ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:33 ص]ـ
أخي عبد الرحمن السني
إنما أردت التنبيه
جزاك الله خيرا ووفقني وإياك لما اختلف فيه من الحق.
وقصدت من ايراد الآية أن أوضح أن الروح عندما ترد في القرآن فلا يقصد بها معنى واحد بل يقصد بها عدة معاني عدها بعض المفسرين ستة. وهي في كل معنى تُحمل على معناها فإن عنت مخلوقا فذلك وإن قصد بها صفة الله (القرآن) فلا نقول الروح ليست مخلوقة وإنما نقول المقصود بها القرآن وهو غير مخلوق.
والخلاصة - كما ذكر الأخ عبد الرحمن - أنها غير أن يقصد بها القرآن فمخلوقة.
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السني]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:47 ص]ـ
الحمد لله وحده.
هل ثمة دليل على أن الإضافة فى "روح الله" إضافة مخلوق لخالقه تعظيما وتشريفا غير إجماع الأمة؟
نعم
التمانع .. فما كان قائما بنفسه يمتنع أن يكون وصفا لغيره.
وكل مرة تذكر فيها كلمة (الروح) فهي تدل على معنى قائم بنفسه فكيف تكون معنى مستقلا ووصفا لله في ذات الوقت! هذا يرده التمانع.
ففي الحديث التي ذكرت يمتنع أن يقصد بالروح عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويقصد بها صفة لله في آن.
تنبيه: في آية واحدة قصد بها القرآن وهو صفة الله. فنقول في هذه الآية أن الروح هنا تعني القرآن وهو غير مخلوق. لكن لا نقول الروح غير مخلوقة.
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن السني]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:54 ص]ـ
سلمت يمينك أخي أبا تراب السلفي.
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن وأحسن الله إليك
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[24 - 10 - 08, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم كثير من الألفاظ لا تفهم إلا من سياق الكلام كما أشار إلى ذلك الأخوة
وقد ذكر ابن دقيق العيد قاعدة في ذلك فقال:وَهَذَا فِيهِ قَاعِدَةٌ أُصُولِيَّةٌ.
وَهُوَ أَنَّ الْأَلْفَاظَ الْعَامَّةَ بِوَضْعِ اللُّغَةِ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ.
أَحَدُهَا: مَا ظَهَرَ فِيهِ عَدَمُ قَصْدِ التَّعْمِيمِ، وَمُثِّلَ بِهَذَا الْحَدِيثُ.
وَالثَّانِيَةُ: مَا ظَهَرَ فِيهِ قَصْدُ التَّعْمِيمِ بِأَنْ أُورِدَ مُبْتَدَأً لَا عَلَى سَبَبٍ، لِقَصْدِ تَأْسِيسِ الْقَوَاعِدِ.
وَالثَّالِثَةُ: مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِ قَرِينَةٌ زَائِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى التَّعْمِيمِ.
وَلَا قَرِينَةٌ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ التَّعْمِيمِ.
وَقَدْ وَقَعَ تَنَازُعٌ مِنْ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي الْقِسْمِ الْأَوَّلِ فِي كَوْنِ الْمَقْصُودِ مِنْهُ عَدَمُ التَّعْمِيمِ.
فَطَالَبَ بَعْضُهُمْ بِالدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ.
وَهَذَا الطَّرِيقُ لَيْسَ بِجَيِّدٍ؛ لِأَنَّ هَذَا أَمْرٌ يُعْرَفُ مِنْ سِيَاقِ الْكَلَامِ، وَدَلَالَةُ السِّيَاقِ لَا يُقَامُ عَلَيْهَا دَلِيلٌ، وَذَلِكَ لَوْ فُهِمَ الْمَقْصُودُ مِنْ الْكَلَامِ، وَطُولِبَ بِالدَّلِيلِ عَلَيْهِ لِعُسْرٍ.
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام
وقد نبه على ذلك شيخ الإسلام في مواطن كثيرة فكثير من الألفاظ إنما تفهم من سياق الكلام وما اقترن به من القرائن اللفظية.
وخذ على ذلك المثال المشهور في كتب العقائد من التمثيل بالاستواء في اختلاف المعنى بحسب السياق
فإن عدي بعلى أفاد العلو والارتفاع وإن عدي بإلى أفاد القصد إلخ.
وكذلك مسألتنا هنا كما ذكر شيخ الإسلام والله أعلم
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 11 - 08, 12:44 ص]ـ
موطن النزاع هل الإضافة فى روح الله إضافة مخلوق لخالقه أم إضافة صفة للموصوف بها.
و الذى يستدل به الإخوة هو القاعدة والتى فيها " وإذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل -عليهما السلام- وأرواح بني آدم امتنع أن تكون صفة لله تعالى، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره "
فالاستدلال بالقاعدة ممتنع لأننا لا ندرى هل إضافة روح لله إضافة عين قائمة بنفسها أم إضافة صفة لله.
وهى مثل إضافة نفس لله.
فهل المقصود نفس المخلوق وأضيفت إلى الخالق فصارت إضافة عين قائمة بنفسها لله فتكون من باب إضافة المخلوق لخالقه.
أم هى صفة لموصوف؟
أعلم الخلاف فى جعل النفس صفة لله، إنما ضربتها كمثال.(52/98)
ما رأي أهل العلم في هذا الكتاب / ضروري جدا العقيدة الإسلامية وأسسها للشيخ / عبدالرحمن حسن حبنكة
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[22 - 10 - 08, 05:32 م]ـ
العقيدة الإسلامية وأسسها
للشيخ / عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
وبالذات كلامه حول الصفات والقضاء والقدر
وجزاكم الله خيرا
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:01 م]ـ
الا من مفيد بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:24 م]ـ
أخي في الله الكتاب على طريقة المتكلمين - الأشاعرة -
ولو كانت يدي تطاله لضربت على ذلك أمثلة.
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[23 - 10 - 08, 03:30 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل والقدير
في الحقيقة أثار الكتاب استغرابي وذلك ان الشيخ يؤيد مذهب أهل السنة والجماعة
حيث جاء في مبحث له بعنوان:
" النصوص المتشابهات في صفات الله تعالى "
حيث أورد أربعة احتمالات فكرية يمكن أن ترد على مثل هذه النصوص ولا يوجد احتمال خامس وهي:
1 ـ إما حقيقة وفق ظاهرها مدلولها اللغوي الذي يتصوره الناس في أذهانهم.
2 ـ وإما حقيقة وفق دلالة لغوية صحيحة تليق بجلال الله عزّ وجل.
3 ـ وإما حقيقة في الإصطلاح الشرعي لمعان لا نعلم حقيقتها على وجه التحديد.
4 ـ وإما مجاز تركت فيه حقيقة وضع اللفظ اللغوي إلى معنى آخر, بينه وبين معنى اللفظ في الوضع اللغوي علاقة من علاقات المجاز.
والشيخ أبطل الإحتمال الأول
وأخذ بالإحتمال الثاني حيث قال:
وهذا الإحتمال لا اعتراض عليه مطلقا من جهة العقيدة , ولا من جهة العقل , وهو الأحق بأن يستمسك به.والاعتراض عليه بأنه لا سند له من جهة الوضع اللغوي بالنسبة الى بعض الالفاظ , يمكن دفعه: بأنّ الأوضاع اللغوية كلّها إنما عرفت بالإستعمال , وكثير منها يدل ـ عن طريق الحقيقة لا المجاز ـ على معان لا يستطيع الناس تصور ماهيّتها , وقد يدركون منها معنى أدنى. ويطلقونها لتدل على معان فوق ذلك , حتى تصل الى معان تليق بالله عز وجل , مع أن الأذهان لا تستطيع تصوّر هذه المعاني على حقيقتها , كإطلاق لفظ الذات , ولفظ الوجود , ولفظ الحياة , ولفظ الرحمة ونظير ذلك لفظ العلم , ولفظ القدرة. فهي في معانيها الدنيا: تطلق ويراد بها ما يناسب ما عليه المخلوقات من صفات , وفي معانيها العليا: تطلق ويراد بها ما يناسب صفات الله جلّ وعلا.
وهذا الإحتمال هو الذي نصره الإمام ابن تيميّة , وابن القيّم , ومن تبعهما , وهي طريقة المحدثين , وكثير من أهل السنة والجماعة وذكروا أنه هو الحق الذي لا يصحّ العدول عنه , ورأوا أنه هو مذهب السلف.
أما الإحتمال الثالث فقال فيما قال:
...
وهذا احتمال مرضي , لا مانع منه عقلا ولا شرعا وقد قال به كثير من أئمة أهل السنة والجماعة
...
أما الإحتمال الرابع فقال عنه:
... وهذا الاحتمال غير مرفوض إذا كان المعنى الذي أوّل اليه اللفظ موافقا لأصول العقيدة الإسلامية.
...
ا. ه باختصار
المرجع:
العقيدة الإسلامية وأسسها / عبدالرحمن حسن حبنكة الميداني
دار القلم
دمشق
الطبعة الثامنة
الصفحة / 216 ـ 221
فإن كان بالإمكان مراجعة الكتاب وهذه الطبعة وتفيدونا بارك الله فيكم
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 04:53 م]ـ
أذكر أن الشيخ عبدالرحمن الزنيدي سطّر شيئا عن هذا الكتاب في كتابه: مناهج البحث في العقيدة الإسلامية في العصر الحاضر , وعهدي به بعيد , فراجعه وفقك الله إن شئت!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 05:18 م]ـ
الشيخ لديه بعض التأويل وإن شئت راجعوا كتابه في تفسير القرآن.
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:10 م]ـ
بقي شيء وأظنه مهما وهو قول الشيخ في الهامش من هذه الطبعة:
(1) جرى تعديل في هذا البحث عمّا في الطبعة الأولى , اقتضاه ورود وجهات نظر جديرة بالإهتمام , والأخذ بعين الإعتبار , سدد الله خطانا لما فيه رضاه , وصحّح عقيدتنا بالحق على ما يحبّ , وجمع كلمة المسلمين على البرّ والتقوى
أقول:
وهذه الطبعة صدرت في تاريخ 1418 ه الموافق 1997
ولا اعلم إن كان التفسير الذي يؤول فيه الصفات أو بعضها قبل هذه الطبعة أم بعدها
وعلى كل حال فمنهج الشيخ الموافقة على التفويض للصفات والتأويل لها والذي هو عندنا تحريف وإن كان قد قال بأن الإحتمال الثاني أحق بالتمسك به
وترجيحه الإحتمال الثاني قد يكون بداية تحول له من المذهب الأشعري الى المنهج السني السلفي
هذا ونسأل الله أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:22 ص]ـ
آمين(52/99)
كتاب د. خالد كبير علال
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:18 م]ـ
اخوتي الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله
من يفيدني بالكتاب المدون ادناه؟ جزاه الله خيرا
الأزمة العقيدية بين الأشاعرة و أهل الحديث
- خلال القرنين:5 - 6 الهجريين-
مظاهرها، آثارها، أسبابها، و الحلول المقترحة لها
الدكتور خالد كبير علال
- حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر -
دار الإمام مالك الطبعة الأولي
-البليّدة -الجزائر- -1426ه/2005م-
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
موجود على موقع صيد الفوائد جزاك الله خيرا
وهو كتاب جيد إن شاء الله وهو يعرض الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة تاريخيا
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 08:27 م]ـ
رابط مؤلفات الدكتور خالد علال بارك الله فيه ونفع به.
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%CF.+%CE%C7%E1%CF+%DF%C8%ED%D1+%DA%E1%C7%E1
ـ[نصر الدين عمر]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:09 م]ـ
الأستاذ إشتغل بالتاريخ الإسلامي
لكنه أقحم نفسه في تخصصات أخرى
لا خبرة له بها
المطالع لكتاب نقد فكر الفيلسوف ابن رشد له
يدرك ذلك فهو كأنه حاطب ليل فقط
فهو بعيد عن التحقيق العلمي والموضوعي الجاد
مع قلة في الإطلاع
ـ[أبو ياسر عبد الوهاب]ــــــــ[20 - 02 - 10, 03:16 ص]ـ
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
ـ[نصر الدين عمر]ــــــــ[27 - 02 - 10, 11:18 ص]ـ
أنا لم أستعمل السب ولا الشتم
حتى تقول هذا الكلام
فالنقد العلمي له مجاله
والاخلاق الإسلامية مجال آخر
ـ[أبو ياسر عبد الوهاب]ــــــــ[27 - 02 - 10, 12:28 م]ـ
أخبرنا بما لم يعجبك أخي الكريم في الكتاب، فمرحبا بالنقد العلمي إن كان مبنيا على حجج وبراهين أما هذا الكلام المجمل بتشبيه"كأنه حاطب ليل" فلايغني شيئا بارك الله فيك أخي على حسن أدبك في الرد
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:33 م]ـ
احسنت اخي نصر الدين قرات كتابه عن ابن رشد فكان فيه عبدا لابن تيمية مقلدا له تقليدا اعمي وليس له في فن الكلام قليل ولا كثير
اما عن افتراؤه على ابن رشد فحدث ولا حرج
ـ[نصر الدين عمر]ــــــــ[28 - 02 - 10, 02:26 م]ـ
بارك الله فيك اخي أبو نصر
أخي الكريم أبو ياسر والله استغربت منك فالمبتدأ في الطلب
لاسيما علم العقائد أو من طالع كتب الكلام يلاحظ هذا القصور
فنحن فقط نبهنا على هذا القصور في كتابه بشكل عام
أما ان شئت الإطلاع على نقد فكر ابن رشد الفيلسوف
فعليك بكتب علاءالدين الطوسي المسمى بالذخيرة في المحاكمة بين الغزالي وابن رشد
وغيرها من الكتب
والله أعلم
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[28 - 02 - 10, 03:19 م]ـ
احسنت اخي نصر الدين قرات كتابه عن ابن رشد فكان فيه عبدا!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لابن تيمية مقلدا له تقليدا اعمي وليس له في فن الكلام قليل ولا كثير
اما عن افتراؤه على ابن رشد فحدث ولا حرج
.........(52/100)
مالقول فى قولهم لاحياء فى الدين
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:40 م]ـ
قال العثيمين رحمه الله تعالى انه لا يجوز ولكن يقال لاحياء فى العلم -- ثم هوهو قال فى مرة لاحياء فى الدين ولا أدرى أهو سبق لسان ام انى واهم
وقال الشيخ عبد العظيم بدوى فى ضمن كلام نقلا عن الفلاحين فى قولهم لاحياء فى الدين ولم ينتقدها الشيخ
فأرجو تفصيل القول
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل الشيخ الألباني رحمه الله هذا السؤال ضمن الأسئلة التي نشرتها مجلة الأصالة:
وأرجو أن تكون الإجابة قد أزالت اللبس عنك أخي الكريم
السؤال:
ما مدى صحة القول {لا حياء في الدين}؟
الجواب: نجد دليل مثل هذا القول في -إن فهم صوابا- كلمة مأثورة في (صحيح مسلم) وهو قول السيدة عائشة رضي الله عنها:" رحم الله نساء الأنصار، لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين"، ولكن هذا القول يحتاج إلى التقييد، لأن الأقوال المأثورة يفسر بعضها بعضا، فنقول:
إذا قيلت هذه الكلمة بمناسبة بحث علمي، سؤال أو في سياق التفقه في الدين، أو وضعت في مكان مناسب فهي صحيحة، أما أن يقال: "لا حياء في الدين "من غير تقييد، فلا؛ لأن "الحياء من الإيمان" كما يقول الرسول?. اهـ
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 08, 12:11 ص]ـ
لا شك أن في الجملة إضمارا و ليست على ظاهرها، فقائلوها إنما يقصدون (لا حياء في السؤال عن الدين) أو (في الكلام عن الدين) و ما كان بهذا المعنى
غير أن الأولى استبدالها بـ (إن الله لا يستحيي من الحق)
لأنه يقوم مقام الأول و يزيدُ عليه بأنه:
1 ـ يؤيدهُ القرآن
2 ـ أقرّهُ النبي عليه الصلاة و السلام
3 ـ قالته صحابية
ـ[مسدد2]ــــــــ[23 - 10 - 08, 12:44 ص]ـ
الاخ رضوان أحسنت جداً في بيان المراد الحقيقي من التعبير، جزاك الله خيراً
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - 10 - 08, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والاخ ابو القاسم المقدسى اجابنى بهذه
بسم الله الرحمن الرحيم
قولهم "لا حياء في الدين" يحتمل معنيين بحسب نية المتكلم ومتعلق الجار والمجرور
الأول-أن أمور الدين لا يستحيى منها .. وهذا المعنى صحيح .. والتقدير"لا حياء في النقاش المتعلق بالدين .. ونحو ذلك
الثاني: نفي وجود شعبة الحياء في الدين وهذا منكر وكذب .. والتقدير لا حياء في شعب الدين
وهذا المعنى الثاني الأخير غير متبادر في الغالب ..
بل الأول هو الذي يفمه الناس جميعا ويستعملونه به
ولو كانا متقاربين .. لكان في استعمال الجملة إيهام وكان الأولى تركها ..
كما تترك الألفاظ الموهمة المشتركة ..
لكن يبدو والله أعلم أنه لابأس باستعمال هذا
والدين علم قال تعالى:فاعلم أنه لا إله إلا الله"
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[03 - 02 - 09, 10:23 م]ـ
الاخ رضوان أحسنت جداً في بيان المراد الحقيقي من التعبير، جزاك الله خيراً
و إياك أخي الكريم مسدد - زادك الله سدادا و توفيقا -(52/101)
ما رأيكم بأن يسمي الإنسان نفسه بـ (السلفي أو الأثري) ونحو ذلك؟
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[23 - 10 - 08, 07:53 ص]ـ
انتشر في الأونة الأخيرة مع التفرق الملحوظ في المناهج الاعتقادية تسمية بعض المؤلفين نفسه بالأثري أو السلفي , وذلك تمييزا له عن غيره ممن هو مخالف لمنهج السلف الصالح ..
فهل هذا الفعل جائز؟
وهل في تسمية نفسه بالسلفي سلف؟
وهل يعد ذلك من تزكية الانسان لنفسه؟
أفيدونا بارك الله فيكم وجعلني وإياكم ممن اتبع السلف باحسان.
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:26 ص]ـ
الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالكريم الخضير يرون أنه لا يخلو من تزكية وأن الأولى ترك مثل هذه الألقاب
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:53 ص]ـ
جزاك الله اخي
ممكن تذكر المصدر لو تكرمت؟
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:59 ص]ـ
حيا الله أبا عبد الله وأبا أسامة هذه المسألة مما يتكرر على مسامعنا دائماً وتجري فيها المناقشات بين طلبة العلم ما بين مجيز لها -بل وملزم لها - وبين معارض لها، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه. كما قال تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا" والحق في هذه المسألة التفصيل فيها:
فأقول وبالله التوفيق: الانتساب إلى السلف والانتماء إليهم من حيث الأصل جائز ولا محذور فيه شرعاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم. مجموع الفتاوى (4/ 149)
هذا هو الأصل في المسألة، ولا يتعارض هذا مع قول الله تعالى: ولا تزكوا أنفسكم " فإن الانتساب إلى السلف هو بيان الشخص لعقيدته وأنه موافق للسلف الصالح رضوان الله عليهم. فإن المقابل لهؤلاء أهل ضلالة وبدع لا محالة.
وأما إذا كان الانتساب للسلف على وجه التفرقة والتحزب، وادّعاء ذلك لنفسه، ونفيها عمن هو مثله أو أحسن منه، أو حصرها بأشخاص معينين هم على شاكلته، أو كان الانتساب ظاهرا فقط، أو كان يحصل بسببها فتنة كأن تكون في بلد الغالب فيه منهج السلف الصالح، والانتساب يؤدي إلى تفرق فهذا النوع وأمثاله هو ما حذر منه علماؤنا أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين وصالح الفوزان وغيرهم رحم الله الأموات وحفظ الأحياء منهم.
وعلى العموم فلا ينبغي لطلبة العلم الانشغال بمثل هذه النقاشات والجدال وعليهم نفع أمتهم والاجتهاد في طلب العلم والعمل به. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:38 ص]ـ
الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالكريم الخضير يرون أنه لا يخلو من تزكية وأن الأولى ترك مثل هذه الألقاب
وذكر الشيخ الحويني حفظه الله في شرح كتاب الوحي عن الشيخ الألباني أنه قال: "موضة العصر" التسمي بالأثري، جزاك الله خيرا أبا أسامة.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:34 ص]ـ
إرشاد البرية الى شرعية الانتساب للسلفية ودحض الشبه البدعية
(الحلقة السادسة)
كتبه
أبو عبد السلام حسن بن قاسم الحسيني الريمي السلفي
تقديم فضيلة العلامة المحدث
مقبل بن هادي الوادعي
رحمه الله تعالى
الفصل الرابع
مرحلة تدوين المذهب السلفي
قال الشيخ احمد بن سعد بن حمدان: (كانت فتنة القول بخلق القرءان سببا ليقظة المذهب السلفي والشعور بالخطر أمام المذاهب الضالة وخاصة المعتزلة التي بلغت درجة كبيرة من القوة والتمكين , فهب علماء السنة لنصرة الحق ورفع راييته وتحذير الأمة من تلك المذاهب الضالة , فنشط العلماء وارتفعت أعلام العقيدة الصحيحة ترفرف في كل مكان وتطارد فلول الاعتزال وتحذر الأمة منه , فانحجر في حجره وانقمع أمره فلم تقم له بعد قاءمة ولم ترتفع له راية تذكر إلا النادر القليل , وبدأت مرحلة جديدة عنى فيها علماء السنة بالتدوين والتأليف لبيان العقيدة الصحيحة والرد على المنحرقين عنها.
وقد اتخذت هشه المؤلفات مذهبين متختلفين:
الاول:- منهج الرد:
أي عرض سبه الخصوم وبيان الحق في ذلك مدعما بالأدلة النقلية من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين , وذلك يتمثل في مؤلفات عدة منها:
كتاب الإيمان – لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ).
الرد على الزنادقة والجهمية _ لأحمد بن حنبل (ت 241 هـ).
الرد على بشر المريسي – لعثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ)
وغيرها الثاني:- منهج العرض:
وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ويمثل هذا المنهج المؤلفات الآتية:
1 _ السنة: لأحمد بن حنبل (241 هـ).
2 – السنة: للمروزي محمد بن نصر (ـ 294 هـ)
3 – التوحيد: لابن خزيمة (ت 311 هـ) وغيرها.
وهذه الكتب تركز على قضية هامة: (العودة بالأمة إلى الاتصال المباشر بالكتاب والسنة واتباع السلف الصالح في فهمهما واجتناب ما جد من الآراء المحدثة والمذاهب المنكرة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/102)
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 08, 11:25 ص]ـ
وذكر الشيخ الحويني حفظه الله في شرح كتاب الوحي عن الشيخ الألباني أنه قال: "موضة العصر" التسمي بالأثري، جزاك الله خيرا أبا أسامة.
اقرأ كتب الشيخ الحويني وستجد اسمه هكذا
أبو اسحاق الحويني الأثري
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 12:50 م]ـ
وذكر الشيخ الحويني حفظه الله في شرح كتاب الوحي عن الشيخ الألباني أنه قال: "موضة العصر" التسمي بالأثري، quote]
صدق الشيخ ابو عبد الرحمن رحمه الله
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:47 ص]ـ
اقرأ كتب الشيخ الحويني وستجد اسمه هكذا
أبو اسحاق الحويني الأثري
ليس بالضرورة أن الشيخ هو من كتب ذلك بل قد يكون من المطبعة التي طبعت الكتاب, وعلى فرض أنه كتبها فالعبرة بالدليل من الكتاب أو السنة أوفعل السلف الصالح.
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 02:52 م]ـ
ليس بالضرورة أن الشيخ هو من كتب ذلك بل قد يكون من المطبعة التي طبعت الكتاب, وعلى فرض أنه كتبها فالعبرة بالدليل من الكتاب أو السنة أوفعل السلف الصالح.
أخي كل الكتب التي رأيتها للشيخ الحويني سواء تحقيق أو تأليف كُتب فيها ما ذكرت لك بل تجدها أحيانا في آخر مقدمة الشيخ (ولا أظن أن المطابع تتصرف في مقدمة الشيخ)
وأنا ذكرت هذا ليس استدلالا بفعله على جواز التسمي بالأثري بل ذكرته لأن الاخ نقل لنا كلاما عنه عن الشيخ الالباني على سبيل الانكار على من تسمى بالأثري
وأما الأدلة على شرعية التسمي بالأثري فنترك المجال للاخوة لإثبات ذلك
وفقك الله اخي الفاضل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 08:09 م]ـ
لا إشكال في لفظ (سلفي)
فما زال العلماء ينتسبون لغير المعصومين فيقال (حنبلي أو مالكي) بدون نكير
وهذه التسمية للتعريف فتسمية أهل السنة والجماعة لم تكن موجودة قبل فتنة الخوارج واليوم لا يتركها أحد
وقد سمى الجعبري نفسه سلفياً ولم ينكر عليه أحد كما في الدرر الكامنة لابن حجر
وقد الحافظ العراقي في ألفيته
يقول راجي رحمة المقتدر ... عبدالرحيم بن الحسين الأثري
ولم ينكر عليه أحدٌ من أهل العلم هذا فالإنتساب للسنة وللأثر سيان
وسئل الشيخ ابن باز – رحمه الله -: ما تقول فيمن تسمى بالسلفي والأثري، هل هي تزكية؟
فأجاب سماحته: (إذا كان صادقاً أنه أثري أو أنه سلفي لا بأس، مثل ما كان السلف يقول: فلان سلفي، فلان أثري، تزكية لا بد منها، تزكية واجبة). [من محاضرة مسجلة بعنوان: "حق المسلم"، في 16/ 1/1413 بالطائف].
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية {1/ 53ـ54} ما نصه: " ... يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون، وأشعريون، وماتريديون، فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون!! فماذا بعد الحق إلا الضلال، وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين. فنعم وإلا فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة. فمن هو؟! الأشعرية؟ أم الماتريدية؟ أم السلفية؟ نقول: من وافق السنة فهو صاحب السنة، ومن خالف السنة فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً، والكلمات تعتبر بمعانيها. لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة لا يمكن، وكيف يمكن أن نقول: عن ثلاث طوائف مختلفة إنهم مجتمعون فأين الاجتماع؟ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي".
وسئل الشيخ الفوزان – حفظه الله -: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً؟.
فأجاب: التسمّي بالسلفيه إذا كانت حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنه لا يجوز له أن يتمسى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
وجاء في الفتوى رقم {1361} {1/ 165}:
"س: ما هي السلفية وما رأيكم فيها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/103)
ج: السلفية نسبة إلى السلف والسلف هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى {رضي الله عنهم} الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: {خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته} رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم، والسلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو: عبدالله بن قعود، عضو: عبدالله بن غديان، نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي،
الرئيس: عبدالعزيز بن باز
وسئل الألباني "لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها: "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك".
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول: أنا سلفي} وكأنه يقول: {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك}.
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه.
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار: {أنا سلفي} ".
[مجلة الأصالة العدد التاسع ص 86 ـ87]
وقال الشيخ بكر أبو زيد (وإذا قيل: السلف أو السلفيون أو لجادتهم السلفية؛ فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح: جميع الصحابة – رضي الله عنهم – من تبعهم بإحسان، دون من مالت بهم الأهواء .. والثابتون على منهاج النبوة نسبوا إلى سلفهم الصالح في ذلك؛ فقيل لهم: السلف، السلفيون، والنسبة إليهم: سلفي، وعليه فإن لفظ السلف؛ يعني: السلف الصالح.
وهذا اللفظ عند الإطلاق، يعني: كل سالك في الاقتداء بالصحابة – رضي الله عنهم – حتى ولو كان في عصرنا، وهكذا، وعلى هذا كلمة أهل العلم.
فهي نسبة ليس لها رسوم خرجت عن مقتضى الكتاب والسنة، وهي نسبة لم تنفصل لحظة واحدة عن الصدر الأول، بل هي منهم وإليهم.
وأما من خالفهم باسم أو رسم؛ فلا، وإن عاش بينهم وعاصرهم). اهـ من كتاب "حكم الانتماء" ص: 36
وقد انحرف من يقول عن نفسه ((سني)) فهل سنتركها من أجل إنحرافه
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:28 م]ـ
وأنا ذكرت هذا ليس استدلالا بفعله على جواز التسمي بالأثري بل ذكرته لأن الاخ نقل لنا كلاما عنه عن الشيخ الالباني على سبيل الانكار على من تسمى بالأثري
أين أجده رحمك الله؟
الشيخ أبو أسامة كتب رأي فضيلة الشيخ الفوزان ورأي فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظهما الله، وذكرت ما قاله الشيخ الحويني على لسان الشيخ الألباني رحمه الله مما تفشى في عصرنا من انتشار الألقاب على حساب غيرها، نسأل الله السلامة، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو البراء الزهيري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:55 م]ـ
أخي الحبيب ليس يعني نقل الشيخ أبي إسحق لكلام الشيخ الألباني إفادة نهي الشيخ الألباني ولا استدلال الشيخ أبي إسحق بذلك على عدم الجواز فلازم القول كما هو معلوم عند الأصوليين ليس بقول، وأعظم من ذلك الإيمان وما ذكر في مسألة الإستثناء في الإيمان، فقد رجح الشيخ العثيمين رحمه الله التفصيل فإن كان الاستثناء شكاً لم يجز وإن كان هروباً من التزكية جاز، فعلى ذلك تكون التسمية بالأثري أو السلفي من باب التميز عن أهل البدع من صوفية وشيعة وخوارج ومرجئة ... إلى غير ذلك فيجوز لأن الله عز وجل أقر مجرد التسمي للمهاجرين والأنصار،أما إن كانت عصبية فقد قرر رسولنا صلى الله عليه وسلم حرمة ذلك حيث قال مخاطباً المهاجرين والأنصار لما قالوا يالا المهاجرين، وقال الأخرون يالا الأنصار " دعوها فإنها منتنة " فالتفصيل خير الأمور والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/104)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:59 م]ـ
أحسنت يا أخي فالشيخ الألباني قال هذه الكلمة في إيهاب بن حسن الأثري الذي ينكر الأحاديث الصحيحة فعلق ساخراً من انتسابه للأثر مع كونه أقرب ما يكون للمعتزلة
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:59 م]ـ
أذكر أنّ المندوب إذا صار علامة لأهل البدع فإنه من الأفضل تركه ليتميزوا ..
وكذا الحال هنا في التمييز بين أهل الأثر وما سواهم.فإنه قد اختلطت المناهج والأفكار فصار التمييز بالانتساب للسلف وأهل الأثر علامة.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:44 م]ـ
وقال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/ 273): "السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
·قال السمعاني (المتوفى سنة 562هـ) في كتابهِ «الأَنساب» (1/ 136): «هذه النسبةُ إلى الأَثر؛ يعني: الحديثَ، وطلبَهُ، واتِّباعُه».
·قال ابن الأثير (ت630) عقب كلام السمعاني السابق: "وعُرِفَ به جماعة".
·وأوَّلُ أبياتِ «الألفيَّة الحديثيَّة» –الشهيرة- للحافِظِ العِرَاقيِّ (المتوفَّى سنة 806هـ) - قولُهُ:
يقولُ راجي ربِّهِ المُقْتَدِرِ عبدُالرحيم بنُ الحُسَين الأثري
· وقد شرحَها الحافظُ السخاويُّ (المتوفَّى سنة 902هـ) في «فتح المغيث» (1/ 3) بقولِهِ: «نسبة إلى الأثر، وانتسبَ لذلكَ جماعةٌ، وحَسُنَ الانتسابُ إليهِ ممَّن يصنِّفُ في فُنُونِهِ».(52/105)
الساحر يقتل حدا ام ردة؟
ـ[ابى زهرة بن ابو اليزيد]ــــــــ[23 - 10 - 08, 01:04 م]ـ
الاخوة الكرام كنت قرءات فى كتاب عقيدة السلف اصحاب الحديث ان الساحر يستتاب فإذ لم يتب يقتل.
فالقتل هنا ردة ام حد ا وادلة من قال هذا وادلة من قال هذا مع الترجيح بورك فيكم
ابو زهرة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 01:40 م]ـ
السؤال: هل قتل الساحر ردة أو حداً؟.
الجواب:
الحمد لله
"قتل الساحر قد يكون حداً، وقد يكون ردة بناءً على التفصيل في كفر الساحر، فمتى حكمنا بكفره فقتله ردة، وإذا لم نحكم بكفره فقتله حد.
والسحرة يجب قتلهم سواءً قلنا بكفرهم أم لا، لعظم ضررهم، وفظاعة أمرهم، فهم يفرقون بين المرء وزوجه، وكذلك العكس، فهم قد يعطفون فيؤلفون بين الأعداء، ويتوصلون بذلك إلى أغراضهم، كما لو سحر امرأة ليزني بها، فيجب على ولي الأمر قتلهم بدون استتابة ما دام أنه حد؛ لأن الحد إذا بلغ الإمام، لا يستتاب صاحبه، بل يقام بكل حال.
أما الكفر فإنه يستتاب صاحبه، وبهذا نعرف خطأ من أدخل حكم المرتد في الحدود، وذكروا من الحدود حد الردة؛ لأن قتل المرتد ليس من الحدود، لأنه إذا تاب انتفى عنه القتل، ثم إن الحدود كفارة لصاحبها، وليس بكافر، والقتل بالردة ليس بكفارة وصاحبه كافر لا يصلى عليه، ولا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين.
فالقول بقتل السَحَرَةِ موافق للقواعد الشرعية؛ لأنهم يسعون في الأرض فساداً، وفسادهم من أعظم الفساد، وإذا قُتِلوا سلم الناس من شرهم، وارتدع الناس عن تعاطي السحر" انتهى.
"مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين" (2/ 179).
__________________
و هنا التفصيل، هل تقبل توبة الساحر: http://www.islam-qa.com/ar/ref/69914(52/106)
سؤال عن إبن خلدون
ـ[أنا سنية]ــــــــ[23 - 10 - 08, 01:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مالذي يؤاخذه أهل السنة والجماعة على إبن خلدون وعلى مقدمته؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنا سنية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:28 م]ـ
38 مشاهدة ولا جواب بارك الله فيكم؟
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 02:33 م]ـ
الذي أعرفه مما هو مأخوذ عليه:
1 - تضعيفه حديث (الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون بعد ذلك ملكا) وقوله بأن معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من الخلفاء الراشدين وكان يلحقه بالخلفاء الأربعة في فضلهم وفي أخذ الأخبار عنهم.
2 - تضعيفه لأحاديث المهدي المنتظر. وهذه هي المسألة التي تكون موضع الكلام عنه دائما حتى قال عنه الشيخ الألباني أنه كان عنده شطط في تضعيف أحاديث المهدي.
والله أعلم
ـ[أنا سنية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 04:23 م]ـ
أبو تراب السلفي
سؤالي كان عن الفيلسوف المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي، صاحب المقدمة.
ـ[الباحث]ــــــــ[24 - 10 - 08, 04:41 م]ـ
ابن خلدون أشعري، وله كتاب في عقيدة الأشاعرة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 08, 05:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استعملي خاصية البحث وادخلي كلمة (خلدون) واختاري البحث في العناوين وستجدين بغيتكِ
- إن شاء الله -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=464313#post464313
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 - 10 - 08, 06:39 م]ـ
من يتكرم بمعلومات عن ابن خلدون و مقدمته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128433)
البيليوجرافيا الخاصة بالعلامة عبد الرحمن بن خلدون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114707)
ـ[أنا سنية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 08:41 م]ـ
جزيتم خيرا
وصلت لمقصودي
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 09:12 م]ـ
خيرا أنك وصلت لمقصودك وهذا هو المراد ولكن على أي حال فكنت عنه أتكلم
1 - قال في " تاريخه " (2/ 458
الطبعة التي علق عليها شكيب أرسلان) ما نصه:
" و قد كان ينبغي أن نلحق دولة معاوية و أخباره بدول الخلفاء و أخبارهم، فهو
تاليهم في الفضل و العدالة و الصحبة، و لا ينظر في ذلك إلى حديث (الخلافة
ثلاثون سنة) فإنه لم يصح، و الحقيقة أن معاوية في عداد الخلفاء ... "
2 - قال الألباني في الصحيحة 1529 (لذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه، مع شططه في تضعيف أكثر
أحاديث المهدي بل أقر الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق و الطريق الآتية، فمن نسب
إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهوا أو عمدا.) المقدمة (فصل 53 ص 250)
وكنت قد ذكرت نقطتين فاستدللت علهما ولا داعي أن أذكر غيرهما وقد هداك الله لما تطلبين والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 01:13 ص]ـ
ابن خلدون أشعري، وله كتاب في عقيدة الأشاعرة.
ابن خلدون وابن سينا والرازي وابن رشد وغيرهم ممن تأثر بالفلسفة اليونانية فبرع في جانب العلوم الدنيوية على حساب غيرها من العلوم الشرعية بل لربما حاولوا الجمع بينهم حتى أثرت على عقائد القوم، فترى منهم القائل بالحلول والمعطل والمشبه ومن سلك طريقتهم، ورحم الله الشيخ حافظ الحكمي صاحب سلم الوصول وأسكنه فسيح جنانه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114707
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[25 - 10 - 08, 03:38 ص]ـ
له كتاب لباب المحصل اختصر في كتاب الرازي والكتاب مطبوع.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:22 ص]ـ
قال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ
((وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه أجل في صدرونا من أن نعارضها بما يذكره ابن خلدون وأمثاله ونعارض ما صححه الإمام الترمذي بأمثال ابن خلدون ممن لا يؤبه له ولا يعد من العلماء الأفاضل والأئمة الأماثل. بل ذكر لي بعض الأخوان أنه إخباري صاحب تاريخ قد شحن مقدمته بالطلاسم وأخبار المنجمين)). (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص23).
ـ[أنا سنية]ــــــــ[25 - 10 - 08, 11:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وفيتوا وكفيتوا.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:47 م]ـ
قال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ
((بل ذكر لي بعض الأخوان أنه إخباري صاحب تاريخ قد شحن مقدمته بالطلاسم وأخبار المنجمين)). (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص23).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/107)
وهذا فيه مبالغة , بل مقدمته نافعة جدا لطالب العلم وإن كان فيها ما لايوافق عليه.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:55 م]ـ
فيها مواضع أجاد ومواضع فهمها فيه عسر ففهمت خطأ و، ومواضع أخطأ فيها.
مثله مثل غيره من أهل العلم يصيب ويخطيء.
ومما أخطا فيه في نظري:
نسبته العرب للتوحش. وناقضه شيخ الإسلام في الاقتضاء.
..
..
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:37 م]ـ
قال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ
((وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه أجل في صدرونا من أن نعارضها بما يذكره ابن خلدون وأمثاله ونعارض ما صححه الإمام الترمذي بأمثال ابن خلدون ممن لا يؤبه له ولا يعد من العلماء الأفاضل والأئمة الأماثل. بل ذكر لي بعض الأخوان أنه إخباري صاحب تاريخ قد شحن مقدمته بالطلاسم وأخبار المنجمين)). (تنبيه ذوي الألباب السليمة ص23).
هذا الذي نقل للشيخ سليمان وذكره الشيخ فيه تعدي كبير إذ أن ابن خلدون ليس مؤرخا نقالا للأخبار على علاتها كأكثر المؤرخين، بل هو محقق في التاريخ، ومحدث، وفقيه، وليست مقدمة تاريخه مشحونة بالطلمسات وأخبار المنجمين بل تذكر فيها الطلمسات في فصل الكلام على السحر، وهو يذمه ويقول فيه ما قال فقهاء أصحابه المالكية وغيرهم. وله فصل آخر في المقدمة عنوانه: "إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها". وأما كلامه في المهدي فهو يذكر ما ذكر من أحاديث الترمذي مع ما ذكره أئمة الجرح والتعديل في تضعيف رواتها كتضعيفهم لعاصم بن بهدلة في الحديث دون القراءة ولكن من جهة سوء حفظه وكونه تغير في آخر عمره. وأما زيد العمي فكلامهم في ضعفه كثير.
طبعا من عقيدتنا ثبوت المهدي ولا أقصد من نقلي أسباب تضعيفه لحديث الترمذي موافقة من أنكر المهدي. بل أقصد بيان اجتهاده رحمه الله وهو لم ينكر كل أحاديث المهدي كما نقلت سابقا.
والحق أنه ليس كابن سينا الملحد وليس له شطط كابن رشد. بل مقدمته نافعة جدا كمال قال الأخ عبد الرحمن الحجري وفقه الله.
والله أعلم
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:24 م]ـ
ينسبه البعض إلى النصب (الناصبي عند أهل السنة هو من يطعن في آل البيت وليس المراد به ما يقصده أحفاد ابن العلقمي) وسيدلون بمحاولته إثبات نسب العبيديين لآل البيت, وقد وجهت هذه التهمة بأن إثباته لنسب العبيديين إنما هو نكاية في عصرييه المقريزي الذي ينسب إليهم أو إلى آل البيت والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 10 - 08, 04:20 ص]ـ
إذا كان يثبت انتساب العبيديين لآل البيت فليتهم بالتشيع لا بالنصب! عموماً الذي يؤخذ على ابن خلدون هي الشعوبية، أما عن أشعريته فهو حق لكنه حال مالكية ذلك العصر
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 07:54 ص]ـ
توضيح لما سبق:
ابن خلدون رحمه الله لم يكن عداء لأهل البيت بل هو ميل عنهم وليس عداء, والمقريزي رحمه الله هو تلميذ لابن خلدون, وتلميذ بار به وقد ترجم له في كتابه السلوك, وفي كتابه الآخر: درر العقود الفريدة فأثنى عليه ثناء عجيبا, وقد أخذ ابن حجر وتلميذه السخاوي هذه المبالغة في ابن خلدون على المقريزي ورمياه بالإفراط في تعظيم ابن خلدون, ويعلل الحافظ ابن حجر رحمه الله موقف المقريزي هو أن المقريزي كان ينتمي للفاطميين , وابن خلدون يجزم بإثبات نسبهم لآل البيت, لانحرافه عن آل البيت, فإن الصاق نسب العبيديين بهم مسبة لهم لا مدحا, لسوء معتقدالعبيديين (الفاطميين) وزندقتهم وكفرهم وإدعاء بعضهم الألوهية. وللمزيد: ينظر ترجمة ابن خلدون والمقريزي في رفع الإصر لابن حجر, والضوء اللامع للسخاوي, وينظر أيضا كتاب عبدالله عنان: ابن خلدون حياته وتراثه الفكري, والله أعلم
ـ[ابراهيم محمد محمد الشرقاوى]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:00 ص]ـ
ابن خلدون له مؤلفات ففى الرد على ابن رشد وارسطو وابن سينا وله كتاب لا اذكر اسمه فى ابطال الفلسفة والرد على منتحليها *مقدمة مقدمته* ولكن شذ فى الكلام عن الصوفية والاشاعرة وقال انهم من اهل السنة فارى والله اعلم انه ممن خلطوا عملا صالحا واخر سيئا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:31 ص]ـ
و إن تعجب فعجب ممن يتحدث فيما لا يحسن ولا يعلم
كثير من مشاركات الإخوة تدل على ان صاحبها لم يقرأ حرفا للرجل بل لعل ذلك نال بعض المشايخ ممن حط على ابن خلدون و مقدمته!!
ـ[أبو محمد الجعفري]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:56 ص]ـ
و إن تعجب فعجب ممن يتحدث فيما لا يحسن ولا يعلم
كثير من مشاركات الإخوة تدل على ان صاحبها لم يقرأ حرفا للرجل بل لعل ذلك نال بعض المشايخ ممن حط على ابن خلدون و مقدمته!!
صدقت أخانا الحبيب أبا الأشبال حفظك الله ورعاك
ـ[ابراهيم محمد محمد الشرقاوى]ــــــــ[18 - 01 - 10, 11:33 ص]ـ
00000000
ـ[ابراهيم محمد محمد الشرقاوى]ــــــــ[18 - 01 - 10, 11:35 ص]ـ
و إن تعجب فعجب ممن يتحدث فيما لا يحسن ولا يعلم
كثير من مشاركات الإخوة تدل على ان صاحبها لم يقرأ حرفا للرجل بل لعل ذلك نال بعض المشايخ ممن حط على ابن خلدون و مقدمته!!
عذرا اخى لا افهم مقصودك
ارجو التوضيح
جزيت خيرا(52/108)
إشكال في مذهب الإمام أبي عمرو الداني في الإيمان
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 10 - 08, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى في أرجوزته:
وبعد: فالإيمان قول وعمل ............... ونية عن ذاك ليس ينفصل
هو على ثلاثة مبني ............... خلاف ما يقوله المرجي
فتارة يزيد بالتشمير ............... وتارة ينقص بالتقصير
وزعم الإمام الاشعري ............... وصحبه وكلهم مرضي
بأن الايمان هو التصديق ............... وذاك قد يعضده التحقيق
ثم قال في بيان أصول البدع:
والبدع الأصول فاعلم أربعه ............... قول الشراة مذهب ما أشنعه
أخسس بهم وما به قد جاءوا ............... والرفض والقدر والإرجاء
فقوله: " وذاك قد يعضده التحقيق " فيه إشكال إذا كانت الإشارة إلى قول الأشعرية، إذ كيف يصرح بقول أهل السنة في الإيمان ومخالفة المرجئة، ويذكر أن بدعتهم من أصول البدع، ثم يقول عن قول الأشاعرة - وهو قول الجهمية - بأنه يعضده التحقيق؟!.
والحق الذي عليه أهل الفهم والتدقيق أن كل هذه الأقوال بعيدة عن منهج التحقيق:
وهذه الأقوالُ في التدقيقِ = بعيدةٌ عن منهجِ التحقيقِ
قد فرَّقوا شرائعَ الإيمانِ =فخالَفُوا طريقةَ الرَّحمنِ
تجمعُهم عقيدةُ الإرجاءِ = ومنهجُ الفُتُونِ والأهواءِ
أما إذا كانت الإشارة إلى مذهب أهل الحديث المتقدم، وكانت " قد " هنا للتحقيق لا للشك كما في قوله تعالى: " قد يعلم ما أنتم عليه " وقوله: " قد يعلم الله المعوقين منكم "، فلا إشكال.
على أن الإمام الذهبي رحمه الله تعالى نقل أبياتا من هذه الأرجوزة في ترجمة أبي عمرو في السير (18/ 82) فلم يذكر هذين البيتين، ولم يذكر كلامه في القدر ولا في أبي حنيفة رحمه الله، مما يدل على أنه لم يرضاها.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:01 م]ـ
أما أرجوزته في أصول السنة، فهي ضمن الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعَقْد الديانات بالتجويد والدلالات، وتجد ما يتصل بأصول وعُقُود السنة من الأرجوزة في الأبيات (529 - 611)
وقد وقعت منه هنات وغلطات نبه عليها محمد بن مجقان في حاشيته على الأرجوزة، وهي من منشورات دار المغني بالرياض
.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=531676#post531676
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=531676#post531676
هذه محاولة لفهم كلام الإمام أبي عمرو .. والجزم بمراده لا أستطيعه.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
أما إذا كانت الإشارة إلى مذهب أهل الحديث المتقدم، وكانت " قد " هنا للتحقيق لا للشك كما في قوله تعالى: " قد يعلم ما أنتم عليه " وقوله: " قد يعلم الله المعوقين منكم "، فلا إشكال.
نعم الاشارة لأهل الحديث بدليل استخدامه ((ذاك)) وهو اسم اشارة للبعيد
اذ لو قصد الاشاعرة لقال ((وذا)) للقريب
والله اعلم واحكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:59 ص]ـ
، مما يدل على أنه لم يرضاها.
الصواب:، مما يدل على أنه لم يرضها.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:15 ص]ـ
، مما يدل على أنه لم يرضاها.
الصواب:، مما يدل على أنه لم يرضها.
أظنها صحيحه على رأي من يرى الاشباع
ولذا قيل
وتضحك مني شيخة عبشمية === كأن لم ((ترى)) قبلي شيخا يمانيا
آمل تصويبي أخي الحبيب فبضاعتي في النحو مزجاة(52/109)
علم الكلام بين السنة والبدعة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:17 م]ـ
هل صحيح ان منه علم كلام سنى وبدعى؟
--------------
ينقل الدكتور محم رشاد سالم عن كتاب التمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية للشيخ مصطفى عبد الرازق قوله
النهضة الحديثة لعلم الكلام فتقوم على نوع من التنافس بين مذهب الاشعرية ومذهب بن تيمية
انتهى(52/110)
بعض الفوائد من شرح الشيخ البراك على الواسطية
ـ[أبو عروة]ــــــــ[23 - 10 - 08, 11:14 م]ـ
1 - قال (وهذا الكتاب الموسوم بالعقيدة الواسطية نسبة إلى من طلب من الشيخ كتابتها وهو رجل من أهل العلم في نواحي واسط بلد معروف في العراق فعرفت بالعقيدة الواسطية. ص22
2 - قال فهو-أي شيخ الاسلام-لايكاد يبتدىء التأليف ابتداءا بل جل مؤلفاته إجابة لمسائل وردود على المخالفين.ص22
3 - قال وهذه العقيدة متميزة على سائر ماألفه رحمه الله فكثير من مؤلفاته في مسائل الاعتقاد مشتمل على ذكر شبهات المفترين ومناقشتها مناقشة عقلية وشرعية كما هو ظاهر في الرسالة التدمرية أما العقيدة الواسطية فإنها خالصة فيها تقرير لمعتقد أهل السنة والجماعة وبيان أصولهم مع التدليل على ذلك من القرآن والسنة من غير تعرض لشبهات المخالفين فلذلك كانت هذه العقيدة جديرة بالحفظ. ص23
4 - قال والشيطان قد يعلم شيئا من الفضائل والعلوم الشرعية التي يمكن أن يخدع بها بعض الناس ص51
5 - قال وما كتب الله له البقاء مثل الجنة والنار فدوامهما وبقاؤهما ليس ذاتيا لهما بل بقاؤهما بإبقاء الله لهما أما بقاء الرب فهو ذاتي لا يجوز عليه الفناء البتةص57
6 - قال وليس معنى الباطن أنه تعالى داخل في المخلوقات بل هو بائن من خلقه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيء من ذاته ص58
7 - هل لصفات الرب تعالى كيفية؟ نعم لها كيفية لكن يجب ألا نبحث عن كيفية صفات الرب لأن ذلك قد استأثر الله بعلمه فلا علم لنا بكيفية ذاته وصفاته ولهذا نقول نفي العلم بالكيفية ولا نقول نفي الكيفية ص58
وللفوائد بقية ان شا الله
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[29 - 10 - 08, 01:07 ص]ـ
بارك الله فيك وننتظر البقية
ـ[أبو عروة]ــــــــ[04 - 11 - 08, 09:43 م]ـ
بارك الله فيك وننتظر البقية
وبارك فيك أخي عبدالرحمن وهذه البقية
8 - المعطلة للصفات من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من نفاة الأعمال الاختيارية فلا يثبتون ماجاء في هذه الآيات-آيات المجيء لله سبحانه وتعالى-فإن المجيء والاتيان من الأفعال الاختيارية التي تكون بمشيئته سبحانه وعند هؤلاء النفاة إثبات ذلك يستلزم حلول الحوادث في ذات الرب سبحانه وهو ممتنع عندهم ((وحلول الحوادث من الألفاظ المحدثة التي لم يأت بها كتاب ولا سنة وهو لفظ مجمل يحتمل حقا وباطلا فإن أريد بنفيه أنه تعالى لايحل في ذاته شيء من مخلوقاته فهو حق وإن أريد نفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته فهو باطل لأنه تعالى أخبر أنه فعال لما يريد وأنه يفعل مايشاء وأخبر عن بعض أفعاله كاستوائه على عرشه ونزوله ومجيئه فوجب الإيمان بما أخبر به تعالى عن نفسه فإنه أعلم بنفسه ص90 - 91
9 - وليس لقائل أن يقول في قوله ((ويبقى وجه ربك)) الآية إن الآية تدل على بقاء الوجه ..... فلا يتوهم هذا إلا جاهل بدلالات الكلام فكل عاقل يعرف أساليب الكلام ولا سيما اللغة العربية يدرك أن معنى قوله ((ويبقى وجه ربك)) أنها تدل على بقائه سبحانه وتعالى وعلى أن له وجها ص96
10 - قال نؤمن بأن لله يدين حقيقة يفعل ويخلق ويأخذ بهما ماشاء كيف شاء سبحانه وتعالى ولا نكيفها ولا نتخيلها أبدا ولا نقول له يدان وليستا جارحتين فإن هذه العبارة يطلقها بعضهم وهي عبارة مبتدعة موهمة وقد تتضمن نفي حقيقة اليدين فلفظة جارحة تحتاج إلى تفسير ص99
هذا ماتيسر نقله وللفوائد بقية بإذن الله سبحانه وتعالى(52/111)
ألي المتخصصين في علم التوحيد
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 01:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي كتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد لعلي الخضير، لكن غير مكتمل موجود فقط شرح 6 أبواب فقط من لديه الكتاب كامل يرسله لي أو يدلني على مكان وجوده، أكن له شاكرا. أرجو الاهتمام بطلبي
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 02:10 م]ـ
الشرح اصلاً لم يكتمل ..
ولكن الشرح الذي اكملهُ على التوحيد: " المُعتَصر " وهو موجود في الشبكة على موقع: صيد الفوائد ..
اما الجمع والتجريد فلم يخرج منه سوى جزءٌ واحد ..
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 02:34 م]ـ
بارك الله فيك الاستاذ معاذ، لكن الذي يُفهم من مقدمة الشيخ في شرحه للكتاب أنه شرح الكتاب كاملا. وهل تقصد أن الشرح لم يكمله الشيخ أم لم يكتمل تدوينه؟
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[24 - 10 - 08, 07:38 م]ـ
وفيك الله بارك
الذي يُفهم من مقدمة الشيخ: انه اكمل المذكره المكتوبة باليد، وهي التي الان خرجت ووسمت بـ:"المعتصر" ..
والذي اقصده: انه لم يخرج له سوى القسم الأول .. اما تدوينه له فلا ادري ..
على اَيتِ حال: كلاهما من نفائس شروح التوحيد، وقد اثنى على المعتصر ابن قاسم في: " الدليل للمتون العلمية " والشايع في مُؤَلفهِ المبارك عن: " عناية العلماء بكتاب التوحيد " وذَكرا ان من مميزااته:
إهتمامه بالمسائل المعاصرة ..
لذا ـ والشيء بالشيء يُذكر ـ: انصح مشائخنا واساتذتنا في المنتدى من الإطلاع عليهما والإستفادة ..
بارك الله في الجميع(52/112)
الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله تعالى - و نظرية النشوء و الارتقاء (الدارونية)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - 10 - 08, 01:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله تعالى - و نظرية النشوء و الارتقاء (الدارونية)
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله و صحبه و من والاه،
أما بعد:
فالشيخ مبارك بن محمد الميلي - رحمه الله تعالى - من مواليد 1898م، درس في ميلة على الشيخ محمد بن معنصر الميلي، وفي قسنطينة على الشيخ عبد الحميد بن باديس، والتحق بتونس حتى تخرج من الزيتونة عام 1924م، تولى التدريس بقسنطينة ثم الأغواط ثم ميلة، عين كأمين مال لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين و كان من بين الأعضاء المؤسسين لها عام 1931م، وأسندت إليه تحرير جريدتها (البصائر) سنة 1937م.
ـ قول الشيخ مبارك الميلي في مذهب النشوء و الارتقاء (النظرية الدارونية):
قال الشيخ مبارك الميلي – عفا الله عنه – كما في (1/ 62) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) وهو يتحدث عن ابتداء الإنسان ووجوده و أول عهده:" إن المؤرخين – وإن لم يكن لهم نقل عن أهل هذا العصر – لم يعدموا سبيلا للبحث عنه فقد وجدوا من الآثار العريقة في القدم التي حفظها بطن الأرض أساسا للكلام عن حياة الإنسان الأول، وأنار أمامهم مذهب النشوء و الارتقاء دياجي هذا العصر الحالكة.
إن مذهب النشوء و الارتقاء قديم ليس من بنات أفكار المتأخرين، والناس إزاءه فريقان: مثبت له معجب به، ونافٍ له نافر منه.
والحق الذي تشهد له الضرورة و يؤيده القرآن الكريم أن المذهب نفسه – بصرف النظر عن بعض الجزئيات – معقول مقبول".اهـ
ثم استدل على قبول مذهب النشوء و الارتقاء بالضرورة ثم القرآن الكريم .. إلى أن قال (1/ 63): " وإذا ثبت لديك أن المذهب نفسه لا مغمز فيه فلا يضيقن صدرك لبعض الجزئيات التي يقسر بعض الماديين عقلاء البشر على قبولها و يحاولون بها هدم الأديان – مثل ترقي القرد إلى نوع الإنسان – فإن تلك الجزئيات لم تزل وهما ولن تزال خيالا فكيف يصح إلحاقها بذلك المذهب الصحيح؟ ". اهـ
ثم خلص في زبدة قوله إلى أن الضرورة و الدين متفقان على إثبات النشوء و الارتقاء في النوع الواحد؛ ينظر: (1/ 63 - وما بعدها) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) طبعة مكتبة النهضة الإسلامية.
ـ ما يفهم من كلام الشيخ مبارك:
يظهر من كلام الشيخ مبارك الميلي ما يلي:
- عدم رفضه لهذا المذهب كما أنه صرح بقبوله بصرف النظر عن بعض الجزئيات؟!!
- المذهب معقول، مقبول، عند الميلي؛ لشهادة الضرورة و القرآن الكريم له.
- المذهب صحيح، لا مغمز فيه؛ لبعض الجزئيات الوهمية كترقي القرد إلى نوع الإنسان.
ـ تأثر الشيخ مبارك برجال المدرسة العقلية الحديثة:
فكلام الشيخ مبارك - السابق – في جملته موافق لكلام رجال المدرسة العقلية الحديثة، منهم: محمد عبده، ورشيد رضا، ولمعرفة أقوالهم و ردها بالتفصيل ينظر (أصل الإنسان) من كتاب (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) لأحمد الرومي.
والحق الذي لا بد منه ولا مرية فيه أن الشيخ مبارك الميلي متأثر بهم لذا قال ببعض قولهم، ومن الأدلة على ذلك نقله من كتاب محمد عبده (رسالة التوحيد) و (تفسير جزء عم) كما في (رسالة الشرك و مظاهره) و نقله عن كتاب محمد عبده (الإسلام و النصرانية مع العلم و المدنية) كما في (1/ 296) من (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) و نقل أيضا من (تفسير المنار) لرشيد رضا كما في (رسالة الشرك و مظاهره)، وبلغ به التأثر – بهم - إلى درجة الاحتفاظ بصورهم، كما ذكر نجله في مقدمة كتاب (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث) طبعة مكتبة النهضة الجزائرية، والله المستعان.
" و بهذا أعطى الشيخ مبارك الميلي- عفا الله عنه - الضوء الأخضر لمن يريد أن يدخل نظرية داروين وغيرها في أذهان المسلمين". ينظر: (2/ 611) من كتاب: (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير لفهد الرومي - بتصرف).
ـ مفاسد الأقوال السابقة للشيخ الميلي:
نخلص في الأخير إلى أن الأقوال السابقة لها مفساد عدّة؛ منها:
1 - إفساح المجال لمن يريد أن يقول بهذه النظرية لأنها لا تعارض القرآن الكريم.
2 - جعل الضرورة قرينة للقرآن الكريم حاكمة على المذاهب الحادثة فسادا و صلاحا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/113)
3 - نسبة الخلق للطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق".
وهذه المفسدة قد وقع فيها الشيخ الميلي كما في (1/ 57) من كتابه (تاريخ الجزائر القديم و الحديث) عند قوله: " .. ذلك أن الجنس الذي يكون بالأراضي التي غضبت عليها الطبيعة فجردتها من روعة الجمال و تركتها عجوزا شمطاء يجد نفسه في حاجة إلى التوسع و طلب الرزق في غير وطنه".اهـ، وقوله (1/ 58) من المصدر السابق:" أما الجنس الذي يكون بالأرباضي التي منحتها الطبيعة سلطان الجمال و خلعت عليها ضروب الزينة فأضحت عروسا ترمقها الأعين من كل جانب و هي في عزتها لا تحتفل باحد-هذا الجنس تجده راضيا عن وطنه مستغنيا بخطه الوافر عن أن يمد عينه إلى غيره".اهـ
4 - الأثر الغير أخلاقي لاتجاهات هذه الفكرة اليهودية، جاء في بروتوكولات حكماء صهيون: "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء، ولا حظوا هنا أن نجاح دارون وماركس و نيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر الغير أخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحا لنا على التأكيد".اهـ.
ـ خلاصة:
مما سبق يتضح للإخوة الكرام أن الشيخ مباركا الميلي – عفا الله عنه – قد أخطأ في عدم رفضه لهذا المذهب، وجعله الضرورة قرينة للقرآن الكريم وحاكمة على المذاهب الحادثة فسادا و صلاحا ..
فينبغي التنبه و التنبيه لذلك، و أخص بالذكر من يشرف على تصحيح و طبع كتاب (تاريخ الجزائر القديم و الحديث) من أهل السنة ..
أما نجله الأستاذ محمد الميلي – هداه الله – مقدم و مصحح!! كتاب (تاريخ الجزائر القديم و الحديث) بطبعة مكتبة النهضة الجزائرية فلا يعول عليه كثيرا؛ لأنَّه من أعداء الدعوة السلفية بدليل طعنه فيهم و في دعوتهم و نبزهم بالوهابية كما في حصة تلفزيونية في القناة الجزائرية و بجانبه زوجه المتبرجة .. والإعلامي "حبيب"، ويكفي عدم تصدير الكتاب بذكر اسم الله –جل وعلا - ناهيك عن مقدمته له؟!، و إذا طالعت بعض مقالاته في جريدة "الشروق اليومي" الجزائرية و غيرها فحدث ولا حرج .. وقل كما يقول بعض العامة عندنا في الجزائر: "الكرش تجيب السباغ و الدباغ!! " أو كما يقال في بعض المناطق الجزائرية: "مرات الكرش تجيب التبن!! " ... فشتان بين "مبارك بن محمد"، و "محمد بن مبارك "؟!. والله المستعان.
[ملحق في بعض التنبيهات المختصرة على مخالفات]
وهذه بعض التنبيهات المختصرة على مخالفات في كتاب (تاريخ الجزائر في القديم و الحديث):
1 - قوله بالتسامح مع بقية الأديان ومعاملتهم بالجميل و الإحسان عند ذكره للإسلام ودعوة النبي – صلى الله عليه و سلم – له. ينظر: (2/ 17).
2 - عدم تعقيبه و رده لكلام ابن خلدون الذي وصف فيه قبر عقبة بن نافع بأنه مجصص و اتخذ عليه مسجدا، وجعله في عداد المزارات و مظان البركات، بل صرح الشيخ الميلي عقب نقله لكلام ابن خلدون وأقره بأن ضريح عقبة بن نافع داخل المسجد، وأن تلك القطعة من وطن الجزائر أشرف بقعة تزار. ينظر: (2/ 27).
3 - قوله بالحرية الدينية لما تحدث عن البربر و الإسلام. ينظر: (2/ 38).
4 - قوله عن الإسلام بأنه: "دين الفطرة دين الحرية الصادقة دين الرقي الشريف". أما قوله (دين الحرية الصادقة) فليس على إطلاقه. ينظر: (2/ 40).
5 - جعله مسمى (الخوارج) عَلَمًا على أصحاب فكرة خاصة، وليس مرادا به مدح أو قدح وعلل ذلك بقوله: " .. إذ لا يعقل ذم طائفة – أيا كانت – لعملها بمبدأ استصوبته، وإنما ينظر في مبدأها وما فيه من مقبول و مردود، وكلامه". والحقيقة أن وصف الخوارج أطلقه النبي - صلى الله عليه و سلم - ذما لهذه الفرقة ناهيك عن الصحابة و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ينظر: (2/ 55).
6 - جعله الإباضية أعدل الخوارج، وإذا علمت أن الشيخ مبارك الميلي هو أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و نائبه في المالية إباضي علمت سر قوله. ينظر: (2/ 57).
7 - جعله الإلزام بالعقيدة الإسلامية سبيله البرهان فقط ينظر: (2/ 60). والصحيح أن الإلزام بالعقيدة الإسلامية سبيله البرهان و السيف و السنان، لأن كلامه يقتضي نفي جهاد الطلب والدفع معا. و رحم الله الشيخ العلامة السَّلفي إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (1276 – 1319 هـ) إذ قال في أرجوزته المفيدة في التوحيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/114)
شَهِدْتُّ بِالصِّدْقِ الْيَقِينِ أَنَّ لَا ... إِلَهَ إِلَّا اللهُ ربًّا جلَّا
وَأَنَّّهُ قَدْ أَنْزَلَ الْفُرْقَانَا ... عَلَى النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ تِبْيَانَا
فَأَرْشَدَ الْخَلْقَ لِهَذَا الدِّينِ ... بِسَيْفِهِ وَشَرْعِهِ الْمُبِينِ.
8 - وصفه للدولة الرستمية الإباضية الخارجية بأنها مقيدة بالكتاب و السنة و أثر السلف. ينظر: (2/ 68).
9 - جعله من هانات أمراء المرابطين - وهي إمارة سلفية كما ذكر بعض أهل العلم – حرقهم لكتاب إحياء علوم الدين للغزالي كما في: (2/ 287). وينظر الأسباب الحقيقة لحرق إحياء علوم الدين للغزالي في كتاب: ((العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية)) القسم الخامس- للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي، و ما نقل من فتاوى العلماء على وجوب حرق كتاب ((الإحياء)) كالطرطوشي – رحمه الله تعالى – وهو من كبار علماء المالكية ينظر ما نقله الشيخ المغراوي في كتابه السابق من كتاب: ((المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقيا والأندلس و المغرب)) (12/ 184) و (12/ 187). وغيره من فتاوى العلماء.
10 - تعريضه بدولة المرابطين – وهي دولة سلفية –كما في (2/ 335) لأنها لم تحتفي بالعلوم الطبيعية و الأنظار الفلسفية وأرهقت المفكرين خشية منهم على تعاليم الإسلام. وينظركتاب: ((العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية)) القسم الخامس- للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي.
11 - مدحه لأمراء الموحدين و الدولة المؤمنية – وهي دولة المبتدعة من الأشاعرة و غيرهم - لحفاظهم على جوهر الدين بنشر أصوله العقلية و النقلية و تركها للعقول حريتها تجري طلقة العنان في ميادين البحث و الاستنتاج، بل قال مشيدا بالفلسفة: "و أظنك إذا صدقت البحث و أجدت النظر لا تجد عصرا تآخت فيه الفلسفة و الشريعة كعصر الدولة المؤمنية .. ".ينظر: (2/ 335 - 336).
12 - جعله أهل البدع من الأشاعرة ضمن أهل السنة، قال: "وانقسم أهل السنة إلى سلفيين ... ، وإلى أشاعرة ... ". ينظر: (2/ 338).
13 - جعله من مذاهب الصوفية أهل السنة (السنيين) حيث قال: " وكان من الصوفية من يعتمد على الرياضة وحدها ومنهم من يقيدها بالدين، فتعددت مذاهبهم إلى سنيين و مبتدعين و مارقين من الدين". ينظر: (2/ 342).
14 - أثناء الحديث عن الدولة الزيانية كما في (2/ 487 - 488). وصف إحتفالهم بالمولد النبوي – البدعي – بوصف مغري، يفهم منه الإقرار على إحياء بدعة الإحتفال بالمولد النبوي، ويؤيد ذلك احتفال الشيخ مبارك – رحمه الله تعالى- عمليا بالمولد النبوي كما في "الشهاب" (الجزء الرابع، المجلد: 11/ ص: 293)، وجريدة "البصائر".
15 - قوله و إقراره للديموقراطية كما في إهداءه للكتاب. ينظر: (1/ 5).
هذا والله أعلم و أحكم.
وصلى الله و سلم على نبينا محمد، وعلى آله و صحبه أجمعين.
وكتبه عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
- غفر الله ذنبه و ستر عيبه -
قبل صلاة الفجر من يوم الخميس
بتاريخ:15/ شوال 1429هـ، الجزائر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 11:16 م]ـ
هذا المذهب باطل باعتراف دارون نفسه!
لأنه قال في كتابه: إذا ثبت وجود تطورات سريعة في أحد الأنواع، فإن نظريتي ستنهار من أساسها.
وقد ألف دارون كتابه قديما، وجاء الباحثون بعده وأثبتوا وجود عدد من التطورات السريعة في كائنات مشهورة، لم يضعها هو في الحسبان عند تأليف كتابه، مما يهدم نظريته تماما.
فالذين يقولون: إن نظرية النشوء والارتقاء لا تخالف الشرع، إما أنهم لم يفهموا الشرع، وإما أنهم لم يفهموا هذه النظرية أصلا.
ومما لا شك فيه أن لهذه النظرية أصلا صحيحا، ولكن الغلط الذي وقع فيه دارون هو التعميم، ولما كانت نظريته مبنية على هذا التعميم، فببطلان هذا التعميم تسقط النتيجة التي توصل إليها باعترافه هو نفسه.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 11 - 08, 09:51 م]ـ
ومما لا شك فيه أن لهذه النظرية أصلا صحيحا، ولكن الغلط الذي وقع فيه دارون هو التعميم، ولما كانت نظريته مبنية على هذا التعميم، فببطلان هذا التعميم تسقط النتيجة التي توصل إليها باعترافه هو نفسه.
الأخ الكريم: "أبا مالك العوضي" هل بالإمكان توضيح الأصل الصحيح الذي اعتمدت عليه هذه النظرية؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/115)
وللإستزادة و الإستفادة في معرفة آثار الدارونية أنظر فصل (آثار الدارونية) من كتاب الشيخ الدكتور سفر بن عبد الحمن الحوالي بعنوان: (العلمانية) .. و الله أعلم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:52 م]ـ
وهذه مقتطفات من مقدمة كتاب لمؤلف سابق يمكن أن يلقي شيئاً من الضؤ ايضاً على تطور الفكرة والافراد الذين من ورائها:
مؤلف " الرسالة الحَمِيْدِيِّة، في حقيقة الديانة الاسلامية وحَقِّيَّة الشريعة المحمدية" هو الشيخ حسين الجسر رحمه الله. والطبعة التي بحوزتي هي تقديم وتحقيق د. خالد زيادة، من منشورات جروس-برس طرابلس لبنان، المكتبة الحديثة، طرابلس لبنان ..
وقال فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في مقدمة "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" في الجزء منها حيث اختصر ترجمة المؤلف وهو الشيخ محمد أنور شاه الكشميري الهندي، فقال: فلبث - أي الامام الكشميري - في المدينة المنورة برهة من الدهر يروي غليله، ولقي فيها الشيخَ الفاضل الشيخ حسين الجِسْر الطرابلسي مؤلف "الرسالة الحميدية" و"الحصون الحميدية"، ولازمَهُ مدةً وأجازه الشيخُ الجسر بأسانيده في الحديث. أهـ
مقتطفات من مقدمة المحقق مع تصرّف يسير
ومؤلف الكتاب ولد سنة 1261 وتوفي سنة 1327 هـ، 1845م - 1909م، المولود في طرابلس لبنان، والمتوفًّى فيها. الطبعة الأولى ظهرت سنة 1888 م ثم ظهرت طبعة ثانية سنة 1933. و"يبدو"، كما قال المحقق، أن نسخة وصلت إلى الشيخ جمال الدين الأفغاني، فقدّرها ولقّب صاحبََها بأشعري هذا الزمان. كما اتصل خبر هذه الرسالة بالسلطان عبد الحميد الثاني الذي كذلك قدّر صاحبها تقديراً خاصاً، وأصبحت تُلقى دروساً في دور العلم تلقى على أجيال المسلمين.
- درَس الشيخ وأقام في الأزهر مدة أربع سنوات، وتلقّى عن شيوخ من أبرزهم الشيخ حسين المرصفي الذي أثّر فيه كثيراً. وكان المرصفي واحداً من المشايخ المنفتحين الذين آمنوا بضرورة الانفتاح وتحصيل العلوم الحديثة، وسيرة المرصفي ودوره في تأسيس دار العلوم دليل على ذلك.
- قام الشيخ الجسر سنة 1880 بتأسيس المدرسة الوطنية في طرابلس وأراد منها أن تكون مدرسة عصرية بإدخال العلوم الحديثة. ودرَس فيها الشيخ رشيد رضا، وتتلمذ على الشيخ الجسر، ويقول الشيخ رشيد رضا:" وتدرس فيها العلوم العربية والشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية. وكان أستاذنا العلامة الشيخ حسين الجسر الأزهري هو المدير لها بعد أن كان هو الذي سعى لتأسيسها، لأن رأيه أن الأمة الاسلامية لا تصلح وترقى إلا بالجمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا على الطريقة العصرية الاوربية مع التربية الاسلامية الوطنية تجاه التربية الاجنية في مدارس الدول الاوربية والاميركانية"
- التقى الشيخ الجسر في بيروت بالشيخ محمد عبده المنفي من مصر فقامت بينهما صداقة متينة.
- في بيروت حيث أقام لاحقاً تطورت أفكاره واطلع على بعض المؤلفات المترجمة الى العربية خصوصاً في مجالات الطب والطبيعيات والاحياء والفيزياء.
- قال المحقق:" هذا الكتاب الاخير يمكن أن نعده عملاً منهجياً لشرح العقيدة الاسلامية من وجهة نظر السنَّة أفاد فيه من أعمال الأشاعرة الكبار أمثال الماتريدي والباقلاني
ولعلي لاحقاً أنقل من ثنايا الكتاب كلام الشيخ الجسر الذي يقول برد نظرية داروين، لكن بعد ذلك يقول ان الدين الاسلامي لا يوجد فيه شيء قطعي يعارضها، ان ثبتت لاحقا وخرجت عن حد النظرية الى التقرير. وحينها يمكن تأويل ما ظاهره متعارض معها لكي يتوافقا.
ـ[عبد الحكيم الجزائري]ــــــــ[18 - 11 - 08, 04:29 ص]ـ
جمعية علماء المسلمين احيا الله بها امة نسال الله العافية
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 11 - 08, 07:19 ص]ـ
نظرية دارون ليست كلها خطأ. الأساس الإلحادي الذي قامت عليه خطأ، ولاشك أنه خطأ عظيم، ولكن لا يصلح أن نقول هنا ما بني على باطل فهو باطل، لأنه يوجد في نظريته حقائق وجهها توجيهاً فاسداً، فمثلاً هو يقرر تطور البشر من سلالة القرود ثم حصل تغير مفاجيء لمسار الإنسان فصله عن مشابهة القرود في الجانب الإدراكي العقلي بالذات. هذه مغالطات، لكن لما جاء اتباعه من بعده وعلى رأسهم من المعاصرين ريتشارد دوكنز وزمرته وظفوا علم الجينات لدعم مفاهيم هذه النظرية، وعلم الجينات بالصورة التي يقدمونها علم صحيح ثابت بالتجربة ولكنهم يقررون به باطلهم بالتأكيد على عملية التحول الفوضوي للجينات أو ما يسمى ( mutations) ، وإن كنا لا نؤمن بالفوضوية ( chaos) في أحكام الله القدرية والشرعية على السواء إلا أنه ما يذكرونه من التحول الجيني فملحوظ معروف وهؤلاء يسمون اليوم الداروينيون الجدد ( Neo-Darwinists). جاء مؤخراً بروفيسور كيميائي - اسمه مايكل بيهي - اشتهرت كتاباته وأبحاثه في دحض التطور بواسطة مفهوم أسماه "البساطة التي لا تختزل" أو ( irreducible complexity) ومعنى هذا أنه قد أمكن التوصل إلى أبسط وحدة يمكن الوصول إليها من الكائن الحي بحيث لو تم نزع أحد مكوناتها لانهار النظار بالكامل، وهو اكتشاف مهم، لأنه يقضي بوجود هذا النظام بمكوناته البسيطة فجأة، إشارة إلى الحق في علمية الخلق، وهذا الاكتشاف غصة كبيرة اليوم في حلوق التطوريين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/116)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 01:35 م]ـ
الأخ الكريم"مسدد2": أين بقية النقل؟!
الأخ الكريم"عبد": ما بني على خطأ فهو خطأ. أما (الداروينيون الجدد) فلعلها خطة جديدة من خطط البروتوكول الصهيوني!!
والله أعلم.(52/117)
سؤال يتعلق بالجن
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - 10 - 08, 01:43 م]ـ
قال الشيخ مصطفى العدوى أنه لا يوجد نص فى ان القط الاسود شيطان ولكن فى الكلب الاسود
انتهى
وقال العثيمين فى سياق تخبط الجن فى الانسان انه كان ثم جن أعجبه صوت طفل فتحين له الفرصة حتى اذا مرت امام الطفل قط أسود فقذفه الطفل بحصى ففز (ولا أدرى من الذى فز الطفل ام القط) ما بين القوسين كلامى فتحين الجن الفرصة وتخبطه
أرجو التوسع فى الكلام على ماسبق
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 10 - 08, 02:35 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87546(52/118)
من شرح كتاب السنة للإمام أحمد؟
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[25 - 10 - 08, 06:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن تساعدوني في معرفة ما هي الشروح الموجودة لكتاب السنة للإمام أحمد
وما هو منها مطبوع؟؟؟؟؟؟
جزاكم الله خيراً
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[25 - 10 - 08, 08:59 م]ـ
معذرة: أقصد أصول السنة
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 09:42 م]ـ
شروحه:
1 - شرح اصول السنة للشيخ: ابن جبرين، دار الصميعي.
2 - تمام المنة بالتعليق على اصول السنة لـ: عمرو عبدالمنعم سليم، دار السلام.
3 - اصول السنة شرح وتعليق: الوليد بن محمدنبيه سيف النصر، مكتبة الصحابة.
4 - رياض الجنة شرح اصول السنة: لأبي الأشبال المصري دار الكيان.
والله اعلم ..
ـ[مُوَحِّدَة]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:41 ص]ـ
http://www.al-afak.com/vb/showthread.php?t=1131
وهنا أيضاً شرح نافع(52/119)
استفسار عن الوسوسة والسحر والعين؟
ـ[سارة العواد]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:23 م]ـ
أرجو إفادتي بأبحاث متعلقة بالمباحث التالية:
الوسوسة
السحر وأثره
عالم الجن والشياطين
العين وأثرها
رفع الله من أجاب في الفردوس الأعلى
ـ[ابو هبة]ــــــــ[25 - 10 - 08, 10:57 م]ـ
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120333).
و هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141476).(52/120)
قلبي يحترق من هذا الأمر (انتشار التشيع في الجزائر)
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:42 ص]ـ
قلبي يحترق إذا سمعت أن سنة تشيعوا فقد
تعالت مؤخرا أصوات في عدة دول عربية (الجزائر- المغرب - مصر- السودان - الأردن ... الخ)، تنبه إلى انتشار ظاهرة التشيع وتحذر من توسعها. وذكرت عدة صحف ومجلات عربية اهتمت بالموضوع أن الجزائر من بين البلدان التي يشهد فيها "المذهب الشيعي انتشارا بشكل سري في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري (السني بأغلبه)، خاصة خلال السنوات الأخيرة".
ومع ذلك فإن هذه المسألة مازالت غير مطروحة رسميا، إذ لم يصدر أي موقف يشير إلى ذلك وينبه إلى هذا الأمر باستثناء بعض الكتابات المحدودة في وسائل الإعلام - الصحف – إلى جانب تسليط بعض المواقع الإعلامية على شبكة الانترنيت الضوء على هذا الموضوع .. لكن لمحدودية زوارها في الداخل (كون مجال الانترنيت مقتصر على فئات محدودة في المجتمع الجزائري الذي لا تتوفر فيه شبكة الانترنيت إلا على نسبة 2,4 % من السكان المتصلين في وقت لا يتجاوز الذين يستعملون هذه التقنية 800 ألف من السكان، بمعدل 500 ألف مستعمل بصفة منتظمة) لم يُمكن أغلبية المجتمع من الاطلاع عليها، على عكس الصحف المكتوبة التي تعرف انتشارا كبيرا إلا أنها تتحاشى الخوض في الموضوع.
وهناك عدة تفسيرات لهذا الأمر: فثمة من يقول إن حرية المعتقد أمر يكفله دستور تلك البلاد وإن الدولة لا تتدخل في معتقدات الناس والمذاهب التي يعتنقونها. ونوم أهل السنة ودراستهم للعلم دون الحرص على نشره
وهناك من يرجع الأمر إلى "طبيعة الجزائريين" المتسامحة وقدرتهم على التعايش مع بعضهم البعض، بقطع النظر عن المعتقدات والمذاهب.
فيما يرى البعض الآخر أن هذا "الصمت الرسمي" على انتشار التشيع في الجزائر مرده العلاقات التي تحسنت بين الجزائر وإيران. وهي علاقات توطدت خلال السنوات الأخيرة.
عدد شيعة الجزائر وانتشارهم
لا تتوفر أرقام رسمية حول عدد الشيعة في الجزائر، وبحسب مراقبين لا يزال الحضور الشيعي محتشما في الجزائر مقارنتا بذلك الحضور المسجل في بعض البلدان المغاربية كالمغرب الذي يبدو واضحا من خلال وجود ثلاث جمعيات شيعية ثقافية معترف بها على الأقل وهي "الغدير" و"البصائر" و"التواصل".
وإذا كان الحضور الشيعي في الجزائر محتشما، ويمكن ملاحظته في بعض الولايات والمدن مثل الجزائر العاصمة، باتنة، تبسة، خنشلة، تيارت، سيدي بلعباس. غير أن عددا من المواقع الشيعية عبر شبكة الانترنيت، من بينها موقع مركز الأبحاث العقائدية، وهو أكبر المواقع الشيعية، بالإضافة لـ "شبكة شيعة الجزائر" التي ترفع شعار "من المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية"، تقول عبر تقارير نقلتها - هذه المواقع الإلكترونية - بأن المذهب الشيعي "يزداد انتشارا بشكل سرّي في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري، بعد أن نقله إليهم مدرسون وموظفون قدموا للعمل من العراق وسوريا ولبنان". ويرى المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر" والذي يسمي نفسه "محمد العامري" (30 عاما) أن الاستبصار - التشيع - في الجزائر "مستمر بحمد الله والاستبصار أكثر من منتشر بل منفجر في كامل أرجاء التراب الجزائري متنقلا عبر كل الطبقات الاجتماعية فسابقا كان يدور بين الشبان والآن ببركة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) دخلت بيوت بكاملها في التشيع وسمعت أن أكبر متشيع عمره 69 سنة ( .. ) ".
ولا يملك المشرف على شبكة "شيعة الجزائر"، أي إحصائيات أو أرقام على مدى انتشار التشيع بين الجزائريين: "ليس هناك إحصائيات حديثة وحتى إن كانت هناك إحصائيات تبقى سرا ولا تسلم لأيا كان لأسباب يطول شرحها". غير أن بعض المراقبين يقدرون عدد الشيعة في الجزائر بالمئات، وهم منتشرين في أغلب مدن البلاد، كان عددهم لا يتجاوز العشرات في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، يمارسون شعائرهم وطقوسهم بحرية كإحياء الحسينيات وقيام المآتم مع بداية كل محرم إلى العاشر منه، دون أن يتعرضوا إلى أي نوع من المضايقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/121)
ويرى الدكتور محمد بن بريكة، المنسق الأعلى للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، في محاضرته "حصاد الثقافية" عن "نشأة الشيعة والتشيّع""، أن غياب المرجعية الدينية وضعف المناعة الثقافية في الجزائر سيسهل اجتياح المد الشيعي وتناميه في الجزائر السنية "لأن الشيعة في الجزائر موجودون وهم حوالي 300".
فيما يؤكد الباحث الجزائري فريد مسعودي أن انتشار المذهب الشيعي في الجزائر يعد ذاتي بالدرجة الأولى لأن وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الانتشار السري، بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط لهذا النوع من الفكر، بمعنى أنه قد لا يتطور إلى درجة الظاهرة الاجتماعية.
هذا ويرى المراقبين أن التشيع يتوسع وينتشر بفضل الدعاة النشطين الذين يتواجد أغلبهم بالمؤسسات التربوية، وتوفر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والنشريات والكتب أبرزها: مرآة الأنوار، مشكاة الأسرار، تفسير العسكري، مجمع البيان، تفسير الكاشي، تفسير العلوي، تفسير السعادة للخرساني، ومجمع البيان وغيرها من المراجع الأخرى التي كانت متداولة ببعض المساجد وبين عامة المصلين والطلبة لعدم معرفة حقيقتها وخطرها على الكثير من القراء.
كما كان لوجود جاليات شيعية من العراق وسوريا ولبنان في الجزائر دور في انتشار المذهب بين أهل البلاد حسب ما أشار إليه العامري: "اخوتنا العراقيون والسوريون واللبنانيون عندما كانوا في الجزائر كأساتذة ومدرسين لعبوا دورا في الدعوة وكانوا من الممهدين لقبول فكرة الولاء لمحمد وآله صلوات الله عليهم، وعندما اندلعت الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وجد خط الإمام الخميني (قدس الله سره) أرضية خصبة لنشاطه في أرض الثورة والرفض"!.
ويرى شيعة الجزائر أن مذهب "آل البيت" ليس غريبا عن البلاد وأن جذوره تعود إلى "آلاف السنين". بدليل أن الأمازيغ (البربر سكان الجزائر الأوائل) بالأصل كانوا شيعة، فبالنسبة لهم كان للبربر في الجزائر "ولاء عظيم لأهل البيت ولهم فيها ثورات، وبالخصوص في زمن استشهاد الإمام الحسين، وكانوا من الأوائل الذين فتحوا بيوتهم وصدورهم للفاطميين وحاربوا معهم جنبا لجنب .. "
وتذكر "الجيرواس" وهي فتاة جزائرية من أصل بربري، أحد أعضاء شبكة شيعة الجزائر، عدة أمثلة للتأكيد على أمازيغ كانوا يعتنقون المذهب الشيعي، وذلك على حسب قولها:
- بعض مناطق الأمازيغ لا يأكلون لحم الأرنب وهم لا يعلمون لماذا؟! ومعلوم أن اللحم محرم عندنا نحن الشيعة.
- في عاشوراء يتوقف الأمازيغ عن العمل ويقولون إن العمل في مثل هذا اليوم يجلب النحس وأن ما اكتسبته خلال ذلك اليوم لا بركة فيه.
- يذبحون في عاشوراء دجاجا أو طيرا، فالمهم هو إسالة الدم في ذلك اليوم معتبرين أن هذا أمر مباركا دون أن يعلموا أن هذه الدماء رمز للتذكرة بدماء الحسين عليه السلام وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء.
- عند الأمازيغ لا تجد أحدا اسمه أبو بكر أو عمر أو عائشة الخ .. لكنّك كثيرا ما تجد اسم سيد علي، وسيد احمد وكلمة سيد لا تجدها في أسماء أخرى عدا اسم علي واسم احمد الذي هو في حد ذاته محمد.
- إذا ذكر الأمازيغ اسم فاطمة سلام قالوا "للا فاطمة" أي السيدة فاطمة، وإذا ذكروا عائشة لم يدرجو لقب (للا).
كما كان للمذهب الشيعي تواجد كبير في الجزائر خلال مرحلة الدولة الرستمية (776 - 908 م) التي أسسها الإباضيين وجعلوا من تيهرت (تيارت حاليا) عاصمة لهم ومهدا لثقافتهم وفكرهم في الشمال الإفريقي حتى قام الداعية الشيعي أبو عبيد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم عام 908 م. وتحول الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب (غرداية).
وكانت هناك دويلة أخرى قامت في الجنوب الغربي للجزائر وجنوب المغرب إلى جانب الدولة الرستيمة، سميت دولة سجلماسة (أو الدولة المدارية) (758 - 909 م) وهي دولة كالرستمية أسسها شيعة لكنهم على المذهب الصفري، وقد قضى الفاطميون عليها كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/122)
ومع قيام الدولة الفاطمية (910 – 973 م)، انتشر التشيع بالطريقة الفاطمية التي كانت إسماعيلية باطنية في الجزائر وسائر مناطق المغرب العربي. إلا أن الشيعة انقرضت بعد عهد الفاطميين ولم يعد لها أثر، ولم يأتي ذكرها إلا أن ظهر التشيع الحديث مع ظهور الخميني بعد انتصار "الثورة الإسلامية في إيران" بالطريقة المنشرة بإيران لمذهب الإمامية لأثنى عشرية الجعفرية نهاية السبعينيات ..
علاقتهم بالشأن الوطني
لا يعرف للشيعة في الجزائر أي نشاط علني يمكن من خلاله تتبع مواقفهم وآرائهم في الشأن الوطني، وهو ما يجعل البحث في هذه المسألة تعترضه عدة عراقيل، كون لا يوجد لهم أية صحيفة ناطقة باسمهم، كما لا يوجد أي مسجد أو حسينية، ولكن ظهر لهم حديثا عدة مواقع إلكتروني في الشبكة العالمية جعلوا منها منبرا لهم، للحديث عن تواجدهم والتعبير عن آرائهم دون التدخل في شؤون الدولة بحكم أن لديهم – حسب زعمهم - مهمة أسمى من ذلك بكثير، ألا وهي تقديم النصيحة وكشف الحقيقة ..
ويرى "محمد العامري" المشرف العام على "شبكة شيعة الجزائر" أنه: "والحمد لله لا نعاني من أيّ مشاكل مع النظام حاليا وكما أن الشيعة لم يعتدوا على أيّ مادة من الدستور أو رمز من رموز الدولة، وإن كانت هناك بعض التحفظات عبر تصرفات بعض من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، فهم بالنسبة لنا لا يمثلون شيئا بل هم يزيدون من انتشار التشيّع دون أن يشعروا بذلك لأن المظلوم منتصر عاجلا أو آجلا".
ويبرز العامري أنه لا يوجد أي عائق يعترض التشيع في الجزائر، ويفسر ذلك بعدم وجود أيّ "ممانعة من حيث المبدأ من قبل السلطات الجزائرية لانتشار التشيع"، مشيرا إلى أن المادة 61 من الدستور الجزائري تنصّ على "الحرية الفردية لكافة الشعب في اختيار معتقداتهم التي يختارونها" ( .. ).
وقال العامري أن معانات الشيعة في الآن مقتصرة مع المنظومة التربوية الجزائرية" ( .. )، وذلك نتيجة "تمرّدهم على البرامج المسطرة لهم أو المفروضة عليهم من طرف وزارة التربية والتعليم"!.
هذا وبين القرار الأخير لوزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، توقيف 11 مدرّسا شيعيا من المدارس التعليمية التي كانوا يشتغلون فيها، مدى اختراق الشيعة المدارس الجزائرية، وتفسيرا لمدى تدمر المدعو العامري من المنظومة التي تشرف عليها الوزارة.
إلا أن الذي تنساه العامري أن الوزارة قامت بتحويل المبعدين إلى "أجهزة أو مناصب إدارية"، وكان الهدف من إبعادهم تأمين وحماية الوسط المدرسي وتجنب التأثير الشيعي المباشر على التلاميذ بالمؤسسات التربوية، وكذلك إبعاد المدرسة الجزائرية عن الولاءات والصراعات، سواء بين الأحزاب السياسية أو بين المذاهب الدينية.
وجاء قرار وزارة التربية الوطنية، بعد أن ناشد مجموعة من الأولياء بمدينة الشريعة (ولاية تبسة) الجهات المعنية للتحرك بقوة لوضع حد من خطر المد الشيعي ببعض المؤسسات التربوية، أين يعمد بعض الأساتذة كما جاء في رسالة موقعة من قبل بعض الأولياء، لتمرير معتقدات وتوجهات شيعية والمعتمدة أساسا على تقديس آل البيت والطعن في بعض الصحابة وشتم بعضهم.
وغير بعيد عن مدينة الشريعة أرسلت مديرية التربية مؤخرا لجنة تحقيق لإحدى المتوسطات ببئر مقدم على إثر شكوى من مدير المتوسطة مفادها أن أستاذا قام أثناء إحدى الحصص بسب وشتم أحد الصحابة الكرام أمام مسمع التلاميذ الذين أبلغوا أولياءهم بالحادثة، حيث تحرك الأولياء بقوة وأخذت القضية أبعادا وتداعيات كبرى، كانت محل متابعة حتى من قبل المسؤولين بالمنطقة، وعلى الرغم من محاولات عدة أطراف طي الملف وتطويق المشكلة من خلال مطالبة بعض الجهات المسؤولة من الأستاذ الذي شتم الصحابة، تقديم اعتذار أمام الأولياء والتلاميذ، إلا أن البعض مازال يبدي تخوفا من أن تكون هذه السلوكات بداية لإحياء دعوة شيعية، خاصة وأن هناك معلومات تؤكد أن منطقة بئر مقدم والشريعة وتبسة يوجد بها عناصر من اتباع المذهب الشيعي، البعض منهم لا يتورع في الجهر بذلك والبعض الآخر مازال يستعمل كما يعرف عند الشيعة "التقية" درءا لأي مشكلة قد تلحق به.
كيف تشيعوا؟
تكشف كتابات بعض الشيعة في الجزائر على شبكة الانترنيت، الظروف التي انتقلوا فيها من المذهب السني (المالكي) إلى المذهب الشيعي الجعفري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/123)
ويظهر جليا أن تحول الجزائريين إلى المذهب الشيعي ناتج عن علاقاتهم بأقربائهم وأصدقائهم، أو باحتكاكهم بالشيعة المقيمين بالبلاد أو بالسفر، كما أن للمراجع والكتب الشيعة أثر في قبولهم فكرة التشيع نتيجة الخواء الروحي وفقر الخطاب الذي أتبع العشرية الدموية، نهيك على انتشار الفضائيات الشيعية .. كما أن عديد الشباب تأثروا بنضال "حزب الله" اللبناني مما جعلوهم يغيرون المذهب بقصد الانخراط في صفوفه أو المشاركة في نضاله المسلح ضد الكيان الصهيوني ..
ومن أسباب التشيع أيضا عند بعض الجزائريين كما يذكر الباحث فريد مسعودي، هو زواج المتعة حيث اكتشف من خلال جلسته مع الشباب الشيعي الجزائري أنه "مدمن" على زواج المتعة.
واللافت للانتباه أن أغلب هؤلاء بعد "استبصارهم" واعتناقهم مذهب آل البيت أصبحوا ينظرون نظرة "دونية" للمذهب السني لا تخلو من "السخرية " وعدم "الاحترام".
العلاقات مع إيران
بعض الأصوات التي ارتفعت في عدد من البلدان العربية تحذر من التوسع الشيعي، لم تخف أن وراء هذه الظاهرة يقف "مخطط الإيراني للنفوذ والهيمنة" وأنها تعكس "تسلل وخطورة المشروع الإيراني في المنطقة".
لكن أيضا هناك من قلل من أهمية الدور الإيراني معتبرا أن "هذه الانتقادات، مبالغ فيها وأن العالم الإسلامي يحتاج إلى التفاهم والتجانس، وأن آخر ما يحتاجه هو هذه الاتهامات المتبادلة".
وفي الجزائر يرفض الشيخ عبد الرحمان شيبان، رئيس جمعية علماء المسلمين في الجزائر، والذي يعتبر واحدا من أبرز الشخصيات الإسلامية المنافحة عن "عروبة وإسلام الجزائر" في تصريحات خاصة لـ "قدس برس": "أن تكون هنالك حملة تشيع واضحة للعيان في الجزائر، وقال: "في الجزائر توجد تيارات ومدارس فكرية مختلفة، سلفيون وعلمانيون وتنصيريون وغيرهم لكن الغالبة سنية مالكية".
وانتقد الشيخ شيبان بشدة، كل من يحاول تعميق الخلاف بين الشيعة والسنة، وقال: "هذه لعنات لن يغفرها الله سبحانه وتعالى لأحد، نعالج الخلافات بروح تقريبية، ذلك أن المسلمين مهزومون ومهانون لأنهم مختلفون لأن عقائدهم مختلفة". وأكد شيبان أن "القوة تأتي بالعزة، والعزة تأتي بالوحدة". ودعا إلى التركيز على الثوابت التي يلتقي حولها الجميع، من خلال إعادة الاعتبار للعلماء، وقال "أدعو أن تكون للعلماء كلمة، وأدعو الحكام إلى عدم تهميش العلماء".
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، قد نفى وجود "خطر شيعي" في الجزائر، ودعا لتفادي ما أسماه «التهويل الإعلامي» كون الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تعاطف مع "حزب الله" أو "إيران".
غير أن هناك من يشير إلى دور إيراني في دعم شيعة الجزائر وهو دعم معنوي بالأساس ويتمثل في توفير المراجع والكتب الشيعية وتمكين الراغبين في مواصلة دراستهم في الحوزات العلمية ... الخ
ويقدمون في هذا الصدد عدة دلائل منها العثور على كتب شيعية لدى بعض الطلبة في الثانويات والجامعات، بالإضافة إلى وجود عدد من الجزائريين الذين يدرسون بالحوزات العلمية في قم (إيران) وسورية ومنهم من رجع خلال المدة الأخيرة إلى الجزائر.
بل الأمر تجاوز هذه المرحلة، فقد كشف عبد الرحمن سعيدي، البرلماني عن «حركة مجتمع السلم» ونائب رئيسها، لـ «الشرق الأوسط» عن وجود تنظيم حديث النشأة يدعى حزب الله المغاربي يقوده شيعي مغربي مقيم في ألمانيا. وقال إن "جماعة فكرية خارج الجزائر، تتحرك لإرساء قواعد حزب مغاربي بمنطقة المغرب العربي"، مشيراً إلى "شخص يقيم بشرق الجزائر متزوج من لبنانية، وله نفوذ في الأوساط الشيعية خارج الجزائر ويدعي أنه من كبار الشيعة في المنطقة المغاربية". وأضاف أن لديه معلومات مؤكدة تفيد بأنه "يتم التحضير في بلاد غربية وفي بلاد الشام لمشروع حزب الله المغاربي".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/124)
وعن توسع المد الشيعي أكد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي على هامش أعمال مؤتمر القدس الخامس المنعقد في الجزائر أن هذه الأخيرة من بلاد السنة المستهدفة إلى جانب المغرب، ليبيا، السودان، مصر .. محذّرا أئمة الشيعة من التيسير لمذهبهم في قواعد السنة، لأنه كما قال: "إذا كان عكس ذلك "لن أسكت وسأنتصر لسنة رسول الله وسنين الحقائق"، لكن ذلك سيكون "احتكاكا بين أهل المذاهب الإسلامية" لا يريد الشيخ الوصول إليه، فالهدف جمع كلمة الأمة "إذا أردنا أن نجمع ولا نفرّق، نبني ولا نهدّم، فلا يعتدي أهل مذهب على قواعد المذهب الآخر"، وكان موقفه خلال حرب لبنان الصائفة الماضية واضحا، إذ قال: "وقفت مع نصر الله في الحرب على لبنان وناصرته، ورديت الفتوى السعودية التي تقول بأنهم شيعة وحربهم باطلة، لكنني وقفت ضد التشيع بعد الحرب، عندما وجدت أنهم يريدون استغلال الموقف". وقد وجهه سماحته نداء "الجزائر بلد مالكي، اتركوا أهل السنة لمذاهبهم".
فيما ذهب الدكتور محمد بن بريكة، المنسق الأعلى للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، إلى المطالبة من السلطات الجزائرية بالتعجيل في استحداث منصب ""مفتي الجمهورية"" لدعم جهاز المناعة الثقافي الضعيف أصلا، الذي يسهل حسبه اجتياح المد الشيعي وتناميه، قبل أن يحذر من أن ""التشيّع هو الفتنة القادمة بعد التطرف الوهابي وفتنة اللامذهبية"". واعتبر ذات المتحدث خطر التشيّع قائما في ظل السكوت العام على هذه الظاهرة التي تهدد الجزائر أمنيا بالدرجة الأولى، وحث وسائل الإعلام على متابعة الظاهرة. مذكرا الأحزاب ""الغارقة في حمى الانتخابات"" بالواجب الواقع عليهم.
للعلم الحكومة الجزائرية أقدمت في مارس 1993، على قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران على خلفية "دعم إيران السياسي والإعلامي للجبهة الإسلامية للإنقاذ"، واتهام طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية. كما تراجعت الجزائر عن رعاية المصالح الإيرانية في أميركا.
وقد أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا في سبتمبر 2000. وتم تبادل السفراء في أكتوبر2001. زار الرئيس بوتفليقة إيران في أكتوبر 2003 كما زار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الجزائر في أكتوبر2004 وكان بذلك أول رئيس إيراني يزور الجزائر منذ الثورة سنة 1979. وقد أعلنت إيران عن دعمها سياسة بوتفليقة الساعية إلى المصالحة الوطنية.
ملاحظات لابد منها
إن الحديث عن الشيعة في الجزائر لا يجب أن يدفع إلى الاعتقاد أنهم يشكلون "طائفة" بما يفتح الأبواب أمام الحديث عن "الطائفية" في الجزائر. هذه المسألة غير مطروحة بالمرة في الجزائر التي عرفت بوحدة أبنائها ونبذهم لكافة مظاهر التفرقة على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي أو قبلي أو جهوي. هذا وللعلم أنه إذا ثبت أنه يوجد عدد كبير من الشيعة في الجزائر، فمثلهم مثل أقليات أخرى منها كالجالية المسيحية كلها تمارس طقوسها وشعائرها بحرية دون أن يشكلوا أي تهديد للنسيج الاجتماعي.
ولي كلمة
أقول يا طلبة العلم. يا أهل العقيدة. يا أنشروا العلم وجوبوا البلاد ولا تكونوا ممن يطلب العلم ليقال عنه عالم. والله إني يا إخوان كلما قرأت أن سنة تشيعوا علمت أننا مقصرون في ديننا
إيران هي الدولة الوحيدة في العالم وقد تكفلت بنشر المذهب الشيعي وهي فارسية فكيف لو كانت عربية
إن على حملة الشهادات مسئولية عظيمة من الدكاترة والمحاضرين والمعيدين في الجامعات وسيسألهم الله عن العلم يوم القيامة
ـ[مُجاهِد]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:53 ص]ـ
أيّ وَاللهِ أنَّ القُلوبَ تَكتَوي بِنارٍ لا مَثيلَ لَها ..
أرجو أن تَتَعالى أصواتُ العُلَماءِ وَالمَشايِخ لِلتَّنبيهِ مِنَ المَدِّ الصَّفَوِيّ - قاتَلَهُم الله -
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[26 - 10 - 08, 03:50 م]ـ
والله إن القلب ليتفطر، على كل مسلم يعصي ربّه فكيف إذا تزندق وأصبح رافضيًا يلعن أبا بكر وعمر ويقذف عائشة عليهم رضوان الله وعلى مبغضيهم اللعائن والشنار.
أخي نشكر لك هذه المعلومات بالرغم من وقعها على القلوب إلا أن الجاهل بالداء جاهل بالدواء.
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 06:24 م]ـ
أخي نحن نحرك همم طلبة العلم في التخصص في دراسة مذهب الرافضة ودحر ارائهم بالحجج الدامغة والدليل القوي. وخاصة الإخوة في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة. المتخصصون في العقيدة عليهم دراسة المذاهب المعاصرة بدلا دراسة مذاهب إندثرت وولت ولم يبقى لها وجود. الأمة بحاجة إلى من يصد هذا الهجوم المدبر على عقيدتنا بالعلم ودراسة التأريخ وكشف الأباطيل الملفقه
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:31 م]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم
كما ذُكر في المقال من الأسباب التي ساعدت على انتشار المد الشيعي هو الجانب التاريخي .. لكن هناك أسباب أُخرى أهمها:
- حزب الله وما أثاره من ضجة إعلامية أبهر بها العوام
- تخفيف التكاليف .. كإباحة نكاح المتعة وزواج المسيار وغيرهما
- الموقف السياسي لإيران تُجاه الغرب الكافر، يقولون عندنا: "موقف نتاع رُجلة"
- العاطفة التي يخاطبون بها الناس بِاسم "آل البيت"
- المكاسب المادية
- ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/125)
ـ[أبو عزان]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:53 م]ـ
الظاهر أن هناك تركيز على الجزائر من قبل المذاهب والديانات الأخرى.
لدي استفسار أيهما أكثر تقبلا وانتشارا وتأثيرا بين مسلمي الجزائر: التشيع أم النصرانية؟
لأنني سمعت بوجود جهود تبشيرية قوية لتنصير المسلمين في الجزائر.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 02:52 م]ـ
أتمنى أن يُستفاد من هذه الموسوعة، ونشرها عبر القوائم البريدية للجزائريين وغيرهم ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80988
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 03:28 م]ـ
أخي نحن نحرك همم طلبة العلم في التخصص في دراسة مذهب الرافضة ودحر ارائهم بالحجج الدامغة والدليل القوي. وخاصة الإخوة في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة. المتخصصون في العقيدة عليهم دراسة المذاهب المعاصرة بدلا دراسة مذاهب إندثرت وولت ولم يبقى لها وجود. الأمة بحاجة إلى من يصد هذا الهجوم المدبر على عقيدتنا بالعلم ودراسة التأريخ وكشف الأباطيل الملفقه
إن كانت المعتزلة و القدريَّة و الجبريَّة و المرجئة و الخوارج مذاهب اندثرت و هي هي! فحريٌّ بنا أن لا نشتغل بالرَّوافض فسيندثرون سريعا.!
هذا إن كان منطقكَ متَّزن!!
و الصَّحيح أنَّ الطوائف المذكورة ما زالت حيَّةً تعلوا صيحاتها من حينٍ لآخر و كتَّابها يصنِّفون.
بل لعلَّكَ ممن يقرأ لهم و يسمع و يشاهد!
حتى لا أطيل ...
إئتي الموضوعَ من بابهِ و بابُهُ ما عرفهُ إلاَّ العلماءُ فقل بقولهم و الزم منطقهم فقد قالوا بعلمٍ!
ـ[السنفراوي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 08:51 م]ـ
إلى الله المشتكى
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:17 م]ـ
إن كانت المعتزلة و القدريَّة و الجبريَّة و المرجئة و الخوارج مذاهب اندثرت و هي هي! فحريٌّ بنا أن لا نشتغل بالرَّوافض فسيندثرون سريعا.!
..... !
أحسنت!
ومع ذلك لو عجل العلماء بالقضاء على هذه النحلة السخيفة لكان أفضل لأمتنا , وأريح لرؤوسنا.
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:35 م]ـ
أحفاد ابن العلقمي امتد نشاطهم إلى تشييع رؤساء دول كحاكم جزر القمر
ونشاطهم في أفريقيا علانية وليس سرا كما مضى, ونشاطهم في ولاية أوهايوا في أمريكا نشاط محموم لتشييع العمال المساكين من أهل السنة غربيين وعرب
وفي بلاد الخليج أصبحت لهم شوكة ولهم تحكم عجيب في الاقتصاد, بل إن هناك بنوكا مشتركة أصبحوا أكبر المساهمين فيها.
والحل: هو سيف صلاح الدين الذي أسقط أجدادهم, وسيف السلاجقة الذين أسقطوا دولة بني بويه, لأن الرافضة يمتهنون الكذب من باب التقية فمهما حاورت ومهما دعوت فلن تخرج منهم بشيء إلا أن يشاء الله
ـ[ماجد القحطاني]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:46 م]ـ
سلمت يداك ...
وجزاك الله خير ... من القلب الى القلب ...
رساله و وصلت فافهموها يااولي الالباب ...
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 10:49 ص]ـ
إن كانت المعتزلة و القدريَّة و الجبريَّة و المرجئة و الخوارج مذاهب اندثرت و هي هي! فحريٌّ بنا أن لا نشتغل بالرَّوافض فسيندثرون سريعا.!
هذا إن كان منطقكَ متَّزن!!
و الصَّحيح أنَّ الطوائف المذكورة ما زالت حيَّةً تعلوا صيحاتها من حينٍ لآخر و كتَّابها يصنِّفون.
بل لعلَّكَ ممن يقرأ لهم و يسمع و يشاهد!
حتى لا أطيل ...
إئتي الموضوعَ من بابهِ و بابُهُ ما عرفهُ إلاَّ العلماءُ فقل بقولهم و الزم منطقهم فقد قالوا بعلمٍ!
أسألك أخي الكريم
كما سنيا صار معتزلا أو قدريا أومرجئا؟ وبالمقابل كم سنيا تشيع؟ يا أخي هذه فرق نشاطها أضعف من الضعيف ومذهب السلف الصالح أخذ ينتشر بين السنة في العالم الإسلامي. لكن بالمقابل التشيع أخذ يمتد بشكل مخيف بين أهل السنة في دول المغرب العربي ومصر وأفريقيا وأوربا ودول أسيا. يا أخي الأمر جد خطير ولا تستهان به. لابد من وجود متخصصين ومراكز تنشط في الرد على أهل الرفض كما هو مركز الشيخ عثمان الخميس ورحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير الذي قتله الرافضة كم كان رحمه الله قويا في الدفاع عن عقيدة أهل السنة. يا اخي هناك مواقع نشطه في النت متخصصة في التشيكك في مذهب أهل السنة والنيل من رجال أهل السنة وفي مقدمتهم الصحابة الكرام وزوجات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نسيت إختلاف فرقهم وتوحدت من أجل نشر باطلهم ويكتب فيها بكل حرية ونجد المغفلين في منتديات السنة يرفضون التعرض لمذهب الرافضة خوفا من الفرقة ومنعا للخوض في المذاهب الإسلامية. أخي الكريم لا بد من وقوف أهل العقيدة من صد هذا الهجوم المدبر على عقيدتنا وحفظ أجيالنا من الإغترار من تصديق شبهاتهم المثارة والتي شعارها (آل البيت المظلومين) (ومقتل الحسين) (وظلم فاطمة)
وعدوان الصحابة على آل البيت)
يا أهل السنة إستيقظوا من نومكم حتى لا تكون فتنة
ويتشيع المزيد من أهل السنة المساكين. زورا الرابط أدناه
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=19851
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/126)
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 04:57 م]ـ
أسألك أخي الكريم
[ b] كما سنيا صار معتزلا أو قدريا أومرجئا؟ وبالمقابل كم سنيا تشيع؟
وَ أَنَا بِدَوْرِي أَطْرَحُ عَلَيْكَ سُؤَالَكَ هَذَا!!
زد على ما في كلامِكَ من فُهومٍ خاطئَةٍ و عدمِ علمٍ ببدعِ الطَّوائِفِ المذكورَةِ و تداخُلِها فيما بينهم كلُّ هذا يجعل الرَّجُلَ لا يدرِكُ الأخطرَ من الخطِيرِ و الأصلحَ من الصالِحِ.
لَسْتُ أجدُ لي و لكَ أحسنُ من تعلُّم العلمِ النَّافِعِ كما جاء به العلماء و إعطاء كل شيءٍ وزنه و مقاسه و لكل مقام مقال و لكل دفع رجال!.
تأمَّل رحمك الله رحلةَ موسى و فتاهُ للإزدياد من العلمِ و هو من هو! و كان مسؤولاً عن قومٍ بأكملهم، بنو إسرائيل. و كانوا حديثي عهد بكفرٍ و لكنَّ المصلحةَ كلُّها في أن يزداد من يريد لهم الخيرَ من العلمِ.
ـ[صافي حبيب]ــــــــ[07 - 11 - 08, 09:32 م]ـ
السلام عليكم
من أراد العمل للحد من نشاط الشيعة والنصارى فلينضم إلى جمعية العلماء المسلمين فهي تضم بعض المخلصين ال>ين سخروا جهودهم للحد من هذه الظواهر وهو حل مؤقت.
والحل الصائب أن تعلن حرب علمية ثقافية تنويرية على مستوى الجامعات والمدارس والثانويات والمواقع بإيعاز من السلطات الرسمية وإلا فعمل الأفراد والجمعية سيبقي محدودا.
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[أنا سنية]ــــــــ[08 - 11 - 08, 01:03 م]ـ
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين
أنا كنت رافضية وهداني الله سبحانه وتعالى وركبت قارب النجاة، قارب أهل السنّة والجماعة
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[09 - 11 - 08, 09:31 ص]ـ
ابن العم
السبب هو السلبية المتأصلة لدى بعض طلبة العلم فيما يخص موضوع الرافضة
فكم من آهات اطلقناها ولا مستجيب وكم من تحذيرات رددناها ولا مجيب
والله يا أخي الكريم يصلني في اليوم الواحد اكثر من 100 سؤال وشبهة وكلها من عوام السنة يلقيها عليهم الرافضة وأحاول قدر استطاعتي الإجابة عليها
الرافضة يعملون ويعملون وبعض الأخوة يتغنى بالأشعار والفرائد والفوائد!!
وكمثال سريع في هذه الساعة على سلبية السنة وعمل الشيعة
http://www.libya-alyoum.com/look/article.tpl?Id********=17&IdPublication=1&NrArticle=18672&NrIssue=1&NrSection=14
هذا رد من الشيخ الدكتور الصلابي على التسخيري الرافضي الذي جاء إلى ليبيا يشيع أهلها
انظر لثناء السنة (فقط) وانظر لتعليقات وشبهات الرافضة ولا راد عليهم
وغيرها وغيرها
ـ[عبد الحميد شاهين]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم ..
نحن أحياناً يا إخوة نقوم بعمل دعايات مجانية يدفع الرافضة على مثلها الأموال الطائلة دون أن نشعر.
فكلمات من قبيل ما جاء في عنوان المقالة "قلبي يحترق من هذا الأمر (انتشار التشيع في الجزائر) " يرقص لها الرافضة طرباً و يسارعون إلى نقلها عبر وسائلهم الإعلامية من باب الدعاية! يقولون: انظروا كيف تحترق قلوب الوهابية! من انتشار مذهب أهل البيت!!! ..
التشيع أو الرفض لا ينتشر بجهود دعوية لعلماء الرافضة، و لا لكونه دين يقبله العقل، فكل ما يحويه دين الرافضة يخالف العقل و الفطرة البشرية السليمة، لكنه ينتشر فعلاً بين الباحثين عن الشهوات لأنه الدين الوحيد الذي يتوسع في إباحة الشهوات و إلباسها ثوب التدين، لقد كانت المرأة التي تمارس الفاحشة في إيران قبل قيام (الجمهورية الإسلامية) تفكر في التخلص من ارتكاب الفاحشة و بعضهن كن يتبن و يقلعن عن الذنب، أما بعد (الثورة)! فقد صارت صاحبة الفاحشة تفعلها و هي رافعة رأسها، كيف لا و قد ضمنت الحشر مع الحسين بأربع مرات فقط من فعل الفاحشة!!
فالتشيع أخي الحبيب ينتشر فعلاً، لكن انتشاره هذا كتحقيق مجلة ( ... ) الخلاعية الأمريكية أعلى مبيعات في العالم، أي إنه لا ينتشر كدين، فكما أن المجلات الخليعة تحقق مبيعات عالية بسبب أنها توفر الشهوات للباحثين عنها ينتشر التشيع بين الباحثين عن الشهوات الذين لا يفرقون بين ديانة أو مجلة خليعة أو موقع أو قناة إباحية ما دام أن الجميع يوفر لهم ما يريدون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/127)
و أتمنى أن لا يغفل الإخوة الأعزاء عند الحديث عن (انتشار) التشيع حقيقة مهمة تجلت بعد غزو أفغانستان و العراق، فلقد وجد أعداء الإسلام ضالتهم في الرافضة الذين أركبوا محتلي بلاد المسلمين على ظهورهم و أدخلوهم إلى بلاد المسلمين و أعانوهم على قتل أهل الإسلام، لقد كان لإيران الدور الأعظم في احتلال أمريكا لكل من العراق و أفغانستان كما اعترف بذلك مستشار الرئيس الإيراني، لذلك يوجد الآن ما يشبه التواطؤ أو الاتفاق بين الدول الكبرى على دعم التشيع و العمل على نشره كبديل عن الإسلام الصحيح الذي يمثله أهل السنة و بالأخص السلفيون الذين أيس العالم الصليبي اليوم من تطويعهم و عجز عنه، فالكل يرضى بأنصاف الحلول إلا أهل السنة (بالمعنى الخاص).
و لذلك يمارس الغرب الآن الضغوط العظيمة على حكومات البلاد الإسلامية للسماح للرافضة بالعمل و إعطائهم الحرية المطلقة و التضييق مقابل ذلك على دعاة أهل السنة و رميهم بالإرهاب و نحوه ..
قال تعالى عن بني إسرائيل: (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس) آل عمران 112.
فالرافضة اليوم يعزون بحبل الناس (اليهود و النصارى) و متى ما انقطع عنهم حبل الناس انقطعوا بإذن الله.
أما ما يحرق القلب حقاً فهو ما قاله الشيخ يوسف القرضاوي غفر الله له من أن سبب كلامه الأخير في الرافضة هو أن "أن مذهبهم قد انتشر في المجتمعات السنية"!!!! و لم يقل إن سبب كلامه فيهم شركهم بالله و كفرهم بنسبة خصائص الله تعالى إلى الأئمة و غلوهم في أهل البيت و تأليههم لهم و طعنهم في أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و لعنهم لهن مع رميهن بالعظائم و كذا لأصحاب النبي، و لا طعنهم في كتاب الله و ادعاء تحريفه، بل لقد عقب القرضاوي على كلامه السابق بالتأكيد على مذهبه بعدم كفر الشيعة!!! فلا حول و لا قوة إلا بالله.
يا إخوة .. هذه بعض أهم أسباب ما يسميه البعض (انتشار التشيع) و هي أسباب لا تدعو إلى القلق لأنها تبين أن التشيع لا ينتشر كدين بل ينتشر كمجلة خليعة.
و المقلق بحق هو قيام بعض المسلمين بتوزيع مجلة التشيع الخليعة مجاناً و بحسن نية!.
ـ[المعلمي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لاشك أن نتشار التشيع لم يكن وليد الليلة، بل سبقته إرهاصات كثيرة كثورة الإمام الخميني، وكتب الراكبين سفينة النجاة الدعائية.
ولاشك أن أهل السنة هم قلة منذ القدم، فأكثر الأمة هم من المتصوفة والمبتدعة، وهم الشريحة الحقيقة التي تناصفها أهل السنة والشيعة.
فهؤلاء يعدون من أهل السنة باعتبار تقليدهم في الفروع المذاهب الأربعة، لكنهم في الأصول ليسوا من أهل السنة فنتجت حسبة خاطئة.
لذلك نحن لا نأسف على أمثال هؤلاء فانتقالهم من التصوف إلى التشيع تحصيل حاصل، وإن كان هناك ثمة شعور بالأسف فإنما هو لأجل فقدان بعض المشتركات ليس أكثر.
فيجب أن نهتم بالكيف لا بالكم.
فرجل سني واحد متين الإيمان قوي الديانة خير من ألف شيعي ضعيف الإيمان ممسوخ الديانة.
نعم يجب أن نؤلف الكثير من الكتب، لكن يجب أن تكون هذه الكتب موسوعية جامعة لا تغفل عن أي شاردة ولا واردة في كتبهم.
والحقيقة أن أسلم بلد لم يغزه التشيع هو بلاد الحرمين، نعم فيه شيعة أصليون أكثر من غيره من البلدان لكن لما كان فيه منار أهل السنة قائما ودعوتهم واضحة وصحيحة درأت شر التشيع وأوصدت أمامه الأبواب، فلم يستطع النفاذ إلى قلب أحد في هذه البلاد إلا ما ندر.
وهناك ملاحظة عزيزة قل أن تجدوا مثلها وهي:
قم بمقارنة حال المتشيع الجديد مع حاله قبل انتقاله إلى التشيع ستجد الفرق واضحا لصالح حاله القديم، وحتى نكون منصفين فإن هذا التقييم قائم على المشتركات التي بيننا وبينهم كالصلاة والصوم والحج وصدق الحديث وترك الرياء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الغيبة والنميمة وغيرها.
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[27 - 11 - 08, 03:01 م]ـ
هذا إن كان منطقكَ متَّزن!!
بل لعلَّكَ ممن يقرأ لهم و يسمع و يشاهد!
حتى لا أطيل ...
إئتي الموضوعَ من بابهِ و بابُهُ ما عرفهُ إلاَّ العلماءُ فقل بقولهم و الزم منطقهم فقد قالوا بعلمٍ!
إن كانت المعتزلة و القدريَّة و الجبريَّة و المرجئة و الخوارج مذاهب اندثرت و هي هي! فحريٌّ بنا أن لا نشتغل بالرَّوافض فسيندثرون سريعا.!
جميل أن أندحرت مع ما لشبهها من رواج يمكن أن ينطلي على البعض. لكن من الذين عنيت بقولك:
و الصَّحيح أنَّ الطوائف المذكورة ما زالت حيَّةً تعلوا صيحاتها من حينٍ لآخر و كتَّابها يصنِّفون.
أعتقد أن الصراع الذي يجب أن ترسخ القوى له هو صراع أهل السنة مع الفكر التغريبي المنحرف من ليبرالية و علمانية. فهي التي تواجه رواجا ً حقا ً في الصحف و الإعلام .. و هي التي أقرب للكفر من الخوارج و المعتزلة.(52/128)
مخاطبة أهل البدع باصطلاحاتهم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:42 ص]ـ
مخاطبة أهل البدع باصطلاحاتهم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
من أسباب قبول الباطل والنفور عن الحق عند كثير ممن تأثر بالمذاهب الخاطئة والباطلة؛ إخراج الحق بالألفاظ المتشابهة التي تشتمل على معان حقة وباطلة؛والمناظر لهؤلاء أو المقرر لمذهب السنة يضطر لمخاطبة هؤلاء باصطلاحاتهم؛وإن كان في ذلك مدخلا لؤلئك في تلبيس الحق على من لم يعرف مرادهم واصطلاحاتهم.
وخذ على ذلك أمثلة كثيرة كلفظ الجسم والتركيب فهذه من المصطلحات التي اتخذها أهل البدع لنفي صفات الله الخبرية كاليد والوجه.
وكلفظة المكان والجهة والتحيز لمن أثبت العلو.
قال ابن القيم رحمه الله لما ذكر الأسباب التي تحمل النفوس الجاهلة قبول التأويل:
السبب الثاني: أن يخرج المعنى الذي يريد إبطاله بالتأويل في صورة مستهجنة تنفر عنها القلوب, وتنبوا عنها الأسماع؛ فيتخير له من الألفاظ أكرهها وأبعدها وصولا إلى القلوب وأشدها نفرة؛ فكذلك أهل البدع والضلال من جميع الطوائف هذا معظم ما ينفرون به عن الحق ويدعون به إلى الباطل؛ فيسمون إثبات صفات الكمال لله تجسيماً وتشبيهاً وتمثيلاً ويسمون إثبات الوجه واليدين له تركيباً , ويسمون إثبات استوائه على عرشه , وعلوه على خلقه فوق سمواته تحيزا. الصواعق (2/ 438)
ولذلك لجأ أهل السنة إلى قاعدة مهمة في رد هذا المنهج ألا وهو منهج التفصيل والبيان والاستفصال عن المعنى المراد.
قال شيخ الإسلام: وما يذكر من الألفاظ المجملة فإني أبينه أفصله لأن أهل الأهواء كما قال الإمام أحمد فيما خرجه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولت غير تأويله قال: الحمدلله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لابليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه؛ فماأحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مخالفون للكتاب مختلفون في الكتاب مجتمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ,وذلك مثل قولهم ليس بمتحيز ولا في جهة ولا كذا ولا كذا؛ فان هذه ألفاظ مجملة متشابهة يمكن تفسيرها بوجه حق ويمكن تفسيرها بوجه باطل فالمطلقون لها يوهمون عامة المسلمين أن مقصودهم تنزيه الله عن أن يكون محصورا في بعض المخلوقات ويفترون الكذب على أهل الإثبات أنهم يقولون ذلك كقول بعض قضاتهم لبعض الأمراء أنهم يقولون إن الله في هذه الزاوية , وقول آخر من طواغيتهم أنهم يقولون إن الله في حشو السموات ولهذا سموا حشوية إلى أمثال هذه الأكاذيب التي يفترونها على أهل الاثبات ثم يأتون بلفظ مجمل متشابه يصلح لنفي هذا المعنى الباطل ولنفي ما هو حق فيطلقونه فيخدعون بذلك جهال الناس فإذا وقع الاستفصال والاستفسار انكشفت الأسرار وتبين الليل من النهار وتميز أهل الايمان واليقين من أهل النفاق المدلسين الذين لبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون.
الفتاوى الكبرى (6|352)
وقال أيضا رحمه الله:
وإذا كانت هذه الألفاظ مجملة فالمخاطب لهم إما أن يفصل , ويقول ما تريدون بهذه الألفاظ؛ فإن فسروها بالمعنى الذي يوافق القرآن قبلت , وإن فسروها بخلاف ذلك ردت , وإما أن يمتنع عن موافقتهم في التكلم بهذه الألفاظ نفيا وإثباتا؛ فإن امتنع عن التكلم معهم فقد ينسبونه إلى العجز والانقطاع.
وإن تكلم بها معهم نسبوه إلى أنه أطلق تلك الألفاظ التي تحتمل حقا وباطلا , وأوهموا الجهال باصطلاحهم أن إطلاق تلك الألفاظ يتناول المعاني الباطلة التي ينزه الله عنها.
درء تعارض (1/ 133)
وقد قرر شيخ الإسلام أن التكلم بالاصطلاحات المحدثة ليس فيه محذور إلا إذا تضمن المعاني الباطلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/129)
قال رحمه الله: وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلي ذلك وكانت المعاني صحيحة كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم فإن هذا جائز حسن للحاجة وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه.
ولهذا [قال النبي صلي الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ـ وكانت صغيرة فولدت بأرض الحبشة لأن أباها كان من المهاجرين إليها ـ فقال لها يا أم خالد هذا سنا] والسنا بلسان الحبشة الحسن لأنها كانت من أهل هذه اللغة
ولذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلي تفهمه إياه بالترجمة وكذلك يقرأ المسلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم ويترجمها بالعربية كما [أمر النبي صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود ليقرأ له ويكتب له ذلك] حيث لم يأتمن اليهود عليه.
فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من باطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه لاشتمال هذه الألفاظ علي معان مجملة في النفي والإثبات كما قال الإمام أحمد في وصفه لأهل البدع فقال: هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون علي مفارقة الكتاب يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يلبسون عليهم.
فإذا عرفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات ووزنت بالكتاب والسنة ـ بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة وينفي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة ـ كان ذلك هو الحق بخلاف ما سلكه أهل الأهواء من المتكلم بهذه الألفاظ نفيا وإثباتا في الوسائل والمسائل: من غير بيان التفصيل والتقسيم الذي هو من الصراط المستقيم وهذا من مثارات الشبه.
فإنه لا يوجد في كلام النبي صلي الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين ولا أحد من الأئمة المتبوعين: أنه علق بما سمي لفظ الجوهر والجسم والتحيز والعرض ونحو ذلك شيئا من أصول الدين لا الدلائل ولا المسائل.
والمتكلمون بهذه العبارات يختلف مرادهم بها تارة لاختلاف الوضع وتارة لاختلافهم في المعني الذي هو مدلول اللفظ كمن يقول: الجسم هو المؤلف ثم يتنازعون: هل هو الجوهر الواحد بشرط تأليفه أو الجوهر فصاعدا أو الستة أو الثمانية أو غير ذلك؟ ومن يقول: هو الذي يمكن فرض الأبعاد الثلاثة فيه وإنه مركب من المادة والصورة ومن يقول: هو الموجود أو يقول: هو الموجود القائم بنفسه أ يقول: هو الذي يمكن الإشارة إليه وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا كذلك.
والسلف والأئمة الذي ذموا وبدعوا الكلام في الجوهر والجسم والعرض تضمن كلامهم ذم من يدخل المعاني التي يقصدها هؤلاء بهذه الألفاظ في أصول الدين في دلائلة وفي مسائله نفيا وإثباتا.
درء التعارض (1|28)
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكم الله علما وفهما وعملا
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 10 - 08, 04:15 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[27 - 10 - 08, 09:17 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا - أبا عبد الرحمن - ونفع بعلمكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 10 - 08, 04:25 م]ـ
وإياكم يا شيخ علي(52/130)
ما هو المعتقد الصحيح عند سلف الأمة في قضية النسيان؟
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[26 - 10 - 08, 03:42 م]ـ
ورد في القرآن الكريم أكثر من آية حول النسيان مثل: " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا" [الأعراف: 51] " نسوا الله فسيهم" [التوبة: 67] "وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا" [الجاثية: 34]. وغيرها من الآيات فما هو المعتقد الصحيح عند سلف الأمة في قضية النسيان هذه.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:04 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=748487&postcount=1
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:21 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن عثيمين على هذا العلم، وبارك الله فيك أخي حسن.
ـ[عبد الرحمن السني]ــــــــ[28 - 10 - 08, 04:32 ص]ـ
رحم الله شيخنا العثيمين، أنقل لكم هذه الأبيات:
أوقاته لم تكن في القيل ضائعة
ولم يكن بوخيم الإفك قوالا
سامي المقام رفيع القدر منزلة
جنابه كم يفوق القوم إجلالا
تراه من هيبة يبدو بصورته
ليثا يكسر عبر القيد أغلالا
علو كعب بهذا العلم بل رسخت
أقدامه من جنا التأليف قد نالا
ألم يكن ممتعا للناس ممتعه
بشرحه الزاد كم قد حل إشكالا؟
شرح الرياض رياض في حدائقه
فكم يهزم غصون الشوق آصالا
وانظر إلى شرحه التوحيد أن له
قولا مفيدا به قد صار سربالا
أسفاره في الورى كالشمس مسفرةً
علومها إذ حوت من ذاك أشكالا
هذا وإن كان في أرض القصيم فكم
يعطي من العلم تدريسا و أقوالا
فإن أتى نحو بيت الله كان له
درس يقدمه عذبا وسلسالا
والله المستعان
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[28 - 10 - 08, 05:29 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين.
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها(52/131)
سؤال عن فرقة النّجارية
ـ[سما المجد]ــــــــ[26 - 10 - 08, 04:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخوة الأفاضل .. أردت أن أسأل عن فرقة النجارية ... ما هي؟
و ماهي المراجع التي تعينني على معرفة آرائها؟ سوى الفرق بين الفرق، و الملل و النحل؟
و هل أجد من العلماء من رد عليهم؟
و هل لهم وجود في عصرنا الحاضر؟
جزيتم خيرا و بوركتم ...(52/132)
أهمية التوحيد وبعض فضائله كتبه/ سلمان الصعيبي
ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 05:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية التوحيد وبعض فضائله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين: أما بعد: فهذه كلمات يسيرة حول أهمية التوحيد وفضله وسنجعل هذه الكلمات بمثابة التوطئة قبل الشروع عن الكلام في بيان حقيقة التوحيد وما يناقض أصله أو كماله الواجب أو كماله المستحب، لأن النفوس إذا عرفت مدى أهمية الأمر وفضله تطلعت لمعرفة حقيقته ما يضاده وفي نظري أنه يُستحسن قبل الكلام عن أي أمر تريد من الناس العمل به أن تتكلم أولاً عن مدى أهميته وعن الفضائل المترتبة على العمل به ومن ثم بيان حقيقة ذلك الأمر وما يضاده، لذلك سنقتصر في هذه المقالة على بيان أهمية التوحيد وبعض فضائله، وفي مقالات أخرى سنبين حقيقة التوحيد وما يضاده إن شاء الله.
أهمية تحقيق التوحيد:
1 - أن تحقيق التوحيد هو الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الجن والإنس، والدليل قوله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56
2 - أن تحقيق التوحيد هو الغاية التي من أجلها بعث الله الأنبياء والرسل، والدليل قوله تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} النحل36
3 - أن جميع الأعمال من صلاة وصيام وجهاد متوقف قبولها على تحقيق أصل التوحيد، والدليل قوله تعالى {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام88
4 - أن التوحيد هو أول أمر يُسأل عنه الإنسان في قبره، والدليل ما جاء عند أبي داوود (4753) وغيره أن الميت يأتيه ملكان فيسألانه "من ربك وما دينك ومن نبيك" والمقصود بقول الملكين "من ربك" أي من معبودك، فالسؤال هنا عن توحيد العبادة لأن الناس لا يُمتحنون على توحيد الربوبية إذ أن إبليس وهو أكفر المخلوقات الكافرة يقر بتوحيد الربوبية.
5 - أن القرآن كله يدعو إلى تحقيق التوحيد ولوازمه، ووجه ذلك أن آيات القرآن إما أن تأتي صريحة في الدعوة إلى التوحيد مباشرة كما في قوله تعالى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} غافر14 ونحو ذلك، أو أن تنهى عن الشرك كما في قوله تعالى {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ} يونس106 والنهي عن الشيء أمر بضده، وإما أن تأمر الآيات بفعل الطاعات مثل الصلاة والصوم والزكاة ونحوه، أو تنهى عن فعل المحرمات مثل الزنا والسرقة ونحوه، وفعل الطاعات وترك المحرمات من لوازم التوحيد ومكملاته، وإما أن تأتي الآيات مبينة ما أعده الله من الجنات والنعيم وما أعده الله من النار والعذاب الأليم، فهذا فيه جزاء الموحدين الذين حققوا التوحيد، وجزاء المخالفين المشركين الذين أعرضوا عن توحيد الله وبهذا يتبين لنا أن القرآن كله من الدفّة إلى الدفّة يدعو إلى التوحيد ولوازمه.
بعض فضائل التوحيد المذكورة في القرآن الكريم:
حاولت استقراء أكبر عدد ممكن من الآيات القرآنية التي جاءت في فضل التوحيد، وهذه هي أبرز فضائل التوحيد التي ظهرت لي خلال استقراء آيات القرآن:
1 - ضمان دخول الجنة لمن حقق التوحيد، والدليل قوله تعالى {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} البقرة25، فقوله تعالى (الذين آمنوا) أي الذين حققوا التوحيد.
2 - حصول الأمن والهداية، والدليل قوله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام82، وقوله تعالى {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الحج54، وقوله تعالى {فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} البقرة213
3 - الثبات في الدنيا والآخرة، والدليل قوله تعالى {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} إبراهيم27
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/133)
4 - تكفير السيئات، والدليل قوله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} العنكبوت7، وقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} المائدة65
5 - الاستخلاف والتمكين في الأرض، والدليل قوله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55.
6 - ولاية الله تعالى للموحدين، والدليل قوله {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} البقرة257
7 - سعة الرزق، والدليل قوله تعالى {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الحج50، وقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الأعراف96
8 - مدافعة الله تعالى عن الموحدين، والدليل قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} الحج38
9 - وعد الله الموحدين بالنصر على الأعداء والعزة والرفعة، والدليل قوله تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} غافر51، وقوله تعالى {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} الروم47 أي الموحدين، وقوله تعالى {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} المنافقون8، وقوله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة11
10 - تأييد الله تعالى للموحدين، والدليل قوله تعالى {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} الصف14
11 - الحياة الطيبة، والدليل قوله {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل97
12 - النجاة من مكاره الدنيا والآخرة، الدليل قوله تعالى {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} يونس103
13 - ليس للشيطان سلطان على الموحدين، والدليل قوله تعالى {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} النحل99
14 - يقذف الله في قلوب الخلق محبة الموحدين، والدليل قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} مريم96
15 - استغفار الملائكة للموحدين، والدليل قوله تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} غافر7
16 - الموحدون هم خير البرية، والدليل قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} البينة7
17 - رحمة الله الخاصة يفوز بها الموحدون، والدليل قوله تعالى {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الأحزاب43
18 - حصول السكون والطمأنينة للموحدين عند المصائب التي تفزع القلوب وتشوش الألباب، والدليل قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ} الفتح4.
كتبه/
سلمان الصعيبي (المطيري)
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيكم وغفرلي و لكم ورضي عني وعنكم(52/134)
ما معنى الدعوة الى المحبة والارادة الشرعية
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:07 م]ـ
قال بن تيمية فى النبوات ص15
فهم صفوة الامة وخيارها الى ان قال ويدعون الى المحبة والارادة الشرعية
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:19 م]ـ
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى 8/ 366:
... وَلِهَذَا كَانَ الشُّيُوخُ الْعَارِفُونَ كَثِيرًا مَا يُوصُونَ الْمُرِيدِينَ بِاتِّبَاعِ الْعِلْمِ وَالشَّرْعِ كَمَا قَدْ ذَكَرْنَا قِطْعَةً مِنْ كَلَامِهِمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ؛ لِأَنَّ الْإِرَادَةَ وَالْمَحَبَّةَ إذَا كَانَتْ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَشَرْعٍ كَانَتْ مِنْ جِنْسِ مَحَبَّةِ الْكُفَّارِ وَإِرَادَتِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ السَّالِكُونَ الْمُرِيدُونَ الصُّوفِيَّةُ وَالْفُقَرَاءُ الزَّاهِدُونَ الْعَابِدُونَ الَّذِينَ سَلَكُوا طَرِيقَ الْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ إنْ لَمْ يَتَّبِعُوا الشَّرْعَ الْمُنَزَّلَ وَالْعِلْمَ الْمَوْرُوثَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُحِبُّونَ مَا أَحَبَّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُبْغِضُونَ مَا أَبْغَضَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِلَّا أَفْضَى بِهِمْ الْأَمْرُ إلَى شُعَبٍ مِنْ شُعَبِ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ. وَلَا يَتِمُّ الْإِيمَانُ وَالْمَحَبَّةُ لِلَّهِ إلَّا بِتَصْدِيقِ الرَّسُولِ فِيمَا أَخْبَرَ وَطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ. أهـ
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرا(52/135)
ما معنى هذه الجملة للشيخ مصطفى حلمى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 09:12 م]ـ
قال فى كتاب المنهج السلفى لا الحداثة فى المقالة الثانية ص36 فى سياق الكلام على أنه فى الاسلام مبادئ ثابتة وبديهيات ليس فيها قديم وجديد
فقال
وعلى ذلك فان وحدة الدين كما عرفه سلفنا وكما ترشد اليه أصوله نابع من وحدة عقيدته واتفاق الغالبية عليها وعلى العكس فان الصور المتعددة لم تظهر الا عندما انقسمت الجماعة الاسلامية الأولى الى فرق وأحزاب كل حزب بما لديهم فرحون فتفتت كيان الامة وكسرت شوكتها(52/136)
مسألة العقليات والسمعيات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - 10 - 08, 11:35 م]ـ
ما معنى عنوان المسألة
ثم ما رأى بن تيمية فى تقسيم الادلة لعقليات وسمعيات؟(52/137)
ما معنى هذا الكلام ان الله أخفى الرضى فى الطاعة وأظهر الرضى فى الغضب
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - 10 - 08, 03:38 ص]ـ
ان الله أخفى الرضى فى الطاعة وأظهر الرضى فى الغضب
ـ[أم ديالى]ــــــــ[27 - 10 - 08, 11:57 م]ـ
؟؟؟؟؟؟
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 10 - 08, 03:44 ص]ـ
كي يستقيم المعنى ينبغي ان يكون هكذا:
ان الله اخفى الرضى في الطاعة، واظهر الرضى في المعصية ..
هل يمكن ان يكون المعنى ان المطيع لا يعلم ارضي الله عنه وقبل طاعته ام لا؟
و ان العاصي ان تاب من معصيته فالله وعده بالمغفرة ان تاب وكأن في هذا اظهار للرضى؟
مجرد تأمل؟!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - 10 - 08, 10:48 ص]ـ
وأليس من الممكن بقوله وأظهر الرضى فى الغضب يشير الى الاثر الذى لا اذكر منه سوى ان من أقسام الناس اذا انابوا الى الله فالاول منهم اذا اناب يقول الله له لبيك والثانى لبيك لبيك والثالث وهو الفاسق فيقول الله له لبيك لبيك لبيك
-
وهناك فائدم منحكم بن عطاء سمعتها من الشيخ سلمان العودة وهى
"ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول. وربما قضى عليك بالذنب، فكان سببا في الوصول. انتهى
لكن لااظن انه يقصد هذا لأنه كلامه يوحى بأنه يقعد قواعد اما كلام بن عطاء فليس بقاعدة بل هو هكذا أظن
ـ[مروان عبد الرحمان]ــــــــ[10 - 02 - 10, 02:44 م]ـ
لعلك تقصد هذا القول:
قال الامام علي بن الحسين رضي الله عنهما
إن الله أخفى أربعة في أربعة:
1 - أخفى رضاه في طاعته: فلا تستصغرن شيئاً
من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم.
2 - وأخفى سخطه في معصيته: فلا تستصغرن شيئاً
من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم.
3 - وأخفى إجابته في دعوته: فلا تستصغرن شيئاً
من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم.
4 - وأخفى وليه في عباده: فلا تستصغرن عبداً
من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تدري.
يا ليت من يوثق لنا هذا القول(52/138)
هل مسائل العقيدة لا يمكن الإختلاف حولها أبدا؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[27 - 10 - 08, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك عبارة شائعة و هو أن الإختلاف في الفقه قد يكون سائغا أما مسائل العقيدة فلا تقبل الخلاف، فهل هذه العبارة صحيحة؟
ـ[تركي العبسي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 01:46 م]ـ
أما إذا وجد دليل صحيح في المسائل الفرعية أو العقدية , فالخلاف لا يكون سائغاً وخصوصاً إن حصل إجماع بعد توفّر الدليل الصحيح سواءً من القرآن أو السنة (وأقصد بالإجماع , الإجماع الصحيح , وليس الإجماع الخيالي).
وأما إذا لم يوجد دليل أو تكافئت الأدلة , فينبغي التوقف في المسائل العقدية , وتمريرها كما مرروها السلف , وأما الفروع , فبين الأجر و الأجرين إن شاء الله.
وبارك الله فيك.
ـ[مسدد2]ــــــــ[27 - 10 - 08, 07:49 م]ـ
حرره المشرف
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[27 - 10 - 08, 08:32 م]ـ
أريد تفصيلا أكثر حول العقيدة.
هل لا يمكن الخلاف أبدا حول مسائل العقيدة؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:52 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية تحت شرح:
وكل ما يُطْلَبُ فيه الجزم، فَمَنْعُ تقليد بذاك حتم،
قال:
كل شيء يطلب فيه الجزم يجب أن يجتهد الإنسان فيه كل شيء يطلب فيه الجزم فإنك لا تقلد فيه يجب أن تعرف الحكم من الكتاب والسنة،
وعلى هذا فالعوام الآن الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، لو قالوا: نحن لا نعرف، لكن نسمع علماؤنا يقولون هكذا فآمنا،
نقول على كلام المؤلف: أن إيمانهم ليس بصحيح،
لأن الذي يطلب فيه الجزم لا بد أن يكون عن اجتهاد ولا يصح أن يكون عن تقليد،
لكن هذا القول ضعيف جداً،
ولهذا قال:
وقيل: يكفي الجزم إجماعاً بما،
يطلب فيه عند بعض العلما،
يعني: قال بعض العلماء: بل يصح التقليد فيما يطلب فيه الجزم وهذا القول هو الراجح،
المسائل العملية يجوز فيها التقليد بالاتفاق، كالوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، فهذه يجوز فيها التقليد بالاتفاق، ولا يمكن أن يلزم الإنسان الناس بالاجتهاد، لأن الاجتهاد في هذا صعب، والعامة لا يمكن أن يقرؤوا كتب الفقه،
أما مسائل العقيدة التي يجب على الإنسان فيها الجزم:
فقد اختلف العلماء: هل يجوز فيها التقليد أو لا بد من الوقوف على الدليل؟
ولا شك أن الوقوف على الدليل أولى حتى في المسائل العملية،
لأن الإنسان إذا بني عقيدته أو عمله على الدليل استراح وصار يعلم الآن أنه يمشي في طريق صحيح،
لكن إذا لم يمكن فهل يكفي التقليد أو لا يكفي؟
في هذا خلاف بين أهل العلم:
1. فمنهم من قال: إنه يكفي،
2. ومنهم من قال: إنه لا يكفي،
ولكن الحقيقة أنه لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة يجب فيها اليقين،لأن من مسائل العقيدة ما اختلف فيه العلماء،
وما كان مختلفاً فيه بين أهل العلم فليس يقينياً، لأن اليقين لا يمكن نفيه أبداً،
فمثلاً اختلف العلماء في عذاب القبر هل هو على البدن أو على الروح؟
واختلف العلماء في الذي يوزن هل هي الأعمال أو صحائف الأعمال أو صاحب العمل؟
واختلف العلماء في الجنة التي أسكنها آدم هل هي جنة الخلد أو جنة في الدنيا؟
واختلف العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه هل رآه بعينه - يعني في الحياة - أو رآه بقلبه؟
واختلف العلماء في النار هل هي مؤبدة أو مؤمدة؟
وكل هذه من العقائد، والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،
فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،
مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً)، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي،
(من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة، ينقدح في ذهنه أن المراد الإسراع في إثابته وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،
وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)، لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،
فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،
لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،
قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،
فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،
وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،
لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،
لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،
وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،
إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،
لأن الواقع يخالف ذلك، كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،
فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).
هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:
هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة؟
وعلى هذا فقس،،، أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/139)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[27 - 10 - 08, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[28 - 10 - 08, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي حسن فما نقلته فيه إجابة وافية لسؤالي
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 10 - 08, 03:39 ص]ـ
حرره المشرف(52/140)
طلب بلا حياء (أريد أن تشرحوا لي بعض مقاطع من كتاب الإبداع في مضار الإبتداع)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[27 - 10 - 08, 05:08 م]ـ
السلام عليكم
إخوانى الكرام هناك طلب لا استحى منه وأنا بين أكارم أهل السنة حملت العلم الشريف
والطلب هو شرح كتاب الإبداع فى مضار الابتداع وذلك بأن اكتب المقطع الذى لا افهمه وأضع بعده الاستشكالات التى سببت لى عدم الفهم ويقوم أحد الأكارم ممن رزقه الله فهم هذا الكلام فيوضحه لى وجزا الله من أعاننى خير الجزاء فإن وافق أحد الأخوة على مساعدتى بدأت بطرح الإستتشكالات
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:52 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب اطرح ما لديك
والأخوة ما يقصرون معك ان شاء الله(52/141)
إلى أهل العلم [ما هو شرك المحبة؟]
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 07:37 م]ـ
http://somiah.m.googlepages.com/salam2.gif
إلى أهل العلم
أرجو ممن لديه علم
أن يشرح لي ما هو شرك المحبة؟
أو يدلني على كتاب أجد به طلبي
فقد سُئلت عن هذا الأمر وليس لدي علم بتفاصيله
وجزاكم الله خير
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:36 م]ـ
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّا لِلَّهِ وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الاَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوَ اََنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءواْ مِنَّا كَذالِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:165 - 167].
قال ابن زيد: "هؤلاء المشركون، أندادهم آلهتهم التي عبدوا مع الله، يحبونهم كما يحب الذين آمنوا الله، والذين آمنوا أشد حباً لله من حبهم هم لآلهتهم".
قلت: وشرك المحبة هو أن يحب الرجل شيئا كحبه لربه جل وعلا، فإنه إذا سوى بين الخالق والمخلوق في المحبة، فقد أشرك بالله شيئا.
قال ابن القيم: "منزلة المحبة: وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علَمها شمّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروّح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرِمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدِمه حلّت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال، والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه .... " إلى آخر كلامه.
وقال سليمان آل الشيخ: "واعلم أن المحبة قسمان: مشتركة وخاصة.
القسم الأول: المشتركة، وهي ثلاثة أنواع:
أحدها: محبة طبيعية، كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء ونحو ذلك، وهذه لا تستلزم التعظيم.
الثاني: محبة رحمة وإشفاق، كمحبة الوالد لولده الطفل، وهذه أيضاً لا تستلزم التعظيم.
الثالث: محبة أنس وإلف، وهي محبة المشتركين في صناعة أو علم أو مرافقة أو تجارة أو سفر لبعضهم بعضاً، وكمحبة الإخوة بعضهم بعضاً.
فهذه الأنواع الثلاثة التي تصلح للخلق بعضهم من بعض، ووجودها فيهم لا يكون شركاً في محبة الله، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان يحب نساءه، وعائشة أحبّهن إليه، وكان يحبّ أصحابه، وأحبّهم إليه الصديق رضي الله عنه.
القسم الثاني: المحبة الخاصة، وهي التي لا تصلح إلا لله، ومتى أحبّ العبد بها غيره كان شركاً لا يغفره الله، وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة وإيثاره على غيره، فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلاً، وهي التي سوّى المشركون بين الله تعالى وبين آلهتهم فيها".
وأول شرك وقع كان في المحبة، وقد قص الله تعالى علينا أمر قوم نوح إذ كانوا أول من أشرك في المحبة، وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فبداية ذلك الشرك كان بالضلال في المحبة، فقد ضلوا في محبة الصالحين: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) [نوح:23].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/142)
فهؤلاء كما فسرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَْهِ وَسَلَّمَ أسماء رجال صالحين من قوم نوح، كان قوم نوح يحبونهم ويعظمونهم لله وفي ذات الله؛ لأنهم يعبدون الله، ولأنهم أولياء الله عز وجل؛ لأنهم يرونهم أقرب إلى الله منهم، فأحبوهم وعظموهم من أجل ذلك، فلما ماتوا قالوا: نخشى أن تموت ذكراهم بموتهم، فقالوا: لا بد أن نتذكرهم لنحبهم ولنحب الله ولنعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما كانوا يعبدونه، فصوروهم، ثم تناسخ العلم وعبدت تلك الصور وأصبحت أصناماً، وأصبحت الصور والأصنام آلهة معبودات من دون الله عز وجل حتى إنه لما بُعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لكل قبيلة من العرب صنمها المسمى بأسماء هؤلاء، كما بين ذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الحديث نفسه.
فإذاً معرفة حقيقة المحبة ضرورية جداً، والانحراف فيها قد يوقع في الشرك وفي الذنب العظيم الذي يحبط الأعمال، ولذلك أيضاً نجد أنه لا بد أن يحب العبد ربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن يحب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويفردهم بهذه المحلة الخاصة، فمن لم يكن في قلبه حب لله ولرسوله فهذا ليس بمؤمن وليس بمسلم، بل ذلك مقتضٍ لأن يحبط عمله وترد جميع أفعاله وأعماله، وإن كانت حسنة في ظاهرها، كما في الصحيحين من حديث أني بن مالك، والله سبحانه قد بين ذلك أيضا من حال المنافقين الذين يزعمون الإيمان ولكنهم كانوا في حقيقة قلوبهم يكرهون ما أنزل الله ويكرهون أوامره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فقال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:9] فلما كرهوا ما أنزل الله أحبط أعمالهم، وفي الآية الأخرى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) [التوبة:54].
ومن هنا جاء الوعيد الشديد في حق هذه الأمة إن هي ركنت إلى أي صارفٍ أو مُغرٍ أو ملهٍ عن محبة الله ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة:24].
فهذا فسق وعمل يستوجب الوعيد الشديد: (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) [التوبة:24] وهذا الأمر من أول بداياته أن يُذهب الله تبارك وتعالى النصر والعز والتمكين، ويورث تلك الأمة الذل والخسارة والضياع، كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديث الذي يقارب معنى هذه الآية: {إذا تركتم الجهاد وتبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم}، وهذا هو الوهن الذي أخبر عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حب الدنيا وكراهية الموت، لكن إذا كان الله ورسوله أحب إلينا من كل هذه المغريات والشهوات والملهيات فهذه هي حقيقة الإيمان، ولهذا يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً} ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الحديث الآخر: {ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار} فهذه هي حقيقة أو ضرورة المحبة، أن يكون قلب الإنسان ممتلئاً بحب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحب ما أمر الله ورسوله به، ولا يكون في قلبه أدنى مثقال ذرة من كره الله، أو كره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كراهية شيء مما جاء به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/143)
وقد وقع في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن في شأن المنافقين الذين خلت قلوبهم من محبة الله ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -عافنا الله وإياكم من النفاق- يقول الله تبارك وتعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:65 - 66] فهذه الآيات نزلت في المنافقين لما أظهروا بغض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكرههم واستهزاءهم بهم، فهم لم يستهزئوا بالله عز وجل بعباراتهم التي قالوها، ولم يستهزئوا برسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يظهروا بغض الله عز وجل، أو بغض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما أظهروا بغض الصحابة على طريق الاستهزاء بهم، الاستهزاء الذي ينمُّ عما في القلب من بغضاء وعداوة وحقد يتنافى مع المحبة التي أمر الله تعالى بها له ولرسوله وللمؤمنين، فقالوا: {ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أوسع بطوناً ولا أجبن عند اللقاء}، فهم سخروا واستهزءوا بالصحابة الكرام من القراء، بأنهم يقبلون عند الطعام، ويتأخرون عند الفزع وعند مجيء العدو، وكأن حال المنافقين العكس، وهذا هو أبطل الباطل وأكذب الكذب فماذا كانت النتيجة، أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآيات: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) [التوبة:65] وهذا الذي وقع، فعندما سألهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: إنما كنا نمزح ونلهو ونخوض ونلعب، ولم نكن نقصد الإساءة إلى الصحابة وإلى هؤلاء القراء.
وقد قسم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- الشرك إلى أربعة أنواع:
الأول: شرك الدعوة: والدليل قوله تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت:65].
الثاني: شرك النية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [هود:16،15].
الثالث: شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة:31]. وتفسيرها الذي لا إشكال فيه: طاعة العلماء والعباد في المعصية، لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي لعدي بن حاتم لما سأله، فقال: (لسنا نعبدهم!) فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.
الرابع: شرك المحبة: والدليل قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) [البقرة:165].
هذا ما تيسر لي قوله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 10:51 م]ـ
كلام شافي
جزاكم الله خير وأحسن إليكم
ومن له إضافة فليضيف بارك الله في الجميع
ولي سؤال: هل كثرة التفكير في المحبوب وكثرة الحديث عنه يعتبر من علامات الشرك في المحبة؟
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 11:22 م]ـ
* قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهُ الله، في: " الدرر" (13/ 73) مانصهُ:
" .. والمحبةُ تقسمُ إلى اربعةِ انواع:
1 - محبةٌ شركية: وهي محبة الذين قال اللهُ فيهم: (ومن الناس من يتخذُ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حباً لله) إلى قوله: (وماهم بخارجين من النار).
2 - المحبة الثانية: حب الباطل واهله، وبغض الحق واهله، وهذه صفة المنافقين.
3 - المحبة الثالثة: طبيعية، وهي محبةُ المال والولد، فإذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله فهي مباحة.
4 - والمحبة الرابعة: حُبُ اهل التوحيد، وبغض اهل الشرك، وهي اوثق عرى الإيمان، واعظم مايعبد بها الإنسان ربه. " اهـ.
وبنحو هذا، قال ابن القيم رحمه الله في " الجواب الكافي "، وانقلُ من كلامه ما نحتاجه:
" هنا اربعة انواع من الحب، يجب التفريق بينها، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها:
احدها: محبة الله:، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه، فإن المشركين وعُباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله ... - إلى ان قال -
الرابع: المحبةُ مع الله، وهي المحبةُ الشركية،، وكُل من احب شيئاً مع الله لا لله ولا من اجله ولا فيه فقد إتخذه ندا من دون الله وهذه محبةُ المشركين ".
وبنحوه قال إبن سعدي رحمه ُ الله في " القول السديد ": .. الثالث: محبةٌ مع الله وهي محبة المشركين لآلهتهم واندادهم من شجرٍ،وحجرٍ، وبشر، وملك، وغيره وهي اصل ُ الشرك واساسه ".
وقال ابن عثيمين -رحمه الله - في " القول المفيد " (2/ 623): " .. القسمُ الأول: محبةُ عبادة: وهي التي توجبُ التذلل والتعظيم، وان يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمهِ ما يقتضي ان يمتثل امرهُ ويجتنبَ نهيه، وهذه خاصةٌ بالله، فمن احب مع الله غيرهُ محبة عبادة: فهو مشرك شِركاً اكبر .. ".
وبقي الإشارة إلى التنبيه في ان إتخاذ الندية في المحبة منه ماهو شركٌ اكبر ومنهُ ماهودون ذلك ..
* ومضانُ هذهِ المسألة شُروحُ التوحيدِ كافة، في موضعين من الكتاب:
1 - باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا إله إلا الله.
