بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله تعالى، ويعملون بمقتضاهما، قال تعالى: ?مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? [النساء: 80]، وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» (25 - أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/ 57).)، وفي روايةٍ: «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ» (26 - أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).)، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة، يقول الألباني -رحمه الله-: «وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان عليه السلام: ?يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ? [سبأ: 13]، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه صَلَّى الله عليه وآله وسلم» (27 - «تحذير الساجد» للألباني: (83).).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 16 المحرم 1430ه
الموافق ل:13 جانفي 2009م
المصدر: موقع الشيخ محمد علي فركوس
www.ferkous.com
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 04:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:00 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن سعدي - رحمه الله - في " تفسيره " (ص 447):
(وقال من غلب على أمرهم - وهم الذين لهم الأمر -: ? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ? أي: نعبد الله - تعالى - فيه، ونتذكر به أحوالهم، وما جرى لهم. وهذه الحالة محظورة؛ نهى عنها النبي - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - وذم فاعليها، ولا يدل ذكرها هنا على عدم ذمها؛ فإن السياق في شأن تعظيم أهل الكهف والثناء عليهم، وأن هؤلاء وصلت بهم الحال إلى أن قالوا: ابنوا عليهم مسجدا، بعد خوف أهل الكهف الشديد من قومهم، وحذرهم من الاطلاع عليهم، فوصلت الحال إلى ما ترى).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 10:15 م]ـ
فائدة: رد على هذه الشبهة أيضا الشيخ صالح بن مقبل العصيمي التميمي - وفقه الله - في كتابه النافع " بدع القبور: أنواعها وأحكامها " (ص 187 - 190 ط دار الفضيلة)، والكتاب راجعه وقدمله فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود - حفظه الله -.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:18 م]ـ
فائدة أخرى: رد على هذه الشبهة أيضا الشيخ الفاضل عبد العزيز بن فيصل الراجحي - وفقه الله - في كتابه القيم " مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور " (ص 127 - 131 ط مكتبة الرشد)، والكتاب قدم له فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله -.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:20 م]ـ
للفائدة،،،(53/268)
هل هذا فعلا من كلام ابن الجوزى فى صيد الخاطر (فصل: سلفيون جهال)
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[27 - 01 - 09, 09:06 م]ـ
هل هذا فعلا من كلام ابن الجوزى رحمه الله:
صيد الخاطر - (ج 1 / ص 26)
فصل سلفيون جهال
عجبت من أقوام يدعون العلم، ويميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرها، فلو أنهم أمروها كما جاءت سلموا، لأن من أمر ما جاء ومر من غير اعتراض ولا تعرض فما قال شيئاً لا له ولا عليه.
ولكن أقواماً قصرت علومهم، فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعطيل، ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا.
وما هم إلا بمثابة قول الحجاج لكاتبه وقد مدحته الخنساء فقالت:
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا هز القناة شفاها
فلما أتمت القصيدة، قال: لكاتبه إقطع لسانها، فجاء ذاك الكاتب المغفل بالموسى.
فقالت له: ويلك إنما قال أجزل لها العطاء.
ثم ذهبت إلى الحجاج فقالت: كاد والله يقطع مقولي.
فكذلك الظاهرية الذين لم يسلموا بالتسليم، فإنه من قرأ الآيات والأحاديث ولم يزد، لم ألمه، وهذه طريقة السلف.
فأما من قال: الحديث يقتضي كذا، ويحمل على كذا، مثل أن يقول: استولى على العرش بذاته، وينزل إلى السماء الدنيا بذاته فهذه زيادة فهمها قائلها من الحس لا من النقل.
ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له ابن عبد البر، صنف كتاب التمهيد، فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا فقال: هذا يدل على أن الله تعالى على العرش. لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى.
وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عز وجل لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام. فقاس صفة الحق عليه.
فأين هؤلاء وأتباع الأثر؟.
ولقد تكلموا بأقبح ما يتكلم به المتأولون، ثم عابوا المتكلمين.
واعلم أيها الطالب للرشاد، أنه سبق إلينا من العقل والنقل أصلان راسخان. عليهما مر الأحاديث كلها.
أما النقل فقوله سبحانه وتعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ". ومن فهم هذا لم يحمل وصفاً له على ما يوجبه الحس.
وأما العقل فإنه قد علم مباينة الصانع للمصنوعات، واستدل على حدوثها بتغيرها، ودخول الانفعال عليها، فثبت له قدم الصانع.
وا عجباً كل العجب من راد لم يفهم طبيعة الكلام؟.
أوليس في الحديث الصحيح أن الموت يذبح بين الجنة والنار.
أوليس العقل إذا استغنى في هذا صرف الأمر عن حقيقته. لما ثبت عند من يفهم ماهية الموت؟.
فقال: الموت عرض يوجب بطلان الحياة. فكيف يمات الموت؟.
فإذا قيل له فما تصنع بالحديث؟.
قال: هذا ضرب مثل بإقامة صورة ليعلم بتلك الصورة الحسية فوات ذلك المعنى.
قلنا له: فقد روي في الصحيح: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان.
فقال الكلام لا يكون غمامة، ولا يتشبه بها.
قلنا له أفتعطل النقل، قال: لا، ولكن أقول يأتي ثوابهما.
قلنا: فما الدليل الصارف لك عن هذه الحقائق.
فقال: علمي بأن الكلام لا يتشبه بالأجسام، والموت لا يذبح ذبح الأنعام، ولقد علمتم سعة لغة العرب. ما ضاقت أعطانكم من سماع مثل هذا.
فقال العلماء صدقت: هكذا نقول في تفسير مجيء البقرة، وفي ذبح الموت.
فقال: واعجبا لكم، صرفتم عن الموت والكلام ما لا يليق بهما، حفظاً لما علمتم من حقائقهما فكيف لم تصرفوا عن الإله القديم ما يوجب التشبيه له بخلقه، بما قد دل الدليل على تنزيهه عنه؟.
فما زال يجادل الخصوم بهذه الأدلة. ويقول: لا أقطع حتى أقطع، فما قطع حتى قطع.
انتهى كلامه ..
نرجو من المشايخ التوضيح ..
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[28 - 01 - 09, 08:28 م]ـ
هو في الكتاب الذي على الشبكة بصيغة وورد، و لكن عنوان الفصل:
"أدعياء العلم " و ليس العنوان المعنون به لديك.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[28 - 01 - 09, 08:58 م]ـ
هل هذا فعلا من كلام ابن الجوزى رحمه الله:
صيد الخاطر - (ج 1 / ص 26)
فصل سلفيون جهال
عجبت من أقوام يدعون العلم، ويميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرها، فلو أنهم أمروها كما جاءت سلموا، لأن من أمر ما جاء ومر من غير اعتراض ولا تعرض فما قال شيئاً لا له ولا عليه.
ولكن أقواماً قصرت علومهم، فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعطيل، ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا.
وما هم إلا بمثابة قول الحجاج لكاتبه وقد مدحته الخنساء فقالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/269)
إذا هبط الحجاج أرضاً مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا هز القناة شفاها
فلما أتمت القصيدة، قال: لكاتبه إقطع لسانها، فجاء ذاك الكاتب المغفل بالموسى.
فقالت له: ويلك إنما قال أجزل لها العطاء.
ثم ذهبت إلى الحجاج فقالت: كاد والله يقطع مقولي.
فكذلك الظاهرية الذين لم يسلموا بالتسليم، فإنه من قرأ الآيات والأحاديث ولم يزد، لم ألمه، وهذه طريقة السلف.
فأما من قال: الحديث يقتضي كذا، ويحمل على كذا، مثل أن يقول: استولى على العرش بذاته، وينزل إلى السماء الدنيا بذاته فهذه زيادة فهمها قائلها من الحس لا من النقل.
ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له ابن عبد البر، صنف كتاب التمهيد، فذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا فقال: هذا يدل على أن الله تعالى على العرش. لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى.
وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عز وجل لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام. فقاس صفة الحق عليه.
فأين هؤلاء وأتباع الأثر؟.
ولقد تكلموا بأقبح ما يتكلم به المتأولون، ثم عابوا المتكلمين.
واعلم أيها الطالب للرشاد، أنه سبق إلينا من العقل والنقل أصلان راسخان. عليهما مر الأحاديث كلها.
أما النقل فقوله سبحانه وتعالى: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ". ومن فهم هذا لم يحمل وصفاً له على ما يوجبه الحس.
وأما العقل فإنه قد علم مباينة الصانع للمصنوعات، واستدل على حدوثها بتغيرها، ودخول الانفعال عليها، فثبت له قدم الصانع.
وا عجباً كل العجب من راد لم يفهم طبيعة الكلام؟.
أوليس في الحديث الصحيح أن الموت يذبح بين الجنة والنار.
أوليس العقل إذا استغنى في هذا صرف الأمر عن حقيقته. لما ثبت عند من يفهم ماهية الموت أنه لا يذبح؟.
هب أن رجلاً تأول فقال: الموت عرض يوجب بطلان الحياة. فكيف يمات الموت؟.
فإذا قيل له فما تصنع بالحديث؟.
قال: هذا ضرب مثل بإقامة صورة ليعلم بتلك الصورة الحسية فوات ذلك المعنى.
قلنا له: فقد روي في الصحيح: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان.
فقال الكلام لا يكون غمامة، ولا يتشبه بها.
قلنا له أفتعطل النقل، قال: لا، ولكن أقول يأتي ثوابهما.
قلنا: فما الدليل الصارف لك عن هذه الحقائق.
فقال: علمي بأن الكلام لا يتشبه بالأجسام، والموت لا يذبح ذبح الأنعام، ولقد علمتم سعة لغة العرب.
إن أحداً لو صرف الكلام على هذا النحو ما ضاقت أعطانكم من سماع مثل هذا منه.
وإذن لقال له العلماء صدقت: هكذا نقول في تفسير مجيء البقرة، وفي ذبح الموت.
أليس من حقه أن يقول: واعجبا لكم، صرفتم عن الموت والكلام ما لا يليق بهما، حفظاً لما علمتم من حقائقهما فكيف لم تصرفوا عن الإله القديم ما يوجب التشبيه له بخلقه، بما قد دل الدليل على تنزيهه عنه؟.
فما زال يجادل الخصوم بهذه الأدلة. ويقول: لا أقطع حتى أقطع، فما قطع حتى قطع.
انتهى كلامه ..
..
هو في كتابه بالعنوان الذي ذكرته بالتعديل الذي في الاقتباس (الأخضر إضافة والأحمر حذف)
كما في طبعة دار بيروت تحقيق السيد الجميلي ص 101 - 104
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153332(53/270)
ماذا نقول: العلى أم العلا
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[27 - 01 - 09, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
ماالعبارة الصحيحة؟
له الأسماء الحسنى والصفات العلى أم: له الأسماء الحسنى والصفات العلا
مع ذكر الأدلة على ذلك
وجزاكم الله خيرا(53/271)
هل الكفار يعرفون الله أم لا؟
ـ[أم ريم المالكية]ــــــــ[28 - 01 - 09, 06:32 م]ـ
وقع نزاع عظيم في هذه المسألة بين العلماء زمن أبي عمران الفاسي إمام المذهب المالكي وتجاوز النزاع العلماء إلى العامة حتى كادوا أن يخرجوا عن حد الاعتدال إلى القتال، فقال قائل: " لو ذهبنا إلى أبي عمران، لشفانا، فجاءه أهل السوق بجماعتهم، وقالوا: نحب جوابا بينا على قدر أفهامنا، فأطرق ساعة، وقال: لا يكلمني إلا واحد، ويسمع الباقون، ثم التفت إلى واحد منهم، فقال: أرأيت لو لقيت رجلا، فقلت له: أتعرف أبا عمران الفاسي؟ فقال: أعرفه، فقلت: صفه لي، فقال: هو رجل يبيع البقل والحنطة والزيت في سوق ابن هشام، ويسكن صبرة أكان يعرفني؟ قال: لا، قال: فإن لقيت آخر، فقلت: هل تعرف أبا عمران؟ فقال: نعم، فقلت له: صفه لي، فقال: هو رجل يدرس العلم ويفتي الناس، ويسكن بقرب السماط، أكان يعرفني؟ قال: نعم، فقال: فهما مثال الكافر والمؤمن، فإن الكافر إذ قال: إن لمعبوده صاحبة وولدا، أو إنه جسم، وقصد بعبادته من هذه صفته، فلم يعرف الله، ولم يصفه بصفته، ولم يقصد بعبادته إلا من هذه صفته، وهو بخلاف المؤمن الذي يقول: إن معبوده الله الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، فهذا قد عرف الله ووصفه بصفاته، وقصد بعبادته من يستحق الربوبية سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
فقامت الجماعة، وقالوا: جزاك الله خيرا من عالم، فقد شفيت ما بنفوسنا ودعوا له ولم يخوضوا في المسألة بعد هذا المجلس.
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، للإمام محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي رحمه الله، 2/ 205 ـ 206
فانظروا رحمكم الله إلى ابي عمران وجوابه، أعجزنا أن يكون لنا منهج مثل هذا يدرأوا به الفتن؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 01 - 09, 11:55 م]ـ
بارك الله فيك اختي هل من انقال في العقيدة عن ائمتنا المالكية وبخاصة في عصر ابن ابي زيد و الذي قبله
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 01 - 09, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 01 - 09, 01:44 ص]ـ
ابليس يعرف الله اكثر من اهل الارض
فما نفع معرفته بالله
ـ[أم ديالى]ــــــــ[29 - 01 - 09, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[29 - 01 - 09, 11:20 م]ـ
ذكر الواقعة قبله الإمام الذهبي في سيره فلينظر.
ـ[أم ريم المالكية]ــــــــ[30 - 01 - 09, 07:21 م]ـ
ذكر الواقعة قبله الإمام الذهبي في سيره فلينظر.
قد نظرنا بارك الله فيك , وما ازددنا إلا يقينا، وما ضر انفراد النقل ,
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 06:50 ص]ـ
الكفار لايعرفون الله الذين يصفونه بان له صاحبة اوولدا
والدليل حديث
ِ ابْنِ عَبَّاسٍ، اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا اِلَى الْيَمَنِ قَالَ " اِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ اَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ اَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ اِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاِذَا عَرَفُوا اللَّهَ
فَاَخْبِرْهُمْ اَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَاِذَا فَعَلُوا فَاَخْبِرْهُمْ اَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ اَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَاِذَا اَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ اَمْوَالِهِمْ
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[13 - 05 - 09, 10:18 م]ـ
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في جامع العلوم والحكم:
فمعرفة العبد لربه نوعان:
أحدُهما: المعرفةُ العامة، وهي معرفةُ الإقرار به والتَّصديق والإيمان، وهذه عامةٌ للمؤمنين.
والثاني: معرفة خاصة تقتضي ميلَ القلب إلى الله بالكلية، والانقطاع إليه، والأُنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له، وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون، كما قال بعضهم: مساكينُ أهلُ الدُّنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها، قيل له: وما هو؟ قال: معرفةُ الله - عز وجل -.
وقال أحمدُ بنُ عاصم الأنطاكيُّ: أحبُّ أنْ لا أموتَ حتّى أعرفَ مولاي، وليس معرفتُه الإقرار به، ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييت منه. اهـ
فمعرفة الكفارِ الله قد تثبت لهم من وجه وتنفى عنهم من وجه آخر، كما يثبت للمسلم لفظ الإيمان من وجه وينفى عنه من وجه آخر، والله أعلم ........
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 04:51 م]ـ
اخي بارك الله فيك كلام ابن رجب رحمه الله هنا عن اهل الاسلام انظر الى قوله وهذه عامةٌ للمؤمنين
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[14 - 05 - 09, 09:57 م]ـ
أخي الغامدي ـ بارك الله فيك ـ قصدي من ذكر كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله هو أن المعرفة قد تثبت من وجه وتنفى من وجه آخر كما قال الأنطاكي: (وليس معرفته الإقرار به) مع أن الإقرار بوجود الشيء جزء من المعرفة به، وقال: (أحبُّ أنْ لا أموتَ حتّى أعرفَ مولاي) أوكان لا يعرف الله حين قال هذا الكلام؟!
فإذا كانت معرفة المؤمنين الله درجتين، فإن قبلهما درجة ثابتة لبعض الكفار لكنها لا تنفعهم لافتقادهم أصل الإسلام و الإيمان الذي يدخلهم في زمرة المسلمين، أولم يكن الكفار المجادلون يعرفون أن الله هو الرزاق الخالق الرحمن .....
بل كان هذا من الأمور المقررة عند الجدال مع بعضهم (أفي الله شك) ........
فمن نفى عنهم المعرفة له وجه، ومن أثبت لهم معرفة ببعض أسمائه وصفاته له وجه مع إثباته جهلهم به سبحانه وتعالى من أوجه أخرى ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/272)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:14 م]ـ
السلام عليكم
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله
لكن هل الله الذين يقولون بأفواههم هوالذي يعرفه المؤمنون والمسلمون والعارفون لا والله ما يعرفونه ولا ذرة
الكفار لا يعرفون الله بل فقط يجيبون هكذا اعتباطا
فمثلا إذا سألت الآن نصرانيا من خلق السماوات والأرض طبعا سيقول الله فهل هذا دليل على أنه يعرفه؟؟ لالا
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:14 م]ـ
القصة ذكرها القاضي عياض في ترتيب المدارك (4/ 705) وعنه نقلها الذهبي والحجوي.
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - 05 - 09, 05:47 م]ـ
السلام عليكم
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله
لكن هل الله الذين يقولون بأفواههم هوالذي يعرفه المؤمنون والمسلمون والعارفون لا والله ما يعرفونه ولا ذرة
الكفار لا يعرفون الله بل فقط يجيبون هكذا اعتباطا
فمثلا إذا سألت الآن نصرانيا من خلق السماوات والأرض طبعا سيقول الله فهل هذا دليل على أنه يعرفه؟؟ لالا
ظاهر الآيات أنهم يعرفونه ولكن معرفة الله حق معرفته تتفاوت من شخص لآخر، وهذا التفاوت موجود بين حتى أفراد المسلمين فما بالك بينهم وبين الكفار!!
ولكن عموما نقول أن الكفار يعرفون الله، يعرفون أنه الخالق الرازق المحيي المميت.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:11 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله
فصل: معرفة الله
معرفة الله سبحانه نوعان:
الأول: معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس البر والفاجر والمطيع والعاصي.
والثاني: معرفة توجب الحياء منه والمحبة له وتعلق القلب به والشوق إلى لقائه وخشيته والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه. وهذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم وتفاوتهم فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه وكشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم وكل أشار إلى هذه المعرفة بحسب مقام وما كشف له منها. وقد قال أعرف الخلق به (2): " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "، وأخبر أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن.
ولهذه المعرفة بابان واسعان:
الباب الأول: التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها، والفهم الخاص عن الله ورسوله.
والباب الثاني: التفكر في آياته المشهودة وتأمل حكمته فيها وقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامة بالقسط على خلقه. وجماع ذلك: الفقه في معاني أسمائه الحسنى وجلالها وكمالها وتفرده بذلك وتعلقها بالخلق والأمر، فيكون فقيها في أوامره ونواهي، فقيها في قضائه وقدره، فقيها في أسمائه وصفاته، فقيها في الحكم الديني الشرعي والحكم الكوني القدري، و ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)). اه كلامه رحمه الله
قلت فعلى هذا المنفي في حديث معاذ رضي الله عنه المعرفة الزائدة على الايمان بوجوده سبحانه
اذالمعرفة الحقيقية معرفتة بانه الاله المستحق للعبادة وحده لاشريك له ومعرفة ماله من الاسماء الحسنى والصفات العلى التي تليق بعظمته وجلاله فمن نسب له الولد والصاحبة اوشبهه بخلقه فقد كفر ولم يعرفه المعرفة الصحيحة والتي تكون سببا للنجاة في الاخرة
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[28 - 05 - 09, 03:52 ص]ـ
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
بيان أن مهمة الرسل الأولى تحقيق توحيد العبادة
اعلم رحمك الله. . أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده. . فأولهم نوح - عليه السلام - أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين ودٍّ، وسواع، ويغوث، ونسرٍ. وآخر الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين، أرسله الله إلى أناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرا، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله. يقولون نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم وأناس وغيرهم من الصالحين. فبعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم - عليه السلام - ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق لله لا يصلحُ منه شيء لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما. وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، وأنه لا يرزق إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/273)
هو، ولا يحيي ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات ومن فيهن، والأرضين السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره.
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 2)
الفصل الثاني
بيان الأدلة على أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - مقرون بتوحيد الربوبية ولم يخرجهم ذلك من
الشرك في العبادة
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 3)
فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهدون بهذا، فاقرأ قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31]. وقوله {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 84 - 89] وغير ذلك من الآيات. فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعرفت أن التوحيد الذي جحدوا هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 4)
الاعتقاد). كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا، ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له أو يدعو رجلا صالحا مثل اللات، أو نبيا مثل عيسى. وعرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال الله تعالى: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، وقال: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} [الرعد: 14]. وتحققت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلهم ليكون الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والاستغاثة كلها بالله، وجميع أنواع العبادات كلها لله. وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وأن قصدهم الملائكة، والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم. عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون.
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 5)
الفصل الثالث بيان أن توحيد العبادة هو معنى لا إله إلا الله وأن
الكفار في زمنه - صلى الله عليه وسلم - كانوا أعرف بمعناها من بعض
من يدعي الإسلام
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 6)
وهذا التوحيد هو معنى قولك (لا إله إلا الله) فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكا، أو نبيا، أو وليًّا، أو شجرة، أو قبرا، أو جنيا لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك. وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ (السيد) فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي (لا إله إلا الله) والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها. والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكلمة هو (إفراد الله تعالى) بالتعلق و (الكفر) بما يعبد من دونه والبراءة منه، فإنه لما قال - صلى الله عليه وسلم - قولوا (لا إله إلا الله) قالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]. فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظن أن معناه لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا
كشف الشبهات - (ج 1 / ص 7)
خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى (لا إله إلا الله).(53/274)
سؤال عقدي أصاب فيه طلاب الروضة وأخطأ فيه طلاب الجامعة!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 01 - 09, 02:40 م]ـ
السلام عليكم
وأنا أقرأ في الإنترنت مررت على مقال عبارة عن دروس في التوحيد، قال فيه كاتبه:
((فإن تعليم التوحيد -أيها الإخوة- يحتاج منا إلى إعادة نظر، يحدثني أحد الإخوة، وهو مدرس في إحدى الكليات، يقول: إنني سألت طلابي فقلت لهم سؤال أين الله؟ أين الله؟ هذا السؤال الذي سأله الرسول r أمة فأجابت أمة مملوكة امرأة مملوكة بسيطة لا تقرأ ولا تكتب، فأجابت الإجابة الصحيحة يقول: سألت طلابي فمنهم من يقول: لا أدري، ومنهم من يقول: الله في كل مكان إي والله هذا بالأمس.
وأنا جاءتني مجموعة أوراق، عمل أحد الأساتذة -جزاه الله خيرا- استفتاء في مدرسة ثانوية في التوجيهي يعني على عتبة التخرج للجامعة، والسؤال أيضاً فيه أين الله؟ يا إخوان- قرابة أربعين بالمائة من الطلاب لم يجب الإجابة الصحيحة، منهم من يقول: لا أدري، ومنهم من يقول: في كل مكان، ومنهم من يأتي بإجابات من أعجب ما يكون أبناؤنا أين دراستهم لكتاب التوحيد، أين دراستهم لعقيدة السلف أين، وأين، سيطرت وسائل إعلام أخرى مؤثرة في الحياة، فأقول: إن الأحداث الجارية فيها دروس عظيمة تتعلق بأصل التوحيد الذي جاءت به الرسل.
نحن نغفل عن هذه الحقيقة، ونغفل عن معاني الولاء والبراء، وما يجري الآن في بلاد المسلمين، وما يجري بسبب الأحداث الأخيرة، والله لقد أضعف مفهوم الولاء والبراء عند كثير من الناس تعلق كثير من الناس الآن -أيها الأحبة- بحب الغرب، وتتذكرون بسبب أحداث الخليج، نسأل الله -جل وعلا- أن يكفينا شرها، وأن يكفي بلادنا، وبلاد المسلمين هذه الشرور، والآثام أنتم تعلمون ماذا حدث منذ قبل سنتين عندما جاء أحد الزعماء الغربيين لدولة خليجية، وقام بزيارتها فوجئنا -والله- بمفاجآت مذهلة.
...
فيا إخوتي الكرام: الله الله، والله إن السيل قادم، والبلاء قادم فحافظوا على أولادكم قبل أن تسألوا كما سأل قال لي أحد الإخوة: سألت أحد الناس من ربك؟ قال محمد، جهل مركب وخواء -كما قلت لكم- سؤال أين الله؟ يجيب طلاب في الجامعة في كلية لا يعلمون، بل يجيبون بإجابة الأشاعرة، إجابة أهل البدع))
عندما قرأت هذا، تذكرت طلابي الصغار الذين درستهم قبل أكثر من 5 سنين، وكانت أعمارهم بين الأربع والخمس سنوات
سألتهم سؤالا لم يستعدوا له، قلت لهم: "أين الله؟ " فأجاب كلهم أو أغلبهم بالإشارة إلى السماء، أجابوا بفطرتهم، فأنا والمدرسة التي تعمل معي لم نعلمهم هذا الشيء وأهاليهم من العوام، وربما بعضهم عقيدته في هذا خطأ مثل ما حصل مع المدرسة التي تعمل معي، كانت أجابت "في كل مكان"، ولا أشك في أنها لم تكن تظن بأن الله بذاته في كل مكان لكن هذا هو الجواب الشائع بين كثير من العوام للأسف.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 01 - 09, 02:45 م]ـ
وهذا ذكرني أيضا بأيام الدراسة في بلدي، عندما كنت في الصف المتوسط، كانت مُدرِّسة التربية الدينية قد سألتنا: "من خاتم الأنبياء؟ "
فلم يرفع احد اصبعه سوى 3 أو أربع طلاب يعرفون الإجابة
فانصدمت المُدرِّسة
أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين
ـ[الغُندر]ــــــــ[30 - 01 - 09, 09:30 م]ـ
لكن ولله الحمد عندنا في مدينة الرياض ان سُئل اي طالب فسيقول كما قالت الجارية رضي الله عنها: في السماء.
فاجتهدوا يا اخوة في نشر التوحيد.
ـ[أم المنذر]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:08 م]ـ
سبحان الله!
ألهذه الدرجة؟!!
جزاك الله خيرا أختي
ـ[ابن وايل الجلاسي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:53 م]ـ
اللهم
أصلح شئننا،،،،
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
مهزلة ...
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 09:52 م]ـ
الذي يجيب إجابة خاطئة يُسْأل:
عندما تكون في ضيق شديد وتدعو الله سبحانه وتعالى فأين تشعر بربك؟
ـ[عمر بن عبدالله]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في زمن طغت فيه مناهج الكفر على مناهج الإسلام لا سيما في التعليم , والله المستعان.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 10:10 ص]ـ
سؤال أيها الإخوة:
1 - هل إقرار الفرد بعلو الله على خلقه يدخله في الإسلام؟
2 - إن لم يكن كذلك؛ فما تأويل حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام بمجرد هذا السؤال؟
3 - ثم ما فائدة امتحان الناس بمثل هذه الأسئلة؟
أرجوا إجابة مدعمة بالحجة .. أكرمكم الله
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[06 - 06 - 10, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم أرجوا الرجوع لمختصر العلو للذهبى والالبانى -أما فائدة السؤال هو تعليم الناس الاعتقاد الصحيح فى ربهم ونفى الحلول والاتحاد وغير ذلك.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:38 م]ـ
لو كانت القضية كما ذكرت .. لانتشر في الأمة هذا السؤال ضمن تعليم الناس!
ولا عرف عن صحابته من بعده اعتبار هذه القضية اساسية في الدعوة الى التوحيد والاسلام!
أليس كذلك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/275)
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:31 م]ـ
(فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيًا وإثباتًا، لا من الكتاب ولا من السنة، ولا من طريق سلف الأمة.) شيخ الاسلام فى الفتوى الحموية الكبرى
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:21 م]ـ
سؤال أيها الإخوة:
1 - هل إقرار الفرد بعلو الله على خلقه يدخله في الإسلام؟
2 - إن لم يكن كذلك؛ فما تأويل حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام بمجرد هذا السؤال؟
3 - ثم ما فائدة امتحان الناس بمثل هذه الأسئلة؟
أرجوا إجابة مدعمة بالحجة .. أكرمكم الله
الاخ / ابو ماجد صديقي
سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجاريه " اين الله " فيه اثبات العبوديه لله
لأن معنى لفظ الجلاله (الله) هو (المعبود)
فكأن السؤال" أين المعبود "
فلما قالت الجاريه في السماء فهنا اثبتت العبوديه لله وحده ولم تذكر معه الاله التي كان العرب يعبدونها في الارض فحققت بذالك معنى لا اله الا الله
وكذالك حققت توحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبيه بقولها " في السماء" اي في العلو
وكذالك حققت الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرساله بقولها " انت رسول الله "
والعرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يعرفون معاني الكلمات ومدلولها بخلاف اهل زماننا.
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:12 م]ـ
سؤال أيها الإخوة:
1 - هل إقرار الفرد بعلو الله على خلقه يدخله في الإسلام؟
لا
2 - إن لم يكن كذلك؛ فما تأويل حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام بمجرد هذا السؤال؟
الاجابه في المشاركه السابقه
3 - ثم ما فائدة امتحان الناس بمثل هذه الأسئلة؟
لأجل تحقيق توحيد العباده والربوبيه والاسماء والصفات
أرجوا إجابة مدعمة بالحجة .. أكرمكم الله
والله أعلى واعلم
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:13 م]ـ
الأخ الغطفاني .. أكرمك الله
الادعاء بأن كلام الجارية فيه اثبات العبودية لله تكلف واضح جدا .. ثم مجرد هذا السؤال لا يكفي في ذلك، فيحتمل -في غير الجارية؛ لأن النبي شهد لها- أن تكون مقرة بعلو الله من غير أن يلزم ذلك عبودتيها له أليس كذلمك؟
ثم إن التوسع المبالغ فيه في كلمة الجارية وأن كلمتها تدل على اقرارها بتوحيد الاسماء والصفات!!!
بل وتوحيد الربوبية ايضا!! فهذا ضرب من المبالغة .. فهي اقرت بعلو الله على خلقه فقط: صفة واحدة لله ..
لكن قد يكون الانسان مقر بهذا ومقر ايضا بالوهية غير الله، اليس كذلك؟
ثم متى كان هذا السؤال محققا لتوحيد العبودية لله؟ فضلا عن الانواع الثلاثة التي ذكرتها؟!
وفقكم الله
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:56 م]ـ
الأخ الغطفاني .. أكرمك الله
الادعاء بأن كلام الجارية فيه اثبات العبودية لله تكلف واضح جدا .. ثم مجرد هذا السؤال لا يكفي في ذلك، فيحتمل -في غير الجارية؛ لأن النبي شهد لها- أن تكون مقرة بعلو الله من غير أن يلزم ذلك عبودتيها له أليس كذلمك؟
ثم إن التوسع المبالغ فيه في كلمة الجارية وأن كلمتها تدل على اقرارها بتوحيد الاسماء والصفات!!!
بل وتوحيد الربوبية ايضا!! فهذا ضرب من المبالغة .. فهي اقرت بعلو الله على خلقه فقط: صفة واحدة لله ..
لكن قد يكون الانسان مقر بهذا ومقر ايضا بالوهية غير الله، اليس كذلك؟
ثم متى كان هذا السؤال محققا لتوحيد العبودية لله؟ فضلا عن الانواع الثلاثة التي ذكرتها؟!
وفقكم الله
لنبحث عن التكلف اين يوجد.
سؤال هل عرف الصحابة رضي الله عنهم أين الله أم لم يعرفوا؟
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:10 ص]ـ
فائدة سؤالنا الناس إياه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الناس إياه.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:18 ص]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:42 ص]ـ
لو كانت القضية كما ذكرت .. لانتشر في الأمة هذا السؤال ضمن تعليم الناس!
ولا عرف عن صحابته من بعده اعتبار هذه القضية اساسية في الدعوة الى التوحيد والاسلام!
أليس كذلك ..
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - كنا مع النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 285
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالسؤال: هل الاجابة عن سؤال أين الله شهادة على الاسلام أم (من) الشهادة على ((الايمان))؟
وهل المسلمون على خطى الصحابة في تعلم ((الايمان)) قبل القرآن؟ يعني هل يقوم الناس بكل ما قام به الصحابة رضي الله عنهم؟
وهل كان التوحيد -الذي ارسل من اجله الرسل- على عهد الصحابة هو ((نفي التبعيض والتجزئة والتعدد والحدوث)) أم هو ((نفي الشرك في العبادة))؟
هل معنى لا إله إلا الله عند الصحابة = لا خالق الا الله!!!! --- أم --- لا معبود مستحق للعبادة إلا الله؟؟؟؟
هل كانت الجارية تؤمن بأن ربها متبعض محدث قابل للتجزئة أو هناك خالقون غير الله حتى يسألها عن توحيد الاشاعرة والمعتزلة؟ أم كان الناس في الجاهلية يتقربون الى الالهة التي تقربهم الى الله بزعمهم؟؟؟
ألم تسمع بقول المشركين: لا شريك لك إلا شريكا هو (لك) تملكه وما ملك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/276)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:21 ص]ـ
إلى الأخ أبي نسيبة ..
1 - أين في حديث الجارية ما ذكره أخونا من (توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات)؟!
2 - أما مجرد سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للجارية فيجب أن يفهم هذا الحديث قبل أن نشرع في تكراره على عامة الناس ..
3 - أما عن تعليم النبي لأصحابه الإيمان قبل القرآن .. فلا علاقة له بموضوعنا، نحن نتكلم عن قضية أعطيت أكبر من حجمها، وتحولت إلى قضية يمتحن الناس بها .. وهذا كله من صرف الأمة عن عملها الموكلة به.
4 - أما مجرد اعتقاد الإنسان بعلو الله فلا يدخله في الاسلام.
5 - ثم ما دخل الاشاعرة والمعتزلة؟
كلامنا عن قضية واحدة: اعطاء قضية أكبر من حجمها؛ بامتحان الناس بها، والخوض العظيم فيها، وكأنها قضية القضايا .. مع أنها لم تكن من أركان الدعوة إلى التوحيد أبداً، إنما ظهر الجدال فيها حين ظهر الكلام، فلا ينبغي ان نستدرج لاشغال الأمة بها، عن الاهوال التي تحيط بها .. والغريب أنه حين يقوم داعية ويذكر الناس بأساس الاسلام؛ وهو توحيد الله حكماً، وهو ما يسميه البعض بالحاكمية؛ تقوم الدين ولا تقعد! مع أن افراد الله بالتحاكم اساس الدين كله! لكنه نكس القضايا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
والله أعلم
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:25 ص]ـ
الظاهر ان الاخ ابو ماجد صديقي السائل عنده شيء من الاعتراض يخفيه على حديث الجارية شعر به او لم يشعر والا النبي صلى الله عليه وسلم سئل الجارية ثم سمع الجواب ورتب عليه الحكم فليس لغيره الطعن فيه او اللمز والهمس فليس لهم الا التسليم "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا حرجا في انفسهم مما قضيت ويسلمو تسليما"
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:30 ص]ـ
يا اخي دعك من الكلام الذي لا معنى له ..
أجب عى سؤال واحد حتى نستطيع إكمال النقاش!
* هل الاقرار بعلو الله يدخل المرء في الاسلام؟ وكيف ذلك؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:46 ص]ـ
معذرة لقد حاولت الاجابة عن استشكالاتك
لكن يظهر لي أنك قفزت عليها بل ذهبت الى تكرار بعضا من كلامي ترد به عليّ؟!
بل ذهبت لتحاججني عن أشياء لم أقلها!
بالاضافة إلى أنني سألتك عن اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم فلم تعلق عليه رغم انه في مشاركة مفردة!
ثم مسألة الوحدة والفتنة فهي ليست في هذا السؤال بل في علم الكلام الذي ظهر قرنه في الامة ومزقها وجعل أتباعه من المحرفين والمتلونين والمتخبطين.
ولا ينكر هذا السؤال إلا من ينكر الايمان الذي فيه!
لا انه ينكر مجرد السؤال. فلو آمن به لما أنكره
ولا ينكر الايمان الذي في السؤال إلا من بنى عقيدته على علم الكلام وترك الكتاب والسنة تحته في الوقت الذي يتباكى فيه على حال الامة كلما آمنا بهذا الحديث. وكأن ترك هذا السؤال فيه صلاح الامة وعزها!
يبدو أن الامام مالك رحمه الله قد أخطأ عندما قال: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي أصلح أولها.
يا ترى هل صلاح الامة ووحدتها في من يدرّس أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه.
ثم يا أستاذ تقول ما دخل الاشاعرة والمعتزلة؟
أهذا سؤال تسأله أم تريد فقط أن تكتب أي شئ؟
ألست انت اشعريا لا تعرف أين الله؟
1 - صحح لي إن كنت مخطئا.
2 - قل لي أين الله فانا أريد أن اخبر من يسألني عنه.
3 - نريدك ان تأتي لنا بإنكارك على من يدرّس اتباعه ان ربه لا داخل العالم ولا خارجه أو تكتب لنا رسالة وتنشرها حتى نعلم صدقك مع نفسك.
بالنسبة لتوحيد الحاكمية فهو في توحيد الالوهية ولا احد ينكر وجوب التحاكم الى الكتاب والسنة. ومن حسن حظك او سوئه أن من وجوب التحاكم الى الله هو الرجوع الى الكتاب والسنة لا الى علم الكلام. وعندما نرجع الى السنة نجد حديث الجارية!!!! (أين الله)؟
فهل أنت فعلا تطبق توحيد الحاكمية (بصدق) أم تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض؟
قل لي إن كنت تطبق توحيد الحاكمية فانا أدعوك الى الايمان بحديث الجارية: أين الله؟
فأجبني ارجوك أين الله؟
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:48 ص]ـ
يا اخي دعك من الكلام الذي لا معنى له ..
أجب عى سؤال واحد حتى نستطيع إكمال النقاش!
* هل الاقرار بعلو الله يدخل المرء في الاسلام؟ وكيف ذلك؟
يا استاذ نريد صدقا مع النفس. ألم نجبك في مشاركة سابقة.
وسبحان الله الان كلام الاخ الجزائري أصبح لا معنى له؟ أين توحيد الحاكمية؟؟؟
يا استاذ دعك من الكلام الذي لا معنى له .. و أجبنا اولا حتى نستمر في النقاش!
ـ[أبو أحمد المقتدي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:59 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الحبيب أبو نسيبة السلفي
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:24 ص]ـ
هل الاقرار بعلو الله يدخل المرء في الاسلام؟ وكيف ذلك؟
نقول لك: هل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعتقها فإنها مؤمنة" شهادة لها بالدخول في الإسلام؟ فإن كان جوابك: نعم كان ذلك هو الجواب على سؤالك المقتبس هنا .. وإن كان جوابك لا -وما إخالك تجيب بلا- كان ردا صريحا لما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/277)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:14 م]ـ
تريد اكمال النقاش اجب على سؤال الاخ ابو نسيبة اين الله وهل تؤمن ان الله على العرش استوى
وانا اقول لك ان من انكر علو الله على خلقه فقد كفر
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:44 م]ـ
حقاً .. مطلوب منك الجواب: أين الله؟ .. يا أخ صديقي
ثم لا ينبغي أن تُغَلِّط من يبين أمراً بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بعقيدة المسلم في ربه. ومسألة الغلو في شيءٍ ما مسألة أخرى.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 02:57 م]ـ
1 - أما عن اعتقاد الصحابة وسائر المسلمين ممن لم تنحرف فطرته، أن الله عال على خلقه بائن منهم، تعالى وتقدس.
2 - أما عن انكاري فقد أوضحت وكررت لكن الظاهر أن في ذهنك أمر سابق تريد إلصاقه بأي طريقة .. قلت لك إن انكاري هو على هذا التهويل الذي يضفى على هذه القضية وكأنها قضية القضايا، توزع لاجلها بيانات استبيان!! تشغل الأمة عن ما وكلت به.
3 - أما استشهادك بمقالة الإمام الإمام مالك، فلا يسعفك! فهل عرف عن جيل الأمة الاول تكرار السؤال وامتحان الناس به!
4 - أما عن إفراد الله حكماً، الذي أماته كثير من الدعاة بتغييبه عن دعوتهم!! لجهلهم بحقيقة التوحيد، وللأسف، فاعلم أن المشايخ الكرام لا زلوا مختلفين في مكانه، فابن عثيمين يدخله في توحيد الربوبية، بينما اللجنة تدخله في توحيد الألوهية! وثالث يقول هو داخل في كليهما؛ لأنه مركب من معرفة واقرار ثم قصد وطلب .. على أية حال لسنا في معرض الحديث عن القسمة الثلاثية، أو الثنائية والتفضيل بينهما أو احداث قسمة ثالثة -ولا ضير في هذا؛ لأن الأمر اجتهادي أوله عن آخره-، لكن استغرب من قولك: وعندما نرجع الى السنة نجد حديث الجارية!!!! (أين الله)؟، وكأني اناقش في رد الحديث وسنده! أو ادعوا الى الاحتكام الى علم الكلام. كلامي واضح في التهويل الحاصل وشغل الأمة بمثل هذا عن ما وكلت به.
5 - على أية حال اتمنى أن أرى جوابا مضمنا للحجة، كيف يكون الإقرار بعلو الله كافيا للحكم على المرء بالإيمان؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:09 م]ـ
1 - أين في حديث الجارية ما ذكره أخونا من (توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات)؟!
لعل أخونا يقصد بأن الأحاديث التي حصل فيها كفارة عتق جارية ورد في كل منها واحدة من تلك
فهناك الحادثة التي حصل فيها امتحان النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال: أين الله؟
وفي حادثة أخرى لجارية أخرى امتحن بالسؤال: من ربك؟
وفي حادثة ثالثة لجارية ثالثة امتحن بالسؤال: أتشهدين أن لا إله إلا الله
وفي كلهم سأل: "من أنا؟ " بعد السؤال الأول
فجمعت الأحداث التوحيد كله والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة
2 - أما مجرد سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للجارية فيجب أن يفهم هذا الحديث قبل أن نشرع في تكراره على عامة الناس ..
اعتقاد أن الله عز وجل فوق العرش فوق جميع المخلوقات ثابت بالكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح
فحتى لو لم يرد هذا الحديث فإن تعليم الناس أن الله فوق عرشه فوق جميع المخلوقات، بائن منهم، هو من الإيمان وعلى المسلم أن يعلم ذلك، خاصة مع انتشار العقائد الفاسدة من أن الله عز وجل في كل مكان.
4 - أما مجرد اعتقاد الإنسان بعلو الله فلا يدخله في الاسلام.
ومن قال بأنها كانت كافرة حتى نقول بأن سؤال: أين الله؟ وحده كافٍ لدخول الإسلام
معلوم بأن الكافر عليه أن يقول الشهادتين حتى يدخل الإسلام
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يمتحنها، والامتحان يكون لشك وليس لشخص هو يعلم علم اليقين بأنه كافر
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:16 م]ـ
الا ترى ان الحديث حجة بنفسه اقصد حديث معاوية ابن الحكم السلمى فهو صحيح السند قطعي الدلالة اى نصا في المسالة على اسلام الجارية بعد الجواب غير منسوخ سالم من المعارض فهده ظوابط العمل بالنص فبالله عليك ما تريد بعد هدا النص
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:32 م]ـ
قلت لك إن انكاري هو على هذا التهويل الذي يضفى على هذه القضية وكأنها قضية القضايا، توزع لاجلها بيانات استبيان!! تشغل الأمة عن ما وكلت به.
السبب هو أن هذا حصل في بلاد الحرمين حيت يُدرس التوحيد منذ الصغر، ولو كان هذا حصل في بلادنا في المغرب العربي لما استغربت ذلك لأن الفرق الضالة منتشرة هناك وكذلك الجهل.
أما كونها قضية القضايا، فإن السلف الصالح كانوا يكفرون من ينكر هذا الاعتقاد، وبعضهم كتب كتابا في هذه المسألة ردا على الفرق الضالة
وهذه المسألة من عقيدة الإسلام، فلا يُستهان بها، ولأن الكثير أهمل تعليم الأطفال هذه العقيدة انتشر بين العوام عقيدة أن الله في كل مكان
3 - أما استشهادك بمقالة الإمام الإمام مالك، فلا يسعفك! فهل عرف عن جيل الأمة الاول تكرار السؤال وامتحان الناس به!
لا يُمتحن الناس إلا لحاجة مثل قضية الجارية، كان قد امتحنها ليتأكد من إيمانها لأجل عتقها
والاستبيان لم يكن امتحانا للناس، ولكن الاستبيان أثبت أن هناك خلل في مناهج التدريس أو طريقة التدريس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/278)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:48 م]ـ
1 - أما عن اعتقاد الصحابة وسائر المسلمين ممن لم تنحرف فطرته، أن الله عال على خلقه بائن منهم، تعالى وتقدس.
معذرة لم أفهم ما كتبت. هل توضح لي جملة (عال على خلقه)؟
هل (عال على خلقه) = (فوق العرش بذاته) أم لا؟
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[08 - 06 - 10, 05:15 م]ـ
1 - أما عن اعتقاد الصحابة وسائر المسلمين ممن لم تنحرف فطرته، أن الله عال على خلقه بائن منهم، تعالى وتقدس.
{أَأَمِنتُم من فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ - أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}
ـ[ابن عبد القادر اليمني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 05:34 م]ـ
2 - أما عن انكاري فقد أوضحت وكررت لكن الظاهر أن في ذهنك أمر سابق تريد إلصاقه بأي طريقة .. قلت لك إن انكاري هو على هذا التهويل الذي يضفى على هذه القضية وكأنها قضية القضايا، توزع لاجلها بيانات استبيان!! تشغل الأمة عن ما وكلت به.
- ما الأمر الذي شغلت عنه الأمة؟!
- وهل لو فعلنا ذلك مع منكري صفة العلم -مثلا- سيظل موقفك كما هو؟!
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 02:40 ص]ـ
- ما الأمر الذي شغلت عنه الأمة؟!
- وهل لو فعلنا ذلك مع منكري صفة العلم -مثلا- سيظل موقفك كما هو؟!
احسنتم اخي الكريم
سؤال وجيه
عموما طالما أن المتكلم أشعري ستبقى الامة مشغولة باستمرار حتى نصبح جميعا أشاعرة أو يصبحوا هم اهل سنة!
لكن!
في منتديات الاشاعرة لا يوجد إنكار على من يدرس ويؤلف في أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه لا متصل به ولا منفصل عنه. (كانهم يقولون لا هو بحي ولا بميت!)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 06 - 10, 02:58 ص]ـ
يا أخي
في هذا العصر كل أنواع الفتن والعقائد الفاسدة موجودة
والمُسلمون من أهل السنة مُحاربون من كل الجهات .. من الكفار من جهة ومن أهل البدع من جهة .. وكل طرفٍ يستفيد من الآخر
فعلى كل مُسلم أن يضع جهده فيما يعرفه ويجيده
فالبعض يضع جهده في الرد على ضلالات الرافضة
وآخرون يردون على ضلالات الصوفية
وآخرون ضد النصارى
وآخرون يضعون جهدهم في تعريف الكفار بالإسلام
وآخرون يقاومون الليبرالية والزنادقة
وآخرون يعلمون الناس الأمور الأخرى في دينهم من العبادات وغيرها
وآخرون يعظون الناس ويذكرونهم بالله ... دعوة الفساق للرجوع إلى دينهم
وآخرون يجاهدون الكفار بالسلاح
وووووالخ
فلا يمكن للجميع أن يركز على شيء واحد فتُهمل الأمور الأخرى المهمة أيضا
المُهم أن يقوم كل مُسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أي جهة من الجهات، وسوءًا كان بالقلم أو بغيره
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
1 - أما عن اعتقاد الصحابة وسائر المسلمين ممن لم تنحرف فطرته، أن الله عال على خلقه بائن منهم، تعالى وتقدس.
2 - أما عن انكاري فقد أوضحت وكررت لكن الظاهر أن في ذهنك أمر سابق تريد إلصاقه بأي طريقة .. قلت لك إن انكاري هو على هذا التهويل الذي يضفى على هذه القضية وكأنها قضية القضايا، توزع لاجلها بيانات استبيان!! تشغل الأمة عن ما وكلت به.
3 - أما استشهادك بمقالة الإمام الإمام مالك، فلا يسعفك! فهل عرف عن جيل الأمة الاول تكرار السؤال وامتحان الناس به!
4 - أما عن إفراد الله حكماً، الذي أماته كثير من الدعاة بتغييبه عن دعوتهم!! لجهلهم بحقيقة التوحيد، وللأسف، فاعلم أن المشايخ الكرام لا زلوا مختلفين في مكانه، فابن عثيمين يدخله في توحيد الربوبية، بينما اللجنة تدخله في توحيد الألوهية! وثالث يقول هو داخل في كليهما؛ لأنه مركب من معرفة واقرار ثم قصد وطلب .. على أية حال لسنا في معرض الحديث عن القسمة الثلاثية، أو الثنائية والتفضيل بينهما أو احداث قسمة ثالثة -ولا ضير في هذا؛ لأن الأمر اجتهادي أوله عن آخره-، لكن استغرب من قولك: وعندما نرجع الى السنة نجد حديث الجارية!!!! (أين الله)؟، وكأني اناقش في رد الحديث وسنده! أو ادعوا الى الاحتكام الى علم الكلام. كلامي واضح في التهويل الحاصل وشغل الأمة بمثل هذا عن ما وكلت به.
5 - على أية حال اتمنى أن أرى جوابا مضمنا للحجة، كيف يكون الإقرار بعلو الله كافيا للحكم على المرء بالإيمان؟
سألت السؤال التالي ولم أحصل على إجابة!
((معذرة لم أفهم ما كتبت. هل توضح لي جملة (عال على خلقه)؟
هل (عال على خلقه) = (فوق العرش بذاته) أم لا؟))
لماذا لم يستمر الزميل في الحوار مثل الاول؟
عادة الاشاعرة أهل تقية لا يصرحون بعقيدتهم إنما يستخفون وراء الالفاظ ( http://www.asha3ira.co.cc/p/blog-page_24.html).. فهل الزميل منهم أم أنه نسي الموضوع؟؟؟
هل يا ترى سند حديث الجارية و متنه يدل على علو المكانة فقط أم .... ماذا؟
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:55 ص]ـ
يا رجل هو الأخ والله أعلم لا يخالف الحديث ولا يقر بعلو الله تعالى على جميع خلقه.
فإن أهل السنة والجماعة مجمعون على اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى مستوي على عرشه عال على جميع خلقه علواً بذاته والأدلة عليه من الكتاب والسنة كثيرة ومنها التصريح باستوائه على عرشه جاء في عدة مواضع في القرآن وهذا مما يقره العقل وتقره الفطرة ومن أنكر علو الله فهو كافر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/279)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 06:23 م]ـ
يا رجل هو الأخ
... أكره أن أكون له مجيبا
قال تعالى:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]
ـ[أبو الزبير المقدسي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 08:18 م]ـ
يا رجل هو الأخ والله أعلم لا يخالف الحديث ولا يقر بعلو الله تعالى على جميع خلقه.
تصحيح الجملة
و يقر بعلو الله تعالى على جميع خلقه.
أعتذر خطأ مطبعي
أما أنت يا أبا نسيبة فلبئس ما ترمي إليه.
إذا أردت قول شيء فأفصح عن مرادك ولا داعي للتلميح والإشارة.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 09:19 م]ـ
تصحيح الجملة
و يقر بعلو الله تعالى على جميع خلقه.
أعتذر خطأ مطبعي
أما أنت يا أبا نسيبة فلبئس ما ترمي إليه.
إذا أردت قول شيء فأفصح عن مرادك ولا داعي للتلميح والإشارة.
قد فعلت اكثر من مرة وليس واحدة فقط.
للحوار آداب والعبد الضعيف ليس صديقا لك ولا يعرفك من قبل. ولذلك أحب تطبيق هذه الاية:
قال تعالى:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]
لان فيها راحتي(53/280)
هل أصبحت حصوننا مهددة – بل مهدمة- إلى هذا الحد.
ـ[مختصر]ــــــــ[29 - 01 - 09, 03:43 م]ـ
في أكثر عصور الانحطاط كنا أكثر ارتباطاً بمرجعيتنا الإسلامية مما يبدو الآن، احتل الأعداء معظم أراضينا بقوة البارود لكنهم أبداً لم يزعزعوا إيماننا بعقيدتنا، فما بالنا اليوم نركض مختارين إلى قيمهم وأسلوب حياتهم ضاربين بعرض الحائط ديننا وعقيدتنا وقيمنا؟!
تأملوا معنا هذا المشهد
لفيف من البنات دخلن قاعات المحاضرات يوم 14 فبراير وقد ارتدت كل واحدة منهن ثوباً أحمر وألصقت على وجهها رسوماً لقلوب حمراء بعد أن وضعت مساحيق التجميل الحمراء على وجهها، وبدأن يتبادلن الهدايا ذات اللون الأحمر مع القبلات الحارة
هذا ما حدث في أكثر من جامعة في بلد إسلامي بل وفي جامعة إسلامية احتفالاً بعيد الحب أو بالأحرى عيد القديس فالنتاين.
المدارس الثانوية في ذلك اليوم فوجئت بكثير من الطالبات قد أحضرن وروداً حمراء من النوع الفاخر وصبغن وجوههن بمساحيق تجميل ذات اللون الأحمر وارتدين أقراطاً حمراء وأخذن يتبادلن الهدايا وعبارات الغرام الساخنة فيما بينهن احتفالاً بذلك العيد.
ما قصة ذلك اليوم ولماذا الاحتفال به
يوافق يوم 14/ 2م من كل سنة عيد الحب عند النصارى ويسمى عيد فالنتاين
وفالنتاين هذا قسيس نصراني سُمّيَ العيد باسمه
وقصة هذا العيد كما تحكي المصادر النصرانية أن شباب القرى في عيد الرومان كانوا يجتمعون منتصف شهر فبراير من كل عام ويكتبون أسماء بنات قريتهم ثم توضع في صندوق ويأتي كل واحد من هؤلاء الشباب ويسحب ورقة من الصندوق والفتاة التي يخرج له اسمها تكون عشيقته إلى السنة القادمة فقط.
ولتثبيت النصرانية في قلوب الرومان الوثنيين تروى قصة مفادها أن قسيساً يدعى فالنتاين كان بعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني وفي يوم 14 فبراير قام هذا الإمبراطور بإعدام القس فالنتاين بتهمة الدعوة إلى النصرانية.
ولجعل القس فالنتاين رمزاً للحب والعاطفة، تزيد رواية أخرى أن هذا الإمبراطور وجد أن العزاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين فأصدر أوامره بمنع عقد أي قران، ولكن القس فالنتاين عارض هذا الأمر وأخذ يعقد قران الأزواج سراً في كنيسته ولما افتضح أمره أخذ إلى السجن وفي السجن داوى ابنة سَجَّانه من العمى فوقعت في غرامه وحين جاء وقت إعدامه أرسل إليها رسالة وأمضى فيها باسم (المخلص فالنتاين).
طقوس فالنتاين
تشير الموسوعة العربية إلى أن لعيد فالنتاين طقوساً خاصة منها طباعة أشعار العاطفة والحب على البطاقات وتوزيعها على الأقارب ومن يحب، وبعضهم يرسم صوراً ضاحكة على هذه البطاقات وكثيراً ما يكتب عليها (كُنْ فالنتانيا)، وكثيراً ما تعقد حفلات نهارية راقصة على طريقتهم.
وما زال الأوروبيون يحتفلون بهذا اليوم، ففي بريطانيا بلغت مبيعات الزهور في ذلك اليوم 22 مليون جنيه استرليني، ويزداد الاقبال على الشوكولاتة، وتعرض بعض الشركات على مواقعها في الإنترنت رسائل مجانية بهذه المناسبة ترويجاً لموقعها.
عيد فالنتاين انتقل إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية بل انتقل إلى موطن الإسلام (جزيرة العرب) وإلى مجتمعات كنا نظن أنها بمنأى عن هذا الخبل، في الرياض ارتفع سعر الورود في هذا اليوم بشكل جنوني فبلغ ثمن الوردة الواحدة 36 ريالاً بعد أن كان لا يتجاوز 5 ريالات، وتنافست محلات الهدايا والكروت في تصميم كروت وهدايا لهذه المناسبة، وقامت بعض العائلات بتعليق الورود الحمراء على نوافذ المنزل في ذلك اليوم.
وفي الكويت نظمت العديد من المراكز التجارية والمطاعم والفنادق احتفالات خاصة بمناسبة عيد الحب، فاكتست غالبية المحلات والمجمعات التجارية باللون الأحمر وانتشرت البالونات والألعاب والدمى في تلك المحلات والمجمعات.
ولم تنس المطاعم المشاركة في ذلك اليوم فألبست الطاولات لوناً أحمر.
* وفي أحد المطاعم الكويتية الفاخرة وتمشياً مع عادات عيد الحب وأساطيره الوثنية عرض المطعم مشهداً تمثيلياً لشخصية (كيوبيد) صنم الحب في الأساطير الرومانية وهو شبه عار مع قوسه وسهمه، كما قام هذا الممثل مع وصيفاته باختيار مسز ومستر فالنتاين من بين الحضور.
أما مطاعم ذوي الدخل المحدود فقد احتفلت بهذا اليوم بطريقتها الخاصة حيث قام بعض المحلات بتغيير الأطباق العادية إلى أطباق على شكل قلوب وأبدلت مفارش الطاولات باللون الأحمر كما وضعت وردة حمراء في كل طاولة ليقدمها المحب إلى حبيبته.
أبرز تقاليع عيد الحب عرضها صاحب أحد محلات الهدايا في الكويت إذ قام باستيراد أرانب فرنسية – حية – صغيرة الحجم ذات عيون حمراء وقام بوضع رابطة عنق على رقاب هذه الأرانب ووضعها في علب صغيرة لتقدم هدية.
بلوى قديمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في فتواه: ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم – أي الكفار – في العيد؛ لأن ذلك إعانة على المنكر.
وقد قال بعض السلف في قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) قالوا: أعياد الكفار فإذا كان هذا في شهودها من غير فعل، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها؟!
وجاء في بيان من اللجنة الدائمة للإفتاء: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم، ومن ذلك إشهار أعيادهم، وإعلانها، ولا الدعوة إليها بأي وسيلة، ولا يجوز أيضاً حضورها، ولا المشاركة فيها، ولا الإعانة عليها بأي شيء كان، لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله، والله يقول: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
عيد القديس فالنتاين. قادم فماذا انتم فاعلون19/ 2/1430 _14/ 2/2009
عبد الله أبا الخيل
مجلة الأسرة العدد 81
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/281)
ـ[مختصر]ــــــــ[30 - 01 - 09, 09:40 ص]ـ
ارجو التثبيت للاهمية فقد اقترب موعد التشبة الخبيث(53/282)
ما حكم الصلاة وراء إمام يستعمل في دعائه تراكيب غريبة؟
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 04:20 م]ـ
ما حكم الصلاة وراء إمام يستعمل في دعائه تراكيب غريبة، ويكررها،
وراجعناه فأصر ..
منها:
يا ربنا هُزّ عرشك غضبا عليهم ..
و يا عالي الجناب ..
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 06:47 م]ـ
وراجعناه فأصر ..(53/283)
الحرف والصوت
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- ما رأي الإمام أحمد في مسألة (الحرف والصوت)؟، وهل صحت الآثار نفيا أو إثباتًا؟
- ما رأي أئمة أهل السنة في هذا؟
- ما الأحاديث الصحيحة التي دلت على هذه المسألة؟
- ما شبهات الأشاعرة في هذه المسألة؟
مهم جدًّا ...
--- هل تأذن إدارةالملتقى في وضع الرابط الأشعري الذي فيه الشبه حول المسألة ---
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 01 - 09, 09:51 م]ـ
قال الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل في كتابه "السنة":
سألت أبي رحمه الله عن قوم يقولون لما كلم الله عز و جل موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي بلى إن ربك عزوجل تكلم بصوت هذه الاحاديث نرويها كما جاءت. ا. هـ
وانظر هذا الموضوع فيه بعض الأدلة في هذه المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139237
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 10:07 م]ـ
سألت شيخنا بدر بن علي بن طامي العتيبي ـ حفظه الله ـ عبر الماسنجر سؤالا:
ما رأيكم برجل يقول أنا أثبت الكلام لله فأقول القرآن كلام، ولكن لا أقول بصوت وحرف، ولا أقول على الحقيقة، ولا أقول هو كلام نفسي، وإنما أقول فقط هو كلام؛ فما رأيكم؟
فأجاب:
هذا واقفي مبتدع مهما كان قصده.
فمن قال القرآن كلام الله وسكت، لم يتميز عن أهل البدع، ولم يقل مقالة يعرف بها دينه.
فهذا مثل لو قال النصراني:
عيسى رسول الله ويسكت!!
هل هذا يدخله في ديننا؟
الجواب: لا.
لماذا: لأن هذه العبارة لا تميزه عن أهل الضلال، ولا تضمه إلى حزب أهل الحق الآن حتى يعترف لنبينا بالرسالة
وكذلك من قال هذه المقالة (القرآن كلام الله)
فهي كلمة حق، ولكن لا تميزه عن أهل البدع، ولا تضمه إلينا حتى يأتي بما يفصله عن أهل البدع.
ولي في المسألة كلام في (إقامة الحجة والبرهان) وهو مطبوع في مصر
ولو سكت أهل الضلال لسكتنا
ولكن لما تكلموا بالباطل وجب أن نتكلم بالحق
وكان الناس قبل فتنة القول بخلق القرآن يكتفون بقولهم (القرآن كلام الله)
فزادوا: مخلوق
فقلنا: القرآن كلام الله غير مخلوق
فزادوا: ولكنه كلام نفسي.
فقلنا: القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم به حقيقة.
فقالوا: هو عبارة أو حكاية.
فقلنا: القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم به حقيقة بحرف وصوت.
فقالوا: تكلم به مرة واحدة ولا يتعلق بالمشيئة لأن هذا يلزم منه أن يكون عرضة للحوادث.
قلنا: القرآن كلام الله غير مخلوق حقيقة بحرف وصوت يتكلم بما شاء متى شاء.
وكلما زادوا ضلالة زدنا هدى
فقلت أنا:
لقد ثبت أنه بصوت
في الحديث فينادي بصوت ...
أليس كذلك
فقال:
ودليل الصوت كثير
في القرآن ذكر (النداء) و (المناجاة = نجيا)
وهذا دليل على الصوت:
وفي حديث النواس بن سمعان دليل على الصوت
وغير ذلك.
فقلت أنا:
النداء لا يكون إلا بصوت
جزاك الله خيرا
سأحفظ الإجابة عندي
فقال:
وفقكم الله.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 10:56 م]ـ
--- هل تأذن إدارةالملتقى في وضع الرابط الأشعري الذي فيه الشبه حول المسألة ---
أم أنقل الشبهة ... (أنتظر الإذن)؟
------------------------------------------------------
رضي الله عنكما أخواي الكريمان.
حبذا لو يشاركنا الأخ الكريم (خالد الأنصاري) وفقه الله.(53/284)
برنامج تعليمي مغربي للأطفال (العربية والعقيدة الإسلامية)
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم
إلى الإخوة الكرام الاصدار الاخير من برنامج تعليمي للأطفال هدية في سبيل الله
منتوج مغربي الاصدار 2.1 والذي انتهيت من تصميمه اليوم 03 صفر 1430 هـ والموافق ل 29 ينابر 2009 م،
من لديه الاصدار القديم 1.0 فليزله من جهازه فهذا أفضل كونه جديد وكامل.
http://www.royalluxe.nl/downloadz.gif (http://www.megaupload.com/?d=5YS1SG70)
وهذه بعض الصور النموذجية
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe1.jpg
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe2.jpg
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe5.jpg
الرجاء آرائكم وانتقاداتكم عبر بريدي والموجود بالبرنامج
والسلام عليكم
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولكن الرابط محجوب لدينا في بلاد الحرمين ..
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[30 - 01 - 09, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم
إلى الإخوة الكرام الاصدار الاخير من برنامج تعليمي للأطفال هدية في سبيل الله
منتوج مغربي الاصدار 2.1 والذي انتهيت من تصميمه اليوم 03 صفر 1430 هـ والموافق ل 29 ينابر 2009 م،
من لديه الاصدار القديم 1.0 فليزله من جهازه فهذا أفضل كونه جديد وكامل.
Megaupload:
http://www.royalluxe.nl/downloadz.gif (http://www.megaupload.com/?d=5YS1SG70)
أو من هذا الرابط الإضافي
Rapidshare:
http://www.royalluxe.nl/downloadz.gif (http://rapidshare.com/files/191322317/royalluxe.zip.html)
أو من موقع
Zshare
http://www.royalluxe.nl/downloadz.gif (http://www.zshare.net/download/548431133be43128)
وهذه بعض الصور النموذجية
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe1.jpg
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe2.jpg
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe5.jpg
الرجاء آرائكم وانتقاداتكم عبر بريدي والموجود بالبرنامج
والسلام عليكم
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[30 - 01 - 09, 08:42 م]ـ
هذه الروابط لا تعمل .... !
جزاكم الله خيرا
ـ[أم المجاهدين]ــــــــ[18 - 03 - 09, 06:00 م]ـ
جزاكم الله كل الخير البرنامج ممتاز مع تمنياتنا بالمزيد من التوفيق من رب العالمين
هناك شيء أن به بعض أجزاء قليلة من المعازف التي نتجنبها بغلق الصوت أرجو مراعاة ذلك جعله الله في ميزان حسناتكم اللهم آمين
صفحة التحميل
http://www.royalluxe.com/arabia
__________________________________________________ __
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe3.jpg
http://www.royalluxe.com/arabia/royalluxe4.jpg
هنا الحروف المخفية .. البرنامج يطلب البحث عن الحروف بالصوت
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:42 م]ـ
لا يوجد روابط في الموضوع الأصلي، وأظن الأخت الكريمة نسيت وضعهم
إليكم الروابط
http://www.megaupload.com/?d=5YS1SG70
http://www.zshare.net/download/54871091ac05ebfe
http://www.zshare.net/download/548431133be43128
http://www.filefactory.com/file/a0477g9/n/royalluxe_zip
http://uploaded.to/?id=0nw5uj
http://www.filesend.net/download.php?f=ae0588dce2a1f1f8025d0846510322d4
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[04 - 08 - 10, 12:13 ص]ـ
البرنامج يعمل وقريبا إصدار جديد بحلة رائعة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 10, 12:29 ص]ـ
هل البرنامج مضمون انه خال من الفيروسات؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوأسامة العروسي]ــــــــ[05 - 08 - 10, 10:18 م]ـ
أخي بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب.(53/285)
هل صفة الخلق والمغفرة صفتان ذاتيتان فعليتان؟ مع ذكر الدليل.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 02:39 ص]ـ
أرجوا الإجابة.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[31 - 01 - 09, 02:23 ص]ـ
أرجوا الإجابة.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[31 - 01 - 09, 06:22 ص]ـ
صفة الخلق ذاتية فعلية باعتبارين باعتبار ان الله لم يزل خالقا ذاتية وباعتبار الاحاد فعلية
مثل الكلام ذاتية فعلية فباعتبار ان الله لم يزل متكلما ذاتية وباعتبار احاد الكلام فعلية
اما المغفرة ففعلية
والفرق من الاسم
ذاتية اي لاتنفك عن ذات الله ملازمة له لا يمكن ان يقال انه لايتصف بها حينا ما مثل البصر والسمع والعلم
اما الفعلية اذا شاء فعل واذا لم يشأ لم يفعل
وتستطيع التفريق هكذا
الذاتية (ملازمة لله تعالى لاتفارقه في وقت من الاوقات)
لا تستطيع ان تقول ان الله الان ليس عالم او في اي حين
لا تستطيع ان تقول ان الله الان ليس بصير او سميع او حكيم
الفعلية (يعني ان شاء فعل وان لم يشأ لم يفعل)
تستطيع ان تقول ان الله رزق فلان كذا ولم يرزق الاخر
غفر لفلان ولم يغفر للاخر
رضي عن فلان وفلان لا
الذاتية الفعلية باعتبارين باعتبار اصلها ذاتية وباعتبار احادها او تعلقها بالمخلوق فعلية كالخلق والكلام
والله اعلم
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[04 - 02 - 09, 02:12 ص]ـ
لماذا صفة الخلق ذاتية فعلية وصفة المغفرة فعلية فقط؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[04 - 02 - 09, 09:03 م]ـ
صفة المغفرة مرتبطة بالمشيئة اذا شاء فعل اي غفر
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وغيرها من الايات
لوكانت صفة المغفرة ذاتية لما عذب الله احدا ولم يدخل احدا النار وكان غفر لمن في الارض جميعا والمعلوم ان الله يعذب من يشاء
اذن المغفرة مرتبطة بمشيئته اذا شاء فعل واذا لم يشأ لم يفعل
والله اعلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 07:47 ص]ـ
أخي ..
الواجب الإيمان بصفات الله وإن لم تدرك ذاتية أو فعلية ..
فإن هذا التفصيل ليس من اللازم في شيء ..
وهل الصحابة الكرام كانوا يفصلون هذا التفصيل؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[05 - 02 - 09, 07:10 م]ـ
اخي مسدد سدد الله خطاك
الصفات الذاتية الفعلية مثل الخلق الكلام والاحياء والإماته
هذه باعتبار اصلها ذاتيه
يعني ان الله لم يزل خلاقا يخلق ولم يزل متكلما ومميتا دائما
لكن فعليه لو نظر الى احادها فهو خلق مخلوق معين بعد ان لم يكن مخلوق فخلق هذا المخلوق المعين تعلق بارادته عندما اراد خلقه واذا لم يكن اراد ما خلقه اذن خلق هذ المخلوق تعلق وارتبط واعتمد على مشيئة الله اذن صفة الخلق بهذا الاعتبار فعلية بعكس لو نظرنا اليها باعتبار النوع
فبالنوع ذاتية اي لم يزل يخلق دائما هذا الفرق
مثل الاحياء والاماته فهو محيي ومميت دائما لكن باعتبار الاحاد فعلية فهو أمات فلان بعد حياته
والكلام لم يزل متكلما
لكن كلم موسى عند الطور بعد ان لم يكن كلمه قبلها وعندها كلمه وبعدها لا
الضابط ادخل عليها المشيئة اذا استقام الكلام فهي فعلية
فلا نقول اذا شاء كان عالما واذا شاء كان بصير او قادرا او حكيما وغيرها كثير
لكن الفعلية يستقيم اذا شاء عذب اذا شاء رضي اذا شاء
الذاتيه الفعلية اذا شاء خلق مخلوقا معينا امات مخلوقا معينا فخلق او اماتة هذا المعين مرتبطة بمشيئته لكن خلق النوع فلم يزل يخلق دائما ومميتا دائما
والله اعلم
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[06 - 02 - 09, 02:12 ص]ـ
أخي المبارك حفظك الله تعالى
هذا مذهب اهل السنة الجماعة
أكتفي بنقل كلام لشيخ الاسلام وحسبك به
يقول أبو العباس ابن تيمية في الصفدية
ويقول هؤلاء الكلام من صفات الذات ليس من صفات الفعل وأما الجمهور من أهل الحديث والكلام والفقه والتصوف وغيرهم فيقولون مدلول الأدلة الصحيحة من الجانبين صحيحة ولا تناقض بينهما ولا منافاة بين كونه صفة ذات وصفة فعل فإن الأقسام ثلاثة
أحدها ما توصف به الذات مع عدم تعلق القدرة والمشيئة به كالحياة
والثاني ما يكون مخلوقا بائنا عن الله فهذه هي المفعولات والصنفان الأولان يقول أكثرهم هذه هي الأفعال ولا يفرقون بين الفعل والمفعول والخلق والمخلوق وبعضهم يفرق مع قوله أنه ما ثم إلا قديم أو مخلوق فيجعل التكوين صفة قديمة كما يقول ذلك غيره في الإرادةوهذا قول كثير من أهل الكلام والحديث والفقه من أصحاب أبي حنيفة وأحمد والشافعي وغيرهم
والثالث ما يقوم بذات الرب مع كونه بقدرته ومشيئته فهذا في الصفات الذاتية لقيامة بالذات وهو من الفعلية لتعلقه بالمشيئة والقدرة والكلام عند الصنف الثالث من هذا الضرب
وفي جامع الرسائل قوله
و " الكلابية والسالمية " يقولون: إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته؛ بل كلامه قائم بذاته بدون قدرته ومشيئته مثل حياته؛ وهم يقولون: الكلام صفة ذات؛ لا صفة فعل يتعلق بمشيئته وقدرته؛ وأولئك يقولون: هو صفة فعل؛ لكن الفعل عندهم: هو المفعول المخلوق بمشيئته وقدرته.
وأما " السلف وأئمة السنة " وكثير من أهل الكلام كالهشامية والكرامية وأصحاب أبي معاذ التَّوْمَني وزهير الأثري وطوائف غير هؤلاء فيقولون: إنه " صفة ذات وفعل "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/286)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 03:35 ص]ـ
الذين يقولون إن الصفات ذاتية فعلية، فإنما يقولون ذلك باعتبارين.
فنقول: صفة الخلق والرزق ذاتية؛ باعتبار أن الله عز وجل هو الخالق الرازق، بمعنى أن هذا الوصف ثابت متحقق فيه سبحانه لا ينفك عنه.
وأيضا نقول: صفة الخلق والرزق صفة فعلية؛ باعتبار أن متعلقات هذه الصفة تحصل بالمشيئة والقدرة، أي في الوقت الذي يشاؤه الله، على الشخص الذي يشاؤه الله.
فالوصف الثابت لله سبحانه لا يتعلق بالمشيئة والقدرة، لأنه سبحانه وتعالى ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري، أما تحقق هذه الصفة في أفرادها في الخارج فهو المتعلق بالمشيئة والقدرة، وقد يقولون أيضا في التعبير عن ذلك: قديم النوع حادث الآحاد. أي أن صفة الخلق والزرق نفسها قديمة، لكن خلق فلان المعين ورزق فلان المعين حادث.
فلهذا جاز أن يقال إنها ذاتية وفعلية بهذين الاعتبارين.
أما عندما تقسم الصفات إلى ذاتية وفعلية، فإنما يقصد بذلك (الذاتية المحضة، والفعلية المحضة) وذلك حتى لا يقع تداخل في التقسيم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 03:54 ص]ـ
أحسن الله إليك
وهذا ما قلته هنا:
أما عندما تقسم الصفات إلى ذاتية وفعلية، فإنما يقصد بذلك (الذاتية المحضة، والفعلية المحضة) وذلك حتى لا يقع تداخل في التقسيم.
فلا يصح أن نقسم تقسيما اصطلاحيا مع التداخل.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[07 - 02 - 09, 05:03 ص]ـ
يا شيخنا الكريم لم يجب أحد عن سؤالى حتى الآن (لماذا صفة الخلق ذاتية فعلية والمغفرة فعلية فقط؟)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 06:27 ص]ـ
يا شيخنا الكريم لم يجب أحد عن سؤالى حتى الآن (لماذا صفة الخلق ذاتية فعلية والمغفرة فعلية فقط؟)
أخي المكرم أبا الفتح:
ألا تتكرم بذكر استشكالك بارك الله فيك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 11:37 م]ـ
سبق لي مناقشة الأخ أبي الفتح في هذا الموضوع.
وفهمت من إشكاله بأن التعليل للصفة لكي يطلق عليها ذاتية بقولنا أنها لا تنفك عنه من حيث الوصف هو منطبق على الصفات الفعلية. فالله غفور ورحيم وحكيم وعليم وقابض وباسط. فلماذا لا تكون كل الصفات الفعلية ذاتية من هذا الوجه.
وإجبته بأمر آخر وهو أن صفة الخلق من صفات الربوبية وصفات الربوبية صفات ذاتية لذات الرب سبحانه أفادت خصوصية الربوبية له سبحانه.
لكن لا يزال الإشكال باقٍ لدى الأخ الفاضل.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[08 - 02 - 09, 01:40 ص]ـ
إذا كان هذا الإشكال عنده سهل ان شاء الله
قولك بقولنا أنها لا تنفك عنه من حيث الوصف هو منطبق على الصفات الفعلي
هنا خلط حدث لاتنفك عنه ليس معناه ان وصفنا له بذلك لاينفك اي نقول غفور دائما نعم م هي صفته نوصفه بها دائما ولكن المراد مدلول الصفة
فالاخ يقول ان الصفات الفعلية لاتنفك عنه وقصده اننا دائما نصفه بها وهو دائما موصوف بها فهذا بديهي وما معنى الصفة الاذلك
وكأنه فهم ان لاتنفك عنه اي دائما نقول بها فلو قلنا غفور فنحن دائما نقول غفور وهو دائما متصف بذلك فقال هذه مثل الذاتية
لاتنفك عنه يعني نتيجة الصفة اي غفور نتيجتها يغفر لوكانت ذاتية فهو يغفر دائما دائما كل حين لا يتخلف اي جزء من الزمان بلا مغفرته ولكان غفر لاهل الكون كلهم اجمعين
هذا معنى لاتنفك عنه لكن المغفرة ليست كذلك هي صفته سبحانه دائما نوصفه بها لكنها اختيارية اذا شاء غفر واذا شاء عذب
لكن الذاتية دائمة الاثر نقول عليم دائما يعلم سميع دائما سمع وهكذا
توضيح يعني اصف فلان طويل او قصير فهذه صفات ذاتية فهو دائما هكذا
اما انه عصبي او غضوب او يضحك او يبكي فهذه فعلية اي اختيارية ليس دائما غاضبا ولا عصبيا ولا ضاحكا
الفرق واضح
مع اننا دائما نصفه بجميع هذه الصفات
لاتنفك عنه اي عندما نصفه بشئ فهذا الشيء دائما متحقق مع اثره حكيم عليم سميع حي
فحياته وعلمه وحكمته متحققة الاثر دائما
الفعلية اي الاختيارية اذا شاءها فعلها مثل المغفرة والنزول الى السماء الدنيا ثلث الليل الاخر وفي الحج و الغضب وغيرها ليست دائما اي ليس دائما نازلا ولاغاضبا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:48 ص]ـ
قال الشيخ محمد خليفة التميمي:
(أقسام الصفات الثبوتية
أ ـ تنقسم الصفات الثبوتية من جهة تعلقها بالله إلى قسمين:
القسم الأول: الصفات الذاتية.
القسم الثاني: الصفات الفعلية.
وكلا النوعين يجتمعان في أنهما صفات له تعالى أزلاً وأبداً، لم يزل متصفاً بهما ماضياً ومستقبلاً لائقان بجلال رب العالمين.
أما القسم الأول: الصفات الذاتية.
فضابطها: هي التي لا تنفك عن الذات.
أو: التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها.
أو: الملازمة لذات الله تعالى.
ومنها: الوجه - اليدين – العينين - الأصابع - القَدَم - العلم - الحياة - القدرة - العزة - الحكمة.
القسم الثاني: الصفات الفعلية.
وضابطها: هي التي تنفك عن الذات.
أو: التي تتعلق بالمشيئة والقدرة.
ومنها: الاستواء - المجيء - الإتيان - النزول - الخلق - الرزق - الإحسان - العدل.
فالفرق بين القسمين:
أن الصفات الذاتية لا تنفك عن الذات، أما الصفات الفعلية يمكن أن تنفك عن الذات على معنى أن الله إذا شاء لم يفعلها.
ولكن مع ذلك فإن كلا النوعين يجتمعان في أنهما صفات لله تعالى أزلاً وأبداً لم يزل ولا يزال متصفاً بهما ماضياً ومستقبلاً لائقان بجلال الله عز وجل) اهـ. من (الصفات الإلاهية تعريفها أقسامها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/287)
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 02 - 09, 07:23 م]ـ
لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لهاالتى هى تابعة لصفة الخلق ولم يقل بذنوب لا أول لهاالتابعة لصفة المغفرة؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 07:46 م]ـ
لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لهاالتى هى تابعة لصفة الخلق ولم يقل بذنوب لا أول لهاالتابعة لصفة المغفرة؟
!!
مالذي تقوله يا أبا الفتح؟؟!!
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[08 - 02 - 09, 08:58 م]ـ
في الحقيقة لم يكن لدي لبس أبدا في تقسيم الصفات إلى ذاتية وفعلية
لكن بعد قراءة هذا النقاش اختلطت علي الأمور
وخرجت بهذا الرأي في التقسيم وانتظر منكم تصويبه لي:
رأيت أنه حينما نقول عن بعض الصفات ذاتية وبعضها فعلية وأن الذاتية لاتنفك عن الذات والفعلية هي التي يفعلها الله متى شاء يتبادر إلى ذهن البعض أن الصفات الفعلية منفكة عن الذات وتوجد في الله كلما أراد أن يفعل متعلقاتها
ويغفل عن أن هذه الصفة أصلا الله متصف بها فهو متصف بالمغفرة وليس إذا غفر لأحد المخلوقين وجدت فيه الصفة وإذا لم يغفر تنفك عنه
لذلك قلت: لم لايكون تقسيم الصفات صفات ذاتية فعلية وصفات ذاتية غير فعلية فبإطلاقنا على جميع الصفات بأنها ذاتية نزيل اللبس المتبادر إلى ذهن البعض بأن الصفات الفعلية تنفك عن الذات
والله وحده أعلم ولاأدري هل ماقلته صحيح أم فيه مخالفة لمذهب السلف؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:22 م]ـ
يا اخوان الذي نقوله نعيده
ـاملوا معنى فعلية وذاتية
سأحاول وأقول كما قلت الذاتية اي ملازمة للذات لا تنفك عنها ما معنى ذلك ارجو الانتباه لايعني ان الفعلية تنفك بمعنى حين لا يفعلها لايتصف بها من قال ذلك هذا ما خطر على بال
غفور فعلية يغفر ولا يغفر لايعني انه حين لايغفر لايوصف بانه غفور لا هو دائما غفور
يا اخوان بعبارة اخرى صفات فعلية يعني افعال يتصف بها يضحك يغضب ينزل يعذب يغفر يرضى الخ
هذه افعال يتصف بها هل دائما هو فاعل لها لا يفعلها ولا يفعلها
لهذا سميت صفات فعلية او صفات افعال اي افعال يوصف بها
اما الذاتية ليست افعال نصف الله بالعلم فهل يفعل الله العلم لا هو ملازم لذاته لكيانه لماهيته لايقال يعلم اذا شاء ثم اذا شاء لايعلم
والحياة نصفه بانه حي وهكذا
التفريق واضح جدا الفعلية افعال يفعلها
الذاتية لاتتعلق بفعل لكنها جزء من الذات
نقول وجه فلان وصفناه بصفة ذاتية الوجه
فهل يقال الان ليس له رأس وبعد قليل اذا اراد يكون له لا هذه جزء من ذاته من كيانه لا يتصور بدونه
لكن لو قلنا يأكل يشرب صفات افعال يفعل ولا يفعل ولكن دائما نصفه بانه يأكل ويشرب
فوصفنا له دائما اي ان هذه الصفة الفعلية دائمة فيه
يعني امكانية فعلها لاتفارقة ففرقوا بين امكان فعلها الذي هو دائما متصف به وبين فعلها وخروجها من العدم الى الوجود
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:22 م]ـ
لم يجب أحد.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:34 م]ـ
أخي أبا الفتح
تقول: (لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لهاالتى هى تابعة لصفة الخلق ولم يقل بذنوب لا أول لهاالتابعة لصفة المغفرة؟)
نحن نتكلم في ذات الله سبحانه و صفاته وأفعاله وما يجب الاعتقاد به مما لا يقع فيه التعطيل ولا التمثيل.
فكيف تأتي بما هو من أفعال المخلوقين وهي (الذنوب) وتقيسها على أفعال الله سبحانه؟ ..
هنا من الطبيعي أن يبقى الإشكال عندك في عدم التفريق بين قولنا (ذاتية فعلية) وبين قولنا (يغفر لمن شاء ولا يغفر لمن شاء وهو لايزال غفوراً).
ودقق في كلام الأخ محب الإسلام ستستفيد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:35 م]ـ
لم يجب أحد.
سأجيبك، لأن الجواب سهل - والحمد لله تعالى -، ولكن ليس قبل أن تشرح هذه الكلمة التي ذكرت:
(حوادث لا أول لها).
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[08 - 02 - 09, 09:35 م]ـ
أين أنت أخي
على ماذا
على هذا
لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لهاالتى هى تابعة لصفة الخلق ولم يقل بذنوب لا أول لهاالتابعة لصفة المغفرة؟
وما الذي قلنا
الم يقال ان الخلق ذاتية فعلية فهو لم يزل خلاقا دائما ولانه كذلك هذا يستتبع حوادث مع التفصيل في حوادث لا اول لها
الم يقال ان المغفرة فعلية ليست ذاتية فلا تستلزم شيئا مستمرا
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 02 - 09, 11:13 م]ـ
لم يجب أحد. أليس صفة المغفرة ذاتية فعلية وكذلك الخلق فلماذا قال شيخ الإسلام بحوادث لا أول لها ولم يقل بذنوب لا أول لها؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 10:17 ص]ـ
سأجيبك، لأن الجواب سهل - والحمد لله تعالى -، ولكن ليس قبل أن تشرح هذه الكلمة التي ذكرت:
(حوادث لا أول لها).
بانتظار جوابك!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:55 م]ـ
الإمام ابن تيمية لا اختصاص له بقول حوادث لا أول لها بل هو مذهب أهل السنة والحديث.
والكلام السابق واضح بين.
والذنوب مرتبطة بالعباد، وهم محدثون، أما مطلق الحوادث فهي متعلقة بأفعال الله العظيم الأول الذي ليس قبله شيء، ولم يسبقه عدم سبحانه وتعالى، وهو لم يزل عز وجل: "فعال لما يريد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/288)
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:53 ص]ـ
الذى أعرفه بأن ابن تيمية يقول بأنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية تحقيقًا لصفة الخلق لأن صفة الخلق لكى تكون محققة لله لا بد وأن يظهر آثارها فى الخارج فأنا أقول لماذا لم يقل فى صفة المغفرة مثل صفة الخلق؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 02 - 09, 06:55 ص]ـ
وهل المخلوق الذي فُرض لا بد أن يكون مكلفا له ذنوب؟!
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:15 م]ـ
لا شيخنا ولكن بما أن ابن تيمية قال بالقدم النوعى للمخلوقات وذلك تحقيقًا لصفة الخلق فأنا ألزمه بوجود ذنوب لا أول لها تحقيقًا لصفة المغفرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:17 م]ـ
طيب، وماذا ينتج عن هذا الإلزام؟ لنفرض أن ابن تيمية التزم هذا الإلزام، فماذا أنت قائل؟
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:28 م]ـ
لم يقل أحد من المسلمين بوجود ذنوب لا أول لها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:34 م]ـ
من قال هذا؟ إيتني بنقل واحد عن أحد أئمة المسلمين بهذا الكلام!
ثم إن القول بحوادث لا أول لها أعم من القول بذنوب لا أول لها، والعام يشمل الخاص كما لا يخفى.
ثم إنه لا خلاف بين الفرق الكلامية بأن الحوادث كلها جنس واحد في هذه المسألة، فلا معنى للتفريق.
المقصود أنه لا يوجد قول عند أي فرقة من الفرق بصحة قدم بعض أنواع الحوادث وامتناع قدم بعضها.
فالقائلون بامتناع حوادث لا أول لها عندهم كل الحوادث سواء، والقائلون بعدم الامتناع عندهم أيضا كل الحوادث سواء، ولا معنى للتفريق إلا بدليل.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 09:52 م]ـ
يلزم شيخ الإسلام من قوله بحوادث لا أول لها أن يكون هناك رحمة، ومغفرة، وعفو، ورزق لا أول لها ولكن لايلزمه القول بذنوب لا أول لها؛ لأن المغفرة لا تتعلق بالذنوب فحسب؛ ولهذا قال الرازي (والحكمة ضالة المؤمن): (( ... إنه إن كان مذنباً فالاستغفار واجب، وإن لم يذنب إلا أنه يُجوز من نفسه أنه قد صدر عنه تقصير في أداء الواجبات، والاحتراز عن المحظورات، وجب عليه الاستغفار أيضاً تداركاً لذلك الخلل المجَوز، وإن قطع بأنه لم يصدر عنه البتة خلل في شيء من الطاعات، فهذا كالممتنع في حق البشر، فمن أين يمكنه هذا القطع في عمل واحد، فكيف في أعمال كل العمر، إلا أن بتقدير إمكانه فالاستغفار أيضاً واجب، وذلك لأن طاعة المخلوق لا تليق بحضرة الخالق، ولهذا قالت الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، فكان الاستغفار لازماً من هذه الجهة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة" ... )).
فهل كان استغفار النبي من ذنب،، وهل قول الملائكة الذين هم سجود لله مذ خلقهم كان عن ذنب.
وبعد هذا الجواب لو قال قائل بأنه لا يوجد مانع عقلي من ذنوب لا أول لها فما الحرج في ذلك؟.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 10:00 م]ـ
من قال هذا؟ إيتني بنقل واحد عن أحد أئمة المسلمين بهذا الكلام!
أتعني أن هناك ذنوب لاأول لها؟
ولي سؤال في الحوادث التي لاأول لها, الذي فهمته ان معنى كون الشئ حادث أي وجد بعد أن لم يكن وإذا كان كذلك فكيف يكون الحادث لاأول له؟
**أسئلتي هنا للاستفسار لا للاعتراض
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 10:30 م]ـ
أتعني أن هناك ذنوب لاأول لها؟
القول في مسألة حوادث لا أول لها فيه ثلاثة احتمالات:
- الامتناع
- الوجوب
- الجواز
فالقول بالامتناع هو قول الأشعرية ومن وافقهم، وهو القول الذي يستلزم التعطيل، ولا مخرج لهم عنه بحال.
وأما القول بالوجوب أو الجواز، فالأمر فيه واسع كما قال الشيخ البراك حفظه الله.
لأن المستنكر هو القول بامتناع القدرة في الأزل وهو القول الشنيع الذي لا ينبغي أن يقوله مسلم.
ولي سؤال في الحوادث التي لاأول لها, الذي فهمته ان معنى كون الشئ حادث أي وجد بعد أن لم يكن وإذا كان كذلك فكيف يكون الحادث لاأول له؟
من قال إن الحادث لا أول له؟ إنما الدعوى في أن نوع الحوادث نفسه لا أول له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/289)
فإن الحادث المعين مسبوق بعدمه، أما نوع الحوادث فليس شيئا محسوسا في الخارج، وإنما هو شيء ذهني، ومعناه أن كل حادث قبله حادث لا إلى أول، وهذا المعنى صعب التصور على البشر لنقصهم، ويمكن أن نقرب معناه بالأعداد، فإن كل عدد معين من الأعداد (1، 2، 3، 4، ..... ) مسبوق بعدد آخر، ومتلو بعدد آخر، ولكن هذا لا يمنع أن نوع الأعداد نفسه لا أول له، مع أن أي عدد يمكننا ذكره فإنه مسبوق ومتلو.
وعدم التفريق بين الحادث المعين ونوع الحوادث هو سبب الخلط عند الأشاعرة ومن وافقهم.
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:39 ص]ـ
(لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لهاالتى هى تابعة لصفة الخلق ولم يقل بذنوب لا أول لهاالتابعة لصفة المغفرة؟)
السبب ان الذنوب من فعل العباد فلا يتحقق فعل المغفرة من غير وقوع ذنب وهذا يلزم أن يكون أول المخلوقات وقع بالذنب فغفر له
أما ان قلت فكيف تقولون ان المغفرة صفة قديمة لله ولا تقولون بان الذنوب لا أول لها
فنقول
لو رأينا عصفور يسير على قدمه رغم ان جناحه بحالة سليمة هل نسقط عنه صفة الطيران؟
ام يستحق صفة الطيران بعد أن تشاهده قد حلق في السماء؟
بدون شك لا تسقط عن العصفور صفة الطيران حتى لو لم يستعمل جناحه كل حياته لعدم حاجته للطيران في ذلك الوقت الا انه يستطيع ان يطير متى ما شاء ان احتاج لذلك
ولله المثل الاعلى فاطلاق الذنوب بانها لا اول لها يستلزم ان يكون اول حادث او مخلوق اذنب فغفر له فيطلق الذنوب مع الحوادث
وعليه الزامك للشيخ لا يتحقق لان لم يقل أحد من أهل السنة ان اول مخلوق أو اول حادث اذنب وغفر له فثبتت صفة المغفرة
انما يقول اهل السنة ان صفة المغفرة فعلية يفعلها الله تعالى متى ما شاء واين ما شاء ولمن شاء فحتى لو لم يغفر لاحد حتى تقوم الساعة فهي صفة فعلية ثابته وان لم يغفر لاحد منذ خلق الحوادث التي لا اول لها الى ان تقوم الساعة فهي صفة ثابتة لله لا تنفى عنه حتى لو لم يفعلها
وانك وقعت في الخطا بارك الله بك بسبب انك جعلت الصفة الذاتية والفعلية من جنس واحد وهذا لا يصح
وعذرا لاستعمالي امثلة وكلام مبسط أو سطحي جدا وذلك بسبب اني رأيت الاخوة شرحوا وبسطوا المسألة وقصر عنك فهمها فقلت ربما بهذا الاسلوب تعم الفائدة
بارك الله بك
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 12:21 م]ـ
بارك الله في مشايخنا الكرام
لأنه سبحانه وتعالى ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري
اتفقنا في ذلك, وظني أن الأشاعرة اتفقوا معنا في ذلك.
فالقول بالامتناع هو قول الأشعرية ومن وافقهم، وهو القول الذي يستلزم التعطيل، ولا مخرج لهم عنه بحال.
هذا تراجع عن قولكم الأول بارك الله فيكم .. إن كنت قد فهمتُ كلامكم.
لأن المستنكر هو القول بامتناع القدرة في الأزل وهو القول الشنيع الذي لا ينبغي أن يقوله مسلم.
إذا كان الأمر كذلك فالقول بالجواز لا يقل شناعة .. فهذه النقطة تحتاج إلى بسط منكم.
وهذا المعنى صعب التصور على البشر لنقصهم
ليكن ذلك بارك الله فيكم.
ولكن
ويمكن أن نقرب معناه بالأعداد، فإن كل عدد معين من الأعداد (1، 2، 3، 4، ..... ) مسبوق بعدد آخر، ومتلو بعدد آخر، ولكن هذا لا يمنع أن نوع الأعداد نفسه لا أول له، مع أن أي عدد يمكننا ذكره فإنه مسبوق ومتلو.
هذا يبعد المعنى تماما, لا يقربه.
فكل عدد معين من الأعداد متلو بعدد آخر, لكن ليس كل عدد مسبوق بعدد آخر.
أحسب أن كلام شيخ الإسلام يحتاج إلى تفسير آخر, أو إلى تناول أعمق من هذا .. أو بالأحرى يحتاج إلى تغيير الوجه الذي نحمل الكلام عليه, وليس من سبيل آخر إلى ذلك إلا الرجوع إلى كلام سلفنا من العلماء الذين اعتنوا بكلام شيخ الإسلام, فقد كانوا أفهم لكلامه من غيرهم.
واحترامي لشيخي المفضال أبي مالك العوضي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:04 م]ـ
فكل عدد معين من الأعداد متلو بعدد آخر, لكن ليس كل عدد مسبوق بعدد آخر.
بل كل عدد معين مسبوق بآخر لا إلى أول، والكلام عن الأعداد الصحيحة باصطلاح أهل الرياضيات، وهو الذي ضرب به المثل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:06 م]ـ
إذا كان الأمر كذلك فالقول بالجواز لا يقل شناعة .. فهذه النقطة تحتاج إلى بسط منكم.
الشناعة في القول بالامتناع بسبب أن هذا يستلزم التعطيل والعجز، وهذا غير موجود في الجواز، فأين الشناعة في القول بالجواز؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:07 م]ـ
هذا تراجع عن قولكم الأول بارك الله فيكم .. إن كنت قد فهمتُ كلامكم.
يبدو أنه يوجد إشكال في الفهم، فأين التراجع المقصود؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:11 م]ـ
أحسب أن كلام شيخ الإسلام يحتاج إلى تفسير آخر, أو إلى تناول أعمق من هذا .. أو بالأحرى يحتاج إلى تغيير الوجه الذي نحمل الكلام عليه, وليس من سبيل آخر إلى ذلك إلا الرجوع إلى كلام سلفنا من العلماء الذين اعتنوا بكلام شيخ الإسلام, فقد كانوا أفهم لكلامه من غيرهم.
كلام شيخ الإسلام واضح جدا، وقد أعاده مرارا وتكرارا بأوجه مختلفة وأساليب متنوعة حتى صار أظهر من الشمس.
أقول هذا بناء على تتبع أشهر كتبه في هذا الباب: درء التعارض، وبيان تلبيس الجهمية، ومنهاج السنة.
ويمكنك أن تراجع الفوائد المنتقاة من الكتابين الأولين، ففيهما خلاصة ذلك.
الفوائد المنتقاة من بيان تلبيس الجهمية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=974806
الفوائد المنتقاة من درء تعارض العقل والنقل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159137
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/290)
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:34 م]ـ
بل كل عدد معين مسبوق بآخر لا إلى أول، والكلام عن الأعداد الصحيحة باصطلاح أهل الرياضيات، وهو الذي ضرب به المثل.
نعم شيخنا بارك الله فيكم
الكلام عن الأعداد الصحيحة لكن الموجبة منها فقط ودون الصفر.
والكلام أيضا عن المثال الذي تفضلتم به بعينه.
وعليه .. فما العدد الذي يسبق الواحد.
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:39 م]ـ
الشناعة في القول بالامتناع بسبب أن هذا يستلزم التعطيل والعجز، وهذا غير موجود في الجواز، فأين الشناعة في القول بالجواز؟
الامتناع= عدم وجود حوادث لا أول لها. (وهذا يستلزم التعطيل على قولكم).
الوجوب= وجود حوادث لا أول لها. (وهذا يثبت الصفات بما يلزم من قولكم).
الجواز= جواز عدم الوجود. (أي جواز التعطيل).
فالشناعة في الجواز أنه يجوز ما يلزم منه التعطيل والعجز.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:42 م]ـ
الكلام عن الأعداد الصحيحة لكن الموجبة منها فقط ودون الصفر.
والكلام أيضا عن المثال الذي تفضلتم به بعينه.
وعليه .. فما العدد الذي يسبق الواحد.
يا أخي الفاضل المثال الذي ضربتُه يختلف عن هذا، فتأمل!!
أنا أقول الأعداد الصحيحة كلها، وأنت تقول: الموجبة منها فقط، فأي كلام هذا؟
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:42 م]ـ
يبدو أنه يوجد إشكال في الفهم، فأين التراجع المقصود؟
إذا كان امتناع وجود حوادث لا أول لها يستلزم التعطيل, إذا فقد استفاد - عز عن ذلك - من وجودها صفاته.
هذا ما فهمت, فلو تفضلتم بالتصويب.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:43 م]ـ
بارك الله فيك أبا مالك وجزاك خيراً
القول في مسألة حوادث لا أول لها فيه ثلاثة احتمالات:
- الامتناع
- الوجوب
- الجواز
فالقول بالامتناع هو قول الأشعرية ومن وافقهم، وهو القول الذي يستلزم التعطيل، ولا مخرج لهم عنه بحال.
وأما القول بالوجوب أو الجواز، فالأمر فيه واسع كما قال الشيخ البراك حفظه الله.
لأن المستنكر هو القول بامتناع القدرة في الأزل وهو القول الشنيع الذي لا ينبغي أن يقوله مسلم.
.
كنتُ متردداً في حقيقة قول أهل السنة هل هو الوجوب أو الجواز؟
والقول بالجواز يستقيم حتى مع التسليم بوجود دليل على أول مخلوق مطلقاً، ويستقيم مع الخلاف في أول مخلوق حتى لو حمل على أن المراد أول مخلوق مطلقاً لا من هذا العالم.
لكن القول بالوجوب هل عليه دليل؟ لأن الجواز ما دام لا يتضمن تعطيلاً فالوجوب زيادة إثبات تتطلب دليلاً نقلياً!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:45 م]ـ
فالشناعة في الجواز أنه يجوز ما يلزم منه التعطيل والعجز.
لا يوجد شناعة في الجواز، ولا يلزم منه التعطيل، ويبدو أنه خفي عليك اصطلاح المتكلمين في هذا الباب.
التعطيل هو قولهم: لم يكن يستطيع الخلق أصلا في الأزل.
أما إذا قلت: (كان يمكنه ذلك) فقد خرجت من الشناعة سواء وقع الإمكان أو لم يقع.
يعني مثلا: الله عز وجل يستطيع الآن أن يفني العالم كله، ولكن لم يفعل ذلك، ولكن فعله جائز، ومعنى الجواز هنا الجواز العقلي
وأرى يا أخي الفاضل أن تجعل النقاش في هذه المسائل في موضوع منفرد؛ لأن المقصود هنا الرد على شبهات المبتدعة وتشنيعهم على شيخ الإسلام.
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:49 م]ـ
يا أخي الفاضل المثال الذي ضربتُه يختلف عن هذا، فتأمل!!
أنا أقول الأعداد الصحيحة كلها، وأنت تقول: الموجبة منها فقط، فأي كلام هذا؟
ابتسامة
عهدناك رحب الصدر شيخنا الحبيب, وإن لم يتحملنا أمثالكم فمن يتحملنا, ولي هذا الحق عليكم.
الواحد شيخنا الحبيب هو أول رقم يفيد الوجود ثم ما يليه, والصفر والسوالب يفيدون العدم والسلب, لذا فإن قصدتم مجموعة الأعداد الصحيحة كلها, فظني أن المثال غير مناسب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:55 م]ـ
الواحد هو أول رقم يفيد الوجود ثم ما يليه, والصفر والسوالب يفيدون العدم والسلب, لذا فإن قصدتم مجموعة الأعداد الصحيحة كلها, فظني أن المثال غير مناسب.
هذا الكلام ليس له علاقة بالرياضيات.
إن كنت تقصد بالأعداد أشياء موجودة في الخارج فهذه لا توجد بلا نهاية أصلا لا فرق بين موجب وسالب، وإن كنت تقصد الوجود الذهني فلا فرق بين الموجب والسالب في هذا الباب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:59 م]ـ
إذا كان امتناع وجود حوادث لا أول لها يستلزم التعطيل, إذا فقد استفاد - عز عن ذلك - من وجودها صفاته.
هذا ما فهمت, فلو تفضلتم بالتصويب.
هذه هي شبهة الأشعرية بعينها!
مع أن هذا الكلام لا ينبغي أن يقوله مسلم أصلا!
هل يقول مسلم إن الله عز وجل كان غير قادر على الخلق في الأزل، ثم خلق لنفسه قدرة فصار قادرا؟ أو انقلب الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي هكذا من غير سبب؟
ثم نقول:
ماذا تقصد بأنه استفاد من وجودها صفاته؟
= هل تقصد أن الله عز وجل كان ناقصا لا يستطيع الخلق ثم لما خلق الخلق صار كاملا يستطيع الخلق؟ هذا الكلام لا يقوله عاقل أصلا.
= أو تقصد بأنه لا يكون كاملا إلا باتصافه بهذه الصفات؟
فإن كان هذا قصدك، فهو صحيح، فالله عز وجل متصف بكل كمال ومنزه عن كل نقص، فلا يوجد ذات أصلا مستقلة عن الصفات، بل الله عز وجل هو الأول والآخر بصفاته لم يكن قط بغير صفات ثم صار بصفات.
لكن تحقق هذه الصفات في الخارج بحسب المشيئة والقدرة، فالله عز وجل يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء على الكيفية التي يشاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/291)
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 03:19 م]ـ
عن المشاركة 47
القدرة ليست من الصفات المتنازع عليها في هذا الباب يا شيخنا
فجمهور الأشاعرة, بل بعض من هم أسوأ حالا منهم ... لا ينفون استطاعته - سبحانه - الخلق منذ الأزل.
ولكن الكلام - فيما اعترضت فيه على ما تفضلتَ به - على صفة كالخلق والرزق.
وعن المشاركة 50
فالحمد لله الذي هدانا لأن نكون من المتمسكين بعقيدة أهل السنة والجماعة. وما حملني على الاعتراض إنما هو غيرتي على كلام شيخ الإسلام وغيره من أن يحمل كلامهم عل غير وجهه.
فاعتراضي - غفر الله لكم - على ما يلزم منه كلامكم, والذي يمكن لخصوم أهل السنة والجماعة أن يتخذوا هذا اللزوم متمسكا لإظهار التناقض في معنى كلام شيخ الإسلام .. وحاشاه ذلك.
في انتظاركم
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 04:09 م]ـ
إن كنت تقصد بالأعداد أشياء موجودة في الخارج فهذه لا توجد بلا نهاية أصلا
من قال هذا الكلام!
ولكن دعنا نسلم به, إذا فلا يوجد حوادث لا أول لها. وانتهى الموضوع نهاية تحلو للقوم!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:14 ص]ـ
القدرة ليست من الصفات المتنازع عليها في هذا الباب
فجمهور الأشاعرة, بل بعض من هم أسوأ حالا منهم ... لا ينفون استطاعته - سبحانه - الخلق منذ الأزل.
ولكن الكلام - فيما اعترضت فيه على ما تفضلتَ به - على صفة كالخلق والرزق.
وهذا من تناقضاتهم الواضحة التي بينت خطأهم في هذا الباب؛ لأنه لا معنى للقدرة مع امتناع المقدور.
فالحمد لله الذي هدانا لأن نكون من المتمسكين بعقيدة أهل السنة والجماعة. وما حملني على الاعتراض إنما هو غيرتي على كلام شيخ الإسلام وغيره من أن يحمل كلامهم عل غير وجهه.
فاعتراضي - غفر الله لكم - على ما يلزم منه كلامكم, والذي يمكن لخصوم أهل السنة والجماعة أن يتخذوا هذا اللزوم متمسكا لإظهار التناقض في معنى كلام شيخ الإسلام .. وحاشاه ذلك.
كلامك معناه أنني أخطأت في فهم كلام شيخ الإسلام، فيا ليتك تبين المعنى الصحيح لكلام شيخ الإسلام، وتبين وجه الخطأ في فهمي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:15 ص]ـ
من قال هذا الكلام!
ولكن دعنا نسلم به, إذا فلا يوجد حوادث لا أول لها. وانتهى الموضوع نهاية تحلو للقوم!!
(عدم وجود أشياء لا تتناهى مجتمعة في الخارج) لا يلزم منه (عدم وجودها شيئا بعد شيء)، فتأمل.
فالمقصود أنها لا توجد بلا نهاية فيما بين أيدينا، لكن ما المانع أن يكون قبلها شبهها، ثم قبل هذه شبهها، ثم قبل تلك شبهها، وهكذا لا إلى أول؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:51 ص]ـ
اقترح عليكم قراءة هذا البحث وهو بعنوان نقد ابن تيمية لآراء الفلاسفة والمتكلمين في بدء الخلق والبحث في صحة مانسبه إلى السلف إعداد الدكتور لطف الله خوجه أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى
أنا حقيقة لم أقرأه بالكامل لكن جميل أن نقرأه معا ونتناقش مافيه بارك الله فيكم
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 02:27 ص]ـ
فالمقصود أنها لا توجد بلا نهاية فيما بين أيدينا، لكن ما المانع أن يكون قبلها شبهها، ثم قبل هذه شبهها، ثم قبل تلك شبهها، وهكذا لا إلى أول؟
__________________
جزاك الله خيرا
الحقيقة لا اعلم مالذي لا يفهم من كلام الشيخ الاسلام وانصح الاخوة أن يمحصوا اقوالهم قبل ان يتصدوا للحوار فالكلام الصادر من ابي مالك هو نفسه في المشاركات السابقة إلا بغير كلمات ومعنى هذا وصل الحوار لطريق يتحتم على المقابل التريث حتى يستوعب ما كتب
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 08:58 ص]ـ
هذا أيضا بحثا آخر وهو موجود في موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
تحت هذا العنوان (أفعال الله سبحانه ليس لها بداية لأنه الأول الذي ليس قبله شئ)
تجدونه على هذا الرابط http://www.alifta.com/Fatawa/FatawaDetails.aspx?IndexItemID=28010&SecItemHitID=30885&ind=21&Type=Index&View=Page&PageID=3717&PageNo=1&BookID=2#%D8%A3%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8 4%D9%84%D9%87%D8%B3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D9%86%D9%87% D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%A8%D8%AF%D8 %A7%D9%8A%D8%A9%D9%84%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%84% D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%87%D8%B4%D9%8A%D8 %A1(%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A8%D9%86%D8%AA%D9% 8A%D9%85%D9%8A%D8%A9)&Title=DisplayIndexAlpha.aspx
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:48 م]ـ
الرابط لا يظهر البحث فهل من سبيل لنقله هنا أو تغيير الرابط؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 03:04 م]ـ
بل الرابط يعمل
ولعلي في القريب أنقله لكم إن شاء الله
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[13 - 02 - 09, 06:25 م]ـ
شيخنا الكريم أبا مالك أنت خضت كثيرًا خارج ما أقصده (الكلام بأسلوب آخر (الغفور هل معناه القادر على المغفرة وإن لم يغفر أم لابد من أن يغفرمنذ الأزل لكى يسمى غفورًا؟ والخلق هل معناه القادر على الخلق وإن لم يخلق أم لابد من أن يخلق منذ الأزل لكى يسمى خالقًا؟) أظن أن عباراتى فى المشاركات السابقة قصرت عن التعبير فالمعذرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/292)
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[13 - 02 - 09, 07:49 م]ـ
سبحان الله
وماذا نقول من البداية الظاهر انك لا تقرأ الردود ارجع للمشاركات السابقة وكلف نفسك القراءة كما تسأل
وإذا أجاب أحدهم بحسن نية لاتلتفت الى رده ولاتقرأه ثم تعيد السؤال وأما اذا كنت من البداية تريد معينا يجيبك فلتسأل من تريد برسالة خاصة أو بين أولا
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[13 - 02 - 09, 08:09 م]ـ
شيخنا الكريم أبا مالك أنت خضت كثيرًا خارج ما أقصده (الكلام بأسلوب آخر (الغفور هل معناه القادر على المغفرة وإن لم يغفر أم لابد من أن يغفرمنذ الأزل لكى يسمى غفورًا؟ والخلق هل معناه القادر على الخلق وإن لم يخلق أم لابد من أن يخلق منذ الأزل لكى يسمى خالقًا؟).
قد أجابك الإخوة، وكان أوضح جواب على هذه النقطة بالذات ما ذكره الشيخ أبو مالك من أن المعنى المحذور في تعطيل صفة الخلق: القول بامتناع الخلق منذ الأزل، وأما قول أهل السنة فهو على الجواز، أي: قادر على الخلق وإن لم يك ثمة مخلوق.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:54 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:54 م]ـ
الأخ محمود
الشيخ العوضي أستاذي علم أم لم يعلم.
وله فضل علي شئتُ أم أبيتُ.
وهو من القليلين القادرين على الخوض في هذا الأمر الشائك, ولكن علينا مساندته ومساندة أمثاله في طرح ما نظنه صائبا, فإن لم نفده بذلك أفدنا نحن من ردوده, فالأمر جلل, والخصم جلد عنيد.
وأشكرك على نصيحتك الغالية بالتريث, ولك مني مثلها.
شيخنا الحبيب أبا مالك
أرجو تحرير مصطلح "المقدور", ثم معنى "امتناع المقدور".
فالمقصود أنها لا توجد بلا نهاية فيما بين أيدينا
أعيد السؤال شيخنا الكريم, من قال هذا, أو ما الدليل على هذا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 12:31 ص]ـ
الكريم أبا مالك أنت خضت كثيرًا خارج ما أقصده (الكلام بأسلوب آخر (الغفور هل معناه القادر على المغفرة وإن لم يغفر أم لابد من أن يغفرمنذ الأزل لكى يسمى غفورًا؟ والخلق هل معناه القادر على الخلق وإن لم يخلق أم لابد من أن يخلق منذ الأزل لكى يسمى خالقًا؟) أظن أن عباراتى فى المشاركات السابقة قصرت عن التعبير فالمعذرة.
قد بينت هذا فيما سبق.
قال الشيخ البراك حفظه الله في شرح الطحاوية (ص 62):
((والمنكر هو القول بامتناع تسلسل الحوادث في الماضي، لكن هل هو واقع -أي أن المخلوقات لم تزل فعلا- أو هو ممكن لكنه لم يقع؟ الأمر في هذا واسع)).
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:58 ص]ـ
شيخنا الكريم نحن لا نتكلم عن الجواز فأهل السنة يقولون بالجواز ولكنى أتكلم عن الوقوع فإنه فيما أعلم ليس هناك دليل ينهض لابن تيمية على كلامه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 07:53 م]ـ
إذا اتفقنا على الجواز فقد انتهى الأمر؛ لأنه إذا لم يكن هناك دليل على الوقوع، فليس هناك دليل أيضا على عدم الوقوع.
والأمر في هذا واسع كما قال الشيخ البراك، وبحسب اطلاعي لم يجزم شيخ الإسلام بالوقوع.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:39 ص]ـ
ألم يتفق العلماء على أن أول مخلوق إما العرش أو القلم؟ إذًاقالوا بعدم الوقوع لحوادث لا أول لها.ولا تقل أنهم يتحدثون عن هذا العالم المشاهد فهذا لا أعرفه عن أحد من السلف وإنما قاله بعض المتأخرين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:57 ص]ـ
ألم يتفق العلماء على أن أول مخلوق إما العرش أو القلم؟ إذًاقالوا بعدم الوقوع لحوادث لا أول لها.ولا تقل أنهم يتحدثون عن هذا العالم المشاهد فهذا لا أعرفه عن أحد من السلف وإنما قاله بعض المتأخرين.
أين هذا الاتفاق المزعوم؟
وإذا كنت لا تعرف فهذا أمر يخصك، ولا إخالك تلزم شيخ الإسلام بأنك لا تعرف!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:42 ص]ـ
كنت قد ناقشت هذه المسألة مع بعض الإخوة في مجلس الألوكة قبل أكثر من سنة
ولا زالت لدي بعض الإشكالات والإستفسارات
1. عندما نقول "حوادث لا أول لاها"
هل المقصود بالحوادث
المخلوقات
أم
أفعال الله سواءً كان فعل الخلق أم أفعال أخرى غير فعل الخلق؟
2. القول بجواز حوادث لا أول لها لا إشكال فيه، لكن كيف يجوز القول بوجوب حوادث لا أول لها؟ والله لا يجب عليه شيء سوى ما أوجبه على نفسه
وأين الدليل على جواز اعتقاد وجوب حوادث لا أول لها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:49 م]ـ
ولا زالت لدي بعض الإشكالات والإستفسارات
1. عندما نقول "حوادث لا أول لاها"
هل المقصود بالحوادث
المخلوقات
أم
أفعال الله سواءً كان فعل الخلق أم أفعال أخرى غير فعل الخلق؟
الحوادث أعم من المخلوقات، فكل مخلوق حادث، وليس كل حادث مخلوقا.
2. القول بجواز حوادث لا أول لها لا إشكال فيه، لكن كيف يجوز القول بوجوب حوادث لا أول لها؟ والله لا يجب عليه شيء سوى ما أوجبه على نفسه
وأين الدليل على جواز اعتقاد وجوب حوادث لا أول لها؟
الوجوب المذكور هنا ليس معناه الوجوب الشرعي على الله، وإنما يقصد به أحد شيئين:
- الأول: الوجوب العقلي، وهو ضد الامتناع.
- الثاني: الوجوب بمعنى الوقوع في الخارج.
فإذا قلنا إن المقصود هو الوجوب العقلي، كان المراد أن هذا الأمر من لوازم الإلهية التي لا تنفك عنها، ولا يقال في مثل هذا إنه واجب على الله.
وإن قلنا إن المقصود هو الوجوب بمعنى الوقوع، كان المراد أن هذا هو الواقع في الخارج وأما حكمه العقلي فهو الجواز.
ولم يقل أحد باعتقاد وجوب حوادث لا أول لها بهذا اللفظ، وإنما الواجب اعتقاد أن الله عز وجل فعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير، يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء، ولم يكن عاجزا ولا ممنوعا من الفعل في أي وقت من الأوقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/293)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:07 م]ـ
الحوادث أعم من المخلوقات، فكل مخلوق حادث، وليس كل حادث مخلوقا.
أعلم شيخنا الفاضل أن الحدث أعم من الخلق
وليس كل محدث مخلوق،
لكن سؤالي عن قولنا "حوادث لا أول لها"
ما المقصود بالحوادث؟
هل نقصد المخلوقات
أم أفعال الله التي ليست مخلوقة
وفهمت من قولك:
ولم يقل أحد باعتقاد وجوب حوادث لا أول لها بهذا اللفظ، وإنما الواجب اعتقاد أن الله عز وجل فعال لما يريد،
أن المقصود بها الأفعال
فلا يلزم أن يكون الفعل الذي لا أول له هو فعل الخلق الذي ينتج المخلوقات (فيكون جنس المخلوقات لا أول له)
فقد يكون الفعل هو الكلام أو الخلق أو غيرها من الأفعال
هل فهمي صحيح أم خطأ؟
وإن قلنا إن المقصود هو الوجوب بمعنى الوقوع، كان المراد أن هذا هو الواقع في الخارج وأما حكمه العقلي فهو الجواز.
فهمت مسألة جواز وقوع حوادث لا أول لها عقلا
لكن قولك (الوجوب بمعنى الوقوع، كان المراد أن هذا هو الواقع في الخارج) غير واضح
هل تقصد أن "حوادث لا أول لها" حاصلة في الواقع؟
يعني أنها حاصلة حقيقة
إذا كان هذا هو المقصود، فما الدليل على أنه حصل حقيقة؟
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:40 م]ـ
أظن أن المسألة بسيطة وهذا ظني بقضية حوادث لا أول لها منذ أن قرأت الإشارة لها في الصفدية لابن تيمية وتصويرها ببساطة كالآتي:
عند الفلاسفة يجب وجود أثر الصفة معها ولا ينفك عنها لذلك قالوا بقدم العالم لأنهم لم يتصوروا خالق ولا مخلوق وبناء على أنه تعالى علة تامة والعلة التامة هي المستلزمة للمعلولها ولا ينفك عنها تعالى الله عن قولهم وتشبيههم.
عند الأشاعرة كان معطلا ثم فعل فجأة ترجيحا بلا مرجح فرارا من القول بقدم العالم والقول بوجود الصفة دون أثرها
عند أهل السنة الله تعالى متصف بالصفات سواء وجد متعلقها وأثرها في الخارج أو لا ,فأهل السنة أرادوا الرد على الفلاسفة والأشاعرة فقالوا أن الله تعالى دائما أبدا متصف بالصفات والعالم ليس بقديم ,وإذا كان الله تعالى متصف بالصفات دائما أبدا جاز وجود متعلق هذه الصفات دائما أبدا ولكن هل تحققت في الخارج أو لا فهذا معلوم من وقت دون وقت فأول هذا الكون معلوم ولكن ما قبله ليس بمعوم ولم نخبر به وعدم علمنا به لا يستلزم تعطيل الله تعالى عن صفاته وجواز ظهور أثر صفاته.
وعلى هذا جواز حوادث لا أول لها يشمل متعلقات كل الصفات فيجوز وجود أثر هذه الصفات قبل هذا العالم ولكن هل وقع أو لا؟ لا خبر عندنا به لأنه غيب فلذلك نقول يجوز ردا على من قال أن الله تعالى سبحانه كان معطلا ثم فعل تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا,
وعلى هذا لا إشكال في صفة المغفرة ولا غيرها والله تعالى أعلم.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:00 م]ـ
الرابط لا يظهر البحث فهل من سبيل لنقله هنا أو تغيير الرابط؟
عذرا على التأخير ولكن نسيت هذا هو المذكور على الرابط
مجلة البحوث الإسلامية
الفهارس ( http://www.alifta.com/Fatawa/DisplayIndexes.aspx?section=2&lang=ar&type=0) > مسائل عقيدة ( http://www.alifta.com/Fatawa/DisplayIndexAlpha.aspx?section=2&ind=21&lang=ar&type=0) > أفعال الله سبحانه ليس لها بداية لأنه الأول الذي ليس قبله شيء (مراد بن تيمية) ( http://www.alifta.com/Fatawa/IndexHits.aspx?section=2&ind=21&lang=ar&type=0&IndexItemID=28010&SecItemHitID=30885) > الواحد والثلاثون اتهامه لابن تيمية بأنه يقول إن الحوادث قديمة النوع حادثة الآحاد
التعقيب الواحد والثلاثون من صفحة 164 حتى صفحة 188 شن هجوما مسلحا على شيخ الإسلام ابن تيمية واتهمه أنه قال بقول الفلاسفة حينما قال إن الحوادث قديمة النوع حادثة الآحاد.
وهذه المسألة قد شنع بها خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه قديما وحديثا وقالوا إنه يقول بحوادث لا أول لها. والدكتور في هذا الكتاب اتخذ من هذه المسألة متنفسا ينفث من خلاله ما في صدره من حقد على شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه شيخ السلفيين الذين يضايقونه في هذا الزمان - ولكن والحمد لله ليس له في هذه المسألة ولا للذين سبقوه أي مدخل على الشيخ وسيرده الله بغيظه لم ينل خيرا كما رد الذين من قبله. فإن مراد الشيخ رحمه الله أن أفعال الله سبحانه ليس لها بداية لأنه الأول الذي ليس قبله شيء -.
(الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 206)
(قال رحمه الله: والتسلسل الواجب ما دل عليه الشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد فكل فعل مسبوق بفعل آخر فهذا واجب في كلامه فإنه لم يزل متكلما إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله هي من لوازم حياته فإن كل حي فعال، والفرق بين الحي والميت الفعل، ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلا عن كماله من الكلام والإرادة والفعل - إلى أن قال: ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لا أول له، فلكل مخلوق أول والخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن - إلى أن قال: والمقصود أن الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن) ا. هـ.
أما كون الرب تعالى لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته بل كلاهما يدل على نقيضه - هذه خلاصة ما يراه الشيخ في هذه المسألة وهل في ذلك ما يشنع به عليه كما يظنه الدكتور وأضرابه لولا أنه الهوى والحقد أو الجهل والغفلة، فإن بين ما قاله الشيخ في هذه المسألة وبين قول الفلاسفة - فروقا واضحة هي الفروق بين الحق والباطل والكفر والإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/294)
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:39 م]ـ
أين هذا الاتفاق المزعوم؟
وإذا كنت لا تعرف فهذا أمر يخصك، ولا إخالك تلزم شيخ الإسلام بأنك لا تعرف!
انقض لنا هذا الاتفاق الذى فى زعمى فإنى أعلم أن السلف اختلفوا على قولين هل العرش أول مخلوق أم القلم.
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[17 - 02 - 09, 07:12 م]ـ
عذرا على التأخير ولكن نسيت هذا هو المذكور على الرابط
جزاك الله خيرا ولا هنت(53/295)
ضابط تفسير الصفة باللازم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 01 - 09, 09:29 ص]ـ
ضابط تفسير الصفة باللازم
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
من أنواع التفسير والدلالات تفسير الصفة باللازم , وهذا منهج صحيح يستدل به بعض العلماء , ولما كانت الألفاظ والكلمات يعتريها لوازم حقة وباطلة كان لا بد من معرفة الضابط في ذلك.
وربما يكون من أسباب تحريف وتعطيل النصوص الفرار من اللوازم الباطلة.
ولتوضيح هذه المسألة لا بد من بيان أقسام الدلالات ومنها دلالة الالتزام.
الدلالة
هي ما يوجب إدراك شيء بسبب إدراك شيء ملازم له.
ويقسم العلماء الدلالة إلى الأقسام التالية:
الدلالة العقلية والدلالة الطبيعية والدلالة الوضعية وكل واحدة منها تنقسم إلى لفظية وغير لفظية.
أقسام الدلالة الوضعية اللفظية:
تنقسم الدلالة الوضعية اللفظية إلى ثلاث أقسام هي:
1 - الدلالة المطابقية: وهي دلالة اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على جميع مرافقها.
2 - الدلالة التضمنية: وهي دلالة اللفظ على جزء المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على غرفة الضيافة وغرفة النوم.
3 - الدلالة الالتزامية: هي دلالة اللفظ على معنى ملازم للمعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على السور الخارجي للبيت مثلا.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
القاعدة الرابعة: دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة، وبالتضمن، وبالالتزام.
فمعنى دلالة المطابقة: تفسير الاسم بجميع مدلوله، أو دلالته على جميع معناه.
ومعنى دلالة التضمن: تفسير الاسم ببعض مدلوله، أو بجزء معناه.
ومعنى دلالة الالتزام: الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها، أو على لازم خارج عنها.
مثال ذلك: الخالق يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.
القواعد المثلى
تفسير اللفظ باللازم يكون مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله {فأولئك مع المؤمنين} يدل على موافقتهم فى الإيمان وموالاتهم فالله تعالى عالم بعباده وهو معهم أينما كانوا وعلمه بهم من لوازم المعية كما قالت المرأة زوجي طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد فهذا كله حقيقة ومقصودها أن تعرف لوازم ذلك وهو طول القامة والكرم بكثرة الطعام وقرب البيت من موضع الأضياف.
وفى القرآن {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} فإنه يراد برؤيته وسمعه إثبات علمه بذلك وأنه يعلم هل ذلك خير أو شر فيثيب على الحسنات ويعاقب على السيئات وكذلك إثبات القدرة على الخلق كقوله وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وقوله {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون} والمراد التخويف بتوابع السيئات ولوازمها من العقوبة والانتقام.
وهكذا كثير مما يصف الرب نفسه بالعلم بأعمال العباد تحذيرا وتخويفا ورغبة للنفوس في الخير ويصف نفسه بالقدرة والسمع والرؤية والكتاب فمدلول اللفظ مراد منه وقد أريد أيضا لازم ذلك المعنى فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصل اللغة بالمطابقة والالتزام فليس اللفظ مستعملا في اللازم فقط بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة.
مجموع الفتاوى (5|128)
وقال ابن القيم: ولا ريب أن الأمور ثلاثة:
أمر يلزم الصفة لذاتها من حيث هي فهذا لا يجب بل لا يجوز نفيه كما يلزم العلم والسمع والبصر من تعلقها بمعلوم ومسموع ومبصر فلا يجوز نفي هذه التعلقات عن هذه الصفات إذ لا تحقق لها بدونها وكذلك الإرادة مثلا تستلزم العلم لذاتها فلا يجوز نفي لازمها عنها وكذلك السمع والبصر والعلم يستلزم الحياة فلا يجوز نفي لوازمها وكذلك كون المرئي مرئيا حقيقة له لوازم لا ينفك عنها ولا سبيل إلى نفي تلك اللوازم إلا بنفي الرؤية وكذلك الفعل الاختياري له لوازم لا بد فيه منها فمن نفى لوازمه نفى الفعل الاختياري ولا بد ...
طريق الهجرتين (361)
تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/296)
وهنا مسألة مهمة وهي تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام , فلا بد قبل أن ينظر في لوازم اللفظ إثبات مدلوله ومعناه الحقيقي بالمطابقة والتضمن؛ فتجد مثلا كثيرا من المحرفين للنصوص يرد المعنى الحقيقي للفظ مع أن دلالته المطابقية والتضمنية واضحة استنادا للوازم اللفظ الباطلة؛ فهنا لا بد من أن يتنبه الإنسان أن دلالة المطابقة والتضمنية هي الأصل , وبعد ذلك ينظر في اللوازم إن احتيج إلى ذلك؛ وخصوصا أن الألفاظ والكلمات يعتريها ما لا ينحصر من اللوازم الحقة والباطلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمعتبر في التعريفات دلالة المطابقة والتضمن فأما دلالة الالتزام فلا لأن المدلول عليه فيها غير محدود ولا محصور إذ لوازم الأشياء ولوازم لوازمها لا تنضبط ولا تنحصر فيؤدي إلى أن يكون اللفظ الواحد على ما لا يتناهى من المعاني وهو محال.
الرد على المنطقيين (76)
وقال الغزالي: وإياك أن تستعمل في نظر العقل من الألفاظ ما يدل بطريق الالتزام، لكن اقتصر على ما يدل بطرق المطابقة و التضمن، لأن الدلالة بطريق الالتزام لا تنحصر.
المستصفى (25)
لازم الصفة عند إضافتها إلى الله سبحانه لا يكون لازماً للصفة عند إضافتها إلى المخلوق , وكذلك العكس.
فمثلاً من لوازم إضافة الاستواء إلى المخلوق: احتياجه لما هو مستو عليه، وهذا اللازم خاص بمن أضيف إليه وهو المخلوق. فإذا أضيف الاستواء إلى الله تبارك وتعالى لا يصح بأيِّ وجه من الوجوه أن نضيف إليه لازم الصفة حال إضافتها إلى المخلوق.
وبهذا يُعلم فساد أقوى شبهة عند هؤلاء لإنكار الاستواء، وهي قولهم: لو أثبتنا أن الله تبارك وتعالى مستو على عرشه حقيقة للزم من ذلك أن الله محتاج إلى العرش.
وقد جاءتهم هذه الشبهة من جعلهم لازم الصفة حال إضافتها للمخلوق لازماً للصفة حال إضافتها للخالق، وهذا سبب الفساد وأساسه في هذه الصفة، بل وفي كلِّ صفة خاض فيها هؤلاء بالباطل.
وأهل العلم يقولون: الصفة لها ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول: من حيث الإطلاق، أي بدون أن تضاف لا إلى خالق ولا إلى مخلوق. فعندما نقول الاستواء، ولا نضيفه لا إلى الله، ولا إلى الخلق. فهو في هذه الحال أمر في الذهن، لا حقيقة له في الخارج.
الاعتبار الثاني: اعتبار الصفة من حيث إضافتها إلى الله سبحانه وتعالى، مثل استواء الله على العرش: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فهنا الصفة مضافة إلى الله، والإضافة تقتضي التخصيص، فالصفة المضافة إلى الله تخصه سبحانه وتعالى وتليق بجلاله وكماله، ولازمها: الكمال اللائق
بجلاله وعظمته. وهذا اللازم لا يجوز أن يجعل لازماً للصفة عندما تضاف للمخلوق.
الاعتبار الثالث: اعتبار الصفة من حيث إضافتها إلى المخلوق، ولازم الصفة في هذه الحال: النقص والضعف، وهي تليق بالمخلوق وبضعفه ونقصه وكونه مخلوقاً. وهذا اللازم الذي يلزم الصفة باعتبار إضافتها إلى المخلوق ليس لازماً للصفة باعتبار إضافتها إلى الخالق.
فإذا جعل لازم الصفة باعتبار إضافتها إلى المخلوق لازماً لها باعتبار إضافتها إلى الخالق يكون بذلك تشبيه للخالق بالمخلوق، وإذا جعل لازم الصفة باعتبار إضافتها للخالق لازماً للصفة باعتبار إضافتها للمخلوق يكون بذلك تشبيه للمخلوق بالخالق، والله عز وجل لا يشبه أحداً من خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، فكلا التشبيهين باطل: تشبيه الخالق بالمخلوق، وتشبيه المخلوق بالخالق.
تذكرة المؤتسي (76)
قلت: وهذا الكلام الذي ذكره الشيخ عبد الرزاق البدر أشار إليه ابن القيم رحمه الله
قال رحمه الله: فإن الصفة يلزمها لوازم باختلاف محلها فيظن القاصر إذا رأى ذلك اللازم في المحل المحدث أنه لازم لتلك الصفة مطلقا فهو يفر من إثباتها للخالق سبحانه حيث لم يتجرد في ظنه عن ذلك اللازم وهذا كما فعل من نفى عنه سبحانه الفرح والمحبة والرضى والغضب والكراهة والمقت والبغض وردها كلها إلى الإرادة فإنه فهم فرحا مستلزما لخصائص المخلوق من انبساط دم القلب وحصول ما ينفعه وكذلك فهم غضبا هو غليان دم القلب طلبا للانتقام وكذلك فهم محبة ورضى وكراهة ورحمة مقرونة بخصائص المخلوقين فإن ذلك هو السابق إلى فهمه وهو المشهود في علمه الذي لم تصل معرفته إلى سواه ولم يحط علمه بغيره ولما كان هو السابق إلى فهمه لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/297)
يجد بدا من نفيه عن الخالق والصفة لم تتجرد في عقله عن هذا اللازم فلم يجد بدا من نفيها .. .
ثم قال رحمه الله
: ومنشأ غلط المحرفين إنما هو ظنهم أن ما يلزم الصفة في المحل المعين يلزمها لذاتها فينفون ذلك اللازم عن الله فيضطرون في نفيه إلى نفي الصفة.
طريق الهجرتين (361)
ضابط اللازم ما دل عليه الشرع
قال شيخ الإسلام: ثم بعد هذا من كان قد تبين له معنى من جهة العقل أنه لازم للحق لم يدفعه عن عقله فلازم الحق حق لكن ذلك المعنى لابد أن يدل الشرع عليه فيبينه بالألفاظ الشرعية و إن قدر أن الشرع لم يدل عليه لم يكن مما يجب على الناس اعتقاده و حينئذ فليس لأحد أن يدعو الناس إليه وإن قدر أنه في نفسه حق.
مجموع الفتاوى (17|319)
وقال ابن القيم رحمه الله:: وحينئذ فلهم جوابان مركب مجمل ومفرد مفصل أما الأول فيقولون لهم هذه اللوازم التي تلزمونا بها إما أن تكون لازمة في نفس الأمر وإما أن لا تكون لازمة فإن كانت لازمة فهي حق إذ قد ثبت أن ما جاء به الرسول فهو الحق الصريح ولازم الحق حق وإن لم تكن لازمة فهي مندفعة ولا يجوز إلزامها.
وأما الجواب المفصل فيفردون كل إلزام بجواب ولا يردونه مطلقا بل ينظرون إلى ألفاظ ذلك الإلزام ومعانيه فإن كان لفظها موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن إثبات ما أثبته ونفي ما نفاه فلا يكون المعنى إلا حقا فيقبلون ذلك الإلزام وإن كان مخالفا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم متضمنا لنفي ما أثبته أو إثبات ما نفاه كان باطلا لفظا ومعنى فيقابلونه بالرد وإن كان لفظا مجملا محتملا لحق وباطل لم يقبلوه مطلقا ولم يردوه مطلقا حتى يستفسروا قائله ماذا أراد به؛ فإن أراد معنى صحيحا مطابقا لما جاء به الرسول قبلوه ولم يطلقوا اللفظ المحتمل إطلاقا إن أراد معنى باطلا ردوه ولم يطلقوا نفي اللفظ المحتمل أيضا فهذه قاعدتهم التي بها يعتصمون وعليها يعولون.
طريق الهجرتين (361)
ما يندرج تحت دلالة الالتزام
قال الشنقيطي رحمه الله: ومعلوم في الأصول أن دلالة الإشارة، ودلالة الاقتضاء، ودلالة الإيماء والتنبيه كلها من دلالة الالتزام، ومعلوم أن هذه الأنواع من دلالة الالتزام.
أضواء البيان (4|491)
فملخص الكلام:
1 - من أنواع التفسير والدلالات تفسير الصفة باللازم.
2 - تفسير اللفظ باللازم مع إثبات مدلول اللفظ حقيقة.
3 - تقديم دلالة المطابقة والتضمن على دلالة الالتزام.
4 - لازم الصفة عند إضافتها إلى الله سبحانه لا يكون لازماً للصفة عند إضافتها إلى المخلوق , وكذلك العكس.
5 - ضابط اللازم ما دل عليه الشرع.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[30 - 01 - 09, 02:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالباسط.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 01 - 09, 08:59 م]ـ
وجزاكم مثله أخي الكريم(53/298)
النطق الصحيح للشهادتين
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[30 - 01 - 09, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله السلام عليكم
هل النطق بالشهادتين بإضغام النون في اللام هو الأصح أم بدون إضغام
أقصد هنا: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
وهل يوجد عندكم ملف صوتي للنطق الصحيح بالشهادتين
لأني بحثت في الشبكة ولا أحد يهتم بهدا الأمر
والله المستعان
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله السلام عليكم
هل النطق بالشهادتين بإضغام (بإدغام) النون في اللام هو الأصح أم بدون إضغام
(إدغام) أقصد هنا: اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
وهل يوجد عندكم ملف صوتي للنطق الصحيح بالشهادتين
لأني بحثت في الشبكة ولا أحد يهتم بهدا الأمر
والله المستعان
استمع لأذان الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ و هو يعلّم طلاّبه كيفية الأذان وفق السّنّة.
أذان الشيخ الألباني رحمه الله ( http://rapidshare.com/files/191639571/143-athan_al-albanee.rm.html)
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 07:53 م]ـ
رقم الفتوى 48953 كيفية النطق بشهادة التوحيد
تاريخ الفتوى: 09 ربيع الثاني 1425
السؤال
كيف يتم النطق "أشهد أن لا إله إلا الله"؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلمة أشهد أن لا إله إلا الله تنطق كما هي مكتوبة، ولا يختلف لفظها عن رسمها إلا في كون النون من "أن" تدغم في اللام من "لا" التي بعدها فتنطق أشهد ألا إله إلا الله ..
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[سامي هاشم]ــــــــ[30 - 01 - 09, 08:33 م]ـ
وَالثَّان إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ * في الَّلاَمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهُ
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[30 - 01 - 09, 09:37 م]ـ
حزاكم الله خيرا
والغريب أنه كثرت مواقع المواقع الصوتية، ولا يوجد ولا موقع يضع صيغة الشهادتين كمادة صوتية
يستفيد منها الناس
أرجو أن تبلغوا عن الأمر
والسلام عليكم(53/299)
سؤال مهم أريد جوابه عن مكانة الشعراء
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[30 - 01 - 09, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد دار بيني وبين أحد الشعراء جدالا عن مكانة الشعر في القرآن وقال لي (أن هزيمة الشعر أمام القرآن رفع من مكانة الشعر واثبات لاعجاز القرآن ووجه رفع مكانة القرآن أثبت أن الشعر ليس قمة البلاغة ووجه رفع مكانة الشعر أن الله قبل أن يتحد بقرأنه ما هو معروف عند العرب أنه سقف البلاغةثم قال لو أن للشعر خمسون مكانة قبل تحد القرآن له فبهزيمة الشعر أمام القرآن أصبح للشعر واحد خمسون مكانة) هل هذا الكلام صحيح وهل له علاقة بالاعتقاد وجزاكم الله خيرا
ـ[أم فراس]ــــــــ[30 - 01 - 09, 10:12 م]ـ
الذي أعرفه أن الله تحد العرب أن يأتوا بسورة من مثل القرآن، ولم يحدد الشعر خاصة، والله أعلم.
ثم أشعر أن هناك نوع من المقارنة بين القرآن والشعر في كلام صاحبك، فهل هذا جائز؟!
وألا يعتبر هذا كما قيل
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا؟
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[31 - 01 - 09, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله خيرا من أعانني على المزيد(53/300)
الإلحاد فى العالم العربى أسبابه ودعاته (منقول)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[30 - 01 - 09, 11:28 م]ـ
[ FONT='Traditional Arabic'] بقلم الاخ فتى الادغال
تجتاحُ العالمَ العربيَّ منذ ُ بداياتِ هذا القرن ِ، موجة ٌ من الإلحادِ والرّدةِ، لم تعرفْ لها المنطقة ُ مثيلاً، في الوقتِ الذي بدأتْ فيهِ هذه المذاهبُ بالانحسار ِ في العالم ِ الغربيِّ، وأخذتِ الناسُ تناغمُ بينَ العلم ِ والدين ِ، وتُهادنُ بينهما، بعدَ مرحلةِ قطيعةٍ كبرى بينهما، نشأتْ في منتصفِ القرن ِ الثامن عشر الميلاديِّ، وأدّتْ إلى اجتياح ِ الإلحادِ والكفر ِ، في أوساطِ المفكّرينَ والفلاسفةِ، واجتياح ِ النظام ِ العلمانيِّ للحياةِ العامّةِ في أوروبا، بعدَ أن هيمنتْ عليها الكنيسة ُ قروناً طويلة ً من الزمان ِ.
الإلحادُ يحملُ أحدَ معنيين ِ:
أوّلهما: إنكارُ وجودِ الخالق ِ، والقولُ بأزليّةِ المادّةِ، وأنّها خالقة ٌ مخلوقة ٌ.
ثانيهما – وهو من إضافاتِ أفلاطونَ -: إثباتُ وجودِ خالق ٍ أو صانع ٍ، ولكنّها لا تُعنى بشيءٍ من حياةِ الخلق ِ، فهي موجدة ٌ للخلق ِ، لكنّها تركتْ التصرّفَ في الكون ِ، وتفرّغتْ في حياتها المثاليّةِ، وقد كانَ يقولُ بهذا القول ِ من الفلاسفةِ: أبيقور.
لم تعرفِ الأرضُ انتشاراً للإلحادِ، ونفوذاً قويّاً لهُ، إلا في العصور ِ المتأخرةِ، فقد كان يوجدُ منهم فئامٌ وأشتاتٌ، ولكنّهم قلائلُ، ولا يجمعهم مذهبٌ، أو يُقيّدهم فكرٌ، وإنّما بحسبِ ما يعنو للواحدِ منهم ويظهرُ، وقد كانوا يسمّونَ قديماً بالدهريينَ، وحكى الإمامُ الشهرستانيُّ في كتابهِ " الملل ِ والنِحَل ِ " أنّ الدهريينَ من كفّار ِ مكّة َ وغيرها، كانوا أقلّ النّاس ِ، وإنّما غلبَ على أهل ِ مكّة َ وجزيرةِ العربِ الشركُ، وعبادة ُ غير ِ اللهِ معهُ، مع إثباتِ أنّهُ الخالقُ وحدهُ، خلافاً للمانويّةِ الذين يُبتونَ خالقين ِ أحدهما النورُ وهو خالقُ الخير ِ، والآخرُ الظلامُ وهو خالقُ الشرِّ.
يذكرُ الدكتورُ جعفر شيخ إدريس أنّ أوّلَ كتابٍ مُصرّح ٍ بالإلحادِ، وداع ٍ لهُ، ظهرَ في أوروبا في سنةِ 1770 م، وهذه الفترة ُ الحرجة ُ هي الفترة ُ التي بدأتْ فيها الشعوبُ الأوربيّة ُ تضجُّ من حكم ِ الكنيسةِ، وتدعو للثورةِ عليهِ، وقد تبنّى الفكرَ الإلحاديَّ في أوروبا كبارُ الفلاسفةِ والمؤرخينَ، من أمثال ِ: نيتشة، وفولتيير، وكارل ماركس، وإنجلز، وراسل، وكونت، وغيرهم من كِبار ِ الفلاسفةِ وعلماءِ الاجتماع ِ والتأريخ ِ، ممّا حدا النّاسَ إلى الوثوق ِ بهم، والتحوّل ِ إلى آرائهم، كردّةِ فعل ٍ للمواقفِ المُتسلّطةِ للكنيسةِ، وكذلكَ ظهور ِ مجموعةِ من التناقضاتِ بينَ الدين ِ النصرانيِّ المُحرّفِ، وبينَ بعض ِ المُخترعاتِ والمُكتشفاتِ العلميّةِ.
ومع ظهور ِ بوادر ِ الإلحادِ، نشأتْ العديدُ من المدارس ِ والمذاهبِ الفكريّةِ والاجتماعيّةِ، والتي تصُبُ في مصبِّ الإلحادِ، وتستلهمُ منهُ مادّتها، وترسّخُ مبادئهُ، ومن أشهر ِ تلكَ المذاهبِ والمدارس ِ:
- العلمانيّة ُ: وهو مذهبٌ كفريٌّ، نشأ في ظروفٍ عصيبةٍ في أوروبا، خلالَ القرن ِ الثامن عشر، وذلكَ بسببِ طغيان ِ الكنيسةِ، وتبرّم ِ الناس ِ منها ومن نفوذِ رجالها، ومُحاربةِ الكنيسةِ للعلوم ِ الطبيعيّةِ، خاصّة َ بعدَ تطوّر ِ ونموِّ الحركاتِ العلميّةِ والبحوثِ، وخلاصة ُ العلمانيّةِ أنّها حركة ٌ جديدة ٌ تهدفُ إلى إقصاءِ الدين ِ عن الحياةِ، وبناءِ مؤسساتِ المجتمع ِ على أصول ٍ مادّيةٍ بحتةٍ، لا دخلَ للدين ِ فيها من قريبٍ أو بعيدٍ.
- الوجوديّة ُ: وهي مذهبٌ معاصرٌ ذو جذور ٍ قديمةٍ، يقومُ على أساس ِ إبراز ِ قيمةِ الفردِ، والتأكيدِ على حرّيتهِ، وأنّهُ هو أساسُ كلِّ شيءٍ ومنطلقهُ، وهي مذهبٌ إلحاديٌّ، أسّسها قديماً كير كجرد، وفي العصر ِ الحاضر ِ قامَ أبو الوجوديّةِ جان بول سارتر بإرساءِ دعائم ِ هذا المذهبِ، وإقامةِ أصولهِ، وبناهُ على الإلحادِ والكفر ِ بكلِّ المُثُل ِ والقيم ِ، وأنّ للإنسان ِ أن يفعلَ ما شاءَ، دونَ وازع ٍ أو رقيبٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/301)
- الشيوعيّة ُ: وهي مذهبٌ فلسفيٌّ مُعاصرٌ، أنشأهُ اليهوديُّ كارل ماركس، يدعو إلى تعظيم ِ المادّةِ، وأنّها أزليّة ٌ، ويُفسّرُ كارل ماركس التاريخَ تفسيراً ماديّاً بحتاً، ولهم شعاراتٌ عدّة ٌ من ضمنها: لا إلهَ والحياة ُ مادّة ٌ، وقد انتشرتْ الشيوعيّة ُ بالقوّةِ والاستعبادِ، واجتاحتْ بثوراتها أغلبَ أرجاءِ الأرض ِ، حتى أذنَ اللهُ بسقوطها، وبقاءِ بعض ِ فلولها مشتتة ً هنا وهناكَ.
- الوضعية ُ: وهي مذهبٌ فلسفيٌّ إلحاديٌّ، يُنكرُ وجودَ أي معرفةٍ تتجاوزُ التجربة َ الحسّية َ، أسّسهُ اوغست كونت، ودعى حينَ تأسيسهِ إلى قيام ِ دين ٍ جديدٍ، يقومُ على أساس ِ عبادةِ الإنسانيّةِ، وإحلالها محلَّ الأديان ِ.
- الداروينيّة ُ: نسبة ً إلى شارلز داروين، أقامَ مدرستهُ هذه على أساس ِ أنّ الأحياءَ جميعاً لم تُخلقْ كلُّ واحدةٍ منها خلقاً مُستقلاً، بل كانَ لها أصلٌ واحدٌ وهو الخليّة ُ البسيطة ُ، ثمّ أختْ تتطوّرُ وترتقي من طور ٍ إلى طور ٍ آخرَ، حتى نشأتِ البشريّاتُ والإنسانُ، وأنّ الطبيعة َ هي التي كانت تختارُ الأصلحَ للبقاءِ، وذلكَ ما عبّرَ عنهُ بمصطلح ِ: الانتخابِ الطبيعيِّ، أو بقاءِ الأصلح ِ، ومدرسة ُ داروين تجمعُ في ثنياها كبارَ ملاحدةِ العالم ِ، والذين يرونَ أنّ الإنسانَ لا خالقَ لهُ، وأنّهُ وليدُ ملايين ِ السنواتِ من التطوّر ِ الطبيعي، والنشوءِ والارتقاءِ بينَ الأنواع ِ المختلفةِ، وبالرغم ِ من عدم ِ وجودِ أي دليل ٍ علميٍّ، يُبتُ صحّة َ نظريّةِ داروين، إلا أنّها اجتاحت العالمَ الغربيَّ اجتياح ٍ غريباً، وأثرتْ فيهِ وفي ثقافتهِ، حتى بدأتْ تنحسرُ في الآونةِ الأخيرةِ.
وهناكَ العديدُ من المدارس ِ غيرُ ما ذُكرَ، وكذلكَ النظريّاتِ، سواءً ما كانَ منها علميّاً بحتاً، أو اجتماعيّاً، أثّرتْ أو تأثرتْ بالإلحادِ، وقامت بترسيخ ِ مفاهيمهِ، ودعتْ إليهِ.
ومن المؤسفِ حقّاً، أنّ الإلحادَ حينما صبغَ الحياة َ العامّة َ في أوروبا، أصبحَ أمرُ التديّن ِ، والتمسّكِ بدين ٍ، أو الإيمان ِ بالخالق ِ، شيئاً غريباً!، وظاهرة ً تدعو إلى العجّبِ!، بعد أن كانت هي السائدة ُ على نظام ِ الحياةِ، ومؤسساتِ الحُكم ِ، وإن كانَ ثمَّ شيءٌ يدعو إلى التعجّبِ والاستغرابِ، فهو انتشارُ الإلحادِ في تلكَ الفترةِ، وانحسارُ الإيمان ِ باللهِ، وتعلّقُ الناس ِ بالمادّةِ والطبيعةِ، ووصفهم للدين ِ بأنّهُ تخلّفٌ ورجعيّة ٌ.
هذا كانَ عرضاً موجزاً عن بداياتِ الإلحادِ في العالم ِ الغربيِّ، فماذا عن العالم ِ العربيِّ والإسلاميِّ!.
الكلامُ عن حركاتِ الإلحادِ المنظّمةِ في العالم ِ العربيِّ، وكذلكَ المُجاهرة ُ بهِ، وإعلانُهُ على الملأ، نشأ بعدَ منتصفِ القرن ِ التاسعَ عشرَ، حينما بدأ العالمُ الإسلاميُّ والعربيُّ، يتّصلُ بالعالم ِ الغربيِّ، عن طريق ِ إرسالياتِ الدراسةِ، أو التدريبِ، وتسبّبَ ذلكَ في رجوع ِ مجموعةٍ من الطلاّبِ متأثّرينَ بالفكر ِ الأوربيِّ الماديِّ، والذي كانَ يقومُ على أساس ِ تعظيم ِ علوم ِ الطبيعةِ، ورفع ِ شأن ِ العقل ِ، وكذلكَ تنحية ُ الدين ِ والشرع ِ، عن حكم ِ الحياةِ والناس ِ وإدارةِ شئونهم.
في بدايةِ الأمر ِ لم يكن ثمَّ دعوة ٌ صريحة ٌ للإلحادِ أوالرّدةِ، وإنّما كانتْ هناكَ دعواتٌ للتحرّر ِ، أو التغريبِ، أو فتح ِ المجال ِ أمامَ العقل ِ، ومُحاكمةِ بعض ِ النصوص ِ الشرعيّةِ إلى العقل ِ أوالحسِّ والواقع ِ، ومحاولةِ إنشاءِ خلافٍ وهميٍّ، وصراع ٍ مُفتعل ٍ، بينَ العقل ِ والشرع ِ.
ومع مرورِ الوقتِ، وزيادةِ الاتصال ِ بالغربِ وتراثهِ، وانتشار ِ موجةِ التغريبِ بينَ الناس ِ، ظهرتْ بعضُ الدعواتِ الصريحةِ للإلحادِ وفتح ِ بابِ الرّدةِ، باسم ِ الحريّةِ الفرديّةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/302)
وحينما نشطَ اليهودُ في تركيا، ودعوا إلى إقامةِ قوميّةٍ تركيّةٍ، تحُلُّ محلَّ الرابطةِ الدينيّةِ، ظهرتْ مظاهرُ عدّة ٌ في الواقع ِ، تدعو إلى نبذِ الدين ِ، وتظهرُ العداءَ لبعض ِ شعائرهِ، ومع مرورِ الوقتِ، تطوّرتْ هذه الحركة ُ، حتى جاءَ مصطفى كمال أتاتورك، وقامَ بإلغاءِ الخلافةِ، وأنشأ الدولة َ التركيّة َ العلمانيّة َ، وحاربَ جميعَ العلماءِ وسجنهم، وراجَ على إثرَ ذلكَ الكفرُ والإلحادُ، وظهرتْ عدّة ُ كتبٍ تدعو إلى الإلحادِ، وتطعنُ في الأديان ِ، ومنها كتابٌ بعنوان ِ " مصطفى كمال "، لكاتبٍ اسمهُ قابيل آدم.
