وإذا كانت السياسة الشرعية في التعامل مع هذه الدول وتلك القوى والمؤسسات مما تضبطه قواعد الشريعة وأسسها حسب حال المسلمين قوة وضعفاً، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها بعد تقواها لربها تبارك وتعالى؛ إلا أن الأمر زاد على حدّه في سعي تلك المؤسسات العالمية لنشر الإلحاد، وحرب التدين، والاعتداء على خصوصيات الأمم في شريعتها وأحكام دينها، وتجاوزت في باب الأخلاقيات تحت مسمى المساواة بين الرجل والمرأة والحرية حدَّ ما هو متفق عليه بين العقلاء قبل أن يكون هناك دين وشريعة، وتسويق الرذيلة والشذوذ وحرب الحشمة ومعاداة من يعارض هذا كله.
وهذا ما لا يقبله عقلاء الأمم فضلاً عن أمة الإسلام أمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وبناء على ذلك؛ فلنحذر من أن نصنِّف من يعترض على هذه الأمور بأنه ضد العالم كله وأنه شاذ مارق .. إلخ؛ فالمسألة مفضوحة سياسياً ومكشوفة أخلاقياً وهي مصادمة لديننا وثوابتنا.
- البيان -: هل الحاجز النفسي الذي تقيمه الأديان لحماية أتباعها من الذوبان في غيرهم يُعدُّ عائقاً لحوار الحضارات؟
1 - الجواب في الجملة: نعم! والأمر طبيعي، خاصة في ظل حوار الحضارات القائم على عولمة الغرب في ثقافته وأخلاقه ونُظمه.
ومع التلاقي السياسي والعسكري والاستراتيجي بين أوروبا وأمريكا مثلاً؛ إلا أن بعض دول أوروبا ترفض عولمة أمريكا، وهذا مشاهَد وقائم في ألمانيا، وفرنسا، واليابان أيضاً. وإنما ذكرت العولمة لأن أساس حوار الحضارات فكري وثقافي وأخلاقي ونُظم حياة قبل أن يكون سياسياً وعسكرياً.
فإذا كانت هذه حال من يسير في ركب الغرب وسياساته؛ فكيف بالأمم الأخرى التي لا ترى من الغرب إلا استعماراً وتدخُّلاً في شؤونها؟ ثم كيف بالمسلمين الذين نالهم النصيب الأوفر من عِداء الغرب وحربه وتدخّلاته في بلادهم وشؤونهم؟
2 - الإسلام يختلف عن الأديان والمِلَل الأخرى الكافرة؛ لأن تلك الأديان محرَّفة، ولا ضيرَ عندها في أن تغيِّر دينها وشريعتها، وأن تقتبس من غيرها ما تشاء، بناء على أنها ديانات قابلة للتطوير والتحوير وإن كان هذا صعباً في بعض الأحيان.
أما الإسلام فهو دين محفوظ وقائم، أسسه ومصادره من الكتاب والسنة قائمة كالجبال الراسيات؛ فلا يملك أحد ولا يستطيع لها تغييراً ولا تبديلاً، وكل المحاولات من هذا النوع منذ بعثة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - باءت بالفشل الذريع. والمحاولات المعاصرة التي تقوم بها دوائر الاستعمار والاستشراق والاستخبارات في الغرب بجهود وضغوط منها وباستخدام العَلْمانيين أو الليبراليين أو مَنْ دونَهم من أصحاب الأهواء من الفرق الإسلامية أو أصحاب الاتجاهات التنويرية ونحوها في بلاد المسلمين، وتجييش ذلك كله لإخضاع الإسلام وتغيير أصوله وقواعده وشريعته؛ باءت كلها وستبوء بالفشل الذريع.
3 - أرى أن نقوم - نحن المسلمين - بحماية أمتنا من ذلك الذوبان ولو على حساب ضعف حوار الحضارات وما أشبهه، لكن على ألا ننسى أن ديننا للعالم أجمع، وأن ديننا هو دين التوحيد والرحمة بالخلق، قال - تعالى - عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 701].
يضاف إلى ذلك أن نأخذ بأسباب القوة والرقي الحضاري النافع - ومسائله متاحة إذا صدقنا العزم والنية والعمل - حتى لا نكون عالة على غيرنا، وحتى نكون نحن الأقوى بعون من الله وتوفيقه، وفي هذه الحالة سنكون نحن الهداة - كما كانت أمتنا سابقاً - الذين يقدمون للعالم كله المبادئ والأسس والأصول التي تسعده.
- البيان -: هل لكم أن تقيِّموا تجربة حوار الحضارات خلال السنوات العشر الماضية من خلال اطِّلاعكم ورؤيتكم لمجريات الأحداث في الساحة العالمية؟
1 - الأجوبة السابقة فيها بيان لجزء كبير من تقويمي لما يُسمَّى بحوار الحضارات، وقد مرت مسائل وتساؤلات مهمة في هذا الباب.
2 - وخلاصة تقويمي لما جرى على ضوء الواقع كما يلي:
أ - لم يتم حوار حضارات حقيقي - على حدِّ علمي - وإنما هي محاولات ثقافية بين المثقفين هنا أو هناك، وحوارات مع النصارى في إيطاليا وغيرها بما يدخل تحت مسمى (التقارب بين الأديان) ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/446)
ب - الذي وقع ويمارس هو حوار حضارات من طرف واحد قوي مادياً متغلِّب مغرور، يريد إخضاع الحضارات الأخرى لنفوذه السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والأخلاقي ... يقابل ذلك طرف أو أطراف ليس لها من الأمر شيء سوى أن تسمع وتطيع، أو تقول: لا؛ وعليها أن تتحمَّل العواقب.
ج - بيانات المثقفين في أوروبا وأمريكا الموجهة إلى المسلمين، وكذلك بيانات المثقفين في بلاد العرب والمسلمين الموجهة إلى الغرب؛ كانت كلها بيانات تثير التساؤلات أكثر مما تجيب عما ينبغي أن يكون عليه الواقع والعلاقة مع الغرب.
فبيان الأمريكان والغربيين ينطلق من الغرور الثقافي عندهم ويحمل الاتهامات للمسلمين ولدينهم.
وبعض بيانات العرب - خاصة التي تبنّاها جمع من العَلْمانيين والليبراليين العرب - أخذت طابع الدفاع والتنازلات عن مسلَّمات الدين والعقيدة، والبحث عن أُطر التقاء لا يمكن أن تروي غليلاً أو تشفي عليلاً.
ومن أحسنها مشروع البيان الذي قُدِّم إلى مؤتمر الكويت لتعظيم حرمات الإسلام، وللأسف لم يحظ بالقبول لدى بعضهم.
د - عنوان حوار الحضارات مع الغرب اليوم ما يجري في فلسطين - ومنها: غزة المحاصرة - وما جرى ويجري في أفغانستان والعراق والصومال، وما يجري كل يوم من ضغط على البلاد العربية والإسلامية لتنوب عن الغرب في حرب الإسلام وثوابته باسم حرب التطرف والإرهاب.
وأظن أن ما جرى خلال السنوات العشر الماضية وما سيجري لاحقاً زاد وسيزيد الأمر تعقيداً، ولذا فالتفاؤل بعيد عن تحقيق بعض ما يصبو إليه من يحسن الظن بتلك المحاولات.
هـ - إذا أُريد لحوار أن يتم وينجح فلا بد من توفر شروط؛ أهمها: الأسس والمنطلقات التي ينشأ عليها ويبنى عليها مثل هذا الحوار، وهذا في الحوارات الجزئية أو بين أتباع الدين الواحد.
أما حوار الحضارات بين الشرق والغرب فالأمر يحتاج إلى مرتكزات كبرى أساسُها اتِّباع الدين الذي رضيه الله - تعالى - للعالمين جميعاً وهو الإسلام الذي جاء به النبي الخاتم - صلى الله عليه وسلم -. والبشرية لن تجد استقراراً وأمناً وخروجاً من هذا المأزق الذي تعيشه الأمم إلا بذلك. ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، وله الحكمة البالغة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(52/447)
محاضرة الاختلافات العقدية بين الطوائف النصرانية في مصر إعداد أبو إسلام أحمد عبدالله
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:59 م]ـ
عذراً فقد كتبت المشاركة لكنها لم تصل فهي في ملف مضغوط هنا
http://rapidshare.com/files/175264088/nasarah.rar(52/448)
الذين يردون الحوض والذين يذادون عنه؟ ارجوا التوضيح
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[21 - 12 - 08, 09:43 ص]ـ
الذين يردون الحوض والذين يذادون عنه؟ أرجواالتوضيح مع بيان المراجع بارك الله فيكم لأرجع إليها
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 08:47 م]ـ
للرفع
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 12 - 08, 06:47 م]ـ
تم بحث الموضوع على هذا الرابط
انظر فضلاً لا أمراً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154528
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 12 - 08, 02:59 ص]ـ
هذا بحث من الأبحاث التي ألقاها الشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان تعليقاً على العقيدة الطحاوية:
نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرزقنا شربة هنيئة مريئة من يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إنا نتوسل إليك بحبك لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم كما نتوسل إليك بحبنا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن ترزقنا ذلك
المبحث الثاني:
مبحث الحَوض:
معناه في اللغة: مجمع الماء، بمعنى البركة كما هو معروف لدينا في هذه الأيام فنقول: بركة، مسبح، حوض وجمعه حياض وأحواض.
والمراد من الحوض:
الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
وهذا الحوض قد تواترت به الأحاديث، فأحصى الحافظ ابن حجر الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (56) صحابياً، ثم قال: بلغني أن بعض المعاصرين جمع الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (80) صحابياً.
فهذا إذن متواتر.
قال الإمام الداوودي عليه رحمة الله:
مما تواتر حديث من كذب ? ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ? ومسح خفين وهذي بعض
أي هذه بعض الأحاديث المتواترة وهي أكثر من ذلك بكثير.
(من كذب) حديث [من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار]، روي عن جملة كبيرة من الصحابة منهم العشرة المبشرون بالجنة.
(ومن بنى لله بيتاً واحتسب):
حديث [من بنى لله بيتاً واحتسب فله بيت في الجنة].
وحديث [من بنى لله بيتاً ولو كمَفْحَص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة].
وحديث [من بنى لله بيتاً ليذكر الله فيه بنى الله له بيتاً في الجنة]. فهذا متواتر عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
(ورؤية) أي أحاديث الرؤية، أي رؤية المؤمنين لربهم في جنات النعيم.
(شفاعة) أي أحاديث الشفاعة، ويأتينا مبحث الشفاعة إن شاء الله بعد الحوض.
(الحوض) فأحاديث الحوض متواترة.
(ومسح الخفين) رويت أحاديث المسح على الخفين عن العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم.
وسنتكلم عن الحوض ضمن خمسة أمور متتالية ننهي بها الكلام على الحوض إن شاء الله تعالى.
الأمر الأول: وصف الحوض لا يستطيع عقل بشري أن ينعت الحوض أو يصفه، لأنه يتعلق به غيب، فالطريق لمعرفة صفة الحوض المنقول لا المعقول والرواية لا الرأي، فلا طريق لوصف الحوض إلا عما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام – من قرآن أو أحاديث – الذي لا ينطق عن الهوى فلنذكر بعض الأحاديث التي تعطينا وصفاً لهذا الحوض، إيماناً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن الذي لا ينطق عن الهوى. ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه (جمع كوز وهو القدح والكأس) كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
إذن هذا الحوض طوله مسيرة شهر نؤمن بهذا ولا نبحث بعد ذلك في كيفية هذا المسير هل هو مسيرة شهر على الجواد المسرع؟ أم مسيرة شهر على حسب السير في الدنيا؟ أم مسيرة شهر على حسب سير أهل الجنة؟ فالله أعلم، نحن نثبت اللفظ ولا نبحث في كيفيته فإنه مغيب.
وكيزانه كنجوم السماء ولا يعلم عددها إلا خالقها سبحانه وتعالى.
وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن طول الحوض وعرضه بمسافة واحدة فطوله مسيرة شهر وعرضه مسيرة شهر، ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عمر في الحديث المتقدم [حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء] أي أطرافه متساوية فشهر طولا ً وشهر عرضاً فتصبح الزوايا متساوية، أي على هيئة مربع كالبركة المربعة أضلاعها متساوية [ماؤه أبيض من الورِق] أي الفضة والرواية المتقدمة أبيض من اللبن، [وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
يكفي هذان الحديثان لوصف الحوض بصفة مختصرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/449)
إذن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام في الآخرة أضلاعه متساوية وهو مربع مسيرة شهر في شهر، زواياه سواء، الماء الذي فيه ينعش النفوس، ويصح الأبدان لونه من أحسن الألوان كلون اللبن وكلون الفضة بياض خالص ليس فيه شائبة ولا عكر ولا كدر، ريحه أطيب ريح وهو ريح المسك بل أطيب منه، وهو أحلى من العسل والكيزان التي عليه لأجل كثرة الواردين على حوض نبينا عليه الصلاة والسلام كنجوم السماء، هذا هو الوصف مختصراً.
الأمر الثاني: عدد الأحواض لنبينا عليه صلوات الله وسلامه:
له حوضان:
1 - واحد يكون قبل دخول الجنة في ساحات الحساب وعَرَصات الموقف.
2 - والآخر يكون في داخل الجنة، وكل منهما يقال له حوض ويقال له كوثر.
يقال لكل منهما حوض لأنه ينطبق عليه التعريف اللغوي (مجمع الماء).
ويقال لكل منهما كوثر لأن الحوض الذي في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف يستمد ماءها من نهر الكوثر الذي في الجنة، فنهر الكوثر له ميزابان - كما سيأتي وهذا لا دخل لعقل الإنسان فيه – يصبان صباً بدفق وقوة في حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف، فنجد أن الحوض الذي في ساحة الحساب يأخذ من نهر الكوثر قيل له كوثر وحوض، والنهر الذي في الجنة اسمه الكوثر وبما أنه في مكان محصور قيل له حوض، فكل منهما حوض وكل منهما كوثر.
وقد أنزل الله سورة كاملة يمتن بها على نبينا عليه الصلاة والسلام بهذا الخير الذي أعطاه إياه (إنا أعطيناك الكوثر) والكوثر: على وزن فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير في الدنيا والآخرة ويدخل في ذلك النهر العظيم الذي يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام في جنات النعيم، وفيه ميزابان يغتّان غتاً (يصبان صباً) ويشخبان من مائه في حوضه الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف فهذا خير عظيم أعطاه الله لنبيه الكريم عليه صلوات الله وسلامه.
ولذلك ثبت في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير رحمه الله – تلميذ العبد الصالح عبد الله بن عباس رضي الله عنهما – [أنه سئل عن تفسير الكوثر فقال هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة، فقالوا له: يقولون إنه نهر في الجنة؟، فقال سعيد بن جبير: النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام]. وهذا التفسير أعم وأشمل وأحسن من أن نقصر الكوثر على خصوص النهر فنقول: الكوثر خير كثير في الدنيا والآخرة وهبة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام 0 من جملة ذلك الحوض، ونهر الكوثر والشفاعات والمقام المحمود ورتب كثيرة في الدنيا والآخرة مَنَّ الله بها على نبيه عليه صلوات الله وسلامه.
وإذا مَنَّ الله عليك بالنعم فالواجب أن تشكر المُنعِم (فصلِّ لربك وانحر) أي اجعل صلاتك خالصة له، ونحرك خالصاً له – أي ذبحك – فيكون على اسم الله خالصاً له لا تشرك معه أحداً (إن شانئك) أي مبغضك (هو الأبتر)، فالنعم تستدعي الشكر.
ولذلك إخوتي الكرام ... ربطاً بحادثة الإسراء والمعراج – كان نبينا عليه الصلاة والسلام – كما ثبت هذا في المسند والسنن بسند حسن – [لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر] وما رأيت أحداً من أئمتنا وَجَّه الحكمة في ذلك؟ ويمكن استنباطها مما سبق تقريره في سورة الكوثر.
فنذكر أن النعم تستدعي الشكر وهناك عندما يريد أن ينام يقرأ سورة بني إسرائيل ليستحضر فضل الله عليه وكيف مَنَّ الله عليه بهذا الأمر الجليل وهو الإسراء والمعراج وفي ثنايا السورة ذكر الله سبحانه الآيات التي منحها لنبينا عليه الصلاة والسلام وكيف حفظه من شياطين الإنس والجن (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، وآيات كثيرة غيرها يخاطبه الله فيها في سورة الإسراء. إذن في هذه السورة ذِكْر فضل النبي عليه الصلاة والسلام؛ فكان لذلك يقرأها ليتذكر فضل الله عليه وهذا يستدعي ويتطلب الشكر.
وكان يقرأ سورة الزمر لأنها – كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله – سورة تمحضت في توحيد الله جل وعلا فموضوعها من أولها إلى آخرها حول توحيد الله وإخلاص الدين له.
إذن فبعد أن يذكر نعمة الله عليه ماذا يفعل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/450)
يوحده ويقرأ السورة التي فيها توحيد الله وعبادته كما يريد بما يريد، وانتبه لآيات هذه السورة (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص، والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار، لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار) ثم بعد ذلك في جميع آيات السورة يستعرض ربنا جل وعلا ما يقرر هذا الأمر (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلا ً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) وفي آخر السورة يتحدث ربنا جل وعلا عن هذا (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وفي نهاية السورة يقول (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).
فإذن شكر وتوحيد، وهنا كذلك (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر).
إذن لنبينا عليه الصلاة والسلام حوضان يقال لكل منهما: حوض ويقال لكل منهما: كوثر.
قال الإمام القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى، وأمور الآخرة في ص 362، وقد نقل صاحب شرح العقيدة الطحاوية الإمام ابن أبي العز كلام القرطبي لكن بواسطة الإمام ابن كثير في كتابه النهاية (2/ 31) لأن ابن كثير شيخ شارح الطحاوية، وابن كثير له كتاب البداية والنهاية في التاريخ طبع الكتاب البداية فقط ولم يطبع معه النهاية، ثم طبع في جزء بعد ذلك مستقلاً منفرداً، وقد تكلم ابن كثير في النهاية في الجزء الثاني في أول صفحة منه عن الحوض وتتبع طرق أحاديثه بما يزيد عن ثلاثين صفحة والبداية يقع في 14 جزءاً في 7 مجلدات كبيرة، وكتاب التذكرة كتاب نافع وطيب وفيه خير كثير لولا ما فيه من أحاديث تالفة لا خطام لها ولا زمام وما تحرى عليه رحمة الله الصحة ولا تثبت في رواية الأحاديث، وليت الكتاب حقق وخرجت أحاديثه ليكون طالب العلم على بصيرة عند قراءة هذا الكتاب.
الحاصل .. قال الإمام القرطبي في الموضوع الذي حددناه "الصحيح أن للنبي عليه الصلاة والسلام حوضين أحدهما في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنة، وكلاهما يسمى كوثراً".
قال الحافظ في الفتح (11/ 466):" يطلق على الحوض كوثر لكونه يُمدّ منه"0 – كما عللته لكم – ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (النبي) صلى الله عليه وسلم قال عند وصف الحوض: [يغتُّ فيه ميزا بان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورِق] والغت: هو جريان الماء بصوت، غتّ يَغُت غَتًّا إذا جرى الماء وصار له صوت عند جريانه من شدة هذا الماء وقوته واندفاعه، وهو الدفق بتتابع إذن معنى يغت فيه، يتدفق فيه ماء متتابع لا ينقطع.
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يشخب فيه ميزا بان من الجنة]، شخب يشخب أي يسيل فيه ميزا بان من الجنة.
وثبت في سنن الترمذي بسند حسن صحيح، والحديث رواه ابن ماجه وأحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الكوثر نهر في الجنة] وهذا هو النهر الذي له ميزا بان يغتان ويشخبان في الحوض [حافتاه من ذهب ومجراه الدّرّ والياقوت وتربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج].
(مجراه) أي أرضه التي يجري فيها، ممر الماء، (حافتاه) أي جانباه.
إذن بالنسبة للبياض صار معنا ثلاثة أوصاف أبيض من اللبن، ومن الورق، ومن الثلج، والثلج ترى بياضه يزيد على الماء.
وهو أحلى من العسل وأطيب من المسك هذا كله في هذا النهر الذي هو في الجنة وهو نهر الكوثر وفيه ميزابان من ذهب وفضة يشخبان ويغتان في حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
س: هل هذه الأوصاف تكون لنهري دجلة والفرات أيضاً؟
جـ: لا، لا يكون هذا إلا للكوثر فقط، فهو خاص به حتى الأنهار الأخرى التي في الجنة ليس لها هذه الميزات والصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/451)
وسيأتينا في الأمر الرابع أن لكل نبي حوضاً، لكن ليس حلاوة مائه وطيب رائحته كحوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثالث: مكان الحوض وموضعه:
كما ذكرنا هما حوضان، فأما الحوض الثاني الذي هو نهر الكوثر فهذا في الجنة بالاتفاق، وأما الحوض الأول الذي يستقي ماءه من الكوثر فهو قبل الجنة بالاتفاق، لكن اختلف في موضعه ومكانه بالتحديد، فهل يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط؟ أم يكون بعدهما؟
في المسألة قولان لأئمتنا الكرام:
وانتبه إلى أن هذين القولين ليسا من باب التقدير العقلي، إنما من باب فهم هذا من النصوص الشرعية، فالفهم من النصوص هذا غير اختراع شيء من العقول ...
القول الأول: - وعليه المعول – أن الحوض يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط المستقيم وقبل الحساب لأمرين معتبرين: أولهما: الحكمة من وجود الحوض ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم [من شرب منه لم يظمأ .. ]، الناس يخرجون من قبورهم عطشى، لاسيما عندما يحشرون في الموقف [حفاة عراة غرلاً] نسأل الله حسن الخاتمة والعافية – والشمس تدنو من رؤوسهم ويلجمهم العرق فيسبحون فيه كأنهم في أحواض ماء، فما الذي يحتاجونه في ذلك الوقت؟ إنه الحوض، لذلك يكرم الله الموحدين في ذلك الحين بالشرب من حوض نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه، وهو فرطنا على الحوض، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام، فإذن أول ما يحصل لنا عند البعث لقاء نبينا عليه الصلاة والسلام، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام على حوضه يقول: هلم، هلم، ويسقينا.
فإذن لتظهر كرامة نبينا عليه الصلاة والسلام وليظهر فضله على أتم وجه، يكون هو الذي يزيل عطش الناس المؤمنين من أمته لما منّ الله عليه في الآخرة من تلك النعمة، كما أزال عنا في هذه الحياة الهم والغم بواسطة النور الذي بلغه إلينا فاطمأنت قلوبنا (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
فإذن أول ما يستقبلونه بعد البعث حوض النبي عليه الصلاة والسلام، فمن كان مؤمناً موحداً سقاه النبي صلى الله عليه وسلم وشرب، وإذا شرب لم يظمأ أبداً، طال الموقف أو قصر فإنه لا يبالي بذلك.
ثانيا: تواتر في حديث الحوض المتواتر أنه يُذاد وسيأتي ذكر الحديث- يدفع ويبعد أناس عن حوضه فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: أمتي أمتي، يُذادون ولا يشربون فيقال: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك والحديث في الصحيحين فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي. فهذا الذود متى يكون؟
لو كان بعد الصراط لسقطوا في النار، ولا يوجد بعد الصراط إلا الجنة، فدفع الناس لكونهم منافقين مرتدين يكون قبل الصراط لأنهم لو مروا على الصراط ونجوا لدخلوا الجنة وإذا سقطوا في جهنم لن يَرِدُوا الحوض لِيُدْفَعُوا عنه ويُبْعَدُوا.
وهذا الذي ارتآه ورجحه الإمام القرطبي في التذكرة في المكان المتقدم أي صـ (362).
والإمام ابن كثير في النهاية رجحه أيضاً كما قلت لكم إنه بحث في أحاديث الحوض فيما يزيد على 30 صفحة من أول الجزء الثاني إلي ص35 كلها في الحوض، وقد روى جميع الأحاديث بالسند الذي رواها به أصحاب الكتب المصنفة فإذا ذكر حديثاً في المسند ذكر إسناد الإمام أحمد وهكذا البخاري وغيره ولذلك طالت صفحات الكتاب والحقيقة أن أكثر صفحات الكتاب متشابهة فيورد عشرة أحادث في وصف الحوض عن الصحابة مثلا ًكلها بمعنىً واحد ولذلك لم أطل في ذكرها ومردها لا لزوم له لأنه يغني عن البقية وقلت لكم إن الحافظ ا بن حجر تتبعها فوصلت إلى (56) صحابياً رووا أحادث الحوض، قال وبلغني أن بعض المعاصرين جمعها فبلغت (80) طريقاً، ولعل الحافظ ابن حجر كان يقصد بقوله (بعض المعاصرين) الإمام العَيْنِي، أقول لعله يقصده، فقد كان بينهما شيء من النفرة فيكني عنه الحافظ دائماً في الفتح ولا يصرح به، فلعله يقصده والعلم عند الله.
والإمام ابن حجر شرح صحيح البخاري في فتح الباري
والإمام العَيْنِي شرح صحيح البخاري في عمدة القاري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/452)
والكتابان متقاربان في الحجم، فعمدة القاري (12) مجلداً في 25 جزء، وقد كان ابن حجر والعيني – في بلدة واحدة - مصر- لكن أصل الإمام العيني من بلاد الشام ثم هاجر بعد ذلك إلي مصر واستوطن فيها، وشرحا صحيح البخاري في وقت واحد، وكان كل منهما قاضياً ابن حجر قاضي الشافعية والعيني قاضي الحنفية، والأقران في الغالب يجري بينهم شيء مما يجري بين بني الإنسان، لكن دون أن يصل ذلك إلى معصية أو اعتداء، هذا في الغالب وكما قال الإمام الذهبي: ما أعلم أحداً سلم من الحسد إلا الأنبياء .. ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم – والحديث في درجة الحسن – [ثلاثة لا ينجو منهن أحد، الظن والطيرة والحسد، وسأخبركم بالمخرج من ذلك: إذا ظننت فلا تتحقق] أي إذا رأيت شخصاً أو تصرفاً فلا تقل لعل هذا حوله ريبة - فهذا ظلم كفارته ألا تتحقق هل توجد تلك الريبة أم لا؟ [وإذا تطيرت فامض ِ] مثلا ً خرجت في صباح ذات يوم فرأيت صورة مكروهه فقلت هذا صباح مشئوم، فلا ترجع إلي البيت، بل امض ِ إلى طريقك وقل: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك، لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يصرف السيئات إلا أنت. [وإذا حسدت فلا تبغي] أي لا تتجاوز وتعتدي. وأنا لا أجزم أنه يقصد الإمام العيني لكن في غالب ظني أنه كذلك.
وأنا أعجب حقيقة لاشتهار فتح الباري بين الناس وعدم انتشار عمدة القاري بينهم ولله في خلقه سر لا يعلمه إلا هو، ولا أقول ذلك لم ينتشر بل هو منتشر لكن ليس له من القدر والمكانة – كما يقال – ما لفتح الباري.
الحاصل .. إن الإمام ابن كثير رجح هذا القول في النهاية (2/ 3) للأمرين المعتبرين اللذين ذكرتهما لكم.
القول الثاني: أن الحوض بعد المرور على الصراط.
وإلى هذا مال الإمام البخاري عليه رحمات ربنا القوي، وفقهه في تراجم أبوابه ومذهبه في تراجم أبوابه، فأورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الميزان والشفاعة والصراط، في كتاب الرقاق قال الحافظ ابن حجر:"أشار البخاري إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، أورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة والصراط"
ويفهم من كلام الحافظ ابن حجر الميل إلى هذا القول، حيث قال معللا ً ما سبق
(1) لأن الصراط بين الجنة والموقف ميزابان يغتان ويشخبان في الحوض، فلو كان الحوض في عَرَصَات الموقف وفي ساحة الحساب لكان الصراط حاجزاً بين هذين الميزابين وبين الحوض، فكيف سيصب الميزابان ماءهما في الجنة إلى الموقف وبينهما هذه الفجوة صراط وتحته جهنم. نسأل الله العافية وكل من سقط منه يسقط في جهنم وبئس المصير فإذا كان الأمر كذلك فالحوض بعد الصراط وهو قُبيل الجنة قََبل أن يدخلها المؤمنون يشربون من الحوض ويستقبلهم نبينا عليه الصلاة والسلام عندما ينتهون من الصراط فيسقيهم من حوضه فينتعشون ويفرحون بعد أن مَنَّ الله عليهم بالسلامة ثم يدخلون دار النعيم، وهذا دليل.
(2) دليل آخر قرروا به هذا القول وهو: أنه ثبت في الحديث أن مَنْ شرب مِنَ الحوض لم يظمأ بعده أبداً، وقالوا: إذا لم يكن الحوض بعد الصراط فسنقع في إشكال من هذا النص والنصوص الأخرى وهو أن عصاه الموحدين سيعذبون في نار الجحيم ولا بد أن يعذب منهم قسم لم يغفر الله لهم لأن الأحاديث تواترت في إخراج العاصين من النار وهذا يعني أن هناك عذاباً للعصاة لكن هناك أناس يعفى عنهم وأناس يعذبون، قالوا: فهؤلاء الموحدون اللذين عذبوا في النار هل شربوا من الحوض أم لا؟ إن قلنا لم يشربوا، فالأمر ليس كذلك لأنهم موحدون وليسوا من المخلدين في نار جهنم فهم يستحقون السقيا والشراب إذ كيف يعامل الموحد معاملة المنافق والملحد. وإن قلنا شربوا، فكيف سيلقون في النار، وفي النار سيعطشون. لكن إذا كان الحوض بعد الصراط فلا إشكال لأن من شرب منه دخل الجنة فالذي يعذب في النار، ثم يخرج يجوز على الصراط ثم يشرب من الحوض ويدخل الجنة وحينئذ لا إشكال هنا على هذا القول. وهذا القول على ما وجاهة ما عُلِّلَ به فهو مردود لأمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/453)
الأمر الأول: لا مانع أن يكون بين الحوض والجنة فاصل، والميزابان يصبان فيه بطريقة يعلمها الله ولا نعلمها، كما قلنا في النيل والفرات فإنهما يَصبُّ فيهما نهر من أصل سدرة المنتهى بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها وكم بينهما من حواجب وفواصل وليس عندنا ميزاب متصل من سدرة المنتهى إلى النيل والفرات إنما هو أمر غيبي أخبرنا عنه نبينا عليه الصلاة والسلام آمنا به ولا نبحث في كيفيته.
والأمر الثاني: قولهم إذا شرب عصاة الموحدين من الحوض وعذبوا في النار سيجدون العطش والظمأ، نقول: لا يشترط هذا فيعذبون بغير أنواع العطش، وذلك ليتميز العصاة في النار عن غيرهم من الكفار الأشرار في أنهم يعذبون ولا يعطشون كرماً من الله وفضلا ً.
فالأمران مردودان، ثم نقول لهم أخبرونا كيف سيذاد ويدفع أناس عن الحوض إذا كان الحوض بعد الصراط؟! فهذا لا يأتي أبداً , فأدلتكم يمكن أن يجاب عنها، أما أدلة القول الأول فلا يمكن الإجابة عنها مطلقاً؛ ولذلك القول الأول هو الصحيح وعليه المعول بأن الحوض قبل الصراط والعلم عند الله.
الأمر الرابع: هل للأنبياء عليهم الصلاة و السلام أحواض في عَرَصَات الموقف وساحة الحساب كما لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض:
سبق أن ذكرنا أن العبرة في هذا الموضوع على النقل لا على العقل، فعمدتنا المنقول الثابت ولا دخل للاجتهاد ولا للمعقول.
وقد ورد في ذلك حديث لكن اختلف في درجته، روى الإمام الترمذي في سننه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن لكل نبي حوضاً ترده أمته وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً].
(يتباهون) أي يتحدثون بنعمة الله عليهم بمنزلة حوضهم وبمن سيرده.
(أيهم أكثر وارداً) أي جماعة يردون على حوضه.
وهذا الرجاء والذي رجاه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث حققه الله له، فأكثر أهل الجنة من أمته، وأكثر الأحواض التي سيردها الموحدون المؤمنون هو حوض نبينا عليه الصلاة والسلام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يقول ربنا فيه: [يا آدم قم فابعث بعث النار من كل ألف واحد إلى الجنة وتسعمائة وتسع وتسعون إلى النار، فخاف الصحابة وارتاعوا فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا، قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا، وقال: إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة] والحديث في الصحيحين.
وقد ثبت في المستدرك وغيره بسند صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفاً منهم من هذه الأمة] ونحن مع ذلك نرجو أن يكون كل صف من هذه الأمة أضعافاً مضاعفة على سائر الصفوف الأخرى، فهي ثلثان في عدد الصفوف لكن نرجو أن تكون في عدد الأفراد أكثر بكثير، ونسبة هذه الأمة في الجنة لا تنقص عن الثلثين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، إنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة] وهذا لفظ مسلم.
فهذا الرجاء حققه الله لخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
ومعنى الحديث أن كل نبي أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر، أي البشر يؤمنون بمثل هذه الآيات عندما تظهر وهي خوارق العادات (المعجزات كما أيد الله أنبياءه السابقين بمعجزة، فكل من رأى تلك المعجزة يُؤمن كما هو الحال في نبي الله عيسى عليه السلام يبرأ الأكمة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله، لكن تلك المعجزة مضت وانقضت، فالذين جاؤوا بعد ذلك لم يروها، ولذلك قد يحصل عندهم ارتياب في أمر النبي عليه صلوات الله وسلامه، أما ما يتعلق بهذه الأمة، فمعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام هي القرآن، وهذه المعجزة يراها المتأخر كما رآها المتقدم، فأبو بكر رضي الله عنه وآخر فرد في هذه الأمة بالنسبة لرؤية معجزة النبي عليه الصلاة والسلام سواء، فجعل الله معجزة نبينا عليه الصلاة والسلام عين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/454)
رسالته ودعوته وهي القرآن الكريم الذي أُمِر بتبليغه.
فالحاصل .. أنه قال: [أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً]، وفي حديث سمرة قال: [لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً] فحقق الله له هذا الرجاء.
وحديث سمرة كما قلنا رواه الترمذي، وقد قال عنه: غريب، وغرائب الترمذي لا تسلم من مقال فهي ضعيفة والسبب في هذا أن الحسن البصري عليه رحمة الله عنعن الحديث عن سمرة أي رواه بصيغة عن ولم يصرح بالسماع، وفي سماع الحسن عن سمرة اختلاف، وأئمة الحديث على ثلاثة أقوال في ثبوت سماعه من سمرة:
1 - لم يسمع منه مطلقاً.
2 - سمع منه مطلقاً.
3 - وهو المعتمد، سمع منه حديث العقيقة، وقد صرح في سنن النسائي بأنه سمع حديث العقيقة من سمرة بن جندب رضي الله عنه.
والحسن مدلس بالاتفاق وقد عنعنه – كما ذكرنا – ورواية المدلس إذا لم تكن بصيغة السماع فهي محمولة على الانقطاع، فالسند إذن منقطع بين سمرة وبين الحسن.
كما أن الحسن رفعه في بعض الطرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط سمرة فصار إذن مرسلاً لأن المرسل هو مرفوع التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مرفوع تابع على المشهور ? مرسل أو قيده بالكبير
كما قال هذا الإمام عبد الرحيم الأثري العراقي في ألفيته المشهورة.
وقوله (أو قيده بالكبير) فهذا قول آخر في تعريف المرسل وهو أن التابعي لابد أن يكون كبيراً، من كبار التابعين لا من أوسطهم ولا من صغارهم.
والمعتمد أن التابعي صغيراً كان أو كبيراً، إذا رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث مرسل، فالحسن إذن أسقط سمرة رضي الله عنه، ولذلك قال الترمذي: وورد أن الحسن لم يذكر سمرة فهذا مرسل وهو أصح.
والرواية المرسلة رواها ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح إلى الحسن، أن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن لكل نبي حوضاً ... ] الحديث.
لكن مراسيل الحسن – كما يقول أئمتنا -، أشبه بالريح لا يعول عليها ولا يأخذ بها، لأنه كان لا يبالي عمن أرسل بخلاف مراسيل سعيد بن المسيب فهذه كلها يأخذ بها، حتى مَنْ ردَّ المرسل أخذ بمراسيل سعيد بن المسيب كالإمام الشافعي عليه رحمة الله.
فإن سعيد بن المسيب كان يسمع من عمه والد زوجته أبي هريرة أحاديث ويحدث عنه أحياناً، ويسقطه ولا يصرح به أحياناً أخرى لاعتبارات، منها أمور سياسية، فقد ينقل عنه سعيد رواية تتعلق بأمور العامة فلا يصرح بها بإضافتها لأبي هريرة لئلا تصبح هناك مشاكل وابتلاءات كما هو الحال في العصور التي جاءت بعد عصور الخلفاء الراشدين، وهذا من جملة أغراض التدليس حذف الصحابي أو الشيخ الذي أخذ عنه التلميذ فيسقطه لأن حوله ما حوله من الاعتبارات، وكأنه يقول لئلا ندخل في مشاكل مع الدولة، فنرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونسقط الواسطة (أبا هريرة) لئلا يُستدعى ويحقق معه وما شاكل هذا.
وفعلا ً كان أبو هريرة يحفظ أحاديث فيها الإشارة إلى ذم بني أمية، فعلم سعيد بن المسيب أنه إذا حدث بها وسمى أبا هريرة، فهذا سيجر بلاءً عليه – أي على عمه – وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه – كما في صحيح البخاري - يقول: [حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين، أما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم] أي لقطعت رقبتي، وهذا الذي كتمه لا يتعلق بالأحكام العملية، لأنه لو كان في الأحكام العملية لبثه أبو هريرة ولم يكتمه وهو يعلم وزر كتمان العلم، إنما كان ما يكتمه هو شيء فيه الإشارة إلى ذم الأمراء الذين سيأتون بعد معاوية وأولهم الفاسق المشهور يزيد بن معاوية الذي جاء وأفسد في دين الله، وفعل ما فعل ويكفيه عاراً وشناراً قتل الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم [قلت: لم يثبت بأي سند صحيح هذا الأمر، وقد ألف في هذه الرسالة]، ولذلك كان أبو هريرة يستعيذ بالله من رأس الستين وإمرة الصبيان قبل أن يأتي رأس الستين، فمات رضي الله عنه عندما قبل رأس الستين وسلم من الفتن التي جاءت بعد الستين.
سعيد بن المسيب عندما يروي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسقطاً الواسطة ففي الغالب هو أبو هريرة، وقد تتبع أئمتنا مراسيل سعيد فوجدوها موصولة من طرق ثابتة وصحيحة عن الصحابة؛ ولذلك احتجوا بمراسيله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/455)
الحاصل .. أن وراية الترمذي مرفوعة إلا أنها منقطعة ورواية ابن أبي الدنيا هي بسند صحيح إلى الحسن والحسن رواه مرسلاً، فالحديث من هذين الطريقتين ضعيف مرفوعاً.
لكن يتقوى بالقواعد المقررة في شرع الله وهي أن ما ثبت لهذه الأمة يثبت للأمم الأخرى، وعليه فالحوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون لسائر الأنبياء الكرام عليهم السلام، إذ لا يليق بكرم الله وحكمته أن يسقي موحدي هذه الأمة ويترك الموحدين من الأمم السابقة.
ثم أضيف هنا وأقول: الحديث يتقوى () ليصل إلى درجة الحسن إن شاء الله،لأن له ثلاث شواهد متصلة عن أبي سعيد الخدري كما أخرجه ابن أبي الدنيا، وعن ابن عباس كما أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً عن عوف بن مالك، هذا بالإضافة إلى الشاهد المرسل الصحيح الذي أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً، فالحديث بمجموع هذه الطرق يكتسب قوة ويرتفع إلى درجة الحسن، والعلم عند الله.
إذن فلكل نبي حوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما لنبينا عليه الصلاة والسلام، لكن يمتاز حوض نبينا عليه الصلاة والسلام بأمرين:
الأمر الأول: أن ماء حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أطيب المياه فهو من نهر الكوثر، وهذا لا يثبت لغيره من الأحواض.
الأمر الثاني: أن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام هو أكبر الأحواض وأعظمها وأجلها، و هو أكثرها وارداً.
وإلى جانب هذا ذهب أئمة الإسلام، يقول الحافظ في الفتح (11/ 467) عند أحاديث الحوض في كتاب الرقاق: "إن ثبت () – أي خبر الترمزي ومرسل الحسن – فالمختص بنبينا عليه الصلاة والسلام "أن حوضه يكون ماؤه من الكوثر".
والأمر الثاني قال فيه الإمام ابن كثير في النهاية (2/ 38) حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أعظمها وأجلها وأكثرها وارداً".
تنبيه: ورد في مطبوعة مكة من شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق أحمد شاكر، وفي مطبوعة المكتب الإسلامي بتحقيق جماعة من العلماء تصحيف بدل كلمة (أجلها) وقع عندهم (أجلاها)، وإن كان كلا المعنيين صحيح.
الخلاصة: أن لكل نبي حوضاً يوم القيامة، لكن حوض نبينا عليه الصلاة و السلام يمتاز بأمرين ماؤه أطيب المياه، ووارده أكثر من بقية الأحواض.
الأمر الخامس: يتعلق بأمرين:
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره.
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم:
كل موحد ختم له بالتوحيد سيرد ذلك الحوض المجيد
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: [أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة (يعني البقيع) فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] وفي بعض الروايات في زيارات نبينا عليه الصلاة والسلام للقبور يقول: [السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون].
و (السلام عليكم) هذا خطاب من يسمع ويعقل ويعي ويفهم، وسماع الأموات أدق من سماع الأحياء، ولذلك لو دخل داخل إلى المعهد وسلم عند باب المعهد لن يسمعه مَنْ في الفصل بل حتى لو كان أقرب من ذلك، بينما لو كنا موتى لسمعناه فبمجرد أن يدخل رجل إلى المقبرة ويقول السلام عليكم لسمع كل مدفون في تلك المقبرة – ولو كانت واسعة ما كانت – سلامه وردوا عليه في قبورهم.
و (إن شاء الله) هل هناك شك في اللحوق بهم؟ لا لكنها من باب التبرك وتعليق الأمر على أنه تابع لمشيئة الله، كقوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)، وسيأتينا بحث الاستثناء في الإيمان إن شاء الله تعالى فهو من المباحث المقررة عندنا، وأن الاستثناء يجوز في الإيمان لأربعة أمور معتبرة من جملتها هذا من باب التبرك باسم الله، فتقول أنا مسلم إن شاء الله تعالى، ولا بأس في ذلك.
ثم قال نبينا وحبيبنا عليه صلوات الله وسلامه – وهذه تكملة الحديث [وددت أنا رأينا إخواننا فقال الصحابة رضوان الله عليهم: أولسنا بإخوانك يا رسول الله؟!، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني] عليك صلوات الله وسلامه، انتبه!! (أنتم أصحابي) أي أنتم لكم مزية على الأخوة العامة فقد فزتم بشرف الصحبة فأنتم إخوان وأصحاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/456)
وَمَََنْ بعدكم إخوان لي، كما تقول هذا ابني ولا تقول هذا أخي، فهو أخوك في دين الله ولكن تقول له ابني لأن هذا أخص من الأخوة العامة وهنا كذلك الصحبة أخص من الأخوة العامة.
فانظر لحب نبينا عليه الصلاة والسلام لنا، فلنكافئ هذا الحب بمثله، فهو يتمنى أن يرانا ووالله نتمنى أن نراه بأنفسنا وأهلينا وأموالنا ولو قيل لنا تفوزون بنظرة إلى نور نبينا عليه الصلاة والسلام مقابل أن تفقدوا حياتكم وأموالكم وأهلكم، لقلنا هذا يسير يسير، ضئيل حقير، ولذلك ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون من بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله] وهو في مختصر مسلم برقم (1604).
وتتمة الحديث الذي معنا [فقال الصحابة: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي من أمتك ولم تره؟! فقال: أرأيتم لو أن رجلا له خيلٌ غُرٌّ محجلة بين ظهري خيل دُهْم بُهْم، أما كان يعرفها؟ قالوا: بلى، قال: فإن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجلين من آثار الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادنّ رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً] اللهم لا تجعلنا منهم بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين.
(غرّ): الغرّ بياض في الوجه، وهو من الصفات الجيدة في الفرس، وهذه الأمة تبعث يوم القيامة والنور يتلألأ في وجهها من آثار الوضوء، والوضوء حلية المؤمن.
(محجلة): بياض في قوائم الفرس، وهو من الصفات الجيدة فيها أيضاً، وهو من علامة جودتها، وهذه الأمة تأتي يوم القيامة وأعضاء الوضوء فيها تتلألأ (الوجه والأيدي والأرجل)، ففي وجوههم نور وفي أطرافهم نور.
(دُهْم) سوداء
(بُهم) سوادها خالص ليس فيها لون آخر.
فهذه الأمة تأتي يوم القيامة غراًُ محجلين، فالوضوء ثابت لهذه الأمة وللأمم السابقة لكن أثر الوضوء (الغرة والتحجيل) ثبت لهذه الأمة ولم يثبت للأمم السابقة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ولذلك ورد في صحيح مسلم أنه [سيما ليست لغيركم] أي هذه السمة الغرة والتحجيل ليست لغيركم.
إذن إخوانه عليه الصلاة والسلام ونسأل الله أن يجعلنا منهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، وجميع أهل الموقف ليس لهم هذا الوصف، وبالتالي فيميز نبينا صلى الله عليه وسلم أمته الكثيرة من تلك الأمم الوفيرة الغفيرة.
ثم أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن صنف شقي، أظهر الإيمان وأبطن النفاق والكفران، فيأتون إلى حوض النبي عليه الصلاة والسلام فيذادون ويدفعون تدفعهم الملائكة وتطردهم فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألا هلم، هلم فأنتم من أمتي ويبدو عليكم – في الظاهر – علامات الوضوء!! لكن بعد ذلك يخفت ذلك النور ويذهب، فيقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك وفي بعض الروايات: [إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ أن فارقتهم] وقد حصل هذا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ارتدوا، وهذا حاصل في هذه الأيام بكثرة فيمن يدعي الإسلام ويحارب النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فهل يرد هذا حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا، إن هذا أكفر من أبي جهل وألعن من إبليس، فهو وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فقد أتى بما ينقض به إيمانه، حيث زعم أن شريعة الله لا تصلح لهذه الحياة، فهي أمور كهنوتية فقط، في داخل المسجد نصلي ونرقص (رقص الصوفية) وخارج المسجد ليس لله شأن في حياتنا وأمورنا، كما قال سعد زغلول "الدين لله والوطن للجميع".
وكما قال شاعر البعث عليه وعلى حزبه لعنة الله:
سلام على كفر يوحد بيننا ? وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ويكتبون في شعاراتهم الضالة في الأمكنة البارزة على الأركان وغيرها:
كذب الدعي بما ادعى ? البعث لن يتصدعا
لا تسل عني ولا عن مذهبي ? أنا بعثي اشتراكي عربي
ولا يقولون: أنا مسلم، بل الإسلام في المسجد فقط.
ويكتب الآن في لوحات المدارس: لو مثلوا لي وطني وثناً لعبدت ذلك الوثن.
كلمة وطن ووطنية فما هي الوطنية؟!!
إن الجنسية المعتبرة بين العقلاء والتي يمكن أن تجمع بين الناس جميعاً هي جنسية الإسلام فقط، وكل ما عداها يفرق بين المسلمين ويوقع بينهم العداوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/457)
الحاصل .. من يدعو إلى الأفكار الهدامة الباطلة، فماذا سيكون حاله؟ هل يشرب من الحوض؟! وهل يستوي مع المؤمنين في الشرب منه؟
لا يستوي إخوتي الكرام.
وليس معنى يذادون للرجال فقط أي أن النساء لا تذاد، بل هذا من باب تعليق الشارع الأحكام بصنف من الصنفين وما يشمل أحدهما يشمل الصنف الآخر، كقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) و (الذين) خطاب للذكور، (وعليكم) خطاب للذكور أيضاً ويشمل الذكور والإناث، لأن ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة سواءً بسواء إلا إذا قام دليل على التخصيص فالنساء شقائق الرجال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فمثلا ً: لو جاءت هدى شعراوي للحوض فهل تتمكن من الشرب منه؟ لا فهذه أعتى من أبي جهل، وأعتى من عبد الله بن أبي بن سلول.
وكذلك نزلي سعد زغلول وميادة أو مي الشاعرة (هؤلاء الثلاثة صاحبات الصالونات في مصر االتي أفسدت العالم).
وأنا أعجب حقيقة – إخوتي الكرام – لمضاء عزيمة النساء وكيف غيرت هذه النساء الثلاثة الحياة في هذه الأوقات.
وفي المقابل تأتي للنساء الصالحات فلا ترى بعد ذلك إلا خمولاً وانعزالية وعدم بصيرة في هذه الحياة وتدبير لما يراد بهن فهذا لابد له من وعي – إخوتي الكرام – ولابد له من عزيمة ولابد من تحرك.
فإذن هناك رجال يذادون ونساء يذدن ويدفعن فليس هو عقوبة للرجال فقط.
وثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أنا فرطكم على الحوض، ومن ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم].
وفي رواية أبي سعيد الخدري في تكملة حديث سهل بن سعد الساعدي [فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، سحقاً، سحقاً لمن بدل بعدي].
(والفرط) هو المتقدم أي أنا أتقدمكم على الحوض.
إذن يرده كل الموحدين إلا من بدل وغير ونافق وكفر.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره:
أول مَنْ يتقدم في الورود عليه عندما يخرج الناس من قبورهم وهم عطاش هم صعاليك المهاجرين وفقراؤهم.
المحاضرة التاسعة عشرة: الأربعاء 10/ 4/1412هـ
ثبت في سنن الترمذي بسند حسن عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أول الناس وروداً على الحوض فقراء المهاجرين، الشُعث رؤوساً، الدُنُس ثياباً، الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد].
(الشعث): جمع أشعث، أي شعره متلبد وليس عنده وقت لتمشيطه وتسريحه وتجميله.
(دُنس): أي ثيابهم دنسة، وليس المراد من الدنس فيها نجاسة أو قذارة لكنها ثياب ممتهنة عند الناس قي قلة ثمنها، هذا كما ثبت في سنن الترمذي وغيره بسند حسن [البذاذة من الإيمان] والبذاذاة هي رثة الهيئة وعدم الاعتناء بالملبس، فمتى ما كوى ملابسه فليست دنسة حينئذ فلا يكوي ملابسه لا بنفسه ولا يضعها في دكان كي.
فخلاف حالنا الآن فعندما يريد أن يلبس الغُترة (الكوفية) فتراه لابد أن يجعلها مثل السيف من الأمام ولا نقول هذا حرام لكنها درجة دون الكمال أي أن يأْسِرَ الإنسانَ لباسُه، فليفرض أن هذا اللباس لم يتهيأ له ولذلك البذاذة من الإيمان [من ترك اللباس الفاخر وهو قادر عليه دعاه الله يوم القيامة وخَيَّرَهُ من حُلل الجنة ما شاء].
(الذين لا ينكحون المنعمات) هذا وصف ثالث أي الثريات الموسرات بنات المترفين والأغنياء، فلا يقبلون الزواج بهن.
(ولا تفتح لهم أبواب السُدد) وهذا هو الوصف الرابع، والسُدد هي القصور والمقصورات التي تكون خاصة بالمترفين، مثل بيوت الأمراء ومثل المقاصر التي عملها معاوية وهو أول من عمل المقصورة في المسجد وهي مكان خاص في المسجد لا يدخلها إلا هو وحاشيته ويوجد منها للآن في أكثر بلاد الشام وبلاد مصر وتكون على شكل طابق ثان ٍ لكنه ليس واسعاً وله مصعد خاص وغالباً ما يصلي عليه أناس خاصون فلو جاء إنسان مسكين لاسيما في العصر الأول ليصعد إلى هذه السدة منعوه، فهؤلاء أي الممنوعون هم أول من يرد حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/458)
لِما امتاز الفقراء بهذا الورود؟ ولم يكن هذا للأغنياء من المهاجرين؟ فهم قد تركوا بلادهم وأوطانهم وأموالهم وما يملكون وخرجوا في سبيل الحي القيوم ابتغاء مرضاته ولا غرابة إن كوفئوا بالورود قبل غيرهم، لكن لم يحصل ذلك وفرق بينهم وبين الفقراء؟
إن الإنسان إذا هاجر وكان غنياً وعنده في هجرته ما يستعين به فإن ألم الهجرة والغربة يخف عليه، وإذا هاجر وكان فقيراً فيجتمع عليه أمران ومُصيبتان: الهجرة والفقر.
وإذا كان كذلك فبما أنه في هذه الحياة اعترتهم هذه الشدة فينبغي إذن أن يكرموا قبل غيرهم يوم الفزع الأكبر، لأنه قد اعترتهم شدة وكربة في هذه الحياة من أجل الله سبحانه وتعالى، فَيُطَمْأَن بالشرب أولاً مقابل ما حصل من قلق وخوف في هذه الحياة إذن. والمهاجر الغني ليس أمره كذلك.
وهؤلاء حالهم وإكرامهم كحال خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، فإن الناس يحشرون يوم القيامة حُفاة عُراة غُرْلاً () (كما بدأنا أول خلق نعيده) ويكون أول من يُكسى من هذه المخلوقات خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والحديث في الصحيحين – لعدة اعتبارات فإن الجزاء من جنس العمل.
1 - فإن إبراهيم عليه السلام ألقي في النار ولما ألقي جرد من ثيابه كيوم ولدته أمه وقُيّد ثم رمي بالمنجنيق في النار العظيمة، وهو نبي من أولي العزم الكرام بل خليل الرحمن!!.
فإذا كان الأمر كذلك وامتهن من قبل الأشرار في هذه الحياة فسيكسى يوم القيامة أول المخلوقات وأهل الموقف كلهم عراة كما ولدوا الرجال والنساء لا ينظر أحد إلى أحد كما قال نبينا عليه الصلاة و السلام، كما قال تعالى: (لكل امرئِ منهم يومئذ شأن يغنيه).
فأول من يكسى إبراهيم وهكذا من حصل له مثل حاله، وهذا يحصل للمؤمنين في هذا الحين من قبل المخابرات في الدول العربية عندما تأخذ شباب المسلمين لتعذبهم فتجردهم من ثيابهم ثم يعمشون أعينهم حتى لا يعلموا إلى أين يساقون، نسأل الله أن يكفينا شر الشريرين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، فهؤلاء الذين عذبوا في السر ليستحقون هذا الإكرام وهو الكسوة قبل غيرهم؟!
2 - لأن إبراهيم عليه السلام هو أول من سن لبس السراويل وهي أستر شيء لاسيما للنساء فإذا كان السروال طويلاً يصل إلى الكعبين بالنسبة للمرأة ويزيد على الركبة بالنسبة للرجل فهو ساتر للإنسان يحول دون كشف عورته لو سقط أو جلس ولم يحطت في جلسته، وأما هذه السراويل القصيرة التي يلبسونها في هذه الأيام من لا خلاق له ثم يخرج فتراه إذا جلس بدا فخذاه، وإذا سقط – لا سمح الله – بدت عورته. ولذلك ورد في معجم الطبراني وغيره – والحديث ضعيف لكن يستدل به في الفضائل: [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان جالساً أمام البقيع بعد دفن بعض الصحابة، فمرت امرأة تركب على دابة لها فتعثرت الدابة فسقطت فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنها بوجهه فقيل: يا رسول الله إنها مستورة – أي تلبس السراويل – فقال: اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي]، فخليل الرحمن إبراهيم من شدة حيائه هو أول من سن السراويل، فإذا كان فيه هنا الحياء فلا يصلح لأن يترك مكشوفاً كبقية المخلوقات، بل إنه تعجل له الكسوة قبل غيره.
3 - لأنه كان أخوف الخلق لرب العالمين وكان يسمع أزيز قلبه من خشوعه وخوفه من مسافة ميل، فإذا كان هذا الخوف وهذا الاضطراب وهذا القلق فينبغي أن يعجل له الأمن 0 والكسوة علامة الأمن وأنه مرضي عنه.
فإذن خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه تعجل له الكسوة لهذه الاعتبارات وفقراء المهاجرين أوذوا وليس عندهم شيء يَتَسَلَّوْنَ به من مال يستعينون به في غربتهم فإذا بعثوا من قبورهم ينبغي أن يكون لهم شأن على أغنياء المهاجرين فضلاً عن سائر الأمة بعد ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/459)
ولما بلغ هذا الحديث – حديث ثوبان رضي الله عنه – عمر بن عبد العزيز رحمه الله بكى وقال: "لقد نكحت المنعمات" ويقصد بها فاطمة بنت عبد الملك، مع أنها تقول – أي زوجته: "ما اغتسل عمر بن عبد العزيز من جنابة - من مباشرة أو احتلام منذ ولي الخلافة حتى لقي ربه". وكانت خلافته مدة سنتين إلا شهرين، ثم قال: "وفتحت لي أبواب السدد" فالقصور تفتح لي عندما أذهب لها "لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ"؛ لينال هذا الوصف رحمه الله تعالى، أي أن ما مضى مني أسأل الله أن يتجاوز عنه ويعفو بفضله ورحمته، وأما من الآن بعد أن بلغني هذا الحديث فلن أفعل هذه الأمور.
وفاطمة بنت عبد الملك، والدها خليفة وزوجها خليفة، وأخوها خليفة – بل إخوتها الخمسة سليمان والوليد وهشام وغيرهم كانوا خلفاءً، وجدها خليفة فهذه من أعظم المنعمات وما حصل هذا لامرأة أخرى، وهي التي قيل فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها ? أخت الخليفة والخليفة زوجها
فإذن بكى رحمه الله لما بلغه هذه الحديث مع أنه رضي الله عنه جمع زوجته وإماءه وقال لهن: طرأ عليّ ما يشغلني عنكن فإن أردتن الفراق فلكن هذا، وإن أردتن البقاء فليس لي صلة بواحدة منكن .. فبكين بحيث سُمع البكاء في بيوت الجيران، ثم تحدثوا وسألوا ما السبب؟ فقالوا: عمر بن عبد العزيز خيَّر نساءه.
ثم بعد ذلك قال لزوجته فاطمة هذا الحلي الذي عليك لا يحق لنا أخذ تيه من والدك عبد الملك وهذا من بيت المال فأرى أن نعيده في بيت المال، فقالت سمعاً وطاعة فأخذت حليها وأعطته إياه فأعطاه لخازن بيت المال، وخازن بيت المال احتاط فوضعه في زاوية وما صرفه في مصالح المسلمين – وبيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز ممتلئ بالخيرات، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد [أن الحبة من القمح كانت في عهد عمر بن عبد العزيز كرأس الثوم] وحفظ هذا بعد موته وكتب عليه: هذا كان ببيت في زمان العدل.
ولما قيل له: إن الخيرات كثرت ونطلب من نعطيه الصدقة فلا نجد، فقال: اشتروا أرقاء وأعتقوهم واجعلوا ولاءهم لبيت المال.
وكان في عهده ترعى الذئاب مع الغنم، وقد ثبت في حلية الأولياء أن بعض التابعين مرّ على راع ٍ يرعى الغنم فوجد عنده ما يزيد على ثلاثين كلباً، فقال له: ما تفعل بهذه الكلاب؟ وواحد يكفي!! فقال: سبحان الله، ألا تعلم أن هذه ذئاب وليست كلاب: فقال: ومتى اصطلح الذئب مع الشاة، فقال الراعي: "إذا صلح الرأس فما على الجسد بأس"، إذن إذا عدل أمير المؤمنين واتقى الله فإن الله يحول بين المخلوقات وبين الظلم.
ورعاة الماشية في البادية علموا بموت عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليلة انقضت فيها الذئاب على الغنم، فلما مات عمر وهم في البادية انقضت الذئاب على الغنم، فقالوا: أرخوا هذه الليلة – أي اكتبوا تاريخها – ثم ابحثوا عما حصل فقد مات عمر فلما تحققوا من الخبر علموا أن عمر مات في تلك الليلة رحمه الله ورضي عنه.
هذا هو عمر بن عبد العزيز، فخازن بين المال عندما أعطاه عمر رحمه الله حلي فاطمة، وضعه في زاوية وما تصرف فيه فبعد أن مات عمر رضي الله عنهم أجمعين جاء إليها وقال: هذا حليك الذي أخذه عمر احتفظت به كما كان، فإذا أردتيه فخذيه، فقالت: ما كنت لأزهد فيه في حياة عمر ولأرغب فيه بعد موته.
فانظر لهذا العبد الراشد وهو خامس الخلفاء الراشدين كما قال الشافعي: "فالخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز"وهو خليفة راشد باتفاق أئمتنا وهو مجدد القرن الثاني باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 101 هـ عليه رحمة الله فعاش شيئاً من نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني.
وهو أول مجددي هذه الأمة، وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في سنن أبي داود وغيره بإسناد جيد [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].
س: هل جاء مجددون بعده؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/460)
ج: لا شك في ذلك، فقد جاء مجددون في كل قرن ولا يشترط أن يأتي واحد بعينه، فمجدد القرن الثالث الإمام الشافعي باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 204 هـ،ـ ويشترط في المجدد كما قلت لكم أن يدرك نهاية القرن المنصرم وبداية القرن التالي فالشافعي ولد سنة 150 هـ، فهو المجدد الثاني إذن، وهكذا سرد أئمتنا عدداً من المجددين إلى زماننا ولا يشترط أن يكون واحداً بعينه فأحياناً يوجد عدد من المجددين بحيث أن واحداً يجدد مثلاً في أمر العقيدة وتصحيح الأذهان من الخرافات، وآخر يجدد في نشر الحديث، وآخر في الجهاد، وهكذا في رأس كل مائة سنة.
ونحن في هذه الأيام – لا أقول كما يقول الناس نشهد صحوة بل في بلوى وفي عمىً – يوجد من فضل الله شيء من مظاهر التجديد وأموره ونحن في بداية قرن، وهو القرن الخامس عشر الهجري فحقيقة قد حصل تجديد في هذا الوقت كثير لكن لا أقول صحوة كما يفهم الناس ويخدرونهم بهذا الكلام لكن حصل التجديد وحصل الوعي وهذا من فضل الله.
فمصر مثلا ً سنة 1970 م لما ذهبتُ إليها لم تكن لترى فيها امرأة متحجبة، ولا ترى رجلاً في وجهه لحية، فمن فضل الله المتحجبات الآن في مصر لا أعلم لحجابهن نظير على وجه الأرض، إلا نساء الصحابة، فأنا لم أر امرأة تلبس جلباباً يجر على الأرض ذراعاً إلا في مصر، ولا أقول شبراً، وجر الثياب بالنسبة للرجل حرام ولا ينظر الله إلى من جر ثيابه خيلاء، وما نزل عن الكعبين في النار.
وانظر لعادات الناس في البلاد المتغطرسة المتكبرة، فالرجال تجر الثياب والنساء تقصرها إلى الركبتين بل إلى ما فوقها فسبحان الله!!.
والمرأة يجوز لها أن تتحجب بحيث تستر رجلها ويستحب لها أن ترخي ثيابها شبراً فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم [أترخيه شبراً قالت امرأة: يا رسول الله، إذن تبدو قدمها، فقال: لترخيه ذراعاً ولا تزد].
(تحدث الشيخ عن أطماع الغرب في أن نقلده في كل شيء إلا في المرأة، وفوجئ بأن نساءنا قلدنه تقليداً لا مثيل له فوجه سهامه لهن وخطط لإشراكهن في ميادين الحياة العامة ما ينفعها ولما لا ينفعها ومنه ما يسمى بتطوع النساء للقتال والدفاع المدني وكيف صارت المرأة سلعة مبتذلة بسبب هذه المخططات ثم ذكر قول علي رضي الله عنه، شر خصال الرجل خير خصال المرأة، وأن المرأة تكون سلسلة مع زوجها نافرة عنيدة مع غيره.)
وقبل أن ندخل في مبحث الشفاعة عندنا فائدتان:
الفائدة الأولي:
أنكر الخوارج والمعتزلة حوض نبينا عليه الصلاة والسلام، وحقيق بهم ألا يردوا ذلك الحوض وألا يشربوا منه.
فقالوا: لا يوجد لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض ولا للأنبياء الآخرين عليهم السلام وحجتهم أن هذا لم يثبت في القرآن، وأمور الاعتقاد لابد من أن تكون في القرآن أو في حديث متواتر.
نقول: أما أن الحوض لم يثبت في القرآن فنحن معكم، لكن قلنا: إن الأحاديث متواترة وقد رواها ما يزيد على (56) وبلغت إلى (80) صحابياً، فهي إذا لم تكن متواترة فلا يوجد متواتر إذن فيقولون: إنها ليست متواترة عندنا بل هي أحاديث آحاد لا يؤخذ بها في الاعتقاد.
وقد ضل الخوارج والمعتزلة ومعهم الشيعة في قاعدة خبيثة انتبهوا لها:
أما الخوارج والمعتزلة فقالوا: كل حديث ورد في أمر الاعتقاد وليس له أصل في القرآن يطرح وهو مردود باطل.
تقول لهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لك يطرح ولا قيمة له، وهو باطل ولو كان في الصحيحين ولو أجمعت الأمة على تلقيه بالقبول، ولذلك أهل المدرسة العقلية كالضال محمد عبده وأمثاله كما ذكرت لكم سابقاً هكذا يفعلون بالأحاديث، يقولون: آحاد ولا يؤخذ بها في الاعتقاد، فأحاديث نزول عيسى عليه السلام مثلا ً– بلغت سبعين حديثاً وهي متواترة باتفاق المحدثين، يقول محمد عبده: "لنا نحو هذه الأحاديث موقفان: الأول: أن نقول هي آحاد فلا يؤخذ بها في الاعتقاد، الموقف الثاني، على فرض التسليم بثبوتها فنؤولها بأن المسيح الدجال هو رمز للدجل والخرافات وهي الجاهيلة التي كانت قبل بعثة خير البرية عليه الصلاة والسلام، والمسيح عيسى بن مريم رمز للنور والهدى وهو الإسلام الذي جاء وأزال الجاهلية، أما أنه سينزل عيسى ويقتل الأعور الدجال فيقول هذه خرافة!! لأن عيسى عندما أراد اليهود قتله هرب وذهب إلى الهند ومات هناك وقبره معروف هناك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/461)
في قرية (سُرى نكر) واسم قبره (قبر عيسى الصاحب) والصاحب عند الهنود بمنزلة الشيخ في بلاد العرب وبمنزلة الخوجة عند الأتراك، وأما قول الله تعالى: (بل رفعه الله إليه) يقول رَفْعُه هو رفع مكانة لا مكان، وكأنه وضيعاً قبل ذلك!!!.
وأما الشيعة فقد زادوا على الخوارج والمعتزلة ضلالاً فقالوا: الأحاديث إذا كانت متعلقة بأمر الاعتقاد أو بالأحكام العملية وليس لها أصل في القرآن فهي مردودة 0إذن زادوا الأحكام العملية على الخوارج والمعتزلة، ولذلك الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها في النكاح محرم إلا عند الشيعة فعندهم يجوز أن تجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها باتفاقهم، والحديث قد ثبت في مسلم وغيره [نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين أربع نسوة بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها] لكنهم يقولون لا وجود لهذا في القرآن ولتقرؤوا آية المحرمات من النساء (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم .... ) ولم يقل وأن تجمعوا بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، نعم وأن تجمعوا بين الأختين فقط فالجمع بين الأختين محرم ولا مانع أن يجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، والحديث لا قيمة له فهذا قد أثبت حكماً لا وجود له في القرآن نعوذ بالله من هذا الضلال، فهؤلاء الشيعة، هم أضل من الخوارج والمعتزلة بل هم أضل من فرق الأمة على الإطلاق، لو خلقهم الله طيراً لكانوا رَخْماً والرخم طائر أحمق لا يأكل إلا العذرة، ولو خلقهم الله بهائم لكانوا حُمُراً- جمع حمير-، وهكذا حال الشيعة لا عقل ولا نقل، وجمعوا الضلال الذي تفرق في الفرق بأسرها، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة، إنما دخلوا كيداً للإسلام ومقتاً لأهله.
الفائدة الثانية:
روى ابن جرير في تفسيره عن ابن أبي نَجيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليضع أصبعيه في أذنيه].
ضع أصبعيك في أذنيك الآن واسمع صوت الكوثر حقيقة كصوت الفرات عندما يجري، وقد جربتُ هذا مراراً.
وهذا الأثر منقطع عن أمنا عائشة رضي الله عنها فابن أبي نَجيح لم يسمع منها قال الإمام ابن كثير في تفسيره وقد روى ابن أبي نَجيح هذا الأثر عن رجل عن أمنا عائشة والرجل مبهم.
وعلى كل حال فالأثر من حيث الإسناد ضعيف، وإذا ثبت عن أمنا عائشة فله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنه يتعلق بمغيب لا يدركه عقل الإنسان.
وما أتى عن صاحب بحيث لا ? يقال رأياً حكمه الرفع على
ما قال في المحصول نحو من أتى ? فالحاكم الرفع لهذا أثبتا
فإذا قال الصحابي قولا ً لا يدرك بالرأي فله حكم الرفع إلى نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
ومعنى الحديث _لو ثبت_ قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "ومعناه: أنه يسمع نظير صوت الكوثر ومثل خريره لا أنه يسمعه بنفسه".هذا بحث من الأبحاث التي ألقاها الشيخ الدكتور عبد الرحيم الطحان تعليقاً على العقيدة الطحاوية:
نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يرزقنا شربة هنيئة مريئة من يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إنا نتوسل إليك بحبك لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم كما نتوسل إليك بحبنا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن ترزقنا ذلك
المبحث الثاني:
مبحث الحَوض:
معناه في اللغة: مجمع الماء، بمعنى البركة كما هو معروف لدينا في هذه الأيام فنقول: بركة، مسبح، حوض وجمعه حياض وأحواض.
والمراد من الحوض:
الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
وهذا الحوض قد تواترت به الأحاديث، فأحصى الحافظ ابن حجر الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (56) صحابياً، ثم قال: بلغني أن بعض المعاصرين جمع الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض فبلغوا (80) صحابياً.
فهذا إذن متواتر.
قال الإمام الداوودي عليه رحمة الله:
مما تواتر حديث من كذب ? ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ? ومسح خفين وهذي بعض
أي هذه بعض الأحاديث المتواترة وهي أكثر من ذلك بكثير.
(من كذب) حديث [من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار]، روي عن جملة كبيرة من الصحابة منهم العشرة المبشرون بالجنة.
(ومن بنى لله بيتاً واحتسب):
حديث [من بنى لله بيتاً واحتسب فله بيت في الجنة].
وحديث [من بنى لله بيتاً ولو كمَفْحَص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/462)
وحديث [من بنى لله بيتاً ليذكر الله فيه بنى الله له بيتاً في الجنة]. فهذا متواتر عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
(ورؤية) أي أحاديث الرؤية، أي رؤية المؤمنين لربهم في جنات النعيم.
(شفاعة) أي أحاديث الشفاعة، ويأتينا مبحث الشفاعة إن شاء الله بعد الحوض.
(الحوض) فأحاديث الحوض متواترة.
(ومسح الخفين) رويت أحاديث المسح على الخفين عن العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم.
وسنتكلم عن الحوض ضمن خمسة أمور متتالية ننهي بها الكلام على الحوض إن شاء الله تعالى.
الأمر الأول: وصف الحوض لا يستطيع عقل بشري أن ينعت الحوض أو يصفه، لأنه يتعلق به غيب، فالطريق لمعرفة صفة الحوض المنقول لا المعقول والرواية لا الرأي، فلا طريق لوصف الحوض إلا عما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام – من قرآن أو أحاديث – الذي لا ينطق عن الهوى فلنذكر بعض الأحاديث التي تعطينا وصفاً لهذا الحوض، إيماناً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء عن الذي لا ينطق عن الهوى. ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه (جمع كوز وهو القدح والكأس) كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
إذن هذا الحوض طوله مسيرة شهر نؤمن بهذا ولا نبحث بعد ذلك في كيفية هذا المسير هل هو مسيرة شهر على الجواد المسرع؟ أم مسيرة شهر على حسب السير في الدنيا؟ أم مسيرة شهر على حسب سير أهل الجنة؟ فالله أعلم، نحن نثبت اللفظ ولا نبحث في كيفيته فإنه مغيب.
وكيزانه كنجوم السماء ولا يعلم عددها إلا خالقها سبحانه وتعالى.
وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن طول الحوض وعرضه بمسافة واحدة فطوله مسيرة شهر وعرضه مسيرة شهر، ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عمر في الحديث المتقدم [حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء] أي أطرافه متساوية فشهر طولا ً وشهر عرضاً فتصبح الزوايا متساوية، أي على هيئة مربع كالبركة المربعة أضلاعها متساوية [ماؤه أبيض من الورِق] أي الفضة والرواية المتقدمة أبيض من اللبن، [وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً].
يكفي هذان الحديثان لوصف الحوض بصفة مختصرة.
إذن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام في الآخرة أضلاعه متساوية وهو مربع مسيرة شهر في شهر، زواياه سواء، الماء الذي فيه ينعش النفوس، ويصح الأبدان لونه من أحسن الألوان كلون اللبن وكلون الفضة بياض خالص ليس فيه شائبة ولا عكر ولا كدر، ريحه أطيب ريح وهو ريح المسك بل أطيب منه، وهو أحلى من العسل والكيزان التي عليه لأجل كثرة الواردين على حوض نبينا عليه الصلاة والسلام كنجوم السماء، هذا هو الوصف مختصراً.
الأمر الثاني: عدد الأحواض لنبينا عليه صلوات الله وسلامه:
له حوضان:
1 - واحد يكون قبل دخول الجنة في ساحات الحساب وعَرَصات الموقف.
2 - والآخر يكون في داخل الجنة، وكل منهما يقال له حوض ويقال له كوثر.
يقال لكل منهما حوض لأنه ينطبق عليه التعريف اللغوي (مجمع الماء).
ويقال لكل منهما كوثر لأن الحوض الذي في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف يستمد ماءها من نهر الكوثر الذي في الجنة، فنهر الكوثر له ميزابان - كما سيأتي وهذا لا دخل لعقل الإنسان فيه – يصبان صباً بدفق وقوة في حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف، فنجد أن الحوض الذي في ساحة الحساب يأخذ من نهر الكوثر قيل له كوثر وحوض، والنهر الذي في الجنة اسمه الكوثر وبما أنه في مكان محصور قيل له حوض، فكل منهما حوض وكل منهما كوثر.
وقد أنزل الله سورة كاملة يمتن بها على نبينا عليه الصلاة والسلام بهذا الخير الذي أعطاه إياه (إنا أعطيناك الكوثر) والكوثر: على وزن فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير في الدنيا والآخرة ويدخل في ذلك النهر العظيم الذي يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام في جنات النعيم، وفيه ميزابان يغتّان غتاً (يصبان صباً) ويشخبان من مائه في حوضه الذي هو في ساحة الحساب وعَرَصات الموقف فهذا خير عظيم أعطاه الله لنبيه الكريم عليه صلوات الله وسلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/463)
ولذلك ثبت في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير رحمه الله – تلميذ العبد الصالح عبد الله بن عباس رضي الله عنهما – [أنه سئل عن تفسير الكوثر فقال هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة، فقالوا له: يقولون إنه نهر في الجنة؟، فقال سعيد بن جبير: النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه عليه الصلاة والسلام]. وهذا التفسير أعم وأشمل وأحسن من أن نقصر الكوثر على خصوص النهر فنقول: الكوثر خير كثير في الدنيا والآخرة وهبة من الله لنبيه عليه الصلاة والسلام 0 من جملة ذلك الحوض، ونهر الكوثر والشفاعات والمقام المحمود ورتب كثيرة في الدنيا والآخرة مَنَّ الله بها على نبيه عليه صلوات الله وسلامه.
وإذا مَنَّ الله عليك بالنعم فالواجب أن تشكر المُنعِم (فصلِّ لربك وانحر) أي اجعل صلاتك خالصة له، ونحرك خالصاً له – أي ذبحك – فيكون على اسم الله خالصاً له لا تشرك معه أحداً (إن شانئك) أي مبغضك (هو الأبتر)، فالنعم تستدعي الشكر.
ولذلك إخوتي الكرام ... ربطاً بحادثة الإسراء والمعراج – كان نبينا عليه الصلاة والسلام – كما ثبت هذا في المسند والسنن بسند حسن – [لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر] وما رأيت أحداً من أئمتنا وَجَّه الحكمة في ذلك؟ ويمكن استنباطها مما سبق تقريره في سورة الكوثر.
فنذكر أن النعم تستدعي الشكر وهناك عندما يريد أن ينام يقرأ سورة بني إسرائيل ليستحضر فضل الله عليه وكيف مَنَّ الله عليه بهذا الأمر الجليل وهو الإسراء والمعراج وفي ثنايا السورة ذكر الله سبحانه الآيات التي منحها لنبينا عليه الصلاة والسلام وكيف حفظه من شياطين الإنس والجن (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك) (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، وآيات كثيرة غيرها يخاطبه الله فيها في سورة الإسراء. إذن في هذه السورة ذِكْر فضل النبي عليه الصلاة والسلام؛ فكان لذلك يقرأها ليتذكر فضل الله عليه وهذا يستدعي ويتطلب الشكر.
وكان يقرأ سورة الزمر لأنها – كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله – سورة تمحضت في توحيد الله جل وعلا فموضوعها من أولها إلى آخرها حول توحيد الله وإخلاص الدين له.
إذن فبعد أن يذكر نعمة الله عليه ماذا يفعل؟
يوحده ويقرأ السورة التي فيها توحيد الله وعبادته كما يريد بما يريد، وانتبه لآيات هذه السورة (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص، والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار، لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار) ثم بعد ذلك في جميع آيات السورة يستعرض ربنا جل وعلا ما يقرر هذا الأمر (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون ورجلا ً سلماً لرجل هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) وفي آخر السورة يتحدث ربنا جل وعلا عن هذا (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وفي نهاية السورة يقول (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).
فإذن شكر وتوحيد، وهنا كذلك (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر).
إذن لنبينا عليه الصلاة والسلام حوضان يقال لكل منهما: حوض ويقال لكل منهما: كوثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/464)
قال الإمام القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى، وأمور الآخرة في ص 362، وقد نقل صاحب شرح العقيدة الطحاوية الإمام ابن أبي العز كلام القرطبي لكن بواسطة الإمام ابن كثير في كتابه النهاية (2/ 31) لأن ابن كثير شيخ شارح الطحاوية، وابن كثير له كتاب البداية والنهاية في التاريخ طبع الكتاب البداية فقط ولم يطبع معه النهاية، ثم طبع في جزء بعد ذلك مستقلاً منفرداً، وقد تكلم ابن كثير في النهاية في الجزء الثاني في أول صفحة منه عن الحوض وتتبع طرق أحاديثه بما يزيد عن ثلاثين صفحة والبداية يقع في 14 جزءاً في 7 مجلدات كبيرة، وكتاب التذكرة كتاب نافع وطيب وفيه خير كثير لولا ما فيه من أحاديث تالفة لا خطام لها ولا زمام وما تحرى عليه رحمة الله الصحة ولا تثبت في رواية الأحاديث، وليت الكتاب حقق وخرجت أحاديثه ليكون طالب العلم على بصيرة عند قراءة هذا الكتاب.
الحاصل .. قال الإمام القرطبي في الموضوع الذي حددناه "الصحيح أن للنبي عليه الصلاة والسلام حوضين أحدهما في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنة، وكلاهما يسمى كوثراً".
قال الحافظ في الفتح (11/ 466):" يطلق على الحوض كوثر لكونه يُمدّ منه"0 – كما عللته لكم – ثبت في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه (النبي) صلى الله عليه وسلم قال عند وصف الحوض: [يغتُّ فيه ميزا بان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورِق] والغت: هو جريان الماء بصوت، غتّ يَغُت غَتًّا إذا جرى الماء وصار له صوت عند جريانه من شدة هذا الماء وقوته واندفاعه، وهو الدفق بتتابع إذن معنى يغت فيه، يتدفق فيه ماء متتابع لا ينقطع.
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يشخب فيه ميزا بان من الجنة]، شخب يشخب أي يسيل فيه ميزا بان من الجنة.
وثبت في سنن الترمذي بسند حسن صحيح، والحديث رواه ابن ماجه وأحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [الكوثر نهر في الجنة] وهذا هو النهر الذي له ميزا بان يغتان ويشخبان في الحوض [حافتاه من ذهب ومجراه الدّرّ والياقوت وتربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج].
(مجراه) أي أرضه التي يجري فيها، ممر الماء، (حافتاه) أي جانباه.
إذن بالنسبة للبياض صار معنا ثلاثة أوصاف أبيض من اللبن، ومن الورق، ومن الثلج، والثلج ترى بياضه يزيد على الماء.
وهو أحلى من العسل وأطيب من المسك هذا كله في هذا النهر الذي هو في الجنة وهو نهر الكوثر وفيه ميزابان من ذهب وفضة يشخبان ويغتان في حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
س: هل هذه الأوصاف تكون لنهري دجلة والفرات أيضاً؟
جـ: لا، لا يكون هذا إلا للكوثر فقط، فهو خاص به حتى الأنهار الأخرى التي في الجنة ليس لها هذه الميزات والصفات.
وسيأتينا في الأمر الرابع أن لكل نبي حوضاً، لكن ليس حلاوة مائه وطيب رائحته كحوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثالث: مكان الحوض وموضعه:
كما ذكرنا هما حوضان، فأما الحوض الثاني الذي هو نهر الكوثر فهذا في الجنة بالاتفاق، وأما الحوض الأول الذي يستقي ماءه من الكوثر فهو قبل الجنة بالاتفاق، لكن اختلف في موضعه ومكانه بالتحديد، فهل يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط؟ أم يكون بعدهما؟
في المسألة قولان لأئمتنا الكرام:
وانتبه إلى أن هذين القولين ليسا من باب التقدير العقلي، إنما من باب فهم هذا من النصوص الشرعية، فالفهم من النصوص هذا غير اختراع شيء من العقول ...
القول الأول: - وعليه المعول – أن الحوض يكون قبل الميزان وقبل مرور الناس على الصراط المستقيم وقبل الحساب لأمرين معتبرين: أولهما: الحكمة من وجود الحوض ما أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم [من شرب منه لم يظمأ .. ]، الناس يخرجون من قبورهم عطشى، لاسيما عندما يحشرون في الموقف [حفاة عراة غرلاً] نسأل الله حسن الخاتمة والعافية – والشمس تدنو من رؤوسهم ويلجمهم العرق فيسبحون فيه كأنهم في أحواض ماء، فما الذي يحتاجونه في ذلك الوقت؟ إنه الحوض، لذلك يكرم الله الموحدين في ذلك الحين بالشرب من حوض نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه، وهو فرطنا على الحوض، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام، فإذن أول ما يحصل لنا عند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/465)
البعث لقاء نبينا عليه الصلاة والسلام، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام على حوضه يقول: هلم، هلم، ويسقينا.
فإذن لتظهر كرامة نبينا عليه الصلاة والسلام وليظهر فضله على أتم وجه، يكون هو الذي يزيل عطش الناس المؤمنين من أمته لما منّ الله عليه في الآخرة من تلك النعمة، كما أزال عنا في هذه الحياة الهم والغم بواسطة النور الذي بلغه إلينا فاطمأنت قلوبنا (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
فإذن أول ما يستقبلونه بعد البعث حوض النبي عليه الصلاة والسلام، فمن كان مؤمناً موحداً سقاه النبي صلى الله عليه وسلم وشرب، وإذا شرب لم يظمأ أبداً، طال الموقف أو قصر فإنه لا يبالي بذلك.
ثانيا: تواتر في حديث الحوض المتواتر أنه يُذاد وسيأتي ذكر الحديث- يدفع ويبعد أناس عن حوضه فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: أمتي أمتي، يُذادون ولا يشربون فيقال: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك والحديث في الصحيحين فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي. فهذا الذود متى يكون؟
لو كان بعد الصراط لسقطوا في النار، ولا يوجد بعد الصراط إلا الجنة، فدفع الناس لكونهم منافقين مرتدين يكون قبل الصراط لأنهم لو مروا على الصراط ونجوا لدخلوا الجنة وإذا سقطوا في جهنم لن يَرِدُوا الحوض لِيُدْفَعُوا عنه ويُبْعَدُوا.
وهذا الذي ارتآه ورجحه الإمام القرطبي في التذكرة في المكان المتقدم أي صـ (362).
والإمام ابن كثير في النهاية رجحه أيضاً كما قلت لكم إنه بحث في أحاديث الحوض فيما يزيد على 30 صفحة من أول الجزء الثاني إلي ص35 كلها في الحوض، وقد روى جميع الأحاديث بالسند الذي رواها به أصحاب الكتب المصنفة فإذا ذكر حديثاً في المسند ذكر إسناد الإمام أحمد وهكذا البخاري وغيره ولذلك طالت صفحات الكتاب والحقيقة أن أكثر صفحات الكتاب متشابهة فيورد عشرة أحادث في وصف الحوض عن الصحابة مثلا ًكلها بمعنىً واحد ولذلك لم أطل في ذكرها ومردها لا لزوم له لأنه يغني عن البقية وقلت لكم إن الحافظ ا بن حجر تتبعها فوصلت إلى (56) صحابياً رووا أحادث الحوض، قال وبلغني أن بعض المعاصرين جمعها فبلغت (80) طريقاً، ولعل الحافظ ابن حجر كان يقصد بقوله (بعض المعاصرين) الإمام العَيْنِي، أقول لعله يقصده، فقد كان بينهما شيء من النفرة فيكني عنه الحافظ دائماً في الفتح ولا يصرح به، فلعله يقصده والعلم عند الله.
والإمام ابن حجر شرح صحيح البخاري في فتح الباري
والإمام العَيْنِي شرح صحيح البخاري في عمدة القاري
والكتابان متقاربان في الحجم، فعمدة القاري (12) مجلداً في 25 جزء، وقد كان ابن حجر والعيني – في بلدة واحدة - مصر- لكن أصل الإمام العيني من بلاد الشام ثم هاجر بعد ذلك إلي مصر واستوطن فيها، وشرحا صحيح البخاري في وقت واحد، وكان كل منهما قاضياً ابن حجر قاضي الشافعية والعيني قاضي الحنفية، والأقران في الغالب يجري بينهم شيء مما يجري بين بني الإنسان، لكن دون أن يصل ذلك إلى معصية أو اعتداء، هذا في الغالب وكما قال الإمام الذهبي: ما أعلم أحداً سلم من الحسد إلا الأنبياء .. ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم – والحديث في درجة الحسن – [ثلاثة لا ينجو منهن أحد، الظن والطيرة والحسد، وسأخبركم بالمخرج من ذلك: إذا ظننت فلا تتحقق] أي إذا رأيت شخصاً أو تصرفاً فلا تقل لعل هذا حوله ريبة - فهذا ظلم كفارته ألا تتحقق هل توجد تلك الريبة أم لا؟ [وإذا تطيرت فامض ِ] مثلا ً خرجت في صباح ذات يوم فرأيت صورة مكروهه فقلت هذا صباح مشئوم، فلا ترجع إلي البيت، بل امض ِ إلى طريقك وقل: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك، لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يصرف السيئات إلا أنت. [وإذا حسدت فلا تبغي] أي لا تتجاوز وتعتدي. وأنا لا أجزم أنه يقصد الإمام العيني لكن في غالب ظني أنه كذلك.
وأنا أعجب حقيقة لاشتهار فتح الباري بين الناس وعدم انتشار عمدة القاري بينهم ولله في خلقه سر لا يعلمه إلا هو، ولا أقول ذلك لم ينتشر بل هو منتشر لكن ليس له من القدر والمكانة – كما يقال – ما لفتح الباري.
الحاصل .. إن الإمام ابن كثير رجح هذا القول في النهاية (2/ 3) للأمرين المعتبرين اللذين ذكرتهما لكم.
القول الثاني: أن الحوض بعد المرور على الصراط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/466)
وإلى هذا مال الإمام البخاري عليه رحمات ربنا القوي، وفقهه في تراجم أبوابه ومذهبه في تراجم أبوابه، فأورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الميزان والشفاعة والصراط، في كتاب الرقاق قال الحافظ ابن حجر:"أشار البخاري إلى أن الحوض يكون بعد الصراط، أورد أحاديث الحوض بعد أحاديث الشفاعة والصراط"
ويفهم من كلام الحافظ ابن حجر الميل إلى هذا القول، حيث قال معللا ً ما سبق
(1) لأن الصراط بين الجنة والموقف ميزابان يغتان ويشخبان في الحوض، فلو كان الحوض في عَرَصَات الموقف وفي ساحة الحساب لكان الصراط حاجزاً بين هذين الميزابين وبين الحوض، فكيف سيصب الميزابان ماءهما في الجنة إلى الموقف وبينهما هذه الفجوة صراط وتحته جهنم. نسأل الله العافية وكل من سقط منه يسقط في جهنم وبئس المصير فإذا كان الأمر كذلك فالحوض بعد الصراط وهو قُبيل الجنة قََبل أن يدخلها المؤمنون يشربون من الحوض ويستقبلهم نبينا عليه الصلاة والسلام عندما ينتهون من الصراط فيسقيهم من حوضه فينتعشون ويفرحون بعد أن مَنَّ الله عليهم بالسلامة ثم يدخلون دار النعيم، وهذا دليل.
(2) دليل آخر قرروا به هذا القول وهو: أنه ثبت في الحديث أن مَنْ شرب مِنَ الحوض لم يظمأ بعده أبداً، وقالوا: إذا لم يكن الحوض بعد الصراط فسنقع في إشكال من هذا النص والنصوص الأخرى وهو أن عصاه الموحدين سيعذبون في نار الجحيم ولا بد أن يعذب منهم قسم لم يغفر الله لهم لأن الأحاديث تواترت في إخراج العاصين من النار وهذا يعني أن هناك عذاباً للعصاة لكن هناك أناس يعفى عنهم وأناس يعذبون، قالوا: فهؤلاء الموحدون اللذين عذبوا في النار هل شربوا من الحوض أم لا؟ إن قلنا لم يشربوا، فالأمر ليس كذلك لأنهم موحدون وليسوا من المخلدين في نار جهنم فهم يستحقون السقيا والشراب إذ كيف يعامل الموحد معاملة المنافق والملحد. وإن قلنا شربوا، فكيف سيلقون في النار، وفي النار سيعطشون. لكن إذا كان الحوض بعد الصراط فلا إشكال لأن من شرب منه دخل الجنة فالذي يعذب في النار، ثم يخرج يجوز على الصراط ثم يشرب من الحوض ويدخل الجنة وحينئذ لا إشكال هنا على هذا القول. وهذا القول على ما وجاهة ما عُلِّلَ به فهو مردود لأمرين:
الأمر الأول: لا مانع أن يكون بين الحوض والجنة فاصل، والميزابان يصبان فيه بطريقة يعلمها الله ولا نعلمها، كما قلنا في النيل والفرات فإنهما يَصبُّ فيهما نهر من أصل سدرة المنتهى بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها وكم بينهما من حواجب وفواصل وليس عندنا ميزاب متصل من سدرة المنتهى إلى النيل والفرات إنما هو أمر غيبي أخبرنا عنه نبينا عليه الصلاة والسلام آمنا به ولا نبحث في كيفيته.
والأمر الثاني: قولهم إذا شرب عصاة الموحدين من الحوض وعذبوا في النار سيجدون العطش والظمأ، نقول: لا يشترط هذا فيعذبون بغير أنواع العطش، وذلك ليتميز العصاة في النار عن غيرهم من الكفار الأشرار في أنهم يعذبون ولا يعطشون كرماً من الله وفضلا ً.
فالأمران مردودان، ثم نقول لهم أخبرونا كيف سيذاد ويدفع أناس عن الحوض إذا كان الحوض بعد الصراط؟! فهذا لا يأتي أبداً , فأدلتكم يمكن أن يجاب عنها، أما أدلة القول الأول فلا يمكن الإجابة عنها مطلقاً؛ ولذلك القول الأول هو الصحيح وعليه المعول بأن الحوض قبل الصراط والعلم عند الله.
الأمر الرابع: هل للأنبياء عليهم الصلاة و السلام أحواض في عَرَصَات الموقف وساحة الحساب كما لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض:
سبق أن ذكرنا أن العبرة في هذا الموضوع على النقل لا على العقل، فعمدتنا المنقول الثابت ولا دخل للاجتهاد ولا للمعقول.
وقد ورد في ذلك حديث لكن اختلف في درجته، روى الإمام الترمذي في سننه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن لكل نبي حوضاً ترده أمته وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارداً، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً].
(يتباهون) أي يتحدثون بنعمة الله عليهم بمنزلة حوضهم وبمن سيرده.
(أيهم أكثر وارداً) أي جماعة يردون على حوضه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/467)
وهذا الرجاء والذي رجاه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث حققه الله له، فأكثر أهل الجنة من أمته، وأكثر الأحواض التي سيردها الموحدون المؤمنون هو حوض نبينا عليه الصلاة والسلام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يقول ربنا فيه: [يا آدم قم فابعث بعث النار من كل ألف واحد إلى الجنة وتسعمائة وتسع وتسعون إلى النار، فخاف الصحابة وارتاعوا فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبروا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا، قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا، وقال: إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة] والحديث في الصحيحين.
وقد ثبت في المستدرك وغيره بسند صحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون صفاً منهم من هذه الأمة] ونحن مع ذلك نرجو أن يكون كل صف من هذه الأمة أضعافاً مضاعفة على سائر الصفوف الأخرى، فهي ثلثان في عدد الصفوف لكن نرجو أن تكون في عدد الأفراد أكثر بكثير، ونسبة هذه الأمة في الجنة لا تنقص عن الثلثين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: [ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، إنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة] وهذا لفظ مسلم.
فهذا الرجاء حققه الله لخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام.
ومعنى الحديث أن كل نبي أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر، أي البشر يؤمنون بمثل هذه الآيات عندما تظهر وهي خوارق العادات (المعجزات كما أيد الله أنبياءه السابقين بمعجزة، فكل من رأى تلك المعجزة يُؤمن كما هو الحال في نبي الله عيسى عليه السلام يبرأ الأكمة والأبرص ويحي الموتى بإذن الله، لكن تلك المعجزة مضت وانقضت، فالذين جاؤوا بعد ذلك لم يروها، ولذلك قد يحصل عندهم ارتياب في أمر النبي عليه صلوات الله وسلامه، أما ما يتعلق بهذه الأمة، فمعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام هي القرآن، وهذه المعجزة يراها المتأخر كما رآها المتقدم، فأبو بكر رضي الله عنه وآخر فرد في هذه الأمة بالنسبة لرؤية معجزة النبي عليه الصلاة والسلام سواء، فجعل الله معجزة نبينا عليه الصلاة والسلام عين رسالته ودعوته وهي القرآن الكريم الذي أُمِر بتبليغه.
فالحاصل .. أنه قال: [أرجو أن أكون أكثرهم تابعاً]، وفي حديث سمرة قال: [لأرجو أن أكون أكثرهم وارداً] فحقق الله له هذا الرجاء.
وحديث سمرة كما قلنا رواه الترمذي، وقد قال عنه: غريب، وغرائب الترمذي لا تسلم من مقال فهي ضعيفة والسبب في هذا أن الحسن البصري عليه رحمة الله عنعن الحديث عن سمرة أي رواه بصيغة عن ولم يصرح بالسماع، وفي سماع الحسن عن سمرة اختلاف، وأئمة الحديث على ثلاثة أقوال في ثبوت سماعه من سمرة:
1 - لم يسمع منه مطلقاً.
2 - سمع منه مطلقاً.
3 - وهو المعتمد، سمع منه حديث العقيقة، وقد صرح في سنن النسائي بأنه سمع حديث العقيقة من سمرة بن جندب رضي الله عنه.
والحسن مدلس بالاتفاق وقد عنعنه – كما ذكرنا – ورواية المدلس إذا لم تكن بصيغة السماع فهي محمولة على الانقطاع، فالسند إذن منقطع بين سمرة وبين الحسن.
كما أن الحسن رفعه في بعض الطرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط سمرة فصار إذن مرسلاً لأن المرسل هو مرفوع التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مرفوع تابع على المشهور ? مرسل أو قيده بالكبير
كما قال هذا الإمام عبد الرحيم الأثري العراقي في ألفيته المشهورة.
وقوله (أو قيده بالكبير) فهذا قول آخر في تعريف المرسل وهو أن التابعي لابد أن يكون كبيراً، من كبار التابعين لا من أوسطهم ولا من صغارهم.
والمعتمد أن التابعي صغيراً كان أو كبيراً، إذا رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو حديث مرسل، فالحسن إذن أسقط سمرة رضي الله عنه، ولذلك قال الترمذي: وورد أن الحسن لم يذكر سمرة فهذا مرسل وهو أصح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/468)
والرواية المرسلة رواها ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح إلى الحسن، أن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن لكل نبي حوضاً ... ] الحديث.
لكن مراسيل الحسن – كما يقول أئمتنا -، أشبه بالريح لا يعول عليها ولا يأخذ بها، لأنه كان لا يبالي عمن أرسل بخلاف مراسيل سعيد بن المسيب فهذه كلها يأخذ بها، حتى مَنْ ردَّ المرسل أخذ بمراسيل سعيد بن المسيب كالإمام الشافعي عليه رحمة الله.
فإن سعيد بن المسيب كان يسمع من عمه والد زوجته أبي هريرة أحاديث ويحدث عنه أحياناً، ويسقطه ولا يصرح به أحياناً أخرى لاعتبارات، منها أمور سياسية، فقد ينقل عنه سعيد رواية تتعلق بأمور العامة فلا يصرح بها بإضافتها لأبي هريرة لئلا تصبح هناك مشاكل وابتلاءات كما هو الحال في العصور التي جاءت بعد عصور الخلفاء الراشدين، وهذا من جملة أغراض التدليس حذف الصحابي أو الشيخ الذي أخذ عنه التلميذ فيسقطه لأن حوله ما حوله من الاعتبارات، وكأنه يقول لئلا ندخل في مشاكل مع الدولة، فنرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونسقط الواسطة (أبا هريرة) لئلا يُستدعى ويحقق معه وما شاكل هذا.
وفعلا ً كان أبو هريرة يحفظ أحاديث فيها الإشارة إلى ذم بني أمية، فعلم سعيد بن المسيب أنه إذا حدث بها وسمى أبا هريرة، فهذا سيجر بلاءً عليه – أي على عمه – وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه – كما في صحيح البخاري - يقول: [حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم وعاءين، أما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم] أي لقطعت رقبتي، وهذا الذي كتمه لا يتعلق بالأحكام العملية، لأنه لو كان في الأحكام العملية لبثه أبو هريرة ولم يكتمه وهو يعلم وزر كتمان العلم، إنما كان ما يكتمه هو شيء فيه الإشارة إلى ذم الأمراء الذين سيأتون بعد معاوية وأولهم الفاسق المشهور يزيد بن معاوية الذي جاء وأفسد في دين الله، وفعل ما فعل ويكفيه عاراً وشناراً قتل الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم [قلت: لم يثبت بأي سند صحيح هذا الأمر، وقد ألف في هذه الرسالة]، ولذلك كان أبو هريرة يستعيذ بالله من رأس الستين وإمرة الصبيان قبل أن يأتي رأس الستين، فمات رضي الله عنه عندما قبل رأس الستين وسلم من الفتن التي جاءت بعد الستين.
سعيد بن المسيب عندما يروي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسقطاً الواسطة ففي الغالب هو أبو هريرة، وقد تتبع أئمتنا مراسيل سعيد فوجدوها موصولة من طرق ثابتة وصحيحة عن الصحابة؛ ولذلك احتجوا بمراسيله.
الحاصل .. أن وراية الترمذي مرفوعة إلا أنها منقطعة ورواية ابن أبي الدنيا هي بسند صحيح إلى الحسن والحسن رواه مرسلاً، فالحديث من هذين الطريقتين ضعيف مرفوعاً.
لكن يتقوى بالقواعد المقررة في شرع الله وهي أن ما ثبت لهذه الأمة يثبت للأمم الأخرى، وعليه فالحوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام يكون لسائر الأنبياء الكرام عليهم السلام، إذ لا يليق بكرم الله وحكمته أن يسقي موحدي هذه الأمة ويترك الموحدين من الأمم السابقة.
ثم أضيف هنا وأقول: الحديث يتقوى () ليصل إلى درجة الحسن إن شاء الله،لأن له ثلاث شواهد متصلة عن أبي سعيد الخدري كما أخرجه ابن أبي الدنيا، وعن ابن عباس كما أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً عن عوف بن مالك، هذا بالإضافة إلى الشاهد المرسل الصحيح الذي أخرجه ابن أبي الدنيا أيضاً، فالحديث بمجموع هذه الطرق يكتسب قوة ويرتفع إلى درجة الحسن، والعلم عند الله.
إذن فلكل نبي حوض في الآخرة في عَرَصَات الموقف كما لنبينا عليه الصلاة والسلام، لكن يمتاز حوض نبينا عليه الصلاة والسلام بأمرين:
الأمر الأول: أن ماء حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أطيب المياه فهو من نهر الكوثر، وهذا لا يثبت لغيره من الأحواض.
الأمر الثاني: أن حوض نبينا عليه الصلاة والسلام هو أكبر الأحواض وأعظمها وأجلها، و هو أكثرها وارداً.
وإلى جانب هذا ذهب أئمة الإسلام، يقول الحافظ في الفتح (11/ 467) عند أحاديث الحوض في كتاب الرقاق: "إن ثبت () – أي خبر الترمزي ومرسل الحسن – فالمختص بنبينا عليه الصلاة والسلام "أن حوضه يكون ماؤه من الكوثر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/469)
والأمر الثاني قال فيه الإمام ابن كثير في النهاية (2/ 38) حوض نبينا عليه الصلاة والسلام أعظمها وأجلها وأكثرها وارداً".
تنبيه: ورد في مطبوعة مكة من شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق أحمد شاكر، وفي مطبوعة المكتب الإسلامي بتحقيق جماعة من العلماء تصحيف بدل كلمة (أجلها) وقع عندهم (أجلاها)، وإن كان كلا المعنيين صحيح.
الخلاصة: أن لكل نبي حوضاً يوم القيامة، لكن حوض نبينا عليه الصلاة و السلام يمتاز بأمرين ماؤه أطيب المياه، ووارده أكثر من بقية الأحواض.
الأمر الخامس: يتعلق بأمرين:
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره.
أ - بيان من يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم:
كل موحد ختم له بالتوحيد سيرد ذلك الحوض المجيد
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: [أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة (يعني البقيع) فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون] وفي بعض الروايات في زيارات نبينا عليه الصلاة والسلام للقبور يقول: [السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون].
و (السلام عليكم) هذا خطاب من يسمع ويعقل ويعي ويفهم، وسماع الأموات أدق من سماع الأحياء، ولذلك لو دخل داخل إلى المعهد وسلم عند باب المعهد لن يسمعه مَنْ في الفصل بل حتى لو كان أقرب من ذلك، بينما لو كنا موتى لسمعناه فبمجرد أن يدخل رجل إلى المقبرة ويقول السلام عليكم لسمع كل مدفون في تلك المقبرة – ولو كانت واسعة ما كانت – سلامه وردوا عليه في قبورهم.
و (إن شاء الله) هل هناك شك في اللحوق بهم؟ لا لكنها من باب التبرك وتعليق الأمر على أنه تابع لمشيئة الله، كقوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)، وسيأتينا بحث الاستثناء في الإيمان إن شاء الله تعالى فهو من المباحث المقررة عندنا، وأن الاستثناء يجوز في الإيمان لأربعة أمور معتبرة من جملتها هذا من باب التبرك باسم الله، فتقول أنا مسلم إن شاء الله تعالى، ولا بأس في ذلك.
ثم قال نبينا وحبيبنا عليه صلوات الله وسلامه – وهذه تكملة الحديث [وددت أنا رأينا إخواننا فقال الصحابة رضوان الله عليهم: أولسنا بإخوانك يا رسول الله؟!، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني] عليك صلوات الله وسلامه، انتبه!! (أنتم أصحابي) أي أنتم لكم مزية على الأخوة العامة فقد فزتم بشرف الصحبة فأنتم إخوان وأصحاب.
وَمَََنْ بعدكم إخوان لي، كما تقول هذا ابني ولا تقول هذا أخي، فهو أخوك في دين الله ولكن تقول له ابني لأن هذا أخص من الأخوة العامة وهنا كذلك الصحبة أخص من الأخوة العامة.
فانظر لحب نبينا عليه الصلاة والسلام لنا، فلنكافئ هذا الحب بمثله، فهو يتمنى أن يرانا ووالله نتمنى أن نراه بأنفسنا وأهلينا وأموالنا ولو قيل لنا تفوزون بنظرة إلى نور نبينا عليه الصلاة والسلام مقابل أن تفقدوا حياتكم وأموالكم وأهلكم، لقلنا هذا يسير يسير، ضئيل حقير، ولذلك ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [من أشد أمتي لي حباً ناسٌ يكونون من بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله] وهو في مختصر مسلم برقم (1604).
وتتمة الحديث الذي معنا [فقال الصحابة: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي من أمتك ولم تره؟! فقال: أرأيتم لو أن رجلا له خيلٌ غُرٌّ محجلة بين ظهري خيل دُهْم بُهْم، أما كان يعرفها؟ قالوا: بلى، قال: فإن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجلين من آثار الوضوء وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادنّ رجالٌ عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمّ، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً] اللهم لا تجعلنا منهم بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين.
(غرّ): الغرّ بياض في الوجه، وهو من الصفات الجيدة في الفرس، وهذه الأمة تبعث يوم القيامة والنور يتلألأ في وجهها من آثار الوضوء، والوضوء حلية المؤمن.
(محجلة): بياض في قوائم الفرس، وهو من الصفات الجيدة فيها أيضاً، وهو من علامة جودتها، وهذه الأمة تأتي يوم القيامة وأعضاء الوضوء فيها تتلألأ (الوجه والأيدي والأرجل)، ففي وجوههم نور وفي أطرافهم نور.
(دُهْم) سوداء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/470)
(بُهم) سوادها خالص ليس فيها لون آخر.
فهذه الأمة تأتي يوم القيامة غراًُ محجلين، فالوضوء ثابت لهذه الأمة وللأمم السابقة لكن أثر الوضوء (الغرة والتحجيل) ثبت لهذه الأمة ولم يثبت للأمم السابقة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ولذلك ورد في صحيح مسلم أنه [سيما ليست لغيركم] أي هذه السمة الغرة والتحجيل ليست لغيركم.
إذن إخوانه عليه الصلاة والسلام ونسأل الله أن يجعلنا منهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، وجميع أهل الموقف ليس لهم هذا الوصف، وبالتالي فيميز نبينا صلى الله عليه وسلم أمته الكثيرة من تلك الأمم الوفيرة الغفيرة.
ثم أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن صنف شقي، أظهر الإيمان وأبطن النفاق والكفران، فيأتون إلى حوض النبي عليه الصلاة والسلام فيذادون ويدفعون تدفعهم الملائكة وتطردهم فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألا هلم، هلم فأنتم من أمتي ويبدو عليكم – في الظاهر – علامات الوضوء!! لكن بعد ذلك يخفت ذلك النور ويذهب، فيقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك وفي بعض الروايات: [إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ أن فارقتهم] وقد حصل هذا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فيمن ارتدوا، وهذا حاصل في هذه الأيام بكثرة فيمن يدعي الإسلام ويحارب النبي عليه الصلاة والسلام يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، فهل يرد هذا حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا، إن هذا أكفر من أبي جهل وألعن من إبليس، فهو وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فقد أتى بما ينقض به إيمانه، حيث زعم أن شريعة الله لا تصلح لهذه الحياة، فهي أمور كهنوتية فقط، في داخل المسجد نصلي ونرقص (رقص الصوفية) وخارج المسجد ليس لله شأن في حياتنا وأمورنا، كما قال سعد زغلول "الدين لله والوطن للجميع".
وكما قال شاعر البعث عليه وعلى حزبه لعنة الله:
سلام على كفر يوحد بيننا ? وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ويكتبون في شعاراتهم الضالة في الأمكنة البارزة على الأركان وغيرها:
كذب الدعي بما ادعى ? البعث لن يتصدعا
لا تسل عني ولا عن مذهبي ? أنا بعثي اشتراكي عربي
ولا يقولون: أنا مسلم، بل الإسلام في المسجد فقط.
ويكتب الآن في لوحات المدارس: لو مثلوا لي وطني وثناً لعبدت ذلك الوثن.
كلمة وطن ووطنية فما هي الوطنية؟!!
إن الجنسية المعتبرة بين العقلاء والتي يمكن أن تجمع بين الناس جميعاً هي جنسية الإسلام فقط، وكل ما عداها يفرق بين المسلمين ويوقع بينهم العداوة.
الحاصل .. من يدعو إلى الأفكار الهدامة الباطلة، فماذا سيكون حاله؟ هل يشرب من الحوض؟! وهل يستوي مع المؤمنين في الشرب منه؟
لا يستوي إخوتي الكرام.
وليس معنى يذادون للرجال فقط أي أن النساء لا تذاد، بل هذا من باب تعليق الشارع الأحكام بصنف من الصنفين وما يشمل أحدهما يشمل الصنف الآخر، كقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) و (الذين) خطاب للذكور، (وعليكم) خطاب للذكور أيضاً ويشمل الذكور والإناث، لأن ما ينطبق على الرجل ينطبق على المرأة سواءً بسواء إلا إذا قام دليل على التخصيص فالنساء شقائق الرجال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فمثلا ً: لو جاءت هدى شعراوي للحوض فهل تتمكن من الشرب منه؟ لا فهذه أعتى من أبي جهل، وأعتى من عبد الله بن أبي بن سلول.
وكذلك نزلي سعد زغلول وميادة أو مي الشاعرة (هؤلاء الثلاثة صاحبات الصالونات في مصر االتي أفسدت العالم).
وأنا أعجب حقيقة – إخوتي الكرام – لمضاء عزيمة النساء وكيف غيرت هذه النساء الثلاثة الحياة في هذه الأوقات.
وفي المقابل تأتي للنساء الصالحات فلا ترى بعد ذلك إلا خمولاً وانعزالية وعدم بصيرة في هذه الحياة وتدبير لما يراد بهن فهذا لابد له من وعي – إخوتي الكرام – ولابد له من عزيمة ولابد من تحرك.
فإذن هناك رجال يذادون ونساء يذدن ويدفعن فليس هو عقوبة للرجال فقط.
وثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أنا فرطكم على الحوض، ومن ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/471)
وفي رواية أبي سعيد الخدري في تكملة حديث سهل بن سعد الساعدي [فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، سحقاً، سحقاً لمن بدل بعدي].
(والفرط) هو المتقدم أي أنا أتقدمكم على الحوض.
إذن يرده كل الموحدين إلا من بدل وغير ونافق وكفر.
ب - بيان من يتقدم في الورود عليه ويسبق غيره:
أول مَنْ يتقدم في الورود عليه عندما يخرج الناس من قبورهم وهم عطاش هم صعاليك المهاجرين وفقراؤهم.
المحاضرة التاسعة عشرة: الأربعاء 10/ 4/1412هـ
ثبت في سنن الترمذي بسند حسن عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أول الناس وروداً على الحوض فقراء المهاجرين، الشُعث رؤوساً، الدُنُس ثياباً، الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد].
(الشعث): جمع أشعث، أي شعره متلبد وليس عنده وقت لتمشيطه وتسريحه وتجميله.
(دُنس): أي ثيابهم دنسة، وليس المراد من الدنس فيها نجاسة أو قذارة لكنها ثياب ممتهنة عند الناس قي قلة ثمنها، هذا كما ثبت في سنن الترمذي وغيره بسند حسن [البذاذة من الإيمان] والبذاذاة هي رثة الهيئة وعدم الاعتناء بالملبس، فمتى ما كوى ملابسه فليست دنسة حينئذ فلا يكوي ملابسه لا بنفسه ولا يضعها في دكان كي.
فخلاف حالنا الآن فعندما يريد أن يلبس الغُترة (الكوفية) فتراه لابد أن يجعلها مثل السيف من الأمام ولا نقول هذا حرام لكنها درجة دون الكمال أي أن يأْسِرَ الإنسانَ لباسُه، فليفرض أن هذا اللباس لم يتهيأ له ولذلك البذاذة من الإيمان [من ترك اللباس الفاخر وهو قادر عليه دعاه الله يوم القيامة وخَيَّرَهُ من حُلل الجنة ما شاء].
(الذين لا ينكحون المنعمات) هذا وصف ثالث أي الثريات الموسرات بنات المترفين والأغنياء، فلا يقبلون الزواج بهن.
(ولا تفتح لهم أبواب السُدد) وهذا هو الوصف الرابع، والسُدد هي القصور والمقصورات التي تكون خاصة بالمترفين، مثل بيوت الأمراء ومثل المقاصر التي عملها معاوية وهو أول من عمل المقصورة في المسجد وهي مكان خاص في المسجد لا يدخلها إلا هو وحاشيته ويوجد منها للآن في أكثر بلاد الشام وبلاد مصر وتكون على شكل طابق ثان ٍ لكنه ليس واسعاً وله مصعد خاص وغالباً ما يصلي عليه أناس خاصون فلو جاء إنسان مسكين لاسيما في العصر الأول ليصعد إلى هذه السدة منعوه، فهؤلاء أي الممنوعون هم أول من يرد حوض نبينا عليه الصلاة والسلام.
لِما امتاز الفقراء بهذا الورود؟ ولم يكن هذا للأغنياء من المهاجرين؟ فهم قد تركوا بلادهم وأوطانهم وأموالهم وما يملكون وخرجوا في سبيل الحي القيوم ابتغاء مرضاته ولا غرابة إن كوفئوا بالورود قبل غيرهم، لكن لم يحصل ذلك وفرق بينهم وبين الفقراء؟
إن الإنسان إذا هاجر وكان غنياً وعنده في هجرته ما يستعين به فإن ألم الهجرة والغربة يخف عليه، وإذا هاجر وكان فقيراً فيجتمع عليه أمران ومُصيبتان: الهجرة والفقر.
وإذا كان كذلك فبما أنه في هذه الحياة اعترتهم هذه الشدة فينبغي إذن أن يكرموا قبل غيرهم يوم الفزع الأكبر، لأنه قد اعترتهم شدة وكربة في هذه الحياة من أجل الله سبحانه وتعالى، فَيُطَمْأَن بالشرب أولاً مقابل ما حصل من قلق وخوف في هذه الحياة إذن. والمهاجر الغني ليس أمره كذلك.
وهؤلاء حالهم وإكرامهم كحال خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، فإن الناس يحشرون يوم القيامة حُفاة عُراة غُرْلاً () (كما بدأنا أول خلق نعيده) ويكون أول من يُكسى من هذه المخلوقات خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام والحديث في الصحيحين – لعدة اعتبارات فإن الجزاء من جنس العمل.
1 - فإن إبراهيم عليه السلام ألقي في النار ولما ألقي جرد من ثيابه كيوم ولدته أمه وقُيّد ثم رمي بالمنجنيق في النار العظيمة، وهو نبي من أولي العزم الكرام بل خليل الرحمن!!.
فإذا كان الأمر كذلك وامتهن من قبل الأشرار في هذه الحياة فسيكسى يوم القيامة أول المخلوقات وأهل الموقف كلهم عراة كما ولدوا الرجال والنساء لا ينظر أحد إلى أحد كما قال نبينا عليه الصلاة و السلام، كما قال تعالى: (لكل امرئِ منهم يومئذ شأن يغنيه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/472)
فأول من يكسى إبراهيم وهكذا من حصل له مثل حاله، وهذا يحصل للمؤمنين في هذا الحين من قبل المخابرات في الدول العربية عندما تأخذ شباب المسلمين لتعذبهم فتجردهم من ثيابهم ثم يعمشون أعينهم حتى لا يعلموا إلى أين يساقون، نسأل الله أن يكفينا شر الشريرين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، فهؤلاء الذين عذبوا في السر ليستحقون هذا الإكرام وهو الكسوة قبل غيرهم؟!
2 - لأن إبراهيم عليه السلام هو أول من سن لبس السراويل وهي أستر شيء لاسيما للنساء فإذا كان السروال طويلاً يصل إلى الكعبين بالنسبة للمرأة ويزيد على الركبة بالنسبة للرجل فهو ساتر للإنسان يحول دون كشف عورته لو سقط أو جلس ولم يحطت في جلسته، وأما هذه السراويل القصيرة التي يلبسونها في هذه الأيام من لا خلاق له ثم يخرج فتراه إذا جلس بدا فخذاه، وإذا سقط – لا سمح الله – بدت عورته. ولذلك ورد في معجم الطبراني وغيره – والحديث ضعيف لكن يستدل به في الفضائل: [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان جالساً أمام البقيع بعد دفن بعض الصحابة، فمرت امرأة تركب على دابة لها فتعثرت الدابة فسقطت فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنها بوجهه فقيل: يا رسول الله إنها مستورة – أي تلبس السراويل – فقال: اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي]، فخليل الرحمن إبراهيم من شدة حيائه هو أول من سن السراويل، فإذا كان فيه هنا الحياء فلا يصلح لأن يترك مكشوفاً كبقية المخلوقات، بل إنه تعجل له الكسوة قبل غيره.
3 - لأنه كان أخوف الخلق لرب العالمين وكان يسمع أزيز قلبه من خشوعه وخوفه من مسافة ميل، فإذا كان هذا الخوف وهذا الاضطراب وهذا القلق فينبغي أن يعجل له الأمن 0 والكسوة علامة الأمن وأنه مرضي عنه.
فإذن خليل الرحمن إبراهيم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه تعجل له الكسوة لهذه الاعتبارات وفقراء المهاجرين أوذوا وليس عندهم شيء يَتَسَلَّوْنَ به من مال يستعينون به في غربتهم فإذا بعثوا من قبورهم ينبغي أن يكون لهم شأن على أغنياء المهاجرين فضلاً عن سائر الأمة بعد ذلك.
ولما بلغ هذا الحديث – حديث ثوبان رضي الله عنه – عمر بن عبد العزيز رحمه الله بكى وقال: "لقد نكحت المنعمات" ويقصد بها فاطمة بنت عبد الملك، مع أنها تقول – أي زوجته: "ما اغتسل عمر بن عبد العزيز من جنابة - من مباشرة أو احتلام منذ ولي الخلافة حتى لقي ربه". وكانت خلافته مدة سنتين إلا شهرين، ثم قال: "وفتحت لي أبواب السدد" فالقصور تفتح لي عندما أذهب لها "لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ"؛ لينال هذا الوصف رحمه الله تعالى، أي أن ما مضى مني أسأل الله أن يتجاوز عنه ويعفو بفضله ورحمته، وأما من الآن بعد أن بلغني هذا الحديث فلن أفعل هذه الأمور.
وفاطمة بنت عبد الملك، والدها خليفة وزوجها خليفة، وأخوها خليفة – بل إخوتها الخمسة سليمان والوليد وهشام وغيرهم كانوا خلفاءً، وجدها خليفة فهذه من أعظم المنعمات وما حصل هذا لامرأة أخرى، وهي التي قيل فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها ? أخت الخليفة والخليفة زوجها
فإذن بكى رحمه الله لما بلغه هذه الحديث مع أنه رضي الله عنه جمع زوجته وإماءه وقال لهن: طرأ عليّ ما يشغلني عنكن فإن أردتن الفراق فلكن هذا، وإن أردتن البقاء فليس لي صلة بواحدة منكن .. فبكين بحيث سُمع البكاء في بيوت الجيران، ثم تحدثوا وسألوا ما السبب؟ فقالوا: عمر بن عبد العزيز خيَّر نساءه.
ثم بعد ذلك قال لزوجته فاطمة هذا الحلي الذي عليك لا يحق لنا أخذ تيه من والدك عبد الملك وهذا من بيت المال فأرى أن نعيده في بيت المال، فقالت سمعاً وطاعة فأخذت حليها وأعطته إياه فأعطاه لخازن بيت المال، وخازن بيت المال احتاط فوضعه في زاوية وما صرفه في مصالح المسلمين – وبيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز ممتلئ بالخيرات، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد [أن الحبة من القمح كانت في عهد عمر بن عبد العزيز كرأس الثوم] وحفظ هذا بعد موته وكتب عليه: هذا كان ببيت في زمان العدل.
ولما قيل له: إن الخيرات كثرت ونطلب من نعطيه الصدقة فلا نجد، فقال: اشتروا أرقاء وأعتقوهم واجعلوا ولاءهم لبيت المال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/473)
وكان في عهده ترعى الذئاب مع الغنم، وقد ثبت في حلية الأولياء أن بعض التابعين مرّ على راع ٍ يرعى الغنم فوجد عنده ما يزيد على ثلاثين كلباً، فقال له: ما تفعل بهذه الكلاب؟ وواحد يكفي!! فقال: سبحان الله، ألا تعلم أن هذه ذئاب وليست كلاب: فقال: ومتى اصطلح الذئب مع الشاة، فقال الراعي: "إذا صلح الرأس فما على الجسد بأس"، إذن إذا عدل أمير المؤمنين واتقى الله فإن الله يحول بين المخلوقات وبين الظلم.
ورعاة الماشية في البادية علموا بموت عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليلة انقضت فيها الذئاب على الغنم، فلما مات عمر وهم في البادية انقضت الذئاب على الغنم، فقالوا: أرخوا هذه الليلة – أي اكتبوا تاريخها – ثم ابحثوا عما حصل فقد مات عمر فلما تحققوا من الخبر علموا أن عمر مات في تلك الليلة رحمه الله ورضي عنه.
هذا هو عمر بن عبد العزيز، فخازن بين المال عندما أعطاه عمر رحمه الله حلي فاطمة، وضعه في زاوية وما تصرف فيه فبعد أن مات عمر رضي الله عنهم أجمعين جاء إليها وقال: هذا حليك الذي أخذه عمر احتفظت به كما كان، فإذا أردتيه فخذيه، فقالت: ما كنت لأزهد فيه في حياة عمر ولأرغب فيه بعد موته.
فانظر لهذا العبد الراشد وهو خامس الخلفاء الراشدين كما قال الشافعي: "فالخلفاء خمسة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز"وهو خليفة راشد باتفاق أئمتنا وهو مجدد القرن الثاني باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 101 هـ عليه رحمة الله فعاش شيئاً من نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني.
وهو أول مجددي هذه الأمة، وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في سنن أبي داود وغيره بإسناد جيد [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].
س: هل جاء مجددون بعده؟
ج: لا شك في ذلك، فقد جاء مجددون في كل قرن ولا يشترط أن يأتي واحد بعينه، فمجدد القرن الثالث الإمام الشافعي باتفاق أئمتنا لأنه توفي سنة 204 هـ،ـ ويشترط في المجدد كما قلت لكم أن يدرك نهاية القرن المنصرم وبداية القرن التالي فالشافعي ولد سنة 150 هـ، فهو المجدد الثاني إذن، وهكذا سرد أئمتنا عدداً من المجددين إلى زماننا ولا يشترط أن يكون واحداً بعينه فأحياناً يوجد عدد من المجددين بحيث أن واحداً يجدد مثلاً في أمر العقيدة وتصحيح الأذهان من الخرافات، وآخر يجدد في نشر الحديث، وآخر في الجهاد، وهكذا في رأس كل مائة سنة.
ونحن في هذه الأيام – لا أقول كما يقول الناس نشهد صحوة بل في بلوى وفي عمىً – يوجد من فضل الله شيء من مظاهر التجديد وأموره ونحن في بداية قرن، وهو القرن الخامس عشر الهجري فحقيقة قد حصل تجديد في هذا الوقت كثير لكن لا أقول صحوة كما يفهم الناس ويخدرونهم بهذا الكلام لكن حصل التجديد وحصل الوعي وهذا من فضل الله.
فمصر مثلا ً سنة 1970 م لما ذهبتُ إليها لم تكن لترى فيها امرأة متحجبة، ولا ترى رجلاً في وجهه لحية، فمن فضل الله المتحجبات الآن في مصر لا أعلم لحجابهن نظير على وجه الأرض، إلا نساء الصحابة، فأنا لم أر امرأة تلبس جلباباً يجر على الأرض ذراعاً إلا في مصر، ولا أقول شبراً، وجر الثياب بالنسبة للرجل حرام ولا ينظر الله إلى من جر ثيابه خيلاء، وما نزل عن الكعبين في النار.
وانظر لعادات الناس في البلاد المتغطرسة المتكبرة، فالرجال تجر الثياب والنساء تقصرها إلى الركبتين بل إلى ما فوقها فسبحان الله!!.
والمرأة يجوز لها أن تتحجب بحيث تستر رجلها ويستحب لها أن ترخي ثيابها شبراً فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم [أترخيه شبراً قالت امرأة: يا رسول الله، إذن تبدو قدمها، فقال: لترخيه ذراعاً ولا تزد].
(تحدث الشيخ عن أطماع الغرب في أن نقلده في كل شيء إلا في المرأة، وفوجئ بأن نساءنا قلدنه تقليداً لا مثيل له فوجه سهامه لهن وخطط لإشراكهن في ميادين الحياة العامة ما ينفعها ولما لا ينفعها ومنه ما يسمى بتطوع النساء للقتال والدفاع المدني وكيف صارت المرأة سلعة مبتذلة بسبب هذه المخططات ثم ذكر قول علي رضي الله عنه، شر خصال الرجل خير خصال المرأة، وأن المرأة تكون سلسلة مع زوجها نافرة عنيدة مع غيره.)
وقبل أن ندخل في مبحث الشفاعة عندنا فائدتان:
الفائدة الأولي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/474)
أنكر الخوارج والمعتزلة حوض نبينا عليه الصلاة والسلام، وحقيق بهم ألا يردوا ذلك الحوض وألا يشربوا منه.
فقالوا: لا يوجد لنبينا عليه الصلاة والسلام حوض ولا للأنبياء الآخرين عليهم السلام وحجتهم أن هذا لم يثبت في القرآن، وأمور الاعتقاد لابد من أن تكون في القرآن أو في حديث متواتر.
نقول: أما أن الحوض لم يثبت في القرآن فنحن معكم، لكن قلنا: إن الأحاديث متواترة وقد رواها ما يزيد على (56) وبلغت إلى (80) صحابياً، فهي إذا لم تكن متواترة فلا يوجد متواتر إذن فيقولون: إنها ليست متواترة عندنا بل هي أحاديث آحاد لا يؤخذ بها في الاعتقاد.
وقد ضل الخوارج والمعتزلة ومعهم الشيعة في قاعدة خبيثة انتبهوا لها:
أما الخوارج والمعتزلة فقالوا: كل حديث ورد في أمر الاعتقاد وليس له أصل في القرآن يطرح وهو مردود باطل.
تقول لهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لك يطرح ولا قيمة له، وهو باطل ولو كان في الصحيحين ولو أجمعت الأمة على تلقيه بالقبول، ولذلك أهل المدرسة العقلية كالضال محمد عبده وأمثاله كما ذكرت لكم سابقاً هكذا يفعلون بالأحاديث، يقولون: آحاد ولا يؤخذ بها في الاعتقاد، فأحاديث نزول عيسى عليه السلام مثلا ً– بلغت سبعين حديثاً وهي متواترة باتفاق المحدثين، يقول محمد عبده: "لنا نحو هذه الأحاديث موقفان: الأول: أن نقول هي آحاد فلا يؤخذ بها في الاعتقاد، الموقف الثاني، على فرض التسليم بثبوتها فنؤولها بأن المسيح الدجال هو رمز للدجل والخرافات وهي الجاهيلة التي كانت قبل بعثة خير البرية عليه الصلاة والسلام، والمسيح عيسى بن مريم رمز للنور والهدى وهو الإسلام الذي جاء وأزال الجاهلية، أما أنه سينزل عيسى ويقتل الأعور الدجال فيقول هذه خرافة!! لأن عيسى عندما أراد اليهود قتله هرب وذهب إلى الهند ومات هناك وقبره معروف هناك في قرية (سُرى نكر) واسم قبره (قبر عيسى الصاحب) والصاحب عند الهنود بمنزلة الشيخ في بلاد العرب وبمنزلة الخوجة عند الأتراك، وأما قول الله تعالى: (بل رفعه الله إليه) يقول رَفْعُه هو رفع مكانة لا مكان، وكأنه وضيعاً قبل ذلك!!!.
وأما الشيعة فقد زادوا على الخوارج والمعتزلة ضلالاً فقالوا: الأحاديث إذا كانت متعلقة بأمر الاعتقاد أو بالأحكام العملية وليس لها أصل في القرآن فهي مردودة 0إذن زادوا الأحكام العملية على الخوارج والمعتزلة، ولذلك الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها في النكاح محرم إلا عند الشيعة فعندهم يجوز أن تجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها باتفاقهم، والحديث قد ثبت في مسلم وغيره [نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين أربع نسوة بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها] لكنهم يقولون لا وجود لهذا في القرآن ولتقرؤوا آية المحرمات من النساء (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم .... ) ولم يقل وأن تجمعوا بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، نعم وأن تجمعوا بين الأختين فقط فالجمع بين الأختين محرم ولا مانع أن يجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، والحديث لا قيمة له فهذا قد أثبت حكماً لا وجود له في القرآن نعوذ بالله من هذا الضلال، فهؤلاء الشيعة، هم أضل من الخوارج والمعتزلة بل هم أضل من فرق الأمة على الإطلاق، لو خلقهم الله طيراً لكانوا رَخْماً والرخم طائر أحمق لا يأكل إلا العذرة، ولو خلقهم الله بهائم لكانوا حُمُراً- جمع حمير-، وهكذا حال الشيعة لا عقل ولا نقل، وجمعوا الضلال الذي تفرق في الفرق بأسرها، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة، إنما دخلوا كيداً للإسلام ومقتاً لأهله.
الفائدة الثانية:
روى ابن جرير في تفسيره عن ابن أبي نَجيح عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [من أحب أن يسمع خرير الكوثر فليضع أصبعيه في أذنيه].
ضع أصبعيك في أذنيك الآن واسمع صوت الكوثر حقيقة كصوت الفرات عندما يجري، وقد جربتُ هذا مراراً.
وهذا الأثر منقطع عن أمنا عائشة رضي الله عنها فابن أبي نَجيح لم يسمع منها قال الإمام ابن كثير في تفسيره وقد روى ابن أبي نَجيح هذا الأثر عن رجل عن أمنا عائشة والرجل مبهم.
وعلى كل حال فالأثر من حيث الإسناد ضعيف، وإذا ثبت عن أمنا عائشة فله حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام لأنه يتعلق بمغيب لا يدركه عقل الإنسان.
وما أتى عن صاحب بحيث لا ? يقال رأياً حكمه الرفع على
ما قال في المحصول نحو من أتى ? فالحاكم الرفع لهذا أثبتا
فإذا قال الصحابي قولا ً لا يدرك بالرأي فله حكم الرفع إلى نبينا عليه صلوات الله وسلامه.
ومعنى الحديث _لو ثبت_ قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "ومعناه: أنه يسمع نظير صوت الكوثر ومثل خريره لا أنه يسمعه بنفسه".
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 12 - 08, 07:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 12 - 08, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/475)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 12 - 08, 02:41 م]ـ
هنا كتاب مهم للشيخ عثمان الخميس - وفقه الله -. مختصر ومفيد. يُرجى نشره في الواقع.
(شبهات شيعية والرد عليها)
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1853
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[27 - 12 - 08, 03:24 م]ـ
ملخص الرد على شبهة زود بعض الصحابة عن الحوض
أن المراد بالصحبة هنا هي الصحبة اللغوية لا الصحبة الشرعية
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن سلول: (لا يحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)
فسماه النبي صاحبا، مع أنه ليس بصحابي (من الناحية الشرعية)
وكذلك يقال أن الصاحب في اللغة قد يأتي بمعنى التابع، والأصحاب الأتباع،وهذا كقول العلماء: (قال أصحابنا كذا وكذا) .. .. يريدون من كان على مذهبهم الفقهي، مع أنهم بينهم قرون من الزمان ولم يلتقوا .. !
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[08 - 01 - 09, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(52/476)
منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 12 - 08, 11:27 م]ـ
منهج أهل السنة والجماعة في باب العقيدة
لشيخ الدكتور: عبدالرحمن المحمود
منهج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى قائم على أسس واضحة متينة قوية، فيها انشراح الصدر، ورباطة الجأش، وفيها قوة الإيمان، وفيها إحقاق الحق، وفيها سلامة الصدور من الغل: ((أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) (الرعد: 28).
ويقوم منهج أهل السنة والجماعة على الأسس التالية:
الأساس الأول: هو أن مصدر التلقي، سواء كان لأمور العقيدة، أو لأمور الشرع: هو الوحي، أي: ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه القضية المسلمة تمثلت عند أهل السنة والجماعة بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: هو وجوب التحاكم إليهما – أي: إلى الكتاب والسنة-، عند التنازع والاختلاف، يقول الله تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)) (النساء: 59). ويقول تبارك وتعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) (النساء: 65).
إذًا: إلى من يُتَحاكم؟ يتحاكم إلى الكتاب والسنة، لا إلى رأي فلان، ولا إلى عقل فلان، ولا إلى النظم الغربية، ولا إلى أنظمة الدول وهيئات الأمم المتحدة وغيرها، بل يرجع إلى من بيده الأمر، وهو: الله سبحانه وتعالى، فيتحاكم إلى كتابه، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل منهما وحي: ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (النجم: 3).
– أي: الرسول- صلى الله عليه وسلم- ((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) (النجم: 4).
الأمر الثاني: أن هذا الدين كامل، إذًا: إذا كان هذا الدين كاملاً فمصدر التلقي: هو الكتاب والسنة، فالله تبارك وتعالى يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ)) (المائدة: 3).
فكل من سار على بدعة، أو أراد أن ينهج نهجًا من مناهج الشرق أو الغرب، أو أراد أن يبدل حكم الله سبحانه وتعالى بأحكام البشر، فهو مخالف لهذه القضية المسلمة، وهي: أن دين الله كامل، والذي يقول بتلك المقالات زاعم بأن دين الله ناقص.
الأمر الثالث: هو أن السلف رحمهم الله تعالى كانوا يتأدبون مع نصوص الكتاب والسنة حينما كانوا يبينون العقيدة، لأن العقيدة أمرها خطير، ومسائلها مهمة، قد تتعلق بالله تبارك وتعالى، وبأسمائه وصفاته وأخباره، وأحكامه وملائكته ومغيباته، ومن ثم فإن الإنسان إذا حكى العقيدة – كما هو منهج السلف– أن يلتزم بذلك الأدب مع هذه النصوص.
الأساس الثاني: أنه يجب تقديم الشرع على العقل، حينما يُتَوهم التعارض، فإذا جاءتنا قضية نظرية، تتعلق بأي أمر من الأمور سواء بنشأة هذا الكون، أو بالإيمان بالله، أو بالفناء– فناء هذا الكون-، أو بغير ذلك، فإذا توهمنا أن شيئَا منهما يعارض كتاب الله سبحانه وتعالى، فيجب علينا أن نقدم الشرع والنقل الصحيح، وينبغي أن تعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك تعارض بين شرع منزل صحيح، وعقل صحيح غير فاسد، لا يمكن؛ لأن الكل من عند الله سبحانه وتعالى، ولكن قد تأتي نظريات وهذه النظريات يكون لها دعاة أو لا يكون لها دعاة، فحينما تصبح نظريات وأمامنا شرع منزل صادق، فيجب علينا أن نقدم هذا الشرع المنزل على تلك العقول مهما كانت، وهذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى في بيان عقائدهم، وفيما يجدّ من آراء وفلسفات ونظريات.
الأساس الثالث: هو بعدهم وعدم خوضهم في علم الكلام والفلسفة ونهيهم عن البدع في الدين، وتحذيرهم منها أشد التحذير، ولقد تواتر عن السلف رحمهم الله تعالى كلام طويل في هذا الباب، حتى إن الإمام الشافعي رحمه الله حكم على أهل البدع المخالفين للسنة، حكم عليهم: بأن المفروض فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، وكلام السلف حول هذه المسألة طويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/477)
الأساس الرابع: هو أنهم كانوا يردون على أهل الأهواء وعلى المنحرفين بمنهجٍ صارمٍ متميزٍ قائمٍ على الدليلِ من كتابِ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يظن أن منهج السلف هو منهج نقلي، يعني: أن السلف رحمهم الله تعالى ضعفاء مساكين ما عندهم عقول، يلغون عقولهم، وتلك فرية على السلف رحمهم الله تعالى، فإن القرآن الكريم وهو الدليل النقلي القاطع جاء بالأدلة العقلية، والأمثلة المضروبة التي تبين الحق، والمؤمن بالله المتبع لشرعه المتمسك بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل الناس عقلاً، ومن حاد عن ذلك ليبحث عن فلسفات من المنطق وعلم الكلام وأقوال الشرق والغرب وفلسفات الوضعيين، وفلسفات الوجوديين، وفلسفات الفوضويين وغيرهم، من أراد أن يأخذ علمه وفهمه لمتطلبات العقيدة، وللأسئلة الحرجة التي تمر على كل إنسان، فمن أراد أن يأخذها عن هؤلاء فهو والله صاحب العقل الناقص. لماذا؟ لأنه طلبها من غير مصدرها، ونحن نعلم أن أمور العقيدة أمورٌ غيبية، والأمور الغيبية إنما تؤخذ ممن عنده الغيب، وهو الله سبحانه وتعالى.
الأساس الخامس: هو حُجية السنة عندهم، وحجية خبر الآحاد إذا صح عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، وتلقته الأمة بالقبول، وكم من أهل البدع قديمًا منذ عهد الجهمية والمعتزلة، وإلى عصرنا الحاضر عند العقلانيين والعَلمانيين وغيرهم، كم من هؤلاء على مدار التاريخ من جعلوا سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- على جنب!! ولم يأبهوا بها!! وجعلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يقول البعض: (هو رجل ونحن رجال)!! أهل السنة والجماعة يعتقدون أن ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم- ونقله الأثبات سواءٌ كان في مسائل العقيدة، أو في مسائل الأحكام، يعتقدون أنه وحي من الله سبحانه وتعالى، فيأخذون به، بشرط: أن تتلقاه الأمة بالقبول، يعني: أن تأتي تلك الأسانيد صحيحة، ويتلقاها علماء الحديث، جهابذة الحديث، يتلقونها بالقبول، كما هو موجود مثلاً في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فإن العلماء تلقوا ما فيهما أو في غيرهما مما صح سنده، فيجب أن نعتقد أنه يفيد العلم أولاً، وأنه يحتج به في باب العقائد ثانيًا، كما أنه يحتج به في باب الأحكام والحلال والحرام، وينبغي أن نعلم أن هذه المسألة – حجية خبر الآحاد – مبنية على ثلاثة أمور مهمة:
الأمر الأول: أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله، تصديقه فيما أخبر، فمن لم يصدق النبي-صلى الله عليه وسلم- فيما يخبر به أي شيء كان إذا صح عنه، فهو قد نقض شهادة أن محمدًا رسول الله.
الأمر الثاني: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أعلم وأخشى وأتقى لله، وأرغب الناس في تبليغ الخير، أي: أن يعتقد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- رسول من الله هادٍ وبشير، يريد الخير للناس، يريد أن يبين الحق لأمته، وما ترك خيرًا إلا ودل أمته عليه، وما ترك شرًا إلا وحذر أمته منه، حتى قال أحد اليهود لأحد الصحابة: (قد علمكم نبيكم- صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة) [1] ( http://www.islamlight.net/administrator/index2.php#_ftn1) ، يعني: حتى كيف تقضون الحاجة، فإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- علَّمنا بهذه الأمور المهمة، وإن كان بعض الناس يظن أنها صغيرة، لكنها أمور تتعلق بحياة الإنسان العادية، فكيف بالأمور الأساسية، كيف بأمور العقيدة؟ والرسول- صلى الله عليه وسلم- رءوف رحيم كما أخبرنا عنه تبارك وتعالى، يحب الخير لأمته، لاشك أن من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإيمان به في هذه الأمور.
الأمر الثالث: أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه وما كتم شيئا، ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) (المائدة: 67).
فنبي الله- صلى الله عليه وسلم- بلغ أمره ودينه، وكل أمر أوحي إليه بلغه إلى أمته وإلى أصحابه، سواء كانت في أمور العقائد وأساسياتها، أو كانت في بيان أمور فروع الشريعة وأدق دقائقها، حتى ما يتعلق بأحواله - صلى الله عليه وسلم- الخاصة، فإن زوجاته - صلى الله عليه وسلم- وأرضاهن بلغن عن هذا النبي الكريم أحواله الخاصة، وهكذا بقية الأمور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/478)
الأساس السادس: هو أن أعلم الناس بعد الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذه العقيدة هم الصحابة، ومن ثم فمن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة اعتقاد أفضلية الصحابة كلهم، وعدالتهم وخيريتهم، وأن ثبوت الصحبة – فقط – لأي شخص من الأشخاص كافٍ في إثبات عدالته، وهؤلاء الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم هم أصحاب نبيه، بلغوا عنه، وهم أحسن الناس فهمًا، وتقوم هذه القضية وهذا الأساس من منهج أهل السنة والجماعة على بعض الأمور، منها:
* الأمر الأول: أن الصحابة - رضي الله عنهم- شاهدوا التنزيل، والتطبيق العملي للإسلام لأول مرة، إذًا هم شاهدوا الأحداث، شاهدوا القرآن كيف ينزل، وشاهدوا الرسول- صلى الله عليه وسلم- كيف يربي أصحابه، وكيف يجاهد في سبيله، وكيف يبني الأمة، وكيف يبلغ هذا الدين للناس.
* الأمر الثاني: أن هؤلاء الصحابة اختصهم الله سبحانه بصحبة نبيه، وتبليغ شرعه، ونحن الآن من الذي يبلغنا؟ من الذي بلغ التابعين ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟
حينما يأتي قائل ويقول: الصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثة!! بالله عليكم من نثق بكلامه؟! إذا جاءت مثل هذه المقالة، كلا والله .. إنهم لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وإنهم لحواريه، لقد قاموا بالأمر الحق كما أمرهم نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، فرضي الله عنهم أجمعين .. وجمعنا بهم في مستقر رحمته .. آمين، أيضًا لم يكن بين الصحابة خلاف في العقيدة، بل كانت عقيدتهم سليمة، وأيضًا كانوا رضي الله عنهم يسألون عما يشكل عليهم، فإذا مر على أحدهم مسألة لم يعيها سأل الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقال: كيف يكون هذا؟
إذًا: الصحابة- رضي الله عنهم- وأرضاهم فهموا هذه العقيدة، وبلغوها لمن بعدهم عن علمٍ وفهمٍ وفقه- رضي الله عنهم- أجمعين.
الأساس السابع: أن السلف- رحمهم الله تعالى- كانوا يتلقون هذه العقيدة لتبليغها، والإيمان بها وتنفيذها، أي: أن السلف- رحمهم الله تعالى- لم يكونوا يحملون في نفوسهم وعقولهم مقررات عقلية، وأصول عقلية، ثم يستمعون للنصوص لينظروا فيها، فما وافق هواهم قبلوه، وما خالف هواهم ردوه أو تأولوه، لا .. ذاك منهج أهل البدع، أهل البدع الواحد منهم تجده هكذا، عنده قضية مستقرة في ذهنه وعقله، وهذه القضية يأتي إلى النصوص فينظر فيها، ما وافق ما في ذهنه وعقله قبله، وما خالفه رده.
إذًا: السلف- رحمهم الله تعالى– وهذا هو منهجهم الذي يجب أن نسير عليه، أن تكون القاعدة عندنا: ماذا قال ربنا؟ لا نقول: لمَ قال ربنا؟ ولمَ جاءت الآية الفلانية؟ أو لمَ جاء الحديث الفلاني؟ وإنما نقول: ماذا قال ربنا؟ فإذا سمعنا ما قال الله وما قال رسوله- صلى الله عليه وسلم-، قلنا بكل ثقة واطمئنان: ((وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)) (البقرة: 285).
هذا هو منهج السلف رحمهم الله تعالى، أما منهج من عاداهم فهو على الضد من ذلك، والأمثلة كثيرة ولا نريد أن نطيل فيها.
الأساس الثامن: أنهم يأخذون بجميع النصوص، ولا يفرقون بينها، ويجمعون بينها عند الاستدلال، وهذا منهج مهم جدًا، فإن السلف رحمهم الله تعالى إذا نظرت إلى أحوالهم تجدهم يأخذون بجميع النصوص، لكن لو جئت إلى أهل البدع لوجدته أخذ ببعض النصوص وترك البعض الآخر، لو جئت مثلاً للقدرية الذين يزعمون أن الإنسان حرٌ طليق في هذه الحياة يشاء ويختار بغير مشيئة الله، لوجدتهم يأخذون بالنصوص التي تبين أن الإنسان له إرادة واختيار، ولو جئت إلى الحتميين والجبريين الذين يقولون: الإنسان مجبور وما عليه إلا أن ينام، كما تلقف هذه الفكرة الصوفية وغيرهم، ولو جئت إلى هؤلاء لوجدتهم يحتجون بالنصوص التي تدل على أن المشيئة بيد الله سبحانه وتعالى، لكن إن جئت إلى أهل السنة والجماعة تجدهم- رحمهم الله تعالى- أخذوا بتلك الأدلة، وأخذوا بالأدلة الأخرى، فقالوا: للإنسان إرادة ولكنه خاضع لمشيئة الله تعالى: ((لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (التكوير: 29.28).
وهكذا في المسائل الأخرى، وفي مسائل الصفات، وفي مسائل الإيمان، وفي مسائل أفضلية الصحابة وغيرها، وهو منهج مهم جدًا، لأن الذي يريد أن يسير على منهج السلف: عليه أن لا يفرق بين النصوص، وإنما يأخذها كما وردت، وأن يجمع بينها، لأنها لا يمكن أن تتعارض، وإنما تتعارض في أذهان أهل الأهواء، أما الأذهان الصافية التي تريد الحق واتباعه فلا تتعارض في أنفسهم هذه النصوص، وإنما تتآلف وتتضامن وتجتمع، والحمد لله رب العالمين.
الأساس التاسع: هو إنصافهم لخصومهم، فالسلف- رحمهم الله تعالى- يوالون ويعادون، والولاء والبراء عندهم قائم على الإنصاف والعدل، فيحبون أهل الإيمان، ويبغضون أهل الكفر، ويحبون الطاعات، ويبغضون المعاصي ويعادونها، فمن كان من أهل الإيمان والاستقامة أحبوه وذكروه بالخير وأنصفوه، ومن كان من أهل الكفر والبدعة أبغضوه وعادوه في الله، الحب في الله والبغض في الله هو قوام مذهب السلف رحمهم الله، فإذا ما وجد من الناس من فيه إيمان وعنده معصية لا يردونه كله، ولا يقبلونه كله، وإنما يوالونه بما عنده من إيمان، ويعادونه بقدر ما عنده من معصية، وهذا غاية الإنصاف، فإذا رأيت من إخوانك صاحب معصية فعليك أن تعلم قبل كل شيء أنه أخ لك في الله، فيجب أن تواليه وأن تدعمه، وأن تعينه على الحق، وأن لا تعين الشيطان عليه، ثم إنك تعاديه بتلك البدعة أو تلك المعصية، وترجو له الخير وتدعو له بالخير، وتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وتنصحه في الله لا نصيحة غل وحقد، وإنما نصيحة حب وإيمان، لأنك تؤاخيه في الله، لأنه مؤمن وإن كان صاحب معصية.
هذه بعض المسائل المتعلقة بمنهج أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/479)
ـ[أم أسيد]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا، استفدت من هذه الكلمات الشيء الكثييييييييير بحكم أنني طالبة علم مبتدئة.(52/480)
كتاب حياة الحيوان للدميري هذا الكتاب مفيد في بابه ولكن في مزالق عقدية خطيرة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 12 - 08, 01:56 ص]ـ
هذا الكتاب مفيد في بابه ولكن في مزالق عقدية خطيرة
فهل يوجد أحد تعقب المؤلف فيه
ولكم مني جزيل الشكر والدعاء(52/481)
هل نزل شرح العثيمين على الكافية الشافية على النت؟
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[22 - 12 - 08, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أن شرح الشيخ - رحمه الله - على الكافية الشافية في الإنتصار للفرقة الناجية قد تم طبعه وتاوله
فهل نزل على الشبكة العنكبوتية؟
إن كان نزل فهل تعرفون رابط له؟؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[سيد المصري]ــــــــ[03 - 01 - 09, 12:42 م]ـ
إن كان ذلك كذلك فالحمد لله(52/482)
التراث الأصيل والتراث الزائف مقال للأستاذ أنور الجندي
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[23 - 12 - 08, 05:12 م]ـ
هناك محاولة جديدة للتآمر على عقيدة الإسلام ومنهجه وتراثه التي تتخفى وراء مظاهر الشعر والبيان والفنون الأدبية والتاريخ بهدف تدمير القاعدة الأساسية للفكر الإسلامي القائم على مصدريه الأساسيين (القرآن والسنة) والمتصل بمناهج العلوم الإسلامية التي شكلها علماء المسلمين استمدادًا من القرآن الكريم وأبرزها: المنهج العلمي في التحقيق التاريخي (الرواية والدراية) المستمد من تحقيق الحديث النبوي الذي شمل من بعد مجموعة العلوم الإنسانية والتجريبية.
هذا والقرآن والسنة وما يتصل بهما من تراث أصيل يقوم على أساس مفهوم أهل السنة والجماعة هو الركيزة الحقيقية لإعادة بناء الأمة الإسلامية على مفهوم الإسلام الصحيح بوصفه منهج حياة ونظام مجتمع، وهو الخطر الماثل أمام القوى الأجنبية (غربية ويهودية وماركسية) الذي ظلت هذه القوى تحاربه وتزيفه وتخدع أهله أكثر من قرن ونصف قرن من الزمان من خلال قانون نابليون بديلاً عن الشريعة الإسلامية؛ ومن خلال تعليم دنلوب، ومن خلال عمليات التبشير الغربي التي قادها زويمر، ومن بعده في محاولة (لتغريب) هذه الأمة المؤمنة بالله تبارك وتعالى خالقًا ورازقًا، وإخراجها من جوهر مفهومها؛ فلما أن انكشفت الأستار وتبين فساد المؤامرة وعاد المسلمون إلى منهجهم في جولة جديدة هي الصحوة الإسلامية كان لابد من تدبير مؤامرات جديدة لعل أخطرها اليوم هي مؤامرة هدم التراث الأصيل وإعداد التراث الزائف.
ويجري اليوم تنفيذ هذه المؤامرة عن طريق مجموعة جديدة من الأدعياء يعملون في حقل بعيد تمامًا عن موضع الخطر، وتتبناه جماعة من الشعوبيين والماركسيين الحاقدين الذين تدثروا بدثار البحث في التراث الإسلامي؛ حيث لايثير عملهم المحاذيرَ التي قد تَعْلَقُ بالعاملين في حقل الفكر السياسي أو الاجتماعي سواء عن طريق الليبرالية أو الماركسية، وهم في الأساس يرفضون التراث الأصيل ويتهمونه بالجمود والضعف، ويُعْنَون بتراث المتآمرين على الإسلام وأهله من دعاة الحلول والاتحاد ووحدة الوجود والإشراق وإحياء تراث المجوسية والبوذية والغنوصية وتضمين الشعر الحر والقصص تلك الأساطير لإذاعتها وإعطائها مكانة الأصل الغائب المهجور على النحو الذي نراه مُمثَّلاً فيما يُسمُّونه ِ"إحياءَ التراثِ" بمقاييس الهدم والتدمير من خروج على الأسلوب العربي الأصيل، ومن هدم لقِيَم البلاغة العربية وأصولها وتغليب جانب الفللكلور الذي يمثل طفولة البشرية على البيان العربي الأصيل في محاولة لإعطاء الفن القصصي حرية محسوبة تحت اسم ِ"حرية الإبداعِ"، وِ"حرية الإبداعِ" هذه التي يتشدقون بها هي اسم مضلل لما قام به الزنادقة في القديم، وحاولوا به تحطيم أصالة البيان العربي والأسلوب القرآني وهي اليوم تمثل محاولة أشد خطورة عندما يُزيِّفون النصوص التاريخية في محاولة إيجاد صورة فنية مضطربة لا تقيم وزنًا للقيم الأخلاقية والإنسانية وتذهب بعيدًا في الكشف والإباحة وتدمير الثوابت على النحو الذي نجده في محاولات القصصة الماجنة التي تتخذ من دعوى حرية الإبداع منطلقًا لتقديم إباحيات جديدة تحت صور قديمة من التاريخ.
إن هذه الرسالة رسالة القلم أمانة ومسؤولية، ليست للأهواء والمتاع الرخيص وقد حذَّرَنا الإسلامُ من التفريط في حماية هذا القلم من الهدف الذاتي أو المطمع القريب وأنه موضع حساب شديد، ولن يستطيع هذا الهدف الغرير أن يحقق شيئًا لأنه معارض للفطرة ولقوانين اللغة والفكر والأدب وسوف تتحطم هذه الدعوة كما تحطمت من قبل دعوات جبران خليل جبران ويوسف الخال ولويس عوض وأدونيس وصلاح عبد الصبور.
إن إحياء التراث الزائف والمسموم ومحاولة منحه الحياة مرة أخرى من خلال قصة أو قصيدة لن يحقق شيئًا إلا أن يضع أصحاب هذه الدعوات في خانة الزنادقة والشعوبيين، ولن يستطيع أن يبلغ هذا العمل شيئًا في النفس المسلمة التي عرفت بلاغة القرآن الكريم وبيان الرسول صلى الله عليه وسلم وما حمل التراث الإسلامي من عطاء ثر يملأ النفوس إيمانًا وتشع منه أضواء الهدى والضياء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/483)
إنهم يركزون الحملة على التراث الأصيل ويدعون إلى التراث الزائف الذي كتبه الشعوبيون والباطنية وخلفاء المجوس والهيلينة والغنوصية.
ومن حقنا أن نكشف أوراقهم ونفضح دخائلهم في مواجهة شاملة ترمي إلى تحديد الفوارق بين التراث الأصيل والتراث الزائف.
ركزت الحملة على التراث في محاولتين:
الأولى: تزييفه والتشكيك فيه أو اتهامه بالقصور والضعف والتخلف وعدم الحاجة إليه بحجة تخطي الزمن له وإثارة جو من الكراهية والاحتقار له بين أهله، في نفس الوقت الذي يُعْلَى فيه من شأن تراث الوثنية اليونانية والرومانية والفرعونية وتزيين تراث الغرب وإبرازه بصورة الريادة والبطولة.
الثاني: إحياء الجوانب الزائفة والمضطربة والفاسدة من التراث على النحو الذي عُرِفَ في تراث التصوف الفلسفي والفكر الباطني، ولقد ركز الاستشراق على الجوانب المضطربة وجعلها في الصدارة؛ فقد عمد إلى إحياء التراث الفلسفي اليوناني الذي ترجم في القرنين الثاني والثالث بعد أن فقده المسلمون وكشفوا زيفه وأعلنوا براءة الفكر الإسلامي المستمد من التوحيد الخالص منه، فأعادوه مرة أخرى وركزوا على مجموعة من الكتابات التراثية المسمومة، فأذاعوا بها وجعلوها مصادر للأبحاث والأطروحات وعلى رأسها ألف ليلة وليلة والأغاني وكتابات ابن عربي وابن سبعين والحلاج في التصوف الفلسفي وما كتبه الفارابي وابن سينا في الفلسفة.
وهكذا نجد أن الباحثين العصريين التغريبيين للتراث اليوم يولون وجوههم شطر هذه الجوانب المضيئة. ويُحبونها، ويهتمّون بها ويوجهون الباحثين إلى إحيائها. ومن هنا كانت أطروحات الماركسيين حول المزدكية والبابكية والقرامطة والزنج وغيرهم من الفرق الباطنية تحت اسم أصحاب العدل والحرية.
ولم يتوقف أمر الباحثين في التراث عند هذا الحد بل هم يذهبون إلى تدمير مقومات ودعائم تفسير القرآن الكريم فيهاجمون الشعر الجاهلي ويدعون أنه منتحل؛ وذلك لأنه قاعدة فهم اللغة العربية التي جاء القرآن مطابقًا لها. وقد توسع البعض في هذا فدعا إلى هدم مناهج اللغة وخاصة البلاغة واستقطاب مناهج اللغات دون تقدير للفوارق العميقة بين اللغات التي نشأت حديثًا من عاميات اللاتينية واليونانية وذلك على النحو الذي احتضنه الشيخ أمين الخولي.
ولعل أخطر ما يحاول الاستشراق والغزو الفكري استغلاله في هدم اللغة العربية ما ذهب إليه في دعوى الحداثة ومايتصل بها من نظرية البنيوية وغيرها من النظريات التي ترمي إلى القضاء على الجذور والثوابت للغة العربية في محاولة لهدم قوانين النظم العربي، وذلك بالدعوة إلى أساليب مدمَّرة تستوحي آثار الفلسفة اليونانية القديمة في شعر ذلك العصر بشار وأبونواس وغيرهم في محاولة لإحياء الفكر الباطني والقضاء على التيار الأصيل: تيار أهل السنة والجماعة.
وهكذا يصيب التغريب اللغة والتاريخ وتفسير القرآن من خلال دعوى عريضة هي أن كل علوم العربية تأثرت بالفكر اليوناني واعتمدت عليه، وهي دعوى باطلة مذمومة؛ فقد نشأت هذه العلوم وتشكلت أساسًا قبل ترجمة الفلسفة اليونانية على أرجح الأقوال، وأن الفكر اليوناني حين تُرجِمَ استهجنه المسلمون وقاوموه وكشفوا زيفه. وكان الإمامين الغزالي وابن تيمية في مقدمة هؤلاء الذين بينوا الفوارق العميقة بينه وبين المفهوم الإسلامي القائم على التوحيد الخالص، كما بين الامام ابن تيمية أن للقرآن منطقًا مختلفًا عن منطق أرسطو والفكر اليوناني القائم على علم الأصنام، وعلى مفهوم عبودية الإنسان للإنسان، واعتماد الرق أساسًا ركينًا لكل حضارة وهو ما هدمه الإسلام وقال فيه الربعي بن عامر:
(جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار).
كذلك في أمر التصوف الفلسفي فقد كشف أهل السنة والجماعة أن هذه المصطلحات التي نقلها ابن عربي والحلاج وابن سبعين والسهروردي وغيرهم من الفكر اليوناني ومن الأفلوطينه والإشراقية لايقرها الإسلام ولايعترف بها.
ومن هنا فإن إعادة البحث عنها على أنها جزء من التراث الإسلامي وإحيائها هي محاولة مضللة يجب الكشف عنها.
أما التراث الفلسفي فهو جزء من التراث الزائف جملة وتفصيلاً، فإن المسلمين لم يعتبروه من أساس فكرهم، وقد وضح أن الفلسفة الإسلامية الحقة قد بدأت بكتاب [الرسالة] للإمام الشافعي والذي قعد القواعد للفكر الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/484)
أما أن يعتبر البعض رسائل إخوان الصفا مرجعًا للتراث السياسي الإسلامي فهذه دعوى باطلة منقوضة، ذلك أن رسائل إخوان الصفا قد تأكد أنها من تراث الباطنية المجوسية، والقرامطة وغيرهم فهي مرفوضة تمامًا. لقد آن الأوان أن يتحدد الموقف تمامًا بين التراث الأصيل والتراث الزائف وقد حان وقت القول بأن خدعة التغريبيين بإعلاء شأن التراث الزائف والالتفاف حوله والاهتمام به ومحاولة جَعْلِه أساسًا وفرضه على الدراسات الجامعية والثقافية هذه الخدعة لن تستمر طويلاً.
فالمثقف المسلم يعرف الآن حدود البدعة المضللة التي يراد إشاعتها للقضاء على الأصالة الحقيقية، هذه البدعة الضالة التي تتمثل في دعوى عريضة كاذبة بأن التراث الإسلامي أو الفكر الإسلامي في عصر التكوين قد اعتمد على مترجمات الفلسفة اليونانية.
فهذا الادعاء لم يعد يصدقه أحد لأن كل الدلائل تكشف الآن عن أنه لا يمثل إلا مغالطة خطيرة فقد اكتمل مفهوم الإسلام قبل أن يختار النبي صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى وأن الفكر الإسلامي قد تشكل قبل ترجمة الفلسفة اليونانية، وأنه ما كادت الفلسفة اليونانية تُتَرجم ويكشف سمومها حتى هب علماء المسلمين لمقاومتها وإبراز فسادها ولطالما أشار الباحثون المسلمون إلى أن هناك فوارق عميقة بين التراث الغربي والتراث الإسلامي، هذه الفوارق مدعاة لاختلاف النظرة والتعامل مع التراث. فالتراث الغربي هو في جملته تراث بشري من ناحية وتراث وثني من ناحية أخرى والجانب الديني المرتبط بأصول من وحي السماء قليلة جدًا، مغيبة في داخل الركام الكثير المختلط بين أصوله وحواشيه، وبين عصوره المختلفة وهو في غالبه تراث أساطير ليس لها جذور ثابتة أو أصول أصيلة، ومن هنا فقد عامله الغربيون على هذا النحو، حتى كتبهم المقدسة عندما تكشفت حولها ظاهرة الفكر البشري بدأ النقاد والباحثون ينظرون إليها على أنها نص إنساني يجوز نقده وتدوينه في مسرحيات وقصص وقصائد شعرية دون أي تحوط من تغيره أو تحوله بعد الاضافة والحذف.