2 - باب قول الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا .. ).واللهُ اعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/144)
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[27 - 10 - 08, 11:49 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو صهيب الرشيدي]ــــــــ[18 - 11 - 10, 05:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يا اختي ام عمار والي جميع الاخوة هنا نسال الله لنا ولكم الاخلاص في القول والعمل
أولا هذا الموضوع يحتاج الي تفصيل أكثر من هذا
فالشرك واحد وهو دعاء غير الله و ان تجعل لله ندا وهو خالقك ولكن هنا فرق عظيم بين من ان اتخذ ابتداء ندا من دون الله ثم احبه حبا كحب الله وبين المسلم في الاصل ولكن احب شيئا غير حب التاليه وهنا فرق عظيم
فقد قال الاخ ابو المعالي:قلت: وشرك المحبة هو أن يحب الرجل شيئا كحبه لربه جل وعلا، فإنه إذا سوى بين الخالق والمخلوق في المحبة، فقد أشرك بالله شيئا.
وهذا غلط لان المحبة تابعة للتاليه اي اعتقاد في من اتخذه ندا اي الاعتقاد فيه ثم صحبته المحبة ويجب التفريق(52/145)
سليمان بن عبد الوهاب تاب ورجع .. فهل راجعون!!
ـ[أبو يوسف الحسيني]ــــــــ[28 - 10 - 08, 07:41 م]ـ
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب تاب ورجع، فهل أنتم راجعون؟ (1/ 2)
خالد محمود الحماد
في الآونة الأخيرة خرجت علينا إحدَى الصحف المحلية بصفحة أَسْمَتْها "فكر"، وواللهِ، ما هي إلا "فَقر"؛ لأن كتابها يبنون كتاباتهم واستنتاجاتهم على الحدس والظن والعقل، ومن هؤلاء كاتب يهاجم مناوئي فكرِه ومعتقَدِه من غير دليل صحيح أو قول جليٍّ واضحٍ، بل هو يأخذ خلاصةَ فكرِه من كتب يهاجمُ أصحابُها بنَفَس الحاقد الجاهِل لا بفكر العالم المتبصِّر، وتارة تكون بضاعته المزجاة من كتب مشكوك في نسبتها أو قد تراجع عنها أصحابها.
ومن هذه الردود والكتب رد الشيخ سليمان بن عبدالوهاب على أخيه الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، وطار به هذا المتعالم، وفرح به، وظنه خير غنيمة؛ ليشفي صدره من هذه الدعوة التي طالما أرَّقت دعاة مذهبه، الذي لو سلطنا عليه الأضواء لانهار انهيار قصر تم بناؤه من صافي الرمل؛ لأنه ظن أن الرد إن كان من أقرب الناس للشيخ فهذا دليل قويٌّ على فساد الدعوة، ومن هنا يتجرَّأ هو وأمثاله على إعادة النظر بثوابت هذه الدعوة السلفية المباركة، التي خرجت من مشكاة النبوة، بل بدأت أول انطلاقتها عند قول جبريل - عليه السلام - لصاحب هذه الدعوة وداعيها الأول: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
وإن كان الشيخ سليمان من مناوئي الدعوة فهذا لا يُنقِصُها، بل يزيدها قوةً على قوتها، ويكون دليلاً قويًّا على صدق الداعي، وهذه سنة الأنبياء، وكذلك الدعاةُ المصلحون من بعدهم.
وهذا ما حدث من الشيخ سليمان في أول أمره، ولم يكن الشيخ سليمان بحجم علم الشيخ المجدِّد، وهذا ما صرح به الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ؛ حيث قال: "ثم لو فرضت صحته، فمن سليمان؟ وما سليمان؟ هذه دلائل السنة والقرآن تدفع في صدره، وتدرأ في نَحرِه، وقد اشتهر ضلاله، ومخالفته لأخيه مع جهله وعدم إدراكه لشيءٍ من فنون العلم، وقد رأيت له رسالةً يعترض فيها على الشيخ، وتأملتها، فإذا هي رسالة جاهل بالعلم والصناعة، مزجى التحصيل والبضاعة، لا يدري ما طحاها؟ ولا يحسن الاستدلال بذلك من فطرها وسواها". اهـ[1] ( http://www.alukah.net/articles/1/4083.aspx?highlight=%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af+%d9%8 5%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af&soption=0#_ftn1).
هذا شاهَد على العصر من أحفاد الشيخ، وممن عاصروا تلك الحقبة، وممن رد شبهات المشككين التي تفرحون بها تظنُّونها علمًا وفهمًا، وسيأتي الكلام عن هذه الشبهات، إن شاء الله تعالى.
ثم يذكر الشيخ عبداللطيف توبة الشيخ سليمان ورجوعه عن موقفه؛ حيث قال: "هذا وقد منَّ الله وقت تسويد هذا بالوقوف على رسالة لسليمان فيها البشارة برجوعه عن مذهبه الأول، وأنه قد استبان له التوحيد والإيمان، وندم على ما فرط من الضلال والطغيان". اهـ.
والرسالة موجهة منه إلى أحمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة، وهم كانوا على ما كان عليه سليمان من العداء للدعوة.
وسأذكر مقاطع منها، وهي موجودة بتمامها وكمالها، وكذلك الجواب عليها في كتاب "مصباح الظلام"، للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله.
قال الشيخ سليمان بن عبدالوهاب:
"فأحمد إليكم اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأُذكِّركم ما منَّ الله به علينا وعليكم من معرفة دينه، ومعرفة ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من عنده، وبصَّرنا به من العمى، وأنقذنا من الضلالة، وأُذكِّركم بعد أن جئتمونا في الدرعية من معرفتكم الحق على وجهه، وابتهاجكم به، وثنائكم على الله الذي أنقذكم، وهذا دأبكم في سائر مجالسكم عندنا، وكل من جاءنا - بحمد الله - يثني، والحمد لله على ذلك، وكتبت لكم بعد ذلك كتابين غير هذا أُذكِّركم وأحضُّكم، ولكن، يا إخواني، معلومكم ما جرى منَّا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى".
وقال أيضًا: "والمطلوب منكم أكثر مما تعملون الآن، وأن تقوموا لله قيام صدقٍ، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه، وأن تصرحوا لهم تصريحًا بيِّنًا بما كنتم عليه أولاً من الغي والضلال".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/146)
وقال: "وهذا شيءٌ أذكِّركمُوه مع أني - بحمد الله - أعلم أنكم تعلمون ما ذكرت لكم، ومع هذا فلا عذر لكم عن التبيين الكامل الذي لم يبقَ معه لبس، وأن تذاكروا ما جرى منا ومنكم أولاً، وأن تقوموا مع الحق أكثر من قيامكم مع الباطل، فلا أحق من ذلك، ولا لكم عذر".
هذا بعض رسالة الشيخ سليمان، وقد أرسلوا ردًّا على رسالته تستحق الذكر، ومنعًا للإطالة سأذكر كذلك مقاطع، وهي كافية - بإذن الله - لمن أراد الحق والبصيرة.
قالوا: "وبعد؛ فوصل إلينا نصيحتكم، جعلكم الله من الأئمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فنحمد الله الذي فتح علينا، وهدانا لدينه، وعدلنا عن الشرك والضلال، وأنقذنا من الباطل والبدع المضلة، وبصرنا بالإسلام الصرف الخالي من شوائب الشرك".
وقالوا: "فالمأمول والمبغيُّ منا ومنكم وجميع إخواننا التبيينُ الكامل الواضح؛ لئلا يغترَّ بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وأن نتمسَّك بما اتَّضح وابلَولَج من نور الإسلام، وما بيَّن الشيخ محمد - رحمه الله - من شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلَقَد حاربنا الله ورسوله، واتَّبعنا سبيل الغيِّ والضلال، ودعونا إلى سبيل الشيطان، ونكبنا كتاب الله وراء ظهورنا، جهلاً منا وعداوةً، وجاهدنا في الصد عن دين الله ورسوله، واتبعنا كل شيطانٍ تقليدًا وجهلاً بالله، فلا حول ولا قوة إلا بالله".
وقالوا: "فنحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو؛ حيث منَّ علينا بهذا الشيخ في آخر الزمان، وجعله بإذنه وفضله هاديًا للتائه الحيران". اهـ.
وقالوا: "وإنا نشهد بذلك، وقمنا مع أهله ثلاثين سنة، وعادينا من أمَرَ بتجريد التَّوحيد العداوة البيِّنة التي ما بعدها عداوة". اهـ.
فهَل بعد هذا القول عناد ومعاندة واستكبار؟
وأمَّا الشبهات التي سوَّد به صفحته وصفحة جريدته، فما هي إلا أكاذيب لا أصل لها، وإن كان صادقًا فليثبت ذلك من كلام الشيخ أو أحد أعلام الدعوة السلفية، وكتبُهم مشهورةٌ معروفةٌ بدلاً من الالتجاء إلى كتبٍ عفا عليها الزمن، وتبرأ منها أصحابها، أو الاعتماد على كتب البوطي الكاسدة، والتي تقطر حسدًا وغلاًّ على هذه الدعوة المباركة وعلمائها، وسأثبت بحول الله وقوته - من كلام الشيخ - كذب المقال المفترى.
وللحديث بقية
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 10 - 08, 07:56 م]ـ
جزى الله الكاتب خيرا.
وهذا هو كتاب: مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=3355&d=1072924788)
للشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:15 م]ـ
وانظر كتاب دعوى المناوئين للشيخ محمد بن عبدالوهاب
للدكتور عبدالعزيز العبداللطيف(52/147)
الخمس أكبر خدعة في تاريخ الشيعة
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 10 - 08, 08:50 م]ـ
الخمس أكبر خدعة في تاريخ الشيعة
بقلم / أحمد فهمي
تأملات في خفايا الصراع بين قم والنجف 2 من2
تكلمنا في الحلقة السابقة (1) ( http://www.albainah.net/Index.aspx?function=Item&id=1714&lang=) عن جذور الصراع الهائل بين مدينتي قم والنجف على المرجعية الشيعية العامة، وأن إنهاء نظام صدام حسين شكل تهديدا كبيرا لانفراد قم بالمرجعية أكثر من خمسة وعشرين عاما، فمرجعيات العراق تخطط لعودة المرجعية إلى مجراها الطبيعي والتاريخي في النجف، وهو ما لن يرضي الملالي في إيران، وقد ذكرنا بعض جوانب الصراع بين المرجعيتين، ومنها ولاية الفقيه، وزعامة الطائفة الشيعية، وسوف نكمل الحديث اليوم عن الركيزة الثالثة من ركائز الخلاف المستعر بين قم النجف، وهي: الخمس ..
والحديث عن الخمس في الواقع لا يكفيه مقال واحد، بل يحتاج إلى مجلدات، فهذه الفريضة المزعومة هي أكبر خدعة في التاريخ الشيعي، فهي تثبت من جهة خبث القادة والرموز، ومن جهة أخرى حماقة الأتباع، وسوف نقسم الحديث عن هذه الركيزة في عدة نقاط، تتناول تعريفا مختصرا لها، وكيفية جمعها وتقسيمها، وأثرها على المذهب الشيعي، بما يوضح في النهاية لماذا يعد الخمس بمفرده المحرك الخفي للصراع بين قم والنجف ..
أولا: أصل الخمس .. قصة الاختراع وأهم المعالم:
الدليل الواضح على كون الخمس فريضة مخترعة، على الرغم من مكانتها الهائلة وتأثيرها البالغ في تاريخ المذهب الشيعي، هو أنه حتى أواخر القرن الخامس الهجري لم يكن هناك شئ في الفقه الشيعي يسمى الخمس، وجميع كتب الفقه في المذهب التي ألفت قبل هذا التاريخ ليس بها باب أو حتى مسئلة تتحدث عن هذه الفريضة المزعومة، وأحد مؤسسي الحوزة العلمية في النجف، واحد اكبر فقاءههم، والذي يطلقون عليه شيخ المذهب: محمد بن حسن الطوسي، لم يذكر في كتبه الفقهية الأشهر لدى الشيعة أي شئ عن فريضة الخمس هذه، رغم أنه عاصر أوائل القرن الهجري الخامس ..
وقد بدأ الحديث عن الخمس إبان الخلافة العباسية، التي لم تكن تفرض لعلماء الشيعة أي أعطيات أو مخصصات لعدم اعترافها بمذهبهم، ولم تكن الأموال الموقوفة من أثرياء الشيعة كافية، وكانت النتيجة أن الفقهاء وطلاب العلم في المذهب كانوا يعانون من الفقر والعوز الشديدين، وكان المخرج الذي تفتقت عنه الأذهان وقتها تقديم تفسير جديد مخترع للآية الكريمة (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) وهذا التفسير البدعي المزعوم يعني أن يدفع الإنسان خمس ما يغنمه في الحرب أو في غير الحرب حسب التقسيم المذكور في الآية، فالخمس إذن واجب في كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارة وفي الكنوز والمعادن والغوص وغير ذلك، و الأصل لدى الشيعة أنه يدفعها للإمام، ولأن الإمام غير موجود فهو يدفعها لنائبه، أي المرجع الديني الذي يقلده ..
ولما كان إلزام الشيعة بهذا المبدأ المبتدع يبدو عسيرا بالدعوة المجردة، أضيفت طائفة من المقبلات والمشهيات، فظهرت فجأة النصوص التي تهدد وتتوعد من يتخلف عن دفع الخمس بعذاب النار الأبدي وأنه يصير من الكفار، وبرزت أحكام عجيبة تتحدث عن عدم إقامة الصلاة في دار الشخص الذي لا يستخرج الخمس من ماله، أو الجلوس على مائدته وهكذا ..
ومع الوقت ترسخت الفريضة في المذهب، وصارت من ركائزه الأساسية، وانتعشت وأثرت المرجعية الدينية التي تحولت إلى دولة موازية للدولة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في مناطق انتشار المسلمين الشيعة وبالأخص في إيران، وتبلغ ميزانية بعض المراجع المتولدة من نسبة الخمس الآن حدًا من الضخامة يجعله يزيد عن ميزانيات دول في العالم الثالث، لكن يظل هناك عدم إعلان عن أرقام هذه الميزانيات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/148)
ومن المهم هنا أن نذكر أن فقهاء الشيعة في مقابل تضييقهم على أتباعهم بفرض الخمس في أموالهم، فتحوا لهم المجال واسعا بإباحتهم أكل أموال أهل السنة - والذين يسميهم الشيعة بـ" الناصبة " - واعتبار ذلك من الأعمال المندوب إليها، ويذكرون في ذلك نصوص ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم والسلف زورا وبهتانا، مثل: " خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس"، " مال الناصب وكل شيء يملكه حلال" وجاء في كتب الفقه عندهم "إذا أغار المسلمون على الكفار فأخذوا أموالهم فالأحوط بل الأقوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن الغيبة وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلة " (العروة الوثقى) ومن المسلم به أن مفهوم الكفار عند الشيعة الإثنى عشرية يشمل كل المسلمين ما عدا طائفتهم ..
ثانيا: الخمس نصفه الأول للمرجعيات، والنصف الآخر .. للمرجعيات:
قرر فقهاء الشيعة أن الخمس يقسم ستة أسهم، سهم لله وسهم للنبي عليه الصلاة والسلام، وسهم للإمام، وهذه الثلاثة تدفع لصاحب الزمان يعني المهدي الغائب المنتظر – لاحظ أنها لم تكن تدفع من الأصل لأي من الأئمة الإثنى عشر في حياتهم – وطالما أنه لم يظهر بعد، فإن نصيبه يذهب مؤقتا للفقيه الشيعي المجتهد، أما الأسهم الثلاثة الأخرى للأيتام والمساكين وأبناء السبيل، فيوزعها الإمام أيضا بمعرفته وعن طريق وكلائه المنتشرين في بقاع جغرافية في أنحاء العالم، ويشترط أن توزع على الشيعة الإمامية لا غيرهم ..
ويقول الدكتور علي السالوس: " ومن واقع الجعفرية في هذا الأيام نجد أن من أراد أن يحج يقوم كل ممتلكاته جميعاً ثم يدفع خمس قيمتها إلى الفقهاء الذين أفتوا بوجوب هذا الخمس وعدم قبول حج من لم يدفع، واستحل هؤلاء الفقهاء أموال الناس بالباطل " ويعتبر كثير من المختصين أن حرص حكومة الملالي على زيادة أعداد حجاجها سنويا هو بغرض تعظيم نسبة الخمس التي يدفعها هؤلاء قبل حجهم ..
ثالثا: تأثير الخمس في المذهب الشيعي:
يمكن بثقة أن نقول – والله أعلم – أنه لولا الخمس لاندثر المذهب الشيعي منذ زمن بعيد، فقد كان المال المتدفق من هذه الفريضة هائلا للدرجة التي حولت المرجعيات الدينية الشيعية إلى أباطرة يحكمون كقادة الدول، ويتحكمون في العباد وأحوالهم، ويقدرون على أن يُسيروا في ركاب مذهبهم من يغريه بريق الذهب، فصادف المذهب مراحل انتعاش كبرى وتوسعت دائرة أتباعه، ولكن مع ملاحظة أن عددا كبيرا منهم كان العامل المشترك بينهم الاستجابة للبريق الأصفر ..
والحال هكذا أصبح منصب المرجع منصبا تهفو إليه القلوب وتتطلع له الأنظار، لأنه مصب القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وأصبحت البلد التي تجمع كبار المرجعيات وتعد عاصمة المذهب الشيعي وقبلته العلمية، مدينة خليقة بأن توضع في مصاف الدول، كونها تجمع بقوة المال نفوذا وسلطانا هائلين، وقد تمكن الخميني بفضل قوة المرجعية الشيعية في قم وإمكاناته المالية الهائلة من إسقاط نظام الشاه في إيران، ومن ثم فتح المجال واسعا لضخ كميات هائلة من الأموال إلى خزائن المرجعيات في قم في غيبة تامة للنجف ..
وهذه القدرة التمويلية هي التي غذت وتغذي دور النشر التي تقذف سنوياً بمئات النشرات والكتب والمراجع المليئة بما هو ضد الأمة الإسلامية السنية ودينها، والتي كانت الصبغة الإيرانية واضحة عليها طيلة السنوات الخمس والعشرين الماضية، حتى أن كثيرا من ذوي التطلعات والراغبين في الإثراء من الكتاب والصحفيين والإعلاميين بصفة عامة، وبعض رجال الدين والنافذين في مجالات مختلفة، كانوا يسعون لتقديم خدماتهم للمارد المالي الشيعي، ولو بتحولهم إلى دعاة للمذهب الشيعي في بلادهم ..
ويمتد أثر هذا المال المتراكم إلى العلاقة بين الشيعة والسنة، حيث يقول د. علي السالوس: " وأعتقد أنه لولا هذه الأموال لما ظل الخلاف قائماً بين الجعفرية وسائر الأمة الإسلامية إلى هذا الحد، فكثير من فقهائهم يحرصون على إذكاء هذا الخلاف حرصهم على هذه الأموال " ..
ويذكر بعض الباحثين أن توافر المال بهذه الصورة بين أيدي علماء الشيعة جعلهم – عن طريق أتباعهم - يحاولون السيطرة على معظم الأعمال التجارية والشركات ومواد التموين في البلاد التي يتواجدون فيها، حتى يتحكموا بأقوات الناس وضرورياتهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/149)
رابعا: الخمس أفسد مرجعيات الشيعة:
في ظل الخمس تحول المرجعيات الدينية إلى ما يشبه شركات الجباية المنظمة، حيث يفتتح المرجع له في عدد كبير من الدول مكاتب ويتخذ وكلاء يقومون بتقديم الفتاوى للمقلدين بصفة ثانوية، وبجمع أموال الخمس منهم بصفة رئيسة، ويحدث بين هذه المكاتب والوكلاء تنافس محموم على جذب الأتباع المغفلين الذين يقدمون خمس أموالهم إلى المرجع الديني وهم يتمنون الرضا، وقد أصبحت منزلة المجتهد محل منافسة شديدة ويتكالب عليها أعداد كبيرة من علماء الشيعة، واللافت هنا انه لا توجد أي رقابة على المرجع في تسلمه للأموال أو كيفية إنفاقه لها، ويقول بعض الباحثين في الشأن الشيعي أن: " الفقه الشيعي المفبرك الذي اخترع فريضة الخمس واستحدث لها نصوص موضوعة، لم يتحدث عن كيفية متابعة أو رقابة المجتهد في إنفاقه لهذه الأموال، بل تتحدث المراجع عن حرية مطلقة في هذا الباب " ولذلك انتشر الفساد بين رجال الدين الشيعة بسبب هذه الأموال، ويقول الباحث محمد مال الله: " أعرف مجتهداً من مجتهدي الشيعة لا زال على قيد الحياة وقد ادخر من الخمس ما يجعله زميلا لقارون الغابر أو القوارين المعاصرين، وهناك مجتهد شيعي في إيران قتل قبل سنوات معدودة كان قد أودع باسمه في المصارف مبلغا يعادل عشرين مليون دولار أخذها من الناس طوعا أو كرها باسم الخمس والحقوق الشرعية، وبعد محاكمات كثيرة استطاعت الحكومة الإيرانية وضع اليد على تلك الأموال كي لا يقسمها الورثة فيما بينهم " ..
وعلى صعيد التنازع بين قم والنجف، فقد كان محمد صادق الصدر والد مقتدى الصدر الزعيم الشيعي البارز حاليا، مرجعا دينيا في العراق في عهد صدام حسين، وكان معارضا وناقما على السيطرة الإيرانية على منصب المرجع في العراق، واتهم مراجع النجف بالفساد في إدارة أموال الخمس، وكشف أن العراقيين لا يستفيدون من هذه الأموال الطائلة التي تجبى منهم كل عام، بل إن أهالي النجف أنفسهم حيث يعيش المرجعيات يعانون من الفقر وشظف العيش في ظل مرجعيات تتحكم بعشرات الملايين من الدولارات، وقد كانت هذه المعارضة من صادق الصدر والتهديد بسلب مراجع النجف الإيرانيين مصدر قوتهم وعزتهم سببا رئيسا في اغتياله عام 1999م كما يرجح كثير من الباحثين على أيدي هذه المراجع وعلى رأسهم السيستاني والحكيم، وليس بأيدي مخابرات صدام حسين، وهو ما يفسر سبب العداء الواضح بين مقتدى بن صادق الصدر وهذه المراجع في الوقت الحالي، ومعروف أن أتباع الصدر قتلوا عبد المجيد الخوئي أحد معارضي نظام صدام، وابن المرجع الخوئي المعروف – مات عام 1993 م – وكان الخوئي الابن قد قدم بغداد في حماية قوات الاحتلال للاضطلاع بدور في عهد ما بعد صدام لكنه قتل على باب منزل مقتدى الصدر وبأيدي أتباعه، والخوئي المقتول كان يدير مؤسسة الخوئي العالمية من لندن بعد أن ورث أموال الخمس بعد مقتل أبيه، وهي تعد حسب التقديرات غير الرسمية بعشرات الملايين من الدولارات التي لم يستطع أحد أن يسترجعها منه ..
ونذكر مثالا لما يكتبه بعض المثقفين الشيعة المعارضين لتلك الحال الفاسدة، حيث يقول الكاتب الشيعي سالم علي متحدثا عن تسلسل الفساد في المرجعية بدءا من الخوئي: " ورث المنصة – المرجعية - السيد الخوئي، وموقفه لا يحتاج إلى بيان، والمليارات التي ورّثها لأولاده وأرحامه لا تأكلها النيران، والجاه والنعيم الذي يعيشه أولئك فوق الخيال، بل يكفي أن يتأمل أحد كيف كان يعيش ولده مجيد في لندن، بل وكيف كان يحيا صهره جلال وأولاده الذين جابوا شرق الدنيا وغربها وهم ينثرون حقوق الفقراء من الشيعة على ملاذهم وملاهيهم " ويوسع الكاتب دائرة الاتهام لتشمل المرجعيات الإيرانية في العراق والتي يقول أنها كانت موالية لنظام صدام حسين ولذلك: " لا غرو أن تتضخم ثروات هؤلاء المراجع، وتزداد قدراتهم، وتمتد شبكاتهم، وتجند لتحقيق هالاتهم الكثير من الأقلام المأجورة، والنيات الساذجة، حين تطارد اللعنة والاتهامات، بل والقتل غيرهم "، ثم يوجه سهام نقد خاصة للسيستاني: " واليوم تطل علينا مرجعية لا يجهل حقيقتها إلا السذّج والبسطاء، انتقلت إلى يديها قدرات مادية ضخمة، وشبكات معقدة تمتد إلى أنحاء العالم، ومصالح مادية متشابكة ستكشفها الأيام،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/150)
باتت ووفق سياسة لم تعد خافية تتحدث جزافاً وظلماً باسم شيعة العراق، ودون وجه حق، أو حجة منطقية خلا ما يروج له اتباعها ومريدوها " ..
وقبل ذلك كان نجل أبو الحسن الأصفهاني – أحد المراجع الشيعية السابقة – قد قتل لأسباب تتصل بالأموال الشرعية للمرجعية ..
ولنا أن نتخيل عددا محدودا من رجال الدين يتحكمون في أرصدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات – غير معروفة على وجه الدقة – ثم تبدأ فئات جديدة من رجال الدين في الظهور، وتسلك مسلكا تنافسيا لسلب هؤلاء نفوذهم، وسحب البساط السحري من تحت أقدامهم، إن الصراع الذي ينشب في هذه الحالة خليق بأن يشكل الحدث الأبرز في تاريخ الشيعة المعاصر ..
خامسا: المرجعيات والدجاجة الخليجية والذهب:
لا توجد في الخليج مرجعية دينية مؤهلة لتقليدها وجمع أموال الخمس من الأتباع، ولذلك يتوزع شيعة الخليج بين مختلف المراجع الدينية، فهناك من يتبع السيستاني – إيراني - في العراق، وآخرون يتبعون خامنئي المرشد الإيراني أوالشيرازي والتبريزي وهم إيرانيون مقيمون في إيران، وقلة تتبع محمد حسين فضل الله في لبنان ..
وهذا يعني أن الخمس الخليجي – المتضخم – يصب جزء كبير منه في جيب الإيرانيين، وهذا لعمري نفوذ هائل ومزرعة دجاج لا تتوقف عن بيض الذهب، وبدونه ستفقد قم مصدر دخل كبير لا يعوض، وهذا الفقد سيأتي في المقام الأول من المنافسة الواعدة للنجف العراقية، حيث الانتماء العربي له تأثير في هذا المجال، كما أن الفقه العراقي الشيعي يتميز عن مثيله الإيراني بالسهولة والبساطة إلى حد ما، ما يعني أن بوصلة التقليد والاتباع في الفتاوى ستبدأ في تغيير وجهتها نحو النجف، وهو ما يحفر أخاديد هائلة في خفايا العلاقة بين مرجعيات المدينتين الشيعيتين الأكبر ..
وقد أثمر هذا الصراع الخفي بين قم والنجف في ظهور دعوات بين شيعة الخليج تطالب بمرجعيات دينية خليجية تتسلم أموال الخمس وتفتي أتباع المذهب بعيدا عن التنافس العراقي الإيراني على أموالهم، ولتظل البيضة داخل العش ..
وهناك عوامل من شأنها أن تسعر هذا الصراع، منها أن تزايد معدلات استخراج النفط العراقي من شأنه ان يساهم في زيادة متوسط الدخل، ولو انتعش اقتصاد الدولة، فإن ذلك يعني زيادة هائلة في مدخولات الخمس التي يدفعها الشيعة العراقيون سواء إلى قم أو النجف ..
ولا ينتهي الصراع بين النجف وقم عند الزعامة أو الولاية أو الخمس، فهناك ركائز أخرى لهذا الصراع المشهود، ولكن لها حديث آخر إن شاء الله ..
_______________________________________________
(1) تأملات في عالم المرجعيات المعقد بين قم والنجف ( http://www.albainah.net/Index.aspx?function=Item&id=1714&lang=)
المصدر: موقع البيَّنة ( http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=1686).(52/151)
لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى: دفاعا عن شيخ الإسلام
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:02 م]ـ
لا يطّلع على اللوح المحفوظ غير الله تعالى:
دفاعاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
الحمد لله وبعد:
فقد قُمتُ منذُ فترة من الزمن بنشر موضوع عن حكم التسبيح بالسبحة وخلصتُ فيه اتبّاعاً لكبار علماء الأمّة أنّ التسبيح بالسبحة مُحدثٌ يجبُ إنكارُه وقُلتُ في أثناء الموضوع أنّ تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيّئة أو تقسيمها إلى خمسة أقسام قولٌ لم يعرفه أئمّة الإسلام الأوّلين وأنّ هذا الأخير هو من ابتكار العزّ بن عبد السلام رحمه الله وغفر له، فقلتُ أنّه بالإضافة إلى كون العزّ بن عبد السلام صوفيٌّ خرافيٌّ أشعريٌّ فإنّ كلّ النّاس يؤخذ من كلامهم ويُردُّ إلى المعصوم صلى الله عليه وسلّم.
فلما نشرتُ الموضوع في منتديات الشروق (الأفول) استنكر أحد الصوفية الجهمية قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه خرافي فقُمتُ بنشر مقال للشيخ خالد الظفيري وفقه الله بعنوان ((حقيقة العزّ بن عبد السلام وموقف شخ الإسلام ابن تيمية منه)) وأضفتُ إليه أمورا من عندي وسمّيتُ الموضوع: ((هدّية لمن أنكر عليّ قولي عن العزّ بن عبد السلام أنّه أشعري صوفي خرافي)) وكان ممّا أظهرته في الموضوع بالخطّ العريض قول العزّ بن عبد السلام عفا الله عنه: كما في كتابه ((قواعد الأحكام (1/ 118 - 119):
((فصل وما يثاب عليه من العلوم.
وذكر منها:
الثالث: علوم يمنحها الأنبياء والأولياء بأن يخلقها الله فيهم من غير ضرورة ولا نظر ... إلى أن قال: الضرب الثاني: علوم إلهامية يكشف بها عما في القلوب فيرى من الغائبات ما لم تجر العادة بسماع مثله، وكذلك شمه ومسه ولمسه وكذلك يدرك بقلبه علوماً متعلقة بالأكوان وقد رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض.
ومنهم من يرى الملائكة والشياطين والبلاد النائية بل ينظر إلى ما تحت الثرى!
ومنهم من يرى السموات وأفلاكها وكواكبها وشمسها وقمرها على ما هي عليه!!
ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان!!!!
ويفهم أحدهم منطق الطير فسبحان من أعزهم وأدناهم، وأذل آخرين وأقصاهم ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء)) اهـ
فما كان من المدعو عبد الله ياسين إلا أن يستعين بشيخه ( google) للعثور على كلام يُدينُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بمثل ما افتراهُ المُلقّب بـ (سُلطانُ العلماء) العزّ بن عبد السلام.
وبعد البحث الكثيف في مُحرّكات البحث وقع هذا الصوفي الخرافي على كلام عند الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى في كتابه (مدارج السالكين 2/ 487 وما بعدها) دار الكتاب العربي، ط 2، 1393هـ/1973مأنقله للقرّاء وأطلب منهم أن يقارنوا بين كلام ابن القيّم والعزّ بن عبد السلام رحمهما الله تعالى ثمّ يحكموا بالعدل أيُّ الكلامين خرافة وضلال:
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
((فصل الفراسة الثالثة: الفراسة الخلقية وهي التي صنف فيها الأطباء
وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه: على سعة خلق صاحبه واحتماله وبسطته وبضيقه على ضيقه وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة وهو الشكل على شجاعته وإقدامه وفطنته وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه.
ومعظم تعلق الفراسة بالعين فإنها مرآة القلب وعنوان ما فيه ثم باللسان فإنه رسوله وترجمانه.
وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة على البلادة وبإفراطه في الجعودة على الشر وباعتداله على اعتدال صاحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/152)
وأصل هذه الفراسة: أن اعتدال الخلقة والصورة: هو من اعتدال المزاجوالروح وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال: يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال هذا إذا خليت النفس وطبيعتها ولكن صاحب الصورة والخلقة المعتدلة يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره ولو أنه من الحيوان البهيم فيصير من أخبث الناس أخلاقا وأفعالا وتعود له تلك طباعا ويتعذر أو يتعسر عليه الانتقال عنها وكذلك صاحب الخلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال يكتسب بصحبة الكاملين بخلطتهم أخلاقا وأفعالا شريفة تصير له كالطبيعة فإن العوائد والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق.
فليتأمل هذا الموضع ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه فإن القاضي حينئذ يكون خطؤه كثيرا فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة وقد تتخلف عنها أحكامها لفوات شرط أو لوجود مانع.
وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه.
فعينه للسيماء والعلامات.
وأذنه: للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه وفحواه وإشاراته ولحنه وإيمائه ونحو ذلك.
وقلبه للعبور: والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه فيعبر إلى ما وراء ظاهره كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والاطلاع عليه: هل هو صحيح أو زغل؟
وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل إلى باطن الروح والقلب فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد.
وكذلك نقد أهل الحديث فإنه يمر إسناد ظاهر كالشمس على متن مكذوب فيخرجه ناقدهم كما يخرج الصيرفي الزغل من تحت الظاهر من الفضة.
وكذلك فراسة التمييز بين الصادق والكاذب في أقواله وأفعاله وأحواله.
وللفراسة سببان:
أحدهما: جودة ذهن المتفرس وحدة قلبه وحسن فطنته.
والثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطىء للعبد فراسة وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر: كانت فراسته بين بين.
وكان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة وله الوقائع المشهورة.
وكذلك الشافعي رحمة الله وقيل: إن له فيها تآليف.
ولقد شاهدت من فراسةشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما:
· أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام وأن كلب الجيش وحدته في الأموال: وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة.
· ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام.
قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو.
وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر.
ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور: اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن
القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا.
قالوا: أفتحبس قال: نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس. سمعته يقول ذلك.
ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك وقالوا: الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال.
فقيل له: ما سبب هذه السجدة فقال: هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره فقيل له: متى هذا فقال: لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه.
وقال مرة: يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له: أو غيري لو أخبرتهم فقال: أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة.
وقلت له يوما: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال: شهرا.
وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/153)
وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم. انتهى
فكلام ابن القيّم رحمه الله تعالى واضح بيّن أنّه عن الفراسة لا عن علم الغيب الذي ادّعى (سلطان علمائكم) العزّ بن عبد السلام رحمه الله أنّ من النّاس من يقرأ في اللوح المحفوظ!!
ولو تأمّل القارئ قليلا في تكرار الإمام ابن القيّم لكلمة ((استدلال)) لبان له أنّ المقصود هو الفراسة لا ادّعاء القراءة في اللوح المحفوظ!!
ذلك أنّ الاستدلال مبنيٌّ على المُشاهدة والتجربة فشيخ الإسلام رحمه الله لسعة مشاهدته واطّلاعه وسعة خبرته لحال النّاس استطاع أن يستدلّ بالأحوال الظاهرة على الأحوال الباطنة أو الأحوال الحاضرة على الأحوال الغائبة وهكذا.
فأين هذا من ذاك؟؟!!
أمّا عن قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (( ... لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام ... )). فليس من ادّعاء القراءة في اللوح المحفوظ في شيء وإنّما المقصود أنّ الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ أنّ الأرض يرثها عباده الصالحون وأنّ النّصر والتمكين يكون لأهل التوحيد والسنّة وأهل الطاعة والإنابة فلمّا رأى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تحقّق هذه الأوصاف والشروط في الجيش الذي كان هو فرداً من أفراده وجُنديّا من جنوده قال رحمه الله: ((لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام)). مصداقا لقوله تعالى:
((وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))
وقوله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))
وقوله ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))
وقوله ((إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ))
وقوله: ((وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))
وقوله: ((بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ. وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))
وقوله: ((وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً)).
قال الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله: ((فدلَّ هذا الخبر الكريم على أنَّ ولايةَ الله ونصرَه يُرفعان عن عن أهل السوء؛ وذلك لأنَّ عدوَّ المسلمين لا ينتصرُ عليهم لقوَّتِه، وإنَّما ينتصرُ عليهم حين يتْركُهم ربُّهم، ويَكِلُهم إلى أنفسِهم، فهنالك تكون الغلبة لِمَن غلب، والله المستعان)).
وقال حفظه الله: ((أعظمُ شيءٍ يُعِدُّه المؤمنون ليتَقَوَّوْا على عدُوِّهم هو أن يتَّصلوا بالله، توحيداً، ومحبَّةً، ورجاءً، وخوفاً، وإنابةً، وخشوعاً، وتوكُّلاً، ووُقوفاً بين يديه، واستغناءً عمّا سِواهُ، فقد بيَّن اللهُ تعالى في كتابه أنَّ المستحقِّين للاستخلاف في أرضه هم الذين استقرَّ في قلوبهم الخوفُ من مقامه والخوفُ من وعيده، فقال: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ. وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/154)
وهؤلاء هم أهل التوحيد الخالص الذين وعدهم الله بالنَّصر والتمكين والأمن والاستخلاف، فقال: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)). انتهى من مواضع مختلفة من كتابه الماتع ((السبيل إلى العزّ والتمكين))
وفعلا فقد كانت الغلبة لجيش المُسلمين وهُزم التتر هنالك وانقلبوا خاسئين. فإنّه (لَمَّا داهمَ التَّتارُ أهلَ الشّام، خرج المسلمون لمواجهتهم، وكانت فيهم شركيَّاتٌ، فجل ابنُ تيمية – رحمه الله – يصحِّح عقيدَتَهم ويدعوهم إلى التوحيد، كما قال في ردِّه على البكري المطبوع باسم ((تلخيص كتاب الاستغاثة)) (2/ 731 – 738:ت تحقيق عجال):
((وكان بعض الأكابر من الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول: هذا أعظم ما بيَّنتَه لنا؛ لعلمه بأنَّ هذا أصلُ الدِّين، وكان هذا وأمثالُه في ناحيةٍ أخرى يدعون الأمواتَ، ويسألونهم، ويستجيرون بهم، ويتضرَّعون إليهم، وربَّما كان ما يفعلونه بالأموات أعظم؛ لأنَّهم إنَّما يقصدون الميِّتَ في ضرورةٍ نزلت بهم، فيدْعونه دعاء المضطرّ، راجين قضاءَ حاجتهم بدعائه والدّعاء به أو الدعاء عند قبرة، بخلاف عبادتهم اللهَ تعالى ودعائهم إيّاه، فإنْهم يفعلونه في كثيرٍ من الأوقات على وجه العادة والتكلُّف، حتّى إنَّ العدوَّ الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشفَ ضرِّهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التَّتْر****لوذوا بقبر أبي عُمَرْ
أو قال:
عوذوا بقبر ابي عُمَرْ****يُبْجِيكم من الضَّرَرْ))
ثمَّ قال – رحمه الله – بعد كلامه السابق:
((فلمّا أصلح الناسُ أمورَهم وصدقوا في الاستغاثة بربِّهم نصَرَهم على عدوِّهم نصراً عزيزاً، ولم تُهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً؛ لما صحّ من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك؛ فإنَّ اللهَ تعالى ينصرُ رسولَه والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهادُ)) انتهى من ((السبيل إلى العزّ والتمكين)).
فبان بهذا الكلام إن شاء الله تعالى مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله: ((كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام)) وهو بعيد جد البعد عن كلام العزّ بن عبد السلام: ((ومنهم من يرى اللوح المحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير الأقلام وأصوات الملائكة والجان))!!!!
ولمزيد البيان فهذا كلام لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى واضح بيّن أختم به هذا المقال فيه دفع لأيّ شُبهة قد تعلقُ في ذهن من لم يعرف للنّاس قدرهم ولم ينزلهم منازلهم.
قال رحمه الله تعالى:
((فان قيل هم يذكرون لمعرفة النبي بالغيب سببا آخر وهو أنهم يقولون أن الحوادث التي في الأرض تعلمها النفس الفلكية ويسميها من أراد الجمع بين الفلسفة والشريعة باللوح المحفوظ كما يوجد في كلام أبى حامد ونحوه وهذا فاسد فان اللوح المحفوظ الذي وردت به الشريعة ((كتب الله فيه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)) كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم واللوح المحفوظ لا يطلع عليه غير الله ... ((الرد على المنطقيين لابن تيمية)) ص474 الناشر: دار المعرفة، بيروت، لبنان.
هذا وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
أبو عبد الله غريب الأثري
27/ 08/2008 م
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - 10 - 08, 05:19 ص]ـ
أظننى سمعت ان فى المسألة خلاف سائغ
وسمعت وفيها احاديث ضعيفة
ـ[ابو عبد الله غريب الاثري]ــــــــ[29 - 10 - 08, 07:57 م]ـ
أظننى سمعت ان فى المسألة خلاف سائغ
وسمعت وفيها احاديث ضعيفة
لستُ أفهم هذه الجملة أخي الكريم؟؟؟
أيّ خلاف في قول الله جل وعلى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ... ؟؟؟
وما الذي جعل ادّعاء علم اختصّ به الله تعالى من الخلاف السائغ؟؟؟
وما ضابط الخلاف السائغ من غيره عند من يقول بهذا القول؟؟؟؟
إنّ من ادّعى علم الغيب ومنه الاطّلاع على ما في اللوح المحفوظ فهو كافر لا يشكّ مسلمٌ فضلا عن طالب علم في كفره وقد قال عليه الصلاة والسلام: من أتى كاهنا أو عرّافا فسأله فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمّد. أو كما قال عليه السلام
أرجو من الأخ أن يوضّح مفصوده من الكلام جزاه الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - 10 - 08, 11:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا أذكر ممن سمعت هذا الكلام الان
لكن أستأذنك فى اختصار المقال أى مجمل القول فى أسطر لأقرأها ثم ارجع الى المقال عند الحاجة
وجزاك الله خيرا(52/155)
هل قول ابن القيم في فناء النار صحيح
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[28 - 10 - 08, 10:19 م]ـ
السلام عليكم
وقد قرأت هذا في أواخر كتابه حادي الأرواح وهو يقول أن الكفار يخلدوا في النار ما دامت موجودة فإذا فنيت توقف عنهم العذاب .... هذا ما فهمته .. فهل هذا القول صحيح؟
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[29 - 10 - 08, 01:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
الإمام ابن القيم حكى القولين -في حادي الأرواح- واستدل لهما .. ومال إلى القول بفناء النار .. ولكنه لم يجزم بترجيح قول على قول .. كما يتضح ذلك من نهاية كلامه في المسألة ..
وفي كتابه الوابل الصيب .. لم يحكِ خلافا في المسألة .. وإنما ذكر القول بأبدية النار ولم يذكر فناءها ..
وإن كان سؤالكِ عن صحة القول بفناء النار .. فالمسألة خلافية من قديم .. ذكر الخلاف فيها الإمام ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين في قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله} وقوله: {خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} ..
وإن كان جماهير أهل العلم تتابعوا على الرد على القائلين بفناء النار وانقضاء عذاب أهلها .. وعدوه من الزلات والأخطاء .. وأجابوا عن استدلالات أهل هذا القول .. وتجدين التفصيل في كتب التفسير .. وكتب العقيدة ..
ومن أفضل من تكلم في تلك المسألة الإمام الشنقيطي في أضواء البيان -اختصارا- .. وفي كتابه دفع إيهام الاضطراب -تفصيلا- .. وذكر فيها الآيات القاطعة بدوام عذاب الكفار .. مثل قوله تعالى: {كلما خبت زدناهم سعيرا} .. وغيرها مما هو صريح لا يتحمل التأويل ..
والله تعالى أعلم بالصواب ..
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[29 - 10 - 08, 01:11 ص]ـ
وتراجع هذه المناظرة في فناء النار ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110583)..
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[29 - 10 - 08, 06:33 ص]ـ
أخي عبد الله
بارك الله فيك .. غمرتنا بكرمك ... هذا الجواب الذي كنت أبحث عنه
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:12 م]ـ
ابن القيم حكم بفناء نار الموحدين فقط
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:20 م]ـ
ابن القيم حكم بفناء نار الموحدين فقط
الأخ الفاضل سليمان .. وفقه الله ..
قولك هذا مجانب للصواب .. فابن القيم -في حادي الأرواح .. والصواعق المرسلة على ما أذكر- كان يورد الأدلة على فناء النار كلها .. وليست نار الموحدين فقط .. !
وبمراجعة كلامه تجد ذلك واضحا لا يحتاج لتأويل ولا شرح ..
راجع كلامه ثم أخبرنا بما وجدت حفظك الله ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:28 م]ـ
ذكر الشيخ الفاضل بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه الفذ: (التعالم): أن من الغلط الذي تتابع عليه الأكابر: نسبة القول بفناء النار إلى ابن القيم رحمه الله تعالى.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:13 ص]ـ
أنا أؤيد كلام أخينا سليمان بن عبد الرحمن, وذلك أن ابن القيم -رحمه الله- قسم الدور إلى ثلاثة كما في كتابه الوابل الصيب, قال: " دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فانهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض" الوابل الصيب ص34
فرأيت بهذا أن ابن القيم -رحمه الله- يرى أن نار الموحدين هي التي تفنى فقط, لا النار جميعاً.
ولذا قال شيخنا العلامة عبد المحسن بن حمد العبَّاد البدر-حفظه الله-: " وابن القيم لا يقول بفناء النار مطلقاً وإنما يقول بفناء نار الموحدين كما نصَّ على ذلك في كتابه الوابل الصيب".
هذا والله أعلم.
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:03 ص]ـ
الإخوة الفضلاء عبدالله الميمان .. وأبا عبدالله العميسان .. بارك الله فيكما ..
هل راجعتما كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح .. ؟
قال ابن القيم رحمه الله تعالى .. :
(فصل: وأما أبدية النار ودوامها، فقال فيها شيخ الإسلام: فيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين) ..
فهل وقع نزاع بين التابعين في نار الموحدين وأنهم يخرجون منها .. ؟
ثم سرد الأقوال السبعة في أبدية النار وفنائها .. وخلاصتها .. :
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/156)
القول الأول: أن من دخلها لا يخرج منها أبدا .. بل كل من دخلها مخلد فيها أبد الآباد بإذن الله وهذا قول الخوارج والمعتزلة ..
القول الثاني: أن أهلها يعذبون فيها مدة .. ثم تنقلب عليهم وتبقى طبيعة نارية لهم يتلذذون بها لموافقتها لطبيعتهم .. وهذا قول إمام الاتحادية ابن عربي ..
القول الثالث: أن أهلها يعذبون فيها إلى وقت محدود .. ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون .. وهذا القول حكاه اليهود للنبي فأكذبهم فيه ..
القول الرابع: قول من يقول يخرجون منها وتبقى نارا على حالها .. ليس فيها أحد يعذب .. حكاه شيخ الإسلام والقران والسنة أيضا يردان على هذا القول ..
القول الخامس: قول من يقول بل تفنى بنفسها لأنها حادثة بعد أن لم تكن .. وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه وأبديته .. وهذا قول جهم بن صفوان وشيعته .. ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار ..
القول السادس: قول من يقول تفنى حياتهم وحركاتهم ويصيرون جمادا لا يتحركون ولا يحسون بألم .. وهذا قول أبي الهذيل العلاف إمام المعتزلة ..
القول السابع: قول من يقول بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى .. فإنه جعل لها أمدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها .. قال شيخ الإسلام: وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم ..
ثم استدل على هذا القول بكلام كثير .. ويهمني قوله بعد إيراده قول عمر بن الخطاب .. : (لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون منه) .. ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} .. فقال ابن القيم بعده .. :
(ولا ريب أن من قال هذا القول عن عمر ونقله عنه إنما أراد بذلك جنس أهل النار الذين هم أهلها .. فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم أنهم يخرجون منها .. وأنهم لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه .. ولفظ أهل النار لا يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم)
ثم بعد هذا ذكر قول الذين قطعوا بدوام النار .. وقال في احتجاجهم بالإجماع .. :
(فكثير من الناس يعتقدون أن هذا مجمع عليه بين الصحابة والتابعين لا يختلفون فيه .. وأن الاختلاف فيه حادث وهو من أقوال أهل البدع .. )
ثم رده بقوله .. :
(الإجماع الذي ادعيتموه غير معلوم .. وإنما يظن الإجماع في هذه المسألة من لم يعرف النزاع .. وقد عرف النزاع فيها قديما وحديثا .. بل لو كلف مدعي الإجماع أن ينقل عن عشرة من الصحابة فما دونهم إلى الواحد أنه قال إن النار لا تفنى أبدا لم يجد إلى ذلك سبيلا .. ونحن قد نقلنا عنهم التصريح بخلاف ذلك)
وذكر استدلالهم بأن .. : (السنة المستفيضة أخبرت بخروج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان دون الكفار .. وأحاديث الشفاعة من أولها إلى آخرها صريحة بخروج عصاة الموحدين من النار .. وأن هذا حكم مختص بهم فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم ولم يختص الخروج بأهل الإيمان)
ثم رده بقوله .. : (وأما مجيء السنة المستفيضة بخروج أهل الكبائر من النار دون أهل الشرك .. فهي حق لا شك فيه .. وهي إنما تدل على ما قلناه من خروج الموحدين منها وهي دار العذاب لم تفن .. ويبقى المشركون فيها ما دامت باقية والنصوص دلت على هذا وعلى هذا)
ثم يقال أيها الفضلاء .. إذا كان القول السابع (وهو فناء النار) مختص بنار الموحدين .. فهل على كلامكم القول الثامن أيضا في نار الموحدين وأنها لا تفنى وأن أهلها لا يخرجون منها .. ؟!
فواضح للمنصف أن ابن القيم حكى القولين واستدل للقول بفناء النار .. ولم يخص نار الموحدين كما قلتما بارك الله فيكما .. بل الحديث صريح في النار كلها .. وهذا ما قلناه: أن ابن القيم حكى القولين واستدل لهما .. ثم لما جاء الترجيح قال .. :
(فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة .. ولعلك لا تظفر به في غير هذا الكتاب .. فإن قيل: فإلي أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي اكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟ قيل إلى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ رَبَكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} .. )
فترك الترجيح فيها والجزم بشيء .. ولكن ظهر ميله الشديد للقول السابع .. رحمه الله وبارك فيه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/157)
وأما قوله في الوابل الصيب .. فيختلف عما ذكره في حادي الأرواح .. وهذا ما قلناه ولم يخف ذلك على مطلع على كلامه رحمه الله .. ففي الوابل الصيب لم يحكِ الخلاف في النار .. أما في حادي الأرواح فحكى الأقوال كلها .. وأبطلها جميعا إلا السابع والثامن .. واستدل للسابع ومال إليه ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 08:49 ص]ـ
في الصواعق المرسلة صرح بأنها تفنى
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 08:34 م]ـ
أرى أن هذه المسألة من فضول العلم, وأهل النار في كلا القولين هم الخاسرون
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:20 م]ـ
فإن الصحيح الراجح أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وانظر الفتوى رقم: 1676 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=1676).
هذا، ولا تصح نسبة القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فإن الراجح عنده أبديتها وعدم فنائها، وقد نص على ذلك رحمه الله في أكثر من موضع من كتبه، فقد قال رحمه الله تعالى في كتابه: درء تعارض العقل والنقل: وقال أهل الإسلام جميعاً: ليس للجنة والنار آخر، وإنهما لا تزالان باقيتين، وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون، ليس لذلك آخر ...
وقال رحمه الله أيضاً في كتابه: بيان تلبيس الجهمية: وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين، كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها. اهـ
وانظر كلام شيخ الإسلام أيضاً في مجموع الفتاوى (8/ 304)، (18/ 307) وفي غير ما موضع من كتبه الأخرى.
وسبب الغلط على شيخ الإسلام ونسبة القول بفناء النار إليه أن ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) قد ذكر الأقوال في فناء النار وعدمه، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال، والتي منها القول بفناء النار، وليس في ذلك ما يدل على نسبة هذا القول الباطل لشيخ الإسلام ابن تيمية، فقد حكى هذه الأقوال غيره من أهل السنة والجماعة كشارح الطحاوية، وحكاية شيخ الإسلام لأقوال الطوائف مشحونة بها مؤلفاته، ولكن للرد عليها لا لتقريرها، وهذا واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان.
وأما الإمام ابن القيم، فإنه له قولين: الأول مال فيه إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة، وذلك في كتابه (حادي الأرواح) (وشفاء العليل) كما أنه توقف في المسألة في كتابه (الصواعق المرسلة) القول الثاني لابن القيم، وهو الموافق لمذهب أهل السنة هو القول بأبدية النار وعدم فنائها، وذكر ذلك منصوصاً عليه في كتابيه (الوابل الصيب) و (طريق الهجرتين).
فقد قال في الوابل الصيب: وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض. اهـ
وعلى هذا، فإن إطلاق القول بأن ابن القيم يقول بفناء النار غلط عليه، إذ تبين لك أن له قولان، وإنما البحث هو في أي القولين هو المتأخر الناسخ للأول؟
ولقد غلب بعض الباحثين الظن بأن ما قاله ابن القيم في (الوابل الصيب) و (طريق الهجرتين) ناسخ لما ذكره في (حادي الأرواح) و (شفاء العليل) و (الصواعق المرسلة) وأيد هذا الاستنتاج ببعض الحجج انظرها في كتاب (كشف الأستار لإبطال ادعاء فناء النار) لعلي الحربي، طبعة دار طيبة.
هذا، وإن القول بفناء النار قد أثر عن بعض السلف وهم: عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري، وهذه الآثار إما أنها لا تصح نسبتها إليهم، أو أنها محمولة على وجه آخر غير القول بفناء النار. وانظر مناقشة هذه الآثار وإبطال الاستدلال بها في (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز (2/ 651، 652) في الحاشية، طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الأرناؤوط.
_______________________
شطر من فتوى المركز:
المصدر كاملاً ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=64739&Option=FatwaId)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[06 - 11 - 08, 12:35 م]ـ
الصحيح أن ابن القيم كان يحكي الخلاف ويسهب فيه، وطال النفس في أدلة القائلين في فناء النار حتى يرد على الذين يقولون بأنه لا خلاف معتبر في المسألة.
فظن البعض أنه يختار هذا القول!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/158)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 11 - 08, 05:08 م]ـ
ابن القيم تكلم عن هذه المسألة بإسهاب في: حادي الأوراح، وشفاء العليل، و الصواعق كما في مختصره.
وهذه حاشية كنت كتبتها بعد أن عرض الشيخ البراك للمسألة في شرح الطحاوية ونقل ما قيل عنها من كلام ابن تيمية وابن القيم:
قال ابن القيم في آخر البحث في حادي الأرواح 2/ 791:
فإن قيل إلى أين انتهى قدمكم في هذه المسالة العظيمة الشأن؟
قيل: إلى قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود:107].
ونحوه في شفاء العليل ص264،
ومختصر الصواعق 2/ 663،
وله كلمة مختصرة عابرة في «الوابل الصيب» ص42، صرح فيها ببقاء النار وعدم فنائها.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - 11 - 08, 10:39 م]ـ
راجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7488(52/159)
سؤال عن اسم الله (الفتاح)
ـ[محمد العبد]ــــــــ[29 - 10 - 08, 03:29 م]ـ
هل اسم الله (الفتاح) يعتبر من الأسماء المشتركة أم لا؟ ,و يا حبذا لو تعضد الإجابة ببعض النقولات.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 10 - 08, 11:04 م]ـ
لفظ الفتاح يطلق في اللغة اسماً للقاضي والحاكم
قالت أعرابية لزوجها: بيني وبينك الفتاح، تريد القاضي
ولعلك تراجع تهذيب اللغة للأزهري، مادة (فتح)
وكذلك إعراب ثلاثين سورة لابن خالوية، فقد تعرض لهذا الإطلاق اللغوي في إعراب سورة النصر
ولعلك تراجع هذا الرابط ففيه تأصيل مهم لهذه المسألة ونظائرها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152050(52/160)
الاشتراك والاختصاص فيما يطلق على الرب جل وعلى وعلى العبد من الألفاظ
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 10 - 08, 09:37 م]ـ
الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى والصفات العليا، لا سمي له ولا شريك له في الآخرة والأولى
وصلى الله وسلم على أعلم الناس بربهم وأخشاهم له نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فإني لما رأيت تكرر الأسئلة عن بعض متعلقات هذا الباب العظيم رأيت أن أفرد له موضوعاً مستقلاً ليتيسر الرجوع إليه، والدلالة عليه لمن احتاج إلى جواب شيء من تلك المسائل
وكنت قد جمعت باباً من كتب الإمام ابن القيم رحمه الله عن مسائل الاشتراك والاختصاص فيما يطلق على الرب جل وعلى وعلى العبد من الألفاظ
فله كلام نفيس متفرق في كتبه جمعته ورتبته، وأسأل الله تعالى أن ينفع به ويبارك فيه
والملف في المرفقات
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم ممن آتاهم العلم والإيمان
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ويوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 - 10 - 08, 10:56 م]ـ
وينبغي توضيح قاعدة مهمة في هذه المسألة وهي أن ما يطلق على الله جل وعلا وعلى غيره من الألفاظ يختلف معناه اختلافا عظيماً بحسب المراد به، فما أريد به الله كان معناه على ما يقتضيه كماله جل وعلا
وإذا أطلق على العبد أريد به ما يناسب حاله من المعاني.
مثال ذلك: لفظ (العزيز) إذا أريد به الله عز وجل فهو من الأسماء الحسنى، ويكون معنى (أل) فيه لاستغراق المعنى، فتفيد اتصاف الله عز وجل بالعزة المطلقة، بجميع معاني العزة، وقد فسرها أهل العلم بعزة القدر وعزة القهر وعزة الغلبة.
وإذا أطلق على غير الله كما في قوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر)
فُسر معناه بحسب ما يناسب حال من أطلق عليه اللفظ
ففي هذه الآية أرادوا بالعزيز الملك، والعزيز اسم من أسماء الملك في لسان العرب، قال المخبل السعدي:
كعقيلة الدر استضاء بها = محرابَ عرش عزيزها العجْمُ
ويكون معنى (أل) في هذا الإطلاق للعهد وليس للاستغراق
والعهد له أنواع ثلاثة في لسان العرب: العهد الذكري، والعهد الذهني، والعهد الحضوري
مثال العهد الحضوري أن تخاطب رجلاً حاضراً فتقول له: يا أيها الرجل.
فتكون أل هنا للعهد الحضوري
ومثال العهد الذكري: أن تقول مررت برجل فسلمت عليه فقال لي الرجل: وعليك والسلام.
فتعريف الرجل في هذا المثال يراد به العهد الذكري، أي هو الرجل المعهود ذكره آنفاً.
ومثال العهد الذهني: أن يجري بينك وبين شخص حديث تريدون به رجلاً معيناً
فيقول أحدكما: هذا الرجل كذا كذا
فيكون التعريف ههنا للعهد الذهني، أي ما هو معهود في الذهن من إرادة هذا الرجل.
إذا تبين هذا فقوله تعالى: (قالوا يا أيها العزيز) معنى (ال) في (العزيز) العهد الحضوري.
وكذلك اسم (الملك) في قوله تعالى: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات ... ) الآية
فهذه الأسماء عند إطلاقها على المخلوقين إنما يراد بها ما يناسب أحوالهم من المعاني
و (أل) فيهما إنما هي للعهد لا لاستغراق المعنى.(52/161)
ماالدليل على أن أسماء الرسول كلها أعلام وأوصاف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - 10 - 08, 11:35 م]ـ
وكذا أسماء القرءان كلها أعلام وأوصاف
ثم ما معنى ان الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الشريعة وأنه مشرع وأن ما قاله الرسول فكالذى قال الله اذا صح عنه انتهى
من شرح العثيمين على الورقات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[06 - 11 - 08, 05:05 م]ـ
للرفع(52/162)
عقيدة الشيخ جمال الدين القاسمي
ـ[أبو شهاب الشامي]ــــــــ[30 - 10 - 08, 02:57 م]ـ
ما قولكم في عقيدة الشيخ جمال الدين القاسمي؟ هل كان على المنهج السلفي الصحيح؟ فقد قرأت له كلاما ينتقد فيه موقف شيخ الاسلام من ابن عربي واشياعه من المبتدعة، إذ يقول:
(لا عبرة برمي شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأمثالهما رحمهم الله بالإلحاد مثل النصير الطوسي وابن عربي وبعض الأشاعرة المتأولين لآيات الصفات وآثارها فإن ذلك منه ومن أمثاله حمية مذهبية وغيرة على نصرة ما قوي لديه. وقد عهد في العالم الغيور الذي لا يتسع صدره لخلاف الخصم أن يحمل عليه أمثال هذا وأعظم. وإلا فالنصير قد علم أن له مؤلفات في فن الكلام خدمت وشرحت، وكلها مما يبرئه عن الإلحاد والزندقة. وعقيدته ومشربه وترجمته المحفوظة تبرئه من مثل ذلك. وابن عربي حق الباحث معه المنكر عليه أن ينكر عليه موضعا لا يحتمل التأويل، ويقول ظاهره إلحاد. إلا أن الرجل له عقيدة نشرها أولا، ومذهب في الفقه حسن. فمثله لا يسوغ رميه بالإلحاد).
ـ[أبو عبد القيوم]ــــــــ[31 - 10 - 08, 02:31 م]ـ
أخي الكريم ما علاقة هذا الكلام بعقيدة القاسمي؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 10 - 08, 02:54 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=112362&postcount=10
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[02 - 11 - 08, 02:02 ص]ـ
أخي وفقنا الله وإياك ونوَّر طريقنا وطريقك أنصحك أن تقرأ ما خطه الأخ الشيخ عبد الحميد خليوي الرفاعي الجهني في كتابه الماتع الذي سماه (((الصواعق المرسلة على كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة)) طبعته مكتبة الرشد عام 1428هـ وكتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة هو لجمال الدين القاسمي.
وقد قال الشيخ عبد الحميد -رعاه الله- في مقدمة كتابه: " وليُعلم أن الشيخ جمال الدين القاسمي له كتاب آخر بعنوان (الجرح والتعديل) أصغر حجماً من (تاريخ الجهمية والمعتزلة) بَيْدَ أنه يشاركه في الأباطيل والمنافحة عن أهل البدع, وهو بحاجة إلى نقض مفرد .... " ص10.
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 11:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191760
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:25 م]ـ
الشيخ محمد ناصر العجمي جمع كتاب عن جمال الدين القاسمي - رحمه الله- اسماه ((وليد القرون المشرقة)) يقع في قرابة 400 صفحة قرأته كاملاً بحمدالله لم أقف فيه على شئ من هذا القبيل بل نقل عنه في غيرما موضع دفاعه عن عقيدة السلف و ابن تيمية و ابن القيّم و لو لم يكن من حسناته إلاّ الشيخ محمد بهجة البيطار - رحمه الله - لكفى له بها منقبة إذ أن جمال - رحمه الله - غرس حب السلف و ما كانوا عليه في قلب تلامذته غرساً و ذلك أنّه "" ... في عام 1342هـ انتخب عضواً في المجمع و كان باكورة أعماله فيه أن ألقى في ردهته - بُعيد - انتخابه محاضرة في حياة (شيخ الإسلام ابن تيميّة) و هي من أوائل ما كُتب عنه في هذا العصر " [جمال الدين, وليد القرون المشرقة صـ 239 - 240] و أرجوا النّظر في محنته التي نُقلت من خطّ يديه و جاءت في قرابة 40 صفحة. فرحم الله هذا الإمام و لا يسلم من الزلاّت إلاّ سيد الكائنات صلى الله عليه و سلّم.
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:27 م]ـ
أقصد بالمنتخب الشيخ البيطار تلميذ القاسمي - رحمهم الله جميعاً - و الكتاب طبعته إدارة الثقافة الإسلاميّة 1430من الهجرة النبويّة.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 10:18 م]ـ
إلا أن كتابه الجرح والتعديل كتاب عظيم اشتمل على فوائد نفيسة، هل في ذلك مطعن؟(52/163)
ما معنى: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 10 - 08, 03:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الرفع من الركوع نقول:
سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد وكلنا لك عبد لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
فما معنى لا ينفع ذا الجد منك الجد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنا سنية]ــــــــ[30 - 10 - 08, 04:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكر الامام إبن حجر في شرحه لصحيح البخاري، كتاب صفة الصلاة
قَوْلُهُ: (وَلَا يَنْفَع ذَا الْجَدّ مِنْك الْجَدّ)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْجَدّ الْغِنَى وَيُقَال الْحَظّ، قَالَ: وَ " مِنْ " فِي قَوْلُهُ " مِنْك " بِمَعْنَى الْبَدَل، قَالَ الشَّاعِر: فَلَيْتَ لَنَا مِنْ مَاء زَمْزَم شَرْبَة مُبَرَّدَة بَاتَتْ عَلَى الطَّهَيَان يُرِيد لَيْتَ لَنَا بَدَل مَاء زَمْزَم ا ه. وَفِي الصِّحَاح: مَعْنَى " مِنْك " هُنَا عِنْدك، أَيْ لَا يَنْفَع ذَا الْغِنَى عِنْدك غِنَاهُ، إِنَّمَا يَنْفَعهُ الْعَمَل الصَّالِح. وَقَالَ اِبْن التِّين: الصَّحِيح عِنْدِي أَنَّهَا لَيْسَتْ بِمَعْنَى الْبَدَل وَلَا عِنْد، بَلْ هُوَ كَمَا تَقُول: وَلَا يَنْفَعك مِنِّي شَيْء إِنْ أَنَا أَرَدْتُك بِسُوءٍ. وَلَمْ يَظْهَر مِنْ كَلَامه مَعْنًى، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهَا بِمَعْنَى عِنْد أَوْ فِيهِ حَذْف تَقْدِيره مِنْ قَضَائِي أَوْ سَطْوَتِي أَوْ عَذَابِي. وَاخْتَارَ الشَّيْخ جَمَال الدِّين فِي الْمُغْنِي الْأَوَّلَ، قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد: قَوْلُهُ مِنْك يَجِب أَنْ يَتَعَلَّق بِيَنْفَعُ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُون يَنْفَع قَدْ ضُمِّنَ مَعْنَى يَمْنَع وَمَا قَارَبَهُ، وَلَا يَجُوز أَنْ يَتَعَلَّق مِنْك بِالْجَدِّ كَمَا يُقَال حَظِّي مِنْك كَثِير لِأَنَّ ذَلِكَ نَافِع ا ه. وَالْجَدّ مَضْبُوط فِي جَمِيع الرِّوَايَات بِفَتْحِ الْجِيم وَمَعْنَاهُ الْغِنَى كَمَا نَقَلَهُ الْمُصَنِّف عَنْ الْحَسَن، أَوْ الْحَظّ. وَحَكَى الرَّاغِب أَنَّ الْمُرَاد بِهِ هُنَا أَبُو الْأَب، أَيْ لَا يَنْفَع أَحَدًا نَسَبه. قَالَ الْقُرْطُبِيّ: حُكِيَ عَنْ أَبِي عَمْرو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّهُ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَا يَنْفَع ذَا الِاجْتِهَاد اِجْتِهَاده. وَأَنْكَرَهُ الطَّبَرِيُّ. وَقَالَ الْقَزَّاز فِي تَوْجِيه إِنْكَاره: الِاجْتِهَاد فِي الْعَمَل نَافِع لِأَنَّ اللَّه قَدْ دَعَا الْخَلْق إِلَى ذَلِكَ، فَكَيْف لَا يَنْفَع عِنْده؟ قَالَ: فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَنْفَع الِاجْتِهَاد فِي طَلَب الدُّنْيَا وَتَضْيِيع أَمْر الْآخِرَة. وَقَالَ غَيْره: لَعَلَّ الْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَنْفَع بِمُجَرَّدِهِ مَا لَمْ يُقَارِنهُ الْقَبُول، وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّا بِفَضْلِ اللَّه وَرَحْمَته، كَمَا تَقَدَّمَ فِي شَرْح قَوْلُهُ " لَا يُدْخِل أَحَدًا مِنْكُمْ الْجَنَّةَ عَمَلُهُ " وَقِيلَ الْمُرَاد عَلَى رِوَايَة الْكَسْر السَّعْي التَّامّ فِي الْحِرْص أَوْ الْإِسْرَاع فِي الْهَرَب. قَالَ النَّوَوِيّ: الصَّحِيح الْمَشْهُور الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّهُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ الْحَظّ فِي الدُّنْيَا بِالْمَالِ أَوْ الْوَلَد أَوْ الْعَظَمَة أَوْ السُّلْطَان، وَالْمَعْنَى لَا يُنَجِّيه حَظّه مِنْك، وَإِنَّمَا يُنَجِّيه فَضْلك وَرَحْمَتك. وَفِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب هَذَا الذِّكْر عَقِب الصَّلَوَات لِمَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَلْفَاظ التَّوْحِيد وَنِسْبَة الْأَفْعَال إِلَى اللَّه وَالْمَنْع وَالْإِعْطَاء وَتَمَام الْقُدْرَة، وَفِيهِ الْمُبَادَرَة إِلَى اِمْتِثَال السُّنَن وَإِشَاعَتهَا.
(فَائِدَة):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/164)
اُشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسِنَة فِي الذِّكْر الْمَذْكُور زِيَادَة " وَلَا رَادّ لِمَا قَضَيْت " وَهِيَ فِي مُسْنَد عَبْد بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ رِوَايَة مَعْمَر عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر بِهَذَا الْإِسْنَاد، لَكِنْ حَذَفَ قَوْلُهُ " وَلَا مُعْطِي لِمَا مَنَعْت " وَوَقَعَ عِنْد الطَّبَرَانِيِّ تَامًّا مِنْ وَجْه آخَر كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي كِتَاب الْقَدَر إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَوَقَعَ عِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيِّ وَابْن خُزَيْمَةَ مِنْ طَرِيق هُشَيْمٍ عَنْ عَبْد الْمَلِك بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور أَنَّهُ كَانَ يَقُول الذِّكْر الْمَذْكُور أَوَّلًا ثَلَاث مَرَّات.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ شُعْبَة عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر بِهَذَا)
وَصَلَهُ السَّرَّاج فِي مُسْنَده، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاء، وَابْن حِبَّان مِنْ طَرِيق مُعَاذ بْن مُعَاذ عَنْ شُعْبَة وَلَفْظه عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر " سَمِعْت وَرَّادًا كَاتِب الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة أَنَّ الْمُغِيرَة كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة " فَذَكَرَهُ. وَفِي قَوْلُهُ " كَتَبَ " تَجَوُّز لِمَا تَبَيَّنَ مِنْ رِوَايَة سُفْيَان وَغَيْره أَنَّ الْكَاتِب هُوَ وَرَّاد، لَكِنَّهُ كَتَبَ بِأَمْرِ الْمُغِيرَة وَإِمْلَائِهِ عَلَيْهِ. وَعِنْد مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عَبْدَة عَنْ وَرَّاد قَالَ " كَتَبَ الْمُغِيرَة إِلَى مُعَاوِيَة، كَتَبَ ذَلِكَ الْكِتَاب لَهُ وَرَّاد " فَجَمَعَ بَيْن الْحَقِيقَة وَالْمَجَاز.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ الْحَسَن جَدّ غِنَى)
الْأَوْلَى فِي قِرَاءَة هَذَا الْحَرْف أَنْ يُقْرَأ بِالرَّفْعِ بِغَيْرِ تَنْوِين عَلَى الْحِكَايَة، وَيَظْهَر ذَلِكَ مِنْ لَفْظ الْحَسَن، فَقَدْ وَصَلَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق أَبِي رَجَاء وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيق سُلَيْمَان التَّيْمِيِّ كِلَاهُمَا عَنْ الْحَسَن فِي قَوْلُهُ تَعَالَى (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) قَالَ: غِنَى رَبّنَا. وَعَادَة الْبُخَارِيّ إِذَا وَقَعَ فِي الْحَدِيث لَفْظَة غَرِيبَة وَقَعَ مِثْلهَا فِي الْقُرْآن يَحْكِي قَوْل أَهْل التَّفْسِير فِيهَا وَهَذَا مِنْهَا. وَوَقَعَ فِي رِوَايَة كَرِيمَة " قَالَ الْحَسَنُ: الْجَدّ غِنَى " وَسَقَطَ هَذَا الْأَثَر مِنْ أَكْثَر الرِّوَايَات.(52/165)
من هم الدروز والإسماعيلية؟ (أريد جوابا) أرجوكم
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[30 - 10 - 08, 07:34 م]ـ
وجزيتم خيرا ...
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[30 - 10 - 08, 10:40 م]ـ
الإسماعيلية ( http://www.saaid.net/feraq/mthahb/34.htm)
تعريف بالإسماعيلية ( http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/79.htm)
الدروز ( http://www.saaid.net/feraq/mthahb/36.htm)
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[30 - 10 - 08, 11:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ...
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[31 - 10 - 08, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك أبا أسامة كنت أعلم الدروز كفارا لكن ما كنت أعلم كل هذا عنهم وبارك الله فى أختنا السائلة.
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[31 - 10 - 08, 05:32 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[31 - 10 - 08, 08:21 م]ـ
وإياكما بارك الله
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:37 م]ـ
من صيد الفوائد
يقولون بتناسخ (*) الأرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعد أو أشقى.
...
يقولون بتناسخ (*) الأرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسدٍ أسعد أو أشقى.
نعم، وازيد فإذا ولد شخص منهم بعد موت مات شخص آخر يقولون بتناسخ هذا في ذاك وتجد كبيرا ينادي الطفل المولود يا عمي!! (إن كان الميت عمه)
لا يقبل الدروز أحداً في دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه
نعم وأزيد ولا ينجبون الكثير من الأولاد لأنهم يؤمنون بالتناسخ فبزعمهم إذا أكثروا الأولاد تدخل أرواح غير درزية
فهو دين يدمر نفسه أو على الأقل لا يزيد
وهم يتربون على تعظيم الآباء والأجداد تكاد تصل للعبادة فلا يغضب أحدهم عند تشتم أخته كما يغضب عندما يشتم قبر والده (وإن كان والده لا يزال حيا) وهم بالمناسبة يحلفون بقبور أصولهم وإن كانوا أحياء
وهم يكرهون العلم (بالمطلق حتى علوم الدنيا فلا تجد فيهم الكثير من المتعلمين)
ـ[أبو شهاب الشامي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 10:03 ص]ـ
ازيدكم بخصوص الدروز ما اعرفه بطريق المعايشة لهذه الطائفة الشاذة المنحرفة:
هم طائفة لا دين لهم، فهم لا يلتزمون بأي من العبادات الاسلامية الشعائرية، فلا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون، ولا توجد في قراهم مساجد، كما ان نساءهم سافرات غير محجبات ..
لهم فقهم الخاص الذي يخالف فقه المسلمين، وقد اعترف قانون الأحوال الشخصية السوري بخصوصية مذهبم، فقرر في المادة (307) منه ما يلي:
(يعتبر بالنسبة للطائفة الدرزية ما يخالف الأحكام التالية:
أ ـ يتثبت القاضي من أهلية العاقدين وصحة الزواج قبل العقد
ب ـ لا يجوز تعدد الزوجات
جـ ـ لا تسري أحكام اللعان والرضاع على أفراد الطائفة
د ـ إذا تزوج شخص بنتاً على أنها باكر ثم ظهر أنها ثيب فإن كان عالماً بذلك قبل دخوله بها فليس له حق المطالبة بشيء من المهر أو الجهاز، وإن لم يعلم ذلك إلا بعد الدخول بها فله استرجاع نصف المهر إذا أراد إبقاءها في عصمته وله استرجاع كامل المهر والجهاز إن ثبت أن فض البكارة كان بسبب الزنا وأراد تطليقها
إذا ادعى الزوج كذباً أنه وجد زوجته ثيباً وطلبت التفريق منه كان لها أن تستبقي ما قبضته من مهر وجهاز
هـ ـ إذا حكم على الزوجة بالزنا فللزوج تطليقها واسترجاع ما دفعه من مهر وما بقي من جهاز
إذا حكم الزوج بالزنا فللزوجة طلب التفريق وأخذ كامل مهرها المؤجل
و ـ لا يقع الطلاق إلا بحكم القاضي وبتقرير منه
ز ـ لا يجوز عودة المطلقة إلى عصمة مطلقها
ح ـ تنفذ الوصية للوارث ولغيره بالثلث وبأكثر منه
ط ـ إن الفرع المتوفى قبل وفاة مورثه تقوم فروعه مقامه ويأخذ نصيبه كما لو كان حياً) أ. هـ.
وما ذكرناه من عدم اكتراث الدروز بالشعائر الاسلامية يصدق على باقي الطوائف الباطنية الموجودة في سورية مثل الاسماعيلية والنصيرية (المعرفة بطائفة العلويين).
من الأعراف السائدة عند الدروز كتمان شيوخ الطائفة (المسمون بشيوخ العقل) أسرار الطائفة عن العوام (أي عوام الدروز) ولا يسمح للدرزي بالاطلاع على اسرار ديانته الا بعد بلوغ الأربعين!! فتأمل!!! ..
ومن عجائبهم تعصبهم الشديد في مسائل الزواج، فهو لا يتزوجون ولا يزوجون الا ضمن الطائفة، وحدث مرة في سورية (منذ سنة تقريبا) ان تزوجت درزية من سني، فقال أهلها بالقصاص منها وقتلها! ..
ينتشر الدروز في محافة السويداء في سورية، ولهم تواجد كثيف في ضاحية جرمانا في مدينة دمشق، كما ينتشرون في جبل لبنان.
أما بخصوص الاسماعيلية فهم على مذاهب: البهرة المستعلية التي تنتشر في الهند والسعودية، والنزارية الآغاخانية التي تنتشر في الهند وسورية، وهم يقدسون آغاخان زيعم الطائفة الذي يزعم أنه من نسل علي بن ابي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ومن أعلامهم المعروفين في سورية عارف تامر ومصطفى غالب (فاحذروا اخواني من كتب هذين الضالين، فقد وجدت بعض كتبهم تنتشر في هذا الملتقى دون ان يفطن أحد لخطورتها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/166)
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[01 - 11 - 08, 05:49 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وأسأل الله أن يثبتنا على ملة الإسلام ولايزغ قلوبنا بعدإذ هدانا ...
آمين,,,,(52/167)
ما هي علاقة ابن أبي زيد القيرواني بالأشاعرة؟
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[30 - 10 - 08, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما وجه علاقة الإمام ابن أبي زيد القيرواني ببعض تلاميذ أبي الحسن الأشعري كابن مجاهد والباقلاني؟ كثير من الأشاعرة يستدل على أشعرية ابن أبي زيد بثناءه على مثل هؤلاء
أرجو الإفادة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:30 ص]ـ
قال الإمام السجزي في آخر كتابه الرد على من انكر الحرف والصوت:
ويتعلق قوم من المغاربة علينا بأن أبا محمد بن أبي زيد وأبا الحسن (القابسي) قالا: إن الأشعري إمام وإذا بان صحة حكايتهم عن هذين فلا (يخلو) حالهما من أحد وجهين: أن يدعى أنهما كانا على مذهبه فلا يحكم بقولهما بإمامته وإن كانت لهم منزلة كبيرة كما لم يحكم بما يقول ابن الباقلاني وأشكاله.
وهذه رسالة أبي محمد بن أبي زيد في الفقه ورسالة لأبي الحسن القابسي في الاعتقاد موجودتان.
فأبو محمد قال في رسالته:"إن الله فوق عرشه بائن من خلقه "
وعند الأشعري أن اعتقاد هذا كفر وعندنا أن أبا محمد محق فيما قال والسنة معه فيه.
ولأبي محمد كتاب (إنكار) الكلام والجدل والحث على الأثر واتباع السلف.
وأبو الحسن القابسي ذكر في كتابه: " إن الاعتماد على السمع وإن الكلام والجدال مذموم وذكر فيه "إن لله يدين كما يقول أهل الأثر"
وعند بعض أصحاب الأشعري أن لله يد واحدة ومن قال إن له يدي صفة ذاتية فهو زائغ.
فبان بما ذكرنا أن هذين الشيخين رحمهما الله (إن) قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري فإنما قالاه لحسن ظنهما به لتظاهره بالرد على المعتزلة والروافض ولم يخبرا مذهبه ولو خبراه لما قالاه والله أعلم.
وإذا جاز لأبي محمد أن يخالفه في كرامات الأولياء وفي معنى الاستواء وغير ذلك وجاز لأبي محمد مخالفته والقول بما نطق به الكتاب وثبت به الأثر = فهو غير قائل بإمامته في السنة. وبالله التوفيق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[31 - 10 - 08, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما وجه علاقة الإمام ابن أبي زيد القيرواني ببعض تلاميذ أبي الحسن الأشعري كابن مجاهد والباقلاني؟ كثير من الأشاعرة يستدل على أشعرية ابن أبي زيد بثناءه على مثل هؤلاء
أرجو الإفادة
استدل أحد الأشاعرة بثناء الإمام أبي عثمان الصابوني على أبي منصور البغدادي -رحمهما الله - على أنه أشعري! (أقصد أبو عثمان الصابوني)
ويقصد ما في كتاب "تبيين كذب المفتري":
(حدثني الشيخ أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي عن أبيه القاضي أبي طاهر قال قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه في ذكر أبي عثمان الصابوني إنه ذكر أبا منصور المتكلم قال أبو علي وكنت قد أهملت ذكر اسمه ونسبه اعتمادا على شهرته فقال لي أبو عثمان قيد ذكره باثبات اسمه وأزل الشبهة عن فضله وأثبت فوق الكنية عبد القاهربن طاهر لئلا يظن انك أردت أبا منصور الآخر فكأنه أشار إلى خلاف في الاعتقاد كان بينهما ومهما نفيت الاحتمال والشركة ورفعت الظن والشبهة بان أني أردت ببياني أبا منصور البغدادي ثم قال أبو عثمان كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام باجماع أهل الفضل والتحصيل بديع الترتيب غريب التأليف في التهذيب يراه الجلة صدرا مقدما ويدعوه الأئمة إماما مفخما ومن خراب نيسابور أن اضطر مثله إلى مفارقتها إلى حيث خلق منه)
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم ترجمه الإمام الحجة أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي رحمه الله من سبعة مصادر من كتب التراجم والطبقات والتاريخ.
1 - الكتاب: ترتيب المدارك وتقريب المسالك
المؤلف: القاضي عياض
أبو محمد عبد الله بن أبي زيد، رضي الله عنه وغفر الله له واسم أبي زيد عبد الرحمن. كذا قال الأمير ابن ماكولا. والقاضي ابن الحذاء. وهو نفزي النسب، قاله الأمير. سكن القيروان.
ذكر مكانه من العلم وثناء الجلّة عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/168)
وكان أبو محمد رحمه الله، إمام المالكية في وقته، وقدوتهم. وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله. وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية. وكتبه تشهد له بذلك. فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله. ذابّاً عن مذهب مالك، قائماً بالحجة عليه، بصيراً بالرد على أهل الأهواء. يقول الشعر، ويجيده، ويجمع الى ذلك صلاحاً تاماً، وورعاً وعفة. وحاز رئاسة الدين والدنيا. وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وضم كسره، وذبّ عنه. وملأت البلاد تواليفه. عارض كثير من الناس أكثرها. فلم يبلغوا مداه، مع فضل السبق، وصعوبة المبتدأ، وعرف قدره الأكابر. قال الشيرازي: وكان يعرف بمالك الصغير. وذكره أبو الحسن القابسي، فقال: إمام موثوق به، في درايته، وروايته. وقال أبو الحسن علي بن عبد الله القطان: ما قلدت أبا محمد بن أبي زيد، حتى رأيت السبائي يقلده. وذكره أبو بكر بن الطيب في كتابه، فعظم قدره. وشيّخه. وكذلك هو وغيره من أهل المشرق، واستجازه ابن مجاهد البغدادي، وغيره من أصحابه البغداديين. قال أبو عبد الله الميورقي: اجتمع فيه العلم، والورع، والفضل، والعقل. شهرته تغني عن ذكره. قال الداودي: وكان سريع الانقياد الى الحق. تفقه بفقهاء بلده. وسمع من شيوخه. وعوّل على أبي بكر ابن اللباد، وأبي الفضل الممسي، وأخذ أيضاً عن محمد بن مسرور العسّال، والحجام. وعبيد الله بن مسرور بن الحجام، والقطان والإبياني، وزياد بن موسى، وسعدون الخولاني، وأبي العرب، وأحمد ابن أبي سعيد، وحبيب مولى ابن أبي سليمان في آخرين. ورحل فحجّ، وسمع من ابن الأعرابي، وابراهيم بن محمد بن المنذر، وأبي علي بن أبي هلال، وأحمد بن ابراهيم بن حماد القاضي. وسمع أيضاً من الحسن بن بدر، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودرّاس بن اسماعيل، وعثمان بن سعيد الغرابلي، وحبيب بن أبي حبيب الجزولي، وغيرهم. واستجاز ابن شعبان، والأبهري، والمروزي. وسمع منه خلق كثير. وتفقه عنده جلة. فمن أصحابه القرويين: أبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو القاسم البرادعي، واللبيدي، وابنا الأجدابي. وأبو عبد الله الخواص، وأبو محمد مكي المقري. ومن أهل الأندلس: أبو بكر بن موهب المقبري، وابن عابد، وأبو عبد الله ابن الحذاء، وأبو مروان القنازعي. ومن أهل سبته: أبو عبد الله ابن العجوز، وأبو محمد بن غالب، وخلف بن ناصر، ومن أهل المغرب: ابن أمدكنو السجلماسي. له كتاب النوادر والزيادات على المدونة، مشهور. أزيد من مائة جزء. وكتاب مختصر المدونة، مشهور، على كتابيه هذين المعوَّل بالمغرب في التفقه. وكتاب الاقتداء بأهل السنّة، وكتاب الذبّ عن مذهب مالك، وكتاب الرسالة، مشهور، وكتاب التنبيه على القول في أولاد المرتدين ومسألة الحبس على ولد الأعيان، وكتاب تفسير أوقات الصلوات، وكتاب الثقة بالله، والتوكل على الله سبحانه. وكتاب المعرفة واليقين. وكتاب المضمون من الرزق، وكتاب المناسك، ورسالة فيمن تأخذه عند قراءة القرآن والذكر حركة، وكتاب رد المسائل، وكتاب حماية عرض المؤمن، وكتاب البيان عن إعجاز القرآن، وكتاب الوساوس، ورسالة إعطاء القرابة من الزكاة، ورسالة النهي عن الجدال، ورسالة في الرد على القدرية، ومناقضة رسالة البغدادي المعتزلي، وكتاب الاستظهار في الردّ على الفكرية، وكتاب كشف التلبيس في مثله، ورسالة الموعظة والنصيحة، ورسالة طلب العلم، وكتاب فضل قيام رمضان، ورسالة الموعظة الحسنة لأهل الصدق، ورسالة الى أهل سجلماسة في تلاوة القرآن، ورسالة في أصول التوحيد، وجملة تواليفه كلها مفيدة بديعة، غزيرة العلم. وذكر أنه دخل يوماً على أبي سعيد بن أخي هشام يزوره، فوجد مجلسه محتفلاً. فقال له: بلغني عنك أنك ألفت كتباً. فقال له: نعم أصلحك الله. فقال له: اسمع مسألة؟ قال له أبو محمد: أذكر أصلحك الله، فإن أصبتْ أخبرتنا، وإن أخطأتُ علمتَنا. فسكت أبو سعيد. ولم يعاوده.
بقية أخباره رضي الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/169)
كان أبو محمد بن أبي زيد، رحمه الله من أهل الصلاح والورع والفضل. ذكر أنه رحمه الله، قام ذات ليلة للوضوء فصبّ الماء من القلة في الإناء فانهرق، ثم صبّه ثانية فانهرق، ثم جرى له ذلك ثلاثاً، فاستراب. وقال: تتمردون علينا؟ فسمع من يقول له، ولا يراه: إن الصبيّ بال، فرشّ على القلة، فكرهنا وضوءك منها. ولما ألّف كتبه، على الفكرية، ونقض كتاب عبد الرحيم الصقلي، بتأليفه الكشف وكتاب الاستظهار، ورد كثيراً مما تقلده من خارق العادات، على ما قدره في كتابه. شنّع المتصوفة، وكثير من أصحاب الحديث عليه ذلك. وأشاعوا أنه نفى الكرامات. وهو رضي الله عنه، لم يفعل، بل مَن طالع كتابه، عرف مقصده. فردّ عليه جماعة من أهل الأندلس، ومن أهل المشرق، وألفوا عليه تواليف معروفة، ككتاب أبي الحسن بن جهضم الهمداني. وكتاب أبي بكر الباقلاني. وأبي عبد الله ابن شق الليل. وأبو عمر الطلمنكي في آخرين. وكان أرشدهم في ذلك وأعرفهم بغرضه ومقداره، إمام وقته القاضي أبو بكر بن الخطيب الباقلاني. فإنه بيّن مقصوده. قال الطلمنكي: كانت تلك من أبي محمد نادرة لها أسباب، أوجبها التناظر الذي يقع بين العلماء، صحّ عندنا رجوعه عنها. ولم يزل في ظاهر أمره، إلا محض السوء في ابن الأمير، إلا أن حمل الكرامات، فيما بلغنا عن طبقات عندهم، على مجالس، لأكل أموال الناس، ودرسوها بالموافقة. وقد روى منها وأملى كثيراً. قال الأجدابي: كنت جالساً عند أبي محمد، وعنده أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المؤمن المتكلم. فسألهما إنسان عن الخضر عليه السلام، هل يقال إنه باق في الدنيا، مع هذه القرون؟ ثم يموت لقيام الساعة؟ أو هل يرد هذا لقوله تعالى: " وما جعلْنا لبشرٍ منْ قبلِك الخُلد " فأجابا معاً: إن ذلك ممكن جائز، وأن يبقى الخضر عليه السلام، الى النفخ في الصور، وأن الخلود إنما هو اتصال بقائه ببقاء الآخرة. وإن البقاء الى النفخ، ليس بخلود. ألا ترى أن إبليس، لعنه الله، لا يسمى خالداً. وإن كان من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم، ويذكر أن أبا محمد رحمه الله تعالى كتب الى أبي بكر الأبهري رضي الله عنه
تأبى قلوبٌ قلوبَ قوم ... وما لها عندها ذنوب
وتصطفي أنفس نفوساً ... وما لها عندها نصيب
ما ذاك إلا لمضمرات ... أضمرها الشاهد الرّقيب
قال أبو القاسم اللبيدي: اجتمع عيسى بن ثابت العابد، بالشيخ أبي محمد، فجرى بينهما بكاء عظيم وذكر، فلما أراد فراقه، قال له عيسى: أريد أن تكتب اسمي في البساط الذي تحتك، فإذا رأيته دعوت لي. فبكى أبو محمد، وقال: قال الله تعالى: " إليه يصعدُ الكلِمُ الطيّبُ والعملُ الصالح يرفعه ". فهَبْني دعوت لك. فأين عمل صالح يرفعه؟
وفاته رضي الله عنه
وتوفي أبو محمد رحمه الله، وغفر له، سنة ست وثمانين وثلاثماية. ورثاه كثير من أدباء القيروان، بمراث مشجية. فمن قول أبي الخواص الكفيف:
هذا لعبد الله أول مرع **** تُرزا به الدنيا وآخر مصرع
كادت تميد الأرض خاشعة الرُبى **** وتمور أفلاك النجوم الطُلّع
عجباً أيدري الحاملون لنعشه **** كيف استطاعت حمل بحر مترع
علماً وحكماً كاملاً وبراعة **** وتُقى وحسن سكينة وتورع
وسعَتْ فجاج الأرض سعياً حوله **** من راغب في سعيه متبرع
يبكونه ولكل باك منهم **** ذلّ الأسير وحرقة المتوجع
وقال أبو علي ابن سفيان في قصيدة:
غصت فجاج الأرض حتى ما تُرى**** أرض ولا علم ولا بطحاء
ما زلت تقدم جمعهم هرباً لهم **** في مركب حفت به النجباء
وذكر أن أبا محمد بن أبي زيد، رحمه الله. رؤي في مجلسه تحت فكرة وكآبة. فسئل عن سبب ذلك؟ قال: رأيت باب داري سقط، وقد قال فيه الكرماني، إنه يدل على موت صاحب الدار. فقيل له: الكرماني مالك في علمه؟ قال: نعم. هو مالك في علمه، أو كأنه مالك في علمه. فلم يقم إلا يسيراً. ثم مات رحمه الله.
-------- انتهت الترجمة من كتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك ---------
2 - الكتاب: سير أعلام النبلاء. المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي
المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط
الناشر: مؤسسة الرسالة
الصفحة: 10 المجلد: 17
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/170)
ابْنُ أَبِي زَيْدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ القَيْرَوَانِيُّ المَالِكِيُّ الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، القُدْوَةُ، الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ المَغْرِبِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي زَيْدٍ القَيْرَوَانِيُّ، المَالِكِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ الصَّغِيْرُ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ بَرَّزَ فِي العِلْمِ وَالعملِ. قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ: حَازَ رِئاسَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَرُحَلَ إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَار وَنَجُبَ أَصْحَابُهُ، وَكَثُر الآخذُوْنَ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي لَخَّصَ المَذْهَب، وَمَلأَ البِلاَدَ مِنْ تَوَالِيفِهِ، تَفَقَّهَ بِفُقَهَاء القَيْرَوَان، وَعوَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بنِ اللَّبَّادِ. وَأَخَذَ عَنْ: مُحَمَّدِ بنِ مَسرُورٍ الحجَّام، وَالعَسَّال، وَحَجّ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ بنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الفَتْحِ، وَالحَسَنِ بن نَصْرٍ السُّوسِيِّ، وَدرَّاسِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ، وَغَيْرهِم. سَمِعَ مِنْهُ خَلقٌ كَثِيْر، مِنْهُم: الفَقِيْه عَبْد الرَّحِيْمِ بن العَجُوز السَّبْتِي، وَالفَقِيْه عَبْد اللهِ بن غَالِب السَّبْتِي، وَعَبْد اللهِ بن الوَلِيْدِ بنِ سَعْد الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخَوْلاَنِيّ. صَنّف كِتَابَ (النَّوَادرِ وَالزِّيَادَاتِ) فِي نَحْوِ المائَة جُزْء، وَاختصر (المُدَوَّنَةَ)، وَعَلَى هَذَينِ الكِتَابَيْنِ المُعَوَّلُ فِي الفُتْيَا بِالمَغْرِب، وَصَنَّفَ كِتَاب (العتَبِيَّة) عَلَى الأَبْوَابِ، وَكِتَاب (الاقتدَاءِ بِمَذْهَبِ مَالِكٍ)، وَكِتَابَ (الرِّسَالَةِ)، وَكِتَاب (الثِّقَةِ بِاللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ)، وَكِتَاب (المَعرِفَةِ وَالتَّفْسِيْر)، وَكِتَاب (إِعجَاز القُرْآنِ)، وَكِتَاب (النَّهْي عَنِ الجِدَالِ)، وَرسَالته فِي الرَّدِّ عَلَى القَدَريَّةِ، وَرِسَالته فِي التَّوحيدِ، وَكِتَاب (مَنْ تَحَرَّكَ عِنْدَ القِرَاءةِ).وَقِيْلَ: إِنَّهُ صنع (رِسَالتَه) المَشْهُوْرَة وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ مَعَ عظمتِهِ فِي العِلْمِ وَالعملِ ذَا برٍّ وَإِيثَارٍ وَإِنفَاقٍ عَلَى الطّلبَةِ وَإِحسَان. وَقِيْلَ: إِنَّهُ نفّذ إِلَى القَاضِي عَبْدِ الوَهَّابِ بن نَصْرٍ المَالِكِيّ أَلفَ دِيْنَار، وَهَذَا فِيْهِ بُعْدٌ، فَإِنَّ عَبْد الوَهَّابِ لَمْ يشتهر إِلاَّ بَعْدَ زَمَانِ أَبِي مُحَمَّدٍ. نَعم، قَدْ وَصلَ الفَقِيْهَ يَحْيَى بنَ عَبْدِ العَزِيْزِ العُمَرِيَّ حِيْنَ قَدِمَ القَيْرَوَانَ بِمائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِيْنَاراً، وَجُهّزتْ بِنْتُ الشَّيْخِ َبِي الحَسَنِ القَابسِي بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ مِنْ مَالِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ. وَقِيْلَ: إِنَّ مُحرِزاً التُّوْنُسِيّ أُتِيَ بِابنَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ وَهِيَ زَمِنَةٌ، فَدَعَا لَهَا، فَقَامَتْ، فَعَجِبُوا وَسَبَّحُوا اللهَ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قُلْتُ إِلاَّ: بِحُرْمَةِ وَالدِهَا عِنْدَكَ اكشِفْ مَا بِهَا، فَشفَاهَا اللهُ. قُلْتُ: وَكَانَ - رَحِمَهُ اللهُ - عَلَى طَريقَةِ السَّلَفِ فِي الأُصُوْلِ، لاَ يَدْرِي الكَلاَمَ، وَلاَ يتَأَوَّلُ، فَنسأَلُ اللهَ التَّوفيق. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ بِالسِّيْرَة النَّبويَةِ (تَهْذِيْبِ ابْنِ هِشَام) عَبْدُ اللهِ بنُ الوَلِيْدِ بِسَمَاعِهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بن الوردِ، لقِيَهُ بِمِصْرَ. وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَثَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الشُّعَرَاء.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الحَبَّالُ: مَاتَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ لِنِصْفِ شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَذَا أَرَّخَهُ أَبُو القَاسِمِ بنُ مَنْدَة، وَأَرَّخ مَوْتَه القَاضِي عِيَاض وَغَيْرهُ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. (17/ 13)
----------------------------------------------
3 - كتاب الوفيات.
المؤلف: أبي العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب
وتوفي الفقيه الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني سنة ست وثمانين وثلاثمائة ودفن بداره بالقيروان وفي هذه السنة توفي أبو سعيد ابن أخي هشام بن شهاب
----------------------------------------------
4 - شذرات الذهب في أخبار من ذهب
المؤلف: عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/171)
أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي عبد الله بن أبي زيد شيخ المغرب أبيه انتهت رياسة المذهب قال القاضي عياض حاز رياسة الدين والدنيا ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخص المذهب وملأ البلاد من تآليفه حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره وكان يسمى مالكا الأصغر قال الحبال توفي للنصف من شعبان
----------------------------------------------
5 - الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام. تأليف: شمس الدين الذهبي.
دار النشر: دار الكتاب العربي لبنان
الصفحة: 183 الجزء: 27
عبد الله بن أبي زيد الفقيه القيرواني، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب. اسم أبيه عبد)
الرحمن، وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك، وشرح أقواله، كان واسع العلم، كثير الحفظ، ذا صلاح وورع. وعنه قال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونخب أصحابه، وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تواليفه. تفقه بفقهاء بلده، وعول على أبي بكر بن اللباد، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجام، والغسال، فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، ومحمد بن الفتح، والحسن بن نصر السوسي، ودارس بن إسماعيل. سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق، منهم: الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السبتي، والفقيه عبد الله بن غالب السبتي، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني القيرواني، وخلق سواهم من علماء المغرب. وكان يسمى مالكاً الصغير، وصنف كتاب النوادر والزيادات نحو
المائة جزء، واختصر المدونة. وعلى هذين الكتابين المعول في الدنيا بالمغرب، وصنف كتاب العتيبة على الأبواب، وكتاب الاقتداء بمذهب مالك وكتاب الرسالة وهو مشهور
----------------------------------------------
6 - الكتاب: مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان
المؤلف: اليافعي
فيها توفي الإمام الكبير الشهير أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي، شيخ المغرب، وإليه انتهت رئاسة المذهب. قال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا، رحل إليه من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب وملأ البلاد من تآليفه، وكان يسمى مالكاً الأصغر.
----------------------------------------------
7 - الكتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
المؤلف: ابن تغري بردي
وفيها توفي عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن، الفقيه أبو محمد القيرواني شيخ المالكية بالمغرب. جمع مذهب الإمام مالك رضي الله عنه وشرح أقواله. وكان واسع العلم كثير الحفظ ذا صلاح وعفة وورع. قال القاضي عياض بن موسى بن عياض: حاز رياسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأمصار.
------------ مصادر أخرى ---------------
* الفهرست لابن النديم 253، طبقات الفقهاء للشيرازي: 135، ترتيب المدارك 4/ 492 - 497، فهرست ابن خير 244، تاريخ الاسلام 4/ 75 / 2، دول الاسلام 1/ 335، العبر 3/ 43، 44، عيون التواريخ 12/ 245 / 2، مرآة الجنان 2/ 441، الديباج المذهب 1/ 427 - 430، النجوم الزاهرة 4/ 200، شذرات الذهب 3/ 131، هدية العارفين 1/ 447، 448، شجرة النور 1/ 96، تكميل الصلحاء والاعيان لمعالم الايمان لابن ناجي: 306، وانظر " تاريخ التراث العربي " لسزكين 2/ 154 - 160.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 03:11 م]ـ
و في تفسير ابن جزي "التسهيل" في تفسير قوله تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض ........ ) الآية من سورة الأعراف بيان لطريقة ابن أبي زيد القيرواني في الصفات الخبرية و أنها تجرى على ظواهرها في مقابلة طريقة من اولها
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 12:13 م]ـ
السلام عليكم
ولابن العربي الاشعري الغالي في اشعريته لمز لابن ابي زيد وهو اعرف به لأنه اقرب له في الزمان ومن اهل بلده, وهذا دليل على ابن ابي زيد لم يكن على مذهب ابن العربي
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:20 م]ـ
السلام عليكم
ولابن العربي الاشعري الغالي في اشعريته لمز لابن ابي زيد وهو اعرف به لأنه اقرب له في الزمان ومن اهل بلده, وهذا دليل على ابن ابي زيد لم يكن على مذهب ابن العربي
وعليكم السلام ورحمة الله
أين ذكر ابن العربي ما تقول أخي الكريم؟؟ أفدنا مأجورا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/172)
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:57 م]ـ
قول ابن العربي تجده في العواصم من القواصم عندما يتحدث عن المجسمة-على حد قوله- الطبعة الكاملة لعمار طالبي.
ولست اتذكر الصفحة الآن لان العهد بقراءة الكتاب اكثر من عشرة سنوات.
فان لم تجد القول فاخبرني حتى ابحث عنه وارشدك الى الصفحة او اصورها لك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما وجه علاقة الإمام ابن أبي زيد القيرواني ببعض تلاميذ أبي الحسن الأشعري كابن مجاهد والباقلاني؟ كثير من الأشاعرة يستدل على أشعرية ابن أبي زيد بثناءه على مثل هؤلاء
أرجو الإفادة
هذا الثناء على تقدير ثبوته: لا يعني الموافقة لهم في عقيدتهم.
فمدحه لمن نصر السنة من الأشاعرة كما فعل الدارقطني رحمه الله بمدح الباقلاني- لأن الأخير كان قد انتصر للسنة و الإسلام فمدحه الإمام جرّاء هذا - لا يعني الموافقة على العقيدة
و هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مدح جماعة من الأشاعرة ممن انتصروا للسنة في عصرهم فهل معنى هذا انه على عقيدتهم؟
و الحافظ الذهبي له مدح لأساطين الأشاعرة و مع ذلك لا يعني هذا موافقته لهم
و لهذا قال الحافظ الذهبي في ترجمة الباقلاني:
(قلت: هو الذي كان ببغداد يناظر عن السنة وطريقة الحديث بالجدل والبرهان، وبالحضرة رؤوس المعتزلة والرافضة والقدرية وألوان البدع، ولهم دولة وظهور بالدولة البويهية، وكان يرد على الكرامية، وينصر الحنابلة عليهم، وبينه وبين أهل الحديث عامر، وإن كانوا قد يختلفون في مسائل دقيقة، فلهذا عامله الدارقطني بالاحترام)
و الإمام الدارقطني رحمه الله أثري العقيدة و لكن لما أظهر الباقلاني رحمه الله الإنتصار للسنة على المخالفين عامله الدارقطني بالإحترام.
و المطلوب من هؤلاء أن يأتوا بكلام لابن أبي زيد في مدح عقيدة الأشاعرة: لا داخل العالم و لا خارجه و ان الفعل هو المفعول و ان القرآن الكريم عبارة عن كلام الله تعالى و هو منفصل عنه .. ألخ عقيدتهم
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 03:18 م]ـ
قول ابن العربي تجده في العواصم من القواصم عندما يتحدث عن المجسمة-على حد قوله- الطبعة الكاملة لعمار طالبي.
ولست اتذكر الصفحة الآن لان العهد بقراءة الكتاب اكثر من عشرة سنوات.
فان لم تجد القول فاخبرني حتى ابحث عنه وارشدك الى الصفحة او اصورها لك.
يقول ابن العربي في العواصم الجزء 2 /صفحة 290 - 291 طبعة الدكتور عمار طلبي ضمن كتاب اراء ابي بكر ابن العربي الكلامية يقول:
"وردت من المشرق سنة خمس وتسعين فرايت غريبة مغربية بالمغرب دفعها الي ابي عبدالله بن منصور القاضي فيها كلام لبعض منتحلي صناعة الكلام بالمغرب يقول فيها ان الباريء في جهة وانه فوق العرش وان العرش هو الذي يليه من مخلوقاته فرايت قوما قد استولت عليهم الغفلة وغلبهم الجهل حتى قالوا ان الباريء يحاذي المخلوقات والذي اوقعهم في ذلك انهم راوا احاديث ليست بصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم عدد السموات فذكرها حتى انتهى الى السماء السابعة قال فيه:والعرش فوق ذلك, والله فوق العرش. فسمعوا القدرية يقولون ان الله في كل مكان وتكاثرت في ذلك الاقوال من المؤالف والمخالف, فانكروا ذلك عليهم وقالوا اطلاق لفظ في هذا المعنى فالذي ينطلق انه "فوق" لأنه بمعنى علا وجل, ورددوها في الحديث المذكور آنفا, ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت"انه فوق العرش بذاته" وعليها شيخ المغرب ابو محمد عبدالله بن ابي زيد فقالها للمعلمين فسدكت بقلوب الاطفال والكبار , ثم جاء هذا فقال:وانا ماذا ازيد مما يظهر منزلتي بان اقول ........ " انتهى النقل
فابن العربي في حديثه ضم ابن ابي زيد مع الطائفة الغافلة الجاهلة وزاد اتهامه بانه افسد قلوب الكبار والصغار .....
وهذا يدل على ان ابن ابي زيد ليس على شاكلة ابن العربي
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:24 م]ـ
للحبيب بن طاهر التونسي صاحب تحقيقات لبعض كتب المالكية كتاب يثبت فيه على زعمه أشعرية القيرواني استنادا على علاقته بالقابسي القيرواني - المتكلم عنده - وابن الحداد وابن مجاهد
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 11 - 08, 03:54 م]ـ
منذ متى يُحكم على عقيدة الشخص بمدحه لبعض الأشخاص؟
لدينا رسالة الإمام ابن أبي زيد وكلامه في العقيدة في كتابه الجامع، وكذلك إقرار تلاميذه ومن أتوا بعده من علماء المالكية المتقدمين.
السبكي أشعري متعصب لكنه مدح الإمام ابن خزيمة رحمه الله
والله أعلم
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[07 - 11 - 08, 08:00 م]ـ
هل لابن أبي زيد كلام في توحيد العبادة يخالف فيه الأشاعرة المتأخرين؟؟؟(52/173)
من يرشنا إلى مصدر قصة مناظرة الباقلاني مع بطريق النصارى الأكبر بهذا التفصيل الذي تجدونه هنا
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 01:32 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
وبعد ....... معشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يرشنا إلى مصدر قصة مناظرة الباقلاني مع بطريق النصارى الأكبر بهذا التفصيل؟؟؟
لازلت أبحث عن مزيد من مناظرات الباقلاني مع النصارى في أي كتاب جديد أعثر عليه من كتب التراجم والطبقات وهذه هي القصة التي سمعتها منذ سنين طويلة في شريط للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله وهي التي دفعتي للبحث عن مناظرات الباقلاني مع النصارى فعثرت على عدد منها في عدد من كتب التاريخ والطبقات والتراجم إلا أني لم أعثر بعد على مصدر القصة التي ذكرها الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بهذا التفصيل فإن كان أحد الإخوة يعرف مصدرها بهذا التفصيل فليرشدنا وبارك الله فيه
يقول الشيخ في إحدى خطبه:
العالم هو الإمام الباقلاني صاحب كتاب الإعجاز يجلس مع بطريق النصارى فيقول الأخير: أحقاً انشق القمر لنبيكم؟؟؟؟، قال الإمام الباقلاني: نعم. فقال البطريق: فلماذا لم يره أحد إلا أهل مكة؟ فقال الإمام: يا هذا هل نزلت المائدة على المسيح حقا؟، فقال: نعم، فقال، فلماذا لم يرَها أحد منكم؟ نحن آمنا بنزول المائدة وانشقاق القمر لأن الله أخبرنا بذلك في الكتاب العزيز، قال البطريق: أتعلم ما قيل عن زوجة نبيّكم؟ -أراد اللئيم أن يطعن أم المؤنين بناء على حادثة الإفك التي آثارها المنافقون على عهد النبوة، فقال الإمام: أيها البطريق هما امرأتان في التاريخ امرأة لم تتزوج ومع ذلك أنجبت ولدا ومرأة تزوّجت ومع ذلك لم تنجب ولدا، أنتم اتهمتم التي تزوجت ولم تنجب, ونحن برّأنا التي لم تتزوّج وأنجبت ولداً!، ذلك لأن الله برّأهما بالقرآن، قال الله تعالى:"الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ " وهل هناك أطيب من محمد صلى الله عليه وسلم؟!!، قال البطريق: المسيح أطهر من نبيّكم، فقال الإمام: ولمَ، قال: لأن المسيح لم يتزوّج ومحمد تزوّج النساء، قال الإمام: أمتزوجٌ أنت أيها البطريق؟ قال: لا لأن الزواج نجاسة فقال الإمام: كيف تقول أن الزواج نجاسة وتقولون أن الله تزوّج بمريم هل أنت أطهر من الله العلي العظيم؟!!! أيها البطريق، أنت لم تتزوج بقصد الطهارة ومع ذلك نسبت لله الزوجة والولد أأنت أطهر أم الله فقال البطريق: يا إمام والله لقد قلت حقاً ونطقت صدقاً وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
انتهى ما نقله الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بتصرّف بسيط.
----------------------------
أما ما عثرث عليه حتى الآن في بعض كتب التراجم والطبقات عن هذه المناظرات فإليكم بعضها
وكنت قد نشرتها قبل شهور هنا بعنوان: يجب أن نتعلم من الإمام ابن الباقلاني كيف نحول الدفاع إلى إلزام وهجوم في المناظرة مع النصارى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145293
والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
وبعد .......
معشر الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مناظراتنا مع النصارى يجب أن نحول الدفاع إلى هجوم بسيف الإلزام وحجج القرآن لنسف باطلهم كما فعل أبو بكر محمد بن الطيب، المعروف بالباقلاني, في مناظراته مع ملك الروم ومع سقف ملتهم البطريق الأكبر. وقفت على هذه المناظرة في عدد من الكتب بعضها مختصر وفي بعضها مفصل فاحببت أن أنشرها في هذا الملتقى المبارك, فأكتفي بنقل القتطفات التي أوردها الإمام الذهبي وبالثانية المفصلة من كتاب: تاريخ قضاة الأندلس.
لكن قبل سرد المناظرة إليكم نبذة عن القاضي أبوبكر محمد بن الطيب ابن الباقلاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/174)
ذكره القاضي عياض في (طبقات المالكية)، فقال: هو الملقب بسيف السنة، ولسان الأمة، المتكلم على لسان أهل الحديث، وطريق أبي الحسن، وإليه انتهت رئاسة المالكية في وقته، وكان له بجامع البصرة حلقة عظيمةقال عنه الذهبي: وكان ثقة إماما بارعا، صنف في الرد على الرافضة، والمعتزلة، والخوارج والجهمية والكرامية، وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابهقال أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني: كان ما يضمره القاضي أبو بكر من الورع والدين أضعافما كان يظهره. فقيل له في ذلك. فقال: إنما أظهر ما أظهره غيظا لليهود والنصارى، والمعتزلة والرافضة، لئلا يستحقروا علماء الحق.
قال أحد الشعراء يرثيه عند موته
انظر إلى جبل تمشي الرجال به ... وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف
وانظر إلى صارم الإسلام منغمدا ... وانظر إلى درة الإسلام في الصدف
------------------------------------------
المناظرة باختصار كما يرويها الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء:
وقد سار القاضي رسولا عن أمير المؤمنين إلى طاغية الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك ففطن لها القاضي، ودخل بظهره. ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد؟ فقال الملك: مه! أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا، ولا تنزهون رب العالمين عن الصاحبة والولد! وقيل: إن الطاغية سأله: كيف جرى لزوجة نبيكم؟ يقصد توبيخا - فقال: كما جرى لمريم بنت عمران، وبرأهما الله، لكن عائشة لم تأت بولد، فأفحمه.
------------------------------------------
المناظرة بالتفصيل
الكتاب: تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
المؤلف: أبو الحسن بن عبد الله بن الحسن النباهي المالقي الأندلسي
ولما وجهه الخليفة سفيراً عنه إلى ملك الروم، ليظهر به رفعة الإسلام، ويغض من النصرانية، وتهيأ للخروج، قال له وزير الدولة: أاخذت الطالع لخروجك؟ فسأله أبو بكر. فلما فسر مراده، قال: لا أقول بهذا، لأن السعد والنحس والخير والشر بيد الله! ليس للكواكب ها هنا مثقال ذرة من القدرة؛ وإنما وضعت كتب النجوم ليتمعش بها الجاهلون من العامة؛ ولا حقيقة لها. فقال الوزير: احضر إلى ابن الصوفي! وقد كان له تقدم في هذا الباب. فلما حضره، دعاه الوزير إلى مناظرة القاضي، ليصحح ما أبطله بزعمه فقال ابن الصوفي: ليست المناظرة من شأني، ولا أنا قائم بها. وإنما أحفظ علم النجوم وأنا أقول: إذا كان من النجوم كذا، يكون كذا! وأما تعليله، فهو من علم أهل المنطق وأهل الكلاموجرت له في ذلك الوجه بالقسطنطينية بين يدي ملكها، مع بطارقته ونبلاء ملته، مناظرات ومحاورات: منها أن الملك قال له: هذا الذي تدعونه في معجزات نبيكم من انشقاق القمر، كيف هو عندكم؟ قلت: هو صحيح عندنا. وانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم! حتى رأى الناس ذلك، وإنما رآه الحضور ومن اتفق نظره له في تلك الحال. فقال الملك: وكيف لم يره جميع الناس؟ قلت: لأن الناس لم يكونوا على أهبة ووعد لشقوقه وحضوره. فقال: وهذا القمر بينكم وبينه نسبة وقرابة. لأي شيء لم تعرفه الروم وغيرها من سائر الناس، وإنما رأيتموه أنتم خاصة؟ قلت: فهذه المائدة بينكم وبينها نسبة؛ وأنتم رأيتموها دون اليهود، والمجوس، والبراهمة، وأهل الإلحاد، وخاصة يونان جيرانكم؛ فإنهم كلهم منكرون لهذا الشأن! فتحير الملك وقال في كلامه: سبحان الله! وأمر بإحضار فلان القسيس ليكلمني، وقال: نحن لا نطيقه. فلم أشعر إذ جاءوا برجل كالدب أشقر الشعر؛ فقعد. وحكيت له المسألة؛ فقال: الذي قال المسلم لازم. ما أعرف له جواباً، إلا الذي ذكره. فقلت له: أتقول إن الكسوف، إذا كان، أيراه جميع أهل الأرض، أم يراه أهل الإقليم الذي في محاذاته؟ قال: لا يراه إلا من كان في محاذاته. قلت: فما أنكرت من انشقاق القمر، إذا كان في ناحية لا يراه إلا أهل تلك الناحية ومن تأهب للنظر له، فأما من أعرض عنه أو كان في الأمكنة التي لا يرى القمر منها، فلا يراه! فقال: هو كما قلت! ما يدفعك عنه دافع! وإنما الكلام في الرواة الذين نقلوا. وأما الطعن في غير هذا الوجه، فليس بصحيح! فقال الملك: وكيف يطعن في النقلة؟ فقال النصراني: تنبيه هذا من الآيات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/175)
إذا صح وجه أن ينقله الجم الغفير، حتى يتصل بنا العلم به، ولو كان كذلك، لوقع لنا العلم الضروري به. فلما لم يقع، دل على أن الخبر مفتعل باطل. فالتفت الملك إلي وقال: الجواب؟ قلت: يلزمه في نزول المائدة ما لزمني في انشقاق القمر؛ ويقال له: لو كان نزول المائدة صحيحاً، لوجب أن ينقله العدد الكثير؛ فلو نقله العدد الكثير، فلا يبقى يهودي ولا نصراني، إلا ويعلم هذا بالضرورة؛ ولما لم يعلموا ذلك بالضرورة، دل على أن الخبر كذب! فبهت النصراني والملك ومن ضمه المجلس. وانفصل المجلس على هذا.
قال القاضي: سألني الملك في مجلس آخر فقال: ما تقولون في المسيح عيسى ابن مريم؟ عليه الصلاة والسلام! قلت: روح الله، وكلمته، وعبده، ونبيه، ورسوله، كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: "كن فيكون! " وتلوت عليه النص. فقال: يا مسلم! تقولون: المسيح عبد؟ فقلت: نعم؟ كذا نقول وبه ندين! قال: ولا تقولون إنه ابن الله؟ قلت: "معاذ الله! ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله" الآيتان. "إنكم لتقولون قولاً عظيماً". فإذا جعلتم المسيح ابن الله، فمن كان أبوه، وأخوه، وجده وخاله، وعمه؟ وعددت عليه الأقارب. فتحير وقال: يا مسلم! العبد يخلق ويحيى ويميت ويبرئ الأكمة والأبرص؟ فقلت: لا يقدر العبد على ذلك. وإنما ذلك كله من فضل الله تعالى! قال: وكيف يكون المسيح عبد الله، وخلقاً من خلقه، وقد أتى بهذه الآيات، وفعل ذلك كله؟ قلت: معاذ الله! ما أحيي المسيح الموتى، ولا أبرأ الأكمة والأبرص! فتحير وقل صبره، وقال: يا مسلم! تنكر هذا، مع اشتهاره في الخلق، وأخذ الناس له بالقبول! فقلت: ما قال أحد من أهل الفقه والمعرفة إن الأنبياء يفعلون المعجزات من ذاتهم؛ وإنما هو شيء يفعله الله تعالى على أيديهم، تصديقاً لهم، يجري مجرى الشهادة! فقال: قد حضر عندي جماعة من أولى دينكم والمشهورين فيكم وقالوا إن ذلك في كتابكم. فقلت: في كتابنا إن ذلك كله بإذن الله تعالى! وتلوت عليه منصوص القرآن في المسيح "بإذني" وقلت: إنما فعل المسيح ذلك كله بالله وحده لا شريك له، لا من ذات المسيح. ولو كان المسيح يحيي الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص من ذاته وقوته، لجاز أن يقال إن موسى فلق البحر، وأخرج يده بيضاء من غير سوء من ذاته! وليست معجزات الأنبياء عليهم السلام! من ذاتهم دون إرادة الخالق! فلما لم يجز هذا، لم يجز أن تسند المعجزات التي ظهرت على يد المسيح، للمسيح! وذكر ابن حيان، عمن حدثه أن الطاغية وعد القاضي أبا بكر بالاجتماع معه في محفل من محافل النصرانية، ليوم سماه. فحضر أبو بكر، وقد احتفل المجلس، وبولغ في زينته. فأدناه الملك، وألطف سؤاله، وأجلسه على كرسي دون سريره بقليل، والملك في أبهته؛ وخاصته ورجال مملكته على مراتبهم. وجاء البطرك، قيم ديانتهم، آخر الناس، وحوله أتباعه يتلون الأناجيل ويبخرون بالعود الرطب، في زي حسن. فلما توسط المجلس، قام الملك ورجاله، تعظيماً له؛ فقضوا حقه، ومسحوا أعطافه. وأجلسه إلى جنبه، وأقبل على القاضي أبي بكر؛ فقال له: يا فقيه! البطرك قيم الديانة، وولي النحلة! فسلم القاضي عليه أحفل سلام، وسأله أحفى سؤال، وقال له: كيف الأهل والولد؟ فعظم قوله هذا عليه وعلى جميعهم وطبقوا على وجوههم، وأنكروا قول أبي بكر عليه. فقال: يا هؤلاء! تستعظمون لهذا الإنسان اتخاذ الصاحبة والولد، وتربون به عن ذلك، ولا تستعظمونه لربكم عز وجهه! فتضيفون إليه ذلك سدة لهذا الرأي! ما أبين غلطه! فسقط في أيديهم، ولم يردوا جواباً، وتداخلتهم له هيبة عظيمة، وانكسروا. ثم قال الملك للبطرك: ما ترى في أمر هذا الرجل؟ قال: تقضى حاجته، وتلاطف صاحبه، وتخرج هذا العراقي عن بلدك، من يومك إن قدرت؛ وإلا لم تأمن الفتنة على النصرانية منه! ففعل الملك ذلك، وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه، وعجل تسريح الرسول. وبعث معه عدة من أسرى المسلمين، ووكل به من جنده من يحفظه حتى يصل إلى مأمنه----------انتهى النقل من الكتاب السابق----------
ورد عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما دخل على المقوقس النصراني ملك الإسكندرية رسولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فسأله المقوقس عن الحرب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قومه فأخبره أنها بينهم سجال.
فقال المقوقس يخاطب ابن أبي بلتعة: " أَنَبِيُّ الله يُغلَب؟ ".
قال له حاطب: " أَوَلَدُ الله يُصلب؟ "
قال يهودي لعلي رضي الله عنه: "ما نفضتم أيديكم من تراب نبيكم حتى قلتم" منا أمير ومنكم أمير".فقال له علي: ما جفت أقدامكم من (فلق) البحر حتى قلتم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. فانقطع اليهودي ولم يجد جوابا لأن " منا أمير ومنكم أمير" ليس فيه ما يهدم الدين وإنما الطامة العظمى ما أتى به اليهود من الكفر إذ عبدوا العجل بإثر ذلك.
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 03:06 م]ـ
للرفع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/176)
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[03 - 11 - 08, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 11:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فهذه هدية أخرى لإخواننا من منتديات أهل الحديث في تطوان
مناظرة الباقلاني للنصارى بحضرة ملكهم
http://dc11.arabsh.com/i/01403/4vxox12btnwg.gif
حملها من هنا
من هذا الرابط
http://www.tetouanhadit.com/showthread.php?p=10570#post10570(52/177)
قال الواسطي: "وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة"
ـ[محمود المصري]ــــــــ[31 - 10 - 08, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
"وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال: ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ، وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة".
1) من هو الواسطي رحمه الله؟ وهل من الممكن إحالتي على ترجمته
2) كيف يمكن فهم ما ذكر في ضوء صفات الله تعالى الفعلية
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
"وأما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئته، وليست لازمة لذاته لا باعتبار نوعها، ولا باعتبار آحادها، مثل الاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة فهذه الصفات صفات فعلية تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، وهي صفات حادثة في نوعها وآحادها، فالاستواء على العرش لم يكن إلا بعد خلق العرش، والنزول إلى السماء الدنيا لم يكن إلا بعد خلق السماء، والمجيء يوم القيامة لم يكن قبل يوم القيامة".
لا تبخلوا علي بجواب مبسط بارك الله فيكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا: القرطبي رحمه الله على طريقة الأشعري في الصفات.
ثانيا: قول الواسطي:ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلا من جهة موافقة اللفظ. كلام صحيح ليس عليه غبار إن شاء الله.
وأما قوله:وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة.
فهذا كلام فيه نظر ونسبته إلى أهل السنة والجماعة غير صحيح إلا إن قصد الأشاعرة على مذهبهم.
فالأشاعرة تنكر اتصاف الله بالصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته ويسمون تلك الصفات حوادث أو حلول الحوادث لأن هذه الصفات متجددة , والتجدد في الصفات من صفات المخلوقات.
وقوله: كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
وهذا هو الشطر الثاني من قول الأشاعرة أنه كان سبحانه غير متصف بصفات الكمال ثم حدثت له الصفة.
فمثلا الله في نظرهم كان غير متصف بصفة الخلق منذ الأزل حتى خلق الخلق.
والشبهة التي قادتهم إلى ذلك فرارا من مسألة جواز حوادث لا أول لها.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين
قال: حمدني عبدي.
فإذا قال:الرحمن الرحيم.
قال: أثنى علي عبدي.
وإذا قال: مالك يوم الدين.
قال: مجدني عبدي.
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
"الصواعق المرسلة" (3|937)
وقال شيخ الإسلام: والكلابية يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته؛ فأما ما يكون بمشيئته؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً.
قالوا: فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث.
قالوا: ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث.
قالوا: ولأن كونه قابلاً لتلك الصفة إن كانت من لوازم ذاته كان قابلاً لها في الأزل فيلزم جواز وجودها في الأزل.
والحوادث لا تكون في الأزل؛فإن ذلك يقتضي وجود حوادث لا أول لها , وذلك محال لوجوه قد ذكرت في غير هذا الموضع.
"مجموع الفتاوى " (6/ 220)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/178)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:33 م]ـ
كيف نشأ مذهب الأشاعرة:
كان الناس قبل ابن كلاب – شيخ الأشعري – في الصفات على قولين:
1 - قول أهل السنة الذين يثبتون جميع الصفات كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام والوجه واليدين والعين والمجيء ... دون أن يفرقوا بين صفات الذات , وصفات الفعل المتعلقة بمشيئته وقدرته.
2 - وقول الجهمية والمعتزلة الذين ينفون جميع هذه الصفات دون تفريق
ولم يكن هناك قول ثالث حتى جاء ابن كلاب فأثبت الصفات المعنوية والذاتية كالعلم والإرادة والكلام والوجه واليدين , ونفى ما يتعلق بمشيئته وإرادته من الصفات الاختيارية , وتبعه على ذلك الأشعري ,وجمهور الأشاعرة.
قال شيخ الإسلام:" ولكن هذا القول أول من قاله في الإسلام عبد الله بن كلاب؛ فإن السلف والأئمة كانوا يثبتون لله تعالى ما يقوم به من الصفات والأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته , والجهمية تنكر هذا وهذا؛ فوافق ابن كلاب السلف على القول بقيام الصفات القديمة , وأنكر أن يقوم به شيء يتعلق بمشيئته وقدرته.
وجاء أبو الحسن الأشعري بعده , وكان تلميذاً لأبي علي الجبائي المعتزلي ثم إنه رجع عن مقالة المعتزلة , وبين تناقضهم في مواضع كثيرة , وبالغ في مخالفتهم في مسائل القدر والإيمان والوعد والوعيد حتى نسبوه بذلك إلى قول المرجئة والجبرية والواقفة , وسلك في الصفات طريقة ابن كلاب , وهذا القول في القرآن هو قول ابن كلاب في الأصل , وهو قول من اتبعه كالأشعري وغيره.
"مجموع الفتاوى" (12|178)
وقد نقل شيخ الإسلام عن أبي نصر السجزي في رسالته المعروفة إلى أهل زبيد والتي تسمى باسم الرد على من أنكر الحرف والصوت؛ بين فيه نشأة قول ابن كلاب ومن اتبعه في كلام الله فقال:" اعلموا - أرشدنا اله وإياكم - أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي و الأشعري , وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة , وهم معهم ... من أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق , وإن اختلفت به اللغات , وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذي تكلموا في العقليات , وقالوا: الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة وقالت - يعني علماء العربية -: الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى؛ فالاسم مثل زيد وعمرو والفعل مثل جاء وذهب , والحرف الذي يجيء لمعنى مثل هل وبل وقد , وما شاكل ذلك فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفا وصوتا؛ فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه , وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل , وهم لا يخبرون أصول السنة , ولا ما كان السلف عليه , ولا يحتجون بالأخبار الواردة في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد , وهي لا توجب علما , وألزمتهم المعتزلة الاتفاق على أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف وصوت ويدخله التعاقب والتأليف , وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون , ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض , وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله تعالى لأن ذات الحق لا توصف بالاجتماع والافتراق والكل والبعض والحركة والسكون وحكم الصفة الذاتية حكم الذات.
قالوا: فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله تعالى خلق له أحدثه , وأضافه إلى نفسه كما نقول: خلق الله وعبد الله وفعل الله.
قال: فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها , وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل.
فالتزموا ما قالته المعتزلة , وركبوا مكابرة العيان , وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة: المسلم والكافر , وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام ,وإنما سمي ذلك كلاما على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه , وحقيقة الكلام معنى قائم بذات المتكلم؛ فمنهم من اقتصر على هذا القدر , ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه - تنافي السكوت والخرس والآفات المانعة فيه من الكلام - ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله تجسيم , وإثبات اللغة فيه تشبيه , وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل:
إن البيان من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فغيروه وقالوا: إن الكلام من الفؤاد .... .
"درء التعارض" (2|86)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/179)
ثم قال شيخ الإسلام: وإنما اضطر ابن كلاب و الأشعري , ونحوهما إلى هذا الأصل: أنهم لما اعتقدوا أن الله لا يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته لا فعل ولا تكلم , ولا غير ذلك , وقد تبين لهم فساد قول من يقول: (القرآن مخلوق) ولا يجعل لله تعالى كلاماً قائماً بنفسه بل يجعل كلامه ما خلقه في غيره , وعرفوا أن الكلام لا يكون مفعولاً منفصلاً عن المتكلم , ولا يتصف الموصوف بما هو منفصل عنه بل إذا خلق الله شيئاً من الصفات , والأفعال بمحل كان ذلك صفة لذلك المحل لا لله؛ فإذا خلق في محل الحركة كان ذلك المحل هو المتحرك بها , وكذلك إذا خلق فيه حياة كان ذلك المحل هي الحي بها , وكذلك إذا خلق علما أو قدرة كان ذلك المحل هو العالم القادر بها؛ فإذا خلق كلاماً في غيره كان ذلك المحل هو المتكلم به.
وهذا التقرير مما اتفق عليه القائلون بأن القرآن غير مخلوق من جميع الطوائف مثل أهل الحديث والسنة ومثل الكرامية والكلابية وغيرهم.
ولازم هذا أن من قال: (إن القرآن العربي مخلوق) أن لا يكون القرآن العربي كلام الله بل يكون كلاماً للمحل الذي خلق فيه , ومن قال: إن لفظ الكلام يقع بالاشتراك على هذا وهذا , تبطل حجته على المعتزلة؛ فإن أصل الحجة أنه إذا خلق كلاماً في محل؛ كان الكلام صفة لذلك المحل؛ فإذا كان القرآن العربي كلاماً مخلوقاً في محل كان ذلك المحل هو المتكلم به , ولم يكون كلام الله ولهذا قال من قال: (لا يسمى كلاماً إلا مجازاً) فرارا من أن يثبتوا كلاماً حقيقياً قائماً بغير المتكلم به؛ فلما عظم شناعة الناس على هذا القول , وكان تسمية هذا كلاماً حقيقة معلوماً بالاضطرار من اللغة أراد من ينصرهم أن يجعل لفظ الكلام مشتركاً؛ فأفسد الأصل الذي بنوا عليه قولهم.
وبإنكار هذا الأصل استطال عليهم من يقول بخلق القرآن من المعتزلة والشيعة والخوارج , ونحوهم؛ فإن هؤلاء لما ناظرهم من سلك طريقة ابن كلاب - ومضمونها: أن الله لا يقدر على الكلام ولا يتكلم بما شاء , ولا هو متكلم باختياره ومشيئته - طمع فيهم أولئك لأن جمهور الخلق يعلمون أن المتكلم يتكلم بمشيئته واختياره , وهو قادر على الكلام وهو يتكلم بما يشاء.
ولكن منشأ اضطراب الفريقين اشتراكهما في أنه لا يقوم به ما يكون بإرادته وقدرته فلزم هؤلاء - إذا جعلوا يتكلم بإرادته وقدرته واختياره - أن يكون كلامه مخلوقاً منفصلاً عنه , ولزم هؤلاء - إذا جعلوه غير مخلوق - أن لا يكون قادرا على الكلام , ولا يتكلم بمشيئته وقدرته ولا يتكلم بما يشاء.
والمقصود هنا: أن عبد الله بن سعيد بن كلاب , وأتباعه وافقوا سلف الأمة وسائر العقلاء على أن كلام المتكلم لا بد أن يقوم به فما لا يكون إلا بائنا عنه لا يكون كلامه كما قال الأئمة: كلام الله من الله ليس ببائن منه , وقالوا: إن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود , فقالوا: (منه بدأ) ردا على الجهمية الذين يقولون: بدأ من غيره , ومقصودهم أنه هو المتكلم به كما قال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} (الزمر: 1) وقال تعالى: {ولكن حق القول مني} (السجدة: 13) وأمثال ذلك.
ثم إنهم - مع موافقتهم للسلف والأئمة والجمهور على هذا - اعتقدوا هذا الأصل , وهو أنه لا يقوم به ما يكون مقدوراً له متعلقاً بمشيئته بناء على هذا الأصل الذي وافقوا فيه المعتزلة؛ فاحتاجوا حينئذ أن يثبتوا ما لا يكون مقدوراً مراداً , قالوا: والحروف المنظومة والأصوات لا تكون إلا مقدورة مرادة؛ فأثبتوا معنى واحداً لم يمكنهم إثبات معان متعددة خوفا من إثبات ما لا نهاية له فاحتاجوا أن يقولوا (معنى واحدا) فقالوا القول الذي لزمته تلك اللوازم التي عظم فيها نكير جمهور المسلمين بل جمهور العقلاء عليهم.
"درء التعارض" (2|115)
"موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (3|1266) بتصرف يسير
ـ[محمود المصري]ــــــــ[01 - 11 - 08, 01:09 م]ـ
رفع الله قدرك أخي الكريم
كنت أريد مزيد إيضاح عن بعض ما ذكرت
أولا:
فالأشاعرة تنكر اتصاف الله بالصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته ويسمون تلك الصفات حوادث أو حلول الحوادث لأن هذه الصفات متجددة , والتجدد في الصفات من صفات المخلوقات.
فما قولهم في الاحياء والإماتة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/180)
وقولهم أن الله تكلم بكلام نفسي قديم وانتهى أفلا يعد هذا الإنتهاء حادثا عندهم؟
ثانيا:
كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة
لا أفهم وجه الإعتراض على هذا الشطر
أخيرا:
فمثلا الله في نظرهم كان غير متصف بصفة الخلق منذ الأزل حتى خلق الخلق
ألا يعتبر هذا أيضا حادث وتجدد؟
ألا يعارض هذا قولهم بنفي ما يسمونه بالحوادث: "وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة"
بارك الله فيك وزادك الله علما
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
بالنسبة للإحياء والإماتة وما شابه ذلك
أهل السنة يقولون قديمة النوع حادثة الآحاد أي متجددة وأما هم فيثبتون الشطر الأول
ويردون الشطر الثاني
وحقيقة قولهم أن تعلق هذه الصفات - الإحياء , الإماتة , الكلام - بالمخلوقات منذ الأزل من تناقضهم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:ومن العجائب أنهم لا ينكرون حدوث المفعول ثم ينكرون حدوث الفعل لا ينكرون أن زيداً وعمراً حادث بعد أن لم يكن ولكن تعلق الخلق به كان في الأزل وهذا في الحقيقة عندما تتأمله لا يصح إطلاقاً هل يمكن أن يقع فعل ولا يوجد المفعول يعني خلق زيد وعمرو ومتى كان؟ في الأزل الذي لا نهاية له وكيف يخلق من الأزل البعيد ثم لا يوجد في المخلوق إلا في هذا الزمن مثلاً هذا واضح بأنه باطل جداً
فالقول بأن الفعل قديم والمفعول حادث ثم الفعل أيضاً ليس فعلاً في نفس الله بل يفسرونه بالمفعول هذا كله شيء باطل 0
وأما قولك:وقولهم أن الله تكلم بكلام نفسي قديم وانتهى أفلا يعد هذا الإنتهاء حادثا عندهم؟
حقيقة قولهم أن المتكلم من قام به الكلام وإن لم يكن متكلماً بمشيئته وقدرته ولا فعل فعلاً أصلاً.فلا تجدد ولا حادث على مذهبهم
فحقيقة قولهم مؤداه القول بخلق القرآن فالمعتزلة يقولون القرآن لفظه ومعناه مخلوق.
والأشاعرة فرقت بين الكلام النفسي وهو ما قام في نفس الله وبين اللفظ والمعنى فيقولون بخلق الثاني فإذا أراد الله أن يتكلم خلق كلاما وهم يخففون العبارة فيقولون الكلام عبارة عن كلام الله وحكاية عنه.
قال الإيجي في المواقف (3|129): إذا عرفت هذا فاعلم أن ما يقوله المعتزلة , وهو خلق الأصوات والحروف وكونها حادثة قائمة؛ فنحن نقول به , ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك.
وما نقوله من كلام النفس فهم ينكرون ثبوته .. .انتهى
فعلى قولهم تكلم الله بكل الكلام دفعة واحدة
وقالوا: لا يتجزأ هو الأمر بكل مأمور , والنهي عن كل منهي عنه , والخبر عن كل مخبر عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً , وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة , وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً , وقولهم إن الأمر والنهي صفات للكلام لا أنواع له , ولذلك فلا فرق بين القرآن والتوراة , ولا بين آية وآية أخرى دلت على معنى مختلف. وهذا من أعظم التناقض
ولذلك قال العز بن عبد السلام لما سئل في مسألة القرآن: كيف يعقل شيء واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار , فقال أبو محمد: ما هذا بأول إشكال ورد على مذهب الأشعري.
قال شيخ الإسلام:وأول من اشتهر عنه أنه قال هذا القول في الإسلام عبد الله بن سعيد بن كلاب، ثم افترق موافقوه، فمنهم من قال ذلك الكلام معنى واحد هو الأمر بكل مأمور، والنهي عن كل محظور، والخبر عن كل مخبر عنه، إن عبر عنه بالعربية كان قرآناً، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وقالوا معنى القرآن والتوراة والإنجيل واحد، ومعنى آية الكرسي هو معنى آية الدين، وقالوا الأمر والنهي والخبر صفات الكلام لا أنواع له، ومن محققيهم من جعل المعنى يعود إلى الخبر والخبر يعود إلى العلم.
وجمهور العقلاء يقولون قول هؤلاء معلوم الفساد بالضرورة، وهؤلاء يقولون تكليمه لموسى ليس إلا خلق إدراك يفهم به موسى ذلك المعنى، فقيل لهم: أفهم كل الكلام أم بعضه؟ إن كان فهمه كله فقد علم علم الله، وإن كان فهم بعضه فقد تبعض، وعندهم كلام الله لا يتبعض ولا يتعدد، وقيل لهم: لقد فرق الله بين تكليمه لموسى وإيحائه لغيره، وعلى أصلكم لا فرق، وقيل لهم: قد كفر الله من جعل القرآن العربي قول البشر، وقد جعله تارة قول رسول من البشر، وتارة قول رسول من الملائكة، فقال في موضع: " إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون، ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون " فهذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال في الآية الأخرى: " إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين " فهذا جبريل، فأضافه تارة إلى الرسول الملكي وتارة إلى الرسول البشري، والله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس، وكان بعض هؤلاء ادعى أن القرآن العربي أحدثه جبريل أو محمد فقيل لهم: لو أحدثه أحدهما لم يجز إضافته إلى الآخر، وهو سبحانه إضافة إلى كل منهما باسم الرسول الدال على مرسله لا باسم الملك والنبي، فدل على ذلك على أنه قول رسول بلغه عن مرسله لا قول ملك أو نبي أحدثه من تلقاء نفسه، بل قد كفر من قال أنه قول البشر. انتهى
وقولك:كما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة.
سبق نظري فظننت أن -يكون لذات الله - وعبارة الواسطي هذه صحيحة إن شاء الله.
وكذلك يقال في صفة الخلق ما قلناه في صفة الإحياء والإماتة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/181)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:05 م]ـ
رفع الله قدرك شيخي الكريم
نفعنا الله بك وبما تنقل وجزاك الله خيرا
ـ[عبد المتين]ــــــــ[03 - 11 - 08, 05:45 م]ـ
لا يوصف ربّ العزّة بالقدم إنّما هو الأوّل ليس قبله شيء.(52/182)
حمل هذا الرسالة النادرة والقديمة للعلامة سليمان بن سحمان رحمه الله
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:23 م]ـ
هذه طبعة نادرة وقديمة لرسالة: تبرئة الشيخين الاإمامين من تزوير أهل الكذب والبين, للعلامة سليمان بن سحمان رحمه الله
ولا تنسوني من الدعاء
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[01 - 11 - 08, 02:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(52/183)
فهرس مسائل متون الاعتقاد
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 11 - 08, 01:06 ص]ـ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فهذا الموضوع أحببت أن أخصصه لذكر رؤوس المسائل التي ذكرها الأئمة في متون الاعتقاد
وفي ذلك عدة فوائد علمية:
منها: أنها تعين من سبق له دراستها على استذكارها واستحضارها، وربما لو طبعها في ورقة عنده، وكرر مطالعتها من وقت لآخر لأعانه ذلك على رسوخ تلك المسائل في قلبه.
ومنها: أنها تعين الباحث على سرعة الوصول إلى مظنة بحث بعض المسائل التي يذكرها بعض الماتنين ويغفلها بعضهم.
ومنها: أن متون الاعتقاد تختلف في ترتيب المسائل، ويزيد بعضها على بعض في المسائل؛ فقد يفوت من درس الواسطية ولم يدرس السفارينية مسائل، وكذلك من درس السفارينية ولم يدرس عقيدة الصابوني ....... إلى غير ذلك
وتلك المتون تتشارك في مسائل كثيرة فإذا ما درس الطالب متنا منها دراسة جيدة فإنه يكفيه أن يطالع فهرس مسائل المتون الأخرى، وينظر فيما لم يدرسه منها فيدرسه
ولعلي أقوم بعمل آخر - إن شاء الله تعالى- يكون فيه تيسير آخر لطلاب العلم يختصر عليهم الجهد والوقت، والله هو الموفق والمعين.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 - 11 - 08, 01:09 ص]ـ
مسائل لمعة الاعتقاد
1. خطبة لمعة الاعتقاد
2. وجوب الإيمان بصفات الرحمن
3. تحريم التعرض لمعاني الصفات بالتأويل والتحريف
4. ذم مبتغي التأويل في متشابه التنزيل
5. قول الإمام أحمد: (ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، ولا نتعدى القرآن والحديث ... )
6. قول الإمام الشافعي: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ... )
7. منهج السلف الصالح في آيات وأحاديث الصفات
8. قول عبد الله بن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)
9. قول عمر بن عبد العزيز: (قف حيث وقف القوم ... )
10. قول الأوزاعي: (عليك بآثار من سلف ... )
11. قصة الآذرمي مع ابن أبي دؤاد في مجلس الخليفة الواثق بالله
12. الصفات الذاتية والصفات الفعلية
13. إثبات صفة الوجه الكريم لله تعالى
14. صفة اليدين
15. صفة النَّفْس لله تعالى
16. المجيء والإتيان
17. الرضا والمحبة
18. الغضب والسخط والكراهة
19. النزول إلى السماء الدنيا
20. العجَب والضحك
21. ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه
22. صفة الاستواء
23. صفة العلو
24. إجماع السلف على نقل أدلة الصفات وقبولها
25. قول الإمام مالك: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ... )
26. صفة الكلام
27. القرآن العظيم من كلام الله تعالى
28. رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة
29. الإيمان بالقضاء والقدر
30. بطلان الاحتجاج بالقدر على المعاصي
31. الإيمان يزيد وينقص
32. وجوب الإيمان بكل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
33. حديث الإسراء والمعراج
34. قصة موسى عليه السلام مع ملك الموت
35. أشراط الساعة
36. عذاب القبر ونعيمه وفتنة القبر
37. البعث بعد الموت
38. الحشر والموقف ونشر الدواوين
39. الميزان
40. الحوض
41. الصراط
42. الشفاعة
43. الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان
44. الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم
45. فضل الصحابة رضي الله عنهم
46. أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي
47. الخلافة الراشدة
48. الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها
49. منهج أهل السنة في تكفير أهل القبلة بالمعاصي
50. الحج والجهاد ماضيان مع طاعة كل إمام
51. تولِّي الصحابة ومحبتهم وذكر محاسنهم
52. الترضي عن أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
53. محبة معاوية بن أبي سفيان والترضي عنه
54. السمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين ما لم يأمروا بمعصية
55. هجر أهل البدع
56. جواز الانتساب للمذاهب الفقهية
57. خاتمة اللمعة
ـ[أبو أبي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 01:53 ص]ـ
موفق بإذن الله أخي المبارك
تابع برعاية الله
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 10:56 م]ـ
احسنتَ ..
وجزاك الله كُل خير ..
تابع ..
اخوك الصغير: معاذ.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 - 11 - 08, 07:29 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
وسأواصل بإذن الله تعالى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 - 11 - 08, 07:30 م]ـ
مباحث العقيدة الواسطية
خطبة الواسطية
o بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق
o أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية المنصورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/184)
أركان الإيمان
منهج أهل السنة في باب الأسماء والصفات
أهل السنة لا ينفون عن الله ما وصف به نفسه ولا يحرفون ولا يكيفون ولا يمثلون
o الله تعالى أعلم بنفسه وخبره عن نفسه أصدق الخبر
o الرسل صادقون مصدوقون فيما يصفون به ربهم جل وعلا
o جمع الله عز وجل فيما وصف به نفسه بين النفي والإثبات
o ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم
ذكر بعض ما دل عليه القرآن من الأسماء والصفات
o تضمن سورة الإخلاص للنفي والإثبات في صفات الله جل وعلا
o تضمن آية الكرسي للنفي والإثبات في صفات الله جل وعلا
o الجمع بين أوليته وآخريته وعلوه وقربه جل وعلا
o النفي يفسر الإثبات
o إحاطة علمه جل وعلا بكل شيء
o الإيمان بصفة السمع والبصر لله جل وعلا
o الإيمان بصفة المشيئة والإرادة لله جل وعلا
o الإيمان بصفة المحبة والمودة
o الإيمان بصفة الرحمة
o الإيمان بصفات الرضى والغضب والسخط والأسف والكره والمقت
o الإيمان بصفة الإتيان والمجيء
o الإيمان بصفة الوجه الكريم
o الإيمان بصفة اليدين لله تعالى
o الإيمان بصفة العينين لله تعالى
o الإيمان بأن الله وسع سمعه الأصوات
o الإيمان بأن الله يرى كل شيء
o الإيمان بصفة المكر والكيد على ما يليق بالله جل وعلا
o الإيمان بصفة العفو والمغفرة
o الإيمان بصفة العزة
o الإيمان بأسماء الله جل وعلا وأنه لا سمي له، ولا ند ولا كفو
o نفي الشريك والولد عن الله تعالى
o تحريم القول على الله بلا علم
o الإيمان باستواء الله على عرشه
o الإيمان بعلو الله جل وعلا على خلقه
o الإيمان بصفة المعية على ما يليق بالله جل وعلا
o الإيمان بما وصف الله به نفسه من الحديث والقول والكلام والنداء
o الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق
o الإيمان برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
o من تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبين له طريق الحق
السنة تفسر القرآن وتبينه
o وجوب الإيمان بما صح من أحاديث الصفات
o الإيمان بما دل عليه حديث النزول
o الإيمان بصفات الفرح والضحك والعجب لله تعالى على ما يليق به
o الإيمان بصفة الرجل والقدم
o الإيمان بصفة الكلام والصوت لله تعالى
o الإيمان بأن الله في السماء
o لا تنافي بين العلو والمعية
o الإيمان بما صح من أحاديث الرؤية
o وجوب الإيمان بأحاديث الصفات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
وسطية أهل السنة والجماعة
o هذه الأمة وسط بين الأمم
o أهل السنة وسط بين الفرق
o وسط في باب الصفات بين المعطلة والمشبهة
o وسط في باب أفعال الله بين القدرية والجبرية
o وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية
o وسط في باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية
o وسط في أصحاب رسول الله بين الروافض والخوارج
هدي السلف الصالح في باب الأسماء والصفات
o إجماع سلف الأمة على الإيمان بالعلو والاستواء والمعية
o الإيمان بقرب الله تعالى
o قرب الله ومعيته لا تنافي علوه وفوقيته
من الإيمان بالكتب الإيمان بأن القرآن حروفه ومعانيه من كلام الله
الإيمان بما أخبر الله به من أمور الغيب
o الإيمان بفتنة القبر وعذاب القبر ونعيمه
o الإيمان بالبعث بعد الموت وقيام الناس لرب العالمين
o الإيمان بوضع الموازين
o الإيمان بنشر الدواوين والحساب
· الكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته لأنهم لا حسنات لهم
o الإيمان بالحوض المورود
o الإيمان بنصب الصراط ومرور الناس عليه على قدر أعمالهم
o القنطرة التي بين الجنة والنار
· أول من يستفتح باب الجنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
· أول أمة تدخل الجنة هي أمته صلى الله عليه وسلم
o أنواع الشفاعات في القيامة
· يخرج الله من النار أقواماً بغير شفاعة بل بفضل رحمته
· يبقى في الجنة فضل عمن دخلها فينشئ الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة
الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو درجتان:
o الدرجة الأولى: درجة العلم والكتابة، وكان ينكرها غلاة القدرية
o الدرجة الثانية درجة المشيئة والخلق
· العباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم
· الدرجة الثانية ضل فيها فئتان: القدرية والجبرية
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
o قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح
o الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/185)
o أهل السنة لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما تفعل الخوارج
o أهل السنة لا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية كما تقول المعتزلة
o الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق
الإقرار بفضل الصحابة ومحبتهم وسلامة القلوب والألسنة تجاههم
o الصحابة يتفاضلون
o الشهادة بالجنة لمن شهد له بها النبي صلى الله عليه وسلم
o خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي
o الإقرار بأحقية الخلفاء الراشدين بالخلافة
o من طعن في خلافة أحد منهم فهو ضالّ
o محبة آل البيت وتوليهم وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم
o محبة أمهات المؤمنين والإقرار بفضلهن وأنهن أزواجه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة
· فضل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
· فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
o التبرؤ من طريقة الروافض والنواصب
الإمساك عما شجر بين الصحابة
o مناقب الصحابة
التصديق بكرامات الأولياء
o العلوم والمكاشفات
o القدرة والتأثيرات
معنى أهل السنة والجماعة
حجية الإجماع
o الإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح
آداب أهل السنة والجماعة وسماتهم
o الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
o السمع والطاعة لولاة الأمور من المسلمين أبراراً كانوا أو فجاراً
o المحافظة على الجماعات وبذل النصيحة للأمة
o يأمرون بالصبر على البلاء والشكر عند الرخاء
o يدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
o وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون والأبدال
o ومنهم أئمة الدين الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم
خاتمة الواسطية
فَنَسْأَلُ اللهَ العظيم أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ، وَأَنْ لاَ يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وَأن يَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً، إِنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ.
واللهُ أعلمُ وصلَّى اللهُ علَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليماً كثيراً.
تمت مباحث الواسطية، لخصها: عبد العزيز الداخل
اللهم اجعلنا من أوليائك المفلحين وأخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا إليك صراطاً مستقيما
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 12:09 ص]ـ
أحسنت أحسنت أخي الكريم
بادرةطيبة ونافعة إن شاء الله وهي مفيدة جداً للمذاكرةوالمراجعة فأكمل بارك الله فيك ولعل الكتاب التالي
يكون كتاب التوحيد
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:51 ص]ـ
أتمنى لو تفهرس شرح الطحاوية لأبي العز وترتبه عى الأبواب فسيستفيد منه طلاب العلم كثيراً
ـ[العارض]ــــــــ[19 - 11 - 08, 11:28 ص]ـ
نعم بارك الله
كتابي التوحيد والطحاوية
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:04 م]ـ
أبشرا بما طلبتما
فأما مباحث الطحاوية فسأدرجها في هذا الموضوع قريباً بإذن الله تعالى
وأما مسائل متون توحيد العبادة فلكثرتها وحتى لا تتداخل مع مباحث متون الاعتقاد المشتهرة فسأفرد لها موضوعاً مستقلاً بإذن الله تعالى.
ولي في كتاب التوحيد ثلاثة أعمال:
الأول: تلخيص شروح كتاب التوحيد، وقد لخصت عشرة شروح من شروح كتاب التوحيد وكان ذلك بين عامي 1416 - 1417 هـ
حرصت فيه على تكامل المادة العلمية فأرجو أنه لم يفتني شيء من المسائل التي ذكرها الشراح العشرة وحتى أتجنب تكرار العبارات صغت الشرح بأسلوبي وأحلت في الحاشية على المواضع التي استفدت منها بذكر أرقام الصفحات
ولكني كتبته بخط اليد فكان في أربعة مجلدات ولما نسخه الناسخ وقع في نسخه أخطاء كثيرة وشغلت عن تصحيحه
فطلبت من أحد طلبة العلم الأفاضل وله براعة في التدقيق والتصحيح اللغوي مقابلته على الأصل وتعليم ما يحتاج إلى تصحيح ففعل مشكوراً
إلا إنه لم يصحح بعد النسخ إلى الآن والله المستعان، فعسى أن يبارك الله في الوقت ويمد في العمر حتى أصححه وأنشره، وقد أسفت كثيراً لتأخري في طباعته ولولا اشتغالي ببحوث علمية ملحة لجعلته من أول ما أعتني به، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
العمل الثاني: كتاب البيان والتقعيد لمسائل التوحيد وهو مستل من الشرح السابق وقد أضفت إليه بعض ما ينبغي إضافته من المسائل المتعلقة بتوحيد العبادة ولم يفرد لها الشيخ باباً في كتاب التوحيد.
العمل الثالث: الكشاف التحليلي لمسائل كتاب التوحيد
ذكرت فيه سرداً لأسماء المسائل التي تضمنتها خمسة شروح من شروح كتاب التوحيد بطريقة الجمع والمكاملة.
وهي تيسير العزيز الحميد، وفتح المجيد والقول السديد والقول المفيد وشرح معالي الشيخ: صالح آل الشيخ
بالإضافة إلى تخريج البهلال
وهذا الكشاف على غرار ما صنعته في رسالة ثلاثة الأصول، وهو جاهز لدي وأرجو أن أرفعه قريباً بإذن الله تعالى
بقي عمل آخر وهو تشجير مسائل كتاب التوحيد على غرار ما صنعته في مباحث الواسطية وهو ما أزمع القيام به قريباً بإذن الله تعالى
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/186)
ـ[ولد محمد]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:27 م]ـ
اعانك الله وسددك
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:25 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً ونفعَ بك ..
واصل ..
ومادام بعضُها جاهز، فلِما التأخير؟!
اخوك الصغير
ـ[بو عبدالرحمن]ــــــــ[16 - 07 - 09, 05:57 م]ـ
ياشيخ عبدالعزيز كمل كشافك التحليلي أكملك الله تعالى بالإيمان
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:57 ص]ـ
يا شيخ عبدالعزيز نفع الله بجهودكم
هل لكم كشافاً تحليلياً على العقيدة الواسطية وهو من أهم المتون؟(52/187)
اسئلة حول كلام الله (الصفات)
ـ[النعيمية]ــــــــ[01 - 11 - 08, 02:11 ص]ـ
أرجو حذف هذه المشاركة لأن هناك أخرى .... حدث ذلك بسبب مشكلة في الاتصال
جزاكم الله خيرا(52/188)
أسئلة حول كلام الله والإرادة (الأسماء والصفات)
ـ[النعيمية]ــــــــ[01 - 11 - 08, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم اخوة الايمان
لدي بعض الأشياء التي لم أفهمها أرجو ان اجد لديكم اجابة عليها .. وجزاكم الله عني كل خير
أولا في تعريف الإرادة الإلهية قال صاحب الكتاب: هي صفة قديمة زائدة على الذات الإلهية ....
ما المقصود بزائدة؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ثم قال ....
القدرة تتعلق بالممكنات وليس بالمستحيلات والواجبات
لأن:
الواجبات والمستحيلات لايرد عليها التخصيص بوجه
دون آخر فهي إما موجودة أبدا وهي الواجبات أو
معدومة أبدا وهي المستحيلات.
فماهو المقصود بهذا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ثم في الحديث عن كلام الله قال في الحديث عن الاختلاف حول كلام الله
(1موقف المعتزلة:
الكلام: عندهم اسم لمجرد الحروف ومسماه هو الألفاظ
وأما المعنى فليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماه.
المتكلم:عندهم هو مَن فَعَل الكلام،ولو كان منفصلا عنه
فعله في غيره.
طبيعة كلام الله: صفة فعل منفصلة عن الموصوف لاصفة
ذات وفسروا كلام الله بأنه: حروف وأصوات
يخلقهما الله في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل إذا هو
مخلوق وليس قديم، ,والله هو خالق الكلام وليس
متصفا به على سبيل القدم، وبذلك تكون صفة الكلام
صفة فعل لا ذات.