هذه الجرأة ُ في تركيا قابلها جرأة ٌ مماثلة ٌ، في مصرَ، سمّيتْ ظلماً وزوراً عصرَ النهضةِ الأدبيّةِ والفكريّةِ، بينما هي في حقيقتها حركة ٌ تغريبيّة ٌ، تهدفُ إلى إلحاق ِ مصرَ بالعالم ِ الغربيِّ، والتخلّق ِ بأخلاقهِ، واحتذائها في ذلكَ حذوَ تركيّا، التي خلعتْ جلبابِ الحياءِ والدين ِ، وصبغتْ حياتها بطابع ِ العلمانيّةِ والسفور ِ والتمرّدِ.
في تلكَ الحقبةِ في مصرَ، ظهرَ العديدُ من المفكّرينَ والأدباءِ، يدعونَ إلى التغريبِ والإلحادِ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ، باسم التنوير ِ تارة ً، وباسم النهضةِ الأدبيّةِ تارة ً أخرى، ومرّة ً باسم الحرّياتِ الفكريّةِ، وتلقّفتْ مصرُ – في تلكَ الفترةِ - دونَ تمييز ٍ، جميعَ أمراض ِ المجتمع ِ الأوربيِّ، وكذلكَ أخلاقهُ المنحلّة َ، وأصبحتْ قطعة ً من أوروبا، ومن فرنسا تحديداً، وعاثَ في أرضها بعضُ المستشرقينَ فساداً وإفساداً، ثمّ سلّموا دفّة َ الإفسادِ إلى بعض ِ المصريينَ، ممن لم يتوانوا في نشر ِ الكفر ِ والإلحادِ، وسعوا سعياً حثيثاً إلى إلغاءِ الفضيلةِ والأخلاق ِ الإسلاميّةِ، وإحلال ِ النفعيّةِ والماديّةِ محلّها، حتّى أصبحَ دُعاة ُ الإسلام ِ والمُحافظةِ غرباءَ على المُجتمع ِ دُخلاءَ عليهِ، ويوصفونَ بالجمودِ والتخلّفِ والعداءِ للحضارةِ!!.
وبما أنّ مصرَ هي رئة ُ العالم ِ في ذلكَ الوقتِ، فقد انتقلتْ حمّى الردةِ والإلحادِ، إلى جميع ِ دول ِ الجوار ِ، ابتداءً من الشام ِ، ومروراً بالعراق ِ، والخليج ِ بما فيها السعودية ُ، وانتهاءً ببلادِ اليمن ِ.
وسأذكرُ الآنَ بعضَ أشهر ِ الملاحدةِ والمرتدينَ، الذينَ نبذوا الدينَ جانباً، واستبدلوا بهِ الإلحادَ أو اللادينيّة َ أو كفروا بكلِّ شرائع ِ الإسلام ِ، من الذينَ كانوا في تلكَ الفترةِ، أو بعضَ من يعيشُ في عصرنا الحاضر ِ، والذين أعملوا معاولَ الهدم ِ والتخريبِ، في الأخلاق ِ والدين ِ، وأرادوا جعلَ المجتمعاتِ نماذجَ مكرّرة ً من الدول ِ الأوربيّةِ المُنحلةِ الفاسدةِ، وحاولوا صُنعَ فجوةٍ بينَ العلم ِ والدين ِ، وأوهموا أنّ الدينَ يُعارضُ العلمَ والواقعَ، ويقفُ دونَ الانطلاق ِ إلى آفاق ٍ جديدةٍ، ويُحرّمُ الإبداعَ، ويدعو إلى الكهنوتيّةِ والتقوقع ِ.
فمن أشهرهم:
- جميل صدقي بنُ محمدِ بن ِ فيضي الزهاوي، شاعرٌ من شُعراءِ العراق ِ، وُلدَ سنة َ 1279 هـ في بغدادَ، وكانَ أبوهُ مُفتي بغدادَ في تلكَ الفترةِ، وقد تنقّلَ كثيراً في المناصبِ والوظائفِ، وهو أحدُ أعمدةِ التشكيكِ في شعرهِ وآراءهِ، وقد كانَ ينحى منحى الفلاسفةِ، ويُقرّرُ طريقة َ الفلاسفةِ في التعامل ِ مع الأديان ِ، ومع الغيبياتِ، حتّى سمّاهُ النّاسُ زنديقاً!، وقد كانَ من المفتونينَ بالعالم ِ الماديِّ، وبالظواهر ِ الطبيعيّةِ، مُعظّماً لها، وصنّفَ في ذلكَ الكثيرَ من الرسائل ِ والكُتبِ.
- إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنُ إسماعيلَ، والمعروفُ اختصاراً بإسماعيل أدهم، أحدُ أبأس ِ الملاحدةِ، وأشقاهم، وأكثرهم مأساوية ً وشقاءً، كانَ من دُعاةِ الشعوبيّةِ، تنقّلَ في الدراسةِ بينَ مصرَ وتركيّا وروسيا، وتخصّصَ في الرياضياتِ، وحصلَ على شهادةِ الدكتوراةِ فيها، وكتبَ وألّفَ العديدَ من الرسائل ِ، وفي سيرتهِ أشياءُ كثيرة ٌ من نبوغهِ وتقدّمهِ، منها أنّهُ كانَ يعرفُ العديدَ من اللغاتِ، وكذلكَ حصلَ على العديدِ من الشهاداتِ العلميّةِ، وبعدَ موتهِ حصلَ تشكيكٌ كثيرٌ في ذلكَ وتكذيبٌ لها، وقد طعنَ فيهِ الناسُ في حياتهِ وبعدَ موتهِ، وشكّكوا كذلكَ في رسائلهِ وبحوثهِ، وهو أحدُ كُتّابِ مجلّةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/303)
الرسالةِ والمقتطفِ المصريتين ِ، وقد كانَ من دعاةِ الألحادِ، يطعنُ في المسلّماتِ، ويُشكّكُ في الكثير ِ من الأمور ِ، وألّفَ رسالة ً أسماها " لماذا أنا مُلحدٌ "!، طُبعتْ في مصرَ بمطبعةِ التعاون ِ سنة َ 1937 م، كان عزوبيّاً، أصيبَ بالسلِّ، وتعبَ من الحياةِ، فآثرَ الموتَ منتحراً غرقاً في الاسكندريّةِ سنة َ 1940 م، وعثرَ البوليسُ في جيبِ معطفهِ على رسالةٍ يذكرُ فيها أنّهُ ماتَ منتحراً، كراهية ً في الحياةِ، وطالبَ فيها كذلكَ بإحراق ِ جُثّتهِ، وعدم ِ دفنها بمقابرِ المُسلمينَ، وأن يُشرّحَ رأسهُ!، نعوذُ باللهِ من الخذلان ِ والهوان ِ!.
- إسماعيل مظْهر بنُ مُحمّد بن ِ عبدالمجيدِ، كان أحدَ دعاةِ الداروينيّةِ في العصر ِ الحاضر ِ، ومن دعاةِ الشعوبيّةِ، أنشأ مجلّةِ العصور ِ في مصرَ وذلكَ في سنةِ 1927 م، وجعلَ من مجلّتهِ باباً للطعن ِ في الدين ِ، ونشر ِ الشعوبيّةِ، وفتح ِ بابِ الرّدةِ و الإلحادِ، كانَ معظّماً لليهودِ، وداعياً للسير ِ على نهجهم وطريقتهم، وكانَ يُسمّي نفسهُ: صديقَ دارون، وألّفَ في الانتصار ِ لنظريّةِ داروين مجموعة ً من المؤلفاتِ، ثمّ اعتنقَ الفكرَ الشيوعيَّ، وأنشأ حزباً أسماهُ حزبَ الفلاح ِ، جعلهُ منبراً لنشر ِ الشيوعيّةِ والاشتراكيّةِ، ثمّ في آخر ِ عمرهِ أعرضَ عن كلِّ ذلكَ، ورجعَ عن الكثير ِ من آراءهِ، وألّفَ كتاباً أسماهُ " الإسلامُ لا الشيوعيّة ُ "، وقد كانتْ وفاتهُ سنة َ 1381 هـ بينما ميلادهُ سنّة َ 1308 هـ.
- أحمدُ لطفي بنُ السيّدِ أبي علي، أحدُ دعاةِ التغريبِ الكبار ِ، من المُعادينَ للعالم ِ الإسلاميِّ، وأحدُ الذين يُحاربونَ الفُصحى، ويُحاربونَ الرابطة َ الدينيّة َ، ولهُ مواقفُ تدلُّ على كرههِ الشديدِ للتعاليم ِ الدينيّةِ، وللتديّن ِ عموماً، وهو من دعاةِ العلمانيّةِ البارزينَ، وهو الذي قامَ بترجمةِ كتبِ أرسطو إلى اللغةِ العربيّةِ، فاتحاً باباً جديداً للتغريبِ، ولم يكن يقصدُ من ذلكَ نشرَ المعرفةِ والعلم ِ، وإنّما أرادَ نشرَ الثقافةِ الغربيّةِ، وأصولهم المعرفيّة َ، حتى يبتعدَ المسلمونَ عن دينهم، ويقتفونَ أثرَ الغربِ، وكانتْ لهُ مواقفُ مخزية ٌ، منها أنّهُ سافرَ إلى إسرائيلَ، وألقى محاضرة ً في الجامعةِ العبريّةِ، وكانَ أحدَ من استقبلَ الوفدَ اليهوديَّ بمصرَ، وضيّفهم عندهُ، ولهُ مواقفُ سافرة ٌ يدعو فيها إلى التعاون ِ مع البريطانيينَ إبّانَ احتلالهم لمصرَ، ويبحثُ لهم عن المسوّغاتِ والمبرّرات ِ لسياستهم الاحتلاليّةِ، ويسمّيهِ بعضهم أستاذَ الجيل ِ، وتولّى آخر ِ عمرهِ رئاسة َ مجمع ِ اللغةِ العربيّةِ بالقاهرةِ وظلَّ رئيساً لها مدّة َ 18 عاماً، وقد توفيَ سنة َ 1382 هـ بالقاهرةِ، بينما كانَ مولدهُ سنة َ 1288 هـ.
- طه بنُ حسينَ بن ِ علي بن ِ سلامة َ، الأديبُ المصريُّ الشهيرُ، وأحدُ روّادِ ما يُسمّى بالنهضةِ الأدبيّةِ في مصرَ، ومن كِبارَ التغريبيينَ، وأحدِ أعمدةِ مدرسةِ التشكيكِ، لم يكن يؤمنُ بشيءٍ إلا الغربَ وقيمَهُ وتعاليمَهُ، كانَ مُتشكّكاً وحائراً، ووصفَ فتحَ المُسلمينَ لمصرَ بأنّهُ احتلالٌ غاشمٌ!، ودعا إلى تحرير ِ وتجريدِ مصرَ من هوّيتها العربيّةِ والإسلاميّةِ، وهو من الذينَ يقفونَ موقفاً عدائياً ضدَّ جميع ِ حركاتِ المقاومةِ الشعبيّةِ، ضدّ المُحتلِّ والغازي، بل كانَ يدعو الأوربيّين لاحتلال ِ العالم ِ العربيِّ، حتى يستفيدَ العربُ من علومهم وتطوّرهم، وقد أشيعَ أنّهُ تنصّر في فرنسا، وزوجتهُ فرنسيّة ٌ، وهو كذلك أحدُ أخلص ِ طلاّبِ وأتباع ِ مرجليوث اليهوديُّ الحاقدُ على الدين ِ، ولطه حسين مواقفُ معادية ٌ للدين ِ وأهلهِ، كفّرهُ فيها جمعٌ غفيرٌ من العلماءِ، وأصولهُ أصولُ الملاحدةِ في أكثرِ ما يكتبهُ وينشرهُ، توفيَ سنة َ 1393 هـ، بينما كانت ولادتهُ سنة َ 1307 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/304)
- صادق جلال العظم: أحدُ أساطين ِ الفكر ِ الشيوعيِّ الماديِّ، ومُلحدٌ من كِبار ِ الملاحدةِ، ممّن أخذَ يُجاهرُ بالإلحادِ، ويدعو إليهِ، قضى عمره في السخريّةِ من المُسلمينَ ومن دينهم، وكفرَ بكلِّ شيءٍ إلا المادّة، وألّفَ كتاباً يقرّرُ فيهِ الإلحاد أسماهُ " نقد الفكر ِ الدينيِّ "، وقد حشاهُ بالمغالطاتِ والسفسطةِ، وزعمَ أنّهُ أقامَ فيهِ براهينُ تُبتُ عدمَ وجودِ اللهِ، وأنّ كلَّ ذلكَ من الأوهام ِ والأساطير ِ، وقد ردَّ عليهِ الكثيرونَ، من أشهرهم الشيخُ: عبدالرحمن حبنّكة الميداني، في كتابهِ " صراعٌ مع الملاحدةِ حتى العظم ِ ".
- عبداللهِ بنُ عليٍّ القصيميُّ: أحدُ أشهر ِ الملاحدةِ المُعاصرينَ، وأكثرهم غلواً وتطرّفاً، وأوقحهم جرأة ً وتبجّحاً، وأقساهم عبارة ً، وأقلّهم أدباً، كانَ قبلَ إلحادهِ صاحبَ علم ٍ، وقد كتبَ في شبابهِ مجموعة ً من الكُتبِ والبحوثِ العلميّةِ، كانَ بعضها بطلبِ علاّمةِ الحجازِ الشيخ ِ: محمد حُسين نصيف – رحمهُ اللهُ -، ومن أشهرها كتابهُ " الصراعُ بينَ الوثنيّةِ والإسلام ِ "، وقد ألّفَ الجزءَ الأوّلَ منهُ في وقتٍ يسير ٍ جدّاً، وقد طُبعَ في المكتبةِ السلفيّةِ، ولهُ كتبٌ أخرى في فترتهِ تلكَ، ولا تخلو كتبهُ من لغةِ الكبرياءِ والغرور ِ، وظهور ِ سقطاتٍ تدلُّ على سوءِ طويّةٍ، واحتقار ٍ للنّاس ِ، وهذا ما ظهرَ مع مرورِ الزمن ِ، إذا قامَ بإعلان ِ ردّتهِ وإلحادهِ، وألّفَ كتابهُ " هذه الأغلالُ "، وجاهرَ بدعوتهِ الجديدةِ، ولقيَ أذىً كثيراً، وخرجَ متغرّباً بينَ البلدان ِ، وعاشَ في حيرةٍ وقلق ٍ كبيرين ِ، دعتهُ إلى محاولةِ الانتحار ِ ثلاثَ مرّاتٍ، واستقرّ آخرَ حياتهِ بمصرَ، وألّفَ مجموعة ً كبيرة ً من الكتبِ الداعيةِ للتحرّر ِ من سلطةِ الدين ِ والفضيلةِ والأخلاق ِ، ولهُ منهجٌ غلا فيهِ كثيراً، حتّى تحاماهُ النّاسُ وأعرضوا عنهُ بسببهِ، وهو من دعاةِ الصهيونيّةِ العربِ، ولهُ مقالاتٌ وعباراتٌ بشعة ٌ في حقِّ اللهِ وحقِّ رسلهِ، لم تصدرْ إلا من أوقح ِ النّاس ِ وأخبثهم قلباً وسريرة ً، فلعنهُ اللهُ ما كان أقسى قلبهُ وأشدَّ جرأتهُ على خالقهِ ومولى نعمهِ!، من أكثر ِ كتبهِ تطرّفاً كتابهُ " أيّها العقلُ من رآكَ؟ " وكتابُ " الإنسانُ يعصي لهذا يصنعُ الحضاراتِ "، توفّي سنة َ 1422 هـ بالقاهرةِ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ.
- فهدُ بنُ صالح بن ِ محمّد ٍ العسكرُ: شاعرٌ كويتيٌّ ماجنٌ، وداعية ٌ إلى التمرّدِ على الأخلاق ِ والفضيلةِ، ومن كبار ِ المتشككّينَ والساخرينَ بالأديان ِ في شعرهِ، نشأ وترعرعَ في كنفِ أبيهِ، وكانَ في شبابهِ مُحافظاً، ثمَّ قرأ في مجموعةٍ من الكتبِ والدواوين ِ الفكريّةِ، ممّا أوجبَ لديهِ الحيرة َ والشكَّ، فمالَ معها، وتعاطى الخمرَ وأدمنها، وطفحَ شعرهُ بالكفر ِ والاستهزاءِ والعهر ِ والمجون ِ، ولمّا زادَ أمرهُ واستفحلَّ تبرّأ منهُ أهلهُ، فاعتزلَ النّاسَ بغرفةٍ صغيرةٍ مُظلمةٍ، وأصبحَ سميرهُ فيها الخمرُ والشعرُ والقلقُ والحيرة ُ، عميَ في آخر ِ عمرهِ، ونصحهُ الأطباءُ بتركِ الخمرةِ فأبى، فساءتْ صحّتهُ جداً، وأدخلَ المُستشفى فماتَ بعدَ فترةٍ، ولم يُصلِّ عليهِ أحدٌ من أهلهِ، وقاموا بإحراق ِ جميع ِ أوراقهِ وبقايا شعرهِ، توفّي سنة َ 1370 هـ بالكويتِ، بينما كانتْ ولادتهُ سنة َ 1327 هـ.
- زكي نجيب محمود: فيلسوفٌ مصريٌّ مُعاصرٌ، من روّادِ المدرسةِ الوضعيّة المنطقيّةِ المُلحدةِ، والتي أسّسها اوجست كونت، ومن زعماءِ التغريبِ في العالم ِ العربيِّ، وقد حملَ لواءها بعد هلاكِ طه حُسين، وعملَ على إرساءِ دعائمها، محارباً كلَّ دعوةٍ للتمسّكِ بالتراثِ الأصيل ِ، وداعياً إلى بتر ِ العلاقةِ بينَ الشعوبِ، وبينَ ماضيها، ولهُ مصنّفٌ في الغيبِ سمّاهُ " خرافة َ الميتافيزيقيا "، أنكرَ فيهِ الغيبياتِ، ودعى إلى تقديس ِ العقل ِ، واعتبارهِ أساسَ المعرفةِ، كما أنّ لهُ كتاباتٍ تدعو إلى أحياءِ فكر ِ الباطنيّةِ والشعوبيّةِ، وقد تقلّدَ عدّة َ مناصبَ في حياتهِ، وتولّى رئاسة َ بعض ِ المجلاّتِ، توفّي سنّة َ 1414 هـ، بينما كانتْ ولادتهُ في سنةِ 1323 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/305)
- عليٌّ بنُ أحمدَ بن ِ سعيدٍ المعروفُ بأدونيسَ: صنمُ الحداثةِ المُعاصرُ، ورأسها في العالم ِ العربيِّ، وأحدُ الملاحدةِ المشاهير ِ، تسمّى باسم ِ أدونيسَ، وهو أحدُ أصنام ِ الفينيقيينَ، كانَ في أوّل ِ أمرهِ نُصيرياً، ثمّ أنتحلَ الطريقة َ الشيوعيّة َ، وأعلنَ إلحادهُ، وهو من دعاةِ الحداثةِ الكبار ِ، ولهُ مؤلفاتٌ تضجُّ بالكفر ِ الصُراح ِ، وبالإلحادِ والكفر ِ بكلِّ شيءٍ، مع ما فيها من الجرأةِ السافرةِ، والتطاول ِ المقيتِ على ذاتِ اللهِ جلَّ وعلا.
هؤلاءِ هم بعضُ روّادِ الإلحادِ والرّدةِ في العالم ِ العربيِّ، ولهم أتباعٌ ومحبّونَ ومريدونَ، وهناكَ من يُعظمُ هؤلاءِ ويُقدسهم، ويجعلهم في أعلى المراتبِ والمنازل ِ، وينشرُ كُتبهم ويّذيعُ أخبارهم، ويدعو إلى انتهاج ِ طرقهم، وخلع ِ أكبر ِ الأوصافِ والنعوتُ عليهم!.
عندما نقرأ في سير ِ وكتبِ هؤلاءِ الملاحدةِ، فإنّنا نجدُ فيها قواسمَ مشتركةٍ، تتجلّى بوضوح ٍ لكلِّ قارئ، ومن أبرز ِ ذلكَ:
- إنكارهم للغيبِ جملة ً وتفصيلاً، وقصرهم الإيمانَ بحدودِ الملموس ِ والمحسوس ِ – فقط -، دونَ ما غابَ عن العين ِ، أو لم يُمكن إدراكهُ بالحسِّ.
- استهزائهم بالشعائر ِ الدينيّةِ جميعها، ووصفهم لأهلها بالرجعيينَ والمتخلّفينَ، ومحاربة ُ أي دعوةٍ تدعو إلى التديّن ِ، أو صبغ ِ الحياةِ بمظاهر ِ الدين ِ.
- ميلهم نحوَ احتقار ِ العربِ، واحتقار ِ عاداتهم وسلوكهم، ومدحهم للشعوبيّةِ والباطنيّةِ.
- دعوتهم للتغريبِ والالتحاق ِ بالغربِ، والأخذِ بجميع ِ ثقافاتهم وأمورهم الحياتيّةِ، والتعلّمُ منهم ومن سلوكيّاتهم.
- حربهم الشرسة ُ على الأخلاق ِ والعاداتِ الحميدةِ، وادّعائهم أنّهُ لا يوجدُ شيءٌ ثابتٌ مُطلقاً، وأنَّ الحياة َ والأخلاقَ والعاداتِ، في تطوّر ٍ مستمرٍّ، وأنّ الثباتَ على الشيءِ إنّما هو من شأن ِ الغوغائيينَ والمُتخلّفينَ والرجعيينَ.
- تعظيمُ المادّةِ والطبيعةِ، وكذلكَ تعظيمُ جميع ِ العلوم ِ الطبيعيّةِ، وجعلهُ أساسَ كلِّ الحضاراتِ، وافتعال ِ صراع ٍ مزعوم ٍ بينَ الدين ِ والعلم ِ التطبيقيِّ.
- منعهم من محاربةِ الاحتلال ِ، ووقوفهم دائماً ضدّ المقاوماتِ الشعبيّةِ، ووصفها بصفاتٍ بشعةٍ، والدعوة ُ إلى مهادنةِ الغازي والتعايشُ معهُ.
- تعاونهم الوثيقُ مع الصهيونيّةِ والماسونيّةِ، ومدحهم اللامحدودَ لليهودِ وللصهاينةِ، وهذه سمة ٌ غالبة ٌ على جميع ِ الملاحدةِ والمرتدّينَ، حيثُ يجعلونَ إسرائيلَ أفضلَ أهل ِ الأرض ِ، ويميلونَ إليهم ويمدحونهم، ويدعونَ إلى التعايش ِ معهم وقبولهم، ويقدحونَ في حركاتِ المقاومةِ وفي أطفال ِ الحجارةِ.
- يدّعي الملاحدة ُ أنّ الدينَ سببٌ للتناحر ِ ونشر ِ البغضاءِ في الأرض ِ، وأنّهُ تسبّبَ في إشعال ِ وإذكاءِ نار ِ الحروبِ، في الكثير ِ من بقاع ِ الأرض ِ، وقد حانَ الوقتُ لتركهِ والتخلّي عنهُ.
أيّها الإخوة ُ الكرامُ: إنّ القراءة َ في سير ِ هؤلاءِ المرضى، والوقوفُ على دقائق ِ حياتهم، ومدى ما كانوا يعيشونهُ من أمراض ٍ وشكوكٍ وساوسَ وحيرةٍ وقلق ٍ، ليدعونَ إلى التسائل ِ: ما الذي جنوهُ من إعراضهم عن الدين ِ غيرَ الهمِّ والغمِّ والنكدِ!، ولمذا كفرَ هؤلاءِ بالإسلام ِ، ثمّ آمنوا باليهودِ وبقوّتهم، وأصبحوا صفّاً واحداً مع اليهودِ، ضدَّ العربِ والمسلمينَ!.
إنّ انتشارَ الإلحادِ والرّدةِ ورواجهما، لا يعني بحال ٍ من الأحوال ِ صحّةِ هذا النهج ِ، وبخاصّةٍ ونحنُ نرى كيفَ تحوّلَ هؤلاءِ إلى مسوخ ٍ، تُدارُ بيدِ اليهودِ، ويستغلّها اليهودُ لصالحهم، وكيفَ أصبحوا ضدّ شعوبهم، وضدّ أوطانهم في صفِّ الغازي والمُحتلِّ، وما انتشارُ الإلحادِ والرّدةِ، إلا مثلُ انتشار ِ السرقةِ والزنا والخنا والفجورَ، كلاهما سوءٌ وشرٌّ انتشرَ، والنّاسُ تهوى التحرّرَ، وتعشقُ التمرّدَ، وتُحبُّ الانفلاتَ، سواءً كانَ في الأخلاق ِ، أو كانَ في الأفكار ِ، وهذا هو ما يُفسّرُ لنا سببَ شرع ِ الحدودِ، والدعوة َ إلى إقامتها، ذلكَ أنّ الحدودَ حائلة ٌ بينَ النّاس ِ وبين انفلاتهم، ومانعة ٌ لهم من التمرّدِ على القيم ِ والفضائل ِ، ورادعة ٌ لهم عن كلِّ ما يسبّبُ لهم الحيرة َ والاضطرابَ ولو بدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/306)
في منظر ٍ حسن ٍ وبهيٍّ.
إنّ الحدودَ لم تُشرعْ حتّى يتشفّى الحاكمُ في المحكومينَ، أو شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الحرّياتِ، كلاّ، إنّما شُرعتْ لتكونَ مانعاً من الفوضى الفكريّةِ، والفوضى السلوكيّةِ، وحائلاً بينَ الإنسان ِ وبينَ مشابهةِ البهائم ِ، والتي تعيشُ بلا هدفٍ وبلا قيدٍ أو ضابطٍ، ولو أنّ كلَّ شخصٍ تُركَ على هواهُ ومبتغاهُ لفسدتِ الأرضُ، وفسدتِ الأعراضُ، وانتشرتِ الرذيلة ُ.
أليسَ حدُّ الرّدةِ وتطبيقهُ، والأخذُ على يدِ السفهاءِ من الملاحدةِ والزنادقةِ، بأولى أن يُطبقَ من حدِّ الزنا وحدِّ الحرابةِ!.
أليسَ العدوُّ الصائلُ الذي يُغيرُ على الأديان ِ، بأولى أن يُكفَّ، من العدوِّ الذي يصولُ على الأموال ِ والأبدان ِ!.
أليسَ الأمنُ الفكريُّ، والانضباطُ المعرفيُّ، أولى بالتشريع ِ والمحافظةِ، من المُحافظةِ على الأملاكِ العامّةِ وعلى القطع ِ الأثريةِ وبقايا الحصون ِ والقلاع ِ!.
وأنا إذ أرى هذه الموجة َ الغريبة َ، الجانحة َ نحوَ نبذِ الدين ِ، ونبذِ جميع ِ الموروثِ منهُ، لأتعجبُ إذ أقرأ إحصائية ً نُشرتْ في أمريكا، حيثُ قمّة التطوّر ِ، وبلوغ ِ الغايةِ القصوى من الحضارةِ والتكنولوجيا، أجرتها مجلّة ُ نيويورك تايمز، في عددها الصادر ِ بتاريخ ِ 27/ 2/1993 ص 6، ذكرتْ هذه الإحصائية ُ أنّ عددَ الأمريكان ِ الذين يؤمنون بوجودِ اللهِ، يشكّلونَ ما نسبتهُ 96 % من الشعبِ الأمريكيِّ.
لاحظوا ارتفاعَ النّسبةِ، في دولةٍ هي أكبرُ دولةٍ صناعيّةٍ ومتحضّرةٍ في العالم ِ، فأينَ أوهامُ الملاحدةِ وظنونهم الداعية ُ إلى نبذِ الدين ِ والإيمان ِ بالغيبِ، لأنّهُ يُعارضُ الحضارة َ، ويجعلَ من الشعوبِ متخلّفة ً ورجعية ً!!.
ربّنا لا تُزغْ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهبْ لنا من لدنكَ رحمة ً إنّكَ أنتَ الوهّابُ.
منقول عن منتدى التوحيد
ـ[أم ديالى]ــــــــ[31 - 01 - 09, 04:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:30 ص]ـ
وبارك الله فيكِ
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:03 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 02 - 09, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخى(53/307)
أريد متنا في الايمان و الكفر
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته, حيا الله مشايخنا و طلبت العلم و الاخوة الموحدين. ارجوا من الاخوة المساعدة في ايجاذ متن في مسئلة الايمان و الكفر, من لديه العلم بذلك فليضعه و بارك الله في جميع الاخوة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 11:24 ص]ـ
منظومة عصام البشير في الإيمان= قلائد العقيان
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[01 - 02 - 09, 01:13 ص]ـ
يوجد إجابات في مسائل الإيمان للشيخ عبدالرحمن البراك
ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيكم يا اخوة علئ افادتكم و جزاكم عني خير الجزاء
ـ[حسين الفلسطيني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:52 م]ـ
أنصحك أخي الكريم بكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين فهو كتاب مهم في العقيدة و يعتبر من الكتب التي تعد مدخلا لدراسة عقيدة أهل السنة و الجماعة(53/308)
قتلانا في غزة. . أشهداء هم؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 01 - 09, 03:14 م]ـ
قتلانا في غزة. . أشهداء هم؟ الجمعة 04 صفر 1430 الموافق 30 يناير 2009
د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري
هو تساؤل تنوّع الجواب عليه، وإن اتفق الجميع على الترحّم عليهم، والدعاء لهم، وتجرّع غصص الألم من أجلهم. تساؤل: أيوصف قتلى غزة بأنهم شهداء؟
أليس الشهيد في سبيل الله هو: الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها. (1)
أليس قد بوّب البخاري في صحيحه فقال: باب لا يُقال فلانٌ شهيد، وأورد فيه حديث: أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم .. ".
وحديث سهل بن سعد في الذي بالغ في القتال، ثم كان آخر أمره أن قتل نفسه، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل النار". (2)
وكل ذلك وغيره تساؤل من فريق واعتراض من فريق آخر على وصف قتلانا في غزة بأنهم شهداء، ولكن التأمّل في الدليل والاستدلال يبين لنا أنه دليل غير صريح، وإنما هو استنباط، ومسرح الاجتهاد فيه واسع، ويمكن أن يتعقب هذا الاستنباط بتعقبات عدة:
أولها: أنّ كتب السيرة مشحونة بذكر الشهداء في بدر وأحد والخندق ومؤتة ومعونة، ومغازي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسراياه العامة، ووصفهم بذلك.
ولذا قال الحافظ ابن حجر: أطبق السلف على تسمية المقتولين في بدر وأحد وغيرها شهداء، والمراد بذلك الحكم الظاهر المبني على الظن الغالب. (3)
ثانياً: أنّ هناك أحكاماً عملية تترتب على الوصف بالشهادة؛ فالشهيد المقتول في المعركة لا يُغسّل ويُكفّن في ثيابه، ولا يُصلّى عليه، وهذا التطبيق العملي أبلغ في الوصف بالشهادة من الوصف اللفظي.
ثالثاً: الشهادة وصف للعمل، وليست حكماً بالقبول عند الله عز وجل، كما تصف من صلّى بأنه صلّى، ومن حجّ بأنه حجّ، ومن جاهد بأنه جاهد، ومن استشهد بأنه استشهد، وكل ذلك فيما يبدو من حاله، ولا يدل ذلك على الحكم الغيبي بقبول عمله.
رابعاً: ليست الشهادة في سبيل الله بأعظم من الشهادة بالتوحيد لله، ومع ذلك يُقال عمن نطق الشهادة أنه مسلم موحّد، والله أعلم بمن يقولها مستيقناً من قلبه؟!
خامساً: أنّ التقييد المذكور في الحديث: "والله أعلم بمن يُقتل في سبيله"، ليس خاصاً بالشهادة؛ فالله أعلم بمن يصلّي له، وأعلم بمن يحجّ له، وأعلم بمن يصوم له، ومع ذلك نقول: فلان صلّى، وفلان حجّ، وفلان صام، وفلان جاهد، وفلان استشهد، وذلك فيما يظهر من حالهم، وما نرجوه لهم عند ربهم، ولذا علّق الشيخ الطاهر بن عاشور على تبويب البخاري فقال: "هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعاً، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم". (4)
ولذا فالذي يظهر - والله أعلم- صحة وصف من قُتل في سبيل الله بأنه شهيد، وكذا من مات على حال وُصفت بالشهادة كالغريق، والحريق، والمطعون، والمبطون، وميت الهدم، والتي تموت في نفاسها، ونحن بذلك نصف ظاهر الحال، ونرجو فضل الله، ونطمع في رحمته، ولا نتألّى على الله، ولا نتكلف استظهار غيبه.
ولا نعلم في أيام أحداث غزة من هو أحق بوصف الشهيد من إخواننا الذين أُصيبوا هناك، وقد تجمع فيهم من مؤهلات الوصف بالشهادة ما يكفي بعضه لنيل شرف هذا الوصف.
فهم مقتولون دفاعاً عن دينهم أن يكونوا تحت ولاية كفرة معتدين (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا). [النساء:141]، ومقتولون دفاعاً عن أرضهم وهي أغلى مالهم، "ومن قتل دون ماله فهو شهيد". (5)
فقد جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطه مالك". قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله". قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد". قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هو في النار". (6)
مع أن ظاهر هذا الحديث أن هذا الباغي مسلم وليس كافراً، فكيف إذا كان الذي يريد أن يأخذ مالك وأرضك، ويكون له الهيمنة عليك كافراً، بل هو من أشد الكافرين عداوة للذين آمنوا؟!
وأكثر القتلى في غزة من المدنين العزّل الذين قُتِلوا ظلماً في بيوتهم وملاذاتهم التي تنبغي أن تكون آمنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من قُتل دون ماله مظلوماً فهو شهيد" (7) فكيف بمن قُتل مظلوماً، وقد أُزهقت نفسه وأُتلف ماله؟!
وكذا يوصف بالشهادة من قُتل في قتال البغاة والمحاربين، وقد قال الله تعالى: (فقاتلوا التي تبغي)، ومن قُتل من رجال الأمن في مطاردة المجرمين والمفسدين، ونحوهم، ثم أما بعد فلا عجب أن يختلف المتأخرون فيما جرى الخلاف فيه بين المتقدمين، ولكن العجب أن يُشهر هذا الخلاف ويظهر في شهداء غزة، ويُطوى قبل ذلك عندما وُصف به زعماء وأمنيون وإعلاميون، والله أعلم.
(1) ينظر المجموع الثمين لابن عثيمين (1/ 121،122).
(2) صحيح البخاري مع الفتح (6/ 90).
(3) الفتح (6/ 90).
(4) انظر: النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح (118)، ونقله وأقره الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- في معجم المناهي اللفظية (320).
(5) صحيح البخاري (2480)، وصحيح مسلم (141) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
(6) صحيح مسلم (140).
(7) مسند أحمد (7055).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/309)
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:32 ص]ـ
اصبت بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
وتقبل الله شهداء غزة، ورزقنا الشهادة في سبيله مدافعين عن دينه.
اللهم آمين ...
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 02 - 09, 08:34 م]ـ
جزيت الجنة أخي الحبيب
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:36 ص]ـ
لا نجزم أخي لهم بالشهادة لأن منهم من لم يصلي ومنهم من ليس على طاعة لله تعالى ومنهم وهكذا ولكن نقول نحتسبهم عند الله من الشهداء لمن نعلم حاله أنه من المسلمين وبارك الله فيكم ونسأل الله أن يتقبل جميع من مات على الإسلام شهداء بإذنه تعالى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 02 - 09, 03:38 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 10:53 م]ـ
السلام عليكم.
(تعليق ثم سأعود للتفصيل)
الخلاف بين أهل السنة في هذه المسألة معروف مشهور , والأكثر على أنه لا يقال فلان شهيد ولعله الصحيح.
ثم هناك فرق بين العموم وبين التعيين.
فالقول فلان شهيد تزكية وشهادة له بالجنة.
وعقيدة أهل السنة أنا لا نشهد لمعين بجنة ولا بنار.
ناهيك عن قتلى المسلمين في غزة , ومنهم التارك للصلاة والموالي للعلمانيين من الجبهات الماركسية وغيرها بل لقد قتل أحدهم الساعة الواحدة ظهرا ً في غارة وكان قبلها يشمت في اعضاء الشرطة الذين قصفوا قبله بقليل وهو فرح ٌ بما يقوم به اليهود ضد حماس وضد مواقع الحكومة وهناك الكثير من النماذج , فلا يصح الإطلاق والتعميم.
والمنسجم مع عقيدة أهل السنة عدم القول فلان شهيد وهو مذهب أكثر أهل الحديث وهو الذي دلت عليه الأدلة.
لكن لي ملاحظة: يبدو أن الشيخ غفر الله لي وله ولقاريء هذا الكلام من المسلمين , يرد على فئة ظهرت في الأحداثتبرأ اليهود وتدين المسلمين وتحملهم المسئولية , ولعل هذه الجهات أثارت هذا الموضوع تبكيتا ً للمسلمين في غزة وإحباطا ً لهم , وعليه استشكالاته عليهم بقولهم عن الزعماء وجنود الطوائف المتسلطة شهداء والجزم برحمة الله لهم لا ترد على أئمة أهل السنة والقائلين بهذا القول.
أبو تراب الغزي.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 02 - 09, 04:46 م]ـ
حياك الله و بارك فيك و بأنتظار التفصيل
ـ[علاء الحمداني]ــــــــ[07 - 02 - 09, 08:20 م]ـ
فالقول فلان شهيد تزكية وشهادة له بالجنة.
تامل هذا بارك الله فيك
ثانياً: أنّ هناك أحكاماً عملية تترتب على الوصف بالشهادة؛ فالشهيد المقتول في المعركة لا يُغسّل ويُكفّن في ثيابه، ولا يُصلّى عليه، وهذا التطبيق العملي أبلغ في الوصف بالشهادة من الوصف اللفظي.
ثم اليس للشهيد احكام دنيويه مثل عدم تكفينه ولا تغسيله وغيرها؟
اذا كيف سنطبق هذه الاحكام على من قتل من المسلمين في الحرب مع الكفار؟
اليس عدم تغسيلنا لهم هو شهادتنا لهم دنيويا بانهم شهداء؟
ثم ان قولنا عن فلان بانه شهيد ونعني بذلك الحكم الدنيوي واخذنا بالظاهر وباطنه عند الله ونساله تعالى ان يتقبل جميع الموحدين في الشهداء
ولازم القول ليس بقولا مالم نصرح به ومادام للقول اكثر من معنى فلا نحمله على معنى لم يصرح به قائله
بارك الله فيكم جميعا وزادكم الله من فضله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[08 - 02 - 09, 06:45 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 11:08 م]ـ
رحم الله شهداءنا في غزة ...(53/310)
هل الأشاعرة من أهل السنة؟؟
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[31 - 01 - 09, 06:40 م]ـ
هل الأشاعرة من أهل السنة؟؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا, يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.أمابعد: لقد إنتشر مذ هب الأشعرية بتسميتهم أنفسهم أهل السنة والجماعة فهل هم حقا من أهل السنة والجماعة؟ أم لبسو البد عة بلباس السنة؟؟ ليخذلوا الجهلاء وضعفاء العقول وهل صحيح أن أصحاب الشافعة ينتسبون إلى عقيدة الأشعرية سيدور الموضوع حول هذه التساؤلات إن شاء الله تعالى.
مراحل مذهب أبي الحسن الأشعري:
قال السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي المعروف بمرتضى في كتابه (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار أحياء العلوم 2/ 3). نقلا عن الحافظ ابن كثير: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الإعتزال التى رجع عنها لا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف وهي طريقته في الإنابة التي صنّفها آخرا) أهـ.وإذا عرفت هذا فأنا أعنى الأشعرية أتباع أبي الحسن الأشعري في مرحلته الوسطى وما أسّسه الرازي إمامهم الثاني في كتابه أساس التقديس من أتباع البيجوري واللقاني وسائر أصحاب العقائد السبعة. جريا على ذلك أقول: الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة وبرهان ذلك:
ما خالف الأشاعرة أهل السنة من المسائل:
1 - مأخذهم في الأسماء والصفات غالبيته العقل لا النقل صرح بها الرازى في [أساس التقديس في الفصل: الثاني والثلاثون] والبيجوري في [تحفة المريد ص71] ولولا ضيق الوقت لنقلته!!.إعلم أن أصل الإنحراف عن العقيدة الصحيحة في الأسماء والصفات وُرث من الجعد بن درهم وورثها عن أبان بن سمعان وورثها أبان عن طالوت بن أخت لبيد الأصعم وورثها طالوت لبيد بن الأصعم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنظر [الحموية الكبرى ص45] و البداية والنهاية 9/ 350, 10/ 19]. فالسلسلة سلسلة يهودية شيطانية كما يظهر لك
.وقد خالفت الأشعرية أهل السنة في مسائل كثير منها: إيجابهم النظروالإعتبار -- مقدمات وضعوها -- وأول واجب على العبد ولا يصح إيمان العامي إلاّ من جهة الإعتبار والنظر, راجع الرد على هذه المسألة في فتح الباري عند شرح حديث معاذ (حق الله على العباد) وكذلك أنظر أيضا غير مأمور ما ذكره أبو المظفر السمعاني فيما نقل عنه أبو القاسم التيمي في كتابه الحجة في بيان المحجة (2/ 118).ومما خالفوا: مسألة القرآن والقدر والإيمان حيث أنهم لم يوجبوا على الكافر إذا أراد أن يسلم أن ينطق ب [لا إله إلا الله] ذلك أن النطق عندهم ليس من الإيمان أنظر تحفة المريد للبيجوري ص28 وكذا سائر الأبواب كلها.
أقوال الأئمة والعلماء في الأشاعرة:
قال أبو العباس بن سريج شيخ الشافعية المتوفى سنة306 هجرية في عقيدته التي سأل عنها أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والمجسمة والمشبهة والكراميةبل نقبلها بها بلا تأويل ونؤ من بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بهاواجب والقول بها سنّة وابتغاء تأويلها بد عة) كذا جاء في اجتماع الجيوش الإسلامية ص173 - 174]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/311)
والشاهد في كلام ابن سريج أنّه جعل الأشعرية في عداد الفرق الضالة. وفرق أيضا الإمام قوّام السنة أبو القاسم التيمي في كتابه الحجة بين أهل السنة والجماعة ولأشعرية في كثير من المسائل العقدية كالعلو أنظر ما قاله في (2/ 11).
وهذا يحيي ابن أبي الخير العمراني صاحب كتا ب التبيان في مذهب الشافعي فهو الذي ينقل النووي والرافعي عنه كثيرا كان شيخ الشافعية في اليمن رحمه الله تعالى قال في كتابه [الإنتصار2/ 564]: يقال للأشعري إذا قرأ آية من القرآن هذا قول الله أم قول البشر؟ فإن قال قول الله فقد رجع إلى ما عليه السلف وأهل الحق وإن قال: بل هو قول البشر قلنا عن ذلك بأجوبة) أهـ. ومحل الشاهد أنه فرق بين أهل الحق والأشعرية. وقال رحمه الله في (2/ 595): والأشعرية قدموا رجلا إلى الإعتزال ووضعوها حيث وضعت المعتزلة أرجلهم وأمّوا بالرجل الأخرى إلى حيث وضع أهل الحديث أرجلهم) أهـ. وقال أيضا رحمه الله:2/ 648] وأقوال الأشعرية مثبتة على أصول المعتزلة لأن أباالحسن كان معتزليا) أهـ.
وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم وفضله تحت باب: مايكره فيه المناظرة والجدال والمراء" وقال [أبوعبد الله المعروف بابن خويز] في كتاب الشهادات في كتابه الخلاف في تأويل قول مالك " لاتجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء" قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري) إنتهى.
قلت: هذا ردّ صارم على السبكي الإبن حيث يقول في كتابه [معيد النعم ومبيد النقم ص 75]: برأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلاّ أشعريا عقيدة). وهو معروف بتعصبه الزائد للأشاعرة فياترى هل الدنيا كلّها كانت مصر والشام؟؟! وهل القرن الثامن كان مقياس المالكية؟؟!!.
أقول: قد كثر عند كثيرممن لا تحقيق عندهم أن ينسبوا الأشعرية للشافعية ومن تتبّع أصحاب الشافعي يجد أن لهم أيادى بيضاء في الدفاع عن العقيد ة الصحيحة التى كان عليها سلف هذه الأمة فالمزني له رسالة سماه شرح السنة بيّن فيها عقيدته وهي مطبوعة متداولة ,وألّف أبو بكر الإسماعلي [إعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام الصابوني [عقيدة السلف أصحاب الحديث] وأبو القاسم التيمي [الحجّة في بيان المحجة] وكذلك ألّف جماعة من الشافعية كتبا في التوحيد كإمام الأئمة إبن خزيمة واللأ لكائي ويحيي العمراني وللشيرازي طريقة يميّز فيها الأشعرية عن أصحاب الشافعية راجع اللمع في أصول الفقه. قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي: ولم يزل الإئمة يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه) إنتهى كلامه ,أنظر درء تعارض العقل والنقل (2/ 95) وأثنى الحافظ ابن كثير على الكرجي حيث قال: إنه يذكر فيه مذاهب السلف في باب الإعتقاد ويحكى فيه أشياء غريبة حسنة) [البداية والنهاية 12/ 717 أخبار سنة 532 اهـ].
رجوع بعض رؤوس الأشعرية إلى الحق:
وما زال مؤسسوا هذه الفرقة الكلامية يتبرؤون من ضلالاتهم فهذا فخر الرازى يوصى بوصية في آخر عمره. قال ابن حجر العسقلاني: وقد أوصى بوصية تدل على حسن إعتقاده) كذا قال في كلام نحو هذا في [لسان الميزان] وهذا ردٌ على من إتّهم ابن حجر بالأشعرية بل إستحسن بهذه الوصية التى لا يرضى بها الأشاعرة , ووصية الرازى معروفة أوصى بها لمااحتضرلتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني أوردها الذهبي في [تاريخ الإسلام] وابن كثير [البداية والنهاية] والتاج السبكي [طبقات الشافعية] وابن تيمية [درء التعارض والنقل] ومنها: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي {ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهقال الإمام الذهبي رحمة الله عليه: توفي على طريقة حميدة والله يتولى السرائر) [سير أعلام النبلاء21/ 501].وهذا أيضا القاضي أبوبكر محمد الطيّب الباقلاني يقول في كتاب [الإبانة] تصنيفه: فإن قال قائل: فماالدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وقوله {مَا مَنَعَكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/312)
أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فأثبت لنفسه وجها ويدا) وقال أيضا في هذاالكتاب: صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها: هي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا) أنظر [مجموع الفتاوى 5/ 98 - 99].قال شيخ الإسلام عنه: هو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري ليس فيهم مثله لاقبله ولا بعده) الفتاوى 5/ 98.وأخيرا رأس الأشعرية ينقل --أبوالحسن الأشعري -- جملة ماعليه أهل الحديث و السنّة في كتابه [مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين ص292 - -298] ومن إعتقادهم: أن الله سبحانه على عرشه كماقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأنّ له يدين بلا كيف كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وكما قال: {بَلْ يَداهُ مَبسُوطَتَانِ} وأن له عينين بلا كيف كماقال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وأنّ له وجها كماقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}).-- إلى أن قال بعد كلام طويل من جملة ماعليه أهل الحديث والسنّة --- (ويقرّون أن الله سبحانه يجيء يوم القيامة كما قال {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كماقال {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} .... ) ثم قال بد أن إنتهى عن جملة إعتقاد أهل الحديث و السنّة مقراً بعقائدهم:فهذه جملة مايأمرون به ويستعملونه ويرون وبكلّ ماذكرنا من قولهم نقول وإليه ندهب وماتوفيقنا إلاّ بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل وبه نستعين وعليه نتوكّل وإليه المصير) [مقالات الإسلاميين 298ص].وقد نقل الإمام ابن القيّم هذاالإعتقاد في أول كتابه [حادى الأرواح] كاملة. قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: ومن أجمع الكتب التى رأيتها في مقالات الناس المختلفين في أصول الدين كتاب أبي الحسن الأشعري وقد ذكر فيه من المقالات وتفصيلها مالم يذكر غيره). [منهاج السنّة 3/ 70].هل يفيق أهل العقائد السبعة من سكرتهم فيلحقوا بإمامهم الأشعري؟؟؟!!!!!
تنبيه:
إعلم أن من وافق الأشعرية في بعض المسائل لا يقال: إنه أشعري بمجرد الموافقة مالم يتبين أصولهم وهناك أئمّة رسخت أقدامهم في العلم وافقوا الأشاعرة في بعض المسائل تأ خرت وقتهم بنسبة للقرون المفضلة كالإمام النووي وابن حجر وغيرهم. وفي الختام: هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم على عجل في ما يتعلق بفرقة الأشعرية فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
كتبه / جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي
في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 1429 من هجرة سيد المرسلين.(53/313)
وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:01 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون". "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ". يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما."
أمابعد:
قال الله تعالى {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقال سبحانه {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وفي الآية الأخيرة ردّ على المشبهة الذين شبّهواالخالق بالمخلوقات والمعطلة الذين أنكرو الأسماء والصفات أو بعضها ويتخيّلون أن إثباتها تستلزم التشبيه والفرقتان مخالفتان لكتاب الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيّين على أختلاف الأعصار ومضى السنين والأعوام إذ الحق الذي لا محيد عنه هو أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة تمرّ كما وردت من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف كصفة الرضى والغضب والعلو والعجب والسخط والمجيء والنزول,,,,,,,إلخ. قال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد (1) عند حديث النزول:" فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من النزول غير مكلفين القول بصفته أو صفة الكيفية إذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصف لنا كيفية النزول".أهـ
واحذر يا طالب الحق من التأويلات الفاسدة التي يأباه المعقول و اللسان العربي الأصيل كتأويل اليدين في قوله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} بالقدرتين. قال الإمام الصابوني في كتابه (2) (عقيدة السلف أصحاب الحديث):" ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة الجهمية أهلكهم الله ولا يكيفونهما بكيف أو شبهما بأيدى المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله".أهـ وقد أنكر أيضا بهذه التأويلات الحافظ ابن حجر راجع [فتح البارئ15/ 349 - -350]
في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}:
سئل الإمام مالك في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال في ذلك كلاما مشهورا عنه: الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". يروى أيضا عن شيخه ربيعة.
قلت: الإستواء هو العلو والإرتفاع وقد اتفق أهل السنة أنه سبحانه فوق العرش إستوى , أحاط بكل, ويعلم كل شيء, أسفل الأرض السابعة وفي قعور البحار وبطون الأودية لا {تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.قال الإمام ابن عبد البر في كتابه التمهيد (3) عند شرحه لحديث النزول:" فيه دليل على أن الله جلّ وعلا في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو حجّتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله في كلّ مكان".أهوقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد علي بشر المريسي (4):" وقدإتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سماواته".أهـ
هل لله مكان؟؟:
لم يرد في الكتاب ولا السنة النبوية إثبات لفظ المكان ولا نفيه وكذاالجهة ولم ينقل عن السلف بهذه الألفاظ نفي ولا إثبات بل هو قول بعض المتكلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/314)
قال المفسّر القرطبي في ا لجامع لأحكام القرآن (5):"والأكثر من المتقدمين والمتأخرين -- يعني المتكلمين -- أنه وجب تنزيه البارى سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم , لأنه يلزم من ذلك عندهم متى إختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز, ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للتحيز والحدوث. هذا قول المتكلمين وقد كان السلف رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك".أهـ
ثم رأيت الذهبي قد علّقه على كلام القرطبي فقال في كتابه (العلو للعلي العظيم) (6):قلت: نعم هذا مااعتمده نفاة علو الرب عزّ وجلّ وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق , وإنما يلزم ماذكروه في حق الأجسام والله تعالى فلا مثل له, ولازم صرائح النصوص حق ولكنّا لا نطلق عبارة إلاّ بأثر, ثم نقول: لانسلم كون البارئ تعالى على عرشه فوق السماوات يلزم منه أنه في حيزوجهة إذ مادون العرش يقال فيه حيز وجهات ومافوقه فليس هو كذلك والله فوق عرشه كماأجمع عليه الصدر الأول ونقله عنه الأئمة,,,,,".أهوقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية (7):" ومعلوم أنه ليس في النصّ إثبات لفظ الجهة ولانفيه".أهـ
أصل إنحراف أهل البدع والطوائف المنحرفة:
وأصل إنحراف أهل الضلال يرجع إلى عدم الرجوع إلى ماكان عليه سلف هذه الأمة وإجلالهم لأقوال المتأخرين والتعلق بشطحات الخلف قال الإمام السفاريني (8):" إنه من المحال أن يكون الخالفون أعلم من السابقين كما يقوله بعض من لاتحقيق لديه - ممن لا يقدر السلف ولا عرف الله تعالى حق المعرفة ولارسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأثور بها -- من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهؤلاء إنماأوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميّين وأن طريقة الخلف هي إستخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات فهذاالظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور وقد كذبوا وافكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم"أهـ
ذم أهل الكلام والفلسفة:
قال ابن الصلاح المحدث صاحب (علوم الحديث) في من يشتغل بالمنطق والفلسفة (9):" الفلسفة أسّ السفه والإنحلال ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة الؤيّدة بالبراهين ومن تلبس بها قارنه الخدلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم".أهـ
واعلم أن قلوب أهل الكلام في ضنك ووحشة شديدة وهم قد ابتلوا بالشك كما أن أهل الإرادات من أهل التصوف إبتلي بالشطح والسعيد من لزم طريق السلف.
يقول الإمام الشوكاني في (إرشاد الفحول) "10:" ومن أمعن النظر في أحوال العوام وجد إعتقادها صحيحا فإن كثيرا منهم تجد الإيمان في صدره كالجبال الرواسي ونجد بعض المتعلقين بعلم الكلام المشتغلين به الخاضعين في معقولاته التي يتخبط فيها أهلها لا يزال ينقص إيمانه وتنقص منه عروة عروة فإن أدركته الألطاف الربانية نجاوإلا هلك ولهذا تمنى كثير من الخاضين في هذه العلوم المتبحّرين في أنواعها في آخر عمره أن يكون على دين العجائز ولهم في ذلك من المنظومة والمنثورة ما يخفى عمن له إطلاع على أخبار الناس".أهـ
يقول أحد كبارهم وهوا لرازى:
نهاية إقدام العقول عقال::::::::::::::::::::وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا::::::::::::::::وغاية دنياناأذىووبال
ولم نستفذ من بحوثنا طول عمرنا:::::::::::::::سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول (11):لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي {ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهـ
وفي الختام::
هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم في ما يتعلق بالصفات فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه / جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي
_____
1) كتاب التوحيد (1/ 290).
2) عقيدة السلف ص
3) التمهيد (7`/128)
4) نقض الإمام أبي سعيد علي بشر المريسي (1/ 340)
.5) ا لجامع لأحكام القرآن (7/ 219)
6) العلو للعلي العظيم (2/ 1378).
7) التدمرية ص45)
8) من مقدمة (أقاويل الثقات).
9) سير أعلام النبلاء (23/ 143)
10) إرشاد الفحول ص444
.11) راجع [سير أعلام النبلاء21/ 501].
(درء التعارض والنقل1/ 159 والفتاوى 4/ 71.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/315)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[31 - 01 - 09, 11:22 م]ـ
الأخ جامع وفقه الله
قد ورد في بعض الآثار ذكر المكان ولم ينفه عن الله الا الجهمية واما الجهة فالجهمية نفوها عن الله تعالى وقصدهم العلو فإلاههم لا داخل العالم ولاخارجه! وقد كتب شيخ الاسلام رحمه الله في الجهة كثيرا.
ولعلك تكتفي بالنقل عن اهل السنة ودع عنك القرطبي الأشعري ومن ذكرت بعده ممن تخبطوا في المعتقد تخبط الممسوس.
وفقك الله وإن أردت مزيد بيان وإيضاح فلا مانع لدي.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:39 م]ـ
نعم أخي الكريم ماهذاالأثر وهل هو صحيح؟
قولك: ودع عنك القرطبي الأشعري ومن ذكرت بعده ممن تخبطوا في المعتقد تخبط الممسوس).
مع أن فيه تمشعر أعني القرطبي ووافق مع بعض مسائل الأشعريةإلاّ أنه معذور مأجور ونعتبره من أئمة الإسلام وكذا الذهبي مع أنه سليم المعتقد وأنصحك أن تتأدب مع اللأئمة ولا تسئ إليهم.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[02 - 03 - 09, 07:30 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون". "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ". يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما."
أمابعد:
قال الله تعالى {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقال سبحانه {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وفي الآية الأخيرة ردّ على المشبهة الذين شبّهواالخالق بالمخلوقات والمعطلة الذين أنكرو الأسماء والصفات أو بعضها ويتخيّلون أن إثباتها تستلزم التشبيه والفرقتان مخالفتان لكتاب الله وسنة رسوله وسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيّين على أختلاف الأعصار ومضى السنين والأعوام إذ الحق الذي لا محيد عنه هو أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة تمرّ كما وردت من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف كصفة الرضى والغضب والعلو والعجب والسخط والمجيء والنزول,,,,,,,إلخ. قال الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد (1) عند حديث النزول:" فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من النزول غير مكلفين القول بصفته أو صفة الكيفية إذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصف لنا كيفية النزول".أهـ
واحذر يا طالب الحق من التأويلات الفاسدة التي يأباه المعقول و اللسان العربي الأصيل كتأويل اليدين في قوله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} بالقدرتين. قال الإمام الصابوني في كتابه (2) (عقيدة السلف أصحاب الحديث):" ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة الجهمية أهلكهم الله ولا يكيفونهما بكيف أو شبهما بأيدى المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله".أهـ وقد أنكر أيضا بهذه التأويلات الحافظ ابن حجر راجع [فتح البارئ15/ 349 - -350]
في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}:
سئل الإمام مالك في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال في ذلك كلاما مشهورا عنه: الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". يروى أيضا عن شيخه ربيعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/316)
قلت: الإستواء هو العلو والإرتفاع وقد اتفق أهل السنة أنه سبحانه فوق العرش إستوى , أحاط بكل, ويعلم كل شيء, أسفل الأرض السابعة وفي قعور البحار وبطون الأودية لا {تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.قال الإمام ابن عبد البر في كتابه التمهيد (3) عند شرحه لحديث النزول:" فيه دليل على أن الله جلّ وعلا في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو حجّتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله في كلّ مكان".أهوقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه (نقض الإمام أبي سعيد علي بشر المريسي (4):" وقدإتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سماواته".أهـ
قال إمام الشافعية بل إمام الأئمة إبن خزيمة المتوفى سنة 311 هجرية في كتابه [التوحيد وإثبات صفات الرب عزّوجل 88ص] في ذكر إستواء خالقنا العلي الأعلى بعد أن أورد الآيات:
فنحن نؤمن بخبرالله جلّ وعلا أن خالقنا مستو على عرشه لا نبدل كلام الله ولا نقول قولا غير الذي قيل لنا كما قالت المعطلة الجهمية أنّه إستولى على عرشه لا إستوى فبدّلوا قولا غير الذي قيل لهم كفعل اليهود لماأمروا أن يقولوا حطة فقالوا: حنطلة مخلفين لأمرالله جل وعلا كذلك الجهمية)). إنتهى كلامه.
قال الحافظ ابن كثير في [تفسيره 2/ 211] عندقوله تعالى" ثُمَّ اِسْتَوَى عَلَى الْعَرْش " فَلِلنَّاسِ فِي هَذَا الْمَقَام مَقَالَات كَثِيرَة جِدًّا لَيْسَ هَذَا مَوْضِع بَسْطهَا وَإِنَّمَا نَسْلك فِي هَذَا الْمَقَام مَذْهَب السَّلَف الصَّالِح مَالِك وَالْأَوْزَاعِيّ وَالثَّوْرِيّ وَاللَّيْث بْن سَعْد وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَغَيْرهمْ
مِنْ أَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَهُوَ إِمْرَارهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْر تَكْيِيف وَلَا تَشْبِيه وَلَا تَعْطِيل وَالظَّاهِر الْمُتَبَادِر إِلَى أَذْهَان الْمُشَبِّهِينَ مَنْفِيّ عَنْ اللَّه فَإِنَّ اللَّه لَا يُشْبِههُ شَيْء مِنْ خَلْقه وَ " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير " بَلْ الْأَمْر كَمَا قَالَ الْأَئِمَّة مِنْهُمْ نُعَيْم بْن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ شَيْخ الْبُخَارِيّ قَالَ مَنْ شَبَّهَ اللَّه بِخَلْقِهِ كَفَرَ وَمَنْ جَحَدَ مَا وَصَفَ اللَّه بِهِ نَفْسه فَقَدْ كَفَرَ وَلَيْسَ فِيمَا وَصَفَ اللَّه بِهِ نَفْسه وَلَا رَسُوله تَشْبِيه فَمَنْ أَثْبَتَ لِلَّهِ تَعَالَى مَا وَرَدَتْ بِهِ الْآيَات الصَّرِيحَة وَالْأَخْبَار الصَّحِيحَة عَلَى الْوَجْه الَّذِي يَلِيق بِجَلَالِ اللَّه وَنَفَى عَنْ اللَّه تَعَالَى النَّقَائِص فَقَدْ سَلَكَ سَبِيل الْهُدَى) أهـ
هل لله مكان؟؟:
لم يرد في الكتاب ولا السنة النبوية إثبات لفظ المكان ولا نفيه وكذاالجهة ولم ينقل عن السلف بهذه الألفاظ نفي ولا إثبات بل هو قول بعض المتكلمين
قال المفسّر القرطبي في ا لجامع لأحكام القرآن (5):"والأكثر من المتقدمين والمتأخرين -- يعني المتكلمين -- أنه وجب تنزيه البارى سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم , لأنه يلزم من ذلك عندهم متى إختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز, ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للتحيز والحدوث. هذا قول المتكلمين وقد كان السلف رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك".أهـ
ثم رأيت الذهبي قد علّقه على كلام القرطبي فقال في كتابه (العلو للعلي العظيم) (6):قلت: نعم هذا مااعتمده نفاة علو الرب عزّ وجلّ وأعرضوا عن مقتضى الكتاب والسنة وأقوال السلف وفطر الخلائق , وإنما يلزم ماذكروه في حق الأجسام والله تعالى فلا مثل له, ولازم صرائح النصوص حق ولكنّا لا نطلق عبارة إلاّ بأثر, ثم نقول: لانسلم كون البارئ تعالى على عرشه فوق السماوات يلزم منه أنه في حيزوجهة إذ مادون العرش يقال فيه حيز وجهات ومافوقه فليس هو كذلك والله فوق عرشه كماأجمع عليه الصدر الأول ونقله عنه الأئمة,,,,,".أهوقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية (7):" ومعلوم أنه ليس في النصّ إثبات لفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/317)
الجهة ولانفيه".أهـ
أصل إنحراف أهل البدع والطوائف المنحرفة:
وأصل إنحراف أهل الضلال يرجع إلى عدم الرجوع إلى ماكان عليه سلف هذه الأمة وإجلالهم لأقوال المتأخرين والتعلق بشطحات الخلف قال الإمام السفاريني (8):" إنه من المحال أن يكون الخالفون أعلم من السابقين كما يقوله بعض من لاتحقيق لديه - ممن لا يقدر السلف ولا عرف الله تعالى حق المعرفة ولارسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأثور بها -- من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهؤلاء إنماأوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميّين وأن طريقة الخلف هي إستخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات فهذاالظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور وقد كذبوا وافكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم"أهـ
ذم أهل الكلام والفلسفة:
قال ابن الصلاح المحدث صاحب (علوم الحديث) في من يشتغل بالمنطق والفلسفة (9):" الفلسفة أسّ السفه والإنحلال ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة الؤيّدة بالبراهين ومن تلبس بها قارنه الخدلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم".أهـ
واعلم أن قلوب أهل الكلام في ضنك ووحشة شديدة وهم قد ابتلوا بالشك كما أن أهل الإرادات من أهل التصوف إبتلي بالشطح والسعيد من لزم طريق السلف.
يقول الإمام الشوكاني في (إرشاد الفحول) "10:" ومن أمعن النظر في أحوال العوام وجد إعتقادها صحيحا فإن كثيرا منهم تجد الإيمان في صدره كالجبال الرواسي ونجد بعض المتعلقين بعلم الكلام المشتغلين به الخاضعين في معقولاته التي يتخبط فيها أهلها لا يزال ينقص إيمانه وتنقص منه عروة عروة فإن أدركته الألطاف الربانية نجاوإلا هلك ولهذا تمنى كثير من الخاضين في هذه العلوم المتبحّرين في أنواعها في آخر عمره أن يكون على دين العجائز ولهم في ذلك من المنظومة والمنثورة ما يخفى عمن له إطلاع على أخبار الناس".أهـ
يقول أحد كبارهم وهوا لرازى:
نهاية إقدام العقول عقال::::::::::::::::::::وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا::::::::::::::::وغاية دنياناأذىووبال
ولم نستفذ من بحوثنا طول عمرنا:::::::::::::::سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول (11):لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي {ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهـ
وفي الختام::
هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم في ما يتعلق بالصفات فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[07 - 03 - 09, 06:02 م]ـ
قال الله تعالى {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} وقال تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وقال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقال سبحانه {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
قال إمام الأئمّة أبوبكر إبن خزيمة: ((فوجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ماأثبت الله الخالق البارئ لنفسه من العين وغيرمؤمن من ينفى عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبته في محكم تنزيله --- إلى أن قال --- فبيّن النبي صلى الله عليه وسلّم أن لله عينين فكان بيانه موافقا لبيان محكم التنزيل الذي هو مسطور بين الدفتين مقروء في المحاريب والكتاتيب)) إنتهى [التوحيد ص 47].
قال الله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
قال الإمام ابن خزيمة: ((فأثبت الله لنفسه وجها وصفه بالجلال والإكرام وحكم لوجه بالبقاء ونفي الهلاك عنه فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة والعراق والشام ومضر مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا ونصدق بذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين)).ص22.
ثم اسمعوا ياذوي الحجا ما تقول الجهمية من أهل الخلف
يقول إبراهيم البيجوري في رسالته [رسالة التوحيد] من ضمن مجموع مهمات المتون ص26: ((ويجب في حقه تعالى المخالفة للحوادث ومعناه أنه تعالى ليس مماثلا فليس له يد ولا عين ولا أذن ولا غير ذلك من صفات الحوادث)). إنتهى.
قارن أيها القارئ بين هذاالكلام وكلام الجعد بن درهم تجد التوافق بينهما!!.(53/318)
((هل تؤيدون المشاركة في المنتديات المنحرفة فكريًا؟))
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[31 - 01 - 09, 11:57 م]ـ
ما رأيكم بالمشاركة في المنتديات المنحرفة فكريًّا، كالمنتديات الليبرالية والعلمانية وبعض المنتديات الإعلامية من أجل الرد على شبهاتهم الساقطة، وذلك لمن أمن على نفسه من الفتنة؟
والسؤال بتحديد أكثر: هل تجدون لمثل هذه الردود أثرًا على هؤلاء؟
وهل تُعدُّ المشاركة معهم من خوارم المروءة؛ لما في مواقعهم من صور فاتنة، وتوقيعات لا تليق، وأساليب هابطة؟
وأنا أسأل عن هذا؛ لأني في الحقيقة أخشى من افتتان العوام ببعض ما يطرحونه (فلاسفة العصر!) من تهافت وتخبيط.
وقد وقع ذلك مع الأسف.
فهل لأحد من الأعضاء الأفاضل من تجربة يفيدنا بها؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[01 - 02 - 09, 01:04 ص]ـ
الذي يظهر عدم جواز المشاركة فيها لعموم قوله تعالى:
((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)).
قال الشيخ محمد الشنقيطي في أضواء البيان:
نهى الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة عن مجالسة الخائضين في آياته، ولم يبين كيفية خوضهم فيها، التي هي سبب منع مجالستهم، ولم يذكر حكم مجالستهم هنا، وبين ذلك كله في موضع آخر، فبين أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم الآية [4\ 140].
وبين أن من جالسهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم، بقوله: إنكم إذا مثلهم، وبين حكم من جالسهم ناسيا، ثم تذكر بقوله هنا: وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين [6\ 68]، كما تقدم في سورة النساء.
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[01 - 02 - 09, 06:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الدكتور مازن مطبقاني حفظه الله له مقال جميل في موقع الملتقى العلمي لدراسة العقيدة
المقال بعنوام (حوار مع ليبرالي بلا رتوش) له كلام جيد في المسئله ولعلك تستفيد من خبرته بمراسلته في الموقع
بارك الله فيك ووفقك الله
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 05:03 م]ـ
الذي يظهر عدم جواز المشاركة فيها لعموم قوله تعالى:
((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)).
قال الشيخ محمد الشنقيطي في أضواء البيان:
نهى الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة عن مجالسة الخائضين في آياته، ولم يبين كيفية خوضهم فيها، التي هي سبب منع مجالستهم، ولم يذكر حكم مجالستهم هنا، وبين ذلك كله في موضع آخر، فبين أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله: وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم الآية [4\ 140].
وبين أن من جالسهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم، بقوله: إنكم إذا مثلهم، وبين حكم من جالسهم ناسيا، ثم تذكر بقوله هنا: وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين [6\ 68]، كما تقدم في سورة النساء.
فرق بين المشاركة للإنكار والمشاركة للإقرار
وأنت لا تفرق بينهما!
وتستدل بما هو في الثاني على الأول ..
---
بعض المنتديات المقصودة يكون الطرح فيها قائماً على مبدأ الحرية، وغير محكومة بتوجه معين، فيكثر فيها المنحرفون بطرح فيه تلبيس، ومع توافر طلبة العلم و القادرين على الرد إلا أنهم لا يشاركون، ولو أنهم شاركوا لاكتسحوا الطرح السقيم بطرحهم الذي جعلوه خاصاً بهم في منتدياتهم ..
فهل يتردد الإخوة بعد ذلك في المشاركة أو حكمها؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:21 ص]ـ
فرق بين المشاركة للإنكار والمشاركة للإقرار
وأنت لا تفرق بينهما!
وتستدل بما هو في الثاني على الأول ..
---
بعض المنتديات المقصودة يكون الطرح فيها قائماً على مبدأ الحرية، وغير محكومة بتوجه معين، فيكثر فيها المنحرفون بطرح فيه تلبيس، ومع توافر طلبة العلم و القادرين على الرد إلا أنهم لا يشاركون، ولو أنهم شاركوا لاكتسحوا الطرح السقيم بطرحهم الذي جعلوه خاصاً بهم في منتدياتهم ..
فهل يتردد الإخوة بعد ذلك في المشاركة أو حكمها؟
الأخ الفاضل عبدالوهاب وفقه الله
أولا: (الأخ يسأل عن المنتديات الفكرية المنحرفة) ولم يسأل عن المنتديات المفتوحة.
فلعلك تنتبه وتفرق بين الأمرين.
ثانياً: من القواعد المقررة شرعا ((أن من خذل الحق يخذل بقدر مايمكن من الوسائل))
ومن خذلان أهل الباطل هو إعتزال منتدياتهم والتحذير منها.
ثالثاً: هذه المواقع المنحرفة فكرياً القائم عليها أحد رجلين إما جهل وهذا نادر جدا ,وإما منحرف خبيث وحينئذٍ فلن يمكن لك فيها إلا بما أرادوا هم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/319)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 - 02 - 09, 03:59 ص]ـ
تقدير المشاركة فيها من عدمه راجع إلى تقدير المصلحة الشرعية المرجوة من المشاركة وأمن حصول مفسدة أعظم
وبعض تلك المنتديات لا يرتادها إلا قلة وفي مشاركة بعض الأخيار فيها إشهار لها، فحينئذ أنصح بعدم المشاركة في تلك المنتديات
وبعض تلك المنتديات مشتهرة ويرتادها كثير من أبناء المسلمين وبناتهم فهذا النوع من المنتديات لا يسوغ أن نقول: دعوهم وشأنهم، وهم يحاربون شريعة الله ويسعون في الإفساد وبث الشبهات وفتنة الناس في دينهم
بل ينبغي مواجهتها ومحاربتها بما يمكن من الوسائل الشرعية فإن أمكن تقليل مفاسدها والرد على تلك الشبهات وتفنيد دعاواهم وإبطالها فهذا من الجهاد في سبيل الله
وإن لم يمكن ذلك لتسلط القائمين عليها ومنعهم نشر أي مشاركة تخالف توجههم السقيم فلا أقل من التحذير منها ونصيحة المسلمين عن ارتيادها
والجلوس المنهي عنه في مجالس الخائضين المراد به جلوس من لا يستطيع الإنكار عليهم ونقض باطلهم بحجة الحق
وأما من قدر على ذلك فالمشروع في حقه البيان والنصيحة والإنكار وعدم السكوت.
وآيات الأنعام والأعراف مكية كما هو معلوم.
بل إذا كان للمسلمين سلطة وولاية على بلد من البلدان وجب على ولي أمر المسلمين ردع أولئك السفهاء عن الخوض في آيات الله وتعزيرهم على ذلك، ولا يسوغ له السكوت والإعراض عنهم.
فإن من القواعد المحكمة أن الشريعة الإسلامية جاءت بحفظ الضرورات الخمس وأولها الدين، وردع أولئك السفهاء وزجرهم من واجبات حفظ الدين.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:55 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالوهاب وفقه الله
أولا: (الأخ يسأل عن المنتديات الفكرية المنحرفة) ولم يسأل عن المنتديات المفتوحة.
فلعلك تنتبه وتفرق بين الأمرين.
ثانياً: من القواعد المقررة شرعا ((أن من خذل الحق يخذل بقدر مايمكن من الوسائل))
ومن خذلان أهل الباطل هو إعتزال منتدياتهم والتحذير منها.
ثالثاً: هذه المواقع المنحرفة فكرياً القائم عليها أحد رجلين إما جهل وهذا نادر جدا ,وإما منحرف خبيث وحينئذٍ فلن يمكن لك فيها إلا بما أرادوا هم.
أخي الفاضل ..
المنتديات المفتوحة هي منتديات منحرفة فكرياً، والفرق بينهما أن واحدة تنتصر لمذهب باطل تراه حقاً، وأخرى تتمثل نظرية الحق النسبي، فكل محق، وكل يعبر، فكلها منحرفة في الأصل.
والمقصود: أن لا تعمم الحكم، ولا تجعل الإنكار كالإقرار، وخذلان المبطلين يكون أول ما يكون بإنكار باطلهم و كشف زيفهم.
باركك الله.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 04:36 م]ـ
بارك الله فيكم ..
كما قال أخي عبدالعزيز: (تقدير المشاركة فيها من عدمه راجع إلى تقدير المصلحة الشرعية المرجوة من المشاركة وأمن حصول مفسدة أعظم) ..
وأضيف:
1 - قوله: (وأمن حصول مفسدة أعظم) أي: على الكاتب أو غيره.
2 - أرى - من خلال تأمل وتجربة - أن أنسب طريقة: نشر الخير بينهم بأسلوب مؤدب، ونقض الشبهات بأسلوب علمي، بنقل كلام العلماء وطلبة العلم، دون الدخول في جدل.
3 - إغراق منتدياتهم بالمشاركات الناقلة للخير. دون أن تجعلهم يجدون عليك مستمسكًا؛ لإيقافك أو إلغاء عضويتك.
4 - الإكثار من وضع الروابط المفيدة؛ لعلها تجلب بعض المرتادين، وتنقلهم للخير.
5 - مراسلة من تؤمِّل فيه خيرًا؛ للتأثير عليه، وصرفه عنهم، دون مباشرة.
وفقكم الله ..
ـ[أبو البركات]ــــــــ[05 - 02 - 09, 07:23 ص]ـ
لماذا لايكون مشاركة أهل العلم في هذه المنتديات من فروض الكفاية؟؟
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:00 ص]ـ
عليك بالمنتديات الإسلامية التى تتصدى لهم فإن فيها خير أكثر، مثل منتدى التوحيد المعنى بالرد على الإلحاد والعلمانية والليبرالية ومنكرى السنة
http://www.eltwhed.com/vb
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[08 - 02 - 09, 11:45 م]ـ
أشكركم جميعًا إخوتي الكرام وأخص الشيخ سليمان الخراشي.
وأرجو المزيد ممن كانت له خبرة بذلك.
أحسن الله إليكم.
ـ[مصطفى بن حسين عوض]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيكم
كلامٌ جميل
ولكن لى سؤال
ما حكم المشاركة فى المنتديات الاسلاميه ولكن منهجها منحرف او فيه انحراف
كتكفير او خروج او مثل ذلك
افيدونا بارك الله فيكم(53/320)
إمام الأندلس ابن حزم الظاهري .. أول من أسس علم نقد الأديان ...
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:
جمعني مجلس علم وخير بأحد الدعاة المصرييين وأحد المشتغلين في مجال مقارنة الأديان الأستاذ محمد طه عبد الحميد ..
وتجاذبنا أطراف الحديث عن بعض الأمور المتعلقة بالعهد القديم واقترح علينا فتح مجالس في در اسة الكتاب المقدس ..
وذكر في حديثه بعض الكتب المؤلفة في نقض العهد القديم وكان منها كتاب لمؤلفة يهودية الدكتورة حافا لازارولس يافييه .. واسمه الاسلام ونقد العهد القديم
في العصر الوسيط ...
تقول المؤلفة:
كان ابن حزم الأندلسي 1064مـ أول كاتب إسلامي يستخذم اتجاها نقديا علميا منظما في دراسة التوراة لكي يبرهن بالتفاصيل هذه النظرية القرآنية (التحريف)
ربما بسبب كونه من أوائل الكتاب المسلمين الذين كانت لديهم معرفة حقيقية بالنص التوراتي وخاصة أسفار موسى الخمسة. فقد كان ابن حزم عالما كلاميا
ظاهريا ومجادلا وفقيها وأيضا متذوقا للفن والجمال وشاعر ومؤرخا وفيلسوفا ,كما كان أيضصا كاتبا غزير الإنتاج وأديبا. ولقد كتب عنه الكثيرون على الرغم
أن معظم كتبه لم تحقق بطريقة علمية والتي منها موسوعته المطبوعة في الأديان والمذاهب"الفصل في الملل والأهواء والنحل" ,
يجب أن يدرس هذا الكتاب الشامل كلية من حيث البناء والمصادر والمخطوطات والتأريخ الزمني.
ولقد ضم فيه ابن حزم رسالة جدلية مفقودة له عن "إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض مابأيديهم من ذلك ممايحتمل التأويل .. 41 42
إهـ
الاسلام ونقد العهد القديم في العصر الوسيط
تأليف د حافا لازاروس يافييه
ترجمة:محمد طه عبد الحميد
نشر مركز الدراسات الشرقية جامعة القاهرة سنة 2008.الطبعة الأولى(53/321)
نقض بعض شبهات الكلابية في كلام الله سبحانه وتعالى
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=2073935#post2073935
ـ[فيصل]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:52 م]ـ
للرفع(53/322)
سؤال في أدلة اسم الله الطيب؟ عاجل
ـ[أبو أنس المصري السلفي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعترض عليّ أحد طلاب العلم في ثبوت اسم الله الطيب
وقال أنه صفة فقط وليس اسما
وهذا ما احتج به
أدلة اسم الله الطيب
1 - ما ذكره الإمام النووي في شرح الأربعين نووية
حديث السيدة عائشة
اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت قلت فقال يوما يا عائشة هل علمت أن الله دلني على الاسم الذي دعي به أجاب قالت فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله فعلمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة قالت فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه ثم قلت له يا رسول الله علمنيه قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك إنه لا ينبغي أن تسألي به شيئا للدنيا قالت فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك الر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي وترحمني قالت فستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنه لفي الأسماء التي دعوت
2 - ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى
حديثأبي هريرة في صحيح مسلم
عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس إنّ الله طيّب لا يقبل إلا طيّباً , وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين, فقال تعالى " يا أيها الرُّسُل كُلوا من الطيِّبات واعملوا صَالِحاً إني بما تعملون عليم " وقال " يا أيها النّاس كُلوا من طيّبات ما رزقناكم " ثمّ ذكر الرجل يطيل السفر, أشعث, أغبر, يمُدُّّ يديه إلى السَّماء ياربِّ يا ربِّ. ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغُذي بالحرام. فأنّى يستجاب لذلك.
الإشكال
الحديث الأول
ألم يكن ذكر " باسمك الطاهر الطيب المبارك "
دليل على أن الطيب صفة للاسم الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم
وإلا
أيمكننا القول بأن المبارك والطاهر من أسماء الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحديث الثاني
" إن الله طيب "
ألم يرد اللفظ " صفة وليس إسماً "
فبماذا يرد عليه؟
أرجو الإفادة
لا حرمكم لله الأجر
ـ[أبو أنس المصري السلفي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 06:15 م]ـ
للرفع
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 02 - 09, 10:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث عائشة الذي ذكرت ضعيف. انظر ضعيف الترغيب لشيخنا الألباني رحمه الله.
شرط الاسم حتى يسمى الله به
1 - يتضمن كمالا لا نقص فيه بوجه من الوجوه
2 - يجوز التعبد به والتعبيد
3 - يجوز الدعاء به
وكلا الثلاثة إن شاء الله متحققة في اسم الله الطيب
فمعنى الطيب المنزه عن النقائص والعيوب وهو بمعنى القدوس والسلام.
والله أعلم
ـ[أبو أنس المصري السلفي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إذا سمحت ...
أريد مصادر لهذا الكلام الطيب لأعطيه لمن ينكر أنه اسم وأنه صفة فقط
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 02 - 09, 10:43 م]ـ
قد عده شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى من أسماء الله
وذكره الشيخ علوى السقاف في كتابه فقال:
يوصف الله عَزَّ وجلَّ بأنه طَّيِّب، وهو اسم له، ثابت بالسنة الصحيحة.
الدليل:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أيها الناس! إنَّ الله طَيَّبٌ لا يقبل إلا طَيَّباً 000)). رواه مسلم (1015).
قال النووي في ((شرح صحيح مسلم)): ((قال القاضي: الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنَزَّه عن النقائص، وهو بمعنى القدوس، وأصل الطيب الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث)).
وقال ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (4/ 1458): ((إنه سبحانه يحب صفاته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك عفوٌّ تحبُّ العفو)، وقال: (إن الله جميل يحب الجمال 000)،و (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)))
وقال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (8/ 334): ((قال القاضي رحمه الله: الطيب ضد الخبيث، فإذا وصفه به تعالى أُريد به أنه مُنَزَّهٌ عن النقائص، مُقَدَّسٌ عن الآفات، وإذا وصف به العبد مطلقاً أُريد به أنه المتعري عن رذائل الأخلاق وقبائح الأعمال والمتحلي بأضداد ذلك، وإذا وصف به الأموال أُريد به كونه حلالا من خيار الأموال))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/323)
صفات الله الواردة في القرآن والسنة لعلوي السقاف
ـ[أبو أنس المصري السلفي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 08:11 م]ـ
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:22 ص]ـ
بسم الله الرحمـ?ن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وبعد ..
شرط الاسم حتى يسمى الله به
1 - يتضمن كمالا لا نقص فيه بوجه من الوجوه
2 - يجوز التعبد به والتعبيد
3 - يجوز الدعاء به
وكلا الثلاثة إن شاء الله متحققة في اسم الله الطيب
من المعلوم أن كل أسماء الله عز وجل الثابتة له في الكتاب أو السنة الصحيحة، كلها تنطبق عليها هذه القواعد ولا ريب.
فإن كانت هذه القواعد في غير الأسماء الثابتة، فنرجوا العزو إلى مصادرها.
وهل معنى هذه القواعد أن أي صفة يشتق منها اسمًا لله تعالى تتوفر فيه هذه الشروط، فإنا نثبته لربنا عز وجل، حتى وإن لم يأت به الخبر الثابت الصحيح؟؟
أرجو التوضيح
وذكره الشيخ علوى السقاف في كتابه فقال:
يوصف الله عَزَّ وجلَّ بأنه طَّيِّب، وهو اسم له، ثابت بالسنة الصحيحة.
قال النووي في ((شرح صحيح مسلم)): ((قال القاضي: الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنَزَّه عن النقائص، وهو بمعنى القدوس، وأصل الطيب الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث)).
وقال ابن القيم في ((الصواعق المرسلة)) (4/ 1458): ((إنه سبحانه يحب صفاته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك عفوٌّ تحبُّ العفو)، وقال: (إن الله جميل يحب الجمال 000)،و (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)))
وقال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (8/ 334): ((قال القاضي رحمه الله: الطيب ضد الخبيث، فإذا وصفه به تعالى أُريد به أنه مُنَزَّهٌ عن النقائص، مُقَدَّسٌ عن الآفات، وإذا وصف به العبد مطلقاً أُريد به أنه المتعري عن رذائل الأخلاق وقبائح الأعمال والمتحلي بأضداد ذلك، وإذا وصف به الأموال أُريد به كونه حلالا من خيار الأموال))
صفات الله الواردة في القرآن والسنة لعلوي السقاف
كل هؤلاء يتحدثون عن الصفة – كما فهمت من الكلام المنقول عنهم -، ومعلوم أن كل اسم لله تعالى يتضمن صفة، وليس العكس.
----
وفي مثل هذا الأمر .. ذكر شيخي محمد بن جبر – حفظه الله - في رسالة له كان يرد فيها على كتاب الشيخ محمود عبد الرزاق - حفظه الله – ما نصه:
" أود أن ألفت نظر فضيلتكم إلى أن اشتقاق العلماء أسماء من بعض الأفعال تم على أساس متين، إذ أنه لم يتم اشتقاق الأسماء بدون قاعدة، وإنما بقاعدة لعلها أقوى وأبلغ كثيراً من كثير من القواعد والضوابط التى رأيناها فى إثبات الأسماء، وخاصة أنه لم تأتِ قواعد توقيفية فى هذا الشأن.
فعلى سبيل المثال: تم اشتقاق أسماء من أفعال الجلال، التى لا يمكن أن يفعلها إلا الله عز وجل، وكانت هذه قاعدة، وعليه تم إثبات اسم "المحيى"، "المميت"، "الباعث"، "المعز"، "المذلّ"، لأن هذه من أفعال لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى " ا. هـ
---
فأرجو الإفادة في هذا الأمر، وما هو الضابط في إثبات مثل هذه الأسماء؟؟
أو إرشادي - مأجورين إن شاء الله - إلى مصادر يمكنني الرجوع إليها في هذا المبحث الهام، وأقوال أهل العلم فيه.
---
جواز التكني بـ أبي الطيب فهو ليس من أسماء الله
ما حكم التسمية باسم (أبو الطيب)، هل تجوز؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
اختلف أهل العلم في عدِّ " الطيب " مِن أسماء الله تعالى، فذكره ابن منده، وابن العربي، والشيخ ابن عثيمين، في تعدادهم لأسماء الله عز وجل، ولم يذكره الأكثرون من العلماء: كسفيان بن عيينة، والخطابي، والحليمي، والبيهقي، وابن حزم، والقرطبي، وابن القيم، وابن حجر، والسعدي، وغيرهم ممن جمعوا أسماء الله الحسنى.
انظر "معتقد أهل السنة في أسماء الله الحسنى" محمد بن خليفة التميمي (ص/157).
والصواب مع هؤلاء الجمهور إن شاء الله تعالى، إذ لا دليل على اعتبار " الطَّيِّب " من الأسماء الحسنى، وأما الحديث الذي استدل به الفريق الأول، وهو ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/324)
(أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ) رواه مسلم (1015).
فالجواب أن هذا الحديث ليس فيه إثبات " الطَّيِّبِ " من أسماء الله تعالى، بل فيه إثباته من الصفات، وفرقٌ بين الأمرين يدل عليه السياق؛ فالحديث مسوق أصلا لمقصد آخر، وهو الحث على أكل الحلال واجتناب الحرام، فبدأ بإثبات وصف الطيب له سبحانه للتقديم بين يدي ما يحبه الله وما يرضاه ويحله، وسياقه لفظ " طيب " من غير أل التعريف قرينة على ذلك، فأسماء الله تعالى غالبا ما تساق معرفة للدلالة على الاستغراق، وأما قوله " إن الله طيب " فالمقصود وصف الله تعالى بالطيب، وليس تسميته به، فالتسمية قدر زائد على الوصف المجرد، وباب الصفات والأخبار أوسع من باب الأسماء.
ثانيا:
وعلى فرض كون " الطيب " من أسماء الله تعالى، فهو ليس من الأسماء المختصة التي لا تنصرف إلا إليه عز وجل، إذ الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز التسمي بأسماء الله التي لا تختص به، مثل: علي، حكيم، رشيد، فقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء، والممنوع فقط هو الأسماء المختصة بالرب عز وجل، مثل: الله، الرحمن.
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/ 243) من كتب الشافعية:
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به، أما المختص به فيحرم، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى.
وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم:
" التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى: كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز؛ لأنه من الأسماء المشتركة، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى.
انظر: "بريقة محمودية" (3/ 234) نقلا عن التتارخانية.
وهو المفهوم من كلام ابن القيم في "تحفة المودود" (ص/125):
" ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى، فلا يجوز التسمية بالأحد، والصمد، ولا بالخالق، ولا بالرازق، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر، والظاهر، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار، والمتكبر، والأول، والآخر، والباطن، وعلام الغيوب " انتهى.
وقد سبق تقريره في جواب السؤال رقم (114309 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=114309&ln=ara)) (1692 (http://www.islamqa.com/index.php?ref=1692&ln=ara)) .
فالحاصل مما سبق هو جواز التسمي والتلقب بـ " الطيب "، وجواز التكني بـ " أبي الطيب "؛ إذ لا محذور في ذلك، وفي علماء المسلمين وفقهائهم وحفاظهم عشرات ممن تسموا أو تكنوا بهذه الكنية الطيبة، من غير نكير من أحد عليهم على حد بحثنا وعلمنا، منهم فقيه الشافعية بخراسان الإمام أبو الطيب الصعلوكي (404هـ) شيخ الحاكم والبيهقي، ومنهم شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري (450هـ) شيخ الخطيب البغدادي، وغيرهم كثير.
فمن يدعي تحريم هذه الكنية فعليه الدليل.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
المصدر:
http://www.islamqa.com/ar/ref/108437
ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:44 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصاحب الأردى فتردى مع الردي
Alhussam10@hotmail.com
أخوكم في الله/ الحسام
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:23 م]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[12 - 11 - 09, 09:52 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 06:41 م]ـ
لعل هذا هو الجواب على سؤال الأخت: أم عبد الرحمن الأسيقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/325)
و هو منقول من شرح الشيخ علي بن خضير الخضير للعقيدة الواسطية المسمى ب"المسائل المرضية على العقيدة الواسطية":
"فهل يؤخذ من الصفات أسماء؟ وهل يؤخذ من أفعال الله أسماء؟ وأيهما الأصل الصفات أم الأسماء؟
أما قدماء السلف فإنهم يجوزن أن يؤخذ من الصفات والأفعال أسماء لله تعالى، ولذا أخذ بعض السلف من الأفعال ومن الصفات أسماء , مثل قوله تعالى {ويبعث من في القبور} قال يؤخذ منه أسم (الباعث) مع أن يبعث صيغة فعل، ومثل قوله {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وهذه صيغة فعل يبقى , أخذوا منها الباقي.
وممن اختار هذا القول:
أ ـ اختاره جعفر الصادق , من آل البيت , فإن له جمعا في أسماء الله تعالى , ذكره الحافظ ابن حجر في فتح البارئ في كتاب الدعوات آخر باب من كتاب الدعوات في البخاري: باب إن لله تسعة وتسعين اسماً، فمما ذكر اسم: الباعث والباقي والمبديء والمعيد , وهذه مأخوذة من الأفعال.
ب ـ وأختاره سفيان بن عيينة حيث أقر جمع أبي زيد اللغوي , في جمعه لأسماء الله ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح البارئ في كتاب الدعوات آخر باب من كتاب الدعوات في البخاري: باب إن لله تسعة وتسعين اسماً، منها: المبديء والمعيد والمحيي والمميت.
د ـ الوليد بن مسلم , وقال إنه قول غير واحد من السلف رواه عنه الترمذي في سننه وذكر منها الباعث والباقي ...
هـ ـ والخطابي في كتابه شأن الدعاء، منها: الباعث والباقي والمبديء والمعيد والبادئ والدائم والرشيد والمنتقم.
و ـ وقال به ابن مندة في كتاب التوحيد، منها: الرشيد والباعث والباقي والقاضي.
ز ـ والحليمي في كتابه المنهاج في شعب الإيمان , وأقره عليه البيهقي في كتابه الأسماء والصفات، منها: الباعث والباقي والذارئ والطالب والغياث والقاضي والمحصي.
ح ـ قوام السنة إسماعيل الأصبهاني في كتابه الحجة ومنها: البادئ والباعث والباقي والذارئ والمغيث والمقسط.
ط ـ ابن العربي في كتابه أحكام القرآن عند آية {ولله الأسماء الحسنى} ومنها: الباقي والغيور والمحصي والممتحن.
ك ـ وكذا ابن تيمية فقد قال: إن من أسماء الله الدليل والهادي , فقال في الفتاوى 1/ 206: فإن أفعاله هي مقتضى أسمائه وصفاته - إلى أن قال - وهدايته ودلالته من مقتضى اسمه الهادي , وفي الأثر المنقول عن أحمد بن حنبل أنه أمر رجلا أن يقول يا دليل الحيارى دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين اهـ , وقال في الفتاوى الكبرى 1/ 216 وفي الفتاوى 22/ 482: لما سئل فيمن قال: لا يجوز الدعاء إلا بالتسعة والتسعين اسما , ولا يقول يا حنان يا منان، ولا يقول يا دليل الحائرين، فهل له أن يقول ذلك؟
الجواب: الحمد لله هذا القول وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد بن حزم وغيره , فإن جمهور العلماء على خلافه وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها وهو الصواب لوجوه: أحدها: أن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه , وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف وهذا القائل الذي حصر أسماء الله في تسعة وتسعين لم يمكنه استخراجها من القرآن , وإذا لم يقم على تعيينها دليل يجب القول به لم يمكن أن يقال هي التي يجوز الدعاء بها دون غيرها لأنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور فكل اسم يجهل حاله يمكن أن يكون من المأمور , ويمكن أن يكون من المحظور , وإن قيل: لا تدعوا إلا باسم له ذكر في الكتاب والسنة , قيل هذا أكثر من تسعة وتسعين , الوجه الثاني: أنه إذا قيل تعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث مثل اسم الرب ... وكذلك اسم المنان ففي الحديث الذي رواه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الملك أنت الله المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم [لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى] وهذا رد لقول من زعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/326)
أنه لا يكون في أسمائه المنان.
وقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه لرجل ودعه: قل يا دليل الحائرين دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين وقد أنكر طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر وأبي الوفاء بن عقيل أن يكون من أسمائه الدليل لأنهم ظنوا أن الدليل هو الدلالة التي يستدل بها والصواب ما عليه الجمهور؛ لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول , ولو كان الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضا فهو دليل من الوجهين جميعا , وأيضا فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [إن الله وتر يحب الوتر] وليس هذا الإسم في هذه التسعة والتسعين وثبت عنه في الصحيح أنه قال [إن الله جميل يحب الجمال] وليس هو فيها , وفي الترمذي وغيره أنه قال [إن الله نظيف يحب النظافة] وليس هذا فيها , وفي الصحيح عنه أنه قال [إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا] وليس هذا فيها , وتتبع هذا يطول ولفظ التسعة والتسعين المشهورة عند الناس في الترمذي (الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الجميل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحليم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد) ويروى (الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المعطي المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ومن أسمائه التي ليست في هذه التسعة والتسعين اسمه (السبوح) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول [سبوح قدوس] واسمه (الشافي) كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول [أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت , شفاء لا يغادر سقما] وكذلك أسمائه المضافة مثل (أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ومقلب القلوب) وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة , وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين , وليست من هذه التسعة والتسعين اهـ. إلا أن ابن تيمية مرة في الفتاوى 8/ 96 انتقد تسمية الله بالمنتقم، وتكلم عن قول الوليد بن مسلم، مع أنه أقر اسم (الدليل) لله تعالى كما مر سابقا، والله أعلم.
ي ـ ابن القيم في النونية ذكر (الرشيد والحسيب والكفيل والمحيي والمميت والمغيث والمنتقم والمنعم) والسعدي في تفسيره (الرشيد والمبدئ والمعيد) وبعضها مأخوذة من الفعل مثل (المحيي والمميت).
ك ـ قول أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد فقد ذكر أسماء منها (المحيي المميت الباعث الطالب الغالب المثيب المعاقب).
ل ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ذكر في كتاب التوحيد: باب التسمي بقاضي القضاة، وأن هذا الاسم لا يجوز؛ لأنه مشابهة لله في أسمائه , ومثل ما جاء في الدرر1/ 327 عن الحفيد عبد الرحمن قال شيخنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - من أعجب العجائب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغالب ستة أصول، بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام , ثم ذكرها اهـ.
ثم يقال لمن منع: أليس في باب الخبر تقول (إن الله هو باعث الخلق وهو الباقي الذي لا يزول وهو المحيي للنفوس وللموتى وهو القاضي بين عباده يوم القيامة).
هذا الكلام يسمونه خبرا وجاز عندهم مع أن فيه: الباعث والباقي والمحيي والقاضي، فنقول: هذه الأربعة إما فعل أو اسم أو حرف ولا بد؟ ولا شك أنها أسماء، فإن قالوا هذا باب الخبر ويجوز فيه ما لا يجوز في غيره , قلنا: ما الدليل من الكتاب والسنة؟ ثم نقول إذن وافقتم أنها أسماء في باب الخبر , فوافقتم في أصل المسألة.
فإن قالوا: هذا اسم صفة أو اسم وصف، قلنا: إذن أنتم وافقتم على مسمى أنها اسم , لكن خالفتم في الزائد أو في النوع , فلا بد أن يوافقوا في أصل المسألة , قال المصنف في الفتاوى 6/ 142: ويفرق بين دعائه والإخبار عنه , فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى , وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء , لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء وإن لم يحكم بحسنه , مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد , فهو من الأسماء الحسنى , وكذلك المريد والمتكلم , فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى: محمود ومذموم , فليس ذلك من الأسماء الحسنى , بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك , فإن ذلك لا يكون إلا محمودا اهـ. المقصود , فانظر إلى أنه جعل اسم (شيء) من الأسماء في باب الخبر، وموجود اسم في باب الخبر فقط، والموجود عند الشدائد اسم في باب الدعاء.
القول الثاني: وهو قول المتأخرين من السلف , وهو شبه إجماع عند المتأخرين، وأكثر من قعّده ابن القيم - رحمه الله - ولا يكاد يشذ أحد في هذا العصر على أنه لا يؤخذ من الصفات ولا من الأفعال أسماء، ولذا ينكرون التسمية (بالباقي أو الباعث وأمثالها) ويقولون: إن الأصل هو الأسماء , وإن الأسماء توقيفية كما جاء في القاعدة ويستدلون بحديث [كل اسم سميت به نفسك] لابد أن يكون الله هو الذي سمى نفسه، لا أن الخلق سموه به.هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/327)
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 06:42 م]ـ
لعل هذا هو الجواب على سؤال الأخت: أم عبد الرحمن الأسيقة
و هو منقول من شرح الشيخ علي بن خضير الخضير للعقيدة الواسطية المسمى ب"المسائل المرضية على العقيدة الواسطية":
"فهل يؤخذ من الصفات أسماء؟ وهل يؤخذ من أفعال الله أسماء؟ وأيهما الأصل الصفات أم الأسماء؟
أما قدماء السلف فإنهم يجوزن أن يؤخذ من الصفات والأفعال أسماء لله تعالى، ولذا أخذ بعض السلف من الأفعال ومن الصفات أسماء , مثل قوله تعالى {ويبعث من في القبور} قال يؤخذ منه أسم (الباعث) مع أن يبعث صيغة فعل، ومثل قوله {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وهذه صيغة فعل يبقى , أخذوا منها الباقي.
وممن اختار هذا القول:
أ ـ اختاره جعفر الصادق , من آل البيت , فإن له جمعا في أسماء الله تعالى , ذكره الحافظ ابن حجر في فتح البارئ في كتاب الدعوات آخر باب من كتاب الدعوات في البخاري: باب إن لله تسعة وتسعين اسماً، فمما ذكر اسم: الباعث والباقي والمبديء والمعيد , وهذه مأخوذة من الأفعال.
ب ـ وأختاره سفيان بن عيينة حيث أقر جمع أبي زيد اللغوي , في جمعه لأسماء الله ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح البارئ في كتاب الدعوات آخر باب من كتاب الدعوات في البخاري: باب إن لله تسعة وتسعين اسماً، منها: المبديء والمعيد والمحيي والمميت.
د ـ الوليد بن مسلم , وقال إنه قول غير واحد من السلف رواه عنه الترمذي في سننه وذكر منها الباعث والباقي ...
هـ ـ والخطابي في كتابه شأن الدعاء، منها: الباعث والباقي والمبديء والمعيد والبادئ والدائم والرشيد والمنتقم.
و ـ وقال به ابن مندة في كتاب التوحيد، منها: الرشيد والباعث والباقي والقاضي.
ز ـ والحليمي في كتابه المنهاج في شعب الإيمان , وأقره عليه البيهقي في كتابه الأسماء والصفات، منها: الباعث والباقي والذارئ والطالب والغياث والقاضي والمحصي.
ح ـ قوام السنة إسماعيل الأصبهاني في كتابه الحجة ومنها: البادئ والباعث والباقي والذارئ والمغيث والمقسط.
ط ـ ابن العربي في كتابه أحكام القرآن عند آية {ولله الأسماء الحسنى} ومنها: الباقي والغيور والمحصي والممتحن.
ك ـ وكذا ابن تيمية فقد قال: إن من أسماء الله الدليل والهادي , فقال في الفتاوى 1/ 206: فإن أفعاله هي مقتضى أسمائه وصفاته - إلى أن قال - وهدايته ودلالته من مقتضى اسمه الهادي , وفي الأثر المنقول عن أحمد بن حنبل أنه أمر رجلا أن يقول يا دليل الحيارى دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين اهـ , وقال في الفتاوى الكبرى 1/ 216 وفي الفتاوى 22/ 482: لما سئل فيمن قال: لا يجوز الدعاء إلا بالتسعة والتسعين اسما , ولا يقول يا حنان يا منان، ولا يقول يا دليل الحائرين، فهل له أن يقول ذلك؟
الجواب: الحمد لله هذا القول وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين كأبي محمد بن حزم وغيره , فإن جمهور العلماء على خلافه وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها وهو الصواب لوجوه: أحدها: أن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه , وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف وهذا القائل الذي حصر أسماء الله في تسعة وتسعين لم يمكنه استخراجها من القرآن , وإذا لم يقم على تعيينها دليل يجب القول به لم يمكن أن يقال هي التي يجوز الدعاء بها دون غيرها لأنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور فكل اسم يجهل حاله يمكن أن يكون من المأمور , ويمكن أن يكون من المحظور , وإن قيل: لا تدعوا إلا باسم له ذكر في الكتاب والسنة , قيل هذا أكثر من تسعة وتسعين , الوجه الثاني: أنه إذا قيل تعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث مثل اسم الرب ... وكذلك اسم المنان ففي الحديث الذي رواه أهل السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الملك أنت الله المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/328)
صلى الله عليه وسلم [لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى] وهذا رد لقول من زعم أنه لا يكون في أسمائه المنان.
وقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه لرجل ودعه: قل يا دليل الحائرين دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين وقد أنكر طائفة من أهل الكلام كالقاضي أبي بكر وأبي الوفاء بن عقيل أن يكون من أسمائه الدليل لأنهم ظنوا أن الدليل هو الدلالة التي يستدل بها والصواب ما عليه الجمهور؛ لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول , ولو كان الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضا فهو دليل من الوجهين جميعا , وأيضا فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [إن الله وتر يحب الوتر] وليس هذا الإسم في هذه التسعة والتسعين وثبت عنه في الصحيح أنه قال [إن الله جميل يحب الجمال] وليس هو فيها , وفي الترمذي وغيره أنه قال [إن الله نظيف يحب النظافة] وليس هذا فيها , وفي الصحيح عنه أنه قال [إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا] وليس هذا فيها , وتتبع هذا يطول ولفظ التسعة والتسعين المشهورة عند الناس في الترمذي (الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الجميل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحليم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد) ويروى (الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المعطي المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ومن أسمائه التي ليست في هذه التسعة والتسعين اسمه (السبوح) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول [سبوح قدوس] واسمه (الشافي) كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول [أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت , شفاء لا يغادر سقما] وكذلك أسمائه المضافة مثل (أرحم الراحمين وخير الغافرين ورب العالمين ومالك يوم الدين وأحسن الخالقين وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ومقلب القلوب) وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة , وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين , وليست من هذه التسعة والتسعين اهـ. إلا أن ابن تيمية مرة في الفتاوى 8/ 96 انتقد تسمية الله بالمنتقم، وتكلم عن قول الوليد بن مسلم، مع أنه أقر اسم (الدليل) لله تعالى كما مر سابقا، والله أعلم.
ي ـ ابن القيم في النونية ذكر (الرشيد والحسيب والكفيل والمحيي والمميت والمغيث والمنتقم والمنعم) والسعدي في تفسيره (الرشيد والمبدئ والمعيد) وبعضها مأخوذة من الفعل مثل (المحيي والمميت).
ك ـ قول أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد فقد ذكر أسماء منها (المحيي المميت الباعث الطالب الغالب المثيب المعاقب).
ل ـ الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ذكر في كتاب التوحيد: باب التسمي بقاضي القضاة، وأن هذا الاسم لا يجوز؛ لأنه مشابهة لله في أسمائه , ومثل ما جاء في الدرر1/ 327 عن الحفيد عبد الرحمن قال شيخنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - من أعجب العجائب، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغالب ستة أصول، بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام , ثم ذكرها اهـ.
ثم يقال لمن منع: أليس في باب الخبر تقول (إن الله هو باعث الخلق وهو الباقي الذي لا يزول وهو المحيي للنفوس وللموتى وهو القاضي بين عباده يوم القيامة).
هذا الكلام يسمونه خبرا وجاز عندهم مع أن فيه: الباعث والباقي والمحيي والقاضي، فنقول: هذه الأربعة إما فعل أو اسم أو حرف ولا بد؟ ولا شك أنها أسماء، فإن قالوا هذا باب الخبر ويجوز فيه ما لا يجوز في غيره , قلنا: ما الدليل من الكتاب والسنة؟ ثم نقول إذن وافقتم أنها أسماء في باب الخبر , فوافقتم في أصل المسألة.
فإن قالوا: هذا اسم صفة أو اسم وصف، قلنا: إذن أنتم وافقتم على مسمى أنها اسم , لكن خالفتم في الزائد أو في النوع , فلا بد أن يوافقوا في أصل المسألة , قال المصنف في الفتاوى 6/ 142: ويفرق بين دعائه والإخبار عنه , فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى , وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء , لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء وإن لم يحكم بحسنه , مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد , فهو من الأسماء الحسنى , وكذلك المريد والمتكلم , فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى: محمود ومذموم , فليس ذلك من الأسماء الحسنى , بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك , فإن ذلك لا يكون إلا محمودا اهـ. المقصود , فانظر إلى أنه جعل اسم (شيء) من الأسماء في باب الخبر، وموجود اسم في باب الخبر فقط، والموجود عند الشدائد اسم في باب الدعاء.
القول الثاني: وهو قول المتأخرين من السلف , وهو شبه إجماع عند المتأخرين، وأكثر من قعّده ابن القيم - رحمه الله - ولا يكاد يشذ أحد في هذا العصر على أنه لا يؤخذ من الصفات ولا من الأفعال أسماء، ولذا ينكرون التسمية (بالباقي أو الباعث وأمثالها) ويقولون: إن الأصل هو الأسماء , وإن الأسماء توقيفية كما جاء في القاعدة ويستدلون بحديث [كل اسم سميت به نفسك] لابد أن يكون الله هو الذي سمى نفسه، لا أن الخلق سموه به.هـ(53/329)
التعلق والمتعلقات عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 02 - 09, 05:22 م]ـ
التعلق والمتعلقات عند الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
تقسيم الأشاعرة لصفات الله
يقسم الأشاعرة الصفات إلى أربعة أقسام:
1ـ صفات معاني.
2ـ الصفات المعنوية.
3 ـ الصفات السلبية.
4 ـ الصفة النفسية.
وصفات المعاني يعرفونها بأنها ما دل علي معنى وجودي قائم بالذات , وهي عندهم سبع صفات:
الحياة , والعلم , والقدرة , والإرادة , والبصر , والكلام , والسمع
ويقسمون صفات المعاني حسب تعلقها:
1ـ ما يتعلق بالممكنات فقط وهما صفتا الإرادة والقدرة , القدرة تعلقها تعلق إيجاد , والإرادة تعلقها تعلق تخصيص.
2ـ ما يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات وهما صفتا العلم والكلام
3ـ ما يتعلق بالموجودات فقط , وهما صفتا السمع والبصر
4ـ ما لا يتعلق بشيء وهي صفة الحياة.
ومعنى التعلق عندهم هو طلب صفات المعاني أمراً زائداً علي قيامها بالذات يصلح لها.
الصفات الفعلية أو الاختيارية وموقف الأشاعرة منها
قال شيخ الإسلام عن مذهب المتكلمين كالأشاعرة والكلابية: يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته؛ فأما ما يكون بمشيئته؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً.
قالوا: فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث.
قالوا: ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث.
"مجموع الفتاوى " (6/ 220)
وبناء على ذلك التزم المتكلمون نفي صفات الله الفعلية والاختيارية و ترتب على هذه المسألة وهي إنكار قيام الصفات الاختيارية بالله عز وجل مسائل عدة منها إنكار أو تأويل كل صفة يفهم منها التجدد أو الاستمرارية لله عز وجل.
وفرارا من ذلك قال الأشاعرة بالتعلقات وقال الماتريدية بالتكوين والخلاف بينهم لفظي.
فقالوا بالفرق بين قيام الصفة بالله منذ الأزل وبين قيامها بالله بعد ذلك فقالوا إن إضافتها إلى الله ليست إضافة حقيقية وإنما هي إضافة نسبة وتعلق.
وقد قسموا التعلق إلى تعلق قديم صلوحي وتعلق تنجيزي حادث.
ويعنون بالأول قيام الصفة بالله سبحانه وتعالى منذ الأزل.
وبالثاني قيامها به بعد ذلك.
ومعنى التعلق عندهم هو طلب صفات المعاني أمراً زائداً علي قيامها بالذات يصلح لها.
والتعلق التنجيزي عندهم أمر إضافي أي ليس وجوديا، بل عدمي.
وقد عجزوا عن توضيح مسألة التعلقات حتى قال القرطبي: إن الخوض في تعلقات الصفات واختصاصاتها من تدقيقات الكلام، وإن العجز عن إدراكه غير مضر في الاعتقاد!.
والمراد بصفة التكوين عند الماتريدية صفات الفعل: وهي ما يرجع إلى التكوين من الصفات كالتخليق والترزيق والإحياء والإماتة.
فصفة التكوين هو أنه سبحانه يكون الأشياء فيخلق ويصور ويبريء ويحيي ويميت بقوله كن فيكون. وهذه الصفات من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وغيرها، كلها تعلقات لهذه الصفة الأزلية.
نقد المتعلقات عند الأشاعرة
وهنا مسألة مهمة أن أهل السنة والجماعة يقولون بالتعلق ولكن الفرق بين أهل السنة والأشاعرة والماتريدية كما يلي:
التعلق معناه الارتباط بين شيئين مثلا بين الفعل والمفعول.
فأهل السنة يقولون التعلق وجودي أي حقيقي بين الفعل الصادر عن الفاعل وبين المفعول.
أما الأشاعرة فالتعلق عدمي أي مجرد نسبة وإضافة من غير تعلق حقيقي وهذه مسألة مهمة ينبغي أن يتنبه إليها طالب العلم.
وقد وضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: الكلابية يقولون فى جميع هذا الباب المتجدد هو تعلق بين الأمر والمأمور وبين الإرادة والمراد وبين السمع والبصر والمسموع والمرئي فيقال لهم هذا التعلق إما أن يكون وجودا وإما أن يكون عدما فإن كان عدما فلم يتجدد شيء فإن العدم لا شيء وإن كان وجودا بطل قولهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/330)
وأيضا فحدوث تعلق هو نسبة وإضافة من غير حدوث ما يوجب ذلك ممتنع فلا يحدث نسبة وإضافة إلا بحدوث أمر وجودي يقتضى ذلك.
الفتاوى الكبرى (6|229)
قدمنا أن الأشاعرة يقسمون صفات المعاني من حيث متعلقها:
1ـ ما يتعلق بالممكنات فقط وهما صفتا الإرادة والقدرة , القدرة تعلقها تعلق إيجاد , والإرادة تعلقها تعلق تخصيص.
2ـ ما يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات وهما صفتا العلم والكلام
3ـ ما يتعلق بالموجودات فقط , وهما صفتا السمع والبصر
4ـ ما لا يتعلق بشيء وهي صفة الحياة.
أولا: ما يتعلق بالممكنات فقط وهما صفتا الإرادة والقدرة , القدرة تعلقها تعلق إيجاد , والإرادة تعلقها تعلق تخصيص.
أ- يرى الأشاعرة أن قدرة الله تتعلق فقط بالممكنات؛ وتعلقها تعلق إيجاد أو إعدام قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}؛ والإرادة كذلك متعلقة بالممكنات وتعلقها تعلق تخصيص؛ وهذه النقطة وافقهم عليها أهل السنة والجماعة في الجملة.
ب- كذلك وافق أهل السنة والجماعة الأشاعرة في أن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيلات لأن المستحيل ليس بشيء على الصحيح؛ ومن يظهر خطأ من يسأل مثلا هل يستطيع الله عز وجل أن يخلق إلها مثله؟ ومثل هذا السؤال لا يصح أصلا لأن وجود آله آخر مستحيل وليس لأن الله عاجز عنه ولكن المستحيل ليس بشيء.
ت- بالنسبة لتعلق قدرة الله بالواجبات؛ وجدت من أهل السنة من يوافقهم على أن قدرة الله لا تتعلق بالواجبات ووجه ذلك أن الواجب لا يوصف بالإيجاد والإعدام وأما من استدركها على الأشاعرة فمن باب أن الأشاعرة ينفون صفات الله الفعلية الاختيارية فهم يرون أنه لا تقوم به سبحانه فلو جعلوا القدرة متعلقة به سبحانه للزم من ذلك إثبات الصفات الاختيارية وهي التي تتعلق بقدرته من التكلم والنزول والمجيء إلخ والصواب أن يفصل في هذه المسألة على قاعدة أهل السنة في الأمور التي تحتمل حقا وباطلا فإن أريد بتعلق قدرة الله بالواجبات نفي الصفات الاختيارية فلا يسلم لهم بذلك.
ث- الأشاعرة يفرقون بين قيام قدرة الله في الأزل وبين تجددها؛ فالقدرة واحدة عندهم وهي تعلقها الصلوحي وأما التنجيزي بعد ذلك فهو عدمي مجرد نسبة وإضافة من غير تجدد أو استمرارية.
وما ذكرناه في القدرة هو نفسه في الإرادة مع التنبه أن الأشاعرة ينكرون الإرادة الشرعية وهي المتعلقة بالرضى والمحبة.
ثانيا:ما يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات وهما صفتا العلم والكلام.
أ- وافق أهل السنة والجماعة الأشاعرة في أن علم الله وكلامه يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات؛ فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. وكذا كلامه فالله قد تكلم عن ذاته وصفاته وأسمائه وتكلم عن المخلوقات وتكلم عن المستحيلات.
ب- لكن الأشاعرة يفرقون بين اللفظ والمعنى فالقرآن مثلا عندهم هو دال على كلام الله النفسي.
ت- طبعا وينكرون قيام الكلام بالله أو أنه يتكلم متى شاء بما شاء كما هو معروف من مذهب أهل السنة.
ثالثا: ما يتعلق بالموجودات فقط , وهما صفتا السمع والبصر.
أ- وافق أهل السنة والجماعة الأشاعرة في أن السمع والبصر متعلق بالممكنات فالسمع متعلق بالمسموعات والبصر متعلق بالمبصرات.
ب – لكن الأشاعرة تفرق بين قيام هذه الصفات بالله منذ الأزل وبين قيامها بعد ذلك فمنذ الأزل تعلقها صلوحي وما بعد ذلك عند حدوث المسموعات والمبصرات تعلقها تنجيزي وهو غير حقيقي بل عدمي وهو فقط نسبة وإضافة؛ فهم ينكرون في الحقيقة قيام هاتين الصفتين بالله تعالى؛ وأهل السنة يقولون تعلقهما حقيقي وجودي أي يسمع ويبصر ويتجدد له السمع والبصر حسب ما يليق بجلاله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وإنما المقصود هنا أنه إذا كان يسمع ويبصر الأقوال والأعمال بعد أن وجدت فإما أن يقال أنه تجدد وكان لا يسمعها ولا يبصرها فهو بعد أن خلقها لا يسمعها ولا يبصرها وإن تجدد شيء فإما أن يكون وجودا أو عدما فإن كان عدما فلم يتجدد شيء وإن كان وجودا فإما أن يكون قائما بذات الله أو قائما بذات غيره و الثاني يستلزم أن يكون ذلك الغير هو الذي يسمع ويرى فيتعين أن ذلك السمع والرؤية الموجودين قائم بذات الله وهذا لا حيلة فيه.
الكلابية يقولون في جميع هذا الباب المتجدد هو تعلق بين الأمر والمأمور وبين الإرادة والمراد وبين السمع والبصر والمسموع والمرئي فيقال لهم هذا التعلق إما أن يكون وجودا وإما أن يكون عدما فإن كان عدما فلم يتجدد شيء فإن العدم لا شيء وإن كان وجودا بطل قولهم.
وأيضا فحدوث تعلق هو نسبة وإضافة من غير حدوث ما يوجب ذلك ممتنع فلا يحدث نسبة وإضافة إلا بحدوث أمر وجودي يقتضى ذلك.
الفتاوى (6|229)
رابعا: ما لا يتعلق بشيء وهي صفة الحياة.
أ- وافق أهل السنة الأشاعرة في أن صفة الحياة لا تتعلق بشيء فهي صفة قائمة بالذات ولا تَعلُّق لها.
والحمد الله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/331)
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 06:18 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 02 - 09, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرا وفيكم بارك الله(53/332)
هل يسمع الله بعض خلقه عذاب القبر؟
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[01 - 02 - 09, 05:50 م]ـ
السلام عليكم
أخواني الكرام
هل يسمع الله بعض خلقه عذاب القبر؟؟؟؟
أريد الرد بالأدلة بارك الله فيكم وقد قرأت كلاماً لشيخ الاسلام في هذه المسئلة
وفقكم الله وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:10 ص]ـ
سئل الشيخ الفوزان عن شريط الزنداني أصوات مخيفة وهذا نصه:
س) انتشر شريط بين الناس وهذا الشريط يزعم قائله وهم الروس الكفار وضعوا أجهزة تحت الأرض وسمعوا بعض أصوات البشر من الرجال والنساء؛ وعلّق على هذا الشريط الشيخ الزنداني يقول نعم هذا صحيح. فماذا ترون في هذا الأمر؟ هل ينشر الشريط؟ وهل ينكر على من يوزعه؟ أفتونا مأجورين
الجواب:
أرى أن الشريط يتلف ولا يوزّع، وهذا فيه مجاوزات:
أولا: أن عذاب القبر (من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله) من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لان أمور الآخرة من علم الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فالتعذيب في القبر أو النعيم في القبر هذا من علم الغيب ومن أمور الآخرة لم يطلع عليها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم فان الله يطلعه على شيءٍ من الغيب قال تعالى {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من ارتضى من رسول}
ثانيا: هذا فيه ترويع للناس ربما يصاب بعض الناس بعقله إذا سمع هذا الشريط ففيه (ترويع للناس)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول << لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع >> الرسول ترك هذا ترك الدعا (دعا الله) إن يسمع الناس عذاب القبر خوفا عليهم، خوفا من الترويع و هذا يأتي يروع الناس يوزع عليهم شريط.
عذاب القبر تواترت الأدلة فيه، فنحن نعتمد على الأدلة ما نعتمد على أقوال الكفار و الروس أو غيرهم، نعتمد على خبر الصادق صلى الله عليه وسلم نؤمن بعذاب القبر. أما اللي (الذي) ما يؤمن إلا إذا سمع كلام الروس فهذا ليس عنده إيمان، نحن نؤمن بعذاب القبر ونتيقنه ونثبته ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان به، يذكر في كتب العقائد هذا شيءٌ معلوم ومتيقن ومعتقد إن القبر فيه نعيم وفيه عذاب فلا حاجة إلى هذا الشريط.
ثالثا: هو يزعم أن الروس إنهم وصلوا الطبقة السابعة من الأرض، هذا صحيح سبع طباق من الأرض {الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهن} فطباق الأرض مثل طباق السماء هل احد يخترق طباق السماء؟! فكيف يخترق طباق الأرض؟! حفّار يصل إلى الأرض السابعة إلى سجين كما يقول، لا يمكن هذا. هذا من الكذب والإفترى،حفّار يخترق السبع الطباق الأرض ويصل إلى الأرض السابعة هذا من الكذب والإفترى.
رابعاإن هذا الشريط) إن هذا الشريط ماهو صحيح ايش اللي (الذي) يدريك أن هذا أصوات أهل القبور ألا يكون انه جاء عند ناس يزعِقون ويتكلمون ويصايحون وسجلهم لأجل التمويه والكذب، من الذي يأمن هذا. أنها الكفار جاءوا عند اجتماع أو عند ناس يصرخون أو أسواق فيها ضجيج وسجلوها وقالوا هذا عذاب القبر، من الذي يأمنهم فعلينا إننا نحذر من هذه الأمور وهذه الترويجات وهذه غلطه من عبد المجيد الزنداني إن كان صح انه هو اللي (الذي) تبنّاها هي غلطه منه عف الله عنا وعنه الواجب عليه أن يترك هذا الشيء.
المرجع: شريط اللقاء المفتوح بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب الوجه (الأول)
توزيع مؤسسة أهل الأثر.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[03 - 02 - 09, 04:52 ص]ـ
السلام عليكم
أخوتي أنا سمعت شريط الشيخ الزنداني حفظه الله
هو جاب أدلة على جواز سماعنا لمثل هذه الاصوات وأدله أنهم في نار الدنيا يعذبون
ولكنه لم يجزم أن هذه الاصوات لبشر يعذبون ولكن ترك المستمع يسمع بنفسه
ويقول أيضا أنه أرسل أناس من طرفه ليتأكدوا من العلماء الذين كانوا يحفرون وتأكدوا من أنهم سجلوا هذه الاصوات
والله اعلم
وهذا رابط الشريط
################(53/333)
ما معنى حديث:" لا يرد القضاء إلا الدعاء "
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[01 - 02 - 09, 09:52 م]ـ
السلام عليكم
في الواقع قرأت من مدة في بعض كتب العقيدة التي لا أذكرها الآن، أن المقصود أن الدعاء يغير ما بصحف الملائكة التي بين أيديهم مصداقا لقوله تعالى:" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " وأما ما في اللوح المحفوظ فلا يغير، فهل هذا هو المقصود وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:36 ص]ـ
الكتاب: فتاوى نور على الدرب.
المؤلف: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
الباب: ألفاظ و عبارات.
بارك الله فيكم من المنطقة الشرقية السائل عبد الرحمن الرويلي يقول كثير من الناس يقولون اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا نرى الدعاء هذا بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شيءت اللهم ارحمني إن شئت) وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء كما جاء في الحديث (لا يرد القضاء إلا الدعاء) والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشيء وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء والذي يرد القضاء هو الله عز وجل فمثلا الإنسان المريض هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن تهون المرض لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه دون أن يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا بسبب دعائك فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة وأن الواجب أن نقول اللهم إني أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.
*******************************************
الكتاب: فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
الحديث الثاني: "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" رواه الترمذي، وروى أحمد وابن حبان والحاكم عن ثوبان مثله، وزاد "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" ذكر ذلك الحافظ في التلخيص وسكت عنه، وهذا يعني أنه حسن، والله أعلم.
ومعنى الحديث -والعلم عند الله- أن الدعاء من جملة الأسباب التي رتب الله على فعلها مسببات، فهو سبب لجلب النفع ودفع الضر، فالدعاء بحصول الولد مثلاً هو: من جملة الأسباب الأخرى لحصوله، وكذلك بالشفاء والنجاة وغير ذلك. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء" هو المبالغة، لبيان عظمة نفعه بين جملة الأسباب المادية الأخرى، حتى كأنه يدفع القضاء المبرم، أو يقال إن المرء ربما يفعل أفعالاً توجب العقوبة فيوشك أن تقع به فيدعو الله فيرفعها، فالعقوبة مقدر وقوعها بعدم الدعاء، فلما دعا رفعت فكأن ذلك بمثابة رد القضاء.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[02 - 02 - 09, 02:44 ص]ـ
إن قلبي مرتاح والحمد لله بعد قراءتي لكتاب القضاء والقدر لسليمان الأشقر جزى الله هذا العلامة خيرا والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[02 - 02 - 09, 02:54 ص]ـ
هذه هي الفتوى التي كنت أبحث عنها:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=18306
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سؤالي هو هل إذا أحس العبد أنه سيقع له شيء ما من قضاء الله وقدره أو بالأحرى قد وقع عليه شيء من هذا القضاء والقدر فهل بدعاء هذا العبد يرد الله عز وجل عنه ما كان سيقع وأرجو أن تنصحني بما يفتح الله سبحانه وتعالى عليك فيما يتعلق بهذا الموضوع لرد ما سيقع علي مما أنا متخوفه منه وللعلم فأنا ملتزمة وأحاول جاهدة إرضاء الله عز وجل ورسوله. أرجو ثم أرجو من الله الاهتمام باستفساري بالسرعة الممكنة لأنني تعبت جدا وأريد منكم أهل الخير والتقوى المزيد من الاطمئنان والعلم فيما يتعلق بهذا الموضوع
وأرجو من الله لكم التوفيق والسداد وأن يلهمكم الجواب الذي يرضي وجهه الكريم والله المستعان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/334)
فإن الإيمان بقدر الله وقضائه واجب بل هو الركن السادس من أركان الإيمان، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].
وفي صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في إجابته عن الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
والدعاء من قدر الله تعالى، فإذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه فمن السنة أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا بالدعاء. رواه أحمد والترمذي بإسناد حسن.
وهذا لا يعني التعارض بين القدر والدعاء ولاتغيير القدر، فإن الدعاء مقدر كما سبق، ولكن المراد أن ما في أيدي الملائكة من الصحف قد يتغير، فمن أوشك أن ينزل به البلاء فدعا الله، صرف عنه ذلك.
والعبد لايدري ما كتب له، ولذلك ينبغي أن لا يتهاون في الدعاء قبل نزول البلاء أو بعده.
روى الحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في أوقات الشدة الأزمات ويسأل الله تعالى أن يرفع البلاء، فعن عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمريض ويقول: اللهم رب الناس، أذهب الباس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.
ولا ينبغي للمسلم أن يستسلم ويترك الأسباب بحجة أن هذا قدره، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
فعلى المسلم أن يتسبب ويتعالج ويسترقي ..... وكل ذلك من قدر الله تعالى وقضائه وإذا أصابه بعد ذلك ما يكره فليقل: قدر الله وما شاء فعل، كما أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم. وسيجد بردها على قلبه إن كان صادقاً.
ونصيحتنا لأختنا السائلة ألا تتأسف على ما مضى، فإن لو تفتح عمل الشيطان كما تقدم.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
أقسم بالله أن الإيمان بالقدر من بين أعظم النعم التي من الله بها على المؤمنين والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 09:47 ص]ـ
أقسم بالله أن الإيمان بالقدر من بين أعظم النعم التي من الله بها على المؤمنين والحمد لله رب العالمين
صدقتَ، فيه من طمأنينة القلب و البال ما الله به عليم، مع الأخذ بالأسباب كما هو معلوم.
فالحمدُ لله.
ـ[مصطفى انور]ــــــــ[03 - 02 - 09, 08:49 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء(53/335)
أريد شرحا ميسرا ومبسطا للتدمرية.
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام
أريد شرحاً مبسطاً لكتاب العقيدة التدمرية لشيخ الاسلام.
غير كتاب العلامة العثيمين (تقريب التدمرية) لأني قد اقتنيته سابقاً.
غفر الله لمن يجيب
ولمن يريد أن يجيب
ولمن لايستطيع أن يجيب
وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 - 02 - 09, 02:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا المنتدى خاص بشرح الرسالة التدمرية يحوي عدداً من شروح التدمرية مقسمة على موضوعات ميسرة
وسيضاف إليه بإذن الله شروح أخرى وكشاف تحليلي وعروض تعليمية
الرسالة التدمرية ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
وإن أشكل عليك شيء فيمكنك السؤال عنه في قسم الأسئلة العلمية.
وفقك الله
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 11:06 ص]ـ
شرح التدمرية للخميس
ممتاز و هذه كلمه قليله في حقه
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:31 م]ـ
و لا ننسى التوضيحات الأثرية لفخر الدين
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 09, 09:40 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[06 - 02 - 09, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي بارك الله فيك في شرح جميل لم اطلع عليه لكنه نافع على شكل سؤال وجواب
للدكتور خالد بن ناصر العبدلي الغامدي
واسمه الاسئلة المئوية على التدمرية
ط- دار التدمرية
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[06 - 02 - 09, 08:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي بارك الله فيك في شرح جميل لم اطلع عليه لكنه نافع على شكل سؤال وجواب
للدكتور خالد بن ناصر العبدلي الغامدي
واسمه الاسئلة المئوية على التدمرية
ط- دار التدمرية
أحسنت وبارك الله فيك ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
قد اقتنيت هذا الكتاب منذ مدة واطلعت عليه بشكل سريع
إلا أنه ليس الذي أبحث عنه.(53/336)
حكم استقبال قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 05:30 م]ـ
في الجواب الباهر تحقيق المعلمي ص (18)
: ((فهل يستقبل الحجرة أم القبلة على قولين فالأكثرون يقولون يستقبل الحجرة كمالك والشاعفي وأحمد
و أبو حنيفة قال يتسقبل القبلة ويجعل الحجرة عن يساره ..... (الى أن قال) وحينئذ فإن كانوا يستقبلونه ويستدبرون الغرب فقول الأكثرين أرجح وإن كانوا يستقبلون القبلة حينئذ ويجعلون الحجرة عن يسارهم فقول أبي حنيفة أرجح)
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا(53/337)
هل من كتاب حاوٍ للمناظرات الواقعة ... ؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:36 ص]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أحبتي الكرام ..
هل هناك كتاب حوى المناظراتِ التي وقعت بين أهل السنة ومخالفيهم المذكورةَ في كتب العقيدة وكتب السير والتراجم؟
أفيدونا مأجورين ..
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[08 - 02 - 09, 02:31 ص]ـ
.....
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 12:52 م]ـ
نعم أخي الكريم، هناك كتاب اقتنيته من مكة المكرمة من مكتبة عباس الباز يشمل على مناظرات ومحاورات فقهية وأصولية في العقيدة والحديث والتفسير وغيره، وهو في مجلد واحد متوسط الحجم، فعلى سبيل المثال هناك مناظرة الشافعي مع محمد بن الحسن الشيباني، ومناظرة الشافعي مع أهل البدع، وهناك مناظرات تاريخية مبعثرة في كتب التاريخ جمعها مؤلف الكتاب في مصنف واحد.
لحسن الحظ وجدت لك صفحة الكتاب من دار الكتب العلمية:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb143979-105213&search=books (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb143979-105213&search=books)
أتمنى أن يكون هذا هو طلبك ....
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:22 ص]ـ
هلّا ذكرت اسمه ..
والرابط لايعمل ..
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 10:38 م]ـ
الرابط يعمل عندي
مناظرات ومحاورات فقهية وأصولية
تأليف: أبو الطيب مولود السريري السوسي ( http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry= أبو الطيب مولود السريري السوسي)
الناشر:
كتاب يتناول مجموعة من المناظرات والمحاورات والنقاشات التي أغنت الفكر الإسلامي في مختلف المواضيع الفقهية والأصولية واللغوية، والتي اشترك فيها أئمة هذا الشأن من مختلف المذاهب مثل الأئمة الأربعة وابن الرشد والقاضي أبي بكر بن العربي وابن سريج وغيرهم كثير.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[15 - 02 - 09, 11:05 م]ـ
كنت يوما في مكتبة مسجد الحاج حسن في الاردن وكان فيها مكتبة وكان في المكتبة كتاب قيم في بابه
في اصول وظوابط المناظرة وتصفحته قليلا ففيه مناظرات بين العلماء
وبين العلماء واهل البدع وبين العلماء والكفار من يهود ونصاري واعجبنى كثيرا ولعله رسالة دكتوراه او ماجستير
فلعلي اذهب الي المسجد واسال عن الكتاب وفقكم الله
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 - 02 - 09, 12:47 ص]ـ
بانتظار إفادتكم عن اسمه والدار الطابعة ..
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:47 م]ـ
هناك كتاب (كتيب في 89صفحة)
مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
جمع وتعليق
د. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
إصدار من مجلة البيان
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[17 - 02 - 09, 05:55 م]ـ
عيون المناظرات للسكوني
وإن كان - كما قيل - بأنه ينتصر غالباً للأشاعرة
وهنا في الملتقى موضوع للشيخ السديس بارك الله فيه يعني بهذا(53/338)
هل الحوض خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 02 - 09, 07:11 ص]ـ
هل الحوض خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذكر كلام العلماء بارك الله فيكم
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 09:23 ص]ـ
اختلاف العلماء! هل الحوض ثابت لنبينا صلى الله عليه و سلم وحده أم له ولغيره
للشيخ سفر الحوالي ..
من هنا ( http://alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5637)
ملحوظة: اضغط على (الحوض (الحلقة الثانية) ( http://alhawali.com/index.cfm?method=home.show*******&*******id=4271) ) لقراءة الموضوع كاملا.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[03 - 02 - 09, 09:40 ص]ـ
لا أدري لماذا الرابط المباشر لا يعمل!
هذا رابط البحث في (جوجل) ..
أدخل أول موقع.
من هنا ( http://www.google.es/search?hl=es&q=%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D9%8 4%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1+%21+%D9%87%D9%84+% D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%B6+%D8%AB%D8%A7%D8%A8%D 8%AA+%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7+%D9%88%D 8%AD%D8%AF%D9%87+%D8%A3%D9%85+%D9%84%D9%87+%D9%88% D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D9%87&btnG=Buscar+con+Google&meta=)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 02 - 09, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 02 - 09, 10:43 ص]ـ
هل الحوض موجود الآن؟ بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:08 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 03:12 م]ـ
هل الحوض موجود الآن؟ بارك الله فيكم
صحيح البخاري - (5/ 124)
1258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا
و اللهُ أعلم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 09:33 م]ـ
ولكن ما مكان الحوض ووقته متى مع الأدلة(53/339)
الماتريدية الحديثة
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الماتريدية الحديثة.
فأشهرهم عندي شعب ثلاث:
1 - البريلوية
2 - الكوثرية
3 - الديوبندية
• وأما الديوبندية [1]_ فلهم أغصان و أفنان، وهم ضروب و ألوان:
فمنهم من هو أقرب شيء إلى أهل السنة والتوحيد كالجماعة ((الفنجفيرية)) [2] ومن على شاكلتهم فلهم مساعٍ جميلة في محاربة كثير من البدع و الشركيات شكر الله مساعيهم _ لو لا ما عندهم من عقيدة ماتريدية والتعصب المقيت و تحريف الأحاديث الصحيحة الصريحة نضالاً عن مذهبهم الحنفي كالكوثرية.
وأما غلاة الديوبندية فلهم شعبتان:
• الأولى: شعبة التربية والتبليغ، وهي المعنية بجماعة التبليغ [3].
فجماعة التبليغ كما أنهم ديوبندية أقحاح كذلك ماتريدية أجلاد، ويحملون عقائد صوفية خطيرة وبدعاً قبورية كثيرة مع فوائد عملية وفيرة.
وقد ألف إمام التبليغية محمد زكريا رحمه الله كتباً كثيرة تعد منهجاً لجماعة التبليغ يسيرون عليه و يهتدون
مع أن تلك الكتب مكتظة ببدع و خرافات و تبركات ما أنزل بها من سلطان فهذه الكتب دليل قاطع على أن هذه الجماعة مبتدعة تحمل عقائد قبورية صوفية كثيرة خطيرة [4]
• الثانية: شعبة التدريس والتعليم:
وغالب رجال هذه الشعبة أئمة في جميع العلوم النقلية و العقلية و قد أعطاهم الله أذهاناً و قَّادة ومكانة مرموقة في الزهد لا أستطيع وصفها.
وكثير منهم حاربوا كثيراً من البدع والشركيات وهم حرب على البريلوية وهذا من حسناتهم التي لا تنسى ولكنهم مع هذا كله صوفية أصلاب ماتريدة أجلاد يحملون بدعاً قبورية خطيرة كثيرة تدل على غفلة شديدة عن حقيقة التوحيد و حقيقة ما يضاده من الشرك و وسائله.
وهم أعداء لأهل الحديث متعصبون كالكوثرية.
وهذا في الحقيقة وقوع في نوع من التناقض الواضح الفاضح [5].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ترجح الديوبندية مذهب الإمام أبي حنيفة يرحمه الله في الفقه و الفروع، ومذهب أبي منصور الماتريدي في الإعتقاد والأصول، وتنتسب في الصوفية إلى طرق النقشبندية الجشتية والقادرية والسهروردية طريقاً و سلوكاً، ومما لا شك فيه أن هذا السلوك مبتدع انحرف بروَّاد مدرسة ديوبند بعيداً عن منهج أهل السنة و الجماعة في الاعتقاد و السلوك و الاتباع ... "" انتهى من الموسوعة الميسرة ج1 ص 306 "".
[2] نسبة إلى قرية من قرى منطقة مردان بباكستان، و زعيمها شيخ القرآن محمد طاهر بن آصف الحنفي الماتريدي الديوبندي النقشبندي (1407هجري) رحمه الله. واسم جماعته " إشاعة التوحيد والسنة ". وهي جماعة لها دور كبير و نشاط طيب في نشر ترجمة القرآن الكريم والقضاء على الإشراك والبدع القبورية ولهم مساع جميلة يشكرون عليها غير أنهم ماتريدية في باب الصفات ولهم مدارس خاصة يدرسون فيها كتب الماتريدية و هم حنفية متعصبة في الفقهيات لهم عداء شديد لأهل الحديث في تلك المناطق ..... "" انتهى من كتاب "" عداء الماتريدية للعقيدة السلفية.ج1ص291_ للشمس السلفي الأفغاني "". و أغلب النقل منه فليراجع.
[3] إنها جماعة إسلامية، مصادرها الرئيسية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدة مؤسسيها وكبار علمائها و دعاتها في به القارة الهندية هي عقيدة ماتريدية نفسها على أن مذهبهم الفقهي هو المذهب الحنفي. تأثروا بالمتصوفة و بخاصة الطريقة الجشتية والقادرية والنقشبندية والسهروردية في الهند ...
"" راجع الموسوعة الميسرة ج1 ص 322.
قال الشمس السلفي الأفغاني (ولها حسنات عملية كثيرة وخرافات قبورية صوفية و فيرة. ولهذه الجماعة لون آخر في دورهم من أدوار الماتريدية يبثون أفكارهم الصوفية و أنظارهم العقدية الماتريدية بطرق خفية تدريجية حتى اغتربهم كثير من أصحاب العقيدة السلفية ولكن لا بد للحقيقة أن تظهر.
وقد ألف الشيخ أرشد القادري البريلوي أحد كتَّاب البريلوية كتاباً بعنوان الزلزلة ذكر فيه نصوصاً صريحة لكبار علماء الديوبندية تتضمن البدع القبورية والخرافات بل الشركيات الصريحة و حاكمهم محاكمة دقيقة. وقد اعترف بذلك الشيخ عامر العثماني مدير مجلة التجلي بديوبند أحد كبار كتاب الديوبندية وصرح أن كل بلاء و بدعة وخرافة دخلت على الديوبندية إنما دخلت من أبواب التصوف.) عداء الماتريدية ج1 ص290.
[4] انظر على سبيل المثال: فضائل الحج _ فضائل درود ضمن تبليغي نصاب.
[5] انظر عداء الماتريدية ج 3 ص330.
هذا ملخص مقتبس من كتاب (عداء الماتريدية للعقيدة السلفية) للمؤلف: الشمس السلفي الأفغاني.
وإن كتب الله لنا عمراً سوف أحاول تلخيص عقيدة الماتريدية ومن ثم علاقة الديوبندية بها و أخيراً علاقة التبليغ بهم.
ملاحظة:
هناك جماعة تسمى بجماعة النفي والإثبات ويقال أنها انشقت عن الجماعة الأم التبليغ وفي ظني أنها لم تنشق ولكنها تظهر ما يبطن الآخرون. وهي تحتاج لمزيد من التقصي والبحث.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/340)
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[06 - 02 - 09, 08:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
قرأت كثيراً عن ندوة العلماء بلكنؤو ومنسوبيها واطلعت على بعض مؤلفاتهم التي لم أرى فيها إبتداع ظاهر ما عدى شئ من التصوف, فهل أفدتنا مأجرواً بإذن الله عن عقيدتهم؟
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:10 م]ـ
وفيك بارك الله .... وعذراً على التأخير.
يقول محمد طيب رئيس جامعة ديوبند سابقاً:
أن جماعة ديوبند هي جماعة المشتغلين بالتدريس والتربية والتوعية والتزكية والدعوة والتبليغ، كما يُعْرَفُ خريج جامعةعلي كرهبـ عليك و خريج الجامعة الملّية الإسلامية بدهلي بـ جامعي وخريج مظاهر علوم بسهارنفور بـ مظاهري وخريج ندوة العلماء بلكناؤ بـ ندوي وخريج مدرسة الإصلاح بـ إصلاحي وخريج الباقيات الصالحات بـ باقوي.
قال الشمس السلفي:
المدرسة الندوية الهندية لا تختلف عن المدرسة الديوبندية، الفنجفيرية في كونها ما تريدية و على غير الطريقة السلفية
وذلك أن إمام الندوية الشيخ أبا الحسن الندوي _ مع تظاهره بالسلفية _ قد بالغ في الثناء على الماتريدي وطريقته وكتبه و رجحه على الأشعري*.
فقد أبان الندوي عن حقيقة سلفيته بإكباره و إجلاله لماتريديه
وما كل مخضوب البنان بثنية * و ما كل مصقول الحديد يمانيا.
انتهى من كتابه عداء الماتريدية ج1 ص293.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وقد أشار في الحاشية لكتاب أبو الحسن الندوي ((تاريخ الدعوة والعزيمة)) 1/ 114_115
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 10:48 م]ـ
أخي الفاضل حسب معرفتي والله أعلم أن الديوبندية وجماعة التبليغ تبنوا الفكر الأشعري عملياً وعدلوا عن الماتريدية اللهم الا قولاً، وهذا واضح في دروسهم وكتبهم. وأظن والله أعلم أن الماتريدية لم يبق لها مرجع هذه الأيام، اللهم الا كتب الأولين، أما من عالم بها محقق في مبادئها فلا.
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:54 م]ـ
يا اخي سيف جمعة اصلح الله تعالى احوال المسلمين واما بالنسبة الفاضل شمس الافغاني لا يعتد باقوال امثال هولاء الباحثين عقيدة الماتريدية مهما كان ولست بصدد تصحيح ولا تغليط لكن الاسلوب الذي اختاره الباحث في هذالكتاب ليس علميا بل هو مبني على التعصب ما رايت صفحة من هذالكتاب الا وفيه الالفاظ غبر مرضية مبنية على التعصب ما كانوا علمائنا على هذا النهج لا تتكر الرد على المخالف بل ننكر المهاجمات والقابات شنيعة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 01:42 ص]ـ
يا اخي سيف جمعة اصلح الله تعالى احوال المسلمين واما بالنسبة الفاضل شمس الافغاني لا يعتد باقوال امثال هولاء الباحثين عقيدة الماتريدية مهما كان ولست بصدد تصحيح ولا تغليط لكن الاسلوب الذي اختاره الباحث في هذالكتاب ليس علميا بل هو مبني على التعصب ما رايت صفحة من هذالكتاب الا وفيه الالفاظ غبر مرضية مبنية على التعصب ما كانوا علمائنا على هذا النهج لا تتكر الرد على المخالف بل ننكر المهاجمات والقابات شنيعة
المعذرة كلامك غير علمي يا أستاذ محمد
فالتعصب من عدمه لا يؤثر كثيرا طالما كان مستندا على نقول من المصادر المعتمدة للخصم. فالمرجع دائما للدليل. طالما وجد الدليل انتهت المسألة.
أما مسألة الالفاظ فهي قد تكون ناتجة عن التعصب وقد لا تكون. فالالفاظ ربما تنتج لاسباب منها التقية التي عليها بعض الفرق او العداء التي تكنه لاهل السنة. فيكون الرد بالمثل واحيانا يكون رد الفعل أقل أو أكثر. اما التعصب فهو قرين التقليد والذي يولي أقوال الرجال على الدليل من الكتاب والسنة إذا تبين والحمد لله اهل السنة من أبعد الناس عن التعصب إلا للدليل إن أردت تسميته تعصبا ولا حرج في ذلك. وبصراحة لم أر أشد تعصبا من تلك الفرق التي في بلاد الهند والسند. وحتى نرى صحة هذه الدعوى يجب أن نقارن بين المتخاصمين معا لا أن نقول عن الشمس رحمه الله أنه متعصب لمجرد وجود ألفاظ عنده بينما لم نكلف انفسنا النظر في عقيدة وألفاظ الطرف المقابل.
وللعلم لقد ذهبت مرة الى منتديات القبوريين من هذه الفرق باللغة الانجليزية فوجدتهم يرددون كلاما مشابها لما ذكرت. فيا للعجب كيف يسوغ لهم الاستنكار وهم أشد عداء لاهل السنة ونحن ارحم بهم. بالنسبة لي لا ألقي بالا كثيرا للشدة قدر ما ألقي للدليل والافعال.
وقبل الختام التقية شئ معروف عن اهل الكلام وعن الصوفية القبورية بشكل خاص. ويكثر فيهم التشنيع على أهل الدليل. والتشنيع لن يغني من الدليل شيئا.
الخلاصة:
((لا يعتد باقوال امثال هولاء الباحثين)): القيمة العلمية تعتمد على الدليل وليس لها علاقة بالالفاظ.
هذا والله اعلم
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 05:20 م]ـ
احسنت يا اخي.لكني لا أسي الظن باحد من المسلمين ولا اتصف احدهم بالوهابية ولا بالقبورية مهما اختلفنا. اذا اردنا التعبير فنعبر بالمقلدين او غير المقلدين او التقليد و عدم التقليد ..... } وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (والعلماء قد تنازعوا في تكفير أهل البدع والأهواء وتخليدهم في النار، وما من الأئمة إلا من حكي عنه في ذلك قولان؛ كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وصار بعضهم يحكي هذا النزاع في جميع أهل البدع وفي تخليدهم، حتى التزم تخليدهم كل من يُعتقد أنه مبتدع بعينه، وفي هذا من الخطأ ما لا يحصى، وقابله بعضهم فصار يظن أنه لا يُطلق كفر أحد من أهل الأهواء، وإن كانوا أتوا من الإلحاد وأقوال أهل التعطيل والإلحاد) (الفتاوى، 7/ 618 - 619).
وقال –أيضاً-: (قد تقرر من مذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة أنهم لا يُكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب ولا يخرجونه من الإسلام بعمل، إذا كان فعلاً منهياً عنه؛ مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر، ما لم يتضمن ترك الإيمان، وأما إن تضمن ترك ما أمر الله به من الإيمان؛ مثل الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت؛ فإنه يكفر به). (الفتاوى، 20/ 90).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/341)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[18 - 06 - 10, 07:33 م]ـ
الأخ الكريم محمد هاشم السندي
1 - شكرا لك على إثراء الموضوع والتفاعل معه.
2 - و كما قيل الدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء.
إن تعصب الشيخ الافغاني _ إن وجد تعصب _ هو على وصف الأفعال فقط وقد بين في مقدمة الرسالة حجته
فلتراجع أما وصف الأشخاص بعينهم فكان رحمه الله لا يتجرأ فيما اطلعت عليه من كلامه بل الأولى أن هذه
التهمة بخصومه أليق و أجدر وخذ مثالا من كلامه رحمه الله ً:
قوله عن الكوثري:
((أما نحن فلا نتهمه و أمثاله من الغلاة ببغض رسول الله صلى الله عليه وسلم , لان ذلك لا يتصور صدوره
عن مسلم , فإن البغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارتداد صريح عن دين الإسلام و كفر بواح مخرج
عن الملة , فالحق أحق بأن يقال والصدق ضالة اهل الحق , و لا يجر منّنا شنآن قوم ظلموا و كذبوا _ أن
نكذب عليهم أو نعتدي والله حسيب الأفّاكين البهّاتين.)) انتهى بنصه.
قوله عن البريلوية:
((أنهم وثنية قبورية أصلاب ماتريدية أجلاد وفي الفروع حنفية أقحاح وهذا أمر معلوم حتى عند الديوبندية
فضلاً عن أهل الحديث.
لكن لا يفهم أحد من حكمنا بأنهم وثنية أننا نكفرهم و نحكم بارتدادهم وخروجهم عن الاسلام معاذ الله من ذلك.
لأن التكفير بدون حجة قاطعة و قبل إقامة الحجة و إتمامها _ هو ديدنهم فهم و إن كفرونا _ فنحن لا نكفرهم
بل نكذبهم.
وقد تقدم أن من مذهب أهل السنة والجماعة عدم تكفير المبتدع قبل إقامة الحجة و إتمامها عليه.
ونحن أحوج ما يكون إلى جمع كلمة المسلمين.
أما تكفير المسلمين بعضهم بعضاً هكذا جزافاً قبل إتمام الحجة فأمر فظيع و لكن لا يجوز أن يكون جمع كلمة
المسلمين سداً منيعاً بين المرء و صراحته في الحق فإنه لا محابة في دين الله و في الله يكون الموالاة و
المعاداة والولاء و البراء ... )) انتهى بنصه.
راجع كتاب الماتريدية ج3 ص 307 - 309
وقال أيضاً في مقدمة بحثه وهو كلام مهم ما أظنك اطلعت عليه و خاصة الدرة العاشرة:
((ولذلك نعترف بأن الماتريدية و الأشعرية والتبليغية و الصوفية و القبورية فيهم خير كثير مع ما عندهم من
التعطيل والتحريف والبدع الخرافية والكلامية ولهم مساعٍ في مناصرة الاسلام و قد أسلم على أيديهم خلق كثير
و لكن مع بدعٍ سمية ...... )) انتهى بنصه.
مقدمة البحث ج1 ص59.
فأين هو التعصب!!
أمر أخير:
** إن كتاب الشيخ رحمه الله رسالة ماجستير محققة محكمة وليست تأليفاً خاصاً به كي يقول ما شاء
_ وحاشاه_ نحسبه كذلك رحمه الله ولا نزكيه على الله.