أما التراث الإسلامي فيختلف اختلافًا واسعًا، فالجزء الأكبر منه وهو الميراث يتمثل في القرآن والسنة، والقرآن نص موثق محفوظ لم يعتوره أي تغيير وكذلك السنة فقد كان أهلها والقائمون عليها هم الذين أنشأوا المنهج العلمي لدراسة النص ومعرفة رجاله وهو المنهج الذي اصطنعه المؤرخون من بعد وقام عليه المنهج العلمي الغربي.
أما القسم الآخر الذي كتبه علماء المسلمون فقد كان استمدادًا من النص القرآني والسنة يجري كله في مجرى تفسير وتوضيح وبناء وتطوير لكل ما يتصل بعلوم الفقه والسياسة والاجتماع والنفس والأخلاق والتربية. ومن هنا اختلفت النظرة إلى التراث بين الفكر الغربي والفكر الإسلامي ويجب أن يختلف، فأصوله ليست موضع شك ولم يدحضها فكر بشري، أما تفسيراته وإضافاته فإنها قامت على أصول أصيلة محكمة، ولم يبق بعد ذلك إلا هذا التراث الزائف التي كتبه المجوس والباطنية والشعوبيون من تلك الفرق الزائفة التي كانت ترمي بكتاباتها إلى هدم المجتمع الإسلامي والتشكيك في القيم الإسلامية والتي واجهها أهل السنة والجماعة منذ اليوم الأول بالرد على أضاليلها وكشف زيفها ونقص دعاواها الباطلة.
وقد حاولت المدرسة العلمانية المضللة منذ اليوم الأول أن تجدد تراث الوثنيين اليونانية والفكر الباطني القديم وإحياء كتبه بعد أن اندثرت فدعا طه حسين وجماعته إلى اتخاذ كتاب الأغاني مرجعًا أساسيًا لدراسة المجتمع الإسلامي وهو على ما به من تصوير زائف للقرن الأول والثاني الهجري. وخاصة فيما يتصل بالخلفاء في عصر بني أمية وبني العباس واتجه تلاميذهم إلى الهجوم على أساسيات الفكر الإسلامي فكتب فريد رفاعي عن عصر المأمون (المامون الذي دعا إلى فرية خلق القرآن وحشد لها الحشود) وكتب زكى مبارك عن (الغزالي) الذي حطم الفلسفة اليونانية وكشف زيف دعاواها (وإن كان قد اعتذر عن ذلك فيما بعد).
وكتب أحمد أمين (ضحى الإسلام) عن المعتزلة ووصفهم بأنهم حكماء الإسلام وأحيا طه حسين في كتابه (هامش السيرة) الأساطير التي دحضها مؤرخو السيرة النبوية بدعوى إنشاء (ميثولوجيا إسلامية) كما أحيا كثيرون تراث التصوف الفلسفي والفكر الباطني فكتبوا عن الحلاج وابن عربي وابن سبعين والسهروردي، وكتب غيرهم عن ابن سيناء والفارابي وكتب غيرهم عن القرامطة والمزدكية والبابكية.
هذا فضلاً عن ترجمة كثير من الأساطير اليونانية القديمة التي رفضها مترجمو المسلمون في القرن الثالث، وبذلك انفتح المجال في العصر الحديث إلى توسع دائرة التراث الزائف وخاصة التراث اليوناني القديم، وكان ذلك من المتناقضات الشديدة الخطر، إذ أن أصحاب الدعوة إلى التنكر للتراث الإسلامي القريب المتصل بنا في الأربعة عشر قرنًا الأخيرة، هم أنفسهم الذين يدعون إلى إحياء تراث اليونان والرومان وفارس والفراعنة السابق لذلك والذي انقطعت الصلة بيننا وبينه.
ولكن قوى ذات نفوذ كبير كانت وراء هذه الموجة وهي التي مكنت لتدريس اليونانية واللاتينية في الجامعات المصرية بينما حالت من ناحية أخرى دون حفظ القرآن الكريم في الأزهر والدعوة إلى تطوير اللغة الغربية والتنكر لأساسياتها في النحو البلاغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/485)
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 03:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هاته النصرة للقديم العتيق وعلى فتك مذهب الرقيق للغرب الفاسد الكافر ... تحياتي أخي ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 05:53 ص]ـ
بارك الله فيك .. ويسّر أمرك في " الرسالة " ..(52/486)
تراث ابن تيمية .. القبول والشغب
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 12 - 08, 06:36 م]ـ
تراث ابن تيمية .. القبول والشغب
للشيخ الدكتور: عبدالعزيز العبداللطيف
تتابع البلاء على ابن تيمية وعلى تلاميذه ومؤلفاته؛ فكان إظهار مؤلفاته آنذاك يوجب العقوبة والسجن، كما كشف عن ذلك تلميذه ابن عبد الهادي قائلاً: (لَمَّا حُبس - ابن تيمية - تفرَّق أتباعه، وتفرَّقت كتبه، وخَوَّفوا أصحابه من أن يُظْهروا كتبه، وذهب كل أحد بما عنده وأخفاه، ولم يُظْهروا كتبه، فبقي هذا يهرب بما عنده، وهذا يبيعه أو يهبه، وهذا يخفيه ويودعه، حتى إن منهم من تُسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها، ولا يقدر على تخليصها) [1].
ولم يقف العناء والأذى على مجرد إظهار مصنفات ابن تيمية، بل امتدَّ الخوف إلى مجرد تدوين أسماء مصنفاته، حيث جاء في رسالة وجَّهها عبد الله بن حامد - أحد علماء الشافعية - إلى ابن رُشَيِّق في رثاء ابن تيمية، إذ يقول ابن حامد: (والله ما كتبتها إلا وأدمعي تتساقط عند ذكره أسفاً على فراقه، وعدم ملاقاته ... لكن لما سبق الوعد الكريم منكم بإنفاذ فهرست مصنفات الشيخ، وتأخّر ذلك عني، وأعتقد أن الإضراب عن ذلك نوع تقية، أو لعذر لا يسعني السؤال عنه؛ فسكتُّ عن الطلب، خشية أن يلحق أحداً ضررٌ - والعياذ بالله - بسببي .. ) [2].
وتكالب أهل البدع والأهواء على عداوته والحط منه؛ سواء كانوا من الروافض أو المتصوفة أو المتكلمين ونحوهم، بل بلغ بهم النَّزَق والحمق إلى تكفيره وتضليله؛ فالحصني - مثلاً - يجاهر بتكفير ابن تيمية، وأسوأ من ذلك العلاء البخاري الذي يكفِّر من سمَّى ابن تيمية شيخَ الإسلام!
ولحق - في ذيل تلك القافلة المتعثرة - شرذمة من المتساقطين المنتكسين في هذا الزمان؛ إذ تتابع نعيقهم وشغبهم، فأحدهم يهذي قائلاً: إن ابن تيمية مرَّ بأزمة روحية. ثم اختلق «الممسوخ» كذبة صلعاء وافترى على ابن تيمية قائلاً: (إن جميع الكفار سيغادرون النار إلى جنة الخلود!) [3].
وأما الآخر فكان مراوغاً فتارةً يتهم ابن تيمية بالتشدد؛ لأن عبارة: (يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل) تكررت في عدة مواطن من مؤلفاته! وتارةً ينتقل هذا المتلوِّن إلى نقيض ذلك فيكتب عن التعددية عند ابن تيمية [4].
وثالثٌ من أُغَيْلِمَة الصحافة يطعن في موقف ابن تيمية من الفلسفة، ويتهافت في الدفاع عن الفلسفة ويتدثر في لمزه وهمزه بالعُجْمة والغموض ... (فابن تيمية يُغيِّب الأيديولوجي في ثنايا النظر الابستمولوجي!) [5].
وفي غمرة هذه الأحوال الحالكة، والشغب المتلاحق؛ تتحقق الفراسة الإيمانية التي سطَّرها الشيخ أحمد بن مُرِّي - بعد وفاة ابن تيمية -: (والله - إن شاء الله - ليقيمنَّ الله - سبحانه - لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه وغرائبه؛ رجالاً هم الآن في أصلاب آبائهم) [6].
(وقد برَّت يمين ابن مُرِّي - بحمد الله ومنّته - فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ت 1392هـ) بمساعدة ابنه محمد (ت 1421هـ) بعد نحو ستة قرون؛ بهذه المهمة الجليلة في (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية). وهذا المجموع غُرَّة في جبين الدهر، زينة لأهل الإسلام، لسان صدق للعلماء، عمدة للباحثين، نفع الله به أقواماً بعد آخرين، وقد انتشر في العالمين انتشار العافية، وكتب الله له من القبول والانتشار ما يعزّ نظيره في جهود المتأخرين، فالحمد لله رب العالمين) [7].
وحَفَل هذا العصر بإصدار موسوعات ومطولات ورسائل متعددة لابن تيمية، مثل: الفتاوى الكبرى، وجامع الرسائل (ت: محمد رشاد سالم)، والدرء، ومنهاج السُّنّة النبوية (ت: محمد رشاد سالم)، والمجموعة العلية (ت: هشام الصيني)، وجامع المسائل (ت: عزير شمس، وعلي العمران)، وغيرها كثير جداً. ولا يزال أهل الإسلام والسنة (يَرِدون من بحره العذب النمير، يرتعون من فضله في روضة وغدير) [8].
وقد حظيت هذه المؤلفات بالانتشار والاحتفاء والقبول ما لم يتحقق لغيرها، ولا يزال هذا الإبريز [9] يزداد تألقاً ولمعاناً مع مرور الأيام، وأضحى هذا التراث مورداً للباحثين في شتى العلوم الشرعية والتاريخية والتربوية ... بل إن جملة من المفكرين البارزين أظهروا انبهارهم بابن تيمية وتراثه، مثل: محمد عمارة في كتابه (رفع الملام)، وأبو يعرب المرزوقي وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/487)
لقد أجلب الجناة بخيلهم ورَجِلِهم، وتكالبوا على مؤلفات ابن تيمية بشتى أنواع الكيد والمكر؛ فكذبوا عليه وزوَّروا، وخوَّفوا وحذَّروا، بل كفَّروا وحرَّقوا مؤلفاته! لكن خاب سعيهم، وتعثَّر شأنهم، فلا تزال هذه المؤلفات ملء السمع والبصر، قد حفظها الله تعالى، وبارك فيها؛ إذ هي مما يُبتغى به وجه الله؛ إذ ما كان لله فهو ينفع ويدوم [10]. وقال ابن عبد الهادي - في شأن هذا الحفظ الرباني -: (ولقد رأيت من خَرْق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فَسَد منها، وردّ ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجباً، يعلم به كل مصنف أن لله عناية به وبكلامه؛ لأنه يذبّ عن سُنة نبيه # تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين) [11].
وما أجمل ما قاله بهاء الدين السبكي: (والله يا فلان! ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصدّه هواه عن الحق بعد معرفته به) [12].
ومع نفاسة هذا التراث وما يحويه من التحقيق البديع، والعمق والرسوخ، والسعة والشمول، وحسن الترتيب، وجزالة الأسلوب؛ إلا أن بعض متسنّنة هذا العصر قد زهدوا في هذا التراث، وفتروا عن تحصيل العلوم الشرعية، وشُغفوا بما استجد من معارف حادثة بما يسمى (البرمجة العصبية) و (تطوير الذات) و (تفجير الطاقات) ... !
إن عموم جيل الصحوة الإسلامية يحتاج إلى تقريب وتيسير لهذا التراث، إضافة إلى أن العبارات المتشابهة التي يشغِّب بها أهل الأهواء فإنها تُرَدّ إلى عباراته وتقريراته المُحْكَمة البيّنة، كما يُحتفى بإبراز ما تحويه هذه المصنفات من تقعيد متين، وتأصيل فريد للعلوم الشرعية، وما تتضمنه من فقه للمقاصد وتحقيق لسدِّ الذرائع، ومعالجة للنوازل والمستجدات، ودراية بأحوال النفوس وأدوائها. وبالله التوفيق.
[1] العقود الدرية، ص 48.
[2] العقود الدرية، ص 344؛ باختصار.
[3] موقع إيلاف، 22/ 7/2007م.
[4] جريدة الوطن، 13/ 7/2002م.
[5] جريدة المحايد، 29/ 1/2002م.
[6] الجامع لسيرة ابن تيمية، ص 102.
[7] المداخل لآثار ابن تيمية، لبكر أبو زيد، ص 2.
[8] الدرر الكامنة لابن حجر، (1/ 167).
[9] الإبريز: الذهب الخالص
[10] انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (8/ 329).
[11] العقود الدرية، ص 48.
[12] الردّ الوافع، لابن ناصر الدين، ص 99.
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[23 - 12 - 08, 10:25 م]ـ
صدقت وصدق الشيخ رعاه الله تعالى.
هل قرأت هذه لأخيكم الفقير لربه:
قال الشيخ سالم البصري المديني في رسالته "قطب الثبات"-1404هجرية
يجب على كل من قرأ هذه العبارة لشيخ الاسلام نشرها وتأكيد معانيها،وهي:
القرآن أثبت الصفات على وجه التفصيل، ونفى عنها التمثيل، وهي طريقة الرُسل جاؤوا باثبات مفصل ونفي مجمل،وأعداؤهم جاؤوا بنفي مفصل واثبات مجمل،وكلمته هذه في العقيدة التدمرية وقد شرحناها في الايناس بنحو مائة صفحة ونيف.
*********
قال مرعي بن يوسف الحنبلي في الكواكب الدرية (ص 78) في رواية عن شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قال: ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله تعالى الفهم وأقول يا معلم ابراهيم علمني "
قال البصري المديني: من يأتيني بمائة تفسير عن أية واحدة - ولو لمرة في عمره- أقول عنه قد فاز بالنظر،وأيم الله.
*********
ان الناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم بعض،ولهذا كان المبتدئ بالخير والشر له مثل من تبعه من الأجر والوزر ..
ابن تيمية - الحسبة في الاسلام -تحقيق البصري المديني، ص 180
*********
ولما غلب على كثير من ولاة الأمر ارادة المال والشرف وصاروا بمعزل عن حقيقة الايمان في ولاياتهم رأى كثير من الناس أن الامارات تنافي حقيقة الايمان وكمال الدين ..
ابن تيمية: السياسة الشرعية، ص 142
*********
مخالفة الرسول لا تخرج عن ثلاث:
(1) اتباع الظن
(2) اتباع الهوى
(3) الالهامات من أهل التصوف وغيرهم.
الصواريخ الشديدة على من رد سنة الرسول السديدة، ص 260
**********
الخلق عيال الله فأحبهم الى الله أنفعهم لعياله.
الفتاوى لشيخ الاسلام، ج 15 - ص 509
**********
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/488)
قال الشيخ علم الدين البرزالي فيما ينقل عنه الشيخ سالم البصري المديني في محاضرات له بعنوان "قطب الثبات" ولما دخل الحبس - يشير لشيخ الاسلام رحمه الله تعالى- وجد المحابيس مشغولين بأنواع من اللعب يتلهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد مع تضييع الصلوات،فأنكر الشيخ ذلك عليهم،وأمرهم بملازمة الصلاة،والتوجه الى الله تعالى بالأعمال الصالحة والتسبيح والاستغفار والدعاء،وعلمهم من السنة ما يحتاجون اليه .... حتى صار الحبس بالاشتغال بالعلم والدين خيراً من كثير من الزوايا والربط والخوانق والمدارس.
**********
أي أهتمام بالدعوة لله تعالى بمختلف ألوانها يفوق من بقي يفسر في سورة نوح عدة سنين.
أنظر البداية والنهاية لابن كثير - ج 13 - ص 303.
عن رسالة: قطب الثبات،ص 187
*********
قال سالم آل عبدالرحمن البصري المديني في محاضراته " سلاسل المناظرات: قيم ومعاني خالدة " يمكن تقسيم مناظرات شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الى قسمين:
الأول: ما أجري مقابلة ومواجهة مع بعض قادة الفرق وأعلام الفكر كمناظرته لابن المرحل و للدجاجلة البطائحية.
أنظر الفتاوى،ج 11، ص 135 - 165 وكذلك ص 445 - 476
الثاني: ما أجراه رحمه الله تعالى على صعيد مؤلفاته القعساء التي كان يصدع بها أمام الطوائف وأصحاب الفلسفات كمناظرته لابن المطهر الحلي،والسكندري،وبعض فلاسفة اليونان وغيرها ...
*********
وهؤلاء موهوا على السالكين،التوحيد الذي أنزل الله تعالى به الكتب وبعث الرسل،بالاتحاد الذي سموه توحيداً، وحقيقته تعطيل الصانع،وجحود الخالق ..
ابن تيمية في رسالته الى نصر المنبجي - مخطوطة: من تعليقات البصري المديني - ص 678
**********
لقد تأملت الطرائق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ً ولا تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في النفي "ليس كمثله شئ" وقوله " ولا يحيطون به علماً ".
وأقرأ في الاثبات "الرحمن على العرش استوى "
و " اليه يصعد الكلم الطيب "
ومن جرب تجربتي عرف مثل معرفتي.
ابن تيمية (عن الرازي في فساد طريقة الفلاسفة) الفتاوى ج 17 - ص 246
**********
انا نحن يمتنع عندنا ان يتعارض العقل والسمع القطعيان،فلا تبطل دلالة العقل وانما ذكرنا هذا على سبيل المعارضة.
درء تعارض العقل والنقل، ص 206 - تحقيق البصري المديني.
***********
قال سالم آل عبدالرحمن البصري المديني: هل تعرف كيف يتجلى لك دين الاسلام عبر مختلف الأعصر و على اختلاف مدارس النبوة ودعوات المرسلين؟ ان أردت ذلك فانظر الى النبوات عند ابن تيمية رحمه الله، ودونكه ما يقوله في (ص 127):
فكل رسول بعث بشريعة فالعمل بها في وقتها هو دين الاسلام، وأما ما بدل منها فليس من دين الاسلام،واذا نسخ منها ما نسخ لم يبق من دين الاسلام.(52/489)
هل سنحاسب يوم القيامة على ما نحن نعتقده
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[24 - 12 - 08, 03:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني بالله لي سؤال لم أجد له عنوان
السؤال: هل سنحاسب يوم القيامة على ما نحن نعتقده أم سنحاسب على ما هو حكم الله
يعني مثلاً: شخص يعتقد أن التصوير الفغرافي حرام ولكنه يتصور ويعلم أنه يرتكب حرام فإن كان حكم الله يوم القيامة أنه ليس حرام يحاسب على ما كان يعتقد ..... ((هذا مجرد مثال لتقريب السؤال))
أو أن إمرأة بحثت وخرج معها أن تغطية الوجه للمرأة ليس بواجب ولم تغطي وجهها ويوم الحساب ظهر أنها على خطأ هل تحاسب على مراد الشرع أم على ما كانت تعتقد
وعفواً للإطالة وبارك الله بكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[28 - 12 - 08, 05:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أخفي أنه من الأهمية لما يترتب عليه من أحكام خاصة بالعامة، وقد ورد السؤال في ذهني من قبل وخطر لي الجواب، لكني أقول هي خاطرة وتحتمل الصواب والخطأ.
إن كان الخلاف الفقهي في المسألة سائغاً عند أهل العلم فلا يؤاخذ الناس في ما اتبعوا فالله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وما توصل اليه العامي المقلد أو العالم ما هو إلا نهاية طاقته في الإستدلال على أسس وأصول الشريعة. أما إن كان الرأي المتبع من الشواذ أو مما لا وجه له في الشريعة الغراء أو من زلات العلماء فالعلم مجتهد مأحور والعامي لا يحل له تقليد العالم في خطأه إن تبين له والخلاف لا يعتبر.
فالأجر والإثم متأرجحان على أصلين:
الأصل في العامي أن يأخذ الأحوط في المسائل الخلافية وعليه يأمن الزلل ويؤجر على ورعه.
والإثم في التعدي على ما اشتبه في الأمر والتجرأ على الأخذ به مع العلم احتمالية الخطأ الكبير. كما لا يخفى ما يفقد العامي من أجر عند عدم التورع ويكفي ذلك رادعاً.
والله أعلم وأحكم(52/490)
هل هناك علماء سلفيون بسوريا حاليا؟
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 09:12 ص]ـ
هل يوجد علماء من أصحاب العقيدة السلفية بسوريا حاليا؟
كنا نعرف العلامة الشيخ عبد القادر الأرنؤط رحمه الله. وبعد وفاته هل هناك من أحد خلفه؟
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[24 - 12 - 08, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي والله أنت تبحث مثل ما يقولون عن إبرة في كومة قش
أخبرني من كان يحضر عند الشيخ الأرنأووط رحمه الله أنه أوصاهم بالشيخ محمد نعيم عرق سوسي
ترجمته كما في موقعه ...... www.naiem.com
من مواليد دمشق 1951م.
تلقى علمه الشرعي على يد الشيخ المربي عبد الكريم الرفاعي رحمه الله
أجيز في القراءات العشر من الشيخ المقرئ محي الدين الكردي أبي الحسن حفظه الله.
نال إجازة في الأدب العربي من كلية الآداب جامعة دمشق سنة 1976م.
صرف جل عنايته إلى إحياء التراث العربي الإسلامي و كانت له فيه إسهامات جليلة منها:
مشاركة في تحقيق كتاب " سير أعلام النبلاء “ للإمام الذهبي و قد صدر في 25 مجلداً. مشاركته في خدمة " مسند الإمام أحمد " الذي صدر في 45 مجلداً. سوى الفهارس عنايته بإصدار الطبعة الفنية الجديدة للقاموس المحيط في مجلد واحد، و قد حقق كتاب " توضيح المشتبه " لابن ناصر الدين الدمشقي في عشر مجلدات، و هو من أهم كتب ضبط أسماء الرواة و ألقابهم، وقد صدرت هذه الكتب عن مؤسسة الرسالة في بيروت.
خطيب جامع الإيمان منذ نحو عشرين عاماً و هو من أهم جوامع دمشق و أكبرها و أكثرها ازدحاماً وغالبية رواده من الطبقة المثقفة.
الشيخ المحقق محمد بشير عيون
الرجل من القلة القليلة أصحاب العقيدة السليمة من المحققين الشاميين، و عليه مأخذ في الهدي الظاهر.
و هو صاحب (دار البيان) في دمشق.
أغلب أعماله في كتب ابن القيم و ابن رجب.
و له أعمال أخرى كثيرة.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[24 - 12 - 08, 08:15 م]ـ
أخي ربما تستفيد من هذا الموضوع
ما رأيكم بتحقيقات بشير محمد عيون؟؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35825)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[30 - 12 - 08, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونسأل الله لنا ولك الثبات
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 02:55 م]ـ
ماذا عن الشيخ صالح الشامي صاحب من معين السيرة وعدة كتب آخرى
ـ[أبو البراء السوري]ــــــــ[31 - 12 - 08, 10:42 م]ـ
تأثرت بهذا الموضوع
اللهم اعز دينك وأعلي كلمتك وانصر عبادك الموحدين
اللهم أعد لبلاد الشام دينها وعلمائها
اللهم عليك بالنصيريين
اللهم عليك بمن كان سبب في هدم الدين في بلاد الشام اللهم عليك بحافظ الأسد اللهم لاترحمه
ـ[مهداوي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي والله أنت تبحث مثل ما يقولون عن إبرة في كومة قش
أخبرني من كان يحضر عند الشيخ الأرنأووط رحمه الله أنه أوصاهم بالشيخ محمد نعيم عرق سوسي
ترجمته كما في موقعه ...... www.naiem.com
السلام عليكم، أخي الكريم انظر في قائمة المواقع الهامة على موقع نعيم عرقسوسي ثم أخبرنا إن كان سلفيا
ـ[أبو عبد الله الديري]ــــــــ[06 - 01 - 09, 02:12 م]ـ
الأخ محمد أسامة: أول من قال تلك العبارة هو شيخنا هشام الحمصي، ثم صار شيخنا الشيخ عبد القادر رحمه الله يتمثل بها ويقول لنا مرارا: هناك كلمة جميلة يقولها الشيخ هشام الحمصي، ثم يذكرها.(52/491)
لماذا القول بخلق القرآن؟
ـ[سعيد أبو الحاج]ــــــــ[24 - 12 - 08, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مالذي جعل المعتزلة يلحون في امتحان الناس للقول بخلق القرآن؟ وماذا يستفيدون من وراء ذلك؟ وماهي حجتهم؟
منذ زمن وأنا أتساءل عن هذا فهل من إفادة ياأحباب؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 12 - 08, 10:26 م]ـ
لأن عقيدة المعتزلة فاسدة,
ولهم كلام عجيب في الأسماء والصفات,
ولعل سبب قولهم ذلك,
أن من يقول ان القرآن كلام الله, يقول أن الله متكلم,
فيشبه الله بالمحدثات فيكفر.
والله أعلم.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[25 - 12 - 08, 03:52 ص]ـ
لأنَّ القرآنَ كلامٌ، والكلامُ صفةٌ.
وقد تقرَّر عند المعتزلة أنَّ اللهَ لا يجوز أن يتصف بصفةٍ زائدةٍ على الذات المجردةِ التي يتوهمونها، وذلك -أي منعُهم- لشبهٍ كثيرةٍ:
- منها أنَّ الأعراضَ -أي الصفات مطلقاً في عرف المعتزلة- لا تقوم إلا بجسم، والأجسام كلُّها محدثة على ما قرروه في دليل حدوث العالم.
- ومنها أن الصفة لو كانت قديمة لكانت -على زعمهم- مثلاً لله؛ لمشاركتها اللهَ في صفة من صفات النفس وهي القدم.
وبناء على ما سبق قالوا بأن كلامَ الله ليس صفة قائمة به سبحانه، وإنما خَلَقَه في بعض المخلوقات، وأسمَعَه مَن شاء مِن عباده.
ولذا تواتر عن سلفنا رضي الله عنهم قولُهم عن القرآن: "منه بدأ" أي ان الله تعالى هو المتكلم به، لم يخلق في غيره.
وألزموهم أنه لو خلقَ الكلام في بعض المخلوقات لكانت تلك المخلوقات هي المتكلمة به؛ وذلك بناءً على القاعدة السمعية العقلية المطردة في أن من قامت به صفة عاد حكمها عليه، واشتق له منها اسم دون غيره.
وهي أيضاً من حجج الأشاعرة على المعتزلة، وهو بحثٌ عقلي لغوي، ويُبحث أيضاً في كتب الأصول، كما يقول السيوطي رحمه الله:
من لم يقم به وصف ما اشتق له .. منه سما وخالف المعتزلة
ولكنهم -أي الأشاعرة- كعادتهم في كثير من المسائل قد ناقضوا أنفسهم في مواضع أُخر.
والله تعالى أعلم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[25 - 12 - 08, 06:17 ص]ـ
لأن الحروف عندهم مخلوقة لا يجوز لها القِدَم و عدم الابتداء
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 12 - 08, 03:24 ص]ـ
أخي الحبيب أثار المعتزلة ومن يتعلق بأذنابهم أن القرآن الكريم مخلوق [يا ويلهم] وهذا فاسد بالنقل والعقل؛لكن لم كان هذا القول خبيثاً؟
الجواب: يرجع خبث:
ذلك القول لأسباب منها ما يلي:
1 - أنه تكذيب للنصوص الشرعية: القرآن الكريم والسنة المطهرة.
2 - أن نفي القرآن نفي لصفة ثابتة من صفات الله تعالى.
3 - وصف الله تعالى بما لايليق به سبحانه: وهي أنه لايتكلم وبعد ذلك لا يسمع ولا يقدر و ... وهذا نقص في المخلوقات فكيف بالخالق تعالى؟
4 - هذ القول الخبيث يثبت صفة النقص لله تعالى.
5 - كونه مخلوقاً فهذا يعني:
أ_ عدم قدسيته فيجوز ان يطرأ عليه التبديل والتغيير والتحريف والتأليف و ...
ب_عدم صدق ما جاء به عن الغيبيات و ...
ج_عد الإلزام بتطبيق ما فيه والانقياد له في كل كبيرة وصغيرة.
د_ يمكن استبداله بغيره مما هو مخلوق مثله.
هـ_لاشئ على من كذب بكل ما فيه.
و_ منكره ومنكر ما جاء فيه لاشئ عليه.
ز_ عدم وجوب الإيمان بما فيه جملة وتفصيلاً؟
ح_ إنكار صفات الله تعالى والدخول في معتقد الجهمية الملعون.
ط_ لا إله ولا دين ولارسل ولاملائكة ولايوم آخر ...
فأي دين أصبح؟ أصبح أضل من دين الفلاسفة والقرامطة.
ومن فضل الله تعالى علينا أن سخر الإمام الجبل الإمام أحمد بن حنبل فكفر من قال بخلق القرآن ومن شك في كفره.
رحم الله الإمام أحمد ورضي عنه فكم كان واعياً لألاعيب أهل الكفر والفساد باسم العلم والعلماء والاطلاع على حضارة الآخرين.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[29 - 12 - 08, 12:26 ص]ـ
قولهم هذا لأسباب كثيرة منها: قولهم إن إثبات صفة الكلام لله عز وجل يستلزم منه _ كما زعموا _ حلول الحوادث فيه.
_ _ _ _
5 - كونه مخلوقاً فهذا يعني:
أ_ عدم قدسيته فيجوز ان يطرأ عليه التبديل والتغيير والتحريف والتأليف و ...
ب_عدم صدق ما جاء به عن الغيبيات و ...
ج_عد الإلزام بتطبيق ما فيه والانقياد له في كل كبيرة وصغيرة.
د_ يمكن استبداله بغيره مما هو مخلوق مثله.
هـ_لاشئ على من كذب بكل ما فيه.
و_ منكره ومنكر ما جاء فيه لاشئ عليه.
ز_ عدم وجوب الإيمان بما فيه جملة وتفصيلاً؟
ط_ لا إله ولا دين ولارسل ولاملائكة ولايوم آخر ...
بارك الله فيك ..
أولًا: كيف يكون قولهم بخلق القرآن بسبب كونه مخلوقا؟!
لعله خطأ مطبعي.
ثانيا: قولهم الباطل بخلق القرآن لا يعني ما ذكرته، فكون القرآن مخلوقا _ على زعمهم _ لا يعني جواز تبديله ولا تحريفه ولا تكذيب الغيبيات الموجودة فيه ولا جواز استبداله ... ألخ.
والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخلوق ولا يجوز عليه شيء من ذلك، فلا يجوز تكذيبه أو عدم الإيمان به ولا ما ذكرته مما يلزم من قولهم الباطل.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/492)
ـ[الحميدي المطيري]ــــــــ[02 - 01 - 09, 08:30 م]ـ
كان النصارى يقولون للمسلمين:إن القرآن يدل على أن عيسى قديم أزلي وما كان كذلك لا يكون الا إلها! فإذا قيل لهم: أين تجدون ذلك؟
قالوا: قد جاء في كتابكم (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) وأنتم تقولون إن كلام الله قديم،وعيسى كلمة من كلام الله،إذن فهو ليس بمخلوق!!!
فمن هذا الإلزام فرت المعتزلة فقالوا:فنحن نزعم أن كلام الله مخلوق ....... فوقعت المعتزلة فيما فرت منه.
ماذا تقول أخي , في هذا الإلزام؟ .. كيف ستجيب؟!
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 08:15 م]ـ
جوابه في معرفة أنواع المضافات إلى الله فمأضيف إلى الله تعالى إما أن يكون عينا قائمة بنفسها وهذه لا تكون إلا مخلوقا كناقة الله، وإما أن يكون وصفا قائما بغيره فإن كان هذا الوصف قائما به تعالى فهو من صفاته، وإن كان قائما في مخلوق فهو مخلوق،، وعليه فقوله تعالى ( ... وروح منه) صفة قامة في مخلوق فهي مخلوقة.
وصفات الله تعالى ليست منفكة عنه حتى يكون هناك تعدد قدماء كما ظنها المعتزلة والواقع يكذبه والكلام طويل واختصرت بما لعله يغني والله الموفق.(52/493)
سؤال عن معنى التردد
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[25 - 12 - 08, 11:59 م]ـ
ما معنى التردد في الحديث:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))
رواه البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[26 - 12 - 08, 12:35 ص]ـ
من كتاب الخلاصة في شرح حديث الولي
إعدادُ
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
هل يترددُ اللهُ تعالى بقبضِ روحِ أوليائهِ؟
وقوله: ((وما ترددتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن قبضِ نفس عبدي المؤمن: يكرهُ الموتَ، وأكره مساءته)).
" قَالَ الْخَطَّابِيُّ: التَّرَدُّدُ فِي حَقِّ اللَّهِ غَيْرُ جَائِزٍ، وَالْبَدَاءُ عَلَيْهِ فِي الْأُمُورِ غَيْرُ سَائِغٍ.
وَلَكِنْ لَهُ تَأْوِيلَانِ:
أَحَدهمَا أَنَّ الْعَبْدَ قَدْ يُشْرِفُ عَلَى الْهَلَاكِ فِي أَيَّامِ عُمُرِهِ مِنْ دَاءٍ يُصِيبُهُ وَفَاقَةٍ تَنْزِلُ بِهِ فَيَدْعُو اللَّه فَيَشْفِيهِ مِنْهَا وَيَدْفَع عَنْهُ مَكْرُوهَهَا، فَيَكُون ذَلِكَ مِنْ فِعْله كَتَرَدُّدِ مَنْ يُرِيدُ أَمْرًا ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فِيهِ فَيَتْرُكُهُ وَيُعْرِضُ عَنْهُ وَلَا بُدّ لَهُ مِنْ لِقَائِهِ إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، لِأَنَّ اللَّه قَدْ كَتَبَ الْفَنَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتَأْثَرَ بِالْبَقَاءِ لِنَفْسِهِ. وَالثَّانِي أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ مَا رَدَدْتُ رُسُلِي فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرْدِيدِي إِيَّاهُمْ فِي نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، كَمَا رَوَى فِي قِصَّةِ مُوسَى وَمَا كَانَ مِنْ لَطْمَةِ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَتَرَدُّدِهِ إِلَيْهِ مَرَّةً بَعْد أُخْرَى، قَالَ: وَحَقِيقَةُ الْمَعْنَى عَلَى الْوَجْهَيْنِ عَطْفُ اللَّه عَلَى الْعَبْدِ وَلُطْفُهُ بِهِ وَشَفَقَتُهُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْكَلَابَاذِيّ مَا حَاصِله: أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ صِفَة الْفِعْل بِصِفَةِ الذَّات، أَيْ عَنْ التَّرْدِيد بِالتَّرَدُّدِ، وَجَعَلَ مُتَعَلَّقَ التَّرْدِيدِ اِخْتِلَافَ أَحْوَالِ الْعَبْدِ مِنْ ضَعْف وَنَصَبٍ إِلَى أَنْ تَنْتَقِلَ مَحَبَّتُهُ فِي الْحَيَاةِ إِلَى مَحَبَّتِهِ لِلْمَوْتِ فَيُقْبَضُ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ: وَقَدْ يُحْدِثُ اللَّهُ فِي قَلْبِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّغْبَة فِيمَا عِنْده وَالشَّوْق إِلَيْهِ وَالْمَحَبَّة لِلِقَائِهِ مَا يَشْتَاق مَعَهُ إِلَى الْمَوْت فَضْلًا عَنْ إِزَالَة الْكَرَاهَة عَنْهُ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَيَسُوءُهُ، وَيَكْرَهُ اللَّهُ مُسَاءَتَهُ فَيُزِيلُ عَنْهُ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ لِمَا يُورِدُهُ عَلَيْهِ مِنْ الْأَحْوَال فَيَأْتِيه الْمَوْت وَهُوَ لَهُ مُؤْثِرٌ وَإِلَيْهِ مُشْتَاق. قَالَ: وَقَدْ وَرَدَ تَفَعَّلَ بِمَعْنَى فَعَلَ مِثْل تَفَكَّرَ وَفَكَّرَ وَتَدَبَّرَ وَدَبَّرَ وَتَهَدَّدَ وَهَدَّدَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وَعَنْ بَعْضهمْ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون تَرْكِيب الْوَلِيّ يَحْتَمِل أَنْ يَعِيش خَمْسِينَ سَنَةً وَعُمُرُهُ الَّذِي كُتِبَ لَهُ سَبْعُونَ فَإِذَا بَلَغَهَا فَمَرِضَ دَعَا اللَّه بِالْعَافِيَةِ فَيُحْيِيهِ عِشْرِينَ أُخْرَى مَثَلًا، فَعَبَّرَ عَنْ قَدْر التَّرْكِيبِ وَعَمًّا اِنْتَهَى إِلَيْهِ بِحَسَبِ الْأَجَلِ الْمَكْتُوبِ بِالتَّرَدُّدِ، وَعَبَّرَ اِبْن الْجَوْزِيِّ عَنِ الثَّانِي بِأَنَّ التَّرَدُّدَ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَقْبِضُونَ الرُّوحَ وَأَضَافَ الْحَقّ ذَلِكَ لِنَفْسِهِ لِأَنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/494)
تَرَدُّدَهُمْ عَنْ أَمْرِهِ، قَالَ: وَهَذَا التَّرَدُّدُ يَنْشَأُ عَنْ إِظْهَارِ الْكَرَاهَةِ
فَإِنْ قِيلَ إِذَا أُمِرَ الْمَلَكُ بِالْقَبْضِ كَيْفَ يَقَعُ مِنْهُ التَّرَدُّدُ؟
فَالْجَوَاب أَنَّهُ يَتَرَدَّدُ فِيمَا يُحَدُّ لَهُ فِيهِ الْوَقْتُ. كَأَنْ يُقَالَ لَا تَقْبِضْ رُوحَهُ إِلَّا إِذَا رَضِيَ.
ثُمَّ ذَكَرَ جَوَابًا ثَالِثًا وَهُوَ اِحْتِمَال أَنْ يَكُون مَعْنَى التَّرَدُّد اللُّطْف بِهِ كَأَنَّ الْمَلَك يُؤَخِّر الْقَبْض، فَإِنَّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى قَدْرِ الْمُؤْمِنِ وَعِظَم الْمَنْفَعَةِ بِهِ لِأَهْلِ الدُّنْيَا اِحْتَرَمَهُ فَلَمْ يَبْسُطْ يَدَهُ إِلَيْهِ، فَإِذَا ذَكَرَ أَمْرَ رَبِّهِ لَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنِ اِمْتِثَالِهِ.
وَجَوَابًا رَابِعًا وَهُوَ أَنْ يَكُونَ هَذَا خِطَابًا لَنَا بِمَا نَعْقِلُ وَالرَّبُّ مُنَزَّهٌ عَنْ حَقِيقَتِهِ، بَلْ هُوَ مِنْ جِنْسِ قَوْلِهِ " وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْته هَرْوَلَةً " فَكَمَا أَنَّ أَحَدَنَا يُرِيدُ أَنْ يَضْرِب وَلَده تَأْدِيبًا فَتَمْنَعُهُ الْمَحَبَّةُ وَتَبْعَثُهُ الشَّفَقَةُ فَيَتَرَدَّدُ بَيْنَهُمَا، وَلَوْ كَانَ غَيْرَ الْوَالِدِ كَالْمُعَلَّمِ لَمْ يَتَرَدَّدْ، بَلْ كَانَ يُبَادِرُ إِلَى ضَرْبِهِ لِتَأْدِيبِهِ فَأُرِيدَ تَفْهِيمُنَا تَحْقِيق الْمَحَبَّة لِلْوَلِيِّ بِذِكْرِ التَّرَدُّد.
وَجَوَّزَ الْكَرْمَانِيُّ اِحْتِمَالًا آخَر وَهُوَ أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ يَقْبِض رُوح الْمُؤْمِن بِالتَّأَنِّي وَالتَّدْرِيجِ، بِخِلَافِ سَائِرِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا تَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ قَوْلِ كُنْ سَرِيعًا دَفْعَةً."وقال المناوي رحمه الله:
" (وما تردّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن) أي ما أخرت وما توفقت توقف المتردد في أمر أنا فاعله إلا في قبض نفس عبدي المؤمن، أتوقفُ عليه حتى يسهل عليه ويميل قلبه إليه شوقاً إلى انخراطه في سلك المقربين والتبوىء في أعلا عليين، أو أراد بلفظ التردد إزالة كراهة الموت عن المؤمن بما يبتلي به من نحو مرض وفقر، فأخذه المؤمن عما تشبث به من حبِّ الحياة شيئاً فشيئاً بالأسباب المذكورة يشبه فعل المتردد فعبر به عنه "وقال ابن رجب رحمه الله:
" المرادُ بهذا أنَّ الله تعالى قضى على عباده بالموت، كما قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (آل عمران: 185)، والموتُ: هو مفارقةُ الروح للجسد، ولا يحصلُ ذلك إلا بألمٍ عظيمٍ جداً، وهو أعظمُ الآلام التي تُصيب العبد في الدُّنيا، قال عمر لِكعبٍ: أخبرني عن الموت، قال يا أميرَ المؤمنين، هو مثلُ شجرةٍ كثيرةِ الشَّوك في جوف ابنِ آدم، فليس منه عِرقٌ ولا مَفْصِل إلا ورجل شديد الذراعين، فهو يعالجها ينْزعها، فبكى عمر.
ولما احتضر عمرو بنُ العاص سأله ابنُه عن صفة الموت، فقال: " كَأَنِّي أَتَنَفَّس مِنْ خُرْم إِبْرَة، وَكَأَنَّ غُصْن شَوْك يَجُرُّ بِهِ مِنْ قَامَتِي إِلَى هَامَتِي "
وقيل لرجل عندَ الموت: كيف تجدُك؟ فقال: أجدني أُجتذب اجتذاباً، وكأنَّ الخناجرَ مختلفة في جوفي، وكأنَّ جوفي تنُّور محمىًّ يلتهِبُ توقداً.
وقيل لآخر: كيف تَجِدُكَ؟ قال: أجدني كأنَّ السماوات منطبقةٌ على الأرض عليَّ، وأجد نفسي كأنَّها تخرجُ من ثقب إبرة.
فلما كان الموت بهذه الشِّدَّةِ، والله تعالى قد حتمه على عباده كلِّهم، ولابدَّ لهم منه، وهو تعالى يكرهُ أذى المؤمن ومساءته، سمَّى تردُّداً في حقِّ المؤمن، فأمَّا الأنبياءُ عليهم السلام، فلا يُقبضون حتَّى يُخيَّروا.
قال الحسن: لمّا كرهت الأنبياءُ الموتَ، هوَّن الله عليهم بلقاء الله، وبكلِّ ما أحبوا من تحفةٍ أو كرامة حتّى إنَّ نَفْسَ أحدهم تُنْزَعُ من بين جنبيه وهو يُحِبُّ ذلك لما قد مُثِّلَ له.
في موضع اخر
جواب اشكال التردد من وجهين
أحدهُما أنْ يكونَ التردُّدُ للملائكةِ الذين يقبضونَ الأرواحَ، فأضافَهُ الحقُّ عزَّ وجلَّ إلى نفسِه لأنَّ ترددَهُم عن أمرهِ كما قالَ تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (64) سورة مريم،وتردُّدُ الملائكةِ إنما يكونُ لإظهارِ كرامةِ الآدميِّ كما تردَّدَ ملكُ الموتِ إلى آدمَ وإبراهيمَ وموسى ونبيِّنا {صلَّى اللهُ عليه وسلَّم}.
فأمَّا أنْ يكونَ الترددُ للهِ فمحالٌ في حقِّهِ،وهذا مذهبُ الخطابيِّ، فإنِ اعتُرِضَ على هذا، فقيل: متَى أُمِرَ الملَكُ بقبضِ الرُّوحِ لم يجزْ لهُ الترددُ، فكيفَ يترددُ؟
فالجوابُ منْ وجهينِ:
أحدهُما أن يكونَ إنما ترددَ فيما لم يجزَمْ لهُ فيه على وقتٍ، كما روي ((أنه لما بعث ملك الموت إلى الخليل قيل له تلطف بعبدي).
والثاني أن يكون ترددَ رقَّةٍ ولطفٍ بالمؤمنِ، لا أنهُ يؤخرُ القبضَ، فإنه إذا نظرَ إلى قدْرِ المؤمنِ منِ احترمَهُ فلم تنبسطْ يدهُ لقبضِ روحِه،وإذا ذكرَ أمرَ الإلهِ لم يكنْ لهُ بدٌّ في امتثالهِ.
والثاني أنه خطابٌ لنا بما نعقلُ وقدْ تنزهَ الربُّ عزَّ وجلَّ عن حقيقتهِ كما قال: ((وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))
فكما أنَّ أحدَنا يترددُ في ضربِ ولدهِ فيأمرهُ التأديبُ بضربهِ وتمنعُه المحبَّةُ، فإذا أخبرَ بالترددِ فهمْنا قوةَ محبتِه لهُ بخلافِ عبدهِ، فإنه لا يترددُ في ضربهِ، فأريدَ تفهيمُنا تحقيقَ المحبَّة للوليِّ بذكرِ الترددِ، ومنَ الجائزِ أنْ يكونَ تركيبُ الوليِّ يحتملُ خمسينَ سنةً،فيدعو عندَ المرضِ فيعافَى ويقوَى تركيبُه فيعيشُ عشرينَ أخرَى، فتغييرُ التركيبِ والمكتوبِ منَ الأجلِ كالترددِ، وذلك ثمرةُ المحبَّةِ."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/495)
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[27 - 12 - 08, 01:25 م]ـ
أخي الفاضل:
قرأت في فتح الباري كلاماً يشبه ما سبق، وقد سألت الشيخ علي الشبل حفظه الله فقال لي: أن هذا تردد يليق بالله تعالى ليس عن عجز وضعف ..
الكلام الذي قاله الشيخ حفظه الله قاعدة في الأسماء والصفات وهي أن الصفات تثبت على ما يليق.
ما أريده هو شرحاً لمعنى التردد وما معناه في حق الله تبارك وتعالى؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[27 - 12 - 08, 06:42 م]ـ
معنى التردد لغةً
تردد في فعل الأَمر: تحيّر أيفعله أم لا يفعله. (المحيط)
وتردد وتراد، تراجع (التاج)
"يَتَرَدَّدُ فِي أُمُورِهِ وَلاَ يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ": يَتَرَجَّحُ، يَتَرَاجَعُ (الغني)
ورجل مردد حائر (اللسان)
تردد: تراجع ورجع مرة بعد أخرى ويقال تردد فيه اشتبه فلم يثبته (المعجم الوسيط)
فكما ترى يدل التردد على الحيرة والاضطراب والشك وهذا محال في حق الله تعالى بهذا المعنى
ام معناه في حق الله فما نقلته لك في المشاركة السابقة
والله اعلم واحكم
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[28 - 12 - 08, 11:37 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي محمد(52/496)
الإِيمَان الواجَب عَندْ شَيِخ الإسْلامِ ابْن تَيِمِية - رَحمهُ الله -
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[26 - 12 - 08, 05:42 م]ـ
الإِيمَان الواجَب عَندْ شَيِخ الإسْلامِ ابْن تَيِمِية - رَحمهُ الله -
تعريف الإيمان الواجب:
هو الإيمان الذي إذا زال من العبد بالكلية زال أصل الإيمان أما إذا زال بعضه زال كمال الإيمان
هذا ما ذكره شيخ الاسلام مجموع الفتاوى (7/ 148):
فالسلف يقولون ترك الواجبات الظاهرة دليل على انتفاء الإيمان الواجب من القلب.أهـ
الإيمان الواجب يطلق ويراد به:
1 - كمال الإيمان الواجب.
2 - أصل الإيمان.
ويطلق على الإيمان كله أو بعضه ... فانتبه .. !!
إليك النقولات وسيأتي البيان والتوضيح بعد طرح المادة العلمية.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
إذا تبين هذا وعلم أن الإيمان الذي في القلب من التصديق والحب وغير ذلك يستلزم الأمور الظاهرة من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة كما أن القصد التام مع القدرة يستلزم وجود المراد وأنه يمتنع مقام الإيمان الواجب في القلب من غير ظهور موجب ذلك ومقتضاه زالت الشبه العلمية في هذه المسألة ولم يبق إلا نزاع لفظي في أن موجب الإيمان الباطن هل هو جزء منه داخل في مسماه فيكون لفظ الإيمان دالا عليه بالتضمن والعموم أو هو لازم للإيمان ومعلول له وثمرة له فتكون دلالة الإيمان عليه بطريق اللزوم) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
وقال أيضا-رحمه الله-ً: (وقيل لمن قال دخول الأعمال الظاهرة في اسم الإيمان مجاز نزاعك لفظي فإنك إذا سلمت أن هذه لوازم الإيمان الواجب الذي في القلب وموجباته كان عدم اللازم موجبا لعدم الملزوم فيلزم من عدم هذا الظاهر عدم الباطن فإذا اعترفت بهذا كان النزاع لفظيا وإن قلت ما هو حقيقة قول جهم وأتباعه من أنه يستقر الإيمان التام الواجب في القلب مع إظهار ما هو كفر وترك جميع الواجبات الظاهرة قيل لك فهذا يناقض قولك أن الظاهر لازم له وموجب له بل قيل حقيقة قولك أن الظاهر يقارن الباطن تارة ويفارقه أخرى فليس بلازم له ولا موجب ومعلول له ولكنه دليل إذا وجد دل على وجود الباطن وإذ عدم لم يدل عدمه على العدم وهذا حقيقة قولك) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)).
وقال أيضاً-رحمه الله-: (وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا ولا صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا غير ذلك من الواجباتلا لأجل أن الله أوجبها مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث أو يعدل في قسمه وحكمه من غير إيمان بالله ورسوله لم يخرج بذلك من الكفر فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور فلا يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد
ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه فهذا نزاع لفظي كان مخطئا خطئا بينا وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)).
وقال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله::
جوابا عن سؤال وجه إليه في [لقاء مفتوح بتاريخ 19/ 11/1411]
س/ ما رأيكم فيمن يقول إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب؟
ج/ الإيمان فيما دلّ عليه الكتاب والسنة وقول الصحابة وإجماع أئمة أهل السنة أنه قول وعمل، قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، والقول ركن، والاعتقاد ركن، والعمل ركن، والعمل ليس شرط كمال، وإنما هو ركن، والمقصود جنس العمل.
يدلك على أن العمل ركن قول النبي r في حديث وفد عبد قيس «آمركم بالإيمان بالله وحده» قالوا: وما الإيمان بالله وحده؟ لاحظ هو أمر بالإيمان بالله وحده ثم سألوا من ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) الإيمان بالله وحده قال «أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وأن تؤدوا الخمس من المغنم»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/497)
وجه الدلالة أنها هذه الأشياء الاعتقاد شهادة أن لا إله وأن محمدا رسول الله هذا قول واعتقاد، إقام الصلاة إيتاء الزكاة أداء الخمس من المغنم عمل في أعمالٍ بدنية وأعمال مالية وما يجمع بينهما هو أداء الخمس من المغنم.
فإذن جنس العمل دخل في هذا الحديث جوابا عن سؤالهم ما الإيمان بالله وحده؟ لماذا عددناه ركنا؟ لماذا عده أهل السنة والجماعة ركنا؟ لأن الجواب عن السؤال في مثل هذا السياق يقتضي أن تكون مفردات الجواب أركانا، بدليل الإجماع من الأمة، حتى المرجئة على أن قول جبريل عليه السلام للنبي r: أخبرني عن الإيمان؟ قال «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» بالإجماع أن هذه الستة أركان كيف فهموا أنها أركان؟
بالإجماع قالوا بالاتفاق أنها جاءت جواب سؤال يقتضي أن يكون الجواب فيه بيان الماهية، وبيان الماهية في الحقيقة ركن.
فإذن العمل ركن، دلّ عليه حديث ابن عبد قيس، وتفهم كونه ركناً من حديث جبريل حيث عددنا هناك أركان الإيمان الستة وهي جواب سؤال، فكذلك هناك نعد العمل ركنا لأنه كان جواب سؤال والله أعلم.
قال شيخ الإسلام:
الإرادة التامة مع القدرة تستلزم الفعل فيمتنع أن يكون الإنسان محبا لله ورسوله مريدا لما يحبه الله ورسوله إرادة جازمة مع قدرته على ذلك وهو لا يفعله فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس في قلبه الإيمان الواجب ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)) الذي فرضه الله عليه) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)).
فإذا وجد (الإرادة الجازمة فلابد أن يقترن بها مع القدرة فعل المقدور ولو بنظرة أو حركة رأس أو لفظة أو خطوة أو تحريك بدن) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)).
و (إذا تبين هذا وعلم أن الإيمان الذي في القلب من التصديق والحب وغير ذلك يستلزم الأمور الظاهرة من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة كما أن القصد التام مع القدرة يستلزم وجود المراد وأنه يمتنع مقام الإيمان الواجب في القلب من غير ظهور موجب ذلك ومقتضاه زالت الشبه العلمية في هذه المسألة) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8))
وأن (جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزء من الإيمان كما تقدم بيانه) ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)).
وقال أيضاً-رحمه الله-: (وكذلك الإيمان والواجب على غيره مطلق لا مثل الإيمان الواجب عليه في كل وقت فإن الله لما بعث محمدا رسولا إلى الخلق كان الواجب على الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس ولا صيام شهر رمضان ولا حج البيت ولا حرم عليهم الخمر والربا ونحو ذلك ولا كان أكثر القرآن قد نزل فمن صدقه حينئذ فيما نزل من القرآن وأقر بما أمر به من الشهادتين وتوابع ذلك كان ذلك الشخص حينئذ مؤمنا تام الإيمان الذي وجب عليه وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه ولو اقتصر عليه كان كافرا) ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)).
وقال أيضاً-رحمه الله-: (فالسلف يقولون ترك الواجبات الظاهرة دليل على انتفاء الإيمان الواجب ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)) من القلب) ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12))
وقال أيضاً: (فيمتنع أن يكون الإنسان محبا لله ورسوله مريدا لما يحبه الله ورسوله إرادة جازمة مع قدرته على ذلك وهو لا يفعله فإذا لم يتكلم الإنسان بالإيمان مع قدرته دل على أنه ليس في قلبه الإيمان الواجب الذي فرضه الله عليه) ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/498)
وأخيراً أنقل كلام شيخ الإسلام -رحمه الله-: (ومن قال بحصول الإيمان الواجب ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14)) بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزءا منه فهذا نزاع لفظي كان مخطئا خطئا بينا وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف) ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15)).
فمن هذا يتبين أن العمل المطلوب لكي يصح به إيمان العبد هو أي عمل واجب وأن وجود عمل مستحب دون الواجب محض خيال!!!.
ثم أن هناك مسألة أخرى وهي هل يمكن أن يخلو الإنسان عن الإرادة مطلقاً؟ ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn16))
يجيب شيخ الإسلام عن ذلك فيقول ......
فيقع على وجهين:
أحدهما ...
والوجه الثاني ...
سوف يأتينا النقولات الاخرى التي بين لما تقدم
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) مجموع الفتاوى (7/ 575).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref2) مجموع الفتاوى (7/ 579 - 585).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3) مجموع الفتاوى (7/ 621).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4) كذا في الأصل ولعل الصواب (ما الايمان).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref5) كما ذكرنا سابقاً أن الإيمان الواجب إذا انتفى من القلب انتفى أصل الإيمان.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref6) مجموع الفتاوى (7/ 188).
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref7) مجموع الفتاوى (7/ 527).
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref8) مجموع الفتاوى (7/ 575).
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref9) مجموع الفتاوى (7/ 616).
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref10) مجموع الفتاوى (7/ 518).
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref11) الإيمان الواجب: هو الإيمان الذي إذا زال من العبد بالكلية زال أصل الإيمان أما إذا زال بعضه زال كمال الإيمان.
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref12) مجموع الفتاوى (7/ 148).
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref13) مجموع الفتاوى (7/ 188).
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref14) كما ذكرنا في تعريف الإيمان الواجب هو الإيمان الذي إذا انتفى بالكلية، انتفى أصل الإيمان أما إذا انتفى بعضه فقد انتفى كماله. وكلام شيخ الإسلام واضح أن أصل الإيمان لا يحصل للعبد إذا كان تاركاً للواجبات، ومن قال بحصوله -أي الإيمان- بدون فعل الواجبات فهذه هي بدعة الإرجاء ... فهل من مدكر؟!.
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref15) مجموع الفتاوى (7/ 621).
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref16) المرجئة من الذين يقولون أن الإرادة الجازمة قد تخلو من الفعل وهذا القول مبني على تعريفهم للإيمان الذي هو التصديق قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الزهد والورع والعبادة (1/ 176): (ولكن طائفة من الناس قالوا أن الإرادة الجازمة قد تخلو عن فعل أو قول ثم تنازعوا في العقاب عليها فكان القاضي أبو بكر ومن تبعه كأبي حامد وأبي الفرج ابن الجوزي يرون العقوبة على ذلك وليس معهم دليل على أنه يؤاخذ إذا لم يكن هناك قول أو عمل والقاضي بناها على أصله في الإيمان الذي اتبع فيه جهما والصالحي وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري وهو أن الإيمان مجرد تصديق القلب).أ. هـ.(52/499)
دليل الأعراض عند المتكلمين أصل بلية التعطيل
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 08, 09:41 م]ـ
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
مقدمة
وجود الله عز وجل مغروس في فطر العباد؛ والتدليل على وجوده سبحانه لا يحتاج إلى نظر واستدلال؛ بل هو ضروري كما يجده المسلم من نفسه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:فقر المخلوقات إلى الخالق ودلالتها عليه وشهادتها له أمر فطري فطر الله عليه عباده. ثم قرر رحمه الله أن العلم بأن المحدث لا بد له من محدث هو علم فطري ضروري ...
مجموع الفتاوى (1|47)
وقد أخذت هذه المسألة عند المتكلمين وهي مسألة التدليل على وجود الله بالنظر والاستدلال وخاصة بالدليل المسمى عندهم دليل الأعراض منهجا خطيرا إذ علقوا صحة إيمان العبد على هذا الدليل و علقوا صحة النبوة على هذا الدليل.
وكان هذا الدليل بابا لولوج كثير من الاعتقادات الضالة؛ وقد التزم لأجله كثير من الفرق مذاهب وأقوال؛ وتفرع عليه مسائل عديدة.
و يتلخص من مجموع ما انبثق عن هذه المسألة:
1 - نفي الأسماء والصفات.
2 - إنكار الصفات الفعلية.
3 - القول بالجواهر الفردة.
4 - العرض لا يبقى زمانين.
5 - فناء الجنة والنار.
6 - انقطاع حركات أهل الجنة.
7 - إنكار الحكمة والإرادة في صفات الله وأفعاله.
8 - إنكار علو الله على خلقه.
9 - القول بخلق القرآن.
10 - تشبيه الله بالمعدوم كقولهم لا داخل العالم ولا خارجه.
11 - القول بأن الله اتصف ببعض الصفات بعد أن كان غير قادر على ذلك.
12 - إنكار الصفات التي تتعلق بمشيئته واختياره.
13 - القول بوحدة الوجود.
14 - القول أن وجود الله وجودا مطلقا.
15 - إنكار رؤية الله.
16 - القول بأن للمعدوم حقيقة ووجود.
17 - قولهم إن للماهية حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها.
18 - قولهم بإبطال إيمان المقلد.
19 - قولهم بقدم العالم
20 - قولهم بتماثل الأجسام.
أدلة وجود الله
أما أدلة وجود الله عز وجل فهي كثيرة, منها فطرية وعقلية وحسية وشرعية وغير ذلك.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما إثبات الصانع فطرقه لا تحصى بل الذي عليه جمهور العلماء أن الإقرار بالصانع فطري ضروري مغروز في الجبلة ثم بعد أن قرر ذلك.
قال: وأما بالعقل فيعلم أن العالم لو كان قديماً لكان إما واجباً بنفسه , وهذا باطل كما تقدم التنبيه عليه من أن كل جزء من أجزاء العالم مفتقر إلى غيره , والمفتقر إلى غيره لا يكون واجباً بنفسه , وإنما واجباً بغيره فيكون المقتضى له موجباً بذاته .... .
"منهاج السنة" (2|270)
وقال شيخ الإسلام: كما قال الشيخ إسماعيل الكورانى لعز الدين بن عبد السلام لما جاء إليه يطلب علم المعرفة وقد سلك الطريقة الكلامية فقال أنتم تقولون إن الله يعرف بالدليل ونحن نقول عرفنا نفسه فعرفناه ,وكما قال نجم الدين الكبرى لابن الخطيب ورفيقه المعتزلى وقد سألاه عن علم اليقين فقال: هو واردات ترد على النفوس تعجز عن ردها.
فأجابهما بأن علم اليقين عندنا هو موجود بالضرورة لا بالنظر وهو جواب حسن.
مجموع الفتاوى (2|76)
و قال رحمه الله: فإن قيل إذا كانت معرفته والإقرار به ثابتاً في كل فطرة؛ فكيف ينكر ذلك كثير من النظار –نظار المسلمين وغيرهم – وهم يدعون أنهم يقيمون الأدلة العقلية على المطالب الألهية!
فيقال أولاً: أول من عرف في الإسلام بإنكار هذه العرفة –أي الفطرة- هم أهل الكلام الذي اتفق السلف على ذمهم من الجهمية والقدرية , وهم عند سلف الأمة من أضل الطوائف وأجهلهم.
"مجموع الفتاوى" (16/ 340)
أصل هذا الدليل
قال الإيجي في المواقف: وهو مذهب جالينوس؛ لنا في حدوث الأجسام مسالك
المسلك الأول:وهو المشهور الأجسام لا تخلو عن الحوادث وكل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث. المواقف (2|609)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/500)
قال شيخ الإسلام: والمقصود أن هذه الطرق العقلية الفطرية هي التي جاء بها القرآن واتفق العقل والشرع وتلازم الرأى والسمع والمتفلسفة كابن سينا والرازى ومن اتبعهما قالوا إن طريق إثباته الاستدلال عليه بالممكنات وإن الممكن لابد له من واجب قالوا والوجود إما واجب وإما ممكن؛والممكن لابد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين , وهذه المقالة أحدثها ابن سينا وركبها من كلام المتكلمين وكلام سلفه؛فإن المتكلمين قسموا الوجود إلى قديم ومحدث وقسمه هو إلى واجب وممكن.وذلك أن الفلك عنده ليس محدثا بل زعم أنه ممكن وهذا التقسيم لم يسبقه إليه أحد من الفلاسفة بل حذاقهم عرفوا أنه خطأ وأنه خالف سلفه وجمهور العقلاء وغيرهم. وقد بينا فى مواضع أن القدم ووجوب الوجود متلازمان عند عامة العقلاء الأولين والآخرين ولم يعرف عن طائفة منهم نزاع فى ذلك إلا ما أحدثه هؤلاء؛فإنا نشهد حدوث موجودات كثيرة حدثت بعد أن لم تكن ونشهد عدمها بعد أن كانت وما كان معدوما أو سيكون معدوما لا يكون واجب الوجود ولا قديما أزليا.
مجموع الفتاوى (1|49)
وقال شيخ الإسلام: ولما كانت طرق معرفة الله والإقرار به كثيرة متنوعة صار كل طائفة من النظار تسلك طريقا إلى إثبات معرفته ويظن من يظن أنه لا طريق إلا تلك وهذا غلط محض وهو قول بلا علم.
فإنه من أين للإنسان أنه لا يمكن المعرفة إلا بهذا الطريق؟ فإن هذا نفي عام لا يعلم بالضرورة فلا بد من دليل يدل عليه ,وليس مع النافي دليل يدل على هذا النفي بل الموجود يدل على أن للمعرفة طرقا أخرى وأن غالب العارفين بالله من الأنبياء وغير الأنبياء بل من عموم الخلق عرفوه بدون تلك الطريق المعينة.
وقد نبهنا في هذا الكتاب على ما نبهنا عليه من طرق أهل النظر وتنوعها على ما يأتي وأن الطرق تتنوع تارة بتنوع أصل الدليل وتارة بزيادة مقدمات فيه يستغني عنها آخرون؛فهذا يستدل بالإمكان وهذا بالحدوث وهذا بالآيات وهذا يستدل بحدوث الذوات وهذا بحدوث الصفات وهذا بحدوث المعين كالإنسان وهذا بحدوثه وحدوث غيره , وآخرون غلطوا فظنوا أنه لا بد من العلم بحدوث كل موصوف تقوم به الصفات وقد يعبرون عنه بلفظ الجسم والجوهر والمحدود والمركب وغير ذلك من العبارت وآخرون يستدلون بحدوث ما قام به الحوادث ويقولون كل ما قامت به الصفات محدثا. والفلاسفة لم يسلكوا هذه الطريق لاعتقادهم أن من الأجسام ما هو قديم تحله الحوادث والصفات فكونه جسما ومتميزا وقديما وتحله الصفات والحوادث ليس هو عندهم مستلزما لكونه محدثا بل وليس ذلك مستلزما عند أرسطو كونه ممكنا يقبل الوجود والعدم وكذلك لم يسلكها كثير من أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم بل ولا سلكها سلف الأمة وأئمتها كما قد بسط في موضعه.
ولم يسلكها متأخرو أهل الكلام الذين ركبوا طريقا من قول الفلاسفة وقول أسلافهم المتكلمين كالرازي والآمدي والطوسي ونحوهم بل سلكوا طريقة ابن سينا التي ذكرها في إثبات واجب الوجود طريقة ابن سينا.
وطريقة ابن سينا لم يسلكها سلفه الفلاسفة كأرسطو وأصحابه بل ولا سلكها جماهير الفلاسفة بل كثير من الفلاسفة ينازعونه في نفيه لقيام الحوادث والصفات بذات واجب الوجود ويقولولن إنه تقوم به الصفات والإرادات وأن كونه واجبا بنفسه لا ينافي ذلك كما لا ينافي عندهم جميعا كونه قديما.
ولكن ابن سينا وأتباعه لما شاركوا الجهمية في نفي الصفات وشاركوا سلفهم الدهرية في القول بقدوم العالم سلكوا في إثبات رب العالمين طريقا غير طريقة سلفه المشائين كأرسطو وأتباعه الذين أثبتوا العلة الأولى بحركة الفلك الإرادية وأن لها محركا يحركها كحركة المعشوق لعاشقه وهو يحرك الفلك للتشبه بالعلة الأولى فعدل ابن سينا عن تلك الطريقة إلى هذه الطريقة التي سلخها من طريقة أهل الكلام الذين يحتجون بالمحدث على المحدث وهو لا يقول بحدوث العالم فجعل طريقته الاستدلال بالممكن على الواجب ورأى أولئك المتكلمين قسموا الوجود إلى قديم ومحدث فقسمه هو إلى واجب وممكن وأثبت الواجب بهذا الطريق ولكن هذا بناء على أن القديم ممكن وله ماهية تقبل الوجود والعدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/1)
وهذا مما خالفه فيه جمهور العقلاء من الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم حتى أنه هو تناقض في ذلك فوافق سلفه وجميع العقلاء وصرح بأن الممكن لا يكون إلا ما يقبل الوجود والعدم ثم تناقض هنا كما قد بسط في غير هذا الموضع.
درء التعارض (2|123)
وقال شيخ الإسلام: ونفس ما اشتركوا فيه من إثبات الصانع بطريقة الأعراض وأنها لازمة للجسم أو متعاقبة عليه فلا يخلو منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها وأن الله يمتنع أن يقال أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته أو يمتنع أن يقال أنه لم يزل فعالا وأنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته مبتدع في الإسلام أول ما عرف أنه قاله الجهم بن صفوان مقدم الجهمية وأبو الهذيل العلاف مقدم المعتزلة.
النبوات (1|586)
وقال ابن حجر رحمه الله:
وقد وافق أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة على هذا , وقال: إن المسألة بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة , وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه , وأنه لا يكفي التقليد في ذلك.
ونقل عن القرطبي صاحب المفهم: ولو لم يكن في الكلام إلا مسألتان هما من مبادئه لكان حقيقاً بالذم:
أحدهما: قول بعضهم إن أول واجب الشك إذ هو اللازم عن وجوب النظر أو القصد إلى النظر ...
ثانيتها: قول جماعة منهم إن من لم يعرف الله بالطرق التي رتبوها والأبحاث التي حرروها لم يصح إيمانه.
"الفتح" (13/ 363)
وجه خطأ المتكلمين في هذا الدليل
بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا الدليل لا يحتاج إليه أكثر الناس وإن كان يستأنس به أحيانا, وأن معرفة ضرورية لا تحتاج إلى نظر واستدلال فكيف يعلق بها صحة الإيمان أو صدق النبوة فهذا أمر لا يقبل؛ كذلك بين رحمه الله أن هذا الدليل كان سببا لظهور كثير من الأقوال والمذاهب الضالة , وهذه الطريق فيه تطويل بلا فائدة واستدلال على الأظهر بالأخفى.
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا إنما كان التنبيه على طرق الطوائف في إثبات الصانع , وأن ما يذكره أهل البدع من المتكلمة والمتفلسفة؛فإما أن يكون طويلا لا يحتاج إليه أو ناقصا لا يحصل المقصود ,وأن الطرق التي جاءت بها الرسل هي أكمل الطرق وأقربها وأنفعها وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصا عظيما إذا عذروا بالجهل وإلا كانوا من المستحقين للعذاب إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة فهم بين محروم ومأثوم.
وهذه الطرق التي أخدها ابن سينا عن المتكلمين من المعتزلة ونحوهم وخلطها بالكلام سلفه الفلاسفة صار بسبب ما فيها من البدع المخالفة للكتاب والسنة يستطيل بها على المسلمين ويجعل القول الذي قاله هؤلاء هو قول المسلمين وليس الأمر كذلك وإنما هو قول مبتدعتهم , وهكذا عمل إخوانه القرامطة الباطنية: صاروا يلزمون كل طائفة من طوائف المسلمين بالقدر الذي وافقهم عليه مما هو مخالف للنصوص ويلزمونهم بطرد ذلك القول حتى يخرجوهم عن الإسلام بالكلية.
ولهذا كان لهؤلاء وأمثالهم نصيب من حال المرتدين الذين قال الله تعال فيهم: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} ولهذا آل الأمر بكثير من هؤلاء إلى عبادة الأوثان والشرك بالرحمن مثل دعوة الكواكب والسجود لها أو التصنيف في ذلك كما صنفه الرازي وغيره في ذلك.
درء التعارض (4|215)
وقال شيخ الإسلام: وكل هذه المقدمات التي ذكرها لا يفتقر إثبات الصانع إليها وبتقدير افتقاره إليها؛ فإبطال التسلسل ممكن فتتم تلك المقدمات وذلك أن إثبات الصانع لا يفتقر إلى حدوث الأجسام كما تقدم بل نفس ما يشهد حدوثه من الحوادث يغنى عن ذلك والعلم بأن الحادث يفتقر إلى المحدث هو من أبين العلوم الضرورية وهو أبين من افتقار الممكن إلى المرجح فلا يحتاج أن يقرر ذلك بأن الحدوث ممكن أو أنه كان يمكن حدوثه على غير ذلك الوجه فتخصيصه بوجه دون وجه ممكن جائز الطرفين فيحتاج إلى مرجح مخصص بأحدهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/2)
وهذه الطريقة يسلكها من متأخري أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ومن وافقهم على ذلك من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم.
وقد نبهنا على أنها وإن كانت صحيحة فإنها تطويل بلا فائدة فيه واستدلال على الأظهر بالأخفى وعلى الأقوى بالأضعف كما لا يحد الشيء بما هو أخفى منه وإن كان الحد مطابقا للمحدود مطردا منعكسا يحصل به التمييز مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده؛فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي مثل من يكون من شانه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة فإذا كان الكلام طويلا مستغلقاها به وعظمه كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد لكن ليس هذا مما يتوقف العلم والبيان عليه مطلقا وهذا هو المقصود هنا وهؤلاء كثيرا ما يغلطون فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل حصل ما حصل فكان مثل هؤلاء مثل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به يجاهدون وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو وهو أضعف الجماعة وأعجزهم ثم أنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
ومثل نهر كبير كدجلة والفرات كان عليه عدة جسور فقطعها كلها ولم يترك إلا واحد طويلا بعيدا ضعيفا ثم إنه خرقه في أثنائه حتى انقطع الطريق ولم يبق لأحد طريق إلى العبور وهو مع هذا يستعمل الناس في الآلات التي يصنع بها الجسور ويشعر الناس أنه لا يمكن أحدا أن يعبر إلا بما يصنعه.
أو مثل رجل كان لمدينته أسوار متداخلة سور خلف سور كل سور منه يحفظ المدينة فعمد المتولي فهدم تلك الأسوار كلها وترك سورا هو أضعفها وأطولها وأصعبها حفظا ثم إنه مع ذلك خرق منه ناحية يدخل منها العدو فلم يبق للمدينة سور يحفظها.
فيقال إن إثبات الصانع ممكن بطرق كثيرة منها الاستدلال بالحدوث على المحدث وهذا يكفى فيه حدوث الإنسان نفسه أو حدوث ما يشاهد من المحدثات كالنبات والحيوان وغير ذلك ثم إنه يعلم بالضرورة أن المحدث لا بد من محدث وإذا قدر أنه أثبت الصانع بحدوث العالم لزم أن المحدث لا بد من محدث ثم إذا قدر أنه استدل بطريقة الإمكان إما ابتداء وإما مع طريقة الحدوث فالعلم بأن الممكن يفتقر إلى الواجب علم ضروري لا يفتقر إلى نفي التسلسل.
درء التعارض (2|8)
وقال رحمه الله: واعلم أن علم الإنسان بأن كل محدث لا بد له من محدث أو كل ممكن لا بد له من واجب أو كل فقير فلا بد له من غني أو كل مخلوق فلا بد له من خالق أو كل معلوم فلا بد له من يعلم أو كل أثر فلا بد له من مؤثر ونحو ذلك من القضايا الكلية والأخبار العامة هو علم كلي بقضية كلية وهو حق في نفسه لكن علمه بأن هذا المحدث المعين لا بد له من محدث وهذا الممكن المعين لا بد له من واجب هو أيضا معلوم له مع كون القضية معينة مخصوصة جزئية ,وليس علمه بهذه القضايا المعينة المخصوصة موقوفا على العلم بتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا المعينة المخصوصة موقوفا على العلم بتلك القضية العامة الكلية بل هذه القضايا المعينة قد تسبق إلى فطرته قبل أن يستشعر تلك القضايا الكلية وهذا كعلمه بأن الكتابة لا بد لها من كاتب والبناء لا بد له من بأن؛ فإنه إذا رأى كتابة معينة علم انه لا بد لها من كاتب ,وإذا رأى بنيانا علم أنه لا بد له من بأن وإن لم يستشعر في ذلك الحال كل كتابه كانت أو تكون أو يمكن أن تكون ولهذا تجد الصبي ونحوه يعلم هذه القضايا المعينة الجزئية وإن كان عقله لا يستحضر القضية الكلية العامة , وهذا كما أن الإنسان يعلم أن هذا المعين لا يكون أسود أبيض ولا يكون في مكانين وإن لم يستحضر أن كل سواد وكل بياض فأنهما لا يجتمعان وأن كل جسمين فإنهما لا يكونان في مكان واحد وهكذا إذا رأى درهما ونصف درهم علم أن هذا الكل أعظم من هذا الجزء وإن لم يستحضر أن كل كل فإنه يجب أن يكون أعظم من جزئه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/3)
وكذلك إذا قيل: هذا العدد الأول مساو لهذا العدد الثاني وهذا العدد الثاني مساو لهذا العدد الثالث فإنه يعلم أن الأول مساو لمساوي الثاني وهو مساو للثالث وإن لم يستحضر أن كل مساو لمساو فهو مساو.
وكذلك إذا علم أن الشخص موجود علم أنه ليس بمعدوم وإذا علم انه ليس بمعدوم علم أنه موجود ويعلم انه لا يجتمع وجوده وعدمه بل يتناقضان وأن لم يستحضر قضية كلية عامة أنه لا يجتمع نفي كل شيء وإثباته ووجوده وعدمه وهكذا عامة القضايا الكلية.
فإنه قد يكون علم الإنسان بالحكم في أعيانها المشخصة الجزئية أبده للعقل من الحكم الكلي ولا تكون معرفته بحكم المعينات موقوفة على تلك القضايا الكليات ولهذا كان علم الإنسان أنه هو لم يحدث نفسه لا يتوقف على علمه بأن كل إنسان لم يحدث نفسه ولا على أن كل حادث لم يحدث نفسه بل هذه القضايا العامة الكلية صادقة وتلك القضية المعينة صادقة والعلم بها فطري ضروري لا يحتاج أن يستدل عليه وإن كان قد يمكن الاستدلال على بعض المعينات بالقضية الكلية ويستفاد العلم بالقضية الكلية بواسطة العلم بالمعينات لكن المقصود أن هذا الاستدلال ليس شرطا في العلم بل العلم بالمعينات قد يعلم كما تعلم الكليات وأعظم بل قد يجزم بالمعينات من لا يجزم بالكليات , ولهذا لا تجد أحدا يشك في أن هذه الكتابة لا بد لها من كاتب وهذا البناء لا بد له من باب بل يعلم هذا ضرورة
وإن كان العلم بان كل حادث لا بد له من محدث فاعل قد اعتقده طوائف من النظار نظريا حتى أقاموا عليه دليلا: إما بقياس الشمول وإما بقياس التمثيل فالأول قول من يقول: كل محدث لا بد له من محدث والثاني قول من يقول هذا محدث فيفتقر إلى محدث قياسا على البناء والكتابة.
ثم القائلون بأن كل محدث لا بد له من محدث منهم من يثبت هذا بالاستدلال على أن الحادث مختص والتخصيص لا بد له من مخصص ثم من الناس من يثبت هذا بأن المخصوص ممكن والممكن لا بد له من مرجح لوجوده ثم من الناس من يثبت هذا بأن نسبة الممكن إلى الوجود والعدم سواء فلا بد من ترجيح أحد الجانبين
وكثير من الناس يجعل المقدمة الأولى في هذه القضايا ضرورية بل يجعلها أبين من الثانية التي استدل بها عليها وهذا الاضطراب غنما يقع في القضايا الكلية العامة.
وأما كون هذا البناء لا بد له من بان وهذه الكتابة لا بد لها من كاتب وهذا الثوب المخيط لا بد له من خياط , وهذه الآثار التي في الأرض من آثار الأقدام لا بد لها من مؤثر وهذه الضربة لا بد لها من ضارب وهذه الصياغة لا بد لها من صائغ وهذا الكلام المنظوم المسموع لا بد له من متكلم وهذا الضرب والرمي والطعن لا بد له من ضارب ورام وطاعن.
فهذه القضايا المعينة الجزئية لا يشك فيها أحد من العقلاء ولا يفتقر في العلم بها إلى دليل ,وإن كان ذكر نظائرها حجة لها وذكر القضية التي تتناولها وغيرها حجة ثانية فيستدل عليها بقياس التمثيل وبقياس الشمول لكن هي في نفسها معلومة للعقلاء بالضرورة مع قطع نظرهم عن قضية كلية كما يعلم الإنسان أحوال نفسه المعينة فإنه يعلم أنه لم يحدث نفسه وإن لم يستحضر أن كل حادث لا يحدث بنفسه
ولهذا كانت فطرة الخلق مجبولة على أنهم شاهدوا شيئا من الحوادث المتجددة كالرعد والبرق والزلازل ذكروا الله وسبحوه لأنهم يعلمون أن ذلك المتجدد لم يتجدد بنفسه بل له محدث أحدثه وإن كانوا يعلمون هذا في سائر المحدثات لكن ما اعتادوا حدوثه صار مألوفا لهم بخلاف المتجدد الغريب وإلا فعامة ما يذكرون الله ويسبحونه عنده من الغريب المتجددة قد شهدوا من آيات الله المعتادة ما هو أعظم منه ولو لم يكن إلا خلق الإنسان فإنه من أعظم الآيات فكل أحد يعلم أنه هو لم يحدث نفسه ولا أبواه أحداثاه ولا أحد من البشر أحدثه ويعلم أنه لا بد له من محدث فكل أحد يعلم أن له خالقا خلقه ويعلم أنه موجود حي عليم قدير سميع بصير ومن جعل غيره حيا كان أولى أن يكون حيا ومن جعل غيره عليما كان أولى أن يكون عليما ومن جعل غيره قادرا كان أولى أن يكون قادرا ويعلم أيضا أن فيه من الإحكام ما دل على علم الفاعل ومن الاختصاص ما دل على إرادة الفاعل وأن نفس الإحداث لا يكون إلا بقدرة المحدث فعلمه بنفسه المعينة المشخصة الجزئية يفيده العلم بهذه المطالب الإلهية وغيرها ن كما قال تعالى {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} الذاريات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/4)
21
درء التعارض (2|20)
وقال شيخ الإسلام: أن تينك الطريقين ليستا باطلا محضا بل يفضى كل منهما إلى حق ما لكن ليس هو الحق الواجب ,وكثيرا ما يقترن معه الباطل فلا يحصل بكل منهما بمجرده أداء الواجب ولا اجتناب المحرم ولا تحصلان المقصود الذى فيه سعادة العبد من نجاته ونعيمه بعد مبعث الرسول.
مجموع الفتاوى (2|74)
تعظيم المتكلمين لدليل الأعراض
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء جعلوا هذا أصل دينهم وإيمانهم وجعلوا النظر في هذا الدليل هو النظر الواجب على كل مكلف ,وأنه من لم ينظر في هذا الدليل فإما أنه لا يصح إيمانه فيكون كافرا على قول طائفة منهم وإما أن يكون عاصيا على قول آخرين وأما إن يكون مقلدا لا علم له بدينه لكنه ينفعه هذا التقليد ويصير به مؤمنا غير عاص والأقوال الثلاثة باطلة لأنها مفرعة على أصل باطل وهو أن النظر الذي هو أصل الدين والايمان هو هذا النظر في هذا الدليل.
النبوات (1|255)
وقال أبو الحسين البصري في غرر الأدلة كما نقل عنه شيخ الإسلام: قال: وليس أحد يثق بصحة ما جاءت به الرسل إلا بعد المعرفة بصدقهم ولا تحصل المعرفة بصدقهم إلا بالمعجزات التي تميزهم عن غيرهم ,وليس تدل المعجزات على صدقهم إلا إذا صدرت ممن لا يفعل القبيح لكي يؤمن أن نصدق الكذابين وليس يؤمن أنه لا يفعل القبيح إلا إذا عرف أنه عالم بقبحه عالم باستغنائه عنه ولا يعرف غناءه إلا بعد أن يعلم أنه غير جسم ولا يعرف أنه غير جسم إلا إذا عرف أنه قديم ولا يعلم أنه عالم بكل قبيح إلا إذا علم أنه عالم بكل شيء ولا يعلمه كذلك إلا إذا علم أنه عالم لذاته ولا يعلمه كذلك إلا إذا علم أنه عالم ولا يعلم أنه يثيب ويعاقب إلا إذا علم أنه قادر حي ولا يعرف موصوفا بهذه الصفات إلا إذا عرفت ذاته وإنما تعرف ذاته إذا استدل عليها بأفعاله لأنها غير مشاهدة ولا معروفة باضطرار ولا طريق إليها إلا أفعاله فيجب أن نتكلم في هذه الأشياء لنعلم صحة ما جاءت به الرسل ونمتثله فنكون آمنين في المعاد.
درء التعارض (5|33)
وقال الغزالي: من لم يعتقد حدوث الأجسام لا يصل لاعتقاد في الصانع أصلا.
درء التعارض (5|32)
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: وأصل منشأ نزاع المسلمين في هذا الباب أن المتكلمين من الجهمية والمعتزلة , ومن اتبعهم سلكوا في إثبات حدوث العالم , وإثبات الصانع طريقاً مبتدعة في الشرع مضطربة في العقل , وأوجبوها , وزعموا أنه لا يمكن معرفة الصانع إلا بها.
وتلك الطريق فيها مقدمات مجملة لها نتائج مجملة فغلط كثير من سالكيها في مقصود الشارع , ومقتضى العقل فلم يفهموا ما جاءت به النصوص النبوية , ولم يحرروا ما اقتضته الدلائل العقلية؛وذلك أنهم قالوا لا يمكن معرفة الصانع إلا بإثبات حدوث العالم , ولا يمكن إثبات حدوث العالم إلا بإثبات حدوث الأجسام.
"مجموع الفتاوى" (12/ 213)
تأثر الأشاعرة بهذا الدليل
قال الشيخ سفر الحوالي: إن الأشاعرة جعلوا دليل الحدوث والقدم هو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث , وكل حادث فلا بد له من محدث قديم , وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث , وعدم حلولها فيه, ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا في مكان إلخ
ثم أطالوا جدا في تقرير هذه القضايا.
"عقيدة الأشاعرة " (37)
المسائل التي انبثقت عن دليل الأعراض على طريقة المتكلمين
يتلخص من مجموع ما انبثق عن هذه المسألة
1 - نفي الأسماء والصفات.
2 - إنكار الصفات الفعلية.
3 - القول بالجواهر الفردة.
4 - العرض لا يبقى زمانين.
5 - فناء الجنة والنار.
6 - انقطاع حركات أهل الجنة.
7 - إنكار الحكمة والإرادة في صفات الله وأفعاله.
8 - إنكار علو الله على خلقه.
9 - القول بخلق القرآن.
10 - تشبيه الله بالمعدوم كقولهم لا داخل العالم ولا خارجه.
11 - القول بأن الله اتصف ببعض الصفات بعد أن كان غير قادر على ذلك.
12 - إنكار الصفات التي تتعلق بمشيئته واختياره.
13 - القول بوحدة الوجود.
14 - القول أن وجود الله وجودا مطلقا.
15 - إنكار رؤية الله.
16 - القول بأن للمعدوم حقيقة ووجود.
17 - قولهم أن للماهية حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها.
18 - قولهم بإبطال إيمان المقلد.
19 - قولهم بقدم العالم.
20 - قولهم بتماثل الأجسام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/5)
قال شيخ الإسلام: فهذه الطريقة مما يعلم بالاضطرار أن محمدا صلي الله عليه وسلم لم يدع الناس بها إلي الإقرار بالخالق ونبوة أنبيائه , ولهذا قد اعترف حذاق أهل الكلام ـ ك الأشعري وغيره ـ بأنها ليست طريقة الرسل وأتباعهم ولا سلف الأمة وأئمتها وذكروا أنها محرمة عندهم بل المحققون علي أنها طريقة باطلة وأن مقدماتها فيها تفصيل وتقسيم يمنع ثبوت المدعي بها مطلقا ولهذا تجد من اعتمد عليها في أصول دينه فأحد الأمرين لازم له: إما أن يطلع علي ضعفها ويقابل بينها وبين أدلة القائلين بقدم العالم فتتكافأ عنده الأدلة أو يرجح هذا تارة وهذا تارة كما هو حال طوائف منهم وإما أن يلتزم لأجلها لوازم معلومة الفساد في الشرع والعقل كما التزم جهم لأجلها فناء الجنة والنار.
والتزم لأجلها أبو الهذيل انقطاع حركات أهل الجنة.
والتزم قوم لأجلها كالأشعري وغيره أن الماء والهواء والتراب والنار له طعم ولون وريح ونحو ذلك.
والتزم قوم لأجلها ولأجل غيرها أن جميع الأعراض ـ كالطعم واللون وغيرها ـ لا يجوز بقاؤها بحال لأنهم احتاجوا إلي جواب النقض الوارد عليهم لما أثبتوا الصفات لله مع الاستدلال علي حدوث الأجسام بصفاتها فقالوا: صفات الأجسام أعراض أي أنها تعرض فتزول فلا تبقي بحال بخلاف صفات الله فإنها باقية.
درء التعارض (1|24)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهذا من أغاليط بعض المتكلمين كغلطهم في قولهم إن الأعراض يمتنع بقاؤها وأن الأجسام متماثلة وأنها مركبة من الجواهر المنفردة التي لا تقبل قسمة ولا يتميز منها جانب من جانب.
وكذلك غلط من غلط من المتكلمين وادعى أن الله لم يخلق شيئا لسبب ولا لحكمة ولا خص شيئا من الأجسام بقوى وطبائع وادعى أن كل ما يحدث فإن الفاعل المختار الذي يخص أحد المتماثلين بلا تخصيص أصلا يحدثه وأنكر ما في مخلوقات الله وما في شرعه من الحكم التي خلق وأمر لأجلها.
الرد على المنطقيين (310)
وقال: والأئمة يذمون الكلام المبتدع فإن أصحابه يخطئون إما في مسائلهم وإما في دلائلهم فكثيرا ما يثبتون دين المسلمين في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله على أصول ضعيفة بل فاسدة ويلتزمون لذلك لوازم يخالفون بها السمع الصحيح والعقل الصريح ,وهذا حال الجهمية من المعتزلة وغيرهم حيث أثبتوا حدوث العالم بحدوث الأجسام ,وأثبتوا ذلك بحدوث صفاتها التي هي الأعراض فاضطرهم ذلك إلى القول بحدوث كل موصوف؛فنفوا عن الله الصفات وقالوا بأن القرآن مخلوق وأنه لا يرى في الآخرة وقالوا إنه لا مباين ولا محايث وأمثال ذلك من مقالات النفاة التي تستلزم التعطيل.
الأصفهانية (120)
وقال شيخ الإسلام: فالجهمية التزموا لأجلها نفي أسماء الله وصفاته إذ كانت الصفات أعراضا تقوم بالموصوف ولا يعقل موصوف بصفة إلا الجسم؛فإذا اعتقدوا حدوثه اعتقدوا حدوث كل موصوف بصفة ,والرب تعالى قديم فالتزموا نفي صفاته وأسماؤه مستلزمة لصفاته فنفوا أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
والمعتزلة استعظموا نفي الأسماء لما فيه من تكذيب القرآن تكذيبا ظاهر الخروج عن العقل والتناقض فإنه لا بد من التمييز بين الرب وغيره بالقلب واللسان؛فما لا يميز من غيره لا حقيقة له ولا إثبات وهو حقيقة قول الجهمية فإنهم لم يثبتوا في نفس الأمر شيئا قديما البتة كما أن المتفلسفة الذين سلكوا مسلك الإمكان والوجوب وجعلوا ذلك بدل الحادث والقديم لم يثبتوا واجبا بنفسه البتة.
... وقد بسط هذا في مواضع وبين أن كل من نفى صفة مما أخبر به الرسول لزمه نفي جميع الصفات فلا يمكن القول بموجب أدلة العقول إلا مع القول بصدق الرسول فأدلة العقول مستلزمة لصدق الرسول؛فلا يمكن مع عدم تصديقه القول بموجب العقول بل من كذبه فليس معه لا عقل ولا سمع كما أخبر الله تعالى عن أهل النار قال تعالى: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بل قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير} وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/6)
والمقصود هنا أن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك وأقروا بالأسماء ولما رأوا هذه الطريق توجب نفي الصفات نفوا الصفات فصاروا متناقضين؛فإن إثبات حي عليم قدير سميع بصير بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر مكابرة للعقل كإثبات مصل بلا صلاة وصائم بلا صيام وقائم بلا قيام ونحو ذلك من الأسماء المشتقة كأسماء الفاعلين والصفات المعدولة عنها ,ولهذا ذكروا في أصول الفقه أن صدق الاسم المشتق كالحي والعليم لا ينفك عن صدق المشتق منه كالحياة والعلم وذكروا النزاع مع من ذكروه من المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم.
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه كالأشعري والقلانسي فقرروا أنه لا بد من إثبات الصفات متابعة للدليل السمعي والعقلي مع إثبات الأسماء وقالوا ليست أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية سلكوا في هذا الفرق وهو أن العرض لا يبقى زمانين مسلكا أنكره عليهم جمهور العقلاء ,وقالوا إنهم خالفوا الحس وضرورة العقل وهم موافقون لأولئك على صحة هذه الطريقة طريقة الأعراض قالوا وهذه تنفي عن الله أن يقوم به حادث وكل حادث فإنما يكون بمشيئته وقدرته قالوا فلا يتصف بشيء من هذه الأمور لا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يقوم به فعل اختياري يحصل بمشيئته وقدرته كخلق العالم وغيره.
بل منهم من قال لا يقوم به فعل بل الخلق هو المخلوق كالأشعري ومن وافقه ومنهم من قال بل فعل الرب قديم أزلي وهو من صفاته الأزلية وهو قول قدماء الكلابية وهو الذي ذكره أصحاب ابن خزيمة لما وقع بينه وبينهم بسبب هذا الأصل فكتبوا عقيدة اصطلحوا عليها وفيها إثبات الفعل القديم الأزلي وكان سبب ذلك أنهم كانوا كلابية يقولون إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل كلامه المعين لازم لذاته أزلا وأبدا ...
والمقصود التنبيه على افتراق الأمة بسبب هذه الطريقة ولما عرف كثير من الناس باطن قول ابن كلاب وأنه يقول أن الله لم يتكلم بالقرآن العربي وأن كلامه شيء واحد هو معنى آية الكرسي وآية الدين عرفوا ما فيه من مخالفة الشرع والعقل فنفروا عنه وعرفوا أن هؤلاء يقولون أنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته فأنكروه وكان ممن أنكر ذلك الكرامية وغير الكرامية كأصحاب أبي معاذ التومني وزهير البابي وداود بن علي وطوائف فصار كثير من هؤلاء يقولون أنه يتكلم بمشيئته وقدرته فأنكروه لكن يراعى تلك الطريقة لاعتقاده صحتها فيقول إنه لم يكن في الأزل متكلما لأنه إذا كان لم يزل متكلما بمشيئته لزم وجود حوادث لا تتناهى وأصل الطريقة أن هذا ممتنع فصار حقيقة قول هؤلاء إنه صار متكلما بعد أن لم يكن متكلما فخالفوا قول السلف والأئمة انه لم يزل متكلما إذا شاء وبسط هذه الأمور له موضع آخر.
وقال رحمه الله: ثم ظهر بهذا المذهب الجهم بن صفوان ودخلت فيه بعد ذلك المعتزلة وهؤلاء أول من عرف عنهم في الإسلام أنهم أثبتوا حدوث العالم بحدوث الأجسام وأثبتوا حدوث الأجسام بحدوث ما يستلزمها من الأعراض وقالوا الأجسام لا تنفك عن أعراض محدثة وما لا ينفك عن الحوادث أو ما لا يسبق الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها.
ثم إنهم تفرقوا عن هذا الأصل فلما قالوا بامتناع دوام الحوادث في الماضي عورضوا بالمستقبل فطرد إماما هذه الطريقة هذا الأصل وهما إمام الجهمية الجهم بن صفوان وأبو الهذيل العلاف إمام المعتزلة وقالا بامتناع دوام الحوادث في المستقبل والماضي.
ثم إن جهما قال إذا كان الأمر كذلك لزم فناء الجنة والنار وأنه يعدم كل ما سوى الله كما كان ما سواه معدوما ,وكان هذا مما أنكره السلف والأئمة على الجهمية وعدوه من كفرهم وقالوا إن الله تعالى يقول إن هذا لرزقنا ماله من نفاد سورة ص 54 وقال تعالى أكلها دائم وظلها سورة الرعد 35 إلى غير ذلك من النصوص الدالة على بقاء نعيم الجنة.
وأما أبو الهذيل فقال إن الدليل إنما دل على انقطاع الحوادث فقط فيمكن بقاء الجنة والنار لكن تنقطع الحركات فيبقى أهل الجنة والنار ساكنين ليس فيهما حركة أصلا ولا شيء يحدث ولزمه على ذلك أن يثبت أجساما باقية دائمة خالية عن الحوادث فيلزم وجود أجسام بلا حوادث فينتقض الأصل الذي أصلوه وهو أن الأجسام لا تخلو عن الحوادث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/7)
وهذا هو الأصل الذي أصله هشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي وغيرهما من المجسمة الرافضة وغير الرافضة كالكرامية فقالوا بل يجوز ثبوت جسم قديم أزلي لا أول لوجوده وهو خال عن جميع الحوادث وهؤلاء عندهم الجسم القديم الأزلي يخلو عن الحوادث وأما الأجسام المخلوقة فلا تخلو عن الحوادث ويقولون ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لكن لا يقولون إن كل جسم فإنه لا يخلو عن الحوادث.
ثم إن هؤلاء الجهمية أصحاب هذا الأصل المبتدع احتاجوا أن يلتزموا طرد هذا الأصل فقالوا إن الرب لا تقوم به الصفات ولا الأفعال فإنها أعراض وحوادث وهذه لا تقوم إلا بجسم والأجسام محدثة فيلزم أن لا يقوم بالرب علم ولا قدرة ولا كلام ولا مشيئة ولا رحمة ولا رضا ولا غضب ولا غير ذلك من الصفات بل جميع ما يوصف به من ذلك فإنما هو مخلوق منفصل عنه.
منهاج السنة (1|311)
وقال رحمه الله: ولهذا صار من يسلك هذه الطريقة من حذاق الطوائف يتبين لهم فسادها كما ذكر مثل ذلك أبو حامد الغزالي وأبو عبد الله الرازي وأمثالهما ثم الذي يتبين له فسادها إذا لم يجد عند من يعرفه من المتكلمين في أصول الدين غيرها بقي حائرا مضطربا والقائلون بقدم العالم من الفلاسفة والملاحدة وغيرهم تبين لهم فسادها فصار ذلك من أعظم حججهم على قولهم الباطل فيبطلون قول هؤلاء إنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته بعد أن لم يكن ويثبتون وجوب دوام نوع الحوادث ويظنون أنهم إذا أبطلوا كلام أولئك المتكلمين بهذا حصل مقصودهم وهم أضل وأجهل من أولئك؛ فإن أدلتهم لا توجب قدم شيء بعينه من العالم بل كل ما سوى الله فهو محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ودلائل كثيرة غير تلك الطريقة وأن كان الفاعل لم يزل فاعلا لما يشاء ومتكلما بما يشاء ,وصار كثير من أولئك إذا ظهر له فساد أصل أولئك المتكلمين المبتدعين وليس عنده إلا قولهم وقول هؤلاء يميل إلى قول هؤلاء الملاحدة ثم قد يبطن ذلك وقد يظهره لمن يأمنه وابتلى بهذا كثير من أهل النظر والعبادة والتصوف وصاروا يظهرون هذا في قالب المكاشفة ويزعمون أنهم أهل التحقيق والتوحيد والعرفان فأخذوا من نفي الصفات أن صانع العالم لا داخل العالم ولا خارجه ومن قول هؤلاء أن العالم قديم ولم يروا موجودا سوى العالم فقالوا إنه هو الله وقالوا هو الوجود المطلق والوجود واحد وتكلموا في وحدة الوجود وأنه الله بكلام ليس هذا موضع بسطه ثم لما ظهر أن كلامهم يخالف الشرع والعقل صاروا يقولون يثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل ويقولون القرآن كله شرك وإنما التوحيد في كلامنا ومن أراد أن يحصل له هذا العلم اللدني الأعلى فليترك العقل والنقل وصار حقيقة قولهم الكفر بالله وبكتبه ورسله وباليوم الآخر من جنس قول الملاحدة الذين يظهرون التشيع.
وقال رحمه الله: ونفس ما اشتركوا فيه من إثبات الصانع بطريقة الأعراض وأنها لازمة للجسم أو متعاقبة عليه فلا يخلو منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها وأن الله يمتنع أن يقال أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته أو يمتنع أن يقال أنه لم يزل فعالا وأنه صار فاعلا أو فاعلا ومتكلما بمشيئته مبتدع في الإسلام أول ما عرف أنه قاله الجهم بن صفوان مقدم الجهمية وأبو الهذيل العلاف مقدم المعتزلة ولهذا طرداه فقالا بامتناع الحوادث في المستقبل , وقال الجهم بفناء الجنة والنار ,وقال أبو الهذيل بانقطاع حركاتهما كما قد بسط فروع هذا الأصل الذي اشتركوا فيه.
ثم افترقوا بعد ذلك في فروعه فأئمتهم كانوا يقولون كلام الله القرآن وغيره مخلوق وكذلك سائر ما يوصف به الرب ليس له صفة قامت به لأن ذلك عرض عندهم لا يقوم إلا بجسم , والجسم حادث فقالوا القرآن وغيره من كلام الله مخلوق وكذلك سائر ما يوصف به الرب فجاء بعدهم مثل ابن كلاب وابن كرام والأشعري وغيرهم من شاركهم في أصل قولهم لكن قالوا بثبوت الصفات لله وأنها قديمة لكن منهم من قال لا تسمى أعراضا لأن العرض لا يبقى زمانين وصفات الرب باقية كما يقوله الأشعري وغيره ومنهم من قال تسمى أعراضا وهي قديمة وليس كل عرض حادثا كابن كرام وغيره ثم افترقوا في القرآن وغيره من كلام الله فقال ابن كلاب ومن اتبعه هو صفة من الصفات قديمة كسائر الصفات ثم قال ولا يجوز أن يكون صوتا لأنه لا يبقى ولا معاني متعددة فإنها إن كان لها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/8)
عدد مقدر فليس قدر بأولى من قدر وإن كانت غير متناهية لزم ثبوت معان في آن واحد لا نهاية لها وهذا ممتنع فقال إنه معنى واحد وهو معنى آية الكرسي وآية الدين والتوراة والإنجيل.
وقال جمهور العقلاء إن تصور هذا القول تصورا تاما يوجب العلم بفساده وقال طائفة بل كلامه قديم العين وهو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية مع أنها مترتبة في نفسها وأن تلك الحروف والأصوات باقية أزلا وأبدا وجمهور العقلاء يقولون إن فساد هذا معلوم بالضرورة وهاتان الطائفتان تقولان إنه لا يتكلم بمشيئته وقدرته.
وقال آخرون كالهشامية والكرامية بل هو متكلم بمشيئته وقدرته وكلامه قائم بذاته ولا يمتنع قيام الحوادث لكن يمتنع أن يكون لم يزل متكلما فإن ذلك يستلزم وجود حوادث لا أول لها وهو ممتنع فهذه الأربعة في القرآن وكلام الله هي أقوال المشركين في امتناع دوام كون الرب فعالا بمشيئته أو متكلما بمشيئته النبوات (1|590)
وقال الشيخ الإسلام: وفي الجملة النزاع في تعليل أفعال الله وأحكامه مسألة لا تتعلق بالإمامة أصلا وأكثر أهل السنة على إثبات الحكمة والتعليل
ولكن الذين أنكروا ذلك من أهل السنة احتجوا بحجتين أحداهما أن ذلك يستلزم التسلسل فإنه إذا فعل لعلة فتلك العلة أيضا حادثة فتفتقر إلى علة إن وجب أن يكون لكل حادث علة.
وإن عقل الإحداث بغير علة لم يحتج إلى إثبات علة فهم يقولون إن أمكن الإحداث بغير علة لم يحتج إلى علة ولم يكن ذلك عبثا وإن لم يكن وجود الإحداث إلا لعلة فالقول في حدوث العلة كالقول في حدوث المعلول وذلك يستلزم التسلسل
الحجة الثانية أنهم قالوا من فعل لعلة كان مستكملا بها لأنه لو لم يكن حصول العلة أولى من عدمها لم تكن علة والمستكمل بغيره ناقص بنفسه وذلك ممتنع على الله.
منهاج السنة (1|145)
وقال شيخ الإسلام: وهذه الحجة لما كان أصلها هو البحث عن حكمة الإرادة ولم فعل ما فعل وهي مسألة القدر ظهر بها ما كان السلف يقولونه إن الكلام في القدر هو أبو جاد الزندقة وعلم بذلك حكمة نهيه صلى الله عليه و سلم لما رآهم يتنازعون في القدر عن مثل ما هلك به الأمم قال لهم بهذا هلكت الأمم قبلكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض وعن هذا نشأ مذهب المجوس والقدرية مجوس هذه الأمة حيث خاضوا في التعديل والتجويز بما هو من فروع هذه الحجة كما أن التجهم فروع تلك الحجة.
ثم إن الدهرية ظنوا أنهم بالقول بقدم العالم ينجون من هذه الشبهات وكان الذي وقعوا فيه شرا مما وقعت فيه المجوس والقدرية ولهذا كان المشركون والصابئون القائلون بقدم العالم ومن معهم من الفلاسفة شرا من المجوس ومن معهم من القدرية المعتزلة وغيرهم.
والمقصود بيان هذا يقال لهم لا ريب في هذا الوجود المشهود المستلزم لوجود الموجود القديم الواجب فإن نفس الوجود يستلزم موجودا قديما واجبا بنفسه إذ كل موجود فإما أن يكون واجبا قديما أو يكون محدثا أو ممكنا.
بيان تلبيس الجهمية (1|163)
وقال شيخ الإسلام: فإذا قال النفاة من الجهمية والمعتزلة وغيرهم: لو كان الله يرى في الآخرة لكان في جهة وما كان في جهة فهو جسم وذلك على الله محال أو قالوا: لو كان الله تكلم بالقرآن بحيث يكون الكلام قائما به لقامت به الصفات والأفعال وذلك يستلزم أن يكون محلا للأعراض والحوادث وما كان محلا للأعراض والحوادث فهو جسم والله منزه عن ذلك لأن الدليل على إثبات الصانع إنما هو حدوث العالم وحدوث العالم إنما علم بحدوث الأجسام فلو كان جسم ليس بمحدث لبطلت دلالة إثبات الصانع.
فهذا الكلام ونحوه هو عمدة النفاة من الجهمية والمعتزلة وغيرهم ومن وافقهم في بعض بدعتهم وهذا ونحوه في العقليات التي يزعمون أنها عارضت نصوص الكتاب والسنة.
درء التعارض (1|144)
ثم إن المعتزلة والجهمية نفت أن يقوم بالله تعالى صفات وأفعال بناء على هذه الحجة.
قولوا: لأن الصفات والأفعال لا تقوم إلا بجسم وبذلك استدلوا على حدوث الجسم
فجاء ابن كلاب ومن اتبعه فوافقوهم على انتفاء قيام الأفعال به وخالفوهم في قيام الصفات فأثبتوا قيام الصفات به وقالوا: لا نسميها أعراضا لأنها باقية والأعراض لا تبقى.
وأما ابن كرام وأتباعه: فلم يمتنعوا من تسمية صفات الله أعراضا كما لم يمتنعوا من تسميته جسما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/9)
وعن هذا الحجة ونحوها نشأ القول بأن القرآن مخلوق وأن الله تعالى لا يرى في الآخرة وأنه ليس فوق العرش ونحو ذلك من مقالات الجهمية النفاة لأن القرآن كلام وهو صفة من الصفات , والصفات عندهم لا تقوم به وأيضا فالكلام يستلزم فعل المتكلم وعندهم لا يجوز قيام فعل به ولأن الرؤية تقتضي مقابلة ومعاينة والعلو يقتضي مباينة ومسامته وذلك من صفات الأجسام.
وبالجملة فقد صاروا ينفون ما ينفونه من صفات الله تعالى لأن إثبات ذلك يقتضي أن يكون الموصوف جسما وذلك ممتنع لأن الدليل على إثبات الصانع إنما هو حدوث الأجسام فلو كان جسما لبطل دليل إثبات الصانع.
ومن هنا قال هؤلاء: إن القول بما دل عليه السمع من إثبات الصفات والأفعال يقدح في أصل الدليل الذي به علمنا صدق الرسول.
وقالوا إنه لا يمكن تصديق الرسول لو قدر أنه يخبر بذلك لأن صدقه لا يعلم بعد أن يثبت العلم بالصانع ولا طريق إلى إثبات العلم بالصانع إلا القول بحودث الأجسام.
قالوا: وإثبات الصفات له يقتضي أنه جسم قديم فلا يكون كل جسم حادثا فيبطل دليل إثبات العلم به.
درء التعارض (1|180)
نقل شيخ الإسلام عن ابن الزاغوني فوله: وذهبت طوائف من المعتزلة والقدرية إلى أنه لا يعرف الله إلا العلماء فأما العوام فلا يحكم بصحة إيمانهم ولا بمعرفتهم لله)
قال: (والدليل على إبطال قولهم هو أنا نقول: حقيقة الإيمان العائد إلى المعتقد هي طمأنينة النفس وسكون القلب إلى معرفة ما يعتقد بإسناد ذلك إلى دليل يصلح له وهذا لا يعدم في حق أحد من العامة وبيان ذلك: أنه لو قيل لأحد من العوام: بم عرفت ربك؟ لقال: بأنه انفرد ببناء هذه السماء ورفعها فلا يشاركه في هذا موصوف بجسم ولا جوهر وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وإلى السماء كيف رفعت} ومن سائر الآيات التي فيها ذكر السماء والاعتبار بها وهذا الآيات هي الأصل عند العلماء وإنما ينفردون عن العامة في هذا ببسيط البيان المليح والتشقيق والغامض الدقيق وفي بيان حكم يدركها العامي فهما بجنانه ,ويقصر عن شرحها بلسانه فهما في ذلك كرجلين اتفقا في العلم بمسألة وأحدهما في الكشف أبسط باعا وأفصح شرحا وهذا يرجع إلى شيء وذلك أنه قد ثبت أن الله تعالى كلف الكل معرفته وضمن فيما أن لا يزيد تكليفه على مقدار الوسع بقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} وقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها} فحقيقة المعرفة بالشيء إنما هي الوقوف عليه بالعلم على ما هو به ولا يوصل إلى ذلك في حق الله إلا باستناد المعتقد فيه إلى دليله فلو كان الدليل لا يدخل الوقوف عليه في طوق العامي لأدى ذلك إلى تكليفه ما ليس في وسعه وهذا خلاف ما نص الله عليه.
درء التعارض (4|95)
وقال شيخ الإسلام: في مسألة حدوث العالم فإنه استدل بدليل الأعراض المشهور وهو أن الجسم لا يخلو من الأعراض وما لا يخلو عنها فهو حادث وهو الدليل الذي اعتمدت عليه المعتزلة قبله وهو الذي ذمه الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر وبين أنه ليس من طرق الأنبياء وأتباعهم والدليل هو مبني على إثبات أربع مقدمات: الأعراض وإثبات حدوثها وأن الجسم لا يخلو منها وإبطال حوادث لا أول لها فلما صار إلى المقدمة الثالثة قال: (وأما الأصل الثالث - وهو تبيين استحالة تعري الجواهر عن الأعراض - فالذي صار إليه أهل الحق: أن الجوهر لا يخلو عن كل جنس من الأعراض وعن جميع أضداده لا كان له أضداد وإن كان له ضد واحد لم يخل الجوهر عن أحد الضدين وإن قدر عرض لا ضد له لم يخل الجوهر عن قبول واحد من جنسه)
درء التعارض (1|328)
وقال شيخ الإسلام: وقد بينا فساد قول هؤلاء في غير هذا الموضع وبينا أن قولهم بأن المبدع علة تامة موجب بذاته هو نفسه يستلزم فساد قولهم فإن العلة التامة تستلزم معلولها فلا يجوز أن يتأخر عنها شيء من معلولها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/10)
فالحوادث مشهودة في العالم فلو كان الصانع موجبا بذاته علة تامة مستلزمة لمعلولها لم يحدث شيء من الحوادث في الوجود إذ الحادث يمتنع أن يكون صادرا عن علة تامة أزلية فلو كان العالم قديما لكان مبدعة علة تامة والعلة التامة لا يتخلف عنها شيء من معلولها فيلزم من ذلك أن لا يحدث في العالم شيء فحدوث الحوادث دليل على أن فاعلها ليس بعلة تامة في الأزل وإذا انتفت العلة التامة في الأزل بطل القول بقدم شيء من العالم لكن هذا لا ينفى أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل حيا فعالا لما يشاء.
وعمدة الفلاسفة على قدم العالم هو قولهم يمتنع حدوث الحوادث بلا سبب حادث فيمتنع تقدير ذات معطلة عن الفعل لم تفعل ثم فعلت من غير حدوث سبب.
منهاج السنة (1|148)
وقال شيخ الإسلام: هذه الطريقة جزء من الطريقة المذكورة في القرآن وهي التي جاءت بها الرسل وكان عليها سلف الأمة وأئمتها وجماهير العقلاء من الآدميين فإن الله سبحانه يذكر في آياته ما يحدثه في العالم من السحاب والمطر والنبات والحيوان وغير ذلك من الحوادث ويذكر في آياته خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ونحو ذلك لكن القائلون بإثبات الجوهر الفرد من المعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم يسمون هذا استدلالا بحدوث الصفات بناء على أن هذه الحوادث المشهود حدوثها لم تحدث ذواتها بل الجواهر والأجسام التي كانت موجودة قبل ذلك لم تزل من حين حدوثها بتقدير حوادثها ولا تزال موجودة وإنما تغيرت صفاتها بتقدير حدوثها كان تتغير صفات الجسم إذا تحرك بعد السكون وكما تتغير ألوانه وكما تتغير أشكاله وهذا مما ينكره عليهم جماهير العقلاء من المسلمين وغيرهم.
وحقيقة قول هؤلاء الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم: أن الرب لم يزل معطلا لا يفعل شيئا ولا يتكلم بمشيئته وقدرته ثم إنه أبدع جواهر من غير فعل يقوم به وبعد ذلك ما بقي يخلق شيئا بل إنما تحدث صفات تقوم بها ويدعون أن هذا قول أهل الملل: الأنبياء وأتباعهم.
درء التعارض (1|464)
وقال أيضا: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل فإنهم يقولون إنا لا نشهد بل ولا نعلم في زماننا حدوث شيء من الأعيان القائمة بنفسها بل كل ما نشهد حدوثه بل كل ما حدث من قبل أن يخلق آدم إنما تحدث أعراض في الجواهر التي هي باقية لا تستحيل قط بل تجتمع وتتفرق والخلق عندهم الموجود في زماننا إنما هو جمع وتفريق لا ابتداع عين وجوهر قائم بنفسه ولا خلق لشيء قائم بنفسه لا إنسان ولا غيره وإنما يخلق أعراضا ويقولون إن كل ما تشاهده من الأعيان فإنها مركبة من جواهر كل جوهر منها لا يتميز يمينه عن شماله وهذا مخالفة للحس والعقل كالأول ويقول كثير منهم إن الأعراض لا تبقى زمانين ويقولون انه لا يفنى ويعدم في زماننا شيء من الأعيان بل كما لا يحدث شيء من الأعيان لا يفنى شيء من الأعيان فهذا أصل علمهم ودينهم ومعقولهم الذي بنوا عليه حدوث العالم واثبات الصانع وهو مخالف للحس والعقل.
النبوات (2|1099)
وقال شيخ الإسلام: الوجه الثالث: أن يقال: الوجود المطلق بشرط الإطلاق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية أو لا بشرط مما يعلم بصريح العقل انتفاؤه في الخارج وإنما يوجد في الذهن وهذا مما قرروه في منطقهم اليوناني وبينوا أن المطلق بشرط الإطلاق كإنسان مطلق بشرط الإطلاق وحيوان مطلق بشرط الإطلاق ,جسم مطلق بشر الإطلاق, ووجود مطلق بشرط الإطلاق: لا يكون إلا في الأذهان دون الأعيان.
ولما اثبت قدماؤهم الكليات المجردة عن الأعيان التي يسمونها المثل الأفلاطونية أنكر ذلك حذاقهم وقالوا: هذه لا تكون إلا في الذهن ثم الذين ادعوا ثبوت هذه الكليات في الخارج مجردة قالوا: إنها مجردة عن الأعيان المحسوسة ن ويمتنع عندهم أن تكون هذه هي المبدعة للأعيان بل يمتنع أن تكون شرطا في وجود الأعيان فإنها إما أن تكون صفة للأعيان أو جزءا منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/11)
وصفة الشيء لا تكون خالقة للموصوف وجزء الشيء لا يكون خالقا للجملة فلو قدر أن في الخارج وجودا مطلقا بشرط الإطلاق امتنع أن يكون مبدعا لغيره من الموجودات بل امتنع أن يكون شرطا في وجود غيره فإذن تكون المحدثات. والممكنات المعلوم حدوثها وافتقارها إلى الخالق المبدع مستغنية عن هذا الوجود المطلق بشرط الإطلاق إن قيل: إن له وجودا في الخارج فكيف إذا كان الذي قال هذا القول هو من أشد الناس إنكارا على من جعل وجود هذه الكليات المطلقة المجردة عن الأعيان خارجا عن الذهن.
وهم قد قرروا أن العلم الأعلى والفلسفة الأولى هو العلم الناظر في الوجود ولواحقه فجعلوا الوجود المطلق موضوع هذا العلم لكن هذا هو المطلق الذي ينقسم إلى واجب وممكن وعلة ومعلول وقديم ومحدث.
ومورد التقسيم مشترك بين الأقسام فلم يمكن هؤلاء أن يجعلوا هذا الوجود المنقسم إلى واجب وممكن هو الوجود الواجب فجعلوا الوجود الواجب هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق الذي ليس له حقيقة سوى الوجود المطلق أو بشرط سلب الأمور الثبوتية ويعبرون عن هذا بأن وجوده ليس عارضا لشيء من الماهيات والحقائق
وهذا التعبير مبني على أصلهم الفاسد وهو أن الوجود يعرض للحقائق الثابتة في الخارج بناء على أنه في الخارج وجود الشيء غير حقيقته فيكون في الخارج حقيقة يعرض لها الوجود تارة ويفارقها أخرى.
ومن هنا فرقوا في منطقهم بين الماهية والوجود وهم لو فسروا الماهية بما يكون في الأذهان والوجود بما يكون في الأعيان لكان هذا صحيحا لا ينازع فيه عاقل وهذا هو الذي تخيلوه في الأصل لكن توهموا أن تلك الماهية التي في الذهن هي بعينها الموجود الذي في الخارج فظنوا أن في هذا الإنسان المعين جواهر عقلية قائمة بأنفسها مغيرة لهذا المعين مثل كونه حيوانا ناطقا وحساسا ومتحركا بالإرادة ونحو ذلك.
درء التعارض (1|168)
وقال: وبسبب التباس هذا عليهم حاروا في وجود الله تعالى: هل هو ماهيته أم هو زائد على ماهيته؟ وهل لفظ الوجود مقول بالتواطؤ والتشكيك أو مقول بالاشتراك اللفظي؟
فقالوا: إن قلنا: إن لفظ الوجود مشترك اشتراكا لفظيا لزم ألا يكون الوجود منقسما إلى واجب وممكن وهذا خاف ما اتفق عليه العقلاء وما يعلم بصريح العقل
وإن قلنا: إنه متواطئ أو مشكك لزم أن تكون الموجودات مشتركة في مسمى الوجود فيكون الوجود مشتركا بين الواجب والممكن فيحتاج الوجود المشترك إلى ما يميز وجود هذا عن وجود هذا والامتياز يكون بالحقائق المختصة فيكون وجود هذا زائدا على ماهيته فيكون الوجود الواجب مفتقرا إلى غيره.
ويذكرون ما يذكره الرازي وأتباعه: أن للناس في وجود الرب تعالى ثلاثة أقوال فقط: أحدها أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي فقط.
والثاني: أن وجود الواجب زائد على ماهيته
والثالث: أنه وجود مطلق ليس له حقيقة غير الوجود المشروط بسلب كل ماهية ثبوتية عنه.
درء التعارض (1|170)
قال شيخ الإسلام: وكذلك ينبنى على هذا تماثل الأجسام فأولئك يقولون الأجسام مركبة من الجواهر وهي متماثلة فالأجسام متماثلة والأكثرون يقولون بل الأجسام مختلفة الحقائق وليست حقيقة التراب حقيقة النار ولا حقيقة النار حقيقة الهواء وهذه المسائل مسائل عقلية لبسطها موضع آخر والمقصود هنا بيان منشأ النزاع في مسمى الجسم.
منهاج السنة (2|532)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 08, 09:49 م]ـ
تابع
الأنبياء لم يدعوا إلي طريقة الأعراض
قال شيخ الإسلام: كل من له أدني معرفة بما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم يعلم بالاضطرار أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يدع الناس بهذه الطريقة طريق الأعراض ولا نفي الصفات أصلا لا نصا ولا ظاهرا ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصا ولا ظاهرا ولا ذكر أن الخالق ليس فوق العالم ولا مباينا له أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا ذكر ما يفهم منه ذلك لا نصا ولا ظاهرا بل ولا نفي الجسم الاصطلاحي ولا ما يرادفه من الألفاظ ,ولا ذكر أن الحوادث يمتنع دوامها في الماضي والمستقبل أو في الماضي لا نصا ولا ظاهرا ولا أن الرب صار الفعل ممكنا له بعد أن لم يكن ممكنا ولا أنه صار الكلام ممكنا له بعد أن لم يكن ممكنا ن ولا أن كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه ونحو ذلك أمور مخلوقة بائنة عنه وأمثال ذلك مما يقوله هؤلاء لا نصا ولا ظاهرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/12)
بل علم الناس خاصتهم وعامتهم بأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يذكر ذلك أظهر من علمهم بأنه لم يحج بعد الهجرة إلا حجة واحدة وأن القرآن لم يعارضه أحد وأنه لم يفرض صلاة إلا الصلوات الخمس وأنه لم يكن يؤخر صلاة النهار إلي الليل وصلاة الليل إلي النهار وأنه لم يكن يؤذن له في العيدين والكسوف والاستسقاء وأنه لم يرض بدين الكفار لا المشركين ولا أهل الكتاب قط وأنه لم يسقط الصلوات الخمس عن أحد من العقلاء وأنه لم يقاتله أحد من المؤمنين به لا أهل الصفة ولا غيرهم وأنه لم يكن يؤذن بمكة ولا كان بمكة أهل صفة ولا كان بالمدينة أهل صفة قبل أن يهاجر إلي المدينة وأنه لم يجمع أصحابه قط علي سماع كف ولا دف وأنه لم يكن يقصر شعر كل من أسلم أو تاب من ذنب وأنه لم يكن يقتل كل من سرق أو قذف أو شرب وأنه لم يكن يصلي الخمس إذا كان صحيحا إلا بالمسلمين لم يكن يصلي الفرض وحده ولا في الغيب وأنه لم يحج في الهواء قط .... وأمثال ذلك مما يعلم العلماء بأحواله علما ضروريا أنه لم يكن ومن روي ذلك عنه أو أخذ يستدل علي ثبوت ذلك علموا بطلان قوله بالاضطرار كما يعلمون بطلان قول السوفسطائية وإن لم يشتغلوا بحل شبههم.
وحينئذ فمن استدل بهذه الطريق أو أخبر الأمة بمثل قول نفاة الصفات كان كذبه معلوما بالاضطرار أبلغ مما يعلم كذب من ادعي عليه هذه الأمور المنتفية عنه وأضعافها وهذا مما يعلمه من له أدني خبرة بأحوال الرسل فضلا عن المتوسطين فضلا عن الوارثين له العالمين بأقواله وأفعاله.
درء التعارض (1|62)
وقال رحمه الله: فإن علماء المسلمين يعلمون بالاضطرار أن الرسول لم يدع الخلق بهذا النظر ولا بهدا الدليل لا عامة الخلق ولا خاصتهم فامتنع أن يكون هذا شرطا في الإيمان والعلم وقد شهد القرآن والرسول لمن شهد له من الصحابة وغيرهم بالعلم وأنهم عالمون بصدق الرسول وبما جاء به وعالمون بالله وبأنه لا إله إلا الله ولم يكن الموجب لعلمهم هذا الدليل المعين كما قال تعالى ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط وقال أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى.
وقد وصف باليقين والهدى والبصيرة في غير موضع كقوله {وبالآخرة هم يوقنون} وقوله {أولئك على هدى من ربهم} وقوله {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وأمثال ذلك فتبين أن هذا النظر والاستدلال الذي أوجبه هؤلاء وجعلوه أصل الدين ليس مما أوجبه الله ورسوله ولو قدر أنه صحيح في نفسه وأن الرسول أخبر بصحته لم يلزم من ذلك وجوبه إذ قد يكون المطلوب أدلة كثيرة.
ولهذا طعن الرازي وأمثاله على أبي المعالي في قوله إنه لا يعلم حدوث العالم إلا بهذا الطريق وقالوا هب أنه يدل على حدوث العالم فمن أين يجب أن لا يكون ثم طريق آخر وسلكوا هم طرقا أخر؛ فلو كانت هذه الطريق صحيحة عقلا وقد شهد لها الرسول والمؤمنون الذين لا يجتمعون على ضلالة بأنها طريق صحيحة لم تتعين مع إمكان سلوك طرق أخرى كما أنه في القرآن سور وآيات قد ثبت بالنص والإجماع أنها من آيات الله الدالة على الهدى ومع هذا فإذا اهتدى الرجل بغيرها وقام بالواجب ومات ولم يعلم بها ولم يتمكن من سماعها لم يضره كالآيات المكية التي اهتدى بها من آمن ومات في حياة النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل سائر القرآن؛ فالدليل يجب طرده ولا يجب عكسه ,ولهذا أنكر كثير من العلماء على هؤلاء إيجاب سلوك هذه الطريق مع تسليمهم أنها صحيحة كالخطابي والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وغيرهم والأشعري نفسه أنكر على من أوجب سلوكها أيضا في رسالته إلى أهل الثغر مع اعتقاده صحتها واختصر منها طريقة ذكرها في أول كتابه المشهور المسمى باللمع في الرد على أهل البدع , وقد اعتنى به أصحابه حتى شرحوه شروحا كثيرة والقاضي أبو بكر شرحه ونقض كتاب عبد الجبار الذي صنفه في نقضه وسماه نقض نقض اللمع , وأما أكابر أهل العلم من السلف والخلف فعلموا أنها طريقة باطلة في نفسها مخالفة لصريح المعقول وصحيح المنقول وانه لا يحصل بها العلم بالصانع ولا بغير ذلك بل يوجب سلوكها اعتقادات باطلة توجب مخالفة كثير مما جاء به الرسول مع مخالفة صريح المعقول كما أصاب من سلكها من الجهمية والمعتزلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/13)
والكلابية والكرامية ومن تبعهم من الطوائف وان لم يعرفوا غورها وحقيقتها فإن أئمة هؤلاء الطوائف صار كل منهم يلتزم ما يراه لازما ليطردها فيلتزم لوازم مخالفة للشرع والعقل فيجيء الآخر فيرد عليه ويبين فساد ما التزمه ويلتزم هو لوازم أخر لطردها فيقع أيضا في مخالفة الشرع والعقل.
النبوات (1|261)
إنكار العلماء لهذه الطريق
قال أبو سليمان الخطابي: فإن قال هؤلاء القوم: فإنكم قد أنكرتم الكلام ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه في صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون إلى معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب لم يعلم حقه وأن الرسول لم يثبت صدقة إلا بأدلة العقول وأنتم قد نفيتموها؟
قال أبو سليمان قلنا: إنا لا ننكر أدلة العقول والتوصل بها إلى المعارف ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها على حدوث العالم وإثبات الصانع ونرغب عنها إلى ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنما هو شيء أخذتموه عن الفلاسفة وتابعتموهم عليه وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء فأما مثبتوا النبوات فقد أغناهم الله عز و جل عن ذلك وكفاهم كلفة المؤونة في ركوب هذه الطريقة المنعرجة التي لا يؤمن العنت على راكبها والإيداع والانقطاع على سالكها.
قال شيخ الإسلام: وهذا الذي ذكره الخطابي يبين أن طريقة الأعراض من الكلام المذموم الذي ذمه السلف والأئمة وأعرضوا عنه كما ذكر ذلك الأشعري وغيره وأن الذين سلكوها سلكوها لكونهم لم يسلكوا الطرق النبوية الشرعية؛ فمن لم يسلك الطرق الشرعية احتاج إلى الطرق البدعية بخلاف من أغناه الله بالكتاب والحكمة.
و الخطابي ذكر أن هذه الطريقة متعبة مخوفة فسالكها يخاف عليه أن يعجز أو أن يهلك وهذا كما ذكره الأشعري وغيره ممن لم يجزموا بفساد هذه الطريقة وإنما ذموها لكونها بدعة أو لكونها صعبة متعبة قد يعجز سالكها أو لكونها مخوفة خطرة لكثرة شبهاتها.
وهكذا ذكر الخطابي في كتاب شعار الدين ما يتضمن هذا المعنى ,ولهذا كان من لم يعلم بطلان هذه الطريقة أو اعتقد صحتها قد يقول ببعض موجباتها كما يقع مثل ذلك في كلام الخطابي وأمثاله ما يوافق موجبها وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم كما هو مذكور في غير هذا الموضع وهذا قد وقع فيه طوائف من أصناف الناس من أصحاب أحمد و مالك و الشافعي و أبي حنيفة وغيرهم .. .
قال الخطابي: وبيان ما ذهب إليه السلف - من أئمة المسلمين - في الاستدلال على معرفة الصانع وإثبات توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلام تعذر الوصول إليه إلا من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة التي يسلكونها ويزعمون أن من لم يتوصل إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غير موحد على الحقيقة - هو أن الله سبحانه لما أراد إكرام من هداه لمعرفته بعث رسوله محمد صلى الله عليه و سلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
وقال صلى الله عليه و سلم في خطبة الوداع وفي مقامات شتى وبحضرته عامة أصحابه: [ألا هل بلغت]
وكان الذي أنزل عليه من الوحي وأمر بتبليغه هو كمال الدين وتمامه لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} فلم يترك صلى الله عليه و سلم شيئا من أمور الدين: قواعده وأصوله وشرائعه وفصوله - إلا بينه وبلغه على كماله وتمامه ولم يؤخر بيانه عن وقت الحاجة إليه إذ لا خلاف بين فرق الأمة: أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحال ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع لا تزال الحاجة ماسة إليه أبدا في كل وقت وزمان ولو أخر عنه البيان لكان التكليف واقعا بما لا سبيل للناس إليه وذلك فاسد غير جائز وإذا كان الأمر على ما قلناه , وقد علم يقينا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدعهم في أمر التوحيد إلى الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها إذ لا يمكن واحدا من الناس أن يروي عنه ذلك ولا عن أحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه لا من طريق تواتر ولا آحاد - علم أنهم قد ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/14)
طريقتهم ولو كان في الصحابة قوم يذهبون مذاهب هؤلاء في الكلام والجدل لعدوا من جملة المتكلمين ولنقل إلينا أسماء متكلميهم كما نقل إلينا أسماء فقهائهم وقرائهم وزهادهم فلما لم يظهر ذلك دل على أنه لم يكن لهذا الكلام عندهم أصل.
قال الخطابي: وإنما ثبت عندهم أمر التوحيد من وجوه:
أحدهما: ثبوت النبوة بالمعجزات التي أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد تحداهم به وبسورة من مثله وهم العرب الفصحاء والخطباء والبلغاء فكل عجز عنه ولم يقدر على شيء منه بوجه: إما بأن لا يكون في قولهم ولا في طباعهم أن يتكلموا بكلام يضارع القرآن في جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن يكون ذلك في وسعهم وتحت قدرهم طبعا وتركيبا ولكن منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم في وجود تصديقه وإما أن يكونوا إنما عجزوا عن علم ما جمع في القرآن من أنباء ما كان والإخبار عن الحوادث التي تحدث وتكون وعلى الوجوه كلها فالعجز موجود والانقطاع حاصل هذا إلى ما شاهدوه من آياته وسائر معجزاته المشهودة عنه الخارجة عن سوم الطباع الناقضة للعادات كتسبيح الحصا في كفه وحنين الجذع لمفارقته ورجف الجبل تحته وسكونه لما ضربه برجله وانجذاب الشجرة بأغصانها وعروقها إليه وسجود البعير له ونبوع الماء من بين أصابعه حتى توضأ به بشر كثير وربو الطعام اليسير بتبريكه فيه حتى أكل منه عدد جم وأخبار الذراع إياه بأنها مسمومة وأمور كثيرة سواها يكثر تعدادها هي مشهورة ومجموعة في الكتب التي أنشئت لمعرفة هذا الشأن.
قال الخطابي: فلما استقر ما شاهدوه من هذه الأمور في نفوسهم وثبت ذلك في عقولهم صحت عندهم نبوته وظهرت عن غيره بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم إليه من أمر وحدانية الله عز و جل وأمر صفاته وإلى ذلك ما وجدوه في أنفسهم وفي سائر المصنوعات من آثار الصنعة ودلائل الحكمة الشاهدة على أن لها صانعا حكيما عالما خبيرا تام القدرة بالغ الحكمة ,وقد نبههم الكتاب عليه ودعاهم إلى تدبره وتأمله والاستدلال به على ثبوت ربوبيته فقال عز و جل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}: إشارة إلى ما فيها من آثار الصنعة ولطيف الحكمة الدالين على جود الصانع الحكيم لما ركب فيها من الحواس التي عنها يقع الإدراك والجوارح التي يباشر بها القبض والبسط والأعضاء المعدة للأفعال التي هي خاصة بها كالأضراس الحادثة فيهم عند استغنائهم عن الرضاع وحاجتهم إلى الغذاء فيقع بها الطحن له وكالمعدة التي اتخذت لطبخ الغذاء والكبد التي يسلك إليها صفاوته وعنها يكون انقسامه على الأعضاء في مجاري العروق المهيأة لنفوذه إلى أطراف البدن وكالأمعاء التي يرسب إليها تفل الغذاء وطحانه فيبرز عن البدن وكقوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت}
وكقوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}
وما أشبه ذلك من جلال الأدلة وظواهر الحجج التي يدركها كافة ذوي العقول وعامة من يلزمه حكم الخطاب مما يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ثم بينوا وحدانيته وعلمه وقدرته بما شاهدوه من اتساق أفعاله على الحكمة واطرادها في سبلها وجريها على إدلالها ثم علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب المنزل الذي بان حقه وعن قول النبي صلى الله عليه و سلم الذي قد ظهر صدقه ثم تلقى جملة أمر الدين عنهم أخلافهم وأتباعهم كافة عن كافة قرنا بعد قرن فتناولوا ما سبيله الخبر منها تواترا واستفاضة على الوجه الذي تقوم به الحجة وينقطع فيها العذر ثم كذلك من بعدهم عصرا بعد عصر إلى آخر من تنتهي إليه الدعوة وتقوم عليه بها الحجة فكان ما اعتمده المسلمون من الاستدلال في ذلك أصح وأبين وفي التوصل إلى المقصود به أقرب إذ كان التعلق في أكثره إنما هو بمعاني درك الحس وبمقدمات من العلم مركبة عليها لا يقع الخلف في دلالتها.
درء التعارض (4|28)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/15)
وقال شيخ الإسلام: وكذلك قال أبو الحسن الآمدي في كتابه الكبير المسمى أبكار الأفكار في مسألة وجوب النظر لما ذكر حجة من ذكر من جهة المنازع: إنا لا نسلم أنه لا طريق إلى معرفة الله إلا النظر والاستدلال بل أمكن حصولها بطريق آخر إما بأن يخلق الله تعالى العلم للمكلف بذلك من غير واسطة وإما بأن يخبره به من لا يشك في صدقه كالمؤيد بالمعجزات الصادقة وإما بطريق السلوك والرياضة وتصفية النفس وتكميل جوهرها حتى تصير متصلة بالعوالم العلوية مطلعة على ما ظهر وبطن من غير احتياج إلى تعليم وتعلم.
وقال في الجواب: قولهم: لا نسلم توقف المعرفة على النظر قلنا نحن إنما نقول بوجوب النظر في حق من لم يحصل له العلم بالله بغير النظر وإلا فمن حصلت له المعرفة بالله بغير النظر في حقه غير واجب.
وكذلك ذكر هذا غير واحد من أئمة الكلام من أصحاب الأشعري وغيرهم ذكروا أن المعرفة بالله تعالى قد تحصل ضرورة وأنهم مع قولهم بوجوب النظر فإنهم يقولون: بإيمان العامة: إما لحصول المعرفة لهم ضرورة وإما لكونهم حصل لهم من النظر ما يقتضي المعرفة وإما لصحة الإيمان بدون المعرفة ونقلوا صحة إيمان العامة عن جميعهم.
درء التعارض (4|54)
وقال شيخ الإسلام بعد أن نقل كلاما طويلا للشهرستاني: فهذا كله كلام الشهرستاني وهو من أئمة المتأخرين من النظار وأخبرهم بالمقالات وقد صرح بأن معرفة الله ليست معدودة من النظريات التي يقام عليها البرهان وأن الفطرة تشهد بضرورتها وبديهة فكرتها بالصانع الحكيم إلى آخر ما ذكره وأن ما تنتهي إليه مقدمات الاستدلال بإمكان الممكنات أو حدوثها من القضايا الضرورية دون ما شهدت به الفطرة الإنسانية من احتياج الإنسان في ذاته إلى مدبر. درء التعارض (4|76)
قال أبو محمد بن حزم: ومن البرهان الموضح لبطلان هذه المقالة الخبيثة أنه لا يشك أحد ممن يدري شيئا من السير من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والمنانية والدهرية في أن رسول الله صلى لله عليه وسلم منذ بعث لم يزل يدعو الناس الجم الغفير إلى الإيمان بالله تعالى وبه وبما أتى به ويقاتل من أهل الأرض من يقاتله ممن عند ويستحل سفك دمائهم وسبي نسائهم وأولادهم وأخذ أموالهم متقربا إلى الله تعالى بذلك وأخذ الجزية وإصغاره ويقبل من آمن به ويحرم ماله ودمه وأهله وولده ويحكم له بحكم الإسلام ومنهم المرأة البدوية والراعي والراعية والغلام الصحراوي والوحشي والزنجي والمسبي والزنجية المجلوبة والرومي والرومية والأغثر الجاهل والضعيف في فهمه فما منهم من أحد ولا من غيرهم قال عليه السلام: إني لا أقبل إسلامك ولا يصح لك دين إلا حتى تستدل على صحة ما أدعوك إليه قال: ولسنا نقول: إنه لم يبلغنا أنه قال ذلك لأحد بل نقطع - نحن وجميع أهل الأرض - قطعا كقطعنا على ما شاهدنا: أنه عليه السلام لم يقل هذا قط لأحد ولا رد إسلام أحد حتى يستدل ثم جرى على هذه الطريقة جميع الصحابة أولهم عن آخرهم ولا يختلف أحد في هذا الأمر ومن المحال الممتنع عند أهل الإسلام أن يكون عليه السلام يغفل أن يبين للناس ما لا يصح لأحد الإسلام إلا به ثم يتفق على إغفال ذلك أو تعمد ترك ذكره جميع أهل الإسلام ويبينه هؤلاء الأشقياء ومن ظن أنه وقع من الدين على ما لا يقع عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كافر بلا خلاف فصح أن هذه المقالة خرق للإجماع وخلاف لله ولرسوله ولجميع أهل الإسلام قاطبة.
درء التعارض (4|89)
قال شيخ الإسلام: وكان أبو المعالي يقول: لم يكلف الناس العلم فإن العلم في هذه المسائل عزيز لا يتلقى إلا من النظر الصحيح التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما لا يطاق وإنما كلفوا الاعتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك والتردد ولو سمى مسم مثل هذا الاعتقاد علما لم يمنع من أطلاقه.
قال: وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من الدهر وقلنا: مثل هذا الاعتقاد علم على الحقيقة فإنه اعتقاد يتعلق بالمعتقد على ما هو به مع التصميم ثم بدا لنا أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع.
قال: وهذا الاعتقاد الذي وصفناه لا يتميز في مبادىء النظر حتى يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والمخمن.
درء التعارض (4|93)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/16)
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء المبتدعون يجهلون حقائق ما جاء به الرسول ويعرضون عنه ثم يحكمون بموجب جهلهم أن ليس في ذلك من البراهين من جنس ما في كلامهم ولو أوتوا العقل والفهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم لتبينوا أنه الجامع لكل خير.
وأما فساد طرقهم المخالفة للنصوص فهو بين لكل ذكي فاضل منهم ومن غيرهم ويكفيك أن عمدتهم في أصول الدين إما دليل الأعراض وقد علم ما فيه من الأعتراض وإما دليل الوجوب المستلزم للواجب
وقد بينا في غير هذا الوضع أن تلك الطريقة لا تدل على وجود واجب فإن ذلك إنما يدل إذا ثبت وجود الممكن الذي يستلزم الواجب والممكن عندهم هو متناول القديم والحادث فجعلوا القديم الأزلي داخلا في مسمى الممكن وخالفوا بذلك سائر العقلاء من سلفهم وغيرهم مع تناقضهم في ذلك
وبهذا التقدير لا يمكنهم أن يقيموا دليلا على أن الممكن بهذا الاعتبار يحتاج إلى فاعل وقد أوردوا على هذه الطريقة من الاعتراضات ما أوردوه ولم يمكنهم أن يجيبوا عنه بجواب صحيح كما قد بسط في موضعه ثم غايته إثبات وجود واجب لا يتميز عن المخلوقات ولهذا صار كثير منهم إلى أن الوجود الواجب لا يتميز على المخلوقات ولهذا صار كثير منهم إلى أن الوجود الواجب هو وجود المخلوقات فكثير من نظارهم يطعن في دليل إثبات واجب الوجود وكثير من محققيهم وعارفيهم يقول: إن الوجود الواجب هو وجود المخلوقات.
ومآل القولين واحد وهو قول فرعون الذي أنكر رب العالمين فإن فرعون وغيره لم ينكروا وجود هذا العالم المشهود فمن جعله هو الوجود الواجب أو كان قوله لا يدل إلا على ذلك كان منكرا للصانع ثم إذا كان هذا الوجود الواجب كان ما يلزمهم على ذلك من المحالات أضعاف ما فروا منه كما بينا ذلك في غير هذا الموضع.
درء التعارض (4|67)
من أوجه الرد على هذا الدليل
قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن السلف والأئمة متفقون على أن أول ما يؤمر به العباد الشهادتان ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقب البلوغ.
والشهادة تتضمن الإقرار بالصانع تعالى وبرسوله لكن مجرد المعرفة بالصانع لا يصير به الرجل مؤمنا بل ولا يصير مؤمنا بأن يعلم أنه رب كل شيء حتى يشهد أن لا إله إلا الله ولا يصير مؤمنا بذلك حتى يشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كون ما يجب من العرفة لا يحصل إلا بالنظر أو يمكن حصوله بدونه؟ وهل أصل المعرفة فطرية ضرورية أو نظرية؟ أو يحصل بهذا تارة ولهذا تارة؟ والنظر المحصل لها: هل يتعين في طريق معين أو لا يتعين؟ هذه مسائل أخر.
ومما يتعلق بهذا تنازعهم في المعرفة الواجبة: هل تحصل بالعقل أو بالشرع؟ وكثير من النزاع في ذلك لفظي وبعضه معنوي فمن ادعى أن المعرفة لا تحصل إلا بطريقة الأعراض والتركيب ونحو ذلك من الطرق المبتدعة التي للمعتزلة والمتفلسفة ومن وافقهم كان النزاع معه معنويا.
ونحن نعلم بالاضطرار من دين الرسول وسلف الأمة بطلان قول هؤلاء وأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يأمر أحدا بهذه الطرق ولا علق إيمانه ومعرفته بالله بهذه الطرق بل القرآن وصف بالعلم والإيمان من لم يسلك هذه الطرق ولم ابتدع بعض هذه الطرق من ابتدعها أنكر ذلك سلف الأمة وأئمتها ووسموا هؤلاء بالبدعة والضلالة.
ثم القول بأن أول الواجبات هو المعرفة أو النظر لا يمشي على قول من يقول: لا واجب إلا بالشرع كما هو قول الأشعرية وكثير من أصحاب مالك و الشافعي و أحمد وغيرهم فإنه على هذا التقدير لا وجوب إلا بعد البلوغ على المشهور وعلى قول من يوجب الصلاة على ابن عشر سنين أوسبع لا وجوب على من لم يبلغ ذلك وإذا بلغ هذا السن فإنما يخاطبه الشرع بالشهادتين وإن كان لم يتكلم بهما وإن كان تكلم بهما خاطبه بالصلاة.
درء التعارض (4|110)
الوجه الثاني: أن جمهور الخلق يعترفون بأن المعرفة بالصانع وصدق الرسول ليس متوقفا علي ما يدعيه بعضهم من العقليات المخالفة للسمع والواضعون لهذا القانون ـ كـ أبي حامد و الرازي وغيرهما ـ معترفون بأن العلم بصدق الرسول لا يتوقف علي العقليات المعارضة له فطوائف كثيرون ـ ك أبي حامد والشهرستاني وأبي القاسم الراغب وغيرهم ـ يقولون: العلم بالصانع فطري ضروري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/17)
و الرازي و الآمدي وغيرهما من النظار يسلمون أن العلم بالصانع قد يحصل بالاضطرار وحينئذ فالعلم بكون الصانع قادرا معلوم بالاضطرار والعلم بصدق الرسول عند ظهور المعجزات التي تحدي الخلق بمعارضتها وعجزوا عن ذلك معلوم بالاضطرار.
درء التعارض (1|53)
الوجه الثالث: أن يقال لمن ادعي من هؤلاء توقف العلم بالسمع علي مثل هذا النفي كقول من يقول منهم: إنا لا نعلم صدق الرسول حتى نعلم وجود الصانع وأنه قادر غني لا يفعل القبيح ولا نعلم ذلك حتى نعلم أنه ليس بجسم أو لا نعلم إثبات الصانع حتى نعلم حدوث العالم ولا نعلم ذلك إلا بحدوث الأجسام فلا يمكن أن يقبل من السمع ما يستلزم كونه جسما.
فيقال لهم: قد علم بالاضطرار من دين الرسول والنقل المتواتر أنه دعا الخلق إلي الإيمان بالله ورسوله ولم يدع الناس بهذه الطريق التي قلتم إنكم أثبتم بها حدوث العالم ونفي كونه جسما وآمن بالرسول من آمن به من المهاجرين والأنصار ودخل الناس في دين الله أفواجا ولم يدع أحدا منهم بهذه الطريق ولا ذكرها أحد منهم ولا ذكرت في القرآن ولا حديث الرسول ولا دعا بها أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الذين هم خير هذه الأمة وأفضلها علما وإيمانا وإنما ابتدعت هذه الطريق في الإسلام بعد المائة الأولي وانقراض عصر أكابر التابعين بل وأوساطهم فكيف يجوز أن يقال: إن تصديق الرسول موقوف عليها وأعلم الذي صدقوه وأفضلهم لم يدعوا بها ولا ذكروها ولا ذكرت لهم ولا نقلها أحد عنهم ولا تكلم بها أحد في عصرهم؟
الوجه الرابع: أن يقال: هذا القرآن والسنة المنقولة عن النبي صلي الله عليه وسلم متوا ترها وآحادها ليس فيه ذكر ما يدل علي هذه الطريق فضلا عن أن تكون نفس الطريق فيها؛ فليس في شيء من ذلك: أن البارئ لم يزل معطلا عن الفعل والكلام بمشيئته ثم حدث ما حدث بلا سبب حادث وليس فيه ذكر الجسم والتحيز والجهة لا بنفي ولا إثبات فكيف يكون الإيمان بالرسول مستلزما لذلك والرسول لم يخبر به ولا جعل الإيمان به موقوفا عليه؟
الوجه الخامس: أن هذه الطرق الثلاثة طريق حدوث الأجسام ـ مبنية علي امتناع دوام كون الرب فاعلا وامتناع كونه لم يزل متكلما بمشيئته بل حقيقتها مبنية علي امتناع كونه لم يزل قادرا علي هذا وهذا ومعلوم أن أكثر العقلاء من المسلمين وغير المسلمين ينازعون في هذا ويقولون: هذا قول باطل.
وأما القول بإمكان الأجسام فهو مبني علي أن الموصوف ممكن بناء علي أن المركب ممكن وعلي نفي الصفات وهي طريقة أحدثها ابن سينا وأمثاله وركبها من مذهب سلفهم ومذهب الجهمية وهي أضعف من التي قبلها من وجوه كثيرة
وطريقة إمكان صفات الأجسام مبنية علي تماثل الأجسام وأكثر العقلاء يخالفون في ذلك وفضلاؤهم معترفون بفساد ذلك كما قد ذكرنا قول الأشعري و الرازي و الآمدي وغيرهم واعترافهم بفساد ذلك وبينا فساد ذلك بصريح المعقول.
فإذا كانت هذه الطرق فاسدة عند جمهور العقلاء بل فاسدة في نفس الأمر امتنع أن يكون العلم بالصانع موقوفا علي طريق فاسدة ولو قدر صحتها علم أن أكثر العقلاء عرفوا الله وصدقوا رسوله بغير هذه الطريق فلم يبق العلم بالسمع موقوفا علي صحتها فلا يكون القدح فيها قدحا في أصل السمع.
درء التعارض (1|57)
وقال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن هؤلاء المتكلمين الذين جمعوا في كلامهم بين حق وبين باطل وقابلوا الباطل بباطل وردوا البدعة ببدعة لما ناظروا الفلاسفة وناظروهم في مسألة حدوث العالم ونحوها استطال عليهم الفلاسفة لما رأوهم قد سلكوا تلك الطريق التي هي فاسدة عند أئمة الشرع والعقل وقد اعترف حذاق النظار بفسادها فظن هؤلاء الفلاسفة الملاحدة أنهم إذا أبطلوا قول هؤلاء بامتناع حوادث لا أول بها وأقاموا الدليل على دوام الفعل لزم من ذلك قدم هذا العالم ومخالفة نصوص الأنبياء وهذا جهل عظيم فإنه ليس للفلاسفة ولا لغيرهم دليل واحد عقلي صحيح يخالف شيئا من نصوص الأنبياء وهذه مسألة حدوث العالم وقدمه لا يقدر أحد من بني آدم يقيم دليلا على قدم الأفلاك أصلا وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها.
درء التعارض (5|64)
هذا ملخص ما انتهى إليه القلم من تسطير كلام شيخ الإسلام في هذه المسألة ,وإن كانت هذه المسألة بتفصيلاتها تحتمل مجلدا.
نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والإعانة(53/18)
هل يوجد تلاميذ الشيخ العثيمين هنا
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[27 - 12 - 08, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله: اخوتى اعضاء موقع اهل الحديث حفظكم الله بمنه وكرمه اسأل هل يوجد احد تلاميذ للشيخ العثيمين رحمه الله هنا أو الشيخ ابن باز رحمه الله وجزا الله كل من أعاننى على ذلك
اخوكم ابو الزبير الاثرى
algadid2006@yahooi.com
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 12 - 08, 10:24 م]ـ
الشيخان تلاميذهما كثر
ولكن حدد ماذا تريد منهم
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[29 - 12 - 08, 09:57 ص]ـ
الأخ نايف لقد كتبت عن هذا الموضوع وسددنا لما طلبناه فهل تابعته على صفحات الملتقى.آمل أن تعود اليه وتنقل رسالتنا الى كل من تعرف من طلبة شيخ مشايخنا العلامة العثيمين رحمه الله تعالى ..
ولك وافر حبي وتقديري ...
Strength does not come from physical capacity. It comes from indomitable will.
Prof.Dr.S.A.M.Al AbdulRahman-1991(53/19)
ما حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية؟
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 12 - 08, 08:15 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد؛ فإن بعض المسلمين يحتفلون أو يحتفون بما يسمى بيوم رأس السنة، أو "عيد الكرسماس"، ولا ريب أن هذا مخالف للشرع المحكم؛ فإن الدين الإسلامي كامل وتام في جميع تشريعاته، ومن جميع نواحيه، قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
ومن تمام الدين وكماله أنه اهتم بالسعادة على مستوى الأفراد والمجتمعات، وجعل لهم مواسم يفرحون بها بالطاعات، والتقرب إلى رب البريات.
ومما شرع من الاحتفال والفرح والاحتفاء والتوسعة ما يكون في العيدين: الفطر، والأضحى، وهما يتكرران في السنة مرة، وكل يوم في الأسبوع مرة وهو يوم الجمعة، وفي حديث: "أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا؛ فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ" [رواه أبو داود]
ولم يشرع الإسلام الاحتفال ولا الاحتفاء بأي مناسبة أخرى ولو كانت من المناسبات التي أسبابها شرعية، فلم يحتفل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا بليلة الإسراء، ولا بالهجرة، ولا بنصرة بدر، ولا بفتح مكة، مع أن هذه مناسبات دينية فلما لم يفعلوا دل على أن السنة عدم الفعل، وأن الاحتفاء بما لم يحتفلوا به بدعة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو بدعة" [متفق عليه].
فإذا كان لا يشرع للمسلمين أن يحتفلوا أو يحتفوا بهذه المناسبات التي لها ذكر في شريعتنا؛ فإن الاحتفال أو الاحتفاء بالمناسبات التي وردت على الأمة من الكفار من باب أولى أن تكون محرمة، وأنها لا تجوز.
فالاحتفال بما يسمى بعيد "الكرسماس" أو عيد رأس السنة، أو غيرها من الأعياد التي أخذت تقليداً أعمى من الكفار، كأعياد الميلاد، وعيد الأم، وعيد الأسرة، وعيد الحب، وعيد الاستقلال؛ كل ذلك داخل في البدع المحدثة في دين الله، قال الله تعالى {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}
والاحتفال برأس السنة وغيرها محرم بلا ريب من وجوه عدة، ومنها:
أ- أنها غير مشروعة لنا؛ والدين مبناه على الشرع.
ب- أن فيها مشابهة للكفار؛ فهم يحتفلون بعيد ميلاد إلههم، أو ابن إلههم -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- فكيف لنا أن نتبعهم في ذلك!؟
ج- أن فيها تقليداً وتبعية للكفار، والمسلم يكون متميزاً بدينه، وبفرحه وسروره.
د- أنه يحصل في مثل هذه الاحتفالات كثير من المنكرات؛ كالحفلات الراقصة، والأغاني الماجنة، والاختلاطات المشبوهة ... الخ.
هـ- أن هذا الاحتفال كان منهم معهوداً في عهد أسلافهم وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يهتموا به؛ بل ولا ذكروه؛ وإنما همشوه؛ فدل أن السنة في ذلك هو تهميش مثل هذه الأعياد وعدم الاهتمام بها، ولا الالتفات إليها.
و- المحتفل بهذه الأعياد على خطر عظيم لأنها ذات دلالات دينية شركية، ودلالات بدعية؛ فينبغي الحذر والتحذير منه.
وقد نص جمعٌ من أهل العلم ممن عاشروا أو عاصروا بعض هذه الاحتفالات قديما وحديثا على بدعية هذه الاحتفالات، وتحريم المشاركة فيها، ومنهم على سبيل المثال:
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية.
2 - العلامة ابن القيم.
3 - المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم.
4 - مفتي الأنام الإمام عبد العزيز بن باز.
5 - محدث الديار العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
6 - العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين.
والله أسأل أن يعز المسلمين، وأن يرفع عنهم التبعية، وأن يعزهم بطاعته، واتباع شرعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 12 - 08, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[07 - 02 - 09, 07:20 ص]ـ
جزيت خيرا(53/20)
سؤال عن العقد الثمين للسويدي
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[27 - 12 - 08, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الأحباب
هل ممكن تحصيل كتاب العقد الثمين في بيان مسائل الدين للمحدث السلفي علي السويدي البغدادي رحمه الله تعالى
وهو مطبوع في مصر قبل 100 سنة
هل يوجد الكتاب على صيغة word قابل للتحميل
ارشدونا وأفيدونا بارك الله فيكم(53/21)
:: الاحتفال بالمسيح بين نصارى الشرق والغرب::
ـ[رباني]ــــــــ[27 - 12 - 08, 09:19 م]ـ
:: الاحتفال بالمسيح بين نصارى الشرق والغرب:: ( http://assyl.maktoobblog.com/1530857/%3A%3A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7% D9%84_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD_% D8%A8%D9%8A%D9%86_%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%89_% D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D9%88%D8%A7%D9%84%D 8%BA%D8%B1%D8%A8_%3A%3A)
منقول من هنا:
http://www.salafvoice.com/article.php?a=2881&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9hcnRpY2xlc y5waHA/bW9kPWNhdGVnb3J5JmM9MTIy
وأيضًا
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4851
كتبه / أحمد يحيى
.الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي كل أمة من الأمم أو ملة من الملل تجد في سلوكها ومظاهرها ما تستطيع أن تحكم به على أفكارها وعقائدها، وهذا يؤكد لنا صحة المقولة المشهورة: السلوك مرآة الفكر، ولكن لو عبرنا بتعبير شرعي فسنقول: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» متفق عليه.
وبقدر ما تتفق المظاهر والشعائر بقدر ما تتفق الأفكار والعقائد، وهذا ما عبر عنه الشرع في الحديث النبوي: «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه أبو داود، وصححه الألباني.
ومن أعظم ما يثير الأمم والشعوب لإظهار ما تعتقده قلوبهم ما توارثوه من اجتماعات ومواسم، وشعائر ومراسم، حظيت بمزيد من التكريم والاهتمام، بل والإجلال والإعظام.
فإنك إذا طالعت مثلا أعياد أمة كاليونان لم تكد تجد يومًا من أيام السنة إلا وفيه عيد من أعيادهم إرضاءً لإله من آلهتهم، التي زاد عددها فوق الحصر، وما قاربهم أحد في ذلك في قطر ولا مصر.
فهل هذا إلا لفراغ عقولهم وفساد حلومهم، حتى كلوا وملوا من تلك الأعياد، إذ تاهوا من قبل وضلوا عن طريق الهدى والرشاد، فاخترعوا عيدًا فريدًا لكبير آلهتهم ومقدم أربابهم (زيوس) يتكرر كل أربع سنوات عند سهل (أوليمبيا) وبالقرب من جبال (الأوليمب)، وعنده أوقدوا شعلتهم الوثنية، وانطلقوا في ألعابهم الأوليمبية.
بل لو طالعت أعياد ملة كالنصرانية، لوجدت عجبًا من التصور الفاسد، والاعتقاد الباطل، ينبيك عنه أعمال شقوا فيها، ظنوا أن وراءها جزاءً ووفاءً، وما هي إلا سراب وظلمات، تكون عليهم يوم القيامة حسرات.
فأعظم أعيادهم المبتدعة ومناسباتهم المخترعة ما أسموه (عيد الفصح) أو (عيد القيامة)؛ وهو عندهم يوم الفطر من صومهم الأكبر، ولا يكون إلا يوم الأحد، ويسمى (أحد الفصح)، ويزعمون أن المسيح -عليه السلام- قام بعد موته بثلاثة أيام ليخلص آدم من الجحيم. وهذا إشارة إلى اعتقادهم في المسيح -عليه الصلاة والسلام- الذي يزعمون كذبًا أنه ابن الله، ويشيرون إليه باسم (الناسوت) إشارة إلى الطبيعة الإنسانية للمسيح، في مقابل (اللاهوت) الذي يشير إلى الطبيعة الإلهية له، ولكنهم اختلفوا في حقيقة تلك الصفات بعد التجسد، فتعتقد طائفة الأرثوذكس أن المسيح بعد التجسد له طبيعة واحدة متحدة، بينما يعتقد الكاثوليك والبروتستانت أن له طبيعتين إحداهما (لاهوتية) والأخرى (ناسوتية) كما أن له مشيئتين كذلك.
ثم اتفقوا أيضًا على أن هذا الإله المزعوم مات وترك الأكوان معطلة، ثم قام بعد موته ليصعد إلى الملكوت.
واختلفوا كذلك في وقوع الصلب هل كان على الناسوت فقط أم على الناسوت واللاهوت معًا، وهذا بناء على اختلافهم السابق في طبيعة المسيح بعد التجسد.
وفي النهاية هم متفقون على وقوع الصلب على الذي يزعمون أنه (ابن الله)، وأنه قام بعد موته ليصعد إلى الملكوت -فتعالى الله عن إفكهم وضلالهم-.
وهذا العيد يأتي بعد عيد قبله، وهو عيد ميلاد إلههم الزور، الذي سيموت بعد قليل ليقوم بعد موته؛ ليحتفلوا به في عيد قيامته.
ومما يجدر ذكره أن طائفة البروتستانت لا تؤمن بأعياد واحتفالات الطوائف الأخرى، حتى وإن أقرت بالأعياد الكبرى كالميلاد والغِطاس والقيامة فإنها تخالفهم في شعائرها ومراسم الاحتفال بها.
عيد الميلاد:
وعيد الميلاد هذا أو كما يحلو لهم أن يسموه (عيد الكريسمس) هم أنفسهم لا زالوا مختلفين فيه؛ فعامة النصارى تحتفل به في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/22)
أما عند نصارى الشرق فيحتفلون به يوم التاسع والعشرين من شهر (كيهك) والذي يوافق السابع من شهر يناير.
ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح -عليه السلام- كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة.
وقصة الميلاد مذكورة في إنجيلي (لوقا) و (متَّى).
وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء، وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية؛ صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزًا لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزًا لتقديم الهدايا خاصة للأطفال.
وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه!
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن خرافاتهم في ليلة رأس السنة -31 ديسمبر- اعتقادهم أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازبًا فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد ... إلخ تلك الخرافات.
عيد الغِطَاس:
وهو يوم (19 يناير) عند عامة النصارى، وأما عند الأرثوذكس فيوم (11 من شهر طوبة)، وأصله عندهم أن يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام- والمعروف عندهم (بيوحنا المعمدان) عمّد المسيح ابن مريم -عليه السلام- في نهر الأردن، وعندما غسله اتصلت به روح القدس، فصار النصارى لأجل ذلك يغمسون أولادهم في الماء في هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم.
وعلى هذا المفهوم تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية، وأما الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فلهم مفهوم آخر في الاحتفال به عن طريق الرش بالماء، وليس التغطيس.
شرائع وشعائر بين عيد الميلاد المبتدع وعيد القيامة المخترع:
أ- بداية الصوم الكبير، وهو أربعون يومًا قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون: من التراب نبدأ وإليه نعود.
ب- ثم بعده خمسون يومًا تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة.