موقف أهل السنة:
الكلام:عندهم يتناول اللفظ و المعنى جميعا.
المتكلم: من جَمَعَ بين الوصفين فقام به الكلام و قَدِرَ عليه، وهو من تكلم بفعله ومشيئته وقدرته وقام به الكلام.
طبيعة الكلام: صفة ذات وصفة فعل وهو قائم بالمتكلم ومتعلق بمشيئته، فالله متكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء بكلام يقوم به، وهو متكلم بصوت يسمع ونوعه أزلي قديم.
3) موقف الأشاعرة:
الكلام:اسم لمجرد المعنى، فمسماه هو المعنى، واطلاق الكلام على اللفظ والحروف مجاز لأنه دال عليه.
أما متأخري الأشاعرة ذهبوا على أن المراد به اللفظ و المعنى.
المتكلم: من قام به الكلام وليس صفة لمن فعل الكلام.
طبيعة كلام الله: صفة لله قائمة بذاته وهو كلام نفسي وهو متمثل في المعاني القديمة وأما الكلام الملفوظ و المسموع فليست صفة قديمة.
بارك الله فيكم أريد شرح للكلام أعلاه شرح مبسط أستطيع فهمه وجزاكم الله كل خير وأحسن إليكم ...
ـ[النعيمية]ــــــــ[01 - 11 - 08, 03:49 م]ـ
.......................................
..................... ؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[01 - 11 - 08, 04:53 م]ـ
أما قول: ((قال صاحب الكتاب: هي صفة قديمة زائدة على الذات الإلهية ... ))
فمعنى زائدة أي ليست هي عين الذات.
لقدرة تتعلق بالممكنات وليس بالمستحيلات والواجبات
لأن:
الواجبات والمستحيلات لايرد عليها التخصيص بوجه
دون آخر فهي إما موجودة أبدا وهي الواجبات أو
معدومة أبدا وهي المستحيلات.
فلكل صفة متعلق فالبصر متعلقه المرئيات و السمع متعلقه المسموعات أما البصر فلا يتعلق بالمسموعات لذا لا يصح أن نقول لم أرى صوت الطائرة ولا لم أسمع صورة الرجل.
فكذلك متعلق القدرة الممكنات أما المستحيلات فلو علقت بالقدرة لم تكن مستحيلة بل كانت ممكنة فلذا لا يصح السؤال هل يستطيع ربنا ان يخلق إلها فتعدد الآلهة مستحيل فلا تتعلق به القدرة فلا يصح إثباته و لا نفيه و يكون السؤال خاطئ _________________ وكذلك الواجب لا يتعلق بالقدرة وإلا كان ممكنا لذلك لايصح سؤال هل يستطيع الله تعالى ان يوجد؟ لأن وجود الخالق واجب فلا تتعلق به القدرة فلا يصح الإجابة بالنفي أو الإثبات ويكون السؤال خاطئ.
و أما الكلام على صفة الكلام:
فالمعتزلة يرون ان الكلام هو الصوت المسموع فقط أما المعنى فهو شئ منفصل يدل عليه اللفظ الأقدام على ا فاننا نستدل بتلك الأصوات التي هي الكلام عندهم على المعاني و المتكلم عندهم من خلق أو أحدث الأصوات ولو منفصلة عنه فيكون تفسيرهم لكلام الله عز وجل بأنها أصوات خلقها تعالى في جبريل مثلا فتكون صفة فعل راجعة إلى الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/189)
أما الأشاعرة فعل النقيض ذهبوا إلى ان الكلام يطلق على المعنى لا على اللفظ أما اللفظ شىء منفصل يدلنا على المعنى الذي هو الكلام بزعمهم ,فالكلام هو القدرة على التكلم و المعاني الثابتة لذا فتفسيرهم لكلام الله جل و علا أنه معاني قائمة بذات الله منذ الأزل ثم يعبر عنها الوحي بألفاظه
أما أهل السنة فعندهم الكلام هو مجموع المعنى و اللفظ جميعا فكلام الله قديم باعتبار النوع حادث باعتبار الآحاد
معذرة لأني كتبت الرد على عجالة و أرجو ان أكون وفقت في التبيين
ل
.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 11 - 08, 05:33 م]ـ
أولا في تعريف الإرادة الإلهية قال صاحب الكتاب: هي صفة قديمة زائدة على الذات الإلهية ....
في مثل هذه التعاريف تكون القيود احترازية .. بمعنى يضمن في التعريف ما يرد به على المخالف
في حالتنا هذه أضيف قيد" زائدة على الذات الإلهية" احترازا من مذهب المعتزلة في الأسماء والصفات .. فهؤلاء يزعمون أن الصفات لها حالتان:
-أن تكون حادثة .. وهذا محال لأن حدوثها دليل على حدوث الذات نفسها ... بناء على قاعدتهم" ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث ... "أو قاعدة" المركب من القديم والحديث حادث .... " إذن فلا ينبغي أن تكون الذات محلا للحوادث .. فلا بد من نفي هذه الصفات الحادثة ..
وهذامذهب الأشاعرة أيضا ..
-أن تكون قديمة -بمعنى لا بداية لها- ... وهذا محال على مذهب المعتزلة .. لأنه سيتعدد القدماء في نظرهم .. فيكون علم قديم وسمع قديم وخلق قديم الخ ... وهذا يصيب التوحيد في مقتل! (والتوحيد عندهم في الربوبية)
فما الحل عندهم؟
الحل اعتبار الذات والصفات شيئا واحدا .. فالله يعلم بذاته لا بعلم، ويشاء بذاته لا بمشيئة ..
فرد عليهم أهل السنة بالتنصيص على أن الصفات زائدة على الذات .. وأبطلوا شبهة تعدد القدماء بقولهم:القديم واحد هو الله بصفاته ...
الحقيقة إن مذهب المعتزلة ركيك جدا مخالف للبدهيات ...
فنحن نقول "جاء زيد" ونعتبره فاعلا واحدا ..
وعلى مذهب المعتزلة يجب أن نقول: جاؤوا زيد!! لأنه جاء معه شعره وجبهته وقدماه وطحاله وكبده وبياضه وسرعته وزكامه ... الخ
فالحمد لله على نعمة العقل ..
المسائل الأخرى .. قد بينها أخونا الليث وفقه الله.
ـ[النعيمية]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:43 ص]ـ
...
.
بارك الله فيك اخي الكريم الليث وجزاك عني خير الجزاء شرحك واضح جدا أحسن الله إليك
ـ[النعيمية]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:44 ص]ـ
...
.
جزاك الله كل خير اخي المبارك أبو عبد المعز وأعزك ونصرك
شكرت جزيلا
ـ[النعيمية]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:45 ص]ـ
ويقول الشيخ الكريم أبو عاصم الأحمدي ردا على هذه الأسئلة التي ارسلت بها إليه فرد مشكورا بالتالي ..
((أولا في تعريف الإرادة الإلهية قال صاحب الكتاب:
هي صفة قديمة زائدة على الذات الإلهية .... ما المقصود بزائدة؟؟ ((
ليتضح الكلام هناك سؤال يطرحه المتكلمون وهو هل الصفات هي الموصوف أو غيره؟
فيقال في الجواب عن ذلك:
- إن أريد بالغير: ما جاز مفارقة أحدهما الآخر, فالجواب:
أن الصفة ليست غير الموصوف بهذا الاعتبار.
- وإن أريد بالغير: ماجاز العلم بأحدهما دون الآخر, فالجواب:
أن الصفة غير الموصوف بهذا الاعتبار، وإذن:
فالصفات زائدة على الذات المجردة التي يقر بها نفاة الصفات, والصفات غير الذات هنا.
أما الذات الموجودة في الخارج فهذه لا توجد إلا بصفاتها اللازمة لها واللائقة بها, والصفات هنا ليست زائدة على الذات, وليست غيرها بهذا المعنى.
والخلاصة:
أن الصفة معنى زائد على الذات، فإنك تتخيلين للصفة معنى غير معنى المتصف بها فهي زائدة على معنى الذات مع التنبه إلى أن الصفة لا تنفك عن الذات، كما أنني نبهتك سابقا لغلط من يقول أن الإرادة قديمة لأنه بهذا ينفي حدوث آحادها نعم هي قديمة النوع لكنها حادثة الآحاد.
((ثم قال .... القدرة تتعلق بالممكنات وليس بالمستحيلات والواجبات
لأن: الواجبات والمستحيلات لايرد عليها التخصيص بوجه
دون آخر فهي إما موجودة أبدا وهي الواجبات أو معدومة أبدا وهي المستحيلات فماهو المقصود بهذا؟ ((
سبق أن بينت معنى الممكنات والواجبات والمستحيلات، وقبل بيان معنى الكلام لا بد من فهم المقصود بها وقلت سابقا:
تنقسم الموجودات إلى قسمين:
1 – واجب الوجود:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/190)
وهو الله تعالى، ووجوب وجوده لانه لو لم يوجد لما وجد شيئا من المخلوقات، فالله هو الخالق لكل شيء.
2 – ممكن الوجود:
وهو ما احتاج في وجوده لغيره، وجاز عليه العدم والوجود فالانسان مثلا محتاج في وجوده لغيره وهو الله تعالى فهو الذي أوجده.
أما المستحيلات:
فهي الأمور التي لا يمكن أن توجد مثل الشريك للباري تعالى الله عن ذلك، وكالجمع بين الضدين، فالقدرة لا تتعلق بها عند الأشاعرة.
ومراد الأشاعرة بالكلام الذي نقلتيه:
الأشاعرة يستدلون على إثبات صفة القدرة للباري بالتخصيص في الممكنات (المخلوقات) فأنت ترين رجلا غنيا ورجلا فقيرا، ورجلا قويا وآخر ضعيفا، فمن الذي خص القوي بذلك والغني بذلك لا شك أنه الله تعالى وهذا يدل على أنه متصف بالقدرة لأنه خص مخلوقاته بأمور دلت على قدرته.
لكن نبهتك على أن الأشاعرة ينفون تعلق القدرة بالواجب (واجب الوجود وهو الله تعالى) ولماذا؟ لأنهم ينفون الصفات الاختيارية عن الله تعالى فلو جعلوا القدرة متعلقة به سبحانه للزم منه أن يثبتوا الصفات الاختيارية وهي التي تتعلق بقدرته فيتكلم متى شاء وينزل متى شاء وهم ينفون ذلك لذا جعلوا القدرة لا تتعلق بواجب الوجود ليستقيم لهم أصلهم في نفي الصفات الاختيارية.
ثم إنهم قالوا أن القدرة لا تخصص المستحيلات لأن المستحيلات غير موجودة أبدا فكيف تخصص القدرة شيئا غير موجود.
والذي جعل الأشاعرة يقولون ذلك أنهم ظنوا أن المستحيل شيء والصواب أنه ليس بشيء فلا تتعلق القدرة به كما في قوله تعالى ((وهو على كل شيء قدير)) فلم يرد بالآية المستحيلات على الصواب؛ لأنها ليست بشيء أصلا.
تنبيه مهم:
الأشاعرة يثبتون قدرة قديمة وينفون قدرة حادثة؛ لهذا نفوا الصفات الاختيارية التي يفعلها ربنا متى شاء، لكن الأشاعرة يستدلون على إثبات القدرة للباري بما يشاهد من التخصيص في الممكنات، وهم بهذا يهدمون كلامهم من حيث لا يشعرون لأن تخصيص الحوادث (الممكنات) يدل على أن القدرة الإلهية حادثة الآحاد كما أنها قديمة النوع ويثبت وجود الصفات الاختيارية لله تعالى، وهذا أمر يرده الأشاعرة.
((ثم في الحديث عن كلام الله قال في الحديث عن الاختلاف حول كلام الله
(1موقف المعتزلة
:الكلام: عندهم اسم لمجرد الحروف ومسماه هو الألفاظ
وأما المعنى فليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماه.
المتكلم:عندهم هو مَن فَعَل الكلام،ولو كان منفصلا عنه
فعله في غيره.
طبيعة كلام الله: صفة فعل منفصلة عن الموصوف لاصفة
ذات وفسروا كلام الله بأنه: حروف وأصوات
يخلقهما الله في غيره كاللوح المحفوظ أو جبريل إذا هو
مخلوق وليس قديم، ,والله هو خالق الكلام وليس
متصفا به على سبيل القدم، وبذلك تكون صفة الكلام
صفة فعل لا ذات.))
المعتزلة من أصولهم: أنهم ينفون الصفات كلها فلا يصفون الله تعالى بأي صفة؛ لأنهم يزعمون أن هذا من تعدد القدماء فهم يرون أن من يثبت صفة لله فهو يثبت شريكا لله، وقد شرحت لك سابقا مرادهم بتعدد القدماء.
وبناء على أصلهم فهم لا يثبتون صفة الكلام لله تعالى ويرون أن المراد من النصوص التي تثبت صفة الكلام لله تعالى: أن الله خلق الكلام في غيره ليُفهم المخاطب لهذا يرون الكلام صفة فعل لا تقوم به سبحانه وتعالى، ثم ليقرروا أصلهم في أن الكلام مخلوق فرقوا بين اللفظ والمعنى، فالكلام (وهو اللفظ عندهم)) خلق ليدل على المعنى، ولهذا قالوا القرآن مخلوق، ويخلقه الله تعالى في غيره، أما أهل السنة فيرون أن اللفظ والمعنى كلام الله حقيقة وأنه صفة من صفات الله فليس مخلوقا ويرون أن الكلام صفة ذاتية وصفة فعلية؛ لأنه قديم النوع حادث الآحاد فالله متصف بالكلام أزلا لكنه متى شاء تكلم بما يشاء وكلامه من صفاته وصفات الخالق غير مخلوقة.
((موقف أهل السنة:
الكلام:عندهم يتناول اللفظ و المعنى جميعا.
المتكلم: من جَمَعَ بين الوصفين فقام به الكلام و قَدِرَ عليه، وهو من تكلم بفعله ومشيئته وقدرته وقام به الكلام.
طبيعة الكلام: صفة ذات وصفة فعل وهو قائم بالمتكلم ومتعلق بمشيئته، فالله متكلم إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء بكلام يقوم به، وهو متكلم بصوت يسمع ونوعه أزلي قديم لكنه حادث الآحاد ((
من الشرح السابق لكلام المعتزلة يتبين لك معنى كلام أهل السنة لكن أضفت لك عبارة ((لكنه حادث الآحاد)) لأن من ينفي أنه حادث الآحاد هم الأشاعرة والماتريدية ورأيهم يخالف قول أهل السنة.
3)) موقف الأشاعرة:
الكلام:اسم لمجرد المعنى، فمسماه هو المعنى، واطلاق الكلام على اللفظ والحروف مجاز لأنه دال عليه.
أما متأخري الأشاعرة ذهبوا على أن المراد به اللفظ و المعنى.
المتكلم: من قام به الكلام وليس صفة لمن فعل الكلام.
طبيعة كلام الله: صفة لله قائمة بذاته وهو كلام نفسي وهو متمثل في المعاني القديمة وأما الكلام الملفوظ و المسموع فليست صفة قديمة. ((
الأشاعرة يدعون أن الكلام يطلق على ما يقوم بالنفس من معنى ولا يطلق على الصوت والحرف لهذا فمذهبهم أن الله متكلم بكلام نفسي وهذا من عجائبهم فكيف يكون الكلام نفسيا، ويرون أن اللفظ والحرف المسموع ليس بكلام الله بل هو عبارة عن كلام الله النفسي، ووافقوا المعتزلة في أن اللفظ والحرف مخلوقان ويدلا ن على الكلام النفسي هذه حقيقة مذهبهم، وليصحح الأشاعرة مذهبهم ادعوا أن كلام الله تعالى قديم بمعنى أنه تكلم به أزلا، فهم لا يقولون بقول أهل السنة أن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، لأن الأشاعرة لا يثبتون الصفات الاختيارية التي يفعلها الله متى شاء وطبقوا هذه القاعدة على صفة الكلام.(52/191)
ما أثر الإيمان بالحوض
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[01 - 11 - 08, 10:08 ص]ـ
ما أثر الإيمان بالحوض في الدنيا على العبد
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 11 - 08, 05:47 م]ـ
الأثر واضح ..
1 - الحث على اتباع السنة لأن المبتدعة لا يقربون الحوض.
2 - رفع مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين .. لأن الله تعالى رفع من قدره وخصه بأشياء منها الحوض ..
3 - بيان كون الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .. في الدنيا والآخرة .. يسقي العطاش من حوضه ... وما ادراك ما عطش ذلك اليوم العسير!! وهذا داع إلى حبه ... ولا إيمان إلا بحبه صلى الله عليه وسلم ..
وهناك فوائد أخرى أترك ذكرها لغيري ... وأسأل الله لي ولك ولهم أن يجمعنا على الشرب من حوضه الشريف!!!
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[02 - 11 - 08, 06:39 ص]ـ
أريد المزيد
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[03 - 11 - 08, 01:20 ص]ـ
الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 11 - 08, 10:55 ص]ـ
آثاره في الآخرة
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[03 - 11 - 08, 06:46 م]ـ
زيادة نعيم ..
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[09 - 11 - 08, 07:43 ص]ـ
أريد التوسع(52/192)
إشكال في كتاب: "دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام"
ـ[محمود المصري]ــــــــ[01 - 11 - 08, 12:55 م]ـ
قال الشيخ عبد الله الغصن وفقه الله في كتابه "دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام" (نسخة الشاملة):
يراد بالصفات الاختيارية: الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته.
مثل الكلام والسمع والبصر والإرادة والمحبة والرضى والرحمة والغضب والسخط والخلق والإحسان والعدل والاستواء وغيرها (67).
وكل ما وجد وكان من أفعال الله بعد عدمه فإنما يكون بمشيئته وقدرته ...
(67) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية 2/ 3، رسالة في الصفات الاختيارية لابن تيمية (ضمن جامع الرسائل 2/ 3).
وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن السمع والبصر من صفات الله الذاتية, فما مقصود الشيخ بإيرادهما هنا؟
ولم أجد ما ذكر في المصدر المذكور.
والله أعلم
س: هل أصاب في ذكره "العدل" ضمن الصفات الاختيارية؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 11 - 08, 03:16 م]ـ
لا جدال في أن السمع والبصر من صفات الله الذاتية .... بمقتضى الضابط المعروف وهو ما تعلقت به الارادة والمشيئة فهو صفة اختيارية ... فمحال أن يشاء الله ألا يكون سميعا أوبصيرا ... !!
لكن مراد الشيخ سماع صوت بعينه ورؤية شيء بعينه .. وقول شيء بعينه لشخص بعينه ... فالكلام-وقد ذكره الشيخ قبل ذكر السمع والبصر- صفة ذاتية .. والمتكلم به صفة اختيارية .. إن شاء قال هذا القول بعينه وإن لم يشأ لم يقله ...
هذه الصفات الاختيارية ينكرها الأشاعرة ويرجعونها إلى ما يسمونه التعلقات .. وهو أمر مبهم غامض توسلوا به إلى الهروب من شناعات مذهبهم كمخاطبة المعدوم ورؤية شيء حادث .. وغير ذلك.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:25 م]ـ
حياك الله أخي وزادك علما
لكن مراد الشيخ سماع صوت بعينه ورؤية شيء بعينه .. وقول شيء بعينه لشخص بعينه ... فالكلام-وقد ذكره الشيخ قبل ذكر السمع والبصر- صفة ذاتية .. والمتكلم به صفة اختيارية .. إن شاء قال هذا القول بعينه وإن لم يشأ لم يقله ...
الأمر الذي لم أفهمه هو هل يعتبر السمع والبصر كالكلام من حيث نوع الصفة (أي ذاتية من وجه وفعلية من حيث آحادها) , أي هل يقال أن المسموع صفة اختيارية إن شاء سمعه وإن شاء لم يسمعه؟؟
هذا هو الإشكال في ما أورده الشيخ حفظه الله
س: هل أصاب في ذكره "العدل" ضمن الصفات الاختيارية؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:57 م]ـ
المشكلة -علمني الله وإياك-تتعلق بما يسمى قيام الحوادث وتجددها:
فالله وسع سمعه كل صوت .. فلا يقال إن شاء سمع وإن شاء لم يسمع ... فالسمع هنا مثل العلم .. فمن يقول إن شاء الله لم يعلم فقد قال مقالة كفر والعياذ بالله! لأنه وصف ربه بالجهل ... وكذلك الصوت الموجود لا يسمعه الله لأنه لا يريد سماعه غير معقول.
إنما النزاع مع المتكلمين في المسألة التالية:
إذا حدث صوت فإن الله يسمعه ... وقبل ذلك لا يسمعه لأنه معدوم ... إذن:فقد تجدد شيء في ذاته تعالى ... وهم يمنعون هذا ... ويفرون إلى مفهوم التعلق .. فيقولون الحادث والمتجدد هو التعلق وليس شيئا في صفات الله ..
وعلى هذا يكون التعبير الصحيح-ليشمل ذكر السمع والبصر-:
"يراد بالصفات الاختيارية: الصفات المتجددة ... " لأن اشتراط الإرادة يؤدي إلى محال وهو وجود صوت في الملكوت لا يسمعه الله لأنه اختار ألا يسمعه!!
فنقول: السمع صفة ذاتية لله ... وسماع أصوات بعينها متجدد بحسب حدوثها وانتهائها ...
وهذا اقرب للعقل من نفي السماع أصلا كما هو مذهب المعتزلةفي رد هذه الصفة إلى العلم ... ومن سماع الله في الأزل ما لم يوجد بعد كما هو مذهب الأشاعرة!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:16 م]ـ
تنبيه:
نقصد بالسمع والبصر والعلم حقائق هذه الصفات ..
فقد يقال:لا يسمع الله لفلان بمعنى لا يستجيب له ... ولا ينظر إليهم بمعنى لا يرحمهم ... كما في قوله تعالى:
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} السجدة14
فالنسيان المضاد للعلم محال في حق الله تعالى ... والمراد لا يعبأ بهم ولا يرحمهم ... فهؤلاء الكفار غير خارجين من علمه بل من رحمته .. والعياذ بالله!!
ـ[محمود المصري]ــــــــ[02 - 11 - 08, 08:53 م]ـ
إتضح مراد الشيخ والحمد لله
رزقك الله مجاورة نبيه في الجنة
وصفة العدل ذاتية كالعلم أو فعلية اختيارية كما أوردها الشيخ؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 11 - 08, 09:19 م]ـ
العدل صفة كمال ... فهي واجبة لله تعالى ... ومن ثم فهي ذاتية ... هذا مبلغ علمي ...
ولعل وجه إدخال هذه الصفة من قبل الشيخ هو اعتبار تجليات هذه الصفة في أحكام الله وفصله بين المختلفين في الدنيا وفي الآخرة .. فلله أحكام متجددة كلها موصوفة بالعدل .. فتكون أفعاله موصوفة بالعدل .. كما ان ذاته موصوفة بالعدل منذ الأزل لأنه لا كمال إلا بها .... فهذا توجيه لصفة العدل بحيث تكون نعتا للذات والأفعال.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/193)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[02 - 11 - 08, 11:08 م]ـ
هذا راجع لاختلافهم في الظلم هل هو ممكن لله أم ممتنع.
ولشيخ الإسلام كلام في أنه ممكن مقدور لله تعالى، ولا يفعله، إذ لا يسمى المتصرف في ملكه ظالما.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 11 - 08, 12:13 ص]ـ
الأخ عمرو حبذا لو نقلت هنا كلام شيخ الإسلام ... فحسب علمي التعليل بكون "المتصرف في ملكه لا يسمى ظالما" هو تعليل أشعري .. وهو في ارتباط طبيعي بمقدمتين أشعريتين لا يقول بها أهل السنة وهي:
1 - نفي صفة الحكمة.
2 - ونفي التحسين والتقبيح بالعقل ...
فالأشاعرة يرون الظلم محالا، لا على أن الله منزه عنه لا يفعله،بل لأنه غير ممكن حصوله أصلا- ولو شاءه الله -،بحكم تعريفهم للظلم وهو التصرف في ملك الغير ... وقد شنع عليهم خصومهم وألزموهم أن تخليد الأنبياء في النار وتخليد إبليس في الجنة ليس ظلما ... لأن الله ما تصرف إلا في ملكه ....
لاحظ أن هذا التعليل غير ممكن إلا بعد تعطيل الحكمة ... والتجرد من التقييم العقلي للحسن والقبح ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 11 - 08, 01:06 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية: (وبالجملة فجمهور الأئمة على أن الله تعالى منزه عن أشياء هو قادر عليها، ولا يوافقون هؤلاء على أنه لا ينزه عن مقدور الظلم الذي نزه الله سبحانه عنه نفسه في القرآن وحرمه على نفسه وهو قادر عليه وهو هضم الإنسان من حسناته أو حمل سيئات غيره عليه كما قال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما)) 217
وقال في المنهاج:
(وأما المثبتون للقدر وهو جمهور الأمة وأئمتها كالصحابة والتابعين لهم بإحسان وأهل البيت وغيرهم فهؤلاء تنازعوا في تفسير عدل الله وحكمته والظلم الذي يجب تنزيهه عنه وفي تعليل أفعاله وأحكامه ونحو ذلك
فقالت طائفة إن الظلم ممتنع منه غير مقدور وهو محال لذاته كالجمع بين النقيضين وإن كل ممكن مقدور فليس هو ظلما وهؤلاء
(1/ 134)
هم الذين قصدوا الرد عليهم وهؤلاء يقولون إنه لو عذب المطيعين ونعم العصاة لم يكن ظالما وقالوا الظلم التصرف فيما ليس له والله تعالى له كل شيء أو هو مخالفة الأمر والله لا آمر له وهذا قول كثير من أهل الكلام المثبتين للقدر ومن وافقهم من الفقهاء أصحاب الأئمة الأربعة
وقال طائفة بل الظلم مقدور ممكن والله تعالى منزه لا يفعله لعدله ولهذا مدح الله نفسه حيث أخبر أنه لا يظلم الناس شيئا والمدح إنما يكون بترك المقدور عليه لا بترك الممتنع
قالوا وقد قال تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما سورة طه 112 قالوا الظلم أن يحمل عليه سيئات غيره والهضم أن يهضم حسناته ... ) 135(52/194)
(((((لم يختلف الصحابة في عقيدتهم ولا بعضها أفيقوا أيها الناس!!)))))
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[01 - 11 - 08, 04:52 م]ـ
(((((لم يختلف الصحابة في عقيدتهم ولا بعضها أفيقوا أيها الناس!!)))))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعد:
فإن من توفيق لله تعالى للعبد أن يوفقه لفهم صحيح حال طلبه للعلم الذي لا ينتهي طلبه فيفهم من المسائل والأحكام الفهم الصحيح القويم واللآئق به, والله يهبُ ذلك لمن يشاء متى شاء ولا شك أن الرجوع لفهم العلماء هو من أعظم أسباب الفهم الصحيح.
قال الله تعالى: (ففهمناها سليمان وكلا ءاتينا حُكماً وعِلماً) وقد ورد أن سليمان –عليه السلام- آنذاك كان ابن إحدى عشرة سنة. [معالم التنزيل, للبغوي (3/ 171)].
وقد أدرك ابن عمر –رضي الله عنهما- الجواب على ما طرحه النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يشبه المؤمن من الشجر وكان السؤال في محضر كبار الصحابة –رضي الله عنهم- فوقع في نفسه-رضي الله عنه- أنها النخلة ولم يبدها لهم تأدباً مع من هو أكبر منه!! , وكان آنذاك صغيراً. [رواه البخاري برقم (7098)].
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فاللهم تفضل علينا بحسن القصد والفهم.
ولذا قال أبو جُحيفة لعلي –رضي الله عنهما-: " هل عندكم كتابٌ؟ -أي مما خُصصتم به من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا, إلا كتاب الله, أو فهم أُعطيه رجلٌ مسلم ..... ". [رواه البخاري برقم (111)].
وفي المقابل الآخر الذي يُذم به صاحبه الفهم السقيم وبخاصة لنصوص الوحيين وهو يُنبأ عن الجهل بنوعيه المتعلق بسوء الفهم أو سوء القصد أو هما معاً عياذاً بالله تعالى من ذلك.
وكما قيل:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
ولذا كان الأمر الفيصل بين من إنتسب للسنة وأهلها حقاً وبين أرباب الإدعاءات هو فهم السلف الصالح وعلى رأسهم وفي مقدمهم أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- -ورضي الله عنهم- الذي أمر الله سبحانه بالرجوع إليه وعدم مشاقتهم بقوله: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
ووحدَ سبيلهم لتوحُّدِ مشربهم الصافي وعدم تفرقهم واختلافهم فيه, ومثله ما جاء في قول النبي –صلى الله عليه وسلم- (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) , فمجيء سنة بالإفراد دليل على أن قلوبهم وأجسادهم مجتمعة عليها.
وإن مما انتشر عند بعض الناس وبخاصة بعض طلبة العلم وللأسف! إطلاقٌ خطيرٌ للغاية لو تنبهوا لقولهم وفكروا وقدروا في كلامهم وهو القول: (((بأنه قد وقع خلافٌ بين الصحابة-رضوان الله عليهم- في أمور العقيدة!!!).
وهذا لا شك أنه باب شر يَفتح علينا فتناً لا نهاية لها ولازمه أن الخلاف إذا كان قد وقع في العقيدة في زمن أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم يُؤْثر أنهم افترقول لذلك .... فيسعنا ما وسعهم من الإختلاف فهو في الحقيقة ميدان اجتهادٍ للجميع!
وهذا باطلٌ وهنا ينبغي أن يَعلم كل طالب علم أن أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا أبداً في عقيدتهم وتوحيد ربهم وأن من قال ذلك فقد أخطأ عليهم وفي حقهم!
وهناك أدلة قاطعةٌ في هذا الباب العظيم من ذلك ما يلي:-
أولاً: أن الخلاف في العقيدة غير سائغٍ البتة! بل إن صاحبه ممقوت! وقد جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنما هلك الذين من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) [رواه البخاري (7288) ومسلم (1337)].
ولا شك أن العقيدة هي رأس الأمر والخلاف فيها ليس بالأمر الهين.
ولذا غلَّظ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القول على من سأله أن يجعل لهم ذات أنواط كما في حديث أبي واقد الليثي-رضي الله عنه- مع عدم مراعاة نيَّاتهم.
ثانياً: أن جواز الخلاف في أمور العقيدة مذهبٌ للفارق بين أهل السنة وأهل البدعة, فما هو الفرق إذاً؟! فالكل أهل سنة بزعمهم وهذا ما يريدون, فتنبه!!
ثالثاً: ورد في كتاب الله تعالى ما يبطل هذا القول في نصوص كثيرة منها قوله تعالى عنهم: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/195)
فقد رضي الله عنهم وعن طريقتهم ليس ذلك فحسب بل وعلى من اتبعهم وسار على منهجهم بإحسان, ولا يرضى سبحانه وتعالى إلا على ما شرعه لنا, قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً).
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-: " أكمل لهم الإيمان, فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً, وقد أتمه فلا ينقصه أبداً, وقد رضيه فلا يسخطه أبداً" [تفسير ابن كثير (2/ 14)].
وقد رضي مذهبهم وطريقتهم فلا يسخطه أبداً فكيف يرضى على ما يُسخطه سبحانه وتعالى؟! والله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن إن كان كيف يكون.
رابعاًً: ما جاء في سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مما يدل على ذلك:
منه ما جاء أن النبي –صلى الله عليه وسلم- (كان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم آمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد, وأنا آمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون! , وأصحابي آمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون!). [صحيح مسلم برقم (2531)].
فهم-رضي الله عنهم- صمام أمانٍ لهذه الأمة فلم تحدث فيهم البدع ولا الخرافات ولا العقائد الفاسدة –وحاشاهم-.
خامساًً: شهادة الصحابة أنفسهم.
فقد جاء عن ابن عباس –رضي الله عنهما- في محاجته للخوارج أنه قال لهم لما وصل إليهم وقد اجتمعوا في حاروراء يريدون الخروج على علي –رضي الله عنه-: " قالوا:-أي الخوارج لابن عباس- ما جاء بك؟ فقال: جئتكم من عند أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وليس فيكم منهم أحد! ومن عند ابن عمِّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعليهم نزل القرآن, وهم أعلم بتأويله ..... ". [رواه الحاكم في مستدركه برقم (2703) , وابن عبد البر في جامع العلم وفضله برقم (1834) وقد صحح إسنادها ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 280 - 281)].
وأيضاً ما جاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- لما احتج على المتحلقين في المسجد يذكرون الله جماعة ويعدون ذلك بالحصى قال لهم: (ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم –صلى الله عليه وسلم- متوافرون, وهذه ثيابه لم تَبْلَ, وآنيته لم تُكسر, والذي نفسي بيده, إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد –صلى الله عليه وسلم- أو مفتتحوا باب ضلالة ... ) قال عمرو بن سلمة: " رأينا عامة أولئك الحلق يُطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج". [رواه الدارمي برقم (210)].
فعاتبهم ابن مسعود-رضي الله عنه- محتجاً عليهم بقرب أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- منهم مع ذلك لم يسألوهم, وبقرب عهدهم من زمن النبوة.
و قول عمرو بن سلمة "رأينا عامة أولئك الحلق يُطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج" يدلُ أيضاً على عدم وجود صحابياً واحداً معهم.
ولذا قال ابن مسعود-رضي الله عنه- " من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- كانوا والله أفضل هذه الأمة وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه, فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم, فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ".
قال العلامة السفاريني-رحمه الله-: " فأحق الأمة بالصواب أبرها قلوباً وأعمقها علوماً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً, من غير شك ولا ارتياب فكل خير وإصابة وحكمة, وعلم ومعارف ومكارم, إنما عُرفت لدينا ووصلت إلينا من الرعيل الأول والسرب الذي عليه المعول, فهم الذين نقلوا العلوم عن ينبوع الهدى ومنبع الاهتداء". [لوامع الأنوار البهية 2/ 380].
وقال حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه-: " كل عبادة لم يتعبَّدها أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- فلا تعبَّدوها, فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً؛ فاتقوا الله يا معشر القراء, وخذوا بطريق من كان قبلكم". [رواه أبوداود في الزهد برقم (280) , الباعث لأبي شامة (ص15) , الاعتصام للشاطبي (3/ 53) الأمر بالإتباع للسيوطي (ص62)].
وهذه نصيحةٌ وقاعدة جليلة القدْر من صحابيٍ جليل القدر والمنزلة وقد كان حريصاً على سؤال النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الشر مخافة أن يدركه.
سادساًً: شهادة التابعين لأصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- بسلامة معتقدهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/196)
فعن عمر بن عبد العزيز-رحمه الله تعالى- أنه قال لسائله عن القدَر: " .... فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى وبفضل ما كانوا فيه أولى فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ولئن قلتم إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم فإنهم هم السابقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم من مقصر وما فوقهم من محسر!! وقد قصر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا وإنهم بين ذلك لعلي هدى مستقيم ... " [رواه أبوداود برقم (4612) وهو صحيح مقطوع كما حكم عليه العلامة الألباني-رحمه الله-].
ولذا كان التابعون يحرصون أشد الحرص أن يرجعوا لصحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في تصحيح معتقدهم وسؤالهم عنها.
ففي أول حديثٍ من صحيح مسلم عن يحي بن يَعْمَر قال: كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني, فانطلقت أنا وحُميد بن عبد الرحمن الحِميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله فسألناه عما يقول هؤلاء بالقدر, فوفق لنا عبد الله بن عمر داخلاً المسجد ..... ).
وجاء عن شريك بن شهاب أنه قال: " كنت أتمنى أن أرى رجلاً من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحدثني عن الخوارج قال: فلقيت أبا برزة –رضي الله عنه- فحدثه". [رواه أحمد في مسنده برقم (19804)].
وتنبه! لقولهم: أحداً من أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- نكرة ولم يخصصوا أحداً بعينه لما علموا من سلامة معتقد جميع أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهم أجمعين.
وعن ابن الديلمي قال: أتيت أُبي بن كعب فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر, فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي, قال: (لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم, ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم, ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر, وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك, ولو مت على غير هذا لدخلت النار, قال ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال: مثل ذلك, قال ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك, قال: ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك). [رواه أبو داود برقم (4699)].
سابعاً: شهادة علماء الإسلام بل إجماعهم على ذلك.
ولذا قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي-رحمه الله- محاججاً أهل الكلام: " أنا أقطع أن الصحابة ماتوا وما عرفوا الجوهر والعرض فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن وإن رأيت أن طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت! ". [تلبيس إبليس ص83].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-حاكياً الإجماع على عدم وقوع الخلاف بين الصحابة في أمور الفقه العظيمة فضلاً عن العقائد!!
قال: "وهكذا الفقه إنما وقع فيه الخلاف لما خفي عليهم بيان صاحب الشرع, ولكن هذا إنما يقع النزاع في الدقيق منه, وأما الجليل فلا يتنازعون فيه. والصحابة أنفسهم تنازعوا في بعض ذلك ولم يتنازعوا في العقائد, ولا في الطريق إلى الله التي يصيبها الرجل من أولياء الله الأبرار المقربين". [مجموع الفتاوى (19/ 274)].
وأما ما استشكله البعض في وقوع بعض الخلاف في بعض المسائل مثل: رؤية النبي –صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة الإسراء, فهي في الحقيقة ليست خلافاً في العقيدة وقد أجاب عن ذلك العلماء من بقولهم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: " وكذلك تنازع الصحابة في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة الإسراء والمعراج , فهناك انفكاك في الجهة , فمن أثبت الرؤية أراد القلبية , ومن نفى أراد البصرية , والقولان متفقان". [منهاج السنة النبوية (6/ 328)]
ومن ذلك قاله الإمام ابن القيم - رحمه الله-: " وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي, في كتاب الرد له, إجماع الصحابة على أنه –صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه ليلة المعراج, وبعضهم استثنى ابن عباس –رضي الله عنهما- من ذلك, وشيخنا يقول: (أي ابن تيمية) ليس ذلك بخلاف في الحقيقة؛ فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه ". [اجتماع الجيوش الإسلامية ص48.]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/197)
وقال العلامة المقريزي-رحمه الله- واصفاً حال الصحابة –رضي الله عنهم- وطريقتَهم مع صفات الله تعالى: (من أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية علِم أنه لم يرد قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة–رضي الله عنهم- على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم- أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم- بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا عن الكلام في الصفات ... فأثبتوا-رضي الله عنهم- بلا تشبيه ونزهوا من غير تعطيل ولم يتعرض مع ذلك أحد منهم إلى تأويل شيء من هذا ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت ... ). [الخطط والآثار, للمقريزي (2/ 356)].
وقد سئل شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله- هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة؟؟
أجاب فضيلته بقوله:"وجد الاختلاف بين الصحابة في الفروع ولم يوجد اختلافٌ في الأصول البتة وإلا ما هو الفرق بين أهل السنة والمبتدعة إذاً؟! ". [درس سنن أبي داود يوم السبت (20/ 8/1423هـ) في المسجد النبوي].
وسئل شيخنا-حفظه الله-أيضاً: هل يجوز أن يقال أن الصحابة اختلفوا في أمور العقيدة؟؟ كما في مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه ليلة اُسري به , وكذلك مسألة سماع الأموات للأحياء؟؟
أجاب فضيلته بقوله: " الصحابة لم يختلفوا في أمرٍ من أمور العقيدة, وأما ما جاء عنهم في هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه أم لم يره في الإسراء والمعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة؛ لأنهم متفقون أن الله يُرى يوم القيامة, والرؤية ثابتة, وهذه هي العقيدة, أما الخلاف في هل النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى ربه أم لم يره ليلة المعراج؟ فهذا ليس خلافاً في العقيدة , والراجح أنه لم يره ليلة المعراج , أما مسألة سماع الأموات للأحياء فلا أعلم خلافاً بين الصحابة والراجح في هذه المسألة أن نثبت ما أثبته الله ? ورسوله - صلى الله عليه وسلم- كما في سماعهم قرع النعال عن الفراغ من الدفن وغير ذلك مما ثبت , وأن نسكت عمّا سكت عنه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ". [سؤال وجهته لشيخنا يوم الثلاثاء 15/ 1/1424هـ, بعد صلاة الظهر في بيته].
وفي ختام هذه الكلمة اليسيرة والنبذة القصيرة في سلامة عقيدة خير الناس بعد الأنبياء والرسل يتبين لك أخي الموحد, حرص أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- على عقيدتهم, وتمسكهم بها, وعضهم عليها بالنواجذ, ولاشك! فهم خير القرون كما وصفهم النبي-صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً وفضلاً, وطريقتهم هي خير الطرق المسلوكة سلامةً وحكمة –رضي الله عنهم أجمعين- وألحقنا بهم في عليين, اللهم إنا نتوسل إليك بحبنا لرسولك الكريم ولصحابته الطيبين أن توفقنا لكل خير وأن تجعلنا من أهل الفردوس الأعلى إنك جوادٌ رحيم كريم, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه الفقير إلى ربه المنان
عبد الرحمن بن محمد العميسان
غفر الله له ولوالديه ومشايخه وجميع المسلمين
يوم الخميس السادس عشر من شهر الله المحرم لعام 1429هـ
وعُدِّلت يوم السبت الثالث من ذي القعدة من العام نفسه
المدينة النبوية-حرسها الله-
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[02 - 11 - 08, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا ً يا شيخ عبد الرحمن ..
ومر حبا بك في المتلقى ...
نفع الله بك .. شيخنا ..
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:46 م]ـ
جزاك الله يا شيخ عبدالرحمن ونفع بك، موضوع شيق ومفيد
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 05:18 ص]ـ
أولاً: أن الخلاف في العقيدة غير سائغٍ البتة! بل إن صاحبه ممقوت!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-حاكياً الإجماع على عدم وقوع الخلاف بين الصحابة في أمور الفقه العظيمة فضلاً عن العقائد!!
قال: "وهكذا الفقه إنما وقع فيه الخلاف لما خفي عليهم بيان صاحب الشرع, ولكن هذا إنما يقع النزاع في الدقيق منه, وأما الجليل فلا يتنازعون فيه. والصحابة أنفسهم تنازعوا في بعض ذلك ولم يتنازعوا في العقائد, ولا في الطريق إلى الله التي يصيبها الرجل من أولياء الله الأبرار المقربين". [مجموع الفتاوى (19/ 274)].
بارك الله فيك لكن انظر هنا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/198)
في مسند البزار (1586) بسند حسن عن علقمة عن عبد الله أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما.
قال البزار عقبه:و هذا الكلام لم يتابع عبد الله عليه أحد من أصحاب النبي وقد صح عن النبي أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف.
ربما ستقول كان متأولا قلنا وكذلك الإختلاف لا يأتي في الغالب إلا من التأول.
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[22 - 05 - 09, 03:48 م]ـ
((((وكفى الله المؤمنين القتال))))
أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف
21226: حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله».
رواه أحمد في المسند5/ 129 والطبراني في المعجم الكبير9/ 234 من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة.
وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك.
وذهب ابن حزم إلى ضعف الرواية بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/ 13).
وقال النووي «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/ 396).
وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه, (أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون). وجاء في البخاري «4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: قيل لي: قل .. فقلت. قال فنحن نقول كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا.
موقف للحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
قال الحافظ في الفتح «وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن ابن مسعود فقال لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا إلا إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور» (فتح الباري8/ 472).
قلت: قد سبق أن الرواية من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان وقد جاءت روايتهما معنعنة، ولولا مجيئهما معنعنة لقبلت. وعنعنة المدلس علة في الحديث يصعب المسارعة إلى تصحيح سندها فضلا عن أن تغلب القراءة المتواترة عن عبد الله بن مسعود والمتضمنة للمعوذتين.
وعلى افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة:
أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع علىهذا القرآن الذي بين أيدينا.
مختصر من كتاب: أحاديث يحتج بها الشيعة
(الحكم على أسانيدها-بيان فقه ماصح منها-إبطال استدلالهم بها-تصحيح سوءفهمها)
تأليف: عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية
وأخيراً أقول للأخ ربيع المغربي
أين الخلاف في العقيدة يا تُرى؟!؟!(52/199)
سؤال حول شرح مختصر الصواعق
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:29 م]ـ
هل من تقييم لشرح الشيخ القحطانى لمختصر الصواعق المرسلة؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 - 11 - 08, 12:08 ص]ـ
نعم
أنا استمعته قبل نحو 12 سنة
وكان شرحاً جيداً نافعاً جزاه الله عني خير الجزاء
وعهدي به لم يكتمل
ولكن مختصر الصواعق طويل جداً على الإقراء
وكان ابن القيم رحمه الله يكثر فيه من الأوجه في الردود على المخالفين، وكثير من تلك الأوجه هي من باب بيان فساد اللوازم والآثار لتلك الأقوال الباطلة
وهو في مقام الرد نافع جيد
وأما في مقام التعلم والتعليم فأرى أنه غير مناسب بصورته تلك إلا لمن درس عدداً من المتون العلمية وكان متأهلاً لدراسة الصواعق
ولما رأيت كثرة تلك الأوجه اعتنيت بتلخيصها وإرجاعها إلى أصولها التي فرع عليها ابن القيم رحمه الله، وقد استفاد كثيراً من كتاب درء التعارض، وزاد عليه أشياء
وقد لخصت ذلك في كتاب أسميته: (المراقي الموصلة لفهم كتاب الصواعق المرسلة) ولعله يبلغ ثمانين صفحة
صغتها بأسلوب تعليمي يناسب أحوال الطلاب، لأن مقام التعليم غير مقام الردود
وقد تكلم فيه ابن القيم رحمه الله عن مقدمات مهمة في التأويل
ثم تكلم عن الطواغيت الأربعة:
1: دعواهم أن ظواهر النصوص غير مرادة.
2: دعوى تعارض العقل والنقل
3: طاغوت المجاز.
4: دعوى عدم حجية أخبار الآحاد
وقد أكثر رحمه الله من الأوجه في تفنيد تلك الدعاوى الباطلة وأحسن أيما إحسان
إلا إنها في مقام التعليم تعتبر طويلة ومرهقة للطالب حتى إني أعدت قراءة الكتاب عدة مرات
فصعب علي ضبط تلك الأوجه، فلخصته بطريقة مختلفة عن طريقة الموصلي رحمه الله
فعلى سبيل المثال:
بين رحمه الله بطلان دعوى الرازي أنه (إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم العقل) من 244 وجهاً
استغرقت مجلدين من الطبعة التي بتحقيق د. الدخيل الله
وهذه الوجه إذا قرأها الطالب يحس من نفسه أنه يفهمها أو يفهم أغلبها، لكنها ينسي بعضها بعضاً لكثرتها وتنوعها وتداخلها ولعله قصد ذلك في مقام الرد على الأشاعرة في زمانه
وقد أوذي رحمه الله بسبب ذلك
فعمدت إلى تلك الأوجه وقسمتها إلى أربعة أقسام
إذ كانت الشبهة مبنية على مقدمتين ونتيجة
فجعلت القسم الأول: في بيان فساد المقدمة الأولى، وجمعت الأوجه المندرجة تحت هذا القسم واختزلتها في عشرة أوجه
والقسم الثاني/ في بيان فساد المقدمة الثانية، وصنعت فيه كما صنعت في سابقه
والقسم الثالث: في بيان فساد تلك النتيجة وصنعت فيه كسابقيه.
والقسم الرابع: جعلته كالسياج حول هذا الحمى وأدرجت تحته نحو عشرة أوجه اختزلتها من كلامه رحمه الله تعالى
وقدمت لها بمقدمة تعليمية تبين للطالب عظيم خطر تلك الشبهة وقبيح أثرها على أصحابها، وتحذير طالب العلم من الاغترار بما يزينه بعض المبتدعة من زخرف القول حتى تنطلي عليهم تلك الشبهة.
ولم أفرغ من تبييضه إلى الآن وقد توقفت عن ذلك قبل نحو عقد من الزمان
وعسى الله أن يعين ويبارك في الوقت وييسر إتمامه وطباعته
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم وأعانكم على ما تصبون إليه من الخير
فبفضل الله تعالى قد قرأت كثير من الشروح للمتون بالإضافة لكتب الشيخين وقد قرأت قدرا من مختصر الصواعق من مدة ولم أكمله, وقصدى من السؤال -بتوضيح أكثر -تعليقات الشيخ فهل مثلا بيّن أصل المسألة عند المتكلمين وكيفية الرد عليها, ومذاهبهم فيها أم اقتصر رحمه الله على مرحلة معينة فى شرحه أم هى تعليقات يسيرة؟
وهل يُنصح بسماعه أم إن بذل الوقت فى قراءة المختصر أولى؟
وأحسن الله إليكم(52/200)
قتلة الحسين ينوحون عليه!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 04:28 ص]ـ
http://www.almoslim.com/node/101383
لماذا كَفَّر الشيعة أهلَ بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وغدروا بهم؟
طالب شافع | 29/ 10/1429
(1)
قتلة الحسين ينوحون عليه!!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، ورضي الله عن آل بيته وأصحابه جميعًا.
أما بعد:
فإن المتابع للتاريخ الشيعي الرافضيِّ قديمًا وحديثا قد يلوح له اتهام الشيعة بانفصام الشخصية، لكن المسألة أعمق من ذلك؛ وهي تعود في الحقيقة إلى البذرة اليهودية في نشأة التشيع على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام ليكيد للإسلام والمسلمين، واليهود لهم شهرة واسعة في التلوُّن بمئة لونٍ في وقت واحد بلا خجل، وكذلك خرجت الشيعة الرافضية الإمامية.
ومثال على ذلك: دَعَتِ الشيعةُ جدنا الحسين رضي الله عنه إلى الكوفة ووعدوه بنصرته والوقوف بجانبه، ثم غدروا به رضي الله عنه، فخذلوه وتخلُّوا عنه، بل وقاتلوه حتى قُتِل شهيدًا مظلومًا رضي الله عنه، وبعدما سالت دماؤه الطاهرة فوق الأرض، ورآها شيعة العراق الغادرون، ادّعوا حبّ الحسين رضي الله عنه؛ والتعصب له والحزن على مقتله، ونسبوا جريمة قتْلِه إلى إخوانه وأحبابه من أهل السنة والجماعة الذين نصحوه بعدم الذهاب إلى الشيعة بالعراق، وزاد القاتل في التبجُّح فأقام سرادقات العزاء كل عامٍ يلطم فيها وينوح على جدنا الذي قتلوه رضي الله عنه.
والعجيب أن بعض كتب الشيعة قد صورت هذه المشاهد وذكرتْ دعاء الحسين رضي الله عنه على شيعته العراقيين عندما رأى غدرهم، «ثم رفعَ الحسينُ عليه السلام يده وقال: اللهم إن متّعتَهم إلى حينٍ ففرِّقْهم فِرَقًا، واجعلهم طَرائق قدَدًا، ولا تُرْضِ الولاةَ عنهم أبدا، فإنهم دَعَوْنا لينصرونا، ثم عَدَوْا علينا فقتلونا» (1).
وتستمر الرواية الشيعية نفسها في تصوير مشاهد الجريمة، فلا تذكر أي عقوبةٍ لقاتل أهل بيت الحسين رضي الله عنه وخاصته، بل وحتى الحسين نفسه، لكنها ما إن تصل إلى تجريده رضي الله عنه من سراويله حتى تستبشع الرواية نفسها هذا الأمر، فكأن ضمير واضع الرواية قد استيقظ مؤخَّرًا، بعدما قُتِل الحسين رضي الله عنه، فقال مؤلف الرواية الشيعية نفسها: «فلما قُتل عمد أبجر بن كعب إليه فَسَلَبَه السراويل وتركه مجردا، فكانت يدا أبجر بن كعب بعد ذلك تيبسان في الصيف حتى كأنهما عودان، وتترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلى أن أهلكه الله».
استيقظ ضمير مؤلِّف الرواية الشيعية المذكورة أخيرًا، فاستبشع تجريد الجثة الحسينية رضي الله عنه، لكنه مضى قبل ذلك في تصوير مسرح الجريمة، دونما اهتمام أو توقُّف عند بشاعة الغدر بجدنا الحسين رضي الله عنه، ومقاتلته، وتصفية خاصته وأهله الواحد تلو الآخر وهو صابر، لكن هكذا كان الجسد الحسيني أهم من الروح الحسينية لدى واضع الرواية، فيتكلم عن مصير مَن جرّد الجسد ويتحاشى مصير مَن أزهق الروح.
وقد صورت فاطمة الصغرى رضي الله عنها هذا الغدر الشيعي الكوفيّ، عندما قالت لأهل الكوفة حسب رواية شيعية أخرى: «عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلاء فقالت: .... أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إِنَّا أهل بيتٍ ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، .... أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه صلى الله عليه وآله على كثير من خلقه تفضيلا، فكذبتمونا، وكفرتمونا، ورأيتُم قتالنا حلالًا، وأموالنا نهبًا، كأَنَّا أولاد التُّرك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدِّم، قرَّتْ بذلك عيونُكم، وفرِحَت به قلوبُكم، اجتراءً منكم على الله، ومكرًا مكرتُم، والله خير الماكرين، .... تبا لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، .... ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ويلكم، ... قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطُبع على أفئدتكم، وخُتم على سمعكم وبصركم، وسَوّل لكم الشيطان، وأَمْلى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون. تبا لكم يا أهل الكوفة، كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قِبَلكم ... ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، وبنيه عترة النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/201)
الطيبين الأخيار، وافتخر بذلك مفتخر فقال: (نحن قَتَلْنَا عليًّا وبَنِي عَلِيٍّ بسيوفٍ هنديةٍ ورِماح، وسَبَيْنا نساءَهم سَبْي تُرْكٍ ونَطَحْنَاهُم فأَيّ نطاح) .... حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله» (2).
ثم تأتي بعد خطبة فاطمة الصغرى حسب الروايات الشيعية: خطبةٌ أخرى، وهي «خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعًا لهم وتأنيبًا. عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتى عليُّ بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضًا، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام -بصوت ضئيل وقد نهكته العلة-: إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟ فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت ... ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله-: أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل (3) والغدر، والخذل، ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دَخَلًا بينكم، هل فيكم إلا الصلف (4) والعجب، والشنف (5) والكذب، .... ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أَنْ سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء، فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد أُبليتم بعارها، ومُنيتم بشنارها (6) ولن تَرْحَضُوا أبدا (7) وأَنَّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوةِ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة؟ .... ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا، ونكسا نكسا! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي ... لقد جئتم بها شوهاء صلعاء عنقاء سوداء» (8).
وقد اعترف الشيعة المعاصرون بذلك أيضًا، وذكروه في كتبهم، ومثال ذلك: ما نقله صاحب كتاب «من قتل الحسين؟» عن الشيعي حسين الكوراني حيثُ قال في كتابه (في رحاب كربلاء) 60 - 61: «أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلىكربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيلالمواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برزبالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشًا لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موقفه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسينبالخروج عن الدين، لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة». وقال حسين الكوراني أيضا: «ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبدالله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذامن أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبثوغيره الذين كتبوا ... ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار».
ويقول صاحب الكتاب نفسه – «من قتل الحسين؟» -: «ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغممن حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا: (والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمنزياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثمالتمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروةوالمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… وأما وجهاء القوم ورؤساؤهمفقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيثناداهم جميعا وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعموهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهموملئت غرائزهم).
ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: (إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسينعليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هنديولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا منقبائل شتى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/202)
وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: (قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن
استدعوه).
وقال جواد محدثي: (وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلمبن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيشالكوفة).
ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخًا شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: (أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتبًّا لما قدمتم لأنفسكم، وسوأةلرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: (قتلتمعترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي)» انتهى.
وقد عرض أحد علماء الشيعة بالنجف وهو السيد حسين الموسوي في كتابه «لله ثم للتاريخ» عددا من هذه الروايات الشيعية في هذا المضمار (والتي سبق بعضها) ثم قال: «نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:
1 - ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.
2 - تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتهم.
3 - إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين - عليه السلام - ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنهم هم الذين قتلوا عليًّا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.
4 - إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذَة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله - عليه السلام -، فقالوا له: (إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/ 34).
فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.
لقد قرأت هذه النصوص مرارًا، وفكرت فيها كثيرًا، ونقلتها في ملف خاص وسهرتُ الليالي ذوات العدد أنعم النظر فيها -وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك- فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع: كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
نحن نعلم جميعًا ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله، ولكني عجبت من اثنين، من موسى - عليه السلام - وصبره على بني إسرائيل، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى - عليه السلام - أكثر من غيره، وبين صبره على أكثر أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم.
كما أعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة، على خيانتهم لهم وغدرهم بهم وقتلهم لهم وسلبهم أموالهم، وصبر أهل البيت على هذا كله، ومع هذا نلقي باللائمة على أهل السنة ونحملهم المسؤولية!.
وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجبًا عجابًا، قد لا يصدق أحدنا إذا قلنا: إن كتبنا معاشر الشيعة تطعن بأهل البيت عليهم السلام وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله» انتهى.
وهذه الروايات الشيعية السابقة لها أشباه وأمثلة أخرى في كتب الشيعة، وهي توافق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في قضية مقتل الحسين، حيثُ يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: «وأما الشيعة فهم دائما مغلوبون مقهورون منهزمون وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين رضي الله عنه فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قَدِمَ بنفسه غدروا به، وباعوا الآخرة بالدنيا، وأَسْلَمُوه إلى عدوه، وقاتلوه مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم؟ وقد ذاق منهم على بن أبي طالب رضي الله عنه من الكاسات المرة ما لا يعلمه إلا الله، حتى دعا عليهم فقال: اللهم قد سئمتهم وسئموني فأَبْدِلْني بهم خيرًا منهم وأبدلهم بي شرًّا مني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/203)
وقد كانوا يغشونه ويكاتبون من يحاربه ويخونونه في الولايات والأموال ... فأولئك خيار الشيعة وهم من شر الناس معاملة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وابنيه سبطي رسول الله صلى الله عليه و سلم وريحانتيه في الدنيا الحسن والحسين، وأعظم الناس قبولا للوم اللائم في الحق، وأسرع الناس إلى فتنة، وأعجزهم عنها، يغرون من يُظْهِرُونَ نصره من أهل البيت حتى إذا اطمأن إليهم ولامهم عليه اللائم خذلوه وأسلموه وآثروا عليه الدنيا، ولهذا أشار عقلاء المسلمين ونصحاؤهم على الحسين أن لا يذهب إليهم مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم؛ لعلمهم بأنهم يخذلونه ولا ينصرونه، ولا يوفون له بما كتبوا له إليه، وكان الأمر كما رأى هؤلاء، ونفذ فيهم دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم دعاء علي بن أبي طالب، حتى سلط الله عليهم الحجاج بن يوسف فكان لا يقبل مِن محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم ودب شرهم إلى مَن لم يكن منهم حتى عم الشر» (9).
لكن على عادة الغادرين ذرف هؤلاء الشيعة القتلة دموع التماسيح على الروح التي أزهقوها، والجسد الطاهر الذي أَرْدَوْهُ قتيلًا، فلما رآهم زين العابدين قال لهم –حسب الرواية الشيعية السابقة قريبًا-: «إنَّ هؤلاء يبكونَ علينا فمَن قَتَلَنَا غيرهم؟!».
والحقيقة فإِنَّ هذه الصفاقة مِن القتلة تحتاج إلى شيءٍ مِن إعادة النظر؛ لأنهم ما زالوا يبكون حتى أيامنا هذه، ويتخذون من البكاء والندب واللطم حيلة لترويج دعاواهم الفارغة في حب آل البيت الذين قتلوهم.
نعم؛ قتلوهم، واعترفوا بالقتل وافتخروا به، كما مضى في كلام ذلك الشيعي الذي ردَّ على فاطمة الصغرى رحمها الله، وجاء أتباعهم فكتبوا هذا الافتخار وهذا الإقرار بالجريمة، ثم تغزلوا في الوقت نفسه بآل البيت، وذرفوا دموع التماسيح على عتباتهم!.
نعم؛ قتلوا واعترفوا وافتخروا ودوَّنوا ذلك كله، ثم نصبوا سرادقات العزاء، كما يقول المثَل الشعبي الشهير: «قتلوا القتيل ومشوا في جنازته!».
وهذا الدجل والخداع لا يمكن أن ينتج عن انفصام شخصيةٍ أو تناقض كما قد يتصور البعض، وإنما هو الكيد والعداء القديم للإسلام والمسلمين، منذ تشيعت الشيعة على يد ابن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، ثم ما لبث أن ظهر عداؤه الشديد للإسلام والمسلمين، وهكذا الشيعة دائمًا أبدًا يقولون ما لا يفعلون، وينشرون ما يعملون بعكسه، فقتلوا الحسين لكنهم بكوه أمام الناس ولا زال عويلهم وندبهم مستمرًّا؛ إِذْ لا زالت الحادثة الحسينية تحتفظ بنضارتها وقوتها على جلب المصالح للشيعة، لكنها إذا فقدت بريقها ولمعانها كعنصر جذب ومصلحة للشيعة فستتخلى الشيعة حينئذٍ عنها وعن العويل واللطم والندب.
لا تستغرب أيها القارئ، فالشيعة تحركها المصلحة العليا للشيعة، والتي على رأسها وفي مقدمتها العداء العميق للإسلام والمسلمين، وعندما كان مِن المصلحة الشيعية الإيمان بنظرية الانتظار بعد الغيبة المهدوية، آمنت الشيعة بنظرية الانتظار، وعزلتْ نفسها عن أي عملٍ بناء على عقيدتها في غيبة الإمام، وأنه لا يأخذ غيرُهُ موقعَهُ، ولا تكون حكومة ولها أعمال في ظل هذه الغيبة المهدوية، لكنها غيرتْ عقيدتها عندما تغيرت الظروف ورأتْ مصلحتها في جهةٍ أخرى، واخترعت الشيعة نظرية «ولاية الفقيه»، وأعطته صلاحيات الإمام الغائب، ولهذا قصة أخرى ربما نأتي عليها يومًا إن أراد الله عز وجل.
والمقصود بيانه أن الشيعة لها في كل لحظة لون يخص لحظتها، حسبما تمليه عليها المصلحة العليا للعداء العميق للإسلام والمسلمين منذ بذر بذرتها ابن سبأ، وجلب عقيدته اليهودية إلى صفوف المتشيعة.
فالشيعة ليست منفصمة الشخصية، وإنما تتلون بحسب مصلحتها ومنافعها وما تمليه شهواتها، فتبيح المتعة حتى وإنْ حرَّمها آلُ البيت الذين يتشدق الشيعة بحبِّهم واتباعهم، وتبيح الشيعة اللطم والنياحة حتى وإنْ روتْ هي نفسها في كتبها الأحاديث المانعة لهذا الفعل كما في الحديث الذي ذكره المجلسي وغيره من أئمتهم في كتبهم: «النياحة عمل الجاهلية».
كذلك ترى أن الله ما غضب على بني إسرائيل إلا وأسكنهم مصر، وأنها تورث الدياثة، ومع ذلك يتوددون ويجتهدون في نشر المذهب الشيعي في مصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/204)
فالمهم لدى الشيعة هو ما تمليه عليهم مصالحهم ومنافعهم وشهواتهم، ثم تأتي التقية والنفاق والكذب والدجل بعد ذلك لخديعة الآخرين.
وقد توسع الشيعة في الدجل بشكل فجٍّ قبيحٍ جدًّا يخرج عن حدود العقل، بل ربما ذكروا الشيء وعكسه في وقت واحد ولا يرون في ذلك أي غضاضة؛ وكمثال على هذا بخصوص قضية «مقتل الحسين رضي الله عنه» التي نحن بصددها: فقد ذكر إمامهم الشيعي محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة) (10) العنوان الآتي: «البحث الثالث في الإشارة إلى بعض ما وقع على أهل البيت وشيعتهم من الظلم والاضطهاد في الدول الإسلامية»، حيث حشر فيه الشيعة مع آل البيت فيما وقع عليهم مِن الظلم، وبدأ هذا البحث بقوله: «قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة: روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال لبعض أصحابه: يا فلان، .... بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا، غدروا به، وخرجوا عليه -وبيعته في أعناقهم- فقتلوه» أهـ. فبينما إمام الشيعة يتصدى للرواية في تعرض آل البيت وشيعتهم للظلم إذا بنصِّه الأول في بحثه هذا، وبالرواية الشيعية نفسها تؤكد غدر العراقيين –وهي معقل الشيعة آنذاك- بالحسين رضي الله عنه، وقتلهم له. ولا تبحث عن الرابط بين دفاعه وسياقه الرواية في تعرض الشيعة للظلم، وبين اعتراف الرواية نفسها بظلم معقل الشيعة وغدرهم بالحسين رضي الله عنه؛ لأنك ستجد عشرات بل مئات الأجوبة لدى «الحاوي»، الذي يفسر بقرة بني إسرائيل الواردة في سورة البقرة بأنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفات «الحاوي الأحمق» أن بني إسرائيل قد ماتوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بزمن طويل؛ لكن هكذا يكون الكذب والدجل مكشوفًا إذا صدر مِن أحمقٍ. ولله في خَلْقِه شؤون وهو الشافي. وللحديث بقية.
_______________
(1) الإرشاد للمفيد (112).
(2) الاحتجاج للطبرسي (2/ 28).
(3) في «القاموس المحيط»: «خَتَلَه يَخْتِلُه ويَخْتُلُه خَتْلاً وخَتَلاناً: خَدَعَه».
(4) تريد أنهم أصحاب تكبر، ويدعون دعاوى لا يعملون بها.
(5) تريد البغض، من قولهم: شَنِفَ له، كَفَرِحَ: أَبْغَضَهُ.
(6) في «القاموس المحيط»: «الشَّنَارُ بالفتح: أقْبَحُ العَيْبِ والعارُ والأَمْرُ المَشْهُورُ بالشُّنْعَةِ. وشَنَّرَ عليه تَشْنِيرًا: عابَهُ أو سَمَّعَ به وفضَحَهُ».
(7) في «المصباح المنير»: «رَحَضْتُ الثوب (رَحْضًا) من باب نفع غسلته فهو رحيض».
(8) الاحتجاج للطبرسي، بعد الموضع السابق، منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للقمي (570).
(9) منهاج السنة النبوية، لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 90).
(10) أعيان الشيعة (1/ 32).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 08, 06:16 ص]ـ
بارك الله بك
ـ[أم ريم المالكية]ــــــــ[02 - 11 - 08, 02:51 م]ـ
ألا لعنة الله عليهم إلى يوم الدين، وعلى من والاهم ومالأهم على ظلمهم وضلالهم، إلا من تاب وآمن منهم فنسأل الله أن يبدل سيئاته حسنات ويختم له بخاتمة الحسنى.
ـ[أنا سنية]ــــــــ[04 - 11 - 08, 12:56 م]ـ
الرافضة العوام في العراق عندهم مثل شائع يرددونه في عاشوراء، يقولون:
(إحنا كتلنا الحسين وهسه نبجي عليه) ومعناه أنهم هم من قتلوا الحسين والان يبكون من أجله
وللاسف لم تتح لي الظروف أن أسأل عن سبب المثل، ولكنه واضح وجلي الان بالنسبة لي.
أما الأهم فعلينا أن نفرق بين المتعلمين منهم وبين عوامهم. عوام الرافضة جهلة، ومعروفون بطيبة القلب والكرم والنخوة، أما المتعلمين منهم فهم من أقبح وأكذب خلق الله
هداهم الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:27 م]ـ
بارك الله بك
وبارك الله فيكم وجزى الله موقع المسلم خيرا على هذا المقال
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:28 م]ـ
ألا لعنة الله عليهم إلى يوم الدين، وعلى من والاهم ومالأهم على ظلمهم وضلالهم، إلا من تاب وآمن منهم فنسأل الله أن يبدل سيئاته حسنات ويختم له بخاتمة الحسنى.
آمين
وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:28 م]ـ
الرافضة العوام في العراق عندهم مثل شائع يرددونه في عاشوراء، يقولون:
(إحنا كتلنا الحسين وهسه نبجي عليه) ومعناه أنهم هم من قتلوا الحسين والان يبكون من أجله
وللاسف لم تتح لي الظروف أن أسأل عن سبب المثل، ولكنه واضح وجلي الان بالنسبة لي.
أما الأهم فعلينا أن نفرق بين المتعلمين منهم وبين عوامهم. عوام الرافضة جهلة، ومعروفون بطيبة القلب والكرم والنخوة، أما المتعلمين منهم فهم من أقبح وأكذب خلق الله
هداهم الله
معلومة مفيدة جدا
وتؤيد المقال المنقول أعلاه
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:43 م]ـ
وجزاكم الله جميعا خير الجزاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:16 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/205)
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:10 م]ـ
السلام عليكم
الأمر كله لكرههم أهل السنة، فالإمام علي عند أهل السنة والشيعة أفضل من الحسين لكنه لا يضربون أنفسهم بالزناجير عليه لأن أهل السنة لم يقتلوه، وماذا عن الحسن الذي ترك الخلافة لمعاوية؟ لكن هذا ما يميزهم عن أهل السنة. وكما قال ابن تيمية عنهم أجهل الناس بالعقليات والسمعيات.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[22 - 11 - 08, 09:12 ص]ـ
السلام عليكم
الأمر كله لكرههم أهل السنة، فالإمام علي عند أهل السنة والشيعة أفضل من الحسين لكنه لا يضربون أنفسهم بالزناجير عليه لأن أهل السنة لم يقتلوه، وماذا عن الحسن الذي ترك الخلافة لمعاوية؟ لكن هذا ما يميزهم عن أهل السنة. وكما قال ابن تيمية عنهم أجهل الناس بالعقليات والسمعيات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرادك واضح لي ولكني أخشى أن من يقرأ كلامك قد يلتبس عليه الأمر ويظن أنك تقصد أن أهل السنة قتلوا الحسين، فليتك توضح عبارتك.
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[23 - 11 - 08, 11:02 م]ـ
حسبما أعلم من قتل الحسين كان على دينه ولم يكن من طائفة خارجة أو منشقة عن الإسلام. لكن ذنب شخص لا يحمل على غيره ما لم يرضاه، فأهل السنة لا يترضون على قاتل الحسين كما يقدس الشيعة قاتل عمر. وأهل السنة هم أولى بعلي والحسن والحسين كما أن المسلمين أولى بموسى وعيسى من اليهود والنصارى، وأهل السنة براء من دم الحسين، وكل هذا من قدر الله، (لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم). انظر كم قاتل شيعة العراق في جيوش صدام شيعة إيران، هذا ليس قتالا في سبيل الله بل فتنة. والحسن أفضل من الحسين كما يفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه حقن دماء المسلمين وأصلح بينهم. لكن التناقض الجلي لم يضرب الأغبياء رؤوسهم على مقتل الحسين أكثر من أبيه؟ التعليل الوحيد في رأيي أنهم يتهمون أهل السنة بدمه ويخافون على أنفسهم من الهداية للحق. هذا رأيته كثيرا في اليهود والنصارى، يتناسون ما فعلوه بأنفسهم وما فعله غير المسلمين بهم ويركزون ويضخمون بل يخترعون قصص اضطهاد المسلمين لهم. لديهم أفكار مشوهة وأكاذيب وشبهات كثيرة تحببهم بدينهم وتصدهم عن الحق.
تلك أمة قد خلت، هل يظن الشيعة أنه ليس لدينا من نحبه (الرسول والصحابة وأئمة أهل العلم) لأننا لا ندعو غير الله ولا ننوح كأهل الجاهلية؟ ما الفرق بين من يعبد عيسى ومريم ومن يدعو الحسين ويؤله فاطمة؟ (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
لكن الذنب الأعظم الشرك (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، أيامركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) وأمرنا أن نعبد الله وحده وهم يرببون أئمتهم ويدعونهم (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) إن لم نتفق على التوحيد فلا حاجة لنقاش الفتن والمعضلات معهم.
ربما يوضح هذا ما فعله النصارى كرها باليهود في عصرهم الأول، لم يلغوا الختان فقط بل حرموه وحللوا الخنزير كي يختلفوا عن بقية اليهود
وجزاك الله خيرا على تنبيهي فالعبارة كانت مستعجلة
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 11:37 م]ـ
نقل موفق بارك الله فيك
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:58 م]ـ
وبارك الله فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 12:19 ص]ـ
وجزاك الله خيرا
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:37 م]ـ
============
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:32 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:49 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم
و أن يجعله في ميزان حسناتك
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:16 م]ـ
والله ما أبغضت شيئًا بغضي الروافض وكفرهم وتلونهم وغدرهم وبطشهم بأهل السنة، فهم شوكة في ظهر الأمة، ولكن من أهل السنة ما زال يوالي هؤلاء ويلاطفهم تحت دعاوى مختلفة، فليتهم قرأوا كتاب إمامهم الشيخ سعيد حوى "الخمينية" الذي بين خطورة التشيع الصفوي.
وتحياتي إلى كاتب المقال شتا العربي.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:15 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
وتحياتي إلى كاتب المقال شتا العربي. وتحياتي لك أخي الفاضل ولكن أنا مجرد ناقل
المقال منقول من موقع المسلم الذي يشرف عليه الشيخ ناصر العمر حفظه الله
وتفضل أخي رابط المقال من موقع المسلم وقد نقلته في أول المقال أعلاه
http://www.almoslim.com/node/101383
ـ[شتا العربي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم
و أن يجعله في ميزان حسناتك
وجزاكم الله جميعا خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/206)
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:00 ص]ـ
"وتحياتي لك أخي الفاضل ولكن أنا مجرد ناقل" شتا العربي
ومع ذلك فتحياي لك، وبارك الله فيك على جهدك المبارك.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 05:54 م]ـ
ولك التحية والسلام وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 01:19 م]ـ
============
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 08:05 م]ـ
والله ما أبغضت شيئًا بغضي الروافض وكفرهم وتلونهم وغدرهم وبطشهم بأهل السنة، فهم شوكة في ظهر الأمة، ولكن من أهل السنة ما زال يوالي هؤلاء ويلاطفهم تحت دعاوى مختلفة، فليتهم قرأوا كتاب إمامهم الشيخ سعيد حوى "الخمينية" الذي بين خطورة التشيع الصفوي.
وتحياتي إلى كاتب المقال شتا العربي.
وأنا و الله م أبغضت دينا ولا مذهبا و لا ناسا بغضي للرافضة عليهم من الله ما يستحقون، وتحياتي لكاتب المقال.(52/207)
(الخلاف مع الشيعة عقدي وليس فقهياً يا دكتور) للشيخ عبدالعزيز الجليل
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فلقد وقفت على مقال للدكتور علي الخشيبان نشر في جريدة الرياض في21/ 10/1429هـ بعنوان (خلاف فقهي أم صراع سياسي) خلاصته أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة الرافضة خلاف فقهي وليس في أصول الدين ولهذا - حسب فهمه- لا ينبغي أن تكون هذه الفرقة الموجودة بين مذهبين من المذاهب الإسلامية وهذا ما يفهم من قوله (في هذه الأيام يسود خلاف بين الأمة الإسلامية تقوده فيما يبدو السياسة وليس الفقهيقود المسلمين إلى قضية صراع داخلي سوف يقوض هذه القوة في الاختلاف وخاصة إذا فهمناأن الاختلاف السائد بين اكبر مذاهب الإسلام انتشارا في العالم ليس اختلافا على أصولالدين وخاصة الاتفاق على أركان الإسلام.) وقوله (فكل بلدان العالم الإسلامي لا تكاد تخلو من مسلمين يعتنقون مذاهب إسلامية مختلفةمن أهمها أتباع المذهب السني والشيعي كما لم يخل التاريخ الإسلامي من دول سنيةوأخرى شيعية مرت على كثير من مواقع العالم الإسلامي وأقامت فيه عقودا أو قرونا.)
وهذا كلام الدكتور هداه الله إما أن يكون عن جهل بحقيقة أصول الشيعة الرافضة وإما عن علم بحقيقة أصولهم وأنهم يفارقون أهل السنة في أصول الدين ولكنه يرى أن شيعة اليوم يختلفون عن شيعة الأمس فلم يعودوا يؤمنون بما في كتب علمائهم وأئمتهم القدامى.
وللرد على هذين الاحتمالين أقول وبالله التوفيق:
إن كنت جاهلاً بعقائد الشيعة ومخالفتها لأصول أهل السنة ولا أظن أن من في مستواك العلمي والثقافي والوعي الواقعي يجهل ذلك لكن على افتراض أنك جاهل بهم فإني أسوق لك مجمل أصولهم من خلال كتب القوم وثقافاتهم وتصريحاتهم وذلك في الفقرات التالية:
1 - اعتقادهم العصمة في أئمتهم الاثني عشر وغلوهم فيهم حتى عبدوهم من دون الله وصاروا يحجون إلى قبورهم ويطوفون بها ويستغيثون بمن فيها،ويعتقدون أنهم يعلمون الغيب وأن ذرات الكون خاضعة لتصرفهم كما صرح بذلك الخميني في (الحكومة الإسلامية).
2 - اعتقادهم بتحريف القرآن ونقصانه وأن القرآن الصحيح غائب مع مهديهم المنتظر، وسيخرج مع خروجه وهم اليوم يقرؤون القرآن الذي بين أيدي المسلمين حتى يخرج قرآنهم وذلك بأمر من علمائهم وآياتهم.
وقد يقول قائل:إنهم ينفون ما ينسب إليهم من القول بتحريف القرآن فنقول: إن هذا مثبت في كتبهم والتي هي مرجعياتهم ككتاب (الكافي) للكليني وكتاب الطبرسي (فصل الخطاب) وهما إمامان معتبران عند الرافضة فإذا كانوا ينفون ما ينسب إليهم فليصرحوا ببراءتهم ممن يقول بتحريف القرآن الوارد في هذين الكتابين وغيرهما وليحكموا بكفر من قال بهذا .. وهذا ما لم ولن يقولوه.!
3 - سب الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم وخاصة سادتهم وشيوخهم كأبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما وكذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الصديقة عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنهم يكفرونها ويقذفونها بالزنا .. قاتلهم الله أنى يؤفكون.!
4 - توليهم في تاريخهم القديم والحديث للكفار النصارى ومظاهرتهم لهم على أهل الإسلام،ومساعدة الغزاة لتمهيد الطريق لهم إلى غزو بلاد المسلمين، وما أخبار أبن العلقمي وممالأته للتتار في غزوهم للعراق بخافية على أحد، وكذلك ما قاموا ويقومون به في هذا الزمان من التعاون مع الغزاة الأمريكان في احتلال العراق وأفغانستان،وما زالوا عيوناً للغزاة وحماة لهم ومظاهرين لهم في قتل أهل السنة وتصفيتهم.
وهذه الأعمال والمعتقدات الآنفة الذكر لم تعد سراً وفي طي الكتمان كما كانوا يخفون من قبل، بل إنها أصبحت مفضوحة سواء باعترافهم أنفسهم أو بما حصل عليه من الوثائق الدامغة التي تدمغ تقيتهم وتبين كذبهم هذا واقع الشيعة الرافضة الإثني عشرية التي يدين بها شيعة زماننا فهل هذا من باب الاختلاف الفقهي المذهبي يا دكتور علي؟!!
أما إذا كنت على دراية بهذه الأصول ولا تخفى عليك فإن هذه الطامة إذ كيف يصير عندك المشرك بالله عز وجل و الذي يدعي لأئمته علم الغيب والساب لأبي بكر وعمر وسادات الصحابة رضي الله عنهم والمتولي للكفرة والغزاة كيف يكون هؤلاء عندك من أمثال الموحدين من أهل المذاهب الفقهية المعروفة عند أهل السنة كالحنفية والشافعية والمالكية كيف لا تفرق يا دكتور بين التوحيد والشرك ولا تفرق بين العقدي والفقهي؟
بقي احتمال أخير وهو أن الدكتور على دراية بهذه الأصول الشركية للشيعة الرافضة وأنها عنده لا تلتقي مع أصول أهل السنة الموحدين لكنه ينفي عن المعاصرين من طائفة الشيعة تبنيهم لهها.
وهنا نقول هاهي تصريحاتهم وأفعالهم في كربلاء والنجف وقم وحجهم إليها وما يفعلونه هناك و في يوم عاشوراء من الشركيات والهمجيات والعالم يراها في القنوات وفي المواقع الالكترونية تصور هذه المراسم الشركية عندهم وفي حسينياتهم يستغيثون بعلي والحسين وفاطمة رضي الله عنهم ويسبون فيها الصحابة وهاهي صور التعذيب الوحشي تتناقلها أقراص الحاسوب يمارسون فيها تعذيب أهل السنة في العراق وإيران وهاهم علماؤهم وقادتهم السياسيون يتولون الأمريكان ويتعاونون مع الأمريكان عل قتل أهل السنة في العراق وتعذيبهم وسجنهم وتشريدهم وأظنك لا تخفى عليك هذه الأمور فأنت إعلامي ومطلع ومتابع وإن قلت جدلاً لا علم لي بذلك فما أيسر توفير هذه الوثائق لكم في أسرع وقت إن شاء الله تعالى إذا طلبت ذلك.
أسأل الله عز وجل أن يهدينا للحق ويثبتنا عليه.
والحمد لله رب العالمين.
المصدر http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=11496&Itemid=48
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/208)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله في الشيخ عبد العزيز
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[09 - 03 - 09, 04:20 م]ـ
أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة الرافضة خلاف فقهي وليس في أصول الدين option=*******&task=view&id=11496&Itemid=48[/URL]
الشيعة في الأسماء والصفات معتزلة وفي التوحيد قبورية ومع هذا كله خلاف ققهي!!!!!!!!!!!!!
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
قال سبحانه: (ستكتب شهادتهم ويسئلون)
ـ[أبو الزهراء الراشد]ــــــــ[12 - 03 - 09, 07:30 ص]ـ
هم أنفسهم يقولون: أن خلافنا معكم على مبدأ الولاية ..
وبعضهم يقول: أن الخلاف على عدالة الصحابة ..
وهذا يتأسف عنهم.!
جزاك الله خير , مقال طيب.(52/209)
سؤال في العقيدة في الأصحاب /على أي أساس يتم المفاضلة بين الصحابة؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[02 - 11 - 08, 01:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تكون المفاضلة بين الصحابة رضوان الله عليهم؟
أرجو من إخواني ذكر الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 06:33 ص]ـ
جزء من محاضرة: (شرح لمعة الاعتقاد [16] ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=136590) ) للشيخ: (خالد بن عبد الله المصلح ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=911) )
المفاضلة الخاصة بين الصحابة دون التنقص لأحد
هذا الفضل العام في جيل الصحابة رضي الله عنهم يشملهم جميعاً، ثم هم بعد هذا الفضل العام يتمايزون في الفضل على درجات متفاوتة، أعلاهم وأرفعهم منزلة وأعظمهم فضلاً أبو بكر رضي الله عنه، ولذلك قال المؤلف رحمه الله: (وأفضل أمته أبو بكر الصديق) فأفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق عليه رضوان الله؛ وذلك أن أبا بكر له من الخصائص والفضائل والمزايا ما لا يشركه فيه غيره من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، بل اختص بها وهي أعلى الفضائل الخاصة. ثم وصفه رضي الله عنه بالصديق؛ لكونه الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لما وقع ما وقع بين أبي بكر وعمر من المخاصمة، قال: (لقد جئتكم فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت) فشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالتصديق، فهو صديق هذه الأمة وهو الصديق الأكبر رضي الله عنه. ثم عمر الفاروق ويصدق عليه أنه صديق، فقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم تصديق، لكنه اختص بهذا الوصف؛ لأن الله فرق به بين الحق والباطل، فعمر رضي الله عنه معه من القوة ورباطة الجأش وعظيم العزيمة ما حقق الله على يديه الفرق بين الحق والباطل. ثم عثمان ذو النورين، أي: صاحب النورين رضي الله عنه، والنواران هما بنتا النبي صلى الله عليه وسلم، حيث خصه الله بأن جمع له بين بنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، تزوج إحداهما فماتت ثم تزوج الثانية. ثم بعد ذلك قال: (ثم علي المرتضى): وعلي هو رابع الصحابة رضي الله عنهم في الفضل، والمنزلة والمكانة، ووصفه بأنه المرتضى لما روى البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة لما خرج إلى غزوة تبوك، فتبع علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أتتركني في النساء والصبيان؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟)، فرضي رضي الله عنه فسمي بعد ذلك بالمرتضى، هكذا ذكر بعض أهل العلم في سبب تسميته أو وصفه رضي الله عنه بالمرتضى، وقيل: لأنه رضيه الله ورسوله، وقيل غير ذلك. وعلى كل حال: فهذا وصف شاع بين أهل العلم في وصف علي رضي الله عنه. ورضي الله عن الصحابة أجمعين. والمفاضلة بين الصحابة لا يترتب عليها النقص أو التنقص للمفضول، بل بيان الفضل لا يترتب عليه همز المفضول ونقصه، بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فإذا ترتب على المفاضلة أن يكون هناك تنقص فإنه لا تجوز المفاضلة في هذه الحال، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوني على يونس بن متى) فنهى عن المفاضلة بين الأنبياء وعن التفضيل بينه وبين يونس بن متى وهو رسول ونبي صلى الله عليه وسلم. والسبب أنه إذا كانت المفاضلة تفضي إلى تنقص المفضول فإنها لا تجوز، فإذا كانت هذه في الأنبياء مع وضوح فضل النبي صلى الله عليه وسلم وظهوره وتأكده وتقريره، فكيف بالمفاضلة بين غيرهم؟! فلا يسوغ المفاضلة بين أهل الفضل إذا كان ذلك على وجه التنقص للمفضول، أما إذا كان على وجه بيان الفضل والسبق والمنزلة وما خص الله به أحدهم، فإن هذا لا بأس به، وهذا ليس خاصاً في المفاضلة بين الأنبياء أو الصحابة، بل في المفاضلة بين كل من تجري بينهم مفاضلة، إذا كان يترتب على هذه المفاضلة تنقص المفضول، ولا ينبغي أن يفاضل بين الناس على هذا الوجه؛ لأنه يفضي إلى مفسدة، والمفاضلة ليس المقصود منها إيغار الصدور، ولا تنقص المفضول، وإنما المقصود منها بيان فضل الله عز وجل، وما خص به كلاً من أهل الفضل.
منقووول
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 11 - 08, 07:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا محمد الغامدي ... وجعل ذلك في ميزان حسناتك فهذا موضعه كثير في كتب العقيدة
ولكن ما أريده هو
أرجو من إخواني ذكر الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
أرجو التفاعل من باقي الإخوة
وفقكم الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 09:38 م]ـ
الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة
قوله تعالى وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وقوله سبحانه وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/210)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 11 - 08, 11:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي الغامدي
الحديث والآيات التي ذكرتَها بينت فضل الذين هاجروا قبل الفتح على من جاء بعدهم رضوان الله عليهم جميعا، وهذه يدخل فيها الكثير من الصحابة من السابقين وهم على ما أحسب أكثر من ثلاثمائة، فكيف يمكن المفاضلة بين هؤلاء السابقين من المهاجرين؟
من خلال القرآن الكريم والسنة الصحيحة أيضاً ...
جزاكم ربي الجنة(52/211)
اتصال الشيخ الطنطاوي بالشيخ البيطار سبّب له أزمة " وهابية "! .. أما الآن فتغير الحال
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في ترجمة الشيخ بهجة البيطار - رحمه الله -:
(كان أول اتصالي بالشيخ بهجة سبب أزمة لي في حياتي. فلقد كان أكثر مشايخي، بل أكثر مشايخ الشام، ممن يميلون إلى الصوفية، وينفرون من الوهابية، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه المذهب الوهابي، ولكن ذلك أمر افتراه عليهم خصومها، ينفرون منها كما ينفر الإنسان من عدو خطر مجهول.
وكان عندنا جماعة من المشايخ يوصفون أو يوصمون بأنهم من الوهابيين، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار وزميله في القراءة علي الشيخ جمال القاسمي الأستاذ حامد التقي. ومن أعجب العجب أن والد الشيخ بهجة صوفي من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود على مذهب ابن عربي وابن سبعين والحلاج. كما أن الشيخ خالد النقشبندي، المفسر السلفي كان جده المدفون في سفح قاسيون هو الذي حمل الطريقة النقشبندية إلى دمشق. ومن تبع أمثال هذه الظاهرة في تاريخ علمائنا وأدبائنا وجد منها الكثير، ولعل من أغربها أن صاحب "الأغاني" أبا الفرج الأصفهاني، أموي النسب شيعي المذهب، ومن أبنائي الأستاذ محمد سعيد المولوي، وهو سلفي العقيدة وعمه شيخ المولوية وأبوه من مقدميها.
من هنا كان اتصالي بالشيخ بهجة سبب سخط هؤلاء المشايخ علي، حتى أن أحدهم لقيني مرة، فسألني عن حالي، فقلت في نفسي: لماذا ألقي بالحقيقة الثقيلة عارية في وجهه، وما شاء فليفعل؟ فقلت له: أقرأ كتاباً لابن تيمية على الشيخ بهجة، في دار الشيخ ياسين الرواف، أي أنني جمعت له الوهابية من أطرافها!
فأخذني إلى مدرسته، وكان مدير مدرسة أهلية فلقينا الشيخ أمين سويد .. فقال له: يا سيدي هذا ابن الشيخ مصطفى، صار وهابياً ينكر التوسل. فقال الشيخ، رحمة الله عليه: يا بني، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. دعه فلا شيء لك عليه).
(رجال من التاريخ، ص 416 - 417) ..
قلت: هذا ما كان في الزمن القديم؛ بسبب سطوة " الصوفية " على المجتمع الشامي، أما اليوم - ولله الحمد - فقد تحرر أهل الشام من هذه السطوة، وأصبحوا يحاكمون أقوال وأعمال رعاة التصوف بالكتاب والسنة، دون خوف أو وجل. (انظر مثلا: " إلى أين أيها الجفري " للأستاذ الفاضل خلدون الحسَني). وانتشرت بينهم الدعوة السلفية، وهي مقبلة على خير - إن شاء الله -، بسبب الانفتاح الإعلامي، خاصة عندما تتضاءل قبضة " النصيرية " ..
أسأل الله أن يوفق أهل الشام إلى ما يحبه ويرضاه، ويحفظهم من كل مكروه، ويولي عليهم خيارهم، وينزع شرارهم ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 11 - 08, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة.
لدي سؤال
قال الشيخ رحمه الله: ((ومن أبنائي الأستاذ محمد سعيد المولوي، وهو سلفي العقيدة وعمه شيخ المولوية وأبوه من مقدميها.))
ما المولوية؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 11 - 08, 05:00 م]ـ
وجزاك ربي خيرًا ..
هنا عن المولوية:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%A9
واحرص - رعاك الله - على كتب الأستاذ أبي الفضل القونوي عنهم وعن شيخهم:
من أهمها:
(أخبار جلال الدين الرومي و وقفات مع ترجمته في كتاب رجال الفكر و الدعوة في الإسلام).
http://www.saaid.net/feraq/sufyah/78.htm
موفق ..
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 11 - 08, 07:20 م]ـ
الله المستعان
وظننتني سمعت عن كل طرق الصوفية، وهناك طرق لم أسمع بها من قبل!
نسأل الله العافية والسلامة.
قال الله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام153 - 154
جزاك الله خيرا على المعلومات(52/212)
الرد على الرافضي المصري حسن شحاته
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 01:41 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67824&series_id=
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 11 - 08, 11:55 م]ـ
الصايلي الحربي
الرد على الرافضي المصري حسن شحاته
جزاكم الله خيراً أخي
وأسأل الله العظيم أن يرد هذا الضال أو أن يُرينا فيه آية ويجعله عبرة لمن تطاول على خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين ...
ولي عتاب عليك أخي الكريم لوصفك هذا الخبيث بـ " المصري" ...
نعم هو كذلك ... ولكن هل من باب الإنصاف أن نصم مصر السُّنية أو أن نضيف اسمها على اسم هذا الخبيث ... فمصر مليئة بالعلماء العاملين والدعاة المعتبرين على مدار التاريخ ....
والكثير الكثير منهم لا يضاف إلى اسمه أو يوصف بالمصري، على سبيل المثال لا الحصر:
فلا يقال الشيخ أحمد شاكر المصري
أو الشيخ أبو إسحق المصري
أو الشيخ مصطفى العدوي المصري
أو الشيخ عمر عبد الكافي المصري
فليتك تحذف من العنوان كلمة " المصري "
وفقكم الله.
ـ[الصايلي الحربي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 07:04 ص]ـ
يرفع للإخوة المشرفيين لحذف عبارة المصري
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[06 - 11 - 08, 01:30 م]ـ
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=7121(52/213)
ما أشد آية على النصارى
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[03 - 11 - 08, 03:20 م]ـ
من خلال قراءتي لكتاب الله كنت أتتبع آيات الرد على اليهود والنصارى حسن كنت مهتما بذلك
فرأيت-حسب علمي- أن أشد آية عليهم هي قول تعالى
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
فالنبي إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد اتفق على نبوته بين أهل الملل الثلاثة اليهود والنصارى والمسلمين
وهو جد النسلين
إسماعيل الذي منه نبي الأميين
وإسحاق الذي منه سائر أنبياء بني إسرائيل
وكان من المفترض تبعا لهذا القدر العظيم أن تشير الكتب السابقة التوراة -على الأقل-والإنجيل إلى عقيدة إبراهيم في التثليث ومع ذلك لم يأت لا من قريب ولا من بعيد ما يشير إلى هذا
فدلت ظواهر نصوص الكتب السايقة على توحيده لأنه كان يخاطب إلها واحدا
والله أعلم(52/214)
ما معنى الايمان الواجب عند ابن تيميه رحمه الله
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[03 - 11 - 08, 11:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوه الافاضل
ما معنى مصطلح الايمان الواجب عند ابن تيميه رحمه الله
و هل هو مرادف للايمان الذي قال في وصفه النبي صلى الله عليه و سلم (مثقال ذرة من إيمان)
بمعنى هل الايمان الذي يزن مثقال الذره يعتبر هو الايمان الواجب في اضعف صوره
و اذا زال الايمان الواجب لم يكن مع الانسان مثقال الذره الذي يخرج به من النار؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[08 - 11 - 08, 07:08 م]ـ
الأخ الكريم أبا القاسم، حياك الله يا بلديَّ.
لشيخ الإسلام كلام كثير في الكبير والأوسط عن الإيمان الواجب ومقتضاه.
ولعل أوجز عبارة توضح لنا مراد ذلك - فيما أعلم من الكبير والأوسط- قوله رحمه الله في الأوسط (7/ 575):
إذا تبين هذا وعلم أن الإيمان الذي فى القلب من التصديق والحب وغير ذلك يستلزم الأمور الظاهرة من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة كما أن القصد التام مع القدرة يستلزم وجود المراد وأنه يمتنع مقام الإيمان الواجب فى القلب من غير ظهور موجب ذلك ومقتضاه زالت الشبه العلمية فى هذه المسألة ولم يبق إلا نزاع لفظى فى أن موجب الإيمان الباطن هل هو جزء منه داخل فى مسماه فيكون لفظ الإيمان دالا عليه بالتضمن والعموم أو هو لازم للإيمان ومعلول له وثمرة له فتكون دلالة الإيمان عليه بطريق اللزوم
و حقيقة الأمر أن إسم الإيمان يستعمل تارة هكذا وتارة هكذا كما قد تقدم فإذا قرن إسم الإيمان بالإسلام أو العمل كان دالا على الباطن فقط وأن افراد إسم الإيمان فقد يتناول الباطن والظاهر وبهذا تأتلف النصوص .... ا هـ.
ولعل المشايخ يفيدون أكثر.(52/215)
كيف نفهم كلام شيخ الإسلام هذا في منهاج السنة؟؟
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 12:43 ص]ـ
والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما بسط في غير هذا الموضع، كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث، وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه، مثل من اعتقد أن الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته، أو اعتقد أن الله لا يُرى لقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، ولقوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}، كما احتجت عائشة بهاتين الآيتين على انتفاء الرؤية في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يدلان بطريق العموم، وكما نقل عن بعض التابعين أن الله لا يُرى، وفسروا قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} بأنها تنتظر ثواب ربها، كما نقل ذلك عن مجاهد وأبي صالح ... أو اعتقد أن الله لا يعجب، كما اعتقد ذلك شريح، لاعتقاده أن العجب إنما يكون من جهل السبب، والله منزه عن الجهل»
هل نفهم من هذا أنه من اعتقد أن الله لا يرى فقد وقع في خطأ مغفور في الإجتهاد؟؟؟
لعل العودة إلى سياق النص يفيد في الفهم وأنا بعيد عن منهاج السنة حاليا ....
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:04 ص]ـ
مفهوم كلام الشيخ أن الخطأ نوعان:
-خطأ ناشيء عن التأصيل المنهجي وهذه بدعة يلام صاحبها ..
-خطأ ناشيء عن سوء فهم نص شرعي وهذا خطأ يعذر صاحبه ...
تطبيق ذلك:
المعتزلي عندما ينفي الرؤية فهو مبتدع .. لأن منطلقه المنهجي هو الاستناد إلى العقل في مسائل الغيب ... فنفيه للرؤية فرع عن أصل منهجي ضال ..
الصحابي عندما ينفي الرؤية فهو معذور لأنه ما انطلق إلا من النص .. فمنهجه صحيح رغم كل شيء ..
تطبيق آخر:
أنكر شيخ الإسلام على الرازي وتشدد معه .. بينما كانت لهجته مع ابن حزم مخففة .. مع أن بعض آراء ابن حزم العقدية أقبح بكثير من آراء الرازي ...
تفسير ذلك أن أخطاء الرازي منهجية ... أما ابن حزم فمنهجه صحيح (انطلاقه من النص الشرعي) وأخطاؤه عرضية بسبب سوء فهم لنص أو بسبب عدم الاطلاع على نص ناسخ أو معارض ..
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:04 ص]ـ
لم أرجع إلى الكتاب، ولكنَّ ظاهرَ القرائن فيما نقلتَ أن ذلك مخصوص بمَن وقع في ذلك نتيجةَ خطأ في فهم آية أو حديث، كما قال رحمه الله: (كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث، وكان لذلك ما يُعارضه ويُبين المراد ولم يعرفه) اهـ، فهذا بَنَى مذهبه على اجتهادٍ خاطيء في فهم النص، ولا شك أنه لا يستوي مع من يعارضُ دلالةَ النصوصِ الصريحة بنتاج عقله، والله أعلم بالصواب.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:06 ص]ـ
لم أَرَ مشاركتم أبا عبد المعز إلا بعد أن أرسلتُ الردَّ.
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(52/216)
كيف نرد على العلمانيين قولهم إن فصل الدين عن السياسة ليس من اركان الإسلام
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[05 - 11 - 08, 03:25 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف نرد على العلمانيين دعواهم الباطلة أن
عدم فصل الدين عن السياسة ليس من أركان الإسلام
يقول أحدهم: هل عدم فصل الدين عن السياسة من أركان الإسلام؟
أريد ردا بنفس منهجهم كي يكون دليلا ساطعا في إقامة الحجة عليهم
فمقولتهم هذه دائما يرددونها في جميع احكام الشرعي
يعني لا يصح أن أستدل انا عليه بأنه يلزم من مقولته أن الحجاب ليس من الدين لأنه يقول ذلك
أيضا
يعني ما هي اللوازم من كلمته التي لا يلتزمها هو حتى يظهر مناقضته لنفسه؟
و نسأل الله جل و علا أن ينصر الإسلام و أن يعز المسلمين و
أن يهلك اعدائه أعداء الدين
عذرا أخطأت في عنوان السؤال فالصواب كيف نرد على العلمانيين قولهم إن عدم فصل الدين عن السياسة ليس من اركان الإسلام
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:04 م]ـ
فصل الدين عن السياسة يتنافى مع الإيمان بالقرآن الذي هو أحد أركان الإيمان الستة (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر)
ثم يا أخي لا تتعب نفسك العلمانيون لا يؤمنون بالله ولا بالإسلام فالذين ناقشوهم من قديم خرجوا بهذه النتيجة 1
لكن القوم يستعملون أساليب المنافقين ..
والعلاج الشرعي معهم النصيحة والموعظة كما قال تعالى {ألئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا}
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:54 م]ـ
لعلكم تجدون هنا ما يُفيد:
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1579&cat=88
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[21 - 11 - 08, 09:04 م]ـ
إن كانوا ممن يدعون الإسلام .. ويؤمنون بالقرآن .. فاتل عليهم هذه الآيات .. :
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} آل عمران
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} النساء
وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)} النساء
وقوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} .. ففيه نفي للإيمان عمن تولى عن حكم الله
وقوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} المائدة
وقوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} الأنعام
وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} النور(52/217)
حمل مناظره في مسألة القبور والمشاهد عند الشيعه
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[05 - 11 - 08, 04:46 م]ـ
مناظره في مسألة القبور والمشاهد من أروع ماكتب في هذا الباب بين السيد مهدي كاظم القزويني والعلامه تقي الدين الهلالي تنشر لأول مره على شبكة الأنترنت هديه لأخواننا أعظاء الملتقى
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 07:02 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا حذيفة، رسائل مهمة فجزاكم الله خيرا.(52/218)
من هم الذين زادوا على شروط التوحيد السبعة؟
ـ[أبو رناد]ــــــــ[07 - 11 - 08, 02:31 م]ـ
لدي بعض الأسئلة وأرجو من الإخوة الفضلاء العزو عند الإجابة والإحالة إلى المصادر والله يرعاكم ويحفظكم.
س: وزيد ثامنها الكفران منك بما * * * سوى الإله من الأشياء قد ألها
من قائل هذا البيت؟ ومن هو الذي زاد هذا الشرط؟
س: ذكر الشيخ عبد العزيز العبداللطيف في شريط بعنوان (كلمة لا إله إلا الله .. ) أن من أهل العلم من جعل شرط الموافاة من شروط لا إله إلا الله - ولم يذكر اسمه - فمن هو يا ترى؟
س: ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شروط لا إله إلا الله السبعة في كتابه (الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة)؛ فهل الشيخ مسبوق في هذا التقسيم أم هو أول من قسم الشروط إلى هذا العدد؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[07 - 11 - 08, 08:45 م]ـ
البيت الأول يتناقله العلماء دون نسبة , ويقال إنه لأحد أئمة الدعوة وكذلك البيت الزائد ولم أطلع على من نسبه إلى شخص معين.
ذكر الشيخ حمود العقلاء في كتابه "شرح شروط لا إله إلا الله" أن الشرط التاسع هو الموت عليها فقد يكون هو الشيخ المقصود وقد يكون غيره.
أما الشروط السبعة فالذي ذكرها هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه "فتح المجيد" , وهو قد جمعها من دلالة النصوص.
وأما كتاب "الواجبات المتحتمات" فليس للشيخ محمد بن عبد الوهاب وإنما هو من جمع الشيخ عبد الله القرعاوي جمعه من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وغيرهم.
هذا ما لدي.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 08, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم
فيما أذكر فإن الشيخ العلامة ابن باز رحمه المولى ذكر الشرط الثامن لكلمة التوحيد في كتابه المختصر و المبارك و القيم الدروس المهمة لعامة الأمة
و الله أعلم سأرى فيما بعد للتحقيق في الأمر
السلام عليكم
ـ[أبو رناد]ــــــــ[08 - 11 - 08, 06:32 م]ـ
أبوأسامة القحطاني
أبو عبد الوهاب الجزائري
بارك الله فيكما والأسئلة لازالت مطروحة.
أرجو من مشايخنا الفضلاء المزيد من التفاعل لاحرمكم الله الأجر(52/219)
ماحكم إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه؟
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[07 - 11 - 08, 05:58 م]ـ
س: ماحكم إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه؟
قرأت في إحدي الكتب أن الإيمان بسؤال القبر ونعيمه وعذابه واجب عند الجمهور
وإنكاره بدعة وأنكره بعض المعتزلة
س: فهل إنكار ما تقدم بدعة مكروهة أم بدعة مفسقة أم بدعة مكفرة حيث قرأت أن البدعة أقسام كما ذكر العلماء
وإن لم يكن إنكار سؤال القبر ونعيمه وعذابه بدعة مكفرة فما هو تأويل المعتزلة للأيات والأحاديث التي دلت على سؤال القبر ونعيمه وعذابه وهي:-
1 - سؤال القبر
**الدليل من القرآن: (يثبت الله الذين آمنو بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة .... )
2 - نعيم القبر
**الدليل من القرأن قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله .. )
الدليل من السنة: حديث (القبر إما روضة من رياض الجنة أوإما حفرة من حفر النار)
3 - عذاب القبر
**الدليل من القرآن:1 - ( ... أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارا ... ) يقص القرآن لنا عن قوم نوح فيقول أغرقوا والفاء للتعقيب
**الدليل من السنة: حديث (القبر إما روضة من رياض الجنة أوإما حفرة من حفر النار).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
نرجوا التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[07 - 11 - 08, 10:15 م]ـ
الحديث الذي ذكرت ((القبر اما روضة ... )) لا يصح فيه الرصافي ضعفه ابن معين وابوحاتم وابو زرعة والنسائي
ويغني عنه في اثبات السؤال حديث اسماء رضي الله عنها الي اخرجه البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: انه اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
ويغني عن اثبات العذاب قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان.
وحديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع وذكر عذاب القبر.
واما من انكر فتنة القبر وقد اقيمت عليه الحجة فهو مبتدع كافر والعياذ بالله.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إقتباس لمشاركة سابقة لأحد الإخوة في الملتقى:
الإيمان بعذاب القبر ونعيمه هو معتقد أهل السنة والجماعة المقرر في أصولهم.
قال الإمام أحمد رحمه الله في (طبقات الحنابلة):عذاب القبر حق لاينكره إلا ضال مضل.
وقال محمد بن حسين الآجري في (الشريعة) ,بعد أن سرد الأحاديث والآثار التي تدل على ثبوت عذاب القبر ونعيمه: ((ما أسوأ حال من كذب بهذه الأحاديث, لقدضل ضلالا بعيدا, وخسر خسرانا مبينا)).
أما أدلة القرآن على ثبوت عذاب القبر ونعيمه منها:
1 - قوله تعالى: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)) ,وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها نزلت في عذاب القبر؛ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت.
نزلت في عذاب القبر)) رواه البخاري برقم (1369) ومسلم ح (2871)
أما أدلة السنة وهي كثيرة ومنها:
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر, ومن عذاب النار, ومن فتنة المحيا والممات, ومن شر فتنة المسيح الدجال)) رواه البخاري ح (1377) ومسلم ح (588).
3 - حديث عائشة رضي الله عنها؛ أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبرقال: ((نعم عذاب القبر حق)) قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. رواه البخاري ح (1372).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة؛ لكن أكتفي بهذا ,ووجه الاستدلال على إثبات عذاب القبر ونعيمه ظاهر.
ثم أُضيف:
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به، ولا نتكلم عن كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكن قد يأتي بما تحار فيه العقول …"
وقال رحمه الله ايضا: "بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون للروح مفردة عن البدن. وقال (4/ 262): وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة: هذا قول السلف قاطبة وأهل السنة والجماعة، وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع. مجموع الفتاوى (4/ 282).
قال العلامة عبد الرحمن بن جبرين-حفظه الله- في بحثه المنشور في مجلة البحوث الإسلامية التي تصدرها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء رقم: 17، الصفحة رقم: 126) في صدد الحديث عن نواقض الشهادتين: إنكار شيء من الأمور الغيبية التي أمر الله بالإيمان بها وأخبر بثبوتها وأحقيتها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كالملائكة والكتب والرسائل والبعث بعد الموت وحشر الأجساد والجنة والنار، وكذا عذاب القبر ونعيمه ونحو ذلك، فإن من جحد منها شيئا فقد كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أكبر الطعن في الرسالة وما اشتملت عليه، فهو يخالف ما تستلزمه الشهادتان.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/220)
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[11 - 11 - 08, 06:56 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامة(52/221)
الايمان بالجن
ـ[الصبحي]ــــــــ[07 - 11 - 08, 10:56 م]ـ
س: هل الايمان بوجود الجن لازم حيث انه عالم غيبي مثل الايمان بالملائكة؟
وكيف من انكر وجود الجن؟ ومن توقف فيهم ويضاف كذلك الشيطان معهم من انكره او توقف في وجوده افيدونا بارك الله فيكم؟
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[08 - 11 - 08, 12:54 ص]ـ
ان من لوازم الايمان بالله الايمان بالغيب ومن اصول الايمان بالغيب الايمان بالجن
ولاينكر وجود الجن الا كافر او جاهل
ـ[الصبحي]ــــــــ[12 - 11 - 08, 02:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وهل من كتب يمكن الرجوع اليها بارك الله في علمكم
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[12 - 11 - 08, 05:43 م]ـ
قال تعالى: الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.
(البقرة)
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 11 - 08, 08:19 م]ـ
الايمان بالجن واحكام الجن منثو رة في كتب العقيدة والفقه
منها مثلا مجموع فتاوى شيخ الاسلام في مواضع مثلا عند
-من قامت عليه الحجة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الإنس والجن فلم يؤمن به ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=1938)
كيفية الجن ومقالتهم ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=3094)
وجود الجن ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=1938)
معاونة الجن من العزائم والطلاسم ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=22&ID=1938)
المحلى بالآثار عند
الجن حق وهم خلق من خلق الله عز وجل فيهم الكافر والمؤمن يروننا ولا نراهم يأكلون وينسلون ويموتون ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=17&ID=26)
أحكام القرآن لابن العربي عند
أنكر جماعة من كفرة الأطباء والفلاسفة الجن وقالوا إنهم بسائط ( http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?flag=1&bk_no=46&ID=2429)
أما الكتب الجامعه لاحكامهم منها
اكام المرجان في احكام الجان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37458&highlight=%C2%DF%C7%E3+%C7%E1%E3%D1%CC%C7%E4
عالم الجن والشاطين للاشقر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146915(52/222)
إشكال لم أجد له سبيلا ..
ـ[ابو البراء المهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 08, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي إشكال كيف نوفق بين النصوص التالية: جاء في صحيح مسلم "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض. وجاءت الأحالديث الصحيحة بنزول عيسى عليه السلام ويقتل الدجال ولا يقبل إلا الإسلام؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[08 - 11 - 08, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي إشكال كيف نوفق بين النصوص التالية: جاء في صحيح مسلم "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض. وجاءت الأحالديث الصحيحة بنزول عيسى عليه السلام ويقتل الدجال ولا يقبل إلا الإسلام؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هل تنقطع التوبة بخروج الدجال؟
أجاب عليه: العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال:
ورد في صحيح مسلم حديث: ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض.
ومن المعلوم أن خروج الدجال إنما هو فتنة ليميز الله الخبيث من الطيب، ويمكث مدة إلى أن يقتله المسيح عليه السلام، ثم يلبث المسيح مدة، ثم خروج يأجوج ومأجوج، وكل ذلك سابق على طلوع الشمس. فكيف نوفق بين ذلك، وأن الدجال إذا خرج لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل كما في الحديث الصحيح؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الآية التي إذا جاءت "لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" الآية. فلا تمكن أحداً التوبة لا كافر ولا مسلم -هي طلوع الشمس من مغربها كما في الحديث الصحيح عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ولا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".
وقوله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن من عليها، فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً". الآية.
- وهذا الحديث تفسير لقول الله تعالى: "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ... " الآية.
ومعلوم أن خروج الدجال، ونزول المسيح ابن مريم عليه السلام قبل ذلك، وأما خروج الدابة فهو قبل طلوع الشمس أو بعده كما جاء في الحديث الصحيح عند أبي داود.
"إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، أو الدابة على الناس ضحى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها".
وأما الحديث الذي سألت عنه فالمراد به إذا حصل مجموع هذه الآيات، وليس المراد إذا حصل أيُّ واحدة منها.
وقد دلت الأحاديث على أن طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة بعد خروج المسيح الدجال، ونزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.
وبهذا يتبين أن لا تعارض بين هذه الأحاديث. والله أعلم.
ـ[ابو البراء المهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 08, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا ,, جمع حسن(52/223)
الترحم على أهل البدع
ـ[عجلان بن محمد العجلان]ــــــــ[09 - 11 - 08, 07:23 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد تباينت الآراء في مسألة الترحم على أهل البدع، وودت أن أسهم برأي حول هذه المسألة طامعاً في تقويمه وتسديده من أصحاب الفضيلة ورواد الملتقى فأقول مستعيناً بالله:
الميت من أهل البدع لا يخلو من أحوال:
الأول: من كانت بدعته مكفرة، وقد قامت عليه الحجة:
فهولاء لا يجوز الترحم عليهم؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]، وقوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} [التوبة: 113].
الثاني: من كانت بدعته غير مكفرة، ولا تخرجه بدعته عن الإسلام:
فهذا حكمه حكم عامة المسلمين تجوز الصلاة عليه، ويُدعى له بالمغفرة و الرحمة.
والأصل في ذلك أنّ كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم نعلم عنه كفراً ظاهراً فإنه يصلى عليه، ويستغفر له، فإن الله تعالى حينما منع الاستغفار للمشركين في الآية المتقدمة دّل ذلك على جواز الاستغفار والترحم على أهل البدع من أهل القبلة، ولا يزال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يصلون على كل من أظهر الإسلام ويترحمون عليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاواه (24/ 286) ": وكل من لم يعلم منه النفاق وهو مسلم يجوز الاستغفار له والصلاة عليه بل يشرع ذلك ويؤمر به كما قال تعالى {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} ".
ولكن قد يقال: إنّ بعض أئمة السلف امتنع من الصلاة عليهم، فالجواب:
أنّ هذا للمصلحة المرجوة في انزجار النّاس عن بدعهم، ولهذا نظائر في الشرع، فقد ثبت في صحيح مسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة على قاتل نفسه.
وترك الصلاة على الذي عليه دين و لم يترك وفاءً، وقال للمسلمين: (صلوا على صاحبكم).
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (5/ 235):"فكل مسلم لم يعلم أنه منافق جاز الاستغفار له، والصلاة عليه وإن كان فيه بدعة أو فسق لكن لايجب على كل أحد أن يصلي عليه، وإذا كان في ترك الصلاة على الداعي إلى البدعة و المظهر للفجور مصلحة من جهة انزجار الناس فالكف عن الصلاة كان مشروعاً لمن كان يؤثر ترك صلاته في الزجر بأن لا يصلى عليه".
وكثيراً ما تُشكل مسألة الترحم على أهل البدع غير المكفرة على أصحاب الدراسات والرسائل العلمية وخصوصاً المتعلقة بأشخاص المبتدعة، فحينما ترد بعض تقريراتهم ودعواتهم لمذهب المبتدعة يجد الباحث في نفسه شيئاً من الترحم عليهم، وله في ذلك سلفٌ من فعل السلف حينما تركوا الصلاة والترحم على أرباب البدع.
والذي ارتضيته في ذلك وانتهجته أنّ الأمر يختلف باختلاف المقام الذي وردت فيه مقالات المبتدع.
فإن كانت المقالة موافقة لما عليه الدليل من الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح فإنّ المقام يقتضي الدعاء والترحم على قائلها بما يُشعر للقارئ الثناء على صاحبها.
وأمّا إن كانت المقالة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فإن الواجب الإنكار والزجر عن تلك المقالة، وعدم الدعاء لصاحبها بما يُوحي للقارئ ثناءً عليه وعلى مقالاته، إلا أنْ يكون الدعاء له بالعفو والمغفرة مما يُفهم منه الشفقة عليه وعدم الرضى بما ذهب إليه، فيقال: عفا الله عنه، غفر الله له بما يدّل على نقد قوله وعدم قبوله.
ويؤيد ذلك منهج أهل العلم في الدعاء للمخالفين والمجانبين للحق زمناً والمنقادين إليه زمناً آخر، ومن ذلك الترضي عن أبي سفيان - رضي الله عنه-
فأهل العلم لا يتبعون اسمه بالترضي عنه حينما يوردون مواقفه وعداوته السابقة للرسول صلى الله عليه وسلم وكفره قبل إسلامه، لعدم مناسبة المقام، وإن كان غير ذلك ترضوا عنه ..
وقد تتداخل المقامات فيغلب ما حقه التأخير لترجيح ما أو مصحة ما.
وأخيراً فإني أختم هذه المقالة بكلام نفيس لشيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (3/ 18)، وسأورده بطوله لنفاسته وأهميته في الموضوع، قال رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/224)
" مَنْ عُلِمَ مِنْهُ النِّفَاقُ وَالزَّنْدَقَةُ فَإِنَّهُ لا يَجُوزُ لِمَنْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْهُ الصَّلاةُ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مُظْهِرًا لِلإِسْلامِ فَإِنَّ اللَّهَ نَهَى نَبِيَّهُ عَنْ الصَّلاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ. فَقَالَ: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} وَقَالَ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْت لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}. وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُظْهِرًا لِلْفِسْقِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ الإِيمَانِ كَأَهْلِ الْكَبَائِرِ، فَهَؤُلاءِ لا بُدَّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ. وَمَنْ امْتَنَعَ مِنْ الصَّلاةِ عَلَى أَحَدِهِمْ زَجْرًا لأَمْثَالِهِ عَنْ مِثْلِ مَا فَعَلَهُ، كَمَا امْتَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلاةِ عَلَى قَاتِلِ نَفْسِهِ، وَعَلَى الْغَالِّ، وَعَلَى الْمَدِينِ الَّذِي لا وَفَاءَ لَهُ، وَكَمَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ السَّلَفِ يَمْتَنِعُونَ مِنْ الصَّلاةِ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ - كَانَ عَمَلُهُ بِهَذِهِ السُّنَّةِ حَسَنًا.
وَقَدْ قَالَ لِجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ابْنُهُ: إنِّي لَمْ أَنَمْ الْبَارِحَةَ بَشَمًا، فَقَالَ: أَمَا إنَّك لَوْ مِتّ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْك، كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَتَلْت نَفْسَك بِكَثْرَةِ الأَكْلِ، وَهَذَا مِنْ جِنْسِ هَجْرِ الْمُظْهِرِينَ لِلْكَبَائِرِ حَتَّى يَتُوبُوا، فَإِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِثْلُ هَذِهِ الْمَصْلَحَةِ الرَّاجِحَةِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنًا، وَمَنْ صَلَّى عَلَى أَحَدِهِمْ يَرْجُو لَهُ رَحْمَةَ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ امْتِنَاعُهُ مَصْلَحَةً رَاجِحَةً، كَانَ ذَلِكَ حَسَنًا، وَلَوْ امْتَنَعَ فِي الظَّاهِرِ وَدَعَا لَهُ فِي الْبَاطِنِ لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْمَصْلَحَتَيْنِ كَانَ تَحْصِيلُ الْمَصْلَحَتَيْنِ أَوْلَى مِنْ تَفْوِيتِ إحْدَاهُمَا.
وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ النِّفَاقُ وَهُوَ مُسْلِمٌ يَجُوزُ الاسْتِغْفَارُ لَهُ، وَالصَّلاةُ عَلَيْهِ، بَلْ يُشْرَعُ ذَلِكَ، وَيُؤْمَرُ بِهِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وَكُلُّ مَنْ أَظْهَرَ الْكَبَائِرَ فَإِنَّهُ تُسَوَّغُ عُقُوبَتُهُ بِالْهَجْرِ وَغَيْرِهِ، حَتَّى مِمَّنْ فِي هَجْرِهِ مَصْلَحَةٌ لَهُ رَاجِحَةٌ فَتَحْصُلُ الْمَصَالِحُ الشَّرْعِيَّةُ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الإِمْكَانِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" ا. هـ كلامه رحمه الله.
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[09 - 11 - 08, 12:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 12:23 م]ـ
وهذا بحثٌ للمسألةِ عينها ,لفضيلة الشيخ/سلمان العلوان , على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=36643&d=1142291495
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 02:12 م]ـ
بارك الله فيك، أحسنت.
ـ[عجلان بن محمد العجلان]ــــــــ[14 - 11 - 08, 07:37 م]ـ
أشكر جميع الإخوة على مرورهم وإضافتهم(52/225)
هل ثبت أن الغزالي قد ألف كتاباً في السحر؟
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[09 - 11 - 08, 03:35 م]ـ
أيها الأحبة
وصلني من سلطة عمان كتاب من كتب السحر
وقد كتب في صفحته الأولى أنه من تأليف أبي حامد الغزالي -رحمه الله-
فهل وجد أحدكم ما يدل على أن أباحامد الغزالي قد صنف كتاباً في السحر؟
أرجو الإفادة
محبكم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - 11 - 09, 11:32 ص]ـ
في انتظار الاجابه على سؤال الاخ
هل الف الغزالي كتبا في السحر فعلا؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:40 م]ـ
أذكر أني رأيت في مكتبة مصطفى البابي الحلبي كتابا فيما يسمى بسحر الأوفاق تأليف أبي حامد الغزالي و هو نوع من السحر يكتب على شكل أرقام في مربعات صغيرة و للفصل بخصوص نسبة الكتاب أظنه يجدر الرجوع الى كتاب مؤلفات الغزالي للدكتور عبد الرحمن بدوي
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:50 م]ـ
الظاهر أن شيخ الإسلام كان يرد على كتابه المضنون به على غير أهله لكنك لم تذكر اسم الكتاب كذلك الرازي له كتاب و هناك من الأشاعرة من يقول أن تعلم السحر ليس بكفر بل قد يقول أنه جائز لو بحث أحد الإخوة في الشاملة في فتاوى شيخ الإسلام كلمة مضنون به قد يجد كلام شيخ الإسلام ليست عندي الشاملة حالياً(52/226)
كشف أباطيل التسخيري للدكتور علي الصلابي (1)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[09 - 11 - 08, 09:50 م]ـ
http://almanhaj.net/admin/softs/news/data/upload/1226255805.gif
يتشرف موقع المنهج بنشر رد الدكتور المؤرخ علي الصلابي على أباطيل التسخيري حيث قام (الأخير) بزيارة (تبشيرية) (وتخديرية) كعادته إلى ليبيا
تابع الرد
هنا
http://almanhaj.net/news/details.php?data_id=326(52/227)
فائدة:- كيف الجمع بين تحريم الخط وبين أن نبيا ً من الأنبياء كان يخط!!
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[10 - 11 - 08, 04:49 ص]ـ
أن نبيا ً من الأنبياء كان يخط ُ فمن وافق خطه فذاك؟
وبين الحديث الذي رواه الأمام أحمد فقال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت» ...
قال عوف: العيافة: زجر الطير، والطرق: الخط يخط بالأرض. والجبت: قال الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد ...
أولا ً: مالجمع بينه وبين الحديث؟
الجواب: -
يجاب عنه من وجهين:
الأول: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - علقه بأمر لا يتحقق الوصول إليه، لأنه قال: فمن وافق خطه فذاك، وما يدرينا هل وافق خطه أم لا؟
الثاني: أنه إذا كان الخط بالوحي من الله تعالى كما في حال هذا النبي، فلا بأس به، لأن الله يجعل له علامة ينزل الوحي بها بخطوط يعلمه إياها، أما هذه الخطوط السحرية، فهي من الوحي الشيطاني، فإن قيل: طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يسد الأبواب جميعاً خاصة في موضوع الشرك، فلماذا لم يقطع ويسد هذا الباب؟
فالجواب: كأن هذا والله أعلم أمر معلوم، وهو أن فيه نبياً من الأنبياء يخط، فلا بد أن يجيب عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)
ثانيا ً:- لماذا لم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم – الخط حرام وإنما قال كان نبيا ً من الأنبياء يخط؟
الجواب:- قال النووي: "الْمَقْصُود أَنَّهُ حَرَام لِأَنَّهُ لَا يُبَاح إِلَّا بِيَقِينِ الْمُوَافَقَة وَلَيْسَ لَنَا يَقِين بِهَا. وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ وَافَقَ خَطّه فَذَاكَ وَلَمْ يَقُلْ هُوَ حَرَام بِغَيْرِ تَعْلِيق عَلَى الْمُوَافَقَة لِئَلَّا يَتَوَهَّم مُتَوَهِّم أَنَّ هَذَا النَّهْي يَدْخُل فِيهِ ذَاكَ النَّبِيّ الَّذِي كَانَ يَخُطّ فَحَافَظَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُرْمَة ذَاكَ النَّبِيّ مَعَ بَيَان الْحُكْم فِي حَقّنَا. فَالْمَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ النَّبِيّ لَا مَنْع فِي حَقّه. وَكَذَا لَوْ عَلِمْتُمْ مُوَافَقَته وَلَكِنْ لَا عِلْم لَكُمْ بِهَا.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا الْحَدِيث يَحْتَمِل النَّهْي عَنْ هَذَا الْخَطّ، إِذَا كَانَ عَلَمًا لِنُبُوَّةِ ذَلِكَ النَّبِيّ، وَقَدْ اِنْقَطَعَتْ فَنُهِينَا عَنْ تَعَاطِي ذَلِكَ، قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: الْمُخْتَار أَنَّ مَعْنَاهُ مَنْ وَافَقَ خَطّه فَذَاكَ الَّذِي يَجِدُونَ إِصَابَته فِيمَا يَقُول لَا أَنَّهُ أَبَاحَ ذَلِكَ لِفَاعِلِهِ. قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذَا نُسِخَ فِي شَرْعنَا فَحَصَلَ مِنْ مَجْمُوع كَلَام الْعُلَمَاء فِيهِ الِاتِّفَاق عَلَى النَّهْي عَنْهُ الْآن " اِنْتَهَى ... "2"
ثالثا ً: هل هذا دليل ٌ على جواز الخط أو تحريمه؟ مع التعليل؟
الجواب:- هذا دليل ٌ على تحريمه ولا شك في هذا من وجهين:-
الوجه الأول:- سدا ً لذريعة الشرك والأمثلة في هذا الباب كثيرة ليس المقام ُ مقام َ بسطها ..
الوجه الثاني:- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – علق الأمر بشيء ٍ غيب ٍ علمه الله عزوجل إياه فكيف لنا أن نعلم َ الغيب َ ..
والله أعلم ..
كتبه أبو عبد الرحمن أنس الرشيد غفر الله له
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) = القول المفيد " 514/ 1 "
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1) = شرح النووي على صحيح مسلم في تحريم الكلام في الصلاة " 298/ 2 " / من الشاملة
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 01:55 م]ـ
للإستزادة راجع شرح فتح الحميد على كتاب التوحيد لابن منصور فإنه وجه الحديث ورد عليه من 6 أوجه
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 11 - 08, 08:25 م]ـ
للإستزادة راجع شرح فتح الحميد على كتاب التوحيد لابن منصور فإنه وجه الحديث ورد عليه من 6 أوجه
الأخ الموقر الموفق العاقل الفاضل وكيع وفقه الله ...
ولو تنقلها لنا ..
حتى تزيد الفائدة ... " تكرما ً "
وجزاك الله عنا خيرا ً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 11 - 08, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الرشيد.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 04:36 م]ـ
الأخ الموقر الموفق العاقل الفاضل وكيع وفقه الله ...
ولو تنقلها لنا ..
حتى تزيد الفائدة ... " تكرما ً "
وجزاك الله عنا خيرا ً
اخي الحبيب الطباعة تعسر علي لكثرة مشاغلي وإذا تفرغت إن شاء الله نقلت لك ما تريد
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[29 - 11 - 08, 07:26 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الرشيد.
الأخ الموقر الموفق علي الفضلي وفقه الله ورعاه وزاده الله من فضله ..
وبارك الله فيكم ورفع قدركم أخي الحبيب ...
محبك دائما ً ...
وأخوك الصغير ..(52/228)
الله أكبر!! هداية صوفي إلى مذهب السنة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 02:06 م]ـ
هذا الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=563
وإن شاء الله مايكون الموضوع مكررا.
منتديات الصوفية ( http://www.alsoufia.org/vb/index.php) (http://www.alsoufia.org/vb/index.php)
- المنتدى العام ( http://www.alsoufia.org/vb/forumdisplay.php?f=4) (http://www.alsoufia.org/vb/forumdisplay.php?f=4)
- - السلام عليكم ... أول مشاركة لي ((همسة لك يامن تتوسل إلى الله بذات وجاه أحد من خلقه)) ( http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=522) (http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=522)
أبو عمر المقدسي30 - 03 - 2005 06:38 AM السلام عليكم ... أول مشاركة لي ((همسة لك يامن تتوسل إلى الله بذات وجاه أحد من خلقه))
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي في الله
سوف أترك الدليل الشرعي .. لأن الإخوة أفاضوا في بيانه ...
ولكن دعني أهمس في أذنك همسة ... أستقبل بها ترحيب الإخوة في هذا المنتدى المبارك
أمامك صورتان ...
الصورة الأولى
ملك ..... يحب لمن يريد أن يلبي له طلبه .. أن يناجيه ويقول له ... بحق فلان وجاه فلان عندك أن تعطيني كذا وكذا .... ويعطيه الملك ما يريد بهذا ....
والصورة الأخرى ....
ملك .... يحب لمن يريد أن يلبي له طلبه .. أن يناجيه قائلا له .... بحبي لك وباخلاصي لك وبعمل كذا الذي ارضيتك به وبالتفاني الذي قدمته في سبيلك .. أن تعطيني سؤلي ...
أسألك ..
أي الصورتين .. تليق بملك عادل؟
فلله المثل الاعلى
فالله لا يقبل إلا وسائل تقربك منه ليلبي لك طلبك .. اما جاه فلان .. فجاه فلان يفيده ولا يفيدك .. اما قولك بحق فلان .. فليس لأحد على الله حق .... إذا؟؟؟
نتوسل إلى الله بما يقربنا منه سبحانه قال تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} (57) سورة الإسراء
والشاهد (أيهم أقرب) ... فسبحان الله من تدبر هذا القرآن وسنة الخليل صلى الله عليه وسلم كفته وكانت كالشمس في رابعة النهار ضياء يسطع بالحقيقة ...
أفترضى أن تكون تصورك لله الملك الحق .. تصور الصورة الأولى .. حاشا له سبحانه
نقاط ينبغي أن أقولها في ضوء هاتين الصورتين:
أولا ـ لا يخلطن أحدكم مسألة الشفاعة يوم القيامة بالتوسل المعني بموضوعنا ... فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ... هي دعاء منه صلى الله عليه وسلم وتوجه إلى الله سبحانه وتعالى في وقت لا يكلم الله فيه أحد ولا يجرؤ أحد على الطلب منه ... والرسول عندها حي يحمد الله بمحامد ويثني عليه ويتقرب إليه بالسجود بين يديه .... في حين أنه الآن سبحانه قريب مجيب لدعوة الداعي إذا دعاه ...
ثانيا ـ يخطئ من التبس عليه الأمر بشأن التوسل بدعاء الرجل الصالح .. فليس هذا توسلا بجاه لا يفيد إلا صاحبه .. ولا توسل بحق فلان الذي ليس له ولا لغيره حق على الله المتفضل على جميع خلقه ... بل هو توسل بدعاء صالح وهذا قربة إلى الله .. من جهتين .. الأولى أنه تقرب من الله سبحانه وتعالى من العبد الصالح بدعاء منه يحب ان يسمعه من هذا العبد الصالح .. او النبي الكريم ... والثاني تقرب العبد الذي سأل الدعاء من الصالح .. إلى الله بتوسله بدعاء الرجل الصالح .. بأن يستجيب له .. فكان تقرب من ناحيتين ... وهذا واضح بين في حديث الأعمى .. لمن تدبر ...
ثالثا ـ لا يخفاك أن حب محمد صلى الله عليه وسلم من العمل الصالح .. والشاهد (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه ... ) الحديث ... ولا يخفاك أن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم من العمل الصالح .. وكذالك الإيمان به .. فما أحلى ان تتوسل إلى الله بحبك له الذي تعلم مبلغه في قلبك .. فهذا من التوسل المشروع .. وكذا الإيمان به وكذا اتباعه صلى الله عليه وسلم ....
رابعا ـ لا تخلط بين الاستغاثة والطلب من غير الله الذي هو شرك باتفاق .. وبين التوسل بالجاه والذوات وحقها الذي هو ليس بشرك ولكنه من التوسل البدعي ... الغير جائز ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/229)
خامسا ـ لا تجعل للشيطان إليك سبيلا .... وجرد عقلك ثم قل اللهم رب جبرائيل وميكائيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
...
أخوكم
أبو عمر المقدسي
محاور30 - 03 - 2005 06:54 AM السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، الذي نعمه وأفضاله تتوالى علينا.
مبارك لأهل المنتدى هذا القلم الطيب وهذا الأسلوب الرائع البين.
حياك الله أخي أبا عمر، وجمعني معك في مواطن طاعته، ومرحبا بك بين إخوانك.
أبو عمر المقدسي30 - 03 - 2005 06:21 PM حياك الله أخي الكريم .. وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
فداء الإسلام30 - 03 - 2005 08:48 PM جزاك الله الجنة يا أبا عمر.
أبو عمر المقدسي جمعني الله وإياك فوق أسوارها أخي العزيز.
مرحباً بك أخاً كريماً عزيزاً على قلوبنا في منتدانا الطيب، أسأل الله تعالى أن يفتح على يديك، وأن يفرق بك الحق عن الباطل يا أبا عمر الفاروق.
أبو عمر المقدسي30 - 03 - 2005 09:41 PM حياك الباري .. أخي فداء الإسلام .... وأقول اللهم ءامين اللهم ءامين
ولكن أين الترحيب من الإخوة المتصوفة ... ومن ثم أريد منهم ان يدلوا بما لديهم فيما همست لهم به ... لعلي أستفيد من تعليقاتهم أمرا
أخوكم
أبو عمر المقدسي
عبد الحق31 - 03 - 2005 05:47 AM لا حللت أهلاً ولا نزلت سهلاً
شبه ومفاسد فقط
ولقد صعقكم الشيخ الفاضل ـ القلم الحر ـ وإخوانه من أهل الحق، في أكثر من حوار في هذا الموضوع.
فدع عنك الإنشاء والخيال.
كذلك فإن إدارة المنتدى توقف كل علماء المنتدى من الصوفية، وليس عنك سيدي ـ ابن البتول ـ ببعيد.
فلماذا تحرم هذا السيد الجليل من الكتابة والرد على شبهكم إلا يوما واحدا في الأسبوع؟!!!!!!!!!!
أبو عمر المقدسي31 - 03 - 2005 06:12 AM أسأل الله أن يهدي قلبك للحق ...
الله يهديك
ننتظر أخوة آخرين متصوفة يتحفونا بما عندهم
أخوكم أبو عمر المقدسي
أبو عمر المقدسي31 - 03 - 2005 10:05 AM جميل أن أدخل في نقاش مع الإخوة المتصوفة حول ما كتبت هنا ....
أين القلم الحر؟؟ أنتظرك أخي نتناقش في هذا الأمر ...
أخوكم
أبو عمر المقدسي
ابومحمد01 - 04 - 2005 08:40 AM في الحالتين ادخلت مخلوق بينك و بين ربك.
في قولك "بحق فلان" ادخلت مخلوق بينك و بين الله الا هو فلان.
في قولك"بحبي لك" ادخلت مخلوق بينك و بين الله الا وهو حبك اي عملك. و ربنا سبحانه قال (و الله خلقكم و ما تعملون).
فبالنسبة لي لا فرق. مخلوق و هو (فلان) و الثاني مخلوق و هو عملك (حبك).
الحمصي01 - 04 - 2005 02:02 PM السلام عليكم ورحمة الله
بل حيّاك الله أخي أبو عمر المقدسي في هذا المنتدى , والحمد لله أن الأخوان الصوفية لا يستطيعون أن يخبؤوا أخلاقهم وألفاظهم الحميدة , ويـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــن التصوف يا جماعة.؟!
الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:03 PM سأحاول أن أجيب بالعقل وبعيدا عن الأدلة التي استفاض الاخوة في ادراجها من الطرفين ... فأبدأ بقولي لو قلت لأبي عمر .. سايق عليك النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا ما تعطيني كذا أو تسامحني لأني عملت كذا وكذا ... فهل ستقول لي (لا حبا ولا كرامة .. وما مناسبة ذكر النبي هنا!! .. فهو ميت .. وهو لم يأت معك متوسطا ... وإنما ذكرته فقط وهذا لا يكفي) ... أم أن قلبك سيلين لي إن ذكرتك بمن تحب ... فتقضي مرامي لمجرد أن أدرج اسمه في طلبي .. وأذكرك بوده ... ويكون وفائك أظهر في حال موته .. أو غيابه ... ولله المثل الأعلى
الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:05 PM أما القول على أن هل لأحد عند الله حقا .. فالجواب (يحبهم ويحبونه) وكفى بهذه المحبوبية مطلعا للتوسل بهم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/230)
الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:12 PM و أما القياس على ملوك الدنيا فتقول لك ... هب أن رجلا وقف على باب القصر ونادى الملك باسمه والح في الطلب حتى أدخل عليه .. فلما وقف بين يديه جعل يلتفت الى أثاث قصره ... ولما سأله مطلبه طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه .. وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق فهو جاهل بآداب الملوك .. ومع هذا تقضى حاجته .. فهذا الملك وعد رعيته ألا يكون بعيدا عنهم بل قريبا منهم يقضي حاجاتهم ... وبعد أن فرغ من مسألته قال الملك لبعض حاشيته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي ... و رجل آخر توصل بأدبه الى حاجب الملك وتأدب بآدابه ... وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم ... ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه ... فلربما خاطبه فأحسن الخطاب ... فيدرجه الملك ضمن أهل مجالسته وخواص جنده ... ويقضى حاجته أبلغ من غيره ..
الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:18 PM وما الموت بالذي ينقض الجاه عند الله بل الوفي من الخلق لا ينقض موت صاحبه جاهه عنده فلربما أحسن لكل أقارب صاحبه إكراما لذكراه ... والله أولى منا بالوفاء ... وما توسل عمر بالعباس الا توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ..... ففي الصحابة من هو عندهم أسبق اسلاما من العباس وبين المسلمين أرفع منزلة ... ولكن العم والد ... لذا توسل عمر بقرابة العباس من رسول الله الى الله .. ألا يخيبه وهو والده ...
الفتى الراوي الرفاعي01 - 04 - 2005 06:28 PM فالله إذا قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه ويكشف السوء ... ولكن الوصول الى مقام القرب يلزمه كمال الأدب مع الله ... وقد أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين .. ولكي يربوا الناس بعد الاسلام والايمان الى مقام الاحسان ... أن تعبد الله كأنك تراه ... لذا فبعيد على من لم يربه نبي أن يصل الى تلك الدرجة ... ولكن ما لا ينال كله لا يترك بعضه ... لذا استعان الناس على دسائس النفوس ورعوناتها بالمجاهدة وبمصاحبة الصالحين ... وعملوا لذلك سندا كالاجازة والتزكية حتى لا يدعي هذا الأمر شخص متفعل فيضل الناس .. بل يسأل من أستاذك؟ ومن أذن لك بتربية الطالبين؟ فهو كالنظام الذي في السند ....
الفتى الراوي الرفاعي02 - 04 - 2005 03:59 AM و أيضا ما يحصل للمستغرقين أهل الفناء في الله من عثرات في الطريق .. هو بسبب اهمالهم للواسطة .. وذلك لأن الفناء مزلقة .. والتوسل برسول الله والدخول الى الحق من بابه والتأدب بآدابه .. يكفيهم هذه المؤنة .. فلا تتجاذبهم شدة المواجيد الى ميدان الشطح والهذيان ... فهذا يحصل مع سكرة الحال .. ولا مخرج منه الا بالتمكين والسكون الذي يكون مرافقا لروحانية سيد البشر صلى الله عليه وسلم .. (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) ... لذا إعتاد المرشدون فيما بعد بتوجيه المريد الى التوجه الى المشايخ تارة والى الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الغفلة عن وساطتهم .. خوفا عليه من سلطان الاستغراق .. حتى غدا هذا التوجه منهجا لديهم وهو معنى الاستمداد الذي درج عليه المتأخرون من المشايخ .. كأنهم يلهونه بالتوجه هنا وهناك خوفا عليه من أسر التوله الذي قد يخرج به عن عادة الناس .. لأنه يصير يخرق بصره الى وجدانيات لم يبلغها من حوله فتفسد معيشته بينهم .. كما هو ملاحظ عند أغلب المستغرقين .. وهو أي الانشغال بالوسائط لم يكن شائعا على وقت سلف الأمة ولا سلف المتصوفيين .. بل كانت الدعوة الى الاستغراق في الذات الالهية هي التي يسعى اليها المرشدون والمسترشدون إبان رابعة العدوية و أقرانها .. ولما ظهرت محنة الحلاج .. صار الذي حصل له دافعا جعل المرشدين يسعون الىالسلوك بالمسترشد بحذر والترفق به لئلا يفاجأ بما لا يستطيع الخروج منه .. و الا فطريق الحق واضح .. العلم والعمل ... والتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ... و صحبة الصالحين .. والعناية بأقواله وأفعاله وأذكاره ودعواته ... أكثر من العناية بأحزاب المشايخ مع وجود الرخصة في الدعاء ... فلا يظن أحد أن يحصل له الخير في هذا الطريق بشيء خارج عن منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. ولكن النفوس درجت على اهمال الأشياء المعلومة للجميع والبحث عن الخصوصيات ... ومن ظن أنه بتتبعه لكل من تزيا بزي المتصوفيين هو مصيب للحق ... فعليه مراجعة نفسه ... وأيضا أن يخرج نفسه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/231)
جمود الاخوة الوهابية .. فيفتح قلبه وعقله لمنهج النبي الكريم ... ولا يكفر أحدا من أهل قبلته .... فهذه كانت علة الخوارج ...
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 05:58 PM بسم الله الرحمن الرحيم
بادئ ذي بدء .... لا أنسى أن أرحب بالإخوة الذين رحبوا بي .. وآخرهم الأخ الحمصي ... فحيا الله الجميع
وأخيرا تحية إلى الفتى الراوي الشافعي تحية طيبة جدا ..
اقول لك بارك الله فيك .. أحيي فيك تقبل الحوار بيننا وأقول مستعينا بالله تعقيبا على كلامك الذي كتبته ..
أولا - قلت وفقك الله إلى سلوك الحق
(فأبدأ بقولي لو قلت لأبي عمر .. سايق عليك النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا ما تعطيني كذا أو تسامحني لأني عملت كذا وكذا ... فهل ستقول لي (لا حبا ولا كرامة .. ومامناسبة ذكر النبي هنا!! .. فهو ميت .. وهو لم يأت معك متوسطا ... وإنما ذكرته فقط وهذا لا يكفي) ... أم أن قلبك سيلين لي إن ذكرتك بمن تحب ... فتقضي مرامي لمجرد أن أدرج اسمه في طلبي .. وأذكرك بوده ... ويكون وفائك أظهر في حال موته .. أو غيابه ... ولله المثل الأعلى)
والجواب - من وجوه:
1 - قولك هذا من قول العوام في بلاد الشام ... وهذا القول بألفاظه لا يمكن ان يفهم منه توسل فهو مجرد تذكير للشخص بمن يحب لكي يجيب إلى أمر طُلب منه وإلا فكيف سيسوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذاك الشخص والرسول ليس بيننا؟ .. فأقول دعنا من هذه الألفاظ العامية التي قد يكون تحت الفاظها محظور فتندرج تحت مسمى ـ المناهي اللفظية ـ ولكن فلنبق في لغة العرب .. فأقول لك بأن الواضح من كلام أن تعلق الأمر بحب من يُطلب منه لشخص أن يلبي الطلب .. فأقول لك إذا انت تقصد أن تتوسل إلى الله بحبه لنبيه؟؟؟ إن كان كذلك فنقول إن الله يحب .. ومحبة الله سبحانه وتعالى تليق بجلاله وعظمته .. وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه من صفاته .. ولا يخفاك أن من التوسل المشروع هو التوسل بأسمائه سبحانه وصفاته .. فأقول لك إنه من الجائز أن يقول أحدنا متوسلا (اللهم إن أتوسل إليك بحبك لنبيك .. ) هذا لا شكأنه من التوسل إلى الله بصفة من صفاته التي هي من كماله سبحانه .. وهي من الثناء عليه بأنه يحب عبده وحبيبه محمد .....
2 - قد تقول لي إن من يقولون بجاه محمد وبذات الحبيب وبحق محمد إنما يعنون هذه التي أتحدث عنها .. فأقول لك جوابا عن ذلك .. هذا لا يكفي .. فنحن مؤاخذون بما نقول إن كان ظاهره مخالف .... وتذكر معي الحديث (يتفوه بالكلمة لا يلقي لها بالا .. ) وقد ألف العلماء في القديم والحديث أبوابا في المناهي اللفظية .. فلماذا سموها مناهي لفظية؟ لأن ظاهرها فاسد المعنى .. فعندها نقول إن كان قصدك بلفظ (حق - جاه - ذات) محبة .. فهذا صحيح القصد خطأ اللفظ وهو خطأ كبير ينبغي أن لا يفوت
المؤمن فيعلم المسلمون أن هذه الألفاظ من مما ينهى عنه لأنه ظاهره غير صحيح ولا يجوز لما سبق وقررنا بانه ليس لأحد على الله وبأن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم وذاته ليست وسائل إلى الله وهذا تجده في الآية {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:00 PM ثانيا - قلت بارك الله في عمرك
(أما القول على أن هل لأحد عند الله حقا .. فالجواب (يحبهم ويحبونه) وكفى بهذه المحبوبية مطلعا للتوسل بهم ... )
الجواب - يبدو أن أخونا الفتى الراوي الرفاعي .. من خلال أجوبته لا يراعي - ولا إشكال فكلنا يفوته أحيانا أشياء ـ معاني الالفاظ المستخدمة في لغة العرب .. فعندما يقول بحق فلان عندك فهذا يا أخي الحبيب كأن لهذا الفلان حق عند الله على أساسه يطلب منه الطالب طلبا .. هذا هو المعنى .. أما خلط هذا بالحب .. فلو راجعت تكرما ما كتبته تجد ما قررته بشأن المحبة .. فأرجو من الأخ تفضلا أن يراعي معاني ألفاظ اللغة في حوارنا ..
ثالثا - قلت هداني الله وإياك للصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/232)
(و أما القياس على ملوك الدنيا فتقول لك ... هب أن رجلا وقف على باب القصر ونادى الملك باسمه والح في الطلب حتى أدخل عليه .. فلما وقف بين يديه جعل يلتفت الى أثاث قصره ... ولما سأله مطلبه طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه .. وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق فهو جاهل بآداب الملوك .. ومع هذا تقضى حاجته .. فهذا الملك وعد رعيته ألا يكون بعيدا عنهم بل قريبا منهم يقضي حاجاتهم ... وبعد أن فرغ من مسألته قال الملك لبعض حاشيته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي ... و رجل آخر توصل بأدبه الى حاجب الملك وتأدب بآدابه ... وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم ... ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه ... فلربما خاطبه فأحسن الخطاب ... فيدرجه الملك ضمن أهل مجالسته وخواص جنده ... ويقضى حاجته أبلغ من غيره .. )
والجواب ـ أن فيما قلته أمور ينبغي أن أنبهك وأنبه الإخوة إليها للضرورة:
1 - قولك بأن الرجل وقف على باب القصر ونادى الملك وألح .. فأحب أن اذكرك بأن الله يحب من عبده كثرة الدعاء سواء كان دعاء الطلب أو دعاء الثناء والملك الذي يحب أن يطلب منه الرعية ويحب أن يقوم على حوائجهم لا يمل ولا يكل فهذا أفضل بكثير.
2 - قولك (جعل يلتفت إلى أثاث قصره) والمؤمن عندما يدخل جنة الله سبحانه وتعالى ينظر إليها ويتلذذ بما عند الله من نعيم فيطلب ما يريد من ذلك فيلبى له فهذا أمر فطري عند الإنسان
3 - قولك (طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه) فأقول هداك الله لماذا لا تسميه طمعا بأن ينال من خيرات الملك ... وهل عيب أن يطمع الإنسان برحمة الله؟؟ ولا يخفاك نعيم الله في الآخرة هو من رحمته سبحانه .. من الاكل والشرب والنساء والراحة والبساتين و و و فهذا طمع محمود بما عند ملك الملوك ... وليس جشعا؟
4 - قولك (وهو غافل عن الأدب وربما تنخم وبصق) هذه خارج سياق موضوعنا .. فهي مما نحن متفقون على أنه لا يجوز وإقحامك عزيزي لذلك هو كلام لا طائل تحته لأنه لا يفيد مثالك فدعك من هذا فمن يسيء الأدب مع الله لايستحق رحمته فضلا عن ان يستجاب دعاءه. وكأنك تقول لي بأن الداعي قد يسب الله أو يقول قول فحش وهو يدعو؟؟ فما معنى هذا؟؟؟؟؟؟ وأنه قد يبصق في القبلة وهو متوجه بالدعاء إلى الله مثلا؟؟؟؟ أين أجد هذا؟؟؟ هذا اعتقد انه خارج حوارنا.
5 - وقولك (ومع هذا الملك وعد رعيته أن لا ..... ) فهذا هو الملك العادل ..
6 - قولك (قال الملك لبعض حاشته أخرجوه عني فهذا لا يصلح لمجالستي .. ) هذه تابعة لرابعا ...
7 - قولك (توصل بأدبه إلى حاجب الملك) ولكن لا يوجد في الدعاء حاجب بين الله وبين عبده؟؟؟ (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) والحاجب مهمته الإستئذان على الملك قبل دخول المستأذن على الملك .. فمثالك لا يصلح رعاك الله
8 - (وعلمه مخاطبة الملوك والأدب بين يديهم) وهذا تابع لرابعا لأنه كتب على أساسه .. ولكن .. الآداب في الدعاء علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثناء على الله والصلاة عليه في الدعاء والإلحاح في الدعاء والإكثار منه فالله يحب أن يسمع صوت عبده المؤمن إذا دعاه .. فآداب الدعاء علمنا إياها رسول الله كلها قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى .. فمثالك لا يصلح لموضوع النقاش .. هداني الله وإياك.
9 - (ودخل على الملك حين دخل ويده في يد الحاجب يزكيه لدى الملك ويثني عليه) هذا لا يصلح فالتوسل قربة وليس تزكية فانتبه بارك الله فيك فالتزكية أمر آخر .. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى الله يعلم كل شيء .. فلا داع أن يزكي أحد أحدا عند الله فهو يعلم إن كان هذا الشخص على خير وعلى إيمان من دون أن يزكيه أحد ... هذه غريبة منك أخي الفتى الراوي الرفاعي ..
10 - قولك فهذا أفضل بكثير .. كلام خاطئ بما سبق .. والله أعلم
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:01 PM رابعا - قلت فتح الله بصيرتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/233)
(وما الموت بالذي ينقض الجاه عند الله بل الوفي من الخلق لا ينقض موت صاحبه جاهه عنده فلربما أحسن لكل أقارب صاحبه إكراما لذكراه ... والله أولى منا بالوفاء ... وما توسل عمر بالعباس الا توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ..... ففي الصحابة من هو عندهم أسبق اسلاما من العباس وبين المسلمين أرفع منزلة ... ولكن العم والد ... لذا توسل عمر بقرابة العباس من رسول الله الى الله .. ألا يخيبه وهو والده ... )
فأقول جوابا ـ
1 - قلت (وما الموت بالذي ينقض الجاه) غريب جدا يا أخي الفتى الراوي الرفاعي .. هل قرأت ما كتبت؟؟ أين قلت ان الموت ينقض الجاه .. ارجع إلى موضوعي تجد فيه الجملة التالية (بجاه لا يفيد إلا صاحبه) فلو تمعنت قليلا فيما كتبت لعلمت أنني لا أقول ولا يقول عاقل فضلا عن مسلم بأن جاه الرسول وذاته تغيرت بموته؟؟ ولكن أيضا لو تأملت لعلمت أن التوسل بالجاه والذوات لا يجوز حياة ومماتا ... فدقق في كلامي رعاك الله
2 - وقولك (أحسن لكل أقارب صاحبه إكراما لذاكره) هذا له .. وقد أحسن الله إلى هذه الأمة لمحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا له .. أما أنت فتوسل إلى الله بما يقربك منه .. لاحظ أخي الحبيب أن التوسل هو شيء تتقرب به إلى الله .. فجاه وذات الرسول ليست قربة لك ....
3 - قولك (وا توسل عمر بالعباس .. إلا توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم) عليه ما يلي:
توسل عمر بدعاء العباس .. والدليل دعاء العباس .. وليس بذاته فانتبه .. وإلا لو كان بالذات لما قام العباس ليدعوا ولدعا عمرمتوسلا بذات العباس دون طلب الدعاء منه .. وأما كونه توسل بذات النبي فهذا مما لا ينبغي أن تقوله على مذهبك في التوسل هداك الله, لأنه لا يعقل العدول عن التوسل بذات الرسول ـ على قولكم ـ إلى ذات عمه في وقت الجدب والقحط والضائقة العظيمة التي مرت بالمسلمين ولكن لما كانوا يستسقون بدعاء الرسول وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى استسقوا بدعاء عمه العباس رضي الله عنه.
4 - قولك (ففي الصحابة من هو عندهم أسبق إسلاما من العباس وبين المسلمين أرفع منزلة) فأقول لك الأسبقية في الإٍسلام ليست معيارا في الأفضلية دائما فانتبه جزاك الله خيرا ..
5 - قولك (لذا توسل عمر بقرابة العباس من رسول الله إلى الله .... ) أقول العباس من آل بيت محمد وحبهم واجب وبركتهم لا ينكرها إلا ناصبي ومنه قول شيخ الإسلام بن تيمية في ميميته المشهورة (حب الصحابة كلهم لي مذهب ########################* ومودة القربى بها أتوسل) ولمكانة آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم نتبرك ونتوسل إلى الله بدعائهم .. فلا يناقض هذا تقريرنا والحمد لله رب العالمين ... فالمكانة محفوظة لرسول الله ولآل بيته وللصالحين من عباده من لدن رسول الله إلى يومنا هذا ولكن التوسل بذواتهم وجاههم ليس توسلا مشروعا لأنه كما قررنا سابقا ليس تقربا إلى الله (يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) وجاههم وذاتهم ليس قربة لك عند الله. والتوسل هو قربة لك عند الله تقدمها ومنها توسل الرهط باعمالهم الصالحة .. فتوسل بحبه الذي يختلج في قلبك صلى الله عليه وسلم فهو عمل صالح يقربك إلى الله .. وتوسل بإيمانك به وباتباعك له.
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:02 PM خامسا - قلت رعاك ربي
(فالله إذا قريب يجيب دعوة الداع اذا دعاه ويكشف السوء ... ولكن الوصول الى مقام القرب يلزمه كمال الأدب مع الله ... وقد أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين .. ولكي يربوا الناس بعد الاسلام والايمان الى مقام الاحسان ... أن تعبد الله كأنك تراه ... لذا فبعيد على من لم يربه نبي أن يصل الى تلك الدرجة ... ولكن ما لا ينال كله لا يترك بعضه ... لذا استعان الناس على دسائس النفوس ورعوناتها بالمجاهدة وبمصاحبة الصالحين ... وعملوا لذلك سندا كالاجازة والتزكية حتى لا يدعي هذا الأمر شخص متفعل فيضل الناس
.. بل يسأل من أستاذك؟ ومن أذن لك بتربية الطالبين؟ فهو كالنظام الذي في السند .... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/234)
وهذا صياغة لما سبق رده أعلاه .. وأقول اختصارا إن الأدب في الدعاء موجود وألف العلماء في آداب الدعاء مما استقوه من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم التي لم يتوف صلى الله عليه وسلم حتى بينها .. وهذا للأسف فيه خلط من قبل الأخ هداه الله وسبق بيانه في رابعا وما تلاه فيه بيان أيضا حول مسمى التزكية الذي ورد في كلامه وبيان أنه خروج عن الموضوع خروجا كليا .. فليراجع في تاسعا ..
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:04 PM سادسا ـ أما ماذكره الأخ في آخر مشاركته حول الإستغراق والشطحات التي وقع فيها متأخري الصوفية ما دعاهم إلى جعل الوسائط لكي لا يخرجوا عن المألوف بين الناس وعلق ذلك بفترة ما حصل للحلاج .. فهذا فيه خروج كبير عن موضوعنا والله المستعان .. ولكن أرجو أن لا يقصد بالوسائط .. الإستغاثة والمدد والطلب من غير الله كمن يقول مدد يارسول الله والغوث يا جيلاني الغوث يا عباد الله المدد يا أولياء الله .. فهذا شرك بالله عظيم .. لا يدخل في نقاشنا ولو راجع الإخوة ما قلته في أول مشاركة لي هنا لوجدوا أنني نبهت على أن التوسل ليس داخلا في هذا ..