** مما زاد قيمة الرسالة العلمية لجنة المناقشة مكونة من:
1 - د. صالح العبود.
2 - د. سفر الحوالي.
3 - العلامة عبد الكريم بن مراد الأثري.
وشكرأ.
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيك لكن ما فهمت معنى الوثنية؟؟؟ لو لم يكن هذه التكفير فما هذه؟؟؟ الاستاذ الافغاني لم يسلم منه الديوبندية ولا البريلوية اذا من بقي من المسلمين في شبه القارة الهندية - اذا بحكمه خرجنا من الاسلام او في النهاية حكم بالفسق علي معظم المسلمين لانهم جميعا من الحنفية الماتريدية - لدي سوال مهم هو ماذا تعنون بالوثنية في البلاد العربية؟؟؟ حدد لي المفهوم ونحن نحكم بها في بلادنا على المشركين لا على الصوفية الجهلة
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:08 ص]ـ
لعل هذا الفيديو يجيب عن سؤالكم هدانا والله واياكم الى أقرب من هذا رشدا
بسم الله
اللات صنم فوق الارض والبدوي وثن تحت الارض
http://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/1.jpghttp://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/2.jpghttp://i1.ytimg.com/vi/pFZG1H5onZE/3.jpg
http://www.youtube.com/watch?v=pFZG1H5onZE
نسخة للمشاهدة والحفظ في موقع أرشيف
http://www.archive.org/details/Badawi-Idol
نسخة اخرى للحفظ والمشاهدة
http://www.4shared.com/file/25253065.../________.html (http://www.4shared.com/file/252530659/32274ceb/________.html)
http://ia331219.us.archive.org/3/items/Badawi-Idol/wmv.gif?cnt=0 (http://www.dd-sunnah.net/movies/thumbnails.php?identifier=Badawi-Idol)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[19 - 06 - 10, 01:32 ص]ـ
الأخ االكريم
وفيك بارك أولاً
هو يقول لا أكفرهم و أنت تقول يكفرهم أفنكذبه و نصدقك!!!
ثم من الذي لم يسلم من الآخر؟؟
يقول إحسان إلهي ظهير رحمه الله:
إن طائفة البريلوية لم يسلم من تكفيرها أحد داخل القارة الهندية و خارجها ولا أظن أن طائفة من الطوائف و فرقة من الفرق المنتمية للإسلام وسعت التكفير إلى حد وسعه البريليون.
انتهى كلامه بتصرف من كتاب البريلوية ص162.
فمن الذي لم يسلم من الآخر ..
اتق الله وعليك بالإنصاف ...
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:57 م]ـ
بارك الله فيكم استفدنا كثيرا والحمد لله - قضية التكفير خطيرة جدا مهما كان المكفر وهذا اخر كلامي شكرا على هذا الحوار العلمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/342)
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 04:00 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي ابو نسيبة وشكرا على هذه المعلومة
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 04:09 م]ـ
اردت ان افهم الاصطلاح القبورية والوثنية بمفهومها المحدد وما هي؟؟؟ وما هي ضوابط التي تجعل احدا القبوري او الوثني؟؟ مع وافر الاحترام يا اخواننا لا انكر الرد على الصوفية الجهلة اجيبوا ماذا تعنون في البلاد العربية بالقبورية ومه هي ضوابطها؟؟ التصوف في أصله عمل بالناحية الأخلاقية والروحية في الإسلام، وهكذا كان تصوف الصحابة والتابعين، ثم أصيب بثلاث آفات أفسدته فأفسدت المجتمع الإسلامي:
1 - تمكن المفاهيم الأعجمية الوثنية للأخلاق على مفاهيمها في القرآن والسنة.
2 - والجهل بأحكام الشريعة في فروضها وآدابها.
3 - استعمال التصوف مهنة يجلب منها الشهرة من أرادها ويجلب بها المال من أحبه.
وأسوأ أنواع التصوف ما اجتمعت فيه الآفات الثلاث.
السباعي رحمه الله(53/343)
زيرة" للأطفال تبث مسلسلا عن عبدة الأصنام .. وغضب جديد من mbc لترويجها للصليب وصلاة النصارى
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[03 - 02 - 09, 04:22 م]ـ
الجزيرة" للأطفال تبث مسلسلا عن عبدة الأصنام .. وغضب جديد من mbc لترويجها للصليب وصلاة النصارى
--------- ----
الدمام (سبق) زياد عبدالله:
طالب عدد من متابعي مجموعة قنوات الـ mbc بإعادة النظر في برامجها، وبالذات الخاصة بالأطفال و التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في دول الخليج.
وخص متابعو المجموعة مسلسل كرتوني شهير يذاع على قناة mbc3 باسم (يوغي) بالنقد، موضحين أن المسلسل يظهر الصليب كثيرا و شخصياته تعلم المتابعين صلاة النصارى، وتزعم أن هذه الصلاة تساعد على الانتصار في أي شي و أن " قوة الصليب تعرف الإنسان ما يدور في عقل صديقه ".
وطال الاستياء قناة الجزيرة للأطفال، والتي تبث فيلم كرتوني عن أناس يعبدون الأصنام وان لا اله لهم سوى الصنم. وأعتبر متابعون مثل هذه الأفلام غزوا فكريا هدفه تحريف عقول الأطفال عن المنهج الإسلامي الصحيح، مطالبين بإلغاء مثل هذه الأفلام
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[04 - 02 - 09, 12:42 ص]ـ
هذه دراسة قد قراتها قبل فترة وأحببت ان انقلها من باب إثراء الموضوع
دراسة عن الدور المشبوه لقنوات mbc
كتب الدراسة / عبدالكريم آل عبدالمنعم .. باحث وأكاديمي
في بيوتنا عدو لنا يتربص بنا ليهدم ديننا وأخلاقنا .. دونكم خطته التدميرية
دراسة تحليلية لقنوات الـ MBC الأجنبية
تعتبر مجموعة قنوات الـ MBC من أقوى القنوات في الفضاء الإسلامي والعربي ومن أقدمها عمراً .. لذا نرى تزايد عدد جمهورها وتفوقها على القنوات الأخرى في خبرتها الإعلامية والمهنية .. وهي مع هذا التقدم الحرفي والفني أثارت ضجة واسعة حول أهدافها وطريقة تعددها وانتشارها .. وكثير من هذه الآراء تعد انطباعاً عند مشاهدة عابرة ولم تبنَ على دراسة علمية واقعية .. وفي هذه الدراسة أردت أن أتعرف على حقيقة هذه القنوات بأسلوب علمي وموضوعي
ففي يوم السبت 29 جمادى الآخرة عام 1428هـ الموافق 13 يوليو عام 2007م بدأت أسجل القنوات محل الدراسة لأحلل مضمونها وأدرس محتواها .. فأسأل الله الإخلاص والتوفيق والعون في هذه الدراسة
نشأة تلفزيون الشرق الأوسط MBC
بدأ مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC بث إرساله من لندن في 18 سبتمبر 1991م كأول قناة عربية مستقلة مملوكة من قبل القطاع الخاص بين المحطات التلفزيونية العربية التي تبث إرسالها عبر الأقمار الصناعية .. وكان رأس مال مركز تلفزيون الشرق الأوسط عند إنشائه قرابة 300 مليون دولار .. وميزانيته السنوية قرابة 60 مليون دولار.
وتعد مجموعة آرا الدولية التي تمتلك أيضاً وكالة أنباء يونايتدبرس .. وراديو يبكتروم من لندن الذي يبث باللغة العربية .. وراديو MBC FM الموجه للجزيرة العربية .. وشركة آرا للكيبل التلفزيوني .. الشركة الأم للمركز
حيث بدأت هذه المجموعة كمركز إعلامي سعودي متخصص في الإنتاج التلفزيوني .. ثم تولت التخطيط والدراسة الأولية للقناة التي استغرقت تجاربها الفنية التجريبية حوالي ثلاث سنوات .. وقد كانت مجموعة آرا هي التي أبرمت اتفاقاً في لندن مع الشركة الأمريكية يونايتد انترناشونال هولندج المتخصصة في توزيع الكابل في العالم لتنفيذ خدمات الكابل في الشرق الأوسط ولتأمين وصول إشارات التلفزيون إلى كل بيت في المنطقة الشاسعة بالسعودية
مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط MBC
استطاعت مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط MBC أن تجذب عدداً كبيراً من مشاهدي منطقة العالم الإسلامي والعربي لأسبقيتها وخبرتها وتعاقدها مع كبار الشركات المنتجة العربية والأجنبية .. بالإضافة إلى حرصها على التشويق والإثارة دون اعتبار لمسلَّمات المجتمع المسلم .. فلذا استقطبت كثيراً من الشباب والفتيات لإشباع رغبة كامنة في نفوسهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/344)
تضم مجموعة mbc اليوم ست قنوات تلفزيونية هي: mbc1 و mbc2 و mbc3 و mbc4 و MBC Action ومحطتين إذاعيتين هما mbc FM للموسيقى الخليجية وبانوراما FM للأغاني العربية الحديثة .. بالإضافة إلى شركة O3 للإنتاج وحدة الإنتاج المتخصّصة بالبرامج والأفلام الوثائقية .. وشركة أخبار الشرق الأوسط MEN وكالة جمع الأخبار .. كما تنبثق عن المجموعة عدة مواقع إلكترونية رائدة على شبكة الإنترنت تتضمن: www.mbc.net و www.alarabiya. net و www.alaswaq. net
فقد بدأ بث قناة MBC1 مع بدية انطلاق هذه المحطة بتاريخ 18 سبتمبر 1991م بعد انتهاء حرب تحرير الكويت وانتصار القوات المشتركة بقيادة أمريكا .. وهي القناة الوحيدة من قنوات MBC عربية الأصل .. فهي تبث أفلام ومسلسلات وبرامج للفنانين والممثلين العرب
في عام 1994 أطلقت المحطة الإذاعية MBC FM التي تقدمت عالماً من الموسيقى الخليجية والعربية .. وفي عام 2002 انتقل مقر مركز تلفزيون الشرق الأوسط إلى دبي الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد في مدينة دبي للإعلام .. وعملت على توسيع نشاطاتها وتدشين محطات جديدة متخصصة في أمور معينة .. في عام 2003 تم إطلاق MBC 2 التي كانت ولا تزال متخصصة في عام السينما والأفلام الأجنبية وخصوصاً الأمريكية منها وهي تعد الآن إحدى أشهر المحطات المجانية المتخصصة في ذلك
وفي نفس العام وتحديداً في 3 مارس 2003 أطلقت قناة العربية الفضائية وهي محطة إخبارية وتبث على مدار الساعة .. بالإضافة إلى نشرات الأخبار تعرض البرامج التحليلية واللقاءات مع كبار الشخصيات السياسية وغير السياسية وكذلك البرامج الوثائقية .. وقد ظهرت بعد منافستها قناة الجزيرة الفضائية
وسرعان ما أطلقت في عام 2004 محطة جديدة متخصصة في البرامج والمسلسلات الكرتونية للأطفال وهي mbc3 بعد أن أدركت المجموعة بأن 40% من مشاهديها أعمارهم تقل عن 15 عاماً .. فجاءت المحطة لتستهدف الجيل الجديد من المشاهدين صغار السن وذلك عن طريق بث المسلسلات الكرتونية والبرامج الجديدة للأطفال .. من أشهر المسلسلات التي تعرض فيها: يوغي Yu-Gi-Oh وسلاحف النينجا ولوني تونز Looney Tunes وباتمان Batman والفتى أسترو Astro Boy
في عام 2005 أطلقت قناة جديدة وهي mbc4 مخصصة للبرامج والمسلسلات الأجنبية عموماً والأمريكية خصوصاً .. وهي بشكل عام باللغة الإنجليزية ولكنها في كثير من الأحيان مترجمة إلى العربية .. تعرض القناة أشهر البرامج الترفيهية مثل أوبرا Oprah والدكتور فل Dr. Phil والمسلسلات الأخرى مثل بيبر دينيس Pepper Dennis وميديم Medium وغرفة الطوارئ ER والعديد من المسلسلات الكوميدية كالسلسلة الشهيرة فريندز .. بالإضافة إلى البرامج الإخبارية الحصرية المنقولة في ABC و CBS مثل صباح الخير أمريكا Good Morning America و60 دقيقة 60 Minutes والمسابقات المشهورة مثل جيوباردي Jeopardy وعجلة الحظ Wheel of Fortune .. بالإضافة إلى مجلات أخبار الفنانين مثل ذي إنسايدر The Insider وإنسايد إيديشن Inside Edition وكذلك حفلات توزيع الجوائز الموسيقية والسينمائية
وفي نفس العام 2005 أطلقت المحطة قناة إذاعية أخرى وهي بانوراما FM والتي تستهدف فئة الشباب في كافة أنحاء الوطن العربي .. تبث القناة البرامج الحوارية .. بالإضافة إلى أحدث الأغاني العربية
وأطلقت في 5 مارس 2007 قناة جديدة وهي قناة MBC Action حيث تختص هذه القناة بأفلام ومسلسلات التشويق والمغامرة الأجنبية
تساؤلات الدراسة
تجيب هذه الدراسة عن تساؤلين اثنين هما
1 - هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟
2 - هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره؟
القنوات محل الدراسة
أجريت هذه دراسة على ثلاث قنوات من هذه المجموعة هي
MBC2 - MBC4 - MBC ACTION
واخترت هذه القنوات لتقاربها في الوسيلة والطريقة فكلها قنوات مترجمة عن برامج وأفلام أجنبية .. أما قناتي MBC1 و MBC3 فالأولى تعتمد على البرامج والأفلام العربية .. والثانية متخصصة ببرامج الأطفال .. فلهما مجال بحث آخر
وتم تسجيل ثمان ساعات متواصلة لكل قناة بشكل عشوائي
واخترت ثمان ساعات لأستنتج ما يدور في ثلث اليوم الواحد بأسلوب علمي منهجي .. والثلث كثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/345)
وأود أن أوضح أموراً هامة من خلال هذه النتائج ومن خلال ما رصدته من برامج وأفلام القنوات محل الدراسة
نتائج الدراسة
من خلال التأمل بأرقام كل بند نرى خطورة هذا النوع من القنوات .. ونستطيع أن نجيب على تساؤلي الدراسة بما يلي
1 - هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟
يتضح أن هذه القنوات محل الدراسة أمريكية الصنع والمنشأ .. وهي تريد تلميع المجتمعات الأمريكية ونشر القيم الأمريكية في المجتمعات المسلمة .. في سنة واحد كلمة أمريكا أو أحد مدنها ستتكرر في MBC2 عدد 14040 مرة .. وفي في MBC4 عدد 39960 مرة .. وفي في MBC ACTION عدد 20520 مرة .. وراجع بقية البنود المتعلقة بأمريكا تجد أنها تعبر عن واقع خطير لهذه القنوات
2 - هل في برامج هذه القنوات محاربة للتدين ومظاهره؟
تظهر الأرقام السابقة أن هذه القنوات تدعو للحرية والتفلت عن القيم والاعتقادات الدينية .. انطلاقاً من تسليط الضوء على مجتمع يغلب عليه الانحلال الخلقي .. ففي سنة واحد قد نشاهد الخمر في صور متعددة 44280 مرة في mbc2 .. والمراقص الليلية سترى 31320 مرة في نفس القناة .. وتأمل في بقية البنود ذات الصلة تجد أنها حرب على الدين ومظاهر التدين في المجتمع المسلم
وبعد هذا الإجمال في الإجابة عن تساؤلات الدراسة .. سأتحدث عن ثلاث محاور هي
أولاً: عقائد فاسدة
تحتوي قنوات mbc محل الدراسة على عدد من الانحرافات العقيدة ومن أبرزها
تقديس الصليب واللجوء له في أحلك الظروف .. فذلك الجندي الذي يطلب منه التقدم في أرض المعركة وفي نقطة قتل فيها كثير من أصدقائه يقبل الصليب ثم ينجو من موت محقق .. إن المظاهر النصرانية واضحة في هذه القنوات من خلال إظهار كنائسهم وتوديعهم لموتاهم ومقابرهم التي ينتشر فيها الصليب ففي فيلم City hall يظهر العمدة وهو يقبل تابوت الصغير الذي قتل أثناء تبادل لإطلاق النار بين الجندي وأحد المجرمين .. ثم يفعل إشارة الصلاة النصرانية باسم الأب والابن وروح القدس
فالدعوة للنصرانية دعوة خفية تبثها هذه القنوات وهي أخطر من الفضائيات التنصيرية التي توجه خطابها بشكل مباشر
ومن الأفكار التي شاهدتها في هذه القنوات الدعوة للكهانة والسحر ففي إعلان للمشاركة في فيلم Harry Potter هذا الفيلم يحتوي على دعوة صريحة للسحر والشعوذة وتعلمها ولننظر لنص الإعلان
فائزان محظوظان يسافران (للأردن) يقيمان في فندق فاخر سيزوران موقع التصوير والالتقاء بأبطال الفيلم .. للاشتراك أرسل كلمة (عرَّاف)
ثم تعلن أرقام لكثير من دول منها السعودية
ومن الأفكار التي بثتها هذه القنوات تعظيم الأصنام وعبادتها والعكوف عندها واعتقاد أنها هي التي تصرف الكون كما في فيلم The Ttiumph of love
بل نجد أن الدعوة لإنكار الخالق سبحانه وتعالى نلمسه في بعض الأفلام كفلم Quanfum Leap جاء في مقدمة الفلم قولهم: وتسير قوة مجهولة لتغير التاريخ نحو الأحسن
ثانياً: أمركة المجتمع
1 - كل الأفلام التي تم رصدها هي أفلام أمريكية وتصور حال المجتمع الأمريكي وتحاول من خلال نشر هذه الأفلام نشر القيم والأخلاق الأمريكية كما أن تعظيمها للشرطي الأمريكي وقدرته الفائقة والخيالية على الإنجاز وتجاوز الأزمات والنجاح يسبب حالة من الهزيمة النفسية في نفوس المسلمين .. وهنا أتسأل هل أصبحت قنوات الـ MBC أداة إعلامية يحركها البنتاغون؟!
2 - نلاحظ في النتائج تكرار العلم الأمريكي وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وكلمة CIA والمباحث والشرطة الفيدرالية .. أقول هنا كلمة دون صور الجنود ورجال الأمن الأمريكي .. وهذا دليل واضح على تعظيم المؤسسات الأمنية الأمريكية وتضخيم دورها .. ولا أعلم لمصلحة من يتم هذا التعظيم؟!
3 - ماذا لو افتتحت قناة إسلامية مخصصة لبث أفلام المعارك الإسلامية في القديم فهل يقال أنها مجرد أفلام تعبر عن واقع أم تضعها أمريكا على قائمة الإرهاب وأحد قنوات محور الشر؟! .. إن ما تقوم به قنوات الـ MBC من نشر القتل والرعب واستهانتها بروح الإنسان ليستحق من كل مسئول وولي أمر أن يقف معها وقفة صادقة .. فإذا أردت أن تحبب القتل لأبنائك وتجعلهم يستسيغونه ويستسهلونه فما عليك إلا أن تعرضهم لقنوات الـ MBC مدة أسبوع واحد ستلاحظ الروح العدوانية التي اكتسبوها من هذه الأفلام .. فمن الإرهابي هل هو المجتمع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/346)
الأمريكي كما تصوره قنوات الـ MBC أم المجتمع المسلم؟! .. ناهيك عن الرعب الذي ينتاب أطفالنا مشاهدة الأفلام المخيفة والمرعبة .. فأين مؤسسات حقوق الطفل عن هذه الوسيلة المدمرة؟!
ثالثاً: نشر الفاحشة والشهوات
رأينا تلك الأرقام المخيفة التي توصلت لها هذه الدراسة ولا أريد إعادتها هنا طلباً للاختصار .. إنما أريد أن أؤكد على أن هدف إثارة الشهوات الكامنة ونشر الفاحشة والدعوة الصريحة للزنا واضح في هذه القنوات وسأعرض بعض الأمثلة هن
ففي فيلم Jake in progress حث على الزنا الصريح وإقامة العلاقات المحرمة حتى المرأة الحامل لكي يأتيها الطلق عليها أن تعاشر شخصاً غير زوجها .. إن تلك الصورة التي تجمع تلك المرأة الحامل مع ذلك الشاب الذي دعته .. وقد أقاما علاقة محرمة تثير الاشمئزاز وتدعو للفحش والعهر
وفي فيلم Popular شباب وفتيات يتنافسون على الصداقة والعلاقة المحرمة
وفي فيلم Star Raving mad دعوة صريحة للفاحشة أيضاً .. تقول الفتاة في ملابسها الفاتنة لذلك الرجل قوي البنية: إذا سُمح لك بارتكاب خطيئة غير أخلاقية وغير حضارية .. وفي اليوم التالي لن يذكر أحد ذلك فماذا ستفعل؟! .. كيف حال الشباب والفتيات وهم يشاهدون مثل هذه المواقف المثيرة لهم؟!
وفي فيلم Clook stoppers نرى ذلك الشاب وهو يريد التعرف على فتاة جميلة أجنبية ولم يستطع الظفر بها .. وتم بينهما لقاء أولي وبعد وقت تكونت من خلاله صداقة بينهما حتى أنها رافقته في مطاراته ومواقفه الصعبة
والفكرة الأساسية لفيلم The Ttiumph of love مبنية على أن الحب يغير كل شيء .. فنشاهد الأميرة الجميلة التي أخذت تبحث عن حبيبها حتى تقمصت شخصية شاب وسيم فأغرت الكاهنة بالحب .. ثم توجهت إلى الكاهن فتعرف على شخصيتها الحقيقية حتى أغرته بالحب إلى أن وصلت إلى حبيبها الذي تبحث عنه وقالت الفتاة حينها: يستطيع الحب أن يشوش عقل أي كان حتى عقل عقلاني شهير
وفي نظرة فاحصة للإعلانات التجارية نجد أنها تسوق المواد الإعلانية عن طريق إثارة شهوات الجمهور .. وإلا ما شأن مشروب البيبسي بذلك الرقص المثير من الشباب والفتيات وما الرابط بين إعلان لمكيف وبين عارضة الأزياء .. بل رأينا في إعلان سفن أب امرأة شبه عارية مضطجعة على ماء الشلال الراكد وبجوارها سرير آخر يأتي شخصية سفن أب ويضطجع بجوارها وهي تنظر إليه بإعجاب وميل وكأنها تنظر لشاب في غاية الجمال
إننا أمام حملة فكرية شهوانية مدمرة تحتاج منا إلى وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض
وفي ختام هذه الدراسة أدعو القائمين على قنوات الـ mbc أن يتقوا الله في المسلمين وفي عقيدتهم وأخلاقهم .. فيكفي كل ما مضى من الإضلال عن منهج الله تعالى .. وإن في العمر لمتسع للتوبة والإنابة وتصحيح الخطأ الذي لن ينساه التاريخ وستحفظ الأجيال القادمة أن هذه القنوات حربة المستعمر الإعلامية التي طعنت الأمة من الخلف .. يقول الله تعالى (وَمَن يَعمَلْ سُوءًا أَوْ يَظلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُراً رَّحِيماً) النساء: 110
وأدعو أيضاً دعاتنا ومشايخنا الذين اجتهدوا في الدخول في قنوات الـ mbc أن يدرسوا هذه القنوات بعناية وأن يبادروا في مشروع لإصلاح الخطر العميق لهذه القنوات .. وأدعو الله تعالى أن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر وألا يكون في ظهورهم مساهمة في استقطاب جمهور جديد لها .. ولا أن تحصل على الشرعية من خلال ظهورهم
ثم أدعو الحكومات الإسلامية أن تقف أمام هذا الانحراف الخطير الذي تخطط له وتنفذه هذه القنوات .. فهي قد تجاوزت حكوماتها ووضعت يدها مع المحتل ودعت صراحة إلى أمركة المجتمعات المسلمة، ولدى الحكومات من الوسائل ما يمكنها من إيقاف أو تخفيف هذا الخطر الكبير الناجم عن قنوات الـ MBC وغيرها ممن سار على نهجها أو قريب منه
ولمسنا من خلال الدراسة تعليم هذه القنوات للشباب على الإخلال بالأمن ومواجهة رجال الشرطة .. وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين فإننا أمام وسيلة مدمرة ومخلة لأمن البلاد المستقرة فعلى المعنيين بالأمن أن يلتفتوا بجدية لها ويدرسوا خطورتها على أمن المجتمعات المسلمة
أتمنى أن تكون هذه الدراسة قد أعطت صورة حقيقية لواقع قنوات MBC بعيداً عن الظنون والتوقعات .. وأسأل المولى القدير أن يبارك في أثرها وأن يجعلها خالصة لوجهة الكريم
ختاماً أسأل الله للباحث الأجر والثواب
وأتمنى من كل أب وأم تطهير بيوتهم من هذه القنوات
الدراسة بالأرقام
سأضع نتائج الدراسة في ثلاث جداول يحتوي كل منها على نتائج الدراسة لـ 8 ساعات ثم أحدد النتيجة التقريبية لكل بند في اليوم والأسبوع والشهر والسنة .. وطلباً للاختصار سأترك التعليق على محتوى هذه النتائج العددية للقارئ الكريم
http://www.almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_1.jpg
http://www.almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_2.jpg
http://www.almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_3.jpg
http://www.almaqreze.net/munawaat/mbc/15960_4.jpg
-----(53/347)
سؤال لو تكرمتم في مسالة قدم العالم
ـ[حمدي أحمد]ــــــــ[04 - 02 - 09, 11:47 ص]ـ
سؤال لو تكرمتم في مسالة قدم العالم
لم افهم
ماهو المقصود بكلمة قدم العالم بالنوع؟
وأين يقع الإشكال في هذه المسألة بالضبط؟
ومن هي الفرقة التي تقول بهذا الأمر؟
وهل شيخ الإسلام له في هذا قول موافق أو مخالف؟
أرجو الإجابة ممن يعلم بوركتم
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[04 - 02 - 09, 03:13 م]ـ
قول أهل السنة ومنهم شيخ الإسلام: بجواز حوادث لا أول لها في الماضي كما هو في المستقبل، فالله خالق أزلاً وأبداً، كما في الطحاوية: (له معنى الخالق ولا مخلوق) أو نحوها، والإشكال: أن الأشاعرة ينكرون تسلسل الحوادث في الماضي ويقولون إن الخلق كان ممتنعاً ثم أمكن، تعالى الله عن قولهم ..
ولازم قولهم: أن الله كان معطلاً عن صفة الخلق، إذ امتناع الخلق عليه ينافي كونه خالقاً من وجه ما، و يجعل الكمال حادثاً له تعالى عن قولهم، وهذا هو حدوث الكمال الحقيقي الذي هو قولهم لا ما رمو به أهل السنة ..
وإليك بعض ما يفيدك في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118942&highlight=%CA%D3%E1%D3%E1+%C7%E1%CD%E6%C7%CF%CB
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm
ـ[مسدد2]ــــــــ[04 - 02 - 09, 05:11 م]ـ
أما معنى (القِدَم بالنوع) فيعني أن شيئاً ما، أو أشياء، لا زالت تفنى ثم يُوجَد غيرُها مثلُها بالتتابع بدون بداية زمنية.
فكل واحد من هذه الأشياء له بداية وله نهاية، لكن النوع قديم (على المراد الاصطلاحي الكلامي) لا أول له.
للتمثيل: قل مثلاً: شجرة، فالقائل بالقِدَم النوعي يقول أنه منذ الأزل (أي بدون بداية) في أي لحظة من الزمن كانت هناك شجرة، لكن هذه الشجرة لها أول ٌ زمني وقد سبقتْها شجرة غيُرها كانت هي أصل بذرتها، مثلاً. فلا توجد شجرة بعينها قديمة لا أول لها، لكن ((نوع)) و ((جنس)) الاشجار قديم.
والقِدَم يعني: بدون بداية، أزلي مِن هذه الجهة.
ويقابله: البقاء، وهو يعني الاستمرار بدون نهاية.
ومرادي شرح معنى الكلمة فقط دون التعليق ..
والله من وراء القصد
مسدد2(53/348)
كتب في العقيدة مقترحة للترجمة
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[04 - 02 - 09, 02:55 م]ـ
المقترح في ترجمة كتب عقدية إلى اللغات الأخرى
للشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف
الاستاذ المشارك بقسم العقيدةوالمذاهب المعاصره
بجامعة الامام محمد بن سعود
مقترحات في ترجمة كتب مختارة في العقيدة الإسلامية إلى اللغات الأجنبية
يهدف هذا المقترح إلى جملة أمور منها
1 - انتقاء جملة من كتب العقيدة الملائمة لأهل الإسلام المقيمين في البلاد الغربية نحوها, بحيث تستوعب علاج جوانب الخلل عندهم في مسائل الاعتقاد وتجيب عن إشكالاتهم العقدية.
2 - روعي في الاختيار أن تكون هذه الكتب مناسبة لمختلف أصناف المسلمين في تلك الديار سواء أكانوا من المبتدئين أم المتوسطين أم المتميزين في مستواهم التعليمي.
3 - روعي في اختيار هذه الكتب أن تكون شاملة لمسائل الاعتقاد والعملية المنهجية.
4 - عني المقترح بتنويع المصنفات والرسائل المختارة تنويعاً زمنياً و جغرافياً ومذهبياً مادامت من كتب العقيدة الصحيحة.
أ - كتب ورسائل للمبتدئين:-
1 - العقيدة الصحيحة وما يضادها لعبد العزيز بن باز
2 - نبذه في العقيدة الإسلامية لمحمد بن عثيمين
3 - التوضيح والبيان لشجرة الإيمان لعبد الرحمن السعدي
4 - سؤال وجواب لأهم المهمات لعبد الرحمن السعدي
5 - الدروس المهمة لعامة الأمة لعبد العزيز بن باز
6 - العقيدة الميسرة لأحمد القاضي
7 - العقيدة الإسلامية الميسرة لعبد العزيز ندا
8 - كيف نفهم التوحيد لمحمد أحمد باشميل
9 - مقرر التوحيد لعبدالعزيز آل عبد اللطيف
10 - الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبدالله بن عبد الحميد
11 - متن درة البيان في أصول الإيمان لمحمد يسري
ب -كتب ورسائل للمتوسطين
1 - أعلام المنشور لحافظ الحكمي
2 - كتاب التوحيد لصالح الفوزان
3 - مقرر التوحيد لسفر الحوالي وآخرين
4 - العقيدة في الله لعمر الأشقر
5 - القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى لمحمد بن عثيمين
6 - تهذيب شرح الطحاوية لصلاح الصاوي
7 - العاقبة لعبد الحق الاشبيلي أو القيامة الكبرى لعمر الأشقر
8 - القول السديد لعبد الرحمن السعدي
9 - عقيدة السلف الصالح للصابوني
10 - مقدمة ابن أبي زيد القيرواني
11 - الموجز في الأديان والفرق للعقل والقفاري
جـ - كتب للمتميزين
1 - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز
2 - التنبيهات السنية شرح الواسطية لعبد العزيز الرشيد
3 - معارج القبول لحافظ الحكمي
4 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب
5 - المنتقى – مختصر منهاج السنة للذهبي
6 - قواعد في معرفة البدع لمحمد الجيزاني
7 - الموسوعة الميسرة للندوة العالمية للشباب الإسلامي
8 - معالم الانطلاقة الكبرى محمد المصري
9 - الشريعة للآجري
10 - مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم
كتب أخرى يمكن إدراجها ضمن المقترح:-
- الفاضح لمعتقدات الرافضة لمحمد الخالدي للمبتدئين
- الأجوبة المفيدة عن بعض مسائل العقيدة لابن باز للمبتدئين
- كنت قبورياً لعبدالمنعم الجداوي للمبتدئين
- المدخل لدراسة العقيدة الاسلامية لإبراهيم البريكان للمتوسطين
- عقيدة أهل السنة والجماعة لمحمد الحمد للمتوسطين
- العبودية لابن تيمية للمتوسطين
- الصوفية لمحمد العبده وطارق عبدالحليم للمتوسطين
- كتاب الإيمان لابن تيمية للمتميزين
- عالم السحر والشعوذة لعمر الأشقر للمتميزين
- الاعتصام للشاطبي للمتميزين
- معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد للمتميزين.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[04 - 02 - 09, 04:46 م]ـ
بحمد الله و عونه و منته ترجمت كتاب أعلام السنة المنشورة للغة الألمانية, و أريد طبعه انشاء الله.(53/349)
أريد كتب مصورة لهذه الفرق بارك الله فيكم
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[04 - 02 - 09, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن كتب مصورة في الفرق التالية:
الشيعة
الخوارج
المعتزلة
الاشاعرة
الماتريدية والكلابية
الجهمية
الكرامية
فمن يعرف مواقع تفيدني في الحصول على بعض الكتب المصورة لهذه الفرق فليتكرم علي
علما بأني أريد كتب من تأليف أصحاب تلك الفرق وكتب في الرد عليهم
وجزاكم الله عني كل خير(53/350)
شيخ يروي كيف كان ينكر تلميذه على المبتدعة رحمهما الله جميعا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 02 - 09, 07:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:
" التكبير الذي كان يعمل في المسجد الحرام يوم العيد، يجلس شخص أو أشخاص في سطح زمزم ويكبرون، وأناس يجاوبونهم في المسجد، فقام الشيخ عبد العزيز بن باز وأنكر عليهم هذه الكيفية وقال: إنها بدعة. ومقصود الشيخ أنها بدعة نسبية بهذا الشكل الخاص، ولا يقصد أن التكبير بدعة، فتذمر من ذلك بعض عوام أهل مكة، لأنهم قد ألفوا ذلك، وهذا هو الذي حدا .. على رفعه هذه البرقية، وسلوك هذه الكيفية في التكبير لا أعرف أنا وجهها، فالمدعي شرعية ذلك بهذا الشكل عليه إقامة الدليل والبرهان، مع أن هذه المسألة جزئية لا ينبغي أن تصل إلى ما وصلت إليه " انتهى.
" مجموع فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم " (3/ 127، 128).
ـ[أم فراس]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:47 م]ـ
بارك الله فيكم
ولكن هل يجوز وصف هؤلاء العامة بالمبتدعة؟(53/351)
المزيد على خلاصة المستفيد من القول المفيد
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[05 - 02 - 09, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد، فهذه بعض الفوائد من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وهي استكمال لعمل الشيخ على الفضلي -جزاه الله خيرا- في خلاصته الماتعة.
فأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يكتب لنا الأجر إنه ولي ذلك و القادر عليه.
الفائدة الأولى: معان "الأمة" في القرآن
قال رحمه الله تعالى:
[وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معان:
أ- الطائفة: كما في هذه الآية.
ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} [النحل: من الآية120].
ج- الملة: ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: من الآية22].
د- الزمن: ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: من الآية45].اهـ
الفائدة الثانية: لا يلزم من ثبوت الفضل للشيء أن يكون غير واجب
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
قال رحمه الله تعالى في:
وهنا ذكر المؤلف فضل التوحيد، ولا يلزم من ثبوت الفضل للشيء أن يكون غير واجب، بل الفضل من نتائجه وآثاره. ومن ذلك صلاة الجماعة ثبت فضلها بقوله صلى الله عليه وسلم " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة "متفق عليه. ولا يلزم من ثبوت الفضل فيها أن تكون غير واجبة، إذ إن التوحيد أوجب الواجبات، ولا تقبل الأعمالإلا به، ولا يتقرب العبد إلى ربه إلا به، ومع ذلك، ففيه فضل. اهـ
الفائدة الثالثة: الشهادة لا تكون الا عن علم سابق
قال رحمه الله في نفس الباب:
قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله ": الشهادة لا تكون إلا عن علم سابق، قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} وهذا العلم قد يكون مكتسبا وقد يكون غريزيا.
فالعلم بأنه لا إله إلا الله غريزي، قال صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة ".
وقد يكون مكتسبا، وذلك بتدبر آيات الله، والتفكر فيها. اهـ
الفائدة الرابعة: ما أضافه الله لنفسه
قال رحمه الله في نفس الباب:
واعلم أن ما أضافه الله إلى نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: العين قائمة بنفسها، وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وهذه الإضافة قد تكون على سبيل عموم الخلق; كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} 1 وقوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفه، كقوله تعالى: {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} وكقوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} وهذا القسم مخلوق.
الثاني: أن يكون شيئا مضافا إلى عين مخلوقة يقوم بها، مثاله قوله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ} فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفا، فهي روح من الأرواح التي خلقها الله، وليست جزء أو روحا من الله، إذ إن هذه الروح حلت في عيسى عليه السلام، وهو عين منفصلة عن الله، وهذا القسم مخلوق أيضا.
الثالث: أن يكون وصفا غير مضاف إلى عين مخلوقة.
مثال ذلك قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}.
فالرسالة والكلام أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله لنفسه صفة، فهذه الصفة غير مخلوقة، وبهذا يتبين أن هذه الأقسام الثلاثة: قسمان منها مخلوقان، وقسم غير مخلوق.
فالأعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه الأعيان مخلوقة، والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق، لأنه يكون من صفات الله، وصفات الله غير مخلوقة.
وقد اجتمع القسمان في قوله: "كلمته، وروح منه"; فكلمته هذه وصف مضاف إلى الله، وعلى هذا، فتكون كلمته صفة من صفات الله. وروح منه: هذه أضيفت إلى عين; لأن الروح حلت في عيسى، فهي مخلوقة. اهـ
الفائدة الخامسة: مفتاح الجنة: لا إله إلا الله
قال رحمه الله: قال بعض السلف عند قول النبي صلى الله عليه وسلم " مفتاح الجنة: لا إله إلا الله ": (لكن من أتى بمفتاح لا أسنان له لا يفتح له).
قال شيخ الإسلام: إن المبتغي لا بد أن يكمل وسائل البغية، وإذا أكملها حرمت عليه النار تحريما مطلقا، فإذا أتى بالحسنات على الوجه الأكمل، فإن النار تحرم عليه تحريما مطلقا، وإن أتى بشيء ناقص، فإن الابتغاء فيه نقص، فيكون تحريم النار عليه فيه نقص، لكن يمنعه ما معه من التوحيد من الخلود في النار، وكذا من زنى، أو شرب الخمر، أو سرق، فإذا فعل شيئا من ذلك ثم قال حين فعله: أشهد أن لا إله إلا الله أبتغي بذلك وجه الله، فهو كاذب في زعمه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "فضلا عن أن يكون مبتغيا وجه الله.
وفي الحديث رد على المرجئة الذين يقولون: يكفي قول: لا إله إلا الله، دون ابتغاء وجه الله. وفيه رد على الخوارج والمعتزلة، لأن ظاهر الحديث أن من فعل هذه المحرمات لا يخلد في النار، لكنه مستحق للعقوبة، وهم يقولون: إن فاعل الكبيرة مخلد في النار. اهـ
يتبع ان شاء الله(53/352)
يضحك الله بمعنى يبتسم؟
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 11:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
رأيت حديثا في كتاب التوحيد لابن مندة رقم 397 (الطبعة الذي حققها عثمان بن عبد الله العتمي) فيها:
"قلت يا جبريل وما يوم المزيد، فقال إن في الجنة واديا أفيح فيه مسك أبيض ينزل الملائكة كل يوم جمعة فيضع كرسيه ثم يجاء بمنابر من نور فيوضع خلفه فتحف به الملائكة ثم يجاء بكراسي من ذهب فيوضع ويجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيجلسون ثم يتبسم الله فيقول أي عبادي سلوا .....
والحديث طويل، ذكر ابن القيم بعض رواياته في حادي الأرواح في باب رؤية الله يوم القيامة، لكن ليس فيها "يبتسم"
وذكر شيخ الإسلام الحديث بلفظ "يبتسم" في مجموع الفتاوى 6/ 414 (المكتبة الشاملة) في رسالة في رؤية الله يوم القيامة.
ومحقق كتاب التوحيد ضعف إسناد الحديث، ولكن سؤالي، هل "يضحك" تأتي بمعنى "يبتسم" في اللغة؟ فيكون قد روي الصفة بالمعنى؟
جزاكم الله خيرا.(53/353)
قراءة في كتاب "المهدي في مواجهة الدجال " لمنصور عبدالحكيم
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 01:20 ص]ـ
قراءة في كتاب "المهدي في مواجهة الدجال " لمنصور عبدالحكيم
للامام جمال الدين القاسمي مقولة جميلة في تفسيره الموسوم بمحاسن التأويل، حري بكل من تصدى إلى الكتابة في موضوع ما - قبل أن يلجأ إلى حشد الروايات واتباع سبيل الإخبارية - أن يتأملها جيدا، يقول القاسمي في تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف:
" {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
وقد ذكر المفسرون ههنا أحاديث وآثاراً تفهم أن المراد بهذا السياق آدم وحواء. ولا حاجة بنا إلى روايتها لأنها واهية الإسناد معلولة، كما بينه الحافظ ابن كثير في تفسيره.
وتقبُّل ثُلةٍ من السلف لها وتلقيها، لا يجدي في صحتها شيئاً، إذا أصلها مأخوذ من أقاصيص مسلمة أهل الكتاب، كما برهن عليه ابن كثير ... وتهويل بعضهم بأنها مقتبسة من مشكاة النبوة، إذ أخرجها فلان وفلان، من تنميق الألفاظ لتمزيق المعاني، فإن المشكاة النبوية أجلُّ من أن يقتبس منها إلا كل ما عرفت جودته .... "
كان بعض العلماء يقول أن الامام السيوطي قماش، والامام السخاوي نقاش!
أي أن السيوطي كان يجمع في المسألة المصنف فيها كل ما وقع تحت يديه من آثار وأحاديث ومرويات دون تمحيص صحة هذه الآثار إلا ما ندر!
ولا يعني ذلك أبدا أنه لا يعرف حكم هذه الأحاديث، فالقارئ لكتابه "الحاوي في الفتاوي" في قسم الفتاوى الحديثية يجد أن للسيوطي براعة في مصطلح الحديث وإن رماه البعض بالتساهل، وصنيعه في الجامع صغير يدل على أنه على علم بصحة الأحاديث التي يضعها في مصنفه سواء ووفق في ذلك أم خولف!
ووقع تحت يدي بالصدفة كتاب عنوانه "المهدي في مواجهة الدجال" لمحامي شاب يدعى "منصور عبدالحكيم"، تصدى في الآونة الأخيرة لإصدار مجموعة من المؤلفات بلغني أنها بلغت الخمس والتسعين مؤلفا، تتطرق في مجملها إلى علامات الساعة وترتيبها وتنبؤات نوستردام ونهاية العالم و السيناريو القادم ونهاية إسرائيل 2022 مستندا في ما ادعاه إلى مجموعة من المرويات التي جمعها وانتزعها من كتب التراث وأنزلها قسرا على المستقبل الذي يريدنا أن نعيشه شئنا أم أبينا!
ولم يكتف بذلك، حيث لم تعجبه كتب السنة كثيرا ولم تروي ظمأه في لعبة الجمع والدمج، فأخذ يجمع المتردية والنطيحة من كتب الشيعة ويحاول بطريقة ما أن يجمع بين المتناقضات و يوفق بين مرويات الماء والنار، والظل والحرور!
ربما حاول الكاتب أن يضاهي منهج الامام السيوطي في كتابه "الدر المنثور في التفسير بالمأثور"، الذي جمع في تفسير كل آية كل ما وقع بين يديه من مرويات أهل السنة، لكن حاشا السيوطي أن يتعدى في النقل من كتب السنة الموثوقة إلى كتب الشيعة الملفقة، ويا له من عمل جبار يحسب للامام السيوطي حيث لم يكن في زمنه الحاسوب ... الذي ابتلى الله به بعض أهل زماننا، فاستعاضوا به عن طلب العلم بثني الركب عند العلماء، واتخذوا منه وسيلة بحثية حصرية، تؤدي إلى تحصيل كم هائل من المعلومات المبعثرة هنا وهناك، التي هي بحاجة إلى تنقيح وتصحيح ... لا تقديم وتأخير!
ويبدو أن الأخ منصور قد استخدم بعض التقنيات الحديثة في جمع شيء من شتات مرويات المهدي الكثيرة، وجنح إلى ما لم يسبق إليه من الزج بمرويات الشيعة إلى جانب مرويات السنة سواء بسواء وقدما بقدم، و هو بذلك يخادع القارئ العامي – عرف أم لم يعرف - الذي لا يفرق بين "أصول الكافي" و "بحار الأنوار" المتصل بالسند الموضوع والمكذوب والمرسل والمنقطع والمعنعن من مثله إلى منتهاه بكل شذوذ وبكل علة إلى جعفر الصادق، وبين صحيحي البخاري ومسلم المتصل بالسند الصحيح من مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!
بل ويلجأ لكتب الطوسي والسيد محمد الصدر و السيد مهدي العوادي ومحمد كاظم القزويني و علي الكوراني، وكتب غيرهم من الإمامية الاثناعشرية، وهو يظن بذلك أنه قد أحسن صنعا، وأنه قد شارك في مسيرة الوحدة الإسلامية ... التي لم يحدد خط سيرها بعد!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/354)
أنا بإمكاني أن أقول للقارئ هذا سم وهذا عسل، لكن عند دس السم في العسل ماذا عساني أقول! أعسل مسموم أم سم معسول؟
فهذا الكتاب شر من كتب الشيعة لخفاء أمره وتستر مؤلفه بمرويات السنة!
ثم منذ متى أصبح للإمامية علم للأسانيد ومرويات يحتجون بها؟
بل هل سمعت يوما معمما في أحد الحسينيات يستدل بمروية مسندة إلى أحد كتبهم (طبعا إلا عند مناظرة أهل السنة تراهم يتحولون إلى علماء حديث! وعند مريدهم يعودون إلى زئبق الإخبارية الذي فطموا عليه في الحوزات)
بل أسانيدهم التي ذكرها الأخ منصور مسندة إلى جعفر الصادق (على افتراض صحة السند إليه ويستبعد ذلك)، هل هو حجة في الدين؟
أردت في هذا المقال المقتضب أن أطرح ملاحظات عشر على كتاب الأخ منصور عبدالحكيم - هداه الله – حتى تكون مثالا لما يطرحه الكتاب من أفكار ومعتقدات مبنية على أسس باطلة، وعليه نقيس بقية الكتب التي كتبت في الموضوع إلا ما رحم ربي، حتى غدت الكتابة في مثل هذه المواضيع صرعة للعبث في أشراط الساعة:
أولا: الجهل بأساسيات علم مصطلح الحديث:
قال الأخ منصور في ص12:
"وغالبية أهل العلم والحديث والفقه الإسلامي أخذوا بحديث الآحاد إذا ثبت صحته برواية الثقات ووجب العلم اليقيني به مثل الحديث المتواتر! "
بغض النظر على القول الصواب هنا، لكن هذا نقل مغلوط، أين هذه الغالبية من أهل العلم والحديث والفقه الإسلامي التي قالت أن حديث الآحاد يفيد العلم اليقيني كالمتواتر!
فقد اختلف العلماء من الأصوليين وعلماء مصطلح الحديث فيه على ثلاثة أقوال:
1 - أن الحديث الصحيح يفيد العلم ولو لم يكن له إلا طريق واحد وهو قول ابن حزم و وأحمد شاكر وغيره
2 - أنه يفيد الظن مطلقًا، وإلى هذا ذهب بعض الأصوليين والفقهاء والمحدثين منهم النووي وابن عبدالبر
3 - أنه يفيد الظن، وقد يفيد العلم النظري بالقرائن وهو اختيار ابن الصلاح في المقدمة وابن كثير واختيار غيره من العلماء
ثانيا:عند ضعف السند الواضح لا يتطرق إلا إلى ذكر المصدر ولا يعلق على صحة السند إلا نادرا وربما على استحياء في حاشية الكتاب، وإذا كان الحديث في مسلم تراه يصيح بأعلى صوته "هذا حديث صحيح"
والسبب في ذلك فيما يبدو أن الأخ منصور يقوم بوضع الفكرة أولا .... ثم ينقب في المرويات حتى يدعم فكرته، فلذلك عندما يقع على حديث قد يشير إشارة بعيدة إلى مراده وفكرته التي ينتصر لها، فإنه يذكر الحديث ويتغاضى عن صحته أو ضعفه! وحري لمن تصدى لأحاديث علامات الساعة أن ينقل ما صح سنده بالرجوع إلى أئمة هذا الشأن ولا أظن ذلك بالصعب المستصعب في مثل هذه الأيام!
ثالثا:اعتماد المؤلف على ما توصل إليه من نتائج مسلمة يقينية على كتاب "الفتن" لنعيم بن حماد شيخ البخاري
مع أن العلماء قد تكلموا في كتاب "الفتن" وانتقدوه كثيرا، بل إن هنالك من شكك في نسبة هذا الكتاب لمؤلفه! يقول الدكتور عبدالعليم البستوي - الذي قضى سنوات طويلة من عمره وهو يضع مرويات المهدي في ميزان الجرح والتعديل- في شأن كتاب "الفتن" المذكور:"لقد بحثت كثيرا في مرويات هذا الباب فوجدت أن أغلب الأحاديث التي تفرد بها ضعيفة بمن هو فوقه ... ثم بين – أي مسلمة بن قاسم- أن جميع الروايات التي تفرد بها الكتاب لا تصلح لأن يحتج بها وإنما تصلح للاعتبار! "
فكيف يريد الأخ منصور أن يحتج لما يذهب إليه بمرويات ... لا تصلح للاحتجاج لضعف إسنادها؟ بل وتلبس على القارئ العامي الذي لا يميز الخبيث من الطيب ولا الغث من السمين؟
أليس هذا اعتداء غير مقبول على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وهل تؤخذ العقائد من مثل هذه الأخبار الواهية!
رابعا: البتر المخل لكلام العلماء
مثال: ص84 ذكر حديث علي رضي الله عنه مرفوعا:
"يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته " ثم أورد شرح صاحب عون المعبود للحديث حتى يؤيد فكرته قسرا: "من وراء النهر أي مما وراءه من البلدان كبخارى وسمرقند ونحوهما" انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/355)
رجعت إلى كتاب "عون المعبود" المجلد 11 طبعة دار الفكر فوجدت أن الأخ منصور قد بتر كلام الشارح في نهايته حيث فيه نسف لكل ما قاله في البداية في شرح هذا الحديث، حيث ذكر الشارح أقوال العلماء في سند الحديث وأنه ضعيف وختم بكلام المنذري " وهذا منقطع قال فيه أبو داود قال هارون بن المغيرة، وقال الحافظ: أبو القاسم الدمشقي هلال بن عمرو وهو غير مشهور عن علي انتهى
وهذا المثال غيض من فيض ولو أوردت كل ما تتبعت لجمع ذلك في صفحات كثيرة، وليس هذا هو المقصود من مثل هكذا مقال، ولكن المقصود التمثيل والتدليل بطريقة مختصرة، وللقارئ الفطن الرجوع إلى الكتاب للتأكد من ما ذكرناه!
خامسا:جهل الكاتب بالتخريج وخلطه بين المرفوع والمقطوع
ذكر المؤلف في ص104 حديث " قال صلى الله عليه وسلم تخرج راية سوداء لبني العباس ... "، في الحاشية أحال إلى كتاب "الحاوي في الفتاوي للسيوطي" المتوفي في القرن العاشر الهجري بدلا من كتب المتقدمين التي ينقل منها الكاتب في كتابه مثل "كتاب الفتن" لنعيم بن حماد شيخ البخاري، ولقد رجعت للحاوي - طبعة الكتاب العربي التي يطبع الأخ منصور كتبه فيها - فوجدت الحديث مسندا ولكن أي سند! وقبل أن أورد السند أود أن الفت الانتباه إلى كلام آخر للدكتور البستوي حيث قال عن "كتاب العرف الوردي في أخبار المهدي" الموجود في كتاب الحاوي: "وهذه الطريقة للجمع وإن كانت حسنة للعلماء والباحثين لأنها تدلهم على المصادر وبإمكانهم البحث عن أحوالها، ولكنها في الوقت نفسه تلحق ضررا كبيرا بالعامة! لأنهم لا يجدون في أنفسهم ملكة للبحث والتدقيق، وهكذا حدث فقد جرت عادة كل الذي ألفوا بعده إلا من رحم الله أن ساقوا كل هذه الروايات واستدلوا بها وهكذا انتشر كثير من الأخبار والقصص والواهية فصدقها الناس وآمنوا بها وكأنها لا تحتمل أي نقاش أو تردد " انتهى والآن نأتي للسند:
حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عبد الله عن عبد الكريم أبي أمية عن محمد بن الحنفية قال تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان أخرى سوادء قلانسهم سود وثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح بن شعيب من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتى ينزل ببيت المقدس ويوطئ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلثمائة من الشام يكون بين خروجه وبين ان يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهرا.
من درس مقدمات علم الحديث يعلم من نظرة سريعة في السند أن هذا الحديث من قول ابن الحنفية وهو ليس من الصحابة بل هو من التابعين فالحديث يسميه علماء الحديث بالمقطوع!
وليس هو من قول الرسول عليه السلام فكيف ينسب لرسول الله وهو من قول ابن الحنفية!
ثم أن الكاتب نقل نقلا خاطئا من كتاب الحاوي! حيث رجعت إلى كتاب الحاوي فوجدت أن الامام السيوطي- المعروف بأمانته في النقل - قد قال: وأخرج نعيم بن حماد عن محمد بن الحنفية ثم ذكر الحديث! بينما صدر الكاتب الحديث بقوله قال صل الله عليه وسلم! فلا أصاب الكاتب في طريقة تخريج الحديث ولا أصاب في نقله عن رسول الله عليه الصلاة والسلام!
ثم إن الحديث من عنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس مشهور كما عنعن الكاتب هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
سادسا: ميل الكاتب الواضح إلى الشيعة الامامية في مواضع متعددة
مثال: قال في ص107 " والملاحظ أن هناك عمائم سودا وثيابهم بيض جهة الشرق وهم علماء الدين الشيعة في إيران ورجال طالبان أيضا وهم من اهل السنة "
وأقول: هل يوطأ الله للمهدي سلطانه بالقائلين بتحريف القرآن ومكفري الصحابة وقاذفي السيدة عائشة بالزنا والقائلين بعصمة الأئمة الاثناعشر والقائلين بالرجعة والتقية! لكن كما قال الداروقطني من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!
سابعا: محاولته الغريبة للجمع بين آراء أهل السنة والشيعة في نسب المهدي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/356)
حيث يقول أهل السنة أنه من ولد الحسن، بينما يزعم الشيعة أنه من ولد الحسين، ففي ص123 حاول أن يجمع بين القولين بقوله "وذلك بأن يولد المهدي من أب ينتهي نسبه إلى الحسن وأمه ينتهي نسبها إلى الحسين " فياليت شعري وذكرني بقصة الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحجل ففشل، و بعدما اقتنع بفشله حاول أن يعود إلى مشيته الأصلية فلم يقدر لأنه نسيها، فصار يتعثر كلما حاول المشي.فأضاع الغراب مشيته الأصلية و لم يستطع أن يقلد مشية الحجل. وظني أن المؤلف قد أضاع في كتبه ما حبى الله تعالى أهل السنة من حفظ الأحاديث وعلم الأسانيد وتنقية الغث من السمين حتى اتجه إلى كتب الشيعة التي جمعت وأوعت في كل أمر مستشنع!
ثامنا: فهمه المغلوط للكثير من الروايات الصحيحة، التي حرف معانيها ونقل مايناقضها، فأتى بالعجائب وما لا يدرك مراد الكاتب من إيراده:
مثال: أورد في ص142 حديث أحمد - وبما أنه حسن الإسناد علق عليه أنه حديث حسن - "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية"
ثم علق قائلا: ومدينة هرقل هي روما! ولا أدري هل هو سبق قلم كبقية الكتاب أم أنه تفسير جديد في ثوب قشيب! رسول الله عليه السلام يقول مدينة هرقل هي القسطنطينية والأخ منصور يقول مدينة هرقل هي روما! فأيهما نصدق؟
تاسعا: صرف حقيقة اللفظ عن حقيقته اللغوية إلى معنى آخر خيالي لا يحتمله النص:
الأصل في الكلام أنه يحمل على الحقيقة حتى تأتي قرينة تصرف النص عن ظاهره
مثال: قال في ص 169: "بالتالي يكون حمار الدجال طائرة ذات مواصفات خاصة تشبه ما يطلق عليه الطبق الطائر "!
فأقول للأخ منصورمن أين لك هذا التشبيه البديع و هذا الخيال المصطنع؟
ثم لماذا تغاضيت عن نقولات أخرى صرحت أن حمار الدجال كثير الهلب:أي كثير الشعر الغليظ، كما ذكر صاحب فتح القدير مرسلا!
فهل نأخذ بكلام الامام المناوي المرسل الذي هو أقرب إلى حقيقة لفظ الحديث أم نأخذ بكلامك الذي ربما لم يسبقك له أحد إلا في ضروب النخييل و الخيال والتخيلات!
وما قولك بهذه الرواية المعنعنة في فيض القدير: وعن أمير المؤمنين علي أن طول الدجال أربعون ذراعا بالأذرع الأولى تحته حمار أقمر أي شديد البياض طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعا ما بين حافر حماره إلى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة تطوى له الأرض منهلا منهلا يتناول السحاب بيمينه ويسبق الشمس إلى مغيبها يخوض البحر إلى كعبيه؟
وما الذي يمنع أن نأخذ بظاهرها!
وهل هناك مانع أن يتقول قائل ويدعي أن براق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا مركبة مكوكية طائرة ذات قوائم وخد وأذنين لا نعلم كينونتها، نظرا لأن الصحابة لم يفقهوا معنى البراق الحقيقي إلا بهذه الطريقة المجازية؟
عاشرا: لا يطمئن القارئ إلى كلام الأخ منصور في هذا الكتاب وفي غيره من الكتب التي سارت على هذا المنوال بسبب أنه غير متخصص
فهو - هداه الله - جماع لكل ما وقع تحت يديه، سنة، شيعة، خوارج، مسشترقين ألمان، توراة، انجيل، وهلم جرا، وهذا سهل جدا في هذا العصر ولا يحتاج إلى مزيد جهد فكبسة الزر الآن استبدلت باللمس و"التج"!، ولا يزال الأخ منصور في بداية الطريق حيث أنه شاب لم يجاوز الثلاثين من العمر ولا نعلم على يد أي شيخ تلقى علومه وخصوصا علم الحديث ومصطلحه!
ولا أدري لماذا يشتكي الأخ منصور من الذين انتقدوه في خاتمته وأنهم لم يتأدبوا بأدب الإسلام!، بل أقول أن لهم العذر في ذلك حيث أن المفترى عليه هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كتبت هذا الرد في سويعات قليلة، وأنا لست بعالم ولا أقارب هذه المنزلة أبدا بل أنا خادم لطلبة العلم، فما بالك لو قرأ كتابك عالم متخصص في الحديث وفقهه ماذا كان سيقول؟ ولقد كتبت هذا المقال بإشارة من أحد الأخوة الذي حادثته في الموضوع فاقترح علي أن ألخص ما وجدته في هذا الكتاب من مخالفات وأعرضها على القراء حتى أحذر من هذا الشرر المتطاير، وأوفر على القراء عناء قراءة مثل هذه الكتب المحدثة التي تريد منا الهروب من الواقع الذي نعيشه إلى عالم آخر محبوك حبكة أفلاطونية مثالية، تصيب القراء بالشلل على أمل أن يأتي المهدي ويحقنهم بالحقنة المضادة للشلل!
ختاما أقول أن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة غنية في أخبار المهدي التي تواترت معانيها في السنة، فالرجوع في فهم هذا النصوص هو إلى أهل العلم والفضل وليس إلى الهواة والمبتدئين، فلا يغتر بطبعة الكتاب وجمال تجليده، إذا كان من داخله يفيض قيحا وصديدا! و مثل هذه الكتب وأخواتها تعتبر كتب دخن و تشويش، بسبب ضبابية منهجها وغرق مؤلفيها في قيعان الجهل المركب … وفاقد الشيء لا يعطيه!
أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي ويتجاوز عن سيئاتي ويغفر لي ولجميع إخواني المسلمين ويهدي المؤلف إلى طريقة أهل الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/357)
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[06 - 02 - 09, 06:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحمادي على هذا الرد الموجز الجليل سائلا الله أن يجازيك خير الجزاء عن دفاعك عن سنة أحمد صلى الله عليه وسلم ,
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[06 - 02 - 09, 07:07 م]ـ
جزاك الله أخي الحمادي
كنت اقرأ موضوعك وكل سطر أنتهي منه أقول في نفسي أكاد أجزم انه لابي حامد الحمادي فهذا اسلوبه وما أن اتممت الموضوع ورفعت بصري فإذا الكنية هي نفس ما ظننت
سبحان الله
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[06 - 02 - 09, 07:14 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك في جهودك
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 09:31 م]ـ
أولا:أوجه شكري للإدارة الكريمة على تثبيت الموضوع
جزاك الله خيرا أخي الحمادي على هذا الرد الموجز الجليل سائلا الله أن يجازيك خير الجزاء عن دفاعك عن سنة أحمد صلى الله عليه وسلم ,
وإياك أخي الكريم هادي، أسأل الله أن يجعلنا جنودا للذب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.
جزاك الله أخي الحمادي
كنت اقرأ موضوعك وكل سطر أنتهي منه أقول في نفسي أكاد أجزم انه لابي حامد الحمادي فهذا اسلوبه وما أن اتممت الموضوع ورفعت بصري فإذا الكنية هي نفس ما ظننت
سبحان الله
يشرفني مرورك الكريم يا أخي محمود، وبارك الله فيك ونفع بك، ولا تحرمنا من إطلالتك بين الفينة والفينة.
جزاك الله خيراً وبارك في جهودك
وجزاك الله كل خير وبارك فيك يا أخي ماجد
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 11:46 م]ـ
أين قال ابن عبدالبر أن خبر الآحاد يفيد الظن مطلقاً؟!
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 02:13 ص]ـ
أين قال ابن عبدالبر أن خبر الآحاد يفيد الظن مطلقاً؟!
أخي الكريم عبدالله، يقول الامام ابن عبدالبر رحمه الله في كتاب التمهيد:
"واختلف اصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل هل يوجب العلم والعمل جميعا أم يوجب العمل دون العلم والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر ولا يوجب العلم عندهم الا ما شهد به على الله وقطع العذر بمجيئه قطعا ولا خلاف خلاف فيه.
وقال قوم كثير من أهل الأثر وبعض أهل النظر انه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا منهم، الحسين الكرابيسي وغيره وذكر ابن خوازبنداذ أن هذا القول يخرج على مذهب مالك، قال أبو عمر الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والأربعة سواء وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر، وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة ولهم في الأحكام ما ذكرنا وبالله توفيقنا " انتهى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 09:44 م]ـ
ابن عبدالبر لم يتكلم على المحتف بالقرائن إنما تكلم على الخبر المجرد
ولكن خذ هذه الفائدة التي ستنفعك في بحثك
قال شيخ الإسلام في القسم المطبوع من الأجوبة على الإعتراضات المصرية ص43: " والقسم الثاني من الأخبار ما لم يروه إلا الواحد العدل ونحوه ولم يتواتر لفظه ولا معناه ولكن تلقته الأمة بالقبول عملاً به أو تصديقاً له كخبر أبي هريرة: " لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها " فهذا يفيد العلم اليقيني أيضاً عند جماهير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الأولين والآخرين، أما السلف فلم يكن بينهم نزاع في ذلك "
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 12:47 ص]ـ
أخي الكريم عبدالله، هذا الموضوع قد قتل بحثا بالنسبة لي، وعلى حال كلام ابن عبدالبر ليس في حديث الآحاد الذي احتفت به القرائن، فهو قد أطلق كلامه بقوله:
الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم
فالآن أنت المطالب بأن تأتي بدليل يقيد ما أطلقه هنا ومن كلامه هو لا من كلام غيره، لأنك تريد أن توثق قولا لقائله، وعلى كل حال لو فرضنا أن ابن عبدالبر يقصد الخبر المحتف بالقرائن، فقول كثير من العلماء كالنووي وغيره أن خبر الآحاد يفيد الظن مطلقا!
وقول ابن عبدالبر في خبر الآحاد وأنه يفيد الظن مطلقا مشتهر عند طلبة العلم والعلماء، وقد كانوا يوردونه ليردوا عليه .... فراجع يا أخي الكريم كلام العلماء في الرد عليه ...
وإليك ملخصا مفيدا نقلته لك من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
أقول الخلاصة في خبر الواحد العدل هل يفيد العلم والظن؟
الجواب: أن خبر الواحد العدل نوعان:
1 - أن تتلقاه الأمة بالقبول: تصديقًا وعملا به وجمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة من الأولين والآخرين، فهذا محصل للعلم مفيد لليقين، أما لسلف فلم يكن بينهم نزاع بل هم متفقون، وأما الخلف فهو مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة وهذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء.
وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وقرره ونصره ابن القيم والحافظ ابن الصلاح والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وهو قول ابن حزم واختيار أحمد شاكر وهو الصواب.
وذهب طائفة إلى أنه يفيد الظن ولا يفيد العلم، كابن الباقلاني ومن تبعه مثل أبي المعالي الجويني والغزالي وابن عقيل وهو قول النووي وابن عبد البر في كتابه التمهيد، وهو قول أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/358)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 06:47 م]ـ
أخي الكريم عبدالله، هذا الموضوع قد قتل بحثا بالنسبة لي، وعلى حال كلام ابن عبدالبر ليس في حديث الآحاد الذي احتفت به القرائن، فهو قد أطلق كلامه بقوله:
الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم
فالآن أنت المطالب بأن تأتي بدليل يقيد ما أطلقه هنا ومن كلامه هو لا من كلام غيره، لأنك تريد أن توثق قولا لقائله، وعلى كل حال لو فرضنا أن ابن عبدالبر يقصد الخبر المحتف بالقرائن، فقول كثير من العلماء كالنووي وغيره أن خبر الآحاد يفيد الظن مطلقا!
وقول ابن عبدالبر في خبر الآحاد وأنه يفيد الظن مطلقا مشتهر عند طلبة العلم والعلماء، وقد كانوا يوردونه ليردوا عليه .... فراجع يا أخي الكريم كلام العلماء في الرد عليه ...
وإليك ملخصا مفيدا نقلته لك من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
أقول الخلاصة في خبر الواحد العدل هل يفيد العلم والظن؟
الجواب: أن خبر الواحد العدل نوعان:
1 - أن تتلقاه الأمة بالقبول: تصديقًا وعملا به وجمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة من الأولين والآخرين، فهذا محصل للعلم مفيد لليقين، أما لسلف فلم يكن بينهم نزاع بل هم متفقون، وأما الخلف فهو مذهب الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة وهذا القسم من الأخبار يوجب العلم عند جمهور العقلاء.
وإلى هذا القول ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وقرره ونصره ابن القيم والحافظ ابن الصلاح والحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وهو قول ابن حزم واختيار أحمد شاكر وهو الصواب.
وذهب طائفة إلى أنه يفيد الظن ولا يفيد العلم، كابن الباقلاني ومن تبعه مثل أبي المعالي الجويني والغزالي وابن عقيل وهو قول النووي وابن عبد البر في كتابه التمهيد، وهو قول أهل البدع من المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج. انتهى
السبب في دعواي أن ابن عبدالبر إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن هو نقله عن الجمهور أنهم يقولون بظنيته
وهذا لا ينطبق إلا على الخبر الذي لم تحتف به القرائن
وإلا فابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 07:04 م]ـ
السبب في دعواي أن ابن عبدالبر إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن هو نقله عن الجمهور أنهم يقولون بظنيته
وهذا لا ينطبق إلا على الخبر الذي لم تحتف به القرائن
وإلا فابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين
منابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام لا تمنع أنه يقول بظنية خبر الآحاد مطلقا، سواء احتفت به القرائن أم لم تحتف. هذا هو مذهبه، وهذا ما اشتهر عنه عند العلماء وطلبة العلم، وما نقلته من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي يثبت ذلك.
وجزاك الله كل خير ووفقك وإياي إلى سبيل الحق
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 07:14 م]ـ
قد بينت لك سبب قولي
والشيخ الراجحي ليس معصوماً
وقولي بأن ابن عبدالبر من أشد الناس منابذةً للمتكلمين عنيت به أنه من أبعد الناس عن الإعتداد بمذاهبهم فكيف ينسب قولهم للجمهور
وفي عصره لم يقل بهذا القول إلا الجهمية والمعتزلة وبعض الأشاعرة
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:57 م]ـ
أخي الكريم عبدالله،
ممكن تأتي لي بقول ابن عبدالبر من أن حديث الأحاد الذي احتفت به القرائن يفيد القطع؟
أو على الأقل تأتيني بقول عالم نسب مثل هذا القول لابن عبدالبر؟
أتيتك بقول من هو أعلم مني ومنك، فيا ليتك ترده بدليل ظاهر من قول ابن عبدالبر أو بكلام عالم يوجه كلام ابن عبدالبر!
لأن استدلالك بمنابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام يشبه الاستدلال بمفهو المخالفة عند وجود النص!
فقوله الموثق المعروف عنه أنه قال عن خبر الأحاد - مطلقا وبدون التفصيل الذي ذكرته أنت -:
الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:31 ص]ـ
أنا لم أستدل بمنابذة ابن عبدالبر لأهل الكلام بشكل مستقل إنما ذكرتها على أنها قرينة
وذكرت قرينة أخرى أقوى منها وهي نسبته القول بظنيتها لعامة أهل الفقه وهم لا يقولون بهذا إلا في الخبر العاري عن القرائن
ولو حملنا كلام ابن عبدالبر على فهم الشيخ الراجحي لكان ابن عبدالبر غالطاً على الجمهور
وكيف يقع هذا منه وهو من أعلم الناس بمقالات الناس؟
هذا بعيد وأقرب منه أن نقول أنه تكلم عن الخبر الذي لم تحتف به القرائن
ومما يدل على أنه إنما قصد الخبر الذي لم تحتف به القرائن ذكره لمذهب الكرابيسى وابن خويز منداد على أنه مخالفٌ لمذهب الجمهور
وهذان قالا بأن خبر الآحاد يفيد العلم وإن لم تحتف به القرائن فتأمل هداك الله
ومطالبتك لي أن آتي بقول عالم نسب هذا القول لابن عبدالبر أقلبه عليك وأطالبك بأن تأتيني بعالمٍ واحد _ قبل الراجحي _ نسب هذا القول لابن عبدالبر
ثم إن ما نقلته عن الشيخ الراجحي عن إمام الحرمين والغزالي ليس اطلاقه
قال الحافظ في النكت: " الخبر المحتف بالقرائن يفيد العلم النظري وممن صرح به إمام الحرمين والغزالي، والسيف الآمدي وابن الحاجب ومن تبعهم "
قلت: والغزالي له قول آخر في المسألة وأما الجويني فلم أقف له على نص غير الذي نقله الحافظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/359)
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 03:32 م]ـ
وذكرت قرينة أخرى أقوى منها وهي نسبته القول بظنيتها لعامة أهل الفقه وهم لا يقولون بهذا إلا في الخبر العاري عن القرائن
يقول الحافظ ابن عبد البر:
(اختلف أصحابنا - يعني المالكية - وغيرهم في خبر الواحد العدل؟
هل يوجب العلم والعمل جميعاً؟
أو يوجب العمل دون العلم؟
قال: والذي عليه أكثر أهل الحذق منهم أنه يوجب العمل دون العلم، وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر
ولا يوجب العلم عندهم إلا بما شهد به الله، وقُطع به العذر لمجيئهِ مجيئاً لا اختلاف فيه. قال: والذي نقول به إنه يوجب العمل دون العلم. انتهى
قرأ الشيخ الرجحي هذا الكلام الواضح كالشمس، حيث بين ابن عبدالبر مذهبه في حديث الآحاد - دون ذكر التفاصيل التي ذكرتها من قرائن أو غير قرائن - وذكر ما نقلته لك آنفا من مذاهب العلماء في خبر الآحاد، فبأيهما نأخذ؟
بكلام الشيخ أم بكلامك الذي لم تنقل لنا فيه كلام ابن عبدالبر حرفيا (حيث أنك تنقل أنه رد على أهل البدع ولا تنقل نص كلامه!)
ومطالبتك لي أن آتي بقول عالم نسب هذا القول لابن عبدالبر أقلبه عليك وأطالبك بأن تأتيني بعالمٍ واحد _ قبل الراجحي _ نسب هذا القول لابن عبدالبر
إجابة السؤال لا تكون بسؤال أو بقلب طاولة، بل إن كلام ابن عبدالبر المذكور أعلاه يرد على ما ذكرته أنت ولم تأتني بمعارض صريح له، كل ما أوردته مفاهيم مخالفة لا ترقى للاحتجاج.
على كل حال ليس هناك كبير فائدة من إثبات كونه قال بالظنية المطلقة أو بغيرها، فالمذاهب قد قررت وانتهى الأمر، وليس هناك كبير فائدة ترجى من البحث والبحث والبحث ومحاولة قراءة السراب ما بين السطور. وإلى أن تأتي بكلام ابن عبدالبر المناقض لما ذكرته ونقلته من كلام الراجحي، فلكل حادث حديث.
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:41 ص]ـ
أي طاولة؟!! (ابتسامة)
أنت تكرر الكلام وتعرض عن جميع القرائن التي ذكرتها
ولعلي لو كررت القرينة الأخيرة بلفظ آخر لكان أوضح
لو كان ابن عبدالبر يتكلم عن الخبر المختف بالقرائن لنقل ثلاثة أقوال بدلاً عن قولين
ولو كان يتكلم عن المحتف بالقرائن لنقل إفادته للعلم عن غير الكرابيسي وابن خويز منداد _ وهما يقولان بإفادته للعلم مطلقاً _
على كل حال
جزاك الله خيراً على اتساع صدرك لي
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، المناقشة مع طلبة العلم - من أمثالك - لا تخلو من فائدة وبحث واطلاع على أمور جديدة، وهذه إيجابية محمودة.
لو كان ابن عبدالبر يتكلم عن الخبر المختف بالقرائن لنقل ثلاثة أقوال بدلاً عن قولين
أخي الكريم، لقد التبس الأمر علي، فلم أعد أدري عن أي كلام لعبدالبر تقصد؟
أنا طلبت منك في الأعلى أن تنقل لي - لو تفضلت - رده على أهل البدع في حديث الآحاد؟
فلعله كلام لم اطلع عليه وعند عرضه تكتمل الصورة ويحرر موضع الخلاف جيدا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 02:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، المناقشة مع طلبة العلم - من أمثالك - لا تخلو من فائدة وبحث واطلاع على أمور جديدة، وهذه إيجابية محمودة.
أخي الكريم، لقد التبس الأمر علي، فلم أعد أدري عن أي كلام لعبدالبر تقصد؟
أنا طلبت منك في الأعلى أن تنقل لي - لو تفضلت - رده على أهل البدع في حديث الآحاد؟
فلعله كلام لم اطلع عليه وعند عرضه تكتمل الصورة ويحرر موضع الخلاف جيدا.
جزاك الله خيراً أنا شاكرٌ لك كرمك معي فقد أخرجتك عن الموضوع الأساسي
والذي يظهر أني لم أحسن التعبير عن قصدي جيداً
تعلم أخي بارك الله فيك أن للعلماء ثلاثة أقوال في مسألة إفادة خبر الآحاد للظن
فمنهم من قال يفيد الظن مطلقاً
ومنهم من قال يفيد العلم مطلقاً
ومنهم من قال يفيد العلم إذا احتفت به القرائن
إذا نظرنا إلى كلام ابن عبدالبر فسنجد أنه لم يذكر إلا قولين فقط
فهذا يدل والله أعلم أنه كان يتكلم عن الخبر الذي لم تحتف به القرائن وإلا لو كان يتكلم عن الخبر الذي احتفت به القرائن لذكر قول من قال بإفادته للعلم
ويبعد القول بأن ابن عبدالبر لم يقف على مقالات القائلين بأن خبر الآحاد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم
فإنه قد وقف على مقالة من أهم أقل منهم عدداً وهم القائلين بأنه يفيد العلم مطلقاً
ولنعد إلى القرينة القديمة وهي أن نسب القول بأن خبر الآحاد يفيد الظن إلى الجمهور وهذا لا يصدق إلا على الخبر العاري عن القرائن
وأنا لم أزعم أن ابن عبدالبر يقول بأن خبر الآحاد إذا احتفت به القرائن يفيد العلم، ولكني ادعيت أن في كلامه قرائن تدل على أنه إنما يتكلم عن الخبر المجرد عن القرائن
هذا وبارك الله فيك
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 09:40 م]ـ
إذا نظرنا إلى كلام ابن عبدالبر فسنجد أنه لم يذكر إلا قولين فقط
جزاك الله خير أخي الكريم
وعلى كل حال إعراض ابن عبدالبر عن ذكر القول الثالث له أسباب محتملة كثيرة، وإذا تطرق الاحتمال سقط الإستدلال، بل لا يمنع أن يقول قائل أن ابن عبدالبر اعتبر ذلك قولا شاذا فلم يورده، أو ربما لم يعلمه لعدم شيوعه وجل من لا يسهو ..... إلخ من هذه الأسباب.
ولنعد إلى القرينة القديمة وهي أن نسب القول بأن خبر الآحاد يفيد الظن إلى الجمهور وهذا لا يصدق إلا على الخبر العاري عن القرائن
هذا غير دقيق أخي الكريم، فكثير من الأقوال التي يتباناها بعض العلماء يدعي البعض أنها قول الجمهور أو عليها إجماع وهي ليست كذلك، بل ربما قصد قائلوها جمهور المحدثين أو جمهور الفقهاء أو جمهور المحدثين أو جمهور السلف!
والله أعلم بالصواب(53/360)
مَن المراد من (الشارح) عند الإطلاق في كتب العقائد؟
ـ[أبو المعالي الحلبي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 06:06 م]ـ
مَن المراد من (الشارح) عند الإطلاق في كتب العقائد؟ أو في علم الكلام؟ أو عند الأشعريين؟
ومَن المراد من (الشارح) عند الإطلاق في كتب النحو؟ أو مِن بين شُرَّاح الألفية على الخصوص؟؟(53/361)
هل قال الإمام الشافعي بأن الله تعالى " كان ولا مكان"؟
ـ[ابو غالب الرومي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذه المقولة المنسوبة للإمام الشافعي (رضي الله عنه) وهي:
"انه تعالى كان ولا مكان"
هل هي صحيحة أم مكذوبة لأنني أجد البعض يرددها دائما
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 02 - 09, 12:55 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=791711(53/362)
الصحابة ضرورة لا اختيار
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[07 - 02 - 09, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحابة ضرورة لا اختيار
صلاح فتحي هَلَل
14/ 9/1429
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ورضي الله عن آله وصحبه الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه، وجعلهم خير أمةٍ أُخْرِجَتْ للناس.
أما بعد:
فقد جرى في عصرنا لغطٌ عجيبٌ غريب، حول صحابة النبي ?، ورضي الله عن جميعهم، وخاض في ذلك طوائف مِن الناس، بشتى أطيافهم وتوجُّهاتِهم الفِكْرِيَّة والعقديَّة، وتَحَامَقَ أحدُهم؛ فأتى بعجيبة العجائب؛ عندما زَعَمَ أَنَّ الإسلام لم يكن بحاجةٍ إلى صحابة النبي ?، فوجودهم وعدمهم سواء –حسبما تسافه في زَعْمِه-.
فليعْلم القارئ أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ضرورة دينية، على سبيل الاضطرار لا الاختيار، فلابُدَّ مِن وجودهم وحبِّهم واعترافنا بهم، دينًا وعقلًا، وأي سبيلٍ لنزع الثقة منهم، أو الاعتراض على وجودهم = فهو سبيلٌ لِجَحْدِ الإسلام والقضاء عليه، وذلك مِن وجوهٍ عديدةٍ، أقتصر منها الآن على الآتي:
أولًا: إنزال الكتب على الأنبياء بلسان أقوامهم:
فكلّ كتابٍ أنزله الله عز وجل، على نبيٍّ مِن أنبيائه = قد نزل بلسان قومه، كما قال تبارك وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [إبراهيم:4].
فكانت معرفة لسان القوم الذين نزلتْ فيهم كتب الله عز وجل ضرورة شرعية، لا يمكن فهْم مراد الله سبحانه وتعالى بغيرها، ومعرفة لسانهم لا يقتصر فقط على معرفة لغتِهم؛ وإنما يتَّسع ذلك لمعرفة أحوالهم وأعرافهم ومقاصدِهم مِن أفعالهم، ليتسنَّى الوقوف بعد ذلك على مقاصد النصوص الشرعية، ومعرفة مراميها؛ لأنها إِنما نزلت على هؤلاء بلغتهم وأعرافهم، فصار الوقوف على لغتهم وأعرافهم ضرورة مِن الضرورات التي لا يقوم الدين إلا بها؛ لأنه ما نزلت النصوص إلا مُنَجَّمة مُفَرَّقَة، حسب وقائع وأسبابٍ خاصة بالوقائع التي عاينها أو عاصرها الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فالرجوع لملابسات نزول النصوص =ضرورةٌ وحتمٌ؛ لأنها جزءٌ أصيل مِن أجزاء بناء فَهْم النصوص ومعرفة مراميها، فهي كالأعمال التحضيرية والمذكرات التفسيرية والديباجة التي يرجع إليها رجال القانون في عصرنا عند تفسير نصوصهم القانونية.
والحقيقة فإِنَّ الرجوع في تفسير النصوص إلى اللغة والسياق والسبب والعُرْف المحيط = مِن المُسلَّمَات المتَّفَق عليها بين أصحاب العقول جميعًا، مسلمهم وغير مسلمهم، وكمثالٍ على ذلك ما ذكره رجال القانون الدولي في «تفسير المعاهدات الدولية» حيثُ يرجعون في تفسير المعاهدات الدولية إلى أمورٍ على رأسها السياق واللغة الأصل التي كُتِبَتْ بها والتصرُّفات اللاحقة عليها لأطراف المعاهدات والأعمال التحضيرية والديباجة والرسائل المتبادلة وغير ذلك ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)).
فالجميع يرجع في تفسير النصوص إلى لُغَتِها الأصلية، وسياقها، وأعراف الناس وتصرُّفاتهم عند وبعد وجود هذه النصوص للمرة الأولى، فالذي يُنكر ضرورة الرجوع إلى لسانِ وأعراف الخلفاء الراشدين وغيرهم مِن الصحابة رضي الله عنهم = يسلخ النصوص الشرعية مِن طرق تفسيرها، ويحرفها ويُلْحِد في معانيها؛ إِذا فهم النصوص بناءً على لغةٍ أخرى أو عُرْفٍ آخر غير لغة وعُرْفِ الخلفاء الراشدين وغيرهم مِن الصحابة رضي الله عنهم.
وقد فسَّرَ شيخُ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري معنى «التَّنُّور» على المشهور المعروف مِن كلام العرب، ثم قال مُعَلِّلًا ذلك في «تفسيره» (15/ 321): «وكلام الله لا يُوَجَّهُ إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حُجّةٌ على شيءٍ منه بخلافِ ذلك ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)) فيُسلّم لها، وذلك أنه جلّ ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به؛ لإفهامهم معنى ما خاطبهم به» أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/363)
وإذا كانت مخاطبة الناس بلسانهم ضرورة لقيام الحُجَّة عليهم؛ فلا يجوز في الشرع ولا في عَقْلِ عاقلٍ أيضًا أَنْ تُفهمَ النصوص الشرعية على لغةٍ غير لغتها، ولا في عُرْفٍ غير الذي نزلتْ فيه؛ فوجبَ لذلك معرفة اللغة التي نزلتْ بها النصوص، والعُرْف الذي كان سائدًا عند نزولها، وهي لغة الصحابة رضي الله عنهم، التي هي لغة العرب، والعُرْف عُرْفهم أيضًا، فهم إِذن ضرورة شرعية حتمية، لا يمكن التخلِّي عنها، وليست اختيارًا يأخذه من شاء ويتركه مَن شاء؛ بل الرجوع إلى لغة الصحابة رضي الله عنهم وعُرْفهم اضطرارٌ وحتمٌ لازمٌ لمَن أراد فَهْم مراد الله عز وجل مِن النصوص الشرعية التي نزلتْ عليهم بدايةً، ثم نقلوها هم بلغتِهم إلى مَن بعدهم.
والقضية هي نفسها التي خاضها علامة العربية في العصر الحديث: أبو فهرٍ محمود محمد شاكر –طيب الله ثراه-؛ في دفاعه عن الشعر الجاهليِّ؛ لأنَّ الشعرَ الجاهليَّ جزءٌ مِن الواقع واللغة والإبداع الذي جاءت النصوص تتحدَّاه، فعجزَ، فلو ذهب الشعر الجاهليُّ أو ثبت تزوير المسلمين له كما يدعي المستشرقون وأذنابهم = لبَطُلَتِ المعجزة القرآنية القائمة على تحدِّي العرب في لغتهم وفصاحتهم وإبداعهم في ذلك، فوجودُ هؤلاء العرب بهذه الفصاحة ضرورةٌ لقيام المعجزة، وأعلى مِن ذلك أن يعترف العرب بالمعجزة، ويُذْعِنوا لها، ثم يحملوها إلى مَن بعدهم، ويُجاهدوا في الدفاع عنها، كما فعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهذا هو:
ثانيًا: أمارة المعجزة:
فإذا كان القرآن الكريم قد أتى مُعْجِزًا يتحدَّى العرب في صميم ما يعرفونه ويحسنونه مِن أدبٍ وبلاغةٍ وفصاحةٍ؛ فإِنَّ أعظم أمارات قيام المعجزة أن يُسَلِّمَ بها الخصم ثم يقوم هو نفسه بنقلها إلى مَنْ سواه راضيًا مُسَلِّمًا مُذْعِنًا، فضلًا عن قيامه بتكاليفها ودعوة الناس للإيمان بها، وهذا ما وقع بالفعل في حالة الصحابة رضي الله عنهم، حيثُ جاء الإسلام وقامت المعجزة تتحدَّاهم في لغتهم وفصاحتهم، فأذعنوا لها، واعترفوا بصحَّتِها، وأنها ليست مِن قولِ بشرٍ، ولا هي مِن شِعْرِ شاعرٍ، ثم قام هؤلاء الذين آمنوا واستجابوا وأذعنوا مِن قريش ومَنْ حولها بنقْلِ هذه المعجزة، وهذا الدين؛ إلى مَن سواهم، وجعلوه مَعْقِد ولائهم وبرائهم.
وهذا كما نرى أتم في قيام المعجزة، والإذعان لها، فالصحابة رضي الله عنهم على هذا ليسوا مجرد أشخاصٍ نقلوا معارف وجدوها هنا أو هناك، وإنما هم أمارة على قيام المعجزة وتسليمهم وإذعانهم بصحة هذا الدين الجديد الذي آمنوا به أولًا، ثم نقلوه إلى مَن سواهم ثانيًا، بل وخاضوا الحروب ذودًا عن حياضه.
فهذا اعترافٌ مِمَّن شاهد وعاين ونزلت المعجزة تتحدَّاه في صميم ما يُحْسنه ويعرفه، فإذا ما سقط هذا الاعتراف = سقط ما اعترفوا به، وهذا عين ما يريده أعداء الإسلام.
ولذا شبه الإمام النسائي: الإسلامَ بدارٍ بابها الصحابة رضي الله عنهم، عندما سُئِلَ الإمام: عن مُعاوية بن أبي سُفْيان رضي الله عنهما صاحب رسول الله ?؟ فقال الإمام النسائيُّ رحمه الله: «إنما الإسلام كدارٍ لها باب، فباب الإسلام: الصحابة [رضي الله عنهم]، فمَنْ آذى الصحابة إنما أرادَ الإسلامَ؛ كمَن نَقَرَ البابَ إنما يريد دخول الدار. قال: فمَنْ أرادَ مُعاويةَ [ t] فإنما أراد الصحابة [رضي الله عنهم]» ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)).
ثالثًا: منبعٌ واحدٌ لا منابع:
والمقصود بذلك أَنَّ الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الإسلام لمَن بعدهم، قرآنًا وسُنَّةً، فهم المنبع الوحيد لمعرفة الإسلام، حتى لا يقولنَّ قائلٌ بأنه يمكنه فَهْم النصوص الشرعية بناءً على لغة العرب، ويستغني بذلك عن الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنَّ الوصول إلى هذه النصوص الشرعية لا يمكن إلا عن طريق الصحابة رضي الله عنهم، ثم تأتي مرحلة فهم هذه النصوص التي نقلوها؛ فتُفْهَم عن طريق لُغَتِهم وعُرْفِهم أيضًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/364)
فهم الذين نقلوا الشريعة أولًا، وبلُغَتِهم وعُرْفهم ومعارفهم وأفهامِهم يتسنَّى لِمَنْ بعدهم فَهْم المنقول ثانيًا، فمَن طعن فيهم أو تخَلَّى عنهم أو نزع يدًا مِن تبعيَّتِهم = فقد توجَّه بالشيء نفسه للنصوص الشرعية التي نقلوها، فالطعن في الناقلِ أو نزع اليد منه =طعنٌ في المنقول، وإهدار الناقل إهدارٌ لمنقوله، والوسائل في ديننا لها أحكام المقاصد.
وعن هذا تتحدَّث وقائع التاريخ ونصوص العلماء؛ فيقول الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله: «لَمَّا جاء الرَّشيدُ ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)) بشاكر رأس الزنادقة ليضرب عنقه؛ قال (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)[5] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5)): أَخْبِرْنِي لِمَ تُعَلِّمُونَ الْمُتَعَلِّمَ منكم أولَ ما تُعلمونه الرَّفْضَ والقَدَر؟ قال: أَمَّا قولنا بالرفض فإِنَّا نريدُ الطعنَ على الناقلةِ، فإذا بطلت الناقلة أَوْشَكَ أَنْ نبطلَ المنقول، وأَمَّا قولنا بالقَدَر فإِنَّا نريدُ أَنْ نُجَوِّزَ إخراجَ بعضَ أفعال العباد لإِثبات قَدَر الله؛ فإذا جازَ أَنْ يخرجَ البعضُ جازَ أَنْ يخرجَ الكلُّ» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6)).
ويقول الإمام الكبير أبو زُرْعَةَ الرازيُّ:: «إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا مِن أصحابِ رسولِ الله ?؛ فاعْلَمْ أنَّهُ زنديق؛ وذلك أَنَّ الرسولَ ? عندنا حَقٌّ، والقرآنَ حَقٌّ، وإنما أَدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله ?، وإنما يريدونَ أَنْ يَجْرَحوا شهودَنا ليُبْطِلُوا الكتابَ والسنةَ، والجرح بهم أَوْلَى، وهم زنادقة» ([7]).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامٍ له:: « .. وذلك أنَّ أولَ هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقًا وعِلْمًا وعَملًا وتبليغًا، فالطعن فيهم طعنٌ في الدين؛ مُوجبٌ للإعراض عما بعثَ الله به النبين، وهذا كان مقصود أول مَن أظهر بدعة التشيع؛ فإنما كان قصده الصّدّ عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله، ولهذا كانوا يُظْهِرُونَ ذلك بحسْبِ ضعفِ الملة» ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8)).
رابعًا: الرضى بما ارتضاه الله عز وجل، وارتضاه رسوله ?:
وذلك عبر الكثير مِن الآيات والأحاديث الواردة في فضائل الصحابة رضي الله عنهم، ورِضَا الله عز وجل عنهم، وكذلك رضا رسوله ? عنهم، وما أعدَّه الله عز وجل لهم مِن ثوابٍ عظيمٍ، ومغفرةٍ وزرقٍ كريمٍ، في الدنيا والآخرة، والنصوص في ذلك لا حصر لها، وهي معلومةٌ مشهورةٌ ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9))، فالذي يُؤمن بكتاب الله عز وجل وسُنَّةِ نبيِّه ? =يلزمه الإيمان بما ذكره الله عز وجل في كتابه، وما ذكره رسوله ? في سُنَّتِه عن الصحابة، وفضائلهم، والرِّضَى عنهم، والفوز العظيم، والجزاء الحَسَن الجميل الذي أُعِدَّ لهم عند الله عز وجل، فالإيمان بمنزلة الصحابة رضي الله عنهم التي ذكرها لهم الله عز وجل وذكرها لهم رسوله ? = من ضرورات الإيمان بالكتاب والسنة؛ لورود ذلك كله في الكتاب والسنة، والذي يزعم الإيمان بالكتاب والسنة ثم لا يؤمن بالنصوص الواردة في الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم ومكانتهم والرِّضى عنهم وما أَعَدَّهُ الله عز وجل لهم مِن نعيمٍ مقيمٍ في جنة الخُلْد = هو في الحقيقة ممن ينطبق عليه قولُ الله سبحانه وتعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85].
وخلاصة القول: أن الإيمان بفضائل الصحابة رضي الله عنهم، وضرورة الرجوع إلى لُغَتِهم ولسانهم وفهْمِهِم وأعرافهم عند نزول النصوص الشرعية = مِن الحتميات والضرورات اللازمة لكلِّ مسلمٍ، فإِنَّما نزلت النصوص بلسانهم لتخاطبهم هم قبل غيرهم، ولا سبيل لمعرفة ماهية النصوص إلَّا بالرجوع إلى لسانهم وأعرافهم والوقوف على معارفهم وأفهامهم.
وقد حذَّرَ عز وجل مِن الخروج عن سبيلِهم وسبيل أتباعهم، وذكَرَ عقوبةَ ذلك؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115].
فليتدبَّر القارئ في هذا العقاب الأليم، لمَنْ سلك غير سبيل المؤمنين، وفي مُقَدِّمتِهم الصحابة رضي الله عنهم ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
رضي الله عن صحابة نبيِّنا ?، وجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على عبدك ونبيك محمدٍ ?، وارضَ اللهمَّ عن آله وأصحابه رضي الله عنهم.
salah_fathe@hotmail.com
([1]) « القانون الدولي العام» د. أحمد أبو الوفا (ص/35 - 42).
([2]) يعني بخلاف الأشهر مِن معانيه عند العرب، ويُعلم ذلك بالقرائن المحيطة وهي الحجة التي أشار إليها الإمام الطبري رحمه الله.
([3]) «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» للإمام ابن منظور (3/ 103)، «تهذيب الكمال» للإمام أبي الحجَّاج المِزِّيِّ (1/ 339 – 340).
([4]) أمير المؤمنين: هارون الرشيد رحمه الله.
([5]) يعني: الرشيد رحمه الله.
([6]) «تاريخ بغداد» (4/ 308).
([7]) «الكفاية» للخطيب (ص/97).
([8]) «منهاج السنة النبوية» (1/ 18).
([9]) وتُراجع المؤلفات الكثيرة في موضوع «فضائل الصحابة رضي الله عنهم».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/365)
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[07 - 02 - 09, 12:24 م]ـ
نشر المقال (أعلاه) في مجلة الجندي المسلم
السنة الثامنة والثلاثون ـ العدد (134) ذو الحجة ـ محرم ـ صفر 1429/ 1430هـ
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=293038
كما نشره موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-107029.htm
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[07 - 02 - 09, 12:27 م]ـ
والمقال في المرفقات بصيغة المكتبة الشاملة ومضغوطا ببرنامج وينرار
.(53/366)
لماذا يجب أن يكون حبنا لرسول الله أكثر من أهلينا وأنفسنا؟
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 02:24 م]ـ
إخواني في الله
سألني بعض طلابي [أربع عشرة سنة] سؤالا جاء كما يلي:
قال الطالب: لماذا يجب أن نحب رسول الله أكثر من أبوينا؟
فحضرني ما يلي:
قلت: إن محمدا صلى الله عليه وسلم جاءنا بالإسلام والهداية وأنقذنا من النار وبه إن شاء الله سندخل الجنة
فإنه قد أخذ بأيدينا بعيدا عن النار وأدخلنا الجنة.
هذا ما وفقني الله إليه وأطرح عليكم السؤال منتظرا الجواب الشافي
وإني ليحضرني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: الذي جاء في البخاري ومسند أحمد وغيرهما
ففي البخاري: 6142 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ "
وإنه صلى الله عليه وسلم والحمد لله أحب إلي من أبي وأمي وأهلي وولدي والدنيا جميعا
فاللهم اغمر قلوبنا بحبك بحب نبيك وحب آله وصحبه والصالحين
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:27 م]ـ
يا إخوة
ألا من مجيب معين؟!!!
لقد عرضت سؤالي هذا على أحد الإخوة فزاد على كلامي السابق الشفاعة
أي شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لنا يوم لانجاة إلا بها، وبرحمة الله
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:41 م]ـ
اللهم صل وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
أنقل لك هذه المقالات من بعض المنتديات عسى الله ان ينفع بها
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
محمد صلى الله عليه وسلم .. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار .. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه، لأنه:
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أعددت لها؟ ". قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت ".
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
أبشر بها يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غير لونك؟! ". قال: يا رسول الله .. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".
رحم الله ثوبان .. حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه والليل يقلقه**** والصبر يسكته والحب ينطقه
ويستر الحال عمن ليس *******يعذره وكيف يستره والدمع يسبقه
الرحمة المهداة
قال عز وجل: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
لولاه لنزل العذاب بالأمة .. لولاه لاستحققنا الخلود في النار .. لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام:
" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/367)
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته ".
لطيفة
قال الحسن بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال فيه: " بالمؤمنين رؤوف رحيم "، وقال في نفسه:
"إن الله بالناس لرؤوف رحيم ".
اصبر لكل مصيبة وتجلد**** واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها***** نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وإذا أتتك مصيبة تبلى بها******* فاذكر مصابك بالنبي محمد
الجماد أحبه .. وأنت؟!
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي .. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل .. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
حتى لا تكون فاسقاً
قال الله في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ".
قال القاضي عياض:
" فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: " فتربصوا حتى يأتي الله بأمره "، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهده الله.
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر ".
قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".
آخذ بحجزنا عن النار
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/368)
ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث: " وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني ".
وفى رواية أحمد: " إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي ".
ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم ".
ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم: " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.
حجاب .. واثنان .. وثلاثة
1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة ".
2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم من النار .. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات ".صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار ".
ولى كل مؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
أعميت عيني عن الدنيا وزينتها ... فأنت والروح شئ غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي أرق *****من أول الليل حتى مطلع الفلق
وما تطابقت الأجفان عن سنة***** إلا وإنك بين الجفن والحدق
ما أشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم ... جعلت فداه ما بلغوه وزناً
إذا ذكر الخليل فذا حبيب ... عليه الله في القرآن أثنى
وإن ذكروا نجى الطور فاذكر ... نجى العرش مفتقراً لتغنى
وإن الله كلم ذاك وحياً ... وكلم ذا مخاطبة وأثنى
ولو قابلت لفظة لن تراني ... لـ"ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشياً عليه ... وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً
وإن ذكروا سليمانًا بملك ... فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهباً أباها ... يبيد الملك واللذات تفنى
وإن يك درع داود لبوساً ... يقيه من اتّقاء البأس حصنا
فدرع محمد القرآن لما ... تلا: "والله يعصمك" اطمأنا
وأغرق قومه في الأرض نوح ... بدعوةِ: لا تذر أحداً فأفنى
ودعوة أحمد: رب اهد قومي ... فهم لا يعلمون كما علمنا
وكل المرسلين يقول: نفسي ... وأحمد: أمتي إنساً وجنا
وكل الأنبياء بدور هدي ... وأنت الشمس أكملهم وأهدى
لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه .. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.
وثيقة حبه .. وقعها بالدم
- ففي الطائف وقف المشركون له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه.
- ومع بنى عامر بن صعصعة: يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة، فيجيبونه إلى طلبه، وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري، فأثناهم عن إجابتهم له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك، فو الله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناقة فركبها، فغمزها بيحرة فألقت النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهرها.
تصور حالته صلى الله عليه وسلم وقد قرب على الخمسين من عمره، ويسقط من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الأرض، والارتفاع ليس بسيطاً، إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
- بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله ".
- وغير ذلك: يوضع سلا جزور على كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وينثر سفيه سفهاء قريش على رأسه التراب، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلى الله عليه وسلم ..
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لأنه يحبنا .. أوذي وضرب وعذب .. اتهم بالسحر والكهانة والجنون .. قتلوا أصحابه .. بل وحاولوا قتله .. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار ..
وبعد كل هذا البذل والتعب؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا .. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/369)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:46 م]ـ
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
هذا السؤال لنهيج القلوب والمشاعر لهذه المحبة، ولنؤكدها، ولنحرص على غرسها في سويداء القلوب والنفوس حتى تتحرك بها المشاعر، وتنصبغ بها الحياة، وتكون هي السمت والصبغة التي يكون عليها المسلم في سائر أحواله بإذن الله.
أولاً: نحبه؛ لأنه حبيب الله: ومن أحب الله؛ أحب كل ما أحبه الله، وأعظم محبوب من الخلق لله هو رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: [وَلَكِنْ صَاحِبُكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ] رواه مسلم. يعني نفسه صلى الله عليه وسلم، والخلة هي أعلى درجات المحبة.
ثانيًا: لأن الله أظهر لنا كمال رأفته وعظيم رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته: فنحن نحب الإنسان متى وجدناه بنا رحيماً، وعلينا شفيقًا، ولنفعنا مبادراً، ولعوننا مجتهداً .. فنحبه من أعماق قلوبنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو في هذا الباب أعظم مَنْ رحمنا، ورأف بنا، وإن كان بيننا وبينه هذه القرون المتطاولة، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [128]} [سورة التوبة].
ولو أردنا أمثلةً لذلك؛ طال بنا المقام، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يقول: [لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ... ]. وكم من الأحاديث الذي ورد فيها رقته ورحمته بأمته:
كما في حديث: مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ: [ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ] رواه البخاري ومسلم. رحمة بهم.
بل كان إذا سمع بكاء الصبي يخفف من صلاته رأفةً وشفقةً على قلب أمه به، وذلك من كمال رحمته وشفقته عليه الصلاة والسلام.
ومن ذلك: كمال نصحه لأمته، وعنايته بتعليمهم، حتى قيل للصحابة: ' قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ'رواه مسلم. أي: حتى قضاء الحاجة، علم أمته كل شيء، وكان عليه الصلاة والسلام لا يدع فرصةً إلا ويعلمهم، ولا يدع فرصةً إلا ويقول: [لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ] رواه البخاري ومسلم. حتى جئنا إلى أيامنا هذه وإلى ما بعدها، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا نراه في يقظته ومنامه، بل نحن نعرف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من سيرته أكثر مما نعرف عن أنفسنا .. لم يعرفوا منكم عن صغره من يعرف منكم حاله في نومه أو يقظته، رُصدت حياته صلى الله عليه وسلم، ورصد لنا وصفه وشعره كم شعرةً بيضاء في لحيته، كل ذلك في وصفٍ دقيقٍ بليغٍ، حتى كأن كل شيءٍ في حياته كأنما ورد في وضح النهار، وفي رابعة الشمس كما يقولون.
ثالثًا: من دواعي محبته صلى الله عليه وسلم: خصائصه وخصاله العظيمة: ويكفينا في ذلك قول الله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [4]} [سورة القلم]. واجتمع فيه ما تفرق من وجوه الفضائل والأخلاق والمحاسن في الخلق كلهم، فكان هو مجتمع المحاسن عليه الصلاة والسلام، وحسبنا ذلك في هذه الدواعي، وإلا فالأمر كثير؛ فإن الذين مالت قلوبهم، وملئت حباً لرسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه، إنما سبى قلوبهم، واستمال أنفسهم بما كان عليه من الخلق وحسن المعاملة، وكمال الرحمة، وعظيم الشفقة، وحسن القول إلى غير ذلك من ما هو معلوم من شمائله عليه الصلاة والسلام.
رابعًا: مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم وعلاماتها: فلكل شيءٍ دليل، ولكل إدعاءٍ برهان، ومن هنا نذكر بعض هذه المعالم العظيمة المهمة من مظاهر وعلامات محبته صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/370)
ومن أولها: محبته باتباعه، والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم: وكما قال ابن الجوزي مستشهدًا بقول مجنون ليلى:
إذا قيل للمجنون ليلى تريد أم الدنيا وما في طواياها
لقال غبار من تراب نعالها أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها
قال ابن الجوزي:' وهذا مذهب المحبين بلا خلاف، فكل محبٍ يكون أدنى شيءٍ من محبوبة أعظم إليه من كل شيءٍ في دنياه، فكان أدنى شيءٍ من الله، ومن رسوله أعظم وأحب إلى كل مؤمن من كل شيءٍ في دنياه '.
قال ابن رجب رحمه الله في 'جامع العلوم والحكم':' فمن أحب الله ورسوله محبةً صادقةً من قلبه؛ أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ويكره ما يكره الله ورسوله، ويرضى ما يرضى الله ورسوله، ويسخط ما يسخط الله ورسوله، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض؛ فإن عمل بجوارحه شيئاً يخالف ذلك بأن ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله، أو ترك بعض ما يحب الله ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه، دلّ ذلك على نقص محبته الواجبة، فعليه أن يتوب من ذلك، ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة '.
ثانياً: الإكثار من ذكره صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه:
فمن أحب إنساناً أكثر ذكره، وأكثر ذكر محاسنه، فينبغي أن نعطر مجالسنا في كل وقتٍ وحينٍ بذكر مآثر النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته وأحواله وشمائله، وهذا الذكر هو الذي يهيج هذه المحبة ويبعثها، وكثرة الصلاة عليه والسلام تترك هذا المعنى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [56]} [سورة الأحزاب].
وفي حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ] قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي فَقَالَ: [مَا شِئْتَ] قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ: [مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ] قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ: [مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ] قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ: [مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ] قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا قَالَ: [إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ] رواه الترمذي وأحمد.
قال الشراح: كان أُبّي يقصد أن له وردٌ من الدعاء دائم، فكان يصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كم أجعل لك من ذلك؟ قال زد حتى لو كان الحمد والثناء والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فإنه وإن قلّ الدعاء يكون فيه ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم: [إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ].
ثالثاً: تمني رؤيته والشوق إليه: وتلك بعض مشاعر المحبة، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ] رواه مسلم.
وهذا بلال رضي الله عنه ذهب إلى بلاد الشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: لم أطق أن أبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن إذا جاء بقوله:' أشهد أن محمداً رسول الله ' تخنقه عبرته، فيبكي، فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين، ورجع بعد سنوات، ثم دخل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحان وقت الأذان، فأذن بلال، فبكى، وأبكى الصحابة بعد انقطاعٍ طويل غاب فيه صوت مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذكروا بلالاً وأذانه، وتذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان بلال رضي الله عنه عند وفاته تبكي زوجته بجواره، فيقول: ' لا تبكي غدًا نلقى الأحبة محمداً وصحبه ' .. فكان يشتاق للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واحد من المبشرين بالجنة كما ثبت ذلك في الحديث. وهكذا روي عن حذيفة بن اليمان، وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين كلهم روى أو ذكر القاضي عياض في الشفاء أنهم قالوا:'غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه '.
رابعًا: محبة الكتاب الذي أنزل عليه، والذي بلّغه لأمته:
وهو معجزته الخالدة إلى قيام الساعة، كلام الله وكتابه العظيم، الذي فيه الهدى والنور، فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب القرآن، والتعلق به.
خامسًا: محبة آل بيته صلى الله عليه وسلم: ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المصدر: جزء من مقال بعنوان: (محبة النبي صلى الله عليه وسلم) - مفكرة الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/371)
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أختنا ريحانة الإيمان
وبارك فيك ولك وعليك وبك(53/372)
الظاهرية افكارهم ورجالهم
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[07 - 02 - 09, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع بالطريقة الظاهرية، لم تدعو؟ وهل هي موافقة للسنة؟.
الحمد لله
الطريقة الظاهرية معروفة، وهي التي يسير عليها داود بن علي الظاهري، وأبو محمد ابن حزم، ومن يقول بقولهما.
ومعناها: الأخذ بظاهر النصوص وعدم النظر في التعليل والقياس، فلا قياس عندهم ولا تعليل، بل يقولون بظاهر الأوامر والنواهي، ولا ينظرون إلى العلل والمعاني، فسموا ظاهرية لهذا المعنى؛ لأنهم أخذوا بالظاهر ولم ينظروا في العلل والحكم والأقيسة الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة، ولكن قولهم في الجملة أحسن من قول أهل الرأي المجرد الذين يحكمون الآراء والأقيسة، ويعرضون عن العناية بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، لكن عليهم نقص ومؤاخذات في جمودهم على الظاهر، وعدم رعايتهم للعلل والحكم والأسرار التي نبه عليها الشارع وقصدها، ولهذا غلطوا في مسائل كثيرة دل عليها الكتاب والسنة.
والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6/ 218
السؤال: ما هي الظاهرية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000439) هل هي فرقة من الفرق الظاهرة مثل المرجئة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000010) والخوارج ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) ، ثم ما هي أفكارهم الرئيسية، ومن هم المنظرين لهم؟
الجواب: الظاهرية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000439) مذهب فقهي، وليست فرقة عقائدية، لكنها تعد من البدع من جهة إنكارهم لكون الشريعة معللة -أي أنهم ينكرون الحكم الشرعية- وبناءً على ذلك ينكرون القياس، وحتى لا نعبر بالتعبير الأصولي، فمن القياس ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، ومنه الصحيح ومنه الفاسد.
فهم ينكرون أن الشريعة معللة أي أن لها أحكاماً ومصالح معروفة، فمثلاً القتل يقول الله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000700) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ المائدة:32] فهذه معللة، وأكثر الأحكام معللة، وقال تعالى أيضاً: http://www.alhawali.com/sQoos.gif كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6005132) ) [ الحشر:7].
أليست هذه معللة؟! إذاً فإن كثيراً من الأحكام المالية والحدود معللة؛ حتى العبادات معللة وإن كانت الحكمة خفية، كقوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000189) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[ البقرة:183] فالعلة هنا هي علة التقوى وهكذا.
فهم لما أنكروا ذلك أتوا بما يخالف العقل، وتعرفون رأيهم الذي يضرب به المثل -دائماً- أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه http://www.alhawali.com/tips.gif } فقالت الظاهرية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000439) : إن النهي هنا عن البول في الماء، أما لو بال في قارورة، ثم صبها في الماء، فإنه يجوز ذلك، وهنا وقعوا في الخطأ، وذلك لما نفوا الحكمة، مع أن العلة واحدة وواضحة وهي تنجيس الماء وهكذا.
ولذلك فقد أثر عن الإمام أحمد ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000016) رحمه الله أنه قال: 'إن هذه من إحدى البدع' وإمامهم القديم داود بن علي الظاهري ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000440) ثم تزعمهم وأظهر شأنهم وأمرهم الفقيه المجتهد البارع أبو محمد بن حزم ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000348) ، فقد ملأ علمه الآفاق، وضرب في كل علم بسهم: في اللغة، والبلاغة، والبيان، وفي الفرق، فهو رجل عالم، لكنه كان سليط اللسان.
ثم أضاف إلى ذلك أمراً آخر رغم أنه ظاهري في الفقه ترك ظاهريته وأعمل عقله في العقيدة فأتى بالعجائب التي لا يتسع المقام لذكرها، ففي بعض الأمور يوافق الجهمية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000001) ، وفي بعضها وصل به الحال أنه كاد أن يوافق الباطنية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000033) والقرامطة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000041) وفي بعض الأمور وافق أهل السنة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) ، كل ذلك كان باجتهاده الخاص وترك ما أجمع عليه السلف ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000006) في موضوع الأسماء والصفات وغيرها، وإن كان له ردود قيمة وعظيمة على اليهود والنصارى وعلى الصوفية ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000002) والخوارج ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000007) والشيعة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000017) ، فنسأل الله أن يغفر لنا وله.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/373)
ـ[أم فراس]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك.
ورحم الله الشيخ العلامة ابن باز وحفظ الشيخ سفرا الحوالي.(53/374)
ماهو القول الأظهر في حكم فضلات النبي الأطهر هل طاهرة أم نجسة؟ مع التدليل بالأثر والنظر بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 04:56 م]ـ
ماهو القول الأظهر في حكم فضلات النبي الأطهر هل طاهرة أم نجسة؟ مع التدليل بالأثر والنظر بارك الله فيكم.
ـ[الغواص]ــــــــ[29 - 04 - 09, 11:13 ص]ـ
1 - الرسول بشر من البشر ومن قال بأنه ليس ببشر فقد كفر
قال الله عز وجل (قل إنما أنا بشر مثلكم)
فيجوز عليه ما يجوز على البشر من نوم وأكل ونسيان وإخراج فضله
وليس هذا فيه قدح لمقامه صلى الله عليه وسلم
بل الله عز وجل جعل ذلك من الأدلة على نسف دين النصارى فقال عن عيسى وأمه عليهم السلام
(كانا يأكلان الطعام) ونبه العلماء أن ذلك فيه إشارة إلى أن الطعام الداخل لا بد أن يخرج فمن كان كذلك لا يمكن أن يكون إلها ولكنهم قوم لا يعقلون.
2 - الأدلة لا تحصى كثرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتطهر من النجاسة
ومن ذلك ما رواه البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 04:37 م]ـ
راجع تلخيص الحبير
فقد ضعف أحاديث شرب بول النبي -صلى الله عليه وسلم - وأدلة تطهر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين وغيرهما ترده
وهذا رابط مفيد في أحاديث شرب بول النبي -صلى الله عليه وسلم-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102902
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[05 - 05 - 09, 03:23 م]ـ
و حديث الصحابي الذي شرب دم النبي صلى الله عليه و سلم .. كيف توجيهه عند الجمهور القائلين بنجاسة الدم؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 09, 03:06 م]ـ
هل شرب أحد الصحابة دم النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل صَحَّ أنه لما احتجم النبي صلى الله عليه وسلم .. أنَّ أحد الصحابة شرب الدم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (سَرَت فِيكَ النُّبُوَّة)؟
ذكرته إحدى الطالبات في حديثنا عن نجاسة الدم وحرمة شربه.
الحمد لله
أولا:
الدم المسفوح من المحرمات النجسة، وقد جاء الدليل من الكتاب والسنة والإجماع على ذلك.
يقول الله تعالى: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام/145
قال الطبري رحمه الله "جامع البيان" (8/ 53):
" الرجس: النجس والنتن " انتهى.
أما السنة: فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت:
(جَاءَت امرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: إِحدَانَا يُصِيبُ ثَوبَهَا مِن دَمِ الحَيضَةِ كَيفَ تَصنَعُ بِهِ؟ قَالَ: تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقرُصُهُ بِالمَاءِ ثُمَّ تَنضَحُهُ ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ)
رواه البخاري (227) ومسلم (291)
وقد بوب عليه البخاري (باب غسل الدم)، كما بوب عليه النووي (باب نجاسة الدم وكيفية غسله)
وأما الإجماع:
فقال النووي رحمه الله: " الدم نجس، وهو بإجماع المسلمين " انتهى.
ونقله أيضا القرطبي في تفسيره (2/ 210) وابن رشد في بداية المجتهد (1/ 79)
ثانيا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/375)
جاء في بعض الأحاديث أن بعض الصحابة رضي الله عنهم شربوا دم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الروايات أنه أقرهم على ذلك، وفي بعضها أنه أنكر عليهم، ولم أجد في شيء من الروايات اللفظ المذكور في السؤال: (سرت فيك النبوة)، ونذكر هنا هذه الأحاديث وحكم العلماء عليها:
1 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
(أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عَبدَ اللَّهِ اذهَب بِهَذَا الدَّمِ فَأَهرِقهُ حَتَّى لا يَرَاهُ أَحَدٌ.
فَلَمَّا بَرَزَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ.
فَقَالَ: يَا عَبدَ اللَّهِ مَا صَنَعتَ؟
قَالَ: جَعَلتُهُ فِي أَخفَى مَكَانٍ ظَنَنتُ أَنَّهُ يَخفَى عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: لَعَلَّكَ شَرِبتَهُ.
قَالَ: نَعَم.
قَالَ: وَلِمَ شَرِبتَ الدَّمَ؟! وَيلٌ لِلنَّاسِ مِنكَ وَوَيلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ)
رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 414)، والبزار في مسنده (6/ 169)، والحاكم في المستدرك (3/ 638)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 67)، ولكن بلفظ: (ما تلقى أمتك منك!)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 163)
جميعهم من طريق هنيد بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به.
وهنيد بن القاسم: ترجمته في "التاريخ الكبير" (8/ 249) وفي "الجرح والتعديل" (9/ 121) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 515) ولم يعرف روى عنه إلا موسى بن إسماعيل.
ومثل هذا الراوي يعتبر في عداد المجاهيل، ولكن يحسن حديثه إن تابعه أو شهد له ما يقويه، وقد جاء عن بعض أهل العلم ما يدل على توثيقه وقبول حديثه:
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 30):
" وفي إسناده الهنيد بن القاسم، ولا بأس به، لكنه ليس بالمشهور بالعلم " انتهى.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/ 366):
" ما علمت في هنيد بن القاسم جرحة " انتهى.
وللحديث طريق أخرى رواها الدارقطني (1/ 228)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 162) من طريق:
محمد بن حميد ثنا علي بن مجاهد ثنا رباح النوبي أبو محمد مولى آل الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: أنها ذكرت قصة شرب عبد الله بن الزبير ابنها دم النبي صلى الله عليه وسلم أمام الحجاج، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم له: لا تمسك النار.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (1/ 31):
" وفيه علي بن مجاهد وهو ضعيف " انتهى.
وعلي بن مجاهد هذا هو الكابلي، كذبه يحي بن الضريس، ويحي بن معين، كما في الميزان، وقال فيه الحافظ في التقريب: " متروك، من التاسعة، وليس في شيوخ أحمد أضعف منه "
وفيه أيضا رباح النوبي، قال الحافظ: " لينه بعضهم، ولا يُدْرَى من هو " [لسان الميزان 2/ 443].
وبهما أعله العظيم آبادي في التعليق المغني، قال (1/ 425): (قوله: " علي بن مجاهد، حدثنا رباح النوبي "، هما ضعيفان لا يحتج بهما).
وفيه أيضا: محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف، كما في التقريب وغيره.
كما رواه في جزء الغطريف ـ كما قال ابن حجر في الإصابة (4/ 93) والتلخيص الحبير (1/ 32)) ـ ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 162):
عن أبي خليفة الفضل بن الحباب نا عبد الرحمن بن المبارك نا سعد أبو عاصم مولى سليمان بن علي عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير قال أخبرني سلمان الفارسي ... وذكر القصة، وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن الزبير: لا تمسك النار إلا قسم اليمين.
فيظهر من مجموع هذه الروايات أن قصة شرب عبد الله بن الزبير دم النبي صلى الله عليه وسلم لها أصل، والله أعلم.
2 - سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال:
(احتجم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال لي: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير، أو قال: الناس والدواب. قال: فتغيبت به فشربته. قال: ثم سألني فأخبرته أني شربته، فضحك)
رواه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 209)، وابن عدي في الكامل (2/ 64)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 67)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 81)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/376)
كلهم من طريق ابن أبي فديك عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده.
قال ابن كثير في "الفصول في السيرة" (300):
" فإنه حديث ضعيف لحال بُريه هذا، واسمه إبراهيم؛ فإنه ضعيف جدا " انتهى.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله "السلسلة الضعيفة" (1074):
" وهذا سند ضعيف، وله علتان:
الأولى: عمر بن سفينة، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال البخاري: إسناده مجهول.
وأورده العقيلي في الضعفاء (282) وقال: " حديث غير محفوظ ولا يعرف إلا به "
والأخرى: ابنه بُرَيه – مصغرا -، واسمه إبراهيم، أورده العقيلي أيضا (61) وقال: لا يتابع على حديثه. وقال ابن عدي في "الكامل" (2/ 64): له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت، ولم أجد للمتلكمين في الرجال لأحد منهم فيه كلاما، وأحاديثه لا يتابعه عليها الثقات، وأرجو أنه لا بأس به "
وقال الذهبي في الميزان: ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. وقال أيضا: وتفرد بُرَيه عن أبيه بمناكير "
والحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام"، وسكت عليه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" فلم يُجِد " انتهى كلام الألباني.
3 - سالم أبو هند الحجام رضي الله عنه.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 30):
" رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث سالم أبي هند الحجام قال:
حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغت شربته، فقلت: يا رسول الله شربته. فقال: ويحك يا سالم، أما علمت أن الدم حرام! لا تَعُد)
وفي إسناده أبو الحجاف، وفيه مقال " انتهى.
4 - غلام لبعض قريش.
عن نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(حجم النبيَّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدم، فذهب به من وراء الحائط، فنظر يمينا وشمالا، فلما لم ير أحدا تحسى دمه حتى فرغ، ثم أقبل، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، فقال: ويحك ما صنعت بالدم؟ قلت: غيبته من وراء الحائط. قال: أين غيبته؟ قلت: يا رسول الله! نفست على دمك أن أهريقه في الأرض، فهو في بطني. قال: اذهب فقد أحرزت نفسك من النار)
ذكره ابن حبان في المجروحين (3/ 59) في ترجمة نافع أبي هرمز وقال: روى عن عطاء نسخة موضوعة، وذكر منها هذا الحديث.
5 - مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 31):
" وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2/ 221) من طريق عمر بن السائب أنه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم مص جرحه حتى أنقاه ولاح أبيض، فقيل له: مُجَّهُ. فقال: لا والله لا أمُجُّهُ أبدا. ثم أدبر فقاتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. فاستشهد " انتهى.
الخلاصة أن أصح ما ورد في شرب الصحابة بعض دم النبي صلى الله عليه وسلم، هو ما جاء من شرب عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، على ما مر من الكلام في سنده، ولم يصح عن أحد غيره.
ثالثا:
فكيف يوفق العلماء بين ما تقرر من نجاسة الدم، وبين شرب عبد الله بن الزبير دم النبي صلى الله عليه وسلم الشريف؟
قالوا: ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بها في الحكم عن سائر الأمة، وهي خصوصيات كثيرة جمعها أهل العلم في مجلدات، مثل الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى"، فقد نص بعض أهل العلم على طهارة دمه الشريف صلى الله عليه وسلم اعتمادا على قصة عبد الله بن الزبير.
انظر الشفا (1/ 55) ومغني المحتاج (1/ 233) وتبين الحقائق (4/ 51) وإن كان نقل في المجموع (1/ 288) عن جمهور الشافعية القول بنجاسة دم النبي صلى الله عليه وسلم كسائر الدماء.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/81692
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 09, 06:07 ص]ـ
لعل الصواب أن يقال أن شرب الدم لم يصح عن أحد من الصحابة، فالأمر على عمومه. والله أعلم.(53/377)
طلب عااااجل. . علماء الأشعرية الشافعية الأصوليين
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[07 - 02 - 09, 10:21 م]ـ
السلام عليكم ,,
كتب الله اجركم ,,
وجعلنا الله وإياكم من السلفيين على فهم السلف الصالح،،
لاحرمكم الله الأجر ..
حفظكم الله ورعاكم .. طلب مني شيخنا حفظه الله واحسن إليه في درس العقيدة الطحاوية بالبحث عن عالم من علماء الاشاعرة الشافعية وخصوصا العالم الأصولي الشافعي المعتزلي الذي ااعترف بأمر في مسألة الكلام ضد الأشاعرة .. واسمه كما لمح الشيخ ((الت ,,,))
لي اسبوعين وأنا أبحث لم أعرف والمهلة تنتهي بعد غد الاثنين،،
ارجو المساعدة غفر الله لكم
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[07 - 02 - 09, 10:30 م]ـ
ابشركم وجدته قبل قليل هو
سعد الدين التفتازاني
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[07 - 02 - 09, 11:14 م]ـ
بارك الله فيك
لكن أكمل وجه النقض الذي على الأشاعرة.
وكيف وصفته بالمعتزلي.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 12:45 ص]ـ
لعل وصفه بالاعتزال سبق قلم من الاخ
لكن المهم ما وجه نقضه على الاشاعرة قولهم في الكلام سيما و هو عمدة المتأخرين الأشاعرة
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 07:20 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابشركم وجدته قبل قليل هو
سعد الدين التفتازاني
لكنه ليس من الشافعية
بل من الحنفية
(ابتسامة)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 08:55 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكنه ليس من الشافعية
بل من الحنفية
(ابتسامة)
أخي عمر ما قلته هو ما رجحه أبو غدة لكن هناك من ذكر أن التفتازاني شافعي كالكفوي والسيوطي وصاحب كشف الظنون وطاش كبري زادى وغيرهم.
وبعضهم جعله محققا لكلا المذهبين.
لكن علي قاري عده في طبقات الحنفية وابن نجيم.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
ما ذكرتُه عن حنفية السعد التفتازاني - رحمه الله - مبناه على ما استقر في ذهني من كونه صاحب التلويح في شرح التنقيح في أصول الحنفية
كذا ما استقر في ذهني من ماتريديته
إضافة لما مر علي من قراءة في ترجمته
لكنكم أفدتموني - بارك الله فيكم - بمشاركتكم الأخيرة
ودفعتموني لعمل بحث يسير عبر الشبكة
وقد وجدت الموضوع التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17707
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:30 م]ـ
بارك الله فيكم على إثراء الموضوع ..
وأما وصفي له بالاعتزال فهو خطأ مطبعي فنسأل الله لنا وله مغفرة الزلل
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:31 م]ـ
اما اعترافه فلم اجده للأسف .. وأظن المسألة في كلام الله تعالى(53/378)
تلخيص كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للألباني
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 10:36 ص]ـ
الحلقة الأولى:
الحمد لله وحده، وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فلا يخفى على اللبيب المنصف ما لكتب العلامة الألباني من القيمة العلمية، والمنزلة البحثية؛ لاشتمالها على تحقيقات نفيسة، ودقائق لطيفة جعلها طلبة أهل العلم وطلابه على حد سواء؛ ثم إن مسيس الحاجة وعمومها إلى بعض تلك الكتب؛ جعل صاحبها- رحمه الله تعالى- يختصرها ويلخصها للعامة رغبة في عموم الانتفاع بها، فمن ذلك: اختصاره - رحمه الله- كتابه الماتع النافع (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)، وكتابه (أحكام الجنائز).
وكنت قبل مدة قد لخصت هذا الكتاب محافظا فيه على أسلوب الشيخ رحمه الله، وسأضعه هنا على حلقات بإذن الله تعالى.
تمهيد: معنى التوسل في اللغة والقرآن:
جاءت كلمة التوسل في كلام العرب وفي القرآن والسنة، وعني بها: التقرب إلى المطلوب، والتوصل إليه برغبة". قال ابن الأثير: " الواسل: الراغب، والوسيلة: القربة والواسطة، وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، وجمعها وسائل".
وقال الراغب الأصفهاني: "حقيقة الوسيلة إلى الله تعالى: مراعاة سبيله بالعمل والعبادة، وتحري مكارم الشريعة، وهي كالقربة، والواسل: الراغب إلى الله تعالى".
هذا؛ وهناك معنى آخر للوسيلة هو: المنزلة عند الملك والدرجة والقربة، كما في الحديث الذي رواه مسلم وغيره، وفيه:" ... ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له شفاعتي". ولكن المراد ببحثنا هو الوسيلة بالمعنى الأول.
وبالمعنى اللغوي المتقدم جاء ذكر الوسيلة في القرآن في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة". قال ابن جرير: يقول: أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك. وابتغوا إليه الوسيلة، يقول واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه".
الأعمال الصالحة وحدها هي الوسائل المقربة إلى الله تعالى:
قد استدل بعض الناس على التوسل بذوات الأنبياء والصالحين بالآيتين المذكورتين في القرآن، وهو استدلال خاطئ، لأنه لم يثبت شرعا أن هذا التوسل مشروع مرغوب فيه، ولذلك لم يذكر هذا الاستدلال أحد من السلف الصالح، ولا استحبوا هذا التوسل، بل الذي فهموه أن الله تبارك وتعالى يأمرنا بالتقرب إليه بكل رغبة والتقدم إليه بكل قربة والتوصل إلى رضاه بكل سبيل.
لكنه قد أعلمنا في نصوص أخرى كثيرة أن التقرب إليه يكون بالأعمال الصالحة، ثم إنه سبحانه لم يكل ذلك إلينا ولم يتركه لأذواقنا وعقولنا، بل أمرنا أن نرجع في ذلك إلى ما شرعه الله تعالى وسنه رسوله ?.
متى يكون العمل صالحا:
دل الكتاب والسنة على أنه لا بد في ذلك من أمرين:
أولهما: أن يكون صاحبه قصد به وجه الله تعالى.
وثانيهما: أن يكون موافقا لكتاب الله تعالى وسنة نبيه ?، فإذا أحد هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا ولا مقبولا.
الوسائل الكونية والشرعية
عرفنا أن الوسيلة هي السبب الموصل إلى المطلوب. وهذه الوسيلة قسمان:
- وسيلة كونية، وهي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود بخلقته التي خلقه الله بها، وهي مشتركة بين المؤمن والكافر، ومن أمثلتها الماء الذي هو وسيلة الري، والطعام الذي هو وسيلة الشبع.
- وسيلة شرعية، وهي ما أوصل إلى المطلوب عن طريق ما شرعه الله تعالى، وبينه في كتابه وسنة نبيه، وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله. ومن أمثلتها: الإتيان بالشهادتين بإخلاص؛ فهو وسيلة دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار، وصلة الرحم وسيلة لطول العمر.
وكثير من الناس يخطئ في فهم الوسائل بقسميها، فيظنون ما ليس بسبب سببا، فمن ذلك اعتقادهم بأن بلاء ينزل عليهم إذ قلموا أظافرهم ليلا، وفي أيام السبت والأحد، أو أن أحدا من أصحابهم أو أقربائهم يذكرهم بخير إذا طنت آذانهم. وكل هذا وأمثاله اعتقادات باطلة، بل خرافات وترهات.
كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها:
الطريق الصحيح لمعرفة مشروعية الوسائل الكونية والشرعية هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، والنظر في دلالات النصوص.
ويشترط في السبب الكوني أن يكون مباحا في الشرع، وأن يكون قد ثبت تحقيقه لمقصود، أو غلب على الظن ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/379)
ويشترط في السبب الشرعي ثبوته في الشرع فقط.
وكثيرا ما يخلط الناس في هذه الأمور فيظنون أنه بمجرد حصول النفع بوسيلة ما تكون هذه الوسيلة جائزة ومشروعة، فقد يحدث أن يدعو أحدهم وليا، أو يستغيث بميت فيتحقق طلبه وينال رغبته، فيدعي أن هذا دليل على قدرة الموتى على إغاثة الناس، وعلى جواز دعائهم والاستغاثة بهم. وما درى أن وقوع مثل هذا إنما هو استدراج من الله عز وجل للمشركين والمبتدعين، وفتنة منه سبحانه لهم جزاء وفاقا على إعراضهم عن الكتاب والسنة، واتباعهم لأهوائهم وشياطينهم. فنجد هذا قد وقع في الشرك، وذلك لأن الاستغاثة بغير الله شرك أكبر. مع أن كثيرا من الحكايات من هذا النوع مختلق لا صحة له، أو يكون صحيحا لكن راوي الحادثة أخطأ في حكمه على المنقذ والمغيث فظنه الولي أو الصالح؛ وإنما هو شيطان رجيم قصد بذلك التلبيس عليه وعلى الناس حتى يقعوا في الكفر والضلال. وقد كان يقع مثل هذا للمشركين حينما كانوا يأتون الأصنام ويدعونها،فيسمعون صوتا، فيظنون أنه صوت معبودهم يكلمهم ويجيبهم، وليس في الحقيقة سوى شيطان يريد إضلالهم.
وأهم ما يقع فيه الخلط في هذا الباب الاتصال بعالم الغيب بطريقة ما، كإتيان الكهان والعرافين والمنجمين والسحرة، فإنه قد يقع الأمر على وفق ما أخبر به هؤلاء فيعتقد الناس فيهم معرفة الغيب، وهذا خطأ جسيم، فمجرد حصول منفعة ما بواسطة ما، لا يعني هذا مشروعيتها، كما أن بيع الخمر ولعب الميسر قد يؤديان إلى غنى صاحبهما أحيانا، ومع ذلك فهما محرمان. فكذلك إتيان الكهان والعرافين والمنجمين محرم فلا يجوز فعله، وإن قدر وجود نفع فيه.
تنبيه:
ما ثبت أنه وسيلة كونية يكفى في إباحته والأخذ به ألا يكون في الشرع النهي عنه. وأما الوسائل الكونية فلا يكفي في جواز الأخذ بها عدم النهي عنها بل لا بد من ثبوت النص الشرعي بإباحتها واستحبابها؛ لأن الاستحباب قدر زائد على الإباحة،؛ لأنه مما يتقرب به إلى الله، والقربات لا تثبت بمجرد عدم النهي عنها. قال شيخ الإسلام: " الأصل في العبادات المنع إلا لنص، وفي العادات الإباحة إلا لنص".
?
التوسل المشروع وأنواعه
شرع الله تعالى لنا أنواعا من التوسلات المفيدة المحققة للغرض، والتي تؤدى إلى إجابة دعاء الداعي إذا توفرت شروط الدعاء الأخرى.
وبتتبع ما ورد في الكتاب والسنة المطهرة نجد أن هناك ثلاثة أنواع من التوسل، ورد بعضها في القرآن واستعملها الرسول ? وحض عليها، وليس فيها التوسل بالذوات أو الجاهات أو الحقوق أو المقامات، فدل ذلك على عدم مشروعيته وعدم دخوله في الوسيلة المذكورة في الآيتين السالفتين.
والأنواع المشار إليها هي:
1 - التوسل على الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا:
كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، أو بحبك لمحمد ?؛ لأن الحب صفة من صفاته تعالى. ومن أدلته من القرآن قوله تعالى: ? ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ?. والمعنى: متوسلين بها.
ومن السنة قوله ?: " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا ... " ().
2 - التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي:
كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي .... أو يذكر عملا صالحا ذا بال قام به ثم يتوسل به إلى ربه. ومن أدلته من الكتاب قوله تعالى: ?الذين يقولون: ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار? وقوله ? ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ?.
ومن السنة: ما رواه بريدة بن الحصيب حيث قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال: قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" ().
وكذا ما تضمنته قصة الثلاثة الذين دخلوا غارا فجاءت صخرة فسدته عليهم، فجعلوا يدعون الله بصالح أعمالهم حتى فرج الله عنهم هذه الصخرة وخرجوا يمشون"، وهي مشهورة أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما.
3 - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/380)
كأن يقع المسلم في ضيق وشدة، أو يحل به بلاء، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تعالى، فيذهب إلى رجل صالح عنده تقوى وفضل، فيطلب منه أن يدعو له ربه ليكشف عنه ما هو فيه.
ومن أدلة ذلك: ما أخرجه البخاري (3/ 1313/3389) عن أنس رضي الله عنه قال:
"أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاء فادع الله يسقينا. فمد يديه ودعا قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله يحبسه. فتبسم ثم قال (حوالينا ولا علينا). فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل".
وما رواه أيضا أنس بن مالك رضي الله عنه " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب. فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون" ().
ومعنى كلام عمر: أننا كنا نقصد نبينا ? ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى الله بدعائه، والآن بعد وفاته لم يعد ذلك ممكنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعو لنا. وليس المعنى أنهم كانوا يقولون: اللهم بجاه نبيك اسقنا فصاروا بعد موته ? يقولون بجاه العباس اسقنا؛ بل هذا بدعة لم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ومنه أيضا ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (18/ 151/1) بسند صحيح عن سليم بن عامر الخبائري:" أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال أين يزيد بن الأسود الجرشي، فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس، فأمره معاوية فصعد المنبر فقعد عند رجليه، فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي يا يزيد: ارفع يديك إلى الله، فرفع يزيد يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح في سقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم".
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 09:11 ص]ـ
الحلقة الثانية
بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة
هذه الأنواع الثلاثة المتقدمة وقع الإجماع على مشروعيتها، وأما ما عداها ففيه خلاف، والذي تقتضيه الأدلة هو: عدم جواز غيرها أو مشروعيته، وليس مع مَن جوز إلا شبها واحتمالات نرد عليها في الفصل التالي؛ لكنا نقول هنا: إذا نظرنا في الأدعية الواردة في القرآن الكريم، والتي منها ما يعلمنا ربنا كيف ندعو به ابتداء وبعضها مما يحكيه عن بعض رسله وأوليائه. وكذا في السنة الصحيحة وما فيها من الأدعية النبوية الكريمة؛ لا نجد في شيء منهما التوسل بالجاه أو الحرمة أو الحق أو المكانة لشيء من المخلوقات.
ومن الغريب أن يعرض المخالفون عن هذه التوسلات القرآنية والنبوية المشروعة فلا يكادون يستعملونها، ويعمدون بدلا منها إلى أدعية وتوسلات بدعية ليست في الكتاب ولا في السنة ولا جاءت عن السلف الصالح، وأقل أحوالها أنها مختلف فيها، فما أجدرهم بقوله تعالى ? أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير?.
?
شبهات والجواب عنها
الشبهة الأولى:
احتج القائلون بجواز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين بحديث أنس السابق في توسل عمر بالعباس، حيث فهموا منه أن التوسل كان بجاه العباس ومكانته عند الله تعالى، وأن سبب عدول عمر عن التوسل بالنبي ?؛ إنما كان لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل.
والجواب أن تفسيرهم هذا مردود من وجوه:
- من المتفق عليه أن في كلام عمر شيئا محذوفا، وهو إما " إنا كنا نتوسل بجاه نبيك فتسقنا، وإنا نتوسل إليك بجاه عم نبيك، أو يكون: إنا كنا نتوسل بدعاء نبيك، وإنا نتوسل إليك بدعاء عم نبينا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/381)
ولتعيين التقدير الصحيح ينبغي الرجوع إلى السنة لنعرف طريقة توسل الصحابة بالنبي ?؛ أكانوا إذا أجدبوا وقحطوا قعد كل واحد منهم في داره، أو اجتمعوا دون أن يكون معهم رسول الله ?، ثم قالوا: "اللهم بنبيك وبحرمته عندك اللهم اسقنا الغيث"، أم كانوا يأتونه ويطلبون منه أن يدعو الله تعالى فيدعو، ويتضرع حتى يسقوا؟
الأول لا وجود له في كتب السنة، ولم يقع من الصحابة الكرام فعله، والثاني هو المقطوع بوقوعه لوروده في كتب السنة، كما في حديث الأعرابي المتقدم، وكما في حديث التوسل بالعباس، وكما في حديث عائشة ? قالت:" شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر ?وحمد الله عز وجل ثم قال " إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم " ().
- الذي بيناه من معنى الوسيلة هو المعهود في حياة الناس؛ فإذا كانت لإنسان حاجة عند أحد المسوؤلين؛ فإنه يبحث عمن يعرف هذا المسوؤل فيطلب منه أن يشفع له عنده في قضاء حاجته، ولا نجد أحدا يذهب إلى المشفوع إليه فيقول بحق فلان عندك اقض حاجتي.
- ويؤيده عدول عمر عن التوسل بالنبي ? إلى التوسل بالعباس؛ لأنه ما عاد ممكنا أن يذهبوا إليه ويشرحوا له ما نزل بهم فيدعو لهم ويؤمنوا على دعائه، لأنه قد انتقل إلى حياة مباينة للحياة الدنيا مباينة كبيرة، ولو كان التوسل بالنبي ? ممكنا في هذا الوقت لما عدل عمر عنه إلى العباس، ولما أقره الصحابة فإن التوسل بغيره مع القدرة على التوسل به كالاقتداء بغيره مع القدرة على الاقتداء به، وهذا مما لم يكونوا يفعلونه، ألا تراهم لم يستسيغوا الاقتداء بأبي بكر عندما جاء النبي ? وكان أبو بكر يصلى بهم، فلما رأوا النبي ? صفقوا لأبي بكر ليتأخر؟!
- وهذا يدل على بطلان قول من قال إنه ? حي في قبره حياة كحياتنا؛ فإنه لو كان كذلك لما كان هناك وجه لانصرافهم للصلاة خلف غيره. ويبطله أيضا كونهم كانوا يستشيرونه في حياته في أمورهم ويستنصحونه، فلما مات لم يعودوا يفعلون ذلك، نعم هو حي في قبره عليه الصلاة والسلام أكمل حياة، لكنها مع ذلك حياة برزخية لها أحكام مختلفة عن الحياة الدنيوية.
- وقولهم: عدل عمر إلى التوسل لبيان جواز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل كلام عجيب ومضحك أيضا، كيف تخطر تلك الحذلقة الفقهية ببال عمر والصحابة وهم في جدب وشدة وقحط، والناس في شدة وكرب حتى أطلق على ذلك العام الرمادة، كيف يرد في خاطرهم مثل ذلك وهم أحوج شيء إلى الإغاثة فيتركون الوسيلة الكبرى إلى الوسيلة الصغرى؟ وقد علم بالضرورة أن الإنسان وقت الشدائد يبذل كل ممكن لديه ليتخلص منها!
- وعلى التنزل أن وقوع ذلك من عمر كان لبيان الجواز، فهل خطر نفس التعليل في نفس معاوية والضحاك بن قيس عندما كانا يتوسلان بيزيد بن الأسود الجرشي؟!!
4 - قد فسرت بعض روايات الحديث الصحيحة كلام عمر وقصده.
قال الحافظ في الفتح (3/ 150): " وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس".
ففي هذا الحديث أن التوسل كان بدعاء العباس لا بذاته، ولو كان التوسل بذاته لما كان هناك حاجة لأن يقوم يدعو.
- وأيضا قد دل كلام عمر أن كلا التوسلين: توسلهم بالنبي ? وتوسلهم بالعباس، من نوع واحد؛ فإذا ثبت أن توسلهم بالنبي ? هو توسل بدعائه، ثبت أيضا أن توسلهم بالعباس هو توسل بدعائه، وهو ما توضحه رواية الإسماعيلي في مستخرجه، ولفظها:: كانوا إذا قحطوا على عهد رسول الله ? استسقوا به، فيستسقي لهم، فيسقون، فلما كان في إمارة عمر ... "الحديث، فقوله " فيستسقي لهم " صريح في أنه ? كان يطلب لهم السقيا من الله تعالى. قال في النهاية:" استسقيت فلانا: إذا طلبت منه السقيا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/382)
- ويؤيده أنه لو كان توسلهم بذات العباس لا بدعائه لما تركوا التوسل بالنبي ? بهذا المعنى؛ فإنه ممكن لو كان مشروعا.
اعتراض وجوابه:
قال بعضهم عدل عمر عن التوسل بالنبي?؛ لأنه لم يكن يعلم حديث الضرير، وهو مردود بكون الاستسقاء كان علانية وبمحضر من الصحابة فكيف خفي هذا عن غيره؟
- وأيضا فإن لفظة" أن عمر كان إذا قحطوا ... " تدل على تكرر ذلك منه، فكيف خفي عليهم حديث الضرير في كل هذه المرات.
وأيضا لم يقع هذا من عمر وحده، ولا في عصره فحسب، بل فعل مثلَ فعله معاوية ابن أبي سفيان والضحاك بن قيس، فعدلا إلى التوسل بدعاء يزيد بن الأسود وعندهما جماعة من الصحابة وأجلاء التابعين؟؟
- ففي جريان عمل الصحابة على التوسل بذاته ? عند نزول الشدائد بهم- بعد أن كانوا لا يتوسلون بغيره في حياته – لدليل واضح على عدم مشروعيته هذا التوسل.
?
الشبهة الثانية: حديث الضرير
يحتج المخالفون بحديث آخر وهو ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث عثمان بن حنيف: " أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير، (وفي رواية: وإن شئت صبرت فهو خير لك) فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في (وشفعني فيه). قال: ففعل الرجل فبرأ" ().
قالوا: علّم النبي ? الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى ذلك فعاد بصيرا.
وما ادعوه ليس بصحيح؛ فإن هذا هو من التوسل بدعائه لا بذاته فلا حجة لهم فيه، ويدل على ذلك:
1 - مجئ الأعمى للنبي ? وطلبه الدعاء، ولو كان هذا توسلا بذاته أو بجاهه لما كانت هناك حاجة لمجيئه إليه، بل كان يكفي أن يجلس في بيته ويقول" اللهم بجاه نبيك اشفني"، لكنه لم يفعل لكونه عربي أصيل يفهم معنى التوسل عند العرب.
2 - أن النبي ? وعده بالدعاء وخيره بينه وبين أن يصبر على المصيبة.
3 - إصرار الأعمى على الدعاء بقوله:"فادعه"، ومقتضاه أن النبي ? دعا له؛ فإنه قد وعده بالدعاء إن لم يختر الصبر، ولحرص النبي ? على أن يستجاب له في الرجل وجهه إلى نوع آخر من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو لنفسه أيضا، كل هذا ليكون الدعاء أقرب للقبول.
4 - في بعض روايات الحديث" اللهم شفعه فيّ "، وهذا يستحيل معه حمل التوسل على أنه توسل بالذات والجاه؛ إذ المعنى: اقبل شفاعته فيّ، أي دعاءه في أن ترد عليّ بصري، والشفاعة لغة: الدعاء، قال في لسان العرب:" الشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع: الطالب لغيره". فثبت بذلك أن توسل الأعمى كان توسلا بدعائه ? لا بذاته.
5 - قوله في الحديث:" وشفعني فيه " أي اقبل شفاعتي، أي دعائي في أن تقبل شفاعته ? وهو دعاؤه برد بصري. ولا يكمن أن تفهم هذه الجملة على غير هذا الوجه. فظهر أن الأمر كله دائر في التوسل بالدعاء.
6 - هذا الحديث يذكره الأئمة في معجزات النبي ? ودعائه المستجاب، لذا أخرجه من صنف في " دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، وهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى هو دعاء النبي ? له. بدليل أن ليس كل أعمى دعا بهذا الدعاء عوفي وشفي!!
- وإذ قد ظهر أن حديث الأعمى دائر كله على دعائه ?، وأنه لا علاقة له بالتوسل بالذات والجاه، تبين لنا حينئذ أن قول الأعمى في دعائه: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد ?، إنما المراد به: بدعاء نبيك، أي: على حذف المضاف، كما في قوله" واسأل القرية" أي: أهل القرية، وإذا قال المخالفون: بل تقديره:" أسألك وأتوجه إليك بجاه نبيك" قلنا لهم: هذا ما ليس في السياق تصريح إليه ولا إشارة، ولا في الكتاب والسنة وفعل الصحابة ما يدل عليه، أما تقديرنا فأدلته كل الوجوه المتقدمة.
- فائدة: لو حملنا حديث الأعمى على التوسل بالذات لبقي معطلا لقوله " اللهم فشفعه فيّ، وشفعني فيه" وهذا لا يجوز، فوجب التوفيق بين هذه الجملة والتي قبلها بحمل معناه على الدعاء، فبطل استدلالهم به، والحمد لله.
تنبيه:
وقع في بعض طرق الحديث الأخرى زيادتان يحتج بهما المخالفون على ما ذهبوا إليه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/383)
- الأولى: زيادة حماد بن سلمة:" وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك"، وعلتها تفرد حماد بها ومخالفته لشعبة فيها، فهي شاذة، وعلى فرض صحتها لم يكن فيها دليل على التوسل بالذات لاحتمال أن يكون المراد بقوله: فافعل مثل ذلك" أي: من الإتيان إليه ? في حال حياته وطلب الدعاء منه، والتوسل به والتوضؤ والصلاة. والله أعلم.
- الثانية: قصة الرجل مع عثمان بن عفان، وتوسله بالنبي ? حتى قضى له حاجته، أخرجها الطبراني في المعجم الصغير (ص103ـ 104)، وفي الكبير (3/ 2/1/ 1ـ2): من طريق عبد الله بن وهب عن أبي سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف: " أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكى ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضى لي حاجتي وتذكر حاجتك وروح حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان رضي الله عنه فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتك فذكر حاجته وقاضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة وقال: ما كانت لك من حاجة فأذكرها ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فتبصر فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال ابن حنيف: فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث عن دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضر قط".
- وقد تفرد بذكر القصة:" شبيب بن سعيد" كما قال الطبراني، وهو ضعيف الحفظ، وقد اختلف عليه فيها، مع مخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وواحد من هذه الثلاث كاف لإسقاط القصة، فكيف بها مجتمعة؟
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 07:56 م]ـ
الحلقة الثالثة
الشبهة الثالثة: الأحاديث الضعيفة في التوسل
يحتج مجيزو التوسل بأحاديث ضعيفة غير ثابتة عن النبي ? بعضها يدل على مرادهم وبعضها لا يدل، وأشهرها هو:
1 - الحديث الأول:
حديث أبي سعيد مرفوعا: "من قال حين يخرج إلى الصلاة اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته".
رواه أحمد وابن ماجه. وإسناده ضعيف من أجل عطية العوفي، قال الذهبي: مجمع على ضعفه.
2 - الحديث الثاني:
حديث بلال::" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال: «باسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرجه أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت ابتغاء مرضاتك، واتقاء سخطك، أسألك أن تعيذني من النار، وتدخلني الجنة» أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم82.
وسنده ضعيف جدا، فيه الوازع بن نافع العقيلي، متفق على ضعفه أيضا.
وعلى كل حال فالحديثان لا يدلان على التوسل بالمخلوقين، بل التوسل فيهما توسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل؛ فإن حق السائلين هو إجابة دعائهم، فإجابة دعاء العباد صفة من صفات الله تعالى، وحق ممشى المصلين هو أن يغفر الله لهم ويدخلهم الجنة، ومفغرة الله ورحمته من صفات الله تبارك وتعالى.
3 - الحديث الثالث:
عن أبي أمامة الباهلي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء:
اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد ... أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض بكل حق هو لك وبحق السائلين عليك ... ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/384)
رواه الطبراني، وفي إسناده فضال بن جبير، قال ابن حبان:" لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها".
4 - الحديث الرابع:
عن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها ... ثم دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون ... فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه، فقال: " الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين ".
- رواه الطبراني وأبو نعيم، وإسناده ضعيف تفرد به "روح بن صلاح"، اتفقوا على تضعيفه، فيكون حديثه منكرا.
5 - الحديث الخامس:
حديث أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قال: كان رسول الله ? يستفتح بصعاليك المهاجرين.
مداره على أمية هذا، ولم تثبت صحبته، فالحديث مرسل ضعيف، قال الحافظ: ليست له صحبة ولا رواية". وله علة أخرى: عنعنة أبي إسحاق، وهو مدلس.
ولو صح؛ فهو من التوسل بدعاء الصالحين، وقد جاء هذا مفسرا في رواية النسائي ولفظه: إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
6 - الحديث السادس:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله: يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك و نفخت في من روحك و رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك و لولا محمد ما خلقتك". أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 615).
- فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم، قال ابن حبان: استحق الترك"،، وكان ابن المديني وابن سعد وغيرهما يضعفه جدا، وقال الطحاوي: "حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف". وقول الحاكم عن الحديث: صحيح الإسناد، قد تعقبه الذهبي بقوله: بل موضوع، عبد الرحمن بن زيد أسلم واهن وعبد الله بن أسلم الفهري، لا أدري من ذا " انتهى.
وقد أنكر على الحاكم تصحيحه للحديث؛ فإنه قد قال في كتاب المدخل إلى الصحيح ص 154:" عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه"؛ فالحديث معلل بكون عبد الرحمن ضعيف جدا، وبجهالة الإسناد إليه، والاضطراب فيه برفعه تارة ووقفه أخرى.
- ثم إنه مخالف للقرآن في موضعين:
- أنه جعل غفران ذنب آدم حصل لتوسله بالنبي ?، والله تعالى يقول? فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه? وقد فسرها ابن عباس كما عند الحاكم: قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال بلى؟ قال: ألم تنفخ في من روحك؟ قال: بلى. قال: أي رب! ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: بلى. قال: فهو قوله: ? فتلقى آدم من ربه كلمات صححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا. وله حكم الرفع.