ج- أسبوع الآلام، وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى -عليه السلام- وقيامته -كما يزعمون-.
د- أحد السعف، وهو يوم الأحد الذي يسبق أحد الفصح، وهو أول يوم من أسبوع الآلام، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافرًا. ويسمى أيضًا (أحد الشعانين) و (أحد السعانين) و (أحد الأغصان).
هـ- خميس العهد أو الصعود، ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه.
و- الجمعة الحزينة، وهي السابقة لعيد الفصح، وتشير إلى موت المسيح على الصليب -حسب زعمهم-.
ز- سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح.
وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له (الخميس الكبير)، و (الجمعة الكبيرة)، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وهو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- (تشبه الخسيس بأهل الخميس).
وهذا الخميس هو آخر أيام صومهم، والذي يليه أحد القيامة، والذي يتبعه مباشرة الاحتفال بشم النسيم يوم الاثنين بعده.
والعجيب أن يأتي بعد ذلك من المسلمين من يهنئ هؤلاء بأعيادهم أو يشاركهم فيها، وقد علم ما فيها من فساد في الاعتقاد، قال -تعالى-: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً* إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم: 88 - 95]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم».
قال ابن القيم -رحمه الله- في أحكام أهل الذمة: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. انتهى كلامه.
نسأل الله -تعالى- أن يهدي من ضل من المسلمين، وأن يثبتنا على الصراط المستقيم.
للاستزادة يراجع:
اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تشبه الخسيس بأهل الخميس للذهبي.
أعياد الكفار وموقف المسلم منها لإبراهيم بن محمد الحقيل.(53/23)
سؤال عن رواية؟
ـ[عمر]ــــــــ[28 - 12 - 08, 12:34 ص]ـ
اخواني
السلام عليكم
اطلعت على رواية واردت السؤال حولها
في صحيح مسلم (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فاعلمنا احفظنا)
سؤالي: هل من عقيدة اهل السنة والجماعة ان النبي الكريم يعلم على الدوام علم ما كان؟
ـ[عمر]ــــــــ[02 - 01 - 09, 06:06 م]ـ
للرفع
لعل احد الاخوان يفيدنا(53/24)
مقتطفات من تاريخ العلوية النصيرية الحديث في بلاد الشام 1920 - 2000.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[29 - 12 - 08, 12:24 ص]ـ
[] حفل تاريخ العلوية النصيرية على مر الزمان بالعداء للإسلام والمسلمين، وكان من أشهر تآمرهم تعاونهم مع الصليبيين عندما غزو المشرق العربي ووقوفهم إلى جانبهم، وقد حاربهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، ففروا إلى منعزلهم في الجبال مترقبين فرصة أخرى، كذلك كان دأبهم مع التتار فقد عاونوهم ومكنوهم من رقاب المسلمين، وعظم أمرهم في ذلك الوقت، وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أمرهم الذي عاصره فأوسع وأجاد وترك لنا قولاً جامعاً مفيداً في ذلك، سيأتي بيانه، فلما غزا الفرنسيون بلاد الشام عام 1920 لم تفتهم فرصة الاستعانة بهؤلاء الخونة أعداء الإسلام فقربوهم ومدوا لهم يد العون، وقد قام المستشار الفرنسي أنذاك بمساعدة أحد النصيريين ويسمى سليمان المرشد، في ادعائه الألوهية حيث أمده بالوسائل اللازملة لذلك، لخداع الجهلة أبناء طائفته فاتخذ لنفسه رسولاً اسمه (سليمان الميدة) وكان هذا الرب يخرج لأبناء طائفته بثياب فيها أزرار كهربائية تضيء أنوارها، ليخر له أنصاره ساجدين وكان المستشار الفرنسي نفسه يخاطبه بصفة الإلهية!
يقول الزركلي في كتاب الأعلام ج3ص170: سليمان بن مرشد بن يونس، علوي من النصيرية ادعى الألوهية من قرية (جوبة برغال) شرقي اللاذقية وتلقب بالرب، بدأت سيرته سنة 1920 ونفي للرقة حتى 1925 وعاد من منفاه وتزعم أبناء نحلته النصيرية، وهم من فرق الباطنية التي تؤله علياً وتقول بالحلول وكانت الثورة في سوريا أيام عودته قائمة على الفرنسيين، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي، فاستماله الفرنسيون واستخدموه وجعلوا لبلاد النصيريين نظاماً خاصاً، فقويت شوكته وتلقب بـ (رئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني). وعين سنة 1938 قضاة وفدائيين وفرض الضرائب على القرى التابعة له، وأصدر قراراً جاء فيه: (نظراً للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي، فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد). وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائباً عن العلويين في المجلس النيابي السوري، ولما تحررت سوريا وجلا الفرنسيون عنها، ترك له هؤلاء من سلاحهم ما أغراه بالعصيان، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت بأتباعه واعتقلته مع آخرين، ثم قتلته في دمشق شنقاً سنة 1946. انتهى.
وبعد أن قتل سليمان المرشد ألهوا ابنه (مجيب المرشد) الذي قتل فيما بعد أيضاً، واتخذ اسمه قيمة قدسية لدى النصيريين وسمى بالمجيب الأكبر، ويرد اسمه في كثير من الصلوات الخاصة بصيغة الربوبية.
ونجد الآن في وثائق الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم (3547) تاريخ 15/ 6/1936. نص العريضة التي رفعها زعماء الشعب العلوي كما أسماه سليمان المرشد إلى جناب الحكومة الفرنسية المنتدبة يطالبونهم بعدم إنهاء الانتداب هذا نصها:
(دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم (السني) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل.
إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين!! وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه! ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا وفي سوريا، إننا نقدر نبل الشعب الذي يحملكم للدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/25)
عظيمة.
التوقيع: سليمان أسد (جد رئيس الجمهورية الحالي حافظ الأسد)
محمد سليمان الأحمد محمود أغا حديد
عزيز أغا هواش سليمان مرشد
محمد بك جنيد أه.)
ترى كم من عريضة لم تصلنا كتبت بأيد عميلة نصيرية لتنسج خطوط التآمر على المسلمين مع الصليبيين ثم مع التتار، ثم مع كل أعداء الإسلام حتى جاء الاحتلال الفرنسي الذي حفظت لنا وثائق خارجيته هذه الوثيقة التي تعطف على اليهود وتستبقي الاحتلال الفرنسي في سوريا!!. وتدور الأيام ويتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي راية العمالة في سوريا، وبتصميم أجنبي وتنفيذ نصيري تتدفق طلبات الانتساب على هذا الحزب الذي كان أحد مؤسسيه نصيرياً (زكي الأرسوزي). ويتدفق شبابهم على التطوع في الجيش والقوات المسلحة، ليكون الحزب والجيش مطية النصيريية الجديدة للتآمر على الإسلام والمسلمين،وكان الهدف هذه المرة كبيراً .. استلام السلطة في سوريا، وتسلم مهمة تنفيذ مخططات أبناء صهيون الذين عطف عليهم جد حافظ أسد، تسلمها الحفيد ليرأس شعبه وشعب سوريا بالكامل، وكان ما رأينا ….
فكيف كانت خطة تسللهم إلى السلطة واستيلائهم على سوريا الشام ثم لبنان ثم تقاسم النفوذ مع اليهود والصليبيين على ما تبقى؟!.
لم تكن الخطة التي وضعها العلوية النصيرية لغزو الجيش السوري، والسيطرة عليه من الداخل عن طريق التطوع الجماعي من وضع مشايخهم وحكمائهم فقط، وإنما رسمها الفرنسيون لهم بناء على خبرتهم الاستعمارية السابقة كما رسموها لموارنة لبنان. وذلك بناء على تعاون هذه الشرذمة مع الاحتلال الصليبي الفرنسي كما تعاونت سابقاً مع الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر الميلادي.
• فقد استغل العلوية النصيرية في مرحلة حرية الأحزاب القصيرة التي تلت الانفصال السوري عن الوحدة مع عبد الناصر ليلعبوا على بعض الكتل السنية المتنافسة على الأصوات الانتخابية.
• ثم اتبعوا ذلك بالتغلغل في حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تأسس على يد الصليبي الداهية ميشيل عفلق بمشاركة من مفكر نصيري معروف هو زكي الأرسوزي. حيث قام حزب البعث أصلاً على الأقليات ولا سيما النصارى والاسماعيلية والدروز والعلوية النصيرية وبعض التائهين المرتدين من العلمانيين المنسوبين لأهل السنة ..
واستغل الحزب نقمة بعض سكان القرى والبوادي، للحرمان الذي كانوا يعانونه من الساسة المتنفذين من أبناء المدن المثقفين وأبناء الشريحة الإقطاعية من أهل السنة، وبعد انطلاقة الحزب عام 1947 ومع أوساط الخمسينات عام 1957 انهالت طلبات الانتساب من أبناء الطائفة عليه ثم أتبعوا ذلك بالخطة المدبرة لغزو الجيش بالتطوع الجماعي كما ذكرنا.
• تسلم الحزب السلطة في البلاد بانقلاب 8/ 3/1963.
• وفي 23،2،1966 حصل انقلاب داخل حزب البعث مما شطر الحزب في سوريا إلى يميني فر إلى العراق مع مؤسس الحزب مشيل عفلق ورئيس الدولة أمين الحافظ وأتباعهم، ويساري بقي في سوريا بسيطرة نصيرية حيث وضع في الرئاسة شبح رجل سني هو رئيس الدولة نور الدين الأتاسي، ليحكم من خلف الستار نصيرية الحزب والجيش بقيادة رجل العلوية النصيرية القوي (صلاح جديد)، وتسلم وزارة الدفاع النصيري الماكر حافظ الأسد.
• ومن هنا بدأت فصول المسرحية الحقيقة فقد كان حافظ اسد نصيرياً متعصباً، وحاملاً لأفكار الحزب القومي السوري، وثمة روايات كثيرة عن تأهله للدور الذي قام به عبر بعثة عسكرية أرسل لها إلى لندن لمدة ستة شهور حيث جرى الترتيب مع اليهود والصليبة العالمية لدوره ودور طائفته المقبل الذي بدأت فصوله في معركة 5/ 5/1967.
• حيث أشرف وزير الدفاع آنذاك حافظ أسد على تسليم قلعة المشرق العسكرية، وخطوط دفاعاتها الحصينة ومدينة القنيطرة ومرتفعات الجولان إلى الجيش الإسرائيلي دون قتال .. وقد أصبحت قصة إعلان سقوط القنيطرة من قبله والأمر بالإنسحاب الكيفي للجيش السوري من خطوط القتال قبل 17 ساعة من الدخول الإسرائيلي إليها معروفة يوم الحادي عشر من حزيران لعام 67 بالبيان العسكري الصادر عن وزارة الدفاع برقم 66 ذكرها كثير من الساسة الغربيين في مذكراتهم وروى تفاصيلها كثير من ضباط أركان الجيش السوري والمصري والأردني الذين عاصروا المرحلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/26)
ومن ذلك ما رواه سعد جمعة رئيس وزراء الأردن في حينها في كتابه (المؤامرة الكبرى ومعركة المصير) حيث قال:
" ظهر الخامس من حزيران اتصل سفير دولة كبرى في دمشق بمسؤول كبير ودعاه إلى منزله لأمر عاجل هام! وتم الاجتماع في الحال،فنقل السفير للمسؤول السوري نص برقية عاجلة من حكومته تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد قضى قضاء مبرماً على سلاح الجو المصري،وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن إسرائيل لا تنوي مهاجمة النظام السوري، وأن إسرائيل من قبل ومن بعد بلد (اشتراكي) يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية (خاصة البعثية العلوية) ولذا فمصلحة سوريا مصلحة الحزب،ومكاسب الثورة أن تكتفي بمناوشات بسيطة لتكفل لنفسها السلامة، وذهب المسؤول السوري ليعرض ما سمعه لتوه على رفاق القيادة القطرية والقومية، وعاد الرسول السوري غير بعيد ليبلغ السفير استجابة الحزب والحكومة والقيادات لمضمون البرقية العاجلة وهكذا كان.
وشواهد هذا كثيرة كما قلنا في الكتب المعاصرة ومذكرات الزعماء.
• وبقيام العلوية النصيرية بدورهم على يد زعيمهم وزير الدفاع، الذي عقد صفقة من جملتها تعهد من اليهود والدول الصليبية بتسليمه رئاسة الدولة وتمكين العلوية النصيرية من ملك سوريا.
• وبكل وقاحة خرج وزير خارجية سوريا البعثي الدرزي إبراهيم ماخوس ليعلن في خطابه: (ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو حتى حمص وحلب فهذه جميعاً أراضي يمكن تعويضها وأبنية يمكن إعادتها، أما إذا قضي على حزب البعث فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية، لا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي هو إسقاط الحكم التقدمي في سوريا،وكل من يطالب بتبديل حزب البعث فهو عميل لإسرائيل).
• وعلى مر ثلاثة سنوات رتبت فصول المسرحية التي أعلنت بالحركة التصحيحية في شهر 10 عام 1970 بالانقلاب الأبيض الذي حمل حافظ أسد إلى رئاسة الجمهورية،وهكذا وصلت المسرحية إلى فصلها الأساسي، ولو أراد الباحث أن يتقصى تاريخ سوريا ولبنان والشام مع مسير أسد العلوية النصيرية من شهر 10 عام 1970 إلى شهر 6عام 2000 لتطلب منه ذلك مجلدات سوداء كثيرة يسود بها وجه تاريخ هذه المنطقة ولكن نكتفي بالمحطات من حصاد هذه الثلاثين سنة المرة ..
1 - حملة إبعاد وتصفية لكل القيادات السياسية والحزبية والعسكرية لمن يثبت مجرد انتمائه إلى طائفة السنة أما الذي ثبت تدينه أو عاطفته الدينية فقد ناله الإعدام أو السجن أو على الأقل الإبعاد.
2 - سيطرة كاملة للعنصر النصيري على الأجهزة السلطوية الأساسية، الجيش باسلحته الثلاث البرية الجوية البحرية، الشرطة، الأمن بفروعة المختلفة، الاستخبارات، حرس الحدود.
3 - سيطرة كاملة على المناصب العليا والوزارات والمحافظات والمديريات وترك بعض الأشكال الصورية لأبناء الطوائف الأخرى مثل الإسماعيلية،الدروز، النصارى، وبعض عريقي التوجه العلماني من أبناء أهل السنة من مرتدي البعث.
4 - سجل أسود وحافل بالفساد والرشاوى وسوء الإدارة وتفتيت البنية التحتية للجيش والاقتصاد السوري وربط دائرة كبار التجار بشركات مشتركة مع كبار ضباط العلوية النصيرية.
5 - نشر للإباحية والفساد والفسوق والعصيان في صفوف الجيل المسلم الناشئ عن طريق مؤسسات تربوية تشوه الدين وتنشأ على الإلحاد،تبدأ مع أطفال الابتدائية بتنظيم طلائع البعث،وتستمر في الإعدادية والثانوية عبر شبيبة ثورة البعث لتستمر بعد ذلك بالميلشيات الحزبية العسكرية. وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة من المجلات للإذاعة للتلفاز للدشوش، لدور السينما … الخ، فقد تم إفساد الساحة العريضة من شباب وبنات أهل الإسلام في هذا البلد المبارك.
6 - تصفية العلماء والدعاة والمشايخ والخطباء، وشل المساجد والسيطرة عليها سيطرة تامة ثم استغلال انتفاضة المسلمين عليهم التي قادها الشيخ المجاهد البطل مروان حديد وتلاميذه ومن تبعهم من شباب الإسلام،بعد أن فشلت الانتفاضة الجهادية، استغل العلوية النصيرية الحاكمين في سوريا ولبنان ذلك ذريعة لاجتثاث جذور الصحوة الإسلامية المباركة في سوريا ولبنان عبر مجازر طاحنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/27)
7 - أسفرت فترة سيطرتهم عن التنسيق التام مع إسرائيل وعملائهم في صفوف منظمة التحرير لإجهاض المقاومة الفلسطينية التي كانت أمل الشعب الفلسطيني في مقاومة اليهود فقد قضى الجيش السوري عليهم في لبنان قضاءا تاماً بالتعاون مع النصارى والقوى الطائفية الأخرى في لبنان.
8 - وباستطراد سريع لسجل مخازيهم في حق أهل السنة في سوريا ولبنان وفلسطين نذكر ما يلي:
• عام 1967 سلم الأسد قلعة المشرق وهضبة الجولان وممراتها الحصينة إلى إسرائيل.
• عام 1973 انسحب الجيش السوري عن أكثر من 39 قرية للإسرائيليين الذين وصلوا لمشارف دمشق، وأصدر الرئيس السوري حافظ الأسد مرسوماً جمهورياً للإفراج عن جواسيس اليهود، فضحته بعض وسائل الإعلام هذا نصه:
المرسوم الجمهوري رقم 385:
" بناء على أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات الجزائية وعلى المرسوم التشريعي 43 بتاريخ 1/ 9/1971 وعلى الأحكام المكتسبة قوة القضية المقضية الصادرة عن المحكمة العسكرية بدمشق بالأرقام 1132/ 1154 بتاريخ 29/ 10/1951، 69/ 1101 لعام 1952، 2/ 214 تاريخ 21/ 12/1955، 18/ 19تاريخ 12/ 10/1959، 9/ 10 تاريخ 2/ 5/1959، 10/ 22 تاريخ 5/ 9/1959، 11/ 11 تاريخ 10/ 12/1960 والمتضمن الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة بعد الدغم والتبديل على 23 مجرماً لارتكابهم جرم العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ومدها بالمعلومات، وذهاب البعض منهم إلى إسرائيل والاتصال بالمسؤولين فيها، وتناول المال من إسرائيل لقاء عمليات التجسس يرسم ما يلي:
المادة (1) يمنح المحكومون المذكورون عفواً خاصاً عن المدة المتبقية المحكومون بها من قبل المحكمة العسكرية بقراراتها رقم 1132/ 1154، 214/ 20، 9/ 1، 18/ 19، 10/ 22، 11/ 11.
المادة (2) لا ينشر هذا المرسوم ويبلغ من يلزم لتنفيذه.
دمشق 20/ 2/1974.
نسخة إلى المحامي العام … .. دمشق.
وزارة العدل
الرقم 2204
رئيس الجمهورية حافظ الأسد
25/ 2/1974
وزير العدل محمد أديب نحوي
هذا المرسوم وقعه حافظ أسد، وطلب عدم نشره علناً لأنه يقضي بالإفراج عن جواسيس يهود، ثم يزعم أنه محارب لإسرائيل.
• عام1973 نشبت معركة الدستور العلماني بين الحكومة والعلماء،وسجن بموجبها عشرات المشايخ وأفرج عنهم في سنين لاحقة وكانت الدولة قد مسحت كلمة دين الدولة هو الإسلام من الدستور واضطرت لانتفاضة العلماء والمشايخ لإعادتها باللفظ دون المعنى.
• عام 1975 دخل الجيش السوري لبنان وقضى على القوى الإسلامية المواجهة للنصارى وارتكب عدة مذابح.
• علم 1976 رتب الجيش السوري بالتعاون مع الملشيات الصليبية المارونية حصار و اقتحام مخيم تل الزعتر، الذي كان يضم نحو 17000 فلسطيني، بالإضافة إلى 14000 لبناني من القوات المشتركة الذين كانوا يواجهون تحالف النصارى في لبنان، و ذلك بعد أن مالت كفة الحرب لصالح المسلمين. و فيما كانت المدفعية السورية تدك المخيم، كانت البحرية الإسرائيلية تحاصره من البحر و تطلق القنابل المضيئة، حيث تقدمت قوات الكتائب لارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها نحو 6000 قتيل و عدة آلاف من الجرحى و دمر المخيم.
• عام 1978 - 1982 قامت الثورة الجهادية المسلحة في سوريا ضد الحكومة العلوية النصيرية والتي كان قد بدأها الشيخ المجاهد مروان حديد عام 1975 و أعدم رحمه الله 1976. و خلال هذه الفترة ارتكبت الحكومة العلوية النصيرية مجازر كثيرة في صفوف المسلمين المدنين السنة و لا سيما في المدن الرئيسية، مثل حلب، حماة، جسر الشغور، اللاذقية، دمشق، والتي قتل بموجبها أكثر من ألفين من شباب السنة وسجن أكثر من ثلاثين ألف. وأدار رفعت الأسد مجزرة في سجن تدمر راح ضحيتها أكثر من سبعمائة شاب من حملة الشهادات العليا كما شرد في هذه الفترة من شباب أهل السنة أكثر من عشرة آلاف شاب.
• عام 1982 دبر نظام العلوية النصيرية مذبحة تدمير مدينة حماة بالمدفعية والطائرات حيث راح ضحية هذه المجزرة الرهيبة في ظل صمت مطبق من الإعلام العربي والعالمي أكثر من 45 ألف من المدنيين العزل من أهل السنة، ثم استباح العلوية النصيرية المدينة بعد تدميرها وتوقف المقاومة فيها قتلاً ونهباً وتنكيلاً بالمسلمين وهتكاً للأعراض بعد توقف المقاومة فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/28)
• عام 1982 وبتدبير مع النظام السوري اجتاح الإسرائيليون لبنان ووصلوا إلى حصار بيروت، حيث تكفل العلوية النصيرية بترك بيروت بلا تموين وترك الفلسطينيين في البقاع بالعراء أمام العدو فكانت خسائرهم البشرية فادحة.
• شهر 5/ 1982 وبصمت وانسحاب سوري أمام القوات الإسرائيلية وقوات الكتائب المارونية دبرت مذبحة للسنة في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف مسلم أكثرهم من الفلسطينيين ومن ساكنهم من العائلات اللبنانية بعد أن ارتكبوا مجازر وحشية أقل حجماً في مخيمات صيدا الفلسطينية.
• شهر 5/ 1985.و بترتيب مع العلوية النصيرية اقتحمت قوات حركة أمل الشيعية الباطنية مخيم صبرا و شاتيلا بعد حصار ألجأ المسلمين فيه إلى أكل القطط و الكلاب، حيث نفذت مجزرة تحت سمع و بصر الجيش السوري و حكومته العلوية النصيرية حيث راح ضحية هذه المجزرة التي شارك فيها المنشقون الفلسطينيون عن منظمة التحرير الفلسطينية و بمشاركة اللواء السادس للجيش اللبناني بأوامر نبيه بري، و كانت الحصيلة 3100 قتيل و جريح، 15000 مهجر، دمار 90% من مباني المخيم، فضلا عن سجل مرعب من فظائع استباحة المخيم.
• شهر 10/ 1985 وبتعاون مع مليشيات الحي النصيري في بعل محسن في طرابلس، أقدمت القوات السورية على حصار ودك مدينة طرابلس عاصمة أهل السنة في شمال لبنان .. وكانت قد ارتكبت مجزرة في مخيمات بيروت قبل ذلك بأسبوع وعلى مر 20 يوماً ذكرت وكالات الأنباء أن أكثر من مليون صاروخ وقذيفة دمرت أكثر من نصف مباني المدينة وجعلتها معزولة عن العالم، وساهمت القوات اللبنانية الكتائبية النصرانية في الحصار ومنع الوقود والدقيق عن طرابلس وقد قتل في هذه المجزرة عدة آلاف، وفر من المدينة أكثر من 300 ألف نسمة وحلت الأحزاب الإسلامية وتم توقيع الاتفاق على نزع سلاحها بواسطة إيران.
• عام 1986 – 2000 بعد أن تم للنصيرية في سوريا السيطرة على سوريا ولبنان والقضاء على بذور النهضة المسلحة أو الحركة الإسلامية عند أهل السنة، تفرغوا لتنظيف البلدين من قوة المسلمين السنة فيها، واتبعوا خطة إعلامية وسياسية أمنية لضمان عدم نهوض أي بذور للتمرد والمقاومة لدى المسلمين، وبدأ حافظ أسد يعد العدة لخلافته ترسيخاً لملك العلوية النصيرية في سوريا ولبنان الشام، وبدأ ترتيب ولاية العهد لباسل الأسد، فركزت وسائل الإعلام عليه وأعطي رتبة عالية في الجيش السوري وأمسك باسل بعقود النفط التي جعلت اكتشافاته الأخيرة سوريا في مصاف الدول الكبرى لتصدير النفط الذي انفردت سوريا بسابقة خطيرة لا مثيل لها بجعل 60% من العائدات للشركات الأمريكية و 40% لسوريا تذهب كلها لميزانية خاصة بباسل الأسد لا دخل لميزانية البلد فيها وأبرمت اتفاقيات سرية للتطبيع والسلام مع إسرائيل بضمانة باسل لتعلن في مرحلة حكمه المنتظرة .. ورتبت حملة لمكافحة الفساد والدعاية الاجتماعية لم يغفل فيها دور العمائم البيضاء من منافقي بعض مشايخ السنة في سوريا ولبنان، ثم فوجيء الجميع أن أخذ الله باسل الأسد في حادث سيارة سنة 1996 وترك حصاد ثروته النفطية في بنوك سويسرة اليهودية 19 مليار دولار. رفضت البنوك إعادتها لسوريا لأنه حساب شخص و القتيل لا أسرة له و لا ورثة. كما ذكرت بعض التقارير الإخبارية في أوربا، وانهار الأسد وانهارت أحلامه وصحي من الصدمة لضرورة ترتيب ولاية العهد وتثبيت العرش في العلوية النصيرية،واستقدم بشار الأسد طبيب عيون قضى عشر سنوات من سنواته الثلاثين في بريطانيا في أحضان الدعارة والفساد والتدرب على العمالة لدى الإنجليز، استقدم ليعد لخلافة العهد وهكذا كان .. لنشهد الفصول الأخيرة التي نعيشها اليوم ونحن نودع القرن العشرين ونستقبل مطلع الحادي والعشرين، وقد قسمت الشام بين اليهود والعلوية النصيرية والنصارى والماسون والطوائف الحاقدة .. وهذه اليوم إرادة النظام اليهودي الصليبي العالمي الجديد ..
والمراقب للأوضاع في لبنان، وسوريا خلال الستة عشر سنة الأخيرة من عام 986 إلى عام 2000 يرى كيف أخمدت بذور المقاومة لدى أهل السنة حيث لم يعكر صفو الركود المقيت الذي فرضه العلوية النصيرية إلا حركة تمرد مسلح حصلت في منطقة طرابلس السنة في لبنان حيث قاد المجاهد البطل أبو عائشة معركة بطولية غير متكافئة، مع الجيش اللبناني المدعم بقوات وخبرة الحكومة السورية .. حيث كانت مجموعة من شباب السنة تعد العدة لجهاد العلوية النصيرية والنصارى فكشف تنظيمهم وأجبروا على تلك المعركة غير المتكافئة لتفاجأ السلطة العلوية النصيرية السورية والنصرانية اللبنانية أن التنظيم يضم شباباً سوريين ولبنانيين تربوا على فهم حقيقة الصراع الطائفي في الشام وفهموا أبعاده رحمهم الله ..
أما على صعيد سوريا فقد تولت الدولة منذ عام 1983 – 1996 تصفية 30 ألف سجين من شباب السنة وحملة الشهادات الجامعية عبر حفلات إعدامية كانت تجري في سجن تدمر ودمشق وذلك دفعتين كل أسبوع .. ولم تفرج في عام 1996 في مسرحية هزلية لتلميع دور بعض علماء النفاق وتبييض وجه الرئيس النصيري إلا عن نحو 2000 معتقل من أصحاب العاهات والأمراض المزمنة ..
من كتاب
أهل السنة في الشام في مواجهة النصيرية و الصليبية و اليهود
[/ I]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/29)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 10, 08:23 م]ـ
أرى نقل هذا الموضوع لقسم التاريخ
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 08 - 10, 10:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 10, 02:53 م]ـ
حسبنا الله و نعم الوكيل
أكبر ما أثر في نفسي هو شدة بغض أهل البدع لأهل السنة و لو كانوا من عامة الناس و بسطائهم
و في هذا تنبيه لمن يدعو إلى التساهل و التسامح مع من أجمع أهل السنة أنهم من أهل البدع
و ما حال العراق عنا ببعيد
و الله أعلم(53/30)
من تلبّس بالشرك الظاهر ....
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 12 - 08, 01:47 ص]ـ
من تلبّس بالشرك الأكبر الظاهر الواضح
قرر العلماء خروج صاحبه من الملة من هؤلاء شيخ الاسلام ابن تيمية:
قال: فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب النفع وذفع المضار .... فقد كافر بإجماع المسلمين ((المجموع 1/ 124))
وقد أورد هذا الكلام أيضا الشيخ سليمان بن عبدالله في شرحه على كتاب التوحيد ثم قال وهو إجماع صحيح معلوم بالضرورة من الدين.
وقال الشيخ أبا بطين في الدرر السنية وماتقدم من حكاية شيخ الاسلام إجماع المسلمين أن من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويسألهم جلب النفع ودفع الضر ,أنه كافر يتناول الجاهل وغيره.
وقال أيضا:الأمر الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء:أنه كفر مثل الشرك بعبادة غير الله عزوجل.فمن ارتكب شيئاً من هذا النوع أو حسنه ,فلا شك في كفره ولابأس لمن تحققت منه أشياء من ذلك أن تقول كفر فلان بذلك الفعل ((مجموع الرسائل 1/ 657))
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[04 - 01 - 09, 12:36 ص]ـ
يقول الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن ال شيخ: وأما اصول الدين التي وضح الله تعالى أحكامها في كتابه ,فإن حجة الله هي القرآن ,فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة
,ولكن أصل الإشكال الذي دخل على كثير من الناس أنهم لم يُفرقوا بين قيام الحجة وفهمها فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله تعالى مع قيامها عليهم ,كما قال تعالى ((أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون أن هم إلا كا لأنعم بل هم أضل سبيلا))
من كتاب مسائل في المنكرات والبدع ص20(53/31)
مامعنى النسب والإضافات؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[29 - 12 - 08, 09:03 ص]ـ
كثيرا ما يردد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في وصفه للمعطلة بأنهم يقولون بالنسب والإضافات، فما معنى اللفظين وما مثالها بالتوضيح؟
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 12 - 08, 06:00 م]ـ
قال شيخ الاسلام مجموع الفتاوى
فَصْلٌ:
فِيمَا ذَكَرَهُ الرَّازِي فِي (الْأَرْبَعِينَ) فِي مَسْأَلَةِ " الصِّفَاتِ الِاخْتِيَارِيَّةِ " الَّتِي يُسَمُّونَهَا حُلُولَ الْحَوَادِثِ بَعْدَ أَنْ قَرَّرَ أَنَّ هَذَا الْمَذْهَبَ قَالَ بِهِ أَكْثَرُ فِرَقِ الْعُقَلَاءِ وَإِنْ كَانُوا يُنْكِرُونَهُ بِاللِّسَانِ. قَالَ: وَاعْلَمْ أَنَّ الصِّفَاتِ عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ". " حَقِيقِيَّةٌ عَارِيَةٌ عَنْ الْإِضَافَاتِ " كَالسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ. " وَثَانِيهَا " الصِّفَاتُ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي تَلْزَمُهَا الْإِضَافَاتُ كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ. وَثَالِثُهَا الْإِضَافَاتُ الْمَحْضَةُ وَالنِّسَبُ الْمَحْضَةُ مِثْلُ كَوْنِ الشَّيْءِ قَبْلَ غَيْرِهِ وَعِنْدَهُ وَمِثْلُ كَوْنِ الشَّيْءِ يَمِينًا لِغَيْرِهِ أَوْ يَسَارًا لَهُ؛ فَإِنَّك إذَا جَلَسْت عَلَى يَمِينِ إنْسَانٍ ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ وَجَلَسَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ مِنْك: فَقَدْ كُنْت يَمِينًا لَهُ؛ ثُمَّ صِرْت الْآنَ يَسَارًا لَهُ فَهُنَا لَمْ يَقَعْ التَّغَيُّرُ فِي ذَاتِك وَلَا فِي صِفَةٍ حَقِيقِيَّةٍ مِنْ صِفَاتِك؛ بَلْ فِي مَحْضِ الْإِضَافَاتِ.(53/32)
ما هي عقيدة علي جمعة؟
ـ[الموسى]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:39 ص]ـ
الزملاء في الملتقى الحبيب .. وقفت على بعض الفتاوى على موقع دار الافتاء المصرية تبيح بناء الأضرحة على القبور وكذلك عثرت على بعض تسجيل صوتي ساخر للمفتي علي جمعة يهزء من طريقة علماءنا في تخريج طلبة العلم ويناقش مسألة الصلاة على المسجد الذي به قبر وقد أجاد الشيخ سعد بالرد على هذه المقولة ..
منقول من موقع الصوفية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يستدل الصوفية لبدعتهم في البناء على القبور برواية جاءت أن أبا جندل الصحابي قد بنى مسجداً على قبر أبي بصير الصحابي ـ رضي الله عنهما ـ على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد روى موسى بن عقبة كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر (4/ 1613 - 1614)، و"الاكتفاء" للكلاعي (2/ 184)، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (2/ 400)، و"فتح الباري" لابن حجر (5/ 351).
ومن طريق موسى بن عقبة أخرج البيهقي في "دلائل النبوة" (4/ 172 - 175) فقال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، قال: أخبرنا أبو بكر بن عتَّاب العَبْدي، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة.
(ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: حدثنا جَدِّي، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - وهذا لفظ حديث القطان -، قال: ولما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة انفلت رجل من أهل الإسلام من ثقيف يقال له: أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي من المشركين ... ، فذكر قصة أبي جندل وأبي بصير -رضي الله عنهما- المشهورة، وكيف قتل أبو بصير أحد الرجلين اللذين أخذاه من النبي – صلى الله عليه وسلم-، ثم خرج حتى أتى سيف البحر، وكيف انفلت أبو جندل بن سهيل من قريش، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما سمعوا بِعِيرٍ خرجت لقريشٍ إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- تناشده أن يرسل إلى أبي بصير وأصحابه ... ، وفي آخره قال: "وكتب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، ويأمر من معهما ممن اتبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحدٍ مرَّ بهم من قريشٍ وعيرانها، فقدم كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- زعموا -على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في يده يقرؤه، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" (25/ 299 - 300) من طريق البيهقي السابق، ومن طريق الخطيب البغدادي، عن أبي الحسين بن الفضل القطان شيخ البيهقي، به.
والشاهد من هذه القصة: قوله: "وجعل عند قبره مسجدًا".
وهذا ليس فيه دلالة على جواز بناء المساجد على القبور؛ لأمرين:
الأول: أن هناك فرقًا بين قوله: «على قبره»، وقوله: «عند قبره»، فالمنهي عنه هو: «بناء المساجد على القبور»، وليس «عند القبور»؛ لما جاء في حديث عائشة – رضي الله عنها-: أن أم حبيبة وأم سلمة – رضي الله عنها- ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي - صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة". أخرجه البخاري (427)، ومسلم (528).
ومن المعلوم أن قبر النبي – صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه -رضي الله عنهما- عند مسجده، ولو كان ذلك غير جائز لما قُبِروا هناك، فكان الأولى بهذا الْمُسْتَدِلِّ أن يستدِلَّ بهذا الذي هو أقوى وأصرح!!
ولكن الذي يظهر لي أنه وقع على خطأ جاء في الموضع السابق من "الاستيعاب" لابن عبد البر، فإن اللفظ عنده هناك جاء هكذا: «فدفنه أبو جندل مكانه، وصلى عليه، وبنى على قبره مسجدًا».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/33)
وطريقة أهل السنة في مثل هذه المواضع أنهم يأخذون بالمحكم، ويردون إليه المتشابه، فقد نقل هذا النص عن موسى بن عقبة عدد من أهل العلم، وكلهم قالوا: «عند قبره»، ومنهم الكلاعي، والذهبي، وابن حجر، وكذا رواه عنه البيهقي وابن عساكر بإسناديهما كما سبق، ولم أجد من ذكر أن موسى بن عقبة قال في روايته: «على قبره»، سوى ما جاء في كتاب ابن عبد البر، وهذا يحتمل أن يكون خطأً من الطباعة، فلا بُدَّ من مراجعة نسخ الكتاب الخطِّيَّة، فإن وجد فيها كذلك فلَعَلَّه تصحيف من النُّسَّاخ، وربما كان من ابن عبد البر نفسه؛ فإنه ليس معصومًا من الزلل، وقد ذكر هو في "كتاب الاستذكار" (1/ 521): حديث سهو النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، ثم قال: «وفي هذا الحديث بيانُ أن أحدًا لا يسلم من الوهم والنسيان؛ لأنه إذا اعتَرَى ذلك الأنبياء، فغيرُهم بذلك أحرى».
ونبَّه في "كتاب التمهيد" (1/ 366) على خطأ وقع فيه ابن شهاب الزهري بقوله: «لا أعلم أحدًا من أهل العلم والحديث المصنِّفين فيه عوَّل على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين؛ لاضطرابه فيه، وأنه لم يُتِمَّ له إسنادًا ولا متنًا، وإن كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن، فالغلط لا يسلم منه أحدٌ، والكمال ليس لمخلوق، وكلُّ أحد يؤخذ من قوله ويُترَك، إلا النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم-».
الأمر الثاني: أن موسى بن عقبة رواه عن الزهري مرسلاً، والمرسل ضعيف كما هو مقرر عند أهل الحديث، فلا تقوم بهذه الرواية حجة.
ويزداد ضعف هذه الرواية بكونها من مراسيل ابن شهاب الزهري، فإنها رديئة عند طائفة من أهل العلم بالحديث.
قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص3): "حدثنا أحمد بن سنان؛ قال: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا، ويقول: هو بمنزلة الريح".
وقال أيضًا: «قرئ على عباس الدوري، عن يحيى بن معين قال: مراسيل الزهري ليس بشيء».
وروى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 368) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد قال: سمعت يحيى بن سعيد [يعني: القطان] يقول: «مرسل الزهري شرٌّ من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما قدر أن يُسَمِّيَ سَمَّى، وإنما يترك من لا يحسن أو يستجيز أن يُسَمِّيَه».
وروى أيضًا هو والخطيب البغدادي في "الكفاية" (ص386) من طريق أحمد بن أبي شريح الرازي، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي الذَّابَّ عن أهل السنة، والمنكر على أهل البدعة - رضوان الله عليه ورحمته - يقول: «إرسال الزهري عندنا ليس بشيء، وذلك أنَّا نجده يروي عن سليمان بن أرقم».
وفي لفظ؛ قال: سمعت الشافعي يقول: «يقولون: نُحابي، ولو حابَيْنا لحابينا الزهري! وإرسال الزهري ليس بشيء، وذاك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم».
وسليمان بن أرقم هذا متروك الحديث، كما قال أبو داود وأبو حاتم والترمذي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري: تركوه. انظر "تهذيب التهذيب" (4/ 148).
وروى ابن عساكر أيضًا (55/ 369) عن علي بن المديني ويعقوب بن شيبة أنهما قالا: «مرسلات الزهري رديئة».
ولما أورد الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/ 339) بعض هذه الأقوال؛ قال: «قلت: مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم-، ومن عَدَّ مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما، فإنه لم يَدْرِ ما يقول، نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه».
هذا، وقد روى البخاري في "صحيحه" (2731 و2732) أصل قصة أبي بصير وأبي جندل ومن معهم رضي الله عنهم، ولم يذكر هذه اللفظة أصلاً، لا بلفظ «عند قبره»، ولا غيره، ورواه متصلاً، فقال: حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق. أخبرنا معمر، قال: أخبرني الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان - يُصَدِّقُ كُلُّ واحد منهما حديثَ صاحبه - قالا: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم- زمن الحديبية ... ، فذكر حديث صلح الحديبية بطوله، وفيه قصة أبي جندل وأبي بصير -رضي الله عنهما- المشهورة، وكيف قتل أبو بصير أحد الرجلين اللذين أخذاه من النبي – صلى الله عليه وسلم-، ثم خرج حتى أتى سيف البحر، وكيف انفلت أبو جندل بن سهيل من قريش، فلحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/34)
بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما سمعوا بِعِيرٍ خرجت لقريشٍ إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- تناشده بالله والرحم أن يرسل إلى أبي بصير وأصحابه: فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم- إليهم، فأنزل الله تعالى: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم} حتى بلغ: {الحمية حمية الجاهلية} [الفتح: 26]، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت.
هكذا رويت هذه القصة بالإسناد المتصل، ولم تذكر فيها وفاة أبي بصير -رضي الله عنه- ولا أنه بني على قبره مسجد.
ثم إن البخاري روى الحديث (2733) عقب هذه الرواية تعليقًا، فقال: وقال عقيل عن الزهري. قال عروة: فأخبرتني عائشة: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يمتحنهن، وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم، وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر: أن عمر طلق امرأتين. وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارتدَّت بعد إيمانها، وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا مهاجرًا في المدَّة، فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- يسأله أبا بصير، فذكر الحديث. اهـ، وانظر (4182).
وأوضح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/ 351) مراد البخاري بصنيعه هذا فقال: «قوله: "قال عقيل، عن الزهري" تقدم موصولاً بتمامه في أول الشروط. وأراد المصنف بإيراده: بيان ما وقع في رواية معمر من الإدراج. قوله: "وبلغنا" هو مقول الزهري، وصله ابن مردويه في تفسيره من طريق عقيل. وقوله: "وبلغنا أن أبا بصير ... " إلخ، هو من قول الزهري أيضًا، والمراد به: أن قصة أبي بصير في رواية عقيل من مرسل الزهري، وفي رواية معمر موصولة إلى المسور، لكن قد تابع معمرًا على وصلها ابن إسحاق كما تقدَّم، وتابع عقيلاً الأوزاعي على إرسالها، فلعل الزهري كان يرسلها تارة، ويوصلها أخرى، والله أعلم». وانظر "فتح الباري" (7/ 455) أيضًا.
وبالنظر إلى هذا المتن الوارد في القصة تظهر عليه علة قادحة وهي: "وكتب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، ويأمر من معهما ممن اتبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحدٍ مرَّ بهم من قريشٍ وعيرانها، فقدم كتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في يده يقرؤه، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا". فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا جندل وأبا بصير بالقدوم عليه وأمر من معهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحدٍ مرَّ بهم من قريشٍ وعيرانها" فلمن بنى أبو جندل المسجد والجميع سوف يغادر المكان؟
ألا يقدح هذا النظر في القصة من ناحية مضمون المتن إضافة إلى ما تقدم من القدح من ناحية السند.!!
ثم إن بناء المسجد يحتاج إلى وقت ولا شك أن المسلمين القاطنين في هذا المكان كانوا تواقين للرجوع إلى أهليهم بعد هذه الغربة فما الذي يجعلهم يتأخرون ليبنوا مسجدا لن يصلوا فيه؟
وخلاصة ما تقدَّم: أنه لم يثبت في شيء من طرق هذا الحديث الصحيحة ذكر وفاة أبي بصير – واسمه: عُتْبَة بن أَسيد بن جارية - رضي الله عنه بسيف البحر، وأنه بُني عند قبره مسجد، وورد في طريق مرسلة ضعيفة أرسلها الزهري – وانفرد بها عن الزهري موسى بن عقبة -: «فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا»، وهذه اللفظة لو ثبتت لم يكن فيها حُجَّة، فالمنهي عنه هو: «بناء المساجد على القبور»، وليس «عند القبور»، فكيف وهي لم تثبت؟!!
وكيف وقد وجد ما يخالفها من النصوص الصحيحة الصريحة كما تقدم.
والله أعلم.
بتصرف وزيادة.
د. سعد بن عبد الله الحميد
ـ[الموسى]ــــــــ[30 - 12 - 08, 04:13 م]ـ
هذه فتوى صادرة من دار الإفتاء المصرية تبين فيه العقيدة التي تتبناه الدار:
الرقم المسلسل 5680
الموضوع التهجم على منهج الأزهر وعقيدته وعلمائه من قبل بعض طوائف المبتدعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/35)
التاريخ 19/ 11/2005
السؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2908 لسنة 2005م المتضمن:
· ينتمي كثير من الشباب إلى فرقة تقول بأنها الوحيدة التي تسير على نهج السلف الصالح وعلى الطريق المستقيم، وترمي كل من يخالفهم بالعمالة والكفر والزندقة، حتى العلماء لم يسلموا منهم؛ حيث يتهجمون على عقيدة الأزهر وعلمائه ويرمون الأشعرية بالابتداع، فما رأيكم في هذه الجماعة وفيما يقولونه: من إطلاق اللحية، وتقصير الثياب، وتبديع القنوت في الفجر وغير ذلك؟
الجواب
أمانة الفتوى
إنه يجب على الشباب المسلم - خاصة طلبة العلم - أن يعملوا على توحيد كلمة المسلمين، وأن لا يسعَوْا بينهم بالفرقة والنزاع والخصام؛ حيث أمرنا الله تعالى أن نعتصم جميعا بحبله المتين وألا نتفرق في الدين، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} (آل عمران 103) وقال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال 46)، وأن نقول للناس الحسن من الكلام، قال عز من قائل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} (البقرة 83)، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكل ما يؤدي إلى الوَحدة، حتى جعل التبسم في وجه الأخ صدقة.
كما يجب على الشباب أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها، وأي جماعة تتخذ من اسم "السلف الصالح" ستارا لتفرقة المسلمين وسببا للشقاق والنزاع تكون قد لبَّست الحق بالباطل؛ قال تعالى: {وَلاَ تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة 42).
ومن المعلوم أن عقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، والسادة الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاَحِدَةِ وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه في دينه ..
وهذه مغالطاته حول ابن عربي وكيف نقل أن جمهور العلماء لا يكفرونه:
الرقم المسلسل 5614
الموضوع تكفير ابن عربي
التاريخ 12/ 04/2005
السؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 987 لسنة 2005م المتضمن صورة ضوئية لمقدمة كتاب " كشف الخفاء ومزيل الإلباس " للإمام العجلوني، يقول فيها محقق الكتاب في بعض تعليقاته عليه: إنه حذف من متن الكتاب في أحد المواضع وَصْفَ مؤلف الكتاب لصاحب " الفتوحات المكية " بأنه " الشيخ الأكبر، قدَّس الله سره الأَنْوَر "؛ وقد فعل ذلك – كما يقول – لإجماع محققي أهل السنة على تكفير ابن عربي صاحب الفتوحات هذا – على حد قوله –، ويذكر أنه أثبت ذلك في الهامش للأمانة العلمية.
ويسأل مقدم الطلب عن صحة هذا الكلام من بطلانه.
الجواب
أمانة الفتوى
يجب على المسلم أن يحذر من المجازفة في التكفير حتى لا يقع تحت طائلة الوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفِسْقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ» رواه البخاري من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام: «إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا» رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
ويجب على طلبة العلم أن ينأوا بأنفسهم عن مناهج التكفير وتيارات التبديع والتفسيق والتضليل التي انتشرت بين المتعالمين في هذا الزمان، وأن يلتزموا بحسن الأدب مع الأكابر من علماء الأمة وصالحيها؛ فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه فيهم بالثَّلْب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب، والوقيعة في أولياء الرحمن من علامات الخذلان، وفاعل ذلك متعرِّض لحرب الملك الديّان، كما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/36)
ومن المعلوم أن إحسان الظن بالمسلمين واجب، فكيف بأولياء الله الصالحين! ولمّا حكى الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه " بستان العارفين " عن الشيخ أبي الخير التيناني [ت 343 هـ] حكاية ظاهرها الإنكار قال: " قلت: قد يتوهم من يتشبه بالفقهاء ولا فقه عنده أنه يُنْكَر على أبي الخير هذا، وهذه جهالة وغباوة ممن يتوهم ذلك، وجسارة منه على إرسال الظنون في أفعال أولياء الرحمن! فليحذر العاقل التوخي لشيء من ذلك، بل حقُّه إذا لم يفهم حِكَمَهُم المُستفادة ولطائفهم المُسْتَجادَة أن يتفهمها ممن يعرفها. وكل شيء رأيتَه من هذا النوع مما يتوهم من لا تحقيق عنده أنه مخالف – ليس مخالفًا؛ بل يجب تأويل أقوال أولياء الله تعالى" ا هـ.
والحاصل أن الإمام أبا بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي الظاهري، والمعروف بالإمام محيي الدين بن العربي، والمُلَقَّب عند السادة الصوفية وغيرهم بلقب " الشيخ الأكبر" و "سلطان العارفين " و "خاتم الأولياء"، المولود يوم الاثنين السابع عشر من رمضان سنة 560 هـ بمرسية بالأندلس، والمتوفى بدمشق سنة 638 هـ، هو أحد الأئمة الأعلام والورثة المحمديين الذين جمع الله لهم بين سموّ شرف العلم وعلوّ درجة الولاية، وهو من كبار أهل الله تعالى، وكان فقيهًا على مذهب الإمام داود الظاهري، وعقيدته هي عقيدة الأشاعرةِ أهلِ السنة والجماعة، وقد ذكرها في أول " الفتوحات المكية "، وذكر الإمام الصفدي في ترجمة الشيخ محي الدين بن عربي من "الوافي بالوفيات" عن نفسه أنه أفردها في كراسة وكتب عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء ... يقتضيه التكذيبُ والبهتانُ لا ولا الذي خالف العقل والنقل الذي قد أتى به القرآنُ وعليها للأشعريِّ مدارٌ ... ولها في مقاله إِمكانُ.
إلا أنه قد وقع في عرضه بعض من ينتسب للعلم، فيحياته وبعد وفاته، فكان يخاطبهم في حياته بقوله"والله الموعد"، ثم قَيَّض الله له بعد وفاته في كل عصر مِنْ أهل العلم مَنْ يُنافح عنه ضِدَّ مَنْ يقع فيه رضي الله عنه؛ مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج 38)، فكان ممن تحركت همتُه لذلك العلامةُ مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط " [ت 817 هـ]؛ فألف كتابًا يرد فيه على ابن الخياط ما اتَّهم به الشيخ ابن العربي في عقيدته وسماه " الاغتباط بمعالجة ابن الخياط "، وانبرى للدفاع عنه أيضًا الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى [ت 911 هـ]؛ فألف رسالته " تنبيه الغبي، في تبرئة ابن عربي "، وذكر فيها نصوص العلماء في الثناء على الإمام محيي الدين ابن العربي، ومما ذكره في ذلك قول شيخ الإسلام شرف الدين المناوي [ت 871 هـ]: " والمتصدِّي لتكفير ابن عربي لم يخف من سوء الحساب وأن يُقال له: هل ثبت عندك أنه كافر؟!
فإن قال: كتبه تدل على كفره، أفَأَمِنَ أن يُقال له: هل ثبت عندك بالطريق المقبول في نقل الأخبار أنه قال هذه الكلمة بعينها، وأنه قصد بها معناها المتعارَف؟! والأول: لا سبيل إليه؛ لعدم سند يُعْتَمَدُ عليه في مثل ذلك، ولا عبرة بالاستفاضة؛ لأنه على تقدير ثبوت أصل الكتاب عنه فلا بد من ثبوت كل كلمة كلمة؛ لاحتمال أن يُدَسَّ في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد " ا هـ.
وكذلك فعل الشيخ عبد الوهاب الشعراني؛ حيث أفرد في كتابه " اليواقيت والجواهر " مبحثًا خاصًّا ينفي فيه عن الإمام ابن العربي ما ألصقه به خصومه من دعوى الحلول والاتحاد؛ مستشهِدًا على براءته بكلامه هو في " الفتوحات " وغيرها.
كما نافح عنه كثير ممن ترجم له؛ كالعلامة الشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي [ت 1031 هـ] الذي يقول فيه: " والذي أعتقده ولا يصح غيره: أن الإمام ابن عربي وليٌّ صالح، وعالم ناصح، وإنما فوَّق إليه سهام الملامة، من لم يفهم كلامه، على أنه دُسَّتْ في كتبه مقالاتٌ قدرُه يجل عنها " اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/37)
وترجَمَهُ الشيخ ابن العماد الحنبلي [ت 1089 هـ] في " شذرات الذهب " ترجمةً ضافيةً؛ مبينًا المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في الأدب مع أولياء الله تعالى بحمل ما ينسب إليهم من عبارات موهمة على محامل حسنة؛ حيث يقول: " وقع له في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها، وكانت سببًا لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين: إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيَها الكذابون، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذلك؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها " اهـ.
وقد أثنى على الشيخ الأكبر جماعة من أعيان العلماء وكبار المجتهدين ونعتوه بغزارة العلم وعلو درجة الولاية منهم: الإمام مجد الدين الفيروزابادي صاحب " القاموس المحيط "، وسراج الدين المخزومي، وكمال الدين ابن الزملكاني، وقطب الدين الحموي، وصلاح الدين الصفدي، وشهاب الدين عمر السهروردي، وقطب الدين الشيرازي، ومؤيد الدين الخجندي، والإمام النووي، والإمام فخر الدين الرازي، واليافعي، وبدر الدين بن جماعة، وسراج الدين البُلقيني، وتقي الدين السبكي، والحافظ السيوطي، وابن كمال باشا، وغيرهم كثير.
وقد كان الإمام المجتهد شيخ الإسلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى [ت 660 هـ] ينكر على الشيخ ابن العربي في أول أمره، فلما عرف مقامه شهد له ورجع عن إنكاره، وقرر أن الإمام محيي الدين قطب زمانه.
وبالجملة؛ فإن الكلام المسوق في السؤال كلام ملقًى على عواهنه؛ لا زِمام له ولا خِطام، بل المحققون المنصفون من أهل السنة متفقون على جلالة الإمام محيي الدين بن العربي رضي الله عنه في سائر العلوم وعُلُوِّ كَعْبه في الولاية، وما أنكر عليه مَنْ أنكر إلا لدقة كلامه لا غير؛ فأنكروا على من يطالع كتبه من غير أن يسلك طريق القوم خوفًا عليه من أن يعتقد شيئًا لا يقصده الشيخ رحمه الله تعالى.
فعلى المسلم أن لا يُعَرِّض نفسه لغضب الله تعالى بالوقيعة في أوليائه الصالحين؛ ولْيحذر امرؤٌ لنفسه، وكل امرئٍ حسيبُ نفسِه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
وللفائدة ارجوا الاطلاع على هذا الرابط لمعرفة من كفر ابن عربي من اهل العلم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143323
ـ[الموسى]ــــــــ[30 - 12 - 08, 04:40 م]ـ
افتراءاته على شيخ الإسلام ..
قال علي جمعة _ هداه الله _: وكان ابن تيمية يأخذ بأحد قولي أبي الحسن الأشعرى، و لما ناظره الشيخ صفي الدين الهندي قال: ماذا أفعل برجل كلما حاورته قال القول الثاني لأبي الحسن؟! إذن ابن تيمية أشعري، فهذه كتبه تنضح بالأشعرية.
وترجم الإمام ابن عساكر في كتابه لأئمة الأشاعرة وكل المجددين على رأس المائة، ومنهم الشافعي رضي الله تعالى عنه، حيث إن العقيدة الأشعرية التي صاغها أبو الحسن الأشعري فيما بعد هي عقيدة الشافعي تماماً بتمام، والشافعي مات في أوائل القرن الثالث ولكن أبو الحسن الأشعري مات في أوائل القرن الرابع وصاغها فيه؛ فإن الأشعري لم يفعل أي شيء غير أنه صاغ ما عليه السلف الصالح من الشافعي ومالك وغيرهم.
قلت: هذا كمن يقول كان أحمد بن حنبل معتزلي!!! فهل يصدق؟!
تبسيطه المخل للخلاف الجوهري بين أهل السنة والشيعة:
مَن هُم الشِّيعة؟ وهل هناك خِلاف في العقيدة بين الشِّيعة والسُّنّة؟
لا خلاف في أصل العقيدة؛ فهم يؤمنون بالله، ويؤمنون بالرسول، ويؤمنون بأن الكعبة هي القبلة، وبأن شهر الصيام هو رمضان، وبأن الصلاة خمسة، وبأن الظهر أربعة ... إلخ، فليس هناك خِلاف في هذا، لكنهم يفضلون سيدنا علياً على سائر الصحابة، ومصادرهم لا يأخذونها إلا من سيدنا علي رضى الله عنه.
ونحن نقول لهم: أنتم قَصَّرْتُم وحَجَّرْتُم واسعاً، فهناك ألف وثمانمائة صحابي روينا عنهم في أهل السنة وأنتم تروون عن واحد فقط.
ما سبق نقله أعلاه منقول من موقع علي جمعة
رابط مفيد جداً جداً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140742
ـ[الموسى]ــــــــ[30 - 12 - 08, 05:46 م]ـ
تطاول علي جمعة على صحابة رسول الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/38)
هل الصحابة كانت عقيدتهم أشعرية؟
نعم .. الصحابة كانت عقيدتهم أشعرية والأشعرية كلمة إنما عنونت على عقيدة الصحابة الكرام والأشعرى توفى فى القرن الرابع الهجرى سنة 333 هجرية، وبالرغم من دْلك فإن العقيدة التى ورثها للناس هى عقيدة الصحابة عينا بعين وهى العقيدة الحق التى ورثها الناس جيلا بعد جيل وترجم عنها دْلك الإمام الكبير ورضى بعده على تسمية عقيدة أهل السنة والجماعة بعقيدة الأشعرية او أنهم أمروا الصفات كما جاءت والأشعرية يمر الصفات كما جاءت.
الدين والحياة الفتاوى اليومية العصرية ص208
موقف المضطرب من مسألة الردة:
جدد مفتي مصر الشيخ علي جمعة التأكيد على حق كل إنسان في اختيار دينه وذلك بعد نشر وسائل الإعلام معلومات متضاربة في هذا الشأن، ما أثار جدلا بين العلماء وأساتذة العقيدة في الجامعة الأزهرية، حيث أجازها البعض مشيرا إلى اتفاقها مع الثوابت الشرعية بينما عارضها البعض الآخر وقالوا إنها تمثل تهاونا وتشجيعا على الردة.
وقال المفتي في بيان إن "الله قد كفل للبشرية جمعاء حق اختيار دينهم دون إكراه أو ضغط خارجي, والاختيار يعني الحرية والحرية تشمل الحق في ارتكاب الأخطاء والذنوب طالما ان ضررها لا يمتد إلى الآخرين".
وأوضح "لهذا قلت إن العقوبة الدنيوية للردة لم تطبق على مدار التاريخ الإسلامي إلا على هؤلاء المرتدين الذين لم يكتفوا بردتهم وانما سعوا إلى تخريب أسس المجتمع وتدميرها". وأضاف أن "هاتين الفكرتين تلخص مبدا اسلاميا: مع الحرية تأتي المسؤولية".
واكد المفتي وهو ثاني شخصية دينية في مصر بعد شيخ الازهر ان بعض الصحف المحلية "التقطت ما نشر لي على جريدة الواشنطن بوست وركزت على فكرة الحرية مخلفة انطباعا لدى القراء أن الخروج عن الاسلام امر هين وهو امر من الخطورة بمكان".
وفي تأويل تلك التصريحات اعتبرت بعض الصحف المصرية ذلك ترخيصا يسمح للمسلمين باعتناق ديانات اخرى او المسيحيين الذين اعتنقوا الاسلام بالعودة الى دينهم.
وخلص المفتي الى القول ان "حرصا منه على بيان ما قلته من حقائق في مقالتي الاصلية فقد ارسل المركز الاعلامي بدار الافتاء الى وسائل الاعلام بيانا اكدوا فيه على جانب المسؤولية وان الردة ذنب كبير يستوجب العقاب اذا صاحبتها فتنة في صفوف المجتمع".
وتأمل كيف أنه لم يكن صريحاً
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 06:11 م]ـ
يا أخي علي جمعة هذا أصلع له قرنان
لقد سمعته يستدل بجواز الطواف حول قبر الحسين عندنا في مصر لا بقرآن ولا بسنة ولا بأقوال الصحابة ولا بأقوال التابعين ولا باي شئ من الدلة وإنما قال دليلي على الجواز قول قيس:
أمر على الديار ديار ليلى ......................... أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ...................... ولكن حب من سكن الديار
ناهيك مدحه للزنديق ابن عربي وسبه لعلماء الأمة وطعنه في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتجويزه لبيع الخمور ولحم الخنزير وتجويزه المعاملات البنكية الربوية وتحريمه لختان الإناث, ......... و ... و ...........
وما خفي كان أعظم
فهو صوفي خروفي مركة جِزّ و شفي
فضلا عن اشعريته المقيتة التي طالما يتبجح بها
هذا بالإضافة لذنبه الأكبر شيخ الأ .............. (أكمل)
ـ[الموسى]ــــــــ[30 - 12 - 08, 06:30 م]ـ
موقفه من الأضرحه .. وتبريره لفتواه المشهورة حول القبر المزعوم للحسين
أوضح جمعة فتواه بجواز تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال: "إنني كنت أرد بهذه الفتوى على سؤال لأحد المواطنين في مسجد السلطان حسن حول كون تقبيل سور ضريح الإمام الحسين يعد شركا بالله فأجبت بأن هذا ليس شركا بالله وإنما هو نوع من أنواع إظهار الحب ولا أقول للناس اذهبوا وافعلوا ذلك لأن العرب كانت تقبّل دار الحبيب".
وأضاف: "لقد قصدت بذلك نفي الشرك، الذي هو بداية الإرهاب والتطرف والدم الذي يقع على الأرض، فالقول بأن هذا الفعل لا يؤدي إلي الشرك بل هو إظهار للعاطفة والحب، يسدّ الطريق على المشارب المتشددة التي شاعت في عصرنا، وفي نفس الوقت ليس فيه أي توجيه أو أمر لأن يفعل الناس ذلك".
منقول من موقع العربية
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[30 - 12 - 08, 11:28 م]ـ
نعوذ بالله من الضلال
نحن نريد فضح هذا ومن سار على نهجه
كتب الله لنا ولكم الاجر والثواب
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 03:20 ص]ـ
عقيدَتُهُ أشعريَّةٌ صوفِيّةٌ قُبُورِيّةٌ شِركِيّةٌ ...............
نعوذُ باللهِ من الخِذلانِ
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:04 ص]ـ
يا ابن جمعة لو أبصرتنا ................................ لعلمت أنك في العبادة تشرك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 07:29 ص]ـ
بارك الله فيكم على فضح هذا الضال.
وهذا رابط فيه فضح لضلال هذا المخرف:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=463412
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/39)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 07:31 ص]ـ
وهذا رابط جامع لضلالاته العقدية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40642
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 11:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة المشاركون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بالمشاركة في هذا الموضوع، إن هذا العلم دين، ودعوني أخبركم وأحدثُكم عن عقيدة الأزهر وعن المناهج الأزهرية وخصوصا في العقيدة، فأنا أزهري، ولاينبئكم عن هذا إلا من رأى وقرأ وجالس وشاهد لسنوات طوال، أولا: هم يطلقون على العقيدة الأشعرية - عقيدة أهل السنة والجماعة.
وثاتيا: يُدَّرس إلى جانب هذا مذهب واعتقادات الفرق الأخرى.
وهذا الأمر فيه خطورة على الطلبة الدَّراسين من عدَّة أوجه:
1 - أن الدَّارس ليست لديه حصيلة علمية تدفع عنه شرَّ هذه العقائد الفاسدة.
2 - عندما يقرأ الطالب الأزهري في مسألة ما من مسائل العقيدة فيرى أمامه هذه المذاهب والأفكار فإنه لايعرف الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير عليه.
3 - أن المناهج الأزهرية في أمر العقيدة فاسدة بمعنى الكلمة لأنها لاتربي جيلا على عقيدة صحيحة
4 - ولو يعلم الذين وضعوا هذه المناهج أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد رجع عما قاله وبين العقيدة الصحيحة في كتابه (الإبانه) لوجب عليهم أن يظهروا الحق للناس، ولكن هيهات هيهات.
أما بالنسبة لفضيلة المفتي على جمعه، ففتاويه تحدث عن مدى علمه، ولاحول ولاقوة إلا بالله ولو علم قول الله تعالى: (وإذأخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه، فتبذوه وراء ظهورهم ...... )
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[07 - 01 - 09, 03:11 م]ـ
قال الشيخ محمد البري رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق في حوار مع صحيفة الوسط
*الصحفي
**الشيخ محمد البري
* ولكن المفتى [يقصد علي جمعة] أيد عملية منع الختان .. !!،
** المفتى حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، وقام بدراسة العلوم الشرعية والتحق بالأزهر على كبر ولا يوجد لديه أساس علمي، و من علامات الساعة التى قال عنها الرسول الكريم أعطاء الأمر لغير أهله.
* تقصد أن الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية من علامات قيام الساعة .. !
** نعم - فهو من علامات قيام الساعة، ويجب على المسلمين انتظارها.
http://www.el-wasat.com/details.php?id=55536508
ـ[محمد الخامس باغوش]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:07 م]ـ
يا إخواني الطيبين العلماء ورثة الأنبياء، وهم شهداء الله في أرضه، وكنت أتمنى أن يكون السؤال ما هي سبل النصر والثبات للمسلمين عامة ولأهل غزة خاصة؟ أفضل من هذا السؤال الذي تسابقنا في نقل الروابط والكلمات التي لا أرى لها مكان في موقع يهتم بكلام خاتم الأنبياء والمرسلين، ملتقى أهل الحديث، الذين يسيرون على خلق من تكلم بالأحاديث وتخلقوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، هدانا الله وإياكم للخير وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 09:00 م]ـ
يا إخواني الطيبين العلماء ورثة الأنبياء، وهم شهداء الله في أرضه، وكنت أتمنى أن يكون السؤال ما هي سبل النصر والثبات للمسلمين عامة ولأهل غزة خاصة؟ أفضل من هذا السؤال الذي تسابقنا في نقل الروابط والكلمات التي لا أرى لها مكان في موقع يهتم بكلام خاتم الأنبياء والمرسلين، ملتقى أهل الحديث، الذين يسيرون على خلق من تكلم بالأحاديث وتخلقوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، هدانا الله وإياكم للخير وجزاكم الله خيرا.
اعلَم رَحِمني اللهُ و إيّاك، أن التّحذير من أهل البدع أمر آكَدُ على أهلِ العِلمِ ذوي البصيرةِ. يقول الله تبارك و تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
قال الشّيخُ العلاّمةُ عبد الرحمن بن ناصر السّعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيرها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/40)
هذه الآية وإن كانت نازلة في أهل الكتاب، وما كتموا من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته، فإن حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما أنزل الله {مِنَ الْبَيِّنَاتِ} الدالات على الحق المظهرات له، {وَالْهُدَى} وهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم، ويتبين به طريق أهل النعيم، من طريق أهل الجحيم، فإن الله أخذ الميثاق على أهل العلم، بأن يبينوا الناس ما منّ الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتموه، فمن نبذ ذلك وجمع بين المفسدتين، كتم ما أنزل الله، والغش لعباد الله، فأولئك {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} أي: يبعدهم ويطردهم عن قربه ورحمته.
{وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ} وهم جميع الخليقة، فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة، لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم، وإبعادهم من رحمة الله، فجوزوا من جنس عملهم، كما أن معلم الناس الخير، يصلي الله عليه وملائكته، حتى الحوت في جوف الماء، لسعيه في مصلحة الخلق، وإصلاح أديانهم، وقربهم من رحمة الله، فجوزي من جنس عمله، فالكاتم لما أنزل الله، مضاد لأمر الله، مشاق لله، يبين الله الآيات للناس ويوضحها، وهذا يطمسها فهذا عليه هذا الوعيد الشديد.
فكيفَ يسكُتُ أهل الفضل عن بيان حال هؤلاء المُبتدعة الضّالّين المُضلّين؟؟، و حسبُ المُتَكَلَّمِ فيه ضلالا ما أوردَهُ الإخوة الأفاضل من مقاطع صوتية قطعيّة الثبوت قطعيّة الدّلالة!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم» رواه مسلم في صحيحه.
و أما قولُك أن العلماء ورثةُ الأنبياء و شهوده على خلقه، فحقٌّ أُريد بهِ باطل ـ عن غير قصد منك إن شاء اللهُ ـ إذ أن علي جمعة لا أراهُ يدخُلُ في زمرة ورثة الأنبياء و لا في شهداء الله في أرضه، لأن من كان حاله ما وصف به نفسه في المقاطع الصوتية ـ أعلاه ـ يستحيلُ أن يكون قد ورث شيئا عن الأنبياء عمل به، و الشهداء يجب أن يكونوا عُدولا، و الرّجل مجروحٌ من أوّله إلى آخره!!
ثمّ ما علاقة محنة إخواننا في غزّة ـ فرّج الله عنهم و نصرهم على أعدائه أعداء الدّين ـ بالموضوع؟؟
أرجوا من الإخوة الأفاضل، ممّن آتاهُمُ اللهُ علما أن يبيّنوا للأخ الكريم أهميّة التحذير من أمثال علي جمعة ـ هداهُ اللهُ ـ بشيئ أمتَنَ ممّا كتبتُ. و لا يكلّف اللهُ نفسا إلا وسعها.
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[05 - 06 - 10, 06:30 م]ـ
ويحك ايها الخامس اترى رجلا يهدم الدين وانت تقول غزة وكلام النبيين
ان الرجل لا يستنكف ان يستدل بكلام قيس فى الاضرحة
والعجب اننى سمعته يستدل بكلام وليام شكسبير - وتخيل عامى سمع هذا الكلام ولا يعلم من ابن شكسبير هذا فقال هل هو صحابى ام تابعى يعنى أقول عنه رضى الله عنه
يارجال الدين يا مخ البلد من يصلح البلد اذا المخ فسد
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:32 ص]ـ
وأعجب منه كلامه عن الشيعة هنا
http://www.mediafire.com/?xyt3ndthmn2
http://www.mediafire.com/?yyflxrdoywy
والتعليق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1295212&postcount=50)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:26 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله.(53/41)
نريد الرد على هذه الشبهة
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول أشعري
روى الامام احمد فى مسنده حديث ما معناه. لتفتحن القسطنطينية فلنعم الامير اميرها ونعم الجيش ذلك الجيش. من الذى فتح القسطنطينية؟؟؟؟ انه السلطان محمد الفاتح الاشعرى العثمانى رحمه الله. اما الفاتح المعنوى للقسطنطينية فهو الامام الصوفى السلفى الشيخ محمد ابن حمزة اق شمس الدين الذى استعان به السلطان محمد الفاتح رحمه الله وكان يتبرك به.والشيخ محمد هو الذى تعرف على قبر الصحابى ابى ايوب الانصارى رضى الله عنه. ماذا تقولوا يا اعداء الاشاعرة؟؟؟
أرجو الرد على هذه الشبهة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:36 م]ـ
هذا جواب مسدد للشيخ ابراهيم الحقيل
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....
احتج بعض المبتدعة بفتح العثمانيين للقسطنطينية على أن الأشاعرة أهدى سبيلاً من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح؛ وذلك أن المذهب الأشعري هو المذهب السائد في الدولة العثمانية، وقد زكى النبي - صلى الله عليه وسلم - الجيش الذي يفتحها، ومدح أميره؛ كما جاء في حديث عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لتفتحن القسطنطينية، فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش))؛ رواه أحمد (4/ 335)، والحاكم وصححه (4/ 422)، والطبراني في الكبير (2/ 38)، برقم: (1216)، و (2/ 81) برقم: (1760)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 81)، والصغير (1482).
وممن استدل بهذا الحديث على صحة مذهب الأشاعرة والماتريدية: عيسى بن عبدالله مانع الحميري، في رسالة "تصحيح المفاهيم العقدية، في الصفات الإلهية"، وقد حشاه بجملة من الأباطيل والترهات - ليس هذا مقام الرد عليه فيها.
ومع أنه قرر في رسالته تلك لزوم أخذ كل فن عن أهله؛ فإننا نجده لم يلتزم بهذا المنهج؛ بل راح يدخل في كل فن بلا علم، فرسالته في العقيدة وهو غير متخصص فيها، وراح يصحح ما يشتهي من الأحاديث، ويرد تضعيف أهل الحديث لها، وهو ليس من أهل الحديث، ومن ذلك: تصحيحه لهذا الحديث، ولم يُجِبْ عن الاضطراب الوارد في اسم مَنْ رواه، واسم أبيه ونسبهما؛ كما سيأتي ذكر ذلك.
وتتمحور رسالته حول إثبات إمامة الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله تعالى - ولزوم أخذ مذهبه في الأسماء والصفات، القاضي بإثبات الصفات السبع التي يسمونها العقلية؛ وهي: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وتأويل ما عداها من الصفات.
وقد نقل الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (2/ 6) عن ابن كثير الدمشقي الشافعي رحمه الله تعالى: "أن الشيخ أبا الحسن الأشعري مرت به أحوال ثلاثة:
الحال الأولى: حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة.
الحال الثانية: إثبات الصفات العقلية السبعة، وتأويل الجزئية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك وهي مرحلة تأثره رحمه الله بمذهب ابن كلاّب الذي تنسب إليه الطائفة الكلابية.
الحال الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً، وشرحها الباقلاني، ونقلها ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين في أواخر أقوالهم والله أعلم" اهـ.
فيا ليت أن الحميري لما دعا الناس إلى الأخذ بمذهب الإمام أبي الحسن الأشعري - أخذ عقيدته التي استقر عليها أخيرًا، التي نسخت ما سبق من قوله بالاعتزال، ثم قوله بتأويل بعض الصفات، فاستقر به المطاف بعد طول تطواف على مذهب السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان، بإثبات ما أثبته الرب - تبارك وتعالى - لنفسه من الصفات العليَّة، وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - على الوجه اللائق بجلاله وعظمته، بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه، ولكن الحميري - هداه الله إلى الحق - راح ينتقي ما يشتهي، وقَبِلَ من الإمام أبي الحسن الأشعري المرحلة الوسطى التي كانت بين اعتزاله وبين أخذه بمذهب السلف الصالح، التي استقر عليها أمره بعد أن هداه الله تعالى إلى الحق، واستمر عليها إلى وفاته، وبيَّنها في كتابه العظيم: "الإبانة عن أصول الديانة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/42)
ومعلومٌ أن عقيدة الشخص هي: ما استقر عليه أخيرًا حتى مات، والأشعري - رحمه الله تعالى - توفي على مذهب أهل السنة والجماعة، كما أثبتَ ذلك في كتابه "الإبانة".
وقد وقع الحميري ومَنْ كان على شاكلته في هذا المأزق المتضايق، ولم يجد سبيلاً إلى الخروج منه إلا بالتشكيك في ثبوت "الإبانة" عن أبي الحسن، كما في رسالته الآنف ذكرها ص (25)، مع أن كثيرًا من العلماء أثبتوا صحة "الإبانة" إلى أبي الحسن، وعدُّوها من مصنَّفاته، ومن هؤلاء العلماء: ابن عساكر الدمشقي في "تبيين كذب المفتري"، وهو كتاب ألَّفه في الانتصار للإمام أبي الحسن الأشعري؛ حيث قال ص (28): "ومَنْ وقف على كتابه المسمَّى "الإبانة"؛ عرف موضعه من العلم والديانة". والبيهقي في "الاعتقاد، والهداية إلى سبيل الرشاد" ص (31)، والذهبي في "العُلُوُّ للعليِّ الغفار" (160) وابن فرحون المالكي في "الديباج" ص (194) وغيرهم كثير.
فلا مجال للتشكيك في نسبة كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" إلى الإمام أبي الحسن الأشعري؛ إلا عند مَنْ له هوًى في نفسه، وهو يضر نفسه ولا يضر أبا الحسن أو غيره من العلماء شيئًا، ولن يستطيع إخفاء الحق عن كل الناس مهما عمل.
وأما الجواب عن الحديث الذي زعم فيه صاحب الرسالة المذكورة أن فيه تزكية لمذهبي الأشاعرة والماتريدية فمن أوجه كثيرة منها:
الوجه الأول: أن الحديث ضعيف؛ فهو من رواية عبدالله بن بشر الخثعمي، وهو مجهول، لم يوثِّقه إلا ابن حبان، وذكر الحافظ في "تعجيل المنفعة" (1/ 721) الاختلاف في اسمه واسم أبيه، وفي نسبه؛ فقيل: اسمه عبدالله، وعبيدالله، وقيل: عبيد بلا إضافة، وقيل: اسم أبيه بشير، وقيل: بشر، وقيل في نسبه: الغنوي، وقيل: الخثعمي، والله أعلم.
ولذلك ذكره الألباني - رحمه الله تعالى - في "السلسلة الضعيفة" (778)، وقال: "ضعيفٌ"، ثم ذكر الاختلاف في اسم عبدالله بن بشر وقال: "وجملة القول: إن الحديث لم يصحّ عندي؛ لعدم الاطمئنان إلى توثيق ابن حبان للغَنَوِي هذا، وهو غير الخثعمي كما مال إليه العسقلاني"، والله أعلم.
الوجه الثاني: لو سلَّمنا بصحة الحديث، فلا نسلِّم باستنباط الحميري منه؛ فإنه لا يدلُّ على ما يريد.
الوجه الثالث: على فرض وجود وجه دلالة؛ فقد يحمل على فتح غير هذا الفتح، وهو الذي يكون في آخر الزمان، والأحاديث المتضافِرة في فتح القسطنطينية كلها تذكر فتحًا غير هذا الفتح، والفتح المذكور في هذا الحديث مجمل، والقاعدة: حمل المُجْمَل على المُبَيَّن؛ فيكون المقصود بهذا الحديث هو الجيش الذي يفتحها في آخر الزمان، خاصةً وأن الجيش الذي يفتحها في آخر الزمان جُنْدُهُ من خيار الناس كما جاء في السنَّة.
ولا يعني ذلك تنقُّص محمد بن مراد العثماني - رحمه الله تعالى - أو عدم الاحتفاء بفتحه للقسطنطينية؛ فإن من أعظم مناقب هذا الفاتح المظفَّر، ومناقب دولته: فتح عاصمة البيزنطيين، التي امتنعت عن كبار القادة الفاتحين، وذلَّلها الله تعالى لمحمد بن مراد.
الوجه الرابع: أنه لا حُجَّة في هذا الحديث لأهل البدع والضلالات؛ إذ الحكم على عوام المسلمين أنهم يعتقدون في الله تعالى الكمال، ولا يعرفون تفصيلات الأسماء والصفات، وما أحدث فيها أهل البدع من ضلالات؛ فالواقع أنهم من أهل السنة، ولو كان مشايخهم يؤولون الصفات، ويحرِّفون نصوصها.
ومن هنا يغلط كثير من الناس، حين ينسبون عوامّ المسلمين في البلاد التي مشايخها على ضلال فيما يتعلق بالأسماء والصفات إلى البدعة؛ لأن ذلك المعتقَد الخاطئ متعلِّق بالشيوخ دون العوامّ.
كما أن عوامَّ المسلمين في البلاد التي مشايخها من أهل السنة والجماعة لا يعرفون تفصيلات الأسماء والصفات، ولكنهم يؤمنون إيمانًا مجملاً بكمال الرب تبارك وتعالى، وأنه مستحقٌّ لكل ما يليق به، بخلاف الشيوخ الضالِّين، ودعاة البدعة.
وما من شكٍّ في أن الجيش العثماني الذي فتح القسطنطينية أكثره من عوامِّ المسلمين، ولربما كان أميره محمد الفاتح كذلك - خاصة وأنه كان حَدَث السنِّ - وليس لديه تفصيلات فيما يتعلَّق بالأسماء والصفات، ولم أقف على مَنْ نقل عنه كلامًا في ذلك؛ فحُكْمُهُ حُكْمُ عوامِّ المسلمين، الذين يعتقدون صفات الكمال في الله - عزَّ وجلَّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/43)
الوجه الخامس: لو قُدِّر أن الجيش العثماني كله أشاعرة، وأميره كذلك، وعندهم من تفصيلات هذا المذهب ما يجعلهم مبتدِعة مع قيام الحجة عليهم - وذلك مُستبعَد - فإن الحديث لا يدلُّ على صحة مذهبهم؛ لما يلي:
أولاً: أن متعلَّق المدح هو فتح القسطنطينية، وهو عمل طيب، وسعيٌ مشكور، ولا يتعدَّاه إلى غيره.
ثانياً: أن الشخص الواحد تكون فيه حسنات وسيئات؛ فيُثنى على حسناته، وتُذَمّ سيئاته، والفاتح وجيشه - وإن كانوا أشاعرة - فإنهم مجاهدون في سبيل الله تعالى، مُعْلُونَ لكلمته، مُظهِرون لدينه؛ فيُحمدون على ذلك، ويُثنى عليهم به، ولا يَلزم من ذلك عصمتهم من الخطأ، والثناء عليهم من كل وجهٍ، ولا يُستدلُّ بتزكيتهم في الجملة على صحة ما أخطؤوا فيه.
نعم؛ يصحُّ ذلك لو كانت التزكية لعقائدهم - وهو ما لم يكن - ولعل جهادَهم في سبيل الله تعالى، وما قام في قلوبهم من التوكُّل عليه، وصدق التعلُّق به، حتى بذلوا أرواحهم رخيصةً في سبيل الله تعالى، وفَتْحَهم لهذه المدينة العتيدة يكون سببًا في مغفرة ذنوبهم التي منها تمذهبهم بمذهب الأشاعرة، وأخذهم بطرائق المتصوِّفة.
الوجه السادس: أن الجيش يكون خليطًا من القادة والعلماء والعامَّة، وهو خليطٌ من الصالحين ومَنْ هم أقل صلاحًا؛ وأيّ ثناءٍ عليهم فإنه ينصرف للعموم، ولا يَلزم منه الثناء على أعيانهم فردًا فردًا؛ وذلك لتعاونهم على أمرٍ يحبُّه الله تعالى، فيحصل لكل فردٍ منهم من الثناء والتزكية بقدر ما قدَّم في هذا العمل المُزَكَّى.
ومن المتَّفق عليه: أن الجيش الذي يقوده النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكون جنده من الصحابة - رضي الله عنهم - هو خير جيشٍ وُجِدَ في الدنيا، وهو خيرٌ من الجيش الذي فتح القسطنطينية، وهو أوْلى بالثَّناء منه، ومع ذلك وُجِدَ فيه مَنْ غَلَّ من الغنيمة، ومَنْ قتل نفسه؛ بل كان فيه منافقون يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن هذا الجيش كان محلَّ مدحٍ وثناءٍ في الكتاب والسنَّة، ولا يلزم من ذلك مدح المنافقين الموجودين فيه، أو مدح أهل الغُلول، أو مَنْ قتل نفسه.
الوجه السابع: أننا لو لم نعتبر كل الأوجه الستَّة الماضية، وسلَّمنا أيضًا بأن جيش الفاتح كلهم أشاعرة وماتريدية؛ فإن قُصارى ما يفيده هذا الحديث: احتمال تزكية عقائد ذلك الجيش، وأنهم على الحق، بينما نصوص الكتاب والسنَّة، وإجماع الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان - تقطع بخطأ الأشاعرة والماتريدية والمتصوِّفة.
فهل تُترك الأدلة المتواتِرة، المقطوع بها ثبوتًا ودلالةً، لمجرد دليل محتَمَل، قد ضَعُفَ من جهة ثبوته؟! وأما من جهة دلالته على المراد؛ فهو أضعف وأضعف؟!
هذا غير مستقيم في المنهج العلمي!! وبناءً على ذلك؛ فليس لأي صوفيٍّ أو أشعريٍّ أو ماتريديٍّ أن يحتجَّ على مذهبه الخاطئ بهذا الحديث،، والله أعلم.
المصدر
http://www.alukah.net/articles/1/4318.aspx
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[30 - 12 - 08, 11:36 م]ـ
هذا الجواب شافي لكل ذي عقل
جزاك الله خيراً أخي أبو محمد
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 07:42 ص]ـ
كذلك أيضا التوفيق أمر نسبي فقد يوفق المسلم في أمر دون أمر وحجتنا في علم المعتقد الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح وليس ذوات الأشخاص.(53/44)
هل قد كتبت رسالة علمية في عقيدة الامام العيني
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 04:03 م]ـ
السلام عليكم المشائخ الفضلاء هل قد كتبت رسالة عليمة في (عقيدة الامام العيني من خلال كتابه عمدة القاري) لان صديقا لي قدم في هذا الموضوع فأحب ان يتأكد من الامر
ـ[عادل التركي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 09:09 ص]ـ
للرفع
للتأكد من وجود موضوع مبحوث في هذا المجال
ـ[أبو محمد]ــــــــ[07 - 06 - 09, 09:09 م]ـ
هناك موضوع قدم في الجامعة الإسلامية بهذا العنوان .. وهو الآن -فيما أعلم- في إجراءات التسجيل الرسمية.(53/45)
يقولون لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 04:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم وقد كنت عند صديق لي فقرأت كتابا بهذا العنوان وهو لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟
يا إخوتي فالتقدم الحضاري الكل يدلي بدلوه والحضارة والعلوم التجربية قد ساهم فيها جميع الأمم وهي عبارة عن حلقات متسلسة لا تنفك عن غيرها والكل يدلي بدلوه فيها فلماذا تكون فتنة لبعض المسلمين الذين استسلموا للواقع المعاصر الذي تتاكلب فيه الأمم على المجتمع الإسلامي وتسلبه أدنى حقوقه لا شك أن أهل الإسلام أهل العلوم كلها وتجد المؤرخين من العلماء يذكرون علماء الطب والهندسة والفزياء والحساب ويبينون تميزهم بتلك العلوم من غير استنكار اللهم إلا أن يكون ضد الإسلام فيبينون حاله وهذه كانت علوم متقدمة بسببها نبغ الأعاجم من غير المسلمين فالعلوم التجربية علوم قديمة جدا وهي عبارة عن حلقات متسلسلة لا تعرف جنسا دون جنس وهي قابلة للتطوير من مختلف الأجناس ليست حكرا على أحد لأنها علوم إنسانية مشتركة كالنار والماء والهواء وهي مواد تستنبط منها علوم من خلال مادة الفزياء والحساب وهي السبب في المخترعات الحديثة تطبيقا لنظريات مختلفة يفرضها التأمل المحيط بالمادة بعد النظر والتحليل من عالم بعلوم أولية ورثها من الأمم السابقة فلماذا يستهدف المسلمون فيحتقرون فيرتد من يرتد لأجل هذا القبيل فهو منظور ناقص.
فعمق التحليل يقتضي استخراج ميزان العدل الذي توزن به الأمور ولاشك أن النظر إلى الأمور من منظور سطحي سببه الجهل الكلي بالنفسية الحقيقية للعلماء المتقدمين الذين استنبطوا العلوم ابتداءا فبعضها عن طريق الإلهام اللإلاهي وبعضها عن طريق الوراثة ورثها طلبة العلوم فالمواهب كانت تتنوع ولا تقتصر على جنس دون جنس ولا على أمة دون أمة لذلك كان الميزان هو الإستسلام للحقائق اللإلاهية حين وهب العقول وقسم الأرزاق وقسم المواهب والعلوم بين الأجناس والأمم.
ولاشك أن أنبياء الله ورسله كانوا يعلمون حتى الأمور التي يحتاجها الناس في حياتهم يقول الله عز وجل:"وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ [الأنبياء: 80] "
فأصل العلوم منطلقها هم أنبياء الله ورسله كانوا يعلمون الناس كل شيء حتى بعض أمور دنياهم التي يحتاجونها كاونوا يعلمون أممهم ما ينفعهم لذلك فبعض العباقرة من الناس يتعلم علما فيطوره وقد لا ينسبه إلى اصله لكون نفوس الناس تختلف والعلم والتفوق فيه ليس دليلا على زكاة النفس بخلاف الخضوع إلى علم الوحي والإمتثال إلى ماجاء به.
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 05:17 ص]ـ
وثمت هناك أصل ثاني لا يعلمه إلا من وفقه الله تعالى توفيقا إلى النهاية لا إنقطاع فيه ولا انتكاس وهو التأثر بأمر الآخرة والإعراض صفحا عن أمر الدنيا والإقتصاد في شأنها وأمرها وتنظيمها فقد كان الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم جميعا على هذا الطريق فالذي يشرح الله صدره ويذوق حلاوة الإيمان يحصل لديه إقتناع واكتفاء فلا يتأثر بحضارة غيره كحضارة مصر العريقة لأنه ثبت لديه أن الإهتمام بهذه الأمور ستأخره عن خدمة دينه والبروز فيه فهو أمر إختياري محض فلماذا يعير المسلمون ويوصفون بالفتور والكسل والتخلف ويوصف غيرهم بالنفس الحارة النشطة فهم ورثوا أخلاق فاضلة من سلفهم الصالح عنوانها الزهد في الدنيا والورع والتقوى وتزكية النفس لذلك كان الذي يرغب في الدنيا وملاذاتها لا يرضى منهم ذلك لأنهم كانوا سببا في حرمانه من التمتع بدنياه التي هي متاعها موصوف بأنه قليل وزائل غير مستقر.
لذلك كان غير المسلمين مرغوبا فيهم لأنهم استخرجوا أمورا إنتفع بها الراغب في التمتع ووسائل الراحة.
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 10:51 م]ـ
لكن العلامة الأستاذ الأمير شكيب رسلان ينظر للقضية من منظور آخر سيتم عرض نظرة الشيخ شكيب رسلان للقضية وعلاجه لها ومن تم التعليق على المواطن التي تستحق التعليق.(53/46)
كثر الكلام حول عبارة " السلف أسلم والخلف أحكم " أو بمعناها،فمن القائل بها؟ وما مظانها؟
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[01 - 01 - 09, 05:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الاطايب
كثر الكلام حول عبارة " السلف أسلم والخلف أحكم " أو بمعناها،
فمن القائل بها؟ وما مظانها؟
جزيتم خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 08:16 م]ـ
أخي الكريم: هذا الرابط فيه ما يفيدك إن شاء الله تعالى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93333&highlight=%C7%E1%D3%E1%DD+%C3%CD%DF%E3
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:16 م]ـ
منهج السلف اسلم وأعلم وأحكم
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[03 - 01 - 09, 02:39 ص]ـ
الرجاء بيان قائل العبارة والوقوف على اسمه في مظان العقيدة! جزيتم خيرا
ـ[أبو عبد الله الديري]ــــــــ[03 - 01 - 09, 03:46 م]ـ
كثيرا ما ترد هذه العبارة في كتب علماء الأشاعرة خصوصا بعد المئة الخامسة، وتراها عند شراح الحديث منهم كثيرا فتراها عند القاضي عياض في الإكمال وعند القرطبي في المفهم وعند النووي في شرح مسلم والمجموع وقد أكثر منها، وتراها عند ابن الملقن في كتابيه التوضيح في شرح البخاري والإعلام بفوائد عمدة الأحكام، وتراها عند الدماميني في مصابيح الجامع وغيرهم كثير.
وهذه العبارة فيها تجن على علماء السلف، ولعمري من هو الأعلم والأحكم والأسلم، إن لم يكن سلف هذه الأمة فمن؟ ولا أرى تعمد هذه العبارة من قائليها المذكورين في انتقاص السلف رحمهم الله، ولعل لهم تأويلات وتوجيهات فيها، والله أعلم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[04 - 01 - 09, 09:51 م]ـ
نعم هو من أقوال الأشاعرة: فعندهم أن المؤول أعلم من المفوض والتفويض أسلم من التأويل, ومقصودهم بالسلف المفوضة والله أعلم ...
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 02:54 ص]ـ
قال الشيخُ العلاّمةُ محمّدُ ناصِرُ الدّينِ الألبانِيُّ في مقدّمةِ كتابِ (مُختَصَرُ العُلُوِّ):
مختصر العلو - (1/ 32)
وليس أدل على ضرر التأويل على أصحابه المغرمين به من القول الذي شاع بينهم ولهجت به ألسنتهم كلما أثير بحث الصفات والإيمان بها على حقائقها أو على تأويلها ألا وهو قولهم:
(مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم)
والشاب المثقف اليوم الذي لم تتلوث ثقافته الشرعية بشيء من علم الكلام ربما لا يصدق أن أحدا من الخلف يقول مثل هذا القول وحق له ذلك لخطورته وفظاعته ولكنه - مع الأسف - هو الواقع المعروف لدى طلبة الشريعة وإليك مثالا واحدا على ذلك مما يقرؤونه على مشايخهم قال الباجوري في حاشيته (ص 55) تحت قول صاحب (الجوهرة):
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
(وطريقة الخلف أعلم وأحكم لما فيه من مزيد الإيضاح والرد على الخصوم وهي الأرجح ولذلك قدمها المصنف وطريقة السلف أسلم لما فيها من السلامة من تعيين معنى قد يكون غير مراد له تعالى)
وكلام الكوثري المشهور بعدائه الشديد لأهل السنة والحديث في تعليقاته كلها يدور على هذا المعنى من التفصيل المزعوم وفي تعليقه على (السيف الصقيل) التصريح بذلك (ص 132)
وهذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة بل في غاية الضلالة قال ابن تيمية في (العقيدة الحموية): (كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية إقدامهم بما انتهى إليه من مرامهم حيث يقول:
لعمري قد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
[32]
مختصر العلو - (1/ 33)
وأقروا على أنفسهم بما قالوا متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم مثل قول بعض رؤسائهم:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ويقول الآخر منهم:
(أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام)
ثم إذا حق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولا وقعوا من ذلك على عين وعلى أثر
كيف يكون هؤلاء المنقصون المحجوبون الحيارى المتهوكون أعلم بالله وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذي بهم قام الكتاب وبه قاموا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة
ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟)
وقال العلامة السفاريني في (شرح العقيدة) (1/ 21 - مختصره):
(فمن المحال أن يكون المخالفون أعلم من السالفين كما يقوله بعض من لا تحقيق له به ممن لا يقدر قدر السلف ولا عرف الله تعالى ولا رسوله ولا
[33]
مختصر العلو - (1/ 33)
المؤمنين به حق المعرفة المأمور بها أن طريقة السلف أسلم [وطريقة الخلف] (1) أعلم وأحكم
وهؤلاء إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريق السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميين أو أن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر. وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم)
ثم استشهد على ذلك بكلام للحافظ ابن رجب في كتابه (فضل علم السلف على علم الخلف) فليراجعه من شاء ...(53/47)
جهود الامام الرازي في الرد على المعتزلة
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 08:47 ص]ـ
جهود الامام الرازي في الرد على المعتزلة هل كتبت رسالة علمية حول هذا الموضوع
مع العلم انه اشعري
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:34 م]ـ
الذي أعلمه ........ الرازي بين المعتزلة و الاشاعرة لباحثة شامية اسمها خيجة و لا اعرف منها اكثر من ذلك و دراسة الاستاذ الزركان عن الرازي ...... بحثان بدار العلوم قسم الفلسفة لعلك تجد في اولهما بعضا مما تريد و لا اعلمه طبع
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:36 م]ـ
عفوا اسمها خديجة(53/48)
التوضيحات الجلية على شرح العقيدة الطحاوية
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:24 ص]ـ
ما أريكم فى كتاب التوضيحات الجلية على شرح العقيدة الطحاوي لشيخ الخميس؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 12:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم:
الشيخ محمد الخميس من أهل العلم السلفيين - ولا نزكيهم على الله تعالى -، ومؤلفاته وشروحه كلها نافعة، وأغلب مصنفاته - إن لم أقل كلها- في العقيدة باعتبار تخصصه، وله ردود على أهل البدع منهم المبتدع النكرة فودة.
فجزاه الله خيرا على ما قدم، وجعل الله تعالى ذلك في ميزان حسناته.
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[01 - 01 - 09, 03:59 م]ـ
السلام عليكم
كنت أنتظر تعليقا على الكتاب (منزلة هذا الشرح) أما الشيخ نفسه نحسبه على خير
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[01 - 01 - 09, 04:34 م]ـ
الشيخ مارس الكتاب سنين طويلة خلال تدريسه في كلية أصول الدين وله رسائل تتعلق بهذا الكتاب أعني شرح الطحاوية لابن أبي العز.
ـ[مصطفى بن مسعود]ــــــــ[01 - 01 - 09, 05:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[01 - 01 - 09, 06:56 م]ـ
الكتاب رائع جداً
قرأته فوجدته مليئاً بالتقاسيم والفوائد والتعقيبات التي لا تكاد تجتمع في كتاب آخر
كما أنه تميز بتقريب شرح ابن أبي العز رحمه الله وسبك فوائده في تقاسيم يسهل استيعابها
مع اختصار واضح وغير مخل
أسأل الله أن يجزي مؤلفه خير الجزاء
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 01 - 09, 01:54 ص]ـ
جزا الله الشيخ محمدبن عبد الرحمن الخميس خير الجزاء فيما كتب وشرح، ويعتبر هذا الشرح من اسلس الشروح بالنسبة للطلاب المبتدئين.
والشيخ له باع طويل في إخراج الكتب الحنفية التي هي على عقيدة السلف الصالح.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[06 - 01 - 09, 07:20 م]ـ
جزاه الله خيرا على تقاسيمه النافعة وتقريبه الكتاب لطلاب العلم
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 01 - 09, 12:08 م]ـ
الكتب بجانبي الآن ..
أقل ما يقال عن الكتاب بأنه رائع ..
جزاه الله خيرا على جهوده الطيبة ..
ـ[محمد آل قُرعاني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 08:40 م]ـ
أريدُ تحميل الكتاب على النت .. فهل أجده؟
ـ[بنت الشريعه]ــــــــ[01 - 02 - 10, 06:07 ص]ـ
اريد ان احمل هذا الكتاب فأين اجده؟؟؟
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 02:11 م]ـ
توضيح بعض المصطلحات العلمية في شرح العقيدة الطحاوية، ومعه الأسئلة والأجوبة المرضية على شرح الطحاوية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1997(53/49)
الفرق بين العظمة والكبرياء؟
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
ما هو الفرق بين العظمة والكبرياء - أقصد على مذهب السلف، لا على مذهب من يحرف الصفة إلى جزء من جزئياتها وينفي بقية ما في معناه مما هو مدح وكمال.
ولشيخ الإسلام كلام فال فيه أن الكبرياء أشمل أو أوسع (لا أذكر لفظه الآن) ولذلك قال الله في الحديث القدسي "العظمة إزاري والكبرياء ردائي"، لكن لم أجد شرح للفرق بينهما.
جزاكم الله خيرا.(53/50)
عقيدة وهبة الزحيلي في توحيد الأسماء والصفات
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[01 - 01 - 09, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
ما هي عقيدة وهبة الزحيلي السوري؟
هل هو سلفي في باب الأسماء والصفات.
ألقيت نظرة سريعة جدا على تفسيره الصغير فرأيت تعليقاته على بعض آيات العلو تتفق مع ما عليه السلف، لكن نظرتي كانت سريعة جدا وليس لي نسخة من الكتاب كي أدرس مذهبه في التوحيد بدقة.
وما هي عيقدته عموما؟ ذهبت إلى موقعه ووجدت عناوين بعض كتبه كأنها تشير إلى مذهب حداثي، فالله أعلم.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 09:47 م]ـ
انظر ما كتبه المغراوي في كتاب " المفسرون بين التأويل والإثبات "
فقد صنفه المغراوي مع الأشاعرة
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[02 - 01 - 09, 10:07 م]ـ
في هذا الرّابط تجد بعض ما يتعلّق بعقيدته من خلال تفسيره:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95378(53/51)
سؤال عن كتاب يدل على أن دين النصارى وكتابهم محرف.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[02 - 01 - 09, 04:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
المشايخ الفضلاء في ملتقى اهل الحديث، نفع الله بكم،
أما بعد ..
فأسأل بارك الله فيكم عن كتاب في العقيدة يوضح بطلان عقيدة النصارى وأن دينهم وكتابهم محرف.
بحيث تكون حجته قوية وأسلوبه مقنع.
لأن هناك نصرانيا قال لأحد قرابتي: أنه إذا ثبت لديه أن كتابهم محرف فإنه مستعد للدخول في الإسلام.
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
وجزى الله الدال على الخير خير الجزاء.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[02 - 01 - 09, 04:29 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=955454&postcount=68
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[02 - 01 - 09, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك
هناك منتديات اسلامية متخصصة في الرد على عبدة البشر (النصارى)
منها
منتديات حراس العقيدة للرد على النصارى
http://www.imanway1.com/horras/index.php
منتديات الجامع الإسلامية
http://www.aljame3.net/ib/
فيها إخوة على علم بهذه المسائل تواصل معهم إن شاء الله
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[02 - 01 - 09, 09:12 م]ـ
إظهار الحق لرحمة الله الهندي، هذا الكتاب هو العمدة فى هذا الباب، ويمكنك أيضاً قراءة كتابي الدكتور منقذ السقار الأول بعنوان هل العهد القديم كلمة الله؟، والثانى بعنوان هل العهد الجديد كلمة الله؟.
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 09:38 م]ـ
بارك الله فيك
دعه يشاهد مناظرات أحمد الديدات وخاصة (المناظرة الكبرى) ففيها إبطال لكتاب النصارى. وكذلك مناظرات الدكتور ذاكر نايك ومنها (هل الإنجيل كلمة الله)؟
وفقك الله لنصرة الدين
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[06 - 01 - 09, 02:33 ص]ـ
أجزل الله لكم المثوبة والأجر.
ولا حرمكم الله أجر الدعوة إليه.(53/52)
lما مدى صحة هذ1 الحديث فما جواب هذا الحديث عند أئمة الأعلام
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 12:49 م]ـ
ما صحة إسناد هذ الحديث الذي أخرجه الجاكم النيسابوري في المستدرك رقم: 3822 ـ
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: الله الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن [التحريم: 12] قال: سبع أرضين في كل ارض نبي كنبيكم , وآدم كآدم , ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم , وعيسى كعيسى.
قال الحاكم:
هذا حديث صحيح الإسناد , ولم يخرجاه، وقال الذهبي صحيح
ماهو إسناد هذا الأثر؟
مامطلبه الصحيح المعتمد على أقوال الآئمة الأعلام؟
أنا في حاجة ماسة إلى شرحه
جزاكم الله مني أحسن الجزاء
ـ[ابو فيصل الحضني]ــــــــ[02 - 01 - 09, 01:44 م]ـ
اليك يا أخي هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126433
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 06:46 م]ـ
ما المراد من هذه الجملة، نبي كنبيكم
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:00 م]ـ
قال الذهبي في العلو:
أخرج البيهقي من طريق آدم بن أبي إياس قال حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله تدرون ما هذه التي فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم.
قال فإنها الرفيع سقف محفوظ وموج مكفوف هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك حتى عد سبع سموات وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام.
ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام.
ثم قال هل تدرون ما هذه التي تحتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الأرض وبينها وبين الأرض التي تليها مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين وغلظ كل أرض خمسمائة عام ثم قال والذي نفسي بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله ثم قرأ رسول الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن رواته ثقات وقد رواه في أحمد مسنده عن شريج بن النعمان عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة وهو في جامع الترمذي لكن الحسن مدلس والمتن منكر ولا أعرف وجهه وقوله.
وروي عن عطاء بن السائب مطولا بزيادة غير أننا لا نعتقد ذلك أصلا فقال البيهقي أخبرنا الحاكم أنبأنا أحمد بن يعقوب الثقفي حدثنا عبيد بن غنام حدثنا علي بن حكيم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس ومن الأرض مثلهن قال سبع أرضين وفي كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى شريك وعطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما وهذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب وهو من قبيل اسمع واسكت.
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:22 م]ـ
قال صاحب كشف الخفاء (العجلوني):
316 - (الأرضون سبع، في كل أرض نبي كنبيكم) رواه البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح كما قال الحاكم عن ابن عباس في قوله تعالى (الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى، وفي لفظ كآدمكم وكنوحكم وكإبراهيمكم وكعيساكم، قال البيهقي في الشعب هو شاذ بالمرة، قال السيوطي هذا من البيهقي في غاية الحسن فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الإسناد مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته، وقيل هل آدم ومن بعده المذكورون فيما عدا الأرض الأولى من الأنس أو من غيرهم وهل هم متعبدون بمثل من تعبد في الأرض الأولى؟ وهل هم مقارنون لهم في زمنهم، قال ابن حجر الهيثمي في فتاويه: إذا تبين ضعف الحديث، أغنى ذلك عن تأويله، لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة، وقال: يمكن أن يؤول الحديث على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر، ولا يبعد أن يسمى باسم النبي الذي بلغ عنه انتهى فتدبر فإنه لو صح في نبينا لم يستقم في غيره، وقال ابن كثير بعد عزوه لابن جرير بلفظ " في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كإبراهيمكم ": هو محمول، إن صح عن ابن عباس، على أنه أخذه من الإسرائيليات، وذلك وأمثاله إذا لم يصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله انتهى.
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/53)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى مطولا وأوله أي سبع أرضين " في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم " قال البيهقي: إسناده صحيح، إلا أنه شاذ بمرة.
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:27 م]ـ
قال الشيخ: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في لأنوار الكاشفة (1/ 124):قال ((وروى البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح عن ابن عباس [قال] .. . في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى))
أقول: أما هذا فليس سنده صحيح، لأنه من طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن / ابن عباس.
وشريك يخطئ كثيراً ويدلس، وعطاء بن السائب اختلط قبل موته بمدة وسماع شريك منه بعد الاختلاط.
لكن أخرج البيهقي عقب هذا بسند آخر من طريق ((آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله عزوجل (خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن) قال: في كل أرض نحو إبراهيم))
ثم قال البيهقي ((إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرة لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاًَ)) وأخرجه ابن جرير عن عمرو بن علي عن غندر عن شعبة فذكره بنحوه، وزاد ((ونحو ما على الأرض من الخلق))
وعلى هذا فالمعنى والله أعلم
أن في كل أرض خلقاً كنحو بني آدم، وفيهم من يعرف الله تعالى بالنظر في آياته كما عرف إبراهيم عليه السلام، وهذا القول قد يتوصل إليه بالنظر في الآية المذكورة وسياقها
وقوله تعالى (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق))
وقوله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) وغيرها
على أن بعضهم قد فسر ماجاء في الرواية الأخرى التي تقدمت أنها لا تصح، ففي روح المعاني ((لامانع عقلا ًولا شرعأً من صحته، والمراد أن في كل أرض خلقاً يرجعون إلى أصل واحد رجوع بني آدم في أرضنا إلى آدم عليه السلام، وفيهم أفراد ممتازون على سائرهم كنوح وإبراهيم فينا))
أما ما في البداية ((محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الاسرائيليات)) فغير مرضي، فابن عباس - كما مر ويأتي - كان ينهى عن سؤال أهل الكتاب، فإن كان مع ذلك قد يسمع من بعض من أسلم منهم أو يسأله فإنما ذلك شأن العالم يسمع ما ليس بحجة لعله يجد فيه ما ينبهه ويلفت نظره إلى حجة،"" انتهى
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:28 م]ـ
قال السخاوي في المقاصد الحسنة:
حديث: الأرضون سبع، في كل أرض نبي كنبيكم، البيهقي في بدء الخلق من الأسماء والصفات له من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله عز وجل " الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى، ومن طرق عمرو بن مرة عن أبي الضحى به بلفظ: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام. وقال البيهقي عقبه: إسناد هذا صحيح عن ابن عباس وهو شاذ بمرة لا أعلم لبي الضحى عليه متابعا، وقال ابن كثير بعد عزوه لابن جرير بلفظ: في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم، وإبراهيم كإبراهيمكم: فهو محمول إن صح نقله عنه، أي عن ابن عباس على أنه أخذه عن الاسرائيليات، وذلك وأمثاله، إذا لم يخبر به ويصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله.
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:34 م]ـ
فضيلة الشيخ لقد روي البيهقي في الأسماء والصفات أثرا عن ابن عباس مضمونه: عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى) ورواه من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام.وقال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم أريد أن أسألكم ما هي درجة حديث شريك عن عطاء؟ أين موضع الشذوذ في هذا الأثر؟ هل يكون طريق واحد متابعا لآخر؟ أفيدوني بالجواب وشكرا.
الفتوى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/54)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا أثر منكر، رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (10/ 3361 / 18918) والحاكم في مستدركه، وصححه (2/ 535 / 3822) وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 370) من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن. قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى.
ثم رواه البيهقي من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، به، بلفظ: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام. وقال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا اهـ.
ونقل ابن كثير كلام البيهقي، وأقره (تفسير ابن كثير 4/ 386) وقال في موضع آخر: هو محمول إن صح نقله عنه على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الإسرائيليات (البداية والنهاية 1/ 22).
وقال الخلال: أخبرني أحمد بن أصرَم الُمزني أن أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ سُئل عن هذا الحديث، فقال: هذا رواه شعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، لا يذكر هذا، إنما يقول: "يتنزّل العلمُ والأمرُ بَيْنهنّ". وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد الله الحديث. وعن قتادة قال: في كل سماءٍ وكل أرضٍ خلقٌ من خلقه، وأمر من أمره، وقضاءٌ من قضائه. (المنتخب من العلل للخلال 58، منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث 1/ 412).
وقال الذهبي: لا نعتقد ذلك أصلا ... شريك وعطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما، وهذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت (العلو للعلي الغفار 161).
وقال أبو حيان الأندلسي: هذا حديث لا شك في وضعه (تفسير البحر المحيط 8/ 283).
وذكره السيوطي في مبحث الشاذ ـ وهو نوع من الضعيف ـ من طريق الحاكم، ونقل تصحيحه، ثم قال: لم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت البيهقي قال: إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة (تدريب الراوي 1/ 233، وانظر توجيه النظر إلى أصول الأثر لطاهر الجزائري ص 512).
وقال المعلمي اليماني: ليس سنده صحيحا، لأنه من طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس، وشريك يخطئ كثيراً ويدلس، وعطاء بن السائب اختلط قبل موته بمدة، وسماع شريك منه بعد الاختلاط (الأنوار الكاشفة ص 127).
وقد علمت مما ذكر درجة حديث شريك عن عطاء.
وفيما يخص موضع الشذوذ في هذا الحديث .. فإن من الشذوذ أن يخالف الحديث أمرا معلوما من الدين ضرورة، وقد يكون ذلك هو المقصود من شذوذ هذا الحديث.
ولم نفهم المقصود من قولك: هل يكون طريق واحد متابع لآخر .. إذ الحديث المتابع هو من تابع راويه راويا آخر فيروى الحديث من نفس الصحابي.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)(53/55)
ماهو المقصود بكلام شيخ الاسلام في منهاج السنة؟
ـ[رافع]ــــــــ[03 - 01 - 09, 04:47 ص]ـ
قال شيخ الأسلام ابن تيمية " رحمه الله" (ومصاهرة أبي ابكر للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت على وجه لا يشاركه فيها أحد, واما مصاهرة علي فقد شركه فيها عثمان , وزوجه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بنتا بعد بنت) (منهاج السنة النبوية ج8 ص246).
مما لاشك فيه أن شيخ الاسلام لايقصد اصل المصاهرة فقد شارك ابا بكر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيها عمر وابو سفيان1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
فان قيل أن عائشة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كانت بكرا بعكس بقية نسائه1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.فكذلك علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقد تزوج فاطمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهي بكر بعكس عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فأن رقية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كانت تحت عتبة بن ابي لهب, وام كلثوم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كانت تحت عتيبة بن ابي لهب.
وان قيل ان عائشة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - احب الناس الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولها من الفضائل الكثير الكثير ,فكذلك فاطمة هي افضل بنات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الاطلاق بل قيل انها افضل نساء العالمين وقيل بل امها خديجة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقيل بل عائشة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقيل بالوقف في ذلك.
فارجو توضيح المقصود من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية" رحمه الله" لاحرمكم الله الأجر والثواب.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[03 - 01 - 09, 06:01 ص]ـ
يوضحه قوله قبل ذلك
وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بنته وكانت أحب أزواجه إليه وهذا أمر لم يشركه فيه أحد من الصحابة إلا عمر ولكن لم تكن حفصة بنته بمنزله عائشة بل حفصة طلقها ثم راجعها وعائشة كان يقسم لها ليلتين لما وهبتها سودة ليلتها ومصاهرة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم كانت على وجه لا يشاركه فيه أحد وأما مصاهرة علي فقد شركه فيها عثمان وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بنتا بعد بنت وقال لو كان عندنا ثالثة لزوجناها عثمان ولهذا سمى ذو النورين لأنه تزوج بنتي نبي وقد شركه في ذلك أبو العاص بن الربيع زوجه النبي صلى الله عليه وسلم أكبر بناته زينب وحمد مصاهرته
وقال في موضع اخر
أن الآية مطلقة في كل نسب و صهر لا اختصاص لها بشخص دون شخص و لا ريب أنها تتناول مصاهرته لعلي كما تتناول مصاهرته لعثمان مرتين كما تتناول مصاهرة أبي بكر و عمر للنبي صلى الله عليه و سلم فان النبي صلى الله عليه و سلم تزوج عائشة بنت أبي بكر و حفصة بنت عمر من أبويهما و زوج عثمان برقية و أم كلثوم بنتيه و زوج عليا بفاطمة فالمصاهرة ثابتة بينه و بين الأربعة و روي عنه انه قال لو كانت عندنا ثالثة لزوجناها عثمان و حينئذ فتكون المصاهرة مشتركة بين علي و غيره فليست من خصائصه فضلا عن أن توجب أفضليته و إمامته عليهم.
السادس: انه لو فرض انه أريد بذلك مصاهرة علي فمجرد المصاهرة لا تدل على انه افضل من غيره باتفاق أهل السنة و الشيعة فان المصاهرة ثابتة لكل من الأربعة مع ان بعضهم افضل من بعض فلو كان المصاهرة توجب الأفضلية للزم التناقض
اما ابو سفيان فلم يذكره لانه لا يخطر ببال ان يقارن بأبي بكر وعلي فالفرق واضح فلايحتاج ان يستدل بمصاهره لمعرفة افضلية ذلك إن اعتبرنا المصاهره موجبة للافضلية ولكن لتقارب ابوبكر وعلي استدلوا بها
والله اعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 01:10 م]ـ
مقصود ابن تيمية
أن أبا بكر انفرد بمصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم ((حينذاك)) بعد أن عقد على عائشة
فكان أول من صاهره بخلاف علي رضي الله عنهم
والله أعلم وأحكم(53/56)
بعض أهل العلم قسّم التوكل إلى واجب ومستحب ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 06:38 ص]ـ
فهل له سلف؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 01 - 09, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
قال الشيخ عبد الكريم الخضير - وفقه الله
(" ((هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون)) ": الكي جاء النص الصحيح على أن فيه شفاء، على أن فيه شفاء، مثل الحجامة والعسل، أدوية نبوية شرعية، لكن ترك الاكتواء لا شك أنه من تمام التوكل، من تمام الواجب أو من تمام المستحب؟ المستحب.)
انتهى
وأيضا الدرجة العليا من درجات التوكل الرضا اختار غير واحد من أهل العلم منهم ابن تيمية
= مستحب
قال ابن القيم
(
فصل فإذا وضع قدمه في هذه الدرجة انتقل منها إلى درجة الرضى وهي
ثمرة التوكل ومن فسر التوكل: بها فإنما فسره بأجلع ثمراته وأعظم فوائده فإنه إذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله
وكان شيخنا رضي الله عنه يقول: المقدور يكتنفه أمران: التوكل قبله والرضى بعده فمن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية أو معنى هذا
قلت: وهذا معنى قول النبي فى دعاء الاستخارة: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فهذا
توكل وتفويض ثم قال: فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب فهذا تبرؤ إلى الله من العلم والحول والقوة وتوسل إليه سبحانه بصفاته التي هي أحب ما توسل إليه بها المتوسلون ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحته عاجلا أو آجلا وأن يصرفه عنه إن كان فيه مضرته عاجلا أو آجلا فهذا هو حاجته التي سألها فلم يبق عليه إلا الرضى بما يقضيه له فقال: واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به
فقد اشتمل هذا الدعاء على هذه المعارف الإلهية والحقائق الإيمانية التي من جملتها: التوكل والتفويض قبل وقوع المقدور والرضى بعده وهو ثمرة التوكل والتفويض علامة صحته فإن لم يرض بما قضى له فتفويضه معلول فاسد
فباستكمال هذه الدرجات الثمان يستكمل العبد مقام التوكل وتثبت قدمه فيه وهذا معنى قول بشر الحافي: يقول أحدهم: توكلت على الله يكذب على الله لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به
وقول يحيى بن معاذ وقد سئل: متى يكون الرجل متوكلا فقال: إذا رضي بالله وكيلا)
انتهى من الشاملة 1 مع فيها من تصحيفات وتحريفات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 07:17 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخ ابن وهب.
لكن كما ترى ليس في الكلام آنف الذكر مثل هذا التقسيم.(53/57)
سؤال عن عقائد بعض كبار الأئمة
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرا ما يثار عند بعض المعاصرين شبه حول عقائد بعض الأئمة الأعلام كالنسائي و الحاكم و الشوكاني و غيرهم من أئمة السلف؟؟
فما هو وجه صحة هذه الإدعاءات؟؟ و هل هناك كتاب جامع في هذا الباب يبين عقائد هؤلاء الأئمة(53/58)
الجفري و اعوانه قافلة الشرك وقنطرة التشيع!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - 01 - 09, 02:04 م]ـ
www.hewarona.com/vb/showthread.php?t=3621 -
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[04 - 01 - 09, 12:49 ص]ـ
هناك تعاون بين الزنادقة المشركين من الصوفية والروافض في شتى بلاد العالم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[11 - 01 - 09, 12:18 ص]ـ
نعم صدقت اخي نايف
و الله يكفي المسلمين شرهم
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - 01 - 09, 01:49 ص]ـ
للمزيد حول الجفري, يطالع موقع المجهر ــ التبيان الجلي لحقيقة الجفري علي http://www.almijhar.net/
ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - 01 - 09, 02:30 ص]ـ
وهنا قرص سيدي يحتوي كل محتويات موفع المجهر
http://alradnet.org/download/almijhar.rar
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيكم.
إن فضح رؤوس المشركين واجب كفائي.
والصوفية والرافضة وجهان لعملة واحدة.
قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وسيظهر الله دينه.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 01 - 09, 11:02 ص]ـ
و اياكم اخي الكريم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 11:25 ص]ـ
من أعجب ما سمعته من أحد الاخوة الثقات أنه حضر مولداً للصوفية, وكان من أهم الشخصيات الصوفية الحاضرة في ذلك المولد الحبيب الجفري وعبد الله فدعق. يقول الأخ: فبينما نحن في المولد لم يفجأنا إلا ضيف جديد انضم إلى قائمة أهم الشخصيات الحاضرة إنه الشيخ حسن الصفار ((الرافضي)) فلم يكن من الجفري وفدعق إلا أن قاما ورحبا به وأجلساه بل وألقى الصفار كلمة للحاضرين.
ـ[أبي عبدالله المكي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 05:52 م]ـ
للأسف يا أخوان يوجد من الدعاة من يجالس هولاء المبتدعة ويضحك معهم بل و يتحاضن معهم
لا كثرهم الله وان قيل هذه مخالفة لمنهج السلف الصالح قالوا لا انما اراد النصح.
اي نصح ولم يتكلم منهم احد في تبديع المبتدعة الذين بدعتهم كفرية نسأل الله العافية.
لا شك احبتي في الله انهم يعدون العدة لحرب اهل السنة والجماعة الذين هم على منهج السلف الصالح فماذا انتم فاعلون.
الله الله في الدعاء الله الله في النصحية الله الله في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الله الله في فضح المبتدعة الله الله في الاتباع لا الابتداع الله الله في طلب العلم الذي به نتمكن من دحر هولاء والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة الا بالله.
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:29 م]ـ
واياكم اخي الكريم(53/59)
" هيئة الأمر بالمعروف " تطالب بوضع سياج حول بعض المواقع المشهورة للحدِّ من الممارسات الشركية
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 10:07 م]ـ
دبي- العربية. نت
طالب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة بوضع سياج شائك حول بعض الجبال والمواقع الشهيرة في التاريخ الإسلامي والمرتبطة بالسيرة النبوية من أجل الحد من الممارسات الشركية، وذلك وفقا لما ورد في تقرير إخباري الأحد 4 - 1 - 2009.
كما شدد الشيخ أحمد الغامدي على ضرورة تغيير مسمى مقبرة "أمنا حواء" في جدة فوراً إلى أي مسمى آخر لما يحدث فيها من التبرك بأسوارها ونثر العطور عليها والدعاء والاستغاثة بها، وكذلك الموقع المسمى بالمولد النبوي - مكتبة مكة المكرمة - فهناك من الحجاج من يأتون إليه ويستقبلونه ويصلون فيه، وهذه كلها تصرفات شركية حيث إنه لم يثبت تاريخياً أنه مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى إن كان مولده فلا يجوز الغلو فيه، ولابد أن يزال هذا الموقع ويستخدم للصالح العام على حد رأيه.
وبحسب التقرير الذي أعده الصحافي محمد الجابر ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية فإن الغامدي طالب بإغلاق مقبرة المعلاة وقبر ميمونة وعدم السماح بالدخول إليها. وقال الغامدي إنه بالنسبة لقبر ميمونة بنت الحارث لم يثبت تاريخياً أنها دفنت في هذا الموضع.
وقال الغامدي إن الهيئة طالبت بوضع سياج شائك على بعض المواقع التي يسهل منها الصعود لجبل ثور وجبل الرحمة وجبل النور من أجل الحد من الممارسات الشركية التي تحدث فيها من قبل بعض الجهلة والمبتدعين.
وأوضح أن هناك شاخصا وضع في جبل الرحمة للإيهام بأنه الموقف الذي وقف به الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيح أنه لم يثبت ذلك بل ثبت أنه وقف أسفل جبل عرفه وقال صلى الله عليه وسلم "عرفة كلها موقف".
وأضاف أن هناك أشخاصا مجهولين يقومون بطلاء الشاخص وذلك للاستفادة من الحجاج مادياً حيث أنشأوا له درجا للصعود للأعلى لالتقاط صور للحجاج والزائرين بجوار الشاخص بمقابل مادي، مؤكدا أن هناك بعض من يتأثرون بدعاة الخرافة.
ومن المواقع التي لابد أن تزال - بحسب الغامدي- موضع الجعرانة أو مسجد الجعرانة، فهناك من يعتقد أن فيه ماء مباركا حيث تجدهم يغتسلون به وذلك لكونه المكان الذي أحرم منه النبي صلى الله عليه وسلم، فيزعم البعض ممن يرتاده بأن الماء مبارك، وكذلك مسجد الرحمة بجدة، الذي يزوره الآلاف من الحجاج والمعتمرين حيث يعتقدون أنه مسجد السيدة فاطمة الزهراء.
كما يشهد قبر آمنة بنت وهب في منطقة الأبواء شمال مكة المكرمة (200 كيلو متر) والذي يعتقد أنه قبر والدة الرسول صلى الله عليه وسلم، إقبالا من الحجاج والمعتمرين، وهو أمر مزعوم، فالموقع عبارة عن جبل ولا يدفن فيه أحد، مشددا على ضرورة وضع سياج حديدي على بعد ستة كيلو مترات عن الموقع المزعوم حتى يمنع الدخول إليه.
أما الموقع الأخير فهو مسجد البيعة بمنى، الذي ظهر مؤخراً بعد أعمال التوسعة في مشروع منشأة الجمرات، حيث يعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بايع الأنصار فيه، وتحصل هناك بعض المخالفات الشرعية كالتبرك بجدرانه وببعض الكتابات المنحوتة وكذلك قيام البعض بسقي شجرة موجودة في ركنه والتبرك بها على أنها بركة.
وقال الغامدي إن الحل الأمثل يكمن في إغلاق هذه المواقع والاكتفاء بالتعريف بها بواسطة المنشورات والبرامج التلفزيونية التي تنتج تحت رقابة الشؤون الإسلامية لتقدم للحجاج والمعتمرين بطريقة صحيحة خالية من الخرافات، وشدد على أهمية فرض عقوبات على المساهمين في نشر هذه الخرافات ومنع السيارات التي تقلهم من دخول هذه المواقع
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 02:31 ص]ـ
لا أعلمُ مدى صحّة الخَبَرِ، لكن على كلّ حال أسألُ اللهَ عزّ وجلّ أن يزيدَ المسؤولينَ في بلادِ الحرَمَينِ حِرْصا على التّوحيد و مُحارَبَة للبِدْعَةِ.
ـ[مهداوي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 08:53 ص]ـ
جزاهم الله خيرا،
ونرجو أن لا ينسوا أن الاحتساب غير مقصور على العامة فقط بل هناك من هو أولى بالنصح والإنكار خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها الأمة(53/60)
الحفِي، والحَيِيّ؟؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 01 - 09, 09:54 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد رأيتُ لبعض علمائنا الأجلاء -رحمهم الله تعالى- أن من أسماء الله الحسنى: الحَفِيّ، والحَيِيّ
والحق أن في نفسي من هذا شيئاً .. إذ كلا اللفظين جاءا في نصوصهما على سبيل الوصف، ولأن الواحد منهما لا يستقل بكونه مدحاً مطلقاً.
فهلا تكرم الإخوة الكرام -جزاهم الله خيراً- بنقل بعض كلام الأئمة في هذا الباب .. والإفادة في هذا الموضوع.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:22 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى
ص -16 - ... ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل1 الجواد2 الحكم3 الحييُ4 الرب5 الرفيق6 السُّبوح7 السيد8 الشافي9 الطيب10 القابض11 الباسط12 المقدم13 المؤخر14 المحسن15 المعطي16 المنان17 الوتر18.
هذا ما اخترناه بالتتبع: واحد وثمانون اسما في كتاب الله تعالى، وثمانية عشر اسما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)، لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} وكذلك (المحسن) لأننا لم نطلع على رواته في الطبراني، وقد ذكره شيخ الإسلام من الأسماء.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:31 ص]ـ
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي:
الحيي: (الحيي الستير5 الستار6)
قال رحمه الله تعالى:" هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي يستحي من تفسير أسماء الله الحسنى - السعدي - (1/ 41)
ص -193 - عبده إذا مد يده إليه أن يردها صفراً"1.
وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهر بالمعاصي مع فقره الشديد إليه، حتى أنه لا يمكنه أن يعصى إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحي من هتكه، وفضيحته، وإحلال العقوبة به، فيستره بما يفيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه، ويغفر له، فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي، خيره إليهم بعدد اللحظات، وشرهم إليه صاعد.
ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي، وكل قبيح، ويستحي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه، وممن يمد يديه إليه أن يردهما صفراً، ويدعو عباده إلى دعائه، ويعدهم بالإجابة.
وهو الحيي الستير: يحب أهل الحياء، والستر، ومن ستر مسلما ستر الله عليه في الدنيا، والآخرة، ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس، وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً، والله يستره فيصبح يكشف ستر الله عليه2.
وقال الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف في كتابه "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة":
الْحَفِيُّ
يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه حفيٌّ، وهذا ثابت بالكتاب العزيز.
الدليل:
قوله تعالى: {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيَّاً} [مريم: 47].
وقد عدَّه الشيخُ العثيمين رحمه الله - مع تردد عنده - من أسماء الله تعالى في كتابه: ((القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى)).
ومعنى الحفيِّ؛ أي: البَر اللطيف. قاله الراغب في ((المفردات)).
وقال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)): ((أي: بارَّاً عوَّدني منه الإجابة إذا دعوته)).
وقال في صفة الحياء:
الْحَيَاءُ وَالاسْتِحْيَاءُ
صفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة، و (الحيي) من أسمائه تعالى.
الدليل من الكتاب:
1 - قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26].
2 - قوله تعالى: {وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ} [الأحزاب: 53].
الدليل من السنة:
1 - حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه مرفوعاً: ((… وأما الآخر؛ فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر؛ فأعرض، فأعرض الله عنه)) رواه: البخاري (66)، ومسلم (1405).
2 - حديث سلمان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... إنَّ ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين)). رواه: الترمذي واللفظ له، وأبو داود، وأحمد، والحاكم. انظر: ((جامع الأصول)) (2118)، و ((صحيح الجامع)) (1757).
ومِمَّن أثبت صفة الاستحياء من السلف الإمام أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي، فيما نقله عنه شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (4/ 181)؛ موافقاً له.
وقال ابن القيم في ((النونية)) (2/ 80):
((وهو الحييُّ فليسَ يفضحُ عبده ... عندَ التجاهُرِ منهُ بالعصيانِ
لكنَّهُ يُلقِي عليه سِترهُ ... فَهُو السِّتِّيرُ وصاحب الغفرانِ))
قال الهرَّاس: ((وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، ويستعين بنعمه على معصيته، ولكن الرب سبحانه مع كمال غناه وتمام قدرته عليه يستحي من هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيؤه له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر)) اهـ.
قال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (5/ 288) ((وقال الليث: الحياء من الاستحياء؛ ممدود ... قلت: وللعرب في هذا الحرف لغتان: يُقال: استحى فلان يستحي؛ بياء واحدة، واستحيا فلان يستحْيِي؛ بياءين، والقرآن نزل باللغة التامَّة؛ (يعني الثانية))) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/61)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:35 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن خليفة التميمي في كتابه "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" ص149:
- "الحَييُّ "
دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حَييٌّ كَرِيمٌ يستَحيِي إذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيهِ يَدَيهِ أن يَرُدَّهُمَا صُفرًا خَائِبتَينِ» آخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصَّلاة، باب الدُّعاء ح 488 1، وأخرجه التِّرمذيُّ، كتاب الدَّعوات، باب (5 5 1) ح 3556، وصحَّحه الألبانى، انظر: صحيح التِّرمذيِّ 3/ 179.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عزَّ وجَلَّ حَيِيٌ سِتِّيرٌ ... » أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الحمام، باب النَّهي عن التَّعرِّي، ح 4512، وأحمد في المسند
وأخرجه النَّسائيُّ، كتاب الغسل والتَّيمُّم، باب الاستتار عند الاغتسال 1/ 5 0 2، وصحَّحه الألبانيُّ، انظر: صحيح النَّسائيِّ 1/ 86، 87 ح 393.
من ذكره: ذكر هذا الاسم الحليميُّ، والبيهقيُّ، والقرطبيُّ، وابن القيِّم، والعثيمين، والقحطانيُّ، ونور الحسن خان.
من أسقطه: لم يذكر في طرق حديث الأسماء جميعها، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وا بن منده، وابن حزم، وا لأصبها نيّ وا بن العربيّ، وا بن الوزير، وا بن حجر، والسعديّ، والحمود، والشرباصيِّ.
وقال في ص 175:
6 - "الحفيُّ "
دليله: قوله تعالى: {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} (مريم:47).
التعليق: لم يرد إطلاقه وإنما ورد مقيَّدًا كما في الآية.
من ذكره: 1 - ابن العربيُّ. 2 - القرطبيُّ. 3 - ابن حجر. 4 - ابن الوزير. 5 - العثيمين. 6 - الشرباصيُّ.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:52 ص]ـ
قال أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني المتوفى 330 هـ في كتابه "غريب القرآن":
حفي عنها: معناه يسألونك عنها , كأنك حفي بهم. ويقال: تحفيت بفلان في المسألة إذا سألت به سؤالا اظهرت فيه العناية والمحبة والبر. ومنه: (إنه كان حفيا) أي بارا معنيا.
وقال أبو عمر: يقال في صفات المخلوقين: فلان حفي أي تعب. ولا يكون الحفي من صفات الله جل وعز. فقلت؟ ما يكون هذا مثل المكر والعجب , فقال: هو جائز.
قال أبو محمد: المحفي المقصود بالشيء المختص به. وقد يجوز أن يقال للبارىء؛ لأن الخلق يفضلونه ويعنونه. وقيل: كأنك حفي عنها , أي كأنك أكثرت السؤال عنها حتى علمتها. يقال: أحفى فلان في المسألة , إذا ألح فيها وبالغ , و الحفي السؤول باستقصاء.
ا. هـ.
سؤال: من أبو عمر وأبو محمد المنقول كلامهما في النص؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 01 - 09, 05:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم
أرجو أن لا يُنسَى ما أوردتُه من إيراد على من اعتبرهما من أسماء الله تعالى الحسنى.
فمن كان له جواب عن ذلك، أو نقل يفيد التعليق على هذه النقطة فلا يبخل به على إخوته.
ـ[أبو يحيى الأثري]ــــــــ[10 - 03 - 09, 06:32 ص]ـ
قال العلامة الأصولي النحرير محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
من فوائد الآية: إثبات الحياء لله عز وجل؛ لقوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما).
فوجه الدلالة: أن نفي الاستحياء عن الله في هذه الحال دليل على ثبوته فيما يقابلها؛ وقد جاء ذلك صريحا في السنة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا)؛ و الحياء المثبت لله ليس كحياء المخلوق؛ لأن حياء المخلوق انكسار لما يدهم الإنسان ويعجز عن مقاومته؛ فتجده ينكسر، ولا يتكلم، أو لا يفعل الشيء الذي يستحيا منه؛ وهو صفة ضعف ونقص إذا حصل في غير محله.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين
و من المقرر عند العلامة ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى في صفات الله و أسمائه الحسنى أن الألفاظ الواردة إذا دلت على الكمال مع احتمال نقص بالتقدير، فلا يسمى الله تعالى بتلك الألفاظ و لكن يخبر به عنه إخبارا مطلقا و مثل رحمه الله ببعض الصفات كالمتكلم و الشائي و المريد و الصانع و الفعال و قال: و صح أن يطلق على الله على سبيل الإخبار.
و السؤال الملح الآن هل الحيي صفة للإخبار المطلق أم اسم من أسماء الله الحسنى؟
و إذا كان كذلك فهل احتمال النقص بالتقدير وارد عليه أم لا؟
و هل اللفظ الوارد في السنة جاء مخبرا للصفة فقط أم مخبرا للتسمية الجامعة للصفة؟
نرجوا منكم الإفادة و جزاكم الله عنا خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 07 - 09, 09:04 م]ـ
للرفع طلباً للإفادة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 07:28 ص]ـ
والحق أن في نفسي من هذا شيئاً .. إذ كلا اللفظين جاءا في نصوصهما على سبيل الوصف، ولأن الواحد منهما لا يستقل بكونه مدحاً مطلقاً.
.
ولماذا في هذين الاسمين فقط؟.
لأنه يَرِدُ أيضًا على بعض الأسماء الأخرى كالستير.
فإن فهمنا من النص (إن الله حَيْي ستير .. ) أنهما دلالة على الذات كما نفهمه من قوله تعالى (إنَّ الله هو الرزاق .. ) صار اسمًا وإلا يبقى صفة.
والتحرير في هذا هو مناقشة النص الوارد في اللفظ. فينظر إلى دلالته إن كانت علماً على الذات وإلا معنى يقوم بالذات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/62)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:38 ص]ـ
ولماذا في هذين الاسمين فقط؟.
لأنه يَرِدُ أيضًا على بعض الأسماء الأخرى كالستير.
فإن فهمنا من النص (إن الله حَيْي ستير .. ) أنهما دلالة على الذات كما نفهمه من قوله تعالى (إنَّ الله هو الرزاق .. ) صار اسمًا وإلا يبقى صفة.
والتحرير في هذا هو مناقشة النص الوارد في اللفظ. فينظر إلى دلالته إن كانت علماً على الذات وإلا معنى يقوم بالذات.
السؤال -أخي الكريم-: هل أورد الشيخ العثيمين -رحمه الله- هذا الاسم الذي ذكرتَه في كتابه ضمن الأسماء الحسنى التي عدها؟!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:20 م]ـ
السؤال -أخي الكريم-: هل أورد الشيخ العثيمين -رحمه الله- هذا الاسم الذي ذكرتَه في كتابه ضمن الأسماء الحسنى التي عدها؟!
الشيخ الكريم أبو يوسف التواب
المسألة لا علاقة لها بمَن عدَّها من الأسماء، وإنما بما يَرِدُ عليها من لوازم تخرجها من الأسماء وهذا ما استدللتَ به على أن في نفسك شيء منهما.
أمَّا الستير فقد عدهما غير واحد كعلوي السقاف أنه من الأسماء استدلالاً بالحديث الذي يدل على اسم الحيي أيضا، فمَن فرق بينهما يلزمه عدم التفريق لأن الدلالة واحدة.
ومن لم يعدهما من الأسماء فهو ملتزم بوجه الدلالة وأن مفهوم دلالة الحديث أنه معنى زائد على الذات لا علَم على الذات.
وأنتَ سألت عن الحفي والشيخ لم يعد الحفي من الأسماء فهو متوقف فيه كما نقلته الأخت.
يبقى ضابط المسألة كيف نفرق بين لفظ الصفة الذي يفيد معنى يقوم بالذات فقط، وبين لفظ الاسم الذي هو علَمٌ على الذات والمعنى الذي يقوم بالذات حتى يكون اسمًا لله تعالى.
وبارك الله فيكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:32 م]ـ
الشيخ الكريم أبو يوسف التواب
المسألة لا علاقة لها بمَن عدَّها من الأسماء، وإنما بما يَرِدُ عليها من لوازم تخرجها من الأسماء وهذا ما استدللتَ به على أن في نفسك شيء منهما.
أمَّا الستير فقد عدهما غير واحد كعلوي السقاف أنه من الأسماء استدلالاً بالحديث الذي يدل على اسم الحيي أيضا، فمَن فرق بينهما يلزمه عدم التفريق لأن الدلالة واحدة.
ومن لم يعدهما من الأسماء فهو ملتزم بوجه الدلالة وأن مفهوم دلالة الحديث أنه معنى زائد على الذات لا علَم على الذات.
وأنتَ سألت عن الحفي والشيخ لم يعد الحفي من الأسماء فهو متوقف فيه كما نقلته الأخت.
يبقى ضابط المسألة كيف نفرق بين لفظ الصفة الذي يفيد معنى يقوم بالذات فقط، وبين لفظ الاسم الذي هو علَمٌ على الذات والمعنى الذي يقوم بالذات حتى يكون اسمًا لله تعالى.
وبارك الله فيكم
أخي الكريم المفضال
بارك الله فيك وجزاك خيراً على ما بينت
لم يغب عن ذهني ما ذكرتَه في مشاركتك، ولكنَّ الأخ أورد إيراداً ليس في محل الإشكال عندي، فأحببتُ أن أنبهه أنني ذكرت هذين الاسمين خصوصاً لأنهما -دون غيرهما- محل الإشكال في كتاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة.
والشيخ العثيمين -وإن كان متردداً فيه- إلا أنه عد "الحفي" من الأسماء كما ترى في كتابه، بل الأخت الكريمة نصت على أنه عدها منها.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:35 م]ـ
الحفي والحيي صفتان لله تعالى.
وليسا من الأسماء الحسنى.
ومنه: (إنه كان حفيا) أي بارا معنيا.
...
تصحيح:
أي: باراً معينا
سؤال: من أبو عمر وأبو محمد المنقول كلامهما في النص؟
ألا يمكن أن يكون الأول هو: أبو عَمرو بن العلاء المازني، فسقطت الواو
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:22 ص]ـ
أخي الكريم المفضال
بارك الله فيك وجزاك خيراً على ما بينت
لم يغب عن ذهني ما ذكرتَه في مشاركتك، ولكنَّ الأخ أورد إيراداً ليس في محل الإشكال عندي، فأحببتُ أن أنبهه أنني ذكرت هذين الاسمين خصوصاً لأنهما -دون غيرهما- محل الإشكال في كتاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة.
والشيخ العثيمين -وإن كان متردداً فيه- إلا أنه عد "الحفي" من الأسماء كما ترى في كتابه، بل الأخت الكريمة نصت على أنه عدها منها.
أحسن الله إليكم
على كل حال وإن كان المقصود في السؤال كلام الشيخ محمد بن عثيمين فيَرِد عليه أيضًا الستير لماذا لم يعده الشيخ؟ لأن الدليل الذي دلَّ على الحيي هو الذي يدل على الستير أيضًا.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:21 ص]ـ
لا نستطيع أن نقول عن الحيي صفة وليس اسما لأننا حينئذ كيف نستطيع أن نثبت باقي الأسماء وكيف يعرف الاسم من الصفة فقط
ليس عندنا سوى أن كل اسم أضيف إلى الله سبحانه ووصف به فهو اسم من أسمائه ما دام أنه يتضمن وصفه بالكمال فإذا صرنا نقول هذا صفة وليس اسما فسيترتب على ذلك إنكار كثير من الأسماء بلا دليل
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 06:50 ص]ـ
أخي غالب الساقي
بارك الله فيك
الحيي صفة، كما ورد في الحديث، لكن الاسم لا بدّ أن يكون علم على الذات حين وروده في النص.
والصفة تكون معنى زائد على ذات الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/63)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 12:56 م]ـ
لكن الحيي اسم كالرحيم كالقدير والسميع والبصير والتواب فمن أين لنا أنه ليس باسم.
كيف نعرف الاسم إن قلنا لا بد أن يأتي نص أن هذا اسم بهذا اللفظ ضاعت أكثر الأسماء ولزم من ذلك إنكار أسماء كثيرة متفق عليها.
فما السبيل إلى معرفة الأسماء السبيل هو أن يأتي اسم مضافا إلى الله سبحانه والحيي اسم قد أضيف إلى الله فلو قيل هل الحيي اسم أم فعل أم حرف ماذا سيكون الجواب الجواب هو اسم هل أضافه الرسو ل صلى الله عليه وسلم إلى الله الجواب نعم.
إذا هو كسائر الأسماء ومن يقول ليس باسم خرج عن القاعدة بلا دليل.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:56 م]ـ
الأخ غالب ..
ما جاء على سبيل الوصف ولم يستقل بكونه مدحاً مطلقاً فلا إخاله يصلح أن يكون اسماً.
ولو دعوت الله تعالى قائلاً: يا حفي! أو يا حيي! يا مسعِّر! ونحو ذلك
لكان ذلك من الغرابة والنكارة بمكان.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 08:32 م]ـ
لا يظهر غرابة في هذا الدعاء إذا كان متناسبا مع الطلب والحيي والمسعر هي أسماء تفيد صفات كمال لا نقص فيها فالحياء من صفات الكمال والمسعر الذي يرفع الأسعار و يخفضها هذا من كمال قدرته وحكمته وعلمه ومثلا المصور من أسماء الله تعالى وقد يستغرب الناس إذا رأي شخصا اسمه عبد المصور أو دعا الله بقوله يا مصور ...
فالغرابة تحتاج إلى ضابط عليه دليل وإلا لم تصلح لتكون فاصلة في الموضوع والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:08 م]ـ
لكن الحيي اسم كالرحيم كالقدير والسميع والبصير والتواب فمن أين لنا أنه ليس باسم.
كيف نعرف الاسم إن قلنا لا بد أن يأتي نص أن هذا اسم بهذا اللفظ ضاعت أكثر الأسماء ولزم من ذلك إنكار أسماء كثيرة متفق عليها.
فما السبيل إلى معرفة الأسماء السبيل هو أن يأتي اسم مضافا إلى الله سبحانه والحيي اسم قد أضيف إلى الله فلو قيل هل الحيي اسم أم فعل أم حرف ماذا سيكون الجواب الجواب هو اسم هل أضافه الرسو ل صلى الله عليه وسلم إلى الله الجواب نعم.
إذا هو كسائر الأسماء ومن يقول ليس باسم خرج عن القاعدة بلا دليل.
هذا الكلام -أخي الكريم- لا دليل عليه:
(فما السبيل إلى معرفة الأسماء السبيل هو أن يأتي اسم مضافا إلى الله سبحانه والحيي اسم قد أضيف إلى الله فلو قيل هل الحيي اسم أم فعل أم حرف ماذا سيكون الجواب الجواب هو اسم هل أضافه الرسو ل صلى الله عليه وسلم إلى الله الجواب نعم.)
فالوصف يضاف إلى الله تعالى أيضاً، وبابه أوسع من باب الأسماء بلا ريب ..
بل إني سائلك عن الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)
ما قولك في "الدهر"؟ أهو اسم لله تعالى؟!!(53/64)
استفسار عن أهل الجنة
ـ[محمد ابن الحربي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم
((حرره المشرف))
وهذا الكلام الذي ذكره الكاتب كذب وافتراء على العلماء، وسيتم إيقاف عضوية الكاتب في حالة عدم ذكره للمرجع الذي نقل عنه خلال ساعات من الآن.
وحسبنا الله ونعم الوكيل على المفترين الذين يطعنون في الدين ويستهزؤون بأهله، ومن استهزأ بالدين فهو كافر مرتد عن دين الله.
ينظر هذا الرابط لفضح الليبرالية
http://saaid.net/mktarat/almani/r.htm
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:59 ص]ـ
عرفنا انه نعيم قد ثبت لاهل الجنه ذكر بعض اهل العلم ان المؤمنين في الجنه يضاجعون غلمانهم او ولدانهم
وعليكم السلام
من من أهل العلم قال ذلك؟!!
لعل قصده النساء وليس الرجال، وقد سمعت شيخنا عبد القادر الأرنؤوط يذكر أن المؤمنة العزباء لها غلمان تستمتع بهن في الجنة. أما أن يكون هذا للرجال فغريب جداًً!
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 01:04 م]ـ
السلام عليكم
لولا ان القران ذكر الولدان او الغلمان كلون من الوان النعيم للمتقين في الجنه لكفر كثير من الناس من يقول هذا القول لاكن السوال هنا يقول كيف يكون استمتاع اهل الجنة بالولدان يوم ان عرفنا انه نعيم قد ثبت لاهل الجنة.
سبحان الله!
من أين لك هذا الكلام!
ومَن مِن أهل العلم قال ذلك الكلام!
وما الدليل عليه؟؟
هؤلاء الولدان والغلمان للخدمة
قال الله عز وجل في سورة الوافعة:
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18)
الآية واضحة جدا في أنهم يخدمون أهل الجنة
وقال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24):
تفسير الطبري - (22/ 476)
يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في الجنة غلمان لهم، كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفائه مكنون، يعني: مصون في كنّ، فهو أنقى له، وأصفى لبياضه. وإنما عنى بذلك أن هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكئوس الشراب التي وصف جل ثناؤه صفتها.
وقد حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) ذُكر لنا أن رجلا قال: يا نبيّ الله هذا الخادم، فكيف المخدوم؟ قال: "والذي نفس محمد ييده، إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب".
وحدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) قال: بلغني أنه قيل: يا رسول الله هذا الخادم مثل اللؤلؤ، فكيف المخدوم؟ قال: "والَّذي نَفْسِي بِيَدهِ إنَّ فَضْل ما بَيْنَهُمَا كفَضْل القَمَر لَيْلَة البَدر على النجوم".
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[05 - 01 - 09, 03:58 م]ـ
الاستمتاع الجنسي من شبهات النصارى
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:13 م]ـ
[ quote][quote= محمد ابن الحربي;957919] السلام عليكم
وعليكم السلام
ذكر بعض اهل العلم ان المؤمنين في الجنه يضاجعون غلمانهم او ولدانهم فهل يعني ذلك مجامعتهم للولدان؟
ولايفوتني ان اذكر هنا عمر الولدان اوالغلمان عندما يذكرون فهم من كانت اعمرهم من الولاده وحتى سن 13 عاما وهذا قول عامة اهل العلم
يا أخي، إن كنت طالباً للعلم فدائماً اذكر مراجع وأسماء العلماء الذين تكلّموا بالمسألة التي تُناقشها وخاصّةً المسائل الشاذة، وإيّاك واستعمال العبارات العامّة كـ (بعض أهل العلم، وعامة أهل العلم)!
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:43 م]ـ
الموضوع سيء!
ويستغل من قبل أعداء السنة، حيث إن هذا الموقع محسوب على السنة وأهلها، ومثل هذه الإستشكالات تجير باسم طلبة العلم من أهل السنة.
دونكم هذا الرابط مثلاً:
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[06 - 01 - 09, 10:49 م]ـ
وعليكم السلام
من من أهل العلم قال ذلك؟!!
لعل قصده النساء وليس الرجال، وقد سمعت شيخنا عبد القادر الأرنؤوط يذكر أن المؤمنة العزباء لها غلمان تستمتع بهن في الجنة. أما أن يكون هذا للرجال فغريب جداًً!
وحتى هذا الكلام ما اصله!!!
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[06 - 01 - 09, 11:25 م]ـ
أتمنى من المشرف حذف هذا الموضوع
فالذي يظهر أن الكاتب جاهل أو صاحب غرض
سيئ
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 01 - 09, 02:49 ص]ـ
قد أحسن المشرف جزاه الله خيراً بحذف هذا الموضوع ..
أكاد أجزم بأن الملتقى مستهدف ..
لقد كثُرت تلك المواضيع ذات السطر والسطرين التي تُطرح فيها مواضيع لو مزجت بماء البحر لمزجته .. والله لكأن المقصود هو التشويش.
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 07:11 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا الملتقى مستهدف ولا ريب، كيف لا وهو مهوى أفئد طلاب العلم (السنّة) على الشبكة. لذا يجب على الإدارة الحرص الشديد على حمايته وصونه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/65)
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 01:21 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد .. وإيّاك واستعمال العبارات العامّة كـ (بعض أهل العلم، وعامة أهل العلم)!
لعلك استعجلت في هذا الحكم فهذه العبارات يستخدمها كثير من العلماء من التقدمين ومن المتاخرين.
ذكر بعض اهل العلم ان المؤمنين في الجنه يضاجعون غلمانهم او ولدانهم فهل يعني ذلك مجامعتهم للولدان؟
ليس كل ما قيل يصح فقد يكون من كلام المبتدعة من اهل الضلال فالانسان يجب ان يكون اكثر تحري فيما يتلقاه وليحرص على التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح رحمهم الله
ولا يقبل بكل ما قيل من الاخبار الشاذة.
اما الامور الغيبيه فلقد اورد البخاري في صحيحه من حديث انس (أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)
فمحبته لله ولرسوله اي بامتثال الاوامر واجتناب النواهي- فالنعيم في الجنة لا يعلمه احد الا ما ورد الينا من الكتاب او السنة فنكتفي بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} فنسال الله السالمة والعافية والمعافاة الدائمة.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 01:39 م]ـ
==========
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[07 - 01 - 09, 06:13 م]ـ
بارك الله فيكم، وسددكم، فقد كافأتموهم بما أنتم أهله.
ـ[أم ريم المالكية]ــــــــ[07 - 01 - 09, 07:41 م]ـ
أو كلما عوى كلب أو نعق غراب تصديتم له، اربأوا بأنفسكم عن مثلهم وتفرغوا للذي ينفع الناس فواضح أن النكرة كذاب أشر، " إن كيد الشيطان كان ضعيفا ".
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[07 - 01 - 09, 07:56 م]ـ
أحسنت والله ياأم مريم وكفى أن يحذفه المشرف جزاه الله خيرا وننتبه لما يفيد ويعود علينا بالخير
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:01 م]ـ
اللهُ المُستعانُ
...........................
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:20 م]ـ
قرأتُ مناظرة وقعت بين فقيهين في تلكم القضية!! لكن غاب عني موضعها الآن؟ ولعلي أعود للبحث عنها في أوراق مذاكراتي إن شاء الله ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ينبغي أن يرد على هذه الشبهة بقوة؛ وخلال بحثي في النت وجد كلاما لمن يعتقد مثل هذا الكلام الذي أورده صاحب المقال.
ولا بأس لو وقف الإنسان على وجه كلامهم للرد عليه
قال الإستاذ محمد جلال كشك في كتابه (خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص 214) "أن الغلمان في الجنة هم للإستمتاع الجنسي"
وقد ربط الإستاذ محمد جلال كشك بين اللذة بالحور (اللؤلؤ المكنون) وبين اللذة بالولدان (اللؤلؤ المنثور) فكلاهما من طبيعة واحدة وهي اللؤلؤ، وللإستخدام الواحد وهو المتعة الجنسية.
وقد علق الأستاذ إبراهيم محمود على موضوع الغلمان في كتابه (جغرافية الملذات أو الجنس في الجنة ص 384 ـ 386) قائلا: "إن الشيخ محمد جلال كشك رجل فقه [أصولي] أزهري معروف، وقد أكد على هذا الجانب جانب الملذات الجنسية التي تُنال من الاتصال بالولدان المخلدين قائلا: "إن الذي كبح شهوته وصان عفته، ألا يستحق الجزاء؟ وما الجزاء إلا أن ينال في الجنة ما اشتهى على الأرض وأفضل ..
1ـ فكما أن الحور العين جزاء من اشتهى من الزنا ولم يقربه من خشية الله،
2ـ فكذلك الغلمان جزاء من اشتهى [مضاجعة الولدان] وعف.
ويعلق الأستاذ إبراهيم محمود قائلا: "إن قول الشيخ محمد جلال كشك يتفق مع قول ابن قيم الجوزية الذي كتب في (كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 166) قائلا: "فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون"
وأكمل الأستاذ إبراهيم محمود تعليقه قائلا: "أو ليست لذة الإتيان من الدبر [الخلف] بشكل عام والاتصال بالولدان أو الغلمان من هذه الملذات التي لم يسمها ابن قيم الجوزية صراحة ولكنه أشار إليها".
هذا نص كلامهم وهو كلام يفتقر إلى الدليل البين؛ وهذه الشبهة حري بطلبة العلم أن يتصدوا لها.
وهذا رابط للرد على هذا الموضوع
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=142&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%E3%CA%C7%DA
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[07 - 01 - 09, 09:10 م]ـ
وهذا نص كلام ابن القيم رحمه الله عن الولدان والغلمان
قال في التبيان:ثم وصف خدمهم الطائفين عليهم بأنهم كاللؤلؤ في بياضهم والمكنون: المصون الذي لا تدنسه الأيدي فلم تذهب الخدمة تلك المحاسن وذلك اللون والصفاء والبهجة بل مع انتصابهم لخدمتهم كأنهم لؤلؤ مكنون ووصفهم في موضع آخر {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} ففي ذكره المنثور إشارة إلى تفرقهم في حوائج ساداتهم وخدمتهم وذهابهم ومجيئهم وسعة المكان بحيث لا يحتاجون أن ينضم بعضهم إلى بعض فيه لضيقه.
وقال:وقد تقدم في حديث أنس عن النبي أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا وفيه يطوف على ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون والمكنون المستور المصون الذي لم تبتذله الأيادي وإذا تأملت لفظة الولدان ولفظة ويطوف عليهم واعتبرتها بقوله ويطوف عليهم غلمان لهم وضممت ذلك إلى حديث أبي سعيد المذكور آنفا علمت أن الولدان غلمان أنشأهم الله تعالى في الجنة خدما لأهلها.
حادي الأرواح
وكلام ابن القيم رحمه الله فيه توجيه لوصف الغلمان بالؤلؤ المكنون والمنثور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/66)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 01 - 09, 09:55 م]ـ
قول ابن قيم الجوزية الذي كتب في (كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 166) قائلا: "فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون"
إطلاق هذا فيه نظر. فهل نكاح المحارم جائز في الجنة؟!! لا، شهوة المحارم مرض نفسي، وكذلك الشذوذ الجنسي. فإذا شفى الله أهل الجنة من تلك الأمراض النفسية والخبائث الفكرية، فلا حاجة إليه. بعكس اشتهاء المرأة للرجل فهو في طبيعة البشر، وبذلك يكون ما ذكره الشيخ الأرناؤوط وجيهاً. والله أعلم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[07 - 01 - 09, 10:15 م]ـ
الحقيقة من أسوء المواضيع التي مرت على في عالم الانترنت:
وأنا أشكر المشرف لحذفه المشاركة والتعليق الجيد لكن لا تزال نفسها أوبعضها في اقتباسات والإخوة وأحدهم نقل مثل ذلك ...
أيكون في الجنة ما يخالف الفطرة؟؟ وأي لذة ومتعة فيما ذكر؟؟!! بعض الشيء مرذول في نفسه فكيف يؤتى به في منتدى رصين كهذا؟؟؟!! أين عقولنا؟؟!!
أدعو المشرف الكريم أن يحذف الموضوع كله وجميع المشاركات والردود معه، ولوكان لي قدرة في ذلك لما أبقته هو وردوده ...
لايكن منتدانا الغالي موضع سخرية ... وفقتم للخير ..
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[07 - 01 - 09, 10:21 م]ـ
إن الذي كبح شهوته وصان عفته، ألا يستحق الجزاء؟ وما الجزاء إلا أن ينال في الجنة ما اشتهى على الأرض وأفضل ..
أمر الجنة من الغيب، والحديث عنه لا بد أن يكون بدليل لا بقياس على الحياة الدنيا!
لأن الحياة في الجنة مختلفة عنها في الدنيا، وليس فيها منها إلا الأسماء كما في الأثر عن ابن عباس.
ـ[تركي العبسي]ــــــــ[08 - 01 - 09, 04:45 ص]ـ
قولوا يالله، أن الله يجعلنا وإياكم من أهل الجنة.
أكبر نعمة للعبد والله هي الفوز برضا الله والسلامة من النار , وأما هذه النقاشات فلا تفيد شيئاً، من رأها ظن أن القوم قد فازوا بالجنة،
اللهم ارزقنا وإياهم الجنة.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[08 - 01 - 09, 08:20 ص]ـ
الحمدلله الحميد الطيب المحب للتوابين والمحب للمتطهرين، المتنزه عن الفحشاء، الذي يغار بانتهاك محارمه
أناشد إدارة الموقع الله الذي لا إله إلا هو أن يتفضلوا بحذف هذا الموضوع القذر الخبيث وكل ما يتصل به، فإنه يجرح الشعور الإيماني والخلقي.
ويمكن إفراد موضوع عن الولدان المخلدين فيه بيان خبر الله تعالى عنهم بالكتاب والسنة دون الأوهام المنحرفة الخسيسة.
فإن الجنة دار السلام، وأهلها يدخلوها طيبين مطهرين، وينزع الله ما في قلوبهم من غل ..
الإنسان يحب الجمال والحسن في كل شيء، وحق للجمال والحسن أن يحب لكن عدم التفريق في الدنيا بين حب الجمال وغريزة النكاح الحيوانية هي من أسباب سد الذريعة هذا الباب في أمر النظر فضلا عما دونه من صور الاتصال بين البشر ما خلا الزوجين وماملكت يمين الرجل.
وجمال الولدان من جنس جمال أبناء الإنسان، فكل إنسان سوي يحب جمال الصورة والنفس والعمل في نفسه وفي غيره ولا سيما من كان قريباً منه، إلا أن شبهة البهيمية بين الوالد وولده مثلاً في غاية البعد
وقد فصل الله تعالى في كتابه أصول نعيم الجنة التي يمكن وصفها للناس في الدنيا، ومنها نعيم النكاح في آيات كثيرة محكمة ليس فيها إلا الأزواج من الحور العين، ومن ينشئهن الله إنشاءً ثانياً من نساء الدنيا المؤمنات.
وقد كرر الله سبحانه وتعالى ذكر تنعيم أهل الجنة بالخمر والشراب مع تكرار نفي الغول عنها والمكروه، فإنه قال عنها في الدنيا فيها إثم كبير ومنافع للناس، فخمر الجنة يشتمل على منافع خمر الدنيا التي بها استدرج شاربوها إليها وتعلقوا بها فوقعوا في شرور خبائثها وإثمها، وفيها ما يزيد على تلك المنافع، مع انتفاء كل مكروه في خمر الدنيا.
وأما نكاح الذكران من العالمين الذي كان عليه قوم لوط عليه الصلاة والسلام فهو خبيث منكر قبيح في نفسه مبغوض ممقوت لله تعالى، بل إتيان الأدبار مطلقاً كذلك حتى مما أحل الله تعالى من النساء لقبح ذلك في نفسه بل ورد وصف ذلك بالكفر لخبث جنسه أصلاً، وما خبث لنفسه وعينه لا يكون في الجنة كالكافرين مثلاً، وكذا صفاتهم كالبذاء والجفاء، أفلا تكون تلك الفعلة الخبيثة الدنيئة الخسيسة المنكرة كذلك، وهي ليست بنعيم أصلاً واللذة فيها موهومة لمن انحرفت نفسه وخبثت، فليست هي بلذة على الحقيقة لتكون في الجنة، هذا مع كونها خبثاً وقبحاً وعذاباً على الفاعل والمفعول به والعياذ بالله رب العالمين.
وأما ربط بين الجمال - ولا سيما الصوري - بالنكاح الحيواني في كل شيء فهذا إنحراف ونقص شديد في فهم الجمال والتعبير عنه، وانحطاط خسيس دني حقير في التعامل معه، حتى نبلاء العشاق للنساء من الذين يتسامون بحبهم يجتهدون في عكس القضية والتسامي بحب المنكوح عن النكاح واستهجان ذلك فهذا تطرف في الطرف المقابل للشاذين المنحرفين الذين لا يعرفون التذاذاً بشيء يستحسنونه إلا بالنكاح كأن أدوات الحس فيهم قاصرة ضامرة.
أكرر مناشدتي للإدارة سددها الله تعالى ووفقها وهي التي تعودنا منها الحزم فيما يمس حدود الله تعالى وحرماته عقيدة وشريعة وخلقاً أن تحذف هذا الموضوع برمته بما فيها مشاركتي هذه التي أطلتها بما رأيت أنه يوضح وجه المطالبة بحذفها.
ومع هذا أقول: إن طرق موضوع الولدان المخلدون من خلال آيات الكتاب الحكيم وبيانه الشرعي مطلب شرعي مهم لرد هذه الأوهام الفاسدة وإخماد هذا الإسفاف المنكر، ولكن في موضوع مستقل سوى هذا الموضوع ذي العنوان المستفز المستخف بعظمة الله تعالى وآياته وعباده المؤمنين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.(53/67)
وإنما قصد البخاري الإشارة إلى النكتة التي كانت سبب محنته
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 01 - 09, 04:38 م]ـ
قال ابن المنير الإسكندري في كتابه "المتواري على أبواب البخاري":
- باب قوله: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
يتخافتون: يتسارون.
- فيه ابن عباس: في قوله: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} نزلت والنبي ' مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون
سبوا القرآن ومن أنزله، ومن جاء به. فقال الله لنبيه: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم: {وابتغ بين ذلك سبيلاً}.