والآن أشكر الأخ الفتى على ما قال .. وادعوه إلى أن يراجع ما كتبه لأنه فيه والله أعلم تجاوزات كثيرة لموضوع البحث وأوهام حصلت معه قد تكون اتضحت الآن
أخوكم أبو عمر المقدسي
أبو عمر المقدسي03 - 04 - 2005 06:11 PM معذرة ففي البداية لم أر مشاركة أخينا أبو محمد هداني الله وإياه للحق
فأقول
قال حفظه الله وهداه (في قولك "بحق فلان" ادخلت مخلوق بينك و بين الله الا هو فلان.؟)
راجع ما قلته في مشاركتي في رابعا تجد أني حذرت من الخلط بين الاستغاثة ودعاء غير الله وبين التوسل .. فالأولى شكر لأن الدعاء عبادة والاستغاثة فيما هو من خصائص الله عبادة لا تصرف إلا لله عز وجل .. فكان حجة المشركين أنهم وسطاء عن الله ... فهذا ليس موضوعنا ..
بل موضوعنا التوسل والتوسل قربة إلى الله منك .. (يددعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) وهذا ليس داخلا في الشرك
فانتبه أخي أبا محمد بارك الله فيه وهداه
نرفع إن شاء الله ونستفيد من تعليق الإخوة
ابومحمد04 - 04 - 2005 12:25 PM يا اخي انت لم تجبني على اشكالي انا لم اتطرق الى الاستغاثة. انا اقول لك في الحالتين انت ادخلت مخلوق ان قلت اللهم بجاه محمد صلى الله عليه و سلم فانك ادخلت مخلوق و هو جاه محمد. و ان قلت اللهم بحبي لمحمد صلى الله عليه و سلم ادخلت مخلوق كذلك الا و هو عملك الصالح.
ففي الحالتين ادخلت مخلوق. و لكن الفرق عندي ان عملي مخلوق قد لا يكون مقبول عند الله و لكن جاه محمد مخلوق مقبول قطعا عند الله فهو ارجى عندي لقبول دعائي من عملي.
أبو عمر المقدسي04 - 04 - 2005 01:20 PM الإشكال عندك .. هو لأننا نقول إن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل ـ لأي مخلوق ـ شرك .. فلا يجوز أن تستغيث لا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بعملك ـ مع أنها غير معقولة (ابتسامة) ـ ولا بأي مخلوق
أما التوسل .. فلم نقل أنه شرك .. ولم ندخله في شيء من ذلك .. وكل ما نقوله هو أن التوسل بالذوات والجاه ليس توسلا مشروعا لأنه بدعي, هذا من جهة, ومن جهة أخرى ليس قربة إلى الله ... ولم نتعرض في حديثنا عن التوسل إلى المخلوق, لذلك نشأ عندك الأمر من خلطكم المستمر بين الاستغاثة والتوسل أو بين الدعاء لغير لله وبين التوسل إلى الله بأحد
خلاصة ـ التوسل بالعمل الصالح جائز ـ والعمل الصالح مخلوق ـ أقول نعم ولكن أين عرفت أن التوسل عندنا كما الاستغاثة لا يجوز بأي مخلوق كان؟ ولا يجوز إلا بالله؟؟؟؟
أرجو أن يكون قد اتضح الأمر لديك
أبو عمر المقدسي
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 08:55 PM قولك (جعل يلتفت إلى أثاث قصره) والمؤمن عندما يدخل جنة الله سبحانه وتعالى ينظر إليها ويتلذذ بما عند الله من نعيم فيطلب ما يريد من ذلك فيلبى له فهذا أمر فطري عند الإنسان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/235)
3 - قولك (طلب من جشع النفس ما خطر بنفسه) فأقول هداك >>>> المقصود في الدنيا أي التلفت بالدعاء وسؤال الله عز وجل امورا بعينها وربما يكون في هذه الأمور مهلكة له مثل الرجل (ثعلبة) الذي طلب من رسول الله أن يسأل الله أن يوسع عليه ... فكان الرسول يصرفه عن طلب الغنى .. فلما الح عليه دعا له فساقه ذلك الى ترك دفع الزكاة .. فحتى الدعاء يحتاج الى أدب مع الله .. وتنخم وبصق كناية عن سوء الأدب لا عن حقيقة الفعل ..
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 08:59 PM و أما ذكري لحال الرجل الملح بالطلب فلم أقصد به الذم .. وانما عنيت الفاضل و الأفضل أن يتأدب بآداب الصديقين ... وأما ذكرك أني أذكرك بعوام الشام ... فاللهم إيمانا كإيمان العجائز ... كما روي عن سيدنا عمر ... ويقصد يقينا يخالط القلب .. بدون اجهاد فكر وترتيب البراهين ..
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 09:05 PM و أما قولي بإخراجه من الحضرة فأقصد بها حضرة الإحسان والمراقبة لله وهذه لا تصح لكل أحد ... فهو وإن أجيب دعاه فقلائل الذين يدوم لهم المراقبة لله في جميع الأحوال وهذه تحتاج الى تربية ومجاهدة ... وتلفت المرء الى الأسباب والوسائل هوشرك عند أهل الحضرة حتى لو كانت حية حاضرة ولو كانت أدوات أو وسائل نقل أو سلاحا (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله) .. فالمؤمن المحسن لا يعتمد على شيء دون الله ولو أخذ بالأسباب فهو لا يتكل عليها ... ومتى تعلق بها أخرج من الحضرة وهذا معنى الطرد ..
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 09:08 PM و أما مثال الحاجب ... فهو الذي يهيئك للدخول على الملك ... وهذا مخصوص برسول الله ... فلا يستطيع أحد الدخول الى الله عز وجل الا من بابه ... بتنفيذ تعاليمه والتأسي بأخلاقه ... و رياضة النفس بآدابه ... وحبه وحب آل بيته وأصحابه ... والشفقة على أمته .. ومراعاة سنته ..
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 09:11 PM الله يعلم فما من داع الى التزكية ... والرسول يقول لأصحابه لما أثنوا على الميت .. وجبت أي الجنه .. وأنهم شهداء الله على عباده .. ولما ذكروا غيره بالشر قال .. وجبت أي النار ... أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
الفتى الراوي الرفاعي05 - 04 - 2005 09:17 PM و أما ذكر المستغرقين .. فالحديث ذو شجون كما يقولون .. ولو أعدت النظر لربما وجدت ارتباطا بينه وبين ما سبق!!!
((تم نسخه من الرابط))
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[10 - 11 - 08, 02:27 م]ـ
الله أكبر ....
اللهم ثبته على منهج أهل السنة والجماعة
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[11 - 11 - 08, 01:42 ص]ـ
أين رجوعه؟
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 10:04 ص]ـ
هنا:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتى الراوي الرفاعي
و قد استغرقت في تفكير عميق خلال وجودي مشاركا على صفحات هذا المنتدى ... ومطالعا في وقت فراغي حول ما نتناقش حوله ... و أقول متوكلا على الله ... أني أرجع عن قولي ... في أغلب ما ذهبت اليه ... و أرجع الى عقيدة السلف وما ارتضوه ... ولا أخرج عنهم في اعتقاد .... أو مولد ... أو ذكر ... أو مدد ... أو توسل بأي كان ... أو غلو في شخص أي كان من الأولياء أو المشايخ .. و أبرأ الى الله من أي قول أو فعل ... يخالف سنة رسول الله وما أثر عنه من الأدعية والأقوال والأفعال ... أو ما نقل عن صحابته من اجماعهم .. وأترك وأنكر ما ابتدعه المتأخرون .... من ممارسات تمس العقيدة وتصل بالمرء الى حافة الشرك وهو ساه ... و أرجع الى مذهب أصحاب الحديث ... وأخص منهم الشيخ الألباني رحمه الله ... وجزى الله عني اخواني في هذا المنتدى الطيب خير الجزاء ... والله يعلم حبي لإخواني مثل القلم الحر ... ولو كان في شيء آخر لوافقته فيه ولما خذلته ... ولكن العقيدة مخطرة ولا تقبل المحاباة ... اخوكم.
ثم قال
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتى الراوي الرفاعي
و والله ما خطر في سري سابقا أني سأقول هذه الكلمات يوما .. على ما كنت عليه من شدة الاعتقاد في صحة مذهبي(52/236)
كلام مشكلٌ لشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- والجواب عنه إن شاء الله
ـ[أبو عبد الله العميسان]ــــــــ[11 - 11 - 08, 01:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
?جاء في إهداءُ الكافرِ للمسلمِ يوم عيده هديةً: كلام مشكل لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) (1) , (2 - 50) قال فيه ما نصه:
" وأما قبول الهدية منهم يوم عيدهم, فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه: أنه أتي بهدية النيروز فقبلها, وروى ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا جرير, عن قابوس, عن أبيه: أن امرأة سألت عائشة-رضي الله عنها- قالت: (إن لنا أظآرا (2) من المجوس, وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا). قالت: ((أما ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا, ولكن كلوا من أشجارهم)). وقال: حدثنا وكيع, عن الحسن بن حكيم, عن أمه, عن أبي برزة: أنه كان له سكان مجوس, فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان, فكان يقول لأهله: ((ما كان من فاكهة فكلوه, وما كان من غير ذلك فردوه)) فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم, بل حكمها في العيد وغيره سواء؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم" اهـ.
قوله -رحمه الله- عن على-رضي الله عنه- أنه قَبِلَ هديتهم يوم نيروزهم فيه ثلاث علل:
الأولى:- أن الإسناد مرسل وذلك لأن محمد بن سيرين -رحمه الله-لم يسمع من علي -رضي الله عنه-وقد كان ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه-.
الثانية: أن الأثر عن علي -رضي الله عنه- الذي أشار إليه شيخ الإسلام إن صح فلا يدل على أنه قَبِلّ هديتهم بل يدل على أنه كره أن يتلفظ باسم عيدهم. وهذا نصه في الاقتضاء (1/ 515) قال: " وبالإسناد إلى أبي أسامة, عن حماد بن زيد, عن هشام, عن محمد بن سيرين, قال: (أتى علي -رضي الله عنه- النيروز فقال: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين, هذا يوم النيروز, قال: فاصنعوا كل يوم فيروز, قال أبو أسامة: كره -رضي الله عنه-أن يقول: النيروز قال البيهقي: وفي هذا كالكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا به"اهـ.
أما الأثر الذي أورده شيخ الإسلام عن عائشة-رضي الله عنها- ففيه قابوس وهو أبن أبي ظبيان وهو مجروح عند أهل العلم:
- قال البخاري: "قال أحمد بن عبد الله عن جرير بن عبد الحميد: أتيناه بعد فساد".
قلت: وقائل هذا الجرح هو الذي روى عنه أثر عائشة-رضي الله عنها- وهو جرير بن عبد الحميد الضبي, فهو أدرى به.
- وضعفه النسائي, ويحي بن معين. تهذيب الكمال (23/ 329)
- قال ابن حبان عنه: كان رديء الحفظ, ينفرد عن أبيه, بما لا أصل له, ربما رفع المرسل وأسند الموقوف ... ).كتاب المجروحين لا بن حبان (2/ 219).
- وقال ابن حجر في التقريب: فيه لين. [وبهذا يسقط هذا الإسناد والأثر فلا يُحتج به].
الثالثة: في قوله -رحمه الله- " فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم"
علق شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله- بقوله: "هذا غريب من الشيخ -رحمه الله-!!!؛ لأن هدية الأعاجم تشعر بأنه رضا, ولكن في آثار الصحابة -رضوان الله عنهم- كانوا يقبلون الهدية بقوة الإسلام في ذلك الوقت (3) , وأن الناس لن ينخدعوا بذلك, وأن الكفار أنفسهم يعلمون أن الإسلام أعلى, لكن في الوقت الحاضر لو قبل المسلمون هدية الكفار لفرحوا وقالوا: إن المسلمين وافقونا على أن هذا اليوم عيد, فلهذا ينبغي أن نُفَصِلَ في هذه المسألة. ويقال: إذا خيف أن يترافع الكفار وأن يستعرضوا وأن يظنوا أن هذا موافقة منا بأعيادهم, فإنه لا يقبل سواء كان مما يشترط فيه الزكاة أو لا".اهـ شرح اقتضاء الصراط المستقيم ط. المصرية (ص348 - 349).
أما أثر أبي برزة -رضي الله عنه- ففيه (أمةُ أبي برزة أم الحسن بن حكيم فمجهولة لم أجد من ترجم لها).
?ومما يحسن التنبيه عليه ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/237)
أ- أن شيخ الإسلام -رحمه الله- قد نهى عن التهادي في أيام أعيادهم وذلك في كتابه الاقتضاء (2/ 12) فقال -رحمه الله- " ومن أهدى (للمسلمين) (4) هدية في هذه الأعياد, مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد, لم تقبل هديته, خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم, في مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد, أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم. وكذلك أيضا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد, لا سيما إذا كان مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه".
ب- نقلَ ابن القيم -رحمه الله- عن عمر بن عبد العزيز في كتابه أحكام أهل الذمة (1/ 144 - 145) فقال: " حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن طلحة عن داود بن سليمان الجعفي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن: سلام عليك أما بعد فإن أهل الكوفة قد أصابهم بلاء وشدة وجور في أحكام وسنن خبيثة سنتها عليهم عمال السوء؛ وإن أقوم الدين العدل والإحسان, فلا يكونن شيء أهم إليك من نفسك أن توطنها الطاعة لله عز وجل فإنه لا قليل من الإثم! وأمرتك ألا تطرّق عليهم أرضهم, وألا تحمل خرابا على عامر, ولا عامراً على خراب, ولا تأخذ من الخراب إلا ما يطيق, ولا من العامر إلا وظيفة الخراج, في رفق وتسكين لأهل الأرض, وأمرتك ألا تأخذ في الخراج إلا وزن سبعة, ليس لها آس, ولا أجور الضرابين, ولا إذابة الفضة, ولا هدية النيروز والمهرجان (5) , ولا ثمن المصحف, ولا أجور البيوت, ولا دراهم النكاح, ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض, فاتبع في ذلك أمري فقد وليتك في ذلك ما ولاني الله, ولا تعجل دوني بقطع ولا صلب حتى تراجعني فيه, وانظر من أراد من الذرية الحج فعجل له مئة يتجهز بها والسلام عليك".
جـ - قول ابن النحاس -رحمه الله-:" واعلم أن أقبح البدع وأشنعها موافقة المسلمين للنصارى في أعيادهم بالتشبه بهم في مأكلهم وأفعالهم والهدية إليهم وقبول ما يهدونه من مأكلهم في أعيادهم, وقد عانى هذه البدعة أهل بلاد مصر, وفي ذلك من الوهن في الدين, وتكثير سواد النصارى والتشبه بهم ما لا يخفى. وقد تكون المهاداة في الأعياد سبب للتآلف بينهم وبين ما يهدون إليه من المسلمين وتربية المودة والمحبة. وقد قال تعالى ? لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ? [المجادلة الآية: 22] , فالواجب على كل قادر أن ينكر على أهل الذمة التظاهر بأعيادهم ومواسمهم, ويمنع من أراد من المسلمين التشبه بهم في شيء من أفعالهم ومأكلهم وملابسهم ومخالطتهم فيها, ومن يضلل الله فلا هادي له, وهو على كل شيءٍ قدير".تنبيه الغافلين لابن النحاس (ص307 - 310).
ولعل بهذا يزول الاشكال وطالما أُدخل في كلام شيخ الإسلام ما ليس من كلامه مثل حياة الخضر وغيره فتنبه,,,, والله تعالى أعلم
كتبه: عبد الرحمن بن محمد العميسان
11/ 12/ 1429هـ المدينة النبوية -حرسها الله-
----------------------------------
(1) لم ينبه عليه المحقق للكتاب- د. ناصر العقل- في الموطن الثاني!!! الذي فيه الإشكال بل لم يعلق بشيء على كلام شيخ الإسلام قط!! وقد استشكله الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كما سيأتي معنا.
(2) جمع ظئر. وهي: المرضعة لغير ولدها, ولعل المقصود هنا: أقارب من الرضاعة. انظر القاموس المحيط.
(3) قلت: هذا إن صح الخبر عنهم وهو لا يصح.
(4) في نسخة د. ناصر العقل (من المسلمين) , و التصويب من نسخة العلامة حامد الفقي.
(5) تنبه!! جاء هذا في مَعْرِض الأشياء التي لا تؤخذ من أهل الكوفة وفيهم نصارى كما بينه عمر-رضي الله عنه- بقوله: [ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض].
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[14 - 11 - 08, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ً ..
يا شيخ عبد الرحمن ..
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[14 - 11 - 08, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد سعيد أبو الرُّب]ــــــــ[07 - 02 - 10, 03:57 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل ماذا عن هذا الأثر في التاريخ الكبير للبخاري رقم 2498، ما نصّه:
(سعر التميمي عن علي قال خذوا الدرهم ما كان في متعة فإذا كان الدنيا فارفضوه قاله لنا موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعر وحدثنا آدم نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن السعر التميمي أتى علي بفالوذج قال ما هذا قالوا اليوم النيروز قال فنيروزا كل يوم)
ارجو الافادة(52/238)
(الرقية الشافية): علويٌ فاضل يتصدى لمحاولة نشر التشيع بين العلويين الحضارم + هدية
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حاول شقيان منتسبان للعلويين الحضارم أن ينشرا بين قومهما عقيدة " الرافضة "، بعد أن تأثرا بها – لأسباب كثيرة -، مبتدئيَن هذا بالطعن في معاوية – رضي الله عنه -، فتصدى لهما علويٌ فاضل من أبناء عمومتهما، ناصحًا ومُحذرًا من مسلكهما الرديء الذي يريدان ترويجه بين العلويين، بكتابه التالي: " الرقية الشافية من نفثات سموم النصائح الكافية لمن يتولى معاوية " – الذي قمت بإعادة نشره والتقديم له بذكر ملابسات الموضوع، وعلاقة الشيخ رشيد رضا – رحمه الله – به. والذي يسعدني أن أهديه للفضلاء العلويين – خاصة -، والقراء الكرام – عامة -:
لتحميل الكتاب
http://kabah.info/uploaders/arruqia_aashafia.rar[/CENTER]
ـ[عبدالسلام الأزدي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:09 م]ـ
جزاك الله خيرًا شيخنا الفاضل سليمان الخراشي على جهودك النافعة.
وأغتنم هذه المناسبة لأخبرك بأني أحبك في الله , وأسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[11 - 11 - 08, 06:50 م]ـ
ارك الله فيكم وفي علمكم الشيخ الفاضل ### سليمان الخراشي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 08:22 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ سليمان
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[11 - 11 - 08, 09:25 م]ـ
بارك الله في الجميع
ونفع بالجهود الطيبة
ورضي الله عن معاوية وعن سائر الصحب الأخيار
لكن
نشر عقيدة اهل السنة والجماعة الصافية بين العوام
و التحذير من الشرك
خاصة في تلك الأصقاع لعله أولى من نشر الردود
والله أعلم(52/239)
أرجو الإفادة حول " عجب الذنب".
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ورد في الحديث الصحيح ما معناه"أن الإنسان ينبت ويبدأ إعادته من عجب الذنب وهو عظم لطيف لا تأكله الأرض.
س: لكن هل صحيح أن" عجب الذنب حجمه كحبة البرسيم أو حبة الحمص؟
وإذا أردت رؤية بعض الصور
فاكتب في محرك البحث جوجل"عجب الذنب اكتشافات جديدة ( http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1183&select_page=2) " واضغط عليها عندما يظهر في أول سطر في جوجل في موقع www.55a.net (http://www.55a.net)
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الاعجاز العلمي في القرآن ( http://www.55a.net/)
وستشاهد الصور فأرجو الإفادة هل ما يضهر في الصورة هو عجب الذنب أم هو فأسفل الصورة
وجزاكم الله خيرا(52/240)
أخطاء يقع فيها كثير من الناس ?
ـ[أبو البراء الباكستاني]ــــــــ[12 - 11 - 08, 12:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنعم المتفضل جل جلاله وعز ثناؤه نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فهذه رسالة بسيطة جمعت فيها بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الملتزمين وغيرهم ممن نحسبهم كذلك إن شاء الله. وقد درجت على تسميتها بالأخطاء بدلاً من المعاصي لثلاثة أسباب:
1 - أنها قد تقع من صالحين يخونهم طبعهم ويجرفهم معدنهم للوقوع فيها.
2 - أنها قد تقع من بعض الصالحين عن طيب نية وحسن قصد.
3 - أن كثيراً منها ليست معاصي عظيمة أو كبائر أصلاً وإنما هي زلات وهفوات قلَّما يسلم منها أحد.
هذا وقد رأيت أن أبدأ بأخطاء في العقيدة لأهميتها ثم عرجت على أخطاء في العبادات وأخرى في الدعوة ثم ختمت هذا العمل بأخطاء متفرقة في الآداب والأخلاق والأحوال الشخصية. أسأل الله أن ينفعني وينفع غيري بهذا العمل كما أسأله أن لا يجعل هذا العمل حجة على صاحبه إنه جواد كريم.
أخطاء في العقيدة1 -
الشرك الخفي: إن بعضاً من الصالحين قد يقع في الشرك من حيث لا يعلم. ومن أخطر أنواع الشرك وأدقه الشرك الخفي وليس الأصغر ذلك لأن الأصغر تستشعره النفس وتعلم به ومنه الرياء والسمعة. أما الشرك الخفي فسمي كذلك لخفائه ودقته، وقد حذر الرسول صحابته من الوقوع فيه. قال عليه الصلاة والسلام: {ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال} قلنا: بلى، فقال: {الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل} [رواه ابن ماجة وحسنه الألباني]، لذا يجب الحذر من الوقوع في شراك هذا الشرك.
2 - ضعف التوكل: تجد كثيراً من الصالحين يسابق في الخيرات ويعمل الصالحات ويتجنب المنكرات ولكنه ضعيف التوكل على الله. والتوكل عبادة عظيمة جليلة متى توثقت عراها واشتد عودها، ولا عجب في هذا الأمر فقد تمنّى الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه الكرام لو يتوكلون على الله حق التوكل كما جاء في الحديث عنه: {لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تروح خماصاً وتغدو بطاناً}. لذا يجب تقوية التوكل مع بذل الأسباب المطلوبة.
3 - تغليب جانب الرجاء على الخوف والعكس: بعض الصالحين يغلب جانب الرجاء حتى لا يبقى في قلبه خوف والبعض الآخر يغلب الخوف حتى لا يبقى في قلبه رجاء، فإما أن يرجو الله رجاءً يؤمنه من مكر الله وإما أن يخاف خوفاً يقنّطه من رحمة الله. لذا يجب الحرص على التوازن السديد فلا يطغى هذا على هذا.
4 - التساهل في مسألة الولاء والبراء: فمن الصالحين من يلاطف الكفار ويمازحهم ويتجاذب معهم ما حسن وطاب من أطراف الحديث سواء في مقر عمله أو خارجه، وهذا مما يخالف قاعدة الولاء والبراء التي تعتبر من أساسات الدين العظيمة.
5 - الوقوع في بعض الألفاظ الشركية: ومنها قول: (لولا فلان) والحلف أو السؤال بالأمانة، وقول: (شاءت الأقدار) وقول: (لسوء الحظ) إلى غير ذلك من الألفاظ القادحة في العقيدة.
أخطاء في العبادات1 -
عدم استحضار النية في بعض العبادات: ومن ذلك عدم استحضار النية أثناء الوضوء وأثناء الصلاة أو الصوم أو الحج واتخاذ العبادات المشروعة عادة لا روح فيها ولا استشعار. فعلى سبيل المثال استحضار تكفير الخطايا أثناء الوضوء يقوي الإيمان ويضاعف الأجر، وكذلك استحضار محبة الله للصائمين أثناء الصوم يزيد من حب العبد لله والصبر في سبيله بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من الثواب العظيم.
2 - العُجب والاغترار بالعمل: إن العجب إذا خالط العمل أفسده، فكثير من الصالحين قد سلم من الرياء والسمعة ولكنه لم يسلم من العجب بالعمل، كما أن من الصالحين من غره كثرة عمله فوقع في المحذور، فليتنبه من علم.
3 - تحميل النفس وتكليفها بما لا يستطيع من العبادات: فتجد مثلاً بعض الصالحين يجهد نفسه في قيام الليل ويصوم الدهر - المنهي عنه - ويطيل الاعتكاف حتى يصاب بالفتور والملل مما قد يؤدي إلى الانتكاس، نسأل الله العافية. لذلك أمر الرسول بالقصد في العمل والمداومة ولو على اليسير منه بدلاً من إرهاق النفس بما ينفرها. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفساً إِلا وُسعَهَا [البقرة:286].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/241)
4 - التفريط في السنن والمستحبات: فتجد بعض الصالحين يأتي بالسنن تارة ويتركها تارة ويفعل المستحبات تارة ويتركها تارة فيحرم نفسه من الأجر ويفرط في أعمال ترفع درجاته وتحط من ذنوبه. يجدر بمن نحسبهم من الصالحين أن يتمسكوا بهدي النبي وسنته وأن يسابقوا إلى جنة عرضها السموات والأرض بالمحافظة على المستحبات.
5 - تقديم المهم على الأهم: فتجد بعض الصالحين يواظب على السنن الرواتب ويفوت على نفسه التكبيرة الأولى، ويهمل تربية أسرته أو القيام على خدمة أبويه المحتاجين، وهكذا ينشغل بالمندوبات عن المستحبات وبالمستحبات عن السنن وبالسنن عن الواجبات.
أخطاء في الدعوة1 -
عدم الدعوة إلى الله: من الصالحين من هو صالح في ذاته ولا يتعدى نفعه إلى غيره فلا يبذل ولو جهداً يسيراً في الدعوة إلى الله ولو بكلمة طيبة وأخذ على يد سفيه أو إهداء شريط أو كتاب إسلامي.
2 - السكوت عن المنكرات: لقد أصبح بعض الصالحين يتغاضون عن المنكرات وهي تفعل بمرأى منهم ويسكتون عنها رغم فظاعتها أحياناً. وهذا خطأ كبير وإذا سألت أحدهم قال: إن الله يقول: يَأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهتَدَيتُم [المائدة:105] وهذا فهم خاطئ للآية إذ أن السكوت عن المنكر وفاعله لا يكون إلا بعد استنفاذ السبل المتاحة واستفراغ الطاقة واستبراء الذمة.
3 - الجهل بدرجات المنكر: فتجد بعض الصالحين ينكر على من يحلق لحيته ولا ينكر على الذي لا يشهد الصلاة مع جماعة المسلمين، وقد تجده ينكر على المعاكسين من الشباب ولا ينكر على النساء والفتيات المسببات للفتنة أصلاً بعدم تسترهن وتحجبهن.
4 - الجهل بدرجات الإنكار: فتجد بعض الصالحين يستخدم القوة في موضع اللين واليد في موضع اللسان والقلب في موضع اليد جهلاً منه بدرجات الإنكار التي تناسب إنكار منكر أمامه. فعلى سبيل المثال تارك الصلاة يجب الإغلاظ عليه وهجره وزجره واستعمال الشدة في نهيه حتى يتوب ويرجع، أما مسبل الثوب فيكفي نصحه بالقول ووعظه.
أخطاء متفرقة1 -
عدم احتساب الأجر في بعض الأعمال: التي ليست عبادة في نفسها خصوصاً تلك الأعمال التي يكون نفعها متعدياً كالمدرس في مهنة التعليم والطبيب في مهنة الطب والشرطي والجندي .. إلخ. إن عدم الاحتساب يفوت الكثير من الأجر على كثير من الصالحين فضلاً عن كثير من باقي الناس.
2 - طلب العلم للدنيا فقط: فإن طلبه ليستعين به ويستفيد منه ويفيد فلا حرج إن شاء الله.
3 - تضييع الأوقات في ما لا فائدة فيه: ومن ذلك قضاء الوقت في الرياضة واللهو واللغو واللغط الفارغ ومجالسة أصحاب الأهواء وتضييع غالب الوقت في الرحلات والجولات وخذ وهات. ولا مانع من ذلك كله ولكن بضوابط معروفة.
4 - الإسراف والتبذير والانغماس في الملذات والشهوات: ومن ذلك الإسراف في المأكل والمشرب والملبس والمركب، واللهاث خلف حطام الدنيا وزينتها، وجعل الدنيا ومتاعها الهمّ المستحوذ على القلب والعقل. قال تعالى: وَابتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيَا [القصص:77].
5 - الغيرة المذمومة: ومنه الشك الزائد في تصرفات الزوجة لأدنى سبب من الأسباب وكذلك الأمر بالنسبة لسلوك أفراد الأسرة، فكل غيرة تجاوزت حدها فهي مذمومة ونتائجها عكسية.
6 - الاستهانة بالمكروهات: فمن الصالحين من يكثر من أكل الثوم والبصل فيؤذي المصلين، ومنهم من يكثر من قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال، وكلها أمور يكرهها الله تعالى كما أنها وسيلة للوقوع فيما هو أعظم خطراً.
7 - عدم الاهتمام لقضايا الإسلام والمسلمين: فترى بعض الصالحين لا يهمهم سوى أنفسهم يصلون ويصومون ويسارعون في أمور الخير ولكنهم لا يشاطرون المسلمين همومهم ولا يتفاعلون مع قضايا الدين.
8 - مخالطة السفهاء والفساق والاستئناس بهم: وهذا لا يجدر بمن نتعش فيه الصلاح لأن ذلك إضاعة للوقت وقسوة للقلب وخوضاً في ما لا فائدة فيه، ولما في ذلك من إيناس للعصاة واستحسان لما هم فيه من حال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/242)
9 - التزمت والإفراط في الزهد والتبذل: فتجد بعض الصالحين يلبسون الثياب المرقعة ولا يهتمون بنظافة أبدانهم وحسن مظهرهم، وقد يصل بهم الأمر إلى اعتزال الناس والتبتل وحبس النفس عن بعض المباحات والطيبات لأنهم يعتقدون أن هذا من الدين مع أن هذا مما لا يمت للشريعة الغراء بصلة بل مما نهى عنه نبينا فلنا فيه أسوة حسنة.
10 - إساءة الظن ببعض المسلمين والتسرع في إطلاق الأحكام: فتجد من الصالحين من يسيء الظن بإخوانه المسلمين ويطلق أحكام التكفير والتفسيق جزافاً دونما تثبت وترو؛ فيفسق هذا لأنه يحلق لحيته ويكفر هذا لأنه لم يره في المسجد قط. وهذا أمر يجب التفطن له والإحجام عنه تماماً لشدة خطره.
11 - العجز والكسل وإيثار الراحة والدعة: فتجد بعض الصالحين ليس له هواية سوى النوم والتقلب على الفراش لا يريد أن يعمل أو يطرق أبواباً من الرزق مباحة فيظن أن الحياة عبادة ونوم فقط لا غير، وهذا اعتقاد يجب تصحيحه بل إن هذا بعيد عن أوامر الدين كل البعد.
12 - الإهمال في الوظيفة وعدم إتقان العمل: فتجد بعض الصالحين يتأخر عن دوامه وأحياناً يخرج من عمله بدون إذن وأحياناً أخرى لا يؤدي عمله على الوجه المطلوب مع أن كل ما سبق التزامات وعقود يجب الوفاء بها.
13 - القول والفتوى بغير علم: فهناك من الصالحين من لا يتورع عن القول في الدين بغير علم وهدى، فيجادل في الدين ويماري ويخوض فيما يجهل ويتقدم بين يدي من هو أعلم منه ويتسرع في الفتوى ويتصدى لها رغم حداثة علمه وقلة فقهه.
14 - الفظاظة والغلظة في التعامل: فتجد من الصالحين من هو صالح في ذاته ولكنه لا يعرف ليناً ولا رقة، يعامل أهله وأولاده بالتعسف والشدة، ويقابل الآخرين بوجه مكفهر وأسلوب جاف لا يعرف ابتسامة ولا لطفاً. ولا يخفى على السواد الأعظم ما يترتب على حسن الخلق من الأجر العظيم.
15 - الغضب المذموم والعجلة: فتجد من الصالحين من يغضب لأدنى سبب، إن انكسر ماعون في البيت انتفخت أوداجه وعلا صياحه، وإن نصحه مسلم غضب وحنق، وإن خاصمه جاهل غلبته العجلة فأعاد عليه الكرة بالضرب والشتم.
16 - تخصيص السلام: فترى في الصالحين من يلقي السلام على من يعرف فقط، وهذا ليس من خلق المسلم وقد أمر النبي بالسلام على من نعرف ومن لم نعرف من المسلمين.
17 - عدم إجابة الدعوة: فتجد من الصالحين من لا يجيب دعوة إلى مناسبة أو وليمة بحجة أن مجالس واجتماعات كهذه ليس فيها فائدة، وهذه حجة باطلة لأن الرسول أوجب إجابة الدعوة متى حصلت من مسلم لأخيه المسلم ما لم يكن في هذه الدعوة منكر لا يمكن دفعه.
كانت هذه بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصالحين ممن نحسبهم كذلك إن شاء الله وهذا لا يعني عصمة الناصح - حاشا لله - فالكل خطاء، نسأل الله أن يعفو عن سيئاتنا وأن يضاعف حسناتنا، إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو البراء الباكستاني
دولة فلسطين الإسلامية – ولاية قطاع غزة
اللهم إني أستغفرك لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات [/ QUOTE][/CENTER]
ـ[ياسر حياتلة]ــــــــ[12 - 11 - 08, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
و يوجد في هذا الرابط ما يقارب 27 حلقة مرئية للشيخ محمد حسان حفظه الله
بعنوان أمراض الأمة
http://www.rabania.com/media/subcat.php?subcatid=181(52/243)
الكشاف التحليلي لمسائل رسالة ثلاثة الأصول وأدلتها
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 - 11 - 08, 05:06 ص]ـ
الحمد لله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء رحمة وعلماً، وزاد أهل العلم والإيمان من لدنه فضلاً عظيماً وحكما وفهما، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فهذا كشاف تحليلي جامع للمسائل التي ينبغي أن يفهمها الطالب النجيب، ويعتني بها المعلم الأريب عند دراسة وتدريس هذه الرسالة القيمة التي ألفها شيخ الإسلام في زمانه وإمام المسلمين بعد ذلك وكان يلقنها العامة وطلاب العلم ليحفظوا ما تضمنته من المسائل العظيمة التي هي أساس الدين وأصول توحيد العبادة، ومن فهمها فهما جيداً رجوت أن يتيسر له فهم ما بعدها من المتون.
وكان مما عانيته وقت الطلب أني كنت أقرأ للمتن الواحد شرحاً أو شرحين فأجدني مضطراً للاستزادة من الشروح لما يزيده بعض الشراح على بعض من المسائل المهمة التي لا ينبغي إغفالها حتى صرت أقرأ أو أسمع للمتن الواحد نحو سبعة شروح أو ثمانية وبعضها أكثر من ذلك
ولما قطعت شوطاً لا بأس به في دراسة المتون العلمية بطريقة المقابلة والمكاملة بين الشروح والتلخيص والتهذيب لبعضها دراسة استغرقت سنوات من عمري رجعت عوداً على بدء لأخرج بمشروع يفيد طلاب العلم - ولا سيما المبتدئين منهم - ويفيد المعلمين الذين يتصدون لتدريس تلك المتون فأريحهم من عناء ما كابدته وأقدم لهم خلاصة ما جربته وعاينت نفعه وفائدته
فانتخبت عدداً من المتون وانتخبت عدداً من شروحها وقمت بتنفيذ عدد من المشاريع العلمية لخدمة طالب العلم وتيسير دراسته لتلك المتون وضبطها وإتقانها
ذلك أن المقصود من دراسة المتون العلمية هو ضبط مسائلها وفهمها فهما جيداً يكسب الطالب ملكة يتمكن بها _ بإذن الله _ من خوض بحار العلم وهو ثابت الجنان بصير بما يأتي ويذر
ومما يحزنني أن بعض طلاب العلم يدرسون عدداً من المتون العلمية دراسة لا تجدي عليهم كبير نفع سوى ثقافة عامة ربما تضمحل ويذهب أثرها
ذلك أن أهل العلم لهم مناهج علمية يعرفها المتبصر في شروحهم وطرق تدريسهم وهذه المناهج لكل منها فوائده وعلى بعضها بعض المؤاخذات العلمية وسأبين ذلك بشيء من الاختصار حتى لا تطول المقدمة:
* فمن العلماء من منهجه في الشرح منهج إجمالي يوضح بعض عبارات المتن ويشرح مقصوده باقتضاب شديد وهذا المنهج من فوائده أنه يعطي الطالب تصوراً أولياً لمسائل المتن وهذا التصور له أهميته من الناحية التعليمية ولكن الاكتفاء به لا ينتج تحصيلاً علمياً يعتمد عليه لذلك تجد الغالب على من سلك هذه الطريقة في الدراسة الضعف العلمي حتى وإن درس عدداً من المتون.
* ومن العلماء من يسلك المنهج التحليلي في الشرح فلا تكاد تفوت لفظة أو جملة إلا ويعلق عليها ويشرحها وربما يعربها وهذا التحليل والتفصيل له فوائد مهمة في فهم عبارات المتن وتفصيلات المسائل التي يتطرق لها وهو أنفع مما قبله
لكن يؤخذ عليه أن الطالب عند إغراقه في التفصيلات يحس من نفسه أن تلك المعلومات ينسي بعضها بعضاً ويذهله عن المقصد العام لموضوع الدرس الذي يدرسه
فإن اكتفى به طالب العلم نسي كثيراً مما درس ولم يرسخ في ذهنه إلا بعض الفوائد والمعلومات ذات الشأن
* ومن العلماء من يسلك المنهج التأصيلي التقعيدي فيبدأ بشرح عام لموضوع الدرس قبل البدء بشرح عبارات المتن ويؤصل للطالب مسائل ذلك الموضوع حتى ولو كان بعضها غير مذكور في المتن ويربط تلك المسائل بأدلتها ويناقش الطلاب فيما ألقى إليهم ثم يعرج على عبارات المتن في ذلك الموضوع بشيء من الشرح المقتضب
وهذا المنهج من أعظم المناهج نفعاً من الناحية التعليمية لأنه يبني الملكة العلمية للطالب التي يتمكن بها من فهم مسائل العلم وارتباط بعضها ببعض وطرق دلالة الأدلة عليها وغير ذلك من الفوائد العلمية
ويؤخذ على هذا المنهج: أنه ربما يفوت الطالب فهم بعض العبارات المشكلة في المتن لأن اهتمام المعلم قد انصب على موضوع الدرس على حساب عبارات المتن
* ومن العماء من يسلك منهج التقرير فيجمع لدارس ذلك المتن بعض النقول النافعة المهمة والضوابط والتقسيمات الجيدة واللطائف والاستنباطات ونحو ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/244)
وهذا المنهج له فوائد جليلة وحسنة لكن لا ينبغي الاعتماد عليه والاكتفاء به
* ومن العلماء من يسلك المنهج الجمعي التلخيصي وهو غالب مناهج الأكادميين فيجمعون ما قاله الشراح ويلخصونه للطالب بشيء من الانتقاء والتهذيب والاختصار
وهذا المنهج في نقده تفصيلات يطول ذكرها لاختلاف طرقهم في الجمع والتلخيص والتهذيب ولكل طريقة ما يحمد لها ويؤخذ عليها
وخلاصة تجربتي في دراسة المتون العلمية وما أراه من الطريقة المثلى للدراسة أن يجمع الطالب بين هذه المناهج حتى يضبط ذلك المتن ضبطاً جيداً ثم ينتقل لما بعده بنفس الطريقة
ويرتب الدراسة في ذلك فيبدأ بالمنهج الإجمالي ثم التأصيلي ثم التحليلي ثم منهج التقرير ثم المنهج التلخيصي
وأؤكد على أهمية أن يكون له ملخص يدون فيه دراسته لذلك المتن حتى يراجعه من وقت لوقت فالعلم كالزرع من تعاهد سقيه نمى وآتى أكله ومن تركه ذبل وذوى
ومن جرب هذه الطريقة وذاق حلاوتها ونفعها لم يرض لنفسه بغيرها وإن استصعبها بعض طلاب العلم
ثم إن دراسة المتون مرحلة من مراحل التعلم لا يلبث الطالب الجاد أن يتجاوزها إلى غيرها بعد أن يتأصل تأصيلاً جيداً، ولا بد في العلم من مكابدة ومجالدة كما قال يحيى ابن أبي كثير: (لا ينال العلم براحة الجسد) رواه مسلم
وهذه السلسلة التي بين أيديكم كنت قد أسميتها سلسلة الكتب التعليمية لتدريس المتون العلمية
وألفتها تأليفاً تعليمياً ليكون كالكتاب المنهجي لتدريس تلك المتون ولخصته من عدة شروح سلكت مناهج متنوعة في الشرح
ثم رأيت أن تسميتها بالكشافات التحليلية أصدق لأنها ذكر لرؤوس المسائل التي ينبغي أن يلم بها الطالب دون التعرض لشرحها وبيانها
ولعل الله أن يهيئ من يتم هذا العمل وأن يبارك فيه وينفع به
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ودنا علماً نزداد به خشية لك وإيماناً بك توفقنا به لمزيد من العلم النافع
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا عسيراً من أمور الخير إلا يسرته
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 06:36 ص]ـ
بارك الله لك في علمك وعملك ووقتك.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:12 م]ـ
بارك الله لك في علمك وعملك ووقتك.
آمين ولك بمثل
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 11 - 08, 08:22 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبدالعزيز
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[20 - 11 - 08, 11:22 ص]ـ
الملف لايفتح عندي، على أي "برنامج" يفتح؟
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[08 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
برنامج RAR
ـ[أم البراء الصقري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 09:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا وزادك علما وتقوى ...
ألا يوجد أيضا غير الأصول الثلاثة .. ؟؟
فنحن بحاجة ماسة لهذه الأشياء .. التي تؤصل مانريد لنبحث ونتدارس المتن بشكل جيد ..
فهذا بنظري .. أعني عدم معرفة طالب العلم كيف يضبط المتن .. هو مشكلة تحتاج لحلول عديدة من أهمها مثل هذه المشاريع المباركة.
ننتظر المزيد؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 - 11 - 10, 08:25 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً دعواتكم الطيبة، وبارك الله فيكم.
جزاك الله خيرا وزادك علما وتقوى ...
ألا يوجد أيضا غير الأصول الثلاثة .. ؟؟
فنحن بحاجة ماسة لهذه الأشياء .. التي تؤصل مانريد لنبحث ونتدارس المتن بشكل جيد ..
فهذا بنظري .. أعني عدم معرفة طالب العلم كيف يضبط المتن .. هو مشكلة تحتاج لحلول عديدة من أهمها مثل هذه المشاريع المباركة.
ننتظر المزيد؟
- آمين، ولك بمثل.
- بلى يوجد غيرها، وقد نشرت عدداً منها هنا في ملتقى أهل الحديث
انظري مدلول هذا الرابط ( http://www.google.com/search?hl=ar&safe=active&domains=www.ahlalhdeeth.com&sitesearch=www.ahlalhdeeth.com&q=%22%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D 9%84%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A+%D9%84%D9 %85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84%22&sitesearch=www.ahlalhdeeth.com&aq=f&aqi=&aql=&oq=&gs_rfai=)(52/245)
إعترافات القس جيروم بتحريف الكتاب المقدس
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:50 ص]ـ
أعترافات القس جيروم بتحريف الكتاب المقدس
الكاتب firas
الاثنين, 27 أكتوبر 2008 17:52
صورة للوحة قديمة للقس جيروم
مسألة تحريف الأناجيل مسألة قديمة جديدة، وقد خاض فيها قبل المسلمين مفكرون أجانب كثيرون منذ " فولتير " ((1694م – 1778م)) والبارون " هولباخ " وكبار قدامى القساوسة مثل " جان ميلييه " واللاهوتي " ثيرو " ((1765م)) والقس
الشهير " إرنيست رينان " ((1823م – 1892م))، إلى ((ندوة يسوع)) Jesus seminar وعالم اللاهوت الأمريكي الأشهر ((بارت إرمان)) رئيس قسم الدراسات الدينية بجامعة كارولينا الأمريكية.
وقد اكتشفت د. زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة وتاريخ الفن، المخطوطة التي تثبت التحريف المتعمد للأناجيل على يد القديس الأشهر جيروم ( Jerome). حيث نقرأ اعترافه بذلك لبابا داماسوس ( Pope Damasus I) رأس النصرانية في ذلك العهد.
وقد وُجدت هذه الوثيقة في المكتبة العامة الفرنسية فرانسوا ميتران، تحت رقم ( C-244(1) T1 11.1-A).
والآن نستعرض هذه الوثيقة الخطيرة.
المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم
بداية المقدمة
حول مراجعة نصوص الأناجيل الأربعة
إلى قداسة البابا داماز من جيروم.
(تحثني على أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد، وتريد مني أن أكون حكمًا على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم، وأن أختار منها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب حقًّا من النص اليوناني، إنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيَّن عليَّ تغيير أسلوب العالم القديم وأعيده إلى الطفولة، وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعني في نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملي. فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء حينما سيمسك بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه بالنسبة للنص الذي اعتاد قراءته لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات؛ لأنني تجرأت وأضفت وغيَّرت وصححت في هذه الكتب القديمة؟
وحيال مثل هذه الفضيحة، هناك شيئان يخففان من روعي؛ الأمر الأول: أنك أنت الذي أمرتني بذلك، والأمر الثاني: أن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقًّا، وهو ما تقرره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفي بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية، ليقل لنا أعداؤنا أيها أصوب؛ لأن هناك من الأناجيل بعدد الاختلاف بين نصوصها، ولماذا لا يروقهم أن أقوم بالتصويب اعتمادًا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التي أساء فهمها المترجمون الجهلاء، أو بدلوها بسوء نية، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.
صورة للفيلسوف الفرنسي فولتير الذي كان يؤمن أن الإنجيل محرف
وإذا كان علينا دمج المخطوطات فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء، أو الإضافات التي أدخلها الكتبة النعسانين؟ إنني لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التي لم تصل إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية. ولا أود أن أبحث هنا ما الذي سيقوله أكويلا أو سيماك , أو لماذا آثر تيودوسيان اختيار موقف الوسط بين المترجمين القدامى والحداث؛ لذلك سأعتمد على الترجمة التي يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون.
وأتحدث الآن عن العهد الجديد، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متَّى الذي كان قد استعان أولًا بالعبرية لنشره في منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقينًا عن الذي بلغتنا نظرًا لتعدد المصادر التي استعانوا بها لتكوينه. وقد آثرت أن أرجع إلى نص أساسي، فلا أود الاستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التي يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين، ولا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التي وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء والإضافات التي بها. وإذا كنت قد قمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلابد وأن أعترف بأني لم أستفد منها شيئًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/246)
وهذه المقدمة المتواضعة تقترح أن يكون ترتيب الأناجيل الإسمي على النحو التالي: متى، مرقس، لوقا ويوحنا. وقد تمت مراجعتها من عدة مخطوطات يونانية قديمة، وهي لا تبتعد كثيرًا عن فحوى النسخ اللاتينية، فلم أقم إلا بتصويب الأجزاء التي بدت بعيدة عن المعنى الحقيقي وتركت الأجزاء الأخرى كما وصلتنا في صياغتها البدائية ووضعت حرف (ب). أما الترجمات التي قام بها يوسبيوس من القيصرية المقسمة إلى عشرة أجزاء وفقًا لأمونيوس السكندري، فقد ترجمتها إلى لغتنا التزامًا بالمعنى اليوناني فحسب، وإن كان هناك أي فضولي يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة أو التي تختلف تمامًا عن تقسيمة العشرة يمكنه معرفة ذلك؛ لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت في كتبنا، وهو ما يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر، وأشرت إليه بحرف (حـ).
لقد وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها؛ لذلك ترى خلطًا شديدًا في الترجمات اللاتينية، فأحد الكتبة قد قال أكثر وفي الآخر قد أضافوا إذا تصوروا أنه أقل. وأن مرقس في أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتى، وأن متى ينقل عن يوحنا ومرقس، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب، فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذي وقع في يده. لذلك عند قراءة الكشف الذي اقترحه لن يكون هناك أي خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل منها بعد أن استبعدت الخلط والأخطاء.
صورة للوحة قديمة للبابا داماسوس
ففي الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وفي الثاني لا يوجد توافق إلا بين متى ومرقس ولوقا، وفي الثالث بين متى ولوقا ويوحنا، وفي الرابع بين متى ومرقس ويوحنا، وفي الخامس بين متى ولوقا، وفي السادس بين متى ومرقس، وفي السابع بين متى ويوحنا، وفي الثامن بين لوقا ومرقس، وفي التاسع بين لوقا ويوحنا، وفي العاشر ستجد كل ما هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد في الأناجيل الأخرى. وفي كل إنجيل على حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق.
الرقم سيكون باللون الأسود، وسيتضمن رقمًا آخر تحته بالأحمر لكي يدل في أي إنجيل يوجد ذلك الجزء المعني، فعند فتح الكتاب ومحاولة معرفة أي فصل ينتمي لهذه الترجمة أو تلك فإن ذلك سيتضح فورًا من الرقم الذي أضفته من أسفل. وعند الرجوع إلى بداية الطبعة التي توجد فيها القوائم معًا وبفضل اسم الترجمة المحدد في بداية كل إنجيل يتم العثور على رقم كاتبه مع العناوين المختلفة لكل منهم، ويوجد بجوار هذا الأخير أسماء الفقرات المماثلة، وهكذا يمكن الاطلاع على الأرقام الموجودة في نفس الفصل. وما أن تتم معاينة هذه المعلومات يمكن التوصل إلى كل واحد مع مراعاة الأرقام التي تم تحديدها يمكن معرفة الأجزاء المتشابهة أو المتماثلة (ب).
أرجو أن تكون بخير في المسيح وألا تنساني يا قداسة البابا). أ هـ.
أضغط هنا لتحميل صورة عن الوثيقة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60982&stc=1&d=1226562646)
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:79].
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78].
{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ} [المائدة: 13].
((نقلاً عن كتاب: المساومة الكبرى من مخطوطات قمران للمجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني للأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز، ص 319 – ص 321)).
منقول
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[14 - 11 - 08, 09:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الملك السلفى]ــــــــ[19 - 11 - 08, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:14 م]ـ
التحريف في كتابهم المخدش
بل اعترفت به الموسوعة الكاثوليكية المتعصبة منذ ما يقرب من قرن، أما الآن فهذا ليس موضوع نقاش عند علماء الكتاب، فقط سفهاؤهم يتنكرون في جدالهم المسلمين. اقرأ اعترافاتهم المخجلة هنا http://en.wikipedia.org/wiki/Glosses_to_the_Bible
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[24 - 11 - 08, 01:58 ص]ـ
لمن يحب التأكد فالوثيقة أعلاه بالإنجليزية هنا http://www.tertullian.org/fathers/jerome_preface_gospels.htm
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 11 - 08, 02:07 ص]ـ
www.aljame3.net/ib
منتد الجامع لمقارنة الأديان ناقش الموضوع من قبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/247)
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[24 - 11 - 08, 06:11 ص]ـ
لايحتاج الكتاب المحرف لشهادة، فكل من قرأه تيقن تحريفه
جزى الله الكاتب والناقل خيراً(52/248)
هل لسعيد فودة إمام في تحريفه لعبارة الإمام الترمذي؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 11:11 ص]ـ
سئل سعيد فودة في منتدى روض الرياحين سؤالا جاء فيه:
... الترمذي يقول: وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات .... إلخ.
أرجو تحليل مقالة الترمذي هل خلق الله بيده هل من أول جهمي كيف وكثير من السلف أولوا, هل يوجد تناقض؟ ا. هـ.
فقال من ضمن جوابه على السائل:
وأما قول الإمام الترمذي, فسوف ننقله كاملا , ثم نعلِّق عليه.
....
قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟
...
وتتألف من عدة عناصر بحسب الوارد في كلامه رحمه الله تعالى:
الأول: تثبت هذه الروايات.
الثاني: لا يؤمن بها, أي على ما يظهر منها في عادة الناس, أي لا تحمل على المعاني التي تتبادر إلى أذهان الناس عادة بحسب استعمالهم العرفي, ويدلُّ على هذا المراد قوله: (ولا يتوهم, ولا يقال كيف) ا. هـ, أي لا يصح أن ترد صورة إلى ذهن الإنسان عن اليد ونحوها, لأن كل صورة ترد إلى ذهن الإنسان إنما ترد إليه مما شاهده من المخلوقات, فيكون مشبها, فلذلك جمع السلف بين أمرين: الأول الإيمان بالنصوص على مراد الله تعالى ورسوله, والثاني نفي التشبيه
والتمثيل.
يقول أبو حسن:
أنظروا كيف حرّف مقولة الترمذي (ويؤمن بها) وجعلها (ولا يؤمن بها)
فهل له من سلف في هذا التحريف؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[13 - 11 - 08, 01:50 م]ـ
إن كان له فهو الكوثري, وإلا فهو,,,
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 01:58 م]ـ
أخي:
اترك عنك كلام هذا المتحذلق فوالله اضله الله عن علم ..
نقل الي كلام انه قائله:
بان الشيخ ابن باز رجل لايعرف النحو ويخرج له الاخطأ من كتبه ...
ان ناقشنا كلامه فان اعطينه بعض الاهمية ولان تركوه جواب له ...
ولا اعراض بيان زيف هذه المبتدع القبوري
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[13 - 11 - 08, 06:03 م]ـ
يا رجل هذا المبتدع جاء بما يضحك في ما سماه " نقض التدمرية"
فعلى سبيل المثال
عندما أراد أن ينقد قاعدة شيخ الاسلام " الاثبات المجمل والنفي المفصل "
ذكر بأن المجمل هو المحتاج إلى البيان
وأن الأصوليين نصوا على أن المجمل لا يعمل به
وبالتالي فابن تيمية عندما يقول بأن إثبات الصفات إثبات مجمل فهو يدعو إلى عدم اعتقادها والعمل بها لأن المجمل لا يعمل به عند الأصوليين!!
فهذا المخرف قد انصرف ذهنه إلى المجمل المقابل للمبين
ونسي أن شيخ الإسلام يقصد بالمجمل ما يقابل المفصل لا المبين
وحسبنا الله ونعم الوكيل على أمثاله
ولا أعلم كيف يغتر به المغترون
تحياتي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 06:44 م]ـ
في الشاملة 1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61001&stc=1&d=1226591056
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 06:50 م]ـ
نحب أن نشير إلى أن الأخ أبا حسن الشامي من طلبة العلم ومن المتخصصين في هذا المجال
فهو عالم بما يريد وإنما يريد أن يعرف سبب الخطأ
هل هو من كيس سعيد فودة أم أن سعيد فودة قد سبق إلى هذا
أم الرجل مثل العامة يعتمد على مثل برنامج التراث ولا يميز الأخطاء الطباعية
الخ
أو على الطبعات السقيمة
فليعلم مقصود الشيخ أبو حسن الشامي - نفع الله به -
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 07:16 م]ـ
بارك الله بكم شيخنا ابن وهب وجزاكم كل خير ... الآن علمنا من هو إمام هذا الضال المفتري على أئمة أهل السنة ...
(رغم أني "زعلان" منكم لإنزالي منزلة فوق منزلتي بكثير حين وصفتموني بأني شيخ! سامحكم الله ... )
ولو كان لهذا المدعو فودة أدنى اطلاع على سنن الترمذي لعرف أنه رحمه الله أعاد هذه العبارة "مرتين" في باب (ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار) بعد حديث (يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين ... ) حيث قال:
(وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية، أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء.
والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف.
وهذا الذي اختاره أهل الحديث، أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف.
وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه.
ومعنى قوله في الحديث: "فيعرفهم نفسه". يعني يتجلى لهم) إ. هـ.
لكن يأبى الله إلا أن يفضح تعالمه وتحريفه!
فلو كان السلف لا يؤمنون بها ولا يثبتونها، لم ينفون عنها التوهّم والكيفية؟ أينفونهما عن العدم؟
هذا وفي أجوبته المُشار إليها ضلالات أخرى وافتراءات على البخاري في مسألة الصوت (حيث رعم أن إثبات البخاري للصوت في خلق أفعال العباد محمول على أن الله يخلق صوتا!!!) وابن المبارك في مسألة الحد وغيرهم من أئمة أهل السنة ... لا داعي للإشارة إليها لوضوح بطلانها وفسادها ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/249)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 08:26 م]ـ
يبدو أن المكتبة الشاملة تعتمد على نسخة الترمذي التي حققها العلامة أحمد شاكر رحمه الله، وهذه النسخة ليست في متناول يدي، فلعل أحد الأخوة يقوم مشكورا بمراجعتها ويأتينا بالخبر اليقين ...
وقد رجعت إلى النسخة التي بتحقيق بشار عواد معروف، فوجدت العبارة (ويؤمن بها) وهذه اللفظة متوافقة مع عبارة الترمذي في باب (ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار) التي نقلتها في مشاركتي السابقة، كما أنها متوافقة مع السياق ومع مذهب السلف رضي الله عنهم ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 08:43 م]ـ
ملاحظة تنبّهت لها حين أعدت مطالعة عبارة الترمذي في نسخة بشار عواد، وهي أن الأخير لم ينبّه في الهامش، كما اشترط في المقدمة، على أن ما أثبته مخالف لما في نسخة الشيخ أحمد شاكر!
بل لم يذكر أي اختلاف لهذه العبارة في أي من النسخ التي اعتمدها في تحقيقه!
لكن ما زلت أطمع ممن يملك نسخة الشيخ أحمد شاكر لو يراجعها ويأتينا بالخبر اليقين ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 08:58 م]ـ
3\ 41
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61004&stc=1&d=1226599083
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61006&stc=1&d=1226599476
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:01 م]ـ
ينبغي مراجعة عارضة الأحوذي فقد طبع طبعة سقيمة جدا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:05 م]ـ
=====
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:07 م]ـ
الهوى نعوذ بالله من الهوى
وإلا فلا يخفى عليه أن هذا الحرف خطأ ولكن الهوى
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:09 م]ـ
ينبغي مراجعة عارضة الأحوذي فقد طبع طبعة سقيمة جدا
في عارضة الأحوذي: بدون " لا ".
وقد أشرت سابقاً إلى هذا التحريف: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=925001&postcount=33
وانتظروا كيف سيبرر لنفسه فعلته هذه ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:30 م]ـ
وانتظروا كيف سيبرر لنفسه فعلته هذه ..
من أوّل و حرّف كلام رب العالمين لن يعدم تأويلاً لكلامه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 09:38 م]ـ
وراجعت نسخة الكترونية قديمة
النسخة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65998#post65998
على الصواب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61008&stc=1&d=1226602555
فالظاهر أن الخطأ من التراث في اصدارهم القديم وعنه في الشاملة 1
ـ[أبوالهمام القطري]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:20 م]ـ
تصحيح
عندما أراد أن ينقد قاعدة شيخ الاسلام " الاثبات المجمل والنفي المفصل "
ذكر بأن المجمل هو المحتاج إلى البيان
وأن الأصوليين نصوا على أن المجمل لا يعمل به
وبالتالي فابن تيمية عندما يقول بأن إثبات الصفات إثبات مجمل فهو يدعو إلى عدم اعتقادها والعمل بها لأن المجمل لا يعمل به عند الأصوليين!!
فهذا المخرف قد انصرف ذهنه إلى المجمل المقابل للمبين
ونسي أن شيخ الإسلام يقصد بالمجمل ما يقابل المفصل لا المبين
أراد نقد قاعد " الاثبات المفصل والنفي المجمل"
وعرف المجمل بتعريف الأصوليين حتى يوهم أن شيخ الاسلام لا يعمل بنفي النقص عن الله
لأن النفي عنده مجمل والمجمل لا يعمل به
وقد نبهني إلى الخطأ الشيخ الفاضل أبوعاصم الأحمدي في رسالة خاصة
فجزاه الله خيراً
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:37 م]ـ
في عارضة الأحوذي: بدون " لا ".
.
بارك الله فيكم ونفع بكم
عارضة الأحوذي 3\ 165
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61009&stc=1&d=1226605013(52/250)
ما معنى قولهم معتقدا في الصالحين؟
ـ[أسنج]ــــــــ[14 - 11 - 08, 07:25 م]ـ
ماذا عنى الحافظ السخاوي حينما قال عن والد شيخه في الجواهر و الدرر: و كان حافظا لكتاب الله معتقدا في الصالحين و أهل الخير جعله الله تعالى منهم؟ و يبدولي من خلال قرأتي لكتبه أنه كان في نفس المذهب مع شيخه و شيخ شيخه (الحافظ العراقي) بنسبة أمور العقيدة. فهل هذا صحيح؟(52/251)
قال القرطبي رحمه الله: هذه من علومهم (الصوفية) الدقيقة، التي ليس لها حقيقة = قول "الله" دون "لا إله
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 11 - 08, 09:11 م]ـ
السلام عليكم
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
وحكى عن الشبلي رحمه الله أنه كان يقول: الله، ولا يقول: لا إله، فسئل عن ذلك فقال أخشى أن آخذ في كلمة الجحود ولا أصل إلى كلمة الاقرار.
قلت: وهذا من علومهم الدقيقة، التي ليست لها حقيقة، فإن الله جل اسمه ذكر هذا المعنى في كتابه نفيا وإثباتا وكرره، ووعد بالثواب الجزيل لقائله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، خرجه الموطأ والبخاري ومسلم وغيرهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة).
خرجه مسلم.
والمقصود القلب لا اللسان، فلو قال: لا إله ومات ومعتقده وضميره الوحدانية وما يجب له من الصفات لكان من أهل الجنة باتفاق أهل السنة. ا. هـ.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 11 - 08, 06:40 ص]ـ
قال شيخ الاسلام فى الفتاوى:
أما " الاسم المفرد " مظهرا مثل: " الله " " الله ". أو " مضمرا " مثل " هو " " هو ". فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة. ولا هو مأثور أيضا عن أحد من سلف الأمة ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم وإنما لهج به قوم من ضلال المتأخرين. وربما اتبعوا فيه حال شيخ مغلوب فيه مثلما يروى عن الشبلي أنه كان يقول: " الله الله ". فقيل له: لم لا تقول لا إله إلا الله؟ فقال: أخاف أن أموت بين النفي والإثبات
وهذه من زلات الشبلي التي تغفر له لصدق إيمانه وقوة وجده وغلبة الحال عليه فإنه كان ربما يجن ويذهب به إلى المارستان ويحلق لحيته. وله أشياء من هذا النمط التي لا يجوز الاقتداء به فيها؛ وإن كان معذورا أو مأجورا
فإن العبد لو أراد أن يقول: " لا إله إلا الله " ومات قبل كمالها لم يضره ذلك شيئا. إذ الأعمال بالنيات؛ بل يكتب له ما نواه
وربما غلا بعضهم في ذلك حتى يجعلوا ذكر الاسم المفرد للخاصة وذكر الكلمة التامة للعامة. وربما قال بعضهم: " لا إله إلا الله " للمؤمنين و " الله " للعارفين و " هو " للمحققين وربما اقتصر أحدهم في خلوته أو في جماعته على " الله الله الله " أو على " هو " أو " يا هو " أو " لا هو إلا هو ". وربما ذكر بعض المصنفين في الطريق تعظيم ذلك. واستدل عليه تارة بوجد وتارة برأي وتارة بنقل مكذوب. كما يروي بعضهم {أن النبي صلى الله عليه وسلم لقن علي بن أبي طالب أن يقول: الله الله الله}. فقالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا. ثم أمر عليا فقالها ثلاثا. وهذا حديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث. وإنما كان تلقين النبي صلى الله عليه وسلم للذكر المأثور عنه ورأس الذكر " لا إله إلا الله " وهي الكلمة التي عرضها على عمه أبي طالب حين الموت. {وقال: يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله} وقال: {إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجد روحه لها روحا} وقال: {من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة} وقال: {من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة} وقال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله} والأحاديث كثيرة في هذا المعنى. وقد كتبت فيما تقدم من " القواعد " بعض ما يتعلق بهاتين " الكلمتين " العظيمتين الجامعتين الفارقتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما
فأما ذكر " الاسم المفرد " فلم يشرع بحال وليس في الأدلة الشرعية ما يدل على استحبابه. وأما ما يتوهمه طائفة من غالطي المتعبدين في قوله تعالى {قل الله ثم ذرهم} ويتوهمون أن المراد قول هذا الاسم فخطأ واضح؛ ولو تدبروا ما قبل هذا تبين مراد الآية؛ فإنه سبحانه قال: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله}. أي: قل: الله أنزل الكتاب الذي جاء به موسى. فهذا كلام تام وجملة اسمية مركبة من مبتدأ وخبر حذف الخبر منها لدلالة السؤال على الجواب. وهذا قياس مطرد في مثل هذا في كلام العرب كقوله: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم} الآية.
وتقول في الكلام من جاء؟ فتقول: زيد. ومن أكرمت؟ فتقول: زيدا. وبمن مررت؟ فتقول: بزيد. فيذكرون الاسم الذي هو جواب من؛ ويحذفون المتصل به لأنه قد ذكر في السؤال مرة فيكرهون تكريره من غير فائدة بيان لما في ذلك من التطويل والتكرير
فإن الاسم وحده لا يعطي إيمانا ولا كفرا ولا هدى ولا ضلالا ولا علما ولا جهلا وقد يذكر الذاكر اسم نبي من الأنبياء أو فرعون من الفراعنة أو صنم من الأصنام ولا يتعلق بمجرد اسمه حكم إلا أن يقرن به ما يدل على نفي أو إثبات أو حب أو بغض وقد يذكر الموجود والمعدوم. ولهذا اتفق أهل العلم بلغة العرب وسائر اللغات على أن الاسم وحده لا يحسن السكوت عليه؛ ولا هو جملة تامة؛
؛ فإن الناس في الذكر أربع طبقات: (إحداها) الذكر بالقلب واللسان وهو المأمور به. (الثاني) الذكر بالقلب فقط فإن كان مع عجز اللسان فحسن وإن كان مع قدرته فترك للأفضل. (الثالث) الذكر باللسان فقط وهو كون لسانه رطبا بذكر الله وفيه حكاية التي لم تجد الملائكة فيه خيرا إلا حركة لسانه بذكر الله. ويقول الله تعالى: {أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه}. (الرابع) عدم الأمرين وهو حال الخاسرين. وأما مع تيسر الكلمة التامة فالاقتصار على مجرد الاسم مكررا بدعة والأصل في البدع الكراهة. وما نقل عن " أبي يزيد " و " النوري " و " الشبلي " وغيرهم: من ذكر الاسم المجرد فمحمول على أنهم مغلوبون فإن أحوالهم تشهد بذلك مع أن المشايخ الذين هم أصح من هؤلاء وأكمل لم يذكروا إلا الكلمة التامة وعند التنازع يجب الرد إلى الله والرسول وليس فعل غير الرسول حجة على الإطلاق.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/252)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 11 - 08, 11:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 11 - 08, 04:36 م]ـ
والمقصود القلب لا اللسان، فلو قال: لا إله ومات ومعتقده وضميره الوحدانية وما يجب له من الصفات لكان من أهل الجنة باتفاق أهل السنة. ا. هـ.
من قال: لا إله ثم مات، بُعث وهو يقول: إلا الله؛ لأن الميتَ يُبعث على آخر عمله
كمن مات وهو يقرأ سورة "يس" عند قوله تعالى: "إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
ثم بُعث وهو يقول: "إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ"(52/253)
"مسألة ضرب المريض في الرقية "أريد أرشادي
ـ[آل حسين]ــــــــ[15 - 11 - 08, 06:36 م]ـ
السلام عليكم
أريد أرشادي في
"مسألة ضرب المريض في الرقية "
ونقول لأهل العلم فيها إن كانت
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[15 - 11 - 08, 07:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
أما بعد:
فتوجد سلسلة بعنوان (كيف تعالج نفسك من السحر و المس و العين للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي)
ذكر في الشريط الرابع - إن لم تخني الذاكرة- كيفية التعامل مع الجن و كيفية إخراجهم من البدن و متى يلجأ إلى الضرب و كل ذلك مدعما بنصوص من أهل العلم قديما و حديثا و ذكر كذلك الأخطاء في ذلك و منها الكلام الرقيق مع الجن و قال: يجب على القارىء أن لا يلين له بالكلام بل يكلمه بالقوة ......
و ذكر فوائد مهمة جدا قد لا تجدها في موضع آخر.
و هذا رابط السلسلة:
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=69(52/254)
أفيدوني: هل كان القاضي عياض أشعريًا، وأين الدليل على ذلك؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - 11 - 08, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإني بصدد إتمام بحث كنت قد بدأته في الرد على بعض المعاصرين من الأشاعرة؛ ثم استوقفني شيئ أراه في غاية الأهمية لإتمام بحثي؛ ألا وهو موقف القاضي عياض من الأشاعرة، وهل صحيح أنه منهم، أم أن عقيدته سلفية؛ كسائر أهل السنة.
أرجو من كل من لديه علم بكلامه -أو كلام غيره عنه- أن يدلني عليه؛ وبارك الله فيكم.
والرجاء ممن يشارك؛ أن يذكر نص كلامه -إن استطاع-، أو أن يشير -مجرد إشارة- إلى كلامه في مصدره المعتمد؛ كإحدى كتبه، أو كتب التراجم المعتمدة الأخرى التي ترجمت له. ويا حبذا لو يذكر الجزء والصفحة والطبعة.
أرجو سرعة الإفادة للأهمية؛ بارك الله فيكم، ونفع بعلومكم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 09:22 م]ـ
هل من مجيب؟!
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 11 - 08, 01:21 ص]ـ
القاضي عياض وصف الإمام أبا بكر الباقلاني - رأس الأشعرية- بإمام أهل الحق والتحقيق وذلك في آخر الشفا.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 02:55 م]ـ
القاضي عياض وصف الإمام أبا بكر الباقلاني - رأس الأشعرية- بإمام أهل الحق والتحقيق وذلك في آخر الشفا.
جزاكم الله خيرًا على هذه المعلومة القيمة.
ويا حبذا لو وقفتَ على شيء صريح لأحد المترجمين؛ يصرح بأشعريته!.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه المعلومة القيمة.
ويا حبذا لو وقفتَ على شيء صريح لأحد المترجمين؛ يصرح بأشعريته!.
القاضي عياض رحمه الله كان على عقيدة السلف في جميع مباحث التوحيد، إلا أنه للأسف أول بعض الصفات، فوافق فيها الأشاعرة، لكنه معذور -رحمه الله- كما عذر أهل العلم شيخه الإمام المازري صاحب كتاب المعلم بفوائد مسلم، والقرطبي صاحب كتاب المفهم لما أُشكل من تلخيص صحيح مسلم -رحمهما الله-، وكذلك الحافظ ابن حجر وغيرهم، إلا أنه أكثر منهم تمسكا بالسنة، ومدحه لرجل لا يدل على انحراف في العقيدة، وللأسف ليس بين يدي بحث قد تناولته حول ترجمة القاضي عياض -رحمه الله- ولكن أذكر بعض ما جاء في كتابه: "الإعلام بحدود قواعد الإسلام"::"أن تعتقد أن الله إله واحد غير منقسم في ذاته"
لكن إن يسر الله تعالى سأحاول رفع البحث بالتفصيل إن شاء الله ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 06:51 م]ـ
القاضي عياض رحمه الله كان على عقيدة السلف في جميع مباحث التوحيد، إلا أنه للأسف أول بعض الصفات، فوافق فيها الأشاعرة، لكنه معذور -رحمه الله- كما عذر أهل العلم شيخه الإمام المازري صاحب كتاب المعلم بفوائد مسلم، والقرطبي صاحب كتاب المفهم لما أُشكل من تلخيص صحيح مسلم -رحمهما الله-، وكذلك الحافظ ابن حجر وغيرهم، إلا أنه أكثر منهم تمسكا بالسنة، ومدحه لرجل لا يدل على انحراف في العقيدة، وللأسف ليس بين يدي بحث قد تناولته حول ترجمة القاضي عياض -رحمه الله- ولكن أذكر بعض ما جاء في كتابه: "الإعلام بحدود قواعد الإسلام"::"أن تعتقد أن الله إله واحد غير منقسم في ذاته"
لكن إن يسر الله تعالى سأحاول رفع البحث بالتفصيل إن شاء الله ...
كأن في هذا الكلام نظرا أخي الكريم
القاضي عياض اليحصبي أشعري وبوضوح ...
وليست القضية أنه يؤول بعض الصفات، فهذا اختزال لطريقة الأشعرية في فهم أصول الدين ..
وكل من ينظر في شرحه على مسلم أو في الشفا لا يبذل أي مجهود في اكتشاف أشعرية القاضي، يكفي أنه يحكي الإجماع على نفي أن الله في السماء حقيقة، و حكايته التأويل والتفويض في كل الصفات، وكذا في مباحث الإيمان والقدر، كلها على طريقة الأشعرية، لكن ليست أشعرية كأشعرية الجويني والغزالي والرازي، لكونه أكثر اشتغالا منهم جميعا بالحديث ـ مثله في ذلك كالنووي ـ لكن هذا لا يخرجه عن الأشعرية ...
والحقيقة أخي كاتب الموضوع، ينبغي أن نتحرى المسائل التي نكتب فيها قبل الشروع، لأن الرد على أشعري معاصر معناه أن نحصل قدرا كافيا من النظر في أصول الأشاعرة ورجالهم وتطورهم وخلافهم مع أهل السنة والفرق الأخرى، وردود أهل السنة عليهم وهكذا، وإذا كان ذلك قد تم فأظن أنه يتعذر عدم الكشف عن مذهب القاضي عياض المالكي ولو لم نقرأ كتبه، فتكفي نقولات النووي عنه في الشرح ..
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 06:54 م]ـ
قال الشيخ: ((وأهل العلم بالحديث أخص الناس بمعرفة ما جاء به الرسول ومعرفة أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان فإليهم المرجع في هذا الباب لا إلى من هو أجنبي عن معرفته ليس له معرفة بذلك ولولا أنه قلد في الفقه لبعض الأئمة لكان في الشرع مثل آحاد الجهال من العامة
فإن قيل: قلت إن أكثر أئمة النفاة من الجهمية والمعتزلة كانوا قليلي المعرفة بما جاء عن الرسول وأقوال السلف في تفسير القرآن وأصول الدين وما بلغوه عن الرسول ففي النفاة كثير ممن له معرفة بذلك
قيل: هؤلاء أنواع: نوع ليس لهم خبرة بالعقليات بل هم يأخذون ما قاله النفاة عن الحكم والدليل ويعتقدونها براهين قطعية وليس لهم قوة على الاستقلال بها بل هم في الحقيقة مقلدون فيها وقد اعتقد أقوال السلف أولئك فجميع ما يسمعونه من القرآن والحديث وأقوال السلف لا يحملونه على ما يخالف ذلك بل إما أن يظنوه موافقا لهم وإما أن يعرضوا عنه مفوضين لمعناه
وهذه حال مثل أبي حاتم البستي وأبي سعد السمان المعتزلي ومثل أبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي و القاضي عياض وأبي الفرج بن الجوزي وأبي الحسن علي ابن المفضل المقدسي وأمثالهم)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/255)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[15 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
ماشاء الله نقل صريح من الشيخ
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 02:58 ص]ـ
الامام العلامة الحافظ الاوحد شيخ الاسلام ....... سير اعلام النبلاء ص 212 ج 20
و في ص 216: قلت: تواليفه نفيسة و اجلها و اشرفها كتبا الشفا لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة .........
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 03:20 ص]ـ
شيخنا أبا فهر , من تقصد بقولك (قال الشيخ)؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 09 - 10, 05:05 ص]ـ
من مواضع كلامه في الشفا:
(وقال أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعري رضى الله عنه وجماعة من أصحابه أنه رأى الله تعالى ببصره وعيسى رأسه وقال كل آية أوتيها نبى من الأنبياء عليهم السلام فقد أوتى مثلها نبينا صلى الله عليه وسلم وخص من بينهم بتفضيل الرؤية ووقف بعض مشايخنا في هذا وقال ليس عليه دليل واضح ولكنه جائز أن يكون.)
(واختلف أئمة أهل النظر في هذا الباب فمن قائل يقول هو كلام يخلقه الله تعالى في الشاة الميتة أو الحجر أو الشجر وحروف وأصوات يحدثها الله فيها ويسمعها منها دون تغيير أشكالها ونقلها عن هيئتها وهو مذهب الشيخ أبى الحسن والقاضى أبى بكر رحمهما الله وآخرون ذهبوا إلى إيجاد الحياة بها أولا ثم الكلام بعده، وحكى هذا أيضا عن شيخنا أبى الحسن وكل محتمل والله أعلم إذ لم يجعل الحياة شرطا لوجود الحروف والأصوات إذ لا يستحيل وجودها مع عدم الحياة بمجردها فأما إذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلا بد من شرط الحياة لها إذ لا يوجد كلام النفس إلا من حى خلافا للجبائي من بين سائر متكلمي الفرق في إحالة وجود الكلام اللفظى والحروف والأصوات إلا من حى مركب على تركيب من يصح منه النطق بالحروف والأصوات والتزم ذلك في الخصا والجذع والذراع وقال إن الله خلق فيها حياة وخرق لها فما ولسانه وآلة أمكنها بها من الكلام وهذا لو كان لكان نقله والتهمم به آكد من التهمم بنقل تسبيحه أو حنينه ولم ينقل أحد من أهل السير والرواية شيئا من ذلك فدل على سقوط دعواه مع أنه لا ضرورة إليه في النظر والموفق الله،)
(وكذلك اضطرب فيه قول شيخه أبى الحسن الأشعري وأكثر قوله ترك التكفير وأن الكفر خصلة واحدة وهو الجهل بوجود الباري تعالى وقال مرة من اعتقد أن الله جسم أو المسيح أو بعض من يلقاه في الطرق فليس بعارف به وهو كافر ولمثل هذا ذهب أبو المعالى رحمه الله في أجوبته لأبى محمد عبد الحق وكان سأله عن المسألة فاعتذر له بأن الغلط فيها يصعب لأن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين وقال غيرهما من المحققين: الذى يجب الاحتراز من التكفير في أهل التأويل فإن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر والخطا في ترك ألف كافر أهون من الخطإ في سفك محجمة من دم مسلم واحد وقد قال صلى الله عليه وسلم فإذا قالوها يعنى الشهادة عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بححقها وحسابهم على الله)
(وعلى هذا حمل قول سحنون من قال ليس لله كلام فهو كافر وهو لا يكفر المتأولين كما قدمناه فأما من جهل صفة من هذه الصفات فاختلف العلماء ههنا فكفره بعضهم وحكى ذلك عن أبى جعفر الطبري وغيره وقال به أبو الحسن الأشعري مرة وذهبت طائفة إلى أن هذا لا يخرجه عن اسم الإيمان وإليه رجع الأشعري قال: لأنه لم يعتقد ذلك اعتقادا يقطع بصوابه ويراه دينا وشرعا وإنما يكفر من اعتقد أن مقاله حق واحتج هؤلاء بحديث السوداء وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما طلب منها التوحيد لا غير)
وفي شرح مسلم:
(وقوله فى هذا الحديث: " إن الله رفيق يحب الرفق "، قال الإمام: البارى - سبحانه وتعالى - لا يوصف إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أو أجمعت الأمة عليه.
قال الشيخ أبو الحسن الاَشعرى: أو على معنى وما لم يرد فيه إذن فى إطلاقه، ولا ورد فيه منع ولم يستحل وصف البارى تعالى به، ففيه اختلاف، هل يبقى على حكم العقل لا يوصف بتحليل ولا تحريم، أو يمضنع لقوله والى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْخسْنَئ} (1) وأثبت كون أسمائه حسنى، ولا حسن إلا ما ورد الشرع به.
وبن المتأخرين من الاَصولين اختلاف - أيضا - فى تسمية البارى - سبحانه - بما ورد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/256)
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جهة أخبار الاَحاد، فقال بعض المتأخرين من حذاق الأشعرية: يجوز أن يسمى بذلك؛ لا"ن خبر الواحد عنده يقتضى العمل، وهذا [عنده] (2) من باب العمليات، لكن يمنع من استعمال الاَقيسة الشرعية، دن كانت يعمل بها فى المسائل الفقهية.)
(فقوله فى هذا الحديث: (إن الله رفيق " أنه لم يرد فى الشريعة بإطلاقه، سواء هذا جرى على ما اْصلته لك هاهنا من الاختلاف، ويحتمل اْن يكون رفيق بعبد صفة فعل، وهو ما يخلقه الله - تعالى - من الرفق لعباده، كأحد التأويين فى تسميته لطيف اْنه بمعنى ملطف.
دالى هذا مال بعض اْصحابنا.
وقال بعضهم: يحتمل أن يريد: أنه ليس بعجول.
وهذا يقارب معنى الحلم.)
(فإن قيل: إذا جوزت الاَشعرية خرق العادة على يدى الساحر فبماذا (1) يتميز من النبى الصادق؟ قيل: العادة تنخرق على يدى النبى، وعلى يدى الولى (2)، وعلى يدى الساحر، إلا أن النبى يتحدى (3) بها ويستعجز سائر الخلق، ويحكى عن الله - سبحانه - خرق العادة لتصديقه.
فلو كان كاذبأَ لم يخرق العادة على يديه، ولو خرقها لأظهرها على يد غيره من المعارضين له مثل ما أظهر على يده، والولى والساحر لا يتحديان (4) ولا يستعجزان الخليقة ليستدلوا على صدقهما وعلى نبوتهما، ولو حاولا شيئا من ذلك لم تنخرق لهما العادة، او تنخرق، ولكنها تنخرق لمن يعارضهم.
وأما الولى والساحر فإنهما يفترقان من طريق أخرى، وهى أن الساحر يكون ذلك عَلمأ على فسقه وكفره، والولى لا يكون ذلك علما على ذلك فيه، فافترق حال الثلاثة بعضهم من بعض.
والساحر - أيضأَ - يكون ذلك منه على أشياء يفعلها وقوى يمزجها ومعاناة (5) وعلاج، والولى لا يفتقر إلى ذلك.
وكثيراَّ مَا يقع له ذلك بالاتفاق من غير أن يستدعيه أو يشعر به.
هذا القدر كاف (6) فيما يتعلق بعلم الأصول من المسألة، وأما ما يتعلق بعلم الفقه: فالساحر عندنا إذا سحر بنفسه قتل، فإن تاب لم تقبل توبته، خلافا للشافعى.)
(وقول النبى (صلى الله عليه وسلم) للجارية: (أين الله؟)، قال الإمام: إنما أراد النبى (صلى الله عليه وسلم) أن يطلب دليلاً على أنها موحدة، فخاطبها بما يفهم قصده، إذ علامة الموحدين التوجه إلى الله إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج ة لاَن العرب التى تعبد الأصنام، وتطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران، فأراد - عليه السلام - الكشف عن معتقدها هل هى ممن امن؟ فأشارت إلى السماء، وهى الجهة المقصودة عند الموحدين كما ذكرنا.
وقيل: إنما السؤال بأين هاهنا سؤال عما تعتقده من جلالة البارى سبحانه وعظمته.
وإشاراتها إلى السماء إخبار عن جلالته تعالى فى نفسها، والسماء قِبْلةُ الداعن، كما أن الكعبةَ قبْلةُ المصلين، كما لم يدل استقبال القبلة على أن الله تعالى فيها، كذلك لم يدل التوجه إلَى السماء والإشارة [إلى السماء] (1) على أن الله سبحانه فيها.
قال القاضى: لا خلاف بين المسلمين قاطبة - محدِّثِهم وفقيههيمِ ومتكلمهم ومقلدهم ونُظَّارِهم - أنَّ الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله: {آاَمِنتُم من فِي السثَمَاء} (2)، أنها ليست على ظاهرها، وأنها متأولة عند جميعهم، أما من قال منهم بإثبات جهة فوق لله تعالى من غير تحديد ولا تكييف من دهماء المحدثين والفقهاء، وبعض المتكلمين [منهم، فتأول فى السماء بمعنى على، وأما دهماء النظار والمتكلمين] (3) وأصحاب الإثبات والتنزيه المحيلين، أن يختص بجهة أو يحيط به حد، فلهم فيها تأويلات بحسب مقتضاها، منها ما تقدم ذكره فى كلام الإمام أبى عبد الله.
والمسألة بالجملة - دإن تساهل فى الكلام فيها بعض الأشياخ المُقتدى بهم من الطائفتن -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/257)
فهى من مَعُوصاتِ مسائل التوحيد، وياليت شعرى ما الذى جمع اَراء كافة اهل السنة والحق على تصويب القول بوجوب الوقوف عن التفكر فى الذات كما امروا، وسكتوا لحيرة العقل هناك وسلموا، وأطبقوا على تحريم التكييف والتخييل والتشكيل، وأن ذلك من وقوفهم وحيرتهم - غير شك فى الوجود أو جهل بالموجود، وغير قادح فى التوحيد، بل هو حقيقة عندهم ثم يُسامح بعضُهم فى فصل منه بالكلام فى إثبات جهة تخصه أو يشار إليه بحيز يحاذيه، وهل بين التكييف من فرق أو بين التحديد فى الذات والجهات بونٌ؟! لكن إطلاق ما أطلقه الشرع من أنه {الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه} (4)،)
(وقد أختلف اهل التأويل فى ذلك، فذهب بعضهبم إلى اُن اليد وإليدين صفتان من صفات الله تعالى، علمناها من طريق السمع، ونثل! علم تش! يرها إلى الله تعالى، وذهب بعضهم إلى تحميل اللفظ ما يحتمله من لقة العرب، فإن اليد تقع على القدرة وعلى النعمة وعلى الملك، لكن حملها على القدرة هنا بعيدٌ عند في منهم، إذ كل شىء، بقدرته لا يختصُ منه شىءٌ دون شىء، لكن لا يبعد أن يرد هذا ومثله فى كلام العرب على طريق التأكيد والبيان، أو يكون اختصاص هذا بالقدرة؛ لاَنه خلقها ابتداءً دون وساطة بقدرته، وأوجدها دون معاناة غراسة بإرادته، وأنشأها بقوله: كن، بخلاف غيرها من الجنات التى فى الدنيا التى خلقها وأظهرها بوسائط ومقدِّمات وجعل لها غارسأ وأسبابأَ ومَثاقِلَ، وكل بقدرته وإرادته، فخصَّ هذه بالقدرة لإبرازها بها دون واسطة، واستعار لذلك اسم الغراسة وأضافها إلى نفسه، إذ لم [يعلم] (1) لها غارسٌ سوى قدرته، ومثله يتأوَل فى قوله فى آدم: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (2)، وقوله فى الحديث: " خلقك الله بيده) (3) أى ابتداء دون أب ولا أم، كما أجرى العادة فى خلق غيره، ونحوه قوله: {خَلَقَهُ مِن تُرَاب 3 قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون} (4)، وقوله هنا: (خلقك الله بيده) يُبين أنه بمعنى قوله: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وأن اليَد واليدين هنا بمعنى واحد، فإن العرب تأتى بالجمع والتثنية كثيرأ بمعنى الواحد.
وامَّا النعمة فقد أبعدها بعضهم فى مثل هذا - أيضأ - لا على تأويل أن يكون الباء بمعنى اللام أى لنعمتى، وهو هاهنا بين المعنى، أى لنعمتى التى أعددتها لهم واذخرتها، ألا تراهُ كيف قال: (وختصت عليها).
(الهاء فى بصره عائدة على خلقه، أى / لاءحرقت من خلقه كل من انتهى إليه بصرهُ منهم ورأى ذلك، ويُتأوّل فى ذلكَ ما يتأول فى قوله: {نُورُ المثَمَوَاتِ وَالاُرْض} (8) وفى تسميته نورا ويستقيم المعنى الحقيقى وينطبق على اللفظ العربى، وعلى تفسير أهل اللغة التى لابد لنا من الرجوع إليهم فى معانى هذه الألفاظ، ومن سلك من مشايخنا فى الوجه أنه صفة (9) - وهو قول شيخنا ابى الحسن - كانت إضافة السُبُحات إليها، والمراد الذات، لاسيما على القول بتقسيمِ القول فى الصفات، وأن منها مايقال: هو نفس الذات،)
والتأويل والنقل عن الجويني والغزالي كثير في كلامه رحمه الله، ونقله الطريقين في الصفات ـ التأويل والتفويض ـ مطرد في كل شرحه.
ــ الأخطاء الكثيرة في متن الكلام من الشاملة.
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:06 ص]ـ
أخي الفاضل أبا همام: هو شيخ الإسلام ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 09 - 10, 05:23 م]ـ
بارك الله في الجميع
ولعل مما يفيد في الموضوع تصفح ما في هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141749
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=538075
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:57 م]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا على التفاعل.
والحقيقة أخي كاتب الموضوع، ينبغي أن نتحرى المسائل التي نكتب فيها قبل الشروع، لأن الرد على أشعري معاصر معناه أن نحصل قدرا كافيا من النظر في أصول الأشاعرة ورجالهم وتطورهم وخلافهم مع أهل السنة والفرق الأخرى، وردود أهل السنة عليهم وهكذا، وإذا كان ذلك قد تم فأظن أنه يتعذر عدم الكشف عن مذهب القاضي عياض المالكي ولو لم نقرأ كتبه، فتكفي نقولات النووي عنه في الشرح ..
بالنسبة للقاضي عياض؛ فكنت قديمًا أعلم أشعريته؛ إلا أن كتبه كانت عندي نادرة.
وما عندي له من الكتب؛ لم يتبين لي منها مذهبه صراحة، فعباراته فيها محتملة! غير ظاهرة.
فلما بحثت عن تراجمه في كتب التراجم والتواريخ وغيرها؛ لم أقف فيما وقفتُ عليه على نص صريح يفيد ذلك؛ فأحببت أن أسأل بغية اختصار الطريق.
وبالنسبة للبحث المشار إليه في مشاركتي الأولى؛ فليس له علاقة كبيرة بالاشاعرة أو مذهبهم.
وإنما هو بحث يتعلق بأهل السنة المترجم لهم في كتب الأشاعرة؛ كيف أن الأشاعرة حطوا عليهم ولم ينصفوهم فيما ترجموا لهم. ومن هؤلاء الأشاعرة الذين حطوا على أهل السنة = القاضي عياض!.
ولكني لتوثيق المعلومات عنه فقط؛ أحببت التأكد من حاله بما لا يدع عندي مجالاً للشك في أمره؛ حتى لا أنسبه لما هو بريء منه.
على أي حال: شكرًا على النصيحة!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/258)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي وقواك الله و وفقك(52/259)
متى ظهر مصطلح أهل السنة والجماعة؟
ـ[رمضان الغنام]ــــــــ[16 - 11 - 08, 05:18 م]ـ
إخواني الأعزاء
بارك الله فيكم، عندى سؤال وهو،
متى ظهر مصطلح أهل السنة والجماعة؟(52/260)
ما رايكم بهذه الالفاظ
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 01:27 م]ـ
هذه بعض الالفاظ دارجه على الالسنة هل فيها اشكال؟
1 - بعض الناس اذا سئل عن امر في عمله قال (انا عبداً مامور)
2 - قول البعض (الله لنا)
3 - وبعضهم حين يهدد يقول بعدها (علشان تعرف ان الله حق)(52/261)
"أحكام تمنّي المَوت" (المنسوب)، للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهّاب.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 08, 03:49 م]ـ
انظر ما كتبه مشهور سلمان، في "كتب حذر منها العلماء" 2/ 330 - 331
والكتاب مكتوب بخط الإمام رحمه الله، وطُبع مجموعا ومفردا ..
أقول: بنظرة مبدئيّة ظهر لي أن الكتاب مختصر من كتاب "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور" لجلال الدين السيوطي، رحمه الله، والله أعلم.
الخلاصة: الكتاب بخط الشيخ .. ولكنه ليس من تأليف الشيخ، بل هو مختصر من كتاب السيوطي ..
[نظرة مبدئيّة]
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 08, 03:53 م]ـ
ثم بعد ارسال الموضوع، تبيّن لي أن أحد المشايخ نبّه على هذا الأمر قبلي .. والحمد لله أولا وآخرا ..
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 04:45 م]ـ
قد رد الشيخ الفوان على هذه النسبة فليراجع
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 05:48 م]ـ
قد رد الشيخ الفوان على هذه النسبة فليراجع
عنوان الرسالة إبطال نسبة كتاب أحكام تمني الموت
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 08, 07:18 م]ـ
انظرا:
كتاب مشهور: 2: 331: 7
وليس فيه التنبيه على أن الكتاب، تم اختصاره من كتاب السيوطي، والله أعلم.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:13 م]ـ
عنوان الرسالة إبطال نسبة كتاب أحكام تمني الموت
للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله(52/262)
استفسار عن لفظ؟
ـ[عبد العزيز الناصح]ــــــــ[17 - 11 - 08, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي في الله ..
احد اساتذة الجامعات في بداية دروسه يقدم بمقدمة يقول فيها (الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رمز الكمال وكمال الوجود ................. )
ماتفسير هذ اللفظ وماحكمه؟(52/263)
الدنيا مقابل الآخرة
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:03 م]ـ
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[17 - 11 - 08, 11:05 م]ـ
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[18 - 11 - 08, 08:22 م]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
لعلّكم نسيتم وضع الرّابط أو إرفاق الملف.
رجاءً مراجعة الأمر.
و جزاكم الله خيرًا.(52/264)
ظاهر كلام ابن تيمية أنه لا يثبت أصل الدين بخبر الآحاد (هل قصد به إلزام الشيعة بمذهبهم)
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 11 - 08, 06:56 ص]ـ
قال ابن تيمية في منهاجه [95/ 4] ((إن هذا من خبر الآحاد، فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به؟))
من ظاهر عبارة الشيخ رحمه الله: هل هو يقرر هذا الأمر أم يجريه مجرى التنزل مع الخصم لأن الشيعة يردون خبر الآحاد؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:23 م]ـ
نعم أظنه من هذا القبيل فهم فيه كقول المعتزلة, والله أعلم(52/265)
تفضيل الصحابة
ـ[أبوعبدالله محمد بن مختار]ــــــــ[18 - 11 - 08, 10:28 ص]ـ
ذكر الإمام ابن عبدالبر في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب أن آخر الصحابة موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة يفضل الإمام علي الشيخين رضي الله عنهم أجمعين فهل صح هذا عن أبي الطفيل رضي الله عنه وهل وافقه أحد من الصحابة رضي الله عنهم علما بأن هذا الرأي مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة.
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:54 ص]ـ
أخى الكريم هذا الكلام الذى نقلته عن ابن عبد البر خطأ فى النقل فابن عبد البر لم يقل هذا الكلام
ولم يكن أحد من هؤلاء الكرام يفضل أحد على الشيخين قط رضى الله عن الجميع وإنما قال ابن عبد البر:
وكان فاضلاً عاقلاً حاضر الجواب فصيحاً وكان متشيعاً في علي ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان.
هذا نص كلامه أخى الفاضل فانظر الفارق
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعذرة على التطفل
قال ابن حجر (773 - 852هـ) في الإصابة (4/ 2278) عن أبي الطفيل رضي الله عنه: قال أبو عمر (المقصود أبن عبدالبر): كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر , لكنه يقدم علياً.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:35 ص]ـ
أخى الكريم هذا الكلام الذى نقلته عن ابن عبد البر خطأ فى النقل فابن عبد البر لم يقل هذا الكلام
ولم يكن أحد من هؤلاء الكرام يفضل أحد على الشيخين قط رضى الله عن الجميع وإنما قال ابن عبد البر:
وكان فاضلاً عاقلاً حاضر الجواب فصيحاً وكان متشيعاً في علي ويفضله .. ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان.
هذا نص كلامه أخى الفاضل فانظر الفارق
حياك الله ..
الكلام يفيد أنه كان يفضل علي على الشيخين .. ولا يطعن فيهما .. بل يثني عليهما ..
**************
هل تفضيل (فلان على فلان) مع الثناء عليهم جميعاً وعدم الطعن في (خلافة) أحد منهم .. مسألة أصولية؟!
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:23 ص]ـ
نعم هي مسألة أصولية
والعبرة بمجموع الصحابة لا بشواذهم
و عدم وصول الدليل يعد عذراً
ومن ظن أن جميع الأدلة وصلت لجميع الصحابة فقد غلط غلطا فاحشا كما قال شيخ الاسلام بن تيمية
كما أن مسألة التفضيل هذه أهون بكثير من مسألة إنكار أن المعوذتين من القرآن، ولكن لما لم يصل الدليل لعبدالله بن مسعود كان متأولا في صنيعه، وإن رجع عن قوله في النهاية
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 06:28 م]ـ
نعم هي مسألة أصولية
والعبرة بمجموع الصحابة لا بشواذهم
و عدم وصول الدليل يعد عذراً
ومن ظن أن جميع الأدلة وصلت لجميع الصحابة فقد غلط غلطا فاحشا كما قال شيخ الاسلام بن تيمية
كما أن مسألة التفضيل هذه أهون بكثير من مسألة إنكار أن المعوذتين من القرآن، ولكن لما لم يصل الدليل لعبدالله بن مسعود كان متأولا في صنيعه، وإن رجع عن قوله في النهاية
معك دليل يفيد أنها مسألة أصولية؟؟؟
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[29 - 10 - 09, 08:59 م]ـ
حياك الله ..
الكلام يفيد أنه كان يفضل علي على الشيخين .. ولا يطعن فيهما .. بل يثني عليهما ..
**************
هل تفضيل (فلان على فلان) مع الثناء عليهم جميعاً وعدم الطعن في (خلافة) أحد منهم .. مسألة أصولية؟!
أخى الكريم أبو فارس الكلام لا يفيد أن أبو الطفيل يقدم علي على الشيخين وإنما قال (وانتبه أخى) وكان متشيعا فى على ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان ولم يقل أنه يفضله على الشيخين
بل مقصوده انه يفضله على عثمان وهذه مسألة مشهورة ثم بعد ذلك ذهب جمهور أهل السنة
على تفضيل عثمان
ولو قصد ابن عبد البر أنه يفضل علي على الشيخين فهل صح ذلك عنه
إن قلت صح فأين الدليل؟!!
ولم يكن احد من السلف يقدم على الشيخين أبى بكر وعمر أحد قط ونقل فى هذا الإجماع
قال مالك رحمه الله:ما أدركتُ أحدًا ممن أقتدى به يشك في تقديم أبي بكر وعمر
وهذا مستفيض عن على رضى الله عنه
بل كان علي يجلد من فضله على أبى بكر وعمر
فهذه مسألة أصولية أعنى تقديم أبو بكر وعمر على سائر الصحابة وقلت نقل فيها الإجماع
أخى الفاضل موسى قلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/266)
كما أن مسألة التفضيل هذه أهون بكثير من مسألة إنكار أن المعوذتين من القرآن، ولكن لما لم يصل الدليل لعبدالله بن مسعود كان متأولا في صنيعه، وإن رجع عن قوله في النهاية
ما الذى أدخل مسألة المعوذتين هنا نحن نتكلم فى موضوع فلا تدخلنا فى موضوع آخر قد تُكلم فيه من قبل وأشفى العلماء فى دفع هذه الشبهة
وبارك الله فيكم أحمعين
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:37 م]ـ
أخى الكريم أبو فارس الكلام لا يفيد أن أبو الطفيل يقدم علي على الشيخين وإنما قال (وانتبه أخى) وكان متشيعا فى على ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان ولم يقل أنه يفضله على الشيخين
بل مقصوده انه يفضله على عثمان وهذه مسألة مشهورة ثم بعد ذلك ذهب جمهور أهل السنة
على تفضيل عثمان
ولو قصد ابن عبد البر أنه يفضل علي على الشيخين فهل صح ذلك عنه
إن قلت صح فأين الدليل؟!!
ولم يكن احد من السلف يقدم على الشيخين أبى بكر وعمر أحد قط ونقل فى هذا الإجماع
قال مالك رحمه الله:ما أدركتُ أحدًا ممن أقتدى به يشك في تقديم أبي بكر وعمر
وهذا مستفيض عن على رضى الله عنه
بل كان علي يجلد من فضله على أبى بكر وعمر
فهذه مسألة أصولية أعنى تقديم أبو بكر وعمر على سائر الصحابة وقلت نقل فيها الإجماع
حياك الله ..
كان متشيعاً لعلي .. ويفضله ..
ولا يطعن في الشيخين .. بل يثني عليهما ..
(التشيع لعلي وتفضيله) .. هذه العبارات تستخدم للتعبير عمن يقدم علي على كل الصحابة ..
وقوله: (ويثني على الشيخين) أي أنه مع تفضيله علي على الشيخيين فإنه لا يطعن فيهما بل يثني عليهما ..
وعلى أية حال فقد أتى الأخ /الشريف باسم الكتبي بنقل مفيد:
قال ابن حجر (773 - 852هـ) في الإصابة (4/ 2278) عن أبي الطفيل رضي الله عنه: قال أبو عمر (المقصود أبن عبدالبر): كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر , لكنه يقدم علياً.
********
الأمر الآخر ..
طلبت دليلاً على أن مسألة تفضيل صحابي على آخر مسألة أصولية ..
هل لديك دليل على هذا؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم , التفضيل في هذه المسألة ينقسم إلى قسمين:
1 - تفضيل في القدر.
2 - تفضيل في الخلافة.
فاما الأول فمستبعد , سئل الإمام أحمد عن الرجل لا يفضل عثمان على علي فقال: ... لم يكن بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسم اختلاف أن عثمان افضل من علي.
واما الثاني فهو الذي يحمل القول عليه , والعبارة يوهم ظاهرها أنه يفضل عليا رضي الله عنه على الشيخين رضي الله عنهما في القدر , ولكني اسبعد ذلك لأن تقديم الشيخين كانت مسالة مجمع عليها في ذاك الوقت , وإنما الذي اختلف فيه هو تقديم علي على عثمان - في الخلافة - وهذا أولى ما يحمل اللفظ عليه.
ولكن السؤال هل هناك أحد من الصحابة فضل عليا على عثمان في الخلافة - رضي الله عن الجميع -؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 02:10 م]ـ
بارك الله فيكم , التفضيل في هذه المسألة ينقسم إلى قسمين:
1 - تفضيل في القدر.
2 - تفضيل في الخلافة.
فاما الأول فمستبعد , سئل الإمام أحمد عن الرجل لا يفضل عثمان على علي فقال: ... لم يكن بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسم اختلاف أن عثمان افضل من علي.
واما الثاني فهو الذي يحمل القول عليه , والعبارة يوهم ظاهرها أنه يفضل عليا رضي الله عنه على الشيخين رضي الله عنهما في القدر , ولكني اسبعد ذلك لأن تقديم الشيخين كانت مسالة مجمع عليها في ذاك الوقت , وإنما الذي اختلف فيه هو تقديم علي على عثمان - في الخلافة - وهذا أولى ما يحمل اللفظ عليه.
ولكن السؤال هل هناك أحد من الصحابة فضل عليا على عثمان في الخلافة - رضي الله عن الجميع -؟
حياك الله أخي الكريم ..
هناك من فضّل سعد بن عبادة على أبي بكر في الخلافة ..
والتمسك بترتيب معيّن (أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي) واعتباره ديناً ومسألة أصولية .. هذا يحتاج إلى دليل صحيح صريح شافٍ ..
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[30 - 10 - 09, 05:56 م]ـ
(التشيع لعلي وتفضيله) .. هذه العبارات تستخدم للتعبير عمن يقدم علي على كل الصحابة ..
وقوله: (ويثني على الشيخين) أي أنه مع تفضيله علي على الشيخيين فإنه لا يطعن فيهما بل يثني عليهما ..
أخى الكريم بارك الله فيك
التشيع عند المتقدمين يا أخى هو تفضيل على على عثمان وليس على الشيخين
قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب فى ترجمة أبان بن تغلب:
فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما
فانتبه أخى الكريم
ثم إنك أخى لو قرأت مشاركتى الثانية لكفت
فإنى قلت لو فرضنا (مثلا) أن ابن عبد البر مقصده تفضيله على الشيخين فهل صح ذلك عن أبى الطفيل؟
وقلت أخى الكريم
الأمر الآخر ..
طلبت دليلاً على أن مسألة تفضيل صحابي على آخر مسألة أصولية ..
هل لديك دليل على هذا؟
ألا يكفيك أخى الفاضل الإجماع ليصير دليلا
قال الحافظ العراقى فى شرح التبصرة والتذكرة:
أجمعَ أهلُ السنةِ على أنَّ أفضلَ الصحابةِ بعدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على الإطلاقِ: أبو بكرٍ، ثمَّ عمرُ، وممَّنْ حكى إجماعَهم على ذلِكَ: أبو العباسِ القُرْطُبيُّ، فقالَ: ولمْ يختلفْ في ذلكَ أحدٌ منْ أئمةِ السَّلَفِ ولا الخَلَفِ، قال: ولا مبالاةَ بأقوالِ أهلِ التشيعِ، ولا أهلِ البِدَعِ. انتهى.
وقدْ حكى الشافعيُّ وغيرهُ إجماعَ الصحابةِ والتابعينَ على ذلكَ. قالَ البيهقيُّ في كتابِ " الاعتقادِ ": ((روينا عن أبي ثورٍ عنِ الشافعيِّ قالَ: ما اختلفَ أحدٌ منَ الصحابةِ والتابعينَ في تفضيلِ أبي بكرٍ وعمرَ وتقديمهما على جميعِ الصحابةِ، وإنَّما اختلفَ مَنِ اختلفَ منهم في عليٍّ وعثمانَ)). انتهى. وروينا عنْ جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ، أنَّهُ سألَ يحيى بنَ سعيدٍ الأنصاريَّ عن ذلكَ قالَ: مَنْ أدركتُ منَ الصحابةِ والتابعينَ لم يختلفوا في أبي بكرٍ وعمرَ وفضلهما إنَّما كانَ الاختلافُ في عليٍّ وعثمانَ.
ألا يكفى هذا الإجماع دليلا؟!!!
وقد نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم
وبارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/267)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 06:57 م]ـ
بارك الله فيكم , التفضيل في هذه المسألة ينقسم إلى قسمين:
1 - تفضيل في القدر.
2 - تفضيل في الخلافة.
فاما الأول فمستبعد , سئل الإمام أحمد عن الرجل لا يفضل عثمان على علي فقال: ... لم يكن بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسم اختلاف أن عثمان افضل من علي.
واما الثاني فهو الذي يحمل القول عليه , والعبارة يوهم ظاهرها أنه يفضل عليا رضي الله عنه على الشيخين رضي الله عنهما في القدر , ولكني اسبعد ذلك لأن تقديم الشيخين كانت مسالة مجمع عليها في ذاك الوقت , وإنما الذي اختلف فيه هو تقديم علي على عثمان - في الخلافة - وهذا أولى ما يحمل اللفظ عليه.
ولكن السؤال هل هناك أحد من الصحابة فضل عليا على عثمان في الخلافة - رضي الله عن الجميع -؟
الظاهر أنني اخطأت هنا , فالظاهر أن التفضيل لم يكن في الخلافة بل كان في القدر والمنزلة , قال الشافعي رحمه الله: ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل ابي بكر وعمر وإنما إختلفوا في علي وعثمان (بتصرف من الإعتقاد لبيهقي: 192).
وهناك قول للذهبي ذكره في السير 0 16/ 457) , ويحي القطان (5/ 473 9) وذكر الإمام مالك الخلاف في المجلد (8/ 106) من السير.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 07:01 م]ـ
حياك الله أخي الكريم ..
هناك من فضّل سعد بن عبادة على أبي بكر في الخلافة ..
..
وحياك وبارك فيك , أخي الفاضل نحن لا نتكلم عن آحاد الأقوال وإنما الكلام عما استقر عليه المذهب أو كان قول للجمهور.
ولعلك تذكر لنا المصدر اخي الكريم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 10 - 09, 09:17 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=906625
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100046&highlight=%CA%DD%D6%ED%E1+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28190&highlight=%CA%DD%D6%ED%E1+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35258&highlight=%CA%DD%D6%ED%E1+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 10:59 م]ـ
وعلى أية حال فقد أتى الأخ /الشريف باسم الكتبي بنقل مفيد:
قال ابن حجر (773 - 852هـ) في الإصابة (4/ 2278) عن أبي الطفيل رضي الله عنه: قال أبو عمر (المقصود أبن عبدالبر): كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر , لكنه يقدم علياً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك أخي أبو فارس المصباحي , على ثناءك على مداخلتي بارك الله في الجميع , وأضيف على ما ذكرت:
قال أبو الحسن الأشعري (ت330هـ) في المقالات (2/ 147) في قولهم في أفضل الناس بعد الرسول: وأختلفوا في التفضيل:
(1) فقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ,ثم عمر , ثم عثمان , ثم علي.
(2) وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول صلى الله عليه وسلم: أبو بكر , ثم عمر , ثم عثمان.
(3) وقال قائلون: نقول: أبو بكر , ثم عمر , ثم عثمان , ثم نسكت بعد ذلك.
(4) وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي ثم بعده أبوبكر.
(5) وقال قائلون: لاندري أبو بكر أفضل أم علي.
وقال الباقلاني (ت403هـ) في المناقب (ص295) عن مسألة المفاضلة بين الصحابة: أن الكلام في التفضيل مسألة اجتهاد لا يبلغ الخطأ بصاحبه فيها منزلة الفسق , وما يوجب البراءة: لأن الفضائل المروية أكثرها متقابل متعارض في الفضل , وما يذكر من السبق إلى الإسلام والجهاد وغير ذلك محتمل التأويل.
وقال الباقلاني في المناقب (ص 513) أيضأ: فأما القائلون بأنا نقف فيهم من غير قطع على تفضيل أحد منهم أو قطع تساويهم في الفضل , فإنهم أقرب إلى الصواب , وأقدر على الأحتجاج.
وقال ابن حزم (ت456هـ) في الفِصل (4/ 181): اختلف المسلمون فيمن هو أفضل بعد الأنبياء عليهم السلام , فذهب بعض أهل السنة , وبعض المعتزله , وبعض المرجئة , وجميع الشيعة , إلى أن أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقد روينا هذا القول نصاً عن بعض الصحابة رضي الله عنهم , وعن جماعة من التابعين والفقهاء , و ذهب بعض أهل السنة ,وبعض المعتزله , وبعض المرجئة , إلى أن أفضل الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أبوبكر ,ثم عمر.
وقال الإيجي (ت 756هـ) في المواقف (ص412).: واعلم ان مسالة الأفضلية لا مطمع فيها في الجزم واليقين , وليست مسألة يتعلق بها عمل فيكتفي فيها بالظن.
قلت: كما علم سابقاً أن الأمة أختلفت في المفاضلة بين الصحابة , ومنهم من توقف في ذلك , وكلاً له من الأدلة والبراهين , لكن الجمهور على تفضيلهم على ترتيبهم في الخلافة , والله العالم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 10 - 09, 02:23 م]ـ
أخي محمد المناوي قلت:
ما الذى أدخل مسألة المعوذتين هنا نحن نتكلم فى موضوع فلا تدخلنا فى موضوع آخر قد تُكلم فيه من قبل وأشفى العلماء فى دفع هذه الشبهة
وبارك الله فيكم أحمعين
يا أخي الفاضل
كيف لم تفهم قصدي!
الأخ الصباحي هوّن من قدر المسألة بحجة أن أحد الصحابة خالف فيها (إن صح ذلك)
فاحتججت أنا بمخالفة عبد الله بن مسعود في المصحف، مع أنعا مسألة أصولية، ولم يهون ذلك من قدر المسألة!
هل فهمت قصدي
طالب العلم ينبغي أن يكون حذقاً، يفهم مراد القائل بمجرد الاشارة لا البيان
بارك الله فيك
************
الخلاصة أن معتقد أهل السنة هو تفضيل أبو بكر وعمر، ومن فضل أحد عليهما فهو مبتدع بعد بلوغه الحجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/268)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
النقل عن وجود إجماع .. هل فيه ما يفيد أن المسألة أصولية عقائدية؟!
أم هي فروعية؟
وهل في الإجماع ما يفيد الوجوب أو الندب أو مجرد الإباحة؟
النصوص والروابط التي تكرمتم بها لم أجد فيها ما يدل على أن المسألة أصولية .. !
*************
أيها الأخوة .. لا تربطوا المسألة بمشروعية خلافة الأربعة ..
فنحن متفقون على صحة خلافة الراشدين أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ..
والاعتراف بهذا الترتيب في الخلافة واجب ..
ورحم الله والديكم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 09:25 م]ـ
أخي ابا فارس لعلك سهوت عن ذكر المصدر
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 07:53 ص]ـ
حياك الله وسلمك ..
أخى الكريم أبو فارس الكلام لا يفيد أن أبو الطفيل يقدم علي على الشيخين وإنما قال (وانتبه أخى) وكان متشيعا فى على ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر ويترحم على عثمان ولم يقل أنه يفضله على الشيخين
بل مقصوده انه يفضله على عثمان وهذه مسألة مشهورة ثم بعد ذلك ذهب جمهور أهل السنة
على تفضيل عثمان
ولو قصد ابن عبد البر أنه يفضل علي على الشيخين فهل صح ذلك عنه
إن قلت صح فأين الدليل؟!!
أستاذي الكريم .. الإجماع دعوى غير ثابتة ..
جاء في أسد الغابة لابن الأثير:
وكان أبو الطفيل من أصحاب علي المحبين له، وشهد معه مشاهده كلها، وكان ثقة مأموناً يعترف بفضل أبي بكر وعمر وغيرهما، إلا أنه كان يقدم علياً.
ومن أهل السنة والجماعة من فضل علياً عليه السلام على سائر الصحابة كما في الاستيعاب للحافظ ابن عبد البر (ج3/ ص 52):
(واختلف السلف أيضاً في تفضيل علي وأبي بكر)
و كذلك عد من يقدم علياً على غيره من الصحابه:
(وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي رضي الله عنه أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره)
(نفس المصدر (3/ 27)
وذكر في ترجمة أبي الطفيل رضي الله عنه:
(كان محباً لعلي رضي الله عنه وكان من أصحابه في مشاهده وكان ثقة مأموناً يعترف بفضل الشيخين إلا أنه يقدم علياً
وكذلك عندما ترجم له الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 113)
وقد ذكر المحدث عبد العزيز بن الصديق الغماري في كتابه (الباحث عن علل الطعن في الحارث ص 14:
(الذين ذهبوا إلى تفضيل علي عليه السلام على جميع الصحابة أبي بكر فمن بعده منهم: سلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد وخباب وجابر وزيد بن الأرق وأبو الطفيل عامر بن واثلة وعمار بن ياسر وأبي بن كعب وحذيفة وبريدة وأبو أيوب الأنصاري وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وقيس بن سعد والعباس بن عبد المطلب وبنو هاشم كافة وبنو المطلب كافة وآخرون لايحصون كثرة)
وقال الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب: وذكر عبد الرزاق عن معمر قال: لو أنّ رجلاً قال: عمر أفضل من أبي بكر ما عنفته، وكذلك لو قال علي (ع) أفضل من أبي بكر وعمر لم أعنفه إذا ذكر فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله، فذكرت ذلك لوكيع فأعجبه واشتهاه
وهذا مستفيض عن على رضى الله عنه
بل كان علي يجلد من فضله على أبى بكر وعمر
فهذه مسألة أصولية أعنى تقديم أبو بكر وعمر على سائر الصحابة وقلت نقل فيها الإجماع
بعد وقوع الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم بدأ بعض الغلاة يطعنون في أبي بكر وعمر .. فقال علي تلك العبارات ..
كما ثبت أن الخليفة الراشد أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: .. أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم
ولا أدري كيف حكمت على أن المسألة أصولية؟!
حتى وإن جاءت في العقيدة الطحاوية فإن فيها:
والمسح على الْخُفَّيْن!!!
يقول الشيخ بن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/269)
(والمسح على الْخُفَّيْن) يعني: يرون؛ يعتقدون جواز المسح على الْخُفَّيْن. المسح على الخفين مسألة فرعية تُكْتَبُ في مسائل في الفروع، لها فروع، ولكن العلماء يذكرونها في العقائد قصدا للرد على الرافضة؛ لأن الرافضة لا يرون المسح على الخفين. الرافضة يقولون: مَنْ عليه خُفَّان وجب عليه خلعهما، ومسح ظهور القدمين، وإذا كانت الرجلان مكشوفتين وجب عليه أن يمسح ظهور القدمين فقط! ما يَغْسِلُ الرجلين. يمسح؛ يَبُلُّ يديه بالماء، ثم يمسح ظهور القدمين، كما يمسح الرأس. هذا إذا كانتا مكشوفتين، وإن كانتا فيهما الخفان وجب عليه أن يخلع الخفين، ويخلع الجوارب، ثم يمسح ظهور القدمين!! هذه العقيدة الفاسدة جعلت العلماء يذكرون عقيدة المسح على الخفين في كتب العقائد، فيقولون: ونرى المسح على الخفين؛ خلافا للرافضة الذين لا يرون المسح على الخفين، وإلا المسألة فرعية، مثل المسح على الخفين، ومتى يمسح؟ وكم يمسح المقيم؟ وشروط المسح على الخفين؟ وأنه لا بد فيهما من الطهارة، ولا بد من ستر المفروض. هذه مسألة فرعية، ولكن العلماء يذكرونها في كتب العقائد للرَّدِّ على الرافضة الذين يعتقدون أنه لا يُمْسَحُ على الخفين، ولا تغسل الرجلان. نسأل الله العافية!!
*******************
وكل هذا لا علاقة له بصحة خلافة الراشدين بحسب ترتيب خلافتهم ..
فهذا لا يجوز الاختلاف بشأنه .. ولا يجوز الطعن في أحد من الخلفاء الراشدين مطلقاً ..
ولعل إصرار البعض على تحويل مسألة (التفاضل بين الخلفاء) إلى عقيدة ليس سوى سداً للذريعة أمام الروافض الذين يؤمنون بترتيب عكسي للترتيب المذكور أعلاه ..
ذاك الإصرار يشبه إدراج (المسح على الخفين) في سياق الحديث عن عقيدة أهل السنة والجماعة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك أخي أبو فارس المصباحي , على ثناءك على مداخلتي بارك الله في الجميع , وأضيف على ما ذكرت:
قال أبو الحسن الأشعري (ت330هـ) في المقالات (2/ 147) في قولهم في أفضل الناس بعد الرسول: وأختلفوا في التفضيل:
(1) فقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ,ثم عمر , ثم عثمان , ثم علي.
(2) وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول صلى الله عليه وسلم: أبو بكر , ثم عمر , ثم عثمان.
(3) وقال قائلون: نقول: أبو بكر , ثم عمر , ثم عثمان , ثم نسكت بعد ذلك.
(4) وقال قائلون: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي ثم بعده أبوبكر.
(5) وقال قائلون: لاندري أبو بكر أفضل أم علي.
وقال الباقلاني (ت403هـ) في المناقب (ص295) عن مسألة المفاضلة بين الصحابة: أن الكلام في التفضيل مسألة اجتهاد لا يبلغ الخطأ بصاحبه فيها منزلة الفسق , وما يوجب البراءة: لأن الفضائل المروية أكثرها متقابل متعارض في الفضل , وما يذكر من السبق إلى الإسلام والجهاد وغير ذلك محتمل التأويل.
وقال الباقلاني في المناقب (ص 513) أيضأ: فأما القائلون بأنا نقف فيهم من غير قطع على تفضيل أحد منهم أو قطع تساويهم في الفضل , فإنهم أقرب إلى الصواب , وأقدر على الأحتجاج.
وقال ابن حزم (ت456هـ) في الفِصل (4/ 181): اختلف المسلمون فيمن هو أفضل بعد الأنبياء عليهم السلام , فذهب بعض أهل السنة , وبعض المعتزله , وبعض المرجئة , وجميع الشيعة , إلى أن أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقد روينا هذا القول نصاً عن بعض الصحابة رضي الله عنهم , وعن جماعة من التابعين والفقهاء , و ذهب بعض أهل السنة ,وبعض المعتزله , وبعض المرجئة , إلى أن أفضل الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أبوبكر ,ثم عمر.
وقال الإيجي (ت 756هـ) في المواقف (ص412).: واعلم ان مسالة الأفضلية لا مطمع فيها في الجزم واليقين , وليست مسألة يتعلق بها عمل فيكتفي فيها بالظن.
قلت: كما علم سابقاً أن الأمة أختلفت في المفاضلة بين الصحابة , ومنهم من توقف في ذلك , وكلاً له من الأدلة والبراهين , لكن الجمهور على تفضيلهم على ترتيبهم في الخلافة , والله العالم.
بارك الله فيك وأحسن إليك ..
وقد سُئل الشيخ العلامة محمد بن اسماعيل العمراني عن الزام واعتقاد ذلك الترتيب (أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي) سيما في خطبة الجمعة فقال: بدعة!!! ..
والأولى تركها من الأصل أو ذكر الجميع - بجملتهم - في الفضل وحسب!!!
أخي ابا فارس لعلك سهوت عن ذكر المصدر
حياك الله أخي الكريم ..
لم أعد أذكر أين قرأت أن من الأنصار من انحاز إلى سعد بن عبادة وامتنع عن مبايعة أبي بكر الصديق ..
أما امتناع سعد بن عبادة عن المبايعة فذلك متواتر
*********************
والله أعلم(52/270)
هل يثبت الأشاعرة صفتي السمع والبصر لله؟!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 11 - 08, 03:10 م]ـ
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
مقدمة
قيام الصفات الفعلية أو الصفات الاختيارية بالله عز وجل من المسائل التي اتفق أهل السنة على إثباتها وقد نفاها المتكلمون كالأشاعرة وغيرهم ويسمونها بمسألة حلول الحوادث.
وشبهة هؤلاء هي أنه لو قامت به الأفعال لكان محلا للحوادث , وإذا لم يخل منها لزم أن يكون حادثا.
قال شيخ الإسلام: " وإذا قالوا: لا تحله الحوادث , أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات , ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم , وهذا معنى صحيح , ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام , ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته , وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ,وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك.
"درء التعارض" (1|245)
قال ابن القيم رحمه الله: وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: الحمد لله رب العالمين قال: حمدني عبدي.فإذا قال:الرحمن الرحيم.قال: أثنى علي عبدي.وإذا قال: مالك يوم الدين.قال: مجدني عبدي.
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل.
"الصواعق المرسلة" (3|937)
وقال شيخ الإسلام: والكلابية يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته؛ فأما ما يكون بمشيئته؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً.
قالوا: فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث.
قالوا: ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث.
قالوا: ولأن كونه قابلاً لتلك الصفة إن كانت من لوازم ذاته كان قابلاً لها في الأزل فيلزم جواز وجودها في الأزل.
والحوادث لا تكون في الأزل؛فإن ذلك يقتضي وجود حوادث لا أول لها , وذلك محال لوجوه قد ذكرت في غير هذا الموضع.
"مجموع الفتاوى " (6/ 220)
ما ترتب على هذه المسألة
ترتب على هذه المسألة وهي إنكار قيام الصفات الاختيارية بالله عز وجل مسائل عدة منها إنكار أو تأويل كل صفة يفهم منها التجدد أو الاستمرارية لله عز وجل.
وقد ضاقوا ذرعا في النصوص التي فيها إثبات الاختيارية والاستمرارية لله تعالى كصفة الكلام والسمع والبصر وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/271)
فإنه لما التزموا ذلك جرهم إلى القول بالمتعلقات أو التعلق في صفات الله وهي مسألة عجزت عقولهم عن فهمها فضلا عن تفسيرها.
ولذلك قال القرطبي: إن الخوض في تعلقات الصفات واختصاصاتها من تدقيقات الكلام، وإن العجز عن إدراكه غير مضر في الاعتقاد!.
فقالوا بالفرق بين قيام الصفة بالله منذ الأزل وبين قيامها بالله بعد ذلك فقالوا إن إضافتها إلى الله ليست إضافة حقيقية وإنما هي إضافة نسبة وتعلق.
وقد قسموا التعلق إلى تعلق قديم صلوحي وتعلق تنجيزي حادث.
ويعنون بالأول قيام الصفة بالله سبحانه وتعالى منذ الأزل.
وبالثاني قيامها به بعد ذلك.
فمثلا صفة الإرادة عندهم قديمة ولكن هذه الصفة لا تجدد عندهم وإذا أضيفت فهي إضافة تعلق ونسبة.
وكذا صفة السمع وصفة البصر فالله لا يتجدد له السمع والبصر فلا حقيقة لذلك وإنما هو تعلق ونسبة وإضافة.
فمثلا قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} فلم يسمع الله حقيقة قول هذه المجادلة وإضافة السمع هنا تعلق تنجيزي والمراد به انكشاف العلم به , وليس سمعا حقيقيا , فالتعلق هو الحادث من غير حدوث الصفة!.
حقيقة قولهم في صفتي السمع والبصر
فمرد صفتي السمع والبصر عند الأشاعرة إلى العلم؛وإن كابروا في إنكار ذلك وحاولوا التنصل من ذلك فمرد كلامهم في الحقيقة في هاتين الصفتين إلى مزيد الانكشاف تارة, و تارة كعلمين مخصوصين بالموجودات وتارة كإدراكين زائدين على العلم؛ فمجمل كلامهم حول هاتين الصفتين مرده إلى العلم وليس إلى سمع حقيقي وبصر حقيقي.
قال الغزالي في الاقتصاد في الاعتقاد: فإن العلم كمال والسمع والبصر كمال ثان للعلم، فإنا بينا أنه استكمال للعلم.
وقال الآمدي في غاية المرام: إن الإنسان قد يجد من نفسه معنى زائداً عند السمع والبصر على ما كان قد علمه بالدليل أو الخبر وذلك مما لا مراء فيه كما سبق فالمعني بالإدراك ليس إلا هذا المعنى وسواء سمى ذلك علماً أو إدراكاً وسواء كان متعلقه أمراً تقييديا أو تفصيلياً أو معنى خاصاً أو غير ذلك من المتعلقات فإن حاصل ذلك ليس يرجع إلا إلى محض الإطلاقات ومجرد العبارات فلا مشاحة فيها بعد فهم معانيها.
ويقول أيضا: ومن عرف سر هذا الكلام عرف غور كلام أبى الحسن في قوله إن الإدراك نوع مخصوص من العلوم لكنه لا يتعلق إلا بالموجودات وإذا عرف ذلك فالعقل يجوز أن يخلق الله تعالى في الحاسة المبصرة بل وفى غيرها زيادة كشف بذاته وبصفاته على ما حصل منه بالعلم القائم في النفس من غير أن يوجب حدوثا ولا نقصا.
وقال سعيد فودة في شرح عقيدة ابن الحاجب المالكي
والحقُّ أن هذا الأمر -أي كونهما زائدتين على العلم- ليس من الأمور التي هي من العقائد القطعية، بل فيها خلاف بين العلماء، لأن أدلتها لم ترتق إلى مستوى القطع، ومعلوم أنه لا يدخل في العقائد التي يكفر من يخالفها إلا ما كان من الأمور القطعية.
ولذلك أشار المصنف العلامة إلى ما ذكرناه هنا فقال: إن كونهما صفتين زائدتين على العلم إنما هو بناءاً [على] القول [الأَصَحِّ] عنده وعند جمهور العلماء، والأصل السير على القول الأصح والمشهور حتى يتبين أن دليله ليس راجحاً كما في هذه المسألة.
الإشارة إلى اختلاف أهل السنة في معنى السمع والبصر
واعلم أن المشهور أن جمهور الأشاعرة على القول بأن سمعه تعالى وبصره هما صفتان غير العلم، وأن ما ينكشف بهما غير ما ينكشف بالعلم، وأن كلاً منهما يتعلق بالموجودات لا بالمسموعات والمبصرات فقط، تعلقاً يترتب عليه انكشاف متمايز لكل منهما، وهذا كلُّه مبنيٌ على القول أن للعلم تعلقاً واحداً فقط هو تعلق تنجيزي قديم، وأما على ما حققه بعض الأفاضل من قول الإمام الأشعري فإن للعلم تعلقين: أحدهما تنجيزي قديم والآخر تنجيزي حادث عند حدوث المسموعات والمبصرات، وهذا التعلق الحادث هو المعبر عنه بالسمع والبصر، فيرجعان عنده إلى العلم وهو اللائق بمذهبه حيث إنه يقول: إن الحس راجع إلى العلم بالمحسوس.
وأما السادة الماتريدية الأحناف فقالوا: إن السمع والبصر راجعتان إلى العلم، وهما وإن رجعا إلى صفة العلم بمعنى الإدراك، فإثبات صفة العلم إجمالاً لا يغني في العقيدة عن إثباتهما تفصيلاً بلفظيهما الواردين في الكتاب والسنة، لأنا متعبدون بما ورد فيهما.
شرح عقيدة ابن الحاجب المالكي (38)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/272)
وهنا تناقض آخر في تفريقهم في هاتين الصفتين بين قيامها بالله منذ القدم وما بعد ذلك؛ فمعلوم أن الله كان ولا شيء قبله فهو الأول الذي ليس قبله شيء فكيف يتم إثبات هاتين الصفتين مع انعدام كل شيء , وليس لهم جواب على هذا الإشكال إلا قياس السمع والبصر على العلم.
وهذا إشكال قوي لمن تأمله وقد أشار إليه الغزالي في كتابه الاقتصاد
قال: فإن قيل: ... وإن كانا قديمين فكيف يسمع صوتاً معدوماً وكيف يرى العالم في الأزل والعالم معدوم والمعدوم لا يرى؟ قلنا: هذا السؤال يصدر عن معتزلي أو فلسفي. أما المعتزلي فدفعه هين، فإنه سلم أنه يعلم الحادثات، فنقول: يعلم الله الآن إن العالم كان موجوداً قبل هذا فكيف علم في الأزل أنه يكون موجوداً وهو بعد لم يكن موجوداً؟ فإن جاز إثبات صفة تكون عند وجود العالم علما بأنه كائن، وفعله بأنه سيكون وبعده بأنه كان وقبله بأنه سيكون، وهو لا يتغير عبر عنه بالعلم بالعالم والعلمية، جاز ذلك في السمع والسمعية والبصر والبصرية. وإن صدر من فلسفي فهو منكر لكونه عالماً بالحادثات المعينة الداخلة في الماضي والحال والمستقبل، فسبيلنا أن ننقل الكلام إلى العلم ونثبت عليه جواز علم قديم متعلق بالحادثات كما سنذكره، ثم إذا ثبت ذلك في العلم قسنا عليه السمع والبصر. انتهى
فعندهم كما قدمنا تعلق صفتي السمع والبصر بعد ذلك تعلق تنجيزي حادث عند حدوث المسموعات والمبصرات، وهذا التعلق الحادث هو المعبر عنه بالسمع والبصر.
فملخص الكلام أن القول بأن الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر غير دقيق لتفريقهم بين المعنى القديم والمعنى الحادث وهو التجدد والاستمرارية في هاتين الصفتين , وحقيقة قولهم في هاتين الصفتين مرده إلى العلم.
وهذه المسألة شبيهة بصفة الكلام عندهم في تفريقهم بين ما قام في النفس وبين الحرف والصوت.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:47 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
وهذه عادة الأشاعرة في كثير من المسائل، يوافقون أهل السنة في مجرد الاسم ولكنهم عند التحقيق يوافقون المعتزلة تارة والجهمية تارة، ولذلك يصرح بعضهم كالرازي مثلا أن خلافهم مع المعتزلة في مسألة الرؤية خلاف لفظي!!
وكذلك في مسألة خلق القرآن وغيرها، وقد سمى شيخ الإسلام كتابه (بيان تلبيس الجهمية) مع أن كتابه كله في الرد على أساس التقديس للرازي الأشعري.
ولعله لهذا السبب سماهم بعض السلف مخانيث الجهمية؛ أي أنهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 11 - 08, 09:59 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[18 - 11 - 08, 10:48 م]ـ
(تنبيه مهم): بارك الله فيك ونفع بعلمك ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 11 - 08, 11:21 م]ـ
مشايخنا الكرام
أبو مالك العوضي وخليل الفائدة وسليمان الخراشي
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 12:01 م]ـ
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150610
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:38 م]ـ
للإنصاف
فإن بعض الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر بالنقل.
ـ[أم سالم الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:20 م]ـ
بارك الله فيك على هاته المباحث القيمة
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:58 م]ـ
أحسنت، أحسن الله إليك ورضي عنك ..
اختيار مُوفق، وكلامٌ مُسدّد ..
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[25 - 10 - 10, 08:23 م]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل الموفق
وإن كان الأشاعرة دائموا التذبذب بين الفرق , إلا أنهم في هذه المسألة كان التذبذب هذه المرة بينهم .. منهم من أثبتها ومنهم من جعل مردها للعلم ..
وفي الحقيقة مايهمني في هذه الفرقة رحمتي بعوامهم إذا طلبوا العلم
يبدأ الطالب بالتدرج ليحارب فطرته تدريجيا بالفلسفة الكلامية,
أضف على ذلك ضياع المال في فساد فطرته وشراء ما يبني عقله لمعارضة النصوص ...
وإني أحمد الله حمدا على ما من به علينا من دراسة العقيدة الصحيحة .....
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 09:32 م]ـ
للإنصاف
فإن بعض الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر بالنقل.
بسم الله الرحمن الرحيم
معذرة شيخنا الجليل عبد الباسط
رحم الله الغرالي وصف من أثبت صفة الكلام بالنقل أو بالإجماع بالمسلك الضعيف،
وحبذا لو سمحوا لنا أي الأشاعرة بالتنظير في علم الكلام،لما أثبتنا من الصفات إلا
القدرة والإرادة وبدليل أقوى من أدلتهم،فأقول:-
1 - نثبت لله قدرة، لأنه لا يصح أن يوصف الإله بالعجز،فنثبت صفة القدرة.
2 - نثبت له إرادة،فلا يصح أن يوصف بكمال القدرة ولا يستطيع أن يريد،ولا يريد، فكيف يقدر على الإيجاد من عدم من غير إرادة.
3 - ونثبت لله علماً لأنه لا يصح أن يقدر ويريد من ليس بعالم.
4 - ولا نثبت لله حياة،فإنما صفة الحياة هي من أعراض المخلوقين،فلا يوصف بالحياة ولا بالموت، وقول المبتدئة من الأشاعرة في اثبات صفة الحياة بأنه لا يصح أن يوصف بالقدرة والإرادة إلا حي،قلنا أين الدليل،فإن قالوا:عقلاً، قلنا إنما نتج هذا الدليل من المشاهدة وتعالى الله عن ذلك، وإن قالوا:نقلاً، قلنا والعياذ بالله ما أراد الله به هذا،فإن ظاهرها التشبه، فالحياة هي النمو (ومنه من يشعر ومنه لا يشعر) فتعالى الله عن ذلك.
5 - ولا نثبت لله كلاماً،فإن الكلام من صفات النقص لحاجة المتكلم إلى التعبير عن الذي يعلمه،وتعالى الله عن ذلك، فهو يخبر عن طريق الخلق وهي القدرة، وأما الكلام النفسي فتعالى الله عن ذلك لأن لا يوجد كلاما نفسياً إلا في تجويف وتعالى الله عن ذلك أي التجويف,
6 - ولا نثبت سمعا وبصرا فهي من صفات المخلوقين، وهي جوارح بالنسبة لابن آدم فتعالى الله عن ذلك.
والحمد لله رب العالمين،
والآن شيخنا عبد الباسط ما تقييمكم لهذا الاستدلال على صفات الجلال،فنثبت قدرة وإرادة وهذا هو مذهب الأشاعرة لو سمحوا لنا بالتنظير معهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/273)
ـ[فارس بن عامر]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:40 م]ـ
ثمة فائدة بعد إذن الشيخ وفقه الله:
قال الباحوري: وزيد عمرو والحائط يسمع الله ذواتهما!!
وهذا في شرحه الموسوم بتحقيق المقام , وأنا انقل من الذاكرة(52/274)
سؤال حول من يعتبر صفة الكلام ذاتية النوع فعلية الآحاد؟
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[19 - 11 - 08, 12:14 ص]ـ
الإشكال هو أن من قال بأن صفة الكلام ذاتية النوع فعلية الآحاد لا يقول بأن صفة الضحك والغضب و ... وغيرها كذلك، بل يقول أن هذه الصفات صفات فعلية؟
والسؤال: ما الفرق بين تلك الصفات وصفة الكلام؟ وألا يخشى من القول بأنها فعلية فقط أن يورد على ذلك بأنه يلزم منه حلول الحوادث فيه سبحانه؟ ولم لا يمكننا القول بأن صفة الضحك والعجب ونحوها ذاتية النوع، وأن أفرادها فعلية؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[14 - 12 - 08, 03:52 ص]ـ
ألا يفهم من القول بأن صفات الفعل قديمة النوع أنها كلها ذاتية من حيث النوع؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أم حارث وهمام]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم صفة الكلام ليست مثل صفة (الضحك والعجب والغضب) بل هي مثل صفة (السمع والبصر) من حيث انها ذاتية لان صفة الكلام تختلف عن السمع والبصر ان الله يفعلها بمشيئة واختيار فصفة الكلام جمعت بين كونها صفة ذاتية حتى لايقال انه معطل عن الكلام في وقت من الوقات ,وفي نفس الوقت هي صفة فعلية يفعلها متى شاء ,أما الغضب والضحك فلايقال انها صفة ذاتية ملازمة له بحيث يقال انه ضاحك تعال الله عن ذلك لكنها صفة فعلية يفعلها متى شاء (يضحك من قنوط عبدة وقرب غيره) هذا والله اعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 12 - 08, 01:13 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137753(52/275)
سؤال حول من يعتبر صفة الكلام ذاتية النوع فعلية الآحاد؟
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[19 - 11 - 08, 12:20 ص]ـ
الإشكال هو أن من قال بأن صفة الكلام ذاتية النوع فعلية الآحاد لا يقول بأن صفة الضحك والغضب و ... وغيرها كذلك، بل يقول أن هذه الصفات صفات فعلية؟
والسؤال: ما الفرق بين تلك الصفات وصفة الكلام؟ وألا يخشى من القول بأنها فعلية فقط أن يورد على ذلك بأنه يلزم منه حلول الحوادث فيه سبحانه؟ ولم لا يمكننا القول بأن صفة الضحك والعجب ونحوها ذاتية النوع، وأن أفرادها فعلية؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - 11 - 08, 02:34 م]ـ
" اعلموا أن كل صفة فعلية فإنها حادثة النوع أو الفرد لكنها قديمة الجنس"
ابن عثيمين
شرح السفارينية
ـ[الجعفري]ــــــــ[19 - 11 - 08, 04:50 م]ـ
يلزم منه حلول الحوادث فيه سبحانه؟
أخي الكريم: ما ذكرته أعلاه هو عين ما ذكره المعطلة في شبهاتهم لنفي صفة الكلام وغيرها من الصفات الفعلية أو من نفوا أن الكلام بصوت وحرف.
صفة الكلام - كما قرر ذلك علماء العقيدة - صفة ذاتية فعلية ..
فهو سبحانه لم يزل موصوفاً بالكلام وهي صفة ملازمة لذاته لا تنفك عنه سبحانه، وهو يتكلم إذا شاء (أي يحدث كلامه عندما يريد) فتكلم مع موسى ومع محمد عليهما السلام ...
قال تعالى " ما يأتيهم من قول من ربهم محدث .. "
هذا ما يحضرني هنا وإني لبعيد العهد عن هذه المعلومات، وإن ثم خطأ فقوموني ...
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[19 - 11 - 08, 07:05 م]ـ
" اعلموا أن كل صفة فعلية فإنها حادثة النوع أو الفرد لكنها قديمة الجنس"
ابن عثيمين
شرح السفارينية
وقال العلامة عبد العزيز الراجحي في شرحه على الطحاوية: (وصفات الأفعال عند أهل العلم وعند أهل الحكمة حقا يقولون: إنها قديمة النوع حادثة الآحاد).
راجع الشرح على هذا الرابط:
http://www.taimiah.org/tree.asp?t=book08&pid=1
وقال الشيخ إبراهيم البريكان في القواعد الكلية للأسماء والصفات: (صفات الأفعال قديمة النوع حادثة الآحاد، على معنى أنها تحذو حذو الذات في قدمها وأنها غير مخلوقة، وأما من جهة أفرادها فهي متجددة تحصل شيئاً فشيئاً) ص91 ط. ابن عفان
ثم قال فيما يتعلق بما ذكرتَ أخي عبد الرحمن (صفة الكلام صفة ذات وصفة فعل ... وإنما اختصت هذه الصفة بالتنصيص عليها لأمرين:
أحدهما: لتحقيق مذهب السلف فيها.
الثاني: لكثرة النزاع بين فرق الأمة فيه مما يتسبب في خلط مذهب السلف بغيره) ص92
وتأمل أخي جيداً هذا النص لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: (وما ذكره أئمة السنة والحديث متبعين لما جاء من الآثار من أنه سبحانه لم يزل كاملاً بصفاته، لم تحدث له صفة ولا تزول عنه صفة ليس هو بمخالف لقولهم: إنه ينزل كما يشاء، ويجيء يوم القيامة كما يشاء، وإنه استوى على العرش بعد ان خلق السماوات، وأنه يتكلم إذا شاء وأنه خلق آدم بيديه، ونحو ذلك من الأفعال القائمة بذاته، فإن الفعل الواحد من هذه الأفعال ليس مما يدخل في مطلق صفاته، ولكن كونه بحيث يفعل إذا شاء هو صفته). اهـ. التسعينية 1/ 328 - 330
وللفائدة: فهذا النص لشيخ الإسلام رحمه الله فيه رد على الاستدلال الخاطيء لنزار حمادي بكلام المزني رحمه الله في هذا الموضوع على الألوكة، وقد أغلق الموضوع.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22803
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:08 م]ـ
تنبيه: قولنا حادثة الآحاد ليس بمعنى الحادث المخلوق, بل هي ليست مخلوقة, فالقول بحلول الحوادث بهذا المعنى الذي نقول به لا يلزم منه نقص في ذاته تعالى, لا كالذي يوهم به الجهمية من أنه حلول المخلوقات في ذاته تعالى ....
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[20 - 11 - 08, 01:00 ص]ـ
الإخوة الكرام: عبدالله آل سيف، الجعفري، عبدالله محمد إبراهيم، أبوالعباس البحريني
شكر الله لكم إجابتكم السريعة
لكن منشأ الإشكال عندي هو من عدم استيعابي للتقسيم الذي ذكره العلامة العثيمين -رحمه الله- في شرحه على اللمعة صفحة 25 - 26 حيث قال:
(الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين ذاتية و فعلية
فالذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها كالسمع والبصر
والفعلية هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والمجيء
وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام فإنه باعتبار أصل الصفة صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام متعلق بمشيئته يتكلم بما شاء متى شاء)
ومكمن الإشكال عندي هو عدم وضوح الفرق بين صفة الكلام والمجيء مثلاً أو الضحك أو غيرها
فلماذا نخص صفة الكلام بكونها ذاتية فعلية؟
والذي فهمته من بعض ردود الإخوة الكرام أن تخصيص صفة الكلام هو لمزيد العناية بها فقط، وإلا فهي كغيرها من الصفات الفعلية؟
أرجو أن يكون فهمي صحيحاً، وإلا فصوبوني أيها الكرام إن أخطأت ..
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/276)
ـ[ولد محمد]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:24 م]ـ
الكلام باعتباره صفة ذاتية يقابل الخرس
وباعتباره صفة فعلية يقابل السكوت
والذي أذكره من كلام الشيخ البراك حفظه الله-وهذا يحتاج إلى مراجعة وزيادة تثبت- أن بعض الصفات الفعلية -كالضحك مثلا والنزول والاستواء- أنها تكون ذاتية باعتبار أنه سبحانه فعال لما يريد فلم يزل ولا يزال فعال, أما الآحاد فواضح.(52/277)
الفخر الرازي وصفة المحبة لله عز وجل (أشكل علي شيء)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 11 - 08, 09:44 ص]ـ
قال الفخر الرازي في تفسيره:
الأعراف 55
[أما قوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المعتدين} ففيه مسائل:
المسألة الأولى: أجمع المسلمون على أن المحبة صفة من صفات الله تعالى، لأن القرآن نطق بإثباتها في آيات كثيرة. واتفقوا على أنه ليس معناها شهوة النفس وميل الطبع وطلب التلذذ بالشيء، لأن كل ذلك في حق الله تعالى محال بالاتفاق، واختلفوا في تفسير المحبة في حق الله تعالى على ثلاثة أقوال:
فالقول الأول: أنها عبارة عن أيصال الله الثواب والخير والرحمة إلى العبد.
والقول الثاني: أنها عبارة عن كونه تعالى مريداً لإيصال الثواب والخير إلى العبد. وهذا الاختلاف بناء على مسألة أخرى وهي: أنه تعالى هل هو موصوف بصفة الإرادة أم لا؟ قال الكعبي وأبو الحسين: إنه تعالى غير موصوف بالإرادة ألبتة، فكونه تعالى مريداً لأفعال نفسه أنه موجد لها وفاعل لها، وكونه تعالى مريداً لأفعال غيره كونه آمراً بها ولا يجوز كونه تعالى موصوفاً بصفة الإرادة. وأما أصحابنا ومعتزلة البصرة فقد أثبتوا كونه تعالى موصوفاً بصفة المريدية.
إذا عرفت هذا فمن نفي الإرادة في حق الله تعالى فسر محبة الله بمجرد إيصال الثواب إلى العبد ومن أثبت الإرادة لله تعالى فسر محبة الله بإرادته لإيصال الثواب إليه.
والقول الثالث: أنه لا يبعد أن تكون محبة الله تعالى للعبد صفة وراء كونه تعالى مريداً لإيصال الثواب إليه، وذلك لأنا نجد في الشاهد أن الأب يحب ابنه فيترتب على تلك المحبة إرادة إيصال الخير إلى ذلك الابن فكانت هذه الإرادة أثراً من آثار تلك المحبة وثمرة من ثمراتها وفائدة من فوائدها. أقصى ما في الباب أن يقال: إن هذه المحبة في الشاهد عبارة عن الشهوة وميل الطبع ورغبة النفس وذلك في حق الله تعالى محال، إلا أنا نقول: لم لا يجوز أن يقال محبة الله تعالى صفة أخرى، سوى الشهوة وميل الطبع يترتب عليها إرادة إيصال الخير والثواب إلى العبد؟ أقصى ما في الباب، أنا لا نعرف أن تلك المحبة ما هي وكيف هي؟ ا إلا أن عدم العلم بالشيء لا يوجب العلم بعدم ذلك الشيء ألا ترى أن أهل السنة يثبتون كونه تعالى مرئياً، ثم يقولون إن تلك الرؤية مخالفة لرؤية الأجسام والألوان، بل هي رؤية بلا كيف، فلم لا يقولون ههنا أيضاً أن محبة الله للعبد محبة منزهة عن ميل الطبع وشهوة النفس بل هي محبة بلا كيف؟ فثبت أن جزم المتكلمين بأنه لا معنى لمحبة الله إلا إرادة إيصال الثواب ليس لهم على هذا الحصر دليل قاطع. بل أقصى ما في الباب أن يقال لا دليل على إثبات صفة أخرى سوى الإرادة فوجب نفيها، لكنا بينا في كتاب نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.]
الكلام الذي باللون الأزرق
هل هو نقله لقولٍ أم هو قوله؟
يعني هل هو يرى أن صفة المحبة هي الإرادة؟
أم هو يرد على ذلك القول (يقصدها في قوله: "هذه الطريقة ضعيفة وساقطة")؟
وما المقصود في "فوجب نفيها"؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 11 - 08, 10:46 ص]ـ
بل هو من قوله، فهو يذكر أدلة المتكلمين في تفسير المحبة بالإرادة الخاصة.
فذكر أنهم ليس لهم دليل قاطع على ذلك.
ثم ذكر أن أقصى ما في الباب (أي غاية ما يمكنهم أن يستدلوا به) أن يقولوا: لا دليل على إثبات صفة أخرى (أي لا يوجد دليل قطعي يوجب ذلك) سوى الإرادة (لأنها ثبتت بدلائل قطعية) فوجب نفيها (لأنهم يزعمون أن ما لا نقطع بإثباته من صفات الله فإننا نقطع بنفيه!).
يقول: لكنا بينا في نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.
يقصد أن هذا الحصر لصفات الله عز وجل فيما نعلمه باطل، وهي مسألة خلافية بين الأشاعرة، فبعضهم يقول: لا يوجد لله صفات مطلقا إلا ما نعرفه عنه!! والمرجح عند الرازي خلاف ذلك.
فهو يجوّز أن يكون لله صفات لا نعلمها، وهو قول أهل السنة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 11 - 08, 01:08 م]ـ
بل هو من قوله، فهو يذكر أدلة المتكلمين في تفسير المحبة بالإرادة الخاصة.
فذكر أنهم ليس لهم دليل قاطع على ذلك.
ثم ذكر أن أقصى ما في الباب (أي غاية ما يمكنهم أن يستدلوا به) أن يقولوا: لا دليل على إثبات صفة أخرى (أي لا يوجد دليل قطعي يوجب ذلك) سوى الإرادة (لأنها ثبتت بدلائل قطعية) فوجب نفيها (لأنهم يزعمون أن ما لا نقطع بإثباته من صفات الله فإننا نقطع بنفيه!).
يقول: لكنا بينا في نهاية العقول أن هذه الطريقة ضعيفة ساقطة.
يقصد أن هذا الحصر لصفات الله عز وجل فيما نعلمه باطل، وهي مسألة خلافية بين الأشاعرة، فبعضهم يقول: لا يوجد لله صفات مطلقا إلا ما نعرفه عنه!! والمرجح عند الرازي خلاف ذلك.
فهو يجوّز أن يكون لله صفات لا نعلمها، وهو قول أهل السنة.
هذا ما كان في نفسي لكن لم أرد أن أعتمد على فهمي
فقلت استفسر لأتأكد
جزاك الله خيرا(52/278)
بعض الفوائد من كتاب (درء الفتنة عن أهل السنة)، تأليف الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:30 م]ـ
فوائد من كتاب: (درء الفتنة عن أهل السنة) طبعة دار العاصمة
الفائدة/01
" .. أكثر ضلال الناس ناتج عن الانخداع عن هاتين الفرقتين و الانجراف في مسالكهما الملتوية، وهما: فرقة الخوارج و فرقة المرجئة". (ص:13)
الفائدة/02
ذكر الشيخ بكر – رحمه الله تعالى – أن من آثار فتنة المرجئة:"التهوين من خصال الإسلام و فرائضه – شأن أسلافهم من قبل -.
ومنها: التهوين من شأن الصلاة، لا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه إضاعة الصلوات و اتباع الشهوات، وطاشت فيه موجة المحبين، الذين لا يعرفون ربهم طرفة عين.
ومنها: التهوين من تحكيم شريعة الله في عباده، بل ومساندة من يتحاكم إلى الطاغوت، وقد أمر الله بالكفر به". (ص:20 - 21)
الفائدة/03
"لما كانت هذه الفتنة الإرجائية في مقابلة فتنة الخوارج الذين يقولون: ((بتكفير مرتكب الكبيرة)) وهي آخية لها في الضلال، و الابتداع، وسوء الآثار لا يجوز أن يدين الله بأي منهما مسلم قط، كان لزاما على أهل العلم و الإيمان بيان بطلانهما، و إظهار المذهب الحق الذي يجب على كل مسلم أن يدين الله به.
ونُحَذِّرَ المسلمين من هاتين الفتنتين، ومن هؤلاء المفتونين، المتجاوزين لحدود رب العالمين {ولا تطع أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون}
ونُحَذِّرَ المسلمين من هؤلاء المحرومين المخذولين الذين يختارون الأقوال الباطلة الصادة عن الصراط المستقيم". (ص:21 - 22)
الفائدة/04
"و إن من الضلال المبين، والغش للمسلمين، و التدليس على شَبَبَتِهِمْ، جَلبُ أقوال الفرق الضالة، وكساؤها بلحاء الشريعة، ونسبتها لمذهب أهل السنة و الجماعة نتيجة لردود أفعال، وجَدَلِ المخاصمات!! فلا يجوز بحال الميل على أهواء النواصب لمواجهة الروافض، ولا لشيء من أهواء القدرية لمواجهة الجبرية، ولا لشيء من أهواء المرجئة لمواجهة الخوارج، أو العكس في ذلك كله، وهكذا من رد الباطل بمثله، و الضلالة بأخرى، وهذه جادة الأخسرين أعمالا .. ". (ص:22 - 23)
الفائدة/05
"و المخالفة في تلك الحقيقة الشرعية للإيمان: ابتداع، وضلال، وإعراض عن دلالة نصوص الوحي، وخرق للإجماع ". (ص:34)
الفائدة/06
" .. إياك ثم إياك - أيها المسلم – أن تغتر بما فاه به بعض الناس، ... لا سيما ما تلقفوه عن الجهمية و غلاة المرجئة من أن: ((العمل)) كمالي في حقيقة الإيمان ليس جزءًا منه، وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله – تعالى – في نحو ستين موضعا، مثل قول الله - تعالى -: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}.
ونحوها في السنة كثير، وخرق لإجماع الصحابة و من تبعهم بإحسان.
وإياك يا عبد الله من الجنوح إلى الغلو، فتهبط - وأنت لا تشعر – في مزالق الخوارج الذي تَبَنَّى – في المقابل –مذهبهم بعض نابتة العصرنا ". (ص:34 - 35)
الفائدة/07
"و إنما عظمت أقوال السلف في الإرجاء؛ لجرم آثاره، ولوازمه الباطلة، وقد تتابع علماء السلف على كشف آثاره السيئة على الإسلام و المسلمين". (ص:41)
الفائدة/08
" .. إن الدعوات لمجرد إيمان خال من العمل هي إفك و خداع و تلبيس، بل هي من دس اليهود على أيدي الجهمية، وفروعها من المرجئة كالماسونية، وغيرهم .. ". (ص:47)
الفائدة/09
"لا يجوز لمسلم التحاشي عن تكفير من كفره الله تعالى و رسوله - صلى الله عليه و سلم -؛ لما فيه من تكذيبٍ لله – تعالى – ولرسوله - صلى الله عليه و سلم -". (ص:69)
تم بحمد الله نقل بعض الفوائد من كتاب (درء الفتنة عن أهل السنة) طبعة دار العاصمة، تأليف الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى وكان ذلك بعد صلاة العشاء ليوم الخميس من 6 شوال1429هـ. الجزائر
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 11 - 08, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوالبراءاليمني]ــــــــ[27 - 11 - 08, 06:02 م]ـ
رحم الله العلامة بكر أبو زيد
ـ[محمد العبد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أحسنت وأجدت أخانا الفاضل , فجزاك الله خيرا , ورحم الله العلامة الكبير بكر بن عبد الله
ـ[حازم المصري]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً
لتحميل الكتاب كاملاً بصيغة pdf
http://www.archive.org/download/adabhatifadabhatif/dfas.pdf
الرابط خاص بموقع المكتبة الوقفية
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[11 - 12 - 08, 01:30 ص]ـ
رحم الله شيخنا بكر أبو زيد، وبارك الله فيك أخي على هذه الفوائد.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 01:28 م]ـ
الإخوة الكرام؛ وفيكم بارك الله ...(52/279)
قول القحطانى فى النونية (بينى و بينك حرمة القرءان) من يشرحه لنا؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 11 - 08, 12:39 ص]ـ
أول بيت من أبيان نونية القحطانى {يا منزل الآيات و الفرقان ** بينى و بينك حرمة القرءان} ماذا عنى القحطانى _رحم الإله صداه_ بقوله (بينى و بينك حرمة القرءان)؟ و جزاكم الله خيرا.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:15 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129075
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 11 - 08, 01:07 م]ـ
بارك الله فيك.
ألا توجد إجابة مختصرة مكتوبة؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 - 11 - 08, 03:08 م]ـ
كأنه أراد القول: إن هذا القرآن هو الحبل المتين بيني وبينك يا رب، أومن به وأعمل بمقتضاه.
نقلا عن شرح الشيخ عمر العيد بتصرف [الشريط الأول، الدقيقة 32].
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 11 - 08, 07:58 م]ـ
كأنه أراد القول: إن هذا القرآن هو الحبل المتين بيني وبينك يا رب، أومن به وأعمل بمقتضاه.
نقلا عن شرح الشيخ عمر العيد بتصرف [الشريط الأول، الدقيقة 32].
بارك الله فيك.
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:07 م]ـ
هذا توضيح مني أنا:
كأنه قال إني آمنت بكتابك،،فانفعي بمافيه ووفقني للهدى
كقوله تعالى على لسان المؤمنين:
(ربنا اننا أمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)
وفيه أيضا توسل بكلام الله الذي هو القرآن ..
هذا مايتضح لي أنا .. ان كنت تريد مجرد معرفة المعنى المتبادر للذهن من البيت.