- الموضع الثاني: قوله:" ولولا محمد ما خلقتك"، وهذا أمر عقدي عظيم لو كان صحيحا لثبت في القرآن أو السنة المتواترة أو الصحيحة، وهذا الخبر الضعيف ينافي الحكمة التي ذكرها الله تعالى من خلق آدم وغيره في قوله تعالى: ? وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ?. ومثل هذا الحديث الباطل ما اشتهر على الألسنة:" لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك"؛ فإنه موضوع كما ذكره الصنعاني والشوكاني.
7 - الحديث السابع
"توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم".
وهذا باطل لا أصل له في شيء من كتب الحديث البتة، وإنما يرويه بعض الجهال كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/385)
ومع معرفتنا بأن جاهه? عند ربه عظيما لا يلزم أن نتوسل به إلى الله تعالى، لعدم ثبوت الأمر عنه ?؛ ويوضح ذلك أن الركوع والسجود من مظاهر التعظيم وبعض الكفار كانوا وما زالوا يفعلونه لملوكهم، ومع هذا لا يجوز لنا باتفاق المسلمين أن نركع ونسجد للنبي ? في حياته أو بعد مماته، فهل يقول قائل إننا حين نمنع الركوع والسجود للنبي ? ننكر جاهه ? وقدره؟ كلا ثم كلا. فكذلك حين نمنع التوسل بجاهه ليس معناه أننا ننكر جاهه وقدره، لكننا منعناه لأنه لم يثبت في الشرع فحسب.
8 - أثران ضعيفان:
بعد فراغنا من إيراد الأحاديث الضعيفة في التوسل يحسن بنا نورد ما يتمسك به المجيزون للتوسل البدعي من آثار.
أ - أثر الاستسقاء بالرسول ? بعد وفاته:
قال الحافظ في الفتح (2/ 397): " وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري وكان خازن عمر قال أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له ائت عمر ... الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة".
وجوابها من وجوه:
- عدم التسليم بصحتها؛ لأن في إسنادها "مالك الدار" مجهول الحال، وتصحيح الحافظ لإسناد الأثر هو تصحيح له إلى أبي صالح فقط؛ فإنه قال: بإسناد صحيح من رواية أبي صالح عن مالك الدار، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسناد من عند أبي صالح، ولقال رأسا " عن مالك الدار ... وإسناده صحيح، ولكنه تعمد ذلك ليلفت النظر إلى أن ها هنا شيئا ينبغي النظر فيه.
- مخالفتها لما ثبت استحبابه من إقامة صلاة الاستسقاء من أجل نزول الغيث، والإكثار من الدعاء والاستغفار، وهذا كان دأب السلف الصالح ولم ينقل عنهم الالتجاء إلى قبر النبي ? وطلب السقيا منه.
- لو سلمنا بصحة إسنادها فلا حجة فيها؛ لأن مدارها على رجل مجهول لم يسم، وتسميته بلال بن الحارث في رواية سيف- وهو ابن عمر التميمي- لا يعول عليه لأنه ضعيف باتفاقهم.
- ليس فيها التوسل بالنبي ?، بل فيها طلب الدعاء منه أن يسقى الله أمته، وهذه مسألة تتعلق بالطلب منه بعد وفاته ولم يجوزها أحد من علماء السلف الصالح.
ب - أثر فتح الكوى فوق قبر الرسول ? على السماء:
روى الدارمي في سننه (1/ 43):حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء- أوس بن عبد الله- قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كووا إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق".
وهذا الأثر ضعيف لا تقوم به حجة لأمور:
- سعيد بن زيد ضيعف.
- أبو النعمان وهو محمد بن الفضل السدوسي، وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره، ولا يعلم هل سمع منه الدارمي قبل الاختلاط أم بعده.
- لو صح لم تقم به حجة لأنه موقوف وليس بمرفوع.
- وقال سيخ الإسلام: لم يكن للبيت في حياة عائشة كوة، بل كان باقيا على ما كان في عهد النبي ?، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف ... ثم قال: ولو صح لكان دليلا على أنهم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون بميت، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 09:34 ص]ـ
الحلقة الأخيرة
الشبهة الرابعة: قياس المخلوق على الخالق
قال المخالفون: التوسل بذوات الصالحين وأقدارهم أمر جائز مطلوب وله أمثلة واقعة في حياتنا، ألا ترون من كانت له حاجة عند ملك أو وزير أو عظيم لم يذهب إليه مباشرة بل يوسط من يكون معروفا لدي هؤلاء؛ لأنه لو ذهب مباشرة لما التفت إليه ولا قضيت حاجته، فكذلك ما نحن فيه! إذ أننا مذنبون مخطئون ولو قصدنا أعظم العظماء وملك الملوك سبحانه وتعالى لما قبلنا، فنحن نوسط أناسا صالحين لعل الله أن يعطينا حاجاتنا إكراما لهم.
والجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/386)
أن نقول: هذا قياس منكم للخالق على المخلوق، وتشبيه منكم لقيوم السماوات والأرض، أرحم الراحمين وأعدل العادلين، بالملوك الظالمين المتجبرين الذين لا ينظرون في مصالح الرعية ولا يقضون حوائج الناس إلا بالوسائط أو الرشاوى، فما أبشع هذا التشبيه! وما أعظم هذه الفرية على رب العالمين الذي وسعت رحمته كل شيء بل هو أرحم بالمؤمن من أمه وأبيه.
ثم إن هذا التوسيط وسيلة إلى الشرك، فقد انتقل أقوام من توسيط الصالحين في الدعاء إلى سؤال الصالحين أنفسهم ودعائهم من دون الله ليقضوا لهم حاجاتهم. وهذا هو عين الشرك الأكبر.
قال العز بن عبد السلام في رسالة الواسطة ص5: " من أثبت الأنبياء وسواهم من مشايخ العلم والدين وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله نعالى حوائج خلقه، وأن الله تعالى إنما يهدي عباده ويرزقهم وينصرهم بتوسطهم، فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون لله شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا لله أندادا".
?
الشبهة الخامسة
هل هناك مانع من التوسل المبتدع على وجه الإباحة لا الاستحباب؟؛ بمعنى أن التوسل بالأنبياء والصالحين وإن لم يثبت ما يدل على مشروعيته فلا مانع من جوازه لأنه لم يرد النهي عنه، فيكون حينئذ مباحا؟
قدمنا في أول البحث أن الوسيلة معناها: التوصل إلى تحصيل المقصود وهو إما أن يكون شرعيا أو دنيويا، وذكرنا أيضا أنه متى كان المقصود شرعيا فلا يمكن معرفة وسيلته إلا من طريق الشرع فحسب، كيف والأصل في العبادات المنع والحظر لا الإباحة والجواز. ثم إن عندنا في الشرع ما يغني عن هذا التوسل البدعي، فلماذا نعرض عما ورد ونذهب إلى ما لم يرد، كما أن في التوسل البدعي ما تقدم من تشبيه الله تعالى بملوك البشر وحكامهم، وهذا غير جائز.
الشبهة السادسة: قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح
قالوا: إذا كان التوسل بالعمل الصالح جائزا، فالتوسل بالرجل الصالح الذي صدر منه هذا العمل أولى بالجواز وأحرى بالمشروعية.
والجواب من وجهين:
- هذا قياس، والقياس في العبادات باطل، ولو طردنا هذا القياس لقيل: إذا جاز توسل الشخص بعمله هو لجاز من باب أولى توسله بعمل النبي أو الولي لأن عملهما فوق عمله بكثير، وهذا باطل لم يقل به أحد.
- قلب هذا القياس عليهم؛ فيقال: إذا لم يجز توسل المسلم بعمل غيره الصالح فأولى ثم أولى ألا يجوز توسله بذاته. وهذا بين.
الشبهة السابعة: قياس التوسل بذات النبي على التبرك بآثاره
قال بعضهم: إذا شرع التبرك بآثاره ? فليكن التوسل بذاته مشروعا كذلك.
وللجواب نقول: لا بد من توضيح الفرق بين التبرك والتوسل فقد غلط بعضهم وسوّى بينهما. ذلك أن التبرك هو: التماس من حاز أثرا من آثار النبي ? حصول خير به خصوصية له ?، وأما التوسل فإرفاق الدعاء بشيء من الوسائل التي شرعها الله تعالى؛ وعليه: فالتبرك: يرجى به شيء من الخير الدنيوي فحسب، بينما يرجى بالتوسل الخير الدنيوي أو الأخروي.
وعلى هذا؛ فإنه يشرع للمسلم إذا أراد قضاء حاجة دينية أو دنيوية أن يقول في دعائه: اللهم إني أتوسل إليك بأنك أنت الله الأحد الصمد ... ، ولا يجوز له أن يقول: اللهم إني أتوسل إليك بثوب نبيك، أو بصاقه أن تدخلني الجنة. لا شك أن هذا من نقص العقل والفهم فضلا عن الدين والعقيدة.
ونحن نعرف أن الصحابة كانوا يتبركون بآثاره ? فحسب، ولا يتوسلون بذلك ولا يقدمونه بين يدي الدعاء.
تنبيه:
لا ننكر جواز التبرك بآثاره ? بشروط منها صدق إيمان الراغب في التبرك، وإلا لم يحصل أي بركة، وأيضا لابد من حيازة الراغب في التبرك لأثر من آثار النبي ? من ثياب أو شعر أو نحو ذلك، لكننا نعلم أن هذه الآثار قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على جهة القطع واليقين، وعليه فالموضوع غير ذي بال في زماننا هذا،؛ فإنه أصبح نظريا محضا.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:01 ص]ـ
الحلقات الماضية في ملف (وورد)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 02 - 09, 05:04 م]ـ
جزاك الله خيرا(53/387)
مسألة عجيبة للأشاعرة ترتبت على قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 02 - 09, 10:05 م]ـ
مسألة عجيبة للأشاعرة ترتبت على قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
كتب الشيخ الدكتور توفيق بن إبراهيم – وفقه الله - مقالا في الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة عن نظرية الخلق المستمر عند الأشاعرة؛ وقد أفاد وأجاد جزاه الله خيرا وهذا رابط المقال:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3714
وهذه المسألة التي أشار إليها خرافة من خرافاتهم وعجيبة من عجائبهم؛ وقد أضفت على مقاله ما يلي:
ترتبت هذه المسألة على التزامهم أن العرض لا يبقى زمانين فهي تفنى وتتجدد وهي دائمة الإفناء والتجدد فالإنسان وهو مخلوق تعتريه الأعراض فعلى قولهم فأعراضه تفنى وتتجدد في كل جزء من الثانية بل في أقل من ذلك وهذا من عجائبهم.
قال الإيجي في المواقف: ذهب الشيخ الأشعري ومتبعوه من محققي الأشاعرة إلى أن العرض لا يبقى زمانين فالأعراض جملتها غير باقية عندهم بل هي على التقضي والتجدد ينقضي واحد منها ويتجدد آخر مثله وتخصيص كل من الآحاد المنقضية والمتجددة بوقته الذي وجد فيه إنما هو للقادر المختار فإنه يخصص بمجرد إرادته كل واحد منها بوقته الذي خلقه فيه وإن كان يمكن له خلقه قبل ذلك الوقت وبعده وإنما ذهبوا إلى ذلك لأنهم قالوا بأن السبب المحوج إلى المؤثر هو الحدوث فلزمهم استغناء العالم حال بقائه عن الصانع بحيث لو جاز عليه العدم تعالى عن ذلك علوا كبيرا لما ضر عدمه في وجوده فدفعوا ذلك بأن شرط بقاء الجوهر هو العرض ولما كان هو متجددا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر بواسطة احتياج شرطه إليه فلا استغناء أصلا.
المواقف (1|498)
وقال الغزالي في الاقتصاد: فإن قيل فبما إذاً تفنى عندكم الجواهر والأعراض؟ قلنا: أما الأعراض فبأنفسها، ونعني بقولنا بأنفسها أن ذواتها لا يتصور لها بقاء. ويفهم المذهب فيه بأن يفرض في الحركة، فإن الأكوان المتعاقبة في أحيان متواصلة لا توصف بأنها حركات إلا بتلاحقها على سبيل دوام التجدد ودوام الانعدام، فإنها إن فرض بقاؤها كانت سكوناً لا حركة، ولا تعقل ذات الحركة ما لم يعقل معها العدم عقيب الوجود. وهذا يفهم في الحركة بغير برهان.
الاقتصاد في الاعتقاد
وقال ابن حزم: وذهب أبو الهذيل العلاف والأشعرية إلى أن الأرواح أعراض تفنى ولا تبقى وقتين فإذا مات الميت فلا روح هنالك أصلا ومن عجائب أصحاب هذه المقالة الفاسدة قولهم أن روح الإنسان الأن غير روحه قبل ذلك وأنه لا ينفك تحدث له روح ثم تفنى ثم روح ثم تفنى وهكذا أبدا وأن الإنسان يبدل ألف ألف روح وأكثر في مقدار أقل من ساعة زمانية وهذا يشبه تخليط من هاج به البرسام.
الفصل لابن حزم (4|58)
وقال أيضا: قال أبو محمد ولو كان ما قاله أبو الهذيل والباقلاني ومن قلدهما حقا لكان الإنسان يبدل في كل ساعة ألف ألف روح وأزيد من ثلاث مائة نفس ألف لأن العرض عندهم لا يبقى وقتين بل يفنى ويتجدد عندهم أبدا فروح كل حي على قولهم في كل وقت غير روحه التي كانت قبل ذلك وهكذا تتبدل أرواح الناس عندهم بالخطاب وكذلك بيقين يشاهد كل أحد أن الهواء الداخل بالتنفس ثم يخرج هو غير الهواء الداخل بالتنفس الثاني فالإنسان يبدل على قول الأشعرية أنفسا كثيرة في كل وقت ونفسه الآن غير نفسه آنفا وهذا حمق لا خفاء به فبطل قول الفريقين بنص القرآن والسنة والإجماع والمشاهدة والمعقول.
الفصل (5|48)
وقال شيخ الإسلام: وهم لا يشهدون للرحمن إحداثا ولا إفناء بل إنما يحدث عندهم الأعراض وهي تفنى بأنفسها لا بإفنائه وهي تفنى عقب إحداثها وهذا لا يعقل.
النبوات (62)
وقال ابن القيم: ومن يقول منهم أن العرض لا يبقى زمانين كما يقوله أكثر الأشعرية فمن قولهم إن روح الإنسان الآن هي غير روحه قبل وهو لا ينفك يحدث له روح ثم تغير ثم روح ثم تغير هكذا أبدا فيبدل له ألف روح فأكثر في مقدار ساعة من الزمان فما دونها.
الروح (111)
والسبب في قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين كما مر من كلام الإيجي أنهم لا يرون أثرا لمؤثر غير الله ولو قيل أن العالم من طبيعته بقاء أعراضه للزم من ذلك استغناء العالم عن الله وهم يرون أن شرط بقاء الجوهر هو العرض ولما كان هو متجددا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 11:03 م]ـ
والسبب في قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين كما مر من كلام الإيجي أنهم لا يرون أثرا لمؤثر غير الله ولو قيل أن العالم من طبيعته بقاء أعراضه للزم من ذلك استغناء العالم عن الله وهم يرون أن شرط بقاء الجوهر هو العرض ولما كان هو متجددا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر.
والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم ونفع بكم
ويظهر لكل مهتم أن هذه المسائل مترابطة بعضها مع بعض ومؤدية بعضها لبعض.
فالقول بالجوهر الفرد في دليل الحدوث أدى بهم إلى القول بالأعراض والأعراض أجروا عليها هذه الإجراءات التي كما قلت- عجيبة- حتى صار العالم كله يتجدد خلقه كل آن.
وفقك الله يا شيخ عبد الباسط وزادك علما وتوفيقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/388)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 02 - 09, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك نعم يا أخي كما ذكرت
قال شيخ الإسلام:فإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها والحسنات والسيئات قد تتلازم ويدعو بعضها إلى بعض.!
الاستقامة
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[10 - 02 - 09, 09:42 ص]ـ
جزاك اخى الكريم خيرا
ولكن نتساءل هنا هل اصاب الاشاعرة جزئيا فى ضوء ما اسفرت عنه حقائق العلم الحديثة والمعاصرة من ان اجزاء المادة فى حراك دائم وتغير مستمر وان التغير هذا يتم فى اجزاء اجزاء الثانية على مستوى عالم المايكروفيزياء حتى وصل العلماء وعلى راسهم هاينزربرغ الى قانون عدم التاكد او اللاحتمية فى عالم الماكروفيزياء حيث الموجات التى لا يمكن ضبط حركتها وقياس طولها لان مجرد التدخل فى القياس يؤدى الى تغيير مكان الموجة.
اخى الكريم فى ضوء العلم الحديث سقطت مفاهيم كثيرة منها الجوهر والعرض اذ ان ما يعد عرضا كان لقلة معرفة الحقائق المتعلقة بالاشياء عموما فالبرتقالة لونها كان عرضا ويقف خلفها جوهر ثابت وهو البرتقالة بمفهومها العام بمختلف الوانها واحجامها وروائحها وطعمها واشكالها هذا ما يتبدى لحس وادراك ذاك الزمان اما الان فعرفنا حقيقة اللون والشكل والرائحة والطعم .. الخ ولا وجود لجوهر لماذا لان عرض اللون انما هو ناجم من جهاز الحس عند الانسن الذى يشفِّر طول موجة معينة الى لون برتقالى والموجة صادرة من مصدر ضوئى ساقط على البرتقالة ترتد منه موجات لا يمتصها جسم البرتقالة هذه الموجات المرتدة هى اللون.
والعلماء حللوا كل مكونات جدار البرتقالة ولبها واسباب تماسك خلاياها واثبتوا ان هناك تحرك وتغير لا يفتر على مدار الزمن فى اقل وحداته فالبرتقالة فى هذه الثانية غيرها فى الثانية التى تليها.
فحقائق العلم اقرب لتفسير الاشاعرة.
ولكن ايضا الاشاعرة وقعوا فى اخطاء اذ اعتبروا الروح وهى لا تقاس بالاشياء متجددة كالاشياء الكونية واعتبروا الانفاس معبرة عن تغير فى النفوس كل ذلك اغتراف من قياسات وبناء على المستوى العلمى لذلك العصر او قل استنباطات املاها فضاء ذلك العصر.
اظن بان الفلسفة وعلوم الكلام لا تزدهر الا فى ظل الفراغ العلمى اذ هنا يضرب الانسان فى تيه الظنون والقياسات العقلية الصرفة.
ويبقى منهج القران القائم على الحقيقة او المرتكز على الاساس الوجودى
لذلك نجد كتاب الله يوجه الحس والادراك على الوجود وما تشخص فيه من آيات حقيقية ملموسة ثم يستنبع منها الحكم بوجود الخالق بصفاته العُلى.
فالاراء الفلسفية والكلامية تنبع من شقوق الجهل الانسانى بالواقع ومتى ما عرف الانسان الواقع استغنى عن الظنون والعاب العقل فلا اجتهاد بمورد الواقع كما لا اجتهاد بمورد النص.
لذلك وجدنا شيخ الاسلام ابن تيمية يرد على اصحاب العقول العشرة بالقول من اين اتوا بالعقول العشرة (الكواكب) واقصى ما توصل اليه العلم الانسانى فى عهده ثلاث كواكب متتالية يخسف بعضها بعضا
بمعنى اننا عرفنا ان هذا الكوكب يقع امام من يليه بفعل الخسوف فكيف علموا بالكواكب العشرة ولا وجود على دليل حسى او حقيقة محسوسة يمكن البناء عليها.
هنا نجد شيخ الاسلام ينطلق من دليل وجودى لم تخالطه ظنون لا تغنى من العلم شيئا وهذا منهج الاسلام ونظريته فى المعرفة.
اخوكم ابو يوسف الملا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن هل هذا التحرك في مكونات جدار البرتقالة يصل إلى الإعدام بالكلية ثم التجدد من جديد
وكذلك نظرية التجدد في خلايا جسم الإنسان.
ولون فرضنا ذلك في هذه الجزئية فأين هذا من قول الأشاعرة التجدد والإفناء في كل جزء من الزمن يتغير أعراض الجسم تخيل الطول والعرض واللون والصوت .. ناهيك عن الروح إلخ.
أهل السنة يقولون الله سبحانه خلق الأشياء وجعل لها طبائع ومنها أعراضها.
ولا يلزم من هذا القول أنها إذا كان لها طبائع كالأعراض أنها مستغنية عن الله!
الأشاعرة لما كانوا يرون أنه لا أثر لمؤثر إلا الله وخوفا من القول بأن الأشياء لها طبيعة وتأثير دخلت عليهم مثل هذه الترهات.
ثم من تناقضهم أنهم يرون أنها تعدم بنفسها فأين الأثر المزعوم!.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:54 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/389)
أخي الكريم أول تعقيبك يخالف آخره.
إذ أنك ذكرت أن العلم الحديث يوافق ما يقرره الأشاعرة من تجدد العرض في كل آن، وأن ما قالوه (العرض لا يبقى زمانين) قول صحيح.
بينما في آخر التعقيب مخالفة لأوله وهو: أن ما توصل إليه العلم الحديث هو عند أهل الكلام مجرد ظنون وألاعيب.
أما عن ما ذكرته من توصل العلم الحديث فهو شيء لا أعرفه وأتمنى أن أعرف حقيقته.
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:26 م]ـ
الاخوة الكرام
سابدا من تساؤلاتكم عن راى اهل السنة هل السنة يقولون الله سبحانه خلق الأشياء وجعل لها طبائع ومنها أعراضها.
هنا سؤال لابد من اعادة المسالة الى اصلها ما الذى املى على اهل السنة والجماعة راى معين فى هذه المسالة لابد ان ثمة قضية مثارة وهذه القضية بدورها يقف خلفها دافع او قل اصل معين لدى فرقة من الفرق الزمها هذا الاصل براى معين.
فمسالة التوحيد لدى ااشاعرة هو من املى عليهم توحيد الخلق وسلب الاشياء طبيعتها واى خواص ذاتية فيها واى حدث يعرض لها حتى وصلوا الى مفهوم الجَعْل بحيث لا تاثير للمسبِّبات فى مسبَّباتها فانكروا العلاقة العليّة والسبيية بين الاشياء والظواهر وقالوا بان هناك علاقة جعلية تحكمية من الله بحيث تكون عملية احراق النار للقطن عملية مجعولة من الله ويمكن ان يجعل الله علاقة احراق بين الثلج والقطن وهذا قد عرضهم لهجوم من قبل خصومهم فى القديم والحديث واتهموا بانهم ضد العلم وضد حقائق الواقع.
ونجد نفس هذه الاملاءات والالزامات فى مسالة سلب الجواهر والعراج وجودها الذى يمتد لزمنين متعاقبين فالمسالة ليست نتيجة املاءات يفرضها الواقع بل هى املاءات وتداعيات يفرضها الزام انفسهم باصل وهو ان الاحداث عندما تستقل وتمتد لزمنين يجعل لها وجودا مستقلا عن قدرة الله وخلقه وارادته وهذا يجرح مبدأ التوحيد.
لا حظو ايها الاخوة بان المسالة هى توالد افكار من بعضها وليست علم تمليه حقيقة وجودية يمكن حسها او دركها بوسائل الحس عبر آثارها المحسوسة المعاينة كما فى الالكترون الغارق فى غيوب الصغر المتناهى الا ان اثاره ومؤثراته التى تشى عنه وتكشف صفاته محسوسة.
فحتى لو صح راى الاشاعرة وتوافق مع العلم فهو محض ظنون فالعبرة بالمنهج لذا لا ناقض بين اقوالى اخى الكريم الحائلى.
مذهب اهل السنة والجماعة وهو مذهب منتزع من نصوص الوحى ومن طبيعة الادلة التى يرتكز ويراهن عليها القران فى اثبات وجود الله وصفاته بل وفى اثبات نفسه لمعجزة.
وهذا المنهج قوامه نمو الاحتمال الذى تسهم فى تنميته تواطؤ الاحتمالات على وجود الله وصفاته والهية القرآن وضمور الاحتمالات المعارضة وهذا الضمور يصل الى حد التلاشى بعد استمرار تواطؤ الادلة وتزاحم الاحتملات على حكم معين فنصل لليقين.
فراى الاشاعرة بل وحتى شيخ الاسلام ابن تيمية نفسه فى قضية قدم العالم كلها من املاءات اصول او الزامات عقلية صرفة.
والحمد لله ان اهل السنة والجماعة كما راينا لدى شيخ الاسلام فى مسالة العقول العشرة منسجمة مع هذا المنطق العام الذى هو نهاية الفلسفة بعناها السلبى الوهمى الذى يرتهن بالعاب عقلية صرفة لا علاقة لها بالواقع.
فانا لزلت اقول بانالمادة فى مستواها العمق فى تغير مستمر ولا وجود لعرض وجوهر اذ ان هذين المفهومين اقرب الى التحف الأدبية وكل ما بنى عليها من تراث يجب اعتباره مشابه للاعتقاد السائد بان الارض مركز الكون لان فضاء ذلك العصر منسجم من الحس الظاهرى بثبات الارض وكل ما حولها يدور الى ان حان وقت الانخلاع من هذا الوهم على يد كوبرنكوس فتفتحت آفاق جديدة لمعرفة اولا واقع المنظومة الشمسية ثم تم تفسير الكثير من الظواهر دون تناقضات ومنغصات عقلية كظاهرة المد والجزر واليل والنها ... الخ
الا كوبرنكوس ذاته احتار فى حركة الارض لانه تنقصه بعض المعلومات فى سقوط الاجسام فى زمنين متعاقبين فى نفس المكان وهذا لا ينسجم مع حركة الارض لانه لم يكتشف الجابية بمعناها الشامل.
بل وجدنا منظر المنهج التجريبى بيكون يقف موقفا مضادا للاكتشافات العلمية ويزيفها
كل ذلك بسبب الارتهان لالزامات وافكار خاطئة.
وتراث الفلسفة وعلم الكلام يغص بذلك اكرر بان الفلسفة وعلم الكلام لا ينبت ويزدهر الا من شقوق الجهل الانسانى
ارجوا ان اكون قد اوضحت اكثر
اخوكم ابو يوسف الملا(53/390)
من يشرح لي هذا الكلام من كتاب معرفة الله عند ابن تيمية
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:51 ص]ـ
في ص70 تحت عنوان هل الخلق قديم أم مقدور ذكر المؤلف ان كثير من اصحاب ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد ومن الصوفية والمرجئة والكرامية والشيعة يقولون:أن الخلق غير المخلوق مع انقسامهم إلى فريقين: أحدهما يرى أن فعل التكوين قديم والكون المنفصل حادث والثاني يقول بحدوث الجنس بعد أن لم يكن
وكلا الفريقين يبطلان التسلسل (ارجوا شرح المظلل بالاحمر)
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 10:53 ص]ـ
الذي يظهر _ والله أعلم _ أن القصد من العبارة إشارة لرأي الماتريدية ورأي الاشاعرة:
فالماتريدية يرون صفة التكوين:
أزلية, قديمة, ومتعلقات صفة التكوين:
التخليق, الترزيق, الإماته .. وغيرها من الصفات الفعلية فهي ليست من صفات الله تعالى, ولا قائمة بذاته تعالى؛ فالله ليس محلاً للحوادث- بزعمهم-, يقول أبو المعين النسفي:
((التكوين: صفة لله تعالى, أزلية, قديمة, قائمة بذاته .. وهذا لأنا أثبتنا بالدليل أن العالم محدث, والله تعالى محدثه على ما قررنا, ولن يكون العالم محدثاً له إلا وأن يكون حصوله بإحداثه, ولو لم يكن الإحداث صفة لله تعالى أزلية, لما كان العالم حادثاً به, فلم يكن محدثاً مخلوقاً له))
أما الأشاعرة فيرون صفات الأفعال– كما ذكر الباقلاني - بأنها:
((هي التي سبقها – أي الباري- وكان تعالى موجودا في الأزل قبلها)).
وكلا الفريقين ممن يبطل تسلسل الحوادث في الماضي.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا, ولكن أحتاج مزيدا من التوضيح
فكيف يكون التكوين قديم وماينتج عنه وهو الكون حادث
وهل قول الاشاعرة في الصفات الفعلية يعني أن الله كان معطلا عن الصفات -تعالى الله عن ذلك؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 11:42 ص]ـ
الماتريدية ينتهي قولهم إلى نفي اتصاف الله تعالى بالصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة والقدرة؛ لأنهم يرون أن التكوين صفة ذاتية أزلية قديمة، والأشاعرة ينفون اتصاف الله بالصفات الفعلية فهما يعطلون الصفات الفعلية، وهذا مذهبهم؛ وهذا السبب في نفيهم لتسلسل الحوادث في الماضي.
أما أهل السنة فيثبتون اتصاف الله بالصفات الفعلية ويرونها قديمة النوع حادثة الآحاد، ولا يمنعون التسلسل في الماضي.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:05 م]ـ
هل الاشاعرة والماتريدية متفقتان على سبب نفي الصفات الفعلية؟
وأتمنى أن افهم تسلسل الحوادث في الماضي عند اهل السنة بالأمس كنت اقرأ كلام لابن تيمية عنه لكن لم استوعبه
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:24 م]ـ
كلا الفريقين فروا من حلول الحوادث بزعمهم - وهذه اللفظة تحتاج إلى تفصيل في نفيها وإثباتها - لأن دليلهم على وجود الله هو حدوث الأجسام هذا الدليل المتكلف الذي جرهم إلى نفي صفات الله تعالى بل وأوقعهم في أكثر من مئة لازم باطل كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في الصواعق المرسلة،،،،،والأمر طويل.
أما تسلسل الحوادث فاقرأي شرح ابن أبي العز للطحاوية فقد ذكر مذاهب الناس في التسلسل وكل من شرح الطحاوية بشرح صوتي لابد أن يتعرض لها فاسمعي شرحا لواحد من المشايخ الفضلاء لعله يساعدك في فهم المسألة،،، وفق الله الجميع لرضاه
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 05:06 م]ـ
انقسامهم إلى فريقين: أحدهما يرى أن فعل التكوين قديم والكون المنفصل حادث والثاني يقول بحدوث الجنس بعد أن لم يكن
جزاكم الله خيرا
أريد شرحا اكثر لهذه العبارة كيف يكون التكوين قديم والكون حادث, أليس التكوين هو الفعل والكون هو المفعول كيف يتأخر المفعول عن الفعل؟
ومامعنى قولهم حدوث الجنس بعد أن لم يكن؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:04 ص]ـ
((أريد شرحا اكثر لهذه العبارة كيف يكون التكوين قديم والكون حادث, أليس التكوين هو الفعل والكون هو المفعول كيف يتأخر المفعول عن الفعل؟
ومامعنى قولهم حدوث الجنس بعد أن لم يكن؟))
لهذا فرق أهل السنة والجماعة بين نوع الفعل وآحاده فقالوا بقدم نوع أفعاله تعالى، أما آحادها فحادثة فهم يصفون الله تعالى بالصفات الاختيارية التي تتعلق بمشيئة الله وقدرته فمتى شاء سبحانه فعل شيء فإنه يفعله.
أما من قال إن التكوين صفة قديمة كالماتريدية فيرد عليهم هذا السؤال إذا كانت أفعاله أزلية قديمة لاتتعلق بمشيئته وقدرته تعالى فهذا يلزم منه وجود المقدورات (المفعولات) قديما والواقع المشاهد طبعا يكذب ذلك فكل برهة من الزمن يوجد مخلوق لله ولا شك أن الله خالقه فلو كانت قديمة لوجدت قديما لكن حدوث الحوادث المتتالية من الشواهد والبراهين أن الباري متصف بصفات الفعل الاختيارية التي تتعلق بمشيئته وقدرته فيفعلها متى شاء.
لكن الذي دعى أهل الكلام لهذا الخبط هو فرارهم من حلول الحوادث بذاته تعالى فهم يرون أن وصفه تعالى بالصفات الاختيارية يعني حلول الحوادث به تعالى وكل الذي يحل به حادث فهو حادث لكن الله ليس بحادث لهذا لاتحل به الحوادث فنفوا الصفات الاختيارية بهذه الدعوى.
وهذا الضلال منهم ليصححوا دليلهم حدوث الأجسام بحلول الحوادث بها.
والشرع والعقل والفطرة ترفض أن يكون الاتصاف بالصفات الاختيارية فيه مماثلة المخلوق بل هو من الكمال الذي يتصف به الباري فمن يفعل بقدرته ومشيئته ما يشاء متى شاء أكمل ممن لا يفعل مايشاء متى شاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/391)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اتضح الآن معنى الشق الأول للعبارة
وبقي معنى قولهم حدوث الجنس بعد أن لم يكن
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 05:25 ص]ـ
جوابه يوضحه كلام الباقلاني إذ قال في تقرير رأي الأشاعرة في الصفات الفعلية:
((أما الصفات الفعلية: المشتقة من أفعاله, كالخالق, والرازق, والعادل, ونحو ذلك, فهذه الصفات هي أفعال الله تعالى, وهي محدثات من صفات أفعاله, ولم يكن موصوفاً بها قبل وجود أفعاله)) فهم ينفون اتصاف الباري بجنسها قديما بل يرون حدوثها بعد أن لم تكن مع التنبيه إلى أنهم لايرونها قائمة بالله تعالى فلا يرونها صفة تقوم بالخالق فهم ينفون اتصاف الباري بالصفات الاختيارية التي تتعلق بمشيئة الله وقدرته، ولهذا قال أشعري معاصر: ((وأما صفات الأفعال: فإنها غير قائمة به أيضاً))، والأشاعرة يجعلون الأفعال: من تعلقات القدرة والإرادة دون قيامها بالله, مع أن الواجب: إثبات قيامها بالله تعالى؛ لأنها من مقتضيات الربوبية.
وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله في وصف مذهبهم في نفي قيام الصفات الفعلية بالله تعالى، إذ يقول:
((فإن قيام الأفعال به: هو معنى الربوبية, وحقيقتها, ونافي هذه المسألة: ناف لأصل الربوبية, جاحدٌ لها رأساً)).
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اتضحت العبارة لدي الآن
لكن أريد توضيح كيف يجعل الأشاعرة أفعال الله من تعلقات القدرة الإرادة دون قيامها بالله وهل رأيهم هذا في جميع أفعال الله ,أم في بعض الأفعال دون بعض؟
وليتكم تذكرون لي أين ذكر الباقلاني وابن القيم -رحمهما الله-مانقلتموه عنهما؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:26 م]ـ
لقد بين شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رأيهم في صفات الأفعال، وكيف يفسرون كلامهم بقوله:
((فهم يفسرون صفات أفعاله المتعدية، مثل: قوله تعالى: (خلق السموات والأرض)، وأمثاله: أن ذلك وجد بقدرته، من غير أن يكون منه فعل قام بذاته، بل حاله قبل أن يخلق، وبعدما خلق: سواء، لم يتجدد عندهم إلا إضافة، ونسبة، وهي أمر عدمي لا وجودي))
(شرح حديث النزول، 156)
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى قوله الذي نقلته عنهم.
وكلام الباقلاني:
((أما الصفات الفعلية: المشتقة من أفعاله, كالخالق, والرازق, والعادل, ونحو ذلك, فهذه الصفات هي أفعال الله تعالى, وهي محدثات من صفات أفعاله, ولم يكن موصوفاً بها قبل وجود أفعاله))
(هو في التمهيد صـ 215, طبعة مكارثي, نقلاً عن إمام أهل السنة والجماعة أبو منصور الماتريدي, د/علي مغربي, 176فطبعت مكارثي للأسف من سنين أبحث عنها ولم أجدها وسمعت أن الدكتور عبدالرحمن المحمود يملك نسخة منها والله أعلم)
وكلام ابن القيم رحمه الله تعالى:
((فإن قيام الأفعال به: هو معنى الربوبية, وحقيقتها, ونافي هذه المسألة: ناف لأصل الربوبية, جاحدٌ لها رأساً))
(هو في مدارج السالكين, 3/ 414.)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 01:09 م]ـ
بارك الله فيكم
ولكن كيف يكون حاله قبل أن يخلق، وبعدما خلق: سواء وهم ينفون اتصاف الباري بجنسها قديما بل يرون حدوثها بعد أن لم تكن؟
ومامعنى (لم يتجدد عندهم إلا إضافة، ونسبة، وهي أمر عدمي لا وجودي)؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:06 م]ـ
إن نفيهم لاتصافه تعالى بجنسها قديما (فهم ينفون الصفات الاختيارية) ونفيهم كذلك لحدوث آحادها هو ما جعلهم يعتقدون أن حاله قبل أن يخلق، وبعدما خلق: سواء،، ثم هم فسروا بعد ذلك الفعل بالمفعول ففسروا الخلق الذي هو فعله تعالى بالمخلوق؛ ولهذا أيضا المتجدد عندهم هو المضافات إلى الله وما ينسب له تعالى لا أنه حدث له وصف لم يكن،، فهم أساسا ينفون الصفات الفعلية ولا يثبتونها فكيف لا يكون حاله قبل الفعل وبعده سواء؟
ولعل الأمر اتضح
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن لي سؤال نحن أهل السنة نصف الله سبحانه بأنه خالق, طيب الأشاعرة ماهو تعبيرهم لهذه الصفة؟ فالذي فهمته أنهم ينفون هذه الصفة ويعتبرونها من متعلقات القدرة لكن أليست القدرة صفة تتعلق بالأفعال أي هم يقولون الله خلق السماوات والارض بقدرته ألم تتعلق هذه القدرة بفعل نتج عنه خلق السماوات والأرض؟ أم مامعنى القدرة عندهم؟
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:09 ص]ـ
يرى الأشاعرة أن المخلوقات وجدت بالقدرة - والقدرة مما يثبتونه من الصفات - لهذا جعلوها متعلقة بالممكنات، أما التعلق عندهم فهو طلب الصفة أمراً زائداً على الذات يصلح لها، وتقدم كلام شيخ الإسلام رحمه الله الذي يقول فيه:
((فهم يفسرون صفات أفعاله المتعدية، مثل: قوله تعالى: (خلق السموات والأرض) وأمثاله: أن ذلك وجد بقدرته، من غير أن يكون منه فعل قام بذاته، بل حاله قبل أن يخلق، وبعدما خلق: سواء، لم يتجدد عندهم إلا إضافة، ونسبة، وهي أمر عدمي لا وجودي)).
أرجو التأمل جيدا لكلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
هذا ومما يوضح الأمر أن أكثر المتكلمين ذهبوا إلى أن: الخلق هو المخلوق, والفعل هو المفعول, وهذا قول الجهمية, وأكثر المعتزلة, وكثير من الأشاعرة, أما الماتريدية فقد فرقوا بينهما لكنهم جعلوا الصفات الفعلية ترجع لصفة التكوين, وهي صفة قديمة قائمة بذاته, فنفوا الصفات الفعلية بهذا على الحقيقة.
ومعنى كلام الذين لم يفرقوا:
أن صفة الخلق لم تقم بالله تعالى عند الخلق, وإنَّما وجد المخلوق بدون أن يكون هناك صفة, وفعل من الخالق, ولا سبب اقتضى إيجاده؛ فجعلوا: مفعوله هو فعله, وإرادة الفعل, والفعل: قديمة أزلية, والفعل متأخراً, ولم يفرقوا بين صفة الخلق, وبين المخلوق المكون بتلك الصفة, ولا شك أن هذا الرأي خلاف ما يدل عليه الثابت من النصوص الشرعية, وخلاف ما أجمع عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
((أنظري: موقف ابن تيمية من الأشاعرة, د/ المحمود, 3/ 997, 1204, والأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات, د/عبد القادر صوفي, 2/ 303 - 305))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/392)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:22 ص]ـ
مما سبق توصلت إلى أن الماتريدية يلزمهم بناء على مذهبهم القول بقدم العالم
وبالتالي المؤلف في عبارته (انقسامهم إلى فريقين: أحدهما يرى أن فعل التكوين قديم والكون المنفصل حادث والثاني يقول بحدوث الجنس بعد أن لم يكن) لم يقصد الاشارة لمذهب الماتريدية
ومعنى كلام الذين لم يفرقوا:
أن صفة الخلق لم تقم بالله تعالى عند الخلق, وإنَّما وجد المخلوق بدون أن يكون هناك صفة, وفعل من الخالق, ولا سبب اقتضى إيجاده؛ فجعلوا: مفعوله هو فعله, وإرادة الفعل, والفعل: قديمة أزلية, والفعل متأخراً, ولم يفرقوا بين صفة الخلق, وبين المخلوق المكون بتلك الصفة, لم أفهم ماتحته خط
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:47 م]ـ
لا يقول الماتريدية بقدم العالم بل هم كالأشاعرة يكفرون من يقول بقدم العالم، والماتريدية يرون أن التكوين صفة لله تعالى ذاتية أزلية قديمة، والمكون (الحوادث) لها أول فهم ينفون تسلسل الأفعال في الماضي مع كونه حق؛ فغلط الماتريدية هو في وصفهم أفعال الله تعالى بقدمها دون تفريق بين جنسها وآحادها لهذا قالوا أفعاله تعالى قديمة،، ويرون أن الحادث وقع من فعل قديم هروبا من حدوث آحاد الصفة لله تعالى لأن هذا بزعمهم يؤدي لحلول الحوادث بالله تعالى،، وحلول الحوادث - ومنها آحاد الصفات الفعلية الحادثة-كما يرون هو من صفات المخلوق!!
ومعنى العبارة التي تحتها خط:
أن المبتدعة لما قيل لهم: إن قولكم إن الله تعالى خالق العالم بعد أن لم يكن موجودا،،يعني:
حلول الحوادث به جل وعلا،،أجابوا:
بمذهبهم المشهور: الخلق هو المخلوق.
وهذا القول منهم يعني:
أن صفة الخلق لم تقم بالخالق عند الخلق،، وإنما وجد المخلوق منفصلا عنه،، من غير صفة قامت به تعالى،، ولا سبب اقتضى إيجاده.
فماذا أدى هذا التناقض منهم:
أنهم جعلوا مفعوله تعالى هو فعله،، مع أنهم يقولون إن فعله تعالى وإرادة الفعل قديمة أزلية،، والمفعول متأخرا!!!
ألم يقولوا هم الفعل وإرادة الفعل قديمة،، وإذا كان كذلك كيف يجعلون الفعل هو المفعول مع أن المفعول متأخرا عندهم ليس بقديم كالفعل وإرادته،، أليس هذا من أبين التناقض وأوضحه،، وكل هذا لماذا يا ترى؟!!
لنفي صفات الله تعالى المتعلقة بمشيئته وقدرته التي يرون أن إثباتها من حلول الحوادث به تعالى،، فانجروا للقول بكل تناقض ليثبتوا أمرا باطلا وليس ذلك بعجيب بل هو حال كل من رمى بالنصوص الشرعية،، وفهم سلف الأمة لها.
والله تعالى أعلم.
للاستزادة: ينظر الصفدية، 2/ 89 - 90، ومنهاج السنة، 1/ 155 - 158.
وعذرا النت يقطع كثيرا عندي كتبت ورفعت فلم أر ما كتبته(53/393)
تفسير هذا مع ضرب الامثال
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 12:47 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد اريد تفسر نسبة الالفاظ للمعاني مع ذكر امثله
نسبة الالفاظ للمعاني خمسة اقسام بلا نقصان
تواطؤ تشكك تخالف للاشتراك عكسه الترادف
رجاء سرعة الرد وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:27 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
اين يا اخوه الرد
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[14 - 02 - 09, 12:08 ص]ـ
بسرعة وتقريب
التواطؤ الالفاظ التي لها قدر مشترك مع دلالات متعدده مثل الانسان يطلق على اعيان مختلفة انت انا ذاك وهذا وكلهم يشتركون في الانسانية مع اختلاف اعيانهم
المشتركة الفاظ ليس لها من شيء سوى الاشتراك في اللفظ مثل العين تشترك فيه عين البئر وعين الانسان كلاهما يشتركان في اللفظ فقط
المشككة بينهما اي بين المتواطئة والمشتركة والاصح جعلها ضمن المتواطئة العامة
المتخالفة مختلفة اللفظ والمعنى لايلتقيان أبدا كالانسان والجماد
المترادفة معنى واحد والفاظ مختلفة كالأ سد والسبع والليث وهذا عكس المشترك الذي هو لفظ واحد ومعاني مختلفة
وهذا شرح الناظم عبد الرحمن الأخضري لما نظم
ونسبة الألفاظ للمعاني ... خمسة أقسام بلا نقصان
تواطؤ، تشاكك، تخالف ... والاشتراك عكسه الترادف
"أعلم أن نسبة الكلي إلى معناه خمسة أقسام، وهي التواطؤ، والتشاكك، والتخالف، والاشتراك، الترادف، لأنه إما أن تستوي أفراده فيه كالإنسان بالنسبة إلى أفراده فمتواطئ لتوافق أفراد معناه فيه، وأما أن يكون بعض معانيه أولى به من البعض كالبياض فإن معناه في الثلج أولى منه في العاج، وأما أن يكون بعض معانيه أقدم من البعض كالوجود فإن معناه في الواجب قبله في الممكن.
فمشكك لتشكيكه الناظر في أنه متواطئ نظراً إلى اشتراك جهة الأفراد في أصل المعنى، أو غير متواطئ نظراً إلى جهة الاختلاف،
وأما أن يتعدد اللفظ والمعنى كالإنسان والفرس، فمتباين أي أحد اللفظين مباين لتباين معناهما،
وإما أن يتحد المعنى دون اللفظ كالإنسان والبشر فمترادف لترادفهما أي لتواليهما على معنى واحد،
وإما أن يتحد اللفظ دون المعنى كالعين فمشترك لاشتراك المعنى فيه
ـ[ابو عبد الله الثور ي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 07:42 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيرا اخي وكتب الله لكم المثوبة والاجر(53/394)
منظومة المبشرون بالجنة
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 05:01 م]ـ
للشيخ: أحمد بن حسن المعلم
أَلا هَاتِي الْكِتَابَ وَخَبِّرِينَا - - - بِأَخْبَارِ الْهُدَاةِ الْمُهْتَدِينَا
بِمَنْ نَالُوا السَّعَادَةَ دُونَ شَكٍّ - - - وَبَاتُوا بِالْجِنَانِ مُبَشَّرِينَا
أَبُو بَكْرِ الْخَلِيفَةُ وَالْمُكَنَّى - - - أَبُو حَفْصٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَا
وَعُثْمَانُ الشَّهِيدُ وَذُو الْمَزَايَا - - - عَلِيٌّ وَابْنُ عَوْفِ الطَّاهِرِينَا
وَسَعْدٌ وَالزُّبَيْرُ بِدُونِ شَكٍّ - - - وَطَلْحَةُ إِنْ ذَكَرْتِ الطَّيِّبِينَا
وَلا تَنْسَيْ سَعِيدًا فَاذْكُرِيهِ - - - وَمَنْ أَمْسَى لأُمَّتِنَا أَمِينَا
وَيَاسِرُ وَابْنُهُ وَكَذَا بِلالاً - - - مَعَ الحَسَنِ الْمُبَجَّلِ وَالْحُسَيْنَا
وَعُدِّي جَعْفَرًا مِنْهُمْ وَزَيْدًا - - - وَعَبْدُاللَّهِ خَيْرُ الرَّاجِزِينَا
كَذَا ابْنُ مُعَاذَ وَابْنُ سَلامَ فِيهَا - - - وَعُدِّي ثَابِتًا فِي الْخَالِدِينَا
وَلا تَنْسَيْ أَخَا الأَعْرَابِ لَمَّا - - - لَهُ لَفَتَ الرَّسُولُ النَّاظِرِينَا
وَحَارِثَةٌ لَهُ الْفِرْدَوْسُ دَارٌ - - - وَإِبْرَاهِيمُ خَيْرُ الرَّاضِيِينَا
وَلا تَنْسَيْ عُكَاشَةَ فَاذْكُرِيهِ - - - وَوَالِدُ جَابِرٍ لا تَتْرُكِينَا
كَذَلِكَ بَشِّرِي زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو - - - مُوَحِّدُ رَبِّهِ فِي الْجَاهِلِينَا
وَيُشْبِهُهُ ابْنُ نَوْفَلَ خَيْرُ حَبْرٍ - - - فَقَدْ سَلَكَ السَّبِيلَ الْمُسْتَبِينَا
وَحَمْزَةُ وَالأُصَيْرِمُ ثُمَّ قُولِي - - - عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ وَلا تَنِينَا
وَكَمْ عِذْقٍ هُنَالِكَ قَدْ تَدَلَّى - - - وَأَمْسَى لابْنِ دَحْدَاحٍ رَهِينَا
وَكُلْثُومُ بْنُ هِدْمٍ حَيْثُ صَلَّى - - - وَكَرَّرَ سُورَةَ الإِخْلاصِ حِينَا
وَلِلنِّسْوَانِ فِي الْبُشْرَى نَصِيبٌ - - - لَعَمْرُكَ مَا تُرِكْنَ وَلا نُسِينَا
فَبَيْتُ خَدِيجَةَ الْمَشْهُورُ فِيهَا - - - وَفَاطِمَةً هُنَالِكَ تَلْتَقِينَا
وَعَائِشَةٌ وَحَفْصَةُ وَالْغُمَيْصَا - - - وَأُمُّ الطِّفْلَتَيْنِ كَمَا رُوِينَا
وَمَنْ صَبَرَتْ عَلَى ضُرٍّ وَصَرْعٍ - - - وَتَدْخُلُهَا سُمَيَّةُ فَاسْمَعِينَا
أُولَئِكَ خُصِّصُوا بِالذِّكْرِ فِيهَا - - - وَيَدْخُلُهَا جُمُوعٌ آخَرُونَا
فَيَدْخُلُهَا جَمِيعُ شُهُودِ بَدْرٍ - - - وَمَنْ تَحْتَ الْعَضَاةِ مُبَايِعِينَا
وَمَنْ مَاتُوا عَلَى التَّوْحِيدِ طُرًّا - - - وَلَيْسُوا فِي الْجَحِيمِ مُخَلَّدِينَا
وَعِيسَى يُخْبِرُ الْمَهْدِيَّ حَقًّا - - - وَعُصْبَتَه وَيُنْبِئُهُ الْيَقِينَا
بِمَا نَالُوا مِنَ الدَّجَّالِ فِيهَا - - - وَمَا بَاتُوا لَهُ مُتَرَقِّبِينَا
وَنَسْأَلُ رَبَّنَا التَّوْفِيقَ حَتَّى - - - نَمُوتَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمَا
كَمَا نَرْجُوهُ تَكْفِيرَ الْخَطَايَا - - - وَحَشْرٌ فِي صُفُوفِ الْمُتَّقِينَا
وَأَخْتِمُ بِالصَّلاةِ عَلَى الْمُقَفَّى - - - خَلِيلِ اللَّهِ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَا
كَذَلِكَ صَحْبِهِ الأَبْرَارِ طُرًّا - - - وَعِتْرَتِهِ وَكُلِّ الْمُؤْمِنِينَا
المصدر ( http://mualm.com/manzdetailst.php?ID=16)(53/395)
تم افتتاح موقع الشيخ أحمد بن حسن المُعَلِّم حفظه الله تعالى (قامع الصوفية القبوريين)
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 05:03 م]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تم افتتاح موقع الشيخ الكريم:
أحمد بن حسن المعلم حفظه الله تعالى
http://mualm.com/index.php
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 12:39 ص]ـ
جزيت خيرا وحفظ الله الشيخ الفاضل أحمد المعلم ونفع به
ـ[أحمد العامري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي
ـ[بن نعمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 06:30 م]ـ
وإياكم بارك الله فيكم(53/396)
متى بدأ أول خلاف في الصفات الفعلية؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[09 - 02 - 09, 05:11 م]ـ
متى بدأ وما رأي المتكلمين من معتزلة واشاعرة وماتريدية وكلابية وكرامية وكذلك الشيعة والخوارج في الصفات الفعلية؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[11 - 02 - 09, 02:12 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[11 - 02 - 09, 04:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه معرفاً به ودالاً عليه عزوجل ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور ..
وجمع الظلمات كما يرد في الآيات يدل على أنَّ المراد جميع الظلمات بأنواعهاوفنونها وصنوف تعلقاتها وأولى ما يدخل في ذلك الظلمات العقدية والفكرية التي لأن عقيدة الإنسان وفكره أياً ما كانت فإنها هي التي تسيره في حياته وتوجه حركته فيها
وقد تضمن وحي الله تعالى فيما تضمن تعرف الله إلى عباده بما له من صفات الكمال ونعوت الجلال وانتفاء الكفؤ والند والمثل له في كل وصف ونعت، وأنه فوق ما يصفه عباده، وأكبر مما يتوهمون، وأعظم مما يتصورون في كل صفة ونعت.
فوصف نفسه بصفات ذاتية كالعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجبروت والعلو والهيمنة والقهر والعلم والحكمة والمشيئة، والرحمة والحلم والرأفة والبر وغير ذلك ..
ووصف نفسه بأنه فعال لما يريد، وفصل من أفعاله ما فصل.
وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن وحيه إليه بمزيد بيان وتفصيل لصفات ذاته وفعله ..
وقد كان الناس أمام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله سبحانه بين مؤمن مصدق، وكافر جاحد، ومنافق مريض القلب مرتاب ..
كل ذلك كان منذ ابتداء رسالته، وقد قال الله تعالى في سورة المدثر وهي من أوائل ما نزل ..
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)
فهذه الأصناف كلها كانت مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم منذ استعلن بها عن أمر ربه تعالى ..
االذين أوتوا الكتاب
الذين آمنوا
الذين في قلوبهم مرض
الذين كفروا
وهذه الأنواع نفسها لم تزل مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته الشريفة وبلاغه عن ربه تعالى حتى قضى ما عليه وأدى رسالته موفرة ولحق بالرفيق الأعلى ..
والأنواع نفسها باقية .. نعم قد تجدد لهذه الأنواع أسماء في بعض الأزمنة والأمكنة لكن الأسماء لا تغير حقائق المسميات، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني ..
وهذه الأصناف لم تكن على حالة واحدة من القوة والضعف والظهور والخفاء ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أول الأمر مستخفين بدينهم، ثم لم يزالوا في ظهور وتمكين حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة ... وبقي الخلفاء الراشدون المهديون على عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم ..
حتى إذا اتسعت الفتوحات ودبت زهرة الدنيا بفتنتها الناعمة الخفية إلى المسلمين التي أبدى النبي صلى الله عليه وسلم وأعاد في التحذير منها ...
وصار التشاغل بالفضول من القول والفعل غير منكور فبدأ الفضول يسري إلى الدين في أبواب الحلال والحرام وأمور الشرائع أولاً .. ثم إلى اسم الإيمان والإسلام وأضدادهما وهي المسماة بمسائل الأسماء والأحكام ... وظهر طرفا الابتداع في هذا الباب الوعيدية والمرجئة ...
ثم لما تمادى الأمر وانخرم قرن خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعامة أصحابه نجمت أهواء وأمراض قلبية في التصور والإرادة ...
والجديد ليس مجرد وجودها فإن أصول الأهواء والانحرافات لم تزل موجودة في البشر، ولكن المختلف ظهورها واستعلانها من عدمه، وقوتها وضعفها، وشكلها وأسلوب تقديمها ونحو ذلك من الصفات العارضة ..
وتفصيل ما ذكر معلوم لمن تتبعه من طلبة العلم والمراد التذكير به والتأسيس عليه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/397)
فإنَّ أول ما استعلن في الإسلام ببدعة نفي صفات الله تعالى بعد الاجتراء على نفي قدره، وارتباط القدر بصفات الفعل قريب، ولهذا كان أول ما استعلن بنفيه من الصفات: المحبة والكلام، إذ المحبة مبدأ العمل الصالح، والكلام الإلهي الموحى به إلى الرسل هو مبدأ العلم النافع ..
والمحبة والكلام صفتان فعليتان وهما اللتان أعلن الجعد بن درهم إنكارهما في مقالته التي عبر عنها قاتله خالد بن عبدالله القسري بعبارته الشهيرة ..
والجعد كان معلم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص آخر ملوك بني أمية ..
وقام بعده في مقالة النفي هذه جهم بن صفوان مولى بني راسب، فجدد وطور ووسع وزاد واستحفلت به مقالة النفي حتى اشتهرت به منذ ابتداء ملك بني العباس حتى نسبت إليه، وصار ينسب إليه القائلون بها والمائلون إليها ..
وكان الجهم متكلما مثقفاً بثقافة عصره مغرماً بالجدال مع أهل الملل، وجاءه البلاء من فرط فضوله بالخوض في أمر الدين والغيب خاصة بمحض الرأي، وقد كان في المتكلمين من أهل عصره من يرد عليه ومنهم من ينتمي بفكره إليه وإن لم يتتلمذ له التلمذة العرفية ..
وقد كانت المعتزلة الذين نبغ أوائل متكلميهم القدرية في زمن جهم لا يوغلون في النفي إيغاله بل قد يردون عليه بعض قوله أو كثيراً منه ... ، ويقولون إن البراهين لا تقتضي كل هذا النفي الذي ذهب إليه ..
وأهل الكلام لا يرون التقليد، بل عماد أمرهم النظر والرأي والاستقلال فيه عن الوحي فكيف عن آراء الناس، ولهذا قل عندهم الاتفاق والإجماع، وصار جل ما يخوضون فيه مثار اختلاف بينهم .. والطائفة منهم إن اتفقت على أصل تناقضت في غيره أو في تفاصيله ... فكثر انشعاب الفرق من الفرقة الواحدة ... وكل من لم يعتصم بحبل الله تفرق ... وعند انعدام النور تأتي الظلمات ... فالنور واحد يجمع والظلمات كثيرة تفرق ..
والحاصل أنَّ المتكلمون في زمن جهم وبعده منهم من وافقه على أصل قوله وهؤلاء منهم من طرد مقالته ووسعها وبالغ في التزام لوازمها حتى انتهى إلى التعطيل الصريح أو ما يشبهه مما يعلم كل عاقل أنه تعطيل وأن صاحبه لم يترك التصريح به لعدم اعتقاده به ولكن لرغبة أو رهبة ..
ومن المتكلمين الذين وافقوه في أصل المقالة من ضيق دائرتها وحصرها في الصفات دون الأسماء ككثير من المعتزلة ..
وفرقان المعتزلة من الجهمية مسألة الجبر والقدر، فجهم أعلن الجبر وحمل لواءه، والمعتزلة هم القدرية النفاة
ومن المتكلمين من جمع بين نفي الصفات ونفي القدر وهؤلاء أبلغ في التعطيل وأظهر ..
وإن كان مآل التجهم متردداً بين صريح التعطيل وبين مقالة الحلول والاتحاد ..
والذين امتحن بهم الإمام أحمد هم المتجهمة في باب الصفات، وهم طوائف ..
وظهر في وقت المحنة وبسببها من المتكلمين من كان يميل إلى أهل السنة والحديث والأثر وعقائد عموم الملسمين التي تلائم الفطرة فكانوا يناظرون النفاة على أصول الكلام التي شاعت بينهم وقبلوا بها فأداهم ذلك إلى الجمع بين مادتين متناقضتين من النفي والإثبات ..
والنفي من حيث هو ليس باطلاً بإطلاق، بل لا يتم الإسلام ولا يصح عقده إلا بنفي وأول كلمة يدخل بها الإنسان في الإسلام حرف نفي (لا) إله إلا الله ..
والإثبات مؤسس على هذا النفي الشرعي ...
والخلاف بين أهل السنة وأهل الأهواء ليس في مطلق النفي أو مطلق الإثبات، بل في حقيقتهما
فأهل السنة تبع لمحض الوحي في النفي والإثبات يحرمون الخوض بالرأي في أمور الغيب، وهذا عين المعقول لأن ما غاب عن العقول لا يقبل العقل المحرر من خبث الإرادة أن يحكم فيه بشيء، والعقل الحر المعافى إنما يبني حكمه بالإثبات والنفي على العلم المقتضي لأحد الأمرين، ومتى انتفى هذا العلم توقف عن الحكم ..
وإنما الخوض في الأمور من غير علم صفة من لا يعقل وإن كان يفكر، فليس كل من يفكر يفكر بعقل ..
بل العقل زمام الفكر، فإن انطلق الفكر من زمام العقل خبط خبط عشواء ...
فالعقل ليس هو الفكر أو الرأي أو النظر بل العقل أمر متحكم فيهما ضابط لهما على مقتضى العلم والحكمة ...
ولهذا جاء مدح العقل بإطلاق في الكتاب والسنة، بخلاف الفكر والرأي والنظر فإنها تنقسم إلى محمود ومذموم
وآفة أهل الأهواء أنهم انتصاراً لأهوائهم يسمون فكرهم ورأيهم ونظرهم عقلاً ...
كما يسمي المبتدعة في الأبواب العملية بدعهم قرباً وطاعات وديناً وشريعة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/398)
والله تعالى إنما أمر بالعقل وبما يحفظه لم يأمر بطرحه بل وبما يضر به أو ينقصه ..
والعقل غريزة ركبها الله تعالى في الإنسان لينتفع بالعلم .. وجعله فرقاناً بين المتعلمين .. فإن الذي يتعلم إنما ينتفع بالعلم إذا عقله وعقل إرادته به، وإذا لم يفعل فهو كالحمار يحمل أسفاراً ينطق بالعلم ويعمل بالجهل وهو من أخس الخلق منزلة ..
وعوداً على بدء فإنَّ الذين ردوا على الجهمية في زمن المحنة وبعدها من التكلمين كان فيهم من يميل إلى نصر العقائد المتلقاة عن السلف من الصحابة وأتباعهم بإحسان وهو الأثر الذي يأثر اللاحق عن السالف، وهذا المأثور هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته في الإيمان بالله تعالى ومعرفته
وهذا الصنف من المتكلمين فيهم من كان الكلام غالباً عليه وفيهم من كان الكلام مغلوباً عليه بفقه أو سلوك ..
فمن أشهر الذين غلب عليهم الكلام من هؤلاء: أبومحمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ..
ومن أشهر الذين غلب عليهم الفقه: الحسين الكرابيسي أحد تلاميذ الإمام الشافعي في العراق، وهو في عداد المحدثين في الجملة.
ومن أشهر الذين غلب عليهم السلوك وتهذيب الإرادة والقصد: أبوعبدالله الحارث بن أسد المحاسبي البصري.
وحيث إنَّ ابن كلاب كان أكثرهم انصرافاً إلى الكلام وانشغالاً به فقد نشات في المتكلمين بعده طائفة تميل إلى طريقته في إثبات الصفات وإن اختلفوا في تفاصيل الإثبات، ويجمعهم إعمال الرأي في هذا الإثبات فكانوا بما أثبتوه من الصفات المتلقاة عن الكتاب والسنة أقرب طوائف المتكلمين في هذا الباب إلى السنة وأهلها ..
وكانوا بما أعملوا فيه آراءهم مخالفين لأهل السنة ومختلفين مع مخالفي أهل السنة من أهل الأهواء ..
فإن الكلابية صار أكبر نفيها لحقيقة الفعل لا لاسمه فهم يثبوت اسم صفات الفعل وينفون حقيقة الفعل ومن هنا نشأ قولهم الشهير الذي امتازوا به في مسألة الكلام ورد عليهم فيها أئمة الأثر وأئمة الكلام من المعتزلة وغيرهم ..
وأظهر الكرابيسي بين الفقهاء والمحدثين هذه المسألة في قالب أقرب إلى أسلوبهم باسم مسألة اللفظ، وصارت بها فتنة بل فتن داخل صفوف أهل العلم ولا سيما المحدثين بخلاف الفتنة الكبرى السابقة التي وقعت للإمام أحمد فإنها جاءت من خارج صفوفهم من الجهمية الخالصة باستعداء السلطان
وأما فتنة اللفظ ومن فروعها مسألة خلق الإيمان وما تبعها من تفريع وتشقيق فضولي مكدر لصفو الإيمان في القلوب فإنها مست أئمة كباراً وأوذي بها جبال من أئمة السنة كالبخاري وغيره وشمت بهم أعداء الكل من أهل الأهواء ...
فهذه جولة عابرة إجمالية على هذه المسألة بحسب ما سنح وما أذن الله تعالى به في هذا الوقت ..
ولعل من الإخوان من يساهم بمزيد نافع قريب إلى الفهم غير مشتت للقلب ..
فإن المراد ببحث هذه المسائل تثبيت الإيمان في القلب ونفي الشبه عنه، لا ضد ذلك، والأمر متعلق بأعظم عظيم، صفات ذي الجلال والإكرام ونعوته المقدسة
غفر الله لي ما زللت فيه، ووفقني وإخوتي للسداد والرشاد، آمين ..
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[11 - 02 - 09, 04:47 م]ـ
أخي بارك الله بك على مجهودك الكبير لكنك بارك الله بك لم تجب على سؤال الاخت ريحانة
فقد سألت
عن قول الكلابية في مسألة الصفات الفعلية
فكان جوابك مبهم أكثر
فقلت: (فإن الكلابية صار أكبر نفيها لحقيقة الفعل لا لاسمه فهم يثبوت اسم صفات الفعل وينفون حقيقة الفعل ومن هنا نشأ قولهم الشهير الذي امتازوا به في مسألة الكلام ورد عليهم فيها أئمة الأثر وأئمة الكلام من المعتزلة وغيرهم .. )
فما هو قولهم الشهير في هذه المسألة
وايضا كان قولك (المحبة والكلام صفتان فعليتان وهما اللتان أعلن الجعد بن درهم إنكارهما في مقالته التي عبر عنها قاتله خالد بن عبدالله القسري بعبارته الشهيرة .. )
فما هي عبارته الشهيرة؟
ولانني احببت هذا الاسترسال في كلامك احببت ان تكمله بالاجابة فتكتمل عسجدتك
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[11 - 02 - 09, 07:54 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك يا أخي الكريم، وغفر لي ولك ..
ولم أحب لنفسي ولا لإخوتي الخوض في هذا الباب إلا باستحضار المعاني المذكورة لخطورة المقام كما لا يخفى ..
وقد كنت حاولت إلغاء المشاركة حال تحميل الجهاز لها لأعيد النظر فيها سريعاً ففات ذلك كما فوجئت الآن لما عدت للجهاز بعد مفارقته ..
وكنت آنفاً قد عدلتها تعديلاً ما فلما أردت وضعه رأيت مشاركتك الكريمة ..
فأرجو من الإشراف الكريم أن يعتمده ويلغي المشاركة السابقة دفعاً للتشويش والتشتيت
وبالنسبة لمشاركتي المتواضعة العفوية فإنما تركيزها على الشق الأول من سؤال الموضوع (متى بدأ) أعني الجانب التاريخي وتطوره ..
وأما الجانب الفكري فلم أخض فيه كما نبهت جزاك الله خيراً
وإنما أردت المبادرة إلى الإجابة بعد استبطائها من قبل صاحب الموضوع أحسن الله إليه وإلينا أجمعين
والمطلوب التعاون على الإفادة وقبولها من حيث جاءت وفقنا الله تعالى جميعاً لذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/399)
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[11 - 02 - 09, 07:55 م]ـ
هذا التعديل للمشاركة السابقة أرجو من اعتماده وإلغاء السابقة دفعاً للتشويش والتشتيت جزاهم الله خيراً ..
الحمد لله رب العالمين
نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه معرفاً به ودالاً عليه عزوجل ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور ..
وجمع (الظلمات) كما يرد في الآيات يدل على أنَّ المراد جميعُ الظلمات بأنواعها وفنونها وصنوف تعلقاتها، وأولى ما يدخل في ذلك الظلمات العقدية والفكرية التي لأن عقيدة الإنسان وفكره أياً ما كانت فإنها هي التي تسيِّره في حياته وتوجه حركته فيها
وقد تضمن وحيُ الله تعالى فيما تضمن: تعرّف الله إلى عباده بما له من صفات الكمال ونعوت الجلال، وانتفاء الكفؤ والند والمثل له في كل وصف ونعت، وأنه فوق ما يصفه عباده، وأكبر مما يتوهمون، وأعظم مما يتصورون في كل صفة ونعت.
فوصف نفسه بصفات ذاتية كالعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجبروت والعلو والهيمنة والقهر والعلم والحكمة والمشيئة، والرحمة والحلم والرأفة والبر وغير ذلك ..
ووصف نفسه إجمالاً بأنه فعال لما يريد، وفصَّل من خبر أفعاله ما فصل.
وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم - عن وحيه إليه - بمزيد بيان وتفصيل لصفات ذاته وفعله ..
(2)
وقد كان الناس أمام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله سبحانه بين مؤمن مصدق، وكافر جاحد، ومنافق مريض القلب مرتاب ..
كل ذلك كان ابتداؤه منذ ابتداء رسالته، وقد قال الله تعالى في سورة المدثر وهي من أوائل ما نزل ..
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)
فهذه الأصناف كلها كانت مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم منذ استعلن بها عن أمر ربه تعالى ..
الذين آمنوا والذين كفروا
الذين أوتوا الكتاب
والذين في قلوبهم مرض، وهؤلاء دهليز النفاق ومادته فمنهم من يمن الله تعالى على قلبه بالشفاء فيطمئن قلبه بالإيمان، ومنهم من لا يزداد إلا زيغاً وضلالاً فيوليه الله تعالى ما تولى حتى يكون منافقاً خالصاً
فهذه الأنواع نفسُها لم تزل مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته الشريفة وبلاغه عن ربه تعالى حتى قضى ما عليه وأدى رسالته موفرة ولحق بالرفيق الأعلى .. والأنواع نفسها باقية.
.. نعم قد تجدد لهذه الأنواع أسماءٌ في بعض الأزمنة والأمكنة لكن الأسماء لا تغير حقائق المسميات، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني ..
وهذه الأصناف لم تكن على حالة واحدة من القوة والضعف والظهور والخفاء ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أول الأمر مستخفين بدينهم وكان الكفر وأهله في قوة واستعلان، ثم لم يزال أهل الإيمان في ظهور وتمكين حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة ... وبقي الخلفاء الراشدون المهديون على عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم ..
(3)
حتى إذا اتسعت الفتوحات ودبت زهرة الدنيا بفتنتها الناعمة الخفية إلى المسلمين = وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبدى وأعاد في التحذير منها ...
= بدأ التشاغل بالفضول من القول والفعل يسري إلى الدين في أبواب الحلال والحرام وأمور الشرائع أولاً .. ثم إلى اسم الإيمان والإسلام وأضدادهما وهي المسماة بمسائل الأسماء والأحكام ... وظهر طرفا الابتداع في هذا الباب الوعيدية والمرجئة ...
ثم لما تمادى الأمر وانخرم قرن خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعامة أصحابه نجمت أهواء وأمراض قلبية في التصور والإرادة ...
والجديدُ ليس مجردُ وجودِها فإن أصولَ الأهواء والانحرافات لم تزل موجودة في البشر، ولكن المختلف: ظهورُها واستعلانُها من عدمه، وقوتها وضعفها، وشكلها وأسلوب تقديمها ونحو ذلك من الصفات العارضة لذواتها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/400)
وتفصيل ما ذُكر معلوم لمن تتبعه من طلبة العلم، والمراد التذكير به والتأسيس عليه ..
(4)
وقد كان أولُ ما استُعلن في الإسلام ببدعة نفي صفات الله تعالى بعد الاجتراء على نفي قدره.
وارتباط قدر الله تعالى- كتابة، ومشيئة وخلقاً وتدبيراً- بصفات الفعل قريب، ولهذا كان أول ما استعلن بنفيه من الصفات: المحبة والكلام، و المحبة مبدأ العمل الصالح، والكلام الإلهي الموحى به إلى الرسل هو مبدأ العلم النافع ..
والمحبة والكلام صفتان فعليتان، وهما اللتان أعلن الجعد بن درهم إنكارهما في مقالته التي عبر عنها قاتله خالد بن عبدالله القسري بعبارته الشهيرة: إنَّ هذا زعم أن الله لم يكلم موسى تكليماً، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول علواً كبيراً ..
والجعد كان معلم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص آخر ملوك بني أمية، وقد كان ظهور مقالته هذه من أمارات انخرامها ..
(5)
وقام بعده في مقالة النفي هذه جهم بن صفوان مولى بني راسب، فجدد وطور ووسع وزاد واستفحلت به مقالة النفي؛ واشتهرت به منذ ابتداء ظهور دعوة بني العباس ثم استتباب ملكهم حتى نسبت إليه، وصار القائلون بها والمائلون إليها ينسبون إليه ..
وكان الجهم متكلما مثقفاً بثقافة عصره مغرماً بالجدال مع أهل الملل، وجاءه البلاء من فرط فضوله بالخوض في أمر الدين والغيب خاصة بمحض الرأي، وقد كان في المتكلمين من أهل عصره من يرد عليه ومنهم من ينتمي بفكره إليه وإن لم يتتلمذ له التلمذة العرفية ..
وقد كانت المعتزلة الذين نبغ أوائل متكلميهم القدرية في زمن جهم لا يوغلون في النفي إيغاله بل قد يردون عليه بعض قوله أو كثيراً منه ... ، ويقولون إن البراهين العقلية لا تقتضي كل هذا النفي الذي ذهب إليه مع مناقضتها للمعلوم القطعي من دين الإسلام ..
(6)
وأهل الكلام لا يرون التقليد إجمالاً، بل عماد أمرهم النظر والرأي والاستقلال فيه عن الوحي فكيف عن آراء الناس، ولهذا قل عندهم الاتفاق والإجماع، وصار جل ما يخوضون فيه مثار اختلاف بينهم .. والطائفة منهم إن اتفقت على أصل تناقضت في غيره أو في تفاصيله ... فكثر انشعاب الفرق من الفرقة الواحدة ... وكل من لم يعتصم بحبل الله تفرق ... وعند انعدام النور تأتي الظلمات ... فالنور واحد يجمع والظلمات كثيرة تفرق ..
والحاصل أنَّ المتكلمون في زمن جهم وبعده منهم من وافقه على أصل قوله وهؤلاء منهم من طرد مقالته ووسعها وبالغ في التزام لوازمها حتى انتهى إلى التعطيل الصريح أو ما يشبهه مما يعلم كل عاقل أنه تعطيل وأن صاحبه لم يترك التصريح به لعدم اعتقاده به ولكن لرغبة أو رهبة ..
ومن المتكلمين الذين وافقوه في أصل المقالة من ضيق دائرتها وحصرها في الصفات دون الأسماء ككثير من المعتزلة ..
وفرقان المعتزلة من الجهمية مسألة الجبر والقدر، فجهم أعلن الجبر وحمل لواءه، والمعتزلة هم القدرية النفاة
ومن المتكلمين من جمع بين نفي الصفات ونفي القدر وهؤلاء أبلغ في التعطيل وأظهر ..
وإن كان مآل التجهم متردداً بين صريح التعطيل وبين مقالة الحلول والاتحاد ..
والذين امتحن بهم الإمام أحمد هم المتجهمة في باب الصفات، وهم طوائف ..
وظهر في وقت المحنة وبسببها من المتكلمين من كان يميل إلى أهل السنة والحديث والأثر وعقائد عموم الملسمين التي تلائم الفطرة فكانوا يناظرون النفاة على أصول الكلام التي شاعت بينهم وقبلوا بها فأداهم ذلك إلى الجمع بين مادتين متناقضتين من النفي والإثبات ..
(7)
والنفي من حيث هو ليس باطلاً بإطلاق، بل لا يتم الإسلام ولا يصح عقده إلا بنفي وأول كلمة يدخل بها الإنسان في الإسلام حرف نفي (لا) إله إلا الله ..
والإثبات مؤسس على هذا النفي الشرعي ...
والخلاف بين أهل السنة وأهل الأهواء ليس في مطلق النفي أو مطلق الإثبات، بل في حقيقتهما
فأهل السنة تبع لمحض الوحي في النفي والإثبات يحرمون الخوض بالرأي في أمور الغيب، وهذا عين المعقول لأن ما غاب عن العقول لا يقبل العقل المحرر من خبث الإرادة أن يحكم فيه بشيء، والعقل الحر المعافى إنما يبني حكمه بالإثبات والنفي على العلم المقتضي لأحد الأمرين، ومتى انتفى هذا العلم توقف عن الحكم ..
وإنما الخوض في الأمور من غير علم صفة من لا يعقل وإن كان يفكر، فليس كل من يفكر يفكر بعقل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/401)
بل العقل زمام الفكر، فإن انطلق الفكر من زمام العقل خبط خبط عشواء ...
فالعقل ليس هو الفكر أو الرأي أو النظر بل العقل أمر متحكم فيهما ضابط لهما على مقتضى العلم والحكمة ...
ولهذا جاء مدح العقل بإطلاق في الكتاب والسنة، بخلاف الفكر والرأي والنظر فإنها تنقسم إلى محمود ومذموم
وآفة أهل الأهواء أنهم انتصاراً لأهوائهم يسمون فكرهم ورأيهم ونظرهم عقلاً ...
كما يسمي المبتدعة في الأبواب العملية بدعهم قرباً وطاعات وديناً وشريعة ...
والله تعالى إنما أمر بالعقل وبما يحفظه لم يأمر بطرحه بل وبما يضر به أو ينقصه ..
والعقل غريزة ركبها الله تعالى في الإنسان لينتفع بالعلم .. وجعله فرقاناً بين المتعلمين .. فإن الذي يتعلم إنما ينتفع بالعلم إذا عقله وعقل إرادته به، وإذا لم يفعل فهو كالحمار يحمل أسفاراً ينطق بالعلم ويعمل بالجهل وهو من أخس الخلق منزلة ..
(8)
وعوداً على بدء فإنَّ الذين ردوا على الجهمية في زمن المحنة وبعدها من التكلمين كان فيهم من يميل إلى نصر العقائد المتلقاة عن السلف من الصحابة وأتباعهم بإحسان وهو الأثر الذي يأثر اللاحق عن السالف، وهذا المأثور هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته في الإيمان بالله تعالى ومعرفته
وهذا الصنف من المتكلمين فيهم من كان الكلام غالباً عليه وفيهم من كان الكلام مغلوباً عليه بفقه أو سلوك ..
فمن أشهر الذين غلب عليهم الكلام من هؤلاء: أبومحمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ..
ومن أشهر الذين غلب عليهم الفقه: الحسين الكرابيسي أحد تلاميذ الإمام الشافعي في العراق، وهو في عداد المحدثين في الجملة.
ومن أشهر الذين غلب عليهم السلوك وتهذيب الإرادة والقصد: أبوعبدالله الحارث بن أسد المحاسبي البصري.
(9)
وحيث إنَّ ابن كلاب كان أكثرهم انصرافاً إلى الكلام وانشغالاً به فقد نشات في المتكلمين بعده طائفة تميل إلى طريقته في إثبات الصفات وإن اختلفوا في تفاصيل الإثبات، ويجمعهم إعمال الرأي في هذا الإثبات فكانوا بما أثبتوه من الصفات المتلقاة عن الكتاب والسنة أقرب طوائف المتكلمين في هذا الباب إلى السنة وأهلها ..
وكانوا بما أعملوا فيه آراءهم مخالفين لأهل السنة ومختلفين مع مخالفي أهل السنة من أهل الأهواء ..
فإن الكلابية صار أكبر نفيها لحقيقة الفعل لا لاسمه فهم يثبوت اسم صفات الفعل وينفون حقيقة الفعل ومن هنا نشأ قولهم الشهير الذي امتازوا به في مسألة الكلام ورد عليهم فيها أئمة الأثر وأئمة الكلام من المعتزلة وغيرهم ..
وأظهر الكرابيسي بين الفقهاء والمحدثين هذه المسألة في قالب أقرب إلى أسلوبهم باسم مسألة اللفظ، وصارت بها فتنة بل فتن داخل صفوف أهل العلم ولا سيما المحدثين بخلاف الفتنة الكبرى السابقة التي وقعت للإمام أحمد فإنها جاءت من خارج صفوفهم من الجهمية الخالصة باستعداء السلطان
وأما فتنة اللفظ ومن فروعها مسألة خلق الإيمان وما تبعها من تفريع وتشقيق فضولي مكدر لصفو الإيمان في القلوب فإنها مست أئمة كباراً وأوذي بها جبال من أئمة السنة كالبخاري وغيره وشمت بهم أعداء الكل من أهل الأهواء ...
(10)
فهذه الكلمات ليست سوى جولة عابرة إجمالية على هذه المسألة بحسب ما سنح وما أذن الله تعالى به في هذا الوقت، وقد قسمتها بحسب تجانس الأفكار لتسهيل الاستيعاب ..
ولعل من الإخوان من يساهم بمزيدٍ نافع قريبٍ إلى الفهم غير مشتت للقلب ..
فإن المراد ببحث هذه المسائل تثبيت الإيمان في القلب ونفي الشبه عنه، لا ضد ذلك، والأمر متعلق بأعظم عظيم، صفات ذي الجلال والإكرام ونعوته المقدسة،
غفر الله لي ما زللت فيه، ووفقني وإخوتي للسداد والرشاد، آمين ..
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[11 - 02 - 09, 07:56 م]ـ
هذا التعديل للمشاركة السابقة أرجو من اعتماده وإلغاء السابقة دفعاً للتشويش والتشتيت جزاهم الله خيراً ..
الحمد لله رب العالمين
نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه سبحانه معرفاً به ودالاً عليه عزوجل ليخرج الناس به من الظلمات إلى النور ..
وجمع (الظلمات) كما يرد في الآيات يدل على أنَّ المراد جميعُ الظلمات بأنواعها وفنونها وصنوف تعلقاتها، وأولى ما يدخل في ذلك الظلمات العقدية والفكرية التي لأن عقيدة الإنسان وفكره أياً ما كانت فإنها هي التي تسيِّره في حياته وتوجه حركته فيها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/402)
وقد تضمن وحيُ الله تعالى فيما تضمن: تعرّف الله إلى عباده بما له من صفات الكمال ونعوت الجلال، وانتفاء الكفؤ والند والمثل له في كل وصف ونعت، وأنه فوق ما يصفه عباده، وأكبر مما يتوهمون، وأعظم مما يتصورون في كل صفة ونعت.
فوصف نفسه بصفات ذاتية كالعظمة والكبرياء والمجد والجلال والجبروت والعلو والهيمنة والقهر والعلم والحكمة والمشيئة، والرحمة والحلم والرأفة والبر وغير ذلك ..
ووصف نفسه إجمالاً بأنه فعال لما يريد، وفصَّل من خبر أفعاله ما فصل.
وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم - عن وحيه إليه - بمزيد بيان وتفصيل لصفات ذاته وفعله ..
(2)
وقد كان الناس أمام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله سبحانه بين مؤمن مصدق، وكافر جاحد، ومنافق مريض القلب مرتاب ..
كل ذلك كان ابتداؤه منذ ابتداء رسالته، وقد قال الله تعالى في سورة المدثر وهي من أوائل ما نزل ..
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)
فهذه الأصناف كلها كانت مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم منذ استعلن بها عن أمر ربه تعالى ..
الذين آمنوا والذين كفروا
الذين أوتوا الكتاب
والذين في قلوبهم مرض، وهؤلاء دهليز النفاق ومادته فمنهم من يمن الله تعالى على قلبه بالشفاء فيطمئن قلبه بالإيمان، ومنهم من لا يزداد إلا زيغاً وضلالاً فيوليه الله تعالى ما تولى حتى يكون منافقاً خالصاً
فهذه الأنواع نفسُها لم تزل مصاحبة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته الشريفة وبلاغه عن ربه تعالى حتى قضى ما عليه وأدى رسالته موفرة ولحق بالرفيق الأعلى .. والأنواع نفسها باقية.
.. نعم قد تجدد لهذه الأنواع أسماءٌ في بعض الأزمنة والأمكنة لكن الأسماء لا تغير حقائق المسميات، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني ..
وهذه الأصناف لم تكن على حالة واحدة من القوة والضعف والظهور والخفاء ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في أول الأمر مستخفين بدينهم وكان الكفر وأهله في قوة واستعلان، ثم لم يزال أهل الإيمان في ظهور وتمكين حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة ... وبقي الخلفاء الراشدون المهديون على عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم ..
(3)
حتى إذا اتسعت الفتوحات ودبت زهرة الدنيا بفتنتها الناعمة الخفية إلى المسلمين = وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبدى وأعاد في التحذير منها ...
= بدأ التشاغل بالفضول من القول والفعل يسري إلى الدين في أبواب الحلال والحرام وأمور الشرائع أولاً .. ثم إلى اسم الإيمان والإسلام وأضدادهما وهي المسماة بمسائل الأسماء والأحكام ... وظهر طرفا الابتداع في هذا الباب الوعيدية والمرجئة ...
ثم لما تمادى الأمر وانخرم قرن خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعامة أصحابه نجمت أهواء وأمراض قلبية في التصور والإرادة ...
والجديدُ ليس مجردُ وجودِها فإن أصولَ الأهواء والانحرافات لم تزل موجودة في البشر، ولكن المختلف: ظهورُها واستعلانُها من عدمه، وقوتها وضعفها، وشكلها وأسلوب تقديمها ونحو ذلك من الصفات العارضة لذواتها ..
وتفصيل ما ذُكر معلوم لمن تتبعه من طلبة العلم، والمراد التذكير به والتأسيس عليه ..
(4)
وقد كان أولُ ما استُعلن في الإسلام ببدعة نفي صفات الله تعالى بعد الاجتراء على نفي قدره.
وارتباط قدر الله تعالى- كتابة، ومشيئة وخلقاً وتدبيراً- بصفات الفعل قريب، ولهذا كان أول ما استعلن بنفيه من الصفات: المحبة والكلام، و المحبة مبدأ العمل الصالح، والكلام الإلهي الموحى به إلى الرسل هو مبدأ العلم النافع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/403)
والمحبة والكلام صفتان فعليتان، وهما اللتان أعلن الجعد بن درهم إنكارهما في مقالته التي عبر عنها قاتله خالد بن عبدالله القسري بعبارته الشهيرة: إنَّ هذا زعم أن الله لم يكلم موسى تكليماً، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول علواً كبيراً ..
والجعد كان معلم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص آخر ملوك بني أمية، وقد كان ظهور مقالته هذه من أمارات انخرامها ..
(5)
وقام بعده في مقالة النفي هذه جهم بن صفوان مولى بني راسب، فجدد وطور ووسع وزاد واستفحلت به مقالة النفي؛ واشتهرت به منذ ابتداء ظهور دعوة بني العباس ثم استتباب ملكهم حتى نسبت إليه، وصار القائلون بها والمائلون إليها ينسبون إليه ..
وكان الجهم متكلما مثقفاً بثقافة عصره مغرماً بالجدال مع أهل الملل، وجاءه البلاء من فرط فضوله بالخوض في أمر الدين والغيب خاصة بمحض الرأي، وقد كان في المتكلمين من أهل عصره من يرد عليه ومنهم من ينتمي بفكره إليه وإن لم يتتلمذ له التلمذة العرفية ..
وقد كانت المعتزلة الذين نبغ أوائل متكلميهم القدرية في زمن جهم لا يوغلون في النفي إيغاله بل قد يردون عليه بعض قوله أو كثيراً منه ... ، ويقولون إن البراهين العقلية لا تقتضي كل هذا النفي الذي ذهب إليه مع مناقضتها للمعلوم القطعي من دين الإسلام ..
(6)
وأهل الكلام لا يرون التقليد إجمالاً، بل عماد أمرهم النظر والرأي والاستقلال فيه عن الوحي فكيف عن آراء الناس، ولهذا قل عندهم الاتفاق والإجماع، وصار جل ما يخوضون فيه مثار اختلاف بينهم .. والطائفة منهم إن اتفقت على أصل تناقضت في غيره أو في تفاصيله ... فكثر انشعاب الفرق من الفرقة الواحدة ... وكل من لم يعتصم بحبل الله تفرق ... وعند انعدام النور تأتي الظلمات ... فالنور واحد يجمع والظلمات كثيرة تفرق ..
والحاصل أنَّ المتكلمون في زمن جهم وبعده منهم من وافقه على أصل قوله وهؤلاء منهم من طرد مقالته ووسعها وبالغ في التزام لوازمها حتى انتهى إلى التعطيل الصريح أو ما يشبهه مما يعلم كل عاقل أنه تعطيل وأن صاحبه لم يترك التصريح به لعدم اعتقاده به ولكن لرغبة أو رهبة ..
ومن المتكلمين الذين وافقوه في أصل المقالة من ضيق دائرتها وحصرها في الصفات دون الأسماء ككثير من المعتزلة ..
وفرقان المعتزلة من الجهمية مسألة الجبر والقدر، فجهم أعلن الجبر وحمل لواءه، والمعتزلة هم القدرية النفاة
ومن المتكلمين من جمع بين نفي الصفات ونفي القدر وهؤلاء أبلغ في التعطيل وأظهر ..
وإن كان مآل التجهم متردداً بين صريح التعطيل وبين مقالة الحلول والاتحاد ..
والذين امتحن بهم الإمام أحمد هم المتجهمة في باب الصفات، وهم طوائف ..
وظهر في وقت المحنة وبسببها من المتكلمين من كان يميل إلى أهل السنة والحديث والأثر وعقائد عموم الملسمين التي تلائم الفطرة فكانوا يناظرون النفاة على أصول الكلام التي شاعت بينهم وقبلوا بها فأداهم ذلك إلى الجمع بين مادتين متناقضتين من النفي والإثبات ..
(7)
والنفي من حيث هو ليس باطلاً بإطلاق، بل لا يتم الإسلام ولا يصح عقده إلا بنفي وأول كلمة يدخل بها الإنسان في الإسلام حرف نفي (لا) إله إلا الله ..
والإثبات مؤسس على هذا النفي الشرعي ...
والخلاف بين أهل السنة وأهل الأهواء ليس في مطلق النفي أو مطلق الإثبات، بل في حقيقتهما
فأهل السنة تبع لمحض الوحي في النفي والإثبات يحرمون الخوض بالرأي في أمور الغيب، وهذا عين المعقول لأن ما غاب عن العقول لا يقبل العقل المحرر من خبث الإرادة أن يحكم فيه بشيء، والعقل الحر المعافى إنما يبني حكمه بالإثبات والنفي على العلم المقتضي لأحد الأمرين، ومتى انتفى هذا العلم توقف عن الحكم ..
وإنما الخوض في الأمور من غير علم صفة من لا يعقل وإن كان يفكر، فليس كل من يفكر يفكر بعقل ..
بل العقل زمام الفكر، فإن انطلق الفكر من زمام العقل خبط خبط عشواء ...
فالعقل ليس هو الفكر أو الرأي أو النظر بل العقل أمر متحكم فيهما ضابط لهما على مقتضى العلم والحكمة ...
ولهذا جاء مدح العقل بإطلاق في الكتاب والسنة، بخلاف الفكر والرأي والنظر فإنها تنقسم إلى محمود ومذموم
وآفة أهل الأهواء أنهم انتصاراً لأهوائهم يسمون فكرهم ورأيهم ونظرهم عقلاً ...
كما يسمي المبتدعة في الأبواب العملية بدعهم قرباً وطاعات وديناً وشريعة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/404)
والله تعالى إنما أمر بالعقل وبما يحفظه لم يأمر بطرحه بل وبما يضر به أو ينقصه ..
والعقل غريزة ركبها الله تعالى في الإنسان لينتفع بالعلم .. وجعله فرقاناً بين المتعلمين .. فإن الذي يتعلم إنما ينتفع بالعلم إذا عقله وعقل إرادته به، وإذا لم يفعل فهو كالحمار يحمل أسفاراً ينطق بالعلم ويعمل بالجهل وهو من أخس الخلق منزلة ..
(8)
وعوداً على بدء فإنَّ الذين ردوا على الجهمية في زمن المحنة وبعدها من التكلمين كان فيهم من يميل إلى نصر العقائد المتلقاة عن السلف من الصحابة وأتباعهم بإحسان وهو الأثر الذي يأثر اللاحق عن السالف، وهذا المأثور هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته في الإيمان بالله تعالى ومعرفته
وهذا الصنف من المتكلمين فيهم من كان الكلام غالباً عليه وفيهم من كان الكلام مغلوباً عليه بفقه أو سلوك ..
فمن أشهر الذين غلب عليهم الكلام من هؤلاء: أبومحمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ..
ومن أشهر الذين غلب عليهم الفقه: الحسين الكرابيسي أحد تلاميذ الإمام الشافعي في العراق، وهو في عداد المحدثين في الجملة.
ومن أشهر الذين غلب عليهم السلوك وتهذيب الإرادة والقصد: أبوعبدالله الحارث بن أسد المحاسبي البصري.
(9)
وحيث إنَّ ابن كلاب كان أكثرهم انصرافاً إلى الكلام وانشغالاً به فقد نشات في المتكلمين بعده طائفة تميل إلى طريقته في إثبات الصفات وإن اختلفوا في تفاصيل الإثبات، ويجمعهم إعمال الرأي في هذا الإثبات فكانوا بما أثبتوه من الصفات المتلقاة عن الكتاب والسنة أقرب طوائف المتكلمين في هذا الباب إلى السنة وأهلها ..
وكانوا بما أعملوا فيه آراءهم مخالفين لأهل السنة ومختلفين مع مخالفي أهل السنة من أهل الأهواء ..
فإن الكلابية صار أكبر نفيها لحقيقة الفعل لا لاسمه فهم يثبوت اسم صفات الفعل وينفون حقيقة الفعل ومن هنا نشأ قولهم الشهير الذي امتازوا به في مسألة الكلام ورد عليهم فيها أئمة الأثر وأئمة الكلام من المعتزلة وغيرهم ..
وأظهر الكرابيسي بين الفقهاء والمحدثين هذه المسألة في قالب أقرب إلى أسلوبهم باسم مسألة اللفظ، وصارت بها فتنة بل فتن داخل صفوف أهل العلم ولا سيما المحدثين بخلاف الفتنة الكبرى السابقة التي وقعت للإمام أحمد فإنها جاءت من خارج صفوفهم من الجهمية الخالصة باستعداء السلطان
وأما فتنة اللفظ ومن فروعها مسألة خلق الإيمان وما تبعها من تفريع وتشقيق فضولي مكدر لصفو الإيمان في القلوب فإنها مست أئمة كباراً وأوذي بها جبال من أئمة السنة كالبخاري وغيره وشمت بهم أعداء الكل من أهل الأهواء ...
(10)
فهذه الكلمات ليست سوى جولة عابرة إجمالية على هذه المسألة بحسب ما سنح وما أذن الله تعالى به في هذا الوقت، وقد قسمتها بحسب تجانس الأفكار لتسهيل الاستيعاب ..
ولعل من الإخوان من يساهم بمزيدٍ نافع قريبٍ إلى الفهم غير مشتت للقلب ..
فإن المراد ببحث هذه المسائل تثبيت الإيمان في القلب ونفي الشبه عنه، لا ضد ذلك، والأمر متعلق بأعظم عظيم، صفات ذي الجلال والإكرام ونعوته المقدسة،
غفر الله لي ما زللت فيه، ووفقني وإخوتي للسداد والرشاد، آمين ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 09:35 م]ـ
الأخت الكريمة إليكِ الجواب مختصرا:
أول ما بدأ الكلام في الصفات الفعلية هو في صفة الكلام وأول من تكلم في إنكار صفة الكلام وأظهر هذه المقالة هو الجعد بن درهم معلم مروان بن محمد الأموي.
فتقديراً ظهور هذه المقالة في مطلع القرن الثاني الهجري.
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن المتكلمين من جمع بين نفي الصفات ونفي القدر وهؤلاء أبلغ في التعطيل وأظهر ..
أليسوا هم الجهمية؟
وإن كان مآل التجهم متردداً بين صريح التعطيل وبين مقالة الحلول والاتحاد ..
أريد مزيدا من التوضيح!
فإن الكلابية صار أكبر نفيها لحقيقة الفعل لا لاسمه فهم يثبوت اسم صفات الفعل وينفون حقيقة الفعل ومن هنا نشأ قولهم الشهير الذي امتازوا به في مسألة الكلام ورد عليهم فيها أئمة الأثر وأئمة الكلام من المعتزلة وغيرهم ..
وأظهر الكرابيسي بين الفقهاء والمحدثين هذه المسألة في قالب أقرب إلى أسلوبهم باسم مسألة اللفظ، وصارت بها فتنة بل فتن داخل صفوف أهل العلم ولا سيما المحدثين بخلاف الفتنة الكبرى السابقة التي وقعت للإمام أحمد فإنها جاءت من خارج صفوفهم من الجهمية الخالصة باستعداء السلطان
وأما فتنة اللفظ ومن فروعها مسألة خلق الإيمان وما تبعها من تفريع وتشقيق فضولي مكدر لصفو الإيمان في القلوب فإنها مست أئمة كباراً وأوذي بها جبال من أئمة السنة كالبخاري وغيره
أرجو من الإخوة أن يشرحوا لي هذا الكلام أو يحيلوني إلى مراجع تفيدني في ذلك.
وجزاكم الله خيرا
الأخت الكريمة إليكِ الجواب مختصرا:
أول ما بدأ الكلام في الصفات الفعلية هو في صفة الكلام وأول من تكلم في إنكار صفة الكلام وأظهر هذه المقالة هو الجعد بن درهم معلم مروان بن محمد الأموي.
فتقديراً ظهور هذه المقالة في مطلع القرن الثاني الهجري.
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/405)
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:23 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 02 - 09, 01:29 ص]ـ
لعل هذا يفيد قليلا في إجابة جزء من سؤالك
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري
في شرح باب (مَا جَاءَ فِي تَخْلِيقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْخَلَائِقِ وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَأَمْرُهُ فَالرَّبُّ بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَكَلَامِهِ وَهُوَ الْخَالِقُ الْمُكَوِّنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ فَهُوَ مَفْعُولٌ مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ):
ثم وجدت بيان مراده (أي البخاري) في كتابه الذي أفرده في خلق أفعال العباد فقال: اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا كن مخلوق وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى
ومسئلة التكوين مشهورة بين المتكلمين وأصلها أنهم اختلفوا هل صفة الفعل قديمة أو حادثة فقال جمع من السلف منهم أبو حنيفة هي قديمة وقال آخرون منهم بن كلاب والأشعري هي حادثة لئلا يلزم ان يكون المخلوق قديما وأجاب الأول بأنه يوجد في الأزل صفة الخلق ولا مخلوق وأجاب الأشعري بأنه لا يكون خلق ولا مخلوق كما لا يكون ضارب ولا مضروب فألزموه بحدوث صفات فيلزم حلول الحوادث بالله فأجاب بأن هذه الصفات لا تحدث في الذات شيئا جديدا فتعقبوه بأنه يلزم ان لا يسمى في الأزل خالقا ولا رازقا وكلام الله قديم وقد ثبت انه فيه الخالق الرزاق فانفصل بعض الأشعرية بأن إطلاق ذلك انما هو بطريق المجاز وليس المراد بعدم التسمية عدمها بطريق الحقيقة ولم يرتض هذا بعضهم بل قال وهو المنقول عن الأشعري نفسه ان الأسامي جارية مجرى الأعلام والعلم ليس بحقيقة ولا مجاز في اللغة واما في الشرع فلفظ الخالق الرازق صادق عليه تعالى بالحقيقة الشرعية والبحث انما هو فيها لا في الحقيقة اللغوية فالزموه بتجويز إطلاق اسم الفاعل على من لم يقم به الفعل فأجاب ان الإطلاق هنا شرعي لا لغوي انتهى وتصرف البخاري في هذا الموضع يقتضي موافقة القول الأول
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 02 - 09, 01:33 ص]ـ
ويظهر لي مما قرأت أن الأشاعرة يعتقدون أن خلق الله للأشياء يرجع إلى صفة القدرة
وأنهم لا يفرقون بين الفعل والمفعول
لهذا يقولون بأن الأفعال حادثة
مع أن الحادث عندهم كله مخلوق
لأنهم لا يعتقدون أنها صفات (أقصد الأفعال)
فهي والمفعول واحد
ولا أعلم إذا كان هناك خلاف بين الأشاعرة في هذه المسألة
وإن شاء الله غيري يفيدك أكثر
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[19 - 02 - 09, 03:49 ص]ـ
..
هنا - إن شاء الله - جواب لسؤالك.
من شرح الشيخ يوسف الغفيص على الطحاوية:
شرح العقيدة الطحاوية [3]
الله سبحانه وتعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن؛ الذي فيه ذكره وذكر أسمائه وصفاته، فبلّغ صلى الله عليه وسلم ما أنزل عليه وبينه أتم البيان؛ لذا كان معتقد أهل السنة الإيمان بما وصف الله به نفسه وسمى، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وسماه، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.
تقرير الأسماء والصفات لله جل وعلا
قال المصنف رحمه الله: [ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه]. هذه الجملة من الجمل التي فيها تخصيص وتمييز للمذهب الذي يتقلده الطحاوي رحمه الله، فهي ليست مجملة كالجمل السالفة، ومع كونها مفصلةً من جهة إلا أنها مجملة من جهة أخرى، أما كونها مفصلة مميزة فلأنها أخرجت قول الجهمية والمعتزلة وأبطلته، لأن الجهمية والمعتزلة يقولون: إن الله تعالى حدث له الفعل بعد أن لم يكن، ولا يثبتون صفةً قائمةً بذاته سبحانه وتعالى. ولكنها مجملة من وجه آخر، لأنها لم تميز قول السلف عن قول الأشاعرة، ولا سيما المحققين منهم المقاربين لطريقة الأئمة. ومن جهة تقرير مسألة الصفات على جهة الإجمال نقول: إن الله سبحانه وتعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن الذي فيه ذكر أسمائه سبحانه وتعالى وصفاته، وعلى هذا اتفق الأنبياء والرسل وأتباعهم؛ ولهذا فإن مذهب أهل السنة والجماعة كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/406)
هو مقرر ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى موصوف بما وصف وسمى به نفسه، وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، لا في الأحرف ولا المعاني، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل أهل السنة والجماعة وسط بين المعطلة من الجهمية والمعتزلة ومتكلمة الصفاتية الذين شاركوا في التعطيل، وبين المشبهة والمجسمة، فهم وسط في هذا الباب كما هم وسط في سائر أبواب أصول الدين بين طوائف المسلمين. وأول مخالفة ظهرت في باب الأسماء والصفات -وهو من أخص أصول الإيمان والربوبية- لما أظهر الجعد بن درهم مقالة التعطيل، فزعم أن الله لا يوصف بصفة ولا يسمى باسم، وتابعه على ذلك الجهم بن صفوان، وصارت هذه المقالة تسمى عند السلف مقالة الجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان؛ لأنه هو الذي أشاعها وأذاعها ونشرها، ثم تقلدتها المعتزلة كأبي الهذيل العلاف ومن بعده، فصاروا يقررون هذا المذهب. ......
من هم الجهمية؟
وهنا يشار إلى مسألة وهي: أن (الجهمية) في كلام المتقدمين من أئمة الحديث لا يعنى به ضرورةً أتباع الجهم على سائر أصوله، وإنما يعنى به كل من نفى الصفات، سواء كان جهمياً من حيث الأصول أو لم يكن كذلك؛ ولهذا في فتنة خلق القرآن في زمن المأمون و المعتصم سمى السلف المخالفين لهم: (جهمية)، وسموا الرد عليهم: (الرد على الجهمية)، ومرادهم بالجهمية هنا: نفاة الصفات، سواء كانوا من أتباع الجهم أو من المعتزلة، ذلك أن المعتزلة تشارك الجهم في نفي الصفات، ولكن من المعلوم أن علماء المعتزلة يكفرون الجهم بن صفوان، ليس من جهة نفيه للصفات بل من جهة مسائل أخرى، فإن بين الجهم بن صفوان وأتباعه المختصين به وبين المعتزلة فروقاً في الأصول، وعلى سبيل المثال: ......
الفرق بين المعتزلة والجهمية
1 - المعتزلة وعيدية في مسائل الإيمان والأسماء والأحكام، والجهم بن صفوان على النقيض من ذلك، فهو على مذهب المرجئة الغلاة. 2 - المعتزلة تزعم أن مرتكب الكبيرة يفقد الإيمان، وأنه مخلد في النار، في حين أن الجهم بن صفوان يرى أن الإيمان هو محض المعرفة، وأنه لا يضر مع الإيمان ذنب. 3 - مسألة القدر: فإن الجهم من غلاة الجبرية -أي: أن العبد مجبور على فعله- في حين أن المعتزلة قدرية، يقولون: إن الله لم يخلق أفعال العباد، بل العبد مستقل بفعله. 4 - بينهم في مسألة الأسماء والصفات اشتراك وافتراق، فإن المعتزلة تقر بأصل الأسماء، في حين أن الجهم بن صفوان لا يقر بالأسماء ولا بالصفات؛ ولهذا فإن المعتزلة في الجملة دون الجهم بن صفوان من هذا الوجه، ولا نقول إنهم يثبتون الأسماء، لأنهم لا يلتزمون أن يسمى الرب سبحانه وتعالى بسائر ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله، ولكن أصل الأسماء عندهم ثابت، والذي يتفقون عليه هو: أنه حي عليم قدير، وزاد بعض طوائفهم: أنه سميع بصير، فهذه الأسماء الخمسة هي مدار الإثبات عند المعتزلة. ......
ظهور المشبهة
لقد ظهر في الزمن المتقدم قوم يشبهون صفات الباري بصفات خلقه، وأول من حفظ عنه مذهب التشبيه هم طائفة من غلاة الرافضة الإمامية كهشام بن الحكم الرافضي، وهشام بن سالم الجواليقي وأمثالهما. فلم يكن إذ ذاك في الناس إلا إحدى ثلاث مقالات: 1 - مقالة السلف: وهي الأصل المجمع عليه بين الصحابة وأئمة التابعين، أن الله له أسماء حسنى وصفات علا تليق بجلاله. 2 - مقالة المعطلة الجهمية نفاة الصفات. 3 - مقالة المشبهة. ......
ظهور الكلابية والأشعرية والماتريدية
ثم حدث أن جاء رجلان بعد القرون الثلاثة الفاضلة، هما: أبو الحسن الأشعري، وأبو منصور الماتريدي، وقد ظهرا في آخر زمن الإمام أحمد، وقبل هذين الرجلين رجل اسمه عبد الله بن سعيد بن كلاب، وهو من علماء الكلام، وكان من أشد الناس رداً على المعتزلة، وانتحل مذهباً ملفقاً من مذهب الأئمة ومذهب المعتزلة، ويزعم أنه توسط بجمعه بين ذلك، فكان يثبت أصول الصفات ويقول بقدمها ولكنه لا يثبت الصفات الفعلية، فمثلاً يقول: إن الله موصوف بصفة الكلام، وأنه معنى واحد أزلي لا يتعلق بالقدرة والمشيئة، وتبعاً لذلك لا يكون عنده بحرف ولا صوت مسموع. ويقول: إن الله موصوف بالغضب، ولكنه واحد أزلي، وموصوف بالرضا، ولكنه واحد أزلي، وهكذا. وقد انتحل رأيه أمثال الحارث بن أسد المحاسبي الصوفي، الناسك المعروف، صاحب كتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/407)
(الرعاية)، وكتاب (فهم القرآن)، وقرر الحارث المحاسبي هذا المذهب الذي قاله ابن كلاب في كتابه (فهم القرآن)، وهو كتاب مطبوع. ومنذ ذلك الوقت صار ما قرره ابن كلاب يضاف إلى أهل السنة؛ ولهذا نجد أن الحارث المحاسبي في الصفات الفعلية يقول: إن لأهل السنة فيها قولين، فيجعل للأئمة قولاً، ويجعل ما قاله ابن كلاب هو القول الآخر، ثم يختار القول الذي قاله ابن كلاب، حتى ظهر الأشعري و الماتريدي بعد الحارث بن أسد و ابن كلاب. ......
عقيدة أبي الحسن الأشعري
الأشعري أصله معتزلي، وهذا مجمع عليه بين الأشاعرة وسائر أهل المقالات والسير، وقد مضى في الاعتزال زمناً طويلاً، وصرح في كتبه بأنه كان معتزلياً، وأنه صنف للمعتزلة كتباً لم يصنف لهم مثلها. والأشبه أنه كان زمن الاعتزال على طريقة أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي؛ لأنه تتلمذ على يديه ونشأ في كنفه، ثم رجع الأشعري عن الاعتزال، وهذا لا خلاف فيه بين الناس، لا من الأشاعرة، ولا من أصحاب السنة المحضة، ولا من سائر أهل المقالات والسير. إنما الذي حصل فيه تردد وكلام هو: إلى أي شيء رجع الأشعري؟ هنا أحد مسلكين: المسلك الأول: أن الأشعري كان معتزلياً ثم رجع كلابياً، ثم رجع سنياً، أي أنه مرَّ بثلاثة أطوار. وهذا القول يعتمده كثير من الباحثين، وهو غلط محض لمن نظر كتب الأشعري وتأمل كلامه، ونظر كتب المحققين كشيخ الإسلام رحمه الله. المسلك التالي وهو الصواب: أن الأشعري ليس له إلا مذهبين: المذهب الأول هو الاعتزال، ثم لما ترك مذهب المعتزلة انتحل مذهب أهل السنة. أما من حيث الحقيقة العلمية فإن الأشعري كان معتزلياً، ثم لما ترك الاعتزال وانتحل مذهب أهل السنة كان -كما يقرر شيخ الإسلام في منهاج السنة وغيره- علمه بالكلام وأصوله ومقالات المتكلمين من المعتزلة وغيرهم علماً مفصلاً، وكان علمه بمقالات السلف والأئمة علماً مجملاً، لأنه اعتنق مذهب أهل السنة عن بعض حنبلية بغداد، فأخذه أخذاً مجملاً، فصار الأشعري يقصد إلى تحقيق مقالة الأئمة، لكن لكون علمه بها علماً مجملاً لم يحقق ذلك، وإن كان عنده نوع ترق إلى الأفضل، فكتبه الأخيرة -كالإبانة- هي أجود ما كتب، وإذا قارنت بين كتاب (الإبانة) وكتاب (اللمع) مثلاً وجدت بين الكتابين فرقاً، وأن كتاب (الإبانة) أجود بكثير من كتاب (اللمع). لكن مع هذا فإن الأشعري لم يخلص إلى السنة المحضة، بل بقي عليه مسائل كثيرة اختلطت عليه، وأخص ذلك مسألة الصفات والقدر والإيمان، فهو في الصفات على طريقة ابن كلاب، بل إن ابن كلاب أجود حالاً من الأشعري كما يصرح بذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله في مواضع كثيرة؛ لأن ابن كلاب يثبت الغضب والرضا ونحوها من الصفات، ويقول: إن الله موصوف بالغضب، ولكنه واحد أزلي، ولا يفسر الغضب والرضا بالإرادة، بل يثبتها صفةً أزلية، في حين أن الأشعري يفسر الغضب والرضا بصفة الإرادة. وكذلك في القدر: فإن الأشعري أبطل الجبر لفظاً، وأبطل مذهب القدرية المعتزلة، ولكنه قال بالكسب فوافق أهل السنة والجماعة لفظاً -حيث إن لفظ الكسب لفظ مستعمل في القرآن وقد أضيف إلى العباد كقوله تعالى: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة:286]، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَة [المدثر:38] إلى غير ذلك من الآيات، ولكنه فسر الكسب تفسيراً جبرياً، فقال: إن للعبد قدرةً ومشيئةً مسلوبة التأثير يقع الفعل عندها لا بها، فهو جبري، ولكنه دون الجبرية المحضة. ولهذا نجد علماء الأشاعرة كالشهرستاني و الجويني و الرازي يقولون: إن ما قرره أبو الحسن في هذا المقام جبر متوسط، وكذلك يقول الرازي: الكسب معناه: أن العبد مجبور في صورة مختار. وهذا المذهب هو أحد مذاهب الجبرية، لأن الأشاعرة مذهبهم معروف في مسألة القدر، ويتوهمون أنه لا يصح في هذا إلا قول القدرية أو الجبرية، ومن هنا اختاروا مذهب الجبر. كذلك في مسألة الإيمان: يقول الأشعري: إن الإيمان هو التصديق، وهو بهذا مقارب لقول غلاة المرجئة وإن كان ليس مثلهم. وأما في آخر كتبه فقد صار يتباعد عن المسائل المفصلة التي لم يحكمها، وينطق بالعبارات السلفية المجملة ويدعها على إجمالها، أي: أنه يذكر الآيات والأحاديث ولا يتكلم في تفصيلها أو تفسيرها، فمثلاً في كتاب الإبانة وهو من آخر ما كتب يقول: (ونؤمن بأن الله مستوٍ على العرش كما في قوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]) لكنه لا يفصل مقصوده بالاستواء؟ وفي كتبه الأخرى يقول: إن الاستواء فعل فعله بالعرش صار به مستوياً. أي أنه لا يثبت الاستواء الذي كان يثبته السلف. ومن هنا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما من قال منهم -أي: الأشعرية- بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالةً تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة! هذا نص كلام شيخ الإسلام. وقد توهم بعض الباحثين أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يرى أن الأشعري مر بثلاثة أطوار، وأن الطور الأخير الذي كتبه في كتاب (الإبانة) هو طور السلفية المحضة، وهو ليس كذلك، إنما مراد الإمام ابن تيمية رحمه الله أن جمل كتاب (الإبانة) جمل سلفية، وإن كان الأشعري في كتاب (الإبانة) إذا أتى لمسألة فيها خلاف بين الأئمة والمعتزلة فإنه يفصلها ويقضي على مذهب المعتزلة ويبطله، كمسألة الرؤية مثلاً، فإنه أثبت الرؤية واستدل بدلائل فاضلة، منها استدلاله بقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103] قال: إن الإدراك هو الذي نُفي، وهو قدر زائد على الرؤية، ونفي القدر الزائد دليل على أن أصل الرؤية ثابت، وهذا استدلال فاضل اعتمده شيخ الإسلام في كتبه. وإذا جاء إلى الخلاف الذي بين ابن كلاب والأئمة فإنه لا يفصله، وإنما يقف على الإجمال.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119&read=0&lg=655
..(53/408)
هل من طالب علم يجود علينا بكلام اهل العلم بخصوص هذه الأسماء
ـ[عبد القادر الوهراني]ــــــــ[09 - 02 - 09, 07:38 م]ـ
هذا جزء من حوار بجريدة الشروق اليومي
نص سؤال الصحفي بالأحمر
وجوابه بالأسود
ما تعليق العلماء على ذلك بارك الله فيكم
هل هذه السماء حقا لا يصح تسمية الله بها
• ... قبل التطرق لدور العلماء سواء في مصر أو الجزائر أو حتى في السعودية التي يدرّس فيها الدكتور محمود عبد الرازق ... هل يمكن للقارئ أن يتعرّف على الأسماء التي تقولون إنها غير صحيحة؟
• **هناك تسعة وعشرون اسما والتي هي من إدراج الوليد بن مسلم الواردة في رواية الترمذي، لم توافق الشروط العلمية التي وضعها العلماء واتفقوا على وجوب توافرها في الاسم حتى يكون من الأسماء الحسنى، وهذه الأسماء هي:» الخافض، الرافع، المعز، المذل، العدل، الجليل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الواجد، الماجد، الوالي، المنتقم، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الرشيد، الصبور «، فمنها 21 اسما ليست من الأسماء بل إنها من الأفعال والأوصاف التي لا يصحّ الاشتقاق منها، ولا يصحّ تسمية الله بها وهي:» الخافض، المعز، المذل، العدل الجليل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المميت، الواجد، الماجد، الوالي، المقسط، المغني المانع، الضار، النافع، الباقي، الرشيد، الصبور « ... أما الثمانية الباقية فإنها أسماء ذكرت بصفة مقيّدة أو مضافة وهي تتميز بشروط غير ما اشترط في الأسماء الحسنى المطلقة التي تفيد الكمال المطلق للّه كما عرفها ابن تيمية وغيره من العلماء وهي:» الرافع، المحيي، المنتقم، الجامع، النور، الهادي، البديع، ذو الجلال والإكرام «.(53/409)
ما هو محل غلط الأشاعرة في التحسين والتقبيح؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القرافي رحمه الله في التنقيح: " حسن الشيء وقبحه يراد بهما:
1) ما لاءم الطبع او نافره؛ نحو إنقاذ الغرقى واتهام الأبرياء.
2) أو كونه صفة كمال أو نقص؛ نحو العلم حسن والجهل قبيح.
3) أو كونه موجبا للمدح أو الذم الشرعيين.
والأولان عقليان إجماعاً.
والثالث شرعي عندنا؛ لا يعلم ولا يثبت إلا بالشرع، فالقبيح ما نهى الله تعالى عنه، والحسن ما لم ينه سبحانه عنه ".
سؤالي:
هل أخطأ الأشاعرة في عد الحسن والقبيح بالمعنى الثالث شرعيين؟.
[أرجو بحث هذه الجزئية فحسب دون نقل كلام لا علاقة له بها]
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 02 - 09, 05:51 م]ـ
والأولان عقليان إجماعاً.
تعقب ابن حلولو القرافي في التوضيح ص243 بقوله: " قال الفهري رحمه الله تعالى: والأولى أن يحرر محلُّ التراع قبل ذكر طرق
الأصحاب فنقول: الحسن والُقبح يطَْلق باعتبارات ثلاثة:
الأول: الحسن عبارة عن الملائمة، والقبح عبارة عن المنافرة – أي: بالطبع وهما بهذا التفسير عرفيان يختلفان باختلاف الأمم والأعصار، وهذا لا نزاع فيه، وإن كانت هذه القضية هي منشأ / الغلط، فإن المعتزلة والبراهمة اعتقدوها عقليًة مطَِّردة.
فجعل المصنف وغيره هذا القسم عقلياً إجماعًا ليس كما ذكر " اهـ كلامه رحمه الله
وقال الغزالي في المستصفى: " الاصطلاح المشهور العامي: وهو أن الأفعال تنقسم إلى ما يوافق غرض الفاعل وإلى ما يخالفه وإلى ما لا يوافق ولا يخالف فالموافق يسمى حسنا والمخالف يسمى قبيحا والثالث يسمى عبثا.
وعلى هذا الاصطلاح إذا كان الفعل موافقا لشخص مخالفا لآخر فهو حسن في حق من وافقه قبيح في حق من خالفه حتى أن قتل الملك الكبير يكون حسنا في حق أعدائه قبيحا في حق أوليائه فإطلاق اسم الحسن والقبح على الأفعال عند هؤلاء كإطلاقه على الصور فمن مال طبعه إلى صورة أو صوت شخص قضى بحسنه ومن نفر طبعه عن شخص استقبحه ورب شخص ينفر عنه طبع ويميل إليه طبع فيكون حسنا في حق هذا قبيحا في حق ذاك حتى يستحسن سمرة اللون جماعة ويستقبحها جماعة فالحسن والقبح عند هؤلاء عبارة عن الموافقة والمنافرة وهما أمران إضافيان لا كالسواد والبياض إذ لا يتصور أن يكون الشيء أسود في حق زيد أبيض في حق عمرو ".
قال مقيده عفا الله عنه: " أن يكون الحسن والقبح بهذا المعنى أمرين إضافيين أو يختلفان باختلاف الاعصار لا ينفي أن يكونا عقليين، إذ معنى كونه عقليا أن العقل يدرك حسنه أو قبحه، لذا قال العضد الإيجي في المواقف
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 02 - 09, 06:12 م]ـ
في المواقف ص324: في بيان إطلاقات الحسن والقبح: " الثاني: ملائمة الغرض ومنافرته، وقد يعبر عنهما بالمصلحة والمفسدة، وذلك أيضاً عقلي ويختلف بالاعتبار، فإن قتل زيد مصلحة لأعدائه ومفسدة لأولياءه "
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:51 ص]ـ
الجواب عند ابن القيم
قال في مفتاح السعادة
وتحقيق القول في هذا الأصل العظيم أن القبح ثابت للفعل في نفسه وأنه لا يعذب الله عليه إلا بعد إقامة الحجة بالرسالة وهذه النكتة هي التي فاتت المعتزلة والكلابية كليهما فاستطالت كل طائفة منهما على الأخرى لعدم جمعهما بين هذين الأمرين فاستطالت الكلابية على المعتزلة بإثباتهم العذاب قبل إرسال الرسل وترتيبهم العقاب على مجرد القبح العقلي وأحسنوا في رد ذلك عليهم واستطالت المعتزلة عليهم في إنكارهم الحسن والقبح العقليين جملة وجعلهم انتفاء العذاب قبل البعثة دليلا على انتفاء القبح واستواء الأفعال في أنفسها وأحسنوا في رد هذا عليهم فكل طائفة استطالت على الأخرى بسبب إنكارها الصواب ا. ه
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:57 ص]ـ
وخطأ الاشاعرة نسوا رقم 4
4) العقاب الاخروي على الحسن والقبيح
فنحن نثبت الثلاث الاول وننفي الرابعة
وما جاء من الادلة فهو على نفي القسم الرابع فقط ونفي القسم الرابع دليل اثبات للثلاثة السابقة
والله اعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 02 - 09, 01:02 م]ـ
كلام ابن القيم في أن الحسن والقبح هل هما صفتان ذاتيتان للأفعال أو لا، وليس فيما سألت عنه.
وهذه النقطة سأكتب فيها موضوعاً آخر بإذن الله
أما هذا القسم الرابع الذي ذكرتَه فهو القسم الثالث بعينه.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 01:32 م]ـ
اخي ابو الحسنات
من جعل القسم الثالث هو الرابع دخل في الخلط
فكون الشرك بالله ومستبشع الجرائم مذموما في الشرع قبل النبوة وبعدها لااشكال فيه
لكن رحمة من الله الرحيم انه لايعذب على هذه الجرائم الا من ارسل له رسولا
لايعني بحال من الاحوال ان هذه الجرائم ليست مذمومة شرعا ولا عقلا
والشاهد من كلام ابن القيم قوله
وجعلهم انتفاء العذاب قبل البعثة دليلا على انتفاء القبح واستواء الأفعال في أنفسها وأحسنوا في رد هذا عليهم
فانه مربط الفرس
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/410)
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 02 - 09, 07:50 م]ـ
نرجع من البداية:
بعبارة مختصرة: ما معنى المدح والذم الشرعيين عندك؟
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 01:14 م]ـ
معنى المدح والذم الشرعيين
ان يكون الفعل ممدوحا او مذموما في الشرع بالاحكام الخمسة من الوجوب والتحريم والاستحباب والكراهة
والاباحة ايضا
فالعلم بهذه الاحكام شرعي ويمكن الوصول اليه بالعقل حتى قبل ورود الشرع
لكن يختلف وصول العقل لهذه الاحكام من حكم الى حكم مع بقاء ثوابت
مثلا
تحريم قتل امه هذا معلوم عند اي انسان حتى لو لم يعرف اي دين او رسالة ولو فعله لكان مستحقا للعقاب
ولكن رحمة من الله انه لايعاقب الا بعد ارسال الرسل فعدم العقاب على هذه الجريمه لايعنى انها غير مذمومة
شرعا
والله اعلم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 02:15 م]ـ
وهنا موضع فصل فيه ابن تيمية النزاع والادلة والرد
قال ابن تيمية في العقل والنقل (8/ 492)
ثم إن الله بكمال رحمته وإحسانه لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم وإن كانوا فاعلين لما يستحقون به الذم والعقاب كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب والرب تعالى مع هذا لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا
والناس لهم في هذا المقام ثلاثة أقوال قال بكل قول طائفة من المنتسبين إلى السنة من أصحاب الأئمة الأربعة أصحاب أحمد وغيره
طائفة تقول: إن الأفعال لا تتصف بصفات تكون بها حسنة ولا سيئة البتة وكون الفعل حسنا وسيئا إنما معناه أنه منهي عنه أو غير منهي عنه وهذه صفة إضافية لا تثبت إلا بالشرع وهذا قول الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك و الشافعي و أحمد كالقاضي أبي يعلى وأتباعه وهؤلاء لا يجوزون أن يعذب الله من لم يذنب قط فيجوزون تعذيب الأطفال والمجانين
وطائفة تقول: بل الأفعال متصفة بصفات حسنة وسيئة وأن ذلك قد يعلم بالعقل ويستحق العقاب بالعقل وإن لم يرد سمع كما يقول ذلك المعتزلة ومن وافقهم من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم: أبي الخطابي وغيره
وطائفة تقول: بل هي متصفة بصفات حسنة وسيئة تقتضي الحمد والذم ولكن لا يعاقب أحدا إلا بلوغ الرسالة كما دل عليه القرآن في قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
وفي قوله: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير}
وقال تعالى لإبليس: {لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين}
وهذا أصح الأقوال وعليه يدل الكتاب والسنة فإن الله أخبر عن أعمال الكفار بما يقتضي أنها سيئة قبيحة مذمومة قبل مجيء الرسول إليهم وأخبر أنه لا يعذبهم إلا بعد إرسال رسول إليهم
وقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} حجة على الطائفتين وإن كان نفاة التحسين والتقبيح العقلي يحتجون بهذه الآية على منازعيهم فهي حجة عليهم أيضا فإنهم يجوزون على الله أن يعذب من لا ذنب له ومن لم يأته رسول ويجوزون تعذيب الأطفال والمجانين الذي لم يأتهم رسول بل يقولون: إن عذابهم واقع
وهذه الآية حجة عليهم كما أنها حجة على من جعلهم معذبين بمجرد العقول من غير إرسال رسول
والقرآن دل على ثبوت حسن وقبح قد يعلم بالعقول ويعلم أن هذا الفعل محمود ومذموم ودل على أنه لا يعذب أحدا بعد إرسال رسول والله سبحانه أعلم ا. ه
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 02:13 م]ـ
بارك الله فيكم(53/411)
رشحوا شرحا سهلا جدا للتدمرية (عاجل)
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:23 ص]ـ
التدمرية كتاب عقدي يعتبر صعب الفهم لما يتضمنه من علم الكلام والفلسفه. فأرجو من الجميع إفادتنا بشرح مسهل ميسر لفهم هذه المادة وهذا الكتاب
بالإضافة إلى أشرطة سمعية مرت عليكم مناسبة
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 08:22 ص]ـ
http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=38
خذ هذا ونم
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 08:46 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27992&highlight=%C7%E1%CA%CF%E3%D1%ED%C9
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 08:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22576&highlight=%C7%E1%CA%CF%E3%D1%ED%C9
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[10 - 02 - 09, 08:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160847&highlight=%C7%E1%CA%CF%E3%D1%ED%C9
نفس السؤال قبل أمس أو قبله
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[10 - 02 - 09, 11:52 ص]ـ
الشرح السهل جدا للتدمرية في نظري تقريب التدمرية لابن عثيمين رحمه الله
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 05:53 م]ـ
هناك شريط لمحمد أمان الجامي، اسمه " المدخل إلى التدمرية " جميل و مختصر.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[10 - 02 - 09, 07:19 م]ـ
شرح القواعد السبع من التدمرية للعلامة يوسف الغفيص.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 12:28 ص]ـ
شرح التدمريه للخميس
التوضيحات الاثرية للزبير
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[12 - 02 - 09, 12:40 ص]ـ
التوضيحات الأثرية للمحسي لا تبغي به بدلا.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:12 ص]ـ
شرح التدمرية للشيخ الخميس ..
شروحاته دائما رائعة حفظه الله ..
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:03 م]ـ
تقريرات شيخ الإسلام , على التدمرية
جمع الشيخ: عبدالعزيز آل عبداللطيف حفظه الله.
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:23 م]ـ
شرح العلامة العلوان فرج الله عنه (صوتى)
ـ[أبو العباس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:57 م]ـ
شرح العلامة العلوان فرج الله عنه (صوتى)
لو كان بالإمكان تنزيله حتى يستفيد الجميع ..
أو أحلنا على مليء ..
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 08:20 م]ـ
شرح الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني سهل جدا ومفيد في بابه وهو صوتي ومكتوب أيضا يمكنك تحميله من هذا الرابط.
http://www.alridwany.com/sound/tadmorea/tad.html(53/412)
إفادة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول مقولة أين الله؟
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 11:17 م]ـ
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد؛ فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟
الجواب: الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه.
فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا أثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ ((لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير)) لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: (أين الله؟) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل.
ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع.
وقال- بَعْدَ كلام طويل-:والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/413)
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: (كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: ((فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله)).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتّاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: ((وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره)). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
· وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
· قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
· قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
· قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ((وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً)) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[مجموع الفتاوى (5/ 256 - 261)]
ـ[محمد المسلم المغربي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 02:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل(53/414)
ما هي الفرق التي ألهت أحدا من البشر؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في حديثه عن غلاة الرافضة الذين ألهوا عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه .....
( .... لكن حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر كغلاة الرافضة مثلا الذين قالوا:
إن علي إله , كما صنع زعيمهم عبد الله ابن سبأ , حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقال له: أنت الله حقا! أهـ.
وبودي أن نجمع هنا جميع الفرق التي ألهت أحد من البشر - صراحة - ولا أقصد , تلك الفرق الشركيه التي تصرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله كغلاة الصوفية , بل أقصد تلك التي تعتقد صراحة بألوهية أحد من البشر مثل غلاة الرافضة.
إذا لدينا أول فرقة وهي:
1 - غلاة الرافضة.
ننتظر مشاركاتكم ...
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[12 - 02 - 09, 03:01 م]ـ
غلاة الصوفية، قال قائلهم: أنا الحق، وقال آخر: سبحاني ما أعظم شاني!
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:52 م]ـ
النصيرية حيث ألهوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والدروز ألهوا الحاكم بأمر الله
وأظن كتاب فرق معاصرة تنتسب إلى الاسلام وبيان موقف الاسلام منها لغالب عواجي يفيدك كثيرا في معرفة الفرق المؤلهة للبشر
ـ[محمود المصري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 09:57 م]ـ
1) إن لم يكن البحث محصورا على الفرق الجديدة فلعلني أذكر النصارى الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال الله تعالى فيهم: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} (المائدة)
2) ومما يحضرني الان من الفرق الجديدة فرقة الـ ( Nation of Islam), الملقبة زورا بـ "أمة الإسلام", ولقب "أمة الكفر" أولى بها. وهي تعرف أيضا بالـ "الفراخانية" ( Farrakhanism) بعدما تحللت المجموعة الأساسية وتولى لويس والكت فرخان ( Louis Walcott Farrakhan) رئاسة المجموعة عام 1978.
وباختصار يعتقد أتباع هذه الجماعة أن اليجا محمد ( Elijah Muhammad ) الذي ادعى النبوة رسول وأن معلمه فرد محمد
( Wallace Fard Muhammad) هو الله المتجسد, تعالى الله عن هذا علوا كبيرا.
ولتدخل في المجموعة عليك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويعنون بهذا أن تشهد فيها أن لا إله إلا الله الذي جاء في صورة فرد محمد وأن اليجا محمد رسول الله.
وقد نشرت معتقداتهم من قبل العديد من الدعاة مثل مالكوم اكس (الحاج مالك شباز) قبل تركه لهم؛ لمخالفتهم للإسلام الحقيقي.
وهذا رابط لمن أراد الإطلاع على بعض عقائدهم الكفرية التي لم ارد أن ادنس الملتقى بها:
http://saaid.net/feraq/mthahb/31.htm
http://www.islamqa.com/ar/ref/10032/
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:32 ص]ـ
الأخ عبد الوهاب جزاك الله خير.
الأخت ريحانة هل أفرد الأخ غالب فصل أو موضوعا لهذا الشأن , وبارك الله فيك.
الأخ محمود جزاك الله خيرا على هذه المعلومة الجديدة , ولدي سؤال: هل بقي أحد من أصحاب هذه الملة "أمة الكفر" , وومن هو فرد محمد
( Wallace Fard Muhammad) هو الله المتجسد,
وهل من مزيد
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[13 - 02 - 09, 12:54 ص]ـ
لاهو لم يفرد موضوع خاص بذلك
ولكن قصدت أن تقوم باستعراض عقائد الفرق المذكورة في الكتاب ومن خلال القراءة يتبين لك الفرق المؤلهة للبشر
كما أن البهائية ادعى مؤسسها الألوهية لكن لاأعلم هل أتباعه ألهوه بعد موته
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 01:17 ص]ـ
شكرا لك أختي ريحانة
ـ[محمود المصري]ــــــــ[14 - 02 - 09, 04:49 م]ـ
حياك الله أبا ناصر
أما عن "والس فارد محمد" فقد أسس "معبده" عام 1930, وليس عندي الكثير من المعلومات عنه إلا أن أتباعه يعتقدون أنه يجوب الأفاق الان على متن سفينة فضائية (ابتسامة)
أما من وضع دعائم هذه الدعوة فهو المدعو "إلياجا محمد" -عليه من الله ما يستحق- وهو من أصل غالب معتقداتهم الكفرية.
مات سنة 1975 وتولى بعده إبنه "وريث دين محمد" رئاسة المجموعة غير أنه - فيما أحسب - كان متأثرا بمذهب أهل السنة.
فقام يعدد من التغيرات مثل تغير إسم المجموعة, و تصحيح بعض المفاهيم ليدمج المجموعة مع المجتمع المسلم.
وهذا رابط فيه زيادة: http://saaid.net/feraq/mthahb/30.htm
إلا أن "لويس والكت فرخان" لم تعجبه هذه التغيرات فانفصل عن مجموعة "وريث" واعاد بناء منظمة اليجا (أمة الكفر) وأحيا تعاليمه مرة اخرى وأعاد لها إسمها الأول. ويسميها البعض بالـ "الفراخانية".
وأما عن عدد أتباع "أمة الكفر" أو الفرخانية فقد بحثت سريعا عن ذلك فوجدت بعض المواقع تذكر أرقاما بين 20000 و 70000 ولم أجد من زاد على ذلك, والله أعلم بالصواب.
وقد دخلت على موقع مقرهم في كندا فوجدت قولهم في أعلاه:
(بسم الله الذي ظهر على صورة .... ونشهد أن "إلياجا محمد" اخر وأعظم الرسل)
فنعوذ بالله من الكفر والخذلان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/415)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:54 ص]ـ
حياك الله أبا ناصر
أما عن "والس فارد محمد" فقد أسس "معبده" عام 1930, وليس عندي الكثير من المعلومات عنه إلا أن أتباعه يعتقدون أنه يجوب الأفاق الان على متن سفينة فضائية (ابتسامة)
أما من وضع دعائم هذه الدعوة فهو المدعو "إلياجا محمد" -عليه من الله ما يستحق- وهو من أصل غالب معتقداتهم الكفرية.
مات سنة 1975 وتولى بعده إبنه "وريث دين محمد" رئاسة المجموعة غير أنه - فيما أحسب - كان متأثرا بمذهب أهل السنة.
فقام يعدد من التغيرات مثل تغير إسم المجموعة, و تصحيح بعض المفاهيم ليدمج المجموعة مع المجتمع المسلم.
وهذا رابط فيه زيادة: http://saaid.net/feraq/mthahb/30.htm
إلا أن "لويس والكت فرخان" لم تعجبه هذه التغيرات فانفصل عن مجموعة "وريث" واعاد بناء منظمة اليجا (أمة الكفر) وأحيا تعاليمه مرة اخرى وأعاد لها إسمها الأول. ويسميها البعض بالـ "الفراخانية".
وأما عن عدد أتباع "أمة الكفر" أو الفرخانية فقد بحثت سريعا عن ذلك فوجدت بعض المواقع تذكر أرقاما بين 20000 و 70000 ولم أجد من زاد على ذلك, والله أعلم بالصواب.
وقد دخلت على موقع مقرهم في كندا فوجدت قولهم في أعلاه:
(بسم الله الذي ظهر على صورة .... ونشهد أن "إلياجا محمد" اخر وأعظم الرسل)
فنعوذ بالله من الكفر والخذلان
يبدوا أنهم من المدمنين لـ " هوليوود ".
بارك الله فيك.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 01:02 ص]ـ
إذا لدينا الآن ..
1 - غلاة الرافضة وقد ألهوا عليا ابن أبي طالب - رضي الله عنه -
2 - النصيرية حيث ألهوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3 - الدروز ألهوا الحاكم بأمر الله.
4 - النصارى الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -
5 - أمة الكفر ويعتقدون أن فرد محمد ( Wallace Fard Muhammad) هو الله المتجسد, تعالى الله عن هذا علوا كبيرا.
6 - غلاة الصوفية، قال قائلهم: أنا الحق، وقال آخر: سبحاني ما أعظم شاني!.
هل من مزيد؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[15 - 02 - 09, 09:57 ص]ـ
إذا لدينا الآن ..
1 - غلاة الرافضة وقد ألهوا عليا ابن أبي طالب - رضي الله عنه -
2 - النصيرية حيث ألهوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
حسب علمي أن النصيرية من غلاة الرافضة ولعل الإخوة يفيدونك أكثر بخصوص ذلك
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[15 - 02 - 09, 05:21 م]ـ
حسب علمي أن النصيرية من غلاة الرافضة ولعل الإخوة يفيدونك أكثر بخصوص ذلك
(النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في علي و ألهوه به)
الموسوعة الميسرة 1/ 390
كما أن البهائية ادعى مؤسسها الألوهية لكن لاأعلم هل أتباعه ألهوه بعد موته
(يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء) .. (أبرز الشخصيات ... عباس أفندي الملقب بـ عبد البهاء) .. الصلاة على الميت (ست تكبيرات يقول كل تكبيرة: الله أبهى)
المرجع السابق 1/ 411 - 412
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 07:47 ص]ـ
فى النفس شىء من تسميتهم (الفرق)
فربما ظن احد من محدودى العلم انها فرق تنتسب للاسلام خاصة ان الاخوة ادخلوا النصارى ايضا ولذا الصواب من وجهة نظرى ان يقال الطوائف الكفرية ونحو ذلك
والله اعلم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:40 ص]ـ
فى النفس شىء من تسميتهم (الفرق)
فربما ظن احد من محدودى العلم انها فرق تنتسب للاسلام خاصة ان الاخوة ادخلوا النصارى ايضا ولذا الصواب من وجهة نظرى ان يقال الطوائف الكفرية ونحو ذلك
والله اعلم
التفاته جيدة أخي ابو معاذ ...(53/416)
ما نوجيه الأشاعرة لهذه الآيات؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:50 ص]ـ
ما نوجيه الأشاعرة لهذه الآيات؟
--------------------------------------------------------------------------------
كما تعلمون أن الأشاعرة ومن شابههم يعرفو ن شهادة التوحيد بـ " لا خالق ولا رازق ولا .... إلا الله " فما توجيههم لهذه الايات؟
قال تعالى " ولا تدع مع الله إله آخر " وقال تعالى " ومن يدع مع الله إله آخر لا برهان له به " وقال تعالى " فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ".(53/417)
صورة الله، وهل يجوز تحولها؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 03:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه وبعد ...
الإخوة الكرام،
استشكل علىّ أحدهم حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى فيه: " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون"وفيه: " في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة"، وفيه: " في أدنى من الصورة التي رأوه فيها أول مرة"، وفيه: " فيرفعون رءوسهم، وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة".
والإشكال واضح وهو طروء الحدث وجواز التغير والتقلب على الله عز وجل.
فأجبت "من عندى" باحتمال أن يكون تغير الصورة تغير فى نظر الرائين لا من قبل المرئى، وتوقفت على أن نسأل أهل العلم.
ثم فوجئت بهذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137248
وفيه ينقل الشيخ الراجحى ما يوافق كلامى عن أبى عاصم النبيل والدارمى فى رده على بشر المريسى ثم رد الشيخ الكلام بعدة أدلة إلا أنه لم يذكر له سلفا فى المسألة.
طلبى إليكم:
أولا الدلالة على سلف الشيخ عبد المحسن فى قوله وتحرير قول السلف فى المسألة.
ثانيا حل إشكال طروء الحدث على الله عز وجل.
ـ[المعلمي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل:
لا نسلم بأن التغيير الذي بهذا المعنى دليل الحدوث ..
فعلماء الفيزياء يزعمون أن المادة أزلية مع طروء التغيير عليها وتعدد صورها، ولو كان التغيير دليلا قطعيا على الحدوث لما تجاسروا عليه.
وإجمالا: الاستدلال على الحدوث بالتغير ينقصه البرهان.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 07:35 م]ـ
الحمد لله وحده،
أخى المعلمى جزاكم الله خيرا على الرد.
لعلى أخطأت فى البيان عن مقصدى.
إنما أردت بالحدوث التغير وليس الإيجاد من عدم.
ولكنى لا أفهم مقصودك بعد ذلك.
هل يقول أهل السنة بجواز التغير فى صفات الله الذاتية؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:23 م]ـ
المسألة بحاجة لتحرير أوسع و أطول و ليس بمجرد مجلس واحد نتفكر فيه و ننتهي بهذه السهولة، فالله المستعان.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 09:21 م]ـ
فلتنعقد المجالس يا شيخ يحيى.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[13 - 02 - 09, 10:12 م]ـ
للرفع يا أهل الحديث.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[14 - 02 - 09, 06:47 م]ـ
هل من مجيب يا إخوان؟!
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 02 - 09, 05:09 م]ـ
أسأل الله أن يمن علىّ بمن يجيبنى.
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 05:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109327
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8041(53/418)
سؤال مهم جدا في صفة العلم .... هل يعتقد أهل السنة أن علم الله تعالى يزداد شيئا فشيئا؟
ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 04:45 م]ـ
قال الشبخ بن عثيمين رحمه الله تعالى (كما قال غيره من المفسرين) في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) (الكهف:12):
قوله: {بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ}، قد يقع فيه إشكال؟ هو: هل الله لا يعلم قبل ذلك؟
الجواب: لا، واعلم أن هذه العبارة يراد بها شيئان:
1 - علم رؤية وظهور ومشاهدة، أي لنرى، ومعلوم أن علم ما سيكون ليس كعلم ما كان؛ لأن علم الله بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع.
2 - أن العلم الذي يترتب عليه الجزاء هو المراد، أي لنعلم علماً يترتب عليه الجزاء وذلك كقوله تعالى:) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) (محمد: من الآية31). قبل أن يبتلينا قد علم من هو المطيع ومن هو العاصي، ولكن هذا لا يترتب عليه لا الجزاء ولا الثواب، فصار المعنى لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون، والثاني علماً يترتب عليه الجزاء.
أما تحقق وقوع المعلوم بالنسبة لله فلا فرق بين ما علم أنه يقع وما علم أنه وقع، كلٌّ سواء، وأما بالنسبة لنا صحيح أنَّا نعلم ما سيقع في خبر الصادق لكن ليس علمنا بذلك كعلمنا به إذا شاهدناه بأعيننا، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: "ليس الخبر كالمعاينة".
