الفقيه المطلقة ومنهم على طريقة الولاية المقيدة بتقليد الاعلم واداء الخمس اليه وفض المنازعات والله يشهد ان هذا المعدوم لاوجود له الا في اخيلة هذه المراجع التي تستغل جهل العوام الذين يقلدونهم كالانعام، وكذلك الطعن في الصحابة واعتقاد انهم ارتدوا الا اربعة والقول بالبداء وبالرجعة ورد جميع الاحاديث التي رواها اهل السنة والقول بان مفهوم السنة يتناول كلام المعصوم وفعله وتقريره تماما كما هو الاصل مع النبي ص والقول بنقيصة القران وقد اخرت ذكره مع ان مراجعكم مجمعة عليه، واما من انكر ذلك فقد انكره تقية كما تعلم فكل هذه الاصول الفاسدة ومئات الالاف من الروايات المكذوبة المروية في كتبكم كبحار الانوار وغيره تمثل بمجموعها مرتعا خصبا للغلو وهو ماعليه امة الشيعة عامتهم وخاصتهم ولا ريب انها اصول قائمة على اساس الغلو في اهل البيت واعتقاد ان لهم مزية على بقية البشر، بل ومنكم من فضلهم على الانبياء (1) وهو ماعليه جميع الشيعة بيقين و من يخرج من هذه الاصول او بعضها، فقد خرج من التشيع بل خرج من الدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهذه جملة من اقوال الخميني الهالك الذي تلقبه بالامام وتطيل الثناء عليه،والذي اسس ماتسميه انت الجمهورية الاسلامية الديموقراطية كمثال لغلوه وغلو المعاصرين من امثاله ممن لاتعوزنا الشواهد على ايراد اقوالهم لولا خوف الاطالة قال هذا المجدد لدين الشيعة في القرن العشرين:
"" إن من ضرورات مذهبناأن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل .. و قد ورد عنهم (ع) أن لنا معالله حالات لا يسعها ملك مقرب و لا نبي مرسل "".
انظرالحكومةالإسلاميةص 52.
ويقول في الائمة الاثني عشر "لا يتصور فيهمالسهو والغفلة". الحكومة الإسلامية ص 91.
و يقول " تعاليم الأئمةكتعاليم القرآن ". الحكومة الإسلامية ص 113.
و ينسب لهم صفة الألوهيةفيقول: (فإن للإمام مقاماً محموداً و خلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرته جميع ذرات الكون).
واما غلوه في المهدي المعدوم وتفضيله على ا لرسول ص في نجاحاته فيقول: "" لقد جاء الأنبياءجميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياءالذي جاء لإصلاح البشرية .. لم ينجح في ذلك و إن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهديالمنتظر "". خطابه بمناسبة ذكرى مولد المهدي في 15 شعبان 1400 هـ.
ويقول أيضاً في خطاب اخر بمناسبة ولادة الرضا 9/ 8/1984م " إني متأسف لأمرين: أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذفجر الإسلام إلى يومنا هذا، وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستقم نظامالحكم كما ينبغي "!!
وهذا تصريح منه بان النبي محمد ص كان نبيا فاشلا بل ويتهمه بعدم تبليغه الرسالة فيقول:
"واضح أن النبي لو كان قد بلغبأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت فيالبلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصولالدين وفروعه " كشف الأسرار ص 55
وعلى رايه الدين لك يكتمل لحد الان حتى يظهر المعدوم
فقال:" و بالإمامة يكتمل الدينوالتبليغ يتم ". كشف الأسرار صفحة 154
أما الأنبياء فيصفهم بالعجز فيقول: "" و نقول بأنالأنبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم و أن الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصاًيقوم بتنفيذ مسائل الأنبياء"".
والخميني يستبيح دماء اهل السنة بحجة انهم نواصب يقول: "" والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بلالظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان و وجوب إخراج خمسه"" تحرير الوسيلة (1/ 352). و يقول أيضاً: ""وأما النواصب و الخوارج لعنهما الله تعالى فهمانجسان من غير توقف""
تحريرالوسيلة–الخميني.
ويتهم الصحابة بانهم ارادوا اجتثاث الاسلام فيقول "" ولولا هذه المؤسسات الدينية الكبرىلما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي، وكانت هذهالمذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدينالحقيقي تحتل الآن مواضع الحق ""كشف الأسرار– للخميني ص 193. كما انه يكفر كل شيعي لا يكفر الصحابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/365)
قال: كما انعكست بعض النظريات السياسية السنية (الاستبدادية) سلبا على علاقتهم ببقية المسلمين.
قلنا: هذا اتهام خطير لاهل السنة بانهم يتبنون نظريات سنية استبدادية وهو اتهام باطل وياحبذا لو ذكر بعض هذه النظريات لنر هل فيها ما يتهمهم به وكيف يعلن ذلك وهو يريد الاصلاح
قال: وهذا ما دفعنا الى مراجعة تراث أهل البيت والتحقيق فيه، فوجدناه فكرا إسلاميا حرا صافيا وحدويا معقولا،
قلنا: اين وجدت هذا الفكر وفي اي الروايات التي رفعت انت والاصوليون من قبل الثقة بها الى متى هذا النفخ في القربة المخرقة.
ووجدنا إلى جانبه أو تحت طياته فكرا أسطوريا مشوبا سلبيا، منسوبا لهم بصورة تعسفية تحت دعوى "التقية" رغم تناقضه مع أقوال الأئمة وسيرتهم.
ليس الى جانبه بل اذا اردنا التنزل الجدلي نقول وجدت موجات من الباطل والخرافات والمكذوبات والتلفيقات تغمره وتذهب ببهجته ونحن لاننكر ان لجعفر بن محمد ولابيه وجده مقولات جميلة وحميدة ولكنها مطمورة في تراب الكذب والخرافات والاباطيل.
قال البيان: ولدى دراستنا لتطور الفكر السياسي الشيعي عبر التاريخ، وجدنا أنه تخلص من الكثير من الأفكار الدخيلة المغالية، وتحرر منها حتى كاد يسبق بعض "أهل السنة" في ممارسة الاجتهاد واستعمال العقل، والالتزام بالحرية والشورى. بحيث لم يبق من الخلافات التاريخية إلا اسمها وبعض الرواسب البسيطة من الأفكار الدخيلة.
قلت: هذا الكلام فيه تمويه وتدليس وتغرير كبير ومحاولة لتجميل الوجه البغيض للتشيع بل والطعن في علماء اهل السنة والجماعة والزعم ان بان الفكر الشيعي قد سبقهم وتجاوزهم في مما رسة الاجتهاد والتزام الشورى ... الخ ماادعاه ونحن نرد عليه بالاتي:
اولا: اين ومتى تخلص الفكر الشيعي من الافكار الدخيلة؟؟ ومتى تحررمنها؟؟؟ وهذا ادعاء باطل ليس عليه دليل تاريخي ولا علمي ولا واقعي
والدعاوى مالم تقم عليها بينات فاصحابها ادعياء
بل ان ما صار اليه مراجع الشيعة في هذا العصر والتزموه من العقائد الفاسدة والغلو في ائمتهم اشد مما كان عليه اسلافهم (كلامنا عن الامامية وليس عن الاسماعيلية ومن شابههم).ويكفي في هذا ان ننقل عن الخميني قوله: (ان لائمتنا منزلة لا يصلها ملك مقرب ولا نبي مرسل .... )
وللزيادة ارجع الى المصادر الاتية.
1 - اصول الشيعة للدكتور ناصر القفاري
2 - الامامة والنص لفيصل نور
3 - حقيقة الشيعة للاخ عبد الله الموصلي
4 - جميع كتابات اخينا الدكتور طه الدليمي حفظه الله.
ثانيا: قوله: (لم يبق من الخلافات الا اسمها) قلت: قد درج الكاتب في لقااته في الفضائيات على هذا التمويه والتبسيط الى حد جعلنا نتشكك في حقيقة ادعائه انه تخلى عن التشيع وان ما يفعله ليس الا مصيدة واستدراج لاغبياء الطرف الاخر للدخول في عملية تمويهيةوفي رسالته للشيخ القرضاويلما انتفض على التشيع الذي يغزو مصر قال كاتب البيان مايلي:
ونحن إذ نقدر دوركم الكبير في ترسيخ مباديء الوحدة الاسلامية ونشرالديموقراطية في العالم الاسلامي، نرى إن إثارة الجدل حول "الغزو الشيعي" ورفض الدعوة للمذاهب في البلاد "الخالصة" يتعارض مع الحرية الفكرية والمباديء الديموقراطية وروح الوحدة الاسلامية
وقال ايضا في رسالته المنشورة على موقعه باسمه وهو يخاطب القرضاوي:
وقد أعجبنا تفسيركم لحديث "الفرقة الناجية" بأنها جميع الأمة الا من انشق عن الاسلام تماما وبصورة قطعية، وذلك خلافا لبعض التفسيرات الضيقة التي تحاول إخراج الغالبية العظمى من المسلمين من الاسلام، وتتهم حتى الأشاعرة (المالكية والشافعية) والأحناف (الماتوريدية) فضلا عن المعتزلة، والشيعة والإباضية، بالخروج عن السنة والفرقة الناجية. وندعوكم الى إعادة النظر بسند هذا الحديث وبتعريف أهل السنة وأهل البدعة وأهل الضلال، حيث لا يزال البعض يفسره كما يشاء بعيدا عن القرآن الكريم، تمهيدا لاحتكار السلطة والثروة في الدنيا ومصادرة حقوق الآخرين وحرياتهم وفرض الاستبداد عليهم واقصائهم من المشاركة السياسية.
قلنا: وهذا الطلب الصريح منه بالسماح للشيعة بالتبشير بمذهبهم تحت ذريعة الديموقراطية والحرية هو خلاصة ما يقصده بهذا البيان الذي سوف لن يعبا به اي شيعي في الارض بل ويعتبره تقية وانما ينخدع به امثال العوا ممن لايعرفون غوائل التشيع الا بعد ما تحجث مقتلة طائفية في مصر بسبب الاختراق الشيعي الذي يسعى الكاتب ومن معه بحيلهم لنشره بهذه الطريقة الملتوية لاقدر الله.
وانا احذر واقول ان التشيع لم ينجح في اختراق المسلمين الا بهذه الطريقة التمويهية التدليسية التي قاعدتها التغرير بالمقابل والزعم انه لافرق بين الشيعة والسنة وان الامر لا يعدو الا ان يكون خلافات فقهية كالخلافات بين المذاهب الاربعة وقد نجحوا نجاحا باهرا في هذا الاتجاه وتجربتهم في العراق في عهد الدولة العثمانية هي خير دليل على ذلك فقد قال النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل وهو يثني على مهدي الحسيني القزويني من علمائهم:
"ومنها انه بعدما هاجر الى الحلة واستقر فيها ... صار ببركة دعوته من داخل الحلة واطرافها من طوائف الاعراب مائة الف نفس شيعيا مخلصا مواليا لاولياء الله معاديا لاعداء الله"
كان ذلك حوالي سنة 1830م
انظر حقيقة التشيع لعبد الله الموصلي ص:184
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/366)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:20 م]ـ
قال كاتب البيان:
وفي الوقت الذي نهيب فيه بجميع المسلمين من كل المذاهب لاحظ خلط الموضوع وجعل القضية قضية عامة لاتخص الشيعة بمراجعة تراثهم والقيام بنقده وتهذيبه وتشذيبه والعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم،
يقال له:
اولا
(انت تبيع بضاعتنا الينا)
ثانيا: ماالذي يراجعه اهل السنة من اصولهم المجمع عليها والمبنية على الكتاب والسنة والاجماع و اي تراث لال البيت وسياتي انك تقول 99%من احاديث الكافي مشكوك بها؟؟؟
والمعروف عندكم ان مذهبكم اغلبه منقول عن جعفر الصادق ولم ينقل عن غيره الا النزر القليل
وان مانقل عنه روي عن طريق الكذابين والمدسوسين كما يعترف البيان فكيق يسوى من هو متمسك بالكتاب والسنة بمن متمسك بوهم اسمه مذهب ال البيت تعترفون ان الروايات فيه اغلبها مكذوبة.
فانه يسرنا التعبير عن خلاصة أفكارنا المبنية على قراءتنا المعمقة لتراث أهل البيت:
بعيدا عن نظريات الغلاة والمتطرفين، والتي ربما تشكل ملامح جيل جديد من المسلمين الذين خرجوا من قوقعة الطائفية الى رحاب الإسلام الواسعة، واكتفوا باسم "المسلمين" الذي سماهم به أبونا إبراهيم (عليه السلام) (كما في آية 78 من سورة الحج) وتخلوا عن الهويات الطائفية "السنية" و "الشيعية
" (لاحظ الخلط والتسوية بين الحق والباطل).
ونحن نقول له: لا والله ياكاتب حتى تتخلى عن سبيل المجرمين كما قال تعالى (وكذلك نقصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين) وتتبرا منهم تمام التبرؤ كما قال ابراهيم ومن معه: (انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بي - ا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده) والله لا نؤمن لك حتى تتبرا من الذين نصبوا العداوة للصحابة وقعدوا لهم كل مرصد ولم يتركوا ممكنا في محاربتهم والطعن فيهم وحتى تتبرا من ائمة التشيع ومراجعك الذين يضلون الناس بسبب الخمس واكل اموال الناس بالباطل كما تقول انت في كثير من كتاباتك (ينقل كلامه في الخمس)
قال البيان:ونوجز عقيدتنا بما يلي:
نشهد أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله. هكذا كتب بدون (ان) ولعلها وقعت سهوا
نؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين جميعا.