والله أعلم.
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[22 - 11 - 08, 01:24 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وما معنى رحم الإله صداه؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[22 - 11 - 08, 03:53 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وما معنى رحم الإله صداه؟
قالها آخر بيت:
بِاللَّهِ قولوا كُلَّما أَنشَدتُّم و: ... رَحِمَ الإلَهُ صَداكَ يا قَحْطاني
فلعله أراد بقوله (رحم الإله صداك): رحم الله جسدك وحرمه على النار.
فـ (الصدى) يطلق ويراد به عدة معان؛ منها (جسد الإنسان بعد موته)، ومنها (الصوت)، وغير ذلك. [انظر اللسان والتهذيب].
وكذا العرب تقول - إذا دعوا بالهلكة على رجل -: (أصمَّ الله صداك) أو (صُمَّ صداه)، فلعله أراد معارضتهم بعكس مقالهم، ويكون الصدى هنا بمعنى الصوت. أو هي من المجاز المرسل، أطلق الجزء (الصوت) وأراد الكل (الجسد). ثم فضل الله واسع، فإن رحم الله صوته - الذي ملأ به الدنيا دفاعا وذبا عن الله ودينه وكتابه ورسوله وعرض صحابته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لزم من ذلك رحمة جسده كله وتحريمه على النار. والله أعلم.
ولعل المعنى الأول أدق وأحسن؛ لعدم حاجته إلى تأويلات بالظن.
رحم الإله صداك يا قحطاني، وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من جنته. اللهم آمين آمين.(52/280)
ماحكم الحلف بحياة القرآن؟
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 05:53 م]ـ
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:هذا لا يجوز و معناه أن القرآن مخلوق. والعياذ بالله.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[24 - 11 - 08, 07:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 11 - 08, 10:43 ص]ـ
بارك الله فيك
في فتاوى الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله
حكم الحلف بغير الله
عندنا الكثير من الناس يحلفون بغير الله، مثلاً يقولون: وحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أو: وحياة عيسى، أو موسى عليه الصلاة والسلام، أو: وحياة القرآن أو وحياة قبر أبي، أو أقسم بشرفي أفيدونا بهذا جزاكم الله خير الجزاء؟
الحلف بغير الله لا يجوز، بل يجب أن يكون الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى; لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) وفي لفظ آخر: ((فقد كفر)) وفي لفظ آخر: ((فقد كفر أو أشرك)).
فالحلف بغير الله من المحرمات الكفرية، ولكنه من الشرك الأصغر، إلا إذا قصد أن محلوفه عظيم كعظمة الله، أو أنه يتصرف في الكون، أو أنه يستحق أن يدعى من دون الله، صار كفراً أكبر والعياذ بالله.
فإذا قال: وحياة فلان، أو وحياة الرسول، أو وحياة موسى، أو وحياة عيسى، أو وقبر أبي، أو حلف بالأمانة وبالكعبة أو ما أشبه ذلك، فكل ذلك حلف بغير الله، وكل ذلك لا يجوز، وكل ذلك منكر.
والواجب أن لا يحلف إلا بالله سبحانه وتعالى، أو بصفة من صفاته، أو باسم من أسمائه عز وجل، والقرآن من كلام الله، فالقرآن من صفات الله، فإذا قال: والقرآن، أو وحياة القرآن، فهذا لا بأس به؛ لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا حلف بالقرآن، أو قال: بعزة الله، أو بعلم الله، أو بحياة الله، فلا بأس، فصفات الله يقسم بها، لكن المخلوقين لا يقسم بهم، فلا يقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو أشرف الخلق، ولا بحياة فلان، ولا بالكعبة ولا بالأمانة، ولا بشرف فلان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وحذر من هذا صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن عبد البر الإمام المشهور رحمه الله: (أجمع العلماء على أنه لا يجوز الحلف بغير الله). فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الأيمان الباطلة، وأن يحذر إخوانه من ذلك، وأن يدعوهم إلى الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4813
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 12:42 م]ـ
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:هذا لا يجوز و معناه أن القرآن مخلوق. والعياذ بالله.
من شرح قرة عيون الموحدين الشريط 3
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 01:05 م]ـ
كأن العلامة الفوزان حفظه الله نظر إلى حالف يقصد بحياة القرآن أن له روحا كالتي تكون في المخلوقات فمنع
بينما الإمام ابن باز رحمه نظر إلى استعمال الناس العرفي لكلمة حياة القرآن يقصدون عظمته وجلاله فكأنهم قالوا نحلف بالقرآن العظيم الجليل فأباح
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 01:25 م]ـ
بارك الله فيكم
هذه اللفظة مبتدعة لا ينبغي للمسلم أن يقولها لا نفيا ولا اثباتا فالقرآن كلام الله غير مخلوق
فقط فإذا حلف فليحلف بالقرآن فقط لأنه من صفات الله سبحانه
وأخشى أن يدخل طالبُ العلم بما دخل فيه المبتدعة من اختراع ألفاظ ٍ لا أصل لها
كأن يقول هل ==للقرآن حياة أم لا ==
كالمسألة المشهورة ((لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق))
ولذا قال ائمة أهل السنة
((: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق، فهو مبتدع.))
والله أعلم وأحكم
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 10:44 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو حذيفة كريم بن جمال السكندري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 04:42 ص]ـ
كأن العلامة الفوزان حفظه الله نظر إلى حالف يقصد بحياة القرآن أن له روحا كالتي تكون في المخلوقات فمنع
بينما الإمام ابن باز رحمه نظر إلى استعمال الناس العرفي لكلمة حياة القرآن يقصدون عظمته وجلاله فكأنهم قالوا نحلف بالقرآن العظيم الجليل فأباح
جزاك الله خيراً شيخنا على التفصيل ..
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[04 - 12 - 08, 01:21 م]ـ
قول الشيخ الفوزان هو الأسلم والأقرب إلى منهج الإمام أحمد ومن سبقه من السلف لأنه قد يأتيك مبتدع فيسأل: هل للصفة حياة مستقلة دون حياة الله؟
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[04 - 12 - 08, 02:06 م]ـ
قول الشيخ الفوزان هو الأسلم والأقرب إلى منهج الإمام أحمد ومن سبقه من السلف لأنه قد يأتيك مبتدع فيسأل: هل للصفة حياة مستقلة دون حياة الله؟
بارك الله فيك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[13 - 12 - 08, 11:25 م]ـ
جواب علمي
نفع الله بعلم الشيخ(52/281)
هداية المرام لعلم الكلام
ـ[هشام جبر]ــــــــ[21 - 11 - 08, 06:49 م]ـ
هداية المرام لعلم الكلام: مخطوط للعلامة يوسف بن حسين الكرماستي
الإخوة الأفاضل المهتمين بالمخطوطات؛ أرجو معلومات عن هذه المخطوطة، وجزاكم الله خيرا
ـ[حماد النقبي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 02:55 م]ـ
الأخ الفاضل:
إن لم تخني الذاكرة فتوجد منه نسخة في الأزهر.
حماد
ـ[هشام جبر]ــــــــ[02 - 01 - 09, 10:27 م]ـ
الأخ الكريم حماد جزاك الله خيرا ... ومعذرة لعدم الرد السريع فقد انقطع النت عندي لفترة طويلة
هل المخطوط في مكتبة الأزهر تقصد؟ وهل توجد منه نسخة في مكتبة الإسكندرية؟(52/282)
كتاب تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[21 - 11 - 08, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
كنت قد وضعت ملف الكتاب http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152470
لكنني الآن وجدته هنا
http://www.islamic-invitation.com/book_details.php?bID=695
دعوتي للإخوة عمل قائمة بمؤلفات المهتدين في هذا المنتدى المبارك بإذن الله
والسلام(52/283)
هل يصح الاخد بالحديث الموقوف على صحابي ما في العقيدة؟
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:23 م]ـ
ومن ذلك حديث ابن عباس عن نزول القرآن من اللوح المحفوظ الى بيت العزة جملة واحدة ثم مفرقا من بيت العزة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام.
هل يصح ذلك , أم لابد من حديث مرفوع للرسول.
جزاكم الله خيرا.
هذا سؤال قرأته وأريد الإجابة عليه من مشايخنا الأفاضل
ـ[عبدالمنعم الشنو]ــــــــ[24 - 11 - 08, 06:57 ص]ـ
لست بشيخ (مازلت شابا!) لكن سمعت من بعض المشايخ ما معناه أنه يقبل قول الصحابي كحديث مرفوع للنبي صلى الله عليه و سلم بشرطين هما
1 أن يكون النص مما لا يقال فيه بالرأي -تحرزا من الإجتهاد الشخصي- كأن يكون إخبارا بالغيب مثلا.
2 أن يؤمن أن لا يكون النص مأخوذ من الإسرائيليات، لأن بعض الصحابة كان يقرأ أو يسمع من أهل الكتاب.
و طبعا لا بد أن يكون النقل صحيحا إلى الصحابي
رضي الله عن الصحابة أجمعين
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 08:20 م]ـ
السلام عليكم:
قول الصحابي إذا كان مما لا مجال للاجتهاد فيه، فهو في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وضابط ما لا اجتهاد فيه أن يكون مما لا يقال بالرأي كالإخبار عن أمر غيبي من الجنة والنار وما كان متعلقا بذات الله كأسماء الله تعالى وصفاته أولى بهذا الحكم؛ لأن الصحابة أجل من أي يقولوا في هذا الباب خصوصا، وما قبله عموما بمحض الرأي، وأما الشرط الثاني الذي ذكره الأخ ففيه نظر كبير ليس هذا موضع بيانه ولعل الله أن ييسر كتابة مختصرة في ذلك.
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[03 - 12 - 08, 08:45 م]ـ
جزاكما الله خيراً
أما بالنسبة لقولك (وأما الشرط الثاني الذي ذكره الأخ ففيه نظر كبير) فالحاصل أن بعض الصحابة رووا الأسرائيليات عن بعض ممن أسلموا من أهل الكتاب مثل كعب الأحبار، فنرجو منك توضيح النظر الذى عندك، وجزاك الله خيراً على إفادتك إخوانك.
أبو صهيب،،
ـ[أبو عبد الله العلالي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 10:06 م]ـ
نعم في هذا الشرط نظر كبير، وذلك من وجوه كثيرة، وأنا على علم بما ذكرتع عن بعض الصحابة، وهذا موطن الإشكال الذي بنى عليه الحافظ ابن حجر هذا الشرط في كتابه النكت وغيره، ولكنه محل نظر كما سبق ذكره، أسأل الله تعالى أن ييسر لي بيان ذلك قريبا.(52/284)
ماهي المذاهب التي كان ينتحلها يهود ونصارى العرب في العصر النبوي الشريف؟
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[21 - 11 - 08, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد.
أخواني وأخواتي الكرام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله أوقاتكم بمنه وكرمه.
كثيرا ما أتسائل عن مذاهب اليهود في يثرب وخيبر ودمة الجندل واليمن , والنصارى في نجران وبعض بلاد تغلب وطيء وغيرها من القبائل المتنصره إذ ذاك.
وقد أشار علي بعض الأحبه , بأن أقرأ بعض ماكتب في أدب النصارى العرب في الجاهلية , فلم أجبه , لعدم ثقتي بما يكتبون , خصوصا النصارى الأقباط والمارونين , وخصوصا في هذا الزمن , فقد أصبحوا أكذب من الروافض!
فمن لديه الجواب - إن كان الجواب ممكنا , ولم يصبح من عالم الغيب - فليتفضل لطفا وكرامة بتسطيره في هذا الموضوع , أو فليحيلني إلى مصادر موثقة , وأكون له شاكرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[22 - 11 - 08, 12:00 ص]ـ
راجع هذا المقال لعله يفيدك
http://www.almwsoaa.com/Forum/showthread.php?p=13481
* ملحوظة: ليس هناك أكذب من الروافض، وإذا أردت الترتيب فالروافض ثم النصارى.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[22 - 11 - 08, 12:19 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ولكني أحتاج بحثا موسعا لمذاهب العرب منهم في عصر النبوة المحمدية الشريفة.
ومع هذا , لاأنسى لك المعروف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 11 - 08, 01:29 ص]ـ
ح1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر(52/285)
"سيشفيك هذا الدواء؟ "هل يجوز مثل هذا الكلام؟
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[22 - 11 - 08, 08:13 ص]ـ
السلام عليكم,
هل يجوز مثل هذا الكلام؟
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[28 - 11 - 08, 09:58 ص]ـ
أفيدوني أفادكم الله
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:49 م]ـ
ما اعرفه - ولست بمفتية - أن المسلم عليه ان يعتقد ان الشافي هو الله والدواء سبب جعله الله في الارض وامرنا في ديننا بالاخذ بالاسباب ومنها التداوي.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[23 - 12 - 08, 09:29 ص]ـ
ما زلت بانتظار أجوبة المشايخ ...
ـ[أبو الحارث اليمني]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:21 م]ـ
أعتقد -والله تعالى أعلى وأعلم- أنه بحسب نية الشخص فإن كانت نيته أن الدواء سببا في الشفاء فلا مانع وإن كانت نيته أن الشافي هو الدواء فهذا شرك
وهي كلفظة (خذ هذه الدواء سينفعك) لم يستبشعها أحد
ولا شك أن النافع والضار هو الله
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 05:33 ص]ـ
أعتقد -والله تعالى أعلى وأعلم- أنه بحسب نية الشخص فإن كانت نيته أن الدواء سببا في الشفاء فلا مانع وإن كانت نيته أن الشافي هو الدواء فهذا شرك
وهي كلفظة (خذ هذه الدواء سينفعك) لم يستبشعها أحد
ولا شك أن النافع والضار هو الله
جزاكم الله خيرا
هذا ما أعتقده وهذا جوابي لسؤال سألني عنه بعض الإخوة لكن هذا الجواب لا يشفي غليلهم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 12:36 م]ـ
الأصل فيها -بالمعنى المتداول بين الناس- أنها جائزة, فمعلوم أن المسلم إذا قالها لا يعتقد أنها تشفي من دون الله ضرورة من الدين, والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 10:55 م]ـ
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء, إلا السام)) والسام: الموت.
رواه مسلم في صحيحه (5766) ..
_وجه الاستشهاد من الحديث:
أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذكر أن الشفاء في الحبة السوداء.
وهذا كقولك: (خذ هذا الدواء سينفعك) و أنت تريد أن هذا الدواء سينفعك بعد الله عزوجل ..
وهي تدخل من باب فعل السبب وأن السبب مؤثر بإذن الله تعالى ..
وكقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((الشفاء في ثلاثة .... )) ألخ ..
وعلى العموم المسألة ترجع إلى نية القائل, وإلا قول القائل, ما فيه بأس بإذن الله تعالى ..
والله أعلم .. والله المستعان ..
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[28 - 12 - 08, 10:07 ص]ـ
السلام عليكم
عدت بعد غياب طويل
الأولى ان نقول: سيعالجك الدواء
والشفاء مختص بالله وحده
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[28 - 12 - 08, 01:02 م]ـ
السلام عليكم
لو قلنا بعدم الجواز من باب سد الذرائع لكان أوجه
ولو زاد بعد (سيشفيك هذا الدواء) (بإذن الله) لما كان عليه من حرج
والله أعلم
ـ[رباني]ــــــــ[31 - 12 - 08, 10:41 م]ـ
الراجح في ذلك - والله أعلم - أن هذا منهي عنه محرم
وذلك من وجهين:
أولهما أنه قد ورد النهي عنه صريحًا كما في حديث غلام أصحاب الأخدود إذ قال: ((إني لا أشفي أحدً؛ إنما يشفي الله تعالى))؛ فجعل الشفاء من أفعال الله مطلقًا ولا مدخل للعبد فيها.
وثانيهما أنه هناك فارق بين النفع وبين الشفاء، فالنفع معنى عام يشمل ما يملكه الإنسان وما لا يمكله، أما الشفاء فهو من النفع الذي لا يملكه الإنسان ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)) مع أن الرقية قد يحصل منها الشفاء وقد لا يحصل
وبيان ذلك أن الشفاء أمر باطن لا يملكه العبد أما الرقية فهو عمل ظاهر يستطيعه من يقدر عليه
فلا يصح أن يجعل الشفاء كالنفع العام من كل وجه
..(52/286)
من العلماء الذين كفروا الأشاعرة؟ ((للمشاركة))
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[23 - 11 - 08, 09:54 ص]ـ
قرأت في ذم الكلام لأبي اسماعيل الهروي رحمه الله ما نقله عن بعض العلماء من تكفير الأشاعرة
فأحب أن نجمع هنا من قال ذلك من أهل العلم.
أرجو من الإخوة الكلام بعلم او السكوت بحلم بعيدا عن التشنج المعهود عن البعض.
والشكر مقدما لكل من ساهم بفائدة.
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 02:09 م]ـ
قال ابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ في كتابه (جامع بيان العلم وفضله):
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن بكر، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خواز منداد المصري المالكي في كتاب الإجارات من كتابه في الخلاف قال مالك: «لا تجوز الإجارة في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتبا ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الإجارة في ذلك، وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك»
وقال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها «قال أبو عمر:» ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه. انتهى كلامه رحمه الله
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 11 - 08, 03:00 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي محمد الباهلي
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[23 - 11 - 08, 03:09 م]ـ
قال الشيخ التويجري في شرح الفتوى الحموية
س: أحسن الله إليكم، يقول: هل يصح تكفير الأشاعرة، رغم وجود علماء فيهم لوثة من هذا المذهب؟
ج: الصحيح لا يجوز تكفير الأشاعرة، بل حتى ولا المعتزلة، شيخ الإسلام يقول: أجمع العلماء على عدم تكفير الثلاث وسبعين فرقة، وإنما الذين كفرهم العلماء من هذه الطوائف خاصة من المعطلة، هم الجهمية الغلاة، الذين قال ابن القيم فيهم:
يعني كفرهم أكثر من خمسمائة، وذكر جزءا منهم الإمام اللالكائي -رحمه الله- في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة"، أما الأشاعرة فلا يجوز تكفيرهم، ولم يقل أحد من العلماء أنهم كفار، بل هم أقرب طوائف المعطلة لأهل السنة، نعم، لكن لا يعني هذا، هم أهل بدع، مذهبهم مذهب ضال، مذهب منحرف، خالفوا فيه نصوص الكتاب والسنة. نعم.
وقال الشيخ / ناصر العقل
الأشاعرة هم أقرب الفرق لأهل السنة.
رجوع كثير من كبار الأشاعرة عن مقولاتهم.
الأشاعرة المعاصرون بعدوا عن السنة أكثر من أسلافهم.
لايجوز تكفير الأشاعرة ولا تضليلهم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 11 - 08, 08:10 م]ـ
لن تجد إماما من أئمة المسلمين ذهب هذا المذهب الغالي الشنيع.
وهذا شيخ الإسلام رحمه الله من أعلم الناس بأقوال الناس يحكي الاتفاق على عدم تكفيرهم كما في مجموع الفتاوى (35/ 101).
ورمي طائفة من المسلمين بالكفر من أعاظم الأمور وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ".
وما نقله الأخ عن ابن خويز منداد - وليس خواز - ليس في التكفير.
وانظر في تعليقات محقق ذم الكلام وأهله ففيها فائدة.
قال شيخ الإسلام (8/ 230): "وَالْأَشْعَرِيُّ يُثْبِتُ الصِّفَاتِ كَالْإِرَادَةِ فَاحْتَاجَ إلَى الْكَلَامِ فِيهَا هَلْ هِيَ الْمَحَبَّةُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: الْمَعَاصِي يُحِبُّهَا اللَّهُ وَيَرْضَاهَا كَمَا يُرِيدُهَا: وَذَكَرَ أَبُو الْمَعَالِي أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ. وَأَهْلُ السُّنَّةِ قَبْلَهُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَعَاصِيَ. وَشَاعَ هَذَا الْقَوْلُ فِي كَثِيرٍ مِنْ الصُّوفِيَّةِ فَوَافَقُوا جَهْمًا فِي مَسَائِلِ الْأَفْعَالِ وَالْقَدَرِ؛ وَخَالَفُوهُ فِي الصِّفَاتِ كأَبِي إسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ ذَمِّ الْكَلَامِ، فَإِنَّهُ مِنْ الْمُبَالِغِينَ فِي ذَمِّ الْجَهْمِيَّة فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ؛ وَلَهُ كِتَابٌ فِي تَكْفِيرِ الْجَهْمِيَّة؛ وَيُبَالِغُ فِي ذَمِّ الْأَشْعَرِيَّةِ مَعَ أَنَّهُمْ مِنْ أَقْرَبِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ إلَى السُّنَّةِ؛ وَرُبَّمَا كَانَ يَلْعَنُهُمْ "
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[25 - 11 - 08, 10:05 ص]ـ
وقال شيخ الإسلام الأنصاري سمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولان وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الانكار على أهل الكلام وتكفير الاشعرية وذكرا عظم شأنه في الإنكار على ابي الفوارس القرمسيني وهجر ابنه إياه لحرف واحد قال شيخ الإسلام سمعت أحمد بن حمزة يقول لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس سألوا ابا عبد الله الدينوري فقال لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي
الاستقامة ج1/ص107
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/287)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 11 - 08, 10:27 ص]ـ
يا أخ عبد المصور السني - وفقه الله -
ما قولك في قائل هذه الأبيات
ما وحد الواحد من واحد ... إذ كل من وحده جاحد
توحيد من ينطق عن نعته ... عارية أبطلها الواحد
توحيده إياه توحيده ... ونعت من ينعته لأحد
)
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:29 م]ـ
من هو النهاوندي أصلا؟ ثم إن قول أبي عبد الله الدينوري: " لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي " أي: على رأيه الذي خالفه فيه أبو الفوارس، لا على التكفير.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:37 م]ـ
النهاوندي - رحمه الله - له ترجمة في كتاب الذهبي
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:49 م]ـ
---------
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 11 - 08, 02:59 م]ـ
نظرت في السير سابقا فلم أجد له ترجمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 11 - 08, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك انظر تاريخ الإسلام
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 11 - 08, 03:13 م]ـ
حقيقةً هذا الموضوع غريبٌ جداً ..
مع كامل الودِّ والمحبة لأخي الفاضل المعتني (عبدالمصوِّر السنِّي)!
ما الفائدة من تجميع أقوال المنتسبين للعلم في تكفير الأشعرية؟
وقد حكى بعض المحققين الإجماع على عدم كفرهم، وأنَّهم ضُلاَّل حسبُ!
وهل هذا إلاّ من نوع جمع الآراء المخالفة لاتفاقات أهل العلم، وقد يكون في كثير منها الشذوذ بعينه!
وليس هذا من باب تأديب أهل البدع أن نقول لهم قد كفَّركم فلانٌ، وفلانٌ، وفلانٌ؛ لأنهم الآخرون سيقولون: من كفرنا هو قائلُ كذا وكذا، وكلامه كفرٌ أيضاً!
وإنما تردُّ البدعة بالكتاب والسنة كما قال أحمد والسفيانان وابن مهدي، والحاجة إلى ردِّها ببعض المعقولات هو باب [الضرورة تقدر بقدرها] ..
أعتذر عن هذا الاستطراد - أخي الفاضل -؛ لكن جعل الموضوع بهذه الطريقة، وكذلك ((للمشاركة)) = فيه ما فيه!
وليس كلامي - إن شاء الله - من باب [التشنج المعهود عن البعض] ..(52/288)
هل يسوغ الاجتهاد في مسائل العقيدة؟
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 09:04 م]ـ
هل يسوغ الاجتهاد في مسائل العقيدة؟
ـ[أخ علقمة]ــــــــ[23 - 11 - 08, 11:27 م]ـ
نعم إن كان الاجتهاد لمعرفة الحق
ولا إن كنت تقصد الابتداع والاختراع
والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 11 - 08, 11:54 م]ـ
أصول العقيدة كالتوحيد والإيمان والقدر والخلافة قطعية أجمعت عليها الأمة، وإذا أجمعت الأمة على شيء حرم الاجتهاد فيه.
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: " سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعته، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سنوا اهتدى، ومن استبصر بها تبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا " أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه والشاهد منه قوله: " ولا النظر في رأي من خالفها ".
وقال في التحفة المرضية في مبحث الإجماع:
ويحرم اجتهادنا معه إذ = ثبت بالنص فرأيك انتبذ
أما ما اختلف فيه السلف من مسائل العقيدة كورود المؤمنين النار هل يدخلونها ثم ينجيهم الله منها أم لا يدخلوناها أبداً؟ ومثل هذه المسائل فهذه يجوز الاجتهاد فيها لطلب الصواب، وتسمى مسائل اجتهادية، والله أعلم.(52/289)
هل يجوز التكنى بأبى آدم؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 11 - 08, 02:24 ص]ـ
الحمد لله وحده.
هل يجوز التكنى بأبى آدم؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 08:28 ص]ـ
الحمد لله
لا زال الناس يتسمّون بآدم فإذا جاز التسمي به جاز التكني به
ولعله أشكل عليك أن ((آدم عليه السلام)) ليس له أب وهذا صحيح لكن هذا لا يدل على تحريم التكنّي
فمن تكّنى به قصد اسم ولده ==فإن لم يكن له ولد قصد الأسم وهذا لا محذور فيه
كالتكنّي بأبي عيسى ((فعيسى عليه السلام)) خلق من غير أب ٍ
والله اعلم وأحكم
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[29 - 11 - 08, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا العز.
وقد أدرت كنى أهل العلم فى رأسى فذهلت عن أبى عيسى الترمذى مع كثرة تردد الكنية على مسامعى وكثرة إعمال ذهنى فيها.
فسبحان الله الذى وفقك لتلك الإجابة.
والحقية أن الأمر لم يشكل علىّ وإنما سألنى فيها رجل، فأحسست أن مصدرها أحد المتشدقين ولكن قلت اسأل قبل أن تجب فلعل الحق معه.
فجزاك الله خيرا.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 03:25 ص]ـ
سمعت من أحد المشايخ أن الترمذي كان يكره تلك الكنية لكرهه عليه الصلاة والسلام لها في بادء أمره ويقول منهم من ثبت على كرهها كأمير المؤمنين عمر
أقصد التكني بأبي عيسى
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيك
لا يصح حديث في النهي عن التكني =بأبي عيسى=
فروى أبو داود من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب ابنا له يكنى أبا عيسى.
وأن المغيرة تكنى ((بأبي عيسى)) فقال له عمر أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كناني " فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنا في جلجنا فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك
قال العراقي إسناده صحيح
وقال ابن مفلح رجاله ثقات
ففيه جواز التكني به أما ترك المغيرة له فهو من باب الأدب مع عمر رضي الله عنهما
قال ابن القيم في الزاد
فصل [التكني بأبي عيسى]
وقد كره قوم من السلف والخلف الكنية بأبي عيسى، وأجازها آخرون 00 فذكر حديث المغيرة
أما تكنّي الترمذي بذلك
فقد قال الكشميري في العرف الشذي
قد ورد النهي عن التكني بهذه الكنية، ولعل المصنف ((الترمذي)) رحمه الله حمله على خلاف الأولى، لكنه بعيد عن شأن المصنف، ولم يتعرض أحد إلى هذا، وعندي العذر من جانب المصنف أن مغيرة بن شعبة تكنى بأبي عيسى بإجازة النبي - صلى الله عليه وسلم -
تنبيه
حديث: لاتكتنوا بأبي عيسى فإن عيسى لا أب له.
لا يصح قال العراقي
أخرجه أبو عمر التوقاني في كتاب معاشرة الأهلين من حديث ابن عمر بسند ضعيف
انتهى
وروى عبد الرزاق عن عمر بسند منقطع
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[29 - 11 - 08, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
إليكم إخوتي ما كتبه الشيخ أبي العلا المباركفوري رحمه الله في مقدمة تحفة الأحوذي في هذا الموضوع، قال رحمه الله ما نصه: (ص238 - 239) 0"
قد عرفت أنّ اسم الترمذي محمد، وقد اختار الترمذي كنيته على اسمه فإنَّه لا يعبر عن نفسه إلا بأبي عيسى، وقد كره بعض أهل العلم التكني بابي عيسى لما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه في باب ما يكره للرجل أن يكتني بأبي عيسى، حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي عن أبيه: أنَّ رجلاً اكتنى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ عيسى لا أب له0
وأخرج أيضاً: حدثنا الفضل بن دكين، عن عبد الله بن عمر بن حفص عن زيد بن أسلم عن أبيه: أنَّ عمر بن الخطاب ضرب ابناً له تكنى بأبي عيسى، فقال: عيسى لا أب له0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/290)
وقد أجاب عنه بعض الاعلام بأنَّ الحديث الأول مرسل، والثاني موقوف، وعلى فرض صحة الحديث المرفوع فليس فيه النهي عن الاكتناء بأبي عيسى، بل فيه بيان الأمر الواقع بأنَّ عيسى لا اب له، وإنَّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك له مزاحاً، كما قال لرجل استحمله:" انثى حاملك على ولد الناقة "0فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة00؟؟ 0فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تلد الإبل إلاَّ النوق0أخرجه الترمذي في باب المزاح، وأخرج أبضاً عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنَّك تدعبنا، قال: إنَّي لا أقول إلاَّ حقاً0وقوله تداعبنا: يعني: تمازحنا0
ويؤيد الجواز ما أخرجه أبو داود في كتاب الأدب في باب من يتكنى بأبي عيسى، من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه: أنَّ عمر بن الخطاب ضرب ابناً له تكنى أبا عيسى، وأنَّ المغيرة تكنى بأبي عيسى، فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله00؟؟ 0فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنَّا في جلجتنا، فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك، وقوله: في جلجتنا، أي في عدد من أمثالنا لا ندري ما يصنع بنا0
وفي الإصابة للحافظ ابن حجر ذكر البغوي من طريق زيد بن اسلم أنَّ المغيرة بن شعبة استأذن على عمر، فقال: أبو عيسى، قال: من أبو عيسى00؟؟ 0قال: المغيرة بن شعبة، قال: هل لعيسى أب00؟؟ 0فشهد له بعض الصحابة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكنيه بها، فقال: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم غفر له، وإنَّا لا ندري ما يُفعل بنا، وكنَّاه أبو عبد الله "انتهى النقل من الإصابة
ثم يتابع المباركفوري كلامه قائلاً:" فأخبره المغيرة بن شعبة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي عيسى وشهد له بعض الصحابة، فأي دليل يكون أعظم من هذا للجواز00؟؟ 0و أمَّا عمر بن الخطاب لاضي الله عنه، ففهم الكراهة من قوله صلى الله عليه وسلم: إنَّ عيسى لا أب له0ولذا ضرب ابنه وأنكر على المغيرة بن شعبة بتكنيتهما به، وتأول تكني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي عيسى، وقال: ما كنَّاه به بل إنَّما دعاه به بعض الوقت، وهذا لا يستدل به على الحواز، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ربما فعل شيئاً وإن كان خلافه أولى، ويكون هذا في حقه مسلوب الكراهة، وهذا معنى: غفر له ما تقد من ذنبه وما تأخر0
ثُمَّ يختم كلاحمه رحمه الله بقوله:
" قلت: ليس في النهي عن التكني بأبي عيسى حديث مرفوع متصل صحيح صريح، فالظاهر هو على الجواز، وأمَّا أثر عمر رضي الله عنه فليس فيه حكم المرفوع كمت لا يخفى، والله أعلم0 "0انتهى كلام المباركفوري رحمه الله بطوله00والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات0
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على النقول المفيدة
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 11 - 08, 10:07 ص]ـ
جزاكم - جميعا - الله خيرا.(52/291)
قيام الحجة وفهم الحجة .....
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 11 - 08, 05:51 ص]ـ
قال الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن الامام المجدد رحمهم الله جميعا:
فإذا كان المعين يكفر إذا قامت عليه الحجة فمن المعلوم أن قيامها ليس معناه أن يفهم كلام الله ورسوله مثل فهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه بل إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا عن مايعذر به فهو كافر كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقران مع قول الله تعالى ((إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه)) وقوله ((إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون)) ... ا0هـ
فمن تأمل كلام الشيخ إسحاق انجلى له كثير من الامور.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 11 - 08, 10:50 م]ـ
قال الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن الامام المجدد رحمهم الله جميعا:
فإذا كان المعين يكفر إذا قامت عليه الحجة فمن المعلوم أن قيامها ليس معناه أن يفهم كلام الله ورسوله مثل فهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه بل إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا عن مايعذر به فهو كافر كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقران مع قول الله تعالى ((إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه)) وقوله ((إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون)) ... ا0هـ
فمن تأمل كلام الشيخ إسحاق انجلى له كثير من الامور.
بارك الله فيك
المقصود من قيام الحجة: الإعذار، كما ذكر ربنا تعالى في كتابه في مواضع قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (165) سورة النساء، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء،
وفي الصحيحين "لا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين"
وإذا كان هذا المقصود = فلابد أن تكون الحجة واضحة يفهمها مثله، وإلا لم يكن لها فائدة.
أما فهم الصديق رضي الله عنه فلا يدركه أحد من الأمة.
وكفار قريش وسائر العرب حين نزل القرآن كانوا أهل فصاحة وبيان ولم يخفى عليهم فهم حجج القرآن وتقرير التوحيد.
وعامة كفرهم كان في الجحد والاستكبار أو التكذيب أو الإعراض.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 11 - 08, 01:05 ص]ـ
اما كلام الشيخ إسحاق فواضح , والله عزوجل يقول
في كتابه العزير ((وأوحي إلي هذا القران لأنذركم به ومن بلغ))
ومن بلغه القران فقد قامت عليه الحجة(52/292)
اشكال يحتاج الى جواب
ـ[ابو معاوية التركي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 06:22 م]ـ
السلام عليكم
يا اخوة , اهل البدعة يحتجون بكلام شيخ الاسلام فى الاقطاب و الغوث و الاوتاد ..
انظروا:
(مجموع الفتاوى 4/ 379)
كيف الجوام على هذا؟ بارك الله فيكم(52/293)
فتاوى مهمة للشيخ البراك عن الرافضة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:56 م]ـ
تكفير أعيان الإسماعيلية في عصرنا
9/ 4 / 1428 هـ
السؤال: هل يجوز تكفير أعيان الإسماعيلية في عصرنا؟
الإجابة:
الإسماعيلية هم الذين يعرفون بالباطنية، أو هم طائفة منهم، والباطنية ملاحدة زنادقهم قال فيهم بعض الأئمة: إنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض.
وقال فيهم شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: أجمع المسلمون على أنهم أكفر من اليهود والنصارى، هذا حكم طائفتهم على صفة العموم.
وأما الحكم على أعيانهم فيفرق بين عامتهم، وبين خاصتهم؛ فأئمتهم كفار بأعيانهم، وكذا كل من عُلم منه أنه عارف بأسرار المذهب الباطني، ويَدين به فإنه كافر، ولكن المذهب الباطني يقوم على النفاق؛ فأئمة الباطنية زنادقة ـ أي: ملاحدة منافقون ـ أذلهم الله بعز الإسلام، والمسلمين، وفضحهم الله، وكشف أسرارهم، وكفانا الله شرهم، وطهر مجتمعات المسلمين منهم، والله أعلم.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=19880 (http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=19880)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:56 م]ـ
كيف أتعامل مع جاري الرافضي؟
18/ 6 / 1429 هـ
السؤال: لي جار شيعي من أهل جنوب المملكة (يامي)، ولا يشهد الصلاة معنا، مع العلم أنه يبلغ من العمر حوالي 40 سنة، أي أنه ليس بمراهق. والسؤال: كيف أتعامل معه؟ هل أعامله معاملة المسلم العاصي؟ أو معاملة الذمي، مثل اليهود والنصارى، أو مثل عامة الكفار؟ وهل الشيعة كفار في الظاهر؟
الإجابة:
الحمد لله: الشيعة اسم لطوائف من المتشيعين لعلي -رضي الله عنه- الغالين فيه وغيرهم، وهم على سبيل الإجمال ثلاث طوائف: غلاة، وسبّابة، ومفضلة. فالغلاة هم الذين يدعون الإلهية في علي -رضي الله عنه- وفي الأئمة، وهم طوائف الباطنية من النصيرية، والإسماعيلية، ونحوهم.
وأمّا السبابة فهم الذين يتدينون بسب أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ويكفّرونهما، ويكفّرون جمهور الصحابة -رضي الله عنهم-، وهم الذين يعرفون بالإمامية، والاثني عشرية، والجعفرية، وهؤلاء والغلاة يجب أن يسموا الرافضة، فإنهم يعتزون باسم الشيعة، واسمهم الممِّيز لهم" الرافضة " ليتميزوا عن القسم الثالث، وهم المفضلة.
وصاحبك -أيها السائل- هو رافضي؛ لأن الرافضة هم الذين يسميهم الناس بالشيعة، ومن أصول مذهب الرافضة التقية، وهي إخفاء أصولهم الكفرية إلا في الأحوال التي يأمنون فيها، وفيما بينهم يبوحون بمعتقداتهم، فمذهب الرافضة قائم على النفاق، ولهذا أقرب ما ينبغي أن يعاملوا به معاملة المنافقين والله سبحانه وتعالى أجرى على المنافقين في الدنيا أحكام المسلمين؛ لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فمن أظهر كفره ظهر نفاقه وزندقته، كذلك الرافضة من باح وأعلن شيئاً من أصوله الكفرية وجب أن يقام عليه حكم الله، ومن تستر والتزم بمذهبه في التقية، فإنه يعامل في الظاهر معاملة المسلمين من العصاة، أو المبتدعة، وهم مبتدعة يجب أن يؤمروا بشرائع الإسلام كالصلاة مع الجماعة، ويمنعوا من إظهار بدعهم، ولا يجوز للمسلم أن يتخذ المبتدع -خصوصاً الرافضي- صديقاً وجليساً، ولكن من تظاهر منهم بالاعتزاز بمذهبه، والطعن في أهل السنة فيجب أن يعامل بالهجر والإهانة، ومن تستّر فإنه يعامل معاملة سائر المسلمين مع الحذر وترك المجالسة له والمصادقة؛ لأن الله –تعالى- قال في المنافقين:"وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" [المنافقون:4]. وقد ثبت في مصادرهم أنهم ينطوون على العداوة لأهل السنة، وأنهم لا يألونهم خبالاً كما أثبت ذلك بعض أهل مذهبهم، هذا ونسأل الله البصيرة في ديننا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/294)
ومن كان لديه استعداد وقدرة على دعوتهم، ودحض شبهاتهم فينبغي له دعوتهم ومحاولة استصلاحهم بالأسلوب المناسب، فإن تبين منهم إصرار فيعاملون بما يقتضيه حالهم؛ لأن المقصود أن دعوة الرسل هداية الخلق، وإقامة الحجة، فالواجب على المسلم أن يقوم بما يستطيع من ذلك، والدعوة هي: سبيل الرسول وأتباعة، كما قال تعالى-:"قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" [يوسف:108].
وكما أن دعوة الكفار مشروعة،كذلك دعوة المنافقين والعصاة،وهذا كله داخل في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير، كما قال –تعالى-:"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" [آل عمران:104]، وهذا من تحقيق النصح للخلق.
والله أعلم.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=25152
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:57 م]ـ
تكفير عوام الرافضة
26/ 11 / 1427
السؤال: سماحة الشيخ استنكر أحد الأخوة تكفير الرافضة- المقصود من يقومون بأعمال شركية كالاستعانة و الاستغاثة بالحسين و زيارة و حِج الأضرحة- فقال الأخ (علماً أنه أقدم منى في طلب العلم) أن تكفير عقيدتهم لا يعني تكفير عامة جُهّالهم الذين يُضَلّلون مِن قِبل أئمتهم، ولكن إن نُصِحوا وبُيِّنَ لهم وأقيمت عليهم الحُجة ولم يرجعوا عن تلك العقيدة الفاسدة وجب تكفيرهم، فما رأي سماحة الشيخ، هل الجاهل منهم معذور بشركه؟.
الإجابة:
الحمد لله: الرافضة الذين يسمون أنفسهم الشيعة، ويدعون حب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، هم شر طوائف الأمة،وقد كان المؤسس لهذا المذهب يهودي اسمه عبد الله بن سبأ، وأصحابه السبئية الغلاة الذين ادعوا الإلهية في علي رضي الله عنه،وورثتهم يألهون أئمتهم من ذرية علي رضي الله عنه، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين، وإذا أظهروا الإسلام وكتموا اعتقادهم كانوا منافقين، وهؤلاء من غلاة طوائف الرافضة الذين قال فيهم بعض العلماء: إنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض، ومن الرافضة السبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما،ويبغضون سائر الصحابة،ويكفرونهم، ويفسقونهم إلا قليلا منهم. وفي مقابل ذلك يغلون في علي رضي عنه وأهل البيت، ويدعون لهم العصمة، ويدعون ان عليا رضي الله عنه هو الأحق بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك، وأن الصحابة كتموا الوصية، واغتصبوا حق علي في الخلافة، فجمعوا بين الغلو،والجفاء، ثم اعتنقوا بعض أصول المعتزلة كنفي الصفات، والقدر، ثم أحدثوا بعد القرون المفضلة بناء المشاهد على قبور أئمتهم؛ فأحدثوا في الأمة شرك القبور، وبدع القبور، وسرى منهم ذلك لكثير من طوائف الصوفية، والمقصود أن الرافضة في جملتهم هم شر طوائف الأمة،واجتمع فيهم من موجبات الكفر، تكفير الصحابة، وتعطيل الصفات، والشرك في العبادة بدعاء الأموات، والاستغاثة بهم , هذا واقع الرافضة الإمامية الذين أشهرهم الإثنا عشرية فهم في الحقيقة كفار مشركون لكنهم يكتمون ذلك، إذا كانوا بين المسلمين عملا بالتقية التي يدينون بها، وهي كتمان باطلهم، ومصانعة من يخالفهم، وهم يربون ناشئتهم على مذهبهم من بغض الصحابة خصوصا أبا بكر وعمر، وعلى الغلو في أهل البيت خصوصا علي، وفاطمة، وأولادهما، وبهذا يعلم أنهم كفار مشركون منافقون وهذا هو الحكم العام لطائفتهم، وأما أعيانهم فكما قرر أهل العلم أن الحكم على المعين يتوقف على وجود شروط، وانتفاء موانع، وعلى هذا فإنهم يعاملون معاملة المنافقين الذين يظهرون الإسلام.
ولكن يجب الحذر منهم، وعدم الاغترار بما يدعونه من الانتصار للإسلام فإنهم ينطبق عليهم قوله سبحانه {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}،وقوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}، ولا يلزم مما تقدم أن كل واحد منهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية، والبدعية. ومن المعلوم أن أئمتهم، وعلماءهم هم المضلون لهم،ولا يكون ذلك عذرا لعامتهم لأنهم متعصبون لا يستجيبون لداعي الحق، ومن أجل ذلك الغالب عليهم عدواة أهل السنة، والكيد لهم بكل ما يستطيعون، ولكنهم يخفون ذلك شأن المنافقين
ولهذا كان خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود، والنصارى لخفاء أمرهم على كثير من أهل السنة، وبسبب ذلك راجت على كثير من جهلة أهل السنة دعوة التقريب بين السنة والشيعة، وهي دعوة باطلة. فمذهب أهل السنة، ومذهب الشيعة ضدان لا يجتمعان، , فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة، أو بعضها، أو السكوت عن باطل الرافضة، وهذا مطلب لكل منحرف عن الصراط المستقيم ـ أعني السكوت عن باطله ـ كما أراد المشركون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوافقهم على بعض دينهم، أو يسكت عنهم فيعاملونه كذلك، كما قال تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}، والله أعلم.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=18080
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/295)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 11 - 08, 11:59 م]ـ
دفع الزكاة لعوام الرافضة
9/ 4 / 1429
السؤال هل يجوز دفع الزكاة لعوام الرافضة وليس لعلمائهم؟
الإجابة:
الحمد لله، لقد بين الله – سبحانه وتعالى – مصارف الزكاة، وهم أصناف أهل الزكاة المذكورون في قوله – سبحانه وتعالى -: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... " [التوبة:60] إلى آخر الآية، وقال – صلى الله عليه وسلم – في حديث معاذ بن جبل: " فإن هم أطاعوا لك في ذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم" البخاري (1395) ومسلم (19) والمراد فقراء المسلمين، والواجب على من أخرج الزكاة أن يتحرى لها الموضع الذي يطمئن إليه قلبه، يتحرى فيها من كان أحوج ومن كان أتقى لله، يدل لذلك قوله – صلى الله عليه وسلم -:" لا تصحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي" أحمد (11337) وأبو داود (4832) والترمذي (2395) وحسنه الألباني، وإن الصالح يستعين بما يعطى على طاعة الله، والفاسق قد يستعين بها على معصيته، ولكن من دفعها إلى فقير من المسلمين ولو كان من عصاتهم فإنها مُجزئة، وأما فقراء الرافضة فإني لا أحب للإنسان من أهل السنة أن يدفعها إليهم؛ لأن بدعة الرافضة بدعة مغلظة، ودينهم يقوم على الشرك والغلو في أهل البيت، وإن كان أكثرهم يستخفون بذلك ويستترون به، لكن هذا هو المعروف من حالهم، فهم يستغيثون بعلي – رضي الله عنه- والحسين وغيرهما من أئمة أهل البيت، ولكن من دفع إلى أحد منهم جهلاً منه بالحكم فأرجو أنها مجزئة، فالرافضة لا يدفعون زكاتهم لأحد من أهل السنة، فإنهم يعادون أهل السنة عداوة شديدة أشد من عداوة أهل السنة للكفار، ولكنهم ينتحلون مذهب النفاق، الذي يعرف عنهم بالتقية، وهو إخفاء أصولهم البدعية أو الكفرية، أسأل الله أن يرد من ضل إلى الحق ويلهمنا الصواب والرشد في القول والعمل، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=25206
ـ[محمد سمير]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:14 ص]ـ
لو تجمع الفتاوى في الرافضة
من باقي العلماء
وجزاك الله خيراً
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:17 ص]ـ
جزاكَ الله ُ خيراً.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:19 ص]ـ
لو تجمع الفتاوى في الرافضة
من باقي العلماء
وجزاك الله خيراً
جزاكَ الله ُ خيراً.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا(52/296)
الحذر الحذر من غرائب الاستشهادات:
ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[25 - 11 - 08, 11:38 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فشكر الله كل من ساهم ولو بكلمة في إظهار المحبة والاقتداء برسول الله صلى الله عيله وسلم، ونشر دينه وسنته، والنصرة له بذلك.
لكن ينبغي أن نكون حذرين من سلوك طرق غير شرعية لأجل المحاكاة أو المجاراة أو لمجرد الموافقة في مسألة نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
فمثلا قد يوافق أن أشجارا التفت بصورة يمكن أن تكون على اسم معين؛ فلا يصح أن نستشهد بذلك على صحة الدين وعدمه؛ فيأتي النصراني ويستشهد بصورة صلبان وجدت في بعض الأغصان فيستشهد بذلك على صحة دينه!!؟؟؟؟
وشتان بين الأمرين، ولكن ينبغي في الاستدلال أن نكون متبعين الطرق الصحيحة التي لا ترد عليها اللوازم الفاسدة.
ولا يصح أن يصور إنسان جبل أحد من علو فيقول إنه يظهر على شكل اسم (محمد) فإن ذلك لا يعني في نفسه دليلا؛ فقد يكون هناك سلسلة جبال لو صورت من علو تكون على شكل مربع يمكن تسميته بعد ذلك صليباً أو غير ذلك من الأشكال والأسماء.
المهم في الأمر أن الأدلة التي ينتصر للشرع بها نوعان:
1 - (نص): آية من كتاب ربنا، أوحديث من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه الإجماع.
2 - (القياس): برهان ساطع، وعقلي قاطع.
وما سوى ذلك فإنما هو من الظنون والأوهام، وقد تكون من الخيالات، والموافقات.
ولنتأمل: تولى في بعض الأزمنة أناس صالحون مقاليد الحكم، أو أمير صالح، ثم جاءت سنون عجاف؛ فهل يصح أن يستدل بذلك على فساد هؤلاء؟ أو فساد الأمير الصالح!!؟؟ وقد كان عام الرمادة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
فلنتبه إخواني أخواتي في الله إلى الاستدلال بمثل هذه الأمور، ولنحذر منها؛ فإن عواقبها وخيمة، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.
وليس هذا الأمر من الإعجاز العلمي في شيء البتة.
ومما لا ريب فيه أن الصلاة لا بد فيها من الإخلاص لله جل وعلا، والمتابعة فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما جمع صور الحركات واعتقاد أنها ترسم صورة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ فهذا أمر لا ينبغي الاستدلال به، ولا توجيه الناس إليه، خشية أن تقع في قلوبهم في الصلاة أنهم يرسمون بأفعالهم اسم (محمد) صلى الله عليه وسلم أو (أحمد)؛ فيأتي النصراني وغيره ويقول: صورة الإنسان على هيئة صليب: الكتفان مع الرأس مع أسفل البدن!!؟؟ ونحو ذلك من الاستدلالات العقيمة؛ كمن يقول: إن باطن الكف فيها علامتان أحدهما (18) والآخر (81) والمجوع (99) وهذا عدد أسماء الله تعالى!؟ وهذا باب لو فتح لما استطعنا إغلاقنا موافقا أو مخالفاً.
ولا يصح الاستدلال في ديننا على المسائل والأمور بحروف (ابا جاد: أبجد هوز .. ) فكيف بالأشكال والصور الهندسية ونحوها ... ، وكان ابن عباس يقول عن أناس يحسبون (أبا جاد) لا خلاق لهم، أي: يحسبون بحروف أباجاد عدد السنين والأسماء ونحو ذلك.
نعم قد يقول قائل: إن هذا من باب الاستئناس!؟ أقول نعم ولكن مجرد اللهف وراء الغرائب أمر غير مرغوب فيه في الشرع، وقد كان السلف يكرهون الغرائب، ويحذرون منها.
والله تعالى أعلم.
التوقيع
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابوالبراءاليمني]ــــــــ[25 - 11 - 08, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الفائدة وما أكثر من أغتر بذلك من إخواننا المسلمين وتأخذهم العاطفة في ذلك
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 07:26 م]ـ
جزاك اللهُ خيراً على التّنبيهِ
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[25 - 11 - 08, 07:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً .. أحسنت!
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 08, 08:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخونا الفاضل في طرحك لهذا الموضوع القيم
بارك الله فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 02:13 م]ـ
الشيخ الدكتور محمد بن هشام الطاهري متى ستصدر رسالة الدكتوراة وهل تستطيع توفير رسالة الماجستير والدكتوراة على صيغة وورد أو شاملة حتى نضعها في المكتبة الشاملة
ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[27 - 11 - 08, 10:58 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً مروركم، وبارك فيكم، ونفعنا بما نقول ونقرأ.
وأخي الكريم وكيع الكويتي فإن رسالة الدكتوراه: تقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله قد طبع -ولله الحمد- وسيصل إلى الأسواق قريباً، وهي من مطبوعات دار غراس.
وأما رسالة الماجستير: القرآن الكريم ومنزلته بين السلف ومخالفيهم؛ فهو مطبوع في الرياض من مطبوعات دار التوحيد.
ويمكن استئذان الدار لحمله، ولكم مني الشكر والتقدير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/297)
ـ[أبو جوري الحربي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 05:15 م]ـ
شكرا جزيلا اخي في الله فنحن بحاجة الى المنهج الشرعي الذي لا يضطرب اما اتباع العواطف فنهايته البوار(52/298)
أَبْحَثُ عَنْ تَسْجِيلاتٍ صَوْتِيَّةٍ فِي الرَّدِّ عَلَى الأَشَاعِرَةِ
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[25 - 11 - 08, 05:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من كان عنده روابط لسلاسل أو محاضرات علميّة صوتيّة في الرّدّ على فرقة الأشاعرة و بيان بطلان بعض عقائدهم و منهجهم من الكتاب و السّنّة و أقوال الأئمّة، فليضعهُ مشكورا مأجورا إن شاء اللهُ
بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[27 - 11 - 08, 01:31 م]ـ
http://www.alridwany.com/sound/dros/008-hewar.html
حوار بين فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني وبين الأخ إبراهيم شعيب أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف وأحد الباحثين في العقيدة
يدور الحوار حول منهج السلف الصالح ومنهج الأشعرية في توحيد الأسماء والصفات
يدير الحوار: فضيلة الشيخ / حسن أبو الأشبال
وهذا الرابط الثانى من موقع الشيخ فى دروس عن العقيدة ومسائل الاسماء والصفات
http://www.alridwany.com/sound/sound.html
وربنا يبارك فيك يا شيخنا واشهد الله انى احبك فى الله
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 03:26 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9&islamway2_r19_c33.x=0&islamway2_r19_c33.y=0
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 03:57 م]ـ
http://www.alridwany.com/sound/dros/008-hewar.html
حوار بين فضيلة الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني وبين الأخ إبراهيم شعيب أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف وأحد الباحثين في العقيدة
يدور الحوار حول منهج السلف الصالح ومنهج الأشعرية في توحيد الأسماء والصفات
يدير الحوار: فضيلة الشيخ / حسن أبو الأشبال
وهذا الرابط الثانى من موقع الشيخ فى دروس عن العقيدة ومسائل الاسماء والصفات
http://www.alridwany.com/sound/sound.html
جزاك اللهُ خيرا أخي ابن همام
وربنا يبارك فيك يا شيخنا واشهد الله انى احبك فى الله
آمين، وفّق اللهُ الشّيخَ للعلمِ النّافعِ و العَمَلِ الصّالِحِ
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 03:58 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C7%E1%C3%D4%C7%DA%D1%C9&islamway2_r19_c33.x=0&islamway2_r19_c33.y=0
جزاكَ اللهُ عنّي خيرا أبا سلمة، و باركَ فيكَ
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[04 - 12 - 08, 11:27 ص]ـ
هناك محاضرة سمعتها قديما للشيخ العلامة محمد امان الجامي رحمه الله
وهناك محاضرة اخرى سمعتها مؤخرا للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق تجدها على islamway
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 08:55 م]ـ
هناك محاضرة سمعتها قديما للشيخ العلامة محمد امان الجامي رحمه الله
وهناك محاضرة اخرى سمعتها مؤخرا للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق تجدها على islamway
جزاك الله خيرا أبا أويس، و نفع بك، و رحم اللهُ العلاّمة محمد أمان رحمة واسعة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[04 - 01 - 09, 12:39 ص]ـ
الشيخ محمد رحمه الله سمعة له محاضرتين قيمتين عن الاشاعرة
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[02 - 04 - 10, 07:45 ص]ـ
هناك دروس قيمة جدا وماتعة للشيخ عبد الرحمن دمشقية على موقعه وعلى طريق الاسلام
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:06 ص]ـ
بسم الله
حقيقة عقيدة الاشاعرة بين يديك
يمكنم الاستماع الى سلسلة مجالس التوحيد مفهرسة للشيخ الفاضل: عبد الرحمن دمشقية حفظه الله
ومجالس التوحيد هي سلسلة قوية في كشف انحرافات الفرق الاشعرية والصوفية و الاحباش.
بعد سماعك للسلسلة ستعلم دون شك ان شاء الله:
1 - قيمة وسنية العقيدة السلفية
2 - مدى تخبط الاشاعرة وانحرافهم عن السنة
3 - ستكون فكرة صغيرة عن الفَرقَ بين الفِرقِ
تجدها في مدونتي الاشاعرة الوجه الاخر على هذا الرابط:
((حقيقة عقيدة الاشاعرة بين يديك)) ( http://asha3ira.blogspot.com/2009/07/blog-post_16.html)
(http://asha3ira.blogspot.com/2009/07/blog-post_16.html)
تفضلوا أيضا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة ( FirstGenerations)
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/)
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:08 ص]ـ
مناظرات مع الأشاعرة ( http://monazarh.blogspot.com/2010/01/1-httprapidshare.html)
من مدونة المناظرات ( http://monazarh.blogspot.com/)
ـ[أبو عبد الله أحمد بن نبيل]ــــــــ[04 - 04 - 10, 01:03 ص]ـ
هذه محاضرة الشيخ العلامة محمد امان الجامي رحمه الله
بعنوان "الرد علي الاشاعرة "
http://www.eljame.com/mktba/upload/al_rad_alashara_2_01.wma
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/299)
ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 03:34 م]ـ
و هناك أيضا دورة الإيمان و دورة الفرق الإسلامية للشيخ أبي قتادة الفلسطيني -فك الله أسره- ففيها نقد لمذهب الأشاعرة، مع أني لا أوافقه على كل ما ذهب إليه. و الله الموفق.(52/300)
عقيدة الحلول الزمانية
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[25 - 11 - 08, 07:41 م]ـ
إخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك خاطرة تدور في مخيلتي لعلي اجد من يشاركني فيها هنا
عندما يقول الصوفية "الله موجود في كل مكان" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
فهي دلاله على عقيدة الحلول وهي تعني ارتباط الله بالمكان ولذلك قال الشيخ بن عثيمين من قال بها كافر كما ذكر في هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=12031http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=12031
فيمكن أن نقول أن هذا اللفظ بهذه الصيغة يدل على عقيدة الحلول المكانية
والصيغة الأخرى عند الاشاعرة "الله موجود بلا مكان" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ظنا منهم انهم نزهوا الله عن المكان
ولكن يمكن أن نقول "الزمن موجود بلا مكان"
فالزمن متغير حر مستقل بذاته، ليس له مكان محدد، ولا يخضع لقوانين المكان وكما يسميه علماء الفزياء "البعد الرابع" وفي علم الرياضيات هذا البعد مستقل استقلال تام عن الابعاد المكانية الثلاثة
فهنا وقع الاشاعرة في التشبيه او الحلول في الزمان
فيمكن أن نقول أن هذا اللفظ بهذه الصيغة يدل على عقيدة الحلول الزمانية
وهذه مجرد خاطرة مني فقط معروضة للنقاش
ما رأيكم؟
ـ[أبو جوري الحربي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 06:45 م]ـ
وضح اخي في الله اكثر
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 10:42 ص]ـ
السلام عليكم
احذر الوقوع في العموميات والاخطاء
اولا عرف مصطلح المكان والزمان المقصود فان لهما عدة معاني واختر الموافق للنصوص
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 01:53 م]ـ
الإخوة الكرام ..
يظهر لي من مشاركة الأخ الكريم أنه يريد الرد على الأشاعرة - في قولهم أنه بلا مكان - بمماثلة قولهم لقول الحلولية الاتحادية في المكان.
لكن ينبغي أن نعرف أن الزمان عند الأشاعرة هو مجموعة ذرات منفصلة يحدث الواحد بعد الآخر وليس بينهما صلة، لذا قالوا بأن الجوهر الفرد - في أدلتهم لإثبات حدوث العالم - ليس له بقاء زماني، ومنه تمسّك الأشاعرة بقولهم (العرض لا يبقى زمانين).
لكن -حسب علمي- يصعب إلزام الأشاعرة بهذا الإلزام (وهو عقيدة الحلول الزمانية) لأن ذات الله سبحانه التي أثبتوها أخرجوها عن المكان وكذلك الزمان.
والله أعلم
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[03 - 12 - 08, 05:20 م]ـ
أخي أبو ابراهيم الحائلي
نعم كلامك صحيح فهو من باب الرد على الاشاعرة والزامهم بالحجة.
وهي مجرد فكرة
ولكني عدلت عن فكرتي هذه نظرا لانها تحتاج لأن تكون مدعمه بالنصوص الشرعية وكلام العلماء ولم أجد شيئا من ذلك.
والسلام عليكم
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[04 - 12 - 08, 02:41 م]ـ
اعلم ان الزمان له عدة معاني ويصح بعضها نفيه عن الخالق كنفي مقدار الفعل فانه يدخل في معنى الزمان.
ولكن المردود على الكلابية هو ادخالهم قبل وبعد في الزمان ولهذا قالوا: "لا يوصف الله بالقبل والبعد " فوقعوا في داهية كبيرة
ولكن رد بسيط يقصم ظهرهم وهو: "بان الله موجود قبل الخلق ويبقى بعد الخلق" , فهذا وصف لله بالقبلية والبعدية ثابت نقلا وعقلا. فان انكروا ذلك فالقوم قد جنوا ولا حول ولا قوة الا بالله(52/301)
مصادر العقيدة الإسلامية العقل أم النقل؟؟
ـ[عبد ربه]ــــــــ[25 - 11 - 08, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء مساعدتي حيث مطلوب مني بحث في مناقشة قضية مصادر العقيدة الإسلامية هل العقل أم النقل؟ فهل هناك كتب ناقشت هذه المسألة مناقشة مستفيضة مع الاستشهاد من أقوال الطرفين.
ـ[خالد بن عبد العزيز]ــــــــ[26 - 11 - 08, 09:20 ص]ـ
أخي الكريم
السلام عليكم
هناك كتب كثيرة ناقشت هذا الموضوع، وكذلك بحوث تجدها بالبحث في الانتر نت، ولعل من أفضلها عندي كتاب في جزئين وهو رسالة دكتوراه بعنوان منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة لعثمان علي حسن، وكذلك رسالة ماجستير في جزئين بعنوان العقل بين أهل السنة والمخالفين أو نحو هذا الأسم، وكلاهما مطبوع
وفقك الله تعالى(52/302)
أنت مُبدع وأنتِ مُبدِعة ... ! ماحكم قولها؟
ـ[أبو معاويه الجنوبي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 05:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخواني الفضلاء:
أنتشرت في المنتديات وغيرها حينما يصف إنسان شخصا ما بهذه العبارة
أنت مُبدع ... !
وأنتِ مُبدِعة ... !
فقد قرأت كلاما لابن القيم رحمه الله: (مبدع الشيء وبديعه) لا يصح إطلاقه إلا على الرب، كقوله:
(بديع السماوات والأرض)
والإبداع: إيجاد المبدَع على غير مثال سَبق. انتهى
فـ الله هو المُبدِع
وأما المخلوق فَمُبْدَع (بفتح الدّال).
أحبتي:
السؤال: هل يجوز أن يقال فلان مبدع؟
والذي فهمته من كلام ابن القيم رحمه الله بأن لايجوز إطلاقه إلا على الرب
أفيدونا لعلنا نستفيد منكم بارك الله فيكم
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[26 - 11 - 08, 09:54 م]ـ
فهل يصح قول مبتدع لأحد؟؟؟ (ابتسامة) , لأنهما بنفس المعنى على ما أعلم,,,,(52/303)
من قال ان اتباع السلف كانوا قلة قبل ان يظهر ابن تيمية
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[27 - 11 - 08, 02:17 م]ـ
كثير من الكلابية يربط انتشار مذهب السلف بابن تيمية وليس كذلك بل كثرة قبل ذلك , وانما شوكة السلاطين الذين تمكلبوا فخافهم معظم اهل العلم او تملقوا لهم من اجل حظوظ دنيوية فطنطنت الكلابية , وهكذا اهل البدع دائما يحتمون بالسلاطين كما فعل سلفهم المعتزلة.
ففي القرن الخامس الذين يسمونه بقرن الكلابية كانوا اتباع السلف بكثرة حيث كانت لهم شوكة تخشاهم الكلابية رغم هيمنة سلاطينهم في ذلك القرن على الخلافة والحكم.
واليك هذا النص عن ان ابن العربي المالكي الاشعري الذي كان يدور في البلدان ويغيضه كثرة اهل السنة حيث قال ابن العربي: "وكان راس هذه الطائفة -المشبهة كما يقول- بالشام ابو الفرج الحنبلي بدمشق وابن الرميلي المحدث ببيت المقدس والقطرواني بنواحي نابلس والفاخوري بمصر, ولحقت منهم ببغداد ابا الحسين ابي يعلى الفراء وكل منهم ذو اتباع ........ ولهم شوكة ...... " كتابه العواصم ص284(52/304)
صلة الأخلاق بالعقيدة
ـ[صالح درباش]ــــــــ[27 - 11 - 08, 09:36 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد/ فإن قول القائل (الأخلاق منفصلة عن العقيدة) بمعنى أنه لا علاقة للعقيدة بالأخلاق؛ مقولة باطلة، وغير صحيحة، ذلك أن العقيدة الصحيحة تستلزم التحلي بكل خلق فاضل والتخلي عن كل خلق ذميم وبيان ذلك: أن الأخلاق ترتبط بثلاثة أركان من أركان الإيمان هي محل إجماع الرسالات الإلهية وهي والإيمان بالله وبرسله وبالبعث:
1 - فمن ناحية الإيمان بالله فإن المسلم عندما يمارس الأخلاق الفاضلة ويجتنب الأخلاق السيئة يعتقد ويؤمن أن الله أمره بذلك فيمارسها على أنها جزء من إيمانه بالله أو أنها من لوازم إيمانه بالله وأن الله فرض عليه ذلك وألزمه به. ومن شواهد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) فجعل إماطة الأذى عن طريق الناس -وهو من الأخلاق النبيلة- شعبة من شعب الإيمان، وبوب أهل العلم الذين صنفوا في الإيمان وشعبه وخصاله على كثير من الأخلاق وعدوها من شعب الإيمان مثل كتاب البيهقي (شعب الإيمان) ومختصره للقزويني وغيرهما بل إن المصنفين في الحديث بشكل عام يوردون تحت مسمى الإيمان كثيراً من الأخلاق على سبيل التمثيل أنها من شعب الإيمان وأجزائه ..
2 - وأما ارتباط الأخلاق بالعقيدة من جهة الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم فإن المسلم يمارس الأخلاق على أن الرسول الكريم حث عليها وبلغها عن ربه، فهو لاعتقاده بنبوة النبي وأنه مبلغ عن ربه -ومما بلغه الأخلاق- يمارس الأخلاق من هذا الجانب أيضاً فمقتضى إيمانه برسول الله امتثال ما أمر به من الفضائل والابتعاد عن ما نهى عنه من الرذائل. بل ويمارس الأخلاق أيضاً على سبيل الاقتداء بنبيه المعصوم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق فتممعا إذكان خلقه القرآن صلوات الله وسلامه عليه.
3 - وأما ارتباطها بالإيمان باليوم الآخر فمن حيث الجزاء عليها ثواباً أو عقاباً، فيمارس الأخلاق الفاضلة مؤمناً ومعتقداً بأن الله سيثيبه عليها أجراً عظيماً وأنها سبيل إلى الجنة ففي الحديث (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا .. ) بل إنها سبب للقرب من الرسول في الجنة ففي الحديث: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا .. )
ويبتعد المؤمن عن كل خلق ذميم ودنيء لأنه سيعاقب عليه يوم القيامة وقد يكون سبباً لدخول النار والعياذ بالله، ففي الحديث ( .. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)
كما أن الأخلاق الذميمة سبب للبعد عنه صلى الله عليه وسلم ففي الحديث: (إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون .. )
ولزيادة الإيضاح أسوق بعض النصوص الشرعية الواردة في الأخلاق وكيف ربطت الأخلاق بالعقيدة
فقد جاء في كتاب الله آيات تخاطب المؤمنين بوصف الإيمان -والإيمان عقيدة وعمل- حاثةً لهم على بعض الأخلاق الفاضلة أو ناهية لهم عن بعض الأخلاق الذميمة وأن من صفات المؤمنين الالتزام بهذه الأخلاق فعلاً لحسنها و تركاً لسيئها مما يدل على ارتباط هذه الأخلاق بالإيمان ارتباطاً قوياً.
1. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (27 سورة النور)
2. وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11 سورة الحجرات)
3. وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119 سورة التوبة) والآيات في هذا كثيرة.
كما جاءت السنة بمثل ذلك:
4. فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)
5. وقوله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
6. وقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ولما سأل هرقل أبا سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم بماذا يأمر؟ قال له أبو سفيان: (يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيء واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة). إلى غير ذلك من النصوص الشرعية.
وبهذا يتبين لنا الرباط الوثيق بين العقيدة وبين الأخلاق وأن مقتضى الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر التحلي بكل خلق فاضل والتخلي عن خلق ذميم.
والكلام في هذا يطول وفيما ذكر كفاية والله أعلم وأحكم.(52/305)
كَشْفُ السِّتْرِ عَمَّا وَرَدَ فيِ السَّفَرِ إِلىَ القَبْرِ لمحدِّث المدينة النبوية حماد الأنصاري
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:37 م]ـ
كَشْفُ السِّتْرِ عَمَّا وَرَدَ
فيِ السَّفَرِ إِلىَ القَبْرِ
لمحدِّث المدينة النبوية
شيخ حماد بن محمد الأنصاري
رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد فقد ورد إليّ سؤال صورته:
وقع بين شخصين نزاع، هل يجوز لشخص أن ينوي السفر لمجرد زيارة قبر النبي r دون المسجد أفتونا والله يحفظكم؟
والجواب:
إن زيارة القبور كان منهيا عنهاً في أول الإسلام لقرب الناس آنذاك من عبادة الأصنام، ثم نسخ ذلك بقوله r : (( كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة)) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)).
وأبيحت الزيارة للرجال دون النساء وبقيت في حق النساء محرمة إلى يوم القيامة لحديث ابن عباس ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)) رضي الله عنهما عند أبي داود والترمذي وغيرهما:
((لعن رسول الله r زائرات القبور)) الحديث ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)).
كما أن شدّ الرحل إلى قبر مخصوص محرّم لحديث أبي هريرة في الصحيحين: ((لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد …)) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) الحديث.
وفي هذا الحديث الأخير مشروعية شد الرحل إلى أحد المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى.
وأما ما سوى هذه المساجد الثلاثة فقد دل هذا الحديث الصحيح على أنه لا يجوز شدّ الرحل إليه بمجرده، وذلك إذا كان يقصد الزائر مجرد زيارة قبر النبي r دون المسجد، وأما إذا قصد المسجد ثم زار القبر الشريف فهذا مشروع لما تقدم من مشروعية زيارة القبر للرجال.
ولم يرد عن النبي r نص صحيح في جواز شد الرحال إلى قبر مخصوص سواء كان قبره r أو قبر غيره، فمن ثَمَّ لم ينقل عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن أحد من التابعين لهم بإحسان أنه شد رحلاً لمجرد قصد زيارة قبره r ولا لمجرد زيارة قبر غيره.
وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5))، فالخير في اتباع السلف والشر في ابتداع الخلف.
هذا وقد استدل بعض المتأخرين ممن ينتمي إلى العلم على مشروعية مجرد قصد زيارة القبر الشريف أو غيره ـ بأدلة إما موضوعة أو ضعيفة جداً لا تثبت بمثلها الأحكام الشرعية كما هو معلوم عند أهل التحقيق والمعرفة بالحديث، أذكرها مع بيان بطلانها أو ضعفها بما قاله أئمة الشأن، فأقول بعد الاستعانة بالله:
أدلة المجيزين لشد الرحل وعدم قابليتها للاستدلال بها على دعواهم
أربعة عشر حديثا
1ـ ((من زار قبري وجبت له شفاعتي)).
أخرجه أبو الشيخ وابن أبي الدنيا، عن ابن عمر، وهو في صحيح ابن خزيمة، وأشار إلى تضعيفه ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6))، وقال: "في القلب من سنده شيء، وأنا أبرأ إلى الله من عهدته" ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)).
قلت: فيه مجهولان:
أ ـ عبد الله بن عمر العمري، قال أبو حاتم: مجهول.
ب ـ موسى بن هلال البصري العبدي، قال أبو حاتم: مجهول ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)).
وقال العقيلي: لا يصح حديثه، ولا يتابع عليه، يعني هذا الحديث ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)).
وقال الذهبي: وأنكر ما عنده حديثه عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر … فذكر هذا الحديث ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)).
وفي رواية: (((من زار قبري حلت له شفاعتي)).
2ـ ((من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي)).
أخرجه الطبراني والبيهقي ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11))، عن ابن عمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/306)
وفيه حفص بن سليمان القاري:
وقال الإمام أحمد بن حنبل: متروك الحديث ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12)).
وقال البخاري: تركوه ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13)).
وقال ابن خراش: كذاب يضع الحديث.
وذكر الذهبي هذا الحديث من منكراته بما لفظه: " وفي ترجمته في كتاب "الضعفاء" للبخاري تعليقاً: ابن أبي القاضي حدثنا سعيد بن منصور حدثنا حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا: ((من حج وزارني بعد موتي…)) الحديث" ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14)).
3 ـ ((من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة)).
أخرجه البيهقي عن أنس ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15)).
وفيه أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي:
قال الذهبي: متروك.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn16)).
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn17)).
4 ـ ((من حج ولم يزرني فقد جفاني)).
قال السخاوي في "المقاصد" ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn18)): " لا يصح، أخرجه ابن عدي في "الكامل"، وابن حبان في "الضعفاء"، والدارقطني في "العلل"، و"غرائب مالك"، عن ابن عمر مرفوعاً.
وقال الذهبي في "الميزان" ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn19)): " بل هو موضوع".
5ـ ((من زار قبري ـ أو قال: من زارني ـ كنت له شفيعاً أو شهيداً، ومن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة)).
أخرجه أبو داود الطيالسي ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn20)) في مسنده عن عمر بن الخطاب.
وفيه مجهول، وسنده كما يلي:
قال أبو داود: حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي، قال: حدثني رجل من آل عمر، عن عمر، قال: سمعت رسول الله r يقول… الحديث.
6ـ ((من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة)).
أخرجه الدارقطني في سننه، وابن عساكر عن حاطب ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn21)).
وفيه هارون أبو قزعة أو ابن أبي قزعة:
قال البخاري: لا يتابع على هذا الحديث ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn22)).
وشيخ أبي قزعة أيضاً مجهول.
وقد ذكر الذهبي في "الميزان" ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn23)) حديث حاطب هذا، وحديث عمر الذي قبله من منكرات هارون بن أبي قزعة.
7ـ ((من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة)).
قال النووي في المجموع ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn24)): " حديث موضوع، لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث".
8ـ ((من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة)).
أخرجه ابن النجار في "الدرة الثمينة في تاريخ المدينة" ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn25))، والدارقطني ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn26)).
وفيه مسلمة بن سالم:
قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn27)): " فيه تجهم".
وقال ابن عبد الهادي: مجهول الحال لم يعرف بنقل العلم، ولا يحل الاحتجاج بخبره، وهو شبيه موسى بن هلال العبدي المتقدم ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn28)).
9 ـ ((من لم يزر قبري فقد جفاني)).
رواه ابن النجار في "تاريخ المدينة" بلا سند بصيغة التمريض، ولفظه: "ورُوي عن علي قال: قال رسول الله r : … الحديث" ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn29)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/307)
قال ابن عبد الهادي: هذا الحديث من الموضوعات المكذوبة على علي بن أبي طالب ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn30)).
قلت: وفي سنده النعمان بن شبل الباهلي، كان متهماً.
وقال ابن حبان: يأتي بالطامات ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn31)).
وذكره الذهبي في "الميزان" ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn32)).
وفي سنده أيضاً: محمد بن الفضل بن عطية المديني، كذاب مشهور بالكذب، ووضع الحديث.
قال الذهبي في "الميزان" ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn33)): قال أحمد: حديثه حديث أهل الكذب ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn34)).
وقال ابن معين: الفضل بن عطية ثقة، وابنه محمد كذاب ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn35)).
وقال الذهبي: مناكير هذا الرجل كثيرة، لأنه صاحب حديث ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn36)).
وقال أيضاً: قال الفلاس: كذاب ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn37)).
وقال البخاري: سكتوا عنه، رماه ابن أبي شيبة بالكذب ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn38)).
وقد رُوي هذا الحديث عن علي مرفوعاً ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn39)) بسند فيه عبد الملك بن هارون بن عنترة، وهو متهم بالكذب، ووضع الحديث.
قال يحيى: كذاب ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn40)).
وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn41)).
وقال السعدي: كذاب ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn42)).
وقال الذهبي: واتهم بوضع حديث: ((من صام يوماً من أيام البيض عُدِل عشرة آلاف سنة)) ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn43)).
ولهذا الكذاب ـ أعني عبد الملك بن هارون ـ له بلايا كثيرة تراجع في "الميزان" ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn44)) للذهبي.
10ـ ((من أتى زائراً لي وجبت له شفاعتي …)) الحديث.
أخرجه يحيى الحسيني عن بكير بن عبد الله مرفوعاً.
وقال ابن عبد الهادي: "هذا حديث باطل، لا أصل له، مع أنه ليس فيه دليل على محل النزاع، وهو السفر إلى القبر" ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn45)).
11 ـ ((من لم تمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل)).
قال ابن عبد الهادي: "هذا من الأحاديث المكذوبة والأخبار الموضوعة، وأدنى من يعدّ من طلبة العلم يعلم أنه حديث موضوع، وخبر مفتعل مصنوع، وإن ذكر مثل هذا الكذب من غير بيان لحاله لقبيح بمن ينتسب إلى العلم" ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn46)).
12 ـ ((من حج حجة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة، وصلى عليَّ في بيت المقدس لم يسأله الله فيما افترض عليه)) ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn47)).
رواه أبو الفتح الأزدي في الجزء الثاني من فوائده بسنده إلى أبي سهل بدر بن عبد الله المصيصي عن الحسن بن عثمان الزيادي.
قال الذهبي: حديث بدر عن الحسن بن عثمان الزيادي باطل ـ يعني هذا الحديث ـ، وقد رواه عنه النعمان بن هارون ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn48)).
هذا مع أن أبا الفتح الأزدي ضعيف.
وقال ابن الجوزي: كان حافظاً ولكن في حديثه مناكير، وكانوا يضعفونه ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn49)).
وقال الخطيب: متهم بوضع الحديث ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn50)).
ضعفه البرقاني، وأهل الموصل لا يعدونه شيئاً ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn51)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/308)
13ـ ((من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو قال شفيعا)).
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn52)) عن ابن عباس مرفوعا، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر.
هذا حديث موضوع على ابن جريج.
قال ابن عبد الهادي: "قد وقع تصحيف في متنه وإسناده، أما التصحيف في متنه فقوله: ((من زارني))، من الزيارة، وإنما هو ((من رآني في المنام كان كمن رآني في حياتي))، هكذا في كتاب العقيلي في نسخة ابن عساكر ((من رآني))، من الرؤيا، فعلى هذا يكون معناه صحيحاً لقوله r: (( من رآني في المنام فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل بي)).
وأما التصحيف في سنده فقوله: "سعيد بن محمد الحضرمي"، والصواب "شعيب بن محمد"، كما في رواية ابن عساكر.
فعلى كل حال فهذا الحديث ليس بثابت، سواء كان بلفظ الزيارة أو الرؤيا، لأن راويه فضالة بن سعيد ابن زميل المزني شيخ مجهول، لا يعرف له ذكر إلا في هذا الخبر الذي تفرد به، ولم يتابع عليه" ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn53)).
وقال الذهبي: "قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، حدثناه سعيد بن محمد الحضرمي، حدثنا فضالة، حدثنا محمد بن يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: ((من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي)).
وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن جريج" ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn54)).
14 ـ ((ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر)).
أخرجه ابن النجار في "تاريخ المدينة" عن أنس ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn55)).
وفيه سمعان بن المهدي:
قال الذهبي: سمعان بن المهدي عن أنس بن مالك حيوان لا يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها قبّح الله من وضعها ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn56)).
قال ابن حجر في "اللسان" ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn57)): وهذه النسخة من رواية محمد بن المقاتل الرازي، عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان، فذكر النسخة، وهي أكثر من ثلاث مائة حديث اهـ.
قلت: هذه أربعة عشر حديثاً يستدل بها القائلون على جواز شدّ الرحل إلى القبر، وهذا جملة ما احتج به من أجاز شدّ الرحل إلى زيارة القبر الشريف بمجرده.
فقد تبين لك أن جميع هذه الأخبار ليس فيها حديث صحيح، ولا حسن، بل كلها ضعيفة جداً، أو موضوعة لا أصل لها كما تقدم لك عن أئمة هذا الشأن مفصلاً، فلا تغتر بكثرة طرقها وتعددها، فكم من حديث له طرق أعاف هذه الطرق التي سردناها عليك، ومع ذلك فهو موضوع عند أهل الباب، لأن الكثرة لا تفيد إذا كان مدارها على الكذابين، أو المتهمين، أو المتروكين، أو المجهولين كما سمعت في هذه الأحاديث، فإنها لا تخلو من كذاب، أو متهم، أو متروك، أو مجهول لا يعرف أبداً، ومثل هذا لا يصلح للتقوية كما هو معلوم عند أهل هذا الفن، هذا إذا لم يكن من الصحيح ما يُبطلها، فكيف وهو موجود ومعلوم في الصحيح كما تقدم مِنْ منع شدّ الرحل إلى غير المساجد الثلاثة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn58)):
" لم يثبت عن النبي r حديث واحد في زيارة قبر مخصوص، ولا روى أحد في ذلك شيئاً لا أهل الصحيح ولا السنن ولا الأئمة المصنفون في المسند كالإمام أحمد وغيره، وإنما روى ذلك من جمع الموضوع وغيره، وأجل حديث روي في ذلك حديث رواه الدارقطني، وهو ضعيف باتفاق أهل العلم بالأحاديث المروية في زيارة قبره r كقوله: ((من زارني وزار أبي إبراهيم الخليل في عام واحد ضمنت له على الله الجنة))، و ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي))، و ((من لم يحج ولم يزرني فقد جفاني))، ونحو هذه الأحاديث مكذوبة موضوعة".
قلت: هذا هو الصواب الذي يجب أن يدان الله به، ومن كان عنده حديث صحيح في هذا الموضوع ـ أعني في جواز شدّ الرحل إلى قبر مخصوص ـ فعليه البيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/309)
وأما هذه الأحاديث فهي كما قدمت إما أحاديث موضوعة مكذوبة، وإما أحاديث ليست في شدّ الرحل بل هي في الزيارة المشروعة المجمع عليها.
وفي هذه الزيارة نصوص صحيحة صريحة تغني عن هذه البواطل، التي لا يصح الاحتجاج بها في ثبوت حكم من الأحكام الشرعية كائنا ما كان، بل ولا تجوز روايتها إلا مع بيان أنها موضوعة أو ضعيفة لا تصلح للاحتجاج بها لئلا يدخل في قوله r: (( من حدّث عني بحديث يُرى انه كذب فهو أحد الكاذبين)) عند مسلم وغيره عن المغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب مرفوعا بألفاظ متعددة ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn59)).
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
([1]) أخرجه مسلم (رقم 977)، وأبو داود (رقم 3235)، والترمذي (رقم 1054)، والنسائي (4/ 89)، وأحمد (5/ 356)، وغيرهم من حديث بريدة.
([2]) قال الشيخ: حديث صحيح من طريق أبي صالح عن ابن عباس، وأبو صالح هذا؛ قيل: باذام مولى أم هانئ، وقيل: ميزان البصري، فعلى كلا من القولين فالحديث صحيح، لأن باذام إذا روى عنه محمد بن جحادة فحديثه صحيح، وهذه الرواية من روايته عنه، بخلاف ما إذا روى عنه الكلبي وأمثاله، وأما على القول بأن أبا صالح هذا هو ميزان البصري فلا خلاف في صحة هذه الرواية، لأنه ثقة، وليس في سنده انقطاع، ولا تدليس، ولا إرسال. (كذا في هامش الطبعة السابقة).
([3]) أخرجه أبو داود (رقم 3236)، والترمذي (رقم 320)، والنسائي (4/ 95)، وابن ماجه (رقم 1575)، من طريق أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا.
وأبو صالح هذا: قيل: هو باذام مولى أم هانئ.
وله شاهدان أحدهما حديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي (رقم 1056)، وابن ماجه (رقم 1576) عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عنه مرفوعا: (لعن الله زوارات القبور).
وحديث حسان بن ثابت: أخرجه ابن ماجه (رقم 1574)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 29)، وأحمد (3/ 442ـ443)، وابن أبي شيبة (3/ 345) من طريق عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه: (لعن رسول الله r زوارات القبور).
([4]) أخرجه البخاري (رقم 1189)، ومسلم (رقم 1397).
([5]) أخرجه مسلم (رقم 1718).
([6]) انظر: المقاصد الحسنة (رقم1125).
([7]) انظر: التلخيص الحبير (2/ 267)، لسان الميزان (6/ 135).
([8]) الجرح والتعديل (8/ 166).
([9]) الضعفاء (4/ 170).
([10]) ميزان الاعتدال (4/ 226).
([11]) الطبراني في معجمه الكبير (12/ 406)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 246)، وشعب الإيمان (8/ 92ـ93).
([12]) العلل (2298).
([13]) التاريخ الكبير (2/ 363).
([14]) ميزان الاعتدال (1/ 559).
([15]) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (8/ 95)، من طريق سليمان بن يزيد عن أنس.
([16]) الجرح والتعديل (4/ 149).
([17]) المجروحين (3/ 151).
([18]) المقاصد الحسنة (رقم 1178).
([19]) ميزان الاعتدال (4/ 265).
([20]) مسند أيي داود الطيالسي (رقم 65).
([21]) أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 278)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 278)، من طريق هارون أبي قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب.
([22]) انظر: الضعفاء للعقيلي (4/ 363)، الكامل لابن عدي (7/ 2577).
([23]) ميزان الاعتدال (4/ 285).
([24]) المجموع شرح المهذب (8/ 261).
([25]) الدرة الثمينة (ص143)، من طريق مسلمة بن سالم عن عبد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن أبيه مرفوعا.
([26]) في الأفراد والغرائب (كما في أطرافه 3/ 376).
([27]) ديوان الضعفاء (ص385).
([28]) الصارم المنكي (ص36).
([29]) الدرة الثمينة (ص144).
([30]) الصارم المنكي (ص151).
([31]) المجروحين (3/ 73).
([32]) ميزان الاعتدال (4/ 65).
([33]) ميزان الاعتدال (4/ 6).
([34]) العلل (2/ 549).
([35]) انظر: الجرح والتعديل (8/ 75).
([36]) ميزان الاعتدال (4/ 7).
([37]) ميزان الاعتدال (4/ 6).
([38]) انظر: التاريخ الكبير (1/ 208)، ميزان الاعتدال (4/ 6).
([39]) انظر: الصارم المنكي (ص151 ـ 152).
([40]) تاريخ الدوري (2/ 376).
([41]) الجرح والتعديل (5/ 374).
([42]) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 666).
([43]) ميزان الاعتدال (2/ 667).
([44]) ميزان الاعتدال (2/ 666ـ667).
([45]) الصارم المنكي (ص 153).
([46]) الصارم المنكي (ص53).
([47]) انظر: الصارم المنكي (ص139 ـ141).
([48]) ميزان الاعتدال (1/ 300).
([49]) الضعفاء لابن الجوزي (2/ 53).
([50]) تاريخ بغداد (2/ 244).
([51]) انظر: ميزان الاعتدال (3/ 523).
([52]) الضعفاء للعقيلي (3/ 457).
([53]) الصارم المنكي (ص150).
([54]) ميزان الاعتدال (3/ 348ـ349).
([55]) الدرة الثمينة لابن النجار (ص143ـ144).
([56]) ميزان الاعتدال (2/ 234).
([57]) لسان الاعتدال (3/ 114).
([58]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 772ـ773).
([59]) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 9) من حديث المغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/310)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[02 - 12 - 08, 12:25 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 01:24 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك و جزاك خير الجزاء و أوفره
اللهم ارحم الشيخ حمادا رحمة واسعة
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 09:55 ص]ـ
أيها الإخوة من دون التعصب لأقوال أحد من علماء المسلمين متقدمهم ومتأخرهم.
أذكر بإيجاز:
أولاً: كل الأحاديث الواردة في النهي على جميع ألفاظها إن كانت متعددة أولا لم يرد فيها نهي عن زيارة القبور بعد أن أذن فيها.
ومن هذه الأحاديث حديث الباب والذي على مدار الخلاف. وهو قوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ) الحديث
وهذا الحديث يظهر لنا جملة أمور.
1 - ليس في الحديث لا من قريب ولا من بعيد تعرض للقبور.
2 - أن الحديث ورد في النهي عن شد الرحال إلى مسجد غير المساجد الثلاثة.
والتعليل في ذلك كما هو مذهب جماهير العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم.
أنه لا مزيد أجر ولا فضيلة لمن سافر لغير هذه المساجد لأن المسجد الحرام بمئة ألف صلاة والمسجد النبوي بألف صلاة والمسجد الأقصى بخمسمئة صلاة فلن تجد في غيرها من المساجد أجرًا يوازيها.
3 - على القول بأن الحديث عام النهي فإنه ثمت أمور.
1 - أن الحديث مقيد بقوله صلى الله عليه وسلم: كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها فإنها تذكر الآخرة.
والزيارة مستحبة حينئذ وتشمل القريب منها والبعيد فليس في الحديث ما يخصص القريب دون البعيد وهو بين لمن تأمل.
2 - أنا لو قلنا بحرمة شد الرحل لغير المساجد الثلاثة أخذًا من هذا الحديث لتعطلت منافع كثيره منها على سبيل المثال:
1 - حرمة شد الرحل للتداوي ولا قائل بهذا.
2 - ..................... لطلب العلم ........... .
وكل هذه داخلة في عموم الحديث إذ لا مقيد لها دون غيرها فكما أننا حرمنا شد الرحل للقبور ولم يأتي في الحديث ما ينص عليه فكذلك لا يجوز شد الرحل لغيرها ولا قائل بهذا من علماء المسلمين ولكنه الهوى والتشدد الغير مبرر إلا بذرائع عند التحقيق والتدقيق نادرة الوقوع.
ثم دعوى سد الذرائع ليست على إطلاقها عند أهل العلم الربانيين وليسوا (المتأخرين بأعلم من المتقدمين ولا أحرص منهم على أمة محمد من أن يقولوا بقول لا يدركون معناه ومنتهاه).
نهاية القول: جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كلهم على استحباب شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إن شئتم كتب الفقه بعد الانتهاء من المناسك قالوا: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فلماذا هذا التشدد والخروج عن كلام الأئمة المهديين.
هدى الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 11:58 ص]ـ
قولك ياخي - أنا لو قلنا بحرمة شد الرحل لغير المساجد الثلاثة أخذًا من هذا الحديث لتعطلت منافع كثيره منها على سبيل المثال:
1 - حرمة شد الرحل للتداوي ولا قائل بهذا.
2 - ..................... لطلب العلم ........... .
هذا من الخلط العجيب فهناك فرق بين قصد البقعة وبين من سافر للعلاج فمن سافر إلى لندن للعلاج مثلا قصد العلاج لا البقعة بارك الله فيك. وكذلك طلب العلم فهذا خلط عجيب.
و قولك وكل هذه داخلة في عموم الحديث إذ لا مقيد لها دون غيرها فكما أننا حرمنا شد الرحل للقبور ولم يأتي في الحديث ما ينص عليه فكذلك لا يجوز شد الرحل لغيرها ولا قائل بهذا من علماء المسلمين ولكنه الهوى والتشدد الغير مبرر إلا بذرائع عند التحقيق والتدقيق نادرة الوقوع.
ثم دعوى سد الذرائع ليست على إطلاقها عند أهل العلم الربانيين وليسوا (المتأخرين بأعلم من المتقدمين ولا أحرص منهم على أمة محمد من أن يقولوا بقول لا يدركون معناه ومنتهاه).
نهاية القول: جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كلهم على استحباب شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إن شئتم كتب الفقه بعد الانتهاء من المناسك قالوا: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فلماذا هذا التشدد والخروج عن كلام الأئمة المهديين.
فأقول فهم الصحابة رضي الله عنهم للحديث مقدم على غيرهم فمن ذلك ما رواه ابوهريرة رضي الله عنه قال فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لاتعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ..... الحديث أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح. وفي كتاب الالباني رحمه الله تحذير الساجد قال: عن قزعة قال سألت ابن عمر: آتي الطور؟ فقال:دع الطور و لا تأتها وقال: لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. وهولاء الصحابة استشهدوا بهذا الحديث.
والصحابة رضي الله عنهم نقل عنهم كم مرة حجوا و مع ذلك لم ينقل قصدهم وشد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا قدم من السفر.
هدى الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/311)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 12:54 م]ـ
قولك ياخي - أنا لو قلنا بحرمة شد الرحل لغير المساجد الثلاثة أخذًا من هذا الحديث لتعطلت منافع كثيره منها على سبيل المثال:
1 - حرمة شد الرحل للتداوي ولا قائل بهذا.
2 - ..................... لطلب العلم ........... .
هذا من الخلط العجيب فهناك فرق بين قصد البقعة وبين من سافر للعلاج فمن سافر إلى لندن للعلاج مثلا قصد العلاج لا البقعة بارك الله فيك. وكذلك طلب العلم فهذا خلط عجيب.
و قولك وكل هذه داخلة في عموم الحديث إذ لا مقيد لها دون غيرها فكما أننا حرمنا شد الرحل للقبور ولم يأتي في الحديث ما ينص عليه فكذلك لا يجوز شد الرحل لغيرها ولا قائل بهذا من علماء المسلمين ولكنه الهوى والتشدد الغير مبرر إلا بذرائع عند التحقيق والتدقيق نادرة الوقوع.
ثم دعوى سد الذرائع ليست على إطلاقها عند أهل العلم الربانيين وليسوا (المتأخرين بأعلم من المتقدمين ولا أحرص منهم على أمة محمد من أن يقولوا بقول لا يدركون معناه ومنتهاه).
نهاية القول: جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كلهم على استحباب شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إن شئتم كتب الفقه بعد الانتهاء من المناسك قالوا: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فلماذا هذا التشدد والخروج عن كلام الأئمة المهديين.
فأقول فهم الصحابة رضي الله عنهم للحديث مقدم على غيرهم فمن ذلك ما رواه ابوهريرة رضي الله عنه قال فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لاتعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ..... الحديث أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح. وفي كتاب الالباني رحمه الله تحذير الساجد قال: عن قزعة قال سألت ابن عمر: آتي الطور؟ فقال:دع الطور و لا تأتها وقال: لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. وهولاء الصحابة استشهدوا بهذا الحديث.
والصحابة رضي الله عنهم نقل عنهم كم مرة حجوا و مع ذلك لم ينقل قصدهم وشد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا قدم من السفر. مع ملاحظة أن ابن عمر رضي الله عنهما كان من سكان المدينة فهو لم يشد الرحل من أجل القبر وإنما من أجل الرجوع للبلاده التي يسكنها.
وقبر النبي عليه الصلاة و السلام كان في حجرة عائشة رضي الله عنها ولو كان يقصده الصحابة لتوافرت الدواعي والهمم على نقله لشدة اشتهاره و انتشاره.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 01:22 م]ـ
أيها الإخوة من دون التعصب لأقوال أحد من علماء المسلمين متقدمهم ومتأخرهم.
نهاية القول: جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كلهم على استحباب شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إن شئتم كتب الفقه بعد الانتهاء من المناسك قالوا: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فلماذا هذا التشدد والخروج عن كلام الأئمة المهديين.
هدى الله الجميع لما يحب ويرضى.
ما أجمل ما قلت من دون تعصب لكن ما أنصفت لأنك نقلت كلام المتأخرين ونسبته للمتقدمين وليتك فعلت مثل شيخ الإسلام رحمه الله الذي قال:أما من سافر لمجرد زيارة قبور الأنبياء ... على قولين معروفين: أحدهما وقول متقدمي العلماء الذين لا يجوزون القصر في سفر المعصية كأبي عبدالله بن بطة , و أبي الوفاء بن عقيل , وطوائف كثيرة من العلماء المتقدمين: أنه لا يجوز القصر في مثل هذا السفر , لأنه سفر منهي عنه.ومذهب مالك و الشافعي و أحمد: ان السفر المنهي عنه في الشريعة لا يقصر فيه.
القول الثاني: أنه يقصر وهذا يقوله من يجوز القصر في السفر المحرم كأبي حنيفة. ويقول بعض المتأخرين من أصحاب الشافعي و أحمد.
من كلام شيخ الإسلام في كتاب الزيارة المسألة الثانية
قال ابن وضاح رحمه الله:
106 - قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ يَكْرَهُونَ إِتْيَانَ تِلْكَ الْمَسَاجِدِ وَتِلْكَ الْآثَارِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ مَا عَدَا قُبَاءَ وَأُحُدًا.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 01:30 م]ـ
2 - أنا لو قلنا بحرمة شد الرحل لغير المساجد الثلاثة أخذًا من هذا الحديث لتعطلت منافع كثيره منها على سبيل المثال:
1 - حرمة شد الرحل للتداوي ولا قائل بهذا.
2 - ..................... لطلب العلم ........... .
وكل هذه داخلة في عموم الحديث إذ لا مقيد لها دون غيرها فكما أننا حرمنا شد الرحل للقبور ولم يأتي في الحديث ما ينص عليه فكذلك لا يجوز شد الرحل لغيرها ولا قائل بهذا من علماء المسلمين ولكنه الهوى والتشدد الغير مبرر إلا بذرائع عند التحقيق والتدقيق نادرة الوقوع.
هذا من الخلط العجيب فهناك فرق بين قصد البقعة وبين من سافر للعلاج فمن سافر إلى لندن للعلاج مثلا قصد العلاج لا البقعة بارك الله فيك. وكذلك طلب العلم فهذا خلط عجيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/312)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 02:29 م]ـ
ثم دعوى سد الذرائع ليست على إطلاقها عند أهل العلم الربانيين وليسوا (المتأخرين بأعلم من المتقدمين ولا أحرص منهم على أمة محمد من أن يقولوا بقول لا يدركون معناه ومنتهاه).
نهاية القول: جماهير العلماء من المذاهب الأربعة كلهم على استحباب شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وانظروا إن شئتم كتب الفقه بعد الانتهاء من المناسك قالوا: وتستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فلماذا هذا التشدد والخروج عن كلام الأئمة المهديين.
هدى الله الجميع لما يحب ويرضى.
فأقول فهم الصحابة رضي الله عنهم للحديث مقدم على غيرهم فمن ذلك ما رواه ابوهريرة رضي الله عنه قال فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لاتعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد ..... الحديث أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح. وفي كتاب الالباني رحمه الله تحذير الساجد قال: عن قزعة قال سألت ابن عمر: آتي الطور؟ فقال:دع الطور و لا تأتها وقال: لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. وهولاء الصحابة استشهدوا بهذا الحديث.
والصحابة رضي الله عنهم نقل عنهم كم مرة حجوا و مع ذلك لم ينقل قصدهم وشد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا قدم من السفر مع ملاحظة أن ابن عمر رضي الله عنهما كان من سكان المدينة فهو لم يشد الرحل من أجل القبر وإنما من أجل الرجوع للبلاده التي يسكنها.
وقبر النبي عليه الصلاة و السلام كان في حجرة عائشة رضي الله عنها ولو كان يقصده الصحابة لتوافرت الدواعي والهمم على نقله لشدة اشتهاره و انتشاره.
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 12:45 ص]ـ
أخي بارك الله فيك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
في الحقيقة لكل ما ذكرته مجال بحث وحظ من النظر ولكن يبدو أنك لن تصل معي إلى جواب يقنعني ولن أصل معك إلى جوابك يقنعك.
إلا أنني سأسأل سؤالا واحد لا غير وأريد إجابة كافية وافية لعلها تكون مصوبة لخطأ عندي وفهم سقيم مني لم أشعر به.
السؤال: لماذا عقد جميع أصحاب المذاهب المجمع عليها في أبواب المناسك بعد الانتهاء من فريضة الحج على القول باستحباب زيارة قير النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه بل وعقدوا في ذلك أبوابًا تتعلق بأداب الزيارة وما هي الأفعال والأقوال التي ينبغي للزائر فعلها إذ ذهب للزيارة؟
فهل هم على خطأ جميعًا وأنهم لم يصيبوا السنة؟ فإن كان ذلك كذلك فما بقي لنا من أهل العلم أحد.
ولعلك تقول أن هذا من التقليد المذموم فجوابي هو:
أن التقليد إذا كان لأحد المذاهب دون غيرها فلذمك وجه من الصواب أما أن يكون مذهب الفقهاء الأربعة والأتباع من بعدهم على هذا القول بل واستحبابه ونزعم أنا نتبع السنة فهذه جناية عظيمة على الأمة كلها كيف لا وقد سفه فقهاء الأمة وعلماء لن يشهد لهم نظير وأنت لا تخالف في ذلك.
أرجو أن يكون في ما ذكرت إشارة تغني وفيها إعادة للنظر وتصحيح للفكر واتباع للسنة على الفهم الصحيح الذي هو حظ أهل السنة والجماعة من اتباعهم لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
النقاش في هذه المسائل يسير جدًا لأن الحق واضح لا غبار عليه. ولكننا اطلنا البحث وجمعنا وفندنا بسوء فهمنا وقلت علمنا.
فعليك باتباع القوم تغنم , ولا تشذ عن الجماعة فتندم.
وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 12 - 08, 01:05 ص]ـ
عمر السلمي الصوفي الأشعري؟؟؟؟
إن عادت العقرب عدنا لها؟؟؟ وكانت؟؟؟؟؟
كذبت على الأئمة الأربعة ياعمر السملي؟؟؟ وما دخلنا في كتب المذاهب الأربعة المتأخرة!!!!! هل كلفنا الله بها؟؟؟ هل هي الدين؟؟؟؟ هي تحتوي على أخطاء؟؟؟ لابد من عرضها على الكتاب والسنة
يا عمر السلمي فرق بين الأئمة الأربعة وبين كتب المذاهب الأربعة!!! هل تعلم هذا
@@@@@
اتحداك تأتي بكلام للأئمة الأربعة في استحباب شد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم!!!!!
مسكين؟؟ ضيع نفسه بكلام المتأخرين أصحاب الحواشي وشروح كتب الفقه؟؟؟
والمصيبة أنه ترك كلام الأئمة الأربعة
ياحسرة؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/313)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 12 - 08, 01:10 ص]ـ
- قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ يَكْرَهُونَ إِتْيَانَ تِلْكَ الْمَسَاجِدِ وَتِلْكَ الْآثَارِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ مَا عَدَا قُبَاءَ وَأُحُدًا.
ممتاز جدا
يعني يا سلمي أنت ما تأخذ بكلام علماء السلف وتفضل المتأخرين عليهم؟؟؟؟؟
لماذا يا سلمي ما يعجبك كلام الإمام مالك؟؟؟؟؟ هل هو عندك مبتدع؟؟؟ أو تعتقد أن المتأخرين أصحاب الشروح والحواشي أعلم من نجم العلماء مالك؟؟؟
يا حسرة؟؟؟
هكذا أضلكم الأسمري؟؟؟؟
في المدونة الكبرى (2\ 370): قال ابن القاسم: وكان مالك يكره أن يقول الرجل "طواف الزيارة". قال: وقال مالك: وناس يقولون "زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم". قال: فكان مالك يكره هذا ويعظمه أن يقال "إن النبي عليه الصلاة والسلام يزار".
قال القاضى عياض: كراهة مالك له لإضافته إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على / قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). ينهى عن إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبه بفعل ذلك؛ قطعا للذريعة، وحسما للباب.
ومن الأشياء المنقولة عن مالك
ما ذكره إسماعيل بن إسحاق القاضي، وهو من أجل علماء المسلمين في كتابه المبسوط لما ذكر قول محمد بن مسلمة، أن من نذر أن يأتي مسجد قباء، فعليه أن يأتيه، قال: إنما هذا فيمن كان من أهل المدينة وقربها ممن لا يعمل المطي إلى مسجد قباء، لأن أعمال المطي اسم للسفر، ولا يسافر إلا إلى المساجد الثلاثة على ما جاء عن النبي في نذر ولا غيره، قال وقد روي عن مالك أنه سئل عمن نذر أن يأتي قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: إن كان أراد المسجد فليأته، وليصل فيه، وإن كان إنما أراد القبر، فلا يفعل للحديث الذي جاء: ((ولا تعمل المطي إلا إلى ثلاث مساجد)) الحديث.
وهذا الذي نقله في المبسوط عن مالك لا يعرف عن أحد من الأئمة الثلاثة خلافة ولم يذكر المعترض في موضع من كتابه، فإما أنه لم يقف عليه، وإما أنه وقف عليه وتركه عمداً.
قال العلامة ابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص295:
ومن المعلوم أن شيخ الإسلام وغيره من العلماء الأعلام لم يمنعوا من زيارة المصطفى صلوات الله عليه، وإنما قالوا:
الزيارة منها ما هو شرعي،
ومنها ما هو غير شرعي،
فالشرعي مندوب إليه،
والبدعي ممنوع منه،
وتكلموا في شد الرحال لمجرد زيارة القبور، فمِن مانع لذلك كمالك والجمهور،
ومن مبيح له كطائفة من المتأخرين،
وهذا المعترض يخالف القولين،
فيقول: إنه طاعة وقربة مع العلم بأن من ذهب إليه ليس من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، ولا فرق عنده
بين من قصد الحج فزار في طريقة،
وبين من سافر لمجرد الزيارة،
بل كلاهما عنده مستحب وطاعة وقربة،
وغيره من العلماء فرقوا بين الأمرين فقالوا:
إن من قصد الحج فزار في طريقه الزيارة الشرعية = فهو مثاب مأجور،
واختلفوا فيمن سافر لمجرد زيارة القبر؛ فمنهم من قال:
سفره مباح؛ وهم: الأقلون،
ومنهم من قال: سفره منهي عنه =وهم: الأكثرون.
والحجة معهم
ولم يقل أحد من مجتهديهم إن سفره طاعة وقربة،
وإنما ذهب إلى ذلك المعترض وأمثاله ممن ليس لهم سلف في ذلك،
ولا دليل عليه وكفى هذا المعترض مخالفة لأهل العلم، حتى نسب من قال منهم بالقول الذي عليه الجمهور إلى أنه منع من الزيارة ونهى عنها،
وهذه النسبة إنما صدرت منه عن الفهم الفاسد والهوى المتبع، والله الموفق.
شد الرحل إلى المساجد الثلاثة
• المدونة 3/ 86 قال ابن القاسم: قال مالك في الذي يحلف بالمشي إلى مسجد الرسول أو مسجد بيت المقدس قال: فليأتهما راكبا ولا شيء عليه ومن قال علي المشي إلى بيت الله فهذا الذي يمشي
شد الرحل إلى المدينة أو إلى مدينة بيت المقدس تعبدا، دون قصد المسجد للصلاة فيه
• قال مالك: من قال لله علي أن آتي المدينة أو بيت المقدس أو المشي إلى المدينة أو المشي إلى بيت المقدس فلا شيء عليه
إلا أن يكون نوى بقوله ذلك أن يصلي في مسجد المدينة أو مسجد بيت المقدس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/314)
فإن كانت تلك نيته وجب عليه الذهاب إلى المدينة أو إلى بيت المقدس راكبا، ولا يجب عليه أن يمشي وإن كان حلف بالمشي ولا دم عليه ................................... المدونة 2/ 18
• قال مالك: وإذا قال (علي المشي إلى مسجد المدينة ومسجد بيت المقدس) فهذا مخالف لقوله (علي المشي إلى المدينة أو علي المشي إلى بيت المقدس)
هذا إذا قال علي المشي إلى بيت المقدس لا يجب عليه إلا أن ينوي الصلاة فيه ......................... المدونة 2/ 18
• قال ابن الجلاب في التفريع: ومن قال علي المشي إلى المدينة أو بيت المقدس، فإن أراد الصلاة في مسجديهما لزمه إتيانهما راكبا، والصلاة فيهما، وإن لم ينو ذلك فلا شيء عليه
ولو قال: لله علي المشي إلى مسجد المدينة أو مسجد بيت المقدس لزمه إتيانهما راكبا والصلاة فيهما.
ذكره ابن تيمية في الإخنائية 2 267 يراجع التفريع نفسه
• قال ابن المواز: أما السفر إلى المدينتين، مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبيت المقدس، لغير الصلاة في المسجدين، فإنه لا يستحب عند أحد منهم، بل جمهورهم نهوا عنه وحرموه موافقة لمالك، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تشد الرحال إلى إلى ثلاثة مساجد ............................ نقله عنه ابن تيمية في الإخنائية ص 267
قال ابن عبد البر المالكي: ولم يختلف العلماء فيمن قال علي المشي إلى بيت المقدس، أو إلى مسجد المدينة، ولم ينو الصلاة في واحد من المسجدين، وإنما أراد قصدهما لغير الصلاة أنه لا يلزمه الذهاب إليهما ............ الاستذكار 5/ 342 طبعة حسان عبد المنان
قال القاضي عبد الوهاب في الفروق: فرق بين المسألتين، يلزم نذر المشي إلى البيت الحرام، ولا يلزم ذلك إلى المدينة، ولا بيت المقدس، والكل مواضع يتقرب بإتيانها إلى الله، قال والفرق بينهما أن المشي إلى بيت الله طاعة تلزمه، والمدينة وبيت المقدس الصلاة في مسجديهما فقط، فلم يلزم نذر المش لأنه لا طاعة فيه، ألا ترى أن من نذر الصلاة في مسجديهما لزمه ذلك، ولو نذر أن يأتي المسجد لغير الصلاة لم يلزمه أن يأتي
الرد على الإخنائي ص 266
شد الرحل إلى غير الثلاثة مساجد كالبقيع أو غار ثور أو قبر النبي صلى الله عليه وسلم
• قال مالك: ومن قال علي المشي إلى غير هذه الثلاثة المساجد فليس عليه أن يأتيه مثل قوله علي المشي إلى مسجد البصرة أو إلى مسجد الكوفة فأصلي فيهما أربع ركعات قال فليس عليه أن يأتيهما وليصل في موضعه حيث هو أربع ركعات ...................... المدونة 2/ 17
• قيل لمالك: أرأيت إن قال رجل: (لله علي أن أعتكف في مسجد الفسطاط شهرا) فاعتكفه بمكة أيجزئه ذلك؟ قال: نعم ولا يخرج إلى مسجد الفسطاط، ولا يأتيه وليعتكف في موضعه، ولايجب علىأحد أن يخرج إلا إلى مكة والمدينة وإيلياء ................................. المدونة1/ 202
•
• قال مالك: من نذر مشيا الى مسجد النبي أو مسجد بيت المقدس للصلاة فيهما فانه يركب حتى يأتيهما فيصلي فيهما ولا يكون المشي إلا إلى الكعبة في حج وعمرة.
فأما من نذر وجعل على نفسه أن يصلي في مسجد يعرفه غير مسجد الحرام ومسجد النبي ومسجد بيت المقدس فانه يصلي حيث هو ولا يسير اليه لأنه جاء عن النبي أنه لا تعمل المطي الا الى ثلاثة مساجد
. قال مالك: الا أن يكون ذلك المسجد الذي حلف فيه قريبا، فيأتيه فيصلي فيه.
وقال فيمن قال: عليّ المشي الى بعض المساجد مثل بيت المقدس أو المدينة وهو قريب منه مثل الميل ونحوه , قال: لا يمشي الا الى الكعبة.
قال مالك: من نذر أن يمشي الى بيت المقدس إن كان أراد الصلاة فيه أنه يأتيه راكبا فيصلي فيه ولا شيء عليه غير ذلك ............... كتاب النذور أسمعة ابن القاسم رواية سحنون بن سعيد (المكتبة البريطانية) , ق 6 / أ).
قال ابن الجلاب في التفريع: وإن نذر السفر إلى مسجد سوى المسجد الحرام، أو مسجد المدينة أو مسجد بيت المقدس، فإن كان قريبا لا يحتاج إلى راحلة مضى إليه وصلى فيه، وإن كان بعيدا لا ينال إلا براحلة صلى في مكانه ولا شيء عليه .............. ذكره ابن تيمية في الإخنائية ص 267 يراجع ابن الجلاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/315)
• قلت إنما نهى عن الوفاء بالنذر لغير المساجد الثلاثة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النهي يجعل هذا النذر ليس طاعة وليس قربة، والنذر الذي يجب الوفاء به إنما هو نذر القربة، قال أبو مصعب الزهري في مختصره (باب ما يجوز من النذور): ومن وجب عليه نذر ليصمتن يوما إلى الليل، أو ليذبحن ولده، أو ليمشين إلى العراق أو إلى بيت المقدس فليس عليه شيء من ذلك، وإنما يجب من النذور ما كان لله رضا، مثل الصيام والصدقة والعتق والمشي إلى بيت الله، وأما غير ذلك فلا يجب على أحد لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)،،،،،،،،،،،،،،،،،مخطوط من مكتبة القرويين مبعثر غير مرتب
• المدونة 2/ 17 قال ابن القاسم: ومن قال علي المشي إلى بيت المقدس أو إلى المدينة فلا يأتيهما أصلا إلا أن يكون أراد الصلاة في مسجديهما فليأتهما راكبا
• الحوادث والبدع ص 108 قال ابن وهب سمعت مالكا يسأل عن مسجد بمصر يقال له مسجد الخلوق، ويقولون فيه كذا وكذا، حتى ذكر أنه رئي فيه الخضر، أفترى أن يذهب الناس إليه معتمدين إلى الصلاة فيه؟ فقال: لا والله
• الحوادث والبدع ص 108 قال محمد بن مسلمة: ولا يؤتى شيء من المساجد يعتقد فيه الفضل بعد الثلاثة مساجد إلا مسجد قباء، ويكره أن يعمد له يوما بعينه يؤتى فيه، خوفا من البدعة، وأن يطول الناس الزمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد، أو فريضة تؤخذ، ولا بأس أن يؤتى في كل حين ما لم تجئ فيه بدعة، قال القاضي إسماعيل المالكي: إنما هذا فيمن كان من أهل المدينة وقربها، ممن لا يعمل المطي إلى مسجد قباء، لأن إعمال المطي اسم للسفر، ولا يسافر إلا إلى المساجد الثلاثة على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في نذر، ولا غيره) نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عنه في الرد على الإخنائي ص 249
• أخرج مالك في الموطأ 2411: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس
قال ابن عبد البر القرطبي المالكي: 23/ 38: فأما قوله (خرجت إلى الطور) فقد بان في الحديث أنه لم يخرج ألبتة إلا تبركا به ليصلي فيه، ولهذا المعنى لا يجب الخروج إلا إلى الثلاثة المساجد المذكورة في هذا الحديث وعلى هذا جماعة العلماء فيمن نذر الصلاة في هذه الثلاثة المساجد أو في أحدها أنه يلزمه قصدها لذلك ومن نذر صلاة في مسجد سواها صلى في موضعه ومسجده ولا شيء عليه
ولا يعرف العلماء غير الثلاثة المساجد المذكورة في هذا الحديث المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد بيت المقدس لا يجري عندهم مجراها شيء من المساجد سواها ا. هـ
وعن قزعة قال: سألت ابن عمر: آتي الطور؟ قال دع الطور، ولا تأتها، وقال: (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 365
وعن شهر قال سمعت أبا سعيد الخدري وذكر عنده صلاة في الطور فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا أخرجه أحمد في المسند 3/ 64
شد الرحل إلى بيت المقدس
• البدع والنهي عنها ص 91 قال أشهب: ولقد كان مالك يكره المجيء إلى بيت المقدس خيفة أن يتخذ ذلك سنة
شد الرحل إلى الآثار التي في المدينة
• البدع والنهي عنها 91 سئل ابن كنانة عن الآثار التي بالمدينة؟ فقال أثبت ما عندنا في ذلك قباء، إلا أن مالكا كان يكره مجيئها خوفا من أن تتخذ سنة
• البدع والنهي عنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/316)
• الحوادث والبدع 148 أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها، لأن الناس كانوا يذهبون تحتها، فخاف عمر الفتنة عليهم،،،، اخرجه ابن أبي شيبة، وفي تاريخ مكة للفاكهي قال سمرة في قول الله تعالى (إن الذين يبايعونك تحت الشجرة): كانت بالحديبية، فكانت هذه الشجرة يعرف موضعها ويؤتى هذا المسجد، حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبلغه أن الناس يأتونها ويصلون عندها فيما هنالك ويعظمونها، فرأى ان ذلك من فعلهم حدث. وفي مصنف ابن أبي شيبة 3/ 367 عن المعرور بن سويد قال خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر) ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1 و) لإيلاف قريش (2 فلما قضى حجة ورجع والناس يبتدرون فقال ما هذا فقالوا مسجد صلى فيه رسول الله e فقال هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل
• الحوادث والبدع ص 148: دخل سفيان بيت المقدس، وصلى فيه، ولم يتبع تلك الآثار، ولا الصلاة فيها، وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به
• قصة عمر مع الناس في تتبعهم المواضع التي صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها
شد الرحل إلى القبور
• المدونة 1/ 299 قال مالك: وناس يقولون زرنا قبر النبي عليه السلام، قال، فكان مالك يكره هذا، ويعظمه أن يقال إن النبي يزار.
• البيان والتحصيل 18/ 118 قال مالك: وأكره ما يقول الناس زرت النبي عليه السلام، وأعظم ذلك أن يكون النبي عليه السلام يزار
• سئل مالك عمن نذر أن يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (إن كان أراد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فليأته وليصل فيه، وإن كان أراد القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد) نقله أبو عمرو بن أبي الوليد المالكي، الرد على الأخنائي ص 163 الأخنائية لابن تيمية 201
• سئل مالك عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال مالك: إن كان أراد القبر فلا يأته، وإن أراد المسجد فليأته، ثم ذكر الحديث (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، ذكره القاضي إسماعيل في مبسوطه،،،،،،،،،،،،، قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية ص 235
• المدونة 2/ 471 قال مالك: من قال لله علي أن آتي المدينة أو بيت المقدس أو المشي إلى المدينة أو إلى بيت المقدس فلا شيء عليه إلا أن يكون نوى بقول ذلك أن يصلي في مسجد المدينة أو مسجد بيت المقدس فإن كانت تلك نيته وجب عليه الذهاب إلى بيت المقدس أو إلى مسجد المدينة راكبا ولا يجب عليه المشي
• قال محمد بن عبد الرحمن البغدادي المالكي: فلم يجعل نذر قبره صلى الله عليه وسلم طاعة يجب الوفاء بها، إذ من أصلنا: أن من نذر طاعة لزمه الوفاء بها، كان من جنسها ما هو واجب الشرع كما هو مذهب أبي حنيفة أو لم يكن، قال القاضي أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق عقيب هذه المسألة: ولولا الصلاة فيهما لما لزمه إتيانهما، ولو كان نذر زيادة طاعة لما لزمه ذلك، وقد ذكر ذلك القيرواني في تقريبه والشيخ ابن سيرين في تنبيهه
• وفي المبسوط قال مالك: فإني أكره ذلك له، لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس ومسجدي هذا ذكر في الرد على الأخنائي ص 157
النهي عن البناء على القبور والكتابة عليها
• المدونة 1/ 170: وقال مالك: أكره تجصيص القبور والبناء عليها، وهذه الحجارة التي يبنى عليها
• قال ابن وهب عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة (ت 128 هـ) قال إن كانت القبور لتسوى بالأرض
• قال ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي زمعة البلوي صاحب النبي عليه السلام أنه أمر أن يصنع ذلك بقبره إذا مات
• قال سحنون: فهذه آثار في تسويتها، فكيف بمن يريد أن يبني عليها.
• البيان والتحصيل 2/ 220 وكره ابن القاسم أن يجعل على القبر بلاطة، ويكتب فيها، ولم ير بأسا بالحجر والعود والخشبة، ما لم يكتب في ذلك ما يعرف به الرجل قبر وليه
• البيان والتحصيل 2/ 254 وسئل ابن القاسم عن قول عمر عند موته " لا تجعلوا علي حجرا " قال: ما أظن معناه إلا من فوق على وجه ما يبنى على القبر بالحجارة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/317)
• البيان والتحصيل 2/ 254 قال ابن القاسم: وقد سألت مالكا عن القبر يجعل عليه الحجارة يرصص بها عليه بالطين؟ وكره ذلك، وقال: لا خير فيه، وقال: لا يجيََر ولا يبنى عليه بطوب ولا بحجارة
• قيل لمحمد بن عبد الحكم: في الرجل يوصي أن يبنى على قبره، فقال: لا ولا كرامة، يريد بناء البيوت، ولا بأس بالحائط اليسير الارتفاع ليكون حاجزا بين القبور، لئلا يختلط على الإنسان موتاه مع غيرهم، ليترحم عليهم، ويجمع عليهم غيرهم (مواهب الجليل للحطاب 2/ 287المعيار المعرب 1/ 318)
• النوادر والزيادات 1/ 653: ومن كتاب ابن حبيب مختصرا: ونهي عن البناء عليها _ يعني القبور _ والكتابة والتجصيص، وروى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ترفع القبور أو يبنى عليها أو يكتب فيها أو تقصص، وروي (تجصص) وأمر بهدمها وتسويتها بالأرض، وفعله عمر،وينبغي أن تسوى تسوية تسنيم، ولا بأس أن يوضع في طرف القبر الحجر الواحد لئلا يحفر موضعه إذا عفا أثره.
•
• قال محمد بن أحمد بن الحاج المالكي (مذاهب الحكام للقاضي عياض ص 300): هدم البنيان الذي بني على القبر واجب، والبنيان على القبور مكروه، وقد ورد الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسويتها، فكيف بالبناء عليها.
• قال الطرطوشي: واعلم أنه روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل حجرا عند قبر عثمان بن مظعون، وقال أتعلم به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي. وهذا دليل على استحسان جعل الأحجار على القبور علامة، وحمل قول مالك على ظاهره، وأن لا تبنى على القبور بالحجارة، لأنه قد ثبت أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.
• ونقل الطرطوشي ص 156 عن ابن شعبان في تفسير النهي عن الكتابة فقال (معناه البلاطة التي ينقش فيها عند رأس الميت
بناء المساجد على قبور الأنبياء والعلماء والصالحين
• البيان والتحصيل 2/ 219 قال ابن القاسم في اتخاذ المساجد على القبور: إنما يكره من ذلك هذه المساجد التي تبنى عليها، فلو أن مقبرة عفت فبنى قوم عليها مسجدا فاجتمعوا للصلاة فيه، لم أر بذلك بأسا
قال ابن رشد: وجه كراهية اتخاذ المساجد على القبور ليصلي فيها من أجل القبور، ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج)، وقوله عليه الصلاة والسلام (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا) وقوله (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وأما بناء المسجد للصلاة فيه على المقبرة العافية فلا كراهية فيه، كما قال
*وقال ابن رشد في البيان والتحصيل 12/ 234: إنما كره اتخاذ المساجد على القبور صيانة لها لئلا يكون ذلك ذريعة إلى الصلاة عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لا تجعل قبري وثينا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
قال القرطبي في التفسير 10/ 379: فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز لما روى أبو داود والترمذي عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج
قال الترمذي وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة حديث بن عباس حديث حسن
وروى الصحيحان عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة) لفظ مسلم
قال علماؤنا وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد
وروى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) لفظ مسلم
أي لا تتخذوها قبلة فتصلوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى فيؤدي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/318)
فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)
وروى الصحيحان عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: (لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا
وروى مسلم عن جابر قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه)
وخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وروى الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)
في رواية ولا صورة إلا طمستها وأخرجه أبو داود والترمذي
الإمام مالك وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده
• جزء يحيى بن صاعد من الظاهرية: قال مالك: كنت أمر بين السقفين فرأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهت أن أنظر إليه.
• البيان والتحصيل 17/ 101 قال مالك انهدم حائط بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه قبره، فخرج عمر بن عبد العزيز واجتمع رجالات قريش، فأمر عمر بن عبد العزيز فستر بثوب، فلما رأى ذلك عمر بن عبد العزيز من اجتماعهم أمر مزاحما أن يدخل يخرج ما كان فيه، فدخل فقم ما كان فيه من لبن أو طحين، وأصلح في القبر شيئا أصابه حين انهدم الحائط، ثم خرج وستر القبر ثم بنى .....
قال ابن أبي زيد في الجامع ص 171: وعمر بن عبد العزيز هو الذي جعل مؤخر القبر محددا بركن لئلا يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلى إليه، فعل ذلك حين انهدم جدار البيت فبناه على هذا، فصار للبيت خمسة أركان قال ابن رشد: إنما ستر عمر بن عبد العزيز القبر إكراما له وخشي لما رأى الناس قد اجتمعوا أن يدخلوا البيت، فيتزاحموا على القبر فيؤذوه بالوطء لتزاحمهم عليه رغبة في التبرك به، فأمر مزاحما مولاه بالانفراد بالدخول فيه، وقمه وأصلح ما انثلم منه بانهدام الحائط عليه، وإنما ستر القبر على الناس وبنى عليه بيتا صيانة له مخافة أن ينتقل ترابه ليستشفى به أو ليتخذ مسجدا يصلى فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
• البيان والتحصيل1/ 372، 18/ 94 وسئل مالك عن الرجل يدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بأي شيء يبدأ بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أم بركعتين؟ قال بل بركعتين وكل ذلك واسع قال ابن القاسم وأحب إلي أن يركع
• البيان والتحصيل 18/ 108 وسئل مالك عن السلام على النبي عليه السلام فقال إذا دخل وخرج وفيما بين ذلك يريد في الأيام
• البيان والتحصيل 18/ 118 قال مالك أكره أن يقال الزيارة لزيارة البيت، وأكره ما يقول الناس زرت البني عليه السلام، وأعظم ذلك أن يكون النبي عليه السلام يزار
• البيان والتحصيل 18/ 444 وسئل مالك عن المار بقبر البني صلى الله عليه وسلم أترى أن يسلم كلما مر به؟ قال نعم أرى ذلك عليه أن يسلم عليه إذا مر به، وقد أكثر الناس من ذلك، فأما إذا لم يمر به فلا أرى ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فقد أكثر الناس في هذا، فأما إذا مر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرى أن يسلم عليه، فأما إذا لم يمر عليه، فهو في سعة من ذلك، قال وسئل عن الغريب يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم فقال ما هذا من الأمر ولكن إذا أراد الخروج،،،،،، قال ابن رشد: المعنى في هذا أنه إنما يلزمه أن يسلم عليه كلما مر به، وليس عليه أن يمر به ليسلم عليه إلا للوداع عند الخروج ويكره له أن يكثر المرور به والسلام عليه الإتيان كل يوم إليه، لئلا يجعل القبر بفعله ذلك كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/319)
• قال محمد بن علي بن معلى السبتي في كتاب الحج (مخطوط بمركز جمعة الماجد 771 _ 342/ 2): كره مالك رحمه الله تعالى لأهل المدينة كلما دخل أحدهم المسجد وخرج الوقوف بالقبر، قال وإنما ذلك للغرباء
قال ولا بأس لمن قدم منهم من سفر أو خرج إلى سفر أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه، ويدعو لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
قال الباجي رحمه الله تعالى: فرق مالك بين أهل المدينة والغرباء، لأن الغرباء قصدوا لزيارتها، وأهل المدينة مقيمون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
• البيان والتحصيل 18/ 601 قيل كيف يسلم على القبر قال تأتيه من قبل القبلة حتى إذا دنوت منه سلمت وصليت عليه، ودعوت لنفسك ثم انصرفت، قيل له هل أذكر أبا بكر وعمر قال نعم إن شئت
قلت ثبت أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم رأى رجلا يجيئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها ويدعو، فقال: ألا أحدثك حديثا عن أبي عن جدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم علي تبلغني حيث كنتم) قال السخاوي في القول البديع: حديث حسن
• الحوادث والبدع ص 156 قال الطرطوشي: ولا يتمسح بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمسح كذلك المنبر، ولكن يدنو من المنبر، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو مستقبلا القبلة، يوليه ظهره، وقيل لا يوليه ظهره، ويصلي ركعتين قبل السلام عليه، وقيل واسع أن يسلم عليه قبل أن يركع.
الصلاة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم
• البيان والتحصيل 17/ 625: قال مالك: أكره أن يوضع المصحف في القبلة ليصلى عليه، قال مالك: وإنما بنى عمر بن عبد العزيز القبر هذا البناء حين كان الناس يصلون إليه وجعلوه مصلى، فأنا أكره أن يجعل المصحف في القبلة ليصلى إليه، ولا أحب ذلك، وأما إن كان موضعه أو ذلك الموضع أحفظ له أو معلق له، ليس يجعل لمكان الصلاة إليه، فلا أرى بذلك بأسا ..... قال ابن رشد: أما الصلاة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهو محظور لا يجوز، لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فبناء عمر بن عبد العزيز محددا على هيئته لا يمكن من صلى إلى القبلة استقباله، وأما المصحف فكره القصد بالصلاة إليه على ما قاله في هذه الرواية ومثله في المدونة سواء، لأن ذلك بدعة وبالله تعالى التوفيق
• قلت لابن القاسم هل كان مالك يوسع أن يصلي الرجل وبين يديه قبر يكون سترة له قال كان مالك لا يرى بأسا بالصلاة في المقابر وهو إذا صلى في المقبرة كانت القبور أمامه وخلفه وعن يمينه وعن يساره
• أحكام القرآن لابن العربي وكره ابن القاسم الصلاة إلى قبلة فيها تماثيل
• قال ابن عبد البر (الاستذكار 8/ 244) بعد أن ذكر حديث (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي عليه أن يتخذ مسجدا): قال أبو عمر لهذا الحديث - والله أعلم - ورواية عمر بن عبد العزيز له عن من رواه أمر في خلافته أن يجعل بنيان قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، محددا بركن واحد لئلا يستقبل القبر فيصلى إليه
النهي عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم وثنا يعبد
• أخرج مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
• قال أبو عمر ابن عبد البر التمهيد 5/ 41:
الوثن الصنم وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة أو غير ذلك من التمثال، وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن، صنما كان أو غير صنم
وكانت العرب تصلي إلى الأصنام وتعبدها، فخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم، كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم، فقال صلى الله عليه وسلم) اللهم لا تجعل قبري وثنا) يصلي إليه، ويسجد نحوه، ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله، الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا، كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها، وذلك الشرك الأكبر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وأنه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم.
التعلق بجدران قبر النبي ولمسه
• مختصر ابن عبد الحكم 2/ 124 قال ابن عبد الحكم: (ولا يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع، وكذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم)
التعبد لله تعالى عند آثار النبي صلى الله عليه وسلم
• قال الزرقاني في شرح الموطأ 4/ 496 في شرح حديث: اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد:
قيل معناه النهي عن السجود على قبور الأنبياء، وقيل النهي عن اتخاذها قبلة يصلى إليها، وإذا منع ذلك في قبره فسائر آثاره أحرى بذلك، وقد كره مالك وغيره طلب موضع شجرة بيعة الرضوان مخالفة لليهود والنصارى.
• البدع والنهي عنها 91 سئل ابن كنانة عن الآثار التي بالمدينة؟ فقال أثبت ما عندنا في ذلك قباء، إلا أن مالكا كان يكره مجيئها خوفا من أن تتخذ سنة
• البدع والنهي عنها
الحوادث والبدع 148 أن عمر بن الخطاب أمر بقطع الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها، لأن الناس كانوا يذهبون تحتها، فخاف عمر الفتنة عليهم،،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/320)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[06 - 12 - 08, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ حماد الأنصاري رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 09:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله بن خميس والخميس هو الجيش ولقد بينت بوضوح لمن اراد الحق
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 10:53 ص]ـ
أخي بارك الله فيك:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد.
في الحقيقة لكل ما ذكرته مجال بحث وحظ من النظر ولكن يبدو أنك لن تصل معي إلى جواب يقنعني ولن أصل معك إلى جوابك يقنعك.
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته. هذا غير صحيح لأن المسلم بغيته الحق و البحث عنه و اتباع الدليل الصحيح لا التعصب فمن تجرد للحق ورد التنازع للكتاب والسنة فقد رشد قال الله تعالى (َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء: 59]
وكأنك حكمت على المسألة بالتعصب وعدم التجرد للحق بالأتباع. وهذا خلاف النقاش العلمي بارك الله فيك.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 11:24 ص]ـ
السؤال: لماذا عقد جميع أصحاب المذاهب المجمع عليها في أبواب المناسك بعد الانتهاء من فريضة الحج على القول باستحباب زيارة قير النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه بل وعقدوا في ذلك أبوابًا تتعلق بأداب الزيارة وما هي الأفعال والأقوال التي ينبغي للزائر فعلها إذ ذهب للزيارة؟
فهل هم على خطأ جميعًا وأنهم لم يصيبوا السنة؟ فإن كان ذلك كذلك فما بقي لنا من أهل العلم أحد.
قد ذكرت لك كلام شيخ الإسلام رحمه الله في عرض المسألة ولكن والذي يظهر لم تقرأ كلامه و كلامك هذا حيدة عن الجواب وتعميم غير مقبول هل عندك من كلام المتقدمين من العلماء من يجيز شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. و المتأخرين إذا وجد خلاف بينهم و بين المتقدمين نعرضه و نرده للكتاب و السنة. و كما تعلم أن المتأخرين يكون عندهم متن معين فيقومون بشرحه و وضع الحواشي عليه وهذا المتن يكون لأحد المتأخرين وهناك فرق كبير بين كتب المذاهب من المتقدمين و المتأخرين.
وإليك بعض [أسماء من منع الزيارة وهم: الصحابيان الجليلان أبو سعيد الخدري وأبو بصرة و وافقه أبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=941893#_ftn1) ، وكذا: القاضي عياض المالكي، وابن عقيل الحنبلي، وأبو محمد الجويني الشافعي، ونصّ ابن بطة الحنبلي في " الإبانة الصغرى " على أنه من البدع، والقاضي حسين الشافعي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبدالهادي، وذكر ابن عبدالهادي أن فتوى ابن تيمية عُرضت على علماء بغداد فأقروها [الفتاوى: 27/ 193]، وذكر منهم ابن الكتبي الشافعي [27/ 196] وَ محمد بن عبدالرحمن البغدادي – الخادم للطائفة المالكية بالمدرسة الشريفية المستنصرية [27/ 199]، وعبدالمؤمن بن عبدالحق الخطيب [27/ 200] وجمال الدين يوسف بن عبدالمحمود ابن عبدالسلام بن البتي الحنبلي [27/ 204] وأبا عمر بن أبي الوليد المالكي وَ عبدالله بن أبي الوليد المالكي [27/ 206]، ومنهم الشيخ ولي الله الدهلوي مؤلف " الحجة البالغة "، والعلامة الشوكاني، والأمير الصنعاني، والمباركفوري صاحب " التحفة "، وَبشير السهسواني، وصديق حسن خان، والعظيم آبادي، وجمع لا يحصون، فهذه أسماء ما يزيد على عشرين عالمٍ من علماء الإسلام والأئمة الأعلام من قبل ابن تيمية ومن بعده، فكيف يقال زوراً وبهتاناً بأنه أول من انفرد بهذه المسألة]. (من مقال التعقيب على من أجاز شد الرحال إلى قبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للشيخ بدر العتيبي) فكيف تقول جماهير العلماء. أرجع وأقول انقل لي كلام أحد المتقدمين يجيز شد الرحل الى القبر.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=941893#_ftnref1) زعم بعضهم بأن أبا هريرة لم يلتفت إلى كلام أبي بصرة!، وهذا مخالف لنص الحديث، ورى الإمام أحمد بإسناده إلى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَلَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟، فَقُلْتُ: مِنْ الطُّورِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: (لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَشُكُّ)، ونصّ الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " على موافقة أبي هريرة لكلام أبي بصرة رضي الله عنهما فقال: (وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة) [4/ 190].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/321)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 01:45 م]ـ
رحم الله الشيخ الأنصاري .. وبارك فيكم أخي أباعمر ..
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 09:44 م]ـ
رحم الله الشيخ الأنصاري .. وبارك فيكم أخي أباعمر .. اللهم آمين وفيك بارك الله ياشيخ سليمان الخراشي
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 04:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه، أما بعد: أخي عمر السلمي- و فقني الله تعالى و أياك ألى الصواب، أمين - قلت: ... 2 - أنا لو قلنا بحرمة شد الرحل لغير المساجد الثلاثة أخذًا من هذا الحديث لتعطلت منافع كثيره ... ألخ،أقول لك:النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم يقول: ((لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد …)) و كلامك السابق يناقض الحديث، سؤالي لك هل الحديث عندك لا يثبت (و هو في الصحيحين)؟ أم هو منسوخ عندك (و لم يقل بذلك أحد من الأئمة رحمهم الله تعالى)؟ أم أنه مما يتبرك بقراءته فقط عندك (و أنما هو للعمل به)؟ ثم أخيرا أقول: أذا كانت المساجد جميعها (غير المساجد الثلاثة) لا يجوز شد الرحال أليها بنص الحديث فالقبور من باب أولى و هذا ظاهر جدا و لا أراك تخالفني أذا قررت أن المساجد أفضل من القبور (التي المقصود من زيارتها التفكر و الاعتبار، بخلاف بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر اسمه فيها كثيرا) و قد تسلم لي بما قلته ثم تعترض قائلا: يستثنى من هذا العموم (أي عدم شد الرحال ألى القبور قبر النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم ما دام أنه داخل المسجد فيدخل ضمن جواز شد الرحل ألى المسجد النبوي المستثنى في الحديث و الجواب عن هذا الاعتراض كالتالي: النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم لم يدفن في مسجده و أنما دفن في حجرة أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها و لا تنس أن النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم قال:لعن الله اليهود و النصارى أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فأني أنهاكم عن ذلك (أو كما قال عليه و على أله وصحبه و أزواجه و ذريته و أتباعه الصلاة و السلام ألى يوم الدين) و قد عمل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بجميع النصوص المتعلقة بهذا الأمر، فمن جهة (و هي الأولى) لم يدفنوه في مسجده الذي لا يوجد مسجد أفضل منه ألا المسجد الحرام فضلا على أنهم لم ينقلوه ألى مكةلدفنه في المسجد الحرام (أقول هذا للذين يدفنون مشايخهم في الزوايا و المساجد التي كانوا يدرسون فيها و في هذا العمل وعيد شديد فقد لعن النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم من يقوم بذلك و على رأسهم اليهود و النصارى و من جهة أخرى فقد دفنوا (أي الصحابة رضوان الله تعالى عليهم) النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم حيث توفاه الله تعالى (بأبي هو و أمي عليه الصلاة السلام) و هذا الحكم (المتعلق بالجهة الثانية) خاص بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام كما تعلم فعملوا (أي الصحابة) بجميع المصالح و اجتنبوا جميع المفاسد، من أجل ذلك (و هو حرصهم الشديد- بل هم أحرص الناس أطلاقا - على العمل بالكتاب و السنة) كانوا على رأس من جعلهم الله تعالى خير أمة أخرجت للناس و قد جعل الله تعالى من يتبع غير سبيلهم (و هم أفضل المؤمنين) مشاققا لله و رسوله و هم قد تفرقوا في البلدان فيما بعد فلم يرد أن الذين سكنوا غير المدينة شدوا الرحل ألى القبر و لا أن الذين استوطنوا طيبة (المدينة) أنهم أمروا أخوانهم من الصحابة ممن لم يكن بالمدينة أن يشدوا الرحل ألى القبر و أنما المعلوم شد الرحل ألى المسجد،لكن عليك أن تعلم أخي أن كلامنا على قبر النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم متعلق بمن شد الرحل أليه خاصة أما زيارته دون شد رحل أو لمن شد الرحل ألى المسجد ثم زار القبر الشريف فلا شك أنها من السنن التي اتفق عليها أهل الأسلام خلافا لمن اتهم أهل الحديث و منهم شيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله تعالى بعدم جواز زيارة القبر الشريف مطلقا حتى دون شد رحل فضلا على من يتهمهم بعدم محبة النبي صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم، ألا كبرت كلمة تخرج من أفواههم، أسأل الله تعالى التوفيق لي و لك لما يحبه و يرضاه، أمين.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[18 - 02 - 09, 01:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالرحمن الجزائري
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:45 ص]ـ
و فيك بارك الله تعالى أخي (أبو عمر الدغيلبي).
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:23 م]ـ
الإخوة الأشاوس:
هل هناك فرق بين شد الرحل وزيارة القبر أم هما بمعنى واحد، فقد يظهر أن الخلاف بينكم لفظي، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تدخل في عموم فضل زيارة القبور بل هو بها أولى، وبدل التشنيع والطعن والسب، علموا الناس أن يقصدوا بسفرهم زيارة المسجد النبوي ثم بعد ذلك تستحب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة البقيع وشهداء أحد، بدل من الطعن في النيات والمقاصد فالذي انفرد بعلم ذلك هو رب العالمين إله الأولين والآخرين {وهو عليم بذات الصدور} {يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى}، ومن راح يتهم الناس في نياتهم ومقاصدهم، فقد شارك الله في خصوصيته، ونازع الله في ربوبيته، ومن نازع الله في ربوبيته قصمه ولو بعد حين، فيا ويحه من الله.
فأهل السنة أعلم الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق.
ووالله لم نر الأخ الفاضل عبد الرحمن بادلكم نفس السب والشتم والطعن، فأحسن الله عزاءكم في هذه الأخلاق العالية. وهذه في الحقيقة معضلة ولا أبا حسن لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/322)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:52 م]ـ
فقد يظهر أن الخلاف بينكم لفظي هذا يقوله من لا يعرف الفرق بين كلمة شد الرحل وبين الزيارة.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:12 م]ـ
هون عليك يا أبا عمر أنا أعي ما أقول وغالب من ذكر مسالة الزيارة يقصد زيارة المسجد التي تصحبها زيارة القبر الشريف ولابدّ، ولا أظن أحدا من أهل العلم يقصد الحث على زيارة القبر مع ترك زيارة المسجد، وأنا على علم بأن هناك فرقا بين شد الرحل وزيارة القبر، وأحببت أن أقرب بين وجهات النظر لأحصر رقعة الخلاف، وأقل الناس عقلا الذي يتكلم وهو يستصغر عقول الآخرين ظانا أن الحق قد انحصر عنده، ثم اعلم أنه لا أحد يستطيع أن يمارس الوصاية على هذا الدين، كائنا من كان في هذه الدنيا، لافلان ولا علان مهما علا كعبه وسطع نجمه، فالدين دين الله، وأظن أن المسألة أعطيت أكثر من حجمها، ورب الخلق أرحم بهم، فليكن المقصد هو نفع العباد ورحمتهم، وضع هذه القاعدة نصب عينيك كثيرا ما كان يرددها شيخنا العلامة د. عبد الله بن محمد القرني حفظه الله، أنه لا أحد من جميع طوائف المسلمين الضالة يعمد إلى الضلال والانحراف عالما بذلك قاصدا إليه، فهذا لا يكون إلا مع زندقة كما قرر شيخ الإسلام، وهذا يجعلك تتعامل مع الخصم مستصحبا هذا المعنى في قلبك ليكون أدعى لقبول الحق الذي تدعو إليه، وصدق الله القائل: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}
اللهم اهدنا لأحس الأخلاق والأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنّا سيئها لا يصرف عنّا سيئها إلا أنت، وصلى الله عل نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:12 ص]ـ
أبا وائل بارك الله فيك إذا كنت على علم بأن هناك فرق بين شد الرحل و الزيارة فلماذا علقت على الموضوع!!. وأنا لم أنقل كلام محدث المدينة حماد الأنصاري رحمه الله إلا أنه يوجد من يصحح هذه الأحاديث الموضوعة-المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم- ويكون قصده من السفر إلى المدينة هو القبر لا المسجد فتجدهم يذكرونها في كتب المناسك وغير ذلك.
ثم أخي الكريم النقاش نقاش علمي وليس دخول في نيات الناس ومقاصدهم بارك الله فيك فكن على حذر من ذلك.
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:46 م]ـ
والله ما كذبت ولكن (ما أجهلك)!
ولا خير في علم رجل يحمل من الأخلاق ما تحمل؟
يا مغيب ارجع للكتب وانظر بنفسك والله وقد أجبرتني على الحلف لو رجعت لوجدت ما يفقأ عينيك ويسد نحر مثلك.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:24 م]ـ
والله ما كذبت ولكن (ما أجهلك)!
ولا خير في علم رجل يحمل من الأخلاق ما تحمل؟
يا مغيب ارجع للكتب وانظر بنفسك والله وقد أجبرتني على الحلف لو رجعت لوجدت ما يفقأ عينيك ويسد نحر مثلك.
لاتسلم عقلك لغيرك؟؟ نقلت لك كلام العلماء فدونك إن أردت الاتباع
لانريد حواشي وكتب من ينتسبون للأئمة الأربعة وعندهم بدع وتصوفات!! انا اتحداك تجيب لي نص عن الأئمة الأربعة؟؟(52/323)
التعريف بدعة محدثة:
ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 08:22 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن خير الهدى هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
ثم إن كل عبادة لم يتقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إمكانه وقدرته عليها، ووجود الداعي لها؛ فإن فعلها بعده يكون بدعة.
ومن جملة ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث في المدينة تسع سنوات ولم يخرج يوماً واحداً إلى صعيد وصحراء اليوم التاسع من ذي الحجة ليُعَرِّفَ بالناس ويُذَكِّرَهُم بالوقوف بعرفات، وليتشبه في فعله بفعل الحجاج.
فدل هذا الترك من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ترك ذلك متعين، إذ لو كان قربة وعبادة لفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويدلنا هذا على أن ما يفعل في بعض الأمصار من التعريف في غير عرفات بدعة محدثة، وضلالة منكرة، ومضاهاة للشريعة مستحدثة.
وأما ما نقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يعرفون في غير عرفات، أي يقفون بجمع من الناس في صعيد من بعض الأمصار فإن في ثبوت ذلك نظرا.
وما ثبت عنهم فإنه يحمل على التذكير بكلمة عامة، وخطبة تذكر بعرفات، لا على التشبه بحال الواقفين في عرفات، وعلى هذا يحمل ما روي عن ابن عباس وغيره.
وقد ذكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه آثاراً تدل على ورود التعريف عن بعض السلف لكن كما ذكرت ما ثبت منه يحمل على التذكير ليس إلا.
ثم نقل آثاراً عن السلف في بدعية التعريف ومن جملة ذلك:
1 - عن أبي عمر عن ابن الحنفية قال: إنما المُعَرّف بمكة.
2 - عن شعبة عن الحكم وحماد قال: سألتهما عن الاجتماع عشية عرفة؟ فقالا: محدث.
3 - عن مغيرة عن إبراهيم أنه سئل عن التعريف فقال: إنما التعريف بمكة.
4 - عن بكير بن عامر عن إبراهيم قال: المُعَرّف بمكة. وإبراهيم هو النخعي التابعي المشهور.
5 - عن محمد بن سيرين قال: لقد رأيتنا زمان زياد وما ننكر عشية عرفة من سائر العشيات.
6 - عن عامر والحكم قالا: المُعَرّف بدعة. أي في غير مكة.
وممن قال ببدعية التعريف الذي يفعل في بعض الأمصار يوم عرفة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال:
(فَإِنَّ الْمُدَاوَمَةَ فِي الْجَمَاعَاتِ -عَلَى غَيْرِ السُّنَنِ الْمَشْرُوعَةِ- بِدْعَةٌ؛ كَالْأَذَانِ فِي الْعِيدَيْنِ، وَالْقُنُوتِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَالدُّعَاءِ الْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِ أَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، أَوْ الْبَرْدَيْنِ مِنْهَا، وَالتَّعْرِيفِ الْمُدَاوَمِ عَلَيْهِ فِي الْأَمْصَارِ .. ؛ فَإِنَّ مُضَاهَاةَ غَيْرِ الْمَسْنُونِ بِالْمَسْنُونِ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْآثَارُ وَالْقِيَاسُ .. ). [مجموع الفتاوى].
والله تعالى أعلم.
التوقيعوصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 04:09 م]ـ
جزاك الله خير ... ونفع بك أخي الكريم
ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[03 - 12 - 08, 07:05 م]ـ
توقيت رائع نفع الله بك
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 07:46 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
ولكن هل يدخل اعتكاف يوم عرفة في المساجد في ذلك أم لا؟
ـ[د. محمد هشام طاهري]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:48 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالاعتكاف في غير شهر رمضان مختلف فيه؛ فمن أهل العلم من يرى أنه لا اعتكاف إلا في رمضان، ومنهم من يرى أنه لا اعتكاف إلا مع الصيام، ومنهم من يرى جواز الاعتكاف مطلقاً سواء كان في رمضان، أو في غير رمضان.
ولعل الصواب أنه لا اعتكاف إلا في رمضان، وهو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه لم يعتكف إلا في رمضان، أو في قضائه.
وجاء أيضاً الاعتكاف في النذر، وجواز الوفاء به.
وأما مطلق الاعتكاف في غير رمضان فإنه لم يرد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
ومن المتفق عليه بين أهل العلم أنه لا يجوز تخصيص زمن لأي عبادة سواء كان الاعتكاف أو الصيام أو الصلاة، أو الذكر، ما لم يرد تخصيصه في الشرع.
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد مكث في المدينة تسع سنين قبل أن يحج أنه اعتكف يوم عرفة، ولا عن أصحابه، فإن قيل لأن عرفات والمناسك كانت بيد الكفار، نقول: لم يعتكف يوم عرفة في المدينة حتى في السنة التاسعة التي أرسل فيها أبا بكر -رضي الله عنه-ليكون أمير الحج؛ فدل ذلك على عدم جواز تخصيصه بالاعتكاف إلا أن يوافق نذراً، أو تعبدٍ يوافق -عند من يقوله بجواز الاعتكاف مطلقاً- عادة له.
وما ورد عن السلف من الاجتماع في بعض المساجد في الأمصار؛ فإنما هو محمول على التذكير والوعظ.
وقد حث الشرع الحكيم على صوم يوم عرفة؛ فلا ينبغي العدول عنه إلى أمر لم يرد نصاً وإنما يرد ذهناً؛ فليس كل ما يرد على الذهن يكون وارداً في الشرع؛ لأن الشرع مبناه على الاتباع، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.(52/324)
الرد على من أجاز اشتقاق أسماء الله من صفاته وأفعاله
ـ[حازم المصري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:13 م]ـ
أخرج ابن أبي حاتم في آداب الشافعي بإسناد صحيح عن الإمام الشافعي [1]:
عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: " لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه , وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روي عنه العدول , فإن خالف بعد ثبوت الحجة فهو كافر , أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: يستفاد من النقل السابق عن الإمام الشافعي ما يلي:
1.حصر الإمام الشافعي علم أسماء الله وصفاته فيما ورد في القرآن وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة , وهو ما يتوافق مع القول بتوقيفية الأسماء , فلم يذكر الإمام الشافعي أي قول يشير إلى اشتقاق أسماء الله من أفعاله , بل ذكر أن أسماء الله هي التي جاءت في الكتاب وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أي أخبر بالأسماء لا الأفعال؛ لأن من يجيز الاشتقاق يقول بأننا نشتق الاسم من الفعل الوارد في القرآن والسنة , وبالتالي فلم يتكلم رسول الله بالاسم , بل أن ذلك يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بالفعل فقط.
2.عذر الإمام الشافعي من ردَّ أسماء الله قبل أن تقوم عليه الحجة , وعلل ذلك بأن علم أسماء الله لا يدرك بالعقل , ولا بالرؤية والفكر , وهذا يعارض القول باشتقاق أسماء الله من أفعاله؛ لأن الاشتقاق لا بد فيه من إعمال العقل في تحديد وجه الحسن في الفعل الذي سيشتق منه الاسم , ولا بد أيضا من إعمال العقل في تحديد صيغة المبالغة فيه.
فعلى سبيل المثال: فعل (صدق) لا بد من إعمال العقل والقياس اللغوي لكي نحكم أهو له معنى حسن , ثم نعمل العقل في تحديد صيغة المبالغة أسيكون الاسم (الصادق , أم الصدوق , أم الصديق)؟.
ـ[حازم المصري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 06:47 م]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 8/ 387
ولما كان العباد يكملون بأفعالهم و يصلحون بها؛ إذ كانوا فى أول الخلق خلقوا ناقصين صح اثبات السبب إذ كمالهم و صلاحهم عن أفعالهم , والله سبحانه و تعالى فعله و صنعه عن كماله و جلاله فأفعاله عن أسمائه و صفاته و مشتقة منها كما قال سبحانه و تعالى " أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها من إسمى " , والعبد أسماؤه و صفاته عن أفعاله فيحدث له اسم العالم والكامل بعد حدوث العلم و الكمال فيه. انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: لو كان مذهب شيخ الإسلام هو القول باشتقاق الأسماء من الأفعال لذكره هنا؛ لأنه ذكر أسماء الخالق والمخلوق , وأفعال الخالق والمخلوق واشتقاق كل منهما , وصرح بأن الخالق تشتق أفعاله من أسمائه وصفاته ,فهذا السياق يفصح عن مذهب شيخ الإسلام في مسألة الاشتقاق , وهو أن أفعال الله مشتقة من أسمائه وصفاته الاشتقاق اللفظي أو المادي أي يشتق فعل (علم) من اسم الله (العليم) لا العكس , أما الاشتقاق المعنوي فأسماء الله مشتقة من أفعاله وصفاته أي الاشتقاق المعنوي للرد على من نفى أسماء الله وزعم أنها جامدة لا تقتضي صفة ولا فعلا.
أبو عبد الله هاني المصري
يتبع للنقاش بإذن الله
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[28 - 05 - 09, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيك(52/325)
التأويل "المحلي" والتأويل" المنهجي"
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 11 - 08, 05:20 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..
أما بعد:
فهدفنا من هذه الفقرات التفصيل في مسألة التأويل، ودفع شغب بعض المناوئين لمنهج السلف عندما يلحون على أن بعض أئمة السلف قد أولوا هذه الصفة أو تلك، مثل ما قيل عن تأويل ابن عباس للساق وتأويل أحمد للمعية وغيرهما ...
بداية نقررأمرا ذا بال: وهو أن صحة المذهب يجب أن تتقرر من خلال أصوله ومنطلقاته لا من خلال مذاهب المخالفين .. أعني أن المنهج الصحيح لا يشيد على ردود الفعل وليس من الحصافة أن ننتظر ما سيقوله المخالف لنذهب بعدها إلى أن مذهب السلف هو عكس ما قيل من غير نظر أو تمحيص .. كأن مجرد مخالفة الخصم دليل على صحة القول!!
من هذا القبيل مشكلة التأويل!
إن خصوم منهج السلف بكل أطيافهم -من الصوفي العرفاني إلى الفيلسوف البرهاني- يُعملون جميعا التأويل في نصوص الشرع، فهل يسوغ هذا الإجماع المضاد منعَ التأويل ورفع شعار:"أهل السنة لا يؤولون وأهل البدعة يؤولون"؟.
إن السبيل الأسلم يقتضي تجاهل هؤلاء،والرجوع إلى الحقائق الثابتة وحدها، فإذا أسفر البحث الصحيح عن حقيقة تمسكنا بها وأدخلناها في مذهبنا،مطمئنين غير متذمرين، ولو قدر أن كانت هذه الحقيقة مما يقول به الخصوم ..
من هذا المنطلق نعلن أن التأويل هو قدر اللغة الإنسانية .. ولا يقبل من أي كان دعوى منع التأويل وعلى فرض أنه يدعيه نظريا فلا مناص من أن يتناقض عمليا ..
نقول هذا لأن اللغة الإنسانية قائمة على أساس من "التعدد الدلالي" فلا تكاد توجد كلمة لها معنى وحيد- وحسبك أن تتصفح أي معجم لتواجه هذه الحقيقة الثابتة-وتتكاثر الدلالات الممكنة مع توالي الكلمات والتراكيب .. ولما كانت الكلمة حمالة وجوه فقد انتصب التأويل شئنا أم أبينا .. فقولك أريد بهذه الكلمة هذا المعنى وليس ذاك هو التأويل بعينه ...
وتبقى المشكلة بعد ذلك تدور بين صواب تأويل أو خطئ تأويل .. أما التأويل نفسه فقدر غير مدفوع!
إن بعض المفكرين وأهل الصناعات-قديما وحديثا- قد ضاقوا ذرعا من هذه الخاصية في اللغة، وما نشأ عنها من سوء فهم وتنازع فيه،فابتكروا لغات رمزية اصطناعية-مثل لغة الحاسوب ولغة المنطق الرمزي- يكون للرمز فيها دلالة وحيدة لا يفهم منها إلا هي .. لكن هيهات أن تكون لغات البشر كذلك!!!
إن "التعدد الدلالي" يلزمه "وجوب التأويل" هذه حقيقة لا محيد عنها .. شريطة فهم التأويل- هنا -بمعنى ترشيح أوترجيح معنى بعينه وتقدير غيره معان ممكنة لكنها مرجوحة أو غير مرادة ..
فلا يقبل من أي شخص زعمه أن كلمة "يد" لا تعني -ولا يمكن أن تعني- إلا الجارحة في كل كلام العرب .. فتستوي عنده دلالة التعابير الآتية:
1 - أمسك عنان الحصان بيده
2 - فتل الحبل بيده.
3 - بيده الحل والعقد ..
4 - الأمر كله بيده.