انتهى
فوقع عندي إشكال في قوله: (علم الله بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع) وقوله: (لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون)
السؤال الأول:
هل معنى ذلك أن الله تعالى عندما يعلم بالشيء بعد وقوعه، ويعلمه علم ظهور؛ يستفيد علما جديدا؛ فيلزم منه أن علمه تعالى يزداد؛ فيصير حينئذ أزيد من قبل؟
السؤال الثاني
وإذا كان ذلك كذلك؛ فهل يلزم منه أنه تعالى قد صار أكمل من قبل؟ أي أنه يترقى في مراتب الكمال؟
أرجو من الإخوة ان يتكرموا علينا ان كان عندهم شيء من عندهم او من اقوال العلماء
ننتظركم
والسلام عليكم
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 02 - 09, 07:18 م]ـ
علم الله قديم أزلي يشمل كل شيء ومتجدد بإعتبار تعلقه بالمعلوم مع انه امر ثبوتي
اي ان العلم امر ثابت لايزيد ولاينقص ومع ذلك يتجدد بنسبته للمعلوم
قال شيخ الاسلام
روى عن ابن عباس في قوله الا لنعلم أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين الا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من اهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد ان كان قد علم انه سيكون ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر
وقال
وقوله: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} ونحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد وجوده، وهو العلم الذي يترتب عليه المدح والذم والثواب والعقاب والأول هو العلم بأنه سيكون ومجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب فإن هذا إنما يكون بعد وجود الأفعال. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في هذا: لنرى. وكذلك المفسرون قالوا: لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم أنه سيكون وهذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار: منهم من يقول: المتجدد هو نسبة وإضافة بين العلم والمعلوم فقط وتلك نسبة عدمية. ومنهم من يقول: بل المتجدد علم بكون الشيء ووجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون وهذا كما في قوله: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية وقيل المتجدد أمر ثبوتي. والكلام على القولين ومن قال هذا وهذا وحجج الفريقين قد بسطت في موضع آخر. وعامة السلف وأئمة السنة والحديث على أن المتجدد أمر ثبوتي كما دل عليه النص وهذا مما هجر أحمد بن حنبل الحارث المحاسبي على نفيه فإنه كان يقولقول ابن كلاب فر من تجدد أمر ثبوتي وقال بلوازم ذلك، فخالف من نصوص الكتاب والسنة وآثار السلف ما أوجب ظهور بدعة اقتضت أن يهجره الإمام أحمد ويحذر منه. وقد قيل: إن الحارث رجع عن ذلك
والله اعلم
ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:18 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي الكريم
لكنك لم تبين لي معنى كون علم الله (متجددا)؟
هل معنى ذلك أنه يكون باليا ثم يصير جديدا؟
أم معنى ذلك أن الله تعالى يكون عالما فقط بأن الشيء سوف يقع، ولا يكون عالما بوقوع الشيء؛ فإذا وقع الشيء حدث لله تعالى علم جديد هو العلم بوقوع ذلك الشيء؟
فإن كان الجواب هو القول الثاني؛ فهل يعني ذلك أن علم الله تعالى يتسع ويكثر؛ وأن الله تعالى يزداد كمالا مع مرور الوقت؟
بين لي بارك الله فيك؛ فإن الكلام غامض؛ والمقام لا يحتمل الغموض
جزاكم الله خيرا
في انتظار إفاداتكم وإفادات الإخوة الكرام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/419)
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:19 م]ـ
درء التعارض
إن كانت الأشياء كلها في علم الله تعالى قبل أن تكون فهل هي في علمه في حال كونها كما كانت عليه قبل أن توجد؟
فإن قلنا: إنها في علم الله تعالى في حال وجودها على غير ما كانت عليه في علمه قبل أن توجد لزم أن يكون العلم القديم متغيرا وأن تكون إذا خرجت من العدم إلى الوجود فقد حدث هناك علم زائد وذلك مستحيل على العلم القديم
وإن قلنا: إن العلم القديم فيها واحد في الحالين
قيل: فهل هي في نفسها - أعني الموجودات الحادثة قبل أن توجد - كما هي حين وجدت؟ فيجب أن يقال: ليست في نفسها قبل أن توجد كما هي حين وجدت وإلا كان المعدوم والموجود واحدا
فإذا سلم الخصم هذا قيل له: أفليس العلم الحقيقي هو معرفة الوجود على ما هو عليه؟
فإذا قال: نعم
قيل: فيجب على هذا إذا اختلف الشيء في نفسه أن يكون العلم به يختلف وإلا فقد علم على غير ما هو عليه فإذا يجب أحد الأمرين: إما أن يختلف العلم القديم في نفسه أو تكون الحودث غير معلومة وكلا الأمرين مستحيل عليه سبحانه
ويؤكد هذا الشك ما يظهر من حال الإنسان أعني من تعلق علمه بالأشياء المعدومة على تقدير الوجود وتعلق علمه بها إذا وجدت فإنه من البين بنفسه أن العلمين يتغايران وإلا كان جاهلا بوجودهما في الوقت الذي وجدت فيه وليس ينجي من هذا ما جرت به عادة المتكلمين في الجواب عن هذا بأنه سبحانه يعلم الأشياء قبل كونها على ما تكون عليه في كونها من زمان ومكان وغير ذلك من الصفة المختصة به بوجود موجود
فإنه يقال لهم: إذا وجدت فهل حدث هنالك تغير أو لم يحدث وهو خروج الشيء من العدم إلى الوجود؟
فإن قالوا: لم يحدث فقد كابروا
وإن قالوا: حدث هنالك تغير
قيل لهم: فهل حدوث هذا التغير معلوم للقديم أم لا؟ فيلزم الشك المتقدم
وبالجملة فيعسر أن ستصور أن العلم بالشيء قبل أن يوجد وأن العلم به بعد أن وجد علم واحد بعينه فهذا هو تقرير هذا الشك
قال: وقد رام الإمام أبو حامد الغزالي حل هذا الشك في كتابه الموسوم بـ تهافت الفلاسفة بشيء ليس فيه منتفع وذلك أنه قال قولا معناه هذا وهو أنه زعم أن العلم والمعلوم من المضاف وكما أنه قد يتغير أحد المتضايفين ولا يتغير هذا الآخر في نفسه كذلك يشبه أن يعرض للأشياء في علم الله سبحانه وتعالى أعني أن تتغير في أنفسها ولا يتغير علمه سبحانه وتعالى بها
ومثال ذلك في المضاف: أنه قد تكون الاسطوانة الواحدة يمنة زيد ثم تعود يسرته وزيد بعد لم يتغير في نفسه
قال: وليس هذا بصادق فإن الإضافة قد تغيرت في نفسها وذلك أن الإضافة التي كانت يمنة قد عادت يسرة وإنما الذي لم يتغير موضع الإضافة أعني الحامل لها الذي هو زيد
وإن كان كذلك وكان العلم هو نفس إضافة فقد يجب أن يتغير عند تغير المعلوم كما تتغير الإضافة: إضافته الاسطوانة إلى زيد عند تغيرها في نفسها وذلك أنها عادت يسرة بعد أن كانت يمنة
قال: والذي ينحل به هذا الشك عندنا هو أن يعرف أن الحال في العلم القديم مع الموجود بخلاف الحال في العلم المحدث مع الموجود وذلك أو وجد الموجود هو علة وسبب لعلمنا والعلم القديم هو علة وسبب للموجود فلو كان إذا وجد الموجود بعد أن لم يوجد فقد حدث في العلم القديم علم زائد كما يحدث ذلك في العلم المحدث للزم أن يكون العلم القديم معلولا للموجود لا علة له فإذا وجب أن لا يحدث هنالك تغير كما يحدث في العلم المحدث
وأنما أتى هذا الغلط من قياس العلم القديم على العلم المحدث وهو قياس الغائب على الشاهد وقد عرف فساد هذا القياس
وكما لا يحدث في الفاعل تغير عند وجود مفعول له أعني تغيرا لم يكن قبل ذلك كذلك لا يحدث في العلم القديم تغير عند حدوث مفعوله عنه
فإذا قد انحل هذا الشك ولم يلزمنا أنه إذا لم يحدث هنالك تغير أعني في العلم القديم فليس يعلم الموجود في حين حدوثه على ما هو عليه وإنما لزم أنه لا يعلمه بعلم محدث بل لا يعلمه إلا بعلم قديم كما ظن أنه لازم من ذلك القول لأن حدوث التغير في العلم عندنا بتغير الموجود إنما هو شرط في العلم المعلول عن الموجود وهو العلم المحدث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/420)
فإذا العلم القديم إنما يتعلق بالموجود على صفة غير الصفة التي يتعلق بها العلم المحدث لا أنه غير متعلق أصلا كما حكى عن الفلاسفة أنهم لموضع هذا الشك قالوا: إنه لا يعلم الجزئيات
ولي الأمر كما توهم عليهم بل يرون أنه لا يعلم الجزئيات بالعلم المحدث الذي من شرطه الحدوث بحدوثها ويعلمها بالعلم القديم الذي ليس من شرطه الحدوث بحدوثها إذا كان علة لها لا معلولا عنها كالحال في العلم المحدث
وهذا هو غاية التنزيه الذي يجب أن يعترف به فإنه إذا قد اضطر البرهان إلى أنه عالم بالأشياء من جهة أن صدورها عنه إنما هو من جهة أنه عالم لا من جهة أنه موجود فقط أو موجود بصفة كذا بل من جهة أنه عالم كما قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14]
وقد اضطر البرهان إلى أنه غير عالم بها بعلم هو على صفة العلم بالمحدث فواجب أن يكون هناك بالموجودات علم آخر لا يكيف وهو العلم القديم
قال: وكيف يمكن أن يتصور أن المشائين من الحكماء يرون أن العلم القديم لا يحيط بالجزئيات وهم يرون أنه سبب الإنذار في المنامات والوحي وغير ذلك من أنواع الإلهامات
قال: فهذا ما ظهر لنا في وجه هذا الشك وهو أمر لا مرية فيه ولا شك
قلت: لقائل أن يقول: ليس فيما ذكره جواب وذلك أن تفريقه بين العلم القديم والعلم المحدث بأن ذلك سبب للوجود وهذا سبب عنه - هو قول تقوله طائفة من الفلسفة وقد عارضهم طائفة من المتكلمين فزعموا أن ليس في العلم ما هو سبب لوجود الموجود بل العلم يطابق المعلوم على ما هو عليه فلا يكسبه صفة ولا يكتسب عنه صفة
وأولئك يقولون: علمه فعل وهؤلاء يمنعون ذلك
والتحقيق أن كلا من العلمين: علم الخالق وعلم المخلوق ينقسم إلى ما يكون له تأثير في وجود معلومه وإلى ما لا يكون كذلك فما لا يكون كذلك علم الله بنفسه سبحانه فإن هذا العلم ليس سببا لهذا الموجود فلا يجوز إطلاق القول بأن ذلك العلم سبب للوجود مطلقا
وكذلك علمنا بمخلوقات الله التي لا أثر لنا فيها كالسماوات
وأما الثاني فعلم الله بمخلوقاته فإن خلق المخلوقات مشروط بالعلم بها كما قال: {ألا يعلم من خلق} [الملك: 14] فالعلم بها شرط في وجودها لكن ليس هو وحده العلة في وجودها بل لا بد من القدرة والمشيئة
ومن هنا ضل هؤلاء المتفلسفة فجعلوا مجرد العلم بنظام المخلوقات موجبا لوجوده ولم يجعلوا للقدرة والمشيئة أثرا مع أن تأثير القدرة والمشيئة في ذلك أظهر من تأثير العلم مع أنهم متناقضون في ذلك فإنهم قد يثبتون العناية والمشيئة تارة وينفوها تارة
وعلم العبد بما يريد فعله من أفعاله هو أيضا شرط في وجود المعلوم فهذا العلم بهذا المحدث شرط في حصوله والمعلوم تابع للعلم المحدث هنا فليس وجود كل معلوم لنا هو علة وسببا لعلمنا مطلقا بل يفرق في ذلك بين العلم النظري والعلم العملي فبطل هذا الفرق
ثم يقال أيضا: لا ريب أن الفاعل إذا أراد أن يفعل أمرا فعلم ما يريد أن يفعل لم يكن هذا هو العلم بأن سيكون فإنه ليس كل من تصور ما يريد أن يفعل يعلم أن سيكون ما يريده بل الواحد منا يتصور أشياء يريدها ولا يعلم أنها تكون بل لا تكون ثم إذا علم العالم أن الشيء سيكون ثم كان علم أنه قد كان
فهنا في حقنا ثلاثة علوم وهو إنما ذكر في حق الله العلم المشروط في الفعل وهو الذي لا يكون المريد مريدا حتى يحصل ذلك فإن الإرادة مشروطة بتصور المراد
أما العلم بأن سيكون المراد فهذا لا يثبت بمجرد ما ذكره فإن هذا علم خبري وذاك علم طلبي ثم إذا ثبت هذا العلم جاء الشك وهو أنه هل يكون هذا العلم هو نفس العلم بوقوعه إذا وقع أم لا؟
والمتكلمون تكلموا في هذين العلمين وأرادوا جعل أحدهما هو الآخر فكانوا أقرب إلى الصواب ممن جعل العلم بما يريده هو العلم بأن سيكون المراد وذلك هو العلم بأن قد كان
فتبين أن طريقة المتكلمين أقل إشكالا وأقرب إلى الصواب
وأيضا فيقال له: العالم بما يريد أن يفعل إذا فعله علم أنه سيكون ثم علم أن قد كان لم يخرج بذلك عن أن يكون العلم القديم شرطا في وجود المعلوم وهو من تمام علة وجوده إذا كانت نفسه مستلزمة لعلمه بالموجود بشرط فعله لها كما في سمعه وبصره لم يكن شيء من أحواله معلولا لغيره
فقوله: يلزم أن يكون العلم القديم معلولا للوجود لا علة له - ليس بلازم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/421)
وأما ما ذكره من نفي التغير فهو قد طعن في دليل المتكلمين على نفيه ولم يذكر هو دليلا على نفيه فبقي نفيه له بلا حجة أصلا إلا قوله: يلزم أن يكون العلم القديم معلولا للوجود لا علة له وليس هذا بصحيح فإنه بتقدير تجدد علم ثان لا يخرج العلم الذي به كان الفاعل فاعلا عن أن يكون علة
وأيضا فعلم الله لازم لذاته وهو الذي فعل الموجودات فإذا قيل إن ذاته أوجبت له هذا العلم بشرط فعله ما فعل لم يكن ذلك موجبا لافتقاره في العلم إلى غيره
وقوله: إنما أتى هذا من قياس الغائب على الشاهد
فيقال: جميع ما تذكره أنت وأصحابك والمتكلمون في هذا الباب لا بد فيه من مقدمة كلية تتناول الغائب والشاهد ولولا ما يوجد في الشاهد من ذلك لما تصور من الغائب شيء أصلا فضلا عن معرفة حكمه فإن أبطلت هذا بطل جميع كلامكم
وأما قوله: كما لا يحدث في الفاعل تغير عند وجود مفعول له كذلك في العلم عند حدوث مفعوله
فيقال له: أنت قد أبطلت دليل المتكلمين على هذا الأصل الذي قاسوا عليه ولم تذكر لك عليه دليلا فإن أولئك بنوه على أن ما لا يسبق الحوادث حادث وهذا ثبت بطلانه فيجوز عندك أن تقوم الحوادث بالقديم وإذا كان كذلك لم يمتنع عندك أن يتجدد للفاعل القديم عند فعله حال من الأحوال بل أنت قد بينت في غير موضع أنه لا يعقل صدور الحوادث عن المحدث بدون هذا
وأما قوله: لا يلزمنا إذا لم يحدث هناك تغير أن لا يعلم الموجود في حين حدوثه على ما هو عليه
فيقال: هذا لك ألزم منه للمتكلمين لأنك ألزمتهم أن العلم بأن ما سيكون قد كان ومعلوم أن العلم بما نريد أن نفعل ليس هو العلم بأن سيكون ولا بأن قد كان
فإن نفيت علمه بأن ستكون الموجودات قبل وجودها وعلمه بأن قد كانت بعد وجودها - كان هذا أعظم عليك وإن جعلت ذلك هو نفس علمه بما يريد فعله كان جعلهم العلم بالشيء قبل كونه واحدا أقرب إلى العقل
وأما قوله: حدوث التغير في العلم عندما يتغير الموجود هو شرط في العلم المعلول عن الموجود وهو المحدث
فيقال له: هذا ضعيف لوجهين:
أحدهما: أن ما ذكرته من الدليل لا يفرق
الثاني: أنه يلزم علم العبد بما يريد أن يفعله فإنه متقدم على المعلوم به الموجود وهو متغير فليس هو معلولا عن الموجود فتبين أن كونه سببا في الوجود أو تابعا له لا يمنع ما ذكر من التغير
وعلم الرب تبارك وتعالى لا يجوز أن يكون مستفادا من شيء من الموجودات فإن علمه من لوازم ذاته فعلم العبد يفتقر إلى سبب يحدثه وإلى المعلوم الذي هو الرب تعالى أو بعض مخلوقاته وعلم الرب لازم له من جهة أن نفسه مستلزمة للعلم والمعلوم: إما نفسه المقدسة وإما معلوماته التي علمها قبل خلقها
وهذه المسألة: مسألة تعلق صفاته بالمخلوقات بعد وجودها تعلق العلم والسمع والبصر ونحو ذلك هي مسألة كبيرة
والناس متفقون على تجدد نسب وإضافات لا تقوم بذات الرب وتنازعوا فيما يقوم بذات الرب وهذا كما تنازعوا في الاستواء ونحوه: هل هو مفعول للرب يحدثه في المخلوقات من غير قيام أمر به؟ أم يقوم به أمر؟ على القولين
فالكلابية والمعتزلة ينفون أن يقوم بالرب شيء من ذلك وأكثر أهل الحديث وكثير من أهل الكلام يجوزون ذلك وأما النسب والإضافات فتتجدد باتفاقهم و ابن عقيل يسمي هذه النسب والإضافات الأحوال ولعله سماها بذلك كما يسمى غيره كونه عالما وقادرا حالا معللة بالعلم والقدرة كما هي طريقة القاضي أبي بكر ومن وافقه كالقاضي أبي يعلى و ابن عقيل وغيرهما
وهؤلاء يقولون - تبعا لأبي هاشم - إن الحال لا موجودة ولا معدومة وكذلك هذه النسب والإضافات على قولهم أو أن يكون ابن عقيل شبه ذلك بالأحوال التي يثبتها أبو هاشم ويجعلها لا موجودة ولا معدومة كذلك هذه النسب والإضافات
ولأهل الحديث والتفسير والكلام وغيرهم من الكلام في هذه المسألة ما هو معروف ولهذا صار طائفة من أهل الكلام كهشام بن الحكم والجهم وأبي الحسين البصري والرازي وغيرهم - إلى إثبات أمور متجددة
والكلام على هذا متعلق بما ذكره الله في القرآن في غير موضع كقوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143]
وقوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: 142]
وقوله: {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} [آل عمران: 140]
وقوله: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} [آل عمران: 165] إلى قوله: {فبإذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا} [آل عمران: 165 - 166] الآية
وقوله: {ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} [الكهف: 12]
وقوله: {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله: {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} [العنكبوت: 3 - 11]
وغير ذلك في كتاب الله هذا مع اتفاق سلف الأمة وأئمتها على أن الله عالم بما سيكون قبل أن يكون
وقد نص الأئمة على أن من أنكر العلم القديم فهو كافر ومن هؤلاء غلاة القدرية الذين ينكرون علمه بأفعال العباد قبل أن يعملوها والقائلون بالبداء من الرافضة ونحوهم
وإنما المسألة الدقيقة أنه عند وجود المسموع والمرئي والمعلوم إذا سمعه ورآه علمه موجودا فهل هذا عين ما كان موجودا قبل وجود ذلك؟ أو هناك معنى زائد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/422)
ـ[الطنجي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:31 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي الكريم على النقل الطيب
واحتاج لبعض الوقت لفهمه
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 02 - 09, 08:46 م]ـ
قال شيخ الاسلام التجدد امر ثبوتي اي حاصل فعلا ليس نسبة عدمية كما قال البعض
ومتجدد اي حادث
ولا يستلزم اي من ذلك زيادة في علم الله القديم الشامل
الرد على المنطقين
اما التغير فقالوا العلم بالمتغيرات يستلزم ان يكون علمه بأن الشيء سيكون غير علمه بأن قد كان فيلزم ان يكون محلا للحوادث وهم ليس عندهم على نفي هذه اللوازم حجة اصلا لا بينة ولا شبهة وانما نفوه لنفيهم الصفات لا لامر يختص بذلك بخلاف من نفي ذلك من الكلابية ونحوهم فانهم لما اعتقدوا ان القديم لا تقوم به الحوادث قالوا لانها لو قامت به لم يخل منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث وقد بين اتباعهم كالرازي والامدي وغيرهم فساد المقدمة الاولى التي يخالفهم فيها جمهور العقلاء ويقولون بل القابل للشيء قد يخلو عنه وعن ضده اما المقدمة الثانية فهي حجة المتكلمين الجهمية والقدرية ومن وافقهم من اهل الكلام على اثبات حدوث الاجسام باستلزامها للحوادث وقالوا ما لا يخلو عن الحوادث او ما لا يسبقها فهو حادث لبطلان حوادث لا اول لها وهو التسلسل في الاثار
وعامة من يستشكل الايات الواردة في هذا المعنى كقوله الا لنعلم حتى نعلم يتوهم ان هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فان القران قد اخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل ابلغ من ذلك انه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل ان يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك واخبر بما اخبر به من ذلك قبل ان يكون وقد اخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم انه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع بل وباثبات رؤية الرب له بعد وجوده كما قال تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون التوبة فأخبر انه سيرى اعمالهم
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الامة ودلائل العقل على انه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فاذا خلق الاشياء راها سبحانه واذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم
نبيه كما قال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاور كما المجادلة أي تشتكي اليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة سبحان الذي وسع سمعه الاصوات لقد كانت المجادلة تشتكي الى النبي ص - في جانب البيت وانه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما وكما قال تعالى لموسى وهارون لا تخافا انني معكما اسمع وارى طه وقال ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون الزخرف وقد ذكر الله علمه بما سيكون بعد ان يكون في بضعة عشر موضعا في القران مع اخباره في مواضع اكثر من ذلك انه يعلم ما يكون قبل ان يكون وقد اخبر في القران من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله بل اخبر بذلك نبيه وغير نبيه ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء بل هو سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لو كان كيف كان يكون كقوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه الانعام بل وقد يعلم بعض عباده بما شاء ان يعلمه من هذا وهذا وهذا ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء
قال تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه البقرة وقال ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصبرين ال عمران وقوله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء ال عمران وقوله ومآ اصابكم يوم التقي الجمعن فباذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا ال عمران وقوله ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة التوبة وقوله ثم بعثنهم لنعلم أي الحز بين احصى لما لبثوا امدا الكهف وقوله ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكذبين الى قوله وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنفقين العنكبوت وقوله ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصبرين ونبلو اخباركم محمد وغير ذلك من المواضع
روى عن ابن عباس في قوله الا لنعلم أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين الا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من اهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد ان كان قد علم انه سيكون ولفظ بعضهم قال العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لانه يوجب الثواب والعقاب قال فمعنى قوله لنعلم أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب انه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض يونس أي بما لم يوجد فانه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت احدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاوه والكلام على هذا مبسوط في موضع اخر(53/423)
سؤال عن التبشير لدى الديانات الأخرى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 05:00 م]ـ
مالقول فيما قرأت للدكتور عبد العظيم بدوى ومحمد مورو فى أن النصارى يريدون اخراجنا فقط من ديننا ثم يرون أننا أقل من أن ندخل فى دينهم وأيضا سمعت ان دين اليهود عنصرى مغلق لايسمح بالدخول فيه الا لأبناء السلالة اليهودية وتعلمون قوله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فماتوجيه أقوال من سمعت؟(53/424)
سؤال عن علم الانبياء بما لايجوز على الله عز وجل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 05:06 م]ـ
قال الالوسى رحمه الله
وخلاصة الكلام في ذلك أن أهل السنة قالوا: إن الآية تدل على إمكان الرؤية من وجهين. الأول أن موسى عليه السلام سألها بقوله: {رَبّ أَرِنِى} الخ، ولو كانت مستحيلة فإن كان موسى عليه السلام عالماً بالاستحالة فالعاقل فضلاً عن النبي مطلقاً فضلاً عمن هو من أولي العزم لا يسأل المحال ولا يطلبه، وإن لم يكن عالماً بذلك لزم أن يكون آحاد المعتزلة ومن حصل طرفا من علومهم أعلم بالله تعالى وما يجوز عليه وما لا يجوز من النبي الصفى، والقول بذلك غاية الجهل والرعونة، وحيث بطل القول بالاستحالة تعين القول بالجواز انتهى
كيف الجمع بين هذا الكلام وبين كون ابراهيم عليه السلام سأل الله ودعاه أن يرزق من أمن من اهل البلد الحرام بالثمرات فرد عليه الله قائلا ومن كفر اذ لايجوز على الله أن يخلق خلقا ثم لايرزقهم؟(53/425)
سؤال عن المصطلحات الشرعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 05:10 م]ـ
قال بن ابى العز فى شرح الطحاوية
فالرسول لما بين لنا أمورا لم تكن معروفة قبل ذلك وليس قى لغتهم لفظ يدل عليها بعينها أتى بألفاظ تناسب معانيها تلك المعانى وجعلها أسماء لها فيكون بينهما قدر مشترك كالصلاة والزكاة والصوم والايمان والكفر
وسؤالى هو لماذ مثل بالايمان والكفر مع انه معلوم لديهم(53/426)
سؤال عن صفات الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - 02 - 09, 08:23 ص]ـ
قال الشيخ سفر بجواز وصف الله بالقديم اما الاسم فلا ثم قال فى الدعاء وبسلطانه القديم ردا على سؤال قال انه يجوز وصف الصفة بما لايوصف به الموصوف فما الجواب عن التعارض فى كلامه ام اننى سمعت خطأ؟(53/427)
مذهب الخطيب البغدادي في التعليل
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 02 - 09, 02:14 م]ـ
قال الإمام الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه والمتفقه (1/ 528 - 531): " باب القول في: حكم الأشياء قبل الشرع
اختلف أهل العلم في الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع:
واحتج من قال هي على الإباحة: بأن الله تعالى خلقها وأوجدها، فلا يخلو من أن يكون خلقها لغرض أو لغير غرض، فلا يجوز أن يكون لغير غرض، لأنه يكون عبثاً والله لا يجوز أن يكون عابثاً في أفعاله، فوجب أن يكون خلقها لغرض، ولا يخلو من أن يكون ليضر بها أو لينفع، فلا يجوز أن يكون ليضر بها، لأنه حكيم لا يبتدي بالضرر، فوجب أن يكون للنفع، ولا يخلو من أن يكون لنفع نفسه أو لنفع عباده، فلا يجوز أن يكون لنفع نفسه، لأنه غني غير محتاج إلى الانتفاع فوجب أن يكون خلقها لينفع بها عباده ووجب أن يكون تصرفهم فيها مباحا، وأن يكون خلقها آذنا لهم في الانتفاع بها.
ثم قال جواباً على هذه الحجة: " وأما الجواب عما احتج به من أباحها فهو أنه غير صحيح، لأنا لا نعلل أفعال الله، وعلى أن ما ذكروه ينقلب عليهم فيما خلقه الله وحرمه على عباده مثل الخمر والخنزير، ويقسم عليهم مثل تقسيمهم حرفا بحرف، مع أنا نقول يجوز أن يكون الله تعالى خلقها ليمتحنهم بالكف عنها، ويثيبهم على ذلك، أو ليستدلوا بها على خالقها، وهذا وجه يخرجه من حد العبث فسقط ما قالوه " اهـ كلامه بلفظه.
وقال ص 310: " ولا يجوز تخصيص العموم بالعرف والعادة، لأن الشرع لم يوضع على العادة، وإنما وضع - في قول بعض الناس - على حسب المصلحة، وفي قول الباقين على ما أراد الله عز وجل، وذلك لا يقف على العادة ".
ـ[فيصل]ــــــــ[14 - 02 - 09, 11:20 م]ـ
بارك الله بك، وقد يتناقض كما يتناقض غيره في هذا الباب ففي كتابه "القول في علم النجوم" ص198 استحسن كلاماً لعبد الله بن المعتز يقرر فيه حكمة الله في كون المنجم يخطيء ويصيب وإلا لو كان لا يخطيء لفسدت الأرض، قال الخطيب:
وما أحسن ما قال عبد الله بن المعتز بالله في ذلك: " ... ولو أمكن أن لا يخطيء الناظر في أحكام النجوم لنفسه أو لغيره لكان في ذلك تنغيص للعيش وتكدير لصفوه، وتضييق لمنفسح الآمال التي بها قرت الأنفس ... وذكر حكم كثيرة إلى أن قال ... وليس هذا في حكمة الله وصواب تدبيره، فلا شك أن الخير فيما اختاره الله لنا من طي علم ذلك عنا، وله الحمد على جميل صنعه ولطيف إحسانه"
وعند نفاة التعليل: الأمر هذا أو ذاك "جائز في حكمة الله وصواب تدبيره" والنفي خبري لا غير والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
لكن: الأفضل من وصف العلماء بالتناقض أن نبحث عن وجه نجمع فيه بين مشكل كلامهم.
ـ[فيصل]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:38 م]ـ
وإياك، والعلماء الذين تأثروا "في مواضع من كتبهم" بشبه أهل الكلام في مثل هذه المسائل تغلبهم الفطرة فيقررون في أماكن أخرى ما ينقضها، ولهذا نظائر أشار لها شيخ الإسلام في أكثر من كتاب من كتبه في مسألة الحكمة والتعليل تحديداً والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 - 02 - 09, 08:28 م]ـ
ليس فيما ذكرته مقنع وليس عليه دليل إنما هو مجرد احتمال.
وأسهل شيء على المرء أن يقول: هذا اضطراب وتناقض!.
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وقولي "السهل" ذكره شيخ الإسلام غير مرة في هذا المسألة تحديداً
لكن ثمة شيء "أسهل" من هذا رأيته في ردك ما قبل السابق: وهو مجرد أن تقول: "فلنبحث عن وجه نجمع فيه بين مشكل كلامهم"!!! فحسب!
والأصعب أن تنفذ هذا وتبين للناس هذا الوجه المقبول الذي "عليه دليل وليس مجرد احتمال"!!
بورك بك يا أبا الحسنات الدمشقي.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[17 - 02 - 09, 12:42 ص]ـ
نأمل من الأخ أبو الحسنات الدمشقي الالتزام بالنقاش العلمي
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:12 ص]ـ
والأصعب أن تنفذ هذا وتبين للناس هذا الوجه المقبول الذي "عليه دليل وليس مجرد احتمال"!!
نعم هذا ليس سهلاً ..
لكنه ممكن.
انظر مثلا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/428)
الفخر الرازي رحمه الله تعالى يقال إنه متردد في مسألة تعليل الأحكام، قال الدكتور يوسف البدوي في مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ص150: " ومن هؤلاء الذين ترددوا الرازي، حيث تراه في تفسيره يقرر أن الله لا يفعل فعلاً لغرض، لأنه لو كان كذلك كان مستكملاً بذلك الغرض، بينما في محصوله يؤكد على أنه تعالى ما شرع الأحكام إلا لمصلحة العباد والمعتمد إنما هو أنا استقرينا من الشريعة أنها وضعت لمصالح العباد استقراء لا ينازع فيه الرازي ولا غيره (1) ".
وقد نسب إلى الرازي القول بنفي التعليل في الأحكام الإمام الشاطبي في الموافقات (2/ 9 - 12) فقال: "وزعم الفخر الرازي أن أحكام الله ليست معللة بعلة ألبتة، كما أن أفعاله كذلك، وأن المعتزلة اتفقت على أن أحكامه تعالى معللة برعاية مصالح العباد، وأنه اختيار أكثر الفقهاء المتأخرين، ولما اضطر في علم أصول الفقه إلى إثبات العلل للأحكام الشرعية، أثبت ذلك على أن العلل بمعنى العلامات المعرفة للأحكام خاصة، ولا حاجة إلى تحقيق الأمر في هذه المسألة ".
لكن اعترض عليه محقق الكتاب الشيخ مشهور سلمان فقال: " في نسبة نفي التعليل للرازي وقفة، وقد تابع المصنف في زعمه المذكور الشيخ علال الفاسي في كتابه "مقاصد الشريعة" "ص 7 - ط دار الغرب"، وأحمد الخلميشي في كتابه "وجهة نظر" "ص 286"، وبنى عليه حَشْرَ الرازي مع الظاهرية في صفٍّ واحد.
ويمكن توضيح موقف الرازي من هذه القضية كالآتي:
أولا:
إنه ينكر التعليل الفلسفي في كتاباته الكلامية، وصرح بهذا في "تفسيره" "2/ 154" عند قوله تعالى في [البقرة: 29]: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}.
ثانيا:
هذا الإنكار منه ومن الأشاعرة كان فرارا من المقولات والإلزامات الاعتزالية، التي تجعل القول بالتعليل مقدمة للقول بوجوب الصلاح والأصلح على الله.
ثالثا:
يرى تعليل الأحكام الشرعية تعليلا أصوليا فقهيا، ليس فيه إلزام لله سبحانه، وليس فيه تحتيم على مشيئته، وصرح بهذا ودافع عنه بقوة في كتابه "المحصول" "2/ 2/ 237 - 242، 291"، بل قال في "مناظراته" "25": "وأما بيان أن التعليل بالأوصاف المصلحية جائز، فهذا متفق عليه بين العقلاء".
رابعا:
نفي المصنف في نقله هذا عن الرازي ما أثبته هو، إذ كلامه في مقام التعليل الأصولي لا الفلسفي، وقد فرق بينهما ابن الهمام بقوله في "التحرير" "3/ 304 - 305 - مع التيسير": والأقرب إلى التحقيق أن الخلاف لفظي، مبني على معنى الغرض، فمن فسره بالمنفعة العائدة إلى الفاعل، قال: لا تعلل، ولا ينبغي أن ينازع في هذا، ومن فسره بالعائدة إلى العباد، قال: تعلل، وكذلك لا ينبغي أن ينازع فيه"
وانظر في الفرق بينهما: "التحرير والتنوير" "1/ 379 - 381" لابن عاشور، و"ضوابط المصلحة" "96 - 97" للبوطي
خامسا:
ما لم يستقم التوفيق المذكور، فنردد مع شيخ الإسلام ابن تيمية قوله في "مجموع الفتاوى" "6/ 55": "أما ابن الخطيب- وهو الرازي، فكثير الاضطراب جدا، لا يستقر على حال، وإنما هو بحث وجدل بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه، بخلاف أبي حامد، فإنه كثيرا ما يستقر".
سادسا:
المشهور عن الرازي القول بأن الأحكام الشرعية معللة، نقل ابن القيم في "إعلام الموقعين" "2/ 75" عنه، قال: "غالب أحكام الشريعة معللة برعاية المصالح المعلومة، والخصم إنما بين خلاف ذلك في صور قليلة جدا، وورود الصورة النادرة على خلاف الغالب لا يقدح في حصول الظن" " اهـ كلامه.
وقصدي: أنه يمكن أن نقف وقفة كهذه مع كلام الخطيب البغدادي، نحاول الجمع فيها بين كلامه، لا أن نرميه بالتناقض من أول وهلة.
هذا ما قصدته والله أعلم
_______________________
(1) قال في تفسير ه: " يحتمل أنه لما ثبت بالاستقراء أنه تعالى لا يأمر إلا بما يكون مصلحة للعباد، ولا ينهي إلا عما يكون مفسده لهم ".
ـ[فيصل]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:35 م]ـ
بارك الله فيك على النقل عن الشيخ مشهور وفقه الله ولكنه نقل يحتاج لتعقيب خاصة النقاط 3 و4 و5 ... وسأجعل التعقيب مفصلاً هذه المرة مع النقل عن من هو -عندي وعند هذا الشيخ الفاضل -من أفضل من تكلم في هذا الباب العظيم ...
على أي حال "الأمر" الذي لا تزال تظن وتصر أخي الكريم على أنه "ممكن"، وذكرت له مثالاً، هو في نظر أخيك بعيد جدا بل إن شئت فقل "باطل" ولست إن شاء الله ممن يخوض في هذه المسائل بطريقة ""أول وهله"" يعلم هذا من يعلمه من الإخوة الفضلاء هنا، غفر الله لي ولهم.
بارك الله في مشايخنا وغفر الله لنا ولكم وللحديث بقية(53/429)
هل يقع التجدد في علم الله تعالى؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 02 - 09, 10:35 م]ـ
هل يقع التجدد في علم الله تعالى؟
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
علم الله تعالى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة يتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات؛ فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون؛ وهو بذلك لا يتجدد ولا يتغير.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: الناس المنتسبون إلى الإسلام في علم الله باعتبار تعلقه بالمستقبل على ثلاثة أقوال
أحدها: أنه يعلم المستقبلات بعلم قديم لازم لذاته ولا يتجدد له عند وجود المعلومات نعت ولا صفة وإنما يتجدد مجرد التعلق بين العلم والمعلوم وهذا قول طائفة من الصفاتية من الكلابية والأشعرية ومن وافقهم من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وهو قول طوائف من المعتزلة وغيرهم من نفاة الصفات لكن هؤلاء يقولون يعلم المستقبلات ويتجدد التعلق بين العالم والمعلوم لا بين العلم والمعلوم ... .
والقول الثاني: أنه لا يعلم المحدثات إلا بعد حدوثها وهذا أصل قول القدرية الذين يقولون لم يعلم أفعال العباد إلا بعد وجودها وأن الأمر أنف لم يسبق القدر بشقاوة ولا سعادة وهم غلاة القدرية الذين حدثوا في زمان ابن عمر وتبرأ منهم وقد نص الأئمة كمالك والشافعي وأحمد على تكفير قائل هذه المقالة.
لكن القدرية صرحوا بنفي العلم السابق والقدر الماضي في أفعال العباد المأمور بها والمنهي عنها وما يتعلق بذلك من الشقاوة والسعادة ثم منهم من اقتصر على نفي العلم بذلك خاصة وقال إنه قدر الحوادث وعلمها إلا هذا لأن الأمر والنهي مع هذا العلم يتناقض عنده بخلاف ما لا أمر فيه ولا نهي.
ومنهم من قال ذلك في عموم المقدرات وقد حكي نحو هذا القول عن عمرو بن عبيد وأمثاله وقد قيل إنه رجع عن ذلك قبل إنكاره لأن كون {تبت يدا أبي لهب وتب} سورة المسد 1 {و ذرني ومن خلقت وحيدا} سورة المدثر 11 ونحو ذلك في اللوح المحفوظ وأمثال ذلك.
والقول الثالث: أنه يعلمها قبل حدوثها ويعلمها بعلم آخر حين وجودها وهذا قد حكاه المتكلمون كأبي المعالي عن جهم فقالوا إنه ذهب إلى إثبات علوم حادثة لله تعالى وقال البارىء عالم لنفسه وقد كان في الأزل عالما بنفسه وبما سيكون فإذا خلق العالم وتجددت المعلومات أحدث لنفسه علوما بها يعلم المعلومات الحادثة ثم العلوم تتعاقب حسب تعاقب المعلومات في وقوعها متقدمة عليها أي العلوم متقدمة على الحوادث وذكروا أنه قال إنها في غير محل نظير ما قالت المعتزلة البصرية في الإرادة.
وهذا القول وإن كان قد احتج عليه بما في القرآن من قوله ليعلم فتلك النصوص لا تدل على هذا القول.
مجموعة الرسائل والمسائل -رسالة في علم الله-
الجواب عن الآيات التي قد يفهم منها التجدد في علم الله
وقد عرض سؤال في ملتقى أهل التفسير عن الآيتين الكريمتين:
1 - قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.
2 - وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.
عن السبب في مجيء علم الله في سورة فاطر باسم الفاعل وفي الحجرات بالفعل المضارع؛ ومعلوم أن الفعل المضارع يفهم منه التجدد.
وقد أجاب الدكتور ظافر العمري إجابة وافية فقال:
الآيتان تتحدثان عن علم الله تعالى، ولا ريب أن علمه سبحانه له صفة الكمال، فإذا ورد بصيغة المضارع المشعرة بأن الفعل يقع مستقبلا فُهم منها اللازم أي لازم العلم. فأما آية الحجرات فهي في سياق الخطاب الدنيوي، وأما آية فاطر فهي في سياق الخطاب يوم القيامة. فقوله تعالى في سورة الحجرات: (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون) جاءت تعليلا للآية التي قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) إذ تفيد (إنََ) تعليل ما قبلها بما بعدها بمعنى أن الإخبار عنهم بمنتهم على الرسول عليه السلام ومنة الله عليهم كل ذلك داخل في علم الله تعالى وأن من لوازم علمه ما يقع من الإحاطة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/430)
بما في صدورهم مما قد يقع منهم مستقبلا في مسألة الإيمان وثبات القلوب عليه من عدمه. فناسب أن يأتي بصيغة المضارع المشعرة بتجدد مايقع منهم مما يحيط به علمه تعالى والتجدد هنا من دلالة المضارع على الاستمرار التجددي.
وعلمه تعالى ليس متغيرا بتغير الزمان لأنه لو حُكِم بأنه زاد علمه في الزمن المستقبل لدل ذلك على نقصه في الزمن الماضي، ويلزم من ذلك أنه تعالى لا يعلم ما يكون في المستقبل حتى يقع، وهذا مما ينزه عنه علمه تعالى، فهو محيط الآن وقبله بما يقع منهم مستقبلا، وإنما جيء بصيغة المضارع للإشارة إلى لازم العلم. أي أن كل ما تقولونه وتفعلونه مما يؤكد صدقكم إنما هو واقع في علم الله تعالى ويعلم الآن كيف يكون مستقبلا. والتجدد للازم وليس للعلم لأن علمه تعالى متصف بالكمال فلا يصح أن يكون علمه على صفة تشعر بتغيره بين زمنين. وإنما يستفاد من المضارع لازمه من أن العلم محيط بكل ما يتجدد من أفعال العباد الظاهرة والباطنة، وهي أمور دنيوية متجددة متغيرة، فكان الإخبار عن العلم بها بما يناسب تجددها وحدوثها وذلك بصيغة المضارع (يعلم).
أما آية فاطر: (إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور) وردت عقيب الحديث عن حال الذين كفروا يوم القيامة بعد دخولهم النار، فالآية في سياق الحديث عن يوم القيامة، والتعبير جاء باسم الفاعل الذي لا يلحظ فيه زمن فهو إخبار عن مطلق علم الله الذي أحاط بما عملوا في الدنيا فلا يناسب أن يجيء بصيغة المضارع المشعرة بتجدد لازمه من أفعال العباد المحاطة بالعلم، لأنهم في موقف انتهى فيه العمل ولا يقع منهم في المستقبل عمل يحاسبون عليه، وإنما هو موقف جزاء، وهم موقنون غاية اليقين في ذلك الحين أنه قد أحاط من قبل بما عملوا. وسواء كانت الآية تعليلا لقوله تعالى: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاء كم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)، أم كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنها تدل على مطلق العلم _ وليس كما في المضارع حين يشير إلى تجدد لازم العلم _ فلم يستعمل اسم الفاعل هنا للإشارة إلى لازم العلم مما يتجدد. لأنها إن كانت تعليلية فإنها من صلة الآية التي قبلها فتكون في نفس سياق ما خوطبوا به يوم القيامة، وإن كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنه ليس في الآية ما يحتاج إلى الإشارة إلى تجدد الإخبار عن العلم بتجدد لازمه.
وقد بينا في كتابنا المشار إليه أعلاه، أن الإخبار عن العلم بصيغة المضارع إذا أريد به التجدد فإنه ليس تجددا لعلمه تعالى بل التجدد للازم العلم، وصيغة المضارع تفيد الإخبار عن دخول ذلك التجدد في علمه تعالى، وهذا هو الفارق المهم بين الآيتين لأن آية الحجرات عللت لتجدد ما يقع في العلم فجاء الإخبار عن العلم بصيغة المضارع، وآية فاطر ليس فيها ما يشير إلى تجدد ما يقع منهم من عمل لانقضاء دار العمل.
وللاستزاده في مسألة الأخبار بصيغة المضارع عن علم الله ينظر مبحث (وقوع المضارع موقع الماضي بعد حرف التحقيق للاستمرار) ص 208.
وبالمناسبة فإن صفة علم الله أغلب مجيئها -إن لم يكن كله -على صيغة اسم الفاعل إنما يكون في سياق الحديث عن اليوم الآخر.
فائدة:
إن الناصبة تفيد التعليل كما في قوله: (إن الله يعلم غيب السماوت والأرض) وكما في قوله تعالى: (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) فهي تفيد التعليل فالمعنى في سورة الحجرات _ والله أعلم _: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان، فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، أي إن كنتم صادقين في إيمانكم دائمون عليه فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، وعلمه بغيب السموات والأرض يدخل فيه ما في صدورهم.
والمعنى في قوله تعالى: (فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) أي اسلكوه لأنه كان لايؤمن بالله العظيم أي عقابا لعدم إيمانه.
وكتابه المذكور " بلاغة القرآن الكريم "
الرابط في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=58579
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[14 - 02 - 09, 12:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/431)
وهذا زيادة توضيح من كلام شيخ الإسلام وفيه جواب على إشكالات الآيات التي يفهم فيها التجدد وبيان معنى التجدد المستقبلي في علم الله
وقال شيخ الإسلام: عامة من يستشكل الآيات الواردة في هذا المعنى كقوله {إلا لنعلم} {حتى نعلم} يتوهم أن هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون وهذا جهل فإن القرآن قد أخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع بل أبلغ من ذلك أنه قدر مقادير الخلائق كلها وكتب ذلك قبل أن يخلقها فقد علم ما سيخلقه علما مفصلا وكتب ذلك وأخبر بما أخبر به من ذلك قبل أن يكون وقد أخبر بعلمه المتقدم على وجوده ثم لما خلقه علمه كائنا مع علمه الذي تقدم أنه سيكون فهذا هو الكمال وبذلك جاء القران في غير موضع بل وبإثبات رؤية الرب له بعد وجوده كما قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة فأخبر انه سيرى أعمالهم.
وقد دل الكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ودلائل العقل على أنه سميع بصير والسمع والبصر لا يتعلق بالمعدوم فإذا خلق الأشياء رآها سبحانه وإذا دعاه عباده سمع دعاءهم وسمع نجواهم كما قال تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} المجادلة أي تشتكي إليه وهو يسمع التحاور والتحاور تراجع الكلام بينها وبين الرسول قالت عائشة:سبحان الذي وسع سمعه الأصوات لقد كانت المجادلة تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وإنه ليخفي على بعض كلامها فأنزل الله {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} وكما قال تعالى لموسى وهارون {لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} طه وقال {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف
وقد ذكر الله علمه بما سيكون بعد أن يكون في بضعة عشر موضعا في القران مع إخباره في مواضع أكثر من ذلك انه يعلم ما يكون قبل أن يكون وقد اخبر في القرآن من المستقبلات التي لم تكن بعد بما شاء الله بل اخبر بذلك نبيه وغير نبيه ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء بل هو سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لو كان كيف كان يكون كقوله {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} الأنعام بل وقد يعلم بعض عباده بما شاء أن يعلمه من هذا وهذا وهذا {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}
قال تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} البقرة وقال {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصابرين} آل عمران وقوله {وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء} آل عمران وقوله {وما أصابكم يوم التقي الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا} آل عمران وقوله {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} التوبة وقوله {ثم بعثناهم لنعلم أي الحز بين أحصى لما لبثوا أمدا} الكهف وقوله {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} إلى قوله {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} العنكبوت وقوله {ولنبلونكم حتى نعلم المجهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} محمد وغير ذلك من المواضع.
روى عن ابن عباس في قوله {إلا لنعلم} أي لنرى وروي لنميز وهكذا قال عامة المفسرين إلا لنرى ونميز وكذلك قال جماعة من أهل العلم قالوا لنعلمه موجودا واقعا بعد أن كان قد علم أنه سيكون.
ولفظ بعضهم قال: العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده؛ لأنه يوجب الثواب والعقاب.
قال فمعنى قوله {لنعلم} أي لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب ولا ريب أنه كان عالما سبحانه بأنه سيكون لكن لم يكن المعلوم قد وجد وهذا كقوله {قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض} يونس أي بما لم يوجد فإنه لو وجد لعلمه فعلمه بأنه موجود ووجوده متلازمان يلزم من ثبوت أحدهما ثبوت الآخر ومن انتفائه انتفاؤه والكلام على هذا مبسوط في موضع آخر.
الرد على المنطقيين (467)
وقال رحمه الله: وأما قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} و قوله {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} و نحو ذلك فهذا هو العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد و جوده و هو العلم الذي يترتب عليه المدح و الذم و الثواب و العقاب و الأول هو العلم بأنه سيكون و مجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح و لا ذم و لا ثواب و لاعقاب فإن هذا إنما يكون بعد و جود الأفعال.
و قد روي عن ابن عباس أنه قال فى هذا لنري و كذلك المفسرون قالوا لنعلمه موجودا بعد أن كنا نعلم سيكون.
و هذا المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار
منهم من يقول المتجدد هو نسبة و إضافة بين العلم و المعلوم فقط و تلك نسبة عدمية.
و منهم من يقول بل المتجدد علم بكون الشيء و وجوده وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون و هذا كما فى قوله {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون} فقد أخبر بتجدد الرؤية فقيل نسبة عدمية و قيل المتجدد أمر ثبوتى و الكلام على القولين و من قال هذا و هذا و حجج الفريقين قد بسط فى موضع آخر.
مجموع الفتاوى (8|496)
وقال رحمه الله: واختلف كلام ابن عقيل فى هذا الأصل فتارة يقول بقول ابن كلاب وتارة يقول بمذهب السلف وأهل الحديث أن الله تقوم به الأمور الاختيارية ويقول أنه قام به أبصار متجددة حين تجدد المرئيات لم تكن قبل ذلك وقام به علم بأن كل شيء وجد غير العلم الذى كان أولا أنه سيوجد كما دل على ذلك عدة آيات فى القرآن كقوله تعالى {لنعلم من يتبع الرسول} وغير ذلك.
مجموع الفتاوى (12|95)(53/432)
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 02 - 09, 10:51 م]ـ
نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
برهان التطبيق دليل من أدلة المتكلمين لمنع حوادث لا أول لها
قال شيخ الإسلام: وعمدة من يقول بامتناع ما لا نهاية له من الحوادث إنما هي دليل التطبيق والموازنة والمسامتة المقتضى تفاوت الجملتين ثم يقولون والتفاوت فيما لا يتناهى محال مثال ذلك أن يقدروا الحوادث من زمن الهجرة إلى مالا يتناهى في المستقبل أو الماضي والحوادث من زمن الطوفان إلى مالا يتناهى أيضا ثم يوازنون الجملتين فيقولون إن تساوتا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهذا ممتنع فإن إحداهما زائدة على الأخرى بما بين الطوفان والهجرة وإن تفاضلتا لزم أن يكون فيما لا يتناهى تفاضل وهو ممتنع.
منهاج السنة (1|432)
ووجه ذلك:
عند تطبيق السلسلتين على بعضهما تكون السلسلة الثانية ناقصة عن الأولى , والناقص محدود ومحصور والمحصور متناه , والسلسلة الأولى تكون زائدة على الثانية أي الناقصة بعدد محصور وما زاد على المحصور بمحصور يكون محصورا أيضا, فعلى ذلك يكون متناهيا أيضا ثم تطبيق ذلك على السلسلة الواحدة.
قال شيخ الإسلام: وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها على أن ما لا يتناهى لا يتفاضل وعليها من الكلام والاعتراض ما قد ذكر في غير هذا الموضع.
درء (5|49)
نقض شيخ الإسلام لهذا الدليل:
1 - التطبيق لا يكون بين المتفاضلين بل بين المتماثلين ولا تماثل في الصورة المذكورة.
2 - التفاضل المزعوم يكون بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه.
قال شيخ الإسلام: وملخص ذلك أن ما لا يتناهى إذا فرض فيه حد كزمن الطوفان وفرض حد بعد ذلك كزمن الهجرة وقدر امتداد هذين إلى ما لا نهاية له فإن لزم كون الزائد مثل الناقص وإن تفاضلا لزم وقوع التفاضل فيما لا يتناهى
وهذه نكتة الدليل فإن منازعيهم جوزوا مثل هذا التفاضل إذا كان ما لا يتناهى ليس هو موجودا له أول وآخر وألزموهم بالأبد وذلك إذا أخذ ما لا يتناهى في أحد الطرفين قدر متناهيا من الطرف الآخر كما إذا قدرت الحوادث المتناهية إلى زمن الطوفان وقدرت إلى زمن الهجرة فإنها كانت لا تتناهى من الطرف المتقدم فإنها متناهية من الطرف الذي يلينا
فإذا قال القائل: إذا طبقنا بين هذه وهذه فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص أو أن يكون وجود الزيادة كعدمها وإن تفاضلا لزم وجود التفاضل فيما لا يتناهى
كان لهم عنه جوابان:
أحدهما: أنا لا نسلم إمكان التطبيق مع التفاضل وإنما يمكن التطبيق بين المتماثلين لا بين المتفاضلين
والجواب الثاني: أن هذا يستلزم التفاضل بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه
درء التعارض (1|179)
وقال أيضا: ويجاب عن هذا بجواب ثان: وهو: أن الجملتين اللتين طبقت إحداهما على الأخرى مع التفاوت في أحد الطرفين وعدم التناهي في الآخر هما متفاضلتان في الطرف الواحد وتنطبق إحداهما على الآخرى في الطرف الآخر فلا يصدق ثبوت مطابقة إحداهما للأخرى مطلقا ولا نفي المطابقة مطلقا بل يصدق ثبوت الانطباق من أحد الطرفين وانتفاؤه من الآخر وحينئذ فلا يكون الزائد مثل الناقص: ولا يكونان متناهيين
وإذا قال القائل: نحن نطبق بينهما من الطرف الذي يلينا فإن استويا لزم أن يكون الزائد مثل الناقص وأن يكون وجود الزيادة كعدمها والشيء مع عدم غيره كهو مع وجوده وإن تفاضلا لزم أن يكون ما لا يتناهى بعضه متفاضلا
قيل: التطبيق بينهما من الجهة المتناهية مع تفاضلهما فيها ممتنع وفرض الممتنع قد يلزمه حكم ممتنع فإن الحوادث الماضية من أمس إذا قدرت منطبقة على الحوادث الماضية في اليوم كان هذا التطبيق ممتنعا فإنه يمتنع أن يطابق هذا هذا فإن الجملتين متفاضلتان: ومع التفاضل يمتنع التطبيق المستلزم للمعادلة والاستواء
وإذا قال القائل: أنا أقدر المطابقة في الذهن وإن كانت ممتنعة في الخارج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/433)
قيل له: فقد قدرت في الذهن شيئين مع جعلك أحدهما أزيد من الآخر من الطرف الواحد ومساويا له من الطرف الآخر ومعلوم أنك إذا قدرت لم يكن تفاضلهما ممتنعا بل كان الواجب هو التفاضل ودليلك مبني على تقدير التطبيق فيلزم التفاضل فيما لا يتناهى وكل من المقدمتين باطل فإن قدرت تطبيقها صحيحا عدليا فهو باطل وإن قدرته وإن كان ممتنعا لم يكن التفاضل في ذاك ممتنعا فدعواك أن التفاضل ممتنع فيما قدرته متفاضلا ممنوع بل مع تقدير التفاضل يجب التفاضل لكن يجب التفاضل من جهة التفاضل ولا يلزم التفاضل من الجهة الأخرى.
درء التعارض (1|231)
وقال: أيضا فيقال: نحن نسلم أنها متناهية من الجانب المتناهي لكن لم قلت: إذا كانا متناهيين من أحد الجانبيين كانا متناهيين من الجانب الآخر؟ وهذا أول المسألة والتفاضل وقع من الجانب المتناهي لا من الجانب الذي ليس بمتناه فلم يقع فيما لا يتناهى تفاضل.
درء التعارض (1|411)
3 - التفاضل لا يكون إلا في الموجود وليس في المعدوم.
قال رحمه الله: ثم للناس في هذا جوابان أحدهما قول من يقول ما مضى من الحوادث فقد عدم وما لم يحدث لم يكن فالتطبيق في مثل هذا أمر يقدر في الذهن لا حقيقة له في الخارج كتضعيف الأعداد فإن تضعيف الواحد أقل من تضعيف العشرة وتضعيف العشرة أقل من تضعيف المائة وكل ذلك لا نهاية له لكن ليس هو أمرا موجودا في الخارج , ومن قال هذا فإنه يقول إنما يمتنع اجتماع ما لا يتناهى إذا كان مجتمعا في الوجود سواء كانت أجزاؤه متصلة كالأجسام أو كانت منفصلة كنفوس الآدميين ويقول كل ما اجتمع في الوجود فإنه يكون متناهيا ومنهم من يقول المتناهى هو المجتمع المتعلق بعضه ببعض بحيث يكون له ترتيب وضعي كالأجسام أو طبيعي كالعلل وأما ما لا يتعلق بعضه ببعض كالنفوس فلا يجب هذا فيها.
منهاج السنة (1|435)
وقال أيضا: وقال: هذا مضمونه أن التطبيق لا يكون إلا بين موجودين ولكن يقال التطبيق في الخارج لا يكون إلا بين موجودين ولكن يمكن تقدير التطبيق بين معدومين لا سيما إذا كانا قد دخلا جميعا في الوجود فالمطبق بينهما إما أن يكونا مقدرين في الأذهان لا يوجدان في الأعيان بحال كالأعداد المجردة عن المعدودات أو معدومين منتظرين كالمستقبلات أو معدومين ماضيين كالحوادث المتقدمة أو موجودين كالمقادير الموجودة والمعدودات الموجودة
وقال: وقال: وأما غيره فيجيب بثلاثة أجوبة:
أحدها: قوله: (فإن لم تقصر إحداهما عن الأخرى في الطرف الآخر كان الشيء مع غيره كهو لا مع غيره) فنقول: هذا إنما يلزم إذا طبقنا إحدى الجملتين على الأخرى والتطبيق في المعدوم ممتنع كما في تطبيق مراتب الأعداد من الواحد إلى ما لا يتناهى ومن العشرة إلى ما لا يتناهى ومن المائة إلى ما لا يتناهى فإنا نعلم أن عدد تضعيف الواحد أقل من عدد تضعيف العشرة وعدد تضعيف العشرة أقل من عدد تضعيف المائة وعدد تضعيف المائة أقل من تضعيف الألف والجميع لا يتناهى وهذه الحجة من جنس حجة مقابلة دورات أحد الكوكبين بدورات الآخر لكن هناك الدورات وجدت وعدمت وهنا قدرت الأزمنة والحركات الماضية ناقصة وزائدة
درء التعارض (1|410)
4 - الاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار أو الحصر.
قال رحمه الله: والذين نازعوهم من أهل الحديث والكلام والفلسفة منعوا هذه المقدمة وقالوا لا نسلم أن حصول مثل هذا التفاضل في ذلك ممتنع بل نحن نعلم أنه من الطوفان إلى مالا نهاية له في المستقبل أعظم من الهجرة إلى مالا نهاية له في المستقبل وكذلك من الهجرة إلى مالا بداية له في الماضي أعظم من الطوفان إلى مالا بداية له في الماضي وإن كان كل منهما لا بداية له فإن مالا نهاية له من هذا الطرف وهذا الطرف ليس أمرا محصورا محدودا موجودا حتى يقال هما متماثلان في المقدار فكيف يكون أحدهما أكثر بل كونه لا يتناهى معناه أنه يوجد شيئا بعد شيء دائما فليس هو مجتمعا محصورا.
والاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار إلا إذا كان كل ما يقال عليه إنه لا يتناهى له قدر محدود وهذا باطل فإن ما لا يتناهى ليس له حد محدود ولا مقدار معين بل هو بمنزلة العدد المضعف فكما أن اشتراك الواحد والعشرة والمائة والألف في التضعيف الذي لا يتناهى لا يقتضى تساوى مقاديرها فكذلك هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/434)
وأيضا فإن هذين هما متناهيان من أحد الطرفين وهو الطرف المستقبل وغير متناهيين من الطرف الآخر وهو الماضي وحينئذ فقول القائل يلزم التفاضل فيما لا يتناهى غلط فإنه إنما حصل في المستقبل وهو الذي يلينا وهو متناه ثم هما لا يتناهيان من الطرف الذي لا يلينا وهو الأزل وهما متفاضلان من الطرف الذي يلينا وهو طرف الأبد.
فلا يصح أن يقال وقع التفاوت فيما لا يتناهى إذ هذا يشعر بأن التفاوت حصل في الجانب الذي لا آخر له وليس الأمر كذلك بل إنما حصل التفاضل من الجانب المنتهى الذي له آخر فإنه لم ينقض.
منهاج السنة (1|433)
وقال: ومما يجاب به عن هذه الحجة - وهي أشهر حججهم - أن يقال: لا نسلم إمكان التطبيق فإنه إذا كان كلاهما لا بداية له وأحدهما انتهى أمس والآخر انتهى اليوم: كان تطبيق الحوادث إلى اليوم على الحوادث إلى الأمس ممتنعا لذاته فإن الحوادث إلى اليوم أكثر فكيف تكون إحداهما مطابقة للأخرى؟ فلما كان التطبيق ممتنعا جاز أن يلزمه حكم ممتنع.
درء التعرض (1|410)
5 - قياس الماضي على الأبد (المستقبل)
قال رحمه الله: وأما القائلون بامتناع مالا يتناهى وإن عدم بعد وجوده فمنهم من قال به في الماضي والمستقبل كقول جهم وأبي الهذيل ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل وهو قول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم قالوا لأنك إذا قلت لا أعطيك درهما إلا أعطيك بعده درهما كان هذا ممكنا ولو قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك قبله درهما كان هذا ممتنعا وعلى هذا اعتمد أبو المعالي في إرشاده وأمثاله من النظار وهذا التمثيل والموازنة ليست صحيحة بل الموازنة الصحيحة أن تقول ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فتجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل.
وأما قول القائل لا أعطيك حتى أعطيك فهو نفي للمستقبل حتى يحصل مثله في المستقبل ويكون قبله فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل وهذا ممتنع لم ينف الماضي حتى يكون قبله ماض فإن هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطى والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله مالا نهاية له فإن وجود مالا نهاية له فيما يتناهى ممتنع.
منهاج السنة (1|436)
وقال: وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما وهذا كلام صحيح والماضي بمنزلة لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما وهذاكلام متناقض
لكن هذا المثال ليس بمطابق لأن قوله: (لا أعطيك) نفي للحاضر والمستقبل ليس نفيا للماضي فإذا قال (لا أعطيك هذه الساعة أو بعدها شيئا إلا أعطيتك قبله شيئا) اقتضى أن لا يحدث فعلا الآن حتى يحدث فعلا في الزمن الماضي وهذا ممتنع أو بمنزلة أن يقول: (لا أفعل حتى أفعل) وهذا جمع بين النقيضين وإنما مثاله أن يقول: ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فكلاهما ماض فإذا قال القائل: (ما يحدث شيء إلا ويحدث بعده شيء) كان مثاله أن يقول: ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول لا يحدث بعده شيء) كان مثاله أن يقول: ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول (لا يحدث في المستقبل شيء إلا حدث قبله شيء) وكل ما له ابتداء وانتهاء كعمر العبد يمتنع أن يكون فيه عطاء لا انتهاء له أو عطاء لا ابتداء له وإنما الكلام فيما لم يزل ولا يزال.
درء التعارض (1|406)
وقال رحمه الله: وكثير منهم فرق بين الماضي والمستقبل بأن هذا دخل في الوجود وهذا لم يدخل فهذا يمكن فيه التطبيق بخلاف هذا
وهذا فرق ضعيف لوجهين أحدهما أن الماضي عدم فلا يمكن فيه التطبيق كما ذكروه والثاني أن دليلكم دليل التطبيق والموازاة مبناه على أن ما لا يتناها لا يكون بعضه أكثر من بعض.
قالوا فإذا فرضنا الحوادث من الطوفان والحوادث من الهجرة وطبقنا بينهما فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهو محال وإن تفاضلا لزم فيما لا يتناهى أن يكون بعضه أزيد من بعضه قالوا وهذا محال.
فقيل لهم هذا ينقض عليكم بالحوادث في المستقبل فإن الحوادث المستقبلة من الطوفان أزيد منها في الهجرة ففرق بعضهم بأن ذاك وجد وهذا لم يوجد وهو فرق ضعيف كما ترى
ثم قال: ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل
فإنك إذا قلت لا أعطيتك درهما إلا أعطيتك آخر كان ممكنا وإذا قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك درهما كان غير ممكن هذا ذكره صاحب الإرشاد وغيره وليس هو بتمثيل مطابق إنما المطابق أن يقال ما أعطيتك درهما إلا وقد أعطيتك قبله درهما فأما إذا قال لا أعطيك حتى أعطيك فهنا نفى المستقبل حتى يحصل المستقبل
والمقصود أن ما هو إثبات ماض قبله ماض لا إثبات مستقبل قبله مستقبل فالتقديرات أربعة مستقبل بعده مستقبل وماض قبله ماض ومستقبل قبله مستقبل وماض بعده ماض فهذان متماثلان وذانك متماثلان والممتنع هنا ذانك لا هذان.
الصفدية (2|33)
اعتراف الأشاعرة بضعف هذا البرهان
وفي قدم العالم لكاملة الكواري: ولهذا فإن التفتازاني لما وجد صعوبة في بيان برهان التطبيق لإبطال حوادث لا أول لها قال: " والحق أن تحصيل الجملتين من سلسلة واحدة ثم مقابلة جزء من هذه بجزء من تلك إنما هو بحسب العقل دون الخارج، فإن كفى في تمام الدليل حكم العقل بأنه لابد أن يقع بإزاء كل جزء جزء أو لا يقع، فالدليل جار في الأعداد وفي الموجودات المتعاقبة والمجتمعة والمترتبة وغير المترتبة، لأن للعقل أن يفرض ذلك في الكل، وإن لم يكف ذلك بل اشترط ملاحظة أجزاء الجملتين على التفصيل لم يتم الدليل في الموجودات المترتبة فضلاً عما عداها، لأنه لا سبيل إلى ذلك إلا فيما لا يتناهى من الزمان "
وقال الظواهري بعد نقل كلام التفتازاني " وبعد ما تقدم صار التطبيق غير متفق عليه في إبطال التسلسل وإن قيل إنه العمدة.
قدم العالم (110)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/435)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا(53/436)
فوائد في العقيدة من دروس الحرمين لابن عثيمين رحمه الله (الجزء الأول)
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد متفرقة اقتنصتها من دروس الإمام ابن عثيمين رحمه الله في الحرمين ولها تكملة إن شاءالله وأحب أن لاتبقى حبيسة عندي وأن أفيد وأستفيد
وبعض هذه الفوائد من غير الشيخ
1 - إدخال الحجرةفي المسجد لحمايةالقبرمن النبش والشرك. حتى يكون في مرأى المسلمين
2 - النبي صلى الله عليه وسلم ورد أنه رأى موسى يصلي في قبره وهي رؤيامنام لاتعرف كيفيتهاغيبية وإسنادها صحيح ولكن البخاري أعرض عنه وقيل الصلاة في
القبر خاصة بالأنبياء ليتنعموا بها ليست تكليفا
3 - لإثبات رؤية المؤمنين لله في الجنة قال تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وإذا أضيف النظرإلى الوجه تعين أن يكون بالعين ليس بالقلب وإذا لم يضف إلى
الوجه كان يحتمل أن يكون بالقلب كقوله (أولم ينظروا في ملكوت السماوات)
.
4 - قوله (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) _دليل أنه لايدعوالله النبي بعدالموت لأن الدعاء عبادة وحددت نهايته بالموت
.
5 - (لتستوو على ظهوره) _ (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك) _هذا يدل على أن الإستواء ليس هو الإستيلاء
6 - (نهيت أن أعبدالذين تدعون} أكثرنوع من الشرك جاء الزجرفيه هوالدعاء_إدعاء أن النبي والاولياء يسمعون كل من دعاهم هوتشبيه للمدعوبالله حيث أن الله هو
الذي يسمع كل دعاء
7 - حديث (إنك لاتدري ماأحدثوابعدك) يدل أنه لايدري بمن يدعوه_ومن الادلة (ولوسمعوا ماستجابوا_وهم عن دعائهم غافلون_
8 - يدعي القبوريون أن المشركين كانوا يدعون أصناما وهذا هو الذي نهى الله عنه فلذلك لابأس أن تدعو النبي والاولياء والرد عليهم قوله (إن الذين تدعون من دون
الله عبادأمثالكم) _دليل على أن المشركين لايدعون أصنام إنما يدعون عبادا مثلهم
وقوله (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه) _
9 - الشفاعةحق يملكه الله فلانسألهامن غيره_لايملكون مثقال ذرة_فادعوالله مخلصين له الدين
10 - الصلاةفي اللغةوالشرع الدعاء فإذا جازالدعاء لغيرالله جازت الصلاة لغيرالله
11 - يقول المبتدعة أن الموتى يسمعون الدعاء وذلك لأن قتلى بدر خاطبهم الرسول وسمعوه والجواب لاقياس في التوحيد القياس إنما يكون في الأحكام وأول من قاس
في التوحيدإبليس هذا ردعلى قتلى
12 - قال تعالى (تجري بأعيننا) وقال (ولتصنع على عيني) فكيف يذكر العين بالجمع ثم يذكرها بالإفراد
الجواب أن المفرد المضاف يفيدالعموم فلاتناقض تجري بأعيننا وتصنع على عيني فإن (عيني) مفرد مضاف فتعم كل عين ثبتت
13 - قال تعالى (إنني معكما أسمع وأرى) فسر الله معيته بهذه الآية ممايدل أنها ليست معية بالذات وحلولية
ومن الرد على الحلولية قوله (الأرض جميعاقبضته) فكيف يكون فيها سبحانه وتعالى كما يقول الحلولية
14 - اذا كان القرآن مخلوق فيلزم فناؤه أوبقاءمخلوق مع الخالق وهذا مخالف للإخبار أن قارئ القرآن يقال له اقرأ وارق
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:43 م]ـ
للفائدة
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[16 - 06 - 09, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة الجليلة(53/437)
فوائد في العقيدة من دروس الإمام بن عثيمين (الجزء الثاني)
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[14 - 02 - 09, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثاني من فوائد اقتنصتها من دروس الإمام محمد بن عثيمين رحمه الله
أكثرها من تفسيره لسورة آل عمران ورحم الله من نشرها وهي تخص طلاب العلم
1 - قوله تعالى (ولايكلمهم يوم القيامة) تفيدأن المؤمنين يكلمهم الله وأن الكلام صفةاختيارية_و (لايكلمهم) أي كلام رحمة أما كلام التوبيخ والغضب فيكون (اخسئوا فيها)
2 - _أنواع السمع في القرآن أ_سمع بمعنى تهديد_ {لقدسمع الله قول الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}
ب_سمع بمعنى تأييد (معكماأسمع وأرى)
ج_سمع عام (قد سمع الله قول التي تجادلك)
3 - من أقسام علم الله علمه بمستحيل الوقوع (لوكان فيهماآلهة إلا الله لفسدتا)
4 - (_اسألك بحق السائلين) _أي الحق الذي أوجبته على نفسك
5 - شبهة: أنه انزل الحديدوالأنعام يعني خلقها وكذا (تنزيل من رب) فيقولون القرآن المنزل يعني المخلوق والجواب=هذه الأنعام ذوات قائمةبذاتهاوأعيان قائمةبنفسها_والقرآن ليس قائم بنفسه فلابدأن يكون بمتكلم
6 - (لولايكلمناالله) _لوكان الكلام في النفس لماكان لكلام الله لهم فائدة
7 - الرسول لايستطيع أن يشفع إلابإذن الله فكيف يغيث من دونه
8 - _كل ماوردت المشيئةفهي متعلقةبالعلم والحكمة_ (إلا أن يشاءالله إن الله كان عليماحكيما)
9 - زكريا عليه السلام عندما قال (أنى يكون لي) تعجبامن قدرةالله_ويريداستعجالهابطلب الآية حتى يعلم متى يخلق الولد
10 - _من الحكم في خلق الشرأن يؤمرالإنسان بالخيراختبارا له ولولم يخلق فكيف يكون الأمربشيئ لاسبيل للمكلف إلاهووكذلك ليلجأ إلى الله في طلب الخيركأوراد وغيره وليعرف نعمة الله عليه بالخيروالنجاة من الشر_وإظهارضعف الإنسان أمام قوى الشر حيث أن البعوضةتضره_
11 - في الأمورالشرعيةيمكن يشرك بين النبي والله (أطيعوالله والرسول) _أمافي الأمورالقدريةفنأتي ب (ثم)
12 - (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) يفيدأن صالحي البشرأفضل من الملائكة
13 - التعبيرعن الذات المتصفة بصفات ب (ذات) ليس من العربية وقول (نفس الله) أولى من (ذات الله) وقد قال الله (ويحذركم الله نفسه)
14 - الذي يدين بغيرالإسلام ولم تبلغه الحجة نحكم بكفره في الدنياونكل أمره إلى الله ولاندعوا له ولاعليه
15 - العبرةبمافي ظن المكلف في مسائل العبادات فالذي يرى أنه مسلم وهوعلى الكفرلكنه جاهل ولم يعظه أحد فهومسلم عندناوأمره إلى الله0أماإن وعظ وقال لامشايخي يقولون كذا فهوكافر_
16 - إذا مات الكافرعلى كفره يجوزلعنه إن بلغته الحجة
17 - _لاتعارض بين قوله (ولوشاءربك ماأشركوا) وقوله عنهم (لوشاءالله ماأشركنا) فأثبت الله أن شركهم كان قدرا ليسلي نبيه وفي الأخرى أبطل احتجاجهم بالقدر لأن قصدهم بذلك
معارضةالشرع بالقدرليستمروا على الشرك ولذلك قال بعدها (كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا) أي كذبوا بالشرع محتجين بالقدر
18 - يجوزالدعاءعلى الكافرالمعتدي باسمه بخلاف لعنه فلايجوز
19 - حديث (فأين الليل إذا أتى النهار) في رفعه نظرلأن الجنة فوق السماوات
_ (جنةعرضها السموات):لم يذكر طولها لأن الجنة مستديرة فطولهاعرضها
20_قال النبي صلى الله عليه وسلم (ومن يعصهمافقدغوى) أي الله ورسوله ولكن لماقالهاالخطيب نفسها قال بئس خطيب القوم أنت لأن مقام ذلك الخطيب يقتضي التفصيل لخشية اللبس
21 - مكروه_إن كان العقل لايدل على صفةمن صفات الله فانتفاء الدليل لاينفي المدلول فقددل على الصفةدليل سمعي_
22 - (وليعلم الله الذين آمنوا): علم الله علم تقدير وعلم ظهور والمراد هنا علم الظهور
لأن علم التقدير لايترتب عليه الجزاء والعقاب بل على علم الظهور
23 - (ومامحمد إلا رسول قدخلت من قبله الرسل) تدل هذه الآية أنه آخرهم_
24 - ليس لواصل الرحم عمران والحديث (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره) هو كقولك من آمن دخل الجنة
25 - كل صفة لله مربوطة بسبب فهي صفة فعلية
26_كل رسول معه كتاب وأنزلنامعهم الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/438)
27 - فإن الله خلق آدم على صورته) في صورةالرحمن أي في العموم بلا مماثلة كما قال في أهل الجنة أن أول زمرة منهم يدخلونها على صورة القمر فهم ليسوا أحجارا والوجه الآخر للحديث أنهاعلى الصورة التي اختارهاالرحمن فإن ضربته خدشته وربماغيرته وإن قبحته قبحت مااختاره الله _
28 - (يؤتيه من يشاء) فيه ردعلى المعطلةلأنهم ينفون تعلق أفعاله بمشيئته فأفعاله عندهم أزلية
29 - _العلم إدراك الشي على ماهوعليه فلايوصف الله بأنه عارف لأن المعرفةإنكشاف بعدخفاء ولأنهاتطلق على العلم والظن أماحديث (يعرفك في الشدة) فهي معرفة عنايةلاعلم لذلك إذا تعرفت إليه مع أنه يعرفك
30 - من أسباب تكذيب اليهود لعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أن شريعتهما ناسخة للتوراة فادعوا أن النسخ يستحيل على الله لأن النسخ في نظرهم إماعبث بلافائدة وإما أنه يكون قد تقدم الجهل على الحكمة عند الله وظهر له أمر بعدخفاء فرد الله عليهم ب (كل الطعام كان حلا) وبين وجودالنسخ في التوراة
والجواب عن شبهتهم أن النسخ لحكمة تتبع مصالح العباد فالحكمةلاتتعلق بفعل الله بل بوضع المخلوقين
31_ (إن أول بيت وضع للناس) فيها أن الكعبة قبلة اليهودوالنصارى ولكن تركوها واتجهوللمقدس والنصارى للمشرق وإقرارالنبي على قبلتهم لحكم منهاعدم تنفيرهم_ وفيهافضيلةالمسجدالأقدم_وأن الكعبةقبل الأقصى الذي يفخربه اليهود
32 - الذين قالوا إنانصارى ليسوا المقابلين لليهود بل هم محدودون وصفوا أنهم لايستكبرون وأنهم يبكون إذا سمعوا القرآن أما النصارى الذين يصدون عن سبيل الله ويزينون النصرانية لصد الناس فهم واليهودعلى حد سواء وليسوا أقرب
33 - إبراهيم ومن معه تبرءوا من قومهم قبل أن يتبرأوا من الأصنام_ (برءاء منكم ومماتعبدون)
34 - بماأن الكفارأمضوا حياتهم في معصية الله فمن العدل أن يمضوا حياتهم في الآخرة في عقوبة الله ولاينافي هذا رحمة الله لأنهم ليسوا محل رحمة
35_حديث (لأحرقت سبحات وجهه ماانتهى إليه بصره من خلقه) تفيدأن الخلق محدود لا الخالق محدود فالحد في المرئي لافي الرؤية
36 - كماأنه لايجوزأن يقال (أنا) اسم لله لايقال (هو) _وكلهاوردت (لااله الاهو) و (لاإله إلأانا)
وهذا رد على الصوفية وكذلك قال تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فذكر الله باللسان لايكون إلا باسمه
37 - آيات الصفات من متشابه الحقيقة لامتشابه المعنى
38 - _آية (ربنالاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) فيها 3توسلات 1_بنعمته (إذهديتنا) 2_ (من لدنك) بحال المدعووغناه3_ (أنت الوهاب) باسمه وصفته
39 - الوجودمساوق للحياةوالحياةمساوقةللشعور (الذي أنطق كل شي) لذلك فكل شي يسبح_
40 - النفي للصفات السلبية لثبوت كمال الضد فنفي الإخلاف في قوله (لايخلف الميعاد) هو لإثبات كمال الوفاءوالقدرة
41 - (زين للناس حب الشهوات) الله هوالمزين للأشياء المخلوقة أماالشيطان فهوالمزين للأعمال
42 - الإيمان تصديق وقبول وإذعان ولوكان تصديقا فقط لصح أن يقال {آمنته أي صدقته} لذا أبوطالب لم ينفعه تصديقه
43 - كيف يكون علي قسيم الناروالجنة والنبي قيل له قل أؤنبئكم بخيرمن ذلكم وذادليل أنه لايملك إلاأن ينبيهم بها
44 - _إن قيل أنتم أعلم بدنياكم فالدين لاعلاقة له بدنيانا قيل أمورالدنيا إماأحكام شرعية وإما أمورفنية تجريبية
45 - (إن الله ربي وربكم فاعبدوه) فيه أن توحيدالربوبية مستلزم للألوهية_هذاصراط مستقيم فيه أن الصراط المستقيم عبادةالله
46 - لانفرق بين أحدمن رسله في أصل الإيمان لافي الاتباع فنؤمن بهم كلهم لكن لانتبع إلا نبينا
47_كيف نجمع بين إرجاع بني اسرايل بعد موتهم ومن أحياعيسى وبين قوله تعالى فيما روى عنه النبي (قضيت أنهم لايرجعون) نقول الصحابي الذي طلب الرجوع طلبه للعمل لذلك لم يرجع إلى الحياة أما إذاكان الإرجاع لسبب كأن يكون آية فلايدخل هذا في ذلك القضاء الذي قضاه الله
48 - القول باللسان هوغيرالقول في النفس وإذا ذكرت (قال) فالأصل أنه القول باللسان فإذا أريدالقول الذي في النفس وردمقيدا وهذا يردبه على الأشاعرة
49 - الحسن والحسين أولى من علي بأن يعبرعنهماب نفسه (أي نفس النبي) وهذا يبطل قول الرافضة أنه المراد ب (وأنفسنا) في آية المباهلة كذلك (نساءنا) الواردة في الآية نفسها المقصود بها زوجاتنا ولايعبرعن البنات بالنساء
50 - المنتحرقد يكون مخلدا في النار لأن روحه خرجت والإيمان مرتفع عنه لأنه لايقتل نفسه حين يقتلها وهومؤمن_لايجوزقتل النفس ولوخشي أن يعترف بالأسرارأوخشي التعذيب
51 - قوله (ففي رحمة الله) أي الجنةلأن الرحمة التي هي الصفة يمتنع أن تكون ظرفا للمخلوق
52 - تعليق المشيئة على الخلود في الجنة والنارفي قوله (خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ماشاء ربك) فيه أقوال وأسهلهاالذي لااعتراض عليه أنهامن المتشابه الذي يردإلى المحكم وأن خلودهم في النارمن مشيئته والتعليق عليها ليس لنفي فهو كقول النبي (وإناإن شاءالله بكم لاحقون) أماقول ابن القيم أن اختلاف ختم الآيتين واية اهل النار ب (فعال لمايريد) أنه قد يفعل في المستقبل غيرذاك فهوخطألأن مناسبة الختم ظاهرة فآية السعادة ختمها ب (عطاءغير مجذوذ) لأنه فضل والعطاء فضل وأما الشقاء فب (فعال لمايريد) لأن ذاك عدل وخلودهم في النار من فعله الذي أراد
53 - (وماالله يريدظلما للعالمين) ردعلى الجهميةالذين قالوا إن الظلم في حق الله ممتنع لذاته فلوكان كذلك لماامتدح الله نفسه بنفيه فهويقدرعليه وممكن في حقه لكن حرمه على نفسه ولم يرده
54 - قوله (فلماآسفونا انتقمنا منهم) فيهاردعلى من يقول ان غضب الله هوإرادةالإنتقام لأن الله فرق هنا بين الغضب والإنتقام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/439)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 02:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 09, 03:36 م]ـ
جزاك الله خيراً ورحم الله الشيخ محمد
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:33 م]ـ
للفائدة بارك الله فيكم
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:24 ص]ـ
نبارك لملتقى أهل الحديث انضمام الشيخ خالد السهلي
وقد عرفته طالب علم مثابر وبحاث لا يمل وقناص للدرر
ليست مباالغة بل كما عهدته غفر الله له .. -
اهلا بك أباغنام
وبداية مباركة نفع الله بك ..(53/440)
هل انتهت الفلسفة
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[15 - 02 - 09, 12:06 م]ـ
الفلسفة هى بحث فى الميتافزيقا
والميتافيزيقا فى معناها المتداول وهو ما وراء الواقع والمقصود به الغيب وعالم الملكوت ليس ما نعنيه هنا بل نعنى بها كل وجود ذهنى لا يقابل موجود عينى يمكن السيطرة عليه عبر الحواس.
ونعنى بالسيطرة عليه يمكن ضبطه بالمقاييس العلمية المعروفة بحيث يقدّر كميا حجمه وكثفته ووزنه ونوعيا مكوناته وشحنته سالب موجب ... الخ
والمقاييس العلمية يمكن ان تحدد بان الكوكب البعيد مثلا يدخل فيه عنصر الحديد عبر تحليل الاطياف التى تصلنا عبر الضوء و الالكترون المتناهى الصغر يمكن تحديد شحنته عبر وضع قطبين فى طريق الاشعة التى تتضمن الالكترونات فاذا مال للقطب الموجب عرفنا بانه سالب وهكذا امكن الضبط والسيطرة.
والبحث الفلسفى لابد ان يعاون العلم فى معرفة ما لا يخضع للمعايير العلمية ولؤثر فى العلم كالارقام الرياضية وكمفهوم السببية وكالمفاهيم العامة اما القضايا التى لا تتصل بالعلم فهى اشبه بالقضايا الوهمية.
من قبيل ان نقول هناك جوهر وعرض او نقول بوجود ماهيات المخلوقات فى علم الله وهو ازلية وستظل الى الابد
كل هذه القضايا عبارة اما تراكيب عقلية او تراكيب لفظية اى انها تلفظ ولكن لا تتخيل ولا يمكن ان توجد فى الواقع لقولى المثلث الدائرى. او العدم الذى له وجود موعى مستقل المستمر فى فى الزمن هى اشبه برصف ونضد الفاظ هى من العاب اللغة.
وهناك امور من العاب العقل كقول المتصوفة المعلومات لها اعيان موجودة فى علم الله اى لها وجود حقيقى والتمييز بينها يدل على انها تختلف عن موجودات اخرى وتتجه لها الارادة والقول فهى ذات وجود قابل للتحقق والوجود بالفعل بناء على وجودها الماهوى وقد رد شيخ الاسلام ابن تمية ردا باهرا عليهم قائلا هناك امور مستحيلة الوقوع ومع ذلك هى من المعلومات فوجود شريك لله او الهة متعددة مع الله هى معلومات ولو كان وجودها الماهوى يعنى ان لها وجود وتحقق لكانت غير مستحيلة وكل ما قال به الكفرة من اباطيل كعدم وجود نار وجنة وقيامة لابد ان يقع .. الخ
ونحن نضيف كل الوهام والاخطاء العلمية والاساطير والخرافات لابد ان يكون لها وجود كمعلومات فهل تتحقق وهل لها وجود ازلى وابدى.
ما بناه الفلاسفة القدماء من افلاطون حتى افلوطين كله اما من العاب العقل او من العاب اللغة افلوطين جعل الله جل وعلا عبارة عن وجود اعتبارى اذ خلع على الله جل وعلا صفات السلوب لماذا لان اثبات اى صفة له تفضى الى انه وجود مركب وكا جزء محتاج للجزء الاخر وهنا لابد من نفى الصفات وهكذا حتى تم سلب كل الصفات وعلى هذا لمنوال سار متكلمة الاسلام لان علم الكلام هو علم اللاهوت فى الاديان الاخرى وهو مرتكز عل ادوات ومقولات الفلسفة فى اثبات المضامين الدينية او قل حقائق الدين.
العلمالحديث كشف خواص الاشياء ومركباتها وكشف المادة النهائية التىيتركب منها لكون واساس المركبات سواء العضوية او غير العضوية وغاص الى عالم والذرة وما تحت الذرة حتى وصل الى الكواركات التى يتاف منها اجزاء الذرة وهو يغوص الى عوالم الضوء ومكوناته والضوء فى نهاية المطاف يمكن ان يتحول الى مادة والعكس صحيح.
فكل ما قاله الفلاسفة الدماء عن اصول الكون او ما يسمى الاسطقس يعتبر امر تافه فمن قائل ان اصل الكون ماء ومن قائل تراب ومن قائل هواء .. الخ
قطاع عريض من الفلسفة خرج موضوعات الفلسفة ودخل عالم الادب علم المشغولات اللفظية والتحف الفكرية.
ولم يبقَ للفلسفة الا معاونة العلم فى تحديد وتعريف بعذ المفاهيم الميتا فزيقية كمفوم العدد ومفهوم الالفاظ العامة والسببية وما فى حكمها.
فانا اعرف واتساءل عن سبب ظاهرة البرق او ظاهرة المطر ولكن عندما اسال عن مفهوم السبب هنا سؤال ليس موضوعا للعلم بل للفلسفة اما قبل عصر العلم فالبرق والمطر كان موضوعا للفلسفة.
الفلسفة اوجدت قطيعة مع عالم الخرافة والعلم اوجد قطيعة مع عالم الفلسفة.
ولم يبقَ للفلسفة الا موضوعات محدودة فمثلا نمو الاحتمال هذا موضوع للفلسفة وهو اساس اثبات عقائد الدين كوجود الله وصفاته واثبات ان القران معجزة.
فالايات الدالة على وجود الله وخلقه وتدبيره وابداعه للكون نجدها تبلغ حد خلق اليقين لماذا؟؟
لان هناك قانون نمو الاحتمال فبقدر ما يزداد وينمو احتمال الخلق والتدبير بقدر ما يضمر وينحل احتمال الصدفة فكل يقين يزداد هناك ضعف وتلاشى يعترى احتمال الصدفة الى ان ينعدم احتمال الصدفة.
لذا نجد القران يرتكز على ادلة الواقع الكونى والنفسى (ايات الانفس) المحسوسة وراهن عليها سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق.
ومن هذه اليات ندرك صفات الله اما مالا يشى به الكون من الصفات فنزل به الوحى اى ادلته سمعية ونلاحظ بان حتى الضفات التى يورها القران لله سبحانه وتعالى يربطها باثارها ومصدر تجليها من ايات الكون ودعا القران للتفكّر والنظر واستخدم كل الاساليب الموقظة للادراك والضمير كيما يتلقى الانسان ايحاءاتها التى تطفئها عملية الإلْف والعادة.
فرهانات القران وارتكازه الى الاساس الوجودى وليس عل الاساس العقلى واللفظى الصرف.
وهذا المنهج هى الذى حكم شيخ الاسلام ابن تيمية فى رده على اصحاب العقول العشرة بالقول من اين اتوا بالعقول العشرة (الكواكب) واقصى ما توصل اليه العلم الانسانى فى عهده ثلاث كواكب متتالية يخسف بعضها بعضا
بمعنى اننا عرفنا ان هذا الكوكب يقع امام من يليه بفعل الخسوف فكيف علموا بالكواكب العشرة ولا وجود على دليل حسى او حقيقة محسوسة يمكن البناء عليها.
هنا نجد شيخ الاسلام ينطلق من دليل وجودى لم تخالطه ظنون لا تغنى من العلم شيئا وهذا منهج الاسلام ونظريته فى المعرفة.
فالفلسفة قد افل نجمعا مع بزوغ العلم وتحديد الواقع وضبطه اذ لا اجتهاد بمورد الواقع كما لا اجتهاد بمورد النص.
وللوقوف على بعض الاوجه الخرى نرجو قراءة هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70200&highlight=%C7%E1%CC%E5%C7%D2+%C7%E1%E3%DD%E5%E6%E3 %EC
اخوكم ابى يوسف الملا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/441)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 10:54 م]ـ
كلام جميل، بارك الله فيك يا عبد العزيز على النقل
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[16 - 02 - 09, 12:29 م]ـ
أخى الجزائرى اشكر لك مرورك واهتمامك
الكلام فى ليس فيه نقل بل هو راينا الخاص
وحتى ما رجونا الاطلاع وحتى اكون صادقا نحن من كتبناه قبلا بنك آخر
وان شاء الله سوف نتوسع فى الموضوع اما فى كتاب او بحث يستفيد منه المهتمون.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 08:55 ص]ـ
بارك الله فيك ..........(53/442)
(ما الرد على شبهة في)) حديث يستدل به الصوفية في جواز رؤية الرسول الكريم يقظة
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصوفية يتعلقون بالقشة لاثبات أي شيء يدعم مزاعمهم في رؤية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقظة
وقد جاء أحد الصوفية بهذا الحديث ليثبت به إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
مجمع الزوائد- للحافظ الهيثمي
المجلد التاسع - كتاب المناقب. باب ما جاء في ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه.
16022 - وعنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي بالشهادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار".
قال: فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لي النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم فقالوا: يا ابن ثعلبة إنك لتغرر وتحمل على القوم، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يتراءى لي خلفهم فأحمل عليهم حتى أقف عنده، ثم يتراءى لي أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي.
قال: فعمر زماناً طويلاً من دهره.
رواه الطبراني وإسناده حسن.
نريد رداً كافياً و وافياً على هذه الشبهة بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:58 ص]ـ
إسناده حسن ما شاء الله!!!
هذا الخبر في إسناده بقية بن الوليد وهو مدلس وقد عنعن
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[23 - 02 - 09, 07:28 ص]ـ
هذا الحديث معلول بعلتين:
الأولى:تدليس بقية بن الو ليد .. قال الإمام النسائي: إذا قال: حدثنا و أخبرنا، فهو ثقة. و إذا قال: عن فلان فلا يؤخذ عنه، لأنه لا يُدرى عمن أخذه.
الثانية: أن يحيى بن جابر الطائي كثير الإرسال .. فهل سمعه من ضمره أم لا .. وهو لم يصرح بالسماع .. فإنه يرسل عن الصحابة كثيراً كعوف بن مالك والمقدام والنواس بن سمعان وغيرهم ..(53/443)
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين) .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله -
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تميز الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – كما يقول الشيخ محمد علي عبدالرحيم رئيس جماعة أنصار السنة – رحمه الله – بـ " جمال البلاغة، ووضوح المعاني، وسعة الاطلاع، وشرف الغاية، كما جمع علمًا مصفىً من شوائب البدع والخرافات الصوفية، وكان حسَن اللغة، قليل اللحن، فصيح العبارة ". " جماعة أنصار السنة، للدكتور الطاهر، ص 186 ".
قلتُ: وللشيخ كتابٌ مهم صاغه بأسلوبه الجميل، عنوانه " الصفات الإلهية بين السلف والخلف "، ناقش فيه أشاعرة عصره من المتأخرين، الذين خالفوا عقيدة متقدميهم - بعد أن مرّ على مشاهيرهم -، ثم نصحهم بالعودة إلى العقيدة السلفية، وأن لا يُكابروا بالتشبث ببدع الجهمية، أحببتُ أن أنقل جزءًا منه هنا من باب النصيحة -؛ لعله يجد أذنًا " أشعرية " صاغية، تؤوب إلى الحق، قبل أن تلقى – ببدعها – الحق .. والله الهادي.
قال - رحمه الله -:
عقيدة أبي الحسن الأشعري
- أورد كلامه في الإبانة ثم قال -: هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.
ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..
هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة" (1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.
فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة"، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه" (2).
كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه" (3).
كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:
ولا يرَى صِفَاته
مثلَ صفاتِ البَشَرِ
وليس ينفي صفة
له كنَفْي المُنْكِرِ
ويثبتُ استواءَه
كما أتى في السُّور (4)
كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري (5)، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/444)
ولا أظن في أشعري مسلم، أنه يرتضي أن يُتهم إمامه بالردة عن دين الحق، أو بأنه كان نَهْبَ الحيرة والاضطراب في عقيدته، أو بأنه كان ذا وجهين، وجه ينافق به المعتزلة والمعطلة، فكتب في تأويل الصفات أو نفيها، ووجه آخر ينافق به السلفيين، فيكتب في إثبات الصفات، ولا أظن في إنسان يحترم الحقيقة أنه يجنح إلى الريبة في صحة نسب الكتاب إلى الأشعري من غير دليل، إلا إن كنا نعتبر نزغ الهوى دليلاً!!. كما لا أظن أنه يرتاب في أن الأشعري ظل يؤمن بكل كلمة قالها فيه، ولم يؤلف كتاباً آخر ينقض به ما أثبته في الإبانة.
والذين يُجلون الأشعري، ويفخرون بالانتساب إليه، لا أظن أيضاً أنهم يجرؤون على إنكار هذه الحقيقة التي أذكرهم بها مرة أخرى: تلك هي أن ما انتهى إليه مذهب الأشعري على يد بعض أتباعه يخالف ما كان عليه الأشعري نفسه، ويناهضه، وأن ما كتبه الرازي، أو الجويني وغيرهم من تأويلات يناقض عقيدة الأشعري كل المناقضة، وينتسب برحمٍ ماسَّةٍ إلى المعتزلة والجهمية الذين كفَّرهم أبوالحسن الأشعري!! فهل بعد هذا أستطيع أن أُقدِم على الظن بأن أشاعرة اليوم لن يُقْدِموا على تحطيم إمامهم الكبير؛ ليبنوا على أنقاضه بعض الذين أبوا إلا أن يجحدوا بدين إمامهم الكبير، وإلا أن يعينوا عليه عدوّه من الجهمية والمعتزلة!! وإلا أن يَسُبُّوا كبار أئمتهم؛ كالأشعري، ليسبوا ـ بَغْياً ـ أنصار السنة؟.
رأي الأشعري في كتاب المقالات: وكتاب المقالات من أنفس وأجل الكتب التي عنيت بترجمة آراء الفرَق الإسلامية وغير الإسلامية، وقد سماه: "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين"، وكل أشعري يفخر بهذا الكتاب، غير أن الكثير منهم كان يتمنى أن يحذف منه الأشعري هذا الباب الذي عنون له بقوله: "هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث، وأهل السنة". ولقد بدأه بذكر طرف من عقيدة أهل السنة، ثم ذكر أنهم يُقرون بأن الله سبحانه على عرشه، وأن له يدين بلا كيف، وأن له عينين بلا كيف، وأن له وجهاً، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، وأنه يجيء يوم القيامة، وأنه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأنهم يرون اتباع من سلف من أئمة الدين، ومجانبة كل بدعة، وكل داع إلى بدعة. وقد ذكر أبوالحسن بجوار كل مسألة أدلتها النقلية من القرآن والسنة. ثم قال: "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل" (6).
لقد خشي الأشعري أن يظن به ظان أنه ليس من أهل السنة، فعقب على رأي أهل الحديث بما عقب. وهكذا نرى الأشعري لا يترك فرصة تسنح من غير أن يَهْتَبِلَها؛ ليثبت أنه على عقيدة السلف، هذا لأن ولاءه القديم للمعتزلة كان شبحاً رهيباً يؤرقه، ويثير ثائرة شَجْوِه، ويُسعر جحيم الندامة في أعماقه، ويريب فيه أُمَّة من الناس، ويدفعه إلى أن يؤكد في كثير من كتبه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال أنه على عقيدة السلف. تُرى، هل اقتنع الأشاعرة؟.
إني لأخشى أن يستبد بهم العناد، فيدفعهم إلى دَمغ إمامهم الكبير أبي الحسن الأشعري بالزيغ والتجسيم؛ ليرموا بنفس هذا البهتان أنصار السنة المحمدية!! أخشى أن يصموا آذانهم عن هذا النداء الخالص من النية الصافية، ومن جلال الحقيقة وسمائها، فيصموا إمامهم الكبير بالردة عن حقيقة الدين الحق!! أما نحن "أنصار السنة المحمدية" فنبرئ إمام الأشاعرة الكبير من هذه الوصمة الشنعاء.
رأي الباقلاني
والباقلاني هو ـ كما يقول: ابن تيمية في "الحموية" -: "أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله، ولا بعده". وقد سجل الباقلاني: أنه سلفي العقيدة في كتبه الآتية: التمهيد، والإبانة، والحيرة، وننقل هنا رأيه عن التمهيد.
إيمانه بالاستواء: قال الباقلاني: "إن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟.
قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على العرش، كما أخبر في كتابه، فقال عزّ وجل: (الرحمن على العرش استوى)، وقال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب)، وقال: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/445)
رده على من يزعمون أن الله في كل مكان: يرد الباقلاني على أصحاب هذه الفرية بقوله: "لو كان في كل مكان، لكان في جوف الإنسان، وفي فمه، وفي الحشوش، وفي المواضع التي يُرْغَب عن ذكرها ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولو كان في كل مكان، لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة، إذا خلق منها ما لم يكن خَلَقَه. وينقص بنقصانها، إذا بطل منها ما كان، ولَصَحَّ أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا. وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافة وتخطئة صاحبه".
شبهة وردها: والشبهة الأولى نتجت عن سوء فهم - واعتقد أن سوء الفهم متعمّد - لقوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)، فقد زعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه الآية الكريمة تثبت أن الله في كل مكان!! وعلى هؤلاء يرد الباقلاني بقوله: " المراد أنه إله عند أهل السماء، وإله عند أهل الأرض؛ كما تقول العرب: فلان نبيل مُطَاع بالعراق، ونبيل مطاع بالحجاز. يعنون بذلك أنه مطاع في المصرين، وعند أهلهما. وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة".
شبهة المعية: وردت آيات كثيرة تُثبت المَعِيَّة. وقد زعم المعطلة وأتباعهم أن هذه الآيات تنفي الاستواء، وتُثبت أن الله في كل مكان، ويرد الباقلاني على مقترفي هذه الشبهة بقوله: " وقوله تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، يعني بالحفظ، والنصر، والتأييد. ولم يُرِد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى: (إنني معكما أسمع وأرى)، محمولٌ على هذا التأويل ـ أي التفسيرـ، وقوله تعالى: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، يعني: أنه عالم بهم، وبما خَفيَ من سرهم، ونجواهم. وهذا إنما يُستعمَل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياساً على هذا: إن الله بالبَرَدَان، ومدينة السلام (7)، ودمشق، وأنه مع الثور والحمار، وأنه مع الفُسَّاق، والمهان، ومع المُصْعِدين إلى الحُلْوان (8) قياساً على قوله: (إن الله مع الذين اتقوا)، فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه" .. وسيأتي بسط بيان عن المعية.
رده على من فسّر الاستواء بالاستيلاء: ويقول الباقلاني: " لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق
لأن الاستيلاء: القدرة والقهر. والله تعالى ـ لم يزل قادراً قاهراً، عزيزاً مقتدراً. وقوله تعالى: (ثم استوى)، يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، فبطل ما قالوه" (9).
زهق الباطل: نُشر كتاب التمهيد للباقلاني بالقاهرة سنة 1947م وليس فيه هذا النص الذي نقلناه هنا، وقد أشرف على طبعه والتعليق عليه أستاذان من أساتذة جامعة القاهرة، وقد فتنهما عن الحق والتثبت شيخٌ شعوبي (يعني الكوثري)، كان لا يدين إلا بمقت السنة وأئمتها، والعروبة وأبطالها؛ لهذا عاش ينال من كل إمام مسلم عربي الأصل، ويدعو إلى الجهمية الصرفة. فكان أن رمى الأستاذان - بِوَسْوَسَةِ الشيخ - الإمامَ ابنَ تيمية وتلميذه ابنَ القيم بما كان يجب أن يرميا به الشيخ الشعوبي، بعد أن أضلهما وضللهما، ونال من كرامتهما العلمية بين الزملاء والجامعيين، ولاسيما بعد ظهور النسخة الكاملة من التمهيد، فقد أثبتت أنهما كانا ضحية من ضحايا حقد الشيخ على ابن تيمية العظيم، وعلى كل ما هو عربي، إذ وُجد فيها النص الذي نقلناه! ولشد ما أدهشنا، وأدهش كل محب للحقيقة أن يخضع الأستاذان الكبيران، لتلبيس حاقد موتور، فيصرفهما عن التثبت والبحث والتنقيب الذي يقيم لهما كل معذرة، وهما من أبناء الجامعات التي تزعم أنهما تعلّم ـ أول ما تعلم ـ الحرية والفكرية!!.
لقد اعترف الأستاذان اعترافاً ضمنياً بوجود نقص كبير في نسختهما الخطية التي عثرا عليها في مكتبة باريس، والتي عنها نشرا " التمهيد "، وبأنها لا تُطابق الفهرس المخطوط الملحق بالنسخة الباريسية، ولهذا يقولان: " ونلاحظ اختلافاً بين هذا الفهرست، ومضمون نص التمهيد الذي قدمناه للقراء، فهو يحتوي على خمس وعشرين عنواناً غير موجودة في نصّنا، كما أنه لا يشير إلى أبواب كثيرة وردت في التمهيد (10) " ثم يقولان: "وتبقى أخيراً عدة عناوين نجدها موضع شبهة خطيرة منها رقم (30) الخاص بالاستواء على العرش" هذا؛ لأنهما لم يجداه في النسخة التي بين أيديهما، ثم أشارا إلى ما نقله ابن القيم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/446)
"الجيوش الإسلامية" عن كتاب التمهيد، وإلى ما ذكره ابن تيمية أيضاً في الحموية وغيرها، ثم قالا: " ولو صدقنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في نقلهما عن التمهيد، للزمنا أن نقرر أن ما بين يدينا من نص التمهيد غير كامل، ولكنا لا نستطيع ـ عند ملاحظة التعارض البيّن بين مذهب الباقلاني، ومعنى ما ينسبه إليه هذان المؤلفان المعروفان بالتحيز ـ إلا الشك في صحة نقلهما، وقد كتب إلينا العلامة الحجة الشيخ " الكوثري" وكيل مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية في هذا الشأن: " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا. ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زوراً؛ ليخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني، ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين يدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم"!!
وقد ذكر الأستاذان أيضاً: أنه جاء في الفهرس: "باب القول في الوجه واليدين" ولكنهما لم يجداه في النسخة (11)، كما ذكرا أن الباقلاني قال في مقدمة التمهيد أنه سيتكلم عن مسألة ما في باب "التعديل والتجوير"، ولكنهما لم يجدا لهذا الباب أثراً في نسختهما الخطية (12). كما ذكرا أنه يوجد نسختان مخطوطتان للتمهيد غير نسختهما محفوظتان بإستانبول، إحداهما في مكتبة أبا صوفيا تحت رقم 2201، والأخرى في مكتبة عاطف تحت رقم 2223. غير أنهما لم يستطيعا الوصول إلى واحدة منهما. كما اعترفا بأن أيدياً امتدت إلى المخطوطة التي نشر عنها الكتاب. كما ذكر الأستاذان أسماء الكتب التي ألفها الباقلاني والتي لم يعرف الكثير منها النشر، ومنها كتاب "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة" وهو الذي نقل عنه ابن تيمية في "الحموية" عقيدة الباقلاني في الصفات، وكتاب "الحرة" وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن القيم في "الجيوش" ما يؤيد ما ذهب إليه الباقلاني في التمهيد في مسألة الصفات، غير أنه سماه "الحيرة".
ألا ترى أن كل هذا، بل بعضه كان كافياً في إقناع الأستاذين بأن النسخة التي نشرا عنها الكتاب نسخة ناقصة فعلا!! وفي منع الأستاذين من أن يصدرا على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم هذا الحكم الظالم الذي تسرعا في إصداره، والذي كان من بين "حَيْثيَّاته" لقب وكالة المشيخة الإسلامية!! وقد آمن الأستاذان - بعد - أن هذه الوكالة قد غررت بهما، وجعلت منهما أحدوثة يتفكه بها العاكفون على النظر في المخطوطات ونشرها؛ إذ ما كانت الألقاب من الوسائل التي يعتمد عليها في نشر المخطوطات، وفي التنصيص على نفي شيء أو إثباته!! كما كان من بين "الحيثيات" أن ما نقله الإمامان ابن تيمية وابن القيم يخالف مذهب الباقلاني!.
ولست أدري ما الذي دعاهما إلى إصدار حكمهما بإثبات هذه المخالفة المزعومة!!. أكانت بين أيديهما الكتب الباقلانية التي استنبطا منها مذهب الباقلاني، وجعلتهما يعتقدان أن ما استنبطاه منها يخالف ما نقله الإمامان الجليلان؟ لم يكن بين أيديهما سوى هذه النسخة الناقصة من التمهيد، فأنى لهما العلم بمذهب الباقلاني الحقيقي؟!.
هذا، وقد نسي الأستاذان، أو تناسيا أننا كثيراً ما نعثر بمثل هذا التناقض في مذاهب كثير من أئمة الأشاعرة، فقد كان بعضهم يدين اليوم بما يتراءى له غداً أنه ضلالة، فينصرف عنه إلى غيره. ودليلنا في هذا: الأشعري نفسه، والجويني، والرازي والغزالي، ففي كل منهم مَسٌّ، وفي تاريخ كل منهم دليل الحقيقة التي تقولها.
وابن تيمية على وفرة خصومه، وترصد المئات منهم للنيل منه، لم يجرؤ واحد منهم على التشكيك في أمانته العلمية، وها هي كتب ابن تيمية، وها هي كتب الحديث والتفسير والفقه والأصول والتصوف والكلام والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب. فراجعوا ما نقله ابن تيمية في كتبه عن كتب هذه الفنون، وثمت تتجلى لكم قيمة هذه الأمانة العظيمة التي كان يمتاز بها الإمام الجلل، وخبرته الواسعة الدقيقة بكل فن من فنون الثقافات في عصره. ومما يوضح القيمة الجليلة لهذه الأمانة، وشمول هذه الخبرة الواسعة أن نذكر أنه لم تكن هناك مطبعة، ولا كتب مطبوعة!! ولا أكون مغالياً إذا قلت: إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/447)
لتحقيقها، وتصويبها!!.
فقَلَم ابن تيمية، وفكره الثاقب، وفهمه الدقيق، وبصيرته المشرقة، وخبرته الواسعة، وشمول ثقافته وأمانته العظيمة المشهود بها له. كل هذا يجعلنا نثق الثقة المطلقة في دقة النصوص التي توجد في كتبه وفي صحتها، حتى فيما ينقل عن فلاسفة الإغريق، كأرسطو، وإفلاطون!! فما بالك بالثقافة العربية والإسلامية؟!.
ثم أقول للأستاذين: ألا نستطيع اتهامهما بأنهما هما اللذان أخفيا باب الاستواء، وباب الوجه واليدين، ولاسيما ونحن نعلم أن الباعث على هذا الإخفاء موجود وقوي، فقد كانا تحت سيطرة ذلك الشيخ الذي كان لا يبغض إماماً كما يبغض ابن تيمية وابن القيم، ولا يحقد على فئة كما يحقد على أهل السنة!! كنا نستطيع ذلك، مادام الاتهام أصبح هيناً يسيراً كما فعل الأستاذان، ولكننا لم نفعل؛ لأننا نكرم أنفسنا.
وقد شاء الله سبحانه أن يبرئ الإمامين الجليلين " ابن تيمية وابن القيم" مما رماهما به الشيخ الشعوبي، ومحققا كتاب التمهيد؛ إذ صورت إدارة الثقافة بالجامعة العربية مخطوطة التمهيد التي كانت في استامبول بمكتبة عاطف تحت رقم 2223 (13).
وقد قارن أخونا الأستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة بين ما في النسخة التي صورتها إدارة الثقافة وبين ما سجله ابن القيم في "الجيوش" وابن تيمية في "الحموية". فتجلت له صورة رائعة من الأمانة العلمية التي امتاز بها الإمام وتلميذه. فنشر هذا في صحيفتنا "الهدي النبوي" وفي رسالة خاصة. وقد طالب الأستاذين أن يذعنا لسلطان الحق القاهر، فيعترفا صراحة بالخطأ، ويستغفرا الله مما بهتا به الإمامين الجليلين، وينشرا في رسالة خاصة ما أغفلته نسختهما، أو يعيدا نشر التمهيد مرة أخرى احتراماً للحقيقة على الأقل. ولم يستجب أحد لهذه الدعوة الجليلة!! وإليك ما جاء في كلمة الأستاذ محمد عبدالرزاق: " بمقارنة نسخة مكتبة مصطفى عاطف بنسخة مكتبة باريس وجدنا نقصاً في نسخة باريس عن نسخة مكتبة عاطف بنحو 72 ورقة تقدر بنحو 30 ورقة من النسخة الباريسية، ومحل النقص بين الورقة 60، والورقة 61 منها" هذا، وقد طبع التمهيد عن العاطفية في بيروت في سنة 1957م من منشورات جامعة بغداد، وقد دحض ناشرها قول الأستاذين اللذين نشرا التمهيد بالقاهرة، وكذبهما فيما نسباه إلى ابن تيمية وابن القيم، مستدلاً بوجود ما نقلاه في النسخ الخطية التي نشر عنها التمهيد في بيروت ومنها العاطفية. وأقول: من يراجع ما نقله الإمام ابن القيم في الجيوش بما في الوجه 137 من النسخة العاطفية المحفوظة صورتها في إدارة الثقافة بالجامعة العربية يجد التطابق التام بين ما نقله ابن القيم في كتابه الجيوش عن التمهيد وبين ما هو موجود في العاطفية. مما يعطينا الدليل فوق ما لدينا من أدلة على أن أمانة ابن القيم وشيخه العظيم ابن تيمية فوق الشبهات. وحق ما يقول أخونا الأستاذ "محمد عبدالرازق حمزة ": " يا ترى هل كان من المصادفات التي لا يؤمن كثير من متعالمي هذا الزمان أنها أقدار الله الجارية بحكمته وعلمه ـ أن تأتي النسخة العاطفية من جبال الأناضول البعيدة عن الناشرين إلى القاهرة على يد هيئة دولية هي إدارة ثقافة الجامعة العربية؟ فقد طارت بتوفيق الله لحضرة السلفي الصالح خادم السنة وباذل ماله ونفسه في نشرها في أقطار العالم الشيخ محمد نصيف بتصوير نسخة منها على نفقته- فجزاه الله خيراً - ليطلع الناس عليها. فيصح عندهم انخرام النسخة الباريسية التي نشرت بالقاهرة، ويقوم دليل جديد بفضل الشيخين ابن تيمية وابن القيم وصحة نقلهما، وبهت من كذبهما، وافترى عليهما". نعم إنها قدرة الله القاهرة.
وهكذا جاء الحق، وزهق الباطل، وثبت ثبوتاً يغمره جلال اليقين أن الباقلاني دان في التمهيد بما يدين به السلف في الصفات، وأنه أحد اللاعنين للخلفية الشوهاء!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/448)
رأي في الباقلاتي: يقول بروكلمان في دائرة المعارف الإسلامية عن الباقلاني إنه "أدخل في علم الكلام أفكاراً جديدة مأخوذة من الفلسفة اليونانية، أو من المذاهب الاعتقادية للكنيسة الشرقية مثل فكرة الجوهر الفرد، والخلاء (14)، والقول بأن العَرَض لا يحتمل العَرَض، وأنه لا يبقى زمانين"، وهذه هي إحدى جنايات "الباقلاني، فإنه كما يقول ابن خلدون في مقدمته: "جعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها؛ لتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول (15) ".
يجب اعتقاد آراء الكنيسة الشرقية، والفلسفة اليونانية؛ ليصح إيمانناً!! ونحن نسأل الخلف!! أكان صفوة هذه الأمة في قرنها الأول يعرفون الجوهر الفرد والخلاء، والعرض الذي لا يبقى زمانين؟! ولا يحتمل العرض؟ ونسألهم أيضاً: بم يُحْكَم على هؤلاء؟؟ فقد كانوا جميعاً لا يعرفون شيئاً عن هذه الأوهام التي زعموا أنها الأدلة التي يتوقف على معرفتها الإيمان، والتي زعموا أنها أصل أصول الإسلام (16)؟
رأي ابن فُورَك
وأبوبكر بن فورك من كبار أئمة الأشاعرة، وقد اضطربت أقواله في بعض أصول الدين. ولكنه يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين. وكذلك المجيء والإتيان كما فعل إمامه الكبير أبو الحسن الأشعري. وقد قال فيما صنف في أصل الدين.
" فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم (17) سميع بصير؟ قيل لهم: اتفقنا على أنه حي تستحيل عليه الآفات. والحي إذا لم يكن مأْوُوفاً بآفاتٍ تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً.
وإن سألتْ فقالت: أين هو؟ فجوابنا: إنه في السماء، كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك. فقال ـ عز من قائل ـ: (أأمنتم من في السماء)، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه. وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم، فقلت: أين الله؟ لقالوا: إنه في السماء. ولم ينكروا لفظ السؤال بأين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- سأل الجارية التي عرضت للعتق. فقال: (أين الله؟) فقالت: في السماء. مشيرةً بها (18). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعتقها فإنها مؤمنة)، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها. ومعنى ذلك أنه فوق السماء؛ لأن" في " بمعنى فوق. قال الله تعالى: (فسيحوا في الأرض) أي فوقها".
وحسناً فعل أبو بكر بن فورك!! فإنه لم يغضب من "أين" ولا من الجواب عن "أين" كما يفعل أشاعرة اليوم!! ولو غضب من "أين" لاتّهم أعظم العابدين، وخاتم المرسلين بأنه نال عامداً من حرمات الله، وتغاضى جاحداً عن شتم الله، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سأل بأين، وهو الذي حكم بإيمان من أجاب عن "أين"!!.
رأي الجويني
والجويني من أعظم أعلام الأشاعرة، حتى لقد لقبوه بإمام الحرمين، وقد نزع في كتابه " الإرشاد" منزع التأويل، وعدا على السلف بحملة ظالمة (19). ولكنه عاد فحرم التأويل، ومجد السلف، وسجل ذلك في آخر كتاب قام بتأليفه، وهو "العقيدة النظامية" وبهذا أدرج "الإرشاد" في الأكفان!! وإليك ما قاله في "النظامية".
7" اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتن على أهل الحق فحواها (20)، وإجراؤها على ما تبرزه أفهام أسباب اللسان منها (21). فرأى بعضهم تأويلها، والتزام هذا المنهج في آي الكتاب، وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع، وترك الابتداع. والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة سنة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم- على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام. والمشتغلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً، أو محتوماً؛ لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/449)
الرب.
ومما استُحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سئل عن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة"، فَلْتُجْر آية الاستواء والمجيء، وقوله: (لما خلقتُ بيديّ) (ويبقى وجه ربك) وقوله: (تجري بأعيننا) وما صح من أخبار الرسول عليه السلام كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. فهذا بيان ما يجب لله تعالى (22) ".
وفي كلام الجويني حق كبير، ولكن فيه أيضاً تناقض بادٍ وخلل مثير!! فقد قرر أن مذهب أئمة السلف هو إجراء الظواهر على مواردها، والانكفاف عن التأويل. وهذا هو الحق الذي أيده هو بما نقله عن مالك. وهو قوله رضي الله عنه: " الاستواء معلوم" فعلام يدل هذا؟ إنه لا يدل إلا على شيء واحد، هو أن معنى الاستواء مفهوم، معلوم معناه في لغة القرآن والحديث. ولو لم يكن هذا مراد مالك، لقال: لا أدري، أو لقال: الاستواء مجهول. ولكنه قال "معلوم". أما الذي حكم مالك بأنه مجهول فهو "الكيف" لا "المعنى".
أما التناقض: فقد وقع فيه " الجويني" بسبب زعمه أن السلف كانوا يفوضون "معاني" الصفات. فهذا الزعم الفطير يناقض ما ذكره من قبل، فصار كأنما يقول: مذهب السلف إجراء الظواهر على معانيها، ومذهب السلف تفويض معانيها!! وهذا يدلك، ويؤكد لك أن الجويني لم يُحسن التعبير عن مذهب السلف، رغم أنه استشهد بالكلمة القيمة المقتصدة التي قالها مالك، والتي ذهب فيها مذهب أستاذه الجليل "ربيعة بن عبدالرحمن (23) " فقد سئل ربيعة عن كيفية الاستواء، فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق".
وهكذا نرى إمام دار الهجرة، وأستاذه الجليل يؤكدان أن معنى الاستواء معلوم، أما "كيفية" استواء الله على عرشه، فهي المجهولة!! هذا، وإلا اتهمنا سلف هذه الأمة البررة الأخيار بأنهم كانوا لا يؤمنون في الأسماء والصفات الإلهية إلا بألفاظ خربة خاوية لا معنى لها، ولا دلالة!! وقلنا بأن صفات الله وأسماءه ما هي إلا ألفاظ خالية من كل مدلول أو مفهوم، فلا تثير في قلب العابد إلا الشعور بالعدم، والقلق العميق السحيق. ولا تتصل بالفكر إلا اتصال الرموز المبهمة والألغاز المحيرة، والأحجيات والطلسمات المقنعة بالغموض والإبهام!! أو بأنه سبحانه أبى لنا إلا الضلالة الأبدية والحيرة السرمدية، والتناحر المدمر حول أسمائه وصفاته!!.
وكيف نجرؤ على اتهام الله سبحانه بهذا، وبأنه يوجب علينا الإيمان بأن أسماءه وصفاته ألفاظ لا معنى لها، أو يوجب علينا ـ نحن المخلوقين ـ أن نضع لهذه الأسماء والصفات الإلهية المعاني التي نريد؛ لأنه عجز عن بيان معاني أسمائه وصفات؟!.
وهل يقدر المخلوق، ويعجز الخلاق، والمخلوق آية من آيات قدرته القاهرة؟.إن ما ذكره الجويني يُشعِرك بأنه كان ـ وهو يكتب لتأييد الحق ـ ينظر بإحدى عينيه إلى الماضي الذي صال فيه، وجال، مُدَّرِعاً بالتأويل، جاحداً بالاستواء، وبعقيدة السلف، ويرمق بالأخرى حاضره الذي انبثقت فيه إشراقة من النور في قلبه، ودوَّت في أعماقه زجرة هادية من الضمير تحثه على الإذعان الخالص للحق، وعلى أن يكفر بماضيه، وولائه للباطل فيه.
فحاول فيما كتبه في "العقيدة النظامية" أن يجعل منه شِفَّ رياء لماضيه، ولحاضره، حتى لا يثير أولئك الذين دانوا بكتبه الأولى، وانضووا تحت لوائه، وهتفوا باسمه، وصفقوا له!.
ثم؛ ليُسْكِن قليلاً من ثورة الحق التي يدوّي هديرها القوي في أعماقه!!
على أن في كلام "الجويني" حقائق جديرة بالتأمل والاعتبار:أولاها: أن خير طريقة هي طريقة السلف، لا طريقة الخلف، فالسلف هم صفوة هذه الأمة، فهم أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم بإحسان.
والثانية: وجوب الكف عن التأويل ـ أي الكف عن صرف الألفاظ عن ظواهرها.
الأخيرة: وجوب الاتباع، والكف عن الابتداع، وبهذه الحقائق التي ناصر الجويني فيها دعوة الحق، استحق أن يدعو المسلمون له بالرحمة والمغفرة، ولاسيما من أجل هذه النصيحة التي قال فيها: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به (24) ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/450)
فعلى الأشاعرة المعاصرين واجب كبير، هو أن يكفوا عن العمل ببدعة الضلالة: بدعة الكلام، كما قال إمامهم الكبير، وأن يدرسوا ما دان به سلف هذه الأمة دراسة واعية مستبصرة؛ ـ وهو دين الحق الجلي من الكتاب والسنة ـ؛ ليحققوا بهذه الدراسة، وبالإيمان عن بينة ما دعاهم إليهم إمامهم الكبير الجويني، وهو: وجوب الاتباع، وترك الابتداع.
رأي الغزالي
وأبو حامد الغزالي أشعري كبير، وله صفة أخرى ألصق به من أشعريته هي: أنه صوفي كبير!! ولكننا هنا سنأخذ عن "أشعريته" التي تعلمها على يد أستاذه "الجويني". أما صوفيته الإشراقية، فسنترك لغيرنا الحكم عليها في ترجمته.
يقول في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": " اعلم أن الحق الصريح الذي لا مِراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ـ أعني الصحابة والتابعين" (25)، ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسليم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" وإليك موجزاً عن هذه الأصول التي ذكرها الغزالي.
الأصل الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد، بالإضافة إلى حسن المعاد.
الأصل الثاني: أنه بلغ كل ما أوحي إليه من صلاح العباد في معادهم ومعاشهم، ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله، وأحراهم بالوقوف على كنهه، وإدراك أسراره هم أصحاب الرسول الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولازموا الرسول آناء الليل والنهار، مسخّرين أنفسهم لفهم معاني كلام الوحي، وتلقيه بالقبول للعمل به أولاً، ولنقله إلى الذين بعدهم ثانياً. وللتقرب إلى الله بسماعه وفهمه وحفظه ونشره. ثم يقول: "ليت شعري أيُتَّهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخفائه (26) ـ يعني الوحي ـ وكتمانه عنهم؟ حاشا منصب النبوة عن ذلك. أو يُتهم أولئك الأبرار في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو يُتهمون في إخفائه وإسراره بعد الفهم، أو يُتهمون في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بفهمه وتكليفه، فهذه أمور لا يتسع لتقديرها عقل عاقل".
الأصل الرابع: إن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين؛ لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
وبعد هذه الأصول المحكمة المسلّمة فعلاً عند كل مسلم يُصدر الغزالي هذا الحكم الصادق الحق الخاص بالسلف: "نعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه (27) ". ولا ريب في أن كل أصل من هذه الأصول التي أجاد الغزالي في بسطها وعرضها توجب على كل مسلم أن يتبع، لا أن يبتدع. فعلى أشاعرة العصر الحديث، أو على الخلفيين واجب كبير أذكرهم به مرة أخرى، هو: أن يدرسوا مذهب السلف الذي أكد الغزالي أنه وحده هو الصواب والحق والهدى، وأن ما سواه خطأ وباطل وضلالة، دون أن يعتمدوا على الغزالي، فإنه بعد هذا التمجيد للسلف قد نسب إليهم آراء باطلة يبرأ منها صفوة السلف، فأثبت أنه لا يفقه دين السلف!.
وفي كتابه " فصل التفرقة بين الكفر والزندقة" يعرّف البدعة بأنها عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السلف، ثم يتبع هذا بالحديث عن مقامين، فيقول: " يتضح لك أن ها هنا مقامين. أحدهما: مقام عوام الخلق، والحق فيه الاتباع والكف عن تغيير الظواهر رأساً، والحذر عن إبداع التصريح بتأويل لم تصرح به الصحابة، وحَسْمِ باب السؤال رأساً، والزجر عن الخوض في الكلام والبحث، واتباع ما تشابه من الكتاب والسنة. كما روي عن مالك - رحمه الله- أنه سُئل عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة" ثم يتكلم عن المقام الثاني فيقول: "المقام الثاني بين النظار الذين اضطربت عقائدهم المأثورة المروية، فينبغي أن يكون بحثهم بقدر الضرورة، وتركهم الظاهر بضرورة البرهان القاطع (28) ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/451)
المقام الأول!! يصفه الغزالي بأنه مقام الاتباع، والكف عن الابتداع، وأصحاب هذه المقام يؤمنون بآيات الصفات والأسماء وأحاديثها من غير تغيير للظواهر أو نزوع إلى التأويل، كما قال مالك في الاستواء!! وكل مسلم يعرف أن هذا المقام هو مقام سلف هذه الأمة وأخيارها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما يعترف الغزالي ضمناً وصراحة. ولكن الغزالي ينعته صراحة أيضاً بأنه مقام العوام!! أما المقام الآخر، فهو مقام النظار أو المتكلمين أو الخلف، وهؤلاء يحرم عليهم ترك الظاهر من غير ضرورة مستمدة من البرهان القاطع؛ لأن ترك الظاهر بغير برهان قاطع كفر كما يقول الغزالي نفسه في نفس الكتاب. ولكن الغزالي يصف هذا المقام بأنه مقام النظار الذين اضطربت عقائدهم!!.
وأعتقد أن كل مسلم يحب أن يوجه إلى الغزالي هذا السؤال: إذا كان البررة الأخيار من سلف هذه الأمة هم العوام في الفكر والعقيدة والدين. فمن ـ يا تُرى ـ هم خواصها وأبرارها، وأرباب الفكر الثاقب والبصيرة المشرقة، والدين القويم؟ لقد ذكر في "إلجام العوام" أنهم السلف. أما هنا فلا يذكر لنا في مقابل هؤلاء "العوام" سوى: "النظار الذين اضطربت عقائدهم" أفهؤلاء هم الخواص أصحاب الفكر العبقري والدين الخالص السوِيّ؟! لقد ضل الغزالي بأتباعه في تيه سحيق عميق!! فهم إن دانوا بما دان به خيار هذه الأمة، سماهم عواماً، وإن دانوا بما دان به علماء الكلام، أو الخلف سمّاهم نظاراً قد اضطربت عقائدهم!!.
والمسلم الحق ـ ولا شك ـ يحب أن يكون من أولئك الذين أطلق عليهم الغزالي أنهم عوام.
وحسبنا من الغزالي اعترافه بأن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كفوا عن التأويل، وأنهم آمنوا بصفاته وأسمائه كما وردت. وأن عقيدة السلف هي الحق والمنجاة، وأن التأويل هلكة ومَهْوَاة. اسمعوا إليه يقول في كتابه " قانون التأويل" عن التأويل في أصول العقيدة: " من أين يتجاسر عن الحكم بالظن، وأكثر ما قيل في التأويلات ظنون وتخمينات؟! ولست أرى أن أحكم بالتخمين. وهذا أصوب وأسلم من كل عاقل، وأقرب إلى الأمن يوم القيامة؛ إذ لا يبعد أن يُسْأل يوم القيامة، ويطالب، ويقال: لم حكمت علينا بالظن؟ ولا يقال له: لِمَ لمْ تستنبط مُرادنا الخفي الغامض (29) ". وتدبر ما ذكره دون أن يتعرض له بإبطال، وهو أن "إثبات الفوْق لله تعالى مشهور عند السلف ولم يذكر أحد منهم أن خالق العالم ليس متصلاً بالعالم، ولا منفصلاً، ولا داخلاً، ولا خارجاً، وأن الجهات الست خالية منه، وأن نسبة جهة فوق إليه كنسبة جهة تحت، فهذا قول بدع (30) " تُرى هل يقتنع أشاعرة العصر، وهم أحلاس هذه البدعة الملعونة التي ذكرها الغزالي؟.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 07:19 م]ـ
يتبع ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 07:20 م]ـ
عقيدة الرازي
والفخر الرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، ومن غلاة المؤولة المسرفين في الطعن على السلف، ومن المؤلفين في كل فن حتى في السحر والتنجيم (31).
غير أنه ما لبث أن ارتاب في كل ما كتب ـ كما يقول شيخ الأزهر السابق، الشيخ مصطفى عبدالرازق:
" وقلَّت ثقته في العقل الإنساني، وأدرك عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإحاطة بالوجود في ذاته. وكانت تنتابه في بعض مجالس وعظه نوبات فيصرخ مستغيثاً!! وعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال، فاستغاث: " يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقي"! كما يذكر الشيخ أيضاً ما نقله ابن الصلاح عن الرازي، وهو قوله: " ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى (32) ".
ومن وَهَج الحسرة البالغة على ما ضيّع من عُمُرٍ في الجدلِ عن الضلالة، ومن دموع الندامة التي كانت تؤُجُّ في أعماقه، ومن أغوار فاجعته النفسية راح يندب نفسه بهذه الأبيات:
نِهايةُ إقدامِ العُقولِ عِقالُ
وأكثرُ سَعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحْشةٍ من جسومنا
وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا (33)
إنها عاصفة الشك تجتاح نفسه، وتدمر ثقته في كل ما ألفه وكتب، وقرأ من قبل، وإنها صرخة الندم على ما ضيع!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/452)
"وأكثر سعي العالمين ضلال!! " إنه سعي "الخَلَفِيّة"، وسَعي ماضيه الذي تروعه أشباحه، ونفجعه منه ذكريات الإسراف في الجور على قيم الحق ومقدساته، وفي اتهام أولياء الحق المثبتين للصفات بأنهم يهود هذه الأمة!! كما كان ينعتهم من قبل.
"جمعنا فيه قيل وقالوا"!! هذا هو كل ما حصله من معرفة!! إنها أقوال تافهة لا تهدي، ولا تنزع بفكر إلى الاهتداء، وغثاء عفن من الخرافات، وإنها لترجمان صادق عن قيمة كل ما ألف من كتب، وعن قيمة معارف أولئك الذين يَعدُون على الحق، ويوغلون في العدوان عليه!!.
فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا على تقديسهم وولائهم لكتب ألفها الرازي في ضلالته، ثم عاد ـ والندم يستحوذ على مشاعره، والتوبة تأخذ بناصيته ـ فوصفها بأنها تافهة وباطل!! لقد برئ منها الرازي، وندم أشد الندم على تأليفه لها، وقد عبر عن هذا الندم في أبياته تلك، وبما سجله في كتابه " أقسام اللذات" (34).
براءته من الخلفية: يقول في كتابه (أقسام اللذات) " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيه: (والله الغني وأنتم الفقراء) وقوله: (ليس كمثله شيئ)،و (قل هو الله أحد)، وأقرأ: (الرحمن على العرش استوى)، (يخافون ربهم من فوقهم)، (إليه يصعد الكلم الطيب)، (قل كلٌ من عند الله) ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وصية الرازي في مرض موته: أملى الرازي في مرض موته على تلميذه "إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني" وصية طيبة، قال عنها " ابن خلكان": "ورأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة (35) "، ومما جاء في هذه الوصية قوله: " ولقد اعتبرتُ الطرق الكلامية، ومناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم"، وقد استفتحها بقوله: "اعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً، لا أقف على كمية، ولا كيفية سواء كان حقاً، أو باطلاً، أو غثاً أو سميناً (36) ".
اعتراف صادق ريّان الإخلاص في ندامته بأن المناهج الكلامية، أو طريقة الخلف لا تهتدي، ولا تهدي إلى يقين، وإنما تورث الشك والقلق والحيرة العاصفة.
وفي وصيته الحزينة صورة موجعة من مأساته الدامية، وإنك لتكاد تلمح دموع التوبة، وهي تنساب من عينيه الذاويتين، وتحس شواظ الحسرة المشبوبة في أعماقه!!.
كما يتبين لك في جلاء: رجوعه عن "خلفيته" الجامحة إلى عقيدة السلف، ويبدو لك إيمانه القوي بالاستواء والفوقية. وإني أخص هاتين بالذكر؛ لأن الرازي ـ رحمه الله ـ كان لا يكفر بشيء قبل توبته كما يكفر بالاستواء والفوقية! ولكن تداركته رحمة من الله، فشرح للحق صدره، فتاب ومضى في شيخوخته الواهنة المكدودة المتعبة يبتهل إلى الله بالتوبة، ويلعن كل ما كتب من قبل!!.
ثم يُعلن عقيدته في وصيته، ولكنك تحس بالخوف القوي الذي يملك على الرجل أنفاسه، وقلمه، وفكره وهو يقول: " كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عن الشركاء في القِدَم والأزليّة والتدبير الفعالية، فذاك هو الذي أقول به، وألقى الله تعالى به، وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، فكل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة المتّفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو".
ثم يقول، ودموعه تحمل أشجان قلبه وأفلاذه مُسْترحماً الرحمن الرحيم: "لتكن رحمتك مع قصدي، لا مع حاصلي، فذاك جهد المُقِلّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة، فأغثني، وارحمني، واستر زَلَّتي، وامحُ حَوْبتي، يا من لا يزيد ملكة عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين".
ثم يقول ما يجب أن يقول الخلف بعد توبتهم: " وأقول: ديني متابعة سيد المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما".
أين الصِّيالُ في سَوْرتِه، وأين الجدال المحموم في رعونته؟ وأين الرازي الخلفي الذي جعل كتاب الله وراءه ظهريا؟ لا ترى إلا قلباً يذوب في توبته، ولوعة تنَفِّس عن غليلها، واستسلاماً مقروناً بالخوف والخشية المهيمنة على نفس ذليلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/453)
فهل يتدبر الخلفيون الذين يتخذون الرازي رباً من دون الله فيحلون بهواه، ويحرمون بهواه، ويسدون أسماعهم وقلوبهم عن القرآن لهواه؟؟! فهم رازيُّون أكثر من الرازي الأسطورة. وهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصرين على الإيمان بقدسية الرازي، ووجوب الاقتداء به في أصل الدين، وهو الذي وقف على شفا القبر يلعن ذلك الماضي الرهيب المعلون الذي استعلن فيه بعدوانه على الحق؟ أيهما أجدر بالاقتداء ـ إن كان يجوز الاقتداء بغير الرسول – صلى الله عليه وسلم- ـ آلرازي ـ وهو نهب الحيرة والضلالة في شبابه المعربد ـ أم الرازي الشيخ الذي شفته التوبة من ضلالته؟ إنه لعجيب أن يحطم صاحب الصنم صنمه، ويعلن في صراحة أنه كان صنماً حقيراً، ومع هذا يأبى الخلفيون إلا أن يعتقدوا فيه أنه ليس صنماً، وإنما هو إله كبير!!.
عجيب أن يَعْتَدَّ الخلفيون الزاعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة بكتب الرازي التي برئ هو منها، وجدَّ في لعنها، وسجد بين يدي الله في ذلة يضرع إليه ألا يحاسبه على ما بث فيها من زيغ وضلال!! عجيب أن يجعلوا هذه اللعنة عقبة كأداء تحول بينهم، وبين القرآن؟.
كلمة أخيرة مع الأشعرية
من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.
حتى الغزالي!! فإن ابن عساكر يقول عنه: " وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم (37) ".
ولهذا؛ أسأل الزاعمين أنهم على دين الخلف: أين هو دين الخلف، وهؤلاء الذين تعدونهم أئمة الخلف، قد لعنوا هذا الدين الخَلَفِيَّ، وبرئوا إلى الله منه، ودعوا جميعاً إلى الإيمان بما آمن به سلف هذه الأمة، وكما آمنوا؟ وإني لأستطيع أن أجيب بالحق البين: ليس للخلفية من معنى، ولا سلطان تعتد به بعد هذا إلا ذكريات تعسة!! فقد شهد التاريخ أئمة هذه "الخلفية" وهم يهوون بمعاولهم عليها، ويأتون بنيانها الواهن من القواعد، ويُخَلِّفون أطلالها الثكلى تقص للتاريخ قصة أولئك الذين شيدوها، ثم حطموها، وتركوها أنقاضاً تثير العِبْرة والعَبْرة!! تركوها، ومالها من وجود إلا في متحف الآثار البالية!! ثم أقول للخلفيين أيضاً: إنه لا "الإرشاد " ولا " المواقف "، ولا " العقائد العضدية "، ولا "المقاصد "، ولا "العقائد النسفية"، ولا كل الشروح الطوال لها، ولا الحواشي المسرفات في اللغو والهذر، ولا كل كتب الرازي التي ألفها قبل توبته. لا كتاب من هذه الكتب يمثل حقيقة ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري، ثم هو بالأحرى لا يهدي إلى يقين، ولا يمثل صورة من صور اليقين!! أروني الذين هُدوا إلى الإسلام على يد هؤلاء؟ ". انتهى كلام الشيخ الوكيل -رحمه الله -، (ص 47 - 98).
تنبيه: كلامه عن محققَي التمهيد للباقلاني، سبق الحديث عنه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051
وهنا: رسالة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة - رحمه الله - عن الباقلاني وكتابه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18111
الهوامش
(1) ص 152 بيين كذب المفتري.
(2) ص448 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى.
(3) انظر صفحتي129، 131 من تبيين كذب المفتري.
(4) ص175 المصدر السابق.
(5) ذكر الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي في رسالة الذب عن الأشعري أنه شاهد نسخة من الإبانة بخطه مقروءة مصححة. ثم عرّض بأشعري ارتاب في نسبة الكتاب إلى أبي الحسن. فقال: " فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف من العلماء. أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه. واشتهاره قبل توبته بالاعتزال" ص10 رسالة " الكوثري وتعليقاته" مطبعة الإمام.
(6) ص 320 وما بعدها ج1 مقالات الإسلاميين طبع النهضة ويقول ابن تيمية عن كتابه هذا " إنه من أجمع الكتب، وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملاً غير مفصل" ص247 مجموعة تفسير ابن تيمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/454)
(7) البردان: اسم يطلق على قرية في بغداد، وعلى مواضع أخرى. ومدينة السلام: هي بغداد.
(8) حُلوان: تقال على عدة أماكن منها حلوان العراق، وكانت مدينة عامرة، وحلوان قوهستان بنيسابور، وحلوان مصر.
(9) ص119 وما بعدها اجتماع الجيوش الإسلامية، ص 452 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى، ص169 ج3 شذرات الذهب وانظر النسخة المصورة من التمهيد الموجودة في حوزة إدارة الثقافة بالجامعة العربية، وهي منقولة عن نسخة مكتبة مصطفى عاطف باستانبول رقم 2223 ويوجد هذا النص في أثناء وجه 137 من النسخة العاطفية.
(10) ص 262 من كتاب التمهيد.
(11) وجد في النسخة العاطفية لكتاب التمهيد، وذلك في أثناء وجه 136 منها.
(12) وجد في النسخة العاطفية في أثناء وجه 169.
(13) أشرت إلى هذا في كتابي "دعوة الحق" المطبوع سنة 1952 حينما عرضت رأي الباقلاني.
(14) يقول بعض المتكلمين، ومنهم الأشاعرة: إن الكائنات مؤلفة من أجزاء متماثلة في ذاتها، وكل جزء من هذه الأجزاء يسمى الجزء الذي لا يتجزأ، أو الجوهر الفرد، أو الذرة في الاصطلاح العلمي الحديث. وقد عرّف الكلاميون الجوهر الفرد بأنه ذو وضع لا يقبل القسمة أصلاً. لا قطعاً، ولا كسراً ولا وهماً، ولا فرضاً.
والإيمان عند الأشعرية يتوقف على الإيمان بمسألة الجوهر الفرد، فهو حجر الزاوية في مذهبهم، أو كما عبر كبير منهم، الأصل السادس من أصول الإسلام، أو القاعدة التي ينبني عليها كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد!! والخلق المستمر، هكذا يؤكد الأشاعرة أنه بدون دليل الجوهر الفرد، لا يمكن إثبات قدرة الله واختياره، ولا إثبات نبوة من النبوات، ولا القيامة التي أخبر الله عنها! أما الخلاء، فقد افترضوا وجوده، لكي يمكن تحرك هذه الجواهر الفردة، فتجتمع، أو تفترق. والأشاعرة لم يبتدعوا القول بالجوهر الفرد، وإنما قلدوا غيرهم وغلوا في التقليد، حتى أصبح الجوهر الفرد عندهم هو الدليل المعتمد وحده في التوحيد. إنهم استمدوه من المتكلمين قبلهم، وهؤلاء استمدوه من الفلسفة اليونانية القديمة التي كانت قبل سقراط، ولاسيما فلسفة "ديمقريطس"، فقد قسم هذا الفيلسوف الطبعي الوجود إلى عدد غير متناه من الوحدات المتجانسة غير المنقسمة، غير المحسوسة لتناهيها في الدقة، وحكم عليها بالوجود في خلاء غير متناه تتحرك فيه، فتتلافى، وتفترق، فيحدث الكون بتلاقيها، والفساد بافتراقها. وديمقريطس يحكم بقدم هذه الجواهر الفردة أو الذرات وببقائها الأبدي السرمدي، وبأن الحركة تعصف بها منذ القدم بذاتها، أي لا صلة لإله بحركتها!
وينتقل مذهب الفيلسوف، ويؤمن به الأشاعرة، فيصير ديمقريطس هو النبي المستتر لأشاعرة الجوهر الفرد، وتصير أسطورته الأصل الذي يتوقف عليه إيمانهم ونجاتهم هذا، وقد فجر العلم الذرة، وعصف بها، وفتتها. تُرى بماذا يثبت الأشاعرة اليوم وجود الصانع المختار، والنبوات، ومجيء اليوم الآخر؟.
(15) ص206 ط عبدالرحمن محمد.
(16) يقول الغزالي: " من أشد الناس غلواً وإسرافاً طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي حررناها، فهو كافر، فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده" ص97 الجواهر الغوالي مجموعة رسائل للغزالي.
(17) نبهنا مراراً على أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى، وإنما من أسمائه الأول والآخر.
(18) أي بإصبعها، وقد صرح في رواية أبي هريرة التي أخرجها أبو داود "فأشارت إلى السماء بأصبعها".
(19) انظر ص40 من كتاب الإرشاد، وقد روى محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر أبا المعالي، وهو يخطب على المنبر بقوله: " كان الله، ولا عرش"، ويؤكد نفي الاستواء، فقال له الهمداني: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش ـ يعني؛ لأن ذلك إنما جاء في السمع ـ: وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو، لا يلتفت يمنة، ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا"، فصرخ أبو المعالي - ووضع يده على رأسه -: "حيرني الهمداني"! ثم نزل من على المنبر. وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه القصة بقوله: " فهذا الشيخ الهمداني ـ تكلم بلسان جميع بني آدم، فأخبر أن العرش والعلم باستواء الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/455)
إنما أخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب والسنة، بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غير تعيين عرش، ولا استواء، فإن هذا أمر فطري ضروري نجده في قلوبنا نحن، وجميع من يدعو الله تعالى، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ " ص 52 نقض المنطق.
(20) الفحوي = معنى الكلام ولحنه. وتعبير أبي المعالي يخالف الحقيقة، فالذي امتنع على أهل الحق: هو إدراك الكيفية لا المعنى.
(21) أي امتنع إجراؤها على حسب ما يفهم الناس منها بالنسبة إلى الخلق.
(22) انظر ص23 وما بعدها العقيدة النظامية ط سنة 1948 بمطبقة الأنوار بالقاهرة، وهي قسم من كتاب كبير ألفه الجويني في العقيدة والأركان المبني عليها الإسلام. وقد عمد تلميذه "أبوبكر بن العربي" إلى فصل قسم العقيدة من هذا الكتاب. وتسميته: "العقيدة النظامية".
(23) أطلق عليه " ربيعة الرأي" وقد قال عنه مالك: "ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة" توفي سنة 136هـ.
(24) ص61 نقض المنطق.
(25) ص 5 إلجام العوام ط منير.
(26) الصوفية التي آمن بها الغزالي، ونصرها تؤكد ذلك، فتزعم أنه كتم الحقيقة، وأظهر الشريعة! وأنه اختص بالحقيقة قوماً دون قوم من أصحابه!! وانظر النصوص الدالة على هذا في كتابَي " مصرع التصوف " و " هذه هي الصوفية".
(27) ص 33 وما بعدها إلجام العوام.
(28) ص 88 الجواهر الغوالي رسالة " فيصل التفرقة" ط أولى سنة 1353هـ.
(29) ص 12 قانون التأويل.
(30) ص88 رسالة فيصل التفرقة، داخل مجموعة الجواهر الغوالي.
(31) ألف فيه كتاب "السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم". وقد ألفه كما يقول ابن تيمية في السحر وعبادة الكواكب والأوثان، مع أنه كثيراً ما يحرم ذلك، وقد نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: " يُعلمون الناس السحر" نصوصاً كثيرة، منها: زعمه: أن الساحر قد يقلب الإنسان حماراً، والحمار إنساناً، وأن تحصيل العلم بالسحر واجب، وأن السحر ثمانية أنواع، منه سحر الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة، وقد ذكر فيه طريقهم في مخاطبة كل كوكب من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه، وما يلبسونه، وما يتمسكون به، كما ذكر أن من أنواع السحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم الجن، وذكر أنه يمكن الاتصال بها بالرقى والدخن أو بالعزائم وعمل التسخير. ثم يقول ابن كثير: "ويقال إنه تاب منه، وقيل بل صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد"، وقال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال": " وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم" سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله"، كما ذكر ابن خلكان أسماء كتب الرازي التي ألفها، ثم قال: " وفي الطلسمات السر المكتوم أو المكنون".
وله كتاب في تفسير حديث المعراج يقول عنه ابن تيمية ما يأتي: "احتذى فيه حذو ابن سينا. فإنه روى الحديث بسياق طويل وأسماء عجيبة وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين. وإنما وضعه بعض السوّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة. ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين. وجعل معراج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترقيه بفكره إلى الأفلاك! وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب، فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس والأنهار الأربعة هي العناصر، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق"!! ص53 نقض المنطق.
(32) ص20 من مقال صدّر به الشيخ كتاب: "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي.
(33) انظر ترجمة الرازي في وفيَات الأعيان لابن خلكان، وتذكرنا هذه الأبيات بقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل: لقد طفت في تلك المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم * فلم أر إلا واضعاً كف حائر * على ذقَن أو قارعاً سن نادم، وقد قدم بهما لكتابه "نهاية الإقدام" كما ذكر ابن خلكان في ترجمته.
(34) سماه الشيخ مصطفى عبدالرازق أقسام الذات، ولعله خطأ مطبعي، فالكتاب يتحدث عن أقسام اللذات الإنسانية.
(35) ذكرها في ترجمة الرازي.
(36) 23، 24 مقدمة الشيخ مصطفى عبدالرازق لكتاب الرازي.
(37) ص 296 تبيين كذب المفتري.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[16 - 02 - 09, 10:11 م]ـ
رحم الله الشيخ عبد الرحمن الوكيل و بارك الله فيك
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:31 م]ـ
رحم الله الشيخ عبد الرحمن الوكيل
وبارك الله فيك شيخنا سليمان الخراشي
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 03:27 م]ـ
رحم الله الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمة واسعة
وجزى الله خيرا الشيخ سليمان الخراشي على هذا النقل الجميل
ويا ليت لو ينزل الموضوع على ملف (وورد) بحواشيه كي تتم الفائدة(53/456)
أين مكان الحوض ووقته؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 02 - 09, 08:36 م]ـ
أريد الجواب على هذا السؤال عن مكان الحوض ووقته بارك الله فيكم مع ذكر اقوال العلماء.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[16 - 02 - 09, 04:52 م]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:02 م]ـ
هل من أحد يجمع لي أقوال العلماء في الحوض هل هو قبل الميزان، وأيهما اقدم الحوض أم الصراط؟ وبارك الله فيكم.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:22 ص]ـ
هل من أحد يجمع لي أقوال العلماء في الحوض هل هو قبل الميزان، وأيهما اقدم الحوض أم الصراط؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله وبعد ..
قال شارح الطحاوية:
قال القرطبي في التذكرة:
واختلف في الميزان والحوض: أيهما يكون قبل الآخر؟
فقيل الميزان قبل, وقيل: الحوض.
قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل.
قال القرطبي: والمعنى يقتضيه, فإن الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم, فيُقدم قبل الميزان والصراط.
قال ابن تيمية في الواسطية:
فمن مرّ على الصراط, دخل الجنة, فإذا عبروا عليه, وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار, فيقتص بعضهم لبعض, فإذا هُذّبوا ونُقّوا, أُذن لهم في دخول الجنة.
والله أعلم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:51 ص]ـ
جزيت خيرا ولكن أريد أكثر أقوال للعلماء
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 07:07 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 11:38 ص]ـ
أريد المراجع التي تحدثت عن الحوض بالتفصيل
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[19 - 02 - 09, 01:25 م]ـ
راجع لوامع الأنوار البهية 2/ 195
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 02:26 م]ـ
أريد المزيد خاصة مسألتي الحوض قبل أم الميزان
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[22 - 02 - 09, 09:07 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 02 - 09, 10:18 ص]ـ
عندي مبحثين أحدهما:- مكان الحوض
والآخر هل الحوض قبل الميزان فأريد التفريق بينهما بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 02 - 09, 07:11 ص]ـ
للرفع
ـ[عيسى العتيبي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 01:39 م]ـ
المباحث المختصرة في حوض النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه ما أردت
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=3830
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 02 - 09, 05:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ضياء الدين المصرى]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 02 - 09, 08:02 ص]ـ
عندي مبحثين أحدهما:- مكان الحوض
والآخر هل الحوض قبل الميزان فأريد التفريق بينهما بارك الله فيكم
التفريق يا إخوة بارك الله فيكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[04 - 03 - 09, 09:17 ص]ـ
هل الحوض قبل الميزان أود منكم التفصيل في المسألة
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[06 - 03 - 09, 04:01 م]ـ
ألا هل من رد؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 03 - 09, 09:43 م]ـ
ما الراجح بارك الله فيكم في مسألة الحوض قبل الميزان أم العكس
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[10 - 03 - 09, 12:04 ص]ـ
الراجح عند مَن؟
قد ذكر الإخوان هنا شيئا من كلام العلماء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165105)
راجع كتاب التذكرة للقرطبي.
فإن كان عندك بحث في المسألة فأفد إخوانك.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[10 - 03 - 09, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:40 م]ـ
أخي
تجد كلام أهل العلم في كتب التفسير عند تفسير كلمة (موازين) وعند تفسير سورة الكوثر
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[15 - 03 - 09, 07:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:48 م]ـ
للرفع
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:06 م]ـ
قال العلامة أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله تعالى- في التذكرة: واختلف في الميزان والحوض: أيهما يكون قبل الآخر؟
فقيل: الميزان وقيل: الحوض.
قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل.
قال: القرطبي: والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم كما تقدم، فيقدم قبل الميزان والصراط قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب كشف علم الآخره: حكى بعض السلف من أهل التصنيف أن الحوض يورد بعد الصراط، وهو غلط من قائله قال القرطبي: هو كما قال، ثم قال القرطبي: ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض، بل في الأرض المبدلة، أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم، ولم يظلم على ظهرها أحد قط، تظهر لنزول الجبار جل جلاله، لفصل القضاء. انتهى، فقاتل الله المنكرين، لوجود الحوض، وأَخْلِقْ بهم أن يُحال بينهم وبين وروده يوم العطش الأكبر] إهـ.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:11 م]ـ
قال العلامة أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله تعالى- في التذكرة: واختلف في الميزان والحوض: أيهما يكون قبل الآخر؟
فقيل: الميزان وقيل: الحوض.
قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل.
قال: القرطبي: والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشاً من قبورهم كما تقدم، فيقدم قبل الميزان والصراط قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب كشف علم الآخره: حكى بعض السلف من أهل التصنيف أن الحوض يورد بعد الصراط، وهو غلط من قائله قال القرطبي: هو كما قال، ثم قال القرطبي: ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض، بل في الأرض المبدلة، أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم، ولم يظلم على ظهرها أحد قط، تظهر لنزول الجبار جل جلاله، لفصل القضاء. انتهى، فقاتل الله المنكرين، لوجود الحوض، وأَخْلِقْ بهم أن يُحال بينهم وبين وروده يوم العطش الأكبر] إهـ.
سبقك بهذا النقل أخونا عبد الرحمن السبيعي، فانظر المشاركة رقم 4.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/457)
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:34 م]ـ
وقال ابن تيمية - رحمه الله - في شرح كتاب الإعتقاد لإبن الفراء: الصواب أن الحوض قبل وهذا الحوض قبل الميزان أو بعد الميزان؟ قيل: إن الميزان قبل الحوض، وقيل إن الحوض قبل الميزان، والصواب أن الحوض قبل؛ لأنه لو كان بعد الميزان لكان من خفت موازينه لا يرد على الصراط، اللي خفت موازينه لا يرد على الحوض، يعلم أنه مطرود.
والحديث فيه: أنه يذاد قوم، لو كانت وزنت أعمالهم عرف نفسه، عرفوا أنفسهم أنهم لم يردوا على الحوض، فدل على أنهم إيش؟ يردون على الحوض ثم الميزان.
وأيضا أن المعنى يقتضيه، أن الناس يخرجون من قبورهم عِطَاشا، فناسب أن يردوا على الحوض أولا، ثم توزن أعمالهم، ثم يردون على الصراط، فيكون أولا البعث، ثم الوقوف للحساب، ثم تطاير الصحف، يأخذ الصحيفة بيمينه، ثم الحوض، ثم الميزان، ثم الصراط.
هذا هو الصواب، وهذا فيه خلاف بين العلماء، لكن هذا الراجح من الأقوال، البعث؛ بعث الناس وإرسالهم، ثم إذا بعثوا وقفوا للحساب، ثم أخذ الصحيفة بيمنه أو بشماله، ثم الورود على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم المرور على الصراط. نعم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 03 - 09, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأطعمك لحم طير وزوجك حور عين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 09, 10:46 ص]ـ
وقال ابن تيمية - رحمه الله - في شرح كتاب الإعتقاد لإبن الفراء: الصواب أن الحوض قبل وهذا الحوض قبل الميزان أو بعد الميزان؟ قيل: إن الميزان قبل الحوض، وقيل إن الحوض قبل الميزان، والصواب أن الحوض قبل؛ لأنه لو كان بعد الميزان لكان من خفت موازينه لا يرد على الصراط، اللي خفت موازينه لا يرد على الحوض، يعلم أنه مطرود.
والحديث فيه: أنه يذاد قوم، لو كانت وزنت أعمالهم عرف نفسه، عرفوا أنفسهم أنهم لم يردوا على الحوض، فدل على أنهم إيش؟ يردون على الحوض ثم الميزان.
وأيضا أن المعنى يقتضيه، أن الناس يخرجون من قبورهم عِطَاشا، فناسب أن يردوا على الحوض أولا، ثم توزن أعمالهم، ثم يردون على الصراط، فيكون أولا البعث، ثم الوقوف للحساب، ثم تطاير الصحف، يأخذ الصحيفة بيمينه، ثم الحوض، ثم الميزان، ثم الصراط.
هذا هو الصواب، وهذا فيه خلاف بين العلماء، لكن هذا الراجح من الأقوال، البعث؛ بعث الناس وإرسالهم، ثم إذا بعثوا وقفوا للحساب، ثم أخذ الصحيفة بيمنه أو بشماله، ثم الورود على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم المرور على الصراط. نعم.
أحسن الله إليكم
تنبيه:
الكلام للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي لا لابن تيمية
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=25&t=book90&pid=2&f=12eatqad-00023.htm
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[19 - 03 - 09, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:49 ص]ـ
أريد الأقوال من الكتب والمراجع
ـ[عبد الحق المغربي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 03:27 ص]ـ
وهناك فرق بين الحوض ونهر الكوثر فاما الحوض فمكانه العرصات بعد البعث وقيل ان لكل نبي حوض فهو قبل الميزان
اما نهر الكوثر فهو مما خص الله به نبينا عليه الصلاة والسلام وهو موجود في الجنان وقال بعض الائمة ان الحوض مصب نهر الكوثر
هذا ما اخبرني به الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله من مشايخنا باغادير واحال على معارج القبول
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 04 - 09, 10:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا(53/458)
فاعلن ومُفعلن (قراءة في عقلية المتطاولين على الدعوة السلفية)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 02 - 09, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فاعلٌ ومُفعَّلُن
منقول من موقع شبكة القلم ( http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.con&*******Id=625)
يُعرف فساد الرأي بالنظر في القول والقائل وسياق الحال الذي يعرض في الرأي. فإن كان القول قولاً فجاً لا يستند لدليلٍ صريح ولا يؤيده عقلٌ صحيحٌ فهو قولٌ فاسدٌ لا يراد به الإصلاح وإنما الفتنة بين الناس، وإن كان القائل ممن اشتهروا بحرب الدين والمتدينين فهذه أمارة من القائل على فساد رأيه بداية حتى يتبين لنا شيءٌ آخر، أو كان المتكلم يتكلم بقضايا مردودٍ عليها، ويدعو إلى تجربة فشلت عدة مرات أمام أعيننا .. يريد استيراد المستعمل المتهالك الذي فشل غيرُه في زرعه بيننا بالبيان والسنان، بل وفشل في بلده أيضاً .. إذا كان المتكلم يجتر كلاماً قد قيل مراراً على أولياء الأمر من العلماء والساسة .. كهنوت .. وسحر .. وانغلاق في المجتمع والعقول .. ولابد من الحرية .. وأن حياة السلف (السلفية) ثقافة فقط للأزمات، وأن الغرب لم يستفد منا غير الأرقام، فهذه أمارة على أن الرأي ليس للإصلاح. لأنه يتعاطى قضايا ردَّ عليها من قبل، ويجرب ما تم تجريبه عدّة مرات وفي كل مرة فشل.
وسياق الحال الذي يعرض فيه الرأي أوضح الشهود على فساد الرأي حالاً أو مآلاً، فحين تجد قناةً فضائية ناطقة بـ (العربية) تَْنصر الدولة اليهودية العبرية والأمريكية العلمانية، وتثور على الأقلية المستمسكة بدينها المطالبة بحقها التي يذبح أبناؤها ونسائها وشيوخها .. حين ترى مثل هذه المعوجَّةَ تتبنى رأياً فهو رأي فاسد، ولا تشك في هذا؛ وفساده قد يكون منه وقد لا يكون منه .. قد يكون صالحاً لَحِقَهُ الفساد بدخوله هذه المعوجة والتحدث منها، كما يقول أهل الأصول (حرام لغيره)، وهو قبل تبني هذه المعوجة له صالح يسُمع إليه ويؤخذ به أو يرد عليه.
وقد يردُّ على القول بالحجة (البيان)، وقد يرد عليه بالتأديب (العقوبة)، أو بالاثنين معاً العقوبة والبيان، وهذا على حسب حالِ المتكلمِ وكلامهِ (1).
ولا أفهم أبداً أن أفكاراً تولد على الخمسين أو تحت الخمسين أو فوق الخمسين بقليل، ما يحدث من تغيرات مفاجئة على بعض الفاعلين في الساحة الإسلامية حين يتجاوز الخمسين عاماً تكون في الغالب انطلاقة لحبيسٍ يئن بين الضلوع ولم تكن تراه العيون، أما الأفكار، وأما المفاهيم، وأما المصلحون فإنهم جادُّون من يوم ركوبهم على الصراط المستقيم، تنضج أفكارهم نعم، ويصوبون أخطائهم نعم، وينصحون من حولهم وينصحهم من حولهم نعم، أما أن ينقلبوا على ما عاشوا عليه حيناً من الدهر فلا .. ولا.
إن هؤلاء الذين يتغيرون فجأة .. لا يتغيرون فجأةً على الحقيقة، ولكن يظهر ما بداخلهم فجأة للبعيد عنهم فقط، أما القريب منهم فيعرف من حالهم ما يرشده لو كان يتدبر، كما قال الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) (2) فهو فيما يبدوا للناس.
لأقول:
أصحاب الخمسين والستين ليسوا مجددين ولا مصلحين، وإنما هم باحثون عن ذواتهم، تحرك ركب التاريخ من أمامهم ويريدون اللحاق به، أو مكبوتون واتتهم فرصة فانفلتوا.
وهم مخطئون فما عند الله خير وأبقى .. ما عندنا ينفد وما عند الله باق. {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل96 فمن وجد فسحة فليحمد الله، وليعلم أنه محاسب، ومن لم يجد فسحة فليصبر وليحتسب، فما هي إلا أيام ونكون بين يدي الله.