قلنا: اين الايمان بالقدر؟ هل تتبنون مذهب القدرية الذين ينفون القدر ويقولون ان الانسان خالق افعاله؟ مجرد سؤال للاستيضاح
قال كاتب البيان: نلتزم بالإسلام عقيدة ومنهاجا وقيما وعبادات وأحكاما وأخلاقا.
نؤمن بخاتمية نبوة النبي محمد (ص) كما جاء في القرآن الكريم:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 30 وأن الرسالة الإسلامية قد ختمت بمحمد (ص)، كما أن الوحي قد انقطع من بعده، وأن الناس مكلفون باتباع القرآن والسنة الصحيحة والعقل السليم.
نؤكد على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان. وأن الله تعالى قد تكفل بحفظه حيث قال:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9. وأن كل ما قيل أو ورد في الكتب الغابرة هي أحاديث ضعيفة وضعها الغلاة في تراث أهل البيت.
قال: وقد قام علماء الشيعة عبر التاريخ بنقد تلك الأحاديث والتبرؤ منها.
قلنا: اين ذلك ومن؟؟ اللهم سوى بعضهم الذين تستروا بالتقية وخافوا الفضيحة.
قال: ونأسف لاستمرار بعض خصوم الشيعة بترديد أسطورة تحريف القرآن، واتهامهم بها عبر التاريخ، واستعمالها أداة لضربهم واتهامهم بالكفر وانحراف العقيدة.
قلنا: لاتاسف لان هذه هي الحقيقة،واذاكان الامر كما تقول فليتبرا مراجعك من هذه التهمة ويكفروا كل من قال بها من علمائهم السابقين واللاحقين كالطوسي والنوري وغيرهم ودون ذلك خرط القتاد
نجل صحابة رسول الله وأهل البيت، الطيبين (وهل في اصحاب محمد غير طيب؟؟؟؟) من المهاجرين والأنصار، ولماذا الاقتصار على المهاجرين والانصار والايات قد نصت على كل من بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وكانوا الفا واربعمائة كما نصت الايات على كل من تبعهم باحسان ممن لم يكن معهم كمعاوية بن ابي سفيان وابيه ونترضى على الصالحين منهموهل فيهم غير صالح؟؟؟؟،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/367)
ولكن لا نعتقد بعصمتهم. ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك.
نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية. ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعده. فاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم.
لا نعتقد بأن الإمامة جزء ملحق بالنبوة أو أنها تشكل امتدادا لها. ولا نعتبرها أصلا من أصول الدين، ولا ركنا من أركانه، لأن القرآن الكريم لم يتحدث عنها، ولكنها مسألة فرعية قد تدخل في باب الفقه السياسي. إذ أنها تقوم على أساس بعض الروايات القابلة للنقاش، والتأويلات الظنية البعيدة للقرآن الكريم.
كما لا نعتقد بضرورة وجوب كون الإمام (أي رئيس الدولة) معصوما كالأنبياء، أو أنه يتلقى الوحي من الله مثلهم، أو أن له الحق بالتصرف في الناس. أو أن أوامره كأوامر الرسول ونواهيه. ولا نعتقد بأن الأمة الإسلامية بحاجة دائمة إلى رئيس معين من الله تعالى، أو أن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجة، وإلا لساخت.
نعتقد أن أهل البيت كانوا يؤمنون بنظام الشورى، ولم يعرفوا نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على الوراثة العمودية في سلالة معينة، ولم يدعوا العصمة لأنفسهم. ولا العلم بالغيب. وأنهم كانوا علماء ورواة للحديث النبوي، وليسوا معينين ولا منصوبين من الله تعالى، ولا يعلمون الغيب، وليست لهم أية ولاية تشريعية أو تكوينية، كما يدعي الغلاة.
وأن القول بوجود النص الجلي على الإمام علي بالخلافة من رسول الله (ص) نشأ في القرن الثاني الهجري، ولم يكن له وجود سابقا، وأن الجدل حوله عقيم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. وأما فضل الإمام علي فهو لا ينكر، ولا يكمن في النص عليه، وإنما في منهج الإمام وعمله وسيرته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين، والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين، والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة الأمة. وأنه أصبح إماما وأميراً للمؤمنين عندما بايعه المسلمون طواعية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
وأن الإمام علي ترك الأمر شورى بعده، كما فعل رسول الله (ص)، ولم يعين ابنه الحسن وليا للعهد، وإنما اختاره المسلمون طواعية إماماً لهم. وهكذا فعل أهل الكوفة مع الإمام الحسين، الذي لم يعين أحدا من بعده ولم يفرضه على الشيعة. وأن بقية الأئمة من أبناء الحسين لم يوصوا ولم يعينوا أحدا من أبنائهم أو يفرضوه على المسلمين.
نؤمن بأن الإمام الحسن العسكري توفي سنة 260 للهجرة دون ولد، ودون أن يوصي إلى أحد من بعده بالإمامة، أو يشير إلى وجود ولد مخفي لديه، كما هو الظاهر من حياته.
ومن هنا: لا نعتقد بوجود "إمام ثاني عشر" غائب اسمه (محمد بن الحسن العسكري) وعمره أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما، لأن هذا قول وهمي لم يقم عليه دليل شرعي أو تاريخي. وإنما هو أمر افترضه فريق من الإماميين الذين وصلوا إلى طريق مسدود بوفاة العسكري دون ولد. ولا نؤمن بالحكومة العالمية للمؤمنين، فالدنيا دار عينها الله تعالى مستقرا ومتاعا للمؤمنين والكفار على سواء، ولا دليلَ قطعياً على ظهور "إمام مهدي" في المستقبل.
وتبعا لذلك: لا نؤمن بالنيابة الخاصة (للسفراء الأربعة) ولا النيابة العامة (للفقهاء) عن "الإمام المهدي الغائب" الذي لم يولد أبدا حتى يغيب. ونعتقد أنها فرضيات ظنية ادعاها بعض الناس بلا دليل شرعي، وفي محاولة من أجل حل بعض الإشكاليات التي كانوا يعيشونها نتيجة الفراغ القيادي، بسبب إيمانهم بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/368)
لا نؤمن أن في الإسلام مؤسسات دينية "مرجعية" تشبه الكنيسة، بل علماء يرجع إليهم عند الضرورة، ولذلك لا نؤمن بوجوب التقليد للفقهاء مدى الحياة، أو الاقتصار على فقيه واحد في كل شيء. بل نعتقد بحرمة التقليد ونعتقد بأنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وندعو جميع المكلفين القادرين، للاجتهاد والتفكير والنظر في الأصول والفروع، كما كان يقول الشيخ الطوسي الذي كان يحض على دراسة الآراء المختلفة واختيار الرأي الصائب من بينها. كما ندعو "المجتهدين" الى عدم الاقتصار في دراساتهم على الفقه والأصول، بل دراسة العقيدة الإسلامية والتاريخ وخاصة نظرية "الإمامة الإلهية". وما تفرع منها من كفرضية وجود "الإمام الثاني عشر".
نعتقد بضرورة مراقبة "العلماء" ومحاسبتهم ونقدهم، فليس كل ما يفتون به صحيح ومطابق للشرع دائما. فكثيرا ما يقع "العلماء" في الشبهات والأهواء فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل (كقولهم بوجوب الخمس، وعدم وجوب صلاة الجمعة عينا). ومن هنا نرى أن فتاوى "العلماء" غير ملزمة شرعا أو قانونا، إلا إذا اتخذت صبغة دستورية مجمع عليها في مجالس الشورى المنتخبة من الأمة.
قلت: نرحب بهذا الكلام الذي يبطل مذهب التشيع برمته ويلصق اعلاه باسفله ولكن بقيت اسئلة لابد من الاجابة عليها السؤال الاول: الى اي مذهب يتحول كاتب البيان االى مذهب اهل السنة والجماعة ام مذهب الاباضية ام الزيدية ام المعتزلة؟ لاني رايت بعض الشيعة لما ترك التشيع التزم مذهب الاباضية وبعضهم التزم مذهب الزيدية وبعضهم التزم مذهب المعتزلة فالسؤال الذي تفرضه لحظة الحقيقة الان:الى اي مذهب يدعو كاتب البيان؟ ويجب ان يكون صريحا واني اشم منه رائحة الاعتزال مختلطا بمذهب الزيدية والله اعلم.
نقدر "المدرسة الأصولية" التي فتحت باب الاجتهاد، وأعادت إلى التشيع توازنه واعتداله،
ورفضت الكثير من خرافات الأخباريين وأساطيرهم، ونطالب الفقهاء بممارسة مزيد من الاجتهاد في الأصول والفروع والرجال والحديث، ومكافحة الغلاة "المفوضة" الذين ينسبون إلى أئمة أهل البيت صفات الربوبية ويغالون فيهم ويدعون لهم مقامات عليا، وأدوارا فوق مستوى البشر، ومهمات من أعمال الله تعالى، كإدارة الكون أو الخلق والرزق وما إلى ذلك، تحت غطاء نظرية (الولاية التكوينية).
قلت: اي توازن واعتدال الذي يمثله جعفر سبحاني مثلا وهو من الاصوليين او الذي يمثله الحائري وهو من الاصوليين او باقر الصدر وكلهم لم يتخلوا عن الاصول الفاسدة في الامامة وتوابعها.
وفي الوقت الذي نحيي جهود علماء الشيعة، وخاصة الأصوليين، الذين قاموا بدراسة الحديث وعلم الرجال، وتضعيف أربعة أخماس "الكافي" ندعوهم الى مواصلة البحث والتحقيق فيما تبقى منه من أحاديث، وإعادة النظر في كثير ممن يوثقهم السابقون، فإن مشكلة الحديث عند الأخباريين تنبع من توثيق بعض الغلاة الذين نجحوا في دس أنفسهم في صفوف الرواة، وتقبل رواياتهم بالتصديق. وهذا ما يدفعنا الى التشكيك بصحة تسعة وتسعين بالمائة من أحاديث الكليني في "الكافي". واعتبارها سببا من أسباب استمرار الخلاف بين المسلمين.
قلنا: اذا كان 99% من الاحاديث الشيعية في الكافي (الكافي كاف لشيعتنا) مشكوك في صحتها فهل بقي شئ يسمى مذهب ال البيت سيما انه اصح المصادر الشيعية وكل المصادر الباقية اضعف منه؟
لا نؤمن بحكومة "رجال الدين" ولا بنظرية "ولاية الفقيه" القائمة على فرضية "النيابة العامة عن الإمام المهدي الغائب" والتي تعطي الفقيه صلاحيات مطلقة وتجعله فوق الأمة والقانون، وتسمح له بتجاوز الدستور وإلغاء أية اتفاقية شرعية يعقدها مع الأمة. وفي الوقت الذي نعتبر نظرية "ولاية الفقيه" تطورا إيجابيا كبيرا في الفكر السياسي الشيعي، بالنسبة لفكر الانتظار السلبي للإمام الغائب، نحو التحرر من نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام، والإيمان بشرعية الشورى والانتخاب؛ نعتقد أن نظرية "ولاية الفقيه" نظرية حادثة، ولا دليل عليها من الشرع، ولم يؤمن بها محققو الفقهاء، ولأنها تكرس الصفة الدينية للحاكم (الفقيه)، وتضفي عليه هالة مقدسة تحول دون محاسبته ومراقبته ونقده وتغييره، وتجعل منه ديكتاتورا مستبدا. ومن هنا ندعو إلى تطوير النظرية نحو الأفضل وقيامها على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/369)
أساس الانتخاب والتقيد بحدود الصلاحيات التي يمنحها الشعب.
قلت: هذا كسابقه مرحب به وبقي الجواب على السؤالات
قال: نؤمن بالانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، واحترام اجتهاداتها، وندعو الى مزيد من عمليات الاجتهاد المشتركة بين السنة والشيعة، والعودة إلى القرآن الكريم، واعتباره المصدر التشريعي الأول والأعلى من جميع المصادر التشريعية الأخرى.
قلنا: المطلوب من الشيعة اولا: ان يتركوا الاصول الباطلة في مذهبهم ويتخلوا عنها ومن ثم يفكروا بعدها بالانفتاح والاجتهاد اما قبل ذلك فهذا نوع من التلبيس والدعوة الى اختراق صفوف الاخرين عن طريق المداهنة ولين القول الذي لايصلح على مستوى التحقيق العلمي ومشكلة الكاتب انه يتصور القضية دائما انها قضية سياسية ويريد ان يحلها بطريقة دبلوماسية وهذه مغالطة مكشوفة وسبب ذلك انه يتصور انه بهذه الطريقة سوف يربح السنة ولن يخسر الشيعة وهذا عين الوهم الذي سبب له كل هذه الاغلوطات اذا احسنا الظن والا فالامر بتقديري ليس كذلك مع الاسف.
نحترم جميع المصادر الحديثية للشيعة والسنة، (لاحظ التسوية والخلط) ولكن نطالب بتنقية المصادر من الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي الأكرم وخاصة المخالفة للقرآن والعقل والعلم.
ندعو إلى دمج المعاهد الدينية والحوزات العلمية السنية والشيعية، من ناحية البرامج والطلاب والأساتذة، وخلق بيئة وحدوية للحوار والمقارنة والتفكير الحر. كما ندعو إلى الانفتاح الثقافي على الآخر وتوفير الحرية الإعلامية للجميع، وعدم فرض الرقابة على أي منتج ثقافي مخالف.