650 - وفيه أبو هريرة: قال النبي ': "ليس منها من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره: يجهر به".
قلت: رضي الله عنك! ظن الشارح أن البخاري قصد الترجمة على صفة العلم، وليس كذلك. ولو كان كما ظن تقاطعت المقاصد فيما اشتملت عليه
الترجمة. وأي مناسبة بين العلم وبين قوله: "من لم يتغن بالقرآن فليس منا".
وإنما قصد البخاري -والله أعلم- الإشارة إلى النكتة التي كانت سبب محنته حيث قيل عنه: إنه قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" فأشار بالترجمة إلى تلاوة
الخلق تتصف بالسر والجهر. وذلك كونها مخلوقة. وفي قوله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به} ثم قوله: {ألا يعلم من خلق} تنبيه على أن قولهم
مخلوق. وقوله: {ولا تجهر بصلاتك} يعني بقراءتك دل أنها فعله.
وقوله: "ومن لم يتغن بالقرآن" فأضاف التغني إليه دل على أن القراءة فعل القارىء (وتسمى تغنياً).
فهذا كله يحقق ما وقع له من ذلك، وهو الحق اعتقاداً، لا إطلاقاً خوف الإيهام، وحذراً من الابتداع بمخالفة السلف في الإطلاق. وهو الذي أنكر عليه محمد
بن يحيى الذهلي حيث قال: من قال: القرآن مخلوق فقد كفر، ومن قال: "لفظي بالقرآن مخلوق فقد ابتدع".
ونقل عن البخاري أنه سئل: هل قال هذه المقالة؟ فقال: إنما سئلت، ما تقول في لفظك بالقرآن؟ فقلت: أفعال العباد كلها مخلوقة. والله أعلم.
ذكره الخطيب في "تاريخه".
ا. هـ.(53/68)
قصد ابن منده في أن بعض أسماءالله مستعارةللعبد؟
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 05:42 م]ـ
وجدت في كاب التوحيد لابن منده التالي:
قال بعد ذكر الاسمين السميع البصير:
وهي من الأسماء المستعارة من أسماء الله تعالى لخلقه ليعرفوا نعمة الله تعالى عليهم بذلك، فتسمى بالسميع البصير وسمى عبده سميعا بصيرا. فاتفقت الأسماء
واختلفت المعاني إذ لم يشبه من جميع الجهات.
وقال بعد ذكر اسم الرحيم:
وهو من الأسماء المستعارة لعبيده إذا رحم، اشتق له اسم الرحيم من فعله إذا رحم.
وقال بعد ذكر اسم الرب:
وهو من الأسماء المستعارة لعبده إذا ملك قيل ربه.
وقال بعد ذكر اسم المؤمن:
وهو من الأسماء المستعارة للعبد.
وقال بعد ذكر اسم الحي:
وهو من الأسماء المستعارة للعبد، تزول عنه بالموت.
سؤالي هو التالي:
هل يقصد ابن منده أن هذه الأسماء مجاز في حق المخلوقين حقيقة في حق الله؟ أم أنه يقصد أمرا آخر؟
فيما أذكر أن ابن القيم رحمه الله في الصواق ذكر أن بعض الناس جعلوا أسماء الله حقيقة في حقه ومجاز في حق المخلوقين، وأن هذا القول ضعيف جدا، لكنه
أفضل ممن يجعل أسماء الله وصفاته مجاز في حقه وحقيقة في حق المخلوقين، فلو كان في اللغة مجاز لكان هذا القول هو الأصوب.
فإذا كان مقصد ابن منده غير ما ذكرته، فهل هذا المصطلح صحيح، أما أنه مصطلح محدث ربما يتضمن معنى غير صحيح شرعا أو لغة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 06:28 م]ـ
يقصد والله أعلم
أن الله متسم بهذه الأسماء منذ الأزل, لم يتجرد عن هذه الأسماء في أي وقت من الأوقات.
قال شيخ الإسلام:" فكما أنه مسمى بأسمائه الحسنى منعوت بصفاته العلى قبل خلق السماوات والأرض وبعد إقامة القيامة وفيما بين ذلك لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال منعوتا بنعوت الإكرام والجلال فكذلك هو مسمى بأسمائه الحسنى منعوت بصفاته العلى قبل هذه الأفعال وبعدها " در التعارض (1/ 344)
وأما العبد فلا يسمى بها إلا عند وجودها، فلا يسمى بالرحيم إلا عند فعل الرحمة.
ولعل مقصود ابن منده بانها مستعارة، أي من العارية فكأنه استعار هذا الاسم بوجود الفعل فإذا زال الفعل ردت العارية
والله أعلم
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[05 - 01 - 09, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وهل من الممكن أنه قصد أنها غير حقيقية بالنسبة للمخلوقات؟ لأن سياق العبارات أقرب إلى هذا المعنى.
وهل يوجد كلام لشيخ الإسلام في هذا الاصطلاح؟
الإمام ابن منده رحمه الله تعالى قد وقع في بعض الأخطاء باجتهاده كقوله في اللفظ (لا أقصد مذهب لفظية الجهمية) كما ذكر عنه ذلك شيخ الإسلام وتأويله حديث "إن الله خلق آدم على صورته".(53/69)
مذبحة غزة وحوار الأديان للشيخ المسيميري (كلام نفيس)
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[05 - 01 - 09, 09:29 م]ـ
مذبحة غزة وحوار الأديان بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي تمارس فيه ورش العمل المنبثقة عن مؤتمرات حوار الأديان أعمالها وتنظم أوراقها في دهاليز العواصم العربية والعالمية!
وفي الوقت الذي قدم فيه البعض فتاواه الرخيصة للدفاع عن تلك الحوارات البائسة وإن صادمت أصول الدين وثوابت العقيدة!
وفي الوقت الذي حاول فيه آخرون ليَّ أعناق النصوص وحمل آيات مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ونظيراتها إلى تبرير حقيقة ما يجري من تقريب بين الأديان, ونسف لقواعد الإيمان.
كان لليهود لغتهم الخاصة في التحاور, فقد أمطروا بقنابلهم وصواريخهم غزة الباسلة وجنودها المرابطين؛ ليعلنوا للعالم أجمع أنهم مثاليون جداً على مائدة الحوار شريطة أن تكون مقاعد الحوار مدرعات مصفحة, ودبابات محصنة, وطاولة الحوار أرض بحجم غزة تعلوها الأشلاء الممزقة, والدماء المضرجة, والأطفال المقطعو الأوصال!
لغة يهود في الحوار هدم للمساجد على المصلين وقصف للمستشفيات على رؤوس المرضى والمصابين.
لغة لا تعبر عن مكنونات الصدور, وخبايا النفوس إلا عبر فوهات البنادق, وأزيز الطائرات الأمريكية الصنع؛ لتصك أسماع الذين شرَّقوا وغرَّبوا, وقاموا وقعدوا, وحاضروا وناظروا, وملئوا الدنيا ضجيجاً داعيين للحوار مع وحوش العالم من يهود ونصارى ضاربين بتاريخ الصراع بين المسلمين وأولئك الأوباش عرض الحائط, بل كاذبين على الله حين حاولوا إقناع الجماهير بأن القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية العطرة ملئ بآيات الحوار ومواقف حوارية احتضنتها المدينة المنورة إبَّان القرون المفضلة, ناسين أو متناسيين أن آيات الحوار ومواقف النبي الأعظم -صلى الله عليه وسلم- كلها كانت مؤكدة على الدوام أن الحوار لا يمثل سوى وسيلة لإقناع الآخرين بعدالة الإسلام, وأنه الدين الوحيد الذي لا يصلح غيره ولا يرضى الله سواه.
حوار قائم على ثوابت لا تتغير, وأصول لا تبدل, وقواعد لا تضطرب؛ فلا إلحاد ولا وثنية, ولا شرك ولا كفر, ولا بدعة ولا فسوق, ولا صلب ولا تعميد, ولا كنائس ولا ِبيع, ولا تثليث ولا تربيع!!
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} المائدة67
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} البقرة120
ليت الذين يبررون كل ما يُرتكب من أخطاء ويضفون عليها الشرعية اللازمة؛ يدركون أن هناك من يفوقهم علماً وفقهاً, وأنهم ليسوا بعاجزين عن فضح خلطهم وحماقاتهم, وإبلاغ الأمة العلم الصحيح والفقه المبني على الدليل والبرهان الساطع.
إن علينا أن نتعامل مع الكافر الغاشم بأن لنا ديننا ولهم دينهم, وأننا لن نحيد عن ديننا قيد أنملة؛ لأننا الأعلون وهم الأسفلون, ونحن الأعزة وهم الأذلة الأرذلون!
إن علينا أن نوصل إلى العالم رسالة مفادها أن ديننا شريعة إلهية, ورسالة ربانية واصطفاء سماوي لا خيار لنا ولا لأحد في قبوله أو رده {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
فنحن عبيد مربوبون لله, يحكم بنا بما يشاء ويفعل ما يريد, لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا متقدم بين يديه سبحانه.
لقد أثبتت قنابل إسرائيل وطائراتها فشل كل الأطروحات والسياسات, والمحاضرات والمناظرات, والكتابات الداعية إلى بيع القضية الإسلامية والخيار الإسلامي واستبدالها بتعايش باهت وسلام من طرف واحد.
وبينت لكل من لا يزال يتمتع بمسكة عقل أن لغة الحوار الوحيدة التي ستبقى مفهومها للجميع حتى يرث الله الأرض ومن عليها هي {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة29
اللهم لطفك بنا وبغزة وأهلها!(53/70)
حمّل كتاب علماء المغرب و مقاومتهم للبدع و التصوف و المواسم و القبورية كتاب قيم لا يفوتكم
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[06 - 01 - 09, 10:33 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه أما بعد: فهذا كتاب في بيان جهود علماء المغرب و مراد مؤلفه بعلماء المغرب علماء المغرب الأقصى نقل فيه جهودهم في الرد على الخرافات و البدع و ما ألصق زورا و بهتانا بالمذهب المالكي و الكتاب في ردّه جسّد واقعيا ما نعانيه مع أساطين البدع من تضييق على الحق و أهله و أثبت مؤلفه من خلاله مجانبة أئمة المالكية للتصوف و براءتهم منه و تمسكهم بالسنة فلا يفوتنكم هذا الكتاب انشروه لعل الله يفتح به و أناشد بهذا في نشره إخواننا خصوصا منهم أهل الجزائر و المغرب فو الله يا إخوان ما سمت همتي لتنزيله إلا لتعمموا نشره و هذا شرطي و لن أكون مشددا على من لم يلتزم الشرط و لكن لا تحرمونا أجرا بالدفاع عن السنة الغراء لو نزلتموه.
و إليكم رابط الملف المرفق:
http://www.4shared.com/file/79204337/bb0280da/______.html
ـ[عبدالرحمن عريبي]ــــــــ[09 - 01 - 09, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سؤالي هو هل يجوز اكل ذبيحه الرافضي وجزاكم الله خيرا
ـ[حامد تميم]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:57 ص]ـ
هناك فتوى للشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -حفظه الله تعالى- في حكم ذبائح الرافضة.
والخلاصة: أن الرافضة، يسمون بإسم الحسين -رضي الله عنه- عند الذبح وهذا لا يجوز؛ لأنه شرك ٌ أكبر، والله تعالى أعلا واعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 05:30 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 08:16 ص]ـ
بارك الله تعالى في جهود الأخ الفاضل العنبري الحنبلي.
جعله الله تعالى في ميزان حسناتكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سؤالي هو هل يجوز اكل ذبيحه الرافضي وجزاكم الله خيرا
من فتاوى اللجنة الدائمة:
حكم أكل ذبائح من يدعون الحسن والحسين وعليًا عند الشدائد.
فتوى رقم (1661):
السؤال:
إن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمراكز العراقية، وهناك جماعة على مذهب الجعفرية، ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم، ومنهم من أكل، ونقول: هل يحل لنا أن نأكل منها، علمًا بأنهم يدعون عليًا والحسن والحسين وسائر ساداتهم في الشدة والرخاء؟
الجواب:
(إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليًا والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله، لا يحل الأكل من ذبائحهم؛ لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم) اهـ.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //(53/71)
مقاصد الفتوى الحموية الكبرى
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد بنى شيخ الإسلام فتواه الموسومة بـ (الفتوى الحموية الكبرى) على جملة من المقاصد بلغت عشرين مقصدا، وكان الأمر كذلك لأنه يقرر فيها ثلاث مقامات:
الأول: البيان لمن كان متمسكا بهدي السلف، فهولاء حقهم البيان والتثبت.
الثاني: الدعوة للمخالف.
الثالث: الرد على المخالف ممن لم يقع عنده استجابة لهذا الحق المقرر.
والمقصد من بيان هذه المقاصد هو تقريب الفتوى الحموية لكي يسهل استحضار ما فيها من علم، وتكون معينة لمن أراد أن يقرر معتقد السلف في درس أو محاضرة.
وهذا أوان الشروع في المقاصد:
المقصد الأول: شرع المؤلف في افتتاح فتواه بمقدمه تضمنت جملة من الأوجه المبنية على النظر الشرعي الدالة على صحة مذهب السلف وبطلان سائر المذاهب المخالفة لسائر أبواب أصول الدين.
وأصل هذه المقدمات، أن من بدهيات دين الإسلام أن الله أكمل الدين وأن الرسول بعث بالدين والهدى وبين أصول الدين فمن عارض في هذه المقدمة فليس من المسلمين وكانت هذه المقدمة ملزمة فمن التزمتا التزم بفروعها.
والأوجه كالآتي:
الوجه الأول: صحة المذهب باعتبار مبناه ودليله.
وهو من قول المؤلف (الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون: من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .....
إلى قوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}.
الوجه الثاني: بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين باب الإيمان بالأسماء والصفات والعلم به لأمته.
وهو من قوله: (فمن المحال في العقل والدين أن يكون السراج المنير الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وأنزل معه الكتاب بالحق .....
إلى قوله: فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وأفضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا.)
الوجه الثالث: بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأمته باب الآداب ونحوه فمن باب أولى أن يبن باب الأسماء والصفات لأنه أعظم.
وهو من قوله:" ومن المحال أيضا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم أمته كل شيء حتى الخراءة وقال: {تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك} "
إلى قوله:" بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الإلهية فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام".
الوجه الرابع: بيان أن الصحابة رضى الله عنهم بينوا باب الأسماء والصفات كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو من قوله:" إذا كان قد وقع ذلك منه: فمن المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها قصروا في هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين عنه".
الوجه الخامس: بيان أن التابعين ومن بعدهم من القرون المفضلة كانوا قائلين بالحق في باب الأسماء والصفات.
وهو من قوله: "ثم من المحال أيضا أن تكون القرون الفاضلة - القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .... "
إلى قوله: "ثم الكلام في هذا الباب عنهم: أكثر من أن يمكن سطره في هذه الفتوى وأضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه".
الوجه السادس:بيان أنه من المحال أن يكون الخالفون أعلم من السالفين بباب الأسماء والصفات.
وهو من قوله: " ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف".
إلى قوله:" واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين بمنزلة الصالحين من العامة؛ لم يتبحروا في حقائق العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهي وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق في هذا كله".
ومن قوله:" ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر: لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر"
إلى قوله:" أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم: أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/72)
الوجه السابع:بيان أن المتكلمين كثر اضطرابهم في باب الأسماء والصفات بشهادة أنفسهم.
وهو من قوله:" ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده في غاية الجهالة؛ بل في غاية الضلالة".
إلى قوله:" ويقول الآخر منهم: أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام".
المقصد الثاني: بيان وتقرير صفة العلو باعتبارين:
الأول: أنها مبنى إثبات كثير من الصفات تضمنا أو لزوما.
الثاني: أنها من أخص المسائل التي غلط فيها متأخري الأشعرية.
وهو من قوله:" وإذا كان كذلك: فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة"
إلى قوله:" حتى يجيء أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها".
المقصد الثالث:بيان حقيقة منهج المتكلمين وما يلزم منه.
وهو من قوله:" لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا في معرفته على مجرد عقولهم .. "
إلى قوله:" إنما الهدى رجوعكم إلى مقاييس عقولكم وما يحدثه المتكلمون منكم بعد القرون الثلاثة - في هذه المقالة - وإن كان قد نبغ أصلها في أواخر عصر التابعين"
المقصد الرابع:" بيان مقالة التعطيل ونشأة مذهب قدماء المتكلمين.
وهو من قوله:" ثم أصل هذه المقالة - مقالة التعطيل للصفات - إنما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين ".
إلى قوله: " ولما كان في حدود المائة الثالثة: انتشرت هذه المقالة التي كان السلف يسمونها مقالة الجهمية؛ بسبب بشر بن غياث المريسي وطبقته وكلام الأئمة مثل مالك وسفيان بن عيينة وابن المبارك وأبي يوسف والشافعي وأحمد وإسحاق والفضيل بن عياض وبشر الحافي وغيرهم: كثير في ذمهم وتضليلهم".
المقصد الخامس: بيان أن مذهب متكلمة الصفاتية متولد من مذهب الجهمية والمعتزلة مع بيان الفرق من وجه آخر.
وهو من قوله:" وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس - مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب التأويلات وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه " تأسيس التقديس "".
إلى قوله:" والفتوى لا تحتمل البسط في هذا الباب وإنما أشير إشارة إلى مبادئ الأمور والعاقل يسير وينظر ".
المقصد السادس:بيان موارد كلام السلف في الأسماء والصفات.
من قوله:" وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة لا يمكن أن نذكر ههنا إلا قليلا منه؛ مثل كتاب السنن للالكائي والإبانة لابن بطة ... ".
إلى قوله:" فكيف تطيب نفس مؤمن - بل نفس عاقل - أن يأخذ سبيل هؤلاء المغضوب عليهم أو الضالين ويدع سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".
المقصد السابع: بيان قاعدة السلف العامة في الأسماء والصفات.
من قوله:" فصل
ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون؛ الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث".
إلى قوله:" فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفوا الكلم عن مواضعه ويلحدوا في أسماء الله وآياته".
المقصد الثامن: بيان التلازم بين التعطيل والتمثيل.
وهو من قوله:" وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل: فهو جامع بين التعطيل والتمثيل ".
إلى قوله:" وامتاز الأول بتعطيل كل اسم للاستواء الحقيقي وامتاز الثاني بإثبات استواء هو من خصائص المخلوقين".
المقصد التاسع: بيان موقف السلف من القياس في صفات الله.
وهو من قوله:" والقول الفاصل،هو ما عليه الأمة الوسط؛ من أن الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به".
إلى قوله:" كل من ظن أن غير الرسول أعلم بهذا منه أو أكمل بيانا منه أو أحرص على هدي الخلق منه: فهو من الملحدين لا من المؤمنين. والصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن سلك سبيلهم في هذا الباب على سبيل الاستقامة".
المقصد العاشر: بيان المناهج المحدثة المنحرفة عن طريقة السلف في إثبات الأسماء والصفات.
وهو من قوله:" وأما المنحرفون عن طريقهم: فهم " ثلاث طوائف ": أهل التخييل وأهل التأويل وأهل التجهيل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/73)
إلى قوله:" هم مخطئون فيما نسبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى السلف من الجهل كما أخطأ في ذلك أهل التحريف والتأويلات الفاسدة وسائر أصناف الملاحدة".
المقصد الحادي عشر: بيان جملة من أقوال السلف المباينة لأهل التأويل والتجهيل.
وهي من قوله:" ونحن نذكر من " ألفاظ السلف " بأعيانها " وألفاظ من نقل مذهبهم " - إلى غير ذلك من الوجوه بحسب ما يحتمله هذا الموضع - ما يعلم به مذهبهم".
إلى قوله:" وهذا مثل قول الشافعي. وقصة أبي يوسف - صاحب أبي حنيفة - مشهورة في استتابة بشر المريسي حتى هرب منه لما أنكر أن يكون الله فوق عرشه قد ذكرها ابن أبي حاتم وغيره".
المقصد الثاني عشر: بيان أن إثبات الأسماء والصفات على نحو ما سلف ليس خاصا بالحنابلة وذلك بذكر نقول عن أصحاب الأئمة.
وهو من قوله:" وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين " الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في " أصول السنة " قال فيه: (باب الإيمان بالعرش) ".
إلى قوله:" وهذا الكلام الذي ذكره الخطابي قد نقل نحوا منه من العلماء من لا يحصى عددهم مثل أبي بكر الإسماعيلي والإمام يحيى بن عمار السجزي وشيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي صاحب " منازل السائرين " و " ذم الكلام " وهو أشهر من أن يوصف وشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وأبي عمر بن عبد البر النمري إمام المغرب وغيرهم".
المقصد الثالث عشر: بيان جملة من أقوال بعض قدماء الصوفية الموافق لتقرير مذهب السلف في الأسماء والصفات.
وهو من قوله:" وقال أبو نعيم الأصبهاني صاحب " الحلية " في عقيدة له قال في أولها: " طريقتنا طريقة المتبعين الكتاب والسنة وإجماع الأمة ... ".
إلى قوله:" وأما أهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج: فكلهم ينكرونها ولا يحملون شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم عند من أقر بها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون: بما نطق به كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أئمة الجماعة. هذا كلام ابن عبد البر إمام أهل المغرب".
المقصد الرابع عشر: بيان جملة من أقوال كبار الأشاعرة الموافق لتقرير مذهب السلف في إثبات الأسماء والصفات.
وهو من قوله:" وفي عصره الحافظ " أبو بكر البيهقي " مع توليه للمتكلمين من أصحاب أبي الحسن الأشعري وذبه عنهم قال: في كتابه " الأسماء والصفات ". (باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين".
إلى قوله:" وقوله {لما خلقت بيدي} {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وقوله: {تجري بأعيننا} وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرناه".
المقصد الخامس عشر: بيان غرض المصنف من نقولاته عن بعض المخالفين.
وهو من قوله: قلت: وليعلم السائل أن الغرض " من هذا الجواب " ذكر ألفاظ بعض الأئمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب؛ وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله - من المتكلمين وغيرهم - يقول بجميع ما نقوله في هذا الباب وغيره".
إلى قوله:" وجماع الأمر في ذلك، أن الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه وقصد اتباع الحق وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته".
المقصد السادس عشر:بيان الجمع بين علو الله سبحانه وتعالى ومعيته لخلقه.
وهو من قوله:" ولا يحسب الحاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ألبتة؛ مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله: {وهو معكم أين ما كنتم} ".
إلى قوله:" ومن كان له نصيب من المعرفة بالله والرسوخ في العلم بالله: يكون إقراره للكتاب والسنة على ما هما عليه أوكد ".
المقصد السابع عشر: بيان المقصود بالظاهر في نصوص الصفات.
وهو من قوله:" واعلم أن من المتأخرين من يقول: مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل ".
إلى قوله: "علم بالاضطرار أن القوم كانوا مصرحين بأن الله فوق العرش حقيقة وأنهم ما اعتقدوا خلاف هذا قط وكثير منهم قد صرح في كثير من الصفات بمثل ذلك".
المقصد الثامن عشر:بيان حال السلف مع نصوص الصفات ومع مخالفيهم وحال مخالفيهم معهم.
وهو من قوله:" والله يعلم أني بعد البحث التام ومطالعة ما أمكن من كلام السلف ما رأيت كلام أحد منهم يدل - لا نصا ولا ظاهرا ولا بالقرائن - على نفي الصفات الخبرية في نفس الأمر ... ".
إلى قوله:" ومن حكى عن الناس " المقالات " وسماهم بهذه الأسماء المكذوبة - بناء على عقيدته التي هم مخالفون له فيها - فهو وربه والله من ورائه بالمرصاد ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".
المقصد التاسع عشر: بيان أقسام الناس في آيات الصفات وأحاديثها.
وهو من قوله:" وجماع الأمر: أن الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها " ستة أقسام " كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة ".
إلى قوله:" فهذه " الأقسام الستة " لا يمكن أن يخرج الرجل عن قسم منها".
المقصد العشرون: الخاتمة،وفيها توجيهات لطالب الحق.
وهو من قوله:" والصواب في كثير من آيات الصفات وأحاديثها؛ القطع بالطريقة الثابتة كالآيات والأحاديث الدالة على أن الله - سبحانه وتعالى - فوق عرشه ويعلم طريقة الصواب في هذا وأمثاله بدلالة الكتاب والسنة والإجماع على ذلك".
إلى نهاية الفتوى.
وبه تمت المقاصد والله أسأل أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجه خالية من شائبة الرياء والسمعة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبة وسلم تسليما مزيدا
وقد استفدت هذه المقاصد من فضيلة الشيخ يوسف الغفيص إبان دراستي عليه هذه الفتوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/74)
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 02:39 م]ـ
بارك الله فيك وجزا ك خيراً
ـ[القندهاري]ــــــــ[27 - 03 - 09, 02:47 م]ـ
عرض جميل وشيق بارك الله فيك أخي الصاعدي.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 03 - 09, 07:45 م]ـ
أحسن الله إليكم وكنت قد اقترحت موضوع الحموية والتدمرية قبل أن أرى هذا العرض الطيب .. أما وقد رأيته .. فحبذا لو ذكرت كذلك هنا مقاصد التدمرية حتى تتسنى الاستفادة من الكتابين العظيمين .. وحبذا لو هذا حصل أن يشار إليه في العنوان الرئيسي ..
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[28 - 03 - 09, 05:24 م]ـ
يعجبني العرض المسبق لأي كتاب سيما وإن كان للإمام الهمام ابن تيمية
ـ[أبو خالد الصاعدي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 06:29 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا، ونفع بكم.
وبخصوص طلب الأخ: أحمد الغريب فأسأل الله الإعانة على ذلك.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:59 ص]ـ
بارك الله فيكم وأعانكم .. وهناك كتب كثيرة تحتاج إلى مثل هذا التلخيص .. وقد أساعدك في بعضها قريبا ..
أحسن الله إليكم.
ـ[أسامة عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 04 - 09, 08:13 م]ـ
من الله علي بأن تلقيت شرح الفتوي الحموية الكبرى لدي الشيخ علي الريشان. والذي بحق وانصاف فاق قرنائه في باب العقيدة وتفاصيلها ...
وللمعلومية وتتمة لكلامك أخي العزيز ,,, فالفتوى الحموية من الكتب القليلة التي تجد لها شرحا كالا بالكتب فضلا عن السماع.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[04 - 04 - 09, 07:33 ص]ـ
الفتوى الحموية خدمت كثيرا
وشرحها خلق كثير
وليس المقياس المطبوع منها بقدر ما هو الواقع من شروح الكثير لها
والشيخ ابن باز له شرح عليها في أربعة أشرطة
وطبعة التويجري مع ما فيها من تقصير إلا إنها بمثابة الشرح
وشرح الفوزان الربع الأول منها باعتبار أنه مقدمة لها
فهو كتاب واضح سهل
رحم الله شيخ الإسلام ما أعظم فضله على المسلمين
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[24 - 12 - 09, 01:13 ص]ـ
جزاك الله الجنة(53/75)
سؤال عن أصل البدعة الإضافية
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 01 - 09, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك أحد من العلماء تكلم في البدعة الإضافية قبل الشاطبي رحمه الله؟
أي، هل أتى أحد من العلماء بهذا المصطلح وتعريفه من قبل أن يأتي الشاطبي؟
بورك بكم، وجزاكم الله خيراً
أرجو المساعدة للأهمية(53/76)
التوضيح رجاء
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[07 - 01 - 09, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اذا قلت للاشعري: " اثبت الصفات الخبرية كما وردت في القران والحديث كالوجه والاستواء والضحك وغير ذلك " قال لك: "انت مشبه لانك اثبت لله الصفات التي تشبه المخلوقات فالله منزه عن مشابهتها "، والاشعري لا يقتنع ابدا لما قلت له، بل سرد لك اقوال الاشاعرة في ذلك متناسيا مذهب السلف في اثبات الصفات بل وادعى ان السلف ذكروا الصفات مرور كرام وما تعرضوا لمعانيها اي انهم فوضوا الصفات الواردة دون التعرض لها!
السؤال:
ماذا نقول له ولامثاله حتى يقتنعوا راضين وهم كما عهدناهم مصرون على ما في كتبهم ومستمسكون بمقالات علمائهم عاضين عليها بالنواجذ؟!
ما هي الكتب القديمة - اي ما قبل الامام الاشعري وتلاميذه – المفيدة في الباب والتي يقبلونها بدون اعتراض؟
وقد يستغرب منهم اذا ادعوا ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا على عقيدتهم! انظر الرابط: http://darulfatwa.org.au/*******/view/993/241 (http://darulfatwa.org.au/*******/view/993/241) بعنوان من هم اهل السنة؟ و http://darulfatwa.org.au/*******/view/735/241/ بعنوان تعريف اهل السنة والجماعة.
وهل كتاب السنة للامام احمد مفيد في الباب واين مظنته؟؟
جزاكم الله خيرا(53/77)
ما هو أفضل شرح صوتي
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[08 - 01 - 09, 12:28 ص]ـ
مشائخنا الكرام:
أريد شرح صوتي لنخبة الفكر. ليس بالمختصر المخل ولا الطويل الممل ..
أرجوا توجيهي, بماذا تنصحوني ..
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 01 - 09, 03:15 ص]ـ
لعل الموضوع ليس من المناسب ذكره هنا فلو نقلته الى منتدى الحديث
ولكن من باب المشاركة
هناك شرح لفضيلة الشيخ د. عبدالعزيز السعيد لعله موجود في البث الاسلامي
وله شرح على التذكرة لابن الملقن ولعلها أفضل من النخبة من جهة الترتيب والوضوح
ـ[سعود3]ــــــــ[08 - 01 - 09, 11:16 ص]ـ
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير؛ وذلك لأسباب:
1 - الشرح مؤصل.
2 - الشيخ مبدع في هذا الفن.
3 - الكتاب المذكور على اختصاره إلا أنه مفيد جدا، فلا تدخر معه شيء.
وفقنا الله وإياك.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[08 - 01 - 09, 05:14 م]ـ
لكن الشيخ الخضير توسع فى الشرح
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[08 - 01 - 09, 08:11 م]ـ
مشائخنا الكرام: نايف وسعود وأبو الفتح.
بارك الله فيكم ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 01 - 09, 09:17 م]ـ
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير؛ وذلك لأسباب:
1 - الشرح مؤصل.
2 - الشيخ مبدع في هذا الفن.
3 - الكتاب المذكور على اختصاره إلا أنه مفيد جدا، فلا تدخر معه شيء.
وفقنا الله وإياك.
صدقت لكنه يريد شرحاميسرا يمر منه على الكتاب سريعا
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:43 ص]ـ
هناك شرح حديث لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن الحسن ولد الددو الشنقيطى ... وهو ماتع جدا وميسر جدا
اسأل الله أن ينفع به.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5275(53/78)
هنا - نريد جمع اسماء علماء (اهل السنة والجماعة) من اهل البيت! من السلف والخلف! شاركونا
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[08 - 01 - 09, 08:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذا مشروع بسيط جدا! وهو جمع اسماء علماء (اهل السنة والجماعة) الذين يصل نسبهم الى اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم!
من علماء السلف والخلف! اقصد زمنا!
نريد ان نجمع اكبر قدر ممكن ومن لديه مشاركة لايبخل علينا اخواني الكرام .. !!
انتظر المشاركات سلمكم الله
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[08 - 01 - 09, 03:44 م]ـ
فكرة نبيلة جداً
وأول أهل السنة والجماعة من أهل البيت هم أهل الكساء عليهم رضوان الله وسلامه وبركاته ..
وأول من قاوم الرافضة والمتشيعة المبطلة في هذه الأمة باليد واللسان هو أمير المؤمنين وأبوالسبطين علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين، ومواقفه وأقواله في هذا مشهورة فينبغي أن تجعل في صدر هذا المشروع ..
ثم بعد أهل الكساء علي بن الحسين وابنه محمد الباقر وحفيده جعفر الصادق، ومواقفهم من الرافضة محفوظة ..
ولجعفر الصادق موقف من أهل الكلام أيضاً ..
وإبراز مواقف هؤلاء السادة أعني سلف أهل البيت النبوي وتقديمه على غيره من الأمثلة في مختلف العصور مهم ليكون الموضوع مبنياً على قاعدة وقائماً على أصل
وكثير في تراجم أهل البيت هذا، ولا سيما التسنن العام المقابل للتشيع المنحرف والترفض
ونعرف من شيوخ أهل البيت في زماننا من طرد قوماً وقعوا عنده في معاوية رضي الله عنه، وكم لهذا من نظائر تاريخية ومعاصرة، وهم أولى الناس بسنة جدهم ومنبع فخرهم -صلى الله عليه وسلم- أن يستمسكوا بها ويحافظوا على اجتماع الأمة عليها وإن تخلفت بذلك بعض مصالح دنياهم أو حتى حقوقهم الدينية التي ترجح عليها مصلحة الجماعة كمصلحة الإمامة كما فعل سيدنا السيد على لسان النبوة المعصوم أبومحمد الحسن بن علي لما نزل عن حقه في الإمامة حفاظاً على جماعة المسلمين فكان إماماً في الجماعة لمن بعده وقلد أعناق المسلمين في وقته ومن بعدهم إحساناً شكره الله له وذكره به على لسان رسوله قبل أن يكون وهو طفل يعثر في أثوابه في المسجد.
فالحمد لله الذي جعل خيار هذه الأمة بعد نبيها أصحابه وأهل بيته، ونسأل الله تعالى أن يصلح أعقابهم وأخلافهم كما أصلح أسلافهم الطاهرين، والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[08 - 01 - 09, 10:40 م]ـ
احسنت اخي الكريم (ابو عبد الله وابنه)
وبارك الله فيك
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[08 - 01 - 09, 10:43 م]ـ
فأعلموا
1 - أن مفهوم أهل البيت عند أهل السنة أوسع من مفهومه عند فرق الشيعة وبهذا فدعوى تمثيل أهل البيت أسهل وأيسر عند أهل السنة لو أرادوا
يمكنهم أن يقولوا هذا مذهب زوجات النبي وهن من أهل البيت عند أهل السنة
يمكنهم أن يقولوا هذا مذهب العباسيين وهم من أهل البيت عند أهل السنة
ويمكنهم ويمكنهم
لكن أهل السنة تعلموا من أهل البيت رضوان الله عليهم أن الحق لا يعرف بالرجال ولذلك فهم لا يعطون النسب وزناً في بحثهم عن الحق ولا يهمهم أن يعرف السامع أو القارئ أن هذا المجتهد جده علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كما تحصرون أنتم
2 - الذرية الهاشمية والذرية العلوية ليست محصورة في مذهب معين ليس كل الذرية العلوية إمامية وليس كلهم زيدية.
ومع وجود هذه الحقيقة اليقينية المشاهدة تزعمون تمثيل أهل البيت متجاهلين قسم كبير وهائل من أهل البيت الذين يخالفون فرقتكم وكأنهم ليسوا من أهل البيت.
3 - هل تظنون أنه لا يوجد في أهل السنة علماء وأئمة من الذرية الطاهرة؟؟
من أجل هذا فتحت هذا الموضوع لأذكر لكم شخصيات من أهل البيت رضوان الله عليهم ممن يعتبرهم أهل السنة رموزاً وأعلاماً لهم. فقمت ببحث سريع في بعض كتب الطبقات وبعض كتب الرجال وتجاهلت الكثير منها وكذلك لم أنقل جميع النتائج التي وجدتها فقط أنقل لكم عينة بسيطة مما يوجد في كتب أهل السنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/79)
1 - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الحسن الهاشمي: قاضي الأمة وفارس الإسلام وختن المصطفى صلى الله عليه وسلم، كان ممن سبق إلى الإسلام لم يتلعثم وجاهد في الله حق جهاده ونهض بأعباء العلم والعمل وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" وقال له "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" وقال: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" ومناقب هذا الإمام جمة أفردتها في مجلدة وسميته "بفتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه" وكان إماما عالما متحريا في الأخذ
المصدر: تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي
2 - علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زين العابدين أبو الحسين الهاشمي المدني رضي الله عنه: حضر كربلاء مريضا فقال عمر بن سعد لا تعرضوا لهذا وكان يومئد بن نيف وعشرين سنة روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وأبي هريرة وابن عباس والمسور وابن عمر وعدة وعنه بنوه أبو جعفر محمد بن علي وزيد وعمر وعبد الله وزيد بن أسلم وعاصم بن عمر والزهري ويحيى بن سعيد وأبو الزناد وآخرون قال الزهري ما رأيت أحدا كان أفقه من علي بن الحسين لكنه قليل الحديث وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى عبد الملك وقال أبو حازم الأعرج ما رأيت هاشميا أفضل منه وعن بن المسيب قال ما رأيت أورع منه وقال مالك بلغني أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قال وكان يسمي زين العابدين لعبادته وقال فضيل بن غزوان عنه: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم وعن علي قال إن الجسد إذا لم يمرض أشر وجاء عن علي أنه كان كثير الصدق في السر رضي الله عنه مات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين.
المصدر: تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي
3 - أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد الأعلام: روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وابن عمر وعبد الله بن جعفر وعدة, وأرسل عن عائشة وأم سلمة وابن عباس, حدث عنه ابنه جعفر بن محمد وعمرو بن دينار والأعمش والأوزاعي وابن جريج وقرة بن خالد وخلق. مولده سنة ست وخمسين, وروايته في سنن النسائي عن جده لأمه الحسن, وكذا في روايته عن عائشة وكان سيد بني هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه وقيل: إنه كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة قال أبو نعيم: وجماعة مات سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة.
4 - جعفر بن محمد بن علي ابن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق: أحد السادة الأعلام وابن بنت القاسم بن محمد وأم أمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فلذلك كان يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين. حدث عن جده القاسم وعن أبيه أبي جعفر الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء ونافع وعدة وعنه مالك والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وخلق كثير قيل مولده سنة ثمانين.
المصدر: تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي
5 - الحسيني الحافظ الإمام الشريف المعظم المرتضى أبو المعالي ذو الشرفين, محمد بن محمد بن زيد بن علي العلوي البغدادي نزيل سمرقند:
سمع أبا القاسم الحرفي وأبا علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله المحاملي وطلحة بن الصقر وأبا بكر البرقاني وعبد الملك بن بشران ومحمد بن عيسى الهمذاني وخلقًا, وتخرج بالخطيب ولازمه.
حدث عنه جعفر بن محمد المستغفري شيخه والخطيب ويوسف بن أيوب الهمذاني وزاهر بن طاهر المستملي وهبة الله بن سهل السندي وأبو الأسعد هبة الرحمن بن القشيري وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيري وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب, حدث هذا عنه بالإجازة، وخاتمة من سمع منه هو أبو المعالي المديني الخطيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/80)
قال أبو سعد السمعاني: هو أفضل علوي في عصره، له المعرفة التامة بالحديث وكان يرجع إلى عقل وافر ورأي صائب برع بالخطيب في الحديث نقل عنه الخطيب أظن في كتاب البخلاء، رزق حسن التصنيف وسكن في آخر عمره سمرقند ثم قدم بغداد وأملى بها وحدث بأصبهان ثم رد إلى سمرقند. سمعت يوسف بن أيوب الزاهد يقول: ما رأيت علويًّا أفضل منه وأثنى عليه وكان من الأغنياء المذكورين، وكان كثير الإيثار ينفذ في العام إلى جماعة من الأئمة الألف دينار والخمسمائة دينار وأكثر إلى كل واحد فربما بلغ ذلك عشرة آلاف دينار، ويقول: هذا زكاة مالي وأنا غريب ففرقوا على من تعرفون استحقاقه وكل من أعطيتموه فاكتبوا له خطًّا وأرسلوه حتى أعطيه من عشر الغلة
المصدر: تذكرة الحفاظ للإمام الذهبي
وهؤلاء ربما هم محل خلاف كلٌ يدعي تمثيلهم
فسأنتقل إلى علماء المذاهب السنية
من علماء الشافعية (المصدر طبقات الفقهاء الشافعية)
1 - محمد بن الحسين [000 - 401]) ابن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد أبو الحسن بن أبي عبد الله الحسني النقيب، جد النقباء بنيسابور رضي الله عنه وعن أسلافه. هكذا ذكر هذا النسب أبو عبد الله الحاكم في ترجمة أبيه، وسقط محمد منه، في ترجمته نفسه في ' مشيخة ' أبي صالح، وفي ترجمته من كتاب الحاكم أيضا. أثنى عليه الحاكم، وقال: شيخ الشرف في عصره، ذو الهمة العالية، والعبادة الظاهرة، والسجايا الطاهرة
2 - القاسم بن جعفر [322 - 414] ابن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، القاضي أبو عمر الهاشمي البصري. قال الخطيب عن القاضي أبي عمر: سمع عبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن أحمد الأثرم، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبا علي اللؤلؤي، وجماعة من أهل هذه الطبقة. قال: وكان ثقة، أميناً، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها ' سنن ' أبي داود، وغيرها. وحكى الخطيب أنه ولد في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة ومات في ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربع مئة.
3 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الفتح بن محمد ابن عقيل العقيلي الطالبي الهاشمي الأصل 53ب المصري الشافعي الإمام العلامة بهاء الدين شيخ الشافعية في بلدة مصر كان بارعا في الفقه والتفسير والعربية والأصلين وله مصنفات كثيرة كتاب الجامع النفيس على مذهب الإمام محمد ابن إدريس والتفسير المسمى بالذخيرة والإملاء الوجيز على الكتاب العزيز وكانت وفاته بعد رجوعه من الحج في سنة تسع وستين وستمائة.
4 - اسماعيل بن محمد بن أبي بكر الحسيني العالم المصنف شرف الدين اليمني الشهير بالمقرىء مولده سنة خمس وخمسين وسبعمائة وتفقه على الشيخ كمال الدين الريمي شارح التنبيه وسكن بزبيد ومهر في الفقه والعربية وتعانى النظم فمهر فيه ذكره الحافظ شهاب الدين ابن حجر في معجمه وقال استفدت منه الكثير وقال لي بعض المتأخرين شامخ العرنين في الحسب ومنقطع القرين في علوم الأدب تصرف للملك الأشرف صاحب اليمن في الأعمال الجليلة ناظر أتباع ابن العربي فعميت عليهم الأبصار ودفعهم بما بلغ حجة في الإنكار وله فيهم غرر القصائد مشيرا إلى تنزيه الصمد الواحد وله المدح الرائق والأدب الفائق وله من المصنفات مختصر الروضة ومختصر الحاوي الصغير وشرحه في ثلاثة أجزاء وله عنوان الشرف في الفقه قدر التنبيه ويؤخذ منه أربع علوم أخر النحو والتاريخ والعروض والقوافي ترشح لقضاء الأقضية بعد القاضي مجد الدين ودرس بمدارس منسوبة إلى ملوك قطرة ولم يزل محترما
من فقهاء الأحناف (المصدر: طبقات الحنفية)
1 - أحمد بن ناصر بن طاهر أبو المعالي العلامة الحسيني المنعوت برهان الدين ذكره البرزالي فقال كان إماما علامتا زاهدا عابدا مفتيا وعنده انقطاع وعبادة وزهد ومعرفة بالتفسير والفقه والأصول صنف تفسيرا فى سبع مجلدات وصنف فى أصول الدين كتابا فيه سبعون مسئلة وتوفي فى شوال سنة تسع وثمانين وست مائة رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/81)
2 - أحمد بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنى سمع الحديث بنيسابور والعراق ومكة حدث عن أبي الحسن العلوي وعن عمه السيد أبي الحسن الحسنى ذكره الفارسي فى السياق وقال السيد العالم أبو الفضل بن أبي علي الأديب الزاهد المقري حسن الأخلاق مع حشمة تفقه على مذهب أبي حنيفة وكان له الدرس ومجلس النظر وهو أفضل أهل بيته عديم النظير فى العلوم مات فى ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى
3 - أحمد بن يوسف بن علي بن محمد بن أحمد أبو نصر وقيل أبو العباس عماد الدين الحسيني تفقه على أحمد بن محمد بن محمود الغزنوي مولده سنة نيف ستين وخمس مائة بحلب نقله ابن العديم وسمع الحديث من أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي كان شيخ الحنفية فى عصره وخرج من حلب إلى مصر حين وصل التتار إلى حلب وبلاد الروم سنة أربعين وست مائة
4 - محمد بن يوسف بن محمد بن علي العلوي الحسنى أبو القاسم من أهل سمرقند قال أبو سعد إمام فاضل عالم بالتفسير والحديث والفقه والوعظ قدم علينا مرو منصرفا من الحجاز سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة وأقام ببغداد مدة ومات سنة ست وخمسين وخمس مائة وقيل قتل صبرا بسمرقند وكان يبسط لسانه فى حق الأئمة العلماء رحمهم الله تعالى
ومنهم كذلك
الحافظ شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد الدمشقي الشريف الحسيني. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة وسمع من ابن عبد الدايم والمزي وخلائق وطلب بنفسه فأكثر ورحل وخرج لنفسه معجماً وجمع رجال المسند وألف التذكرة في رجال العشرة الكتب الستة والموطأ والمسند ومسند الشافعي وأبي حنيفة وذيل على العبر وعلى طبقات الحفاظ للذهبي ورتب الأطراف على الألفاظ وله تعليق على الميزان وشرع في شرح سنن النسائي وغير ذلك. مات كهلاً في شعبان سنة خمس وستين وسبعمائة.
سئل الحافظ أبو الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ؟ مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني فأجاب ومن خطه نقلت: إن أوسعهم اطلاعا وأعلمهم بالأنساب مغلطاي على أغلاط تقع منه في تصانيفه ولعله من سوء الفهم وأحفظهم للمتون والتواريخ ابن كثير. وأقعدهم لطلب الحديث وأعلمهم بالمؤتلف والمختلف ابن رافع وأعرفهم بالشيوخ المعاصرين وبالتخريج الحسيني وهو أدونهم في الحفظ. انتهى.
وغيرهم كثر من العلويين ومن غيرهم من الهاشميين المنتمين إلى مذهب أهل السنة.
وإني لأتوقع لو جعلنا المعيار في من له الحق في تمثيل أهل البيت يكون الفرقة التي لديها العدد الأكبر من الذرية العلوية أو الهاشمية
لو كان هذا هو المعيار أتوقع أن كفة أهل السنة سترجح على من سواهم من الفرق. وبهذا فيستطيع أهل السنة لو أرادوا أن يجعلوا من مجرد مخالفتهم فيما هم عليه نصباً وبغضاً لأهل البيت لكنهم لا يفعلون ذلك مع أن الفرق المخالفة تفعل ذلك فتأملوا ...
مع ذلك أهل السنة ليس من مبدأهم ولا من منهجهم ربط الحق في الأنساب وكلٌ يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[09 - 01 - 09, 12:22 ص]ـ
وهم أولى الناس بسنة جدهم ومنبع فخرهم -صلى الله عليه وسلم
هل يصح قول جدي رسول الله كما اسمعها من بعض المشايخ؟
وهل تتعارض من قوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) وكأن الله ينهى عن ذلك؟
افيدونا بارك الله فيكم.
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[09 - 01 - 09, 05:44 ص]ـ
بارك الله في كل من شارك في الموضوع وكل من رغب في المشاركة فاشغله شاغل!
نرجوا المزيد من المشاركات , اعانكم الله
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 01 - 09, 09:42 م]ـ
أخي الكريم ينبغي عند جمع تراجم الأشراف السنيين إبراز شواهد تسننهم من أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم وشهادة عارفيهم ولاسيما من المخالطين لهم ..
وبدون هذا فإن كلاً سيدعي وصلاً بليلى
والتركيز على أئمة أهل البيت المتقدمين واستقراء سيرهم وما فيها من تدعيم لأصول السنة والجماعة ونصرة لها من أهم ما يعتنى به في هذا الباب، فإنهم المتفق على إمامتهم عند أهل السنة ومخالفيهم.
والنسب ليس مهملاً ولكنه ليس عمدة وأصلاً بنفسه، بل الأصل الإيمان والعمل الصالح والنسب يزيد صاحبهما رفعة ولا ريب، وهذا معلوم إن شاء الله تعالى أدلته وبراهينه الشرعية.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[09 - 01 - 09, 09:55 م]ـ
أحسنتم،
موضوع شيّق.
و لكم مَن مِن المتأخّرين أخبر أو ثبت أنّه من أهل بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[09 - 01 - 09, 09:58 م]ـ
الشيخ محمد عبد الملك الزغبى ذكر فى ترجمتة انه من ال البيت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/82)
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[09 - 01 - 09, 10:36 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ,,,
الزغبي اخي من هو ياليت تفيدنا ....
ونريد المشاركة اكثر واكثر اخواني الكرام
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 05:29 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ذكر الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي في رده على حسن المالكي: (قمع الدجاجلة): مجموعة من الحنابلة المنتسبين لأهل البيت.
رابط كتابه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101598
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[10 - 01 - 09, 07:28 ص]ـ
أبشركم
هناك موسوعة ستظهر قريباً لأحد الأفاضل جمع فيه علماء أهل السنة من أهل البيت على مدى خمسة عشر قرناً من المذاهب االأربعة والمحدثين وقد قارب عددهم حسب علمى أزيد من ألفين ترجمة مبسوطة مع إمكانية ما يفيد ويدلل على شيئ من أقوالهم في العقيدة السُنية إن وجد ذلك.
هذ حسب علمي كان قبل أكثر عام من.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[10 - 01 - 09, 07:34 ص]ـ
4 - اسماعيل بن محمد بن أبي بكر الحسيني العالم المصنف شرف الدين اليمني الشهير بالمقرىء مولده سنة خمس وخمسين وسبعمائة وتفقه على الشيخ كمال الدين الريمي شارح التنبيه وسكن بزبيد ومهر في الفقه والعربية وتعانى النظم فمهر فيه ذكره الحافظ شهاب الدين ابن حجر في معجمه وقال استفدت منه الكثير وقال لي بعض المتأخرين شامخ العرنين في الحسب ومنقطع القرين في علوم الأدب تصرف للملك الأشرف صاحب اليمن في الأعمال الجليلة ناظر أتباع ابن العربي فعميت عليهم الأبصار ودفعهم بما بلغ حجة في الإنكار وله فيهم غرر القصائد مشيرا إلى تنزيه الصمد الواحد وله المدح الرائق والأدب الفائق وله من المصنفات مختصر الروضة ومختصر الحاوي الصغير وشرحه في ثلاثة أجزاء وله عنوان الشرف في الفقه قدر التنبيه ويؤخذ منه أربع علوم أخر النحو والتاريخ والعروض والقوافي ترشح لقضاء الأقضية بعد القاضي مجد الدين ودرس بمدارس منسوبة إلى ملوك قطرة ولم يزل محترما
الإمام إسماعيل المقري الزبيدي ليس من أهل البيت النبوي، وإنما هو منسوب إلى أبيات حسين في تهامة.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[10 - 01 - 09, 11:03 ص]ـ
هل الشّيخ محمّد رشيد رضا من آل البيت؟
معلومة قرأتُها و لا أدري إن كانت صحيحة أو لا.
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:24 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا , وجعل ماقدمتموه في موازين اعمالكم ....
سليمان الخراشي اشكرك على مشاركتك , واحالتك للرابط ,
والهاروني اشكرك كذلك واسالك عن اسم الكتاب ومن هو الفاضل الذي سيصدره وماهي المعلومات عنه وكيف نحصل عليه ,,,
محمد رشيد رضا لا اعرف ما اذا كان من ال البيت ام لا!!
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:21 ص]ـ
الأخ الفاضل السقاف للأسف حاولت أن استأذن من الأخ في إدراج اسمه في صفحة الملتقى أو اسم كتاب إلا أنه لم يأذن.
وقال أن الكتاب لم ينتهى لتوسعه في العديد من المراجع.
وأعطاني أنموذجا غير منتقى كصورة لما قام به.
وهذا هو الأنموذج:
محمود بن عبد الله بن محمود الألوسي
الإمام أبو الثناء محمود بن عبد الله بن محمود بن درويش بن عاشور، شهاب الدين العلوي الحسيني الألوسي البغدادي الحنفي الشافعي.
مولده سنة سبع عشرة ومائتين وألف (1217هـ)، ونشأ في بيت علم وحفظ القارن والألفية لابن مالك والرحبية في الفرائض وغيرذلك.
مشايخه: أحذ عن الده عبد الله بن محمود الألوسي، وعلاء الدين علي أفندي الموصلي، وحسين الجبوري، وعلي بن محمد السويدي، وأحمد عارف حكمت وغيرهم.
تلامذته: عبد الرحمن بن عبد الله بن محمود الألوسي أخو أبي الثناء، وعبد السلام الشواف، وأخوه عبد الفتاح الشواف، محمد أمين بن محمد الأدهمي، ومحمد بن حسين آل عبد اللطيف.
ثناء العلماء عليه: قال حفيده أبو المعالي: كان رحمه الله في الفطنة والذكاء، لا تجاريه ذكاء، ذا ذهن أشد من البرق لمعاً، وفكر أحد من السيف قطعاً، شهاباً ثاقباً، وسهماً لغرض الدقائق صائباً ...
وكان في قوة الاستحضار لا يجارى، وفي البداهة وسرعة الانتقال لا يبارى.
وقال صاحب (حديقة الورود): شيخ علماء العراق .. وحيد الدهر بالاتفاق، كريم الذات بديع الأخلاق، خاتمة المفسرين وسعد المحققين وفخر علماء المسلمين، والواصل إلى رتبة الاجتهاد، الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/83)
شرق وغرب ذكره في البلاد، أخذ العلوم عن علماء محققين .. وقد ألف ودرس وهو دون العشرين.
وقال القنوجي: كان رحمه الله تعالى خاتمة المفسرين ونخبة المحدثين.
وقال المؤرخ عباس العزاوي: إن العصر الحديث في العراق يجب أن يسمى عصر الآلوسي؛ لأنه كان المصباح المضيء في كل اتجاه حيث رفع الأسلوب العلمي بتأليفه المتشعب في النحو والفقه
والتفسير والتاريخ ... فكان أستاذاً كبيراً لمدرسة في التأليف.
وقال الدكتور محمد حسين الذهبي: شيخ العلماء في العراق، وآية من آيات الله العظام، ونادرة من نوادر الأيام .. محدث لا يجارى، ومفسر لكتاب الله لا يبارى.
وأفرد له تلميذه عبد الفتاح الشواف ترجمته واسعة في سفر سماه (حديقة الورود في ترجمة أبي الثناء محمود).
مؤلفاته:
? روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
? الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية.
? الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية.
? النفحات القدسية في الرد على الإمامية.
? نهج السلامة إلى مباحث الإمامة.
? كشف الطرة عن الغرة- في اللغة-.
? شهى النغم في ترجمة شيخ الإسلام عارف الحكم.
? حاشية شرح القطر (في النحو).
? بلوغ المرام حاشية على ابن عصام (في الاستعارة).
? رسالة في ترجمته لنفسه كتبها وهو ابن ست عشرة سنة.
? شرح سلم العروج (في المنطق).
? الفيض الوارد على روض مرثية مولانا خالد.
? الطراز المذهب في شرح قصيدة مدح الباز الأشهب.
? الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية.
? حواشي عل عبد الحكيم حاشية الشمسية في علم المنطق.
? فوائد وتعليقات في النحو.
? المقامات (هي خمس مقامات).
? إنباء الأبناء بأطيب الأنباء.
? التبيان شرح البرهان في إطاعة السلطان.
? الفوائد السنية في علم آداب البحث على مير الحفنية.
? نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول.
? شجرة الأنوار ونوار الأزهار.
? نشوة المدام في العود إلى مدينة السلام.
? غرائب الاغتراب، ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب.
? سُفرة الزاد لسفرة الجهاد، (هو في حكم الجهاد وفضله، وحكم مصالحة المحاربين).
? تعليقات على ألفية ابن مالك.
? غاية الإخلاص بتهذيب نظم درة الغواص.
? تعليقات على عدة كتب في المعقول والمنقول والفروع والأصول.
? التبيان في مسائل إيران، (قدمه إلى السلطان محمود خان).
أخباره وأعماله: قضى عمره بالإفادة والتدريس والتأليف، وقلد إفتاء، وجنح في أواخر عمره إلى الإجتهاد والتعويل على الدليل.
وقد أشتهر الألوسي رحمه الله تعالى بتفسيره الشهير (روح المعاني)، ومواقفه مع الرافضة معلومة مشهودة فقد دافع عن مكانة الصجابة في تفسيره في أكثر من موضع رآد فيه على منتقصي
عرضهم.
قال رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله تعالى: ? وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? … [الجمعة الآية:11]
ما نصه: وطعن الشيعة لهذه الآية بالصحابة رضي الله تعالى عنهم، بأنهم آثروا دنياهم على آخرتهم، حيث انفضوا إلى اللهو والتجارة، ورغبوا عن الصلاة التي هي عماد الدين، وأفضل من كثير من
العبادات، لا سيما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي أن ذلك قد وقع مراراً منهم، وفيه أن كبار الصحابة كأبي بكر، وعمر، وسائر العشرة المبشرة لم ينفضوا. والقصة كانت في أوائل زمن
الهجرة، ولم يكن أكثر القوم تام التحلي بحلية آداب الشريعة بعد، وكان قد أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، وخاف أولئك المنفضون اشتداد الأمر عليهم بشراء غيرهم ما يقتات به لو لم ينفضوا، لذا لم
يتوعدهم الله على ذلك بالنار أو نحوها، بل قصارى ما فعل سبحانه أنه عاتبهم ووعظهم ونصحهم.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة سبعين ومائتين والف (1270هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
حسن بن علوي ابن شهاب الدين
العالم الأديب حسن بن علوي بن عبد الله بن بن حسين بن محمد شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي.
مولده بمدينة (تريم)، سنة ثمان وستين ومائتين وألف (1268هـ).
تلامذته: سالم بن حفيظ.
ثناء العلماء عليه: أثنى عليه ابن عبيد الله السقاف ونعته بالنبيه الأديب.
مؤلفاته:
? نحلة الوطن (ط).
? الإنصاف بين النحلة والإتحاف (ط).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/84)
? الرقية الشافية في الرد على النصائح الكافية (ط).
أخباره وأعماله: كان كثير النقد قوي الجدال، مجاهر بآرائه، له خصومة كثيرة مع أعيان تريم وغيرها، أنشأ جريدة (الوطن) وكتب في عدة جرائد كـ (المؤيد والمنار) المصريتان،
والصحف الحضرمية كـ (مجلة الإمام وجريدة الإصلاح) الصادرة من سنغافورة.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة اثنين وثلاثين وثلاث مائة وألف (1332هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
الشاعر عبد الله بن موسى الهادي بن المهدي بن المنصور العباسي.
ثناء العلماء عليه: قال الصولي في كتاب الأوراق: كان أديبا فاضلا مليح الشعر ظريفا كريما جوادا ممدَّحاً، ومن مشهور شعر قوله:
تقاضاك دهرك ما أسلفا وكدر عيشك بعد الصفا
فلا تنكرن فإن الزمان جدير بتشتيت ما ألفا
ولما رآك قليل الهموم كثير الهوى ناعما مترفا
ألح عليك بروعاته وأقبل يرميك مستهدفا
وفاته: رحمه الله تعالى سنة اثنتين وعشرين ومائتين تقريباً (222هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
نور الحسن بن صديق خان القنوجي
العالم الفاضل نور الحسن بن محمد صديق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي.
مولده بمدينة (بهوبال) سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف (1278هـ) نشأ في حجر والده على التقوى والصلاح وكان خير ولد لخير والد.
مشايخه: أخذ عن والده وحسين بن محسن السبيعي الأنصاري و أنور علي المراد آبادي والمولوي و محمد بشير السهسواني وغيرهم من المشاهير الأعيان.
ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه ابن فخر الدين ثناءً حسنا.
مؤلفاته:
الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات (ط).
الغنة ببشارة الجنة لأهل السنة (ط).
الرحمة المهداة إلى من يريد زيادة العلم على أحاديث المشكاة (ط).
سلطان الأذكار من أحاديث سيد الأبرار (ط).
منتخب عمل اليوم والليلة لابن السني.
منتخب مشارق الأنوار.
منتخب عوارف المعارف.
منتخب تاريخ الخلفاء.
قال عبد الحي بن فخر الدين رحمه الله تعالى: ونسبت إليه عدة كتب وهي ليست له.
وفاته رحمه الله سنة (1336هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
هادي بن أحمد بن محمد الجلال.
العلامة الهادي بن أحمد بن محمد بن علي بن صلاح الجلال الحسني اليمني أخو الإمام الكبير الحسن بن أحمد الجلال رحمهما الله.
مشايخه: المحدث علي بن محمد العفيف العقيبي الشافعي، وعبد القادر الجعشاني الشافعي، وإسحاق بن إبراهيم جعمان.
تلاميذه: الحسن بن الحسين بن الإمام القاسم، وأحمد بن ناصر المهلا ويحيى بن علي الحسني ولعله المعروف بالحبسي.
ثناء العلماء عليه:
قال صاحب بلوغ المراد: كان السيد عالماً محققاً ثقة مقروناً بالصلاح رحل لسماع الحديث وحصل الكتب بخط يده.
وقال الحسين الشرفي في كتابه مطمح الآمال: وهذا السيد من أكابر العترة وعلمائها المعدودين في أهل الاجتهاد.
وقال العلامة الشوكاني: وكان صاحب الترجمة عالماً محققاً مائلاً إلى الخمول.
وقال السيد عبد الله الوزير: وآثاره تدل على فطنة وتضلع ... وافق في بعض اجتهاداته الأشعرية وخالفهم في مسألة الكسب وألحقهم على أحد التقديرين بالجهمية وأثبت الرؤية لله وجعلها كمذهب
أوائل الحنابلة وجوز حصولها في الدنيا وقطع في عقيدته التي صنفها بخروج العصاة الأشقياء.
مؤلفاته:
? تجريد الأزهار المؤيد بالآيات وأحاديث النبي المختار.
? شرح الأسماء الحسنى قال عنه صاحب طبقات الزيدية: قال شيخنا: يلوح من عبارته أنه من الأشعرية ما عدا الكسب.
? نور السراج رتبه على أبواب الفقه استكمل فيه صحيح البخاري.
? بعض الرسائل والمباحث منها ما هو مع بعض أئمة عصره وغيرهم (ذكرها الوجيه).
وفاته رحمه الله تعالى بصنعاء سنة تسع وسبعين وألف (1079) هجرية.
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
هاشم بن يحيى بن أحمد الشامي
العلامة المجتهد هاشم بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليمان بن أحمد العلوي الحسني الصنعاني.
مولده: بصنعاء سنة سبع وثمانين وألف (1087هـ) وبها نشأ على طلب العلم.
طلب العلم فأخذ عن مشاهير صنعاء وفاقهم ودرس عليه طلاب فأفادهم، عكف طيلة عمره على التدريس وأطنب مترجموه في وصفه فكان ينظم وينثر المعجزات وفي الموشح آيات بينات.
وهو فاضل استحق التقديم بالجد مصقول سيف الفكرة المجاوز للحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/85)
مشايخه: زيد بن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم، و الحسين المغربي، وطه بن عبد الله السادة الشافعي، وعبد الخالق بن الزين المزجاجي، والمحدث يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل.
تلاميذه: محمد بن إسماعيل الأمير، والحسين بن القاسم المؤيدي، وعبد القادر بن أحمد الكوكباني وأحمد بن محمد قاطن وغيرهم من المشاهير.
ثناء العلماء عليه:
قال حفيده إبراهيم بن محمد الأمير: بقيت في حجره سبع سنين ما رأيته غضباناً قط ولا دخل عليه متكدر إلا خرج من مقامه منشرح الصدر كان جليل القدر مهاب الجناب ملء الصدر محبوباً عند كل
أحد معروفاً بالورع والزهد، وهو ممن يقل وجود نظيره في جميع الخلال.
ووصفه السيد إسحاق بن يوسف بأوصاف تدل على الغاية القصوى التي بلغها في ذلك العصر حيث لم يدانيه أو يساميه أحد في المنزلتين العلم والعبادة.
وقال الحوثي في نفحات العنبر: السيد العلامة المجتهد سيد المحققين وإمام العلماء الراسخين.
وقال الشوكاني: أحد العلماء المشاهير والأدباء المحدثين.
قلت: ومما يؤكد مخالفته لأصحاب العقائد الردية في مقالتهم بالتخليد في النار لأصحاب الكبائر:
على رغم أنف للوعيدي نبتني بتوحيدك اللهم في الخلد مسكنا
وهل يقنط العبد المسيء وربه كريم عظيم الصفح يغفر ما جنى
إذا خاف من وصف الشديد عقابه أتاه الرجا من وصفي الجود والغنى
أما وعد الرحمن من ليس مشركاً فأدخل فيه كل من كان محسنا
وإن أوعد النيران ثم عفا فلم يكن مخلفاً لكن كريماً ومحسناً
ولم لا يكون القول بالعفو راجحاً وقد عظمت أوصاف رحمة ربنا
سننجو من النيران لكن بفضله ونسكن في الجنات طيبة الجنى
ومن يتأول ما يشاء فقل له متى صرت بواباً عليها فردنا
وهذه القصيدة شاهدة على قوة الحجة واقتفاء أثر المحجة لهذا العالم الجليل، بالإضافة إلى ما سبق من نقل الحوثي عنه أنه قرر مذهب السلف في العقائد.
مؤلفاته:
? صيانة العقائد حاشية على شرح النجري للقلائد في أصول الدين والعقائد، تعقب فيها على كثير من أبحاث السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال ومال إلى تقرير مذهب السلف.
? نجوم الأنظار حاشية على البحر الزخار، كتب منها مجلداً ضخماً في غاية الإتقان والتحقق ولم تكمل.
? موارد الظمآن مختصر من إغاثة اللهفان، ويسمى أيضاً (تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان)، وإغاثة اللهفان هو كتاب للإمام ابن القيم.
? إرشاد الأقارب في صحة إيمان الأقارب وبعض ما ورد في حق الصاحب.
? رسالة في مسألة الضم وسائر سنن الصلاة.
? حل الشبه فيما يتعلق بالأشربة (رسالة).
? صلاة المتنفل (رسالة).
أخباره وأعماله: تولى قضاء صنعاء، وأمتحن في أيام الحسين بن القاسم لوقوفه بجانب المعارضين لإمامته، فاستتر دهراً من الزمان حتى عفي عنه.
وفاته: رحمه الله سنة ثمان وخمسين ومائة وألف (1158هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
أحمد بن أحمد المتوكلي
المحدث أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عيسى المتوكلي المعتصمي الهاشمي.
مشايخه: سمع من الخطيب البغدادي وأبا الغنائم بن المأمون وابن سلمة وغيرهم.
تلاميذه: روى عنه ابن الجوزي وله إجازة منه وأبا جعفر محمد بن أحمد المعدل والحافظ أبو القاسم بن عساكر وعبد الرحمن بن جامع بن غنيمة وأبو محمد بن الطباخ الحنبلي والفقيه أو جعفر الصباغ
الشافعي.
ثناء العلماء عليه: أثنى على تلميذه ابن الجوزي، وقال الحافظ السمعاني: «شريف صالح خير ونقل أنه ختم التراويح ليلة سبع وعشرين ورجع إلى منزله فسقط من السطح فمات»،
وقال الصفدي: «كان شيخاً صالحاً حافظ لكتاب الله».
وفاته: رحمه الله تعالى سنة إحدى وعشرين وخمس مائة (521هـ) عاش ثمانين سنة كذا قيل.
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
أحمد بن علي الهاشمي
المقري أحمد بن علي بن عيسى بن هبة الله بن عبد الله بن محمد الهاشمي.
مشايخه: سمع الحديث من أحمد البناء وإبراهيم بن محمد الكرخي وعبد الأول السجزي.
من شعره:
دع عنك فخرك بالأباء منتسباً فكم شريف وهت بالجهل رتبته
وافخر بنفسك لا بالأعظم الرمم ومن هجين علا بالعلم في الأمم
أخباره وأعماله: قيل أنه كان كثير الهجاء خبيث اللسان.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة (593هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
علي بن إبراهيم ابن أبي الجن
نسيب الدولة أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن العلوي الحسيني الدمشقي المعروف بابن أبي الجن.
مولده: سنة أربع وعشرين وأربع مائة (424هـ).
مشايخه: سمع من أبي نصر التميمي ومحمد بن يحي المازني وسليم بن أيوب الفقيه والقاضي محمد بن سلامة القضاعي وكريمة المروزية وعدة.
تلاميذه: حدث عنه ابن الأكفاني والخضر بن شبل الحارثي وأبو القاسم بن عساكر.
ثناء العلماء عليه: قال ابن عساكر: «كان ثقة مكثراً ... وكان متسنناً»، وقال الذهبي: «كان صدراً معظماً، وسيداً محتشماً، وثقة محدثاً، ونبيلاً ممدحاً، من أهل السنة والجماعة
والأثر والرواية».
مؤلفاته:
انتقى له الخطيب:
الفوائد المنتخبة.
الصحاح والغرائب.
الأجزاء العشرة في الحديث.
أخباره: كان يحب السنة وأهلها وأوصى أن يسنم قبره وأن لا يتولاه أحد من الشيعة.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمس مائة (508هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/86)
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[11 - 01 - 09, 07:34 ص]ـ
الأخ الفاضل السقاف للأسف حاولت أن استأذن من الأخ في إدراج اسمه في صفحة الملتقى أو اسم كتاب إلا أنه لم يأذن.
وقال أن الكتاب لم ينتهى لتوسعه في العديد من المراجع.
وأعطاني أنموذجا غير منتقى كصورة لما قام به.
وهذا هو الأنموذج:
محمود بن عبد الله بن محمود الألوسي
الإمام أبو الثناء محمود بن عبد الله بن محمود بن درويش بن عاشور، شهاب الدين العلوي الحسيني الألوسي البغدادي الحنفي الشافعي.
مولده سنة سبع عشرة ومائتين وألف (1217هـ)، ونشأ في بيت علم وحفظ القارن والألفية لابن مالك والرحبية في الفرائض وغيرذلك.
مشايخه: أحذ عن الده عبد الله بن محمود الألوسي، وعلاء الدين علي أفندي الموصلي، وحسين الجبوري، وعلي بن محمد السويدي، وأحمد عارف حكمت وغيرهم.
تلامذته: عبد الرحمن بن عبد الله بن محمود الألوسي أخو أبي الثناء، وعبد السلام الشواف، وأخوه عبد الفتاح الشواف، محمد أمين بن محمد الأدهمي، ومحمد بن حسين آل عبد اللطيف.
ثناء العلماء عليه: قال حفيده أبو المعالي: كان رحمه الله في الفطنة والذكاء، لا تجاريه ذكاء، ذا ذهن أشد من البرق لمعاً، وفكر أحد من السيف قطعاً، شهاباً ثاقباً، وسهماً لغرض الدقائق صائباً ...
وكان في قوة الاستحضار لا يجارى، وفي البداهة وسرعة الانتقال لا يبارى.
وقال صاحب (حديقة الورود): شيخ علماء العراق .. وحيد الدهر بالاتفاق، كريم الذات بديع الأخلاق، خاتمة المفسرين وسعد المحققين وفخر علماء المسلمين، والواصل إلى رتبة الاجتهاد، الذي
شرق وغرب ذكره في البلاد، أخذ العلوم عن علماء محققين .. وقد ألف ودرس وهو دون العشرين.
وقال القنوجي: كان رحمه الله تعالى خاتمة المفسرين ونخبة المحدثين.
وقال المؤرخ عباس العزاوي: إن العصر الحديث في العراق يجب أن يسمى عصر الآلوسي؛ لأنه كان المصباح المضيء في كل اتجاه حيث رفع الأسلوب العلمي بتأليفه المتشعب في النحو والفقه
والتفسير والتاريخ ... فكان أستاذاً كبيراً لمدرسة في التأليف.
وقال الدكتور محمد حسين الذهبي: شيخ العلماء في العراق، وآية من آيات الله العظام، ونادرة من نوادر الأيام .. محدث لا يجارى، ومفسر لكتاب الله لا يبارى.
وأفرد له تلميذه عبد الفتاح الشواف ترجمته واسعة في سفر سماه (حديقة الورود في ترجمة أبي الثناء محمود).
مؤلفاته:
? روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.
? الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية.
? الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية.
? النفحات القدسية في الرد على الإمامية.
? نهج السلامة إلى مباحث الإمامة.
? كشف الطرة عن الغرة- في اللغة-.
? شهى النغم في ترجمة شيخ الإسلام عارف الحكم.
? حاشية شرح القطر (في النحو).
? بلوغ المرام حاشية على ابن عصام (في الاستعارة).
? رسالة في ترجمته لنفسه كتبها وهو ابن ست عشرة سنة.
? شرح سلم العروج (في المنطق).
? الفيض الوارد على روض مرثية مولانا خالد.
? الطراز المذهب في شرح قصيدة مدح الباز الأشهب.
? الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية.
? حواشي عل عبد الحكيم حاشية الشمسية في علم المنطق.
? فوائد وتعليقات في النحو.
? المقامات (هي خمس مقامات).
? إنباء الأبناء بأطيب الأنباء.
? التبيان شرح البرهان في إطاعة السلطان.
? الفوائد السنية في علم آداب البحث على مير الحفنية.
? نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول.
? شجرة الأنوار ونوار الأزهار.
? نشوة المدام في العود إلى مدينة السلام.
? غرائب الاغتراب، ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب.
? سُفرة الزاد لسفرة الجهاد، (هو في حكم الجهاد وفضله، وحكم مصالحة المحاربين).
? تعليقات على ألفية ابن مالك.
? غاية الإخلاص بتهذيب نظم درة الغواص.
? تعليقات على عدة كتب في المعقول والمنقول والفروع والأصول.
? التبيان في مسائل إيران، (قدمه إلى السلطان محمود خان).
أخباره وأعماله: قضى عمره بالإفادة والتدريس والتأليف، وقلد إفتاء، وجنح في أواخر عمره إلى الإجتهاد والتعويل على الدليل.
وقد أشتهر الألوسي رحمه الله تعالى بتفسيره الشهير (روح المعاني)، ومواقفه مع الرافضة معلومة مشهودة فقد دافع عن مكانة الصجابة في تفسيره في أكثر من موضع رآد فيه على منتقصي
عرضهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/87)
قال رحمه الله تعالى عند تفسيره لقوله تعالى: ? وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? … [الجمعة الآية:11]
ما نصه: وطعن الشيعة لهذه الآية بالصحابة رضي الله تعالى عنهم، بأنهم آثروا دنياهم على آخرتهم، حيث انفضوا إلى اللهو والتجارة، ورغبوا عن الصلاة التي هي عماد الدين، وأفضل من كثير من العبادات، لا سيما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي أن ذلك قد وقع مراراً منهم، وفيه أن كبار الصحابة كأبي بكر، وعمر، وسائر العشرة المبشرة لم ينفضوا. والقصة كانت في أوائل زمن الهجرة، ولم يكن أكثر القوم تام التحلي بحلية آداب الشريعة بعد، وكان قد أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، وخاف أولئك المنفضون اشتداد الأمر عليهم بشراء غيرهم ما يقتات به لو لم ينفضوا، لذا لم يتوعدهم الله على ذلك بالنار أو نحوها، بل قصارى ما فعل سبحانه أنه عاتبهم ووعظهم ونصحهم.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة سبعين ومائتين والف (1270هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
حسن بن علوي ابن شهاب الدين
العالم الأديب حسن بن علوي بن عبد الله بن بن حسين بن محمد شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي.
مولده بمدينة (تريم)، سنة ثمان وستين ومائتين وألف (1268هـ).
تلامذته: سالم بن حفيظ.
ثناء العلماء عليه: أثنى عليه ابن عبيد الله السقاف ونعته بالنبيه الأديب.
مؤلفاته:
? نحلة الوطن (ط).
? الإنصاف بين النحلة والإتحاف (ط).
? الرقية الشافية في الرد على النصائح الكافية (ط).
أخباره وأعماله: كان كثير النقد قوي الجدال، مجاهر بآرائه، له خصومة كثيرة مع أعيان تريم وغيرها، أنشأ جريدة (الوطن) وكتب في عدة جرائد كـ (المؤيد والمنار) المصريتان، والصحف الحضرمية كـ (مجلة الإمام وجريدة الإصلاح) الصادرة من سنغافورة.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة اثنين وثلاثين وثلاث مائة وألف (1332هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
الشاعر عبد الله بن موسى الهادي بن المهدي بن المنصور العباسي. ثناء العلماء عليه: قال الصولي في كتاب الأوراق: كان أديبا فاضلا مليح الشعر ظريفا كريما جوادا ممدَّحاً، ومن مشهور شعر قوله:
تقاضاك دهرك ما أسلفا وكدر عيشك بعد الصفا
فلا تنكرن فإن الزمان جدير بتشتيت ما ألفا
ولما رآك قليل الهموم كثير الهوى ناعما مترفا
ألح عليك بروعاته وأقبل يرميك مستهدفا
وفاته: رحمه الله تعالى سنة اثنتين وعشرين ومائتين تقريباً (222هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
نور الحسن بن صديق خان القنوجي
العالم الفاضل نور الحسن بن محمد صديق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي.
مولده بمدينة (بهوبال) سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف (1278هـ) نشأ في حجر والده على التقوى والصلاح وكان خير ولد لخير والد.
مشايخه: أخذ عن والده وحسين بن محسن السبيعي الأنصاري و أنور علي المراد آبادي والمولوي و محمد بشير السهسواني وغيرهم من المشاهير الأعيان.
ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه ابن فخر الدين ثناءً حسنا.
مؤلفاته:
الجوائز والصلات من جمع الاسامي والصفات (ط).
الغنة ببشارة الجنة لأهل السنة (ط).
الرحمة المهداة إلى من يريد زيادة العلم على أحاديث المشكاة (ط).
سلطان الأذكار من أحاديث سيد الأبرار (ط).
منتخب عمل اليوم والليلة لابن السني.
منتخب مشارق الأنوار.
منتخب عوارف المعارف.
منتخب تاريخ الخلفاء.
قال عبد الحي بن فخر الدين رحمه الله تعالى: ونسبت إليه عدة كتب وهي ليست له.
وفاته رحمه الله سنة (1336هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
هادي بن أحمد بن محمد الجلال. العلامة الهادي بن أحمد بن محمد بن علي بن صلاح الجلال الحسني اليمني أخو الإمام الكبير الحسن بن أحمد الجلال رحمهما الله.
مشايخه: المحدث علي بن محمد العفيف العقيبي الشافعي، وعبد القادر الجعشاني الشافعي، وإسحاق بن إبراهيم جعمان.
تلاميذه: الحسن بن الحسين بن الإمام القاسم، وأحمد بن ناصر المهلا ويحيى بن علي الحسني ولعله المعروف بالحبسي.
ثناء العلماء عليه:
قال صاحب بلوغ المراد: كان السيد عالماً محققاً ثقة مقروناً بالصلاح رحل لسماع الحديث وحصل الكتب بخط يده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/88)
وقال الحسين الشرفي في كتابه مطمح الآمال: وهذا السيد من أكابر العترة وعلمائها المعدودين في أهل الاجتهاد.
وقال العلامة الشوكاني: وكان صاحب الترجمة عالماً محققاً مائلاً إلى الخمول.
وقال السيد عبد الله الوزير: وآثاره تدل على فطنة وتضلع ... وافق في بعض اجتهاداته الأشعرية وخالفهم في مسألة الكسب وألحقهم على أحد التقديرين بالجهمية وأثبت الرؤية لله وجعلها كمذهب أوائل الحنابلة وجوز حصولها في الدنيا وقطع في عقيدته التي صنفها بخروج العصاة الأشقياء.
مؤلفاته:
? تجريد الأزهار المؤيد بالآيات وأحاديث النبي المختار.
? شرح الأسماء الحسنى قال عنه صاحب طبقات الزيدية: قال شيخنا: يلوح من عبارته أنه من الأشعرية ما عدا الكسب.
? نور السراج رتبه على أبواب الفقه استكمل فيه صحيح البخاري.
? بعض الرسائل والمباحث منها ما هو مع بعض أئمة عصره وغيرهم (ذكرها الوجيه).
وفاته رحمه الله تعالى بصنعاء سنة تسع وسبعين وألف (1079) هجرية.
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
هاشم بن يحيى بن أحمد الشامي
العلامة المجتهد هاشم بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليمان بن أحمد العلوي الحسني الصنعاني.
مولده: بصنعاء سنة سبع وثمانين وألف (1087هـ) وبها نشأ على طلب العلم.
طلب العلم فأخذ عن مشاهير صنعاء وفاقهم ودرس عليه طلاب فأفادهم، عكف طيلة عمره على التدريس وأطنب مترجموه في وصفه فكان ينظم وينثر المعجزات وفي الموشح آيات بينات.
وهو فاضل استحق التقديم بالجد مصقول سيف الفكرة المجاوز للحد.
مشايخه: زيد بن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم، و الحسين المغربي، وطه بن عبد الله السادة الشافعي، وعبد الخالق بن الزين المزجاجي، والمحدث يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل.
تلاميذه: محمد بن إسماعيل الأمير، والحسين بن القاسم المؤيدي، وعبد القادر بن أحمد الكوكباني وأحمد بن محمد قاطن وغيرهم من المشاهير.
ثناء العلماء عليه:
قال حفيده إبراهيم بن محمد الأمير: بقيت في حجره سبع سنين ما رأيته غضباناً قط ولا دخل عليه متكدر إلا خرج من مقامه منشرح الصدر كان جليل القدر مهاب الجناب ملء الصدر محبوباً عند كل أحد معروفاً بالورع والزهد، وهو ممن يقل وجود نظيره في جميع الخلال.
ووصفه السيد إسحاق بن يوسف بأوصاف تدل على الغاية القصوى التي بلغها في ذلك العصر حيث لم يدانيه أو يساميه أحد في المنزلتين العلم والعبادة.
وقال الحوثي في نفحات العنبر: السيد العلامة المجتهد سيد المحققين وإمام العلماء الراسخين.
وقال الشوكاني: أحد العلماء المشاهير والأدباء المحدثين.
قلت: ومما يؤكد مخالفته لأصحاب العقائد الردية في مقالتهم بالتخليد في النار لأصحاب الكبائر:
على رغم أنف للوعيدي نبتني بتوحيدك اللهم في الخلد مسكنا
وهل يقنط العبد المسيء وربه كريم عظيم الصفح يغفر ما جنى
إذا خاف من وصف الشديد عقابه أتاه الرجا من وصفي الجود والغنى
أما وعد الرحمن من ليس مشركاً فأدخل فيه كل من كان محسنا
وإن أوعد النيران ثم عفا فلم يكن مخلفاً لكن كريماً ومحسناً
ولم لا يكون القول بالعفو راجحاً وقد عظمت أوصاف رحمة ربنا
سننجو من النيران لكن بفضله ونسكن في الجنات طيبة الجنى
ومن يتأول ما يشاء فقل له متى صرت بواباً عليها فردنا
وهذه القصيدة شاهدة على قوة الحجة واقتفاء أثر المحجة لهذا العالم الجليل، بالإضافة إلى ما سبق من نقل الحوثي عنه أنه قرر مذهب السلف في العقائد.
مؤلفاته:
? صيانة العقائد حاشية على شرح النجري للقلائد في أصول الدين والعقائد، تعقب فيها على كثير من أبحاث السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال ومال إلى تقرير مذهب السلف.
? نجوم الأنظار حاشية على البحر الزخار، كتب منها مجلداً ضخماً في غاية الإتقان والتحقق ولم تكمل.
? موارد الظمآن مختصر من إغاثة اللهفان، ويسمى أيضاً (تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان)، وإغاثة اللهفان هو كتاب للإمام ابن القيم.
? إرشاد الأقارب في صحة إيمان الأقارب وبعض ما ورد في حق الصاحب.
? رسالة في مسألة الضم وسائر سنن الصلاة.
? حل الشبه فيما يتعلق بالأشربة (رسالة).
? صلاة المتنفل (رسالة).
أخباره وأعماله: تولى قضاء صنعاء، وأمتحن في أيام الحسين بن القاسم لوقوفه بجانب المعارضين لإمامته، فاستتر دهراً من الزمان حتى عفي عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/89)
وفاته: رحمه الله سنة ثمان وخمسين ومائة وألف (1158هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
أحمد بن أحمد المتوكلي
المحدث أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عيسى المتوكلي المعتصمي الهاشمي.
مشايخه: سمع من الخطيب البغدادي وأبا الغنائم بن المأمون وابن سلمة وغيرهم.
تلاميذه: روى عنه ابن الجوزي وله إجازة منه وأبا جعفر محمد بن أحمد المعدل والحافظ أبو القاسم بن عساكر وعبد الرحمن بن جامع بن غنيمة وأبو محمد بن الطباخ الحنبلي والفقيه أو جعفر الصباغ
الشافعي.
ثناء العلماء عليه: أثنى على تلميذه ابن الجوزي، وقال الحافظ السمعاني: «شريف صالح خير ونقل أنه ختم التراويح ليلة سبع وعشرين ورجع إلى منزله فسقط من السطح فمات»،
وقال الصفدي: «كان شيخاً صالحاً حافظ لكتاب الله».
وفاته: رحمه الله تعالى سنة إحدى وعشرين وخمس مائة (521هـ) عاش ثمانين سنة كذا قيل.
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
أحمد بن علي الهاشمي
المقري أحمد بن علي بن عيسى بن هبة الله بن عبد الله بن محمد الهاشمي.
مشايخه: سمع الحديث من أحمد البناء وإبراهيم بن محمد الكرخي وعبد الأول السجزي.
من شعره:
دع عنك فخرك بالأباء منتسباً فكم شريف وهت بالجهل رتبته
وافخر بنفسك لا بالأعظم الرمم ومن هجين علا بالعلم في الأمم
أخباره وأعماله: قيل أنه كان كثير الهجاء خبيث اللسان.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة (593هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت.
علي بن إبراهيم ابن أبي الجن
نسيب الدولة أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن العلوي الحسيني الدمشقي المعروف بابن أبي الجن.
مولده: سنة أربع وعشرين وأربع مائة (424هـ).
مشايخه: سمع من أبي نصر التميمي ومحمد بن يحي المازني وسليم بن أيوب الفقيه والقاضي محمد بن سلامة القضاعي وكريمة المروزية وعدة.
تلاميذه: حدث عنه ابن الأكفاني والخضر بن شبل الحارثي وأبو القاسم بن عساكر.
ثناء العلماء عليه: قال ابن عساكر: «كان ثقة مكثراً ... وكان متسنناً»، وقال الذهبي: «كان صدراً معظماً، وسيداً محتشماً، وثقة محدثاً، ونبيلاً ممدحاً، من أهل السنة والجماعة والأثر والرواية».
مؤلفاته:
انتقى له الخطيب:
الفوائد المنتخبة.
الصحاح والغرائب.
الأجزاء العشرة في الحديث.
أخباره: كان يحب السنة وأهلها وأوصى أن يسنم قبره وأن لا يتولاه أحد من الشيعة.
وفاته: رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمس مائة (508هـ).
المصدر: تراجم رجال أهل البيت
هذا النقلل كما هو من عند صاحب الكتاب دون أي تصرف أو تدخل.
وقد حذف منه المؤلف كما رأيت المصادر التي تأتي قبل كل ترجمة.
وأعتذر من عدم تنسيق الأبيات.
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 10:00 ص]ـ
الشيخ العلامة المحدث الفقيه / الشيخ عبد القادر الأرنؤط حفظه الله
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[11 - 01 - 09, 11:29 ص]ـ
التأكد من صحة النسب النبوي ضروري جدا لوجود ادعيائه، او الذين اشترواه من بعض الشراة، او المنتسبين الى الطرق الصوفية، أو الحاصل عليه من بعض آل البيت، أو المتساهلين في الانتساب فهما من حديث " سلمان منا أهل البيت "، أو غير ذلك!
ـ[مسدد2]ــــــــ[12 - 01 - 09, 08:00 ص]ـ
الشيخ بدر الدين الحسني البيباني محدث الشام
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[12 - 01 - 09, 05:35 م]ـ
بارك الله في كل من شارك واثرى الموضوع
ورزقه من حيث لايحتسب ,
اخي الهاروني , ماهو الكتاب ومن هو صاحبه , ومتى سينشره , واين!!
واشكرك على مانقلته فقد اثريت الموضوع اثراءا رائعا
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[13 - 01 - 09, 03:36 م]ـ
أهل البيت من أهل السنة من المعاصرين، فلا يحصون كثرة، بل هم أكثر من غيرهم
وأذكر منهم على سبيل المثال
الشيخ الإمام المحدث أحمد شاكر من آل أبي العلياء الحسينية من صعيد مصر
والشيخ أبو الحسن الندوي
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذا مشروع بسيط جدا! وهو جمع اسماء علماء (اهل السنة والجماعة) الذين يصل نسبهم الى اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم!
من علماء السلف والخلف! اقصد زمنا!
نريد ان نجمع اكبر قدر ممكن ومن لديه مشاركة لايبخل علينا اخواني الكرام .. !!
انتظر المشاركات سلمكم الله
هل لي أن أسأل ما الهدف من هذا العمل؟
بارك الله فيكم
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 05:31 م]ـ
قصدت ما الهدف الذي تبغون
فإذا كان مفيداً ربما شاركناكم
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 06:38 م]ـ
ينظر هذا الرابط
http://www.alalbayt.com/
ستجد على اليسار: تراجم آل البيت إضغط على الرابط و ستظهر التراجم
و فيها 20 عالما و أديبا من أهل السنة
منهم الصنعاني و أحمد و محمود شاكر و أبو الحسن الندوي و جمال الدين القاسمي و غيرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/90)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 07:50 م]ـ
قصدت ما الهدف الذي تبغون
فإذا كان مفيداً ربما شاركناكم
؟؟؟
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 09:36 م]ـ
؟؟؟
قد قال الأخ السقاف في مشاركة سابقة
فأعلموا
1 - أن مفهوم أهل البيت عند أهل السنة أوسع من مفهومه عند فرق الشيعة وبهذا فدعوى تمثيل أهل البيت أسهل وأيسر عند أهل السنة لو أرادوا
يمكنهم أن يقولوا هذا مذهب زوجات النبي وهن من أهل البيت عند أهل السنة
يمكنهم أن يقولوا هذا مذهب العباسيين وهم من أهل البيت عند أهل السنة
ويمكنهم ويمكنهم
لكن أهل السنة تعلموا من أهل البيت رضوان الله عليهم أن الحق لا يعرف بالرجال ولذلك فهم لا يعطون النسب وزناً في بحثهم عن الحق ولا يهمهم أن يعرف السامع أو القارئ أن هذا المجتهد جده علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كما تحصرون أنتم
2 - الذرية الهاشمية والذرية العلوية ليست محصورة في مذهب معين ليس كل الذرية العلوية إمامية وليس كلهم زيدية.
ومع وجود هذه الحقيقة اليقينية المشاهدة تزعمون تمثيل أهل البيت متجاهلين قسم كبير وهائل من أهل البيت الذين يخالفون فرقتكم وكأنهم ليسوا من أهل البيت.
3 - هل تظنون أنه لا يوجد في أهل السنة علماء وأئمة من الذرية الطاهرة؟؟
من أجل هذا فتحت هذا الموضوع لأذكر لكم شخصيات من أهل البيت رضوان الله عليهم ممن يعتبرهم أهل السنة رموزاً وأعلاماً لهم. فقمت ببحث سريع في بعض كتب الطبقات وبعض كتب الرجال وتجاهلت الكثير منها وكذلك لم أنقل جميع النتائج التي وجدتها فقط أنقل لكم عينة بسيطة مما يوجد في كتب أهل السنة
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 02:24 ص]ـ
الإمام العلم الهمام .. مجدد السلفية بالمغرب تقي الدين الهلالي السلفي
هو العلامة المحدث و اللغوي الشهير و الأديب البارع و الشاعر الفحل و الرحالة المغربي الرائد الشيخ السلفي الدكتور محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين، كنيته أبو شكيب (حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان)، بن عبد القادر، بن الطيب، بن أحمد، بن عبد القادر، بن محمد، بن عبد النور، بن عبد القادر، بن هلال، بن محمد، بن هلال، بن إدريس، بن غالب، بن محمد المكي، بن إسماعيل، بن أحمد، بن محمد، بن أبي القاسم، بن علي، بن عبد القوي، بن عبد الرحمن، بن إدريس، بن إسماعيل، بن سليمان، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي و فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه و سلم. و قد أقر هذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311 هـ.
http://www.alhilali.net/?c=2&p=1
قلت: هو أشهر من نار على علم
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[15 - 01 - 09, 04:46 ص]ـ
احسنت احسنت اخي الكريم ابن فرج على ماذكرته ونقلته , ومازلنا عطشى للمزيد
اسال الله ان يبارك في كل من شارك في الموضوع وان يبارك في اهله وماله وولده وان يرزقه من حيث لايحتسب
الفيومي , لست مجبرا ان تشارك في الموضوع مع حبنا مشاركة الجميع بلا استثناء
واما مانسخه الاخ ابن فرج وفيه كفاية فاللامانة العلمية لست انا من كتبه بل نسخته ونسيت ان اضع الرابط
وجزاكم الله خيرا
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:43 م]ـ
الشيخ العلامة أبو خبزة المغربي الحسني الهاشمي من كبار تلامذة العلامة الألباني
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 05:41 م]ـ
الشَيْخُ سَيِّدٍ بْنِ حُسَيْنِ العَفَّانِيّ حَفِظَهُ اللهُ.
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:37 م]ـ
الكاظم
الانصاري
اشكركم على المرور , ولا اقل من كتابة اسطر تعريفية بسيطة , وخاصة ان كان لهم مؤلفات
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:38 م]ـ
رفع الله قدركم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 01 - 09, 11:55 م]ـ
الشيخ صبحي السامرائي
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[19 - 01 - 09, 05:07 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا , وجعل ماقدمتموه في موازين اعمالكم ....
سليمان الخراشي اشكرك على مشاركتك , واحالتك للرابط ,
والهاروني اشكرك كذلك واسالك عن اسم الكتاب ومن هو الفاضل الذي سيصدره وماهي المعلومات عنه وكيف نحصل عليه ,,,
محمد رشيد رضا لا اعرف ما اذا كان من ال البيت ام لا!!
كنت قرأت في كلام بعض المترجمين له أن الشيخ رشيد رحمه الله من آل البيت
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[19 - 01 - 09, 05:08 م]ـ
ومن المعاصرين أيضا
الشيخ محمد بن شاكر الشريف (الحسني)
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[19 - 01 - 09, 05:09 م]ـ
الشيخ حاتم العوني
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[19 - 01 - 09, 05:09 م]ـ
الشيخ علوي السقاف
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
ولا يزال الموضوع مفتوحا للجميع ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/91)
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[07 - 02 - 09, 01:37 ص]ـ
وبارك الله فيكم
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[09 - 02 - 09, 10:06 ص]ـ
يوجد في منتديات إظهار الحق جماعة من أعلام أهل البيت الذين نشروا السنة في اليمن.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[09 - 02 - 09, 03:50 م]ـ
لا اجد فائدة مرجوة من هذا الجمع المخصص.
ولا ادري هل هو لأجل الرد على الرافضة ... فهذا لن يثنيهم عن باطلهم وهم يعرفون ذلك ..
اما إذا كانت المسألة توثيق علماء ... فلا يليق تخصيص التوثيق بالنسب، فالمعيار هو العلم والفضل.
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[09 - 02 - 09, 09:17 م]ـ
لا اجد فائدة مرجوة من هذا الجمع المخصص.
ولا ادري هل هو لأجل الرد على الرافضة ... فهذا لن يثنيهم عن باطلهم وهم يعرفون ذلك ..
اما إذا كانت المسألة توثيق علماء ... فلا يليق تخصيص التوثيق بالنسب، فالمعيار هو العلم والفضل.
________________________________________
لعلنا نستفيد من هذا النقل ونغلق الباب على كل من يسأل عن سبب كتابة هذا الموضوع (جزى الله كاتبه خير الجزاء أن ذكرنا بأعلام من نصلي ونسلم عليهم كل صلاة) ..
ما ورد في فضل مناقب و فضائل آل البيت
جميع وإعداد وترتيب
الشيخ الشريف / يوسف بن رده آل عبدالمحسن الحسني
القاضي بديوان المظالم بمنطقة مكة المكرمة
من ص 14 إلى ص 21
ما ورد في فضل مناقب آل البيت
يقول غفر الله لنا وله ولوالدينا أجمعين .. آمين:
أحببت أن أذيل هذا النسب بذكر آيات من القرآن الكريم وأحاديث أخترتها من مصادر موثوقة في مناقب أهل البيت.
من القرآن الكريم:
الآية الأولى: قال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) سورة الشورى.
الآية الثانية:
قوله تعالى: (إنما يرد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). سورة الأحزاب، آية 33.
من السنة:
الحديث الأول:
روى الإمام السيطوطي في كتابه الجامع الصغير الجزء الثاني صفحة ص92: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم " وقال حديث حسن.
الحديث الثاني: روى الإمام السيوطي في الجامع الصغير الجزء الثاني صفحة ص 93: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) وقال حديث صحيح.
الحديث الثالث: حديث الثقلين في صحيح مسلم الجزء السابع صفحة ص 123 في مناقب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أما بعد أيها الناس فإنما أن بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي). رواه مسلم.
الحديث الرابع: في صحيح مسلم في فضائل أهل البيت الجزء السابع صفحة ص 130 قالت عائشة رضي الله عنها: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاءت فاطمة رضي الله عنها فأدخلها معه وجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وأدخلبهما معه ثم جاء علي رضي الله عنه فأدخله معه ثم قرأ: (إنما يردي الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) رواه مسلم.
الحديث الخامس: من كتاب معارج القبول للشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله الجزء الثاني صفحة ص 594 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر والرأس والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك.رواه الترمذي في جامعه.
الحديث السادس: في كتاب معارج القبول للشيخ حافظ أحمد حكمي الجزء الثاني صفح ص 594 فيما رواه الإمام الترمذي في جامعة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبنا إذ جاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال صد الله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/92)
الحديث السابع: في شرح آل النبي من كتاب صحيح مسلم الجزء السابع صفحة ص 123 ما نصه: (ومن أهل بيته يا زيد أليس نسائه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال ومن هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس قال: كل هؤلاء حرموا الصدقة قال: نعم).
الحديث الثامن: قال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) سورة الشورى، قال ابن كثير رحمه الله، الجزء الرابع صفحة 113: دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا لنخرج نرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله وورد عرق بين عينيه ثم قال صلى الله عليه وسلم: (والله لا يدخل قلب أمرء مسلم إيمان حتى يحبكم الله ولقرابتي) وسكت منه ابن كثير.
الحديث التاسع: وأيضاً عند قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) سورة الشورى، قال ابن كثير رحمه الله تعالى، الجزء الرابع صفحة ص 114 قال: قال الترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغذوكم من نعمة وأحبوني يحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي)، والحديث مرفوع وسنده حسن غريب.
الحديث العاشر: في شروع الصلاة على الآل / في بلوغ المرام للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة من حديث ابن مسعود البدري قال: قال بشر بن سعد يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك فسكت، ثم قال اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم وفي رواية لابن خزيمة فكيف نصلي إذا نحن في صلاتنا فقال: قولوا اللهم صلى على محمد ... الحديث.
الحديث الحادي عشر: في الجزء الرابع صفحة 113 من تفسير ابن كثير في تفسير سورة الشورى في الصحيح أن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خم: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا حتى يردى على الحوض" رواه مسلم.
الحديث الثاني عشر: في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 113 قال في الصحيح عن واقد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر رضي الله عنه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (أرقبوا محمد صلى الله عليه وسلم في أهل بيته).
الحديث الثالث عشر: في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة ص113: وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب لي أن أصل من قرابتي.
الحديث الرابع عشر: في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري الجزء السابع صفحة ص94: وفي الصحيح من طريق أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جانبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: "أبي هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
الحديث الخامس عشر: روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الصدقات أوساخ الناس وأنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد).
الحديث السادس عشر: قوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار " أخرجه الحاكم في المستدرك وابن حبان في الإحسان، باب ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة، جـ5، ص 643.
الحديث السابع عشر: قوله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه وقد اشتكى غليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: " نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي". أخرجه الترمذي في سننه وقال حديث حسن صحيح وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/93)
الحديث الثامن عشر: أخرجه ابن النجار عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: ما بال رجال يقولون: رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفع يوم القيامة. والله إن رحمي بموصلة في الدنيا والآخرة، وأني أيها الناس فرط لكم يوم القيامة على الحوض. وإن رجالاً يقولون: يا رسول الله أنا فلان بن فلان فأقول: أما النسب فقد عرفته ولكنكم أحدثتم بعدي وأرتدتم القهقهرى ". كذا في الكنز، جـ1، ص198، وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي سعيد نحوه، كما في التفسير لابن كثير، جـ 3، ص 256.
فهذه بعض الأحاديث النبوية الواردة في فضل أهل البيت الأطهار. وقد ورد التحذير من مغبة الركون عليه. قال صلى الله عليه وسلم: " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم عندما جاءوه أسامة ليشفع في المرأة المخزومية التي سرقت قال: "وأيم والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". رواه البخاري.
وقوله صلى الله عليه وسلم: " يا فاطمة بنت محمد. سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً " رواه مسلم.
وقول الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب: " أحبونا فإن عصينا الله فأبغضونا. فلو كان الله نافعاً أحداً بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير طاعة لنفع أباه وأمه ".
وقال ابن تيمية رحمه الله في " رسالة العقيدة الواسطية " وهو يذكر عقيدة أهل السنة والجماعة، ويتبرأ من طريقة الرافضة الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل: قال: " ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال في يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي ".
وقال أيضاً للعباس عمه رضي الله عنه وقد شكا إليه بعض قريش تجفو بني هاشم فقال:" والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ".
وقال في كتابه " الاقتضاء " صفحة (71): " إن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وأن قريشاً أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفساًُ ونسباً " ا هـ.
وقال في "الاقتضاء " صفحة (73): " روى الترمذي عن المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله مغضباً. وأنا عنده فقال: ما أغضبك. فقال: يا رسول الله ما لنا قريش إذا تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا بغير ذلك. قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحمر وجهه، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ... إلخ ". وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وقال ابن تيمية والحجة قائمة بالحديث " اهـ.
.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[11 - 02 - 09, 12:25 م]ـ
العجب كل العجب من كل من يسأل عن تخصيص هذا النوع من المجاميع فالبعض يقول ما الفائدة والآخر ينفي أي فائدة وهكذا اعتراض وإقحام فيما لا يعنيهم فيا إخوان من لا يرى الفائد فذلك لقصور عنده فليس كلنا يعرف فائدة كل ما كتب كما أنه لا يحسن صنعة التأليف كل أحد.
فلذا أرجوا من الإخوة عدم التثبيط ومن يدلي فاليدل بخير أو ليصمت.
والعجب الثاني لو سئل البعض عن رجال أهل البيت لخر صامتا ولو سئل عن أحد المستشرقين لأخبرك عنه وكأنه شيخه ورفيقه.
والعجب الأخر ألم تصنف كتب المعاجم في كل فن فهلا كان هذا التصنيف نوعا من تلكم المعاجم؟
ولقد تفنن علمائنا في هذا الباب وفاقوا غيرهم حتى كاد العلوم عند علمائنا ذات طفرة عجية .. ز ..
ثم ياتي في زماننا هذا من يستغرب من كل جديد ومن هو حتى يوضع لإستغرابه نظر فضلاً عن الجواب!!!.(53/94)
مالجمع بين المقولتين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[09 - 01 - 09, 04:17 ص]ـ
سئل الفضيل بن عياض يا فضيل ما أعجب الأشياء قال قلب عرف الله ثم عصاه
وبين قولهم
ما رجع من رجع الا من الطريق(53/95)
يا إخوة العقيدة ما حكم هذا القول:
ـ[الغُندر]ــــــــ[09 - 01 - 09, 02:02 م]ـ
لابد من جعل يوم من ايام الله لغير الله؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[09 - 01 - 09, 02:25 م]ـ
كلام باطل
{قل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 01 - 09, 03:29 م]ـ
قبل المبادرة بالجواب لا بد من استفسار السائل عن المعنى والمراد؟
هل المراد مثلاً انه ينبغي على المسلم ان يكون له يوم في خدمة الآخرين عوض ان تكون كل جهوده منحصرة في العبادات الفردية المحضة؟
على الاخوة ان يفصحوا في الاسئلة ما استطاعوا والا جاءت الاجابة بعيدة عن موطن السؤال ..
على اي حال العبارة يمكن تعديلها ان كان المراد منها سليما الى عبارة افضل منها بكثير ..
مسدد2
ـ[البتيري]ــــــــ[09 - 01 - 09, 10:16 م]ـ
هلا شرحت اكثر ايها الغندر
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:51 ص]ـ
لا اجد لهذه العبارة منفذا ابدا
الا ما فهمه الاخ صقر واجاد الرد
وحتى الاعمال والعبادات ان لم تكن فردية فهي لله تعالى
وكلمة "لابد" هذه ترفع الظن ان الاخ الغندر قصد ان يكون العمل ليس لله ولا للشيطان انما خلا اليوم من فعل نيته رضاء الله تعالى(53/96)
نزول المسيح على منارة الجامع الأموي بدمشق
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 01 - 09, 07:08 م]ـ
قال الحافظ المقريزي (ت 845 هـ) في كتابه " درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " (1/ 193 / ط. دمشق):
أخبرني الحافظ شيخ السنة عمادُ الدين أبو بكر بن أبي المجد الحنبلي رحمه الله قال: أخبرني عمادُ الدين بن كثير قال: سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (لينزلنّ عيسى ابن مريم على هذه المنارة)، ويشير إلى منارة جامع بني أمية الشرقية، وتكون يومئذٍ بيضاء.
قال: وكانت حينئذٍ غير بيضاء فاحترقت بعد موت الشيخ، وأُعِيدَت وبيّضت.
قال كاتبه (أي: المقريزي): وهي باقية إلى اليوم لم تحترق عند حريق الجامع في نوبة الطاغية تيمورلنك في سنة ثلاث وثمان مئة عند دخوله دمشق وتحريقها. اهـ.
فهل هذه المنارة باقية اليوم؟ ولو يسعفنا أحد الإخوة بصورة عنها.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 09, 04:36 ص]ـ
للمسجد منارة شرقية تسمى (مئذنة عيسى)، وهي إحدى منارات المسجد الثلاث [الشرقية (عيسى) - الغربية (قايتباي) - الشمالية (العروس)].
وتجد لها هنا ( http://www.discover-syria.com/photoarchive/%D9%85%D8%A6%D8%B0%D9%86%D8%A9%20%D8%B9%D9%8A%D8%B 3%D9%89) العديد من الصور القديمة والحديثة.
وللدكتور عبد القادر الريحاوي كتاب بعنوان (جامع دمشق الأموي - التاريخ والتراث والفن المعماري)؛ لعله يفيد في هذا الأمر من الناحية التاريخية والمعمارية. ط 2004.
قال الدكتور الريحاوي أنها سميت بهذا لاعتقاد نزول عيسى - عليه السلام - عليها. ولما اعترى المسجد من كوارث ولاحتراقها من قِبل التتار فيما احترق من المسجد أعاد المماليك بناء قاعدتها وأكمل العثمانيون بناءها من أعلى [انظر هنا ( http://lailaz.jeeran.com/archive/2007/9/328581.html)] .
فلعلها المقصودة في الحديث وإشارة ابن تيمية، والله أعلم.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 11:09 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، هل يوجَد قول آخر لأهل العلم في تحديد المنارة البيضاء المقصودة في الحديث؟
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 05 - 10, 09:01 ص]ـ
يُرفَع للمدارسة.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 03:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، هل يوجَد قول آخر لأهل العلم في تحديد المنارة البيضاء المقصودة في الحديث؟
و هلا أفدتونا بالحديث نفسه بارك الله بكم و فيكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 10, 10:18 م]ـ
الحديث في صحيح مسلم وفيه: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ
قال النووي: وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[02 - 08 - 10, 05:32 ص]ـ
جزاك الله خير، هذه أول مرة أسمع هذا الحديث أثابك الله خير الثواب و أوفره
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 08 - 10, 05:43 ص]ـ
نزول عيسى عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام "عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ" [رواه مسلم].
"فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ لاَ. إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ. تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ». [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/97)
" فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; و ينطلق هاربا فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله" [في صحيح الجامع: صحيح (هـ ابن خزيمة ك الضياء)].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام" [أخرجه النسائي وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم:"من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام" [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
"ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِى لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِى إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ" [رواه مسلم].
"ويظهرون على الأرض فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا أهل السماء" [رواه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
." وَيُحْصَرُ نَبِىُّ اللَّهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" [رواه مسلم].
"فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا فيقولون من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى فيناديهم ألا أبشروا فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعي إلا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط " [أخرجه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح].
"ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِى الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِى ثَمَرَتَكِ وَرُدِّى بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا. وَيُبَارَكُ فِى الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِى الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِى الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِى الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ" [رواه مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ". ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤا إن شئتم [وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته] الآية". [متفق عليه].
"ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
"وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها" [في صحيح الجامع: صحيح: هـ ابن خزيمة ك الضياء]
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
" طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد و لا تباغض" [في صحيح الجامع: صحيح (أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين)].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو العمرة أو ليثنيهما جميعا" [رواه أحمد وقال محققه شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد حسن]
"فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/98)
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[05 - 08 - 10, 01:33 ص]ـ
الذي أعرفه أن المنارة التي سينزل عليها عيسى عليه السلام هي المنارة البيضاء الموجودة اليوم على الباب الشرقي لمدينة دمشق القديمة وقد بناها السلطان نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى في القرن السادس وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه و سلم (شرقي دمشق) و لم يقل شرق المسجد ...
فالمسجد الاموي في وسط مدينة دمشق بل هو يميل جهة الغرب بشكل واضح لو تأملت صورة مدينة دمشق على برنامج جوجل ايرث إضافة إلى أن شرقي دمشق هي منطقة يسكنها النصارى اليوم وفيها كنائسهم و نزول عيسى عليه السلام فيها مناسب لأنهم يدعون ألوهيته وهو عليه السلام عند نزوله سيكسر الصليب و يقتل الحنزير هذا إضافة إلى أنك إذا فتحت باب دمشق الشرقي فإن بوجهك تكون بداية غوطة دمشق الشرقية و قد جاء في الآحاديث أن غوطة دمشق هي أرض الملحمة ...
و هذه منارة دمشق التي تكلمت عنها مع العلم بأن هذه المنارة ليست على مسجد!
وفي الصورة التي تحت تظهر المنارة الشرقية للجامع الأموي ولونها هذه الأيام ليس أبيض
و الله أعلم
http://www.lovely0smile.com/2007/at/at-031-08.jpg
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 08 - 10, 01:14 م]ـ
وقد بناها السلطان نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى في القرن السادس
إذا فلم تكن قائمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يظهر أنها المقصودة
وأيضا ففي الحديث أن عيسى عليه السلام ينزل والمسلمون مجتمعون للصلاة، فيرجع إمامهم القهقرى ... إلخ
وهذا يدل على أنه ينزل على منارة المسجد الذي اجتمعوا فيه للصلاة، والله أعلم
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[05 - 08 - 10, 06:25 م]ـ
إذا فلم تكن قائمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يظهر أنها المقصودة
بل هذه من دلائل النبوة يا أخي، إذ لم يكن وقتئذ منارة أصلا في دمشق لا بيضاء ولا حتى سمراء
ولم يكن وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرية تُسمى لد، وهي موجودة الآن بفلسطين
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[05 - 08 - 10, 11:58 م]ـ
بل هذه من دلائل النبوة يا أخي، إذ لم يكن وقتئذ منارة أصلا في دمشق لا بيضاء ولا حتى سمراء
صدقت بارك الله فيك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 08 - 10, 06:04 م]ـ
بإذ لم يكن وقتئذ منارة أصلا في دمشق لا بيضاء ولا حتى سمراء
بل كانت موجودة قبل ذلك بعصور طويلة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 08 - 10, 07:14 م]ـ
الحديث عرّف المنارة
عند المنارة البيضاء
وليس عند منارة بيضاء
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[10 - 08 - 10, 12:48 ص]ـ
تذكرتُ أمرا ..
أذكر أني قرأت منذ مدة أن المنارة البيضاء هي ليست التي في المسجد الأموي و لا التي على بوابة دمشق الشرقية (باب شرقي) بل هي هذا المنارة! وهي تقع شرق دمشق
http://travel.maktoob.com/vb/picture.php?albumid=675&pictureid=35753
http://travel.maktoob.com/vb/picture.php?albumid=675&pictureid=35755
و أنا نسيت القائل ...
و بما أنه لا يمكن الجزم بهذا القول أو غيره إلا أن الأقوال تدور حول هذه المنارات الثلاث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 10, 02:49 م]ـ
و بما أنه لا يمكن الجزم بهذا القول أو غيره إلا أن الأقوال تدور حول هذه المنارات الثلاث
كما ترى فإنه لا يُعرف من العلماء من ذكر المنارتين الآخرتين فبقيت المنارة البيضاء في المسجد وقد نص عليها شيخ الإسلام
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 05:18 م]ـ
قال ملا علي القاري في المرقاة
(قال الحافظ بن كثير في رواية أن عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل ببيت المقدس وفي رواية بالأردن وفي رواية بمعسكر المسلمين. قلت حديث نزوله ببيت المقدس عند ابن ماجه وهو عندي أرجح ولا ينافي سائر الروايات لأن بيت المقدس شرقي دمشق وهو معسكر المسلمين إذ ذاك والأردن اسم الكورة كما في الصحاح وبيت المقدس داخل فيه وإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة فلا بد أن تحدث قبل نزوله والله تعالى أعلم)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 10, 06:10 م]ـ
بيت المقدس ليس شرق دمشق وإنما في الجنوب الغربي وهذه الأحاديث كلها ضعيفة والاعتماد على الحديث الذي في صحيح مسلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:34 ص]ـ
نفس الحافظ ابن كثير اورد حادثة حريق النصارى في تاريخه
و ان المنارة بنيت بحجر ابيض و انه قوي ظن الناس انها المنارة المقصودة آنذاك
و كونها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم هو المطلوب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:56 ص]ـ
منارة جامع بني أمية كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان المسجد يومئذ كنيسة والله أعلم
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 07:00 م]ـ
وما يدريكم
لعل المنارة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تبن بعد
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:10 م]ـ
بيت المقدس ليس شرق دمشق وإنما في الجنوب الغربي
هذا في الخريطة أما من كان بالمدينة فهي في الشرق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/99)
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم
إن كان أحد من الاخوة من سكان مدينة دمشق أو ممن يعرفون دمشق و منطقة الجامع الاموي فهل يدلني عليها بالضبط
هل هي المنارة التي تقع في فناء ضريح صلاح الدين (الجهة الشمالية)؟
أم التي تقع في الجهة الجنوبة من جهة قهوة النوفرة؟
أم الثالثة؟؟
بارك الله فيكم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[19 - 09 - 10, 11:02 ص]ـ
السلام عليكم
إن كان أحد من الاخوة من سكان مدينة دمشق أو ممن يعرفون دمشق و منطقة الجامع الاموي فهل يدلني عليها بالضبط
هل هي المنارة التي تقع في فناء ضريح صلاح الدين (الجهة الشمالية)؟
أم التي تقع في الجهة الجنوبة من جهة قهوة النوفرة؟
أم الثالثة؟؟
بارك الله فيكم
نعم هي المنارة الموجودة قريب النوفرة ...
أما المنارة الموجودة قريب ضريح صلاح الدين رحمه الله فاسمها منارة العروس
وأما الثالثة الموجودة جهة سوق الحميدية فاسمها منارة قايتباي
ـ[محمد البيومي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:37 ص]ـ
أسألكم بالله أن تدعوا لي بظاهر الغيب بأن أكون أحد جنود سيدنا عيسى عليه السلام في ذلك الوقت
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 01:41 م]ـ
وهذه نقول عن الحافظ ابن كثير في شأن المنارة البيضاء تؤيد المعنى المذكور:
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم [نسخة الشاملة وقد قالوا إنها موافقة للمطبوع (1/ 98)]:
((هذا هو الأشهر في موضع نزوله: أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب: أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ، وتكون الرواية: فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق. فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة فيقول له: يا إمام المسلمين، يا روح الله، تقدم، فيقول: تقدم أنت فإنها أقيمت لك، وفي رواية بعضكم على بعض أمراء، يكرم الله هذه الأمة، وقد جدد بناء المنارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى ابن مريم عليها فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم قبل من إسلامه وإلاّ قتل، وكذلك حكم سائر كفار الأرض يومئذ، وهذا من باب الإِخبار عن المسيح بذلك، والتشريع له بذلك فإنه إنما يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة، وقد ورد في بعض الأحاديث كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس، وفي رواية بالأردن، وفي رواية بعسكر المسلمين وهذا في بعض روايات مسلم كما تقدم والله أعلم)).
البداية والنهاية - (2/ 99):
(حين بنيت هذه المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض وقد بنيت أيضا من أموال النصارى حين حرقوا التي هدمت وما حولها فينزل عليها عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ولا يقبل من أحد إلا الإسلام).
البداية والنهاية - (6/ 256):
(وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر عن عيسى بن مريم أنه ينزل من السماء على المنارة البيضاء شرقي دمشق ولعل أصل لفظ الحديث على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق وقد بلغني أنه كذلك في بعض الأجزاء ولم أقف عليه إلى الآن والله الميسر وقد جددت هذه المنارة البيضاء الشرقية بجامع دمشق بعد ما أحرقها النصارى من أيامنا هذه بعد سنة أربعين وسبعمائة فأقاموها من أموال النصارى مقاصة على ما فعلوا من العدوان وفي هذا حكمة عظيمة وهو أن ينزل على هذه المبنية من أموالهم عيسى بن مريم نبي الله فيكذبهم فيما افتروه عليه من الكذب عليه وعلى الله ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية أي يتركها ولا يقبل من أحد منهم ولا من غيرهم إلا الإسلام يعني أو يقتله وقد أخبر بهذا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرره عليه وسوغه له صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان).
البداية والنهاية - (9/ 155، 156):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/100)
(والمقصود أن عيسى ينزل على المارة الشرقية بدمشق والبلد محصور محصن من الدجال فينزل على المنارة وهي هذه المنارة المبنية في زماننا من أموال النصارى ثم يكون نزول عيسى حتفا لهم وهلاكا ودمارا عليهم ينزل بين ملكين واضعا يديه على مناكبها وعليه مهروذتان وفي رواية ممصرتان يقطر رأسه ماء كأنما خرج من دعاس وذلك وقت الفجر فينزل على المنارة وقد أقيمت الصلاة وهذا إنما يكون في المسجد الأعظم بدمشق وهو هذا الجامع وما وقع في صحيح مسلم من رواية النواس بن سمعان الكلابي فينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق كأنه والله أعلم مروى بالمعنى بحسب ما فهمه الراوي وإنما هو ينزل على المنارة الشرقية بدمشق وقد أخبرت ولم أقف عليه إلا الآن أنه كذلك في بعض ألفاظ هذا الحديث في بعض المصنفات والله المسئول المأمول أن يوفقني فيوقفني على هذه اللفظة وليس في البلد منارة تعرف بالشرقية سوى هذه وهي بيضاء بنفسها ولا يعرف في بلاد الشام منارة أحسن منها ولا أبهى ولا أعلى منها ولله الحمد والمنة).
البداية والنهاية - (13/ 175):
(وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من رجب وقع حريق بالمنارة الشرقية فأحرق جميع حشوها وكانت سلالمها سقالات من خشب وهلك للناس ودائع كثيرة كانت فيها وسلم الله الجامع وله الحمد وقدم السلطان بعد أيام إلى دمشق فأمر بإعادتها كما كانت قلت ثم احترقت وسقطت بالكلية بعد سنة أربعين وسبعمائة وأعيدت عمارتها أحسن مما كانت ولله الحمد وبقيت حينئذ المنارة البيضاء الشرقية بدمشق كما نطق به الحديث في نزول عيسى عليه السلام عليها كما سيأتي بيانه وتقريره في موضعه إن شاء الله تعالى)
البداية والنهاية - (14/ 189):
(وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين منه درس بمدرسة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي في التدريس البكتمري عوضا عن القاضي برهان الدين الزرعي وحضر عنده المقادسة وكبار الحنابلة ولم يتمكن أهل المدينة من الحضور لكثرة المطر والوحل يومئذ وتكامل عمارة المنارة الشرقية في الجامع الأموي في العشر الأخير من رمضان واستحسن الناس بناءها وإتقانها وذكر بعضهم أنه لم يبن في الإسلام منارة مثلها ولله الحمد، ووقع لكثير من الناس في غالب ظنونهم أنها المنارة البيضاء الشرقية التي ذكرت في حديث النواس بن سمعان في نزول عيسى ابن مريم على المنارة البيضاء في شرقي دمشق، فلعل لفظ الحديث انقلب على بعض الرواة وإنما كان على المنارة الشرقية بدمشق، وهذه المنارة مشهورة بالشرقية بمقابلتها أختها الغربية، والله سبحانه وتعالى أعلم).
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:19 ص]ـ
سبحان الله تعالى
بالأمس كنت أتجول أنا و أستاذي في الجامعة هناك و أسأله عن المنارة .. اخبرني انه بعد الحريق الذي لحق بالجامع الأموي (أحد حريقين طالت نيرانهما الجامع) اقتطعت قطعة من مساحة المسجد و تم إعادة ترميم بعض الأجزاء الأخرى و لكنه لم يذكر المنارة بينها
أسأل الله أن يجعلنا من جند عيسى عليه السلام في ذلك الوقت(53/101)
الادله على صحة منهج السلف الصالح .. من يفيدني عاجلاً
ـ[شهاب]ــــــــ[09 - 01 - 09, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
- اللهم انصر اخواننا المسلمين في فلسطين وفي كل مكان ..
عندي بجث بعنوان:
الأدله على صحة منهج السلف الصالح.؟
فمن يدلني على مراجع بهذا الشئن؟
انتظركم اخواني.
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:55 م]ـ
هناك رسالة صغيرة و نافعة في هذا الباب للشيخ سليم الهلالي بعنوان (لمادا اخترت المنهج السلفي) فقد تفيدك مع الاعتماد على المراحع الأخرى طبعا و من أنفعها كتب شيخ الاسلام و العلامة ابن القيم
ـ[شهاب]ــــــــ[10 - 01 - 09, 08:19 م]ـ
جزاك الله خير ياشيخ
اطلعت على الكتاب ووجدت فيه 13 دليل مع التعليق عليها
بارك الله فيك ونفع بك وبالشيخ
من لديه مرجع آخر حبذا لو ذكره.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 02:21 ص]ـ
هل لك يا أخي شهاب أن تأتينا برابط تحميل رسالة الشيخ الهلالي حفظه الله؟(53/102)
إشكال ((قال ابن جبير:كرسيه علمه.))
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 01 - 09, 11:23 م]ـ
ألا يعد هذا تأويلاً من ابن جبير رحمه الله ,
أو أن له وجها في اللغة عند العرب
لان المعروف عند أهل العلم والمروي عن أبن عباس أن الكرسي موضوع قدمي الرب جل جلاله.
نقل عنه هذا التفسير عن ابن جبير البخاري في صحيحه في كتاب التفسير باب قول الله ((فإن خفتم فرجالاً أو ركباً ... ))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 09:04 ص]ـ
هذا الأثر ذكره البخاري تعليقاً
ووصله ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 185) وفي سنده أبي حذيفة الذي يروي هن سفيان
وفي روايته عن سفيان خاصة كلام
قال الجوزجاني سمعت أحمد يقول كان سفيان الذي يروي عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس وقال عبدالله بن أحمد سمعت أبي يقول قبيصة أثبت منه حديثا في سفيان أبو حذيفة شبه لا شئ وقد كتب عنهما جميعا وقال عثمان الدارمي عن ابن معين هو مثلهم يعني في سفيان مثل قبيصة وطبقته_ انظر ترجمته في التهذيب _
والروايات المحفوظة عن سعيد هي روايته عن ابن عباس قوله: " الكرسي موضع القدمين "
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 01 - 09, 07:13 ص]ـ
وهناك من وصل أثر ابن جبير الى ابن عباس
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[07 - 02 - 09, 09:05 ص]ـ
هذا الإسناد ضعيف لا يصح عن سعيد بن جبير وذلك لضعف أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي:
قال ابن محرز كما في سؤالاته ليحيى بن معين (الترجمة 516): "سألت يحيى بن معين أصحاب سفيان الثوري من هم؟ فقال: المشهورون: وكيع، ويحيى، وعبد الرحمن، وابن المبارك، وأبو نعيم، هؤلاء ثقات. قيل له: فأبو عاصم، وعبد الرزاق، وقبيصة، وأبو حذيفة؟ قال: كلهم ضعفاء." وقال ابن محرز في موضع آخر: "سمعت يحيى يقول: قبيصة ليس بحجة في سفيان، ولا أبو حذيفة، ولا يحيى بن آدم، ولا مؤمل" (سؤالاته الترجمة: 560)، وقال الترمذي في "الجامع" (2735): "يُضَعَّفُ في الحدِيثِ"، وقال ابن حبان في "الثقات" (9/ 160): "يخطئ"، وقال ابن خزيمة: "لا يحتج به"، وقال ابن حزم في "المحلى" (1/ 127): "بصريٌّ ضعيفٌ مُصَحِّفٌّ كثير الخطأ، روى عن سفيان البواطيل". وانظر تهذيب المزي.
ولَخَّص حالَه ابنُ حجرٍ في "التقريب" (7059) فقال: "صدوق سئ الحفظ وكان يصحف .... " ثم قال: "حديثه عند البخاري في المتابعات".(53/103)
كلام أبلغ من كلام، لعبدالرحمن بدوي، عن حقيقة جمال الدين المتسمِّي بالأفغاني ومُريده محمد عبده
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 01 - 09, 03:04 م]ـ
الدكتور عبدالرحمن بدوي أضاع عمره الطويل في نصرة فلاسفة اليونان وأوربا وملاحدة الإسلام، على حساب دين الإسلام. ولكن يُحمد له أنه يتصف بالصراحة والوضوح، وإذا رأى رأياً ألقاه غير مُجمجم ولا مُبالٍ براضٍ أو ساخط.
فلما كتب ترجمة المستشرق رينان، تطرق إلى الحوار الذي وقع بينه وبين جمال الدين الأفغاني (أو على الأصح: الأسد أبادي -- كذا قال بدوي)، وقرأ ما نشره جمال الدين باللغة الفرنسية، فاتضح له أن جمال الدين هو في حقيقة أمره أقرب إلى ملاحدة أوربا، مثل فولتير ورينان، منه إلى الإسلام!
ثم عقَّب قائلاً:
وهذه الآراء في غاية الجرأة، ولهذا أفزعت الشيخَ محمد عبده، وأصحابَ الشيخ جمال الدين في بيروت، فامتنعوا عن ترجمتها ونشرها، بعد أن كانوا قد بعثوا إلى باريس يطلبون إرسال نسخة من هذا المقال الذي نشر في جريدة الديبا بتاريخ يوم الجمعة 18 مايو 1883 ممهوراً بتوقيع "جمال الدين الأفغاني" ...
والمسؤول عن تصويره الزائف بصورة "المصلح الديني" هو الشيخ محمد عبده، وأصحاب مجلة المنار، ومن شايعهم من السطحيين في مصر والشام. ولا بد من تحطيم هذه الأسطورة الموغلة في الزيف، أسطورة "جمال الدين الأفغاني المصلح الديني الإسلامي".
وشهد شاهدٌ من أهلها!
انظر (موسوعة المستشرقين، 318 - 319)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:17 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109729
آية الله مازندراني (لأخينا مجمد المبارك)(53/104)
ما حكم ما يكتبه مسلم صاحب مطبعة على شريط سبوع المولود للنصارى (أجمل ما فى السبوع هدية بابا يسوع)؟
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[10 - 01 - 09, 07:19 م]ـ
وهل هو كافر بذلك مع أنه يكره ذلك؟
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 01:33 ص]ـ
هل من مجيب؟(53/105)
مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان: ((التلمود وموقفه من الإلهيات عرض ونقد))
ـ[حامد تميم]ــــــــ[11 - 01 - 09, 01:52 ص]ـ
يسر قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية.
وذلك في تمام الساعة (9) صباحاً من يوم الإثنين الموافق 15/ 1 / 1430هـ، بقاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة.
الدرجة العلمية: العالمية العالية (الدكتوراه)
للأخ الشيخ/ أبو بكر محمد ثاني النجيري -حفظه الله-
عنوانالرسالة: (التلمود وموقفه من الإلهيات عرض ونقد)
لجنة المناقشة:
فضيلة الشيخ: أ. د. سعود بن عبد العزيز الخلف -حفظه الله- رئيس قسم العقيدة، مشرفاً.
فضيلة الشيخ: أ. د. ف عبد الرحيم -حفظه الله- الباحث في مجمع الملك فهد، مشرفاً مساعد.
فضيلة الشيخ: أ. د. ناصر بن عبد الكريم العقل من قسم العقيدة جامعة الإمام، مناقشاً.
فضيلة الشيخ: أ. د. صابر بن عبد الرحمن طعيمة من جامعة طيبة، مناقشاً.
فضيلة الشيخ الدكتور: محمود بن عبد الرحمن قدح من الجامعة الإسلامية، مناقشاً داخلياً.
ومن نظر في لجنة المناقشة عرف قيمة الرسالة، والباحث من الإخوة الجادين في البحث والطلب، ولا نزكي على الله أحداً، والله يرعاكم.
ـ[أبو الدرداء الشافعي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 11:09 م]ـ
الحمد لله رب العالمين أبارك لشيخي الفاضل الشيخ أبوبكر على حصوله هذه الدرجة, والنتيجة ظهرت بكل وضوح قبل الانتهاء من المناقشة ممتاز مع التوصية بالطباعة والتداول بين الجامعات فأسأل الله لك التوفيق يا شيخنا الفاضل
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[24 - 01 - 09, 02:20 م]ـ
ما شاء الله وبارك الله فى الباحث ونفع به وكما نحن فى حاجه الى مثل هذه البحوث فكيف نتحدث عن اليهود ونحن فى كثير من الاحيان لا نعرف شىء عنهم وعن معتقداتهم وكتابتهم نحن بالفعل فى حاجه ماسة الى مثل ذلك واكثر منه فى هذا الباب هل نصدق انه حتى الان لا توجد نسخة عربية من التلمود وهو من اهم الكتاب لدى اليهود كيف سنحارب هؤلاء القوم ونحن لم نفهم عقيدتهم ولا منهجهم بالفعل نحتاج لمثل تلك البحوث ونحتاج من يقوم على ترجمة كتبهم لنفهم طريقتهم وعقيدتهم التى يتحركوا فى اطارها جزى الله الباحث خيرا فهو على ثغر لا يقف عليه الكثير(53/106)
مراجعة: القصيدة النونية لابن القيم ..
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[11 - 01 - 09, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله وبياكم اخواننا ومشايخنا ..
الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة على النبي محمد بن عبد الله افضل الورى وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجهم واتبع هديهم الى يوم الدين ..
القصيدة النونية لابن القيم الجوزية امامنا الحبيب .. رحم هالله ورحم الله اهل العلم ..
موجودة بالمرفقات ..
عندي سؤالين: /
- القصيدة النونية يلزمها مراجعة فهل من اهل العلم له الوقت و الجهد للمراجعة و التصحيح والتخريج ..
- القصيدة بصوت اخونا طه الفهد حفظه الله ووفقه وسدد خطاه والجميع ان شاء الله ..
اريد ان يدخل الموضوع ويقول لنا من اي كتاب القاها؟ وهل هي صحيحة كما القاها؟
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير ..
ننتظر ردودكم المباركة النافعة ..
اخوكم ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:19 م]ـ
النونية طبعت رسائل علمية مع مجموعة ابن القيم رحمه التي أصدرتها دار عالم الفوائد(53/107)
هل يجوز الدعاء بغارةالله؟؟؟ اجيبوني
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[11 - 01 - 09, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز الدعاء بغارة الله كالقول يا غارة الله على الاعداء
ـ[مسدد2]ــــــــ[11 - 01 - 09, 10:32 م]ـ
"الدعاء" بـ (غارة الله)؟؟
هناك تدليس (كلمة قاسية لكن أظن أن السائل ناقل فقط) أو لَبس في صيغة السؤال ..
هناك فرق بين مناداة مَن يَسمعك من فئتك، فتناديهم و تستنجد بهم، وتحثّهم بهتاف (يا غارة الله .. ) فينعطفوا لنجدة المنادِي.
فرق بين هذا وبين "دعائهم" دعاء العبادة من مستنجِد الى من بيده الغياث ..
وإذا كان بمفرده ونادى بذلك النداء فلا شك ان المقصود هو الاستغاثة بالله عز وجل بأن يرسل جنوداً من عنده .. ولو أراد نداء الغارة ذاتها وليس الله، فقد تأتيه الحجارة وليس الغارة .. !
وقد يفرك كفيه أحدهم فيقول: أفلا يجوز إذاً أن ندعو فلاناً من الصالحين ويكون المقصود سليماً كذلك؟
الاسلام منع ذلك من باب سد باب الذرائع فمنَعَ نداءَ الصالحين وغيرهم - ولو كان المقصود بزعمهم سليماً - مِنَ الذين عُبدوا دون الله تعالى لاحقاً ..
لكن عبادة (غارة الله) لم يكن ولا يتبادر الى الذهن، فيكون سد الذريعة هنا أضعف طلباً لأن احتمال الشرك ابعد.
والله أعلم ..
مسدد2
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[11 - 01 - 09, 11:00 م]ـ
لعل السائل أخذها من قصيدة الملا عمران
وقصيدة الملا عمران طبعة وقدم لها الشيخ صالح الفوزان
ولم يستدرك الناظم فيها
فلعل العبارة سليمة إن شاء الله
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[14 - 01 - 09, 02:36 م]ـ
بارك الله بكم ونفع الله بكم
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[14 - 01 - 09, 03:38 م]ـ
هذه الكلمة تحتاج إلى بحث خاصة أنه إذا أريد بها دعاء صفة الله تعالى فهو من الشرك كما نقل على ذلك ألإجماع شيخ الإسلام ابن تيميه فلا يجوز قول يا غارة الله كما لا يجوز قول يا رحمة الله ارحمينى فإن الدعاء بالصفة غير دعاء الصفة
والله جل وعلى أعلى وأعلم(53/108)
ارجو الافادة
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[11 - 01 - 09, 09:13 م]ـ
الاخوة الكرام ارجو المساعدة فى هذه المسألة
كان الانبياء قبل النبى صلى الله عليه وسلم من بنى اسرائيل واخبر النبى صلى الله عليه وسلم انه كان يبعث النبى لقومه خاصه فما حال باقى الامم هل كان لهم انبياء اخرين وهل ذكروا لدينا
ارجو الافادة حول هذا المسألة جزاكم الله خيرا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[11 - 01 - 09, 09:28 م]ـ
قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
وقال تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}
وقال تعالى: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}
فكل أمة من الأمم بعث الله لها رسولا، ولم يبق للناس بعد ذلك أي حجة.
وانظر للاستزاده في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84566
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[11 - 01 - 09, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا صقر بن حسن ولكن هل من مزيد فمسألة انهم ما من امة الا وخلا فيها نذير ثابته ولكن هل كان هناك انبياء من خارج بنى اسرائيل(53/109)
ما الفرق بين هذين القولين وهل يضلل المخالف صاحبه فيه؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[11 - 01 - 09, 11:15 م]ـ
1 - يا فلان _ يقصد فلان الميت رسولا كان أو ليا أو ..... _ ادع الله لي أن يغفر لي
2 - يا فلان اغفر لي
القول الأول كلاهما شرك أكبر
القول الثاني أن الثاني شرك أكبر لا خلاف في ذلك والأول شرك اصغر أو بدعة محدثة
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 02:38 ص]ـ
أين الردود يا حراس العقيدة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 08:52 م]ـ
أخي الكريم أبا مسلم: سبق أن بُحثت هذه المسألة باستفاضة، وستجد ما يسرك في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16527&highlight=%CF%DA%C7%C1+%C7%E1%E3%ED%CA(53/110)
هل التوراة محرفة تحريفا لفظيا؟ وما أقوال أهل العلم؟
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 09:50 ص]ـ
هل التوراة محرفة تحريفا لفظيا؟ وما أقوال أهل العلم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو وئام]ــــــــ[12 - 01 - 09, 10:39 ص]ـ
راجع هذا الموقع
http://www.almaktabeh.com/a/index.htm
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 11:47 ص]ـ
لأهل العلم في ذلك ثلاثة مذاهب ..
المذهب الأول أن الكتاب المقدس جميعه حرف تحريفا لفظياً شائعاً .. بدون تفصيل وهو رأي الجمهور.
المذهب الثاني: أن التحريف الواقع هو في المعاني دون الألفاظ. وهو اختيار البخاري.
المذهب الثالث: أن نسخ الكتاب المقدس تختلف فمنها نسخ صحيحة سالمة من التحريف ومنها نسخ يدخلها التحريف وتتفاوت في دخول التحريف عليها .. وهو اختيار شيخ الإسلام.
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[12 - 01 - 09, 04:59 م]ـ
لا يشك اى باحث منصف قرأ التوراة ان هذا الكتاب ادخل عليه اشياء فكيف بالتوراة التى نزلت على موسى تتحدث عن موت موسى والاحداث التى جرت بعده فى الاسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس والتى يزعم انها التوراة التى انزلت على موسى وكما ان جمعها جرى فى زمن بعيد يختلف عن زمن موسى وحتى هذا الجمع على يد عيزرا الكاتب ليس هو الذى بين ايدينا فبين ايدينا الان ترجمات عن ترجمات عن ترجمات عن نص اصلى غير موجود للتحقق منه
ـ[الحسين مطيع]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:06 م]ـ
لا يشك اى باحث منصف قرأ التوراة ان هذا الكتاب ادخل عليه اشياء فكيف بالتوراة التى نزلت على موسى تتحدث عن موت موسى والاحداث التى جرت بعده فى الاسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس والتى يزعم انها التوراة التى انزلت على موسى وكما ان جمعها جرى فى زمن بعيد يختلف عن زمن موسى وحتى هذا الجمع على يد عيزرا الكاتب ليس هو الذى بين ايدينا فبين ايدينا الان ترجمات عن ترجمات عن ترجمات عن نص اصلى غير موجود للتحقق منه
هل هناك من الايات ماتدل على ان التورة باكملها نزلت على موسى عليه السلام ام ان التوراة كماه ي الان مجموعة من الاسفار تبدأ بالتي نزلت على موسى عليه السلام ثم الانبياء من بعده الى ما قبل عيسى عليه السلام؟؟؟؟
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:45 م]ـ
يتكون الكتاب المقدس لدى اليهود (التناخ) من ثلاثة اقسام
القسم الاول: التوراة وتشمل الاسفار الخمسة الاولى (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية) ويزعمون انها التوراة التى نزلت على موسى من الله
القسم الثانى: نفيئيم (الانبياء) وهو القسم الذى يتحدث عن قصص الانبياء
القسم الثالث:كتوفيم او الكتب يتكون من مجموعة من ادبيات اليهود
وقد تحدث سفر التثنية بكثير من التفصيل عن زمن موت موسى واحداثه مما يوحى انه كتب بعد موسى اضافة الى اشياء كثير توحى ان هذا النص قد زيد فيه الكثير عما انزل على موسى(53/111)
هل دراسة الفلسفة أمر مفيد؟
ـ[سما المجد]ــــــــ[12 - 01 - 09, 02:37 م]ـ
سؤال .. يُلح علي ..
و هو ..
هل دراسة الفلسفة، و أقوال أهلها .. سواء المتقدمين أو المتأخرين ..
و أقوال الفلاسفة المنتسبين للإسلام ...
أمر مفيد؟؟
و هل أقوالهم و آراءهم من الأمور التي يجب على الباحث في قسم العقيدة معرفتها و دراستها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 06:06 م]ـ
كيف ترد على الشيء من غير أن تعرفه؟
وكيف تبطل أقوال الفلاسفة وأنت لم تطلع عليها؟
وكيف تناظر من ينتحل أقوالهم في هذا العصر من غير أن تخبرها؟
عرفت الشر لا للشر ............. لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر ............. من الخير يقع فيه
ترى مثلا لو لم يكن شيخ الإسلام على علم بمذاهب هؤلاء، أكان يستطيع أن يرد عليهم بمثل هذه المطولات؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[12 - 01 - 09, 06:41 م]ـ
ومثلها مثل دراسة مقالات الفرق الضالة فلما تدرس الفرق أخي العزيز
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:01 ص]ـ
الفلسفة شر شر شر شر!
لا أرى أن تدرسه
فالرد على أهل البدع خاصة غير المتمكنين منهم وهم كثر على النت، لا يلزم منه معرفة الفلسفة
فهناك من يرد عليهم وليس لديه علم بالفلسفة أو علمه بالفلسفة قليل، لكنه يستدل بالنصوص وكلام السلف وعلماء السنة واللغة العربية والفطرة والعقل السليم الخالي من وسوسة الفلاسفة
وإذا أصر البعض على أن الرد عليهم يلزم منه دراسة الفلسفة، فأرى أنه يلزم أن يكون لديه علم قوي وراسخ بالعقيدة، وأن يستخير قبل الإقدام على دراسته.
أسأل الله أن يكفينا شر علم الكلام
لم يأتي منه إلا الشر وفساد عقائد المسلمين
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 09, 01:14 م]ـ
كيف ترد على الشيء من غير أن تعرفه؟
وكيف تبطل أقوال الفلاسفة وأنت لم تطلع عليها؟
وكيف تناظر من ينتحل أقوالهم في هذا العصر من غير أن تخبرها؟
عرفت الشر لا للشر ............. لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر ............. من الخير يقع فيه
ترى مثلا لو لم يكن شيخ الإسلام على علم بمذاهب هؤلاء، أكان يستطيع أن يرد عليهم بمثل هذه المطولات؟
كلام أبو مالك هذا ينصب على من هو مؤهل لدراسة العقيدة بعد إلمام جيد في العلوم الشرعية وقبل هذا وذاك استحضار النية الطيبة والعبادة والتأله لله عز وجل
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 01:21 م]ـ
العلم قال الله قال رسوله
وما سواه فوسواس الشياطين
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 01 - 09, 02:57 م]ـ
قال ابن تيميه: علم الكلام لايستفيد منه الذكي ولا ينتفع منه الغبي.مامعناه
الصحابه والتابعين وتابعيهم لم يتعلموه وهم خيرالقرون
قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين المهديين من بعدي عظو عليها بالنواجذ
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم الو العرفاني
ـ[سما المجد]ــــــــ[14 - 01 - 09, 07:10 م]ـ
سألت سؤالي هذا ..
لأني أدرس في قسم العقيدة ... و قد أعطيت من غير رغبة مني ... دراسة موضوع عن الفلسفة
فكنت في حيرة ... هل أستمر أم لا ..
شكرا لكل من علق و أجاب ...
لا أدري لم كتب تحت اسمي .. وفقه الله ...
أظن أن الألف قد سقطت سهوا ...
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:14 م]ـ
مادام الأمر كذلك فلن تعدمي منه فائدة كما أشار الشيخ العوضي سيما و كثير من علمانيي عصرنا و منحرفيه يستقون من معين بعض الآراء قديما فلسفيها و كلاميها كحسن حنفي و غيره ..... فهذا مهم جدا ......... أمابخصوص دراسات فلاسفة الاسلام المعروفين بالمشائية في مجال الإلهيات = فدراستهم نفسها من حيث هي ليس لها كبير قيمة ولا فائدة فلم يفعلوا أكثر من أنهم كسوا الفلسفة اليونانية بعض الألفاظ الإسلامية ......... ٌد يكون لبعض هؤلاء الفلاسفة قيمة علمية حقيقية في غير الإلهيات كالطب و نحوه من امثال ابن سينا ........... لكن في الالهيات فلا ............. لكن دراستهم للاحاطة بآرائهم و الرد عليها و دراسة تاريخ الانحرافات العقدية في تاريخنا ثم أثر ذلك على التيارات الفكرية الحديثة فهي دراسة مهمة جدا من هذه الزاوية.
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[15 - 01 - 09, 12:51 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/112)
لا يوجد علم غير مفيد حتى لو اختلفت معه ساتعلم اشياء وهناك كتب تحدثت عن الفلسفة الاسلامية من منظور سلفى خالص ككتب الدكتور مصطفى حلمى حفظه الله و الدكتور الجليند وغيرهم فهى كتب مفيدة ونافعة فى هذا الباب ام ان كنت تعنى كتب غيرهم من اهل الكلام والاعتزال فتحتاج الى تصحيح اعتقادك انت مقدما قبل ان تخوض فى ذلك لانه سيكون باب شر عظيم ان تخوض فى بحر لجى وانت لا تجيد السباحة ونفعكم الله وعلمنا وعلمكم ما ينفعنا فى الدنيا والاخرة
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 07:47 ص]ـ
رقم الفتوى 16115 الفلسفة ... نشأتها .... وعلاقتها بالإسلام
تاريخ الفتوى: 18 صفر 1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما هي علاقة الفلسفة بالإسلام؟ وما هي نشأة الفلسفة الإسلامية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يسمى عند الكثيرين بالفلسفة الإسلامية فإن أصله من المشركين ومبدِلة الصابئة من الهند واليونان وأهل الكتاب فهو لا يمت إلى الإسلام بصلة.
يقول ابن القيم في الصواعق المرسلة: فيا للعقول التي لم يخسف بها أين الدين من الفلسفة؟! وأين كلام رب العالمين إلى آراء اليونان والمجوس وعباد الأصنام والصابئين؟! وأين المعقولات المؤيدة بنور النبوة إلى المعقولات المتلقاة عن أرسطو وأفلاطون والفارابي وابن سيناء وأتباع هؤلاء ممن لا يؤمن بالله ولا صفاته ولا أفعاله ولا ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؟! وأين العلم المأخوذ عن الوحي النازل من عند رب العالمين من الشبه المأخوذة عن آراء المتهوكين والمتحيرين؟! فإن أدلوا بالعقل فلا عقل أكمل من عقول ورثة الأنبياء وإن أدلوا برؤسائهم وأئمتهم كفرعون ونمرود وبطليموس وأرسطاطاليس ومقلدتهم وأتباعهم فلم يزل أعداء الرسل يعارضونهم فهؤلاء وأمثالهم يقدمون عقولهم على ما جاءوا به. ويالله العجب كيف يعرض قول الرسول بقول الفيلسوف، وعلى الفيلسوف أن يتبع الرسل وليس على الرسل أن تتبع الفيلسوف، فالرسول مبعوث والفيلسوف مبعوث إليه، والوحي حاكم والعقل محكوم عليه، ولو كان العقل يكتفي به لم يكن للوحي فائدة ... انتهى.
وانظر الجواب رقم: 15514.
وهذه الفلسفة دخلت على المسلمين في أواخر المائة الثانية من الهجرة حيث اجتلبت إلى ديار الإسلام كتب اليونان وغيرهم من الروم من بلاد النصارى وعربت وانتشرت فتأثر بها بعض المنهزمين من أبناء الإسلام فبرزت الفرق وثار الجدل وانتشر علم الكلام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[22 - 01 - 09, 12:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفلسفة حسب واضعيها من أهل اليونان هي العلم الذي يبحث عن الحكمة فالفلسفة في لسان اليونان تعني " حب الحكمة ", وبعد ذلك صار بحثا في المعقول و في الطبيعيات وغيره.
أما نحن كمسلمين فمنبع الحكمة هو القرآن العظيم و حديث الرسول الكريم فالحكمة كل الحكمة هي من منهل النبوة الصافي, فتدبر القرآن والسنة هو طريق الوصول للحكمة الحقة.
أما اتباع أهواء المتفلسفة وتخاريصهم فهو لخطر عظيم إذ أن كثيرا منها هي ظلمات بعضها فوق بعض.
أما الرد عليهم فهو من الكتاب والسنة فكتابنا شامل للهدى والحكمة وفيه كلمة الفصل للرد على أي شبهة وضلالة.
هذا والله الموفق
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 01:36 م]ـ
قيل: أول من أدخل الفلسفة اليونانية على الإسلام محمد الفارابي، فصار المتصدي للشرع بحجة إلى مقدمات هذا الفن.
قال الذهبي عنه: العلم به جهل والجهل بع علم.
يقول أبو يوسف:
طلب العلم بعلم الكلام جهل * والجهل بعلم الكلام علم
والله أعلم بالصواب ..
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[07 - 02 - 09, 01:28 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم سليمان عبد الرحمن
اين قال ابن تيمية (علم الكلام لايستفيد منه الذكي ولا ينتفع منه الغبي) لان المعروف انه قاله في المنطق والله اعلم
ام اخي الكريم دراسة الفلسفة المشائية تعطيك القدرة على معرفة مقدمة علم الكلام
لان علم الكلام لا يتجاوز استدلال بمقدمات سلمت فيه وهي محل بحث في الفلسفة
ودراسة الفلسفة بمناعة محصنة لك لا تكون الا في كتب شيخ الاسلام ابن تيمية
وان اردت المساعدة في موضوع فلسفي لا تتردد في ارسال رسالة لي
والله اعلم والسلام عليكم
ـ[ابوريم]ــــــــ[11 - 02 - 09, 11:06 ص]ـ
ثمة رسالة جيدة عن شيخ الاسلام والفلاسفة
للدكتور علي الغامدي
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 01:12 م]ـ
أما بعد:
بل توجد فلسفة إسلامية قائمة بذاتها، الفرق بينها وبين الفلسفة الوضعية أن الأخيرة تبدأ من لا شيء لتصل إلى مسلماتها ثم تبني عليها نتائجها، أما الإسلامية فتبدأ من القرآن والسنة ...
فإن قيل: إذن هي ليست فلسفة لأنها سلمت بالقرآن والسنة
قلنا: هي فلسفة لأنها درست موضوعات الفلسفة الوضعية
والفلسفة الحديثة اتخذت لنفسها مواضيع أخرى أهمها السياسة والاقتصاد، أبرز منظريها ميكيافيلي وبيكون، وهيجل وماركس وأشباههم من العلوج
وهؤلاء هم واضعو أسس العلمانية (الدين الجديد) وهو العدو الأول للإسلام
إذن: نِعْم الدراسة هي إذا كانت لشجاع مداعس عن دين الله لأهل الضلال والعناد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/113)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[12 - 02 - 09, 04:09 م]ـ
لعل هنا مايفيد:
ثقافة التلبيس (16): تعظيم الفلسفة والمطالبة بتدريسها:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/156.htm
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 09, 09:33 م]ـ
الشيخ سليمان لا زلنا ننتفع بكتاباتكم
أريد منكم التعليق على هذه الكليمات
الأسئلة:
1/ هل الله موجود؟
2/ ما هي حدود الخير والشر؟
3/ ما الدافع إلى الأخلاق والقيم وما فائدتها؟
4/ ما مفهوم العدالة، الحرية، حقوق الإنسان، العمل، الملكية؟
5/ هل الإنسان مخير أم مسير؟
6/ الجزاء المترتب عن الجريمة عقاب أم تربية؟
7/ ما حقيقة النفس؟
8/ ناقش هذه المفاهيم: الشهوة، الطبع، الفطرة، العقل، القلب؟
الإجابة:
1/ إذا كانت من تلقاء نفسك فأنت متفلسف
2/ إذا كانت من نصوص سقراط وطاليس وأرسطو فأنت فيلسوف يوناني
3/ إذا كانت من نصوص الوحي فأنت فيلسوف مسلم، وهؤلاء تفرقوا شذر مذر:
4/ فإن نقلت نصوص واصل وابن الهذيل فأنت معتزلي
5/ وإن نقلت نصوص ابن صفوان فأنت جهمي
6/ وإن نقلت نصوص أبو الحسن والباقلاني فأنت أشعري
7/ وإن نقلت نصوص الفارابي، الكندي، ابن سينا، الغزالي، ابن الطفيل، ابن رشد ... فأنت تبع لأحدهم
8/ وإن نقلت نصوص ابن تيمية وابن القيم فأنت على منهاج السنة
.
.
.
وإن لم تجب كليا فلست متخصصا في العقيدة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 02 - 09, 08:28 م]ـ
أرجو منك إعطائنا أمثلة للفلسفة الإسلامية التي تتحدث عنها
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[15 - 02 - 09, 02:17 ص]ـ
اين قال ابن تيمية (علم الكلام لايستفيد منه الذكي ولا ينتفع منه الغبي) لان المعروف انه قاله في المنطق والله اعلم
نعم هو كذلك، فقد قالها في المنطق
قال رحمه الله: فإني كنت دائما أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد ... إ. هـ
مجموع الفتاوى (9/ 82)
ولكن السؤال: ما الفرق بين علم الكلام والمنطق؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 09:37 ص]ـ
أرجو منك إعطائنا أمثلة للفلسفة الإسلامية التي تتحدث عنها
هل هو سؤال مستعلمٍ أم ناظر؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 10:59 م]ـ
مقال حسن ومتقن: هل انتهت الفلسفة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=983000&posted=1#post983000)
يلزم تصدير أي بحث أو مقال بتحقيق وتحصيل الألفاظ المتناولة، وإن لزم ذلك تعريفها من منظور تاريخي، ثم تحرير ما يتناولها في الوقت الحالي؛ لأننا نعيش في القرن الخامس عشر من بعد هجرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ...
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[16 - 02 - 09, 11:20 ص]ـ
هل هو سؤال مستعلمٍ أم ناظر؟
مستعلم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 09, 04:26 م]ـ
كل ما كتب مالك بن نبي رحمه الله
وبعض ما خطّ: صديق حسن خان، محمد الغزالي، الدكتور صبحي الصالح، الدكتور راتب النابلسي وغيرهم
أما موضوعات الفلسفة فيمكن حصرها في حوالي عشرين مبحث
وفقكم الله
ـ[أبوعبد الله الرابع]ــــــــ[16 - 02 - 09, 06:48 م]ـ
أعجبتني طريقة أخي إبراهيم الجزائري في تدعيم قوله
وأنا لا أوافقه عليه!!!
فمصطلح الفلسفة أو الفلسفة الإسلامية مصطلح شائع، كثر كلام المتقدمين حوله ذما أو مدحا
فحمل كلامهم في ذمها على ما ذكره أخي إبراهيم غير مقبول
وتسميته كتابات من ذكر فلسفة إسلامية إصطلاح له أو لبعض من المعاصرين
ومناقشة ما ذكره في تعقبه للخراشي يطول أعود له لاحقا إن تيسر الأمر
واعتذر عن الاختصار المخل
وللموضوع عودة إن شاء الله.(53/114)
كنت اظنه ظاهره جديدة ..
ـ[الموسى]ــــــــ[12 - 01 - 09, 04:55 م]ـ
من روائع الأستاذ القدير إبراهيم السكران وفقه الله
كنت أظنه ظاهرة جديدة ..