هذه النماذج لا تجهل وجاءت تتعلم، وإنما عندها ما تريد فرضه علينا .. سواء أكان الرأي أم شخصها، فلا يكون الجواب عليها تنظيراً فقط، وإنما تنظير وتصدي على أرض الواقع، بمواجهة مشاريعها إن ثمت مشاريع، أو غرس شجرٍ جديد على مقربة منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/459)
هذا الظلام الساقط علينا يذهب بمشعلٍ نضيئه.
هذا الظلام الساقط علينا له منطلقات وأهداف غير منطلقاتنا وأهدافنا. وإنه يكذب علينا، ويغرر بضعافنا.وإنه يخوض تجربةً خاضها كثيرون قبله ولم ينجحوا.
إنه ينادي بديمقراطية تعني الحكم بغير ما أنزل الله، وإن نموذجه الذي يدعو إليه شاخص أمام أعيوننا تشيع فيه الفاحشة، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار، والمال دولة بين الأغنياء، وبأيديهم يقتلون الأبرياء، فماذا جنينا من الديمقراطية وقد رحب بها السابقون؟ تحدثك العراق والأفغان والصومال وأبو غريب وجونتانامو.
فلنا أن نسأله وحقنا عليه أن يجيب: مثل من يريد منا أن نكون؟ إن كل الأمثلة شاخصة أمام أعيننا وكلها سيئة لا يرضى به مسلم، و والله ولا عاقل!!
وإنه لا يملك نموذجاً يقدمه لنا، فهو يعترف بأن كل الديمقراطية غير مرضية، ومع ذلك يدعوا إليها!! .. إنه عوج في التفكير.
وإنه يتكلم عن دنيا، (والله يريد الآخر). فنحن نعبد الله وندعو الناس لعبادة الله، نطلب بذلك رضوان الله. والدنيا لم تكن يوماً هدفاً بل وسيلة.
وإنه يكذب علينا ويقول بأن رؤوسَنا وولاة أمورنا كهان وسحرة. والكهانة تعني الانفراد بأمر الدين، وتعني أن مصدره الشياطين، وتسمع الكهانة فلا يأتي بخاطرك سوى الظلام والاستبداد والجهل والتخلف وتنقلك ظلال الكلمة إلى الجاهلية الوثنية.
وأين هذا منا؟
أرني عالماً لم يرد عليه؟!
أرني مُبرزاً في الناس لا يرد عليه؟
ألسنا من نردد وننفذ (كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم)؟
وشريعتنا ليست شريعة الكهان، وإنما تنزيل رب العالمين نزل بها الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين.
فأين الكهانة؟!
وإنه يدغدغ مشاعر الضعفاء، ويمنيهم بنور يبدد الظلام، وعلينا أن نتحدث للناس، نبين لهم أنها تجربة فاشلة، وأنها كاذبة خاطئة.
من الخطأ جداً أن نشخص هذه الحالة على أنها رأي جديد يتطلب الرد عليه برأي آخر، فهو كلام مكرور، وليس كل قول يتطلب الرد عليه بقول مماثل، ومن الخطأ تماماً أن يقتصر التشخيص على شخص المتكلم، بل عند التدقيق لا تكاد تنظر للمتكلم إلا أنه مستفعلن أو مُفعَّلُن من قبل الناطقين بـ (العربية).
ـ مِنْ قبلُ خرج الشاذون فكرياً ـ قاسم أمين وطه حسين وعلي عبد الرازق وأمثالهما ـ على الأمة المصرية المسلمة بآرائهم الغريبة البغيضة، ولفظتها الأمة كلها، حتى أنك تعد المؤيدين لهم عدَّا، وتَجَمَّعَ أهل العلم والخير للرد عليهم بأقلامهم وألسنتهم، ولم يفلح شيء من هذا. ذلك لخطأ في التشخيص يومها لم يفهم إلا متأخراً.!
ظن القوم أن المعركة داخلية وأن أفراد منا خرجوا علينا، ولذا توجهوا إليهم بأقلامهم وألسنتهم، ولم يكن الأمر كذلك، كانت المواجهة مع الآخر، وكان هؤلاء الشاذون فكرياً أداة بأيديهم يحاربوننا بهم، هم الذين صنعوهم .. أو اكتشفوهم .. وهم الذين فعَّلُوهم .. وهم الذين مكَّنوهم ثم رحلوا وتركوهم لنا بعد أن شبُّوا واشتدوا.
بان بالتجربة أن الآخر هو الفاعل، وأصحاب الشذوذ الفكري هم المفعلون.
بان من التجربة أن الرد العلمي وحده لا يكفي.ولا أقلل من أهميته وضرورة أسبقيته!!
بان بالتجربة أن الذي صدَّ المد العلماني في مصر هو سيد قطب ثم الدعوة السلفية القادمة من الجزيرة العربية. ونجحت الدعوة السلفية المنبثقة من مصر والقادمة من نجد في صد المد العلماني حين أقامت واقعاً يتحرك بين الناس، حين اتجهت إلى الناس تعلمهم وتربيهم على ما كان عليه سلفنا الصالح.
إن الرد الحقيقي على هؤلاء الشاذين فكرياً .. المفعَّلين .. وعلى من ورائهم (الفاعلين الحقيقيين) في حلقات التحفيظ، وفي الطاهرات الطيبات العفيفات اللاتي يربين أبنائهن على الفضيلة. وفي الوجوه البيضاء التي تدعو الناس بفعالها قبل أقوالها. وكشف عوارهم وسوء مقالهم جزء من الرد.
محمد جلال القصاص
ليلة السبت 14/ 2/2008
==================
(1) انظر تقديم الشيخ رفاعي سرور ـ حفظه الله ـ لكتاب الكذاب اللئيم زكريا بطرس.
(2) البخاري / 3885
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 09:27 ص]ـ
شكراً الأستاذ الجليل محمد جلال، حقيقة مقال جميل.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:00 م]ـ
الحمد لله
جزاكم الله خيراً
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[17 - 02 - 09, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ ونفع بك
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[18 - 02 - 09, 10:43 ص]ـ
وبارك فيكم ونفع بكم.
جزاكم الله خيرا(53/460)
استفسار عن السير للذهبي
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 01:02 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فإن كتاب السير للذهبي ليس مثلي من ينبه على فضله أو يلفت النظر اليه فهو قيم عظيم
رغم ما قيل او ما سيقال
اخوتي لفت نظري في بعض ثنايا الكتاب سرد الذهبي لبعض الأمور المخالفة للعقيدة
مثل الاستغاثة بالقبور او قل "باصحابها" وخذ مثال وانظر ترجمته للبخاري
فقد ذكر استغاثة بعض الديار وطلب الغيث عند قبره
شاهد قولي ان الذهبي رحمه الله لم يتعقب هذه القصة بكلام
سؤالي ايها الاخوة هل تعقب احد الذهبي في في بعض التراجم التي سكت عن الانكار عليها
او لا؟
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:42 م]ـ
سمعت الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى يتحدث عن صلب هذا الموضوع ذات مرة ولكن لا يحضرني بالضبط اسم الشريط والله المستعان. ولكن ظني أن ذلك في شريط عنوانه قريب من - المنهجية في قراءة كتب التاريخ- ولست متأكداً من ذلك. والله أعلم.
ـ[مصطفي حمدان]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:10 م]ـ
راجع شرح الموقظه للشيخ السعد (الشريط الاول)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:56 ص]ـ
صدقت أخي أبا عبد الله كثيرا ما يورد الذهبي في تراجم بعض الأئمة ما كان يقع عندهم من التبرك ولا يعقب عليه، وأظنّ أن موضوع الكتاب له دور في هذا إذْ المقصود به الترجمة للراوي واستقصاء أخباره لا نقد الراوي أو العَلَم، إلا إذا اشتهر ببدعة معينة كابن أبي دؤاد والجهم بن صفوان وواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد والمريسي مثلا مع أن مسألة التبرك كانوا يغضون الطرف نوعا ما عنها.
ولكن لاحظ أنك ذكرت الاستغاثة بالقبور أو بأصحابها، وهذا عين الشرك الأكبر ما كان للإمام الذهبي وهو أحد أئمة السنة أن يورد ذلك ساكتا عنه، أما مسألة طلب الغيث عند قبر البخاري أو غيره رحمهم الله، فهذا من قبيل التبرك الذي ذكرته لك آنفا وهو من باب البدع لا من باب الشرك مع أنه يخشى على من تلبّس به أن يكون ذريعة له للوقوع في الشرك، وبيان ذلك أنهم يطلبون الغيث من الله سبحانه ولكن يرجون بركة وقوفهم بقبر البخاري لعل ذلك يكون سببا في إجابة الدعاء، فهم يدعون الله لا البخاري، وحكاية الحال لا يعني إقرارَها مع ما ذكرته لك من تساهلهم في نقل هذا النوع من التبرك لبيان المنزلة التي كانت لصاحب الترجمة عند عموم الناس، وإذا رحت تتبع مثل هذا النوع من المخالفات أعياك طلبها لكثرتها في كتب التراجم و التواريخ، والله أعلم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:36 ص]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=50715
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=151399
وغيره ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:38 ص]ـ
سؤالي ايها الاخوة هل تعقب احد الذهبي في في بعض التراجم التي سكت عن الانكار عليها
او لا؟
قال الشيخ سلمان العلوان في إتحاف أهل الفضل والإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه وتعليقات السقاف: " ما ذكره السقاف محسنا له من أن إبراهيم الحربي قال: ((قبر معرف الترياق المجرب)): جوابه من وجهين:
الوجه الأول: المطالبة بتصحيح النقل عن الحربي، وكون الذهبي ذكر ذلك عته في ((السير)) ليس حجة، ما لم يذكر السند، فينظر فيه.
والذهبي عفا الله عنه عنده تساهل في نقل مثل هذه الحكاية وأشباهها دون تعقب لها، وقد قرأت كتابه ((السير))، فرأيت فيه أشياء يتعجب منها، كيف يذكرها ولا يتعقبها، مع أن بعضها مما يناقض ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، فكان الأولى بالذهبي رحمه الله ردها وإبطالها، أو عدم ذكرها؛ لأنها تخالف مذهب السلف، وهو واحد من علماء السلف الذين خدموا هذا الدين بالمصنفات الكثيرة.
وقد رأيت بالاستقراء أهل السير والتواريخ يتساهلون في النقل، والله المستعان.
الوجه الثاني: لو فرضنا صحة ما نقل عن الحربي؛ فالقاعدة الكلية المجمع عليها بين المسلمين: أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك؛ إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وقول الحربي خطأ؛ لمخالفته للكتاب والسنة وهدي الصحابة رضي الله عنهم.
والعجيب أن الذهبي في ((السير)) (9/ 343) قال معلقا على مقاله إبراهيم الحربي: ((يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء ... ))!!
وهذا عجيب من الذهبي؛ إذ مثل هذا وسيلة من وسائل البدع والشرك.
والعبادات أيضا مبناها على التوقيف لا على الرأي والاستحسان، و إلا؛ لقال من شاء ما شاء، وانفتحت أبواب المحدثات من كل جانب ".
ـ[ابن عمر الأزهرى]ــــــــ[18 - 04 - 09, 08:52 م]ـ
هناك شرح للموقظة للشيخ ابو اسحاق الحوينى
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 09:57 م]ـ
عافاكم الله حميعا(53/461)
من أول من قال بأل التعريف للكفر كفر أكبر
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[16 - 02 - 09, 03:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله أن تكونوا على أحسن حال إخواني في الله
سؤالي هو:
من أول من قال أن لفظ الكفر إن كان بأل التعريف يصرق للكفر الاكبر(53/462)
سيف العصري ونسبته التفويض للسلف
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:10 ص]ـ
سيف العصري أحد طلاب العلم باليمن ولكن للأسف وقع ضحية لصالح الأسمري وأصبح تابعا له في عقيدته على غير بصيرة
ألف كتابا أسماه>>>>>>القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام<<<<<<<<
وفي كتابه هذا ما يضحك الثكلى
والمشكلة الطامة تقديم القرضاوي الأشعري له؟
عموما سيف العصري ضيع نفسه بمتابعة الأسمري في ضلالاته
###
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:22 ص]ـ
اتمنى من المشرف عدم الحذف؟؟ لأني بارد عليهم ان شاء الله
وتقديمات لبعض من هم على مشربه
مقدمة المقدمة:
الحمد لله المتصف بصفات الكمال، المنزَّه عن صفات النقص والمِثال، لا تدركه الأوهام، ولا يصله الخيال، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الكبير المتعال، جلَّ عن الأشباه والأمثال، أوضح بأنبيائه سبل الهدى للأنام، وأنقذ بإرشادهم من عبادة الأوثان والأصنام، وأقام باجتهادهم أحكام ما شرعه من الملل والأديان، وأذهب بأنوارهم ما غمر الأمم من غياهب الظلم والعدوان، وقَفَّى على آثارهم بمن لا نُبُوَّةَ بعد نبوته، ولا حجة أقطع من حجته، الحليم وقد وصفوه بالمُحال، ونسبوا له الصاحبة والأولاد، والجوارح والأعضاء والانتقال، مسارعين في إحقاق باطلهم بكل دليل نسجوه من الوهم والخيال.
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، وأشهد أن محمداً سيد الموحِّدين، وإمام المنزهين لله رب العالمين، عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هيكل الكتاب:
الفصل الأول: حقيقة مذهب السلف وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف التفويض لغة
المبحث الثاني: تعريف التفويض اصطلاحا
المبحث الثالث: محل التفويض
الفصل الثاني: أدلة مذهب السلف وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: أدلة الكتاب.
المبحث الثاني: الدليل من السنة.
المبحث الثالث: دليل الإجماع.
الفصل الثالث: أقوال أهل العلم في تقرير مذهب السلف.
الفصل الرابع: المراد بالكيف.
الفصل الخامس: المراد بالتجسيم والتمثيل والتشبيه، الذي أطلق الأئمة تكفير قائله ومعتقده.
الفصل السادس: رد شبهات قيلت عن مذهب السلف.
الشبهة الأولى: أن التفويض تعطيل لصفات الله.
الشبهة الثانية: كيف نتعبد بفهم ما لم نعلم معناه.
الشبهة الثالثة: أن في نسبة التفويض إلى السلف تجهيل لهم.
الشبهة الرابعة: لو كان مراد الله بنصوص الصفات غير ظواهرها، لكان في التعبير بتلك الظواهر تلبيسا على العباد.
الفصل السابع: سبب تأويل الخلف.
مقتطفات من تقاريظ العلماء:
كتب شيخنا العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله مقدمة طويلة ختمها بقوله:
(أنا لا أريد أن أتحدَّث عن مضمون كتاب ابننا (سيف) فالكتاب يتحدَّث عن نفسه، ويقدِّم أفكاره ومعانيه إلى قرَّائه عن بصيرة، وها هو (سيف) يسرد لنا قائمة طويلة من علماء الأمة الذين شهدوا شهادة بيِّنة لا لبس فيها ولا تردُّد: أن السلف - على اختلاف وجهاتهم ومذاهبهم وتخصُّصاتهم، من متكلِّمين وأصوليين ومفسِّرين ومحدِّثين وفقهاء ومتصوِّفين - كلُّهم قالوا بالتفويض. وقد نقل (سيف) كلامهم حرفيًّا، لا اختصارا، ولا نقلا بالمعنى.
ومن العجيب أن نجده ينقل القول بالتفويض حتى ممَّن عُرفوا بالغلو في الإثبات، مثل عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ)، فقد نقل عنه قوله: (وأما دعواك أنهم - أي أهل الحديث - يقولون جارحة مركَّبة فهذا كفر لا يقوله أحد من المصلِّين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه وأثبته له الرسول، وهذا الذي تُكَرِّره مرَّة بعد مرَّة: جارحة وعضو وما أشبهه، حشو وخرافة وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين).
ويقول: (وأما قولك: إن الله غير مَحْوي ولا ملازق ولا ممازج، فهو كما ادعيتَ).
ويقول: (وما رأينا أحدا يصفه بالأجزاء والأعضاء جلَّ عن هذا الوصف وتعالى).
وهو لم يكتفِ بذلك، بل ناقش القضية مناقشة علمية شرعية منطقية، وردَّ على الشبهات والتساؤلات التي أُثيرت أو تثار في تلك الحالة. وأشهد أن الشاب كان متين المنطق، قويَّ الحجَّة، واضح المحجَّة، يقف على أرض صُلبة، حين يناقش الأقوال، ويقيم الأدلَّة، ويردُّ على المعارضين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/463)
أعتقد أن ابننا الباحث الشاب، قد قدَّم للعلم والدين خدمة، ينبغي أن تقدَّر وتُشكر، سواء وافقناه عليها أم خالفناه فيها. آملا أن يتقبَّلها العلماء المعارضون لها بصدر رحب، ولا يضنُّوا عليها بالنقد البناء، لا بالسبِّ والهجاء. فبالنقد الحرِّ المنصف تتجلَّى الحقيقة لعشَّاقها، كما يظهر عوار الباطل وإن لبس لبوس الحقِّ أحيانا.
اللهم أرنا الحقَّ حقًّا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا، ووفِّقنا لاجتنابه، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
الفقير إليه تعالى يوسف القرضاوي)))
تقريظ شيخنا العلامة وهبي سليمان غاوجي الألباني: (قطوف من رياض القول التمام)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، دعا الناس إلى الله تعالى، وتركهم في دينهم على بينة ونور.
1 - في هذه القرون التي يحارب فيها الإسلام بكل سلاح، ويشهر في مقابل الإيمان بالله تعالى سلاح عبادة الشيطان والهوى، في هذه الأيام اشرأب فيها الكفر حتى طغى وتجاوز كل حدّ، يخرج على الناس بعض الجهلة بترديد أقوال في صفات الله تعالى، ردها السلف الصالح، ورفضها كبار العلماء، ولقد أكرم الله تعالى الشيخ سيف بن علي العصري فكتب (386) صفحة تحت عنوان "القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام"، وقد حشر لبحث (403) مصدرا، نقل فيه أقوال الأعلام في هذا الباب، فجزاه الله خيراً.
ذكر: أن صفات الله تعالى على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ما هو كمال محض، وهي الصفات التي ما هياتها وحقائقها لا تستلزم الحدوث ولا الجسمية، كمعاني الوجود والعلم والسمع والبصر ونحوها، فهي ثابتة لله تعالى على ما يليق به ... الخ.
القسم الثاني: ما هو من الصفات نقص محض، فهذا يؤول قطعاً ولا يفوض، كالنسيان في قوله تعالى: [الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51}
القسم الثالث: ما يوهم بمعناه الظاهر الحقيقي النقص، لأنه بمعناه الظاهر الحقيقي دال على صفات الأجسام، وله في لغة العرب معاني أخرى لائقة بالله تعالى، لا تختص بالبشر ولا بالمخلوقات، فليست تدل على أجزاء ولا أعضاء ولا أركان ولا انفعالات لجسم ما، بل على أفعال تليق أغلبها بالله تعالى، مثال ذلك اليد، فإن لها معاني كثيرة، الحقيقي منها الجارحة، فهذا المعنى ينفى قطعاً باتفاق السلف والخلف ... الخ
فالسلف يفوضون علم المراد من نصوص الصفات إلى الله، وهذا القسم هو الذي يفوض، ولقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض فزعم أن التفويض هو اعتقاد أن نصوص الصفات لا معنى لها، وهذا التصور فاسدٌ قطعاً، أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]، هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
وقال الترمذي تحت باب (باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار) تعقيبا على حديث " فتقول هل من مزيد حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها ": والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوْا هذه الأشياء، وقالوا: تروى هذه الأحاديث ويؤمن بها ولا يقال: كيف؟ وهذا الذي اختاره أهل الحديث، أن يرووا هذه الأشياء كما جاءت، ويؤمن بها ولا تُفسر ولا تُتوهم ولا يُقال: كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. اهـ
وقال الذهبي: والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير. اهـ سير أعلام النبلاء (8/ 105).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/464)
وقال الشافعي رحمه الله تعالى: عندما سئل عن الاستواء فقال آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك. اهـ
قال الإمام ابن قدامة: قال أبو بكر الخلال أخبرنا المروذي قال: سألت أبا عبد الله عن أخبار الصفات، فقال تُمرها كما جاءت. ... الخ، فهذا معنى التفويض عند السلف الصالح، فلنقف عنده.
وقد أشبع الأخ الفاضل القول في التفويض، فذكر مشكوراً أن التفويض هو إثبات ما ورد به الشرع، ثم رد معاني الصفات الموهمة للتشبيه إلى الله تعالى، وذكر أدلة السلف على التفويض، من كتاب الله تعالى، من مثل قوله سبحانه: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11}، وأطال النفس في هذا الموضوع.
وذكر أدلتهم من السنة، فأورد حديث عائشة رضي الله عنها: قالت تلا رسول الله صلى اله، عليه وسلم هذه الآية: [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] {آل عمران:7}، قالت: قال رسول الله صلى الهي عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم.
وذكر دليل الإجماع على التفويض، ونقل قول ابن قدامة الإجماع على التفويض ... (ونحن على طريقة سلفنا، وجادة أئمتنا، وسنة نبينا صلى الهض عليه وسلم، ما أحدثنا قولاً، ولا زدنا زيادةً، بل آمنا بما جاء، وأمررناه كما جاء، وقلنا بما قالوا، وسكتنا عما سكتوا عنه، وسلكنا حيث سلكوا، فلا وجه لنسبة الخلاف والبدعة إلينا).
2 - وقال الشيخ حفظه الله تعالى كلاما جميلاً حقاً، في معنى كلمة السلف [السلف الذين أعنيهم في بحثي هذا، هم الصدر الأول الصالح، أهل القرون الثلاثة المفضلة، والخلف هم الذين جاءوا من بعدهم وسلكوا على طريقتهم، وليس مرادنا بالسلف هم من وجدوا في الزمن الأول، فإنه قد وجد في الزمن الأول طوائف من الضلال من أمثال الخوارج والمرجئة والمجسمة والجهمية والمعطلة وغيرهم، فهؤلاء سلف سوء، لا كرامة لهم ولا اعتبار بهم]
3 - (المراد بالكيف). قال الشيخ الفاضل: إن من اعتمد على قول الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، ليحمل صفات الباري تعالى على مقتضى الحس والحقيقة اللغوية، إنه لا متمسك له فيها، بل هو أبعد الناس عنها، ثم أورد ما رواه الإمام البيهقي بسنده إلى يحيى بن يحيى، يقول: كنا عند مالك بن أنس، فجاء رجلٌ فقال يا أبا عبد الله: [الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى] {طه:5}، كيف استوى؟ فأطرق مالك رأسه ثم علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، فأمر به أن يخرج.
وقال: أما لفظة الاستواء معلوم والكيف مجهول، فلا تصح مسندة إلى إمام دار الهجرة.
ونقل كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى [فما للحس معه مجال، عَظَمَتُه عَظُمَتْ عَنْ نَيْلِ كَفِّ الخيال، كيف يقال له كيف، والكيف في حقه محال]
وذكر حفظه الله الكيفية في اللغة والاصطلاح في كلام جميل، ووجَّه سؤالاً وجيهاً لمن قال بالعلو الحسي لله والعياذ بالله، فقال: [فنقول: ما قولكم في عقيدة الحلول؟
فإن قالوا: ضلال وغي، قلنا:قد وافقتم أهل السنة، ولكن ينافي هذا المعتقد القول بالعلو الحسي.
فإن قالوا: وما وجه المنافاة؟
قلنا: جهة العلو التي تثبتون وجود الله فيها، إما أن تكون مخلوقا أو لا.
فإن قلتم: مخلوق، فقد قلتم بحلول الله في مخلوق وهذا كفر.
وإن قلتم: ليست مخلوقا لله، فقد كذَّبتم قوله تعالى: [اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ] {الرعد:16}، وهذا كفر.
وإن قلتم: نحن نقول هي جهة عدمية لا وجودية.
قلنا: هذا نفي لوجود الله، فكيف يصح عند العقلاء وجود موجود في معدوم غير موجود، هذا محال].
.....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/465)
6 - ذكر الكاتب حفظه الله كلاما جيداً في التأويل، وبيان معناه، وضوابط التأويل، ثم قال: من ذهب إلى التأويل في نصوص الصفات من السلف والخلف على قسمين:
القسم الأول: مسلك من قال: لا يصار إلى التأويل إلا عند الحاجة إلى دفع دعاوى المجسمة والمشبهة، وإلا فالأصل هو الإمساك عن التأويل، فإذا وجدوا من يقول بالتجسيم أو التكييف من المجسمة والمشبهة ولقوا من يصفه بصفات المحدثات من القائلين بالحد والجهة، فحينئذ يسلكون طريق التأويل، وهذا جيد فكأنه علاج يعالج به المريض، لينجو من الإلحاد والتجسيم والعياذ بالله.
القسم الثاني: وهم الذين ذهبوا إلى أن التأويل هو المسلك الأرجح، فقد أورد أدلة القائلين به نقلا عن بدر الدين بن جماعة.
7 - وأخيراً، أقول جزاك الله تعالى يا سيف بن علي وأعلا قدرك في الدنيا والآخرة، وجعلك سيفاً رفيقاً رحيماً على أولئك الذين ديدنهم الكلام والافتراء على أهل السنة باسم أهل السنة والأثر خاصة، وجعل كتابك هذا نوراً وضياءً يُقْتَبَسُ مِنْ مِشْكَاتِه في أقوالِ العلماءِ السادةِ الأخيارِ الطريقَ إلى الحق والعيش به، والدعوة إليه، على هدى وبصيرة، وجعلك على كل حال مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر، آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}
وكتبه: وهبي سليمان غاوجي الألباني
المدينة المنور 25/ من ذي الحجة/ 1426هـ
تقديم الشيخ العلامة الدكتور حسن الأهدل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت على ما حرره الأخ الشيخ العلامة سيف بن علي العصري في بحثه الموسوم (القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام) وقد وجدت البحث في بابه مفيدا محققا، وصل الباحث فيه بعد التحري ونقل النصوص من مراجعها إلى أن السلف رضي الله عنهم ليسوا من المعطلة لصفات الباري وإنما يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وليسوا مشبهة فإنهم ينزهون الله عن مشابهة الخلق عملا بقوله تعالى: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11} وتأدباً منهم حتى لا يخوضوا في صفات الباري، فأجروا هذه الصفات على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، من دون تعطيل ولا تشبيه، والباحث خلص بنظرته وتحقيقه أن هذا التفويض هو عينه مذهب السلف، وقد دلل على ذلك، ونصر ما وصل إليه بالنقول الموثقة من كتب الأئمة والسلف في باب الأسماء والصفات من كتب القوم ومن نصوصهم المروية عنهم، ورد الشبه الواردة، وأقوال المشبهة والمعطلة بالحجج الواضحة، ولا شك أن الباحث لديه ذوق وقدرة على نصرة ما ذهب إليه من خلال طرحه وأسلوبه، فقد وفق في ذلك، ومن خلال صنيعه في هذا البحث، أحسبه أنه يريد الحق وإظهاره وبيانه للناس، حيث وإن في هذا الموضوع زلت أقدام بين التشبيه والتعطيل، وأسلم للمرء أن يسير على مذهب السلف الصالح، في إجراء هذا الصفات على ما جاءت به من دون تعرض لمعانيها، ونسأل الله الهداية والصواب إلى الحق لنا وللكاتب ولكل المسلمين وما يسعنا في هذا الباب إلا أن نقول مثل ما قال سلفنا الصالح (الاستواء معلوم، والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة)، والله الموفق والهادي إلى الصواب.
كتبه أ. د حسن محمد مقبولي الأهدل
رئيس قسم أصول الفقه والحديث - جامعة صنعاء
مقتطفات من تقريظ الشيخ الدكتور جمال أبو حسان:
قرأت هذا الكتاب بتأن وتؤدة فوجدت فيه أشياء كثيرة حسنة منها:
1 - الحس الإسلامي البارز الذي يتميز به مؤلف هذا الكتاب، ويبدو هذا الحس في ثنايا الكتاب كله، بحيث تحس بتلك العاطفة الدينية تشدك إلى الكتاب شدا. ولا تظهر في هذا الكتاب نزعة المتاجرة.
2 - الحرص الشديد على جامعة المسلمين والتآمهم ووحدة أفكارهم.
3 - الأدب العالي الذي يتحلى به الكاتب الكريم، فلم أقرأ له ندة واحدة عن الأدب في الكتاب كله. وهذا شيء مميز يجب أن نحرص عليه وننميه.
4 - الموضوعية الخالصة التي عولجت بها بحوث هذا الكتاب، فقد كان المؤلف حفظه الله ملتزما بضوابط المعرفة والموضوعية لم يصادر قولا، ولم يقحم أحدا فيما لا دخل له فيه، ولا افترى على أحدٍ قولاً. والأهم في هذا الباب أن المؤلف الكريم لم يقهر قارئه قهراً على النتائج، بل وصل إليها بتسلسل منطقي موضوعي.
5 - أجهد الباحث الكريم نفسه في تحقيق موضوعات على غاية في الأهمية لم أجد مثلها في كتاب آخر مثل ذلك التحقيق الفريد في موضوع مبحث (الكيف) وما يتصل به فيما يخص أسماء الله تعالى وأوصافه، واعتقد أنه وصل فيه إلى نتائج حاسمة تبدد ظلمات الجهل عند من كانت عنده.
ومثل ذلك التحقيق الفريد الذي جمع فيه أقوال العلماء عبر العصور الإسلامية في تسلسل زماني، وكل تلك الأقوال المنقولة عن أصحابها تقرر أن الذي مضت عليه القرون العلمية للمسلمين على أن التفويض للمعنى هو مذهب المتقدمين، وأحسب أن ما جاء به الباحث الكريم يقطع الشك في هذه المسألة.
ومثل ذلك التحقيق أيضا ما نجده في المبحث الخاص الذي حرر فيه معنى التفويض بما لا يستدعي مزيد بحث ولا بيان، مثبتا بما لا يدع مجالا للشك أن التفويض لا يعني التجهيل بحال من الأحوال، كما لا يعني إبطال ما أثبت الله تعالى لنفسه ولا ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد اشتمل الكتاب على موضوعات ومعلومات أخرى قيمة، بسطها المؤلف الكريم في ثنايا الكتاب وأطراف موضوعاته. وأنا وإن كنت أخالف المؤلف الكريم في بعض ما ذهب إليه لكني أرى أن هذا الكتاب جدير بالقراءة والنظر والمراجعة، وأسأل الله تعالى له أن يشئم (من الشام) ويتهم (من تهامة) وان ينجد (من نجد) ويغور (من الغور) وان ينفع الله تعالى به السادة والجمهور إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين
وكتبه
جمال محمود أبو حسان
كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية بالأردن
وفي منتدى الصوفية روض الرياحين
يقول
محمد آل الرشيد
نبارك لأخينا العزيز العلامة الشيخ سيف العصري صدور هذا الكتاب
فمحمد آل رشيد وصفه بالعلامه وووو
مبروك سيف العصري على هذي الشهادة الثمينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/466)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 01:48 ص]ـ
الرد على سيف العصري يتمثل في رد إجمالي ورد مفصل
>>>>>الرد الإجمالي<<<<<<
من أفضل و أوسع ما كتب عن التفويض في صفات الله ومذاهب الداعين إليه كتاب
(مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات - عرض ونقد -)
للشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي
والكتاب رسالة ماجستير
ويقع في أكثر من ستمائة صفحة
حمل الكتاب من هنا
http://www.al-aqidah.com/userfiles/File/tafwyz.rar (http://www.al-aqidah.com/userfiles/File/tafwyz.rar)
هذا تعريف بالكتاب لمؤلفه أحمد القاضي
اضغط على الرابط
http://www.ahlalhdeeth.net/kalel/altafweed.rm (http://www.ahlalhdeeth.net/kalel/altafweed.rm)
لقاء مع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله- حول شبهات للمفوضة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=48791&d=1182103533
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104183
بسم الله الرحمن الرحيم
السلف والتفويض
المجيب د. سعود بن عبد العزيز العريفي
رئيس قسم العقيدة، جامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة
التاريخ 17/ 11/1425هـ
السؤال
السلام عليكم.
شيخي الفاضل: كنت أقرأ في كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني، وهو كتاب لا يخفى مكانته وفضله على أحد من طلاب العلم والمشتغلين بالعلم، ولكني وجدته، رحمه الله، شن حملة على مذهب السلف الصحيح، المتمثل في إثبات الصفات على حقيقيتها، وتفويض الكيف، بينما الشيخ يقرر أن من يقول بهذا هو متمسح بالسلف، وإنما مذهب السلف الصحيح، هو تفويض الكيف والمعنى مع صرف ظاهر النص عن مراده، وهذا عكس ما علمناه جميعًا من أن تفويض السلف تفويض كيفية وليس تفويض معنى، وقد رد على عدد من شبهات، في زعمه، من يقول بهذا القول، وهذا الكلام مبسوط في الجزء الثاني من الكتاب تحت عنوان (متشابه الصفات) بعد أن عنون عنوانًا جانبيًّا آخر بعنوان (إرشاد وتحذير). أرجو منكم بالرد على تلك الشبهات التي أثارها.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أن يقدح المؤلف- عفا الله عنه- في مذهب السلف في الصفات الإلهية ويعيب منهجهم في فهم نصوصها، ويعتبره ارتكاسًا في التشبيه، فذلك غير مستغرب في ضوء منهجه الكلامي القائم على تقديم قواطعه العقلية المزعومة؛ كدليل الجواهر والأعراض، ونحوه، على الوحي المبين، وجعلها حكمًا عليه، أما أن يزعم أن إثبات حقائق الصفات واعتقاد ظاهر نصوصها خلاف ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابعين وأتباعهم من أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الحديث والفقه والتفسير والزهد، فهذا دونه خرط القتاد؛ فالخلاف حول آيات الصفات قديم بين السلف والخلف منذ أن أظهر الجعد بن درهم بدعة نفي الصفات، وتلقفها عنه الجهم بن صفوان، ثم تقسمتها الطوائف بعدهما، وقتلا جراءها أوائل المائة الثانية، وصار السلف ينعتون أتباعهما بالجهمية، ولهم في الرد عليهم والتحذير من بدعتهم مصنفات، كالرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد، وخلق أفعال العباد للإمام البخاري صاحب الصحيح، والاختلاف في اللفظ، والرد على الجهمية والمشبهة للإمام ابن قتيبة، والرد على الجهمية للإمام عثمان بن سعيد الدارمي، وغيرها كثير ..
قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث: "إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُها بِيَمِينِه"- الترمذي (662) - وتصحيحه له: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم، ولا يقال: كيف). هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: (أمروها بلا كيف). وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: (هذا تشبيه). وقد ذكر الله عز وجل، في غير موضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده). وقالوا: (إن معنى اليد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/467)
هاهنا القوة). وقال إسحاق بن إبراهيم: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع. فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف. ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى، في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11] السنن (3/ 50، 51).
ونقل الإمام البخاري في (خلق أفعال العباد) عن يزيد بن هارون قوله: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي، ونقل أيضًا قول الفضيل بن عياض: (إذا قال لك جهمي: أنا كافر برب يزول عن مكانه. فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء).
ونقل أيضًا قول سليمان التيمي: (لو سئلت: أين الله؟ لقلتُ: في السماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلتُ لا أعلم). قال الإمام البخاري: (وذلك لقوله تعالى: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ). يعني إلا بما بين).
والنقول في هذا كثيرة لا يتسع لها المقام، فليرجع إليها في مظانها، فمن نازع بعد ذلك في أن مذهب السلف إثبات معاني نصوص الصفات مع تفويض الكيفيات فلقصور بحثه واطلاعه.
وكان الأجدر بالمؤلف إن أراد الإرشاد والتحذير على وجهه في هذا المبحث أن يحذر من أصحاب المذاهب الباطنية من الغلاة الذين وقعوا في التمثيل الصريح والشرك الأكبر، كأصحاب الوحدة ونحوهم من عباد القبور.
أما الشبهات المقصودة بالسؤال فجوابها ما يلي على وجه الإيجاز:
أولًا: نازع في أن سلب الصفات الوجودية لله تعالى، يلحقه بالمعدومات من عدة وجوه لا طائل تحتها:
أولها: أن هذا قياس للغائب على الشاهد، وقياس الغائب على الشاهد فاسد ... إلخ .. مضمون كلامه أن القوانين العقلية التي جعلها الله تعالى، في فطرة الإنسان يميزها بين الواجب والممكن والمستحيل محصورة في الشاهد، أي ما هو في متناول حواس الإنسان، وهو ما عبر عنه بالمادي في قوله: (وكيف يقاس المجرد عن المادة بما هو مادي). وهذا ليس بصحيح؛ فإن الفاسد من قياس الغائب على الشاهد إنما هو فيما يختص به بعض الموجودات من الأحكام العقلية، أما الأحكام المطلقة كاستحالة جمع النقيضين ورفعهما، واستحالة الدور القبلي ونحوها، فلا يخرج عنها شاهد ولا غائب، ولهذا احتاج أن يقرر هنا أن قولهم إن الله تعالى، لا داخل العالم ولا خارجه من باب تقابل العدم، والملكة الذي يجوز رفع طرفيه عما ليس من شأنه الاتصاف بأحدهما، كالعلم والجهل بالنسبة للحجر، وليس من باب تقابل السلب والإيجاب الذي هو تقابل النقيضين كالوجود والعدم، ولو كان قياس الغائب على الشاهد فاسدًا مطلقًا ما احتاج إلى هذا التقرير، والعجب منه كيف يثرب على السلف وأتباعهم ما يقع فيه، فها هو ذا يقول: (ونظير ذلك أن الإنسان لابد أن يكون له أحد الوصفين، فإما جاهل وإما عالم، أما الحجر فلا يتصف بواحد منهما البتة، فلا يقال إنه جاهل ولا إنه عالم، بل العلم والجهل مرتفعان عنه، بل هما ممتنعان عليه لا محالة؛ لأن طبيعته تأبى قابليته لكليهما، وهكذا تنتفي المتقابلات كلها بانتفاء قابلية المحل لها، أيًّا كانت هذه المتقابلات، وأيًّا كان هذا المحل الذي ليس قابلًا لها) إلخ ...
فانظر كيف استعمل ما قضى بفساده أولًا، فقال: (ونظير ذلك). والتناظر هو القياس، فكأنه يقول: كما جاز سلب العلم والجهل عن الحجر لامتناع قبوله أحدهما، يجوز سلب العلو والسفل عن الله تعالى، لامتناع قبوله أحدهما! أوليس هذا قياسًا للغائب على الشاهد؟
ثم انظر بعد ذلك أيهما أكمل: من وجب سلب المتقابلين عنه، أم من سلب أحدهما مع جواز اتصافه به، وخذ الجواب بالمقارنة بين الأعمى والحجر، ثم تأمل أيهما جعله نظيرًا لمن هو عنده لا أعلى ولا أسفل، ولا داخل العالم ولا خارجه.
وقديمًا قال محمود بن سبكتكين لمن يدّعي مثل ذلك في الخالق: (ميز لنا بين هذا الرب الذي تثبته وبين المعدوم!).
أما قوله: وكيف يقاس المجرد عن المادة بما هو مادي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/468)
فيقال له: ما مرادك بالمادة والمادي هنا؟ فإن أردت ما كان قائمًا بنفسه، متصفًا بصفات ثبوتية، ذا وجود حقيقي متعين خارج الذهن، فإنا لا نسلم بتجريد الله تعالى، من ذلك، فإن ذلك لا يتجرد منه إلا العدم المحض، ومن تصور إلهه كذلك لم يثبت وجوده إلا في الأذهان.
أما إن أردت بالمادة والمادي ما يماثل أجسام المخلوقات وصفاتهم التي يلازمها الافتقار والفناء، فهذه غير لازمة لمن أثبت ما أثبته الله لنفسه من الصفات الوجودية على وجه الكمال والتنزيه عن مماثلة خلقه، فلا وجه لجعلك مثبتًا للعلو عقلًا بهذا الدليل قائسًا للخالق على المخلوق.
ثانيها: قال: (نقول لهؤلاء: أين كان الله قبل أن يخلق العرش والفرش، والسماء والأرض، وقبل أن يخلق الزمان والمكان، وقبل أن تكون الجهات الست؟).
الجواب: تقدم جواب سليمان التيمي، رحمه الله، وهو مضمون ما رواه ابن ماجه (182) والترمذي (3109) وحسنه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: "كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ". قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: الْعَمَاءُ: أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ.
وأما قوله: قبل أن يخلق الزمان والمكان والجهات. فلابد من بيان المراد بهذه الألفاظ؛ فإن الألفاظ التي لا تتضمن نقصًا ولم يرد استعمالها شرعًا في حق الله تعالى نفيًا ولا إثباتًا يجب التوقف فيها والاستفصال، فقد يراد بها معنى لا يجوز نفيه عن الله تعالى، وقد يراد بها معنى لا يجوز إثباته لله تعالى، فيكون في إجمال نفيها أو إثباتها إثبات للباطل أو نفي للحق، وذلك قول على الله بلا علم، فالزمان مثلًا إن أريد به الليل والنهار والأيام والليالي، فهذه مخلوقة، وإن أريد به نسبة الحوادث والمتحركات بعضها إلى بعض، فهذه متعلقة بقِدم أفعال الله تعالى، والله تعالى، لم يزل فعالًا لما يريد، لم يكن الفعل ممتنعًا عليه ثم صار ممكنًا له، بل هو قادر عليه أزلًا وأبدًا، فتدخل النسبة الزمانية الذهنية التي هي القبل والبعد في الأزلية بهذا الاعتبار، ولا يقال إنها بذلك تكون مشاركة لله تعالى، في الأزلية والأولية، فهي نسبة ذهنية لا وجود لها في الخارج، فضلًا عن مشاركتها للخالق في القدم، ويقال هذا أيضًا في نوع مفعولات الله تعالى، لم يزل سبحانه قادرًا عليها، لم يكن خلقها ممتنعًا عليه ثم صار ممكنًا له، لكنه يخلق ويفني، ويحيي ويميت؛ (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران: 47]. و: (يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [الحج: 14] لم يزل كذلك، ولهذا مدح نفسه سبحانه بقوله: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) [البروج: 16]. (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ) [الحجر: 86].
أما المكان فإن أريد به ما أحاط الجسم من سطوح الأجسام المحيطة به، فتكون ظرفًا له، ويكون مظروفًا فيها، فمثل هذا المعنى لا يجوز إثباته لله تعالى، سبحانه وتعالى أن يحيط به شيء، أما إن أريد به ما يشغله الجسم من الحيز الذي هو فراغ محض لا وجود له أصلًا إلا في الذهن، فهذا لا يقال إنه أعظم من المخلوق الذي شغله؛ إذ هو أمر وهمي لا وجود له في الخارج، فضلًا عن كون الجسم مفتقرًا إليه، واعتبر ذلك بالفراغ المحيط بسطح العالم الخارجي الذي هو نهاية المخلوقات، لو قيل إنه مكان للعالم، يفتقر إليه العالم، للزم من ذلك التسلسل الممتنع إلى ما لا نهاية؛ حيث كل مكان وجودي سيفتقر إلى مكان آخر من حوله، فإذا علمت امتناع ذلك في حق العالم، وأنه بشغله حيزًا وهميًّا لا يكون مفتقرًا إليه، مع كونه مخلوقًا، فالله سبحانه وتعالى، أولى وأحرى أن نثبت له وجودًا حقيقيًّا خارج الذهن يشار إليه وينظر إليه، ويخاطب، ويسمع دون أن يلزم من ذلك إثبات مكان يحيط به أو يفتقر هو إليه، فالمكان إذًا من الألفاظ المجملة التي يجب التفصيل في المراد بها عند استعمالها في حق الله تعالى، نفيًا أو إثباتًا، وبهذا يتبين القول في الحيز والجهة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/469)
ثالثها: شغب بقوله تعالى: (وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ) [الأنعام: 3]. وأنه يلزم من يأخذ بالظواهر إثبات أنه في الأرض. والجواب من وجهين:
الأول: أن الجار والمجرور في قوله: (وَفِي الأَرْضِ).متعلق بما بعده، أي: يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض.
الثاني: أن المعنى: وهو المعبود في السماوات وفي الأرض، ويكون ما بعده حالًا؛ إذ لفظ الجلالة (الله) معناه المعبود، فهو مأخوذ من الإله، سهلت همزته، ثم أدغمت اللام في اللام ثم فخمت، فلا يلزم مثبتي العلو للعلي القهار ما ينافي علوه من الآية، ولله الحمد، والواجب الجمع بين الأدلة لا ضرب بعضها ببعض، ثم ها هم أولاء القائلون بأن الله تعالى، في كل مكان، فأين إنكاره عليهم؟ أم اتسع صدره لهم وضاق عن قول السلف إنه في السماء؟!
رابعها: شغب بقوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح: 10]. بالإفراد، وقوله: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) [ص: 75]. بالتثنية، وقوله: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) [الذاريات: 47]. بالجمع- بأنه يلزم من يثبتون الظواهر الاضطراب بين إثبات يد واحدة، واثنتين، وأكثر!
والجواب أن هذا ليس بلازم؛ فإن الآيات التي فيها الإفراد ليس فيها أنه ليس له إلا يد واحدة، ولم يتنبه المعترض إلى أن الأسلوب العربي جرى على المناسبة بين المضاف والمضاف إليه، فيضاف الجمع إلى الجمع، نحو: (عَمِلَتْ أَيْدِينَا) [يس: 71]. والمفرد وما في حكمه إلى المفرد، نحو: (خَلَقْتُ بِيَدَيَّ)، (يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)، (يَدُ اللَّهِ). ثم إن السنة، التي ليست مصدرًا لتلقي العقائد عن المعترض، صرحت بأن "كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينُ". أخرجه مسلم (1827). أي لا يتوهم تفاضلهما كما في المخلوقين.
وبقى أن ننبه إلى أن قوله تعالى: (بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ). ليست من آيات الصفات على الصحيح؛ إذ الأيدي فيها بمعنى القوة، ومنه: (فَأَيَّدْنَا). و: (وَأَيَّدَهُمْ).
خامسها: شغب حول حديث النزول- وهو متواتر: انظر صحيح البخاري (1145) ومسلم (758) - باختلاف المشارق والمغارب، وأنه يلزم خلو العرش منه؛ لدوام ثلث الليل الآخر على أهل الأرض.
والجواب أن هذا إنما أشكل عليه وعلى أسلافه؛ لأنهم لم يفهموا من نصوص الصفات إلا ما يعقلونه من صفات المخلوقين ولوازمها، ففروا من التشبيه إلى التعطيل، ولو أثبتوا نزولًا واستواء لا تدرك كيفيتهما لم يلزمهم ما يلزم نزول المخلوقين مما يناقض الكمال، والمعاني التي تضاف إلى الخالق تارة وإلى المخلوق تارة يلزمها لوازم عند إضافتها إلى الخالق لا تناسب المخلوق، ولوازم عند إضافتها إلى المخلوق لا تليق بالخالق، كما يلزمها لوازم لذاتها عند قطعها عن الإضافة لا تفهم إلا بها، فلا تُنفى عن الخالق ولا عن المخلوق، كلزوم القرب من النزول، وقس على ذلك بقية الصفات.
وليعتبر المتعاظم قبول حديث النزول بقوله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي ... " الحديث. أخرجه مسلم (395). فهل يرد هذا الحديث بأنه يلزم منه أن يكون الرب تعالى، مشغولًا بقول هذا للمصلين دائمًا، حيث لا تخلو منهم ساعة، فسبحان من لا يشغله شأن عن شأن. بل ليعتبر في هذا بأن المسلم يصلي لربه في أوقات محدودة لا تُقبل صلاته قبلها، أو بعدها إلا بعذر شرعي، مع كون هذه الأوقات، موافقة لغيره ممن يقيم ببلاد أخرى تختلف مشارقها ومغاربها، فما حال من يقول لا أؤمن بخصوصية الثلث الأخير من الليل بنزول الرب ودنوه إلا كحال من يقول: لا عبرة بانتظار أوقات الصلاة والإفطار والإمساك للصائم، وتحري ليلة القدر، ونحو ذلك من أوقات الدعاء الفاضلة؛ لكون البلاد لا تخلو من هذه الأوقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/470)
سادسها: نقل قول أبي حامد الغزالي: إن كان نزوله من السماء الدنيا- كذا ولعلها: إلى- ليسمعنا نداءه، فما أسمعنا نداءه فأي فائدة في نزوله؟ ولقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا، فلابد أن يكون ظاهر النزول غير مراد، وأن المراد به شيء آخر غير ظاهره، وهل هذا إلا مثل من يريد، وهو بالمشرق، إسماع شخص في المغرب، فتقدم إلى المغرب بخطوات معدودة، وأخذ يناديه وهو يعلم أنه لا يسمع نداءه، فيكون نقله الأقدام عملًا باطلًا، وسعيه نحو المغرب عبثًا صرفًا لا فائدة فيه، وكيف يستقر مثل هذا في قلب عاقل؟) ا. هـ.
ومع هذا النقل وقفات:
(1) سمى الغزالي حجة الإسلام وإنما الحجة في الدليل الصحيح نقليًّا وعقليًّا، والرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
(2) مسألة النداء الإلهي زائدة على النزول، لا تلازم بينهما، فقد ينادي دون أن ينزل، وقد ينزل دون أن ينادي، وقد ينزل وينادي، بل قد يُسمع دون أن ينادي، وينادي دون أن يُسمع، كما في القيامة إذا أفنى الخلائق، فيقول: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ). فلا يجيب أحد، وقد يُسمع أحدًا دون أحد، وقد ينادي بصوت يسمعه من قرُب كما يسمعه من بعُد، وقد يبلغ نداءه مباشرة أو بواسطة ملائكته ورسله، والشأن في ذلك كله أنه يفعل ما يشاء؛ (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) [الأنبياء: 23]. وهو في كل ذلك ليس كما نعقله من نزول خلقه وندائهم، لكن القوم كما سبق يشبهون أولًا ثم يفرون إلى التعطيل، كما قال هنا: وهل هذا إلا مثل من يريد وهو بالمشرق ... إلخ. فتوهم لوازم قرب المخلوق من المخلوق وعلاقتها بسماع ندائه لازمة لما يقابل ذلك في الخالق، وقد سبق التنبيه على خطئهم في هذا.
(3) قوله: وقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا. فنقول: أقرّ أولاً أنه على العرش أو على السماء ثم أبطل ذلك.
ثم نقول: لو طردنا هذا الأسلوب في التقدم بين يدي الله تعالى، والجرأة عليه لقلنا: أي فائدة في كلامه أصلًا وهو قادر على إفهامنا بلا كلام؟ والقوم من أهل الكشف والإلهام، وما الفائدة من خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو إذا أراد شيئًا قال له: كن. فيكون، بل لم خلق الخلق أصلًا وهو غني عنهم، وهلا أسعدهم جميعًا بهداية التوفيق إذ أوجدهم؟ ولم أشقاهم بالابتلاء وكرمُه واسع لمعافاتهم؟ ولم؟ ولم؟ إلخ الأسئلة المعروفة عن الزنادقة المعترضين على مشيئة الله وحكمته.
(4) قوله: فيكون نقله الأقدام عملًا باطلًا. غير مسلم له، بل في ذلك من التعبير عن الشوق إلى الحبيب وتداني القلوب ما يفوق الوصف، ويفوت من قسَّت قلوبَهم المناهجُ الفلسفية، ولازم قوله بطلان: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84]. و: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [العلق: 19]. و: (أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [الواقعة: 11]. ونحوها مما فيه حركة المتقرب الحسية بما يناسب قربه المعنوي، ولا عجب، فالمتقرب إليه عندهم (لا داخل العالم ولا خارجه)، فأهل الملأ الأعلى منه بمنزلة من في أسفل سافلين.
ثانيًا: نقل عن حاشية العقائد العضدية قول محمد عبده: فإن قلت: إن كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، مؤلف من الألفاظ العربية، ومدلولاتها معلومة لدى أهل اللغة فيجب الأخذ بمدلول اللفظ كائنًا ما كان. قلت: حينئذ لا يكون ناجيًا إلا طائفة المجسمة الظاهريون القائلون بوجوب الأخذ بجميع النصوص وترك طريق الاستدلال رأسًا، مع أنه لا يخفى ما في آراء هذه الطائفة من الضلال والإضلال، مع سلوكهم طريقًا ليس يفيد اليقين بوجه .. إلخ.
الجواب: هذه إقرار منه للسلف الذين نبزهم بالمجسمة بأن مذهبهم مطابق لمدلولات القرآن والسنة، لكن كلامه يتضمن اتهامًا خطيرًا لكلام الله تعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، يتبين إذا نظمنا من كلامه هذا القياس الاقتراني من الشكل الأول على الطريقة المنطقية التي عاب السلف بأنهم ليسوا من أهلها كما يلي:
أخْذُ مدلولات الكتاب والسنة مذهبُ السلف، مذهب السلف فيه ضلال وإضلال، ولا يفيد اليقين أخذ مدلولات الكتاب والسنة فيه ...
وما اعتبرناه هنا لازمًا لكلامه قد صرح به بعض أسلافه، فقد قال الصاوي من قبل: (الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر) ا. هـ. عياذًا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/471)
والقصد أن الوحي المبين إذا لم يبن عن الحق في أعظم الأمور، وهي العقيدة في الله وما يجوز وما يجب وما يستحيل في حقه، فأي هداية نزل بها؟ بل إذا كان ظاهره الضلال والإضلال فقد كان عدم نزوله أسلم للناس في عقائدهم.
ثم نقل قوله عن صفة العلو لله تعالى: وليت شعري إذا لم تعلو مرتبة الربوبية فماذا تريد منه؟ وهل بقي بعد ذلك شيء غير العلو الحسي؛ فإن نفي التحيز عن العلو الحسي غير معقول، ولا معنى للاستلزام إلا هذا، أما هم فينفون اللوازم، ولا أدري كيف ننفي اللوازم مع فرضها لوازم؟ هذا خلف.
والجواب: السلف إذ يثبتون علو الذات اللازم منه المباينة والانفصال بين الخالق والمخلوق، فإنهم لا ينكرون علو القدر ولا علو القهر، بل أنواع العلو متلازمة عندهم، وهو لا يملك دليلًا على نفي علو الذات سوى استلزامه التحيز، وقد أسلفنا أن مذهب السلف التوقف في مثل هذه الألفاظ حتى يتبين المراد بها، فإن كان موافقًا لصريح الوحي التزموا المعنى الحق دون اللفظ المجمل، فقوله هنا: كيف ننفي اللوازم مع فرضها لوازم؟ إنما يتوجه لو كان السلف ينكرون التحيز رأسًا، أما وقد بان لك عدم امتناعهم من التزام المعنى الحق، وهو قيام الرب بذاته واتصافه بصفات الكمال الوجودية وعدم مخالطته لخلقه، فقوله: (هذا خلف). لا يلزمهم، وقد تقدم التفريق بين لوازم صفات الخالق ولوازم صفات المخلوق بما ينحل معه الإشكال الذي لم يتمكنوا من الانفكاك منه في تمييز معاني صفات الخالق من معاني صفات المخلوق. ثم نقل قوله: ولكن القوم ليسوا أهل منطق.
فنقول: نعم، ولكنهم أهل سنة وأثر، وعقل صريح، وفطرة سليمة، ولو كان في المنطق الذي يباهى به غنية لانتفع به واضعه، ولشفاه من وثنيته، ولما اختلف الفلاسفة والمتكلمون أشد الاختلافز ثم نقل قوله: وقد كفر العراقي وغيره مثبت الجهة لله تعالى فنقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، لجارية معاوية السلمي: "أَيْنَ اللهُ؟ ". قالتْ: في السماء. فقال: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". رواه مسلم في صحيحه (537).
وحكى أهل العلم تكفير أئمة السلف لمنكري علو الله تعالى، كما هو مثبت في كتب عقائد السلف، فليطلب العاقل لنفسه النجاة.
هذا ما اتسع الوقت له من مناقشة تلك الشبهات، أما باقيها مما تلقفه عن ابن اللبان وغيره من الخليقة، فأحيل السائل في مناقشتها تفصيلًا على كتب أهل العلم كالتدمرية والحموية، وشرح الأصفهانية، ودرء التعارض، وغيرها لشيخ الإسلام ابن تيمية، والصواعق المرسلة ومختصره لابن القيم، وللدكتور خالد السبت، وفّّقَهُ اللهُ، دراسة قيمة حول كتاب الزرقاني تناول فيها المآخذ العقدية عليه. فالحمد لله.
من موقع الإسلام اليوم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:09 ص]ـ
وهناك أيضاً رسالة"التفويض المبتدع والعلاقة بينه وبين التجهم" إن لم أخطيء بالاسم للشيخ أبو محمد مجدي بن حمدي شفاه الله بتقديم الشيخ ابن جبرين حفظه الله وهي رسالة صغيره لكنها قيمة جداً
وعلاقة الاثبات والتفويض بصفات رب العالمين) للدكتور رضا بن نعسان معطي.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في تقدمته للكتاب:
( .... فقد قرأت الرسالة التي ألفها الابن العلامة الشيخ رضا بن نعسان معطي وسماها:علاقة الاثبات والتفويض بصفات رب العالمين:فألفيتها رسالة قيمة عظيمة الفائدة قد أوضح فيها عقيدة أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته،وأوضح بطلان ما يخالفها،ونقل فيها عن كثير من علماء السنة ما يؤيد ماذكره.
فهي جديرة بالعناية والحفظ لما اشتملت عليه من الفوائد العظيمة والنقول المفيدة ...... )
والكتاب صدر عن دار الهجرة.
النقول عن العلماء في إثبات الكيفية لله جل وعلا
- ابن حجر رحمه الله:
حدد رحمه الله معنى (بلا كيف) التي قالها السلف حين قال بأن السلف (لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده) فتح الباري 13/ 350
- الخطيب البغدادي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/472)
قال: حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبّأنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ... ))، فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علوّ؟!،
فقال أبو جعفر الترمذي: ((النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) - تاريخ بغداد 1/ 365
وأورده الذهبي في العلوّ، قال الألباني -رحمه الله-: ((وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ... )) - مختصر العلوّ ص:232
وعلّق الذهبيُّ على هذا الأثر بقوله: ((صدق فقيهُ بغداد وعالمُها في زمانه؛ إذ السؤال عن النزول ما هو؟ عيٌّ؛ لأنَّه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلاّ فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليّةٌ واضحةٌ للسامع، فإذا اتّصف بها من ليس كمثله شيء، فالصفة تابعةٌ للموصوف، وكيفية ذلك مجهولة عند البشر، وكان هذا الترمذي من بحور العلم ومن العباد الورعين. مات سنة خمس وتسعين ومائتين)) - مختصر العلوّ ص:231
- أبو علي الحسين بن الفضل البجلي:
سئل عن الاستواء وقيل له: كيف استوى على عرشه؟
فقال: ((أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ما كُشف لنا، وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى)) رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40
- إمام الأئمة ابن خزيمة:
((نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متلكفين القول بصفته أو ((بصفة الكيفية)) إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول)) التوحيد لابن خزيمه 1/ 289 - 290
- الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي:
يقول في قصيدته في السنة:
وأن استواء الرب يعقل كونه **** ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب
العلو للذهبي 191 وطبقات السبكي 6/ 137
- الجويني الإمام الأشعري الكبير:
يقول في العقيدة النظامية ص34:
((وما استحسن من كلام إمام دار الهجرة رضي الله عنه وهو مالك ابن أنس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) فقال:
((الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عنه بدعه))، فلتجر آية الاستواء والمجيء وقوله: ((لما خلقت بيدي)) ((ويبقى وجه ربك)) وقوله ((تجري بأعيننا)) وما صح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغير على ما ذكرناه)) أ. هـ
- أبو بكر بن العربي الأشعري:
((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
- الإمام المفسر القرطبي الأشعري:
((قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة))
وينقل إجماع السلف ويقول: ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/ 140 - 141
- الإمام حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قال محمد بن الحسن: قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله -عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفاً صفاً))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه.
فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم؟
قالوا: كافر مكذب.
قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايه الصحة
- العلامة جمال الدين القاسمي:
قال في تفسيره "محاسن التأويل" في شرح آية الإستواء:
قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/473)
وفي كتاب [العلو] للحافظ الذهبي: [قال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "الرحمن على العرش استوى" أي ارتفع، ونقل ابن جرير عن الربيع بن أنس أنه بمعنى ارتفع، وقال: إنه في كل مواضعه بمعنى علا وارتفع].
وأقول: لا حاجة إلى الاستنكار من ذلك، فإن الاستواء غير مجهول وإن كان الكيف مجهولاً.
وأختم بهذا النقل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الحموية:
((روى أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الأوزاعي قال: سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث فقالا: ((أمرّوها كما جاءت))
وروى أيضاً عن الوليد ابن مسلم قال: سألت مالك ابن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: ((أمرُّوها كما جاءت))، ـ وفي رواية قالوا: ((أمرُّوها كما جاءت بلا كيف))
وقولهم -رضي الله عنهم-: ((أمرّوها كما جاءت)) ردٌّ على المعطِّلة
وقولهم: ((بلا كيف)) ردٌّ على الممثِّلة، والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين، ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ... ))
وأورد أثر مالك وربيعة ثم قال:
((فقول ربيعة ومالك ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب)) موافق لقول الباقين: ((أمرُّوها كما جاءت بلا كيف)) فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة، ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرّد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول))، ولما قالوا: ((أمرّوها كما جاءت بلا كيف))، فإنَّ الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً، بل مجهول بمنزلة حروف المعجم، وأيضاً فإنَّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، إنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أُثبتت الصفات.
وأيضاً فإنَّ من ينفي الصفات الخبرية أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول: ((بلا كيف))، فمن قال: إنَّ الله ليس على العرش، لا يحتاج أن يقول: بلا كيف، فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا: بلا كيف.
وأيضاً فقولهم: ((أمرّوها كما جاءت)) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإنها جاءت ألفاظاً دالَّة على معاني، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال أمرّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد، أو: أمرّوا لفظها مع اعتقاد أنَّ الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقةً، وحينئذ تكون قد أُمرَّت كما جاءت، ولا يقال حينئذٍ: ((بلا كيف))؛ إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول.
وروى الأثرم في السنة وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة وأبو عمرو الطلمنكي وغيرهم بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ـ وهو أحد أئمة المدينة الثلاثة الذين هم: مالك بن أنس وابن الماجشون وابن أبي ذئب ـ وقد سُئل عما جحدت به الجهمية: ((أما بعد فقد فهمتُ ما سألتَ فيما تتابعت الجهمية ومن خلفها في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتدبر، وكلّت الألسن عن تفسير صفته، وانحصرت العقول دون معرفة قدرته، وردت عظمته العقول فلم تجد مساغاً فرجعت خاسئة وهي حسيرة، وإنما أُمروا بالنظر والتفكير، فيما خلق بالتقدير، وإنما يقال: ((كيف)) لمن لم يكن مرّة ثم كان، فأما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو إلاّ هو، وكيف يعرف قدر من لم يبدأ، ومن لا يموت ولا يبلى؟، وكيف يكون لصفته شيء منه حدٌّ أو منتهى يعرفه عارف، أو يحدُّ قدره واصف؟، على أنَّه الحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه، الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه، لا تكاد تراه صغراً، يحول ويزول، ولا يُرى له سمع ولا بصر، لما يتقلّب به ويحتال من عقله أعضل بك وأخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين، وخالقهم، وسيِّد السادة، وربُّهم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
اعرف -رحمك الله- غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها، إذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلّفك علم ما لم يصف؟!، هل تستدل بذلك على شيء من طاعته؟، أو تزجر به عن شيء من معصيته؟ …))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/474)
إلى أن قال: ((فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم سميناه كما سماه، ولم تتكلّف منه صفة ما سواه، لا هذا ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلّف معرفة ما لم يصف …))
إلى آخر كلامه -رحمه الله- الحموية ص:24 ـ 27
والآن نذكر من أثبت صفة النزول من السلف
فأولهم إسحاق بن راهوية
وقال أحمد بن سلمة: "سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع -يعني إبراهيم بن أبي صالح- مجلس الأمير عبد الله ابن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها. قال ابن أبي
صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء".
رواه البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هاني سمعت أحمد بن سلمة فذكره
وإسناده صحيح وفيه الرد على من زعم أن السلف كان مذهبهم التفويض أو ما يسمونه بالسكوت
والثاني أحمد بن حنبل
وقال إسحاق بن منصور الكوسج – رحمه الله -: قلت لأحمد – يعني ابن حنبل -: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ و ((يراه أهل الجنة))، يعني ربهم عز وجل. و ((لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)). و ((اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه)). و ((إن موسى لطم ملك الموت)). قال أحمد: كل هذا صحيح. قال إسحاق: هذا صحيح، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي
رواه الآجري بسند صحيح فتامل سؤال إسحاق لأحمد أيس تقول بهذه الأحاديث ومن بينها حديث الرؤية و قد كفر أحمد من لم يؤمن بالرؤية فهذا يدل انه يثبت النزول كما يثبت الرؤية وليس لقائل أن أحمد يفوض حديث الرؤية أو حديث لطم موسى للملك!!
وثالثهم الترمذي
وقال [الترمذي] لما روى حديث أبي هريرة "إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها": "هذا حديث صحيح روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا: قد ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا يقال كيف هذا
وروي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه، (60/أ) وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإنما معنى اليد ها هنا النعمة، وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، وسمع كسمع))
قلت وقوله ولا يقال كيف إثبات للصفة إذ ما لم يثبت معناه لم نحتج نفي العلم بكيفيته أو السؤال عن كيفيته ووما على أن الترمذي أراد الإثبات أنه لم يفرق بين صفات السمع والبصر واليد
ومما يؤكد أنه أراد الإثبات إثباته لصفة العلو في موضع آخر من سننه
الرابع الدارمي (وهو من طبقة شيوخ البخاري) صاحب السنن حيث بوب في سننه (باب في شأن الساعة ونزول الرب تعالى)
الخامس ابن أبي عاصم النبيل صاحب كتاب السنة فقد باباً في النزول في كتابه السنة
السادس عثمان بن سعيد الدارمي ولم ينكر عليه أحد من السلف إثباته للصفات بل أثنى أبو زرعة على تصنيفه
السابع ابن أبي داود حيث قال في منظومته
وقل ينزل الجبار في كل ليلة بلا كيف جل الواحد المتمدح
وقال بعد منظومته ((هذا قولي، وقول أبي، وقول شيوخنا، وقول من لقيناهم من أهل العلم، وقول العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم، فمن قال غير ذلك فقد كذب))
وقد قدمنا إثبات كل من ابن عباس وام سلمة رضي الله عنهما لصفة النزول وإنما قصدنا هنا ذكر من أثبت صفة النزول من غير الصحابة
وممن أثبت صفة النزول من السلف أبو جعفر الترمذي (ولد عام 201 وتوفي عام 295)
قال الخطيب البغدادي في تاريخه حَدَّثَنِي الحَسن بن أَبِي طالِب قال نبأنا أبو الحَسَن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَنصُور القزاز: وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين. قال: سَمِعت أبا الطيَب أحمد بن عُثمَان السّمسَار والد أَبِي حَفص بن شَاهِين يقول: حضرت عند أَبي جَعفَر الترمذي فسأله. سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدُّنيَا. فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/475)
فقال أبو جَعْفَر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة
قلت والحسن بن أبي طالب هو الحسن بن محمد بن الحسن بن علي أبو محمد الخلال
قال الخطيب ((كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبه))
أما منصور بن محمد فقد قال عنه الخطيب ((حدث عن نفطويه ونحوه. ثنا عنه أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة))
وأما أحمد بن عثمان بن أحمد
أبو الطيب السمسار. هو والد أبي حفص بن شاهين
وثقه الخطيب كما في ترجمته في تاريخ الإسلام
فالسند صحيح
والسائل كما ترى يثبت العلو ويستشكل النزول مع إثبات العلو فيسأل (هو يبقى في علوه) أي عند النزول
فأجابه الثقة الفاضل أبو جعفر الترمذي
بأن النزول معقول
قلت إذا اتفق العقل والنقل وجب الإثبات
والكيف مجهول
ولم يقل معدوم فتنبه
والإيمان به واجب
يعني النزول
والسؤال عنه بدعة
وهذا مذهب السلف في هذه المسألة
وينبغي التنبه لأمرين
الأول أنه لم يتكلم أحد في عقيدة أبو جعفر الترمذي
الثاني ان الترمذي لم ينكر على السائل إثباته للعلو
ولا يمكن حمل هذا على العلو المعنوي
إذ أنه لا يتوهم تعارض بين العلو المعنوي والنزول
ولم يتأول أحد النزول أنه نزول في المكانة والعياذ بالله
وممن أثبت النزول أبو العباس السراج (ولد عام 217 وتوفي عام 313)
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال: من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه" فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
قلت وإسناده صحيح
شيخ الذهبي إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين
قال اليونيني ذيل مرآة الزمان ((كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً))
وأحمد بن تميم حافظ معروف
وأبو روح اسمه عبد المعز بن محمد له ترجمه في تاريخ الإسلام
قال الذهبي ((عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد. الشيخ المعمَّر، حافظ الدين أبو رَوْح الساعدي، البزّاز، الهَرَوي، الصوفي، مسند العصر بخُراسان.
ولد في ذي العَقْدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهَراة))
وشيخه محمد بن إسماعيل بن الفُضيل
له ترجمة في الأنساب للسمعاني
قال السمعاني ((محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث)) ثم ذكر ولايته للأوقاف
وأما المليحي فله ترجمة في الأنساب للسمعاني
قال السمعاني ((محدث هراة في وقته ومسندها))
وأما شيخه الخفاف فقد ذكر السمعاني (كما نقل الألباني) في الأنساب أن سماعاته من أبي العباس السراج صحيحة
والأثر واضح وهو والذي قبله فيهما رد على من زعم أن السلف كانوا مفوضة
من صفات الله تعالى: صفة الاستهزاء بالكافرين
قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية بعد أن ذكر الاختلاف في صفة الاستهزاء: ((والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا: أنَّ معنى الاستهزاء في كلام العرب: إظهار المستهزِيء للمستَهْزَأ به من القول والفعل ما يرضيه ظاهراً، وهو بذلك من قِيِله وفعلِه به مورثه مساءة باطناً، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر 000)).
ثم قال: ((وأما الذين زعموا أنَّ قول الله تعالى ذكره ?اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ? إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكر ولا خديعة؛ فنافون عن الله عَزَّ وجَلَّ ما قد أثبته الله عَزَّ وجَلَّ لنفسه وأوجبه لها، وسواءٌ قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخرية بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به، أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خسف به من الأمم ولم يغرق من أخبر أنه أغرقه منهم.
ويقال لقائل ذلك: إنَّ الله جل ثناؤه أخبرنا أنه مكر بقوم مضوا قبلنا لم نرهم، وأخبرنا عن آخرين أنه خسف بهم، وعن آخرين أنه أغرقهم، فصدقنا الله تعالى فيما ذكره فيما أخبرنا به من ذلك، ولم نفرق بين شيء منه؛ فما برهانك على تفريقك ما فرقت بينه بزعمك أنه قد أغرق وخسف بمن أخبر أنه أغرقه وخسف به، ولم يمكر بمن أخبر أنه قد مكر به؟!)) اهـ.
صفة العجب
قال ابن جرير في ((التفسير)): ((قوله: ?بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ?؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: ?بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ?؛ بضم التاء من ?عَجِبْتَ?؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة ?عَجِبْتَ?؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القاريء؛ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القاريء بهما مع اختلاف معنييهما؟! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكلّ واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه)) اهـ
و راجع اخي الكريم كتاب: صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ للشيخ علوي بن عبد القادر السقاف , ففيه فوائد جمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/476)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:56 ص]ـ
يقول سيف العصري
مقتطفات من تقاريظ العلماء:
كتب شيخنا العلامة يوسف القرضاوي حفظه الله مقدمة طويلة ختمها بقوله:
(أنا لا أريد أن أتحدَّث عن مضمون كتاب ابننا (سيف) فالكتاب يتحدَّث عن نفسه، ويقدِّم أفكاره ومعانيه إلى قرَّائه عن بصيرة، وها هو (سيف) يسرد لنا قائمة طويلة من علماء الأمة الذين شهدوا شهادة بيِّنة لا لبس فيها ولا تردُّد: أن السلف - على اختلاف وجهاتهم ومذاهبهم وتخصُّصاتهم، من متكلِّمين وأصوليين ومفسِّرين ومحدِّثين وفقهاء ومتصوِّفين - كلُّهم قالوا بالتفويض. وقد نقل (سيف) كلامهم حرفيًّا، لا اختصارا، ولا نقلا بالمعنى.
ومن العجيب أن نجده ينقل القول بالتفويض حتى ممَّن عُرفوا بالغلو في الإثبات، مثل عثمان بن سعيد الدارمي (ت280هـ)، فقد نقل عنه قوله: (وأما دعواك أنهم - أي أهل الحديث - يقولون جارحة مركَّبة فهذا كفر لا يقوله أحد من المصلِّين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه وأثبته له الرسول، وهذا الذي تُكَرِّره مرَّة بعد مرَّة: جارحة وعضو وما أشبهه، حشو وخرافة وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين).
ويقول: (وأما قولك: إن الله غير مَحْوي ولا ملازق ولا ممازج، فهو كما ادعيتَ).
ويقول: (وما رأينا أحدا يصفه بالأجزاء والأعضاء جلَّ عن هذا الوصف وتعالى).
وهو لم يكتفِ بذلك، بل ناقش القضية مناقشة علمية شرعية منطقية، وردَّ على الشبهات والتساؤلات التي أُثيرت أو تثار في تلك الحالة. وأشهد أن الشاب كان متين المنطق، قويَّ الحجَّة، واضح المحجَّة، يقف على أرض صُلبة، حين يناقش الأقوال، ويقيم الأدلَّة، ويردُّ على المعارضين.
أعتقد أن ابننا الباحث الشاب، قد قدَّم للعلم والدين خدمة، ينبغي أن تقدَّر وتُشكر، سواء وافقناه عليها أم خالفناه فيها. آملا أن يتقبَّلها العلماء المعارضون لها بصدر رحب، ولا يضنُّوا عليها بالنقد البناء، لا بالسبِّ والهجاء. فبالنقد الحرِّ المنصف تتجلَّى الحقيقة لعشَّاقها، كما يظهر عوار الباطل وإن لبس لبوس الحقِّ أحيانا.
اللهم أرنا الحقَّ حقًّا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا، ووفِّقنا لاجتنابه، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
الفقير إليه تعالى يوسف القرضاوي)))
ماكان أغنى يوسف القرضاوي عن هذا الكلام الذي سطره مؤيدا شبهة متهافتة! ولكن العجب يزول عندما نعلم أن القرضاوي يؤيد عقائد الأشاعرة ويجعلها هي الحق!!! فالطيور على أشكالها تقع؟
ياشيخ يوسف هل تعلم أن متابعتك لسيف في الاستشهاد بكلام إمام الأئمة عثمان الدارمي يرد عليكم؟؟ ألا تعون ما تقرأون!!
دعونا أيها الإخوة نصول ونجول في هذا النص الذهبي الذي نقله العصري مستشهدا به على التفويض وقد تابعه القرضاوي وانشرح صدره له
يقول سيدنا الدارمي رفع الله شأنه في رده على المريسي العنيد <<<وأما دعواك أنهم - أي أهل الحديث - يقولون جارحة مركَّبة فهذا كفر لا يقوله أحد من المصلِّين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه وأثبته له الرسول، وهذا الذي تُكَرِّره مرَّة بعد مرَّة: جارحة وعضو وما أشبهه، حشو وخرافة وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين>>>
فيا سادة ياكرام يا أولي الألباب المنصفين البررة والقاصدين للحق أينما كان
هل كلام الدارمي يؤيد تفويض الصفات!!! أين عقلك ياعقيلي؟؟؟
<<<ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلاتكييف <<< فالدارمي يثبت العين بلاتكييف!!! وينكر نسبة التسميات (جوارح وأعضاء) >> لأهل الحديث
فهل رأيتم يا كرام كيف تسلب العقول أم كيف يتتابع الناس في الباطل زرافات ووحدانا
وقول الدارمي بعدها بنفس المعنى فنثبت لله تعالى عين حقيقية بدون معرفة كيفيتها
(تنبيه من المشرف):
نرجو التزام اللغة العربية والطريقة العلمية في الرد وعدم وضع الرموز الغريبة.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 06:57 ص]ـ
وهناك أيضاً رسالة"التفويض المبتدع والعلاقة بينه وبين التجهم" إن لم أخطيء بالاسم للشيخ أبو محمد مجدي بن حمدي شفاه الله بتقديم الشيخ ابن جبرين حفظه الله وهي رسالة صغيره لكنها قيمة جداً
قام الشيخ أبو محمد وفقه الله بتوسيع الرسالة المذكورة حتى بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف حجمها الأصلي ...
أسأل الله أن ييسر له طباعتها في أقرب وقت ...
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 04:01 م]ـ
من خلال كلام المقرّضين أعلاه: يتضح ان الكتاب ضعيف جداً , فمن يستشهد بكلام الدارمي لنصرة التفويض البدعي: إما إنه لا يعرف ما هو التفويض الذي ينتصر له أو لا يعرف الدارمي
كما ان المنقول عنه أعلاه في الرد على علو الله تعالى: هزيل جداً و يدل على عدم معرفته بعقيدة من يرد عليهم
و كما قيل: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/477)
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[17 - 02 - 09, 05:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد اشتريت الكتاب من معرض القاهرة وقرأت فيه ومررت عليه كاملا فألفيته هشا والله، ضعيفا من الناحية العلمية وهو مليء بالثغرات التي تمكن من الرد عليه بسهولة وقد وفقني الله لكتابة نقض على هذا المذهب ذلك أنني من فترة وأنا أجمع في هذا الموضوع وسيكون الموضوع جاهزا خلال فترة و سيكون الكتاب مؤصلا لمنهج السلف في إثبات معاني النصوص حتى يكون صالحا لنقض كل ما يخالف منهج السلف، ما كتب وما سيكتب وسأذيله بإذن الله ببيان ما وقع فيه سيف العصري من تزييف وجهل بحق العلم ومنهج السلف
وسأستفيد من كل ما كتب في هذا الباب حتى يكون بحثي وافيا
ولا توفيق إلا من عند الله، و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، والأيام دول، والعاقبة للمتقين الصادقين، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 02 - 09, 03:21 ص]ـ
يقول سيف العصري
تقريظ شيخنا العلامة وهبي سليمان غاوجي الألباني: (قطوف من رياض القول التمام)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، دعا الناس إلى الله تعالى، وتركهم في دينهم على بينة ونور.
1 - في هذه القرون التي يحارب فيها الإسلام بكل سلاح، ويشهر في مقابل الإيمان بالله تعالى سلاح عبادة الشيطان والهوى، في هذه الأيام اشرأب فيها الكفر حتى طغى وتجاوز كل حدّ، يخرج على الناس بعض الجهلة بترديد أقوال في صفات الله تعالى، ردها السلف الصالح، ورفضها كبار العلماء، ولقد أكرم الله تعالى الشيخ سيف بن علي العصري فكتب (386) صفحة تحت عنوان "القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام"، وقد حشر لبحث (403) مصدرا، نقل فيه أقوال الأعلام في هذا الباب، فجزاه الله خيراً.
ذكر: أن صفات الله تعالى على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ما هو كمال محض، وهي الصفات التي ما هياتها وحقائقها لا تستلزم الحدوث ولا الجسمية، كمعاني الوجود والعلم والسمع والبصر ونحوها، فهي ثابتة لله تعالى على ما يليق به ... الخ.
القسم الثاني: ما هو من الصفات نقص محض، فهذا يؤول قطعاً ولا يفوض، كالنسيان في قوله تعالى: [الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51}
القسم الثالث: ما يوهم بمعناه الظاهر الحقيقي النقص، لأنه بمعناه الظاهر الحقيقي دال على صفات الأجسام، وله في لغة العرب معاني أخرى لائقة بالله تعالى، لا تختص بالبشر ولا بالمخلوقات، فليست تدل على أجزاء ولا أعضاء ولا أركان ولا انفعالات لجسم ما، بل على أفعال تليق أغلبها بالله تعالى، مثال ذلك اليد، فإن لها معاني كثيرة، الحقيقي منها الجارحة، فهذا المعنى ينفى قطعاً باتفاق السلف والخلف ... الخ
فالسلف يفوضون علم المراد من نصوص الصفات إلى الله، وهذا القسم هو الذي يفوض، ولقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض فزعم أن التفويض هو اعتقاد أن نصوص الصفات لا معنى لها، وهذا التصور فاسدٌ قطعاً، أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]، هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/478)
وقال الترمذي تحت باب (باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار) تعقيبا على حديث " فتقول هل من مزيد حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها ": والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوْا هذه الأشياء، وقالوا: تروى هذه الأحاديث ويؤمن بها ولا يقال: كيف؟ وهذا الذي اختاره أهل الحديث، أن يرووا هذه الأشياء كما جاءت، ويؤمن بها ولا تُفسر ولا تُتوهم ولا يُقال: كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. اهـ
وقال الذهبي: والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير. اهـ سير أعلام النبلاء (8/ 105).
وقال الشافعي رحمه الله تعالى: عندما سئل عن الاستواء فقال آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك. اهـ
قال الإمام ابن قدامة: قال أبو بكر الخلال أخبرنا المروذي قال: سألت أبا عبد الله عن أخبار الصفات، فقال تُمرها كما جاءت. ... الخ، فهذا معنى التفويض عند السلف الصالح، فلنقف عنده.
وقد أشبع الأخ الفاضل القول في التفويض، فذكر مشكوراً أن التفويض هو إثبات ما ورد به الشرع، ثم رد معاني الصفات الموهمة للتشبيه إلى الله تعالى، وذكر أدلة السلف على التفويض، من كتاب الله تعالى، من مثل قوله سبحانه: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11}، وأطال النفس في هذا الموضوع.
وذكر أدلتهم من السنة، فأورد حديث عائشة رضي الله عنها: قالت تلا رسول الله صلى اله، عليه وسلم هذه الآية: [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] {آل عمران:7}، قالت: قال رسول الله صلى الهي عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم.
وذكر دليل الإجماع على التفويض، ونقل قول ابن قدامة الإجماع على التفويض ... (ونحن على طريقة سلفنا، وجادة أئمتنا، وسنة نبينا صلى الهض عليه وسلم، ما أحدثنا قولاً، ولا زدنا زيادةً، بل آمنا بما جاء، وأمررناه كما جاء، وقلنا بما قالوا، وسكتنا عما سكتوا عنه، وسلكنا حيث سلكوا، فلا وجه لنسبة الخلاف والبدعة إلينا).
2 - وقال الشيخ حفظه الله تعالى كلاما جميلاً حقاً، في معنى كلمة السلف [السلف الذين أعنيهم في بحثي هذا، هم الصدر الأول الصالح، أهل القرون الثلاثة المفضلة، والخلف هم الذين جاءوا من بعدهم وسلكوا على طريقتهم، وليس مرادنا بالسلف هم من وجدوا في الزمن الأول، فإنه قد وجد في الزمن الأول طوائف من الضلال من أمثال الخوارج والمرجئة والمجسمة والجهمية والمعطلة وغيرهم، فهؤلاء سلف سوء، لا كرامة لهم ولا اعتبار بهم]
3 - (المراد بالكيف). قال الشيخ الفاضل: إن من اعتمد على قول الإمام مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول، ليحمل صفات الباري تعالى على مقتضى الحس والحقيقة اللغوية، إنه لا متمسك له فيها، بل هو أبعد الناس عنها، ثم أورد ما رواه الإمام البيهقي بسنده إلى يحيى بن يحيى، يقول: كنا عند مالك بن أنس، فجاء رجلٌ فقال يا أبا عبد الله: [الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى] {طه:5}، كيف استوى؟ فأطرق مالك رأسه ثم علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، فأمر به أن يخرج.
وقال: أما لفظة الاستواء معلوم والكيف مجهول، فلا تصح مسندة إلى إمام دار الهجرة.
ونقل كلام ابن الجوزي رحمه الله تعالى [فما للحس معه مجال، عَظَمَتُه عَظُمَتْ عَنْ نَيْلِ كَفِّ الخيال، كيف يقال له كيف، والكيف في حقه محال]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/479)
وذكر حفظه الله الكيفية في اللغة والاصطلاح في كلام جميل، ووجَّه سؤالاً وجيهاً لمن قال بالعلو الحسي لله والعياذ بالله، فقال: [فنقول: ما قولكم في عقيدة الحلول؟
فإن قالوا: ضلال وغي، قلنا:قد وافقتم أهل السنة، ولكن ينافي هذا المعتقد القول بالعلو الحسي.
فإن قالوا: وما وجه المنافاة؟
قلنا: جهة العلو التي تثبتون وجود الله فيها، إما أن تكون مخلوقا أو لا.
فإن قلتم: مخلوق، فقد قلتم بحلول الله في مخلوق وهذا كفر.
وإن قلتم: ليست مخلوقا لله، فقد كذَّبتم قوله تعالى: [اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ] {الرعد:16}، وهذا كفر.
وإن قلتم: نحن نقول هي جهة عدمية لا وجودية.
قلنا: هذا نفي لوجود الله، فكيف يصح عند العقلاء وجود موجود في معدوم غير موجود، هذا محال].
.....
6 - ذكر الكاتب حفظه الله كلاما جيداً في التأويل، وبيان معناه، وضوابط التأويل، ثم قال: من ذهب إلى التأويل في نصوص الصفات من السلف والخلف على قسمين:
القسم الأول: مسلك من قال: لا يصار إلى التأويل إلا عند الحاجة إلى دفع دعاوى المجسمة والمشبهة، وإلا فالأصل هو الإمساك عن التأويل، فإذا وجدوا من يقول بالتجسيم أو التكييف من المجسمة والمشبهة ولقوا من يصفه بصفات المحدثات من القائلين بالحد والجهة، فحينئذ يسلكون طريق التأويل، وهذا جيد فكأنه علاج يعالج به المريض، لينجو من الإلحاد والتجسيم والعياذ بالله.
القسم الثاني: وهم الذين ذهبوا إلى أن التأويل هو المسلك الأرجح، فقد أورد أدلة القائلين به نقلا عن بدر الدين بن جماعة.
7 - وأخيراً، أقول جزاك الله تعالى يا سيف بن علي وأعلا قدرك في الدنيا والآخرة، وجعلك سيفاً رفيقاً رحيماً على أولئك الذين ديدنهم الكلام والافتراء على أهل السنة باسم أهل السنة والأثر خاصة، وجعل كتابك هذا نوراً وضياءً يُقْتَبَسُ مِنْ مِشْكَاتِه في أقوالِ العلماءِ السادةِ الأخيارِ الطريقَ إلى الحق والعيش به، والدعوة إليه، على هدى وبصيرة، وجعلك على كل حال مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر، آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}
وكتبه: وهبي سليمان غاوجي الألباني
المدينة المنور 25/ من ذي الحجة/ 1426هـ
هذا الكلام الفاسد الذي نقله سيف العصري عن المبتدع وهبي غاوجي الألباني تحريف عجيب لكلام السلف الصالح!! وإن شاء الله سأرد عليه فقرة فقرة لكشف زيف كلام سيف وشيخه غاوجي؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، دعا الناس إلى الله تعالى، وتركهم في دينهم على بينة ونور.
1 - في هذه القرون التي يحارب فيها الإسلام بكل سلاح، ويشهر في مقابل الإيمان بالله تعالى سلاح عبادة الشيطان والهوى، في هذه الأيام اشرأب فيها الكفر حتى طغى وتجاوز كل حدّ، يخرج على الناس بعض الجهلة بترديد أقوال في صفات الله تعالى، ردها السلف الصالح، ورفضها كبار العلماء، ولقد أكرم الله تعالى الشيخ سيف بن علي العصري فكتب (386) صفحة تحت عنوان "القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام"، وقد حشر لبحث (403) مصدرا، نقل فيه أقوال الأعلام في هذا الباب، فجزاه الله خيراً.
فنقول ياغاوجي لقد افتريت على من سميتهم بالجهله!! فالجهلة في زعمك هم أتباع السلف الصالح بلاريب؟؟ ونسبة الجهل إليك أسلم وأحكم
فسلفنا الصالح لم يكونوا مفوضة كما في تصورك أنت وسيف!!! وكبار العلماء وافقوا هؤلاء الجهلة في زعمك على إثبات الصفات عكس ما تقول .........
فأي كرامة ناهلها سيف بتحريفه للكلم عن مواضعه حتى تشكره عليها
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ثم يقول غاوجي
ذكر: أن صفات الله تعالى على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ما هو كمال محض، وهي الصفات التي ما هياتها وحقائقها لا تستلزم الحدوث ولا الجسمية، كمعاني الوجود والعلم والسمع والبصر ونحوها، فهي ثابتة لله تعالى على ما يليق به ... الخ.
فهذا القول من ابطل الباطل!!! فالعلم والسمع والبصر والوجود ليست صفات كمال على كل حال
وماهياتها وحقائقها لاتستلزم الحدوث ولاالجسمية ولاتمنع من ذلك!!! فليس عندهم مثال واحد مما ذكره صحيح فكلها منتقضة!!! فيا غاوجي وياسيف ما وجدتم ضابطا صحيحا للكمال المحض في الصفات وابيتم إلا التلفيق بالعلم والوجود والسمع والبصر وكل ما ذكرتموه يمكن أن تكون كمالا محضا ويمكن ألا تكون كذلك ......... وأما قولكم أن السمع لايستلزم الجسمية فهو من مخلفات علوم الكلام الفاسدة التي ورثتموها عن اليونان!! فقد أصبحت كلمة التجسم كالبعبع في كتاباتكم وتشويهاتكم لأهل السنة!!!
أقول أن العين لله لاتستلزم الجسمية ولاتستلزم الحدوث وهي كمال محض لله فنثبتها على مايليق بالله وكذلك اليد والقدم لله تعالى لاتستلزم الحدوث ولاالجسمية فنثبتها على ما يليق بالله تعالى وهي كمال محض له سبحانه!!! فتبقى ازمتكم الفكرية في بعبع الجسمية والتجسيم تطاردكم حتى تهلكم وترديكم وتوردكم الموارد في تعطيل صفات الله تعالى عن معانيها اللائقة به!
ثم يقول غاوجي
القسم الثاني: ما هو من الصفات نقص محض، فهذا يؤول قطعاً ولا يفوض، كالنسيان في قوله تعالى: [الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51}
معنى النسيان في الآية الإهمال والترك فالكفار ليسوا كلهم لايؤمونون بالآخرة فمنهم من يؤمن بالآخرة ولكنه أهمك وترك ولم يعمل لذلك اليوم فالله اهمله في النار وتركه وعند العرب النسيان يطلق على ما سبق فبقرينة (كما نسوا لقاء يومهم هذا) تبين أن المعنى الترك والإهمال
والنسيان ليس صفة نقض كما تزعم!! فممكن تكون صفة كمال فتنسى ظلم من ظلمك ووووو ....
فبطل قسمهم الثاني بحمد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/480)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 02 - 09, 04:02 ص]ـ
ثم يتابع غاوجي قائلا:
القسم الثالث: ما يوهم بمعناه الظاهر الحقيقي النقص، لأنه بمعناه الظاهر الحقيقي دال على صفات الأجسام، وله في لغة العرب معاني أخرى لائقة بالله تعالى، لا تختص بالبشر ولا بالمخلوقات، فليست تدل على أجزاء ولا أعضاء ولا أركان ولا انفعالات لجسم ما، بل على أفعال تليق أغلبها بالله تعالى، مثال ذلك اليد، فإن لها معاني كثيرة، الحقيقي منها الجارحة، فهذا المعنى ينفى قطعاً باتفاق السلف والخلف ... الخ
فالسلف يفوضون علم المراد من نصوص الصفات إلى الله، وهذا القسم هو الذي يفوض، ولقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض فزعم أن التفويض هو اعتقاد أن نصوص الصفات لا معنى لها، وهذا التصور فاسدٌ قطعاً، أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]،
فأقول كذبت والله ياغاوجي أنت وسيف ودلستم على الناس!! فحسبكم الله
فالمبتدعة عشعش في عقولهم التجسيم!!!! اسمحولي ياكرام أن اشرح ذلك
فالمبتدعة كغاوجي وسيف ومن على شاكلتهم يشبهون الله يخلقه في بداية الأمر ثم بعد ذلك ينفون عنه ذلك التشبيه بزعم التنزيه؟؟؟؟ مثال>يتصورون أن يد الله جسم وجارحة ووووثم يقولون لابد ان ننزه الله عن ذلك فيفسرونها بالنعمة وووو!!!! فانظر وتأمل كلام غاوجي <<<ما يوهم بمعناه الظاهر الحقيقي النقص، لأنه بمعناه الظاهر الحقيقي دال على صفات الأجسام،>>>
فعقولهم أيه الإخوة تعشعش فيها فكر الجسم والتجسيم حتى عند ذكر صفات الله تعالى!! وكذب غاوجي عندما زعم أن ظاهرها يدل على التجسيم!! فهذا إنما يدل على التجسيم عند من ابتلاهم الله بتحريف الصفات الإلهية كالأشاعرة وغيرهم؟؟ أما من عافاه الله مما ابتلاهم به فلايدل ظاهرها عندهم على الجسمية لأنهم يعرفون الله تعالى حق معرفته ولايشبهونه بالمخلوقات
ثم يقول غاوجي
فالسلف يفوضون علم المراد من نصوص الصفات إلى الله، وهذا القسم هو الذي يفوض
علم المراد!!!!!!!!!! عجيب أمركم تقولون علم المراد من اليد يفوض إلى الله وهذا هو القسم الذي يفوض!!! يعني أي آية فيها ذكر ليد الله ففوض علم مرادها إلى الله؟؟؟ يعني قوله تعالى (لما خلقت بيدي) إياك إياك أن تفهم من كلمة (يدي) في الاية أي شيء على زعمهم!!!
فعلى زعمهم أن الله سبحانه يذكر لنا كلمة اليد حتى نفوض علم مرادها إليك يارب <<ففسر قوله (لما خلقت فقط) وإياك ان تفسر (بيدي) <<وإن فسرتها ففقد خالفت السلف الصالح في زعمهم؟؟؟ فنقول أن الله رد على إبليس بقوله (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين) أنا لانستطيع فهم الآية لأنا لاندري كيف خلق الله آدم على زعم غاوجي وسيف!!! فهذه نتيجة غاوجي وسيف العجيبة الغريبة يريدون منا تفويض اي آية يزعمون أن فيها تجسيم بعقولهم الفاسدة الكاسدة!!! أما العقول التي استضائت بنور الوحيين وعشعش فيها حب الاتباع للسلف الصالح فيؤمون بأن لله تعالى يد تليق بجلاله لاتشبه يد المخلوقين ولانعرف كيفيتها ونؤمن أن الله تعالى خلق آدم بيديه الكريمتين كما أخبرنا في كتابه الكريم وهذا تشريف عظيم لآدم عليه السلام وإلا لو قلنا معني بيدي بقدرة الله فماعاد فيها ميزة لادم عن غيره؟؟؟ فتأملوا رحمكم الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 02 - 09, 05:06 ص]ـ
ثم يقول عاوجي:
أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]، هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
تعريف متناقض لمعنى التفويض!!
تفسير ذلك التناقض في قول غاوجي (
أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/481)
فهذا تعريف متناقض!! اعتقاد <<لاأريد أن أدخل معهم في تعريف معنى الاعتقاد <<< أن لنصوص الصفات معاني لائقة >>لحد الآن ماشي<<< ثم يقول>>نسكت عن تعيينها ونكل علم ذلك إلى الله تعالى<<< وهذا التناقض بعينه!!
يعني معناها نعتقد ونقر ونفهم أن هناك معنى لليد لائق بجلال الله ثم بعد أن نعتقد ذلك نسكت عن تعيينها ونكل علمها إلى الله!!!
نسكت لماذا بعد أن اعتقدنا معنا لها؟
فالتناقض في التعيين لمعنى الصفة >>مثال قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى<<< استوى نعتقد! أن لها معنى لائق بالله لكن إياك إياك أن تعين هذا المعنى بل فوض أمر المعنى لله؟
فعندما تقرا قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) الرحمن فسرها وافهمها! على افهمها وفسرها! العرش افهمه وفسره! استوى اعتقد أن لها معنى وبعد أن تعتقد أن استوى لها معنى لائق بالله اسكت عن تعيين ذلك المعنى يعني لاتفسره بشيء ثم كل علم المعنى لله تعالى؟
طبعا هذا زعم غاوجي وسيف وينسبون ذلك للسلف الصالح؟
اسمحولي أيه الأكارم أن أنقل كلام السلف في الاية (استوى) ونرى هل كلام غاوجي وسيف صحيح أم لا؟
الدر المنثور - (1/ 62)
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن أبي العالية في قوله {ثم استوى إلى السماء} قال: ارتفع. انتهى
وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا
وقال الذهبي في كتاب "العلو" قال أبو أحمد الحاكم وأبو بكر النقاش المفسر واللفظ له حدثنا أبو العباس السراج، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة، نعرف ربنا أنه في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله: {الرحمن على العرش استوى} وكذا نقل موسى بن هارون، عن قتيبة أنه قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه. قال الذهبي فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة. انتهى.
وها غيض من فيض عما نقل عن السلف؟؟؟
فتبين كذب غاوجي وسيف على السلف الصالح
فاللهم انت حسبنا ونعم الوكيل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[21 - 02 - 09, 05:51 ص]ـ
ثم يقول غاوجي
هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
كتاب الفقه الأكبر منسوب لأبي حنيفة ولايثبت عند التحقيق!!! ثم أن غاوجي بتر النص وقطعه
فانظروا يا إخواني السلفيين ماذا بعد هذا الكلام الذي نقله غاوجي المدلس (
وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف)
فبالله عليكم لماذا بتر غاوجي وسيف النص من كتاب الفقه الأكبر!!! فيا إخواني اعلموا أن أهل البدع يذكرون مالهم ويدعون ما عليهم فاللهم اكفنا شرهم؟؟؟
ثم يستمر غاوجي فيقول وقال الترمذي تحت باب (باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار) تعقيبا على حديث " فتقول هل من مزيد حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها ": والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوْا هذه الأشياء، وقالوا: تروى هذه الأحاديث ويؤمن بها ولا يقال: كيف؟ وهذا الذي اختاره أهل الحديث، أن يرووا هذه الأشياء كما جاءت، ويؤمن بها ولا تُفسر ولا تُتوهم ولا يُقال: كيف؟ وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. اهـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/482)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم
يا إخواني نؤمن بها ولايقال كيف يعني نؤمن بأن لله قدم ولانقول كيف هي ولانتوهم كيفيتها هذا هو كلام الترمذي!!!! والترمذي قال بعدها يعني يتجلى لهم!! وهذا يرد على غاوجي وسيف لوكانوا يعقلون
دعونا ننقل لكم كلاما للترمذي في الرد على غاوجي وسيف
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عباد بن منصور حدثنا القاسم بن محمد قال سمعت أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل
{ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات}
و
{يمحق الله الربا ويربي الصدقات}
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
فالله المستعان عليهم!!!
ثم قال غاوجي
وقال الذهبي: والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت بلا تفسير. اهـ سير أعلام النبلاء (8/ 105).
لماذا لم تذكر أقوال الإمام مالك التي فيها إثبات للصفات!!! ومعنى التفسير في قول الإمام مالك ليس التفويض المزعوم عن غاوجي وسيف فالتفسير بمعنى تكييف الصفة
دعوني أثلج صدوركم يا أهل السنة بهذا النقل عن الإمام ابن عبدالبر وأنقل لكم منه فقرات مختارة لطوله
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 142)
قال أبو داود وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يحيى بن موسى وعلي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك قال الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش قيل له بحد ذلك قال نعم هو على العرش فوق سبع سموات
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 145)
قال أبو عمر:
أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 152)
قال أبو عمر:
الذي أقول أنه من نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن وسائر المهاجرين والأنصار وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجا علم أن الله عز وجل لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين بأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قبل حركة ولا من باب الكل والبعض ولا من باب كان ويكون ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبا وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازما ما أضاعوه ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم ولو كان ذلك من عملهم مشهورا أو من أخلاقهم معروفا لاستفاض عنهم ولشهروا به كما شهروا بالقرآن والروايات
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" عندهم مثل قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف:143] ومثل قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22] "كلهم يقول ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف لا يقولون كيف يجيء وكيف يتجلى وكيف ينزل ولا من أين جاء ولا من أين تجلى ولا من أين ينزل لأنه ليس كشيء من خلقه وتعالى عن الأشياء ولا شريك له وفي قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} دلالة واضحة أنه لم يكن قبل ذلك متجليا للجبل وفي ذلك ما يفسر معنى حديث التنزيل ومن أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} فلينظر في تفسير بقي بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/483)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 02 - 09, 11:17 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ولو تلاحظ اخي الحبيب هؤلاء كعادتهم ينتقون ما يقوي زعمهم. ويغضون الطرف عما يضر بحثهم. والذي نستغربه كيف يتجرء امثال هؤلاء الكذب على السلف جهارا , ويتمسكون ببتر الجمل.
ولقد حاول بعضهم نسبة القول بالتفويض للطبري , فتحاوت معه وبصراحة ما استفدت منه الا اني راجعت تفسير بعض الايات , ولعل اسلم طريقة بالرد عليهم هو جمع كلام السلف الذي يفيد انهم يفوضون الكيف لا المعنى.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 02 - 09, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيك
هو عضو في الملتقى فلماذا لا يرد؟!
أم أنه تشابه أسماء؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:52 ص]ـ
أيضا الأخ ابو فهر كتب رد فالله يجزيه خيرا
سيف العصري يكتب في الملتقى وطلبته يشارك وما جاء لحد الآن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=991130#post991130
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:25 م]ـ
قال ابن جرير حدثني علي، ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: الكلام الطيب: ذكر الله، والعمل الصالح: أداء فرائضه؛ فمن ذكر الله سبحانه في أداء فرائضه، حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله
قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات (2/ 310)
: أنبأنا الحاكم،حدثنا الأصم، حدثنا محمد بن الجهم حدثنا يحيى بن زياد الفراء قال: "وقد قال عبد الله بن عباس: {ثُمّ اسْتَوَى} صعد، وهو كقولك للرجل كان قاعدا فاستوى قائماً، وكان قائمًا فاستوى قاعدًا، وكل في كلام العرب جائز"
قلت إسناده صحيح ومحمد بن الجهم وثقه الدارقطني كما ((تاريخ بغداد)) (2/ 161)
والفراء إمام في العربية وهو أعلى طبقة من جرير
وقد ثبت عن الإمام أحمد إثبات صفة المجيء
نقل القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات ورقة 85 من المخطوط (مستفاد من تحقيق بيان تلبيس الجهمية) ((وقد قال أحمد في رواية أبي طالب وقول الله عز وجل ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)) ((وجاء ربك والملك صفاً صفاً)) فمن قال أن الله لا يرى فقد كفر))
وقد ثبتت عن الإمام أحمد آثار عديدة تدل على أنه كان من مثبتة الصفات
أذكر منها ما جاء في رواية الميموني للمسائل (27) ((من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله: {خلقت بيدي} مشددة)) وما جاء في رواية أبي طالب للمسائل ((قلب العبد بين أصبعين، وخلق أدم بيده، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به))
عن يوسف بن موسى البغدادي أنه قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعمله في كل مكان؟ قال: نعم على العرش، وعلمه لا يخلو منه مكان
قلت رواه الخلال كما أفاد بذلك الذهبي في العلو (ص130) وابن القيم في اجتماع الجيوش (ص200) وإسناده قوي
وقد روى النجاد في (ق: 87 / ب) ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) عن عبد الله بن أحمد قوله سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي:، بلى، إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت))
ويدل هذا الأثر على أن معنى قول السلف ((أمروها كما جاءت)) هو أثبتوها كما جاءت
قال ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره برقم 1995 حدثنا أبو زرعة حدثنا الحسن بن عون البصري حدثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة في قوله تعالى ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام)) وذلك يوم القيامة
وفي هذا الأثر إثبات أن السلف كانوا مثبتة ولم يكونوا مفوضة ولم يؤخذ على قتادة إلا القول بالقدر
وروى أيضا برقم 1997 عن حجاج بن حمزة (قال عنه أبوزرعة ((شيخ مسلم صدوق)) كما في ترجمته في تاريخ الإسلام) ثنا شبابة ثناورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ((قوله ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام)) كان يقول هو غير السحاب ولم يكن لبني إسرائيل في تيههم حين تاهوا وهو الذي يأتي الله فيه الله يوم القيامة
وقال ابن جرير في تفسيره برقم 3672 من طريق محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح فذكره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/484)
وروى أيضا برقم 1998 عن أبيه ثنا محمد بن الوزير الدمشقي ثنا الوليد سألت زهير بن محمد عن قول الله ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام)) قال ظلل من الغمام منظوم بالياقوت مكلل بالجواهر والزبرجد))
وهذا برهان آخر على كذب من زعم أن السلف كانوا مفوضة ويستفاد من هذه الآثار أنه لم ينعقد إجماع على تفويض أو تأويل صفة المجيء بل على العكس الإجماع منعقد على إثباتها
وقد أثبت ابن جرير الطبري صفة المجيء
حيث قال في تفسيره ((وقوله: ((وجاء ربك والملك صفا صفا))
يقول تعالى ذكره: وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفا صفا بعد صف **
وقد قال القرطبي (وهو من أهل التأويل) في تفسيره ((والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون: يجيء وينزل ويأتي. ولا يكيفون لأنه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"))
وقوله ولا يكيفون يدل على أنهم يثبتون المعنى ولكن أشاعرة اليوم يعتبرون هذا القول من أقوال أهل التجسيم والتشبيه
وقد ثبت عن الإمام مالك إثبات العلو
رروى أبو داود في المسائل (ص263) بسند صحيح عن عبدالله بن نافع عن الامام مالك أنه قال ((الله في السماء وعلمه في كل مكان))
وعبدالله بن نافع هذا هو الصائغ وقد عده ابن معين من الأثبات في مالك وقال عنه ابن سعد ((لزم مالك لزوما شديدا)) وقال أحمد ((كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه)) وقال أبوداود ((كان عبدالله عالما بمالك)) وقال أحمد بن صالح ((أعلم الناس بمالك وحديثه)) وعلى فرض أنه بن ثابت فهو ثقة أيضاً (انظر تهذيب التهذيب
وعلى فرض أنه بن ثابت فهو ثقة أيضاً
وهذا الأثر لا يمكن حمله على العلو المعنوي لقول مالك ((وعلمه في كل مكان)) فدل ذلك على أنه يرد على الجهمية الذي يقولون بأن الله في كل مكان
والجهمية لم ينكروا العلو المعنوي
وكما علم الله في كل مكان حقيقة فهو في السماء حقيقة
وأما قوله ((أمروها كما جاءت بلا كيف)) في نصوص الصفات فهو دليل على الإثبات لوجهين أولها أنه لا يقال ((بلا كيف)) إلا بعد الإثبات إذ ما لا يثبت أصلا لا يحتاج الى نفي الكيف عنه أو نفي العلم بكيفيته
وقد نقل الترمذي عن السلف هذه العبارة بلفظ آخر وهي ((ولا يقال كيف))
فنفي السؤال عن الكيف يدل على ثبوت المعنى فنفي السؤال عن كيفية المعدوم عبث محض
والثاني أن الإمام مالك ثبت عنه إثبات العلو فهذا دليل على أنه كان يعني الإثبات
ابن جرير الطبري قال في تفسيره لقوله تعالى ((غير المغضوب عليهم))
قال ((وقال بعضهم: غضب الله على من غضب عليه من عاده ذم منه لهم ولأفعالهم، وشتم منه لهم بالقول. وقال بعضهم: الغضب منه معنى مفهوم، كالذي يعرف من معاني الغضب. غير أنه وإن كان كذلك من جهة الإثبات، فمخالف معناه منه معنى ما يكون من غضب الآدميين الذين يزعجهم ويحركهم ويشق عليهم ويؤذيهم؛ لأن الله جل ثناؤه لا تحل ذاته الآفات، ولكنه له صفة كما العلم له صفة، والقدرة له صفة على ما يعقل من جهة الإثبات))
قلت فانظر كيف جعل صفة الغضب كصفة العلم وصفة القدرة تثبت على وجه لا يشبه نعوت المخلوقات وهذا ينقض الإجماع المزعوم
وقال ابن جرير أيضاً في تفسير قوله تعالى ((رضي الله عنهم ورضوا عنه))
قال ((يقول: هذا الذي أعطاهم الله من الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها، مرضيا عنهم، وراضين عن ربهم، هو الظفر العظيم))
قلت ففرق بين الرضا والإنعام
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (14/ 396) أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف حدثنا أبو العباس السراج إملاء قال: من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه" فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
قلت وإسناده صحيح
شيخ الذهبي إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين أبو الفداء عماد الدين
قال اليونيني ذيل مرآة الزمان ((كان إماماً عالماً فاضلاً ورعاً عاملاً))
وأحمد بن تميم حافظ معروف
وأبو روح اسمه عبد المعز بن محمد له ترجمه في تاريخ الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/485)
قال الذهبي ((عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد. الشيخ المعمَّر، حافظ الدين أبو رَوْح الساعدي، البزّاز، الهَرَوي، الصوفي، مسند العصر بخُراسان.
ولد في ذي العَقْدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهَراة))
وشيخه محمد بن إسماعيل بن الفُضيل
له ترجمة في الأنساب للسمعاني
قال السمعاني ((محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهوراً بالعدالة والتزكية عالماً باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث)) ثم ذكر ولايته للأوقاف
وأما المليحي فله ترجمة في الأنساب للسمعاني
قال السمعاني ((محدث هراة في وقته ومسندها))
وأما شيخه الخفاف فقد ذكر السمعاني (كما نقل الألباني في مختصر العلو) في الأنساب أن سماعاته من أبي العباس السراج صحيحة
والأثر واضح وهو والذي قبله فيهما رد على من زعم أن السلف كانوا مفوضة
قال الخطيب البغدادي (1/ 365) في تاريخه حَدَّثَنِي الحَسن بن أَبِي طالِب قال نبأنا أبو الحَسَن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَنصُور القزاز: وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين. قال: سَمِعت أبا الطيَب أحمد بن عُثمَان السّمسَار والد أَبِي حَفص بن شَاهِين يقول: حضرت عند أَبي جَعفَر الترمذي فسأله. سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدُّنيَا. فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ ".
فقال أبو جَعْفَر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة
قلت إسناده صحيح
والسائل كما ترى يثبت العلو ويستشكل النزول مع إثبات العلو فيسأل (هو يبقى في علوه) أي عند النزول
فأجابه الثقة الفاضل أبو جعفر الترمذي
بأن النزول معقول
قلت إذا اتفق العقل والنقل وجب الإثبات
والكيف مجهول
ولم يقل معدوم فتنبه
والإيمان به واجب
يعني النزول
والسؤال عنه بدعة
وهذا مذهب السلف في هذه المسألة
وينبغي التنبه لأمرين
الأول أنه لم يتكلم أحد في عقيدة أبو جعفر الترمذي
الثاني ان الترمذي لم ينكر على السائل إثباته للعلو
ولا يمكن حمل هذا على العلو المعنوي
إذ أنه لا يتوهم تعارض بين العلو المعنوي والنزول
ولم يتأول أحد النزول أنه نزول في المكانة والعياذ بالله
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:45 م]ـ
ثم يقول غاوجي
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
كتاب الفقه الأكبر منسوب لأبي حنيفة ولايثبت عند التحقيق!!! ثم أن غاوجي بتر النص وقطعه
فانظروا يا إخواني السلفيين ماذا بعد هذا الكلام الذي نقله غاوجي المدلس (
وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف)
فبالله عليكم لماذا بتر غاوجي وسيف النص من كتاب الفقه الأكبر!!! فيا إخواني اعلموا أن أهل البدع يذكرون مالهم ويدعون ما عليهم فاللهم اكفنا شرهم؟؟؟
ثم يستمر غاوجي فيقول
حسبنا الله ونعم الوكيل
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم
يا إخواني نؤمن بها ولايقال كيف يعني نؤمن بأن لله قدم ولانقول كيف هي ولانتوهم كيفيتها هذا هو كلام الترمذي!!!! والترمذي قال بعدها يعني يتجلى لهم!! وهذا يرد على غاوجي وسيف لوكانوا يعقلون
دعونا ننقل لكم كلاما للترمذي في الرد على غاوجي وسيف
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عباد بن منصور حدثنا القاسم بن محمد قال سمعت أبا هريرة يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/486)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل
{ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات}
و
{يمحق الله الربا ويربي الصدقات}
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
فالله المستعان عليهم!!!
ثم قال غاوجي
لماذا لم تذكر أقوال الإمام مالك التي فيها إثبات للصفات!!! ومعنى التفسير في قول الإمام مالك ليس التفويض المزعوم عن غاوجي وسيف فالتفسير بمعنى تكييف الصفة
دعوني أثلج صدوركم يا أهل السنة بهذا النقل عن الإمام ابن عبدالبر وأنقل لكم منه فقرات مختارة لطوله
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 142)
قال أبو داود وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يحيى بن موسى وعلي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك قال الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش قيل له بحد ذلك قال نعم هو على العرش فوق سبع سموات
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 145)
قال أبو عمر:
أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (7/ 152)
قال أبو عمر:
الذي أقول أنه من نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وعبد الرحمن وسائر المهاجرين والأنصار وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجا علم أن الله عز وجل لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين بأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قبل حركة ولا من باب الكل والبعض ولا من باب كان ويكون ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبا وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازما ما أضاعوه ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم ولو كان ذلك من عملهم مشهورا أو من أخلاقهم معروفا لاستفاض عنهم ولشهروا به كما شهروا بالقرآن والروايات
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" عندهم مثل قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف:143] ومثل قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22] "كلهم يقول ينزل ويتجلى ويجيء بلا كيف لا يقولون كيف يجيء وكيف يتجلى وكيف ينزل ولا من أين جاء ولا من أين تجلى ولا من أين ينزل لأنه ليس كشيء من خلقه وتعالى عن الأشياء ولا شريك له وفي قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} دلالة واضحة أنه لم يكن قبل ذلك متجليا للجبل وفي ذلك ما يفسر معنى حديث التنزيل ومن أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} فلينظر في تفسير بقي بن مخلد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/487)
ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق
قال الترمذي (9/ 185) ((وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه))
وهذا صريح في إثبات العلو الحسي وليس معناه العلو المعنوي لأن الترمذي كان في صدد نفي كون الله في الأرض كما هو ظاهر الحديث المنكر الذي كان الترمذي يتكلم عنه ((لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله))
وله كلام آخر صريح في إثبات الصفات وهو قوله في سننه (3/ 50_51) ((وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))))
وهذا كلام صريح في الإثبات لوجوه
الأول عدم تفريقه بين اليد والسمع والبصر بل أثبتها جميعاً
الثاني قوله ((وفسروها على غير ما فسرها أهل العلم)) مما يدل أن لأهل العلم تفسير لهذه الآيات والأحاديث وقد تقدم ذكر الكثير منها ومنها تفسير الترمذي الذي ذكرناه للتو
الثالث نفي السؤال عن الكيفية وقد تقدم شرحه
الرابع إثبات الترمذي لصفة العلو
الخامس نفيه للتوهم وإنما يحصل توهم التشبيه والتجسيم لمن يثبت الصفات أما المعطلة فذلك منتفي في حقهم
وما نقله الترمذي عن إسحاق حق لا مرية فيه فلو كان الإتفاق باللفظ يقتضي الإتفاق في المعنى أو التشابه لكانت يد الجمل كيد الباب ويد النملة كيد الفيل وساق النبات كساق الإنسان والأمثلة على ذلك كثيرة
ـ[ابو ياسين التلمساني]ــــــــ[23 - 03 - 09, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اما بعد ... فان النقل هو الاصل في اثبات العقائد وتقريرها، و الاحتجاج لها،والنقل هو الوحي قرانا وسنة وهو المنقول عن القرون الفاضلة من هذه الامة،لكن الشبه والبدع اكثر من ان تنضبط، وقد قال تعالى (وكان الانسان اكثر شيء جدلا)،ولا يعجز شياطين الانس والجن ان يوحي بعضهم الى بعض هذه الشبهات، وان يستدرجوا اليها من المسلمين من ضعفت صلتهم بمصادر التلقي المعصومة، وقد يلتبس الامر على كثير من الصالحين من اهل السنة فيظنوا حقا ما ليس بحق، ويدعوا اليه ويجادلوا عنه،ومن هذا المنبر الطيب ادعو العلماء وطلبة العلم الى عرض عقيدة السلف عرضا جديدا؛ يحافظ على نصاعته وتميزه،ويُجتنب فيه اسلوب المتقدمين الذي يصعب التعامل معه الا لاهل التخصص، ويُراعى فيه التجديد والوضوح والتشويق،فليس قدرا ولا واجبا ان تُدرس العقيدة او تُقرأ او يُكتب فيها على أسلوب ومنهج واحد لايتغير ولايتبدل،ولا أنكر ان المكتبة العقدية فيها كثير من الكتب والمؤلفات تراعي هذا الجانب؛ ولكن الامر لا يزال في بدايته،ويخيل الي ام اكثر من يكتب في العقيدة يحجم عنه لاحد سببين:
1 - انه لا يحسن الكتابة الا بالاسلوب القديم لانه قرأ ودرس به؛وهذا ليس عيبا ولا نقصا لمن لايحسن غيره.
2 - انه يخشى ان يفعل فيُنكر عليه او يُتهم.
ولا بأس ان أعرض باختصار بعض ملامح هذا المنهج الذي اتحدث عنه
1 - وضع موسوعة للنصوص التي هي ادلة للعقائد (خاصة في مسائل الاسماء والصفات)
2 - تمييز الصحيح من الضعيف وهو امر سهل ان شاء الله تعالى
3 - استعمال الجداول والمخططات والتشجير
4 - تمييز المتفق عليه من المختلف فيه عند اهل السنة والجماعة
5 - تمييز اخطاء وزلات الائمة من اهل السنة والجماعة فيما انفردوا به وخالفوا فيه الجمهور
6 - تمييز الاصول من الفروع
7 - اعتماد طريقة التبويب والتفصيل والتفريع والترقيم والترتيب
8 - ان يكون العمل موسوعيا لافرديا ولو تطلب جهد سنوات اوعقود من الزمن
9 - ان يراعى فيه الترتيب الزمني في عرض اقوال الائمة
10 - ان يُستشهد لكل مسألة بادلتها الواضحة الجلية القاطعة ثم بما هو انزل درجة من ذلك
11 - ان توضح دون تكلف عبارات الائمة الموهمة والغامضة
ويمكن للاخوة ان يثروا هذا الاقتراح بالزيادة او التنقيح او الحذف حتى يكتمل وياخذ صورته النهائية
نظريا على الاقل،ثم لعل الله يقضي بعد ذلك امرا
والسلام عليكم ورحمة الله
البريد: m-seghier@hotmail.fr
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/488)
ـ[عبدالله بن عبدالقادر المسلم]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:51 م]ـ
أخي الكريم عبدالله بن خميس
هل المدعو سيف العصري هو الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي؟؟
وجزاك الله خيرا
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[03 - 04 - 09, 09:39 م]ـ
جاءنا (سيف) إلى قطر بمستوىً علمي هزيل جدا -بشهادة الذين علموه عندنا في قطر-
جاء ليعمل في قسم الفتوى بالشبكة الاسلامية
ولما رأوا مستواه تبرع بعض مشايخ الشبكة -وبعضهم معروف ولا أريد ذكر أسماء- بتعليمه
وما هي إلا فترة قصيرة تتلمذ فيها على يد الأسمري الذي لا زالت مخلفاته البدعية النتنة باقية الى اليوم
حتى انقلب على مذهبه وعلمائه وأصبح يتبجح في المجالس بنسبة مذهب التفويض للسلف -على طريقة شيخه-
والرجل لم يكن متمكناً أصلاً من عقيدة أهل السنة قبل تحوله
فسبحان ربي
ولاحظوا اهتمام شيخه به وبأقرانه الذين انتكسوا عن معتقد أهل السنة على الأسمري في قطر للأسف (عبدالفتاح اليافعي وعبدالله الجنيد) الذين تنزل كتابتهم في موقع الأسمري
ما أتي هؤلاء إلا من عدم تمكنهم من معتقد أهل السنة
ثم انبهارهم العظيم بالأسمري -الناتج عن جهلهم-
ونسأل الله الثبات
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 10:10 م]ـ
جاءنا (سيف) إلى قطر بمستوىً علمي هزيل جدا -بشهادة الذين علموه عندنا في قطر-
جاء ليعمل في قسم الفتوى بالشبكة الاسلامية
ولما رأوا مستواه تبرع بعض مشايخ الشبكة -وبعضهم معروف ولا أريد ذكر أسماء- بتعليمه
وما هي إلا فترة قصيرة تتلمذ فيها على يد الأسمري الذي لا زالت مخلفاته البدعية النتنة باقية الى اليوم
حتى انقلب على مذهبه وعلمائه وأصبح يتبجح في المجالس بنسبة مذهب التفويض للسلف -على طريقة شيخه-
والرجل لم يكن متمكناً أصلاً من عقيدة أهل السنة قبل تحوله
فسبحان ربي
ولاحظوا اهتمام شيخه به وبأقرانه الذين انتكسوا عن معتقد أهل السنة على الأسمري في قطر للأسف (عبدالفتاح اليافعي وعبدالله الجنيد) الذين تنزل كتابتهم في موقع الأسمري
ما أتي هؤلاء إلا من عدم تمكنهم من معتقد أهل السنة
ثم انبهارهم العظيم بالأسمري -الناتج عن جهلهم-
ونسأل الله الثبات
بارك الله فيك اخي الكريم
ولكن من يقرأ كلامك لن يصدقه إذا ما قارنه بترجمة / سيف العصري فقد ذكر في ترجمته أنه تلقى العلم من أكثر من أربعين شيخاً.
وعلى كل حال فكلامك أعلاه مقدم عندي وعند بقية الاخوة من المذكور في ترجمته.
وأسأل الله أن ينصر أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 10:13 م]ـ
أخي الكريم عبدالله بن خميس
هل المدعو سيف العصري هو الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي؟؟
وجزاك الله خيرا
أرجو الرد
وهل هو نفسه المشارك معنا في الملتقى
http://ahlalhdeeth.cc/vb/search.php?searchid=7775239
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[03 - 04 - 09, 10:14 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ولكن من يقرأ كلامك لن يصدقه إذا ما قارنه بترجمة / سيف العصري فقد ذكر في ترجمته أنه تلقى العلم من أكثر من أربعين شيخاً.
وعلى كل حال فكلامك أعلاه مقدم عندي وعند بقية الاخوة من المذكور في ترجمته.
وأسأل الله أن ينصر أهل السنة في مشارق الأرض ومغاربها
أخي الفاضل
الكثير مما ورد في ترجمته إنما هو (إجازات) تلقاها على أيدي مجموعة من المشايخ
ولدينا من طلبة العلم اليمينيين الأقوياء من حذرنا من الاغترار بمثل هذه الأمور التي يزينون بها (تراجمهم!!)، لأن الحصول عليها سهل جداً، وليس مقياساً لقوة الطالب
ولا أظن أن ذلك يخفى على شريف علمكم
هل المدعو سيف العصري هو الواعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بأبوظبي؟؟
الذي أعرفه عنه أنه بعدما خرج من قطر، استقر في الامارات
فلعله هو المقصود
محبكم
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 10:30 م]ـ
أخي الفاضل
الكثير مما ورد في ترجمته إنما هو (إجازات) تلقاها على أيدي مجموعة من المشايخ
ولدينا من طلبة العلم اليمينيين الأقوياء من حذرنا من الاغترار بمثل هذه الأمور التي يزينون بها (تراجمهم!!)، لأن الحصول عليها سهل جداً، وليس مقياساً لقوة الطالب
ولا أظن أن ذلك يخفى على شريف علمكم
الذي أعرفه عنه أنه بعدما خرج من قطر، استقر في الامارات
فلعله هو المقصود
محبكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/489)
حفظك الله أخي الكريم
راجع الخاص - حفظك الله -
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:17 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الأخوة الفضلاء ..
قال الشيخ وهبي غاوجي في تقريظه:
ذكر [يقصد الأخ العصري في كتابه]: أن صفات الله تعالى على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ما هو كمال محض ...
القسم الثاني: ما هو من الصفات نقص محض، فهذا يؤول قطعاً ولا يفوض، كالنسيان في قوله تعالى: [الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51}
القسم الثالث: ما يوهم بمعناه الظاهر الحقيقي النقص، لأنه بمعناه الظاهر الحقيقي دال على صفات الأجسام، وله في لغة العرب معاني أخرى لائقة بالله تعالى، لا تختص بالبشر ولا بالمخلوقات، فليست تدل على أجزاء ولا أعضاء ولا أركان ولا انفعالات لجسم ما، بل على أفعال تليق أغلبها بالله تعالى، مثال ذلك اليد، فإن لها معاني كثيرة، الحقيقي منها الجارحة، فهذا المعنى ينفى قطعاً باتفاق السلف والخلف ... الخ فالسلف يفوضون علم المراد من نصوص الصفات إلى الله، وهذا القسم هو الذي يفوض،
أقول:
هذا الكلام والتقسيم غريب جداً، وبيان ذلك من وجوه:
1 - قوله عن القسم الثاني (يؤول قطعاً ولا يفوض) نقض لأصل كتابه الذي يريد أن يثبت به أن التفويض هو مذهب السلف، فيلزمه أن يقول إن السلف فوضوا بعض الصفات وأولوا غيرها، فعندها ماذا يفعل بما أكثر من ذكره من عباراتهم المطلقة التي لم تفرق بين بعض الصفات وبعض مثل قولهم: أمروها كما جاءت .. لا تفسر .. إلخ!
2 - من المعلوم أن التأويل عند المتأخرين عدول عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لقرينة، فإذا كان للنسيان (وهو المثال الذي جاء به للقسم الثاني) معنى يليق بالله فيؤول به، فما وجه قوله إن النسيان نقص محض! وأي فرق يصبح بينه وبين ما ذكره في القسم الثالث، ثم ما دام له معنى يليق به فلا وجه لقوله لا يفوض!
3 - هذا المثال الذي اختاره للقسم الثاني من العجائب، قال ابن فارس رحمه الله في مقاييس اللغة (ج 5 / ص 421): " (نسي) النون والسين والياء أصلانِ صحيحان: يدلُّ أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على تَرْك شيء ... وعلى ذلك يفسَّر قولُه تعالى: {نَسُوا اللهَ فنَسِيَهُمْ} [التوبة 67]، وكذلك قوله سبحانه: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه 115]، أراد والله أعلمُ: فتركَ العَهد". فما دام الأمر كذلك فلا مسوغ لقول إن التفسير بالترك تأويل على المعنى الاصطلاحي.
أما قول الشيخ غاوجي:
ولقد أخطأ رجل من القرن السابع تصور التفويض فزعم أن التفويض هو اعتقاد أن نصوص الصفات لا معنى لها، وهذا التصور فاسدٌ قطعاً، أما التفويض فهو كما تقدم هو [اعتقاد أن لنصوص الصفات معاني لائقة نسكت عن تعيينها، ونكل علم ذلك إلى الله تعالى، هذا هو التفويض]
فهو يعني بالرجل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإن كان هذا الكلام من الشيخ غاوجي فقد أخطأ على ابن تيمية، وإن كان نقلاً عن الأخ العصري فإن كتابات ابن تيمية وكلامه عمدة عند من يرد عليهم في كتابه ويذمهم الشيخ غاوجي بقوله بعض الجهلة، وهو رحمه الله من أشد المنكرين لتفويض المعنى الذي يجعله الأخ العصري مذهباً للسلف، مما يلزم منه أن يكون قد أعطى كلام الرجل حقه من الاهتمام والعناية ليعرف ماذا يقول كي يجيد الرد عليه، لكننا للأسف نجده عفا الله عنه لا يعرف كلام ابن تيمية في المسألة الرئيسة التي يدور حولها كتابه ثم يبادر إلى تخطئته! وعلى كل حال فإن ظهور هذه العبارة في التقريظ وعدم تنبيه الأخ العصري عليها يعني موافقته عليها ضمناً!
لقد ذكر ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض - (ج 3 / ص 24) عن الجويني وأتباعه أن لهم في الصفات الخبرية قولان، ثم قال: (أحدهما تأويل نصوصها وهو أول قولي أبي المعالي كما ذكره في الإرشاد والثاني تفويض معانيها إلى الرب وهو آخر قولي أبي المعالي كما ذكره في الرسالة النظامية)
ومن تأمل هذا الكلام عرف مقدار الخطأ الذي وقع فيه الأخ العصري والشيخ غاوجي لا ذلك الرجل في القرن السابع!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/490)
فإذا كانت هذه حال فقرة صغيرة مما انتقاه الشيخ غاوجي ليظهر به فضل هذا الكتاب! فكيف تكون حال بقيته؟
الله المستعان!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:48 ص]ـ
يا إخواني المنصفين
والله تبين أنهم يكذبون ويبترون النصوص
تعالوا معي وشوفوا
ثم يقول غاوجي
اقتباس:
هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
كتاب الفقه الأكبر منسوب لأبي حنيفة ولايثبت عند التحقيق!!! ثم أن غاوجي بتر النص وقطعه
فانظروا يا إخواني السلفيين ماذا بعد هذا الكلام الذي نقله غاوجي المدلس (
وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف)
فبالله عليكم لماذا بتر غاوجي وسيف النص من كتاب الفقه الأكبر!!! فيا إخواني اعلموا أن أهل البدع يذكرون مالهم ويدعون ما عليهم فاللهم اكفنا شرهم؟؟؟
أتحدى سيف العصري وشيخه الأسمري أن يجيبوا عن هذا البتر؟؟؟
والكذب عن القرضاوي كما كشفه الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف رفع الله شأنه وأعلى منزلته
شوفوا معي الكذب
وقد حكى القرضاوي انفتاحه الكبير على مذهب السلف - أو مدرسة ابن تيمية وابن القيم على حدّ تعبيره - لكن هذا الانفتاح المرتقب بعد هذا العمر المديد سرعان ما تقشع بعد هذه الدعوى بسطور! فالقرضاوي يقول: " قال ابن تيمية بصريح العبارة ... لله جنب ولكن ليس كجنبنا".
وهذه كذبة صلعاء على شيخ الإسلام, فإنه قد قال - رحمه الله -: "لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنباً, نظير جنب الإنسان, وهذا اللفظ جاء في القرآن في قوله: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر: 56] , فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له, بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة كبيت الله, وناقة الله .. والتفريط ليس في شيء من صفات الله عز وجل. بل يراد به أنه فرّط في جهته وفي حقه ... ". الجواب الصحيح 3/ 145, 146 باختصار (طبعة المدني).
سبحان من كشف كذبهم وبترهم مهما تهربوا
وانتبهوا لايستدرك على ابن تيمية بالطلمنكي وغيره كما قاله بعض مريدي الأسمري لأن شيخ الإسلام قال طائفة مشهورة أو عالم مشهور عند المسلمين
فهو ما قال أنه لايوجد أحد قال به
قال أحد مريدي الأسمري في رده على الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
أولاً:أقول إذا كنت تعتبر كلام الشيخ القرضاوي كذبة صلعاء فماذا تسمي كلام ابن تيمية الذي نقلته عنه
فابن تيمية يقول ـ غفر الله له ـ (لا يعرف عالم مشهور عند المسلمين ولا طائفة مشهورة من طوائف المسلمين أثبتوا لله جنباً .. ) انتهى
وهذا غير صحيح بل ممن أثبت ذلك أبو عمر الطلمنكي كما نقله عنه وتعقبه الإمام الذهبي قي سير أعلام النبلاء في المجلد 17/ 567فهل نقول أن كلام ابن تيمية كذبة ذات قرون.أم تكيل بمكيالين كالعادة في التطفيف؟!
فالقرضاوي كاذب كاذب مافيها فكة
ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول عالم مشهور أو طائفة مشهورة فيخرج بذلك القول المنسوب للطلمنكي إن صح عنه؟؟؟ فقول شيخ الإسلام مقيد بالشهرة
وأما قول القرضاوي فكذبة مصلعة؟؟؟
وأنا أنادي المنصفين ممن ضللهم الأسمري وأسلموا عقولهم له أن يعودوا لعقولهم ويفهموا أن التفويض وما يخالف معتقد السلف أمر غير رشيد
ـ[سالم حامد الشافعي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 11:57 م]ـ
يا إخواني المنصفين
والله تبين أنهم يكذبون ويبترون النصوص
تعالوا معي وشوفوا
ثم يقول غاوجي
اقتباس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/491)
هاك نقول من العلماء الكبار بلغت (114) قولاً، بدأها بقول الإمام أبي حنيفة وثنى بمالك والشافعي وأحمد.
فنقل أن الإمام أبا حنيفة قال في الفقه الأكبر (ص/26): ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حدَّ له ولا ضد له ... الخ.
حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
كتاب الفقه الأكبر منسوب لأبي حنيفة ولايثبت عند التحقيق!!! ثم أن غاوجي بتر النص وقطعه
فانظروا يا إخواني السلفيين ماذا بعد هذا الكلام الذي نقله غاوجي المدلس (
وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف)
فبالله عليكم لماذا بتر غاوجي وسيف النص من كتاب الفقه الأكبر!!! فيا إخواني اعلموا أن أهل البدع يذكرون مالهم ويدعون ما عليهم فاللهم اكفنا شرهم؟؟؟
أتحدى سيف العصري وشيخه الأسمري أن يجيبوا عن هذا البتر؟؟؟
[/ RIGHT]
أخي الشيخ عبد الله بن خميس رجعت إلى النص المذكور في الكتاب فوجدت أن صاحب الكتاب نقل النص كاملاً غير مبتور، فلعلك وهمت، فانظر الصفحة رقم 137 ستجد النص التالي:
(ويتكلم لا ككلامنا ويسمع لا كسمعنا ونحن نتكلم بالآلات والحروف و الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف والحروف مخلوقة وكلام الله تعالى غير مخلوق وهو شيء لا كالأشياء ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض ولا حد له ولا ضد له ولا ند له ولا مثل له، وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف).
والظاهر أن الشيخ الألباني اقتصر على بعض النص.
وفقك الله لما يحب
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 03 - 10, 02:20 ص]ـ
شكرا لك ولكن البتر ثابت يا أخي في المقدمة بتر النص ولم يذكره كاملا واستشهد به على عكس معناه فكيف لايكون محرفا باترا للنص محيلا لمعناه
فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
كتاب الشهر: (عرض ونقد)
القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام
هذا هو الكتاب الثاني من سلسلة (كتاب الشهر – عرض ونقد)، والكتاب يدندن- كما هو ظاهر من عنوانه- حول نسبة التفويض للسلف، وهو من تأليف سيف بن علي العصري. وقد أصدرته دار البشائر الإسلامية – دار الفقيه.
وقد قرظ الكتاب خمسة من المشايخ، وهم الشيخ يوسف القرضاوي وهبي غاوجي وحسن الأهدل وجمال أبو حسان وخالد هنداوي، ولكن كما قيل: لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله. ولن نتعرض لما كتبه هؤلاء الخمسة في تقريظهم للكتاب، وإنما سيكون الكلام عن محتوى كتاب (القول التمام) نفسه.
وقد قسمه المؤلف إلى مقدمة وسبعة فصول:
ذكر في مقدمة الكتاب اختلاف أهل القبلة في الصفات الخبرية وأن لقب أهل السنة تنازعه فريقان: فريق يمثل السواد الأعظم من العلماء على حد زعمه، وينسبون التفويض للسلف، والفريق الثاني ويمثله شيخ الإسلام وبعض تلاميذه وينسبون للسلف إثبات الصفات الخبرية بمعانيها اللغوية الحقيقة. وحاول مناقشة الفريق الثاني والرد عليهم.
وفي الفصل الأول: الذي كان بعنوان (حقيقة مذهب السلف) تناول تعريفالتفويض لغة واصطلاحاً ومحله، مع محاولة إثبات بطلان مقولة (القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر).
وفي الفصلالثاني (أدلة مذهب السلف) أخذ يدلل على أن مذهب السلف هو التفويض من الكتابوالسنة والإجماع.
وفي الفصل الثالث ذكر أقوال أهل العلم في تقرير مذهبالسلف- حسب زعمه- وحشد ما يزيد على مائة قول.
وفي الفصل الرابع بيَّن المرادبالكيف، وذكر مقولة الإمام مالك: (الاستواء معلوم ... ) جامعاً لألفاظها وموجهاً لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/492)
وفي الفصل الخامس بيَّن المرادبالتجسيم والتمثيل والتشبيه، ثم بيَّن حكم التجسيم من خلال المذاهب الأربعة.
وفي الفصل السادس: رد شبهات قيلتعن مذهب السلف- على حد زعمه- وهي أن التفويض تعطيل لصفات الله، والثانية: كيف نتعبد بفهم ما لم نعلممعناه، والثالثة: أن فينسبة التفويض إلى السلف تجهيلاً لهم، والرابعة: أنه لو كان مراد الله بنصوص الصفات غير ظواهرها، لكانفي التعبير بتلك الظواهر تلبيساً على العباد.
وفي الفصل السابع بيَّن سبب تأويل الخلف مبيناً حقيقة التأويل وشروطه، وأقسام من ذهبوا إلى التأويل، ثم بيَّن المعنى السديد- على حد زعمه- لمقولة: (مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم).
والكتاب في مضمونه وغايته يحاول إثبات أن مذهب السلف هو أن صفات الله الخبرية التي توهم التشبيه لها معان لا يعلمها إلا الله، فيفوض الكيف والمعنى، كما يمدح أصحاب التأويل ويدافع عنهم، والذي دفعه إلى ذلك هو ما توهمه من التمثيل والتشبيه، وهذا هو الذي أوقع أكثر الفرق المخالفة في هذا الباب في الضلال، وجرهم إلى التفويض أو التأويل.
وهذه بعض المؤاخذات على هذا الكتاب ومنها:
1 - التشنيع على بعض العلماء، ورمي بعضهم بالميل إلى التجسيم، كما ذكر عن الشيخ محمد خليل هراس في (ص 42)، وكذا ما نقله مِن نَقْدٍ لكلام الشيخ ابن باز والشيخ صالح الفوزان، وأنهما لا ينفيان عن الله النقص إلا بنص خاص كما في (ص53)، وكذلك تغليط الذهبي والتشنيع عليه في نفس المسألة عندما نقل قوله في مسألة الحد (ص 260)، ويرمي شيخ الإسلام بالاضطراب كما في (ص 49) حيث قال: وعموما فكلام العلامة ابن تيمية في هذا المقام مضطرب. ويعرض بابن تيمية ومن سار على نهجه في قوله: وكل فهم لمذهب السلف جاء من غير طريق حذام فحرام تصديقه وواجب رده.
2 - في المقدمة يقرر المؤلف أن أهل السنة مصطلح يشمل فريقين:
- كثرة، وهم أهل الحديث ومذهبهم التفويض على زعمه، والأشاعرة والماتريدية ومذهبهم التأويل.
- وقلة وعلى رأسهم ابن تيمية وبعض تلامذته، ومذهبهم إثبات الصفات الخبرية بمعانيها اللغوية الحقيقية كما في (ص40، 41) ولا شك أن إظهار مذهب السلف على أن القائلين به قلة يمثلها شيخ الإسلام وبعض تلامذته مغالطة كبيرة، فكثيراً ما ينقل شيخ الإسلام عن السلف وأئمة المسلمين من مختلف الطوائف تقريرهم لمذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وينظر على سبيل المثال (الفتوى الحموية).
3 - يجعل المؤلف ظاهِر بعض صفات الله - كاليد، والوجْه، والعين، والعلو يوهم النقْص، فيجب فيه تفويض المعنى مع عدم اعتقاد ظاهره، ويدعي وقوع الإجماع عليه بين السلَف، فيقال: لم يأت نص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعتقدوا ظواهر هذه النصوص أو فوضوا معناها. وهو الذي ما ترك شيئاً من أمور الدين إلا ودلنا عليه حتى الخراءة، فكيف يترك نصوصاً ظاهرها ضلال، وتوهم النقص دون بيانها. فإن الله أنزل كلامه بياناً وهدى، فإذا أراد به خلاف ظاهره، ولم يدل عليه ولم يجعل قرينة تدل عَلَى صرفه عن المعنى الذي يفهمه النَّاس منه، ولم يبينه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون كلامه حينئذ هدًى ولا بياناً.
ويستدلُّ المؤلف بالنصوص التي جاءت عن السلَف بمنْع التفسير لنصوص الصفات على أن المراد بها عدم التعرُّض للمعنى، مع أنَّ المراد بها عندهم منع التأويل الباطل المذموم كما هو مبسوط بأدلته في كثير من كتب العقيدة.
4 - في الفصل الأول ذكر إيراداً لأهل السنة، وهو أن بعض الأئمة يذكرون الصفات العقلية كالسمع والبصر مع الصفات الخبرية كاليد والوجه في مورد واحد معقبين بقولهم لا تفسر أو تفسيرها تلاوتها أو لا كيف ولا معنى، وحاول أن يجاوب عن هذا الإيراد بكلام غير مقنع، وتلبيس في التفريق بين المفهوم والماصدق، بل أورد في آخر كلامه نصا لإسحاق ابن راهويه هو حجة عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/493)
وتحت عنوان (تنبيه: بطلان مقولة القول في الصفات كالقول في البعض الآخر) أوهم كلامه أن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم انفردا بجعل هذه المقولة قاعدة وأصلاً. ولم ينفرد الشيخان بالاستدلال بهذه القاعدة فقد أشار إليها الأشعري في (الإبانة)، وابن الزاغوني في (الإيضاحفي أصول الدين) , والباقلاني في الإبانة (انظر الفتوى الحموية لابن تيمية) (ص508) وابن قدامة في (تحريم النظر في كتاب الكلام) (ص57، 64).
5 - وفي الفصل الثاني حاول أن يثبت أن نفي المماثلة نفي للمشابهة، وذكر بعض النقولات التي تؤيد قوله من كتب اللغة متغاضياً عن الأقوال المعارضة لقوله، نعم قد تكون المشابهة بمعنى المماثلة، وذلك إذا كانت مشابهة تامة، وعليها يحمل ما نقل عن السلف من نفي المشابهة، يقول إسحاق ابن راهويه مبيناً حقيقة التشبيه المنفي عن الله: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد. أو: مثل يد. أو: سمع كسمع. أو: مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع، فهذا لا يكون تشبيهاً، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [ذكره الترمذي في سننه عقب حديث (662)].
6 - عقَد الفصل الثالث من كتابه لبيان أقوال أهل العلم في تقرير مذهب السلف، وحشد ما يزيد على مائة قول، والنقولات التي ساقها عن السلف المعتبرين في ذلك لا تساعده عند التحقيق والنظر.
7 - في الفصل الرابع وجَّه مقالة الإمام مالك بن أنس رحمه الله، والتي تهدم مذهب المفوضة وأصحاب التأويل، وجهها توجيهًا غير مقبول، فقال إنَّ المراد بقوله: غير مجهول: يعني وروده في الشرع.
8 - وفي (ص 255) شنع الكاتبُ على ابن تيمية ومَن أثبت العلوَّ الحقيقي لله، وجعل لازم هذا القول إثبات الحد لله، وأبدل لفظ الحقيقي بالحسي؛ مبالغة في التشنيع.
فماذا يقول المؤلف ومن نفي العلو الحقيقي عن الله سبحانه في الفطرة التي تجعل الإنسان إذا نزلت به شدة، أو كربه أمر يرفع يديه إلى السماء، ويتوجه بوجهه إلى العلو داعياً ربه مستغيثاً به؟! وماذا يقول في قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]؟! وماذا يقول في عُروج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؟! فلا يمكن القولُ فيه بغير العلو الحقيقيِّ. وقد حاول المؤلف التمويه بأنَّ نفيَ العلوِّ الحقيقي لا يستلزم نفيَ العُلوِّ المطلق، لكنَّه اعترف بعد ذلك أنَّ العلو المطلق عنده هو علوُّ الملك والسلطان، وهل ينكر أحدٌ ذلك العلوَّ؟!
9 - في الفصل الخامس يقرر أنَّ مذهب السلَف هو نفي الجسمية عن الله، ثم ينقل أقوال بعض السلف في باب الصفات، وبعض من عنده اضطراب في هذا الباب ويجعلها في سياق واحد، وهذا تلبيس؛ إذ إن مُراد من نفى الجسم من السلف نفي التشبيه، بينما مرادُ من نفى الجسم من غيرهم هو نفي الصفات، وهذا ظاهر في سياق النصوص التي نقلها.
10 - وفي الفصل السادس الذي سماه المؤلف (رد شبهات قيلت عن مذهب السلف) وفي الحقيقة هي لوازم القول بالتفويض، وقد ذكر في الأولى منها والتي عنون لها بـ (أن التفويض تعطيل لصفات الله تعالى) ذكر فيها كلام ابن الجوزي ومذهبه في هذا الباب مضطرب، وفي كلام ابن الجوزي رد على ابن عبد البر في إثبات استواء الله على عرشه، وهو نفس ما استدل به الأشعري في كتاب (الإبانة) على إثبات الاستواء، ثم يحاول المؤلف أن يصوب كلام ابن عبد البر ويوجهه بما يتناسب مع ما ذهب هو إليه، مع تخطئته فيما يخالف ما يقرره.
11 - أجاب الكاتب عن الاعتراض الوارد على القول بتفويض المعنى بـ (أنَّه حينئذٍ نكون قد تعبَّدْنا بفَهْم ما لم نعلمْ معناه) قائلا: إن لنصوص الصفات معنيين: الأول قطعي، وهو المعني العام، والثاني ظني، وهو المعنى الخاص. وهذا التقسيم لا دليل عليه، ويبقى أن هذه الصفات بالمعنى الخاص لا يفهم معناها، فلم يدفع جواب المؤلف هذا الإلزام.
12 - أراد الكاتبُ الجوابَ عن القول بأنَّ تفويض المعنى فيه تجهيلٌ للسلف، بجواب غير مقنع، وأورد بعض النصوص عن العُلماء التي تحثُّ على وجوب الإيمان بصِفات الله، ومِثلُ هذا لا يدفع عن ذلك المذهبِ الشنيع هذا الإلزام.
13 - في الفصل السابع المسمَّى (سبب تأويل الخَلَف) دافع فيه عن القائلين بالتأويل من الأشاعرة والماتريديَّة، وأرجع سبب التشنيع عليهم في تأويلهم، إلى عدم معرفة المشنع بأمرين:
أ- عدم معرفته بلغة العرب.
ب- عدم معرفته بمذهب الأشاعرة والماتريديَّة الذين خطُّوا بأيديهم معاجم اللغة وكتب النحو والبلاغة وغيرها.
وهذا الكلام فيه تنقُّص لِمَن تَرَك التأويل من سَلَف الأمَّة، وأنهم على عدم معرفة بلغة العرب.
وهل تفوقُ الزمخشري والقاضي عبد الجبار المعتزلي في اللُّغة مثلا يكون داعياً لقَبول ما ذهبا إليه في تأويل النصوص.
هذا ما تيسر ذكره في هذه العجالة، ويمكن لمن أراد الاستزادة في التعرف على مذهب التفويض الرجوع إلى كتاب (مذهب أهل التفويض لنصوص الصفات) للدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي وكتاب (الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل بن قزاز الجاسم، بالإضافة إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وينظر التعليق على كتاب الشهر الماضي (أهل السنة الأشاعرة).
وهذا رابط لمقالتين عن هذا الكتاب قد استفدنا منهما:
مقالة الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف (عثار القول التمام)
http://almoslim.net/node/116254
ورابط مقالة الدكتور إبراهيم بن عبد الله الحماد (انتقاد القول التمام)
http://www.dorar.net/art/318
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.dorar.net/art/570(53/494)
هل يجوز اكل طعام الحسين
ـ[عمار المسلم]ــــــــ[17 - 02 - 09, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن من عقيدة أهل السنة والجماعة، بل من عقيدة المسلم أن يكون الذبح لله والاستغاثة بالله
والنذر لله الى آخره من الأمور التي لا تخفى على حضراتكم.
طيب السؤال هو: هل يجوز أكل الطعام الذي يوزع يومي عاشوراء واربعينية الحسين رضي الله عنه وارضاه، فنحن اذا سألنا الموزع (طبعا بعضهم وليس كلهم) يقول هذا لوجه الله تعالى وأجره للحسين، فهل في هذه الحالة من الجائز الاكل منه من فضلكم ارجو الجواب بشكل علمي رجاء ... رجاء مصحوب بالادلة، ولكم الاجر الكبير، مرة ثانية أرجوكم الجواب لطفا.
واذا كان الذي يعمل الطعام من أهل السنة ويقول لوجه الله تعالى واجره الى الحسين، فهل يجوز الاكل منه ام لا.
قد يكون الامر مطروق سابقا ولكني لم اجد جوابا وافيا وكاملا
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 09:50 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم.
إن كان المقصود بالطعام هنا هو ذبائحهم، فهي ميتة ولو سمى الرافضي سبعين مرة! ذلك أن الرافضة مشركون ففُقد هنا الشرط في الذابح، فلابد في الذابح أن يكون مسلما أو كتابيا.
وأما إن كان المقصود سائر ما يقدمونه في طقوسهم وخزعبلاتهم، كالزردة والشربت، وما أشبه ذلك.
فهذا الأصل عدم مشاركتهم فيه ذلك أنه من البدع التي لا أصل لها، كذلك مشاركتهم فيها تغرهم ويحسبون أنهم على شيء، ويتأكد هذا الأصل في المتبوع من أهل السنة لأن عامة الناس تبع له ينظرون ما يصنع، وأما سائر الناس فهم الأصل الذي ذكرنا، إلا إذا كان هناك حاجة ملحة داعية، كأن يكون مارا ببعض أوانيهم التي فيها العصير أو الماء ويكون عطشان، فيشرب لحاجته فلا بأس.
وأما إذا كان العامل لهذا العمل الذي ثوابه للحسين - رضي الله عنه - سنيا، فنقول له: أنت أحوج لثواب هذا العمل من الحسين - رضي الله عنه - فالحسين - رضي الله عنه - ليس بحاجة لثوابك هذا، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه من أهل الجنة، وإنما المحتاج للحسنات هو أنت يا مسكين، فالخلاصة أن إهداء الثواب للميت مسألة خلافية هل يصل أو لا يصل.
وعلى القول به فهو خلاف الأولى، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أرشد إلى الدعاء للميت، هذا إذا كان الميت ليس مبشرا بالجنة، وأما إذا كان مبشرا بالجنة كالحسين وغيره، فإهداؤه الثواب حرمان لصاحبه من هذه الحسنات، والتي قد يأتي وقت هو أحوج ما يكون إليها.
والله أعلم.
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:57 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك يا أخ الحبيب الفضلي،هذا ما سمعناه إجمالاً من مشايخنا أهل العراق وخاصة أهل الزبير من البصرة تحديدا في أيام الثمانينيات.
بوركت يداك ونفع بك
ـ[عمار المسلم]ــــــــ[18 - 02 - 09, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز الفضلي بارك لله فيك نحن متفقون على الذبائح
لكن يا أخي ما تكلمت به عام نريد أدلة يقول هذه صدقة لوجه الله
وثوابها للحسين (رز و مرق)، الا يوجد حديث الصحابي الذي اراد اهداء الثواب الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال ربعه ثم نصفه ثم كله ولم يرده النبيّ صلى الله عليه وسلم، من فضلك نريد جواب بادلة خاصة
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 04:39 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك يا أخ الحبيب الفضلي،هذا ما سمعناه إجمالاً من مشايخنا أهل العراق وخاصة أهل الزبير من البصرة تحديدا في أيام الثمانينيات.