قلنا: بالنسبة لاهل السنة قد وفقهم الله تعالى وله الحمد خلال العصور الماضية وخلال هذا العصر من فرز الاحاديث الصحيحة من غيرها ولا نريد ان نخلط هذا الماء الزلال العذب الفرات السائغ شرابه بما يكدره مرة اخرى سيما وانت قلت ان 99% من الاحاديث في الكافي غير صحيحة او مشكوك فيها وهذه يجب اتلافها والتحذير منها لا ادماجها، وبالتالي فخلط المناهج الشيعية بالمصادر الاسلامية الاصيلة مما يكدر المنهج ويخرج طلابا مشوشين قد اختلطت عندهم المناهج والتبست عليهم الحقائق
قال البيان: نؤمن بوحدة العالم الإسلامي، ونرفض التمييز الطائفي، ونعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في كل بلد،
قلنا: الوحدة الوطنية عند الشيعة لاتتم الا بتشييع جميع المواطنين كما تفعل الحكومة الايرانية بذكاء مع السنة وكما تفعل الحكومة العراقية بغباء وتعصب في العراق بتهجير السنة او قتلهم.
قال: والمشاركة السياسية بين جميع الطوائف، على أساس المواطنة والحرية والعدالة والمساواة.
قلنا: سؤال: هل تؤمن بجواز تولي غير المسلم العدل الولايات العامة كالرئاسة والوزارة والقضاء؟ مجرد سؤال
نؤمن بأن حل المشكلة الطائفية جذريا يكمن في قيام المؤسسات الدستورية والأنظمة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، والتي نعتقد أنها تحول دون انفجار الصراع بشكل عنيف، ولا تسمح باستيلاء العسكريين على السلطة بالقوة.
قلنا: هذا لاينفع بل الحل الجذري هو قيام علماء الشيعة الذين هداهم الله ورجعوا الى الدين الصحيح بتاسيس جبهة علماء متضامنة لها نظام يوجه نشاطها في جميع البلدان الشيعية ويكون لهم تلاميذ واتباع منتشرون في جميع المناطق الشيعية كما يجب ان تكون لهم صحف وبيانات ولقاات في الفضائيات منتظمة لبيان وكشف الحقيقة بصراحة وقوة لان الامر لم يعد يحتمل المداهنة والمراوغة والتلطف، هذا اذا احسنا الظن والا فالامر عندنا على غير هذا الوجه ولا حول ولا قوة الا بالله.
ندعو إلى وقف الجدل الطائفي العقيم، والامتناع عن القيام باستفزاز الآخرين من خلال التهجم على رموزهم، وخاصة من الصحابة وأهل البيت، (هل سمعت او رايت او قرات لعالم او عامي سني يتهجم على واحد من ال البيت رضي الله عنهم) وأئمة المذاهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/370)
ونحيي في هذه المناسبة "مؤتمر النجف الأشرف" التاريخي الذي عقد في شوال من عام 1156هـ الموافق لكانون الأول عام 1743م، وضم مجموعة من كبار العلماء الشيعة والسنة من العرب والفرس والترك والأفغان، وكان على رأسهم مفتي العراق السني الشيخ عبد الله السويدي، ومفتي الأفغان الملاّ حمزة القلنجاني، ومفتي إيران الملا باشي علي أكبر والمرجع الكربلائي السيد نصر الله الحائري، والذي أصدر بيانا موحدا من علماء السنة والشيعة يرفض فيه سب الصحابة. واعترف فيه علماء أهل السنة بالشيعة، وعبر فيه الجميع عن تسامحهم والتزامهم بحرية الاختلاف في بعض الفروع، وتحريم دماء الفريقين المسلمين من أمة محمد.
نعتقد: أن النقد والسب واللعن والتكفير والاتهام بالردة والنفاق، كان - مع الأسف الشديد - إفرازا من إفرازات الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين. ولا بد من إغلاق ذلك الملف، إذ لا يعقل أن يبقى ذلك التاريخ السيئ جرحا مفتوحا إلى يوم القيامة. ولا بد من طي صفحة الماضي، وعدم الغوص كثيراً في أحداث التاريخ السحيق إلا من أجل أخذ العبرة فقط.
قال: نعتقد أن التشيع يحمل مبادئ إيجابية كثيرة كمبدأ العدل، وروح الدفاع عن الإسلام والعمل في سبيل الله والثورة على الظالمين،
قلنا: ان كانت هذه المبادئ في القران والسنة فلانحتاجها من التشيع لانه لن يضيف شيئا جديدا وان لم تكن فلا خير فيها ومن لم يغنه كتاب الله وسنة رسوله فلا اغناه الله) وهي أمور يحتاجها المسلمون اليوم للنهوض بأنفسهم والتحرر من الطغاة والمحتلين الأجانب، ولكنا نرفض الجدل حول نظرية "الإمامة الإلهية" ودعوى النص على الأئمة من الله، لأنه بحث عقيم وبلا فائدة عملية، ويضر أكثر مما ينفع، ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، وقد يثير مشاعر الآخرين ويؤلب المسلمين بعضهم ضد بعض.
قلنا: اذا ليس لانه باطل في نفس الامر بل لانه يثير الحساسية يعني وربما يكون في نفسه حقا؟؟؟!!!!!!!!!!!!
نعتقد بوجوب الزكاة، وندعو إلى العمل بها، وإلى عدم التفريق بين السني والشيعي في دفع الزكاة لأن الله تعالى لم يحدد دفعها لأهل دين معين بل فرضها لصالح الفقراء من البشر.
ولا نعتقد بوجوب الخمس الذي لم يرد إلا في غنائم الحرب، ولم يعمل به الإمام علي بن أبي طالب خلال حكمه. بل إن روايات الشيعة الصحيحة وفتاوى العلماء السابقين تؤكد على إباحته في ما يسمى بـ "عصر الغيبة". وبالطبع لا نؤمن بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء أو وكلائهم. فهذا أيضا رأي جديد لم يكن يعرفه مشايخ الشيعة السابقون كالمفيد والمرتضى والطوسي، الذين كانوا يعبرون عن حيرتهم حوله أو يفتون بدفنه في الأرض أو تخزينه إلى يوم ظهور المهدي.
قوله: وندعو "العلماء" إلى الاشتغال بالفقه والدعوة والإرشاد، بدل الانغماس بجمع الأموال وتعريض أنفسهم للشبهات والأقاويل.
قلنا: ماهذه الرقة والله تعالى يقول (واغلظ عليهم) ولم هذا الحرص على سمعة هؤلاء المنافقين وهم الذي يقومون بحراسة المعبد (المذهب) والوقوف في وجه كل من يحاول مراجعة اصوله الفاسدة
ندعو إلى تنظيم التبرعات المالية في جمعيات خيرية، تغطي المشاريع الاجتماعية والثقافية ومنها رعاية المساجد والمدارس الدينية وعلماء الدين، وتخضع للمحاسبة والرقابة وتلتزم بالشفافية ونشر كشوف تفصيلية بحساباتها وميزانياتها.
نؤمن بوجوب صلاة الجمعة عينا على كل قادر تتوفر فيه الشروط، ونقدر قيام الشيعة بأداء صلاة الجمعة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والعراق ولبنان وسائر المناطق،،
(اذا هي ثورة اسلامية في اعتقاد البيان وليست شيعية طائفية منشقة!!!!!!!!!!! ونحث الجميع على أدائها بصورة عامة والالتزام بها بدقة وانتظام. ونعتبر صلاة الجمعة مناسبة عظيمة للحث على التقوى ومعرفة الله تعالى وليست مناسبة سياسية للدعاء للظالمين وتبرير أفعالهم.
نرفض زيادة ما يسمى بالشهادة الثالثة في الأذان، وهي: "أشهد أن عليا ولي الله". ونعتقد أن هذه الزيادة من فعل الغلاة "المفوضة"، كما يقول الشيخ الصدوق في كتابه:"من لا يحضره الفقيه" وأنها بدعة وسبب للتفرقة بين المسلمين.
وماذا تقول حول (حي على خير العمل)؟؟ التي خالف بها الشيعة الامة
نرفض ممارسة التقية بتلك الصورة المشوهة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/371)
يفهم منه:اما ممارستها باعتدال مع اهل السنة فجائزة، كما نرفض التصديق بما اشتهر عن الإمام الصادق من أن: "التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له". حيث نعتقد أنه حديث مكذوب على الإمام، ولا مبرر عقلي أو تاريخي له، فكيف تصبح التقية جزءا من الدين؟ ومتى كان الأئمة يمارسون التقية؟ وممن كانوا يخافون؟ ومن هنا نحسب أن هذا الحديث موضوع من قبل الغلاة كغطاء لتمرير نظرياتهم المنحرفة باسم أهل البيت الذين كانوا يتبرءون منها علنا. وهذا ما يدعونا لقراءة فكر أهل البيت وتراثهم على أساس الظاهر من حياتهم، وعدم قبول أي تأويل باطني معاكس لأقوالهم وأفعالهم. وفي الوقت الذي نطالب بتوفير الحرية والأمن لكل إنسان للتعبير عن رأيه، نعتقد أن عهد التقية قد مضى وولى،
قال: وأنه لم يعد عند الشيعة ما يعيب لكي يخفوه أو يتقوا الآخرين منه
قلنا: هذا من العجب!!!!!!!!!!!!! اذا لم يكن عندهم مايعيب فلماذا اصدرتم البيان؟؟؟؟؟؟،
قال: ولا يوجد ما يمنعهم من التعبير عن آرائهم. خصوصا بعد أن أصبح للشيعة حكومات قوية ويعيشون في بلاد ديموقراطية حرة كثيرة.!!!!!!!
قلنا: اي ديموقراطية تقصد؟؟؟ ديمقراطية العمائم في ايران التي حرمت بناء مسجد للسنة في طهران ام ديموقراطية المليشيات والقتل بالدرل الايراني وحسب الثقافة الفارسية
قال: ولذلك فإنهم يعبرون عن آرائهم بحرية وشجاعة وصدق. وليس كل من أنكر فكرة معينة يمارس التقية بالضرورة، فليس كل الشيعة يؤمنون بكل ما ورد في الكتب الغابرة.
قلنا: وهل تستطيع ان تزور ايران لتعبر عن ارائك بصدق في دولة الحريات والديموقراطية الشيعية الجديدة؟؟؟
قال: وهؤلاء هم "العلماء" يقومون بنقد الكثير الكثير مما جاء في كتب الأولين ويتبرءون منها.
قلنا: اين هؤلاء ان كان هؤلاء موجودين وانت تعرفهم فسمهم لنا بعد ظهور الديموقراطيات الشيعية والحريات المباركة في ايران والعراق وان كانوا غير موجودين فانت تزعم اشياء غير موجودة لترضية الاخرين
لا نؤمن بكثير من الأدعية والزيارات الموضوعة من قبل الغلاة والمتطرفين، وندعو "العلماء" إلى تنقيحها وتهذيبها. ونرفض "الزيارات" المنسوبة لأئمة أهل البيت، مثل "الزيارة الجامعة" و"زيارة عاشوراء" و"حديث الكساء" وغيرها من الزيارات والأدعية التي تحتوي على مواقف سلبية من الصحابة، وأفكارا مغالية بعيدة عن روح الإسلام ومذهب أهل البيت، والتي اختلقها الغلاة كذبا ونسبوها للأئمة.
قلنا: قوله لانؤمن بكثير معنى ذلك انه يؤمن بكثير
ثم ان الدعاء عند القبور قصد التبرك بها او بالبقعة واعتقاد تاثير المكان في قبول الدعاء كل هذا من البدع التي اختلقها المنحرفون عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان خلاصة البيان هو اعتقاد ان هؤلاء المقبورين من الائمة لا يملكون الضر ولا النفع لا لانفسهم ولا لزائريهم فلم لا يقول ان زيارتهم وشد الرحال اليها لاتجوز شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد) ولم يدعو الى تحقيق هذه الادعية وهي في الاصل لا يجوز الدعاء بها عند القبر بل الكيفية المشروعة للزيارة معروفة وهي الدعاء للمقبور وليس الدعاء بقصدالطلب منه فهذا شرك كما هو واقع الحال عند اضرحة الشيعة وغيرهم كالبدوي والكيلاني.
قوله: لا نؤمن بشفاعة الأئمة يوم القيامة، التي تقف وراء الكثير من الطقوس والعادات الدخيلة، كزيارة قبور الأئمة، والبكاء على الحسين والتطبير واللطم على الصدور، بل نعتقد بما كان يقول الإمام جعفر الصادق عن الأئمة:" أنهم موقوفون ومحاسبون ومسئولون".
نرفض الاستغاثة بالأئمة أو دعاءهم، أو النذر لهم، ونعتبر ذلك نوعا من الشرك بالله تعالى.