إذا كانت اليد في 1 و2 تعني الجارحة ذات الأصابع فلا يمكن أن تكون بهذا المعنى في 3و4 ...
في 3 إذا دل السياق على أنها ليست في معنى 2 وأن الحل والعقد فيها معنوي فلا بد للتأويل أن يبحث عن اتساق لدلالة العبارة فيقرر أن الحل والعقد المعنوي لا يناسبه إلا يد معنوية ..
وفي المقابل فإن عبارة 2 في سياق كلام عن نساج حصائر لا يمكن لليد فيها إلا أن تكون الجارحة ..
وهكذا فإن تنميط الدلالات وتسطيحها لا يمكن أن يصدر عن عارف باللغة .. وأهل منع المجاز لا يقولون إن العبارات السابقة متساوية في دلالة اليد فيها –كما يقول عنهم من لم يخبر مذهبهم مع الأسف-وإنما يقولون إن اليد فيها تكتسب دلالتها من سياقها المخصوص .. فلا مانع من أن تكون اليد معنوية إذا دل السياق على ذلك فالعرب لها توسع في كلامها .. ولكنهم يمنعون القول إن هذه الكلمة وضعت لمعنى ونقلت إلى غيره وسندهم -غير القابل للدحض- أننا نعرف الاستعمال وتساوي مراتب الكلمات فيه ولا علم عندنا بالغيب فنقول وضعت هذه الكلمة لهذا المعنى أولا .. ثم نقلت إلى معنى لآخر فيما بعد تخرصا ورجما بالغيب!!
إذا تقرر هذا عدنا لنواجه السؤال المحتوم:
إذا كان التأويل ضرورة كما زعمتم فما الفرق بين أهل السنة وغيرهم من هذه الجهة! وهل نضرب عرض الحائط بنكير أئمة السلف عبر تاريخهم على المؤولة!!
نقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/326)
إن التأويل لم ينظر إليه باعتباره آلية من آليات القراءة- لا مفر منها كما عرفت -،ولكن نظر إلى خلفيته والباعث عليه ... فكان الإنكار متجها في القصد الأول لمنهج الفلاسفة والمتكلمين .. وجاء إنكار التأويل بالقصد الثاني ... فقد اصطنع المتكلمون التأويل لا للضرورة اللغوية العامة بل ذريعة فرضتها منطلقاتهم وأصولهم .. ومن ثم تجد التأويل عندهم منهجا مشتقا من مذهب التعطيل وهذا التعطيل نفسه فرع عن النظر العقلي الخالص ..
وبعبارة أخرى لقد أصبح التأويل عنهم إديولوجيا لتمرير مذهب لا يمكن أن يتحقق بدون تأويل داخل دائرة الإسلام ..
وآية ذلك أنك تجد عندهم التأويل كليا و مسبقا- أي قبل ملاحظة النصوص نفسها-فتراهم يقولون مثلا:
وكل نص أوهم التشبيها
أوله أو فوض ورم تنزيها
فهذه قاعدة قبلية عندهم تقضي على ملايين النصوص ما وجد منها وما سيوجد، وبذلك يفقد النص شخصيته ولو كان من قول رب العالمين!!
فلم يكن التأويل عندهم بسبب من النص ولكن بسبب من العقل .. وهذا معنى كونهم يقدمون العقل على النص فالأول حاكم على الثاني بالشخص والنوع في الحضور والغياب في الحاضر وفي الاستقبال ..
فلو قدر أن في اللوح المحفوظ كتابة مثل "لله يدان" لم يطلع عليها أحد ولم تنزل على أحد لقال المتكلم يجب إخضاعها للتأويل أو التفويض فحكم تعطيل الله من اليدين قائم إلى الأبد حتى لو قال الله نفسه ذلك لهؤلاء يوم يفصل بين المختلفين!!!
إن التأويل إذن قد يحصل لضرورة لغوية وقد يحصل لضرورة مذهبية ... قد يكون محليا يفرضه سياق ومقتضيات بلاغية وأعراف تداولية،وقد يكون منهجيا يفرضه اقتناع عقلي وتمسك بأكسيومات معينة .. من شأن التأويل المحلي أن يكون نابعا من طبيعة اللغة،جزئيا دائما، متعلقا بمحل مخصوص لا يعممه على غيره أما التأويل منهجا أو مذهبا فيكون نابعا من خلفية عقدية دائما، ومن ثم يكون كليا وقبليا،يؤول المؤول حتى قبل أن يقرأ النص! فانظر إلى هذا المسخ الذي اعترى التأويل!
وهذا مثال لتوضيح الأسلوبين في التأويل:
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
هل نثبت لله يدا بمقتضى دلالة هذه الآية؟
لا تردد أبدا على طريقة صاحب التأويل المنهجي، فالله تعالى ليس له يد ولا بد من تأويل الكلام تأويلا يعين معنى غير معنى اليد "الحقيقية"، فإن لم نتبين المعنى المراد أو أشكل علينا تعيينه فلا مفر من اللجوء إلى السكوت والتفويض ..
هكذا يطوى بساط البحث سريعا .. فلا بحث في القرائن والسياقات ولا اعتبار لعادات العرب في كلامهم ولا فهم فاهم منه!!
لكن صاحب التأويل المحلي له نظر مغاير .. فليس منطلقه قاعدة فلسفية مسبقة سيعملها في الآية بطريقة آلية بل إن هذا النص-وإخوانه من النصوص- هو منطلقه الأول .. ولما كان النص بلغة عربية فلابد من فهمه على ضوء قواعدهم وعاداتهم وحدوسهم البلاغية:
لم تقل الآية "لله الملك " بل"بيده الملك " فنلحظ أن التقييد الذي يأتي عادة لقبض المعنى وتضييقه جاء هنا لبسطه وتوسيعه!
"لله الملك " دلالة على ثبوت الملك فقط،أما عبارة "بيده الملك " فقد أثبتت التصرف في الملك والتمكن منه فضلا عن ثبوته: فهو ملك يمنح وينزع يوهب ويسترد يتصرف فيه مالكه كما يشاء .. وما كان لهذه المعاني أن تخطر لو لم تذكر" اليد"لأن من لوازم اليد الأخذ والعطاء والقبض والإرسال .. ثم نلحظ أيضا العدول عن حرف "في" إلى حرف "الباء" إشعارا بأن هذا الملك ليس مستقرا "في يده" فقط ولكنه يمنح ويسلب "بيده" أيضا ..
فهل سيعتبر المؤول اليد- هنا- كناية عن التصرف؟
وهل سيفهم أن اليد الحقيقية غير مرادة وأن المراد بالضبط هو لوازمها وغاياتها من أخذ وعطاء؟
أقول لا مانع من هذا الفهم بل هو الراجح .. وهو فهم يسير على سنن العرب وبلاغتها .. فهم يقولون "بيده الأمر " أو ليس بيده الأمر" ولا يخطر ببالهم لحم ولا عصب ولا أنامل ولا أظفار وإنما غاية مرادهم معنى التمكن والتصرف إثباتا ونفيا ..
فهل أولت صفة "اليد"؟
نعم،لكن تأويل في هذا المحل فقط!
فلو قيل:
هل لله يد؟
سنقول:
أما في هذه الآية فثبوت اليد لله محتمل فقط ...
وأما تعطيل صفة اليد نهائيا فهذه دندنة المعطلة المبتدعة ..
وأما ثبوت اليدين لله من نصوص أخرى فذلك لا شك فيه ولا محيد عنه ..
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ..
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ..
فتثنية اليد قاطع بأن المراد اليد الحقيقية وليس شيئا معنويا فلم يعهد عن العرب التوسع في معنى اليد إلا وهي مفردة أو متعددة ...
وفي الرد على اليهود لا يعقل أن ينسبوا إلى الله نقصا وباطلا-وهو اليد الحقيقية - ثم يرد عليهم مقرا بالباطل بل شاهدا على نفسه بمضاعفة النقص و الباطل فيقول" بل يداه" ...
فتأويل هذه الآية هو إثبات يدين حقيقيتين لرب العالمين مع الإمساك عن التمثيل والتكييف ...
بهذا التأصيل يرتفع التشغيب:
فلو قيل إن ابن عباس رضي الله عنهما قد أول الساق ... أجبنا هذا خطأ فهو لم يأول "الساق" بل أول كلمة ساق المنكرة في محل هو قوله تعالى:
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)
ففهم من تعبير "يكشف عن ساق" معنى معروفا في العربية له شواهده وهو أوان الشدة والحسم ... أما القول بأن ابن عباس ينكر الساق لله مطلقا فهذا خطأ وأما تعميم التأويل المحلي ليصبح منهجيا فيقال إن ابن عباس عندما أول الساق فهو يؤول أيضا الوجه واليد والمجيء والنزول والاستواء والكلام والضحك والتعجب فهذا زور وبهتان!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/327)
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[06 - 12 - 08, 06:45 م]ـ
بارك الله فيك ..
كلام متين جدا ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 12 - 08, 06:46 م]ـ
صدقت كلام متين جدا و ان ضم اليه تفصيل مصطلح التأويل و ما يراد به باختصار يكون أتم لتحصيل المقصود بارك الله فيكم و زاد من كثير تأملكم
ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:59 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:05 م]ـ
و ان ضم اليه تفصيل مصطلح التأويل و ما يراد به باختصار يكون أتم لتحصيل المقصود
صدقتم في ملاحظتكم الوجيهة،وهذا بعض تفصيل إن شاء الله:
يأتي لفظ التأويل في كتابات السلف دالا على معان ثلاثة:
1 - عموم التفسير، أي ما يفهم من ألفاظ وتراكيب الكلام مأثورا أم غير مأثور، صحيحا أم غير صحيح .. وقد استعمل الإمام ابن جرير كلمة التأويل بهذا المعنى العام .. فكان يترجم لتفسير الآيات بقوله:"القول في تأويل قوله تعالى .... "فيورد الآثار والأقوال والآراء ...
2 - تحويل الكلام إلى واقع، فيكون التأويل بمعنى مآل الكلام وحظه من التحقق ...
فمعلوم أن الكلام خبر وإنشاء .. فتأويل الخبر هو تحققه في الخارج بصرف النظر عن فهم الفاهم، فتأويل رؤيا يوسف -عليه السلام- يمكن أن تكون بمعنيين:
أن يفهم الإنسان منها ما سيقع مستقبلا وهذا هو تعبير الرؤيا .. فيعقوب عليه السلام فهم من رؤيا ابنه تمام النعمة قبل تحققها كما فهم يوسف -عليه السلام -من رؤيا الملك وقوع الخصب والجفاف قبل أوانهما .. وهذا التأويل بالمعنى الأول المشهور عن الطبري ...
أما المعنى الثاني لتأويل الرؤيا فهو تحققها في الواقع سواء أفهم ذلك من قبل أم لم يفهم ... وهذا معنى قول يوسف:" وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ... "
الآية بينت المراد من التأويل فالإشارة في قوله "هذا" إلى ما تحقق من سجود إخوته وما حصل له من تمكين ...
أما تأويل الإنشاء-كالأمر ونحوه- فهو تنفيذه وتطبيقه ... "أقيموا الصلاة" مثلا تأويلها هو إقامتها في الخارج في المساجد والجماعات ... ومن هذا المعنى قول عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:" يتأول القرآن"فهي تريد أنه عليه السلام ينفذ ما يؤمر به .. فالتأويل هنا بمعنى تحويل الكلام إلى أفعال.
3 - المعنى الثالث هو صرف الكلام عن ظاهره من أجل معنى غير ظاهر ... ويكون ذلك بسبب أمر عقلي-في الغالب- وهذا هو معنى التأويل عند الأصوليين والمتكلمين ... بل هو المراد عند الإطلاق .. كما في قولهم" أهل التأويل" و"ذم التأويل" و"فهم الصفات من غير تأويل" الخ
وهذا المعنى هو الذي اعتمدناه ... وجعلناه لازما لمفهوم التعدد الدلالي ... فشرط تحقق التأويل هو احتمال الكلمة لمعنيين على الأقل .. فتقول هذا المعنى مراد والثاني غير مراد ... مع اعتبار المعنى المراد غير ظاهر والمعنى غير المراد ظاهر .. ومن ثم وقع الصراع الطويل حول التأويل لثبوت التدافع بين الظهور وعدمه والإرادة وعدمها ...
فالكلمة وحيدة المعنى لا تأويل فيها ... والكلمة ذات معنى ظاهر وهو نفسه مراد لا مسوغ للاختلاف فيها ... فلا يكون الصراع والاختلاف حقيقة إلا إذا تمت المواجهة المتوازنة بين قوة الظهور وقوة الإرادة ...
أما المعاصرون فقد اشتهر عنهم الكلام في التأويل ولهجت كتب الفلسفة والعلوم والنقد بذكر التأويل والقراءة والهرمنتيكا وما أشبه ذلك، ونحن ذاكرون بعض اصطلاحهم:
-التأويل في علم اللغة هو إعطاء "معنى" للكلمة أو الحركة أو الإشارة. فالضوء الأحمر مثلا إشارة بصرية دالة، ووجوب الوقوف هو مدلول تلك الإشارة،وفهم ذلك هو التأويل ..
"غابة "كلمة تأويلها هو تصور مساحة من الأشجار المتكاثفة ..
ولو فهم منها المتلقي" الخوف من الجن "أو" الضياع والتيه" أو "النزهة العائلية" فتلك كلها تأويلات ممكنة .. التأويل إذن هو ترشيح لمعنى وافتراض له.
-التأويل في الهرمنطيقا هو البحث عن معاني سرية خلف المعنى الأول أو الظاهر .. فالتأويل انتقال من ظاهر النص الذي يخاطب العوام إلى باطنه الذي لا يعلمه إلا الخاصة ... وهذه الهرمنطيقا من تأسيس اليهود- غالبا -فقد افترضوا في التوراة جانبا ظاهريا هي الشريعة تخاطب عوام اليهود وجانبا باطنيا سريا يسمونها "الكابال" لا يدركه إلا الهرمنطوقيين من أحبارهم .. (قارن مناهج الفلاسفة والصوفية والمتكلمين عندنا مع التراث العبري!)
-التأويل في علم الموسيقى! هو جعل النوتات والرموز الموسيقية المكتوبة مسموعة بواسطة آلات مخصوصة .. فالنوتات من وضع المؤلف والتأويل من فعل العازف ..
وقد اخترت هذه التعاريف العصرية الثلاث للتأويل لبعض مناسبتها لمعاني التأويل في تراثنا كما سلف .. فالتأويل في اللسانيات قريب من معنى الطبري .. والتأويل الهرمنطيقي هو المذموم غالبه على لسان السلف وهو سبب الضلال والابتداع .. أما التأويل في الموسيقى فهو قريب من المعنى الثالث الذي هو تحقيق أمر في الواقع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/328)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:30 م]ـ
ملاحظة:
هناك نوع من التأويل لم تذكره وهو صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى مرجوح لدليل يقترن به، كصرف الأمر عن الوجوب إلى الندب في قوله صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة، لقوله: " فإن في السحور بركة " لأن طلب البركة غير واجب.
قال في المرتقى:
354 - وَالأَخْذُ بِالتَّأْوِيْلِ أَمْرٌ مُعْتَبَرْ لِجُلِّ أَهْلِ الْعِلْمِ حُكْمُهُ اشْتَهَرْ
355 - وَهْوَ قَرِيْبٌ في مَحَلِّ النَّظَرِ وَمِنْهُ ذُوْ بُعْدٍ وَذُوْ تَعَذُّرِ
356 - بِالأَوَّلِ الْعَمَلُ بِاتِّفَاقِ مِمَّنْ بِهِ قَالَ عَلَى الإِطْلاَقِ
357 - وَقِسْمُهُ الثَّانِيْ كَأَمْسِكْ أَرْبَعَا يُرَادُ جَدِّدْ أَوْ دَعِ الْمُتَّبِعَا
358 - وَمِثْلُهُ إِطْعَامُ سِتِّيْنَ عَلَى الاِطْعَامِ مَعْ تَعْدَادِ شَخْصٍ حُمِلاَ
359 - وَثَالِثٌ لَيْسَ لَهُ قَبُوْلُ وَهْوَ الَّذِيْ تَعَافُهُ الْعُقُوْلُ
360 - كَمِثْلِ مَا عَنْ أَهْلِ نَجْرَانَ صَدَرْ في مِثْلِ نَحْنُ وَخَلَقْنَا وَنَذَرْ
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 12 - 08, 10:16 م]ـ
بل ذكرته ولعلك لم تنتبه إليه .. هو المعنى الثالث نفسه في التفصيل
قلت بالحرف:
3 - المعنى الثالث هو صرف الكلام عن ظاهره من أجل معنى غير ظاهر ... ويكون ذلك بسبب أمر عقلي-في الغالب- وهذا هو معنى التأويل عند الأصوليين والمتكلمين ...
المعنى الموصوف بالظهور هو ذاته الموصوف بالرجحان ... والمعنى غير الظاهر هو المرجوح ولكن تقوى بدليل مستقل وهو عقلي -في الغالب- وقد يكون لغويا تداوليا أو بلاغيا ...
وهنا توضيح:
المعنى الراجح يكون كذلك بناء على اعتبار أصالة الظهور وليس على دلائل أخرى ... إعمالا لقاعدة ما جاء على أصله لا يسال على علته ...
المعنى المرجوح هو المتأخر في مأخذ الفهم ... فهو مرجوح من هذه الجهة أي مسبوق في الفهم ... وادعاء أنه المقصود في الكلام خلاف الأصل، فيسأل عن العلة .. وهذه العلة هي الدليل الذي قلتَ عنه إنه مقارن ...
ومن ثم وجب توضيح معنى الرجحان:
فلا يقال إن المتأول اختار المعنى غير الراجح بل هذا وهم وليس بتأويل .. بل اختار المعنى الراجح عنده والرجحان حصل بسبب انضمام دليل آخر فيكون هذا الانضمام أقوى من دليل الظهور الذي بموجبه قسمنا الدلالة مسبقا إلى راجحة ومرجوحة .. ومثاله شيئان في كفتي ميزان: كفة فيها زيادة سميناها الظهور فأثقلت الكفة فرجحت ... ثم يأتي المتأول إلى الكفة المرجوحة فيزيد فيها شيئا آخر تقتضيه فترجح على الأخرى بسببها ... فيأخذ المتأول بما فيها وما أخذ إلا الراجح .... والقول إن التأويل اختيار للمعنى المرجوح غير دقيق ... ,إلا على سبيل المجاز المرسل أي اعتبار ما كان في الأصل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 03:07 ص]ـ
وفقك الله وزادك علما وفهما شيخنا الفاضل
وبهذا التفريق الذي تفضلتم بذكره يمكننا الرد إجمالا على كل من يستند في إثبات بدعته إلى نص يريد أن يقطعه من هنا أو من هناك عن بعض السلف في تأويل بعض النصوص التي قد تشتبه بنصوص الصفات.
فنقول: إذا سلمنا تنزلا أن هذا النص سنده صحيح عن المنسوب إليه، ثم سلمنا تنزلا أن المراد به حقا تأويل هذا النص، فإن المراد قطعا هو التأويل المحلي (في هذا الموضع فقط)، وليس المراد به اتخاذ التأويل منهجا.
وهذا واضح عند كل من أراد الإنصاف، بدليل إثبات الشخص نفسه للصفات في النصوص الأخرى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 12 - 08, 03:27 م]ـ
المعنى الثالث هو صرف الكلام عن ظاهره من أجل معنى غير ظاهر ... ويكون ذلك بسبب أمر عقلي-في الغالب- وهذا هو معنى التأويل عند الأصوليين والمتكلمين ...
الذي أشكل علي في هذا التعريف أمران:
أولا: أن قولك: من أجل معنى غير ظاهر، بيان لسبب التأويل، والمعروف أن سبب التأويل هو الدليل الخارج أو السياق وليس ذاك المعنى غير الظاهر، فالمعنى غير الظاهر أو المرجوح - في الأصل - هو الذي يسميه الأصوليون: " المؤول " وليس هو سبب التأويل، أم أن " من " هنا ليست لبيان السبب؟.
ثانيا: قولك: " بسبب أمر عقلي-في الغالب- " فيه نظر، فمعظم الألفاظ التي في النصوص الفقهية تؤول لسبب نقلي وليس لسبب عقلي.
والذي قصدته أن مصطلح التأويل بمعناه الأصولي لم توضحه جيداً.
فائدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/329)
قال شيخ الإسلام: " وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّا لَا نَذُمُّ كُلَّ مَا يُسَمَّى تَأْوِيلًا مِمَّا فِيهِ كِفَايَةٌ وَإِنَّمَا نَذُمُّ تَحْرِيفَ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَمُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْقَوْلَ فِي الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ.
وَيَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُفَسَّرَ إحْدَى الْآيَتَيْنِ بِظَاهِرِ الْأُخْرَى وَيُصْرَفَ الْكَلَامُ عَنْ ظَاهِرِهِ؛ إذْ لَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَإِنْ سُمِّيَ تَأْوِيلًا وَصَرْفًا عَنْ الظَّاهِرِ فَذَلِكَ لِدَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَلِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ؛ لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ بِالرَّأْيِ، وَالْمَحْذُورُ إنَّمَا هُوَ صَرْفُ الْقُرْآنِ عَنْ فَحْوَاهُ بِغَيْرِ دَلَالَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالسَّابِقِينَ كَمَا تَقَدَّمَ. وَلِلْإِمَامِ أَحْمَد - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - رِسَالَةٌ فِي هَذَا النَّوْعِ وَهُوَ ذِكْرُ الْآيَاتِ الَّتِي يُقَالُ: بَيْنَهَا مُعَارَضَةٌ وَبَيَانُ الْجَمْعِ بَيْنَهَا وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا يَظْهَرُ مِنْ إحْدَى الْآيَتَيْنِ أَوْ حَمْلُ إحْدَاهُمَا عَلَى الْمَجَازِ ".
أخرى:
قال الشيخ محمد بن أبي مدين الشنقيطي في شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل المعية بالذات: " واعلم أن السَّلَفَ الصالح إنما يرجع في صِفَات الله تعالى وأسمائِهِ إلى مُجرَّدِ النَّقلِ وبه يردُّ على من خالفَ، كردِّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما على معبدٍ الجُهَنِيِّ في مسألةِ القَدَر بجوابِهِ ? لجبريلَ عليه السلام، وهو أول حديث في «صحيح مسلم»، وقد أخرجه مسلمٌ أيضاً والبخاري عن أبي هريرة مُختصراً، وغير ذلك مما لا يحصى.
وأما المتكلِّمُون فيرجعونَ في ذلك إلى الدَّليلِ العقلِيِّ ويُحكِّمُونه في ما لا مدخلَ لهُ فيهِ، فإن وافق الدليلُ النقلي قبلوه وإلا ردُّوهُ أو تأولوه، وحقيقةُ ذلك الدليلِ العقليِّ مبنيةٌ على تقسيم الفلاسفة العالمَ إلى عرضٍ وجوهرَ، وهو أمرٌ لا أصل له في دين الإسلام، لا في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ ولا في أقوالِ سلفِ هذه الأُمَّةِ، فعلى المسلم أن يجعل العقل تابعاً للنَّقل لئلا يقعَ في المهالك.
انظر: «شرح القرطبي لصحيح مسلم» في الكلامِ على حديث: " أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم "، وشرح علي القاري للشفا في الكلام على الباطنِيَّة، ومقدمة «تاريخ ابن خلدُون» في الكلام على العلوم الإلهيَّات، والجُزء الأول من «الاعتصام» لأبي إسحاقَ الشَّاطبيِّ، وكتاب «التعليم والإرشاد» لمُحمد بدرِ الدين الحلبيِّ.
قال العلامة الفقيهُ مُحمَّد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الداوودي ثم السعيدي الولاتي وطناً المتوفى سنة ثلاثين وثلثمائة ما نصه: " ومذهبُ أهل السنة أن العقل لا عبرة به إلا إذا وافق دليلاً نقلياً من كتاب أو سنة، فلا يعتبرُ إلا تبعاً للشرع، ولا استقلال له في إثباتِ حكمٍ شرعي " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال السندي في حاشيته على «سُنن ابن ماجه» في الكلام على زيادة الإيمانِ ونُقصانه ما نصه: " والسَّلفُ كانوا يتبعون الوارد ولا يلتفتون إلى نحو تلك المباحث الكلاميَّةِ التي استخرجها المتأخِّرُون " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال العلامة أحمد بك الهاشميُّ في كتابه «جواهر الأدب» ما نصه: " كان السَّلفُ الصالحُ من الصَّحابةِ والتابعين يستدلُّون على عقائدهم بظاهرِ الكتابِ والسُّنَّة، وما وقع فيهمَا من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقَّفُوا فيه خوفَ أن يحيد فهمُهُم في التأويل عن القصد " ا. هـ كلامه بلفظه.
وبهذا كلِّه تعلم أنَّ الدَّليلَ الذي يُحمل اللَّفظُ على غير ظاهره إنَّمَا هو عند السَّلف النقليُّ لا العقلي، وبه أول الأدلةَ التي احتجَّ بها جهم وأتباعهُ لمعيَّة الذات، وقد جمعتُ لك – ولله الحمد – في هذا الكتاب من ذلك ما فيه – إن شاء الله تعالى – كفاية ".
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 12 - 08, 06:51 م]ـ
وهذا واضح عند كل من أراد الإنصاف، بدليل إثبات الشخص نفسه للصفات في النصوص الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/330)
نعم،وفقكم الله، الأمر كما قلتم، بل يمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك فنقول بدون تردد:
إذا أول عالم على طريقة الأشاعرة كل الصفات ولم يثبت منها إلا صفة واحدة فلن يكون أشعريا عند التحقيق ..
لأن المسألة ليست مسالة إحصاء ومقارنة في العدد بين ما أول وما لم يؤول ثم تكون النتيجة هو اعتبار العدد الأكبر كما في فرز أصوات الناخبين ... بل المسألة تتعلق بأصول وقواعد المذهب .. فإثبات صفة واحدة -صفة الاستواء مثلا-هو تقويض لأصل ... وتقويض أصل واحد هو انهيار للمذهب كله ... فلا ينفع هنا الاتفاق مع الاشاعرة في تأويل الصفات الاخرى ... وإثبات تلك الصفة دليل قاطع على أن هذا العالم له منطلق خاص وأنه لم ينطلق من الاصول الجاهزة للمعتزلة أو الاشاعرة ...
ومن هنا أعتبر نسبة البيهقي أو ابن حجر إلى الأشاعرة خطأ ... لأن لهذين الإمامين في بعض الأسماء والصفات كلاما لا يمكن تخريجه على قواعد الاشاعرة ...
وبالمناسبة أشير إلى أن الأشاعرة ليس لهم تحديد إجرائي صارم لأصول مذهبهم ... عكس المعتزلة الذين حددوا مذهبهم في الأصول الخمسة المعروفة فمن أتى بها جميعا فهو معتزلي لا تؤثر مخالفاته الأخرى أما من تخلف عنده أصل واحد فهو غير معتزلي وإن قال بالأربعة كلها ...
وأرى أن عدم التنصيص الواضح على الأصول مقصود عند الاشاعرة ليتأتى لهم جمع كل ما يمكن جمعه ... فتجد المفوض والمؤول أشعريين مع التناقض الكبير في المنهج .. ويمكن لأي صوفي أن ينتمي للأشعرية مع تناقض الرؤية بين المتكلم الاشعري وزميله الصوفي .... وبهذا التعتيم على الأصول أمكن لهم ادعاء انتساب أئمة اللغة والفقه والحديث إلى المذهب الاشعري ودليلهم أن هذا اللغوي أو ذلك المحدث أو ذلك الفقيه أولوا الضحك أو الساق أو النزول ... !!
ماأشبه المذهب المعتزلي بالنادي الذي لا يقبل المنخرط إلا بتسليمه ببنود المنتدى الاساسية .. وما أشبه المذهب الاشعري بمجلس عام تلقى فيه محاضرة يحضرها الموافق والموافق جزئيا والمتعاطف وحتى من أراد النكاية في أصحاب النادي ... ولا خير في النادي المعتزلي ولا في الحفل الأشعري!!
مذهب الاشاعرة إذن مذهب بدون ضفاف، لمصلحة تكثير السواد!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 12 - 08, 06:27 ص]ـ
هل ينطبق على من أساء الفهم أنه مؤول؟
ماذا لو قرأ تلميذ قصيدة للمتنبي هي مدح فقال عنها هجاء!
هل نحمل جواب التلميذ على محمل الخطأ والوهم .. أم نقول أول كل صفة من صفات المدح على أنها أخرجت من مخرج الاستهزاء!!
أساء الفهم أم جاء ببديع من التأويل!!
هذه مشكلة أخرى من مشاكل التأويل ... خطرت في الذهن وأنا أقرأ تعليقا على مقالي أرشدت إليه في منتدى ...
نقل العضو مقالي إلى منتداهم -وهو مشكور-وصدره بتعليق منه مفاده أن السلفية قالوا اخيرا بالتأويل ... وقد استبشر خيرا بهذه الخطوة متمنيا أن نقوم بخطوات في المستقبل لنلتقي مع الأشاعرة على كلمة سواء!!!!
وهنا انبعث السؤال في الذهن:
هل أخطأ المعلق أم أول؟
علما ان المسافة بين معنى ومعنى مثل المسافة بين الضدين .. المشرق والمغرب ... المدح والهجاء .. العمران واليباب ....
فهل يفهم من المقال أننا كثرنا من سواد الأشعرية إذ انضم إليهم مؤولون جدد ... أم أن المقال يسعى إلى استرجاع أئمة وأعلام حشروا في المحفل الأشعري رغما عنهم ... !!
لاحظوا- أيها الإخوة- أن التكثير مقابل للاسترجاع وضد له ...
فهل يحتمل النص أن يحمل على قطبين متنافيين؟
إلى أين ينتهي سوء الفهم .. ومن أين يبتديء التأويل ... ؟
هل من جواب أيها الإخوة .. فقد احترت!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 12 - 08, 06:32 ص]ـ
لا تتحير يا شيخنا الفاضل.
فهذا ليس بعجيب، بل هو المتوقع.
فقد أخطأ هؤلاء في فهم النصوص الشرعية، وحملوها على ضد معناها، مع أنها كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها.
فليس من العجيب أن يخطئوا في فهم كلام أهل العلم، ويحملوه على ضد معناه.
ويجيبك المتنبي نفسه بقوله:
ومن يك ذا فم مر مريض ............... يجد مرا به الماء الزلالا
وهذا المعنى من قوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى}.
وقوله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
وإليه يشير أيضا قوله صلى الله عليه وسلم ( .... إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/331)
فالمادة واحدة، ولكن القوابل مختلفة، فاختلف الأثر.
ولقد ذكرني هذا بقول شيخ الإسلام: ومن أعماه الله لم تزده كثرة الكتب إلا ضلالا.
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 12 - 08, 02:23 م]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك أخي الكريم، عندي تعليقات سريعة على مقالكم:
بحسب علمي فإن التقسيم الصحيح للتأويل -أعني به صرف الكلام عن ظاهره- هو:
تأويل شرعي: وهو صرف الكلام عن ظاهره لمعنى مرجوح لدليل شرعي آخر من كتاب أو سنة بضوابط معروفة.
تأويل بدعي: صرف الكلام عن ظاهره بسبب خرافات وتوهمات عقلية يسميها أهلها قواطع!
أما ما تسميه أخي الفاضل بالتأويل المحلي فهو في نظري ليس بصرف للكلام عن ظاهره أصلاً، وسبب ما وقعت فيه أخي الحبيب الذهول عن الفرق بين اللفظ المجرد الذي قد يحتمل أكثر من معنى واحد وقد ذكرت في مثالك "اليد" و نفس اللفظ في الكلام المؤلف والذي يقترن بقرائن تبين مراد المتكلم
فلفظ: الأسد والبحر والسيف مثلاً
يترجح عند الإطلاق أن المراد بها السبع والماء والحديد ولا أحتاج لوضعها في جمل فهذا معروف.
لكن إذا قيل عن خالد بن الوليد رضي الله عنه: إنه "سيف سله الله على المشركين" كما في الحديث وكما قال كعب بن زهير في قصيدته المشهورة:
إن الرسول لسيف يستضاء به ** مهند من سيوف الله مسلول
وقيل في أبي قتادة رضي الله عنه أنه "أسد من أسد الله" كما قاله فيه أبو بكر رضي الله عنه في البخاري وغيره.
وقيل في فرس أبي طلحة: "إن وجدناه لبحرا" كما في البخاري وغيره.
فهاهنا: الأسد والبحر والسيف لا يفهم أحد أن المراد منها "الماء ولا الحديد ولا السبع"!!
ولو زعم زاعم أن هذا هو ظاهر الكلام وينبغي تأويله لأضحك على الناس عقله، بل لهذه الألفاظ بهذه القرائن معنى ظاهر لا يحتاج في بيانه أن يسمى بـ"التأويل"، فهذه الألفاظ لا تدل هنا على " الماء ولا الحديد ولا السبع" بوجه من الوجوه بل ولا يحتمله اللفظ في هذا السياق حتى يسمى صرفها عنه تأويلاً، اللهم إلا أن يقال التأويل هنا بمعنى التفسير.
فالتعدد الدلالي في اللفظ وكونه حمال أوجه لا يلغي القرائن ودورها الأساسي في تفيهم المستمع المعنى المراد-وكذلك عادة المتكلم وغيره-.
فلو قال قائل: هل تأولت ظاهر لفظ الأسد والسيف والبحر هاهنا؟؟
لقلت: لا بل هذا ظاهر اللفظ في هذا السياق ...
ولا أقول كما قلت أخي: "نعم تأولت،لكن تأويل في هذا المحل فقط-وهو التأويل المحلي-" ...
وكذلك بالمثل لو قال لي قائل في مثال اليد الذي ذكرت.
أخيرا مجرد تنبيه لا يتعلق بمقالة أخي الحبيب: آحاد السلف قد يقع منهم الخطأ في تأويل آية أو حديث سواء كان في الصفات أو غيرها وقد وقع هذا مثلاً في آية العجب وفي آية النظر، وقول التابعي وما بعده بمجرده ليس بحجة بإجماع أهل السنة والعمدة عندنا هو في منهجهم الذي أخذناه عنهم أو إجماعهم على مسألة معينة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 12 - 08, 07:38 م]ـ
أخي فيصل .. بارك الله فيكم ونفع بكم ..
أولا-أنتم لا شك تعلمون أن التقسيمات تكون بحسب الاعتبارات ... فشيء واحد يمكن أن يقسم تقسيمات كثيرة بحسب معيار التقسيم ..
فالتأويل قسمتموه إلى صحيح وغير صحيح ... فاعتباركم للصحة والفساد .. لا نجادلكم عليه ..
أما تقسيمنا فكان باعتبار الدافع والامتداد .. فالدافع قد يكون لغويا وقد يكون منهجيا ... والتأويل قد يكون في محل واحد له سببه اللغوي فهو تأويل بعدي .. وقد يكون عاما بل قبليا ... وهنا المفارقة التي نبهت عليها في مقالي .. كيف يؤول نص قبل النظر فيه .. فلو قلت لهؤلاء المؤولين عندي نص ذكر فيه" يد الله"لقالوا لك أوله أو فوضه قبل الاطلاع على النص نفسه!!!
لذا أرى قولكم" التقسيم الصحيح" بالتعريف والإفراد فيه شيء ....
ثانيا:
كلامكم عن اللفظ المجرد الذي يحتمل أكثر من معنى .. لا نذهب إليه وهو عمود نظريتنا في إنكارالمجاز ...
اللفظ المجرد عندنا هو تقدير لفظ وليس لفظا .. فهو من الافتراضات المنطقية وليس من اللغة في شيء .. فليس في لغة البشر كلمة" أسد" مجردة من الإسناد ومن كل القرائن اللفظية وغيرها ... لا يجردها إلا العقل الخالص .. أما الإنسان المستعمل للغة في الحياة فلا يستعمل إلا تراكيب ملفوظة أو مقدرة .. كلمة "أسد" مفردة في الاستعمال يجب ان تقدر:
"هذا أسد" "انظر إلى الأسد"" احذر الأسد" ... "قل كلمة اسد"
وإن شئتم توضيحا آخر نقول: إن أصغر وحدة لغوية عندنا هي الجملة ... وأقل من الجملة لغو وأصوات وليس كلاما إنسانيا .... والكلمة يجب أن تدخل في التركيب .. وفيه تكتسب معناها محليا ..
وندعي أن هذا هو مذهب الشيخين ابن تيمية وابن القيم ..
فابن القيم -رحمه الله -يرى في الصواعق أن كلمة مفردة بمنزلة "غاق" ... وللموضوع تفصيل آخر لا نتوسع فيه هنا ..
وإن شئتم أن تقولوا هي دالة بالقوة- قبل الاستعمال- على معاني متعددة وأن السياق ووجودها في الاستعمال هو الذي يرشح معنى دون غيره ... لكم ذلك .. وهذا هو التأويل عندنا ..
التأويل إضفاء معنى ... وهو عام عند البشر .. وفيه الصحيح والبدعي كما تفضلتم ... وفيه المستند إلى اعتبارات عقلية جاهزة والمستند إلى اعتبارات لغوية .. وهذا هو معيار تقسيمنا ..
والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/332)
ـ[وليد محمود]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:50 م]ـ
كلامكم عن اللفظ المجرد الذي يحتمل أكثر من معنى .. لا نذهب إليه وهو عمود نظريتنا في إنكارالمجاز ...
اللفظ المجرد عندنا هو تقدير لفظ وليس لفظا .. فهو من الافتراضات المنطقية وليس من اللغة في شيء .. فليس في لغة البشر كلمة" أسد" مجردة من الإسناد ومن كل القرائن اللفظية وغيرها ... لا يجردها إلا العقل الخالص .. أما الإنسان المستعمل للغة في الحياة فلا يستعمل إلا تراكيب ملفوظة أو مقدرة .. كلمة "أسد" مفردة في الاستعمال يجب ان تقدر:
"هذا أسد" "انظر إلى الأسد"" احذر الأسد" ... "قل كلمة اسد"
هناك نظرية حديثة فى علم اللغة تسمى بنظرية المجالات الدلالية تؤيد هذا الكلام، بارك الله فيكم.(52/333)
" كيف تُفحم كتابيًا؟ " (مناظرة سريعة لابن القيم مع أحد النصارى)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مناظرة لطيفة ذكرها ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " الصواعق المرسلة "، أنقلها للشبكة؛ ليستفيد منها الإخوة المتخصصون في محاورة النصارى - وفقهم الله ونفع بجهودهم -.
قال – رحمه الله –:
(وقريب من هذه المناظرة ما جرى لي مع بعض علماء أهل الكتاب؛ فإنه جمعني وإياه مجلس خلوة أفضى بيننا الكلام إلى أن جرى ذكر مسبة النصارى لرب العالمين مسبة ما سبه إياها أحدٌ من البشر.
فقلت له: وأنتم بإنكاركم نبوة محمد قد سببتم الرب تعالى أعظم مسبة.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: لأنكم تزعمون أن محمدًا ملكٌ ظالم ليس برسول صادق، وأنه خرج يستعرض الناس بسيفه فيستبيح أموالهم ونساءهم وذراريهم، ولا يقتصر على ذلك حتى يكذب على الله ويقول: الله أمرني بهذا وأباحه لي، ولم يأمره الله ولا أباح له ذلك، ويقول: أوحى إلي ولم يوحِ إليه شيء، وينسخ شرائع الأنبياء من عنده، ويُبطل منها ما يشاء، ويبقي منها ما يشاء، وينسب ذلك كله إلى الله، ويقتل أولياءه وأتباع رسله، ويسترق نساءهم وذرياتهم؛ فإما أن يكون الله سبحانه رائيًا لذلك كله عالمًا به مطلعا عليه أو لا؟
فإن قلتم: إن ذلك بغير علمه واطلاعه؛ نسبتموه إلى الجهل والغباوة، وذلك من أقبح السب.
وإن كان عالما به رائيًا له مشاهدًا لما يفعله، فإما أن يقدر على الأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا؟
فإن قلتم: إنه غير قادر على منعه والأخذ على يده؛ نسبتموه إلى العجز والضعف.
وإن قلتم: بل هو قادر على منعه ولم يفعل، نسبتموه إلى السفه والظلم والجور.
هذا؛ وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربه يجيب دعواته ويقضي حاجاته، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدعوه بدعوة إلا أجابها له، ولا يقوم له عدو إلا ظفر به، ولا تقوم له راية إلا نصرها، ولا لواء إلا رفعه، ولا من يناوئه ويعاديه إلا بتره ووضعه، فكان أمره من حين ظهر إلى أن توفي يزداد على الأيام والليالي ظهورًا وعلوًا ورفعة، وأمر مخالفيه لا يزداد إلا سفولا واضمحلالا، ومحبته في قلوب الخلق تزيد على مر الأوقات، وربه تعالى يؤيده بأنواع التأييد، ويرفع ذكره غاية الرفع، هذا وهو عندكم من أعظم أعدائه وأشدهم ضررًا على الناس، فأي قدح في رب العالمين وأي مسبة له وأي طعن فيه أعظم من ذلك؟!
فأخذ الكلام منه مأخذًا ظهر عليه فقال: حاش لله أن نقول فيه هذه المقالة، بل هو نبي صادق، كل من اتبعه فهو سعيد، وكل منصف منا يقر بذلك، ويقول أتباعه سعداء في الدارين.
قلت له: فما يمنعك من الظفر بهذه السعادة؟
فقال: وأتباع كل نبي من الأنبياء كذلك، فأتباع موسى أيضًا سعداء.
قلت له: فإذا أقررت أنه نبي صادق، فقد كفّر من لم يتبعه، واستباح دمه وماله، وحكم له بالنار؛ فإن صدقته في هذا وجب عليك اتباعه، وإن كذبته فيه لم يكن نبيًا، فكيف يكون أتباعه سعداء!
فلم يحر جوابًا، وقال: حدثنا في غير هذا!).
(مختصر الصواعق، 1/ 115 – 116).
****************
(إفحام النصارى)
مختصر ومهذب من رسالة القرافي: " الأجوبة الفاخرة "
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/11.zip
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد النعامي]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 06:30 ص]ـ
ممتازة
جزاك الله خيرا
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 08, 03:19 ص]ـ
رائع جدا
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[12 - 12 - 08, 03:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[12 - 12 - 08, 10:56 ص]ـ
أي واللهِ أنّها صَواعِقٌ!
شَيخنا الحَبيب، سُلَيمانٌ الخَراشِيّ، نُحِبُّكَ في اللهِ وَأسألُ الله لَنا وَلَك الثَّباتَ حَتى نَلقى وَجهَهُ الكَريمِ
جَزاكَ اللهُ خَيرَ الجَزاءِ وَأوفاهُ.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 11:40 ص]ـ
فلم يحر جوابًا، وقال: حدثنا في غير هذا!.
الله أكبر .. الله أكبر
هكذا فليكونوا الدعاة إلى الله
لا بد أن يبهتوا الكافرين بالدلائل والبراهين
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 10:58 ص]ـ
الحمد لله وحده , ...
هذا؛ وهو من حين ظهر إلى أن توفاه ربه يجيب دعواته ويقضي حاجاته، ولا يسأله حاجة إلا قضاها له، ولا يدعوه بدعوة إلا أجابها له، ولا يقوم له عدو إلا ظفر به، ولا تقوم له راية إلا نصرها، ولا لواء إلا رفعه، ولا من يناوئه ويعاديه إلا بتره ووضعه، فكان أمره من حين ظهر إلى أن توفي يزداد على الأيام والليالي ظهورًا وعلوًا ورفعة، وأمر مخالفيه لا يزداد إلا سفولا واضمحلالا، ومحبته في قلوب الخلق تزيد على مر الأوقات، وربه تعالى يؤيده بأنواع التأييد، ويرفع ذكره غاية الرفع، هذا وهو عندكم من أعظم أعدائه وأشدهم ضررًا على الناس، فأي قدح في رب العالمين وأي مسبة له وأي طعن فيه أعظم من ذلك؟!
جزاك الله خيراً
نعم الحجة فالذي علمناه أن من يدعي كل هذا و يكون كاذباً ينتقم الله منه في الدنيا و يفضحه بعد أن يكون فتنة للناس في أول أمره
كما هي قصص الملوك الظالمين
و كلن نبينا -صلى الله عليه و سلم- نصره الله من وقت ولادته حتى مماته و ختم له دعوته بأفضل خاتمة و لله الحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/334)
ـ[ابو ابراهيم السلفي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 11:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 02 - 09, 09:47 م]ـ
أي واللهِ أنّها صَواعِقٌ!
شَيخنا الحَبيب، سُلَيمانٌ الخَراشِيّ، نُحِبُّكَ في اللهِ وَأسألُ الله لَنا وَلَك الثَّباتَ حَتى نَلقى وَجهَهُ الكَريمِ
جَزاكَ اللهُ خَيرَ الجَزاءِ وَأوفاهُ.
أكرمك الله وأحسن الله إليك شيخنا الحبيب سليمان.(52/335)
قال: (إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته ومقصده في دراسة العقيدة)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[01 - 12 - 08, 11:42 م]ـ
السلام عليكم
هذا التذكير لي قبل أن يكون لكم
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
في مقديمة تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
((الأمر الخامس: أود التنبيه على شيء قد نغفل عنه عند دراسة العقيدة. يقول ابن القيم رحمه الله: " كل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول، وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول " 2، يعني دخله شيء، إما رياء، أو إرادة الدنيا، أو نحو ذلك. فلا يُنتفع به، ولا يبارك فيه.
ولهذا فإن حسن النية في دراسة العقيدة، ودراسة أمور الدين عموماً أمر لا بد منه. فعندما يتعلم العبد العقيدة لا يدرسها من أجل زيادة الاطلاع وكثرة المعرفة، وإنما عليه أن يتعلمها لأنها دين الله الذي أمر به عباده، ودعاهم إليه، وخلقهم لأجله، وأوجدهم لتحقيقه. فيجتهد في فهم أدلتها، ويتقرب إلى الله عز وجل باعتقادها والإيمان بها، ويرسخها في قلبه، ويُمكِّن لها في فؤاده.فإذا درس العقيدة بهذه النية أثمرت فيه ثمرات عظيمة، وأثرت في سلوكه وأعماله وأخلاقه، وفي حياته كلها. أما إذا كانت دراسته للعقيدة مجرد جدل ونقاش، ولم يعتن بجانب تزكية القلب بالإيمان والثقة والاطمئنان بهذا الاعتقاد الذي أمر الله عز وجل به عباده لم تكن مؤثرة.
ومن الأمثلة على ذلك ـ فيما يتعلق بالإيمان برؤية الله ـ: قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر، لا تُضامُون ـ وفي رواية:"لا
ص -22 - ... تُضارُّون"، وفي رواية:"لا تَضَّامون"ـ في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} 1 " 2. يعني صلاة الفجر وصلاة العصر.
لاحظ الارتباط بين العقيدة والعمل، ذكر لهم العقيدة التي هي الإيمان برؤية الله، ثم ذكر لهم العمل الذي هو ثمرة هذا الاعتقاد الصحيح، فقال لهم:""فإن استطعتم ألا تغلبوا ... "
فلو أن شخصاً درس أحاديث الرؤية، وتتبع طرقها وأسانيدها، وناقش المتكلمين في شبهاتهم حولها، ثم إنه مع ذلك أخذ يفضل السهر في الليل، ويضيع صلاة الفجر، بل قد لا يكون لهذه الصلاة وزن عنده، ينادي المؤذن الصلاة خير من النوم وهو بلسان حاله وفعله النوم عنده خير من الصلاة، فأي أثر لهذا الاعتقاد عليه. نسأل الله العافية.
إن مثل هذا يحتاج إلى تصحيح نيته ومقصده في دراسة العقيدة حتى تثمر الثمرة المرجوة، وتحقق الآثار المباركة على صاحبها. فالمسلم يتعلم العقيدة لأنها عقيدته، ودينه الذي أمره الله عز وجل به، ويجتهد في أن تكون لها أثر عليه، وعلى عبادته وتقربه إلى الله عز وجل. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " والأسماء الحسنى والصفات العلا مقتضية لآثارها من العبودية والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين، فلكل صفة عبودية خاصة هي من
ص -23 - ... موجباتها ومقتضياتها أعني من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها، وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على العلم والجوارح. فعلم العبد بتفرد الرب بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة يثمر له عبودية التوكل عليه باطناً ولوازم التوكل وثمراته ظاهراً. وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطناً، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح. ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء وتثمر له من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه. وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعاً من العبودية هي موجباتها. وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلا يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية. فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها ارتباط الخلق بها " [مفتاح دار السعادة]))
.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[02 - 12 - 08, 12:35 ص]ـ
جزاكِ الله خيراو نفعنا بما نقلتِ.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[02 - 12 - 08, 12:44 ص]ـ
كلام يكتب بالماء الذهب(52/336)
إيقاظ الوسنان لما جاء في ذكر نبي بني عبس خالد بن سنان ...
ـ[فخر الدين المغربي]ــــــــ[02 - 12 - 08, 02:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين إصطفى
أحييكم بتحية الإسلام وأهله وبتحية محمد وحزبه وبتحية در السلام ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فقد ذهب بعض العلماء الى القول بنبوة خالد بن سنان بني عبس الذي ضيعه قومه, ومن المتأخرين محدث الديار المغربية أبو الفيض أحمد الغماري رحمه الله, حيث ذكر فى كتابه والذى وسمه باسم
إتحاف الأذكياء بإثبات نبوة خالد بن سنان بين عيسى وبين سيد الأنبياء، أو إعلام الأذكياء بنبوة خالد بن سنان بعد المسيح وقبل خاتم الأنبياء, هل كانت بين نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وعيسى الصلاة والسلام أنبياء, ومن بينهم بني عبس خالد إبن سنان, في هذا البحث, ولكي يكون علميا, رئيت أن يكون النقد من الجهة العلمية الحديثية, ثم من الجهة الفقهية, حتى نكون منصفين.
نقد العلمي الحديثي
أحاديث التي جاء فيها ذكر خالد إبن سنان, واشهرها ما رواه الحاكم في مستدركه
(2/ 655)، و الطبراني في المعجم الكبير (11793)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، فإن أبا يونس هو الذي روى عن عكرمة هو حاتم بن أبي صغيرة، وقد احتجا جميعا به واحتج البخاري بجميع ما يصح عن عكرمة ا. هـ.
ومتن الحديث
ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفىء عنكم نار الحدثان. قال: فقال له عمارة بن زياد -رجل من قومه -: والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها؟ قال: فانطلق وانطلق معه عمارة بن زياد في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع، فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها، فقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي. فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا. قال: فاستقبلها خالد فضربها بعصاه، وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثناي بيدي. حتى دخل معها الشق قال: فأبطأ عليهم. قال: فقال عمارة بن زياد: والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد. قالوا: ادعوه باسمه. قال فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه، فدعوه باسمه، قال: فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانتبشوني فإنكم ستجدوني حيا. قال: فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر، فقلنا: انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه. قال عمارة بن زياد: لا تحدث مضر إنا ننبش موتانا والله لا ننبشه أبدا. قال: وقد كان أخبرهم إن في عكن امرأته لوحين، فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه. وقال: لا يمسهما حائض. قال: فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض. قال: فذهب بما كان فيهما من علم. قال فقال أبو يونس قال سماك بن حرب سأل عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ذاك نبي أضاعه قومه)، وقال أبو يونس قال سماك بن حرب أن ابن خالد بن سنان أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال: (مرحبا بابن أخي) ..
وتعقب هذا الحديث , قال عنه الإمام الذهبي منكر, وقال الهيثمي: " رواه الطبراني موقوفا وفيه المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم، قال: يأتي أحيانا بالمناكير قلت: وهذا منها " ا. هـ مجمع الزوائد (8/ 213).إنتهى
وكنت قد مررت به في كتاب الفتح الباري للإبن حجر في باب الأنبياء, باب ذكر عيسى عليه السلام, في تعليقه على حديث, أخبرهم أن في عكن امرأته لو حين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم قال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وإن ابنته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة أخي قال الحاكم هذا حديث صحيح فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة قلت لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم الرازي قال الحاكم قد سمعت أبا الأصبع عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد وإن طريقها في البحر على الجبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/337)
وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض وهو مختب في صوف أبيض ورأسه على يديه كأنه نائم لم يتغير منه شيء وإن جماعة أهل تلك الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان قلت وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب وأخرجه البزار والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن سالم موصولا بذكر بن عباس قال ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وزاد الطبراني وجاءت بنت خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها قومه الحديث وقيس ضعيف من قبل حفظه وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسي وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق محمد بن عمر حدثني علي بن مسلم الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه قدم قراؤنا وأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال اتقوا الله حيث كنتم فلن يليتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصدر جازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان وأخرج بن شاهين في الصحابة من طريق الحسين بن محمد حدثنا عائذ بن حبيب عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال ذاك نبي ضيعه قومه
____________________
(2/ 373)
.
قال إبن حجر إن كان المراد أنه ليس بين نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وعيسى عليه الصلاة والسلام شرع جديد, وإلا فقد كان بينهما نبي خالد بن سنان والثلاثة مذكورين من سورة يس, ثم قال وقد جمعت طرقه في كتاب الصحابة, وراجعت كتابه افصابة في ترجمة خالد إبن سنان ,هذا ما وجدت
2357 خالد بن سنان العبسي ذكره أبو موسى عن عبدان وقال ليست له صحبة ولا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي ضيعه قومه ووفدت ابنته على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت وقد سمعته يقرأ قل هو الله أحد كان أبي يقول هذا قال بن الأثير لا أدري لم ذكره مع اعترافه بأن لا صحبة له قلت ولو كان كل من يذكره النبي صلى الله عليه وسلم يكون صحابيا لاستدركنا عليه خلقا كثيرا وقد نسب بن الكلبي خالدا هذا فقال خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق سعيد بن كثير بن عفير المصري عن أبيه عن جده عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق طائرا في الزمن الأول يقال له العنقاء فكثر نسله في بلاد الحجاز فكانت تخطف الصبيان فشكوا ذلك
____________________
(2/ 369)
لخالد بن سنان وهو نبي ظهر بعد عيسى من بني عبس فدعا عليها أن يقطع نسلها فبقيت صورتها في البسط وبه قال بن عباس وكان خالد بن سنان بعث مبشرا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلما حضرته الوفاة قال إذا أنا مت فادفنوني في حقف من هذه الأحقاف فذكر نحو ما تقدم وبه إلى بن عباس قال ووردت ابنة له عجوز على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وقال لها مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه فأسلمت وفي ذلك يقول شاعر من بني عبس فذكر شعرا وأصح ما وقفت عليه في ذلك مع إرساله ما قرأت على أبي المعالي الأزهري عن زينب بنت أحمد المقدسية عن إبراهيم بن محمود قال قرأ على خديجة بنت النهرواني ونحن نسمع عن الحسين بن أحمد بن طلحة سماعا أنبأنا أبو الحسين بن بشران في الجزء الثاني من الرابع من أمالي عبد الرزاق عن إسماعيل الصفار سماعا أنبأنا عبد الرزاق إملاء حدثنا سفيان عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه ورجاله ثقات إلا أنه مرسل وقال الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه قال الفضل بن موسى الشيباني دخلت على أبي حمزة السكري فحدثته بهذا عن
____________________
(2/ 370)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/338)
الكلبي فقال استغفر الله استغفر الله أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور ورواه أبو محمد بن زبر عن الخضر بن أبان عن عمرو بن محمد عن سفيان الثوري عن سالم نحوه وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الأرجاء والجماجم خالد بن سنان أحد بني مخزوم بن مالك العبسي لم يكن في بني إسماعيل نبي غيره قبل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي أطفأ نار الحرة وكانت حرة ببلاد بني عبس يستضاء بنارها من مسيرة ثلاثة أيام وربما سطعت منها عنق فاشتعلت في البلاد فلا تمر على شيء إلا أهلكته فإذا كان النهار فإنما هي دخان يفور فبعث الله خالد بن سنان العبسي فاحتفر لها سربا ثم أدخلها فيه والناس ينظرون ثم اقتحم فيها حتى غيبها فسمع بعض القوم وهو يقول هلك الرجل فقال خالد بن سنان كذب بن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقا وهو يقول عودي بدا كل شيء يؤدى لأخرجن منها وجسدي يندى فلما حضرته الوفاة قال لقومه إذا أنا مت فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيرا يطوف بقبري وإذا رأيتم ذلك فإني أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة فاجتمعوا فلما رأوا العير أرادوا نبشه فقال ابنه عبد الله بن خالد بن سنان لا تنبشوه ولا أدعى بن المنبوش أبدا فافترقوا فرقتين فتركوه وقدمت ابنته على النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وأجسلها عليه وقال ابنة نبي ضيعه قومه
____________________
(2/ 371)
وقال القاضي عياض في الشفاء في سياق من اختلف في نبوته وخالد بن سنان المذكور يقال إنه نبي أهل الرس وقد روى الحاكم وأبو يعلى والطبراني من طريق معلى بن مهدي عن أبي عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن بن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه إني أطفىء عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها قال انطلق فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجسلهم فيها وقال إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي قال فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها بعضا واستقبلها خالد فضربها بعصاه حتى دخل معها الشق وهو يقول بدا بدا بدا كل هدى بؤدى زعم بن راعية المعزي أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق قال فأبطأ عليهم فقال عمارة بن زياد والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج منها فقالوا إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال فدعوه باسمه فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فإذا مت فادفنوني فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني فإنكم ستجدونني حيا فأخبركم بما يكون فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا انبشوه فإنه قد أمرنا أن ننبشه فقال لهم عمارة بن زياد تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد
_________________ أخبرهم أن في عكن امرأته لو حين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم قال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وإن ابنته أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنة أخي قال الحاكم هذا حديث صحيح فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة قلت لكن معلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم الرازي قال الحاكم قد سمعت أبا الأصبع عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد وإن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض وهو مختب في صوف أبيض ورأسه على يديه كأنه نائم لم يتغير منه شيء وإن جماعة أهل تلك الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان قلت وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب وأخرجه البزار والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن سالم موصولا بذكر بن عباس قال ذكر خالد بن سنان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك نبي ضيعه قومه وزاد الطبراني وجاءت بنت خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها قومه الحديث وقيس ضعيف من قبل حفظه وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسي وذكر المسعودي في مروج الذهب من طريق محمد بن عمر حدثني علي بن مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/339)
الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه قدم قراؤنا وأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال اتقوا الله حيث كنتم فلن يليتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصدر جازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان وأخرج بن شاهين في الصحابة من طريق الحسين بن محمد حدثنا عائذ بن حبيب عن أبيه حدثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال ذاك نبي ضيعه قومه
____________________
(2/ 373)
إنتهى
نقد الفقهي
من المعلوم أن كل رسول نبي ولا عكس, فبينهما عموم وخصوص مطلق, وهذا أقول جمهرة أهل العلم وهو الأقوى بخلاف القولين الآخرين, وذا علمت هذا تبين لك من حديث الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه –قال: قال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: (أنا أَوْلَى الناس بِعِيسَى الْأَنْبِيَاءُ أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ) رواه مسلم (2365). لما كان ذكر النبي أخص, علمت أنه لا رسول بينهما, فضلا عن أن يكون نبي, والله أعلم
قال ابن كثير -رحمه الله تعالى -: " وهذا فيه رد على من زعم أنه بعث بعد عيسى نبي يقال له خالد بن سنان كما حكاه القضاعي وغيره ". تفسير ابن كثير (2/ 36)
وكذلك من الأدلة البينة, هو عدم ذكر مشركي قريش لهذا النبي العبسي, كعادتهم في ردهم على نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, حيث ذكروا مسيلمة الكذاب في اليمن, وزعموا انه هو من علمه أو يأخد منه, ولو كان نبي بعث الى بني عبس لداع ذكره, بين العرب عموما, وبين مشركي قريش خصوصا,
وخلاصة القول
وقد ذكر ابن كثير عددًا ممن قيل إنه نبي، ومنهم خالد بن سنان، فقال: "والظاهر أن هؤلاء كانوا قوماً صالحين يدعون إلى الخير" ا. هـ فيض القدير (3/ 47)،،،
والله تعالى أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(52/340)
هل هناك دراسة أو كتاب عن هذا الموضوع بمعرفه اصول الفرق نستطيع ان نسقطها على الواقع الحالى
ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[02 - 12 - 08, 09:50 م]ـ
كثيرا ما يدعى البعض ان كتب العقيدة تتحدث عن فرق انتهت جهميه معطله مرجئه ويدعى البعض ان هذة الفرق انتهت بينما بدراسة اصول تلك الفرق نجد انها مازالت حتى الان
ولكن تغيرت مسمياتها و بمعرفه اصول الفرق نستطيع ان نسقطها على الواقع الحالى Question
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[04 - 12 - 08, 12:15 ص]ـ
حتى مسميات تلك الفرق قد يكون موجودا فى بلاد أخرى فالقول بإندراس فرقة لابد له من دراسة واسعة
كما أنه يوجد الآن تشويش علمى وثقافة عشوائية فيقرأ المسلم فى أى كتاب وقد يكون ذلك الكتاب مشبع بأفكار أى فرقة من هذه الفرق ويقتنع بها طبعا لأنه فارغ يريد أن يمتلئ ولو بالباطل(52/341)
إشكال في شرط المحبة في كلمة التوحيد
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - 12 - 08, 10:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقريباً الكل أو كل من طلب العلم ودرس العقيدة السلفية الصحيحة على منهج السلف الصالح
عند العلماء السلفيين قد تعلم في صغره شروط كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ومنها شرط المحبة المنافي للبغض
لكن أنا ورد لدي إشكال لما اطلعت على حديث نبوي صحيح؛ فأرجو أن تبينوا لي المسألة
و الحديث رواه الإمام احمد وغيره، قال الإمام أحمد في مسنده (ج 24 / ص 164)
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ: [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا]
قال محدِّث العصر العلامة الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة - (ج 3 / ص 439): [1454 - " أسلم و إن كنت كارها ".
رواه أحمد (3/ 19 / 181) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " (1/ 98 / 1)
و الضياء في " المختارة " (100/ 1 - 2) من طرق عن حميد عن أنس أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: أسلم قال: أجدني كارها. قال: فذكره.
قلت: و إسناده صحيح على شرط الشيخين، و هو عند أحمد ثلاثي.] اهـ
- ثم وجدت ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في شرحه لصحيح البخاري يقول (ج 1 / ص 28): [وهذا يدل على صحة الإسلام مع نفور القلب عنه وكراهته له]
وضحوا لي المسألة بارك الله فيكم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 07:13 م]ـ
جواب الإشكال بارك الله فيك هو أن المحبة التي هي شرط في الشهادة هي المحبة الشرعية وهي شرط للنجاة عند الله في الآخرة لا لإجراء أحكام الإسلام الظاهرة في الدنيا، وليست المحبة الطبعية شرطا في صحة الشهادة
، وعليه فالكراهة نوعان شرعية وطبعية
فأما الكراهة الشرعية فإن زوالها بالمحبة الشرعية شرط لتنفع الشهادة صاحبها عند الله ولا يتوقف عليها الحكم بإسلامه في أحكام الدنيا، وذلك لأنها عمل قلبي، ولو توقف الحكم بالإسلام في الدنيا عليه لما استطعنا إجراء الأحكام على الظواهر، فمن أسلم كارها للإسلام كراهة شرعية حكمنا بإسلامه في الدنيا، لكنه إن مات على ذلك لم تنفعه الشهادة عند الله، ولكننا نقبل إسلامه في الدنيا رجاء أن يدخل الإيمان قلبه شيئا فشيئا مع مخالطته المسلمين وأدائه العبادات، فلا يموت إلا وقد دخلت محبة الإسلام قلبه.
وأما الكراهة الطبعية مع وجود المحبة الشرعية والانقياد لأمر الله مثل كراهة فريق من المؤمنين للقتال يوم بدر " وإن فريقا من المؤمنين لكارهون " فصاحبها مسلم في الدنيا والآخرة، والله أعلم.(52/342)
سؤال نود الاجابة عليه بالدليل الشرعي. هل سيدنا هارون نبي فقط، ام رسول الى فرعون مع موسى؟
ـ[فخر الدين المغربي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين إصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي إستفسار على عجالة, وأرجوا أن تكون أدلة الجواب من القرآن الكريم ومن السنة الصحيحة المطهرة,
هل سيدنا هارون نبي فقط، ام رسول الى فرعون مع موسى؟؟
عليهما الصلاة والسلام
وجزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 08, 04:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تأمل قول الله تعالى مخاطباً كلاً من موسى وهارون عليهماوعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم:
{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرائيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى* إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (طه 42ـ48)
ومن النص يتبين لك ما تسأل عنه.
وفقكم الله.
ـ[أبو أنس أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[04 - 12 - 08, 12:10 ص]ـ
وقال تعالى (ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين)
ـ[عبدالله يسري الأثري]ــــــــ[04 - 12 - 08, 07:32 ص]ـ
وتأمل أيضا قوله تعالى في سورة الأعلى:
{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}(52/343)
هل هناكَ فرقٌ بينَ " لفظ الجلالة "،و " اسم الجلالة "؟
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[04 - 12 - 08, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل هناكَ فرقٌ بينَ " لفظ الجلالة "،و " اسم الجلالة "؟
أرجو الإفادة نفعَ اللهُ بكم.
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 03:30 م]ـ
اللهُ المستعان!
أُصيغهُ بطريقةٍ أخرى:
كانَ أحد الإخوة قد نهاني عن قولِ (لفظ الجلالة)، وقال أن الأولى هو قول (اسم الجلالة)، وأن هذا من باب التأدُّب مع اللهِ سبحانهُ وتعالى.
فما الرأيُ باركَ اللهُ فيكم؟
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[05 - 12 - 08, 05:35 م]ـ
سمعتُ مَنْ يُعلل المنع بأن اللفظ لغةً الطرح.
لكن هل منعَ هذا أحدٌ من السابقين رحمهم الله؟
وهل قائل ذلك يمنع نحو قولك: لفظ القرآن، وكلام الله يشمل اللفظ والمعنى؟
الله أعلم.
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 06:05 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أخي عبدُ الله
سمعتُ مَنْ يُعلل المنع بأن اللفظ لغةً الطرح.
وهناكَ من قالَ لي أنَّ النحويينَ قد اعتادوا قولَ " لفظ الجلالة " لبيان أنَّ الإعراب يقعُ على اللفظ نفسهُ، وأن هذا أولى في التأدُّبِ معَ اللهِ سبحانهُ وتعالى! فكيفَ أجمعُ بينَ قولكم، والقول الآخر؟
لكن هل منعَ هذا أحدٌ من السابقين رحمهم الله؟
وهل قائل ذلك يمنع نحو قولك: لفظ القرآن، وكلام الله يشمل اللفظ والمعنى؟
الله أعلم.
لعلَّ هناكَ من يجيب.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[05 - 12 - 08, 06:27 م]ـ
وهناكَ من قالَ لي أنَّ النحويينَ قد اعتادوا قولَ " لفظ الجلالة " لبيان أنَّ الإعراب يقعُ على اللفظ نفسهُ، وأن هذا أولى في التأدُّبِ معَ اللهِ سبحانهُ وتعالى! فكيفَ أجمعُ بينَ قولكم، والقول الآخر؟
بالنسبة للمنع من التعبير باللفظ، فأنا مجرد ناقل لتعليل المانع، وأما أنا فلست أهلاً أصلاً لأن يكون لي قول في المسألة، وإنما أنا متابع لجماهير أهل العلم رحمهم الله الذين يعبرون بذلك، ولعلك ببحث سريع في الشاملة ترى مدى استعمال أهل العلم لهذا التعبير.
وأما بالنسبة للجمع بين كلامهم؛ فلا اشكال حتى على قول المانع، فإنه يقول مثلاً اسم الجلالة مبتدأ أو الاسم الأعظم مبتدأ، ونحو ذلك مما يبين أن المراد الاسم لا المسمى.
والله أعلم.
وبالمناسبة فهناك من يمنع من القول بأن لفظي بالقرآن مخلوق، وهي المسألة المشهورة، ولكنه يعلل ذلك بأن اللفظ هو الطرح والرمي كما نقله شيخ الإسلام في درء التعارض، فعلها دخلت على المانع من هنا.
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 06:45 م]ـ
بالنسبة للمنع من التعبير باللفظ، فأنا مجرد ناقل لتعليل المانع، وأما أنا فلست أهلاً أصلاً لأن يكون لي قول في المسألة، وإنما أنا متابع لجماهير أهل العلم رحمهم الله الذين يعبرون بذلك،
رفعَ اللهُ قدركَ في الدّارينِ أخي الفاضل، ونفعَ بك أينما حللت.
ولعلك ببحث سريع في الشاملة ترى مدى استعمال أهل العلم لهذا التعبير.
وهذا ما أدّى لالتباس الأمر لديّ، فأناْ بالفعلِ أرى كثرةَ استخدامِ أهل العلم وغيرهم لهذا التعبير.
وبالمناسبة فهناك من يمنع من القول بأن لفظي بالقرآن مخلوق، وهي المسألة المشهورة، ولكنه يعلل ذلك بأن اللفظ هو الطرح والرمي كما نقله شيخ الإسلام في درء التعارض، فعلها دخلت على المانع من هنا.
هذا لم أتطرَّق لهُ أخي، فأناْ أقصدُ بـ " لفظة "؛ أي الإسم وليسَ الفعل الذي تطرقتم إليه، والذي هو بمعنى الطرح أو الإلقاء؛ لكن أحسنَ اللهُ إليكَ أن نبَّهت على هذا أخي.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[05 - 12 - 08, 07:26 م]ـ
بارك الله فيكم، ووفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
وبالنسبة لمسألة اللفظ بالقرآن، فكنتُ أقصد أنه صار يتعامل دائماً مع كلمة (لفظ) باعتبار أصل وضعها.
والله أعلم.(52/344)
مسألة الواجب على الله تعالى
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[04 - 12 - 08, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من إخواني الفضلاء تزويدي بمَحَال مناقشة هذه المسألة من الكتب على وجه السرعة إن أمكن.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 08, 08:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية - (18/ 147) وما بعدها
الناس لهم في أفعال الله باعتبار ما يصلح منه ويجوز وما لا يجوز منه ثلاثة أقوال:
طرفان ووسط.
فالطرف الواحد: طرف القدرية وهم الذين حجروا عليه أن يفعل إلا ما ظنوا بعقلهم أنه الجائز له حتى وضعوا له شريعة التعديل والتجويز فأوجبوا عليه بعقلهم أمورا كثيرة وحرموا عليه بعقلهم أمورا كثيرة؛ لا بمعنى: أن العقل آمر له وناه؛ فإن هذا لا يقوله عاقل بل بمعنى: أن تلك الأفعال مما علم بالعقل وجوبها وتحريمها ولكن أدخلوا في ذلك [من] المنكرات ما بنوه على بدعتهم في التكذيب بالقدر وتوابع ذلك.
والطرف الثاني: طرف الغلاة في الرد عليهم وهم الذين قالوا: لا ينزه الرب عن فعل من الأفعال ولا نعلم وجه امتناع الفعل منه إلا من جهة خبره أنه لا يفعله المطابق لعلمه بأنه لا يفعله. وهؤلاء منعوا حقيقة ما أخبر به من أنه كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم قال الله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة}. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {إن الله لما قضى الخلق كتب على نفسه كتابا فهو موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي} " ولم يعلم هؤلاء أن الخبر المجرد المطابق للعلم لا يبين وجه فعله وتركه؛ إذ العلم يطابق المعلوم؛ فعلمه بأنه يفعل هذا وأنه لا يفعل هذا ليس فيه تعرض لأنه كتب هذا على نفسه وحرم هذا على نفسه كما لو أخبر عن كائن من كان أنه يفعل كذا ولا يفعل كذا لم يكن في هذا بيان لكونه محمودا ممدوحا على فعل هذا وترك هذا؛ ولا في ذلك ما يبين قيام المقتضي لهذا والمانع من هذا؛ فإن الخبر المحض كاشف عن المخبر عنه؛ ليس فيه بيان ما يدعو إلى الفعل ولا إلى الترك بخلاف قوله: {كتب على نفسه الرحمة} {وحرم على نفسه الظلم} فإن التحريم مانع من الفعل وكتابته على نفسه داعية إلى الفعل؛ وهذا بين واضح؛ إذ ليس المراد بذلك مجرد كتابته أنه يفعل وهو كتابة التقدير كما قد ثبت في الصحيح: " {أنه قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء} "؛ فإنه قال: {كتب على نفسه الرحمة} ولو أريد كتابة التقدير لكان قد كتب على نفسه الغضب كما كتب على نفسه الرحمة؛ إذ كان المراد مجرد الخبر عما سيكون ولكان قد حرم على نفسه كل ما لم يفعله من الإحسان كما حرم الظلم. وكما أن الفرق ثابت في حقنا بين قوله [تعالى]: {كتب عليكم القصاص في القتلى} وبين قوله: {وكل شيء فعلوه في الزبر} وقوله: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} وقوله [صلى الله عليه وسلم]: " {فيبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقال له: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد} ". فهكذا الفرق أيضا ثابت في حق الله. ونظير ما ذكره من كتابته على نفسه كما تقدم قوله تعالى {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " {يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله
ورسوله أعلم قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت؟ الله ورسوله أعلم. قال: حقهم عليه ألا يعذبهم} " ومنه قوله في غير حديث: " كان حقا على الله أن يفعل به كذا ". فهذا الحق الذي عليه هو أحقه على نفسه بقوله. ونظير تحريمه على نفسه وإيجابه على نفسه ما أخبر به من قسمه ليفعلن وكلمته السابقة كقوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك} وقوله: {لأملأن جهنم} {لنهلكن الظالمين}؟ {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار} {فلنسألن الذين أرسل إليهم} ونحو ذلك من صيغ القسم المتضمنة معنى الإيجاب والمعنى بخلاف القسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/345)
المتضمن للخبر المحض. ولهذا قال الفقهاء: اليمين إما أن توجب حقا؛ أو منعا؛ أو تصديقا؛ أو تكذيبا. وإذا كان معقولا في الإنسان أنه يكون آمرا مأمورا كقوله: {إن النفس لأمارة بالسوء} وقوله: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى} مع أن العبد له آمر وناه فوقه والرب الذي ليس فوقه أحد لأن يتصور أن يكون هو الآمر الكاتب على نفسه الرحمة والناهي المحرم على نفسه الظلم أولى وأحرى وكتابته على نفسه ذلك تستلزم إرادته لذلك ومحبته له ورضاه بذلك وتحريمه الظلم على نفسه يستلزم بغضه لذلك وكراهته له وإرادته ومحبته للفعل توجب وقوعه منه وبغضه له وكراهته لأن يفعله يمنع وقوعه منه. فأما ما يحبه ويبغضه من أفعال عباده فذلك نوع آخر ففرق بين فعله هو وبين ما هو مفعول مخلوق له وليس في مخلوقه ما هو ظلم منه وإن كان بالنسبة إلى فاعله الذي هو الإنسان هو ظلم كما أن أفعال الإنسان هي بالنسبة إليه تكون سرقة وزنا وصلاة وصوما والله تعالى خالقها بمشيئته وليست بالنسبة إليه كذلك إذ هذه الأحكام هي للفاعل الذي قام به هذا الفعل كما أن الصفات هي صفات للموصوف الذي قامت به لا للخالق الذي خلقها وجعلها صفات والله تعالى خلق كل صانع وصنعته كما جاء ذلك في الحديث وهو خالق كل موصوف وصفته. ثم صفات المخلوقات ليست صفات له: كالألوان والطعوم والروائح لعدم قيام ذلك به. وكذلك حركات المخلوقات ليست حركات له ولا أفعالا له بهذا الاعتبار؛ لكونها مفعولات هو خلقها. وبهذا الفرق تزول شبه كثيرة والأمر الذي كتبه على نفسه يستحق عليه الحمد والثناء وهو مقدس عن ترك هذا الذي لو ترك لكان تركه نقصا وكذلك الأمر الذي حرمه على نفسه يستحق الحمد والثناء على تركه وهو مقدس عن فعله الذي لو كان لأوجب نقصا.
رقم الفتوى: 27317عنوان الفتوى:عقيدة المعتزلة في وجوب الأصلح على الله والرد عليهمتاريخ الفتوى:09 ذو القعدة 1423/ 12 - 01 - 2003السؤال ثلاث إخوة مات أحدهم صغيراً وبلغ الآخران سن الرشد فعمل أحدهما بعمل أهل الجنة والآخر بعمل أهل النار. فيوم القيامة يقول الذي مات صغيراً ربي لم لا تعطني درجة أخي في الجنة؟ ويقول الذي دخل النار ربي لم لم تقبضي صغيراً فأدخل الجنة؟ فما جواب ذلك أفيدونا مأجورين؟
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره السائل هو إيراد أورده الشيخ أبو الحسن الأشعري على الجبائي المعتزلي حيث كان يقول كما تقول المعتزلة: إنه يجب على الله أن يفعل الأصلح لعباده، وإنه تعالى فعل بكل أحد غاية مقدوره من الأصلح، قالوا: وليس في مقدوره -تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً- ما لو فعله بالكفار لآمنوا جميعاً وإلا لكان تركه بخلا وسفها .... إلى آخر ما يقولون من العقائد الباطلة في هذا الباب.
وقد ألزم أهل السنة المعتزلة بإلزامات ترد على مذهبهم .. قال السفاريني في لوامع الأنوار 1/ 330: ولمذهب المعتزلة لوازم فاسدة تدل على فساده:
- فمنها: أن النوافل صلاح فلو كان الصلاح واجباً لوجبت وجوب الفرائض.
- ومنها: أن عدم خلق إبليس وجنوده أصلح للخلق وأنفع ....
- ومنها: ما ألزمه الإمام أبو الحسن الأشعري، للجبائي وقد سأله عن ثلاثة إخوه أمات الله أحدهم صغيراً، وأحيا الآخرين فاختار أحدهما الإيمان واختار الآخر الكفر، فرفع الله درجة المؤمن البالغ على أخيه الصغير في الجنة بعمله، فقال أخوه الصغير: يارب لم لا بلغتني منزلة أخي؟ فقال: إنه عاش وعمل عملاً استحق به هذه المنزلة، فقال: يارب فهلا أحييتني حتى أعمل مثل عمله فأبلغ منزلته؟ فقال: كان الأصلح أن توفيتك صغيراً لأني علمت أنك إن بلغت اخترت الكفر فإن الأصلح في حقك أن أميتك صغيراً، قال الأشعري: فإن قال الثاني يارب: لِمَ لَمْ تمتني صغيراً لئلا أعصي فلا أدخل النار، فماذا يقول الرب؟ فبهت الجبائي، وكان الأشعري على مذهب الجبائي معتزلياً ثم تاب من القول بخلق القرآن والعدل ..... انتهى
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: وأيضاً يلزم القائلين بوجوب الأصلح أن يوجبوا على الله أن يميت كل من علم من الأطفال أنه لو بلغ لكفر ..... أو أن يجحدوا علمه سبحانه بما سيكون قبل كونه، وقد التزمه سلفهم الخبيث الذين اتفق السلف على تكفيرهم، ولا خلاص لهم عن أحد هذين الإلزامين إلا بالتزام مذهب أهل السنة والجماعة من أن أفعال الله لا تدخل تحت شرائع عقولهم القاصرة ولا تقاس بأفعالهم الخاسرة، بل أفعاله تعالى لا تشبه أفعال خلقه، ولا صفاته صفاتهم، ولا ذاته ذواتهم .. إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .... انتهى
فالله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو الذي يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=27317&Option=FatwaId
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/346)
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[09 - 12 - 08, 11:04 م]ـ
جزا الله تعالى فضيلتكم خيرا وبارك فيكم ونفع بكم(52/347)
ما أجمل كتاب قرأته في "العقيدة والتوحيد"؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[04 - 12 - 08, 08:09 م]ـ
تعودنا أن نرى مواضيع تطالب باختيار أفضل كتاب ..
ويكون الاختيار عاما "سواء في الفقه أو الأدب أو العقيدة أو السيرة أو غير ذلك" ..
ولكن في هذا الموضوع، الكتب ستكون فقط في "علم العقيدة والتوحيد" ..
بالنسبة لي، أفضل كتاب قرأته في العقيدة والتوحيد:
ــ دمعة على التوحيد ..
ــ فتح المجيد ..
ـ[ابو هبة]ــــــــ[04 - 12 - 08, 08:56 م]ـ
لا شك أن أجملها على الإطلاق هو:
كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي-رحمه الله.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[05 - 12 - 08, 12:19 ص]ـ
من أجمل ماقرأت تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد للإمام سليمان بن عبدالله رحمه الله
وفي العقيدة شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان أطال الله عمره على طاعته
وشرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز رحمه الله مع إستدراك الشيخ ابن باز عليها
رحم الله الجميع
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 07:17 ص]ـ
حقيقة التوحيد للشيخ محمد حسان
معارج القبول
شرح العقيدة الواسطية - شرح الشيخ عبدالله بن جبرين
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[05 - 12 - 08, 09:02 ص]ـ
من أجمل الكتب تهذيب تسهيل العقيدة الإسلامية
ـ[عبد الجواد المصري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 09:47 م]ـ
من أجمل وأشمل ما قرأت معارج القبول
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[05 - 12 - 08, 10:08 م]ـ
كتاب أعلام السنة المنشورة و كتاب فتح المجيد من أجمل ما قرأت في باب العقيدة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 12 - 08, 12:07 ص]ـ
كتاب التوحيد مع شرحه القول المفيد
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[07 - 12 - 08, 01:59 م]ـ
جزيتم خيراً على المشاركة.
ـ[أبوعبدالرحمن الإسماعيلي الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 09:13 م]ـ
القول المفيد شرح كتاب التوحيد
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[09 - 12 - 08, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله الجزائري الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:50 م]ـ
كتاب: الاصول الثلاتة و ادلتها لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[09 - 12 - 08, 11:08 م]ـ
الحق ان من اجمل ما قرات في العقيدة والتوحيد كتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب والمجلدات الاول من مجموع الفتاوي لشيخ الاسلام
ـ[منصور شمس الحق]ــــــــ[10 - 12 - 08, 05:45 ص]ـ
فتح المجيد
والقول المفيد
ـ[أبو منة الرحمن]ــــــــ[10 - 12 - 08, 04:26 م]ـ
من أجمل الكتب التي قراتها كتاب:
تجريد التوحيد المفيد للإمام أحمد بن علي المقريزي.
ومن أكثر الكتب التي استفدت بها في بداية الطريق إلى الله:
تفريغات شرح منة الرّحمن للشيخ الدكتور ياسر برهامي والتي طُبعتْ بعد ذلك - عدا جزء صغير - بعنوان:
" المنة شرح اعتقاد أهل السنة "،
فكان هذا الكتاب سبب خير عظيم لي، ولعل هذا يرجع لإخلاص صاحبه عندما صنفه، الله تعالى أعلم.
أيضًا من الكتب التي استنرت بقراءتها:
كتاب فضل الغني الحميد للشيخ ياسر أيضًا ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 09:39 م]ـ
تسهيل العقيدة الإسلامية .. للشيخ عبد الله الجبرين (الأستاذ بكلية المعلمين سابقا)
كتاب قيم جدا وسهل أنصح بقراءته مع تعرضه لمسائل تخطر في البال وأجوبة عليها ..
ولا أنسى أن أقول أنه وضع له مختصرا وهو تهذيب تسهيل العقيدة الإسلامية .. كما نقل الأخ أعلاه
لكن احرص على المطول فيه فوائد جمة وقيمة ...
أنصح باقتنائة وقرائته فهو مفيد وجامع كثير من المسائل ..
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[12 - 12 - 08, 03:56 ص]ـ
لمن هو الإيناس؟
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:03 ص]ـ
أنا أحب كتاب معارج القبول جدا
وكنت محتاجا لكتاب حقيقةالتوحيد للشيخ محمد حسان
ولكني لم أجده على الشبكة
أرجوا من الأخوة من يتمكن من إحضاره لي فليفعل وجزاه الله خيرا
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[12 - 12 - 08, 01:33 م]ـ
كتاب (العقيدة السلفيه في كلام رب البريه) للشيخ عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله ... والكتاب اوصاني بإقتنائه شيخنا الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وكان يوصي بإقتنائه ويوزعه رحمه الله وقد اشتريته من دار الصميعي (في عنيزة) قبل زمن طويل ... وقد سألت عنه الآن وبحث عنه فلم اجده فهو من الكتب النفيسه النادرة فلعل الشيخ يعيد طباعته لينتفع به طلبة العلم.
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 02:32 م]ـ
وأحسنت يا أخي بن مسافر
ـ[محمد سامي السلفي]ــــــــ[12 - 12 - 08, 05:58 م]ـ
من أفضل الكتب التي قرأتها في باب العقيدة
{المنة شرح اعتقاد أهل السنة}
لشيخنا ياسر برهامي
حفظه الله
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 12 - 08, 04:37 ص]ـ
حقيقة النوحيدوالفرق بين توحيد الاولوهية والربوبية للشيخ الدكتور علي نفيع العلياني
نواقض الايمان الشيخ الدكتور عبدالعزيز العبد اللطيف
وعموما كتب الشيخ العلياني والشيخ عبدالعزيز العبد اللطيف والشيخ عمر الدميجي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/348)
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[14 - 12 - 08, 08:36 م]ـ
من اجمل واروع واشمل الكتب التى قراتها فى العقيدة كتاب درة البيان فى اصول الايمان للدكتور محمد يسرى حفظه الله
ومن اسهل وامته الكتب كتاب حقيقة التوحيد لشيخنا الفاضل محمد حسان حفظه الله
وكتب الشيخ محمد جميل زينو فى هذا الباب متفردة كلها
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 09:52 م]ـ
متن سلم الوصول إلى علم الأصول للحافظ الحكمي -رحمه الله تعالى -
مع شرحه معارج القبول.
أما صوتيا:فهو شرح هذا المتن للشيخ هاني جبير - حفظه الله تعالى ورعاه -.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[31 - 12 - 08, 04:36 ص]ـ
بارك الله فيكم ..(52/349)
أهم الكتب التي تحدثت عن شرائع النصرانية في العبادات؟
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل عن أهم الكتب التي تحدثت عن شرائع النصرانية وعباداتها؟، سواء في ذلك الكتب التراثية و المعاصرة ..
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[05 - 12 - 08, 02:36 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
من أفضل الكتب فى شرح الطقوس النصرانية " الجوهرة النفيسة شرح علوم الكنيسة "
تأليف يوحنا بن زكريا المعروف بابن سباع (القرن الثالث عشر)
تحصل عليه من مكتبة المحبة.(52/350)
ما الفرق بين النفس والذات؟
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[06 - 12 - 08, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفة النفس اختلف أهل العلم من أهل السنة في إثباتها على قولين: -
القول الأول: أن النفس المذكورة في الآيات هي الذات نفسها وليست صفة لها.
قوله سبحانه: ?تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ? أي تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك ?وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي? أي لذاتي لي. ?وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ? أي و يحذركم الله ذاته. وهذا ليس من التأويل حتى يقال: كيف تؤولون؟! لكن يقال إن لسان العرب يطلق النفس ويريد به الذات. فيقال: سقط الجدار نفسه ومعلوم أن الجدار ليس له نفس والمقصود ذاته.
فهذا جار على لسان العرب. أن يطلق لفظ النفس ويراد به الذات نفسها يراد به الذات هي وهذا القول مال إليه شيخ الإسلام رحمه الله وقال: إنه قول جماهير أهل العلم. والقول الثاني: أن النفس صفة للذات كالسمع والبصر وغيرها من الصفات.
وهذا القول قال به جمع من أهل السنة من أبرزهم إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله في كتابه "التوحيد " وكذا الشيخ ابن خفيف رحمه الله في كلامه.
فهذان قولان في المسألة والراجح منهما القول الأول وهو قول الجماهير
([1]) سورة: المائدة: آية (116).
شرح الفتوي الحموية للشيخ خالد بن عبد الله المصلح
الدرس ال19
هل أحد يفيدنا بمزيد؟
جزاكم الله خيراونفع بكم
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:19 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133614(52/351)
أوجز رد على كتاب حسن المحاججة لسعيد فودة!!!
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 02:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه، أما بعد: أليكم أيها الأخوة الأفاضل أوجز رد على رسالة (حسن المحاججة
في بيان
أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه)
سودها العلامة النظار بعلوم فلاسفة اليونان والجاهل بعقائد أهل العلم و الأيمان: العنيد المعثار عدو السلف الأخيار المدعو سعيد فودة
الرد: تعالى الله تعالى عن هذا الوصف (لا داخل العالم ولا خارجه) علوا كبيرا، بل هو (أي هذا الوصف) كما قال أهل السنة و الجماعة
تعريف للـ "العدم"
لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه ولا فوقه ولا تحته ولا يمينه ولا شماله ولا أمامه ولا خلفه.
و قال بعض أخواننا: هذاتعريف طويل للعدم والعدم لا يحتاج لكل ذلك، فهو مما لايحتاج لتعريف فالعدم ضد الوجود والوجود ضد العدم.
و أهل البدع المعطلة للصفات لم يثبتوا لله وجودا حقيقيا يليق به فكانت النتيجة أن وصفوا الله بالعدم ... وهذا تعطيل أيضا للشرائع والرسالات ..
فأفاد أخ ثالث قائلا:الأولى والأدق جعل هذا تعريفاً لممتنع الوجود؛ وذلك أن المعدوم قد يكون ممكن الوجود، وقد يكون ممتنعه؛ فكل ممتنع معدوم، وليس كل معدومٍ ممتنعاً؛ فبينهما عمومٌ وخصوصٌ مطلقٌ؛ فالمعطلة وصفوا واجب الوجود-تعالى-بوصفِ ممتنعِ الوجود؛ فالحمد لله الذي هدانا للحق، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 03:19 ص]ـ
لقد تواترت النصوص على علو الله تعالى في الكتاب والسنة وتنوعت ألفاظها وتوافقت على أنه سبحانه فوق عباده بما يليق بجلاله و عظمته (العلو معلوم و الكيف مجهول).
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[13 - 12 - 08, 08:26 ص]ـ
أوجز رد أنه يعترف بوجود خارج للعالم .. وعليه أن يتحمل لوازمه!
فيسأل: هذا الخارج مكان أم لا .. فإن قال مكان ألزمه لا نهائية المكان ... واسأله كيف دخل اللانهائي للوجود فلن يستطيع أن يجيبك ..
(لا بد أن يقول بلانهائية المكان ... وإلا فهو محدود فينقل السؤال إلى ما وراء الحد أهو مكان أم لا .. فيتسلسل أو يقول بالخيار الثاني) .. خارج العالم ليس مكانا .. ولك هنا أمران .. أن تناقشه في المعنى المنطقي لجملة "خارج العالم ليس مكانا"هل هي مقبولة في المنطق أم متهافتة .. لأن الخارج-الحقيقي وليس المجازي- يتضمن معنى المكان أو الجهة .. ونفي المكان يجعل صفة الخارج بدون معنى ...
الامر الثاني أن ترغمه على قبول استواء الرحمن ... وليس ثمة مكان فيبطل تشغيبه بالجسمية ...
فإن قال لا أدري ماذا يوجد خارج العالم ... قل له الرحمن استوى على ما لا تدري ...
فإن قال لا يلزم من الاستواء إلا المكان قل له لا يلزم من خارج العالم إلا مكانا لا نهائيا ... فكيف دخل إلى الوجود وأعد معه البحث جذعا .. ولكن إياك أن تفوتك صلاة العصر!!!! ...
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[14 - 12 - 08, 08:14 م]ـ
أحسن الله تعالى أليك أخي (أبو عبد المعز) على هذا التدليل العقلي كما لا أنسى أن أهمس في أذان بعض متعصبة الأشاعرة في بعض منتدياتهم افتتخارهم (و حق لهم ذلك فمن ذا الذي لا يفتخر بالدخول في سلسلة أسنادلحديث من أحاديث رسول الله صلى الله تعالى عليه و على أله و سلم) بسماع الحديث المسلسل بالأولية (و هو حديث المحبة) و هم عن أحد معانيه العظيمة غافلون، قال النبي صلى الله عليه و على أله و سلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، تأمل جيدا أخي المسلم قوله عليه الصلاة و السلام: من في السماء، أي رب العالمين الذي في العلو، بائن من خلقه منفصل عنهم بما يليق بجلاله و عظمته؛ أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:33 ص]ـ
نقض قول من تبع الفلاسفة في دعواهم أن الله لا داخل العالم ولا خارجه doc (http://saaid.net/Doat/khamis/k8.zip)
للشيخ الفاضل / محمد بن عبدالرحمن الخميس - وفقه الله وسدده -
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 08, 12:55 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي العوضي.(52/352)
أسئلة في بعض أحاديث الصفات
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
لدي بعض الأسئلة في بعض أحاديث الصفات (وغيرها فيما يتعلق بالصفات).
لكن، قبل ذلك، أريد أن أؤكد أنني سلفي أثري في هذا الباب، بفضل ربي فما كنت لأهتدي لو لا أن هداني الله.
وسبب الأسئلة أنني أريد أن ازداد بصيرة في هذا الباب (باب الإثبات).
وأرجو أن يجاوب علي من لديه اطلاع في هذا الباب.
أمر آخر، أنني أريد فهم هذه الأحاديث والآثار على فرض صحتها (إلا إذا سألت عن صحتها صمن الأسئلة)، فأعرف أن بعضها قد ضعفها بعض المحدثين، لكن الذي يزيدني بصيرة فهمها على مذهب السلف لو صحت.
1) حديث "نور السموات والأرض من نور وجهه" والذي هو تفسير للآية {الله نور السموت والأرض}، لقد قرأت ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "بيان تلبيس الجهمية" وكذلك ابن القيم في "مختصر الصواعق المرسلة"، وقد بين شيخ الإسلام وابن القيم أن الآية حجة على إثبات صفة النور لله جل في علاه، وأنه نور السموات والأرض حقيقة، لكن الذي لم أفهمه في كلامهم إخراج الضوء الذي نراه في السموات والأرض من معنى نور السموات والأرض المذكور في الآية، وقرأت كلامهم أكثر من مرة ولم أفهم كيف أخرجوه وتركوه على ظاهره والحقيقة، إضافة إلى ذلك أن عدم إخراجه من المعنى يعني أن هذا الضوؤ المخلوق هو من نور الله الذي هو موصوف به (طبعا، أنا أتكلم بصفتي جاهل أسأل، ولأدعي غير ذلك).
2) أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه "خلق الله الملائكة من نور الصدر والذراعين"، قال سمير المالكي حفظه الله في كتابه "بيان الوهم والإيهام":
قال سمير: أولا: الإسناد صحيح إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وتدليس هشام بن عروة مقبول لأنه من الطبقة الأولى، كما ذكر العلائي في جامع التحصيل [ص113] والحافظ ابن حجر في تعريف أهل التقديس [ص 46.]
ثانياً: متى يترك الشيخ عباراته الجارحة وألفاظه النابية في حق السلف؟
"دخول في الكيفية"! و "فكر برهمي"! و "ديانة البراهمة"!
ليت شعري ما الذي تركه من مقالات الجهمية الغلاة في حق السلف ومذهب السلف بعد هذا؟
ثم إلى من يتوجه هذا النقد؟ إلى الإمام عبد الله أم إلى الإمام أحمد أم إلى باقي رجال الإسناد، ومنهم الراوي الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؟!
فإن قيل إن روايتهم له لا تدل على قبوله واعتقاده.
فالجواب: هذا الاحتمال مع وروده، إلا أنه يبعد في مثل هذه المصنفات المفردة في تقرير عقيدة السلف والرد على مخالفيهم من المبتدعة، وعلى رأسهم الجهمية نفاة الصفات.
والأقرب منه أنهم رووه على جهة القبول له والاحتجاج به وقد صح الإسناد إلى قائله، كما رأيت.
وهذا الأثر رواه أبو الشيخ في العظمة [2/ 733] وابن مندة في الرد على الجهمية [ص 92] وقال الهيثمي في المجمع [8/ 134]: ((رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.))
ورواه البيهقي في الأسماء والصفات [2/ 77] من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص أي الخلق أعظم؟ قال: الملائكة. قال: من ماذا خلقت؟ قال: من نور الذراعين والصدر ... الخ.
قال البيهقي: ((هذا موقوف على عبد الله بن عمرو، راويه رجل غير مسمى، فهو منقطع، وقد بلغني أن ابن عيينة رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، فإن صح ذلك، فعبد الله بن عمرو قد كان ينظر في كتب الأوائل، فما لا يرفعه إلى النبي عليه السلام يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب، ثم لا ينكر أن يكون الصدر والذراعان من أسماء بعض مخلوقاته، وقد وجد في النجوم ما سمي ذراعين. وفي الحديث الثابت عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خلقت الملائكة من نور". هكذا مطلقاً)) اهـ.
قال سمير: وإسناد رواية البيهقي، لو صح، فإن في المتن فائدة، وهي أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذكر هذا الكلام في معرض الجواب لمن سأله، وهو عروة بن الزبير، وهذا يدل على اعتقاده وقبوله لذلك، كما يظهر.
وأما تعليل البيهقي للأثر، من حيث الإسناد، فهو يصدق على روايته، ولا يصدق على الإسناد الآخر الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/353)
وإني لم أسق كلام البيهقي، رحمه الله، لتقريره، فإني على علم بمذهبه، وإنما يتبين ما في أسلوب القحطاني من إساءة في حق السلف، ترفع عنها بعض المنتسبين إلى المذهب الأشعري الكلابي.
فالبيهقي لم يجزم ببطلان الأثر، مع ضعف إسناده عنده، ولم يجزم بأنه من حديث بني إسرائيل، وإنما أورده على الاحتمال، فقال: "يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب"، ثم اشتغل بتأويله كعادته، تبعاً لمذهبه في ذلك.
(انتهى النقل من كتاب الشيخ سمير المالكي حفظه الله)
السؤال، لم أفهم هذا الأثر، إذ كيف يكون صفة من صفات الله مادة لمخلوق أو تحولت فصارت أصل مخلوق من المخلوقات؟ وأنا لا أطعن في أحد، لا الإمام عبد الله بن أحمد ولا الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو، لكن أريد فهم الأثر كما ينبغي أن يفهم من غير تأويل ولا إدعاء أن له معنى مجازي.
يوجد أثر ذكره ابن القيم في كتاب حادي الأرواح فقال:
وقال احمد بن ابي الحواري حدثني جعفر بن محمد قال لقي حكيم حكيما فقال اتشتاق إلى الحور العين فقال لا فقال فاشتق اليهن فان نور وجههن من نور الله عز وجل فغشي عليه فحمل إلى منزله نعوده شهرا.
لا أدري إذا كان هذا الأثر له معنى متعلق بأثر عبد الله بن مسعود السابق أو أثر عبد الله بن عمرو.
3) في حديث الشفاعة الطويل لفظ "ثم يأتيهم في صورة غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه ثم يأتيهم في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا"
قرأت في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "بيان تلبيس الجهمية" رد على من أوّل هذا الحديث (منهم في ما أذكر الدارمي) على أن الصورة الأولى هو بتغيير أعين الناظرين لا صورة صفة لله.
قال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في الصارم المنكي:
وما ذكر من أمر جبير وتمثل بعضه للنبي- صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية، أمر لم يدل على عقل ولا شرع، فلا يجوز المصير إليه بمجرد الرأي،ـ بل الذي كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية هو جبريل حقيقة، ولعظيم مرتبته وعلو منزلته أقدره الله تعالى على أن يتحول من صورة إلى صورة، ومن حال إلى حال، فيرى مرة كبيراً، ومرة صغيراً كما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى في السموات والأرض.وقد دل العقل والنقل على قيام الأفعال الاختيارية به فهو الفاعل المختار بفعل ما يشاء ويختار، ذو القدرة التامة والحكمة البالغة والكمال المطلق، وقد ثبت في الصحيح أنه يتحول من صورة إلى صورة وثبت أنه يتبدى لهم في صورة غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة ثم يعود في الصورة التي رأوه فيها أول مرة. وهذا كله حق لأن الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبر به،وليس في العقل ما ينفيه، بل جميع ما أمر به صاحب الشرع يوافقه العقل الصحيح ويؤيده وينصره ولا يخالفه أصلاً.
(انتهى كلام الحافظ ابن عبد الهادي)
السؤال: لم أفهم بالضبط المراد، فهل الصورتين صفتين لله؟ وهل لو قلت: الصورة الأولى هي بغضب ومن غير ضحك ومن غير كشف عن ساق، والثانية مع ما ذكرت، هل لو قلت ذلك لكنت متأولا للحديث؟
4) حديث العظمة إزاري والكبرياء ردائي، وحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه في منامه عليه نعلين (لو قلنا أن الصورة الذي رأها هي صورة حقيقية لله) أو غير ذلك، فالذي لا أفهمه كيف الجمع بين ذلك وبين كبرياء وعظمة الله وأن لا شيء من مخلوقاته يمكن أن يحيطه ولو يسيرا؟
قال الشيخ سمير المالكي في كتابه بيان الوهم والإيهام في حديث "الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع":
قال الشيخ سمير: وأما المتن فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى [16/ 435 - 438] أن أكثر أهل السنة قبلوه، وله شواهد، وإنما حصل الاختلاف في قوله: "فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع" وهذا يخالف اللفظ الآخر "فما يفضل منه مقدار أربع أصابع" وهو لفظ ابن جرير، وقد رجحه شيخ الإسلام، وأبطل اللفظ الأول وعلل ذلك بأنه "يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر."
(انتهى كلام الشيخ سمير)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/354)
5) حديث "رأيت ربي في أحسن صورة"، هل هذه الصورة هي صورة لله حقيقة، أم صورة مخلوقة بمعنى حجاب، كما ذكر الدارمي في أن أي مؤمن يمكن أن يرى ربه في منام في أي صورة, والصورة على قدر تقوى الرجل.
لكن قد قال بعض السلف (منهم ابن عباس وابن مسعود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص بالرؤية كما خص موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة، فلو قلنا أن الرؤية مثل رؤية المؤمن ربه في منامه أو أن الفرق فقط في كمال الصورة، فلم نثبت شيء خاص للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا إذا قلنا أن الرؤية هي رؤية حقيقية لصورة لله هي صفة له.
فهل الصواب هو إثبات أن الصورة في الحديث المذكور هي صورة صفة لله تعالى.
6) حديث "وإن جلده (أي الكافر) لأربعون ذراعا بذراع الجبار" ذكره في السنة الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل.
هل الذراع المقصود في الحديث هو ذراع الله؟ أنا لا أنكر إثبات الذراع لله، لكن في هذا الحديث لو قلنا أن المقصود هو ذراع الله، أليس يقتضي أن الكافر أكبر من الله (تعالى الله عن هذا التصور) أو حتى من ذراعه؟ فلو كان مجرد جلده أربعون ذراعا من ذراع الله، فكيف هو؟
لكن إيراد الإمام عبد الله بن أحمد للحديث في كتابه في السنة (وكذلك ابن أبي عاصم) كأنه للإستدلال به على صفة الذراع:
السؤال الأول: هل هذا الحديث يقتضي ما ذكرته، وهل ضعفه أحد من المتقدمين من أئمة السلف؟
والسؤال الثاني: هل يمكن أن نقسم الآثار المذكورة في كتاب السنة للإمام عبد الله بن أحمد إلى قسمين، ما يذكره كأصل وما يذكره في الشواهد والمتابعات، وفي الثاني يمكن أن يذكر ما هو ضعيف أو في لفظه نكارة لكن يذكره كشاهد لإثبات الصفة من غير قصد إثبات ما هو منكر في اللفظ؟
أنا لا أقصد أن الأئمة يذكرون في مصنفاتهم أحاديث ضعيفة لا لشيء سوى حفظ جميع ما يتعلق بالباب من الأحاديث والآثار في مكان واحد، كما يزعم البعض في كلامهم على كتاب السنة للإمام عبد الله، لكن أقصد ذكرهم ما يمكن أن يكون شاهد على شيء قبلوه واعتقدوه من غير أن يستلزم أنهم أرادوا كل شيء في لفظ الأثر.
تنبيه: أعلم أن بعض العلماء فسر "الجبار" بـ "الملِك" أي ملك من ملوك البشر (أو العجم) لكن هذا التفسير بعيد إذ لا معنى لإيراد الحديث في الرد على الجهمية وأهل التعطيل إذ أنهم لا ينكرون إثبات الذراع للبشر.
للفائدة، قال الشيخ سمير المالكي في كتابه القيم بيان الوهم والإيهام (في غير هذا الحديث):
فإن قيل إن روايتهم له لا تدل على قبوله واعتقاده.
فالجواب: هذا الاحتمال مع وروده، إلا أنه يبعد في مثل هذه المصنفات المفردة في تقرير عقيدة السلف والرد على مخالفيهم من المبتدعة، وعلى رأسهم الجهمية نفاة الصفات.
7) قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد:
قال الله عز و جل يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله ألهم أرجل يمشون يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم، فأعلمنا ربنا جل وعلا أن من لا رجل له ولا يد ولا عين ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل.
(انتهى النقل)
لماذا قال لا سمع بدلا من "ولا أذن" مع أن الآية فيها "آذان"؟ ولا أظن في فرق بين إثبات العين لله وبين إثبات الأذن. وقد استدل بالآية على إثبات العين.
تنبيه: أنا لا أثبت هذا لأنني لم أرى من أثبته من السلف، لكن لا أظن أن هناك محظور في ذلك. فهل أثبته أحد من السلف (أقصد الآذان).
8) قال ابن القيم قي كتاب التبيان في أقسام القرآن: ووصفه بأنه ذو العرش الذي لا يقدر قدره سواه وأن عرشه المختص به لا يليق بغيره أن يستوى عليه.
وقال في نفس الكتاب قبل ذلك:
ثم قال (ذو العرش) فأضاف العرش إلى نفسه كما تضاف إليه الأشياء العظيمة الشريفة وهذا يدل على عظمة العرش وقربه منه سبحانه واختصاصه به بل يدل على غاية القرب والاختصاص كمايضيف إلى نفسه بذو صفاته القائمة به كقوله {ذو القوة} {ذو الجلال والإكرام} ويقال: ذو العزة وذو الملك وذو الرحمة ونظائر ذلك فلو كان حظ العرض منه حظ الأرض السابعة لكان لافرق أن يقال: ذو العرش وذو الأرض.
(انتهى)
أحس أن كلامه في تفسير الآية ربما يتناقض مع إثبات قعود رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربنا على عرشه يوم القيامة، مع أن ابن القيم يثبت الآثار في ذلك كما في النونية.
فكيف يفهم كلام ابن القيم.
وقريب من هذا الموضوع، هل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معه على الكرسي أم العرش، فرأيت بعض ألفاظ الأثر فيها كرسي بدل عرش.
9) أخيرا، في حديث النزول، قرأت كتاب شيخ الإسلام في شرح الحديث وعندما تكلم حول خلو أو عدم خلو العرش وقت النزول ذكر عن ابن المبارك والإمام أحمد ما يقتضي أن العرش لا يخلو من ربنا وقت النزول، ثم ذكر أحاديث في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم موسى في الإسراء والمعراج، كيف وجده في الأرض وفي السماء، ولله المثل الأعلى.
سؤالي كتالي: قال جهمي في بلدي أن هذا الكلام يقتضي أن لله ذاتين، ذات على العرش وذات في السماء الدنيا، وأن هذا نفس إعتقاد النصارى.
السؤال: الرد المجمل معروف "الكيف مجهول"، لكنه يزعم أننا أثبتنا كيف في قولنا أن العرش لا يخلو من الرب، فأرجو المساعدة في الرد عليه.
(رأيت رد مختصر لشيخ الإسلام في كتابه الجواب الصحيح على شبهة مشابهة لهذه، لكنه مختصر جدا.)
جزا الله خيرا من علمني وأفادني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/355)
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:31 ص]ـ
تعديل في الفقرة 5:
5) حديث "رأيت ربي في أحسن صورة" (في المنام)، هل هذه الصورة هي صورة لله حقيقة (رأها في منامه)، أم صورة مخلوقة بمعنى حجاب، كما ذكر الدارمي في أن أي مؤمن يمكن أن يرى ربه في منام في أي صورة, والصورة على قدر تقوى الرجل.
لكن قد قال بعض السلف (منهم ابن عباس وابن مسعود) أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خص بالرؤية كما خص موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة، فلو قلنا أن رؤيته المنامية مثل رؤية غيره من المؤمنين ربهم في منامهم أو أن الفرق فقط في كمال الصورة، فلم نثبت شيء خاص للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا إذا قلنا أن الرؤية هي رؤية حقيقية لصورة لله هي صفة له (رأها في منامه).
فهل الصواب هو إثبات أن الصورة في الحديث المذكور هي صورة صفة لله تعالى (رأها في منامه).
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 05:33 ص]ـ
كرر الرد السابق بالخطأ.(52/356)
عقائد الشيعة الاثني عشرية في الصحابة 1
ـ[عبد الجواد المصري]ــــــــ[07 - 12 - 08, 04:20 م]ـ
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم لأهل السنة وطلبة العلم خاصة خطر الشيعة على الإسلام وهذا الخطر لا يتنبه له عوام المسلمين لجهلهم بعقائد الشيعة من جهة ولوجود بعض المخدوعين بالتقريب بيننا وبين الشيعة لذلك سوف أتناول في مشاركاتي عقائد الشيعة حتى نكون على بينة من هذا الخطر، فأبدأ بعقائدهم في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وسوف أنقل كلام علمائهم وأبين مكانة المنقول عنه الكلام حتى لا يدعى مدع أن هذا المنقول عنه الكلام مطعون فيه أوليس بحجة أو أمثال ذالك فأقول:
1 - يعتقد الشيعة الاثنا عشرية أن الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ارتدوا جميعا على أدبارهم القهقرى إلا نفرًا يسيرا، ويزعمون أن هذا المعتقد جاءت به الروايات المتصلة الأسانيد، يقول النور الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) والطبرس متوفى سنة 1320 لقبه الشيعة بـ (خاتمة المحدثين) قال فيه العاملي في (كتابه أعيان الشيعة): كان محدثا متبحرا في علمي الحديث والرجال.
قال النور الطبرسي: إنهم معاشر الإمامية يرون أن جميع الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم بعد وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قال الإسفرايني الشافعي السني في (كتابه التبصير في الدين): واعلم أن جميع من ذكرناه من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة.
أما أدلتهم على ذلك فقد استدلوا بآيات من كتاب الله تعالى فهموها حسب هواهم وكذلك أحاديث من أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهموها على مرادهم وهذه الأدلة نناقشها في مشاركة تالية بإذنه تعالى.](52/357)
عند الاختلاف عليكم بالسواد الاعظم
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[07 - 12 - 08, 09:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سمعت جزء من محاضرة بالاذاعة عن البدعة و قال المحاضر ما يلى:
سئلت كثيرا عن افعال معينة و هل هى بدعة ام لا و قلت: لاتسمعوا لشيوخ الفضائيات و لا لشيخ الاسلام فلان او ناصر السنة و قامع البدعة فلان و لكن عليكم بما يفعل الناس فى هذا الفعل فان الامة لا تجتمع على ضلالة و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم " وقال رواه ابن ماجة "
وقال ان هذا هو الاساس فى معرفة الامور فهل هذا الكلام صحيح؟ و ما هو التعريف الجامع المانع للبدعة و ما هى ضوابطها؟
و جازاكم الله خيرا
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[07 - 12 - 08, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لاتسمعوا لشيوخ الفضائيات
إذن .. لا نسمع لشيوخ الإذاعات كذلك!
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 11:07 ص]ـ
اخى الكريم لو نقلت لنا القول من البدايه ليعلم ما هية الكلام كان افضل.والله اعلم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:39 ص]ـ
الكثرة ما تدل على الحق والحديث ضعيف وهذا كلام الصوفية يغترون بالكثرة
فاحذروا من هذا الكلام(52/358)
سؤال حول كتاب جامع في العقيدة
ـ[عبد الله الجزائري الأثري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
اخواني تعلمون كثرة التصانيف في علم العقيدة على حسب اقسام التوحيد واصول الاعتقاد فهل من كتاب جامع يتعرض لكل ذلك بالتفصيل
اثابكم الله
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 04:13 م]ـ
عليك بمعارج القبول للحكمي
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[09 - 12 - 08, 08:18 م]ـ
الم أجيبكم رعاكم الله
ـ[عبد الله الجزائري الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:52 م]ـ
هل من معلومات حول "معارج القبول"
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:59 م]ـ
العقيدة الواسطية مع شروحها
ـ[الرقيان]ــــــــ[09 - 12 - 08, 11:06 م]ـ
شرح الطحاوية لابن أبي العز، وشروح كتاب الواسطية، وشروح كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب(52/359)
تفسير الجلالين
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
ابحث عن اقوال العلماء حول تفيسر الجلالين للسيوطى رحمه الله وماستدركوه عليه من مسائل عقدية وذلك بذكر المراجع او وضع البحوث والمؤلفات التى تطرقت لهذا الموضوع؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:37 ص]ـ
توجد رسالة للدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس بعنوان: أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين.
ملاحظة: تفسير الجلالين، لجلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي.
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:43 ص]ـ
يارك الله فيك اخى زكريا وزادك الله علما وفقها
ـ[بهاءالدين بن الابيض]ــــــــ[09 - 12 - 08, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال الشيخ محمد اسماعيل المقدم عن تفسير الجلالين انه" كتاب مركز جدا فهو برشامه مركزه حتى انك لو حفظت هذا التفسير سوف يصبح عنك ارضيه اساسيه لا يصلح اقل منها لطالب العلم بمعنى انك سوف تجد فى هذا الكتاب على صغره اسباب نزول وشرح غريب القران والناسخ والمنسوخ واشارات عابره الى ايات الاحكام يشتمل على وجوه القرات المشهوره وايضا يأتى بوجوه الاعراب ولذلك تستصيع انت تعرف مستوى الشخص فى علم التفسير من خلال موقفه من هذا الكتاب الذى لا يفهم فى التفسير سوف ينتقد تفسير الجلالين لا يقدر هذا الكتاب حق قدره الا من يفقه فى التفسير لذلك يقول فيه صاحب كشف الظنون_وهو مع كونه صغير الحجم كبير المعنى لانه لب لباب التفسير _ لذلك فقد اعتبره العلماء تفسير للمنتهين من طلبت العلم لا للمبتدئين فهو لا يستفيد منه الفائدة المرجوة سوى طلبة العلم بين ايدى العلماء ...................... "هذه نبذه من كلام الشيخ عن تفسير الجلالين وتستطيع ان تعرف باقى كلام الشيخ فى التفسير وهو كلام مهم للذى يتعامل مع هذا التفسير الجليل من سلسلة تفسير الجلالين اول درس وهو مقدمة لباب التفسير
السلسله على موقع طريق الاسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=33
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:55 ص]ـ
تفضل من هنا أخي الحبيب كتاب أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس:
http://www.chatharat.com/vb/showthread.php?t=267
ستجد بغيتك بإذن المولى.
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 10:35 ص]ـ
الاخ ابو عبد الوهاب الجزائرى، الاخ بهاء الدين بن الابيض جزاكما الله خيرا ورزقكما الله العلم النافع والعمل الصالح انه سميع مجيب(52/360)
تخريج الرواية المنسوبة الى فاطمة ماذا على من شم تربة أحمد
ـ[دمشقية]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:07 ص]ـ
نسب السمهودي هذه الرواية عن فاطمة إلى ما أسماه بالتحفة لابن عساكر من طريق طاهر بن يحيى الحسيني قال: ” حدثني أبي عن جدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: ” لما رمس رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة رضي الله عنها فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شم تربة أحمد ... “. (أنظر خلاصة الوفا1/ 153 و203).
ولم أجد كتابا لابن عساكر بهذا العنوان (التحفة). وأرجو أن لا يكون تحفة رافضية منحولة إليه. وأما السند فلم أجد مثله في شيء من كتب الحديث.
وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. أو أنه منقطع على الأقل.
بل وجدت ما ثبت بالسند الصحيح إلى أبناء فاطمة مما يناقضه.
فعن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: «ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم».
قال السخاوي «وهو حديث حسن» (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228التاريخ الكبير2/ 3 - 289 المصنف لعبد الرازق (6694) ومصنف ابن أبي شيبة2/ 375).
ووجدت في مسلم من فعل زوج فاطمة ما يناقض ذلك. فعن أبي الهياج الأسدي أن علياً رضي الله عنه قال له: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ أمرني أن لا أدَعَ قبراً مشرفاً (أي مرتفعاً) إلا سوّيته (بالأرض) ولا تمثالاً إلا طمستُه» (مسلم969).
وقد وجدت من يجيز الاستغاثة بأصحاب القبور يدافع عن رفعها والبناء عليها.
وهذا من تقدير الله أن يجعل مهمة علي رضي الله عنه هدم القبور المرتفعة لتكون حجة على من يبني القبور باسمهم ويجعلهم آلهة مع الله.
وقد نهى العلماء عن مس وتقبيل جدار القبور وأعلنوا أنه من عادة اليهود والنصارى وبمقتضى أقوال النبي الكثيرة التي نذكر منها ما رواه مسلم عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال في مرض موته: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً. قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجداً» (رواه البخاري1330).
قال الحافظ: «وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ علم أنه مرتحل من ذلك المرض، فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى، فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم» (فتح الباري1/ 532).
قال الحافظ: «وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبِعهم من بعدهم على ذلك» وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين. فلما مات منهم أحدٌ مثَّلوا صورته وتمسحوا بها. فيعبدوها بتدريج الشيطان لهم [فتح الباري8/ 688).
ولهذا قال الحافظ الذهبي عن الرواية «هذا مما ينسب إلى فاطمة ولم يصح عنها» (سير أعلام النبلاء2/ 134). وقال شيخ الأحناف الملا علي قاري «ومما ينسب إلى فاطمة» (مرقاة المفاتيح17/ 243). كذا قال ابن سيد الناس (عيون الأثر في سيرة خير البشر2/ 434).
وهذه إشارة واضحة منهم إلى أن هذه الرواية المتضمنة لهذين البيتين لم تثبت.
وأما الانقطاع فإن هناك انقطاعا بين محمد بن علي بن الحسين وبين جده الأكبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فإن والد جعفر بن محمد هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وبهذا تكون رواية محمد بن علي عن جده الأكبر علي بن أبي طالب مرسلة كما قال الحافظان: المزي في (تهذيب الكمال26/ 137). والترمذي في سننه: ”أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب“. هذا لو سلمنا جدلا بوجود هذا الإسناد.
فلا كتاب التحفة ثابت للحافظ ابن عساكر، ولا الإسناد موجود في شيء من كتب الحديث.
وهذا غاية في الإفلاس أن لا يجد القوم ما يثبتون به عقيدتهم المشابهة لما عند الرافضة إلا مثل هذه الروايات الباطلة ومن كتب لا يعثر لها على أثر.
والروافض يقفون من التراب والجدران موقف النصارى من المعادن والصلبان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 12 - 08, 01:54 م]ـ
بارك الله فيكم
الكتاب اسمه إتحاف الزائر لأبي اليمن بن عساكر
وستجدون في المرفقات دراسة عن الكتاب بقلم الدكتور مصطفى عمار منلا
وأما الحديث فقد ذكره الصالحي في الهدى والرشاد
(وروى طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي وابن الجوزي في (الوفاء) عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - قال: لما رمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءت فاطمة - رضي الله تعالى عنها - فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا تنبيهات
)
انتهى
وكتاب الوفا لابن الجوزي المطبوع منه محذوف الإسناد
إما النسخة المخطوطة
ففي مكتبة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101305
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/361)
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 03:22 م]ـ
رواه ابن الجوزي مسندا أيضا في كتابه مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن. وذكر محقق الكتاب أن اسناده لا يصح (طبعة دار الحديث) ونقل الرواية أيضا أحد المتأخرين في كتب السير أظنه القسطلاني في المواهب أو الزرقاني في شرحه للمواهب.(52/362)
أحتاج شرح هذه المصطلحات والمقتطفات من كتاب الشيخ الحوالي "منهج الأشاعرة في العقيدة"؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[10 - 12 - 08, 07:09 م]ـ
وأنا أقرأ كتاب الشيخ سفر الحوالي حفظه الله "منهج الأشاعرة في العقيدة" ..
وقعت عيني على بعض المصطلحات التي تحتاج لشرح ..
فأتمنى من الإخوة أن يشرحوا لنا هذه الصطلحات:
ــ يقول الشيخ سفر:
(أما الأشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل: الحدوث والقدم.
وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث، وكل حادث فلا بد له من محدث قديم، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان .. إلخ.).
فأتمنى شرح هذا الجزء.
ـــ يقول الشيخ سفر:
(أما الأشاعرة قدماؤهم ومعاصروهم- فالتوحيد عندهم هو نفي التثنية أو التعدد، ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي حسب تعبيرهم " نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة " ومن هذا المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع وأنكروا بعض الصفات كالوجه واليد والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم.).
ما معنى "التبعيض والتركيب والتجزئة، ونفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة"؟!
ــ يقول الشيخ سفر تحت عنوان "الحكمة والغائية":
(ينفي الأشاعرة قطعاً أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة تقضي إيجاد ذلك الفعل أو عدمه، وهذا نص كلامهم تقريباً، وهو رد فعل لقول المعتزلة بالوجوب على الله؛ حتى أنكر الأشاعرة كل لام تعليل في القرآن، وقالوا: إن كونه يفعل شيئاً لعلة ينافي كونه مختاراً مريداً.
وهذا الأصل تسميه بعض كتبهم "نفي الغرض عن الله" ويعتبرونه من لوازم التنزيه، وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض المشيئة ولا تعلق لصفة أخرى -كالحكمة مثلاً- بها، ورتبوا على هذا أصولاً فاسدة كقولهم بجواز أن يخلد الله في النار أخلص أوليائه، ويخلد في الجنة أفجر الكفار، وجواز التكليف بما لا يطاق ونحوها.
وسبب هذا التأصيل الباطل عدم فهمهم ألا تعارض بين المشيئة والحكمة أو المشيئة والرحمة.
ولهذا لم يثبت الأشاعرة الحكمة مع الصفات السبع واكتفوا بإثبات الإرادة، مع أن الحكمة تقتضي الإرادة والعلم وزيادة، حتى إن من المعاصرين من أضافها مثل سعيد الحوى.).
أتمنى شرح هذا الجزء.
ــ يقول الشيخ سفر تحت عنوان "النبوات":
(يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافاً بعيداً، فهم يقررون أن إرسال الرسل راجعٌ للمشيئة المحضة -كما في الفقرة السابقة- ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي إلا المعجزة، ثم يقررون أن أفعال السحرة والكهان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونةً بادعاء النبوة والتحدي، قالوا: ولو ادعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأساً وإلا كان هذا إضلالاً من الله وهو يمتنع عليه الإضلال .. إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة أغروا أعداء الإسلام بالنيل منهم واستطال عليهم الفلاسفة و الملاحدة.
والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون: هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي.).
أتمنى الشرح يا إخوة.
يقول الشيخ سفر تحت عنوان:التحسين والتقبيح":
(ينكر الأشاعرة أن يكون للعقل والفطرة أي دور في الحكم على الأشياء بالحسن والقبح، ويقولون: مرد ذلك إلى الشرع وحده، وهذا رد فعل مغال لقول البراهمة والمعتزلة: إن العقل يوجب حسن الحسن وقبح القبيح، وهو مع منافاته للنصوص مكابرة للعقول، ومما يترتب من الأصول الفاسدة على قولهم: أن الشرع قد يأتي بما هو قبيح في العقل، فإلغاء دور العقل بالمرة أسلم من نسبة القبح إلى الشرع!
ومثلوا ذلك بذبح الحيوان فإنه إيلام له بلا ذنب وهو قبيح في العقل ومع ذلك أباحه الشرع، وهذا في الحقيقة هو قول البراهمة الذين يحرمون أكل الحيوان.).
ونتمنى الشرح كذلك.
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 12 - 08, 06:36 م]ـ
الشرح يا إخوة!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:45 ص]ـ
وأنا أقرأ كتاب الشيخ سفر الحوالي حفظه الله "منهج الأشاعرة في العقيدة" ..
وقعت عيني على بعض المصطلحات التي تحتاج لشرح ..
ــ يقول الشيخ سفر تحت عنوان "النبوات":
(يختلف مذهب الأشاعرة عن مذهب أهل السنة والجماعة في النبوات اختلافاً بعيداً، فهم يقررون أن إرسال الرسل راجعٌ للمشيئة المحضة -كما في الفقرة السابقة- ثم يقررون أنه لا دليل على صدق النبي إلا المعجزة، ثم يقررون أن أفعال السحرة والكهان من جنس المعجزة لكنها لا تكون مقرونةً بادعاء النبوة والتحدي، قالوا: ولو ادعى الساحر أو الكاهن النبوة لسلبه الله معرفة السحر رأساً وإلا كان هذا إضلالاً من الله وهو يمتنع عليه الإضلال .. إلى آخر ما يقررونه مما يخالف المنقول والمعقول، ولضعف مذهبهم في النبوات مع كونها من أخطر أبواب العقيدة إذ كل أمورها متوقفة على ثبوت النبوة أغروا أعداء الإسلام بالنيل منهم واستطال عليهم الفلاسفة و الملاحدة.
والصوفية منهم كالغزالي يفسرون الوحي تفسيراً قرمطياً فيقولون: هو انتقاش العلم الفائض من العقل الكلي في العقل الجزئي.).
أتمنى الشرح يا إخوة.
لعلك تجد شيئا قليلا في هذا الرابط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=156098
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/363)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - 12 - 08, 09:15 م]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن أحتاج شرح مباشر على المقتطفات التي وضعتها في الموضوع ..(52/364)
ولا يدعى للجُلى الا أخوها
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[10 - 12 - 08, 09:02 م]ـ
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمعَ المحسنين "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منكم رعاكم الله سمع منظومة "مقدس النفوس " لأبي مسلم البهلاني من أئمة الاباضية،وقد قدمتها تسجيلات المناهل (سلطنة عُمان - سناو) بصوت مسعود المقبالي ..
هذه المنظومة كانت قد قدمت للشيخ أ. د.سالم آل عبدالرحمن البصري المديني ضمن نخبة ما جرى في مناظرته مع ثلة من علماء الاباضية كما أسلفت سابقا،وكان البعض منهم يظن أنها ستقف بجانبهم وتنصر لآراءهم،فما كان من الشيخ آل عبدالرحمن رعاه الله تعالى الا ويسدد عليهم بالرد فيجتعفها عليهم، وقدموا قصيدة ثانية فجاءهم الرد وجاؤا بالثالثة وجاءهم الرد ... وكانت اغلب مبارياتهم تدور كما وصف الشيخ رعاه الله في بعض رسائله،بقوله:
أخطأ ورد على غير جوابي ........ وجنى علي فقال غير صواب
...
وذو الصدق لا يرتاب،والعدل قائم ..... على طرقات الحق، والشر أعوج
ثم أنهم لما أرداوا أن ينتصروا لمذهبهم باللغة العربية ومزاج النحو -بعد أن تأربت المناولات - وظنوا أنهم سيحرجوا الشيخ فيها بعدما أحضروا من ظنوه أنه الباقر بالنحو،هنا تلقف رعاه الله ما أرادوه فباغتهم -بعكاً بعكا - بما عجزوا عنه .. ثم أنهم لما تبرموا أحالوا الى قولهم: أن شيخنا وأمامنا قد غاب ولعله هو الذي يرد بالجواب،ولكن أين؟؟
ولا ندري فلعل الاختيار الزمني خدمهم لأن مفتي السلطنة كان بالفعل خارج بلادهم والحق لا بد أن يظهر ويقال.
المباريات كانت على جانب من الهدوء وكان رعاه الله يقف كالجول لوحده أمامهم كلهم وما نقول أنهم هزموا،ولكن لم يستطيعوا الجواب -وتثعلبوا- بعد ما ظنوا أنهم سينتصرون،وهيهات!! ..
ثم أن الشيخ لما دنت نهاية السجال،أبقى الأبواب حيث الأخلاق والسجايا الحسنة، مشرعة طوال.
كأن نفسك لا ترضاك صاحبها .... الا وأنت على المفضال مفضال ُ
ولا تعدك صوانا لمهجتها الا .... ....... وأنت لها في الروع بذالُُ
لولا المشقة ساد الناس كلهم ....... الجود يفقر والاقدام قتالُ
وانما يبلغ الانسان طاقته ......... ما كل ماشية ٍ بالرحل ِ شملال ُ
ولما طالبناهم بتسجيلات اللقاء والذي استمر لنحو أربع ساعات،قال بعضهم سنأتيكم بها،ولكنهم لم يوفوا للساعة،ومن ثم بلغنا أنهم قالوا انهم لم يسجلوا لها،بل وصل الحد عند البعض أنه أنكر كل ما جرى،وتصوروا ماهية هؤلاء!!
ولا أدري لماذا تذكرت هنا قصيدة الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله،وهي جد مشهورة:
يدور مع الزجاجة حيث دارت ..... ويلبس للسياسة الف لبس
فعند المسلمين يعد منهم ...... ويأخذ سهمه من كل خمس
وعند الأنجليز يعد منهم ....... وفي باريس محسوب فرنسي
وعند الملحدين يعد منهم ....... وعند ماركس يحفظ كل درس
محبكم
د. الأثري المديني
ـ[الشفيعي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم
هناك منظومة في الرد على الإباضية للشيخ أحمد بن محمد العبادي اليمني
ذكرها الشيخ محمد بن سالم البيحاني في تعليقه على قصيدة العبادي (هداية المريد إلى سبيل الحق والتوحيد).
فهل اطلعت عليها؟.
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[11 - 12 - 08, 12:59 ص]ـ
هناك منظومة في الرد على الإباضية للشيخ أحمد بن محمد العبادي اليمني
ذكرها الشيخ محمد بن سالم البيحاني في تعليقه على قصيدة العبادي (هداية المريد إلى سبيل الحق والتوحيد).
قلت:
سأكون ممتنا لأخي الشفيعي رعاه الله تعالى ان أرسلها لي على بريدي الخاص
almadini1978@gmail.com
وتقبل الله منا ومنه ومن كل من يقرأ لنا على هذه الصفحات ..
ومن شرف الاقدام انك فيهم ............ على القتل موموق ٌ كأنك شاكدُ
وحياك الله أخا واعدا
د. الأثري المديني(52/365)
كتاب الامام احمد
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[11 - 12 - 08, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الاحبة حفظكم الله
اين اجد كتابي الإمام احمد رحمه الله في مواقع الانترنيت
1. الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن،
2. وكتاب السنة؟
جزيتم خيرا(52/366)
هل تتفاضل أسماء الله وصفاته؟
ـ[محمد عبد الرحيم]ــــــــ[11 - 12 - 08, 09:00 م]ـ
السلام عليكم
لقد قرأت فى تفسير سورة الأخلاص لشيخ الاسلام أن اسماء الله وصفاته تتفاضل واستدل على ذلك بتفاضل بعض الآى بعضها بعض. وأن القرآن صفة من صفات الله , فهل هذا محل اجماع من السلف؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 05:07 ص]ـ
لا شك أن أسماءه سبحانه تتفاضل لتفاضل ما تحمله معانيها
فهل اسم الله "الرحمن" كـ"الرحيم"
وهل اسمه: الله .. كبقية الأسماء ..
ومما يدل عليه "لقد دعا الله باسمه الأعظم .. "الحديث
ولا أظن في الأمر خلافا إذ هو أظهر من تفاضل آيات القرآن -على القول به-
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[06 - 01 - 09, 12:58 ص]ـ
فائدة1
كنت في درس منذ زمن، و سئل الشيخ
"هل أفضل أسماء الله, الله ثم الرحمن"
فقال الشيخ أما الله فنعم و له أدلته، و اما الرحمن فلا يوجد دليل عليه
فسأله احد الحضور هل يمكن ان نستدل بحديث "أحب الأسماء إلى الله عبدالله و عبدالرحمن"
أن أفضل أسمين هما الله ثم الرحمن
فتفكر الشيخ كأنه أعجب بالاستدلال، و قال استدلال طيب و لكن يُبحث في الأمر
فائدة2
يوجد أسماء خاصة بالله لا يجوز أن يتسمى بها غيره
أورد ابن القيم منها:
الله، والرحمن، والحكم، والأحد، والصمد، والخالق، والرزاق، والجبار، والمتكبر، والأول، والآخر، والباطن، وعلام الغيوب. تحفة المودود ص 98.
اعتبار ابن القيم أن (الله - الرب - الرحمن) هي مرجع الأسماء الحسنى
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في تفسير سورة الفاتحة: اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن فاشتملت على التعريف بالمعبود – تبارك وتعالى – بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى، والصفات العليا إليها، ومدارها عليها وهي: الله، والرب، والرحمن وبنيت السورة على الإلهيه، والربوبية، والرحمة، فـ {إياك نعبد} مبني على الإلهية، و {إياك نستعين} على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة. والحمد يتضمن الأمور الثلاثة: فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته،
فائدة3
مباحث المفاضلة في العقيدة [رسالة دكتوراة]
د. محمد بن عبد الرحمن أبو سيف
http://204.187.100.81/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=295&Sch_ID=126
فائدة4
سئل الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
في شرح سنن الترمذي (كتاب الطهارة) (15)
يقول: هل صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أحب الأسماء إليه هو الرحمن؟
الذي صح عنه أن أحب الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، أحب الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، وأما المفاضلة بين الأسماء الحسنى فلفظ الجلالة الذي هو الله هو الاسم الأعظم عند جمع غفير من أهل العلم، فهو أعظم هذه الأسماء.
فائدة5
قال الشيخ سيد العربي
في "توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان العبد وسلوكه الإيماني"
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=4755
وأسماء الله وصفاته تتفاضل, فصفته التي هي الرحمة تفضل على صفته التي هي الغضب وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم: «إن الله كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي» [الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 17/ 211 - خلاصة الدرجة: ثابت] ... و في رواية: «تسبق غضبى» ... وفي الدعاء المأثور: "أسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر" .. وفى الحديث: «لقد دعا الله باسمه العظيم (وفي رواية: الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: التوسل - الصفحة أو الرقم: 31 - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح] ... وأمثال ذلك!
و كذلك فأن الصفة الواحدة قد تتفاضل, فالأمر بمأمور يكون أكمل من الأمر بمأمور آخر, والرضا عن النبيين أعظم من الرضا عمن دونهم, والرحمة لهم أكمل من الرحمة لغيرهم, وتكليم الله لبعض عباده أكمل من تكليمه لبعض, وكذلك سائر هذا الباب و كما أن أسماءه و صفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع ...
(راجع في ذلك كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 211 وما بعدها))(52/367)
هل هناك من المعاصرين من أفرد رسالة في الكلام على الفطرة؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 12 - 08, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لشيخ الإسلام رسالة في الرسائل الكبرى وبحث في درء تعارض العقل والنقل وكذلك لابن القيم كلام طويل في المجلد الثاني من أحكام الذمة، لكن هل هناك من أفرد هذا الموضوع برسالة علمية أو نحوها؟.
وقد قرأت في ملتقى العقيدة أن هناك رسالة ماجستير في هذا الموضوع لعلي القرني؟.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 10:49 م]ـ
أهلا بالأخ الحبيب والمفيد أبي الحسنات الدمشقي.
كتاب علي القرني هو: الفطرة حقيقتها ومذاهب الناس فيها. ط دار المسلم.
ولحافظ الجعبري رسالة ماجستير علمية في جامعة أم القرى سنة 1400هـ بعنوان: الفطرة والعقيدة الإسلامية.
وللشوكاني رسالة في الفطرة ضمن الفتح الرباني.
ودمتَ سالماً من كل سوء
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 10:54 م]ـ
هناك عدة بحوث تكلمت عن الفطرة ضمنا ً، مثل: أحذ الميثاق للعثيم.
فطرية المعرفة والرد على المخالفين للغامدي، وغيرها.
وهناك كتب عناوينها موسومة بالفطرة لكنها أشبه بالخواطر ولا تتكلم عن الفطرة كلاما ً علميا، مثل كتاب أبو هلالة " الفطرة في الإسلام " وغيرها.
لكن أشمل كتاب عن الفطرة كتاب الدكتور / علي القرني، وهو مطبوع عند دار المسلم، ومتوفر في المكتبات.
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 12 - 08, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيكما
وهذا للفائدة:
يمكن القول إن الكلام على الفطرة يؤخذ من:
1 - تفسير آية الروم.
2 - شرح حديث: " كل مولود يولد على الفطرة ". ومن أهم شروحه شرح الحافظ ابن عبد البر لأن كل من بعده استفاد منه، وابن تيمية كان ينقل الأقوال التي ذكرها ثم يعلق عليه. وكذلك إصلاح غلط أبي عبيد لابن قتيبة.
3 - تفسير آية الأعراف: "وإذ أخذ ربك من بني آدم ... " الآية.
4 - أحكام أهل الذمة وشفاء العليل لابن القيم.
5 - رسالة في الفطرة وهي الرابعة عشرة من الرسائل الكبرى.
6 - درء تعارض العقل والنقل.
7 - الشفا للقاضي عياض عند الكلام عن إيمان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وكذلك ما ذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عند قوله تعالى: " ووجدك ضالا فهدى ".
وقد نقل ابن القيم في أحكام أهل الذمة كلاما للإمام محمد بن نصر المروزي يرد فيه على ابن قتيبة، ولا أدري هل كتاب المروزي المنقول منه مطبوع أم لا؟
ولي سؤال آخر: وهو هل ناقش الأستاذ علي القرني موضوع مدخل الفطرة في التحسين والتقبيح في رسالته هذه؟.
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 12 - 08, 02:41 ص]ـ
8 - بداية كتاب التوحيد من فتح الباري.
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 12 - 08, 04:16 م]ـ
من المباحث التي لها صلة وثيقة بموضوع الفطرة:
1 - أول واجب على المكلف.
2 - التحسين والتقبيح.
3 - حكم أطفال المشركين.
4 - العذر بالجهل وقيام الحجة.
5 - حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل بعثتهم.
6 - معرفة الباري جل وعلا وتوحيده في ربوبيته.
7 - الميثاق.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 07:57 م]ـ
في فتاوى شيخ الإسلام تمهيد الأوائل و تقرير الدلائل و رسالة في العلم الإلهي و الفرق بين المنهاج النبوي و المنهاج الفلسفي أو نحو هذه الأسماء
بعد أن كتبت تعليقي اكتشفت أن الموضوع عن المعاصرين فلم أستطع حذفه
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 05:05 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
فمن الكتب المفيدة التي تكلَّمت عن موضوع الفطرة وهي رسالة دكتوراة من جامعة أم القرى - قسم العقيدة.
كتاب: المعرفة في الإسلام مصادرها ومجالاتها
لفضيلة شيخنا الشيخ الدكتور / عبد الله بن محمد القرني
ط دار عالم الفوائد
حيث كان الباب الثاني من الكتاب بعنوان: المعرفة الفطرية ومجالاتها
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فطرية معرفة الله وتوحيده.
الفصل الثاني: فطرية التحسين والتقبيح.
الفصل الثالث: فطرية المباديء الأولية.
ـ[أبو عبدالله الشهري]ــــــــ[09 - 11 - 09, 11:45 م]ـ
أما آية الميثاق , فإضافة إلى ما ذكره الإخوة , ينظر كتاب ميثاق الإيمان للشيخ الدكتور عيسى السعدي , طبعة رابطة العالم الإسلامي.(52/368)
بعض العثرات في عرض سعيد فودة لكتاب" النبوات"
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 12 - 08, 11:44 م]ـ
العثرات في عرض سعيد فودة للنبوات
نشر سعيد فودة في مكتبة موقعه ما تصوره عرضا لكتاب النبوات لشيخ الإسلام .. فكتبت هذه الملاحظات علما أني لم أقرأ من عرضه بعد التصفح الالكتروني إلا هذا الموضع ولعلى أتابع مقاله كله إن شاء الله:
1 - ذيل مقاله بأنه كتبه في مجلس واحد .. ولست أدري أهو من قبيل الاعتذار أم من جنس الافتخار؟
وأحب له أن يختار الأول فهو الأقرب إلى المقام لأن مقاله تضمن على قصره تطاولا،وعلى قلة ما فيه كثرة من الزيف. ثم فلتعلمن أن ابن تيمية أكبر من أن يصفى حسابه في مجلس واحد!!!
2 - الرجل مدلس، هذا لا شك فيه عندي، وآية ذلك أنه ينقل من شاملة أخينا نافع ويهمش بالإشارة إلى كتاب النبوات .. وقد اكتشفت هذا بالصدفة فقد نسخت من كتاب النبوات في الشاملة عندي للمقارنة مع ما استشهد به فودة في مقاله .. ففوجئت بأن المنسوخ عندي والمكتوب عنده متطابقان حذو القذة بالقذة فالسطر ينتهي عندي حيث ينتهي عنده .. بل إن جملة مقطوعة في الشاملة جزء منها في نهاية الفقرة وجزء في بداية الفقرة الجديدة هي كذلك عند صاحب عرض كتاب النبوات!!! من المؤكد أنه ليس محرما النقل من الشاملة خاصة وأن سعيدا فودة لا شك يعتبر كلام ابن تيمية أرخص من أن يضيع معه الوقت في النقل فالنسخ واللصق أولى بكلام "المجسم" ولكنك، يا رجل، أنت تطمح إلى تقويض منهج بأكمله فكان أجدر بهذه المطلب العالي أن تضحي في سبيله ببعض من وقتك الثمين لقراءة كتاب خصمك الذي تعرضه والنقل منه مباشرة بدل الاستهتار. ... فأي تحقيق هذا في المنهج العلمي ... فتأمله!!
3 - الرجل يبتر الكلام بترا ليستقيم له تعليق أو نقد:
فعندما نقل النص من الشاملة لم يستح أن يذيل المنقول ب علامة الانتهاء (أهـ) والانتهاء عنده كان في موضع يحتاج فيه الناسخ "كان"لاسمه:
هذا نص الباتر الناسخ من الشاملة:
وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد." أه!!! (علامات التعجب مني)
وهذا النص الكامل حيث تجد "كان" اسمها ويصبح الكلام يحسن السكوت عليه:
وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيه من الفساد ما كان فانه عندكم لا ينزه عن فعل ممكن ولا يقبح منه فعل فحينئذ اذا خلق على يد الكاذب مثل هذه الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي لا تدل على الصدق البتة على أصلكم ويلزمكم إذا لم يكن دليل إلهي ألا يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلزم أن الرب سبحانه لا يصدق أحدا ادعى النبوة واذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صدق الصادق اذا ظهرت هذه الاعلام على يده ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب لا يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعل من الأفعال هو قادر عليه وهو سبحانه لا يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرين ان قلتم لا يمكنه خلقها على يد الكاذب وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه لا يقدر على إحداث حادث قد فعل مثله وهذا تصريح بعجزه وأنتم قلتم فليست بدليل فلا يلزم عجزه فصارت دلالتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتم يقدر لكنه لا يفعل فهذا حق وهو ينقض أصلكم وحقيقة الامر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنع أن يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقة على يد الكاذب فهو ممكن والله سبحانه وتعالى قادر عليه لكنه لا يفعله لحكمته كما أنه سبحانه يمتنع عليه أن يكذب أو يظلم والمعجز تصديق وتصديق الكاذب هو منزه عنه والدال على الصدق قصد الرب تصديق الصادق وهذا القصد يمتنع حصوله للكاذب فيمتنع جعل من ليس برسول رسولا وجعل الكاذب صادقا ويمتنع من الرب قصد المحال وهو غير مقدور وهو اذا صدق الصادق بفعله علم بالاضطرار والدليل أنه صدقه وهذا العلم يمتنع حصوله للكاذب واستشهادكم بالعلم هو من هذا الباب فانتم تقولون إن الرب لا يخلق شيئا لشيء وحينئذ فلا يكون قاصدا لما في المخلوقات من الإحكام فلا يكون الإحكام دالا على العلم على أصلكم فان الإحكام إنما هو جعل الشيء محصلا للمطلوب بحيث يجعل لأجل ذلك المطلوب وهذا عندهم لا يجوز فاثباته علمه وتصديق رسله مشروط بأن يفعل شيئا لشيء وهذا عندكم لا يجوز فلهذا يقال إنكم متناقضون والله سبحانه وتعالى أعلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/369)
وقد نقلت الكلام بطوله، لحاجتنا إليه بعد حين،و ليتمتع المتلقي بجمالية المناظرة والرد ... فالشيخ يقوض المذهب الأشعري ... لذلك شقي به" سعيد" ففضل ألا تقع عليه عينه!!
4 - علق سعيد على قول ابن تيمية زاعما أنه-أي ابن تيمية- استحسن قول الأشعري ليتهمه بالتناقض بعد ذلك ...
عن أي استحسان يتحدث فودة؟
هل قرأ كلام ابن تيمية؟ وهل فهمه بعد؟
ابن تيمية-يا أيها المحقق-هو هنا في مقام الفصل بين الأشعرية وخصومها .. فيعرض الحجج والحجج المضادة .. وقوله:
"قلت هذا كلام صحيح اذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله"
فهم فودة استحسان ابن تيمية لرد الأشعري لمجرد انه قرأ جملة "هذا كلام صحيح" وإن من له أدنى معرفة باللغة والنظر ليرى أن ابن تيمية يسفه الكلام المذكور عن الأشعري .. وينسبهم إلى العجز عن الرد بل الحيدة عن محل النزاع .. كأن فودة أغمض عينيه عن بقية الكلام:
هذا كلام صحيح اذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهر على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم على أصلكم أن يكون ذلك دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله" ...
هل قرأ فودة القيد الشرطي: اذا علم ... أم انه اكتفي باطلاق "هذا كلام صحيح؟
وهل قرأ الاستدراك: لكن المطالب .. الخ
وهل فهم الاستاذ أن أسلوب الاستدراك هنا طريقة مهذبة لتنبيه الاشعري على أنه حاد عن الجواب ..
هل تعلم أيها المحقق أن ابن تيمية هنا في صف خصومكم فكيف يستحسن حجة الأشعري والفقرة كلها مكتوبة تحت ترجمة:
"الرد على من قال لا دليل على صدق الأنبياء إلا المعجزات"
فاقرأ كتاب النبوات حقا بتحقيق الدكتور عبد العزير بن صالح الطويان .. إن كنت تريد عرض الكتاب ونقد مصنفه وانظر في الصفحة 238 جيدا بدل النسخ واللصق من الشاملة!!
5 - والعجب لا ينقضي من هذا العارض إذ يتهم ابن تيمية بالتناقض لأنه في زعمه استحسن قول الأشعري مع مخالفته في الوقت ذاته .. مع أن الموضع بالضبط هو لنقض مذهب الأشاعرة في النبوات وابن تيمية يحاججهم جدليا .. ليثبت تناقضهم فلا يرى فودة في الموضع إلا"تمحل ابن تيمية في الجدال" .. سبحان مقلب القلوب!!
نقول لسعيد:
أنتم تزعمون أنه لا دليل على النبوات إلا المعجزة ...
فألزمكم خصومكم -ومنهم ابن تيمية -أن يجري الله المعجزة على يد مدع للنبوة فيكون نبيا عند الاشاعرة وهو ليس كذلك في نفس الأمر ... ولا يستطيع أشاعرة العالم كله أن يدفعوا الإلزام ... وأنت تدري يا سعيد لماذا تعجزون .. لأنكم-لسوء طالعكم- أصلتم أصلين يأخذان بخناقكم اليوم في النبوات:
-الأول:نفي حكمة الله عز وجل ...
-الثاني: نفي التحسين والتقبيح العقلين ..
هذان الأصلان مانعانكم من الرد على خصومكم .. فإن قلتم يجب على الله ألا يجري خرق العادة على يد الكافر .. فهذا ما تنكرونه على خصومكم المعتزلة بشدة .. فقلتم لا يجب على الله شيء، فالله يفعل مايشاء لا لحكمة!!
ثم إن استنكاركم إجراء المعجزة عل يد الكافر .. يعلن إفلاس مذهبكم في نفي التحسين العقلي ... فلم لا تكون معجزة الكافر شيء حسن لأن الله شاءها ... ولمَ يجب على الله في هذه الحالة بعينها ألا يخرق العادة للفاجر .. ؟
ألأن ذلك قبيح أم لأن ذلك يعارض الحكمة من النبوات؟
ليس لكم خيار فأنتم أصلتم ما يعارض الاثنين ... فانفكاك الاشاعرة غير ممكن إلى يوم الدين ... والصواب هو" سياسة النعامة "واتهام ابن تيمية بالتمحل في الجدال ..
على كل حال الاعتراض قائم على الاشاعرة سواء أوجد ابن تيمية أم لم يوجد ... ولا ينجيكم المسح في ابن تيمية!!
ونحن منتظرون منك ومن غيرك الرد على الإلزام ...
ـ[أبوصخر]ــــــــ[12 - 12 - 08, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا عبد المعز على ما تفضلتم به على عجالة منكم
و حقيقة أني قرأت جزءاً من رد المدعو سعيد فودة -أصلحه الله- فلم أستسغ إكماله لما فيه من التكلّف الواضح و التحامل الفاضح على شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-
.. و أما حُسن ظنكم بهذا المغرور فأنا أخالفكم فيه -تجوّزا و لست أهلا لمخالفتكم - عندما قلتم: [ذيل مقاله بأنه كتبه في مجلس واحد .. ولست أدري أهو من قبيل الاعتذار أم من جنس الافتخار؟
وأحب له أن يختار الأول فهو الأقرب إلى المقام لأن مقاله تضمن على قصره تطاولا،وعلى قلة ما فيه كثرة من الزيف. ثم فلتعلمن أن ابن تيمية أكبر من أن يصفى حسابه في مجلس واحد!!!] ..
فالمطلع على كتابات سعيد فودة و شروحاته يتبيّن له -بما لا يدع مجالا للشك و الريبة- في أنه كثير الثناء على نفسه متبجّح بها و بما يقدّمه لمن يسمّيهم بطلبة علم، و لذلك ترى هذه السقطات المضحكة المبكية و العثرات الفاحشة المردية في كتاباته و ردوده .. و الله المستعان
و ما ضر شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- نبح الكلاب ..
وفقكم الله لكل خير شيخنا الفاضل أبا عبد المعز .. و زادكم شرفا و علما ..
شكر الله لكم ذبّكم عن إمام المسلمين شيخ الاسلام ابن تيمية و دمتم موفّقين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/370)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:39 ص]ـ
قال سعيد فودة:
لابن تيمية رأي يتميز به في هذا الباب، إذ هو يرفض تسمية الآية الدالة على النبوة بالمعجزة وأنها خارقة للعادة، بحجة أن ذلك لم يرد في كتاب ولا سنة ..... (أورد هنا كلاما لابن تيمية)
ومن الواضح لطالب العلم أن هذا الرفض مجرد تحكم منه فهو مصطلح ولا مشاحة في المصطلحات فالعبرة في العلوم بالمعاني،ومعنى هذا المصطلح لا إشكال فيه، ولا يمكن لابن تيمية أن يخالف فيما وضعه عليه العلماء،على أن لهذا المصطلح ما يدل عليه من القرآن كما لا يخفى على الذكي.
فلا قيمة لاعتراضه إلا مجرد التهويش ...
في هذا النص -على قصره- عثرات:
1 - سعيد فودة ينتقد عدم استعمال ابن تيمية لمصطلح "معجزة" وتفضيله لمصطلح "آية" ... ويرى ذلك محض تحكم.
الرجل يرى السيئة حيث يرى الناس حسنة ... فما سماه تحكما هو في عرف نقاد المذاهب دقة منهجية في الاصطلاح ... فالمصطلحات مفاتيح العلوم كما يعلم طلاب العلم ... ومن ثم وجبت صيانة المفاتيح ... ولم يعلم أحد في تراث المسلمين دقق المصطلح أكثر من شيخ الإسلام .. حتى أن الدكتور سامي النشار-وهو أشعري مثل فودة وليس من الوهابية–يعطي لابن تيمية ريادة منهجية على صعيد الفكر البشري فيراه سابقا لمدرسة "الوضعية المنطقية" في آلية مساءلة المصطلح وتمحيص حمولته، وقد صدق النشار –رحمه الله-وأضيف إليه أن المفكر المسلم سبق أيضا عميدهم "فتجنشتين" في تصور اللغة وهذا موضوع آخر.
2 - من غرائب سعيد فودة أن يحتج له ابن تيمية في رفضه لمصطلح المعجزة بعدم وروده في الكتاب والسنة .. فلا يرى هذا كافيا ويقول عنه مجرد تحكم ... فشتان بين العقلين والقلبين- اللهم ثبتنا! - ... لو كان المصطلح يتعلق بالفلاحة والتجارة لربما قيل لا شأن للقرآ ن والسنة به فكيف والمصطلح لا يتعلق إلا بالقرآن والسنة ... فهل يجوز للباقلاني والاسفرائيني وأمثالهما أن يضعا المصطلحات لتسري في الناس ولا يجوز ذلك لمنزل القرآن ولا لمبلغه ... وعندما قام عبد الله يحيى المصطلح القرآني قالوا عنه مجرد تحكم!!!
3 - قال فودة: فهو مصطلح ولا مشاحة في المصطلحات ...
ونسي أنه هو من يشاحح في مصطلح "آية"!!
قال: فالعبرة في العلوم بالمعاني ...
قلنا نعم .. لذلك رفض ابن تيمية كلمة معجزة لأنها تفسد المعنى يا ذكي!
هل تسوغ أن يقال " عمان" ويقصد بها " الأردن" أو المملكة العجلونية الهاشمية ويقصد المملكة الاردنية الهاشمية .. أتراك تقول هنا لا مشاحة في الاصطلاح!!
عجلون أخص من الأردن ... كما أن المعجزة أخص من الآية .. والأخص ليس عنوانا للأعم عند أهل المنطق ... ونقل اسم الاول إلى الثاني هو من باب التجديف في العقل وليس من باب "لا مشاحة في الاصطلاح" ومن يصحح هذا الوضع يعيد اعتبار العقل وليس يهوش يافودة ... !!
اعلم أن الآية أعم من المعجزة ... فكل ما دل على نبوة نبي يسميه الله ورسوله" آية" وقد تكون هذه الآية معجزة وقد لا تكون ... واشتراط خرق العادة بدعة أشعرية جلبت عليهم النحس لأن عليهم أن يميزوا النبي عن الساحر وليس لهم ضابط مستقيم على أصولهم ... وهذا محل نقد ابن تيمية للاشاعرة .. فكيف يطلب منه فودة أن يستعمل المصطلح الأشعري وهو يهدم معناه!
4 - قال سعيد فودة: ومعنى هذا المصطلح لا إشكال فيه
سبحان الله ما أسهل الكلام!
وأي قاريء متوسط يدرك أن كتاب النبوات لم يصنفه شيخ الإسلام إلا للرد على معنى مصطلح"معجزة" ... فهل قرأ سعيد الكتاب أم يعلق على ما لم يقرأ!!
5 - قال سعيد:
ولا يمكن لابن تيمية أن يخالف فيما وضعه عليه العلماء ..
أقول: ولكنه خالف ... !!! بدليل أنه ينقد الاشاعرة وأنت ترد عليه ..... فما معنى نفي الإمكان في كلامك!
هل تقصد" لا ينبغي له" أو "لا يجوز له" ... ولم لا ينبغي لعالم أن يخالف غيره!!
6 - قال سعيد:
على أن لهذا المصطلح ما يدل عليه من القرآن كما لا يخفى على الذكي.
أقول: في هذه الجملة ما يفضح حقيقة المنهج الأشعري ..
أيها الذكي أنت تستميت في الدفاع عن مصطلحات أئمتك وتدعي التحاكم إلى القرآن فتقرر أن فيه ما يدل عليه ... وفي الوقت ذاته تتهم من أخذ من القرآن نفسه مصطلحه عينه بأنه متحكم متهوش .. ساء ما تحكمون!!
هل أتاك خبر جحا عندما سئل عن أذنه ... كذلك المنهج الأشعرى في حلته الفودية!! ..
7 - قال فودة في حكمه النهائي:
فلا قيمة لاعتراضه-أي ابن تيمية- إلا مجرد التهويش ..
ونحن نطلب من القراء المنصفين أشاعرة وغيرهم أن يبينوا لنا وجه هذا الحكم وحيثيات الوصول إليه ... من خلال ذلك الركام من التهافت وإطلاق الكلام على عواهنه .... -الذي بينا بعضه-
هذه فقرة واحدة كتبها الرجل فانظر إلى عدد عثراته ... !!