بوركت يداك ونفع بك
وإياكم أخي المكرم أبا عبد الله، لقد افتقدتك، فعسى خيرا.
أخي عمارا لي عودة معكم إن شاء الباري.
ـ[البتيري]ــــــــ[18 - 02 - 09, 07:09 م]ـ
ذلك أن الرافضة مشركون
اخي علي: اليس في هذا تجاوزا في القول وتعميما قادحا،
فمشايخنا لا يكفرون الا بعض علماءهم وهم الذين اقيمت عليهم الحجة ولا يزالون يقرون الشركيات ويدعون اليها ويؤصلونها كالطواف بالقبور ودعاء ال البيت واعتقاد العصمة فيهم ... الخ.
اما ما عدا ذلك من العامة (والذين هم اصحاب الذبائح يوم عاشوراء) فاظن -والله اعلم- ان كلمة "مشركون" لا تجوز، واخشى ان تكون تكفيرا لمسلم والعياذ بالله.
ارجو الافادة وجزيتم خيرا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:14 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك، تفضل:
أقوال أهل العلم المعاصرين في الرافضة:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=86&book=36
وهذا رابط في الملتقى نوقشت فيه المسألة بإسهاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53650&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C9
وهذا رابط آخر يناقش المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99761&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C9
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:40 م]ـ
هذا رابط فيه أقوال العلماء في تكفير الرافضة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97408&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/495)
ـ[عمار المسلم]ــــــــ[18 - 02 - 09, 10:18 م]ـ
فتوى اللجنة الدائمة
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية سؤالاً جاء فيه أن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمركز العراقي، وهناك جماعة على مذهب الجعفربة ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل، ونقول: هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسين وسائر سادتهم في الشدة والرخاء؟ فأجابت اللجنة برئاسة سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالله بن غديان، والشيخ عبدالله بن قعود - أثابهم الله جميعاً -:
الجواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون علياً والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الاسلام والعياذ بالله، لايحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها أسم الله (9).
هذه الفتوى هي العليا
بإذن الله هكذا قال العلماء
اذا كان الآمر كذا أو اذا كانوا بهذا الشكل
فهم كذا ....
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عمار المسلم]ــــــــ[18 - 02 - 09, 10:57 م]ـ
وجزاكم الله خير على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90886
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[18 - 02 - 09, 11:51 م]ـ
وإياكم أخي المكرم أبا عبد الله، لقد افتقدتك، فعسى خيرا.
أخي عمارا لي عودة معكم إن شاء الباري.
الى أخي الحبيب أ. علي الفضلي: أنا لم أنساكم في دعاء الصغير الحقير بين يديّ ربه مذ علمت بأنكم من تلك الأرض العليّة، أرض الرجال الأشداء ..
وأعتذر فمحبكم يدرس لإكمال درجة تخصصية بعد العالمية العالية وهي كما قلت لكم تحت قدمك.
لا تنسونا من طيب دعاءكم ولي عودة.
آمل أن أحوز على بريدكم الإلكتروني الخاص ...
هل تذكرون سؤالي عن تلك الجمعية في الكويت ...
سلمكم الله وجزاكم الله خيرا ً عن تفقدكم لأخيكم الصغير ..
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 10:21 م]ـ
بارك الله باخوتنا أهل السنه فرسان الادلة ورماة كل صاحب بدعة بما يردعه ويرد اباطيله.
اللهم عليك بمجوس اصفهان فانهم لايعجزونك.
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[19 - 02 - 09, 10:29 م]ـ
بارك الله باخوتنا أهل السنه فرسان الادلة ورماة كل صاحب بدعة بما يردعه ويرد اباطيله.
اللهم عليك بمجوس اصفهان فانهم لايعجزونك.
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين
بوركت يداك يا العراقي ..
قال رؤبة
ليثٌ يدق ُ الأسد الهموسا ... والأقهبين ِ الفيل َ والجاموسا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 03:38 م]ـ
الا يوجد حديث الصحابي الذي اراد اهداء الثواب الى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال ربعه ثم نصفه ثم كله ولم يرده النبيّ صلى الله عليه وسلم، من فضلك نريد جواب بادلة خاصة
وجزاك الله خير الجزاء
كأنك تريد هذا الحديث:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل، قام فقال:
يا أيها الناس! اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.
قال أُبَيّ: قلت يا رسول الله: إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟
فقال: ما شئت.
قال: قلت الربع؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك.
قلت: النصف؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك.
قال: قلت: فالثلثين؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك.
قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟
قال: إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك) اهـ.
رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وحسنه العلامة الألباني.
فليس المعنى كما فهمت!
قال العلامة المباركفوري في (تحفة الأحوذي):
(إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْك):
أَيْ أُرِيدَ إِكْثَارَهَا. قَالَهُ الْقَارِي، وَلَا حَاجَةَ لِهَذَا التَّأْوِيلِ كَمَا لَا يَخْفَى.
(فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلَاتِي؟):
أَيْ بَدَلَ دُعَائِي الَّذِي أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي قَالَهُ الْقَارِي.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ: مَعْنَاهُ أُكْثِرُ الدُّعَاءَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ دُعَائِي صَلَاةً عَلَيْك؟
(قَالَ مَا شِئْت):
أَيْ: أَجْعَلُ مِقْدَارَ مَشِيئَتِك.
(قُلْتُ الرُّبُعَ؟):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/496)
بِضَمِّ الْبَاءِ وَتُسَكَّنُ؛ أَيْ: أَجْعَلُ رُبُعَ أَوْقَاتِ دُعَائِي لِنَفْسِي مَصْرُوفًا لِلصَّلَاةِ عَلَيْك؟
(فَقُلْت ثُلُثِي؟):
هَكَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِحَذْفِ النُّونِ، وَفِي بَعْضهَا فَالثُّلُثَيْنِ وَهُوَ الظَّاهِرُ.
(قُلْتُ أَجْعَلُ لَك صَلَاتِي كُلَّهَا؟).
أَيْ أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي ..........
(هَمَّك):
مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِتُكْفَى، فَإِنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ،وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ بِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَهُوَ أَنْتَ، وَالْهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَعْنِي: إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.وأما إهداء الثواب للنبي –صلى الله عليه وسلم – فما فعله السلف الصالح –رضوان الله عليهم- من الصحابة ومن تبعهم، ففعله بدعة، وكذا يقال: إن هذا المهدي ثواب عمله للنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يعد إلا أن فرط في ثواب عملٍ لعله يكون في أمس الحاجة إليه يوما، وأما النبي –صلى الله عليه وسلم- فإنه له مثل أجر كل عمل يعمله أحد أمته، ذلك أن (الدال على الخير كفاعله)، و (من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه) كما ورد في الأخبار الصحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، والنبي – صلى الله عليه وسلم – دل أمته على كل خير يقربها إلى الجنة، وحذر من كل شر يقربها إلى النار، فالذي يعمله العاملون من أمته من خير بأصنافه يُكتب له في صحيفة عمله.
وهذا سؤال أجاب عليه العلامة العثيمين عن إهداء الثواب للنبي – صلى الله عليه وسلم -:
السؤال:
يقول هل قراءة الفاتحة إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أرواح الأموات من السنن المشروعة؟، حيث إنه يوجد في آخر بعض المصاحف كتب عليها: "اللهم تقبل ثواب ما قرأناه، ونور ما تلوناه، هدية وصلة منا إلى روح نبينا وشفيعنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإلى أرواح آباءنا".
الجواب:
(هذا الموجود في بعض المصاحف بدعة، ولا يُقر عليه، وينبغي لمن وقع في يديه مصحف مثل هذا أن يطمس هذا المكتوب، وإن أمكن أن ينزع الورقة كلها -إذا لم يكن في الجانب الآخر قرآن- فلينزعها.
أما إهداء ثواب العبادات إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فإن هذا أيضاً من البدع، فإنه لا يُشرع لنا أن نهدي شيئاً من ثواب العبادات إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأن ذلك لم يُعهد من الصحابة -رضي الله عنهم- وهم أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسرع منا إلى الخير، ومع ذلك فلم يُهد أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي -رضي الله عنهم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من العبادات، لا من قراءة القرآن ولا من الذكر ولا من الصلاة ولا من الصدقة ولا من الحج ولا من العمرة؛ وأيضاً فإن إهداء ذلك إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- من السفه، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد حصل له أجر ما عمل الإنسان، فإنه هو الدال على الخير، ومن دل على خير فكفاعله، فلم يكن من إهداء ثواب القرب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام إلا حرمان الفاعل من أجل هذه العبادة، وعلى الإنسان أن يتمسك بهدي من سلف فإنه الخير كله، وكذلك يقال بالنسبة إلى إهداء القرب إلى الأقارب من الآباء والأمهات إنه ليس بسنة لكنه جائز، واختلف العلماء -رحمهم الله- في إهداء ثواب القرآن وغيره من العبادات البدنية المحضة، هل يصل إلى الميت أو لا يصل؟
ولا ريب أن الأفضل للإنسان إذا أراد أن ينفع أباه و أمه أن يدعو لهما، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) اهـ.
(نور على الدرب) شريط (342) وجه أ.
أخي الكريم:
كلامي كان في السني، وعمله هنا لو فعله مثلا للميت القريب أو غيره -عدا من ذكرت – هذه مسألة خلافية عند أهل العلم.
أما الرافضة:
فإن القضية أخذت منحى آخر من وجهين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/497)
الوجه الأول: أن هذا العمل إحداث في الدين، أعني هذه العبادة الجماعية ... فمن شرع هذا؟!!
ذلك أن الأصل في العبادات المنع، هم يقومون في وقت معين في تاريخ معين بمثل هذه الطقوس البدعية، قلنا لهم:
هل شرع هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للأمة؟!
هل فعله الصحابة الكرام؟! هل فعله آل البيت الكرام؟!
قال النبي – صلى الله عليه وسلم –:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
فأنت الآن أمام عبادة جماعية، يكفي في رد هذه البدعة -وأي بدعة كانت- أن نقول: لا قبول؛ حتى يأتينا المتقرب بها إلى الله عزوجل بدليل شرعي؛ هذا إذا كان يقصد التقرب بها إلى الله عزوجل، أما القوم هنا فهم يقوم في قلوبهم من التعظيم للحسين ما يضاهي التعظيم الذي لله عزوجل، فهم يتقربون إلى الحسين – رضي الله عنه – بمثل هذه الأعمال، وهذا معروف لمن خالط القوم، فتنتقل القضية إلى الشرك الأكبر!!
الوجه الثاني: تقييد هذا الفعل أعني الإطعام بتأريخ وفاة الحسين – رضي الله عنه -، وهذا الفعل لو سلمنا بأنه صدقة يدخل في عموم النصوص الحاثة على الصدقة، فإن الفعل هنا بدعة، فإن هذا لم يفعله السلف الصالح أعني تقييد الصدقة عن الميت في تأريخ وفاته، وكذا من البدع تقييد الصدقة عن الأموات عامة في يوم وفاتهم، أي: أن يقوم ذوي هذا الميت بالذبح عنه عند وفاته.
وهذا سؤال آخر للعلامة العثيمين فيه فائدة:
السؤال:
عندنا بعض العادات، وهي إذا توفي شخص من الأسرة يقوم الأهل أهل المرحوم بذبح بقرة أو جمل أو عدد من الغنم، ويقولون: بأنها صدقة هل! هذا العمل صحيح أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب
الشيخ:
(هذا العمل ليس بصحيح، لأنه من البدع فما علمنا أن السلف الصالح كانوا إذا مات فيهم الميت ذبحوا شيئاً يتصدقون به عنه، لكن الصدقة عن الميت جائزة لا في حين موته، لأنها إذا اتخذت سنة في حين الموت صارت بدعة، وخير من الصدقة للميت أن يدعو الإنسان له، لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
ولم يقل أو ولد صالح يتصدق له أو يصلي له أو يصوم له، مع أن سياق الحديث في العمل، فدل ذلك على أنه ليس من المشروع أن الإنسان يعمل عملاً للميت من نفسه، ولو كان مشروعاً لأرشد إليه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إما بقوله، وإما بِحَثِّهِ على ذلك، فلما لم يكن هذا عُلم أن هذا ليس بمشروع لكنه ليس بممنوع، وهناك مرتبة بين المشروع والممنوع، وهي الجائز؛ ولهذا لما استفتى سعد بن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مخرافه أي في بستان له في المدينة أن يتصدق به عن أمه أذن له، ولما جاءه رجل يقول: (إن أمي أفتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟، قال: نعم).
فهذه فتاوي وليست سنة عامة أطلقها النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة، وقال: أيها الناس تصدقوا عن موتاكم فهو خير، أو صلوا عنهم فهو خير، أو صوموا عنهم فهو خير، فلما لم يرد عنه مثل ذلك، علم أن هذا ليس بسنة ولكنه ليس بممنوع) اهـ. (نور على الدرب) شريط (304) وجه أ.
والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 04:05 م]ـ
أي: أن يقوم ذوي هذا الميت بالذبح عنه عند وفاته.
الصواب: ذوو ..(53/498)
كلام نفيس للدكتور محمد عبد الله دراز في رد الوسوسة في الإيمان
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:21 م]ـ
السلام عليكم
هذا كلام نفيس للدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله في رد الوسوسة في الإيمان نقلته من كتابه المختار من كنوز السنة النبوية لم أستطع رفعه على موقع الملتقى
http://tinyurl.com/d2owt8
أو
http://www.easy-share.com/1903696680/%CF%20%DA%C8%CF%20%C7%E1%E1%E5%20%CF%D1%C7%D2.pdf
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:44 م]ـ
السلام عليكم
هذا كلام نفيس للدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله في رد الوسوسة في الإيمان نقلته من كتابه المختار من كنوز السنة النبوية لم أستطع رفعه على موقع الملتقى
http://tinyurl.com/d2owt8
أو
http://www.easy-share.com/1903696680/%CF%20%DA%C8%CF%20%C7%E1%E1%E5%20%CF%D1%C7%D2.pdf
رفع الله قدرك. وليتك تصور لنا الكتاب كله. فأنا بأمس الحاجة إليه. ولك الدعاء من قبل ومن بعد.
ـ[أبو ذر الطائفى]ــــــــ[18 - 02 - 09, 12:55 ص]ـ
الرابط لا يعمل
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 02 - 09, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 11:26 م]ـ
نتمنى رفعه على الارشيف أو رابط يكون جيداً ..
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:49 م]ـ
هذا رابط جديد:
http://rapidshare.com/files/278037196/___________________________.pdf
ـ[أبومهدي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحيم الأذري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:49 ص]ـ
بورك لك في علمك و جهدك
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 07:50 م]ـ
جزاك الله خير ا أخي طارق
وياليت أحد الإخوة يرفعه على موقع آخر ...
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:42 ص]ـ
نتمنى رفع هذا الكتاب القيم على الشبكة.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 08:11 م]ـ
ياليت
ـ[عبدالرحمن على عبدالفتاح]ــــــــ[16 - 11 - 10, 09:16 م]ـ
هلا رفعتم الكتاب(53/499)
ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:11 م]ـ
ماالفرق بين صفات المعاني و المعنوية عند الأشاعرة؟
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
قال شيخ الإسلام: اعلم أن المذهب إذا كان باطلا فى نفسه لم يمكن الناقد له أن ينقله على وجه يتصور تصورا حقيقيا فإن هذا لا يكون إلا للحق فأما القول الباطل فإذا بين فبيانه يظهر فساده حتى يقال كيف اشتبه هذا على أحد ويتعجب من اعتقادهم إياه ولا ينبغى للإنسان أن يعجب فما من شىء يتخيل من أنواع الباطل إلا وقد ذهب إليه فريق من الناس.
مجموع الفتاوى (2|145)
مما هو معلوم أن المعتزلة يثبتون الأسماء وينفون الصفات فيقولون عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر.
حتى جاء أبو هاشم الجبائي فأثبت للصفات أحوالا فقال: كونه عالما سميعا بصيرا إلخ.
وهذه الكينونية لا تفيد شيئا وجوديا وإنما هو شيء قائم بالذهن ليس له حقيقة؛ فالأحوال عنده مرتبة بين الوجود والعدم؛ أي أمر اعتباري تعلقي فقط.
ولذلك احتار المتكلمون في تفسير الحال عند أبي هاشم ولذلك قال الشهرستاني في تعريف الحال: أما بيان الحال وما هو أعلم أنه ليس للحال حد حقيقي يذكر حتى نعرفها بحدها وحقيقتها على وجه يشمل جميع الأحوال فإنه يودي إلى إثبات الحال للحال بل لها ضابط وحاصر بالقسمة وهي تنقسم إلى ما يعلل وإلى ما لا يعلل وما يعلل فهي أحكام لمعان قائمة بذوات وما لا يعلل فهو صفات ليس أحكاماً للمعاني.
أما الأول فكل حكم لعلة قامت بذات يشترط في ثبوتها الحياة عند أبي هاشم ككون الحي حياً عالماً قادراً مريداً سميعاً بصيراً لأن كونه حياً عالماً يعلل بالحياة والعلم في الشاهد فتقوم الحياة بمحل وتوجب كون المحل حياً وكذلك العلم والقدرة والإرادة وكل ما يشترط في ثبوته الحياة وتسمى هذه الأحكام أحوالاً وهي صفات زائدة على المعاني التي أوجبتها.
نهاية الإقدام (45)
وقال الباقلاني: كل صفة لموجود لا تتصف بالوجود فهي حال سواء كان المعنى الموجب مما يشترط في ثبوته الحياة أو لم يشترط ككون الحي حياً وعالماً وقادراً وكون المتحرك متحركاً والساكن ساكناً والأسود والأبيض إلى غير ذلك.
نهاية الإقدام (45)
وقال الإيجي: هو الواسطة بين الموجود والمعدوم.
المواقف (1|279)
انتقال نظرية الأحوال إلى الأشاعرة
وقد انتقلت نظرية الأحوال إلى مذهب الأشاعرة فقال بها بعض علماء الأشاعرة
يقول الإيجي: وقد أثبته إمام الحرمين أولا والقاضي منا وأبو هاشم من المعتزلة.
المواقف (1|279)
وقد قسم الأشاعرة الصفات
1ـ صفات معاني.
2ـ الصفات المعنوية.
3 ـ الصفات السلبية.
4 ـ الصفة النفسية.
فصفات المعاني: ما دل علي معنى وجودي قائم بالذات , وهي الصفات السبع:
الحياة , والعلم , والقدرة , والإرادة , والبصر , والكلام , والسمع.
والصفات المعنوية: كونه حياً , عليماً , قديراً , مريداً , سميعاً , بصيراً , متكلماً
وهذه الصفات المسماة بالمعنوية هي نظرية الأحوال عند أبي هاشم المعتزلي.
وقالوا: الفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني وجودية تعقل ذهنا وخارجا، والمعنوية ثبوتية تعقل ذهنا لا خارجا.
تهذيب شرح السنوسية (43)
فقيام المعاني بالذات أمر اعتباري!.
وتفسير صفة بين الوجود والعدم أمر لايقبله العقل فضلا عن تفسيره.
ولذلك قال السلف: عجائب الكلام التي لا حقيقة لها ثلاثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري وأنشد في ذلك:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام.
منهاج السنة (1|459)
وقد اشتد إنكار ابن حزم على يقول بالأحوال فقال: وأما الأحوال التي ادعتها الأشعرية فإنهم قالوا إن ها هنا أحوالا ليست حقا ولا باطلا ولا هي مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا هي موجودة ولا معدومة ولا هي معلومة ولا هي مجهولة ولا هي أشياء ولا هي لا أشياء .. .
الفصل في الملل (5|31)
وكذلك مؤدى هذا القول أنه لا فرق بين الصفات المعاني والصفات المعنوية؛ وإن زعموا التفريق.
ولهذا التناقض البين في هذه المسألة رفض بعض محققيهم القول بالصفات المعنوية لأن مؤداه القول بالأحوال يقول الإيجي: وبطلانه ضروري لما عرفت أن الموجود ماله تحقق والمعدوم ما ليس كذلك ولا واسطة بين النفي والإثبات في شيء من المفهومات ضرورة واتفاقا.
المواقف (1|279)
وقال البيجوري: لأن عد الصفات المعنوية إنما يتمشى على قول مثبت الأحوال – جمع حال – وهي صفة لا موجودة ولا معدومة بل واسطة بين الوجود والعدم وعليه جرى السنوسي في الصغرى حيث قال: وكونه قادرا .. الخ والمختار عند المحققين أنه لا حال وأن الحال محال.
تحفة المريد (89)
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/500)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:04 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم توفيقًا
أخي الكريم هنا أمور تتعلق بما ذكرتم -ودمتم مفدين لنا-:
- قول أبي هاشم في الأحوال - وهو أول من قال بها من أهل الكلام عموما- يختلف عن قول أبي بكر الباقلاني- وهو أول من قال بها من الأشاعرة-.
حيث يرى الباقلاني أن الحال -سواءا كانت صفة أو حكما- هي معلومة، أما أبو هاشم فيرى أنها ليست بمعلومة ولا مجهولة كقوله بأنها لا موجودة ولا معدومة.
- والجويني حكى رجوعه شيخ الإسلام ابن تيمية عن القول بالأحوال كسائر الأشاعرة، وأما الباقلاني فقد حكى الجويني نفسه رجوع أبي بكر عنها.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
1 - أنعم شار العلماء إلى هذا الخلاف في تعريف الأحوال بين أبي هاشم المعتزلي وبين الباقلاني
ولكن الخلاف والله أعلم صوري وليس حقيقي وإليه أشار الباقلاني نفسه
يقول الباقلاني في التمهيد: وإن كانت هذه الحال معلومة، وجب أن تكون إما موجودة أو معدومة، فإن كانت معدومة استحال أن توجب حكماً وأن تتعلق بزيد دون عمرو، ويالقديم دون المحدث، وإن كانت موجودة وجب أن تكون شيئاً وصفة متعلقة بالعالم، وهذا قولنا الذي نذهب إليه إنما يحصل الخلاف في العبارة وفي تسمية هذا الشيء علماً أو حالاً، وليس هذا بخلاف في المعنى فوجب صحة ما نذهب إليه في إثبات الصفات.
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3|548)
والدليل على ذلك أيضا أن الباقلاني عرف الحال كما تقدم
: كل صفة لموجود لا تتصف بالوجود ... .
فالمؤدى واحد مما حدا بالإيجي أن يقول: وقد أثبته إمام الحرمين أولا والقاضي منا وأبو هاشم من المعتزلة.
المواقف (1|279)
كما تقدم بل وعرفه بقوله:هو الواسطة بين الموجود والمعدوم.
المواقف (1|279)
ولذلك قال البيجوري: لأن عد الصفات المعنوية إنما يتمشى على قول مثبت الأحوال – جمع حال – وهي صفة لا موجودة ولا معدومة بل واسطة بين الوجود والعدم وعليه جرى السنوسي في الصغرى حيث قال: وكونه قادرا .. الخ والمختار عند المحققين أنه لا حال وأن الحال محال.
تحفة المريد (89)
وأما رجوع الباقلاني والجويني فلا يأخر ولا يقدم لأن هذه العقيدة لا تزال مسطرة في بعض كتبهم؛ وإن أشاروا إلى رجوع الباقلاني والجويني.
والمقصد بيان تناقضهم وتذبذبهم.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:28 م]ـ
وقال الشهرستاني - وهو من الأشاعرة -:وقال أبو هاشم العالمية حال والقادرية حال ومفيدهما حال يوجب الأحوال كلها فلا فرق في الحقيقة بين أصحاب الأحوال وبين أصحاب الصفات إلا أن الحال متناقض للصفات إذ الحال لا يوصف بالوجود ولا بالعدم والصفات موجودة ثابتة قائمة بالذات.
نهاية الإقدام (67)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 11:46 م]ـ
بارك الله فيكم
باعتقادي أن له أثر وفرق، حيث إنه من يقول بالأحوال وهو مثبت للصفة فهو في حقيقة أمره مثبت للصفات لا للأحوال.
واضطراب أبي هاشم في الأحوال -وهو لا يثبت الصفات- هو غير حقيقي ومؤثر.
بمعنى آخر:
أن الباقلاني في الأحوال يثبت شيئًا هو في حقيقته إثبات للصفات.
لكن أبا هاشم لا يثبت شيئًا، وإن دار حول مسألة الحكم والشيء بكلام لا تفهمه العقول.
وليست بهذه منقبة للباقلاني حينما نقول إنه يثبت بالأحوال شيئًا.
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[28 - 02 - 09, 05:42 ص]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ..
يقول إبراهيم المارغني في شرحه على أرجوزة "الشذرات البهية على العقائد الشرنوبية" لعبد المجيد الشرنوبي:
((وفي ثبوتها - أي السبعة المعنوية - و نفيها خلاف بين علماء هذا الفن، فقال بعضهم بثبوتها وأنها من باب الحال أي الواسطة بينهما المسماة عند القائل بها حالاً، وعلى هذا القول لا يستغنى بالمعاني عن المعنوية، لأن المعنوية عليه أحوال أي صفات في الخارج عن الذهن ليست بموجودة ولا بمعدومة قائمة بذاته تعالى زائدة على قيام المعاني بها.
وقال الإمام الأشعري والجمهور بنفي المعنوية أي نفي زيادتها عن المعاني و أنه لا حال وهو القول الصحيح. وعليه يستغنى بالمعاني عن المعنوية لأن المعنوية حينئذ هي نفس قيام صفات المعاني بالذات وهو ليس بصفة بل هو أمر إعتباري أي لا ثبوت له في الخارج عن الذهن، فكونه عالما نفس قيام العلم بذاته تعالى لا أمر زائد عليه وهكذا الأكوان الباقية ( ... ) وعلم مما قررناه أن المراد بنفي المعنوية على القول به نفي زيادتها على قيام صفات المعاني بالذات لا إنكار المعنوية من أصلها لأنه مجمع على وجوبها لله سبحانه و تعالى و إنكاره كفر كما صرّحوا به وأدلّة وجوبها له تعالى هي أدلة وجوب المعاني له، إذ المعنوية لازمة للمعاني والمعاني ملزومة لها وإذا ثبت الملزوم ثبت اللاّزم ... )) انتهى
فهل يقال إذن أنّ الصفات المعنوية عندهم ليست حالا، وهي لازمة للمعاني (فكونه تعالى حيّا لازم للحياة وكونه مريدا لازم للإرادة .. ) ولا يجوز إنكارها - أي المعنوية - من أصلها ولكن نفي زيادتها على قيام صفات المعاني بالذات!؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/1)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 02 - 09, 07:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الصفات المعنوية عند الأشاعرة غير المعاني بالثانية هم فارقوا المعتزلة الذين لا يثبتون الصفات
فالمعاني:العلم والحياة والسمع والبصر ... الخ
المعتزلة يقولون عليم بلا علم سميع بلا سمع ..
والأشاعرة يقولون عليم وله صفة العلم سميع وله صفة السمع
أما الصفات المعنوية عندهم وهي الكينونية؛ كونه مريدا كونه سميعا كونه بصيرا ...
فهي فقط قائمة في الذهن لا حقيقة لها خارج الذهن - خارج الذهن - فهم في الحقيقة لم يثبتوا شيئا
لذلك قالوا:والفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني وجودية تعقل ذهنا وخارجا، والمعنوية ثبوتية تعقل ذهنا لا خارجا.
تهذيب شرح السنوسية (43)
وخصوصا أن هذه الكينونية لغة يفهم منها الاستمرارية والتجدد وهذا يردونه بشدة ولا يقبلونه.
فإذا قلنا أن الأشاعرة يثبتون الصفات وبذلك فارقوا المعتزلة - سلمنا جدلا -
-نقول جدلا لأن مرجع هذه الصفات التي يثبتونها باستثناء الحياة إلى العلم وليس إلى صفات حقيقية كما مر ذلك في مقال سابق-.
فهم فارقوا المعتزلة بالمعاني وليس المعنوية لأنهم لم يثبتوا في الحقيقة شيئا في المعنوية التي مردها إلى الأحوال.
وهذا هو الفرق الدقيق.
والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 01:01 م]ـ
وخصوصا أن هذه الكينونية لغة يفهم منها الاستمرارية والتجدد وهذا يردونه بشدة ولا يقبلونه.
فإذا قلنا أن الأشاعرة يثبتون الصفات وبذلك فارقوا المعتزلة - سلمنا جدلا -
-نقول جدلا لأن مرجع هذه الصفات التي يثبتونها باستثناء الحياة إلى العلم وليس إلى صفات حقيقية كما مر ذلك في مقال سابق-.
فهم فارقوا المعتزلة بالمعاني وليس المعنوية لأنهم لم يثبتوا في الحقيقة شيئا في المعنوية التي مردها إلى الأحوال.
وهذا هو الفرق الدقيق.
والله أعلم
بارك الله فيكم وهذا ما يجعلني أقول إن هناك فرقاً في أصل إثبات الأحوال ببين الأشاعرة والمعتزلة.
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 02:09 م]ـ
السلام عليكم
الاشاعرة في الحقيقة لا يفرقون بين صفات المعاني و المعنوية الا تفريقا صوريا اضطرهم اليه الخطاب الشرعي
وقول السلف سميع بسمع بصير ببصر ........
ولهذا اضطرب السنوسي في شرحه للهداية عندما تعرض للتفريق بينهما ولم يصل للفرق
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[03 - 03 - 09, 09:56 م]ـ
الاشاعرة هم المؤولة، أرادوا الهروب من مذهب المعتزلة لكنهم لم يهتدوا إلى المذهب الحقّ، مذهب أهل السنّة والجماعة .. فاضطربوا في كتاباتهم فتارة يثبتون وينفون تارة أخرى، وإن لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً إخترعوا لفظاً كما هو الحال معهم في لفظ "الكسب" ..
فهم أرادوا أن يوَفِّقوا فلفَّقوا فلم يوَفَّقوا .. والله الموفِّق
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 08:03 م]ـ
الذي يبدو لي و الله أعلم من نص الامام الباقلاني أنه يستغل قول القائلين بالأحوال لجرهم الى القول بمعاني الصفات التي أنكروها و انها هي هي ... لا أنه هو نفسه يقول بالأحوال .. أي يلزمهم استحالة خروج الأحوال عن أن تكون معلومة او غير معلومة .. فان تبث انها معلومة ألزمهم أنها موجودة ... و ان التزموا ذلك فلم يبق الا أنها نفس معاني الصفات التي أنكروها قبلا .. فان صح ما أرى فهي طريقة ذكية في المحاورة .. أن لا تجابه خصمك بانكار مصطلحاته أولا .. بل تفرغها من محتواها بابراز التناقضات الواقعية فيها .. و تدفعه ان يملأها بالمعنى الواقعي الوحيد الموجود .. و ليسمها بعد ذلك أحوالا او معاني او صفاتا ... و لهذا قال رحمه الله وهذا قولنا الذي نذهب إليه إنما يحصل الخلاف في العبارة وفي تسمية هذا الشيء علماً أو حالاً، وليس هذا بخلاف في المعنى فوجب صحة ما نذهب إليه في إثبات الصفات(54/2)
ما هو النادر الذي يقصده ابن عثيمين هنا؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه للواسطية ...
" الله " هو العلم على ذات الله , المختص به عز وجل , لا يتسمى به غيره وكل ما يأتي بعده من أسماء الله فهو تابع له , إلا نادرا.
صفحة 159
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[18 - 02 - 09, 09:57 ص]ـ
((الله علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله تعالى:
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد*اللهِ الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} {سورة إبراهيم، الآيتان: 1 - 2} لا نقول إن لفظ الجلالة "اللهِ" صفة بل نقول: هي عطف بيان لئلا يكون لفظ الجلالة تابعاً تبعية النعت للمنعوت)). شرح الأصول الثلاثة للشيخ رحمه الله
لعل هذا ما يعنيه الشيخ رحمه الله بالنادر
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 01:49 ص]ـ
((الله علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله تعالى:
{كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد*اللهِ الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} {سورة إبراهيم، الآيتان: 1 - 2} لا نقول إن لفظ الجلالة "اللهِ" صفة بل نقول: هي عطف بيان لئلا يكون لفظ الجلالة تابعاً تبعية النعت للمنعوت)). شرح الأصول الثلاثة للشيخ رحمه الله
لعل هذا ما يعنيه الشيخ رحمه الله بالنادر
أخي الفاضل أفهم ما كتبته جيدا , لكن لم يتضح لي وجه الجواب على سؤالي ..
وفقك الباري
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[19 - 02 - 09, 06:02 ص]ـ
نعم كلام الاخ صحيح
يعني ان لفظ الجلالة الله كل الاسماء تابعة له أي تأتي تابعة له صفة او بدل
فلا تقول على سبيل الوصف
الكريم الله
الرحيم الله
الرحمن الله
لاتأتي بلفظ الجلالة الله تابعا لأي اسم اخر من اسماء الله بل العكس
تقول الله الرحمن
الله الرحيم
الله الكريم
فكل الاسماء أتت تابعة له أي مثل الصفة والصفة والبدل والعطف تسمى التوابع في علم النحو
لكن نادرا يأتي لفظ الجلالة الله تابعا لاسماء الله الحسنى الاخرى مثل الاية التي ذكرها الاخ الفاضل
(كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد*اللهِ الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد)
فلفظ الجلالة الله هنا اتى تابعا للحميد لكن ليس صفة وانما بدل او عطف بيان
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 06:55 ص]ـ
شكرا لكما , وضحت الصورة ززز
جزاكما الله خيرا(54/3)
فصل الخطاب في أن فهم الخلف دون فهم السلف للكتاب
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 02 - 09, 03:14 ص]ـ
فصل الخطاب في أن فهم الخلف دون فهم السلف للكتاب.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين ..
أما بعد:
فهذه شذرات أحسبها ردا على المتطاولين على السلف،وتاسيسا لمفاهيم هامة في التفسير أرجو أن أكون مصيبا في بعضها:
1 - زعمنا أن فهم الخلف للقرآن هو دون فهم السلف ليس متفرعا عن رؤية إديولوجية ممجدة للماضي في ما اصطلح عليه "التيار السلفي" بل هو مؤسس على حقيقة علمية ثابتة تلزم الناس جميعهم سلفيهم وغير سلفيهم .. وهذا ما سنستدل عليه بعد تقرير مقدمات ...
2 - المناوؤون للدعوى يلزمهم القول بأن فهمهم للقرآن أفضل من فهم السلف وليس مساويا أو موازيا له ... قد لا يصرحون بهذا المعنى ولكنهم يبطنونه ... فإذا كانوا هم قد اطلعوا على تفاسير السلف وزادوا عليها بما عرفوه -وجهله السلف -من الحقائق العلمية والنظرات الفلسفية والخبرات الطبيعية فإن سيتحصل أمر لا مفر من القول به وهو أن تفسير الخلف أربى من تفسير السابقين.
3 - عدم الإذعان للدعوى ينبيء عن هوى في النفس واعتلال في القلب ... وهنا موضع ابتلاء حكيم:
فالنفس لا تقبل أن تكون تابعة فتسارع في البدعة .. ولا تقبل أن تكون في الرتبة الثانية فتصارع لتكون القائدة ... وليس على النفس شيء أقسى من أن يقال لها "فهمك أدنى من فهمه" فتجد إبليس يهيج فيها المعاني القديمة من قبيل "أرأيتك هذا الذي فضلت علي .. " أو"أنا خير منه" ... وغير ذلك من النفخات الإبليسية المنبعثة من أتون الغرور وكير الكبرياء ...
فليراقب المفسرون قلوبهم .. وليعلموا أن الله فضل قوما على أقوام وفضل قرونا على عصور .. فإذا تقرر أن الله تعالى فضل السلف على الخلف .. فإن مقتضى العبودية الإذعان .. وليس في شقشقة اللسان في هذا الموضع إلا إرهاص لتجليات الشيطان ... و ليس في قبول القرار إلا قمعا للنفس وهضما لحظها وهذا هو التوحيد والإيمان ...
ولا يقال أن تفضيل السلف مجمل يستثنى فيه فهم القرآن .. لأن هذه الأمة جمعاء ما فضلت عن غيرها إلا بالقرآن .. فإن فضل صدر الأمة عن بقيتها فبه قبل كل شيء ..
4 - ينبغي التمييز بين الفهم والتفسير:
لا ريب أن الفهم أعم من التفسير .. فليس التفسير إلا الجزء المعبر عنه من الفهم .. وهذا الجزء هو المتناقل عبر الأجيال بالرواية والكتابة .. وهو الكاشف عن بعض فهم السلف لا الفهم كله ... فلو جمعنا تفسير أبي بكر رضي الله عنه-مثلا- فلن نتجاوز مقدار كراسة فهل يقول الجاهل هذا كل ما فهمه الصديق من القرآن!
ألم يكن الصديق يتدبر" البقرة" و"النساء" و"الحج" .... كما أمر؟
ماذا كان يخطر بباله عند كل آية يقرؤها؟
لا سبيل إلى معرفة ذلك .. باستثناء ما صرح به تفسيرا ...
ولككننا نعتقد إجمالا أن فهمه الذي لم يعبر عنه هو أفضل فهم وأرقاه ... كما سنبين بعد قليل.
هذا التمييز بين المستويين نافع جدا فكثير من المهتمين يوحدون بين الفهم والتفسير فتراهم يستقلون فهم السلف ... ويحكمون على الفاهمة بالمنصوص، وهذا خطأ واضح.
لا نقول إن هناك تفسيرات لم تصل إلينا فمثل هذا القول هدم للشريعة كلها .. ولكننا نقول أنه يتعذر التعبير عن الفهم كله .. فلو أحصينا آلاف الصحابة وآلاف الآيات وعشرات المعاني في كل آية لكانت الحصيلة كما من التفاسير لا يمكن نقله .. كما أنه يصعب على الصحابي أن يذكر للناس كل المعاني التي فهمها مما تدبره في الليلة المنصرمة ... فيقتصر على ذكر ما اقتضى أنه من المستحسن أن يذكر للناس.
5 - فهم القرآن يكون –حصرا-على نهجين:
النهج الأول هو الذي عبر عنه حبر الأمة بقوله" وجه تعرفه العرب من كلامها،" في الأثر المشهور عنه في تربيع التفسير.
النهج الثاني هو المفهوم من قول أمير المؤمنين علي
"فهم يعطى رجل في كتابه"
أ-فهم القرآن على النهج الأول مشروط بعلم مسبق بالعربية وطرق نظمها ودقائق تراكيبها وألطاف تآليفها .. ولا أحد يزعم أن يكون قوم أفقه في لغة العرب من أصحابها ... والمتكلمون بالعربية اليوم يتكلمون بها بعد تعليم أما أجدادهم فيتكلمون بها حدسا وسليقة فلا يستوى المكتسب والفطري أبدا ...
وهذا أمر لا يحتمل النزاع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/4)
بل نقول إن المشركين من العرب أفهم للقرآن من المؤمنين المعاصرين لأن الأمر هنا ليس مناطا بالعقيدة وزكاة النفوس بل بفهم أسرار العربية وهي لغتهم التي تداولوها قبل أن تصل إلينا ففهمهم أولى من فهمنا قطعا.
وهنا أمر آخر له خطورته .. يتعلق بتطور دلالة الكلمة ...
فالكلمة تتعرض عبر الزمان لنوع من" الشحن" و"الإفراغ"
نقصد بالشحن امتلاء الكلمة بمعاني جديدة عرضت لها بحسب الاستعمالات المتكررة في مجالات مخصوصة .. ونعني بالإفراغ اختفاء دلالات أصيلة فيها بحسب ظروف معينة كأن لا تكون هناك حاجة للاستعمال فيها فتضمحل تدريجيا ..
من الواضح أننا لا نقصد من الدلالة المعنى المعجمي ف"العصفورة" عندنا حديثا هي" العصفورة" عندهم قديما ولكننا نقصد الكوكبة من المعاني الإيحائية المرافقة لذلك المعنى المعجمي .. وهذه الكوكبة هي الشاحنة لدلالة الكلمة والمثرية لها .. ولأن التمييز دقيق فضلنا أن نضرب أمثلة عامة ومثالا من تفسير القرآن ليستضيء القاريء بها:
"الغيث" و"المطر" يتحدان في المعنى المعجمي لكن في "الغيث" إيحاءات دلالية ليست موجودة في" المطر" بل فيها ما يضادها .. فيحصل عندنا زوج عجيب:مترادفان معجميا ومتضادان إيحائيا .. فالحدس العربي يستشف في كلمة الغيث معنى الرحمة والاستبشار والأمل ولا يستشف من كلمة المطر إلا النقمة وترقب العذاب-راجع موارد الكلمتين في القرآن الكريم لتقف على هذه الدقيقة الدلالية-
كلمة "زكاة" يستحيل ترجمتها إلى أي لغة أخرى .. لأن تلك اللغات لا يوجد فيها كلمة تعبر عن النقصان والزيادة في وقت واحد كما في العربية .. فالزكاة أخذ من المال- كما هو واضح- لكن الكلمة في الوقت ذاته تفيد النمو والزيادة .. فلو ترجمت الكلمة بضريبة أو إتاوة أو جباية لما تحقق المقصود .. انظر مثلا إلى "ضريبة" كيف أوحت بالضرب والألم والقسوة والتنفير فأين هذه المعاني مما تختزنه كلمة زكاة من التلطيف وطيب الرائحة والطهر والنمو وغير ذلك في كوكبة إيحائية مريحة للنفس.
كلمة رزق هي أيضا مما يستحيل ترجمته .. فقد تشربت هذه الكلمة في العربية معاني روحية سماوية لا يمكن أن تكون في كلمات مثل تموين أو إنفاق أو ميزانية أو غيرها ..
نعود مرة أخرى لكلمة المطر لنرى التضاد والترادف مجتمعين في مكان واحد .. فلو ترجمنا المطر-أو الغيث –إلى الفرنسية لقيل pluie فتشترك الكلمة العربية والكلمة الإفرنجية في الدلالة المعجمية على الماء النازل من السماء ... ولكن شتان بين إيحاء الكلمتين فترى العربي يستبشر بالكلمة خيرا وتنزل عليه بردا وسلاما بسبب مناخه الصحراوي الجاف أما الفرنسي فهو يضيق بالكلمة فسماعها تعنى عنده فساد العطلة الأسبوعية وإجهاض النزهة الغابوية .. ولو تتبعت في الأدبين العربي والفرنسي استعمال الكلمتين لظهر الفرق جليا فالكلمة في الشعر العربي مرتبطة بالرحمة "سقيا القبر" "شآبيب الرحمة "
"إرواء الصدى" أما الشعر الفرنسي فلا تكاد تذكر pluie إلا في سياقات الموت والغم.
ونحن نضرب لكم الآن مثلا من تفسير القرآن:
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
إن جل الناس اليوم يفهمون من "الفراش" الدلالة على تلك الحشرات الطائرة ذات الألوان الزاهية- الفراشات:، papillons- "butterfly ولو صح هذا لنتج فساد كبير في فهم بلاغة التشبيه في الآية ..
فصورة "الفراش المبثوث" بفهمنا المعاصر صورة بهيجة مريحة للنفس والعين ... ونحن نتذكر عندما كنا اطفالا كيف كنا نشتهي القبض على الفراشات وكيف كنا نطاردها في أمل وفرح ... والفراش المبثوث صورة من شأنها أن تعيد هذه الإيحاءات النفسية .. فهل هذا هو القصد البلاغي لتشبيه القرآن؟ هل يريد القرآن أن يعرض علينا حشر الناس منظرا للفرجة بهيجا كما يشعر به المشبه به فراشات راقصة ملونة لطيفة!!!!
التشبيه في الآية بفهمنا المعاصر يحقق تحسين المشبه .. والمقصود عكسه ... فهل أخل القرآن بالبلاغة فلم يطابق بين القول والمقام!!!
لن تدرك بلاغة التشبيه القرآني حتى تفهم كلمة الفراش قبل الشحن والتفريغ .. استمع إلى ما يقوله القرطبي عن الكلمة:
قال قتادة: الفراش الطير الذي يتساقط في النار والسراج. الواحدة فراشة، وقاله أبو عبيدة. وقال الفراء: إنه الهَمَج الطائر، من بَعوض وغيره؛ ومنه الجراد. ويقال: هو أطيش من فراشة. وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/5)
طُوَيِّشٌ منْ نفرٍ أطْياشِ ... أطيشُ من طائرة الفَراشِ
وقال آخر:
وقدْ كانَ أقوامٌ رددتَ قُلُوبَهُمْ ... إليهم وكانوا كالفراشِ من الجَهْلِ ..
لاحظ كيف استعملت الكلمة في سياق الذم والتقبيح والتنفير ... فينتزع منها العربي معاني التهافت على الموت والطيش في السلوك وانعدام التعقل والتمييز في السير ...
ولن تفهم وجه الشبه في الآية حتى تعي هذه المعاني الإيحائية كلها ...
هذا الذي حصل لكلمة فراش يحصل لكلمات أخرى كثيرة .. فلا يؤمن إذن على الخلف أن يقعوا ضحية الشحن والإفراغ، وهذا دليل قاطع على أن فهم السلف هو الفهم الصحيح السليم ..
ب-أما الفهم الثاني المعبر عنه ب "فهم يعطى رجل في كتابه" فنعني به الفهم الذي هو منحة إلهية وهو غير مشروط بالخبرة اللغوية العميقة بقدر ما هو مشروط بزكاة النفس وقوة الإيمان ورقة القلب .. ولتوضيح ذلك نقارن بين فهم الصديق وفهم أبي جهل:فقد يستويان في الفهم بالنظر إلى الوجه الذي تعرفه العرب من كلامها، ولكننا متيقنون من أن أبا بكر قد أعطاه ربه فهما إيضافيا حرم منه أبو جهل بسبب النفس الطيبة عند الأول والنفس الخبيثة عند الثاني ..
وهذا أمر ملحوظ مشاهد في الناس فترى الرجل الأمي يخفق قلبه وتذرف عيناه لسماع آية،وبجواره أستاذ البلاغة لا تحرك فيه ساكنا!!!
ونحب أن ننهي هذا المقال بسؤالين:
-هل نحن اليوم أعلم بالعربية من السلف؟
-هل نحن اليوم أتقى وأصفى قلوبا منهم؟
فإن كان الجواب نفيا فهو الدليل على أن فهمهم لا يضاهي ولا ينافس .. كيفما أدرت معنى الفهم .. فالجواب بالنفي على السؤال الأول يجعل فهمك في مرتبة أدنى مثل مرتبة الكسبي من الغريزي ...
والجواب بالنفي عن السؤال الثاني يجعل فهمك مرة أخرى في مرتبة دنيا ... فالله حكيم وكتابه عزيز فالمنتظر منه-عز وجل-أن يمنح للأتقى أكثر مما يمنح لغيره ..
وليس للمرء إلا أن يذعن لهذه الحقيقة رغم كبرياء النفس:
"فهمهم أفضل من فهمنا"
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:51 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يجمعنا بكم مع سلفنا في جنات ونهر
متابع بشوق لقلمكم الأخاذ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ!
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[09 - 08 - 10, 12:39 م]ـ
فتح الله عليك .. وجزاك الله خيراً
أبا عبدالمعز، لو أمكنك أن تكتب لنا تأصيل في علوم البلاغة (العملية) أو سرد لأهم مصادرها ومؤلفيها المحققين.
فنحن داعون لك بالسعادة والفلاح ..(54/6)
آيات عظيمة فيها بيان أحوال من بعض الطوائف العصرية المخالفة
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[20 - 02 - 09, 12:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فإن الله تعالى أنزل كتابه بالحق والصدق والعدل , فيه أخبار ما مضى وأنباء ما سيأتي , وما من خير إلا دل عليه ولا شر إلا حذر منه.
وبينما أنا أقر في هذا النور المبين مررت بآيات كريمات من سورة البقرة فتأملتها وقارنتها بأحوال طوائف في هذا العصر قد تنكبت الصراط المستقيم , وانحرفت عن المنهج القويم , وهي حثالة تلقفت زبالات أفكار الكفار والمنافقين وزوقتها وأرادت نشرها وبثها بين المسلمين.
وأريد بذلك أن ألفت الانتباه إلى هذه الآيات العظيمة وغيرها من الآيات, ولو تتبعنا القرآن الكريم لوجدنا الكثير من الآيات التي تدور في فلك هذا الموضوع.
يقول الله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا} وهم الآن يُصَدَّرُون في المجالس وفي المؤتمرات والاجتماعات ويعطون الأولوية في الحديث وإدلاء الآراء , وتخصص لهم اللقاءات في القنوات , و يرحب بهم في صفحات الجرائد والمجلات , وتجدهم في كل ذلك يكثرون من التنمُّر بالمصطلحات مع البهرجة والانتفاخ , ويلوكون الألفاظ الأجنبية ترفعاً وعلواً فيعجب لهم الجاهل ويظن أن الحق ما ينطق به هؤلاء.
{ويشهد الله على ما في قلبه} فتجده يزعم أنه بذلك مريد لتطوير المجتمع و الرقي به , ويكثر من زعمه محبة هذا الدين وإرادة الخير لأهله , فيعجب السامع لهم ويصغي إليهم , ولكنه في الحقيقة هو {ألد الخصام} لهذا الدين ولأتباعه وأشد عداوةً للمؤمنين المتمسكين بالوحيين , وحباً في سلخ عقيدة أتباعه وإبدالها بما يمليه عليهم رؤساؤهم وأتباعهم.
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها} عقائد المؤمنين ويبطل ثوابت الدين {ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} وهل هناك فساد أعظم من إفساد العقيدة؟!
وإن إفساد العقيدة لهو السبيل الأعظم لإفساد الحرث والنسل.
{وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم} سبحان الله ولا إله إلا الله
تأمل ردة فعل هؤلاء القوم إذا ذكِّروا بالله وخوفوا من أليم عقابه! ماذا يقولون؟
تأخذهم العزة بالإثم , ولا يقبل كثير منهم نصحاً ولا وعظاً , بل يتندرون بمن يعظهم و تكون أعذارهم:
نحن مواطنون ونحن عرب ونحن مسلمون ولكنا نريد التطوير ونريد الانفتاح على العالم ونريد الخير لكم ونياتنا حسنة , إلى غير ذلك من الأعذار الواهية , ثم يقولون: أنتم تريدون الرجوع بنا إلى الوراء , إلى القرون الوسطى إلى التخلف والرجعية زعموا.
ثم جاءت الآيات العظيمة في ذكر أهل الدين والصلاح وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين تتوقد قلوبهم غيرة على هذا الدين:
{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} ولا يخافون في الله لومة لائم {والله رؤوف بالعباد} بأن جعل فيهم من يقيم الحجة على العباد بتبليغ رسالات رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , و رؤوف بالعباد بما شرع من شرائع وحد من حدود فما شرع شيئاً إلا لحكمة عظيمة , فلا اعتراض على شرعه ولا اعتراض على قضائه وقدره.
ثم نادى الله نداء يأمر فيه بالدخول في شرع الله جميعاً والتسليم لله في كل ما أمر ونهى , فلا اعتراض ولا ضرب للأمثال
{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} ولا تكونوا كالذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض , كما يريد منكم هؤلاء , فهم يختارون من الدين ما يعجبهم ويردون ما لا يوافق أهواءهم , ويعترضون على شرع الله بتفاهات عقولهم وما تمليه عليه شياطينهم {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} فتضلوا باتباعها وبسماع ما يقوله هؤلاء {إنه لكم عدو مبين}.
ثم توعد الله تعالى من لا يدخل في السلم كافةً فقال: {فإن زللتم من بعد ماجاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}
وهذا وعيد عظيم لمن حصل منه الزلل بعد العلم وقيام الحجة عليه , فتوعد الله العزيز بأن يأخذ هؤلاء بعزته ويحكم فيهم بحكمه وحكمته.
ثم أتبع ذلك بوعيد آخر تنخلع منه القلوب انخلاعاً: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور}
ثم عرَّض بالفرق التي اتبعوها وتلقفوا ما عندها , وهذه الفرق ذات غرور وتمادٍ في الكفر وقلة انتفاع بالآيات البينات التي قد علموها ولم يعملوا بها.
{سل بني سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
و نعمة الإيمان والإسلام وسلوك صراط الله المستقيم من أعظم النعم وأكرمها وأشرفها , فمن بدلها واشترى بها غيرها فقد تعرض لعقاب الله الشديد.
وتجد هؤلاء الطوائف يتتبعون الكفار في كل ما يأتون به و ينخدعون بما هم عليه من أمور الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة , فيبين الله في هذه الآيات أن هؤلاء الكفار الذين تتبعونهم قد زينت لهم الحياة الدنيا وكانت غروراً لهم.
{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا , وَ} هؤلاء الكفار {يَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} , ويتهمونهم بالتخلف والرجعية وأن سبب تخلفهم هو دينهم الذي يتبعونه , وكذلك أتباع الكفار الذي يسلكون سبيلهم يقولون مثل قولهم تشابهت قلوبهم
ولكن الله أخبر بأن المتقين والمؤمنين فوقهم يوم القيامة , وهذا هو الفوز العظيم الذي لا يعادله فوز.
{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} , وخير الرزق هو ما يحصل للقلوب من الإيمان بالله والإنس به وتصديق ذلك بالأقوال والأفعال , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/7)
ـ[أبو عبد الله العلي]ــــــــ[21 - 02 - 09, 09:35 م]ـ
بارك الله في يا أبا أسامة على هذه اللفتة وجزاك الله خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 02 - 09, 07:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا وصدقت ياأبو أسامة
ـ[ضياء الدين المصرى]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:58 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 07:00 م]ـ
إضافه: هذه الآية للعلمانية والليبرالية (وإن قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا أنما نحن مصلحون)
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[05 - 03 - 09, 07:31 م]ـ
جزاك الله خيرا وفتح لك
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 04 - 09, 03:52 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 01:37 م]ـ
بارك الله فيك ورفع قدرك أخي الكريم
بالفعل تأملات في محلها
جزاك الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(54/8)
من تفسير الطبري عن علو الخالق عز وجل
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[21 - 02 - 09, 11:27 م]ـ
كنت في حوار مع احد الاشاعرة وقد زعم ان عقيدة الطبري هي تفويض المعنى. وللفائدة هذه المقتطفات من التفسير تبين ايمان الطبري بعلوا الله عز وجل:
تفسير الطبري - (ج 1 / ص -430 - 429)
وقال بعضهم: الاستواء هو العلو، والعلوّ ه قال أبو جعفر: الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه: منها انتهاءُ شباب الرجل وقوّته، فيقال، إذا صار كذلك: قد استوى الرّجُل. ومنها استقامة ما كان فيه أوَدٌ من الأمور والأسباب، يقال منه: استوى لفلان أمرُه. إذا استقام بعد أوَدٍ، ومنه قول الطِّرِمَّاح بن حَكيم:
طَالَ عَلَى رَسْمِ مَهْدَدٍ أبَدُهْ ... وَعَفَا وَاسْتَوَى بِهِ بَلَدُه و الارتفاع. وممن قال ذلك الربيع بن أنس.
يعني: استقام به. ومنها: الإقبال على الشيء يقال استوى فلانٌ على فلان بما يكرهه ويسوءه بَعد الإحسان إليه. ومنها. الاحتياز والاستيلاء، كقولهم: استوى فلان على المملكة. بمعنى احتوى عليها وحازَها. ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه عليه.
وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات. والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.
قال أبو جعفر: وإن قال لنا قائل أخبرنا عن استواء الله جل ثناؤه إلى السماء، كان قبل خلق السماء أم بعده؟
قيل: بعده، وقبل أن يسويهن سبعَ سموات، كما قال جل ثناؤه:
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) [سورة فصلت: 11]. والاستواء كان بعد أن خلقها دُخانًا، وقبل أن يسوِّيَها سبعَ سموات.
وقال بعضهم: إنما قال:"استوى إلى السّماء"، ولا سماء، كقول الرجل لآخر:"اعمل هذا الثوب"، وإنما معه غزلٌ.
وأما قوله"فسواهن" فإنه يعني هيأهن وخلقهن ودبَّرهن وقوَّمهن. والتسوية في كلام العرب، التقويم والإصلاح والتوطئة، كما يقال: سوَّى فلان لفلان هذا الأمر. إذا قوّمه وأصلحه وَوَطَّأه له. فكذلك تسوية الله جل ثناؤه سمواته: تقويمه إياهن على مشيئته، وتدبيره لهنّ على إرادته، وتفتيقهنّ بعد ارتتاقهنّ.
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 581)
وقوله: (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته (وَإِنِّي لأظُنُّهُ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 237)
وعني بقوله: (هُوَ رَابِعُهُمْ)، بمعنى: أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه. كما حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثني نصر بن ميمون المضروب، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قوله: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ) ... إلى قوله: (هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم (أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/9)
وقوله: (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يقول تعالى ذكره: ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل، مما يحبه ويسخطه يوم القيامة. (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول: إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 513)
يقول تعالى ذكره: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) أيها الكافرون (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) يقول: فإذا الأرض تذهب بكم وتجيئ وتضطرب (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) وهو الله (أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا) وهو التراب فيه الحصباء الصغار (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) يقول: فستعلمون أيها الكفرة كيف عاقبة نذيري لكم، إذ كذبتم به، ورددتموه على رسولي
تفسير الطبري - (ج 21 / ص 387)
(وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا) يقول: وإني لأظنّ موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي من أن له في السماء ربا أرسله إلينا. تفسير الطبري - (ج 23 / ص 237)
قوله: (هُوَ مَعَهُمْ) قال: هو فوق العرش وعلمه معهم
وبعد هذا ينسبوا له التفويض؟
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 580)
القول في تأويل قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لأشراف قومه وسادتهم: (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) فتعبدوه، وتصدّقوا قول موسى فيما جاءكم به من أن لكم وله ربا غيري ومعبودا سواي (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) يقول: فاعمل لي آجرا، وذُكر أنه أوّل من طبخ الآجر وبنى به.
تفسير الطبري - (ج 19 / ص 581)
وقوله: (لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) يقول: انظر إلى معبود موسى، الذي يعبده، ويدعو إلى عبادته (وَإِنِّي لأظُنُّهُ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح، فارتقى فوقه.
تفسير الطبري - (ج 17 / ص 220)
القول في تأويل قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
يقول تعالى ذكره: يخاف هؤلاء الملائكة التي في السموات، وما في الأرض من دابة، ربهم من فوقهم، أن يعذّبهم إن عَصَوا أمره،ويفعلون ما يؤمرون، يقول: ويفعلون ما أمرهم الله به، فيؤدّون حقوقه، ويجتنبون سُخْطه.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 09, 06:29 م]ـ
الأخ: مجدي .. بارك الله فيه
أرى كلاما للإمام الطبري لم تعلق عليه وهو مشكل حقيقة حيث يقول: قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. اهـ
الإشكال حقيقة: هو أن العلو يطلق ويراد به:
1 - علو الذات
2 - علو القدر
3 - علو القهر
وكأن الإمام ابن جرير ينفي علو الذات فلم يذكره .. فما هو رأيكم بارك الله بكم؟!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 - 02 - 09, 12:09 ص]ـ
الأخ: مجدي .. بارك الله فيه
أرى كلاما للإمام الطبري لم تعلق عليه وهو مشكل حقيقة حيث يقول: قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. اهـ
الإشكال حقيقة: هو أن العلو يطلق ويراد به:
1 - علو الذات
2 - علو القدر
3 - علو القهر
وكأن الإمام ابن جرير ينفي علو الذات فلم يذكره .. فما هو رأيكم بارك الله بكم؟!
بارك الله فيك أخي.
بداية ما يدل على كلام الطبري هو ما فسر به الآيات الأخرى والتي ذكرتها كي لا يوهم انه ينفي علو الخالق على خلقه.
وقد حاول بعضهم أن يغلب هذه العبارة على كل كلام الطبري مع أن كلام الطبري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/10)
والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى.
فهو انكر عليهم أولا عدم قبولهم المعنى المعروف عند العرب وذلك بتأويل كلام الله على غير ذلك فقال:"والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، "
ومعلوم أن مذهب السلف هو ان نثبت الصفة ولا نتكلم عن كيف لاننا لا نتكلم الا بما علمنا فاثبتنا العلوا ولم نتكلم كيف
ثم يقول:"هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر."
هنا يبين أن لهذا المستنكر شبهة وهي انه دخله التمثيل لذلك بانه بزعمه لو علا لكان تحتها قبل علوه وبين أن هذا التأويل مستنكر أصلا.
ثم يبين ازدواجة التفكير عندهم فهم هربوا من لفظ علا لانه بزعمهم يوجب التنقل:
" ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال"فهو فسر اقبل. الزم بأنك كما زعمت ان قبل العلو التحت فانه قبل الاقبال الادبار. وهو ما الزمه لغيره من قولهم علا أنه كان تحت. فيقول ابن جرير انه سيقول اقبل اقبال تدبير. فيقول له لماذا لم تقبل العلو بمثل ما قبلت الاقبال؟ فهو من باب الزامه باللمعنى الصحيح بالالزام
قوله:" لا علوّ انتقال وزَوال"لان التنقل هو زيادة على الصفة فليس يلزمنا قياس فعل الخالق على افعالنا.لاختلاف صفاته وصفاتنا.
ولذلك يقول القحطاني:والله في القرآن أخبر أنه يأتي بغير تنقل وتدان
" ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا. وفيما بينا منه ما يُشرِف بذي الفهم على ما فيه له الكفاية إن شاء الله تعالى"
يقول انه ان اراد ان يلزم المعنى المختار باي شيء الزم بمثله على ما يقول فلذلك قال ابن الاعرابي عندما قيل له استوى استولى لا يكون استولى حتى يكون خارج ملكه ثم يستوي عليه او بعبارة نحوها. وذلك من باب الزام الخصم فيما الزم نفسه. لبيان فساد صنيعه.
ثم يذكر ان عدم ارادته للاطالة هو ما دفعه للاختصار وما ذكره بانهم يلزموا من كل معنى بما يقابله في قولهم المخالف كان كافيا له ليعلم فساد قول وحجج أهل الباطل.
ومعلوم ان مذهب السلف ان الكيف غير معلوم لدينا لان الله قال" ولا يحيطون به علما " و"ليس كمثله شيء " فمن تكلم عن كيف او مثل انما قاس على فعل المخلوق وتوهم. لذلك قالوا لا يتوهم ولا يقال كيف.
أما كون الطبري يتكلم عن علو الذات فهو واضح من قوله:
"ومنها: العلوّ والارتفاع، كقول القائل، استوى فلان على سريره. يعني به علوَّه عليه.
وأوْلى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسوَّاهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهنّ بقدرته، وخلقهنّ سبع سموات"
ثم يعرف من باقي التفسير أن الطبري يقول بعلو الخالق عز وجل بذاته واوردت امثلة.
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 01:04 م]ـ
أخي الكريم
قول الطبري رحمه الله في تفسيره للمعية في الاية: (هو فوق العرش وعلمه معهم) لهو أظهر دليل على قوله بعلو ذلته سبحانه على العرش وإن لم ينطق بها.
وهو رحمه الله يشير للمعنى الباطل الذي قد يفهمه أهل الحلول من قوله سبحانه: (وهو معهم) من معية الله بذاته لخلقه فذكر أنه سبحانه على العرش وعلمه هو الذي معهم.
فهي عبارة وجيزة واظنها قاطعة في بيان المعنى الذي أشرت اليه.
والله الموفق
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[23 - 02 - 09, 04:29 م]ـ
نعم أخي وكذلك عن قوله عن فرعون انكاره ان يكون الخالق بعث موسى فزعم انه اله وان لا اله في السماء.
لاحظ كي يزعموا ان السلف انما كانوا يفوضو المعنى بدل الكيف ينتقوا ما يساعدهم في ايهام الناس.(54/11)
جديد: ملف متكامل مدعم بالوثائق المصورة عن المكارمة إسماعلية نجران
ـ[ساعي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملف متكامل مدعم بالوثائق المصورة عن المكارمة إسماعلية نجران
أخرج العمل: موقع طريق الدعوة
نسأل الله أن ينفع به
للإطلاع، ونشره في المنتديات خاصة النجرانية
والمنتديات والمجموعات الأخرى ..........
http://tttt4.com/main/mkarmh
---------------------------------------------
منقول من هنا
http://www.tttt4.com/news.php?action=view&id=2219(54/12)
أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[22 - 02 - 09, 07:14 م]ـ
أثر التصوف في نشر الخرافة في الأمة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه أجمعين .......... أما بعد
فقد جاء الإسلام ونشر الوعي في عقول الناس وبصرهم بالطرق التي ترفع عنهم الجهالة والعمى , فحثهم على التدبر واستعمال العقل , والنظر في ملكوت السموات والأرض , ونفرهم من تقليد الآباء بغير حجة , والتسليم لأقوالهم من غير مستند , ونبههم على طرق المجادلة وأساليب الحجاج , وبناء الأقوال والمعتقدات , وطالب المخالفين والمدعين بإقامة الأدلة التي تدل على صحة أقوالهم , وبين المواطن التي يقع من خلالها الغلط في أقوال المخالفين كالاضطراب والتناقض والتفريق بين المتمثلات وعدم الاطراد في القول , وبطلان اللازم , ونحوها.
فلقد جاء الإسلام بمنهجية علمية فائقة , ظاهرة المعالم واضحة المسالك قوية التأثير , فأحدثت هذه المنهجية ثورة في تفكير الأمة وتعقلها , وسار متقدموا الأمة على مقتضاها , فبنوا علومهم ومعارفهم ومعتقداتهم عليها وألفوا كتبهم وهم مستحضرين لمنهجيتها , وسيروا حياتهم وأقاموا هيكل معيشتهم على ما تقتضيه , فلم يعد لما ينافي تلك الأصول المنهجية سلطة ولم يبق لما لا يتماشى معها تأثير , فخبا وهج الخرافة , وضاق مجال الأساطير , وقل ظهور الشعبذة والخيالات , فعاش الناس حياة مستقرة في نفسها , متناسقة في واقعها , حتى غدت مثالا يحتذى به ونبراسا يقتدى به.
وما زالت الأمة كذلك حتى ظهر فيها التصوف ببدعه وتراتيبه المخالفة للدين ولمقتضياته المعرفية , ومازال التصوف يتوغل في جسد الأمة ويتعمق في أرضها , مع تطوره في بعده عن المنهجية المعرفية الإسلامية , حتى أضحى من أوسع الطرق وأكثر السبل التي ولجت منها المظاهر المخالفة للمنهجية المعرفية التي جاءت بها النصوص , فلقد جاء التصوف بطقوس غرست في عقول الأمة الخرافات وصيرت أذهان الناس وعواطفهم أسيرة للخيالات , ورتبت شؤون حياتهم على التوهمات , فشاعت في المجتمعات الإسلامية الروح المخالفة للروح العلمية التي جاء بها الإسلام , وقد صور هذه الحالة كثير من مصلحي هذه الأمة ومفكريها , ومن هؤلاء محمد عبده حيث يقول:" فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فَهمٍ ولا مراعاة شرع , اتخذوا أندادا وصار يُقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق , بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة , وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والتعاون على الخير , ونتيجة ذلك كله أن المسلمين رغبوا عما شرعه الله , إلى توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوا أندادا له , وصاروا كالإباحيين في الغالب , فلا عجب إذ عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف , وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر؛ لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين .... فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه " ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)) .
ومن هؤلاء ابن باديس حيث يقول:" لقد سيطرت الطرق الصوفية على الفكر الإسلامي , والمجتمع المغربي في القرن التاسع عشر , سيطرة مذهلة و فبلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 , زاوية , وعدد المريدين او الإخوان 295000 , والفقهاء الذين عرفوا بمعارضتهم الصوفية أصبحوا بدورهم طرقيين , فساد الظلام وخيم الجمود , وكثرت البدع , واستسلم الناس للقدر .... وهذه الظاهرة الاجتماعية أدت إلى تعطيل الفكر وشل جميع الطاقات الاجتماعية الأخرى " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)) .
ومن يتأمل في تراتيب الصوفية وطرقها وأورادها وطقوسها يدرك أنها تتحمل القدر الأكبر في نشر الخرافة في الأمة , وشيوع السلبية الفكرية فيها , والذي يدل على هذا أمور كثيرة , لعلها ترجع في مجملها إلى سبعة أمور هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/13)
الأمر الأول: التعلق بالرؤى والأحلام والمصادر الوهمة في المعرفة كالهواتف والإسراء والمعراج إلى السماء والحكايات والقصص ونحوها في بناء العقائد والتصورات والأحكام , فقد تعلق الصوفية بهذه المصادر في كثير من شؤونهم الدينية والحياتية , فكم من ورد ودعاء بنوا مشروعيته على رؤيا رآها الولي في منامه أو في يقظته , فجعلها عبادة من أعظم العبادات تترتب عليها أعظم الأجور , إلى درجة أن المحافظ عليها يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب!! , وكم حُكِمَ بناءً على تلك الطرق الوهمية من أحكام على المعيننين بالتزكية أو الفلاح أو الخسران! وكم حُدِدَ بناءً عليها من موضع لقبور الأولياء والصالحين , وحُددت فضائل زيارتها.
فقد اعتمد الصوفية على هذه المصادر وجعلوها مستندا لهم في كثير من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم , فلا تكاد تقرأ كتابا من كتبهم في التراجم والسير إلا ويستوقفك سيل عارم من تلك القصص التي فيها أن وليا سمع هاتفا يقول له كذا وكذا , فيأخذه الولي ويجعله دينا يدين الله به , أو أن وليا رأى الخضر يمشي في الطريق وأخذ منه وردا يترتب عليه من الأجر كذا وكذا , أو أن صالحا كان يمشي في أرض خالية فسمع صوتا لا يعرف مصدره يأمره بأمر ما , ثم يُرَوج هذا الأمر على أنه من مصدر معصوم.
إن التعلق بمثل هذه الهواتف والرؤى يفتح الباب على مصراعيه لولوج الخرافة والأساطير إلى عقول الناس وقلوبهم؛ لأنه يدعوهم إلى تصديق أخبار لا يعلمون مصدرها ولا قائلها , فمن كان يصدق بذلك , فكيف تريد منه أن ينكر الخرافة أو يبتعد عنها؟!.
الأمر الثاني: الغلو في الأشخاص , فالغلو في الأشخاص عند الصوفية بلغ مبلغا عظيما لا يضاهيهم فيه إلا الشيعة , فقد بلغ بهم الغلو حتى أضفوا على الولي صفات الباري سبحانه وتعالى , فالولي يرتقي في ولايته حتى يقول للشيء كن فيكون! , فهو يتصرف في الكون ويعلم ما تخفي الصدور , وما يكنه المريد في قلبه من موافقة شيخه أو مخالفته! , والولي يعطي الرزق والولد ويغفر الذنب والزلل , والولي يخالف أوامر الله تعالى ويفعل الأشياء الغريبة ولا يُنكر عليه.
والولي عندهم له اتصال مباشر بالله تعالى وبالرسول r وبالخصر عليه السلام , والولي هو الذي يحفظ المسافر ويرد الغائب , وهو الذي يشفي المريض ويعافي المبتلى , والولي هو الذي ينصر على الأعداء ويحدد موقفنا منهم , فإذا نزل العدو بساحتنا فليس علينا إلا أن نذهب إلى سدنة الولي حتى يشاوروه في حالنا , وفي أحيان كثيرة يخرج السادن إلى الناس ويخبرهم بأن الولي لم يأذن في قتال الغازي ويأمر بتركه وعدم الاعتراض له!.
وكل هذه الأشياء يفعلها الولي بإذن الله تعالى كما يقولون! , وما أدري كيف علم أولئك بأن الله تعالى أذن للولي؟! , وبأية حجة نسبوا إلى الله تعالى ذلك الإذن؟! , فهل سأل القائلون بهذا القول أنفسهم عن موقف العقلاء من هذه الدعوى , وهل تنبهوا أن للناس عقولا يحاكمون إليها الدعاوى ويميزون تصحيحها من ضعيفها , وأن عندهم النصوص الشرعية التي تدل على بطلان تلك الدعوى وكذبها.
إن شيوع مثل هذه الأوصاف عن الأولياء في المجتمعات الإسلامية من أكبر الأسباب في انتشار الخرافة والتخبط الفكري والتوهم المعرفي , وذلك أن الناس يتعلقون بأشياء لا حقيقة لها , ويرجعون إلى أناس لم يسمعوا كلامهم ولم يدركوا شيئا مما يُنسب إليهم إلا مجرد أخبار واهية.
الأمر الثالث: التعلق بالخوارق والكرامات , فمن يتأمل في طبقات الصوفية وكتب التراجم التي أُلفت في سير الأولياء والصالحين , ومن يستمع إلى مجالس الذكر عندهم يستوقفه كثرة الكرامات التي لا يكاد ولي من الأولياء إلا وله عدد كبير منها , خوارق غربية كل الغرابة , وبعيدة كل البعد عن العقل , بل وبعضها ظاهر كل الظهور في مخالفة النصوص الشرعية , ومع هذا يذكرونها على أنها كرامة يكرم الله تعالى بها أولياءه , فعلقوا قلوب الناس بالأشياء المخالفة للضرورات والحسيات , وربطوا عواطفهم بما يخرج عن حياتهم الطبيعية القريبة!.
ومن يخالفهم في المنكر منها حكموا عليه بأنه ينكر الكرامات ويقيد قدرة الله تعالى , وغفلوا عن أن المخالفة ليست في أصل الكرامة ولا في الصحيح منها , إنما في تلك الكرامات الغربية التي ينبغي لكل عاقل من الصوفية وغيرهم إنكارها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/14)
وقد غفل الصوفية عن أنهم بفعلهم هذا قد استخفوا بالكرامات وحقروا من شأنها وفتحوا الباب للاستخفاف بها وعدم قبولها من أصلها؛ لأنهم لم يراعوا فيها لا العقل ولا الشرع ولا الفطرة ولا الأخلاق الفاضلة.
فمن كراماتهم ما يتضمن أن الولي يتقلب في خلقته على أشكال مختلفة , فذكروا عن بعض الأولياء أنه تارة يكون وحشا وتارة يكون فيلا وتارة يكون صبيا صغيرا!! , هكذا يتقلب في خلقته على أنه كرامة له , وذكروا عن بعض الأولياء أن الله أعطاه التصرف في كل من حضر عنده فلا يضحك ولا يبكي ولا يقوم ولا يقعد إلا بإذن الولي , ولما شك بعض الحضور في قدرته على ذلك أمره الولي بالقيام فلم يستطع , فقال له الولي: ألم تعلم أن قلوب الخلق بين أيدينا كالمصابيح من وراء الستارة نشهدها رأي العين!!.
إن مجتمعا تشيع فيه مثل تلك الأخبار المخالفة للعقل والواقع والشرع والفطرة , وتشيع فيه على أنها كرامة لا بد أن يصدق بها , وإلا سيعاقب العقاب الشديد , لهو مجتمع أسير للأوهام وسيتقبل الخرافة بكل سهولة؛ لأنه ربي على قبول ما يخالف العقل والشرع بحجة أنها كرامة للولي , وهي تطرق سمعه كل حين.
الأمر الرابع: التأويل الباطني والرمزي , فقد شاع عند الصوفية التأويل الباطني للنصوص بحجة أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر لا يصلح إلا للعوام من الناس , وباطن وحقيقة لا تصلح إلا للخواص منهم , وأضفوا على هذا التقسيم قداسة وأهمية بالغة بحيث غدا من أصول الطريقة عندهم , ومن أركان منهج الاستدلال لديهم , وغدا هذا التقسيم سبيلا لتبرير قبول ما يخالف ظواهره النصوص من الأقوال والأفعال , وما يخالف العقول السليمة أيضا , وأخذ كثير منهم ينص على أن الشريعة منقسمة إلى ظاهر وباطن , وأن من ينكر تلك الأقسام إنما أُتي من جهله بتلك الأسرار العالية التي لا يدركها إلا الخلص من الناس.
فماذا بقي أمام الخرافة من أن تصل إلى عقول الناس بعد أن شُحنت بتلك التوهمات , فقيل لهم إنه يجب عليكم أن تصدقوا بكل ما يصدر من الولي والصالح , ولو كان مخالفا للشرع أو العقل أو الأخلاق؛ لأن الولي عنده حقيقة لا تعلمونها ولم تبلغوها! , فماذا بقي عن باب الخرافة أم يفتح على مصراعيه لتسلك إلى قلوب الناس وعقولهم بعد شيوع هذه الأفكار الهدامة وانتشارها.
الأمر الخامس: التعبد بالطلاسم والحروف السرية والسجعات متكلفة التي اشتملت عليها الأذكار والأوراد عند الصوفية , والأسماء الغريبة التي يقولون إنها أسماء للجن, فقد كثر في أوراد الصوفية وأذكارهم التراكيب الغربية التي ليس لها معنى أصلا , والطلاسم المستوحشة التي لا يكاد يستطيع المرء النطق بها , وجعلت دليلا على أهمية الذكر وكثرة ثوابه وكبير تأثيره.
ففي بعض أوراد القادرية: " ياطهلفوش انقطع الرجاء إلا منك ... " , وفي بعضها:"ايتنوخ ياملوخ .... يامهباش" , وفي بعض أوراد الشاذلية:" أحون , قاف , أدم , حم , ها , آمين , كهيعص" , وفي بعضها:" قاف جيم سران مع سرك " , وفي بعض أوراد البدوي:" بدعق , محببة , صورة محببة , سقفاطيس أحون " , وفي بعض الأوراد الختمية نداء للأرواح الروحانية العلوية والسفلية إلى أن يصل فيها إلى أسماء أعجمية غريبة فيذكر شمخاهر وشمهاهير والأغلاغيطال , أهـ ياه هيوه بقطريال , وغيرها , فقلب يُعلق بهذه الخرافات والطلاسم على أنها أذكار فاضلة شرعها الله تعالى لعباده , وأوراد يصل بها المريد إلى ربه كيف يراد منه أن يتنكر للخرافة وللانتهاك الفكرية وهو غارق فيها إلى أخمص قدميه؟!!.
الأمر السادس: التزهيد في طلب العلم الشرعي والتحقير من شأن علماء الشريعة , فالصوفية لما أدركوا أن علومهم ومعارفهم لا تتماشى مع دلالات النصوص ومقتضياتها وقد اشتد إنكار الفقهاء وأتباع المذاهب عليهم في شطحاتهم , أخذ بعضهم يزهد الناس في طلب العلم الشرعي بحجة أنه طريق طويل لا يؤدي إلى الحقيقة , وبحجة أن الولي الكامل يحصل العلم من طرق أكمل , فالولي يأخذ علومه من الله تعالى مباشرة أو من الرسول r أو من الخضر أو من اللوح المحفوظ , وقد بلغ الحال ببعضهم إلى أن جعل من آفات المريد طلب الحديث , وأوصى بعضهم ألا يتعلم الصوفي العلم , وجعل بعضهم طلب العلم من الركون إلى الدنيا , بل جعله من الأمور التي تحجب عن الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/15)
ولا شك إن هؤلاء الصوفية المانعون من طلب العلم الشرعي , والذين زهدوا الناس فيه يتحملون أعظم الوزر في تأخر المسلمين وانحطاطهم وتأخرهم في الإنتاج والتقدم , واستيلاء الأعداء عليهم , فقد تقدم ركب الحضارة ونشط الغرب وأبدع في ميادين العلم والاختراع التي جعلت منه ماردا يصول ويجول في العالم الإسلامي , ذلك العالم الذي سيطرت عليه الأوهام والخرافات , واكتفى في بعض البلاد في صد العدو القادم إليه بقراءة صحيح البخاري في المسجد بناءً على نصيحة بعض الأولياء , أو باستشارة الولي الميت في قبره منذ كذا وكذا.
الأمر السابع: شيوع روح الجبر والاستسلام , فقد غلبت الروح الجبرية والسلبية على أكثر الصوفية في العصور المتأخرة , مما أثر ذلك على تفكير الأمة وجعلهم يعتقدون أنهم مسيرون: إما من الله تعالى ,وإما من الولي المقبور في قبره منذ كذا وكذا , ونتج من ذلك اعتقاد أنه لا فائدة من البحث والتنقيب والإبداع ومحاولة التجديد في العلوم والمعارف في شؤون الحياة , بل والأغرب أنه لا فائدة حتى من مقامة الأعداء الغازين؛ لأن الله شاء ذلك , فالأفضل الاستسلام لهم؛ لأنه في الحقيقة استسلام لما أراده الله تعالى.
إن هذه الأمور كلها موجودة في التصوف وشائعة بين أهله , وهي مع مخالفتها الظاهرة للنصوص تؤهل الصوفية لأن تكون رائدة في نشر الخرافة في المجتمع المسلم بامتياز , ويجعلها أكبر مسوق للخيالات والتوهمات الزائفة في عقول الأمة.
إن الصوفية باجتماع تلك الأمور فيها أكبر ناشر لجرثومة العقول ومبدد لطرق التفكير السليمة , التي تؤدي إلى انتهاك الفكر واغتيال طرقه , وهذا كله يستوجب على المصلحين ألا يتهاونوا في إصلاح ما أُفسد وحماية ما يمكن أن يَطاله الفساد.
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن من الصوفية من أردك شناعة تلك الخرافات فحاول أن ينشأ اتجاها جديدا في التصوف يُعنى بالأمور العلمية , ويحاول الابتعاد عن تلك الأمور الغربية عن العقل والنقل والفطرة , فأخذ يؤلف في التصوف وتراتيبه , ولا يذكر شيئا مما يستغرب أو ينكر , ولكنه لم تكن عنده الشجاعة في النقد والصراحة في التبرؤ من كل تلك الأمور , وأكثر الأساليب التي يطرقها ذلك الاتجاه هو الاقتصار على عدم ذكر الأمور الخرافية في التصوف , ولم يكن من منهجهم ضرورة التصريح بإنكار المنكر التي اشتمل عليه التصوف وبيان أدلة بطلانه , ولا الحكم عليه بما يوجب رده كما فعل ما يسمون بتيار التصحيح في الفكر الشيعي , فإن هذا التيار ظهر فيه رجال كانت عندهم الشجاعة الكافية فصرحوا ببطلان قدر من عقائد الشيعة الكبار وبينوا أدلة بطلانها وأعلنوا براءتهم منها , وألفوا الكتب النقدية لأصول التشيع , ولكن الصوفية لم يوجد هذا التيار فيهم حتى الآن مع حاجتهم لذلك , فقد امتلئ مذهبهم بالخرافات وتشبع الخيالات وطفح بالتوهمات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
([1]) تفسير المنار , لرشيد رضا (2/ 61).
([2]) أعمال ابن باديس , بواسطة: التصوف منشؤه ومصطلحاته , للسحمراني (166).(54/16)
كلام للإمام أبي حامد الغزالي في التفريق بين الإرادة والمحبة وإثبات الحكمة والتعليل
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 02 - 09, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء: " وفي التوصل إلى الولد قربة من أربعة أوجه، هي الأصل في الترغيب فيه عند الأمن من غوائل الشهوة، حتى لم يحب أحدهم أن يلقى الله عزبا.
الأول: موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان.
والثاني: طلب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكثير من مباهاته.
والثالث: طلب التبرك بدعاء الولد الصالح بعده.
والرابع: طلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله.
أما الوجه الأول: فهو أدق الوجوه، وأبعدها عن أفهام الجماهير، وهو أحقها وأقواها عند ذوي البصائر النافذة في عجائب صنع الله تعالى ومجاري حكمه وبيانه، أن السيد إذا سلم إلى عبده البذر وآلات الحرث وهيأ له أرضاً مهيأة للحراثة وكان العبد قادراً على الحراثة ووكل به من يتقاضاه عليها فإن تكاسل وعطل آلة الحرث وترك البذر ضائعاً حتى فسد ودفع الموكل عن نفسه بنوع من الحيلة كان مستحقا للمقت والعتاب من سيده.
والله تعالى خلق الزوجين وخلق الذكر والأنثيين، وخلق النطفة في الفقار، وهيأ لها في الأنثيين عروقاً ومجاري وخلق الرحم قراراً، ومستودعاً للنطفة، وسلط متقاضي الشهوة على كل واحد من الذكر والأنثى، فهذه الأفعال والآلات تشهد بلسان ذلق في الإعراب عن مراد خالقها وتنادي أرباب الألباب بتعريف ما أعدت له.
هذا إن لم يصرح به الخالق تعالى على لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمراد حيث قال: " تناكحوا تناسلوا "، فكيف وقد صرح بالأمر وباح بالسر؟
فكل ممتنع عن النكاح معرض عن الحراثة، مضيع للبذر، معطل لما خلق الله من الآلات المعدة، وجان على مقصود الفطرة والحكمة المفهومة من شواهد الخلقة المكتوبة على هذه الأعضاء بخط إلهي ليس برقم حروف وأصوات، يقرؤه كل من له بصيرة ربانية نافذة في إدراك دقائق الحكمة الأزلية، ولذلك عظم الشرع الأمر في القتل للأولاد وفي الوأد، لأنه منع لتمام الوجود، وإليه أشار من قال: " العزل أحد الوأدين "، فالناكح ساع في إتمام ما أحب الله تعالى تمامه، والمعرض معطل ومضيع لما كره الله ضياعه، ولأجل محبة الله تعالى لبقاء النفوس أمر بالإطعام وحث عليه وعبر عنه بعبادة القرض، فقال: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناً ".
فإن قلت: قولك إن بقاء النسل والنفس محبوب يوهم أن فناءها مكروه عند الله، وهو فرق بين الموت والحياة بالإضافة إلى إرادة الله تعالى، ومعلوم أن الكل بمشيئة الله، وإن الله غني عن العالمين، فمن أين يتميز عنده موتهم عن حياتهم أو بقاؤهم عن فنائهم؟!.
فاعلم أن هذه الكلمة حق أريد بها باطل، فإن ما ذكرناه لا ينافي إضافة الكائنات كلها إلى إرادة الله خيرها وشرها ونفعها وضرها، ولكن المحبة والكراهية يتضادان، وكلاهما لا يضادان الإرادة، فرب مراد مكروه، ورب مراد محبوب، فالمعاصي مكروهة وهي مع الكراهة مرادة، والطاعات مرادة ومع كونها مرادة محبوبة ومرضية، أما الكفر والشر فلا نقول إنه مرضي ومحبوب، بل هو مراد.
وقد قال الله تعالى: " ولا يرضى لعباده الكفر ".
فكيف يكون الفناء بالإضافة إلى محبة الله وكراهته كالبقاء؟!
فإنه تعالى يقول: " ما ترددت في شيء كترددي في قبض روح عبدي المسلم هو يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له من الموت "
فقوله: " لا بد له من الموت " إشارة إلى سبق الإرادة والتقدير المذكور في قوله تعالى: " نحن قدرنا بينكم الموت "، وفي قوله تعالى: " الذي خلق الموت والحياة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/17)
ولا مناقضة بين قوله تعالى: " نحن قدرنا بينكم الموت "، وبين قوله: " وأنا أكره مساءته "، ولكن إيضاح الحق في هذا يستدعي تحقيق معنى الإرادة والمحبة والكراهة وبيان حقائقها، فإن السابق إلى الأفهام منها أمور تناسب إرادة الخلق ومحبتهم وكراهتهم، وهيهات! فبين صفات الله تعالى وصفات الخلق من البعد ما بين ذاته العزيز، وذاتهم وكما أن ذوات الخلق جوهر وعرض، وذات الله مقدس عنه ولا يناسب ما ليس بجوهر وعرض الجوهر والعرض، فكذا صفاته لا تناسب صفات الخلق، وهذه الحقائق داخلة في علم المكاشفة، ووراء سر القدر الذي منع من إفشائه، فلنقصر عن ذكره ولنقتصر على ما نبهنا عليه من الفرق بين الإقدام على النكاح والإحجام عنه ".
ففي هذا الكلام إثبات جملة من الحقائق – والذي يعرفها يعرف انها متلازمة بحيث من أثبت واحدة جرته إلى الأخريات -:
1 - إثبات قياس الأولى في معرفة قبح الأفعال وحسنها أي: تستحق العقاب أو الثواب، وهذه مسألة التحسين والتقبيح العقليين عينها، اللتي نفاها الغزالي - كسائر الأشعرية - في المستصفى والاقتصاد في الاعتقاد.
2 - أن الله تعالى يخلق لحكمة، وحكمة الله تعالى أزلية.
3 - إثبات صفة المحبة لله تبارك وتعالى.
4 - التفريق بينها وبين الإرادة.
5 - بيان أن الأفعال مختلفة بالنسبة لإرادة الله تعالى.
6 - إثبات القاعدة السنية العظيمة: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات.
7 - أن هذه الحقائق السنية الناصعة التي يهنأ السُّنِّيُّ بمعرفتها بلا كلل أو طول تفكير، داخلة في علم المكاشفة، بل وراء سر القدر الذي منع من إفشاءه!، ثم هي عصية على الجماهير الذين يكتب لهم الغزالي، وأنتم تعرفون من هم!.
فرحم الله الغزالي وعفا عنه!.
ورحم شيخ الإسلام الذي قال فيه: " فَإِنَّ أَبَا حَامِدٍ كَثِيرًا مَا يُحِيلُ فِي كُتُبِهِ عَلَى ذَلِكَ النُّورِ الْإِلَهِيِّ، وَعَلَى مَا يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُوجَدُ لِلصُّوفِيَّةِ وَالْعِبَادِ بِرِيَاضَتِهِمْ وَدِيَانَتِهِمْ مِنْ إدْرَاكِ الْحَقَائِقِ وَكَشْفِهَا لَهُمْ حَتَّى يَزِنُوا بِذَلِكَ مَا وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ عَلِمَ بِذَكَائِهِ وَصِدْقِ طَلَبِهِ مَا فِي طَرِيقِ الْمُتَكَلِّمِينَ والمتفلسفة مِنْ الِاضْطِرَابِ، وَآتَاهُ اللَّهُ إيمَانًا مُجْمَلًا - كَمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ - وَصَارَ يَتَشَوَّفُ إلَى تَفْصِيلِ الْجُمْلَةِ، فَيَجِدُ فِي كَلَامِ الْمَشَايِخِ وَالصُّوفِيَّةِ مَا هُوَ أَقْرَبُ إلَى الْحَقِّ؛ وَأَوْلَى بِالتَّحْقِيقِ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمُتَكَلِّمِين.
وَالْأَمْرُ كَمَا وَجَدَهُ لَكِنْ لَمْ يَبْلُغْهُ مِنْ الْمِيرَاثِ النَّبَوِيِّ الَّذِي عِنْدَ خَاصَّةِ الْأُمَّةِ مِنْ الْعُلُومِ وَالْأَحْوَالِ: وَمَا وَصَلَ إلَيْهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ حَتَّى نَالُوا مِنْ الْمُكَاشَفَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْمُعَامَلَاتِ الْعِبَادِيَّةِ مَا لَمْ يَنَلْهُ أُولَئِكَ، فَصَارَ يَعْتَقِدُ أَنَّ تَفْصِيلَ تِلْكَ الْجُمْلَةِ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ تِلْكَ الطَّرِيقِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهَا لِانْسِدَادِ الطَّرِيقَةِ الْخَاصَّةِ السُّنِّيَّةِ النَّبَوِيَّةِ عَنْهُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ قِلَّةِ الْعِلْمِ بِهَا وَمِنْ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَقَلَّدَهَا عَنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَالْمُتَكَلِّمِين حَتَّى حَالُوا بِهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ تِلْكَ الطَّرِيقَةِ ".
مجموع الفتاوى (4/ 64).(54/18)
من باب الرد على أهل البدع، نرجو الرد على شبهة يستدل بها أهل بدعة المولد
ـ[أبو سلاف القصيمي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 01:27 ص]ـ
ذكر بعض من يدعو إلى الموالد شبهة في مسألة جواز بدعة المولد فقال في كلام معناه:
إن الكثير ممن يستنكر المولد لم يفرِّق بين (ترك العمل) و (ترك البيان وقت الحاجة)، حيث إن الترك المجرد للعمل لا يدل على بدعية العمل المتروك .. أما إذا ترك العمل في وقت حاجته ووقت بيانه كان هذا العمل المتروك بدعة ..
قال: وبيان هذا فيما يلي: أن الآذان للعيدين بدعة لأن النبي ترك العمل به مع أن تركه له خلاف القياس وخلاف المعتاد فهذا يكون بدعة لأنه لو كان سنة لبينه لنا في وقته .. !! أما الاحتفال بالمولد فتركه تركاً مجرداً فلو فُعِل لا بأس به لأن النبي لم يقصد تركه ولم يأت دليل ينه عنه.
فهذا هو الفرق بين الأمرين .. !!
ما تعليقكم وفقكم الله .. ؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 02 - 09, 07:44 م]ـ
هذه من شبهات صالح الأسمري - أصلحه الله -. وقد رد عليها صاحب " طليعة القول الجلي في أخطاء صالح الأسمري ":
http://samuderailmu.googlepages.com/ThaliiatulQaululJaliy.rtf
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27722
ثم قال الأسمري:
"هل مطلق الترك يقتضي التحريم أو لا؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ترك أشياء في عهده من غير مانع تركه لها، من غير مانع، هل يعني تحريم ما تركه لو فعله من بعده؟ أجيبوا، هل يقتضي التحريم؟
طيب، الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ما حكمه؟ " قيل: غير جائز.
قال: "ليه؟ " قيل: بدعة.
قال: "تقولون غير جائز، ليه؟ " قيل: …… المتابعة.
قال: "المتابعة، لا، ليه؟ " قيل: لمجرد الترك.
قال: "بمجرد الترك، أن الرسول لم يفعله فدل ذلك على عدم جوازه، وأن الصحابة لم يفعلوه فدل ذلك على عدم جوازه. وهل مجرد الترك يقتضي التحريم والمنع!؟
إذا قلتم هذا القول يقول لكم إنسان: أنتم الآن تحرمون المولد، هل مطلق الترك يقتضي المنع؟؟ قول جمهور الأصوليين أنه لا يقتضي المنع، إذا قيل بذلك، هل يحرم المولد أم لا؟ على القاعدة لا يحرم.
ولذلك إيش يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم تجاه المولد؟ ".
وقام أحدهم فتكلم …
فقال الأسمري: "الترك له مناحي، وما تفضل به الأخ نحن بصدده هو المقصود، فمسألة إذا قام المقتَضَى () على فعل شيء، فلم يفعل لا لمانع، فهل يدل على التحريم؟ جمهور الأصوليين على ما سبق، وهو عدم التحريم.
لذلك إيش قال شيخ الإسلام في المولد؟ شيخ الإسلام لم يحرم المولد مطلقاً، ولم يمنعه مطلقاً، بل فرق بين المؤمن المسدد الرشيد وبين عامة الناس.
والمقصود حكاية قاعدة ورأي شيخ الإسلام ابن تيمية"، انتهى كلام الأسمري.
والجواب:
لقد زعم الأسمري أن ترك الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود السبب المقتضي، وعدم وجود مانع من الفعل لا يدل على المنع، وزعم أن هذا هو قول جمهور الأصوليين.
وزعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يحرم المولد مطلقاً لأجل هذه القاعدة، ثم زعم أنه فرق بين المؤمن المسدد الرشيد وبين عامة الناس.
وبذلك شوش على الناس، وأفسد الحق الذي قد تقرر عندهم، وهذا يظهر واضحاً جلياً من الحوار الذي دار بينه وبينهم، ومن قوله بعد ذلك: "ربما أول مرة يعرف الإنسان …" كذا وكذا، "وأول مرة يعرف بعض الناس …" كذا وكذا.
فكان له السبق في إدخال هذه الشبه، وإفساد ما كان مستقراً من الحق عند كثير منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فأما قوله إن مطلق الترك لا يقتضي المنع، وأن ترك الفعل مع قيام المقتضى مع عدم المانع لا يدل على المنع، وزعمه أن جمهور الأصوليين على هذه القاعدة.
فالجواب:
أن هذه قاعدة أهل البدع والتصوف؛ فكل من انتصر لشيء من البدع، سواء الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من البدع؛ ادعى هذه القاعدة الخلفية وانتصر لها، وأقل أحواله أن ينكر القاعدة السلفية، وهي قول أهل العلم والسنة: لو كان خيراً لسبقونا إليه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل بدعة ضلالة))، وقوله: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وقول أصحابه رضي الله عنه: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)) و ((إنا نقتدي ولا نبتدي و…)) وقد تقدم ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/19)
وقد قال الله تعالى: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) ().
وأما من زعم أنه يسبق إلى خير لم يسبق إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شابه المشركين، كما قال الله تعالى عنهم في قوله تعالى في سورة الأحقاف: ((وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه)) ().
فثبت أن الصحابة رضي الله عنه هم السابقون إلى الخير، فلا يتركون فعل شيء ويكون خيراً، بل إذا تركوا فعل شيء فلا شك أنه من البدع المنهي عنها.
وليُعْلَم أن الكلام في هذا المقام عن أمور التعبد والتدين والتقرب، لا عن أمور الدنيا كالمهن والصناعات وما شابه ذلك، إذ الأصل فيها الإباحة.
وأما زعمه أن جمهور الأصوليين على ذلك ()، فهذا محض تخرص وتخمين، بل الحق خلاف ذلك وعكسه.
قال الزركشي في البحر المحيط: "القسم السابع (): الترك، لم يتعرضوا لتركه عليه السلام () …" ثم قال" قال ابن السمعاني: إذا ترك الرسول شيئاً وجب علينا متابعته فيه……" ().
وقال الإمام الشوكاني في ((إرشاد الفحول)) وهو كالاختصار للبحر المحيط: "البحث العاشر: تركه صلى الله عليه وسلم للشيء كفعله له في التأسي به فيه" (). ثم ذكر كلام ابن السمعاني.
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات: "وأما الترك فمحله في الأصل غير المأذون فيه، وهو المكروه والممنوع، فتركه صلى الله عليه وسلم دال على مرجوحية الفعل" ().
وقال العلامة ابن النجار في شرح الكوكب المنير: "وإذا نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك كذا كان أيضاً من السنة الفعلية، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم لما قُدِّم إليه الضب فأمسك عنه وترك أكله، أمسك الصحابة رضي الله عنه وتركوه حتى بين لهم أنه حلال ولكنه يعافه" ().
أي لما عُلم أن تركه صلى الله عليه وسلم لأجل أن نفسه لم تقبله، علم أنه وجد هناك مانع له صلى الله عليه وسلم وأنه لا يَمنَعُ غيره من أمته من أكله، فأكله الصحابة رضي الله عنه على مائدته.
وقال العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين عن رب العالمين: "فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه، كان نظير استحبابنا ترك ما فعله ولا فرق" ().
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم:" فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً -لو كان مصلحة () - ولم يفعل يعلم أنه ليس بمصلحة" ().
وقال فيه:" فأما ما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة وهو مع هذا لم يشرعه فوضعه تغيير لدين الله تعالى …" ().
ثم قال: "بل يقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزوال المانع سنة، كما أن فعله سنة، فلما أمر بالأذان في الجمعة وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة كان ترك الأذان فيهما سنة، فليس لأحد أن يزيد في ذلك، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلاة وأعداد الركعات أو الحج، فإن رجلاً لو أحب أن يصلي الظهر خمس ركعات وقال هذا زيادة عمل صالح، لم يكن له ذلك، وكذلك لو أراد أن ينصب مكاناً آخر يقصد لدعاء الله فيه وذكره، لم يكن له ذلك، وليس له أن يقول هذه بدعة حسنة، بل يقال له كل بدعة ضلالة، ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهياً خاصاً عنها، أو أن نعلم ما فيها من المفسدة، فهذا مثال لما حدث مع قيام المقتضي له، وزوال المانع لو كان خيراً، فإن كل ما يبديه المُحْدِثُ لهذا من المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس…" ().
وفي المسودة مما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن ترك الفعل مع المقتضي له يدل على عدم كونه مشروعاً، كترك النهي مع الحاجة إلى البيان" ().
قلت: وفي هذه النقول عن الأئمة الأعلام؛ بيانٌ واضح، وردٌ جلي للقاعدة التي يزعمها الأسمري وينسبها زوراً إلى جمهور الأصوليين، مع العلم بأن جمهورهم لم يتعرض للكلام في هذه المسألة، كما قاله الزركشي في البحر المحيط، وهو من أكثرهم تتبعاً لأقوال الأصوليين.
قال الأسمري:
"قول جمهور الأصوليين أنه لا يقتضي المنع" [وقد تبين ما فيه من تهور وتهوك] ثم قال: "إذا قيل بذلك هل يحرم المولد أم لا؟ على القاعدة لا يحرم، ولذلك إيش قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم تجاه المولد …… شيخ الإسلام لم يحرمه مطلقاً ولم يمنه مطلقاً …"
والجواب:
أن الأسمري قد نسب لشيخ الإسلام القول بأن ترك الفعل مع قيام المقتضي وعدم وجود المانع من الفعل لا يدل على التحريم، لأن قول الأسمري "لذلك" يعني لما تقدم من هذه القاعدة وقول الجمهور بها -فيما يزعم-"يقول شيخ الإسلام" كذا وكذا، وهذا يعني اعتبار شيخ الإسلام لها وقوله بها، فإن اللام في قوله "لذلك" لام التعليل، أي لأجل ذلك قال شيخ الإسلام كذا وكذا.
وهذا محض تقول على شيخ الإسلام، بل هو افتراء عليه، وقد قدمت عدة نقول عنه رحمه الله تعالى تبين أنه بريء مما نَسب إليه الأسمري وحاول إلصاقه به، بل إنه يقول بخلاف ما نَسبه إليه تماماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/20)
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:03 م]ـ
وفقك الله شيخنا سليمان وبارك الله فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 05:12 م]ـ
بارك الله فيكم ..
بعث إليّ الأخ أبوالوليد الحجازي بهذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسمري تبيع! لمن سبقه في هذه المسألة، وقد رد عليهم من رد عليهم من أهل السنة، والغماري شرُّ سلف للأسمري.
والقول بإباحة الاحتفال بذكرى المولد النبوي بدعة باتفاق المخالف والموافق في الاحتفال به، حتى من أجازها لم يرفع عنها مسمى البدعة والإحداث!، وإنما انساق بحسب مذهبه إلى القول بحسنها!.
فدفع القول ببدعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي مكابرة وتعنت.
وقول هؤلاء بأن الترك المجرد للعمل ليس كمثل ترك البيان وقت الحاجة، لتقرير جواز الاحتفال بذكرى المولد، يجاب عنه بوجوه:
الوجه الأول: في قول المشارك باسم المقر بذنبه في قوله: (المدعو "الأسمري" اعتمد في قوله -كما قرأته في ملتقى أهل الحديث- اعتمد على قول الأصوليين من أن الترك ليس دليل).
يقال: أن الأسمري أصلاً لا يعرف الأصول ولا مذاهب أهله أصلا ولا عباراتهم!، فقد تخبط في كلامه تخبطاً واضحاً يعلمه من لديه أدنى معرفة بعلم الأصول، فذكر في أول كلامه أن قول جمهور الأصوليين أن الترك لا يدل على المنع، وذكر في آخره أن قول جمهور الأصوليين أن الترك لا يدل على التحريم!.
وهذا خلط في فهم أصل المسألة، ومعرفة القائلين بها.
والكلام مع الأسمري وغيرها هنا حول ثلاثة أمور:
الأمر الأول: البحث عن حقيقة جمهرة الأصوليين من عدمها.
الأمر الثاني: البحث في قول هذه الجمهرة هل هي على أن مجرد الترك لا يدل على مطلق المنع أم أنه لا يدل على التحريم فيحتمل دلالته على الكراهة؟!، ففرق بين القولين.
الأمر الثالث: محل الكلام وهو: هل الترك تشريع أم لا.
والأمران الأولان لا يعني المقام الكلام عنهما الآن، ويبقى الأمر الثالث، وهو هل الترك تشريع أم لا؟.
وهذه المسألة تسمى مسألة الكف عن الفعل، أو مسألة الترك.
وهي مبنية أصلاً على أن مجرد الترك هل هو فعل أم لا؟.
والفعل المجرد لا شك أن مقصود من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لا يخرج عن ثلاثة أنواع:
(1) الجبلي.
(2) والخاص به.
(3) والعام لأمته.
والأصل هو الأخير ما لم يثبت الدليل على خصوصيته به صلى الله عليه وسلم، لأن هذا هو الأصل في مهمة الرسالة فينسب الأمر إليها، ما لم يرد الدليل على خروجه عن معنى الرسالة لكافة البشر، فيعود إلى خصوصيته كنبي أو كبشر عليه الصلاة والسلام.
وعليه فغالب أفعاله صلى الله عليه وسلم تشريعية، ولهذا جاء في تعريف السنة قولهم: هي كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير.
وإذا كان فعله تشريع فالأصل طلب الامتثال به فيه، ولكن من أي درجات الطلب؟!.
أهو واجب؟.
أم مندوب؟.
أم مباح؟.
محل بحث ليس مجاله هذا المقام، غير تقرير الاتفاق على كون المراد به التشريع وطلب الفعل.
وبالضد من ذلك الترك أو الكف على اختلاف في معنى اللفظين.
وهو إما ترك لمنهي عنه، وهذا فعل عند جمهور الأصوليين، وليس هو محل البحث.
أو ترك مطلق، وهذا محل البحث، وجمهور الأصوليين يقولون بأنه ليس بفعل!.
فتأمل أن البحث في كونه فعلاً من عدمه، والصحيح أن عدم نقل الفعل تشريع بعدم الفعل، وأوضحه ما دلت القرينة على قصده ترك الفعل.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد يمسك عن أشياء لا يوجد المقتضي لمنعه عنها، كيف لو وجدت الداعي لها ثم كف عن فعلها؟!.
ولذلك نظائر في السنة سيأتي ذكرها، فدل على أن إمساكه عن فعلٍ ما من سننه التي يجب التأسي به فيها.
ولهذا كان أحسن شيء يقال في تعريف السنة أنها: قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره وإمساكه.
جوّد هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في "المسودة" (ص:268)، وقال مقرراً رحمه الله تعالى: (فان إقراره ترك النهى فانه يدل على العفو عن التحريم، وأما الإمساك فانه يعم ترك الأمر أيضا الذي يفيد العفو عن الإيجاب كترك الأمر بصدقة خضروات المدينة، فإنَّ ترك الأمر مع الحاجة إلى البيان يدل عل عدم الإيجاب، كترك النهى، وأما ترك الفعل فانه يدل على عدم الاستحباب وعدم الإيجاب كثيراً، فإنْ ترك الفعل مع قيام المقتضى له يدل على عدم كونه مشروعا كترك النهى مع الحاجة إلى البيان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/21)
قلت: فقسم ترك الفعل إلى قسمين:
(1) ترك مجرد.
(2) وترك يقوم معه المقتضي له.
وكلاهما عنده يفيدان عدم الاستحباب وعدم الإيجاب كثيراً، فإن قام المقتضي وتركه تأكد عدم المشروعية.
وذلك لأنني عبيدٌ لا يحق لنا أن نتصرف في ملك سيدنا –وهو الله عز وجل- إلا بأمره، وأمره جاء عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو يأمر وينهى ويقر ويكف عن أمورٍ لا يباح لنا فعلها إلا بلدليل منه كلياً كان أو جزئياً.
فإن أقر الخصم بأنه أيضاً من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول جمهور الأصوليين فإنه يفيد مطلق المنع، ثم يكون الكلام في نوعية هذا المنع، للتحريم أم للكراهة.
توجه القرائن دلالة الفعل من حيث الوجوب أو الندب أو الإباحة.
وكذلك القرائن توجه دلالة الترك من حيث التحريم من الكراهة.
وترك الاحتفال بذكرى المولد النبوي محتف بقرائن تدل على التحريم، وبيانها في الوجه الثاني:
الوجه الثاني: أن هذا ليس هو الوجه الوحيد عند العلماء في منعهم لهذا الاحتفال!، بما هو صريح الدلالة في الباب، ومن ذلك:
تحريم المشابهة بالمشركين، وهذا النوع من الاحتفالات لم يكن من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ولا من عادات العرب الذين خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم لا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ولا بعدها، وإنما هو من شأن النصارى الذين نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وهذا على انفراده دليل واضح على المنع منه، ومن قال بأنه عادة لا عبادة، تزداد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض عادات الكفار كاتخاذ الخاتم ونحوه، ومثل هذه العادة الحظ فيها أكبر وأقوى إلى أن تنقل إلى عادات المسلمين، ومع ذلك لم ينقلها إلينا النبي صلى الله عليه وسلم.
أيضاً: منع أهل السنة من الاحتفال بذكرى المولد لما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما عن أنس بن مالك قال: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، قال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهِلِيَّةِ، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قد أبْدَلَكُم الله خيرا منهما: يَوْمَ الأضْحَى، ويومَ الفِطْرِ) أخرجه أبو داود والنسائي.
فهذا نص صريح على أنه ليس في الإسلام إلا عيدان في كلّ عام: عيد الأضحى وعيد الفطر.
وكذلك عموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحداث في الدين، كقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقوله: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (شر الأمور محدثاتها) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (فإن كلّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) رواه الإمام أحمد وغيره.
ومن يحتفل بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم يعده من أعظم القرب لإثبات محبة النبي صلى الله عليه وسلم، بل يُعظم النكير على من منعه وحذر منه، وألحق به فرية كره الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم محبته.
الوجه الثالث: أن الصحابة رضي الله عنهم فهموا من ترك النبي صلى الله عليه وسلم عدم الفعل، واعتبروه شريعة يتأسى به فيها، فكان الأصل عندهم متابعته في الترك، ولما ترك النبي ? أكل لحم الضب تركه أصحابه ?، بل حمله خالد بن الوليد على التحريم فقال: (أحرامٌ الضب يا رسول الله؟).
فدلّ على أن الأصل في تركه المنع من فعل المتروك، حتى جاء الخبر المبين بأن هذا الترك إنما هو لأمرٍ جبلي عادي، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدِني أعَافُه) متفق عليه.
وكذلك ترك الصحابة رضي الله عنهم استلام الركنين الشاميين، لتركه الخاص، ولقوله: (خذوا عني مناسككم).
الوجه الرابع: ولو لم يكن الترك يدل على حكمٍ شرعيٍّ لما نقله الصحابة رضي الله عنهم في أكثر من موطن كقولهم: (وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ) وقوله في صلاة العيد: (لَمْ يَكُنْ أَذَانٌ وَلَا إقَامَةٌ وَلَا نِدَاءٌ) وقوله في جمعه بَين الصلاتين: (وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا وَلَا عَلَى أَثَرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا) ونحو ذلك، فدل ذلك كلّه على أن مجرد الترك عندهم معتبر وأنه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، ولولا ذلك لما نقلوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/22)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً -لو كان مصلحة- ولم يفعل يعلم أنه ليس بمصلحة) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:598) ..
وقال رحمه الله: (فأما ما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة وهو مع هذا لم يشرعه فوضعه تغيير لدين الله تعالى .. ) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:599) ..
وقال رحمه الله تعالى: (بل يقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزوال المانع سنة، كما أن فعله سنة، فلما أمر بالأذان في الجمعة وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة كان ترك الأذان فيهما سنة، فليس لأحد أن يزيد في ذلك، بل الزيادة في ذلك كالزيادة في أعداد الصلاة وأعداد الركعات أو الحج، فإن رجلاً لو أحب أن يصلي الظهر خمس ركعات وقال هذا زيادة عمل صالح، لم يكن له ذلك، وكذلك لو أراد أن ينصب مكاناً آخر يقصد لدعاء الله فيه وذكره، لم يكن له ذلك، وليس له أن يقول هذه بدعة حسنة، بل يقال له كل بدعة ضلالة، ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهياً خاصاً عنها، أو أن نعلم ما فيها من المفسدة، فهذا مثال لما حدث مع قيام المقتضي له، وزوال المانع لو كان خيراً، فإن كل ما يبديه المُحْدِثُ لهذا من المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس) "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص:600)، وانظر الفتاوى: (26/ 171 - 172) ..
وقال رحمه الله: (فإن ترك الفعل مع المقتضي له يدل على عدم كونه مشروعاً، كترك النهي مع الحاجة إلى البيان) "المسودة" (ص298)، وانظر (ص 489 - 490) ..
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (فَإِنَّ تَرْكَهُ صلى الله عليه وسلم سُنَّةٌ كَمَا أَنَّ فِعْلَهُ سُنَّةٌ، فَإِذَا اسْتَحْبَبْنَا فِعْلَ مَا تَرَكَهُ كَانَ نَظِيرَ اسْتِحْبَابِنَا تَرْكَ مَا فَعَلَهُ، وَلَا فَرْقَ) "إعلام الموقعين" (2/ 284) ..
الوجه الخامس: أن يقال هب أن الترك لا يدل على المنع، فهل يدل على الحث؟، هذا لا يقول به أحد، وغاية ما يقال: البراءة الأصلية أو الإباحة، فهل أنصار هذه الاحتفالات يرونه من هذا الباب؟!.
الوجه السادس: بغض النظر عن مسألة دلالة الترك، كيف القول في عمل قام مقتضى فعله منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يحتفل به النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا القرون المفضلة، واستمر الحال إلى ستمائة سنة؟!، أيقال بأن أولئك لم يكن لديهم فقه في معنى تروك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في قلوبهم حب له؟!.
هذه الأوجه على وجه الإيجاز تفسد من تعلل بالقاعدة الأصولية وهو في حقيقة الأمر جاهل بها.
والله المستعان.
أبو الوليد الحجازي
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:42 م]ـ
هناك رسالة رد فيها بعض اهل العلم على رسالة للغماري "ان الترك لا يقتضي التحريم" نسيتها لأني رأيتها منذ سنوات فمن يتذكرها , لأنها هذه الحجج كلها للغماري انما من بعده يكررها فقط
ـ[إبراهيم العبسي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد
فبعيدا عن الكلام الأصولي والرأي الجدلي أقول قاعدة_طبعا ليس أنا من اخترعها ولا أول من قالها_.
كيف تؤخذ العقيدة
بالنص
أو الظن
أو الاستنباطات
أو التوهمات والدخول في النيات كما قال هنا (أما الاحتفال بالمولد فتركه تركاً مجرداً فلو فُعِل لا بأس به لأن النبي لم يقصد تركه ولم يأت دليل ينه عنه.)
وكذلك الأحكام كيف تؤخذ
فكيفف يقرر أمر إما يدعى أنه من الاسلام أو لا بمثل هذه التوهمات والظنون والاستنباطات أين اليوم أكملت لكم دينكم
هذا باب شر أغلقوه وعليكم بآثار من سلف
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[19 - 03 - 09, 12:33 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل سليمان الخراشى
أرجو توضيح هذا الأمر فقد أشكل على هل كل ما تركه النبى تركه سنة أم أن هذا له ضوابط ويكون حسب القرائن أرجو زيادة بيان بارك الله فيكم ونفع بكم
فمثلا النبى صلى الله عليه وسلم ما أكل على خوان حتى مات ونظائر هذا الترك كثيرة فأرجو توضيح الأمر(54/23)
هل تبنى اْهل السنة والجماعة لفظ الكسب؟
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[23 - 02 - 09, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقفت عند لفظ "الكسب" في باب القدر، و معلوم اْن القائل به هم الاْشاعرة، فهل تبنى اْهل السنة و الجماعة هذا اللفظ؟
وإن كان كذلك، فهل وافق معنى هذا اللفظ عندنا معناه عند الاْشاعرة؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 09:19 ص]ـ
الكسب عند أهل السنة والجماعة هو العمل الذي يعمله الإنسان برغبته واختياره فيسمى كسبا لأنه حصله و كذلك الأعمال الصالحة والسيئة وهو المعنى الذي جاء به القرآن والسنة قال تعالى " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " و فرق البعض بين الكسب والاكتساب فقالوا الطاعة موافقة الفطرة فتكون كسبا أي بلا مشقة وأما الاكتساب فهو مخالف للفطرة فيكون بمشقة ولهذا أطلق عليه الاكتساب والبعض جعلهما واحدا
أما الأشاعرة فيقولون في باب القدر أن الإنسان ليس مجبورا على كل حال هو مجبور باطنا لا ظاهرا فيحاسب على تصرفاته الظاهرة والذي دفعه لفعله في الحقيقة هو أمر باطن مجبر عليه والثواب والعقاب المترتب على هذا الفعل إنما كان بسبب كسبه لهذا الفعل وكسبه من فعله ولم يقل احد قبل الأشعري بهذا ومعنى الكسب عندهم هو أنه لو ان إنسانا ضرب الحجر بالعصا فإن الحجر لم ينفجر بالعصا وإنما انفجر عند ضرب الإنسان الحجر بالعصا وسموا بنفاة التعليل والقدر لذلك
أما الكسب عند المعتزلة فهو إيجاد العبد لفعله
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[23 - 02 - 09, 06:24 م]ـ
بارك الله فيك اْخي اْبا مسلم
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:18 م]ـ
فكيف التفريق إذن، أعزكم الله، بين الكسب و بين الفعل؟
اْليست الاْفعال ماْتاها قدرة العباد و إرادتهم، والله خالقهم وخالق أفعالهم وقدرتهم و إرادتهم؟
فأين هو الكسب ها هنا؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي راجع هذه الروابط تجد فيها فوائد في مسألة الكسب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132226 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132226)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86233 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86233)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29374 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29374)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71541 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71541)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36546 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36546)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42561 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42561)
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[24 - 02 - 09, 01:17 ص]ـ
أخي أبا هبة، وهبك الله علما نافعا و بنا لك عنده بيتا في الجنة!
و أقول كما قال سلفنا:
مما يقال ولا حقيقة تحته ******** معقولة تدنو الى الافهام
الكسب عند الاشعري والحال****** عندالبهشمي وطفرة النظام
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 02 - 09, 02:02 ص]ـ
أخي أبا هبة، وهبك الله علما نافعا و بنا لك عنده بيتا في الجنة!
و أقول كما قال سلفنا:
مما يقال ولا حقيقة تحته ******** معقولة تدنو الى الافهام
الكسب عند الاشعري والحال****** عندالبهشمي وطفرة النظام
اللهم آمين ولك بمثله ومضيفنا وكل أحبائنا وإخواننا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقفت عند لفظ "الكسب" في باب القدر، و معلوم اْن القائل به هم الاْشاعرة، فهل تبنى اْهل السنة و الجماعة هذا اللفظ؟
وإن كان كذلك، فهل وافق معنى هذا اللفظ عندنا معناه عند الاْشاعرة؟
إن أردت اللفظ فقد أثبته شيخ الإسلام في رسالته في الأفعال الاختيارية للعبد.(54/24)
إخوان بلعام
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:05 ص]ـ
أضحى (بلعام) زنديقاً ملحداً خبيثاً، وكان قبلُ رجلاً صالحاً مجاب الدعوة، ولأجل لعاعة الدنيا انتكس (بلعام)، وانسلخ من آيات الله (1) كما تنسلخ الحية من جلدها، فلحقه الشيطان وأدركه، فصار من الغاوين الذين يعرفون الحق ويعملون بخلافه. قال - عز وجل -: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 571 - 671].
إن اتِّباع الهوى والرُّكون إلى الدنيا والإخلاد إلى الشهوات سبيل الخذلان (2). ومحبة الدنيا قد تكون مطيّةً لردَّة العالِم عن الإسلام (3).
قال ابن القيّم في بيان هذه الآيات: «وفي تشبيه مَنْ آثر الدنيا وعاجلها على الله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه؛ سرٌّ بديع، وهو أن هذا الذي حاله ما ذكره الله من انسلاخه من آياته واتِّباعه هواه؛ إنما كان لشدة لهفه على الدنيا؛ لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة، فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه».
إلى أن قال: «وقوله - سبحانه -: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} فأخبر - سبحانه - أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم، فإن هذا كان من العلماء، وإنما هي باتِّباع الحق وإيثاره، وقصد مرضاة الله، فإن هذا كان من أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه، ولم ينفعه به، نعوذ بالله من علم لا ينفع» (4).
وأفراخ (بلعام) على هذا السَّنَن؛ فابن الراوندي - الهالك سنة 298هـ - «معتمَد الملاحدة والزنادقة» (5) - كما سمَّاه ابن الجوزي - يصنِّف كتاباً لليهود ردّاً على الإسلام نظير أربعمائة درهم دفعوها له، فلما قبض المال رام نقضه، حتى أعطوه مائة درهم أخرى فأمسك عن النقض (6)!
وعبد الله بن علي القصيمي (ت 1416هـ) سطَّر مؤلفات في نصرة الإسلام والسنة، ثم انسلخ من ذلك كله، فصار من دعاة الردة والإلحاد، وقد ذكر معاصروه سبب انسلاخه أنه ارتشى من بعض الجهات المحاربة للأديان (7)، لا سيما مع شظف عيشه في السابق وشغفه بالمال في اللاحق (8).
ولا يزال (البلعاميون) الجدد يقتاتون من سفارات مأبونة وجهات موبوءة سواء كان ذلك بالأصالة أو بالوكالة.
وإن زينة الدنيا وبريقها سبب انتكاس، وسبيل ارتكاس. قال - عز وجل -: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [النحل: 701].
وكذا الولوغ والانغماس في شهوات النساء من ذرائع الرِّدة وطرائقها، ولذا حذّر المصطفى صلى الله عليه وسلم من فتنة المال والنساء بقوله: «إن الدنيا حلوة خضِرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» أخرجه مسلم.
فهذا صالح «المؤذن» كان معروفاً بالصلاح، ثم تنصَّر وارتدَّ عن الإسلام ومات على ذلك؛ لأجل نظرة فاتكة إلى امرأة نصرانية (9).
وعبده بن عبد الرحيم ممن جاهد الصليبيين، ثم انسلخ من الإسلام والسنة والجهاد؛ إذ عشق نصرانية، ومات على دين الصليب سنة 278هـ (10).
واستحوذ على ثالثٍ الهيامُ بغلام اسمه (أسلم)، فكان التشريك والكفر آخر كلامه من الدنيا (11)؛ نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر.
وذكر ابن حزم أن (النّظَّام) - من رؤوس المعتزلة - عشق فتى نصرانياً، فوضع له كتاباً في تفضيل التثليث على التوحيد: «فيا غوثاه! عياذك يا ربِّ من تولُّج الشيطان ووقوع الخذلان» (12).
والانكباب على الشبهات والإغراق في الوساوس والشكوك يؤول إلى الردة والانسلاخ عن الإسلام، فالجهم بن صفوان صاحب خصومات، لقي أناساً من المشركين يقال لهم: «السُّمنية» فشككوه في دينه، فتحيَّر الجهم، ولم يدرِ من يعبد أربعين يوماً، ثم أظهر تعطيل الأسماء والصفات (13).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/25)
ولازم ابنُ الراوندي أهل الإلحاد، فإذا عُوتب في ذلك قال: إنما أريد أن أعرف مذاهبهم (14)، ثم أظهر زندقته وطعنه في الله - تعالى – والقرآن، فيتعيَّن مجانبة مواطن الإلحاد والزندقة، سواء كانت أشخاصاً أو مجلات أو قنوات ومواقع، أو مؤتمرات وندوات، إلا من عزم على نقض نفاقهم وهتك زندقتهم من أهل الكفاءة والرسوخ.
وكما في حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: «من سمع بالدجال فليَنْأَ عنه، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات» (15).
وما برح (البلعاميون) الجدد في لجج الشكوك يعمهون، وفي أودية الحيرة يقطنون، فالقصيمي - قبل أن يجاهر بالزندقة - يعترف بالشكوك والحيرة التي تقضُّ مضجعه، وتسخن جسمه (16).
وصاحب «الثورة العلمية الحديثة» غلبت عليه شقوة الكلام فتفوَّه بالإلحاد والشكوك في حق الله عز وجل. وثالثهم يجعل الشك مسلكاً سديداً، ويتهم الرب - سبحانه - في تدبيره وتقديره (17). وينعق آخرون بالحيرة والتشكيك، محرّضين على اتِّباع سلفهم كلب المعرَّة (أبو العلاء المعري) صاحب الارتياب والمطاعن في دين الله تعالى (18).
وهذا يوجب ضرورة التسليم والانقياد لنصوص الوحيَين وعدم معارضتها بذوق أو عقل أو رأي، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلَّم لله تعالى. كما يتعيَّن الرسوخ في العلم الشرعي؛ «فإن الراسخ في العلم لو وردتْ عليه من الشُّبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكاً؛ لأنه قد رسخ في العلم؛ فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردتْ عليه ردَّها حرسُ العلم وجيشه مغلولة مغلوبة» (19).
وفساد السريرة، وخراب الباطن يوقعان في الردة وسوء الخاتمة، كما حرَّره عبد الحق الإشبيلي بقوله: «واعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما يكون لمن له فساد في العقيدة، أو إصرار على الكبيرة، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى نزل به الموت قبل التوبة» (20).
وآفات الباطن قد استحوذت على زنادقة العصر؛ فالقصيمي - مثلاً - في غاية الكبر والزهوِّ والاختيال (21)، ولما ألَّف كتابه «البروق النجدية» - وقت إسلامه واشتغاله بالعلم - صدَّره بقصيدة يمدح بها نفسه ويطريها، ولما اطَّلع على هذا الكتاب الشيخ عبد العزيز بن بشر (ت 1359هـ) تفرَّس في مؤلفه الإلحاد والانحراف عن الإسلام (22).
وله أبيات شنيعة يمدح فيها علمه، الذي لو قسم على الآفاق لأغنى عما جاء به الرسل عليهم السلام (23).
والغرور والفخر ونحوهما من عاهات النفوس المعوجَّة لا تكاد تفارق أولاد (بلعام) في مقالاتهم وأطروحاتهم؛ فهم يتشدقون بالمصطلحات المركبة، ويعشقون العبارات الأعجمية، ويتلفعون بالغموض والمغالطات، مما يعكس عن نفوس موبوءة بالكِبْر والعُجْب، والقارئ العادي قد تهوله تلك العبارات الغامضة، والتراكيب الشائكة، وهي في الحقيقة - كما قال ابن تيمية -: «إنما هي من باب القعقعة بالشِّنَان لمن يفزعه ذلك من الصبيان، ومن هو شبيه بالصبيان» (24).
وأخيراً: فإن سلفنا الصالح - في القرون الثلاثة الأولى فما بعدها –
ما فتئوا يجاهدون هؤلاء الزنادقة، ويهتكون أسرارهم، ويكشفون نفاقهم وتلوُّنهم، ويحذّرون الأمة منهم، ويبيِّنون حكم الله فيهم، من جهة ردَّتهم وانسلاخهم عن الملَّة، وإقامة الحجة عليهم، وإمضاء حد الردة على أعناقهم، فلا أقل من تحرير الفتاوى في حكم الله فيهم، وتجلية نفاقهم.
وإن كنا نحذر من مسلك التعجّل والعاطفة المندفعة تجاه هؤلاء الزنادقة، والتي قد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه من مفاسد راجحة؛ فإننا نحذر من الإيغال فيما يسمى بـ «ضبط النفس» الذي قد يفضي إلى خمود الغيرة الإيمانية، وبرودة الدين في القلب؛ فعلماء الإسلام لم يكن رسوخهم في العلم، وتحلِّيهم بالحكمة و «ضبط النفس» مانعاً من ظهور غيرة إيمانية متوقدة؛ فهذا ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول عن أحد القدرية النفاة: «أدخل يدي في رأسه ثم أدقُّ عنقه» (25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/26)
وها هو السبكي يقول في أحد الزنادقة السابِّين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «وليس لي قدرة أن أنتقم بيدي من هذا السابِّ الملعون، والله يعلم أن قلبي كارهٌ منكِر، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا، فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم، وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه، وأن ينجِّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء، إنه عفوٌّ غفور» (26).
وهذا ابن عابدين - رحمه الله - يقول عن شقيٍّ استطال على خاتم المرسلين: «وإن كان لا يشفي صدري منه إلا إحراقه وقتله بالحُسام» (27).
________________
(*) مجلة البيان عدد 250.
(1) انظر: تفسير ابن كثير: 2/ 254، والبداية: 1/ 322.
(2) انظر: تفسير السعدي، ص 351.
(3) انظر: تاريخ ابن غنام: 2/ 413.
(4) التفسير القيم، ص 281، 283.
(5) المنتظم، لابن الجوزي: 13/ 108.
(6) انظر: ابن الراوندي في المراجع العربية الحديثة، للأعسم: 1/ 72، 93.
(7) انظر: بيان الهدى من الضلال في الردّ على صاحب الأغلال: 1/ 5.
(8) انظر: دراسة عن القصيمي، لصلاح الدين المنجد.
(9) انظر: ذم الهوى، لابن الجوزي، ص 409.
(10) انظر: البداية، لابن كثير: 11/ 64.
(11) انظر: العاقبة، لعبد الحق الإشبيلي، ص 180.
(12) انظر: طوق الحمامة (ضمن رسائل ابن حزم): 1/ 278.
(13) انظر: الردّ على الزنادقة، للإمام أحمد (ضمن عقائد السلف)، ص 65 - 66.
(14) انظر: المنتظم، لابن الجوزي: 13/ 108.
(15) أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه، وصححه الألباني في الجامع الصغير.
(16) انظر: الردّ القويم على ملحد القصيم، لعبد الله ابن يابس، ص 11.
(17) انظر: موقع إيلاف: 22/ 7/2007م، والوسطية: 28/ 12/2002م.
(18) انظر: جريدة الرياض 18/ 9/2003م، 12/ 8/2004م.
(19) مفتاح دار السعادة، لابن القيم: 1/ 140.
(20) العاقبة ص 180. وانظر: الجواب الكافي، لابن القيم، ص 226.
(21) انظر: بيان الهدى، للسويّح: 1/ 5، 47، 142.
(22) انظر: الرد القويم، لابن يابس، ص 12. وروضة السنين، للقاضي: 1/ 280 - 281.
(23) انظر: الرد القويم، لابن يابس، ص 12. وروضة السنين، للقاضي: 1/ 280 - 281.
(24) الدرء: 4/ 183.
(25) أخرجه اللالكائي في أصول السنة: 4/ 712.
(26) السيف المسلول على من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ص 113 - 114.
(27) رسائل ابن عابدين: 1/ 293.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالعزيز العبداللطيف ( http://www.alabdulltif.net/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1)
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[24 - 02 - 09, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك ... نسأل الله أن يثبتنا ....
وهم كثير لا كثّرهم الله ....(54/27)
من أول العلماء الذي قام بحد شروط كلمة التوحيد بسبع شرو ط؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أول العلماء من حد شروط كلمة التوحيد بسبع شروط؟ ولماذا سبعا إذا كانت هذه الشروط السبع في الحقيقة تشمل جميع أعمال القلب الواجبة؟
ـ[ابو روان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:57 م]ـ
جواب فضيلة الشيخ
حامد بن عبدالله العلي. جزاه الله عنا خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هي ترجع إلى ثلاثة: اليقين والإنقياد والإخلاص، فالعلم داخل في اليقين، والمحبة، والقبول، والصدق، منطوية في الإخلاص، والأنقياد
ثم إن هذه أصلا من أعمال القلوب التي هي من حقيقة الإيمان، ولايصح الإيمان بدونها، وكذلك التوحيد ـ والتوحيد هو بمعنى الإيمان إذا أطلق ـ لايصح بدونها، كما الإسلام إذا أطلق، والدين إذا أطلق، فكل هذه الأسماء العامة ونحوها، هي بمعنى واحد عند الأطلاق
فلابد من اليقين والإخلاص والإنقياد القلبي والعملي في هذه كلها.
وحينئذ فهذه ليست شروطا بالمعنى الإصطلاحي، الذي يكون خارج ماهية الشيء، فهي ليست خارج التوحيد، ولا خارج الإيمان، وإنما جزء من الحقيقة نفسها، وإنما قصد العلماء الذين أطلقوا عليها شروطا، أنها إن عدمت عدم التوحيد، ثم فصلوا ما يمكن أن يدخل في غيره، لزيادة البيان والإيضاح، ومثل هذا سائغ عند العلماء، فالتقسيم أمر إصطلاحي، كما قسم التوحيد إلا قسمين، أو ثلاثة، أو أربعة، ولاينكر مثل هذا إلا جاهل
والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ابو روان
لي عودة إن شاء الله ...(54/28)
وليبرالية ابتدعوها ـ مقال لشيخنا بدر بن طامي العتيبي
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[24 - 02 - 09, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وليبرالية ابتدعوها
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلا يخفى على من لديه أدنى نظر واطلاع على ما في الساحة الإعلامية من حملة ليبرالية إلحادية تنادى إلى الانسلاخ من سائر الثوابت الشرعية والأخلاقية وإن ركزت الجهد على بعض تلك الثوابت، إلا أن ما أباح لهم الكلام في أصلٍ لن يمنعهم الكلام في آخر، ولهذا من تتبع مقالاتهم، ورواياتهم، ومداخلاتهم المكتوبة والمقروءة رأى تتابع خرز عقائدهم من سيءٍ إلى أسوأ، ومن خوض في أبواب الآداب ثم عموم الأحكام ثم خصوص الأحكام ثم العقائد.
وفي مقالٍ لي سابق كتبته معارضة للقاء تلفازي لبعض رموز هذا الفكر المنحرف عنوانه (ولقد مضى مثل الأولين) ذكرتُ ما يخدّر جهود القوم، ويفسد مخططاتهم، ويبطل كيدهم، ويفتك قوة عزمهم، بأن هذا الدين العظيم عمره 1430 سنة!!، وأصوله تعود من حين خُلِق أبونا آدم، ونحن في صلبه عليه السلام: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الرُّوم:30).
ولمثل هذا يقال ما قال الله تعالى في أسلافهم المنافقين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) (البقرة:11 - 12).
فدين عمره هذا العمر المديد، ومجده هذا المجد التليد، وأصوله بهذه القوة من الثبات، لن يستطيع أقماع القول، وعصارة الغربية المعاصرة أن يزيلوا هذه الثوابت بمقال في صحيفة، أو لقاء في قناة، أو رواية تذهب أدراج الرياح مع كل نهيق ونباح، لا يعدو أن تُكَدَّر مسامع الطاهرين بها لحظة من الزمن ثم يصفو الجو من كدر أولئك النتنى.
دعونا من السعودية يا ليبرالية الشر!.
وانظروا إلى التوجه الديني في العالم أجمع ولا أخص الإسلامي من غيره!، فسيرى من لديه أدنى مسكة من عقل أن الناس قد عرفوا زيف الحضارة – عفواً - الخسارة الغربية في إنجاح الحياة المدنية، ودعاوى تحقيق حقوق المرأة، فها هي الشعوب تخرج بالملايين تطالب بتحكيم الشريعة، وتحاسب الحكومات على تطبيق الكتاب والسنة، وتحيي روح مفاصلة المشركين، بل وجهادهم، وتعود المرأة بكامل قواها الفكرية الحرة إلى لبس الحجاب، ونبذ الاختلاط، والاتجاه إلى مهمتها الأنثوية العادلة.
قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ) (الأعراف:56)، فتأكد لدى الشعوب مسلمهم وكافره أن الحياة المدنيّة التي يدعو إليها أعداء الفضيلة، ما هي إلا شعارات زائفة، دعا إليها سخفاء العقول في فترة سُكْرِهم بحب الحياة الغربية المزيفة.
والليبرالية العربية ترسم أفكارها على سطح من ماء، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله تعالى، فمع جهودهم المتهالكة يوماً بعد يوم للتغريب الهابط إلا أن الشعوب العربية لا تسكن لتوجهاتهم، ولا تميل لرغباتهم، ولن نذهب إلى أقاصي البلدان العربية المتأثرة بثقافات الجوار، ولن ندخل في حصن بلاد الحرمين، وإنما نتجه إلى دول الخليج العربي كأقرب مثال، وأبسط حجة تدمغ الليبرالي المنتفخ على أمِّ رأسه، فمع ما عند تلك الدول من الحرية المزعومة، ومن رفع إقامة الحدود الشرعية على كلّ مارق زنديق تطاول على ثوابت الشريعة، إلا أن الجلّ السائد يتمتع بالتمسك بصالح عادات الآباء والمشايخ، فكيف بصادق ثوابت الشريعة من التي تتسابق أفئدتهم إليها؟!.
والليبرالية السعودية وصف حالها يُضحك الثكلى مع مصابها عندما تتصور حقيقته!، وكيف يطيرون مع الرياح، ويخفقون مع كلّ ذي جناح، (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/29)
فما إن يحصل في المجتمع أمراً ينساق مع ميولهم إلا وطاروا به فرحاً، وزمروا وطبلوا تشجيعاً له، وتكلموا بلسان النصر، وخطاب الفتح، ثم ما إن تمضي مدة يسيرة إلا وتزول نشوة السُكر الغربي ثم يعودون في كتاباتهم إلى الحزن والأسى من (التخلف الفكري السعودي) و (الجمود المذهبي الوطني) و (الرجعية الفكرية) وغير ذلك من أساليب الخيبة، والتخلف عن ركب الصالحين.
فخلاصة القول!، الليبراليون السعوديون أشبه بالقمل! الذي لا يتحرك إلا في رأس المهمل!، وفردهم قملة منتهاها الموت بين أظفرين!، فلم يعرف الواقع منهم قوة على نظار، ولا جلادة في حوار، وإنما يسلكون مسالك الجبناء بالكلام تحت حماية الإعلام الهزيل، أو يإقحام أمير متهور، أو وجيه مخبول، أو مسؤول أحمق، فيتكلم بما يريدون.
وما هذه القوة إلا بإهمال أهل الحق عندما اتجهت همومهم إلى الأدنى وتركوا مضاعفة الجهود في تأكيد الكلام عن ثوابت العقيدة، وقواعد الشريعة، ومحاسن الأخلاق والآداب الشرعية في الخطب والمحاضرات والكتب واللقاءات الصحفية.
إني أراهن واثقاً بوعد الله تعالى وحكمته أن الدعاة الإعلاميين إلا ضاعفوا جهودهم بالكلام عن هذه الثوابت فإن الليبرالية سوف تعض الأحذية حسرة وكمداً.
ولكن المؤسف أن القملة الليبرالية لم تنشط إلا عندما أهمل أولئك الصلحاء الأهم، ويا ليتهم اتجهوا للمهم، بل تركه الجلُّ، واتجهوا إلى التهريج والضحك والتنكيت والمجون تحت مسمى (عصرية المواجهة) و (الأسلوب الدعوي الحديث!) وخيرهم من يتكلم في القضايا الاجتماعية من هموم الأسرة والأبناء الزوجات مما لا يحقق المفاصلة بينهم بين أرباب الزندقة مما يمهد للقملة الليبرالية العبث بهم، وإفساد ثوابتهم من حيث لا يشعرون.
إن قصاصة الصحيفة الليبرالية، ودقائق اللقاء التلفازي لا يستقطب من المشاهدين والمتابعين أكثر من عدد من يسمع في اليوم والليلة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
ولا أكثر ممن يجدد العهد والميثاق بين وبين ربه في كل صباح ومساء ويقول: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
ولا أكثر ممن يجتمعون في كلّ أسبوع تحت منبر الجمعة.
ولا أكثر من يحضرون المحاضرات ولا الدروس.
ولا أكثر من أعضاء الدور النسائية، فإن هذه الجموع توهن كيد الليبرالي القملة!، وتبين له حقيقة حجمه، ومبلغ جهده، مع ضعف الدعوة، وتكاسل الصلحاء عن المهم.
وقبل الختام، أوجه نداءات لإخواني الدعاة، فأقول:
يا دعاة الإسلام، ويا حملة الأقلام، ويا أسود المنابر، ويا عليّة الأكابر، ويا روّاد القنوات، ويا أعمدة اللقاءات:
اتقوا الله تعالى ولا يؤتى للإسلام من قبلكم!.
اتقوا الله تعالى وقد ابتلاكم بالظهور أمام الرأي العام، وعبر شاشات الإعلام، وبينوا ما أوجب الله تعالى من دين الله، وأعلنوا البراءة من الليبرالية بالتصريح من فاسد أفهاهم، وقبيح أقلامهم، بل وتعرية أسمائهم، وكشف مخططاتهم للمسلمين، وأنهم الفساد على البلاد والعباد، والراعي والرعية، ولا يغركم طلب الظهور عبر وسائل الإعلام بمداراة ملاّكها، والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).
فإذا سكت أمثالكم عن بيان الحق للناس، فمن يبينه لهم؟!.
يتكلم كل ملحد بصريح عقيدته، وينافح عنها في كل لقاء ومحفل، ويستغل الوقائع والأحداث لصبها في مجرى دعوته، وأنتم تتكلمون في وادٍ والناس في وادٍ آخر.
بل الرزية كلّ الرزية أن ممن يظن بهم الصلاح يتكلمون فيما يدعم أصول الليبرالية اللعينة من حيث لا يشعرون حتى أصبحنا نسمع منهم (حقوق المرأة) و (عصرية المواجهة) و (الوسطية) و (نبذ الجمود المذهبي) والطعن في رموز الإسلام ذلة ومهانة لمن لمعوا تحت أيديهم من أرباب تلك المجاري –عفواً- القنوات الإعلامية!.
إن القلب ليحزن عندما أقرأ مقالاً لزنديق من زنادقة الليبرالية في صحيفة سعودية، وهو يسب الدين، ويستهزئ بالصالحين، وينقض عرى توحيد رب العالمين.
وبجانبه عمود لمن هو محسوب على الدعوة الإسلامية ببواقي لحيته، وجميل هندامه وهو يتكلم غلاء الاقتصاد العالمي، أو عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/30)
وإن القلب ليتقطع عندما يتكلم زنديق ليبرالي في برنامج عبر قناة فضائية عن أصل دينه وعقيدته، ويأتي بعده أو قبله داعية يتكلم عن أخلاق وسلوكيات تتفق فيها كافة الشعوب مسلمهم وكافرهم!.
فأين المفاصلة؟!.
وأين إعلان البراءة من دين الملحدين؟.
قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (هود:113).
وقال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) (الممتحنة:4).
فهل أنتم قائلون لليبرالية وكل ملحدٍ بأوصافهم وأشخاصهم: (إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ)؟!.
فوحدوا صفوفكم فللدين عليكم حق، وللشريعة عليكم واجب، واعلموا أن العزة كلّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين: (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8).
وأظهروا عوارهم، واهتكوا أستارهم، وانقضوا مقالاتهم، وأبطلوا مخططاتهم، بالخطب والمقالات واللقاءات والكتب، ووحدوا صفوفكم، وجاهدوهم بالقرآن والسنة جهاداً كبيراً، وليجدوا فيكم غلظة، فهم منافقون، وقد أمر الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بجهادهم، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ) (التوبة:73)، وما حمل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم السلاح، ولم يكن جهادهم إلا بفضحهم، وكشف أساليبهم، والتحذير منهم، ومن أخلاقهم، وتعزيز الدين الذي به ترغم أنوفهم، وتنكس رؤوسهم.
وأنشدوا:
كفى حزنا بالدين أن حماته **** إذا خذلوه قل لنا: كيف يُنصرُ؟
متى ينصر الإسلام مما أصابه **** إذا كان من يُرجى يخاف ويحذر؟
فعليكم بأصلين عظيمين من أصول الدين، إذا أضعتموهما وأنتم أنتم في المكانة بين الناس فقل على دين خير المرسلين في بلادكم السلام، وسوف يبعث الله له من ينصره في بلاد أخرى كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)، وقال تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}، وهذان الأصلان هما:
(1) الولاء والبراء على توحيد رب العالمين، وسنة خير المرسلين.
(2) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا يحقق هذين الأصلين إلا أنصار الله ورسوله حقاً وصدقاً وعدلاً، ولهم العزة والرفعة والمكنة بهما متى تحققا.
وأي رفعة بغير هذين الأصلين فهي رفعة وهمية ستزول ولو طال زمانها، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
جزى الله من نشره خير الجزاء.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الرياض 29 صفر 1430هـ
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الزهراني الجبل]ــــــــ[26 - 02 - 09, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خير وجزى الله الشيخ بدر
الخير ...........................
والشيخ بدر الآن في مدينة الطايف(54/31)
موقف عباس العقاد من النصرانية
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:45 م]ـ
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟
http://saaid.net/img/msword.gif (http://saaid.net/Doat/alkassas/125.doc)
محمد جلال القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فصل
هل كان عباس العقاد نصرانياً؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن أحبه واتبع هديه،
أما قبل: ـ
عرضتُ هذا الجزء من بحثي عن عباس العقَّاد على نفرٍ غير قليل، وكلهم تواطئوا على أن أغير العنوان، حتى لا أستفز القراء، وقلَّبتُ الأمر يميناً ويساراً، وما استقام عندي غير هذا العنوان إلا ما غُلبت عليه في بعض المواقع!!
جئت للعقاد من عند الكذاب اللئيم زكريا بطرس.
وجدتُ بطرس الكذاب اللئيم يتكئ على العقاد كثيراً، يحضره لمن يستمعون إليه شاهداً على صحة النصرانية .. كتابها .. وعقيدتها .. ، وكان ظني أن بطرس يكذب على العقَّاد كعادته، ولكني وجدتُ شيئاً آخر ... هالني .. أفزعني .. فدونت هذه الرسالة ...
لم يحملني حقدٌ على العقاد .. ولم يحملني إثارة القراء واستنفارهم إلى مثل هذا العنوان .. فالبركة هي المطلب وتكون في القليل غالباً.
هذا ... , وأقف على ربوة ذات قرارٍ ومعين .. فلا أتكلم بعد قراءة كتابٍ أو كتابين للعقاد، ولا بعد قراءة عجولة .. حتى لا يأتيني أحدهم يقول ربما لو قلبت الصفحات رأيت ما يشفع للرجل في هذه القضية .. مثلُ هذا الكلام يتساقط تحت قدمي ولا أنظر إليه. من أراد الرد فليرد بعلم.
وسأعود ثانية ـ إن شاء الله وبحوله وقوته ـ ألقي على أسماعكم ما هو أدهى وأمرُّ عن العقاد، واخترت هذه (موقف العقاد من النصرانية) كبداية سهلة أو عملا بالتدرج حين التحدث للناس بالغريب!!
والله أسأل أن يبارك لي، وأن ينفع، ويرفع.
وبعد:ـ
فيه مباحث:
المبحث الأول: عباس العقاد يدافع عن بولس.
المبحث الثاني: موقف عباس العقاد من ألوهية المسيح عليه السلام المزعومة.
المبحث الثالث: عباس العقاد يدافع عن عقيدة النصارى.
المبحث الرابع: عباس العقاد وقضية صلب المسيح المزعومة.
المبحث الأول
عباس العقاد يدافع عن بولس
مما لا أعرفُ فيه مخالف أن المسيحَ ـ عليه السلام ـ أُرْسِلَ إلى بني إسرائيل، وبقي بينهم إلى أن رفعه الله إليه، ولم يدعُ غيرَهم إلى الله. وأمرَ المسيحُ ـ عليه السلام ـ الحواريينَ بالبقاء بين بني إسرائيل وأن لا يخرجوا من بينهم؛ وهذا صريحٌ في كتابهم «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6 بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ." [1].، وكان يقول: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» [2].
وهو ما نجدهُ في كتابِ ربنا القرآن العظيم الذي حَفِظَهُ عباس العقَّادُ صغيراً {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [الصف:6].
وهو ما نجده في سيرة المسيح ـ عليه السلام ـ وفي سيرة الحواريينَ من بعده، في كتابهم هم الذي بين أيديهم، فلم يخرج المسيحُ ـ عليه السلام ـ ولا تلاميذه إلى غير خراف بني إسرائيل الضالة.
وبعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ مباشرةً، جاء أحد نشطاء اليهود ودارسي الفلسفة على يد أكبر معلميها وأشهر من عرف بعداواته للحواريين،وهو (بولس ـ شاؤول) (3) [3] بدينٍ جديد، يختلف تماماً عن ما عاش عليه المسيح ـ عليه السلام ـ ودعى التلاميذ إليه، وتركهم عليه. بدَّل كلَّ شيء.
هو الذي افترى ألوهية المسيح ـ عليه السلام ـ وقد عاش المسيح ـ عليه السلام ـ عبداً رسولاً لم يقل مرةً أنه هو الله أو ابن الله متجسداً، ولا دعى أحداً لعبادته، ولا عبده أحدٌ من تلاميذه، بل كان يصلي كثيراً، ويبتهل إلى الله كثيراً، وكلما أراد فعل معجزةٍ رفع عيناه إلى السماء يستغيث بالله مولانا ومولاه.
وهو الذين جعلها دعوةً عامةً، وكانت خاصة ببني إسرائيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/32)
وهو الذين نقض الناموس (شريعة موسى عليه السلام) وجعل النجاة بالإيمان (التصديق أو المعرفة) ولم تكن بغير اعتقادِ الجنان وقولِ اللسان وعملِ الأركان.
وهو الذي حرم الختان، وكان المسيح مختتناً وكان التلاميذ مُخْتَتَنُون، ويخْتِنُون.
وهو وأتباعه الذين أهملوا الحديثَ عن اليوم الآخر وجعلوه كلماتٍ مجملة لا ترسم صورةً تفصيلية، بل صورةً مجملةً لا تؤثر في العمل (السلوك)، وكان المسيح ـ عليه السلام ـ، وكل الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يتكلمون عن اليوم الآخر بكثيرٍ من التفاصيل، ويجعلون النجاة فيه بالأعمال، وهذا صريحٌ في كتابهم الذي بين أيديهم، فمما ينسبونه للمسيح ـ عليه السلام ـ؛ في الرؤيا الإصحاح العشرين: " 12 .... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ "، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح الثاني والعشرين: 12 «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.، وفي يوحنا [5: 28، 29] 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
لاحظ كالذي عندنا: قبورٌ ونشورٌ، وصحفٌ للأعمال ينظر ما فيها ثم يكون الجزاء على حسبه، وفي أماكن أخرى يتكلم المسيح عن لذَّات ينالها عند الله .. خمرٍ في الجنان يشربه عند الرحمن. في (مرقص: 24: 25) 25 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ».
وجاء هؤلاء القوم (بولس ومَن تبعه) وحاولوا طمس كلِّ حديثٍ عن اليوم الآخر، وجعلوه كلاماً مجملاً لا يدفع ولا يردع [4]
إن كل ما تراه عينك الآن في النصرانية جاء بعد المسيح ـ عليه السلام ـ على يد بولس والمتبعين له. فهؤلاء الذين تراهم أمام عينك الآن أتباع بولس وعبَّاد المسيح، وليسوا بعبيد اللهِ أتباعِ المسيح!!
وكل ما تراه عينك الآن لا يتفق مع تعاليم المسيح ـ عليه السلام ـ التي في كتابهم هم.!!
وكل ما تراه عينك الآن وقف له تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ ورفضوه رفضاً تاماً.!!
& shy;
ويعلم الذين يجادلون عن (بولس) أن تلاميذ المسيح كانوا على عداءٍ تام .. وعلى رفضٍ تام .. وعلى النقيضِ تماماً مما يفعلهُ بولسُ، ولم يتبعه إلا واحد منهم .. خرج معه واعظاً ثم نَفَضَ منه يديه وتبرأ منه على الملأ، وكتب كتاباً (إنجيل برنابا) يُثبت فيه تلك البراءة. وقد تنكروا له وحاولوا أن يخفوه!!
ويعلم الذين يقرءون كتاب النصارى أن بولس زارَ تلاميذَ المسيحِ ـ عليه السلام ـ في بيت المقدس مرتين وعرض عليهم ما افتراه في دين الله، وفي المرتين خالفوه، وذكر هو بنفسه مخالفتهم له في. (غلاطية 2: 1 ـ 9)، وحين يأس منهم سبَّهم وشتمهم بألفاظ قبيحة لا تخرج من تقي، يقول عنهم (كذبة) و (كلاب) و (فعلة الشر) و (لا يفهمون شيئاً) [5]!!
ما شأن عبّاس العقَّاد بهذا الكلام؟
كل هذا الاختلاف .. كل هذا التضاد، وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء. ـ يقول كلهم تلاميذ المسيح ـ عليه السلام ـ، وكلهم انتشروا في الأرض بأمر المسيح ـ عليه السلام ـ[6]!!