قلنا: الشفاعة للانبياء والصالحين من عباد الله ثابتة في الكتاب والسنة وكون الضالين من هؤلاء يقعون في الغلو بالصالحين لايدعونا ذلك الى انكار الشفاعة للانبياء والصالحين، ولكن الشفاعة لله تعالى اولا واخيرا كما قال سبحانه (بل لله الشفاعة جميعا) والشفيع لايشقع الا باذنه تعالى كما قال سبحانه (من ذال الذي يشفع عنده الا باذنه) وقال (ولا يشفعون الا لمن ارتضى) والشفاعة ليست حقا للشفيع على الله بل هي نوع من التشريف له كما في حديث التبي ص (فيحد لي حدا فيقول اشفع قي هؤلاء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/372)
قال: وهو على أي حال عمل لا يقوم به إلا الجهلة والبسطاء من الناس، وأما عامة الشيعة فهم يزورون قبور الأئمة والأولياء ليستغفروا الله لهم ويترحموا عليهم أو يستلهموا العبر من حياتهم وكفاحهم في سبيل الدعوة إلى الله.
قلنا: قصدك ان قلة من الشيعة لا يستحقون الذكر يفعلون بجهام هذه الشركيات اما الغالبية العظمى فهم يقومون بالزيارة الشرعيةومرة اخرى يعود بنا كاتب البيان الى تبسيط الانحرافات عند الشيعة ومحاولة الاعتذار الباردة هذه لاتجديه نفعا والعالم كله يشهد الزيارات المليونية كما يسمونها وفيها التطبير والحبو على الايدي تجاه القبور والتمسح بالابواب والعتب بقصد نيل المراد من المقبورين
قال: ندعو إخواننا إلى عدم التطرف في مراسم عاشوراءوتجنب الطقوس المبتدعة التي تشوه صورة الشيعة في العالم والتي لم ينزل بها من الله سلطان.
قلنا: وهل في رايك لعاشوراء مراسم شرعية؟؟؟
ونرفض بشدة أقوال الغلاة الذين زعموا بأن الله تعالى خلق الكون من أجل الخمسة "أصحاب الكساء". وإنما خلق الخلق ليرحمهم ويبلوهم.
ندعو الجميع إلى عدم تضخيم الخلافات الجزئية التي حدثت في التاريخ بين الصحابة، مثل موضوع الخلاف
قال: بين السيدة فاطمة الزهراء والخليفة أبي بكر حول "فدك" التي استرجعها منها باعتبارها من الأموال العامة، وقالت الزهراء أن النبي أعطاها لها منحة، فقد كان خلافا شخصيا جزئيا محدودا، ولا نستطيع أن نفعل نحن إزاء ذلك شيئا
قلنا: اذا هو خلاف شخصي لم يقم على اساس الدليل ولماذا هذا التحريف وقد استدل خليفة رسول الله الصديق بقول النبي صلى الله عليه وسلم (نحن معاشر الانبياء لانورث ماتركناه صدقة وفد استحلف عليا والعباس هل سمعتموه قال ذلك فقالا نعم اليس هذا النص كافيا في تخطئة فاطمة رضي الله عنها ام انها معصومة؟؟؟.
كما ندعو إخواننا إلى رفض أسطورة الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء، وما يقال عن "كبس بيت الإمام علي من قبل عمر من أجل إجباره على بيعة أبي بكر، وما رافق ذلك من تهديد بحرق بيت فاطمة على من فيه، أو قيامه بحرق باب البيت وضرب الزهراء وعصرها وراء الباب، وإسقاط جنينها (محسن) والتسبب في وفاتها" أو إثارة تلك القصة كل عام، وإقامة مجالس العزاء واللطم والبكاء، وما يرافقها من اللعن والسب والانفعالات العاطفية. إذ أنها قصة أسطورية لم تثبت في التاريخ، ولا يعقل حدوثها، وهي تسيء إلى شخصية الإمام علي قبل أن تسيء إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
قال: وندعو إلى رفع الصبغة الطائفية عن مساجد الله، وجعلها مفتوحة لجميع المسلمين، وذلك بأداء الصلاة المشتركة وراء الأئمة من السنة والشيعة، والصلاة في جميع المساجد دون استثناء، ورفض الفتاوى الطائفية الضيقة التي تحرم الصلاة خلف المذاهب الأخرى.
قلت: الصلاة خلف من يقول بنقص القران صلاة باطلة وكذلك الصلاة خلف من يعتقد بالامامة وتكفير الصحابة والطعن في ام المؤمنين لانه مكذب للقران الصريح بتوثيق الصحابة والرضا عنهم في الدنيا والاخرة وبراءة ام المؤمنين مما تكلم به المنافقون ولو لم يبق في الارض الا امام واحد من هؤلاء لا سمح الله فان الصلاة لاتجوز خلفه تنبيها على ضلاله وسدا لذريعة الاقتداء به.
قال: ندعو إلى كسر الطائفية والتفرقة بين المسلمين بإشاعة الزواج المختلط بين الطوائف، وإلغاء الفتاوى غير الشرعية القاضية بتحريم الزواج المختلط بين المسلمين.
قلت: تزويج المراة السنية العفيفة من منافق يطعن بالقران وبالصحابة ويعتقد اصولا مبتدعة لا يجوز قطعا ويجب فسخ هذا النكاح والتفريق بينهما كما افتى بذلك شيخ الاسلام ابن تيمية.
قال: كما ندعو إخواننا من أهل السنة وسائر الطوائف الإسلامية إلى الانفتاح على إخوانهم الشيعة، والتعرف عليهم أكثر، والتمييز بين المعتدلين منهم (وهم عامة الشيعة) والغلاة والمتطرفين، وعدم الحكم عليهم بناء على أقوال الشواذ والسابقين، والنظر إلى واقعهم الجديد،
قلت: هذا نوع من التغرير وقد عرفنا العوام والخواص وبلوناهم فهم على ملة واحدة واعتقاد واحد وهذا التمييع للقضية لا ينفع ويمكن ان يقول بدله يجب السعي لايجاد مناخ للسلم الاهلي والعيش المشترك كما حصل مع اهل الكتاب طيلة القرون الماضية
قال: وملاحظة التطورات الجذرية الفكرية والسياسية التي حصلت وتحصل في صفوفهم
قلنا: اي تطورات؟؟؟،
وتأييد النشاطات الإيجابية والتضحيات الجسيمة التي قدموها ويقدمونها في سبيل تحرير بلدانهم من نير المستعمرين والمحتلين.
قلنا: اي نشاطات واي تضحيات هل تقصد تحالفهم مع الامريكان والافتاء بعدم جواز مقاتلتهم التي اصدرها كل مراجع الشيعة وعلى راسهم السيستاني؟
قال: وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يوفقنا لخدمة دينه، وأن يوحد المسلمين ويعزهم ويحررهم من الطغاة والمحتلين. إنه سميع مجيب.
.أحمد الكاتب
1 محرم الحرام 1430 للهجرة
29/ 12/2008
قلت: ونحن نسال الله تعالى ان يوفقنا وسائر اهل السنة والجماعة لكشف التلبيسات والتدليسات والتوهيمات والتمويهات التي هي خاصة الشيعة في جميع الازمنة وتحذير الامة منها ومن غوائلها انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على محمد النبي الامي واله الطيبين وسائر اصحابه اجمعين السابقين منهم واللاحقين ومن سار على منهاجهم واتبعهم باحسان الى يوم الدين
كتب الرد فقير عفو الله ورحمته
المعتز بالله وحده
سامي الجنابي(54/373)
الرازي الأشعري بين شيخ الإسلام والزركان
ـ[أبو البركات]ــــــــ[28 - 03 - 09, 10:03 م]ـ
يعتبر الرازي احد أعمدة المذهب الأشعري وكان شيخ الإسلام قد ألف في الرد عليه كتابه العظيم بيان تلبيس الجهمية، وقد كان شيخ الإسلام عالم بحال الرازي وبما هو موجود في كتبه وأصل كلام الرازي وتقريراته.
خرج كتاب لمحمد صالح الزركان وهو بعنوان " فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية"
الغريب في الكتاب أن مؤلفه لا يعتد بنقد ابن تيمية للرازي ويعتبره منحاز وخصم لدود للرازي، وكان به نفس كوثري!!
فهل من نقاش الرزكان في كلامه على نقده لشيخ الإسلام؟؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 03 - 09, 11:04 م]ـ
هذا الكتاب فديم ألف في السبعينات
وللدكتور عبد الرحمن المحمود تعليقات على مواضع منه في موقف ابن تيمية من الأشاعرة
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 03 - 09, 04:32 ص]ـ
هذا الكتاب فديم ألف في السبعينات
وللدكتور عبد الرحمن المحمود تعليقات على مواضع منه في موقف ابن تيمية من الأشاعرة
مرحبا أخي أبو الحسنات
نعم هو قديم، وعلى حسب علمي أن الدكتور عبدالرحمن الحمود استفاد من حديثه عن الرازي، لكن لا أذكر أنها ناقش بعض إنتقادات الزركان لأبن تيمية؟!!(54/374)
كلمة بعض السلف ((من خفيت علينا بدعنه لم تخف علينا ألفته))،أسئلة عنها تحتاج إلى جواب؟
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[28 - 03 - 09, 10:32 م]ـ
المشايخ الفضلاء والأخوة النبلاء، عبارة بعض السلف كعبد الله بن المبارك وغيره: (من خفيت علينا بدعنه لم تخف علينا ألفته)، يستدل بها البعض في تبديع بعض الدعاة وطلبة العلم،
فهل هذه الكلمة محل إجماع؟
وهل هي دليل في تبديع الرجل على الإطلاق؟ أم أنها قرينة كغيرها من القرائن؟
أتمنى من الإخوة الإجابة لأنا قد ابتلينا بمن يأخذ عبارات السلف وينزلها في أهل السنة والله المستعان.(54/375)
ما هو المذهب الجعفري وهل يؤخذ به عند أهل السنة والجماعة
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 07:30 ص]ـ
إخواني في الله ما هو المذهب الجعفري وهل يؤخذ به عند أهل السنة والجماعة
أرجو التوضيح
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 09, 11:50 ص]ـ
ليسوا من أهل السنة، بل هم الشيعة ينسبون أنفسهم إلى جعفر الصادق رضي الله عنه.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 03 - 09, 12:46 م]ـ
لا يساوي فلساً
جعفر الصادق من أئمة أهل السنة والجماعة
وهو مجتهد من مجتهديهم وشيخ لكثير من أئمتهم
لا صلة بينه وبين الديانة الرافضية لا من قريب ولا بعيد
والمذهب الشيعي الذي سموه بالجعفري هو كذب على جعفر
فأغلب ما نسبوه إليه لم يتكلم به بحرف واحد ولا مذهبه ولا مذهب أبيه
قاتل الله الرافضة إخوان اليهود
ـ[الجعفري]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:06 م]ـ
نعم هو ما قال الإخوة الكرام ..
هو مذهب الرافضة في الفقه ...(54/376)
بعضها لأطفال ورجال "متخلفين عقليًا" .. هيئة الآثار تنتهي من مشروع لإزالة الأضرحة "المزيفة" والاستفادة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:25 ص]ـ
بعضها لأطفال ورجال "متخلفين عقليًا" .. هيئة الآثار تنتهي من مشروع لإزالة الأضرحة "المزيفة" والاستفادة من مواقعها
كتب حسين البربري (المصريون):: بتاريخ 28 - 3 - 2009 انتهت هيئة الآثار من إعداد مشروع سيتم إحالته لمجلس الوزراء قريبا، بهدف إزالة الأضرحة "المزيفة"، والمنتشرة في مختلف المحافظات المصرية، على أن تؤول ملكيتها للمحافظة التابع لها، بغرض الاستفادة من موقعها، خاصة وأن هناك عددا منها يقع في مناطق مميزة، حيث تقدر الأرض المقامة عليها بملايين الجنيهات، وذك في محافظات القاهرة والشرقية والبحيرة ودمياط وكفر الشيخ.
وقال المهندس إبراهيم أبو النجا، الخبير في ترميم الآثار الإسلامية لـ "المصريون"، إن أكثر من 50 في المائة من الأضرحة المنتشرة في محافظات مصر "مزيفة"، وليست لرفات أولياء كما يُزعم، وهو ما قال إنه ينطبق عليها المثل القائل "هو فاكر تحت القبة شيخ" والذي يعود أصله، عندما اتفق اثنان على إقامة ضريح فوق جثة حمار وفوق الضريح قبة ونصباه وليا يزوره المريدون، "فكانت سبوبة للشريكين الذين اختلفا فأراد أحدهما أن ينبه الآخر فقال: إحنا دفنينو سوا".
وأشار إلى أن هناك عددا من الأضرحة التي هي لأناس عاديين لا يملكون كرامات، مدللا على ذلك بالضريح الذي يوجد على يسار بوابة الفتوح في شارع المعز لدين الله الفاطمي، والذي يقال إن بأسفله قبر "محب القاهرة حسن الذوق"، وهو مغربي الأصل هاجر من بلاده إلى القاهرة الفاطمية ولما تقدمت به السن أراد أبناؤه أعادته لبلاده، ولكنه رفض فأجبروه فمات على مدخل القاهرة ودفن بها فكان المثل الشهير: "الذوق ما خرجش من مصر" إلا أن أهل الحي جعلوا منه شيخا ووليا من أولياء الله فصنعوا فتحة في القبة لإلقاء النقود ومن ثم الحصول على البركة منه.
ومن العجائب، كما يقول أبو النجا أن يتم تنصيب طفلا أو مجذوبا أو مصابا بالتخلف العقلي وليا، لأنه في الاعتقاد شخص مبروك ودعوته مجابة، ومن أهم القرى المصرية التي اشتهرت بهذه الظاهرة قرية سيف الدين مركز الزرقا بمحافظة دمياط، وفيها قبة الشيخ عصام وهو طفل ولد مجذوبا لأب من مواليد 1901 يعمل مفتشا بإحدى المعاهد الأزهرية.