سمعته يلوم المقاومة ويتهكم بها بأنهم لو كانوا عقلاء وسمعوا نصيحتنا والتزموا الصمت لما وقع عليهم القتل والذبح .. فظننت أن مثل هذه المواقف إنما هي من الانتكاسات المعاصرة التي لاسابق لها .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا)
ورأيت عدداً من المتثيقفين يردد شعارات الوطنية ويقول أن غزة شأن فلسطيني لسنا مسؤولين عنه، بل يجب أن نركز ثروتنا وطاقتنا في الشأن السعودي فقط، نحن سعوديون أولاً، فتوهمت أن هذا التذرع بالوطنية للتنصل من المسؤولية الدينية في دعم المقاومة إنما هي انحراف معاصر .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا)
ورأيت كاتباً آخر يلوّح بأن اختيار المقاومة فصل الشتاء القارس للتصعيد السياسي جريمة تجعل المسؤولية مسؤوليتها في ضخامة الأضرار .. فظننت أن هذا التعلل بالفصول الأربعة في التهرب عن نصرة المقاومة إنما هو تقليعة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)
ورأيت كاتباً آخر ينهر المحتاجين في غزة، ويعلن في عنوان مقاله بكل فجاجة فيقول (وإذا تبرعنا فهل ستشكرون؟!) فتوهمت أن هذه المنة والأذية وتطلّب الامتنان والتقدير إنما هي مستوى قياسي جديد في التبذل الأخلاقي .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ)
وسمعت أحد نظرائه يعتذر ويبرر ويقول: نحن ليس لدينا مشكلة في التبرع للإسلام، ولكن ليس لهؤلاء الفلسطينيين والإخوانيين والحمساويين القذرين، ففرق كبير بين الاسلام وأتباعه، فالاسلام مقدس أما أتباعه فهم للأسف بشرٌ منحطون، فظننت أن هذا تفصيلاً جديداً في التبرع .. حتى قرأت قوله تعالى:
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا)
ولطالما سمعت الليبراليين في وطني يتعللون في رفض الأحكام الشرعية والإصرار على تبديلها بحجة المخاطر الأمنية، فيقولون لك هذه الأحكام الشرعية ستسبب لنا إحراجات أمنية كبيرة مع العالم فيجب تبديلها ومحوها وتغييرها، ويشنعون على كل من همس بمثل هذه الأحكام بشماعة المخاطر الأمنية، فكنت أتوهم أن التذرع بالمخاطر الأمنية لرفض الشريعة إنما هي موضة سبتمبرية .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)
ورأيت كثيراً من الكتّاب الخائضين في تبديل الأحكام الشرعية إذا أنكر عليه العاملون للإسلام، ونهوه عن تبديل الأحكام الشرعية، وساقوا له نصوص الوحي في وجوب التمسك بها، يترك مناقشة الأدلة الشرعية ويلوذ باتهام المنكرين عليه بأنهم طلاب سلطة وطموحات سياسية، وأن دفاعهم ضد تبديل الشريعة ليس دفاعاً عقائدياً بل مجرد غطاء للمضمر المصلحي .. فظننت أن اتهام الرافضين للتبديل بأنهم مصلحيون إنما هي تهمة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا)
ولطالما لاحظت في النصوص الشرعية بعض المواضع الملتبسة على القارئ، إما لإشكالية ثبوت أو إشكالية دلالة، فكنت أدعها وأتمسك بالنصوص الواضحة الظاهرة، حتى رأيت ثلة جديدة من الكتّاب تتطلب هذه المواضع الملتبسة وتنقب عنها وتجمعها، وتستغلها في توهين التمسك بالأحكام الواضحة الظاهرة، فكنت أتعجب من جهودهم في تتبع المتشابه واستغلاله لتصديع المحكم والتمتع بفتنة الناس في دينهم، وكنت أظن أن هذه ظاهرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/115)
(فأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ)
وكنت أرى مجموعة من الكتاب يتطلبون الاختلاف والمفارقة عن عامة المتدينين، بل تشعر أحياناً أن معيارهم في إصابة الحق هو "مخالفة المطاوعة"، فيصعب عليهم اتباع الحكم الشرعي الذي يجمعهم بعامة المتدينين، لما امتلأ في قلوبهم من الغرور والزهو الزائف، بل بعضهم إذا أراد الاحتجاج على رد مفهوم معين قال لك: ومافرق كلامك عن كلام دراويش الصحوة؟! فصار المعيار (المفارقة) وليس (البرهان)، فكنت أتعجب كيف يتورط الانسان بترك الشريعة لأجل مخالفة من يزدريهم فقط؟! وكنت أتوهم ذلك أمراً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ)
بل لقد رأيت عدداً من كبار المثقفين الذين يكتبون في "إعادة قراءة التراث" ينادي بكل صراحة في عدد من كتاباته ومحاضراته بضرورة الاستفادة من التراث الاسلامي، فإن وافق المفاهيم الحديثة استعملناه في تأصيلها، وإن خالف المفاهيم الحديثة تجاوزناه. بمعنى أن العلاقة مع النص صارت علاقة مشروطة، السمع والطاعة إن جاءت بما نريده فقط، فكنت أتصور أن هذه انتهازية معاصرة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)
ورأيت شريحة أخرى لايرفضون الشريعة كلها، ويعلنون الالتزام بها، لكنهم يريدون أن يتوسطوا بين المتدينين الذين يأخذون الاسلام كله وبين العلمانيين الذي يرفضون الشريعة جملة، ويرى أن هذا من سبيل الوسطية والاعتدال بين الفريقين، فكنت أتعجب من هذا الفهم للوسطية! كيف تكون الوسطية هي التوسط بين الإسلاميين والعلمانيين؟! .. وكنت أتوهم هذا فهماً جديداً لمعنى الوسطية .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا)
ولطالما التقيت بعدد من المتثيقفين تمتد أمسياتهم الفكرية إلى آخر ساعات الليل .. فإذا أقحم أحد الحضور نصوصاً شرعية تضايقوا وتبرموا وانقبضت وجوههم، ولمزوا المتحدث بأن مقصوده المزايدة ورغبة الهيمنة .. فإذا ذكرت أسماء الأعلام الغربية الرنانة ابتهجوا وانبلجت أسارير وجوههم واستزادوا المتحدث .. فكنت أتوهم ذلك سلوكاً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
ورأيت شريحة أخرى تعلن الالتزام بالشريعة والإيمان بها، وأنها المقدس، وأنها عظيمة، لكن هؤلاء في كل دعوتهم وعملهم وخطابهم وكتاباتهم إنما يتحاكمون للثقافة الغربية والقوانين الغربية والدول الغربية .. فكنت أتعجب كيف يدعي الإيمان بالشريعة ويتظاهر بتعظيمها وهو لايتحاكم إليها؟! لم لايصرح ويكشف مرجعيته الحقيقية؟! وكنت أتصور أن هذا تناقض معاصر .. حتى قرأت قوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ)
ورأيت طائفة من مثقفي إعادة قراءة التراث يبثون الارتيابات والتوجسات حول السنة النبوية، حيث يرون أن أحاديث الرسول كلها ليست تشريع، وإنما هي أمور تلقفها النبي من عصره ورددها، فكنت أظن هذا التنقص لمقام الرسول فكرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(ومِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ)
وشهدت عدداً من الكتّاب الشباب لازالت خصومتهم مع المتدينين تتجارى بهم، حتى بلغت بهم أن تورطوا في مقالات مليئة بمحادة النصوص ومشاقة الوحي. كل ذلك بدافع النكاية والمناكفة ومغاضبة المتدينين وإغاظتهم فقط، فكنت أتساءل بدهشة: كيف ينسى المرء ربه لأجل أن يسخر بخصمه فقط؟! وكنت أفترض أن هذه آثار صراعية جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/116)
(إنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)
ورأيت طائفة من المثقفين يبالغون ويغالون في تعظيم القرآن، وقداسة القرآن، وشمولية القرآن، بصورة انبهارية لايقولها مفسروا أهل السنة أنفسهم! فكنت أتساءل مالمغزى ياترى لهذه التوقير المفاجئ للقرآن؟ فماعهدت القوم نصوصيين! وإذا بهم يتخذون هذه المغالاة في التوقير مجرد مقدمة لينفذوا من خلالها لنفي السنة واغتيالها .. فيجعلون قداسة الله ذريعة لإنكار نصوص رسول الله .. فظننت هذا المدخل المخاتل شيئاً جديداً .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)
ورأيت عدداً من الكتّاب يذكرون ماكان عليه أهل منطقتهم من رقص الرجال والنساء سوياً بكل نقاء وطهارة وصفاء نية، حتى جاءت الصحوة التي لوثت ذلك الصفاء ومنعت تلك المظاهر، فإذا قلت له: ولكن رقص الرجال والنساء سوياً لون من الفواحش التي نهى الله ورسوله عنها. فيستمر يحتج عليك بالماضي الذي دمرته الصحوة! .. فكنت أتوهم هذا التفكير الساذج لون جديد من التفكير .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا)
وقرأت لعددٍ من المثقفين الذين يعلنون احترامهم لمرجعية الوحي ومفاهيم القرآن والسنة، لكنه كلما عرض له مفهوم شرعي رده وشنع عليه، فإذا ساءله الناس عن ذلك؟ قال لهم: أنا ليس لدي مشكلة مع "النص"، وإنما مشكلتي مع "تسييس النص"، وهذه الخطابات الدينية كلها خطابات باحثة عن السيطرة .. فصار يتعلل في رد كل حقيقة شرعية بتهمة التسييس وقذف العاملين للاسلام بالبحث عن الهيمنة والنفوذ!. فكنت أعتقد أن اتهام العاملين للاسلام بذلك بهدف التخلص من كلفة الانقياد إنما هي فكرة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ)
وسمعت مرة من بعض الليبراليين حنقه الشديد على ابن باز وابن عثيمين، وكان يقول فيهما كلاماً لايقوله المرء في أخس المجرمين، فسألته: ولماذا لاتصرح بذلك؟ ولماذا تستتر بمثل هذا الموقف المتشنج ضدهما؟ فقال لي بكل صراحة: لولا نفوذهم الاجتماعي لأشعلتها عليهم .. فظننت أن ذلك حالة جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى:
(وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
ورأيت كثيراً من المتثيقفين يفاضل بين الناس على أساس معيار مادي بحت، فالكافر العالم خير من المؤمن الجاهل، والكافر الثري خير من المؤمن الفقير، وكنت أتوهم أن هذا المعيار المادي فكرة جديدة لم تنبه إليها النصوص، حتى قرأت قوله تعالى:
(وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)
وتلاحظ أنه حين تثور في المجتمع مسألة شرعية جهادية أو قضائية أو حسبوية أو دعوية أو غيرها فإن كثيراً من الكتّاب يتصدر للفتيا فيها وهو لم يبحثها أصلاً، ويذيع فتواه وينشرها، وينسب رأيه للشريعة بلا تردد، والاجتهاد في الشريعة ليس محصوراً على عرق أو نسب، وإنما هو مقيد بشروط علمية كغيره من التخصصات، فكنت أتعجب من تسابق هؤلاء الكتّاب على الفتيا دون علم .. فلاهم درسوا النصوص، ولا سألوا من يحسن الاستنباط منها، وكنت أظن ذلك شيئاً جديداً حتى قرأت قوله تعالى:
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
وكنت أسمع هؤلاء المتثيقفين إذا أرادوا أن يحقروا أحداً سموه بـ"الواعظ" تقليلاً لشأنه، وهذا التحقير بهذا الوصف فرع عن كونهم يرون المواعظ أحط مراتب الخطاب وأنقصها قيمة، فتسرب إلى ذهني هذا التحقير للمواعظ بشكل غير مباشر، وصرت مثلهم أعتقد أن المواعظ لاتليق بالخطاب الراقي، حتى رأيت الله تعالى وصف كتبه السماوية بأنها "موعظة" فعلمت أنه من المحال أن يختار الله لأعظم كتبه أحط الأوصاف!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/117)
فسمى القرآن موعظة فقال (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)
وسمى التوراة موعظة فقال (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا)
وسمى الإنجيل موعظة فقال (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
ولطالما كنت أتوهم أن الاحتجاج على "صحة المبدأ بقوة أتباعه" إنما هي طريقة جديدة ساذجة في التفكير، وأن الناس كانت تدرك أن الحق لاصلة له بالقوة، حتى قرأت قوله تعالى:
(فأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟)
ولطالما كنت أتوهم –أيضاً- أن الاحتجاج على "بطلان المبدأ بضعف أتباعه" إنما هي طريقة جديدة ساذجة في التفكير .. حتى قرأت قوله تعالى:
(قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)
وكنت ألاحظ بعض المتثيقفين يستكبر عن الإنصات للخطاب الشرعي، وإذا عرض له شئ من ذلك، تظاهر باستكبار أنه لايفهم ماذا يقول هذا؟ وربما أخفى كبرياءه في سؤال استعلائي يقول فيه: ماذا يقول هذا الشيخ؟! وكنت أظن أن مثل هذه الأساليب الاستعلائية أساليب جديدة .. حتى قرأت قوله تعالى
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا؟)
تلاحظ أن كثيراً من المتثيقفين حين تنقل لهم في أصل شرعي كبير تواطؤ أقوال أئمة الإسلام الكبار كفقهاء أصحاب رسول الله، ومفتي التابعين، وأئمة الأمصار المتبوعين، يقول لك: هؤلاء كلهم بشر، حتى لو تتابعوا على أصل معين فإنه لايلزمني، قلت له: هذا يلزم عليه أنهم كلهم ضلوا في أصل كبير من أصول الاسلام، فيقول لك: هذه لوازم لست معنياً بالتفكير فيها، ويبقى أنهم "بشر" .. ويتطور الأمر سوءاً عند بعضهم فلايقبل مروياتهم ولافقههم بحجة أنهم "بشر" .. فكنت ألاحظ كثرة تردادهم لبشرية السلف لبرهنة عدم حجية ماتتابعوا عليه نقلاً أو فقهاً .. وكنت أتوهم أن التذرع بالبشرية لرفض الانقياد للشريعة شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا)
في منتديات وصوالين المتثيقفين تتفاجأ بكثير من العلمانيين الجذريين الذين لايعولون على حاكمية الشريعة في دقيق ولا جليل، وإذا كتبوا في منتديات الانترنت بالاسم المستعار رأيتهم علمانيين جلدين، لكنهم إذا كتبوا للناس بأسمائهم الصريحة في الصحافة أكثروا من ذكر "مع مراعاة ضوابط الشريعة"، والاستفادة من الفكر الغربي بـ"ما لايعارض الشريعة"، ونحو هذه العبارات.
ولطالما وقفت متأملاً هذا (النفاق الفكري) .. فكنت أتعجب منهم كثيراً كيف يبيتون مالا يرضاه الله من العلمنة ورفض حاكمية الشريعة، فإذا كتبوا للناس أظهروا احترام الشريعة ومراعاتها؟! .. وكنت أظن هذه الحالة شأناً جديداً حتى قرأت قوله تعالى:
(يسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ)
وكنت حين أرى متثيقفاً من أصحاب (النفاق الفكري) الذين يسرون في صوالينهم ومنتدياتهم الانترنتية بالعلمانية ويتظاهرون في الصحافة بمراعاة ضوابط الشريعة أقول في نفسي: هل من المعقول أن يكون يخشى من حمية الناس لدينهم أكثر من خشيته وخوفه من الله رب الناس؟ فرأيت الله تعالى يقول:
(لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ)
وكثير من المفكرين العرب اليوم يقرر بكل صراحة بأن القضية الفكرية في أكثرها (لعبة لسانية) أو بمعنى آخر (مهارة لغوية) .. بمعنى أن القضية هي تبديل ألفاظ فقط .. ولذلك ترى الليبراليين عندنا يحرفون النصوص تحت شعار (إعادة القراءة)، ويبدلون أحكام الشريعة تحت شعار (تجديد الخطاب الديني)، ويدخلون المحرمات تحت شعار (الانفتاح)، ويلغون الحواجز الشرعية بين الجنسين تحت شعار (المساواة)، ويهيجون أهل البدع لنشر بدعهم تحت شعار (الحقوق الوطنية)، وهكذا .. ثم يجمعون هذا الإفساد كله تحت شعار (حقبة الاصلاح) و (عهد الإصلاح الميمون) و (ملك الإصلاح) الخ!
فكنت أتوهم أن هذا التلاعب اللغوي شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/118)
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
ورأيت طائفة من الناس ليسوا بعلمانيين ولا شهوانيين، ولكن غالب وقتهم هو التهكم وانتقاص العاملين للإسلام، فيحصون النقير والقطمير على العاملين للإسلام ويشنعون عليهم بأقل أخطائهم، ولايبصرون الأفاعي في عيون العلمانيين والشهوانيين، بل تجدهم في مجالسهم في غاية اللطف واللين معهم، فكنت أتعجب ممن يمضي عمره في الرقابة على المصلحين وهو لم يقدم شيئاً، ويتلطف للعلمانيين ومروجي الشهوات، وكنت أظن انتقاص جهود العاملين للاسلام سلوك معاصر حتى قرأت قوله تعالى:
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ)
بل إن بعض الأخيار في أنفسهم يجادل عن العلمانيين، ويبرر لهم، ويبحث عن التسويغات لأقوالهم، بحجة طلب هدايتهم، في الوقت الذي يتشنج فيه ضد أخطاء المحتسبين .. فكنت أظن افتراق المؤمنين في الموقف من المفسدين إنما هو شأن جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ)
ورأيت آخرين يشاركون في العمل الإسلامي والأنشطة الدعوية، ولكنه شديد التذمر والشكاية، وإذا تأملت محل تذمره ومحل رضاه؛ اكتشفت أنه ليس مبنياً على أساس عقدي رسالي، بل هو مبني على "حظ النفس"، فإذا كان التصرف الدعوي يراعي حظوظه الشخصية رأيته متبنياًً مدافعاًً، وإذا كان التصرف الدعوي ليس له فيه حظ ولاتشريف رأيت نياحته لاتنتهي .. فكنت أظن هذا الانتماء الدعوي المشروط على أساس حظ النفس إنما هو شئ جديد .. حتى قرأت قوله تعالى:
(مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)
وتجد بعض الناس لم يستطع أن يحسم خياراته وسط معركة العقيدة والشريعة والفضيلة هذه .. بل هو يحب أن يكسب العلمانيين ويحب أن يكسب العاملين للإسلام .. ولايحب أن يكون في أحد الكفتين .. وهو صادق في محبته لكلا الطرفين .. فكنت أتعجب من هذه الشريحة التي لم تحسم خياراتها بعد .. وأتساءل عن موقف العاملين للإسلام منها .. حتى قرأت قوله تعالى:
(سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا)
وكنت ألاحظ أن بعض الأخيار يرخي أذنه إلى هؤلاء المحرفين ويستمع لهم، لكن استماعه مع الوقت يتحول من استماع فضول إلى استماع تأثر .. فتتشوش الأمور عنده وتهتز قناعاته .. فيطوح به ذلك الاستماع إلى غيوم الفتنة .. كما قال تعالى:
(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)
وكثير من الأخيار يبقى يتلظى بنيران الحيرة، فلا هو استطاع أن يحسم خياراته .. ولا هو استطاع أن يوقف سيل التساؤلات .. ويصبح انتماؤه كغصن عذبته تقلبات الرياح .. فلاهو استلقى على أحد جانبيه .. ولا هو انكسر فاستراح .. ومن جرب عذابات الحيرة والشكوك والارتيابات عرف أنها أكثر ألماً من الضلال ذاته .. ولذلك قال تعالى:
(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)
حين رأيت هذه الأمثلة السابقة كلها.
وغيرها كثير كثير .. لايمكن الإطالة بذكره ..
علمت بالضبط ماذا يعني أن القرآن تبيان لكل شئ ..
حينها وحينها فقط .. أدركت شيئاً من أسرار قوله تعالى:
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) ..
أمثال مضروبة في القرآن فيها الإجابة عن كل شئ في حياتك .. من شعائرك ومعاملاتك إلى دقائق الصراعات الفكرية والسياسية ..
دع عنك المظاهر والرسوم .. ورفرف بين أمثلة القرآن .. وتأمل المعنى المشترك بين (المثل القرآني) و (الصورة المعاصرة) وستنكشف لك سجف الحقائق ..
صدق القائل سبحانه:
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
من كل مثل .. من كل مثل ..(53/119)
أفيدونا هل هذا من البدع؟
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 07:09 م]ـ
إعتاد الناس في مصر في الآونة الأخيرة إذا أراد أحدهم أن يودع صاحبه وجهاً لوجه أو على الهاتف أن يقول:
لا إله إلا الله
ويقول الآخر:
محمد رسول الله
فهل هي بدعة منكرة في الشرع؟
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 12:22 ص]ـ
في انتظار رد مشايخنا الكرام
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 02:03 ص]ـ
ننتظر الردود، فنحنُ أيضا نودّ معرفة الحكم حتى تعمّ الفائدة، وجزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيبُ عبد الحميد على حرصك على اتباع السنة وتجنب البدعة
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 05:04 ص]ـ
رقم الفتوى 38417 القول المشروع للمسلم إذا أراد أن يودع غيره
تاريخ الفتوى: 10 شعبان 1424
السؤال
السلام عليكم هل قول عند الوداع بين اثنين: لا إله إلا الله ثم يرد الآخر بقول: محمد رسول الله جائز، وهل هو من الشرع في شيء وما الدليل إذا كان صحيحا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نعثر على هذا الذكر الوارد في السؤال في شيء من دواوين السنة المشهورة، فليس -إذن- من الشرع في شيء، والمشروع للمسلم إذا أراد أن يودع غيره أن يقول، السلام عليكم، لما رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له خير أن يجلس فليجلس، ثم إن قام والقوم جلوس فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة.
كما يشرع للمسافر أن يقول للمقيم عند الوداع: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. رواه أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ويشرع أيضاً للمقيم أن يقول للمسافر عند الوداع: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. رواه أحمد والترمذي وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:36 ص]ـ
ننتظر الردود، فنحنُ أيضا نودّ معرفة الحكم حتى تعمّ الفائدة، وجزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيبُ عبد الحميد على حرصك على اتباع السنة وتجنب البدعة
وإياكم أخي الحبيب
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:37 ص]ـ
رقم الفتوى 38417 القول المشروع للمسلم إذا أراد أن يودع غيره
تاريخ الفتوى: 10 شعبان 1424
السؤال
السلام عليكم هل قول عند الوداع بين اثنين: لا إله إلا الله ثم يرد الآخر بقول: محمد رسول الله جائز، وهل هو من الشرع في شيء وما الدليل إذا كان صحيحا؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نعثر على هذا الذكر الوارد في السؤال في شيء من دواوين السنة المشهورة، فليس -إذن- من الشرع في شيء، والمشروع للمسلم إذا أراد أن يودع غيره أن يقول، السلام عليكم، لما رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له خير أن يجلس فليجلس، ثم إن قام والقوم جلوس فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة.
كما يشرع للمسافر أن يقول للمقيم عند الوداع: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. رواه أحمد وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ويشرع أيضاً للمقيم أن يقول للمسافر عند الوداع: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. رواه أحمد والترمذي وأبو داود من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
جزاك الله خيراً، أثلجت صدري
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:29 م]ـ
للرفع(53/120)
هل القول بان صلاح الدين اشعري ليس بصحيح
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[13 - 01 - 09, 11:45 م]ـ
عقيدة صلاح الدين
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة ( http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.show************************ ****&****************************id=1505)
السؤال: سمعناك قلت في درسك: إن صلاح الدين الأيوبي من الرافضة؟
الجواب: أعوذ بالله،
بل هو الذي قتل الرافضة وأبادهم، وأرجى عملٍ لصلاح الدين رحمه الله قضاؤه على الرافضة، هو عندي كذلك؛ بل عند علماء الإسلام الذين كتبوا عنه: أفضل قربةً إلى الله تعالى من قتله للصليبيين قضاؤه على تلك الدولة الرافضية التي كانت تنادي وتقول: (من لعن وسب فله كيل وإردب) يعني: من لعن الصديق والفاروق رضي الله عنهما يأخذ، ومن لم يلعنهما لا يأخذ. هذه دولة قضى عليها صلاح الدين؛ أفيكون من الرافضة؟! حاشاه من ذلك!
ولكن نقول: هل كان صلاح الدين أشعرياً كما يقال؟
وأقول: لا نفترض في كل قائد أو مجدد أن يكون كاملاً أو معصوماً، المعصوم من عصمه الله، وهذا خاص بالرسل الكرام، بعض العلماء كالمقريزي وبعض المؤرخين المتأخرين قالوا: إنه كان أشعرياً، وأظهر العقيدة الأشعرية، وفي الحقيقة لا صحة لهذا الكلام على الإطلاق؛ لأن بعضهم يسمي الأشاعرة أهل السنة، فيقول: أظهر العقيدة الأشعرية، ويقصدون أنه أظهر عقيدة أهل السنة.
وصلاح الدين رحمه الله ونور الدين منعوا كتب المنطق والفلسفة، وفي أيام دولة صلاح الدين وأبنائه كانت كتب الفلسفة محرمة وممنوعة، وكانت تحرق إن وجدت، ولذلك كان اتجاههم إلى السنة، لكن قد تخفى بعض المسائل حتى على علماء عصرهم، فلا ندعي لهم الكمال والعصمة على أية حال، وهم ما كانوا دعاة إلى البدعة، بل كانوا يحبون السنة وينصرونها؛ وأنا وأنت قد نجتهد في أن ننصر السنة وندعو إليها، ثم نخطئ فنقع في بعض البدع وبعض المعاصي، ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمؤكد والثابت أن صلاح الدين وأخاه العادل وغيرهما من ملوك الأيوبيين كانوا ضد البدع؛ حتى إن الكوثري المعروف بتعصبه الشديد على أهل السنة وميله إلى الأشعرية والماتريدية يسب صلاح الدين وذويه ويذمهم لأنهم -حسب زعمه- كانوا يمكنون للحشوية ولأهل الحديث ويتركون أهل العقيدة الصحيحة؛ ويعني بهم أهل مذهبه؛ الأشاعرة والماتريدية.
ومن كان من الاخوة لديه فضل علم يتعلق بهذه المسالة فليتحفنا به
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 09, 12:23 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-18695.html
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[14 - 01 - 09, 07:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا لكن الرابط لا يعمل
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 09, 08:47 ص]ـ
راجع موقف ابن تيمية من الأشاعرة ص 501
وكتاب موسوعة المذاهب والأديان المعاصرة (الأشاعرة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18695
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 01 - 09, 09:49 ص]ـ
تفضل أخي الحبيب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=794254&postcount=4
وأقرأ هنا أيضاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129848
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[14 - 01 - 09, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن الرابط لا يعمل
رابطك لا يعمل
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:23 م]ـ
بل كان أشعريا ...................... بل إن صلاح الدين رحمه الله من اسباب انتشار المذهب الاشعري في مصر كما ان ابن تومرت كان من اسباب انتشاره في بلاد المغرب و قد ذكر المقريزي ذلك في الخطط عند حديثه عن نشاة المذاهب و انتشارها في مصر و سبب انتشار المذهب الاشعري في مصر و قد كان صلاح الدين رحمه الله يحفظ متنا في العقيدة الاشعرية و يحفظه من حوله من الصغار ........ لتفصيل ذلك ارجع لخطط المقريزي و الامدي و اراؤه الكلامية للدكتور حسن الشافعي و موقف ابن تيمية من الشاعرة
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[16 - 01 - 09, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات وجعلها الله في موازين حسناتكم(53/121)
الكعب العالي بدعة يهودية خبيثة.
ـ[أبو حزم الشاوي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 12:24 ص]ـ
الكعب العالي
بدعة يهودية خبيثة
أحمد ذيب
مقدمة:
إنّ من الأمُور المُنكرة التي انتشرتْ وذاعتْ، وعمَّتْ وطمَّتْ بين النّساء لبسُ الكُعوب العالية، وهي بدعةٌ ظالمةٌ لم يعد النَّاسُ يُلاحظون ما فيها من هَوانٍ وشرٍّ لِطُول ما أَلِفُوها، والمألوفُ الشائعُ يُسْكِتُ العجب ويُميتُ الاحتجاج؛ لأنَّه يتحوَّل إلى عادةٍ مقبولةٍ.
ولعمر الله! كم امرأةٍ في العالم سألت نفسها لماذا ألبس حذاءً ذا كعبٍ عالٍ يُضايقُني في المشي ويضرُّ باستقامة ساقي؟!
وكم امرأة قد صنعتْ شيئاً في مقاومةِ هذا الطُغْيان المُذلِّ؟!
التحذير من مشابهة الكفار:
قد حذَّر عليه الصَّلاة والسَّلام أشدَّ التحذير من مُشابهة الكُفار والمشركين في شؤونهم الخاصة، وقلَّ أنْ تجِدَ باباً من أبواب الشريعة إلا وفيه أمرٌ بمُخالفتهم وتجنُّب مشابهتهم
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " غيّروا الشِّيب ولا تتشبهُوا باليهود ولا النصارى" خرَّجه أحمد، والترمذي، وابن حبان بإسناد حسن.
وقوله: " خالفوا المُشركين، احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى" خرّجه الشيخان.
ورأى صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو بن العاص ثوبيْن معصفريْن فقال له: " إنَّ هذه ثيابُ الكفار فلا تلبسها" خرّجه مسلم.
وقد شاع ذلك عنه عليه الصلاة والسلام وانتشر وعلمهفيه. َاسُ جميعاً، المسلمون منهم وغير المسلمين حتى قال اليهود: ما يُريد هذا الرجل؟ (أي: محَّمد) أنْ يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه. صحيح مسلم
الحكمة الإلهية في جعل المرأة أقصر من الرجل:
إنّ الخالق الكريم قد أحسن صُنعاً عندما جعل النِّساء أقصرُ قامةً من الرجال؛ فإنَّ المرأةَ تأوي إلى ظل الرجل، وتطلب حمايته وحنانه.
ولو تأمَّل الرجلُ دخيلةَ نفسهِ لوجد أنَّه يَسْعَدُ حين يجد نفسه أطول من زوجته وأخته، وكذلك تُحسُّ المرأة بالرضى النفسي وهي تجد أنَّها أقصر من الرجال، فالكعابُ العاليةُ تمرُّدٌ على الحكمة الإلهية، وانقلابٌ على الطبيعة النفسية للمرأة والرجل على حد سواء.
حكم لبس الكعب العالي للنساء؟.
سُئلت اللجنة الدائمة عن حكم لبس الكعب العالي للنساء، فأجابت:
الحمد لله
لبس الكعب العالي لا يجوز لأنه يُعرض المرأة للسقوط، والإنسان مأمور شرعاً بتجنب المخاطر بمثل عموم قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) [النساء:29] وقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) [البقرة:195] كما أنه يُظهر قامة المرأة وعجيزتها بأكثر مما هي عليه، وفي هذا تدليس وإبداء لبعض الزينة التي نهيت عن إبدائها المرأة المؤمنة بقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو نسائهن) [النور:31] انتهى من فتاوى اللجنة الدائمة (مجلة البحوث 9/ 46)
الكعاب العالية بدعةٌ يهوديةٌ خبيثةٌ:
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في السلسة الصحيحة (486) حديثاً في قصة امرأة ممن كان قبلنا من بني إسرائيل كانت قصيرة فاتخذتْ رجليْن من خشب، وخلتماً حشت فصّه أطيب الطيب، فإذا مرّتْ بمجلس حرّكته فنفخ ريحُه، كلّ ذلك لتلفت نظر الناس إليها
فالكعب العالي بدعة يهوديةٌ قديمةٌ.
الكعب العالي على خلاف الفطرة:
لقد خلق اللهُ الإنسانَ بقدمٍ مُسطَّحةٍ لحكمةٍ عظيمةٍ تنسجم بها القدمُ مع الجسم، فيُساعد ذلك على الحركة والحياة والنمو. ولا أخالُ أيِّ إنسانٍ متعلِّم يقوى على مناقشة هذا؛ فالصحة تتطلب أنْ نلبس الكعب الواطئ؛ والمشية الطبيعية التي تساعد الجسم على الرشاقة والجمال هي مشية تنبسط فيها القدم ويرجع الصدر إلى وراء. وكل امرأة سليمة لم تُشوِّه الأباطيل ذهنها تعترف بأنَّ السير بهذه الكعوب عسيرٌ مزعجٌ.
الأضرار الصحيّة:
نشرت مجلة الجديد (ص18) بتاريخ 27/ 5/1998 مقالاً بعنوان (آخر تحذير طبي يؤكد: الكعوب العالية تسبب التهاب المفاصل) جاء فيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/122)
(أطلقت مجموعة من العلماء الأمريكيين في بوسطن تحذيرها إلى السيِّدات، ونصحتهنَّ بالابتعاد الكلي عن الأحذية ذات الكعب العالي، فقد تبيَّن أنَّ الكُعوب العالية لا تسبب التعب والإجهاد فحسب، بل يُمكن أن تؤدي إلى إصابة المرأة بمرض التهاب المفاصل، وأنها تُضاعف من نسبة الجُهد والضغط داخل مفصل الركبة الذي يُعتبر من أكثر مناطق الجسد تعرّضاً لالتهاب المفاصل.
وحسب هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة (لانست) الطبيّة فإنَّ ارتداء الحذاء ذي الكعب العالي يؤثر أيضا على الكاحل، ويزيد من معدل الضغط على الركبة بنسبة (25%)؛ وعلى الورك أو مفصل الفخذ الذي يُعتبر أيضاً من المناطق الجسدية المرشحة للإصابة بالتهاب المفاصل في مرحلة متقدمة من عمر الإنسان.
فيا ترى هل تفيق النساءُ المُقلِّدات للغرب من غفلتهنَّ ويرجعنَّ إلى رشدهنَّ حرصاً على صحتهنَّ؟!
الأضرار الجمالية للكعب العالي:
ويتبع السبب الصحي في ضرر الكعب العالي سببٌ جمالي فنيٌّ يتطلبه الذوقُ الإنساني السليم؛ لأنّ الكعب العالي يُضفي التصنُّع والتكلّف على مشية المرأة فتموت الروحُ الإنسانية الحرّة التي خُلفتْ لتكون كريمة مُطلقة تفرض ذاتها على كل شيء.
وإنما سعادة العقل والروح في أن يكون الجسمُ حُرّاً مُرتاحاً غير ذليلٍ، والكعوبُ العالية تقتل الروح وتُذلها؛ لأنّها تفرضُ عليه حركات مُصطنعة.
الأضرار النفسية:
وثالثُ وجوه الضرر الكامنة في الكعب العالي الوجه النفسي، فالكعوب العالية تُعذّبُ المرأة وتحرمها السعادة بالمشي والحركة، فمن التحرك تنبعثُ البهجة وينبثق الرضى النفسي العميم، والمرأة التي تلبس الكعب العالي لا تقدر على الحركة الطبيعية المُنطلقة، فإذا همّت بالسّير خطواتٍ شعرت بقدمها تُقيّدها، وتفرض عليها الترنح في السّير والتعب والتكلف.
إنّ سعادة المرأة مثل الرجل في أنْ تُعبّر عن نفسها بالحركة والحياة. أما الرجلُ فقد كان كريماً عزيز لنفس فلم يستطع أحدٌ أنْ يضع له مسماراً في أسفل قدمه، وأما النساء فقد قبلنّ الذل والهوان، والله المُستعان.
الأضرار الأخلاقية:
ومن صنوف الضرر التي ينزلها الكعب العالي بالمرأة: الضرر بخُلقها، فالكعب العالي وسيلة من وسائل الكذب والنفاق تتوسّلُ به النساء إلى خداع المُقابل، فتوهمه أنها أطول قامة مما هي عليه في الواقع، وهي بذلك تهدم نفسها.
إنّ على الفتاة القصيرة أن تشحذ ثقتها بنفسها وتعتز بطولها دون أن تلوّث نفسها بالكذب والتطاول، فقد خُلق الإنسان كريماً، ومن كرم الذات أن نعترف بأبعاد حقيقتنا، ونتقبل واقعنا صادقين نزهين، فلا نكذب على الناس ولا على أنفسنا.
خاتمة:
اعلمي يا أُختاه أنَّ الإسلامَ يفرضُ على المسلم أنْ تكون له شخصية مستقلة متميّزة خاصة به، ولا يُجيز له أنْ يُقلّد الآخرين، أو أنْ يتشبَّه بالكافرين في أمورهم الخاصة؛ لأنَّه يريد منه أنْ يكون القدوة والأسوة، والمُرشد والهادي، لا أنْ يكون ذنباً وذيلاً، وتابعاً ذليلاً.
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[15 - 01 - 09, 03:12 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا حزم و نفع بكم و ما شاء الله على الاجتهاد رغم قرب العهد - بالتعريس -[مروكية]
يرفع للإفادة
ـ[عبدالرحمن ابو عبد الله]ــــــــ[15 - 01 - 09, 03:18 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا حزم و نفع بكم و ما شاء الله على الاجتهاد رغم قرب العهد - بالتعريس -[مروكية]
يرفع للإفادة
ـ[أمجد فلاح]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:53 ص]ـ
- إذا أقسم الأبطال يوما بسيفهم ... وعدوه مما يكسب المجد والكرم
- كفى قلم الكتاب مجدا ورفعة ... مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم
بارك الله فيك أخي أحمد
ـ[أبو يوسف التخمارتي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:33 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هاته الإفادات الخاصة في شان ذاك الملبس المشين الذي رمي من تجنبه بالتخلف والتطرف ... تحياتي لك أخي(53/123)
سؤال مهم الى الاخوة المتخصصين فى العقيدة عن كتاب الشيخ الرضوانى غن الاسماء والصفات
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم
اخوانى الافاضل سمعت من بعض الاخوة الذين يحضرون دورة الشيخ الرضوانى فى الاسماءوالصفات انه تكلم عن بحثه فى هذا الامر وقال ان بعض المشايخ قبلوا البحث وتكلم الشيخ عن الشيخ ياسر برهامى و الدكتور جمال المركبى بشيء من التهكم عندما اعترضوا علي بحثه فهل من معين على فهم الموضوع
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[14 - 01 - 09, 12:31 م]ـ
أخى أنا لست متخصصا
لكن موضوع الدكتور الرضوانى - حفظه الله- ليس هو الفسصل ولا النهائى فى المسألة
والأمر يحتاج بحث قوى جدا وماجمعه الدكتور فيه أخذ ورد
ـ[حازم المصري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 01:44 ص]ـ
الشيخ حفظه الله فصَّل كثيراً في المسألة و أثبت أن من منهج السلف أن الاسماء توقيفية و أنها لا تؤخذ بالاشتقاق ولا بالقياس وإنما هي تعليمية (أي نتعلمها من القرآن و السنة الصحيحة فقط)
والشيخ لم يزد على أن قام بتنقيح الضوابط التي تعارف عليها السلف دون سرد ومن ثم اتبع تلك الضوابط في استخراج الاسماء من القرآن و السنة الصحيحة , نعم قد تختلف مع الشيخ في بعض الاسماء بأن يصح عندك حديث لم يأخذ به الشيخ أو العكس أو ترى أن هذ الاسم مطلق و الآخر مقيد و هكذا.
ولكن العجيب أن يقول أحد بجواز اشتقاق أسماء لله من أفعاله أو صفاته فهذا ما لم يرد عن السلف لا تصريحاً ولا تلميحا بل كل من تكلم في الأسماء إما أن يصرح أو يفهم من كلامه أنه يقول بالتوقيف والتوقيف فقط كطريق لإثبات الإسم
للتفصيل هناك خمسة محاضرات القاها الشيخ ببلبيس للرد على المعترضين وعلى شبههم.
نصح المحبين في التعرف على أسماء الحق المبين ( http://www.alridwany.com/sound/nosh/nosh.html)
و للمتخصصين يمكن مراجعة توقيعي والمشاركة بالموضوع.
والله من وراء القصد.
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[17 - 01 - 09, 05:39 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخونا الحبيب كريم على سعيك لبيان الأمر في المسألة
و عدم الحكم لأي الطرفين إلا بالعلم و بيان الأمر
يمكنك مراجعة هذا الكتيب القيم
و الذي بعنوان " الانتصار للسلف الأخيار "
قمت برفعه لك في المرفقات و هذه مقدمته يقول مؤلفه
"ولعل من الضرورة أن أشير إلى أهم تلك الأخطاء، ليعلم القارئ أهمية هذا "النقد"، فأقول: يمكن حصر أهم الأخطاء في النقاط التالية:
1 - زعمه أنه لم يقم أحد من السلف الصالح، ولا من علماء المسلمين وأئمتهم بإحصاء الأسماء الحسنى؛ لعدم توفر الحاسب الآلي لديهم.
2 - اشتراطه فحص جميع النصوص القرآنية والنبوية لإحصاء الأسماء الحسنى.
3 - زعمه امتناع إحصاء الأسماء الحسنى بدون استخدام الحاسب الآلي.
4 - ادعاؤه أنه أحاط علماً بالسنة النبوية كلها.
5 - عدم قبوله للحديث الحسن في باب إثبات الأسماء الحسنى.
6 - رده كذلك للحديث الموقوف الذي له حكم الرفع.
7 - زعمه أن الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة تسعة وتسعون اسماً فقط.
8 - إخراجه لفظ الجلالة "الله" من التسعة والتسعين اسماً.
9 - جزمه بأن الأسماء التي قام بإحصائها هي المعنية بحديث: (إن لله تسعة وتسعين اسماً .... ).
10 - تفسيره لحديث: (إن لله تسعة وتسعين اسماً .... ) تفسيراً لم يقله أحد قبله.
11 - وقوعه في أخطاء كثيرة نتيجة لاعتماده الكلي على الحاسب الآلي. "
و للعلم هذا الكتيب موجود في الموسوعة الشاملة أخر إصدار و هو من ضمن كتب العقيدة
لمن أراد مطالعته من خلال الموسوعة الشاملة
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[17 - 01 - 09, 04:09 م]ـ
سمعت من إخواني الذين يحضرون دروس الشيخ أنه يتكلم على المشايخ بطريقة غير علمية فيها تهكم و سخرية .. الله المستعان
هذا مقال منقول كتبه الشيخ عبد المنعم الشحات في موقع صوت السلف:
الحاسوب لا يرفعُ خلافاً، ولا يقعِّدُ قاعدةً، ولا يقدِّرُ عاقبةً
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فمن الأحاديث التي أولاها العلماء عناية كبيرة قديمًا وحديثًا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/124)
والمتأمل في هذا الحديث سوف يكتشف بادي الرأي أن هذا الحديث يتكلم عن فضل التعبُّد بتسعة وتسعين اسمًا من أسماء الله الحسنى، وأنها لم تأت مجموعة في مكان واحد، لا في هذا الحديث ولا في غيره، ومن هنا فقد أدرك العلماء الحكمة من ذلك، وهي كالحكمة في عدم تعيين ليلة القدر ليجتهد الناس في عشر ليالٍ بدلاً من واحدة، وكذلك الأمر هنا: علم العلماء أن هذا الباب باب اجتهاد للعلماء يعملون فيه جهدهم.
وطبعا ليس المقصود بالاجتهاد أن يخترعوا لله أسماء وصفات، ولكن المقصود تتبع ما ذكر لله من أسماء في القرآن والسنة.
ومن هنا بحث العلماء مسألة الاشتقاق، وهي: هل يجب الالتزام بما ورد بصيغة الاسم، فيكون اسمًا لله وما ورد بصيغة الفعل فيكون صفة لا اسمًا؟ فمنهم من ذهب إلى عدم الاشتقاق، ومنهم من ذهب إلى جوازه.
فأما القائلون بعدم جواز الاشتقاق فمعظمهم لمَّا أراد أن يجمع الأسماء الحسنى لم يبلغ بها التسعة والتسعين، وهو ما أخذه عليهم القائلون بالاشتقاق؛ حيث علق الشرع فضلاً خاصًّا على التعبد لله بتسعة وتسعين اسمًا، مما يعني أن جمع هذا العدد من أسماء الله ممكن.
وأما الذين قالوا بجواز الاشتقاق فمنهم من ذهل عن أن الاشتقاق بمعنى تغيير صيغة الفعل إلى اسم الفاعل أو صيغة المبالغة مع إسناد ذلك إلى الفاعل وإن كانت صحيحة لغة، إلا أن هذا لا يتيح إغفال القيود الأخرى في الكلام، فوقع في خطأ بالغ، ومن أمثلة ذلك قوله -تعالى-: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (البقرة:15)، فلا يجوز لنا أن نقول: إن الله "يستهزئ" ونسكت، بل لا بد من تقييد ذلك بأنه يستهزئ بالمستهزئين، ولا يجوز بطبيعة الحال أن نقول: "إن الله مستهزئ" ونسكت، ولكن إن قيدناه بالمستهزئين فالراجح صحة ذلك.
وقد ورد ذلك المعنى بصيغة الفاعل في قوله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (النساء:142)، فالكلام ليس في الصيغة الصرفية بقدر ما هو في المعنى.
ولذلك اشتد نكير كثير من العلماء على من أورد "المستهزئ، والماكر، والزارع"، في أسماء الله، وإن بقي الاختلاف بينهم في الاشتقاق من الصفات الأخرى، بل معظم من تكلم في جمع الأسماء الحسنى استعمل الاشتقاق بصورة أو بأخرى ابتداءً من "الوليد بن مسلم" -رحمه الله- صاحب أشهر محاولة وأكثرها قبولاً لدى المؤلفين من بعده، ساعد في ذلك أنها رُويت مدرجة مع أصل الحديث، مما أغرى العلماء بشرحها، مع أن معظمهم قد نص على إدراجها، إلا أنهم وافقوه على اجتهاده في الأعم الأغلب منها.
وأما الذين ذهبوا إلى عدم جواز الاشتقاق فإنهم احتاجوا أيضًا إلى قيد مراعاة السياق الذي قال به المجوزون للاشتقاق؛ لورود الماكر والزارع في نصوص الشرع بصيغة اسم الفاعل.
هذا وقد تعاقب على محاولة جمع الأسماء الحسنى علماء اتفقوا على جملة من الأسماء، وهي التي وردت بصيغة الاسم متضمنة الكمال المطلق من كل وجه، ومنهم من اقتصر عليها وإن لم يجمع تسعة وتسعين اسمًا، ومنهم من ألحق بها أولى الأسماء بها مما ورد في الشرع، بل وإن لم يكن اسما في اصطلاح النحويين مثل "ذي الجلال والإكرام"، وهو من المعاني الثابتة جزمًا والتي أثنى الله على نفسه بها، والخلاف في تسميتها اسمًا ومن ثَمَّ إدخالها في عدد الأسماء المشار إليها في الحديث أمر وسع الأمة فيه الخلاف.
وكان يسع الدكتور "محمود عبد الرازق" أن يكون واحدًا من هؤلاء، وربما كان في بحثه إضافة ثرية في جمع الأسماء وشرحها وبيان صور التعبد بها، لاسيما وأنه لم يغب عنه -كما ذكر في مقدمة كتابه- جهود العلماء السابقين والمعاصرين واتفاقهم الضمني، بل الصريح على أن الأمر فيه مساحة من الاجتهاد.
إلا أن الدكتور أبى إلا أن يرفع الخلاف في المسألة، وهذا هو بيت الداء، ولا أظنه يخفى عليه أن المسائل الخلافية بين علماء الأمة المعتبرين لا يرفع الخلاف فيها إلا إجماع لاحق، لا بحث رجل مهما بلغت قوة هذا البحث وجزالته، ولا أدري هل رام الدكتور بحثًا يبلغ من القوة مبلغًا يقنع علماء الأمة قاطبة بأن هذه هي الأسماء المقصودة من الحديث؟!! هذا إذا قلنا بإمكان ضبط الإجماع في زماننا أصلاً، ثم إنه طالما لم يحصل الإجماع فستبقى المسألة خلافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/125)
لقد علق الدكتور الخلاف بين العلماء على عدم وجود ضوابط، وكان ينبغي عليه أن ينتبه إلى أن عدم إفصاح المجتهد عن قواعده لا يعني عدمها، ولكن على أية حال ففي إطار مشروعه الشخصي كان وضع الضوابط أولاً خطوة مطلوبة، ثم إنه وضع ضوابط كان منها رفضه للاشتقاق، وهذا مذهب يقول به بعض أهل العلم ولا حرج عليه إن ترجح ذلك لديه، ولكنه تجاوز ذلك إلى الادعاء بأنه إجماع السلف، مع أن الدكتور قد ذكر من صنفوا قبله في الأسماء، وهو أدرى بما في كتبهم من إثبات أسماء بالاشتقاق، ناهيك عما تعج به كتب ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- في تضاعيف كلامهم مما يفوق ذلك بكثير.
ومن جملة الضوابط التي وضعها أن يكون الاسم قد أريد به العلمية، ولا خلاف في أن الأسماء التي تحقق هذا الشرط هي من المتفق عليه، ولكن من اقتصر عليها قبل الدكتور محمود عبد الرازق لم يعد تسعة وتسعين اسمًا، إلا أن الدكتور أصر على أن يستكمل التسعة والتسعين فتسامح في تطبيق هذا الشرط على بعض الأسماء، منها الحديث المشهور عندما سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسعر لهم، فقال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق) رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
ومع أن السياق واضح جدًّا في عدم إرادة العلمية، بل المراد ذكر الأوصاف، فإن الدكتور قد اعتبر هذا الحديث مرادًا به العلمية، ومرر به هذه الأسماء جملة واحدة، بل لم يشترط ما اشترطه معظم العلماء قبله بلزوم الاقتران بين القابض والباسط -لأن القابض بمفرده يوهم النقص-؛ لأن هذا سوف يعكر عليه صفو قواعده.
وقد ذكر الدكتور أنه امتحن من استطاع الوصول إليه من المعاصرين ممن صنفوا في أسماء الله في اسم "المسعر"، ولماذا لم يدرجوه في كتاباتهم، فأفاد أنه لم يلقَ إجابة شافية، وذكر أنه كلم بعضهم في الهاتف فلعلهم أعرضوا عن المناقشات الهاتفية، وإلا فالتعليل واضح من أن هذا الوصف الوارد بصيغة اسم الفاعل لم ترد به العلمية، كما أنه ليس مدحًا بإطلاق، فمثله مثل الزارع لا يطلق إلا مقترنًا بمتعلقه، ومثل ذلك فقل على انتزاعه اسم "الطيب" من حديث: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا) رواه مسلم.
وكل هذا كان يمكن احتماله لولا أن الدكتور قد اغتر بنتائج بحثه، فظن أن هناك ضوابط صارمة أخرجت تسعة وتسعين اسمًا بالتمام والكمال، مما يعني أنه بصدد فرصة ذهبية لإغلاق باب الخلاف في المسألة.
وكدَّر على صفو تلك الفكرة أن الدكتور بحكم سلفيته يعلم أن السلفيين لا يمكن أن يَنسبوا إلى السلف أنه قد فاتهم شيء قطعي كان ينبغي أن يجمعوا عليه، ولكنه تفرق بينهم حتى لا يوجد منهم واحد عبر التاريخ قد قال بالحق كله مجموعًا في هذا الباب بناءً على ما يراه الدكتور، وهنا تفتق ذهن الدكتور عن عذر يعتذر به عن السلف أنهم فاتهم عقيدة قطعية بهذا القدر من الوضوح الذي يدعيه الدكتور، وهو أنه لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بمساعدة الحاسوب، وأن السلف لو كان معهم الحاسوب لوصلوا إلى ما وصل إليه الدكتور.
وهذه سقطة لا يجبرها إلا الرجوع التام عنها؛ فإن الدكتور من أدرى الناس بأن علماء السلف لم يقبلوا من الأشاعرة ما هو أفضل من هذا حينما زعموا أن السلف شغلهم الجهاد عن تدبر آيات الصفات، بل لم يقبلوا منهم الزعم بأن منهج السلف "أسلم"، وأن السلف لسلامة قلوبهم اختاروا الأسلم، واضطر من بعدهم إلى الخوض في التأويل والمعاني؛ لأن أي تجهيل للسلف في أمر من أمور الدين لا يمكن أن يقبل تحت أي ظرف من الظروف!! فضلاً أن كلام الدكتور ينقل التهمة من السلف إلى الشرع ذاته، فيكون الشرع قد أمر الأمة باعتقاد عقيدة تبقى مغيبة عنهم خمسة عشر قرنًا من الزمان.
ثم إن الدكتور قد نسي أن الخطوة الأولى عنده لم تكن الجمع، وإنما كانت وضع الضوابط والتي يراها قطعية ملزمة، وهذه الخطوة ليس للحاسوب أي دور فيها، فأي عذر للأمة في تركها الاتفاق على تلك القواعد التي يراها الدكتور قطعية؟
إنَّ الحاسوب إن أفاد فلن يفيد إلا في الجمع، ولكن بالتأمل في الأدلة التي استفاد منها الدكتور الأسماء، تجد أنه ليس شيئًا منها مما يفوت الحفاظ جمعه بلا حاسوب، لاسيما المتأخرين منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/126)
ثم إن كان الدكتور يرى أن عذر الأمة في الجهل بهذه العقيدة القطعية هو عدم وجود الحاسوب فنحن نسأل بدورنا متى ارتفع هذا العذر: أهو من تاريخ معرفة البشرية بالحاسوب في منتصف القرن الماضي، أم منذ شيوع النوع الشخصي منه في الربع الأخير منه، أم من تاريخ اقتناء الدكتور للحاسوب؟؟!
ثم إن الدكتور ليس من المعنيين -فيما نعلم- بعلوم الحاسوب والتي بلغت من تشعبها الآن مبلغًا جعلها تفوق علوم الطب في عدد فروعها، بحيث يكون غاية آمال من تخصص في جانب منها أن يلم إلمامًا عامًّا بالجوانب الأخرى.
ومن خلال ما حكاه الدكتور في مقدمة كتابه عن دور الحاسوب في هذا البحث -واستخدامه ثلاثة حاسبات!!! - ومساعدة زوجته له ندرك أن الدكتور لم يستعن مثلاً بخبراء في مجال البرامج الخبيرة أو الذكاء الصناعي، ولا حتى برمجة الكائنات ليصمم برنامج بحث صرفي يعطيه الصور المختلفة للتصريف أو نحو ذلك، فهذا مما يجعل دور الحاسوب في بحث الدكتور كدوره في بحوث طلاب المدارس والجامعات.
ثم هب أن الدكتور باستخدام برامج البحث البدائية الموجودة في نظام تشغيل "الويندوز" أو حتى "اليونكس"، استطاع أن يحصر كل النصوص التي فيها ذكر الله، ونخلها جميعها، فيبقى أن الحاسب لم يقعد له قواعد، كما أنه لم يطبقها له، وحديث: (إن الله هو المسعر) من الشهرة بمكان، وكثير ممن نظر فيه قبل الدكتور لم يجدوا ضوابطهم منطبقة عليه، مع أن ضوابطهم كانت أيسر من ضوابط الدكتور.
ظهر الكتاب وكالعادة طارت الأسئلة، وأجبنا إجابات مختصرة فيها تخطئة الدكتور محمود عبد الرازق في تخطئته للأمة، فاتخذ منا هدفًاً لفترة طال أمدها، ونحن معرضون عن إعطاء الأمر أكبر من حجمه حتى لا يتسع الخرق على الراقع -كما يقولون-.
إلا أن الدكتور قرر هو ومجموعة ممن وافقه أن يحاربوا الدنيا بأسرها، وأن يقاضوا الأزهر والأوقاف، بل والمغنين الذين يغنون الأسماء الحسنى القديمة.
وكما كان الحاسب بريئًا من وضع القواعد، بريئًا من تطبيقها، بريئًا من تخطئة الأمة، فقد كان أكثر براءة من عدم حساب العواقب التي لا ندري كيف حسبها أصحاب ذلك الموقف!!
لو كانت المعارك القضائية يمكن أن تغير مناهج الأزهر فلماذا يترك هؤلاء الأزهر وهو يدرس عقيدة الأشاعرة في جميع مراحله العلمية على الرغم أن من علمائه من طالب بتدريس منهج السلف، منهم الشيخ "هراس" -رحمه الله- عميد كلية أصول الدين الأسبق؟!
ولو كانت المعارك القضائية يمكن أن تغير الأسماء المنقوشة على جدران مساجد الأوقاف فلماذا لا يطالبون بإزالة جميع هذه النقوش، ومن باب أولى إزالة القبور من المساجد مع وجود فتاوى لشيوخ كثيرين شغلوا كرسي الإفتاء في مصر سابقًا بضرورة إخراج القبور من المساجد؟!
وإذا كانت المعارك القضائية يمكن أن تسحب معها أغنية فلماذا السكوت عن الأغاني هابطِها وشعبيِّها وشبابيِّها؟!
ثم أين حساب العواقب في مردود ذلك على العوام الذين لن يتمكنوا إلا من سماع الخبر دون أن يعرفوا الخلاف في الأسماء الحسنى، وهل يجوز فيها الاشتقاق أم لا، والفرق بين المراد به العلمية والذي لم يراد به العلمية؟!
وما مدى وقع خبر أن الحاسوب قد اكتشف خطأ الأسماء التي كانت الأمة ترددها عبر خمسة عشر قرنًا من الزمان على المتابعين من غير المسلمين؟!
إن الحاسوب بريء من كل هذه التبعات، وإذا كان الدارس لعلوم الحاسب يكون أول ما يتعلمه أن الحاسب لا يستطيع أن يحل مسألة لا نعرف نحن حلها، وإنما غاية ما هنالك أن يكون أداة توفر الوقت والجهد في تنفيذ حل محدد لمشكلة محددة، وهذا لا يكون إلا إذا عرفنا نحن الحل، ثم استطعنا وضعه في إطار منطقي صارم، ثم تأتي مرحلة برمجة الحاسب وفق هذا الحل.
ونحن بدورنا نقول: "الحاسوب لا يرفعُ خلافاً، ولا يقعِّدُ قاعدةً، ولا يقدِّرُ عاقبةً".
نسأل الله أن يهدينا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[30 - 01 - 09, 11:15 م]ـ
بإذن الله سيطبع قريباً كتاب بعنوان
<< هل يجوز اشتقاق أسماء لله من أفعاله و صفاته >>
حيث يناقش هذه المسالة بالتفصيل و بناقش أدلة القائلين بجواز الاشتقاق و يرد عليها.
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 02 - 09, 08:13 م]ـ
الله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 08:38 م]ـ
العلم الصرف من غير حكمة شر ووبال
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:33 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو نوح]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:22 م]ـ
جزيتم خيرا على هذا التوضيح
لابد من الانتقاء في الكلام عن المشايخ(53/127)
المعتزلة .. ماضياً وحاضراً
ـ[الموسى]ــــــــ[14 - 01 - 09, 02:46 م]ـ
كنت أظن أن الفكر المعتزلي أبتراً وكم كنت مخطئاً حين ظننت بأن الكهل المعتزلي قد انقطع أثره وأصبح خبر بعد أثر، فنسله لم ينقطع، فسلالته ما زالت على الأرض، بالرغم من التشكلات والتحولات، وبالطبع ليس المعتزلي اليوم كالليبرالي، فالأول شجاع صاحب دين والثاني جبان صاحب لهو ..
ومن أراد أن يصدق ذلك فاليستخدم ال Dna ليظهر له مدى التطابق المعرفي بين الجيلين ..
ومن أبرز الملامح المركزية .. الشك والحيرة:
قال شيخ الاسلام: "ولهذا يجعلون الحيرة منتهى المعرفةويروون عن النبي صلى الله عليه وسلم: حديثا مكذوبا عليه {أعلمكم بالله أشدكم حيرة} وأنه قال: {اللهم زدني فيك تحيرا} ويجمعون بين النقيضين ملتزمين لذلك. وهذا قول القرامطة الباطنية والاتحادية وهو لازم لقول الفلاسفة والمعتزلة وإن لم يصرح هؤلاء بالتزامه".مجموع الفتاوى (ج2_ ص25)
وهذا ما سمعته حرفياً من أحدهم!! فيا للعجب
التكييف الشرعي لمن على ثغور المواجهة لهذه الطغم:
قال شيخ الاسلام: "لكن الموافقة التي فيها قهر المخالف وإظهار فساد قوله: هي من جنس المجاهد المنتصر. فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان " يحيى بن يحيى " يقول: " الذب عن السنة أفضل من الجهاد " والمجاهد قد يكون عدلا في سياسته وقد لا يكون وقد يكون فيه فجور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " {إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم} " ولهذا مضت السنة بأن يغزى مع كل أمير برا كان أو فاجرا والجهاد عمل مشكور لصاحبه في الظاهر لا محالة وهو مع النية الحسنة مشكور باطنا وظاهرا ووجه شكره: نصره للسنة والدين فهكذا المنتصر للإسلام والسنة يشكر على ذلك من هذا الوجه".مجموع الفتاوى (ج4_ ص14،15)(53/128)
ما معنى جملة ما ينبغى فى حق الله تعالى
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[14 - 01 - 09, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من أحد يستطيع أن يساعدنى فى جمع كلام أهل العلم عن معنى كلمة وما ينبغى إذا ذكرت فى حق الله تعالى فقد أخبرنى أحد شيوخى أنها فى بدائع الفوائد ولكنى لم أستطع الوصول إليها
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 01 - 09, 09:21 م]ـ
ما ينبغي تقصد في كلام الله أم لك قصد آخر.(53/129)
من دقائق استدلالات شيخ الإسلام على أن المهدي من ذرية الحسن
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 06:18 م]ـ
قال رحمه الله في رسالة: حقوق آل البيت بين السنة و البدعة:
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (المهدي من ولد ابني هذا). وأشار إلى الحسن.
وقال صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر الزمان خليفة يحثو المال حثوا). وهو حديث صحيح. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اسمه محمد بن عبد الله، ليس محمد بن الحسن. ومن قال: إن أبا جده الحسين، وإن كنيته الحسين أبو عبد الله فقد جعل الكنية اسمه، فما يخفى على من يخشى الله أن هذا تحريف الكلم عن مواضعه، وأنه من جنس تأويلا القرامطة، وقول أمير المؤمنين صريح في أنه حسني لا حسيني، لأن الحسن والحسين مشبهان من بعض الوجوه بإسماعيل وإسحاق، وإن لم يكونا نبيين، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهما: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة). ويقول: (إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق). وكان إسماعيل هو الأكبر والأحلم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر والحسن معه على المنبر: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به فئتين عظيمتين من المسلمين).
فكما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي الذي هو آخر الخلفاء يكون من ذرية الحسن.انتهى
بالمناسبة محقق الرسالة لم يخرج قول علي رضي الله عنه: (المهدي من ولد ابني هذا). وأشار إلى الحسن.
فمن وقف عليه فليفدنا بتخريجه(53/130)
الفوائد المنتقاة من (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 12:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد
فإن من الناس من هو مفتاح للخير مغلاق للشر، ومنهم من هو مفتاح للشر مغلاق للخير!!
وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ممن نحسبه من الصنف الأول، ولا نزكي على الله أحدا.
فقد جاء كتابه هذا (درء تعارض العقل و النقل) أو (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) شامة في جبين الزمن، لا يدانيه في بابه كتاب آخر، بل لا يكاد يوجد أصلا في بابه كتاب، كما قال ابن القيم:
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ............. ما في الوجود له نظير ثان
لأن الكتب المعروفة في هذا الباب قبل شيخ الإسلام هي نحو:
- الحيدة لعبد العزيز الكناني
- الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد
- النقض على المريسي لعثمان بن سعيد الدارمي
وكل هذه الكتب لم تستعمل قواعد المتكلمين في الرد عليهم.
فالمزية التي تميز بها هذا الكتاب أنه استعمل قوانين المتكلمين والفلاسفة نفسها في بيان بطلان مذاهبهم، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله:
ومن العجائب أنه بسلاحهم ................ أرداهم تحت الحضيض الداني
والكتاب يقع في عشر مجلدات، إلا أنه جاء على طريقة شيخ الإسلام في الإسهاب والتكرار بطرق مختلفة؛ لأن هذا ينتفع به القارئ كما نص شيخ الإسلام نفسه في بعض المواضع.
فالكتاب قابل للاختصار والتنقيح والترتيب، وهذا مشروع بحث لو قام عليه بعض الدارسين لكان جيدا؛ وذلك كما يلي:
- ترتيب الأوجه واختصار المكرر منها
- تنقيح العبارات الغامضة وصوغها بطريقة أسهل فهما
- استكمال كلام شيخ الإسلام الذي أشار إليه بقوله (بسطناه في موضع آخر)
وأسأل الله أن يجزي عنا شيخ الإسلام خير الجزاء.
وأن يستعملنا وإياكم في طاعته، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
وإليكم الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس:
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:02 م]ـ
أول المستفيدين إن شاء الله من هذا النقول المفيدة أيها الكريم
هل هناك مناقشة أم هو مجرد نقل فقط؟ 1
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:04 م]ـ
استفدنا من المشاركة واسال الله ان يغفر لي ولك ويتوب علينا
لكن اين الفوائد فقد فرشنا الموائد (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:19 م]ـ
[المجلد الأول]
5
وكان يقول – يعني أبا بكر بن العربي - شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر
6
ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله، فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له، فما وافق قانونهم قبلوه، وما خالفه لم يتبعوه.
وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم، وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها، لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم، وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات، فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن؛ وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم، وقد غلطوا في الرأي والعقل.
فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء
12
وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه، وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض، فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه، لا يقصدون طلب مراد المتكلم به، وحمله على ما يناسب حاله، وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده، فصاحبه كاذب على من تأول كلامه، ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل، بل يقولون: يجوز أن يراد كذا، وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ.
14
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/131)
لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول الأمر إليه وإن كان موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر ويراد به تفسير الكلام وبيان معناه وإن كان موافقا له وهو اصطلاح المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره ويراد به صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك
وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلام بعض المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم فلا يخصون لفظ التأويل بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الأول أو الثاني
16
ومنهم من يقول بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله فيتناقضون حيث أثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا مع هذا إنها تحمل على ظاهرها وهذا ما أنكره ابن عقيل على شيخه القاضي أبي يعلى في كتاب ذم التأويل
29
فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية سواء كانت قياس شمول أو قياس تمثيل، ويدخل في ذلك ما يسمونه براهين وهو القياس الشمولي المؤلف من المقدمات اليقينية وإن كان لفظ البرهان في اللغة أعم من ذلك
30
ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني، فيقولون: هذا ممكن؛ لأنه لو قدر وجوده لم يلزم من تقدير وجوده محال، فإن الشأن في هذه المقدمة فمن أين يعلم أنه لا يلزم من تقدير وجوده محال، فإن هذه قضية كلية سالبة فلا بد من العلم بعموم هذا النفي.
34
والرطوبة يعنى بها البلّة كرطوبة الماء، ويعنى بها سرعة الانفعال، فيدخل في ذلك الهواء، فكذلك يعنى باليبس عدم البلة، فتكون النار يابسة، ويراد باليبس بطء الشكل والانفعال، فيكون التراب يابسا دون النار، فالتراب فيه اليبس بالمعنيين، بخلاف النار
35
وكما تزعمه الفلاسفة الصابئون من تولد العقول العشرة والنفوس الفلكية التسعة التي هم مضطربون فيها هل هي جواهر أو أعراض
...... لكن أكثرهم يجعلون النفوس الفلكية عرضا لا جوهرا قائما بنفسه
38
كالأكوان التي هي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق
42
والدليل أبدا يستلزم المدلول عليه، يجب طرده ولا يجب عكسه، بخلاف الحد، فإنه يجب طرده وعكسه.
وأما العلة فالعلة التامة يجب طردها بخلاف المقتضية
54
لكن ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول وترك النظر والاستدلال الموصل إلي معرفته فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا
60
فأما أن يكون أمر اتفق أهل العلم والإيمان على أنه لا يطاق وتنازعوا في وقوع الأمر به فليس كذلك
63
وأما النوع الثاني: فكاتفاقهم على أن العاجز عن الفعل لا يطيقه كما لا يطيق الأعمي والأقطع والزمن نقط المصحف وكتابته والطيران فمثل هذا النوع قد اتفقوا على أنه غير واقع في الشريعة وإنما نازع في ذلك طائفة من الغلاة المائلين إلي الجبر من أصحاب الأشعري ومن وافقهم من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وإنما تنازعوا في جواز الأمر به عقلا حتى نازع بعضهم في الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين والنقيضين: هل يجوز الأمر به من جهة العقل مع أن ذلك لم يرد في الشريعة؟ ومن غلا فزعم وقوع هذا الضرب في الشريعة - كمن يزعم أن أبا لهب كلف بان يؤمن بأنه لا يؤمن ـ فهو مبطل في ذلك عند عامة أهل القبلة من جميع الطوائف فإنه لم يقل أحد: إن أبا لهب أسمع هذا الخطاب المتضمن أنه لا يؤمن وإنه أمر مع ذلك بالإيمان كما أن قوم نوح لما أخبر نوح عليه السلام: أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن لم يكن بعد هذا يأمرهم بالإيمان بهذا الخطاب بل إذا قدر أنه أخبر بصليه النار / المستلزم لموته على الكفر وأنه سمع هذا الخطاب ففي هذا الحال انقطع تكليفه ولم ينفعه إيمانه حينئذ كإيمان من يؤمن بعد معاينة العذاب
69
فإذا امتنع من إطلاق اللفظ المجمل المحتمل المشتبه زال المحذور وكان أحسن من نفيه وإن كان ظاهرا في المحتمل المعني الفاسد خشيه أن يظن أنه ينفي المعنيين جميعا
71
فقال أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] كلما ابتدع رجل بدعة اتسع الناس في جوابها
79
وإن كان أحد الدليلين المتعارضين قطعيا دون الآخر فإنه يجب تقديمه باتفاق العقلاء، سواء كان هو السمعي أو العقلي؛ فإن الظن لا يرفع اليقين
80
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/132)
وإذا قدر أن يتعارض قطعي وظني لم ينازع عاقل في تقديم القطعي لكن كون السمعي لا يكون قطعيا دونه خرط القتاد
90
وحينئذ فإذا كان المعارض للسمع من المعقولات ما [لعلها مما] لا يتوقف العلم بصحة السمع عليه لم يكن القدح فيه قدحا في أصل السمع وهذا بين واضح وليس القدح في بعض العقليات قدحا في جميعها كما أنه ليس القدح في بعض السمعيات قدحا في جميعها ولا يلزم من صحة بعض العقليات صحة جميعها كما لا يلزم من صحة بعض السمعيات صحة جميعها
وحينئذ فلا يلزم من صحة المعقولات التي تبني عليها معرفتنا بالسمع صحة غيرها من المعقولات ولا من فساد هذه فساد تلك فضلا عن صحة العقليات المناقضة للسمع
102
وأيضا فالتجسيم نفي لأنه يقتضي القسمة والتركيب فيجب نفي كل تركيب فيجب نفي كونه مركبا من الوجود والماهية ومن الجنس والفصل ومن المادة والصورة ومن الجوهر المفردة ومن الذات والصفات وهذه الخمسة هي التي يسميها نفاة الصفات من متأخري الفلاسفة تركيبا
118
وأما كون ماله حقيقة أو صفة أو قدر يكون بمجرد ذلك مماثلا لما له حقيقة أو صفة أو قدر فهذا باطل عقلا وسمعا فليس في لغة العرب ولا غيرهم إطلاق لفظ المثل على مثل هذا وإلا فليلزم أن يكون كل موصوف مماثلا لكل موصوف وكل ما له حقيقة مماثلا لكل ما له حقيقة وكل ما له قدر مماثلا لكل ما له قدر وذلك يستلزم أن يكون كل موجود مماثلا لكل موجود وهذا ـ مع أنه في غاية الفساد والتناقض ـ لا يقوله عاقل فإنه يستلزم التماثل في جميع الأشياء فلا يبقى شيئان مختلفان غير متماثلين قط وحينئذ فيلزم أن يكون الرب مماثلا لكل شيء فلا يجوز نفي مماثلة شيء من الأشياء عنه وذلك مناقض للسمع والعقل فصار حقيقة قولهم في نفي التماثل عنه يستلزم ثبوت مماثلة كل شيء له فهم متناقضون مخالفون للشرع والعقل
120
والمقصود هنا أنه لو قدر أن الدليل يفتقر إلي مقدمات ولم يذكر القرآن إلا واحدة لم يكن قد ذكر الدليل إلا أن تكون البواقي واضحات لا تفتقر إلي مقدمات خفية فإنه إنما يذكر للمخاطب من المقدمات ما يحتاج إليه دون ما لا يحتاج إليه ومعلوم أن كون الأجسام متماثلة وأن الأجسام تستلزم الأعراض الحادثة وأن الحوادث لا أول لها ـ من أخفي الأمور وأحوجها إلي مقدمات خفية لو كان حقا وهذا ليس في القرآن
122
وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه
وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم؟ وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة؟
125
والمراد بالعالم في الاصطلاح هو كل ما سوى الله
129
فقد تبين أن قول من نفي الصفات أو شيئا منها لأن إثباتها تجسيم قول لا يمكن أحدا أن يستدل به بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم لأنه لا بد أن يثبت شيئا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه وإذا كان اللازم في الموضعين واحدا وما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله لم يمكنه أن يثبت شيئا وينفي شيئا على هذا / التقدير وإذا انتهي إلي التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجب بنفسه القديم أعظم من كل تجسيم نفاه فعلم أن مثل هذا الاستدلال على النفي بما يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع
131
حتى إن موسى بن ميمون صاحب (دلالة الحائرين) وهو في اليهود كأبي حامد الغزالي في المسلمين، يمزج الأقوال / النبوية بالأقوال الفلسفية ويتأولها عليها، حتى الرازي وغيره من أعيان النظار اعترفوا بأن العلم بحدوث العالم لا يتوقف على الأدلة العقلية، بل يمكن معرفة صدق الرسول قبل العلم بهذه المسألة، ثم يعلم حدوث العالم بالسمع
فهؤلاء اعترفوا بإمكان كونها سمعية
فضلا عن وجوب كونها عقلية
فضلا عن كونها أصلا للسمع
فضلا عن كونها لا أصل للسمع سواها.
133
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/133)
الأدلة العقلية الصحيحة البينة التي لا ريب فيها، بل العلوم الفطرية الضرورية توافق ما أخبرت به الرسل لا تخالفه، وأن الأدلة العقلية الصحيحة جميعها موافقة للسمع لا تخالف شيئا من السمع وهذا ـ ولله الحمد ـ قد اعتبرته فيما ذكره عامة الطوائف فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلا صحيحا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقدم العالم كأرسطو وأتباعه: ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل بل يوافقه، وكذلك سائر طوائف النظار من أهل النفي والإثبات لا يذكرن دليلا عقليا في مسألة إلا والصحيح منه موافق لا مخالف.
135
وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة بل هذا يقول: ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا، وهذا يقول: ما أثبته كشفك فأثبته وإلا فلا / فصار وجود الرسول صلي الله عليه وسلم عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية، بل وجوده ـ على قولهم ـ أضر من عدمه لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئا واحتاجوا إلي أن يدفعوا ما جاء به: إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل
137
بل الواجب أن ينظر في عين الدليلين المتعارضين فيقدم ما هو القطعي منهما، أو الراجح إن كانا ظنيين، سواء كان هو السمعي أو العقلي، ويبطل هذا الأصل الفاسد الذي هو ذريعة إلى الإلحاد.
138
وهذا كما أن العامي إذا علم عين المفتي ودل غيره عليه وبين له أنه عالم مفت ثم اختلف العامي الدال والمفتي وجب على المستفتي أن يقدم قول المفتي فإذا قال له العامي: أنا الأصل في علمك بأنه مفت فإذا قدمت قوله على قولي عند التعارض قدحت في الأصل الذي به علمت بأنه مفت قال له المستفتي: أنت لما شهدت بأنه مفت ودللت على ذلك شهدت بوجوب تقليده دون تقليدك كما شهد به دليلك وموافقتي لك في هذا العلم المعين لا يستلزم أني أوافقك في العلم بأعيان المسائل وخطؤك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو اعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بأنه مفت وأنت إذا علمت أنه مفت باجتهاد وإستدلال ثم خالفته باجتهاد واستدلال كنت مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي خالفت به من يجب عليك تقليده وإتباع قوله وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي [خالفت به من يجب عليك / تقليده واتباع قوله، وإن لم تكن مخطئا في الاجتهاد والاستدلال الذي] به علمت أنه عالم مفت يجب عليك تقليده هذا مع علمه بأن المفتي يجوز عليه الخطأ والعقل يعلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالي لا يجوز عليه الخطأ فتقديمه قول المعصوم على ما يخالفه من أستدلاله العقلي أولي من تقديم العامي قول المفتي على قوله الذي يخالفه
141
فإذا كان عقله يوجب أن ينقاد لطبيب يهودي فيما أخبره به من مقدرات من الأغذية والأشربة والأضمدة والمسهلات واستعمالها على وجه مخصوص مع ما في ذلك من الكلفة والألم لظنه أن هذا أعلم بهذا مني وأني إذا صدقته كان ذلك أقرب إلي حصول الشفاء لي مع علمه بأن الطبيب يخطئ كثيرا وأن كثيرا من الناس لا يشفى بما يصفه الطبيب بل قد يكون استعماله لما يصفه سببا في هلاكه ومع هذا فهو يقبل قوله ويقلده وإن كان ظنه واجتهاده يخالف وصفه فكيف حال الخلق مع الرسل عليهم الصلاة والسلام؟!
/ والرسل صادقون مصدوقون لا يجوز أن يكون خبرهم على خلاف ما أخبروا به قط والذين يعارضون أقوالهم بعقولهم عندهم من الجهل والضلال ما لا يحصيه إلا ذو الجلال فكيف يجوز أن يعارض ما لم يخطئ قط بما لم يصب في معارضته له قط؟
150
بل لا يعلم حديث صحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الأمر والنهي أجمع المسلمون على تركه إلا أن يكون له حديث صحيح يدل على أنه منسوخ
152
وأما كلامه [أرسطو] وكلام أتباعه: كالإسكندر الأفروديسي وبرقلس وثامسطيوس والفارابي وابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وأمثالهم في الإلهيات فما فيه من الخطأ الكثير والتقصير العظيم ظاهر لجمهور عقلاء بني آدم بل في كلامهم من التناقض ما لا يكاد يستقصى
157
وأما المسائل المولدة كمسألة الجوهر الفرد وتماثل الأجسام وبقاء الأعراض وغير ذلك ففيها من النزاع بينهم ما يطول استقصاؤه، وكل منهم يدعي فيها القطع العقلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/134)
...... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين
158
وكثير من حذاق النظر حار في هذه المسائل، حتى أذكياء الطوائف كأبي الحسين البصري وأبي المعالي الجويني وأبي عبد الله بن الخطيب حاروا في مسألة الجوهر الفرد فتوقفوا فيها تارة وإن كانوا قد يجزمون بها أخرى، فإن الواحد من هؤلاء تارة يجزم بالقولين المتناقضين في كتابين أو كتاب / واحد وتارة يحار فيها، مع دعواهم أن القول الذي يقولونه قطعي برهاني عقلي لا يحتمل النقيض.
162
وأبو الحسن الآمدي في عامة كتبه هو واقف في المسائل الكبار يزيف حجج الطوائف ويبقى حائرا واقفا.
168
والناس إذا تنازعوا في المعقول لم يكن قولُ طائفة لها مذهب حجة على أخرى، بل يرجع في ذلك إلى الفطر السليمة التي لم تتغير باعتقاد يغير فطرتها ولا هوى
171
وإذا تعارض دليلان أحدهما علمنا فساده والآخر لم نعلم فساده كان تقديم ما لم يعلم فساده أقرب إلى الصواب من تقديم ما يعلم فساده
174
فإن قيل: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة السمع المخالفة له باطلة إما لكذب الناقل عن الرسول أو خطئه في النقل وإما لعدم دلالة قوله على ما يخالف العقل في محل النزاع
قيل: هذا معارض بأن يقال: نحن نستدل بمخالفة العقل للسمع على أن دلالة العقل المخالفة له باطلة بعض مقدماتها فإن مقدمات الأدلة العقلية المخالفة للسمع فيها من التطويل والخفاء والاشتباه والاختلاف والاضطراب ما يوجب أن يكون تطرق الفساد إليها أعظم من تطرقه إلي مقدمات الأدلة السمعية
178
وطرق العلم ثلاثة: الحس والعقل والمركب منهما كالخبر
188
فإنا في هذا المقام نتكلم معهم بطريق التنزل إليهم كما نتنزل إلى اليهودي والنصراني في مناظرته وإن كنا عالمين ببطلان ما يقوله
193
ثم كثير من هؤلاء يقولون: إن التسلسل إنما هو ممتنع في العلل لا في الآثار والشروط
194
واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما علم العقل صحته وإنما يطعنون فيما يدعي المعارض أنه يخالف الكتاب والسنة وليس في ذلك ولله الحمد دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل.
195
ومعلوم أن النقل المتواتر يفيد العلم اليقيني سواء كان التواتر لفظيا أو معنويا كتواتر شجاعة خالد وشعر حسان وتحديث أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم وفقه الأئمة الأربعة وعدل العمرين ومغازي النبي صلي الله عليه وسلم مع / المشركين وقتاله أهل الكتاب وعدل كسري وطب جالينوس ونحو سيبويه يبين هذا أن أهل العلم والإيمان يعلمون من مراد الله ورسوله بكلامه أعظم مما يعلمه الأطباء من كلام جالينوس والنحاة من كلام سيبويه فإذا كان من ادعى في كلام سيبونه وجالينوس ونحوهما ما يخالف ما عليه أهل العلم بالطب والنحو والحساب من كلامهم كان قوله معلوم البطلان فمن ادعي في كلام الله ورسوله خلاف ما عليه أهل الإيمان كان قوله أظهر بطلانا وفسادا لأن هذا معصوم محفوظ
203
ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان مذهب أهل الحديث أو مذهب الفلاسفة، فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف
[ينظر بيان التلبيس 2/ 376]
205
فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
208
ولهذا كانوا يجعلون القرآن يحيط بكل ما يطلب من علم الدين، كما قال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
210
وإن الواو واو الجمع التي يسميها نحاة الكوفة واو الصرف كما في قولهم (لا تأكل السمك وتشرب اللبن)
211
ولهذا تنازع الناس في الأمر بالشيء هل يكون أمرا بلوازمه وهل يكون نهيا عن ضده مع اتفاقهم على أن فعل المأمور لا يكون إلا مع فعل لوازمه وترك ضده، ومنشأ النزاع أن الآمر بالفعل قد لا يكون مقصوده اللوازم ولا ترك الضد، ولهذا إذا عاقب المكلف لا يعاقبه إلا على ترك المأمور فقط لا يعاقبه على ترك لوازمه وفعل ضده.
[ثم تكلم بكلام نفيس عن مسألة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب]
213
فما لا يتم الواجب إلا به كقطع المسافة في الجمعة والحج ونحو ذلك فعلى المكلف فعله باتفاق المسلمين.
216
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/135)
المطلق الكلي عند الناس وجوده في الأذهان لا في الأعيان فما هو مطلق كلي في أذهان الناس لا يوجد إلا معينا مشخصا متميزا في الأعيان وإنما سمي كليا لكونه في الذهن كليا وأما في الخارج فلا يكون في الخارج ما هو كلي أصلا
وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس حتى في وجود الرب تعالى وجعلوه وجودا مطلقا إما بشرط الإطلاق وإما بغير شرط الإطلاق وكلاهما يمتنع وجوده في الخارج.
218
كثير مما ذكروه في المنطق يستلزم السفسطة في العقليات والقرمطة في السمعيات
[مسألة اشتباه أخته بأجنبية والمذكى بالميت]
232
[لماذا ذم السلف الكلام، وأن مقصودهم المعاني لا الألفاظ]
233
وأكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء
242
وليس كل ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع، كما أنه ليس كل ما كان صوابا في العقل تجب في الشرع معرفته.
250
فلهذا صار الحذاق من متأخري الأشعرية على نفي الرؤية وموافقة المعتزلة، فإذا أطلقوها موافقة لأهل السنة فسروها بما تفسرها به المعتزلة وقالوا: النزاع بيننا وبين المعتزلة لفظي.
262
وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء.
277
ومن كان قصده متابعته من المؤمنين وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه غفر الله له خطأه سواء كان خطؤه في المسائل العملية الخبرية أو المسائل العلمية، فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
279
فإذا قال القائل: استوى يحتمل خمسة عشر وجها أو أكثر أو أقل كان غالطا فإن قول القائل: (استوى على كذا) له معنى وقوله (استوى إلى كذا) له معنى وقوله (استوى وكذا) له معنى وقوله (استوى) بلا حرف يتصل به له معنى، فمعانيه تنوعت بتنوع ما يتصل به من الصلات
280
كما بينا انتهاءهم في نفي الصفات والأفعال إلى حجة التركيب والتشبيه والاختصاص، وانتهاءهم في جحد القدر إلى تعارض الأمر والمشيئة، وانتهاءهم في مسألة حدوث العالم والمعاد إلى إنكار الأفعال.
281
فالدور في العلل ممتنع، والدور في الشروط جائز.
295
وكلما أمعن الفاضل الذكي في معرفة أقوال هؤلاء الملاحدة ومن وافقهم في بعض أقوالهم من أهل البدع كنفاة بعض الصفات الذين يزعمون أن المعقول عارض كلام الرسول وأنه يجب تقديمه عليه فإنه يتبين له أنه يعلم بالعقل الصريح ما يصدق ما أخبر به الرسول، وما به يتبين فساد ما يعارض ذلك.
303
ونفاة الجوهر الفرد كثير من طوائف أهل الكلام وأهل الفلسفة، كالهشامية والنجارية والضرارية والكلابية وكثير من الكرامية.
304
وقد وافق هؤلاء على إمكان وجود ما لا يتناهى في الماضي والمستقبل طوائفُ كثيرة ممن يقول بحدوث الأفلاك من المعتزلة والأشعرية والفلاسفة وأهل الحديث وغيرهم، فإن هؤلاء جوزوا حوادث لا أول لها، مع قولهم بأن الله أحدث السماوات/ والأرض بعد أن لم يكونا، وألزموهم بالأبد
319
كما حدثني نقيب الأشراف أنه قال للعفيف التلمساني أنت نصيري، فقال: نصير جزء مني
321
ولفظ التسلسل يراد به التسلسل في العلل والفاعلين والمؤثرات بأن يكون للفاعل فاعل وللفاعل فاعل إلى ما لا نهاية له وهذا متفق على امتناعه بين العقلاء.
والثاني: التسلسل في الآثار بأن يكون الحادث الثاني موقوفا على حادث قبله وذلك الحادث موقوف على حادث قبل ذلك وهلم جرا فهذا في جوازه قولان مشهوران للعقلاء وأئمة السنة والحديث مع كثير من النظار أهل الكلام يجوزون ذلك وكثير من النظار وغيرهم يحيلون ذلك.
322
وأما إذا قيل: لا يحدث حادث قط حتى يحدث حادث، فهذا ممتنع باتفاق العقلاء وصريح العقل، وقد يسمى هذا دورا
........
والتسلسل نوعان: تسلسل في العلل، وقد اتفق العلماء على إبطاله، وأما التسلسل في الشروط ففيه قولان مشهوران للعقلاء.
326
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/136)
فهؤلاء إذا ناظروا الفلاسفة في مسألة حدوث العالم لم يجيبوهم إلا بجواب المعتزلة وهم دائما إذا ناظروا المعتزلة في مسائل القدر يحتجون عليهم بهذه الحجة التي احتجت بها الفلاسفة، فإن كانت هذه الحجة صحيحة بطل احتجاجهم على المعتزلة وإن كانت باطلة بطل جوابهم للفلاسفة.
وهذا غالب على المتفلسفة والمتكلمين المخالفين للكتاب والسنة تجدهم دائما يتناقضون فيحتجون بالحجة التي يزعمون أنها برهان باهر، ثم في موضع آخر يقولون: إن بديهة العقل يُعلم بها فساد هذه الحجة.
354
فتبين أن الذي ألزمهم إياه أبو عبد الله الرازي لازم لا محيد عنه، وأن الأرموي لم يفهم حقيقة الإلزام فاعترض عليه بما لا يقدح فيه.
356
وذلك لأن الحوادث مشهودة لا بد لها من إحداث محدث، وذلك الإحداث هو التأثير، فإن كان عدميا بطلت الحجة، وإن كان موجودا فإن كان قديما لزم حدوث الحوادث عن تأثير قديم فتبطل الحجة، وإن كان التأثير محدثا – والتقدير أن التسلسل ممتنع – فيلزم أن يكون حدث بتأثير محدث، فتبطل الحجة أيضا. وهذا جواب لا مخلص لهم عنه، به ينقطع شغبهم.
360
ومن المعلوم أن المقدمات التي يقول المنازع إنها ضرورية لا يجاب عنها بأمر نظري
363
ولكن لفظ التسلسل فيه إجمال واشتباه، كما في لفظ الدور، فإن الدور يراد به الدور القَبْلي وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، ويراد به الدور المعي الاقتراني وهو جائز بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومن أطلق امتناع الدور فمراده الأول، أو هو غالط في الإطلاق.
367
وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم
376
وقد رأيت من هذا عجائب، فقل أن رأيت حجة عقلية هائلة لمن عارض الشريعة قد انقدح لي وجه فسادها وطريق حلها إلا رأيت بعد ذلك من أئمة تلك الطائفة من قد تفطن لفسادها وبينه.
377
ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين استأنست بذلك واطمأنت به ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة فتنحل عقد الإصرار والتصميم على التقليد.
فإن عامة الطوائف وإن ادعوا العقليات فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم فإذا رأوا الرؤوس قد تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار على التقليد.
..................
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الأول بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:24 م]ـ
أول المستفيدين إن شاء الله من هذا النقول المفيدة أيها الكريم
هل هناك مناقشة أم هو مجرد نقل فقط؟ 1
نقل فقط يا أخي الكريم
والفائدة المرجوة من ذلك هي توفير الوقت على الإخوة الكرام؛ لأن ضيق الوقت هو المشكلة العظيمة التي يواجهها معظم طلبة العلم في هذا الزمان، وقراءة هذه الفوائد لا تستغرق ربع عشر قراءة الكتاب.
وينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107944
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 01:59 م]ـ
[المجلد الثاني]
67
[عثمان الدارمي:] لقد ميزت بين ما جمع الله، وجمعت بين ما ميز الله، ولا يجمع بين هذين التأويلين إلا كل جاهل بالكتاب والسنة
72
[عثمان الدارمي:] وقد أجمع أهل العلم بالأثر على أن لا يحتجوا بالكلبي في أدنى حلال ولا حرام
83
وقال الحافظ أبو نصر السجزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد في الواجب من القول في القرآن: (اعلموا أرشدنا الله وإياكم أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالا منهم في / الباطن من أن الكلام لا يكون إلا حرفا وصوتا ذا تأليف واتساق، وإن اختلفت به اللغات وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت – يعني علماء العربية – الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى .... فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا
86
[السجزي:] ومن عُلِم منه خرقُ إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع
96
قال الشيخ أبو الحسن [الكرخي]: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام
99
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/137)
بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام، واتبعه عليه الأشعري، فإنه لم يسبق ابنَ كلاب إلى ذلك أحد، ولا وافقه عليه أحد من رؤوس الطوائف
100
وأبو بكر البيهقي موافق لابن الباقلاني في أصوله
102
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
[من أفضل ما أنت راءٍ من الكلام وأحسنه!]
106
ومعلوم أنه ليس بعد الشافعي وابن سريج مثل الشيخ أبي حامد الإسفرايني
155
وإذا كانت الدعوى خطأ لم تكن حجتها إلا باطلة، فإن الدليل لازم لمدلوله، ولازم الحق لا يكون إلا حقا
159
أبو عبد الله الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة ما يجده في كتب أبي الحسين البصري، وصاحبه محمود الخوارزمي وشيخه عبد الجبار الهمداني ونحوهم، وفي كلام الفلاسفة ما يجده في كتب ابن سينا وأبي البركات ونحوهما وفي مذهب الأشعري يعتمد على كتب أبي المعالي كالشامل ونحوه وبعض كتب القاضي أبي بكر وأمثاله، وهو ينقل أيضا من كلام الشهرستاني وأمثاله، وأما كتب القدماء كأبي الحسن الأشعري وأبي محمد بن كلاب وأمثالهما وكتب قدماء المعتزلة والنجارية والضرارية ونحوهم فكتبه تدل على أنه لم يكن يعرف ما فيها، وكذلك مذهب طوائف الفلاسفة المتقدمين وإلا فهذا القول الذي حكاه عن أبي البركات هو قول أكثر قدماء الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطو وقول كثير منهم كما نقل ذلك أرباب المقالات عنهم فنقل أرباب المقالات الناقلون لاختلاف الفلاسفة في الباري ما هو؟ قالوا: قال سقراط وأفلاطون وأرسطو إن الباري لا يعبر / عنه إلا بهو فقط
174
وأما أقوال أئمة الفقه والحديث والتصوف والتفسير وغيرهم من علماء المسلمين وكذلك كلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان فكلام الرازي يدل على أنه لم يكن مطلعا على ذلك.
225
فكما أن الأبد هو الدوام في المستقبل فالأزل هو الدوام في الماضي
237
أما ما لا يوصف بالوجود – كالأعدام المتجددة، والأحوال عند من يقول بها، والإضافات عند من لا يقول: إنها وجودية – فلا يصدق عليها اسم الحادث، وإن صدق عليها اسم المتجدد، فلا يلزم من تجدد الإضافات والأحوال في ذات الباري أن تكون محلا للحوادث.
241
والإحداث هو من مقولة (أن يفعل)، و (أن يفعل) أحد المقولات العشر، وهي أمور وجودية
[لمن لا يتذكر، فالمقولات العشر جمعها الناظم في قوله:
إن المقولات لديهم تحصر ................. في العشر وهي عرض وجوهر
فأول له وجود قاما ................. بالغير والثاني بنفس داما
ما يقبل القسمة بالذات فـ (كم) ................. و (الكيف) غير قابل بها ارتسم
(أينٌ) حصول الجسم في المكان ................. (متى) حصول خص بالأزمان
و (نسبة) تكررت إضافة ................. نحو أبوة إخا لطافة
(وضع) عروض هيئة بنسبة ................. لجزئه وخارج فأثبت
و (هيئة) بما أحاط وانتقل ................. (ملك) كثوب أو إهاب اشتمل
إن يفعل (التأثير) أن ينفعلا ................. (تأثر) ما دام كل كملا]
254
ولكن الجهمية تقول: خلق علما لا في محل، والبصريون من المعتزلة يقولون: خلق إرادة وقدرة لا في محل، وطائفة منهم يقولون: خلق بخلق بعد خلق لا في محل، وهذه المقالات ونحوها مما يعلم فساده بصريح العقل.
255
ولهذا كان من يقول: إن كلام الله قائم بذاته متفقين على أن كلام الله غير مخلوق، ثم هم بعد هذا متنازعون على عدة أقوال:
هل يقال: إنه معنى واحد أو خمسة معان لم تزل قديمة كما يقوله ابن كلاب والأشعري
أو أنه حروف وأصوات قديمة أزلية لم تزل قديمة كما يذكر عن ابن سالم وطائفة
أو يقال: بل هو حروف وأصوات حادثة في ذاته بعد أن لم يكن متكلما كما يقوله ابن كرام وطائفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/138)
أو يقال: إنه لم يزل متكلما إذا شاء، وإنه إذا شاء تكلم بصوت يسمع وتكلم بالحروف كما يذكر ذلك عن أهل الحديث والأئمة
والمقصود هنا أن ما قام بذاته لا يسميه أحد منهم مخلوقا، سواء كان حادثا أو قديما.
261
فإنا نعلم أن المفعول المنفصل لا يكون إلا بفعل والمخلوق لا يكون إلا بخلق قبل العلم بجواز التسلسل أو بطلانه
264
ولهذا أنكروا على من قال: لم يكن قادرا على الفعل في الأزل. وكان من يبغض الأشعري ينسب إليه هذا لتنفر عنه قلوب الناس وأراد أبو محمد الجويني وغيره تبرئته من هذا القول
278
وإذا قال السلف والأئمة: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء فقد أثبتوا أنه لم يتجدد له كونه متكلما، بل نفس تكلمه بمشيئته قديم، وإن كان يتكلم شيئا بعد شيء فتعاقب الكلام لا يقتضي حدوث نوعه إلا إذا وجب تناهي المقدورات المرادات، وهو المسمى بتناهي الحوادث والذي عليه السلف وجمهور الخلف أن المقدورات المرادات لا تتناهى، وهم بهذا نزهوه عن كونه كان عاجزا عن الكلام كالأخرس الذي لا يمكنه الكلام، وعن أنه كان ناقصا فصار كاملا، وأثبتوا مع ذلك أنه قادر على الكلام باختياره
282
التسلسل يراد به أمور، أحدها التسلسل في المؤثرات والفاعلين والعلل، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء، ومنها التسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهذا [كالذي قبله] باطل بصريح العقل وقول جمهور العقلاء.
/ ومنها التسلسل الذي في معنى الدور، مثل أن يقال: لا يحدث حادث أصلا حتى يحدث حادث، وهذا أيضا باطل بضرورة العقل واتفاق العقلاء.
ومنها: التسلسل في الآثار المتعاقبة وتمام التأثير في الشيء المعين، مثل أن يقال: لا يحدث هذا حتى يحدث قبله ولا يحدث هذا إلا ويحدث بعده وهلم جرا، وهذا فيه نزاع مشهور بين المسلمين وبين غيرهم من الطوائف، فمن المسلمين وغيرهم من جوزه في المستقبل دون الماضي.
وإذا عرفت هذه الأنواع فهم قالوا: إذا لم يكن المؤثر تاما في الأزل لم يحدث عنه شيء حتى يحدث حادث به يتم كونه مؤثرا، إذ القول في ذلك الحادث كالقول في غيره، فيكون حقيقة الكلام أنه لا يحدث شيء ما حتى يحدث شيء، وهذا باطل بصريح العقل واتفاق العقلاء.
لكن هذا الدليل إن طلبوا به أنه لم يزل مؤثرا في شيء بعد شيء فهذا يناقض قولهم، وهو حجة عليهم، وإن أرادوا أنه كان [في الأزل] مؤثرا تاما في الأزل لم تتجدد مؤثريته لزم من ذلك أنه لا يحدث عنه شيء بعد أن لم يكن حادثا، فيلزم أن لا يحدث في العالم / شيء. ولهذا عارضهم الناس بالحوادث اليومية. وهذا لازم لا محيد لهم عنه، وهو يستلزم فساد حجتهم.
وإن أرادوا أنه مؤثر في شيء معين فالحجة لا تدل على ذلك، وهو أيضا باطل من وجوه، كما قد بسط في موضع آخر. فالمؤثر التام يراد به المؤثر في كل شيء، والمؤثر في شيء معين، والمؤثر تأثيرا مطلقا في شيء بعد شيء: فالأول هو الذي يجعلونه موجب حجتهم، وهو يستلزم أن لا يحدث شيء، فعلم بطلان دلالة الحجة على ذلك. ويراد به التأثير في شيء بعد شيء، فهذا موجب الحجة، وهو يستلزم فساد قولهم، وأنه ليس في العالم شيء قديم، بل لا قديم إلا [الرب] رب العالمين. ويراد به التأثير في شيء معين، فالحجة لا تدل على هذا، فلم يحصل مطلوبهم بذلك، بل هذا باطل من وجوه أخرى.
فبهذا التقسيم ينكشف ما في هذا الباب من الإجمال والاشتباه، فكل حادث معين فيقال: هذا الحادث المعين إن كان مؤثره التام موجودا في الأزل لزم جواز تأخير الأثر عن مؤثره التام فبطل قولهم.
وإن قيل: بل لا بد أن يحدث تمام مؤثره عند حدوثه، فالقول في حدوث ذلك التمام كالقول في حدوث تمام الأول. وذلك يستلزم التسلسل في حدوث تمام التأثير. وهو باطل بصريح العقل، فيلزم على قولهم حدوث الحوادث بغير سبب حادث. وهذا أعظم مما أنكروه على المتكلمين من التسلسل.
301
ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظرا وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول، وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول، ولهذا تأتلف ولا تختلف، وتتوافق ولا تتناقض، والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول، فتشعبت بهم الطرق
307
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/139)
ولهذا يوجد كثير من المتأخرين المصنفين في المقالات والكلام يذكرون في أصل عظيم من أصول الإسلام الأقوال التي يعرفونها.
وأما القول المأثور عن السلف والأئمة الذي يجمع الصحيح من كل قول فلا يعرفونه ولا يعرفون قائله، فالشهرستاني صنف الملل والنحل وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره، والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيثم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين، تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحدا منها، والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم، مع أن / عامة المنتسبين إلى السنة من جميع الطوائف يقولون إنهم متبعون للأئمة كمالك والشافعي وأحمد وابن المبارك وحماد بن زيد وغيرهم، لا سيما الإمام أحمد
وقد رأيت من أتباع الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من يقول أقوالا ويكفر من خالفها وتكون الأقوال المخالفة هي أقوال أئمتهم بعينها، كما أنهم كثيرا ما ينكرون أقوالا ويكفرون من يقولها، وتكون منصوصة عن النبي ? لكثرة ما وقع من الاشتباه والاضطراب في هذا الباب، ولأن شبه الجهمية النفاة أثرت في قلوب كثير من الناس حتى صار الحق الذي جاء به / الرسول –وهو المطابق للمعقول- لا يخطر ببالهم ولا يتصورونه، وصار في لوازم ذلك من العلم الدقيق ما لا يفهمه كثير من الناس، والمعنى المفهوم يعبَّر عنه بعبارات فيها إجمال وإبهام يقع بسببها نزاع وخصام. والله تعالى يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات.
309
وكثيرا ما يكون الحق مقسوما بين المتنازعين في هذا الباب، فيكون في قول هذا حق وباطل وفي قول هذا حق وباطل، والحق بعضه مع هذا وبعضه مع هذا وهو مع ثالث غيرها، والعصمة إنما هي ثابتة لمجموع الأمة، ليست ثابتة لطائفة بعينها.
311
وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب، لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه، وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم، بل يذكر كلاما مجملا يتناول النقيضين، ولا يميز فيه بين لوازم أحدهما ولوازم الآخر، فيحكيه الحاكي مفصلا ولا يجمله إجمال القائل
........
وما كلُّ من قال قولا التزم لوازمه، بل عامة الخلق لا يلتزمون لوازم أقوالهم، فالحاكي يجعل ما / يظنه من لوازم قوله هو أيضا من قوله، لا سيما إذا لم ينف القائل ما يظنه الحاكي لازما، فإنه يجعله قولا له بطريق الأولى.
313
إذ المقصود هنا أن من أكابر الفضلاء من لا يعرف أقوال الأئمة في أكابر المسائل، لا أقوال أهل الحق ولا أهل الباطل، بل لم يعرف إلا بعض الأقوال المبتدعة في الإسلام، ومن المعلوم أن السلف والأئمة كان لهم قول ليس هو قول المعتزلة ولا الكلابية ولا الكرامية، ولا هو قول المسمين بالحشوية، فأين ذلك القول؟ أكان أفضل الأمة وأعلمها وخير قرونها لا يعلمون في هذا حقا ولا باطلا؟
315
ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العملية [كذا والصواب العلمية] ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله تعالى يغفر لمن جهل وجوب الصلاة وتحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصودُه متابعةَ الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه، تحقيقا لقوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.
329
والناس لهم في مسمى الكلام أربعة أقوال: أحدها أنه اللفظ الدال على المعنى، والثاني أنه المعنى المدلول عليه باللفظ، والثالث أنه مقول بالاشتراك على كل منهما، والرابع: أنه اسم لمجموعهما، وإن كان مع القرينة يراد به أحدهما، وهذا قول الأئمة وجمهور الناس
338
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/140)
ومعلوم أن المشهور عند أهل الكلام من عامة الطوائف أنهم يقسمون الصفات إلى صفات فعلية وغير فعلية، مع قول من يقول منهم: إن الأفعال لا تقوم به، فيجعلونه موصوفا بالأفعال، كما يقولون إنه موصوف بأنه خالق ورازق، وعندهم هذه أمور كائنة بعد أن لم تكن، ولما قال لهم من يقول بتسلسل الحوادث من الفلاسفة وغيرهم: الفعل إن كان صفة كمال لزم اتصافه به في الأزل، وإن كان صفة نقص امتنع اتصافه به في الأبد، أجابوا عن ذلك بأن الفعل ليس صفة كمال ولا نقص.
342
ومتنازعون في أن الأمور المتجددة الحادثة هل يمكن تسلسلها ودوامها في الماضي والمستقبل، أو في المستقبل دون الماضي، أو يجب تناهيها وانقطاعها في الماضي والمستقبل؟ على ثلاثة أقوال معروفة.
344
بل نفس الرازي قد ذكر في مواضع من كتبه نقضَ ما ذكره في الأربعين ولم يجب عن ذلك، كما قد حكينا كلامه في موضع آخر
360
وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما، وهذا كلام صحيح، والماضي بمنزلة أن يقول: لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما، وهذا كلام متناقض.
374
ولقائل أن يقول: الحجة والاعتراض مبني على أن الصفات اللازمة للحقيقة تنقسم إلى ذاتي وعرضي، كما يقوله من يقوله من أهل المنطق، فإن تقسيم الصفات اللازمة للحقيقة إلى ما هو ذاتي داخل في الحقيقة وما هو عرضي خارج عنها قول لا يقوم عليه دليل، بل / الدليل يقوم على نقيضه، ولهذا لما لم يكن في نفس الأمر بينهما فرق لم يحدد المفرقون بينهما حدا يفصل بينهما، بل ما ذكروه من الضوابط منتقض، كما هو مبسوط في موضعه
390
ولا ريب أن هذه الأمور تلزم المستدلين بدليل الحركة والسكون لزوما لا محيد عنه، وإنما التبس مثلُ هذا لأن الواحد من هؤلاء يبني على المقدمة الصحيحة في موضع ويلتزم ما يناقضها في موضع آخر، فيظهر / من تناقض أقوالهم ما يبين فسادها، لكن قد يكون ما أثبتوه في أحد الموضعين صحيحا متفقا عليه، فلا ينازعهم الناس فيه ولا في مقدماته، وقد تكون المقدمات فيها ضعف، لكن لكون النتيجة صحيحة يتساهل الناس في تسليم مقدماتها، وإنما يقع تحرير المقدمات والنزاع فيها إذا كانت النتيجة مورد نزاع.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثاني بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 03:08 م]ـ
[المجلد الثالث]
10
فليس كل حكم ثبت للذوات يحتاج إلى علة، إذ ذلك يفضي إلى تسلسل العلل وهو باطل باتفاق العلماء
11
وإنما أثبت ممكنا ليس بحادث طائفة من متأخري الفلاسفة كابن سينا والرازي فلزمهم إشكالات لا محيص عنها – مع أنهم في كتبهم المنطقية يوافقون أرسطو وسلفهم – وهو أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا. وقد أنكر ابن رشد قولهم بأن الشيء الممكن الذي يقبل الوجود والعدم يكون قديما أزليا، وقال: لم يقل بهذا أحد من الفلاسفة قبل ابن سينا.
قلت: وابن سينا ذكر في الشفاء في مواضع أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا، فتناقض في ذلك تناقضا مبسوطا في غير هذا الموضع.
15
كما يقال لمن عمل مثل ما يعمل غيره: هذا عمل فلان بعينه، فالمقصود أنه ذلك النوع بعينه، ليس المقصود أنه ذلك العمل المشخص الذي قام بذات ذلك الفاعل فإنه مخالف للحس
17
وقد ذكرنا مثل هذا في غير موضع، وبينا أن لفظ الجزء والغير والافتقار والتركيب ألفاظ مجملة موهوا بها على الناس، فإذا فسر مرادهم بها ظهر فساده
21
ومن قال من متكلمة أهل السنة: إن الصفات زائدة على الذات فتحقيق قوله أنها زائدة على ما أثبته المنازعون من الذات، فإنهم أثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات، ونحن نثبت صفاتها زائدة على ما أثبوته هم، لا أنا نجعل في الخارج ذاتا قائمة بنفسها ونجعل الصفات زائدة عليها، فإن الحي الذي يمتنع أن لا يكون إلا حيا كيف تكون له ذات مجردة عن الحياة؟ وكذلك ما لا يكون إلا عليما قديرا كيف تكون ذاته مجردة عن العلم والقدرة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/141)
والذين فرقوا بين الصفات النفسية والمعنوية قالوا: القيام بالنفس والقدم ونحو ذلك من الصفات النفسية بخلاف العلم والقدرة فإنهم نظروا إلى ما لا يمكن تقدير الذات في الذهن بدون تقديره فجعلوه من النفسية، وما يمكن تقديرها بدونه فجعلوه معنويا، ولا ريب أنه لا يعقل موجود قائم بنفسه ليس قائما بنفسه، بخلاف ما يقدر أنه عالم فإنه يمكن تقدير ذاته بدون العلم.
وهذا التقدير عاد إلى ما قدروه في أنفسهم وإلا ففي نفس الأمر جميع صفات الرب اللازمة له هي صفات نفسية ذاتية، فهو عالم بنفسه وذاته وهو عالم بالعلم وهو قادر بنفسه وذاته، وهو قادر بالقدرة / فله علم لازم لنفسه، وقدرة لازمة لنفسه، وليس ذلك خارجا عن مسمى اسم نفسه.
22
فما كان جوابا عن مواضع الإجماع كان جوابا في مورد النزاع
27
وفرق بين العلم بالإمكان وعدم العلم بالامتناع، وكثير من الناس يشتبه عليه هذا بهذا، فإذا تصور ما لا يعلم امتناعه أو سئل عنه قال: هذا ممكن وهذا غير ممتنع، وهذا لو فرض وجوده لم يكن في فرضه محال.
وإذا قيل له: قولك (إنه لو فرض وجوده لم يلزم منه محال) قضية كلية وسلب عام، فمن أين علمت أنه لا يلزم من فرض وجوده محال، والنافي عليه الدليل كما أن المثبت عليه الدليل؟ وهل علمت ذلك بالضرورة المشتركة بين العقلاء أم بنظر مشترك أم بضرورة اختصصت بها أم بنظر اختصصت به؟ فإن كان بالضرورة المشتركة وجب أن يشركك نظراؤك من العقلاء في ذلك وليس الأمر كذلك عندهم، وإن كان بنظر مشترك فأين الدليل الذي تشترك فيه أنت وهم؟ وإن كان بضرورة مختصة أو نظر مختص فهذا أيضا باطل لوجهين: أحدهما أنك تدعي أن هذا مما يشترك فيه العقلاء ويلزمهم موافقتك عليه وتدعي أنهم إذا ناظروك كانوا منقطعين معك بهذه الحجة وذلك يمنع دعواك الاختصاص بعلم ذلك والثاني أن اختصاصك بعلم ذلك ضرورة أو نظرا إنما يكون لاختصاصك بما يوجب تخصيصك بذلك كمن خص بنبوة أو تجربة أو نحو ذلك مما ينفرد به وأنت لست كذلك فيما تدعي إمكانه ولا تدعي اختصاصك بالعلم بإمكانه، وإن ادعيت ذلك لم يلزم غيرك موافقتك في ذلك إن لم تقم / عليه دليلا يوجب موافقتك، سواء كان سمعيا أو عقليا وأنت تدعي أن هذا من العلوم المشتركة العقلية.
30
فإما أن يكون الأرموي رأى كلامه وأنه صحيح فوافقه وإما أن يكون وافق الخاطر الخاطر كما يوافق الحافر الحافر أو أن يكون الأرموي والآمدي أخذا ذلك أو بعضه من كلام الرازي أو غيره وهذا الاحتمال أرجح فإن هذين وأمثالهما وقفوا على كتبه التي فيها هذه / الحجج مع أن تضعيفها مما سبق هؤلاء إليه كثير من النظار، ومن تكلم من النظار ينظر ما تكلم به من قبله، فإما أن يكون أخذه عنه أو تشابهت قلوبهم.
وبكل حال فهما – مع الرازي ونحوه – من أفضل بني جنسهم من المتأخرين، فاتفاقهما دليل على قوة هذه المعارضات، لا سيما إذا كان الناظر فيها ممن له بصيرة من نفسه يعرف بها الحق من الباطل في ذلك، بل يكون تعظيمه لهذه البراهين لأن كثيرا من المتكلمين من هؤلاء وغيرهم اعتمد عليها في حدوث الأجسام، فإذا رأى هؤلاء وغيرهم من النظار قدح فيها وبين فسادها علم أن نفس النظار مختلفون في هذه المسالك، وأن هؤلاء الذين يحتجون بها هم بعينهم يقدحون فيها، وعلى القدح فيها استقر أمرهم. وكذلك غيرهم قدح فيها، كأبي حامد الغزالي وغيره.
38
ولا تناقض بين اشتراكها في عدم الابتداء ووجود أشخاصها دائما إلا إذا قيل: يمتنع جنس الحوادث الدائمة.
51
ثم ما لا يتناهى في المستقبل موجود باتفاق أهل الملل وعامة الفلاسفة، ولم ينازع في ذلك إلا من شذ كالجهم وأبي الهذيل ونحوهما ممن هو مسبوق بإجماع المسلمين محجوج بالكتاب والسنة، مخصوم بالأدلة العقلية مع مخالفة جماهير العقلاء من الأولين والآخرين
60
فتبين أن الجواب فيه مغلطة، وحقيقة الجواب [أي جواب الآمدي] أنه يجب الحكم على الجملة بما يحكم به على أفرادها، وقد بين هو وغيره فساد هذا / الجواب، فإنه إذا كان بعض الجملة أزليا كان ذلك سلبا للأزلية عن أفراد الجنس ونفي الأزلية هو الحدوث فيصير معنى الكلام إذا كان كل واحد من الأفراد أو الأبعاض المتعاقبة حادثا وجب أن يكون الجنس المتعاقب حادثا وقد عرف فساد هذا الكلام.
61
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/142)
وقد ذكر هو [الآمدي] في كتابه المسمى بـ (دقائق الحقائق) نقيض ما ذكره هنا في كتابه المسمى (أبكار الأفكار)
65
وكون المعلول والمفعول لا يكون مفعولا معلولا إلا بعد عدمه هو من القضايا الضرورية التي اتفق عليها عامة العقلاء من الأولين والآخرين
70
وهؤلاء تجدهم مع كثرة كلامهم في النظريات والعقليات وتعظيمهم للعلم الإلهي الذي هو سيد العلوم وأعلاها وأشرفها وأسناها لا يحققون ما هو المقصود منه بل لا يحققون ما هو المعلوم لجماهير الخلائق، وإن أثبتوه طولوا فيه الطريق مع إمكان تقصيرها، بل قد يورثون الناس شكا فيما هو معلوم لهم بالفطرة الضرورية.
76
والقول بتماثل الأجسام في غاية الفساد، والرازي نفسه قد بين بطلان ذلك في غير موضع
77
فإن العرضي في اصطلاحهم أعم من العارض
84
فلا ريب أن المادة هنا التي يسمونها الهيولى هي أجسام قائمة بنفسها
93
ثم إنه في كتابه المسمى بدقائق الحقائق في الفلسفة ذكر هذه الحجة وزاد فيها إبطال إثبات علل ومعلولات لا نهاية لها ولكنه اعترض عليها باعتراض وذكر أنه لا جواب [له] عنه، فبقيت حجته على إثبات واجب الوجود موقوفة على هذا الجواب.
97
مع أن الحد والاستدلال بالأخفى قد يكون فيه منفعة من وجوه أخرى مثل من حصلت له شبهة أو معاندة في الأمر الجلي فيبين له بغيره لكون ذلك أظهر عنده فإن الظهور والخفاء أمر نسبي إضافي، مثل من يكون من شأنه الاستخفاف بالأمور الواضحة البينة، فإذا كان الكلام طويلا مستغلقا هابه وعظمه، كما يوجد في جنس هؤلاء إلى غير ذلك من الفوائد
97
وهؤلاء كثيرا ما يغلطون فيظنون أن المطلوب لا يمكن معرفته إلا بما ذكروه من الحد والدليل، وبسبب هذا الغلط يضل من يضل حتى يتوهم أن ذلك الطريق المعين إذا بطل انسد باب المعرفة.
97
ولهذا لما بنى الآمدي وغيره على هذه الطريقة التي تعود إلى طريقة الإمكان وبنوا طريقة الإمكان على نفي التسلسل حصل ما حصل، فكان مثل هؤلاء مثل من عمد إلى أمراء المسلمين وجندهم الشجعان الذين يدفعون العدو ويقاتلونهم فقطعهم ومنعهم الرزق الذي به / يجاهدون وتركوا واحدا ظنا أنه يكفي في قتال العدو وهو أضعف الجماعة وأعجزهم، ثم إنهم مع هذا قطعوا رزقه الذي به يستعين فلم يبق بإزاء العدو أحد.
104
وهاتان المقدمتان: وهو أن كل حادث فلا بد له من محدث، وأن المحدث للموجود لا يكون إلا موجودا، مع أنهما معلومتان بالضرورة فإن كثيرا من أهل الكلام أخذوا يقررون ذلك بأدلة نظرية ويحتجون على ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة لكن / النتيجة أبين عند العقل من المقدمات، فيصير كمن يحد الأجلى بالأخفى، وهذا وإن كان قد يذمه كثير من الناس مطلقا، فقد ينتفع به في مواضع، مثل عناد المناظر ومنازعته في المقدمة الجلية، دون ما [هو] أخفى منها، ومثل حصول العلم بذلك من الطرق الدقيقة الخفية الطويلة لمن يرى أن حصوص العلم له بمثل هذه الطرق أعظم عنده وأحب إليه، وأنه إذا خوطب بالأدلة الواضحة المعروفة للعامة لم تكن مزية على العامة، ولمن يقصد بمخاطبته بمثل ذلك أن مثل هذه الطرق معروف معلوم عندنا لم ندعه عجزا وجهلا، وإنما أعرضنا عنه استغناء عنه بما هو خير منه، واشتغالا بما هو أنفع من تطويل لا يحتاج إليه إلى أمثال ذلك من المقاصد.
110
ولهذا اتفق العقلاء على أنه لا يجوز أن يكون كل من الشيئين فاعلا للآخر، لا بمعنى كونه علة فاعلة ولا بغير ذلك من المعاني، وأما كون كل من الشيئين شرطا للآخر فإنه يجوز، وهذا هو الدور المعي، وذاك هو الدور القبلي
117
والتسلسل الذي يسمى التسلسل في العلل والمعلولات والمؤثر والأثر والفاعل والمفعول والخالق والمخلوق هو ممتنع باتفاق العقلاء وبصريح المعقول، بل هو ممتنع في بديهة العقل بعد التصور، وهو الذي أمر النبي ? بالاستعاذة منه في قوله ? يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ فيقول الله، فيقول: من خلق الله، فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بالله ولينته
138
[الفرق بين العلم والمعرفة]
143
الدور نوعان والتسلسل نوعان
150
لا يمكن أحد* أن يقول كل منها مؤثر
[قال المحقق أن في جميع النسخ (أحدا).
قلت: وهو الصواب قولا واحدا]
157
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/143)
واعلم أن تسلسل المؤثرات لما كان ممتنعا ظاهر الامتناع في فطر جميع العقلاء لم يكن متقدمو النظار يطيلون في تقريره لكن المتأخرون أخذوا يقررونه وكان من أسباب ذلك اشتباه التسلسل في الآثار التي هي الأفعال بالتسلسل في المؤثرين الذين هم الفاعلون
161
ومن أقدم من رأيته ذكر نفي التسلسل في إثبات واجب الوجود في المؤثرات خاصة دون الآثار ابن سينا، وهو بناه على نفي التسلسل في العلل فقط، ثم اتبعه من سلك طريقه كالسهروردي المقتول وأمثاله وكذلك الرازي والآمدي والطوسي وغيرهم.
161
لأن المستدل بدليل ليس عليه أن يذكر كل ما قد يخطر بقلوب الجهال من الاحتمالات وينفيه فإن هذا لا نهاية له، وإنما عليه أن ينفي من الاحتمالات ما ينقدح، ولا ريب أن انقداح الاحتمالات يختلف باختلاف الأحوال.
ولعل هذا هو السبب في أن بعض الناس يذكر في الأدلة من / الاحتمالات التي ينفيها ما لا يحتاج غيره إلى ذلك، ولكن هذا لا ضابط له، كما أن الأسولة والمعارضات الفاسدة التي يمكن أن يوردها بعض الناس على الأدلة لا نهاية لها، فإن هذا من باب الخواطر الفاسدة، وهذا لا يحصيه أحد إلا الله تعالى، لكن إذا وقع مثل ذلك لناظر أو مناظر فإن الله ييسر من الهدى ما يبين له فساد ذلك، فإن هدايته لخلقه وإرشاده لهم هو بحسب حاجتهم إلى ذلك وبحسب قبولهم الهدى وطلبهم له قصدا وعملا.
163
والقول بوحدة الوجود قول حكاه أرسطو وأتباعه عن طائفة من الفلاسفة وأبطلوه
178
فثبت أنه إذا قدر سلسلة العلل والمعلولات كل منها ممكن فلا بد لها من أمر خارج عنها، وهذا أمر متفق عليه بين العقلاء وهو من أقوى العلوم اليقينية والمعارف القطعية.
ولولا أن طوائف من متأخري النظار طولوا في ذلك وشكك فيه بعضهم كالآمدي والأبهري لما بسطنا فيه الكلام.
184
[تكلم عن الآمدي ومقدمة كتابه أبكار الأفكار]
ولكن من عدل عن الطرق الصحيحة الجلية القطعية القريبة البينة إلى طرق طويلة بعيدة لم يؤمن عليه مثل هذا الانقطاع كما [قد] نبه العلماء على ذلك غير مرة وذكروا أن الطرق المبتدعة إما أن تكون مخطرة لطولها ودقتها، وإما أن تكون فاسدة ولكن من سلك الطرق المخوفة وكانت طريقا صحيحة فإنه يرجى له الوصول إلى المطلوب.
ولكن لما فعل هؤلاء ما فعلوا، وصاروا يعارضون بمضمون طرقهم / صحيح المنقول وصريح المعقول، ويدعون أن لا معرفة إلا من طريقهم أو لا يكون عالما كاملا إلا من عرف طريقهم، احتيج إلى تبيين ما فيها دفعا لمن يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا، وبيانا للطرق النافعة غير طريقهم، وبيانا لأن أهل العلم والإيمان عالمون بحقائق ما عندهم ليسوا عاجزين عن ذلك، ولكن من كان قادرا على قطع الطريق فترك ذلك إيمانا واحتسابا وطلبا للعدل والحق وجعل قوته في الجهاد في أعداء الله ورسوله كان خيرا ممن جعل ما أوتيه من القوة فيما يشبه قطع الطريق
187
مع أنه [الآمدي] من أكبر رؤوس طوائف أهل الكلام والفلسفة، بل قد يقال: إنه لم يكن فيهم في وقته مثله.
194
فلو قدر أن تلك المقدمة المتنازع فيها صحيحة لكان تقديرُ المقدمة المجمع عليها بمقدمة متنازعٍ فيها خلافَ ما ينبغي في التعليم والبيان والاستدلال، لا سيما وليست أوضح منها، ولا لها دليل يخصها، فإنه ربما ذكرت المقدمة المتنازع فيها لاختصاصها بدليل أو وضوح أو نحو ذلك، وأما بدون ذلك فهو خلاف الصواب في الاستدلال.
214
وذكر [الآمدي] عن قوم أنهم قالوا: المجموع واجب بنفسه بهذا الاعتبار، واستفسط هذا الاعتراض
[قلت: أي عده سفسطة، وهو فعل غريب لم أقف عليه عند غير شيخ الإسلام]
214
وإنما أُشكل على من أُشكل لعدم التصور
[كذا ضبطها المحقق، والصواب أَشْكَلَ]
220
لفظ المجموع فيه إجمال قد يعنى به الأفراد المجتمعة، وقد يعنى به اجتماعها، وقد يعنى به الأمران
226
وهذا من أحسن الدورات في النظر والمناظرة لإبطال الاعتراضات الفاسدة بمنزلة عدو قدم يريد محاربة / الحجيج، وهناك عدة طرق يمكن أن يأتي من كل منها، فإذا وكل بكل طريق طائفة يأخذونه كان من المعلوم أن الذي يصادفه طائفة، ولكن إرسال تلك الطوائف ليعلم أنه منع المحذور على كل تقدير، إذ كان من الناس من هو خائف أن يأتي من طريقه فيرسل إليه من يزيل خوفه ويوجب أمنه.
228
والهندي لم يجب عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/144)
[المحقق: في (ض) كأنها (والهنفري) ولم أعرف من هو، وكتب محقق (ق) ما يلي: قوله (والهندي) كذا في الأصل، وكتب بهامشه: لعله الآمدي فحرر، كتبه مصححه]
235
والأدلة العقلية إنما يعترض على معانيها، فإن كنت أوردت هذا سؤالا لفظيا كان قليل الفائدة، وإن كان سؤالا معنويا كان باطلا في نفسه، والقوم لما قالوا: الموجود إما أن يكون واجبا بنفسه وإما أن يكون ممكنا بنفسه جعلوا الوجود منحصرا في هذين القسمين أي جعلوا كل واحد واحد من الموجودات منحصرا في هذين القسمين.
262
ثم إن هؤلاء الفلاسفة يقولون – كما زعم الآمدي – إن كمال النفس الإنسانية هو الإحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات، وهم مع هذا لم يعرفوا الموجود الواجب، فأي شيء عرفوه؟!
وقد بلغني بإسناد متصل عن بعض رؤوسهم وهو الخونجي صاحب (كشف الأسرار في المنطق) وهو عند كثير منهم غاية في هذا الفن أنه قال عند الموت: أموت وما علمت شيئا إلا أن الممكن يفتقر إلى الواجب. ثم قال: الافتقار وصف عدمي، أموت وما علمت شيئا.
وذكر الثقة عن هذا الآمدي أنه قال: (أمعنت النظر في الكلام وما استفدت منه شيئا إلا ما عليه العوام) أو كلاما هذا معناه.
/ وذلك أن هذا الآمدي لم يقرر في كتبه لا التوحيد، ولا حدوث العالم، ولا إثبات واجب الوجود بل ذكر في التوحيد طرقا زيفها، وذكر طريقة زعم أنه ابتكرها، وهي أضعف من غيرها.
وكان ابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات وغيرهما يعظم طريقته ويقول: إن الطريقة التي ابتكرها في التوحيد طريقة عظيمة أو ما هو نحو هذا، حتى أفضى الأمر ببعض أعيان القضاة الذين نظروا في كلامه إلى أن قال التوحيد لا يقوم عليه دليل عقلي وإنما يعلم بالسمع، فقام عليه أهل بلده وسعوا في عقوبته وجرت له قصة.
وكذلك الأصبهاني اجتمع بالشيخ إبراهيم الجعبري يوما فقال له: بت البارحة أفكر إلى الصباح في دليل على التوحيد سالم عن المعارض فما وجدته.
وكذلك حدثني من قرأ على ابن واصل الحموي أنه قال: (أبيت بالليل وأستلقي على ظهري وأضع الملحفة على وجهي وأبيت / أقابل أدلة هؤلاء بأدلة هؤلاء وبالعكس، وأصبح وما ترجح عندي شيء) كأنه يعني أدلة المتكلمين والفلاسفة.
264
الناس قبلنا قد ذكروا له [التوحيد] من الأدلة العقلية اليقينية ما شاء الله، ولكن الإنسان يريد أن يعرف ما قاله الناس، وما سبقوا إليه، وبينا أيضا أن القرآن ذكر من ذلك ما هو خلاصة ما ذكره الناس، وفيه من بيان توحيد الإلهية ما لم يهتد إليه كثير من النظار ولا العباد، بل هو الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه.
280
فإن كان يوجد منها
[الصواب بواحد منها]
285
وأما إذا قيل: كل واحد واحد فذلك أبعد لأنه يقتضي اجتماع مؤثرين مستقلين على أثر واحد وهو ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء.
287
فلهذا صار كلما طال الزمان أورد المتأخرون أسولة سوفسطائية لم يذكرها المتقدمون.
289
فمن جوز وجود جسم قديم لم يزل متحركا لا يقول: إن شيئا معينا من الحركة قديم أزلي، بل يقول: نوع الحركة أزلي، وإن كان كل منها حادثا كائنا بعد أن لم يكن مسبوقا بالعدم.
301
وإنما يجوّز كونَ المفعول المعلول مقارنا لفاعله طائفة قليلة من الناس، كابن سينا والرازي ونحوهما.
303
ولكن كون الشيء دليلا على الشيء معناه أنه يلزم من ثبوته ثبوته والشيئان المتلازمان كل منهما يصلح أن يكون دليلا على الآخر ثم من شأن الإنسان أن يستدل بالظاهر على الخفي لكن الظهور والخفاء من الأمور النسبية فقد يظهر لهذا ما لا يظهر لهذا وقد ظهر للإنسان في وقت ما يخفي عليه في وقت آخر فلهذا أمكن أن يستدل بهذا على ذاك وبذاك على هذا إذا قدر أن هذا أظهر من ذاك تارة وذاك أظهر من هذا أخرى وإما بحسب شخصين وإما بحسب حالين
وهذه المعاني من تفطن لها انجلت عنه شبه كثيرة فيما يورده الناس على الحدود والأدلة التي قد يقال إنه لا فائدة فيها ولا حاجة إليها وذاك صحيح وقد يقال: بل ينتفع بها وهذا أيضا صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/145)
لكن من حصر العلم بطريق عينه هو مثل واحد معين ودليل معين أخطأ كثيرا كما أن من قال: إن حد غيره ودليله لا يفيد بحال أخطأ كثيرا وهذا كما أن الذين أوجبوا النظر وقالوا: لا يحصل العلم إلا به مطلقا أخطأوا والذين قالوا: لا حاجة إليه بحال بل المعرفة دائما ضرورية لكل أحد في كل حال أخطأوا بل المعرفة / وإن كانت ضرورية في حق أهل الفطر السليمة فكثير من الناس يحتاج فيها إلى النظر والإنسان قد يستغني عنه في حال ويحتاج إليه في حال وكذلك الحدود قد يحتاج إليها تارة ويتغنى عنها أخرى كالحدود اللفظية والترجمة قد يحتاج إليها تارة وقد يستغنى عنها أخرى وهذا له نظائر
304
وكذلك كون العلم ضروريا ونظريا والاعتقاد قطعيا وظنيا أمور نسبية فقد يكون الشيء قطعيا عند شخص وفي حال وهو عند آخر وفي حال أخرى مجهول فضلا عن أن يكون مظنونا وقد يكون الشيء ضروريا لشخص وفي حال ونظريا لشخص آخر وفي حال أخرى
وأما ما أخبر به الرسول فإنه حق في نفسه لا يختلف باختلاف عقائد الناس وأحوالهم فهو الحق الذي لا يقبل النقيض ولهذا كل ما عارضه فهو باطل مطلقا
ومن هنا يتبين لك أن الذين بنوا أمورهم على مقدمات إما ضرورية أو نظرية أو قطعية أو ظنية بنوها على أمور تقبل التغير والاستحالة فإن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء وأما ما جاء به الرسول فهو حق لا يقبل النقيض بحال
308
وقد سئل بعض السالكين طريقة هؤلاء كالرازي ونحوه فقيل له: لم لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الوسواس بالبرهان المبين لفساد التسلسل والدور بل أمر الاستعاذة؟ فأجاب بأن مثل هذا مثل من عرض له كلب ينبح عليه ليؤذيه ويقطع طريقة فتارة يضربه بعصا وتارة يطلب من صاحب الكلب أن يزجره قال فالبرهان هو الطريق الأول وفيه صعوبة والاستعاذة بالله هو الثاني وهو أسهل
واعترض بعضهم على هذا الجواب بأن هذا يقتضي أن طريقة البرهان أقوى وأكمل وليس الأمر كذلك بل طريقة الاستعاذة أكمل وأقوى فإن دفع الله للوسواس عن القلب أكمل من دفع الإنسان ذلك عن نفسه
فيقال: السؤال باطل وكل من جوابيه مبني على الباطل فهو باطل وذلك أن هذا الكلام مبناه على أن هذه الأسئلة الواردة على النفس تندفع بطريقين أحدهما البرهان والآخر الاستعاذة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاستعاذة وأن المبين لفساد الدور والتسلسل قطعه بطريق البرهان وأن طريقة البرهان تقطع الأسولة الواردة على النفس بدون ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بطريقة البرهان.
وهذا خطأ من وجوه بل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطريقة البرهان حيث يؤمر بها ودل على مجاميع البراهين التي يرجع إليها غاية / نظر النظار ودل من البراهين على ما هو فوق استنباط النظار والذي أمر به في دفع هذا الوسواس [ليس] هو الاستعاذة فقط بل أمر بالإيمان وأمر بالاستعاذة وأمر بالانتهاء ولا طريق إلى نيل المطلوب من النجاة والسعادة إلا بما أمر به لا طريق غير ذلك
310
والشبهات القادحة في تلك العلوم لا يمكن الجواب عنها بالبرهان لأن غاية البرهان أن ينتهي إليها فإذا وقع الشك فيها انقطع طريق النظر والبحث ولهذا كان من أنكر العلوم الحسية والضرورية لم يناظر بل إذا كان جاحدا معاندا عوقب حتى يعترف بالحق وإن كان غالطا إما لفساد عرض لحسه أو عقله لعجزه عن فهم تلك العلوم وإما لنحو ذلك فإنه يعالج بما يوجب حصول شروط العلم له وانتفاء موانعه فإن عجز عن ذلك لفساد في طبيعته عولج بالأدوية الطبيعية أو بالدعاء والرقي والتوجه ونحو ذلك وإلا ترك
ولهذا اتفق العقلاء على أن كل شبهة تعرض لا يمكن إزالتها بالبرهان والنظر والاستدلال وإنما يخاطب بالبرهان والنظر والاستدلال من كانت عنده مقدمات علمية وكان ممن يمكنه أن ينظر فيها نظرا يفيده العلم بغيرها فمن لم يكن عنده مقدمات علمية أو لم يكن قادرا على النظر لم تمكن مخاطبتة بالنظر والاستدلال
/ وإذا تبين هذا فالوسوسة والشبهة القادحة في العلوم الضرورية لا تُزال بالبرهان بل متى فكر العبد ونظر ازداد ورودها على قلبه وقد يغلبه الوسواس حتى يعجز عن دفعه عن نفسه كما يعجز عن حل الشبهة السوفسطائية
وهذا يزول بالاستعاذة بالله
318
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/146)
ومما ينبغي أن يعرف في هذا المقام -وإن كنا قد نبهنا عليه في / مواضع- أن كثيرا من العلوم تكون ضرورية فطرية فإذا طلب المستدل أن يستدل عليها خفيت ووقع فيها شك إما لما في ذلك من تطويل المقدمات وإما لما في ذلك من خفائها وإما لما في ذلك من كلا الأمرين
والمستدل قد يعجز عن نظم دليل على ذلك إما لعجزه عن تصوره وإما لعجزه عن التعبير عنه فإنه ليس كل ما تصوره الإنسان أمكن كل أحد أن يعبر عنه باللسان وقد يعجز المستمع عن فهمه ذلك الدليل وإن أمكن نظم الدليل وفهمه فقد يحصل العجز عن إزالة الشبهات المعارضة إما من هذا وإما من هذا وإما منهما
وهذا يقع في التصورات أكثر مما يقع في التصديقات فكثير من الأمور المعروفة إذا حدت بحدود تميز بينها وبين المحدودات زادت خفاء بعد الوضوح لكونها أظهر عند العقل بدون ذلك الحد منها بذلك الحد
ولكن قد يكون في الأدلة والحدود من المنفعة ما قد نبه عليه غير مرة ولهذا تنوعت طرق الناس في الحدود والأدلة وتجد كثيرا من الناس يقدح في حدود غيره وأدلته ثم يذكر هو حدودا وأدلة يرد عليها إيرادات من جنس ما يرد على تلك أو من جنس آخر وذلك لأن المقصود بالحدود: إن كان التمييز بين المحدود وبين غيره كانت الحدود الجامعة المانعة على أي صورة كانت مشتركة في حصول التمييز بها وإن لم تكن جامعة مانعة كانت مشتركة في عدم حصول التمييز وإن كان المطلوب بها تعريف المحدود فهذا لا يحصل بها مطلقا ولا يمتنع بها / مطلقا بل يحصل لبعض الناس وفي بعض الأوقات دون بعض كما يحصل بالأسماء فإن الحد تفصيل ما دل عليه الاسم بالإجمال فلا يمكن أن يقال الاسم لا يعرف المسمى بحال ولا يمكن أن يقال يعرف به كل أحد كذلك الحد.
وإن قيل إن المطلوب بالحد أن مجرد الحد يوجب أن المستمع له يتصور حقيقة المحدود التي لم يتصورها إلا بلفظ الحاد وأنه يتصورها بمجرد قول الحاد كما يظنه من يظنه من الناس بعض أهل المنطق وغيرهم فهذا خطأ كخطأ من يظن أن الأسماء توجب معرفة المسمى لمن تلك الأسماء بمجرد ذلك اللفظ.
وقد بسط الكلام على هذا في موضعه وبينا ما عليه جمهور النظار من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين والمشركين من أن الحدود مقصودها: التمييز بين المحدود وغيره وأن ذلك يحصل بالوصف الملازم للمحدود طردا وعكسا الذي يلزم من ثبوته ثبوت المحدود ومن انتفائه انتفاؤه كما هو طريقة نظار المسلمين من جميع الطوائف مثل أبي على هاشم وأمثالهما ومثل أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر و أبي المعالي الجويني والقاضي أبي يعلى وأبي الوفاء ابن عقيل وأمثالهم.
324
وصنف الناس مصنفات في الرد على أهل المنطق، كما صنف أبو هاشم وابن النوبختي والقاضي أبو بكر بن الطيب وغيرهم.
336
فقد يمكن ضال* آخر أن يتصور كونها فاعلة مع عدم القيام بالنفس
[قال المحقق: في جميع النسخ (فقد يمكن ضالا).
قلت: وهو الصواب قولا واحدا]
340
فإثبات ماهية تقبل الوجود والعدم وهي مع ذلك مستلزمة للوجود ليس قول أحد من الطوائف
350
إذا الممكن لا يوصف
[الصواب (إذ)]
371
ثم العلم فيه من العموم ما ليس في القدرة، وفي القدرة من العموم ما ليس في الإرادة.
382
وقد أثبت طائفة منهم بعضها بالعقل، كما أثبت أبو إسحق الإسفراييني صفة اليد بالعقل، وكما يثبت كثير من المحققين صفة الحب والبغض والرضى والغضب بالعقل.
383
وأئمة أهل السنة والحديث من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم يثبتون الصفات الخبرية، لكن منهم من يقول: لا نثبت إلا ما في القرآن والسنة المتواترة، وما لم يقم دليل قاطع على إثباته نفيناه، كما يقوله ابن عقيل وغيره أحيانا، ومنهم من يقول: بل نثبتها بأخبار الآحاد المتلقاة بالقبول، ومنهم من يقول: نثبتها بالأخبار الصحيحة مطلقا، ومنهم من يقول: يعطى كل دليل حقه، فما كان قاطعا في الإثبات قطعنا بموجبه، وما كان راجحا لا قاطعا قلنا بموجبه، فلا / نقطع في النفي والإثبات إلا بدليل يوجب القطع، وإذا قام دليل يرجح أحد الجانبين بينا رجحان أحد الجانبين، وهذا أصح الطرق.
387
والآمدي نفسه قد بين بطلان قول من جعل الجواهر متماثلة.
388
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/147)
وهذا مثل الموجود فإنه لا يقصد به أن غيره أوجده، بل يقصد به المحقق الذي هو بحيث يوجد، فكثير من الأفعال التي بنيت للمفعول واسم المفعول التابع لها قد كثر في الاستعمال حتى بقي لا يقصد به قصد فعل حادث له فاعل أصلا، بل يقصد إثبات ذلك الوصف من حيث الجملة.
وكثير من ألفاظ النظار من هذا الباب كلفظ الموجود والمخصوص والمؤلف والمركب والمحقق فإذا قالوا: إن الرب تعالى مخصوص بخصائص لا يشركه فيها غيره أو هو موجود لم يريدوا أن أحدا غيره خصه بتلك الخصائص ولا أن غيره جعله موجودا.
وبسبب ذلك تجد جماعات غلطوا في هذا الموضع في مثل هذه المسألة إذا قيل: الباري تعالى مخصوص بكذا وكذا أو مختص بكذا وكذا، قالوا: فالمخصوص لا بد له ممن خصه بذلك، والمخصص لا بد من مخصص خصصه بذلك.
400
[ابن رشد] لأن وجود المعدوم هو خروج ما بالقوة إلى الفعل
403
[لفظ المركب]
405
فلهذا قال أبو حامد: هذا كقول القائل كل موجود يفتقر إلى موجد، ولو قال: إلى واجد لكان أقرب إلى مطابقة اللفظ.
وهذا صحيح فإن الموجود اسم مفعول من وجد يجد فهو واجد، فإذا قال القائل: كل موجود يفتقر إلى واجد أو موجد نظرا إلى اللفظ، كان كقوله: كل مركب يفتقر إلى مركب نظرا إلى اللفظ، ولكن لفظ الموجود إنما يراد به ما كان متحققا في نفسه لا يعنى به ما وجده أو أوجده غيره، كما أنهم يعنون بالمركب هنا ما كان متصفا بصفة قائمة به أو ما كان فيه معان متعددة وكثرة لا يعنون به ما ركبه غيره، فالذي جرى لهؤلاء المغالطين في لفظ التأليف والتركيب كما جرى لأشباههم في لفظ التخصيص والتقدير فإن الباب واحد، فليتفطن اللبيب لهذا فإنه يحل عنه شبهات كثيرة.
409
فيقال: ألقني بقولك
[الصواب أتعني بقولك]
413
أو واجب الوجود الذي يطلب الفلك التشبه به بإخراج ما فيه من الأيون والأوضاع
[الأيون: جمع أَيْن]
427
ليتأمل اللبيب كلام هؤلاء الذين يدعون من الحذق والتحقيق ما يدفعون به ما جاءت به الرسل كيف يتكلمون في غاية حكمتهم ونهاية فلسفتهم بما يشبه كلام المجانين ويجعلون الحق المعلوم بالضرورة مردودا والباطل الذي يعلم بطلانه بالضرورة مقبولا بكلام فيه تلبيس وتدليس فإنه ذكر ما يلزم مثبة الصفات وما يلوم نفاتها
فقال: يلزم النفاة أن تكون الصفات ترجع إلى ذات واحدة فيكون مفهوم العلم والقدرة والإرادة مفهوما واحدا وأن يكون العلم والعالم والقدرة والقادر والإرادة والمريد واحدا وقد قال إن هذا عسير
قلت: بل الواجب أن يقال: أن هذا مما يعلم فساده بضرورة
431
والناس شنعوا على أبي الهذيل العلاف لما قال إن الله عالم بعلم وعلمه نفسه ونسبوه إلى الخروج من العقل مع أن كلامه أقل تناقضا من كلام هؤلاء
434
وما أعلم أحدا من نظار المسلمين يقول: كل عرض حادث وصفات الله القديمة عرض، فإن هذا تناقض بين
444
ولما كان كل من القولين معلوم الفساد بالضرورة -قول من أثبت ما لا يتميز بعضه عن بعض ومن أثبت ما ينقسم إلى غير نهاية- توقف من توقف من أفاضل النظار فيه فتوقف فيه أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني في بعض كتبه وأبو عبد الله الرازي في نهايته.
452
ولولا أن هذا ليس موضع بسط الكلام في مثل هذه الأمور وإلا لكان ينبغي أن تبين أن مثل هذا الكلام من أسخف الكلام الذي ذمه / السلف والأئمة وغيرهم من العقلاء فإن هؤلاء يقولون إن الله لا يمكن أن يفني شيئا من الأجسام والأعراض بل طريق فنائها أنه لا يخلق الأعراض التي تحتاج إلى تجديد وإحداث دائما فإذا لم يحدثها عدمت الأجسام وفنيت بأنفسها لأنه لا وجود لها إلا بالأعراض ومثل هذا الكلام لو قاله الصبيان لضحك منهم.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثالث بحمد الله]
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[15 - 01 - 09, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا، نفع الله بكم.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:37 م]ـ
[المجلد الرابع]
23
أما أهل الملل فلا يضاف إليهم من حيث هم أرباب ملة إلا ما ثبت عن صاحب الملة صلوات الله عليه وسلام، أو ما أجمع عليه أهل العلم، وأما ما قاله بعض أهل الملة برأيه أو استنباطه مع منازعة غيره له فلا يجوز إضافته إلى الملة.
35
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/148)
وذكر التقسيم المشهور فيه للفلاسفة وأنه أربعة أقسام تقابل السلب والإيجاب، والعدم والملكة، والتضايف والتضاد، وأن تقابل العلم والجهل والعمى والبصر هو عندهم من باب تقابل العدم والملكة.
[الآمدي] والملكة على اصطلاحهم: كل معنى وجودي أمكن أن يكون ثابتا للشيء: إما بحق جنسه كالبصر للإنسان، فإن البصر يمكن ثبوته لجنسه وهو الحيوان، أو بحق نوعه ككتابة زيد، فإن هذا ممكن لنوع الإنسان، أو بحق شخصه كاللحية للرجل، فإنها ممكنة في حق الرجل.
59
ليس كل ما لا تعلم الحاجة إليه يجزم بنفيه، فإن الله أخبر أنه كتب مقادير الخلائق قبل خلقهم، ولا يعلم إلى ذلك حاجة، وكذلك قد خلق آدم بيده عند أهل الإثبات مع قدرته على أن يخلقه كما خلق غيره.
........
وعدم الدليل مطلقا لا يستلزم عدم المدلول عليه في نفس الأمر، وإن استلزم عدم علم المستدل به فضلا عن عدم الدليل المعين.
60
الواجب فيما لا يعرف دليل ثبوته وانتفائه الوقف فيه.
61
وتناقض أحد المتنازعين لا يستلزم صحة قول الآخر، لجواز أن يكون الحق في قول ثالث، لا قول هذا ولا قول هذا، لا سيما إذا عرف أن هناك قولا ثالثا
65
والناس لهم في وجود المقدور بمحل القدرة وخارجا عنها أقوال: منهم من يقول القدرة القديمة والمحدثة توجد في محل المقدور كأئمة أهل الحديث والكرامية وغيرهم
ومنهم من يقول القدرتان توجدان في غير محل المقدور كالجهمية والمعتزلة وغيرهم
ومنهم من يقول المحدثة لا تكون إلا في محل المقدور والقديمة لا تكون في محل المقدور وهم الكلابية ومن وافقهم
ومتنازعون أيضا هل يمكن أن تكون القدرتان أو إحداهما متعلقة بالمقدور في محلها وخارجة عن محلها جميعا
والمقصود هنا أن ما عارضهم به معارضة صحيحة ولكن كثير من الناس من أهل الحديث والكلام والفلسفة وغيرهم يقولون في المقدور ما يقولون في المقبول ويقولون بجواز حوادث لا تتناهى ومنهم من يخص ذلك بالمقدورات
82
العلة إذا كانت أعم من المعلول كانت منتقضة.
125
وليس اجتماع ما يظهر تضاده بأعظم من اتحاد ما يعلم اختلافه.
133
كما يعبر بلفظ الحرف عن الحرف المكتوب ويراد به الشكل تارة مجردا عن المادة، ويراد به مجموع المادة والشكل، وهو المداد المصور.
134
أو أن الأعراض المشروطة بالحياة إذا قامت بجزء من الجملة اتصف بها سائر الجملة كما يقوله المعتزلة
135
ولما عسر جواب هذه على الرازي ونحوه من أهل الكلام اعتقدوا أن القول بالمعاد مبني على إثبات الجوهر الفرد لظنهم أنه لا يمكن الجواب عن هذه إلا بإثبات الجوهر الفرد وأن القول بالمعاد يفتقر إلى القول بأن أجزاء البدن تفرقت ثم اجتمعت.
وليس الأمر كذلك فإن إثبات الجوهر الفرد مما أنكره أئمة السلف والفقهاء وأهل الحديث والصوفية وجمهور العقلاء، وكثير من / طوائف أهل الكلام كالهشامية والضرارية والنجارية والكلابية وكثير من الكرامية.
والقول بمعاد الأبدان مما اتفق عليه أهل الملل، فكيف يكون القول بمعاد الأبدان مستلزما للقول بالجوهر الفرد؟
140
والشارع يفرق بين ما يدعى به من الأسماء فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وبين ما يخبر بمضمونه عنه من الأسماء لإثبات معنى يستحقه نفاه عنه ناف لما يستحقه من الصفات، كما أنه من نازعك في قدمه أو وجوب وجوده قلت مخبرا عنه بما يستحقه: إنه قديم وواجب الوجود
140
ولا نقل عنها [أي العرب] إطلاق لفظ (ذات) بإزاء نفسه. وإنما لفظ (الذات) عندهم تأنيث (ذو) فلا تستعمل إلا مضافة
........ / ولهذا أنكر ابن برهان وغيره على المتكلمين إطلاق لفظ (ذات الله)
146
وأفردنا الكلام على قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} في مصنف مفرد
147
فلو قال الرجل: هو حي لا كالأحياء وقادر لا كالقادرين .... وأراد بذلك نفي خصائص المخلوقين فقد أصاب.
وإن أراد نفي الحقيقة التي للحياة والعلم والقدرة ونحو ذلك مثل أن يثبت الألفاظ وينفي المعنى الذي أثبته الله لنفسه وهو من صفات كماله فقد أخطأ.
148
لكن إذا عرف أن صاحب القول لا يلتزم هذه اللوازم لم يجز نسبتها إليه على أنها قول له، سواء كانت لازمة في نفس الأمر أو غير لازمة، بل إن كانت لازمة مع فسادها دل على فساد قوله
162
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/149)
يقال له ولأمثاله كالرازي والشهرستاني ونحوهما من / المتأخرين الذين أثبتوا جواهر معقولة غير متحيزة موافقة للفلاسفة الدهرية أو قالوا: إنه دليل على نفي ذلك: أنتم إذا ناظرتم الملاحدة المكذبين للرسل فادعوا إثبات جواهر غير متحيزة عجزتم عن دفعهم أو فرطتم فقلتم: لا نعلم دليلا على نفيها، أو قلتم بإثباتها، وإذا ناظرتم إخوانكم المسلمين الذين قالوا بمقتضى النصوص الإلهية والطريقة السلفية وفطرة الله التي فطر عباده عليها والدلائل العقلية السليمة عن المعارض وقالوا: إن الخالق تعالى فوق خلقه، سعيتم في نفي لوازم هذا القول وموجباته وقلتم: لا معنى للجوهر إلا المتحيز بذاته، فإن كان هذا القول حقا فادفعوا به الفلاسفة الملاحدة، وإن كان باطلا فلا تعارضوا به المسلمين، أما كونه يكون حقا إذا دفعتم ما يقوله إخوانكم المسلمون، ويكون باطلا إذا عجزتم عن دفع الملاحدة في الدين فهذا طريق من بخس حظه من العقل والدين وحسن النظر والمناظرة عقلا وشرعا.
170
وحرف المسألة أن كلامه مبني على تماثل الجواهر
[المحقق: وحرف المسألة. كذا في جميع النسخ]
[قلت: لا إشكال فيه]
173
وهذا الخيال في الجواهر المحسوسة نظير خيال من أثبت الجواهر المعقولة، لكن تلك محلها العقل، وهذه محلها الخيال
175
وهذا المعنى قد رأيت منه عجائب لهؤلاء النظار، يتكلم كل منهم مع كل قوم على طريقتهم بكلام يناقض ما تكلم به على طريقة أولئك، مع تناقض كل من القولين في نفس الأمر، وهذا إما أن يكون لكونه لم يفهم أن هذا المعنى الذي أثبته بهذه العبارة هو الذي نفاه بتلك، فلا يكون قد تصور حقيقة ما يقول، بل تصور ما يتقيد باللفظ بحيث إذا خرج المعنى عن ذلك اللفظ لم يعرف أنه هو، وهذا قبيح بمن يدعي النظر في العقليات المحضة التي لا تتقيد بلغة ولا لفظ، وإما أن يكون مع نسيانه وذهوله في كل مقام لما قاله في المقام الآخر، وهذا أشبه أن يظن بمن له عقل وتصور صحيح، لكنه يدل على أن له في المسألة قولين، وأنه يقول في كل مقام ما ترجح عنده في ذلك المقام لا يمشي مع الدليل مطلقا بل يتناقض، وإما أن يكون مع فهمه التناقض [كذا]، وحينئذ فإما أن لا يبالي بتناقض كلامه وإما أن يرجح هذا في هذا الموطن وهذا في هذا الموطن.
178
وجمهور الناس على أن الأجسام مختلفة من الفلاسفة والمتكلمين وغيرهم وقد ذكر الأشعري في مقالاته النزاع في ذلك.
180
والمقصود هنا بيان اعتراف هؤلاء بفساد الأصول التي بنوا عليها ما خالفوه من النصوص، وبيان تناقضهم في ذلك، وأنهم يقولون إذا تكلموا في المنطق وغيره بما يناقض كلامهم هنا، ويبعد – أو يمتنع في العادة – أن يكون هذا لمجرد اختلاف الاجتهاد، مع الفهم التام في الموضعين، بل يكون لنقص كمال الفهم والتصور، وخوفا أن لا يكون القولان متنافيين، فلا يهجم بإثبات التناقض أو لنوع من الهوى / والغرض، ولو لم يكن إلا مراعاة الطائفة التي يتكلم باصطلاحها أن لا يخالفها فيما هو من مشهورات أقوالها، ولعل كلا الأمرين موجود في مثل هذه المعاني التي تعبر عنها العبارات الهائلة، ولها عند أصحابها هيبة ووهم عظيم
184
الجواهر العقلية عند من يثبت جوهرا ليس بمتحيز كالعقول والنفوس، والمادة والصورة، فإن هؤلاء المتفلسفة المشائين يدعون أن الجوهر خمسة أقسام، وجمهور العقلاء يدفعون هذا ويقولون: هذه الأمور التي سميتموها جواهر عقلية إنما وجودها في الأذهان لا في الأعيان.
204
ومعلوم أن الأمور التي لا يمكن وجودها إلا حادثة متعاقبة ليس الكمال في أن يكون كل منها أزليا، فإن ذلك ممتنع، ولا في أن ذلك لا يكون، فإن ذلك نقص وعدم، بل في أن تكون بحسب إمكانها على ما تقتضيه الحكمة، فيكون وجود تلك المرادات الحادثة من الكمالات التي يستحقها ولا يحتاج فيها إلى غيره، فيكون فعله ما يفعله للحكمة من أعظم نعوت الكمال التي يجب أن يوصف بها ونفيها عنه يقتضي وصفه بالنقائص، وإن كل كمال يوصف به فليس مفتقرا فيه إلى غيره أصلا، بل هو من لوازم ذاته سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، الذين يصفونه بالنقائص ويسلبونه الحكمة التي هي من أعظم نعوت الكمال توهما أن إثباتها يقتضي الحاجة / إلى غيره، وذلك غلط محض، بل لا يقتضي إثباتها إلا استلزام ذاته لنعوت كماله وكمال نعوته، لا افتقار إلى شيء مباين لنفسه المقدسة.
206
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/150)
وما من مقدمة يدعون بها إفساد قول الأول إلا وفي أقوالهم ما هو أفسد منها
والمناظرة تارة تكون بين الحق والباطل، وتارة بين القولين الباطلين لتبيين بطلانهما، أو بطلان أحدهما، أو كون أحدهما أشد بطلانا من الآخر، فإن هذا ينتفع به كثيرا في أقوال أهل الكلام والفلسفة وأمثالهم ممن يقول أحدهم القول الفاسد وينكر على منازعه ما هو أقرب منه إلى الصواب، فيبين أن قول منازعه أحق بالصحة إن كان قوله صحيحا، وأن قوله أحق بالفساد إن كان قول منازعه فاسدا، لتنقطع بذلك حجة الباطل، فإن هذا أمر مهم، إذ كان المبطلون يعارضون نصوص الكتاب والسنة بأقوالهم، فإن بيان فسادها أحد ركني الحق وأحد المطلوبين
208
وهذه المقدمات يمكن منازعوهم أن ينازعوهم فيها أعظم مما يمكنهم هم منازعة أولئك
[المحقق: ض: منازعهم. وفي سائر النسخ: منازعيهم ولعل الصواب ما أثبته]
[قلت: بل هو خطأ محض]
218
فإنا قد بينا في الرد على أصول الجهمية النفاة للصفات في الكلام على تأسيس التقديس وغيره أن عامة ما يحتج به النفاة للرؤية والنفاة لكونه فوق العرش ونحوهم من الأدلة الشرعية الكتاب والسنة هي أنفسها تدل على نقيض قولهم
[في هامش (ص) كتب أمام هذا الموضع ما يلي: تأسيس التقديس للرازي ونقضه المصنف قدس الله روحه في نحو اثني عشر مجلدا، ويسمى بتخليص التقديس في تأسيس التلبيس]
227
فعامة ما يلبس به هؤلاء النفاة ألفاظ مجملة متشابهة، إذا فسرت معانيها وفصل بين ما هو حق منها وبين ما هو باطل زالت الشبهة وتبين أن الحق الذي لا محيد عنه هو قول أهل الإثبات للمعاني والصفات.
252
ومن أعجب خذلان المخالفين للسنة وتضعيفهم للحجة إذا نصر بها حق وتقويتها إذا نصر بها باطل أن حجة الفلاسفة على التوحيد قد أبطلها لما استدلوا بها على أن الإله واحد، والمدلول حق لا ريب فيه، وإن قدر ضعف الحجة ثم إنه يحتج بها بعينها على نفي لوازم علو الله على خلقه، بل ما يستلزم تعطيل ذاته فيجعلها حجة فيما يستلزم التعطيل ويبطلها إذا احتج بها على التوحيد.
258
والوجه الأول من الوجهين هو الذي اعتمده ابن سينا في إشاراته وقد بسطنا الكلام عليه في جزء مفرد شرحنا فيه أصول هذه الحجة التي دخل منها عليهم التلبيس في منطقهم وإلهياتهم وعلى من اتبعهم كالرازي والسهروردي والطوسي وغيرهم.
265
وقد تنازع الناس في الحروف التي في كلام الآدميين: هل بينها وبين المعاني مناسبة تقتضي الاختصاص؟ على قولين مشهورين.
[يقصد بالشهرة أن القولين معروفان في الكتب المصنفة، وإن كان القول بالمناسبة يكادون يجمعون على ضعفه]
276
ونحن نذكر ما يقدح به الآمدي وأمثاله في حججهم التي احتجوا بها في موضع آخر، وإن كان بعض ذلك القدح ليس بحق، ولكن يعطى كل ذي حق حقه قولا بالحق واتباعا للعدل.
279
ومن كان له خبرة بحقيقة هذا الباب تبين له أن جميع المقدمات العقلية التي ترجع إليها براهين المعارضين للنصوص النبوية إنما ترجع إلى تقليد منهم لأسلافهم لا إلى ما يعلم بضرورة العقل ولا إلى فطرة، فهم يعارضون ما قامت الأدلة العقلية على وجوب تصديقه وسلامته من الخطأ، بما قامت الأدلة العقلية على أنه لا يجب تصديقه، بل قد علم جواز الخطأ عليه، وعلم وقوع الخطأ منه، فيما هو دون الإلهيات فضلا عن الإلهيات التي يتيقن خطأ من خالف الرسل فيها بالأدلة المجملة والمفصلة.
290
والرازي وأتباعه يبينون حدوث الجسم في كتبه الكلامية كالأربعين ونهاية العقول والمحصل وغير ذلك، ثم يبينون فساد كل ما يحتج به على حدوث الأجسام في مواضع أخر، مثل المباحث المشرقية، وكذلك في المطالب العالية التي هي آخر كتبه، بين فساد حجج من يقول بحدوثها، وأنه فعل بعد أن لم يكن فاعلا، ويذكر حججا كثيرة على دوام الفاعلية، ويورد عليها مع ذلك ما يدل على فسادها، ويعترف بالحيرة في هذه المواضع العظيمة مسائل الصفات وحدوث العالم ونحو ذلك.
وسبب ذلك أنهم يقولون أقوالا تستلزم الجمع بين النقيضين تارة ورفع النقيضين تارة بل تستلزم كليهما. والأصل العظيم الذي هو من أعظم أصول العلم والدين لا يذكرون فيه إلا أقوالا ضعيفة.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الرابع بحمد الله]
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 01 - 09, 01:39 م]ـ
وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم
ممكن أحد من الأخوة يشرح هذه الفائدة ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 03:28 م]ـ
متابع جزاك الله خيرا
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[16 - 01 - 09, 04:50 م]ـ
ممكن أحد من الأخوة يشرح هذه الفائدة ولكم جزيل الشكر
القديم = الله
أو وجوده مع الله تعالى
(وليس في أجزاء الزمان شيء قديم، وإن كان جنسه قديما، بل كل جزء من الزمان مسبوق بآخر، فليس من التأثيرات المعينة تأثير قديم كما ليس من أجزاء الزمن جزء قديم)
أي ليس في اجزاء الزمان ما هو مع الله تعالى فقد كان الله ولم يكن شيء ولا زمان مع الله تعالى
والزمان حدث = مخلوق
وعليه ان اجزاء الزمان مخلوقة متعاقبة ولهذا فليس في تاثيرات الزمان قدم اي مع الله تعالى
فالله عندما خلق الزمان صارالزمان من العالم وليس من القديم او مع القديم
وعليه كل جزْ من الزمان مخلوق وهو من العالم وليس مع القديم او من القديم او في القديم
والحوادث تولد حوادث لا خلاف في ذلك لكن لا يستلزم قدم الحادث وهذا يثبت بالمشاهدة ناهيك عن المقدمات الصحيحة
والعالم = كل شي خلا الله تعالى
فالله قديم
وكل شيء غير الله تعالى يسمى عالم
وهنا شيخ الاسلام يرد على من يقول بالتسلسل بانواعه
أخشى اني زدتك حيرة (ابتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/151)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:01 م]ـ
[المجلد الخامس]
4
هذا وشيوخ التصوف المشهورون من أبرأ الناس من هذا المذهب، وأبعدهم عنه، وأعظمهم نكيرا عليه وعلى أهله، وللشيوخ المشهورين بالخير كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني والجنيد بن محمد / وسهل بن عبد الله التستري، وعمرو بن عثمان المكي، وأبي عثمان النيسابوري، وأبي عبد الله بن خفيف الشيرازي، ويحيى بن معاذ الرازي وأمثالهم من الكلام في إثبات الصفات والذم للجهمية والحلولية ما لا يتسع هذا الموضع لعشره.
26
فأهل البطاقة من أهل الإلحاد ينسبون ذلك إلى علي
[المحقق: لم أعرف من هم]
35
ونفس العلم والقدرة هو نفس كونه عالما قادرا على قول الجمهور الذين ينفون أن تكون الأحوال زائدة في الخارج على الصفات ومن أثبت الأحوال زائدة على الصفات كالقاضي أبي بكر وأبي يعلى وأبي المعالي في أول قوليه، فهؤلاء يقولون: ثبوت الصفات يستلزم ثبوت الأحوال، وإثبات الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، مع أن الصواب أن الأحوال كالكليات لها وجود في الأذهان لا في الأعيان.
52
ومعلوم أن الاسم العلم لا ينكره أحد، ولو كانت أسماؤه أعلاما لم يكن فرق بين الرحمن والجبار، كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم في / الحديث المعروف في السنن: يقول الله: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته.
فإذا كانت الرحم مشتقة من اسم الرحمن امتنع أن يكون علما لا معنى فيه.
56
فالقرآن قد دل على جميع المعاني التي تنازع / الناس فيها دقيقها وجليلها، كما قال الشعبي: ما ابتدع أحد بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها، وقال مسروق: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن، ولكن علمنا قصر عنه.
61
ولقد حدثني بعض أصحابنا أن بعض الفضلاء الذين فهم نوع / من التجهم عاتبه بعض أصحابه على إمساكه عن الانتصار لأقوال النفاة لما ظهر قول الإثبات في بلدهم، بعد أن كان خفيا واستجاب له الناس بعد أن كان المتكلم به عندهم قد جاء شيئا فريا، فقال: (هذا إذا سمعه الناس قبلوه وتلقوه بالقبول، وظهر لهم أنه الحق الذي جاء به الرسول، ونحن إذا أخذنا الشخص فربيناه وغذيناه ودهناه ثلاثين سنة، ثم أردنا أن ننزل قولنا في حلقه لم ينزل في حلقه إلا بكلفة)
وهو كما قال، فإن الله تعالى نصب على الحق الأدلة والأعلام الفارقة بين الحق والنور، وبين الباطل والظلام، وجعل فطر عباده مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من الاستعداد لمعرفة الحقائق لم يكن النظر والاستدلال ولا الخطاب والكلام كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدة للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا ذلك لما أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما أن في الأبدان قوة تفرق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوة تفرق بين الحق والباطل أعظم من ذلك.
وهذا كما أن لأرباب السحر والنيرنجيات وعمل الكيمياء وأمثالهم ممن يدخل في الباطل الخفي الدقيق يحتاج إلى أعمال / عظيمة وأفكار عميقة وأنواع من العبادات والزهادات والرياضات ومفارقة الشهوات والعادات ثم آخر أمرهم الشك بالرحمن وعبادة الطاغوت والشيطان وعمل الذهب المغشوش والفساد في الأرض والقليل منهم من ينال بعض غرضه الذي لا يزيده من الله إلا بعدا، وغالبهم محروم مأثوم يتمنى الكفر والفسوق والعصيان وهو لا يحصل إلا على نقل الأكاذيب وتمني الطغيان، سماعون للكذب أكالون للسحت عليهم ذلة المفترين.
67
الطوينية
[المحقق: لم أعرف من هم]
68
ومن الضلال أن من يظن ذا القرنين المذكور في القرآن العزيز هو الإسكندر بن فيلبّس الذي يقال إن أرسطو كان وزيره، وهذا / جهل، فإن ذا القرنين قديم متقدم على هذا بكثير، وكان مسلما موحدا حنيفا، وقد قيل: إن اسمه الإسكندر بن دارا، وأما اليوناني فهو ابن فيلبس الذي يؤرخ الروم به، وكان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة سنة أو ما يقارب ذلك.
71
فأين هذا من لسان أصحابك الطماطم، الذين يسردون ألفاظا طويلة والمعنى خفيف؟
80
وأصحاب ابن مسعود وابن عباس من أعظم التابعين علما وقدرا عند الأمة.
113
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/152)
وهذا مما يبين لك أن من قال من المتفلسفة: إنه سبحانه وتعالى يعلم الأشياء على وجه كلي لا جزئي، فحقيقة قوله: إنه لم يعلم شيئا من الموجودات، فإنه ليس في الموجودات إلا ما هو معين جزئي، والكليات إنما تكون في العلم [الذهن] لا سيما وهم يقولون: إنما علم الأشياء لأنه مبدؤها وسببها، والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب، ومن المعلوم أنه مبدع للأمور المعينة المشخصة الجزئية، كالأفلاك المعينة والعقول المعينة، وأول الصادرات عنه –على أصلهم- العقل الأول، وهو معين، فهل يكون من التناقض وفساد العقل في الإلهيات أعظم من هذا؟
130
[تكلم عن سوفسطا وأهل السفسطة]
134
وهذه الكليات المعقولة أعراض قائمة بالذات العاقلة، لا توجد إلا بوجودها وتعدم بعدمها
142
والتركيب يقع عندهم [الفلاسفة] كما ذكره ابن سينا وغيره وذكره الغزالي عنهم في تهافت الفلاسفة وغيره على خمسة أنواع
أحدها: تركب الموجود من الوجود والماهية.
والثاني: تركب الحقيقة من الأمور العامة والخاصة كالوجود العام والوجوب الخاص.
والثالث: تركب الذات الموصوفة من الذات والصفات.
والرابع: تركب الذات القائمة بنفسها المباينة لغيرها المشار إليها من الجواهر المنفردة التي يقال إنها مركبة منها.
والخامس: تركبها من المادة والصورة التي يقال إنها مركبة منها.