هل نواصل عد العثرات أم أن السأم سابق العد .. الله أعلم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[12 - 12 - 08, 12:42 م]ـ
واصل شيخنا الكريم لا عدمنا اطلالاتك ..
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 11:30 ص]ـ
2 - الرجل مدلس، هذا لا شك فيه عندي، وآية ذلك أنه ينقل من شاملة أخينا نافع ويهمش بالإشارة إلى كتاب النبوات .. وقد اكتشفت هذا بالصدفة فقد نسخت من كتاب النبوات في الشاملة عندي للمقارنة مع ما استشهد به فودة في مقاله .. ففوجئت بأن المنسوخ عندي والمكتوب عنده متطابقان حذو القذة بالقذة فالسطر ينتهي عندي حيث ينتهي عنده .. بل إن جملة مقطوعة في الشاملة جزء منها في نهاية الفقرة وجزء في بداية الفقرة الجديدة هي كذلك عند صاحب عرض كتاب النبوات!!! من المؤكد أنه ليس محرما النقل من الشاملة خاصة وأن سعيدا فودة لا شك يعتبر كلام ابن تيمية أرخص من أن يضيع معه الوقت في النقل فالنسخ واللصق أولى بكلام "المجسم" ولكنك، يا رجل، أنت تطمح إلى تقويض منهج بأكمله فكان أجدر بهذه المطلب العالي أن تضحي في سبيله ببعض من وقتك الثمين لقراءة كتاب خصمك الذي تعرضه والنقل منه مباشرة بدل الاستهتار. ... فأي تحقيق هذا في المنهج العلمي ... فتأمله!!
يبدو أن فضائحه مع الشاملة مستمرة ...
أنظر هنا:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153462
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/371)
ـ[مسلم2003]ــــــــ[16 - 12 - 08, 01:34 م]ـ
انظر هنا ( http://www.aslein.net/showpost.php?p=61472&postcount=9)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 12 - 08, 02:39 م]ـ
يبدو أن فضائحه مع الشاملة مستمرة ...
أنظر هنا:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153462
فعلا الرجل ينقل من الشاملة كما اعترف بنفسه! يعني سياسة القص واللصق
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 12 - 08, 12:03 ص]ـ
أين الإشكال فى النقل من الشاملة.
كثير منا يقرأ الكتاب المطبوع ثم ينقل عن النسخة الإلكترونية لكيلا يضيع وقته فى كتابة النصوص الكثيرة.
بارك الله فيك أخى عبد المعز على ردع أهل البدع.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 04:33 م]ـ
قد لين من لهجته قليلا و لا أرى ذلك الا ثمرة لاقتفاءكم شيخنا لخطى شيخ الاسلام في اكتفاءه بالبراهين في نقده و محاوراته و الحمد لله
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 02:45 م]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23888
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 06:39 ص]ـ
انظر هنا ( http://www.aslein.net/showpost.php?p=61472&postcount=9)
يبدو انهم قاموا بحذف الموضوع!!!
رسالة إدارية
لقد حددت مشاركة خاطئ. إذا إتبعت رابط صحيح, الرجاء راسل الإدارة. جزاكم الله خيرا يا شيخ ابا عبد المعز وبارك فيكم
على العموم سعيد فودة جهمي قبوري تكفيري
هذه عقيدته بصوته وصورته لمن لا يعرفه
http://i4.ytimg.com/vi/
قال الشيخ الألباني :
AAos0
قال الشيخ الألباني :
Xi3c/1.jpghttp://i4.ytimg.com/vi/
قال الشيخ الألباني :
AAos0
قال الشيخ الألباني :
Xi3c/2.jpghttp://i4.ytimg.com/vi/
قال الشيخ الألباني :
AAos0
قال الشيخ الألباني :
Xi3c/3.jpg
( رابط آمن يفتح في صفحة منفردة ولا يذهب بك الى اليوتوب)
http://www.youtube.com/v/
قال الشيخ الألباني :
AAos0
قال الشيخ الألباني :
Xi3c&rel=0
يخبرنا فودة عن قبوريته بنفسه - انظروا الى هذه الكوكبة من رؤوس الصوفية القبورية!!! خاصة المعلمين باللون تعرفونهم جيدا!!!
((وقد التقيت العديد من المشايخ الذين ما زالت العلاقة الوطيدة تجمعني بهم: ومنهم الشيخ عبد الهادي الخرسا والشيخ أديب الكلاس في سوريا، والشيخ عبد القادر العاني (من العراق) أحد تلامذة الشيخ عبد الكريم المدرس شيخ مشايخ العراق، والشيخ العلامة مفتي الديار المصرية شيخنا الشيخ علي جمعة، والشيخ عبد الباعث الكتاني، وقد أجاز بعض تلامذتي، وما زالت علاقتنا وطيدة ومحبتنا أكيدة له. ومنهم الدكتور الفاضل عمر كامل، والتقينا بالشيخ الفاضل محمد صالح الغرسي من تركيا، وراسلني بعض المشايخ منهم الشيخ العلامة وهبي الغاوجي وأثنى عليَّ وعلى كتبي وطلب مني أن أكتب بعض الكتب دفاعا عن مذهب أهل السنة ورداً لبعض من تهجم على الإمام الرازي راداً ومُلَبِّسا، وتربطنا العلاقة الأكيدة والمحبة الوثيقة منذ سنوات بالمشايخ الفضلاء كالحبيب عمر والحبيب علي وغيرهما من المشايخ والعلماء في اليمن وغيرها في العديد من البلاد.
ولا يتسع المجال لذكرهم جميعا. ونحتفظ لجميعهم بقدرهم ومكانتهم.)) منقول.
الكارثة أن شيوخه وأفاضله المتردية والنطيحة مثل القبوري المفتي علي جمعة و الحبيب عمر بن عبد الحفيظ و الحبيب علي (أكيد الجفري)!
فعلا التصوف واحد!!!
أقصد عبادة القبور واحدة!!!
حمل الفيديو من هنا:
Windows Media 26 MB
http://www.4shared.com/account/file/...e/_______.html (http://www.4shared.com/account/file/224710724/5c0802ee/_______.html)
أو هنا
Windows Media 26 MB
http://www.archive.org/download/Saee...a3eedFudah.wmv (http://www.archive.org/download/SaeedFudahCreed/Sa3eedFudah.wmv)
أو هنا
Ogg Video 18 MB
http://www.archive.org/download/Saee...a3eedFudah.ogv (http://www.archive.org/download/SaeedFudahCreed/Sa3eedFudah.ogv)
أو هنا
512
قال الشيخ الألباني :
b MPEG4 17 MB
http://www.archive.org/download/Saee...udah_512kb.mp4 (http://www.archive.org/download/SaeedFudahCreed/Sa3eedFudah_512kb.mp4)
أو بصيغة
RM 13.5 MB ( جودة أقل)
http://www.4shared.com/file/22480028...a/_______.html (http://www.4shared.com/file/224800284/6c1ab3ea/_______.html)
أو من هنا أيضا بنفس الجودة الاقل
لكن رابط مباشر
http://ia360942.us.archive.org/3/ite...3eedFudahRM.rm (http://ia360942.us.archive.org/3/items/Sa3eedFudahCreedRmFormat/Sa3eedFudahRM.rm)
للمزيد
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/FirstGenerationsLogo.gif (http://www.youtube.com/user/FirstGenerations)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/shirarrblogspotcom.jpg (http://shirarr.blogspot.com/)http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/asha3iraotherfacebanner.gif (http://asha3ira.blogspot.com/)
قال ابن قدامة رحمه الله في كتاب المناظرة في القرآن ص35: ولا نعرف في أهل البدع طائفة (يكتمون) مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة و (الأشعرية) ا. هـ
http://i649.photobucket.com/albums/uu215/alalbany2009/above-the-throne-banner.gif (http://www.abovethethrone.com/)
http://www.asharis.com/creed/images/banner.gif (http://www.asharis.com/creed/)(52/372)
طرق أهل الباطل في نشر الخرافة [د. إبراهيم البريكان] رحمه الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 06:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
طرق أهل الباطل
في
نشر الخرافة
إعداد
الدكتور/ إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالدمام
قام بصف الكتاب ونشره
أبو عمر الدوسري
www.frqan.com (http://www.frqan.com)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلما لهذا الموضوع من الأهمية، ولرغبة بعض الإخوة الفضلاء في طباعته ليعم النفع به، أعدت النظر في عباراته وقمت ببعض الإصلاحات السريعة التي لا بد منها، ومراجعة بعض الألفاظ وإبدالها بما هو أصح منها مع المحافظة على جوهر الموضوع وبساطة اللغة التي ألقي بها. هذا وأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة كل من قرأها أو سمعها وألا يحرمني أجرها، إنه جواد كريم.
كتبه د/ إبراهيم البريكان
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالدمام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن اتبع هداه، أما بعد،،،،
فما أحسن أن يلتقي المسلمون على مائدة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متذكرين ومذاكرين ما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم، ولما كان أهم مقومات الوجود لهذه الأمة المحمدية هي تمسكها بالحق الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)). ولما كان ذلك الحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه مشتمل على العلم الصحيح وعلى العمل الذي يقوم عليه بناء الكيان الإنساني كان لا بد لهذا الحق من أن يحاط وأن يصان على مدى الدهور والأيام حتى يبقى صافياً كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، من هذا المنطلق كان التعرف على طرق أهل الباطل وأساليبهم من أعظم الأمور النافعة في اكتشافهم ومعرفتهم وإدراك خطرهم. فإن الإنسان إذا علم من أين يأتيه عدوه كان من السهل عليه أن يقاومه بما استطاع من سبيل، والحق والباطل خصمان عنيدان منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم وإبليس فلم يزل الحق والباطل يتصارعان في الوجود الإنساني، ولما كان الحق بطبيعته نور الله الذي أنزله على عباده كان له من القوة الذاتية ما ترفعه وتكون النفوس متطلعة إليه طالبة له بطبعها وذلك أن الله سبحانه وتعالى فطر هذا الإنسان عندما خلقه على الحق، قال صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه).
ـــــــــــــــــــ
1 سورة الصف آية 9
2 رواه البخاري ك 23 ب 80، 93 ورواه مسلم ك 46ح 22 - 25.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 06:59 م]ـ
كيف يرد الباطل على النفوس؟
والحق أصل في البشر، والباطل أمر وارد على نفوسهم وإنما يرد الباطل على النفوس من طريقين:
الطريق الأول: ضعف الحق في نفوسهم وعدم استبانة حدوده لعقولهم.
الطريق الثاني: قوة الباطل بما له من المواد التي تمده بالقوة من أمور طبيعية نفسية تتعلق بالناس من شهوة عارمة وهوى مطاع.
تعريف الخرافة
والخرافة عرفاً: هي كل علم فاسد وعمل منحرف، لأن الله سبحانه وتعالى استودع قلوب الناس قوة تسمى (قوة التمييز)، وقوة التمييز هذه تجعل الإنسان يبصر الحق ويعرفه ومن هنا لما جاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بتلك الخواطر التي ترد على القلوب فيستعظمون أمرها ويعظم عليهم التكلم بها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذاك صريخ الإيمان). والمعنى: أن ما في قلوبكم من قوة تمييز أنكرت الباطل واستعظمت الكلام به والعمل به فهذا إشارة لقوة التمييز في القلوب وهو كون القلب ذو إرادة متوجة لإدراك الفرق بين الحق والباطل فتعرف الحق لأنه من نسجها وطبيعتها لأنها تغذت به ونمت على سقيه، وأما القوة الثانية فهي قوة العمل الصالح وهي قوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/373)
3 رواه مسلم في صحيحه 132 وأبوداود 5111 من حديث أبي هريرة، أنظر زاد المعاد 2/ 461 تعليق الأرناؤوط طبع مؤسسة الرسالة ومكتبة المنار الإسلامية.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:00 م]ـ
منبعثة من القلب السليم الذي سلم من كل شهوة خفية ومن كل شبهة تكدره، وذلك القلب إذا سلم من الشهوات والشبهات لا بد أن تظهر له ثمار تدل عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
اتجاهات أهل الباطل
ولذا كانت صولة الباطل تتجه في اتجاهين:
الاتجاه الأول: إضعاف ذلك العلم الذي تمده الفطرة الحقة التي جعلها الله في عباده.
الاتجاه الثاني: وهو إفساد العمل المبني على تلك الإرادة السليمة الصحيحة التي استودعها الله قلوب عباده وأمدها بالحق الذي نعمت به وارتفعت به.
أهمية معرفة طرق أهل الباطل
ولئن كانت صولة الباطل في هذين الاتجاهين، فإن تلك الصولة ظاهرية ليست بقوية، لكن صولة الباطل قديماً كانت غير منظمة تحصل كيف ما كانت وينبعث الباطل من قلب المبطل فيسعى لنشره كيفما كان، أما في زماننا هذا فإن الباطل صارت له أكاديميات علمية تدرسه وتسعى في نشره وترصد له الأموال وتعد له الرجال وتضع له المناهج وتخطط له الخطط وتؤصل له الأصول، ومن خلال هذا التخطيط يظهر أن صولة الباطل في هذا الزمان أعظم من صولته في غيره، ومن هنا تأتي أهمية معرفة طرق أهل الباطل في نشر باطلهم، والباطل لا ينتشر إلا إذا أضعف سلطان الحق من جهة وأعد للباطل من جهة أخرى، ويعتبر هذان الأمران سببان رئيسيان في نشر الخرافة.
فأما ضعف الحق والصد عنه فذاك أصل لا يدخل فيما نتكلم فيه وإنما الذي يهمنا في هذا المقام أن نتكلم عن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة.
طرق أهل الباطل في نشر الخرافة
هذا وأساليبهم تنوعت وتكاثرت ولكننا نتعرض إلى ما يمكن التعرض له من أساليب الباطل التي تعتبر قديمة وحديثة.
1) اتباع المتشابه: فإن المبطل من أجل أن يؤثر على عقائد الناس ويفسدها يتبع ما تشابه عليه.
ما معنى المتشابه؟
المتشابه: هو ذلك الباطل الذي أشبه الحق لدقة الفرق بينه وبين الحق بحيث يشكل على بعض الناس، ولقد اعتنى السلف الصالح رحمهم الله بقضية المتشابه وحرصوا على إظهارها وإبانتها وإيضاحها، فما زالوا منذ أن أظهر أهل الباطل باطلهم وهم يعدون الخطب ويؤلفون الكتب في بيان ما اشتبه على أهل الباطل أو ما شبهوه على غيرهم من الناس، وربنا سبحانه وتعالى وصف أهل الباطل بأن ذلك حالهم وهذا شأنهم أنهم يتجهون إلى الأمور التي تشتبه على الناس بحيث لا يعرفون ما فيها حقاً أو باطلاً لدقة ذلك الفرق بين ذلك الحق وذلك الباطل كما قال جل وعلا: ((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)).
إذاً المقصود الأساسي من اتباع الأمور المتشابهة هي حصول الفتنة في باب العلم وحصول الفتنة في باب العمل.
في باب العلم في أن تكون مفاهيم المسلمين حول دينهم مغلوطة.
وفي باب العمل لتكون أعمال المسلمين أعمالاً غير موافقة للشريعة ولذا فهم يأتون ببعض الآيات القرآنية أو ببعض الأحاديث النبوية ثم يظهرونها للناس وتكون هذه الأحاديث ليست واضحة المعنى ولا ظاهرة المراد فيأتون وهم يعلمون أن هذه النصوص من الكتاب والسنة دالة على الحق
قطعاً لكن نظراً لأن هناك اشتباهاً فيها من جهة المعنى لاحتمالها ما يريدونه فيبرزونها على أساس أنها تدل على المعنى الذي يريدون من الباطل، قصداً لأن يقولوا للمسلمين: إن هذا الذي تدعون باطل، وما هو بباطل وبالتالي يؤثرون على ضعفاء العقول من المسلمين فيتبعون ما هم عليه من الباطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/374)
وهذا الطريق من أعظم طرق الباطل وأخطرها ولذا نجد كثيراً من المستشرقين ومن أعداء الإسلام من الشرق والغرب يسعون في إدراج هذه الشبه وإظهارها للناس، ويدلكم على خطر التعرض للمتشابه ما صنعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مع الحارث المحاسبي ـ والحارث المحاسبي عالم من علماء الأمة ـ لكن كانت طريقته أنه يأتي بتلك المتشابهات أو تلك الشبه التي يلقيها أهل الباطل فيعرضها في المجالس العامة بين الناس ويأخذ في الرد عليها، ففعل هذا الرجل مع أنه طيب وخير وكان قصده حسناً في الدين إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه فعله هذا، لماذا أنكر هذا الفعل عليه؟، لأن حكاية الشبهات في المجتمعات العامة لها أضرار، ومن أعظم أضرارها أن يكون عرض الشبهة قوياً حسناً جميلاً ويكون الجواب عليها ضعيفاً متهافتاً أو غير مفهوم، وقد برد عليها برد قوي في بعض الأحيان لكن الموجودين بين يدي ذلك الرجل العالم ليسوا على المستوى الذي يستطيعون به أن يفهموا معنى تلك الردود، والذي يحصل أن الشبهة تستقر في النفوس وهذه الردود لا تنفع وتذهب فيكون هذا الرجل قد ساعد أهل الباطل في نشر تلك الشبهات بين المسلمين، ومعتمد الشبهات في الأصل هو على المتشابه نفسه، ومن الأمثلة على هذا شبهة بعض الناس في قطع اليد عندما قال بعضهم لو أن إنسان قطع يد إنسان خطأً قلنا ادفع نصف الدية، فإذا كانت الدية مائة ألف نقول ادفع خمسين ألف، لكنها عندما تسرق نقطعها في ربع دينار، فجاء بعض أهل الباطل فقال ما لليد التي قيمتها كذا وكذا تقطعونها في ربع دينار، لماذا لا تقطعونها في خمسين ألف، فهذه شبهة تورد من أجل إبطال حد السرقة.
فرد عليهم بعض العلماء فقالوا إن هذه اليد لما كانت عزيزة كريمة كانت غالية لكن لما صارت دنيئة صارت لا قيمة لها فلذلك لو قطعت بسبب وقوع جرم عليها قلنا ادفع نصف دية ولو سرقت هانت فصارت لا تساوي أكثر من ربع دينار.
فالحق في الأولى أعلاها والباطل في الثانية أدناها وأرخصها، فتجد أهل الباطل يقبلون مثل هذه الشبهات قصداً لصرف المسلمين عن دينهم ولتشكيكهم فيما هم عليه من الحق المنزل من عند الله.
2) أيضاً من طرق أهل الباطل نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس.
والمقصود بالأحاديث الموضوعة هي الأحاديث المكذوبة على الرسول عليه الصلاة والسلام، ينشرونها بين الناس لأنها تحمل معاني باطلة فاسدة.
وهم يعرفون أن المسلمين يحبون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحبون التعرف عليها فيضعون بعض الأحاديث وينسبونها للرسول صلى الله عليه وسلم فإذا سمعها عوام المسلمين قالوا هذا قاله الرسول إذاً هذا حق وهو في الحقيقة والواقع أمر مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم لا أصل له وهم لا يكذبون على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، بل يوردون بعض الأكاذيب على علماء المسلمين الذين هم قدوة للأمة من أجل أن ينشروا ذلك الباطل فينسبون بعض الباطل إلى بعض علماء الأمة المقتدى بهم من أجل أن ينتشر الباطل ويظهر بين الناس.
3) أيضاً من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم الرؤى والأحلام يأتي الرجل ثم يقول أما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم البارحة مثلاً وهو يقول لكم افعلوا كذا وكذا مما هو باطل، فإن أراد أن يوقعك في الشرك قال: قال: الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نذبح لغير الله، وقص له قصة من القصص.
وأظن أنه لا يخفى عليكم شيء من هذا لأنه في هذه الأزمان خاصة وفي أيام الحج تقريباً يفاجئ المسلمون بأوراق كثيرة كلها رؤى مثل فلانة مريضة ورأت الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لها افعلي كذا وافعلي كذا واعملي كذا ويقول لي اكتبيها أربعين مرة والذي لا يكتبها يصيبه من الأذى كذا ويصيبه من المرض كذا أو يحصل له كذا وكذا، هذه طريقة من طرق أهل الباطل (وأعظم فتنة قريبة صارت عندنا هنا في المملكة هي بسبب الرؤيا) ففتنة الحرم المشهورة التي سمعتم عنها كانت بسبب رؤيا رأها خمسون رجل وشيطان جاءهم في النوم وقال يا فلان أنت المهدي ويا فلان ذاك المهدي وفلان هو المهدي، فاقتنعوا بالفكرة بمجرد رؤيا من أن الرؤيا لو أن الرسول أمرنا حتى بفتوى في الرؤيا لما كان لها حكم شرعي عندنا فالحكم الشرعي في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والرؤيا لوحدها ليست تشريعاً فلم أن عالماً من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/375)
العلماء سأله سائل وقال أراجع المسألة ونام ثم رأى الرسول
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:01 م]ـ
صلى الله عليه وسلم وقال يا فلان جواب المسألة الفلانية كذا حلال أو حرام، فهل يفتي بها؟ لا يجوز أن يفتي بها ولا عبرة للرؤيا في باب الحلال والحرام والرؤيا لا علاقة لها بما يتعلق بديانات الناس وعقائدهم لأن العبرة بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إذ الترويج للرؤى هو أيضاً طريق من طرق أهل الباطل لنشر الخرافة بين الناس سواء كان في باب العلميات ـ العقائد ـ أو كان ذلك في باب العمليات ـ الحلال والحرام ـ ففي العمل يقول لك صل كذا ركعة أو اعمل كذا واكتب هذه أربعين مرة أو خمسين مرة يحصل لك من الأجر كذا، افعل في الشهر الفلاني كذا، وما زلنا كل سنة تقريباً تأتينا رؤى خاصة ومكتوبة في أوراق وتوزع بين الناس.
مرة رجل رأى الرسول عليه الصلاة والسلام، ومرة أخرى فلانة هي مريضة ورأت زينب زوج الرسول وقالت لها كذا وكذا وافعلي كذا وكذا، ومرة رأيت الرسول وقال لي اقرأ هذه الأسماء واقرأ هذه الآية ألف مرة وهذه الآية عشرين مرة، فالناس بحسن نية وبطيب طوية إذا جاءهم هذا الأمر يتلقونه بالقبول.
ويقولون والله هذا قرآن أمرنا بكتابة القرآن أربعين مرة ما يضر.
ولكنه لا يدري أن هذا هو بريد البدع، هذا هو بريد الباطل، هذا الطريق لتغيير الدين.
تبدأ بأشياء وتتساهل فيها ثم وإذا بنا يأتي علينا يوم من الأيام فنجد وجه الدين قد تغير ما هو الإسلام الذي أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد مجموعة من الخرافات ومجموعة من الشعائر لا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6 وإن كانت الرؤيا الصالحة من المبشرات لكن لا يعتمد عليها في باب الحلال والحرام والاعتقادات قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) سورة الحشر آية 7.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:03 م]ـ
تمت لدين الله بشيء. إذاً الرؤيا هي أيضاً طريق من طرق أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس.
4) أيضاً من طرق الباطل حب آل البيت، لا يشك مسلم من المسلمين أن لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم مقاماً عظيماً في قلوب المسلمين. فنحن نحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن عقيدة أهل السنة والجماعة حب آل البيت لا الغلو فيهم فنحن لا نحب آل البيت من أجل أنهم يعطوننا مال، لا، نحن نحبهم لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بحبهم لكن مقامهم نابع من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونابع من جهة أخرى من تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلو لم يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا قيمة لهم فهذا عم الرسول أبو لهب نزلت فيه سورة قال تعالى: ((تبت يدا أبي لهب وتب)) وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أبو طالب نزلت في خاله قول الله سبحانه وتعالى: ((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)) نزلت في أبي طالب وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم إذ مقام بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نابع من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بهم متمسكين بما جاء به من الشرع فإن قيمتهم تنزل فلا تكون لهم قيمة في هذه الحالة بل القيمة بتمسكهم بالكتاب والسنة، فيأت واحد من الناس فيستغل هذه العاطفة عند المسلمين وهي كونهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي يحبون أهل بيته ويدخل عليهم من هذا الباب ويهيج عواطفهم ويأتي بالقصص الكاذب ويهان آل البيت من أجل أن يسب الصحابة والعكس صحيح فيسب الصحابة من أجل إكرام آل البيت فيضربون المسألتين بحجر واحد، وما هي النتيجة بعد ذلك؟ النتيجة تخرج عقائد الرافضة، تخرج عقائد الإسماعيلية، تخرج عقائد النصيرية. كل هذا مبني في الأساس على الدعوة إلى حب آل البيت والدعوة إلى تعظيم آل البيت، ثم في الأخير نشأت عقائد مبنية على ذلك وعندئذ يستغل أهل الباطل هذه الناحية في نشر باطلهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/376)
5) هذا والناس دوماً من المسلمين وهم يرون الباطل ينتشر والمنكرات تنتشر يتطلعون إلى يوم الخلاص من المنكر، يتطلعون إلى أن يكون الناس كأنهم في زمن الصحابة رضوان الله عليهم في نقائهم وفي صفائهم وفي استقامتهم فيأتي من يستغل هذا الجانب من العاطفة فيقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد جعل لنا منقذاً للبشرية في آخر الزمان وهو مجدد لهذه الأمة دينها وهو يحكم بما حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويقوم بما قام به ما هو اسمه؟ اسمه المهدي، فيأتي إنسان ويتقمص هذه الشخصية ومن هنا وجد ما يسمى بالمهدوية من قديم الزمان وخرج في حياة المسلمين في أماكن متعددة من ادعى أنه المهدي المنتظر فارتبطت به قلوب بعض العامة رغبة منهم في تجديد أمر الدين والقيام به بلا بصيرة ولا برهان. وكان نتيجة هذا أنه ابتدع لهم بعض العقائد وبعض الأفكار وبعض الأعمال وخرجوا عن اجماع عموم المسلمين وعن عقائد عموم أهل السنة والجماعة. هذه أيضاً طريقة من طرق أهل الباطل تعتبر قديمة وحديثة، ولم يزل في كثير من أصقاع العالم الإسلامي من يخرج بمثل هذه الشخصية من أجل أن يربط قلوب المسلمين به ويتوصل عن هذا الطريق الباطل، ونحن هنا لسنا في معرض تقرير أن المهدي لابد أن يكون لكن المقصود أن هذه الفكرة أيضاً استغلها أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس.
6) أيضاً من طرق نشر أهل الباطل لباطلهم الاستدلال بالكثرة الضالة على تبرير الباطل وإعطائه الأرضية الخصبة أو الأحقية في الوجود وهذا ما يسمى في هذا الزمن في الصحافة بتحصيل الرأي العام , يقوم إنسان على الدعوة إلى مبادئ يحصل فيها الرأي العام للناس بحيث إذا حصل الرأي العام للناس تكون له كلمة فيكون ما هو عليه من الباطل معترفا ً به في البلد الذي يكون فيه وله من خلاله حق الكلام وحق الدعوة وحق كذا وكذا، هذا أيضاً جانب من الجوانب وربنا سبحانه وتعالى يقول: ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين))، ((وقليل من عبادي الشكور)) فإن الكثير من الناس في الغالب يكونون وراء النواعق، وراء هذه الأشياء، وراء هذه الأفكار فتجد مثلاً من يهيء النفوس لما يسمى بالديموقراطية ويحاول أن يحصل لها رأياً عاماً عند الناس، والناس وهو لا يفهمون معنى الديموقراطية يظنون أن معنى الديموقراطية العدالة لا أكثر ولا أقل، هذا رأي يفهمونه لكنهم ما علموا أن معنى الديموقراطية أن حكم الله يزال من الأرض ويحكم الناس أنفسهم بأنفسهم هذا معنى الديموقراطية، معنى الديموقراطية أن تحكم الشعب بالشعب لا بدين الله ولا بشرع الله بل أهواء الناس هي المحكمة. لكن الناس عندما يسمعون كلمة الديموقراطية يظنون أنها العدالة، يظنون أنها المساواة وحرية في إبداء الرأي، لا ليس هذا هو المقصود في كلمة يبهرجون بها على الناس ولكن حقيقتها الكفر والإلحاد، يحاولون يهيئون لها رأياً عاماً، أرضية عامة حتى تنتشر بين الناس أكثر، يزينونها بينهم فعندئذ يقولون للناس أن هذا هو الحق ولولا أنه الحق لما كان أكثر الناس عليه فيحاولون أن يقنعوا الناس بأن الأكثرية هي دليل الحق. لكننا نقول أن الحق دليله كتاب اله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هذا الجانب بقوله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليه بالنواجذ) فأمرنا أن نتمسك بها لأنه من المتصور أن يأتي رجل ما يدعو الناس لما عليه الناس ولو كان باطلاً، يقول الباطل ما دام الناس عليه إذا هو أحق بالبقاء وهذه دعوة موجودة الآن يدعو إليها كثير من الناس يقولون مادام الشيء شائع بين
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 رواه أبو داود وقال هذا حديث حسن صحيح وقد صححه الضياء المقدسي، نقله الشيخ الألباني في تخريجه لمشكاة المصابيح 1/ 58، انظر تخريجه بتوسع الابانة عن شريعة الفرقة الناجية 1/ 1305 دار الراية للنشر.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:04 م]ـ
الناس فهذا هو الحق، ونتيجة لارتباط هذه الناحية في نفوس كثير من المسلمين تجدهم يحاربون أهل الخير والفضل إذ رأوهم على سنة من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام استنكروا عليهم، لماذا يستنكرونها؟ لأن الناس لا يعلمون بها، فإذا رأوا إنساناً شاباً وضع ثوبه إلى نصف الساق أو قصر ثوبه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم أقاموا الدنيا وأقعدوها مع وجود من يترك الصلاة فيهم ويقول هذه ناحية شخصية، سبحان الله، ترك الصلاة ناحية شخصية وهذا يقصر ثوبه ما أضر بأحد تقولون هذا ليس ناحية شخصية ما لك حق تقصر ثوبك، يا أخي هو ثوبه وليس ثوبك، هل اشتراه من جيبك؟ وهذه الناحية ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في خصال أهل الجاهلية أن حكمهم وأحكامهم دوماً تبعاً للأكثرية لا تبعاً لما يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس المقصود أن الأكثرية 100 % تكون على الباطل بل تكون الأكثرية في بعض الأحيان على الحق، فزمن الرسول صلى الله عليه وسلم الأكثرية كانت على الحق وجماعة المسلمين في العموم هي على الحق من حيث الجملة ولذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة
ــــــــــــــــــــــــــ
12 انظر مجموعة التوحيد ص 45 المسألة الخامسة طبعة المكتب الإسلامي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/377)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:04 م]ـ
(عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة) وجماعة المسلمين هذه أو أهل السنة والجماعة لها أصولها ومبررات وجودها ومن أعظم المبررات التمسك بالكتاب والسنة وللإنسان من النسبة إليهم بقدر تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لكن يمكن أن ينتسب بعض الناس إلى أهل السنة والجماعة أو لجماعة المسلمين ولكن فيه شيء من الباطل وفيه شيء من البدع هذا متصور وموجود واقعياً أيضاً.
7) ومن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة في باب العلم والعمل الاستدلال بالعادات والتقاليد وإعلاء شأن العادات والتقاليد أو ما يسمونه في زماننا بالتراث الشعبي وفي بعض الأحيان يسمونه التراث القومي، والتراث الشعبي هو الأمر الموروث عن الآباء وعن الأجداد حق أو باطل ليس مهماً مع أن الأشياء في دين الله سبحانه وتعالى لا تعظم لأن أبوك فعلها أو لأن جدي فعلها أو لأن قبيلتي فعلتها، الإسلام لا يعتبر تلك النعرات القبلية وتلك الأمور القومية، هذه الأمور ليس لها اعتبار عندنا، الاعتبار بموافقة الكتاب والسنة، فيأتي أهل الباطل فينشرون هذا الجانب، ويحيون في الناس عصبية لجانب من الجوانب القومية للعشيرة أو للقبيلة أو لبني القوم للجنسية لجنس من الأجناس، الجنس الأبيض أو الجنس القوقازي وبشكل من أشكال القومية ويجعلون ذلك دليلاً على الحق يبرزون هذه الجوانب في الناس، فالناس ينسون في هذه الحالة الحق ويبدؤون يربطون أنفسهم بدين جديد اسمه تراث، اسمه قومية، اسمه نعرة قبلية، لكنهم لا يطلقون عليه نعرة قبلية لأن الناس يخافون إذا أطلقوا عليها النعرة القبلية، هم يطلقون عليه تراث شعبي يعتبرونه من الأمور العزيزة على النفوس، علقوا لكم سيوف تراث شعبي ثم يؤتى بالقرآن ويعتبر تراثاً شعبياً. لماذا القرآن تراث شعبي؟ نعم تراث شعبي هذا مخطوط في زمن آبائنا وأجدادنا فهو تراث شعبي ثم بعد ذلك دينكم من التراث الشعبي، الناس تقدموا وأنتم قاعدين على الذي قعد عليه الأولين اتركوه. انظروا البداية ثم انظروا للنهاية، الأولى تراث شعبي وشد للأصول الثابتة القديمة ثم يأتي إنسان يعيش في منطقة الآشوريين فيجعل له عصبية آشورية وآخر يعيش قريباَ من الأهرامات فيثير ما يسمى بالقومية الفرعونية وفي كل مكان يجعلون للناس قومية يشدونهم إليها به بهذا الطريق ينسون دين الله وترتبط قلوبهم بهذه الأماكن والأشياء ثم بعد ذلك يبدأ يتغير وجه الدين وتنتشر الخرافات حول هذه الأشياء حول هذه الأشياء وحول ما يسمى بتراث شعبي أو تراث قومي أو ما أشبه ذلك. هذا جانب من الجوانب التي يستعملها أهل الباطل في نشر الخرافة.
ـــــــــــــــــــــــــ
13 رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنية حديث رقم 81 وهو صحيح بشواهده كما قال الشيخ الألباني.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:05 م]ـ
8) ومن طرق أهل الباطل في نشر الخرافة الاستدلال بخارق العادة، هناك أمور من خوارق العادات تخرج في بعض الأحيان فيبدأ أهل الباطل يستغلونها، يستغلون كرامات الأولياء والأولياء لهم كرامات وأهل السنة يعترفون بكرامات الأولياء. فيأتي رجل من أهل الباطل ويظهر بعض الألعاب السحرية ويتخشع بين الناس ويجعل فناجين القهوة دجاج تمشي عند الناس فيقول الناس هذا الرجل صالح من كرامته أن فناجين القهوة صارت تمشي وصارت دجاجاً، سبحان الله شيء عجيب، هذا رجل صالح فيلفتون نظر الناس إلى الخارق للعادة ويبدؤون يدخلون من هذه الجهة وينشرون الخرافة و الإعتقادات الفاسدة بين عموم المسلمين في العلم والعمل. أيضاً يبدأ هذا الرجل يتجمع حوله الناس ثم بعد ذلك يبدأ يأمرهم وينهاهم ثم تنشأ ما يسمى بالطريقة، تطلع طريقة تيجانية وتطلع طرقة دسوقية وتطلع شاذلية، كل ذلك ارتباط بالخارق للعادة. يأتيك الواحد من هؤلاء أمام الناس فيأخذ التراب فيأكله ويدعي أنه تحول في فمه إلى سكر وهو في ذلك كاذب إذ هو خلاف سنة الله الكونية فيقولون هذا رجل صالح أين هم من قوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) الله أمر بأكل التراب حتى يصبح سكراً، هذا أمر أخبرني به رجل قال: عندنا أوناس أولياء صالحين يهومون على وجوههم يأكلون الحنضل وهو في فمهم سكر قلت: أنت ذقت الحنضل في يوم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/378)
الأيام فصار سكراً قال: لا .. إذاً ما دراك أنه في فمه سكر. إذاً يستعملون جانب خوارق العادات وهو شكل من أشكال السحر ولذلك ففي زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان هذا من الأمور السائدة وما زال موجوداً في هذا القرن والناس يؤمنون بمثل هذه الخرافات أعظم مما يؤمنون بها في ذلك الوقت، جاء رجل وقال: أنا أدخل في النار ولا أحترق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا بأس تريد أن تدخل قال: نعم، قال: هاتوا الماء، وبعدها نغسله ادخل، قال: لا أدخل إلا وأنا على حالي. فانكشف الرجل وكان من شيوخ الطريقة الصوفية البطائحية (الأحمدية). هذا الرجل ظاهرة الصلاح بين الناس وهو كذاب دجال يظهر بين الناس بعض خوارق العادات التي يفعلها من أجل أن يلفت نظر الناس فيقولون هذا الرجل صالح وتخرج عليه بعض علامات الصالحين وهو الخارق عن العادة ثم بعد ذلك يبدأ ينشأ له طريقة ويقول للناس افعلوا الذكر الفلاني صلوا الصلاة الفلانية فتنتشر الخرافة بين الناس عن طريق خروج الخارق. وبمناسبة هذا فإن الخارق للعادة ليس م خصائص الصالحين بل أن الدجال الأكبر الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المسيح الدجال تخرج على يديه أمور خارقة للعادة يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويأمر الأرض فتتبعه خزائن الأرض كلها ومع ذلك اسمه المسيح الدجال والرسول عليه الصلاة والسلام كان يبن صفاته لأمته ويقول لهم إن خرج في عهدي فأنا أكفيكم إياه وإن خرج من بعدي فهذه صفاته، وكان يحرص على تعليمهم. ومن الغريب أن ذكر صفات الدجال بدأ يغرب عن كثير من الناس وهذه ارهاصات بين يدي خروجه، كثرة الخرافات بين الناس، نسيان ذكر صفاته بين الناس، هذه من الارهاصات الدالة على قرب خروجه، وأولى الناس بإتباع مثل هذا الرجل هؤلاء الناس الذين تنطلي عليهم مثل هذه الأمور.
9) أيضاً من أسباب نشر الخرافة بين الناس تسميتها ببعض الأسماء التي تحببها بين الناس. كأن يسمى الطواف عند القبور حب الصالحين، ويسمى دعاء غير الله سبحانه وتعالى معرفة بقدر أهل الفضل، ويسمى ما يخالف الإسلام تقدما وما إلى ذلك , لأنهم إذا حسنوا الباطل للناس وذكروا له من الأسماء ما يجمله ويحسنه كان ذلك مما يجعل الناس يتبعون الباطل ويأخذونه عل علاته غير باحثين عن مفاسده وأضراره وغير عارفين ببطلانه.
10) ومن أعظم الأمور وهو منتشر بين الناس السحر، والسحر من أعظم الأمور التي تروج للخرافة وتظهرها ولا يلزم الساحر أن يقول أنا ساحر لأنه في مجتمع المسلمين لو قال أنا ساحر لقتلوه (حد الساحر ضربة بالسيف) لكن هو لا يقول أنا ساحر بل يعمل السحر ويفعله بدافع الخدمة أنا أخدمكم لله وإذا ما وجد شيء من الأثر سيحل السحر قال: ائتوني بالذي فيه سحر اشفيه من السحر فنجد الناس طابر على باب الساحر وهو يزيل السحر بسحر مثله بالشرك بالله بالإتصال بشياطين الجن وما إلى ذلك وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى كاهناً أو ساحراً (في رواية أو عرافاً) فصدقه فيما يقول فقد برأت منه ذمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي رواية: فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:06 م]ـ
11) الكهانة. وهي دعوى علم الغيب، يأتي الإنسان عند هذا ما اسمك؟ ما اسم أمك؟ اسمه فلان. ما اسم أبوك؟ اسمه فلان، أنت كذا ويصيبك كذا وكذا يهول الأمور عليه وهذه هي الكهانة بعينها، والكهانة طريق من طرق أهل الباطل في نشر الخرافة بين الناس. فيقول لهم سيحصل كذا وكذا بطبيعتهم يكرهون المكروه ويحبون الاستعداد له فيستغلون هذه الطبيعة التي في الناس طبيعة توقع المكروه وحصوله وحب التخلص منه فينتشر أمره فيقصده الناس. ما الذي سيحصل غداً؟ وفي بعض الأحيان ينشرونه في الجرائد وفي الكتاب أنت في أي برج ولدت؟ في البرج الفلاني. أنت مزاجك يكون سوداوي والثاني مزاحه غضوب وذاك مولود في البرج الفلاني نكد على أهله وهكذا ... ويبدأ الناس يتشاءمون من أولادهم ومن أنفسهم ومن الملبس الأسود فينتشر بذلك نوع من الخرافة والاعتقادات في نفوس الناس. ويدخل في هذا المسمى أيضاً التنجيم وهو دعوى العلم بالنجوم وتأثيرها في كثير من الحوادث الأرضية وكون هناك علاقة بين الحوادث الأرضية وبين الحوادث الفلكية بين موت فلان وخروج المذنب الفلاني، بين علو العرش الفلاني وبين كذا وكذا فيبدؤون عن طريق هذا التنجيم وعن طريق دعوى العلم بما تدل عليه حركات النجوم ويكذبون على الناس بلوح حسابات صورية ويقول أنا رجل أحسب أنا ما أدعي الغيب ولكن عندي حساب انظر انظر هذه الورقة هنا 5 وهنا 6 وهنا 20 مجرد حساب هذا العلم، ويصدقه الناس ثم بعد ذلك عن هذا الطريق يبدأ ينشر في الناس أنواعاً من الخرافات وأشكالاً منها.
12) ومنها الطيرة. يستعمل أهل الباطل الطيرة في ترويج الخرافة بين الناس، والطيرة معناها التشاؤم بالأصوات التشاؤم بالألوان التشاؤم بالأشخاص والدواب، كل هذا يقال له الطيرة فمن تشاءم بشيء من أصوات الناس أو من ألوانهم أو غير ذلك. فهذا طريق من طرق أهل الباطل في نشر باطلهم، يقولون هناك شؤم في كذا وكذا حتى ينتشر بين الناس فيبدأ الناس يتشاءمون من رؤية الظلام ومن رؤية النور ومن رؤية الأعور ومن رؤية الأعمى ومن رؤية كذا وكذا وهكذا تنتشر أنواع من الخرافات بسبب الطيرة.
وطرق الباطل كثيرة ليست بمحصورة وما ذكر هنا هو بعض طرق الباطل، وأرجو أن يكون ما ذكر فيه نفع وفائدة لنا ولكم، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا وأن يرزقنا علماً نافعاً وأن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إعداد
دكتور / إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/379)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[13 - 12 - 08, 12:21 ص]ـ
بوركت اخى ووفقك الله
نسأل الله ان ينتفع به
ورحم الله المؤلف رحمه واسعه
ـ[أبو يوسف الخثعمي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله المؤلف.
لو سمحت أخي الكريم:
متى توفي الشيخ إبراهيم البريكان؟
وهل بالإمكان ترجمة له؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[16 - 12 - 08, 11:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156060(52/380)
هل يصح هذا القول عن الإمام أحمد؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[12 - 12 - 08, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتناقل بعض طلبة العلم مقولة منسوبة إلى الإمام أحمد (رحمه الله تعالى) أنه سئل عن زيادة (غير مخلوق) فقال: لما زادوا زدنا .. اي لما زاد المبتدعة قول (مخلوق) زدنا قول (غير مخلوق).
وأذكر أنني قرأت هذا الكلام في أحد شروح الشيخ ابن عثيمين .. وسؤالي: هل يصح هذا النقل عن الإمام أحمد؟
وجزاكم الله خيراً.(52/381)
علو الرحمن ونقيضة العقل ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 12 - 08, 01:26 ص]ـ
زعم الأشاعرة أن العلو-الحقيقي- للرحمن محال عقلا، ومن ثم وجب المصير إلى التأويل ... وسنحاول بإذن الله أن نثبت لهم أن المحال الذي فروا منه هم ملاقوه شاؤوا أم أبوا .. فإن كان عندهم فهم السلف للاستواء محالا فإن إنكارهم لهذا الفهم يلزم عنه محال أوضح في العقل ... وهذا بيان ذلك:
هم يقولون:
"الله ليس داخل العالم ولا خارجه"
فلنحلل هذه العبارة:
"الداخل" و"الخارج" متضايفان أعني هما أمران وجوديّان لا يعقل أحدهما إلّا مع تعقّل الآخر، مثل البنوة والابوة .. فلا يقال أب إلا وثمة ابن ولا يقال ابن إلا وثمة أب ... ومحال أن يدرك العقل معنى أب إن لم يكن عنده تصور عن ابن .. وكذلك لا "داخل" معقول من غير فكرة عن مقابله" خارج" ...
فكوننا نعقل أنفسنا داخل العالم يلزم عنه وجود ”خارج ما" بالضرورة ...
والأشاعرة لا ينفون هذا المعنى .. لكنهم ينفون أن يكون في هذا الخارج رب ... لأن وجوده في هذا الخارج لا ينفك عن لازم هو التحيز .. وثبوت التحيز دليل على الجسمية .. والجسمية دليل على الحدوث ... والرب لا يجوز أن يكون حادثا باتفاق كل العقلاء ... فرب مستو على العرش جمع بين نقيضين فقولنا "رب" يفهم منه أنه غير مخلوق وقولنا " مستو" يلزم عنه أنه مخلوق!!
وحفاظا على العقل، لا بد من تأويل نصوص العلو والاستواء بمعاني لا تتناقض .. ويعتبرون غير ذلك حشوا في الفكر وتجديفا في العقل ...
هذه عقيدة الأشاعرة في الاستواء ... فهل سلم لهم العقل بعد تأويل النقل؟ أم فروا من محال ووقعوا في محال آخر ... !
هذا الخارج الذي لا يوجد فيه رب .. كيف يتصورونه .. ؟ لأنه لا يعقل أن يصدر عنهم حكم " ليس في الخارج رب" دون ان يكون عندهم تصور قبلي لعناصر القضية ومنها عنصر"الخارج" ..
هذا الخارج هل هو فضاء أو فراغ ممتد لا إلى لا نهاية أم له حد؟
لنفرض أننا وصلنا إلى سقف العالم (كيفما كان تخيلنا للعالم مثل علبة مكعبة أو مثل كرة مستديرة أو غير ذلك من الاشكال الهندسية) فلا بد من تصور جهة الفوقية فوق رؤوسنا كما نتصور السفلية تحت أقدامنا ... فهذه الجهة تتناهى أم لا تتناهى؟
لا يمكن أن نجد جوابا عند الأشعري يرضاه ..
لأنه إن قال بالتناهي لزمه التسلسل المفضي إلى ما فر منه من اللا تناهي ... أو التحكم المحض ..
وإن قال بللاتناهي ... لزمه محال باعتباره متألها يعتقد أن العالم مخلوق ... ولا يمكن أن يكون في المخلوقات موجودا لا يتناهى .. لأن العقل لا يتصور ما لا نهاية له يدخل إلى الوجود ...
ليس للأشعري إلا ثلاثة أجوبة:
1 - جواب-على طريقة أبي حامد الغزالي- في أن لا نهائية المكان من اختراع القوة الواهمة فقط ..
2 - جواب عمانويل كانط .. أن المكان صورة ذهنية فهو اعتباري وليس خارجيا ..
3 - جواب ثالث هو أن الفوقية جهة عدمية ..
أما جواب الغزالي فلا يشفي غليلا .. ولا ينتفع به أشعري من الأشاعرة لأنه سيقال له وكذلك تصورك للتحيز والجسمية في استواء الرحمن على العرش من اختراع الوهم وليس من شأن العقل!!
أما كانط فمذهبه في الزمان والمكان أنهما صورتان قبليتان موجودتان في بنية العقل لينظم بهما العالم .. وإذا شئنا الاستظراف قلنا عند كانط نحن لا نوجد في مكان بل المكان هو الذي يوجد فينا!!!
فالمكان اعتباري لا وجودي .. أعني أن وجوده مشروط بوجود المعتبر أي العقل .. فقبل خلق العقل لا مكان، ولو ذهب العقل فسيمحو معه اعتباره للمكان ..
وما قال كانط باعتبارية المكان إلا فزعا من شبح اللانهائية في الخارج ...
إن كان قول كانط صحيحا فاستواء الرحمن غير محال فالمكان يخترعه العقل اختراعا والأمور الاعتبارية لا تاثير لها في المخلوقات فضلا على أن تؤثر في الخالق!!
فلو لبثت ملايين السنين أعتبر النار ماء فلن أتوضأ بالنار في يوم ماـ ولو اعتبر معي كل الناس .... لكن مكانا اعتباريا يجعل الرحمن جسما ومتحيزا فهذا هو التجديف في العقل ..
أما اعتبار الجهة عدمية فهو مساو لعدمية الجهة ... فعندما نقول استوى الرحمن على العرش فوق العالم فلم يبحثون عن لوازم لا تلزم .. فليس ثمة جهة فلم يقدرون لوازمها من التحيز والحركة والجسمية والتركيب ... أعني يفترضون عدم الشيء ومع ذلك يلزمون الناس بآثار وجودية لذلك العدم فمن يمارس الحشو إن كنتم صادقين!! ...
خلاصة المعضلة أن العقل هنا يعتريه ما سماه كانط بنقيضة العقل الخالص ... ولا حل إلا مذهب السلف:الإيمان بالاستواء من غير نظر إلى اللوازم العقلية فالعقل ليس هذا مجاله، ومن غير حذلقة في النظر" لو كان كذا لكان كذا ... "فإن أسماء الله وصفاته ليست "سينات" و"صادات "تلوكها الافتراضات الرياضية ...
رحم الله الجنيد كم كان بصيرا عندما قال:"أقل شيء في الكلام أنه يذهب هيبة الرب من القلوب"
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 12:00 م]ـ
بارك الله بكم على هذه الفائدة أخانا الحبيب أبو عبدالمعز ...
في نقاش دار بيني وبين أحد الأشاعرة "الظرفاء"، وحين كنت ألزمه بمسألة محدودية المكان وأن كون الله فوق العرش لا يلزم منه اللوازم التي يوردها الأشاعرة ...
سألته: ماذا يوجد فوق العرش؟
قال: لوحة مكتوب عليها "إن رحمتي سبقت غضبي"
قلت: وفوقها؟
قال: الملائكة الكروبيون
قلت: وفوقهم؟
فجأة انقلب صاحبنا سلفيا وأجابني: نقف حيث وقف الكتاب والسنة!
ورفض الإجابة ...(52/382)
سؤال هام حول الإكراه
ـ[عادل محمد]ــــــــ[14 - 12 - 08, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكلمت مع أحد الأخوة حول مسألة الإكراه في الكفر والإيمان وقلت له بأن العلماء عرفوا الإكراه بتعريفات كثيرة واختلفوا في شروطه وأنواعه.
فأتاني هذا الأخ بقول لم أقف عليه في كتب أهل العلم قوله هو أنه الإكراه علىالكفر لايكون إكراها إلا إذا كان كإكراه عما1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر أي لابد أن تجتمع جميع أوصاف الحالة التي كان فيها عما1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر من قيد و ضرب وتهديد لكي يصبح المرء مكرها وإلا فهو ليس معذور وليست له رخصة شرعية.
ذكرت له أثر عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر الذي ذكره الحافظ في الفتح وصصحه جاء في الأثر أن عمرا1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - جعل القيد والضرب والسجن إكراها. فأجابني بأنه قد يكون في مادون الكفر أما الكفر فلابد أن يكون مثل حالة عما1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر تمما ليكون معذور سؤالي هل قال أحد أهل العلم بذلك وهل هذا الكلام صحيح؟
بارك الله فيكم
مزيد يقول لم نسمع بأن أحدا من الصحابة رضي الله عنهم مجرد أنه سجن أو ضرب أو قيد رخص له إلا حالة عمار فلابد أن تكون الحالة مثل حاله لكي يكون معذور عند الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 07:25 ص]ـ
خذ هذه الفائدة من الامام ابن العربي رحمه الله في تفسير ه لاية الاكراه
المسألة الثانية: فذكر استثناء من تكلم بالكفر بلسانه عن إكراه، ولم يعقد على ذلك قلبه، فإنه خارج عن هذا الحكم، معذور في الدنيا، مغفور في الأخرى. والمكره: هو الذي لم يخل وتصريف إرادته في متعلقاتها المحتملة لها، فهو مختار، بمعنى أنه بقي له في مجال إرادته ما يتعلق به على البدل، وهو مكره بمعنى أنه حذف له من متعلقات الإرادة ما كان تصرفها يجري عليه قبل الإكراه، وسبب حذفها قول أو فعل ; فالقول هو التهديد، والفعل هو أخذ المال، أو الضرب، أو السجن، وقد تقدمت الإشارة إلى شيء من ذلك في سورة يوسف.
وقد اختلف الناس في التهديد، هل هو إكراه أم لا؟ والصحيح أنه إكراه ; فإن القادر الظالم إذا قال لرجل: إن لم تفعل كذا وإلا قتلتك، أو ضربتك، أو أخذت مالك، أو سجنتك، ولم يكن له من يحميه إلا الله، فله أن يقدم على الفعل، ويسقط عنه الإثم في الجملة، إلا في القتل، فلا خلاف بين الأمة أنه إذا أكره عليه بالقتل أنه لا يحل له أن يفدي نفسه بقتل غيره ; ويلزمه أن يصبر على البلاء الذي ينزل به، ونسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.
وأما الكفر بالله فذلك جائز له بغير خلاف على شرط أن يلفظ بلسانه، وقلبه منشرح بالإيمان، فإن ساعد قلبه في الكفر لسانه كان آثما كافرا ; لأن الإكراه لا سلطان له في الباطن، وإنما سلطته على الظاهر ; بل قد قال المحققون من علمائنا: إنه [ص: 161] إذا تلفظ بالكفر أنه لا يجوز له أن يجري على لسانه إلا جريان المعاريض، ومتى لم يكن كذلك كان كافرا أيضا. وهو الصحيح ; فإن المعاريض أيضا لا سلطان للإكراه عليها،
مثاله أن يقال له: اكفر بالله، فيقول: أنا كافر بالله، يريد باللاهي، ويحذف الياء كما تحذف من الغازي والقاضي والرامي، فيقال: الغاز والقاض ذرة.
وكذلك إذا قيل له: اكفر بالنبي، فيقول: هو كافر بالنبي، وهو يريد بالنبي المكان المرتفع من الأرض.
فإن قيل له: اكفر بالنبيء مهموزا، يقول: أنا كافر بالنبيء بالهمز، ويريد به المخبر أي مخبر كان، أو يريد به النبيء الذي قال فيه الشاعر:
فأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبيء من الكاثب
ولذلك يحكى عن بعض العلماء من زمن فتنة أحمد بن حنبل على خلق القرآن أنه دعي إلى أن يقول بخلق القرآن، فقال: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور يعددهن بيده هذه الأربعة مخلوقة، يقصد هو بقلبه أصابعه التي عدد بها، وفهم الذي أكرهه أنه يريد الكتب الأربعة المنزلة من الله على أنبيائه، فخلص في نفسه، ولم يضره فهم الذي أكرهه.(52/383)
(ست منظومات في الرد على الصوفي يوسف النبهاني)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 04:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقدمة الكتاب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن أعداء الدعوة السلفية، ودعاة السوء، كانوا ومازالوا يبذلون جهدهم في الصد عن سبيل الله تعالى، والدعوة إلى الباطل؛ كما قال تعالى: ?ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ?، ولكل قومٍ وارث -كما قيل -، فمن هؤلاء الصادين عن توحيد رب العالمين؛ المدعو يوسف بن إسماعيل النبهاني، الصوفي الخرافي، صاحب الكتب التي يجيز فيها الاستغاثة بالأموات، والأشعار المشتملة على ألوانٍ من الغلو والإطراء المتجاوز لحدود الشرع الحنيف.
إلا أن الله - سبحانه وتعالى - بحكمته العظيمة يُقيم حُرَّاساً لشريعته في كل زمان ومكان، ينفون عنه زيغ الزائغين وتحريفهم، ويبينون للناس أحوالهم، وقد وفَّق الله - عز وجل - ثُلةً من العلماء والأخيار للتصدي لانحرافاته وخرافاته، فردوا عليه نثراً ونظماً، ومن تلك الردود: ست منظومات متتالية، أنشأها جماعة منهم في مقابل قصيدته الرائية، التي استطال فيها على عرض شيخ الإسلام، مجدد دعوة التوحيد، الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، وعلى من يسميهم «الوهابية»، مفترياً عليهم الأكاذيب المتنوعة، كعادة أسلافه من المناوئين -فقابلها أولئك العلماء بالإبطال والكشف.
وهذه المنظومات الست هي:
1 - منظومة الشيخ علي اليوسف - رحمه الله -1.
2 - منظومة الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى -رحمه الله - 2.
3 - منظومة الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - 3.
4 - منظومة الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم السويح- رحمه الله - 4.
5 - منظومة الشيخ بهجة البيطار - رحمه الله - 5.
6 - منظومة الشيخ محمد بن حسن المرزوقي - رحمه الله - 6.
وقد أحببت القيام ببعثها إلى عالم المطبوعات؛ مساهمة مني في نشر العلم النافع، خاصة وأن أهل الباطل لازالوا - إلى اليوم - يطبعون كتب الصوفي النبهاني، ويوصون بها 7 ....
هذا، وقد قدمت قبل نشر المنظومات: ترجمة للنبهاني، وبياناً لحاله ومصنفاته، مع ذكر أقوال العلماء فيه، وما أثاره في رائيته من شبهات، مع الرد المختصر عليها، والإشارة إلى من توسع في الرد 8.
أسأل الله -تعالى -أن ينفع بهذه المنظومات، ويغفر لأصحابها، ويجمعنا بهم في جنات عدن، (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا)، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
الهوامش:
1 - حصلت على صورتها من الأخ عبدالله البسيمي - وفقه الله - وتوجد لها صورة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد (برقم 8863).
2 - حصلت على صورتها من الدكتور أحمد البسام -وفقه الله -، وقد نشر صورتها في كتابه: «قراءة في بعض المذكرت والرسائل الشخصية للشيخ ابن عيسى»، (ص105 - 109).
3 - مطبوعة ضمن ديوانه. واعتمدت على الطبعة الأخيرة للديوان؛ بعناية الشيخ أبي عبدالرحمن الظاهري - وفقه الله -.
4 - صورتها من دارة الملك عبدالعزيز بالرياض. وتوجد لها صورة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد (برقم 8721).
5 - صورتها من مكتبة الشيخ محمد نصيف - رحمه الله -، صورها لي الأستاذ الكريم: خالد السريحي - وفقه الله -. وتوجد لها صورة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد (برقم 8721).
6 - حصلت على صورتها من الأخ عبدالله البسيمي - وفقه الله -.
7 - ومن آخر طبعات كتابه الشركي «شواهد الحق» طبعة دار الكتب العلمية المحققة (!) بتاريخ 7/ 7/2007م. ومثله في السوء: كتابه الآخر: «مفرّج الكروب ومفرّح القلوب» المطبوع عام 1415هـ. انظر منه هذه الصفحات: (13 و16 و135).
-ومما يأسف له المسلم أن يقوم بعض الفضلاء بالمساهمة في نشر كتبه، وكيل المديح له، دون تحذير من شطحاته ومؤلفاته الخرافية! كما فعل الأستاذ محمد خير يوسف -عفى الله عنه -، عندما أعاد طباعة كتاب النبهاني «أربعون حديثاً في الثناء على الله» عام 1426هـ، قائلاً في ترجمته (ص9) - والتعجب مني -: «أما المؤلف، فعَلَمٌ مشهور (!)، ومحدِّث لامع (!)، وقاضٍ كبير (!)، ومصنّفٌ جليل (!) ... » إلى آخر مديحه، دون إشارة إلى أفكاره الخرافية التي هي مدار كتبه ومؤلفاته. فلعل الأستاذ يستدرك هذا في الطبعة القادمة، ويحتسب الأجر في عدم غش أبناء الأمة بمثل هذا التلبيس. ومثل هذا: قول الأستاذ محمود الأرنؤوط - عفى الله عنه - في ترجمته: «ولا يُنكر فضله على العلم في بعض ما خلَّفه إلا خصومه، ومن سلك مسلكهم (!)، ولا ينتصر له إلا أحبابه، ومن سلك مسلكهم، وهذا حال الكبار من الناس في كل زمان ومكان (!!)». (أعلام التراث، ص51). ومثله - أيضاً -: قول الأستاذ يوسف المرعشلي -عفى الله عنه -في ترجمته: «وهو ممن خدم السنة النبوية، والسيرة المطهرة، وذلك بنشر الكتب العديدة، ومنها .. » -ثم ذكر كتابه «شواهد الحق .. » وقال عنه: «وهو من أمتع مؤلفاته وأنفسها»!! (نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر: 2/ 1678 - 1680).
قلت: قال الله تعالى: (لاتجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله ... الآية)، وأي محادة لله أشد من تصنيف الكتب للدعوة إلى الشرك به -عز وجل -، والاستغاثة بغيره -سبحانه -؟! إلا أن يكون المرء ممن لم يتشرب قلبه عقيدة السلف الصالح، التي من لوازمها: الحب في الله، والبغض فيه. والله الهادي.
8 - ونشرت في خاتمة الكتاب رسالة صغيرة نادرة للشيخ عبدالقادر السندي - رحمه الله - في الرد عليه. وهي لا تغني عن الردود المؤصلة في المسائل المثارة.
http://up1.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2008/12/13/03/yvsh18t8j.jpg
الفهرس
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/13/04/lhmr7t1vs.jpg/jpg
http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/13/04/14g2yvqr9.jpg/jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/384)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 02:59 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل سليمان الخراشي، وبارك في جهودكم ونفع بها، وجعل لنصائحكم القبول الحسن ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 08:50 م]ـ
وبارك الله فيك أخي فريد ..
لتحميل الكتاب:
http://kabah.info/uploaders/norh/nbhane.pdf(52/385)
من لي بهده القصائد في عقيدتنا؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 12 - 08, 07:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي
من لي بهذه المنظومات؟
1 - (نظم اعتقاد الشافعي) ليحيى الصرصري.
2 - (القصيدة في السنة) لأبي الحسن الكَرَجِيِّ.
3 - (القصيدة في السنة) لأبي بكر بن أبي داود السجستاني.
4 - (القصيدة النونية) لأبي محمد عبد الله القحطاني الأندلسي.
5 - (منظومة اعتقاد أهل السنة) لأبي الخطاب الكلوذاني.
6 - (الدرة المضيَّة في عقيدة الفرقة المرضيَّة) الشهيرة بالسفارينية: لمحمد بن أحمد السفاريني.
7 - (نظم مقدمة القيرواني) لأحمد بن مشرّف
وجزاه الله خيراً
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[14 - 12 - 08, 07:46 م]ـ
أخي الكريم
تقبل الله منا ومنكم
اذا ظفرتم بها رعاكم الله فسأكون شاكرا لو تكرمتم بها علينا،وانا أضع صوتي مع صوتكم
وكانت لي مسودة قد دونت فيها القصائد 3 - 4 - 5 لكن مع الأسف لا أدري أين هي الآن ولعلي ان وجدتها سأبعث بها لكم ..
سلام ودعاء وحب وتقدير
د. الأثري المديني
******************
وَكَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرُونِ أَكْمَلُ مِنْ قَرْنِ الصَّحَابَةِ، فَلَيْسَ فِي الطَّوَائِفِ بَعْدَهُمْ أَكْمَلُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ، فَكُلُّ مَنْ كَانَ لِلْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَآثَارِ الصَّحَابَةِ أَتْبَعَ كَانَ أَكْمَلَ، وَكَانَتْ تِلْكَ الطَّائِفَةُ أَوْلَى بِالاجْتِمَاعِ وَالْهُدَى وَالاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ، وَأَبْعَدَ عَنِ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلاَفِ وَالْفِتْنَةِ، وَكُلُّ مَنْ بَعُدَ عَنْ ذَلِكَ، كَانَ أَبْعَدَ عَنِ الرَّحْمَةِ وَأَدْخَلَ فِي الْفِتْنَةِ.
فَلَيْسَ الضَّلاَلُ وَالْغَيُّ فِي طَائِفَةٍ مِنْ طَوَائِفِ الأُمَّةِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الرَّافِضَةِ، كَمَا أَنَّ الْهُدَى وَالرَّشَادَ وَالرَّحْمَةَ لَيْسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ طَوَائِفِ الأُمَّةِ أَكْثَرَ مِنْهُ فِي أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ الْمَحْضَةِ، الذَّيِنَ لاَ يَنْتَصِرُونَ إِلاَّ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَى اللهُ عَلَيِهِ وَسَلَمْ - فَإِنَّهُمْ خَاصَّتُهُ، وَهْوَ إِمَامُهُمْ الْمُطْلَقُ الذِّي لاَ يَغْضَبُونَ لِقَوْلِ غَيْرِهِمْ إِلاَّ إِذَا اتُّبعَ قَوْلُهُ، وَمَقْصُودُهُمْ نَصْرُ اللهِ وَرَسُولِهِ. " مِنْهَاجُ السُّنَّةِ النَّبَويَةِ ": (6/ 368).
ـ[عَدي محمد]ــــــــ[14 - 12 - 08, 07:51 م]ـ
4 - (القصيدة النونية) لأبي محمد عبد الله القحطاني الأندلسي.
السلام عليكم
قريبا أخرج لكم هذه القصيدة بالضبط الكامل إن شاء الله تعالى
وقد بذلت فيها جهدا كبيرا نسأل الله التيسر والتوفيق
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[14 - 12 - 08, 08:00 م]ـ
بالمناسبة:
قرات في الكتاب الرائع (دليل المكتبة العقدية) صـ 16 ــــ مانصه:
16ـ المنظومات العقدية عند أهل السنة والجماعة، خالد بن عبد العزيز النمر، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود
فمن يتحفنا بمعلومات عن ما جاء في الرسالة أو يصورها لنا؟ لعل فيها فائدة؟.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 10:31 م]ـ
بالمناسبة:
قرات في الكتاب الرائع (دليل المكتبة العقدية) صـ 16 ــــ مانصه:
16ـ المنظومات العقدية عند أهل السنة والجماعة، خالد بن عبد العزيز النمر، رسالة ماجستير، جامعة الملك سعود
فمن يتحفنا بمعلومات عن ما جاء في الرسالة أو يصورها لنا؟ لعل فيها فائدة؟.
نوقشت صباح هذا اليوم الاثنين 12/ 6/1429هـ
الرسالة المقدمة من الشيخ خالد النمر لنيل درجة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة
وكانت بعنوان (المنظومات العقدية عند أهل السنة والجماعة إلى نهاية القرن الثامن الهجري جمعا ودراسة، مع تحقيق منظومة أبي العباس السنجاري الشافعي)
وقد تكونت لجنة المناقشة، من الأساتذة:
د. عبدالله بن دجين السهلي مشرفا
أ. د. ناصر بن عبدالكريم العقل. مناقشا.
د. علي بن موسى الزهراني. مناقشا.
وقد أثنى الأساتذة على رسالة الشيخ خالد، ومنح درجة الماجستير
وفقه الله وأعانه على إكمال مشاوره العلمي
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 10:40 م]ـ
5 - (منظومة اعتقاد أهل السنة) لأبي الخطاب الكلوذاني.
تجدها في المرفقات
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:14 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء على ما قدموه
5 - (منظومة اعتقاد أهل السنة) لأبي الخطاب الكلوذاني.
تجدها في المرفقات
وين في المرفقات؟
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:31 ص]ـ
[ quote= العوضي;946404] نوقشت صباح هذا اليوم الاثنين 12/ 6/1429هـ
ولكن كتاب الدليل مطبوع عام 28
فهل سجل المؤلف الرسالة قبل المناقشة؟؟؟
ثم من منكم يعرف رقم الشيخ النمر
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:16 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء على ما قدموه
وين في المرفقات؟
لا أعرف أين المشكلة أخي الكريم , لأن كلما ارفعه تظهر لي رسالة (فشل رفع ملف ... )
أرسل لي بريدك لكي أرسله لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/386)
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:17 ص]ـ
[ quote= العوضي;946404] نوقشت صباح هذا اليوم الاثنين 12/ 6/1429هـ
ولكن كتاب الدليل مطبوع عام 28
فهل سجل المؤلف الرسالة قبل المناقشة؟؟؟
ثم من منكم يعرف رقم الشيخ النمر
لا أعرف , ولكن الذي نقلته حصلت عليه من ملقتى العقيدة والمذاهب المعاصرة.
وربما تسأل الاخوة هناك عن رقم الشيخ النمر
والله الموفق
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:22 ص]ـ
وقال ايضا الإمام يحيى بن يوسف الصرصري الأنصاري رحمه الله في قصيدته اللامية التي نظم فيها اعتقاد الشافعي رضي الله عنه أولها:
أيشعر حزب الجهم ذاك المضلل ... بأني حرب للعدى غير أفكل
تشن عليهم غيرتي وحميتي ... لدين الهدى غارات أشوس مقبل
فوقع قريضي في صميم قلوبهم ... أشد عليهم من سنان ومنصل
أفوق عليهم حين أنظر نحوهم ... مقاتل تصمي منهم كل مقتل
هم انحرفوا عن منهج الحق سالكي ... مهالك من تحريفهم والتأول
لقد بريء الحبر ابن إدريس منهم ... براءة موسى من يهود محول
ويعقد عند الشافعي يمين من ... غدا حالفا بالمصحف المتقبل
فهذا دليل منه إذ كان لا يرى ... انعقادا بمخلوق لخلق مؤبل
ومذهبه في الاستواء كمالك ... وكالسلف الأبرار أهل التفضل
ومستويا بالذات من فوق عرشه ... ولا تقل استولى فمن قال يبطل
فذلك زنديق يقابل قسوة ... لذي خطل راوي لعيب ومعطل
وقد بان منه خلقه وهو بائن ... من الخلق محض للخفي مع الجلي
وأقرب من حبل الوريد مفسرا ... وما كان معناه به العلم فاعقل
علا في السماء الله فوق عباده ... دليلك في القرآن غير مقلل
وإثبات إيمان الجويرية اتخذ ... دليلا عليه مسند غير مرسل
منقول
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 12 - 08, 01:21 م]ـ
لا أعرف أين المشكلة أخي الكريم , لأن كلما ارفعه تظهر لي رسالة (فشل رفع ملف ... )
أرسل لي بريدك لكي أرسله لك
المشكلة أن ملتقى اهل الحديث انتقل من سرفرِهِ إلى سرفرٍ جديدٍ
جزاك الله خيراً هاك بريدي
abbsalma@hotmail.com
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[16 - 12 - 08, 04:59 ص]ـ
نظم الدرة المضية
http://www.archive.org/details/AkidaSafariniya
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 09:31 ص]ـ
الأخ العوضي والأخوة الأفاضل،
ليتكم تثبتون القصائد كاملة في هذا الموضوع حتى يستفيد منها الجميع
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[16 - 12 - 08, 10:03 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور عبدالله البصيري جمع فيه بعض ما ذكرت.
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 08:10 ص]ـ
المشكلة أن ملتقى اهل الحديث انتقل من سرفرِهِ إلى سرفرٍ جديدٍ
جزاك الله خيراً هاك بريدي
abbsalma@hotmail.com
وإياك - حفظك الله -
أرسلت لك المطلوب على بريدك فأرجو أن تراجعه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 12 - 08, 03:05 م]ـ
وإياك - حفظك الله -
أرسلت لك المطلوب على بريدك فأرجو أن تراجعه
جزاك الله خيراً وصلتني
وقد وضعتها الآن في المرفقات بهذه المشاركة
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[25 - 12 - 08, 09:31 ص]ـ
وقال ايضا الإمام يحيى بن يوسف الصرصري الأنصاري رحمه الله في قصيدته اللامية التي نظم فيها اعتقاد الشافعي رضي الله عنه أولها:
أيشعر حزب الجهم ذاك المضلل ... بأني حرب للعدى غير أفكل
...
أخي العوضي،
لم أجد هذه القصيدة في الديوان المخطوط المحفوظ في مكتبة الأزهر ... لكن وجدت له قصائد أخرى جميلة منها قصيدة رائية طويلة بعنوان (تحفة المُهدي في اعتقاد المهدي)، فهل هذه القصيدة مطبوعة؟
مما قاله في هذه القصيدة:
تفرد بالأوصاف جل جلاله * وليس كما في الخاطرات يدور
ولكن كما جاءت نمر حديثها * ولسنا إلى التأويل عنه نحور
يحب من العبد التقى لا كحبنا * ويبغض لا بغضا عراه بُسور
ويرضى بإحسان الولي و ستره * ويغضب من عصيانه فيبير
ويطوي السماوات العلى بيمينه * وذلك في وصف القوي يسير
وخاطب موسى باللغات مكلما * فخر صريعا إذ تقطع طور
وخط له التوراة فيها مواعظ * فلاحت على الألواح منه سطور
وإن قلوب الخلق بين أصابع الـ * ـإله فمنها ثابت ونفور
ومما قاله في قصيدة أخرى له يذكر فيها رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يبشره بأنه يموت على الكتاب والسنة:
وها أنذا والحمدلله وحده * مقر لبشراه بأثبت مصداق
بأني على حسن اعتقاد ابن حنبل * مقيم ولو قام العذالى على ساق
أقر بأن الله من فوق عرشه * يقدر آجالا ويقضي بأرزاق
سميع بصير ليس شيء كمثله * قديم الصفات الواحد الأحد الباقي
أمر أحاديث الصفات كما أتت * أتابع فيها كل أزهر سباق
ولست إلى التشبيه يوما بجانح * ولا قائل تأويل أشدق نهاق
ومن صفة الرحمن جلت صفاته * كلام قديم ذو ضياء وإشراق
هو الذكر والقرآن والمعجر الذي * دهت منه قلب الخصم دهشة إقلاق
هو المنزل المسموع من لفظ قارئ * وتنظره الأبصار باطن أوراق
وعته صدور الحافظين حقيقة * به في جنان الخلد حامله راقي
بصوت وحرف نظم آيات ربنا * بنقل ثقات في الرواية حذاق
وليس بمخلوق وليس بمحدث * على رغم ضلال على الدين مراق
ومن يُمتحن بالحرف والصوت منهم * ترى النكر منه بين شزر وإطراق
وهذا مقال ليس ينساغ ذوقه * لذي شبهة جافي الجثاثة مذاق
ومنكر هذا للعيان مكابر * بباطل سوء تابع كل نعاق
وفي كتب الله القديمة كلها * كذاك اعتقادي لا ألين (لمعناق) (1)
وإيماننا قول إلى عمل له * مزيد ونقص في أمين وسراق
ومالي من خير القضاء وشره * إذا الله أمضاه من الخلق من واق
وأؤمن أن الله يوم معادنا * يراه جميع المؤمنين بأحداق
وإني لأرجو أن أرى الله والذي * يخالفني يحظى بحجب وإطباق
ولم ير في الدنيا بعينيه ربه * سوى أحمد المختار من خير أعراق
(1) لم أتبين الكلمة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/387)
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 01 - 09, 11:35 م]ـ
أخي العوضي،
لم أجد هذه القصيدة في الديوان المخطوط المحفوظ في مكتبة الأزهر ... لكن وجدت له قصائد أخرى جميلة منها قصيدة رائية طويلة بعنوان (تحفة المُهدي في اعتقاد المهدي)، فهل هذه القصيدة مطبوعة؟
مما قاله في هذه القصيدة:
تفرد بالأوصاف جل جلاله * وليس كما في الخاطرات يدور
ولكن كما جاءت نمر حديثها * ولسنا إلى التأويل عنه نحور
يحب من العبد التقى لا كحبنا * ويبغض لا بغضا عراه بُسور
ويرضى بإحسان الولي و ستره * ويغضب من عصيانه فيبير
ويطوي السماوات العلى بيمينه * وذلك في وصف القوي يسير
وخاطب موسى باللغات مكلما * فخر صريعا إذ تقطع طور
وخط له التوراة فيها مواعظ * فلاحت على الألواح منه سطور
وإن قلوب الخلق بين أصابع الـ * ـإله فمنها ثابت ونفور
ومما قاله في قصيدة أخرى له يذكر فيها رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يبشره بأنه يموت على الكتاب والسنة:
وها أنذا والحمدلله وحده * مقر لبشراه بأثبت مصداق
بأني على حسن اعتقاد ابن حنبل * مقيم ولو قام العذالى على ساق
أقر بأن الله من فوق عرشه * يقدر آجالا ويقضي بأرزاق
سميع بصير ليس شيء كمثله * قديم الصفات الواحد الأحد الباقي
أمر أحاديث الصفات كما أتت * أتابع فيها كل أزهر سباق
ولست إلى التشبيه يوما بجانح * ولا قائل تأويل أشدق نهاق
ومن صفة الرحمن جلت صفاته * كلام قديم ذو ضياء وإشراق
هو الذكر والقرآن والمعجر الذي * دهت منه قلب الخصم دهشة إقلاق
هو المنزل المسموع من لفظ قارئ * وتنظره الأبصار باطن أوراق
وعته صدور الحافظين حقيقة * به في جنان الخلد حامله راقي
بصوت وحرف نظم آيات ربنا * بنقل ثقات في الرواية حذاق
وليس بمخلوق وليس بمحدث * على رغم ضلال على الدين مراق
ومن يُمتحن بالحرف والصوت منهم * ترى النكر منه بين شزر وإطراق
وهذا مقال ليس ينساغ ذوقه * لذي شبهة جافي الجثاثة مذاق
ومنكر هذا للعيان مكابر * بباطل سوء تابع كل نعاق
وفي كتب الله القديمة كلها * كذاك اعتقادي لا ألين (لمعناق) (1)
وإيماننا قول إلى عمل له * مزيد ونقص في أمين وسراق
ومالي من خير القضاء وشره * إذا الله أمضاه من الخلق من واق
وأؤمن أن الله يوم معادنا * يراه جميع المؤمنين بأحداق
وإني لأرجو أن أرى الله والذي * يخالفني يحظى بحجب وإطباق
ولم ير في الدنيا بعينيه ربه * سوى أحمد المختار من خير أعراق
(1) لم أتبين الكلمة ...
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الإضافة القيمة ...
وحقيقة فيما يخص القصيدة لا علم لي بها , وما سبق نقلته من منتدى آخر , والله اعلم
ـ[أبو أسامة البلقاوي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي
من لي بهذه المنظومات؟
1 - (نظم اعتقاد الشافعي) ليحيى الصرصري.
2 - (القصيدة في السنة) لأبي الحسن الكَرَجِيِّ.
3 - (القصيدة في السنة) لأبي بكر بن أبي داود السجستاني.
4 - (القصيدة النونية) لأبي محمد عبد الله القحطاني الأندلسي.
5 - (منظومة اعتقاد أهل السنة) لأبي الخطاب الكلوذاني.
6 - (الدرة المضيَّة في عقيدة الفرقة المرضيَّة) الشهيرة بالسفارينية: لمحمد بن أحمد السفاريني.
7 - (نظم مقدمة القيرواني) لأحمد بن مشرّف
وجزاه الله خيراً
سؤال خاص لأبي سلمى ...
ما الرابط بين إيراد هذه المنظومات وبين كتاب (المقدمة الرشيدة .... ) لأبي أنس؟؟؟
ابتسامة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[04 - 01 - 09, 03:28 ص]ـ
الشيخ الدكتور المقرئ محمد بن موسى آل نصر؟؟
أنا لم أر مقدمته بعيني وليست لي دراية بمحتواها(52/388)
ما هي الثوابت والمتغيرات التي يعلو صوت البعض بها؟؟!
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[14 - 12 - 08, 08:03 م]ـ
ما هي الثوابت والمتغيرات التي نسمعها من البعض؟؟
هل يستطيع أحدهم أن يفصل نحو هذا الأمر ....
علما بأن هذه عبارة لا وجود لها فيما نعلم في كلام أهل العلم المعتبرين، لأن دين الله كله ثوابت فما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد ما أكمل الله به الدين، واستقرت به الأحكام، فلا تبدل ولا تغير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وليس لأحد صلاحية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدل أو أن يغير، قال الله تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ?. [المائدة: 3].
فالدين برخصه وعزائمه قد استقر وثبت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا يغير منه شيء، ولا يزاد فيه، ولا ينقص منه: ? لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ?. [فصلت: 42].
وانا لا أشير هنا الى اجتهادات المجتهدين لأن هذه لا تنقسم الى ثوابت ومتغيرات كما هو معروف بداهة.
نرحب بالمناقشات المنضبطة الهادئة،وجزاكم الله خيرا ..
د. الأثري المديني
__________________________________________
وَكَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرُونِ أَكْمَلُ مِنْ قَرْنِ الصَّحَابَةِ، فَلَيْسَ فِي الطَّوَائِفِ بَعْدَهُمْ أَكْمَلُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ، فَكُلُّ مَنْ كَانَ لِلْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَآثَارِ الصَّحَابَةِ أَتْبَعَ كَانَ أَكْمَلَ، وَكَانَتْ تِلْكَ الطَّائِفَةُ أَوْلَى بِالاجْتِمَاعِ وَالْهُدَى وَالاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ، وَأَبْعَدَ عَنِ التَّفَرُّقِ وَالاخْتِلاَفِ وَالْفِتْنَةِ، وَكُلُّ مَنْ بَعُدَ عَنْ ذَلِكَ، كَانَ أَبْعَدَ عَنِ الرَّحْمَةِ وَأَدْخَلَ فِي الْفِتْنَةِ.
فَلَيْسَ الضَّلاَلُ وَالْغَيُّ فِي طَائِفَةٍ مِنْ طَوَائِفِ الأُمَّةِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الرَّافِضَةِ، كَمَا أَنَّ الْهُدَى وَالرَّشَادَ وَالرَّحْمَةَ لَيْسَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ طَوَائِفِ الأُمَّةِ أَكْثَرَ مِنْهُ فِي أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ الْمَحْضَةِ، الذَّيِنَ لاَ يَنْتَصِرُونَ إِلاَّ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَى اللهُ عَلَيِهِ وَسَلَمْ - فَإِنَّهُمْ خَاصَّتُهُ، وَهْوَ إِمَامُهُمْ الْمُطْلَقُ الذِّي لاَ يَغْضَبُونَ لِقَوْلِ غَيْرِهِمْ إِلاَّ إِذَا اتُّبعَ قَوْلُهُ، وَمَقْصُودُهُمْ نَصْرُ اللهِ وَرَسُولِهِ. " مِنْهَاجُ السُّنَّةِ النَّبَويَةِ ": (6/ 368).
ـ[يوسف بن عبد الله المالكي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:28 ص]ـ
تفضل أخي استكمالا لإطار النقاش هذا موضوع للشيخ القره داغي.
مساحة المتغيرات في الأحكام الفقهية *
بقلم - علي محيي الدين القره داغي
مما ينبغي التأكيد عليه أن نطاق المتغيرات في الفتاوى والأحكام الفقهية الظنية واسع جدا، وهو يشمل كل الاجتهادات الفقهية السابقة، إضافة إلى منطقة العفو التي تقبل التغييرات بشكل واضح حسب الاجتهادات الفقهية. يقول إمام الحرمين: "إن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد، ولا تفي النصوص بعشر معشارها".
وذلك لأن الاجتهادات الفقهية السابقة لفقهائنا الكرام ما دامت ليست محل إجماع فهي تقبل إعادة النظر، بل ينبغي إعادة النظر فيها وغربلتها بكل تقدير واحترام من خلال الاجتهاد الانتقائي، والترجيح فيما بينها للوصول إلى ما هو راجح، ثم تنزيله على قضايا العصر بكل دقة ووضوح.
بل يمكن إعادة النظر في فهم هذه النصوص الظنية مرة أخرى على ضوء قواعد اللغة العربية وأصول الفقه، والسياق واللحاق، وحينئذٍ يمكن الوصول إلى معان جديدة وأحكام جديدة لم ينتبه إليها السابقون، أو لم يخترها الجمهور، بل ذكرها قلة قليلة من السابقين.
وأما منطقة العفو فيكون الاجتهاد فيها اجتهادا إنشائيا لا بد فيه من توافر شروط الاجتهاد وضوابط من يتصدى له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/389)
ونطاق المتغيرات يشمل كل شيء ما عدا الأصول والثوابت القطعية، وفي غير أصول العقائد والعبادات، وأكثر ما يظهر في عالم المعاملات الاقتصادية والمالية والقضايا السياسية والطبية، والعلاقات الدولية ونحوها، يقول الإمام الشاطبي: "مجالات الاجتهاد المعتبر هي ما ترددت بين طرفين وضح في كل منهما قصد الشارع في الإثبات في أحدهما، والنفي في الآخر فلم تنصرف البتة إلى طرف النفي ولا إلى طرف الإثبات"، ويقول الغزالي: "المجتهَد فيه كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي".
ضوابط الاجتهاد في المتغيرات
ومن أهم تلك الضوابط: أ- أن يكون لديه علم بالقرآن الكريم عامّه وخاصّه، ومطلقه ومقيده، وأساليبه، ودلالاته بصورة عامة، وكذلك العلم بالسنة النبوية وضوابط الحديث الصحيح والحسن، والضعيف، والموضوع، وكذلك العلم بالناسخ والمنسوخ. وأن يكون قادرا على استخراج العلل والأسباب والحكم، والشبه من النصوص، والتعامل مع عموم النص من إجماله، ومن أحواله ودلالاته وأماراته.
ب- أن يكون لديه العلم بقواعد اللغة العربية علما عميقا، والعلم بأصول الفقه، ومبادئه، وقواعده الكلية، وبالأعراف السائدة، والمستجدات وما حدث في عصرنا ولو بصورة مجملة.
ج- أن يكون لديه العلم بالمجمع عليه والمختلف فيه من حيث الجملة، وذلك من خلال دراسته لآراء الفقهاء وأصول المقارنة وكيفية الترجيح والتخريج والتنظير.
د- أن يكون قادرا على فهم مقاصد الشريعة على كمالها، يقول الشاطبي: "بأن يبلغ مبلغا فهم عن الشارع فيه قصده في كل مسألة من مسائل الشريعة، وفي كل باب من أبوابها، فقد حصل له وصف هو السبب في تنزيله منزلة الخليفة للنبي صلى الله عليه وسلم في التعليم والفتيا والحكم بما أراه الله".
الخلاف المشروع
يعتبر من ثوابت هذا الدين وقواطعه وجوب الاتحاد والوحدة والترابط بين المسلمين، وحرمة التفرق والتمزق فيما بينهم، فاتحاد الأمة فريضة شرعية يفرضها الدين الحنيف، وضرورة واقعية يفرضها الواقع الذي نعيشه، حيث أصبحت الأمة الإسلامية بسبب تفرقها وتمزقها ضعيفة مهددة في وجودها وكيانها وسيادتها، طمع فيها الطامعون، وغلب على معظمها المستعمرون والحاقدون، لا سيما عالمنا اليوم الذي تكتلت فيه القوى وأصبح الإسلام الهدف الأساسي لها.
ولا نجد دينا ولا نظاما أولى عنايته بالاتحاد وحذر من خطورة التفرق مثل الإسلام، حيث توالت الآيات الكثيرة والأحاديث المتضافرة على وجوب التعاون والاتحاد، وحرمة التفرق والاختلاف.
فمنها قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ* وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:103:105].
وقد نزلت هذه الآيات في الأوس والخزرج في الإسلام بعد أن بذل شاس بن قيس اليهودي جهدا كبيرا في إثارة نعرات جاهلية بينهم، حيث أرسل شابا يهوديا يذكرهم بيوم بعاث، فأنشدهم الأبيات فتذكروا، فتنازعوا وتفاخروا حتى كاد القتال ينشب بينهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فقال: "يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ أبعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم من الكفر، وألف بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا؟ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/390)
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم فألقوا السلاح وبكوا، وعانق الرجال بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس، فأنزل الله تعالى هذه الآيات التي تبدأ بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:100: 102].
حيث دلت هذه الآيات على ما يأتي:
1 - أن أعداء الإسلام من الكفرة يبذلون كل جهودهم لتفريق الأمة الإسلامية وأنهم وراء ذلك، وبالأخص الصهاينة والصليبيون، والاستعمار الذي رفع شعار "فرق تسد".
2 - أن اتباع هؤلاء الأعداء وطاعتهم في ذلك كفر يردكم بعد إيمانكم كافرين وهذا أعظم هجوم على التفرق، وبالأخص إذا كان بسبب التبعية لأهل الكفر، حيث سماه الله تعالى كفرا.
3 - هناك علامة تعجب واستغراب لمن يتفرق عن الجماعة المسلمة ويكفر مع وجود القرآن الكريم، والرسول في حال حياته، وسنته في حالة موته، وهذا يعني أن سبيل هذه الأمة هو اتباع الكتاب والسنة المطهرة، وأن طريق الوحدة ميسور إذا توافرت الإرادة والعزيمة، حيث إن أسباب وحدة المسلمين ما زالت قائمة.
وأما السنة النبوية فمنها ما رواه الشيخان بسندهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية".
ومنها ما رواه الشيخان أيضا عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام". والأحاديث في ذلك أكثر من أن نذكرها هنا.
هذا هو الاختلاف المذموم الذي يخالف الثوابت والقواطع، وهو الخلاف الذي يكون في أصول الدين وثوابته، أو الذي يوجب البغضاء والمنكر والتفرقة.
أما الخلاف المشروع فهو الخلاف في الفروع لا في الأصول، وفي الوسائل لا المقاصد، وفي الآليات لا الغايات، وفي تنوع السبل إلى الخير لا في الأهداف العامة للشريعة، وفي المناهج العملية، والآليات والأولويات، لا في المرجعية والمنهجية العلمية العامة، فهذا الاختلاف مقبول ومشروع وطبيعي جدا، وهو من الدين وليس خارجا عنه.
اختلاف تنوع لا تضاد
بما أن الثوابت متفق عليها بين جميع المسلمين فإن اختلافهم إذا كان نابعا عن الاجتهاد المنضبط فهو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وقد جعل الشاطبي الاختلاف الذي يؤدي إلى الفرقة والتباغض من علامات كونه اختلافا نابعا من الهوى، غير مقبول في الإسلام حيث يقول: "ومن هنا يظهر وجه الموالاة والتحاب والتعاطف فيما بين المختلفين في مسائل الاجتهاد، حتى لم يصيروا شيعا، ولا تفرقوا فرقا، لأنهم مجتمعون على طلب قصد الشارع، فاختلاف الطرق غير مؤثر".
ثم قال: "وبهذا يظهر أن الخلاف الذي هو في حقيقته خلاف ناشئ عن الهوى المضل، لا عن تحري قصد الشارع باتباع الأدلة على الجملة والتفصيل، وهو الصادر عن أهل الأهواء، وإذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حرصا على الغلبة والظهور بإقامة العذر في الخلاف، وأدى إلى الفرقة والعداوة والبغضاء، لاختلاف الأهواء وعدم اتفاقها، وإنما جاء الشرع لحسم مادة الهوى بإطلاق".
ومن المعلوم أن هذه الاختلافات الفقهية الكثيرة داخل الفقه الإسلامي دليل على يُسر الشريعة وسعتها ومرونتها وعظمتها، لأن نصوصها استوعبت كل هذه الخلافات مرونة ورفعا للحرج.
بل الخلافات الفقهية والفكرية والسياسية ضرورية ما دام الاجتهاد مشروعا، فتكون الخلافات الفقهية ناتجة من ذلك فهي تدور معه وجودا وعدما، لاختلاف العقول والتصورات والأعراف والتأثيرات الخارجية والداخلية .. ومن هنا فالمسلمون عندما يكون لديهم هذا الوعي فإن الاختلاف لا يؤدي إلى التباغض.________________________________________
أستاذ ورئيس قسم الفقه والأصول بجامعة قطر والخبير بمجمع الفقه الإسلامي، بمكة المكرمة، وجدة وعضو المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث
*نقلا عن" الملتقى" بتصرف
منقول: http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FSRALayout
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:38 ص]ـ
أحسنتم أخي الكريم
ولكن هذه لا تأتي ضمن ما يردد البعض كما أشرت،والا فالشيخ القرة داغي أتى على موضوع قد كرره الكثير غيره وهو أجاد فيه رعاه الله تعالى،وقد أستثنيت له للأمام في موضوعي أعلاه ...
وللعلم رأيت للشيخ القرة داغي بالأمس رسالة خاصة لمكتب شيخنا د. عبدالله الانصاري رعاه الله تعالى،والشيخ الأنصاري له علاقة ود واحترام مع فضيلة الشيخ القرة داغي رعاه الله تعالى.وبالتالي فأنا أحمل للشيخ مثل ذلك وأشكر جهوده في المعاملات المالية بالتحديد.
لكم وافر تقديري والاحترام.(52/391)
هل في وسع سعيد فودة أن يناظر أينشتاين؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 12 - 08, 03:23 ص]ـ
هل بإمكان سعيد فودة أن يناظر أينشتاين؟
لقد ورث سعيد فودة عن أسلافه الأشاعرة أصولا ومباديء هي اليوم تورطه ... لا يمكن له أن يتملص منها ولا يمكن له أن يدافع عنها ...
ولسنا الآن نناقشه عقديا فهذا مجال له فيه فرص للتشغيب ولديه أجوبة تقليدية موروثة عن الماضين ولكننا نريد أن نناقشه ابستمولوجيا حيث لا مجال للمناورة ...
لم يرث فودة أفكارا في الأسماء والصفات وفي الجور والتعديل وفي التفويض والتأويل .. لكن لسوء حظه ورّثه أسلافه أيضا أفكارا في العلم الطبيعي .. من قبيل بنية المادة وحركتها وتحولاتها .. فهذه كتبهم تتعرض للعرض والجوهر والزمان والمكان .. ولهم نظريات في تركيب الكون ونسيجه .. من قبيل الجوهر الفرد والجزء الذي لا يتجزأ والعرض الذي لا يبقى زمانين وغير ذلك من المقولات ..
في زمن الرازي لم تكن ثمة مشكلة لأن العلم الطبيعي حينذاك كان جزءا من الفلسفة وكان المنهج المعتمد في الميتافزيقا هو عينه المعتمد في الكوسمولوجيا ... ففلك بطليموس-مثلا- مبني على ميتافزيقا أرسطو، .. كل هذا معروف عند مؤرخي وفقهاء العلم ..
لكن من سوء طالع سعيد فودة .. أن العلم-العلم الطبيعي- انفصل عن أمه الميتافزيقا واستقل بمنهجه ويبدو أنه حقق تقدما ملموسا له شواهده في المبتكرات المادية وغيرها بينما كان حظ الأم تعيسا فقد انهالت عليها ضربات المعاول من الماديين والوضعيين والعلماويين ....
يمكن لسعيد فودة أن يصول على الحنابلة بالباطل-وهذا ما يفعله- ويرهبهم بمقولات من نوع العرض لا يبقى زمنين وأن الجسم هو المتحيز في الجهة .. وأن أصل الكون جزء لا يتجزأ ... وأنكم حشوية لا تفهمون في المعقولات ..
لكن يسعدني أن أتخيله في الحلقات العلمية في" الناسا "أو في "كمبريدج" أو في" كيوطو" يمثل الأشاعرة ويعرض إسهامات الآمدي والرازي والعضد والسعد في مجال تحليل المادة وتفكيكها ... كم سيكون منظره مضحكا .. أقصد ابستملوجيا ...
ماذا سيقدم سعيد؟
فالزملاء من العلماء جاؤوا بنتائج الماسحات الفضائية وكشافات التجارب في المختبرات النووية ... وجاؤوا بنماذج مصغرة وإحصاءات وأرقام ...
هل يقبل علماء الفضاء من سعيد المقولات المنطقية المنقولة عن السيد والسعد لتفسير العالم ونشأته ... !!
ما الدليل التجريبي على الجزء الذي لا يتجزأ مثلا ..
وهل بإمكان النظرية الأشعرية المبنية على التصورات العقلية المحضة أن تنافس نظريات أينشتاين وهزنبرغ القائمة على البحث المختبري ... !
ثم ماهي القيمة الابستملوجية للعلم الطبيعي الأشعري مقارنة مع هؤلاء!!
لا يمكن للأشاعرة اليوم أن يقولوا لهؤلاء علمهم ولنا علمنا .. فهؤلاء أضدادكم ينافسونكم على موضوع واحد ..
(موضوع الذرة مثلا) .. فلنكن صرحاء:هل يستوي من يعتمد على شرح المقاصد للسعد ومن يعتمد على تيلسكوب هابل لفهم الظواهر الكونية!!
كما أنهم لا يستطيعون التجرد من هذا الإرث القديم .. فيقولون لسنا علماء طبيعة ولا طاقة لنا بأينشتاين وجنوده بل نحن علماء توحيد .. فيتفرغوا لمبارزة الحنابلة على الأسماء والصفات .... لأن دلائلهم على التوحيد مرتبطة بعلمهم الطبيعي.
قال الشيخ سفر-حفظه الله-:
أما الأشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل: الحدوث والقدم.
وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث، وكل حادث فلا بد له من محدث قديم، وأخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات أنه ليس جوهراً ولا عرضاً ولا جسماً ولا في جهة ولا مكان .. إلخ ...
أليس الجوهر والعرض والجسم والجهة والمكان والزمان هي المقولات ذاتها التي يشتغل بها أينشتاين وإخوانه .... ؟؟
ولما كان الدليل متقدما على المدلول فهل نقول لكم ناظروا أولا أينشتاين ثم تعالوا بعد ذلك لتجادلونا في الله واستوائه .. !
الحمد لله على نعمة المنهج السلفي ما تأسس على نظريات في العلم أو الفلسفة أو الطبيعة ... فهو في مأمن من زوابع الثورات العلمية والفلسفية .. علمنا من القرآن والسنة .. فإن أراد ملايين الانشتينيات أن يناظرونا في الكتاب والسنة فنحن مستعدون ... ولكن هل يستطيع فودة أن يناظر أينشتاين في الجزء الذي لا يتجزأ!!!
ـ[وليد محمود]ــــــــ[15 - 12 - 08, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم أستاذنا أبو عبد المعز.
بارك الله فيكم.
إنى أحبكم فى الله ولو لم أركم.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 04:19 م]ـ
بل شهدنا بأعيننا كبار الفيزيائيين في هذا العصر كمحمد عبد السلام و ستيفن واينبرغ و غيرهم يصرحون - كما صرح كبار الفيزيائيين و فضلاء الطبييعيين قديما - أن الفيزياء لم ترفع قط رأسا الى المنطق الكلاسيكي في صورته الرياضية ... و أنهم دائما يطرحونه جانبا -كما قال شيخ الاسلام- في أبحاثهم .. و لكن الرجل يصر على نفخ الروح فيه و في أخطاءه الجسيمة التي تبث ضررها شرعا و عقلا عند عامة الخلق وهو صلب علم الكلام المذموم و لكن الرجل لعناده يصر على السفسطة في جوابه عن ذم الناس له و يتحول الى ما هو متفق عليه من الكلام في الاحتجاج و الذب عن الدين و أمثلهم طريقة من يقر ان ذم السلف له انما هو لذم الاشتغال بمثل هذه المباحث أصلا وهو صحيح الا أنه ليس كل السبب ... اذ أن السلف أنكروا علم الكلام لاشتمال مقدمته المنطقية المعرفية على مغالطات و اجمالات تقتضي التسليم بالحق و الباطل معا ... و المشكلة هي حين سيسحبه اللجاج من محاورة "الوهابيين" الى محاورة الملاحدة و الفلاسفة أرباب هذه السفسطات و آباؤها الأولون ... آنذاك سيأتيك خبره ... نسأل الله أن يمن عليه آنذاك بالصدق و يؤؤوب ككل من خاض هذه المزالق و ان لا تكون الأخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/392)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 12 - 08, 01:59 م]ـ
سعيد فودة كان يتكلم عن الجوهر الفرد وانه لا يتجزأ ثم عندما علم حقيقة علم الذرة وما توصل إليه العلم قال بان مسالة الجوهر الفرد فيها خلاف! مع أنها من الأمور المهمة التي دافعت عنها الأشعرية في كتبهم مع أن شيخ الإسلام نقدها وبين بطلانها في زمانه (راجع كتاب نقض التأسيس) لكن التعصب دائما يعميهم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 12 - 08, 07:54 م]ـ
سعيد فودة كان يتكلم عن الجوهر الفرد وانه لا يتجزأ ثم عندما علم حقيقة علم الذرة وما توصل إليه العلم قال بان مسالة الجوهر الفرد فيها خلاف! مع أنها من الأمور المهمة التي دافعت عنها الأشعرية في كتبهم مع أن شيخ الإسلام نقدها وبين بطلانها في زمانه (راجع كتاب نقض التأسيس) لكن التعصب دائما يعميهم
وماذا عن الزمن والمكان والجهة ... أليس فيها خلاف ... !!! بل الاختلاف فيها هو الذي يقسم الفزياء إلى فزياء قديمة وفزياء حديثة ... فتصورها هو الفرق بين نيوتن واينشتاين ... لاحظ أن الاختلاف هنا في قلب البحث العلمي المستند إلى الاختبارات والتجارب .. فكيف سيكون حجم الاختلاف لو انظم إلى الجوقة برغسون وهيدغر وغيرهما من الفلاسفة ....
لا ينفع سعيدا فودة أن يتذرع بالخلاف ... لأن استواء الرحمن و الصفات الاختيارية مبنية على فهمه المكان والزمان .. فيبقى السؤال: لماذا كان التصور الاشعري للزمن والمكان أفضل من التصور الفزيائي (نيوتن) أو الوجودي (هيدغر) أو الصوفي (برغسون) ...
نريد جوابا على قواعد الابستملوجيا وليس جوابا تقليديا ..(52/393)
المفكرون الإسلاميون .. أين الخلل
ـ[الموسى]ــــــــ[15 - 12 - 08, 10:03 ص]ـ
قال لي أحد الأصدقاء الفضلاء ..
حين تطالع فتاوى أئمة الاسلام الكبار على مر القرون الماضية، فإنك تتعجب من كونهم لايُسألون عن حكم واقعة معينة إلا استحضروا فيها نصاً قرآنياً أو نبوياً، إما (نص خاص) في عين المسألة، وإما (نص كلي عام) تندرج فيه هذه المسألة. فلاتفلت مسألةٌ ما من بين أيديهم إلا وأضاؤوها بنور الوحي.
وإذا أخذت تتجول في كتب (مفكري الاسلاميات) تتعجب من كثرة إلحاحهم على محدودية مضامين النصوص، وضيقها وقلة غنائها في الإجابة على إشكاليات الحياة المعاصرة، وأننا بحاجة إلى التفكير المجرد والنظر الحر، ونحو ذلك من الشعارات المزدحمة في تلك الكتب.
فتغلي بك التساؤلات الساخنة .. لأن كثيراً من هؤلاء المفكرين الذين يكتبون في (الاسلاميات) ليسوا أغبياء! بل بعضهم –والإنصاف واجب- يتسايل ذكاءً .. فكيف صار بعض من هو أقل منهم ذكاء يتمكن من الاستدلال بنصوص الوحيين بينما يحارون هم في الجواب؟!
وأحياناً كثيرة –وهذه وقعت لي كثيراً والله العظيم- أجدهم يستدلون بدليل بعيد، أو يحتاج لتكلف لإثبات دلالته، ويصادف أن يكون في المجلس أحد طلاب العلم –ممن يفوقونه ذكاءً- فيفاجئهم بدليل أقرب وأصرح وأدل، وأسلم من الاعتراضات! فترى الدهشة تعلوا وجوههم!
فكيف يدفعون بهذا الاتجاه؟ هل صغار المتفقهة أذكى منهم؟!
ووجدت تفسيراً لأبي العباس بن تيمية لهذه (الظاهرة الفكرية) .. يؤكد فيها أن من يحاول تصوير مضامين النصوص بالمحدودية فإنما ذلك انعكاس لـ (قلة خبرته بالنصوص) أصلاً .. وهو نتيجة طبيعية لـ (قلة الممارسة).
فالمسألة في جوهرها (فارق في الخبرة) كما يرى ابو العباس رحمه الله .. وليست (فارق في الذكاء) .. وقد نقل لنا شيئاً من خبرته الشخصية في ذلك.
يقول قدس الله روحه ونور ضريحه في كتابه الاستقامة:
(النصوص دالة على عامة الفروع الواقعة، كما يعرفه من يتحرى ذلك ويقصد الإفتاء بموجب الكتاب والسنة ودلالتها، وهذا يعرفه من يتأمل، كمن يفتى في اليوم بمائة فتيا أو مائتين أو ثلاثمائة، وأكثر أو أقل، وأنا قد جربت ذلك، ومن تدبر ذلك رأى أهل النصوص دائما أقدر على الإفتاء وأنفع للمسلمين في ذلك من أهل الرأى المحدث، فإن الذى رأيناه دائماً أن أهل رأى الكوفة من أقل الناس علما بالفتيا، وأقلهم منفعة للمسلمين، مع كثرة عددهم، وما لهم من سلطان وكثرة بما يتناولونه من الأموال الوقفية والسلطانية، وغير ذلك، ثم إنهم في الفتوى من أقل الناس منفعة، قل أن يجيبوا فيها، وإن أجابوا فقل أن يجيبوا بجواب شافٍ، وأما كونهم يجيبون بحجة فهم من أبعد الناس عن ذلك!)
ثم يشير ابن تيمية إلى أن بعض "الموهوبين" ضيعوا موهبتهم الشرعية بالإعراض عن تدبر نصوص الوحي وآثار السلف، كما يقول رحمه الله:
(ولقلة علم الجويني بالكتاب والسنة، وكلام سلف الأمة؛ يظن أن أكثر الحوادث ليست في الكتاب والسنة والإجماع ما يدل عليها، وإنما يعلم حكمها بالقياس، كما يذكر ذلك في كتبه ... ، ولا ريب أن سبب هذا كله ضعف العلم بالآثار النبوية والآثار السلفية، وإلا فلو كان لأبي المعالي وأمثاله بذلك علم راسخ وكانوا قد عضوا عليه بضرس قاطع لكانوا ملحقين بأئمة المسلمين، لما كان فيهم من الاستعداد لأسباب الاجتهاد، ولكن اتبع أهل الكلام المحدث والرأي الضعيف، للظن وما تهوى الأنفس الذي ينقل صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك، وإن كان له من الاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره؛ فليس الفضل بكثرة الاجتهاد ولكن بالهدى والسداد)
فقلت له:
وفي المقابل حرص أعلام الفقهاء على الاستزاده من النصوص والتنقيب عليها فكانوا في الوقائع يحرصون على المسح الأولي للنصوص قبل الفتوى وإبداء الرأي ..
وقد صرح بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام احمد بقوله:
(أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون: كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا). (العلل)
وعلق شيخ افسلام على هذا الأثر
وهذا القول هو القول القديم للشافعي حتى روي أنه قيل له: إذا روى سفيان عن منصور عن علقمة عن عبد الله حديثا لا يحتج به فقال: إن لم يكن له أصل بالحجاز وإلا فلا ثم إن الشافعي رجع عن ذلك وقال لأحمد بن حنبل: أنتم أعلم بالحديث منا فإذا صح الحديث فأخبرني به حتى أذهب إليه شاميا كان أو بصريا أو كوفيا ولم يقل مكيا أو مدنيا لأنه كان يحتج بهذا قبل. (مجموع الفتاوى)
وقد انبنى على هذه المنهجية في المعرفة:
معيار التفاضل في العلم
الإمام ابن خزيمة ت 312 أخذ الفقه عن المزني. قال المزني: ابن خزيمة هو أعلم بالحديث مني، ولم يكن في وقته مثله في العلم بالحديث والفقه جميعاً.
وسئل ابن المبارك من أعلم أمالك أو أبو حنيفة؟ قال: مالك أعلم من أستاذي أبي حنيفة وهو إمام في الحديث والسنة وما بقي على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك ولا أقدم عليه أحدا في صحة الحديث ولم أر أحدا مثله.
وقال أبو عمر في أول التمهيد عن ابن مهدي: سئل من أعلم مالك أو أبو حنيفة؟ قال: مالك أعلم من أستاذي أبي حنيفة يعني حماد بن أبي سليمان.
قال الشافعي: قال لي محمد بن الحسن: رضي الله عنهما أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم يعني أبا حنيفة أو مالكا؟
فقال: قلت: أعلى الإنصاف؟ قال: نعم
قال: قلت: فأنشدك الله من أعلم بالقرآن أصاحبنا أم صاحبكم؟
قال: اللهم صاحبكم.
قلت: فأنشدك الله من أعلم بالسنة صاحبنا أم صاحبكم؟
قال اللهم صاحبكم.
قال: قلت: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين أصاحبنا أم صاحبكم؟
قال اللهم صاحبكم
قال الشافعي قلت: فلم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فعلى أي شيء تقيس؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/394)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:46 م]ـ
صدقتَ أخي الكريم "الموسى"، لكن هناك ملاحظتان:
الأولى: فرق ما بيننا وبين الأقدمين أن علومنا المحدثة أوسع وأعمق، لو أردتَ التخصص في أحدها فقط لاستغرق ذلك العمر، كما أن المستحدثات تنزل بالجملة
الثانية: إعمال الرأي بعد حصر النصوص جائز بل واجب للمفتي إذا عدِم الدليل، ولا تقُل لا بد أن يستقرأ ويستقصي كل النصوص، فالأمر بقدر المُكنة كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "اتق الله فيما علِمت"، ألم تر إلى قول الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي، بمعنى أنه حصّل المستطاع؛ فإذا ظهر نص لم يره أخذ به
والله أعلم
ـ[الموسى]ــــــــ[15 - 12 - 08, 01:03 م]ـ
شكراً للموازنة .. أنا وانت نجدف باتجاه واحد
ـ[الموسى]ــــــــ[22 - 12 - 08, 09:58 ص]ـ
للرفع ..(52/395)
قصة ابليس والجنة
ـ[نظمي توفيق]ــــــــ[15 - 12 - 08, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأحبة حفظكم الله
هل من المسلمات لدينا ان ابليس كان من أهل الجنة ثم اخرج منها بسبب عصيانه أمر الله تعالى؟ كما في الآيتين الثالثة عشرة والثامنة عشرة من سورة الأعراف؟
وكيف دخلها مرة اخرى للإيقاع بأبينا آدم بعد أن طرد منها؟
أرجو إفادتكم، جزيتم خيرا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:08 م]ـ
الشيطان كان في الجنة حيث أن آدم عليه السلام خلق في الجنة و كان إبليس مع الملائكة حيث أبى السجود لآدم كما ذكرتَ فالدليل قوله تعالى {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} و قوله عز و جل {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا} الأعراف.
أما بالنسبة لسؤالك الأخير فالشيطان لم يدخل الجنة للايقاع بآدم و حواء عليهما السلام من بعد ذلك و إنما وسوس إليهما ...(52/396)
فوائد متعلقة بحديث النزول من كلام الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه الصارم المنكي
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 10:36 م]ـ
فوائد متعلقة بحديث النزول من كلام الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه الصارم المنكي
(فائدة، شيخ الإسلام يذهب إلى عدم خلو العرش وقت النزول الإلاهي كما في كتابه في شرح حديث النزول):
فهذه روح النائم متعلقة ببدنه وهي في السماء تحت العرش، وترد إلى البدن في أقصر وقت، فروح النائم مستقرها البلد تصعد حتى تبلغ السماء، وترى ما هنالك ولم تفارق البدن فراقاً كلياً وعكسه أرواح الأنبياء والصديقين والشهداء مستقرها في عليين وترد إلى البدن أحياناً، ولم تفارق مستقرها، ومن لم ينشرح صدره لفهم هذا والتصديق به فلا يبادر إلى رده وإنكاره بغير علم، فإن للأرواح شأناً آخر غير شأن الأبدان، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وهذا قرب الروح نفسها من الرب ولم تفارق البدن، والرب تعالى فوق سمواته على عرشه)).
ولا يتلفت إلى كثافة طبع الجهمي وغلظ قلبه، ورقة إيمانه ومبادرته على تكذيب ما لم يحط بعلمه، فالروح تقرب حقيقة بنفسها في حال السجود من ربها تبارك وتعالى لا سيما في النصف الأخير من الليل حين يجتمع القرباء، إذا أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأقرب ما يكون (الرب) من عبده في جوف الليل حين ينزل إلى السماء الدنيا ويدنو من عبادة، فتحس الروح بقربها حقيقة من ربها سبحانه.
ومع هذا فهي بدنها وهو (سبحانه) فوق سمواته على عرشه، وقد دنا من عباده ونزل إلى السماء الدنيا، فإن علوه سبحانه وعلى خلقه أمر ذاتي، له معلوم بالعقل والفطرة وإجماع الرسل، فلا يكون فوقه شيء البتة، ومع هذا فيدنوا عشية عرفة من أهل الموقف وينزل إلى سماء الدنيا، وهذا الذي ذكرناه من دنو الرب تبارك وتعالى من عباده مع كونه عالياً على خلقه هو قول كثير من المحققين من أهل السنة.
قالوا: وإذا كان شأن الأرواح ما ذكرنا وهي مخلوقة محصورة متحيزة، فكيف بالخالق الذي يحيط ولا يحاط به؟
وأعلم أن السلف الصالح ومن سلك سبيلهم من الخلف متفقون على إثبات نزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا وكذلك هم مجمعون على إثبات الإتيان والمجيء، وسائر ما ورد من الصفات في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، ولم يثبت عن أحد من السلف أنه تأول شيئاً من ذلك.
وأما المعتزلة " الجهمية فإنهم يردون ذلك ولا يقبلونه، وحديث النزول متواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال عثمان بن سعيد الدارمي: هو أغيظ حديث للجهمية، وقال أبو عمر بن عبد البر: هو حديث ثابت من جهة النقل الصحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته.
وقال سليمان بن حرب سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء: ينزل الله إلى السماء الدنيا يتحول من مكان إلى مكان، فسكت حماد، ثم قال: هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء.
وقال إسحاق بن راهوية: جمعني وهذا المبتدجع - يعني إبراهيم بن صالح - مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال إبراهيم: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء، قال:فرضي عبد الله كلامي، وأنكر على إبراهيم.
وسأل رجل عبد الله بن المبارك عن النزول فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل؟ فقال عبد الله: " كدخداي خويش كد " ينزل كيف يشاء، وقال أبو الطيب أحمد بن عثمان حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله ينزل إلى سماء الدنيا)) فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ فقال أبو جعفر الترمذي: البنزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
وأبو جعفر هذا اسمه محمد بن أحمد بن نصر، وكان من كبار فقهاء الشافعية ومن أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا أثنى عليه الدارقطني وغيره، وقد قال في النزول كما قال مالك رحمه الله في الاستواء، وهكذا القول في سائر الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/397)
وقد اختلف المثبتون للنزول هل يلزم منه خلو العرش منه أم لا، ونحن نشير إلى ذلك إشارة مختصرة فنقول: قالت طائفة: لا يلزم منه خلو العرش، بل ينزل إلى سماء الدنيا وهو فوق العرش، قالوا وكذلك كلم موسى من الشجرة وهو فوق عرشه وكذلك يحاسب الناس يوم القيامة، ويجيء ويأتي وينطلق وهو فوق العرش، لأنه سبحانه أكبر من كل شيء، كما دل عليه السمع والعقل،وهو العلي العظيم،فلا يزال سبحانه علياً على المخلوقات كلها العرش وغيره في كل وقت، وفي كل حال من نزول وإتيان وقرب وغير ذلك، فلو خلا منه العرش حال نزوله لكان فوقه شيء، وكان غير عال وهذا ممتنع في حقه سبحانه، لأن علوه من لوازم ذاته فلا يكون غير عال أبداً، ولا يكون فوقه شيء أصلاً.
وقالت طائفة أخرى: بل خلوا العرش منه من لوازم نزوله، فتقول: ينزل إلى سماء الدنيا ويخلو منه العشر إذا نزل، لأن النزول الحقيقي يستلزم ذلك، والقول بإثبات النزول معكونه فوق العرش غير معقول، وكذلك القول بأنه يحاسب الناس يوم القيامة في الأرض، وأنه يجيء ويقبل ويأتي وينطلق ويتبعونه، وأنه يمر أمامهم، وأنه يطوف في الأرض ويهبط عن عرضه إلى كرسيه، أو غيره، ثم يرتفع إلى عرشه كما ورد هذا كله في الحديث، وأنه كلم موسى عليه السلام من الشجرة حقيقة، وهو مع ذلك كله فوق عرشه أملا يتصوره العقل، ولم يدل عليه النقل فيجب القول به والانقياد له، بل هو شيء لا يخطر ببال من سمع الأحاديث في ذلك وكان سليم الفطرة إلا أنه يوافقه عليه من يعتقد فيقرره في ذهنه.
وقد علم أن نزول الرب تبارك وتعالى أمر معلوم معقول كاستوائه وباقي صفاته، وأن كانت الكيفية مجهولة غير معقولة، وهو ثابت حتى حقيقة لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة، وما لزم الحق فهو عين الحق.
قال هؤلاء: ونحن أقرب إلى الحق وأولى بالصواب ممن خالفنا، لأننا قلنا بالنصوص كلها، ولم نرد منها شيئاً ولم نتأوله، بل أثبتنا نزول الرب تبارك وتعالى حقيقة مع إقرارنا بأنه العلي العظيم الكبير المتعال، فلا شيء أعلى منه، ولا أعظم منه ولا إله غيره ولا رب سواه هو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء، والظاهر الذي ليس فوقه شيء، والباطن الذي ليس دونه شيء، وكونه علياً عظيماً لا ينافي نزوله حقيقة عند من عقل معنى النصين وفهم معنى الخبرين، قالوا: فنحن قلنا بموجب النصين العلو والنزول.
وأما مخالفتنا القائل بأنه ينزل ولا يخلو منه العرش فحقيقة قوله إما نفي معنى النزول بالكلية، وإثبات مجرد لفظه، وإما حمله له على أمر لا يعقل أصلاً، وأما تفسيره بما يخالف ظاهر اللفظ وحقيقته وهو القول بنزول بعض الذات.
ثم إنه يرد على قائل هذا ما أورده علينا من أنه يبقى شيء من المخلوقات فوق بعض الذات، وذلك ينافي العلو المطلق الذي هو من لوازم ذاته، فمخالفتنا يلزمه أمران:
أحدهما: ما أورده علينا.
والآخر: مخالفته اللفظ وحمله (له) على المجاز دون الحقيقة من غير دليل، ونحن لا يلزمنا محذور أصلاً، فإنا جمعنا بين نصوص الكتاب والسنة وقلنا بها كلها وحملناها على الحقيقة دون المجاز لم نتأول منها شيئاً برأينا ولا صرفنا منها شيئاً عن ظاهر بعقلنا.
قالت الطائفة الأولى القائلة بعدم الخلو: بل نحن أولى بالحق منكم، فإنا نحن القائلون بالنصوص كلها الجامعون بين الأدلة العقلية والسمعية.
وأما أنتم فيلزمكم مخالفة ما ورد من نصوص العظمة، وأن يكون المخلوق محيطاً بالخالق، وما ذكرتموه من استلزم النزول بخلو العرش هو عين الجهل، وإنما ذلك لازم في نزول المخلوق والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته،ولا في أفعاله، وهو العالي في دنوه، القريب في علو، ليس فوقه شيء ولا دونه شيء بل هو العالي على جميع خلقه في حال نزوله، وفي غير حال نزوله، وهو الواسع العليم، أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء،وهو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في يده إلا كخردلة في يد أحدكم، وهو الموصوف بالعلو المطلق، ولم يزل عالياً ولا يكون إلا عالياً سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/398)
وفي هذا كله ما يبطل قولكم إنه إذا نزل يخلوا منه العرش، فإن ذلك يلزم منه أمور ممتنعة، منها إحاطة المخلوق بالخالق، وأن لا يكون الخالق أكبر من كل شيء ولا أعظم من كل شيء وكل ذلك محال.
وقالوا: وأما نحن فنقول لا يخلو منه العرش إذا نزل، بل هو فوق عرشه يقرب من خلقه كيف شاء وإن كنا قد نقول إنه غير موصوف بالاستواء حال النزول، فإن الاستواء علو خاص،وهو أمر معلوم بالسمع.
وأما مطلق العلو فإنه معلوم بالعقل، وهو من لوازم ذاته، فقربه إلى خلقه حال نزوله لا ينافي مطلق علوه على عرشه، قالوا: وما ذكره مخالفنا من أنا ننفي معنى النزول بالكلية أو نفسره بأمر لا يعقل، باطل، بل النزول عندنا أمر معلوم معقول غير مجهول، وهو قرب الرب تبارك وتعالى من خلقه كيف يشاء، وقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ((ينزل ربنا)) كقوله تعالى {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} (الأعراف 143) وقد ثبت أن الذي تجلى منه مثل الخنصر، أو مثل طرف الخنصر مع إضافة التجلي إليه، فكذلك النزول من غير فوق، ولا يلزمنا على هذا ما لزمكم من إحاطة المخلوق بالخالق وكونه غير علي عظيم.
وقد ثبت أن جبريل عليه السلام كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية، مع العلم بأن صورته التي خلق عليها لم تزل ولم تعدم في تلك الحال، بل تمثل له بعضها في صورة دحية، فخاطبه، ولبس في الشرع ولا في العقل ما ينافي ذلك.
قالت الطائفة الأخرى القائلة بالخلو: الواجب علينا كلنا اتباع النصوص كلها والجمع بينها وأن لا نضرب بعضها ببعض، ولا يخفى أن جميع ما ورد من نصوص العظمة نحن به مصدقون، وإليه منقادون وبه موقنون، وما ذكرتموه من العلو والعظمة لا ينافي حقيقة النزول، ونحن لا نمثل نزول الرب تبارك وتعالى بنزول المخلوق ولا استواءه باستوائه، وكذلك سائر الصفات نعوذ بالله من التمثيل والتعطيل.
لكن إثبات القدر المشترك لا بد منه كما في الوجود، وباقي الصفات، وإلا لزم التعطيل المحض، فنحن نثبت النزول على وجه يليق بجلال الله وعظمته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، ونقول قد أخبر (به) الصادق وما أخبر به فهو عين الحق، وما لزم الحق فهو حق، ونقول: أن النزول الحقيقي يستلزم ما ذكرناه وما استروح إليه مخالفتنا من أن المراد نزول بعض الذات كما في قوله {فلما تجلى ربه للجبل} (الأعراف 143) والمراد تجلي البعض أمر غير معقول منه، والفرق بين الموضوعين ظاهر والدليل هناك دل على إرادة البعض فلا يلزم من الحمل على إرادة البعض في مكان بديل الحمل على إرادة البعض في مكان آخر من غير دليل.
وما ذكر من أمر جبير وتمثل بعضه للنبي- صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية، أمر لم يدل على عقل ولا شرع، فلا يجوز المصير إليه بمجرد الرأي،ـ بل الذي كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية هو جبريل حقيقة، ولعظيم مرتبته وعلو منزلته أقدره الله تعالى على أن يتحول من صورة إلى صورة، ومن حال إلى حال، فيرى مرة كبيراً، ومرة صغيراً كما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى في السموات والأرض.
وقد دل العقل والنقل على قيام الأفعال الاختيارية به فهو الفاعل المختار بفعل ما يشاء ويختار، ذو القدرة التامة والحكمة البالغة والكمال المطلق، وقد ثبت في الصحيح أنه يتحول من صورة إلى صورة وثبت أنه يتبدى لهم في صورة غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة ثم يعود في الصورة التي رأوه فيها أول مرة.
وهذا كله حق لأن الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبر به،وليس في العقل ما ينفيه، بل جميع ما أمر به صاحب الشرع يوافقه العقل الصحيح ويؤيده وينصره ولا يخالفه أصلاً.
وإذا عرف هذا فقد يقال ما ورد من الأدلة الدالة على العظمة وكبر الذات، ليس بينها وبين ما قيل إنه يعارضها منافاة ولا معارضة، بل جميع ذلك حق والجمع بين ذلك كله سهل يسير بعد العلم بإثبات الأفعال الاختيارية،وأن الله هو الفعال لما يريد وهو الفاعل المختار يفعل ما يشاء ويختار لا إله غيره ولا رب سواه.
وقالت طائفة ثالثة: نحن لا نوافق الطائفة الأولى ولا الثانية، بل نقول:ينزل كيف يشاء غير مثبتين للخلو ولا نافعين له بل مقتصرين على ما جاء في الحديث سالكين في ذلك طريق السلف الصالح.
وقد روى (أبو) الشيخ عن إسحاق بن راهويه، قال: سألني ابن طاهر عن حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في النزول، فقلت له: النزول بلا كيف، وروى الأوزاعي عن الزهري ومكحول أنهما قالا: امضوا الأحاديث على ما جاءت، وقال الأوزاعي ومالك والثوري والليث بن سعد وغيرهم من الأئمة: أمروا الأحاديث كما جاءت بلا كيف، ولبسط الكلام في هذا موضع آخر والله سبحانه وتعالى أعلم.
(انتهى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/399)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 12 - 08, 11:18 م]ـ
بوركت اخى ابو رواحه
اشكال:
وسأل رجل عبد الله بن المبارك عن النزول فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل؟ فقال عبد الله: " كدخداي خويش كد "
فما المراد بقوله: كدخداي خويش كد "
هل الكلام متداخل ام جمله تطلق على امر معين بلهجه لم افهمها ...
ارجو التوضيح
ـ[أبو رواحة السمري]ــــــــ[16 - 12 - 08, 08:20 م]ـ
"كدخداي خويش كد" معناه:ينزل كيف يشاء
جاوبه بالفارسي.(52/400)
طلب بخصوص إعداد رسالة دكتوراه عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[16 - 12 - 08, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحد الإخوة بصدد إعداد رسالة دكتوراه بعنوان (دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب حقيقتها ونشأتها وأثرها في الجزيرة وخارجها)، ويستنصح المشايخ الفضلاء في الملتقى بشأن هذه الرسالة، كذا في المراجع التي يمكن أن يستفيد منها في رسالته.
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 03:36 ص]ـ
أخي الكريم الكتب كثيرة عن الشيخ ودعوته ولو بحثت في الشبكة لوجدت الكثير
والله يوفق الأخ ويحصل على الدرجة العلمية
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[16 - 12 - 08, 11:01 ص]ـ
ومن إصدرات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض كتاب بعنوان الإمام محمد بن عبد الوهاب للسكاكر ....
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 12 - 08, 01:40 م]ـ
الكلام بخصوص الدعوة وأثرها كثير جدا
لكن إذا كان الباحث يريد التميز وإضافة شيء جديد يذكر ويشكر عليه وإن شاء الله ياجر عليه لابد من البحث في هذه الأمور:
- الوضع الديني والسياسي والإجتماعي قبل الدعوة ويستحسن تدعيم البحث بمصادر من نجد ومن خارج نجد
- حقيقة المناوئين لهذه الدعوة سواء المعاصرين لها او ممن جاء بعدهم وكشف عقائدهم من كتبهم ومصنفاتهم المخفية! والتي تحتوي على كثير من الكذب والضلال وكذلك الردود عليهم (مهمة)
- توضيح وبيان باقوال العلماء الذين اثنوا على الدعوة من خارج نجد
- كذلك توضيح باقوال علماء التاريخ الذين تكلموا عن تاريخ نجد سواء في نجد او خارج نجد
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:22 م]ـ
هناك رسالة اختساب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ماجستير في قسم الدعوه لمرفت كامل اسرة
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 02:44 م]ـ
انظر أخي في هذا الرابط:-
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17582
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 01:02 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
لعل من أهم المراجع كتب الشيخ محمد نفسها، فلو دقق الباحث في كتب الشيخ ورسائله وأعاد النظر فيها
تبيّن له الكثير مما يريد.
أسأل الله أن يعينه وييسر أمره.
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 03:38 م]ـ
صفحة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في صيد الفوائد
http://saaid.net/monawein/index.htm(52/401)
سؤال في إثبات كيفيفة الصفات لله عز وجل.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[16 - 12 - 08, 12:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أسئلتي في مقولة الامام مالك رحمه الله أو شيخه ربيعة لما سئل عن كيف الاستواء؟ فقال:
(الاستواء معلوم، والكيف مجهول، الايمان به واجب، والسؤال عنه بدعه):
السؤال الأول: في عبارة (والكيف مجهول)
كيف اثبت الامام رحمه الله الكيفية للإستواء لله عز وجل، وبصورة أعم وأشمل كيف نثبت الكيفية لصفات الله سبحانه وتعالى؟
*و ما حكم من يقول أن اثبات الكيفية للصفات ليس عليها دليل بل نمرر الايات والاحاديث كما جاءت دون اثبات كيفية يعني الاستواء معلوم أنه في الاية فالله مستو على عرشه مع نفي الكيفية فليس للاستواء كيفية معلومة ولا كيفية مجهولة؟
السؤال الثاني:في عبارة (السؤال عنه بدعة)
ماذا قصد الامام في هذا اللفظ (بدعة) هل هو شئ محدث ولم يسبق لأحد من التابعين أو الصحابة أن سألوا عنه، أم ماذا؟
وجزاكم الله كل الخير ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 06:50 ص]ـ
مرفق ملف سبق لي رفعه في موضوع مستقل لكني لم أعثر عليه، فيه نقول عن الأئمة توضح معنى قولهم (لا كيف) وأن مذهب أهل السنة إثبات الكيفية ونفي معرفتها
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[17 - 12 - 08, 08:20 ص]ـ
الإمام رحمه الله لم يثبت كيفية الاستواء لله تعالى وإنما أثبت أن لله تعالى استواء يليق بجلاله ولكن كيف يكون هذا الاستواء هذا المنهي عنه وهو الذي أراده بقوله:والسؤال عنه بدعة
فنحن نؤمن بأن لله تعالى صفات تليق به سبحانه ونثبتها له بلا تكييف ولاتأويل
وقول الامام احمد الاستواء معلوم أي معلوم المعنى والكيف مجهول أي كيفية الاستواء مجهولة
والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ونحن لم نرى الله سبحانه وتعالى وبالتالي كيف نكيف صفاته؟
هذا مالدي على عجالة وأرجو أن أكون وفقت لتوضيح الإجابة على سؤالكم ولدي نقولات كثيرة عن مذهب السلف في صفات الله تعالى سأرفعها لكم قريبا بإذن الله
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[17 - 12 - 08, 12:36 م]ـ
جزاكما الله عني كل الخير
لكن اسؤال على ما يظهر لي أنه غير مفهوم أنا لا اقول عن انكار الصفة او نفيها او ان نفي الكيفية ينفي الصفة نفسها، ولكن اخواني انا اسأل عن دليل الكيف نفسه في الصفات أي ان الكيف اصبحت صفة لله بحد ذاتها هذا ما سؤلت عنه، مثال: (المجيء لله تعالى يوم القيامة) نقول أهل السنة يأتي ربنا ولكن نجهل كيف فالسؤال هل المجيء يحتاج الى كيف يعني المجيء صفة و كيفية المجيء صفة أخرى أم أن المجيء صفة مرتبطة بالكيف فهي صفة واحدة
انا اعتذر على عدم توضيحي لكن هذا ما سؤلت عنه وانا اناقش احد الصوفية فقال بان القول بكيفية الصفات شيء محدث وحتى وان كانت مجهولة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:14 م]ـ
الحمدلله و بعد
الكيف هو الحقيقة و الكنه , و ما من موجود إلا و له حقيقة تليق به و إلا كان عدماً
و قد قال تعالى في سورة الروم {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)}
و قال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم: (الْقُلُوبُ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ}
فجعل تقليب القلوب له كيفية على ما يشاء الله تعالى
و أمثال هذا كثير في الكتاب و السنة أما الآثار السلفية في هذا المعنى فكثيرة جداً
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[17 - 12 - 08, 02:42 م]ـ
لعل المشايخ يوضحون لك ذلك
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[20 - 12 - 08, 10:27 ص]ـ
بارك الله فيك اخي المقدادي
و وددت توضيحا اكثر اذا امكن من اخواني،
وهل هناك من السلف الصالح سبق في هذا الامر اي احد قال بعدم اثبات الكيفية في الصفات؟
وهل اثبات الكيفية في شئ من الصفات يسلزم اثباتها في الصفات الاخرى مثال ذلك هل اثبات الكيفية في صفة تقليب القلوب يستلزم منه اثبات الكيفية في الاستواء مثلا؟
اخواني اذا كان هذا الامر مما يكره الخوض فيه او اني تجاوزت حدي في الغيب في هذه المسألة ارجو من الاخوة ان لا يترددوا في مناصحتي فالمرء يشد عضده باخيه.
وجزى االله القارئ والمجيب كل الخير.(52/402)
هل للمبتدعة حقوق ينبغي مراعاتها؟
ـ[الموسى]ــــــــ[16 - 12 - 08, 05:59 م]ـ
إلى المشايخ الفضلاء في ملتقى أهل الحديث: تحية طيبة:
أود منكم التكرم بالإجابة على هذا الإشكال _ بالنسبة لي _ حول مسألة حقوق المبتدعة الضلال من أمثال المتصوفة والشيعة ومن دار على فلكهم ..
هل لهم من حق إبتداء؟
فإن كان لهم من حق فما هو حقهم؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:10 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله،
حقهم علينا النصح و الإرشاد إلى الهدى بالدليل و الحجة ...
ـ[الموسى]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:27 م]ـ
جزاك الله خير .. أيها الإدريسي الفاضل
لا شك بأن هذا هو أعظم حق
جعلك الله من الناصحين
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 12 - 08, 06:41 م]ـ
و إياك أخي الكريم.
ـ[الموسى]ــــــــ[17 - 12 - 08, 09:43 ص]ـ
البعض يطالب بإقامة مدارس خاصة لهم، والبعض يطالب بمحاكم خاصة، والآخر يطالب بحسن التعايش معهم
كل هذا لا يهم المهم ما موقف السلف من مسألة الحقوق المدنية لهم؟
ـ[الموسى]ــــــــ[18 - 12 - 08, 05:02 م]ـ
للرفع .. للأهمية(52/403)
الإسلام والهندوسية.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[17 - 12 - 08, 12:26 ص]ـ
الحمد لله وحده،
من يدلنى على كتاب يناقش عقائد الهندوسية من منظور إسلامى سلفى المنهج؟
فإن لم يكن كتابا فلتكن مقالات، ولو بالإنجليزية.
للضرورة يا إخوان.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 12 - 08, 04:57 م]ـ
للرفع
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[18 - 12 - 08, 08:11 م]ـ
ان كنت تبحث عن عقيدة وحدة الوجود في الهندوسية فيمكنك الاطلاع على كتاب"عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية" الفصل الثاني المبحث الاول والكتاب متوفر على الشبكة وتجد ايضا في هوامش الصفحات مراجع كثيرة عن الهندوسية من منظور اسلامي
ـ[حامد تميم]ــــــــ[19 - 12 - 08, 09:11 م]ـ
هناك رسالة دكتوراة نوقشت في الجامعة الإسلامية للأخ الشيخ/ أبو بكر زكريا النغلاديشي، في قسم العقيدة، بإشراف الشيخ سعود الخلف والشيخ ضياء الرحمن الأعظمي، وللمعلومية للشيخ ضياء الرحمن كتاب عن الهندوسية، كان هندوسياً هداه الله للإسلام، معروف بسلامة المنهج والعقيدة السلفية النقية على طريقة أهل الحديث والأثر، ولانزكي على الله أحد.
ـ[اسمير]ــــــــ[20 - 12 - 08, 01:50 م]ـ
دراسات اليهوديةوالمسيحيةواديان الهند
لشيخ محمد ضياء الرحمان الاعظمي
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 06:00 م]ـ
ها هو الكتاب و لا أعلم كيف يرفع في المنتدى و ان كان المنتدى يسمح بمثل هذا الحجم و هو كتاب قيم جدا فيما يتعلق بأديان الهند و فلسفاتها الكلية و الفروق بينها أسال الله ان يزيد الشيخ تعمقا في دراستها و الزيادة عليه في طبعاتها القادمة و الاستفادة من أبحاث المعاصرين عنها
http://www.4shared.com/file/52971378/e0cad729/dirasatfeadian.html(52/404)
ورطة الأشعرية في تعليل "رؤية" رب البرية ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:50 ص]ـ
ورطة الأشعرية في تعليل "رؤية" رب البرية ..
عندما أراد أبو الحسن الأشعري -رحمه الله-أن يجعل رؤية الله أمرا معقولا، رغم نفيه للجهة و المقابلة- وهو ما يعتبره خصومه المعتزلة من باب المحال-قال إن المصحح للرؤية هو "الوجود" .. !
هذا الجواب عند التحقيق هومجرد هروب إلى الأمام كما يقال .. فمثله كمثل من يطلبه وحش خلفه فيضطر إلى ضربه بكل ما تصل إليه يده من عشب وورق أو غير ذلك مما لا يدفع صائلا ... !
غير أن أتباعه لا سيما من تأخر بهم الزمان، جعلوا جواب إمامهم - الذي اضطر إليه اضطرارا- ... ضابطا عاما يفصل بين ما يمكن أن يوجد وما لا يمكن .. فتجدهم في الشروح والحواشي يقولون هذا موجود لأنه يرى أو هو قابل للرؤية .. !
وشنع عليهم خصومهم أي تشنيع:
الصوت يرى على مذهب الأشاعرة ... والرائحة ترى على مذهبهم ... وعين الأشعري يمكن أن تدرك الحلاوة كما تدرك السواد ... وأعمى الصين يمكن أن يرى نملة تدب في طليلطة في الليل البهيم ..
كل هذا ممكن ... لأنها كلها موجودة .. افترض ما شئت من الموجودات فهي مرئية بالضرورة.
ولست أدري هل إلزامهم تلك الرؤية أشنع أم إلزامهم رؤية المعقولات ... كرؤية العدالة و الحرية و السعادة .. فيصبح عالم المعقولات عالما من الألوان الزاهية تشع فيه الافكار والمفاهيم لأن علماء البصريات-المعاصرين- يرون الرؤية مرتبطة بما يشع عن الأجسام وبما تمتصه من الأشعة .. فيكون مصير الأشعرية إلى القول بحسية الأفكار مع اعتبارها عقلية أي مفارقة للحس .. وهذا تناقض فاحش ... لكن يبدو أن الرؤية عندهم ميتافزيقية وهذا أغرب من الكشف الصوفي!!
لن نعرج عن التفصيل العلمي لفزياء البصريات بل نريد أن نبقى مع الأشاعرة لنسائلهم في مجال الميتافزيقا ...
كيف سووا بين مقولة الوجود ومقولة الإدراك!
لأن ما قالوه عن مسألة "الرؤية" يجب أن يطرد وإلا وجب عليهم أن ينفضوا أيديهم من العقليات ..
فلا مفر لهم من التلازم بين المقولتين:
هم يرون الوجود مصححا للرؤية .. فيكون التلازم من قبيل العلة والمعلول وليس من قبيل الشرط والمشروط:
فلو كان الوجود شرطا للرؤية لحصل وجود بدون رؤية كما يحصل الوضوء من غير صلاة .. وهذا يفوت حجة الأشعري .. لأن لخصومه أن يقولوا" الله موجود ولا يرى" لأن الوجود شرط للرؤية والشرط قد يقترن بالمشروط وقد يتخلف وهنا تخلف .. فلا بد للأشعري أن يقول بل الوجود علة للرؤية ..
قال في المواقف:
" ................ المسلك الثاني هو العقل
والعمدة مسلك الوجود وهو طريقة الشيخ والقاضي وأكثر أئمتنا
وتحريره أنا نرى الأعراض كالألوان والأضواء وغيرها وهذا ظاهر.
ونرى الجوهر لأنا نرى الطول والعرض ..
فقد ثبت أن صحة الرؤية مشتركة بين الجوهر والعرض
وهذه الصحة لها علة لتحققها عند الوجود وانتفائها عند العدم
ولولا تحقق أمر حال الوجود غير متحقق حال العدم لكان ذلك ترجيحا بلا مرجح
وهذه العلة لا بد أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض
وإلا لزم تعليل الأمر الواحد بالعلل المختلفة
وهو غير جائز ................. " انتهى كلامه من الشاملة.
فالله موجود إذن فهو مرئي .. هذا هو تعليلهم للرؤية .. وما هو مرئي- واقعا أو إمكانا- موجود .. وما لا يقبل الرؤية معدوم .. !!
لقد سبق الأشاعرة القس الإرلندي "باركلي" الذي أصل مبدأه المعروف: "وجود الشيء رهين بإدراكه" ... وجل الفلاسفة عرف عنهم التبرؤ من هذا المبدأ الخطير- مع الاعتراف بأنه لا يمكن دحضه مثل أخواته من شبهات السفسطائين التي بقيت عبر التاريخ من غير دحض، ولكن أعرضوا عنها مخافة الخراب-فمبدأ باركلي يفضي رغم كل شيء إلى مذهب الذات الواحدة .. وإنكار العالم الخارجي أن يكون مستقلا في الوجود .. بل هو أحاسيسي وتمثلاتي أي إدراكاتي فقط ...
هذا المذهب على سخافته متوسط بالمقارنة مع التطرف الأشعري .. فإذا كان باركلي يتكلم عن الإدراك فهو يعممه على سائر الحواس .. أما الأشاعرة فقد أرجعوا كل موجود إلى حاسة واحدة ..
فعند باركلي يكفيه أن يقال:هذا الصوت مسموع-يسمعه باركلي- إذن فهو موجود ..
أما الأشاعرة فلا يكفيهم ذلك بل يقولون: هذا صوت مسموع وهو موجود بشرط أن يكون مرئيا أو قابلا للرؤية .. فيكون الصوت المسموع الموجود مرئيا بالضرورة ..
مذهب باركلي سفسطة بسيطة، ومذهب الأشاعرة سفسطة مركبة!!
بل إن الكوجيتو المشهور عن ديكارت انتقد عليه فقد قيل إن استنباط أنه موجود من كونه يفكر ليس له مسوغ منطقي .. مع العلم أن فعل التفكير أعم من فعل الرؤية عند الأشعري ..
قال في المواقف بعد الكلام السابق:
" ............. واعلم أن هذا يوجب أن يصح رؤية كل موجود كالأصوات والروائح والملموسات والطعوم ..
والشيخ يلتزمه ويقول لا يلزم من صحة الرؤية تحقق الرؤية له
وإنما لا نرى لجريان العادة من الله بذلك .. ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها
والخصم يشدد عليه النكير .. وما هو إلا استبعاد
والحقائق لا تؤخذ من العادات .... "
وهو تعليل بارد بلاشك ... يستروح فيه الاشعري إلى مجرد الإمكان العقلي .. وقوله "ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها " يرد بقول مثله ... فلمن يفترض وقوع المحال –مثلا -أن يحتج على طريقة الاشعري أنه لا يمتنع أن يخلق الله فينا عقولا غير هذه بمقاييس غير المقاييس ...
إن التذرع بإمكان فعل الله تذرع للجميع وليس للأشعري خاصة!!
قد تقول وما الذي أوقع الأشاعرة في هذه الورطة؟
نقول: منهجهم في القطعيات والظنيات أرداهم!
كان من المتعين على الأشعري أن ينهي الجدال مع المعتزلة في مسألة" الرؤية"عند حدود النص .. لكنه أبى إلا أن يقحم فيها العقل باعتبار العقل صاحب قطعيات وليست النصوص كذلك ... فانفصل عن تشنيع ووقع في تشنيعات .. ورثّها أتباعه إلى اليوم!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/405)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 12 - 08, 03:40 ص]ـ
هذا .... فلتقارن بين منهج هؤلاء ومنهج السلف ..
المسألة حسمت عندهم –رضي الله عنهم- في دقيقة:
السائل-ما الدليل على رؤية الرحمن؟
المجيب: 521 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} ...
-البخاري-
فانظر إلى نصاعة الدين ووضوحه .. وانظر إلى سيد البلغاء صلى الله عليه وسلم ... كيف استثمر مشهدا طبيعيا كوسيلة للإيضاح ليقرر لهم عقيدة عظيمة في الله واضحة كوضوح القمر في ليلة البادية، ثم انظر كيف صرفهم بلطف بعد أن تقررت العقيدة بوضوح إلى العمل الذي هو المقصود…” فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"
والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن على هذا المشهد العقدي الصافي .. الذي عكره المتكلمون علينا فالله حسيبهم!!
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 07:58 ص]ـ
إثراء للفكرة التي طرحتها أخي الفاضل أبو عبدالمعز، تفضل ردّ الشيخ صلاح الإدلبي على الشيخ سفر حين ذكر تجويز الأشاعرة رؤية الأعمى في المشرق للبقعة في الأندلس. قال الإدلبي:
نقل الباحث عن الأشاعرة قولهم بجواز أن يرى الأعمى وهو بالمشرق البقة وهي بالأندلس، ولم يذكر المصدر كما هي عادته.
إذا كان الأشاعرة قد قالوا ذلك فينبغي أن نتأمل المسألة وننظر فيها: فهذه قضية، والعقل يحكم بالوجوب أو الجواز أو الاستحالة، ولاشك في أن حكمه فيها هو الجواز، أي إنها ليست واجبة عقلاً، وهذا بدهي، وليست مستحيلة عقلاً، إذ العقل يتصور وقوعها دون أن يلزم من ذلك مناقضة لإحدى القضايا العقلية اليقينية، فهي جائزة الوقوع عقلاً، ولكن يحكم العقل الإنساني إذا لم يسبق له أن علم وجود ذلك في الواقع بأن هذا مستحيل عادة، وشتان بين أن تقول هذا مستحيل عقلاً أو مستحيل عادة، ولكن المتسرعين لا يفقهون.
لو وصفت لإنسان جهاز الهاتف أو الهاتف الجوال قبل أن يكون قد عرفه أو سمع به فما الذي يمكن أن يقول؟؟ إذا كان من أهل العلم كأن يكون أشعرياً مثلاً فإنه يقول هذا جائز عقلاً مستحيل عادة، وإذا كان من المتسرعين فإنه يقول هذا مستحيل والعقل لا يصدق بذلك، ثم إذا عرف الجهاز وتحقق من فوائد استخدامه تبين له أنه لا يفهم الأحكام العقلية.
ورؤية رجل أعمى وهو بالمشرق لبقة أو فراشة تطير في الأندلس جائز عقلاً، فقد يكشف الله تعالى له عنها ويريه إياها، والله تعالى قادر على أن يخلق فيه إبصاراً فيراها، وكل ما يمكن أن تتعلق به القدرة الإلهية فهو جائز غير مستحيل، لأن القدرة الإلهية تتعلق بالممكنات لا بالمستحيلات. إ. هـ.
تأملوا هذه التعليلات الباردة السمجة!!!
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[17 - 12 - 08, 08:52 ص]ـ
ضاع العقل!!!
بارك الله فيك يا أبا عبد المعز وأعزك الله آمين,,,
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:06 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفائدة النفيسة
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 12 - 08, 02:59 م]ـ
ولم يذكر المصدر كما هي عادته.
هذا المدافع عن الأشعرية لا يعرف مذهب أئمته جيدا .. وقد أضحكني قوله
"ولم يذكر المصدر كما هي عادته" فكأنه يعتقد أن رؤية البقة في الأندلس قول أصيل للاشاعرة .. أو أن أئمته كانوا يصرحون في الخاصة والعامة أن من مذهبهم رؤية البقة في الأندلس مع كون الرائي في بغداد ... ماذا سيقول عنهم العامة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/406)
بل الأمر إلزام من الخصوم .. وهو إلزام صحيح لأنهم يرون المصحح للرؤية هو الوجود .. فالبقة الصغيرة موجودة فهي ترى من أي مسافة وتحت أي ظرف ... والأشاعرة لما ذكروا هذا ذكروه للرد عليه .. فمتى كانت الإلزامات العقلية توثق أيها الناس ويبحث لها عن مصادر!!!
أما اختباؤه خلف الإمكان العقلي فذكرني بقول جرير:
كأن الفرزدق إذ يعوذ بخاله ... مثل الذليل يعود تحت القرمل
والرد عليه في كلام شيخ الإسلام من مصنفه الفريد درء التعارض .. إذ يفرق بين الإمكان في المنهج القرآني والإمكان في المنهج الكلامي ... وهو كلام نفيس يعض عليه بالنواجذ موجه لمن لم يك ذا فم مر مريض كما قال أبو مالك العوضي ....
قال الشيخ:
"ومثال ذلك أنه سبحانه لما أخبر بالمعاد ـ والعلم به تابع للعلم بإمكانه فإن الممتنع لا يجوز أن يكون ـ بين سبحانه إمكانه أتم بيان ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني فيقولون: هذا ممكن لأنه لو قدر وجوده لم يلزم من تقدير وجوده محال فإن الشأن في هذه المقدمة فمن أين يعلم أنه لا يلزم من تقدير وجوده محال؟ فإن هذه قضية كلية سالبة فلا بد من العلم بعموم هذا النفي
وما يحتج به بعضهم على أن هذا ممكن بأنا لا نعلم امتناعه كما نعلم امتناع الأمور الظاهر امتناعها مثل كون الجسم متحركا ساكنا فهذا كاحتجاج بعضهم على أنها ليست بديهية بأن غيرها من البديهيات أجلى منها وهذه حجة ضعيفة لأن البديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به والمتصوران قد يكونان خفيين فالقضايا تتفاوت في الجلاء والخفاء لتفاوت تصورها كما تتفاوت لتفاوت الأذهان وذلك لا يقدح في كونها ضرورية ولا يوجب أن ما لم يظهر امتناعه يكون ممكنا بل قول هؤلاء أضعف لأن الشيء قد يكون ممتنعا لأمور خفية لازمة له فما لم يعلم انتفاء تلك اللوازم أو عدم لزومها لا يمكن الجزم بإمكانه والمحال هنا أعلم من المحال لذاته أو لغيره والإمكان الذهني حقيقته عدم العلم بالامتناع وعدم العلم بالامتناع لا يستلزم العلم بالإمكان الخارجي بل يبقى الشيء في الذهن غير معلوم الامتناع ولا معلوم الإمكان الخارجي وهذا هو الإمكان الذهني فإن الله سبحانه وتعالي لم يكتف في بيان إمكان المعاد بهذا إذ يمكن أن يكون الشيء ممتنعا ولو لغيره ن وإن لم يعلم الذهن امتناعه بخلاف الإمكان الخارجي فإنه إذا علم بطل أن يكون ممتنعا
والإنسان يعلم الإمكان الخارجي: تارة بعلمه بوجود الشيء وتارة بعلمه بوجود نظيره وتارة تعلمه بوجود ما الشيء أولي بالوجود منه فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولي بالإمكان منه ثم إنه إذا تبين كون الشيء ممكنا فلا بد من بيان قدرة الرب عليه وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفي في إمكان وقوعه إن لم يعلم قدرة الرب على ذلك فبين سبحانه هذا كله بمثل قوله {أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا} الإسراء: [99] وقوله: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم} يس: [81] قوله {أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير} الأحقاف: [33] وقوله: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} غافر: [57] فإنه من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السماوات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك ... "
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 12 - 08, 06:33 م]ـ
عرض رائع وممتع يكشف لنا تخبط هذه الفرقة، نحن نتابع مواضيعك بكل إهتمام جزاك الله خير
ـ[فيصل]ــــــــ[24 - 12 - 08, 12:48 ص]ـ
بارك الله بك على مواضيعك الرائعة استمر بارك الله فيك
بالنسبة لمسألة رؤية أعمى الصين بقة الأندلس! فقد صرح به بعض أئمتهم فهذا العلامة العصام-بحسب وصفهم- في شرحه لشرح العقائد النسفية ص94 ط الأزهرية يقول:
((قوله"والجواب منع هذا الاشتراط" إما مطلقاً بناء على أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه من المرئي في المرئي بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة الأندلس)) انتهى
وأيضاً الجرجاني في شرحه على المواقف8/ 155 يقول:
(("إما مطلقاً كما مر"من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس)) انتهى وهذا الشرح مشهور متداول فهذا يبين قلة إطلاع الشيخ الإدلبي هداه الله.
وكذا صنع الكرماني في شرحه على البخاري -نقلاً عن الشيخ الخضير- صفحة (106) من الجزء الرابع والعشرين حيث يقول: "يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس ولا يرى ما حولها". وغيرهم.
وقد بين تهافت كلامهم هذا الشيخ الخميس في كتابه حوار مع أشعري ص104 وبين أن هذه الرؤية للأعمى ليست رؤية حقيقية معروفة عند الناس وذكر أن الأعمى لا بصر له أصلاً والمطلوب رؤية بصرية حقيقية وقد بين أن القوم اعترفوا بأن هذه الرؤية قلبية ونوعاً من العلم بالقلب ونقل هذا عنهم.
وأضيف أن من آفاتهم أنهم نفاة للأسباب فلا فرق عندهم في وجود العين وسلامتها وقوة نظرها أو وجود "تمرة" مكانها! بل العين وجودها كعدمها لكن المسألة مسألة "عادة" الخلق عندها! ولاحول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/407)
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[02 - 03 - 09, 06:04 م]ـ
أخي الكريم أبو المعزّ
إن كان المصحح للرؤية عند الأشاعرة هو الوجود، فهو عند شيخ الإسلام على ما أظن القيام بالنفس؟ فما هو الفرق الجوهري بين الأمرين، وما هو توضيح كلامه رحمه الله؟ وهل قول شيخ الإسلام يصلح أن يُعتمد كدليل عقلي لصحة أن يكون الله تعالى مرئي؟
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:22 ص]ـ
....................
ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[08 - 03 - 09, 07:23 ص]ـ
عفواً أخي الفاضل (أبو عبد المعز) أخطأت في كنيتك ..
في انتظار جوابك بارك الله.(52/408)
تقسيم المشيئة إلى شرعية وكونية عند بعض علماء أهل السنة والجماعة!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[17 - 12 - 08, 08:34 ص]ـ
في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [النحل:36].
قال العلامة ابن كثير – رحمه الله تعالى – في تفسيره عند هذه الآية:
(وبعث في كل أمة رسولا أي: في كل قرن من الناس وطائفة رسولا وكلهم يدعو إلى عبادة الله، وينهى عن عبادة ما سواه: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك، منذ حدث الشرك في بني آدم، في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب، وكلهم كما قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45]، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} فمشيئته تعالى الشرعية منتفية؛ لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله، وأما مشيئته الكونية، وهي تمكينهم من ذلك قدرا، فلا حجة لهم فيها لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة، وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة.
ثم إنه تعالى قد أخبر أنه عير عليهم، وأنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل؛ فلهذا قال: {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ .... }) اهـ.
قال – رحمه الله تعالى – هنا:
(فمشيئته تعالى الشرعية منتفية؛ لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله، وأما مشيئته الكونية، وهي تمكينهم من ذلك قدرا .... ).
فقسّم المشيئة إلى قسمين شرعية وكونية!
فاستُشكل عند بعض طلبة العلم، وذلك لأن المشهور عند عامة أهل السنة والجماعة أن المشيئة لا تنقسم، وإنما الذي ينقسم هو الإرادة إلى إرادة شرعية، وإرادة كونية، وأنّ الإرادة الكونية هي المشيئة.
وقد نقل كلام ابن كثير هذا العلامة عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد)، ولم يتكلم عليه بشيء، وقد مر عليها طائفة من الشراح لفتح المجيد، دون بيان ولا تنبيه!
وقال هذا الأخ الذي استشكل هذا الأمر: إنه اتصل على العلامة العبّاد، فقال له: غلط غلط!
فاتصلت أنا البارحة على شيخنا فلاح بن إسماعيل فسألته عن هذا الاستشكال فقال – حفظه الله تعالى -:
(ما دام أنه ذكر أن المشيئة تنقسم إلى شرعية وكونية، وقيدها بالمشيئة الشرعية والكونية، فلا شك أنه يريد ما تعارف عليه عامة أهل السنة من أنها الإرادة الشرعية والكونية، وأما المشيئة عند الإطلاق فإنها تنصرف إلى الإرادة الكونية) اهـ كلامه – حفظه الله تعالى -.
و كلام شيخنا واضح وظاهر، وهو المتبادر إلى الذهن.