كما هناك الشيخ ياسر مواليد أبريل 1971، والذي يعاني من تخلف عقلي لأب نجار وأم خياطة، والشيخة سناء تبلغ من العمر 30 عاما ولدت بالتخلف العقلي، وهناك ضريح باسم سيدي عباطة مقام بمقابر سيد جلال نسبه إلى جلال الدين السيوطي بحي السيدة عائشة، ويقام له مولد سنوي، رغم عدم معرفة أي من الباحثين والمؤرخين به.
وهناك زروق المغربي الذي ادعى انه أحيا حمارا بعد موته بثلاثة عشر يوما، ويشير إلى أن منطقة بولاق عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أبو محمد يوسف عبد الله التكروري وكان رجلا تقيا ونصبه الناس وليا يمتلك من الكرامات الكثير.
وذكر أبو النجا، إن العالم القرشي جومار في موسوعة وصف مصر، قال إن الدراويش فئة من المجانين الذين يرسلون شعورهم، ويؤمن بهم العامة في تبجيل أعمى وخارق للمألوف، وأحد هؤلاء ممن رأيتهم بالقاهرة، أُشيع أنه يوحى إليه من محمد، وكانت لديه عادة التجول في شارع المدينة عاريا تماما، وكانت النساء حتى ذوات الوضع المتميز فيهن يقفن ويقتربن منه لتقبيل يده بدلا من أن يتراجعن إزاء هيئته.
وأكد أن الواقع التاريخي يشير إن بداية ذيوع خرافات الأولياء تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني فقد ولدت الخزعبلات على أيدي الدراويش الذين خرجوا من خانقاوات المتصوفة وهى كلمة فارسية، ومعناها "بيت" ثم أطلقها العامة على مستشفى المجانين وحرفت إلى كلمة "خانكة".
وكانت عند بداية إنشائها على يد صلاح الدين الأيوبي بيوتا للعلم، إلا أن سلاطين المماليك أعطوها للدراويش والصوفية، وكان كل صوفي يصرف له في اليوم رطل من اللحم الضان المطبوخ وأربعة أرطال من الخبز، علاوة على أربعين درهما ورطل من الحلوى ورطلان من زيت الزيتون ومثلها من الصابون.
وفسر ذلك بأنه ربما كان واقعا لفرار الكثير من قسوة الحياة والرغبة في بسطة العيش دون عناء الدخول في الصوفية، وهؤلاء انصرفوا عن الذكر والعبادة إلى البحث عن المال والمتاع وهؤلاء يقول عنهم المقريزي "لا ينسبون إلى علم ولا ديانة وإلى الله المشتكي".
ونتيجة لذلك، تحولت الخانقاوات إلى أوكار تنابلة السلطان فادعوا الزهد في حين امتنعوا عن أداء شعائر الصلاة، مدعين أنهم يقومون بها في ألاماكن المقدسة، ومن هؤلاء عبد القادر الدشطوطي وإبراهيم المتبول، وكان للسلاطين دور كبير في مساندة هؤلاء "المجاذيب" فقد تحول التصوف إلى وظيفة لخدمة السلطان.
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=61974&Page=6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/377)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[29 - 03 - 09, 03:20 م]ـ
اللهم احفظنا بنعمة الإسلام والسنة
شكرا
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:16 م]ـ
الله المستعان
وما خفي كان أعظم(54/378)
ؤال عن مناظرة احد الائمة لبعض الباطنية
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت قديما ان الامام الاسماعيلي او البرقاني لا اذكر الان
انه كان في طريقه للقاء ونقاش احد طواغيت الحشاشين
وفي الطريق قابله احد مشائخه وقال له
انه سيسألك ويقول: ما ربك؟ فلا تجبه وقل له لم قلت ما
الى اخر القصة. هذا او نحوه
والمطلوب من الاخوة عزو القصة فقد بحثت عنها طويلا ولم اجدها
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 10:22 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 04:52 م]ـ
للرفع رفعكم الله(54/379)
((المعطل يعبد عدماً، والمشبه يعبد صنماً)) من صاحب هذه العبارة؟
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:08 م]ـ
هذه العبارة كثيرا ما ترد في كلام العلماء كشيخ الإسلام وابن قيم الجوزية وغيرهما.
فمن صاحب هذه المقالة؟
بارك الله فيمن أفادني ..
مع التوثيق والعزو، حيث إنني سمعت أنها لنعيم بن حماد.
علما أنه قد سبق هذا الاستفسار من قبل في منتدانا
انظره هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100708&highlight=%ED%D3%E4%CF+%E5%D0%C7+%C7%E1%DE%E6%E1
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[29 - 03 - 09, 09:37 م]ـ
انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/ 432
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[29 - 03 - 09, 10:33 م]ـ
ويقول ابن القيم في (النونية) الكافية الشافية:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[29 - 03 - 09, 11:01 م]ـ
هذا العبارة اشتهرت عن شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم، ويستعملونها في كلامهم دون عزو إلى أحد
وهذا كثير في كتبهم، خاصة شيخ الإسلام بن تيمية، وأوردها صاحب كتاب " عِبَاراتٌ رائِقَاتٌ
من مؤلفات شيخ الإسلام"
وقد وجدت في مجموع الفتاوى موضعاً واحداً عزى هذا القول لبعض العلماء بالإبهام - بدون تسمية -
قال رحمه الله: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: "الْمُعَطِّلُ يَعْبُدُ عَدَمًا وَالْمُمَثِّلُ يَعْبُدُ صَنَمًا. الْمُعَطِّلُ أَعْمَى وَالْمُمَثِّلُ أَعْشَى؛ وَدِينُ اللَّهِ بَيْنَ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ" مجموع الفتاوى (5/ 261) وهذا مما يدل على أن هناك من سبق شيخ الإسلام لإطلاق هذا القول. فليحرر. والله أعلم.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:34 ص]ـ
رفع الله قدركم(54/380)
تجرى باعييننا كيف نثبت صفة العين مع مراعاة عدم الوقوع فى التأويل
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:02 ص]ـ
تجرى باعييننا كيف نثبت صفة العين مع مراعاة عدم الوقوع فى التاويل الظاهر من تفسير الايه ك مثلا تجرى بقدرتنا اريد جوابا
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
ارجع لكتاب الشيخ ابن عثيمين (القواعد المثلى) تجد كلاماً مفصلاً.
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:37 ص]ـ
اخى احمد وعلبك السلام الكتاب ماهوعندى
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:47 ص]ـ
هذا نقل من (المجلى شرح القواعد المثلى) وهو في الشاملة (وليس لي فيه سوى النسخ واللصق)!!
** المثال التاسع والعاشر:
قوله تعالى عن سفينة نوح:} تجري بأعيننا {[القمر: 14] وقوله لموسى:} ولتصنع على عيني {[طه: 39]
والجواب: أن المعنى في هاتين الآيتين على ظاهر الكلام وحقيقته لكن ما ظاهر الكلام وحقيقته هنا؟ (1) 0
هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن السفينة تجري في عين الله أو أن موسى عليه الصلاة والسلام يربى فوق عين الله تعالى (2) 0
أو يقال: إن ظاهره أن السفينة تجرى وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله تعالى يرعاه ويكلؤه بها (3) 0
ولا ريب أن القول الأول باطل من وجهين:
الأول: أنه لا يقتضيه الكلام بمقتضى الخطاب العربي (4) والقرآن إنما نزل بلغة العرب 0
لقد سبق أن العبرة في فهم ظاهر النص هو السياق والقرائن فلابد أن يتتبع سبب النزول ثم القرائن والسياق 0
هذا المعنى لا يتبادر أبداً لأي قارىء لكتاب الله
ذكر الماوردي في تفسيره (5/ 412) ان للمفسرين أربعة أقوال في {تجري بأعيننا} وهي:
ا-…بمرأى منا.
بأمرنا، قاله الضحاك.
بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها.
بأعين الماء التي أتبعناها في قوله: {وفجرنا الأرض عيوناً}، وقيل إنها تجري بين ماء الأرض والسماء، وقد كان غطاؤها عن أمر الله سبحانه.
وذكر هذه الأقوال أبو حيان في البحر المحيط (8/ 176) والخازن (4/ 219)، والسيوطي (17/ 133)، وصديق حسن خان (13/ 293) 0
(4) …إلا ان كان حملهم على ذلك نوع من العجمة وبها عابوا الكلام الفصيح لعجمتهم.
قال الله تعالى: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} [يوسف:2] وقال تعالى: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} [الشعراء: 193 - 195] ولا أحد يفهم من قول القائل: فلان يسير بعيني أن المعنى أنه يسير داخل عينه ولا من قول القائل: فلان تخرج على عيني أن تخرجه كان وهو راكب على عينه (1) ولو ادعى مدع أن هذا ظاهر اللفظ في هذا الخطاب لضحك منه السفهاء فضلاً عن العقلاء (2) 0
الثاني: أن هذا ممتنع غاية الامتناع ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره أن يفهمه في حق الله تعالى لأن الله تعالى مستو على عرشه
وانما أراد أنني كنت أحفظه وأرعاه إلى أن تخرج.
وانما يفهم منه أن عينيه تصحبه بالنظر والرعاية لأن الباء هنا للمصاحبة وليست للظرفية وهذا هو بطلان كلامهم من الناحية اللفظية.
أما بطلانه من الناحية المعنوية: فإن من المعلوم أن نوحاً عليه الصلاة والسلام كان في الأرض، وأنه صنع السفينة في الأرض، وجرت على الماء في الأرض كما قال الله تعالى: {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} وقال: {فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} 0
ولا يمكن لأحد أن يدعي أن ظاهر اللفظ أن السفينة تجري في عين الله عز وجل لأن ذلك ممتنع غاية الامتناع في حق الله تعالى ولا يمكن لمن عرف الله وقدره حق قدره وعلم أنه مستو على عرشه بائن من خلقه ليس حالاً في شيء من مخلوقاته ولا شيء من مخلوقاته حالاً فيه أن يفهم من هذا اللفظ هذا المعنى الفاسد.
وعلى هذا فمعنى الآية الذي هو ظاهر اللفظ أن السفينة تجري والله تعالى يكلؤها بعينه ا0هـ من تقريب التدمرية للمؤلف.
بائن (1) من خلقه لا يحل فيه شيء من مخلوقاته ولا هو حال في شيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/381)
فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها وهذا معنى قول بعض السلف: " بمرأى مني " (2) فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام (3) 0
لفظة (بائن) وان لم ترد في الكتاب والسنة ولم تكن معروفة في عهد الصحابة إلا أنه لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ الأئمة الأعلام بلفظ (بائن) دون أن ينكره أحد منهم.
وممن نص على ذلك عبدالله بن أبي جعفر الرازي، وعالم الرى هشام واسحاق بن راهويه عالم خراسان وذكره عن ابن المبارك وغير هؤلاء ممن ذكرهم الذهبي في مختصر العلو ونقله الألباني في مقدمته ص18 وانظر أيضاً التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي (2/ 286).
وقد نص على ذلك الطبري (13/ 94)، والبغوي (4/ 260)، والثعالبي (3/ 265)، وابن كثير (6/ 41) ونسب هذا المعنى إلى الجمهور الإمام ابن عطية في تفسيره (14/ 151) وجرى على هذا القول أيضاً: ابن الجوزي (9/ 93)، الرازي (29/ 36)، و النسفي (3/ 404 (، والسمين (6/ 227)، والبيضاوي مع محي الدين شيخ زادة (4/ 421)، والشهاب (9/ 31)، والجمل (7/ 345)، والشوكاني (5/ 175)، والشربيني (4/ 146) والآلوسى (27/ 83) 0
وإثبات العين من كون أن الله يحفظه بعينه من دلالة التلازم وقد سبق معناه.
ملاحظة:
يثبت المعطلة لازم المعنى وينفون الصفة مثاله: ينفي الأشعرية صفة الرحمة ويثبتون لازمها وهو الإنعام وينفون صفة المحبة والغضب ويثبتون لازمها وهو الإحسان، و الانتقام فإثبات المعطل لازم الصفة لا يكفي بل لابد أن يثبت الصفة 0
=…فإذا كان من يقول (بمرأى مني) ينفي صفة العين كما نقلنا عن الذي جرى على هذا القول مع ان واقعهم لا يثبتون صفة العين من تفسيراتهم الأخرى فإن هذا من قبيل من ينفى الرحمة ويثبت الإحسان.
نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات.
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:53 ص]ـ
وإثبات العين من كون أن الله يحفظه بعينه من دلالة التلازم
نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات جزاك الله خيرا ياعبدالله
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:22 ص]ـ
وجزاك والإخوان جميعا.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[30 - 03 - 09, 11:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يجوز تفسير صفة الهرولة بما فسره الشيخ رحمه الله، فإني سمعت أن الأمر في اثبات صفة الهرولة لله عز وجل فيه اختلاف،
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:48 ص]ـ
ذكر شيخنا عبد الله الغنيمان حفظه الله تعالى في شرحه للفتوى الحموية أن نسبة صفة الهرولة إلى الله لا تصح وأن من أثبت هذه الصفة فقد أخطأ وقال إنما المراد التقرب وقال ويدل على ذلك باقي الحديث "من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... " فإن العبد لا يتقرب شبرًا ولا ذراعًا حقيقيًا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:22 ص]ـ
ذكر شيخنا عبد الله الغنيمان حفظه الله تعالى في شرحه للفتوى الحموية أن نسبة صفة الهرولة إلى الله لا تصح وأن من أثبت هذه الصفة فقد أخطأ وقال إنما المراد التقرب وقال ويدل على ذلك باقي الحديث "من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... " فإن العبد لا يتقرب شبرًا ولا ذراعًا حقيقيًا
هذه صفة أثبتها السلف، وقد بوب العلامة أبو إسماعيل الهروي في كتابه (الأربعون في دلائل التوحيد) وهو من علماء القرن الخامس الهجري: باب الهرولة لله عزوجل، وذكر تحته هذا الحديث.