153
[الرازي] فإنا بالبديهة نعلم أن الشيء ما لم يوجد لا يكون شيئا [كذا ولعل الصواب سببا] لوجود غيره، ونعلم أن لا استبعاد في أن يكون الشيء موجودا / من ذاته
154
وهؤلاء كثيرا ما تشتبه عليهم العلل بالشروط في مسائل الدور والتسلسل وغير ذلك، ويجعلون الملزوم علة كما يقولون: إن ماهية الثلاثة والأربعة علة للفردية والزوجية، فيجعلون ذات الشيء علة لصفته اللازمة له، وأن فاعل الذات فاعل صفتها، فإن الدور في الشروط بمعنى توقف كل من الأمرين على وجود الآخر معه ممكن واقع وهو الدور المعي الاقتراني وأما الدور في العلل وهو أن يكون كل من الأمرين علة للآخر ومبدعا له فهذا ممتنع باتفاق العقلاء.
156
وإما أن يقال: الوجود مشترك في الخارج ولكن الماهية هي المختصة التي تميز وجودا عن غيره، وهذا هو الذي يحكيه الرازي عن أبي هاشم وغيره، وهو غلط عليهم، كما غلط على الأشعري وأبي الحسين / حيث حكى عنهم أن لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي، وهذا الغلط منه حيث ظن أن الكلي الذي هو مورد التقسيم يكون ثابتا مشتركا في الخارج، وهذا أصل للمنطقيين يخالفهم فيه أئمة الكلام بحسب ما فهمه من كلام أهل المنطق فغلط.
170
وقد رأيت من هؤلاء [الحلولية] أيضا غير واحد، وجرت بيننا وبينهم محنة معروفة
[المحقق: محنة كذا بالأصل]
[قلت: ما الإشكال فيه، فقد جرت لابن تيمية كثير من المحن في مناظراته مع مخالفيه]
172
فليس الفرق بين الغيب والشهادة هو الفرق بين المحسوس والمعقول.
فهذا أصل ينبغي معرفته فإنه بسبب هذا وقع من الخلل في كلام طوائف ما لا يحصيه إلا الله تعالى، كصاحب الكتب المضنون بها، وصاحب الملل والنحل وطوائف غيرهم.
200
ولهذا تفرق اللغة والشرع بين هذا وهذا، وتجعل هذا جنسا مخالفا لهذا في جميع الأحكام، بخلاف ما إذا كانت حقيقته باقية وقد تبدلت أعراضها، فالحكم المعلق بالذهب والفضة إذا تعلق بعينه – كالربا مثلا – هو ثابت فيه وإن تغيرت صوره وأشكاله، فسواء كان مجتمعا / مضروبا، أو مصوغا على أي صورة كان، أو مفترقا بالانكسار، بخلاف حكمه لما كان ترابا في المعدن قبل أن يصير ذهبا وفضة.
208
وهذا مما يبين أنه لا يجوز معارضة كتاب الله إلا بكتاب الله، لا يجوز معارضته بغير ذلك.
222
فمن نظر فيما بأيدي أهل الكتاب من التوراة والإنجيل علم علما يقينا لا يحتمل النقيض أن هذا وهذا جاءا من مشكاة واحدة، لا سيما في باب التوحيد والأسماء والصفات، فإن التوراة مطابقة للقرآن موافقة له موافقة لا ريب فيها.
228
فإن قيل: فما ذكرتموه قد يشعر بأنه ليس لأحد أن يعارض حديثا ولا يستشكل معناه، وقد كان الصحابة يفعلون ذلك
[ثم أجاب]
231
.... لم ننكر أنهم كانوا يعارضون نصا بنص آخر، وإنما أنكرنا معارضة النصوص بمجرد عقلهم
238
وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال إلا توقيفا، لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو المردود.
243
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/153)
ومن المعلوم أن الدلالات التي تسمى عقليات ليس لها ضابط، ولا هي منحصرة في نوع معين، بل ما من أمة إلا ولهم ما يسمونه معقولات.
واعتبر ذلك بأمتنا، فإنه ما من مدة إلا وقد يبتدع بعض الناس بدعا يزعم أنها معقولات.
248
بل أبو المعالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية ما لم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله، فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية كالوجه واليد والاستواء.
255
وأن ما عارض أخباره من الأمور التي يحتج بها المعارضون ويسمونها عقليات أو برهانيات أو وجديات أو ذوقيات أو مخاطبات أو مكاشفات أو مشاهدات أو نحو ذلك من الأمور الدهاشات [كذا]
258
وإذا كنا في مقام بيان فساد ما يعارضون به من العقليات على وجه التفصيل فذلك ولله الحمد هو علينا من أيسر الأمور.
259
ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية
[المحقق: لم أتمكن من معرفة مكان هذا الأثر]
259
والاعتبار والقياس نوعان: قياس الطرد وقياس العكس، فقياس الطرد اعتبار الشيء بنظيره، حتى يجعل حكمه مثل حكمه، وقياس العكس اعتبار الشيء بنقيضه، حتى يعلم أن حكمه نقيض حكمه.
وقوله تعالى: {فاعتبروا يا أولي الأبصار} يتناول الأمرين، فيعتبر العاقل بتعذيب الله لمن كذب رسله، كما فعل ببني النضير حتى يرغب في نقيض ذلك، ويرهب من نظير ذلك، فيستعمل قياس الطرد في الرهبة وقياس العكس في الرغبة.
266
ومثل هذا كثير، قد ينفى الشيء الذي نفيه يستلزم نفي غيره، لكن تذكر تلك اللوازم على سبيل التصريح للفرق بين دلالة اللوازم ودلالة المطابقة
271
ولفظ التنافي والتضاد والتناقض والتعارض ألفاظ متقاربة في أصل اللغة، وإن كانت تختلف فيها الاصطلاحات، فكل مضاد فهو مستلزم للتناقض اللغوي.
ولهذا يسمي أهل اللغة أحد الضدين نقيض الآخر، وكل تعارض فهو / مستلزم للتناقض اللغوي؛ لأن أحد الضدين ينقض الآخر، أي يلزم من ثبوته عدم الآحر، كما يلزم من ثبوت السواد انتفاء البياض.
والنقيضان في اصطلاح كثير من أهل النظر هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان والضدان لا يجتمعان لكن قد يرتفعان.
وفي [اصطلاح] آخرين منهم هما: النفي والإثبات فقط، كقولكك إما أن يكون وإما أن لا يكون.
ولهذا يقولون: التناقض اختلاف قضيتين بالسلب والإيجاب، على وجه يلزم من صدق إحداهما كذب الأخرى، فالتناقض في عرف أولئك أعم منه في عرف هؤلاء،
277
ولهذا يمتنع أن يقوم دليل صحيح على باطل، بل حيث كان المدلول باطلا لم يكن الدليل عليه إلا باطلا.
285
ومن العجائب أنك تجد أكثر الغلاة في عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الطوائف عن تصديق خبره وطاعة أمره، وذلك مثل الرافضة والجهمية ونحوهم ممن يغلون في عصمتهم، وهم مع ذلك يردون أخباره، وقد اجتمع كل من آمن بالرسول على أنه معصوم فيما يبلغه عن الله، فلا يستقر في خبره خطأ، كما لا يكون فيه كذب، فإن وجود هذا وهذا في خبره يناقض مقصود الرسالة، ويناقض الدليل الدال على أنه رسول الله.
وأما ما لا يتعلق بالتبليغ عن الله من أفعاله، فللناس في العصمة منه نزاع وتفصيل، ليس هذا موضعه، ....... فمن كان من أصله أن الدلالة السمعية لا تفيد اليقين، أو أنه يقدم رأيه وذوقه على خبر الرسول، لم ينتفع بإثبات عصمته المتفق عليها، فضلا عن موارد النزاع من العصمة
292
وهم متنازعون في أن أول الواجبات النظر المفضي إلى العلم بحدوث العالم أو القصد إلى النظر أو الشك السابق على القصد على ثلاثة أقوال لهم معروفة.
310
[التوراة خلت من ذكر اليوم الآخر]
314
ومثل هذه المعقولات لو تُصرِّف بها في تجارة أو صناعة من الصناعات لأفسدت التجارة والصناعة، فكيف يتصرف بها في الأمور الإلهية وفي صفات رب البرية، ثم يعارض بها كلام الله الذي بعث به رسوله وأنزل به كتبه؟!
315
وكلما كانت العبارة أبعد عن الفهم كانوا لها أشد تعظيما، وهذا حال الأمم الضالة، كلما كان الشيء مجهولا كانوا أشد له تعظيما، كما يعظم الرافضة المنتظر الذي ليس لهم منه حس ولا خبر، ولا وقعوا له على عين ولا أثر.
319
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/154)
ما من قول موافق للسنة إلا وتجد العقلاء الذين يقرون به أكثر وأعظم من العقلاء الذين ينكرونه، بل تجد الموافقين له / من العقلاء قد اتفقوا على ذلك بغير مواطأة من بعضهم لبعض، وذلك يبين أنه موجب العقل الصريح، بخلاف الأقوال المخالفة فإنك لا تجد من يقولها من طوائف العقلاء إلا من تواطأ على تلك المقالة التي تلقاها بعضهم عن بعض وما تواطأ عليه الناس يجوز فيه من الغلط والكذب ما لا يجوز فيما اتفق عليه العقلاء من غير مواطأة ولا تشاعر، والله أعلم.
323
وقد رأيت كتابا لبعض أئمة الباطنية سماه (الأقاليد الملكوتية) سلك فيه هذا السبيل، وصار يناظر كل فريق بنحو من هذا الدليل، فإنهم وافقوه على تأويل السمعيات ووافقوه على نفي ما يسمى تشبيها بوجه من الوجوه، فصار من أثبت شيئا من الأسماء والصفات كاسم الموجود والحي والعليم والقدير ونحو ذلك يقول له: هذا فيه تشبيه
328
وهذا الذي ذكرناه من أن هذا الأصل يوجب عدم الاستدلال بكلام الله ورسوله على المسائل العلمية، قد اعترف حذاقهم به، بل التزمه من التزمه من متأخري أهل الكلام كالرازي، كما التزمته الملاحدة الفلاسفة.
336
وهؤلاء الذين سماهم [الرازي] أهل التحقيق هم أهل التحقيق عنده، سماهم كذلك بناء على ظنه، كما يسمي الاتحادية والحلولية أنفسهم أهل التحقيق، ويسمي كل شخص طائفته أهل الحق بناء على ظنه واعتقاده.
329
وهذا الذي ذكره هذا في العقل ذكره طائفة أخرى في الكشف، كما ذكره أبو حامد في كتابه الإحياء في الفرق بين ما يتأول وما لا يتأول، وذكر أنه لا يستدل بالسمع على شيء من العلم الخبري، وإنما الإنسان يعرف الحق بنور إلهي يقذف في قلبه، ثم يعرض الوارد في / السمع عليه، فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه وما خالف أولوه.
354
وله [الغزالي] في كتاب (مشكاة الأنوار) من الكلام المبني على أصول هؤلاء المتفلسفة ما لا يرضاه لا اليهود ولا النصارى، ومن هناك مرق صاحب خلع النعلين [هو ابن قسي] وأمثاله من / أهل الإلحاد
355
وخاتم الأولياء وإن كان قد تكلم به أبو عبد الله الترمذي [الحكيم] وغيره وتكلموا فيه بكلام باطل أنكره عليهم أهل العلم والإيمان، فلم يصلوا به إلى هذا الحد [يعني حد ابن عربي في تفضيله على النبوة]
357
كما قال السهيلي: أعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي
378
حتى أن كثيرا من المنتسبين إلى الكتاب والسنة يرون أن طريقة السلف والأئمة إنما هو الإيمان بألفاظ النصوص والإعراض عن تدبر معانيها وفقهها وعقلها.
383
وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى كما فهمه الصحابة والتابعون ومعارضة ما دل عليه بما يناقضه وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسوله لكن على وجه النفاق والخداع.
390
ثم هؤلاء يحكون إجماعات يجعلونها من أصول علمهم ولا يمكنهم نقلها عن واحد من أئمة الإسلام وإنما ذلك بحسب ما يقوم في أنفسهم من الظن، فيحكون ذلك عن الأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في المحافل.
فإذا قيل لأحدهم في الخلوة: أنت حكيت أن هذا قول هؤلاء الأئمة فمن نقل ذلك عنهم؟ قال هذا: العقلاء والأئمة لا يخالفون العقلاء، فيحكون أقوال السلف والأئمة لاعتقادهم أن العقل دل على ذلك.
[كذا والصواب: هذا قول العقلاء، والأئمة .. إلخ]
ومن المعلوم أنه لو كان العقل يدل على ذلك باتفاق العقلاء لم يجز أن يحكى عن الإنسان قول لم ينقله عنه أحد، ولهذا كان أهل الحديث يتحرون الصدق حتى إن كثيرا من الكلام الذي هو في نفسه صدق وحق موافق للكتاب والسنة يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيضعفونه أو يقولون: هو كذب عليه لكونه لم يقله أو لم يثبت عنه، وإن كان معناه حقا.
391
وهذا كحكاية الرازي وإجماع المعتبرين [كذا والصواب إجماع] على إمكان وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه، ولا يمكن أحد [كذا والصواب أحدا] أن ينقل عن نبي من أنبياء الله تعالى ولا عن الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأئمة ولا أعيان أئمتها وشيوخها إلا ما يناقض هذا القول، ولا يمكنه أن يحكي هذا عمن له في الأمة لسان صدق أصلا.
وكما تقول طائفة كأبي المعالي وغيره: اتفق المسلمون على أن الأجسام تتناهى في تجزئتها وانقسامها حتى تصير أفرادا فكل جزء لا يتجزأ وليس له طرف وحد [كذا] /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/155)
ومعلوم أن هذا القول لم يقله إلا طائفة من أهل الكلام، لم يقله أحد من السلف والأئمة، وأكثر طوائف أهل الكلام من الهشامية والضرارية والنجارية والكلابية وكثير من الكرامية على خلاف ذلك.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الخامس بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:24 م]ـ
[المجلد السادس]
4
إلا أن يرووا في ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله
[المحقق: لم أعرف من هو المقصود بعوسجة وأي حديث يشير إليه ابن تيمية]
14
والنفاة لا ينازعون في أن هذا ثابت في الفطرة، لكن يزعمون أن هذا من حكم الوهم والخيال، وأن حكم الوهم والخيال إنما يقبل في الحسيات لا في العقليات.
19
والمقصود أن هذا الكلام عامة من تكلم به من المتأخرين أخذوه من ابن سينا، ومن تدبر كلامه وكلام أتباعه فيه وجده في غاية التناقض والفساد، فإنه قال في إشاراته التي هي كالمصحف لهؤلاء المتفلسفة الملحدة ...
37
واسم الجوهر عندهم يقال على خمسة أنواع، على العقل والنفس والمادة والصورة والجسم
46
فالقوة الوهمية عندهم هي التي يدرك بها الحيوان ما يحبه وما يبغضه / من المعاني التي لا تدرك بالحس والخيال
54
بل على قولهم كل معنى يدرك في الأعيان المحسوسة فإدراكه بالوهم
55
وقد قال الرازي: هذا الباب [يعني باب مقامات العارفين] أجل ما في هذا الكتاب [يعني الإشارات والتنبيهات لابن سينا] فإنه رتب علم الصوفية ترتيبا ما سبقه إليه من قبله ولا يلحقه من بعده
62
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وعلماؤها على أن الله يحب لذاته، لم ينازع في ذلك إلا طائفة من أهل الكلام والرأي الذين سلكوا مسلك الجهمية في بعض أمورهم فقالوا: إنه لا يحب ولا يحب.
78
وقد أعرض الرازي عن الكلام على هذا [يعني كلام ابن سينا في التصوف] فلم يمدحه ولم يذمه، وأما الطوسي فمدحه عليه، لأنه ملحد من جنسه، والكلام على هؤلاء مبسوط في موضعه.
83
فهذا تصريح منهم بأن التوهم تصور صفاته، فقولهم مع ذلك بنفي إدراك هذه القوة له تناقض.
... القوة المتوهمة إذا كانت لا تتصور إلا في معين، والمعين لا يكون كليا، امتنع أن يكون هذا معقولا، إذا [كذا ولعل الصواب إذ] كانت المعقولات هي الكليات، كما قد يقولونه، ولأنه لا حجة لهم على إثبات معقول غير الكليات.
86
موجب ما ذكروه أن لا يكون الرب معبودا إلا بتعلق المعنى الذي سموه الوهم به، وأن من نفى تعلق الوهم بمعنى في الرب فقد أبطل كون الرب محبوبا معبودا، فمن قال بعد ذلك: إنه لا يقبل في الإلهيات هذه القضايا الوهمية، فقد نفى كون الرب مستحقا لأن يعبد وأن يحب، وهذا حقيقة قولهم، ولهذا كان حقيقة قولهم تعطيل الرب عن أن يكون موجودا، وأن يكون مقصودا، وأن يكون معبودا.
90
فإنه ما من عاقل إلا يجوّز أن يكون فوق الأفلاك ما لا نشهده الآن، بل يجوّز أن تكون هناك أفلاك ونجوم لا ندركها فضلا عن غيرها.
92
وقد عرف بالاضطرار أن الكليات لا تكون كلية إلا في العقل لا في الخارج، بل ليس في الخارج كلي البتة، والذي يقال إنه كلي طبيعي لا يوجد إلا معينا جزئيا، فما كان كليا في العقل يوجد في الخارج معينا لا كليا، كما قد بسط في موضعه.
96
ومن ظن أن مذهب ابن سينا إثبات وجود خاص بمنزلة الوجود المشروط / بسلب جميع الحقائق، فجعل فيه وجودا مشتركا ووجودا مختصا، فلم يفهم مذهبه، كما فعل ذلك الطوسي منتصرا له فلم يفهم مذهبه.
106
وهذا حد العلم الضروري، وهو الذي يلزم نفس العبد لزوما لا يمكنه معه دفعه عن نفسه
107
وليس للكليات وجود في الخارج، مع أنه قد يقال: إنه يمكن الإحساس بها أيضا، إذا أمكن الإحساس / بمحلها، كما يمكن الإحساس بأمثالها من الأعراض، كالعلم والقدرة والإرادة وغير ذلك.
109
ومن كان له نوع خبرة بالجن إما بمباشرته لهم في نفسه وفي الناس، أو بالأخبار المتواترة له عن الناس، علم من ذلك ما يوجب له اليقين التام بوجودهم في الخارج، دع ما تواتر من ذلك عن الأنبياء.
122
[ذكر قول ابن كلاب أن قول من قال ليس فوق ولا تحت صفة المعدوم ثم قال]
وهذا كله يناقض قول هؤلاء الموافقين للمعتزلة والفلاسفة من متأخري الأشعرية، ومن وافقهم من الحنبلية والمالكية والحنفية والشافعية، وغيرهم من طوائف الفقهاء الذين يقولون: ليس هو تحت وليس هو فوق.
125
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/156)
والناس في هذا المقام: منهم من يزعم أن القياس البرهاني هو قياس الشمول، وأن قياس التمثيل لا يفيد اليقين، بل لا يسمى قياسا إلا بطريق المجاز، كما يقول ذلك من يقوله من أهل المنطق، ومن وافقهم من نفاة قياس التمثيل في العقليات والشرعيات كابن حزم وأمثاله.
ومنهم من ينفي قياس التمثيل في العقليات دون الشرعيات كأبي المعالي ومتبعيه مثل الغزالي والرازي والآمدي وأبي محمد المقدسي وأمثالهم.
ومنهم من يعكس ذلك فيثبت قياس التمثيل في العقليات دون الشرعيات كما هو قول أئمة أهل الظاهر مثل داود بن علي وأمثاله، / وقول كثير من المعتزلة البغداديين كالنظام وأمثاله، ومن الشيعة الإمامية كالمفيد والمرتضى والطوسي وأمثالهم.
وكثير من هؤلاء يقول: إن قياس التمثيل هو الذي يستحق أن يسمى قياسا على سبيل الحقيقة، وأما تسمية قياس الشمول قياسا فهو مجاز كما ذكر ذلك الغزالي وأبو محمد المقدسي وغيرهما.
والذي عليه جمهور الناس، وهو الصواب، أن كليهما قياس حقيقة، وأن كليهما يفيد اليقين تارة والظن أخرى، بل هما متلازمان، فإن قياس التمثيل مضمونه تعلق الحكم بالوصف المشترك الذي هو علة الحكم أو دليل العلة أو هو ملزوم للحكم وهذا المشترك هو الحد الأوسط في قياس الشمول. فإذا قال القايس: نبيذ الحنطة المسكر حرام قياسا على نبيذ العنب، لأنه شراب مسكر، فكان حراما قياسا عليه، وبين أن السكر هو مناط التحريم، فيجب تعلق التحريم بكل مسكر – كان هذا قياس تمثيل، وهو بمنزلة أن يقول: هذا شراب مسكر، وكل مسكر حرام، فالمسكر الذي جعله في هذا القياس حدا أوسط، هو الذي جعله في ذلك القياس الجامع المشترك الذي هو مناط الحكم، فلا فرق بينهما عند التحقيق في المعنى، بل هما متلازمان، وإنما يتفاوتان في ترتيب المعاني والتعبير عنها، ففي الأول يؤخر الكلام في المشترك الذي هو الحد الأوسط، وبيان أنه مستلزم للحكم متضمن له، ويذكر الأصل الذي هو نظير الفرع ابتداء، وفي الثاني يقدم الكلام في الحد الأوسط ويبين شموله وعمومه، وأنه مستلزم للحكم ابتداء.
135
ويقول المنطقيون: هذان متقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل السلب والإيجاب لا يرتفعان جميعا، بخلاف المتقابلين تقابل العدم والملكة، كالحياة والموت والعمى والبصر، فإنهما قد يرتفعان جميعا إذا كان المحل لا يقبلهما كالجمادات، فإنها لما لم تقبل الحياة والبصر والعلم لم يقل فيها إنها حية ولا ميتة، ولا عالمة ولا جاهلة، وقد أشكل كلامهم هذا على كثير من النظار وأضلوا به خلقا كثيرا، حتى الآمدي وأمثاله من أذكياء النظار اعتقدوا أن هذا كلام صحيح، وأنه يقدح في الدليل الذي استدل به السلف والأئمة ومتكلمو أهل الإثبات في إثبات السمع والبصر وغير ذلك من الصفات.
وهذا من جملة تلبيسات أهل المنطق والفلسفة التي راجت على هؤلاء فأضلتهم عن كثير من الحق الصحيح المعلوم بالعقل الصريح.
154
العقول تنفر عن التعطيل أعظم من نفرتها عن الحلول، وتنكر قول من يقول: إنه لا داخل العالم ولا خارجه أعظم مما تنكر أنه في كل مكان
155
وبهذا السبب وضعوا على ابن كلاب حكاية راجت على بعض المنتسبين إلى السنة، فذكروها في مثالبه، وهو أنه كان له أخت نصرانية، وأنها هجرته لما أسلم، وأنه قال لها: أنا أظهرت الإسلام لأفسد على المسلمين دينهم، فرضيت عنه لأجل ذلك.
168
كابن سبعين الذي حقق قول هؤلاء الفلاسفة تحقيقا لم يسبق إليه، وكان آخر قوله: وأن الله في النار نار وفي الماء ماء، وفي الحلو حلو، وفي المر مر، وأنه في كل شيء تصوره ذلك الشيء
170
ويجيء من هو من أفضل المتكلمين من النفاة للعلو يعتقد في مثل هذا [ابن الفارض] أنه كان من أفضل أهل الأرض أو أفضلهم ويأخذ ورقة فيها سر مذهبه يرقي بها المرضى كما يرقي المسلمون بفاتحة الكتاب، كما أخبرنا بذلك الثقاة، وهم يقدمون تلك الرقية على فاتحة الكتاب.
173
[مناظرة الرافضي مع الناصبي]
179
طريقة الرازي والآمدي وأمثالهما في إثبات الصانع هي طريقة ابن سينا في إثبات واجب الوجود، وهذه الطريقة لا تدل على إثبات موجود قائم بنفسه واجب الوجود.
وإن قيل: إنها تدل على ذلك، فلم تدل على أنه مغاير للعالم، بل يجوز أن يكون هو العالم.
183
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/157)
يبين ذلك أن عمدة النفاة على أنه لو ثبتت هذه الصفات من العلو والمباينة ونحو ذلك للزم أن يكون جسما، وكون الواجب القديم جسما ممتنع. وهذه المقدمة هي نظرية باتفاقهم
[المحقق: نظرية: كذا في الأصل، ولعل الصواب: فطرية، وسيأتي قول ابن تيمية بعد قليل وفيه: علم أنها ليست مقدمات فطرية ضرورية .. إلخ]
[قلت: الصواب ما في الأصل، وكلام المحقق متناقض]
189
وهذا يقوله من يقول: إنه أحدث الحوادث بتخليق قديم أزلي قائم بذاته، كما تقول ذلك طوائف من المسلمين
193
وأيضا فاتفاق العدد الكثير على تعمد الكذب الذين يعلمون أنه كذب يجوز إذا كان ذلك عن تواطئ [كذا] منهم، وأما اتفاق الخلق الكثير على الكذب خطأ، فهو ممكن بالنظر والأمور الضرورية فقد يعبر عنها بعبارات فيها إجمال واشتباه، يظن كثير من الناس أن مفهومها لا يخالف الضرورة، وإنما يعلم أنها مخالفة للضرورة من ميز بين معانيها وفصل المعنى المخالف للضرورة من غيره، فإذا كان قد سبق قليل من الناس إلى اعتقاد خطأ يتضمن مخالفة الضرورة، كان هذا جائزا باتفاق العقلاء، فإن السفسطة تجوز على الطائفة القليلة تعمدا، فكيف خطأ؟!
فإذا تلقى تلك الأقوال عن أولئك السابقين إليها عدد آخرون واشتهرت بين من اتبعهم فيها صاروا متواطئين على قبولها، لما فيها من الاشتباه والإجمال، مع تضمنها مخالفة الضرورة، وإن كان كثير من القائلين بها أو أكثرهم لا يعلمون ذلك، وهذا هو السبب في اتفاق / طوائف كثيرة على مقالات يعلم أنها باطلة بضرورة العقل، كمقالات النصارى والرافضة والجهمية.
210
الرد على أهل الباطل لا يكون مستوعبا إلا إذا اتبعت السنة من كل الوجوه، وإلا فمن وافق السنة من وجه وخالفها من وجه طمع فيه خصومه من الوجه الذي خالف فيه السنة واحتجوا عليه بما وافقهم عليه من تلك المقدمات المخالفة للسنة.
وقد تدبرت عامة ما يحتج به أهل الباطل على من هو أقرب إلى الحق منهم، فوجدته إنما تكون حجة الباطل قوية لما تركوه من الحق الذي / أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، فيكون ما تركوه من ذلك الحق من أعظم حجة المبطل عليهم، ووجدت كثيرا من أهل الكلام الذين هم أقرب إلى الحق ممن يردون عليه يوافقون خصومهم تارة على الباطل ويخالفونهم في الحق أخرى، ويستطيلون عليهم بما وافقوهم عليه من الباطل وبما خالفوهم فيه من الحق، كما يوافق المتكلمة النفاة للصفات أو لبعضها كالعلو وغيره لمن نفى ذلك من المتفلسفة وينازعونهم في مثل بقاء الأعراض أو مثل تركيب الأجسام من الجواهر المنفردة أو وجوب تناهي جنس الحوادث ونحو ذلك.
231
[ابن رشد] ولو كان الشيء إنما يرى من حيث هو موجود فقط، لوجب أن تبصر الأصوات وسائر المحسوسات الخمس، فكان يكون البصر والسمع وسائر الحواس الخمس حاسة واحدة، وهذا كله خلاف ما يعقل، وقد اضطر المتكلمون لمكان / هذه المسألة وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن لا تسمع [كذا والصواب أن ترى] وهذا كله خروج عن الطبع وعما يمكن أن يعقله الإنسان
234
[ابن رشد] ولولا النشأ على هذه الأقاويل وعلى التعظيم للقائلين بها لما أمكن أن يكون فيها شيء من الإقناع، ولا وقع بها التصديق لأحد سليم الفطرة
239
وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يمدحه به علماء المسلمين ويعظمونه عليه ويمدحه من الوجه الذي يذمه به علماء المسلمين، وإن كانوا قد يقولون إنه رجع عن ذلك، لأن أبا حامد يخالف الفلاسفة تارة ويوافقهم أخرى، فعلماء المسلمين يذمونه بما وافقهم فيه من الأقوال المخالفة للحق الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم الموافقة لصحيح المنقول وصريح المعقول، كما وقع من الإنكار عليه أشياء في كلام رفيقه أبي الحسن المرغيناني وأبي نصر القشيري وأبي بكر الطرطوشي وأبي بكر بن العربي وأبي / عبد الله المازري وأبي عبد الله الذكي، ومحمود الخوارزمي وابن عقيل وأبي البيان الدمشقي ويوسف الدمشقي وابن حمدون القرطبي القاضي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي محمد المقدسي وأبي عمرو بن الصلاح وغير واحد من علماء المسلمين وشيوخهم.
247
فالفارابي لون، وابن سينا لون، وأبو البركات صاحب المعتبر لون، وابن رشد الحفيد لون، والسهروردي المقتول لون، وغير هؤلاء ألوان أخر
248
دلائل الحق وبراهينه تتعاون وتتعاضد لا تتناقض وتتعارض
267
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/158)
فأهل المذاهب الموروثة لا يمتنع إطباقهم على جحد العلوم البديهية، فإنه / ما من طائفة من طوائف الضلال وإن كثرت إلا وهي مجتمعة على جحد بعض العلوم الضرورية.
270
فوجود الأقوال التي يقول جمهور الناس إنها معلومة الفساد بالضرورة في قول طوائف كثيرة من الناس أكثر من أن تستوعب، فكيف يقال: لا يجوز إطباق الجمع الكثير على [إنكار] ما علم بالبديهة؟
271
ولكن إذا قيل: ما الفرق بين هذا وبين ما لا يمكن التواطؤ عليه من إثبات منفيٍ أو نفي ثابت كما في خبر أهل التواتر.
كان الجواب: أن الفطر التي لم تتواطأ يمتنع اتفاقها على جحد ما يعلم بالبديهة، فأما مع المواطأة فلا يمتنع اتفاق خلق كثير على الكذب الذي يعلمون كلهم أنه كذب، وإن تضمن من جحد الحسيات والضروريات وإثبات نقيضها ما شاء الله. وأما في المذاهب فقد يجتمع على جحد الضروريات جمع كثير، إذا كان هناك شبهة أو هوى، فيكون عامتهم لم يفهموا ما قاله خاصتهم، مثل التعبير عن هذا [كذا] المسألة بنفي الجهة والحيز والمكان، فيظن عامتهم أن مرادهم تنزيه الله تعالى عن أن يكون محصورا في خلقه أو مفتقرا إلى مخلوق، فيوافقون على هذا المعنى الصحيح ظانين أنه مفهوم تلك العبارة
273
هذه المعاني الكلية هي كلية باعتبار مطابقتها لمفرداتها، كما يطابق اللفظ العام لأفراده. وأما هي في نفسها / فأعراض معينة، كل منها عرض معين قائم في نفس معينة، كما يقوم اللفظ المعين بالفم المعين، والخط المعين بالورق المعين، فالخط يطابق اللفظ، واللفظ يطابق المعنى الذهني، والمعنى يطابق الموجود الخارجي، وكل من تلك الثلاثة قد يقال له: عام وكلي ومطلق باعتبار شموله للأعيان الموجودة في الخارج، وأما هو في نفسه فشيء معين مشخص.
287
ومن المعلوم أن أصحاب فيثاغورس لما أثبتوا عددا مجردا قائما بنفسه أنكر ذلك عليهم جماهير العقلاء من إخوانهم وغيرهم، وكانوا أضعف قولا من أصحاب أفلاطن الذين أثبتوا الحقائق المجردة الكلية قائمة بأنفسها التي يسمونها (المثل الأفلاطونية)
304
فهؤلاء القائلون بأنه بذاته في كل مكان [كزهير الأثري وأبي معاذ التومني وأبي طالب المكي وغيرهم] على أقوال: منهم من يقول: له قدر، ومنهم من يقول: ليس له غاية ولا نهاية، ومنهم من يقول: هو جسم، ومنهم من يقول: ليس بجسم، ثم من هؤلاء من / يقول: إنه غير متناه من جميع الجوانب، وهو مع ذلك لا يخالط الأشياء، وأيضا فإنهم إذا قالوا: إنه يخالط الأشياء، قالوا: هذا لا يقدح في كماله، كما أن الشعاع لا يقدح فيه أنه فوق الأقذار.
309
ومن الناس من يقول: الحركة من خصائص الجسم، ومنهم من يقول: الحركة يوصف بها ما ليس بجسم، كمن يقول بإثبات نوع من الحركة للنفس، ويقول: إنها غير جسم، وكذلك قول من قال مثل ذلك في الواجب.
311
وقد تقدم قول الرازي: إن عامة الطوائف يلزمهم القول بحلول الحوادث وإن أنكروا ذلك
313
قول القائل: (إنه في مكان) لفظ فيه إجمال وتلبيس، والمثبتون لعلو الله على خلقه لا يحتاجون أن يطلقوا القول بأنه في مكان، بل منهم كثير لا يطلقون ذلك، بل يمنعون منه لما فيه من الإجمال.
316
وهؤلاء يريدون بالحيز تارة ما هو موجود، ويريدون به تارة ما هو معدوم، وكذلك لفظ المكان، لكن الغالب عليهم أنهم يريدون بالحيز ما هو معدوم، وبالمكان ما هو موجود، ولهذا يقولون: العالم في حيز وليس في مكان.
323
وما يذكر من هذه الأقوال ونحوها – وإن قيل إنه باطل – فالقائلون بغير ذلك بهذه الأقوال هم المعارضون لنصوص الكتاب والسنة وهم الذين يدعون أن معهم عقليات برهانية تنافي ذلك فإذا خوطبوا على موجب أصولهم وبين أنه ليس في العقليات ما ينافي النصوص الإلهية على كل مذهب، كان هذا من تمام نصر الله لرسوله وإظهار لنوره
324
والمقصود بيان فساد أمثال هذا الكلام بالحجج العقلية المحضة، فإن هؤلاء النفاة يستعينون على معارضة النصوص الإلهية بأقوال الفلاسفة وغيرها المخالفة لدين المرسلين فإذا احتُج لنصر النصوص الإلهية بما هو من هذا الجنس كان هذا خيرا من فعلهم.
324
ومن الناس من يقول بثبوت أبعاد لا نهاية لها
326
إذا قدر تعارض الأدلة السمعية كان الترجيح مع الأكثر الأقوى دلالة بلا ريب
332
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/159)
أنتم تقولون: لم يقم دليل عقلي على نفي النقص عن الله تعالى، كما ذكر ذلك الرازي متلقيا له عن أبي المعالي وأمثاله، وإنما ينفون النقص بالأدلة السمعية، وعمدتهم فيه على / الإجماع، وهو ظني عندهم
333
فإنه إذا كان عمدتهم الإجماع، فلا إجماع في موارد النزاع، ولا يجوز الاحتجاج بإجماع في معارضة النصوص الخبرية بلا ريب، فإن ذلك يستلزم انعقاد الإجماع على مخالفة النصوص، وذلك ممتنع في الخبريات، وإنما يدعيه من يدعيه في الشرعيات، ويقولون: نحن نستدل بالإجماع على أن النص منسوخ.
340
وقد ذُكر أن بعض المشايخ سئل عن تقريب ذلك إلى العقل، فقال للسائل: إذا كان باشق كبير، وقد أمسك برجله حمصة أليس يكون ممسكا لها في حال طيرانه، وهو فوقها ومحيط بها؟ فإذا كان مثل هذا ممكنا في المخلوق، فكيف يتعذر في الخالق؟
343
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت متحقق، لمن ترفع طرفك / ورأسك؟! وهل فوق عندك أحد؟! فقال: أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول، فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
[تظهر هنا خبرة شيخ الإسلام التربوية الناجحة، فجزاه الله خيرا]
345
وإذا قيل: إن الحكم الواحد بالنوع يجوز أن يعلل بعلتين مختلفتين كما يعلل حل الدم بالردة والقتل والزنا، وكما يعلل الملك بالإرث والبيع والاصطياد وكما يعلل وجوب الغسل بالإنزال والإيلاج والحيض، فالوجوب الثابت بهذا السبب ليس هو بعينه الوجوب الثابت بهذا السبب، لكنه نظيره، مع أنهما يختلفان بحسب اختلاف الأسباب، فليس الملك الثابت بالإرث مساويا للملك الثابت بالبيع من كل وجه، بل له خصائص يمتاز بها عنه، وكذلك حل الدم الثابت بالردة ليس مساويا لحل الدم الثابت بالقتل، بل بينهما فروق معروفة.
وكذلك الغسل المشروع بالحيض مخالف للغسل المشروع بالإيلاج من بعض الوجوه، وأما الإنزال والإيلاج فهما نوع واحد.
347
فإن كل قول يكون أبعد عن الحق / تكون حجج صاحبه أضعف من حجج من هو أقل خطأ منه.
وقول المعطلة لما كان أبعد عن الحق من قول المجسمة، كانت حجج أهل التعطيل أضعف من حجج أهل التجسيم، ولما كان مرض التعطيل أعظم كان عناية الكتب الإلهية بالرد على أهل التعطيل أعظم، وكانت الكتب الإلهية قد جاءت بإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل، مع تنزيهه عن أن يكون له فيها مثيل، بل يثبتون له الأسماء والصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات، ويأتون بإثبات مفصل ونفي مجمل
350
فأنت [أي الرازي] في غير موضع من كتبك ومن تقدمك كالغزالي وغيره تبينون فساد حجج المتكلمين على أن كل جسم محدث، وتقدحون فيها بما لا يمكن إبطاله، كما فعلت في المباحث المشرقية والمطالب العالية، بل كما فعل من بعدك كالآمدي والأرموي وغيرهما، وأنتم في مواضع أخر تقدحون في حجج من احتج على أن الجسم مركب وكل مركب فهو مفتقر بذاته، وتقدحون في أدلة الفلاسفة التي احتجوا بها على إمكان كل مركب كما فعل ذلك الغزالي في تهافت الفلاسفة وكما فعله الرازي والآمدي وغيرهما.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السادس بحمد الله]
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:06 م]ـ
[المجلد السابع]
3
والقول بأن الفلك مستدير هو قول جماهير علماء المسلمين، والنقل بذلك ثابت عن الصحابة والتابعين، بل قد ذكر أبو الحسين بن المنادي وأبو محمد بن حزم وابن الجوزي وغيرهم أنه ليس في ذلك خلاف بين الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وقد نازع في ذلك طوائف من أهل الكلام والرأي من الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
9
ألا ترى أن الأرض مع قولهم: إنها كرية فإن هذه الجهة التي عليها الحيوان والنبات والمعدن أشرف من الجهة التي غمرها الماء؟
10
وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ليلة إلا والبحر يستأذن ربه في أن يغرق بني آدم فيمنعه ربه
[المحقق: لم أجد هذا الحديث]
12
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/160)
الناس متنازعون في صفاته: هل بعضها أفضل من بعض، مع أنها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه؟ وهل بعض كلامه أفضل من بعض مع كمال الجميع؟
والسلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها كما دلت / على ذلك نصوص الكتاب والسنة
16
فأما أن يكون في جوف السموات فليس هذا قول أهل الإثبات أهل العلم والسنة ومن قال بذلك فهو جاهل كمن يقول إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه، أو يقول إنه يحصره شيء من مخلوقاته فهؤلاء ضلال كما أن أهل النفي ضلال.
[في هذا الكلام رد على من نسب إلى شيخ الإسلام أنه يقول إن الله محدود من الجهات الست!!]
19
وهؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام والخيالات الفاسدة .... فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال إلا وقوله يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك من النقائص والعيوب ولمثيله بالمخلوقات وتجده قد توهم وتخيل أوهاما وخيالات فاسدة غير مطابقة بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال، وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش كان محتاجا إلى العرش، كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه.
20
كما في شعر حسان:
تعالى علوا فوق عرشٍ إلهنا ............... وكان مكان الله أعلى وأعظما
24
وأما رفع البصر حال الدعاء خارج الصلاة ففيه نزاع بين العلماء، وإنما نهي عن رفع البصر في الصلاة لأنه ينافي الخشوع المأمور به في الصلاة.
..........
ورأى عمر رضي الله عنه رجلا يصلي وهو يلتفت فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
26
القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ... / ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك؛ لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين. والأمور المعلومة بالضرورة عند السلف والأئمة وعلماء الدين قد لا تكون معلومة لبعض الناس إما لإعراضه عن سماع ما في ذلك من المنقول، فيكون حين انصرافه عن الاستماع والتدبر غير محصل لشرط العلم، بل يكون ذلك الامتناع مانعا له من حصول العلم بذلك كما يعرض عن رؤية الهلال فلا يراه، مع أن رؤيته ممكنة لكل من نظر إليه، وكما يحصل لمن لا يصغي إلى استماع كلام غيره وتدبره، لا سيما إذا قام عنده اعتقاد أن الرسول لا يقول مثل ذلك، فيبقى قلبه غير متدبر ولا متأمل لما به يحصل له هذا العلم الضروري.
ولهذا كان كثير من علماء اليهود والنصارى يؤمنون بأن محمدا رسول الله وأنه صادق ويقولون إنه لم يرسل إليهم بل إلى الأميين؛ لأنهم أعرضوا عن سماع الأخبار المتواترة والنصوص المتواترة التي تبين أنه كان يقول: إن الله أرسله إلى أهل الكتاب بل أكثرهم لا يقرون بأن الخليل بنى الكعبة هو وإسماعيل ولا أن إبراهيم ذهب إلى تلك الناحية، مع أن هذا من أعظم الأمور تواترا لإعراضهم.
وكثير من الرافضة تنكر أن يكون أبو بكر وعمر مدفونين عند النبي / صلى الله عليه وسلم، وفي الغالية من يقول: إن الحسن والحسين لم يكونا ولدين لعلي، وإنما ولدهما سلمان الفارسي، وكثير من الرافضة لا تعلم أن عليا زوّج بنته لعمر، ولا أنه كان له ابن كان يسمى عمر.
28
وبعض المعتزلة أنكر وقعة الجمل وصفين، وكثير من الناس لا يعلمون وقعة الحرة، ولا فتنة ابن الأشعث وفتنة يزيد بن المهلب ونحوها من الوقائع المتواترة المشهورة.
بل كثير من الناس بل من المنسوبين إلى العلم لا يعلمون مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتواترة المشهورة وترتيبها، وما كان فيه قتال أو لم يكن، فلا يعلمون أيما قبل بدر أو أحد؟ وأيما قبل الخندق أو خيبر؟ وأيما قبل فتح مكة أو حصار الطائف؟ ولا يعلمون هل كان في تبوك قتال أو لم يكن؟ ولا يعلمون عدد أولاد النبي صلى الله عليه وسلم الذكور والإناث، ولا يعلمون كم صام رمضان، وكم حج واعتمر؟ ولا كم صلى إلى بيت المقدس بعد هجرته؟ ولا أي سنة فرض رمضان؟ ولا يعلمون هل أمر بصوم يوم عاشوراء في عام واحد أو أكثر؟ ولا يعلمون هل كان يداوم على قصر الصلاة في السفر أم لا؟ ولا يعلمون هل كان يجمع بين الصلاتين وهل كان يفعل ذلك كثيرا أم قليلا؟
إلى أمثال هذه الأمور التي كلها معلومة بالتواتر عند أهل العلم / بأحواله وغيرهم ليس عنده فيها ظن فضلا عن علم بل ربما أنكر ما تواتر عنه.
29
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/161)
ومعلوم أن أئمة الجهمية النفاة والمعتزلة وأمثالهم من أبعد الناس عن العلم بمعاني القرآن والأخبار وأقوال السلف، وتجد أئمتهم من أبعد الناس عن الاستدلال بالكتاب والسنة وإنما عمدتهم في الشرعيات على ما يظنونه إجماعا مع كثرة خطئهم فيما يظنونه إجماعا وليس بإجماع، وعمدتهم في أصول الدين على ما يظنونه عقليات وهي جهليات، لا سيما مثل الرازي وأمثاله الذين يمنعون أن يستدل في هذه المسائل بالكتاب والسنة.
31
فأبو الحسين وأمثاله من المعتزلة وكذلك الغزالي والرازي وأمثالهما من فروع الجهمية، هم من أقل الناس علما بالأحاديث النبوية وأقوال السلف في أصول الدين وفي معاني القرآن وفيما بلغوه من الحديث حتى إن كثيرا منهم لا يظن أن السلف تكلموا في هذه الأبواب
32
فإن قيل: قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك
قيل: هؤلاء أنواع: نوع ليس لهم خبرة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال السلف أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث / وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه
وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي والقاضي عياض وأبي الفرج بن الجوزي وأبي الحسن على ابن المفضل المقدسي وأمثالهم.
والثاني: من يسلك في العقليات مسلك الاجتهاد ويغلط فيها كما غلط غيره فيشارك الجهمية في بعض أصولهم الفاسدة، مع أنه لا / يكون له من الخبرة بكلام السلف والأئمة من هذا الباب ما كان لأئمة السنة وإن كان يعرف متون الصحيحين وغيرهما
وهذه حال أبي محمد بن حزم وأبي الوليد الباجي والقاضي أبي بكر بن العربي وأمثالهم
ومن هذا النوع بشر المريسي ومحمد بن شجاع الثلجي وأمثالهما
ونوع ثالث سمعوا الأحاديث والآثار وعظموا مذهب السلف وشاركوا المتكلمين الجهمية في بعض أصولهم الباقية ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمة السنة والحديث لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها ولا من جهة الفهم لمعانيها وقد ظنوا صحة بعض الأصول العقلية للنفاة الجهمية ورأوا ما بينهما من التعارض
وهذا حال أبي بكر بن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وأمثالهم /
ولهذا كان هؤلاء تارة يختارون طريقة أهل التأويل كما فعله ابن فورك وأمثاله في الكلام على مشكل الآثار
وتارة يفوضون معانيها ويقولون: تجرى على ظواهرها كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله في ذلك
وتارة يختلف اجتهادهم فيرجحون هذا تارة وهذا تارة كحال ابن عقيل وأمثاله
وهؤلاء قد يدخلون في الأحاديث المشكلة ما هو كذب موضوع ولا يعرفون أنه موضوع وما له لفظ يدفع الإشكال مثل أن يكون رؤيا منام فيظنونه كان في اليقظة ليلة المعراج
ومن الناس من له خبرة بالعقليات المأخوذة عن الجهمية وغيرهم وقد شاركهم في بعض أصولها ورأى ما في قولهم من مخالفة الأمور المشهورة عند أهل السنة كمسألة القرآن والرؤية فإنه قد اشتهر عند العامة والخاصة أن مذهب السلف وأهل السنة والحديث: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يرى في الآخرة فأراد هؤلاء أن يجمعوا بين نصر ما اشتهر عند أهل السنة والحديث وبين موافقة الجهمية في تلك الأصول العقلية التي ظنها صحيحة ولم يكن لهم من الخبرة المفصلة بالقرآن ومعانيه والحديث وأقوال الصحابة ما لأئمة السنة والحديث فذهب مذهبا مركبا من هذا وهذا وكلا الطائفتين ينسبه إلى التناقض /
وهذه طريقة الأشعري وأئمة أتباعه كالقاضي أبي بكر وأبي إسحاق الإسفراييني وأمثالهما ولهذا تجد أفضل هؤلاء كالأشعري يذكر مذهب أهل السنة والحديث على وجه الإجمال ويحكيه بحسب ما يظنه لازما ويقول: إنه يقول بكل ما قالوه وإذا ذكر مقالات أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم حكاها حكاية خبير بها عالم بتفصيلها
38
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/162)
وعامة من تجده من طلبة العلم المنتسبين إلى فلسفة أو كلام أو تصوف أو فقه أو غير ذلك إذا عارض نصوص الكتاب والسنة بما يزعم أنه برهان قطعي ودليل عقلي وقياس مستقيم وذوق صحيح ونحو ذلك إذا حاققته وجدته ينتهي إلى تقليد لمن عظمه إذا كان من الأتباع أو إلى ما افتراه هو - أو توهمه - إن كان من المتبوعين
40
فمن أوتي العلم رأى أن ما أنزل إليه من ربه هو الحق، وأما من كان عنده ما يظنه علما وهو جهل فذاك يرى الأمر على خلاف ما هو عليه، مثل من زاغ فأزاغ الله قلبه وكان في قلبه مرض، فزاده الله مرضا
43
إذا تنازع الناس وادعى كل فريق أن قولنا هو الذي تشهد به الفطر السليمة لم يفصل بينهم إلا ما يتفقون على صدق شهادته إما كتاب منزل من السماء يحكم بينهم وإما شهادة فطر تقر الطائفتان أنها صحيحة الإدراك صادقة الخبر، فلا يحكم بين المتنازعين إلا حاكم يسلمان لحكمه.
53
وحكمه [أي الرسول] لازم للأمة باتفاق المسلمين، بل ذلك معلوم بالاضطرار من دينه، وإن كان بعض الناس / ينازع في الأمر المطلق: هل يفيد الإيجاب أم لا؟ فلم ينازع في أنه إذا بين في الأمر أنه للإيجاب يجب طاعته، ولا أنه إذا صرح ابتداء بالإيجاب تجب طاعته.
ولكن نزاعهم في مراده بالأمر المطلق: هل يعلم به أنه أراد به الإيجاب؟ فهذا نزاع في العلم بمراده، لا نزاع في وجوب طاعته فيما أراد به الإيجاب، فإن ذلك لا ينازع فيه إلا مكذب به.
54
فإذا أمر [أي الرسول] المسلمين أو نهاهم أمرا ونهيا علموا به مراده لم يكن لأحد منهم أن يعارض ذلك بفعله باتفاق العلماء، وإنما يتكلمون في تعارض دلالة القول والفعل إذا لم يعلموا مراده بالقول كما تكلموا في نهيه عن استقبال القبلة واستدبارها بغائط أو بول مع أنه قد رآه ابن عمر مستقبل الشام مستدبر الكعبة وهو يتخلى. فهنا قد يظن بعضهم أن نهيه ليس عاما بل خاص إذا لم يكن حائل، ويوفق بين القول والفعل ويظن بعضهم الفرق بين الاستقبال والاستدبار ويظن بعضهم أن أحدهما منسوخ لاعتقاده التعارض / ويظن بعضهم أن الفعل خاص له، فهذا كله لعدم علمهم بأن النهي عام محكم، وأما إذا علموا أن نهيه عام محكم غير منسوخ كانوا متفقين على أنه لا يعارض بفعله
58
لكن كانت معارضة ابن الزبعرى وأشباهه من جهة المعنى والقياس والاعتبار، أي إذا كانت آلهتنا دخلوا النار لكونهم معبودين وجب أن يكون كل معبود يدخل النار والمسيح معبود فيجب أن يدخلها فعارضوه بالقياس، والقياس مع وجود الفارق المؤثر قياس فاسد، فبين الله الفرق بأن المسيح عبد حي مطيع لله لا يصلح / أن يعبد [كذا والصواب يعذب] لأجل الانتقام من غيره، بخلاف الأوثان فإنها حجارة فإذا عذبت لتحقيق عدم كونها آلهة وانتقاما ممن عبدها كان ذلك مصلحة ليس فيها عقوبة لمن لا يصلح أن يعاقب.
60
إذ أصل هذا القياس الفاسد أن الشيئين إذا اشتركا وتشابها في بعض الأشياء لزم اشتراكهما وتماثلهما في غير ذلك مما ليس من لوازم الاشتراك، وهذا كله خطأ فاحش وبعضه أفحش من بعض، فالشيئان إذا اشتركا في شيء لزم أن يشتركا في لوازمه، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، فأما ما ليس من لوازمه فلا يجب اشتراكهما فيه.
65
وهذه السورة [أي ق] قد تضمنت من أصول الإيمان ما أوجبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في المجامع العظام فيقرأ بها في خطبة الجمعة وفي صلاة العيد وكان من كثرة قراءته لها يقرأ بها في صلاة الصبح وكل ذلك ثابت في الصحيح.
66
والمقصود هنا أن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم كان يعارضه من / المؤمنين به والكفار من لا يكاد يحصى معارضة لا ترد عليه، ولم تكن إلا من جهل المعارض، ولم يكن في ظاهر الكلام الذي يقوله لهم ومفهومه ومعناها ما يخالفه صريح المعقول، بل كان المعارضون يعارضون بعقولهم ما لا يستحق المعارضة، فلو كان فيما بلغهم إياه عن الله من أسمائه وصفاته ونحو ذلك ما يخالف ظاهره صريح المعقول، لكان هذا أحق بالمعارضة وكان يمتنع في مستمر العادة أن مثل هذا لا يعارضه أحد لا معارضة دافع طاعن ولا معارضة مستشكل مسترشد، فكيف إذا كان ذلك يعارض القضايا العقلية التي بها علموا نبوته وأنه رسول الله إليهم؟ فكانت تكون المعارضة بذلك أولى أن تقع من الكفار والمسلمين.
76
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/163)
ومعلوم أن الباطل ليس له حد محدود، فلا يجب أن يخطر ببال أهل العقل والدين كل باطل، وأن يردوه، فإن هذا لا نهاية له، بخلاف ما هو حق معلوم بصريح العقل في حق الله تعالى، لا سيما إذا كان مما يجب اعتقاده، بل يتوقف تصديق الرسول على معرفته، فإن هذا يمتنع أن تكون العصور الفاضلة مع كثرة أهلها وفضلهم عقلا ودينا لم يعلموها ولم يقولوها.
77
ولهذا لم تظهر في أمة من الأمم أقوال باطلة إلا كان فيهم من يعرف بطلان ذلك، فيتكلم بذلك مع من يثق به وإن وافق في الظاهر لغرض من الأغراض.
ولهذا تجد خلقا من الرافضة والإسماعيلية والنصيرية يعلمون في الباطن فساد قولهم ويتكلمون بذلك مع من يثقون به.
وكذلك بين النصارى خلق عظيم يعلمون فساد قول النصارى وكذلك بين اليهود.
وهذه الأمة قد كان فيها في القرون الثلاثة منافقون لا يعلم عددهم إلا الله، وقد جاورهم من المشركين وأهل الكتاب أمم أخر، وهم طوائف متباينة، فما يمكن أحدا أن ينقل أنه كان قبل الجعد بن درهم وجهم بن صفوان من ظهر عنه القول بأن العقول تنافي ما في القرآن من إثبات العلو والصفات، أو بعض الصفات، لا من المؤمنين ولا من أهل الكتاب ولا من سائر الكافرين.
[هذا فيه رد على من زعم أن من السلف من يقول: إن الشرع قد يأتي بما يناقض العقل!]
79
وقد ذكروا أن / أساطين الفلاسفة كفيثاغورس وسقراط وأفلاطن قدموا الشام وتعلموا الحكمة من لقمان وأصحاب داود وسليمان.
80
ومن اعتبر الأمور وجد الرجل يصنف كتابا في طب وحساب أو نحو أو فقه أو ينشئ خطبة أو رسالة أو ينظم قصيدة أو أرجوزة فيلحن فيه لحنة أو يغلط في المعنى غلطة، فلا يسكت الناس حتى يتكلموا فيه ويبينوا ذلك، ويخرجون من الحق إلى زيادة من الباطل وإن كان صاحب ذلك الكلام لا يدعوهم إلى طاعته واستتباعه ويذم من يخالفه فضلا عن أن يكفره ويبيح قتاله وشتمه، فإذا كان الذي جاء بالقرآن ودعا الناس إلى طاعته واستتباعه وأن يكون هو المطاع الذي لا ينبغي مخالفته في شيء دق ولا جل ويقول: إن السعادة لمن أطاعه والشقاء لمن خالفه ويعظم مطيعيه ويعدهم بكل خير ويلعن مخالفيه ويبيح دماءهم وأموالهم وحريمهم، فمن المعلوم أن مثل هذه الدعوى لا يدعيها إلا أكمل الناس وأحقهم بها، وهم الرسول الصادقون أو أكذب الناس وأبعدهم عنها كالمتنبئين الكاذبين، / ومعلوم أن صاحب هذه الدعوة تعاديه النفوس وتحسده، كما قال ورقة بن نوفل .... ومعلوم أن أعداء من يقول مثل هذا إذا كان المفهوم من كلامه والظاهر من خطابه هو كذب على الله ووصفه بما يجب تنزيهه عنه وبما يعلم بصريح العقل أن الله منزه عنه وأنه من وصفه بذلك كان قائلا من التشبيه والتجسيم بما يخالف صريح العقل بل يكون صاحبه كافرا كاذبا مفتريا على الله، كان هذا من أعظم ما تتوفر الهمم والدواعي على معارضته به والطعن في ذلك والقدح في نبوته به.
83
ومن المعلوم أن أخبار الصادقين وشهاداتهم وإثباتاتهم تتعاون وتتعاضد وتتناصر وتتساعد، لا تتناقض ولا تتعارض، وإن قدر أن / أحدهم يغلط خطأ أو يكذب أحيانا، فلا بد أن يظهر خطؤه وكذبه، وهذا مما استقراه الناس في أحاديث المحدثين للأحاديث النبوية، لا يعرف أن أحدا منهم غلط أو كذب إلا وظهر لأهل صناعته كذبه أو خطؤه.
وكذلك الناظرون أهل النظر والاستدلال في الأدلة السمعية أو العقلية ما يكاد يغلط غالط منهم إلا ويعرف الناس غلطه من أبناء جنسه وغيرهم.
88
ومن المعلوم لمن له عناية بالقرآن [كذا] أن جمهور اليهود لا تقول إن عزير [ا ا] بن الله، وإنما قاله طائفة منهم، كما قد نقل أنه قاله فنحاص بن / عازورا، أو هو وغيره.
وبالجملة إن قائلي ذلك من اليهود قليل، ولكن الخبر عن الجنس.
[يشير إلى قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، ومن هذا الباب أيضا {كذبت قوم نوح المرسلين} أي جنس المرسلين]
94
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/164)
ومن المعلوم عند أهل الكتاب أن قدماءهم لم يكونوا ينكرون ما في التوراة من الصفات، وإنما حدث فيهم بعد ذلك لما صار فيهم جهمية: إما متفلسفة مثل موسى بن ميمون وأمثاله، وإما معتزلة مثل أبي يعقوب البصير وأمثاله، فإن اليهود لهم بالمعتزلة اتصال وبينهما اشتباه، ولهذا كانت اليهود تقرأ الأصول الخمسة التي للمعتزلة ويتكلمون في أصول اليهود بما يشابه كلام المعتزلة، كما أن كثيرا من زهاد الصوفية يشبه النصارى ويسلك في زهده وعبادته من الشرك والرهبانية ما يشبه سلوك النصارى
97
ولهذا أثبت الأشعري الصفات الخبرية بالسمع، وأثبت بالعقل الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والسمع، فلم يثبت بالعقل ما جعله معارضا للسمع، بل ما جعله معاضدا له، وأثبت بالسمع ما عجز عنه بالعقل.
97
والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلاب والأشعري بقايا من التجهم والاعتزال؛ مثل اعتقاد صحة طريقة الأعراض وتركيب الأجسام وإنكار اتصاف الله بالأفعال القائمة التي يشاؤها ويختارها وأمثال ذلك من المسائل التي أشكلت على من كان أعلم من الأشعري بالسنة والحديث وأقوال السلف والأئمة كالحارث المحاسبي وأبي علي الثقفي وأبي بكر بن إسحاق الصبغي مع أنه قد قيل: إن / الحارث رجع عن ذلك وذكر عنه غير واحد ما يقتضي الرجوع عن ذلك، وكذلك الصبغي والثقفي قد روي أنهما استتيبا فتابا.
106
المعتزلة لما نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار بحجج عقلية، لم يكن أصل دينهم تكذيب الرسول ورد أخباره ونصوصه، لكن احتجوا بحجج عقلية إما ابتدعوها من تلقاء أنفسهم وإما تلقوها عمن احتج بها من غير أهل الإسلام فاحتاجوا أن يطردوا أصول أقوالهم التي احتجوا بها لتسلم عن النقص [النقض] والفساد فوقعوا في أنواع من رد معاني الأخبار الإلهية وتكذيب الأحاديث النبوية.
118
يؤيد هذا أنهم يقولون: اللفظ المشهور في اللغة الذي يتداوله الخاص والعام لا يجوز أن يكون موضوعا بإزاء المعنى الدقيق الذي لا يفهمه إلا خواص الناس، وهذا مما استدل به نفاة الأحوال على مثبتيها وقالوا: المعروف في اللغة أن الحركة هي كون الجسم متحركا، وأما ما يدعونه من أن الحركة أمر يوجب كون الجسم متحركا فهذا المعنى لا يفهمه إلا الخاصة، فضلا عن أن يعلموا أن لفظ الحركة موضوع له.
123
دلالة الخطاب إنما تكون بلغة المتكلم وعادته المعروفة في خطابه، لا بلغة وعادة واصطلاح أحدثه قوم آخرون بعد انقراض عصره وعصر الذين خاطبهم بلغته وعادته
139
ولهذا تجد كثيرا من هؤلاء النفاة يصنف في الشرك والسحر وعبادة الكواكب والأوثان، وفي النفاق والزندقة التي توجد في كلام كثير من الفلاسفة وغيرهم، بل يخضع لهؤلاء الكفار والمنافقين ويذل لهم، ويريد أن يعلو على المؤمنين ويقهرهم، وإن كان هذا بسبب ضعف من قاتله من المؤمنين وتفريطهم وعداوتهم، كما أن قهر أولئك الكفار له كان بسبب ضعفه الحاصل من تفريطه وعدوانه فالذم لاحق له بقدر ما فرط فيه من حقوق الله وتعداه من حرمات
147
هجران أحمد للحارث لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبو حامد [يقصد قوله: ألست تحكي بدعتهم]، وإنما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة / على صحة طريق الحركات وصحة طريق التركيب، ولم يوافقهم على نفي الصفات مطلقا، بل كان هو وأصحابه يثبتون أن الله فوق الخلق عال على العالم موصوف بالصفات، ويقررون ذلك بالعقل وإن كان مضمون مذهبه نفي ما يقوم بذات الله تعالى من الأفعال وغيرها مما يتعلق بمشيئته واختياره، وعلى ذلك بنى كلامه في مسألة القرآن.
148
ثم ذكر غير واحد أن الحارث رجع عن ذلك كما ذكره معمر بن زياد في أخبار / شيوخ أهل المعرفة والتصوف، وذكر أبو بكر الكلاباذي في كتاب التعرف لمذاهب التصوف عن الحارث المحاسبي أنه كان يقول: إن الله يتكلم بصوت، وهذا يناقض قول ابن كلاب.
149
وأبو حامد ليس له من الخبرة بالآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة بذلك، الذين يميزون بين صحيحه وسقيمه، ولهذا يذكر في كتبه من الأحاديث والآثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم أنها موضوعة لم يذكرها.
153
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/165)
هذا الذي ذكره أبو المعالي من إنكار القياس في المعقولات وافقه عليه طائفة من المتأخرين كأبي حامد والرازي وأبي محمد المقدسي، وقالوا: قياس التمثيل إنما يكون في الشرعيات. والمنطقيون قد يدعون أن قياس التمثيل في العقليات إنما يفيد الظن، وأما جمهور العقلاء فعلى أنه لا فرق بين قياس الشمول وقياس التمثيل في إفادة العلم والظن، فإن ما يجعل في قياس الشمول حدا أوسط يجعل في قياس التمثيل مناط الحكم، ويسمى العلة والوصف والمشترك.
153
حتى قال أبو البقاء العكبري لمن قرأ عليه كتاب (البرهان): هذا النقل ليس بصحيح عن مذهب الإمام أحمد، وهو كما قال، فإن أحمد لم ينه عن نظر في دليل عقلي صحيح يفضي إلى المطلوب، بل في كلامه في أصول الدين في الرد على الجهمية وغيرهم من الاحتجاج بالأدلة العقلية / على فساد قول المخالفين للسنة ما هو معروف في كتبه وعند أصحابه.
ولكن أحمد ذم من الكلام البدعي ما ذمه سائر الأئمة وهو الكلام المخالف للكتاب والسنة والكلام في الله ودينه بغير علم.
157
وأبو عمر من أعلم الناس بالآثار والتمييز بين صحيحها وسقيمها.
163
[الغزالي] وأما منفعته [الكلام] فقد يُظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه، وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، وهذا إذا سمعته من محدث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين، وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخرى سوى نوع الكلام، وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود.
[نقل نفيس جدا عن الغزالي]
167
والمناظرة المحمود نوعان والمذمومة نوعان
171
ولكن ليس كل من عرف الحق إما بضرورة أو بنظر أمكنه أن يحتج على من ينازعه بحجة تهديه أو تقطعه، فإن ما به يعرف الإنسان الحق نوع وما به يعرّفه [يعرّف] به غيره نوع، وليس كل ما عرفه الإنسان أمكنه تعريف غيره به، فلهذا كان النظر أوسع من المناظرة، فكل ما يمكن المناظرة به يمكن النظر فيه، وليس كل ما يمكن النظر فيه يمكن مناظرة كل أحد به.
174
ومنشأ الباطل من نقص العلم أو سوء القصد، كما قال تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} ومنشأ الحق من معرفة الحق والمحبة له
209
[الأشعري] من قِبَل أن الأعراض لا يصح الاستدلال بها إلا بعد رتب كثيرة يطول الخلاف فيها ويدق الكلام عليها
213
[الأشعري] ولذلك كان أحدهم يرحل إلى البلاد البعيدة في طلب الكلمة تبلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرصا على معرفة الحق من وجهه وطلبا للأدلة الصحيحة فيه حتى تثلج صدورهم بما يعتقدونه وتسكن نفوسهم إلى ما يتدينون به ويفارقوا بذلك من ذمه الله في تقليده لمن يعظمه من سادته بغير دلالة تقتضي ذلك.
232
وأنه على هذا التقدير لا يُنفى [الصواب لا يبقى] لهم دليل على إثبات واجب الوجود
233
والهيولى في لغتهم معناه المحل، وتصرفهم فيه بحسب عرفهم الخاص، كتصرف متكلمي العرب في اللغة المعرَّبة
235
فبحث الأشعري مع المعتزلة في هذه الطريقة من جنس بحوثه / معهم في غير ذلك من أصولهم، فإنه يبين تناقضهم ويلزمهم فيما نفوه نظير ما يلزمونه لأهل الإثبات فيما أثبتوه، فيستفاد من مناظرته لهم معرفة فساد كثير من أصولهم، ولكن سلم لهم أصولا وافقهم عليها، مثل تسليمه لهم صحة طريق الأعراض مع طولها، ومثل إثباته للصانع بهذه الطريق التي هي من جنسها، وبنى ذلك على إثبات الجوهر الفرد فلزم من تسليمه ذلك لهم لوازم أراد أن يجمع بينها وبين ما أثبته من الرؤية وإثبات الكلام والصفات والعلو لله تعالى، فقال جمهور طوائف العقلاء من أهل السنة والحديث وغيرهم ومن المعتزلة والفلاسفة غيرهم: إن هذه مناقضة مخالفة لصريح المعقول.
237
وجاء كثير من أتباعه المتأخرين كأتباع صاحب الإرشاد فأعطوا الأصول التي سلمها للمعتزلة حقها من اللوازم فوافقوا المعتزلة على موجبها وخالفوا شيخهم أبا الحسن وأئمة أصحابه فنفوا الصفات الخبرية ونفوا العلو، وفسروا الرؤية بمزيد علم لا ينازعهم فيه المعتزلة، وقالوا: ليس بيننا وبين المعتزلة خلاف في المعنى، وإنما خلافهم مع المجسمة، وكذلك قالوا في القرآن إنه القرآن الذي قالت المعتزلة إنه مخلوق نحن نوافقهم على خلقه، ولكن ندعي ثبوت معنى آخر وأنه واحد قديم.
240
فموافقتي للسلف والأئمة في إثبات الرؤية والعلو والمباينة مع موافقتي للكتاب والسنة أولى من موافقتك على هذه المقدمة، وهي امتناع وجود ما لا يتناهى، فإن هذه المقدمة لكل طائفة فيها قولان، فللفلاسفة فيها قولان، وللمعتزلة فيها قولان، وللأشعرية فيها قولان، ولأهل السنة والحديث والفقه قولان.
وأكثر العقلاء على جواز وجود ما لا يتناهى في الجملة، لكن منهم / من يجوز ذلك في الماضي كما يجوزه في المستقبل، ومنهم من يجوزه في المستقبل دون الماضي، والأدلة الدالة على امتناع ذلك قد عرف ضعفها.
249
وروى [ابن عساكر] عن الشافعي قال: ما ناظرت أحدا أحببت أن يخطئ إلا صاحب بدعة، فإني أحب أن ينكشف أمره للناس.
250
وأهل المقالات متفقون على أن حفصا لم يكن من نفاة القدر بل من / مثبتيه، وقد ظن البيهقي وغيره أنه إنما ذم مذهب القدرية
255
قال الحسين [بن الفضل البجلي]: فأعلمته [زهير بن حرب] ما يجب من القول، وقلت له: قد كان المكي [عبد العزيز الكناني صاحب الحيدة] يختلف إليكم ويقول لكم إني أعلم من هذا الباب ما لا تعلمون، فتعلموا ذلك مني فتحملكم الرياسة على ترك ذلك، ويقول لكم: يكون لكم ما تعلمتموه مني عدة تعتدونها لأعدائكم، فإن هجموا لم تحتاجوا إلى طلب العدة وإن لم يحضركم الأعداء لم يضركم الإعداد للعدة / فتأبون ذلك والحجة في هذا الباب كيت وكيت.
فقال: والله لوددت أني كنت أعلم هذا كما تعلمه يوم دخلت على المأمون وأن ثلث روايتي ساقطة عني
[هذا فيه بيان أن ذم السلف للكلام لا يشمل النظر الصحيح في العقليات]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/166)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:22 م]ـ
261
ومن لغة العرب أن لفظ المصدر يعبّر به عن المفعول كثيرا، كما يقولون: درهم ضرب الأمير
263
حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك وقالوا: هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات، كما ذكر ذلك ابن عقيل في كتابه المسمى (بنفي التشبيه وإثبات التنزيه) وذكره أبو الفرج بن الجوزي في (منهاج الوصول) وغيره، وهذا قول ابن حزم وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات وإن كانوا منتسبين إلى الحديث والسنة.
265
والفرق بين البابين أن المضاف إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب أن يكون صفة لله تعالى قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب وإن كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره.
271
ثم ما أخبر به عن نفسه ... أفضل مما أخبر به عن خلقه ... وهذا أصح القولين لأهل السنة وغيرهم وهو قول جمهور العلماء من الأولين والآخرين فإن طائفة من المنتسبين إلى السنة وغيرهم يقولون: إن نفس كلام الله تعالى لا يتفاضل في نفسه بناء على أنه قديم، والقديم لا يتفاضل ..... / ...... والصواب الذي عليه جمهور السلف والأئمة أن بعض كلام الله أفضل من بعض كما دل على ذلك الشرع والعقل.
280
[الخطابي في الغنية] ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب / فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء وذهن ويوهمه أنه إن رضي في علمه ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة وعد واحدا من الجمهور والكافة، وأنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه، فحركهم بذلك على التنطع في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر ليبينوا بذلك عن طبقة الدهماء ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، فاختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضح المحجة وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا / عن حقائقها ولم يخلصوا منها إلى شفاء نفس ولا قبلوها بيقين علم
284
كما قال بعض السلف: يكاد المؤمن ينطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر، فإذا جاء الأثر كان نورا على نور.
291
وكما أصاب كثيرا من الناس مع الولاة الذين أحدثوا الظلم، فإنهم تارة يوافقونهم على بعض ظلمهم فيعاونونهم على الإثم والعدوان، وتارة يقابلون ظلمهم بظلم آخر، فيخرجون عليهم / ويقاتلونهم بالسيف، وهو قتال الفتنة، فمن الناس من يوافق على الظلم ولا يقابل الظلم مثل ما كان بعض أهل الشام ومنهم من كان يقابله بالظلم والعدوان ولا يوافق على حق ولا على باطل كالخوارج ومنهم من كان تارة يوافق على الظلم وتارة يدفع الظلم بالظلم مثل حال كثير من أهل العراق.
312
النظر في الدليل الفاسد يستلزم الجهل المركب لا محالة
314
[الخطابي] كقول الشاعر فيهم:
حجج تهافتُ كالزجاج تخالها ............ حقا وكلٌ كاسر مكسور
315
[كلام الخطابي في التواتر المعنوي]
319
وذلك الوصف الذي علق به الحكم يسمونه علة وسببا وداعيا وموجبا ومناطا وباعثا وأمارة وعلامة ومشتركا وأمثال ذلك
320
ولهذا كل متكلم في كليات مقدرة لا يتصور أعيانها الموجودة في الخارج فإما أن يكون كلامه قليل الفائدة بل عديمها وإما أن يكون كثير الخطأ والغلط، وإما أن يجتمع فيه الأمران
322
فإن من قال: كل نار فإنها تحرق ما لاقته، إنما قاله لأجل إحساسه بما أحس به من جزئيات هذا الكلي، وقد انتقض ذلك عليه بملاقاتها للياقوت والسمندل وغير ذلك
324
فطرق العلم ثلاث:
أحدها: الحس الباطن والظاهر، وهو الذي تعلم به الأمور الموجودة بأعيانها.
والثاني: الاعتبار بالنظر والقياس وإنما يحصل العلم به بعد العلم بالحس، فما أفاده الحس معينا يفيده العقل والقياس كليا مطلقا، فهو لا يفيد بنفسه علم شيء معين، لكن يجعل الخاص عاما والمعين مطلقا فإن الكليات إنما تعلم بالعقل كما أن المعينات إنما تعلم بالإحساس.
والثالث: الخبر والخبر يتناول الكليات والمعينات والشاهد والغائب فهو أعم وأشمل، لكن الحس والعيان أتم وأكمل.
325
وقد تنازع الناس في السمع والبصر أيهما أكمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/167)
...... والتحقيق في هذا الباب أن العيان أتم وأكمل والسماع أعم وأشمل، فيمكن أن يعلم بالسماع والخبر أضعاف ما يمكن علمه بالعيان والبصر أضعافا مضاعفة، ولهذا كان الغيب كله إنما يعلم بالسماع والخبر، ثم يصير المغيب شهادة، والمخبَر عنه معاينا، وعلم اليقين عين اليقين.
325
والمقصود هنا أن الخبر أيضا لا يفيد إلا مع الحس أو العقل
329
ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول
331
[الخطابي] والأصل في مذاهب الناس كلهم ثلاث مقالات: القول بالحس حسبُ وهو مذهب الدهرية، فإنهم قالوا بما يدركه الحس، ولم يقولوا بمعقول ولا خبر، وقال قوم بالحس والمعقول حسب ولم يقولوا بالخبر، وهو مذهب الفلاسفة، لأنهم لا يثبتون / النبوة، وقال أهل المقالة الثالثة بالحس والنظر والأثر وهم جماعة المسلمين وهو قول علمائنا وبه نقول
335
وأما ما ذكره الخطابي من القياس والاعتبار في الأحكام الشرعية وأن الكتاب والسنة لم يستوفيا بيان جميع ما يحتاج إليه الناس نصا، فهذا كلام في القياس العملي الشرعي وهو مبسوط في موضعه.
والناس في هذا بين إفراط وتفريط، كما هم كذلك في القياس العقلي الخبري، فطائفة تزعم أن أكثر الحوادث لا تتناولها النصوص، بل إنما تعلم بالقياس، وطائفة بآرائهم يزعمون أن القياس كله باطل حتى يردون الاستدلال المسمى بتنقيح المناط ويردون قياس الأولى، وفحوى الخطاب والعلة المنصوصة ويرجعون إلى العموم واستصحاب الحال.
وكل من الطائفتين مخطئة غالطة، فإن الطائفة الأولى بخست الكتاب والسنة حقهما، وقصرت في معرفتهما وفهمهما، واعتصمت بأنواع من الأقيسة الطردية التي لا تغني من الحق شيئا أو بتقليد قول من لا تعرف حجة قائله.
وكثيرا ما تجد هؤلاء إذا فتشت حجتهم إنما هي مجرد دعوى بأن يظن أحدهم أن الحكم الثابت في الأصل معلق بالوصف المشترك، من غير دليل يدله على ذلك، بل بمجرد اشتباه قام في نفسه، / أو بمجرد استحسان ورأي ظن به أن مثل ذلك الحكم ينبغي تعليقه بذلك الوصف، وأحدهم يبني الباب على مثل هذه القواعد، التي متى حوقق عليها سقط بناؤه، وربما تمسكوا من الآثار الضعيفة بما يعلم أهل المعرفة بالأثر أنه من الموضوع المكذوب فضلا عن أن يكون من كلام المعصوم، وقد يتمسكون بما يظهر لهم من ألفاظ المعصوم ولا تكون دالة على ما فهموه.
وأما الطائفة الثانية فتعتصم من استصحاب الحال ونفي الحكم لعدم دليله في زعم أحدهم مع ظهور الأدلة الشرعية بما يبين به فساد قولها ويفرق بين المتماثلين تفريقا لا يأتي به عاقل، فضلا عن نبي معصوم، وتجمد على ما تراه ظاهر النص مع خطئها في فهم النص ومراد قائله، وتسلب الشريعة حِكَمها ومحاسنها ومعانيها وتضيف إلى الله ورسوله من التحكم المنافي للعدل والإحسان ما يجب أن ينزه عنه الملك العادل والرجل العاقل.
والناس كلهم متفقون على الاجتهاد والتفقه، الذي يحتاج فيه إلى إدخال القضايا المعينة تحت الأحكام الكلية العامة، التي نطق بها الكتاب والسنة، وهذا هو الذي يسمَّى تحقيق المناط، كالاجتهاد في تعيين القبلة عند الاشتباه والاجتهاد في عدل الشخص المعين والنفقة بالمعروف للمرأة المعينة والمثل لنوع الصيد أو للصيد المعين، والمثل الواجب في إتلاف المال المعين، وصلة الرحم الواجبة ودخول أنواع / من المسكرات في اسم الخمر وأنواع من المعاملات في اسم الربا والميسر، وأمثال ذلك مما فيه إدخال أعيان تحت نوع وإدخال نوع خاص تحت نوع أعم منه.
فهذا الاجتهاد مما اتفق عليه العلماء وهو ضروري في كل شريعة
338
ونفاة القياس المعروفون بالسنة لا ينازعون في العموم وإن سماه المسمي قياسا كليا بل هو عمدتهم وعصمتهم هو واستصحاب الحال، فهذا نوع. ومن نازع في القياس والعموم جميعا كما فعل ذلك من فعله من الرافضة فهؤلاء سدوا على أنفسهم طريق معرفة الأحكام، فلهذا يحتجون بما يزعمون أنه قول المعصوم، ومن الناس من يظن أن العلة المنصوصة هي المسماة بتحقيق المناط وهي داخلة فيه وليس كذلك فإن هذه فيها نزاع.
339
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/168)
وهذا النوع يقر به كثير من منكري القياس أو أكثرهم وكثير من الفقهاء لا يسميه قياسا بل يثبتون به الكفارات والحدود وإن كانوا لا يثبتون ذلك بالقياس، فإنه / هنا قد علم يقينا أن الحكم ليس مخصوصا بمورد النص، فلا يجوز نفيه عما سواه بالاتفاق، كما يمكن ذلك في صور القياس المحض المسمى بتخريج المناط، فإنه لما نهى عن التفاضل في الأصناف الستة لم يعلم أن حكم غيرها حكمها، إلا بدليل يدل على ذلك، ولهذا كان بعض نفاة القياس لما حكموا في مثل هذا بأن الحكم مخصوص بفأرة وقعت في سمن دون سائر الميتات والنجاسات الواقعة في سائر المائعات ظهر خطؤهم يقينا، فإن الشارع صلوات الله عليه لم يعلق الحكم في خطابه بفأرة وقعت في سمن، ولكن السائل سأله عن ذلك، والسائل إذا سأل عن حكم عين معينة أو نوع باسمه لم يجب أن يكون الحكم معلقا مختصا بما سأل عنه السائل، بل قد يكون ما سأل عنه السائل داخلا في حكم عام
.........
وهنا يظهر تفاضل العلماء بما آتاهم الله من العلم، فمن استخرج المناط الذي دل عليه الكتاب والسنة دل على فهمه لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول القائل: الحكم هنا ليس متعلقا بمجرد الميتة بل بالخبيث الذي قال الله تعالى فيه {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} ..... / .... والمقصود هنا أن مثل هذا لا يرده إلا جهلة نفاة القياس، وكذلك العلة المنصوصة، وكذلك القياس في معنى الأصل، وقياس الأولى، وأما القياس الذي يستخرج علة الأصل فيه بالمناسبة فهذا محل اجتهاد، ولهذا تنازع الفقهاء القياسون من أصحاب أحمد وغيرهم في ذلك، فمنهم من لا يقول إلا بالعلة المنصوصة، ومنهم من يقول بالمؤثر / وهو ما نص على تأثيره في نظير ذلك الحكم، كالصغر فإنه قد علم أن الشارع علق به ولاية المال فإذا علق به ولاية النكاح كان هذا إثباتا لعلة هذا الحكم بنظيره المؤثر، وأما إذا لم يكن مؤثرا فهو الذي يسمونه المناسب الغريب، وفيه قولان مشهوران، فإنه استدلال على أن الشرع علق الحكم بالوصف لمجرد ما رأيناه من المصلحة.
342
ومن تدبر الأدلة الشرعية منصوصا ومستنبطها تبين له أن القياس الصحيح هو التسوية بين المتماثلين وهو من العدل الذي أمر الله به ورسوله وأنه حق لا يجوز أن يكون باطلا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالعدل فلم يسو بين شيئين في حكم إلا لاستوائهما فيما يقتضي تلك التسوية، ولم يفرق بين اثنين في حكم إلا لافتراقهما فيما يقتضي ذلك الفرق، ولا يجوز أن يتناقض قياس صحيح ونص صحيح، كما لا يتناقض معقول صريح ومنقول صحيح، بل إذا ظن بعض الناس تعارض النص والقياس كان أحد الأمرين لازما إما أن القياس فاسد وإما أن النص لا دلالة له.
343
والتماثل والاختلاف ثابت في نفس الأمر، وقد نصب الله عليه أدلة تدل عليه
348
وأما الذين سماهم [ابن رشد] بالحشوية فهذا الذي ذكره عنهم إن أريد به أن الإيمان بوجود الرب تبارك وتعالى يكفى فيه مجرد إخبار من لم يُعلم صدقه بعد، فهذا قول لا يقوله عاقل يعقل ما يقول، فضلا عن أن يكون هذا قول طائفة لها قول، أو قول سلف الأمة وأئمتها، ولكن غاية ما قد يقال: إن الجزم بوجود الرب تعالى يكفي في الإيمان بأي طريق من الطرق حصل ذلك
348
وقد تنازع الناس في الجزم هل يمكن أن يكون بغير علم أم لا؟ وهل يحصل الإيمان بدون العلم به أم لا؟ وإذا حصل الإيمان بدون العلم فهل يجب بعد ذلك طلب العلم به أم لا؟
وتنازعوا في العلم به هل يحصل ضرورة وموهبة أم لا يحصل إلا كسبا، ونحو ذلك من المسائل التي ليس هذا موضعها.
351
لفظ الحشوية أول ما عرف الذم به من كلام المعتزلة ونحوهم، رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال: كان عبد الله بن عمر حشويا وهم يسمون العامة الحشو كما تسميهم الرافضة والفلاسفة الجمهور ويسمون مذهب الجماعة مذهب الحشو
361
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/169)
وأما ما ذكره من أن الحجاج الذي في القرآن يكتفي به العامي وإن لم يكن فيه الغلبة والفلج فهذا الكلام يقوله مثل هذا الرجل [أبو الحسن الطبري المعروف بالكيا] وأمثاله من أهل الكلام الجاهلين بحقائق ما جاء به التنزيل وما بعث به الرسول، حتى قد يقول بعضهم: إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن، وهؤلاء جهلهم بمعاني الأدلة البرهانية التي دل عليها القرآن كجهلهم بحقائق ما أخبر به القرآن، بل جهلهم بحقائق ما دل عليه الشرع من الدلائل العقلية والمطالب الخبرية أعظم من جهلهم بما سلكوه من الطرق البدعية التي سموها عقلية.
وقد رأيت في كلام هذا الرجل وأمثاله من ذلك عجائب يخالفون بها صريح المعقول مع مخالفتهم لصحيح المنقول، ونقص علمهم وإيمانهم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
362
وقد بينا في غير هذا الموضع أن الطرق التي جاء بها القرآن هي الطرق البرهانية التي تحصّل العلم في المطالب الإلهية
366
اللات لأهل المدينة، والعزى لأهل مكة، ومناة الثالثة الأخرى لأهل الطائف
[ينظر كتاب الأصنام لابن الكلبي ص 27]
369
وليس في الموجودات ما يكون وحده مولدا لشيء، بل قد خلق الله تعالى من كل شيء زوجين، وهو سبحانه الفرد الذي لا زوج له.
370
وإلا فالسمندل والياقوت وغيرهما لما لم تكن فيه قوة القبول لم تحرقه النار
371
وكذلك النظار يقولون: النتيجة لا تكون إلا عن مقدمتين ويشبهون حصول النتيجة عن المقدمتين بحصول النتاج عن الأصلين من / الحيوان لأن هذين أصلان في التوليد وهذين أصلان في التولد
372
وقال تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون} حتى أنه استدل بهذا طائفة من الفقهاء على أن ولد الإنسان يعتق عليه إذا ملكه، فلا يكون عبده من هذه الآية لأنه سبحانه بين تنافي التوليد والتعبيد.
[في هذا إشارة إلى أن معرفة النصوص الشرعية جميعها مهم للمجتهد، لا نصوص الأحكام فقط كما ذكر بعض الأصوليين]
376
فخذ أربعة من الطير ... فأمره بخلط الأطيار الأربعة مثلا مضروبا لاختلاط الأخلاط الأربعة
381
ومن المستقر في بدائه العقول أن خلق السموات والأرض أعظم من خلق الآدميين، فإذا كان فيها من الدلالة على علم خالقها وقدرته وحكمته ما بهر العقل أفلا يكون ذلك دالا على أنه قادر على إحياء الموتى لا يعيى بذلك كما لم يعي بالأول بطريق الأولى والأحرى؟
381
وهؤلاء المبتدعون يجهلون حقائق ما جاء به الرسول، ويعرضون عنه، ثم يحكمون بموجب جهلهم أن ليس في ذلك من البراهين من / جنس ما في كلامهم، ولو أوتوا العقل والفهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لتبينوا أنه الجامع لكل خير.
384
والملاحدة المنكرون للمعاد تعود شبههم كلها إلى ما ينفي علم الرب تعالى أو قدرته أو مشيئته أو حكمته، ونفي العي يثبت هذه الصفات، فتنتفي أصول شبههم
390
كما قال عمر رضي الله عنه: النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته.
394
ولما كان الطريق إلى الحق هو السمع والعقل، وهما متلازمان كان من سلك الطريق العقلي دله على الطريق السمعي، وهو صدق الرسول، ومن سلك الطريق السمعي بين له الأدلة العقلية كما بين ذلك القرآن، وكان الشقي المعذب من لم يسلك لا هذا ولا هذا، كما قال أهل النار {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}
[هذه الآية من أوضح الأدلة على أن العقل والنقل لا يتعارضان؛ لأن (أو) تفيد أن أيا من الطريقين ينتهي إلى النتيجة نفسها]
404
والسفسطة حال يعرض لكثير من الناس إما عمدا وإما خطأ، وكثير من الناس قد ينازع في كثير من القضايا البديهية والمعارف الفطرية في الحسيات والحسابيات وكذلك في الإلهيات ومن تأمل ما يحكيه الناس من المقالات عن الناس في العلوم الطبيعية والحسابية رأى عجائب وغرائب، وبنو آدم لا ينضبط ما يخطر لهم من الآراء والإرادات فإنهم جنس عظيم التفاوت ليس في المخلوقات أعظم تفاضلا منه خيارهم خير المخلوقات عند طائفة أو من خيرها عند طائفة وشرهم شر المخلوقات أو من شرها.
422
لفظ الضرورة فيه إجمال فقد يراد به ما يضطر إليه الإنسان من المعلومات الظاهرة المشتركة بين الناس وقد يراد به ما يحصل في نفسه بدون كسبه، وقد يراد به ما لا يقبل الشك وقد يراد به ما يلزم نفس الإنسان لزوما لا يمكن الانفكاك عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/170)
ومنها أن حصول العلم في النفس قد يحصل لكثير من الناس حصولا ضروريا مع توهمه أنه لم يحصل له كما يقع مثل ذلك في القصد والنية، فإن الأمة متفقة على أن الصلاة ونحوها من العبادات لا تصح إلا بالنية، والنية من جنس القصد والإرادة محلها القلب باتفاقهم فلو لفظ بلسانه غير ما قصد بقلبه أو بالعكس كان الاعتبار بقصده الذي في قلبه.
ثم إن كثيرا من الناس اشتبه عليهم أمر النية حتى صار أحدهم يطلب حصولها وهي حاصلة عنده ويشك في حصولها في نفسه وهي حاصلة لا سيما إذا اعتقد أنه يجب مقارنة النية للصلاة فيُرى في أحدهم من الوسواس في حصولها ما يخرجه عن العقل والدين، حتى قيل: الوسوسة لا تكون إلا عن خبل في العقل أو جهل بالشرع.
424
فهكذا العلم الضروري وغيره قد يكون حاصلا في نفس الإنسان وهو يشك في وجوده أو يطلب وجوده أو لا يحسن أن يعبر عنه لأن وجود الشيء في النفس شيء والعلم بوجوده في النفس شيء آخر، فالتمييز [في نسخة والتمييز] بينه وبين غيره والتعبير عن ذلك شيء آخر.
424
والعلم الحاصل في النفس لا تنضبط أسبابه ومنه ما يحصل دفعة كالعلم بما أحسه، ومنه ما يحصل شيئا بعد شيء كالعلم بمخبر الأخبار المتواترة والعلم بمدلول القرائن التي لا يمكن التعبير عنها.
429
بل كثير من الناس يقول: إن جميع العلوم ضرورية باعتبار أسبابها، فإن العلم الحاصل بالنظر والكسب والاستدلال هو بعد حصول أسبابه ضروري، يضطر إليه الإنسان وهذا اختيار أبي المعالي وغيره.
وللناس في هذا الباب اصطلاحات متعددة، من لم يعرفها يجعل بينهم نزاعا معنويا، وليس كذلك. كما أن طائفة منهم يجعلون العلم البديهي هو الضروري والكسبي هو النظري، ومنهم من يفرق بينهما، فيجعلون الضروري ما اضطر إليه العبد من غير عمل وكسب منه لا في / تصور المسألة ولا دليلها ويجعلون البديهي ما بدهه، وإن كان عن نظر اضطر إليه [من غير كسب منه] فإن العبد قد يضطر إلى أسباب العلم وقد يختار اكتساب أسبابه وهذا في الحسيات وغيرها كمن يفجأه ما يراه ويسمعه من غير قصد إلى رؤيته وسمعه ومن يسعى في رية الشيء واستماعه والأول لا يدخل تحت الأمر والنهي والثاني يدخل تحت الأمر والنهي.
430
كما في الحكاية المعروفة التي ذكرها أبو العباس أحمد بن محمد بن خلف المقدسي / ورأيتها بخطه عن الشيخ أحمد الحيوقي المعروف بالكبرى [كذا] قال: دخل علي فخر الدين الرازي ورجل آخر من المعتزلة كبير فيهم فقالا: يا شيخ، بلغنا أنك تعلم علم اليقين، فقلت: نعم أنا أعلم علم اليقين. فقالا [لي] كيف تعلم علم اليقين، ونحن نتناظر من وقت كذا إلى وقت كذا وكلما أقام حجة أبطلتها وكلما أقمت حجة أبطلها؟ فقلت: ما أدري ما تقولان، ولكن أنا أعلم علم اليقين، فقالا: فبين لنا ما هذا اليقين. فقلت: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها. فجعلا يرددان هذا الكلام ويقولان: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها.
وتعجبا من هذا الجواب؛ لأنه رحمه الله بين أن ذلك من العلوم الضرورية التي تلزم القلب لزوما لا يمكنه مع ذلك دفعها. ثم قالا له: كيف الطريق إلى هذه الواردات؟ فقال لهما: بأن تسلكا طريقتنا التي نأمركم بها، فاعتذر الرازي بما له من الموانع. وأما المعتزلي فقال: أنا محتاج إلى هذه الواردات فإن الشبهات قد أحرقت قلبي، فأمره الشيخ بما يفعله من العبادة والذكر وما يتبع ذلك، ففتح الله عليه بهذه الواردات.
440
وكان أبو المعالي يقول: لم يكلف الناس العلم فإن العلم في هذه المسائل عزيز لا يتلقى إلا من النظر الصحيح التام فتكليف ذلك عامة الناس تكليف ما لا يطاق، وإنما كلفوا الاعتقاد السديد مع التصميم وانتفاء الشك والتردد ولو سمى مسم مثل هذا الاعتقاد علما لم يمنع من إطلاقه.
قال: وقد كنا ننصر هذه الطريقة زمانا من الدهر وقلنا مثل هذا الاعتقاد علم على الحقيقة، فإنه اعتقاد يتعلق بالمعتقد على ما هو به مع التصميم، ثم بدا لنا أن العلم ما كان صدوره عن الضرورة أو الدليل القاطع.
قال: وهذا الاعتقاد الذي وصفناه لا يتميز في مبادئ النظر حتى يستقر ويتميز عن اعتقاد الظان والمخمن.
[المحقق: بحثت عن هذه النصوص في كتب الجويني الإرشاد والشامل ولمع الأدلة والعقيدة النظامية فلم أجدها]
452
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/171)
هذا مبني على أن المعرفة بالله تعالى لا تتفاضل وأن الشيء لا يكون معلوما من وجه مجهولا من وجه وهذا أحد القولين للناس في هذه المسألة وهو قول طائفة من أهل الحديث والفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم وقول كثير من أصحاب الأشعري أو أكثرهم وهو قول جهم [بن صفوان] وكثير من المرجئة.
لكن جمهور الناس على خلاف هذا، وقد ذكر القاضي أبو يعلى في ذلك عن أحمد روايتين وهذا يشبه تنازع الناس في العقل هل / يتفاضل؟ فمذهب الجمهور أنه يتفاضل، وهو قول أكثر أصحاب أحمد وغيرهم من العلماء كالتميمي والقاضي وأبي الخطاب وغيرهم من العلماء.
وقالت طائفة لا يتفاضل وهو قول أكثر أصحاب الأشعري وابن عقيل وغيرهم.
وهو يشبه تنازعهم في أن بعض الواجبات هل تكون أوجب من بعض؟ فابن عقيل وغيره ينكرون التفاضل في هذا وجمهور الفقهاء يجوزون التفاضل في هذا
457
والناس متنازعون في المعرفة هل حصلت بالشرع أو بالعقل؟ وهل وجبت بهذا أو بهذا؟
والنزاع في هاتين المسألتين موجود بين عامة الطوائف من أصحاب أحمد وغيره.
فإن الناس لهم في العقل هل يعلم به حسن الأشياء وقبحها والوجوب والتحريم قولان مشهوران أحدهما أنه لا يعلم به ذلك وهو قول الأشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أبي يعلى والقاضي يعقوب وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم من أصحاب أحمد وكثير من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما.
والثاني أنه يعلم به ذلك وهذا قول المعتزلة والكرامية وغيرهم وهو قول أبي الحسن التميمي وأبي الخطاب وغيرهما من أصحاب أحمد وذكر أبو الخطاب أنه قول جمهور العلماء وهو قول كثير من أئمة الحديث من أصحاب أحمد وغيرهم كأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني وأبي نصر السجزي وقول كثير من أصحاب مالك والشافعي وهو الذي ذكره أصحاب أبي حنيفة وذكروه عن أبي حنيفة نفسه.
461
قال أبو جعفر السمناني أحمد أئمة الأشعرية: هذه المسألة بقية بقيت في المذهب من الاعتزال لمن اعتقدها، وذلك لكون الأشعري كان معتزليا تلميذا لأبي علي الجبائي ثم رجع عن ذلك إلى مذهب ابن كلاب وأمثاله من الصفاتية المثبتين للقدر والقائلين بأن أهل الكبائر لا يخلدون ونحو ذلك من الأصول التي فارق بها المعتزلة للجماعة.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد السابع بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 01 - 09, 03:13 ص]ـ
[المجلد الثامن]
3
وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع لا نزاع تناقض.
فالأول مثل أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير.
والثاني أن يكون هذا يقول نوعا من العلم والدليل صحيحا ويقول الآخر نوعا صحيحا.
وكثير من نزاع الناس في هذا الموضع من هذا الباب وكثير منه نزاع في المعنى، والنزاع المعنوي إما أن يكون في ثبوت شيء وانتفائه وإما أن يكون في وجوب شيء وسقوطه.
فالنزاع في صحة دليل الأعراض ونحوه نزاع معنوي، وكذلك النزاع في وجوب الاستدلال بهذا الدليل على الإيمان أو توقف صحة الإيمان عليه ونحو ذلك.
8
واتفق المسلمون على أن الصبي إذا بلغ مسلما لم يجب عليه عقب بلوغه تجديد الشهادتين.
11
وقد اتفق الفقهاء على أن الصبي إذا تطهر قبل البلوغ لم يجب عليه إعادة الوضوء إذا بلغ، وكذلك لو كان عليه ديون فقضاها أو قضاها وليه لم يجب عليه إعادة القضاء بعد البلوغ، بل لو صلى الفرض في أول الوقت ثم بلغ ففي إعادة الصلاة عليه نزاع معروف بين العلماء، ومذهب الشافعي لا تجب الإعادة وهو قول في مذهب أحمد، ومن الناس من يضعف هذا القول، ولعله أقوى من غيره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحدا من الصبيان بإعادة الصلاة مع العلم بأن كثيرا منهم يحتلم بالليل، وقد صلى العشاء مع بقاء وقتها.
15
وهنا تكلم الناس في وجوب إمهال الكافر إذا طلب الإمهال للنظر فأوجبه من أوجبه من المتكلمين من المعتزلة ومن تبعهم على هذه الطريقة كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى في المعتمد وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/172)
وأما الفقهاء أئمة الدين فلا يوجبون ذلك مطلقا أما في حال المقاتلة فيقاتلون حتى يسلموا أو يقروا بالجزية إن كانوا من أهلها، فإذا أسر الرجل منهم فهذا لا يتعين قتله فإذا طلب مثل هذا الإمهال ورجي إسلامه أمهل، وأما المرتد فلا يؤخر عند الجماهير أكثر من ثلاث، وأما من له عهد، فذلك لا يكره على الإسلام فهو في مهلة النظر دائما.
ولو طلب أهل دار ممتنعين من الإمام أن يمهلهم مدة ورجا بذلك إسلامهم ولم يخف مفسدة راجحة أمهلهم.
والحربي إذا طلب الأمان حتى يسمع القرآن وينظر في دلائل الإسلام أمناه كما قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}
وأما من قال بالوجوب العقلي كما هو قول المعتزلة والكرامية ومن / وافقهم من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم فهؤلاء هم الذين قالوا ابتداء أول ما يجب المعرفة أو النظر المؤدي إليها. لكن أخذ كلامهم من أراد أن يبنيه على أصوله من الأشعرية ونحوهم فتناقض كلامه.
16
وأول الواجبات الشرعية يختلف باختلاف أحوال الناس فقد يجب على هذا ابتداء ما لا يجب على هذا ابتداء، فيخاطب الكافر عند بلوغه بالشهادتين، وذلك أول الواجبات الشرعية التي يؤمر بها. وأما المسلم فيخاطب بالطهارة إذا لم يكن متطهرا، وبالصلاة وغير ذلك من الواجبات الشرعية التي لم يفعلها.
21
ولهذا كانت الرسل صلوات الله عليهم وسلامه يأمرون بالغايات المطلوبة من الإيمان بالله ورسوله وتقواه ويذكرون من طرق ذلك وأسبابه ما هو أقوى وأنفع، وأما أهل البدع المخالفون لهم فبالعكس يأمرون بالبدايات والأوائل ويذكرون من ذلك ما هو أضعف وأضر، فمتبع الأنبياء لا يضل ولا يشقى، ومتبع هؤلاء ضال شقي، إذ كانت قضايا هؤلاء فيها من الباطل الذي هو كذب وإفك وإن لم يعلم صاحبه أنه كذب وإفك بل يظنه صدقا ما لا يحصيه إلا الله.
22
[مسألة التحسين والتقبيح]
25
حتى إن بعض متأخري أصحاب أحمد وهو أبو الفرج صدقة بن الحسين البغدادي صنف مصنفا سماه (محجة الساري في معرفة الباري) سلك فيه مسلك ابن عقيل وأمثاله من المتكلمين المنتسبين إلى السنة مشوب من كلام المعتزلة مع مخالفتهم لهم في شعار مذهبهم
38
ولهذا من تتبع مقالات الناس المخالفة للحس والعقل وجد المسفسطين فيها أعظم بكثير من المسفسطين المنكرين للصانع، فعلم أن معرفته في الفطرة أثبت وأقوى، إذ كان وجود العبد ملزوم وجوده وحاجاته معلقة به سبحانه وتعالى
41
وأما الرؤية بالعين في الدنيا وإن كانت ممكنة عند السلف والأئمة لكن لم تثبت لأحد ولم يدعها أحد من العلماء لأحد إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم على قول بعضهم وقد ادعاها طائفة من الصوفية لغيره لكن هذا باطل؛ لأنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه.
43
[تكلم عن نقض اشتراط أن يكون خبر التواتر عن حس]
46
[طريق الإلهام للمعرفة إذا لم يخالف دليلا]
51
القول الباطل الكذب هو من باب ما لا ينقض الوضوء، ليس له ضابط، وإنما المعروف معرفة الحق والعمل به، وإذا وقع الباطل عرف أنه باطل ودفع، وصار هذا كالنهي عن المنكر وجهاد العدو، فليس كل شيء من المنكر رآه كل الصحابة وأنكروه، ومع هذا فلا يُقطع على كل من الصحابة بأنهم لم يعرفوا أمثال هذه الأقاويل ويعرفوا بطلانها، فإنهم فتحوا أرض الشام ومصر والمغرب والعراق وخراسان، وكان بهذه البلاد من الكفار المشركين والصابئين وأهل الكتاب من كان عنده من كتب أهل الضلال من الفلاسفة وغيرهم ما فيه هذه المعاني الباطلة، فربما خوطبوا بهذه المعاني بعبارة من العبارات وبينوا بطلانها لمن سألهم.
52
كالفقيه الذي يعرف أن فقيهين تناظرا في مسألة من مسائل الفقه مثل مسألة قتل المسلم بالذمي أو القتل بالمثقل ونحو ذلك فينقل المناظرة من لم يفهم ما قالاه، فيعرف الفقيه الفاضل مما نقل ما لم ينقل.
54
وكان طوائف من المنتسبين إلى الحديث والسنة كالأشعري والقاضي أبي بكر ومن وافقهم في أصل قولهم وإن كان قد يختلف كلامه كالقاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وطوائف لا يحصيهم إلا الله ينكرون التعليل جملة ولا يثبتون إلا محض المشيئة، ولا يجعلون في المخلوقات والمأمورات معاني لأجلها كان الخلق والأمر إلى غير ذلك من لوازم قولهم.
57
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/173)
وهكذا كل طائفة سلكت فانتهت إلى حيث رأت أنه منتهى الخلق فإنها تقضي على كل من تعظمه بأن هذا منتهاه، كما قد رأينا طائفة من الفلاسفة لما رأوا أن قول الفلاسفة هو منتهى معارف العقلاء صاروا إذا رأوا شخصا ظهر عنه ما يدل على كمال عقله وعظم علمه وفضله ومعرفته بأقوالهم على الحقيقة يجعلون قوله هو قولهم في الباطن وإن تظاهر بتكفيرهم والرد عليهم. فإن قيل لأحدهم: نحن قد سمعنا منه ورأينا من كلامه ما ينقض قول الفلاسفة يقول ذلك الفيلسوف الفاضل: هذا والله قد عرف حقيقة قولنا، ومن عرف حقيقة قولنا لم يعدل عنه، إلا أن يكون هناك شيء أعلى منه، ثم / يبقى حائرا: هل فوق قولهم ما هو أكمل منه، لما ظهر منه من كون العارف بحقيقة قولهم مع حسن قصده وعدله قد عدل عنه إلى قول يناقضه أو ليس فوقه ما هو أكمل منه لأن هذا الفيلسوف لا يعرف أن فوقه ما هو أكمل منه.
وهكذا الاتحادية أهل الوحدة ينسبون كل من عرف علمه وعقله وكماله إلى أنه منهم، وإن كان مظهرا للإنكار عليهم وهكذا أهل الحيرة في الصفات الخبرية يجعلون السلف والأئمة يُمِرُّون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت مع عدم علمهم بمعانيها.
59
وقد رأينا من ذلك أمورا، حتى إن من قضاتهم وأكابرهم من يحكي أقوال الأئمة الأربعة في مسألة من المسائل الكبار، فإذا قيل له: أهذا نقله أحد عن الشافعي أو فلان أو فلان؟ قال: لا، ولكن هذا قاله العقلاء، والشافعي لا يخالف العقلاء، أو نحو هذا الكلام.
60
ولابن عقيل أنواع من الكلام فإنه كان من أذكياء العالم كثير الفكر والنظر في كلام الناس، فتارة يسلك مسلك نفاة الصفات الخبرية وينكر على من يسميها صفات ويقول: إنما هي إضافات موافقة للمعتزلة كما فعله في كتابه ذم التشبيه وإثبات التنزيه وغيره من كتبه واتبعه على ذلك أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (كف التشبيه بكف التنزيه) وفي كتابه (منهاج الوصول) وتارة يثبت / الصفات الخبرية ويرد على النفاة والمعتزلة بأنواع من الأدلة الواضحات وتارة يوجب التأويل كما فعله في الواضح وغيره، وتارة يحرم التأويل ويذمه وينهى عنه كما فعله في كتاب (الانتصار لأصحاب الحديث) فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق ما هو مذموم مدحور.
63
[ابن عقيل في الفنون] وكذلك البرخشتي مع الطبيب المقيم: هذا مختار يطلب من الأدوية ما يسكن الألم في الحال ويضع على الأمراض الأدوية الجواد العاملة بسرعة فيأخذ العطية والخلعة لسكون الألم وإزالة المرض ويصبح على أرض أخرى، ومنزل / بعيد وطبه مجازفة لأنه يأمن الموافقة والمعاينة والأطباء المقيمون يلامون على تطويل العلاج وإنما سلكوا الملاطفة بالأدوية المتركبة دون الحادة لأن الحادة من الأدوية وإن عجلت سكون الألم فإنها غير مأمونة الغوائل ولا سليمة العواقب
65
[ابن عقيل في الفنون] ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين. هؤلاء يفسدون العقول بتوهمات شبهات العقول، وهؤلاء يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان، يحبون البطالات والاجتماع على اللذات وسماع الأصوات المشوشات للمعايش والطاعات، وأولئك يجرئون الشباب والأحداث على البحث وكثرة السؤال والاعتراضات، وتتبع الشرع بالمناقضات.
67
[ابن عقيل في الفنون] أنا أنصح بحكم العلم والتجارب: إياك أن تتبع شيخا يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يُعزى إليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه وسلم، الله الله، الثقة بالأشخاص ضلال، والركون إلى الآراء ابتداع، اللين والانطباع في الطريقة مع السنة أحب إلي من الخشونة والانقباض مع البدعة
81
مضمون هذا الكلام [للباقلاني] أن العلم بأن المحدَث لا بد له من محدِث يستدل عليه بأن ذلك يتضمن الاختصاص بزمان دون زمان، والتخصيص لا بد له من مخصص، لأنه ترجيح لأحد المتماثلين على الآخر، وترجيح أحد المتماثلين بلا مرجح معلوم الفسادة بالضرورة، ولم يحتج بعد هذا أن يستدل على أن الترجيح لا بد له من مرجح، لأن ذلك ترجيح لأحد طرفي الممكن على الآخر، فلا بد له من مرجح، وقد ذكرنا فيما بعد أن هذا هو الطريق الذي سلكه أبو الحسين وأبو المعالي وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم
84
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/174)
ولكن سلوك هؤلاء [الباقلاني ومن وافقه] لهذه الطرق البعيدة التي فيها شبهة وطول دون / الطرق القريبة التي هي أقرب وأقطع، قد يكون لكون المناظر لهم لا يسلم صحة الطرق القريبة الواضحة القطعية، إما عنادا منه وإما لشبهة عرضت له أفسدت عقله وفطرته، مثلما يعرض كثيرا لهؤلاء فيحتاج مع من يكون كذلك إلى أن يعدل معه إلى طريق طويلة دقيقة يسلم مقدماتها مقدمة مقدمة، إلى أن تلزمه النتيجة بغير اختياره، وإن كانت المقدمات التي مانعها أبين وأقطع من المقدمات التي سلمها، لكن هذا يحتاج إليه كثيرا في مخاطبة الخلق، فكم من شخص لا يقبل شهادة العدول الذين لا يشك في صدقهم ويقبل شهادة من هو دونهم إما لجهله وإما لظلمه، وكذلك كم من الخلق من يرد أخبارا متواترة مستفيضة، ويقبل خبر من يحسن به الظن، لاعتقاده أنه لا يكذب، وكم من الناس من يرد ما يعلم بالدلائل السمعية والعقلية، ويقبله إذا رأى مناما يدل على ثبوته أو قاله من يحسن به الظن لثقة نفسه بهذا أكثر من هذا، وكم ممن يرد نصوص الكتاب والسنة حتى يقول ما يوافقها شيخه أو إمامه فيقبلها حينئذ، لكون نفسه اعتادت قبول ما يقوله ذلك المعظم عنده، ولم يعتد تلقي العلم من الكتاب والسنة، ومثل هذا كثير.
فكذلك كثير من الناس قد يألف نوعا من النظر والاستدلال، فإذا أتاه العلم على ذلك الوجه قبله، وإذا أتاه على غير ذلك الوجه لم / يقبله، وإن كان الوجه الثاني أصح وأقرب، كمن تعود أن يحج من طريق بعيدة معطشة مخوفة وهناك طرق أقرب منها آمنة وفيها الماء لكن لما لم يعتدها نفرت نفسه عن سلوكها.
وكذلك الأدلة التي فيها دقة وغموض وخفاء، قد ينتفع بها من تعودت نفسه الفكرة في الأمور الدقيقة، ومن يكون تلقيه للعلم عن الطرق الخفية التي لا يفهمها أكثر الناس أحب إليه من تلقيه له من الطرق الواضحة التي يشركه فيها الجمهور، ومثل هذا موجود في المطاعم والمشارب والملابس والعادات لما في النفوس من حب الرياسة.
88
والقرآن لا يذكر فيه مخاطبة كل مبطل بكل طريق، ولا ذكر كل ما يخطر بالبال من الشبهات وجوابها، فإن هذا لا نهاية له ولا ينضبط، وإنما يذكر الحق والأدلة الموصلة إليه لذوي الفطر السليمة، ثم إذا اتفق معاند أو جاهل كان من يخاطبه / من المسلمين، مخاطبا له بحسب ما تقتضيه المصلحة كما يحتاج إلى الترجمة أحيانا وكما قد يستدل على أهل الكتاب بما يوجد عندهم من التوراة والإنجيل.
91
فالقاضي أبو بكر وإن كان أقرب إلى صريح المعقول وصحيح المنقول في أصول الدين بخلاف أصول الفقه من أبي المعالي وأتباعه، والأشعري أقرب إلى ذلك من القاضي أبي بكر، وأبو محمد بن كلاب أقرب إلى ذلك من أبي الحسن، والسلف والأئمة أقرب إلى ذلك من ابن كلاب، فكل من كان إلى الرسول أقرب كان أولى بصريح المعقول وصحيح المنقول، لأن كلام المعصوم هو الحق الذي لا باطل فيه، وهو المبلغ عن الله كلامه، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
103
والشيء قد يكون ضروريا مع إمكان إقامة الأدلة النظرية عليه، فلا منافاة بين كونه ضروريا مستقرا في الفطر وبين إمكان إقامة الدليل عليه.
108
ولكن لازم المذهب ليس بمذهب، وليس كل من قال قولا التزم لوازمه التي صرح بفسادها، بل قد يتفق العقلاء على مقدمة وإن تناقض بعضهم في لوازمها، ولهذا كانت الشبه الواردة على قول القائل: إن التخصيص الحادث لا بد له من محدِث مخصص، أو أن الممكن لا بد له من مرجح أعظم مما يرد على أن المحدَث لا بد له من محدث.
165
فلا حاجة إلى مؤاخذة لفظية؛ وهو كون العلة لفظا مشتركا، فإن هذا من باب الإعنات في الخطاب والخروج عن المقصود.
والاستفسار مع ظهور المقصود نوع من اللدد في الكلام وأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.
174
تقسيم الوجود إلى ما له علة وإلى ما لا علة له فهذا تقسيم دائر بين النفي والإثبات لا يمكن المنازعة فيه، كما إذا قيل: الموجود ينقسم إلى ما يقوم بنفسه وإلى ما لا يقوم بنفسه، وإلى ما هو موجود بنفسه وما ليس موجودا بنفسه، ونحو ذلك من التقسيمات الدائرة بين النفي والإثبات، فهذا تقسيم حاصر؛ إذ لا واسطة بين النفي والإثبات وهما النقيضان والنقيضان كما أنهما لا يجتمعان فلا يرتفعان أيضا.
180
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/175)
ولما كان هذا منتهى كلامهم [الفلاسفة] صار السالكون لطريقهم نوعين: نوعا يقول: لم يثبت واجب الوجود لإمكان علل ومعلولات لا تتناهى ويوردون على إبطال التسلسل ما يقولون: لا جواب عنه، كالآمدي وغيره
183
وتسلسل المحدثات إذا قدر إلى ما لا يتناهى لا يخرجها عن كونها جميعها محدثة، وأن جميعها مفتقر إلى محدث خارج عنها، والمحدث الخارج عن جميع المحدثات لا يكون إلا قديما، وعلى هذا التقدير فليس فيها معلول قديم أزلي ولا معلول ضروري كما قدره أولئك، حيث قدروا عللا ومعلولات لا تتناهى، كل منها محدث وكل منها ممكن، مع أن الممكن قد يكون ضروريا ممتنع العدم واجب الوجود، فكانوا محتاجين إلى بيان أن الضروري الوجود القديم الأزلي يكون معلولا حتى يكون المجموع من ذلك معلولا، وهذا ممتنع عليهم حيث جمعوا بين النقيضين.
185
[يفسر كلام ابن رشد] ودليلهم في إثبات واجب الوجود موقوف على إبطال التسلسل وإبطال التسلسل إنما يمكن في المحدثات، لا في الأمور الضرورية التي لا تقبل العدم إذا قدر تسلسلها.
185
فإنه قد علم بالعقل واتفاق العقلاء أنه يمتنع وجود محدثات متسلسلة كل منها محدث الآخر ليس فيها قديم، فلو ثبت إمكان معلول قديم أزلي لوجب بعد هذا أن يُنظر في امتناع التسلسل وقد تقدم أن التسلسل في ذلك على هذا التقدير لا يمكن إقامة الدليل على امتناعه، فكيف إذا لم يثبت الأصل الذي بنوا عليه كلامهم؟
191
[ابن رشد] والعجب كل العجب كيف خفي هذا على أبي نصر وابن سينا لأنهما أول من قال هذه الخرافات، فقلدهما الناس ونسبوا هذا القول إلى الفلاسفة لأنهم إذا قالوا إن الكثرة التي في المبدأ الثاني إنما هي مما يعقل من ذاته ومما يعقل من غيره لزم عندهم أن تكون ذاته ذات طبيعتين أعني صورتين فليت شعري أيتهما الصادرة عن المبدأ الأول وأيتهما التي ليست الصادرة.
198
[ابن رشد] وأخذ المسألة الواحدة بدل المسائل الكثيرة هو موضع مشهور من مواضع السفسطائيين، والغلط في واحد من هذه المبادي هو سبب لغلط عظيم آخر في الفحص عن الموجودات.
201
وأما تسمية ما هو قديم أزلي يمتنع عدمه ممكنا يمكن وجوده وعدمه، فهذا لا يعرف في عقل ولا لغة، وإن قدر أنه حق فالنزاع هنا لفظي، لكن إذا عرفت الاصطلاحات زالت إشكالات كثيرة تولدت من الإجمال الذي في لفظ الممكن
233
فإن ابن سينا أدخل في الفلسفة من المعارف الإلهية التي ركبها من طرق المتكلمين، وطرق الفلاسفة والصوفية، ما كسا به الفلسفة بهجة ورونقا، حتى نفقت على كثير من أهل الملل، بخلاف فلسفة القدماء، فإن فيها من التقصير والجهل في العلوم الإلهية ما لا يخفى على أحد.
وإنما كلام القوم وعلمهم في العلوم الرياضية والطبيعية، وكل فاضل يعلم أن كلام أرسطو وأمثاله في الإلهيات قليل نزر جدا، قليل / الفائدة إذا كان صحيحا، مع أنه لا يوصَل إليه إلا بتعب كثير، مع أنه يقول: هذا غاية فلسفتنا ونهاية حكمتنا.
وهو كما قيل: لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل.
238
وأن ما في الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة يغني عن هذه الأمور المحدثة وأن سالكيها يفوتهم من كمال المعرفة بصفات الله تعالى وأفعاله ما ينقصون به عن أهل الإيمان نقصا عظيما إذا عذروا بالجهل، وإلا كانوا من المستحقين للعذاب، إذا خالفوا النص الذي قامت عليهم به الحجة، فهم بين محروم ومأثوم.
239
والذي أحدثه الفلاسفة كابن سينا وأمثاله عن المعتزلة منه ما هو صحيح ومنه ما هو باطل، فالصحيح كقولهم: إن تخصيص شيء دون / شيء بالحدوث في وقت دون وقت لا بد له من مخصص. والباطل نفي الصفات.
264
وأما تعطيل الصنعة عن الصانع، فهذا ليس قولا معروفا لطائفة معروفة، بل الأمم المعروفون متفقون على أن الصنعة لا بد لها من صانع. وهذا ضروري في العقل.
وعلى قولكم: الحوادث دائما تحدث، وليس لها صانع، فإن العلة التامة في الأزل لا يحدث عنها شيء أصلا. وأيضا فإن الحوادث مختلفة في / صفاتها ومقاديرها، كما أن الفلك مختلف في صفته وقدره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/176)
والواحد البسيط من كل جهة يمتنع أن يصدر عنه ما هو مختلف في صفاته وأقداره. وإن جاز ذلك بطل قولهم: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد. وإذا بطل هذا القول بطل قولهم في صدور العالم عنه، سواء كان صادرا عنه بوسائط لازمة له بسيطة كالعقول، أو بغير وسائط أو بوسائط مختلفة، فكيف ما قدروه، فلا بد لهم من لزوم أجسام مختلفة في القدر والصفات عن واحد بسيط لا صفة له ولا فعل فيه.
271
ومنها: أنه يلزم أن لا يحدث شيء حتى تحدث حوادث لا تتناهى في آن واحد. وهذا متفق على استحالته عندهم وعند سائر العقلاء، وهو تسلسل علل ومعلولات، أو تمام علل ومعلولات حادثة لا نهاية لها، فإنه كلما حدث حادث، فإنه لا يحدث حتى تحدث علته التامة أو تمام علته التامة، وتكون حادثة معه، وتلك لا تحدث حتى يحدث معها ما هو كذلك، فلزم وجود علل ومعلولات لا تتناهى، أو تمام علل ومعلولات لا تتناهى في آن واحد.
273
[مسألة حوادث لا أول لها]
فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين ونهاية العقول وغيرهما: امتناع حوادث لا أول لها، كما تقدم تقريره، واعتراض إخوانه عليه، فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة، ويقرر وجوب دوام الفاعلية، وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب، وامتناع حدوثها في غير زمان، ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب، كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره.
274
ولا يغتر المغتر بما يجده من كثرة ذكر المصنفين في الكلام لذلك، واتباع آخرين مقلدين لهم في ذلك، فإن الناظر إما أن يكون ناظرا بنفسه حتى يتبين له الحق، أو يقلد المعصوم، فهذان طريقان علميان، وإما أن يكون محسنا للظن بشيوخ تقدموا من شيوخ هذا الكلام المحدث، فهؤلاء قد عارضهم من هو أعلم منهم. فالسلف والأئمة عارضوهم، وأتباعهم الحذاق الذين تعقبوا كلامهم عارضوهم وناقضوهم، وأتباعهم الذين تعقبوا كلامهم عارضوهم وناقضوهم، والفلاسفة أيضا عارضوهم وناقضوهم.
278
ومعلوم أن الرجل لو تكلم في مسألة طب تنازع فيها الناس، وقد بلغه أن لبقراط وجالينوس وأمثالهما فيها نصا، لم ينبغِ له أن يثبت القول فيها / حتى يعرف ما قاله هؤلاء، مع جواز غلطهم في نفس الأمر، فكيف بنصوص الأنبياء في الأمور الإلهية؟
280
وجميع ما ذكروه [الفلاسفة] ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا، وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل، وأن الفاعل لم يزل فاعلا، وأن الحوادث لا أول لها، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها.
283
وأما الإرادة فادعى كثير منهم أنها بذاتها توجب تخصيص أحد المتماثلين. وهذا القدر خلاف ما يُعقل من الإرادة، فإنه لا تعرف الإرادة ترجح أحد المتماثلين من كل وجه، بل لا بد من اختصاص أحدهما بما يوجب الترجيح.
284
وإذا قيل: إنه قامت به إرادات متعاقبة، كما قاله الأبهري، وأن بسبب بعض تلك الإرادات حدثت الحوادث، كان ذلك وفاء بموجب دليلهم [الفلاسفة]
292
فإن القول المحكي عن المسلمين لا بد أن يكون موجودا في كتاب الله أو سنة رسوله، أو هو مما انعقد عليه إجماع المسلمين، ولو لم يكن إلا إجماع الصحابة وحدهم، فلو كان فيه نزاع بين المسلمين لما جاز أن يحكى عنهم كلهم.
295
ثم هؤلاء الذين أبطلوا التسلسل خير من الذين أقروا بعجزهم عن ذلك كما فعل الآمدي.
303
ولكن من حسن المناظرة والتعليم أن يبين لمن يرد قولا ما يلزمه هو على تقدير رده. ومن أراد تصحيح الحق بقول باطل يمكن استغناؤه عن ذلك القول وأن الحق يمكن تصحيحه بدونه، وأنه إذا صححه بذلك الطريق، كان ما يلزمه من اللوازم التي تناقض قوله وتفسده أعظم مما يلزمه إذا أعرض عن ذلك.
309
ثم يقال: من العجائب أن يكون القول بأن العالم حدث من غير محدث أحدثه وأن بعض الحوادث حدث من غير محدث أحدثه، قول قاله كثير من الفلاسفة والدهرية، أو طوائف من نظار المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/177)
والقول بأن العلم بأن الأفعال تتعلق بفاعل، وأن المخلوقات تتعلق بفاعل، وأن المخلوقات تتعلق بخالق – علم ضروري، إنما قاله شرذمة لا / يعتد بقولها، وأن الجميع من العقلاء إنما يعلم هذا بالفحص والبحث، مع أنه لا يُعلم أن أحدا من المشهورين بالعلم، طلب على هذا دليلا، ولم يُذكر عن أحد من الكفار مطالبة أحد من المؤمنين بدليل على هذا، ولا في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا كلام أحد من السلف والأئمة ذكر حاجة هذا إلى الاستدلال. أو الاستدلال عليه بما ذكرتموه: من أن ذلك يتضمن التقدم والتأخر فلا بد له من مرجح.
312
وأبو الحسن ممن يثبت الجوهر الفرد
313
فانظر من عدل عن الطرق المستقيمة شرعا وعقلا، كلما أمعن في العدول أمعن في البعد عن الحق وتطويل الطريق وتصعيبها، حتى آل الأمر / بهم إلى الجهل العظيم، وإلى العجز عن الاستدلال على ما هو أعظم الأشياء ثبوتا ووجودا، وأكثرها وأقواها أدلة، وأولاها بالعلم من كل معلوم، وأحقها بأن يكون مستقرا في الفطرة، دائم الحصول في القلوب، حاصلا بأكمل الأسباب التي يمكن بها حصول العلم.
319
وحينئذ [أي على أحد الوجوه] فيكون كلام الأشعري كلام من لا يعرف الاستدلال والنظر، كما قاله من اعترض عليه من المعتزلة
320
فقالت طائفة: إن الأجسام مركبة من أجزاء لا تتجزأ، وهي الجواهر المنفردة، وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية.
وقالت طائفة: بل فيها أجزاء لا نهاية لها، وهو المذكور عن النظام. وعليه انبنى القول [بطفرة النظام]. ولهذا يقال: ثلاثة لا يعلم لها حقيقة: طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وكسب الأشعري.
321
وأذكياء المتأخرين: مثل أبي الحسين البصري، وأبي المعالي الجويني، و [أبي عبد الله] الرازي: كانوا متوقفين في آخر أمرهم في إثبات الجوهر الفرد. فإذا كان الأمر هكذا لم يمكن أحدا أن يطالب بدليل على حدوث الحيوان، باعتبار تركبه من الجواهر أو المادة والصورة حتى يثبت ذلك أولا.
323
ومن قال .... فهو لا يتصور ما يقول، أو هو معاند مسفسط. فالأمر ينتهي إلى عدم التصور التام أو العناد المحض. وهذا أصل كل ضلال، وهو الجهل أو العناد، والعناد وصف المغضوب عليهم، والجهل وصف الضالين.
330
فحدوث الحادث بدون سبب حادث ممتنع في العقل
338
وقد رأيت في كتب كثير [من المتكلمين] من المعتزلة والأشعرية وغيرهم، أنهم أخذوا هذه المقدمة مسلمة، وجعلوها ضرورية. واشتبه عليهم ما لم يسبق عين الحادث بما لم يسبق نوع الحادث.
والأول ظاهر معلوم لكل أحد.
وأما الثاني فليس كذلك، فصاروا ينتهون في أصل أصول دينهم الذي زعموا أنه ثابت بصريح المعقول، وأنهم به عرفوا وجود الخالق وصدق رسله، وأنهم به يردون على من خالف الملة، وبه خالفوا ما خالفوه من نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة وأهل الحديث، إلى هذه المقدمة، وهي لفظ مجمل فيه عموم، وإطلاق أحد نوعيه بين.
339
وهذا مما يبين للفاضل المعتبر كيف تدخل الشبهات والبدع على كثير من الناس، وإن كانوا من أعقل الناس وأذكاهم وأفضلهم، وإن كانوا لم يعتمدوا [يتعمدوا] التلبيس لا على أنفسهم، ولا على من يعلمونه ويخاطبونه، لكن اشتبه الأمر عليهم فوقعوا في شبهات ظنوها بينات.
وهذا مما يعتبر به المسلم فلا يعدل عن كلام الله وكلام رسوله المعصوم، الذي عرف أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إلى كلام من يروج عليهم مثل هذه الشبهات، ويغرقون في مثل هذه المجملات، ولا يتبين لهم ما فيها من فصل الخطاب، والتقسيم المميز للصحيح من السقيم.
ويعرف بهذا حذق السلف والأئمة الذين ذموا مثل هذا الكلام، وجعلوه من الجهل الذي يستحق أهله العقوبة والانتقام.
344
ولما تفطن كثير من أهل الكلام لما في هذه المقدمة من الإجمال والإبهام، وأنه لا بد من بيان هذه المقدمة في هذا الموضع، ميزوا بين النوعين، كما فعل ذلك أبو الحسين البصري وأبو المعالي الجويني، والشهرستاني والرازي وغيرهم. فعرفوا أن المراد أنه ما لم يسبق جنس الحوادث لا عين الحوادث، وأن ذلك لا يتم إلا ببيان أن الحوادث يجب أن يكون لها ابتداء وأنه يمتنع وجود حوادث لا يتناهى نوعها. فأخذوا يحتجون على ذلك بما ذكرناه، وذكرنا اعتراض الناس عليه في غير هذا الموضع.
346
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/178)
والقول الثاني قول من يقول بامتناع ما لا يتناهى في الماضي دون المستقبل، لأن الماضي قد وجد، والمستقبل لم يوجد بعد. وهو قول أكثر المعتزلة والأشعرية والكرامية ومن وافقهم.
358
وإيجاب النظر مطلقا غير إيجاب النظر في الطريق المعين، طريقة كون الأعراض حادثة وهي لازمة للأجسام، فإن هذه لا يقول بوجوبها على المسلمين أحد من أئمة المسلمين الذين يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبعونه إذ كان معلوما بالاضطرار لكل من عرف ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوجب النظر في هذه الطريقة، بل ولا دل على صحتها، بل ما أخبر به يناقض موجبها
363
ومن ظن أن المراد به [الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا] الطبع على قلبه، وهو الطبع المذكور على قلوب الكفار، فهو غالط. فإن ذلك لا يقال فيه: طبع يوم طبع، إذ كان الطبع على قلبه إنما يوجد بعد كفره.
421
وكثيرا ما يقع لمن هو من أهل الحق – في أصل مقصوده وقد أخطأ في بعض الأمور - هذا المجرى، مثل أن يتكلموا في مسألة فإذا أرادوا أن يجيبوا عن حجج المنازعين ردوها ردا غير مستقيم.
422
وأما قول القائل: إنهم في ذلك الإقرار انقسموا إلى طائع وكاره، فهذا لم ينقل عن أحد من السلف فيما أعلم، إلا عن السدي في تفسيره.
423
ومثل هذا لا يوثق به فإن هذا في مثل تفسير السدي وفيه أشياء قد عرف بطلان بعضها، إذ كان السدي – وإن كان ثقة في نفسه – فهذه الأشياء أحسن أحوالها أن تكون كالمراسيل، إن كانت أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا كان فيها ما هو مأخوذ عن أهل الكتاب الذين يكذبون كثيرا؟ وقد عرف أن فيها شيئا كثيرا مما يعلم أنه باطل، لا / سيما ولو لم يكن في هذا إلا معارضته لسائر الآثار التي تسوي بين جميع الناس في ذلك الإقرار.
425
كما قال: {لا تبديل لخلق الله} ولم يقل لا تغيير، فإن تبديل الشيء يكون بذهابه وحصول بدله، فلا يكون خلقٌ بدل هذا الخلق، ولكن إذا غير بعد وجوده لم يكن الخلق الموجود عند الولادة قد حصل بدله.
427
ولفظ (الطبع) لما كان يستعمله كثير من الناس في الطبيعة، التي هي بمعنى الجبلة والخليقة ظن الظان أن هذا مراد الحديث.
427
وإن كان مكلفا قبل الاحتلام في تلك الشريعة، أو على قول من يقول: إن المميزين مكلفون بالإيمان قبل الاحتلام، كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه من أصحاب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم
428
فكفر الصبي المميز صحيح عند أكثر العلماء، فإذا ارتد الصبي المميز صار مرتدا، وإن كان أبواه مؤمنين، ويؤدب على ذلك باتفاق العلماء أعظم مما يؤدب على ترك الصلاة، لكن لا يقتل في شريعتنا حتى يبلغ.
429
والمعلوم من الكتاب والسنة لا يعارَض إلا بما يصلح أن يعارض به
430
وكون الصغير يتبع أباه في أحكام الدنيا هو لضرورة حياته في الدنيا، فإنه لا بد له من مرب يربيه، وإنما يربيه أبواه، فكان تابعا لهما ضرورة، ولهذا متى سبي منفردا عنهما صار تابعا لسابيه عند جمهور العلماء كأبي حنيفة والشافعي وأحمد والأوزاعي وغيرهم لكونه هو الذي يربيه، وإذا سبي منفردا عن أحدهما أو معهما، ففيه نزاع للعلماء.
431
واحتجاج الفقهاء كأحمد وغيره بهذا الحديث على أنه متى سبي منفردا عن أبويه يصير مسلما، لا يستلزم أن يكون المراد بتكفير الأبوين مجرد لحاقه بهما في الدين، ولكن وجه الحجة أنه إذا ولد على الملة فإنما ينقله عنها الأبوان اللذان يغيرانه عن الفطرة، فمتى سباه المسلمون منفردا عنهما لم يكن هناك من يغير دينه وهو مولود على الملة الحنيفية فيصير مسلما بالمقتضي السالم عن المعارض، ولو كان الأبوان يجعلانه كافرا في نفس الأمر بدون تعليم وتلقين، لكان الصبي المسبي بمنزلة البالغ الكافر.
..........
يبين ذلك أنه لو سباه كفار، لم يكن معه أبواه ولم يصر مسلما [كذا ولعل الصواب (ولم يكن معه أبواه لم يصر مسلما) بتقديم الواو] فهو هنا كافر في حكم الدنيا، وإن لم يكن أبواه هوداه ونصراه ومجساه.
432
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/179)
ومنشأ الاشتباه في هذه المسألة اشتباه أحكام الكفر في الدنيا بأحكام الكفر في الآخرة، فإن أولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم أحكام الكفر في أمور الدنيا، مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم وحضانة آبائهم لهم وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم والموارثة بينهم وبين آبائهم واستقراقهم إذا كان آباؤهم محاربين وغير ذلك صار يظن من يظن أنهم كفار في نفس الأمر، كالذي تكلم بالكفر وعمل به.
433
فإنه قد علم بالاضطرار من شرع الرسول أن أولاد الكفار يكونون تبعا لآبائهم في أحكام الدنيا، وأن أولادهم لا ينتزعون منهم إذا كان للآباء ذمة، وإن كانوا محاربين استرقت أولادهم ولم يكونوا كأولاد المسلمين.
434
والرواية الأخرى كقول الجمهور إنه لا يحكم بإسلامه
وهذا القول هو الصواب بل هو إجماع قديم من السلف والخلف، بل هو ثابت بالسنة التي لا ريب فيها.
435
وقد تنازع الناس في أطفال المشركين ..... كلهم في الجنة ... اختاره أبو يعلى وغيره وحكوه عن أحمد، وهو غلط على أحمد كما أشرنا إليه.
441
وإلا فالأمر النظري مستلزم للشك قبل العلم، لا سيما إذا كانت طرقه خفية طويلة، فكل من لم يعرف تلك الطرق يشك فيه
445
ففي الجملة كل ما كان قابلا للممدوح والمذموم على السواء لم يستحق مدحا ولا ذما
446
فإن النفس / بفطرتها قد يقوم بها من النظر والاستدلال ما لا يحتاج معه إلى كلام أحد
466
والمراد لذاته لا يكون نوعا؛ لأن أحد المعنيين ليس هو الآخر، فلو كان هذا مرادا لذاته للزم أن لا يكون الآخر مرادا لذاته، وإذا كان المراد لذاته هو القدر المشترك بينهما لزم أن يكون ما يختص به أحدهما ليس مرادا لذاته، وإذا لم يكن مرادا لذاته لزم أن يكون ما يختص به كل منهما ليس مرادا لذاته.
482
والمقصود هنا أنه من المعروف عند السلف والخلف أن جميع الجن والإنس معترفون بالخالق مقرون به، مع أن جمهور الخلق لا يعرفون النظر الذي يذكره هؤلاء، فعلم أن أصل الإقرار بالصانع والاعتراف به مستقر في قلوب جميع الإنس والجن، وأنه من لوازم خلقهم ضروري فيهم، وإن قدر أنه حصل بسبب، كما أن اغتذاءهم بالطعام والشراب هو من لوازم خلقهم وذلك ضروري فيهم.
491
لكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم
494
وقال الشيخ أبو محمد بن عبد البصري في كتابه (في أصول السنة والتوحيد)
[المحقق: لم يجد له ترجمة]
502
وهذا الشيخ أبو محمد بن عبد البصري المالكي، طريقته طريقة أبي الحسن بن سالم وأبي طالب المكي، وأمثالهما من المنتسبين إلى السنة والمعرفة والتصوف، واتباع السلف وأئمة السنة والحديث، كمالك وسفيان الثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل وأمثالهم، وكذلك ينتسبون إلى سهل بن عبد الله التستري وأمثاله من الشيوخ.
506
[نقلا] قال صلى الله عليه وسلم: (إن البهائم أبهمت إلا عن ثلاث، فذكر معرفة بارئها)
.........
وقال بعض الحكماء كلمات لا سبيل إلى نقضها، وهو أن كل معروف بغير نفسه مجهول، وكل تام بغيره معلول
511
[نقلا] قال: وقد قال له أبو ذر رضي الله عنه: يا رسول الله، بماذا أقول: عرفتُ الله؟ فقال: إنك إن قلت بمن فقد أشركت، وإن حلت كفرت، وإن وسطت واسطة ضللت.
516
قلت: وذكر ابن عبد أشياء، وإن كان في بعض ما ذكره آثار لا تثبت وكلام مستدرك، فالمقصود بيان ما ذكره من أن المعرفة فطرية
518
[نقلا] وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول – ويكتب بذلك إلى عماله- احفظوا عن المطيعين لله ما يقولون، فإنه يتجلى لهم أمور صادقة
525
قال: وقد ثبّت أهل الكلام معارف ضرورية كمعرفة الإنسان بوجود نفسه، فالربوبية أولى بذلك
532
وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن الأدلة نوعان: أقيسة وآيات، فأما الأقيسة فلا تدل إلا على معنى كلي، لا تدل على معنى معين.
532
فعلم أنه في الفطرة معرفة بالخالق نفسه، بحيث يميز بينه وبين ما سواه، كما ذكره أبو محمد بن عبد وغيره، ولهذا كل من تُطلب معرفته بالدليل، فلا بد أن يكون مشعورا به قبل هذا، حتى يطلب الدليل عليه أو على بعض أحواله.
وأما ما لا تشعر به النفس بوجه فلا يكون مطلوبا لها، وإذا كان مطلوبا لها فلا يمكن أن يستدل عليه بشيء، حتى يعلم أنه يلزم من تحقق / الدليل تحققه، وقد بسط هذا في موضع آخر، وبين فيه أن التصور البسيط المفرد لا يجوز أن يكون مطلوبا بالحد، وإنما يطلب بالحد ما يكون مشعورا به من بعض الوجوه، فيطلب الشعور به من وجه آخر.
ولهذا لم يكن مجرد الحد معرفا بالمحدود، إن لم يعرف أن الحد مطابق له، وهو لا يعرف ذلك إن لم يعرف المحدود، وإلا فمجرد الدعوى لا تفيد.
534
ومما ينبغي أن يُعرف أن علم الإنسان بالشيء وتصوره له شيء، وعلمه بأنه عالم به شيء، وعلمه بأن علمه حصل بالطريق المعين شيء ثالث.
534
وهذا مما يبين لك أن كثيرا من النظار يظنون أنهم لم يعرفوا الله بالطريق المعين من النظر الذي سلكوه، وقد يكون صحيحا وقد يكون فاسدا، فإن كان فاسدا فهو لا يوجب العلم، وهم يظنون أن العلم إنما حصل به وهم غالطون.
/ بل العلم قد حصل بدونه، وإن كان صحيحا فقد يكون مؤكدا للعلم ومحضرا له ومبينا له وإن كان العلم حاصلا بدونه.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد الثامن بحمد الله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/180)
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 04:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر.
[المجلد السادس]
5
إلا أن يرووا في ذلك ما يعلم أنه كذب كحديث عوسجة وأمثاله
[المحقق: لم أعرف من هو المقصود بعوسجة وأي حديث يشير إليه ابن تيمية]
الحديث المومى إليه سبق في درء التعارض (5/ 225):
"والحديث الذي يحتجون به في نفي العلو كالحديث الذي رواه ابن عساكر فيما أملاه في نفي الجهة عن شيخه ابن عبد الله العوسجي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الذي أَيَّنَ الأَيْنَ فلا يقال له: أين".اهـ
الصواب: شِيحَة، انظر لسان الميزان (3/ 118)
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 05:40 ص]ـ
[المجلد السابع]
10
وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من ليلة إلا والبحر يستأذن ربه في أن يغرق بني آدم فيمنعه ربه
[المحقق: لم أجد هذا الحديث]
الحديث في المسند (1/ 395، رقم: 303. الرسالة)، قال الإمام أحمد:
حدثنا يزيد، أخبرنا العوام، حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل، قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: حدثنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أنه قال: "ليس من ليلة إلا والبحر يُشرف فيها ثلاث مرات على الأرض، يستأذن الله في أن ينفضخ عليهم، فيكفه الله عز وجل".اهـ
وتنظر السلسلة الضعيفة (9/ 382، 383، رقم: 4392).
والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[17 - 01 - 09, 10:48 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل، وجزاك خيرًا على هذه الفوائد التي عودتنا عليها.
241
والإحداث هو من مقولة (أن يفعل)، و (أن يفعل) أحد المقولات العشر، وهي أمور وجودية
[لمن لا يتذكر، فالمقولات العشر جمعها الناظم في قوله:
إن المقولات لديهم تحصر ................. في العشر وهي عرض وجوهر
فأول له وجود قاما ................. بالغير والثاني بنفس داما
ما يقبل القسمة بالذات فـ (كم) ................. و (الكيف) غير قابل بها ارتسم
(أينٌ) حصول الجسم في المكان ................. (متى) حصول خص بالأزمان
و (نسبة) تكررت إضافة ................. نحو أبوة إخا لطافة
(وضع) عروض هيئة بنسبة ................. لجزئه وخارج فأثبت
و (هيئة) بما أحاط وانتقل ................. (ملك) كثوب أو إهاب اشتمل
إن يفعل (التأثير) أن ينفعلا ................. (تأثر) ما دام كل كملا]
وقد جمعها بعضهم ضمنًا في بيتين هما:
زيد الطويل الأزرق ابن مالكِ ** في بيته بالأمس كان متكي
بيده غصن لواه فالتوى ** فهذه عشر مقولات حوى
_ فـ (زيد) الجوهر.
_ و (الطويل) الكمّ.
_ و (الأزرق) الكيف.
_ و (ابن مالك) النسبة.
_ و (في بيته) الأين.
_ و (بالإمس) المتى.
_ و (كان متكي) الوضع.
_ و (بيده غصن) الملك.
_ و (لواه) التأثير.
_ و (فالتوى) التأثر.
ومعذرة على المقاطعة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 08:27 ص]ـ
[المجلد التاسع]
5
[ابن أبي موسى] .... علم أنها مفتقرة إلى صانع، غير أنه لا يعرف من هو قبل ورود السمع، فإذا ورد السمع بأن الصانع هو الله قبله العقل، ووقع له فهم في السمع، وتحقق صحة الخبر وعرف الله من ناحية السمع، لا من ناحية العقل، لأن العقل بمجرده لا يعلم من الصانع قط، وأكثر ما في بابه أن يقع به التمييز، فيبقى أن يفعل الجماد نفسه، ويقضي بالشاهد على الغائب، فأما أن يعرف من الصانع فمحال إلا من جهة السمع
7
[ابن أبي موسى] والمعرفة عندنا موهبة من الله، وتقع استدلالا لا اضطرارا، لأنها لو كانت تعلم بضرورة لاستوى فيها العقلاء.
9
فإذا تبين أن القياس العقلي البرهاني لا يفيد إلا معرفة مطلقة كلية، فمعلوم أن أسماءه لا تعرف إلا بالسمع، فبالسمع عرفت أسماء الله وصفاته التي يوصف بها من الكلام.
10
فالأمور الغائبة لا يمكن معرفتها ولا التعريف بها إلا بما بينها وبين الأمور الشاهدة من المشابهة، لكن إذا عرف أنه لا شركة في ذلك علم أنه واحد معين من علم بعض صفاته، وإن جوز فيه الشركة لم يعلم عين ذاك.
14
ومن هنا ضل من ضل في مسألة المعدوم: هل هو شيء أم لا؟ وفي مسألة الأحوال، وفي مسألة وجود الموجودات: هل هو ماهيتها الثابتة في الخارج أو غير ذلك؟ والكلي الطبيعي: هل هو ثابت في الخارج أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/181)
وجماع أمرهم أنهم جعلوا الأمور العقلية التي لا تكون ثابتة إلا في العقل -كالمطلقات الكلية ونحوها- أمورا موجودة موجودة ثابتة في الخارج وزعموا أن هذا هو الغيب الذي أخبرت به الرسل وذلك ضلال.
16
والناس متنازعون في كونه فوق العالم: هل هو من الصفات التي تعلم بالعقل؟ كما هو قول أكثر السلف والأئمة، وهو قول ابن كلاب وابن كرام وآخر قولي القاضي أبي يعلى، أو هو من الصفات السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع، كما هو قول كثير من أصحاب الأشعري، وهو أول قولي القاضي أبي يعلى وطائفة معه.
17
وهؤلاء يريدون بالعقل الغريزة ولوازمها من العلوم التي تحصل لعامة العقلاء، وأن ذلك بمجرده لا يوجب المعرفة، بل لا بد من أمر زائد على ذلك
17
الطرق القياسية العقلية النظرية وإن كان منها ما يفضي إلى العلم فهي لا تفصل النزاع بين أهل الأرض؛ تارة لدقتها وغموضها وتارة لأن النفوس قد تنازع في المقدمات الضرورية كما ينازع أكثر النظار في كثير من المقدمات الضرورية.
ولهذا لم يأمر الله عند التنازع إلا بالرد إلى الكتب المنزلة.
21
وفيه أن الله يعرف ويعبد بالعلم، لا بمجرد الغريزة العقلية، وهذا صحيح لا ينازع فيه من يتصور ما يقول.
ومن يقول: إن المعرفة تحصل بالعقل، يقول: إنما تحصل بعلوم عقلية، أي يمكن معرفة صحتها بنظر العقل، لا يقول: إن نفس العقل -الذي هو الغريزة ولوازمها- يوجب حصول المعرفة والعبادة.
وقد تنازع كثير من الناس في مسمى العلم والعقل، أيهما أشرف؟ وأكثر ذلك منازعات لفظية. فإن العقل قد يراد به الغريزة، وقد يراد به علم يحصل بالغريزة، وقد يراد به عمل بالعلم.
22
ومنه الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم -وإن كان مرسلا- إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات
[لم يجده المحقق]
24
وقد قال ابن عباس: التفسير أربعة أوجه ...
28
ولهذا جوز أهل الإثبات أن تقع المعارف النظرية ضرورية وبالعكس
29
فمن ظن أن المعرفة والإيمان يحصل بمجرد عقله ونظره واستدلاله –كما تقوله القدرية- كان ضالا
33
وقد تنازع أهل الإثبات في اقتضاء النظر الصحيح العلم: هل هو / بطريق التضمن الذي يمتنع انفكاكة عنه عقلا؟ أو بطريق إجراء الله العادة التي يمكن نقضها؟
34
وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدهم نظرا ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به.
44
وما ذكرناه من كون الإقرار بالصانع فطري ضروري هو قول أكثر الناس، حتى عامة فرق أهل الكلام، قال بذلك طوائف منهم من المعتزلة والشيعة وغيرهم.
45
وكون المعرفة يمكن حصولها بالضرورة، لم ينازع فيه إلا شذوذ من أهل الكلام، ولكن نازع كثير منهم في الواقع، وزعم أن الواقع أنها لا تحصل لأكثر الناس إلا بالنظر، وجمهور الناس نازعوه في هذا وقالوا: بل هي حاصلة لأكثر الناس فطرة وضرورة.
46
[نقلا] وقال طوائف منهم الجاحظ وصالح قبة وفضل / الرقاشي والصوفية وكثير من الشيعة: معارف الدين كلها حاصلة بطريق الضرورة
49
وهذا الأصل تنازع فيه المتأخرون من عامة الطوائف. فلكل طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأحمد فيه قولان، وأما الحنفية فالمعروف عنهم القول بتحسين العقول وتقبيحه، ونقلوا ذلك عن أبي حنيفة نفسه، وأنه كان يوجب بالعقل معرفة الله تعالى.
ولأصحاب الحديث والصوفية وغيرهم في هذا الأصل نزاع، ومن / القائلين بتحسين العقل وتقبيحه من أهل الحديث أبو نصر السجزي وأبو القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهما، وذكروا أن إنكار ذلك من بدع الأشعري التي لم يسبق إليها، وممن قال ذلك من أصحاب أحمد أبو الحسن التميمي وأبو الخطاب وغيرهما، بل ذكروا أن هذا قول جمهور الناس
54
قال [أبو الخطاب]: دليل ثالث: أنه لو لم يكن في قضاء العقول إلزام وحظر، لأمكن العاقل أن لا يلزمه شيء أصلا، لأنه متى قصد بالخطاب سد سمعه فلم يسمع الخطاب.
59
وأبو الخطاب يختار ما يختاره كثير من الحنفية أو أكثرهم مع من يقول ذلك من أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم من أن الواجبات العقلية لا يشترط فيها البلوغ، بل تجب قبل البلوغ، بخلاف الواجبات الشرعية.
61
وقد ذكر الحاكم الشهيد في المنتقى
[المحقق: لم أعرف من هو]
63
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/182)
وأيضا فإن قتل الصبي من أهل الحرب لا يجوز باتفاق العلماء
64
فأمر بضربهم على ترك الواجب الشرعي الذي هو الصلاة، فضربهم على الكذب والظلم أولى، وهذا مما لا يعلم بين العلماء فيه نزاع أن الصبي يؤذى على ما يفعله من القبائح وما يتركه من الأمور التي يحتاج إليها في مصلحته.
65
فإن أحد القولين في مذهب أحمد وهو اختيار أبي بكر عبد العزيز أن الصلاة تجب على ابن عشر وكذلك الصوم يجب عليه إذا أطاقه
66
كما أن كثيرا منهم يذكر أقوالا متعددة، والقول / الذي جاءت به الرسل وكان عليه سلف الأمة لا يذكره ولا يعرفه.
وهذا موجود في عامة الكتب المصنفة في المقالات والملل والنحل، مثل كتاب أبي عيسى الوراق والنوبختي وأبي الحسن الأشعري والشهرستاني، تجدهم يذكرون من أقوال اليهود والنصارى والفلاسفة وغيرهم من الكفار، ومن أقوال الخوارج والشيعة والمعتزلة والمرجئة والكلابية والكرامية والمجسمة والحشوية أنواع من المقالات.
والقول الذي جاء به الرسول وكان عليه الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين لا يعرفونه ولا يذكرونه بل وكذلك في كتب الأدلة والحجج التي يحتج بها المصنف للقول الذي يقول إنه الحق تجدهم يذكرون في الأصل العظيم قولين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر من ذلك وينصرون أحدها ويكون كل ما ذكروه أقوالا فاسدة مخالفة للشرع والعقل والقول الذي جاء به الرسول وهو الموافق لصحيح المنقول وصريح العقول لا يعرفونه ولا يذكرونه فيبقى الناظر في كتبهم حائرا ليس فيما ذكروه ما يهديه ويشفيه، ولكن قد يستفيد من رد بعضهم على بعض علمه ببطلان تلك المقالات كلها.
72
وكثير من الناس لا يميز في هذا المقام بين ما هو بعينه حادث، وما تكون آحاد نوعه حادثة والنوع لم يزل، حتى إن كثيرا من أهل الكلام إذا رأوا أن الحركات حادثة أو غيرها من الأعراض اعتقدوا أن ما لا يسبق ذلك فهو حادث، ولم يميزوا بين ما لا يسبق الحادث المعين وما لا يسبق النوع الدائم الذي آحاده حادثة، فهو لا يسبق النوع وإن سبق كل واحد واحد من آحاده.
76
[ابن رشد] فأما المقدمة الأولى وهي القائلة إن الجوهر لا يعرى من الأعراض فإن عنوا الأجسام المشار إليها القائمة بذاتها فهي مقدمة صحيحة، وإن عنوا بالجوهر الجزء الذي لا يتجزأ وهو الذي يريدونه بالجوهر الفرد ففيها شك ليس باليسير، وذلك أن وجود جوهر غير منقسم ليس معروفا بنفسه، وفي وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند، وليس في قوة صناعة الكلام تلخيص الحق منها
78
[ابن رشد] وإن قيل: إنه يقبلها بالفعل، فإذا صغرت أجزاؤه فإنها تستحيل وتفسد وتفنى، كما تستحيل أجزاء الماء الصغار هواء، وإذا استحالت عند تناهي صغرها لم يلزم أن تكون باقية قابلة لانقسامات لا تتناهى
80
هذا هو الشبهة المشهورة من أن فعل الفاعل وإحداث المحدث ونحو ذلك إن قيل يتعلق بالشيء وقت عدمه لزم كونه موجودا معدوما وإن قيل: يتعلق به وقت وجوده لزم تحصيل الحاصل ووجوده مرتين.
/ وجوابه أنه يتعلق به حين وجوده، بمعنى أنه هو الذي يجعله موجودا، لا بمعنى أنه كان موجودا بدونه فجعله هو أيضا موجودا.
98
[ابن رشد] فليس يمتنع إن وجد ذلك [الفاعل] يفعل فعلا لا نهاية له بآلات غير متناهية متبدلة، أن يكون فعله لأشخاص بالناس على الدوام بأشخاص لا نهاية لها، أعني أنه يفعل الأبناء بالآباء.
[ابن تيمية] قلت: مضمون هذا الكلام أن التسلسل في العلل ممتنع، لأن العلة يجب وجودها عند وجود المعلول، وأما في الشروط والآثار مثل كون / الوالد شرطا في وجود الولد، ومثل كون الغيم شرطا في وجود المطر فلا يمتنع، وهذا فيه نزاع معروف
92
لكن قول القائل: إن الماضي دخل في الوجود دون المستقبل، عند منازعه فرق لا تأثير له، فإن أدلته النافية لإمكان دوام ما لا يتناهى كالمطابقة والشفع والوتر وغير ذلك يتناول الأمرين، وهي باطلة في أحدهما، فيلزم بطلانها في الآخر، ومن اعتقد صحتها مطلقا كأبي الهذيل والجهم طردوها في الماضي والمستقبل، وهو خلاف دين المسلمين وغيرهم من أهل الملل.
99
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/183)
فمعنى ما لا نهاية له الذي جعل مقتضاه محالا، هو الذي لا يقبل أن يزاد عليه، وهو ما لا أول له ولا آخر، وأما إذا قيل: وجد قبل هذه الدورة دورة وقبلها دورة إلى غير نهاية، فهنا إنما نفيت النهاية عن الجانب الماضي دون المستقبل، فلا يطلق على الجملة أنها لا تتناهى، لأنها تناهت من أحد الجانبين، وإن كانت غير متناهية من الجانب الآخر، فهو يسلم امتناع انقضاء وجود ما لا يتناهى في المضي إذا أريد به ما لا يتناهى من الجانبين.
وما قدر متناهيا من أحدهما فلا يسلم امتناع انقضائه ولا يطلق عليه أنه لا يتناهى، بل هو عنده قد تناهى لأنه انقضى، والتناهي / والانقضاء واحد
101
فلفظ (انقضى) و (انتهى) و (انصرم) ونحو ذلك معناه متقارب، فإذا قال المتكلم: الحوادث الماضية قد انقضت، فلو لم تكن متناهية للزم انقضاء ما لا نهاية له، كان هذا تلبيسا، فإنه إذا جعلت منقضية فإنما انقضت من جهتنا لا من البداية، ومن هذه الجهة هي متناهية، وأما من جهة الابتداء فلا انتهاء لها ولا انقضاء، وما لا يتناهى هو ما لا ينقضي ولا ينصرم، فإذا قيل: انصرم وانقضى ما لا يتناهى كان هذا تناقضا بينا.
113
ولكن من المتكلمين من ينازع في هذا، وهذا حق، وإن قاله ابن سينا، فليس كل ما يقوله ابن سينا هو باطلا
117
بل قدماؤهم [الفلاسفة] قسموه إلى جوهر وتسعة أعراض، كما هو معروف في كتاب (قاطيغورياس) وجعلوا العلة الأولى من مقولة الجوهر.
132
وأفضل متأخري المعتزلة هو أبو الحسين البصري، وعلى هذه الطريقة في كتبه كلها يعتمد، حتى في كتابه الذي سماه (غرر الأدلة)
136
وأما طريقة الحركة والسكون التي اعتمدتها المعتزلة فهي التي يعتمدها الرازي وهي أقوى مما سلكه الآمدي وغيره، حيث سلكوا طريقة الأعراض مطلقا بناء على أن العرض لا يبقى زمانين، فإن هذه أضعف الطرق، وطريقة الحركة أقواها، وطريقة الاجتماع والافتراق بينهم، وهي طريقة أبي الحسن الأشعري وطريقة الكرامية وغيرهم ممن يقول إنه جسم.
143
[بيان أوضح لمسألة تسلسل الحوادث]
145
والفرق بين هذا وهذا أن الحكم الذي ثبت للأفراد إن كان للمعنى الذي يوجد في المجموع ثبت له، وإن لم يكن لذلك المعنى لم يلزم ثبوته له، فكون المحدث ممكنا أو مفتقرا إلى الفاعل ثبت لحقيقة الحدوث، وهذا ثابت للأفراد والمجموع، وكذلك افتقار الممكن إلى ما ليس بممكن ثبت / لحقيقة الإمكان، فإن حقيقة الممكن هو الذي لا يوجد إلا بغيره لا بنفسه، وهذه الحقيقة لا تفرق بين الأفراد وبين المجموع.
147
وبالجملة هذا الموضع من أعظم الأصول التي ينبني عليها دليل المعتزلة والجهمية ومن وافقهم على حدوث الأجسام، وتنبني عليه مسألة كلام الله تعالى وفعله وخلقه للسموات والأرض، ثم استوائه على العرش وتكلمه بالقرآن وغيره من الكلام.
151
والعقلاء يفرقون بصريح عقولهم بين الحكم والخبر والوصف لكل واحد واحد، وبين الحكم والخبر والوصف للمجموع في مواضع كثيرة
156
هذا هو الذي ينازعكم فيه جمهور المسلمين وغيرهم، ويقولون لكم: لم يزل الله قادرا على الفعل، والقدرة عليه مع امتناع المقدور جمع بين النقيضين، فإن القدرة على الشيء تستلزم إمكانه، فكل ما هو مقدور للرب تعالى فلا بد أن يكون ممكنا لا ممتنعا.
158
ثم إنه صار من تقلدكم [؟] ينقل عن المسلمين واليهود والنصارى أن هذا قولهم.
ولا يعرف هذا القول عن أحد من الأنبياء ولا أصحابهم، بل المعروف عنهم يناقض ذلك
160
وهذه الطريقة هي التي سلكها ابن عقيل، إذا مال إلى شيء من أقوال المعتزلة، فإنه كان قد أخذ عن أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبن، وكانا من أصحاب أبي الحسين البصري، ولهذا يوجد في كلامه نصر كلامهم تارة، وإبطاله تارة، فإنه كان ذكيا كثير الكلام والتصنيف، فيوجد له من المقالات المتناقضة بحسب اختلاف حاله، كما يوجد لأبي حامد والرازي وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهم.
166
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/184)
ولهذا يوجد كلام الرازي ونحوه من هؤلاء متناقضا في هذا الأصل، فإذا ناظروا القدرية استدلوا على أن القادر لا يرجح مقدورا إلا بمرجح، وإذا أرادوا إثبات حدوث العالم وردوا على الدهرية بنوا ذلك على أن القادر يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح، وقالوا: إن ترجيح أحد طرفي الممكن على الآخر بغير مرجح يصح من القادر المختار، ولا يصح من العلة الموجبة، وادعوا الفرق بين الموجب بالذت وبين الفاعل بالاختيار في هذا الترجيح.
174
وهؤلاء غالبهم إذا ذكروا طريقتهم في حدوث الأجسام، بأن ما لا يسبق الحوادث فهو حادث، ذكروا ذلك مسلما، كأنه بين، وإذا ذكروا مع ذلك أن الحوادث يجب تناهيها، جعلوا ذلك بمنزلة المسلم أو المقدمة الضرورية، تسوية بين النوع وأشخاصه، فيقولون مثلا إذا أثبتوا حدوث الأعراض وأن الجسم مستلزم لها: الحوادث لها أول ابتدئت به خلافا لابن الراوندي وغيره من الملحدة.
179
بل من عارض نصوص الأنبياء بمعقوله وادعى تقديم عقله على أقوال الأنبياء، واستند في ذلك إلى أصل اختلف فيه العقلاء، ولم يوافقه عليه الأنبياء، كان أقرب إلى أقوال / أهل الإلحاد، ولكن قد تشتبه على كثير من النظار فينصرون ما يظنونه من أقوال الأنبياء بما يظنونه دليلا عقليا، ويكون الأمر في الحقيقة بالعكس، لا القول من أقوال الأنبياء بل قد يكون مناقضا لها، ولا يكون الدليل دليلا صحيحا في العقل بل فاسدا، فيخطئون في العقل والسمع ويخالفونهما، ظانين أنهم موافقون للعقل والسمع، وآية ذلك مخالفتهم لصرائح نصوص الأنبياء، وما فطر الله عليه العقلاء، فمن خالف هذين كان مخالفا للشرع والعقل، كما هو الواقع في كثير من نفاة الصفات والأفعال.
182
وليس الاطراد [الصواب: المراد] بالانتهاء هنا انقطاعها بالكلية حتى لا يوجد شيء منها بل المراد انتهاء ...
185
وقول القائل من هؤلاء: إنه كان قادرا في الأزل على ما لم يزل، كلام متناقض، فإنه يقال لهم: حين كان قادرا: هل كان الفعل ممكنا؟ فلا بد أن يقولوا: لا، فإنه قولهم.