فمن كان عنده زيادة علم فليفدنا.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[17 - 12 - 08, 03:59 م]ـ
قرأت هذا الكلام لأحد الأخوة لعله يفيد:
قوله:ونؤمن بأنه تعالى: فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (هود 107) ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان: كونية يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوباً له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة 253) إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ (هود: 34) وشرعية: لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوباً له كقوله تعالى: وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (النساء: 27)) اعلم – علَّمك الله – أن الناس في أفعال الله تعالى وأفعال العباد طرفان متعارضان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/409)
ووسط: أما الطرفان فالطرف الأول: هم الجبرية الذين جردوا الإنسان من إرادته وقالوا إن الإنسان مجبور على فعله لا اختيار له وجعلوا فعل العبد هو فعل الله, تعالى الله عن هذا علوا كبيرا وهذا باطل يستلزم باطلا عظيما الطرف الثاني: هم القّدَرِيَّة الذين يقولون أن الإنسان هو الذي يخلق فعل نفسه وأثبتوا بأقوالهم هذه أربابا مع الله, تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا, بل إن قولهم يستلزم أن يقع مراد المخلوق ولا يقع مراد الخالق وهذا القول أعظم بطلانا وأعظم فرية على الله تعالى من الطرف الأول وكلا الطرفين على خلاف الحق. نسأل الله السلامة. وأما الطرف الوسط: هم أهل السنة والجماعة الذي يؤمنون بنصوص الوحيين ويفهمونها كما فهمها سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين, فهم يؤمنون بقوله تعالى: فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (البقرة 223) وقوله جل وعلا: وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً (التوبة 46) وقوله تعالى: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا (الفرقان 57) فأثبت الله تعالى للعبد إتياناً واتخاذا بمشيئته وإعداداً بإرادته. وقد قرر الشيخ رحمه الله تعالى أن للعبد اختيارا وإرادة ومشيئة بهما يكون الفعل من خمسة أوجه, ذكرها في الأصل السادس من أصول الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره, أشرحها وأزيدها بسطا هناك إن شاء الله تعالى. وأهل السنة والجماعة يؤمنون كذلك بقوله تعالى: لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (التكوير 28 - 29) وقوله تعالى: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة 253) وقوله جل وعلا: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 137).فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السموات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته، ما شاء الله كان وما لم يشأْ لم يكن. وكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك قد شاءها الله تبارك وتعالى. وأهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما جاء في نصوص الوحيين ولا يحرفون ولا يعطلون ولا يؤمنون ببعض النصوص ويكفرون بالبعض الآخر, بل هذه هي صفات أهل البدع والإنحلال والضياع والضلال. ولهذا قال علماء أهل السنة والجماعة – بعد استقراء نصوص الوحيين – أن إرادة الله تبارك وتعالى على نوعين. النوع الأول: إرادة كونية وهي التي تأتي بمعنى المشيئة وهي التي يقع فيها مراد الله تبارك وتعالى ولا بد, ولا يلزم أن يكون مراده تبارك وتعالى محبوبا إليه. فمثلا كفر الكافر, لا يقع إلا بإرادة الله الكونية أو إن شئت فقل: كفر الكافر يقع بمشيئة الله وإن كان كفر الكافر غير محبوب إلي الله تبارك وتعالى. وهكذا نفاق المنافقين ومعاصي العصاة فكلها أرادها الله تبارك وتعالى كونا وإن كانت غير محبوبة إليه, وهذا واضح إن شاء الله تبارك وتعالى. ومثال الإرادة الكونية - التي تأتي بمعنى المشيئة - في القرآن قوله تعالى: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة 253) لو: حرف امتناع لامتناع ومعناه في الآية: امتناع عدم الإقتتال لامتناع المشيئة (أي: لأن الله تعالى لم يشأ عدم الإقتتال, يعني شاء الإقتتال). قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في " شرح الواسطية " (ص 138 - 139) في الكلام عن هذه الآية: وفي هذا رد واضح على القدرية الذين ينكرون تعلق فعل العبد بمشيئة الله, لأن الله قال: وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُواْ, يعني: ولكنه شاء أن يقتتلوا فاقتتلوا, ثم قال: وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ, أي: يفعل الذي يريده, والإرادة هنا إرادة كونية. وقوله: يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ, الفعل باعتبار ما يفعله الله سبحانه وتعالى بنفسه فعل مباشر, وباعتبار ما يقدِّره على العباد فعل غير مباشر, لأنه من المعلوم أن الإنسان إذا صلى وصام وزكَّى وحج وجاهد, فالفاعل الإنسان بلا شك, ومعلوم أن فعله هذا بإرادة الله. ولا يصح أن يُنسب فعل العبد إلى الله على سبيل المباشرة, لأن المباشر للفعل الإنسان, ولكن يصح أن يُنسب إلى الله على سبيل التقدير والخلق. أما ما يفعله الله بنفسه, كاستوائه على عرشه,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/410)
وكلامه, ونزوله إلى السماء الدنيا, وضحكه ... وما أشبه ذلك, فهذا يُنسب إلى الله تعالى فعلا مباشرة. انتهى كلام الشيخ رحمه الله. وقال شارح " العقيدة الطحاوية " ابن أبي العز – رحمه الله – عند كلامه على أصل القدر: فإن قيل: كيف يريد الله أمرا ولا يرضاه ولا يحبه؟ وكيف يشاؤه ويكوِّنه؟ وكيف يجتمع إرادته له وبغضه وكراهته؟ قيل: هذا السؤال هو الذي افترق الناس لأجله فرقا, وتباينت طرقهم وأقوالهم. فاعلم أن المراد نوعان: مراد لنفسه, ومراد لغيره. فالمراد لنفسه, مطلوب محبوب لذاته وما فيه من الخير, فهو مراد إرادةَ الغايات والمقاصد. والمراد لغيره, قد لا يكون مقصودا للمريد, ولا فيه مصلحة له بالنظر إلى ذاته, وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده, فهو مكروه له من حيث نفسه وذاته, مراد له من حيث إفضاؤه وإيصاله إلى مراده. فيجتمع فيه الأمران: بغضه وإرادته, ولا يتنافيان, لاختلاف متعلقهما. وهذا كالدواء الكريه, إذا عَلِمَ المتناول له أن فيه شفاءه, وقطع العضو المتآكل, إذا عَلِمَ أن في قطعه بقاء جسده, وكقطع المسافة الشاقة, إذا علم أنها توصل إلى مراده ومحبوبه. بل العاقل يكتفي في إيثار هذا المكروه وإرادته بالظن الغالب, وإن خفيت عنه عاقبته, فكيف بمن لا يخفى عليه خافية. فهو سبحانه يكره الشيء, ولا ينافي ذلك إرادته لأجل غيره, وكونه سببا إلى أمر هو أحب إليه من فَوْتِه. ثم مثَّل – رحمه الله تعالى – كذلك على ما قال بخلق الله لإبليس, فراجعه إن شئت, فإنه كلام نفيس. وقبل هذا الكلام نقل الشارح – رحمه الله تعالى – ما نصه: وروى عمر – وفي النسخة التي حقق أحاديثها الشيخ الألباني عمرو – بن الهيثم قال: خرجنا في سفينة, وصحبنا فيها قدري ومجوسي, فقال القدري للمجوسي: أسلم, قال المجوسي: حتى يريد الله, فقال القدري: إن الله يريد ولكن الشيطان لا يريد, قال المجوسي: أراد الله وأراد الشيطان, فكان ما أراد الشيطان, هذا شيطان قوي, وفي رواية أنه قال: فأنا مع أقواهما. ووقف أعرابي على حلقة فيها عمرو بن عبيد (قلت: هذا شيخ المعتزلة) , فقال: يا هؤلاء إن ناقتي سُرِقَتْ, فادعوا الله أن يردَّها عليّ, فقال عمر بن عبيد: اللهم إنك لم تُرِدْ أن تُسْرَقَ ناقتُه فَسُرِقت, فارددها عليه, فقال الأعرابي: لا حاجة لي في دعائك. قال: ولِمَ؟ قال: أخاف كما أراد أن لا تُسْرَقَ فسُرِقَت أن يريد ردَّها فلا تُردُّ. انتهى النقل عن ابن أبي العز – رحمه الله تعالى – وهذا الشرح للطحاوية – أعني شرح ابن أبي العز – من أعز وأنفس شروح الطحاوية – على بعض الإطلاقات التي انتُقِدَت على صاحب العقيدة (أعني الطحاوي) وتابعه عليها الشارح – , وعلى أي حال فقد أبى الله العصمة إلا لكتابه وهذا الشرح شرح مبارك بالجملة ينبغي الاعتناء به ولكن في مرحلة متقدمة وقد صدق من قال: كان الأجدر تسميته بشرح الطحاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم, فإن الشيخ ابن أبي العز يكثر النقل عنهما دون التصريح باسميهما وهو معذور في ذلك – رحمه الله تعالى – ومن أروع وأصوب النسخ: النسخة التي تقع في مجلدين بتحقيق وتعليق وتقديم وتخريج أحاديث للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والشيخ شعيب الأرناؤوط وهي من منشورات مؤسسة الرسالة في بيروت. والله أعلم. وذكر بعض أهل العلم القصة التالية: دخل عبد الجبار الهمداني – أحد شيوخ المعتزلة – على الصاحب ابن عباد وعنده أبو اسحق الاسفراييني – أحد أئمة السنة – فلما رأى الأستاذ قال: سبحان من تنزه الفحشاء, فقال الأستاذ فورا: سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء, فقال القاضي: أيشاء ربنا أن يُعْصَى؟ قال الأستاذ: أيُعْصَى ربنا قهرا؟ فقال القاضي: أرأيت إن منعني الهدى وقضى عليّ بالردى أحسن إلىّ أم أساء؟ فقال الأستاذ: إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء. فبهت القاضي عبد الجبار. النوع الثاني: الإرادة الشرعية وهي التي تأتي بمعنى المحبة ولا تكون إلا في ما يحبه الله تعالى ويأمر به ويرضاه ولا يلزم بها وقوع مراده سبحانه وتعالى. فالله تبارك وتعالى يرضى لعباده الإيمان ويأمرهم به وخلقهم لعبادته سبحانه وتعالى ولذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب, ولكن هل كل الناس يعبدون الله؟ الجواب طبعا لا. وهذا معنى قول الشيخ – رحمه الله – أنه لا يلزم بها وقوع مراده سبحانه وتعالى. ومثال الإرادة الشرعية في القرآن الكريم قوله تعالى: وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ (النساء: 27) , وهذه الآية جاءت في سياق بيان ما حرم الله علينا من النساء وما أحله لنا منهن وهذا تشريع من الله تبارك وتعالى والله يحب منا أن نمتثل الأمر وننتهي عن النهي وهو سبحانه وتعالى يبيّن لنا ليهدينا إليه وهو جل وعلا يحب منا أن نتوب إليه فصار مراده هذا من جنس الإرادة الشرعية. وهذا بيّن واضح إن شاء الله تعالى. فيكون على ما سبق إيمان المؤمن مراد من الله تعالى شرعا لأن الله يحب الإيمان ويأمر به والإيمان من حيث الوقوع لا يلزم وقوعه من كل الناس, فصار مراد الله بهذين الإعتبارين من جنس الإرادة الشرعية. وهو كذلك باعتبار وقوعه من المؤمن مراد لله تبارك وتعالى كونا لأن الإرادة الكونية تتميز عن الشرعية بكون المراد لا بد أن يقع. فتأمل – أيها الأخ المبارك – كيف وفق الله تبارك وتعالى علماء أهل السنة للجمع بين نصوص الوحيين, دون انكار أو ضرب بعضها ببعض. وبناء على ما سبق فإن الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية هو 1 - الإرادة الكونية لا بد فيها من وقوع المراد أما الشرعية فلا يلزم فيها وقوع المراد. 2 - الإرادة الشرعية لا يكون المراد فيها إلا محبوبا إلى الله تبارك وتعالى أما في الإرادة الكونية فلا يلزم ذلك. وخلاصة هذا المبحث العظيم أن ما يقع من الإنسان من أفعال أو أقوال لا تقع إلا بإرادة الله تبارك وتعالى إما كونا وإما شرعا على ما سبق بيانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/411)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 02:42 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب.
الكلام على تقسيم الإرادة، والفرق بين الإرادة الشرعية والكونية معروف ومبسوط في كتب أهل العلم، لكن الغريب هو تقسيم المشيئة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - 12 - 08, 06:22 م]ـ
كلام الأخ الفاضل المنقول عن شيخه / فلاح بن إسماعيل صحيح مادام الكلام مقيدًا بالتقسيم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 07:19 م]ـ
كلام الأخ الفاضل المنقول عن شيخه / فلاح بن إسماعيل صحيح مادام الكلام مقيدًا بالتقسيم.
حياكم الله أخي يحيى، الأخ الفاضل الذي اتصل على الشيخ فلاح هو أنا الدرويش:)
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[18 - 12 - 08, 08:50 م]ـ
قال الشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف في التعليق العاشر من تعليقاته على شرح الطحاوية:
(قال المحققان:- "المنتفي هو مشيئة الله الشرعية؛ لأنه سبحانه وتعالى نهاهم عن الشرك على ألسنة رسله، وأما مشيئته الكونية، -وهي تمكينهم من ذلك قدراً- فلا حجة لهم فيها .. () "
وما أثبته المحققان ههنا، إنما هو نصّ كلام ابن كثير في تفسير قوله تعالى:- ?وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ? (سورة النحل، آية: 36) ()، لكن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم لم يثبتا مشيئة شرعية، وإنما المشيئة هي الإرادة الكونية الشاملة لجميع الحوادث، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ().
وكذا العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ () أفاد أن المشيئة لا تنقسم إلى كونية وشرعية ().
فمعنى المشيئة –كما في الأدلة النقلية- يختص بما قدّره الله وأراده كوناً، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، خلافاً للإرادة الشرعية الدينية فقد تقع، وقد لا تقع.)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 09:31 م]ـ
أحسنت أخي الكريم عبد الله، و ما قرره الشيخ عبد اللطيف هنا هو المعروف عند أهل السنة كما أسلفتُ، لكن هل نقول إنه ها هنا غلط كما ذُكر عن العلامة العبّاد، أم نجعله من باب التصرف في الألفاظ مع التقييد المشار إليه؟
ولو قلنا بالتغليط آنف الذكر، فما وجهه؟ هل هو مخالف للإجماع مثلا؟
فإن لم يكن مخالفا للإجماع، فما المانع من مثل هذا التقسيم؟ هل هناك محظور عقدي؟
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[18 - 12 - 08, 10:15 م]ـ
أحسنت أخي الكريم عبد الله، و ما قرره الشيخ عبد اللطيف هنا هو المعروف عند أهل السنة كما أسلفتُ، لكن هل نقول إنه ها هنا غلط كما ذُكر عن العلامة العبّاد، أم نجعله من باب التصرف في الألفاظ مع التقييد المشار إليه؟
ولو قلنا بالتغليط آنف الذكر، فما وجهه؟ هل هو مخالف للإجماع مثلا؟
فإن لم يكن مخالفا للإجماع، فما المانع من مثل هذا التقسيم؟ هل هناك محظور عقدي؟
لعل الأنسب –والله أعلم- أن يُقال: هذا سهو من العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى.
ووجه ذلك أن تقسيم الإرادة والحكم والجعل والإذن وغيرها من الألفاظ إلى كوني وشرعي إنما هو باستقراء النصوص، فدعوى انقسام ما لم يَرِد تقسيمُه تفتقرُ إلى دليل.
وأما عن مسألة التصرف في الألفاظ، والمانع من التقسيم، والمحظور العقدي.
فيظهر لي – ((((وأرجو من مشايخنا التصحيح)))) - أنه وإن أمكن أن يُقال: إن هذه القسمةَ قسمةٌ اصطلاحيةٌ، وقد وضَّحَ المصطلِح ما أراد من اصطلاحه، فلا اشكال في ذلك، فيقول مثلا: أقسِّم المشيئةَ إلى:
- مشيئةٍ شرعيةٍ وهي بمعنى الإرادة الشرعية الدينية.
- وإلى مشيئة كونية وهي: ((مرادفةٌ للمشيئة الواردة في النصوص)).
مع ((التنبه)) طبعاً إلى أنه لا يجوز حينئذ أن ندعيَ انقسام المشيئة الواردة في النصوص إلى قسمين، لأن تقسيمها كما تقدم موقوف على الاستقراء، وأما اللفظ المنقسم فهو المنقول إلى معنى أعم من الشرعي.
ولكن يشكل على ذلك –والله أعلم- أن المسألة هنا في باب صفات الله تعالى، فلو كان الكلام في أمور أخرى لجاز لنا نقل اللفظ عرفاً كالتأويل مثلاً، مع تمييز المعنى الشرعي عن الاصطلاحي.
ولكن باب الصفات توقيفي ..
فهل يجوز لنا أن نسميَ إرادةَ اللهِ الشيءَ ديناً المستلزمةَ حبه ورضاه عنه؛ مشيئةً، مع كون ذلك لم يرد في النصوص؟؟
لعله من القول على الله بلا علم.
والله تعالى أعلم وأحكم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 07:40 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/412)
لعل الأنسب –والله أعلم- أن يُقال: هذا سهو من العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى.
ووجه ذلك أن تقسيم الإرادة والحكم والجعل والإذن وغيرها من الألفاظ إلى كوني وشرعي إنما هو باستقراء النصوص، فدعوى انقسام ما لم يَرِد تقسيمُه تفتقرُ إلى دليل.
وأما عن مسألة التصرف في الألفاظ، والمانع من التقسيم، والمحظور العقدي.
فيظهر لي – ((((وأرجو من مشايخنا التصحيح)))) - أنه وإن أمكن أن يُقال: إن هذه القسمةَ قسمةٌ اصطلاحيةٌ، وقد وضَّحَ المصطلِح ما أراد من اصطلاحه، فلا اشكال في ذلك، فيقول مثلا: أقسِّم المشيئةَ إلى:
-مشيئةٍ شرعيةٍ وهي بمعنى الإرادة الشرعية الدينية.
-وإلى مشيئة كونية وهي: ((مرادفةٌ للمشيئة الواردة في النصوص)).
مع ((التنبه)) طبعاً إلى أنه لا يجوز حينئذ أن ندعيَ انقسام المشيئة الواردة في النصوص إلى قسمين، لأن تقسيمها كما تقدم موقوف على الاستقراء، وأما اللفظ المنقسم فهو المنقول إلى معنى أعم من الشرعي.
ولكن يشكل على ذلك –والله أعلم- أن المسألة هنا في باب صفات الله تعالى، فلو كان الكلام في أمور أخرى لجاز لنا نقل اللفظ عرفاً كالتأويل مثلاً، مع تمييز المعنى الشرعي عن الاصطلاحي.
ولكن باب الصفات توقيفي ..
فهل يجوز لنا أن نسميَ إرادةَ اللهِ الشيءَ ديناً المستلزمةَ حبه ورضاه عنه؛ مشيئةً، مع كون ذلك لم يرد في النصوص؟؟
لعله من القول على الله بلا علم.
والله تعالى أعلم وأحكم.
بارك الله فيكم.
إذ1ا قلنا: إن هذه القسمة استقرائية كقولنا مثلا في قسمة التوحيد، لم يجز لنا أن نحدث قسما آخر على عين القسمة الاستقرائية، فمثلا لا يجوز لنا أن نحدث قسما رابعا في قسمة التوحيد لأن القسمة استقرائية قائمة على النصوص، بخلاف ما لو كان قسمة اصطلاحية، فلكل طائفة أن يصطلحوا على ألفاظ معينة ما لم تصادم نصا، فلا مشاحة في الاصطلاح ما لم يصادم نصا، ولكن هل التقسيمات التي أشرت لها استقرائية متفق عليها، أم أنها تحتمل؟
وعلى القول بأنها استقرائية إنما الممنوع هو إضافة ما قُسم استقراء واستقر عليه الأمر، أما أن تأتي إلى لفظ ما وتقسمه قسمة اصطلاحية لا تصادم نصا، وليس فيه زيادة على تقسيم استقرائي ما، فلعله أن يُقال بالجواز.
و أما كون أوصاف الله توقيفية فهذا لا إشكال فيه وهو الصحيح، ونحن لم ننسب لله عزوجل صفة جديدة ولم نعطل هذه الصفة، ولكن أطلقنا هذا الوصف على الأمور الدينية.
أقول هذا من باب المدارسة.
والله أعلم.
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[20 - 12 - 08, 04:37 م]ـ
بارك الله فيكم.
إذ1ا قلنا: إن هذه القسمة استقرائية كقولنا مثلا في قسمة التوحيد، لم يجز لنا أن نحدث قسما آخر على عين القسمة الاستقرائية، فمثلا لا يجوز لنا أن نحدث قسما رابعا في قسمة التوحيد لأن القسمة استقرائية قائمة على النصوص، بخلاف ما لو كان قسمة اصطلاحية، فلكل طائفة أن يصطلحوا على ألفاظ معينة ما لم تصادم نصا، فلا مشاحة في الاصطلاح ما لم يصادم نصا، ولكن هل التقسيمات التي أشرت لها استقرائية متفق عليها، أم أنها تحتمل؟
وعلى القول بأنها استقرائية إنما الممنوع هو إضافة ما قُسم استقراء واستقر عليه الأمر، أما أن تأتي إلى لفظ ما وتقسمه قسمة اصطلاحية لا تصادم نصا، وليس فيه زيادة على تقسيم استقرائي ما، فلعله أن يُقال بالجواز.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
هذا القدر لا اختلف معك فيه، كما ذكرتُ في كلامي.
وبالنسبة للاتفاق على هذا الاستقراء فنقل الاتفاق على ذلك ليس لأمثالي، وإنما أنا أتكلم فقط في ضوء ما قرره علماؤنا من باب المدارسة كما تفضلتم.
و أما كون أوصاف الله توقيفية فهذا لا إشكال فيه وهو الصحيح، ونحن لم ننسب لله عزوجل صفة جديدة ولم نعطل هذه الصفة، ولكن أطلقنا هذا الوصف على الأمور الدينية.
أقول هذا من باب المدارسة.
والله أعلم.
وأما هذا القدر فلن أخالفك فيه أيضاً لو كان الأمرُ على ما ذكرتَ.
ولكني أنازعك في أن قولك حفظك الله: "ولكن أطلقنا هذا الوصف على الأمور الدينية" هو الحاصل في مسألتنا.
فالاطلاق هنا ليس على نفْس الأمور الدينية كالمأمورات وإلا فقد وُصِفت بصفات اصطلاحية كثيرة ككونها واجبة على الكفاية أو على العين أو صحيحة ونافذة الخ.
ولكن الواقع هو اطلاق هذا الوصف على إرادة الله الأمور ديناً، وهي صفة من صفاته سبحانه وتعالى، فيُقال: توصف بالمشيئة الدينية.
ولذلك قلتُ في مشاركتي السابقة: "فهل يجوز لنا أن نسمي إرادةَ الله الشيءَ ديناً المستلزمةَ حبه ورضاه عنه مشيئةً".
فهذا هو الاشكال الذي كنتُ أقصدُ، والله تعالى أعلم.
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 10:42 م]ـ
وفيه وجه آخر:
وهو أن التقسيم المذكور انتصب له ابن كثير في مقام الرد، وهو لا يدل على ثبوته عنده.
فيقول إما أن تريد به كذا أو كذا.
وكلا القسمين غلط.
ومثل هذا لا يفيد ثبوت التقسيم على جهة التقرير.
فيذكر في التقسيم كل ما يمكن أن يكون مرادا للمتكلم وإن كان اللفظ عنده لا يكون منقسما إلى هذا وهذا.
ولو قدر أن في كلامه نوعا من الإشعار بثبوت الانقسام عنده، فيكفي في المقام إثبات احتمال ضده.
وإذا ثبت الاحتمال، كان تفسير قوله بأحد المحتملين الموافق لمعتقد أهل السنة أولى.(52/413)
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو للشيخ د. عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 12 - 08, 06:55 م]ـ
متصوفة اليوم بين الصحو والمحو
لا جَرَمَ أن متصوفة هذا الزمان في حراك مستمر، وكدح متلاحق في سبيل إحياء التصوف، وبعث رميمه، وترميم متآكله، وإحياء «الغِناء» وإيقاظ «السُّكْر» و «الاصطلام» وأشباهه [1]!
فمؤتمرات القوم تتوالى، وندواتهم تترى، وتعاهد التصوف ورعايته تجاوز «الزوايا» إلى إشاعة التصوف عبر قنواتهم الفضائية، ومواقعهم الإلكترونية، فضلاً عن الإذاعات والمجلات. وسماع الصوفية اعتراه التحويل والتطوير فلم يعد قاصراً على الدفِّ والشبابة، بل أُقحمت آلات العزف وسائر أدوات الطرب في هذا الزمان، واتسع خرق هذا السماع المحدَث والفاجر واستطار ضرره وتفاقم شرّه.
وعمد المتصوفة في السنين الأخيرة إلى إنشاء الجامعات والمراكز البحثية والمجلات المحكَّمة التي تهدف إلى إحياء ما اندرس من هذا التصوف البائد، وسعوا إلى تكوين محاضن تربوية في سبيل تنشئة الأجيال على الرهبانية المبتدعة والروحانية الشوهاء.
ويلحظ في هذا النشاط المربح مظاهر صارخة من العمالة المكشوفة للغرب، والتواطؤ مع الأنظمة العَلْمانية والتعاون على الإثم والعدوان (محاربة المدّ السلفي)، إضافة إلى ضروب من الزندقة الصلعاء والكفر البواح، كما في إحداثهم الحج إلى أضرحةٍ ومشاهد، والمجاهرة بذلك، ومضاهاة شعيرة الحجّ إلى بيت الله الحرام، والدعوة إلى الإبراهيمية (وحدة الأديان)، والتعبُّد بالرقص والفجور كما في الموالد والذكريات.
فصوفية «الأرزاق» [2] لهم علاقات حميمة مع أمريكا، ومن ذلك: اللقاءات المتكررة لشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر مع السفير الأمريكي (دوني)، بل عرض السفيرُ فكرةَ دخول المتصوفة إلى الانتخابات بوصفهم تياراً دينياً «معتدلاً» [3]! كما أن السفير المذكور حريص على حضور مولد البدوي في طنطا كل عام [4].
وفي مؤتمر تحت رعاية الطرق الصوفية في مصر طالبوا بجَعْل التصوف مقرراً دراسياً في التعليم العام، وإفساح المجال للمنهج الصوفي لعلاج «التطرف» [5]! وأقامتْ مؤسسة (داود الحمراء) في فلسطين ندوة عن الإنسانية والإبراهيمية تحت رعاية يهودية نصرانية ثم صوفية؛ إذ جمعتْ بين الحاخام والقسيس وشيخ الطريقة الخلوتية [6]! وطالب أحدهم الحكومة الجزائرية بإنشاء تجمُّع للطرق الصوفية لمحاصرة المدّ السلفي في الجزائر، خاصة أن الرئيس الجزائري بذل جهوده من أجل نفض الغبار عن الصوفية؛ على حدّ تعبير شيخ الطريقة [7]!
وعلَّل بعض الكُتَّاب سرَّ إحياء التصوف في المغرب بأنه إرادة الحكومة من أجل مواجهة التطرف [8].
ولم يقتصر المتصوفة على التمسُّح بأعتاب الأولياء والمجاذيب، بل ضمُّوا إلى ذلك التمسُّح بالغرب والركون إليه، كما أنهم تجاوزوا عبادة الشيوخ والغلو في المعتوهين، إلى التذلل والانطراح للأنظمة والحكومات. هذا الصحو والاستيقاظ عند المتصوفة لا ينفك عن تهافت وإفلاس؛ حيث يكشف عوار هؤلاء الطرقية وتعثُّرهم؛ إذ ركنوا إلى الكفار والأنظمة المستبدة، فوالوا أعداء الله تعالى، ولاذوا بهم، ولا يعقب ذلك إلا الصغار والخذلان.
قال - تعالى -: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً} [الإسراء: 22].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: «من أحبَّ في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تُنال وَلاية الله بذلك، ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً» [9].
فكيف إذا كانت الصِّلات مع أعداء الله - تعالى - لأجل محاربة السنَّة وأهلها؟!
قال ابن تيمية: (والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوه بتراضيهم، قال طاووس: ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرّقا عن تَقَالٍ «بغضاء» .. ) [10].
وقال أيضاً: (وليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين (زنكي) وصلاح الدين، ثم العادل، كيف مكّنهم الله وأيّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلَّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة من والى النصارى كيف أذلَّه الله - تعالى - وكبته) [11].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/414)
والمقصود أن التوكل على غير الله تعالى، والركون إلى أعداء الله - تعالى - لا يخلِّف إلا الفشل والاندحار؛ فما لم يكن بالله لا يكون، وما لم يكن لن ينفع ولا يدوم، والله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين.
وأحدث زنادقة المتصوفة الحج إلى ضريح أحمدو بامبا في السنغال، ويسمّون تلك البلدة «مكة الإفريقية»، ويقال: إن عدد الحجاج خلال العام المنصرم بلغ مليون حاج [12]!
كما أحدثوا الحج إلى كازاخستان، وسمّوه الحج الأصغر! وأطلقوا عليه: مكة الثانية، وعللوا الحج إلى تركستان لأجل مشقة الحج إلى مكة وكثرة النفقة [13]!
هذه الزندقة البشعة امتداد لزندقة الحلاّج، إذ زعم أن من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتاً ويطوف به كما يطوف ببيت الله الحرام، ويتصدَّق على ثلاثين يتيماً .. وقد أجزأه ذلك عن الحج، فاتفق العلماء على وجوب قتله، فقُتل بسيف الشرع سنة بضع وثلاثمائة من الهجرة [14].
كما أنها زندقة تضاهي زندقة الروافض في الحج إلى قبر الحسين، وتفضيل كربلاء على الكعبة، وأن زيارة كربلاء يوم عرفة أفضل من سائر الأيام [15].
إن المكر الكُبَّار من أجل حيلولة الأمة عن بيت الله الحرام، والسعي إلى تفريق اجتماعها، وصرف القلوب عن مهوى أفئدة المسلمين، وأفضل البقاع على الإطلاق:
لا يرجع الطرفُ عنها حين ينظرُها
حتى يعودَ إليها الطرفُ مشتاقا
واتباع الشهوات والاستمتاع بالقاذورات والانفلات من اتِّباع الشرائع؛ هو ضربة لازب لا تفارق موالد الصوفية واحتفالاتهم، فضريح (ابن حمدوش) في المغرب حافل بالدعارة والفواحش والشذوذ [16] .. وضريح (أبي حصيرة) في مصر يشهده اليهود ويعمر بالرذائل والفجور [17]، والاحتفاء بالرقص والتعبد بالغناء والتمايل والقفز هو سبيلهم للتعريف بالإسلام في الغرب!
وقال أبو الوفاء ابن عقيل: (نص القرآن على النهي عن الرقص؛ فقال - عز وجل -: {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا} [الإسراء: 73]، وذمَّ المختال؛ فقال - تعالى -: {إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 81]، والرقص أشد المرح والبطر .. وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص، فكيف إذا كانت شيبة ترقص وتصفِّق على وقاع الألحان والقضبان؛ خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان ومردان؟! وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس [18] بالرقص كشمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة؟!) [19].
إن هذا الصحو العارض للمتصوفة سيعقبه - بإذن الله تعالى - محو واندراس، فإن الله - تعالى - إذا أراد قطع بدعة أظهرها [20].
ومن أسباب ظهور الحق ظهور المعارضين له [21]. وإن تربية الأمة على توحيد الله تعالى، والاعتصام بنصوص الوحيين، وتعظيم الشريعة واتِّباعها، وتحرير العقول من رقِّ الخرافة واستعباد شيوخ الطرقية، وهتك أستار التصوف، وكشف حمقه وسفهه، وبيان حكم الله - تعالى- في زنادقة المتصوفة .. كل ذلك ونحوه سبيل لمحوه وانقشاعه.
قال القاسم بن أحمد (ت 1217هـ):
فدع التصوفَ واثقاً بحقيقة
واحرصْ ولا يغررك لمعُ سرابهِ
للقوم تعبيرٌ به تسبى النُّهَى
طرباً وتثني الصّب عن أحبابهِ
فيرون حق الغير غيرَ محرم
بل يزعمون بأنهم أَوْلى بهِ
لبسوا المدارعَ واستراحوا جرأة
عن أمر باريهم وعن إيجابهِ
خرجوا عن الإسلام ثم تمسكوا
بتصوف فتستَّروا بحجابهِ
فأولئك القوم الذين جهادُهم
فرضٌ فلا يعدوك نيل ثوابهِ [22]
(*) الصحو والمحو من مصطلحات الصوفية، فالصحوة عندهم هو الرجوع إلى الإحساس بعد الغيبة والسُّكْر، والمحو غيبة العقل وذهوله! (ينظر: معجم الصوفية، لممدوح الزوبي، ص 242،372). والمقصود به ها هنا: صحوة التصوف من الرقاد والزوايا، وما يتبعه من محو وانطماس بعون الله - تعالى - وتوفيقه، فالعاقبة للتقوى.
[1] انظر تفصيل ذلك في كتاب: التصوف بين التمكين والمواجهة، لمحمد بن عبد الله? المقدي.
[2] صوفية الأرزاق هم الذين يقتاتون من الأوقاف، والأسوأ من ذلك الذين? يقتاتون من سفارات الغرب والأنظمة المستبدة، وقد حكى محمد رشيد رضا - رحمه الله - أن أحد النقشبندية سئل عن سبب اختلاف أصحاب هذه الطرائق في عمائمهم وأورادهم مع دعواهم أن الغرض من سلوك كل طريقة منها معرفة الله - تعالى - وعبادته، قال: (تغيير شكل لأجل الأكل)! (فتاوى محمد رشيد رضا: 6/ 2418).(52/415)
المغالطة بمصطلح (الإنسانية) في حوار الأديان
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:12 م]ـ
المغالطة بمصطلح (الإنسانية) في حوار الأديان
للشيخ عبدالعزيزبن ناصر الخليل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فمع ما في المصطلحات من فائدة كبيرة في كونها وسائل للتفاهم بأقصر طريق وأوضح دلالة وأقل مجهود مادامت مقيدة بالكتاب والسنة كما رأينا ذلك عند علماء الأصول والأحكام إلا أنها ظُلمت عند قوم تلاعبوا بها ووظفوها اليوم في التلبيس على الناس وإضلالهم فشوهوا بها الحق وزينوا بها الباطل.يصف هذا التلاعب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله فيقول:
(إن ظلم الكلمات بتغيير دلالتها كظلم الأحياء بتشويه خلقتهم،كلاهما منكر،وكلاهما قبيح، وإن هذا النوع من الظلم يزيد على القبح بأنه تزوير للحقيقة،وتغليط للتاريخ وتظليل للسامعين،ويا ويلنا حين نغتر بهذه الأسماء الخاطئة،ويا ويح تاريخنا إذا بني على هذه المقدمات الكاذبة)] مجلة البيان العدد (140) ص 112 [
والمصطلحات إذا لم تحرر ولم تضبط فإنها تؤدي إلى انحراف في الفهم والإفهام (والمصطلحات) من أشد العناصر الثقافية أثراً وفتكاً في ثقافات الشعوب.ومع أن (المصطلح) لا يتجاوز كلمة أو كلمتين أو ثلاث ولا تتعدى ذلك إلا نادراً إلا أن هذه الكلمة قادرة على أن تفرغ العقول والقلوب وتملأها.
والمصطلح باختصار هو (حبة) أو (جرعة) سحرية، يتناولها فرد أو جماعة؛ فتحول اتجاه تفكيره أو تفكيرهم من جهة إلى جهة إن لم تفقده التفكير أصلاً.
ومن هنا تأتي ضرورة إلمام المسلم بميزان الكتاب والسنة المبرّأ من الخلل والشطط لأنه هو الذي يؤهله ليكون أبعد الناس عن الانسياق وراء الشعارات والمصطلحات المضللة مهما كان بريقها ومهما كان مكر الأعداء في التلاعب بها وعرضها في قوالب مزخرفة.
وفي واقعنا المعاصر يظهر لنا خبث أعداء هذا الدين من الكفار والمنافقين وذلك في التلاعب بالمصطلحات والتلبيس على الناس بها واستخدموا في ذلك وسائل الإعلام المختلفة التي يتحكمون بها والتي ما تفتأ تبدئ وتعيد في طرح المصطلحات الغامضة والتلاعب بها في إضلال الناس وغسل أدمغتهم وجعلها مع الوقت والتكرار أمراً مسلماً ومقبولاً لا يحتمل النقاش.
ومن هذه المصطلحات المضللة مصطلح (الإنسانية) والذي يكثر طرحه هذه الأيام والدعوة إليه في حوار الأديان والحضارات!!
فما حقيقة هذه الدعوة المضللة، وما أهدافها؟ لقد كتب الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى ومنذ ما يزيد على العقدين من الزمن عن هذه النحلة وكأنه يتحدث عن واقعنا المعاصر أنقل منها بعض المقتطفات لتتضح حقيقة هذه الدعوة:
يقول وفقه الله تعالى:
(الإنسانية- أو العالمية كما يدعونها أحيانا- دعوى براقة، تظهر بين الحين والحين،ثم تختفي لتعود من جديد! يا أخي! كن إنساني النزعة .. وجه قلبك ومشاعرك للإنسانية جمعاء .. دع الدين جانبا فهو أمر شخصي .. علاقة خاصة بين العبد والرب محلها القلب .. لكن لا تجعلها تشكل مشاعرك وسلوكك نحو الآخرين الذين يخالفونك في الدين .. فإنه لا ينبغي للدين أن يفرق بين البشر .. بين الإخوة في الإنسانية! تعال نصنع الخير لكل البشرية غير ناظرين إلى جنس أو لون أو وطن أو دين! دعوى براقة كما ترى .. يخيل إليك حين تستمع إليها أنها تدعوك للارتفاع فوق كل الحواجز التي تفرق بين البشر على وجه الأرض. تدعوك لترفرف في عالم النور .. تدعوك لتكون كبير القلب، واسع الأفق، كريم المشاعر .. تنظر بعين إنسانية – وتفكر بفكر عالمي،وتعطي من نفسك الرحبة لكل البشر على السواء، بدافع الحب الإنساني الكبير!
إن أناسا قد يخدعون بدعوى الإنسانية لما فيها من بريق، فيؤمنون بها أو يدعون إليها غافلين عن الحقيقة التي تنطوي عليها. وقد لا يصدقون أصلاً أنها دعوى إلى التحلل من الدين يبثها الشياطين في الأرض لأمر يراد.
فلنصدق – مؤقتاً – أنها دعوى مخلصة للارتفاع بالإنسان عن كل عصبية تلون فكره أو سلوكه أو مشاعره، ليلتقي بالإنسانية كلها لقاء الصديق المخلص الذي يحب الخير للجميع ..
فلنصدق ذلك في عالم الأحلام .. فما رصيد هذه الدعوى في عالم الواقع؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/416)
ما رصيدها في العالم الذي تجتاحه القوميات من جانب، والعصبيات العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية من كل جانب؟
فلنأخذ مثالا واحد من العالم المعاصر .. من المعاملة التي يلقاها المسلمون في كل مكان في الأرض يقعون فيه في حوزة غير المسلمين، أو في دائرة نفوذهم من قريب أو من بعيد ..
فلننظر إلى " الإنسانية " التي يعاملون بها و "السماحة" التي يقابلون بها، " وسعة الصدر " و " حب الخير " الذي ينهال عليهم من كل مكان!
هذه فلسطين ظلت أربعة عشر قرنا من الزمان أرضا إسلامية .. ثم جاء اليهود ليقيموا عليه دولة يهودية .. ولم يستنكر أحد من " الإنسانيين " طرد السكان الأصليين وإجلاءهم عن أرضهم بالقنابل والمدافع، بل بشق بطون الحوامل والتلهي بالتراهن على نوع الجنين كما فعلت العصابات اليهودية التي كان رأس إحداهما مناحم بيجن .. وإنما استنكرت من المسلمين أن يطالبوا بأرضهم، وألا يخلوها عن طيب خاطر للغاصبين!
ويطول الأمر بنا لو رحنا نستعرض أحوال المسلمين الواقعين في قبضة المسلمين، أو الذين يتعرضون لعدوان غير المسلمين في كل مكان في الأرض .. في روسيا الشيوعية التي قتلت ما يقرب من أربعة ملايين من المسلمين وفي يوغسلافيا التي قتلت ثلاثة أرباع مليون منهم وفي أفغانستان التي تستخدم فيها الأسلحة المحرمة "دوليا "و "قانونيا " و" إنسانيا! - ومثل ذلك في العراق والصومال- " ووفي أوغندا،وفي تنزانيا، وفي .. وفي .. وفي .. وفي ..
فما بال " الإنسانيين " ما بالهم لا يتحركون؟! ما بالهم لا يصرخون في وجه الظلم الكافر الذي لا قلب له ولا ضمير؟!
إنما توجه دعوى " الإنسانية " فقط ضد أصحاب الدين!
فمن كان متمسكا بدينه فهو " المتعصب " "ضيق الأفق " الذي يفرق بين البشر على أساس الدين، ولا يتسع قلبه " للإنسانية " فيتعامل معها بلا حواجز في القلب أو في الفكر أو في السلوك!
أو قل على وجه التحديد إن الذين يحاربون اليوم بدعوى " الإنسانية " هم المسلمون!
يحاربون بها من طريقين، أو من أجل هدفين
الهدف الأول: هو إزالة استعلاء المسلم الحق بإيمانه الناشئ من إحساسه بالتميز عن الجاهلية المحيطة به في كل الأرض وهدم عقيدة الولاء والبراء، لكي تنبهم شخصيته وتتميع.
والهدف الثاني: هو إزالة روح الجهاد من قلبه .. ليطمئن الأعداء ويستريحوا!! ...
فباسم الإنسانية يقال للمسلم الحق: يا أخي لا تعتزل الناس! إن الإنسانية كلها أسرة واحدة،فتعامل مع الأسرة كفرد منها، ولا تميز نفسك عنها! وشارك في النشاط " الإنساني" و مظاهر الحضارة الإنسانية .. تلك هي القضية! إن تمسك المسلم بإسلامه شيء يغيظ الأعداء الإسلام بصورة جنونية .. ولا يهدأ لهم بال حتى يذهبوا عنه ذلك التمسك ويميعوه ومن وسائل ذلك كما أسلفنا دعوى الإنسانية والعالمية فإذا تميع بالفعل،ولم تعد له سمته المميزة له، احتقروه كما احتقرت أوربا الأتراك بعد أن أزال أتاتورك إسلامهم و" فرنجهم "و " غربهم "! بينما يقول أحد المبشرين في كتاب " الغارة في العالم الإسلامي " إن أوربا كانت تفزع من" الرجل المريض " (وهو مريض) لأن وراءه ثلاثمائة مليون من البشر مستعدون أن يقاتلوا بإشارة من يده وهذا النص الأخير يدخل بنا إلى النقطة الثانية أو الهدف الثاني من استخدام دعوى " الإنسانية " في محاربة المسلمين.
إن أشد ما يخشاه أعداء الإسلام من الإسلام هو روح الجهاد الكامنة فيه! ...
(ودعوى الإنسانية) من أسلحة الحرب الموجهة ضد روح الجهاد عند المسلمين.
يا أخي! لقد تغيرت الدنيا! لا تتكلم عن الجهاد! ّ أو إن كنت لا بد فاعلا فتكلم عن الجهاد الدفاعي فحسب! ولا تتكلم عنه إلا في أضيق الحدود! فهذا الذي يتناسب اليوم مع " الإنسانية المتحضرة"! لقد كانت للجهاد ظروف تاريخية وانقضت! أما اليوم فقد أصبحت الإنسانية أسرة واحدة! وهناك قانون دولي وهيئات دولية تنظر في حقك وتحل قضاياك بالطرق " الدبلوماسية"! فإذا فشلت تلك الهيئات في رد حقك المغتصب فعندئذ لك أن تقاتل دون حقك ولكن لا تسمه جهادا! .. فالجهاد قد مضى وقته! وإنما سمه دفاعا عن حقوقك المشروعة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/417)
أما نشر الدعوة فإياك أن تتحدث فيه عن الجهاد! هناك اليوم وسائل "إنسانية" لنشر الدعوة فاسلكها إن شئت .. هناك الكتاب والمذياع والتلفاز والمحاضر والدروس .. إياك أن تتحدث عن الجهاد فتكون مضغة في أفواه المتحضرين! ..
إن الإسلام صريح في توجيه أتباعه إلى التميز عن أحوال الجاهلية، التميز بنظافة السمت ونظافة الأخلاق ونظافة السلوك، والاستعلاء بالإيمان على كل مصدر ليس إسلاميا أو متعارض مع الإسلام،حتى لو لحقت بهم هزيمة مؤقتة أو ضعف طارئ: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}] سورة آل عمران: 139 [
ومصدر التميز هو الإحساس بأنهم على الهدى وغيرهم على الضلال، وأن المنهج الذي يعيشون به هو المنهج الأعلى لأنه المنهج الرباني، والذي يعيش عليه غيرهم هو المنهج الأدنى لأنه منهج جاهلي. فهو ليس تميزا مبنيا على الجنس ولا اللون ولا الجاه ولا الغنى ولا القوة ولا أي معنى من المعاني الأرضية التي تعتز بها الجاهلية وتستعلي بها على الناس. إنما التميز المستمد من معرفة المنهج الرباني و اتباعه) أ. هـ] مذاهب فكرية معاصرة ص 510 - 524 باختصار وتصرف يسير [.
ومن شبه الداعين إلى الإنسانية كهدف لحوار والحضارات قولهم: إن حوار المسلمين مع أهل الديانات الأخرى ليس حوار عقائد وإنما هو حوار على القواسم المشتركة المتفق عليها بين الجميع كخلق التسامح والعدل ومحاربة الظلم ونشر السلام والقيم الفاضلة. ولا يخفى ما في هذا الكلام من غباء ومغالطة ومخالفة لبدهيات العقل والشريعة.
أي عدل وأي أخلاق فاضلة يُطمع فيها من الكفار الذين كفروا بربهم فهم بين ملحد دهري أو مشرك مؤمن بعقيدة التثليث وتأليه عيسى عليه السلام.
أي عدل وخلق يطلب من الكفار الصليبيين الذين قتلوا الملايين من المسلمين وشردوهم وسجنوهم وحاصروا بلدانهم حتى مات مليون طفل من حصارهم في العراق وغزة وغيرهما.
إن من كفر بالله عز وجل قد وقع في الظلم الأعظم وعليه فلا يتوقع من هذه حاله، إلا الظلم والأخلاق الرذيلة والاستبداد والطغيان قال الله عز وجل: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}] سورة الأنفال:17 [والواقع شاهد بذلك.
إن من يرجوا سلاماً أو عدلاً أو أخلاقاً طيبة من الكفار كمن يستنبت بذوراً في الهواء أو يحرث في البحر.
إنه لا شيء يضبط السلوك الإنساني ويزكي النفوس ويأطرها على محاسن الأخلاق وترك سيئها غير توحيد الله عز وجل والخوف منه سبحانه ورجاء ثوابه ومراقبته في السر والعلن والشعور باطلاعه عز وجل على خفايا القلوب ومنحنيات الدروب، وهذا كله لا يأتي إلا بالتربية على التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته ومقتضياتها والتعبد له سبحانه بها مما يكون له الأثر في ظهور أثارها على أخلاق الناس وسلوكياتهم وإذا لم يوجد هذا الشعور وهذه التربية على العقيدة فإنه لا تنفع أي محاولة مهما كانت في تهذيب سلوك الناس، مهما وضع من النظم والقوانين والعقوبات، فغاية ما فيها ضبط سلوك الفرد أمام الناس والقانون فإذا غاب عن أعينهم ضاعت الأخلاق واضطربت القيم،وهذا هو الفرق في علاج انحراف النفس البشرية والمجتمع الإنساني بين منهج الله عز وجل القائم على تربية الناس على العقيدة وبين المناهج الجاهلية البعيدة عن منهج الله عز وجل إن عقيدة التوحيد هي الأصل في إصلاح النفوس والأخلاق وبدونها تفسد الأخلاق والقيم ولو صلحت بعض الأخلاق بدوافع أخرى غير العقيدة كالعادات ورقابة القانون أو المصالح النفعية فإنها لا تدوم بل تزول بزوال المصلحة أو الرقيب.
ويحسن بنا في هذه الوقفة تنبيه المخدوعين من أبناء المسلمين الذين انخدعوا ببعض الأخلاق النفعية التي يجدونها عند الكفار في ديارهم كالصدق في المواعيد والأمانة والوفاء بالعقود،إلى أن هذه الأخلاق لم يكن دافعها الخوف من الله عز وجل ورجاء ثوابه في الدنيا والآخرة وإنما هي أخلاق نفعية مؤقتة يريدون منها مصالحهم الخاصة والدعاية لهم ولشركاتهم ولذلك فإنها لا تدوم معهم وإنما تدور معهم حسب مصالحهم بدليل أن هذه الأخلاق تنعدم ويحل محلها الأخلاق السيئة من الكذب والخداع والظلم والطغيان إذا كانت مصالحهم تقتضي ذلك ومراجعة سريعة للحروب الصليبية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/418)
لبلدان المسلمين القديم منها والحديث يشهد على ذلك.
أما المسلم المتربي على العقيدة الربانية فأخلاقه ثابتة معه في ليله ونهاره في سره وعلا نيته في سرائه وضرائه في بلده وخارجه.
والحاصل أن الدعوة إلى (الإنسانية) التي تلغي البعد العقدي في علاقة الإنسان بالإنسان إنما هي دعوة مضلله مؤداها أهداف خطيرة من أهمها:
1 - الخطر على عقيدة التوحيد التي صلبها الولاء لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين والبراءة والبغض للشرك والمشركين،ونتيجة هذا الخطر التهوين من الكفر وأهله والكف عن ذكرهم بسوء في عقيدتهم وأفكارهم، والمساواة بين المسلم الموحد والكافر الملحد.
2 - إعادة النظر في مناهج التعليم والإعلام في بلدان المسلمين وحذف كل ما يشير إلى عداوة الكافر ومجاهدته في سبيل الله عز وجل، وقد بدأ هذا بالفعل في كثير من بلدان المسلمين.
3 - المطالبة بفتح الكنائس والمعابد الوثنية في بلدان المسلمين ولا سيما في جزيرة العرب.
4 - هذه الدعوة طريق يمهد إلى تطبيع العلاقات مع اليهود والاعتراف بدولتهم على تراب فلسطين.
5 - فتح المجال للتنصير في بلدان المسلمين أسوة بالمراكز الإسلامية في ديار الكفار.
6 - حرية التدين وتغيير الدين وحرية الرأي والتفكير ولو كان بالإلحاد وسب الدين وهذا مما يفرح به الزنادقة من الليبراليين والعلمانيين ويغتنموه في مزيد من الإفساد وبث الشبهات والشهوات.
7 - محاصرة التوجه السلفي المستعصي على هذه الأطروحات المضللة والتمسك بأصول السلف وعقيدتهم في التوحيد والموالاة والمعاداة عليها ورميه بشتى التهم والسعي لاحتوائه بالترغيب أو الترهيب وإن لم يجد ذلك فبالتصفية والزج بأهله في غياهب السجون.
8 - ومما يزيد الأمر خطورة ويشير إلى قوة المكر في هذه الدعوات تبني بعض الإسلاميين من بعض الدعاة وطلبة العلم لهذه الدعوة ومباركتها ولا ندري هل هذا جهل منهم أو مجاملة ومصانعة لمن يتبناها وينادي بها من وجهاء الناس وكبارهم؟!
وأيا كان أحد الأمرين فإنه مصيبة وإن كان بعض المصائب أهون من بعض
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
نسأل الله عز وجل أن يهدينا لما أختلف فيه من الحق وأن يثبتنا عليه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - 12 - 08, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ممكن تحيلنا على المصدر بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
السؤال:
شيخ أحسن الله إليكم: ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم قوله تعالى: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين}،وقال تعالى في آية أخرى {وإلى مدين أخاهم شعيبا ....... } فهل مدين هم أصحاب الأيكة؟ أحسن الله إليك.
الجواب:
[أصحاب الأيكة ليسوا من قوم شعيب،ولهذا قال في قومه أخاهم، وقال في هؤلاء: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين}، لكنهم قومٌ كلَّف الله شعيباً أن يذهب إليهم،فذهب إليهم بأمر الله، ومن ثَمَّ نعرف ضلال من قال: إن قوله: {وإلى مدين أخاهم شعيبا} وما أشبهها،إن هؤلاء إخوة له في الإنسانية، وأن الأخوة الإنسانية شاملة لكل إنسان!!، فالكافر على تقدير قول هؤلاء يكون أخاً لنا!! وهذا لاشك أنه خطأ عظيم، بل هي أخوة النسب لأنهم قومه، فهم إخوانه، ولا يمكن أن نقول: إن بني آدم إخوة في الإنسانية أبدا،لأنه لا وِلاية ولا أخوة بين المؤمن والكافر] اهمن (لقاء الباب المفتوح) الشيخ العلامة العثيمين ..(52/419)
عبارات أريد فهم معناها من كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[18 - 12 - 08, 03:31 م]ـ
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد:
(ذكر كلام العلماء، فى معنى لا إله إلا الله)
قد تقدم كلام ابن عباس، وقال الوزير أبو المظفر فى الإفصاح: قوله: شهادة أن لا إله إلا الله يقتضى أن يكون الشاهد عالماً بأنه لا إله إلا الله، كما قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" قال: واسم (الله) بعد (إلا) من حيث أنه الواجب له الإلهية، فلا يستحقها غيره سبحانه. قال: وجملة الفائدة فى ذلك: أن تعلم أن هذه الكلمة مشتملة على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، فإنك لما نفيت الإلهية وأثبت الإيجاب لله سبحانه كنت ممن كفر بالطاغوت وآمن بالله.
وقال ابن القيم فى البدائع رداً لقول من قال: إن المستثنى مخرج من المستثنى منه. قال ابن القيم: بل هو مخرج من المستثنى منه وحكمه، فلا يكون داخلاً فى المستثنى، إذ لو كان كذلك لم يدخل الرجل فى الإسلام بقوله: لا إله إلا الله لأنه لم يثبت الإلهية لله تعالى. وهذه أعظم كلمة تضمنت بالوضع نفى الإلهية عما سوى الله وإثباتها له بوصف الاختصاص. فدلالتها على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قولنا: (الله إله) ولا يستريب أحد فى هذا البتة. انتهى بمعناه.
برجاء توضيح كلام الامام ابن القيم وجزاكم الله خيراً
ـ[الجعفري]ــــــــ[18 - 12 - 08, 08:23 م]ـ
تأملت فيها لكن لم أستطع إدراكها جيداً ...
ولعل يأتي من يفيدنا من طلبة العلم ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 12 - 08, 09:58 م]ـ
لعل في نقلكم شيئا:"إن المستثنى مخرج من المستثنى منه "
لا يمكن لابن القيم أن يعارض هذا لأنه تعريف الاستثناء بعينه ... وله أن يعترض على قولهم:إن المستثنى مخرج من المستثنى منه ومن حكمه ....
لاحظ قولك: قال ابن القيم: بل هو مخرج من المستثنى منه وحكمه ... فالاعتراض على الإخراج من الحكم لا على الإخراج نفسه ..
توضيح ذلك تجده في المشاركتين 56 و57 من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=31062&page=2
إن أشكل عليكم بعد ذلك شيء فلا تترددوا في الاستفسار .. زادكم الله علما وحرصا .....
ـ[عمر باعلوي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين ناقش ابن القيم رحمه الله مذاهب اهل اللغة في الاستثناء وهي:
1 - إن المستثنى مخرج من المستثنى منه (الكسائي)
فاذا قلت: (جاء القوم الا زيدا) فزيد (المستثنى) مخرج من القوم (المستثنى منه). وانت مخبر عن مجيئ القوم (حكم المستثنى منه) اما زيد فلم تخبر عنه بشيئ بل حكم مجيئه من عدمه مسكوت عنه.
2 - إن المستثنى مخرج من حكم المستثنى منه ويكون محكوما عليه بالضد من حكمه (الفراء)
ففي الاستثناء المنقطع - الذي لا يكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه- كقولك: (جاء القوم الا فرسا) ففرس مخرج من حكم المجيئ لا من الاسم (القوم) لانه ليس من جنسه.
3 - الاخراج من الاسم والحكم معا (الجمهور)
اثناء مناقشته للمذهب الاول وما يلزم هذا المذهب من ان المستثنى لا يجب ان يكون محكوما عليه بضد حكم المستثنى منه بل هو مسكوت عنه. بين بطلان هذا المذهب حين ضرب مثلا بكلمة التوحيد (لا ا له الا الله) قمقتضى المذهب عدم اثبات الالهية لله بل نفيها عما سواه عز و جل فحسب فقال رحمه الله:
(إذ لو كان كذلك لم يدخل الرجل فى الإسلام بقوله: لا إله إلا الله لأنه لم يثبت الإلهية لله تعالى. وهذه أعظم كلمة تضمنت بالوضع نفى الإلهية عما سوى الله وإثباتها له بوصف الاختصاص. فدلالتها على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قولنا: (الله إله) ولا يستريب أحد فى هذا البتة)
هذا ما فهمته بعد الرحوع الى "بدائع الفوائد". والله اعلم
للتفصيل راجع "بدائع الفوائد" 922 - 928 و (935 - 954 للجواب على مسئلة الاستثناء المنقطع) مطبوعة المجمع(52/420)
جديد: أبيات في معارضة بيتي الشهرستاني للشيخ العلامة سليمان بن عبدالله آل الشيخ تنشر لأول مرة
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 11:08 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد وجدت في مخطوط نجدي ما صورته:
" وُجِدَ بخطِ الشيخِ سُليمانِ بن عبدِ اللهِ ابن شيخِ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1)) أحسن الله لهم المآب وأجزل لهم الثواب في هامش الحموية على بيتي الشهرستاني:
لعمري لقد طُفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالمِ
فلم أرَ إلا واضعا كف حائرِ على ذَقَنٍ، أو قارعاً سن نادم ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))
ما صورته:
قد قلتُ أبياتاً جوابا على البيتين الَذين أنشدهما الشهرستاني في كتابه "نهاية الإقدام":
أظُنُكَ أهملتَ الطوافَ بمعهدٍ) # (لخيرِ الهداةِ المرسَلِينَ الأكارمِ
وطوَّفتَ في عَمْياءَ بادٍ ضَلالهُا) # (بناها ذوو الإشراكِ مِنْ كلِ ظالمِ
فلاسفةٌ لا يعرفونَ إلاهَهم) # (ومعبودَهم، فاعجب لهذِي العظائم
فلو كُنتَ أكثرتَ الطوافَ بمعهدِ) # (الرَسُولِ ومَنْ لاقاهُ مِنْ كلِ عالمِ
لما كُنتَ حيراناً كمَنْ تَبِعَ الخَُطَا) # (مع الجهلِ بالتنزيلِ مثلَ البهائمِ
فَما ضَلَّ مَن يَمشي على إثْرِ أحمد) # (ولستَ تراهُ قارعاً سِنَّ نادمِ ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3))"
ومرفق ملف وورد بها.
ـــــــــــــــــ
([1]) انظر ترجمته في: الدرر السنية (طق:12/ 48) و (طج:16/ 348)، ومشاهير علماء نجد (ص:30)، وعلماء نجد (طق:1/ 296) و (طج:2/ 341) وغيرها، وصدر في ترجمته كتاب موسع لعبد الله الشمراني
([2]) انظر البيتين في نهاية الإقدام: (ص:3) [بواسطة د. محمد رشاد في تحقيقه لدرء تعارض العقل والنقل (1/ 159) وذكر أن أول البيت:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها البيتين]
([3]) وانظر معارضة الصنعاني لها أيضا فقد نقلها د. محمد رشاد سالم في الموضع السابق وهي قوله:
لعلك أهملت الطواف بمعهدِ الرسول ومن لاقاه من كل عالمِ
فما حار من يهدي بهدي محمدٍ ولستَ تراه قارعا سن نادم"ا. هـ
وكتب/ هاني بن سالم الحارثي (غفر الله ذنبه) في20/ 1/1428هـ
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[19 - 12 - 08, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وزادك وإيانا من الفوائد ونفعنا بها.
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 11:25 م]ـ
جازاك الله خيرا أنا كنت أظن أن الأبيات للرازي ورحم الله أئمة الهدى
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[20 - 12 - 08, 01:08 ص]ـ
أبيات نفيسة يظهر عليها آثار السنة والحديث والتمسك بهما.
والشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب يعتبر محدث الديار النجدية وهذا على ما وجدته من مخطوطات حديثية قام بنسخها أو تملكها وقام بالتعليق عليها، وعندما عشت مع الشيخ سليمان في رسالتي الماجستير والتي بعنوان (جهود الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ في علم الحديث) عرفت قدر هذا الشيخ الشاب الذي قتل _ نحسبه شهيداً _ وله من العمر 33سنة. وعرفت قدره في إمامته في الحديث والسنة.
والعجيب أن الشيخ سليمان اجتمعت فيه صفات ومناقب قد لاتكون مجموعة لغالب أئمة الدعوة في نجد فقد اجتمع فيه من الصفات والمناقب مايلي:
1 - أول شارح على الإطلاق لكتاب جده شيخ الإسلام وهو كتاب التوحيد وسمى شرحه (تيسير العزيز الحميد) وكل من جاء بعده عيال عليه.
2 - تفرد بمعرفة الحديث وحفظ رجاله كيف وهو القائل: (معرفتي برجال الحديث أكثر من معرفتي برجال الدرعية)
3 - الفقه وحاشيته على المقنع تشهد بمعرفته للفقه.
4 - التعليق على كتب الرجال كتعليقه على المغني في الضعفاء وميزان الإعتدال كلاهما للذهبي.
5 - نسخ كتب الحديث.
6 - تفرد عن علماء نجد بجمال خطه.
7 - لايخرج من بيته البته فقد لازم حفظ الحديث ورجاله والتعليق والنسخ لكتب الحديث، وإن خرج لايخرج إلا للمسجد أو لقصر الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود.
8 - أول عالم في نجد تكلم في دروسه على رجال الحديث فترجم لهم ووثق وضعف كما قاله ابن بشر.
9 - تميزت غالب مؤلفاته بالصناعة الحديثية.
10 - استدرك على كبار العلماء من المتأخرين والمتقدمين في علم الحديث ورجاله وله من العمر (21سنة)
11 - له منظومات علمية.
12 - وأخيراً ختم الله له بالخاتمة الحسنة حيث قتل شهيداً نحسبه كذلك على يد الطاغية عدو التوحيد والسنة إبراهيم باشا، حيث أمسك به وصلبه وجعل البنادق الكثيرة تصوب على شاب من أفضل شباب التوحيد والحديث في نجد، فما ثارت البنادق إلا ولحم الشيخ يتناثر قطعاً من هنا وهناك، و هذا المشهد المرعب المخوف أمام أهل الدرعية بل أمام والده الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وجاء الطاغية وقال لوالد الشيخ قتلنا ابنك ياعجوز متهكماً وفرحاً بجنايته، ورد عليه والد الشيخ وقال: (لو لم تقتله لمات) قكان هذا الجواب أشد عليه من ضرب السيوف والبنادق.
ويقال أن الطاغية أصبح يكرر جواب الشيخ من هول ماسمع. قاتل الله أعداء التوحيد والسنة.
وما كنت أرغب الكلام عن الشيخ سليمان لأن الكلام فيه يحزن القلب ويدمع العين، ولكن ذكرني الأخ الفاضل هاني الحارثي بالشيخ سليمان. ويشكر على هذه الفائدة العزيزة.
رحم الله الشيخ سليمان وأئمة الدعوة وجمعنا وإياهم مع الذين أنعم الله عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/421)
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[20 - 12 - 08, 04:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وللفائدة .. فقد نقل الشيخ محمد رشاد سالم في درء التعارض 1/ 159 هامش 2 عن هامش بعض المخطوطات ..
رد عليه الفقير محمد بن إسماعيل الأمير عفى الله عنهما فقال:
لعلك أهملت الطواف بمعهد ... الرسول ومن لاقاه من كل عالم
فما حار من يهدي بهدي محمد ... ولست تراه قارعاً سن نادم
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[21 - 12 - 08, 12:06 ص]ـ
أبيات نفيسة يظهر عليها آثار السنة والحديث والتمسك بهما.
والشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب يعتبر محدث الديار النجدية وهذا على ما وجدته من مخطوطات حديثية قام بنسخها أو تملكها وقام بالتعليق عليها، وعندما عشت مع الشيخ سليمان في رسالتي الماجستير والتي بعنوان (جهود الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ في علم الحديث) عرفت قدر هذا الشيخ الشاب الذي قتل _ نحسبه شهيداً _ وله من العمر 33سنة. وعرفت قدره في إمامته في الحديث والسنة.
والعجيب أن الشيخ سليمان اجتمعت فيه صفات ومناقب قد لاتكون مجموعة لغالب أئمة الدعوة في نجد فقد اجتمع فيه من الصفات والمناقب مايلي:
1 - أول شارح على الإطلاق لكتاب جده شيخ الإسلام وهو كتاب التوحيد وسمى شرحه (تيسير العزيز الحميد) وكل من جاء بعده عيال عليه.
2 - تفرد بمعرفة الحديث وحفظ رجاله كيف وهو القائل: (معرفتي برجال الحديث أكثر من معرفتي برجال الدرعية)
3 - الفقه وحاشيته على المقنع تشهد بمعرفته للفقه.
4 - التعليق على كتب الرجال كتعليقه على المغني في الضعفاء وميزان الإعتدال كلاهما للذهبي.
5 - نسخ كتب الحديث.
6 - تفرد عن علماء نجد بجمال خطه.
7 - لايخرج من بيته البته فقد لازم حفظ الحديث ورجاله والتعليق والنسخ لكتب الحديث، وإن خرج لايخرج إلا للمسجد أو لقصر الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود.
8 - أول عالم في نجد تكلم في دروسه على رجال الحديث فترجم لهم ووثق وضعف كما قاله ابن بشر.
9 - تميزت غالب مؤلفاته بالصناعة الحديثية.
10 - استدرك على كبار العلماء من المتأخرين والمتقدمين في علم الحديث ورجاله وله من العمر (21سنة)
11 - له منظومات علمية.
12 - وأخيراً ختم الله له بالخاتمة الحسنة حيث قتل شهيداً نحسبه كذلك على يد الطاغية عدو التوحيد والسنة إبراهيم باشا، حيث أمسك به وصلبه وجعل البنادق الكثيرة تصوب على شاب من أفضل شباب التوحيد والحديث في نجد، فما ثارت البنادق إلا ولحم الشيخ يتناثر قطعاً من هنا وهناك، و هذا المشهد المرعب المخوف أمام أهل الدرعية بل أمام والده الإمام عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وجاء الطاغية وقال لوالد الشيخ قتلنا ابنك ياعجوز متهكماً وفرحاً بجنايته، ورد عليه والد الشيخ وقال: (لو لم تقتله لمات) قكان هذا الجواب أشد عليه من ضرب السيوف والبنادق.
ويقال أن الطاغية أصبح يكرر جواب الشيخ من هول ماسمع. قاتل الله أعداء التوحيد والسنة.
وما كنت أرغب الكلام عن الشيخ سليمان لأن الكلام فيه يحزن القلب ويدمع العين، ولكن ذكرني الأخ الفاضل هاني الحارثي بالشيخ سليمان. ويشكر على هذه الفائدة العزيزة.
رحم الله الشيخ سليمان وأئمة الدعوة وجمعنا وإياهم مع الذين أنعم الله عليهم.
الشيخ رياض وفقه الله
أنا سمعت عن رسالتك الكثير فمتى ترا النور وتطبع وهل الكتب التي أشرت إليها في الاعلى مطبوعة مثل حاشية الشيخ على المقنع ومنظوماته ..........
ولكم مني جزيل الشكر والدعاء
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[21 - 12 - 08, 11:36 م]ـ
تفضلت عليَّ بقراءة مشاركتي، ورسالتي الماجستير لم تطبع بعد، وذلك أنني علمت أن في دارة الملك عبدالعزيز وثائق ومخطوطات تتعلق بالشيخ سليمان وما زالت الدارة تحتفظ بها للزينة والتفاخر ومنعت ومنع غيري من الاستفادة منها وقد سبق أن ذكرت هذا في مقالي (دارة الملك عبدالعزيز ومعاناة أهل البحث) وهو على هذا الملتقى وموقع الألوكة.
ولكن مع كثرة من يسأل عن الرسالة سأقوم بطبعها قريباً ولا أريد ماعند الدارة لأن يوم الدارة كسنة كأيام الدجال أعاذنا الله من فتنته.
وهناك فوائد نفيسة عن الشيخ سليمان أخذتها مسلسلة بالسماع عن أكابر علماء نجد سوف تلحق بالترجمة.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 12 - 08, 01:22 ص]ـ
هذا الامام له مكانة في القلب
ونحن في انتظارها على أحر من جمر
بارك الله لك في عمرك وعلمك
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 12 - 08, 10:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 06:50 م]ـ
جزا الله الجميع خير الجزاء، وفرج الله عن إخواننا في غزة، اللهم أهلك اليهود(52/422)
هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 01:41 ص]ـ
من هم أهل السنة والجماعة؟
وهل الأشاعرة والماترودية من أهل السنة والجماعة؟
قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه على العقيدة الواسطية فكان كلامه كالجواب عن السؤال السابق:
قال ـ رحمه الله ـ عند شرح قول شيخ الإسلام (أهل السنة والجماعة)
"قال ـ أي شيخ الإسلام ـ {أهل السنة والجماعة} أضافهم إلى السنة لأنهم متمسكون بها والجماعة لأنهم مجتمعون عليها .......
سموا أهل السنة لأنهم متمسكون بها وسموا أهل الجماعة لأنهم مجتمعون عليها فهم متصفون بهذا الوصف أهل السنة متمسكون بالسنة ظاهرا وباطنا وجماعة مجتمعون عليها.
ولهذا لم تفترق هذه الفرقة كما افترقت أهل البدع.
نجد أهل البدع كالجهمية متفرقين والمعتزلة متفرقين والروافض متفرقين وغيرهم من أهل التعطيل متفرقين لكن هذه الفرقة مجتمعة على الحق.
وإن كان قد يحصل بينهم خلاف لكنه خلاف لا يضر وهو خلاف لا يضلل أحدهم الآخر به أي أن صدورهم تتسع له و إ لا فقد اختلفوا في أشياء مما يتعلق بالعقيدة مثل هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه أم لم يره؟. ومثله هل عذاب القبر على البدن والروح أو الروح فقط؟. ومثل بعض الأمور يختلفون فيها لكنها مسائل تعتبر فرعية بالنسبة للأصول وليست من الأصول ثم هم مع ذلك إذا اختلفوا لا يضلل بعضهم بعضا بخلاف أهل البدع.
إذن فهم مجتمعون على السنة فهم أهل السنة والجماعة
وعُلم من كلام المؤلف رحمه الله أنه لا يدخل فيهم من خالفهم في طر يقتهم
فالأشاعرة مثلا والما تريدية لا يعتبرون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحا به في إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها
ولهذا يخطئ من يقول إن أهل السنة والجماعة ثلاثة (سلفيون وأشعريون وماتريديون) فهذا خطأ.
نقول كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون فماذا بعد الحق إلا الضلال وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟
هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين فنعم.
وإلا فلا شك أن أحدهم هو صاحب السنة فمن هو؟ الأشعرية ـ الماترودية ـ السلفية؟
ترى من وافق السنة فهو صاحب السنة ومن خالف السنة فليس بصاحب سنة.
فنحن نقول السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبدا
والكلمات تعتبر بمعانيها
لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة؟ لا يمكن وكيف يمكن أن نقول هؤلاء ثلاث طوائف مختلفة؟ نقول هم مجتمعون فأين الاجتماع؟
فأهل السنة والجماعة إذن هم السلف معتقدا حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي.
(شرح العقيدة الواسطية 1/ 33 ـ 34 طبعة مكتبة طبرية ت أشرف عبد المقصود ط 1)
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[19 - 12 - 08, 02:41 ص]ـ
هم أهل سنة معنا مقابلة بالشيعة والفرق الضالة،،
ونحن وهم متقابلان إذا انفردنا فنكون سلفيون وأشاعرة
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[19 - 12 - 08, 03:00 ص]ـ
هم أهل سنة معنا مقابلة بالشيعة والفرق الضالة،،
ونحن وهم متقابلان إذا انفردنا فنكون سلفيون وأشاعرة
أظن كلام الشيخ ابن عثيمين واضح ولا يحتاج إلى زيادة إيضاح
رحمه الله
وأكرم من نقل لنا كلامه وجزاه عنا خيرا
ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[19 - 12 - 08, 04:59 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
يقول شيخ الاسلام أبن تيميه" ((فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة)) (منهاج السنة / 2 - 221).
فمصطلح أهل السنّة له إطلاق عام يدخلون فيه وإطلاق خاص لايكون الاشاعره فيه من أهل السنه والجماعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/423)
إذا فهمت هذا المعنى سيظهر لك وجه صحه كلام الشيخ ابن عثيمين وستفهم معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض ذكره لذم السلف لأهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم: "وإن كان في كلامهم من الادلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر الى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم" أنظر: نقض التأسيس 2/ 87.
للاستزاده انظر الباب الثاني من موقف ابن تيميه من الاشاعره د. المحمود
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 02:40 م]ـ
هم أهل سنة معنا مقابلة بالشيعة والفرق الضالة،،
ونحن وهم متقابلان إذا انفردنا فنكون سلفيون وأشاعرة
جزاك الله خيرا
لا يتبادر إلى الذهن إلا أن الشيخ أراد المنتسبين إلى السنة ولم يرد الرافضة في كلامه
فتأمل.
أظن كلام الشيخ ابن عثيمين واضح ولا يحتاج إلى زيادة إيضاح
رحمه الله
أحسنت جزاك الله خيرا
الحمد لله رب العالمين
يقول شيخ الاسلام أبن تيميه" ((فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة)) (منهاج السنة / 2 - 221).
فمصطلح أهل السنّة له إطلاق عام يدخلون فيه وإطلاق خاص لايكون الاشاعره فيه من أهل السنه والجماعه
إذا فهمت هذا المعنى سيظهر لك وجه صحه كلام الشيخ ابن عثيمين وستفهم معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض ذكره لذم السلف لأهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم: "وإن كان في كلامهم من الادلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر الى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم" أنظر: نقض التأسيس 2/ 87.
للاستزاده انظر الباب الثاني من موقف ابن تيميه من الاشاعره د. المحمود
جزاك الله خيرا على زيادة البيان
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:09 م]ـ
[ QUOTE= أبومحمد الغريب;948676] الحمد لله رب العالمين
يقول شيخ الاسلام أبن تيميه" ((فلفظ أهل السنة يُرَادُ به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة , فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة , وقد يُرَادُ به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق , وإن الله يرى في الآخرة , ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة)) (منهاج السنة / 2 - 221).
فمصطلح أهل السنّة له إطلاق عام يدخلون فيه وإطلاق خاص لايكون الاشاعره فيه من أهل السنه والجماعه
إذا فهمت هذا المعنى سيظهر لك وجه صحه كلام الشيخ ابن عثيمين وستفهم معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض ذكره لذم السلف لأهل الكلام من الأشاعرة وغيرهم: "وإن كان في كلامهم من الادلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر الى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم" أنظر: نقض التأسيس 2/ 87.
للاستزاده انظر الباب الثاني من موقف ابن تيميه من الاشاعره د. المحمود [/ QUOT كلام جميل حزيت خيرا ابا محمد(52/424)
سؤال إلى طلبة العلم المصريين ولاسيما أهل الأزهر
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 06:21 ص]ـ
في دليل الرسائل الجامعية في علوم شيخ الإسلام .. لعثمان شوشان ..
كتاب بعنوان: درء التعارض منهجا ودراسة وتقويما .. لهدى عبد الحميد
رسالة ماجستير ..
فمن يكرمنا بتحصيله ..
مع العلم أن الكتاب لم ينشر ..
وهو بحوزة الجامعة ..
ولو أتحفني أحد الفضلاء بهاتف الشيخة هدى على الأقل!(52/425)
موقع متميِّز للتنبيه على الأخطاء الشائعة وغيرها.
ـ[محمد ابن الجميلي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 09:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وانا اتصفح منتدى الالوكة وجدت هذا الموقع المفيد أرجو أن يفيدكم بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.khayma.com/da3wah/latanshr.htm
ـ[ taleb-ilm] ــــــــ[21 - 12 - 08, 05:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
فعلا موقع ممتاز
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 12 - 08, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.(52/426)
كيف تجيب أهل البدع عند ادعائهم بأن في بدعهم خير ومنفعة؟
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[20 - 12 - 08, 06:32 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد
فكثيراً ما يلبس الشيطان وأصحاب المناهج الفاسدة وأهل البدع والأهواء على الناس دينهم
فعندما تنكر عليهم ما هم عليه من البدع بأنه أمر لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم
فيقولون نعم لم يفعلوه ولكن هذا أمر فيه خير وصلاح ومصلحة للناس وانتفع به الناس
فإذا لم تكن مؤصلاً تقف حائراً أمام هذه الشبهة الواهية
التي هي أوهى من بيت العنكبوت
وأشبه بخيوط القمر
وردها سهل جداً بإذن الله تعالى
وقد نقض هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله
:" الشريعة لا تهمل مصلحة قط
بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة
فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك
لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له:
إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر
أو أنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة؛ لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة.
وكثيراً ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة
كما قال تعالى في الخمر والميسر {قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}
وكثير مما ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من هذا الباب،
وقد زين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً،
وقد يكون عمداً فيكون ظلماً وقد يقع جهلاً فيكون ضلالاً،
وهذا الباب مشترك بين أهل العلم والقول وبين أهل الإرادة والعمل" انتهى
قلت صدق رحمه الله تعالى وأحسن فيما قال: ويدل على ما قال عدة أدلة منها:
الدليل الأول: قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة/3].
فالدين كامل ليس بحاجة إلى زيادة ولا نقصان.
ومعنى النقصان: أن نقول هذا أمر لا يحتاج إليه أصلاً يمكن أن نتركه من الشريعة.
فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم طيب ونافع للناس.
الدليل الثاني: ما روته أم المؤمنين عَائِشَةَ قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه فَهُوَ رَدٌّ".
وفي لفظ:" من عَمِلَ عَمَلًا ليس عليه أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
فهذا صريح في أن كل ما لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه وإن ظنه خيراً.
قال النووي: قال أهل العربية الرد هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد بة وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات ... وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به " انتهى
الدليل الثالث: ما رواه عبد اللَّهِ بن مسعود: قال: خَطَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا بيده ثُمَّ قال هذا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيماً قال ثُمَّ خَطَّ عن يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قال هذه السُّبُلُ ليس منها سَبِيلٌ إِلاَّ عليه شَيْطَانٌ يدعوا إليه ثُمَّ قَرَأَ {وإن هذا صراطي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} ".
فهذا يدل على أن السبل المتفرقة ليست من دين الله في شيء
وأن الصراط المستقيم واحد لا يتعدد وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
الدليل الرابع: ما رواه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة. فقيل له: ما الواحدة؟ قال:" ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
الدليل الخامس: ما رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه،".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/427)
الدليل السادس: قال أبي ذَرٍّ:" تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ في الْهَوَاءِ إِلا وهو يُذَكِّرُنَا منه عِلْمًا".
الدليل السابع: قال ابن مسعود:" اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
الدليل الثامن: ما قاله أبو موسى الأشعري لعبد الله بن مسعود: يا أبا عبد الرحمن أني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أرَ والحمد لله إلا خيراً
قال فما هو؟
قال: إن عشت فستراه
قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة فيقول سبحوا مائة فيسبحون مائة
قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئاً انتظارك رأيك أو انتظار أمرك
قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء!!!
ثم مضى ومضينا معه حتى أني حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟!
قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد
قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء أصحابة متوافرون وهذه ثيابه لم قبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة
قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير
قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم
فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة اولئك يطاعنونا يوم النهر وان مع الخوارج".
فتأمل: كيف كان أول أمرهم اجتماع في مسجد على التسبيح والتهليل والتكبير لكنه محدث لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام
فانتهى أمرهم إلى حال عظيم
يقاتلون الصحابة ويكفرونهم
قال البربهاري:" احذر صغار المحدثات من الأمور
فإن صغير البدع يعود حتى يصير كباراً
وكذلك كل بدعة في هذه الأمة
كان أولها صغيراً يشبه الحق
فاغتر بذلك من دخل فيها
ثم لم يستطع الخروج منها
فعظمت فصارت ديناً يدان بها" انتهى
وتأمل: جوابهم:" ما أردنا إلا الخير"
يعني مقصودنا حصول الأجر والثواب ونفع الناس وهدايتهم
وتأمل جواب ابن مسعود لهم:" وكم من مريد للخير لن يصيبه ".
أي أن الخير محصور فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام
الدليل التاسع: ما جاء عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال: يا أبا محمد! أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا ولكن يعذبك على خلاف السنة ".
قال الإمام العلامة السلفي محمد ناصر الدين الألباني:" هذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك".
والله اسأل أن يجعلنا من أهل السنة المتمسكين والعاملين بها، ومن الذابين عنها.
وأن يجنبنا البدع والفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
*نقل من موقع مكتبة المسجد النبيوي الشريف.(52/428)
الأشعرية: قراءة في المسار، ومساءلة لشرعية الوجود.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:28 م]ـ
الأشعرية: قراءة في المسار، ومساءلة لشرعية الوجود.
1 - مشكلة التسمية:
يعتبرلقب"أهل السنة والجماعة" الكأس المقدسة التي سعى الأشاعرة عبر تاريخهم إلى الاستحواذ عليها وكأن الشاعر ما أراد إلا حالهم عندما قال:
فلم تك تصلح إلا له ... ولم يك يصلح إلا لها
ولو نالها أحد غيره ... لزلزت الأرض زلزالها
ولعل أول عقبة انتصبت أمامهم هي تأخرهم في الوجود عن اللقب .. فقد كان الاسم متداولا بين المسلمين قبل ظهور الأشاعرة بزمن، واعتاد الناس أن يطلقوه على أناس وأعلام في وقت كان فيه أبو الحسن الأشعري ما برح تلميذا عند الجبائي المعتزلي، يتعلم منه أصول المذهب وينافح عنها في المناظرات ..
فمن المفارقة التاريخية – إذن- أن يظهر الاسم قبل ظهور المسمى!، فكان على الأشاعرة أن يثبتوا الترادف بين اسمهم "الأشاعرة" واسم "أهل السنة والجماعة" ... ولا يأتى لهم الخلاص من هذه المفارقة إلا بافتراض أن المذهب الأشعري ذو وجهين: وجه كامن ووجه ظاهر ... !!
فالأشعرية الكامنة هي منهج وعقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين إلى ظهور أبي الحسن ..
والأشعرية الظاهرة- المعبر عنها- هي الصياغة لما كان ضمنيا بواسطة المؤسس والتلاميذ ...
وهذا القول لازم لهم لأن الأشعرية مرادفة لمذهب أهل السنة والجماعة فلك أن تقول عن الصحابة أنهم أشعرية مثلما انهم من أهل السنة والجماعة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه أشعري ... وحتى لو راموا التأدب ورفعوا عنه الاسم فإن المنهج هو هو تحت أي اسم ظهر ... فعقيدة النبي صلى الله عليه وسلم هي ذاتها عقيدة الجويني والغزالي والرازي .. !!!
وكانت العقبة الثانية هي تعليل استمرار الأشعرية في طور الكمون لمدة وتأخر طور الظهور إلى ما بعد انقضاء القرون الثلاثة .. ولهم تعليل جاهز تناقلوه في كتبهم مفاده أن الصحابة والتابعين انشغلوا بالجهاد والفتوحات فلم يكن عندهم متسع لتقرير "الكلام النفسي"،وصياغة ""دليل الحدوث" بمقدماته، وبيان استحالة "الاستواء"، وأن "الاستطاعة مقارنة للفعل" ...
هذا الاعتذار أقبح لو كانوا يعلمون!
فمن لوازمه الطعن في الصحابة ذلك لأنهم لا مفر لهم أن يقولوا أن جهادهم كان من أجل الدنيا -كما يقول المستشرقون وأذنابهم كطه حسين والجابري وجعيط .. -فنسوا أمر العقيدة وتهافتوا على الغنائم والاموال ..
أو أن يقولوا بل كان نشرهم العقيدة هو ما حركهم ... فيقال لهم وكيف يحفلون بالوسيلة ويذهلون عن الغاية .. أليس من ثوابت الدعوة أنه يعرض الإسلام أولا ثم لا يستعمل السيف إلا إذا اقتضى الحال!!
فهؤلاء الصحابة ماذا كانوا يعرضون على الفرس والروم والهند وهم شعوب تأصلت عندهم الحكمة والفلسفة والمنطق منذ عصور!
ألم يكن المقام يقتضي الجدل المنطقي وعرض العقيدة على أصول العقل ومقاييسه ..
أم أنهم كانوا يعرضون بضاعتهم وهي تجسيم وحشو .. !!
أم كانوا يقاتلونهم ابتداء!
وعلى فرض التسليم بأطروحة الأشاعرة-وهي ظاهرة البطلان-وأن منهجهم هو عينه منهج الصحابة وأن الصحابة سكتوا عن التعبير عنه بسبب مشاغلهم فكيف ينسب لساكت قول أيها الناس!؟ وكيف يزعمون أن عقيدة الصحابة أشعرية وهي لم تظهر على ألسنتهم .. اليس هذا من جنس الكهانة!
على الأشعرية أن يبحثوا عن تبرير آخر لتأخر الأشعرية في ظهور وجهها المدون المستعلن ... لأن تعليلهم السابق يصدم ثوابت الدعوة أولا، ويصدم قاعدة وجوب عدم تأخر البيان عن الحاجة ثانيا، .. وقاعدة لا ينسب لساكت قول ثالثا ..
للحديث صلة .... إن شاء الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 12 - 08, 04:33 م]ـ
2 - هاجس طواحين الهواء
لا يمكن للأشعرية أن تنصب نفسها ممثلة للخط الفكري للأمة قبل أن تفرض نوع الفكر الذي تشخصه أعني "علم الكلام" ..
هذا "العلم" كان قد تأسس من قبل ولكنه وجد صعوبة في قبوله داخل المجال التداولي الإسلامي ... على اعتبار أن الدين قد كمل والنعمة قد تمت ... فكان لا بد من الإدلاء بمسوغ يمنح الشرعية لوجود علم الكلام، فأشيع القول -المتفق عليه بين المتكلمين بمختلف مشاربهم- أن علم الكلام ليس مكملا للدين ولكنه "حام" له ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/429)
ولما كانت وظيفة "الحماية"تقتضي وجود عدو صائل فقد أوهموا الناس أن هناك أخطارا محدقة بالدين، وأنه يجب التصدي لها، وأن علم الكلام هو المؤهل لذلك!!
ولكن إلى أي حد كانوا واقعيين في تصور هذه الخلفية؟
كل القرائن -عند التحقيق- تشير إلى أن" افتراض" خطر يهدد العقيدة مسوغ أديولوجي لا حقيقي ..
فعلى الصعيد النظري كان المسلمون زمن ظهور علم الكلام في أوج قوتهم المادية والنفسية والروحية .. فكيف يخشى على عقيدتهم؟ وهل يخاف المنتصر من ثقافة المنهزم؟ ولنا شهادة العلامة ابن خلدون- وهو أشعري- الذي أثبت عكس دعاوى علماء الكلام فالمنهزم هو الذي يسعى إلى تقليد غالبه إيمانا منهم أن الغالب ما تمكن منه إلا لأسباب هي عنده فتكون الرغبة والحاجة إلى الأخذ بها فيقلد غالبه ويتتلمذ عليه ... وهذا صحيح نفسيا ومجرب تاريخيا وإن حالة المسلمين اليوم لدليل على صدق نظرية ابن خلدون ..
إن الشعوب المنهزمة هي التي كان لها أكثر من مسوغ لحماية تراثها من الإسلام الفاتح .. فعلماء الكلام كان يجب إذن أن يظهروا في المعسكر الآخر!!
أما مسألة التصدي للشبهات فلا متمسك لهم فيه .. لأن إشاعة الشبهات هي ديدن إبليس منذ أن لعنه الله ... كانت قبل ظهور الأشاعرة وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتأسس علم الكلام مع الحاجة إليه- كما هم يزعمون-:
جاء في صحيح مسلم:
190 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَاللَّفْظُ لِهَارُونَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ..
و حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ فَيَقُولُ اللَّهُ ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ وَزَادَ وَرُسُلِهِ
(رواه أحمد بن حنبل في مسنده و ابن حبان في صحيحه وأبو يعلى والطبراني وغيرهم).
فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر أعظم شبهة يمكن أن تثار للتشويش على العقيدة ... ونلاحظ أولا أن الأمر يتعلق هنا بتوحيد الربوبية وهو النوع الذي تجند له علماء الكلام لتقريره وإثباته-زعموا- ونلاحظ ثانيا أن هذه الشبهة ليست وقتية بل هي مزمنة كما يشعر قوله" لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ .. "
ونلاحظ ثالثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دل الأمة على الحل ... "فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ."
فماذا سيقول علماء الكلام عن الحل النبوي للشبهة؟
هل فرط-حاشاه- في الجواب عن الشبهة إذ لم يستعمل التحليل المنطقي للشبهة فيفحم الشيطان بطريقة عقلية؟
أم ترك الشبهة عالقة بدون حل ... ؟
أم أنه اعتبر الشبهة وسوسة المنهزم،
وأن الإعراض عنها كفيل بوأدها،
وأن الشيطان سيخنس مدحورا أمام الفطرة،
وان الجدال قد يقويه أكثر مما يضعفه لأنه سيفتح له مجالات الاعتراض وفرص لإلقاء شبه أخرى ...
وأن مراده إضاعة الوقت وإشغال الناس،
وأنه مهما رددنا عليه فإن الشبهة سيثيرها متكالبا في كل حين " لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ .. "!!!!!
على كل حال ألم يكن هذا الموقف داعيا لإظهار الوجه الكامن للأشعرية!!
إن دعوى حماية العقيدة يكذبها التاريخ عمليا أيضا .. وقد صدق ابن تيمية عندما قال: "وهم لا الإسلام نصروا، ولا لأعدائه كسروا".
فإن شكوا في ما قال الشيخ فما عليهم إلا أن يثبتوا بالوقائع التاريخية خطأه .. لا بالادعاء!
فهل مناظرات الباقلاني-على سبيل المثال- عند ملك الروم قادت البيزنطيين إلى الإسلام أو على الاقل كسرت شوكة الصليبيين؟ أم أن الباقلاني كان يخشى على عقيدة التوحيد من التثليث فناظر درءا للمفسدة .. علما أن عقيدة التثليث لم يأبه بها العرب إلا قليلا وهو أمة أمية مشركة فكيف يخشى عليهم منها وقد بعث الله فيهم أعظم الرسل وفيهم كتاب الله يتلونه!!!
للحديث صلة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/430)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 12 - 08, 08:30 م]ـ
3 - ابن فورك:" فلم يجب بجواب شاف"!
قال "ابن فورك" يحكي كيف اهتدى إلى علم الكلام:
(كان سبب اشتغالي بعلم الكلام أني كنت بأصبهان أختلف إلى فقيه، فسمعت أن الحجر يمين الله في الأرض،فسألت ذلك الفقيه عن معناه فلم يجب بجواب شاف، فأرشدت إلى فلان من المتكلمين،فسألته فأجاب بجواب شاف، فقلت:لا بد من معرفة هذا العلم، فاشتغلت به)
مشكل الحديث وبيانه. انظر الحكاية في مقدمة المحقق موسى محمد علي. ص: 21.عالم الكتب.
كأن ابن فورك يتحدث هنا بلسان جميع المتكلمين، فالحاجة ماسة إلى منهج مستحدث لأن المنهج المتوفر عاجز عن تفسير الدين أو جزء منه ..
إن الراوي يقابل بين الفقيه والمتكلم فالأول "لم يجب بجواب شاف" والثاني "أجاب بجواب شاف" .. ولا شك أن ابن فورك يقابل هنا بين منهجين وليس بين شخصين ... فكان من الممكن،مثلا، أن يسأل فقيها آخر ولكن قصده التحول في المنهج،وإضفاء شرعية على المنهج المتحول إليه، وليس مجرد البحث في مسألة "يمين الله في الأرض "
فالحكاية في ظاهرها هينة لينة- كما يوهم أسلوب سرد القصة- ولكن لو سبرنا حمولتها لوجدنا المسألة أخطر بكثير من محض استفتاء شخصين في حديث نبوي .. كلا!
فالأمر متعلق بصراع منهجين:منهج أصيل ومنهج مستنبت ...
صحيح إن الصراع قدر كوني لا مفر منه ولكن يلاحظ أن إدارة الصراع من قبل المتكلمين ضد أهل الحديث كان مشوبا بقدر غير قليل من التعالي والاستصغار .. فتراهم يتخذون مع خصومهم أساليب:
- من نوع التجهيل-كما في واقعة ابن فورك-
- ومن نوع النبز بالألقاب والنعوت (حشوية مجسمة تيوس نابتة .. )
- من نوع التشنيع بتعميم خطأ الواحد منهم على عامتهم ..
- من نوع الكذب عليهم ... كما تقرأ في كتبهم مثلا عندما يعرضون مسألة "كلام الله" فيمرون سريعا على مذهب الحنابلة وكأنه لا يستحق أن ينظر فيه زاعمين أن مذهبهم في الكلام ساقط في العقل وأنهم مكابرون إذ يثبتون قدم الحروف والورق والكاغط .. !! ومن ثم لا يستحقون أن يناظروا ..
بل وصل الأمر عند أبي حامد الغزالي إلى السكوت الكلي عنهم فتراه في استقرائه-المزعوم- لنظريات المعرفة يرى الحق لن يعدو من سماهم قال في منقذه:
"ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
1 - المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر.
2 - الباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم، والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
3 - الفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
4 - الصوفية: وهم يدعون أنهم خواص الحضرة، وأهل المشاهدة والمكاشفة فقلت في نفسي: الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع، ... انتهى.
نعم لقد شذ الحق عنهم جميعا .. وهو موجود عند من لم يسمهم أصلا!!
ومن ثم ستكون نتيجة بحث الغزالي خاطئة على جميع التقديرات .. لأنه إما أن يتوغل في السفسطة التي اعترته،وإما أن ينسب الحقيقة لفرقة مبطلة!!
للحديث صلة ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 12 - 08, 10:54 م]ـ
فخم كالعادة ...
ويجب انتظار الصلة.
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
دمت موفقا شيخنا الفاضل
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 04:59 ص]ـ
بارك الله فيكم، متابع لفرائدكم ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:31 ص]ـ
4 - الإرهاب المادي و العنف الرمزي
استبدت الأشعرية باسم" أهل السنة والجماعة"-لأسباب سنورد بعضها بعد حين-ثم سعت إلى فرض إرهاب فكري ممنهج ومحكم تحت ذريعة الاسم:
هل يجرؤ مؤمن على مخالفة "أهل السنة والجماعة"؟
هذه هي التعويذة المعتمدة لتثبيت سلطان الأشعرية في الإسلام إلى يوم القيامة!
فإن أي اعتراض على الأشعرية أو خروج عن أصولهم لن يحسب – بعد تسميتهم تلك - على حرية التفكير وممارسة الاجتهاد بل هو مشاقة للسنة ومروق من الجماعة ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/431)
فللمؤمن أن يقرأ القرآن كما يشاء وأن يتأمل في السنة كيف يريد وله أن يفهم الأحكام الفقهية موافقا أو معارضا لغيره من الفقهاء،كل ذلك لا بأس فيه .. ولكنه لا يحق له أن يفهم العقائد القرآنية والسنية استقلالا واجتهادا بل لا بد من الرجوع إلى الأشعرية،واعتبار ما يجوزونه هو الجائز في العقيدة، وما يمنعونه هو الممنوع فيها ...
هذه الروح –التي لن نبالغ إذا شبهناها بسلطة الإكليروس –هي التي عبر عنها الصاوي -من متأخري الأشاعرة- بقوله في حاشيته على تفسير الجلالين: (الأخذ بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر)
ولا عجب إذا وجدت هذا الصاوي الأشعري، بعينه، يتهم الوهابيين بأنهم خوارج ... فالرجل منسجم في فكره بدون شك لأن حكمه بالخروج هو الامتداد الطبيعي والمنطقي لرأيه السابق في منهج تلقي القرآن والسنة ...
هذا الإرهاب-ونحن نستعمل هذه الكلمة بدون أدنى تحفظ منا-اتخذ أشكالا متفاوتة .. ففي الغرب الإسلامي –مثلا-وصل الإرهاب إلى حجم "إرهاب الدولة" عندما استولى ابن تومرت صاحب المرشدة وأتباعه على الحكم ...
فقد أزاحوا بالأظافر والحديد والنار الدولة المرابطية السنية الشرعية، وعملوا بعد ذلك على طمس كل ما له صلة بآثار "المجسمين" حتى ما بنوه من عمران الدنيا .. لكن أعجب ما في هذا الحقد" الموحدي" أنهم حاربوا المذهب المالكي نفسه نكاية بالمرابطين، الذين تمذهبوا بالمالكية، أرادوا صرف المغاربة إلى المذهب الظاهري ليس اقتناعا بابن حزم،أو مجاملة له على الأقل،بل لإخماد الذكرى المرابطية في وجدان الأمة .. !!
فما رأي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّاوِيُّ (المالكي!)؟ من هم الخوارج حقا ... !!
أما الإرهاب العلمي فقد اتخذ صورا سيئة منها سلسلة محاكمات ابن تيمية ... ولما كان الرجل أوتي قوة في المحاججة العقدية فقد رجعوا من هذا الجانب خائبين .. ودبروا له في الفروع جريمة مخالفة الإجماع في مسألة الطلاق فسجنوه .. مع أن الروافض – مثلا-صغارا وكبارا يعلنون جهارا بشرعية نكاح المتعة المخالف للإجماع، ولكن السجن من حظ ابن تيمية وحده!!
إن حصار الأفكار ومطاردة الرجال أشهر من أن يذكر ... تجد نموذجا صارخا في محنة ابن أبي العز الحنفي،شارح الطحاوية، وقد ذكر الشيخ زهير الشاويش في مقدمة الشرح نقلا عن ابن حجر أحداثا قد لا تقل فظاعة عن محاكم التفتيش في إسبانيا في عصورهم المظلمة ...
كما روى ابن حجر في الدرر الكامنة محنة أخرى لابن رجب الحنبلي قال:" .. وكان يفتي بمقالات شيخ الاسلام ابن تيمية وأن الناس نقموا عليه ذلك، فأظهر الرجوع عن خطئه ...... "
وبمناسبة ذكر ابن حجر، نشير إلى نوع من الإرهاب مرتبط بما يسمى "العنف الرمزي" كان صاحب" فتح الباري" واحدا من الواقعين في جملة ضحاياه:
ولكي نفهم هذا الأمر ينبغي أن نعتبر العلماء بشرا ينشؤون في مناخ اجتماعي ذي قبضة، وليس محض عقول مجردة ... فلك أن تقدر أن المرء منذ بداية نشأته يفتح سمعه على أن الأشعرية هم أهل السنة والجماعة ... وتظل هذه المطرقة تتبعه طيلة حياته عند شيخ اللغة وعند معلم البلاغة وعند المفتي في العقيدة ... ولك أن تقدر أنه في مثل هذا الجو لا يمكن أن يخطر بالذهن-مجرد خاطر-الاعتراض على "مذهب أهل السنة والجماعة" لأن الاعتراض عليهم مرادف للابتداع والكفر!!
هذا ما نعنيه بالعنف الرمزي ولعله أقسى من العنف الجسدي نفسه ... وقد تلمس بعض التجليات لو تتبعت شرح الحافظ -رحمه الله-لأحاديث الأسماء والصفات فتجده في مواضع يستجيب لداعي الفطرة يحركها حس أهل الحديث فتستشعر عنده الحنين لتقرير عقيدتهم والدفاع عنها لكن العنف الرمزي يمنعه .. تأمل هذا النص في شرح (بَاب قَوْل اللَّه تَعَالَى: وَلَا تَنْفَع الشَّفَاعَة عِنْده إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/432)
وَهَذَا حَاصِل كَلَام مَنْ يَنْفِي الصَّوْت مِنْ الْأَئِمَّة وَيَلْزَم مِنْهُ أَنَّ اللَّه لَمْ يُسْمِع أَحَدًا مِنْ مَلَائِكَته وَرُسُله كَلَامه بَلْ أَلْهَمَهُمْ إِيَّاهُ، وَحَاصِل الِاحْتِجَاج لِلنَّفْيِ الرُّجُوع إِلَى الْقِيَاس عَلَى أَصْوَات الْمَخْلُوقِينَ؛ لِأَنَّهَا الَّتِي عُهِدَ أَنَّهَا ذَات مَخَارِج، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ إِذْ الصَّوْت قَدْ يَكُون مِنْ غَيْر مَخَارِج كَمَا أَنَّ الرُّؤْيَة قَدْ تَكُون مِنْ غَيْر اِتِّصَال أَشِعَّة كَمَا سَبَقَ سَلَّمْنَا، لَكِنْ تَمْنَع الْقِيَاس الْمَذْكُور، وَصِفَات الْخَالِق لَا تُقَاس عَلَى صِفَة الْمَخْلُوق، وَإِذَا ثَبَتَ ذِكْر الصَّوْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَجَبَ الْإِيمَان بِهِ ثَمَّ، إِمَّا التَّفْوِيض وَإِمَّا التَّأْوِيل وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق.
فانظر إلى آخر كلامه حيث تجد التجسيد لذلك الصراع الداخلي .. كان من المفروض أن ينتهي كلامه عند قوله: "وَإِذَا ثَبَتَ ذِكْر الصَّوْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَجَبَ الْإِيمَان بِهِ ... "فهذه النتيجة الطبيعية لما استعرضه من آراء
لكنه لا شعوريا يأتي بضميمة لا معنى لها:” ثَمَّ، إِمَّا التَّفْوِيض وَإِمَّا التَّأْوِيل وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق."
هذه الضميمة أملاها العنف الرمزي فوقع العلامة في ما يشبه التهافت ..
وهو معذور بلا شك .. ألم يحك هو نفسه تراجع ابن رجب تحت وطأة العنف!!
وفي شرحه لباب"كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ وَنِدَاءِ اللَّهِ الْمَلَائِكَةَ" نورد كلامه بطوله:
وَاخْتَلَفَ أَهْل الْكَلَام فِي أَنَّ كَلَام اللَّه هَلْ هُوَ بِحَرْفٍ وَصَوْت أَوْ لَا، فَقَالَتْ الْمُعْتَزِلَة: لَا يَكُون الْكَلَام إِلَّا بِحَرْفٍ وَصَوْت وَالْكَلَام الْمَنْسُوب إِلَى اللَّه قَائِم بِالشَّجَرَةِ، وَقَالَتْ الْأَشَاعِرَة كَلَام اللَّه لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا صَوْت وَأَثْبَتَتْ الْكَلَام النَّفْسِيّ، وَحَقِيقَته مَعْنًى قَائِم بِالنَّفْسِ وَإِنْ اِخْتَلَفَتْ عَنْهُ الْعِبَارَة كَالْعَرَبِيَّةِ وَالْعَجَمِيَّة، وَاخْتِلَافهَا لَا يَدُلّ عَلَى اِخْتِلَاف الْمُعَبَّر عَنْهُ، وَالْكَلَام النَّفْسِيّ هُوَ ذَلِكَ الْمُعَبَّر عَنْهُ، وَأَثْبَتَتْ الْحَنَابِلَة أَنَّ اللَّه مُتَكَلِّم بِحَرْفٍ وَصَوْت، أَمَّا الْحُرُوف فَلِلتَّصْرِيحِ بِهَا فِي ظَاهِر الْقُرْآن، وَأَمَّا الصَّوْت فَمَنْ مَنَعَ قَالَ: إِنَّ الصَّوْت هُوَ الْهَوَاء الْمُنْقَطِع الْمَسْمُوع مِنْ الْحَنْجَرَة، وَأَجَابَ مَنْ أَثْبَتَهُ بِأَنَّ الصَّوْت الْمَوْصُوف بِذَلِكَ هُوَ الْمَعْهُود مِنْ الْآدَمِيِّينَ كَالسَّمْعِ وَالْبَصَر، وَصِفَات الرَّبّ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا يَلْزَم الْمَحْذُور الْمَذْكُور مَعَ اِعْتِقَاد التَّنْزِيه وَعَدَم التَّشْبِيه، وَأَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَكُون مِنْ غَيْر الْحَنْجَرَة فَلَا يَلْزَم التَّشْبِيه، وَقَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي كِتَاب السُّنَّة: سَأَلْت أَبِي عَنْ قَوْم يَقُولُونَ لَمَّا كَلَّمَ اللَّه مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّم بِصَوْتٍ، فَقَالَ لِي أَبِي: بَلْ تَكَلَّمَ بِصَوْتٍ، هَذِهِ الْأَحَادِيث تُرْوَى كَمَا جَاءَتْ وَذَكَرَ حَدِيث اِبْن مَسْعُود وَغَيْره.
لاحظ أيها القاريء كيف قدم أقوال المتكلمين مع مناقشتها، وكيف ختم بقول الحنابلة مبينا حجتهم من النقل والعقل ... ذاكرا قول أحمد الصريح الواضح" بَلْ تَكَلَّمَ بِصَوْتٍ" ...
أليس هذا من حنين أهل الحديث إلى أهل الحديث!!!
وهذا السلوك تجده أيضا عند مفسر كالقرطبي ... في مسألة علو الله واستوائه .. فاقرأ تفسيره لآية الاعراف:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)
[قوله تعالى: {ثُمَّ استوى عَلَى العرش} هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولاً. والأكثر من المتقدّمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدّمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين. وقد كان السلف الأوّل رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافّة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم يعني في اللغة والكَيْف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها].
فانظر –رحمك الله-كيف قابل بين آراء المتكلمين وقول من سماهم "السلف الصالح" وكيف قرر عقيدة السلف في الاستواء بوضوح .. فهل يجرؤ القرطبي-رحمه الله- على مخالفة السلف الصالح فيشهد على نفسه بعدم الصلاح؟
ومع ذلك جاء في مواضع من كلامه ما يخالف كلامه هنا ..
هل هو تناقض!
أم هو الصراع الداخلي والوقوع لا شعوريا تحت وطأة العنف الرمزي!!
أحبذ التعليل الأخير .. وللحديث بقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/433)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[24 - 12 - 08, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك, واصل فوالله إن في هذه الكتابات لنصرة للدين ...
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:59 م]ـ
لا فض الله فاك
زدنا زادك الله علما
وحيا الله القلم وأناملا أوردته مثل موردك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 12 - 08, 06:38 م]ـ
5 - إنهم "لا يناظِرون ولا يناظَرون"!!
ليس من اليسير توحيد أهل الحديث والأشعرية تحت اسم "أهل السنة والجماعة"، فتنافر الفريقين من الشدة بحيث تستعصى أي مداهنة أو مهادنة ..
إن الاختلاف منهجي في الأساس، ودعوى أن الأشعرية أقرب الفرق إلى أهل الحديث هو فقط بالنظر إلى مفردات العقيدة،ولا شك أن الاتفاق في بعضها لا أهمية له مادامت تلك المفردات متفرعة عن أصول متعارضة .. ويحسن بنا هنا أن نشير باختزال شديد إلى هذا التعارض:
يمكن تلخيص منهج أهل الحديث في كلمتين:
"التعلم- والتعليم"
ويمكن تلخيص منهج المتكلمين (أشاعرة وغيرهم) في كلمتين:
"النظر- والمناظرة"
فيكون الاختلاف في المبتدأ والمنتهى ...
فمصدر المعلومة عند أهل الحديث هو" التعلم" وطريقة نقلها وإذاعتها بين الناس هو "التعليم" ... ولو تتبعت سيرة أي محدث لوجدتها تتكون من المرحلتين: مرحلة التعلم و هي مرحلة الرحلة في طلب العلم،والبحث عن الشيوخ،وحفظ النصوص ... ثم مرحلة الجلوس لتعليم الناس ونشر ما أخذه في أيام الطلب ...
وعمدتهم في قبول المعلومة ليس" الجدال "عليها،كما هو حال المتكلمين بل "الثقة" في مصدرها ...
وهذا المنهج هو بعينه المنهج النبوي:
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي بواسطة"أمين" ويبلغه الناس فيقبلون تبليغه لأنه "أمين" ... وتجد القرآن يكرر هذا المعنى ليؤكد الأمانة في الوسيط والمبلغ:
فجبريل الوسيط أمين:
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} الشعراء193
{مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} التكوير21
والرسل المبلغون أمناء:
{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} الأعراف68
{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} الشعراء107
{أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} الدخان18
إن الاستدلال عند أهل الحديث مبني على معنى "الثقة" اللازمة للأمانة .. فقياسهم الكلي يكون على الشكل التالي:
-هذا الخبر قاله فلان
-فلان ثقة
-إذن،يقبل خبره
ولهذا أسسوا العلم الذي انفردوا به عن سائر الأمم هو "علم الرجال"وهذا العلم ليس فرعا من علم الأخلاق -كما قد يتوهم من مصطلحاتهم مثل العدالة الجرح الكذب التدليس الخ-بل هو أساس "علم منطق أهل الحديث" لأن الغاية من هذا العلم هم إثبات الحد الأوسط في قياسهم الكلي!!
إن" الاطمئنان إلى الثقة" يتنافى مع منهج المناظرة .. فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يناظر جبريل لقبول الخبر .. !!!
وهل كان الصحابة يناظرون النبي صلى الله عليه وسلم لقبول الوحي!!!
بل إن المتتبع لأحوال النبي والصحابة ليدرك كيف أن الشريعة كانت تؤكد مبدأ الثقة في المبلغ.وقد تمهد ذلك في مرحلة ما قبل الوحي نفسه، فقد كان محمد بن عبد الله- وهو لم يرسل بعد-معروفا عند قومه ب"الصادق الأمين" .. فكأن الحكمة هي تقرير "الحد الأوسط" لقريش لقبول العلم دون حاجة إلى إضاعة الوقت في الخصومات واللجاج ...
فالوحي يأتي بأمور كثيرة جدا فلا يعقل أن تكون هناك مناظرة على كل مفردة على حدة .. فالصواب في العقل أن يكون هناك استدلال إجمالي به يثبت ما لا ينحصر:
"الرسول ثقة
يقبل خبره إذن"
بل تجد في الشريعة ما من شأنه سد الذريعة لمنهج المناظرات ... مثل النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، والتحذير من إكثار الأسئلة، ووجوب الطاعة بمجرد سماع قول النبي، والتنديد بالاختلاف ...
وقد سار المتشبعون بهذا النهج النبوي على الهدى نفسه .. فأنت واجد بلا شك التحذير من الجدال في كل بياناتهم العقدية:
- "أو كلما جاء رجل أجدل من الآخر رد ما أنزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم"!! (مالك إمام دار الهجرة)
- "وترك الجدال والمراء والخصومة في الدين، ولزم مجانبة أهل البدع، والاتباع، وترك الابتداع، فقد كفانا علم من مضى من أئمة المسلمين الذين لا يستوحش عن ذكرهم، من مذاهب أهل البدع والضلالات، والله الموفق لكل رشاد، والمعين عليه" .. (محمد بن الحسين)
- "ويتقون الجدال في الدين والخصومات فيه " (أبو عثمان الصابوني)
- "ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره، لقول الله عز وجل: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} " (أبو بكر الإسماعيلي)
- "كان يصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكى على نفسه ولهوه وذنوبه، لا سيما إذا وعظ" (أمير المؤمنين هارون الرشيد)
هذا التحذير من الجدال خلفا عن سلف، وهذا التواطؤ على ذكره في كتب مناهج الاعتقاد إنما يراد به ذم أهل الكلام وذم منهجهم القائم على الجدال.
وقد روى عن هارون الرشيد أنه قال: " طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث" ..
وهذا تحليل عميق حقا .. يكشف عن رؤية دقيقة للفرق و يرصد بذكاء الخاصية المهيمنة عند كل فريق هي المميزة وفي الوقت نفسه العمود الذي يقوم عليه مذهبهم ... فلن تجد لمذهب الرافضة عمودا غير الكذب ولن تجد للمتكلمين عمودا غير الجدال والشغب فيه!!
هذه التحذير المتكرر يمثل وجها من وجوه الصراع بين أهل" التعلم والتعليم" وأصحاب "النظر والمناظرة" ..
كان أهل الحديث ينصحون ويحذرون ... والمتكلمون يترفعون عنهم بدعوى أنهم "لا يناظِرون ولا يناظَرون" فاقتصروا على الاستخفاف والاستصغار مجندين كل قواهم لمواجهة نظرائهم من" المناظرين" من المعتزلة ومن المتفلسفسين!!
للحديث بقية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/434)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 04:46 م]ـ
ننتظر البقية .. !(52/435)
هل يمكن قبول لفظ (الآخر) لغيرالمسلمين
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:53 م]ـ
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 12 - 08, 12:08 ص]ـ
هي جزء من علمنة اللغة
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 12 - 08, 06:05 م]ـ
الرجاء من المشرف حدف هذه المشاركه لانها موجوده كامله
ـ[محمد الملحم]ــــــــ[29 - 12 - 08, 08:50 ص]ـ
يقول الله تعالى: {شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم} فلا أظنها من علمنة اللغة.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 11:39 م]ـ
هي جزء من علمنة اللغة
صدقت .......
و انظر كتاب ابن تيمية و الآخر لمحمد عائض الدوسري ففي تقدمته كلام عن هذه اللفظة ........ و الحقيقة هي لفظة سمجة باردة ثقيلة الظل جدا و للاسف وقع في براثنها كثيرون مثل صابر طعيمة في كتابه الاسلام و الاخر و هو دراسة عن وضع اهل الذمة في المجتمع الاسلامي و لا يدري كثير ممن يغتروا بها حقيقتها و مقصدها(52/436)
فهل يمكن قبول لفظ (الآخر) لغيرالمسلمين
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 12 - 08, 11:55 م]ـ
الشيخ الدكتور
عبد الرحمن بن صالح المحمود
لم يتم حوار حضارات حقيقي
- الآخر مصطلح لغوي وقرآني، لكن لنحذر من أبعاده الجديدة التي يتخفّى وراءها.
- يمكن للعلماء المسلمين ودُعاتهم وضع إطار عام للمبادئ الإنسانية يقرُّها الإسلام للتعايش والتفاهم والتعاون حولها بين الأمم.
- الحاجز النفسي الذي تقيمه الأديان لحماية أتباعها من الذوبان في غيرها يُعدُّ عائقاً للحوار بين الحضارات.
- بيانات عَلْمانيينا وليبراليينا أخذت طابع الدفاع والتنازلات عن مسلَّمات الدين والبحث عن أُطر التقاء لا يمكن أن تروي غليلاً.
- إذا أُريد للحوار أن يتم وينجح فلا بد من توفر شروط مهمة.
- البيان -: إذا حررنا أن المراد بـ (نحن) أهل الإسلام؛ فهل يمكن قبول لفظ (الآخر) لغيرهم؟
مصطلح الآخر من الناحية اللغوية ومن ناحية الاستعمال في مجالات الحياة؛ مصطلح عادي لا شيء فيه، هذا في الأصل، فأنت تقول في رجلين: هذا فعل كذا أو قال كذا؛ والآخر لم يفعل أو لم يقل، فيكون دالاً على نوع من التقابل. وقد يستعمل فيما طريقه التنويع دون تقابل؛ كأن تقول: تكلم الأول بكذا ثم تكلم الآخر الذي معه بمثل كلامه، أو أيَّده الآخر .. وهكذا.
وقد جاء كتاب الله - تعالى - بهذه المعاني؛ فجاء في آيات كثيرة:
- لفظ (آخر)، قال - تعالى -: {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ} [المائدة: 72].
وقال - تعالى -: {خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 201]. وتكرَّر هذا في مقام التوحيد ونفي الشرك؛ فقال - تعالى - مثلاً: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ} [الإسراء: 22].
- ولفظ (آخرون)؛ كقوله - تعالى -: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ} [التوبة: 201]، وقوله - تعالى -: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 601]، وفي آخر المزمل: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ} [المزمل: 02]، {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المزمل: 02].
- ولفظ (آخرين) أيضاً في موضع النصب أو الجر: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ} [الشعراء: 271].
- ولفظ (أخرى)؛ كقوله - تعالى -: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} [النجم: 02]، وتكرر في هذه السورة أربع مرات.
- ولفظ (أخراهم)؛ كقوله - تعالى -: {وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ} [الأعراف: 93]. وأخراكم كقوله: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: 351].
- ولفظ (أُخر)؛ كقوله - سبحانه -: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
[البقرة: 481]
وهكذا فهو - أي: مصطلح الآخر - مصطلح قرآني، ولكن بالمعاني اللغوية التي وردت عن العرب.
وأردت من هذا دفع توهُّم الاعتراض على هذا المصطلح بأنه ليس في كتاب الله، وإنما في كتاب الله الكافر واليهودي والنصراني والمشرك ... فقد يظن الظانُّ - لأول وهلة - أن لفظ (الآخر) لم يرد في كتاب الله تعالى، والأمر ليس كذلك كما سبق.
ولكن المشكلة في الموضوع هي استخدام لفظ (الآخر) مصطلحاً له مدلول خاص في عصرنا هذا، ولا أدري من الذي استخدمه أولاً. ولكن - مع العولمة الثقافية والفكرية والعقدية والتشريعية، ومع ظروف وأحوال وأحداث معروفة - تحوَّل هذا المصطلح من بُعْده اللغوي إلى بُعْد عقدي وفكري، أي: انتقل من الحقيقة اللغوية إلى حقيقة اصطلاحية تحمل أبعاداً كثيرة تخفّى بها، ومن أبرزها:
1 - تخصيصها بفئات دينية معينة من اليهود والنصارى والمشركين؛ فتسمية هؤلاء بـ (الآخر) مما لا تجمله دلالة هذا المصطلح مباشرة دون قيد في السياق ونحوه.
2 - اختلاط هذا المصطلح (الآخر) بغيره؛ فمثلاً: المخالف من أهل البدع يسمَّى: الآخر، والمخالف من أصحاب الفكر المنحرف يسمَّى: الآخر، والمخالف في اللغة يسمَّى: الآخر، والمخالف في الانتساب إلى وطنٍ ما يُسمَّى: الآخر.
بل قد سرى هذا - ضرورة - إلى مصطلح (نحن)؛ فهل يُقصَد به المسلمون عموماً، أو يُقصَد به أهل السنة أو العرب أو أهل مصر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/437)
وقد نشأ عن ذلك اضطراب وتناقض في الخطاب الإعلامي؛ فمرة يكون الآخر الكافر (البعيد أو القريب في داخل بلاد المسلمين)، ومرة يكون الآخر المخالف لك في الاتجاه السياسي، ومرة يكون الآخر المخالف لك في الرأي أو المذهب؛ سواء كان عقدياً أو فقهياً، ومرات يكون الآخر هو من كان من بلد غير بلدك أو قبيلة غير قبيلتك .. وهكذا.
3 - أنه قصد به تخفيف الفارق بين المسلمين والكفار، وهذا من أخطر آثار هذا المصطلح، حيث إن من أطلقه أو أشاع استعماله عن قصد إنما أراد إلغاء عقيدة الولاء والبراء أو إضعافها، ومحو التوحيد والإيمان والإسلام المفرِّق بين المسلمين والكافرين أو إضعاف ذلك.
فبناء على ذلك لا يمكن قبول لفظ (الآخر) بهذا الاعتبار؛ نظراً إلى آثاره الخطيرة التي سبق الإشارة إلى بعضها.
- البيان -: هل نصوص الولاء والبراء والتضييق على الكافر في الطريق وعدم بدئه بالسلام؛ ترفض أرضية قبول التعايش مع الآخر؟
جواب هذا السؤال يكمن في الاستفصال عن مصطلح ورد في آخره وهو (التعايش مع الآخر)؛ فمصطلح (التعايش) دخله ما دخل مصطلح (الآخر)؛ إذ إن مدلوله اللغوي واضح وهو العيش على هذه الأرض من بني آدم كافة دون تفريق.
وقد جاء هذا المعنى في كتاب الله تعالى:
- فقال - سبحانه -: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 11]؛ فهو معاش للمخلوقات كافة.
- وقال - تعالى -: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 23]. والمعيشة والأرزاق مقسومة في هذه الدنيا لكل الناس، ومن ذلك ما يحتاج فيه بعضهم إلى بعض لتعمر هذه الحياة.
- وقال - تعالى -: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} [الأعراف: 01]. وقال: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ=} [الحجر: 02].
وبناء على هذا؛ فقضية عيش بني الإنسان وتعامل بعضهم مع بعض سنَّة كونية؛ فإذا أُطلق التعايش بين الأمم - على اختلاف أديانهم - مقصوداً به هذ المعنى؛ فهو حق. ومنذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم تزل أكثر المأكولات والمصنوعات والملبوسات والآلات الحربية ونحوها تتبادل بين المسلمين وغيرهم، وهذا ظاهر معلوم، وكلام العلماء والفقهاء في ذلك واضح.
والمشكلة هي انتقال هذا المعنى إلى مصطلح (التعايش) بمدلول جديد يحمل معاني ودلالات ولوازم تمسُّ جوهر عقيدة الإسلام وشريعته ونظامه.
وهذا ما يفسِّر شيوع هذا المصطلح والزجَّ به في لغة الإعلام والخطاب والثقافة والفكر والحوار والعلاقات .. إلخ.
ومن أخطر المعاني والدلالات التي أريد لهذا المصطلح أن يحملها:
1 - إلغاء الفارق العقدي والشرعي والسلوكي بين المسلمين والكفار أو إضعافه؛ فهو مصطلح يحمل بديلاً عن أشياء أخرى عرفها المسلمون وعايشوها وأساسها الفارق بين الإسلام والكفر وفروع هذا الفارق ولوازمه.
2 - الانتقال من البُعْد النظري أو العلمي إلى البُعْد العملي في حياة المسلمين، وذلك بأن يعايشوا الكفار على أساس إلغاء تلك الفروق بين المسلمين والكفار أو إضعافها؛ فهو مصطلح يرمي بالمسلم - والمسلمين عموماً - إلى أن يعايش الكفار في عباداتهم وأخلاقهم وقوانينهم دون التفات إلى أصولها العقدية والفكرية.
3 - الخطورة في هذا المصطلح الظرف الزماني والآني الذي به يرفع اليوم؛ وهو طغيان الحضارة الغربية بعقائدها ونُظمها وأخلاقها، حتى وُصفت بأنها هي الأعلى، وهي القدوة، وهي الغاية التي يسعى كل شعب للحاق بها. كيف لا؛ وهي نهاية التاريخ؛ كما عبر بعضهم.
فهي تدعو المغلوب إلى أن يقلِّد الغالب ويعايشه ويسير خلفه، وليس التعايش الذي هو التفاعل بين الطرفين على أقل تقدير.
4 - إن هذا التعايش له آثار سلبية في أمور كثيرة، منها:
- ضعف اعتزاز المسلم بدينه.
- إضعاف عقيدة الولاء والبراء أو إلغاؤها.
- ضعف وحدة المسلمين وأخوّتهم.
- الذوبان في تلك الحضارة في الطرف الأسوأ فيها؛ كالفلسفات الإلحادية، وأفكار الحداثة والعبثية والوجودية، وأخلاقيات الإباحة والشذوذ والتفكك الأسري .. إلخ.
5 - أما ما يُزعم من الاستفادة من الحضارة الغربية وتقدُّمها العلمي والمادي والتقني والصناعي .. إلخ؛ فهذا غير مقصود - حسب استعمال مصطلح (التعايش) -؛ لأمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/438)
أحدهما: أن هذا لو كان مقصوداً لكانت وسائله سهلة؛ ومنها: نقل التقنية إلى داخل بلاد المسلمين.
الثاني: أن التجربة والواقع يشهدان بأن ما نخسره من التعايش عشرة أضعاف ما نكسبه من مكتسبات الحضارة وأكثر.
وبناء على ما سبق يكون الجواب عن السؤال كما يلي:
1 - نصوص الولاء والبراء والتضييق على الكافر وعدم بَدْئه بالسلام جاءت بها أدلة صريحة من الكتاب والسنة الصحيحة، وهي جزء من كلّ مرتبط بالتوحيد والإسلام، والقرآن ونبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتفاصيل العقيدة والشريعة، ومنها: ما يتعلق بعلاقة المسلمين مع بعضهم، وعلاقاتهم مع الكفار على مختلف الأحوال؛ في الحرب والذمة والعهد .. إلخ.
ولهذه المسائل - التي وردت في السؤال - أحكام تفصيلية، كما أن الحكمة منها كلها ظاهرة جليَّة في الدين، بل إن البراءة من الكافرين، وشروط الذمة المعروفة، وجهاد الكافر؛ هي من الأسس العظيمة للدعوة إلى الله تعالى وإخراج الكفار من الظلمات إلى النور، على عكس ما قد يظن مَنْ ضد ذلك (وتفصيل هذا ليس هنا موضعه).
2 - وعلى ذلك فنصوص الولاء والبراء والتضييق .. إلخ تتصادم مع مصطلح (التعايش مع الآخر)؛ لأنها جزء من كل، ولأن الإسلام يرفض الذوبان في الآخر أو التنازل عن أصوله وشريعته أو بعضها بحجة التعايش مع الآخر؛ كما هو مفهوم وغاية هذا المصطلح من جانب المنادين به من تيارات العَلْمانية والعقلانية البدعية ونحوها.
3 - ثم نقول: هذه النصوص ونحوها لا تعزل الأمة الإسلامية عزلاً تاماً عن بقية العالم؛ فعندها ألوان من التعايش بالمصطلح اللغوي لا المصطلح الجديد الذي شاع لدى العَلْمانيين والمفتونين بالغرب من المسلمين؛ فالعلاقات التجارية، والاستفادة مما عند الأمم الأخرى من التجارب والأمور النافعة - ألم يأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الأحزاب بنظام الفرس في الحرب؟ وكذلك العلاقة بأهل الذمة داخل البلاد الإسلامية - غير جزيرة العرب - وكذلك علاقة المسلم بأبيه أو أمه أو أخيه أو أخته أو قريبه الكافر أو زوجته الكتابية، أو جاره الكافر .. إلخ؛ كل هذا لا تلغيه عقيدة الولاء والبراء والتضييق .. إلخ.
4 - أخيراً: يجب وضع النصوص في موضعها الصحيح حسب دلالاتها وحسب تطبيق الصحابة ثم السلف لها، وأما تحميلها ما لم تحتمله من طرفي الإفراط أو التفريط فهو خطأ.
وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسِيَر الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وسير الصحابة - رضي الله عنهم - أكبر شاهد على هذا المنهج الوسطي الواضح.
- البيان -: هل يصح القول باحترام المعتقدات والمبادئ الأساسية لكل طرف من منطلق قوله - تعالى -: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 801]؟
هناك فرق بين احترام المعتقدات والسبّ. والآية إنما جاءت بالنهي عن السبِّ لآلهة المشركين؛ دفعاً لمفسدة سبِّهم لله تعالى، وعلى هذا:
1 - فالنهي عن سبِّ آلهة الكفار وشتمها لا ينفي وجوب بيان بطلان عبادتها بالأدلة النقلية والعقلية المتعددة؛ كما هو منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويدخل في ذلك بيان التوحيد وأدلته والدعوة إليه - كما هو معلوم - ومعلوم أن هذا يغضب الكفار ولا يرضيهم.
2 - هناك قيود ينبغي اعتبارها في مسألة سبِّ آلهة الكفار، منها:
أ - الابتداء بالسبِّ هو المنهيُّ عنه، لكن لو سبوا إلهنا فلا مانع من مقابلة ذلك: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}.
[الشورى: 04]
ب - قوله - تعالى -: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 801] فيه إشارة إلى عُبَّاد الأصنام الجهلة الذين يظنون صواب دينهم ويتعصبون له.
أما العتاة من الطواغيت فإنهم لا ينتظرون في عدوانهم مبادأة المسلمين لهم كما هي الحال في طغاة الغرب الصليبي اليوم.
وأما عامة النصارى أو البوذيين ونحوهم فينطبق عليهم ما جاء في آية النهي عن سبِّ آلهة المشركين؛ والله أعلم.
3 - احترام المعتقدات الفاسدة للمخالفين له شقان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/439)
أحدهما: مطلوب في مراحل الدعوة لا الجهاد؛ وهو السكوت عن إهانتها واحتقارها. وانظر إلى الفرق بين حالتي عمرة القضاء حين كانت الأصنام حول الكعبة فلم يتعرَّض لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام وهم يطوفون حول الكعبة، وحالة الفتح حين كسرها - صلى الله عليه وسلم - وأهانها.
ثانيهما: منهيٌّ عنه؛ وهو احترامها المقتضي الإقرار بها، والاعتراف بأحقيتها، أو مدحها والثناء على أصحابها.
4 - ومن تأمَّل التاريخ القديم والحديث رأى الفرق واضحاً بين أفعال المسلمين في حسن تعاملهم مع معتقدات مخالفيهم؛ وما يفعله الأعداء اليوم من اعتداء وإهانات لمعتقدات المسلمين، وما الذي فعله المسلمون في كنائس النصارى وماذا فعل الصليبيون قديماً وحديثاً في مساجد المسلمين.
- البيان -: احترام المبادئ الإنسانية المشتركة؛ كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ونحوها؛ هل يمكن جعله منطلقاً لحوار الحضارات؟
1 - ملحوظة على السؤال:
من الأمور العجيبة غلبة المصطلحات الغربية علينا، فإذا استخدم الغرب مصطلحاً تحوَّل إلى مصطلح عالمي يقاس به تقدُّم الأمم وتأخُّرها، وقد سرى هذا إلينا نحن المسلمين.
وإذا كانت الحرية وحقوق الإنسان فيها وفيها؛ فما معنى إقحام الديمقراطية - وهي منهج عَلْماني غربي - لتكون من المبادئ العالمية التي تحولت إلى غاية الغايات؛ وخاصة النموذج والتطبيق الغربي لها؟
2 - هناك مبادئ كبرى وعظمى جاء بها الإسلام وشريعته الخالدة ويجمعها حفظ الضروريات الخمس المعروفة:
- حفظ الدين.
- حفظ العقل.
- حفظ العرض.
- حفظ المال.
- حفظ النفس.
وفي الشريعة من تفصيلاتها العجب العجاب.
وإذا كانت هذه لنا فيمكن أن نقدِّمها للعالم كله، ولو تأمَّلت الانهيار الحضاري اليوم لوجدت من أهمِّ أسبابه الإخلال بهذه الضروريات، وتأمَّل - مثلاً - مسألتَيْ العقل والعرض، وكيف أن الإخلال بهما يكاد يحوِّل حضارة الغرب إلى مزبلة.
3 - ونقول في الجملة: هذه المبادئ - التي وردت في السؤال ونحوها - تعتمد على الإجابة عن سؤال كبير وكبير جداً؛ ألا وهو:
بأيِّ مقياس وميزان ستُوزن هذه المبادئ؟
- بالميزان الغربي؟ (والغرب لأنه قوي مادياً لا يقبل إلا موازينه ويرفض بل يحتقر موازين الآخرين).
- أم بغيره من الموازين؟ ومن؟ الصينيون، أم الهنود، أم اليابانيون، أم الأفارقة، أم المسلمون؟
4 - وبالنسبة للمبادئ المذكورة ونحوها؛ هل يمكن أن تكون منطلقاً لحوار الحضارات؟
أ - هناك مبادئ أخرى يتفق عليها الجميع وتنادي بها الشعوب كلها؛ ومنها:
- العدل.
- عدم الظلم.
- الإحسان.
- وحقوق الإنسان (في الجملة).
ولكن كما قال العلماء - ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -: معرفة تلك الأمور على وجه التفصيل لا يُعرف إلا عن طريق الرسل. (وليس للعالم اليوم طريق إليهم إلا الطريق الذي جاء به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ نظراً إلى التحريف والتبديل للكتب والأديان السابقة).
ب - هذه المبادئ العالمية - للأسف - يقترحها المجرمون الكبار في الغرب، وهم الذين يحدِّدون معالمها ويشرفون على تطبيقها.
فحوار بهذه الكيفية هو حوار فاشل ومن جانب واحد.
ج - من الممكن أن يعقد الثقاة من علماء المسلمين ودعاتهم مؤتمرات أو ندوات يحددون فيها هذه المبادئ على ضوء قواعد الشرع ويقدمونها للعالم ويحاورونهم عليها.
- البيان -: هل يمكن وضع إطار عام يقرُّه الإسلام للتعايش والتفاهم والتعاون بين الأمم؟
1 - في آخر الجواب السابق جاءت الإشارة إلى ذلك.
2 - ينبغي أن يُعلَم أن الإسلام ليس للمسلمين فقط؛ فهو للعالم كله، ومن ثم فلا يملك أحد - كائناً من كان - أن يحدِّد للإسلام معالم أو أطراً يحشره فيها لا يتجاوزها في دعوته للناس كافة.
أعني بذلك: أن الإسلام ليس ملكاً للمسلمين يأخذون منه ما يريدون ويعطون الناس الباقي، أي: ليس لهم أن يتنازلوا عن أمور أصيلة في هذا الدين، منها:
- عالمية الإسلام.
- نسخه لما قبله من الديانات.
- الأساس الذي يقوم عليه توحيد الله وحده لا شريك له واتِّباع شرعه.
- محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين وهو رسول إلى الناس كافة.
- من لم يوحِّد الله فهو كافر تجب عداوته، ومن لم يتبع نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - فهو كذلك.
- إن الإسلام يقسم العالم إلى كفر وإيمان، وليس إلى شرق وغرب ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/440)
3 - وبناء على ذلك فلا يملك أحد أن يتحدث باسم الإسلام؛ بل لا يجوز له ذلك بحيث يرضى في دعوته ونشر مبادئه أن يكتفي بالحرية وحقوق الإنسان بدل التوحيد والعبادة لله رب العالمين، كما لا يجوز له أن يقدِّم ذلك للناس باسم الإسلام.
ونحن إنما نتحدث عن حوار حضارات ولا نتحدث عن مجموعة من المتسوِّلين على أبواب الغرب ينادون: يا محسنون! أعطونا (شوية) حرية و (شوية) حقوق إنسان؛ كما هو حاصل الآن.
4 - هناك فرق بين حالتي الضعف والقوة، وذلك لكل الأمم.
وفي سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيان واضح لذلك في مرحلتَيْ العهد المكي والعهد المدني.
وهذا واضح لا يحتاج إلى شرح؛ ومع هذا:
أ - لم يتنازل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن دعوته وأصول دينه، بل تحمَّل هو وأصحابه في سبيل ذلك الصعاب والشدائد في مكة.
ب - استفاد - صلى الله عليه وسلم - من النظام العشائري للعرب، كما استفاد من مجامع العرب وأسواقهم ونحو ذلك.
وهذا يشبه استفادة المسلمين مما عند الغرب من حرية في بلادهم.
6 - وأخيراً: فإنني لا أظن أنه يمكن وضع إطار عام - في ظل الهيمنة الغربية الصليبية - للتعايش يقرُّه الإسلام؛ لأن الأمر سيؤول إلى إسلام أو لا إسلام: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 021].
وأنا أعلم أن الشواهد في الكتاب والسنة والسيرة وأفعال الصحابة على كثير من تلك المبادئ في العدل والإحسان والحرية وحقوق الإنسان والحيوان؛ كثيرة.
ولكن الكلام هنا عن أسسٍ ومبادئ لحوار حضاراتٍ لكل منها أسسه العقدية والفكرية والشرعية، ولا تنفك المبادئ التفصيلية عن تلك الأسس، وانظر إلى مبادئ الأمم المتحدة؛ على أي أساس تقوم؟ وتصوَّر مبادئ يمكن أن تقوم عالمياً بدون تلك الأسس؛ لا يمكن على حدِّ علمي؛ والله أعلم.
- البيان -: بعضهم ينطلق من مفهوم جهاد الطلب أنه هو أساس مفهوم التصادم، وسلب حق الآخرين في حرية المعتقد؛ فهل هذا صحيح؟
1 - للأسف يُفهم الجهاد - وأساسه عند الإطلاق جهاد الطلب - على أنه - بالنسبة للمسلمين - ممارسة القتل والاحتلال والتسلُّط على الأمم الأخرى ولا شيء غير ذلك.
ومعلوم أن شريعة الجاهلية هي السائدة لدى كل الأمم التي لم تتَّبع الرُّسُل قديماً وحديثاً؛ إذ كل دولة أو أمة أو قبيلة ترى من نفسها قوة، ومن عدوها أو من جاورها ضعفاً؛ فإنها تبادر إلى غزوه واحتلال أرضه وشعبه وممتلكاته.
وأشهر صور ذلك:
- حروب الرومان.
- وحروب الصليبيين حين عبروا المحيط لغزو بلاد المسلمين.
- والتتار الذين جاؤوا بعدهم.
- وأبشع الصور ما جرى في العصر الحديث وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى وإلى يومنا هذا فيما يجري في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال، ودول الجمهوريات الإسلامية في الشرق أو دول البلقان.
إذن؛ هي حالة عالمية، تشبه ما يجري بين الناس من اعتداء وسرقة وانتهاك أعراض وغصب وظلم، ما لم يضبطه دين وشريعة أو قانون، فلا يمكن وجود المدينة المثالية الأفلاطونية، ومن ثم فلا بدّ لكل الأمم من أحكام وشريعة وقوانين تنظم حياتهم.
- قد يسارع القارئ ويقول تعليقاً على ما سبق: وكذا المسلمون احتلوا بلاد فارس والروم والقبط والبربر والشرق والغرب.
والجواب في الفقرة التالية:
2 - الجهاد في الإسلام قام على أسس تخالف جميع المناهج الأرضية الجاهلية، وهذا ليس مختصاً بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل هو شريعة الرسل من قبله ممن شرع لهم الجهاد في سبيل الله؛ كما جاء مفصلاً في القرآن.
وأهم هذه الأسس:
أ - أنه لإعلاء كلمة الله، وإقامة توحيده وحده لا شريك له والبراءة من الشرك وأهله، وكثيراً ما يأتي القيد في كتاب الله عند ذكر الجهاد والقتال والحث عليه ومدح أصحابه وبيان جزائهم عند الله - تعالى - بأنه في سبيل الله.
وقد فرَّق - تعالى - بين قتال المؤمنين وقتال الكافرين فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} [النساء: 67].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/441)
ب - أن أيَّ قتال وجهاد لا يكون في سبيل الله ولتكون كلمة الله هي العليا؛ فهو جهاد للدنيا؛ أي: أنه ليس في سبيل الله، قال - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل للمغنم ويقاتل رياء أيّ ذلك في سبيل الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله». بل جاء أن أول من تُسَعَّر بهم جهنم يوم القيامة ثلاثة: أحدهم مات في المعركة مجاهداً كما يزعم لكنه قاتل ليقال: جريء، فيقول الله له: كذبت، ثم يؤمر به إلى نار جهنم.
وعلى هذا فأيُّ قتال لدول أو لأفراد لا يراد به إعلاء كلمة الله فليس جهاداً في سبيل الله.
ج - أن تكون غاية الجهاد ونتائجه على أرض الواقع إقامة دين الله وتحكيم شريعته، قال - تعالى -: {الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج: 14].
إذاً؛ ليس الجهاد لأجل طغيان قوم على قوم أو تنفيذ قوانين أمة ونُظمها على أمة أخرى، وإنما هو لإقامة حكم الله على الجميع.
د - الانضباط والتقيُّد بأحكام الله - تعالى - في الجهاد في سبيل الله قبل المعركة وأثناءها وبعدها، وهي آداب وضوابط لا يوجد لها مثيل في أنظمة العالم كله ولن يوجد.
والشاهد التاريخي يشهد بكل وضوح كيف كان جهاد المسلمين الأوائل وكيف حال البلاد التي فتحوها، حيث أخرجوهم من الشرك إلى التوحيد، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الجور إلى عدل الإسلام، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام.
وقد شهد بذلك أصحاب البلاد المفتوحة حيث فضَّلوا المسلمين على من كان قبلهم من حكَّامهم، وفتحوا للمسلمين بلدانهم وقلوبهم، ودخلوا في دين الله أفواجاً بلا إكراه.
هـ - والجهاد له غاية وهي إزالة الطواغيت الذين يصدون عن الحق، فإذا ما تحقق ذلك رجعت الأمة إلى السلم والإسلام والإيمان.
3 - الجهاد شريعة الله التي شرعها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن اتَّبعه من المؤمنين إلى يوم القيامة، ولا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق تجاهد في سبيل الله حتى يأتي أمر الله - تعالى - كما جاء بذلك الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وبناء على ذلك؛ فحكمه قائم وباقٍ ولا يملك أحد له إلغاءً أو تأويلاً أو ادِّعاءَ نسخ، أو أنه لعصور سابقة ولا يصلح لعصرنا الحاضر، ونحو ذلك مما يزعمه تلامذة الاستعمار وعبدة الغرب من العَلْمانيين المعاصرين وأذنابهم أو يتأثر بهم من أصحاب الاتجاهات العقلانية المهزومة فكرياً.
4 - إذا تبيَّن ما سبق فخلاصة جواب السؤال:
أ - مسألة التصادم وصدام الحضارات سيأتي الحديث عنها (في جواب السؤال السابع).
ب - ومسألة حرية المعتقد لها تفصيل مرتبط بأحكام شرعية مفصلة في كتب الجهاد وغيرها، والإسلام جاءت أحكامه بإبقاء أهل الذمة من أهل الكتاب على معتقدهم في غير جزيرة العرب بشروط ذكرها العلماء، حيث تكلموا عنها وعن أحكام الردة.
وشواهد التاريخ كثيرة في أن اليهود والنصارى لم يجدوا أحسن حكماً وأَرْأف من المسلمين لما كانوا مطبِّقين لدينهم وأحكام شريعتهم.
ج - ليس مفهوم الجهاد هو أساس التصادم - بالمفهوم الغربي المعاصر - الذي هو الحروب المدمرة التي لا تبقي ولا تذر دون أن يكون له غاية إلا حب التسلُّط والقضاء على الآخرين وإذلالهم.
وإنما مفهوم الجهاد هو أساس التوحيد والإيمان والرحمة بالخلق ونشر الأمن والحياة المستقرة وإسعاد البشر في الدنيا والآخرة.
نعم؛ مفهوم وشريعة الجهاد تصادم رؤوس الكفر والطواغيت ومن شايعهم - كما سبق - والله أعلم.
- البيان -: ينظر بعضهم إلى أيديولوجية صدام الحضارات ذات الصدى في الأوساط الأكاديمية بأنها هي التي تحول دون المقاربة السليمة للعالم الإسلامي مع الغرب؛ فما رأيكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/442)
1 - هذا السؤال مع السؤال السابق حول الجهاد وهل مفهومه أساس التصادم يوحي برأي ربما تداولته بعض الكتابات حول هذا الموضوع؛ خلاصته: أن المشكلة القائمة في العالم اليوم بين الشرق والغرب، أو بين العالم الإسلامي والعالم الغربي؛ إنما نشأت بسبب المتطرفين من الطرفين؛ من المسلمين الذين ينطلقون من شريعتهم ومنها الجهاد في سبيل الله، ومن الغربيين الذين يغذون الصراع من خلال نظرية صدام الحضارات حيث يؤطِّرون القضية من خلال دراسات أكاديمية توحي بهيبة البحث والتحليل.
ونتيجة هذا الرأي الحالم أننا لو سلمنا من هؤلاء وهؤلاء لعاد السلام والتعايش والوئام بين أمم الأرض؛ ومنهم المسلمون والغرب، ولساد العالم التعاون والرخاء وإسعاد هذا الإنسان على وجه هذه الأرض .. إلخ.
ويكفي في التعليق على هذا أنه رأي حالم ومثالي وخيالي.
2 - نظرية صدام الحضارات التي كُتب عنها كثيراً واشتهرت باسم من ألَّف فيها كتاباً وهو (هنتنجتون) - كما هو معروف -؛ نظريةٌ كَثُر الكلام والجدل حولها في الغرب والشرق. ولا يمكن في هذه العجالة أن نشير إلا إلى خطوط عريضة تفيدنا في الجواب عن السؤال فقط.
وقد وقفتُ عند مفارقة عجيبة في التعامل مع هذه النظرية بين الغرب والشرق - أعني: المسلمين -:
1 - حيث استغلّ هذه النظرية سَدَنة الغرب وكثير من قادة الفكر والسياسة وغيرهم، وعلى رأس هؤلاء أصحاب العقيدة الأصولية الإنجيلية المتحدة مع الصهيونية في أمريكا وأوروبا، حيث تبنَّوْا ما في هذه النظرية من زعم بأن الإسلام وحضارته هما الخطر، وأنه لا بدّ من الصدام مع المسلمين، ولا خيار إلا التعجيل بهذا الصدام.
وهذا ما وقع ونُفِّذ فعلاً في حرب الخليج الأولى والثانية وحروب البلقان، ثم بعد أحداث سبتمبر 2001م وغزو أفغانستان والعراق، والصومال - عن طريق الوكلاء الإثيوبيين - ولا تزال المعركة على أشدِّها إلى اليوم؛ حيث امتدت إلى حرب عقدية وأخلاقية تدخل بلاد المسلمين كافة؛ حيث شمل الصدام والحرب الاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية والنُّظم والتعليم والمرأة وفوق ذلك الدين والعقيدة والإيمان والشريعة - كما سبق - حتى أصبح كثير من هذه الدول ممن لا حول له ولا قوة إلا ما أراده الصليبيون.
2 - يقابل ذلك هلع من بعض المسلمين من هذه النظرية - نظرية صدام الحضارات - حيث انتقدها هؤلاء، وشنَّعوا عليها، وحزنوا أشدّ الحزن؛ لأنها صدرت عن البلاد الغربية الديمقراطية التي تقود العالم إلى الحضارة والرقي، وبادر هؤلاء إلى الدفاع عن أنفسهم وعن الإسلام الذي يُنسبون إليه شاؤوا أو أبوا، وانقسم هؤلاء إلى فئات:
فئة: انتهزت الفرصة لتنتقم من الإسلام وحَمَلَته، فشنَّت حَمْلَة شعواء على الإسلام والأصولية والتطرف الكامن فيه، وقادوا حملة عَلْمانية ضد الإسلام تفوق عَلْمانية الغرب عدة مرات، واستعانوا بالغرب على ذلك.
وفئة: هالها الهجوم على الإسلام فتراجعت ونكصت على عقبيها تتبرَّأ من كثير من أُسسه وثوابته العقدية والشرعية، وانبرت مستخدمة ما عندها من خلفية ثقافية - وشرعية أحياناً - لتُعْمل في الإسلام التأويل والتحريف والإنكار.
وهذا ما فعلته الفئات التي تطلق على نفسها التنويرية والعقلانية، المنتسبة إلى الإسلام.
وفئة: صار همها أن تحافظ على كيانها ومصالحها؛ فأصبحت تنفِّذ ما يريده الغرب منها، ولو على كرهٍ منها في بعض الأحيان.
ويقابل هؤلاء من انطلق في تحليله لهذه النظرية ولما صحبها من الهجوم الصليبي على المسلمين؛ من خلال أسسه وثوابته العقدية والشرعية المنطلقة من الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح، مع دراسة الواقع: واقع الغرب وأهدافه وحضارته وواقع المسلمين وتفرُّقهم وضعفهم؛ فأظهروا الرأي السديد والمنهج الشرعي الرشيد ونصحوا أنفسهم وقومهم وبيَّنوا أسس النهوض بهذه الأمة في المجالات كافة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/443)
وهؤلاء - والحمد لله - ليسوا قلة، بل هم كثيرون في بلدان المسلمين كافة وصوتهم مسموع وجماهير المسلمين المسلمة إنما تسمع لهم؛ خاصة بعد أن فُضح الغرب في دعاويه وأكاذيبه: في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبعد أن فُضح المدّ العَلْماني في بلاد المسلمين حيث فشل في أن يقدِّم للمسلمين أيَّ مشروع للنهوض بالأمة؛ ففشلت مشاريعه الأممية الشيوعية، كما فشلت مشاريعه القومية، وأخيراً فشلت مشاريعه التي يسوقها من بلاد الغرب؛ لأن أسياده فشلوا وفُضِحوا. وكذلك بعد أن فُضِحت الاتجاهات التنويرية والعقلانية؛ حيث انكشف عوارها وشكها وتأرجحها وتبعيتها للمناهج العَلْمانية والاستشراقية والتنصيرية؛ فأصبح يصدق عليهم أنهم في مشروعهم: (لا للإسلام نصروا، ولا للغرب الصليبي كسروا).
3 - خلاصة ما أراه حيال نظرية صدام الحضارات يقوم على أساسين:
أحدهما: أن هذه النظرية صحيحة من جهة الصراع بين الكفر والإسلام، حيث إن الإسلام بتوحيده وعبوديته لله والإيمان بأركان الإيمان الستة، وما ينبثق عن ذلك من شريعة ونظام حياة؛ لا بدّ أن يصطدم بالغرب الصليبي الكافر العابد لغير الله والخاضع لشريعة الطاغوت.
والحضارة والثقافة الإسلامية بأُسسها وثوابتها تصطدم بحضارة الغرب بأُسسها وثوابتها.
وهذا الصراع أو الصدام هو حكم رباني جاء به الأنبياء جميعاً، ونصوص الكتاب والسنة قائمة على هذا الفرقان بين الحق والباطل، والأدلة حاسمة في هذا الباب. قال - تعالى - عن الكفار: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 712]، وقال - تعالى -: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 021]، ونصوص السنة الصحيحة جاءت مبيِّنة أن القتال مع اليهود والنصارى سيبقى حتى يخرج الدجال وينزل عيسى بن مريم؛ عليه الصلاة والسلام.
وإنني أقول بكل وضوح: إنه لا مهرب من هذا الصراع أو الصدام بين المسلمين والكفار من الغرب الصليبي - ونحوهم - حتى لو أُنشئت مئات المنظمات العالمية ووقَّع عليها الزعماء كافة، ودبج المثقفون والمفكرون من الطرفين عشرات البيانات للتعايش والوئام؛ إذا لم يجمعهم التوحيد والإسلام الذي جاء به خاتم الرسل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ومن المعلوم أن الشرك وعبادة غير الله لا يمكن أن يلتقيا مع التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، كما أن من كفر بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد كفر ببقية الرُّسُل؛ لأن الإيمان بهم جميعاً متلازم.
الثاني: هناك منطلقات وفروع لهذه النظرية غير مسلَّم بها، ويجب الاعتراض عليها، ومن ذلك:
أ - الإيحاء بأن الصراع أو الصدام إنما هو مع حضارة الغرب في جانبها المادي والتقني، والزعم بأن الإسلام يعادي الحضارة؛ لأنها تقدُّم وحضارة.
وهذا كذب على الإسلام وفرية. وقد توسَّع عدد كبير من الكتّاب الإسلاميين في بيان ذلك والرد على الغرب ودهاقنته في مجال الفكر من المستشرقين والمنصِّرين وأذنابهم من العَلْمانيين في بلاد المسلمين.
وهي من الوضوح بحيث أصبح الحديث عنها مكرراً مملاً.
ب - أيضاً الإيحاء بأن الإسلام يحقد على الغرب حسداً منه، أو خوفاً من الحضارة واكتشافاتها ونحو ذلك، وهذا فيه ما فيه من البهت؛ حيث ما من مسلم صادق إلا وهو يفرح ويتمنى لو أن الغرب وغيرهم أطاعوا الله وعبدوه وحده لا شريك له، وهم على ما هم عليه من القوة والسلطان. والمسلمون ليس عداؤهم شخصياً للغرب، وإنما هو الولاء والبراء في الله، هكذا علَّمهم دينهم، وهكذا تلقَّوا عن نبيهم نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم -.
ج - استغلال هذه النظرية لشنِّ حملة على الإسلام وعلى المسلمين وتصوير المسلمين بأنهم إرهابيون أصوليون متطرفون معادون للحضارة؛ لأنهم ضد الحضارة، ولأنهم متخلِّفون عن ركب العالم الذي هو الغرب بعولمته.
د - حصر الصدام بأنه مع المسلمين فقط، بينما يصطرع العالم قديماً وحديثاً صراعات مادية أساسها اختلاف المناهج وبسط النفوذ، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:
- الحرب العالمية الأولى والثانية كانت بين دول أوروبية نصرانية، وقد أزهقت ملايين الأنفس ودمَّرت بلداناً ومدناً بأكملها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/444)
- قامت الشيوعية في روسيا وامتدَّ نفوذها إلى عدد كبير من البلدان الإسلامية التي أُدخلت بالقوة والحديد ضمن الحكم الشيوعي؛ كما هو معلوم.
- الصراع بين الشرق والغرب تحت مسمى: الصراع بين الشيوعية والرأسمالية، وكل منهما ماديّ عَلْماني ملحد، وقد استمرت الحرب الباردة عشرات السنين وكادت أن تتحول إلى حرب حقيقية بينهما في عدة مناسبات؛ منها: أزمة خليج الخنازير المعروفة.
- وبوادر الصرع مع الصين قائمة اليوم والله أعلم بما ستؤول إليه.
ومع هذا كله تجد نظرية صدام الحضارات تحولت إلى نظرية أيديولوجية ضد الإسلام؛ والإسلام فقط.
4 - أخيراً: لا شك أن نظرية صدام الحضارات تؤجج الصراع، وقد قُصِد منها ذلك، واستُخدمت لهذا الغرض، فحالت دون نوع من المقاربة للعالم الإسلامي مع الغرب والتي قد يسعى إليها فئام من الطرفين؛ من المسلمين، ومن الغرب المنصفين الذين قد لا يحملون عداءً محدداً للمسلمين.
أما رأيي في هذه المقاربة وإن وصفت بأنها مقاربة سليمة؛ إلا أنها صعبة المنال في ظل قوة الغرب وجبروته وغطرسته وسياسة الإخضاع لعولمته:
أ - العسكرية.
ب - السياسية.
ج - الاقتصادية.
د - التقنية.
هـ - الفكرية والعقدية والثقافية.
والتي يوجهها للعالم أجمع، ولكن يركز في تطبيقها وتسويقها - ولو بالقوة - على العالم الإسلامي وعلى المسلمين في كل مكان نظراً لإدراكه أن الخطر عليه قادم من الإسلام.
وفي المقابل؛ فالمسلمون لن يتخلَّوا عن إسلامهم ودينهم لأجل الغرب أو خوفاً منه، وهم وإن كانوا ضعفاء مادياً وفيهم من يسعى جاهداً للارتماء في أحضان الغرب مهما كان الثمن؛ إلا أن علماءهم ودُعاتهم ورجالهم وأهل الرأي فيهم - ومعهم عامة المسلمين - يرفضون الخضوع والاستسلام للغرب، مهما كان ثمن هذا الرفض، والله معهم وهو مولاهم؛ فنعم المولى ونعم النصير.
- البيان -: رفض بعض المسلمين المؤسسات الدولية العامة مثل: الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية ونحوهما .. هل هذا الرفض سيعيق حوار الحضارات، أم هو جزء من حرية المشتركات الإنسانية؟
1 - المؤسسات الدولية اليوم وعلى رأسها الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها؛ أصبحت - فيما آلت إليه - مرفوضة من عموم المسلمين إلا القليل، وسبب ذلك معلوم ومشاهد ولا يحتاج إلى بحث واستدلال بحيث أصبحت لا يوثق بها، بل الأمر أدهى وأمرّ؛ فقد أصبحت سيفاً مصلتاً على رقاب المسلمين وبلدانهم في أية قضية من قضاياهم.
وهذه المؤسسات العالمية منذ تأسيسها إنما قامت من أجل مصالح الغرب وهيمنته على ما يسمونه بدول العالم الثالث وعلى رأس هذا العالم الثالث العالم الإسلامي.
- فمن الذي وراء هذه المنظمات ويتحكم فيها؟
- وكيف تصدر قرارات نظام مجلس الأمن الجائر؟ ولمن؟ وعلى من؟
- وغزو أفغانستان والعراق وغيرهما تباركه المنظمات الدولية، وإن اعترضت بعض المنظمات فإنما هو اعتراض على الممارسة، ويأتي بصوت خافت.
- وما موقف الغرب ومنظماته مما عملته دولة اليهود؟
- وأنظمة التعليم العالمي تحت مظلة اليونسكو تُدار بنُظم غربية عَلْمانية ويُرغم المسلمون على تطبيقها في تعليمهم.
- ومؤتمرات السكان والمرأة وغيرها هي حرب عالمية على الفضيلة ونشر للرذيلة، ومن ثم إرغام الدول الإسلامية على السير في هذا الركب القذر.
- وفضيحة الكيل بمكيالين أصبحت على كل لسان.
2 - ولهذا أقول: يحق للمسلمين كافة رفض هذه المؤسسات الدولية؛ لأنها مؤسسات مفضوحة كما سبق، ولأن الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه وثقافته هو المستهدف.
ولا شك أن هذا الرفض سيعيق حوار الحضارات. وسبب الإعاقة جاء من الغرب أولاً؛ لأنه يريد حوار الاستسلام والخنوع والخضوع.
3 - وكثير من أنظمة تلك المؤسسات العالمية على مستوى التنظير - وإن كان على مستوى التطبيق تتخذ أبعاداً استعمارية بشعة - فيها كثير مما يخالف شريعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويخالف شريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في عقيدته وأحكام دينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(52/445)