والإجماع السكوتي قائم على إثبات هذه الصفة كما يليق بالله عزوجل.
ولا يعرف أحد من السلف نفاها عن الله تعالى.
وقد أثبت هذه الصفة من علمائنا الكبار العلامة الألباني، والعلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين.
وللعلامة العثيمين رد جميل ماتع على بعض المشايخ ممن لا يثبتها.
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:41 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي علي الفضلي تفضل الله عليك برحمته وكرمه اللهم امين:
لماذا لا نقول أن النصوص في صفات الله سبحانه وتعالى إذا جاءت مقترنة بوجود العبد فيها فنفسرها بما يكتسبه العبد من هذه الصفة ومن الامثلة على ذلك مثالنا هذا (تجري باعيننا) وا يضا (ولتصنع على عيني) و حديث النبي صلى الله عليه وسلم (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ..... ) ومنها هذه الصفه الهرولة إذ هي مقترنة بالعبد (من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... ) فنفسرها بما يكتسبه العبد من هذه الصفة وهي تقرب الله للعبد بالاحسان والثواب والتوبة وغيرها، لأن وصف الله سبحانه وتعالى بها اما يكون ممتنعا لفظا او معنويا او ممتنعا لإقتران العبد بهذه الصفة.
أخي بارك الله فيك أنا لا أتأول الصفة ولكن هذا ما فهمته من كلام بعض أهل العلم، فإن كن من خطأ فأسأل الله أن يردني إلى الصواب والحق اللهم آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/382)
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:53 ص]ـ
السلام عليكم اثبات الصفات لله توقيفيه موقوفه على الكتاب والسنه فاذا ثبتت الصفه فيهما نثبتها من دون تاؤيل ولا تشبيه ولاتعطيل ولاتكيف فاذا ثبتت صفة الهروله فى الحديث الصحيح نثبتها اولا ثم بعد ذللك نثبت اى لازم من لاوازمها كما فى اية تجرى باعيننا نثبت اولا صفه العين لله ثم نثبت الازم وهو اى تفسير للاية كتجرى بقدرتنا اذا فلا بد من اثبات الصفه اولا حتى لا نقع فى التاويل الى الاخ ابو عبدالله قريق وعلي الفضلي
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[01 - 04 - 09, 01:55 ص]ـ
عذرا اخ على اقصد أحمد فاروق محمد حسن
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[01 - 04 - 09, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خيرًا الأخوة علي الفضلي وأبا عبد الله قريق وأبا عبيدة المنصوري وسوف أنقل هذا الكلام للشيخ حفظه الله وأتيكم برده
ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:52 م]ـ
هذه صفة أثبتها السلف، وقد بوب العلامة أبو إسماعيل الهروي في كتابه (الأربعون في دلائل التوحيد) وهو من علماء القرن الخامس الهجري: باب الهرولة لله عزوجل، وذكر تحته هذا الحديث.
والإجماع السكوتي قائم على إثبات هذه الصفة كما يليق بالله عزوجل.
ولا يعرف أحد من السلف نفاها عن الله تعالى.
وقد أثبت هذه الصفة من علمائنا الكبار العلامة الألباني، والعلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين.
وللعلامة العثيمين رد جميل ماتع على بعض المشايخ ممن لا يثبتها.
والله أعلم.
سألت الشيخ الغنيمان حفظه الله أمس وقلت له أن بعض الأخوة قالوا إن أبا إسماعيل الهروي بوب لهذه الصفة وأن الشيخ ابن عثيمين أثبتها فقال لي أعلم ذلك ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية نفاها في نقض التأسيس وكان الشيخ متعجلاً فلم أقدر على أن استفصل أكثر
أرجو ممن عنده نقض التأسيس أن ينقل لنا كلام شيخ الإسلام
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:17 ص]ـ
نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات.
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة من هذا النقل العظيم, لأني كنت محتارا في هذا الموضوع
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:19 م]ـ
سألت الشيخ الغنيمان حفظه الله أمس وقلت له أن بعض الأخوة قالوا إن أبا إسماعيل الهروي بوب لهذه الصفة وأن الشيخ ابن عثيمين أثبتها فقال لي أعلم ذلك ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية نفاها في نقض التأسيس وكان الشيخ متعجلاً فلم أقدر على أن استفصل أكثر
أرجو ممن عنده نقض التأسيس أن ينقل لنا كلام شيخ الإسلام
كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية الحراني-رحمه الله تعالى-:
["قال الرازي: " قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتاني يمشي أتيته هرولة))،ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير ".
يقال له:هذا الحديث لفظه في الصحيحين:عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، ومن تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً،ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))، ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه؛لأن الثواب أبداً من جنس العمل،كما قال في أوله: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)).وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))،وقال: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:7] , وقال: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149] ,
وقال: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور:22].
وإذا كان كذلك فظاهر الخطاب أن أحد التقديرين (1) من جنس الآخر، وكلاهما مذكور بلفظ المساحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/383)
فيقال: لا يخلو إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه وهو تقرب بالمساحة المذكورة أو لا يكون، فإن كان ذلك هو ظاهر ذلك اللفظ فإما أن يكون ممكنًا أو لا يكون، فإن كان ممكنا فالآخر أيضًا ممكن، و لا يكون في ذلك مخالفة للظاهر، وإن لم يكن ممكنًا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه وسعيه. فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب، فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع بل ظاهره هو المعنى الحق.
ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة، لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، و هو أن العبد يعلم تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكاً.
يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها. فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام، هل هي من باب التخصيصات المتصلة؟ أو المنفصلة؟.
و على التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها لم يُضِل المخاطب ولم يلبس عليه المعنى بل هو مخاطب له بأحسن البيان.
ثم يقال:الحجة لمن جعل ذلك مخصصًا متصلاً لا من منع ذلك أن يكون ذلك تخصيصا " اهـ (2).
------------------------------------
1) علق محقق الكتاب بقوله: لعلها " التقربين ".
2) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لشيخ الإسلام إبن تيمية،تحقيق الجزء د/ عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، طبعة مجمع الملك فهد [1426]. ج (6)، ص (101).
(منقول)
ـــــــــــــــ
قال العلامة العثيمين:
(من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم (. . .) –حفظه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: ففي هذا اليوم وصلني كتابكم المؤرخ 7 من الشهر الحالي، فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقد فهمت ما فيه، وقد تضمن ملاحظة فضيلتكم على كلامي فيما يتعلق بالحديث القدسي الذي رواه النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:
" من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة". وكان في إثبات الهرولة لله تعالى إشكال عندكم.
فيا محب:
تعلم أن هذا الحديث أخبر الله تعالى به عن نفسه، ونقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى عباده ومبلغ رسالته على الوجه الأتم، ونقله عن هذا الرسول أمناء أمته من الصحابة والتابعين وأئمة من أهل الحديث والفقه، وتلقته الأمة بالقبول.
وتعلم يا محب أن الله تبارك وتعالى أعلم بنفسه وبغيره:
{والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، {قل أأنتم أعلم أمِ الله}.
وتعلم يا محب أن الله تعالى لم يطلع خلقه على ما علمه إياهم من أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه إلا ليبين لهم الحق حتى لا يضلوا: {يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم}.
وتعلم يا محب أنه لا أحد أحسن من الله حديثا، ولا أصدق منه قيلا، وأن كلامه جل وعلا في أعلى الفصاحة والبيان.
وقد قال سبحانه عن نفسه:
" من أتاني يمشي أتيته هرولة"، فلا تستوحش يا أخي من شيء أثبته الله تعالى لنفسه بعد أن علمت ما سبق، واعلم أنك إذا نفيت أن الله تعالى يأتي هرولة، فسيكون مضمون هذا النفي صحة أن يقال:
إن الله لا يأتي هرولة، وفي هذا ما فيه.
ومن المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دل على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به، وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه؟!
وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، و {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
". . . "
إلى أن قال العثيمين:
[وإن الإنسان ليجد في نفسه الخوف من أن يلقى الله عز وجل وهو يقول:
إن الله تعالى لا يأتي هرولة، بعد أن أثبت الله ذلك لنفسه، وسبحان من قال عن نفسه: {ويفعل الله ما يشاء}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/384)
ولقد تأملت هذه المسألة، وكلما هممت أن أقول بما ذهب إليه بعض الناس في هذا الحديث، وجدتني خائفا أن أقول في كلام الله عزوجل ما لا أعلم، وأن بقائي على ما يدل عليه ظاهر الحديث مع تنزيه الله عزوجل عما لا يليق به من مماثلة الخلق، ومع الكف عن تكييف صفاته، أسلم في عقيدتي، وأبعد لي عن التكلف، و {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.
وإني لأشكر فضيلتكم على ما أتحفتموني به من كلام شيخ الإسلام في نقضه كلام الرازي، فنعم التحفة ونعم من أتحف بها أصلا ونقلا.
ولا يخفى على فضيلتكم ما لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – من التحقيق في المنقول والمعقول، مما جعل كلامه – رحمه الله تعالى – له الأثر في النفوس والقبول، تغمده الله برحمته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
لكن لا يخفى على فضيلتكم أن جل كلامه الذي نقلتم إنما هو مسألة التقرب، لأنه هو الذي ذكر بلفظ المساحة، ومع ذلك فقد أورده الشيخ – رحمه الله تعالى – بذلك الترديد حيث قال:
(إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه هو تقرب المساحة المذكورة أو لا يكون، فإن كان ذلك هو ظاهر اللفظ، فإما أن يكون ممكنا أو لا يكون ممكنا، فإن كان ممكنا فالآخر أيضا ممكن، ولا يكون في ذلك مخالفة للظاهر، وإن لم يكن ممكنا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه، وسعيه، فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب؛ فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع، بل ظاهره هو المعنى الحق، ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بحركة بدنه شبرا وذراعا ومشيا وهرولة.
لكن قد يقال: عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكا، فيقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية، فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها) اهـ المقصود منه.
فأنت ترى – حفظك الله – أن الشيخ – رحمه الله تعالى – جعل الأمر مترددا بين أن يكون التقرب بالمساحة ظاهر اللفظ، أو لا يكون، وإنه إن كان ظاهر اللفظ فإما أن يكون ممكنا أو لا يكون، وأنه إن كان ممكنا، فالآخر أيضا ممكن، وإن لم يكن ممكنا فالآخر من جنس ذلك، ولا يمكن أن يكون غير الممكن ظاهر الخطاب لامتناعه، يعني أننا إذا قلنا: إن تقرب العبد إلى ربه بالمساحة الشبر والذراع غير ممكن، صار تقرب الله تعالى بالذراع والباع غير ممكن، وإن كان غير ممكن امتنع أن يكون هو ظاهر الخطاب؛ لأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله تعالى أمرا مستحيلا.
وأما قوله – رحمه الله تعالى -:
(ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بحركة بدنه شبرا وذراعا ومشيا وهرولة).
فإنه قد يقال: ما الذي يمنع ذلك، فإن العبد يتقرب إلى ربه بحركة قلبه وحركة بدنه، ولهذا يقال: القلوب جوالة، فقلب يحوم حول العرش، وقلب يتجول حول الحش، وحركة القلب وشعور العبد بقربه من ربه بقلبه أمر معلوم، وكذلك حركة البدن التي يتقرب العبد بها إلى ربه بكون الحركة نفسها عبادة، أو يتوصل بها إلى عبادة، أمر معلوم، ألا ترى إلى قوله تعالى في شأن موسى:
{وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا}، قال ابن كثير – رحمه الله تعالى -:
(كلمه الله تعالى وناداه وقربه فناجاه) اهـ.
و لا يخفى على فضيلتكم ما رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
" إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا".
وما رواه أحمد ومسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء".
ودنوه جل وعلا –كما يعلم فضيلتكم- لا ينافي علوه تعالى، قال شيخ الإسلام في الفتاوى (جمع ابن قاسم 5/ 460):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/385)
(وأصل هذا أن قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم أن تخلو ذاته من فوق العرش، بل هو فوق العرش ويقرب من خلقه كيف يشاء، كما قال ذلك من قاله من السلف، وهذا كقربه إلى موسى لما كلمه من الشجرة " ... " إلى أن قال (464): (وإذا كان المنادي هو الله رب العالمين، وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه، دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام، مع أن هذا قرب مما دون السماء " ... " إلى أن قال (465):
(وقربه من العباد من بتقربهم إليه مما يقر به جميع من يقول: إنه فوق العرش، سواء قالوا مع ذلك: إنه تقوم به الأفعال الاختيارية، أم لم يقولوا.
و أما من ينكر ذلك فمنهم من يفسر قرب العباد بكونهم يقاربونه ويشابهونه من بعض الوجوه، فيكونون قريبين منه، وهذا تفسير أبي حامد والمتفلسفة، ومنهم من يفسر قربهم بطاعته، ويفسر قربه بإثابته، وهذا تفسير جمهور الجهمية، فإنهم ليس عندهم قرب ولا تقريب أصلا.