فيقال لهم: كيف وصف بالقدرة مع امتناع شيء من المقدور؟ فعلم أنه مع امتناع الفعل يمتنع أن يقال إنه قادر على الفعل.
189
الرازي مثلا إذا قرر في مثل نهاية العقول / وأمثالها من كتبه الكلامية تناهي الحوادث، واستوعبت [؟] ما ذكره أهل الكلام في ذلك من الحجج عارضه إخوانه المتكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة، ثم هو نفسه يقدح فيها في مواضع من كتبه، مثل المباحث المشرقية والمطالب العالية وغير ذلك ويبين أن دوام فاعلية الرب مما يجب القول به كما ذكره في المباحث المشرقية فإنه قال في بيان دوام فاعلية الباري: اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته كما أنه واجب الوجود لذاته فهو واجب الوجود من جميع جهاته، وإذا كان كذلك وجب أن تدوم أفعاله بدوامه وبينا أيضا أن سبق العدم ليس بشرط في احتياج الفعل إلى الفاعل وبينا في باب الزمان أن الزمان لا يمكن أن يكون له مبدأ زماني وحللنا فيه الشكوك والشبه.
قال: وأيضا العالم غير ممتنع أن يكون دائم الوجود وما لا يمتنع أن يكون دائم الوجود يجب أن يكون دائم الوجود، فالعالم يجب أن يكون دائم الوجود
195
فالمنازع لهم من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ونحوهم إما أن يقول: الفعل في الأزل ممتنع، كما قاله طوائف منهم، وإما أن يقول: هو ممكن لكن لم يحصل ما به يوجد، فكان عدمه لفوات شرط الاتحاد، إذ التقسيم العقلي يوجب أن يقال: الفعل في الأزل إما ممكن وإما / ممتنع، وإذا كان ممكنا، فإما أن يحصل مجموع ما به يوجد، وإما أن لا يحصل.
201
قلت: هذا كقولهم: الحركة غير موجودة، والصوت غير موجود، والكلام غير موجود، وهذا لفظ مجمل، فإن أريد بالموجود ما تقترن أجزاؤه في زمن واحد، فهذا غير موجود، وأما إن أريد ما هو أعم من ذلك بحيث يدخل فيه ما يوجد شيئا بعد شيء، فهذا كله موجود، وهو من حيث هو موجود شيئا بعد شيء لا موجود على سبيل الاقتران.
207
وليس مما أمر الله به ورسوله ولا مما يرتضيه عاقل أن تقابل الحجج القوية بالمعاندة والجحد، بل قول الصدق والتزام العدل لازم عند جميع العقلاء، وأهل الإسلام والملل أحق بذلك من غيرهم، إذ هم ولله الحمد أكمل الناس عقلا وأتمهم إدراكا وأصحهم دينا وأشرفهم كتابا وأفضلهم نبيا وأحسنهم شريعة.
211
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/185)
كما ن جنس المسلمين خير من جنس أهل الكتابين، وإن كان قد يوجد في أهل الكتاب من له عقل وصدق وأمانة لا توجد في كثير من المنتسبين إلى الإسلام.
211
ونحن نبين هنا ما ننصر به أهل الكلام الذين هم أقرب إلى الإسلام والسنة من هؤلاء الفلاسفة وإن كانوا ضالين فيما خالفوا به السنة
[من الإنصاف العالي عند شيخ الإسلام رحمه الله]
228
وقد صور السهروردي هذه الحجة في كتابه المسمى (بحكمة الإشراق) وهو الذي ذكر فيه خلاصة ما عنده، ولم يقلد فيه المشائين، بل بين فيه خطأهم في مواضع، وذكر فيه طريقة فلاسفة الفرس المجوس والهند.
كما أن ابن سينا في كتابه المسمى (بالحكمة المشرقية) ذكر فيه بيان ما تبرهن عنده، وكذلك الرازي في (المباحث المشرقية)
230
[السهروردي] فينبغي أن يكون في الوجود حادث متجدد لا ينقطع، وما يجب فيه لماهيته التجدد إنما هو الحركة.
وذكر تمام الكلام في وجوب استمرار حركة دائمة، وأنها حركة الأفلاك.
233
وإذا قال: الذي يدوم بدوامه هو جنس الأفعال والمفعولات أو جنس الحوادث لا شيء بعينه.
قيل: فهذ يبطل حجتك على قدم شيء بعينه، ويناقض أيضا مذهبك في قدم شيء بعينه.
235
[ابن سينا] وإذا جاز أن يكون شيء متشابه الحال في كل شيء وله معلول، لم يبعد أن يجب عنه سرورا [كذا والصواب سرمدا] فإن لم يسم هذا مفعولا بسبب أن لم يتقدمه عدم فلا مضايقة في الأسماء بعد ظهور المعنى
238
وهذا الموضع مما يشتبه على كثير من الناس، فإن التسلسل في الآثار تارة يعنى به التسلسل في أعيان الآثار، مثل كونه فاعلا لهذا بعد هذا، ولهذا بعد هذا، وأنه لا يفعل هذا إلا بعد هذا، ولا هذا إلا بعد هذا، وهلم جرا، فهذا التسلسل جائز عند الفلاسفة، وعند أئمة أهل الملل، أهل السنة والحديث.
/ وعلى هذا التقدير فقول القائل: الأمور التي تتم بها مؤثرية الباري في العالم إما أن تكون بأسرها أزلية، وإما أن لا تكون، أتريد به التي يتم بها مؤثريته في كل واحد واحد من آحاد العالم؟ أو في جملة العلم؟
239
وأما إن أريد بالتسلسل في الآثار التسلسل في جنس التأثير، وهو أن يكون جنس التأثير متوقفا على جنس التأثير بحيث لا يحدث شيئا حتى يحدث شيئا، فهذا باطل لا ريب فيه، وهو تسلسل في تمام كون المؤثر مؤثرا، وهو من جنس التسلسل في المؤثر.
لكن بطلان هذا يستلزم أنه لم يفعل بعد أن لم يكن فاعلا لشيء، فيلزم دوام نوع الفاعلية، لا دوام مفعول معين، وحينئذ فلا يدل على قدم شيء من العالم، وهذا بين لمن تدبره.
ويراد بالتسلسل معنى ثالث، وهو أن فاعليته للحادث المعين لا تحصل حتى يحصل تمام المؤثر لهذا الحادث المعين، فيلزم تسلسل الحوادث في الواحد، وهذا ممتنع أيضا باتفاق العقلاء.
240
وبما ذكرناه من الفرق بين التسلسل في أصل التأثير وتمامه وبين التسلسل في الآثار يظهر صحة الدليل الذي احتج به غير واحد من أئمة السنة على أن كلام الله غير مخلوق، مثل سفيان بن عيينة.
وبيان ذلك أنه إذا دل على أن الله لم يخلق شيئا إلا بكن، فلو كانت كن مخلوقة لزم أن يخلق بكن أخرى، وتلك الثانية بثالثة، / وذلك هو من التسلسل الممتنع باتفاق العقلاء، فإنه تسلسل في أصل التأثير، فإنه لا يخلق شيئا إلا بكن، فإذا لم يخلق كن لم يخلق شيئا، ولو خلق كن لكان قد خلق بعض المخلوقات بغير كن فيلزم الدور الممتنع، وهو المستلزم للجمع بين النقيضين، وهو أن تكون موجودة معدومة.
242
وقد بين في غير هذا الموضع أن تسلسل العلل والمعلولات ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلاء، وكذلك تسلسل الفعل والفاعلين، والخلق والخالقين، فيمتنع أن يكون للخالق خالق، وللخالق خالق إلى غير نهاية.
245
وهؤلاء فروا من حدوث الحوادث بعد أن لم تكن بلا سبب، وادعوا دوام حدوثها بلا سبب، فكان الذي فروا إليه شرا من الذي فروا منه، كالمستجير من الرمضاء بالنار.
249
كل طائفة أقامت برهانا على بطلان قول الأخرى، لا على صحة قولها، إذ لا يلزم من بطلان أحد القولين صحة الآخر، إلا إذا انحصر الحق فيهما، وليس الأمر كذلك.
252
ومنشأ ضلال هاتين الطائفتين هو نفي صفات الله وأفعاله القائمة بنفسه، فإنهم لما نفوا ذلك ثم أرادوا إثبات صدور الممكنات عنه، مع ما يشاهدون من حدوثها، لم يبق هناك ما يصلح أن يكون هو المرجح لوجود الممكنات إلا لما شوهد حدوثها منها ولا لغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/186)
وصارت المتفلسفة تحتج على هؤلاء المتكلمة بالحجج التي توجب تناقض قولهم، فيجيبونهم بما يتضمن الترجيح بلا مرجح
245
الإشارات التي هي مصحف هؤلاء الفلاسفة
257
والقائلون بالقدماء الخمسة كديمقراطيس ومن اتبعه، كابن زكريا الطبيب الملحد، يقولون بقدم الباري والنفس والمادة والدهر والخلاء.
260
والرازي قد ذكر في شرح الإشارات من كتبه أن هؤلاء يقولون إن الباري هو الواجب بذاته، وأن النفس وغيرها معلولة له. وذكر هنا / عنهم أنهم يصفون الجميع بوجوب الوجود، وهذا تناقض في نقل أقوالهم.
262
فنقل الرازي لمقالة أهل الملل، كنقل ابن سينا لمقالات الفلاسفة. فكلا الرجلين لم يذكر في هذا المقام أقوال أئمة الفلاسفة المتقدمين الأساطين، ولا أقوال الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم من الصحابة والتابعين كأئمة المسلمين وعلماء الدين
268
فإن حجة القائلين بقدم العالم التي اعتمدها أرسطوطاليس وأتباعه كالفارابي وابن سينا وأمثالهما، لا تتم إلا بنفي أفعال الرب القائمة بنفسه، بل وتبقى صفاته [كذا والصواب وبنفي]
268
ولهذا كان مآل القائلين بنفي أفعال الرب الاختيارية القائمة به في مسألة قدم العالم إما إلى الحيرة والتوقف، وإما إلى المعاندة والسفسطة، فيكونون إما في الشك وإما في الإفك، ولهذا كان الرازي يظهر منه التوقف في هذه المسألة في منتهى بحثه ونظره، كما يظهر في المطالب العالية، أو يرجح هذا القول تارة كما رجح القدم في المباحث المشرقية، وهذا تارة، كما يرجح الحدوث في الكتب الكلامية.
272
ما بعد الطبيعة
ثابت بن قرة
275
ثم هذه طريقة أرسطو وأتباعه المشائين: مضمونها أن كل جسم لا يتقوم إلا بطبيعته، ولا تتقوم طبيعته إلا بحركة إرادية، ولا تتقوم تلك إلا بمحبوب معشوق لا يتحرك، ثم إن أرسطو أورد على نفسه سؤالا بأنه يمكن تقدير بطلان طبيعة الجسم الخاصة وبطلان حركته، بانحلاله إلى شيء أبسط منه، فلا يكون المحرك علة لذاته، بل علة للتركيب فقط.
وأجاب بأن البسيط إنما يوجد في الذهن لا في الخارج، وأجاب أتباعه بجواب ثان، وهو أنه يكون فيما انحل إليه قبول والقبول حركة.
وهذا الجواب ساقط، فإنه إذا قدر أن فيه قبولا، لم يجب أن يكون ذلك حركة إرادية شوقية، وإذا لم تكن الحركة إرادية شوقية لم يستلزم وجود محبوب، بل يستلزم وجود فاعل مبدع، وهم لم يثبتوا ذلك.
276
وهذا مقام يتبين فيه جهل هؤلاء القوم وضلالهم، لكل من تدبر نصوص كلامهم الموجود في كتبهم، الذي نقله أصحابه عنهم، فإنا نحن لا نعرف لغة اليونان، ولم ينقل ذلك عنهم بإسناد يعرف رجاله، ولكن هذا نقل أئمة أصحابهم الذين يعظمونهم ويذبون عنهم بكل طريق، وقد نقلوا ذلك إلينا وترجموه باللسان العربي، وذكروا أنهم بينوه وأوضحوه وقدروه وقربوه إلى أن تقبله العقول ولا ترده، فكيف إذا أخذ كلام أولئك على وجهه؟ فإنه يتبين فيه من الجهل بالله أعظم مما يتبين من كلام المحسنين له.
276
ولهذا يوجد لابن سينا من الكلام ما هو خير من كلام ثابت بن قرة، ويوجد لأبي البركات صاحب المعتبر من الكلام ما هو خير من كلام ابن سينا، وكلام أرسطو نفسه دون كلام هؤلاء كلهم في الإلهيات.
283
ثم إذا قيل: إنه محب لشيء منفصل عنه، لزم احتياجه إلى المحبوب، وأما كون مجرد المحبوب هو المبدِع له، الموجب لذاته وصفاته من غير اقتضاء ولا إيجاب ولا إبداع من المحبوب، بل لمحض كونه محبوبا – فهذا مما يعرف ببديهة العقل فساده.
وهم وكل عاقل يفرق بين العلة الغائية والعلة الفاعلة، فالمحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية، ولا بد من علة فاعلية
283
قال ثابت بن قرة: وأرسطوطاليس ينكر هذا الرأي المجدد. والظن الذي يظنه كثير من الناس من أنه يلزم من رأي أرسطو: أن العالم أبدي، أن يكون غير معلول في جوهره لعلة خارجة عنه – ظن كاذب.
290
فيلزم أنه [أي الخالق] كان صانعا بالقوة، ثم صار صانعا بالفعل، من غير سبب خارج عنه، إذ الخارج عنه كله على هذا التقدير ممكن مفعول له، ففعله له لو توقف على تأثير فيه لزم الدور.
290
ثم من جوز أن يوجد الممكن بلا فاعل، فلأن يجوز تغير الواجب أولى وأحرى، لأن هذا فيه مصير ما ليس بشيء شيئا من غير فاعل، فلأن يصير شيئا بفاعل متغير أولى وأحرى.
294
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/187)
ويقال لك ثانيا: إن كان مجرد الإمكان موجبا لكون الممكن مقارنا للواجب لزم أن يكون كل ما يمكن وجوده أزليا، وهذا مكابرة للحس والعقل.
301
فأنتم [الفلاسفة] بين أمرين: إما سلب الإرادة عن العالم القديم، وإما إثباتها للأول القديم. وأيهما قلتم بطل قولكم ببطل قولكم
302
يبين ذلك أن الحركة ثلاثة: الطبيعية والقسرية والإرادية، فالقسرية تابعة للقاسر، والطبيعية لا تكون إلا إذا خرج الجسم عن مركزه، فيميل بطبعه إلى مركزه، فكلاهما عارضة، وإنما الحركة الأصلية هي الإرادية.
313
ويقال للذهب: قاتول [كذا]
334
فمن كان له نظر ثاقب في هذه الأمور عرف حقيقة الأمر، ومن كان لا يفهم بعض الدقيق من كلامهم، كفاه أن يعلم أن هؤلاء النظار يقدح بعضهم في أدلة بعض، وأنهم لم يتفقوا على مقدمتين عقليتين، ولا مقدمات ولا مقدمة واحدة يمكن أن يستنتج منها دليل عقلي، يصلح لمعارضة أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن اتفقوا على مطلوب كاتفاق طائفة من أهل الكلام وطائفة من أهل الفلسفة على نفي العلو مثلا – فهؤلاء يثبتون ذلك وينفون التجسيم بدليل الأعراض، والآخرون يطعنون في هذا الدليل ويثبتون فساده في العقل، وهؤلاء يثبتون ذلك بدليل نفي التركيب العقلي، وأولئك يثبتون فساد هؤلاء، فصار هذا بمنزلة من ادعى حقا وأقام عليه بينتين، وكل بينة تقدح في الأخرى، وتقول: / إنها كاذبة فيما شهدت به، وتبدي ما يفسد شهادتها، وأنها غير صادقة، فلا يمكن ثبوت الحق بذلك، لأنا إن صدقنا كلا منهما فيما شهدت به من الحق وفي فسق أولئك الشهود لزم أن لا تقبل شهادة أولئك الشهود، فلا تقبل شهادة لا هؤلاء ولا هؤلاء، فلا يثبت الحق. وإن عينا إحدى البينتين بالقبول أو قبلنا شهادتهما في الحق دون جرح الأخرى، كان تحكما.
338
قلت: المعلوم بنفسه أنه لا يكون المفعول الواحد بعينه فعلا لفاعلين على سبيل الاستقلال ولا التعاون، ولا يكون المعلول الواحد بالعين معلولا لعلتين مستقلتين ولا متشاركتين، وهذا مما لا ينازع فيه أحد من العقلاء بعد تصوره
341
ولهذا منع في شريعتنا من إضافة الرب إلى المكلفين، كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك.
/ بخلاف إضافته إلى غير المكلفين، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن عوف الجشمي: أرب إبل أنت أم رب شاء؟ وقولهم: رب الثوب والدار.
344
وأن إثبات ربين للعالم لم يذهب إليه أحد من بني آدم، ولا أثبت أحد إلهين متماثلين، ولا متساويين في الصفات ولا في الأفعال، ولا أثبت أحد قديمين متماثلين، ولا واجبي الوجود متماثلين.
346
لكنهم [الثنوية] جهال أرادوا تنزيه الرب عن فعل شر معين، فجعلوه فاعلا لأصل الشر، ووصفوه بالفكرة الرديئة التي هي من أعظم النقائص، وجعلوها سببا لحدوث أصل الشر.
346
ولذلك من قال من الملاحدة كمحمد بن زكريا الرازي الطبيب / وأمثاله الذين اتبعوا قول طائفة من الملاحدة الفلاسفة القائلين بالقدماء الخمسة التي هي: واجب الوجود، والنفس، والهيولى، والدهر، والخلاء، وأن سبب حدوث العلم أن النفس تعلقت بالهيولى، فلم يمكن واجب الوجود أن يخلصها منها حتى تمتزج بالعالم، فتذوق ما فيه من الشرور.
349
فإن اختلاف الأفعال يمنع أن يكون المفعول واحدا والعالم واحدا
[المحقق: في الأصل: واحد، وهو خطأ]
[قلت: بل هو الصواب]
354
قلت: بل الذي ذكره النظار عن المتكلمين، الذي سموه دليل التمانع، برهان تام على مقصودهم. وهو امتناع صدور العالم عن اثنين، وإن كان هذا هو توحيد الربوبية.
357
كما لو قيل: لا يوجد هذا حتى يوجده هذا، ولا يوجد هذا حتى يوجده الآخر، فإن هذا محال ممتنع في صريح العقل، ولم ينازع العقلاء في امتناع ذلك، وهذا يسمى الدور القبلي.
بخلاف ما إذا قيل: لا يكون هذا إلا مع هذا، ولا هذا إلا مع هذا، كالأمور المتلازمة، فإن هذا يسمى الدور المعي الاقتراني.
وذلك جائز، كما إذا قيل: ذات الرب لا تكون إلا مع صفاته اللازمة لها، وصفاته اللازمة لها لا تكون إلا مع ذاته
369
فإن الشريكين قد يتهابّان بالمكان وقد يتهابّان بالزمان.
[المحقق: يتهابان كذا بالأصل، ولم أدر ما المقصود بذلك]
373
والحركات ثلاثة: طبيعية وقسرية وإرادية
376
فيمتنع أن يكون المرادَيْن [كذا] مستقلين بالإرادة
377
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/188)
ولكن أهل الكلام الذين ظنوا أن التوحيد هو مجرد توحيد الربوبية، وهو التصديق بأن الله وحده خالق الأشياء، اعتقدوا أن الإله بمعنى الآلِه، اسم فاعل، وأن الإلهية هي القدرة على الاختراع، كما يقوله الأشعري وغيره، ممن يجعلون أخص وصف الإله القدرة على الاختراع.
393
وقوله [ابن رشد] إنما أتى هذا من قياس الغائب على الشاهد [يعني وهو باطل]
فيقال: جميع ما تذكره أنت وأصحابك والمتكلمون في هذا الباب، لا بد فيه من مقدمة كلية تتناول الغائب والشاهد، ولولا ما يوجد في الشاهد من ذلك، لما تصور من الغائب شيء أصلا، فضلا عن معرفة حكمه، فإن أبطلت هذا بطل جميع كلامكم.
397
وأما ما ذكره من أن الفلاسفة لا يقولون: إنه لا يعلم الجزئيات بل يرون أنه لا يعلمها بالعلم المحدث، وإنكاره أن يكون المشاؤون من الفلاسفة ينكرون علمه بجزئيات العالم، فهذا يدل على فرط تعصبه لهؤلاء الفلاسفة بالباطل، وعدم معرفته بحقيقة مذهبهم، فإنه دائما يتعصب لأرسطو، صاحب التعاليم المنطقية والإلهية
410
ولهذا يقول بعض الناس ويحكونه عن علي: قيمة كل امرئ ما يحسن، ولا يصح هذا عن علي. ويقول أهل المعرفة: قيمة كل امرئ ما يطلب.
فكمال النفوس ونقصها بمرادها، أعظم من كمالها ونقصها بمعلومها.
بل نفس العلم بأي معلوم كان لا يوجب لها نقصا، وأما إرادة بعض / الأشياء فيوجب لها نقصا، فإذا كان فعله لكل ما في الوجود لا يوجب له نقصا، فكيف بعلمه بذلك؟ وإذا كان فعله لها لا يوجب كونه محتاج إليها مستكمَلا بها، فكيف يوجب ذلك علمه بها؟
411
ونحن نعلم أن كون الفاعل لا يفعل بعض الأشياء أكمل من فعلها، وأما كونه لا يعلمها [كذا والصواب حذف لا] فلا يعقل كونه نقصا، إلا إذا اقترن بالعلم ما يذم، لا أن نفس العلم يذم
414
ولكن النفوس الظالمة إذا علمت بعض الأشياء فقد تستعين بالعلم على الظلم، والنفوس الجاهلة به إذا عرفت بعض الحقائق، فقد يضرها معرفة تلك الحقائق، فيحصل الضرر لما في النفوس من الشر.
424
[أبو البركات] ولا تعتقدن أن الوحدة المقولة في صفات واجب الوجود بذاته قيلت على طريق التنزيه، بل لزمت بالبرهان عن مبدئيته الأولى ووجوب وجوده بذاته
427
[أبو البركات] وأعجب من هذا قوله [أرسطو] بأنه يتعب، حيث قال: وإذا كان هذا هكذا لا محالة إنه يلزمه الكلال والتعب من اتصال المعقولات، وهو القائل في كتاب السماء إنها لا تتعب بدوام حركتها / المتصلة، لأن طبعها لا يخالف إرادتها، فجعل علة التعب هناك مخالفة الطبيعة للإرادة، وهاهنا كثرة الأفعال واتصالها، وكثرة الخروج من القوة إلى الفعل.
والقوة قوتان: استعداد وقدرة، والاستعداد إذا كمل بالخروج إلى الفعل صار قدرة، ثم عن القدرة تصدر الأفعال، والتي بمعنى الاستعداد نقص يفتقر إلى كمال، والأخرى كمال تصدر عنه الأفعال. فهذه القوة من قبيل القدرة الدائمة القارة على حد لا ينقص ولا يزيد، وليست بمعنى الاستعداد الذي يخرج إلى الكمال.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد التاسع بحمد الله]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 01:18 ص]ـ
[المجلد العاشر]
7
[أبو البركات] وأما كونها عارضا لها أن تعقل، وإلزامه منه أنه لا يكون واجب الوجود من جميع جهاته، فكأنه [من] مدح الشعراء، أو من / كلام محسني الألفاظ بالتخيلات من الخطب والمدائح، وإلا فما معنى (من جميع جهاته)؟
10
[أبو البركات] فقد أجبنا عنه في جواب كلام أرسطوطاليس ولم يبعد، فتحسن إعادته
[كذا والصواب وضع الفاصلة قبل ولم يبعد]
12
وهذا كما يقولونه في دلالة المطابقة والتضمن والالتزام، فدلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على جميع المعنى الذي عناه المتكلم، ودلالة التضمن دلالة اللفظ على ما هو داخل في ذلك المعنى، ودلالة الالتزام دلالة اللفظ على ما هو لازم لذلك المعنى خارج عن مفهوم اللفظ.
20
ومعلوم أن كون الرب بكل شيء عليما، هو أظهر في الأدلة الشرعية والعقلية من كونه لا تقوم به الأمور المتجددة، فلو قدر أن لهذا أدلة تعارض تلك، وكان ثبوت العلم مستلزما لثبوت الأمور المتجددة للزوم القول بثبوت العلم، فإن ثبوت العلم حق، ولازم الحق حق، فكيف إذا كان ما يمنع الأمور المتجددة إنما هو من أضعف الأدلة؟
21
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/189)
لكن ما كان لا يمكن وجوده إلا باختياره من الأفعال ولوازم الأفعال، فهذا يمتنع كونه بعينه أزليا، بل يجب تأخره سواء قيل إنه عالم بذاته أو قيل إنه منفصل عنه، وهو الموجب له عند وجوده، لا موجب له غيره.
25
وحينئذ فإذا قيل: جنس الفعل لازم، وإنما الحادث أعيانه.
كان أن يقال: جنس العلم لازم بطريق الأولى والأحرى.
28
أهل الأرض من المسلمين وغيرهم لهم في تنزيه الرب عن بعض الأفعال قولان مشهوران:
فطائفة تقول: ليس في فعله لشيء من الممكنات نقص، والظلم لا حقيقة له إلا ما هو ممتنع، بل كل ممكن ففعله جائز عليه، وإن لم يفعله فلعدم مشيئته له، لا لكونه نقصا.
وهذا قول الجهمية والأشعرية وطوائف من الفقهاء أصحاب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية وغيرهم. وعلى هذا لا يسلم هؤلاء أن إثبات شيء من الأفعال لواجب الوجود نقص، وإذا منعوا هذا في الفعل ففي العلم أولى وأحرى.
والقول الثاني: قول من يقول: بل هو منزه عن بعض الأفعال المقدورة، وهذا قول أكثر الناس من المثبتين للقدر، كالكرامية وغيرهم من المعتزلة وغيرهم نفاة القدر، وهو قول كثير من أهل المذهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والعامة وغيرهم.
33
وإنما منع [ابن سينا] حلول الحوادث به لكونه يمنع قيام الصفات، أو أن يقول بما ذكر عن أرسطو من أن ذلك يوجب تعبه وكلاله، وكل ذلك فضيحة من الفضائح، ما يظن بأضعف الناس عقلا أن يقول بمثل ذلك.
ولولا أن هذا نقل أصحابهم عنهم في كتبهم المتواترة عنهم عندهم، لاستبعد الإنسان أن يقول معروف بالعقل مثل هذا الهذيان.
39
ثم إن الطوسي في شرحه قرر ما ذكره الرازي وزاد عليه، هذا مع كثرة مناقضته للرازي وحرصه على ذلك وعلى نصر ابن سينا
44
قلت: فليتدبر العاقل الذي هداه الله تعالى وفهمه ما جاءت به الرسل، وما قاله غيرهم، كلام هذا الذي هو رئيس طائفته في وقته [الطوسي]، وما قرر به كلام سلفه الملحدين في علم الله تعالى. لما كان ابن سينا – وهو أفضل متأخريهم – قد قال في ذلك بعض الحق الذي يقتضيه العقل الصريح، مع موافقته للنقل الصحيح، فأراد هذا الطوسي أن يرد ما قاله ابن سينا من الحق انتصارا لطائفته الملاحدة، فقال في الكلام الذي عظَّم قدره وتبجح به، ما يظهر / لمن فهمه أنه من أفسد أقوال الآدميين، وأشبه الأشياء بأقوال المجانين.
ولا ريب أن هذه عقول كادها باريها، لما ألحدت في صفات الله تعالى، وأرادت نصر التعطيل، وقعت في هذا الجهل الطويل.
فجعل [الطوسي] نفس الحقائق المعلومة الموجودة المباينة للعالم، هي نفس علم العالم بها، ولا ريب أن هذا أفسد من قول من جعل العلم نفس العالم، كما يقوله طائفة من النفاة، كابن رشد ونحوه، وقول أبي الهذيل خير منه.
51
والفلاسفة مع سائر العقلاء متفقون على هذا، ويقولون: أول الفعلة آخر العمل، وأول البغية آخر الدرك، ويقولون: العلة الغائية هي أول في التصور آخر في الوجود.
56
ولقد قدر [كذا والصواب ولو قدر] أنه لم تنحل هذه الشبهة، فنحن نعلم علما ضروريا أن هذا سفسطة، وأن من جعل نفس المعلوم الموجود المخلوق، هو نفس علم العالم به، فهو مكابر جاحد للخالق.
59
وهذا الطوسي وأمثاله هم الجهمية النفاة المتفلسفة الملاحدة. وهو في التعطيل شر من المعتزلة وغيرهم.
وكذلك ابن سينا وأمثاله هم من أتباع الملاحدة النفاة. وكان هذا الطوسي من أعوان الملاحدة الذين بالألموت، ثم صار من أعوان المشركين الترك، لما استولوا على البلاد.
وكذلك ابن سينا، وقد ذكر سيرته فيما ذكره عنه أصحابه، فذكر أن أباه كان بلخيا وأنه تزوج بقرية من قرى بخارى، في أيام نوح بن منصور، بامرأة منها فولد بها، وأنهم انتقلوا إلى بخارى. .... [إلخ]
61
ومعلوم عند كل من عرف دين الإسلام أن المصريين – بني عبيد الباطنية – كالحاكم وأمثاله، الذين هم سادة أهل بيته، من أعظم الناس نفاقا وإلحادا في الإسلام، وأبعد الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم نسبا ودينا، بل وأبعد الناس عن صريح المعقول وصحيح المنقول، فليس لهم سمع ولا عقل.
63
وهذا أمر معلوم بالضرورة واتفاق العقلاء، لكن هؤلاء القوم يدعون أن علم الله بالأشياء بلا علم يقوم به، ويسمونه عاقلا، ويفرقون بين عقل وعقل، مع جعل العقل جنسا واحدا، وهو تناقض بين، وقول بلا علم، بل مما يعلم بطلانه.
73
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/190)
ولفظ العلة فيه اشتراك كثير بحسب اصطلاحات الناس، ينبغي لمن خاطب به أن يعرف مقصود المخاطب به. فقد رأيت مِن / غلط الناس بسبب اشتراك هذا اللفظ لتعدد الاصطلاحات فيه، ما لا يمكن إحصاؤه هاهنا.
93
إما أن يقولوا: ليس قائما بنفسه إلا الجسم، كما يقوله ابن حزم وغيره.
[المحقق: في الأصل قائم، وهو خطأ]
[قلت: بل هو صواب مبتدأ نكرة موصوفة، والمراد واضح به]
97
وبيان بطلان أقوالهم النافية للصفات يطول، وإنما القصد هنا إبطال بعضهم لقول بعض، فإن هذا يؤنس نفوسا كثيرة، قد تتوهم أنه ليس الأمر كذلك.
107
ولهذا يقال: للشيء وجود في الأعيان، وفي الأذهان، وفي اللسان، وفي البنان، ووجود عيني، وعلمي، ولفظي، ورسمي.
[الأعيان: عيني، والأذهان: علمي، واللسان: لفظي، والبنان: رسمي]
109
ويعرض للممرورين وغيرهم من التخيلات الباطلة ما يطول وصفه
[لم يشرحها المحقق، والممرور من تغلب عليه المرة]
112
لكن إذا سمي علميا انفعاليا فلا بأس، فإنه علم حادث. وأما علم الرب تعالى فإنه من لوازم نفسه المقدسة لم يحدث، فليس انفعاليا بهذا الاعتبار
[كذا والصواب إذا سمي علمنا]
119
فإن هذه اللوازم عند نظار المسلمين كلها صفات ذاتية، فإنهم لا يفرقون في الصفات اللازمة للموصوف بين الذاتي المقوم والعرضي الخارج، بل الجميع عندهم ذاتي. بمعنى أنه لازم لذات الموصوف، لا تتحقق الذات إلا بتحققه.
121
ولهذا لما تكلم الناس في دلالة المطابقة والتضمن والالتزام، فاعتبر بعضهم اللزوم مطلقا، واعتبر بعضهم اللزوم الذهني، قالوا: لأن اللزوم الخارجي لا نهاية له، لأن للازم لازما، وللازم لازما، فلفظ البيت إذا دل على الحيطان والأرض والسقف بالمطابقة، وعلى بعض ذلك بالتضمن، فهو مستلزم للأساس، ولأساس الأساس، وللصانع، ولأب الصانع، ولأب أبيه، ولصانع الآلات، وأمور أخر، فيجب اعتبار اللزوم الذهني.
فيقال لهم: اللزوم الذهني ليس له ضابط، فإنه قد يخطر لهذا من اللوازم ما لا يخطر لهذا.
فإن قلتم: كل ما خطر للمستمع لزومه، فقد دل اللفظ عليه باللزوم وإلا فلا.
قيل لهم: فحينئذ يخطر له لزوم هذا، ثم لزوم هذا، ويلزم ما ذكرتم من التسلسل فلا فرق.
/ وحينئذ فالتحقيق أن كلا اللزومين معتبر، فاللزوم الخارجي ثابت في نفس الأمر، وأما معرفة المستمع به فموقوف على شعوره باللزوم، فمهما شعر به من اللوازم استدل عليه باللزوم، وليس لذلك حد، بل كل ملزوم فهو دليل على لازمه لمن شعر بالتلازم.
وهذا هو الدليل، فالدليل أبدا مستلزم للمدلول من غير عكس، وليس المراد بدلالة الالتزام أن المتكلم قصد أن يدل المستمع بها، فإن هذا لا ضابط له، بل المراد أن المستمع يستدل هو بثبوت معنى اللفظ على ثبوت لوازمه، وهي دلالة عقلية، تابعة للدلالة الإرادية، وجعلت من دلالة اللفظ لأنه دل على اللازم، بتوسط دلالته على الملزوم.
وفي الجملة فكل دليل في الوجود هو ملزوم للمدلول عليه، ولا يكون الدليل إلا ملزوما، ولا يكون ملزوم إلا دليلا، فكون الشيء دليلا وملزوما أمران متلازمان، وسواء سمي ذلك برهانا أو حجة أو أمارة أو غير ذلك.
129
فينبغي تدبر هذه المعاني الشريفة، فإنه يبين كثرة الطرق البرهانية الدالة على علمه سبحانه، بخلاف من يقول: لا يمكننا إثبات علمه إلا بطريق الإرادة ونحو ذلك.
وهكذا كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته، كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه، وغير ذلك، فإنها دلائلا كثيرة قطعية، وإن كان من الناس من قد يضيق عليه ما وسعه الله على من هداه، كما أن من الناس من يعرض له شك وسفسطة في بعض الحسيات والعقليات، التي لا يشك فيها جماهير الناس.
140
وكون ابن سينا خالفهم [الفلاسفة] في هذا هو من محاسنه وفضائله التي علم فيها ببعض الحق، والحجة معه عليهم، كما أن أبا البركات كان أكثر إحسانا منه في هذا الباب.
فكل من أعطى الأدلة حقها، وعرف من الحق ما لم يعرفه غيره، كان ذلك مما يفضل به ويمدح، وهو لم يقل: إن عقله لنفسه مستلزم لغيره، بل قال: يستلزم عقله لمفعولاته كما تقدم.
143
ولا ريب أن كلام أرسطو في الإلهيات كلام قليل، وفيه خطأ كثير، بخلاف كلامه في الطبيعيات فإنه كثير وصوابه فيه كثير.
146
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/191)
وموجب الدليل شيء، وفساد الدليل شيء آخر. فمطالبته بموجب دليله الصحيح هو الصواب، دون القدح في دليله الصحيح.
157
ولفظ (ذات) لفظ مولد، وهو تأنيث ذو، ومعنى ذات: أي ذات علم، وذات قدرة، وذات حياة.
فتقدير ذات بلا صفات، تقدير المضاف المستلزم للإضافة بدون الإضافة.
ولهذا أنكر طائفة من أهل العربية كابن برهان والجواليقي النطق بهذا اللفظ، وقالوا: هذا مؤنث، والرب لا يجري عليه اسم مؤنث، ولكن الذين أطلقوه عنوا به نفسا ذات علم، أو حقيقة ذات علم.
169
وخسوف القمر لا يكون إلا في الليالي البيض
[المحقق: في الأصل: ليالي وهو تحريف]
[قلت: بل هو صواب مسموع نحوه كثيرا عن العرب]
172
ومما يوضح هذا أن الشرائع جاءت بالأحكام الكلية، مثل إيجاب الزكوات، وتحريم البنات والأخوات، ولا يمكن أمر أحد بما أمره الله به ونهيه عما نهاه الله عنه، إن لم يعلم دخوله في تلك الأنواع الكلية، وإلا فمجرد العلم بها لا يمكن معه فعل مأمور ولا ترك محظور، إلا بعلم معين، بأن هذا المأمور داخل فيما أمر الله به، وهذا المحظور داخل فيما نهى الله عنه، وهذا الذي يسمى تحقيق المناط.
185
والحجج العقلية إنما تعتبر فيها المعاني لا الألفاظ، والحجج السمعية يعتبر فيها كلام المعصوم
188
فأحد الأمرين لازم:
/ إما أن العلم بالعلة التامة لا يستلزم العلم بالمعلول، وإلا فلا يكون عالما علما تاما بالعلة التامة.
وكلا المقدمتين يسلمون صحتها، فكيف يجوز أن يسلم هاتين المقدمتين اللتين يقوم عليهما البرهان اليقيني، من ينازع في نتيجتهما اللازمة عنهما بالضرورة؟! وهل هذا إلا جهل بموجب البرهان القياسي في ذلك الذي هم دائما يقررونه مادة وصورة؟!
201
امتلأ الحوض وقال قطني
قطني رويدا قد ملأت بطني
وقالت: اتساع بطنه.
وقال الحائط للوتد: لم تشقني؟
[يراجع!]
222
فهذه لوازم المذهب [الأشعري] الذي قد يُستدل بها، إن كانت لازمة، على فساده، وليس كل من قال قولا يلتزم لوازمه.
222
والناس لهم في الكلام ثلاثة أقوال: هل هو اسم اللفظ والمعنى جميعا؟ كما هو قول الأكثرين، أم للفظ فقط بشرط دلالته على المعنى؟ كقول المعتزلة وكثير من غيرهم، أو للمعنى المدلول عليه باللفظ، كقول الكُلاَّبية؟ ومن متأخريهم من جعله مشتركا بينهما اشتراكا لفظيا.
وأما المتكلم ففيه أيضا ثلاثة أقوال: أحدها أنه من فعل الكلام، ولو في غيره، كما يقوله المعتزلة. والثاني: من قام به الكلام، وإن لم يفعله، ولم يكن مقدورا مرادا له، كما يقوله الكلابية. والثالث: من جمع الوصفين فقام به الكلام وكان قادرا عليه.
ولا ريب أن جمهور الأمم يقولون: لا يكون متكلما إلا من قام به الكلام، كما لا يكون متحركا إلا من قامت به الحركة، ولا عالما إلا من قام به العلم، ونحو ذلك. لكن الكلابية اعتقدوا أنه لا تقوم به الحوادث، فامتنع لهذا عندهم أن يكون الكلام مقدورا له مرادا. قالوا: لأن المقدور المراد حادث لا يكون صفة لازمة له.
223
وأعظم ما شنع الناس به في الصفات على المعتزلة قول رئيسهم أبي الهذيل، قوله: إن الله عالم بعلم هو ذاته، وليست ذاته علما.
228
[ابن رشد] فالذي ينبغي أن يعلم الجمهور من أمر هذه الصفات هو ما صرح به الشرع فقط، وهو الاعتراف بوجودها دون / تفصيل الأمر فيها، فإنه ليس يمكن عند الجمهور أن يحصل في هذا يقين أصلا.
وأعني هنا بالجمهور كل من لم يُعْنَ بالصنائع البرهانية. وسواء كان قد حصلت له صناعة الكلام أو لم تحصل له، فإنه ليس في قوة صناعة الكلام الوقوف على هذا القدر من المعرفة، إذ أعلى مراتب [صناعة] الكلام أن يكون حكمة جدلية لا برهانية، وليس في قوة صناعة الجدل الوقوف على الحق في هذا.
231
فمن قال: إن هذه الأسماء الحسنى لا تدل على هذه المعاني، فهو مكابر للغة التي نزل بها القرآن، فإن الأسماء التي تسميها النحاة اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المعدولة عنها كفعيل وغيره – هي أسماء مشتقة تتضمن المصادر، بخلاف رجل وفرس.
233
وصفاته اللازمة له كلها نفسية، بمعنى أنها داخلة في مسمى أسمائه، لا يفتقر إلى أمور مباينة له، وهي لازمة لنفسه لا يوجد بدونها، ولا يمكن وجوده منفكا عنها.
234
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/192)
وإذا قالوا [الأشعرية] هو عالم بالعلم وقادر بالقدرة، لم يريدوا بذلك أن هنا ذاتا منفصلة عنه، صار بها عالما قادرا، كما يظنه بعض الغالطين عليهم، فإن هذا لم يقله أحد من عقلاء بني آدم فيما نعلم، ولكن بعضهم وهم مثبتة الحال كالقاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى وغيرهما يقولون: إن له صفة هي العلم أوجبت كونه عالما، وكونه عالما حال معللة بالعلم.
236
وأيضا فأنت [ابن رشد] تقول: إن الشرع لم يصرح بنفي التجسيم، وإن التصريح به بدعة. والشرع قد صرح بإثبات الصفات، فكيف تعيبنا [الأشعرية] بإثبات ما أثبته الشرع، لكونه مستلزما لإثبات ما لم ينفه الشرع؟
ومن المعلوم أن الشرع إذا أثبت شيئا له لوازم، لم يكن إثبات ذلك بدعة. وتلك اللوازم إن كانت ثابتة في نفس الأمر، فلازم الحق حق، وإن لم تكن لازمة فلا محذور.
237
أدلة إثبات الصفات أقوى من أدلة نفي الجسم، فإن أمكن الجمع بينهما، وإلا لم يجز نفي ما هو معلوم ثابت خوفا من لزوم ما ليس دليل انتفائه كدليل ثبوت ذلك
239
من المعلوم أن للناس في مسمى الجوهر والعرض اصطلاحات. منهم من يسمي كل قائم بنفسه جوهرا، كما يقول ذلك طوائف من المسلمين والنصارى والفلاسفة، وهؤلاء يسمونه جوهرا. ومنهم من لا يطلق الجواهر إلا على المتحيز، ويقول: إنه ليس بمتحيز، فلا يكون جوهرا، كما يقول ذلك من يقوله من متكلمي المسلمين واليهود والفلاسفة.
ومن الفلاسفة من يقول بإثبات جواهر غير متحيزة، لكن يقول: الجوهر هو ما إذا وجد وجد لا في موضوع، وهذا لا يصلح إلا لما يجوز وجوده، لا لما يجب وجوده.
وبالجملة فالنزاع في هذا الباب لفظي، ليس هو معنى عقليا، والشريعة لم تتعرض لهذا الاسم وأمثاله، لا بنفي ولا بإثبات، فليس له في الشريعة ذكر حتى يحتاج أن ينظر في معناه.
والنظر العقلي إنما يكون في المعاني لا في مجرد الاصطلاحات، فلم يبق فيه بحث علمي: لا شرعي ولا عقلي.
240
فلا يجوز التزام نفي الصفات الذي فيه مناقضة الأدلة الشرعية والعقلية حذرا من التزام مسمى هذا الاسم الذي لا يقوم على نفيه من الدليل شيء من أدلة إثبات الصفات
242
وإذا قُدِّر أنه عنى بالبرهان القياس العقلي المنطقي، فمن المعلوم أن صورة القياس لا تفيد العلم بمواده، والبرهان إنما يكون برهانه بمواده اليقينية وإلا فصورته أمر سهل يقدر عليه عامة الناس.
وأهل الكلام لا ينازعون في الصورة الصحيحة. وهب أن الإنسان عنده ميزان، فإذا لم يكن معه ما يزن به، كان من معه مال لم يزنه / أعنى [كذا والصواب أغنى] من هذا
250
وذلك لأنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة، فإن الجسم في اللغة هو البدن، وهؤلاء يسمون كل ما يشار إليه جسما، فلزم على قولهم أن يكون ما جاء به الكتاب والسنة وما فطر الله عليه عباده وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها تجسيما، وهذا لا يختص طائفة لا الحنابلة ولا غيرهم، بل يطلقون لفظ المجسمة والمشبهة على أتباع السلف كلهم، حتى يقولوا في كتبهم: ومنهم طائفة يقال لهم المالكية ينتسبون إلى مالك بن أنس، ومنهم طائفة يقال لهم الشافعية ينتسبون إلى الشافعي.
[قاله أبو حاتم بن حمدان الرازي في كتاب الزينة]
255
وهؤلاء [الفلاسفة] من أصول ضلالهم ما في لفظ (العلة) من الإجمال، فإن لفظ (العلة) كثيرا ما يريدون به ما لا يكون الشيء إلا به، فتدخل في ذلك العلة الفاعلة، والقابلة والمادة والصورة.
وكثيرا ما يريدون بذلك الفاعل فقط، وهو المفهوم من لفظ / العلة.
256
وإلا فالصواب عند أهل السنة والجماعة أن وجود كل شيء وهو الوجود الذي في الخارج هو عين حقيقته الموجودة في الخارج، فكل موجود فله حقيقة مختصة به في الخارج عن الذهن، والوجود الذي يشار إليه في الخارج هو تلك الحقيقة نفسها، لا وجود آخر قائم بها.
258
ومن الحنابلة من يصرح بنفيه [لفظ الجسم] كأبي الحسن التميمي وأهل بيته، والقاضي أبي يعلى وأتباعه، وغيرهم ممن سلك مسلك ابن كلاب والأشعري في ذلك، ومنهم من يسلك مسلك المعتزلة كابن عقيل وصدقة بن الحسين وابن الجوزي وغيرهم.
261
ولقائل أن يقول: إن كان هذا المعلوم حقا، فيمتنع أنه لم يعلمه أحد قبل ابن التومرت ممن هو أعلم بالله وأفضل منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/193)
.... وهكذا كل من سلك طريقا في النفي زعم أنه لم يسلكه غيره، فإنه يوجب أن ذلك لم يُعلم قبله، فلا يكون من تقدم من خيار هذه الأمة / معتقدين لهذا النفي، ولو كان حق لاعتقدوه.
263
[ابن رشد] ..... في الطائفة التي نفتها عنه سبحانه أنها ملشية [لم يعرفها المحقق، ولعلها من (لا شيء)، أو من (التلاشي)]، واعتقدت التي نفتها في المثبتة أنها مكثرة.
270
وأبو حامد في مواضع يرى هذا الرأي، ونهيه عن التأويل في (إلجام العوام) و (التفرقة بين الإيمان والزندقة) مبني على هذ الأصل [أصل الفلاسفة في تخييل الرسل!]، وهؤلاء يرون إقرار النصوص على ظواهرها هو المصلحة التي يجب حمل الناس عليها، مع اعتقادهم أن الأنبياء لم يبينوا الحق، ولم يورثوا علما ينبغي للعلماء معرفته، وإنما المورث عندهم للعلم الحقيقي هم الجهمية والدهرية ونحوهم من حزب التعطيل والجحود.
وما ذكره هذا في النور أخذه من مشكاة أبي حامد [مشكاة الأنوار] وقد دخل معهم في هذا طوائف ممن راج عليهم هذا الإلحاد في أسماء الله وآياته، من أعيان الفقهاء والعباد.
وكل من اعتقد نفي ما أثبته الرسول حصل في نوع من الإلحاد بحسب ذلك. وهؤلاء كثيرون في المتأخرين، قليلون في السلف. ومن تدبر كلام كثير من مفسري القرآن وشارحي الحديث ومصنفي العقائد النافية والكلام وجد فيه من هذا ما يتبين له به حقيقة الأمر.
276
ولهذا كان حقيقة الأمر أن الحدود المقولة في جواب (ما هو) إنما يحصل بها التمييز بين المحدود وغيره، وأما نفس تصور حقيقته فذاك لا يحصل بالقول والكلام، لا على وجه التحديد ولا غيره، بل بإدراك النفس المحدودة.
277
ولكن لولا القدر المشترك لما كان في الكلام فائدة، ثم القدر المميز يحصل بالإضافة، فيعلم أنه نور ليس كالأنوار، موجود ليس كالموجودين، حي لا كالأحياء.
283
ومن هنا دخل الملحدون من الاتحادية، الذين قالوا بوحدة الوجود، وقالوا: إن الخلق مجالٍ ومظاهر، لأن وجود الحق ظهر فيها وتجلى، فجعلوا نفس وجوده هو نفس ظهوره وتجليه.
ومن المعلوم أن الشيء يكون موجودا في نفسه، ثم يظهر ويتجلى تارة، ويحتجب أخرى، سواء كان تجليه لوجود سبب الرؤية في الرائي، كالأعمى إذا صار بصيرا، أو لزوال المانع في الظاهر، كالحجب المانعة أو لهما جميعا.
وهؤلاء جعلوا وجود الحق في المخلوقات هو نفس ظهوره وتجليه فيها، وسموها مجالي ومظاهر، وذلك لأن حقيقة قولهم إنه ليس موجودا في الخارج، ولكنهم يظنون أنهم يعتقدونه موجودا في الخارج / فإذا شاهدوا الوجود الساري في الكائنات ظهر لهم هذا الوجود وهم يظنونه الله، فسموها مظاهر ومجالي، لأنها أظهرت لهم ما ظنوا أنه الله.
284
وما ذكره هذا الرجل موافقا فيه لصاحب المشكاة أن النور سبب وجود الألوان، وسبب إدراكنا لها، كما أن الله سبب وجود الموجودات، وسبب معرفتنا بها – ليس بمستقيم، فإن الألوان موجودة في نفسها، سواء أدركناها أو لم ندركها، وهي في نفسها مستغنية عن النور، ولكن النور شرط في إدراكنا لها لا في وجودها.
285
ومن هذا الباب قول من جعل المعدوم شيئا ثابتا في الخارج / مستغنيا عن الخالق، ومن جعل الماهيات غير الأعيان الموجودة
286
ولهذا كان الأئمة منهم كالجنيد وأمثاله، يتكلمون بالمباينة، كقول الجنيد: التوحيد إفراد الحدوث عن القدم، وفي كلام الشاذلي والحرالي، بل وابن برجان، بل وأبي طالب وغيرهم من / ذلك ما يعرفه من فهم حقيقة الحق، وفهم مقاصد الخلق.
287
والناس في هذه المسألة على أربعة أقوال:
منهم من يقول بالحلول والاتحاد فقط كقول صاحب الفصوص وأمثاله.
ومنهم من يثبت العلو ونوعا من الحلول وهو الذي يضاف إلى السالمية أو بعضهم وفي كلام أبي طالب وغيره ما قد يقال إنه يدل على ذلك.
ومنهم من لا يثبت لا مباينة ولا حلولا ولا اتحادا، كقول المعتزلة ومن وافقهم من الأشعرية وغيرهم.
والقول الرابع إثبات مباينة الخلق للمخلوق بلا حلول، وهذا قول سلف الأمة وأئمتها.
288
ولهذا كان انقياد القلوب إلى قول الحلولية أقرب من انقيادهم إلى قول نفاة الأمرين. وجمهور الجهمية وعبادهم وصوفيتهم إنما يتكلمون بالحلول، وإلا فالنفي العام لا تقبله غالب العقول، وإنما يقوله من يقوله من متكلمتهم.
298
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/194)
يبين هذا أن البدن والنفس يؤثر كل منهما في الآخر، والنفس إذا أحبت ورضيت وفرحت وحزنت أثر ذلك في البدن، والبدن إذا سخن أو برد أو جاع أو شبع أثر ذلك في النفس فالتأثير مشترك.
298
[ابن التومرت]
300
ومن المعلوم أن فلسفة اليونان والهند ونحوهم كانت موجودة إذ ذاك [عهد الصحابة] كوجودها اليوم وأكثر، إذ كانت اليونان موجودين قبل مبعث المسيح
302
فلفظ (الهيولى) ونحوها من كلام الفلاسفة ليس غريبا في لغتهم، معناه مثل معنى المحل والموضع ونحو ذلك.
ولفظ العقل والمادة ونحوهما في كلامهم غير معناه عن معناه في لغة العرب، فإنهم يعنون بالعقل جوهرا قائما بنفسه، والعقل في لغة العرب عرض هو علم أو عمل بالعلم، وغريزة تقتضي ذلك.
والمادة من جنس الهيولى عندهم.
307
ونفاة الصفات وإن كانوا لا يعتقدون أن ذلك متضمن لنفي الذات، لكنه لازم لهم لا محالة، لكنهم متناقضون
308
وقد ذهبت طائفة من المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث وغيرهم وفيهم طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما إلى أن النفس صفة من الصفات، والصواب أنها ليست صفة، بل نفس الله هي ذاته سبحانه، الموصوفة بصفاته سبحانه، وذلك لأنه بإضافته إليه قطع المشاركة
313
... من الدين الواجب إذا جاء في الكتاب والسنة وكلام أهل الإجماع. فإن معرفة مراد الله ومراد رسوله ومراد أهل الإجماع واجب، لأن قول الله ورسوله وقول أهل الإجماع قول معصوم عن الخطأ يجب اتباعه.
317
فإن الله تعالى إذا أقام لكل طائفة تعارض الرسول من جنسها من يبين فساد قولها المعارض له، ويكشف جهلها وتناقضها – كان بمنزلة أن يقيم لكل طائفة تزيد [كذا ولعل الصواب تريد] محاربته من جنسها من يحاربها بالسلاح. ثم المؤمن المجاهد يمكنه جهاد هؤلاء، كما يمكنه جهاد هؤلاء، ويمكنه أن يستعين بما فعلته / كل طائفة بالأخرى، فإذا أغارت طائفة على أخرى وهزمتها، أتاها من الناحية الأخرى ففتح بلادها، وإن كان هو لم يستعن بأولئك ابتداء، لكن الله يسر بما فيه الهدى والنصر لعباده المؤمنين وكفى بربك هاديا ونصيرا.
[انتهت الفوائد المنتقاة من المجلد العاشر بحمد الله]
[وبهذا تنتهي الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم النفيس]
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[23 - 01 - 09, 12:23 م]ـ
اللهم اغفر لنا وله وتب علينا وعليه
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 06:47 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 07:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" ابو مالك وجعلها الله في موازين اعمالك.وتقبلها منك
وأسال الله تعالى ان يغفر لي ولك ولاهل الملتقي جميعا"
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[28 - 01 - 09, 05:13 ص]ـ
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
أسأل الله عزوجل أن يزيدنا وإياك من فضله ويبارك فيك وفي جهودك
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:46 م]ـ
رضي الله عنكم.
** في الملحق التعليمي من الطبعة الأولى من (تقريب وترتيب شرح العقيدة الطحاوية) للشيخ خالد فوزي: بحوث مهمة لطلاب المرحلة العالية في المسألة لولا ازدحام الوقت لنقلتها بالكامل --
ـ[أسامة الجنابي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:40 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 02 - 09, 08:55 م]ـ
ياأخي الغالي بوركت وبورك قلمك
نسأل أن يغفر لك وأن يتوب عليك
اللهم اغفر لنا وله وتب علينا وعليه
آمين
ـ[صخر]ــــــــ[04 - 02 - 09, 05:21 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[04 - 02 - 09, 10:49 ص]ـ
أسأل الله الذي لا إله غيره أن يغفر لي ولك وأن يتوب علي وعليك أخي الفاضل
جزاك الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم
جاء في الفوائد المنتقاة من المجلد التاسع
رقم: 369
فإن الشريكين قد يتهابّان بالمكان وقد يتهابّان بالزمان.
[المحقق: يتهابان كذا بالأصل، ولم أدر ما المقصود بذلك]
الظاهر والله أعلم - أن صحتها:
{فإن الشريكين يتهايآن بالمكان وقد يتهايآن بالزمان}
يريد شركة المهايأة
قال شيخ الإسلام: للمشتركين -يعني في العقار- أن يتهايآ فيه بالمكان أو بالزمان. فيسكن هذا بعضه وهذا بعضه وبالزمان يبدأ هذا شهراً ويبدأ هذا شهراً ولهما أن يؤجراه ولأحدهما أن يؤجره من الآخر. انتهى،
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 29، صفحة 234.
http://arabic.islamicweb.com/books/taimiya.asp?book=381&id=14488
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 08:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك أستاذنا الفاضل.
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[أسامة السفاريني]ــــــــ[23 - 02 - 09, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً،
ونسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و زادكم علما و عملا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/195)
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[14 - 03 - 09, 04:40 ص]ـ
أنعم الله علينا وعليكم بالثبات علي الحق حتي الممات
وزادكم علما وفضلا ونفع بكم
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[15 - 05 - 09, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا مالك ولي استدراك على الفائدة رقم 157فقد ذكرت هناك قول شيخ الاسلام
....... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين
واظن ان الشيخ ذكر معتزلة البصرة ومعتزلة بغداد ثم قال ماقال فارجو المراجعة واتمام العبارة لما فيها من التخصيص لان اطلاق افضلية البصريين على البغداديين وكونهم اقرب الى السنة وتعميم الحكم على الجميع غير مراد لشيخ الاسلام
وتقبل تحياتي وسلامي
ـ[أم فراس]ــــــــ[15 - 05 - 09, 06:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 05 - 09, 11:50 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا مالك ولي استدراك على الفائدة رقم 157فقد ذكرت هناك قول شيخ الاسلام
....... والبصريون أقرب إلى السنة والإثبات من البغداديين
واظن ان الشيخ ذكر معتزلة البصرة ومعتزلة بغداد ثم قال ماقال فارجو المراجعة واتمام العبارة لما فيها من التخصيص لان اطلاق افضلية البصريين على البغداديين وكونهم اقرب الى السنة وتعميم الحكم على الجميع غير مراد لشيخ الاسلام
وتقبل تحياتي وسلامي
أين الاستدراك أخي؟
وهل يفهم فاهم أن المراد من الفائدة غير المعتزلة البغداديين والبصريين؟
الذي لا يفهم ذلك دون ذكر تخصيص فذلك الموضوع ليس موجها له أصلا!
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[17 - 05 - 09, 01:39 ص]ـ
الذي لا يفهم ذلك دون ذكر تخصيص فذلك الموضوع ليس موجها له أصلا! [/ quote]
بسم الله ماشاء الله ليهنك العلم اخي الكريم!!!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 12 - 09, 01:45 ص]ـ
يرفع لعظيم الفائدة!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 04:12 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:01 م]ـ
هل المكتوب باللون الأحمر من كلام شيخ الإسلام أيضا؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:38 م]ـ
هل المكتوب باللون الأحمر من كلام شيخ الإسلام أيضا؟
نعم،
لونه بالأحمر؛ لأهميته
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[25 - 05 - 10, 07:09 م]ـ
للفائدة
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 07:48 م]ـ
أسأل الله الذي لا إله غيره أن يغفر لي ولك وأن يتوب علي وعليك أخي الفاضل
جزاك الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم
جاء في الفوائد المنتقاة من المجلد التاسع
الظاهر والله أعلم - أن صحتها:
{فإن الشريكين يتهايآن بالمكان وقد يتهايآن بالزمان}
يريد شركة المهايأة
قال شيخ الإسلام: للمشتركين -يعني في العقار- أن يتهايآ فيه بالمكان أو بالزمان. فيسكن هذا بعضه وهذا بعضه وبالزمان يبدأ هذا شهراً ويبدأ هذا شهراً ولهما أن يؤجراه ولأحدهما أن يؤجره من الآخر. انتهى،
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 29، صفحة 234.
http://arabic.islamicweb.com/books/taimiya.asp?book=381&id=14488
- ومنه قوله تعالى {{قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}} الشعراء.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:16 ص]ـ
متى نستطيع قراءة هذا السفر؟؟؟؟
جزاك الله خيرا(53/196)
هل يجوز قول "اللهم إجمعني بفلان في الفردوس الأعلى"؟
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[15 - 01 - 09, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز قول "اللهم إجمعني بفلان في الفردوس الأعلى"؟
فقد تعتبر هذه الجملة هي نوع من التزكية له
وما دفعني الى هذا القول أن بعض الناس يقولون ذلك ليس على العلماء فقط بل حتى على المشاهير والسياسيين
كذلك تقال في مشايخ الصوفية والاشاعرة بل هناك من يريد ان يحشره الله مع ابن عربي يوم القيامة ولاحول ولا قوة الا بالله.
...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 08:57 م]ـ
أخي الكريم:
إنما هو طلب ودعاء، وقد يتحقق وقد لا يتحقق، فليس هو من التزكية في شيء، ولا حرج في الدعاء به.
قال الشيخ العالم الراجحي – حفظه الله تعالى -:
( .. سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز -غفر الله له ورحمه وجمعنا به في الفردوس الأعلى .. ) اهـ من (شرح الطحاوية).
والله أعلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 09:59 م]ـ
لا تفهمُ التزكيةُ من هذا القول أبداً , وهو سنةٌ نبويةٌ حث عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وهي سؤال الله الفردوس الأعلى من الجنة ,ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[16 - 01 - 09, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو عبدالحليم]ــــــــ[18 - 01 - 09, 04:23 م]ـ
ألا يمكن القول بأن هذا دعاء لك وله بالفردوس الأعلى
فلما أقول اللهم اجمعني بفلان ليس هذا على سبيل التحقيق بأنه من أهل الجنة
وإنما دعاء لي وله بالفردوس الأعلى
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[18 - 01 - 09, 06:19 م]ـ
نعم أخي ابو عبدالحليم صدقت وهذا مافهمته من الإخوان جزاهم الله خيرا.
اللهم إجمعني بكم في الفردوس الأعلى(53/197)
الجهاد أم المقاومة
ـ[اياس]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:14 م]ـ
سؤال يتردد في ذهني كثيراً لماذا يستخدم قادة حماس كلمة مقاومة كثيراً، ونادراً جدا يستخدمون كلمة جهاد؟ وهل هذه تكفي عن هذه؟ أرجو الإفادة.
ـ[اياس]ــــــــ[18 - 01 - 09, 11:58 م]ـ
في معجم المناهي اللفظية:
واستعملت كلمة الحرب، بدلاً من الجهاد: لأن الجهاد يعطي ظلاله الإسلامية فهو حرب ضد أعداء الإسلام، وهو جهاد في سبيل الله تعالى، ومن يقتل في سبيل الله فإنه شهيد. ص (74).
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[19 - 01 - 09, 04:28 ص]ـ
جهاد أم مقاومة؟!
بقلم الشيخ
حسن محمد قائد
أبي يحي الليبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد ...
للمصطلحات الشرعية بألفاظها المحفوظة المضبوطة هيبتها ومكانتها في القلوب، وقدرتها الوافيه الكافية لتحديد المطلوب، وذلك لأنها أدل ما تكون على المعنى المراد منها، وآصرة اللفظ بالمعنى آنذاك متينة وطيدة بحيث لا يتخللها ضعف ولا يوهنها تجاذب المرادات وتنازع الاحتمالات، لا سيما التي كثر تردادها في الكتاب والسنة وعلى ألسنة الفقهاء والعلماء وأجروها في ثنايا كتبهم ومصنفاتهم، فكيف إذا انضاف إلى ذلك تحديد المعنى وبيان المقصود، فيكون المبنى - اللفظ - مطابقاً للمعنى ودالاً عليه دلالة لا يداخلها لبس ولا يشوش عليها حدس.
وفي المقابل حيثما زعزعت قواعد المصطلحات الشرعية وقفز المستخدمون إلى سواها - سواء مع قيامها حيناً وحيناً أو مع إقصائها والتنكر لها رأساً - فإن إشكالات شرعية ستظهر وأحكاماً مُحكمة ستحوَّر، وحقائق ثابتة راسخة ستُغير، وأبواباً من المجادلات ستفتح، وذلك تبعاً لقوة إيجاد وطرح المصطلح الجديد المحدث أو ضعفه، خاصة إذا كان هذا المصطلح الناشئ قد لاكته ألسن الأمم الأخرى من المغضوب عليهم والضالين وتوابعهم، وأجرته لمعان تبنتها وحددتها، فلئن كان الأمر كذلك فسيؤدي إلى خلط واختلال واضطراب لا يُرجى زواله بيسر ولا انتهاؤه عند مدى.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104]، تُرى لماذا نهى الله عباده المؤمنين أن ينادوا نبيهم صلى الله عليه وسلم ويخاطبوه قائلين له؛ "راعنا"، وهم يقصدون - ولا يريدون غيرها - أنظرنا أي من الرعاية، أوليسوا هم الذين امتلأت قلوبهم حباً لنبيهم وتوقيراً وتعزيراً وتبجيلاً له، فما عسى أن يخدش في حبهم له وتعظيمهم إياه وصيانتهم لجنابه أن ينادوه صلى الله عليه وسلم بـ "راعنا".
إن هذه الكلمة – راعنا - لما كانت حمالة أوجه، فتجري على الألسنة ويراد منها "الرعاية" و "النظر"، وهو وجه الخير هنا، فكذلك قد يقصد بها "الرعونة" و "الحمق"، وهو الوجه الآخر القاتم الخسيس، ولأن من ناطقيها من يطلقها ويُريد بها هذه أو تلك؛ سد الله هذا الباب في وجه مروجي الشر وقطع الوسلية إليه، فمنع من مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بها صيانة له وقطعاً لدابر الخبث الذي كان يضمره له أعداؤه، وتنزيهاً للصحابة الكرام ومن بعدهم من أن يُشاركوا أعداءهم في استعمال "كلمة" مبطنة بالنقيصة والطعن على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأرشدهم إلى كلمة نزيهة مصونة يستقلون بها ولا مسرب فيها لأهل الدسائس والخسة يلجون من خلاله لنيل مآربهم والتنفيس عما تُكنه قلوبهم وتخفيه صدورهم؛ {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَ! عٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 46].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/198)
إذاً للألفاظ مدخلٌ في النيل من الشريعة، وقد تحوي منافذ للطعن فيها وتحريف أحكامها وتزييف حقائقها وتلويث صفائها، فالتهوين من شأنها والتقليل من أهمية التقيد بها بأية حجة كانت ستُدفع ضريبته حتماً، وقلما موطن استبدل فيه اللفظ المحدث بالشرعي إلا كان لمقصد وغاية أرادها المُبدِّل المستعمل، ومهما أقيم لذلك من مسوغات وحجج فهي لن ترقى إلى مستوى المعارضة لأحقية المصلطح الشرعي في البقاء والإجراء، ولو لم يكن في تغييره إلا تناسي المصطلح الشرعي شيئاً فشيئاً لكفى، فكيف إذا انضم إلى ذلك توسيع المعنى أو تضييقه ورسم صورة جديدة له تُلائم اللفظ الجديد وتُناسبه، ومن ثم إدخال ما ليس من الدين فيه، أو إخراجه منه، وهو خطوة أولى لتبديل الشرع ومزجه بدخائل الأفكار وخسائس الأهواء.
وما أكثر ما ابتلي المسلمون بذلك قديماً وحديثاً، وهو داء عضال أصاب مقاتل العقيدة والفقه والتفسير والأصول والآداب وغيرها مما لم تزل الأمة تعاني منه وتصارع نفسها للتخلي عنه ... وهيهات.
والأمثلة على ذلك من الواقع لا تكاد تحصى، ولكن لنقف عند إحداها، وبالمثال يتحقق المقال ...
حيث وضع الشارع لعبادة القتال - دفعاً وطلباً - اسم "الجهاد"، وجرى على ذلك الاستعمال الشرعي في القرآن والسنة وكتب التفسير والفقه، وانطبع لدى المسلم تصور محدد ومعنى واضح لهذه الكلمة، وكما نعلم فإن مفاهيم الجهاد وكثيراً من أحكامه قد شابها جملة من التشكيكات والتحريفات حتى امتهنت وابتذلت معها تلك الكلمة الشرعية الرفيعة.
ولسنا الآن بصدد بيان المفاهيم الزائفة الحائفة التي أُلصقت بالجهاد، فهي معترك مستقل خاض غماره الكبار والصغار والمسلمون والكفار والأخيار والأشرار، ولكن المقصود هنا هو الإشارة إلى الزعزعة التي يُراد بها لفظ "الجهاد" كما أُريدت مفاهيمه وحقائقه، والتنبيه على الغاية المرادة من وراء ذلك "الاستبدال" و "التغيير" للوصول إلى إخضاع الحقائق الجهادية لمعان حادثة وتصورات مستجدة عصرية! لا تمت للمفاهيم الشرعية السوية بصلة.
جرى أخيراً استعمال كلمة "المقاومة" للتعبير عن حالات "جهاد الدفع" الذي يخوضه المجاهدون في بعض المناطق الساخنة كـ "المقاومة العراقية"، و "المقاومة الأفغانية"، و "المقاومة الفلسطينية" حتى بدأ هذا المصطلح يطغى ويغطي على كلمة الجهاد ويحل محلها.
وهذه الكلمة يطلقها ذووها مريدين بها التعبير والتوصيف لحالة جهاد الدفع الذي يقوم به المجاهدون ضد المحتلين المغتصبين، وكما نعلم فإن هذه الكلمة "المقاومة"؛ غالباً ما كان يستعملها أهل الثورات لتوصيف حالات الرفض المسلح للكبت والديكتاتورية التي تكتم أنفاسهم ويعيشون تحت ضغطها ووطئها، فمنهم تسللت وتسربت حتى ارتضاها أهل الإسلام وأجروها في مصطلحاتهم وبياناتهم وخطبهم وكلماتهم، بل وتسميات جماعاتهم، وذلك - فيما أرى - أصابة بالعدوى وتخل عن المصطلح الدقيق وبحث عن كلمة مرضية لا تثير حفيظة الأعداء ويقبلها بعض العلمانيين والقوميين الذين لديهم شيء من التعطاف مع قضية مَّا، لا على أنها قضية إسلامية، بل لموافقتها بعض أفكارهم ورؤاهم.
ولهذا غلبت عبارة؛ "ينبغي التفريق بين المقاومة المشروعة والإرهاب"! وغدت قاعدة كلية مسلمة يقررها ويكررها حتى بعض المنتسبين للعلم والمشار إليهم بالأصابع، ولا شك أن المقصود بـ "المقاومة المشروعة" وهم يخاطبون بها؛ {الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ} [التوبة: 29]، لا يريدون بشرعيتها الشرعية الإسلامية - جهاد الدفع - بل هو تنزل إلى المفاهيم الغربية الغريبة والقرارات الدولية التي تُقر أحياناً وتُجيز مثل هذا النوع من "المقاومة" وتُجرِّم وتحرِّم ما سواها ولا تقبل بتسميته "مقاومة" ولو كان جهاداً شرعياً وأمراً ربانياً.
وإلا فلماذا نجد كلمة "مقاومة" مستساغة ومقبولة ومستعملة في كثير من وسائل الإعلام الرسمية ولدى بعض الجهات والهيئات المتعاطفة ولا يمكن أن نرى كلمة "جهاد"، و "مجاهدين" كذلك، إلا إذا سيقت على وجه الذم أو الحكاية المجردة؟!
وما ذلك إلا لأن هذه الكلمة الشريفة المنيفة لا حظ فيها للمسلحين ذوي الاتجاهات الأرضية من شيوعيين وعلمانيين وقوميين وغيرهم، فلا هم يقبلون بهذا الاسم ولا الاسم يقبلهم، فهو أعلى وأنقى وأسمى من أن يدنس بمثل هؤلاء، أما العباءة الفضفاضة "المقاومة" فهي تسعهم وتسع غيرهم ولا تعطي تصوراً ومفهوماً مخيفاً يوغر القلوب عليهم.
فالمقصود إن الله أغنانا بكتابه وسنة نبيه بتسميات كافية شافية مؤدية للمقصود وموصلة للمطلوب ومحددة للمعنى وكاشفة للحقيقة، ولم يكن اختيار ذلك الاسم من الله سبحانه لهذا المسمى بغير حكمة - سواء أدركنا ذلك أم لا - فينبغي أن نؤكد على إبقائه وإحيائه وإبدائه ونفي ما سواه وإقصائه حتى ينحت في أذهان الجيل، وننفرد ونتميز به عن مشابهة الأمم الأخرى، ونحتفظ بهويتنا الإسلامية كاملة، ونتوقى بذلك الانزلاق من خلال أبواب المصطلحات إلى مفاهيم وتصورات وأفكار منحرفة يُلزمنا بها أعداؤنا وفق مراداتهم وفهومهم، فنحاول رفعها أو دفعها، فلا نجد لذلك سبيلاً، لأننا فتحنا على أنفسنا باباً كنا في غنى تام عنه؛ ألا وهو تغيير المصطحات وتبديل الكلمات.
وسبحانك اللهم وبحمد، اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/199)
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[19 - 01 - 09, 09:06 ص]ـ
أصابنا الخزي والعار، وسلبت مقدَّساتنا، وانتُهكت محارمنا، وشُتت أمتنا بتركنا للجهاد في سبيل الله تعالى
فلا حول ولاقوة إلا بالله.
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:54 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 07:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(53/200)
هل هذا الدعاء التالي صحيح وما معناه
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[17 - 01 - 09, 09:03 م]ـ
اللهم إنا نسألك غوثا مغيثا
ما المقصود به؟
وهل له علاقة بالصوفية؟
وإن كان كذلك فهل له معنى يمكن قبوله من الداعي؟
وبارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 06:37 م]ـ
لفظ الدعاء الصحيح كما جاء عند أبي داود (1/ 454) و غيره: ((عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بَوَاكِى فَقَالَ «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ». قَالَ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ))
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[19 - 01 - 09, 01:40 ص]ـ
ربما من وجهة نظر الصوفية له معنى آخر فالغوث هو المتصرف في الكون كما يزعمون فهم يعتقدون ان لكل زمان غوث وهو ولي صوفي، والدعاء بـ "غوثاً مغيثاً" أي ولي صوفي يغيثهم.
ونحن أهل السنة والجماعة لانفهمه الا كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكره أخي عمرو فهمي جزاه الله خيراً.(53/201)
أبحث عن رسالة متميزة عن الدجال
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[17 - 01 - 09, 10:14 م]ـ
أيها الإخوة الأفاضل
أبحث عن رسالة علمية متميزة عن "الدجال"
أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[بندر العمري]ــــــــ[18 - 01 - 09, 08:18 م]ـ
اذا لم تخني الذاكرة في رسالة ماجستير
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[18 - 01 - 09, 09:22 م]ـ
http://www.islam-qa.com/ar/ref/8806
هذا الرابط ليس رسالة علمية، لكن مبحث لطيف لعلك تستفيد منه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 01 - 09, 10:03 م]ـ
كثر التدوين عن الفتن والملاحم منذ بداية التأليف إلى وقتنا الحاضر
ولعل أكثرها في الوقت الحاضر!
ولكن للأسف كثير من المؤلفات، والتي ألفت في هذا الباب.
تحمل بين طياتها، كثير من الأحاديث الموضوعة والقصص الواهية!
ولعل من أفضل الكتب التي قرأتها عن الدجال، والتي اتبع صاحبها طريقة التأصيل العلمي المجرد
كتاب "" نهاية التاريخ"" لصاحبه: تركي بن عيسى العبدلي.
وهذه صورة الغلاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=62701&stc=1&d=1232305084
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[19 - 01 - 09, 01:06 م]ـ
بارك الله في الجميع
ما قصرتوا
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 01 - 09, 01:23 م]ـ
الأخ جهاد حلّس
الصورة صغيرة لو تكبرها قليلاً (ابتسامة)
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[19 - 01 - 09, 11:17 م]ـ
لا تخلو كتب الفتن من ذكر الدجال وصفاته والمرويات الواردة بشأنه
ومن أفضل ما كتبه المعاصرون:
إتحاف الجماعة للعلامة حمود التويجري
أشراط الساعة ليوسف الوابل , وقد أطال في مسألة الدجال.
وهناك رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية عنوانها "المرويات الوارده بشان الدجال في الكتب الستة ومسند احمد" لأحمد عيسى أحمد هادي ,ولا أعلمها مطبوعة.
وأما الكتب المفردة فكثيرة منها:
كتاب محدث العصر الشيخ الألباني "المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام "
ومما له تعلق بالموضوع:
كتاب الشيخ حمود التويجري أيضاً واسمه "إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال" وهو مطبوع في كتيب صغير.
و "مقدمات الدجال أو التوطئة للدجال" للشيخ الفاضل عبد الكريم الحميد(53/202)
فائدة جلية القَدْر: يَلقى, ويُلقى, ويَبقى, هي الفروق بين المشرك والموحد إذا دخلا النار
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[17 - 01 - 09, 11:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن جاء بعده, وبعدُ فهذه فائدةٌ نفيسةٌ سمعتها من شيخنا عبد الرزاق بن عبد المحسن العبَّاد البدر -حفظهما الله ورعاه-
وذلك عند شرحه الأربعين النووية لنا في المسجد النبوي الشريف عند تعليقه على آخر حديث من الأربعين حديث: أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني .... ) الحديث.
قال شيخنا وهنا فائدة ينصُّ عليها العلماء وهي:
أن هناك فروق بين دخول الموحد النار و بين المشرك وهي:
أ) أن الموحد لا يَبقى بقاء المشرك, قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) (الأعراف:40).
وقال سبحانه: (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (المائدة:37).
ب) أن الموحد لا يَلقى ما يَلقى المشرك, قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) (فاطر:36)
جـ) أن الموحد لا يُلقى كما يُلقى المشرك, قال تعالى: (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:34).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يارسول الله كيف يُحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال:- (أليس الذي أمشاه على رجليه قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟) قال قتادة: بلى وعزةِ ربنا. رواه مسلم في كتاب صفة القيامة.
فجزى الله عنا شيخنا خير الجزاء وأعظم له المثوبة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[17 - 01 - 09, 11:24 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
وجزى الله الشيخ الفاضل خير الجزاء
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:04 ص]ـ
أسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[07 - 02 - 09, 07:47 م]ـ
الأخ الفاضل: أبا عبد الله العميسان ـ حفظه الله تعالى ـ:
ومما يقرب مما نقلته عن الشيخ الفاضل عبد الرزاق العباد، ما قاله العلامة على حسن بن العلامة محمد صديق بن حسن خان القنوجي ـ رحمهما الله تعالى ـ:
" والحاصل: أن المؤمن المذنب وإن عذب بالنار، فإنه لا يلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، وإن الكفار يئسون فيها من رحمة الله ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال ".
رزقنا الله وإياكم الجنان وجميع إخواننا الموحدين.
وقد ذكر ذلك العلامة ابن القنوجي في كتابه " القائد إلى العقائد " ص 59 بتحقيق الشيخ الدكتور: وليد العلي ـ حفظه الله تعالى ـ مطبوع ضمن لقاء الليالي العشر المجلد التاسع(53/203)
كيف حكم النبي صلى الله عليه وسلم بإيمان الجارية؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[18 - 01 - 09, 05:15 ص]ـ
معلوم أن شرط الدخول في الإسلام هو التلفظ بالشهادتين واعتقادهما لفظا ومعنى والعمل بهما، لكن كيف حكم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للجارية بالإيمان؟ ومعلوم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يعلم ـ والله أعلم ـ أنها مؤمنة من قبل.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 10:20 ص]ـ
منقول من رد قديم لي حول سؤال قريب منه:
أما توجيه هذا السؤال النبوي، فقد قال الإمام الخطابي في (معالم السنن):
قوله: (أعتقها فإنها مؤمنة) ولم يكن ظهر له من إيمانها أكثر من قولها حين سألها: (أين الله؟) قالت: (في السماء)، وسألها: (من أنا) فقالت: (رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فإن هذا سؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وحقيقته.
وقد حمل إمامنا الشافعي رضي الله عنه هذا الحديث على الأعجمية التي لا تفصح فيجزئها وصف الإسلام، فقال كما في (الأم):
أن لا يعتق إلا بالغة مؤمنة فإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته، أخبرنا مالك عن هلال ابن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن جارية لي كانت ترعى غنما لي فجئتها وفقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت: (أكلها الذئب) فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلى رقبة أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟) فقالت: (في السماء) فقال (من أنا؟) فقالت: (أنت رسول الله)
فهذا السؤال كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في (الإستقامة) والذهبي في (العلو) رحمهما الله، هو سؤال عن صحة الإيمان لمن في إيمانه شك لا عن أصل الإيمان ...
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[19 - 01 - 09, 08:38 م]ـ
هل يفهم من هذا أنه يكتفى بوصف الإسلام عن النطق بالشهادتين عند إرادة الدخول فيه؟(53/204)
ماذا كان يقصد شيخ الإسلام؟؟ مكتوب في اللوح المحفوظ كذا وكذا؟
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 02:58 م]ـ
السلام عليكم إخواني.
سمعت واحدا من أهل الأهواء يتعدى على مقام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وعندما أنكرت ذلك عليه قال لي: "أليس ابن تيمية هو الذي أقسم أنه مكتوب في اللوح المحفوظ كذا وكذا؟ فهل اطلع عليه ليقول ذلك؟! "
ولقد بحثت فوجدت أن الإمام رحمه الله قد قال هذا حقا، ولكن ماذا كان يقصد به؟؟
رحم الله شيخ الإسلام الذي ما زال بيننا بعلمه وكتبه وجهاده وصبره.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[18 - 01 - 09, 03:43 م]ـ
اين قال شيخ الاسلام هذا؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 01 - 09, 05:00 م]ـ
سبب هذا الخلط هو الجهل وهذا النقل غير صحيح وغرض هذا القائل هو - والله أعلم -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=747010#post747010
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 09, 05:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نص كلامه الذي ذكره ابن القيم عنه في مدارج السالكين
وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام.
فكلامه هنا من باب الفراسة كما ذكر ابن القيم
وليس فيه قسم من ابن تيمية رحمه الله كما ذكر المعترض
فمن شدة وثوقه بنصر الله تعالى وتفرسه في حال المؤمنين والكفار في ذلك القتال كان كالذي يجزم بذلك ثقة بالله تعالى كما قال تعالى (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة/21].
فالله سبحانه وتعالى كتب النصر للمؤمنين في اللوح المحفوظ ولاشك كما في الآية.
فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بما آتاه الله من سعة علم وبصيرة وإدارك لأحوال الحروب والقتال وثقته بنصره الله لجنده قال ما سبق.
ولاشك أن من أولياء الله تعالى من لهم كرامات عظيمة بسبب اتباعهم للشرع والسنة ظاهرا وباطنا فيكرمهم الله وينور بصائرهم ويحصل لهم من اليقين في المواقف العصيبة ما لايدركه من حجب عن الله بالتقصير والبدع والضلالات.
يقول تعالى (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) وهم أصحاب الفراسة.
فجعل الله لأصحاب الفراسة من المؤمنين المتبعين للشرع أحوالا يبصرون بها بعض ما خفي عن غيرهم ممن لم يهبهم الله هذا الأمر، (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور).
في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال
غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد.
فلم يكن أنس بن النضر رضي الله عنه يعلم الغيب ولكنه جزم بريح الجنة ليقينه بالله تعالى وتوكله عليه.
فأولياء الله المتبعين للسنة لهم مقامات عالية
يهبها الله لهم كرما منه بما لهم من علم وعمل على وفق الشرع.
ومنهم من يقسم على الله فيبر قسمه ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه
أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص القصاص فقالت أم الربيع يا رسول الله أيقتص من فلانة والله لا يقتص منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله يا أم الربيع القصاص كتاب الله قالت لا والله لا يقتص منها أبدا قال فما زالت حتى قبلوا الدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.
وما أرادت بهذا معارضة الشرع وإنما قالته يقينا وتوكلا على الله تعالى.
فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي كان من الأولياء الكبار المتبعين للشرع والمنافحين عنه (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
وللفائدة تراجع هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=919171#post919171
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=189770#post189770
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=161732#post161732
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 01 - 09, 05:38 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 01 - 09, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة في ذلك، وشبه تلك الوقعة بما حصل في غزوة الأحزاب من أوجه متعددة، وأن تلك سنة من سنن الله تعالى في نصر عباده المؤمنين.
وذكر ذلك - على ما أذكر - ابن عبدالهادي في كتاب " العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية "
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 08:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.(53/205)
هل هناك أدلة نقلية أو عقلية على حجية الاحتجاج بفهم السلف؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[19 - 01 - 09, 08:41 م]ـ
هل هناك أدلة نقلية أو عقلية على حجية الاحتجاج بفهم السلف؟
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:15 ص]ـ
وهل تظن أن قوماً فهموا الاسلام أكثر منهم؟
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:47 ص]ـ
الاحتجاج بفهم السلف معناه الاحتجاج بإجماع السلف؛ لأن السلف إذا اختلفوا فلا حجة في قول بعضهم على بعض.
يعني إذا اختلف الصحابة فليس قول بعض الصحابة حجة على باقي الصحابة.
وإذا اختلف التابعون فليس قول بعض التابعين حجة على باقي التابعين.
أما إذا اتفقوا فالحجة في مجموعهم؛ لأن الأمة معصومة من الخطأ بعصمة الله لها، فلا يمكن أن تجتمع الأمة على باطل.
والأدلة على عصمة الأمة من الخطأ هي بعينها الأدلة على أن الأمة لا تجتمع على باطل، وهي بعينها الأدلة على حجية الإجماع، وهي بعينها الأدلة على الاحتجاج بفهم السلف.
ولذلك لا تجد من يطعن في فهم السلف إلا إذا كان متلبسا ببعض هذه الأمور؛ إما الطعن في عصمة الأمة، وإما الطعن في الإجماع، وإما الطعن في أن الأمة لا تجتمع على باطل أو نحو ذلك.
فهذه كلها مسائل مترابطة يأخذ بعضها بحجز بعض، وكلها عائدة إلى هذا الأصل؛ ألا وهو أن الدين محفوظ.
ولا أظنك تحتاج إلى ذكر الأدلة على الدين محفوظ والشرع معصوم.
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[20 - 01 - 09, 05:02 ص]ـ
كفيت وشفيت بارك الله فيك.
ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم " السلف "؟
هل هم من أشتهر من الصحابة بالفقه مثلا؟
مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
52387 - أفرضكم زيد
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 12/ 21
خلاصة الدرجة: حسن وله متابعات وشواهد
6987 - أرحم أمتي بأمتي: أبو بكر، وأشدهم في أمر الله: عمر، وأصدقهم حياء: عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله: أبي بن كعب، وأفرضهم: زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام: معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجراح
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3791
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
10703 - وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2676
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
فإن كان من هذا الباب فبه ونعم
ولكن إن كان " السلف " هم علماء من بعد الصحابة, وكل فرقة لها علماؤها فهذه دعوة اختلاف ليس عليها دليل.
فأصحاب المذاهب لهم أصحابهم وهذا من المعروف عند أهل الفقه ولا يعتدون بغير أصحابهم.
وما معنى اتباع " الفهم " المطلوب أيضا؟
هل هو التقليد من غير نظر؟؟؟؟
فإن كان هذا فصاحبه على خطر لنهي القرآن وهدي النبي عن ذلك
هذا والله أعلى وأعلم
في رعاية الله وحفظه
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 01:11 م]ـ
إستدل العلامة إبن القيم على حجية فهم السلف بقوله تعالى {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد إهتدوا} قال "و مفهوم المخالفة إن لم يؤمنوا بمثل ما آمنتم به فقد ضلوا "
من إعلام الموقعين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:16 م]ـ
[ quote= ناصر المسماري;966223]
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
quote]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/206)
لا يوجد حديث بهذا اللفظ - وإن تكرر على الألسن وفي بعض كتب علمائنا -
بل لفظه " خير الناس " و " خير أمتي "
ولو كان اللفظ " خير القرون ": لكان ما بعده: " ثم الذين يليه "!
وجزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:42 م]ـ
الأمر الفيصل بين من ينتسب للسنة وأهلها حقاً وأرباب الإدعاءات هو فهم السلف الصالح وعلى رأسهم وفي مقدمهم أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- -ورضي الله عنهم- الذي أمر الله سبحانه بالرجوع إليه وعدم مشاقته بقوله: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
ووحدَ سبيلهم لتوحُّدِ مشربهم الصافي وعدم تفرقهم واختلافهم فيه, ومثله ما جاء في قول النبي –صلى الله عليه وسلم- (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) , فمجيء سنة بالإفراد دليل على أن قلوبهم وأجسادهم مجتمعة عليها.
وما جاء في سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مما يدل على أن الصحابة هم صمام أمان لهذه الأمة من الاختلاف والتفرق,,,, مايلي:
منه ما جاء أن النبي –صلى الله عليه وسلم- (كان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم آمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد, وأنا آمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون! , وأصحابي آمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون!). [صحيح مسلم برقم (2531)].
فقد جاء عن ابن عباس –رضي الله عنهما- في محاجته للخوارج أنه قال لهم لما وصل إليهم وقد اجتمعوا في حاروراء يريدون الخروج على علي –رضي الله عنه-: " قالوا:-أي الخوارج لابن عباس- ما جاء بك؟ فقال: جئتكم من عند أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وليس فيكم منهم أحد! ومن عند ابن عمِّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعليهم نزل القرآن, وهم أعلم بتأويله ..... ". [رواه الحاكم في مستدركه برقم (2703) , وابن عبد البر في جامع العلم وفضله برقم (1834) وقد صحح إسنادها ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 280 - 281)].
وأيضاً ما جاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- لما احتج على المتحلقين في المسجد يذكرون الله جماعة ويعدون ذلك بالحصى قال لهم: (ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم –صلى الله عليه وسلم- متوافرون, وهذه ثيابه لم تَبْلَ, وآنيته لم تُكسر, والذي نفسي بيده, إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد –صلى الله عليه وسلم- أو مفتتحوا باب ضلالة ... ) قال عمرو بن سلمة: " رأينا عامة أولئك الحلق يُطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج". [رواه الدارمي برقم (210)].
فاحتج عليهم ابن مسعود-رضي الله عنه- بقرب أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- إليهم فلم يسألوهم, وبقرب عهدهم من زمن النبوة.
وأيضاً مما يدل على أنه لم يكن معهم صحابياً واحداً قول عمرو بن سلمة فالخوارج كما تقدم معنا من كلام ابن عباس –رضي الله عنهما- لم يكن معهم صحابياً واحداً.
ولذا قال ابن مسعود-رضي الله عنه- " من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- كانوا والله أفضل هذه الأمة وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه, فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم, فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ".
قال العلامة السفاريني-رحمه الله-: " فأحق الأمة بالصواب أبرها قلوباً وأعمقها علوماً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً, من غير شك ولا ارتياب فكل خير وإصابة وحكمة, وعلم ومعارف ومكارم, إنما عُرفت لدينا ووصلت إلينا من الرعيل الأول والسرب الذي عليه المعول, فهم الذين نقلوا العلوم عن ينبوع الهدى ومنبع الاهتداء". [لوامع الأنوار البهية 2/ 380].
وقال حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه-: " كل عبادة لم يتعبَّدها أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- فلا تعبَّدوها, فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً؛ فاتقوا الله يا معشر القراء, وخذوا بطريق من كان قبلكم". [رواه أبوداود في الزهد برقم (280) , الباعث لأبي شامة (ص15) , الاعتصام للشاطبي (3/ 53) الأمر بالإتباع للسيوطي (ص62)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/207)
عمر بن عبد العزيز-رحمه الله تعالى- أنه قال لسائله عن القدَر: " .... فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى وبفضل ما كانوا فيه أولى فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن قلتم إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم فإنهم هم السابقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر!! وقد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا وإنهم بين ذلك لعلي هدى مستقيم ... " [رواه أبوداود برقم (4612) وهو صحيح مقطوع كما حكم عليه العلامة الألباني-رحمه الله-].
ولذا كان التابعون يحرصون أشد الحرص أن يرجعوا لصحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في تصحيح معتقدهم وسؤالهم عنه.
ففي أول حديثٍ من صحيح مسلم عن يحي بن يَعْمَر قال: كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني, فانطلقت أنا وحُميد بن عبد الرحمن الحِميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله فسألناه عما يقول هؤلاء بالقدر, فوفق لنا عبد الله بن عمر داخلاً المسجد ..... ).
وجاء عن شريك بن شهاب أنه قال: " كنت أتمنى أن أرى رجلاً من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحدثني عن الخوارج قال: فلقيت أبا برزة –رضي الله عنه- فحدثه". [رواه أحمد في مسنده برقم (19804)].
تنبه أخي! لقولهم: أحداً من أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- نكرة ولم يخصصوا أحداً بعينه لما علموا من سلامة معتقد جميع أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهم أجمعين.
وعن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر, فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي, قال: (لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم, ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم, ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر, وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك, ولو مت على غير هذا لدخلت النار, قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال: مثل ذلك, قال ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك, قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك). [رواه أبو داود برقم (4699)].
ومن ذلك شهادة علماء الإسلام بل إجماعهم على ذلك.
ولذا قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي-رحمه الله- محاججاً أهل الكلام: " أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت! ". [تلبيس إبليس ص83].
والله تعالى أعلم
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[07 - 02 - 09, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم هل ممكن ان نفهم اصول الفقه وعلم المصطلاح وعلم الكلام بدون معرفة معاني الالفاظ الوارد في هده العلوم من اهلها واصحابها ام نكتفي بلسان العرب وتاج العروس وكتب اللغة فقط ادا كان الجواب لا فهدا هو الدليل العقلي على اشتراط فهم السلف لمعرفة مراد الله ورسوله
والله اعلم
والسلام عليكم(53/208)
هل يجوز إثبات هذا الاسم لله تعالى؟
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[19 - 01 - 09, 08:43 م]ـ
اسم (الأعز) إنما ثبت موقوفا في التلبية (إنك أنت الله الأعز الأكرم)، ولم يثبت مرفوعا، فهل يصح إثباته لله تعالى مع كونه من قول الصحابي؟ وكيف نجيب عن القول بأن أسماء الله تعالى توقيفية؟
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 07:21 ص]ـ
الأعز هنا عوضا عن أعز العزيزين مثل أكرم الأكرمين و أجود الأجودين و قد استعيض هنا عن الإضافة بأل التعريف فلا تستطيع أن تقول يا الأعز إلا إن كانت الـ هنا تعود على عهد اسم لفظ الجلالة الله فهي صيغة مبالغة و التوقيف يقع على أصل الاسم و ليس على ما يشتق منه من صفات و إلا فقد ورد في القران " أحسن الخالقين " من اسم الخالق و قوله " مسني الضر و أنت أرحم الراحمين " فمثلها الأرحم و هكذا فهي بلا شك أسماء لله لأنه يجوز النداء و الدعاء بها مثل " يا أرحم الراحمين " و " يا ربنا الأرحم " و لكنها ليست اسماءا جديدة مثل " القديم " فهي ثابتة الأصل دخل على الأصل شيء من التغيير فصار على نحو المبالغة أو مركبا فالاسم مرده إلى معناه و ليس إلى رسمه هذا من ناحية التوقيف.
هذا فهمي للأمر و الله أعلم.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 01 - 09, 12:05 م]ـ
هذا يندرج تحت باب الإخبار عن الله تعالى
وكما هو معلوم أن باب الإخبار واسع، كما قال تعالى عن نفسه: {أحسن الخالقين} وقال تعالى أيضا: {والله خيرٌ وأبقى}.
وقال تعالى أيضا: {خير الرازقين}.
وكما نقول: إن الله تعالى يفيض بالنعم، ويُجزل العطاء، ويمهل ولا يهمل ... ونحو ذلك
لكن لا تُشتق أسماء الله تعالى من ذلك - أي باب الإخبار - لأن أسماء الله تعالى حُسنى وتوقيفية.(53/209)
تماثل الأجسام عند الأشاعرة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 01 - 09, 10:29 م]ـ
تماثل الأجسام عند الأشاعرة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
الاعتقاد قبل الاستدلال أوقع كثير من المخالفين كأهل الكلام في الوقوع في عجائب الأخطاء ولذلك قرر أهل السنة أن المأخذ الصحيح هو " استدل ثم اعتقد ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فكل من احتج بشيء منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يعلم صحته قبل أن يعتقد موجبه و يستدل به، وإذا احتج به على غيره؛ فعليه بيان صحته، و إلا كان قائلاً بلا علم، مستدلاً بلا علم.
منهاج السنة النبوية (7/ 61)
ونضرب على ذلك مثالا ذهب إليه المتكلمون كالمعتزلة وبعض الأشاعرة وهي مسألة تماثل الأجسام.
فقد قرروا أن " الأجسام كلها متماثلة فلا فرق في الحقيقة بين جسم النار وجسم الماء ولا بين جسم الذهب وجسم الخشب ولا بين المسك والرجيع وإنما تفترق بصفاتها وأعراضها مع تماثلها في الحد والحقيقة".
شفاء العليل (1|50)
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ابن سينا وأمثاله أنهم يقولون: إن النفوس الناطقة متماثلة بحسب الحقيقة وإنما اختلفت باعتبار أبدانها فهي كماء واحد وضعته في آنية مختلفة فاختلف لاختلاف الأوعية.
الرد على المنطقيين (483)
قال الرازي: واعلم أن حاصل هذا الكلام من جانبنا أنا قد دللنا في القسم الأول من هذا الكتاب على أن الأجسام متماثلة في تمام الماهية فلو كان الباري جسما لزم أن يكون مثلا لهذه الأجسام في تمام الماهية وحينئذ فيكون القول بالتشبيه لازما.
بيان تلبيس الجهمية (1|388)
وقال الرازي أيضا: الثالث إنا نقيم الدلالة على أن الأجسام متماثلة والأشياء المتماثلة يجب اشتراكها في اللوازم.
بيان تلبيس الجهمية (1|516)
وقال الرازي أيضا: الحجة السابعة عشرة قوله تعالى {فلا تجعل لله أندادا} والند المثل ولو كان تعالى جسما لكان مثلا لكل واحد من الأجسام لما سنبين إن شاء الله تعالى أن الأجسام كلها متماثلة فحينئذ يكون الند موجودا على هذا التقدير وذلك على مضادة هذا النص.
بيان تلبيس الجهمية (1|587)
ونقل شيخ الإسلام كذلك عن الآمدي قوله:: اتفقت الأشاعرة وأكثر المعتزلة على أن الجواهر متماثلة متجانسة.
درء التعارض (2|270)
وبناء على هذا القول " الأجسام متماثلة " جرهم ذلك إلى نفي صفات الله تعالى خوفا من التشبيه والتمثيل.
قال شيخ الإسلام: إذا تبين هذا فالنزاع بين مثبتة الجوهر والجسم ونفاته يقع من جهة المعنى في شيئين أحدهما أنهم متنازعون في تماثل الأجسام والجواهر على قولين معروفين
فمن قال بتماثلها قال كل من قال إنه جسم لزمه التمثيل.
درء التعارض (2|250)
وقال: وكذلك أيضا يقولون: إن الصفات لا تقوم إلا بجسم متحيز والأجسام متماثلة فلو قامت به الصفات للزم أن يكون مماثلا لسائر الأجسام وهذا هو التشبيه.
وكذلك يقول هذا كثير من الصفاتية الذين يثبتون الصفات وينفون علوه على العرش وقيام الأفعال الاختيارية به ونحو ذلك ويقولون: الصفا ت قد تقوم بما ليس بجسم وأما العلو على العالم فلا يصح إلا إذا كان جسما فلو أثبتنا علوه للزم أن يكون جسما وحينئذ فالأجسام متماثلة فيلزم التشبيه ... .
وأصل كلام هؤلاء كلهم على إثبات الصفات مستلزم للتجسيم والأجسام متماثلة.
مجموع الفتاوى (3|71)
لازم هذا القول والرد عليه
قال ابن القيم عن لا زم هذا القول: " فلا فرق في الحقيقة بين جسم النار وجسم الماء ولا بين جسم الذهب وجسم الخشب ولا بين المسك والرجيع وإنما تفترق بصفاتها وأعراضها مع تماثلها في الحد والحقيقة".
شفاء العليل (1|50)
وقال شيخ الإسلام: ومن العجب أن كلامه وكلام أمثاله يدور في هذا الباب على تماثل الأجسام وقد ذكر النزاع في تماثل الأجسام وأن القائلين بتماثلها من المتكلمين بنوا ذلك على أنها مركبة من الجواهر المنفردة وأن الجواهر متماثلة.
ثم أنه في مسألة تماثل الجواهر ذكر أنه لا دليل على تماثلها فصار أصل كلامهم الذي ترجع إليه هذه الأمور كلاما بلا علم بل بخلاف الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/210)
درء التعارض (2|269)
وقال شيخ الإسلام: وحقيقة هذا القول أن الأجسام متماثلة من كل وجه لا تختلف من وجه دون وجه بل الثلج مماثل للنار من كل وجه والتراب مماثل للذهب من كل وجه والخبز مماثل للحديد من كل وجه إذ كانا متماثلين في صفات النفس عندهم.
وهذا القول فيه من مخالفة الحس والعقل ما يستغنى به عن بسط الرد على صاحبه بل أصل دعوى تماثل الأجسام من أفسد الأقوال بل القول في تماثلها واختلافها كالقول في تماثل الأعراض واختلافها فإنها تتماثل تارة وتختلف أخرى وتفريقهم بين الصفات النفسية والمعنوية اللازمة للمعين يشبه تفريق أهل المنطق بين الصفات الذاتية واللازمة للماهية وكلاهما قول فاسد لا حقيقة له بل قول هؤلاء أفسد من قول أهل المنطق.
درء التعارض (2|422)
ثم قال: والاشتراك في بعض صفات الإثبات لا يكون تماثلا وهذا تصريح بأن المختلفين يستويان ويشتركان في بعض الصفات فكيف يمكن أن يقال مع هذا إن المختلفين لا يشتبهان من بعض الوجوه وقد صرح بتساويهما في بعض الأشياء؟ وغاية هذا أن يقال إنهما لا يختلفان بوجه من الوجوه في الصفات النفسية وإن اشتبها في الصفات المعنوية.
وهذا مع أن اللفظ لا يدل فيعود إلى ما ذكر وقد أخبر الله تعالى في كتابه بنفي تساوي بعض الأجسام وتماثلها كما أخبر بنفي ذلك عن بعض الأعراض فقال الله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات} وقال تعالى {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال تعالى {ليسوا سواء} وقال تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة} وقال تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} فنفى أن يكون بعض الأجسام مثلا أو مساويا لغيره.
وإذا قيل: إن الأجسام اختلفت بما عرض لها من الأعراض
قيل: من الأعراض ما يكون لازما لنوع الجسم أو للجسم المعين كما يلزم الحيوان أنه حساس متحرك بالإرادة ويلزم الإنسان انه ناطق وكما يلزم الإنسان المعين ما يخصه من إحساسه وقوة تحركه بالإرادة ونطقه وغير ذلك من الأمور المعينة التي لا يشركه في عينها غيره فهذا لا يجوز أن يكون عارضا له إذ هو لازم له
وما يعقل جسم مجرد عن جميع هذه الصفات عرضت له بعد ذلك فإذا كانت الأجسام تختلف بالأعراض وهي لازمة لها كان من لوازمها أن تكون مختلفة.
وتمام هذا أن الأشياء تتماثل وتختلف بذواتها؛ لا نحتاج أن نقول: تتماثل في ذواتها والذات تختلف بصفاتها.
ولهذا كان الصواب أن الرب سبحانه غير مماثل لخلقه بل هو مخالف لهم بذاته لا نقول: إنه مساو لهم بذاته وإنما خالفهم بصفاته.
درء التعارض (2|424)
وقال: وقد تنازع الناس هل لفظ الشبه والمثل بمعنى واحد أو معنيين على قولين:
أحدهما: أنهما بمعنى واحد وأن ما دل عليه لفظ المثل مطلقا ومقيدا يدل عليه لفظ الشبه وهذا قول طائفة من النظار.
والثاني: أن معناها مختلف عند الإطلاق لغة وشرعا وعقلا وإن كان مع التقيد والقرينة يراد بأحدهما ما يراد بالآخر وهذا قول أكثر الناس , وهذا الاختلاف مبني على مسألة عقلية وهو أنه هل يجوز أن يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه , وللناس في ذلك قولان فمن منع أن يشبهه من وجه دون وجه قال المثل والشبه واحد ومن قال إنه قد يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه فرق بينهما عند الإطلاق وهذا قول جمهور الناس.
فإن العقل يعلم أن الأعراض مثل الألوان تشتبه في كونها ألوانا مع أن السواد ليس مثل البياض وكذلك الأجسام والجواهر عند جمهور العقلاء تشتبه في مسمى الجسم والجوهر وإن كانت حقائقها ليست متماثلة فليست حقيقة الماء مماثلة لحقيقة التراب , ولا حقيقة النبات مماثلة لحقيقة الحيوان , ولا حقيقة النار مماثلة لحقيقة الماء وإن اشتركا في أن كلا منهما جوهر وجسم وقائم بنفسه.
وأيضا فمعلوم في اللغة أنه يقال هذا يشبه هذا وفيه شبه من هذا إذا أشبهه من بعض الوجوه وإن كان مخالفا له في الحقيقة.
الجواب الصحيح (3|455)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/211)
وقال: الوجه الرابع أن يقال إذا قيل هذا يشبه هذا من وجه كذا فيجب أن يكون حكمه حكمه من ذلك الوجه لم يجب أن يكون حكمه حكمه من غير ذلك الوجه؛ فالسواد إذا شارك البياض في كون كل منهما عرضا قائما بغيره لم يجب أن يشاركه من جهة كونه سوادا والجسم القائم بنفسه إذا شارك العرض في كون كل منهما موجودا لم يجب أن يشاركه في خصائص الأعراض وكذلك إذا قلنا إن الأجسام ليست متماثلة وهو أصح القولين فالجسم إذا شارك الجسم في لوازم الجسمية لم يجب أن يشاركه فيما يختص به أحدهما عن الآخر فإذا شاركه في كونه يشار إليه أو في كونه قائما بنفسه أو في قبول الأبعاد الثلاثة أو غير ذلك لم يجب أن يكون التراب مماثلا للنار فيما يختص به ولا التفاح مماثلا للخبز فيما يختص به.
الصفدية (2|10)
وقال أيضا: وذلك أنهم يقولون إن كل ما هو عالم بعلم وقادر بقدرة وحي بحياة ونحو ذلك فهو من جنس واحد وهو متماثل لأنه متحيز والمتحيزات كلها متماثلة ويقولون كلما هو فوق شيء فانه من جنس واحد متماثل لأنه متحيز والمتحيزات متماثلة ويقولون كلما له سمع وبصر فهو من جنس واحد وهو متماثل لأنه من المتحيزات التي هي متماثلة وهذا قول الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
وقد سلك الرازي ذلك في قوله إن الأجسام متماثلة لكن قصده به نفي العلو على العرش ونفي الصفات الخبرية.
وأما المعتزلة ونحوهم من الجهمية الذين ابتدعوا هذا القول أولا مقصودهم به النفي المطلق وكل ذلك بناء على أن جعلوا لله عدلا وسميا وكفوا في كل ما هو موصوف به حتى إن غاليتهم من الملاحدة والجهمية يقولون كلما يقال له حي وعالم وقادر فهو جنس واحد متماثل هؤلاء جعلوا لله عدلا وسميا وكفوا وندا في كل ماله من الأسماء والصفات حتى لزم من ذلك أن يكون كل جسم عدلا لله ومثلا وكفوا حتى البقة والبعوضة وأن يكون كل حي عدلا لله وكفوا وسميا وكل ذلك بناء على أن كلما هو مسمى بهذه الاسم موصوف بهذه الصفات؛ فإ نه جنس واحد متماثل وهذا من أعظم العدل بالله وجعل الأنداد لله.
بيان تلبيس الجهمية (2|96)
وهذه المسألة تضاف إلى خرافات وعجائب الأشاعرة وما أكثرها
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.الرد على المنطقيين (311)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:51 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 08:37 م]ـ
بارك الله فيكم على أطروحاتكم. ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
وهذه المسألة هي متفرعة عن الجوهر الفرد الذي يتفرع عن القول به عدة أقوال ومسائل.
وقال شيخ الإسلام: ومن العجب أن كلامه وكلام أمثاله يدور في هذا الباب على تماثل الأجسام وقد ذكر النزاع في تماثل الأجسام وأن القائلين بتماثلها من المتكلمين بنوا ذلك على أنها مركبة من الجواهر المنفردة وأن الجواهر متماثلة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160077(53/212)
هل يجوز او لا نقد الصحابي وليس التطاول عليه
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[19 - 01 - 09, 11:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني: هل يجوز نقد فعل الصحابي او نقد قوله
ليس من باب التطاول علية او التجريح ولا السب نعوذ بالله من هذا!!!
ولكن من أجل ايضاح الصواب والأولى ..
مع إراد أمثلة في ذلك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 01 - 09, 11:33 م]ـ
نعم يجوز قول أن الصحابي الفلاني - رضي الله عنه - قد أخطأ
لكن بأدب كما هو معلوم
ومن الأمثلة على ذلك مخالفة ابن عباس للحديث الذي رواه هو نفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [من بدل دينه فاقتلوه] رواه البخاري وغيره.
هذا الحديث فيه صيغة عموم متفق عليها هي [مَنْ] الشرطية.
لكن ابن عباس خصصه بالرجال دون النساء كما نقله عنه عبد الرزاق في مصنفه.
والله أعلم
فلعل المشايخ يفيدوننا أكثر
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 05:38 م]ـ
يا ليت تزودونا بالأمثلة من باب العلم، والمعرفه وحتى نستفيد
وبالطبع اركز على المبدا وهو ليس من باب التطاول عليه او تسفيه وإنما من باب إحقاق الحق ومعرفة الصواب.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 01 - 09, 08:45 م]ـ
قد كفانا الله مؤنة ذلك ولله الحمد
فالعلماء السابقون من أهل السنة رحمهم الله لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا بينوها
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 01 - 09, 12:24 م]ـ
ليتك تدلنا عليها يا صقر
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 10:33 م]ـ
لانه يا إخوان
حينما نذكر في مجالسنا وخاصة مع الشباب نحسبهم طلبة علم
وياتي من أحدهم قول أخطأ ذلك الصحابي غفر الله له في كذا ..
او تأول الصحابي في كذا والحق ليس معه ...
او قد خالف الصحابي ذلك وإنما الصواب كذا ..
حينما يقال مثل هذا كأن الدنيا قامت على بعض الشباب وينهال عليه بالتسكيت والقدح ومن انت حتى تتكلم في مثل هذا ويسوق الكلام سوقا وكنما قد قلنا كلام الكفر!!
لذلك قد عزم العقد مني على جمع ما أنتقد عليه الصحابي وبأدب كما قلنا
فأتمنى مساعدتكم في هذا
وشكرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 01 - 09, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً
الثاني
ما أخرجه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة]
وما أخرجه أبو وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [عفوتُ لكم عن صدقة الخيل والرقيق]
فإن ظاهر هذين الحديثين هو أن الخيل لا زكاة فيها وهو عام لجميع أنواع الخيل أي سواء المعد للغزو، أو لغيرهِ.
لكن روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه خالف ذلك حيث أنه خصص الحكم بالخيل التي يغزى عليه في سبيل الله، فأما غيرها ففيها الزكاة
راجع " إجمال الإصابة في أقوال الصحابة " لابن السبكي.
ـ[البتيري]ــــــــ[23 - 01 - 09, 03:26 م]ـ
اخي بن روضة
لا نعتقد العصمة في الصحابة، ولكنم خير القرون بلا شك، ومحبتهم وحسن الظن بهم جزء من عقيدتنا.
ونحن اذ نتناول بعض اخطائهم في الفتاوى والفهم -بادب محض- او في مسائل الفتنة التي وقعت، الغرض من ذلك تبيان الحق والعلم ونشره والاتعتاظ.
اما ان نتعمق في مسالة انتقادهم فهو الخطا،
خصوصا في هذه الفترة التي كثرت فيها مسائل التجرؤ عليهم رضوان الله تعالى عنهم وتخطيئهم وتفسيقهم وتبديعهم بل والتطاول عليهم.
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 04:39 م]ـ
اخي لبتيري/ جزاك الله خير قولك:
ونحن اذ نتناول بعض اخطائهم في الفتاوى والفهم -بادب محض- او في مسائل الفتنة التي وقعت، الغرض من ذلك تبيان الحق والعلم ونشره
هو الذي اريد.
بارك الله فيك
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 02:39 ص]ـ
هناك كتاب مفيد يتكلم عن جزئية كبيرة من موضوعك , وهو كتاب "مخالفة الصحابي للحديث النبوي" , للشيخ الأصولي عبدالكريم بن علي النملة , وهو مجلد لطيف تجده في مكتبة الرشد.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 01:14 م]ـ
هناك كتاب مفيد يتكلم عن جزئية كبيرة من موضوعك , وهو كتاب "مخالفة الصحابي للحديث النبوي" , للشيخ الأصولي عبدالكريم بن علي النملة , وهو مجلد لطيف تجده في مكتبة الرشد.
وهل تجدني نقلتُ ما نقلتُه لكم أعلاهُ إلا منه [ابتسامة]
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:43 ص]ـ
يا أبو بكر الغنامي
شكرا لك(53/213)
هل يصح هذا السؤال من باب الفلسفه
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[19 - 01 - 09, 11:56 م]ـ
سألني صديقي هذا السؤال وقال اريد الجواب من باب الفلسفه وقال ولست أقصد قدح او تشكيك او استهزاء أو اي أمر يخطر على البال!!
وانما اقصد من باب المجادلة الفلسفية فقط
السؤال كتالي:
قال صديقي: لو قال الحمار ياربي خلقتني، فتشمت بي!!
يقصد من قوله تعالى (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
وقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل اسفارا)
وما يجري على الألسن من تقبيح الحمار وغير ذلك
وهو يريد جواب فلسفي يقنع من اراد ان يتفلسف به
فهل هذا السؤال جائز؟؟ وإذا كان جائز
ماهو جوابه.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[21 - 01 - 09, 03:18 ص]ـ
خلقه وجبله بهذه الطبائع، فوصفه جل وعلا بهذه الطبائع.
وليس هذا في الحمار فقط!
بل وصف الإنسان بأنه ظلوم كفار وأنه ظلوم جهول.
ولا يجوز السؤال عن أفعال الله قال تعالى (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)
وهذه عقيدة أهل السنة منع السؤال عن:
كيف في باب الصفات.
ولم في باب أفعال الرب جل وعلا.
والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[21 - 01 - 09, 03:24 م]ـ
الحق أن يقال الفلسفة وسوسة,,,
أخشى أن هذه من الأسئلة التي استعاذ منها النبي -صلى الله عليه وسلم-بقوله:
أعوذ بك من علم لا ينفع,,,, وحديث: إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم,,,
والصواب أن نأتمر بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-: إحرص على ما ينفعك واستعن بالله,,,
وأخبره أن يرتاح فالحمار لن يفكر بذلك البتة,,,
فلا يُشغل باله ولا بال المسلمين,,,
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 03:44 م]ـ
سبحان الله تعالى (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)
اخبر صاحبك الفيلسوف أن الحمار أكثر حكمة وخوف وخشية منه فلا يسأل خالقه لمَ ولا يعترض على حكم الله فيه
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 05:28 م]ـ
بارك الله فيكم يا اخوان
ولكن لم تبينوا لي: هل هذا السؤال جائز أم لا؟
ثانيا: اريد جواب فلسفي بحت ليقتنع به حسب قوله؟!!
مثل ما يراد عند الفلاسفة من اسئلة كثيرة من ضمنها الجدال الطويل المشهور وهو من خلق الله اول الدجاجة أم البيضة؟؟
وقد كان الكلام في هذا طويل ومعروف عند اهل الصنعه.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 08:26 م]ـ
بعضهم دخل في الفلسفة, كأمثال سؤالك.
دخلها بقصد طيب وحسن واعتمد على نفسه, والنفس ضعيفة كما تعلم, وإذا به ارتدّ عن دين الله وانسلخ منه
نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا, والفلسفة لا ينبغي الدخول فيها من باب الجدل والمزح, إن هذا دين وليس ضحك على ربنا عزوجل, بأن نسأله من باب الجدل والفلسفة, حتى وإن كان القصد طيب و حسن, الرجل الذي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه يحدثهم, فقال الرجل: متى الساعة؟ فأعرض عنه الرسول, وكرر السؤال مرة اخرى, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها ... ,فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما هو أولى من سؤاله هذا, ولم يناقشه ويجادله. نحن مرجعنا الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة, وليسعنا ماوسع الصحابة, فهم خير القرون ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الخزعبلات التي أضعفت دلالة الكتاب والسنة ...
نسأل الله أن يثبتنا وأن لا يزيغ قلوبنا ... بارك الله فيك شيخنا بن روضة ..
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[21 - 01 - 09, 11:48 م]ـ
قول صاحبك أن الله يشمت بالحمار فهي ليست شماتة بل هي أمثلة يضربها الله كيف يشاء فيقول الجهلاء من الناس كما ذكر الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (آية 26) سورة البقرة
والحمار أفضل من الكافر عند الله،
فالكافر (مثل بوش) يدخل النار ويقول ياليتني كنت ترابا اما الحمار فهو آمن من عذابها و أهوالها.
والله أعلم
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[22 - 01 - 09, 07:01 م]ـ
فالكافر (مثل بوش) يدخل النار ويقول ياليتني كنت ترابا اما الحمار فهو آمن من عذابها و أهوالها.
والله أعلم
لا تتألى على الله، أخي الفاضل، فعقيدة أهل السنة أنه لا يحكم على أحد بجنة أو نار إلا من حكم عليه الله ورسوله، أما أن نعين رجل أنه من أهل النار،هذا جرأة على الله سبحانه، وقد قال الله في من قال والله لا يغفر الله لك،
من ذا الذي يتألى علي؟! الحديثَ
والله تعالى أعلم
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 10:24 م]ـ
إذا جزاكم الله كل خير
سأنقل له ما ذكرتم بارك الله فيكم
ولكن لتعلموا انه يعرف هذا الكلام الذي ذكرتمه جيدا، فهو قد درس علم الكلام والمنطق وعنده كثير من هذه الكتب حتى كتب ابن رشد والغزالي وغيرها كثير
وإنما سقت لكم هذا السؤال حتى افحمه ايضا من باب الفلسفه حسب ما يريد.
نفعني الله واياكم بالكتاب والسنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/214)
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك يابن روضة:
وقل له إنها لن تنفعك ... وإنما العلم ما نفع ...
ـ[البتيري]ــــــــ[23 - 01 - 09, 02:49 م]ـ
اخي ابن روضة
انظر الى هدف السائل من سؤاله
فقد لا يكون مستعلما ولا متفلسفا.
قد يكون صاحبك مستهزئا بكتاب الله تعالى او بخلقه سبحانه وحكمته جل وعلا .... والعياذ بالله
وقد يكون مشككا بعدل الله ورحمته حاشا لله.
فانظر في حاله وحال سؤاله ..
اريد جواب فلسفي بحت ليقتنع به
وماذا و لم يقتنع؟ عمره ما اقتنع ..
فالله اعظم واعلم واحكم من ان يسال عن افعاله، جل الله وتعالى وعظم وتقدس سبحانه وبحمده فهو الحكيم الذي يضع كل شئ في موضعه.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 03:43 م]ـ
..........
السؤال كتالي:
قال صديقي: لو قال الحمار ياربي خلقتني، فتشمت بي!! .........
ماهو جوابه.
أين السؤال أخي الفاضل؟
صاحبك إفترضَ حدوث أمر فقط , وشرعتَ أنت ببيان مقصوده!
وكيف يكون عالما بالمنطق وأقوال الفلاسفة , وهو لايُحْسِن السؤال عما يجهل؟!
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 10:16 م]ـ
أخوي أبو بكر: بارك الله فيك.
أخوي بن روضة: سلمني على الفلاسفةوالمناطقة, وقل له: كل من خالف والكتاب والسنة, على حساب عقله فهو غير عاقل, بل هو ضال مضل نسأل الله السلامة والعافية ...(53/215)
قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:54 ص]ـ
قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات
باب التفضيل باب عظيم من أبواب الشرع ويغلط فيه خلق كثير من الطوائف
فلن تجد طائفة من طوائف الإسلام وغيره إلا ولها كلام وقواعد في هذا الباب لأهميته وما يترتب عليه من مسائل علمية وعملية
وفي هذا الموضوع نجمع من كلام أهل التحقيق وأدلتهم ما يهدي إلى الصراط المستقيم في هذا الباب العظيم
ونستخلص ما يصلح أن يكون قاعدة أوضابطا في هذا الباب
وفي ظني أن أولى أهل العلم بنقل كلامه في هذا الباب من اتسعت دائرته في العلوم ومعرفته الملل والنحل والله أعلم.
******************************
- هذا كلام لشيخ الإسلام فيه طول لكن صبرا على قراءته فإنه نفيس فإن أبيت وكسلت فتدبر ما لونته لك
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11/ 366) بعد كلام له في الرد على بعض الطوائف الذين يفضلون أئمتهم على النبي كالصوفية الذين يفضلون خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء وغيرهم كالأحمدية واليونسية:
"ثم نقول: بل أول الأولياء في هذه الأمة وسابقهم هو أفضلهم فإن أفضل الأمة خاتم الأنبياء وأفضل الأولياء سابقهم إلى خاتم الأنبياء، وذلك لأن الولي مستفيد من النبي وتابع له فكلما قرب من النبي كان أفضل وكلما بعد عنه كان بالعكس.
بخلاف خاتم الأنبياء فإن استفادته إنما هي من الله، فليس في تأخره زمانا ما يوجب تأخر مرتبته، بل قد يجمع الله له ما فرقه في غيره من الأنبياء فهذا الأمر الذي ذكرناه من أن السابقين من الأولياء هم خيرهم، هو الذي دل عليه الكتاب والسنن المتواترة وإجماع السلف.
ويتصل بهذا ظن طوائف أن من المتأخرين من قد يكون أفضل من أفاضل الصحابة ويوجد هذا في المنتسبين إلى العلم وإلى العبادة وإلى الجهاد والإمارة والملك حتى في المتفقهة من قال: أبو حنيفة أفقه من علي، وقال بعضهم يقلد الشافعي ولا يقلد أبو بكر وعمر، ويتمسكون تارة بشبه عقلية أو ذوقية من جهة أن متأخري كل فن يحكمونه أكثر من المتقدمين، فإنهم يستفيدون علوم الأولين مع العلوم التي اختصوا بها كما هو موجود في أهل الحساب والطبائعيين والمنجمين وغيرهم ومن جهة الذوق وهو ما وجدوه لأواخر الصالحين من المشاهدات العرفانية والكرامات الخارقة ما لم ينقل مثله عن السلف وتارة يستدلون بشبه نقلية مثل قوله:"للعامل منهم أجر خمسين منكم " وقوله: " أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره ".
وهذا خلاف السنن المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين و مما هو في الصحيحين أو أحدهما من قوله: " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وقوله: " والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" وغير ذلك من الأحاديث وخلاف إجماع السلف: كقول ابن مسعود: " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد " وقول حذيفة " يا معشر القراء استقيموا وخذوا سبيل من كان قبلكم فو الله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " وقول ابن مسعود: " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم " وقول جندب وغيره مما هو كثير مكتوب في غير هذا الموضع بل خلاف نصوص القرآن في مثل قوله:"والسابقون الأولون" الآية، وقوله: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل "الآية وقوله:" والذين جاءوا من بعدهم " الآية وغير ذلك، فإنه لم يكن الغرض بهذا الموضع هذه المسألة وإنما الغرض الكلام على خاتم الأولياء ومما يشبه هذا ظن طائفة كابن هود وابن سبعين والنفري والتلمساني: أن الشيء المتأخر ينبغي أن يكون أفضل من المتقدم؛ لاعتقادهم أن العالم متنقل من الابتداء إلى الانتهاء كالصبي الذي يكبر بعد صغره والنبات الذي ينمو بعد ضعفه ويبنون على ذلك أن المسيح أفضل من موسى ويبعدون ذلك إلى أن يجعلوا بعد محمد واحدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/216)
من البشر أكمل منه كما تقوله الإسماعيلية والقرامطة والباطنية فليس على هذا دليل أصلا، أن كل من تأخر زمانه من نوع يكون أفضل ذلك النوع فلا هو مطرد ولا منعكس.
بل إبراهيم الخليل قد ثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنه خير البرية " أي بعد النبي، وكذلك قال الربيع بن خيثم: " لا أفضل على نبينا أحدا ولا أفضل على إبراهيم بعد نبينا أحدا وبعده جميع الأنبياء المتبعين لملته مثل موسى وعيسى وغيرهما " وكذلك أنبياء بني إسرائيل كلهم بعد موسى وقد أجمع أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى على أن موسى أفضل من غيره من أنبياء بني إسرائيل إلا ما يتنازعون فيه من المسيح. والقرآن قد شهد في آيتين لأولي العزم فقال في قوله: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم" وقال:" شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى" فهؤلاء الخمسة أولوا العزم وهم الذين قد ثبت في أحاديث الشفاعة الصحاح: أنهم يترادون الشفاعة في أهل الموقف بعد آدم فيجب تفضيلهم على بنيهم وفيه تفضيل لمتقدم على متأخر ولمتأخر على متقدم.
وأصل الغلط في هذا الباب: أن تفضيل الأنبياء أو الأولياء أو العلماء أو الأمراء بالتقدم في الزمان أو التأخر أصل باطل فتارة يكون الفضل في متقدم النوع وتارة في متأخر النوع
ولهذا يوجد في أهل النحو والطب والحساب ما يفضل فيه المتقدم كبطليموس وسيبويه وبقراط وتارة بالعكس.
وأما توهمهم أن متأخري كل فن أحذق من متقدميه لأنهم كملوه فهذا منتقض:
أولا: ليس بمطرد فإن كتاب سيبويه في العربية لم يصنف بعده مثله بل وكتاب بطليموس بل نصوص بقراط لم يصنف بعدها أكمل منها.
ثم نقول هذا قد يسلم في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، أما الفضائل المتعلقة باتباع الأنبياء فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته: كان تلقيه عنهم أعظم وما يحسن فيه هو من الفضائل الدينية المأخوذة عن الأنبياء، ولهذا كان من يخالف ذلك هو من المبتدعة الخارج عن سنن الأنبياء المعتقد أن له نصيبا من العلوم والأحوال خارجا عن طور الأنبياء فكل من كان بالنبوة وقدرها أعظم كان رسوخه في هذه المسألة أشد وأما الأذواق والكرامات فمنها ما هو باطل والحق منه كان للسلف أكمل وأفضل بلا شك وخرق العادة تارة يكون لحاجة العبد إلى ذلك وقد يكون أفضل منه لا تخرق له تلك العادة فإن خرقها له سبب وله غاية فالكامل قد يرتقي عن ذلك السبب وقد لا يحتاج إلى تلك الغاية المقصودة بها ومع هذا فما للمتأخرين كرامة إلا وللسلف من نوعها ما هو أكمل منها.
وأما قوله: " لهم أجر خمسين منكم لأنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون على الخير أعوانا" فهذا صحيح إذا عمل الواحد من المتأخرين مثل عمل عمله بعض المتقدمين كان له أجر خمسين لكن لا يتصور أن بعض المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أكابر السابقين كأبي بكر وعمر فإنه ما بقي يبعث نبي مثل محمد يعمل معه مثلما عملوا مع محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله: "أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره" مع أن فيه لينا فمعناه: في المتأخرين من يشبه المتقدمين ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيرا.
فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين كما جاء في الحديث الآخر: " خير أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أو عوج وددت أني رأيت إخواني قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي " هو تفضيل للصحابة فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أكمل من مجرد الإخوة وكذلك قوله: " أي الناس أعجب إيمانا " إلى قوله: " قوم يأتون بعدي يؤمنون بالورق المعلق " هو يدل على أن إيمانهم عجب أعجب من إيمان غيرهم ولا يدل على أنهم أفضل، فإن في الحديث أنهم ذكروا الملائكة والأنبياء ومعلوم أن الأنبياء أفضل من هؤلاء الذين يؤمنون بالورق المعلق، ونظيره كون الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء فإنه لا يدل على أنهم بعد الدخول يكونون أرفع مرتبة من جميع الأغنياء وإنما سبقوا لسلامتهم من الحساب.
وهذا باب التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات أو بين أشخاص النوع باب عظيم يغلط فيه خلق كثير والله يهدينا سواء الصراط.ا. هـ
نستخلص من هذا التحقيق البديع والتأصيل المنيع:
- أن من قرب من النبي كان أفضل ممن بعُد عنه.
- أن التفضيل بالتقدم زمنا من حيث الجنس لا النوع مطرد أما من حيث النوع فليس بمطرد فتارة يكون الفضل في متقدم النوع وتارة في متأخر النوع.
- أن التفضيل بالتقدم زمنا أو التأخر أصل باطل إذا كان في الفنون التي تنال بالقياس والرأي والحيلة، مع عدم طرده في الأنواع كما تقدم، أما الفضائل المتعلقة باتباع الأنبياء فكل من كان إلى الأنبياء أقرب مع كمال فطرته كان أفضل.
- يلاحظ مما سبق استدلال ابن تيمية بالكتاب والسنن المتواترة وغيرها والآثار والإجماع على ما قرره ورده على ما يتمسك به المخالف من شبه عقلية ونقلية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/217)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:56 ص]ـ
وقال أبو العباس رحمه الله أيضا في منهاج السنة النبوية (6/ 88):
"وأمتنا خير أمم وأكرمها على الله وخيرها القرون الثلاثة وأفضلهم الصحابة وفي أمتنا شر كثير لكنه أقل من شر بني إسرائيل وشر بني إسرائيل أقل من شر الكفار الذين لم يتبعوا نبيا كفرعون وقومه وكل خير في بني إسرائيل ففي أمتنا خير منه وكذلك أول هذه الأمة وآخرها فكل خير من المتأخرين ففي المتقدمين ما هو خير منه وكل شر في المتقدمين ففي المتأخرين ما هو شر منه وقد قال تعالى:" فاتقوا الله ما استطعتم ".
ولا ريب أن الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض الذي عينهم عمر لا يوجد أفضل منهم وإن كان في كل منهم ما كرهه فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم ولهذا لم يتول بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة ولا تولى بعد علي خير منه ولا تولى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي الله عنه كما ذكر الناس سيرته وفضائله وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوب فغيرهم أعظم ذنوبا وأقل حسنات فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير ولا يقع على الصحيح والعاقل يزن الأمور جميعا هذا وهذا. ا.هـ
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:57 ص]ـ
وقال هذا العبقري أيضا في رفع الملام ص18_19:
" فهؤلاء كانوا أعلم الأمة وأفقهها وأتقاها وأفضلها فمن بعدهم أنقص فخفاء بعض السنة عليهم أولى فلا يحتاج إلى بيان فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الأئمة أو إماما معينا فهو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا
ولا يقولن قائل إن الأحاديث قد دونت وجمعت فخفاؤها والحال هذه بعيد لأن هذه الدواوين المشهورة في السنن إنما جمعت بعد انقراض الأئمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز أن يدعي انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين معينة ثم لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم ولا يكاد ذلك يحصل لأحد بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط بما فيها
بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين كانوا أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير لأن كثيرا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول أو بإسناد منقطع أو لا يبلغنا بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية".ا. هـ
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:58 ص]ـ
وقال تلميذه ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 118)
فصل
في جواز الفتوى بالآثار السلفية والفتاوى الصحابية وأنها أولى بالأخذ بها من آراء المتأخرين وفتاويهم وأن قربها إلى الصواب بحسب قرب أهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأن فتاوى الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوى التابعين وفتاوى التابعين أولى من فتاوى تابعي التابعين وهلم جرا وكلما كان العهد بالرسول أقرب كان الصواب أغلب
وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد فرد من المسائل كما أن عصر التابعين وإن كان أفضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص شخص ولكن المفضلون في العصر المتقدم أكثر من المفضلين في العصر المتأخر وهكذا الصواب في أقوالهم أكثر من الصواب في أقوال من بعدهم
فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين
ولعله لا يسع المفتى والحاكم عند الله أن يفتى ويحكم بقول فلان وفلان من المتأخرين من مقلدي الأئمة ويأخذ برأيه وترجيحه ويترك الفتوى والحكم بقول البخاري وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني ومحمد بن نصر المروزي وأمثالهم بل يترك قول ابن المبارك والأوزاعي وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهم بل لا يلتفت إلى قول ابن أبي ذئب والزهري والليث بن سعد وأمثالهم بل لا يعد قول سعيد بن المسيب والحسن والقاسم وسالم وعطاء وطاوس وجابر بن زيد وشريح وأبي وائل وجعفر بن محمد وأضرابهم مما يسوغ الأخذ به بل يرى تقديم قول المتأخرين من أتباع من قلده على فتوى أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي بن كعب وأبي الدرداء وزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبادة بن الصامت وأبي موسى الأشعري وأضرابهم فلا يدري ما عذره غدا عند الله إذا سوى بين أقوال أولئك وفتاويهم وأقوال هؤلاء وفتاويهم فكيف إذا رجحها عليها فكيف إذا عين الأخذ بها حكما وإفتاء ومنع الأخذ بقول الصحابة واستجاز عقوبة من خالف المتأحرين لها وشهد عليه بالبدعة والضلالة ومخالفة أهل العلم وانه يكيد الإسلام تالله لقد أخذ بالمثل المشهور رمتنى بدائها وانسلت وسمى ورثة الرسول باسمه هو وكساهم أثوابه ورماهم بدائه وكثير من هؤلاء يصرخ ويصيح ويقول ويعلن أنه يجب على الأمة كلهم الأخذ بقول من قلدناه ديننا ولا يجوز الأخذ بقول أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم من الصحابة وهذا كلام من أخذ به وتقلده ولاه الله ما تولى ويجزيه عليه يوم القيامة الجزاء الأوفى والذي ندين الله به ضد هذا القول والرد عليه. فنقول ... ".ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/218)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:26 م]ـ
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في الموافقات 147/ 1:
"أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة والخبر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين -في إصلاح دنياهم ودينهم- على خلاف أعمال المتأخرين وعلومهم في التحقيق أقعد فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين والتابعون ليسوا كتابعيهم وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى.
وأما الخبر ففي الحديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض" ولا يكون هذا إلا مع قلة الخير وتكاثر الشر شيئا بعد شيء ويندرج ما نحن فيه تحت الإطلاق.
وعن ابن مسعود أنه قال: "ليس عام إلا الذي بعده شر منه لا أقول عام أمطر من عام ولا عام أخضب من عام ولا أمير خير من أمير ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم".
ومعناه موجود في "الصحيح" في قوله: "ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيَضلون ويُضلون".
وقال عليه السلام: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ". قيل: من الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل ".
وفي رواية: قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون عند فساد الناس ".
وعن أبي إدريس الخولاني: "إن للإسلام عُرى يتعلق الناس بها وإنها تمتلخ عروة عروة".
وعن بعضهم: "تذهب السنة سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة".
وتلا أبو هريرة قوله تعالى: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" ثم قال: "والذي نفسي بيده ليخرجن من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا ".
وعن عبد الله قال: "أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ " قالوا: نعم كما ينقص صبغ الثوب وكما ينقص سِمَن الدابة فقال عبد الله: "ذلك منه".
ولما نزل قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" بكى عمر فقال عليه السلام له "ما يبكيك؟ " قال: يا رسول الله إنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص فقال عليه السلام: "صدقت".
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا وأعظم ذلك العلم فهو إذًا في نقص بلا شك.
فلذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أي نوع كان وخصوصا علم الشريعة الذي هو العروة الوثقى والوَزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق". ا. هـ
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[28 - 03 - 09, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك و حماك و أثابك الحسنى و رعاك
فكل من لزم الإنصاف و جانب طريق الإعتساف و حكّم الشرع و تحاكم إليه و لزم السنة الصحيحة و اللغة الفصيحة و ألغى الهوى و تخلى قال بالحق و لو على نفسه؛ و هذا تالله ظاهر في علماء الملة و أئمة الشرعة كابن حزم و شيخ الإسلام و من سبقهم من أطواد العلم و الدين و ممن جاء بعدهم من أهل الرسوخ و التقوى.
و قد مررت بكلام شبيه بهذا حذو القذة بالقذة إلاّ يسيرا لبن حزم رحمه الله تعالى و أعلى درجته و سائر المؤمنين في كتابه الفصل في الملل و الفرق و النحل.
و ربّما أنقله قريبا حتى تزيد الفائدة و تكثر العائدة.
أسأل الله تعالى أن يبارك عليكم و أن يمتعكم بأسماعكم و أبصاركم و يعصمكم من الهوى.
وفقكم الله و رعاكم و سددكم و أصاب بكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(53/219)
فتوى مصورة للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله- واللجنة الدائمة في عدم جواز كتابة لفظ ((الله)) , و ((محمد)) في المساجد أو غيرها
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه صورة الفتوى بمنع ذلك جزى الله خيراً من أعان على نشرها بشتى الطرق (في المنتديات, أو توزيعها على الناس أو تعليقها في مؤخرة المساجد, وغيرها من الأماكن التي يغلب على ظنك انتفاع الناس بها) وجزاكم الله خيراً,,,,
62755
62756
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - 01 - 09, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل ووالله إن نفسي كانت تكره مثل ذلك في مساجدنا وأجد أن ذلك من أنواع الغلو ولكن لم أجد فتوى في ذلك فبارك الله فيك على هذا النقل عصمنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 01 - 09, 10:46 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب أبا عبدالله على نقل هذه الفتوى,
ولكن اظن ان القارئ للعنوان وللفتوى يلتبس عليه الأمر شيئا ما.
والله أعلم.
وبارك الله فيك.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - 01 - 09, 11:05 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي أبو عبد الله، وبهذا إذا تكلم المرا ناصحا يكون ناقلا لكلام اهل العلم بكلام موثق
وفقكم الله
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[27 - 01 - 09, 02:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 10:34 ص]ـ
بارك الله فيك ورفع الله قدرك ...
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 11:18 ص]ـ
رحم الله الشيخ
يا شيخ اتقوا الله تعالى
أين الحرمة في كتابة لفظ الجلالة (الله) وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أما قرن الله اسم نبيه باسمه
أما قال له: ورفعنا لك ذكرك
أما قال له: ولسوف يعطيك ربك فترضى
أما ورد في صحيح ابن حبان أن الله تعالى قال لنبيه: ما ذُكرتُ يا محمد إلا وذكرتَ معي
وحسبنا الشهادة
إذن احذفوا الشهادة الثانية بحجة أنها لا تليق وأنها توهم على من دخل في دين الاسلام
افعلوا ذلك
وقد رأينا مشايخنا وعلماءنا يرون هذا الأمر وما أنكروه وما ذكروه وما تطرقوا له
بل إن من وضع هذا ما وضعها إلا حبا وتعظيما وتشريفا
لكن لا أخفيك أنا ضد التعليق ابدا
لأن الاسم إذا لم يكن محفورا بالقلب ومطبوعا به فلن ينفع ولو علقته على كل الجدران
ولكن لو فعل هذا فلا إثم به ولاحرج
والله تعالى أعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:29 م]ـ
أما ورد في صحيح ابن حبان أن الله تعالى قال لنبيه: ما ذُكرتُ يا محمد إلا وذكرتَ معي
بلى، لكن الحديث ضعيف.
قال الإمام الألباني في السلسة الضعيفة:
إسناده ضعيف, من أجل أبي السمح, و اسمه دراج, فإن فيه ضعفا, كما تقدم مرارا.
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:58 م]ـ
بلى، لكن الحديث ضعيف.
قال الإمام الألباني في السلسة الضعيفة:
إسناده ضعيف, من أجل أبي السمح, و اسمه دراج, فإن فيه ضعفا, كما تقدم مرارا.
وهل كل حديث ضعيف مردود؟
لو رجعت إلى كتب السلف لوجدتهم يذكرون ويوردون ويستشهدون بالأحاديث الضعيفة
وهذا الحديث دلت عليه الأصول العامة للشريعة وقد ذكرت لك الآيات وذكرت لك الشهادة التي بمعناه
ثم على فرض ضعفه - وقد استشهد به سادتنا وعلماؤنا وحسبي بهم - أقول على فرض ضعفه فهو أفضل من أراء الرجااال.
وأكرر أني لا احب التعليق لكن لا يكون التعليق من باب الشرك الأصغر!!!
إنا لله وإنا إليه راجعون (شرك أصغر!!!!!!!!!!!)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 01:07 م]ـ
كل حديث ضعيف فإنه لا يحتج به، إلا ما كان ضعفه يسيرا جدا و هذا لا يعلمه إلا علماء الحديث و طلبته،
أما ما ذكرت أن السلف كانوا يحتجون بالأحاديث الضعيفة، فهل كانوا يقولون "و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث ضعيف: ..... "؟
و أنا أرى من كلامك أنك لا تتكلم بعلم، لكن بعاطفة و بينهما فرق كبير.
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[30 - 01 - 09, 01:51 م]ـ
كل حديث ضعيف فإنه لا يحتج به، إلا ما كان ضعفه يسيرا جدا و هذا لا يعلمه إلا علماء الحديث و طلبته،
أما ما ذكرت أن السلف كانوا يحتجون بالأحاديث الضعيفة، فهل كانوا يقولون "و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث ضعيف: ..... "؟
و أنا أرى من كلامك أنك لا تتكلم بعلم، لكن بعاطفة و بينهما فرق كبير.
لا حول ولا قوة إلا بالله
كل حديث ضعيف لا يحتج به؟
من قال بهذا من العلماء
وقد ذكر سيدنا النووي رضي الله عنه وابن حجر أن الحديث الضعيف يعمل به بشروط ثلاثة:
أن لا يكون ضعفه شديدا
وأن يندرج تحت أصل معمول به
وأن أن لا يعتقد عند العمل به الثبوت
فانظر إلى هذه الشروط وإلى هذا الحديث الذي رويته هل تنطبق الشروط عليه؟ نعم
الحديث إن ضعفه الشيخ الألباني ققد احتج به علماؤنا الشافعية رضي الله عنهم وقد قلت لك حسبي بهم بل وانتشر هذا عن السلف واحتج به السلف
قال سيدنا جلال الدين السيوطي في الدر المنثور:
أخرج الشافعي في الرسالة وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله: ورفعنا لك ذكرك: قال: لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
وأخرج ابن عساكر عن الحسن في قوله: ورفعنا لك ذكرك: قال: ألا ترى أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه نبيه
ارجع إلى التفسير المذكور تجد كلاما كثيرا في مثل هذا عن علماء السلف رضي الله عنهم
وما أحد منهم قال: شرك أصغر
على كل حال: المسألة ليست في الحديث -وقد قلت لك أنه يوافق أصول الشريعة- المسألة في جواز الكتابة أو لا؟
وهل هي شرك أصغر؟
إنا لله وإنا إليه راجعون (شرك أصغر!!!!!!!)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/220)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 01 - 09, 01:57 م]ـ
سبحان الله، هل قلت أن كل حديث ضعيف لا يحتج به و سكت؟ لا تُسرع في الرد ...
أنت تخلط بين قول الشهادتين الذي هو ركن من أركان الإسلام و بين كتابة "الله" و "محمد" في لوحة أو صورة.
هناك فرق بينهما بارك الله فيك.
أخي الكريم كفاك تسيدا للعلماء فهذا ليس من السنة في شيء.
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:25 م]ـ
جزى اللهُ خير الجزاء كاتبَ الموضوع على تنبيهه المهم
ولا يكابر أحد في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فاسمه منحوت في قلب كل مسلم
والعبرة في الدليل لذا أرجو الابتعاد عن الكلام العاطفي
ثم الاستدلال باقتران شهادة أن محمدا رسول الله مع شهادة أن لا إله إلا الله (اقتران جمل) بجواز كتابة الله ومحمد (اقتران مفردات) تجاه القبلة ضعيف لأنه ليس الاقتران كالاقتران , فاقتران شهادة أن الله هو المعبود الحق وحده وما سواه الباطل بشهادة أن محمدا رسولا لله طبعا لا يدل على المساواة , ليست كاقتران مفردات (الله محمد) (الله) على يمين المحراب و (محمد) على يساره , هكذا دون سياق وإن فادت معنى فادت المساواة , والله المستعان.
ثم إن سلمنا أنها مسألة خلافية فلا يستدل على قول عالم بقول عالم , فضلا عن سكوتهم مما يفهم منه الإقرار , وأعجب من تسيدك لمشايخك , ومخاطبتك العلامة ابن العثيمين وكأنه أتى منكرا عظيما لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم التعظيم والحب والتشريف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته لا بتعليق اسمه على الجدران
ـ[حسين الفلسطيني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:54 م]ـ
مع إجلالي و تقديري للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
إلا أنني أوافق أخي عدي محمد الرأي، تعليق اسم الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
بجانب اسم الله تعالى لا يعني أننا نعتقد المساواة بين الله و خلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، و لكنه إقرار منا بشهادة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله فكيف يجعل التوحيد شركا؟؟؟؟
و تذكير للإنسان الغافل تذكير له بذكر الله تعالى و الصلاة و السلام على سيد الأنام محمد صلى الله عليه و سلم و لا أراه أمرا مفضيا إلى الشرك بالله أو الغلو في النبي صلى الله عليه و سلم ....
على كل حال رحم الله من مات من علمائنا الأجلاء و حفظ من بقي.
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[01 - 02 - 09, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا: قولك أخي الكريم:
والعبرة في الدليل لذا أرجو الابتعاد عن الكلام العاطفي
من تكلم بالعاطفة؟ أنا أم أنتم؟
أنا جئتكم بالأدلة على أن الله رفع ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه قرن اسمه باسمه
ولا تقل في الشهادة فقط بل قرن ذاك في مواضع كثيرة من القرآن في غير الشهادة كالطاعة والمحبة فلا مانع من كتابتهما كما يفعل الان لاتفاق الناس جميعا على هذا الأمر بما فيهم العلماء
ثانيا: الأصل جواز ذلك لأن ما أحد قال بتحريم هذا الأمر وجعله من الشرك الأصغر إلا مؤخرا وإلا ايتني بأقوال السلف لأسلم لك
وحسبك أن الله يجلس سيدا محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه كما ورد عن مجاهد
وكما يعلم الدليل يطلب من المثبت لا النافي
قال سيدنا الجلال السيوطي في الكوكب:
لا يطلب الدليل ممن قد نفى .. إن ادعى علما ضروريا وفى
أو لا يطالب بدليل في الأبر ..
أنتم قلتم شرك فنحن نقول: الدليل
ثالثا: قولك: فلا يستدل على قول عالم بقول عالم
جميل هذا
وأقول لكم لا تلزمو الناس بهذا القول وأبقوا الناس على فطرها في هذه المسألة
فإن ما أحدا علقها إلا تعظيما وحبا وتشريفا
رابعا: عجبكم حميعا مني لتسييدي للعلماء كما قلت انت: وأعجب من تسيدك لمشايخك
وأنا أقول الفخر كل الفخر لي في أن أقول: سيدنا عن إمام من أئمتنا
بل إني لأتشرف بهذه الكلمة وأتبارك بها وأتقرب إلى الله تعالى بها قال ابن القيم:
وحسبي انتسابي من بعيد إليكم .. ألا إنه حظ عظيم مفخم
إذا قيل هذا عبدهم ومحبهم .. تهلل وجهه بشرا يتبسم
خامسا: قولك: ثم التعظيم والحب والتشريف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بطاعته لا بتعليق اسمه على الجدران
قد قلت هذا الكلام أو معناه في أول مشاركة لي
وقلت أنا لا أحب هذا الفعل لكن لا يكون شركا أصغر!!!!!!!
وقلت: يجب أن يكون الاسم ومحبة صاحبه محفورة ومطبوعة في القلب
أما الشيخ ابن عثيمين فيعلم الله أني أحبه ولكن كل الناس يؤخذ منه ويرد عليه وقوله لا يلزمني
وللعلم اطلعت على هذه الفتوى من اكثر من خمس سنوات وقمت بطبعها وتوزيعها لأني اعتقدت ذلك
ولكن تبين لي مؤخرا أن هذا تكلف وتنطع وقد هلك المتنطعون
أما الشيخ فمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد
والله تعالى أعلم
ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[02 - 02 - 09, 01:23 ص]ـ
عدي محمد الناس تعلقها من باب تزيين المسجد أم أن المعلق حينما علق كان ينتظر الأجر من وراء ذلك؟
أنتظر منك تعليقاً على كلام أخوك الصغير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/221)
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 02 - 09, 05:11 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه:
قطعاً لمادة النزاع!
(هذه رسالة لعدي محمد , وحسين الفلسطيني وفق الله الجميع لما فيه رضاه)
أولاً: ينبغي أن نعرف جميعاً على أن الأصل في العبادات التوقف؛ وذلك لأن العبادة لا بد من دليل يدلُ عليها, فإن قلت هي عادة قلنا لك "العادة محكمة" فقد خالفت العادة أصلاً شريعاً كما سيأتي بيانه.
ثانياً: أن هذا التعليق للأسماء أو الآيات أو الأحاديث في الجدران ليس من فعل السلف فكيف تلزمنا بأن نأتي بكلام لهم يدلُ على منعه, أولاً أثبت العرش ثم أنقش.
ثالثاً: وقول من قال إنه قد يكون شركاً أصغراً إذا لم يعتقد المساواة مأخوذ من قول ذاك الصحابي للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله وشئت؛ إذ الشرك الأصغر هو: كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركا كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر, أما من اعتقد المساواة فهو مشرك كافر بالله تعالى الكفر الأكبر.
ومثله حديث: " نستشفع بك على الله وعلى الله بك ..... قال صلى الله عليه وسلم- فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: شأن الله أعظم ... ".
رابعاً: ما أدري يا أخي هل تعلم أن في الشريعة قاعدة مهمة للغاية وهي: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" وهي من قواعد سد الذرائع.
خامساً: مسألة التسيّد, انظر إلى حال الصحابة -رضي الله عنهم- الذين هم خير مني ومنك ومن علمائنا جميعاً لم يؤثر عن واحد منهم أنه قال قال سيدنا رسول الله! وابحث في المسانيد والمعاجم والصحاح والسنن فإن وجدتَّ فحاججني به.
ولعلك تحتج بقول بعض الصحابة -رضي الله عنهم-"يا سيدنا وابن سيدنا,,," فقد قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.
سادساً: أما قول من يقول أنها تذكير للناس حتى لا يغفلون عن ذكر الله وذكر رسوله, فهذا خطأ لأن الوسائل لها حكم المقاصد, فلا بد أن تكون الوسيلة شرعية ليتوصل إلى المقصد الشرعي وانظر على سبيل المثال كيف بدأ الشرك بتصوير رجال صالحين حتى يذكروا الله!! ولكنهم كان مآلهم إلى الإشراك بالله والكفر به.
سابعاً: أن علماء أهل السنة! قاطبة لا يجوزون هذا الفعل! ولم يفتِ بجوازه إلا أهل البدع من الصوفية والرافضة وغيرهم,,,.
ثامناً: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يكره زخرفة المسجد بذهب أو فضة، أو نقش، أو صبغ، أو كتابة أو غير ذلك مما يلهي المصلي عن صلاته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك (الموسوعة الفقهية).
وفي مواهب الجليل: "قال ابن رشد في سماع عيسى من كتاب الجامع: وتحسين بناء المساجد وتحصينها مما يستحب وإنما الذي يكره تزويقها بالذهب وشبهه والكتابة في قبلتها".
وإليك هذه القصة ولعلها أيضاً توضح ما أريد:
أورد الشاطبي في كتابه الاعتصام ما نصه:" قال أبو مصعب-صاحب مالك-: " قدم علينا ابن مهدي,- أي المدينة- فصلى, ووضع رداءه بين يدي الصفِّ, فلما سلم الإمام, رمقه الناس بأبصارهم, ورمقوا مالكاً- وكان قد صلى خلف الإمام- فلما سلَّم؛ قال: من ها هنا من الحرس؟ فجاءه نفسان, فقال: خذا صاحب هذا الثوب فاحبساه. فحبس, فقيل له: إنه ابن مهدي! فوجَّه إليه وقال: أما خفت الله واتقيته؛ أن وضعت ثوبك بين يديك في الصف, وشغلت المصلين بالنظر إليه, وأحدثت في مسجدنا شيئاً ما كنا نعرفه, وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في مسجدنا حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)؟ فبكى ابن مهدي!! , وآلى على نفسه أن لا يفعل ذلك أبدا في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في غيره.
قال الشاطبي: "وهذا غاية في التوقي والتحفظ في ترك إحداث ما لم يكن خوفا من تلك اللعنة فما ظنك بما سوى وضع الثوب"؟.
والله أعلم.
وانتظر تعقيبكم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 02 - 09, 09:13 م]ـ
هل كل نقاشاتك اخي هكذا؟
أعني غضب وصراخ؟
وهل تظن أن هذا من اسلوب أسيادك في شيء؟
رحم الله الشيخ
يا شيخ اتقوا الله تعالى أين الحرمة في كتابة لفظ الجلالة (الله) وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أما قرن الله اسم نبيه باسمه
أما قال له: ورفعنا لك ذكرك
أما قال له: ولسوف يعطيك ربك فترضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/222)
ما علاقة هذه الآية بما ذهبت إليه من قرن الاسم وأين وجه الاستدلال؟
فأفدني لا حرمك الله.
أما ورد في صحيح ابن حبان أن الله تعالى قال لنبيه: ما ذُكرتُ يا محمد إلا وذكرتَ معي
وحسبنا الشهادة
إذن احذفوا الشهادة الثانية بحجة أنها لا تليق وأنها توهم على من دخل في دين الاسلام
افعلوا ذلك
من تُكلم هنا بالضبط؟؟؟؟
صاحب الفتوى هو الشيخ بن عثيمين رحمه الله وليس صاحب الموضوع!
فيا حبذا التلطف مع المشايخ,
أم أن التلطف والاحترام الزائد محصور على مشايخ الشافعية دون غيرهم؟؟؟؟؟
وقد رأينا مشايخنا وعلماءنا يرون هذا الأمر وما أنكروه وما ذكروه وما تطرقوا له
بل إن من وضع هذا ما وضعها إلا حبا وتعظيما وتشريفا
(((الله محمد)))
أين من العلماء من لم ينكر هذا؟
حبذا لو أثريت الموضوع ورفعت فتاوى ومراجع حتى نستفيد ونتبين,
فأنت في النهاية في منتدى علمي, فلا يصلح ان تستنكر وتنقل قول العلماء بالمسألة بدون ان تُطلع غيرك على حيثياتها,
أليس كذلك؟
*كلمة التوحيد:
((لا إله الا الله محمدا رسول الله))
أفادت ما لا يخفى على أي مسلم,
كنفي الألوهية عن غير الله, ولا معبود بحق سواه ......
* (الله محمد)
ماذا أفادت عندك؟؟؟
وماذا أفادت عند غيرك.
وأين أجد عليها كلام من أسيادك الذين ما أنكروها؟
والجدير بالذكر أنك ذكرت من دخل الاسلام!
فماذا سيفهم أيضا هذا الداخل من (الله محمد)؟
ورجاء, لا أريد استنتاجاتك,
أريد كلام علمي من أهل العلم أو من أسيادك,
وأنت لست منهم فاعفني.
________________________________________________
ثم على فرض ضعفه - وقد استشهد به سادتنا وعلماؤنا وحسبي بهم - أقول على فرض ضعفه فهو أفضل من أراء الرجااال
مرة أخرى والله المستعان,
من تقصد بالرجااال؟
واستشهاد أسيادك به, لا يعني شيئاً, ولا يرفع من درجته.
فمن مُنطلق منطقك,
فهم رجاااااال أيضا!!
وظني أنك غفلت عن شرط آخر أكد عليه سيدك النووي وهو باب (فضائل الأعمال) ,
والحديث -إن فرضنا جدلا صحته- ليس في باب الفضائل,
وكما تفضلت أنت,
فليس هذا مقام التكلم في قبول الضعيف أو تركه,
فمن يأخذ به معروف ومن يتركه معروف.
لا حول ولا قوة إلا بالله
كل حديث ضعيف لا يحتج به؟
من قال بهذا من العلماء
عُذراً,
الظاهر أنه ليس معروفاً عندك,
ويبدو أنك لم تمر على هذه المسألة,
ولا أدري لماذا تستعجل!
على كل, ها هو خيار البحث في المنتدى,
لن يضرك لو بحثت قليلا,
وهذا رابط قد يفيد.
العمل في الضعيف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134000)
الأصل جواز ذلك لأن ما أحد قال بتحريم هذا الأمر وجعله من الشرك الأصغر إلا مؤخرا وإلا ايتني بأقوال السلف لأسلم لك
وحسبك أن الله يجلس سيدا محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه كما ورد عن مجاهد
وكما يعلم الدليل يطلب من المثبت لا النافي
ما عُلم بالأحمر لوحده يحتاج الى وقفة,
ووقفة طويلة.
هذا الأمر وجعله من الشرك الأصغر إلا مؤخرا
أنا هنا أطالبك مرة أخرى بمن أقر هذه الجملة (الله محمد) ,
فكلامك يفيد أن هناك من أقرها, ولكن الشيخ بن عثيمين شذ عنهم وقال عنها شرك أصغر.
فنقولك بإذن الله ستثري الموضوع.
وكما يعلم الدليل يطلب من المثبت لا النافي
جميل,
الشيخ يقول بعدم جواز كتابة (الله محمد) على الجدران, فهو ينفيها. وأن تتخبط يمنة ويسرة وتقول بجوازها, أي أنك تُثبتها.
فهات دليلا على هذا الفعل من السلف.
وهات دليلا على أن السلف وضعوا على جدران المساجد (الله محمد).
أو هات دليلا على إقرار السلف على الجملة (الله محمد).
ويا ليت الردود القادمة تكون
أليق وأوفق وأرفق.
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[02 - 02 - 09, 11:05 م]ـ
شكرا لك على هذه السخرية!!!!!!!
أعلق على بعض الأشياء وانتهي من الكلام في هذه المسألة:
قولك:
ولسوف يعطيك ربك فترضى
ما علاقة هذه الآية بما ذهبت إليه من قرن الاسم وأين وجه الاستدلال؟
وجه الاستدلال رفع شان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
قولك:
حبذا لو أثريت الموضوع ورفعت فتاوى ومراجع حتى نستفيد ونتبين
كلامك جميل، لكني لا أملك لك فتاوى في هذه المسألة لأنه كما قلت لك ما تطرق إليها أحد قبل مشايخك
قولك:
(الله محمد)
ماذا أفادت عندك؟؟؟
أفادت تعظيم المسمى والتقرب إليه بهذا الفعل
وقد كررت هذا كثيرا: ما عُلقت إلا حبا وتعظيما وتشريفا مع أني لا احب هذا الفعل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/223)
قولك:
واستشهاد أسيادك به, لا يعني شيئاً, ولا يرفع من درجته
إن كان هذا لا يعني شيئا عندك - لأنك جاوزت القنطرة!! - فأنا يعني عندي الكثير لأني ألتزم بهم وبقولهم
وأنتم من استشهد بالرجال فأنا أرد عليكم بالرجال العلماء كشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
ولا أعتقد انك ستقارن أبدا بين شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وبين غيره
قولي: الأصل جواز ذلك لأن ما أحد قال بتحريم ......
ما هي الوقفة التي يحتاجها كلامي
عهدنا الناس بما فيهم المشايخ والعلماء على هذا فخرج علينا قول وهو انه شرك أصغر!!!!
قولك:
أنا هنا أطالبك مرة أخرى بمن أقر هذه الجملة (الله محمد) ,
قلت لك إقرار العلماء كمشايخنا في الشام على هذا ولعلي أسأل لك في هذا وأرد عليك به
القاعدة: الدليل يطلب من المثبت لا النافي
انتم تبتون الشرك الأصغر في هذه المسألة ونحن ننفي هذا عن الناس وعمن وضع هذه لأنه ما وضعها وقصد بها الشرك بل لو سألته لأجابك حبا وتشريفا وتعظيما
لا تقلب علي هذه القاعدة!!!!!!!!
ويروى في هذا قصة عن ابراهيم بن الأدهم رضي الله عنه أنه قبل هدايته وصلاحه وجد ورقة مكتوب عليها لفظ الجلالة فأخذها وحفظها وعطرها واهتم بها وبشأنها فسمع مناديا ينادي:
حفظت اسمنا فلنحفظن اسمك كما حفظت اسمنا
لا تسارع وتقول حكاية لا يحتج بها
نعم، لا يحتج بها ولكن نستأنس بها على أن الناس مقصودهم هو الاهتمام بشعائر الله تعالى والاهتمام بكل ما يتعلق بالرب جل وعلا
وأخيراااااااااا
أرى ان قولي دائما: سيدنا يغيظكم
وأنا أقول لكم إني لأتشرف بهذا ولي الفخر
أما بعضهم -ولن أجعلك منهم لكن جرب لو وقفت ماذا ستقول لهم وأخبرني- لو وقف أحدكم أمام رئيس او شرطي أو .... قال سيدنا وسيدنا!!!!!!
فعلماؤنا أحق بهذا التسييد
نهاية المسألة: أبقوا الناس على فطرها وعلى ما هي ولا تضيقوا على الناس
وأنت أخي إياك والسخرية!!!!
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 02 - 09, 11:38 م]ـ
أرجو من الكاتب عَدي محمد أن يناقش كلام -أبو عبد الله العميسان- الذي أوردته عليه فأنا منتظر منه التعليق,,,
ولي شرط أن تكون مناقشة علمية لا غير!!
فهي بإذن الله خالية من السخرية والحمد لله.