فّبَعْدَ استعراضٍ طويلٍ لعضلاتهِ الفكريةِ وجولاتهِ الاستطلاعيةِ في الكتب النصرانية، وبعد تهويلِ الأمرِ للقارئ حتى يكتفي بما يُقدمه له، يقولُ عباسُ العقَّادِ ملخصاً للنصرانية: (الدعوة المسيحية بعد السيد المسيح كانت ترجع إلى مركزين: أحدهما برئاسة جيمس أي [يعقوب] المسمى بأخي الرب ومقره بيت القدس، والثانية برئاسة بولس الرسول ومريديه ومقرها خارج فلسطين بعيداً عن سلطان هيكل اليهود. وقد كانت شعبة بيت المقدس أقرب إلى المحافظة والحرص على شعائر العهد القديم)!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/33)
ثم يقول: (وظلت الرئاسة على العالم المسيحي معقودة لهذه الشعبة المقيمة في بيت المقدس حتى تهدَّم الهيكل وتقوضت مدينة بيت المقدس وتبددت الجماعة في أطراف البلاد، وآلت قيادة الدعوة إلى الشعبة التي كانت تعمل في خارج فلسطين) [7]!!
ويَعْلَمَ العقادُ، ويعلم الذين قرءوا شيئاً عن النصرانية، أن المسيح ـ عليه السلام ـ لم يترك دولة بل أفراداً يعدُّون عدّاً، تركهم محسورين مكبوتين خائفين والعقَّاد يقول فريقان يتنابون رياسة!!
وهو متردد، وتردده أمارة على فساد رأيه؛ مرة يقول التلاميذ كانوا اثنا عشر، ومرة يقول كانوا ثمانين، ومرة يقول ترك المسيح شعباً كثيراً [8]، ومرة يقول بل ترك شعبتين متوازيتين إحداهما بالداخل والأخرى بالخارج، وفي ذات الكتاب يغير عباس العقاد كلامه فيذكر أن التحريف الحاصل في النصرانية على يد (بولس) ومن معه كان تطوراً طبعياً [9]، والتطور يعني أنه حدث بعد فترة من الزمن.
والقول بأن التغير الحاصل على يد (بولس) كان تطوراً وطبعياً ينقض قوله الأول بأن بولس من التلاميذ، وأن المسيح ـ عليه السلام ـ ترك شعبتين متوازيتين إحداهما بالخارج يترأسها (بولس) والأخرى بالداخل يترأسها يعقوب أخوه [10]!!
والقول بأن التغير الحاصل على يد (بولس) كان تطوراً وطبعياً غير صحيح من ناحيتين:
الأولى: أنه لم يكن تعديلاً بسيطاً في الفروع اقتضته المستجدات بعد أن طال عليهم الأمد وتغير الزمان واقتضى الحال تغير الفتوى، وإنما كان تبديلاً مباشراً وشاملاً ومناقضاً تماماً كما قدّمتُ.
الثاني: أن هذا التغير كاد أن يلحقَ المسيحَ ـ عليه السلام ـ، فبولس (مؤسس شعبة الخارج كما يدعي العقَّاد) من معاصري المسيح ـ عليه السلام ـ في نفس عمره تقريباً، وبدأ دعوته بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بأيام.
فأين التطور الذي يتكلم عنه العقاد؟!!
وحين تُراجِع كلام عباس العقاد الذي يدلل به على صحة أقوال بولس، أو حين تراجع أدلة العقاد التي يتكئ عليها في موقفه الإيجابي من بولس لا تجد سوى حِفْنة من البيان يلقي في وجه من يقرأ له. يقول: عُذِّبَ وأوذي هو ومن معه وتبعته ألوف من الناس [11]، وأهلُ الباطلِ لا يتحملون العذابَ [12]!!
وهذا الكلام غير صحيح، فلم يعذب بولس ويؤذى؛ وجهده الذي بذله لا يساوي جهدَ ناشطٍ يترأس أسرة دعوية بين طلاب المدن الجامعية، فلم يقاتل عدواً ولم ينفق مالاً، بل كان كذَّاباً متلوناً يلبس لكل قومٍ لبوسهم [13]، ولم يجلد ظهره أو يؤخذ ماله، وضربت عنقه في نهاية حياته بعد أن شاخ دونما تعذيب وتشريد، ومثل هذا النوع من الناس يقدمون على القتل كنوع من الدعاية لأفكارهم.
وإن سلمنا جدلاً أن بولس لاقى عذاباً شديداً ـ وهو ما لا نعرفه ـ فلا يصلح أن يتكئ العقاد عليه كدليل على موقفه الإيجابي من (بولس)، فلو أن كلَّ من صبر على بلاءٍ وتبعه ألوف من الناس صحّحنا مذهبه، لصار الكل تقيّاً مؤمناً .. بوذا .. وكرشنا .. وجنكيز خان .. والحلاج وكان جّلِداً صبوراً .. والجهم بن صفوان .. ومحمد بن كرام .. والجعد بن درهم .. بل ليس ثّمَّ تمكينٌ لحقٍ أو باطلٍ بلا جَلَدٍ ومجالدة، وكل هؤلاء تتبعهم الملايين {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} يوسف103 {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} الأنعام116
فَتَّشْتُ كثيراً وطويلا في ما كتب العقاد .. فوجدت الرجل يصر على تصويب بولس ومن كانوا معه من المبدلين لدين الله.حتى أنه يدفع عن بولس تهمة الكذب التي أقر بها على نفسه، وشهد بها عليه أصدقائه وأعدائه يقول العقاد مدافعاً عنه (بولس كان يتألف القلوب ببعض المجاملة [14]
وشيءٌ آخر: المسيحُ ـ عليه السلام ـ وبولس ـ عليه لعنة الله ـ مروا بالتاريخ مرور الكرام في زمانهم، حتى أنك لا تستطيع أن تدلل على وجود المسيح ـ عليه السلام ـ من غيرِ كتب المسلمين، وكلُ كتابٍ يتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ وبولس ـ عليه لعنة الله ـ بما في ذلك كتاب النصارى لا يثبت أمام النقد العلمي.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/34)
الوثنيون حين دخلوا للنصرانية بعد قرنين أو يزيد من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ، جعلوا ينتقون منها بأهوائهم، وجيء ببولس وتلك الكتابات التي بين أيديهم من تحت ركام الأيام، فعقيدة النصارى الآن ظهرت واستقرت بعد قرون من هلاك بولس ورفع المسيح ـ عليه السلام ـ ولا علاقة لأي منهما في ظهورها، بل الذي أظهر ذلك وفعَّلَهُ هم الرومان الوثنيون.! حتى الكتابات المنسوبة لبولس منها ما لا يعرف كاتبه، على سبيل المثال (سفر أعمال الرسل) وهو أهم الأسفار المنسوبة لبولس.!
هذه هي الحقيقة التي لا يجهلها أحد.
احترتُ كثيراً وأنا أفكر في العقَّاد من أين جاء العقاد بهذا الكلام؟! وكيف طوعت له نفسه أن يُصور بولس ـ لعنه الله ـ وكأنه جاهد واجتهد، وشدَّ واشتد حتى مكن للنصرانية. وكأنه على خطى المسيح ـ عليه السلام ـ بالحق يصيح!! كيف طوعت له نفسه أن يتكلم بهذا الكذب المكشوف؟!
والتفسير الذي ترتاح له نفسي بعد تمعن في حال الرجل وبعد ساعات قضيتها بين كتبه هو أن العقَّاد كتب هذا الكتاب متأخراً بعد أن انتشر اسمه وعرف الناس سعة إطلاعه، وكان في زمن لا يقرأ فيه أحد ولا يكتب، وحَسِبَ أن الناس لن يقرءوا ولن يكتبوا، وإن تعلموا الكتاب والقراءة فلن يفتش أحد وراءه، وبالتالي لن يعرفوا أن الرجل يتكلم من رأسه.!!
لن تجد مبرراً غير هذا لهذا الهراء الذي يتكلم به العقَّاد.!!
ودليل ذلك أن العقاد في طبعته الثانية للكتاب ردَّ على من اعترضوا عليه بأنه فتح الإنجيل أكثر من ألف مرة، وأنه يعرف مالا يعرفون، وحقَّر من شأنهم، وألقى في وجههم تراب البيان دون أن يناقش حججهم أو يعتني بقولهم!!
ودليل ذلك أيضاً أنني سأجد المعترضين على هذه المقالات فقط يصرخون بصوت عالٍ: تعترض على العقاد؟!!
مع أني أنقل كلامه برقم الصفحة وأناقش بالدليل من كتاب النصارى ومن كتاب الله. وارتقبوا معي لن تجدوا إلا ما تركه لهم العقاد .. صراخ وعويل، وستارٌ من الكبر يحتمون خلفه .. هذا ما عندهم.
والمقصود بيانه هو:
ـ أن العقاد يدافع عن باطلٍ صريحٍ بلا دليلٍ صحيح أو غيرِ صحيح، فقط بمهارة البيان، و تصويب بولس ومن كانوا معه من المبدلين لدين الله ثابت لا شك فيه عند العقّاد.
المبحث الثاني
موقف عباس العقاد من ألوهية المسيح المزعومة
النصارى يقولون عن المسيح ـ عليه السلام ـ أنه هو الله، أو ابن الله، ثم هم مختلفون فيمن عاش بين الناس، أعني المسيح ـ عليه السلام ـ هل كان حال معيشته بين الناس إنساناً كاملاً أم (إلهاً) كاملاً أم بعضه إنسان وبعضه (إله)، يقولون بكل هذا، وكل هذا لا يجتمع، وأي من هذا لا يصح، لذا كل فرقة منهم تُكَفِّر أختها، ولا ترى نجاةً لها.!!
وكلهم يقول بأن (الإله) ولد من سيدةٍ عذراء، وتبعه اثنا عشر تلميذاً.
وكلهم يقولون: أخطأ آدم وورثت ذريته الخطيئة فتجسد الله ـ أو ابن الله ـ من أجل أن يُكَفِّرَ عن هذه الخطيئة!!
وكلهم يقول قُبض على (الإله) وسِيق مُقيداً يُبصق في وجهه ويُضرب على (قفاه)،ثم صُلب على الأخشاب وراح يصرخ من الألم!! تعالى الله وتقدس عما يقولون علواً كبيراً.
وكلهم يقول مَنْ صدق هذا الهراء فقد نجى مهما اقترف من المعاصي، فشرطُ النجاةِ عندهم هو (قبول المسيح فادياً ومخلصاً). فقط تصدق هذا الكذب وتنجو!!
وهذا الكلام كلِّه ليس بجديد. . كلُّه قديم .. !!
ففي القرن التاسع عشر الميلادي، تأسس علم مقارنة الأديان، وساح أحد الباحثين في الأرض يتتبع الديانات الوثنية فوجد أن ما يقال على المسيح ـ عليه السلام ـ من قبل النصارى قد قيل من قبله على غيره (1) [15]، فليس في عقيدة النصارى الموجودة اليوم، والتي أسسها بولس ـ كما مر في المقال الماضي ـ شيئاً جديداً أبداً. كلها من الوثنيات (2) [16]!!
وشيءٌ آخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/35)
إذا نظرنا للسيد المسيح ـ عليه السلام ـ من الناحية التاريخية ... إذا استدعينا شهادةَ المؤرخين الذين كتبوا التاريخ في عصره، إذا بحثنا عن الروايات المتواترة أو غير المتواتر المنقولة مشافهةً من جيلٍ لجيلٍ تحكي شيئاً عن حياة المسيح ـ عليه السلام ـ فلن نجد شيئاً مذكوراً. وهذا قول علماء (الأديان)، وكتاب النصارى الذي بين أيديهم لا يثبت للنقد التاريخي، ولا يمكن الاعتماد عليه كمصدر من مصادر التاريخ [17].
ما شأن عباس العقَّاد بهذا؟!
بلا داعي وبلا هدفٍ واضح حَشَرَ العقّادُ نفسه مدافعاً عن عقيدة النصارى، يدافع عن هذا التطابق بين الوثنية وبين النصرانية .. يدافع عن كتاب النصارى ويقول يصح الاعتماد عليه!!
وليته وهو الباحث .. وهو المفكر .. وهو المثقف .. وهو (العملاق) ـ زعموا ـ قدَّم أدلةً على ذلك، وإنما دافع بالجلبة والصياح وذر تراب البيان في عيون القراء، وهذا ما في جعبة العقاد ليس إلا.
يقول ـ وهو يرد التطابق الحاصل بين النصرانية والوثنية ـ، أن هذا التطابق من قبيل ما يفعله المتصوفة من نسبة كل الكرامات إلى من يحبون من الأولياء!، ومن قبيل خلع كل ما قيل في الكرماء على من عرف بالكرم.!
أي: وكأن المسيح ـ عليه السلام ـ بما افتراه عليه بولس اليهودي كان هو الأول ثم جاءت الديانات الوثنية متأخرة فقال كُهَّانها وعبَّادها على أربابها ما قاله بولس اليهودي على المسيح ـ عليه السلام ـ.
يضحك علينا العقَّاد. ويستخف بعقولنا.!!
الوثنية سابقة والنصرانية لاحقة .. النصارى هم الذين نقلوا ما قاله الوثنيون. وليس العكس كما يدعي العقاد.!!
وعند التحقيق نجد أن الشيطان هو صاحب هذا الفكر (الفداء والصلب)، ولذا تجد نفس الكلام موجود عند عددٍ من أهل الشرك في جنبات المعمورة على أنهم لم يتواصلوا فيما بينهم.
الشيطان هو الذي صحبَ بولس وأوحى إليه [18] بهذه الأفكار المكرورة.
كل هذه الأفكار من رأس إبليس أو أحد أبنائه، فقوم نوح ـ عليه السلام ـ جاءهم إبليس وصور لهم الصالحين ثم نحت مثل الصور أصناماً ثم عبدوها، وعمرو بن لحي جاءه إبليس ودلَّه على الأصنام التي كانت في جده وأمره بإخراجها ورسم له الخطة ونفذها عمرو، وحين تتدبر (آلهة) العرب، و (آلهة) الفراعنة، و (آلهة) الدول التي قامت في العراق والشام .. الآشوريين والكلدانيين والبابليين والنبط، و (آلهة) اليونان، و (آلهة) الهند والصين واليابان تجد كلها متشابهة، الأفكار والأسماء وكل شيء تقريباً، مما يدلك على أنها خرجت من رأسٍ واحدة هي رأس إبليس إمام الضالين [19]، حتى هذا العقَّاد ذكر في ثنايا كلامه مرة أن العزى هي إيزيس، والتفاصيل عند جواد علي في كتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) وهو موجود موافق للمطبوع في الشاملة.
ولا أدري من أين أتاه أن كل محبٍ يخلع على محبوبه كل صفات المدح وينسب إليه كل كرائم الممدوحين؟! ولا أدري من أين أتاه أن كلَّ كريمٍ ينسب إليه كل مناقب الكرماء؟!
العقاد في وضع محرج .. وهكذا مواقفه كلها .. يبحث عن الغريب الشاذ جداً ويحسب أن الجعجعة والصياح تنفعه.
يدافع عن وثنية النصرانية؟!!
وبلا دليل .. بأباطيل كالتي يفتريها بطرس وأمثاله؟!!
وتدبر هذه. يقول: ـ وهو يرد على إنكار علماء مقارنة الأديان لوجود المسيح عليه السلام ـ أن ذلك من نشوة العلم الجديد .. يقول: كان علم الأديان جديداً فأخذته النشوة فعمد إلى الغريب كي يلتفت الناس إليه ..
بالله هذا رد؟!
والعجيب أنه في مكان آخر (رسالة الله) مسالمٌ ودودٌ لعلم مقارنة الأديان ينقل عنهم ويناقشهم.!!
ثم هو يعترف أن المصادر التاريخية خلية من ذكر المسيح ـ عليه السلام ـ، وأن لا دليل فيها على وجود المسيح.!!
أرأيتم أعوجَ من العقاد في تعاطيه للمسائل؟!!
وليس فقط عوج، بل الرجل مُغيَّب عن الشريعة التي يزعمون أنه يدافع عنها، فلم يتكلم أن القرآن شهد بوجود المسيح ـ عليه السلام ـ وإنما عقله وتركيزه فقط في المصادر النصرانية، وهذه من الأمارات التي نعرفها فيه دائماً.ثم يقولون كان مدافعاً عن الإسلام!!
وبعد:ـ
أردت من المبحث أن أبين لكم أين يقف العقاد؟ .. عن من يدافع العقاد؟
إنه يدافع عن وثنية النصرانية!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/36)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:48 م]ـ
المبحث الثالث
عباس العقاد يدافع عن كتاب النصارى
يواجه كتاب النصارى عدداً من المشاكل واحدة منها فقط تذهب بقدسيته، من هذه المشاكل:
المشكلة الأولى: مشكلة (التقديس) من أين جاءه؟ مَن قال إنه مقدس؟ من أعطاه صفة القداسة؟
الذي لا ينكره أحد منهم هو أن هذا الكتاب أخذ صفة (القداسة) من البشر .. تحديداً من المجامع، وبعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بقرونٍ من الزمن، والعقاد يعرف ذلك ويذكره [20]، وتم ذلك بالهوى وليس بضوابط محددة، وأمارة ذلك أن تسألهم عن الضوابط التي بموجبها قيل أن هذه الأناجيل (مقدسة) وغيرها ليس بمقدس، سلهم: ما الفرق بين هذه الكتابات وغيرها؟ وقد سألتهم وسألهم غيري، ولم نجد عندهم إجابة .. لا يجيبون [21]
المشكلة الثانية: الخبرُ بمن يخبر به، أو بشواهدٍ في ذات الخبر تدلل على صدقه، فبعضهم إن أخبرك صدقتَ مهما كان الخبر غريباً، ويكون الدليل أن فلاناً هذا الصادق الأمين هو الذي أخبر، وبعضهم إن أخبرك شككت في قوله ولو بدى أن القولَ صوابٌ، فالخبر يُقيَّم بالمخبر. لذا لا نقبل خبر المجهول في الحديث، ولا من يشك في عدله.
ويُقَيَّمُ الخبر أيضاً بشواهد في ذات الخبر تدلل على صدقه. هذه مسلمة عقلية لا ينازع فيها أحد.
وكتاب النصارى مردود من الناحيتين، من ناحية المخبر به، ومن ناحية ما فيه من أخبار. فلا نعلم مَن كتب الكتاب بيده، ولا يعلمون، وأخبار الكتاب متضاربة حيناً ورديئة أحياناً.
ما علاقة هذا بالعقاد؟
كالبهلوان راح العقَّادُ يتقافز يميناً ويساراً .. متردداً .. متخبطاً .. يدافع عن كتاب النصارى. وكالعادة بلا دليل، فقط بالتهكم والسخرية وذر تراب البيان في وجوه القراء، وهاك مني بيان بالأمثال!!
1ـ بعض الأناجيل متشابهة، ويفسر العارفون هذا التشابه بأن بعضهم نقل من بعضهم، وهذا يعني أن الأناجيل مكتوبة باليد بل (مغشوشة) نقل أحدهم من الآخر، وهذا يعني أنه لا وحي ولا يحزنون بل أناس كتبوا بأيديهم ونقلوا من بعضهم، وهذا مما يحزن النصارى ويدل على أن كتابهم ليس بمقدس ولكنه من فعل البشر والعقاد يعترف بهذا التشابه [22]، ويرد نيابة عن النصارى، فماذا يقول؟! [23]
يعلل بتعليلٍ ساذج يدل على سطحية في التفكير واستخفاف بالقارئ، يقول لتشابه المصدر الذي ينقلون عنه!! بمعنى أنهم نقلوا من مصدرٍ واحد ولذا تشابهت أقوالهم.!!
والنصارى يرفضون ذلك، لأنهم يقولون أن الأناجيل كتبت بـ (وحي من الله) وليس عن طريق النقل من أي مصدر!!.
والعقلاء يرفضون ذلك لعدم وجود دليل عليه، فلم يقل أحد قبل العقاد أن مَن كتبوا الأناجيل كانوا ينقلون من مصدرٍ ما؛ بل كان نوعاً من تسجيل الأحداث للتاريخ أو للتسلية مع صديق، ولكن العقّاد ـ كعادته ـ يرمي بكلام من ظنه.
2ـ المثال الثاني، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف بعقول القراء.: يقول: (روايات الأناجيل تطابق التطور المعقول من بداية الدعوة إلى نهايتها، ومن التطور المعقول أن تبتدئ الدعوة قومية عنصرية ثم تنتهي إنسانية عالمية، وأن تبتدئ في تحفظ ومحافظة ثم تنتهي إلى الشك والمخالفة، وأن تبتدئ بقليل من الثقة في شخصية الداعي ثم تنتهي بالثقة التي لا حد لها في نفوس الأتباع والأشياع، وهكذا كانت الدعوة المسيحية كما روتها الأناجيل دون أن يتعمد كتابها تطبيق أحوال التطور أو تلتفت أذهانهم إلى معنى تلك الأحوال) [24]
العامة يمرون بهذا الكلام فلا يفهمون منه إلا أن كتاب النصارى بخير، والنصارى يمرون بهذا الكلام فيفرحون به على علته، ويستحضرونه في مجالسهم حين يتكلمون لمريديهم ومن ينصرونهم يقولون لهم (علماء المسلمين) يشهدون لكتابنا، وقد فعل الكذاب اللئيم زكريا بطرس وفعلت المجرمة ناهد متولي [25].
أقول: وهذا الكلام (بَكَشٌ) يعرف عواره المختصون. وقد بينتُ في المبحث السابق أنه لم يكن تطور ولا يحزنون. وإنما العقاد (بكَّاش) كلامه من جنس كلام (المصاطب) بعيد تماماً عن العلمية والضبط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/37)
المثال الثالث، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف بعقول القراء ويقف عند هذا النص: في كتاب النصارى أن الشيطان تسلط على ربهم أربعين يوماً وليلة يهبط به ويصعد، ويدخل به ويخرج، ويقوم به ويعقد، ويأمره وينهاه، وهي إحدى الكبر التي يتوارى منها النصارى، ونسألهم: كيف يتسلط الشيطان على رب الأرباب؟! وكيف يأخذه ويسيح به هكذا؟ أإله هذا؟ ولا نجد إجابة، بل تتسارع خطاهم وترتجف شفاهم، ولا تسمع إجابة مرضة. العقاد ـ كالعادة ـ حشر نفسه وراح يرد نيابة عنهم، وليته احترم عقول من يقرأ، وليته احترم نفسه وهو يتكلم بل قال: كانت هذه الرحلة التي تسلط فيها الشيطان على رب الأرباب نوع من رياضة النفس (7) [26]!!
هذا هو العقاد!! يأتي بما لم يأت به الأوائل.!!
المثال الرابع، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف: في كتاب النصارى هذا النص: (وإن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته، حتى نفسه، فما هو بقادر أن يكون لي تلميذاً) (8) [27]، فبزعمهم هذا يكون شرط الإيمان بالمسيح ـ عليه السلام ـ أن تبغض نفسك وأولادك وأمك وأبوك وزوجتك وهو نص محرف، ولا شك، فلا نبي يدعو لقطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وإشعال النار في البيوت بغرز الكراهية بين أفرادها، هو نص محرف ولا شك، سهى كاتبه وهو يكتب، وخجل من جاء بعده أن يحذفوه، ووقفوا حوله حائرون لا يدرون كيف يدافعون عنه، ودون أن ينتدبه أحد جاء العقاد ليدافع فقال: (وهذه وأشباهها من الشروط الصارمة التي كان يفرضها على مريديه هي الشروط التي لا غنى عنها لكل دعوة مستبسلة أمام السيطرة والجبروت)
وي .. كأنك لا تكون مؤمناً إلا بهذه الصفات الرديئة التي يبغضها كل الناس!!
أرأيت كيف يدافع العقاد؟
والسؤال: لم يدافع العقاد؟! ولم يستخف بعقولنا العقاد؟! لم لا يسكت حين لا يعلم؟!
وتدبر المثال القادم وستعلم أن العقاد متضارب.
المثال الخامس، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف: أكثر عباس العقاد من الحديث عن أن دعوة المسيح ـ عليه السلام ـ كانت دعوة مسالمة، في الضمائر فقط، تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، تتنحى عن السلطة ولا تتصدى لها بإبطال أو بإنقاذ، وأن قيمة الإنسان بما يضمره لا بما يظهره. وأن ملكوت السموات في الضمير وليس في القصور والعروش، وأنها كانت على نسق واحد، دعوةً للسلام استولت على الدنيا كلها من يومها إلى الآن، وأنها دعوة ملكوت يدوم ولا يعرف له انتهاء، وأن ما تدعيه اليوم من سماحة وغفران هو جوهرها، ويثني على تحريم الطلاق إلا لعلة الزنا ويقول: هو شريعة المسيح، (9) [28]، يقول عن رسالة عيسى ـ عليه السلام ـ أنها كانت دعوة إنسانية عالمية (10) [29]، ويقول بأن المسيح ـ عليه السلام ـ هو الذي نقض الناموس لأنه جاء بشريعة الحب لا شريعة الأوامر والنواهي، ويتطاول على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر [30].
لاحظ أنه في المثال السابق يتكلم عن أنها كانت دعوة صارمة تتطلب شروطاً صارمة، وتثير البغضاء بين القرناء، وهو هنا يقلب كلامه، ويتكلم بظلم من القول وزورا، ويفتري على المسيح ـ عليه السلام ـ ويكذب على كتابهم.!!
ما نقض المسيحُ ـ عليه السلام ـ الناموس، وإنما أكمله .. الذي نقض الناموس هو بولس اليهودي، والتي انتشرت في الدنيا كلها هي دعوة بولس اليهودي وليست دعوة المسيح ـ عليه السلام ـ. وما يظهر الإنسان هو ما يضمره، فلا ينفك الظاهر عن الباطن. والنصرانية تدعي السماحة والغفران ولا تعرفها فكم قتلت (المحبة) وسل عن الحروب الصليبية، وسل عن الحروب (الأوروبية) وسل ما يفعل بالأبرياء في العراق والصومال والشيشان والأفغان وفلسطين .. كلها من فعل (المحبة)! والطلاق والزواج والميراث وكل ما تراه عينك من شرائع هي من بولس وممن لحقوه من الآباء ولا علاقة له بالمسيح ـ عليه السلام ـ والعقاد جاهل لا يعرف ما يقول، أو يستخف بالعقول ليدافع عن عباد الأحبار والرهبان؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو شريعة الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/38)
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} آل عمران110
المثال السادس، أدلل به على أن العقاد يدافع عن النصرانية .. وعلى أن العقاد سطحي في تفكيره لا يملك غير البيان والاستخفاف: يحصر الخلاف في تعاليم المسيح ـ عليه السلام ـ بين أتباعه في الالتزام الحرفي أم الالتزام بالمعنى، ويضرب مثالاً من اختصي ومن تقشف حتى أكله الدود، ويقول ليس ثم خلاف (12) [31].
وهو كاذب، فالقوم ليس بينهم اتفاق في أي شيء.واختلاف تضاد لا اختلاف تنوع، وفي العقيدة لا في الشعائر، مختلفون في كل شيء. في المسيح ـ عليه السلام ـ (إلههم) بزعمهم، وفي أمه مريم عليه السلام ـ وفي الفداء لمن يكون؟ وفي الشعائر التي يؤدونها في كنائسهم .. في كل شيء.
وقد بقى مما أعددته لهذا المقال ثمان ورقات، منها مثلاً أن العقاد في مكانٍ يقول بأن كتبت الأناجيل هم الحواريون (13) [32] وفي مكان آخر يعترف بأن مرقص ولوقا ليسوا من الحواريين، وفي مكان يقول التلاميذ اثنا عشر وفي مكان يقول ثمانين، وفي مكان يقول مات المسيح وخلفه صفوف كثيرة من الأتباع ... الخ هذا التضارب واللخبطة في الكلام.
ما أردت أن أطيل فقصدي فقط التمثيل للتدليل على تلك الأباطيل التي يلقي بها العقاد.
ها هو العقاد يستميت دفاعاً عن كتاب النصارى، وما ورد فيه، ويدافع بلا حق. أليس لأحدنا أن يستدل بهذه الأمثلة على أن العقاد كان نصرانياً؟
لا داعي للعجلة قد بقى مقال آتي فيه على رأي العقاد في قضية الصلب المزعومة وشخص المسيح ـ عليه السلام ـ ثم بعد ذلك نجيب سوياً إن شاء الله وقدر.
المبحث الرابع
موقف عباس العقاد من قضية صلب المسيح
النصارى يقولون بأن المسيح ـ عليه السلام ـ قبض عليه بعد أن خانه أحد تلاميذه (يهوذا الإسخريوطي)، وسيق مقيداً في أغلاله، يُبصق في وجهه، ويُصفع على قفاه، ويستهزئ به، ثم حاكموه، وصلبوه وقتلوه على الصليب. هذا ما يقوله النصارى في قضية الصلب، ويقولون أن كل ذلك تم من أجل افتداء الناس من الخطيئة!!.
وقضية الصلب التي يتكلم عنها النصارى تواجه عدداً من المشاكل التي لا يوجد لها حل إلى الآن.
ـ منها: أن الخطيئة يقولون عنها لا محدودة وتحتاج إلى فداء لا محدود .. تحتاج أن يموت (الله) كي يكفر عن خطايا البشر، إذاً كي يتم الفداء لا بد أن يموت (الله). فهم بين أمرين إما أن يقولوا ما مات الله، وبهذا تكون عقيدتهم فاسدة لأن الفداء لم يتم، أو يقولون مات الله، وهو قول لا يُقبل، ولا يرتضونه هم أنفسم.! ولذا لم تذهب حيرتهم إلى الآن.
ـ ومنها أن قضية الصلب من أجل الفداء على الصورة التي يتكلم عنها النصارى تكررت من قبل كثيراً. وقد سبق بيان ذلك.
ـ ومنها أن المسيح ـ عليه السلام ـ لم يتكلم عن الفداء، ولا عن أن النجاة بالإيمان، وإنما بالأعمال .. كل ذلك جاء بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بقرون.
ـ وأكبر التحديات التي تواجه قضية الفداء والصلب هو إنكار العليم الخبير لها في كتابه المجيد، قال تعالى {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً. وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157} النساء156
نطرح على العقَّاد هذا السؤال: هل قبض على المسيح؟ وحوكم؟ ثم صلب؟ كما حاولوا أن يقولوا بذلك في كتابهم؟ أم أنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم كما يذكر القرآن العظيم؟
العقاد محتار لا يعرف إجابة؟!!
إي والله. هذا (المسلم) محتار!!
يقول في كلامه عن الصلب وهو في آخر كتابه ـ حياة المسيح أو عبقرية المسيح حسب الطبعة الأولى ـ: (ففي حادثة الاعتقال لا يدري متتبع الحوادث من اعتقله ومن دل عليه وهل كان معروفاً من زياراته للهيكل أو كان مجهولاً لا يهتدى إليه بغير دليل)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/39)
هنا شيء عجيب يثبت لك أن العقاد دائماً يبحث عن الغريب وبسطحية عجيبة جداً. نسأل: لم الحيرة؟
لو كان الرجل يعتمد على كتاب النصارى فإنه سيصرح سريعاً بأن الذي اعتقله هم يهود بعد أن دلَّهم عليه يهوذا الإسخريوطي، وأنه حوكم في الهيكل من قبل يهود، وأن يهود تجمعت تهتف (اصلبه) حتى قتل وصلب، أو صلب ثم قتل كما يقول كتابهم.
ولو كان عباس العقاد يعتمد على كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقال بقول الله {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157
أو يقول بما ورد في السنة النبوية (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلَى السَّمَاءِ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ - وَهُمَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً - مِنْ عين في الْبَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا إنَّ مِنْكُمْ مَنْ سَيَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ سَيُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلَ مَكَانِي وَيَكُونُ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ عِيسَى: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَّابُّ، فَقَالَ عِيسَى: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَّابُّ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: نَعَمْ أَنْتَ ذَاكَ، قَالَ: فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى.
قَالَ: وَرُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ رَوْزَنَةٍ كَانَتْ فِي الْبَيْتِ إلَى السَّمَاءِ، قَالَ: وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبِيهَ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ صَلَبُوهُ , وَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ " (1) [33]
ولكن العقَّاد وقف حائراً.
كيف وقف حائراً؟
لا أدري.
لم يكن إنجيل يهوذا [34] قد ظهر بعد حتى نقول جاءه بعض الشك.!!
ولا يستطيع أي باحث أن يقف حائراً فإن كان معوجاً في بحثه مال للقوم وقال بقولهم، وإن كان مستقيماً جاء إلينا وقال بقول العليم الخبير سبحانه وتعالى وعز وجل. أما العقاد فهو كيان مستقل مخالف دائماً. لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.!!
ـ وتدبر هذه الكلمات للعقاد: (ولا نستطيع كما أسلفنا أن نقرر على وجه التحقيق من الناحية التاريخية كيف كانت نهاية السيرة المسيحية) (3) [35]، ويتكلم بعد ذلك عن (قبر) المسيح ـ عليه السلام ـ هل هو في فلسطين أم في كشمير؟!!
ما الفرق بين قوله هذا وقول طه حسين: (للقرآن أن يحدثنا كما يشاء عن إبراهيم وإسماعيل ولنا أن نصدق أو لا نصدق)؟
وإن قيل: أنه يقول المصادر التاريخية، وهذا صحيح، فالمصادر التاريخية لم تتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ بقليل أو كثير، فقط جاء ذكره في كتاب النصارى.
قلنا هذه حيرة أخرى وعوج آخر في التفكير عند العقاد، فهو من قبل شدَّ واشتد على هؤلاء المؤرخين أن لم يذكروا المسيح وراح يتهمهم ويشكك في نزاهتهم ويقول يهود في عصر الرومان لذا لم يكتبوا عن المسيح ـ عليه السلام ـ، وأكد على أن كتاب النصارى مصدر من مصادر التاريخ، وهو عوج آخر لو حاكمت العقاد إلى كلامه. ثم الآن يشكك في الجميع ويتجاهل القرآن.!!
كتاب (عبقرية المسيح) أو (حياة المسيح) ـ عليه السلام ـ جاء متأخراً عن عبقرية محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعقد من الزمن أو يكاد،وقبيل وفاة عباس العقاد، فهل يعني هذا أن العقاد كان نصرانياً؟
العقاد لم يكن نصرانياً، بل كان منتسباً للإسلام يفاخر به أحياناً، كل ما هنالك أن العقاد مشاغب، يقف دائماً وحيداً إن تكلم عن النصرانية أو تكلم عن الإسلام، إن كان في الأدب أو كان في الفكر.
هذا هو العقاد لم ينصر إسلاماً ولم يغظ كفراً، وإنما أضاع جهده ونفسه في إثبات ذاته ومناطحة أقرانه. وأضاع وقتنا في الرد عليه.
محمد جلال القصاص
16/ 2/2009م
-----------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/40)
[1] (1) (متى 10: 5، 6)
[2] (2) (متى: 15: 21، 24)
[3] (3) اسمه الحقيقي شاول أو شاؤول وتعني طالب، ثم سمى نفسه بعد ذلك ب (بولس) بمعنى حقير يقول: تواضعاً.
[4] بعد تدقيقٍِ وتحقيق وجدت أن الخطاب الدعوي يرتكز على شيئين، تعريف الناس بالله، وتعريف الناس بدار الثواب والعقاب، والخطاب الجاهلي يرتكز على إفساد معرفة الناس بربهم وبما أعد للطائعين منهم والعاصين، لذا لا تجد أي تفصيلات عن اليوم الآخر عند المنحرفين .. كل المنحرفين. وما عدا ذلك تفريعات على ذلك.
[5] (فيليبي: 2ـ20)، و تيميثاوس1 (6: 3 ـ 5)
[6] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 712 وما بعدها ط. دار الكتب لبنان
[7] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 556 ط. دار الكتب لبنان. وهي مقدمة الطبعة الثانية لكتاب (عبقرية المسيح) وقد صدرت الطبعة الثانية بعنوان (حياة المسيح) عليه السلام.
[8] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 729.ط. دار الكتب لبنان. وفي صفحة 732 عاد يكرر ذات الكلام ويزيد عليه، يقول التلاميذ ثمانون، وفوقهم ألوف من المسحيين. ولا أدري علام التفرقة ومن أين أتى بهذا العدد؟
[9] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 690ط. دار الكتب لبنان.
[10] النصارى مختلفون في القول بأن للمسيح ـ عليه السلام ـ أخ أم لا، والسبب في ذلك نص ورد عن (بولس) يصف يعقوب (أحد الحواريين) بأنه أخو الرب، ومختلفون في زواج المسيح ـ عليه السلام ـ فبعضهم على أنه تزوج مريم المجدلية، ومختلفون في كل شيء.!!
[11] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 714ط. دار الكتب لبنان
[12] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 558،559.ط. دار الكتب لبنان.
[13] انظر ـ إن شئت للكاتب (لم أفهم، ولم يفهم، ولن تفهم). بصيد الفوائد وطريق الإسلام وغيرهما.
[14] موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 714ط. دار الكتب لبنان
[15] الباحث هو كيرسي جريفز (1813م ـ 1883م) وكتابه اسمه [المخلصون من "الخطيئة الأولى " الستة عشر الذين ماتوا على الصليب في العالم The World's Sixteen Crucified Saviors
[16] يوجد تسجيل صوتي للأنبا يؤانس أسقف محافظة الغربية في مصر سابقاً يفتخر فيه بأن كل ما عند الأقباط هو هو بأم عينه الذي كان عند الفراعنة الوثنيين!!، والتسجيل منشور في موقع غرفة (الحوار الإسلامي المسيحي) وقد أطال الشيخ / وسام عبد الله في عرض هذه التسجيلات والتعليق عليها، وموقع ابن مريم وغيرهم. والدراسات في إثبات أن النصرانية من الوثنية أو ذات أصول وثنية كثيرة ومنتشرة.
[17] قام فريق الترجمة بموقع (حرَّاس العقيدة) بترجمة أحد أكثر الكتب مبيعاً في أمريكا وهو كتاب (تحريف أقوال المسيح، من حرَّف الكتاب (المقدس) ولماذا؟)، وهو من أفضل الكتب في هذا الباب، وعندي نسخة مترجمة حصلت عليها من الدكتور حسام حمزة أشهر المختصين والمحاضرين والمناظرين في تحريف الكتاب (المقدس) وعضو فريق الترجمة.
[18] انظر إن شئت (يسوع النصراني الجني الذي صحب بولس) للعميد جمال الدين شرقاوي.ط. دار النافذة.
[19] انظر للكاتب أثر الشيطان في تحريف الأديان.
[20] (1) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 720.ط. دار الكتب لبنان.
[21] (2) انظر ـ إن شئت ـ للكاتب مقال (من قال إنه مقدس؟).
[22] (3) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 720.ط. دار الكتب لبنان.
[23] (4) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 632.ط. دار الكتب لبنان. والأناجيل لا ثلث كتاب النصارى، وتجاهل هذا العقّاد!!
[24] (5) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 633.ط. دار الكتب لبنان.
[25] (6) الحلقة 16 من برنامج أسئلة عن الإيمان.
[26] (7) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 639.ط. دار الكتب لبنان.
[27] (8) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 638.ط. دار الكتب لبنان.
[28] (9) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 647،648.ط. دار الكتب لبنان.
[29] (10) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 659.ط. دار الكتب لبنان. ويقصد بالتجربتين تجربة يحى ـ عليه السلام ـ وتجربة المسيح ـ عليه السلام ـ.
[30] (11) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 669.ط. دار الكتب لبنان.
[31] (12) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 678.ط. دار الكتب لبنان.
[32] (13) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 710 ط. دار الكتب لبنان
[33] (1) مصنف ابن أبي شيبة - (ج 11 / ص 546)
[34] (2) اكتشف مؤخراً إنجيل يهوذا الإسخريوطي في السبعينات (1972م) في محافظة المنيا في مصر، وظهر من قريب فقط!!، وفيه تكذيب لثوابت النصرانية ومنها أن يهوذا خائن كما يدعون، وفيه توضيح لنص إنجيل يوحنا المُشكل (ما كنت ستفعله فافعله الآن) وفيه تعضيد لقول العليم الخبير بأنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وفيه بيان لمشكلة النصارى الأبدية وهي التوثيق لعقائدهم وتاريخهم، وفيه بيان لطريقتهم في اختيار كتبهم، وهي فقط بالتشهي فليس ثم ضوابط تنطبق على المقبول ولا تنطبق على المرفوض، وهو إحدى الانشقاقات الفكرية التي لا تنتهي داخل النصرانية، ونفسي لا تطاوعني في تبرئة يهود من حبس إنجيل يهوذا ثم إخراجه بعد عقود من اكتشافه ونشره بين الناس .. دوامة جديدة للفكر النصراني كما هي عادة يهود مع الأمميين.
[35] (3) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 737.ط. دار الكتب لبنان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/41)
ـ[مدارج]ــــــــ[25 - 02 - 09, 06:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خيراً ... على هذا الموضوع ولا أخفي عليك فمعرفتي بالعقاد قليلة جداً سوى ما نقرأه عرضاً لبعض الأدباء أو الكتاب في الاستدلال ببعض ما يكتبه من أدبيات أو شعر.
وموضوعك هذا شدني فيه الانتباه كونه يكشف الضوء على شخصيات مشهورة بين المسلمين وحازت على اعجابهم الأدبي, ولم أتوقع شخصياً أن يكون العقاد بهذه المهانة.
ولعلك أخي الكريم تطبع لنا هذا الموضوع في ملف (ورد) كي يتسنى الاستفادة منها كاملاً ولك مني التحية الطيبة والسلام عليكم.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:55 م]ـ
أفعل إن شاء الله
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:54 م]ـ
أخي الفاضل هل تعتقد كفر العقاد وكونه نصرانياً؟
ثم أني لا أميز بين كلامك وكلامه , ومتى كان تأليف كتاب عبقرية المسيح , أو غيره من كتب مبحثك هذا
والعقاد تناول مؤلفاته بعض العلماء الكبار كالشيخ صالح اللحيدان في كتابه نقد العبقريات , ولم يتعرض لشيء مما قلته , بل يظهر من كلامه نقيض دعواك!
و العقاد لانشك في أنه متعالم في كثير من المرات! , وقد كان التعالم " موضة " في أيامه , إلا أن الأمر ليس لحد تكفيره أو الشك في إسلامه , فبعض أقواله قد تكون من باب حكاية معتقد النصارى , وبعضها خطأ محض , وكل هذا يحتاج إلا تمييز.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[03 - 03 - 09, 07:27 م]ـ
أخي الفاضل هل تعتقد كفر العقاد وكونه نصرانياً؟
.
قد أجبت في مقالي أخي. ولكن يبدوا أنك لم تقرأ مقالي!!
أجبت بوضوح شديد. فلا أدري كيف تتسائل بعد ذلك؟!!
ثم أني لا أميز بين كلامك وكلامه , ومتى كان تأليف كتاب عبقرية المسيح , أو غيره من كتب مبحثك هذا.
لم أفهم مرادك .. لو وضحت لي، وجزاك الله خيراً.
والعقاد تناول مؤلفاته بعض العلماء الكبار كالشيخ صالح اللحيدان في كتابه نقد العبقريات , ولم يتعرض لشيء مما قلته , بل يظهر من كلامه نقيض دعواك!
.
يبدوا أنك لم تقرأ ما كتب الشيخ أيضا .. ربما قرأت منه ولم تقرأه كلية. فالشيخ ـ حفظه الله ـ لم يتعرض لعبقرية المسيح مطلقاً، ولا أدري لم؟ ونقض الشيخ هو فقط للعبقريات أو لآراء ومرويات العلماء على ضوء العبقريات.
وعموماً قرأت من كتاب الشيخ خمسين صفحة فقط والذي يبدوا لي بوضوح شديد أن الشيخ ـ حفظه الله وبارك في عمره وعلمه ـ في وادٍ والعقاد في واد آخر. هذا مبدئياً، وقد سجلت عددا من الملاحظات، وسأتم قراءة بحث الشيخ بحول الله وقوته، ثم أتجول في عدد من أبحاثه حتى أتبين أين أضع قدمي، وأجد نشاطاً لذلك فالشيخ في مقدمة كتابه يقول بأن ما مضى من علوم النقد تحتاج لمراجعة ويتهم جل الناقدين والباحثين بالعجلة في البحث، وشجعني هذا لابداء رأي فيما كتب هو، ويقيناً يأتيك ـ وغيرك ـ التفاصيل لاحقاً.
فبعض أقواله قد تكون من باب حكاية معتقد النصارى , وبعضها خطأ محض , وكل هذا يحتاج إلا تمييز.
لو كلفت خاطرك وقرأت (عبقرية المسيح أو حياة المسيح) لوافقتني ولم تقل بهذا الكلام.
لا يصلح الحديث ب (قد)، وأحدنا مشغول أو كسول لا يقرأ.
أعرف أن الأمر شديد. وقد كان شديداً علي حين طالعته، ولكن هو الموجود في كتب العقاد. فمن أراد أن يرد فليسلك نهجاً علمياً صحيحاً ويرد علي بعلم .. بعد أن يقرأ لا ب (قد).
لا تحمل في نفسك من شدتي في الرد، فقد أوجعوني ألما على العقاد وكلهم لا يقدم دليلا يردني به.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 02:04 ص]ـ
فرغت لتوِّي من قراءة كتاب العقاد، ولم أجد فيه ما يسوِّغ تهاويل الأخ الفاضل. وقد استخلص الأستاذ العقاد من الأناجيل صورة للمسيح عليه السلام تتفق إجمالاً مع نظرتنا إليه نحن المسلمين، وهو أنه رسول كريم.
ولا يخفى أن الخلاف الأعظم بيننا وبين النصارى هو على مسألة التأليه، وهذه لم يتعرض لها العقاد مطلقاً، ولكن الصورة التي رسمها ـ أي صورة الرسول - معناها بالضرورة أنها من افتراءات اللاحقين.
وليس في الكتاب تأييد لبولس وتحريفاته، لأن الكتاب خاص بسيرة المسيح، لا بالأمور التي وقعت بعد موته.
أما أن العقاد (لم ينصر إسلاماً ولم يغظ كفراً)، فهذا هو منهج العقاد: لا يكتب بأسلوب المناظرات المذهبية.
وليس معنى ذلك أن طريقته هي الطريقة المثالية، ولا أنها تسلم من المآخذ، ولكن معناه أن الرجل ليس بالسوء الذي يوحي به كلام الغيور الفاضل.
واستشهاد الأفاك زكريا بطرس بكتاب العقاد لا يعني شيئًا، لأننا معشر المسلمين نؤمن بالمسيح عليه السلام، ونجد قبس النبوة في كثير من كلامه الموجود في الأناجيل المتداولة، ولا نكاد نجد أمارات الكذب والتزييف والتناقض في هذه الأناجيل إلا عندما تتعارض مع التوحيد الذي هو رسالة جميع الأنبياء. ويستطيع زكريا بطرس أن يجد الثناء على سيرة المسيح في كلام كثير من المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/42)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 11:45 ص]ـ
فرغت لتوِّي من قراءة كتاب العقاد، ولم أجد فيه ما يسوِّغ تهاويل الأخ الفاضل. .
وقد قرأتَ، فهلا رددتَ ما أتيتُ به في مقالي أعلاه.
. وقد استخلص الأستاذ العقاد من الأناجيل صورة للمسيح عليه السلام تتفق إجمالاً مع نظرتنا إليه نحن المسلمين، وهو أنه رسول كريم.
لم أجد هذا فيما كتب العقاد، بل وجدته يتكلم عن بولس، وكل ما عند بولس وما حواليه لا نرتضيه نحن المسلمين.
ولم يعتمد العقاد فيما كتب على (الأناجيل) بل أدرج الرسائل.
ولم أقدمُ للكاتب كل خرافات العقاد حول المسيح، بقيت بقية في يدي سأعرضها حال كلامي على العبقريات إن شاء الله، وهي جاهزة للنشر. فقط أعطي لعامل الوقت فرصته.
ولا يخفى أن الخلاف الأعظم بيننا وبين النصارى هو على مسألة التأليه، وهذه لم يتعرض لها العقاد مطلقاً، ولكن الصورة التي رسمها ـ أي صورة الرسول - معناها بالضرورة أنها من افتراءات اللاحقين.
الخلاف في كل شيء، وينبثق أساساً من قضية (الفداء)، وهي قضيتهم التي لم يختلفوا فيها، وهي القضية التي من أجلها قيل باتأليه. وهي القضية التي هونت من الشرائع والشعائر، وهي القضية التي صوغت ما بعدها. وهي القضية التي افتراها بولس، ولم يتعرض لها العقاد حال الحديث عن المسيح وعن النصرانية.
وليس في الكتاب تأييد لبولس وتحريفاته، لأن الكتاب خاص بسيرة المسيح، لا بالأمور التي وقعت بعد موته.
عجيب هذا الطرح، وأعجب منه التبرير. لا يتكلم عن المسيح ـ عليه السلام ـ أحد ويمسك عن ما حدث بعده، لا تجد هذه،إلا في محاضرة أو مقال، أما دراسة فلا. ذلك أن ما قدم المسيح لم يعد شيئاً منه بين أيدينا، اللهم ما نَشتَمُّه من بعض الكتابات فيما كتب متى ويوحنا ومرقص ولوقا. وشخص المسيح لم يحظ باهتمام في النصرانية، أمارة ذلك أنك لا تجد تفاصيل كثيرة أو عن كثير من حياة المسيح ـ عليه السلام ـ، المسيحية الحالية هي ديانة بولس وديانة من جاءوا بعده.
أما أن العقاد (لم ينصر إسلاماً ولم يغظ كفراً)، فهذا هو منهج العقاد: لا يكتب بأسلوب المناظرات المذهبية.
وليس معنى ذلك أن طريقته هي الطريقة المثالية، ولا أنها تسلم من المآخذ، ولكن معناه أن الرجل ليس بالسوء الذي يوحي به كلام الغيور الفاضل.
بل نصر كفراً، حين قدم لهم ما يستدلون به، والدليل قائم. في كتب العقاد، وفيما يطرحه النصارى (بطرس) و (متولي).
ولا نكاد نجد أمارات الكذب والتزييف والتناقض في هذه الأناجيل إلا عندما تتعارض مع التوحيد الذي هو رسالة جميع الأنبياء.
هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا. وأخي الكاتب يستعمل طريقة المواربة في الحديث (لا نكاد)، وكأنه قرأ الأناجيل وفحصها وقارن بين النصوص والأحكام!
أمارات الكذب والتدليس موجودة في أشياء كثيرة غير التوحيد.
ـ موجودة في (التقديس)، وهنا بيان بسيط
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=3231
ـ موجودة في بولس، وله أكثر من نصف العهد الجديد، وهنا شيء من التفاصيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4751
موجودة في كثير من الشرائع التي جاءت النصرانية، وهنا شيء من التفاصيل
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4791
والقصة طويلة. وما في أيدي النصارى ليس أناجيل، وإنما أناجيل ورسائل.
والنصارى لا علاقة لهم بها. شرائعهم وشعائرهم من مكان آخر.
وتقول غفر الله لي ولك: [ويستطيع زكريا بطرس أن يجد الثناء على سيرة المسيح في كلام كثير من المسلمين.]
ثناء المسلمين على المسيح يبغضه بطرس، ويرميه بالكفر، فنحن نقول بقول الله في المسيح (عبد الله ورسوله)، وهو يرى هذا كفرا.
وإنما استحضر العقاد لأنه قريب منه، يقول بقوله في المخطوطات.
بالمرة:
أمسكت عن أشياء في كتاب العقاد، وخاصة في مقدمة الطبعة الثانية، ومن ذلك كلامه عن المخطوطات، ولا أريد أن اعرضه هنا حتى لا تظن أني استعرض.وقد اكتفيت بما مضى.
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:37 م]ـ
أخي الفاضل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/43)
النقاش ليس على بولس ولا على زكريا ومتولِّي؛ النقاش على العقاد فقط. وهو ليس مسؤولاً عما يقوله هؤلاء القوم، ولا ينبغي الخلط في مثل هذه الأمور.
أنت وجدت في كلامه ما كاد يحملك على القول بأنه نصراني!
وأنا لم أجد في كلامه ما يسوِّغ لك ذلك. وغاية ما في الأمر عندي: أنه جعل الأناجيل بمنزلة الروايات التاريخية (والرسائل أيضاً - إكراماً لك!)، كما هي حال المفسرين قديماً وحديثاً.
وأنت لا بأس عندك أن تقول:
وكان المسيح ـ عليه السلام ـ، وكل الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يتكلمون عن اليوم الآخر بكثيرٍ من التفاصيل، ويجعلون النجاة فيه بالأعمال، وهذا صريحٌ في كتابهم الذي بين أيديهم، فمما ينسبونه للمسيح ـ عليه السلام ـ؛ في الرؤيا الإصحاح العشرين: " 12 .... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ "، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح الثاني والعشرين: 12 «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.، وفي يوحنا [5: 28، 29] 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
لاحظ كالذي عندنا: قبورٌ ونشورٌ، وصحفٌ للأعمال ينظر ما فيها ثم يكون الجزاء على حسبه، وفي أماكن أخرى يتكلم المسيح عن لذَّات ينالها عند الله .. خمرٍ في الجنان يشربه عند الرحمن. في (مرقص: 24: 25) 25 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ».
ولكن لا يجوز للعقاد عندك أن يستشهد بنفس هذه الأناجيل والأسفار على حوادث التاريخ.
واعتراضك عليَّ بالفداء هو اعتراض لفظي، لأن افتداء الخطايا بابن الإله هو نفسه تأليه الابن! وأنت نفسك تقول (كي يتم الفداء لا بد أن يموت الله). فإن أصررتَ - لأجل الاعتراض عليَّ - على أنهما عقيدتان منفصلتان فلا بأس! والخلاف على أي حال لفظي شكلي! وجوهر الموضوع - حفظك الله - أن العقاد لم يقل بعقيدة التأليه ولا بعقيدة الفداء، ولم يزعم أن رب العالمين افتدى خطيئة البشر لا بابنه ولا بغير ابنه، وأنت تقول بأن كلامه أشبه بكلام النصارى.
وقد لاحظ الإخوان أن كلامك مختلط بكلام العقاد، كقولك مثلاً (وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء)، من غير إيراد نصّ التسوية وما هي الأمور التي حكم فيها العقاد بالتسوية.
وفي كلامك أشياء أخرى لا أرى الاشتغال بالإشارة إليها الآن.
فإن رأيت - بارك الله فيك - أن تختار ثلاث فقرات من كلام العقاد، هي الأظهر عندك في الدلالة على دعواك، وتنقلها بحروفها من غير تعديل ولا اختصار، ثم تعلِّق عليها بما تشاء، ليظهر لي وللقراء الكرام إن كانت التهمة صحيحة.
مع تحياتي لك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 05:09 م]ـ
أخي الفاضل:
النقاش ليس على بولس ولا على زكريا ومتولِّي؛ النقاش على العقاد فقط. وهو ليس مسؤولاً عما يقوله هؤلاء القوم، ولا ينبغي الخلط في مثل هذه الأمور.
!.
أين الخلط؟!!
الخلط عندك أنت أخي.
أستحضرت بطرس في سياق الحديث عن العقاد، وفيما يخص العقاد فقط، كون الكلام على العقاد، فأين الخلط؟
ركز أخي من فضلك.
وغاية ما في الأمر عندي: أنه جعل الأناجيل بمنزلة الروايات التاريخية (والرسائل أيضاً - إكراماً لك!)، كما هي حال المفسرين قديماً وحديثاً.
لم أجد هذا عند العقاد!!
هذا قولك أنت أخي.
أخرجه لي من كلام العقاد.
وقد لاحظ الإخوان أن كلامك مختلط بكلام العقاد، كقولك مثلاً (وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء)، من غير إيراد نصّ التسوية وما هي الأمور التي حكم فيها العقاد بالتسوية.
وفي كلامك أشياء أخرى لا أرى الاشتغال بالإشارة إليها الآن.
لم أخطل كلامي بكلام العقاد، أو أن القارئ لا يعرف معنى الأقواس، ومعنى الشرح من الاقتباس.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:17 م]ـ
الأخ الفاضل:
أنت تجاهد أعداء الدين بقلمك، فلا أرى لنفسي أن أفتح جبهة عليك، وحسبي أنني أوضحت ظلمك للعقاد منهجياً وموضوعياً (كما أراه)، وأزيد على ما قلتُه أن عملك هذا لا يخدم عملك الآخر.
إلا أن تختار أنت الحوار، فعليك أن تورد كلام العقاد بحروفه كما طلبتُ منك.
مع تحياتي لك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:38 ص]ـ
الأخ الفاضل:
أنت تجاهد أعداء الدين بقلمك، فلا أرى لنفسي أن أفتح جبهة عليك، وحسبي أنني أوضحت ظلمك للعقاد منهجياً وموضوعياً (كما أراه)، وأزيد على ما قلتُه أن.
أحمد لك هذا.
والحمد لله الذي سملنا منك وسلمك منا، وحفظ لنا وقتنا.
جزاك الله خيرا.
والباقي كأني لم أقرأه.(54/44)
ابن كثير ورأيه في العرش يوم القيامه
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الكرام: حياكم الله ..
لي سؤال؟
متعلق بقول الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
قال رحمه الله:
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أرجو إفادتي ..
أولا: هل هذا الكلام صحيح؟
وثانيا: وإن كان غير صحيح - كما هو واضح - فهل رد عليه أحد من العلماء؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا ..
برجاء سرعة النصيحة ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم وبارك ..
أحبتي في الله، مديري وأعضاء وزوار المنتدى المبارك ..
عرضت هذا السؤال أعلاه لتلهفي على إجابة ..
ولما لم أجد من يشفي غليلي في هذا الموضوع الهام ..
أردت أن أشارك برد على كلام الإمام ابن كثير المذكور أعلاه ..
فلا تبخلوا علينا بالنصية بارك الله فيكم وسدد خطاكم ..
وهو المقال التالي إن شاء الله تعالى.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد ..
هذا المقال كان مشاركة لي على إحدى المقالات في بعض المنتديات، فأحببت ان أفرده بمشاركة خاصة لما فيه من فوائد مهمة ..
وهو متعلق بقول الإمام ابن كثير رحمه الل تعالى في تفسير قوله تعالى من سورة الحاقة الآية (17)
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)
قال: أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. اهـ
أقول:
هذا الكلام لم يقله غير ابن كثير رحمه الله تعالى فيما أعلم ..
والإمام ابن كثير أبي عمر هو المحدث الحافظ المفسر المؤرخ إمام وعلم من أعلام أئمة السلفية .. وهو تاج على رؤوسنا شئنا أم أبينا ورغما عن أنوفنا ..
ولكن تحكمنا ها هنا قاعدتان مشهورتان:
القاعدة الأولى: أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد.
والثانية: أنه حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه.
وهاتان القاعدتان كالرايتان المرفوعتان على عاتق كل إمام من أئمة السلف ..
وهو وشيوخه (ابن تيمية وابن القيم والذهبي) وغيرهم - رحمهم الله تعالى - علمونا ألا نتكلم في الغيبيات والأسماء والصفات .. إلا بدليل صحيح ..
والسؤال المطروح بداهة:
من أثبت أو قال من العلماء أن العرش في يوم القيامة، والذي تحمله الملائكة بنص الآية، مغاير لعرش الله المذكور في الكتاب والسنة الصحيحة؟
أعتقد أنه لم يسبقه بالقول إلى هذا أحد قبله!!
وإن كان فما دليله؟
وأقول أن هذا الكلام غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: مأخوذ من كلامه رحمه الله:
فقد قال: (ويحتمل .. )
وهذا الاحتمال بغير دليل أولا ..
وليس على ثبوت التغاير دليل ثانيا ..
والأغرب أنه قال في عبارته:
ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء .. الخ
ففيه غير قوله بالاحتمال المذكور أعلاه:
أنه جعل الأول – مع أنه الصحيح المتبادر – محتملا ..
وجعل الثاني مؤكدا بقوله: (أو العرش) بالألف واللام (الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء) .. جزما منه كما هو ظاهر ..
وهذا الكلام بظاهره يؤكد على وجود عرش يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء ..
وإنما بحثه ينصب على أيهما أولى بتفسير الآية ..
وهذا واضح من كلامه رحمه الله وأثابه على جهده ..
الأمر الثاني:
أن العرش المذكور في الكتاب والسنة هو عرش واحد، وهو يقينا الذي تحمله الملائكة الثمانية يوم القيامة ..
أما عرش يوم القيامة (الخاص) على رأي ابن كثير فلم يثبت التغاير في القرآن، ولم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث صحيح أو ضعيف، وكذلك لم يرد عن أي من صحابته الكرام ولا الأجلاء التابعين ..
ومعلوم أن البيان في هذا الأمر ضروري ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/45)
وكل أحداث الرحلة إلى الدار الآخرة من الموت والبعث والقيامة مرورا بالأحداث العظام إلى الجنة والنار .. لم يثبت عن عرش يوم القيامة شيء يبين أنه غير عرش الرحمن .. وحيث لم يرد فلا يصح التخمين والاحتمال ..
وأهم من ذلك: ما جاء في عظمة وصف عرش الرحمن، فلو كان هناك عرش غيره يوضع يوم القيامة لكانت الأدلة تتضافر على غثباته كما هو واضح ..
ولذلك يحسن بنا أن نذكر سريعا بعض ما ورد عن العرش وصفته ..
فالأخبار تدل على مباينته لغيره من المخلوقات وأنه ليس نسبته إلى بعضها كنسبة بعضها إلى بعض ..
قال الله تعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر-7]
وقال الله تعالى:
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الزمر-75]
وأيضاً فقد أخبر أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض كما قال تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) [هود-7].
وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
وثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء.
فهذا التقدير بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهو سبحانه وتعالى يتمدح بأنه ذو العرش المجيد كقوله سبحانه:
(قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا) [الإسراء-42)
وقوله تعالى:
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) [غافر-15].
وقال سبحانه: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) [البروج-14/ 15]
وقد قرئ المجيد بالرفع صفة لله ..
وقرئ بالخفض صفة للعرش ..
والمجد في لغة العرب يعطي معنى السعة ..
فوصفه بالمجيد يدل على السعة، وهو في حق الله تعالى دال على سعة صفاته وعظمتها وكمالها وجلالها.
وقد نبه ابن القيم ـ رحمه الله ـ على قاعدة مفيدة فيما يتعلق بأسماء الله، وهي:
أنَّ منها ما يدل على صفة واحدة، مثل السميع فهو دال على صفة السمع، والبصير دال على صفة البصر، والرحيم دال على صفة الرحمة ..
ومنها ما يدل على أكثر من صفة، مثل السيد والعظيم والمجيد، فالمجيد هذا يدل على صفات كثيرة .. الخ
وقال تعالى:
(قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) [المؤمنون-86/ 87]
فوصف العرش في سورة البروج بأنه مجيد وهنا بأنه عظيم.
وقال تعالى:
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون-116]
فوصفه بأنه كريم أيضاً ..
وكذلك في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم.
فوصفه في الحديث بأنه عظيم وكريم أيضاً.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى إلى الضحى فقال:
لقد قلت كلمة تعدل كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله مداد كلماته .. الحديث ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
فهذا يبين أنَّ زنة العرش أثقل الأوزان.
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/46)
لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته.
فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم.
وفي الصحيحين عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
وقال صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.
وهو حديث صحيح متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر: ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة.
والحديث رواه أحمد وأبو حاتم محمد بن حبان البستي في صحيحه وغيرهما وللحديث طرق أخرى ذكرها الألباني في الصحيحة رقم 109 وقال: وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح.
وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.
والحديث صححه ابن كثير والألباني.
وحديث السبعة الذين يستظلون بظل العرش يوم القيامة .. بجميع رواياته من هذا النوع أيضا ..
وقد اتفق جمهور علماء السلف على أن العرش غير الكرسي ..
قال الإمام عثمان بن سعيد الدرامي - رحمه الله -:
هذا الذي عرفناه عن ابن عباس صحيحا مشهورا، فالكرسي مخلوق عظيم، وهو موضع القدمين لله سبحانه ..
كما روى ابن أبي شيبة والحاكم، وقال على شرط الشيخين، عن ابن عباس في قوله:
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
أنه قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله.
وصححه الألباني عنه موقوفا في تخريج الطحاوية ومختصر العلو للذهبي ..
وعليه فأقول:
أن العرش الموصوف بهذه الصفات لا يصح أولا أن يكون هناك عرش غيره لعظيم صفاته المذكورة في تلك الأدلة السالفة الذكر ..
ولا يصح ثانيا: أن يكون هناك عرش آخر تحمله الملائكة يوم القيامة ولم يأت دليل على وصف كنهه، بخلاف العرش المذكور ..
وفي تفسير القرآن للشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال:
أن العرش يوم القيامة يكون بدل السماء التي فوقنا الآن؛ لأن السماء تطوى بيمين الله عز وجل يطويها بيمينه ويهزها وكذلك يقبض الأرض ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض. اهـ والله أعلى وأعلم ..
وفي الختام أقول:
أنا لا أقصد أن أرد على أحد بعينه، فالإمام ابن كثير إمام من أهل الحفظ والاجتهاد ومن أكابر أهل السنة، ويكفيه أنه تتلمذ على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ الذهبي وكان صهرا للإمام المزي صاحب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ..
ولكنه ليس بمعصوم،، غفر الله لنا وله ..
وإنما أصحح مسألة من المسائل المهمة، والتي غفل عنها كثير من المعلقين على تفسير ابن كثير في كل طبعاته التي بين يدي ..
وكذلك لم يطرح بحث لردها أو حتى لإثباتها في كتب العقيدة أو كتب اليوم الآخر ..
وإنما حدا بي إلى هذا الرد المطول - والممل على قارئيه مع أسفي - أنني أجمع مادة كتاب عن النهاية في عقيدة أهل السنة والجماعة .. أناقش فيه كل كبيرة وصغيرة بقدر الاستطاعة ..
فأسأل الله أن يوفقني لنشره قريبا ..
وأقول: قد أكون مخطئا، فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..
وأرجو المسامحة إخواني الكرام ..
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ربما قصد الإمام ابن كثير الكرسي الذي يوضع في الأرض للفصل بين العباد
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية - مجموع الفتاوى - (5/ 60):
(وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ " مَحَجَّةُ الْوَاثِقِينَ وَمَدْرَجَةُ الْوَامِقِينَ " تَأْلِيفُهُ: " وَأَجْمَعُوا أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ مُسْتَوٍ عَلَيْهِ لَا مُسْتَوْلٍ عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ الْجَهْمِيَّة إنَّهُ بِكُلِّ مَكَانٍ؛ خِلَافًا لِمَا نَزَلَ فِي كِتَابِهِ: " {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} لَهُ الْعَرْشُ الْمُسْتَوِي عَلَيْهِ وَالْكُرْسِيُّ الَّذِي وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/47)
وَهُوَ قَوْلُهُ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}. وَكُرْسِيُّهُ جِسْمٌ وَالْأَرْضُونَ السَّبْعُ وَالسَّمَوَاتُ السَّبْعُ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةِ فِي أَرْضٍ فَلَاةٍ؛ وَلَيْسَ كُرْسِيُّهُ عِلْمُهُ كَمَا قَالَتْ الْجَهْمِيَّة؛ بَلْ يُوضَعُ كُرْسِيُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ؛ كَمَا قَالَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ - تَعَالَى وَتَقَدَّسَ - يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا صَفًّا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} وَزَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مُذْنِبِي الْمُوَحِّدِينَ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}.)
قال الشيخ حمد التويجري في شرحه هذا الكلام:
شرح الفتوى الحموية - التويجري - (1/ 351)
وليس كرسيه وعلمه كما قالت الجهمية, الجهمية يؤولون الكرسي: بالعلم؛ بل يوضع كرسيه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا جاء في حديث, بمجموع طرقه صالح -إن شاء الله- كما ذكر الذهبي, وكما ذكره من المعاصرين الشيخ ناصر -رحمه الله-, والحديث جاء عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة سألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروني عن أعجب ما رأيتم؟ فقالوا: بلى. أو قال: فتية منهم؟ بلى يا رسول الله, بينما نحن جلوس .. مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء, فمرت بفتى منهم, فجعل إحدى يديه بين كتفيها, ثم دفعها, فخرت على ركبتيها, فانكسرت قلتها, فلما ارتفعت التفتت إليه, فقالت: سوف تعلم يا غُدر إذا وضع الله الكرسي, وجمع الأولين والآخرين, وتكلمت الأيدي والأرجل.
قال: يقول رسول الله: أقرها على هذا الكلام, ثم قال: صدقت .. صدقت .. كيف يقدس الله أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم؟! [رواه ابن ماجه في سننه (2/ 1329) (4010) , وابن حبان (11/ 443) (5058) وحسنه الألباني في مختصر العلو – (ص 75) (59)]
فالشاهد من الحديث: إثبات أن الكرسي يوضع يوم القيامة لمجيء الله - عز وجل - لفصل القضاء بين الخلق.)
والله أعلم
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا أبا سعد على مشاركتك ..
ولكن - إذا سمحت - لي على كلامك أمرين:
الأول قولك: ربما قصد .. الخ
يرده أنه بين اسمه صراحة وذكره بألف ولام التعريف (العرش)، وأنه من العالمين بداهة بالفرق بين العرش والكرسي.
والثاني: أن ما نقلته يوحي أن أحد الأمرين يتم دون الآخر ..
وهو إما الكرسي وإما العرش!!
والثابت من مجموع الأدلة ..
أن العرش موضع استواء الرب والكرسي موضع القدمين ..
وعليه فلا انفكاك للكرسي عن العرش ..
أي أن الكرسي من لوازم العرش بداهة لأنه موضع القدمين كما صح عن ابن عباس فيما نقلت أعلاه ..
وقد يكون قولي أن الكرسي من لوازم العرش هو عين ما ثبت في حديث أبي ذر: وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة .. كما نقلته أعلاه ..
فبين أولا تغاير العرش عن الكرسي، وثانيا عظم العرش على الكرسي.
والله أعلى وأعلم ..
وما زلنا في احتياج إلى مشاركة الأخوة أصحاب التخصص ..
بارك الله في الجميع.
ـ[المعلمي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل:
هو احتمل احتمالات فلا تنسب إليه اعتقاد أحدها فقد تكون من باب نقل الأقوال.
فالشاك لا تنسب إليه عقيدة يشك فيها.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 05:24 م]ـ
أخي الطيب الكريم المفضال: المعلمي ..
جزاك الله خيرا على تفضلك بالمشاركة والتعقيب ..
قلت في مشاركتك: هو احتمل احتمالات ..
أقول: هو احتمل احتمالان فقط لا احتمالات!! فلا تجمع ما ثناه بارك الله فيك.
وهل تأخذ أنت أخي بالاحتمالات في الغيبيات والعقائد؟
وهل نترك النصوص الصريحة الواضحة لاحتمال ليس عليه دليل؟
ومع ذلك: دعنا نجوز الاحتمال ها هنا إلى حين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/48)
قلت: فلا تنسب إليه اعتقاد أحدها .. وعللت ذلك بأنه شاك!!
أقول: يعني لا أنسب للإمام ابن كثير – رحمه الله وأثابه - اعتقاد أن الله ينزل عرشه المعلوم في القرآن والسنة يوم القيامة ليفصل ربك بين العباد؟
هل تستطيع أن تنفي أنت عنه هذا الاعتقاد؟
وقلت: فقد تكون من باب نقل الأقوال فالشاك لا تنسب إليه عقيدة يشك فيها.
أقول: الأقوال قولان أحدهما مجمع عليه لتواتر نصوصه من القرآن والسنة وكلام أئمة السلف قاطبة بلا مخالف وهو أن العرش المذكور هو عرش الرحمن المعلوم، والثاني قول باحتمال ليس عليه دليل ولم ينقل عن أحد من السلف أو الخلف.
وعلى رأيك: فابن كثير يشك أيهما يوضع يوم القيامة، عرش الرحمن أم العرش الآخر الذي قال به، وهذه المسألة استوقفتني لمناقشتها لأهميتها.
وانظر أخي إلى كلامه رحمه الله تعالى:
قال: ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء .. الخ
كلمة العرش العظيم: معلومة لدينا ولذلك لم يعلق عليها بشيء ..
وقوله: أو العرش الذي يوضع .. الخ
نستفاد منه ماذا؟ نستفاد منه أنه يقول بأن هناك عرش مخصوص لفصل القضاء غير عرش الرحمن.
فلم يقل مثلا: أو عرش آخر!! وإنما قال: أو العرش الذي .. الخ
وإنما القول بالاحتمال منه: يقع على أيهما أولى بتفسير الآية.
فقد قال رحمه الله: ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش (الذي نصت عليه الآية)، العرش العظيم،أو العرش الذي يوضع .. الخ
وأظن أن هذا واضح جدا ..
ومع ذلك فقد جعل الأول – مع أنه الصحيح المتبادر – محتملا!!
وجعل الثاني مؤكدا بقوله: (أوالعرش) بالألف واللام (الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء) .. جزما منه كما هو ظاهر ..
وعلى العموم اشكر لك مشاركتك الطيبة ..
وأنا بينت أعلاه شدة محبتي للإمام ابن كثير بما يغني عن إعادته ..
ولكني أبحث عمن نقل ابن كثير هذا الكلام، وما هو دليله ..
جزاك الله خيرا وأثابك.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 03 - 09, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 07:34 م]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد. .
ففي (النهاية في الفتن والملاحم):
وقال في حديث الصور: فيضع الله كرسيه حيث شاء من أرضه يعني بذلك كرسي فصل القضاء، وليس هذا بالكرسي المذكور في الحديث المروي في صحيح ابن حبان.
" ما السموات السبع، والأرضون السبع، وما فيهن وما بينهن، وما الكرسي، إِلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة بتلك الفلاة، والعرش لا يقدر قدره إِلا الله عز وجل ".
وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد ذلك في بعض الأحاديث كما في الصحيحين: " سبعة يظلهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله " الحديث بتمامه.
وثبت في صحيح البخاري من حديث الزهري، عن أبي سلمة، وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال: " إذا كان يوم القيامة، فإن [الناس] 1 يصعقون وأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشاً بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق فأفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور "؟.
فقوله: أم جُوزي بصعقة الطور يدل على أن هذا الصعق الذي يحصل للناس يوم القيامة، سببه تجلي الرب تعالى لعباده لفصل القضاء فيصعق الناس من العظمة والجلال، كما صعق موسى يوم الطور، حين سأل الرؤية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً، وخر موسى صعقاَ فموسى عليه الصلاة والسلام يوم القيامة إذا صعق الناس، إما أن يكون جوزي بتلك الصعقة الأولى فما صعق عند هذا التجلي، وإما أن يكون صعق أخف من غيره، فأفاق قبل الناس كلهم، والله أعلم. (الفتن والملاحم ـ 1/ 141)
فيبدو أن ابن كثير يقصد بكلامه في التفسير (الكرسي) الذي يوضع في الأرض لفصل القضاء، كما قال الأخ أبو سعد.
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ما بين المعقوفتين زدتها من صحيح البخاري وهو قطعاً خطأ في الشاملة
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الحميد ..
بارك الله فيك وسدد خطاك ..
بداية: أحييك على روح البحث وعدم الركون ..
وأما ما نقلته عن الإمام العلم من النهاية في الفتن والملاحم عن حديث الصور ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/49)
فلعلك تعلم جيداً أن حديث الصور الطويل المروي عند البيهقي والطبراني وغيرهما حديث ضعيف كما قال الألباني: "ضعيف أخرجه ابن جرير في تفسيره من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً وإسناده ضعيف؛ لأنه من طريق إسماعيل بن رافع المدني عن يزيد بن أبي زياد وكلاهما ضعيف، بسندهما عن رجل من الأنصار وهو مجهول لم يسم، وقول الحافظ ابن كثير في تفسيره إنه حديث مشهور،لا يستلزم صحته كما لا يخفى عَلَى أهل العلم. والمقصود أن هذا الحديث وأمثاله ليست ثابتة فيما روي في وصف المحشر كاملاً ولكنها مركبة، وقد تكون مركبة من أحاديث صحيحة، وأحاديث ضعيفة. اهـ
وفي كلامه - رحمه الله تعالى – الذي قرره، أمران:
الأمر الأول في قوله رحمه الله:
[يعني بذلك كرسي فصل القضاء، وليس هذا بالكرسي المذكور في الحديث .. ] الخ
أقول: ما هو الدليل على قوله: وليس هو بالكرسي المذكور في الحديث؟
الأمر الثاني في قوله:
[وقد يطلق على هذا الكرسي اسم العرش وقد ورد بذلك في بعض الأحاديث كما في الصحيحين:: سبعة يظلهم في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله " الحديث بتمامه] الخ.
وهذا فيه أنه أطلق اسم الكرسي على العرش، والصحيح التغاير كما صح عن ابن عباس قوله (أن الكرسي موضع القدمين) ونقلناه أعلاه، وكما جاء في الحديث الصحيح: وما الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وما الكرسي في العرش إلا كتلك الحلقة بتلك الفلاة .. الحديث
وفيه أيضاً: أنه قال عن حديث الذين يظلهم الله في ظل عرشه، أن المراد بهذا العرش الكرسي!! وهذا خلاف النص الصحيح المتبادر ..
ونصوص الكتاب والسنة فرقت بين اللفظين كما هو معلوم ..
فأرجو بيان هذا الأمر إن وجد له دليل أن يطرح ها هنا إذ المسألة مسألة عقيدة.
وقولك في الأخير:
[فيبدو أن ابن كثير يقصد بكلامه في التفسير (الكرسي) الذي يوضع في الأرض لفصلالقضاء].
نعم هذا هو مذهبه في الموضوع كما هو واضح .. وصدقت في نقلك ..
وقد تبين منه أمران:
الأول: أنه لا فرق عنده في تسمية العرش بالكرسي، وتسمية الكرسي بالعرش.
وثانيا: أن الكرسي هذا (وهو العرش عنده) هو الذي يوضع لفصل القضاء وهو الذي أشار إليه في تفسير قوله تعالى: ( .. وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).
لكنه في التفسير لم يوضح، بل قال: ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش، العرش العظيم، أو العرش الذي يوضع في الأرضيوم القيامة لفصل القضاء. الخ
فقد كان من السهل أن يسميه بالكرسي طالما أن هذا رأيه في المسألة.
وقولك: [كما قال الأخ أبو سعد]
فقد رددت عليه، فأعلمني الخطأ في الرد إن كنت لم تقتنع به.
والسؤال الآن: هل هذا الرأي يتوافق ومذهب أهل السنة والجماعة؟
وجزاك الله خيراً ..
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 05:21 م]ـ
نبهني أحد إخواننا - جزاه الله خيرا - في إحدى المنتديات السلفية، وقد وضعت هذا المقال هناك على خطأ بدر مني فيما نقلته:
وهو قولي: [وقد ثبت في صحيح مسلم عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى إلى الضحى فقال: لقد قلت كلمة .. الحديث .. الخ]
والصحيح أن لفظة الحصى غير صحيحة وغير واردة في صحيح مسلم أو في غيره من المصادر التي روت حديث جويرية حسب علمي ..
وحديث الحصى جاء من رواية أخرى ضعيفة، وقد حقق الكلام عليها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى ..
فأعتذر على هذا الخطأ، الذي وقع من اعتمادي في نقل الحديث من كتب العقيدة ولم أرجع إلى الأصول .. لأنني كنت أهتم بموضوع العرش أساسا فلم اخرج أحاديثه لشهرتها ..
فأستغفر الله من الخطأ والزلل ..(54/50)
اكتشاف يغير دراسات كثيرة جدا
ـ[ابو اويس التراثي]ــــــــ[25 - 02 - 09, 08:29 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله
وبعد
منذ يومين كنت في معهد المخطوطات العربية فدخل علبنا طالب قال انه من طلبة الازهر وان استاذه د طه الحبشي ارسله ليصور له مخطوط مهم الا وهو مفاتيح الاسرار و مفاتيح الابرار للشهرستاني
وقال الطالب ان استاذه الفاضل طبعا
اكتشف اكتشاف هام وخطير الا وهو ان الشهرستاني رافضي خبيث
وطلب تصوير المخطوط وطبعا قدم طلب للتصوير وفال انه يريد تخفيض
ومن شروط المعهد للتخفيض ان يكون لطالب بالدراسات العليا وليس دكتور بجامعه الازهر؟؟؟
وفجاءة اليوم
دخا علينا رجل فاضل اسمه الدكتور عبد الله عبد الله اسماعيل استاذ بفسم العقيدة بالزقازيق مع شيخنا الدكتور احمد معبد - حفظ الله الجميع -
وبعد ان قدم نفسه بصوت منخفض واسلوب يدل على ادبه قال
انا بعمل بحث عن الشهرستاني وعقيدته واكتشفت انة شيعي ودخلت معه في حوار هو كل يوم واحد يجي يقول حاجة شكل
المهم:
شاهدت بعض اوراق البحث وكان الدكتور عبد الله اتى المعهد ليري النسخة من التفسير التى بها طامات شاهدتها بعيني
وبسرعة وكان الوقت تاخر وجاء ميعاد الانصراف ولكن الرجل لعله ارى الله منه شيء فلاول مرة المعهد لم يغلق الا الساعة السابعة بسبب انتخابات في معهد اليحوث التابع له المعهد
واحضرنا النسخة بعدما ذهبت للتصوير للاستاذ الفضال الاول
وسالت الدكتور عبد الله الدكتور طه الحبشي ارسل لتصوير النسخة وقال ما قلت
قال لى انا الذي قلت للدكتور في الهاتف عن ذلك الامر لان رسالة الدكتوراة له كانت عن الشهرستاني وقال لى اين الدليل فقلته له قي التليفون ونقلت له نصوص الائمة
ابن تيمية والذهبي - السبكي وغيرهم
انظروا با اخواني يسمعون الاخبار ثم ينسيونها لهم
الله المستعان
المهم الدكتور عبد الله يريد ان كان احد عنده معلومات عن هذا الامر ان يفيده
وهذا رقمه تخذته منه لابلغكم
0165219569(54/51)
الرد على من فضَّل قبر النبي على عرش الرحمن لسمير المالكي
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 02:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد أرسل إلي أحد إخواني من طلبة العلم يسأل: هل يصح أن يقال إن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن العرش والكرسي ومن الجنة؟
وأخبرني أنه حضر خطبة الجمعة الماضية في جدة، وأن الخطيب قرر ذلك الكلام في خطبته.
وقد استنكر السائل هذا القول، خاصة، وأنه صدر من طالب علم مشهور!
وقد أجبت السائل بجواب مختصر، وأحلته على ما كتبته سابقا في كتابي " جلاء البصائر "، حيث أوردت فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في هذه المسألة.
ورأيت أن أعيد ما ذكرته هناك، حتى تعم الفائدة، ولئلا يغتر الناس بقول أخينا الخطيب _هداه الله.
والخطيب من دعاة السنة المعروفينفي جدة، وما قاله وقرره في خطبته يعد من الأخطاء الشنيعة التي يستغرب صدورها منه، غفر الله له، ومع ذلك فإن هذا لا يقلل من قدره، ولا يحط من شأنه، لأنه ما من عالم ولا فاضل إلا وأخطأ في مسائل، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب ذلك " القبر "، صلى الله عليه وسلم.
و أحب أن أبدأ هنا بذكر بعض المسائل المهمة:
أولا: صحة القول أو خطؤه، لا عبرة فيه بقائله، بل بما وافق الحق،
ولهذا قال معاذ بن جبل رضي الله عنه " وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق "رواه أبوداود.
و قال بعض السلف: لو أخذت برخصة (أو زلة) كل عالم لاجتمع فيك الشر كله.
ثانيا: القول بتفضيل القبر النبوي على العرش - مع كونه بدعة- إلا أنه يتفاوت خطره بحسب اعتقاد قائله، وأشهر من قاله من العلماء المتقدمين: ابن عقيل الحنبلي، وتبعه عدد من العلماء، كالهيتمي والقسطلاني والتاج السبكي وغيرهم
وهؤلاء لا يعتقدون أن فوق العرش والكرسي شيئا - كسائر المعطلة و المفوضة - بخلاف أهل السنة، الذين يعتقدون أن الله عز وجل مستو بذاته على العرش على الحقيقة، استواء يليق بجلاله، ولهذا اقشعر الإمام مالك رحمه الله، وعلته الرحضاء، لما سأله السائل عن كيفية الاستواء.
أما الكرسي فهو موضع قدمي الرحمن، كما صح بذلك الأثر عن ترجمان القرآن رضي الله عنه.
فلا ينبغي لشيخ سلفي، أن يفضل القبر الذي حوى جسد النبي صلى الله عليه وسلم، على العرش الذي استوى عليه الملك العلي!
ثالثا: تفضيل البقاع والأمكنة، بعضها على بعض، لا مجال فيه لاجتهاد ولا لقياس، بل هو من الأمور التوقيفية التي تعرف بالنص، كما هو معلوم.
فالخوض فيها بغير نص افتئات على الشرع.
رابعا: هذا القول الذي جاء على لسان الخطيب، مذكور في كتاب الروض المربع آخر المناسك، وهو من أخطاء المؤلف _ رحمه الله _ وقد أنكره علماؤنا ومشايخنا، وأذكر أن عددا من الأساتذة في الجامعات كانوا - أثناء الشرح- إذا جاءوا إلى هذا الموضع حذفوه، أو انتقدوه وبينوا خطأه.
فكان الأولى بهذا الخطيب أن يتجنب إشاعة مثل هذه الأخطاء، خاصة في خطب الجمعة، التي يحضرها فئام من العوام، وقد تثير شبهات عندهم، أو تؤدي إلى محذور، كتعظيم القبر النبوي واتخاذه عيدا، ونحو ذلك من البدع المحدثة.
خامسا: إن هذا الشيخ الداعية السلفي على اطلاع واسع بما عليه أكثر الناس اليوم من تعظيم قبور الصالحين، ومنها قبر سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا ورد النهي عن اتخاذها مساجد، فلا يصلَّى عندها ولا إليها، ولا يُتحرى الدعاء عندها، ولا يشد الرحال إليها، لأن ذلك يفضي إلى الغلو فيها و تعظيمها، ومن ثم عبادتها.
فليس من الحكمة أن يذاع في الملأ مثل هذا القول المحدث، الذي لو فرض أنه حق، وأن عليه أدلة من الشرع: لكان الأولى عدم ذكره؛ صيانة لجناب التوحيد، وسدّاً لذريعة الوقوع في الشرك.
وقد صح في الأثر "حدثوا الناس بما يعرفون "، علقه الإمام البخاري عن علي بن أبي طالب.
و الناس في هذا الزمان بأمس الحاجة إلى نشر التوحيد وتعظيمه في قلوبهم، لا إلى تعظيم القبور والمشاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/52)
وأخيرا، فإن هذا القول المحدث - أعني تفضيل القبر النبوي على الكعبة والعرش والكرسي - قد تبناه ونصره بعض دعاة الفتنة والشرك في القرون المتأخرة، وقد رددت عليهم في كتابي " جلاء البصائر "، وإليك نص ما كتبته هناك:
ومن المسائل الغريبة التي أورد المخالفون، زعمهم: أن القبر النبوي أفضل من العرش والكرسي ومن جنة عدن، ومن سائر ما في الكون.
وزعمهم: أن المسجد النبوي ما شرُف ولا عظم إلا من أجل القبر. فقد جاء في قصيدة الهيتمي التي ساقها المخالف في " الذخائر".
وبقعته التي ضمته حلقاً
وأفضل من سموات وأرض
ومن عرش ومن جنات عدن
رياض من جنان تستطيل
وأملاك بأفلاك تجول
وفردوس بها خير جزيل
ثم نقل كلام محمد حبيب الشنقيطي في شرح هذه الأبيات، فقال" قال القسطلاني في "المواهب اللدنية": وأجمعوا على أن الموضع الذي ضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة، بل نقل التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أنها - أي البقعة التي قبر فيها عليه الصلاة والسلام - أفضل من العرش. وصرح الفاكهاني بتفضيلها على السموات .. " ا هـ ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn1)) باختصار.
وقال في موضع آخر " وكذلك يشرع شد الرحال إلى مسجده صلى الله عليه وسلم، الذي ما شرف وعظم إلا بإضافته إليه، ولكون قبر سيد المرسلين فيه" ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn2)).
والجواب: إن هذا القول من أفسد الأقوال وأنكرها، وبطلانه ظاهر لمخالفته للأدلة الشرعية والعقلية، ولم يستند قائله على دليل أو إلى شبهة دليل، وإنما هو الظن، والظن أكذب الحديث، كما صح في الحديث ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn3)).
وقد فند هذا القول شيخ الإسلام رحمه الله، فقال" أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقاً أكرم عليه منه. وأما نفس التراب، فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبة أفضل منه، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه أحد إليه، ولا وافقه أحد عليه، والله أعلم" ا هـ. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn4)).
وقال في موضع آخر" وكذلك مسجد نبينا، بناه أفضل الأنبياء، ومعه المهاجرون والأنصار، وهو أول مسجد أذن فيه في الإسلام، وفيه كان الرسول يصلي بالمسلمين الجمعة والجماعة، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وفيه سنت السنة، وكانت الصلاة فيه بألف، والسفر إليه مشروعاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وليس عنده قبر.
والفرق بين البيت والمسجد مما يعرفه كل مسلم، فإن المسجد يعتكف فيه، والبيت لا يعتكف فيه. والمسجد لا يمكث فيه جنب ولا حائض، وبيته كانت عائشة تمكث فيه وهي حائض، وكذلك كل بيت مرسوم تمكث فيه المرأة وهي حائض، وكانت تصيبه فيه الجنابة فيمكث فيه جنباً حتى يغتسل، وفيه ثيابه وطعامه وسكنه وراحته، كما جعل الله البيوت.
ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم في حال حياته كان هو وأصحابه أفضل ممن جاء بعدهم، وعبادتهم أفضل من عبادة من جاء بعدهم. وهم لما ماتوا لم تكن قبورهم أفضل من بيوتهم التي كانوا يسكنونها في حال الحياة، ولا أبدانهم بعد الموت أكثر عبادة لله وطاعة مما كانت في حال الحياة.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" أحب البقاع إلى الله المساجد" فليس في البقاع أفضل منها، وليست مساكن الأنبياء، لا أحياء ولا أمواتاً بأفضل من المساجد هذا هو الثابت بنص الرسول واتفاق علماء أمته. وما ذكره بعضهم من أن قبور الأنبياء والصالحين أفضل من المساجد، وأن الدعاء عندها أفضل من الدعاء في المساجد، حتى في المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقول يعلم بطلانه بالاضطرار من دين الرسول، ويعلم إجماع علماء الأمة على بطلانه إجماعاً ضرورياً، كإجماعهم على أن الاعتكاف في المساجد أفضل منه عند القبور.
وما ذكره بعضهم من الإجماع على تفضيل قبر من القبور على المساجد كلها، فقول محدث في الإسلام، لم يعرف عن أحد من السلف، ولكن ذكره بعض المتأخرين، فأخذه عنه آخر وظنه إجماعاً، لكون أجساد الأنبياء أنفسها أفضل من المساجد. فقولهم يعم المؤمنين كلهم، فأبدانهم أفضل من كل تراب في الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/53)
ولا يلزم من كون أبدانهم أفضل، أن تكون مساكنهم أحياء وأمواتاً أفضل، بل قد علم بالاضطرار من دينهم أن مساجدهم أفضل من مساكنهم.
وقد يحتج بعضهم بما روي من أن " كل مولود يذر عليه من تراب حفرته" فيكون قد خلق من تراب قبره. وهذا الاحتجاج باطل لوجهين:
أحدهما: أن هذا لا يثبت، وما روي فيه كله ضعيف. والجنين في بطن أمه يعلم قطعاً أنه لم يذر عليه تراب، ولكن آدم نفسه هو الذي خلق من تراب، ثم خلقت ذريته من سلالة من ماء مهين. ومعلوم أن ذلك التراب لا يتميز بعضه لشخص وبعضه لشخص آخر، فإنه إذاً استحال وصار بدناً حيّاً، لماَّ نفخ في آدم الروح، فلم يبق تراباً.
والوجه الثاني: أنه لو ثبت أن الميت خلق من ذلك التراب، فمعلوم أن خلق الإنسان من مني أبويه أقرب من خلقه من التراب. ومع هذا فالله يخرج الحي من الميت، ويخرج الميبت من الحي. يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، فيخلق من الشخص الكافر مؤمناً، نبياً وغير نبي، كما خلق الخليل من آزر، وكما خلق صلى الله عليه وسلم من أبويه. وقد أخرج نوح، وهو رسول كريم، ابنه الكافر الذي حق عليه القول، وأغرقه ونهى نوحاً عن الشفاعة فيه. وأكثر المهاجرين والأنصار مخلوقون من آبائهم وأمهاتهم الكفار. فإذا كانت المادة القريبة التي يخلق منها الأنبياء والصالحون لا يجب أن تكون مساوية لأبدانهم في الفضيلة، لأن الله يخرج الحي من الميت، فأخرج البدن المؤمن من مني كافر، فالمادة البعيدة، وهي التراب، أولى أن لا تساوي أبدان الأنبياء والصالحين.
وهذه الأبدان عبدت الله وجاهدت فيه، ومستقرها الجنة. أما المواد التي خلقت منها فهي بدنه، وفضله معلوم. وأما ما بقي في القبر فحكمه حكم أمثاله. بل تراب كان يلاقي جباههم عند السجود، وهو أقرب ما يكون العبد من ربه المعبود، أفضل من تراب القبور واللحود" ا هـ ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn5)) باختصار.
ويقال أيضاً: إنه يلزم على ذلك القول الفاسد، تفضيل كل بقعة وطئتها قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لامسها جسده الشريف، على سائر البقاع والمساجد، وعلى الجنة والكرسي والعرش، فلا يكون ذلك خاصّاً بالقبر أو البيت الذي يسكنه.
فهل يقول عاقل إن موضعاً قضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم حاجته في الصحراء أفضل من الكعبة والعرش والكرسي؟
فإن قيل: إن التفضيل ليس للبقعة ذاتها، بل لمن حلَّ فيها، أما هي فكمثلها من البقاع.
فالجواب: هذا باطل أيضاً، فإن تفضيل الأزمنة والأمكنة والأشخاص لا يخضع لقياس، بل هو أمر توقيفي، فالله تعالى فضل بعضها على بعض، ففضل رمضان على سائر الشهور، وفضل الجمعة ويوم عرفة على سائر الأيام، وفضل المساجد الثلاثة على سائر البقاع، ومنها بيوت الأنبياء ومساكنهم التي يأوون إليها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء، ولم يصيره ذلك أفضل من الكعبة ولا المساجد، لا في وقت تحنثه فيه ولا بعد ذلك.
* ويلزم من تفضيل القبر على الكرسي والعرش، تفضيل المخلوق على الخالق، فإن الأول إن كان قد ضمن جسد المصطفى، فالعرش الرحمن عليه استوى، وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الكرسي موضع القدمين ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php?do=newpm&u=49860#_ftn6)).
وقول يؤدي إلى مثل هذه الإلزامات الباطلة، حري بأن يطرح ويضرب به عرض الحائط.
([1]) الذخائر (ص 44 - 49).
([2]) شفاء الفوائد (ص29).
([3]) رواه البخاري (10/ 484) وسلم (2563) بلفظ " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".
([4]) مجموع الفتاوى (27/ 38).
([5]) مجموع الفتاوى (27/ 260 - 263)
([6]) رواه بن خزيمة في التوحيد (1/ 248 - 249) والحاكم (2/ 282).
وكتبه:
سمير المالكي
ـ[صُهيب]ــــــــ[26 - 02 - 09, 08:09 م]ـ
أحسنت أخي الكريم وجزى الله الشيخ سميرا خير الجزاء
ـ[أبوراكان]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوروضة]ــــــــ[08 - 03 - 09, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:32 ص]ـ
وإياكم إخواني
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:38 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوعبدالله السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:50 ص]ـ
لقد اعجبت كثيراً بردود الشيخ الفاضل الشيخ سمير المالكى من ردود على المنحرفين والمفسدين مثل (محمد علوى مالكي - والكاتب المالكي الذي تهجم على الصحابة و طعن في أهل التوحيد)
فلو أن أحد الأخوة يتحفنا بترجمة يسيرة وأين الشيخ يسكن ونشاطه العلمي
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:10 ص]ـ
صفحته في صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/samer/index.htm
ـ[أبوعبدالله السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 11:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولو أحد يتحفنا بترجمته
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك أبا طلحة:)(54/54)
نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 02 - 09, 08:13 ص]ـ
نقد شيخ الإسلام للأشاعرة في مسألة "تقرير النبوات"
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
مسألة النبوات من المسائل العظيمة؛ فالإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة والرسل والأنبياء هم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ الوحي.
وقد جانب المتكلمون الصواب في مسائل عدة في تقرير أمر النبوة وذلك لتبنيهم مسائل كلامية وفلسفية فالتزموا لأجلها عقائد باطلة.
وقد تتبع شيخ الإسلام المتكلمين المعتزلة والأشاعرة وبين تناقضهم ومجانبتهم للصواب في مسائل عدة منها دلائل النبوة وفي حد المعجزة وغيرها.
ومن أهم النقاط التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة في مسألة تقرير النبوات كما يلي:
أولا: جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي.
أ - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به.
ب - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي.
ت - قالوا: وما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.
ث - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي.
ج - قالوا: ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
ح - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا.
ثانيا: قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة.
خ - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -
د - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء.
ذ - من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
ر - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء.
ز- تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
ثالثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.
س - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها.
ش- فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.
ص -قالوا لو ادعى ساحر أو كاهن النبوة لكان الله يعجزه عن تلك الخوارق التي علم أن غيره من السحرة والكهان يفعل مثلها وليس بنبي وهذا مناف لأصلهم في نفي الحكمة والسببية وأيضا تجويزهم فعل كل شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/55)
ض- فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه.
ط- حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها.
ظ- دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
ع- قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم كما سيأتي.
هذا ملخص أهم النقاط التي ساقها شيخ الإسلام في كتابه النبوات؛ وهذا توضيح مفصل لهذه النقاط من قوله رحمه الله:
أولا: جعل الأشاعرة النبوة صفة إضافية وليست اختصاص أو اصطفاء من الله أو صفة ثبوتية في نفس النبي.
1 - فجوزوا أن يرسل الله من يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به.
2 - وعلى أصلهم جواز تكليف ما لا يطاق يلزمهم جواز أن يأمر الله الرسول بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي.
3 - قالوا: ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس ... أو غير ذلك فإنه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر.
4 - اعتمد القاضي الباقلاني على الإجماع فيما ينبغي للنبي أن ينزه عنه؛ فلم يعتمد على دليل سمعي أو عقلي.
قال شيخ الإسلام: والنبوة قد قال طائفة من الناس إنها صفة في النبي وقال طائفة ليست صفة ثبوتية في النبي بل هي مجرد تعلق الخطاب الإلهي به يقول الرب إني أرسلتك فهي عندهم صفة إضافية كما يقولونه في الأحكام الشرعية أنها صفات إضافية للأفعال لا صفات حقيقية ,والصحيح أن النبوة تجمع هذا وهذا فهي تتضمن صفة ثبوتية في النبي وصفة إضافية.
النبوات (2|989)
وقال شيخ الإسلام: والمقصود أن هؤلاء لما احتاجوا الى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفي الآيات التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بما يشاء لا يشترطون في النبي إلا أن يعلم ما أرسل به لأن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما لا يطاق مطلقا يلزمه جواز أن يأمره الله بتبليغ رسالة لا يعلم ما هي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول فاعلا للكبائر إلا أنه لا بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسول لا يتصف به علم من جهة الخبر فقط لا لأن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غير ذلك فانه لا يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر ... فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه الأنبياء لا على دليل عقلي ولا سمعي من الكتاب والسنة فإن العقل عنده لا يمنع أن يرسل الله من شاء إذ كان يجوز عنده على الله فعل كل ما يقدر عليه وإنما اعتمد على الإجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه لا يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر ما ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات لا يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ولا ثلاثة من التابعين ولا أربعة من الفقهاء المشهورين.
النبوات (1|478)
5 - قالوا: ليس للنبوة آية تختص بها فكان حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله
6 - ويلزم من ذلك أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فكان حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/56)
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء حقيقة قولهم انه ليس للنبوة آية تختص بها كما أن حقيقة قولهم إن الله لا يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قادرا على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله فهذان أمران متعلقان بالرب إذ هو عندهم لا يقدر أن يفعل شيئا لشيء والآية إنما تكون آية إذا فعلها لتدل ولو قدر أنه قادر فهم يجوزون عليه فعل كل شيء فيمكن أنه لم يجعل على صدق النبي دليلا وأما الذي ذكرناه عنهم هنا فإنه يقتضي أنه لا دليل عندهم على نبوة النبي بل كل ما قدر دليلا فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبوة فلا يكون دليلا فهم هناك حقيقة قولهم إنا لا نعلم على النبوة دليلا وهنا حقيقة قولهم إنه لا دليل على النبوة ولهذا كان كلامهم في هذا الباب منتهاه التعطيل ولهذا عدل الغزالي وغيره عن طريقهم في الاستدلال بالمعجزات لكون المعجزات على أصلهم لا تدل على نبوة نبي وليس عندهم في نفس الأمر معجزات وإنما يقولون المعجزات علم الصدق لأنها في نفس الأمر كذلك وهم صادقون في هذا لكن على أصلهم ليست دليلا على الصدق ولا دليل على الصدق فآيات الأنبياء تدل على صدقهم دلالة معلومة بالضرورة تارة وبالنظر أخرى وهم قد يقولون إنه يحصل العلم الضروري بأن الله صدقه بها وهي الطريقة التي سلكها أبو المعالي والرازي وغيرهما وهي طريقة صحيحة في نفسها لكن تناقض بعض أصولهم.
النبوات (2|806)
ثانيا: قرروا أنه لا دليل على صدق النبوة إلا المعجزة.
7 - قالوا: إن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق- المعجزة - وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة – على قول بعضهم -
8 - وهذه الطريق إنما تكون دليلا إذا علم أن الله إنما خلق أو جعل هذه المعجزة لتصديق الرسول فتناقضوا على ذلك لأن أصل مذهبهم هو إنكار الحكمة والسببية فلا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء.
9 - من تناقضهم قالوا: إن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري ... وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
10 - من تناقضهم قولهم إن الله سبحانه لا يظهر المعجزة على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء.
قال شيخ الإسلام: ولما أرادوا إثبات معجزات الأنبياء عليهم السلام وأن الله سبحانه لا يظهرها على يد كاذب مع تجويزهم عليه فعل كل شيء فتقوا فتقا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن لا يقدر على تصديق من ادعى النبوة وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الأشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكر وابن فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحدها أن النبوة لا تثبت إلا بما ذكروه من المعجزات وأن الرب لا يقدر على إعلام الخلق بأن هذا نبي إلا بهذا الطريق وأنه لا يجوز أن يعلموا ذلك ضرورة.
وأن إعلام الخلق بأن هذا نبي بهذا الطريق ممكن فلو قيل لهم لا نسلم أن هذا ممكن على قولكم فإنكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وإرادة كل شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن إرسال رسول يصدقه بالمعجزات ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كان لا طريق عندهم إلا خلق المعجز وهذا إنما يكون دليلا إذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم لا يفعل شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتباعه وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثلا بالملك وهذا صحيح إذا منعت أصولهم فإن هذه تعلم إذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعل شيئا لحكمة فأما من لا يفعل شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه لا لشيء آخر ولم لا يجوز أن يخلقها لا لشيء على أصلهم.
النبوات (1|482)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/57)
وقال شيخ الإسلام: وأما الطريق الثانية وهي أجود وهي التي اختارها أبو المعالي وأمثاله فهو أن دلالة المعجز على التصديق معلومة بالاضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيل انه لا يفعل لحكمة انتفى العلم الاضطراري والأمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آية لرسوله أمرا خارجا عن عادته إنما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلت الدلالة وكذلك دليل القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبات الحكمة فإنه سبحانه وتعالى قادر على أن يميز بين الصادق والكاذب إذ كان قادرا على أن يهدي عباده إلى ما هو أدق من هذا فهداهم إلى أسهل لكن هذا يستلزم إثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيء من أفعاله الغائبة وأيضا فآيات الأنبياء تصديق بالفعل فهي تدل إذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهه عن الكذب وعلى أصلهم لا يعلم ذلك فإن ما يخلقه من الحروف والأصوات عندهم هو مخلوق من المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلاما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخر فإن هذا من باب المفعولات عندهم.
النبوات (2|932)
11 - تفريقهم بين معجزة الأنبياء وغيرهم بفروق ضعيفة مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
قال شيخ الإسلام: ومن الناس من فرق بين معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء بفروق ضعيفه مثل قولهم الكرامة يخفيها صاحبها أو الكرامة لا يتحدى بها.
النبوات (1|138)
ثاثا: حدهم المعجزة بالخارق للعادة.
وقد رد عليهم شيخ الإسلام في ذلك:
أ - كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف.
ب - وكون المعجزة خارقة للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كاحياء الموتى وهو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات.
قال شيخ الإسلام:كون الآية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ولا السلف وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذا وصف لا ينضبط وهو عديم التأثير فإن نفس النبوة معتادة للأنبياء خارقة للعادة بالنسبة إلى غيرهم.
إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا لغيرهم فضلا عن كونه معتادا؛ فآية النبي لا بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتادة للآدميين وذلك لأنها حينئذ لا تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه لا بد أن تكون خارقة للعادة لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتاد لنظرائهم وهو خارق بالنسبة إلى غيرهم.
النبوات (1|165)
وقال: فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فإنه إن أريد به أنه لم يوجد له نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات الأنبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كإحياء الموتى هو آية لغير واحد من الأنبياء وإن قيل إن بعض الأنبياء كانت آيته لا نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم ذلك في سائر الآيات ثم هب أنه لا نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للأنبياء غير هذا فنفس خوارق العادات معتاد جميعه للأنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون الأنبياء كثيرين وقد روي أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلاء لا يكون معدوم النظير في العالم بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجزة هي الخارقة للعادة أنها خارقة لعادة أولئك المخاطبين بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فإن أكثر الناس لا يقدرون على الكهانة والسحر ونحو ذلك.
النبوات (1|172)
ت - وبين أنه لا يصح حد المعجز بالخارق للعادة لوجهين: أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الآية بل يعتاد هؤلاء مالم يعتد هؤلاء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الإضافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/58)
الثاني: أن مجرد ذلك مشترك بين الأنبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما لا يقدر الحاضرون على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختص بالأنبياء.
النبوات (1|174)
رابعا: كون الخارق معجزة للنبي إذا قارنه التحدي ودعوى النبوة وعدم المعارضة.
12 - قالوا: كل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك.
النبوات (1|134)
13 - فالمعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات بل خاصتها أن النبي يحتج بها ويتحدى بمثلها فلا يمكن معارضته فاشترطوا لها وصفين أن تكون مقترنة بدعوى النبوة وجعلوا المدلول جزءا من الدليل وأنها لا تعارض وبالأول فرقوا بينها وبين الكرامات وبالثاني فرقوا بينها وبين السحر والكهانة.
النبوات (2|789)
14 - فعلى أصولهم يجوز أن يكون كل ما هو معجزة للأنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إلا أن يمنع منه سمع و يجوز أن يبعث أي أحد ولا يقيم على نبوته دليلا هذا حقيقة قولهم و إذا بعثه لا يقيم دليلا على نبوته بل يلزم العباد بتصديقه بلا دليل يدلهم على صدقه وهذا غاية التكليف بمالا يطاق وهم يجوزونه.
النبوات (2|792)
وقد رد عليهم شيخ الإسلام فقال:
أ-: وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوة النبوة وهو التحدي وقد يقولون إنه لا يمكن أحد أن يعارضها بخلاف تلك وهذا قول من اتبع جهما على أصله في أفعال الرب من الجهمية وغيرهم حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كل أحد واحتاجوا مع ذلك إلى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن ادعى النبوة وهو كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليلا على صدقه لما يقترن بها مما يناقض ذلك فإن هذين قولان لهم.
فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم لا توجبون على الله شيئا فقالوا لأن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكون لغير صادق فالمجموع هو الممتنع وهو خارق العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلامة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم فقالوا إما لأنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لأنه علم دلالته على الصدق بالضرورة فقيل لهم إنما يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دلالتها معلومة بالضرورة هو مسلم لكنه يناقض أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجوز أن يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن ادعى النبوة دلت على صدقه وإن لم يدع النبوة لم تدل على شيء مع أنه لا فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبوة وغير مدعي النبوة بل كلاهما جائز فيه فإذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليلا دون الآخر ولم اقترن العلم بأحد المتماثلين دون الآخر ومن أين علمتم أن الرب لا يخرقها مع دعوى النبوة إلا على يد صادق وأنتم تجوزون على أصلكم كل فعل مقدور وخلقها على يد الكذاب مقدور.
(1|136)
ب- وهو أنه قد ادعى جماعة من الكذابين النبوة وأتوا بخوارق من جنس خوارق الكهان والسحرة ولم يعارضهم أحد في ذلك المكان والزمان وكانوا كاذبين فبطل قولهم إن الكذاب إذا أتى بمثل خوارق السحرة والكهان فلا بد أن يمنعه الله ذلك الخارق أو يقيض له من يعارضه وهذا كالأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم واستولى على اليمن وكان معه شيطان سحيق ومحيق وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهان وما عارضه أحد وعرف كذبه بوجوه متعددة وظهر من كذبه وفجوره ما ذكره الله بقوله {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وكذلك مسيلمة الكذاب وكذلك الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة الله عليهم وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما هي مع السحرة والكهان.
النبوات (1|498)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/59)
ت- أن آيات الأنبياء ليس من شرطها استدلال النبي بها ولا تحديه بالإتيان بمثلها بل هي دليل على نبوته وان خلت عن هذين القيدين وهذا كإخبار من تقدم بنبوة محمد فانه دليل على صدقه وان كان هو لم يعلم بما أخبروا به ولا يستدل به وأيضا فما كان يظهره الله على يديه من الآيات مثل تكثير الطعام والشراب مرات كنبع الماء من بين أصابعه غير مرة وتكثير الطعام القليل حتى كفى أضعاف من كان محتاجا إليه وغير ذلك كله من دلائل النبوة ولم يكن يظهرها للاستدلال بها ولا يتحدى بمثلها بل لحاجة المسلمين إليها وكذلك إلقاء الخليل في النار إنما كان بعد نبوته ودعائه لهم إلى التوحيد.
النبوات (1|500)
ث- أن الدليل الدال على المدلول عليه ليس من شرط دلالته استدلال أحد به بل ما كان النظر الصحيح فيه موصولا إلى علم فهو دليل وإن لم يستدل به أحد فالآية أدلة وبراهين تدل سواء استدل بها النبي أو لم يستدل وما لا يدل إذا لم يستدل به لا يدل إذا استدل به ولا ينقلب ما ليس بدليل دليلا إذا استدل به مدع لدلالته.
النبوات (1|500)
ج-وأما قولهم خاصة المعجز عدم المعارضة فهذا باطل وإن كان عدم المعارضة لازما له فإن هذا العدم لا يعلم إذ يمكن أن يعارضه من ليس هناك إذا كان مما يعلم أنه معتاد مثل خوارق السحرة والكهان فإنه وإن لم يمكن أن يعارض في هذا الموضع ففي السحرة والكهان من يفعل مثلها مع أنه ليس بنبي ودليل النبوة يمتنع ثبوته بدون النبوة وإذا قالوا الدليل هو مجموع الدعوى والدليل تبين خطأهم وان القوم لم يعرفوا دلائل النبوة ولا أقاموا دليلا على نبوة الأنبياء كما لم يقيموا دليلا على وجود الرب فليس في كتبهم ما يدل على الرب تعالى ولا على رسوله مع أن هذا هو المقصود من أصول الدين.
النبوات (2|795)
15 - حد بعضهم المعجزة بكونها مما ينفرد الباري بالقدرة عليها
أ - إذا جوز أن يكون ما ينفرد الرب بالقدرة عليه وعلى قولهم يأتي به النبي تارة والساحر تارة ولا فرق بينهما إلا دعوى النبوة والاستدلال به والتحدي بالمثل فلا حاجة إذا إلى كونه مما انفرد الباري بالقدرة عليه.
النبوات (1|228)
ب- وعلى هذا القول لا فرق بين المعجزة وغيرها
قال شيخ الإسلام: وإذا قال القائل آيات الأنبياء لا يقدر عليها إلا الله أو أن الله يخترعها ويبتدئها بقدرته أو أنها من فعل الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلام مجمل فقد يقال عن كل ما يكون أنه لا يقدر عليه إلا الله فإن الله خالق كل شيء وغيره لا يستقل بإحداث شيء وعلى هذا فلا فرق بين المعجزات وغيرها وقد يقال لا يقدر عليها إلا الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسطة قدرة العبد كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجة عن مقدور الإنس بمعنى أنه لا يقع منهم لا بإعانة الجن ولا بغير ذلك فهذا كلام صحيح وإن أراد أنه خارج عن مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى الإنس والجن والسحر والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى الإنس وهي مناقضة لآيات الأنبياء كما قال تعالى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} وإن أراد أنها خارجة عن مقدور الملائكة والإنس والجن أو أن الله يفعلها بلا سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بلا سبب ومن أين له أنه لا يخلقها بواسطة الملائكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لم ينفخ في مريم حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين قال تعالى {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرر ومعين}.
النبوات (2|1065)
16 - و دليل الأشعري الذي استدل به في أن المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب دليل صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصول مذهبه فإنه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/60)
قال شيخ الإسلام: هذا كلام صحيح إذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد ما كان فانه عندكم لا ينزه عن فعل ممكن ولا يقبح منه فعل فحينئذ إذا خلق على يد الكاذب مثل هذه الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي لا تدل على الصدق البتة على أصلكم ويلزمكم إذا لم يكن دليل إلهي ألا يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلزم أن الرب سبحانه لا يصدق أحدا ادعى النبوة وإذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صدق الصادق إذا ظهرت هذه الأعلام على يده ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب لا يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعل من الأفعال هو قادر عليه وهو سبحانه لا يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرين إن قلتم لا يمكنه خلقها على يد الكاذب وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه لا يقدر على إحداث حادث قد فعل مثله وهذا تصريح بعجزه وأنتم قلتم فليست بدليل فلا يلزم عجزه فصارت دلالتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتم يقدر لكنه لا يفعل فهذا حق وهو ينقض أصلكم وحقيقة الأمر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنع أن يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقة على يد الكاذب فهو ممكن والله سبحانه وتعالى قادر عليه لكنه لا يفعله لحكمته كما أنه سبحانه يمتنع عليه أن يكذب أو يظلم والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو إذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب.
النبوات (1|241)
وقال شيخ الإسلام: وقالوا أيضا ما ذكره الأشعري المعجز علم الصدق ودليله فيستحيل وجوده بدون الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب وهذا كلام صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لأصولهم فانه إنما يكون علم الصادق إذا كان الرب منزها عن أن يفعله على يد الكاذب أو علم بالاضطرار أنه إنما فعله لتصديق الصادق أو أنه لا يفعله على يد كاذب وإذا علم بالاضطرار تنزهه عن بعض الأفعال بطل أصلهم.
النبوات (1|483)
17 - قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه؛ وهذا في الحقيقة مناقض لأصولهم.
قال شيخ الإسلام: قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لم يكن بد من أن الله يعجزه عنها فلا يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه فتبطل حجته وإذا قيل لهم لم قلتم إن الله لا بد أن يفعل هذا وهذا وعندكم يجوز عليه كل شيء ولا يجب عليه فعل شيء ولا يجب منه فعل شيء قالوا لأنه لو لم يمنعه من ذلك أو يعارضه بآخر لكان قد أتى بمثل ما يأتي به النبي الصادق فتبطل دلالة آيات الأنبياء فإذا قيل لهم وعلى أصلكم يجوز أنه يبطل دلالتها وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء.
النبوات (1|487)
6 - تقرير عقيدة أهل السنة في النبوات.
أ- النبوة صفة ثبوتية وكذلك إضافية فهي اختصاص واصطفاء من الله لا ينالها أحد إلا باختيار الله.
النبوات (2|989)
ب - آيات الأنبياء لا تكون إلا خارقة للعادة ولا تكون مما يقدر أحد على معارضتها فاختصاصها بالنبي وسلامتها عن المعارضة شرط فيها بل وفي كل دليل فإنه لا يكون دليلا حتى يكون مختصا بالمدلول عليه ولا يكون مختصا إلا إذا سلم عن المعارضة.
النبوات (1|500)
ت - آيات الانبياء خارجة مقدور من أرسل الأنبياء إليه وهم الجن والإنس فلا تقدر الإنس والجن أن يأتوا بمثل معجز الأنبياء كما قال تعالى {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} وأما الملائكة فلا تضر قدرتهم على مثل ذلك فإن الملائكة إنما تنزل على الأنبياء لا تنزل على السحرة والكهان كما أن الشياطين لا تتنزل على الأنبياء ,والملائكة لا تكذب على الله فإذا كانت الآيات من أفعال الملائكة مثل أخبارهم للنبي عن الله بالغيب ومثل نصرهم له على عدوه وإهلاكهم له نصرا وهلاكا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/61)
خارجين عن العادة كما فعلته الملائكة يوم بدر وغيره وكما فعلت بقوم لوط وكما فعلت بمريم والمسيح ونحو ذلك.
النبوات (1|503)
ث- كرامات الأولياء من معجزات أنبيائهم
قال شيخ الإسلام:أما الصالحون الذين يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها فتلك خوارقهم من معجزات الأنبياء فإنهم يقولون نحن إنما حصل لنا هذا باتباع الأنبياء.
النبوات (1|141)
وقال: ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين فلا تبلغ كرامات أحد قط مثل معجزات المرسلين كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكنهم قد يشاركونهم في بعضها كما قد يشاركونهم في بعض أعمالهم وكرامات الصالحين تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسول لا تدل على أن الولي معصوم ولا على أنه تجب طاعته في كل ما يقوله.
النبوات (1|143)
ج- جنس آيات الأنبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهان فإنها من جنس أفعال الحيوان من الإنس وغيره من الحيوان والجن مثل قتل الساحر وتمريضه لغيره فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغير ذلك حتى تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجن تفعل ذلك.
النبوات (1|145)
ح- النبوة لها خصائص منها أنها خارقة لعادة غير الأنبياء
قال شيخ الإسلام:المقصود أن هذه الأجناس كلها موجودة في الناس معتادة معروفة وكل واحد منها يعرف بخواصه المستلزمة له وتلك الخواص آيات له مستلزمة له فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بها وتلك الخواص خارقة لعادة غير الأنبياء وان كانت معتادة للأنبياء فهي لا توجد لغيرهم.
النبوات (1|192)
خ- من دلائل النبوة النهي عن الشرك والكفر والفواحش والمعاصي.
قال شيخ الإسلام: وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عن الأنبياء أنهم حرموا الشرك فمتى كان الرجل يأمر بالشرك وعبادة غير الله أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلم علم قطعا أنه من جنس السحرة لا من جنس الأنبياء وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه وخوارق الأنبياء لا يمكن غيرهم أن يعارضها ولا يمكن أحدا إبطالها لا من جنسهم ولا من غير جنسهم فإن الأنبياء يصدق بعضهم بعضا فلا يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرها فهو يصدقه ومعجزة كل منهما آية له وللآخر أيضا كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلاف خوارق السحرة فإنها إنما تدل على أن صاحبها ساحر يؤثر آثارا غريبة مما هو فساد في العالم ويسر بما يفعله من الشرك والكذب والظلم ويستعين على ذلك بالشياطين فمقصوده الظلم والفساد والنبي مقصوده العدل والصلاح وهذا يستعين بالشياطين وهذا بالملائكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له وهذا إنما يستعين بالشرك وعبادة غير الله وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده.
النبوات (1|194)
د- ولهذا إنما يقرر الرب تعالى في القرآن أمر النبوة وإثبات جنسها بما وقع في العالم من قصة نوح وقومه وهود وقومه وصالح وقومه وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وغيرهم فيذكر وجود هؤلاء وأن قوما صدقوهم وقوما كذبوهم ويبين حال من صدقهم وحال من كذبهم فيعلم بالاضطرار حينئذ ثبوت هؤلاء ويتبين وجود آثارهم في الارض فمن لم يكن رأى في بلدة آثارهم فليسر في الارض ولينظر آثارهم وليسمع أخبارهم المتواترة.
النبوات (1|199)
ذ- ومن آياته نصر الرسل على قومهم
وهذا على وجهين تارة يكون بإهلاك الأمم وإنجاء الرسل وأتباعهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى.
النبوات (1|205)
ر- جميع ما يفعله الله من الآيات في العالم فهو دليل على صدق الأنبياء ومستلزم له وإن كانت الآيات معتادة لجنس الأنبياء أو لجنس الصالحين الذين يتبعون الأنبياء فهي مستلزمة لصدق مدعي النبوة فإنها إذا لم تكن إلا لنبي أو من يتبعه لزم أن يكون من أحد القسمين والكاذب في دعوى النبوة ليس واحدا منهما فالتابع للأنبياء الصالح لا يكذب في دعوى النبوة قط ولا يدعيها إلا وهو صادق كالأنبياء المتبعين لشرع موسى فإذا كان آية نبي إحياء الله الموتى لم يمتنع أن يحي الله الموتى لنبي آخر أو لمن يتبع الأنبياء كما قد أحيي الميت لغير واحد من الأنبياء ومن تبعهم وكان ذلك آية على نبوة محمد صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/62)
وسلم ونبوة من قبله إذا كان إحياء الموتى مختصا بالأنبياء وأتباعهم وكذلك ما يفعله الله من الآيات والعقوبات بمكذبي الرسل كتغريق فرعون وإهلاك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلاك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك فإن هذا جنس لم يعذب به إلا من كذب الرسل فهو دليل على صدق الرسل وقد يميت الله بعض الناس بأنواع معتادة من البأس كالطواعين ونحوها لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل أما ما عذب الله به مكذبي الرسل فمختص بهم ولهذا كان من آيات الله كما قال {وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} وكذلك ما يحدثه من أشراط الساعة كظهور الدجال ويأجوج ومأجوج وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها بل والنفخ في الصور وغير ذلك هو من آيات الأنبياء فإنهم أخبروا به قبل أن يكون فكذبهم المكذبون فإذا ظهر بعد مئين أو ألوف من السنين كما أخبروا به كان هذا من آيات صدقهم ولم يكن هذا إلا لنبي أو لمن يخبر عن نبي والخبر عن النبي هو خبر النبي ولهذا كان وجود ما أخبر به الرسول من المستقبلات من آيات نبوته إذا ظهر المخبر به كما كان أخبر فيما مضى عرف صدقه فيما أخبر به إذ كان هذا وهذا لا يمكن أن يخبر به إلا نبي أو من أخذ عن نبي وهو لم يأخذ عن أحد من الانبياء شيئا فدل على نبوته.
النبوات (1|496)
ز- المعجزة لا تظهر على يد الكذاب
قال شيخ الإسلام: والتحقيق أن إظهار المعجزات الدالة على صدق الأنبياء على يد الكاذب لا يجوز لكن قيل لامتناع ذلك في نفسه كما قاله الأشعري وقيل لأن ذلك يمتنع في حكمة الرب وعدله وهذا أصح فانه قادر على ذلك لكن لو فعله بطلت دلالة المعجز على الصدق.
النبوات (1|551)
س- الفروق بين آيات الأنبياء وغيرهم وبينها وبين غيرها من الفروق مالا يكاد يحصى منها:
الأول: أن النبي صادق فيما يخبر به عن الكتب لا يكذب قط ومن خالفهم من السحرة والكهان لا بد أن يكذب كما قال {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}.
الثاني: من جهة ما يأمر به هذا ويفعله ومن جهة ما يأمر به هذا ويفعله فان الأنبياء لا يأمرون إلا بالعدل وطلب الآخرة وعبادة الله وحده وأعمالهم البر والتقوى ومخالفوهم يأمرون بالشرك والظلم ويعظمون الدنيا وفي أعمالهم الإثم والعدوان.
الثالث: أن السحر والكهانة ونحوهما أمور معتادة معروفة لأصحابها ليست خارقة لعادتهم وآيات الأنبياء لا تكون إلا لهم ولمن اتبعهم.
الرابع: أن الكهانة والسحر يناله الإنسان بتعلمه وسعيه واكتسابه وهذا مجرب عند الناس بخلاف النبوة فانه لا ينالها أحد باكتسابه.
الخامس: أن النبوة لو قدر أنها تنال بالكسب فإنما تنال بالأعمال الصالحة والصدق والعدل والتوحيد لا تحصل مع الكذب على من دون الله فضلا عن أن تحصل مع الكذب على الله فالطريق الذي تحصل به لو حصلت بالكسب مستلزم للصدق على الله فيما يخبر به.
السادس: أن ما يأتي به الكهان والسحرة لا يخرج عن كونه مقدور للجن والإنس وهم مأمورون بطاعة الرسل وآيات الرسل لا يقدر عليها لا جن ولا إنس بل هي خارقة لعادة كل من أرسل النبي إليه {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}.
السابع: أن هذه يمكن أن تعارض بمثلها وآيات الأنبياء لا يمكن أحدا أن يعارضها بمثلها.
الثامن: أن تلك ليست خارقة لعادات بني آدم بل كل ضرب منها معتاد لطائفة غير الأنبياء فليست معتادة لغير الصادقين على الله ولمن صدقهم.
التاسع: أن هذه لا يقدر عليها مخلوق لا الملائكة ولا غيرهم كإنزال القرآن وتكليم موسى وتلك تقدر عليها الجن والشياطين.
العاشر: أنه إذا كان من الآيات ما يقدر عليه الملائكة فان الملائكة لا تكذب على الله ولا تقول لبشر إن الله أرسلك ولم يرسله وإنما يفعل ذلك الشياطين والكرامات معتادة في الصالحين منا ومن قبلنا ليست خارقة لعادة الصالحين وهذه تنال بالصلاح بدعائهم وعبادتهم ومعجزات الأنبياء لا تنال بذلك ولو طلبها الناس حتى يأذن الله فيها {قل إنما الآيات عند الله} {قل إن الله قادر على أن ينزل آية}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/63)
الحادي عشر: أن النبي قد تقدمه أنبياء فهو لا يأمر إلا بجنس ما أمرت به الرسل قبله فله نظراء يعتبر بهم وكذلك الساحر والكاهن له نظراء يعتبر بهم والثاني عشر: أن النبي لا يأمر إلا بمصالح العباد في المعاش والمعاد فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيأمر بالتوحيد والإخلاص والصدق وينهى عن الشرك والكذب والظلم فالعقول والفطر توافقه كما توافقه الأنبياء قبله فيصدقه صريح المعقول وصحيح المنقول الخارج عما جاء به.
النبوات (1|560)
ش- من آيات الأنبياء ما يختص به النبي ومنها ما يأتي به عدد من الأنبياء ومنها ما يشترك فيه الأنبياء كلهم ويختصون به وهو الإخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه إلا الله قال {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات بسبب الإيمان بهم.
النبوات (2|823)
ص-لدلائل النبوة طرق منها ما يعلم بالضرورة ومنها يعلم بالنظر والاستدلال وكلاهما صحيح فإن كثيرا من العلوم في هذا الباب كدلالة الأخبار المتواترة فإنه قد يحصل بالخبر علم ضروري وقد يحصل العلم بالاستدلال وطائفة منهم الكعبي وأبو الحسين البصري وأبو الخطاب أنه نظري والتحقيق أن كلا القولين حق فإنه يحصل بها علم ضروري والأدلة النظرية توافق ذلك وكذلك كثير من الأدلة والعلامات والآيات من الناس من يعرف استلزامها للوازمها بالضرورة ويكون اللزوم عنده بينا لا يحتاج فيه إلى وسط ودليل ومنهم من يفتقر إلى دليل ووسط يبين له إن هذا الدليل مستلزم لهذا الحكم لازم له ,ومن تأمل معارف الناس وجد أكثرها من هذا الضرب فقد يجيء المخبر إليهم بخبر فيعرف كثير منهم صدقه أو كذبه بالضرورة لأمور تقترن بخبره وآخرون يشكون في هذا ثم قد يتبين لبعضهم بأدلة وقد لا يتبين وكثير من الناس يعلم صدق المخبر بلا آية البتة بل إذا أخبره وهو خبير بحاله أو بحال ذلك المخبر به أو بهما علم بالضرورة إما صدقه وإما كذبه.
النبوات (2|885)
والحمد لله رب العالمين.(54/64)
زندقة ولا مهدي لها
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 05:46 م]ـ
د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
إن كفر اليهود والنصارى ونحوهم من المشركين من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة سواءً كانوا محاربين أم لا كما قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:73)، وقال سبحانه: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30)، وقال سبحانه: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (البينة:1).
قال ابن حزم: "واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراً" مراتب الإجماع119، وقال القاضي عياض: "ولهذا نكفّر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده" الشفا2/ 1071، وقال شيخ الإسلام "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوّغ اتباع غير دين الإسلام، أو ااتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر" مجموع الفتاوى 28/ 524
وقررت النصوص الصحيحة الصريحة وجوب الكفر بالطاغوت كما في قوله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (البقرة: من الآية256)، وقال عز وجل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: من الآية36)، وقال سبحانه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ... ) (النساء: من الآية60).
وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل" أخرجه مسلم.
أفيسوغ بعد هذه النصوص أن يتفوّه بعض المفتونين المتهوكين فيزعم أنه لا يكفر اليهود والنصارى وسائر المشركين إلا من كان محارباً. أو يهذي الآخر قائلاً: إن الكفر بالطاغوت تشويه للتوحيد!!
وإن ما حرره الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك رفع الله قدره في فتواه "حكم من لم يكفّر الخارجين عن شريعة الإسلام" لهو أمر ظاهر بيّن لا نزاع في تقريره: إذ قد بيّن الحكم االصحيح في هذه المسألة مقروناً بالدليل الصريح، فهي فتوى محكمة في مضمونها، واضحة في أسلوبها، فلا مُسوّغ لاستدراك أو تعقيب.
فمن تلبّس بناقض من نواقض الإسلام، وقامت عليه الحجة واجتمعت فيه الشروط وانتفت الموانع فإنه كافر يجب قتله مرتداً عن الإسلام، فالمبيح لدمه هو الكفر بعد الإٍيمان وكما هو مبسوط في موضعه من كتب الاعتقاد والفقه، ولا يزال ولاة الأمور من العلماء والحكام قديماً وحديثاً يقررون ذلك علماً، ويحققونه عملاً، قال الحافظ ابن كثير في حوادث سنة 167هـ " وفيها تتبع المهدي [الخليفة العباسي] جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه" االبداية 10/ 149
وقال القاضي عياض: "وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول، وقوله أنا الحق، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته" الشفا 2/ 1091
ومن أخبار المرتدين ما سجله الحافظ ابن كثير في حوادث سنة 726هـ "حيث ضُربت عنق ناصر بن الشرف الهيشي على كفره واستهانته بآيات الله وصحبته الزنادقة.، قال البرازلي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم ـ أي الزنادقة ـ. بالكفر والتلاعب بدين الإسلام والاستهانة بالنبوة والقرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/65)
وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال وكان هذا الرجل قد حفظ "التنبيه" وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، ثم انه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام، وذلاً للزنادقة وأهل البدع.
قلت [ابن كثير]: وقد شهدتُ قتله، وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية حاضراً يومئذ، وقد أتاه وقرّعه على ماكان يصدر منه قبل قتله، ثم ضربت عنقه وأنا شاهد ذلك"البداية 14/ 122
وقد كفر جمع من المحققين ابن عربي كما هو مبسوط في كتاب (تنبيه الغبي في تكفير ابن عربي) للإمام البقاعي.
وحكم علماء هذه البلد على عبدالله بن علي القصيمي بالردّة والكفر الصراح من أمثال الشيخ االعلامة محمد بن إبراهيم، وعبدالله العنقري، وعبدالله بن حسن آل الشيخ، كما هو منقول مثبت في كتاب "بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال" لإبراهيم السويّح 2/ 331
وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي عن زندقة القصيمي: "وقول وصل إلى هذا الحد ليس بعده تقدم إلى الكفر وإنما هو النهاية في الكفر والتعطيل والجحود لرب العالمين" المجموعة االكاملة لمؤلفات السعدي، ثقافة، تنزيه الدين وحملته2/ 437.
وأما ما يشغب به هواة الأقلام، وما عهد عنهم من الفجور في الخصومة، واتهام أهل العلم بالتشديد والتكفير، وتهويلهم بإشاعة الأراجيف، فإنا نربأ عن هذا التحريض المكشوف والاستعداء االمكرور، وندعوهم إلى التوبة إلى الله، بأن يكفوا ألسنتهم وأقلامهم عن الطعن في أصول الدين وشرائعه، وأن يقلعوا عن التوثب على دين الله تعالى، لتتحقق لهم السلامة في دنياهم وأخراهم.
وإن أعظم مقاصد الشريعة حفظ الدين، وتعظيم شعائره وشرائعه فلا يسوغ أن يعبث بدين الله، أو يستخف بالشرع المنزل، ولقد شرع الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قتل المرتد تحقيقاً لحفظ الدين كما في حديث ابن عباس مرفوعاً: "من بدّل دينه فاقتلوه" أخرجه البخاري.
قال ابن تيمية: "فإنه لو لم يقتل ذلك (المرتد) لكان الداخل في الدين يخرج منه، فقتله حفظ لأهل االدين وللدين، فإن ذلك يمنع من النقض، ويمنعهم من الخروج منه" الفتاوى 20/ 102
وعلى هؤلاء المأبونين وأشباههم أن يعرفوا قدرهم، فقيمة المرء ما يحسنه، فلا يتخوضوا في دين الله تعالى، ولا يتطاولوا على العلماء الربانيين كشيخنا العلامة عبدالرحمن البراك والله حسبنا ونعم الوكيل.
===========================
الشيخ عبدالعزيز -وفقه الله- لديه مقالات علمية مؤصّلة وموثّقة، أوصيكم جميعا أن تطّلعوا عليها في موقعه.
http://www.alabdulltif.net
ـ[صُهيب]ــــــــ[26 - 02 - 09, 07:54 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز حقيقة لا يعرف قدره إلا من قرأ له
وأحسنت على هذا النقل الطيب النافع
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 03:00 م]ـ
بالفعل أخي الحبيب، الشيخ متمكن في العقيدة زاده الله من فضله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[27 - 02 - 09, 05:37 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز حقيقة لا يعرف قدره إلا من قرأ له
وأحسنت على هذا النقل الطيب النافع
أيضًا من حضر له سيعرف قدر الشيخ.
وأهيب إخواني في الرياض أن يتلفّوا حول الشيخ.(54/66)
حور للشيخ الألباني مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 05:51 م]ـ
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ:
خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ:
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني:
هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ:
التوحيد.
الشيخ الألباني:
أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذلك فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.
صحيح أم لا؟
أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ:
معك تماماً.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لا يستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ:
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور.
الشيخ الألباني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/67)
عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجريبي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلا في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
إذاً نحن لا نتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحظى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ:
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني:
هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ:
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني:
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:
الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ:
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني:
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد.
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن ما الذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ:
لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني:
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.
الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، كيف خفي هذا الخير عليهم؟!
لابد أن نقول أحد شيئين:
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟!
هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/68)
لماذا لم يُخطئ واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _: ((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.
" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ:
الحمد لله.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة
وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.
وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ما كان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟
ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟
أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشايخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام.
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".
وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟
قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.
متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!
فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فما لم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم دينا".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/69)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:
((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".
بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:
((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به)).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:
أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟
قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟
كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.
الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟
لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون.
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/70)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ:
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني:
نعم
محاور الشيخ:
فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني:
كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟
أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ:
لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني:
قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
((لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا النقل المصدق المحقق من شيخ جليل وعلامة نبيل تغمده الله برحمته وألحقنا وإياكم به في الصالحين
تشكراتنا الغالية أخي الكريم(54/71)
هل صحيح ما ذكره ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟
ـ[أبوروضة]ــــــــ[27 - 02 - 09, 05:01 م]ـ
هل صحيح ما ذكره ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟
1 - ما صحة هذه الرواية؟
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[27 - 02 - 09, 05:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على النبى الامين
اخوتى الكرام اذكر ان الشيخ عبد الرحيم الطحان تكلم عن هذه الموضوع كلاما شافيا
فى محاضرة له بعنوان العلوم السلو كية وقد رد فيها على ابن بطوطة بطريقة علميةرصينة
ألخص منها ما يلى:
ا. دخل شيخ الاسلام السجن قبل مجيئ ابن بطوطة بأربعين يوما
ب. يجتمع فى مسجد بنى امية عشرة ءالاف فى صلاة الجمعة ولم ير هذا غير ابن بطوطة؟
ت. تلامذة الشيخ صورة منه وهم كثر كابن القيم والذهبى وابن كثير وغيرهم ولم يذكر
عنهم شيئ منها
اضافة الى ان الذى كتب هذا ـ وهو ليس ابن بطوطة على رأى الطحان ـ مغفل حيث عمل بطريقة
مكشوفة فالشيخ قضى حياته فى انكار هذا الشكل من البدع فكيف يستخدم سلاح الشيخ ضده
لدي نقل أحب أن أتحف القُراء به ,
فقد قال الشيخ العلامة أحمد بن حجر آل بو طامي رحمه الله- (1) في كتابه (نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين) ص 42 ما نصه: (من الجهل الفاضح أو التجاهل والعصبية العمياء , مانسبه كثير ممن أدعى العلم أن شخ الإسلام ابن تيمية كان يقرر حديث النزول في المسجد الأموي , وأنه قال (ينزل ربنا كنزولي هذا) ونزل من على منبر الجامع درجة , ويريدون بذلك أنه مشبه مجسم , وأخذ يروي المتأخر عن السلف هذه الأكذوبة التي منشؤها ابن بطوطة في رحلته.
فيا سبحان الله - لا يزال الكلام للشيخ - , ما أعظم جهل هؤلاء .. ؟ هلاّ قرأوا مؤلفات شيخ الإسلام ليروا كيف يرد على الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
بل ألف شيخ الإسلام شرحاً لحديث النزول ليس في أدنى رائحة من التشبيه والتجسيم , بل يقرر في شرحه في عدة مواضع وتنزيه الله عن التمثيل , والشرح مطبوع عدة مرات متداول بين الناس , فمن يشك فيما أقول فليقرأ ولو مرة واحدة , بل ليقرأ صفحات منه ليعلم كذب أولئك القوم ومبلغ تعصبهم.
- إلى أن قال -: ... وأما تمسكهم بما قاله ابن بطوطة , فالجواب:
يحتمل أن الشيخ ابن تيمية قال: (ينزل ربنا لا كنزولي هذا) , فلم يسمع ابن بطوطة كلمة (لا)
أو سمعها وكتبها , ولكن حرفها النساخ.
هذا إذا سلمنا أن ابن بطوطة رأى شيخ الإسلام , ولكن قال المحقق بهجت البيطار في كتابه (حياة شيخ الإسلام): أن ابن بطوطة لم يسمع ابن تيمية , ولم يجتمع به , إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من رمضان عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية.
وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق في أوائل شهر شعبان من ذلك العام ... .
ولم يكن يعظ الناس الناس على المنبر - كما زعم ابن بطوطة - وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس.
على أن ابن بطوطة لم يكتب رحلته بقلمه , وإنما أملاه على ابن جزى الكلبي فيجوز أن يكون ذلك من تحريف النساخ , أو وسوسة بعض الخصوم. أهـ المراد من كلام ابن حجر وكلام بهجة البيطار.
***********
(1) هو: القاضي أحمد بن حجر آل بو طامي آل بن علي , كان قاضياً بالمحكمة الشرعية في دولة قطر , له مؤلفات نافعة منها: نقض كلام المفترين - المذكور - , العقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلية , تنزيه السنة والقرآن , الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية - تقديم وتعليق سماحة الشيخ ابن باز - , وغيرها ... رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
القصة مكذوبة
وفي كتاب ابن بطوطة، بعناية الدكتور: درويش الجويدي، فند القصة في الهامش، وأوضح عقيدة ابن تيمية، و لتفنيد بقية المزاعم أحال على كتاب: (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين) للألوسي، مؤسسة الرسالة.
ص 88
ـ[أبوروضة]ــــــــ[27 - 02 - 09, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الوهاب القحطاني
ـ[ابو هبة]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:24 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15206
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85675
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30934
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112812
ـ[أبوروضة]ــــــــ[27 - 02 - 09, 09:50 م]ـ
ابوهبة بارك الله فيك و زدك الله علما
ـ[المعلمي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 06:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
أنا لا أميل إلى توهيم ابن بطوطة ولا توهيم النساخ أو اتهامهم، لماذا؟
لأن هناك فروق دقيقة بين إثبات الصفة ونفي الكيفية، فإثبات الصفة يستلزم إثبات معنى لهذه الصفة لأن علاقة الألفاظ بمعانيها علاقة مرآتية فاللفظ ينمحي بمجرد قرعه لمسامع الآذان ويستحضر الذهن معنى اللفظ.
وما فعله شيخ الإسلام على تقدير حدوثه هو أنّه أثبت معنى النزول لا كيفيته ..
فكأنه يقول أن معنى النزول على هذه الصفة، وهذا لا يخلو من إشكال.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/72)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 07:30 ص]ـ
اخي المعلمي راجع ما تقول
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:19 م]ـ
اخي المعلمي ما قررته ينطبق على المخلوق اما الخالق فعلاقة اللفظ بمعناه ليس علاقة مراتية
فكلامك اخي يلزم منه التشبيه و انا ابرءك منه طبعا
و ثانيا ما قرره ابن بطوطة ان شيخ الاسلام قال كنزولي هدا يعني يلزم من دلك ان نزول الله ك ...
و هدا لا يقول به من له ادنى درة من عقل فما بالك شيخ الاسلام
فتدبر اخي
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[02 - 10 - 10, 04:31 م]ـ
اخي المعلمي اعوذ بالله مما قلته وانصحك بالتوبة الى الله ومراجعة اهل العلم فيما ذكرته وقلته.
يقال ان في بعض النسخ فيها ليس كنزولي هذا فحُذفت منه لفظة ليس.
وان كان ما ذكره ابن بطوطة كذب عن شيخ الاسلام ولا يصح عنه وذلك لاسباب وقد ذكرها غير واحد من اهل العلم وقد كنت جمعت بعض الردود عليه في بعض المنتديات انقلها هنا للفائدة:
هذه بعض سطور جمعتها في الرد على ما افتراه ابن بطوطة على شيخ الاسلام ابن تيمية في رحلته من قوله:و كنت اذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة و هو يعظ الناس على منبر الجامع ,و يذكرهم فكان من جملة كلامه ان قال: ان الله ينزل الى سماء الدنيا كنزولي هذا, و نزل درجة من درج المنبر الى اخر حكايته هذه ..... المصدر ابن بطوطة رحالة مشهور ت سنة 776هـ ج1/ 57
فان هذا الذي ذكره هذا المفتري يعارض ما ثبت و استفاض من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله و مصنفاته ورسائله, من ان منهجه في الصفات عدم التكييف و التشبيه, فكيف يعقل تصديق خبر هذه الحكاية التي يذكرها ,ويكذبه ما اثبته في عامة مصنفاته و مؤلفاته و مناظراته, والتي كان منها (المناظرة بشان العقيدة الحموية الكبرى) و المناظرة (بشان العقيدة الواسطية) فهي خالية من هذه التهمة الباطلة , ثم ان خصومه كانوا اشد حرصا من ابن بطوطة على مثل صدور هذا الخطا الفاحش و القول المنكر منه ليكون ذلك سلاحا بايديهم لسفك دمه فكانت تبوء بالفشل لعدم وجود مبرر لهدردمه!؟ فلو كان ما في حكاية ابن بطوطة هذا حاصلا فعلا لتيسر السبيل امام خصوم ابن تيمية لاصرار فتواهم بحل دمه!؟ و لكن لم يكن من شيء من ذلك و هذا من اكبر الادلة على سقوط الخبر و عدم اعتباره و انه خبر مختلق.1
و مما يزيد وضوحا ما قاله بعض الباحثين: من ان ابن تيمية كان محبوسا في الدة التي كان فيها ابن بطوطة بدمشق و على ذلك تكون هذه الواقعة مفتعلة من اساسها.2
فقد كان دخول شيخ الاسلام الى السجن في السادس عشر من شعبان و كان قدوم ابن بطوطة في رمضان و شيخ الاسلام في سجنه فكيف راه و سمع منه ما يزعم انه سمعه .. ؟! 3
و كذلك شيخ الاسلام كان اذا درس يدرس على كرسيه فكيف يزعم انه راه يخطب على المنبر و هو لم يكن يخطب فيه و انما كان يدرس فيه؟!؟.
المصادر
1الاصول الفكرية للمناهج السلفية عند شيخ الاسلام للشيخ خالد عبد الرحمن العك صفحة 141
2 ابن تيمية السلفي للعلامة محمد خليل هراس ص 157
فتمعن يا طالب الحق
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:27 م]ـ
و أتحف الإخوان بما ذكره الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي في بعض أسئلته عن هذا الموضوع فقال ما نصه
رؤية ابن بطوطة لشيخ الإسلام ابن تيمية
السؤال
قرأنا في رحلة ابن بطوطة قوله إنه رأى شيخ الإسلام ابن تيمية، يخطب يوم الجمعة في جامع دمشق.
إلخ القصة؟
الجواب
بالنسبة لهذه القصة كلها مكذوبة، لأن مجيء ابن بطوطة إلى دمشق كان بعد موت ابن تيمية بقرابة عشرين سنة، فإذا كان رآه فقد رآه في النوم بعد موته بعشرين سنة.
المصدر: من كتاب دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي منشور على النت و موجود بالمكتبة الشاملة المجلد 2 ص 9.
والحمدلله رب العالمين
ـ[ال مسكي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:07 م]ـ
والله أتعجب من الأخ المعلمي كيف يجتز فعل ابن تيمية لحكاية ابن بطوطة الكذاب وهل أراد ابن بطوطة إلا مرادك يا معلمي!!! ثم ما هو الفرق الدقيق بين المعنى والكيفية!!! بل بينهما بون شاسع كما بين السماء والأرض!!! بل الكيفية لا يدخلها كنه البشر لآنها غيب لهم وقد حجبت العقول والأبصار والعلوم عن ذات الجبار!!! ولكن أحاديث الصفات معلومة كما قال مالك إمام دار الهجرة في صفة الاستواء؟؟!! فقال رحمه الله تعالى: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب ولا أراك إلا مبتدع فامر به فأخرج من المسجد " فدونك يا معلمي نصيحة إمام فاتق الله ولا تقف ما ليس لك به علم إني اعظك ان تكون من الجاهلين.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:33 ص]ـ
ابن بطوطة او ما يسمونه المحققون ابن اكذوبة ليس من اهل العلم، إنما رحالة مولع بقبور الاولياء وزيارتهم، ومن هنا نفهم سبب كذبه على شيخ الاسلام.
ومما اورده الرحالة ابن بطوطة- وهو ثقة عند اهل الاهواء والبدع - في كتابه الذي دون فيه رحلته هو انه راى بام عينيه بالهند صنفا من النساء لهن بدل الثديين اربعة اثداء!!!
راى بام عينه؟؟؟!!! يا سلام على غض البصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(54/73)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:21 ص]ـ
لك الإجابة في كتاب ابن تيميه المفتري عليه
لأبو زيد الهلالي
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:54 ص]ـ
عفوا الكتاب لسليم الهلالي.(54/74)
سؤال حيري يا أهل الخبرة حول الاستدلال بكلام الزمخشري
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[28 - 02 - 09, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني في الله إتي سائلكم هذا السؤال بارك الله بكم
منذ مدة عزمت بأن أدرس أنا و بعض الإخوة كتيب حصن المسلم فبحثت على شرح لهذا الكتيب فوجدت أحد طلاب العلم قد شرحه و قد صصح له الشرح صاحب الكتاب ألا و هو علي بن و هف القحطاني و هذا الشارح اسمه مجدي بن عبد الوهاب الأحمد
و بعدما بدأت بقراءة هذا الشرح و في أول باب في فضل الذكر أخذ يستدل بالعلماء فبدأ بالضحاك ثم الزمخشري فقال .... قال الزمخشري رحمه الله قوله تعالى و اذكر .......................
أنا الذي أوقفني أيها الأحبة هو استدلاله بالزمخشري و ترك علماء التفسير المحققين في هذا الباب.
فما هو رأيكم
أنا أسأل فقط و لست أناقش و ماهي نصيحتكم لي هل أواصل مع هذا الشرح أم أتوقف
و هل يجوز لنا الأخذ من المعتزلة أم لا ..... أرجوا منكم بأن تفيدوني
جزاكم الله خيرا
مع العلم أني وجدت هذا الشرح كذلك هنا في ملتقى أهل الحديث
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 01:17 ص]ـ
للرفع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 03 - 09, 04:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
هناك إشكالان: الأول: استدلاله بكلام الزمخشري وحل هذا الإشكال سهل فلازال أهل العلم من أهل السنة والجماعة يستدلون بكلام الزمخشري وغيره من أهل الفرق المنحرفة فيما أصابوا فيه، وهل ترك أهل العلم النقل من إحياء علوم الدين للغزالي على ما في الكتاب من انحرافات وما عند الغزالي من ضلالات، بل ولا زالوا يترحمون عليهم، على الزمخشري والغزالي وغيرهما، قال ابن القيم رحمه الله في المدارج (منزلة التبتل): والصادق الذكي يأخذ من كل منهم ما عنده من الحق فيستعين به على مطلبه ولايرد ما يجده عنده من الحق لتقصيره في الحق الآخر ويهدره به فالكمال المطلق لله رب العالمين وما من العباد إلا له مقام معلوم. اهـ
والثاني: استدلاله بكلام الزمخشري وتركه لكلام من هو قبله أو من هو أعظم منه، فأقول ـ والله أعلم ـ لا شك أنه ينبغي للمؤلف أن يراعي الأسبق من العلماء والمراجع عند النقل، وأن يراعي الأعلم في مجاله وتخصصه، وقد يكون لبعض المؤلفين نظرة خاصة في ماهية النقل الذي يريده يجعله يخالف هذه القاعدة أحيانا، مثل وضوح الكلام مثلا أو اختصاره ... الخ، ولكن من خلال مطالعتي لكتاب شرح حصن المسلم المذكور أجد أن المؤلف أراد شرحا سهلا ميسرا ولم يتوسع في المراجع، فهو في الغالب يرجع إلى شروح الحديث المعتمدة كفتح الباري وشرح النووي على مسلم وغيرهما، مع بعض النقولات من كلام ابن القيم، وأرى أنه ترك نقولات كثيرة كانت ستفيد القارئ كثيرا، ففي شرح سيد الاستغفار لم ينقل كلام ابن القيم على روعته، وأنا أرى أن هناك تفريطا في الشرح وفي ذكر المراجع وتوثيقها، وعذره ـ كما قلت ـ أنه أراد شرحا سهلا ميسرا مختصرا (سريعا)، فإذا قرأه العامي انتفع، وإذا قرأه طالب العلم انتفع وتشوق إلى مطالعة ما هو أكبر من ذلك، ونصيحتي لك ـ أخي ـ أن تستمر في مطالعته ـ وستنتفع إن شاء الله من الكتاب ومن تصويبات الشيخ القحطاني ـ ثم ترتقى إلى ما هو أكبر من ذلك ـ وإن كانت المؤلفات في باب شرح الأذكار قليلة ـ والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 04:10 م]ـ
سلمت يمناك اخي في الله نفعتني كثيرا
نفع الله بك الإسلام و المسلمين(54/75)