ومما يدخل في معاني القرب – وليس في الطوائف من ينكره – قرب المعروف والمعبود إلى قلوب العارفين العابدين، فإن كل من أحب شيئا فإنه لابد أن يعرفه ويقرب من قلبه، والذي يبغضه يبعد من قلبه).
" ... " إلى أن قال:
(والذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف والأئمة، وهو قول الأشعري، وغيره من الكلابية، فإنهم يثبتون قرب العباد إلى ذاته " ... " إلى أن قال:
(و أما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده، فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونزوله و استواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين، وأهل الحديث، والنقل عنهم متواتر، وأول من أنكر هذا في الإسلام الجهمية، ومن وافقهم من المعتزلة).
وقال في ص (31/ 6):
(لكن عموم المسلمين وسلف الأمة، وأهل السنة من جميع الطوائف تقر بذلك، فيكون العبد متقربا بحركة روحه وبدنه إلى ربه، مع إثباتهم أيضا التقرب منهما إلى الأماكن المشرفة، وإثباتهم أيضا تحول روحه وبدنه من حال إلى حال:
فالأول: مثل معراج النبي – صلى الله عليه وسلم – وعروج روح العبد إلى ربه، وقربه منه في السجود وغير ذلك.
والثاني: مثل الحج إلى بيته، وقصده في المساجد.
والثالث: مثل ذكره له، ودعائه، ومحبته، وعبادته، وهو في بيته، لكن في هذين يقرون أيضا بقرب الروح أيضا إلى الله نفسه، فيجمعون بين الأنواع كلها).
قال في ص (13/ 6):
(وإذا كان قرب عباده منه نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعا عند الجماهير من السلف، وأتباعهم من أهل الحديث، والفقهاء، والصوفية، وأهل الكلام، لم يجب أن يُتأول كل نص فيه ذكر قربه من جهة امتناع القرب عليه، و لا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة، وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا حمل عليه، وإن دل على هذا حمل عليه، وكما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء) اهـ.
ففي هذا الكلام من تقرير تقرب العبد إلى ربه بحركة روحه وبدنه، وأن قرب العباد منه نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعا عند الجماهير من السلف وأتباعهم، ما يخالف ما ذكره في نقضه على الرازي، وعليه فيكون للشيخ-رحمه الله تعالى- في هذا قولان، ولكن أيهما أقرب أن يكون أرجح عنده؟
قد يقال: إن الثاني أقرب أن يكون أرجح، لأن فيه زيادة، ولأنه ساقه جازما به، بخلاف الأول فإنه كان فيه ترديد، والله أعلم.
وخلاصة القول: إن إبقاء النص على ظاهره أولى وأسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك، لوسعه الأمر لاحتماله.
والله تعالى رقيب على قول كل قائل وقلبه، فنسأل الله تعالى الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته] اهـ.
من (إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار .. ). ط. دار ابن خزيمة، ص 36 - 46.
والحمد لله رب العالمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:20 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/386)
سألت الشيخ الغنيمان حفظه الله أمس وقلت له أن بعض الأخوة قالوا إن أبا إسماعيل الهروي بوب لهذه الصفة وأن الشيخ ابن عثيمين أثبتها فقال لي أعلم ذلك ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية نفاها في نقض التأسيس وكان الشيخ متعجلاً فلم أقدر على أن استفصل أكثر
أرجو ممن عنده نقض التأسيس أن ينقل لنا كلام شيخ الإسلام
كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية الحراني-رحمه الله تعالى-:
["قال الرازي: " قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتاني يمشي أتيته هرولة))،ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير ".
يقال له:هذا الحديث لفظه في الصحيحين:عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، ومن تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً،ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))، ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه؛لأن الثواب أبداً من جنس العمل،كما قال في أوله: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)).وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))،وقال: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:7] , وقال: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149] ,
وقال: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور:22].
وإذا كان كذلك فظاهر الخطاب أن أحد التقديرين (1) من جنس الآخر، وكلاهما مذكور بلفظ المساحة.
فيقال: لا يخلو إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه وهو تقرب بالمساحة المذكورة أو لا يكون، فإن كان ذلك هو ظاهر ذلك اللفظ فإما أن يكون ممكنًا أو لا يكون، فإن كان ممكنا فالآخر أيضًا ممكن، و لا يكون في ذلك مخالفة للظاهر، وإن لم يكن ممكنًا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه وسعيه. فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب، فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع بل ظاهره هو المعنى الحق.
ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة، لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، و هو أن العبد يعلم تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكاً.
يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها. فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام، هل هي من باب التخصيصات المتصلة؟ أو المنفصلة؟.
و على التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها لم يُضِل المخاطب ولم يلبس عليه المعنى بل هو مخاطب له بأحسن البيان.
ثم يقال:الحجة لمن جعل ذلك مخصصًا متصلاً لا من منع ذلك أن يكون ذلك تخصيصا " اهـ (2).
------------------------------------
1) علق محقق الكتاب بقوله: لعلها " التقربين ".
2) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لشيخ الإسلام إبن تيمية،تحقيق الجزء د/ عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، طبعة مجمع الملك فهد [1426]. ج (6)، ص (101).
(منقول)
ـــــــــــــــ
قال العلامة العثيمين:
[من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم (. . .) –حفظه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: ففي هذا اليوم وصلني كتابكم المؤرخ 7 من الشهر الحالي، فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقد فهمت ما فيه، وقد تضمن ملاحظة فضيلتكم على كلامي فيما يتعلق بالحديث القدسي الذي رواه النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:
" من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة". وكان في إثبات الهرولة لله تعالى إشكال عندكم.
فيا محب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/387)
تعلم أن هذا الحديث أخبر الله تعالى به عن نفسه، ونقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى عباده ومبلغ رسالته على الوجه الأتم، ونقله عن هذا الرسول أمناء أمته من الصحابة والتابعين وأئمة من أهل الحديث والفقه، وتلقته الأمة بالقبول.
وتعلم يا محب أن الله تبارك وتعالى أعلم بنفسه وبغيره:
{والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، {قل أأنتم أعلم أمِ الله}.
وتعلم يا محب أن الله تعالى لم يطلع خلقه على ما علمه إياهم من أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه إلا ليبين لهم الحق حتى لا يضلوا: {يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم}.
وتعلم يا محب أنه لا أحد أحسن من الله حديثا، ولا أصدق منه قيلا، وأن كلامه جل وعلا في أعلى الفصاحة والبيان.
وقد قال سبحانه عن نفسه:
" من أتاني يمشي أتيته هرولة"، فلا تستوحش يا أخي من شيء أثبته الله تعالى لنفسه بعد أن علمت ما سبق، واعلم أنك إذا نفيت أن الله تعالى يأتي هرولة، فسيكون مضمون هذا النفي صحة أن يقال:
إن الله لا يأتي هرولة، وفي هذا ما فيه.
ومن المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دل على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به، وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه؟!
وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، و {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
". . . "
إلى أن قال العثيمين:
[وإن الإنسان ليجد في نفسه الخوف من أن يلقى الله عز وجل وهو يقول:
إن الله تعالى لا يأتي هرولة، بعد أن أثبت الله ذلك لنفسه، وسبحان من قال عن نفسه: {ويفعل الله ما يشاء}.
ولقد تأملت هذه المسألة، وكلما هممت أن أقول بما ذهب إليه بعض الناس في هذا الحديث، وجدتني خائفا أن أقول في كلام الله عزوجل ما لا أعلم، وأن بقائي على ما يدل عليه ظاهر الحديث مع تنزيه الله عزوجل عما لا يليق به من مماثلة الخلق، ومع الكف عن تكييف صفاته، أسلم في عقيدتي، وأبعد لي عن التكلف، و {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.
وإني لأشكر فضيلتكم على ما أتحفتموني به من كلام شيخ الإسلام في نقضه كلام الرازي، فنعم التحفة ونعم من أتحف بها أصلا ونقلا.
ولا يخفى على فضيلتكم ما لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – من التحقيق في المنقول والمعقول، مما جعل كلامه – رحمه الله تعالى – له الأثر في النفوس والقبول، تغمده الله برحمته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
لكن لا يخفى على فضيلتكم أن جل كلامه الذي نقلتم إنما هو مسألة التقرب، لأنه هو الذي ذكر بلفظ المساحة، ومع ذلك فقد أورده الشيخ – رحمه الله تعالى – بذلك الترديد حيث قال:
(إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه هو تقرب المساحة المذكورة أو لا يكون، فإن كان ذلك هو ظاهر اللفظ، فإما أن يكون ممكنا أو لا يكون ممكنا، فإن كان ممكنا فالآخر أيضا ممكن، ولا يكون في ذلك مخالفة للظاهر، وإن لم يكن ممكنا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه، وسعيه، فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب؛ فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع، بل ظاهره هو المعنى الحق، ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بحركة بدنه شبرا وذراعا ومشيا وهرولة.
لكن قد يقال: عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكا، فيقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية، فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها) اهـ المقصود منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/388)
فأنت ترى – حفظك الله – أن الشيخ – رحمه الله تعالى – جعل الأمر مترددا بين أن يكون التقرب بالمساحة ظاهر اللفظ، أو لا يكون، وإنه إن كان ظاهر اللفظ فإما أن يكون ممكنا أو لا يكون، وأنه إن كان ممكنا، فالآخر أيضا ممكن، وإن لم يكن ممكنا فالآخر من جنس ذلك، ولا يمكن أن يكون غير الممكن ظاهر الخطاب لامتناعه، يعني أننا إذا قلنا: إن تقرب العبد إلى ربه بالمساحة الشبر والذراع غير ممكن، صار تقرب الله تعالى بالذراع والباع غير ممكن، وإن كان غير ممكن امتنع أن يكون هو ظاهر الخطاب؛ لأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله تعالى أمرا مستحيلا.
وأما قوله – رحمه الله تعالى -:
(ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله تعالى بحركة بدنه شبرا وذراعا ومشيا وهرولة).
فإنه قد يقال: ما الذي يمنع ذلك، فإن العبد يتقرب إلى ربه بحركة قلبه وحركة بدنه، ولهذا يقال: القلوب جوالة، فقلب يحوم حول العرش، وقلب يتجول حول الحش، وحركة القلب وشعور العبد بقربه من ربه بقلبه أمر معلوم، وكذلك حركة البدن التي يتقرب العبد بها إلى ربه بكون الحركة نفسها عبادة، أو يتوصل بها إلى عبادة، أمر معلوم، ألا ترى إلى قوله تعالى في شأن موسى:
{وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا}، قال ابن كثير – رحمه الله تعالى -:
(كلمه الله تعالى وناداه وقربه فناجاه) اهـ.
و لا يخفى على فضيلتكم ما رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
" إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا".
وما رواه أحمد ومسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء".
ودنوه جل وعلا –كما يعلم فضيلتكم- لا ينافي علوه تعالى، قال شيخ الإسلام في الفتاوى (جمع ابن قاسم 5/ 460):
(وأصل هذا أن قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته لا يستلزم أن تخلو ذاته من فوق العرش، بل هو فوق العرش ويقرب من خلقه كيف يشاء، كما قال ذلك من قاله من السلف، وهذا كقربه إلى موسى لما كلمه من الشجرة " ... " إلى أن قال (464): (وإذا كان المنادي هو الله رب العالمين، وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه، دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام، مع أن هذا قرب مما دون السماء " ... " إلى أن قال (465):
(وقربه من العباد من بتقربهم إليه مما يقر به جميع من يقول: إنه فوق العرش، سواء قالوا مع ذلك: إنه تقوم به الأفعال الاختيارية، أم لم يقولوا.
و أما من ينكر ذلك فمنهم من يفسر قرب العباد بكونهم يقاربونه ويشابهونه من بعض الوجوه، فيكونون قريبين منه، وهذا تفسير أبي حامد والمتفلسفة، ومنهم من يفسر قربهم بطاعته، ويفسر قربه بإثابته، وهذا تفسير جمهور الجهمية، فإنهم ليس عندهم قرب ولا تقريب أصلا.
ومما يدخل في معاني القرب – وليس في الطوائف من ينكره – قرب المعروف والمعبود إلى قلوب العارفين العابدين، فإن كل من أحب شيئا فإنه لابد أن يعرفه ويقرب من قلبه، والذي يبغضه يبعد من قلبه).
" ... " إلى أن قال:
(والذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف والأئمة، وهو قول الأشعري، وغيره من الكلابية، فإنهم يثبتون قرب العباد إلى ذاته " ... " إلى أن قال:
(و أما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده، فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونزوله و استواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين، وأهل الحديث، والنقل عنهم متواتر، وأول من أنكر هذا في الإسلام الجهمية، ومن وافقهم من المعتزلة).
وقال في ص (31/ 6):
(لكن عموم المسلمين وسلف الأمة، وأهل السنة من جميع الطوائف تقر بذلك، فيكون العبد متقربا بحركة روحه وبدنه إلى ربه، مع إثباتهم أيضا التقرب منهما إلى الأماكن المشرفة، وإثباتهم أيضا تحول روحه وبدنه من حال إلى حال:
فالأول: مثل معراج النبي – صلى الله عليه وسلم – وعروج روح العبد إلى ربه، وقربه منه في السجود وغير ذلك.