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[02 - 02 - 09, 11:44 م]ـ
عدي محمد هداك الله
لا تكابر يا اخي نعم قد يثقل على البعض الرجوع للحق إذا ما لاح ولكن أخشى يا أخي أن هواك قادك هذه المرة
فالأخوة والله ردوا عليك بعلمية مقنعة فارجع للحق والزمه ولا تكابر وتحاول تشتيت الموضوع من فتوى إلى كلمة سيدنا فهذا هو الإفلاس ونظنك -ان شاء الله - لست مفلساً
تأمل كلام الإخوان جيداً
هدنا الله جميعاً
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[03 - 02 - 09, 12:08 ص]ـ
أنا ما أعلم لماذا الناس ترى القذاة في عين غيرها ولا ترى الجذع الذي في عينها.
أنا يا انسان ما سخرت منك,
وكانت تعليقاتي مجردة,
ولا أريد أن أحيلك الى روابط وردود ساخرة لي في منتديات أخرى ,لتعرف كيف تكون السخرية عندي وكيف يكون الهجوم والرد الجاف,
فهذه صفحة طويتها بإذن الله.
ولكن تهجمك على كلام الشيخ رحمه الله لا يحتمل.
ولا داعي لمزيد كلام أخي الغالي,
إن شعرت بسخرية فها انا ذا أعتذر لك.
وسؤال الآية كان أيضا كان سؤلا عادياً, ولا داعي للمتابعة على نفس الموضوع.
والآن لأصل المسألة بارك الله فيك.
_____________________________
قولك:
حبذا لو أثريت الموضوع ورفعت فتاوى ومراجع حتى نستفيد ونتبين
كلامك جميل، لكني لا أملك لك فتاوى في هذه المسألة لأنه كما قلت لك ما تطرق إليها أحد قبل مشايخك
لا أخي,
ليس هذا الذي قلته فحسب, بل قلت:
وقد رأينا مشايخنا وعلماءنا يرون هذا الأمر وما أنكروه
وأيضا:
الأصل جواز ذلك لأن ما أحد قال بتحريم هذا الأمر وجعله من الشرك الأصغر إلا مؤخرا
فطالبتك بالفتاوى والإقرار للمسألة, فهذه أول نقطة لم تملكها.
ثم مشايخنا ما تطرقوا لها إلا لأنها محدثة,
وانت تقول عكس ذلك,
وقلت ان المثبت هو المطالب بالدليل
ولم تأتي بدليل يثبت قولك,
فهذه النقطة الثانية التي ما قدرت عليها.
واستشهاد أسيادك به, لا يعني شيئاً, ولا يرفع من درجته
إن كان هذا لا يعني شيئا عندك - لأنك جاوزت القنطرة!! - فأنا يعني عندي الكثير لأني ألتزم بهم وبقولهم
وأنتم من استشهد بالرجال فأنا أرد عليكم بالرجال العلماء كشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
ولا أعتقد انك ستقارن أبدا بين شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وبين غيره
لأني جاوزت القنطرة!!!!؟؟؟؟؟
أخي ردودك عجيبة وسريعة,
وتعصبك لمذهبك عجيب,
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي أنا أتيتك من حيث أتيتني,
ثم لا يعني إذا استشهد أحد الأئمة الكبار بهذا الحديث أنه صحيح, هذا قول عجيب!
أنا هنا أطالبك مرة أخرى بمن أقر هذه الجملة (الله محمد) ,
قلت لك إقرار العلماء كمشايخنا في الشام على هذا ولعلي أسأل لك في هذا وأرد عليك به
إذا لا تستعجل,
وتأكد قبل أن تتكلم,
ولا يكون الجواب إلا بدليل, لأنه كما تفضلت الدليل من المثبت.
القاعدة: الدليل يطلب من المثبت لا النافي
انتم تبتون الشرك الأصغر في هذه المسألة ونحن ننفي هذا عن الناس وعمن وضع هذه لأنه ما وضعها وقصد بها الشرك بل لو سألته لأجابك حبا وتشريفا وتعظيما
لا تقلب علي هذه القاعدة!!!!!!!!
من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج عن هديه,
أين في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صحابته هذا الفعل؟
ما يهمني ما نية الفاعل, يهمني أصل الفعل ودليله,
أنا أثبت الابتداع للصوفي الأحمق الذي يقفز,
وانت تقف أمامي وتضرب على نفس الوتر, وتقول لي ما دليل الحكم؟
أنا أتكلم بالأساس,
أين دليل القفز عند البائس,
وأين دليل الجملة عندكم؟
ولا أعرف أن أفصل أكثر, إلا إذا أردتني أن أتكلم بلغة الصحفيين,
وأرجو أن تكون قد فهمت علي,
اما بالنسبة لمسألة التسيد, فلم أقف على هذه المسألة لأتكلم فيها,
ولم أنكرها عليك,
نصحتني وقلت لي إياك والسخرية,
أقول جزاك الله خيرا على نصيحتك القيمة,
وخذ مني مثلها,
وهي إياك والعجلة, وتأنى قبل أن تكتب, واستعذ بالله قبل البدء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/224)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[06 - 02 - 09, 10:48 ص]ـ
الأفاضل العميسان و احمد شبيب جزاكم الله خيرا ً
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[06 - 02 - 09, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل فى الخلاف الرد الى الله ورسوله
ولا داعى لكل ما سبق - غفر الله لكم جميعا -
أذكركم أن النازع شر وسؤ
قال الله عزوجل:
<ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم >
الفتوى واضحه وصريحه وصحيحه وغير قابله للنقض لأنها مخصصه وليست على سبيل العموم
أيها الإخوه الأحباب - أعزكم الله - الشيخ محمد بن عثيمين لم يقصد بكلامه التضييق على أحد ولا التعنت
ونحن لم نعهد هذا أبدا منه - رحمه الله -
ومصد الفتوى وعمدتها تنحصر فى القاعده الفقهيه التى تنص على
سد الذرائع المفضية إلى الممنوع.
إن كان موضع إسم النبى صلى الله عليه وسلم بجانب إسم الله سبحانه وتعالى
لا تمثل خطورة او ليس من ورائها ضرر أمام طلبه العلم او العلماء
فهذا - أعتقد - ليس ظن الشيخ محمد فى هذه الفتوى
لكن الشيح ينظر لما يفضى إليه هذا الوضع من إعتقدادات خاطئه عند العوام الذين ربما لا يقدرو ن الأمور جيدا إلا ما رحم ربى
فالأصل فى ذلك الترك لأنه إن لم يكن حرام فهو من المتشابه الذى أخبرنا عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أن نتقيه حتى نبرأ لديننا وعرضنا
فأنا أدعوكم للتفقه أكثر من ذلك فى كلام ومغزى ومقصد الشيخ محمد من فتواه - غفر الله له وطيب أثره -
وبعد ذلك لا أرى سبب للخلاف
جزاكم الله خيرا(53/225)
مناظرة بين (خارجي /و مرجئ) .. وبعدها تعليق نفيس!
ـ[الموسى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 04:50 م]ـ
هذه مناظرة صورية مثل لها الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في رسالته إلى، إلى عبدالعزيز الخطيب ليبين له مدى المغالطة التي يصل لها المنحرفون عن جادة السلف إذا أستدلوا بنصوص الوحي ..
وقبل نقل المناظرة نقدم لكم ترجمة مختصرة للعلامة عبد اللطيف:
قال الشيخ عبدالله البسام ف كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون 1/ 202: الشيخ العلاَّمة القدوة الفهَّامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وُلِد في مدينة الدرعية عام 1225هـ، ووالدته هي بنت عم أبيه الشيخ عبدالله ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، فجاء كريم الأبوين عريق الأصلين، توفي في مدينة الرياض عام 1293هـ.
المناظرة:
ونضرب لك مثلاً، هو: أن رجلين تنازعا في آيات من كتاب الله، أحدهما خارجي، والآخر مرجئ.
قال الخارجي: إن قوله: إنما يتقبل الله من المتقين دليل على حبوط أعمال العصاة، والفجار، وبطلانها؛ إذ لا قائل: إنهم من عباد الله المتقين.
قال المرجئ: هي في الشرك، فكل من اتقى الشرك، يقبل منه عمله، لقوله تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.
قال الخارجي: قوله تعالى: ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً يرد ما ذهبت إليه.
قال المرجئ: المعصية هنا: الشرك بالله، واتخاذ الانداد معه، لقوله: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
قال الخارجي: قوله: أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون دليل: على أن الفساق من أهل النار الخالدين فيها.
قال له المرجئ: قوله في آخر الآية: وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون دليل: على أن المراد من كذب الله ورسوله، والفاسق، من أهل القبلة، مؤمن كامل الإيمان.
قال الشيخ:
ومن وقف: على هذه المناظرة، من جُهّال الطلبة، والأعاجم، ظن أنها الغاية المقصودة، وعض عليها بالنواجذ، مع أن كلا القولين لا يرتضي، ولا يحكم بإصابته أهل العلم والهدى، وما عند السلف والراسخين في العلم خلاف هذا كله، لأن الرجوع إلى السنة، المبينة للناس ما نزل إليهم، واجب، وأما أهل البدع، والأهواء، فيستغنون عنها بآرائهم، وأهوائهم، وأذواقهم.(53/226)
الأسماء السريانية عند الصوفية (منقول)
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 05:29 م]ـ
الأسماء السريانية عند الصوفية
يقول الشيخ صاحب الفنون الألمعي محمود المراكبي في كتابه "عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة":
إذا سألت أي صوفي عن الأسماء السريانية المنتشرة في ورده الذي تلقاه عن شيخه، قال لك هي لغة الملائكة، وهو لا يعرف كغيره من الباطنية أن اللغة السريانية هي إحدى أهم اللهجات الآرامية التي تعد فرعا من اللغات السامية، وهي لغة الآراميين، الذين سموا أنفسهم بالسريان، بعد اعتناقهم الدين المسيحي، وتنقسم السريانية تبعا لانقسام الكنيسة المسيحية، إلى سريانية شرقية، وهي: سريانية المسيحيين التابعين لتعاليم"نسطوريس"، ويسمون بالنسطوريين، والفرع الآخر وهو الخاص بالسريانية الغربية، وهي: السريانية التابعة لتعاليم "يعقوب البردعي" ويسمون باليعاقبة.
ولا نعرف كيف اعتقد الباطنيون أن لغة القرآن ليس فيها ما ينشدون من الأسرار حتى يبحثوا عنها في لغة النصارى، ومن ثم أضافوا إليها خصائص باطنية، ولم يكتفوا بإدخال المفردات العربية في قوالب لغوية آرامية التركيب في أورادهم البدعية، مثل:"ناسوت، رحموت، رهبوت، لاهوت، جبروت، روحاني، نفساني، جسماني، شعشعاني، وحدانية، فردانية". ا هـ
تاريخ التصوف الإسلامي لعبد الرحمن بدوي.
والأسماء السريانية في زعمهم أسماء لله عز وجل، وتشتمل في اعتقادهم على أسرار عجيبة وخصائص باطنية، وهذه الأسماء لم يسم الله بها نفسه، ولم ينزلها في كتابه، وبالتالي لم ينقلها أحد عن الله عز وجل نقلاً صحيحا متواترا، وليس في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ذكر الله عز وجل بأسماء غير عربية، فمن أين أتوا بها؟ ومن الذي دلهم عليها؟،
إن أفكار الصوفية الغريبة التي افتروها في دين الله عز وجل ليست من عند أنفسهم، وإنما هي من تقليد الرافضة، والرافضة على آثار اليهود يقتدون ويتنافسون، وعن آثار نبيهم يُعرِضون، والرابطة بن هذه الفرق الثلاث لا يمكن تجاهلها، فالأمر واضح كالشمس في وضح النهار، لا ينكرها إلا من كان فاقدا لنعمة البصر، وإن زعم أن له عينين، وصدق الله العظيم حيث يقول: ?لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها? الأعراف-179.
الصوفية المعاصرة والسريانية:
1.الطريقة الجيلانية:
تتبارى معظم الطرق الصوفية في إظهار الفتوحات العالية التي نالها الشيخ من بركة اتّباعه للمسلك الصوف ي، إلا أن الغريب حقاً في الطريقة الجيلانية تلك الأسماء الجديدة التي أطلقوها على معبودهم، ومن بعض أسمائه: مهباش، وطهفلوش، وايتنوخ، وملوخ، ومخمت، .... فقد جاء في ورد الجلالة المنسوب زورا وبهتاناً للشيخ عبد القادر الجيلاني "رحمه الله" ما نصه: " وأسألك الوصول بالسر الذي تدهش منه العقول، فهو من قربه ذاهل، ايتنوخ، يا ملوخ، باي، وامن أي وامن، مهباش الذي له ملك السموات والأرض "، ثم يستطرد قائلاً: " طهفلوش انقطع الرجاء إلا منك، وسدت الطرق إلا إليك، وخابت الآمال إلا فيك " مجموع الأوراد الكبير ورد الجلالة للجيلاني صفحة: 10.
إن القوم يعبدون مهباشاً، وطهفلوشاً، ولا علاقة لهم بالرسالة الخاتمة، ولا أعرف كيف يطمئن المريد إلا ورده الذي يقول فيه: "مهباش الذي له ملك السموات والأرض "، وماذا يفعل المريد إذا عاش حياته يظن أنه يظن أنه يعبد ربه عندما ينادي مهباش، ثم يكتشف عندما يغلق عليه باب القبر، وحيل بينه وبين الدنيا، ثم يتبين له أن مهباشاً هذا ليس إلا اسماً من أسماء الشياطين، أو مردة الجان، أينفعه شيخه يومئذ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كما يقرأ المريد باقي الأوراد التي تُقْحِم الأسماء السريانية بين آيات القرآن الكريم، وبالتالي يقرأ المريد سورة الواقعة متضمنة هذه الأدعية بين آيات السورة، ومنها:" يا باسط يا غني بمهبوب ذي لطف خفي بصعصع بسهسهوب ذي العز الشامخ، الذي له العظمة والكبرياء، بطهطهوب لهوب ذي القدرة والبرهان، والعظمة والسلطان"، ثم يستطرد قائلاً: " بحق سورة الواقعة، وبحق فقج مخمت مفتاح جبار فرد معطي خير الرازقين" ذكر ودعاء جمع عبد الله أحمد زينة ص 53.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/227)
2. الطريقة الدسوقية: يقول الدسوقي في ورده المسمى " الحزب الكبير " ما نصه: " اللهم آمني من كل خوف، وهم وغم، وكرب كدكد كردد كردد كردد كرده كرده كرده ده ده ده ده ده الله رب العزة " ذكر ودعاء جمع عبد الله زينة ص 117.
3. الطريقة البرهانية:
وشيخ الطريقة هو: محمد عثمان عبده البرهاني، صاحب كتاب "تبرئة الذمة في نصح الأمة" وقد أحدث هذا الكتاب ضجة عند ظهوره بين أبناء الطريقة في مصر والسودان، لما فيه من غلو وضلال، ونصوص واضحة لا تحتمل التأويل تزعم أن الله عز وجل هو محمد صلى الله عليه وسلم، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو الله عز وجل، وقد اكتفى الأزهر آنذاك ببيان ما في الكتاب من شطط، إلا أن الطريقة ما زالت موجودة إلى عهد قريب، وقد أخذ الأزهر الشريف موقفاً بحظر نشاط هذه الطريقة في مصر، ولله وحده الحمد والمنة، وما زالت توزع هذه الطريقة أورادها على المريدين في السودان وغيرها، ومنها الحزب الصغير، وفيه: " أحمى حميثاً أطمى طميثاً، (وكان الله قوياً عزيزاً) " وفي نفس الحزب يقول المريد: "بها بها بهيا بهيا بهيا بهيات بهيات بهيات القديم الأزلي، يخضع لي كل من يراني، لمقفنجل يا أرض خذيهم، (قل كونو حجارةً أو كونوا حديداً)، (وقفوهم إنهم مسئولون)، (كأنهم خُشُبٌُ مُسندة)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، طهورٌٌُ بدعقٌُُ محببه صُورهٌُ محببه سقفاطيسٌُ سقاطيمٌُ أحونٌُ أدمَّ حمَّ هاءٌُ آمين " مجموع أوراد الطريقة البرهانية ص 18 – 21، وورد الاسم الثاني للطريقة الخلوتية العونية العيونية.
أرأيت يا أخي الكريم كيف يمزج الصوفية مفترياتهم مع آيات الكتاب العزيز، وكيف يدعون ويستغيثون بأسماء لمجاهيل، لا يعرفون كنهها، ويحشرونها وسط الذكر الحكيم، كما أن هذه العبارة الأخيرة يكاد لا يخلو منها ورد صوفي، ومن حب البرهانية فيها فقد نظموها شعراً في قصيدة توسل البرهانية، وهذه الطريقة البرهانية تعد من أكثر الطرق شططاً، وأبعدهم عن اعتقاد أهل السنة والجماعة، فأورادهم تفيض بوحدة الوجود.
4.الطريقة الشاذلية:
يحدد بعض الشاذلية مكانة الأسماء السريانية بقوله:"اعلم أن هذه الأسماء هي من أسماء الله تعالى، ليست بلسان من ألسنة عالم الملكوت، ولا بلغة من لغات العالمين، وإنما هي أسماء جبروتية، فمن ادعى القطبية الفردية، فليبين لنا عن هذه اللغة وعن أهلها."
الطريقة الشاذلية:
تعد الطريقة الشاذلية من أكثر الطرق انتشارا وتشعبا، وكلما مات شيخ من شيوخ الطريقة كلما انقسم أبناؤه إلى طريقتين، أو أكثر، ونادرا ما تستمر طريقة مجتمعة عبر ثلاثة أجيال أو أربعة إلا وتنقسم إلى فروع وتتشرذم إلى جماعات أكثر وهذا سر كثرة أسماء الطرق، حيث يتعرف المريدون على طريقتهم بمعرفة اسم شيخهم، أو خليفته، ونبدأ هنا بتتبع أشهر أفرع الشاذلية وما ورد في أورادها من الأسماء السريانية.
الطريقة الشاذلية ودلائل الخيرات:
وقد ورد في كتاب "دلائل الخيرات" من أوراد الشاذلية، للشيخ عبد الفتاح القاضي، ورد بعض صلوات الشيخ الفاسي نصه ما يلي:"يالله يوه واه هو يا هو يا من هو أنت، أنت هو يوه هو يا يوه هو يا جليل يا هو يا من لا هو إلا أنت هو"
كما في كتاب "كنوز الأسرار في الصلاة والسلام على النبي" ص 79 -
كما يعتقد الشاذلية فيما يسمى الدائرة، والخاتم، والسيف، وكلها أسماء لمسمى واحد، ويعتقدون أن من وضع هذه الدائرة على رأسه لا يموت، ويروون الحكايات عن أقوام لم يموتوا إلا بعد أن خلعوا هذه الدائرة، وتضم هذه الدائرة أشهر الألفاظ السريانية، والمتفق عليها بين عدد كبير من الطرق الصوفية، وقد نقل شرح هذه الأسماء أحمد بن عياد في المفاخر العلية في المآثر الشاذلية، يرويه عن أبي عبد الله اليافعي، وشرح مجالات استخدام كل اسم منها، فيقول:
• طَهُورٌُ: الاسم الأول الكامل في ذاته المنور لصفاته، [ويستخدم] للدخول على الملوك، كَبِّر الله سبعا ثم قل: طاء، ثم اقرأ: ?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ? [الشعراء-4]، ثم قل حكمت على أنفسهم الطاء، واذكر الاسم سبعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/228)
• بَدْعَقٌُ: الاسم الثاني، بمعنى الباقي الذي كل شيء به باق، ذات الأقسام [أي القسم] للدخول على العلماء والقضاة، هلل الله سبعا، ثم قل باء، ثم اقرأ: ?سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ? [58 - سورة يس]، ثم قل: فلقت عقولهم بالقاف، ثم اذكر الاسم سبعا.
• مَحْبَبَهٌُ: الاسم الثالث مبين الحكم، وملقن المنن، لاستجلاب الرزق، سبح لله سبعا، ثم اقرأ: ?سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [1 - سورة الحديد]، ثم قل: حاء، فتحت بها باب الاستمطار من الفتاح العليم، ثم اذكر الاسم سبعاً.
• صُوَرَهٌُ: الاسم الرابع، الذي لهيبته كل جبار خاضع، لدفع المضار، تقول: يا سلام سبعا، ثم تقول: سلبت عن نفسي، وعن فلان من كان من عباد الله المؤمنين جميع المضار، ثم اذكر الاسم سبعا.
• الخامس، وهو اسم العزة: مَحْبَبَهُ، نظير ما تقدم، تقول هنا: الحمد لله سبعا، ثم تقول: عين ملأت قلبي عزة ونورا، ومن شئت من إخوانك المؤمنين، ثم تذكر الاسم سبعا.
• الاسم السادس، زهو المعروف بمفتاح الغيب: سَقْفَاطِيسٌُ: للفتح على القلب، تقول: يا سلام سبعا، ثم تقول: سين، أسألك باسناء الأعظم أن تعطيني مفتاح قلبي، وتذكر الاسم سبعا.
• الاسم السابع، وهو اسم الجلالة الموصل إلى مفتاح الكنوز، ولرتبة الكمال: سَقَاطِيمٌُ، وهو أن تقول يا الله بألف الوصل، وهاء الرفع، والمد سبعا، ثم تقول: ?وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ? [97 - 98 سورة المؤمنون].رب أسألك حولا من حولك، وقوة من قوتك، وتأييدا من تأييدك حتى لا أرى غيرك، ولا أشهد سواك، ثم اذكر الاسم سبعا. ثم قال [اليافعي]: أدغمت الكلام أوله صيانة له من غير أهله.
ويستطرد اليافعي في بيان أسراره، فيقول:"أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين". هي الاسم الأعظم، بل ويعلم الأتباع من الصوفية كيف يذكرون بها، وينسب ذلك إلى شيخه الذي يقول: واتل الاسم الاعظم" أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين" سبعين مرة، وسَل ما تريد، وصفة السؤال أن تقول عقب تلاوتك في الوقت المخصوص: أسألك اللهم يا من هو:" أََحُونٌُُ أَدُمَّ حَمَّ هَاءٌُ آمين" افعل لي كذا وكذا.
5.الطريقة الفاسية:
يمزج الفاسيُّ الآيات القرآنية بعقيدة وحدة الوجود بالألفاظ السريانية، فيقول:"اللهم صلِّ على كلمتك العليا من حيث الاختراع، والابتداع، وعروتك الوثقى من حيث تتابع الأتباع، وحبلك المعتصم عند الضيق، والاتساع، وصراطك المستقيم للهداية، والاتباع، ?الم?، ?حم?، أَدُمّ، حَمَّ، ?ق?، ?طسم?، ?مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ? [29 - سورة الفتح]، أََحُونٌُُ ودود، ?طه?، ?يس?، ?ق?، ?ن والقلم وما يسطرون?،اللهم صلِّ على المتخلق بصفاتك، المستغرق في مشاهدة ذاتك، الحق المتخلق بالحق، حقيقة الحق، ?أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ? [53 سورة يونس].ا هـ كنوز الأسرار في الصلاة السلام على النبي المختار صفحة: 79.
6.الطريقة النقشبندية:
ورد في أوراد الطريقة النقشبندية:"وقلدنا بصمام نصرك".
7.الطريقة الخلوتية العونية العيونية:
يتلقى المريد في بداية سلوكه عشر آيات قرآنية مع دعاء يسمونه دعاء سر القاف، ويتكرر حرف القاف عشر مرات في كل آية من هذه الآيات العشر، حسب قواعد علم الجفر أحد علوم بني إسرائيل، بموجب قاعدة أبجد هوز .. وقد قرأت فيما أتذكر في أحد الكتب الصفراء، أن من يداوم على قراءة هذه الآيات يصبح من أهل التصريف، ومع تدرج المريد في مراتب الطريق السبعة تظهر الألفاظ السريانية تباعا، فإذا وصل المريد إلى الاسم السادس و السابع تلقى جرعة كبيرة من هذه الأسماء، وتبلغ الألفاظ السريانية في ورد الاسم السابع ثمانين اسما، منها ما هو مكتوب نثرا، ويسمى البرهتية، ومنها ما نظمه المشايخ في قصيدة الجلجولتية.
والبرهتية يقرأ فيها المريد واحد وأربعين اسما، كل منهم مكتوب مرتين بهذه الصورة:"برهتيه برهتيه، كرير كرير، تتليه تتليه، وهكذا ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/229)
ورد الاسم السابع من أوراد الخلوتية العونية العيونية، وهو غير مطبوع، وينقله المريد عن شيخه، ويشرح البوني في كتابه"منبع أصول الحكمة" أسرار البرهتية بقوله: "فاعلم أن أسماء البرهتية، هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون، والكنز المخزون، والعهد القديم، والكبريت الأحمر، وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم تتلمذ له إلى يومنا هذا، وهو قسم عظيم لا يتخلف عنه ملك، ولا يعصيه جني، ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان، وكل طالب لم تكن عنده، أو لم يكن له علم بها، فعلمه أجذم.
وبالجملة فهذه الأسماء قسم جليل عظيم الشأن،كثير البركة، والبرهان يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك، واستحضار أعوان، وجلب ودفع، وصرع وقهر، وإخفاء وإظهار". ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية، وما تستخدم فيه، فيقول: كرير" إن من خزاصه أن من واظب على قرائته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا، وربما يصيرون له خداما، ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه .... خضعت له الأرواح العلوية والسفلية". ا هـ منبع أصول الحكمة للبوني ص 67 - 68.
وشرح البوني مجموعة من الطلاسم، والعزائم المبينة على الجفر، ثم يذكر الرياضات المناسبة لكل عزيمة، حتى يجعلك تستحضر الجن والملائكة المقربين بزعمه، ثم يشرح لك علامة كل ملك، وتميزه عن غيره فيقول: "أما السيد جبرائيل، فينزل في قبة من نور، وعلى رأس القبة لواء أصفر، ولا يخرج من القبة إلا إذا وجه الطالب خطابه إليه، وله عشرة أعوان ينزلون معه، ووقته يوم الاثنين، وخادمه الأبيض" ا هـ
منبع أصول الحكمة للبوني ص 93.
أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه"شمس المعارف الكبرى" (وهو كتاب لتعليم السحر)، ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية. وهكذا يتلقى المريد علوم السحر على أنها فتوحات، وأسرار وإلهامات ربانية، وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة، وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه الصلاة والسلام، إلا أن المشايخ، والمريدين يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 01 - 09, 10:16 م]ـ
الامر الذي ادين الله به ان السحر والصوفية متلازمان
والله المستعان
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:43 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[الشريف المصرى احمد]ــــــــ[09 - 03 - 09, 08:53 م]ـ
مشكور على المحهود الرائع والمعلومات المفيدة
ـ[مفرح محمد]ــــــــ[11 - 03 - 09, 02:12 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبوهمام على هذا النقل القيم(53/230)
ماهو الموقف السديد تجاه والدي النبي صلي الله عليه وسلم عند مخاطبة عوام المسلمين
ـ[ابو رمثة]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:45 م]ـ
كثيرا مايوجه العامة اسئلة كثيرة واستفسارات تتعلق بوالدي النبي صلي الله عليه وسلم واستشكال الاحاديث الواردة في هذا الباب وخاصة صحيح مسلم
فما هو الواجب علي الدعاة الي الله عندما يتعرض لمثل ذلك يعني ما هي الطريقة التي يجب ان يتكلم بها الداعية وهل يجوز طرحها ابتداء علي عامة الناس
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[21 - 01 - 09, 08:38 ص]ـ
ليس فيه إشكال إذا سئلت فأجب بجواب أهل السنة والجماعة
وهو أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار كما جاء بذلك الخبر الصحيح. ولان أباه لم يكن على الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام وأن هذا لايقدح في رسالته ,
وهذا يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بشر فلو كان يقدر على إنقاذ والديه من النار لفعل, وهذه من حكم الله عزوجل.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:35 م]ـ
سمعت الشيخ محمد الحسن ولد الددو حفظه الله يجيب عن سؤال بهذا الخصوص فقال: إن مثل هذه الأمور لا يمكن معرفتها إلا عن طريق الوحي والأحاديث الصحيحة أخبرت بأنهما في النار.(53/231)
هل الخوارج لهم آراء مخالفة لأهل السنة في صفة الخلق
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[21 - 01 - 09, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل خالف الخوارج اهل السنة في إثبات صفة الخلق لله وكذلك في خلق افعال العباد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[جميل الرويلي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 06:59 ص]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله:
قال صاحب المرقاة شرح المشكاة: " والله تعالى يستحيل عليه استئناف التقدير أي لأنه من باب البداء بل وقع جميعه في الأزل فيكون هذا الدعاء يقتضي مذهب من يرى أنه لا قضاء وأن الأمر أنف كما أخرج مسلم عن الخوارج وهو فسق بإجماع ".
والذي ينفي القدر لاشك أنه ينفي خلق الله لأفعال العباد.
ولكني لا أظن كلام الشيخ دقيق سواء في نسبة ذلك للخوارج أو في حكمه على من ينفي القدر بأنه فاسق!.
ولكن استقراء منهج الخوارج يدل على أنهم يثبتون القر و منهم قطري بن الفجاءة أمير الأزارقة و في شعره:
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَوم
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَن تُطاعي
و قال:
أَلَم تَرَنا وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ
وَمَن غالَبَ الأَقدارَ بِالشَرِّ يُغلَبُ
و لعل الشيخ استنبط ذلك من قول الراوي في صحيح مسلم: "
أتينا من قوم يقرأون القران و يتقفرون العلم " في حديث سؤال ابن عمر هل الأمر أنف؟
فقال طالما أنهم يقرأون القران فهم الخوارج.
و لكن - أظن - والله أعلم أنهم لا ينفون القدر و يثبتون القضاء و هذا يقتضي القول بالعلم و العلم يقتضي الخلق لأفعال العباد لأن الله الذي لا يخلق الشر بزعمهم كان قادرا على أن لا يقدره من باب أولى.
و الله أعلم
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[24 - 01 - 09, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(53/232)
نسبة كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل للسبكي
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 04:15 م]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى وبعد:
فقد شكك كثير من الباحثين في صحة نسبة كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل! لعلي بن عبد الكافي السبكي؛ وقد رغب بعض الإخوة أن أنقل ما كتبته حول نسبة الكتاب في هذا الملتقى لتعم الفائدة، وسيكون الكلام حول الكتاب، في ضوء ما يلي:
أولاً: نسخ الكتاب المخطوطة:
الكتاب له نسختان خطيتان:
الأولى: النسخة الخطية المحفوظة بالمكتبة الخالدية بمدينة القدس برقم: (4436)، وتقع في 25 لوحة، وهي من (81 - 105) ضمن مجموع بخط المؤلف نفسه، وقد وقفت على هذه النسخة الخطية النادرة وقمت بتصوريها.
الثانية: نسخة مخطوطة بعنوان: (الرد على نونية ابن قيم الجوزية)، وهي محفوظة ضمن الخزانة التيمورية برقم: (358)، وهي منقولة من النسخة الأولى التي بخط المؤلف، وقد نُسخت سنة 1318هـ.
ثانياً: موضوع الكتاب:
الكتاب في أصله ردٌ على نونية العلاّمة ابن قيم الجوزية – رحمه الله-، ولكنَّ مؤلفه لم يستوف النونية كاملة، وإنما أورد مقتطفات منها للردّ عليها، وقد ظهر جلياً في أسلوب المصنف الضعفُ في الحجة والبيان، والتناقض الظاهر في عباراته، وافتقاده لأصول المناظرة والجدل؛ ولذا فإن المعلِّق عليه اعتذر عن ذلك بقوله: ((والتقي السُّبْكي أوجز في رده مكتفياً بلفت النظر إلى كلمات الناظم الخطرة في الغالب بدون أن يناقشه فيها كثيراً)).
ثالثا: تحقيق نسبة الكتاب لأبي الحسن لسبكي:
كتاب الرد على نونية ابن القيم والمسمّى: بالسيف الصقيل في الرَّد على ابن زفيل تتحقق نسبته لأبي الحسن السُّبْكي لِما يلي:
أ- الكتاب مكتوبٌ بخط السُّبْكي نفسه، وذلك من خلال معرفتي بخطه جيداً، ومقارنته بالمخطوطات الأخرى، الثابت نسبتها إليه والمكتوبة بخطه، ومما يؤيد ذلك ما ذكره الزركلي في الأعلام عند ترجمته لأبي الحسن السُّبْكي حيث عدّ السيف الصقيل من مؤلفاته وقال: ((رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس)) وهذه النسخة التي عَنَاها الزركلي هي التي بين أيدينا، وتقدّم الإشارة لها.
ب- كتابة المخطوط كانت في زمن مؤلفه سنة 749هـ أي قبل وفاة السُّبْكي بسبع سنوات تقريباً، قال السُّبْكي: ((شرعتُ فيه يوم السبت الرابع والعشرين من صفر سنة 749، وفرغت منه يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول من السنة)).
ويُلحظ أيضاً تردد السُّبْكي في إكمال الكتاب فقد ختم كتابه في يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مائة، ثم استأنف الكتابة في نفس اليوم، وانتهى منه في ذلك اليوم! كما في المخطوط
ج- نَسب الكتابَ للسُّبْكي الزبيديُّ في ((إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين))، ونقل منه في مواطن كثيرة من كتابه، وممن نسبه إليه الزركلي -كما تقدم-، وكذلك كارل بروكلمان في تاريخ الأدب العربي.
د- أسلوب ومنهج الكتابة الذي تميز به السُّبْكي لا يكاد يختلف في هذا الكتاب عن بقية كتبه، وهذا جليٌ لمن أدام النظر فيها، وإنْ كان في هذا الكتاب قد جاوز مصنفُه القنطرةَ في النبز وكيل الشتائم!!.
رابعاً: المشككون في صحة نسبة الكتاب للسُّبْكي:
شكك بعض أهل العلم في ثبوت نسبة كتاب: السيف الصقيل للسُّبْكي كأبي المعالي الألوسي (1) في «غاية الأماني» (2) ووافقه بعض المعاصرين في ذلك (3).
ولعلي أُجمل أسباب تشكيكهم في نسبة الكتاب بما يلي:
1 - لم ينسب هذا الكتاب أحدٌ من المُترجمين المعاصرين لأبي الحسن السُّبْكي، مع استفاضتهم في ترجمته وتقصي مصنفاته كابنه عبد الوهاب في طبقات الشافعية الكبرى (4)، أو ترجمته التي أفردها لوالده في كتابه: «إعلام الأعلام بمناقب شيخ الإسلام قاضي القضاة علي السُّبْكي» (5) وكذلك صلاح الدين الصفدي – أبرز تلاميذ السُّبْكي- في كتابيه «أعيان العصر» (6)، و «الوافي بالوفيات» (7)، وهذان – أعني عبد الوهاب السُّبْكي وصلاح الدين الصفدي - هما أكثر من استوعب مصنفات أبي الحسن السُّبْكي، وأشمل من ترجم له.
2 - أنّ هذا المصنف لو كان من مصنفات السُّبْكي لسارت به الركبان، وخصوصاً من المناوئين لابن القيم، ومنهج أهل السنة والجماعة، والواقع أنّ هذا الكتاب ليس له ذكر في مصنفات السابقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/233)
3 - أنّ زفيلاً لا يُعرف في أسماء الرجال، وليس له ذكر في كتب التراجم والأعلام.
والجواب عن هذه الأمور بما يلي:
1 - إنَّ عدم نسبة هذا الكتاب لأبي الحسن السُّبْكي ممن ترجم له من معاصريه؛ يعود والله أعلم إلى أنّ المترجمين له ينقل بعضهم من بعض؛ فإهمال السابق لذكر الكتاب ينبني عليه إهمال اللاحق، كما أنّ عدم العلم بالشيء ليس علماً بالعدم، فلا يعني عدم ذكر الكتاب، عدم صحة نسبته له، والواقع أنه قد كتبه بخطه، وبيّن فيه المدة التي قضاها في كتابته
وقد يقال: أن إهمال ذكر المترجمين لهذا الكتاب يرجع إلى أمور:
أ- ما حشاه السُّبْكي في كتابه من قاموس الشتائم والمغالطات مع ضعف الحجة والبيان؛ فأُهمل ذِكْره!!.
ب- معرفة المعاصرين للسُّبْكي تردده في الردِّ على ابن القيم يقول: ((ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا ... )) (8)، وقد تقدّمت الإشارة إلى تردد السُّبْكي في إكمال الكتاب.
ج- وقع بعد فراغ السُّبْكي من تصنيف كتابه، عقدُ مجلس للصلح بين السُّبْكي [وابن القيم – رحمهما الله- وكان ذلك في عام 750 هـ (9)؛ فلعلَ المترجمين له قد نظروا إلى هذا الجانب.
2 - قولهم: بأنّ هذا المصنف لو كان من مصنفات السُّبْكي لسارت به الركبان، الجواب عنه بأن أرباب البدع المعاصرين قد فرحوا بهذا الكتاب فرحاً شديداً، وهوّلوا بما فيه من جعجة بلا طحن، وصار حالهم كمن قيل فيه:
أخذوا الصحيفة فهي في أوهامهم
كالكنز يأخذه الفقير المعدم
طاروا بها فرحاً وبين سطورها
دهياء (10) بارزة النواجذ صيلم (11) (12)
* وقد تبنى أحد رؤوس مبتدعة عصرنا، وهو محمد زاهد الكوثري التعليق عليه، وتكميله، وطُبع هذا الكتاب أكثر من طبعة!
ثم إنّ السُّبْكي له ما يزيد على المئة والخمسين مصنفاً كما ذكر الصفدي (13)، والذي ذكره تاج الدين السُّبْكي والصفدي لا يتجاوز المائة والعشرون مصنفاً، فقد يكون الكتاب مما لم يذكر (14)، وليس عدم ذكرهما للسيف الصقيل دليلاً على أنه ليس من تصنيف أبي الحسن السُّبْكي.
3 - قولهم: بأنّ زفيلاً لا يُعرف في أسماء الرجال، وليس له ذكر في كتب التراجم والأعلام، يقول الدكتور بكر أبو زيد: ((لقد تصفحت الكثير من كتب التراجم والمعاجم، فلم أرَ هذا النبز لابن القيم ولا لغيره من أهل العلم، وقد سألت كثيراً من علماء الأمصار عن هذا النبز المذكور فلم أرَ من يُعيرني عليه جواباً، وفي حجّ عام 1397هـ اجتمعت بالشيخ عبدالله بن الصديق الغُماري (15) - صاحب طنجة (16) فسألته عن ذلك؛ فأفاد بأنه لمّا خرج هذا الكتاب بهذا الاسم، صار استغرابه من عامة أهل العلم بمصر، وقال: فكنت ذات يوم في مكتبة الشيخ حسام الدين القدسي (17) بمصر أنا وأخي أبو الفيض أحمد الغماري (18)، فجاء إلينا الكوثري فسأله أخي أحمد عن ذلك فقال الكوثري: إنّ (زفيلاً) اسم لجد ابن القيم من قبل أمه، وإنني أردت نبزه بذلك على عادة العرب حينما يريدون التحقير لشخص ينسبوه إلى جده لأمه، ومن ذلك: قول المشركين في حق النبي r: (( لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة)) (19) فسأله الشيخ أحمد: أين وجدت أنّ ذلك اسمٌ لجد ابن القيم لأمه؟ فلم يجُب)) (20)
قلت: ولم يذكر أحدٌ ممن ترجم لابن القيم ’ هذا النبز!، ولم يُعرف به (21)
إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الكوثري هو من انفرد به؛ فأول من ذكر ذلك الزبيدي في ((إتحاف السادة المتقين)) -كما تقدم -، والزبيدي قد كتب كتابه -كما في آخره- سنة 1201هـ (22)، أي أنّ بينه وبين تأليف السُّبْكي لكتابه حوالي (450سنة) فيُحتمل أنّ هذا العنوان من وضع المناوئين لابن القيم في الأعصار المتأخرة!، وعدم ذكر الكتاب بهذا العنوان لا يعني عدم نسبته للسُّبْكي.
والذي يترجح عندي أنّ عنونةَ الكتاب بالسيف الصقيل في الرد على ابن زفيل جاء متأخراً، ولا وجود له على نسخة الكتاب المخطوطة، والذي جاء في أول صفحة من المخطوط: ((كتاب فيه الكلام على قصيدة العلامة شمس الدين ابن القيم)) وهي ليست بخط السُّبْكي، إنّما الذي بخطه في هذه الصفحة هو فقط ما وقع في منتصفها من قوله: ((شرعتُ فيه يوم السبت الرابع والعشرين من صفر سنة 749، وفرغت منه يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول من السنة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/234)
و اختم هذه الدراسة حول نسبة الكتاب بمقارنة مجملة للمخطوط الذي كتبه السبكي بخطه مع المطبوع الذي حققه الكوثري، وذلك لبيان عبث الأخير بأصول التحقيق العلمي!.
خامساًً: مقارنة المخطوط بالمطبوع:
قمت بمقابلة المخطوط على النسخة المطبوعة بتعليق محمد زاهد الكوثري، وتبين لي أن الكوثري عَمِل على إخراج الكتاب، إلا أنّه لم يراعِ في هذا الإخراج الأمانة العلمية، والضوابط المنهجية للتحقيق.
ويمكن إجمال ما قام به الكوثري في إخراجه للكتاب، فيما يلي:
أ- وضع عناوين للكتاب في المتن، ولم يشر إلى ذلك مما يوهم بأنها من وضع المصنف!.
ب- يقوم الكوثري بإكمال الأبيات الناقصة أحياناً.
ج- يضيف أحياناً ما يوضح مراد المصنف، ويشير إلى ذلك بوضعه بين معقوفتين.
د- إصلاح اللحن في اللغة فعلى سبيل المثال، قول المصنف: ((أنّ هؤلاء الطوائف الثلاثة الشافعية والمالكية والحنفية وموافقيهم من الحنابلة مسلمين!)) وفي المطبوع: مسلمون! (23)؛ لأنّ خبر إنَّ يكون مرفوعاً، وهو ما أثبته الكوثري، وهو الراجح لغةً، إلا أنّ بعض الكوفيين ينصب الجزأين بإنّ وأخواتها (2)
ويستشهدون على ذلك بقول الراجز:
كأنّ أذنيه إذا تشوفا
قادمةً أو قلماً محرفا (25)
ه-كثيراً ما يتصرف الكوثري بالمتن بزيادة كلمة أو حذفها، بل يتعدى ذلك أحياناً إلى قرابة نصف السطر، ومن ذلك حذفه عبارة للسُّبكي في قوله: ((أجمع المسلمون على أن الله قادر على أن يعدم الخلق ثم يعيده وعلى أن إنكار ذلك كفر، [وهذا كان كفر قريش، وكلام هذا الناظم متضمن إنكار ذلك] (26) (27)
و-يحذف الكوثري عبارات اللعن أو الشتم أحياناً، ومن الأمثلة على ذلك: قول السُّبْكي ((ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا الحمار)) (28)، وقوله: ((فما أراد هذا الكلب إلا أن يُقرر)) (29)، وقوله: ((ما هذا إلا تيس)) (30)، وقوله ((لعنه الله ولعنهم)) (31) الخ.
يقلب المعنى أحياناً! فعلى سبيل المثال: قال السُّبْكي: ((هذه القصيدة الحسنا)) (32)
_______________________________
([1]) هو محمود شكري بن عبد الله بن محمود الحسيني، الألوسي، البغدادي، جمال الدين، أبو المعالي، مؤرخ أديب لغوي، توفي في شوال1342هـ.
من تصانيفه الكثيرة: بلوغ الأرب في أحوال العرب، تاريخ بغداد، وغاية الأماني في الرد على النبهاني.
انظر الأعلام (7/ 172)،معجم المؤلفين (12/ 169).
([2]) انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني (1/ 559).
([3]) كالشيخ الدكتور بكر أبو زيد، والشمس الأفغاني.
انظر: التقريب لفقه ابن قيم الجوزية، للدكتور/بكر أبو زيد (ص30 - 31)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية للأفغاني (3/ 1805 - 1806).
= وقد ردّ على الشيخ بكر أبو زيد حسن السقاف؛ كي يثبت صحة نسبة الكتاب للسبكي، وخلط السقاف في كلامه الحق بالباطل! كعادة أصحاب الأهواء والبدع.
انظر: تعليقه على فتح المعين بنقد كتاب الأربعين للغماري (ص70).
([4]) طبقات الشافعية الكبرى (10/ 139 - 338).
([5]) كتاب إعلام الأعلام بمناقب شيخ الإسلام قاضي القضاة علي السبكي من جمع ولده عبد الوهاب، وهو مخطوط يقع في (202صفحة).
([6]) انظر: أعيان العصر وأعوان النصر (3/ 416 - 455).
([7]) الوافي بالوفيات (21/ 166 - 175).
([8]) السيف الصقيل (ص29).
([9]) انظر: البداية والنهاية (18/ 117).
([10]) الدَّهْياءُ هي الشَّديدَةُ مِن شَدائِدِ الدَّهْر.
انظر: تهذيب اللغة (6/ 205)، لسان العرب (14/ 276)، تاج العروس (38/ 81)
([11]) الصَّيْلَم الدّاهية، وأمْرٌ صَيْلَم أي الشديدٌ.
انظر: المحكم والمحيط الأعظم لابن سِيْده (8/ 335)، لسان العرب (12/ 340).
([12]) ديوان مجد الإسلام، للشاعر أحمد محرم (ص213).
([13]) انظر: أعيان العصر وأعوان النصر (3/ 429).
([14]) للسبكي مصنفات ثابتة النسبة إليه كالصنيعة في ضمان الوديعة، وغيره، ومع ذلك لم يذكره التاج في عداد مؤلفات والده. انظر: فتاوى السبكي (1/ 48).
([15]) عبد الله بن محمد بن الصديق، أبو الفضل الغُمَاري، عالم محدث أصولي، وُلد بطنجة، وتعلم في الأزهر، واستقر وتوفي بطنجة سنة 1413هـ.
له كتب منها: الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي، تشيد المباني لما حوته الأجرومية من المعاني، الفتاوى (وهي مجموع لمقالاته وفتاواه التي كتبها بمصر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/235)
انظر: معجم المؤلفين المعاصرين محمد خير رمضان (1/ 408 - 409).
([16]) طنجه: هي مدينة تاريخية قديمة، وتقع بالمغرب وتبدو آثار بناؤها بالحجارة القديمة ظاهرة، وتتميزبكونها نقطةالتقاء بين البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي من جهة، و بين القارة الأوروبيةو القارة الإفريقية من جهة أخرى.
انظر: معجم البلدان (3/ 144)، (4/ 43).
([17]) لم أقف له على ترجمة، والذي يظهر لي أنّه أحد الناشرين المهتمين بإخراج كتب التراث، وله عناية بالمخطوطات وطباعتها، وقد ذكر الزركلي في الأعلام بعض المراسلات بينهما.
انظر: الأعلام (1/ 123)، (2/ 198).
([18]) أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد، أبو الفيض الغماري، عرف بابن الصديق كأبيه، متفقه شافعي مغربي، من نزلاء طنجة، تعلم في الأزهر، واستقر وتوفي بالقاهرة سنة 1380هـ.
له كتب منها: رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه، وإقامة الدليل في تحريم تمثيل الأنبياء والأولياء على المسارح، وتوجيه الأنظار لتوحيد المسلمين في الصوم والإفطار.
انظر: الأعلام (1/ 253)، معجم المؤلفين المعاصرين محمد خير رمضان (1/ 87) , مسامرة الصديق لبعض أحوال محمد بن صديق.
([19]) قطعة من حديث أبي سفيان الطويل وقصته مع هرقل عظيم الروم، وقد أخرج الحديث بطوله البخاري في صحيحه كتاب الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله r برقم: (7)، ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب كتاب النبي إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام برقم: (177).
وأبو كبشة: قيل أنه أحد أجداده r، وعادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض، وقد نقل ابن حجر في الفتح عن أبي الحسن النسّابة الجرجاني قوله بأنّ أبا كبشة هو جد وهب جد النبي r لأمه وهذا فيه نظر؛ لأنّ وهباً جد النبي r اسم أمه عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، ولم يقل أحد من أهل النسب أنّ الأوقص يكنى أبا كبشة، وقيل هو جد عبد المطلب لأمه وفيه نظر أيضاً؛ لأن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد الخزرجي، ولم يقل أحدٌ من أهل النسب إن عمرو بن زيد يكنى بأبي كبشة!
([20]) التقريب لفقه ابن قيم الجوزية (ص31).
([21]) وذلك من خلال إدامة البحث في كتب التراجم وغيرها، وسؤال أهل الاختصاص.
([22]) انظر: إتحاف السادة المتقين (10/ 572).
([23]) السيف الصقيل (ص20).
([24]) انظر: شرح الكافية الشافية، لابن مالك (1/ 229)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام (ص55).
([25]) البيتان من الرجز لمحمد بن ذؤيب العماني.
انظر: معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور / حنّا جميل حداد (ص217،،737).
([26]) هذه العبارة ليست في نسخ السيف الصقيل المطبوعة بتحقيق الكوثري!، وهي في المخطوط (ل85).
([27]) السيف الصقيل (طبعة مكتبة زهران) (ص 31)، وفي مطبعة السعادة (ص29).
([28]) السيف الصقيل (ل 84)، وقد حذفت من المطبوع (ص 29) كلمة الحمار!
([29]) المصدر السابق (ل 89)، وقد حذفت من المطبوع (ص62) كلمة الكلب!.
([30]) المصدر السابق (ل 91)، وقد حذفت من المطبوع (ص74) كلمة تيس!.
([31]) المصدر السابق (ل 87)، وقد حُذفت من المطبوع (ص38) واستعاض عنها الكوثري بعبارة: ((وأطال في أقوالهم))!
([32]) المصدر السابق (ل 105)
تم بحمد الله
مصدر الموضوع ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1844)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 05:17 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:34 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 11:20 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
حبذا توثيق تصرفات الكوثري، ونشرها مع صورة ما تصرف فيه؛ حتى يطلع عليه بعض المعجبين به، ممن استنكر تغيير الشيخ أحمد بن عيسى - رحمه الله - لكلمة بدعية، وهي قول أحدهم (وبرسوله أتوسل) إلى (أتوصل)، فأرغى المتعصب وأزبد، متهمًا الشيخ بعدم الأمانة! مع أن هذا من تغيير المنكر (والمسألة فيها خلاف: هل يُغير في الأصل أو ينبه في الهامش؟). فلعله يُعامل شيخ شيخه بمثل ما عامل الشيخ السلفي. أصلحه الله ..
- وترجمة القدسي أظنها في كتاب زكي مجاهد: " الأخبار التأريخية ".(53/236)
هل ما جاء في هذه القصيدة هذا من الشرك الأصغر أم الأكبر؟
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[22 - 01 - 09, 11:51 ص]ـ
الاخوة في ملتقى اهل الحديث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت على هذه الأبيات فلم يعجبني ما جاء فيها
فأحببت أن أستفيد منكم وهل ماجاء فيها يدخل في الشرك الأكبر أم أنه من الشرك الأصغر؟
(وهي من عدة قصائد)
1 - فاشفع لمادحك الذي بك يتقي ===من هول يوم الدين والتعذيب
2 - بكم توسل يرجو العفو عن زلل ===من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا
3 - واقصد له واسأل به تعط المنى ===وتعيش مهما عشت فيه سعيدا
4 - ياسيد الرسل الذي فاق الورى ===بأسا سما كل الوجود وجودا
هذي ضراعة مذنب متمسك ===بولائكم من يوم كان وليدا
يرجوبك المحيا السعيد وبعثه ===بعد الممات الى النعيم شهيدا
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 02:20 م]ـ
الشفاعة لا تطلب إلا من الله عزوجل قال الله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255]
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 02:34 م]ـ
أخي عبد الإله المكي بارك الله بك
هل هناك شك ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله صحبه وسلم يشفع لامته يوم القيام اليس هو الشفيع المشفع
انصح ان لا تستعجل بارك الله بك وراجع النصوص التي تواترت في ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم يشفع لامته يوم القيامة
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 05:07 م]ـ
محمود الناصري أنا لم أنكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. ونريد رأيك في هذه القصيدة هل هي من الشرك الأصغر أم الأكبر؟
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:
شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم
وأول من يستفتح باب الجنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته، وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات، أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، بعد أن يتراجع الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم من الشفاعة حتى تنتهي إليه.
وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له.
وأما الشفاعة الثالثة فيشفع في كل من استحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم، ويشفع فيمن استحق النار ألا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 05:56 م]ـ
1 - فاشفع لمادحك الذي بك يتقي ===من هول يوم الدين والتعذيب
وهذا شاهده الحديث الذي في صحيح بخاري وهذا متنه
(إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه و سلم فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل) البخاري
فهل انتهينا اخي ابو عبد الإله واتفقنا ان كاتب هذا البيت انما اراد الشفاعة يوم القيامة؟
وعليه لا اشكال فيه
تنبيه من المشرف:
الخطأ العقدي هو في طلب الشفاعة الآن في الدنيا من النبي صلى الله عليه وسلم،فلا يجوز للمسلم الآن أن يقول يارسول الله اشفعلي يوم القيامة، فهذا يعتبر من الاستغاثة الشركية.
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 06:54 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ما هذا الذي نسمع؟؟؟
يقول الحق تبارك وتعالى:
قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم ...
يخبر الله سبحانه وتعالى أن عباده لا يملكون شيئا سواء منهم الصالحون أو غيرهم
حتى الذين عبدوا من دونه لا يملكون شيئا معه سبحانه ولا مثقال ذرة
فنفى الله عنهم الشراكة معه بقوله وما لهم فيهما من شرك
ونفى أيضا الكفاءة والمظاهرة بقوله وما لهم من دونه من ظهير
ولم يبق للمشركين ما يتعلقون به إلا الشفاعة، فلذلك قالوا:
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
فنفى الله عز وجل أن تكون الشفاعة لأحد غيره فهو مالكها ويجيزها لمن يشاء من عباده
لذلك قال: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له.
فلا يشفع أحد ولا النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإذن من الله عز وجل.
لذلك حرم أن تطلب الشفاعة إلا من الله سبحانه وتعالى
ومن طلبها من النبي صلى الله عليه وسلم فقد طلبها من غير مالكها، فالصحيح أن يقال: اللهم شفع في نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأنبياءك وعبادك الصالحين
وانظر إليه صلى الله عليه وسلم يقدم على الله فيخر ساجدا ويحمد الله بتلك المحامد ولا يشفع حتى يقال له اشفع
ولا يقدم على الشفاعة حتى تقال له هذه الكلمة
صلى الله عليه وسلم بأبي هو ونفسي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/237)
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 07:04 م]ـ
أخي الهاشمي بارك الله بك لم نختلف أبدا والذي تقوله ليس هو ما قصده صاحب البيت الاول
وأحببت ان الفت نظرك بارك الله بك ان هذه الابيات ماخوذة من قصائدة وليست قصيدة واحدة
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:31 م]ـ
الأخ المكي جزاك الله خيرا
الأخ الناصري
لا إشكال في أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الشافع المشفع (أسأل الله أن يكرمنا بشفاعته عليه الصلاة والسلام)
لكن الشفاعة حق لمن؟
وممن تطلب؟
الجواب في قول ربنا الكريم ((قل لله الشفاعة جميعا))
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:58 م]ـ
اخي السلفي حقيقة لا أعلم اين الاشكال
فهذا الحديث صريح
يقول فيه (عليكم بمحمد صلى الله عليه و سلم فيأتونني فأقول أنا لها)
أي ان الناس تذهب الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ليشفع لهم عند ربهم فهل في هذا اشكال؟!
وقائل هذا البيت هو نفسه يقول يا رسول الله اشفعلي يوم القيامة اي هو ايضا يذهب الى رسول الله حاله حال الناس فيطلبون من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان يشفع لهم عند الله اين الخلل في قوله بارك الله بك؟!!
ارجو ان تخبرني بارك الله بك اين الخلل العقائدي في هذا البيت ربما رأيته انت بينما انا عجزت عن ذلك
تنبيه من المشرف:
الخطأ العقدي هو في طلب الشفاعة الآن في الدنيا من النبي صلى الله عليه وسلم،فلا يجوز للمسلم الآن أن يقول يارسول الله اشفعلي يوم القيامة، فهذا يعتبر من الاستغاثة الشركية.
ـ[ابو مريم السلفى]ــــــــ[26 - 01 - 09, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
لى سؤال مرتبط بالموضوع وذلك حتى لا انشئ موضوع اخر
هل فى هذه الابيات مخالفة شرعية
بلغ العلى بكماله
كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[26 - 01 - 09, 07:13 ص]ـ
إن أحسنا الظن في الأبيات السابقة فماذا نقول في هذا البيت؟
3 - واقصد له واسأل به تعط المنى ===وتعيش مهما عشت فيه سعيدا
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 08:25 ص]ـ
إذا كنا نريد معرفة قصد الشاعر أو القائل, فلا نستعجل بالحكم حتى نعرف أول القصيدة, أو ما قبل هذه الأبيات, لكي نعرف ما يتوصل إليه صاحب الأبيات وماذا أراد ..
أخونا أبو عبدالإله لو تكرمت: أذكر أربع أو خمس أو ثلات أبيات قبل البيت الأول ..
أرشدك الله لطاعته ووفقك لمرضاته ..
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 09:20 ص]ـ
الأخ محمود الناصري
تأمل كلام المشرف عقب كلامك في المشاركتين الخامسة والتاسعة
بارك الله فيك
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[26 - 01 - 09, 09:57 ص]ـ
الاخوة الكرام ربما اني اعلم من غيري بعدم مشروعية طلب الشفاعة من ميت مهما علا شانه او الاستغاثة به
ولكن لربما لو وضعنا الابيات التي قبل البيت الذي فيه شبهة لتوضح الامر فهذا البيت جاء من قصيدة للامام ابن حجر العسقلاني في ديوانه السبع السيارة المنيرات
وجاء في القصيدة
يا سيد الرسل الذى منهاجه*****حاو كمال الفضل والتهذيب
اسرى بجسمك للسماء فبشرت*******أملاكها وحبتك بالترحيب
فعلوت ثم دنوت ثم بلغت ما *******لا ينبغى لسواك من تقريب
وخصصت فضلا بالشفاعة فى غد*****ومقامك المحمود والمحبوب
والانبياء وقد رفعت جلالة*******فى الحشر تحت لوائك المنصوب
يحبوك ربك من محامده التى******تعطى بها ما شئت من مطلوب
ويقول قل يسمع وسل تعط المنى******واشفع تشفع فى رهين ذنوب
فأشفع لمادحك الذى بك يتقى******اهوال يوم الدين والتعذيب
ولا اعرف صحة نسبتها له ولكن حتى لو لم يكن هو الذي قالها فلا زال الامر على حاله
فالثابت عندنا نحن أهل السنة ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم القيامة يشفع لامته ولا يختلف على هذا اثنان
والظاهر في هذه الابيات ان الامام ابن حجر يصف يوم القيامة والمقام المحمود ويحاكي الحديث الذي اوردناه بصيغة شعرية
(،فلا يجوز للمسلم الآن أن يقول يارسول الله اشفعلي يوم القيامة، فهذا يعتبر من الاستغاثة الشركية.)
أخي المشرف ان قلت يا رسول الله اشفع لامتك يوم القيامة هل يصح هذا القول أم لا وهل تعتبر من الاستغاثة الشركية؟
علما من المقرر في العقيدة ان رسول الله يشفع لامته يوم القيامة
الا يعتبر هذا القول تحصيل حاصل؟
الذي عندي قلته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 02:19 م]ـ
بارك الله فيك أخونا محمود:
وكما قلت لابد أن نعرف الأبيات لكي نعرف ما هو المقصود ..
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 10:15 م]ـ
الاخوة الكرام ربما اني اعلم من غيري بعدم مشروعية طلب الشفاعة من ميت مهما علا شانه او الاستغاثة به
.
.
.
.
أخي المشرف ان قلت يا رسول الله اشفع لامتك يوم القيامة هل يصح هذا القول أم لا وهل تعتبر من الاستغاثة الشركية؟
علما من المقرر في العقيدة ان رسول الله يشفع لامته يوم القيامة
الا يعتبر هذا القول تحصيل حاصل؟
الذي عندي قلته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد إذن المشرف، وإن رأى حذفه فله ذلك عن طيب نفس.
لا يصح أن نسأل غير الله تبارك وتعالى وقد استسقى عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالعباس بن عبد المطلب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكان يمكن أن يستسقي بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وما كان يرضى بغيره لو كان جائزاً
هذا من ناحية المعنى
أما في نفس الأمر فهو ـ كما قلتَ ـ تحصيل حاصل فإن الله تعالى يشفعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أمته يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/238)
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
جزى الله الاخوة خيرا على افادتهم
وقد أرسلت سؤالي الى موقع الشيخ عبدالله بن ابراهيم القرعاوي وكان هذا جوابه في موقعه
قرأت هذه الأبيات واستنكرت ما جاء فيها
هل ما جاء فيها يدخل في الشرك الأكبر أم أنه من الشرك الأصغر؟
وهي من عدة قصائد:
1/ فاشفع لمادحك الذي بك يتقي === من هول يوم الدين والتعذيب
2/ بكم توسل يرجو العفو عن زلل === من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا
3/ واقصد له واسأل به تعط المنى === وتعش مهما عشت فيه سعيدا
4/ يا سيد الرسل الذي فاق الورى === بأسا سما كل الوجود وجودا
هذي ضراعة مذنب متمسك === بولائكم من يوم كان وليدا
يرجو بك المحيا السعيد وبعثه ===بعد الممات إلى النعيم شهيدا
الجواب ـ هذه الأبيات فيها طلب وقصد من ميت وهذا من الشرك الأكبر, وفيها توسل بالجاه وهو بدعة.
http://www.qaraye.com/news-action-show-id-239.htm
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 04 - 09, 06:04 م]ـ
عنونت لهذا الرد بهذه المقولة لأني شاركت بهذه المداخلة في نفس الموضوع وتخرج لي العلامة التي تبيّن بأنّ لي مشاركة في نفس الموضوع ثم لما بحثت عنها في صلب المداخلات وجدتها قد حذفت مع أني لما أرسلتها خرجت ضمن المداخلات؟؟!!!
أعود فأقول:
الحكم على ما ورد في هذه الأبيات بأنه شرك كبر فيه مجازفة كبيرة، لأنّ هذه الأبيات تكتنفها شبهتان
الأولى: أن الشافع هاهنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد علمنا بنصوص الشريعة أنه ممن سيأذن لهم الله تبارك وتعالى بالشفاعة يوم القيامة (أنا أوّل شافع وأوّل مشفع)، فمعاملة من طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلّم بنفس الاعتبار ممن لا نعلم هل سيأذن لهم الله له بالشفاعة أو لا خطأ كبير.
الثانية: قيام شبهة سماع الأموات من الأحياء كسماع قرع النعال، والسلام على أهل القبور، ويختص صلى الله عليه وسلّم بأنه تبلغه صلاة وسلام أمته عليه.
هذا كلّنا يجعلنا نتورع عن وصم هذه الأبيات بأن فيها شركا أكبر
ولكن نقول هي ذريعة للشرك الأكبر وقد تكون من باب الشرك الأصغر أو من باب البدع، والله أعلم
ـ[أم فراس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 12:00 ص]ـ
صاحب القصيدة يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والشفاعة إنما تطلب منه صلى الله عليه وسلم في الآخرة كما ورد في الحديث.
أما بالنسبة لسماع الأموات واختلاف العلماء فيه شيء ودعاؤهم شيء آخر، فإن من قال بأن الموتى يسمعون لم يقل بأنه يجوز دعاؤهم، وطلب العون منهم.
كل دعاء صرف لغائب غير قادر فهو شرك أكبر سواء كان دعاء مسألة أو دعاء عبادة مصداقا لقوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا". والله أعلم.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[25 - 04 - 09, 03:56 ص]ـ
صاحب القصيدة يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والشفاعة إنما تطلب منه صلى الله عليه وسلم في الآخرة كما ورد في الحديث.
أما بالنسبة لسماع الأموات واختلاف العلماء فيه شيء ودعاؤهم شيء آخر، فإن من قال بأن الموتى يسمعون لم يقل بأنه يجوز دعاؤهم، وطلب العون منهم.
كل دعاء صرف لغائب غير قادر فهو شرك أكبر سواء كان دعاء مسألة أو دعاء عبادة مصداقا لقوله تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا". والله أعلم.
أختاه رويدك أنا ما قلت بأن من قال بسماع الأموات من الأحياء يقول بجواز دعاء الأحياء للأموات، وطلب العون منهم فلا تقوّليني ما لم أقله ـ غفر الله لك ـ فتنبهي:
أنا قلت: إن هذه المسألة تكتنفها شبهتان كبيرتان تمنع وصف الفعل بأنه من قبيل الشرك الأكبر:
الأولى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثبت لدينا بنصوص الشريعة أن الله سيشفعه في أمته لقوله صلى الله عليه وسلّم (أنا أوّل شافع وأوّل مشفّع) وقوله (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)، فهو ليس من سائر الناس الذين لا ندري هل سيؤذن لهم بالشفاعة أم لا.
الثانية: شبهة سماع الأحياء من الأموات، لسماع قرع النعال، ورد أهل القبور للسلام، ثم هذه الشبهة في رسول الله أقوى لأنه ثبت لدينا أن الملائكة تبلغه صلاة وسلام أمته.
فلو قال شخص بناء على هاتين الشبهتين، ما دامت صلاتي وسلامي على رسول الله صلى الله عليه وسلّم تبلغه من أي مكان، فلم لا أستغل الفرصة وأسأله أن يجعلني من الذين سيشفع فيهم يوم القيامة من أمته
ثم هذا ينازعك أن هذا مما لا يقدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بل يعتقد أنه صلى الله عليه وسلّم هو نفسه أخبرنا بأن الله سيشفّعه في أمته، إذن هو سأل الشفاعة ممن أذن له فيها.
هل يجرأ شخص بعد هذا أن يصف هذا الفعل مع قيام هذه الشبه بأنه من الشرك الأكبر؟!
لا أظن ذلك
لكن لو سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الشفاء والولد وسعة الرزق، قلنا هذا هو عين الشرك الأكبر الذي كان عليه عباد الأصنام كما حكاه الله عنهم في قوله {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}، وذلك لعدم قيام شبه بهذا النوع من السؤال، وكذلك لو كان الدعاء دعاء عبادة فهذا الشرك الأكبر فيه أظهر، والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/239)
ـ[أم فراس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 02:22 م]ـ
أنا لم أقولك أنت - بارك الله فيك - وإنما أجيب على صاحب الشبهتين الذي تتكلم بلسانه، ليس إلا.
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 04 - 09, 09:07 ص]ـ
رحم الله شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب .. حيث ذكر هذه الشبهة في كشف الشبهات فراجعها رعاك الله أخي غندر ...
وبعد مراجعتك لها بإذن الله قد نكمل حديثنا إن شاء الله.
ولعلك تراجع شروح أهل العلم عليها.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[01 - 05 - 09, 06:57 م]ـ
المسألة كنت مررت عليها في كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مع شرح الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمهم الله وحزّت في نفسي كيف أساوي بين من سأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الشفاء والولد والرزق مع من سأله الشفاعة وقامت بقلبه تلك الشبهتان، والكلام الذي ذكرته كنت أسمع كثيرا من مشايخي يتبنونه وعلى رأسهم شيخنا العلاّمة الدكتور عبد الله بن محمد القرني صاحب (ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة) وللزيادة في التثبت سألت فضيلته عن المسألة نفسها،
فقال: لا يخفى عليك أن المسألة فيها خلاف كبير، والصحيح أن من سأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وقامت به شبهة إذن الله له بالشفاعة وكذا سماع الأموات عموما وسماع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خصوصا فهذا ليس من قبيل الشرك بل هو من قبيل البدع، وخاصة إذا كان بجانب القبر، أما إذا كان بعيدا وقامت به شبهة حديث الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغوني من أمتي السلام) أخرجه أحمد والنسائي وصححة الحاكم وابن حبان
وهو في الصحيحة (7/ 54/2853) فهذا يتجه في حقه أيضا أن يكون من باب البدع، لكنّ إذا اعتقد أن لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خاصية علم الغيب والسماع من بعد كما يسمع من قرب لا من باب أن الملائكة هي من يبلغه السؤال فهذا من الشرك.
أخي الشيخ أحمد والله كلّنا ذلك الرجل الذي يغار على جناب التوحيد ويذب عن حمى العقيدة لكن الحق أحبّ إلينا من غيرتنا التي قد تحملنا في بعض الأحيان إلى أن نقع في الجانب الآخر بسبب الغلو، وليس بالهين أنّ نحكم على فعل ما بأنه من الشرك الأكبر ثم من ثَمّ تكفير من وقع في هذا النوع من الشرك خاصة عند الذي لا يعذرون بالجهل في مسائل التوحيد، فإخراج مسلم دخل في الإسلام بيقين ليس بالأمر الهين، والخطأ في العفو أحسن من الخطأ في العقوبة، ولنضع نصب عينينا دائما حديث اسامة بن زيد وخالد بن الوليد رضي الله عنهما الذَيْنِ في الصحيحين، والله أعلم
أخي الشيخ أحمد أشكرك على كريم خلقك و حسن تعاملك وانتقائك لأجمل العبارات في محاورة أخيك، وفي انتظار تعليقك الذي لا يستغني عن أخوك عندر
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[02 - 05 - 09, 07:16 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم ... وأنا أخوك أحمد ولست (الشيخ أحمد) غفر الله لك ...
ذكرت رعاك الله قولك أو قول الشيخ القرني (لكنّ إذا اعتقد أن لرسول الله خاصية علم الغيب والسماع من بعد كما يسمع من قرب لا من باب أن الملائكة هي من يبلغه السؤال فهذا من الشرك.)
وعامة من يدعوه ويناديه يظن أنه يسمع من بعيد بلا واسطة توصل إليه الدعاء ..
وحفظ جناب التوحيد مطلوب .. أما عن مسالة العذر بالجهل ونحوها فكلامنا في تقرير الحكم العام وليس فيما يتعلق بمسألة الحكم على الأعيان .. ولو افترضنا أخي أن بعضهم قالت به هذه الشبهة للأدلة التي قد ذكرتَها فإن الأعم الأغلب يقعون في الغلو بحيث يدعونه ويطلبون منه ويعتقدون له سمعا مطلقا الخ ... فحري بنا حفظ جناب التوحيد وإن كانت هناك حالات خاصة فهي لا تعارض الحكم العام الذي قد قال به عامة أهل العلم من أن هذا الطلب طلب شركي ..
نفع الله بكم ورفع قدركم.
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:54 ص]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[03 - 05 - 09, 01:49 ص]ـ
وعامة من يدعوه ويناديه يظن أنه يسمع من بعيد بلا واسطة توصل إليه الدعاء ..
أما أنا يا شيخ أحمد فلا أستطيع أن أحكم بهذا الحكم العام ولو على سبيل الظن، فأنا أربأ بنفسي عن ذلك، ولكل وجهة هو مولّيها
شكر الله لك أخي أحمد وكذا لك أخي أخي أيوب والشكر موصول لجميع الإخوة المشاركين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/240)
على كلٍّ هذه قناعات، قابلة النقاش والتراجع وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 04:00 ص]ـ
الاخوة في ملتقى اهل الحديث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت على هذه الأبيات فلم يعجبني ما جاء فيها
فأحببت أن أستفيد منكم وهل ماجاء فيها يدخل في الشرك الأكبر أم أنه من الشرك الأصغر؟
(وهي من عدة قصائد)
1 - فاشفع لمادحك الذي بك يتقي ===من هول يوم الدين والتعذيب
2 - بكم توسل يرجو العفو عن زلل ===من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا
3 - واقصد له واسأل به تعط المنى ===وتعيش مهما عشت فيه سعيدا
4 - ياسيد الرسل الذي فاق الورى ===بأسا سما كل الوجود وجودا
هذي ضراعة مذنب متمسك ===بولائكم من يوم كان وليدا
يرجوبك المحيا السعيد وبعثه ===بعد الممات الى النعيم شهيدا
وجزاكم الله خيرا.
أخي وفقك الله لكل خير ..
البيت الأول: هو من الشرك الأكبر بالله .. وقد تقدم كلام الإخوة عليه .. وهو طلب الشفاعة من في الدنيا .. وسيأتي النقاش فيه ..
البيت الثاني كذلك ..
البيت الثالث: قصد النبي صلى الله عليه وسلم في الكربات من الشرك الأكبر .. أما سؤال الله به بعد موته من البدع التي تؤول إلى الشرك ..
الفقرة رقم 4: فيه الضراعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والرجاء وهذا من الشرك الأكبر ..
أخي عبد الإله المكي بارك الله بك
هل هناك شك ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله صحبه وسلم يشفع لامته يوم القيام اليس هو الشفيع المشفع
انصح ان لا تستعجل بارك الله بك وراجع النصوص التي تواترت في ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم يشفع لامته يوم القيامة
ليس هناك شك ..
ولكن الكلام هنا عن طلبه ذلك وسؤاله بعد الموت ..
اخي السلفي حقيقة لا أعلم اين الاشكال
فهذا الحديث صريح
يقول فيه (عليكم بمحمد صلى الله عليه و سلم فيأتونني فأقول أنا لها)
أي ان الناس تذهب الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ليشفع لهم عند ربهم فهل في هذا اشكال؟!
وقائل هذا البيت هو نفسه يقول يا رسول الله اشفعلي يوم القيامة اي هو ايضا يذهب الى رسول الله حاله حال الناس فيطلبون من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان يشفع لهم عند الله اين الخلل في قوله بارك الله بك؟!!
ارجو ان تخبرني بارك الله بك اين الخلل العقائدي في هذا البيت ربما رأيته انت بينما انا عجزت عن ذلك
الإشكال أن ذلك الطلب في يوم القيامة .. أما في الدنيا بعد مماته من الشرك ..
وهذا هو الفرق ..
السلام عليكم
لى سؤال مرتبط بالموضوع وذلك حتى لا انشئ موضوع اخر
هل فى هذه الابيات مخالفة شرعية
بلغ العلى بكماله
كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
وجزاكم الله خيرا
يقصد أنه عليه الصلاة والسلام فاق البرية بكماله .. وهذا صحيح ..
وأنه كشف الدجى بجماله .. فهو يقول أنه صلى الله عليه وسلم فاق جماله جمال البشر وأنه كشف وأنار الليل بجماله ..
فهو يصف النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر محاسنه ..
ولا شيء في الأبيات ..
الاخوة الكرام ربما اني اعلم من غيري بعدم مشروعية طلب الشفاعة من ميت مهما علا شانه او الاستغاثة به
ولكن لربما لو وضعنا الابيات التي قبل البيت الذي فيه شبهة لتوضح الامر فهذا البيت جاء من قصيدة للامام ابن حجر العسقلاني في ديوانه السبع السيارة المنيرات
وجاء في القصيدة
يا سيد الرسل الذى منهاجه*****حاو كمال الفضل والتهذيب
اسرى بجسمك للسماء فبشرت*******أملاكها وحبتك بالترحيب
فعلوت ثم دنوت ثم بلغت ما *******لا ينبغى لسواك من تقريب
وخصصت فضلا بالشفاعة فى غد*****ومقامك المحمود والمحبوب
والانبياء وقد رفعت جلالة*******فى الحشر تحت لوائك المنصوب
يحبوك ربك من محامده التى******تعطى بها ما شئت من مطلوب
ويقول قل يسمع وسل تعط المنى******واشفع تشفع فى رهين ذنوب
فأشفع لمادحك الذى بك يتقى******اهوال يوم الدين والتعذيب
ولا اعرف صحة نسبتها له ولكن حتى لو لم يكن هو الذي قالها فلا زال الامر على حاله
فالثابت عندنا نحن أهل السنة ان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم القيامة يشفع لامته ولا يختلف على هذا اثنان
والظاهر في هذه الابيات ان الامام ابن حجر يصف يوم القيامة والمقام المحمود ويحاكي الحديث الذي اوردناه بصيغة شعرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/241)
(،فلا يجوز للمسلم الآن أن يقول يارسول الله اشفعلي يوم القيامة، فهذا يعتبر من الاستغاثة الشركية.)
أخي المشرف ان قلت يا رسول الله اشفع لامتك يوم القيامة هل يصح هذا القول أم لا وهل تعتبر من الاستغاثة الشركية؟
علما من المقرر في العقيدة ان رسول الله يشفع لامته يوم القيامة
الا يعتبر هذا القول تحصيل حاصل؟
الذي عندي قلته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى بذكر الأبيات التي قبلها لم يتغير المعنى الظاهر سابقا ..
هو ذكر حال الموقف يوم الحشر ولكنه خاطب النبي صلى الله عليه وسلم في حاله وهنا المحك ..
ونعم هو تحصيل حاصل ..
فإذا كان تحصيلا حاصلا هل يجوز طلب ذلك .. ؟؟
وهل فعل السلف هذا .. ؟؟
ومادام أنه تحصيل حاصل فلا فائدة من طلب ذلك ..
والتحصيل الحاصل (كما تقول) هو شفاعته عليه الصلاة والسلام لأمته العامة والخاصة ..
وهنا السؤال؟
هل فينا أحد يجزم أنه سوف يدخل تحت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم المنجية من النار .. ؟؟
الجواب لا .. ولأنه لا أحد يجزم أنه من أهل الجنة .. ولذلك نسأل الله الجنة ونجتهد ونسأل الله الثبات .. والتوجيه الصحيح أن نسأل الله أيضا أن يشفع فينا نبينا عليه الصلاة والسلام ..
ومن هنا نعرف أن طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته لا يجوز ..
لأن دخولنا في شفاعته من الأمور الغيبية التي لا نعلمها ولذلك يكون الطلب من الله ..
والطلب فيه من النبي صلى الله عليه وسلم القول فيه كالقول في طلب الأمور الآخرى ..
وكلامي عن الشفاعة الخاصة للمسلمين يوم القيامة ..
وهو ما نرجوه من الله ..
أما الشفاعة العامة فهو تحصيل حاصل .. والطالب يطلب الشفاعة الخاصة ..
والله أعلم ..
جزى الله الاخوة خيرا على افادتهم
وقد أرسلت سؤالي الى موقع الشيخ عبدالله بن ابراهيم القرعاوي وكان هذا جوابه في موقعه
قرأت هذه الأبيات واستنكرت ما جاء فيها
هل ما جاء فيها يدخل في الشرك الأكبر أم أنه من الشرك الأصغر؟
وهي من عدة قصائد:
1/ فاشفع لمادحك الذي بك يتقي === من هول يوم الدين والتعذيب
2/ بكم توسل يرجو العفو عن زلل === من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا
3/ واقصد له واسأل به تعط المنى === وتعش مهما عشت فيه سعيدا
4/ يا سيد الرسل الذي فاق الورى === بأسا سما كل الوجود وجودا
هذي ضراعة مذنب متمسك === بولائكم من يوم كان وليدا
يرجو بك المحيا السعيد وبعثه ===بعد الممات إلى النعيم شهيدا
الجواب ـ هذه الأبيات فيها طلب وقصد من ميت وهذا من الشرك الأكبر, وفيها توسل بالجاه وهو بدعة.
http://www.qaraye.com/news-action-show-id-239.htm
الحمد لله رب العالمين ..
بارك الله فيك أخي ..
أقول:
الحكم على ما ورد في هذه الأبيات بأنه شرك كبر فيه مجازفة كبيرة، لأنّ هذه الأبيات تكتنفها شبهتان
الأولى: أن الشافع هاهنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقد علمنا بنصوص الشريعة أنه ممن سيأذن لهم الله تبارك وتعالى بالشفاعة يوم القيامة (أنا أوّل شافع وأوّل مشفع)، فمعاملة من طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وسلّم بنفس الاعتبار ممن لا نعلم هل سيأذن لهم الله له بالشفاعة أو لا خطأ كبير.
الثانية: قيام شبهة سماع الأموات من الأحياء كسماع قرع النعال، والسلام على أهل القبور، ويختص صلى الله عليه وسلّم بأنه تبلغه صلاة وسلام أمته عليه.
هذا كلّنا يجعلنا نتورع عن وصم هذه الأبيات بأن فيها شركا أكبر
ولكن نقول هي ذريعة للشرك الأكبر وقد تكون من باب الشرك الأصغر أو من باب البدع، والله أعلم
أقول بل الحكم على ما ورد من أنه شرك أكبر صحيح ..
وما ذكرته من سبب الإمتناع في الإطلاق عليه بالشرك .. هو ليس على وصف الحكم ..
فوصف الحكم شرك أكبر ..
أما ما ذكرته من أنه مجازفة لسبب الشبهتين .. فهو في وصف العين ..
وفرق بين الأمرين
فالفعل قد يوصف بأنه كفر مخرج من الملة ..
لكن القائم به قد لا يكفر لوجود مانع أو انتفاء شرط ..
فنحن نقول القول بنفي العلو كفر ..
ولكن القائل المعين بنفي العلو لا يكفر حى تقوم عليه الحجة ويأبى بعد أن كشفت الشبهة ..
والله أعلم ..
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 11:46 ص]ـ
فلم لا أستغل الفرصة وأسأله أن يجعلني من الذين سيشفع فيهم يوم القيامة من أمته
إن كان السائل من جملة من يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، فما معنى سؤاله؟؟
وإن كان يخاف أنْ لا يكون منهم فإن سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أن يجعله منهم. أليس هو من الشرك؟؟؟
لكن لو سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الشفاء والولد وسعة الرزق، قلنا هذا هو عين الشرك الأكبر
ما الفرق بين هذا والذي قبله، وكلاهما سؤال غير الله؟ بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى الصراط المستقيم
ـ[ابو عبدالاله السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:44 م]ـ
جزى الله من افاد خيرا(53/242)
هل الولد يتبع ابوه فس الاسلام
ـ[الصبحي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 06:57 م]ـ
احبتي س/ هل الولد يتبع ابوه في الاسلام؟
واذا كان ابوه مسلم وهو تربي في بيت غير مسلم يعتبر مرتد وتطبق عليه احكام الردة؟(53/243)
مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 01 - 09, 10:50 م]ـ
مسائل مسلمة عند الأشاعرة منافية للمعقول.
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
من عجائب مذهب الأشاعرة تبنيهم مسائل لا يسلم بها أكثر العقلاء بل ويبطلها العلم الحديث ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين. وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضية فقد يكون صواب المتفلسفة أكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام، فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.
الرد على المنطقيين (311)
وخذ على ذلك أمثلة مسلمة في مذهب الأشاعرة تعجب العلماء منها واستغربوها:
1 - إنكار طبائع الأشياء
يقول ابن القيم: (أنه -سبحانه- ربط الأسباب بمسبباتها شرعًا وقدرًا، وجعل الأسباب محل حكمته في أمره الديني الشرعي وأمره الكوني القدري، ومحل ملكه وتصرفه فإنكار الأسباب والقوى والطبائع جحد للضروريات، وقدح قي العقول والفطر، ومكابرة للحس وجحد للشرع والجزاء… والقرآن مملوء من إثبات الأسباب كقوله تعالى: (بما كنتم تعملون) المائدة: 105، وقوله: (بما كنتم تكسبون) الأعراف: 39 وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وكل موضع مرتب فيه الحكم الشرعي أو الجزائي على الوصف أفاد كونه سببًا له كقوله سبحانه: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله) المائدة:38 .. وذكر آيات كثيرة إلى أن قال: وهذا أكثر من أن يستوعب وكل موضع تضمن الشرط والجزاء أفاد سببية الشرط والجزاء وهو أكبر من أن يستوعب… وكل موضع تقدم ذكرت فيه الباء تعليلاً لما قبلها بما بعدها أفاد التسبب… ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنة لزاد على عشرة آلاف موضع، ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ويكفي شهادة الحس والعقل والفطرة)
ويقول شيخ الإسلام: (تكلم قومٌ من الناس في إبطال الأسباب والقوى والطبائع فأضحكوا العقلاء على عقولهم)
انظر "عقيدة العادة عند الأشاعرة" (23)
2 - الجواهر الفردة
يقول شيخ الإسلام: هذا خلاف ما دل عليه السمع والعقل والعيان، ووجود جواهر لا تقبل القسمة منفردة عن الأجسام مما يعلم بطلانه بالعقل والحس، فضلاً عن أن يكون الله تعالى لم يخلق عيناً قائمة بنفسها إلا ذلك.
منهاج السنة (2|139)
و قال شيخ الإسلام: وقال: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل.
النبوات (304)
3 - العرض لا يبقى زمانين
وقال أيضا: و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
مجموع الفتاوى (16|275)
3 - قالوا: يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقة بالأندلس.
وهذه من أعجبها
قال الإيجي: وهي أن شرط الرؤية كما علم بالضرورة من التجربة المقابلة أو ما في حكمها نحو المرئي في المرآة
وأنها أي المقابلة مستحيلة في حق الله تعالى لتنزهه عن المكان والجهة
والجواب منع الاشتراط إما مطلقا كما مر من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلا ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس.
المواقف (3|199)
5 - إثبات الرؤية مع إنكار الجهة ولهذا قيل فيهم: "من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/244)
يقول شيخ الإسلام: وأنما المقصود أن نقول إذا ثبتت رؤيته فمعلوم في بداية العقول أن المرئي القائم بنفسه لا يكون إلا بجهة من الرائي وهذه الرؤية التي أخبر بها النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال: ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر. فأخبر أن رؤيته كرؤية الشمس والقمر وهما أعظم المرئيات ظهورا في الدنيا وإنما يراهم الناس فوقهم بجهة منهم بل من المعلوم أن رؤية مالا يكون داخل العالم ولا خارجه ممتنع في بداية العقول, وهذا مما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم من السلف والأئمة وأهل الحديث والفقه والتصوف وجماهير أهل الكلام المثبتة والنافية والفلاسفة وإنما خالف فيه فريق من أصحاب الأشعري ومن وافقهم من الفقهاء كما قد يوافقهم القاضي أبو يعلى في المعتمد هو وغيره ويقولون ما قاله أولئك في الرؤية إنه يرى لا في جهة ويلتزمون ما اتفق أهل العقول على أنه من الممتنع في بداية العقول.
بيان تلبيس الجهمية (1|359)
6 - تماثل الأجسام
قال شيخ الإسلام: ودعوى تماثلها مخالف للحس والعلم الضروري فإنا نعلم أن حقيقة الماء مخالفة لحقيقة النار وأن حقيقة الذهب مخالفة لحقيقة الخبز وأن حقيقة الدم مخالفة لحقيقة التراب وأمثال ذلك وأن اشتراكهما في كونهما جوهرين هو اشتراكهما في كونهما قائمين بأنفسهما او متحيزين أو قابلين للصفات وهذا اشتراك في بعض صفاتها لا في الحقيقة الموصوفة بتلك الصفات.
درء التعارض (2|266)
7 - إثبات موجود لا داخل العالم ولا خارجه ..
قال شيخ الإسلام: ونحو ذلك من الاعتقادات التي يقولون إنها حصلت لهم بالكشف والمشاهدة وهي خيالات وأوهام باطلة إما أن لا يكون لها حقيقة في الخارج أو يكون لها حقيقة لكن تكون هي أمر مخلوق لا تكون هي الخالق سبحانه وكما يتخيلون ويتوهمون أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا كذا ولا كذا مما هو عند أهل العقول السليمة خيالات باطلة وأوهام فاسدة لا تنطبق إلا على المعدوم بل على الممتنع.
بيان تلبيس الجهمية (1|71)
هذه بعض الأمثلة
وأظن لو تتبع طالب العلم غرائب هذا المذهب لخرج بالشيء الكثير ولذلك قال الشيخ سفر في منهج الأشاعرة في العقيدة: وهناك قضية بالغة الخطورة لاسيما في هذا العصر وهي الأخطاء العلمية عن الكون التي تمتلئ بها كتب الأشاعرة والتي يتخذها الملاحدة وسيلة للطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم.
من ذلك ما حشده صاحب المواقف في أول كتابه من فصول طويلة عن الفلك والحرارة والضوء والمعادن وغيرها مما قد يكون ذا شأن في عصره لكنه اليوم أشبه بأساطير اليونان أو خرافات العجائز.
ومن ذلك قول البغدادي: ' إن أهل السنة أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها. واستدل على ذلك في كتابه أصول الدين "بمعنى اسم الله الباسط " قال: لأنه بسط الأرض وسماها بساطاً خلاف زعم الفلاسفة والمنجمين أنها كروية. . ومثله صاحب المواقف الذي أكد أنها مبسوطة وأن القول بأنها كرة من زعم الفلاسفة.
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 06:59 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:10 م]ـ
وفيكم بارك الله(53/245)
لا يقدح إطلاق الفوقانية على الله
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[24 - 01 - 09, 06:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن اهتد بهداه
أما بعد:
حيّاكم الله جميعا إخوتي أحبتي العلماء وطلبة العلم في هذا الملتقى المبارك وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم العلم النافع آمين
يا إخوتي، بينما كنتُ أقرأ أحد الكتب في العقيدة مرّ بي قول الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله:
لايقدح إطلاق الفوقانية على الله، فكثيرا ماأومأت إليه الأخبار وظواهر الآيات
فمامعنى هذا الكلام أكرمكم الله وأحسن إليكم؟(53/246)
أفضل كتاب معاصر في الرد على الأشاعرة؟
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[24 - 01 - 09, 07:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
من لي بأفضل كتاب معاصر في الرد على الأشاعرة، بحيث يوضح شبهاتهم و يرد عليها بالتفصيل، و له منّي أجزل شكر و أبلغ ثناء؟
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[24 - 01 - 09, 08:02 م]ـ
كتاب: الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة للشيخ فيصل الجاسم
من مطبوعات " المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة " في الكويت وقدم له مجموعة من أهل العلم منها الشيخ السيد محمد بن السيد عبد الرزاق الطبطبائي العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في دولة الكويت والشيخ محمد لوح ...
وأصل الكتاب ردٌ على كتاب " الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة " للمؤلفين: حمد سنان و فوزي العنجري وقدم له مجموعة منهم محمد حسن هيتو وعجيل النشمي وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 05:52 م]ـ
صدقت يا اخي والكتاب موجود على الشبكة pdf
اذا اردته قل لي
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:20 م]ـ
كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمان المحمود,
وكتاب منهج الأشاعرة في العقيدة الصغير والكبير للشيخ سفر الحوالي حفظهما الله تعالى ...
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:29 م]ـ
كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمان المحمود,
وكتاب منهج الأشاعرة في العقيدة الصغير والكبير للشيخ سفر الحوالي حفظهما الله تعالى ...
كتاب الشيخ المحمود نافع جدا، وأنصحك به يا أبا زيد، إن كنت تقوى على ثلاثة أجزاء (ابتسامة).
وكتاب الشيخ الحوالي الصغير مفيد جدا في ضبط أصول الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة.
أما الكبير فما اطلعت عليه للأسف. فهل طبع؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:52 م]ـ
كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمان المحمود,
وكتاب منهج الأشاعرة في العقيدة الصغير والكبير للشيخ سفر الحوالي حفظهما الله تعالى ...
كتاب الشيخ المحمود نافع جدا، وأنصحك به يا أبا زيد، إن كنت تقوى على ثلاثة أجزاء (ابتسامة).
وكتاب الشيخ الحوالي الصغير مفيد جدا في ضبط أصول الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة.
أما الكبير فما اطلعت عليه للأسف. فهل طبع؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:56 م]ـ
شيحنا الفاضل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125550
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 11:36 م]ـ
السفر الحوالي في منهج الأشاعرة في العقيدة (الأشاعرة الكبير)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 11:37 م]ـ
كتاب المحمود أفضل كتاب في بابه، وكتاب الجاسم فيه جهد طيب لكن التحرير فيه ليس قويا
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 01 - 09, 11:43 م]ـ
شيحنا الفاضل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125550
جزاكم الله خيرا شيخي الكريم وجعلكم ذخرا لطلبة العلم.
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 06:33 م]ـ
مشايخي الأفاضل و إخواني طلبة العلم الكرام،
جزاكم الله خيرا على توجيهاتكم و نصائحكم، و عذرا على التأخر، فقد كان متعذرا عليَّ دخول الموقع في الآونة الأخيرة بسبب كثرة المشاغل.
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 07:49 م]ـ
وهناك كتاب آخر ألِّف - أيضًا- في الرد على على كتاب (أهل السنة الأشاعرة) للمؤلفين المذكورين آنفًا -هداهما الله-.
عنوان الكتاب: التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز رد على كتاب "أهل السنة الأشاعرة"
المؤلف: حاي بن سالم الحاي أبو عمر
وهو موجود بحمد الله على الوقفية ( http://www.waqfeya.com/search.php) .
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[28 - 01 - 09, 12:00 ص]ـ
كتاب موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبد الرحمان المحمود,
وكتاب منهج الأشاعرة في العقيدة الصغير والكبير للشيخ سفر الحوالي حفظهما الله تعالى ...
عليك بهذين الكتاب
فقد كُتبا من عالمين جليين
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 12:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بجهدكم
وأزيد على ما ذكرتم
كتاب (حوار مع أشعري)
لفضيلة الشيخ: محمد الخميِّس
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[28 - 01 - 09, 05:47 ص]ـ
الكتب حسب الإخوة
1 - منهج الاشاعرة في العقيدة الصغير والكبير
2 - موقف ابن تيمية من الأشاعرة
3 - الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة للشيخ فيصل الجاسم
4 - التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز رد على كتاب "أهل السنة الأشاعرة
5 - كتاب (حوار مع أشعري) لفضيلة الشيخ: محمد الخميِّس
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 03:48 م]ـ
الكتب حسب الإخوة
1 - منهج الاشاعرة في العقيدة الصغير والكبير
2 - موقف ابن تيمية من الأشاعرة
3 - الأشاعرة في ميزان أهل السنة والجماعة للشيخ فيصل الجاسم
4 - التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز رد على كتاب "أهل السنة الأشاعرة
5 - كتاب (حوار مع أشعري) لفضيلة الشيخ: محمد الخميِّس
جزاك الله خيرا على هذه اللائحة الإجمالية للكتب المذكورة.
و قد اطلعتُ أيضا على كتاب "مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها"و أصله رسالة دكتوراة لجابر بن إدريس بن علي أمير، فألفيتُه لا يخلو من فوائد.
و هذا رابطه: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1901(53/247)
مسائل ترتبت على القول بالجوهر الفرد
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 01 - 09, 10:47 م]ـ
مسائل ترتبت على القول بالجوهر الفرد
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا المقال استكمال للموضوع السابق الذي تم طرحه في مسألة خرافة الجوهر الفرد عند الأشاعرة.
أولا: لماذا ذهب بعض المتكلمين للقول بالجواهر الفردة.
لما كان من أدلة أهل الكلام في إثبات وجود الله دليل الأعراض؛ وهو الاستدلال بحدوث الأعراض على حدوث الأجسام.
وكان قول الفلاسفة أن الجسم يتجزأ إلى غير نهاية لازمه القول بقدم الجسم من حيث أن مالا يتناهى لا يصح وجوده فكيف يعتقد حدوثه ثم يعتقد أنه بلا نهاية وهذا يقوده إلى اعتقاد قدمه.
ففرارا من هذا القول – وهو القول بقدم الأجسام – ولإثبات حدوثها قالوا بتكون أو تركب الأجسام من جواهر لا تقبل القسمة.
انظر بيان تلبيس الجهمية (1|285)
ثانيا: وقد انبثق عن هذا الاعتقاد مسائل ترتبت عليه , من ذلك:
1 - أنكروا أن يكون خلق الله شيئا من مادة أو شيء.
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء تحيروا في خلق الشيء من مادة كخلق الإنسان من النطفة والحب من الحب والشجرة من النواة وظنوا أن هذا لا يكون إلا مع بقاء أصل تلك المادة إما الجواهر عند قوم وإما المادة المشتركة عند قوم وهم في الحقيقة ينكرون أن يخلق الله شيئا من شيء فإنه عندهم لا يحدث إلا الصورة التي هي عرض عند قوم أو جوهر عقلي عند قوم وكلاهما لم يخلق من مادة والمادة عندهم باقية بعينها لم يخلق ولن يخلق منها شيء.
النبوات (1|312)
وقال أيضا: والذي ذكرناه من قول أولئك المتكلمين والفلاسفة معنى آخر وهو أن من قال المادة الباقية بعينها وإنما حدث عرض أو صورة وذلك لم يخلق من غيره ولكن أحدث في المادة الباقية فلا يكون الله خلق شيئا من شيء لأن المادة عندهم لم تخلق أما المتفلسفة فعندهم المادة قديمة أزلية باقية بعينها وأما المتكلمون فالجواهر عندهم موجودة وما زالت موجودة لكن من قال إنها حادثة من أهل الملل وغيرهم قالوا يستدل على حدوثها بالدليل لا أن خلقها معلوم للناس فهو عندهم مما يستدل عليه بالأدلة الدقيقة الخفية مع أن ما يذكرونه منتهاه إلى أن ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث وهو دليل باطل فلا دليل عندهم على حدوثها وإذا كانت لم تخلق إذ خلق الإنسان بل هي باقية في الإنسان والأعراض الحادثة لم تخلق من مادة فإذا خلق الإنسان لم يخلق من شيء لا جواهره ولا أعراضه وعلى قولهم ما جعل الله من الماء كل شيء حي ولا خلق كل دابة من ماء ولا خلق آدم من تراب ولا ذريته من نطفة بل نفس الجواهر الترابية باقية بعينها لم تخلق حينئذ ولكن أحدث فيها أعراض أو صورة حادثة.
النبوات (1|314)
ومن هنا دخل عليهم إنكار طبائع الأشياء وهذا هو الذي دعاهم إلى القول بتجدد الأعراض فرارا وهروبا من القول بفعل القوى الطبيعية، أو أن يكون العالم صادرًا عن سبب طبيعي.
2 - قالوا " لم يخلق الله منذ خلق الجواهر المفردة شيئاً قائماً بنفسه".
قال شيخ الإسلام: وهؤلاء الذين أثبتوا الجوهر الفرد زعموا أنا لا نعلم لا بالحس ولا بالضرورة أن الله أبدع شيئا قائما بنفسه وأن جميع ما نشهده مخلوق من السحاب والمطر والحيوان والنبات والمعدن وبني آدم وغير بني آدم فان ما فيه أنه أحدث أكوانا في الجواهر المنفردة كالجمع والتفريق والحركة والسكون وأنكر هؤلاء أن يكون الله لما خلقنا أحدث أبداننا قائمة بأنفسها أو شجرا وثمرا أو شيئا آخر قائما بنفسه وإنما أحدث عندهم أعراضا.
مجموع الفتاوى (5|424)
وقال: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحس والعقل فإنهم يقولون إنا لا نشهد بل ولا نعلم في زماننا حدوث شيء من الأعيان القائمة بنفسها بل كل ما نشهد حدوثه بل كل ما حدث من قبل أن يخلق آدم إنما تحدث أعراض في الجواهر التي هي باقية لا تستحيل قط بل تجتمع وتتفرق والخلق عندهم الموجود في زماننا إنما هو جمع وتفريق لا ابتداع عين وجوهر قائم بنفسه ولا خلق لشيء قائم بنفسه لا إنسان ولا غيره وإنما يخلق أعراضا.
النبوات (2|1098)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/248)
3 - إنكارهم لاستحالة الأجسام، وجعلوا الجواهر التي كانت مثلاً في الأول، هي بعينها باقية في الثاني، وإنما يكون التغير للأعراض.
قال شيخ الإسلام:وهؤلاء يقولون إن الأجسام لا يستحيل بعضها إلى بعض بل الجواهر التي كانت مثلا في الأول هي بعينها باقية في الثاني وإنما تغيرت أعراضها.
وهذا خلاف ما أجمع عليه العلماء أئمة الدين وغيرهم من العقلاء من استحالة بعض الأجسام إلى بعض كاستحالة الإنسان وغيره من الحيوان بالموت ترابا واستحالة الدم والميتة والخنزير وغيرها من الأجسام النجسة ملحا أو رمادا واستحالة العذرات ترابا واستحالة العصير خمرا ثم استحالة الخمر خلا واستحالة ما يأكله الإنسان ويشربه بولا ودما وغائطا ونحو ذلك وقد تكلم علماء المسلمين في النجاسة هل تطهر بالإستحالة أم لا ولم ينكر أحد منهم الإستحالة.
منهاج السنة (2|140)
وقال: والتحقيق أن كلا المذهبين باطل والصواب ما قاله من قاله من الطائفة الثالثة المخالفة للطائفتين أن الأجسام إذا تصغرت أجزاؤها فإنها تستحيل كما هو موجود في أجزاء الماء إذا تصغر فإنه يستحيل هواء أو ترابا فلا يبقى موجود ممتنع عن القسمة كما يقوله المثبتون له فإن هذا باطل بما ذكره النفاة من أنه لا بد أن يتميز جانب له عن جانب ولا يكون قابلا للقسمة إلى غير نهاية فإن هذا أبطل من الأول.
بيان تلبيس الجهمية (1|285)
4 - ترتب على ذلك تحيرهم في أمر الميعاد
قال شيخ الإسلام: ولهذا اضطربوا في المعاد فإن معرفة المعاد مبنية على معرفة المبدأ والبعث مبني على الخلق فقال بعضهم هو تفريق تلك الأجزاء ثم جمعها وهي باقية بأعيانها , وقال بعضهم بل يعدمها ويعدم الأعراض القائمة بها ثم يعيدهما وإذا أعادها فإنه يعيد تلك الجواهر التي كانت باقية إلى أن حصلت في هذا الإنسان فلهذا اضطربوا لما قيل لهم فالإنسان إذا أكله حيوان آخر فإن أعيدت تلك الجواهر من الأول نقصت من الثاني وبالعكس أما على قول من يقول إنها تفرق ثم تجمع فقيل له تلك الجواهر إن جمعت للآكل نقصت من المأكول وإن أعيدت للمأكول نقصت من الآكل وأما الذي يقول تعدم ثم تعاد بأعيانها فقيل له أتعدم لما أكلها الآكل أم قبل أن يأكلها فإن كان بعد أن أكلها فإنها تعاد في الآكل فينقص المأكول وإن كان قبل الأكل فالآكل لم يأكل إلا أعراضا لم يأكل جواهر فهذا مكابرة ثم إن المشهور أن الإنسان يبلى ويصير ترابا كما خلق من تراب وبذلك أخبر الله فإن قيل إنه إذا صار ترابا عدمت تلك الجواهر فهو لما خلق من تراب عدمت أيضا تلك الجواهر فكونهم يجعلون الجواهر باقية في جميع الاستحالات إلا إذا صار ترابا تناقض بين , ويلزمهم عليه الحيوان المأكول وغير ذلك وكأن هذا الضلال أصل ضلالهم في تصور الخلق الأول والنشأة الأولى التي أمرهم الرب أن يتذكروها ويستدلوا بها على قدرته على الثانية.
النبوات (1|317)
وقال: والمقصود هنا أن هؤلاء لما كان هذا أصلهم في ابتداء الخلق و هو القول بإثبات الجوهر الفرد كان أصلهم فى المعاد مبنيا عليه فصاروا على قولين:
منهم من يقول تعدم الجواهر ثم تعاد و منهم من قال تتفرق الأجزاء ثم تجتمع فأورد عليهم الإنسان الذي يأكله حيوان و ذلك الحيوان أكله إنسان آخر فإن أعيدت تلك الأجزاء من هذا لم تعد من هذا و أورد عليهم أن الإنسان يتحلل دائما فما الذي يعاد أهو الذي كان وقت الموت فإن قيل بذلك لزم أن يعاد على صورة ضعيفة و هو خلاف ما جاءت به النصوص و إن كان غير ذلك فليس بعض الأبدان بأولى من بعض فادعى بعضهم أن فى الإنسان أجزاء أصلية لا تتحلل و لا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي أكله الثاني و العقلاء يعلمون أن بدن الإنسان نفسه كله يتحلل ليس فيه شيء باق فصار ما ذكروه في المعاد مما قوى شبهة المتفلسفة في إنكار معاد الأبدان و أوجب أن صار طائفة من النظار إلى أن الله يخلق بدنا آخر تعود الروح إليه.
مجموع الفتاوى (17|247)
5 - قالوا بتماثل الأجسام بناء على تماثل الجواهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/249)
قال شيخ الإسلام: و هؤلاء القائلون بأن الأجسام مركبة من الجواهر المفردة المشهور عنهم بأن الجواهر متماثلة بل و يقولون أو أكثرهم أن الأجسام متماثلة لأنها مركبة من الجواهر المتماثلة و إنما اختلفت باختلاف الأعراض و تلك صفات عارضة لها ليست لازمة فلا تنفي التماثل فإن حد المثلين أن يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر و يجب له ما يجب له و يمتنع عليه ما يمتنع عليه و هم يقولون إن الجواهر متماثلة فيجوز على كل و احد ما جاز على الآخر و يجب له ما يجب له و يمتنع عليه مما يمتنع عليه.
مجموع الفتاوى (17|244)
وقال رحمه الله: ومعلوم أن من يقول هو جوهر لا يقول إن الجواهر متماثلة بل يقول إنه مخالف لغيره بل جمهور العقلاء يقولون إن الجواهر مختلفة في الحقائق وحينئذ فتبقى هذه الوجوه موقوفة على القول بتماثل الجواهر والمنازع يمنع ذلك بل ربما قال العلم باختلافها ضروري.
درء التعارض (2|266)
6 - قال رحمه الله: والأشعرية عندهم أن البناء والخياط وسائر أهل الصنائع لم يحدثوا في تلك المواد شيئا فإن القدرة المحدثة عندهم لا تتعلق إلا بما هو في محلها لا خارجا عن محلها ويقولون إن تلك المصنوعات كلها مخلوقة لله ليس للإنسان فيها صنع وخلق الله لها على أصلهم هو إحداث أعراض فيها كما تقدم فينكرون ما يصنعه الإنسان وهو في الحقيقة مثل ما يجعلونه مخلوقا للرحمن وهم لا يشهدون للرحمن إحداثا ولا إفناء بل إنما يحدث عندهم الأعراض وهي تفنى بأنفسها لا بإفنائه وهي تفنى عقب إحداثها وهذا لا يعقل وهم حائرون إذا أراد أن يعدم الأجسام كيف يعدمها والمشهور عندهم أنها تعدم بأنفسها إذا لم يخلق لها أعراضا فالعرض يفنى عندهم بنفسه والجوهر يفنى بنفسه إذا لم يخلق له عرض هذا في الإفناء وأما في الأحداث فإنهم استدلوا على حدوثها بدليل باطل لو كان صحيحا للزم حدوث كل شيء من غير محدث فحقيقة أصل أهل الكلام المتبعين للجهمية أنه لا يحدث شيئا ولا يفنى شيئا بل يحدث كل شيء بنفسه ويفنى بنفسه ويلزمهم جواز أن يكون للرب محدثا أيضا بلا محدث وهذه الأصول هي أصول دينهم العقلية التي بها يعارضون الكتاب والسنة والمعقولات الصريحة وهي في الحقيقة لا عقل ولا سمع كما حكى الله عمن قال {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} والخلق يشهدون إحداث الله لما يحدثه وإفناءه لما يفنيه كالمني الذي استحال وفنا وتلاشى وأحدث منه هذا الإنسان وكالحبة التي فنيت واستحالت وأحدث منها الزرع وكالهواء الذي استحال وفنا وحدث منه النار أو الماء وكالنار التي استحالت وحدث منها الدخان فهو سبحانه دائما يحدث ما يحدثه ويكونه ويفني ما يفنيه ويعدمه والإنسان إذا مات وصار ترابا فني وعدم وكذلك سائر ما على الأرض كما قال {كل من عليها} فإن ثم يعيده من التراب كما خلقه ابتداء من التراب ويخلقه خلقا جديدا ولكن للنشأة الثانية أحكام وصفات ليست للأولى فمعرفة الإنسان بالخلق الأول وما يخلقه من بني آدم وغيرهم من الحيوان وما يخلقه من الشجر والنبات والثمار وما يخلقه من السحاب والمطر وغير ذلك هو أصل لمعرفته بالخلق والبعث والمبدأ والمعاد.
النبوات (1|320)
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالباسط على ما تقدم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 01 - 09, 05:05 م]ـ
وجزاكم مثله وبارك فيكم
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[25 - 01 - 09, 06:51 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
جزاكم الله كل خير
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 01 - 09, 09:10 م]ـ
وجزاكم مثله وبارك فيكم(53/250)
موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم -عرض ونقد-
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:00 م]ـ
المقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن الناظر في تاريخ العلوم الشرعية ليجد أن المؤلفات تزداد وتكثر مع تقادم الزمان وإن المتأمل لهذا الحال ليجد أن من أسباب كثرة المؤلفات الحاجة للرد على الفرق والمذاهب والتيارات التي تطرأ على الأمة فينبري لها من أهل العلم من صفت نفسه وزكى علمه وطهرت سريرته وأبصر الحق المبين بتوفيق من الله تعالى فيعلم الناس مما علمه الله ويبصرهم في دينهم وهذا زكاة علمه الذي تعلمه
وإن الناظر في هذا العصر ليجد أن الطاغي والغالب في المستوى الفكري هو المادية والعقلانية وقد أثرت على نظرة الناس لحياتهم ولدينهم ومن أهم قوائم الدين الإسلامي هو القرآن الكريم لذا كان لزاما أن تتضح الصورة في هذا الجانب المهم من جوانب عقيدة المسلم
فأبدأ مستعينا بالله العلي الكريم وأسأله أن يوفق ويعين ويرشد ويسهل ويوضح لي الحق وأن يشرح صدري ويحلل عقدة من لساني ليفقهوا قولي
وكان عنوان البحث
(موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم - عرض ونقد -)
وربما لم أعبر في هذا البحث من كلامي مراعاة للدقة فقد كان عملي هو جمع للمعلومات فقط وأسأل الله أن يبارك في علمائنا وأن يجزيهم عن المسلمين خيرا
وخطة البحث على النحو التالي
الفصل الأول: مقدمة عن العقلانية المعاصرة
الباب الأول: ما المقصود بالعقلانيين المعاصرين؟
الباب الثاني: أصول المدرسة العقلية المعاصرة
الباب الثالث: أبرز شخصيات المدرسة العقلية المعاصرة
الفصل الثاني: موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم والرد عليهم
الباب الأول: موقفهم من القرآن الكريم
الباب الثاني: الرد عليهم
سائلا الله العلي القدير أن يخلص النية
وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:00 م]ـ
الفصل الأول: مقدمة عن العقلانية المعاصرة
الباب الأول: ما المقصود بالعقلانيين المعاصرين؟
"تلك الاتجاهات العقلانية التي ظهرت في القرنين الأخيرين التي تتبنى تحكيم العقل البشري وتقديمه على الدين أو تعطي العقل اعتبارا فوق اعتبار نصوص الوحي الثابتة عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والتي تقوم على أنقاض المدارس والفرق العقلانية والكلامية القديمة تجدد أصولها وتحيي أمجادها والتي تذهب إلى تفسير الإسلام في عقيدته وأصوله تفسيرا عقلانيا وعصرانيا ماديا دون اعتبار لدلالات اللغة وأصول الدين وعمومات النصوص وعمل المسلمين وإجماعهم والتي تذهب إلى تفسير الوحي والدين والنبوات والغيب والمعجزات والقدر ونحوها على مقتضى المفاهيم العقلانية البشرية والكشوفات العلمية المحسوسة والنظريات الغربية المادية والتي تدعو إلى التجديد والنظر في الإسلام – حسب مقتضيات العصر الحديث – عقائديا وفكريا وتشريعيا وتاريخيا وصياغته صياغه جديدة ليساير الفكر الغربي والحياة الغربية المتقدمة والمتمدنة وإخضاعه للسيادة العقلانية العالمية كما فعل الغرب بالكنيسة ودينها ومنها تلك الاتجاهات العلمانية التي دعت إلى فصل الدين عن الحياة ومنها كذلك العصرانية وهي التي تريد من الدين أن يساير العصر ويخضع له ومنها كذلك: التنوير وهو شعار للاتجاهات العقلانية التي تستوحش من الإيمان بالغيب"
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:01 م]ـ
الباب الثاني:
أصول المدرسة العقلية المعاصرة
هناك أصول اتفقت عليها المدرسة العقلية المعاصرة والمدرسة العقلية القديمة وهي
"1 - إكبار العقل وتقديمه على النص وإخضاع الثاني للأول وجعل العقل مصدرا للتلقي مقدما في الاستدلال مقدما على الكتاب والسنة
2 - عداء السنة وأهلها واحتقار السلفية ولمزها والتهكم بها وبأهلها
3 - التبعية للمذاهب والفلسفات الأجنبية عن الإسلام
4 - استباحة الخوض في سائر أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله وليس للعقل قدرة على تصورها فضلا عن الحكم عليها
5 - الاستهانة بأحكام الله وشرعه والجرأة على الفتوى والقول على الله بغير علم في الحلال والحرام
6 - الجرأة على إثارة الشبهات والآراء الشاذة في الدين عموما والعقيدة بخاصة
7 - الترويج للملل وإحياء النحل الضالة والمذاهب والأهواء والفرق بين المسلمين وتمجيدها
8 - احتقار أهل السنة والتهوين من شأنهم ورميهم بالتعصب وضيق التفكير والجهل
9 - الدعوة إلى تفسير القرآن والسنة بالأهواء وتأويلها تأويلا عقلانيا جديدا
10 - التجديد والتغيير في أصول العقيدة وأصول التشريع الثابتة ومناهج التلقي والاستدلال
11 - اعتبار هزيمة الفرق المنحرفة في القديم والجديد وانتصار أهل السنة نكسة تاريخية وضررا بالإسلام والمسلمين وعاملا من عوامل التخلف والجمود"
وأما ما اختلفت فيه المدرستان فهي الأصول التالية
"أولا: رواد الفرق العقلية القديمة أقرب إلى الاستقامة والصلاح وفيهم شيء من الصلاح الظاهر، بينما نجد الأمر انعكس تماما في العصور الحديثة فأصبحت قيادة البشرية قيادة وثنية وملحدة تملك زمام الحضارة والتقدم والمسلمون هم المستضعفون وقد وضع الإسلام في قفص الاتهام دون محامين فهو يحاكم محاكمة غير عادلة مما جعل العقلية الحديثة تكون أبعد عن الإسلام وأجهل بأصوله وأحكامه
ثانيا: العقلية القديمة انكشفت واتضح عوارها حتى ترسبت واضمحلت والعقلية الحديثة وإن انكشفت بعض الشيء لكنها لم تواجه بعد وموعدهم الصبح –إن شاء الله- أليس الصبح بقريب؟
ثالثا: العقلية الحديثة استمدت تنظيمها ونشاطاتها من روافد جاهلية حديثة لم تتيسر للفرق والاتجاهات العقلية القديمة
رابعا: العقلية الحديثة تفوق القديمة في شعاراتها وإمكانياتها ووسائلها فهي تحمل شعارات براقة وخادعة غير الأسماء القديمة للفرق التي تشوهت وأضحت مسبة
خامسا: أما رواد العقلية الحديثة فهم يمثلون بين المسلمين في الغالب الأساتذة الموجهين في كثير من العلوم والمعارف
سادسا وأخيرا: من أهم ما يميز العقلية الحديثة عن القديمة كون الحديثة أكثر تماسكا وتكافلا من القديمة"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/251)
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:02 م]ـ
الباب الثالث:
أبرز شخصيات المدرسة العقلية المعاصرة
1 - جمال الدين الأفغاني
اسمه جمال الدين بن صفدر الحسيني الأفغاني ولد سنة 1254هـ 1838م ومن نشاطه العلمي أنه أحدث نهضتين اجتماعيتين نهضة اجتماعية علمية ونهضة سياسية وكان الغالب على نشاطه الثانية منهما ولم يقم احد من تلاميذه من بعده بالأمرين بل انشطروا إلى شطرين ذهبت طائفة إلى الأخذ بالنهضة العلمية ويقف على قمة هذا الفريق الإمام محمد عبده وذهبت طائفة أخرى إلى الأخذ بآرائه السياسية وعلى رأسهم مصطفى كامل وفريد ثم سعد زغلول وغيرهم ولم يكن للسيد اهتمام كبير في التأليف بل كان همه أن يلقي كلماته وخطبه على تلاميذه إلقاءا فيبادر بعضهم إلى تسجيلها وتدوينها بل ذكر بعض تلاميذه أنه (قضى ولم يدون إلا رسالة في إبطال مذهب الدهريين) والحقيقة أنه دون غير رسالته (الرد على الدهريين) التي ألفها بالفارسية في حيدر أباد فقد دون رسالة صغيرة له اسماها (تتمة البيان في تاريخ الأفغان)
والغالب في نشاط السيد الأفغاني هو النشاط السياسي وإنما يتناول ما يتناول من العلم في دروسه ما يدفع به عجلة السياسة خطوة نحو أغراضه وأهدافه وقد تعرض له في أثناء حديثه آية قرآنية يستشهد بها لتقوية رأيه ثم يذهب في تفسيرها تفسيرا يقتصر فيه على الجانب الذي يتكلم في من غير استقصاء لمعانيها ومن ثم فلم يكن له تفسير مستقل وإنما كان تفسيره آية هنا وآية هناك بين ثنايا مقالاته
2 - محمد عبده
هو محمد بن عبده بن حسن بن خير الله ولد عام 1265 في حصة شبشير من قرى اقليم الغربية ونشأ في قرية محلة نصر عن دمنهور نحو خمس عشر كيلو مترا وتعلم القراءة في منزل والده بعد أن جاوز العاشرة ثم حفظ القرآن في سنتين انتقل بعدها إلى المسجد الأحمدي بطنطا ليتعلم التجويد ومكث سنة ونصفا ولم يفهم فيها شيئا لرداءة طريقة التعليم فيها على حسب قوله عاد بعدها إلى محله نصر وتزوج سنة 1282.
وله في طلب العلم ثلاث مراحل
الأولى: الطلب على طريقة الأزهر المعروفة
الثانية: ثم تحول عن تلك الطريقة إلى طريقة السيد الأفغاني
الثالثة: ثم أضاف إلى هذا النظر في علوم الأفرنج
وكان من أهداف محمد عبده تنقية التفسير مما علق به من الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة والخرافات والاستطرادات النحوية ونكت المعاني ومصطلحات البيان وجدل المتكلمين وتخريجات الأصوليين واستنباطات الفقهاء المقلدين وتأويلات المتصوفين وتعصب الفرق وكثرة الروايات والعلوم الرياضية والطبيعية.
وله من المؤلفات
1 - الواردات
2 - رسالة في وحدة الوجود
3 - تاريخ اسماعيل باشا
4 - فلسفة الإجتماع والتاريخ
5 - حاشية عقائد الجلال الدواني في علم الكلام
6 - شرح نهج البلاغة
7 - شرح مقامات بديع الزمان
8 - شرح البصائر النصيرية
9 - نظام التربية والتعليم بمصر
10 - رسالة التوحي
11 - تقرير المحاكم الشرعية
12 - الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية
ومن أهدافه وآراءه
1 - تحرير الفكر من قيد التقليد
2 - إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير
3 - التمييز ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة
وصلة العقل عند محمد عبده بالدين وثيقة ليس هذا فحسب بل يعتقد أن الإيمان بالله لا يؤخذ من الرسول ولا من الكتاب ولا يصح أخذه منهما بل من العقل أما إذا تعارض العقل والنقل عنده فيقدم العقل
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:02 م]ـ
الفصل الثاني: موقف العقلانيين المعاصرين من القرآن الكريم والرد عليهم
الباب الأول: موقفهم من القرآن الكريم
"إن وقوع الوحي من الله تعالى لرسله وحقيقة ذلك والإيمان به من أصول الدين وضروراته وركائز الدين ومسلماته ومع ذلك هو من أكثر أصول العقيدة الإسلامية تعرضا للتشكيك وإثارة للشبهات والنقد الخاطئ من قبل المدرسة العقلانية الحديثة وأساتذتها المستشرقين لأن نقصها وهدمها يستهدف الدين من أساسه وكانت هذا الشبهات تدور في غالبها على إنكار الوحي عموما والقرآن الكريم على وجه الخصوص بدعوى أن العلم الحديث لا يقر بذلك.
وذلك لأن القرآن الكريم بسموه وإعجازه وعظمته ومكانته في قلوب المسلمين إنما كانت قداسته ومنزلته بنسبته إلى الله تعالى وأنه كلامه وكلام الله صفته ومن هنا ثبتت قداسة القرآن وكماله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/252)
ولأن العقيدة الإسلامية والشريعة والسنة النبوية وأحكام الإسلام وأصوله والإيمان بالغيب والحلال والحرام والعبادات وعموم تعاليم الدين بصفته المنهج المتكامل للحياة .. كل ذلك إنما تكون عظمته وقوته وهيمنته ومنزلته واهتمام المؤمنين به لأنه كلام الله منزل من الله تعالى وذلك يعتمد على ثبوت الوحي من الله لأحد من خلقه وأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو وحي من الله وأنه لا أثر للإنسان فيه إلا بالتبليغ والتطبيق وطاعة الله وامتثال أمره فيه.
كذلك الرسالات والنبوات والأديان والكتب السماوية إنما تستمد قداستها من كونها وحي من الله تعالى لرسله .. لذا أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله دون تفريق.
ولهذا كله .. حاول المشركون وأهل الكتاب والمنافقون والمرتابون في القديم والحديث التكذيب وإثارة الشبهات حول الوحي والقرآن والسنة بكل وسيلة لزعمهم أنهم بمقدورهم إذا فعلوا ذلك أن يفرقوا بين الله ورسوله وعباده المؤمنين وأن يقطعوا صلة المسلمين بالله تعالى وبكتابه الكريم وسنة رسوله المطهرة.
وسنرى: أن العقلانية الحديثة تضيق كل الضيق بما تراه من خضوع وتقديس للقرآن والسنة واحترامهم للسلف الصالح وتضيق كذلك بما يحاوله المخلصون من العمل على التزام السنة في الحياة وهداية البشرية بمنهجها الرباني القويم
وهاهم أعداء الإسلام في الغرب والشرق (سواء) يحذرون من الدعوة لتطبيق تعاليم القرآن –بصفتها تعاليم الوحي- فيحاربون الإسلام ويخشونه على الإنسانية –بزعمهم- أكثر من خشيتهم من الأسلحة المدمرة وإنما يخشونه على أنفسهم المنحرفة .. ومن أجل المحافظة على أنفسهم ومكاسبهم نراهم يسعون فعلا لتحطيم كل محاولة جادة للعمل على استئناف الحياة الإسلامية في أي بقعة من أرض الله الواسعة ويدرؤون ذلك أكثر مما يدرؤون قيام حرب عالمية.
وكما يخاف أعداء الإسلام من الإسلام كذلك نجد كثيرين من العقلانيين يخافون من العمل بالسنة ومن السلفية.
فللعقلية الحديثة تجاه الوحي عموما تأويلات عدة تدور كلها على تفسيره تفسيرا ماديا وبشريا لا يعدو كونه نشاطا من الأنشطة الإنسانية الفردية وأنه جاء نتيجة تأثيرات روحانية أو قوى عقلية أو انفعالات نفسية أو تأملات باطنية لبعض الأفراد الذين تميزوا بعبقرية فذة في جانب أو أكثر من جوانب الشخصية الإنسانية جعلتهم يصلون إلى ما لا يقدر عليه غيرهم من الإنتاج الفكري والإصلاح الروحي والعملي كما كانت تقول المذاهب الصوفية والفلسفية والباطنية القديمة والحديثة.
هذا مجمل الشبهات التي وردت في القديم والحديث عن الوحي فمعظمها يدور حول هذا المعنى .. سواء كانت حول القرآن بصفة خاصة أو حول الوحي على وجه العموم.
كما أن العقلية الحديثة أكثر جرأة من القديمة فالقديمة إنما حاولت التأويل والتحريف والتعطيل لنصوص الوحي دون أن تتجرأ على إنكار نسبته إلى الله .. أما العقلية الحديثة فقد حاولت إنكار نسبة الوحي إلى الله تعالى أو التشكيك في وإثارة الشبهات حوله.
والعقلية الحديثة كذلك تزيد عن العقلية القديمة .. في شبهاتها حول الوحي بسبب تعلقها بالعلمية المزعومة حيث تزعم أن العلم الحديث لا يعرف ظاهرة الوحي ولا يعترف بها إلا أنها إنسانية من سائر الظواهر الاجتماعية الأخرى أو أنها سمة من سمات المجتمعات المدنية البدائية القديمة التي تؤمن بالخرافة والكهانة والأساطير على حد زعمهم.
أي أن التعلق بالعلم والافتراء عليه ورفع دعوى العلمية وإنكار نسبة الوحي والقرآن إلى الله تعالى من الشعارات العلمانية التي استمدت العقلية الحديثة من الجاهلية الغربية التي قامت على الإلحاد والمادية فهي دعوى جديدة في شكلها وإن كانت قديمة في مضمونها.
وقد تركزت تلك الشبهات العقلية في الوحي والقرآن على الجوانب التالية:
1 - زعمهم أن الوحي –ومن القرآن- جاء نتيجة تأملات باطنية وانفعالات نفسية من قبل الشخص (النبي) الذي تميز بعبقرية فذة وشخصية ممتازة لتأثره بأوضاع البيئة ولما يمتاز به هذا العبقري من طاقة فكرية وعلمية قام بالإصلاح والتعمير والثورة على الأوضاع حتى غير مجرى التاريخ على ضوء تلك التأملات الباطنية التي استمد منها إلهامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/253)
2 - زعمهم أن صفة الوحي واتصال الملك بالرسول ونقله لكلام الله قضية غير معقولة وأن العلم لم يصدقها أو لا يعرف بها أو نحو ذلك من الشبهات التي يثيرونها أو يحومون حولها وبناء على ذلك فالقرآن بزعمهم بشري وتلك الهالة والقداسة التي أحاط بها المسلمون إنما هي مصطنعة أو وهمية أو مبالغ فيها ونحو ذلك.
3 - وأنه ما دام القرآن بشريا عندهم فمن الممكن أن يشتمل على أساطير وتوهمات وأن تكون أحكامه وتعاليمه وأوامره ونواهيه وتشريعاته قابلة للنقاش والتغيير والتبديل والنقد الموضوعي!
4 - وأنه مادام الأمر كذلك حسب دعواهم فمن الممكن إلغاء بعض الأحكام والتوجيهات والتصورات التي لا تناسب الحياة المعاصرة ولا تعايش التطور والمدنية والتقدم ويمثلون لذلك بزعمهم بالحدود كالقصاص وقطع يد السارق وجلد الزاني والشارب للمسكرات وتدخل الدين في الدولة والسياسة وشئون الحياة العامة الأخرى وغير ذلك.
5 - ويزعم بعضهم بأن القرآن جاء لإصلاح زمن وأوضاع معينة هي تلك الأوضاع المعاصرة لنزوله أما بعد أن تقدم العلم وتطور العقل فلم يعد القرآن صالحا للتطبيق ويزعم بعضهم أن القرآن خاص بالعرب أو أن أحكامه مثالية غير قابلة للتطبيق في الواقع .. إلخ من الشبهات
6 - الجرأة على تأويله وتحريف آياته حسب مقتضيات الحياة الجاهلية المعاصرة والمصالح الشخصية وحسب الآراء الفردية والميل إلى التفسيرات التي تحتملها معاني الألفاظ والتي تعطل الآيات من معانيها لتتلاءم –بزعمهم- مع النظريات والمدنية والحضارة الغربية الحديثة مهما تكون ظنية أو باطلة وتميل كذلك بعض هذه المدارس العقلانية إلى الرمزية والمعاني السلبية في تفسير كثير من آيات العقيدة وغيرها"
مما سبق يتبين أن "المدرسة العقلية الحديثة استباحت انتهاك حرمة الوحي والقرآن الكريم وأثارت حولهما الشبهات والشكوك وأكثر من ذلك إنما هو انهزامية تجاه المادية الجاهلية الحديثة التي لا تؤمن إلا بما تقع عليه الحواس المحدودة أو ما يخضع للتجارب العلمية المادية أو ما يكون فيه لها منفعة اقتصادية عاجلة.
وعلى هذا .. فليست الخطورة العقلية الحديثة على العقيدة الإسلامية آتية من كونها تنكر أو تشكك في الوحي والقرآن فحسب إنما الخطورة جاءت أيضا من كونها فعلت ذلك باسم العلمية والموضوعية"
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:03 م]ـ
الباب الثاني: الرد عليهم
"أن الوحي والقرآن والنبوات حقائق إلهية لا دخل للبشر –من الأنبياء وغيرهم- في شأنها ولا يملكون جلبها لأنفسهم ولا دفعها إلا بأمر من الله وأنها نابعة من خارج ذواتهم لأن كلا منهم إنسان كغيره من بني آدم في الخصائص والصفات والطاقات الإنسانية لكن الله اصطفاهم وما جاؤو به من وحي ومعجزات إنما هو من الله وذلك بأن الأنبياء جميعهم حصل منهم –بإذن الله- من الأعمال والأخبار ما يستحيل على البشر الوصول إليه وكل ذلك من عند الله وحده.
فالمعجزات كالطوفان في عهد نوح وعدم إحراق النار لإبراهيم وعصا موسى وناقة صالح وهذا القرآن الذي يتحدى كل الثقلين –ولا يزال- أن يأتوا بمثله وما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الأخرى غير القرآن كالإسراء والمعراج وانشقاق القمر وحنين الجذع وغيرها .. كل تلك المعجزات للأنبياء –إنما هي من الله- يستحيل على البشر فعلها وإن كان يعقل وقوعها فالممكن المعقول في سنن الله غير الممكن في تقدير البشر عادة .. فهذه المعجزات للأنبياء لا يمكن أن تقع في مقدور الإنسان فلا بد أن تكون من الله في مصاحبة الرسول
كذلك الأخبار فقد أخبر الأنبياء كلهم بأخبار عن الله وعن الآخرة وعن بعض أحداث المستقبل وعن الجنة والنار وبعض أخبار الغيب التي يستحيل على البشر معرفتها فلا بد أن يكونوا تلقوها عن علام الغيوب.
أما كنه الوحي وكيفيته فلا يلزم من عدم إدراك العلم الحديث لها عدم وقوعها ولا عدم صحتها فالجهل بكنه الشيء لا يقوم دليلا على عدمه فكيف و آثاره ومعجزاته لا تزال قائمة كالقرآن والإسلام"
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 10:04 م]ـ
الخاتمة:
بعد هذا العرض المختصر في البداية عن العقلانية ثم موقفهم من القرآن الكريم يتضح جليا خطورة هذا الفكر في تعامله مع القرآن بالخصوص وتعامله مع الدين والعقيدة والسنة وغيرها عموما.
ولربما أكون قد اختصرت كثيرا في البحث لما صعب علي إيجاد مراجع كافية لما أردت بحثه
وأسأل الله أن يبارك في القليل وأن ينفع به
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:
1 - الاتجاهات العقلانية الحديثة، أ. د/ناصر بن عبدالكريم العقل، دار الفضيلة
2 - منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، د. فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومي، مؤسسة الرسالة
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 04:51 م]ـ
جميع ما سبق بحث صفي في كلية أصول الدين
أشرف علي فيه الشيخ عبدالرحمن المحمود
وقد وضعته هنا لمن يريد الإستفادة أو من يريد إفادتي أيضا
شاكرا للجميع اهتمامهم
وأسأل الله أن يزرقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل
وجزاكم الله خيرا(53/254)
(أحد الأشاعرة يحرف كلام شيخ الاسلام متعمداً)!!!
ـ[أبو جرير السلفي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 11:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
ففي موضوع كتبه من يسمى بالشيخ العلامة شمس الدين بوروبي
تحت عنوان: (قيام الحوادث بذات الله تعالى) نقله عنه أحد طلابه ومحبيه في أكثر من منتدى من منتديات الاشاعرة وقد قام هذا العلامة بتحريف متعمد لكلام شيخ الاسلام رحمه الله كي يستقيم لهذا الافاك صحة ما ينسبه اليه بحيث يجعله من قول شيخ الاسلام نفسه كما سيأتي.
وأنقل لكم المشاركة كاملة حتى يتم تصور الموضوع:
[ QUOTE= محمد عدنان دروي] قناديل-2 -
قيام الحوادث بذات الله تعالى
يعتقد المسلمون قاطبة أن الله تعالى هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده، وكل صفاته قديمة بقدمه تعالى• وليس في ذاته تعالى ما هو مخلوق له بداية، فالمخلوق لا يقوم بالقديم، والقديم جل جلاله لا يحل في المخلوقات ولا تحل في المخلوقات• ولكن إبن تيمية له رأي آخر خالف به العقيدة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله، وهي ـ اعتقاد قيام الحوادث بذات الله تعالى ـ أي أن بعض ذات الله تعالى وبعض صفاته مخلوقة!! وليس هذا ما ذهب إليه الفلاسفة، فالفلاسفة نقل عنهم جواز حوادث لا أول لها في غير ذات الله تعالى• ولكن ابن تيمية جوز قيام حوادث لا أول لها في ذات الله، أي أن الله يخلق في ذاته حوادث لابداية لها!! ولا تحاول أن تفهم كيف تكون حوادث أي مخلوقات وفي نفس الوقت لا أول لها!! ولا شك أن الخوض في مثل هذه الأمور هو من جملة ''الكلام'' المذموم الذي حذر منه السلف رضي الله عنهم• وحتى لا يتهمنا بعض ـ الحشوية ـ بالكذب على ابن تيمية كعادتهم، نذكر بعضا من نصوصه واعتراف أنصاره بنسبة ذلك إليه• قال ابن تيمية في منهاج سنته ج 1 ص 224: ''فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل•••''، ويقول أيضا في منهاجه ج 1 ص 210: ''فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا؟ '' اهـ•
وقال أيضا في مجموعة تفسيره ص 309: ''ومن قال: إن الخلق حادث كالهشامية والكرامية قال: نحن نقول بقيام الحوادث به، ولا دليل على بطلان ذلك، بل العقل والنقل والكتاب والسنة وإجماع السلف يدل على تحقيق ذلك، كما قد بسط في موضعه• ولا يمكن القول بأن الله يدبر هذا العالم إلا بذلك، كما اعترف بذلك أقرب الفلاسفة إلى الحق كأبي البركات صاحب ''المعتبر'' وغيره'' اهـ•
وقال في مجموعة تفسيره أيضا ص 312 ـ 313: ''بخلاف ما إذا قيل: كان قبل هذا الكلام كلام وقبل هذا الفعل فعل جائز عند أكبر العقلاء أئمة السنة، أئمة الفلاسفة وغيرهم'' اهـ•، يقول الألباني في ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 1 ص 108 عند كلامه على الحديث رقم 113: ''ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء كلامه بما يحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب•• كما يقول هو وغيرهم بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث، وكم كنا نود أن يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام به شبيه بالفلسفة وعلم الكلام''• انتهى• والألباني غير متهم ـ عند المتمسلفة ـ وها هو يعترف أن ابن تيمية جاء بما تحار فيه العقول ولا تقبله أكثر القلوب!! ولكنه لا يستطيع وصف ابن تيمية بالبدعة لأن القوم لا يحكمون بالبدعة إلا على مخالفيهم، أما موافقيهم فيوصفون بالغلو في الإثبات أو بأن أقوالهم غير مقبولة أو أنها مجرد هنات أو غفلة، ولكن لا يوصفون أبدا بالمبتدعة!!
وها نحن نذكر محبا آخر لابن تيمية يعترف بثبوت هذه العقيدة الباطلة عن ابن تيمية، وهو الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز التيمي ـ ص 69: ''يقول ـ جمهور المتكلمين من أشاعرة وماتريدية، ومعتزلة وفلاسفة اتفقوا على منع قيام الحوادث بذاته تعالى، وجوز قيامها بذاته الكرامية، وفرقوا بين الحادث والمحدث، فالأول عندهم ما يقوم بذاته من الأمور المتعلقة بمشيئته واختياره، وأما الثاني فهو ما يخلقه سبحانه منفصلا عنه• وقد تبعهم شيخ الإسلام ابن تيمية في تجويز قيام الحوادث بالذات والمؤلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/255)
هنا ـ يقصد شارح الطحاوية ـ يختصر كلامه المبسوط في منهاج السنة، وقد غلا رحمه الله تعالى في مناصرة هذا المذهب والدفاع عنه ضد مخاليفه من المتكلمين والفلاسفة، وادّعى أنه مذهب السلف، مستدلا بقول الإمام أحمد وغيره: لم يزل متكلما إذا شاء• بأنه إذا كان كلامه ـ وهو صفة قائمة بذاته ـ متعلقا بمشيئته واختياره، دل ذلك على جواز قيام الحوادث بذاته، لأن ما يتعلق بالمشيئة والاختيار لا يكون إلا حادثا• وقد انتهى به القول إلى أن كلام الله تعالى قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك من الصفات غير اللازمة للذات• وبما أن القول بذلك يستلزم التسلسل، فقد جوزه في الماضي والمستقبل جميعا، وادّعى أن مثل هذا التسلسل ليس ممتنعا• وغير واحد من العلماء يعدون هذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام من جملة ما ندّبه عن الصواب، وينكرونه ويقولون: كيف يقول بقدم جنس الصفات والأفعال مع حدوث آحادها؟ وهل الجنس شيء غير الأفراد مجتمعين؟؟ وهل يتركب الكلي إلا من جزئياته؟! فإذا كان كل جزئي من جزئياته حادثا، فكيف يكون الكلي قديما؟!! هـ
الحافظ الذهبي يوضح من أين جاء ابن تيمية بهذه العقيدة
يوضح الحافظ الذهبي، وهو من تلامذته، من أين جاء ابن تيمية بهذه ''البدعة''، فيذكر الحافظ الذهبي تأثر ابن تيمية بالفلاسفة• قال الحافظ الذهبي في نصيحته التي توجه بها لابن تيمية: ''يا رجل، بالله عليك كف عنا، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك محمد، صلى الله عليه وسلم، المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: ''إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان''• وكثرة الكلام بغير دليل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش الكفريات الفلسفية لنرد عليها بعقولنا، يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم، وتمكن والله في البدن••• يا خيبة من اتبعك، فإنه معرض للزندقة والانحلال، لاسيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا•• فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربطو خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن'' انتهى•
وهذه البدعة التي أحدثها ابن تيمية وقلده أتباعه إلى اليوم ولازالوا ينافحون عنها ويكافحون، هي من البدع المحدثة في العقيدة، وابن تيمية يزعم أنه على عقيدة السلف!! ونحن لا نطلب إلا أن يثبت لنا أتباعه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بقيام الحوادث بذات الله تعالى! أو يذكروا لنا آية واحدة تدل بظاهرها على قيام الحوادث بذات الله تعالى! أو صحابيا واحدا ذهب إلى قيام الحوادث بذات الله تعالى! أو تابعيا واحدا! أو إماما معتبرا من أئمة الاجتهاد كأبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي!!
فإذا كان القرآن والسنة والصحابة وتابيعهم وأئمة الاجتهاد لا يعرفون عقيدة اسمها ـ قيام الحوادث بذات الله تعالى ـ فكيف يجعلها ابن تيمية وأتباعه عقيدة للسلف، فمن هم السلف عنده!! ولماذا يبدع أنصاره والناس على أساس خلافات فقهية مشروعة كالدعاء بعد الصلاة أو الصلاة في المقبرة أو القنوت أو المولد النبوي أو السبحة أو الأخذ من اللحية، ثم يلوذون بصمت أهل القبور أمام بدع ابن تيمية في العقيدة!! وإذا خاضوا فيها خاضوا بلطف كبير، يبسطون من ضخامة هذه البدعة!! بل يضللون ويبدعون من حذر منها!!
فهل المبتدع هو فاعل البدعة أم منتقدها؟؟
* أنظر رسالة ـ ''النصيحة الذهبية'' ـ للحافظ الذهبي، وأصل المخطوطة محفوظ بدار الكتب المصرية برقم (18823 ب) •
ودار الكتب الظاهرية بدمشق برقم (1347)، وقد أكد الشيخ شعيب الأرنؤوط محقق كتاب ''سير أعلام النبلاء'' للذهبي في مقدمته ج 1 ص 38 ثبوت هذه النصيحة فقال: ''ومع أن الذهبي قد خالف رفيقه وشيخه في مسائل أصلية وفرعية وأرسل إليه نصيحته الذهبية التي يلومه وينتقد بعض آرائه وآراء أصحابه بها، إلا أنه لا ريب قد تأثر به تأثرا عظيما''• قلت: قد أثبتها الحافظ السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر في كتابه ـ الإعلان بالتوبيخ ـ ص 136 و137 فقال دفاعا عن الذهبي: ''ورأيت له رسالة كتبها لابن تيمية هي في دفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة'' اهـ•
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/256)
وقد أكد نسبة النصيحة للذهبي الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه ـ شيخ الإسلام ابن تيمية سيرته وأخباره عند المؤرخين ـ فقال: ''شك بعضهم في نسبة هذه النصيحة للذهبي، ولم ينكرها أحد من العلماء الذي نقلوها كتقي الدين بن قاضي شهبة وغيره••'' اهـ
كما أثبتها الدكتور المحقق بشار عواد معروف في كتابه ـ الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ـ ص ,61 ص ,102 ص ,146 وفي مقدمته ـ لسير أعلام النبلاء ـ 1/ 38 فمحاولة المتمسلفة إنكار النصحية حفاظا على مكانه ابن تيمية في قلوبهم، ما هي إلا محافظة على أصنام أقاموها في قلوبهم• ندعو الله تعالى أن يهديهم لخالص التوحيد•
الشيخ شمس الدين بوروبي
للإتصال بالشيخ####
أما الكذب والتحريف المتعمد نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله في أو المقال حيث قال:
(قال ابن تيمية في منهاج سنته ج 1 ص 224:
''فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل '')
وعند الرجوع إلى المصدر المذكور لم أجد ما نقله ووجدته في مجلد آخر وهو المجلد الثاني صفحة /224 حيث التحريف والكذب المتعمد من هذا الدعي كما هو مشار اليه بالون الأحمرحيث قال شيخ الاسلام:
(فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قالوا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل)
فهل هذا الكذب وهذا التحريف يليق بذي مروءة في دينه فضلا أن يكون طالب علم فضلا أن يطلق عليه لقب العلامة؟!!
وفي نفس المقال ذكر كما هو في المقال أعلاه:
(يقول أيضا في منهاجه ج 1 ص 210: '' فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا؟ '' اهـ•)
وعند الرجوع إلى المصدر المذكور لم نجد ما نقله ووجدناه في 2/ 210 حيث وجدنا التحريف والكذب المتعمد من هذا الدعي كما هو مشار اليه بالون الأحمر حيث قال رحمه الله:
(قال إخوانه الإمامية قد صادرتنا على المطلوب فهذا صريح قولنا فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا)
فهل هناك كذب أبلغ من هذا معاشر المنصفين؟
فهل هذا يؤتمن على دين بعد ذلك وهل هذا يستفتي في أمور المسلمين؟
وهل هذا يطلق عليه لقب العلامة والشيخ تضليلا للمسلمين وفتنة لهم؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
منقول
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[26 - 01 - 09, 05:22 م]ـ
أما الكذب والتحريف المتعمد نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله في أو المقال حيث قال:
(قال ابن تيمية في منهاج سنته ج 1 ص 224:
''فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل '')
وعند الرجوع إلى المصدر المذكور لم أجد ما نقله ووجدته في مجلد آخر وهو المجلد الثاني صفحة /224 حيث التحريف والكذب المتعمد من هذا الدعي كما هو مشار اليه بالون الأحمرحيث قال شيخ الاسلام:
(فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قالوا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل)
فهل هذا الكذب وهذا التحريف يليق بذي مروءة في دينه فضلا أن يكون طالب علم فضلا أن يطلق عليه لقب العلامة؟!!
وفي نفس المقال ذكر كما هو في المقال أعلاه:
(يقول أيضا في منهاجه ج 1 ص 210: '' فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا؟ '' اهـ•)
وعند الرجوع إلى المصدر المذكور لم نجد ما نقله ووجدناه في 2/ 210 حيث وجدنا التحريف والكذب المتعمد من هذا الدعي كما هو مشار اليه بالون الأحمر حيث قال رحمه الله:
(قال إخوانه الإمامية قد صادرتنا على المطلوب فهذا صريح قولنا فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا)
أخي الكريم كاتب الموضوع جزاك الله خيرا، وليتك تبين لنا من هذا الشخص فإن اسمه غير مشهور ولا أعلم عنه شيئًا، ثم أين الكذب المتعمد في النقل الذي ذكرت أنت من كلامه؟
هل تقصد به أنه استبدل لفظ قالوا بلفظ قلنا؟ وما الفرق في المعنى؟ حيث يقول شيخ الإسلام بعدها: "وهذا قولنا" فسواء كتب هذا الشخص قالوا أو قلنا فالفرق لفظي فقط كما هو ظاهر، أم أنك قصدت الخطأ في الإرجاع إلى رقم المجلد؟ وهذا أيضًا يحتمل الخطأ من الطباعة أو النقل أو السهو لا سيما ورقم الصفحة هو هو وينحصر الخطأ في رقم المجلد، وهذا الخطأ وارد على الجميع ولا يستشف منه كذبا فضلاً عن تعمد الكذب الذي يستحق كل هذا التهويل.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - 01 - 09, 09:12 م]ـ
أخي إسماعيل سعد:
التحريف الذي ذكره أبو جرير السلفي واضح جدا فإن في النقل المحرف أن القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، أما في النص الصحيح فإن القول ينقله شيخ الإسلام عن غيره ولا يتبناه فتأمل رعاك الله، في النصين يتضح لك وجه الصواب إن شاء الله.
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[28 - 01 - 09, 09:08 م]ـ
هذا البوربي كذاب أشر، وقد كتب مقالاً فيه من الكذبات كأمثال الجبال، ولما نقله أحدهم إلى منتدى الأصلين حذفوه ولم يطيقوا ما فيه من البهتان، وهو موجود عندهم في قسم: خارج السرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/257)
ـ[عبدالوهَّاب القحطاني]ــــــــ[29 - 01 - 09, 02:42 م]ـ
بالمناسبة: راودتني فكرة - لكنها تحتاج إلى دعمكم - فالبوربي المذكور له نشاط ملموس في محاربة السنة في المغرب، ويلقى رواجاً هناك، ومهمة الرد عليه سهلة جداً، وخير ما يسلك مع أمثاله: تعريتهم لينكشف عوارهم لأتباعهم أولاً، ومقالاته يندر أن لا يوجد فيها كذب على السنة وعلمائهم ...
ولو تم إنشاء صفحة على الشبكة أو مدونة تخصص للرد عليه من أعضاء الملتقى، ومتابعة مقالاته فالرد أولاً بأول، لكان لذلك أثراً في إسقاطه.
أتمنى أن يجد هذا الاقتراح اهتماماً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 05:47 م]ـ
حتى لو قلنا إن الكلام لا تحريف فيه، فهذه هي المعركة الكبرى التي قامت بين الطوائف قديما وحديثا!!
ونحن نقول: ماذا تقصدون بقولكم (قيام الحوادث بذات الله)؟!
هل تقصدون أن شيئا مخلوقا كان خارجا عن ذات الله، ثم صار بعد ذلك داخلا في ذات الله؟
إن كان هذا هو المقصود فهذا لا يقوله أحد من المسلمين، بل لا ينبغي أن يقوله عاقل.
أما إن كنتم تقصدون أن الله يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء، ويقول ما يشاء كما يشاء، ويخلق ما يشاء كما يشاء، ويحيي ويميت ما يشاء كما يشاء، فهذا هو الذي دلت عليه النصوص القطعية وعليه إجماع سلف الأمة.
وهؤلاء المبتدعة دائما يستعملون الألفاظ الموهمة أو المشتركة التي تدل بظاهرها على نسبة النقص لله سبحانه وتعالى، ثم ينفونها ملبسين بذلك على العامة، مشنعين على من قال بها، مع أن القائل بها ليس قائلا بلفظها، وإنما هو قائل بالمعنى الصحيح الذي أثبتته النصوص.
وهؤلاء الذين يقولون بمنع قيام الحوادث بذات الله، ماذا يقصدون؟
يقصدون أن الله سبحانه لا يمكنه ولا يستطيع أن يفعل شيئا اليوم لم يفعله أمس!!
ولا يمكنه ولا يستطيع أن يقول شيئا اليوم لم يقله أمس!
ولا يمكنه ولا يستطيع أن يخلق شيئا اليوم لم يخلقه أمس!
وليعلم هؤلاء الجهال المنتحلين لهذه الأقوال الشنيعة أن قيام الحوادث بذات الله (على طريقتهم في التعبير) أمر لازم لجميع الطوائف كما قال ذلك ونصره الفخر الرازي في المطالب العالية.
وحذاق المتكلمين كالآمدي والطوسي وغيرهم ذكروا أنه لا يوجد دليل عقلي يخالف ذلك!!
فماذا بقي لهؤلاء القوم إن لم يكن معهم لا دليل نقلي ولا دليل عقلي؟
بقي لهم قوله تعالى: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 05:49 م]ـ
ومن أصول الفساد أيضا عند هؤلاء أنهم لا يفرقون بين (المحدث) و (المخلوق)
فإن بعض كلام الله محدث، كما قال تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث}.
ولكنه ليس بمخلوق؛ لأن المخلوق إنما يكون خلقه بـ (كن) فكيف تكون الـ (كن) مخلوقة؟
فهؤلاء ضلوا في اللغة والشرع والعقل جميعا، فجعلوا (المخلوقات) و (الحوادث) سواء، وهذا تعطيل للرب جل وعلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:47 ص]ـ
أما الكذب والتحريف المتعمد نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله في أو المقال حيث قال:
(قال ابن تيمية في منهاج سنته ج 1 ص 224:
''فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل '')
وعند الرجوع إلى المصدر المذكور لم أجد ما نقله ووجدته في مجلد آخر وهو المجلد الثاني صفحة /224 حيث التحريف والكذب المتعمد من هذا الدعي كما هو مشار اليه بالون الأحمرحيث قال شيخ الاسلام:
(فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قالوا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل)
فهل هذا الكذب وهذا التحريف يليق بذي مروءة في دينه فضلا أن يكون طالب علم فضلا أن يطلق عليه لقب العلامة؟!!
أشار محقق منهاج السنة النبوية أن النسخ المخطوطة مختلفة في هذا الموطن، ففي بعضها (قالوا لكم)، وفي أربع نسخ (قلنا لكم)
فأين التحريف والكذب المزعوم؟(53/258)
هل ممكن الحصول على شرح "قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان" pdf ؟
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[27 - 01 - 09, 03:58 ص]ـ
هل ممكن الحصول على شرح "قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان" pdf ؟(53/259)
الدرس الأول في شرح الأصول الثلاثة في العقيدة الإسلامية
ـ[صخر]ــــــــ[27 - 01 - 09, 05:47 ص]ـ
http://www.nor3alanor.com/vb/images/salamo3alikom.gif
لأخيكم سليم المصمودي الظاهري ..
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-26-10-g6tkm1ixz.rar (http://up1.m5zn.com/download-2009-1-26-10-g6tkm1ixz.rar)
شرح المقدمة الأولى للرسالة .. من قول الإمام.""بسم الله الرحمان الرحيم .. اعلم رحمك الله ... إلى قوله ... فبدأ بالعلم قبل القول والعمل."""
http://nor3alanor.com/mktba-nor/multimedia/signatures/1157511503.gif
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[27 - 01 - 09, 06:04 ص]ـ
نفع الله بكم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 12:54 م]ـ
بارك الله فيك، و نفع بك.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 03:54 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك أخي صخر
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 01 - 09, 05:23 ص]ـ
رابط مباشر .... http://www.ben-hamza.de/emam-al-andalus.zip
ـ[صخر]ــــــــ[15 - 03 - 09, 06:35 م]ـ
شرح المسائل الأربع ...
http://up2.m5zn.com/download-2009-3-15-08-gizle6ych.rar(53/260)
طلب الدعاء من الميت .... شرك أم بدعة؟
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 02:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله .....
ما حكم من لا يقول أنا لا أستغيث بالميت ليفعل لي شيئاً بل أسأله أن يدعو لي لتحقيق ما أريد دون اعتقاد تأثيره الذاتي .....
فقد قال شيخ الإسلام:
وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول ادع لنا ولا اسئل لنا ربك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر به أحد من الأئمة ولا ورد فيه حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلين يا رسول الله أدع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكوا إليك مما أصابنا ونحو ذلك لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان
طبعاً ليس المقصود بيان أن هذا العمل غير جائز، وليس المقصود بيان مسألة سماع الأموات من عدمها، ولكن ما أشكل علي هو كلام شيخ الإسلام في اعتبارها بدعة
ويتفرع على هذا سؤال آخر:
ما حكم من يطلب من الملائكة أن تدعو له قياساً على طلب الدعاء من الحي؟
والسلام عليكم
ـ[أم فراس]ــــــــ[29 - 01 - 09, 01:26 ص]ـ
لقد أجاب الشيخ صالح آل الشيخ على هذا الكلام بأن شيخ الإسلام يقصد بالبدعة هنا أنها بدعة في الكفر،أي أن الكفار أنفسهم لم تكن لهم هذه الطريقة في الدعاء.
ولقد سألت الشيخ سعيد عبد العظيم حول هذه المسألة فأجاب أنها من الشرك الأكبر، لأن هذا من دعاء الأموات.
بالنسبة لسؤالك الثاني:الدعاء عبادة، لا يجوز صرفها لغائب غير قادر سواء كان حيا أو ميتا، فالملائكة وإن كانوا أحياءا، فهم من عالم الغيب، غير حاضرين معنا،وسؤالك هذا يعتبر من الإلزامات التي يلزم بها من يدعو الموتى، بدعوى أنهم مقربون من الله، وأن شفاعتهم لا ترد،وأن لهم جاه عنده وغيرها من الأعذار، فهؤلاء لو سألتهم عن دعاء الملائكة - والذين هم أقرب من هؤلاء إلى الله، وصلاحهم لا نزاع فيه - لما رضوا بدعائهم، ومثل سؤالك يطرح أيضا عن حكم دعاء عيسى عليه السلام، أليس نبيا مرسلا؟ أليس هو حي؟ فلماذا لا يطلب منه الدعاء؟
وهذه فتوى لسماحة الشخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - حول دعاء الملائكة:
حكم دعاء الملائكة
اشتهر عند بعض العوام أن يقول أحدهم قبل النوم: يا ملائكة الحفظ أيقظوني في الساعة كذا أو عند وقت كذا؟
هذا لا يجوز، بل هو من الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء لغير الله وطلب من الغائب، فهو كالطلب من الجن والأصنام والأموات لعموم قوله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [1]، وقوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [2] فسمى سبحانه دعاء غيره من الأموات والأصنام والجن والملائكة شركا به سبحانه وقال عز وجل: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [3]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [4] فسمى الداعين لغيره كافرين، وهذا يعم جميع المدعوين من دون الله من أموات أو أصنام أو جن أو ملائكة، ولا يستثنى من ذلك إلا الحي الحاضر القادر لقول الله سبحانه في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [5]، ومن هذا الشرك قول بعض الناس: يا جن خذوه يا سبعة خذوه، أو يا جن الظهيرة خذوه، أو يا جن الشعب الفلاني أو يا جن بلد فلان، فهذا كله شرك أكبر ودعوة لغير الله من الغائبين، فإذا قال: يا ملائكة الله أيقظوني أو احفظوني فهذا شرك أكبر، أو يا جن البيت احفظوني أو أيقظوني فهذا شرك أكبر نعوذ بالله من ذلك.
والواجب على المسلم أن يحذر ذلك وأن يستغيث بالله وحده ويسأله وحده ففيه الكفاية سبحانه، وهو القادر على كل شيء وهو القائل عز وجل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [6]، والقائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [7]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)).
نسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الجن الآية 18.
[2] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.
[3] سورة الجن الآية 6.
[4] سورة المؤمنون الآية 117.
[5] سورة القصص الآية 15.
[6] سورة غافر الآية 60.
[7] سورة البقرة الآية 186.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/261)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[01 - 02 - 09, 12:49 ص]ـ
قال الشيخ صالح الفوزان في درس التوسل والوسيلة أن المقصود بالبدعة في كلام شيخ الاسلام هي البدعة المكفرة.أ. هـ
وهذا اليظهر في كلام شيخ فإن من ضم بعضه الى بعض تبين له المقصود.
والله ولي التوفيق.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 05:27 ص]ـ
كانت هنا بعض المشاركات الأخرى
فهل حذفت؟(53/262)
في رد شبهة قبوري بآية:
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[27 - 01 - 09, 08:00 م]ـ
في رد شبهة قبوري بآية:
?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في قوله تعالى: ?فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا? [الكهف: 21]، حيث قال -هداه الله-:
«ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس، فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا، وقال آخرون: لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا.
والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل: قول المشركين، والثاني: قول الموحِّدين، والآية طرحت القولين دون استنكار، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا ?لَنَتَّخِذَنَّ? نابعًا من رؤية إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء، وإنَّما المطلوب هو المسجد. وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة.
قال الرازي في تفسير ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا?: نعبد الله فيه، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد (1 - «تفسير الرازي» (11/ 106).).
وقال الشوكاني: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوَّل أولى (2 - «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/ 277).). وقال الزجاجي: هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القبر».
وبعد الأمانة في النقل أقول -وبالله التوفيق والسداد-:
فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير، وقد بَيَّن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها:
- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في مرضه الذي لم يقم منه: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا (3 - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/263)
- وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قَالاَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذلِكَ: «لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى. اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.).
- وعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذ?لِكَ» (5 - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.).
- وعن عائشة رضي الله عنها: لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنهما قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ: فقالَ النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» (6 - أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.).
قال القرطبي -رحمه الله-: «قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله عزَّ وجلَّ عند قبورهم، فمضت لهم بذلك أزمان، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها؛ فحذَّر النبيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم عن مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك، فقال: "اشتدَّ غضب الله على قوم ?تخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد"» (7 - «تفسير القرطبي»: (2/ 85) (10/ 380).).
وقال ابن رجب -رحمه الله-: «هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه، كما يفعله النصارى في كنائسهم، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها، ولم يكن لها ظل، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة.
فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان، وهو الذي أخبر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره، والله تعالى ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? [الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى» (8 - «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 197).).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/264)
وقال الألوسي -رحمه الله-: «هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ» (9 - أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/ 201): «وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/ 212)، و «السلسلة الضعيفة»: (1/ 393) للألباني.) ... إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة.
وذكر ابن حجر في «الزواجر» (10 - انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.): «أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر» (11 - «تفسير الألوسي»: (11/ 196).).
قلت: وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي رحمه الله -في معرض إيراده حديث عائشة رضي الله عنها-: «قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد» (12 - «تفسير القرطبي»: (10/ 380).). وقال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله-: «ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما صنعوا ... ، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرُّب إليها، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها» (13 - «المغني» لابن قدامة: (1/ 360).). وقال الزيلعي الحنفي -رحمه الله-: «ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان ... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور ... ونهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد» (14 - «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/ 246).). وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين» (15 - «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).).
هذا، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله.
فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي:
الأولى: فتنة القبور، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك.
الثانية: فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها.
فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/265)
قال ابن القيم -رحمه الله-: «وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم» ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله. فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره، وارتكابًا لنهيه، وغرَّهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين. وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا، وأشدّ فيهم غلوًّا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد.
ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم» (16 - «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/ 189).).
هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم -في الآية- لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم (17 - انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/ 236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/ 194). و «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).)، وقد كانوا أهل شرك أو فجور، حيث إن لفظة «لَنَتَخِذَنَّ» تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة، دون «اتخذوا» بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها، وضمير «أَمْرهِمْ» هنا للموصول المراد به الولاة، ومعنى غلبتهم على أمرهم: أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم، ولم يحل بينه وبينهم أحد، كما قال تعالى: ?وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ? [يوسف: 21].
قال ابن رجب -رحمه الله-: «فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى» (18 - «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.).
قلت: وليس في الآية إقرار على فعلهم، بل فيها إنكار، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم، إذ المعلوم -أصوليًّا- أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما يفعله الكفار والفجار، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله تعالى على لسان نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم فأيُّ إنكار أوضح من هذا؟
وإذا سلَّمنا -جدلاً- أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد -على وجه الصلاح- تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل.
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ما حكى عن ابن جرير القولين: «والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها» (19 - «تفسير ابن كثير»: (3/ 78).).
وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل، فجوابه من جهتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/266)
الجهة الأولى: لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر؛ لأنَّ ما تقرر -أصوليا- «أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا»، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله تعالى: ?لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا? [المائدة: 48]، ولقوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ» فذكر منها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً» (20 - أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/ 261)، والألباني في «الإرواء»: (1/ 316).)، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله تعالى إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه.
الجهة الثانية: وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه، ويبطله، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله تعالى: ?وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ? [الأعراف: 157]، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا: ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا? ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور» (21 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/ 300).).
وقال ابن كثير -رحمه الله-: «وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا» (22 - «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/ 116).).
قال الآلوسي -رحمه الله-: «مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا، لكن لا مُطلقًا، بل إن قصَّ اللهُ تعالى علينا بلا إنكار، وإنكارُ رسوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كإنكاره عزَّ وجلَّ، وقد سمعتَ أنه عليه الصلاة والسلام لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم -فضلاً عن عزمهم- على مشروعية ما كانوا بصدده. وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة» (23 - «روح المعاني» للآلوسي: (5/ 31).).
فالحاصل: إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» (24 - أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة: (4607)، والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع: (2676)، وابن ماجه، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين: (42)، وأحمد: (17608)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (9/ 582)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2735)، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (938).)، ولا يستدلُّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(53/267)