والثاني: مثل الحج إلى بيته، وقصده في المساجد.
والثالث: مثل ذكره له، ودعائه، ومحبته، وعبادته، وهو في بيته، لكن في هذين يقرون أيضا بقرب الروح أيضا إلى الله نفسه، فيجمعون بين الأنواع كلها).
قال في ص (13/ 6):
(وإذا كان قرب عباده منه نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعا عند الجماهير من السلف، وأتباعهم من أهل الحديث، والفقهاء، والصوفية، وأهل الكلام، لم يجب أن يُتأول كل نص فيه ذكر قربه من جهة امتناع القرب عليه، و لا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة، وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا حمل عليه، وإن دل على هذا حمل عليه، وكما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء) اهـ.
ففي هذا الكلام من تقرير تقرب العبد إلى ربه بحركة روحه وبدنه، وأن قرب العباد منه نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعا عند الجماهير من السلف وأتباعهم، ما يخالف ما ذكره في نقضه على الرازي، وعليه فيكون للشيخ-رحمه الله تعالى- في هذا قولان، ولكن أيهما أقرب أن يكون أرجح عنده؟
قد يقال: إن الثاني أقرب أن يكون أرجح، لأن فيه زيادة، ولأنه ساقه جازما به، بخلاف الأول فإنه كان فيه ترديد، والله أعلم.
وخلاصة القول: إن إبقاء النص على ظاهره أولى وأسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك، لوسعه الأمر لاحتماله.
والله تعالى رقيب على قول كل قائل وقلبه، فنسأل الله تعالى الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى، إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته] اهـ.
من (إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار .. ). ط. دار ابن خزيمة، ص 36 - 46.
والحمد لله رب العالمين(54/389)
ما ضابط كون الأمر بدعة؟ وهل يشترط للتحريم قصد التعبد؟ وهل من ذلك الاحتفالات السنوية التي تقوم بها بع
ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:04 ص]ـ
ضابط البدعة
الشيخ عبد الرحمن البراك
السؤال:
ما ضابط كون الأمر بدعة؟ وهل يشترط للتحريم قصد التعبد؟ وهل من ذلك الاحتفالات السنوية التي تقوم بها بعض الجهات؟ وكذا أعياد الميلاد؟
الإجابة:
الحمد لله .. البدعة في الدين هي التي قال فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" (رواه مسلم)، فما أحدث في الدين فهو البدعة، فهي كل ما تدين به الإنسان مما لم يشرعه الله ورسوله، فمن تدين باعتقاد أو عمل ظاهر أو باطن أو ذكر باللسان ولم يكن مما جاء عن الله ورسوله فهو بدعة في الدين، وهو مردود على صاحبه، أي أن اعتقاده أو عمله أو عبادته باطلة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (رواه البخاري ومسلم) أي: من أحدث في ديننا ما ليس منه، فما أحدثه مردود عليه، وفي لفظ:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". وقال - تعالى -: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ومن البدع في التشريع تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، كما كان أهل الجاهلية يحرمون من بهيمة الأنعام ما لم يحرمه الله؛ افتراء على الله كما قال - تعالى -: (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها) إلى قوله: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين).
وأما الاحتفالات الدورية لمناسبة من المناسبات العادية، كالاحتفال لمرور كذا وكذا من السنين في ولاية أو مشروع، وكذا الاحتفال بمواليد أفراد الأسرة من أب أو أم أو ولد فهذا من التشبه بالكفار، لا من قبيل البدعة في الدين، وقد تجتمع البدعة والتشبه بالكفار، كما في الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الذين يحتفلون به قد شابهوا النصارى في احتفالهم بميلاد المسيح - عليه السلام - وتدينوا وتعبدوا لله بما لم يشرعه الله، فلذلك كان عملهم ذلك بدعة، وتشبهاً، وكل من الأمرين محذور في الشرع، أعني: الابتداع في الدين، والتشبه بالكافرين. نسأل الله الفقه في الدين ونعوذ بالله من اتباع الجاهلين. والله أعلم.(54/390)
تصحيح الأخطاء العلمية للشيخ شمس الدين الجزائري
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:02 ص]ـ
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:09 ص]ـ
كتب الشيخ مختار الطيباوي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
لكن متى صار شيخاً؟ فلا يستحق أصلاً أن يكون شيخاً لأمثاله من أغبياء المتصوفة المحترقين في الخرافة المنتسبين زوراً لمذهب مالك والمبغضين لأهل الحديث والأثر أهل السنة السلفيين.
له ولهم من الله ما يستحقون، نسأل الله أن ينتقم منهم. آمين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:26 ص]ـ
جزا الله خيراً الشيخ مختار الطيباوي
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - 03 - 09, 08:14 م]ـ
أخطاء هذا الرجل ليست علمية، وإنما هي ناتجة عن = اتباع الهوى والبدعة
وما كنت أدري أنه هو صاحب جمعية اعانة مرضى السكري، حتى بين أحد الإخوة هذا الأمر، فمنذ متى أصبح عالما؟؟
نعوذ بالله من الخذلان ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 09:21 م]ـ
فمنذ متى أصبح عالما؟؟
الجواب:
منذ صار شبه مفتي جريدة الخبر(54/391)
هل هناك من حكم بالكفر على عبد الله الغماري؟
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 05:07 ص]ـ
رجو من لديه علم يتفضل علينا بالإجابة.
فكفريات الرجل و طوامه معلومة لمن قرأ له أو قرأ ما كتبه عنه تلميذه الشيخ محمد بوخبزة.
إلا أن الشيخ في آخر الكتاب (صحيفة سوابق) قال الآتي
(بعد هذه الطرر النيرة، و الفصول الدامغة، التي هي كفيلة بإقناع من يتحلى بالإنصاف، ويتجنب الشغب و الاعتساف، أن أبا البيض يتأرجح أمره بين الكفر و الجحود، و الفسق والضلال، و يعجبني في هذا الصدد مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه و طيب ثراه، وهو الإمساك عن الجزم بالتكفير للجهل بمصير المردود عليه، فلعله يُوفق للتوبة و الإيمان في آخر عمره، و لا ندري بماذا ختم له، و إن كانت هناك أمارات تدل على سوء خاتمة أبي البيض، وأمره إلى الله، فالصواب الحكم على الأعمال و الأقوال الثابتة مع محاولة التجرد و الحياد، وعدم التأثر بالهوى و العاطفة.)
فالظاهر ان الشيخ يكفره في في الحقيقة إلا أنه توقف لعدم معرفة مصيره و بماذا ختم.
و الله أعلم.
ـ[أبو الوليد بن أبي الليث]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:49 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه على دينه.
أما بعد: فهذا الكلام الذي نقلت يا أخي الحبيب، ليس في حق العلامة عبد الله بن الصديق الغماري، بل في أخيه العلامة أحمد بن الصديق الغماري، فالأول كنيته أبو الفضل والثاني كنيته أبو الفيض، و يسميه شيخنا العلامة محمد بوخبزة، "أبو البيض" بدل أبو الفيض، وهو من تلامذته وهو أعلم بحال الرجل وعقيدته مشهورة ومبثوثة في كتبه.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:13 م]ـ
جوابا على سؤال الأخ
كفّره عبدالله السعد في شرحه على كشف الشبهات لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وذكر في شرحه أن عبدالله الغماري وقع حتى في شرك الربوبية!!!. والله المستعان.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
حقا أخطأت فأنا اقصد أحمد الغماري (أبو الفيض)
ثم رجعت إلى شرح كشف الشبهات للشيخ عبد الله السعد الشريط الأول فقال عن عبد الله الغماري أنه كافر.(54/392)
طلب: ما أفضل شروح التدمرية؟
ـ[نواف البكري]ــــــــ[31 - 03 - 09, 05:59 ص]ـ
الرسالة التدمرية من أنفع رسائل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
والمطلوب من الإخوة الكرام الإفادة بأفضل شروح هذا الكتاب، المطبوعة والمخطوط والمسجل.
وأود أن أسأل:
الشيخ إبراهيم البريكان رحمه الله ذكر أن له كتاباً حل فيه ألفاظ التدمرية، فهل هو مطبوع؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:22 م]ـ
التحفة المهدية، وشرح الشيخ البراك بعناية الشيخ الغصن
وشرح صوتي للشيخ يوسف الغفيص.
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[31 - 03 - 09, 11:00 م]ـ
بل أفضل الشروح الصوتية شرح الشيخ محمد أمان الجامي ويعرف هذا من استمع إليه.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[01 - 04 - 09, 12:15 ص]ـ
شرح الجامي فوق البديع
وله شريطان عن الأشاعرة والمعتزلة من سمعهما عرف الفرقتين غاية المعرفة
وأطلب المزيد
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:07 ص]ـ
استمعت لكثير من الشروح ..
أفضل شرح على الإطلاق هو شرح الشيخ الغفيص وكذلك شرح الشيخ المحمود ..
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
أما الشرح المكتوب المطبوع فهو شرح الشيخ العلامة "عبدالرحمن البراك"، تقديم الشيخ عبدالرحمن السديس ..
ـ[حمدي أحمد]ــــــــ[02 - 04 - 09, 06:03 م]ـ
لا تنسون رعاكم الله شرح الشيخ ابن عثيمين وهو غير مطبوع لذا قمت بتفريغه وإن كنت لم أنته منه وقمت بتخريج الجزء الذي انتهيت منه
ولكن حدثت مشكلة فمن يحلها لي
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:26 م]ـ
ما هي المشكلة؟
ـ[محمد بشري]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:17 ص]ـ
أما الشرح المكتوب المطبوع فهو شرح الشيخ العلامة "عبدالرحمن البراك"، تقديم الشيخ عبدالرحمن السديس ..
أخي الكريم الشرح المنوه به من أجل الشروح،و أظنه بعناية الشيخ الغصن، أما السديس فاعتنى بإخراج شرح الشيخ البراك على الطحاوية.
وفقكم الله.
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:18 م]ـ
شرح الشيخ عبد الرحمن الخميس له أسلوب أكاديمي مميز.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:18 م]ـ
من الشروح الصوتية القيمة
شرح الشيخ أحمد العبداللطيف
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:42 م]ـ
الأخوان معاذ المزحم ونواف البكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في التسجيلات شرحاً للتدمرية للشيخ محمد الجامي رحمه الله في أربعة عشر شريطاً، وذكر في أول شريط أن الشرح غير مكتمل، ووجدت أيضاً شرحاَ آخر على موقع طريق الاسلام في اثنين وثلاثين شريطاً، فهل هو مكتمل؟
وما الفرق بين الشرحين؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:52 م]ـ
أخي الكريم الشرح المنوه به من أجل الشروح،و أظنه بعناية الشيخ الغصن، أما السديس فاعتنى بإخراج شرح الشيخ البراك على الطحاوية.
وفقكم الله.
نعم صدقت ..
فشرح الطحاوي هو من عناية الشيخ عبدالرحمن السديس "وهو موجود بيننا في الملتقى" ..
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 06:59 ص]ـ
سمعت شرح شيخ عبد العزيز الراجحي كاملا على التدمرية وهو رائع جدا
ـ[حمدي أحمد]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:29 م]ـ
ما هي المشكلة؟
مشكلتي أن أولاد الشيخ رحمه الله يرفضون مثل العمل الذي قمت به زاعمين أنهم هم الورثة لأبيهم ولا حق لأحد في أن يعمل مثل الذي قمت به ولذا يحذرون من الدور التي تطبع كتب الشيخ مع أنهم لم يأخذوا كتابا ليطبعوه وإنما قام بالتفريغ واعتنى بالتصحيح والتحقيق وأخرجه للشمس
علما أن المؤسسة التي يدريها أبناء الشيخ لا ترسل إلى بلدنا كثيرا مما أخرجوه في اليمن ولا تسمح بذلك
من يحل هذه المشكلة؟؟!! رعاكم الله والكتاب شبه جاهز ومعد للطبع
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 12:58 ص]ـ
مشكلتي أن أولاد الشيخ رحمه الله يرفضون مثل العمل الذي قمت به زاعمين أنهم هم الورثة لأبيهم ولا حق لأحد في أن يعمل مثل الذي قمت به ولذا يحذرون من الدور التي تطبع كتب الشيخ مع أنهم لم يأخذوا كتابا ليطبعوه وإنما قام بالتفريغ واعتنى بالتصحيح والتحقيق وأخرجه للشمس
علما أن المؤسسة التي يدريها أبناء الشيخ لا ترسل إلى بلدنا كثيرا مما أخرجوه في اليمن ولا تسمح بذلك
من يحل هذه المشكلة؟؟!! رعاكم الله والكتاب شبه جاهز ومعد للطبع
السلام عليكم و رحمة الله
اخي الفاضل لماذا لا ترسل عملك الى المؤسسة و تطلب منهم الاذن بطبعه بعد مراجعته و تدقيقه من قبلهم ليعتمدوه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:59 م]ـ
يا أخواني
الشريط السابع من شرح التدمرية للعبد اللطيف ليس فيه صوت
فما الحل؟؟
ـ[حمدي أحمد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اخي الفاضل لماذا لا ترسل عملك الى المؤسسة و تطلب منهم الاذن بطبعه بعد مراجعته و تدقيقه من قبلهم ليعتمدوه
رفضت أعمال من قبل من غير كما أخبرت وإلا لم يكطن عندي مانع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/393)